المحرر موضوع: كيف نفهم الحركة الآشورية العراقية ومستقبل العراق ؟(2)  (زيارة 794 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
أزمة الحركة القومية والوطنية الآشورية مرتبطة بأزمة المجتمع العراقي
التردي والإنقسام المجتمعي الحاد والمرتبط بالوضع العراقي العام  والمنطقة يضعان مصاعب أمام  الحراك  الآشوري العراقي , ولكنها لن تستطيع  الحركة من ذاتها كتنظيم تاريخي أن تفقد قدراتها  وإمكانياتها حتى لو أرادت !. لأن الأعضاء الملتزمون بالحقوق لا يمكنهم أن يغُيّروا ما بأنفسهم , لأن طريقهم مُعبّد بدماء شهداءها وجهود مناضليها وداعميها , ولأنها ليست تنظيماً سياسياً فقط , بل هي مؤسسة قومية ووطنية ترسخت ونمت وتطورت في داخل النفوس عبر ما يقارب النصف قرن , وقوتها مستمدة من جماهيريتها , سواءاً الأعضاء أو من قبل مسانديها ومؤآزريها من خلال المؤسسات والنشاطات المدعومة منها كاللجنة الخيرية التي سُجلت في مؤسسات المنظمات الدولية و كذلك إلاتحادات الطلابية المُشاركة في مهرجانات ومناسبات دولية وعالمية و النشاطات النسوية في الأتحاد النسائي و كذلك التعليم بلغة الأم والتي قاومت المصاعب و التحديات والصعوبات الكبيرة  خصوصاً من الجانب المالي وتحولت الى مؤسسة معتبرة في الدولة العراقية , وكذلك تأسيس القوة والافواج العسكرية الدفاعية  والحمايات .
ما هي حقيقة التحديات التي تجابه الحركة كفصيل عراقي متقدم نوعياً وأصيل ؟.
بعد سقوط النظام البائد 2003 , إنتقلت  الحركة الديمقراطية الآشورية كممثل للحراك الآشوري العراقي  الى مرحلة و تحديات جديدة , ودخلت  معترك معقد ومتشابك من حاجات ومتطلبات ملحة وأشكال مستحدثة من التعبئة الجماهيرية والتنظيمية والحاجة الى كوادر ومساندين حقيقيين وكفاءات تلبي حاجات المرحلة الجديدة .. وجوهر الموضوع يتمثل في إنتقال الكفاح والإستعداد النفسي من تنظيم معارض للسلطة الى معارض من موقع المشارك في السلطة الجديدة وهذه حالة غريبة وصعبة في آن واحد , وعمل مع أحزاب شحيحة الخبرة والكفاءة في إدارة الحكم ومؤسساته و التي لا تزال تفكر بعقلية المعارضة , تستمرء الطروحات القديمة , وتجتر المعروض السياسي والفكري  وأدبياتها القديمة والتنظيمية و لم توائم  الوضع الجديد وغير مطمئنة الى بقاءها . ولكي تُضمن إمتيازاتها تعاملت بإبتزاز ومحاصصة وتقسيم المقسوم  فيما بينها. وتأسست منظومة الفساد والمحسوبية, وهذه مظاهر أصبحت معروفة للجميع .
مناقشات بيزنطة وسط الأخطار المحيطة بالعراق
من المؤسف حقاً أن يغرق البعض منّا في النقاشات والجدالات التي لا طائل منها في الوقت التي تحيط بنا الإخطار من كل جانب . ولو تم التركيز عليها ستبدد كل المعارك الوهمية , فالى جانب منظومة الفساد والدولة العميقة وفقدان التعليم والصحة والزراعة والصناعة وهدر المليارات وسيطرة أصحاب القوى الغيبية , لا زلنا غارقين في  أجواء فاسدة موبوءة من آراء ونقاشات  تزكم الأنوف .. فهل نخطأ ونُتهم باننا خرجنا من السرب إن أعٍرنا بعض الإهتمام للإخطار ومنها الطموح العثماني مثلاً , أم  نعمل كما عمل أبناء بيزنطة حينما جائتهم القوات العثمانية وإستمروا في مناقشاتهم عن أصل الملائكة غير عابئين بقوات العدو ( ثم رأوا الملائكة بعيونهم ) ؟!. أم نسترجع بعض القوة من تاريخنا وحضارتنا العراقية العظيمة الأصيلة في سومر وبابل وآشور ونستنبط منها بعض الحلول لمواجهة هذه الكارثة ؟!. الحلم العثماني المتربص لشمال العراق يتمثل في سلب الموصل وكركوك وأربيل و إلحاقها بتركيا وإعادة الامبراطورية الحثية وقبائل الهون الى الوجود من جديد !. وذلك بعد نفاذ مدة معاهدة لوزان عام 2023 والتي ستجعل تركيا  أقوى دولة في أوربا والمنطقة , وأرسلت برقيتها الى العالم من خلال تحويل متحف أيا صوفيا الى جامع وإعتلاء إمام الجامع المنبر حاملاً السيف , وقد بدأت تركيا بتنفيذ مشروعها  فعلاً في العراق وسورية وليبيا وعينها على مصر ( ولها خبرة منذ العهد العصملي في إستحمار الشعوب ! ) . ومن الجانب الآخر بدت بلداننا  و دولنا وبسلطاتها ( التعبانة ) خاوية وساقطة و مسلوبة الإرادة  ولا حول لها ولا قوة .. وترحب بأي دولة تحمل راية الإسلام السياسي أو الإخواني وتقاوم بشدة الإستعمار الغربي الكافر !. ومن الجانب الشرقي فلايران طموحات قديمة في النفوذ والإستحواذ على ديالى والنجف وكربلاء وسامراء , ليتم بعدها إرسالنا الى الجزيرة العربية على الجمال – النوق ( كما صرّح أحد قادتهم ) ويحلمون أيضاَ باعادة سيطرة الساسانيين الفرس الى أرض العراق , وكأن معركة جالديران  1514  بين الصفوين والسلاجقة لا تزال حيّة ليتم تصفيتها ( في الدور النهائي ) على أرض العراق ,  وضريبتها المزيد من القهر والتخلف والمرض .
   وبينما نعيش أزمة تلوا الأُخرى , وأغلبها مزمنة ومستديمة , غزانا كوبيد التاسع عشر ليخلط الأوراق ويقلب الطاولة على رؤوس الجميع , ويجعلنا شذراً مذر . وإن نجى أحداً , فالأكيد سيكون الأصيل الحريص على مستقبل العراق وإزدهاره  صاحب الفكر النّير المتطور مع تطور الوعي والحضارة الإنسانية والعلوم . وإن غداً لناظره قريب .