ولكن حين علم والدي وسمع بما يجري في النادي الثقافي الاثوري وما يعمل عليه في نشر الوعي القومي كان موقفه البديع بأن نعمل ونجتهد بالأدراسة كي نصبح أعضاءفي ذلك البناء الشامخ الراقي العالي
كان حبنا لأمتنا ولتلك الاحديث الشغل الطاغي في شوراع كراج الأمانة وبيوتنا وانت سيدي الكريم ابن المنطقة وتعرف البقية
كان نشر الثقافة والروح القومية ينقلها لنامنتسبي النادي ونشاطاته المفخرة لنا جميعاً
يوم العرض امتلأت صالات النادي وحدائقه وأسطحه وممراته وجوانبه بالحضور المميز والكل في لهفه لرؤيت هذا العمل الراقي ومسرحية (25+7 ) التي قام بإخراجها وكتابتها وتمثيلها العملاق أندري يوسف
كان المخزى والمعني لهذه المسرحية هي ...... جمعنا كاثوريين في قلب واحد ومصير واحد وهدف واحد
صفق لها الحضور كثيراً كثيراً
انا ساقتبس الاسطر اعلاه من رابي جان يلدا خوشابا وساوجه مداخلتي للقراء لاشرح لماذا كنت اقول بان الاشورية ايمان وطاقة. فنجد في الاقتباسات اعلاه نقل الايمان من الاب الى الابناء، من الكبار الى الصغار، ليتعاظم الايمان عن طريق النقل بين الاجيال وليصبح تراكم هذا الايمان في التاريخ كمصدر للطاقة التي هي يتم خزنها في التاريخ.
اعلاه كان مثال واحد من عدة امثلة. وانا اقتبستها بشكل متقصد جدا:
اولا: لاوضح بالضبط ما يهمني خلال القراءة. لاوضح كيف اقراء انا وعن ماذا اقوم بالتركيز.
ثانيا: لاوضح لماذا انا احبذ هكذا مقالات تاريخية التي هي اما سرد ذاتي او سرد ذكريات وتاريخ لشخصيات اخرى.
ثالثا: لاوضح من ان هكذا طريقة للكتابة هي الوحيدة النافعة والمفهمومة لكونها تملك مقياس. مقياس لقياس الايمان مثلا كما فعلت انا في اظهار الاقتباسات وشرحها
رابعا: لاوضح بان هذه هي الطريقة التي يجب اتباعها عند الكتابة ، حيث كل الكتابات الاخرى عن هي مجرد ذكر مقالات قصاصات تاريخية والتي تسمى بالنقاشات عن التسميات هي مجرد زبالة.
وانا ارغب بان اضيف التالي:
نجاح النادي اعلاه (وانا اخذه كمثال) لم يعتمد فقط على اشخاص قرروا البدء في فتح مكان واعطاءه تسمية مثل النادي الثقافي الاشوري. وسر نجاحه لم يعتمد فقط على بضعة اشخاص قرروا تاسيسه. فهؤلاء الاشخاص بالرغم من ان دورهم كان مباردة جيدة جدا، الا انهم نجحو لاسباب اخرى:
هذه الاسباب هي ان الاعضاء المؤوسسين بانفسهم تواجدوا في مجتمع كان يحمل مسبقا ايمان بانهم امة. والسر الاكبر في نجاحه هو ان ابناء هذه الامة قاموا بالاهتمام بهذا النادي، فتاسيس النادي وجدوه مهم جدا لهم . البرهان: انظر الاقتباسات اعلاه، فهي تحوي مقياس واضح جدا.
دور المؤوسسين للنادي كان لتنمية هذا الايمان اكثر ونلاحظه ونشاهده ايضا عند قول المؤوسسين في الرغبة بان يكون هناك كيان سياسي قومي يدافع عن خصوصية وهوية الامة. هكذا دور للمؤووسسين لا يمكن انكاره، ولكن ما انا ارغب بابرازه هو الاساس، وهذا الاساس هو وجود الايمان بالهوية والايمان بالامة.
ولتوضيح ذلك اكثر فنحن نملك مثال اخر. المدارس والكليات الاشورية حول لغة الام التي تم فتحها سواء في الداخل او في الخارج، هي لم تنجح لان فقط كان هناك مبادرة من اشخاص لغرض فتحها، وانما هي نجحت لوجود اعداد كبيرة من العوائل التي كانت مستعدة جدا لارسال ابنائها لهذه المدارس والكليات، وهذا لكونها كانت تملك ايمان قوي جدا نقلها لهم الاجيال التي قبلها بان يتم انجاح هكذا مشاريع من اجل الامة.
بطريقة اخرى، يستطيع اي بضعة اشخاص بان يقرروا غدا بفتح نادي ثقافي او مدرسة بلغة الام الخ ولكن اذا لم يقم احد بالذهاب اليها، اذا لم تقم العوائل بارسال ابنائها لهكذا مدارس فهي لن تنجح اطلاقا. فالاساس هو اذن واضح، وهذا الاساس هو هل هناك ايمان وطاقة ام لا. وهذا الايمان والطاقة التي تعيش في داخل وعي الافراد لا يمكن تعويضها بقصاصات ورقية عن التسميات ليحاول الاخرين ان يمتلكوا ايمان مشابه فقط عن طريق الانترنت.
الشرح الذي قدمته اعلاه هو الوحيد بالنسبة لي الذي يظهر الاعتزاز بالهوية والثقافة والخصوصية واللغة والمحافظة عليها كلها لكي لا تموت.
مواقفي هي لا تملك اذن انحياز متقصد، وانما هي نابعة من منطق قوي متين للغاية. ونحن لا نمتلك منطق اخر غير الذي ذكرته.