المحرر موضوع: الوزيرة وشمعة الدير  (زيارة 475 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الوزيرة وشمعة الدير
« في: 20:10 30/07/2020 »
الوزيرة وشمعة الدير
سامر الياس سعيد
تقف خاشعة صامتة امام شمعة في الدير العتيق  وتجول بين اروقته ..هكذا ابرز منشور اخير لها زيارتها لدير الربان هرمزد في بلدة القوش  مضيفا في سياق المنشور انها التقت العوائل النازحة في البلدة لتستمع الى معاناتهم ..معاناتهم التي مازالت كالجمر الذي لايخفت وهم يكابدون رحلة النزوح المريرة ..يبدون كساعي بريد حيث يقبضون رواتبهم ليحولوها لبدلات الايجار الباهظة ومكابدات الوظائف التي بدت كشعرة معاوية تلصقهم بوطنهم  رغم ما يكابدوه ..هل تدركين كم من المرارة عانوا في اروقة تلك الدوائر والخدمات التي قدموها فيها  ليجدوا انفسهم مبعدين مهمشين ..هل تدركين مرارة جموع كبيرة من المتقاعدين الذين حل عليهم خريف العمر وهم يودوعون اقرانهم في وظائفهم ليجدوا معوقات كبيرة تعترض اكمال تلك المعاملات وبقائهم دون حلول شافية بسبب اوضاع ضغطت فيها جائحة كورونا لابعد المديات ..امام تلك الشمعة الصامتة  التي ربما ستذكرك بان مسيحيو  العراق انفسهم هم تلك الشمعة  التي بدت بالذوبان ..اذابتهم الحروب المتتالية ..اذابتهم محنة النزوح ومحنة السلب التي طالت ممتلكاتهم  والتي بقيت مقيدة ضد مجهول ..اذابتهم مرارة التهميش والاقصاء في دوائرهم ومؤسساتهم  رغم ان الكل كان يؤكد بانهم كانوا شموع تلك الدوائر والمؤسسات ..المستقبل الذي بلا هوية يذيبهم اكثر  لاسيما ما يتعلق بالنشيء الجديد متمثلا  بالاولاد ومهمتهم الجسيمة التي تلقى على عاتقهم كونهم جيل مسيحي  سينشا وبصره مازال يرنو لموطن اجداداه وابائه هناك في الموصل وحواضره المسيحية مهدمة بائسة  مهجورة  ولاثمة امل بالعودة يظهر في نهاية النفق ..سعادة الوزيرة ..شمعة مسيحيي العراق على وشك الانطفاء فهل وصلت الرسالة ؟!