المحرر موضوع: د.موفق محادين : النائب الأول لرئيس اتحاد كتاب آسيا وافريقيا: الأرمن صفحات من الحضارة والمأساة والبطولة  (زيارة 594 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sound of Soul

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 13100
  • الجنس: أنثى
  • اردت العيش كما تريد نفسي فعاشت نفسي كما يريد زماني
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,53.0.html



د.موفق محادين : النائب الأول لرئيس اتحاد كتاب آسيا وافريقيا
كنعان اونلاين .






رغم أنه من الصعب تحديد مساحة وحدود البقعة الجغرافية التي استقر فيها الأرمن، إلا أنهم عاشوا وتوطنوا فيما بات يعرف بالهضبة الأرمنية في الجانب الشرقي من الأناضول وآسيا الصغرى، وتشمل أراضي جمهورية أرمينيا الحالية وكارباخ ومساحات داخل تركيا الحالية.

وتضم الجبال الشهيرة (ارارات)  وبحيرتي، فان وسيفان،وعددا من الأنهار  منها : اراكس وجوروخ، وعددا من العواصم  التاريخية  لارمينيا مثل  ارمافير ، دوفين، آني، اردشاد.

ويعود الأرمن إلى  مجموعات  قبائل  ظهرت منذ الالف الرابع  قبل الميلاد  مشكلين قومية  مستقلة ، وفيما يخص الاسم ، ارمينيا، فهو اسم سومري  مركب من دلالاته أبناء  الشمس ويمكن رده ايضا إلى  أور  أو ارارات (جبل الشمس)  ويرى بعض الباحثين  الأرمن  أن اللغة الارمنية تصنف ضمن  الأرومة  الهندو اوروبية  بينما  يرى آخرون  أنها  لغة آرية  أصلية  خاصة  بنفسها  ولها علاقة بعبادة  الأرمن أيضا  ،أريف ، أي (الشمس  باللغة الأرمنية) .

ان اول اشارة  تحدثت عن “الشعوب التي قطنت  الاراضي  التي عرفت  فيما بعد باسم ارمينيا  كانت  تلك التي وردت في مدونات الحثيين ثم في مدونات الاشوريين  الذين تحدثت حولياتهم عن النصر  الذي احرزه ملكهم توكولوني نينيورتا (1255 – 1218 قبل الميلاد) على شعب  نائيري الذي يحكم شعوب الممالك  الصغيرة  المنتشرة  في المنطقة  الممتدة الى الشمالي من بحيرة فان van (مروان مدور ، الارمن عبر التاريخ ص84/85)

وقد تعرض الارمن لمحلات  غزو  متعاقبة  من الميديين (610ق.م) الى الاتراك والمغول.

كما شهدت هذه  البلاد  ممالك ارمنية  قوية مزدهرة  قبل الميلاد وبعده  وخاصة المملكة الثانية  بزعامة ديكران الثاني الكبير.

وقد شهدت الأمة الأرمنية  في القرنين الرابع والخامس  الميلادي  حدثين خطيرين  أثرا في مجرى حياتها على المستويات العقائدية  والفكرية والسياسية  والقومية  بصورة  عميقة ، وكان أول  الحدثين  هو اعتناق  الدولة الأرمنية الديانة المسيحية  واعلانها  هذا الدين  عقيدة  وحيدة  للشعب الأرمني وذلك  في عام 301 ميلادي.

أما الحدث الثاني  فكان  اختراع الأبجدية الأرمنية  التي حفظت المسيحية  والقومية الأرمنية  والشخصية  الذاتية لكل أرمني.



ومن البديهي  أن يتفاعل  هذان الحدثان  مع حياة  الأمة  الاجتماعية  وأن يغيرا من تركيبها الطبقي  بالدرجة نفسها  التي أثرا فيها  على فنونها الجميلة  وآدابها  وكذلك  في الهندسة  المعمارية  ولتنطلق حركة  الترجمة  والتأليف  لكي تتمكن  من التفاعل  مع الحضارات التي سبقتها  او عاصرتها.


أرمينا.. من حملات الإبادة إلى الاستقلال


 

على مدار العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وخلال الحرب العالمية الأولى تعرض الأرمن لسلسلة من حملات الابادة في عهدي السلاطين والاتحاد والترقي، وتراوحت الأرقام التقديرية لضحايا حرب الإبادة المبرمجة ضدهم بين مليون ونصف مليون ضحية.

ومع نهاية الحرب الأولى توفرت الفرصة لإعلان استقلال أرمينيا واعتراف تركيا بذلك في معاهدة سيفر 1920 قبل التراجع عن ذلك  في معاهدة لوزان 1923، ولم يخلو هذا الاستقلال من إشكالات داخلية بين التيار المؤيد لموسكو وفق مرسوم حرية استقلال الشعوب  الذي صدر بعد ثورة اكتوبر 1917 وبين تيارات وطنية أخرى،تتعامل مع ارمينيا التاريخية كوحدة واحدة.

وبالإضافة لسكان هذه الجمهورية (حوالي خمسة ملايين نسمة) ينتشر الأرمن اليوم في روسيا الاتحادية وفي الولايات المتحدة وفرنسا وإيران وبلدان أمريكا الجنوبية، وذلك بالإضافة للجاليات الأرمنية في لبنان وسوريا ومصر والعراق والأردن وفلسطين وبلدان أخرى.

وتنتشر في الوسط الأرمني العديد من الأحزاب والتيارات السياسية أبرزها: الطاشناق (البوق) والهنشاق اليساري، والأمغار فار

 

جذور العلاقة بين العرب والأرمن


 

يعتقد الأرمن أنهم عاصروا كل من السومريين والأكاديين والفراعنة، وبعدها الأشوريين والبابليين والأراميين وكذلك بقية الشعوب التالية من فرس ويونان ولاتين، وقد هبطوا من القوقاز أو أرمينيا إلى العراق ويرجع ذلك إلى نحو 5000 عام ق.م، وكما يقول تومبي: (إن الحضارة السومرية توسعت وامتدت إلى الجزء الغربي من الأناضول، وسميت بعد ذلك كابادوكيا) وثبت أن الشعب السومري كان يعيش بصورة تآخي مع الشعب الأرمني.

ومن ذلك أيضاً ظهور اسم أرمني في النقوش المدونة من قبل الملك الأكدي ناراسين في الألف الثالث قبل الميلاد، وهناك نقش آخر ذكر فيه جد هذا الملك وهو صاركون الأكدي أشار فيه إلى غزو (أرمني) في الألف الرابع قبل الميلاد.

كما كشفت دائرة المعارف الإسلامية في مدينة أور الشهيرة جنوبي العراق عن لوحة هي صدر تمثال بازلتي نقش عليه عبارات تشيد بفتوحات ناراسين 2259-2223 ق.م، وذكرت في النص مملكة أبيلا لأول مرة في التاريخ كما ورد معها اسم مدينة أخرى لم يتسنى للباحثين معرفة دلالتها ولا موقعها ظهرت بعد ذلك بأنها مدينة أرمان ويقصد أرمينيا، وتدل هذه العبارات على مباهاة الملك الغازي على قدرته على فتح هاتين المدينتين التي لم يسبق وأن فتحتا من قبل في التاريخ.


العلاقات العربية الأرمنية وتطورها عبر العصور


 

تشير الدلائل إلى أن العلاقات العربية الأرمنية، نشأت في عهود ما قبل الميلاد، وتوثقت بمرور الزمن، وخصوصاً في المراحل التي أعقبت الإسلام، كما عززها الموقف المشترك الذي اتخذه الشعبان العربي والأرمني من احتلال الدولة العثمانية لهما .

بدأت هذه العلاقات عملياً عندما توسع ديكران الثاني (59-55 قبل الميلاد) في فتوحاته جنوباً، حتى وصل إلى دمشق وجبيل وغيرهما من مناطق بلاد الشام (كفلسطين ولبنان)، حيث مكث زُهاء ثمانية عشر عاماً، بناء على طلب من أهل سوريا.

أما عن العلاقات العربية – الأرمنية بعد ظهور الإسلام وبدء الفتوحات، فقد دخلت أرمينيا تحت حكم العرب بعد فتحها من سنة (640م) وحتى سنة (885).

ومن الوثائق التي تؤكد على ثقافة الانفتاح والتعايش والاحترام المتبادل بين الإسلام والأرمن، ما ورد في كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الأرمن والمسيحيين وفي كتاب عمر بن الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

نسخة العهد الموهوبة من نبي الله محمد، لطوائف النصارى والقبط والسريان اليعقوبية بمصر وأقاليمها، وفي كل مكان من أقطار الأرض. هذا عهد مني إلى سكان جميع النواحي من السريان والقبط، حفظاً لميثاقهم ورعاية لأجل الله عز وجل لأنهم وديعة الله في أرضه، ومحافظون لما نزل عليهم في الإنجيل والزبور والتوراة، لا يكون لهم الحجة عليهم من قبل الله تعالى، وصية منه وحفظاً عليهم بأمر العزيز الحكيم، إذ أمر معاوية بقوله: اكتب لهم هذا العهد مني، ليطلعوا (كذا) عليه سائر المسلمين والمتولين للحكم من الأمراء والوزراء، والسلاطين والعلماء والفقهاء من الملة الإسلامية العاملين بوصيتي.

ثم يتبع النص كما في العهود السابقة مع اختلافات عرضية في العبارة وبعض إيضاحات وزيادات، وأما العهد الذي يقال أن محمداً عاهد به الأرمن، فإن صورته قريبة من صور العهد اليعقوبي السابق الذكر، إلا في بعض قطعها ولا حاجة إلى نقل شيء منها.


وتالياً العهد العمري لطوائف الأرمن إلى أرمينيا:


هذا ما أعطى سراقة بن عمرو عامل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شهر براز وسكان أرمينيا والأرمن من الأمان: أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وملتهم ألا يضاروا ولا ينتقضوا وعلى أهل أرمينيا والأبواب الصراء منهم والثناء، ومن حولهم، فدخل معهم أن ينفروا لكل غارة وينفذوا لكل أمر ناب أو لم ينب رآه الوالي صلاحاً على أن يوضع الجزاء عمن أجاب إلى ذلك إلا الحشر، والحشر عوض من جزائهم ومن استغنى عنه منهم مقعد فعليه مثل ما على أهل أذربيجان من الجزاء والدلالة والنزل يوماً كاملاً، فإن حشروا وضع ذلك عنهم وإن تركوا أخذوا به. شهد عبد الرحمن بن ربيعة وسلمان بن ربيعة وبكير بن عبد الله وكتب مرضى بن مقرن وشهد.

ومن المعروف تاريخياً، أن هناك هجرات عربية إلى أرمينيا جرت بعد الدخول العربي لها، وكانت الهجرة الأولى في عهد الحكم الأموي، والثانية إبان الحكم العباسي. وقد حدثت تلك الهجرات تحت تأثير عاملين متباينين، كما جرت وفق شكلين مختلفين:

الهجرات الأولى: في زمن الأمويين، وتنقسم إلى شكلين: الأول: هجرات جماعية قامت بها القبائل العربية، دعماً للدخول العربي لبلاد أرمينيا، والثاني: هجرات فردية قام بها مواطنون عرب في أوقات متلاحقة بدوافع اقتصادية بحتة.

الهجرات الثانية: في زمن العباسيين، وجرت للأسباب نفسها، ولكن دون أن يحدث اختلاط أو احتكاك بين الشعبين العربي والأرمني، بخلاف الهجرات التي جرت زمن الأمويين، حيث بدأ العرب ينتشرون ويسكنون في المدن الأرمنية، ويندمجون مع السكان المحليين، وتعرفوا على الثقافات الأرمنية وعرفوا الأرمن بثقافتهم العربية، وجرى تأثير متبادل بين ثقافتيهما.

وقد استمر الأرمن في بلادهم يمارسون شعائرهم الدينية بحرية، وشاركوا المسلمين في المناصب الإدارية، وقدموا خدمات جليلة للدولة الإسلامية. ولعل ذلك يعود للمعاملة الحسنة. غير أن غزوات الأكراد والسلاجقة والدولة البيزنطية للأراضي الأرمنية كان لها الأثر في تناقض أعداد الأرمن في مناطقهم، إما لذبحهم، أو لتهجيرهم، أو لإسلام بعضهم. وبخاصة أن بعضهم اختلط مع العرب المسلمين، وحصل تمازج بينهم جراء اشتراكهم معاً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

وأمام ازدياد نفوذ الإمبراطورية البيزنطية في منطقة الثغور وبلاد الشام الشمالية، والجزيرة الفراتية، جرى تأمين حدودها الشرقية المتمثلة بأرمينية، وما فيها من إمارات أرمينية، أمام الغزو التركي للمنطقة،وكذلك لما يمثله الأرمن من خلاف مع الإمبراطورية البيزنطية، نتيجة للخلاف الديني بينهما، ولذلك لم تكن الإمبراطورية البيزنطية تأمن الأمراء الأرمن في المنطقة، فبادرت إلى ضم الإمارات الأرمينية تحت سيادتها، وتهجير سكانها من الأرمن إلى آسيا الصغرى، وتمنحهم فيها القطائع، وكانت آخر إمارة أرمينية ضمتها الإمبراطورية البيزنطية عام (457هـ/1064م).

ولما اشتدت غزوات الأتراك (السلاجقة)، وغاراتهم على مواطن الأرمن في أرمينية، هاجر حشد كبير من الأرمن ولحقوا بتلك المنازل الجديدة، حتى أضحى معظم سكان أرمينية في حركة مستمرة نحو الجنوب الغربي، في حين أن التغلغل التركي في آسيا الصغرى دفعهم مرة أخرى إلى جبال طوروس وإلى جبال اللكام، وانتشروا في وادي الفرات الأوسط ليستوطنوا مدنها وقراها وحصونها وقلاعها: كتل باشر وعينتاب، وملطية، والرها، وقد غلب الأرمن جراء الهجرة المتواصلة على سكان تل اباشر، ونزلوا في سميساط، واستوطنوا في بهسنى وسهولها. واتخذوا من المرزبان من أعمال حلب ودلوك وكركر موطناً لهم، حتى أصبحت القرى المحيطة بكركر وسميساط وحصن زياد عند منحدرات الفرات آهلة بالأرمن، وأقاموا لهم فيها الأماكن الدينية واستولوا على سهول وحقول تلك المناطق، كما قصدت أعداد كبيرة منهم إلى طور عبدين من ديار بكر، واختلطوا مع الأكراد المسلمين، مما أدى إلى نقصان أعدادهم. أن الهجرات الأرمينية التي شهدتها المنطقة طوال القرن (11م/5هـ) غيّرت الطابع العرقي والعنصري فيها، وأصبح الأرمن العنصر الأساسي فيها. وقد منحهم موطنهم الجديد أهمية في الأحداث السياسية التي اجتاحته خلال القرن (12م/6هـ). ومع أن بلاد المسلمين أحاطت بهم من كل جهة، وتمتعوا بحرية كاملة في ظلها، إلا أن هذا العنصر حافظ على عاداته وتقاليده ولغته وثقافته، ومع ذلك فشل في بناء قوة مركزية متحدة، واستمر في تفككه معتمداً في حكمه على العائلات والعشائر القوية منه، الأمر الذي أدى إلى تنافس تلك العائلات، وإضعافها أمام القوى المحيطة بها.

وفي العصر الإسلامي 640-696م شارك بعض الشبان الأرمن ممن اعتنقوا الدين الإسلامي في الحروب العربية الإسلامية ومنهم القائد فارتان الرومي الذي شيد سوق فارتان في الفسطاط ثم تولى مسؤولية الخراج في مصر، ومنهم حسن الأرمني، كما تولى بعض الأرمن إمارة مصر في العهد العباسي ومنهم الأمير علي بن يحيى 840-848، وتمتع الأرمن في عهد الفاطميين 996-1171م بكامل الحريات الدينية والثقافية والتجارية حيث برز اسم بدر الجمالي الذي تولى الوزارة في الفترة ما بين 1070-1094م وقد لقب بدر الجمالي بلقب أمير الجيوش وسيف الإسلام وقد خلفه ابنه الأفضل شاهنشاه 1094-1121م وكان تعداد الأرمن في مصر في القرن العاشر الميلادي. يناهز (100000) نسمة، وقد أطلق المؤرخ “جاستون فييت” على مصر في النصف الثاني من القرن الحادي عشر “العهد الأرمني” ومن الأرمن الذين تولوا إمارة مصر السعيد أبو الفتح يانس الأرمني 1132-1134 وبهرام (فهرام) الأرمني 1135-1137م لقد تدرج بهرام في مناصب الدولة حتى أصبح مقدم الأرمن في مصر ثم علا نجمه وتولى الوزارة خلال القرن الثالث عشر، وكذلك يانسي الأرمني ترقى وأصبح أميراً وكان غلاماً ثم تولى الوزارة للخليفة الحافظ.

وقد سمي بهرام بسيف الإسلام وتابع الخلافة مع كونه نصراني، أصبح وزير مفوض محاكم الأعظم في مصر في عهده بلغ الأرمن في الجيش المصري (20) ألف، ومن الوزراء نذكر أبو علي بن الأفضل تولى منصب رئيس الوزراء سنة وشهرين وأبو الفتح لمدة سنة وأبو المظفر بهرام الأرمني سنتان وطلائع بن رزيك 7 سنوات ورزيك بن طلائع سنتين.

وبعد سقوط أرمينيا الصغرى كليكيا على أيدي يالمماليك عام 1375م ازداد عدد الأرمن في مصر، فلقد هجر المماليك آلاف الأرمن في مصر، ويرى بعض المؤرخين مثل ستانلي بول وجاستون فييت أن “شجرة الدر” زوجة الملك الصالح هي من أصل أرمني وأصبحت ملكة عام 1250م بعد مقتل ابنها ، وكان لها شأن كبير في مصر. وذكر المقريزي أنه كان من بين عشرة آلاف مملوك (1290) ثلاثة آلاف وسبعمائة مملوك أرمني وشركسي، وزاد عدد الأرمن في مصر في القرن السابع عشر حيث تمركزا في خان الخليلي وكوم الأرمن والرشيد والاسكندرية ودمياط، وقد زاد عدد الأرمن أكثر في مصر في القرن الثامن عشر، ومن الجدير بالذكر أن قائد البحرية المصرية إبان غزو نابليون لمصر عام 1798م كان أرمينياً بالإضافة إلى وجود عدد كبير من العسكريين الأرمن في الجيش المصري، وفي عهد محمد علي 1805-1849م فقد بدأت نهضة الجالية الأرمنية حيث أسسوا أول مصرف عام 1838م، واستمر نزوح الأرمن إلى مصر بأعداد كبيرة.

وقد برز منهم بوغوص بك يوسف يوسفيان 1768-1844 الذي عمل سكرتيراً خاصاً لمحمد علي ثم مديراً لنظام المالية 1823، وكان مسؤولاً عن تنظيم البعثات التعليمية إلى أوروبا.

وفي جميع المجالات كان للأرمن دور فاعل في مجالات التعليم والمال والتجارة والخارجية والداخلية والقضاء والزراعة والصناعة والسكك الحديدية والحرف المختلفة.

استأثر الأرمن بوظائف المترجمين الخصوصيين لمحمد علي وخلفائه ويقول بعض المؤرخين مثل الجيرتي “أن الأرمن كانوا أصحاب رأي وشورى” أما هامون فيقول: “إن الأرمن الأقوى في بلاط الوالي” وقيل عن بوغوص باشا أنه مستشار محمد علي وفيلسوفه وصديقه الوحيد”.

كما تم تعيين ديكران ابروبان ناظراً للخارجية سنة 1891م ورشح لرئاسة النظارة في مصر سنة 1892، وعين بوغوص نوبار 1851-1930 عضواً وطنياً لإدارة السكك الحديدية، أما نوبار باشا (1825-1899) فيعد بحق من أهم الأرمن الذين كان لهم دور بارز في السياسة المصرية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث عمل منذ أوائل الأربعينات وحتى منتصف التسعينات من القرن التاسع عشر، وشكل ثلاث نظارات آخرها نوبار باشا لرئاسة الوزراء والداخلية، ومصطفى فهمي للحربية، وحسين فخري للأشغال… إلخ، وبقي نوبار باشا في رئاسة الوزراء بدأت من 28/8/1878-19/2/1879، والثانية 1884 يناير  7 يونيو 1888، والأخيرة من 1894-1895، وكان وزيراً للخارجية أيضاً، فقد لقب بصديق الفلاح المصري كما تم نصب تمثال له في الإسكندرية.

ويشار كذلك الى دور آخر للارمن في لبنان ، إذ أن  أول متصرف  لجبل لبنان (داود باشا) كان ارمنيا


الأرمن في التاريخ  الحديث


 

منذ نهايات القرن التاسع عشر  ورغم الخسائر  البشرية الجسيمة  التي  مني بها الأرمن  نتيجة المذابح  العثمانية  بين اعوام 1894  – 1927 فإن عدد الأرمن أخذ  بالازدياد  تدريجيا  خصوصا  بعد انتهاء  الحرب العالمية الثانية  للاسباب التالية:-

فيما يتعلق  بأرمن الاتحاد السوفيتي ، وخاصة أرمن الجمهورية الأرمنية السوفياتية  الإشتراكية  فإن زيادة عدد المواليد  نجمت عن العناية  الفائقة بالطفولة  ومعالجة المرضى وكان الاستقرار  النفسي  والمهني  قد  ساعد ايضا  للوصول الى هذه  الزيادة.

كما أن تحسن الظروف  المعيشية  في جميع الدول التي يتواجدون فيها  في العالم  وانصرافهم الى اعمالهم  بهدوء  بعيدا عن  الحروب والكوارث  المادية  والبشرية  التي كانت  تصيبهم خلال  وجودهم في الامبراطورية  العثمانية   قد  ساعد على تضاعف  عددهم  حتى بلغ  اليوم حوالي  ستة ملايين  نسمة تقريبا  حين أنه  لم يتجاوز  الاربعة ملايين  قبل خمسين عاما.

وقدر عدد الأرمن في الامبراطورية العثمانية  قبل عام 1915 بمليونين ومئة وثلاثين  الف نسمة  إضافة الى حوالي 270000 نسمو توزعوا في انحاء العالم  كالهند وايران وبولونيا  وكندا و امريكا  وفرنسا  والدول العربية وبالاجمال بحدود ثلاثة ملايين واربعمائة الف  نسمة

ومنذ استقرارهم ساهم الأرمن في مختلف الحقول الحضارية العالمية ، ومن ذلك”

1.               ارديم ميكويان – مخترع طائرة الميغ

2.               ارام خشترويان – موسيقار الاتحاد السوفياتي

3.               وليم سارويان – روائي ومؤلف مسرحي  وكاتب عالمي

4.               شارل ازنافور – مغني وممثل  معروف – فرنسا

5.               ريموند داميان، مخترع جهاز المسح الضوئي

6.               تيغران بيتروسيان، بطل عالمي للشطرنج

7.               كاسباروف،بطل عالمي للشطرنج

8.               لوثر سيمجيان، 200 اختراع منها (الطيران الآلي، وجهاز الاشعة السينية الملونة)

9.               اميل ارتيان، عالم رياضيات وجبر عالمي

10.         كوميتاس، موسيقي مشهور

11.         هوفانيس أدميان، مخترع التلفزيون الملون

12.         فكتور همبر ستوميان، عالم فلك مشهور

13.         المخرج السينيمائي ، روبين ماموليان

14.         فاردا بيديان ، من مؤسسي الجامعة الامريكية

كما قدم الارمن شخصيات سياسية عالمية بارزة منها :

1.               انستاس ميكويان، رئيس اسبق للاتحاد السوفياتي

2.               الجنرال سافريان – من كبار ضباط الجيش السوفيتي وأول من دخل برلين على رأس جيوشه  الروسية  في الحرب  العالمية الثانية..

3.               نوبار باشا، رئيس اسبق لوزراء مصر في العهد الخديوي

4.               عدد من الاباطرة الرومان منهم:باسيل الاول ورومان الاول، وكذلك الامبراطورة هيلانة

5.               لافروف وزير خارجية روسيا

الأرمن في التاريخ العربي الحديث


من بين جميع الأقليات في العالم العربي، لا يمتلك الأرمن مشروعاً قومياً خاصاً بهم على الأرض العربية، فالمشروع الأرمني يقع أساساً خارج الأرض العربية، وهو يتجه إلى أرمينيا التاريخية بالتحديد، لذا لم يصطدم المشروع القومي الأرمني بالمشروع القومي العربي، بل تكامل معه في كثير من الأحيان.

وخلافاً للمشروعات القومية الأخرى التي تصادمت في العالم العربي، فإن أحداً لم يثبت صداقته للشعوب العربية مثلما فعل الأرمن، فانخرط العديد من الطلائع الأرمنية في التيارات الاجتماعية، وفي حركات التنوير والتحرير العربية، مثل أديب إسحاق الحلبي، وآرتين مادويان اللبناني، والدكتور ماتوسيان السوري من لواء الاسكندرونة. وارتبط الأرمن بأوطانهم الثانية التي منحوها ولاءهم الصادق وحبهم من غير أن ينسوا وطنهم التاريخي.

تحتل البلدان العربية حيزاً هاماً في خريطة الانتشار الأرمني في الشتات. وقد كان لقرب سوريا والعراق من أرمينيا، وتماس أرمينيا المباشر مع تركيا، إضافة إلى العلاقات التاريخية الودية التي ربطت العرب والمسلمين بالأرمن، لا سيما في ظل العهد الأموي، دور في لجوء الأرمن إلى المنطقة العربية.

لذلك كان من الطبيعي أن تتجه جماعات كبيرة من الأرمن إلى سوريا والعراق، خلال المجازر التي نفذها الحكام الأتراك بحق الشعب الأرمني سواءَ في اواخر العهد السلطاني أو  في عهد الاتحاد والترقي. وكانت حلب واحدة من أهم محطات الشتات الارمني، ومنها أخذت تنطلق الجماعات الأرمنية إلى الدول العربية الأخرى، وخلال العقود التالية للمجازر، بما رافقها من تنقلات أرمنية في الأرجاء العربية، تشكلت لوحة الانتشار الأرمني في الواقع العربي.

وطبقاً للتقديرات الأرمينية في أواسط الثمانينيات، جاء توزيع الأرمن كما يلي: لبنان (250 ألف)، سوريا (120 ألف)، العراق (20 ألف)، مصر (12 ألف) يليها الأردن وفلسطين، برز من الأرمن في الأردن: كريم أوهان الذي صار مديراً للأمن العام،  ويصل التقدير العام لعدد الأرمن في الأقطار العربية إلى نحو نصف مليون نسمة.

وعلى الرغم من احتفاظهم ببعض عاداتهم وتقاليدهم وعلاقاتهم الخاصة، إلا أن الأرمن احتلوا مواقع هامة في البنى الأساسية والاقتصادية والاجتماعية، وساهموا في الشأن العام والحياة العامة في المجتمعات التي عاشوا فيها.

وعلى الصعيد الأردني فإنه بيوت الأرمن في معان هي التي استقبلت طلائع الجيش الفيصلي إلى الشام.

ومن المعروف أيضاً، الدور الذي لعبه الأرمن في التاريخ العربي، سواء بتأمين مصالح التجار العرب حول طريق الحرير، أو من خلال الفتوحات الإسلامية للشام والعراق وأثناء معركة اليرموك حيث رفضت القوة الأرمنية في جيش هرقل الاشتراك في القتال، وهو الموقف الذي كرره الأرمن مراراً خلال الحملات الصليبية.

وسواء عبر الأرمن عن هذه المواقف لأسباب دينية تتعلق بانحياز تيار واسع منهم  لفلسفة الطبيعة الواحدة التي تتعامل معها الكنيسة الغربية كهرطقة شرقية، أو لأسباب سياسية تتعلق بالانفتاح الضروري للأرمن على الشرق والجنوب العربي مقابل الضغط الرومي والعثماني، فإن الأرمن عمّدوا التحالف الموضوعي مع العرب بدم غزير وقربان باهظ الثمن على الجبل الأرمني المقدس في ارارات، حيث استقر نوح جدنا المشترك

وحسب دراسة مروان مدور (الأرمن عبر التاريخ ) فقد تفاعلت الثقافة الارمنية مع الثقافة العربية وخاصة مع الشاعر  السوري (ابو العلاء المعري) عندما قام الشاعر الارمني اواديك ساهاكيان بوضع قصيدة  رمزية استوحى ابا العلاء  موضوعا لها  وهي المسماة ” عروج ابي العلاء” نقتطف منها الابيات التالية

“قافلة ابي العلاء تسير متماهلة  كالريح..

مع رنين اجراس الموسيقى العذبة  في الليالي  الهادئة  لقد قطع السبل الملتوية  بخطوات  رتيبة  متزنة..

ورنين الاجراس  البراقة  مستمر عبر السهول الشاسعة الصامتة.


حملات الإبادة التركية  بحق الأرمن


 

يحيي الأرمن في شهر نيسان من كل عام، ذكرى حملات الإبادة الرهيبة التي تعرضوا لها في تركيا منذ نهايات القرن التاسع عشر في عهد السلطان عبد الحميد وحتى سنوات الحرب العالمية الأولى خلال عهد الاتحاد والترقي ، وذهب ضحيتها بين مليون ومليون نصف مليون قتيل، حسب الأرقام الدولية والأرمنية. وينسب للسلطان عبد الحميد قوله: إن التخلص من المسألة الأرمنية يكون بالتخلص من الأرمن أولاً(مراون مدور ، مرجع سابق ،ص367)

وقد تحولت إلى مادة في العديد من آداب الشعوب المختلفة، ومنها أعمال روائية للأديب اللبناني – الفرنسي أمين معلوف، وللأديب التركي أورهان باموق وغيرهما.

فمن هو الذي نظم حملة الإبادة ضد الأرمن ولماذا التكتم عليها؟

بالإضافة لبدايات المذابح على يد السلطات العثمانية وراح ضحيتها  بين 100 – 150 الف قتيل، فقد شهدت سنوات  الحرب العالمية واحدة من اكبر الفظائع  وحروب الابادة  الجماعية في التاريخ ، حين نظم ضباط  الاتحاد والترقي  التركي ، الماسون مع كبار  التجار اليهود  وكبار الاقطاعيين الأكراد  مذابح  رهيبة  ضد الشعب  الأرمني الأعزل

وهو ما يفسر أيضاً التكتم عليها، فكيف يتسنى لليهود ابتزاز العالم كله في قضية المحرقة المزعومة عندما يعرف هذا العالم أنهم المسؤولون عن أكبر مذابح القرن ضد الأرمن في تركيا.

ولدينا ما يشير إلى أن ضباط فصائل الإبادة المعروفة بكوفلاميليه كانوا أعضاء في المحافل الماسونية وذلك بالاضافة للمسؤولين والوزراء الذين اشرفوا على الابادة والمذابح ، مثل أنور باشا وطلعت باشا وجمال باشا ، وقد تمت تصفيتهم لاحقا على ايدي ثوريين من الأرمن وفيما يتذكر الغرب دائماً ما يسميه الإعلام اليهودي بالمذابح النازية ضد اليهود، يتجاهل المذابح الحقيقية لأرمن تركيا، وتلتزم الولايات المتحدة الصمت، كل الصمت إزاء هذه المجازر التي تناوب عليها العثمانيون وجماعة الاتحاد والترقي الماسونية في الجيش التركي.

وحسب تقارير “لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في حزب الطاشناق” فإن اللوبي اليهودي ساهم في تعطيل مشروع الاعتراف بالإبادة في الكونغرس الأميركي، وقد لعب شمعون بيريز دوراً اسماً في ذلك وكان موضع “احترام وتقدير الحكومة التركية” التي توافقه على أن الكلام عن المذبحة كلام مبالغ فيه وبدون معنى”.

ومن السهل تفسير التواطؤ التركي – الإسرائيلي – الأميركي من قضية الأرمن بسبب الحلف الثلاثي المعروف في الشرق الأوسط والجذور التركية “الخزرية” لمعظم اليهود الأشكنازيم وفق رواية الكاتب آرثر كوست “عن إمبراطورية الخزر”.

وبصدد الموقف الألماني وعمه اللامحدود لإسرائيل مقابل صمته المطبق عن مذبحة الأرمن، فإن البرلمان الألماني لم يصادق حتى الآن على الاعتراف بهذه المذبحة.

وبالمجمل  فإن عمليات الإبادة العنصرية في القانون الدولي نصت على ما يلي : ” ان عمليات الابادة العنصرية التي شملت الامة الارمنية في الامبراطورية العثمانية واتخذت لها  مسرحا  خلال السنوات  بين 1894 – 1915 تشكل جريمة بموجب القانون الدولي يعاقب مرتكبها ويلزم في الوقت نفسه باصلاح الضرر الذي الحقه بالمتعدى عليه”.





 

http://www.ankawa.org/vshare/view/10418/god-bless

ما دام هناك في السماء من يحميني ليس هنا في الارض من يكسرني
ربي لا ادري ما تحمله لي الايام لكن ثقتي بانك معي تكفيني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,603190.0.html
ايميل ادارة منتدى الهجرةsound@ankawa.com