يبدوا أن حالة التجاوزات التي تقع بين فترة واخرى على ممتلكات واراضي الاقليات ( المسيحيون) في عقر دارهم واراضيهم التاريخية في أقليم كوردستان ستبقى مستمرة وليست لها نهاية مادام لا تتخذ الاجراءات الحاسمة لهذه الملفات لا بالطرق القانونينة من خلال السلطة القضائية ولا بالطريقة السياسية من قبل حزب السلطة، وبين حين وأخر تقوم جهات متسلطة ولها نفوذ عشائري بالتجاوزات بالرغم من امتعاض وتقديم الشكاوي من قبل اهالي هذه المناطق والمناشدات التي تطلقها الاحزاب القومية (المسيحية) ولا من خلال ما يقومون به ممثليهم في البرلمان الكوردستاني والسلطة التنفيذية في حكومة اقليم كوردستان.
من خلال الفترات السابقة والتي ليست بعيدة قدمنا عدة ملفات خاصة بالتجاوزات على اراضي المسيحيين والتي تقع في مناطق مختلفة من محافظة دهوك ضمن الحدود الجغرافية لقضاء عقرة وعمادية وزاخو واصبحت هذه الملفات حديث سكان المنطقة ومصدر قلقهم وسببا لنزع السلم الاهلي وشعورهم بأن تواجدهم غير مرغوب فيه في الاقليم بالرغم من ان السلطات الحكومية والحزبية ومنظمات مجتمع المدني كلها تتحدث وتفتخر بالتعايش الاخوي السلمي في اقليم كوردستان والتي هي سمة من سمات المجتمعات المتحضرة التي تنتهج النظام السياسي الديمقراطي والتعامل الانساني وفق المعايير والمواثيق الدولية لمبادئ حقوق الإنسان ومنها حق التملك والسكن والحفاظ على تواجد الاقليات وعدم هجرتهم،وإن العديد من المنظمات الدولية والمحلية ادرجت هذه القضية في تقاريرها الخاصة والسنوية وما يحصل من التجاوزات والمطالبات كلها تصب بان يتم حلها بالطرق القانونينة وتطبيق العدالة من خلال دور المحاكم في الاقليم وان يكون القانون هو الاعلى ولا يعلى عليه من خلال المتنفذين ومن لهم سلطات عشائرية في هذه المناطق.
نحن لدينا الثقة بسلطات الاقليم بكافة مسمياتها بان تاخذ هذا الملف على محمل الجد ولاترضى بمثل هذه التجاوزات لان شعار التعايش السلمي والاخوي والعمل كشركاء في كافة المجالات في الاقليم هو من ضمن هذه السياسات وبالاخص اشراك الاقليات ومنهم المسيحيين في السلطة التشريعية ومنح خمسة مقاعد كوتا لهم ومشاركتهم في السلطة التنفيذية من خلال منحهم وزارة في الحكومة وكذلك المشاركة في مرافق المؤسسات الحكومية والغير حكومية في الاقليم حسب الاختصاص كل هذا ندركه ونلمسه والكثير من الامور الاخرى ولكن الاستمرار بالتجاوزات على اراضيهم وقراهم ومناطقهم التاريخية من قبل البعض وعدم حسم هذه الملفات بصورة صحيحة وقانونية لارجاع الحقوق والاستمرار بالتجاوزات من قبل البعض لعدم وجود ردع ومحاسبة سوف يشوه كل المنجزات والمساعي المبذولة لجعل اقليم كوردستان اقليما نموذجيا قويا تراعى فيه مصالح الجميع وتبقى حقوقهم محفوظة واهمهم هي حقوق الاقليات والتي هي من احد المحاور الاساسية في العهدين الدولين والاعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقات الدولية التعاقدية لحقوق الانسان والاقليم ملتزم بها ويعمل جاهدا لتعزيزها والاستمرار بها لذا ينبغي عدم افساح المجال للبعض بتشويه كل هذه الامور وبالتالي المسؤلية تقع على الجهات والمؤسسات الرسمية في الاقليم.
قبل ايام وصلتنا شكوى اخرى من اهالي قرية كشكاوا ونهلة بحصول تجاوز على اراضيهم وهذه المرة بشكل مختلف تماما عن ما حصل في السابق حيث أن هذه المرة تم بالتحايل على القانون ولكن مع الاسف المحكمة المختصة لم تكن على قدر المسؤولية لحسم الموضوع اما لجهلها وهذا مستبعد او للتاثير الواقع عليها واتمنى ان لا يكونوا من الذين طرفا او مساعدا لحصول مثل هذا التجاوز.
لذا نطمئن اهالي كشكاوا خصوصا ونهلة عموما والمناطق الاخرى جميعا، بأننا ومن جانبنا اضافة الى جهود اطراف اخرى، نبذل كل جهودنا ومن خلال علاقتنا وموقعنا بالسعي لايجاد معالجات للاشكالية التي حصلت مؤخرا، وفعلا اجرينا اتصالاتنا واخبار الخيريين والجهات الرسمية بواقع الحال لما حدث ويحدث لايجاد الحل وبالصورة التي تضمن لصاحب الحق حقه، وايضا لدينا خارطة طريق واقتراح سوف نقدمه الى رئاسة الاقليم لحل جميع المشاكل على الاراضي الزراعية والتي بقيت معلقة الى الان وكذلك حكومة الاقليم ايضا ستكون على الخط كما انجزت قبل فترة من الان لحل بعض الملفات ولكننا نسعى لطرح مشروع برنامج وبالشكل القانوني لحسم هذه الملفات جميعا لاعطاء ابهى صورة لاقليم كوردستان ويبقى كما هو معروف عليه بانه موطن الجميع وحاضن الحقوق والحريات لجميع الاقليات الدينية والقومية والمذهبية المتعايشة معا.
24 تموز 2020