المحرر موضوع: من الكاظمي إلى الحريري  (زيارة 433 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من الكاظمي إلى الحريري
« في: 07:32 24/08/2020 »
من الكاظمي إلى الحريري
يقوم رئيس الوزارء العراقي مصطفى الكاظمي بمجهودات جبارة لإعادة العراق إلى الحاضنة العربية والاقليمية والعالمية، بعد طول غياب من على الساحة العامة، وبعد أن أستحوذ ملالي إيران على مقدرات البلد من جميع النواحي. وهذا لم يتأتى من فراغ، بل جاء استكمالًا لم قامّ به الرئيس السابق الغير مأسوف عليه باراك أوباما، حيث سلم كل مفاتيح السلطة السياسية والغير سياسية للجمهورية الإسلامية دون مقابل، لتفعل ما يتماشى مع مصالحها فوق أي أعتبار لكيان دولة يدعى العراق، المهم هو توسعها، وفرض مشروعها المذهبي وهيمنتها على ثروات وخيرات البلد، وهذا ما نجحت فيه إلى حدًا بعيد، على الأقل في البلدان التي أمتد فيها مرض السرطان الإيراني فيه، كسوريا واليمن ولبنان والعراق.
لا شك أن الكاظمي يحمل مشروع وطني يتماهى مع تطلعات كل مواطن شريف يريد خيرًا للوطن، هذا ما أثبتته الأيام القليلة الماضية، وما كانت الزيارة الآخيرة للبيت الأبيض في عاصمة صنع القرار واشنطن سوى دليل واضح على أن العراق مُقبل على تغيرات كبيرة وعلى أكثر من صعيد، أمني سياسي أقتصادي طبي، والذي هو اليوم في أمس الحاجة الى إعادة الهيكلية ومشاريع إعمار بنى تحتية، وأن كانت البداية  من الصفر إن لم تكن تحت الصفر أصلًا. فمن عام 2003 لم نشهد أي تقدم أو حركة بناءً وإنشاء، حتى المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كانت مشاريع نصب واحَتيال وسرقة وفساد، ليس بعدها فساد ونهب لمقدرات تعد بالمليارات الدولارات، حتى أصبح المسؤول في الدولة مدعاة سخرية وتهكم ومحل شبه أين ما حلّ وذهب في عراق ما بعد التغيير.
 الجميع اليوم ينظرون وينتظرون بفارغ الصبر إلى رئيس مجلس الوزراء الحالي، معلقين آمالهم العريضة لِغداً أفضل يتكلل بالإنجازات والمشاريع الحيوية التي يطمح إليها خلال فترة رئاسته، نتمنى ذلك، ولكن ثمة أمر أخر يسترعي التوقف والانتباه عنده، فالعراق إلى اليوم  يرزح تحت وطأة وسيطرة الميليشيات المسلحة بشكلٍ كامل، وهذا لا يختلف عليه أثنين، وما ميليشيا الحشد الشعبي إلا وجه قبيح من هذه الوجه المتعددة. ولا ينبغي أن يغيب عن أبصار الناس إنّ الإرهابي الأكبر نوري جواد المالكي، إلى اليوم له قوة وسطوة وعصابة قوية، وهو على رأس هرم السلطة وأن كان بشكلٍ أخر. ألم يشارك فعلياً في تفجيرات السفارة العراقية في بيروت عام 1981 وراح ضحيتها 61 شخصًا بما فيهم السفير العراقي عبدالرزاق لفتة وبلقيس الرواي زوجة نزار قباني، وقد نفذ العملية حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي بتنسيق وترتيب من المخابرات السورية. أليسْ هو من سلمّ الموصل على طبق من فضة إلى تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، والى الآن هو مسؤول في الدولة العراقية ويتزعم حزب له نواب أغلبية في البرلمان. ميليشيا الصدر وحزب الله العراقي وغيرهم الكثير ليسوا أفضل حال من البقية، فهمّ يتحكمون في مفاصل الدولة ولهم أتباع كُثر في جميع المؤسسات والدوائر الحكومية والغير حكومية. الخوف أن يتكرر المشهد المأساوي الذي حدث في بيروت سنة 2005، حينما قام أعضاء من حزب الله اللبناني وبتنسيق مخابراتي سوري باغتيال رئيس الوزراء وقتها رفيق الحريرى وسط العاصمة. هو أيضًا كان يحمل مشروع نهضوي لإرساء أساسات قوية تحمي البلد من الضياع والفوضى، وإعادة الدم الى شرايين لبنان بعد أن توقفت عن النبض والحركة، بدعم خليجي وعربي ودولي، ولكن في النهاية أُجهضت العملية برمتها ومات الوليد، وتمّ اغتيال صاحب المبادرة في عقر داره، وانتهى شيء كان أسمه لبنان الى الأبد.
اليوم ما أقرب مصطفى الكاظمي من هذا السيناريو المُحتمل في أيّ وقت وأيَّ مكان، مع وحوش المال والسلطة والأرهاب المتعطشين دومًا الى دماء كل عراقي تصل أيديهم أليه ولينهشوا جسده، وقَابَ قَوْسَيْن أَو أَدْنَىٰ من عملية اغتيال مدبرة، تقوم به مجاميع تترصد كل حركة يفعلها أو تصريح قوي يدلي به أو يحل ميليشيا ويلقي القبض على أنصارها. وبعد ذلك ينتهي البلد إلى الأبد، فلا تقوم له بعدها قائمة.