المحرر موضوع: بـَـقر.. بـَـقر.. بـَـقر  (زيارة 2089 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بـَـقر.. بـَـقر.. بـَـقر
« في: 16:03 04/08/2020 »
بقر.. بقر.. بقر

ننشر هذه المقالة مع اقتراب عيد شهداء آشور

لا يختلف إثنان على تخاذل (وليس فشل) الأمة الآشورية أحزاباً وشعباً وحُـزَيباتٍ* في تكريم شهداء آشور، حيث خدّروا القضية الآشورية عمداً وشوّهوا مفاهيمها وسخّفوها إلى أبعد الحدود. وأمام هذه الجريمة لا بدّ من التفكير بتعويض ولو مخجل، لإرضاء شهدائنا في عليائهم وذلك بالحفاظ على ما تبقـــّـى من الشعب الآشوري تحت الإحتلال الكردي والإسلامي في العراق، لذلك، إنطلاقا من اختصاصي في المعلوماتية الإدارية ودراستي في حقل "تنظيم وإدارة المؤسسات"، وخبرتي في معالجة ما يعرف في علم المحاسبة والإقتصاد بـ"مركز التكلفة" (كوست سنتر) لأكثر من 20 سنة، راودتني فكرة فطابقتها حسابياً مع حالنا المزرية في العراق واستنتجت التالي :

مع احتمال إجراء انتخابات مبكــّـرة في حزيران/2021 وبسبب عدم إستفادة الشعب الآشوري حتى اليوم من التمثيل المحسوب عليه في البرلمان العراقي المتخلف، وكون كافة من يعتبرهم البعض "نواب آشوريين"، أو حتى "مسيحيين" هم في الحقيقة مجرد مومياءات تتقاضى الرواتب منذ 17 سنة، أقترح بأن يطالب الشعب الآشوري بالاستغناء عن عضوية هؤلاء وأن يقوم باستثمار رواتبهم في مشروع أبقار. فلو قمنا بعملية حسابية بسيطة سنستنتج بأن الشعب الآشوري قد خسر فرصة ثمينة ليس فقط من الناحية القومية (الهوية والأرض) بسبب تلك الزمرة، بل حتى من الناحية الإقتصادية والإنمائية.

وبما أن عدد أولاد الكوتا في مجلس النواب العراقي خمسة والراتب الأساسي لكلّ منهم 4 ملايين دينار شهريا (حتى اليوم) عدا مخصصات المنصب التي بلغت 2 مليون دينار بالإضافة لمخصصات الشهادة ليصبح مدخول كل منهم شهرياً بمعدّل 10 ملايين دينارعلى الأقل، وبما أن متوسط سعر البقرة الحلوب في العراق هو مليون دينار يعني كل نائب يساوي عشرة أبقار، أي بالشهر الواحد نشتري 50 بقرة. وهكذا بمرور السنة الأولى تصبح لدينا 600 بقرة  .. ويزداد إنتاج الحليب إلى 12000 ليتر يوميآ باعتبار أن البقرة الحلوب الواحدة تنتج ما معدّله 20 ليتر يوميا (لو أكلت كما يأكل النائب)، ولو استغنينا عن عضويتهم لدورة إنتخابية واحدة فقط (4 سنوات)، فسيصبح لدينا 2400 بقرة وإنتاج 17.5 مليون ليتر لكل دورة انتخابية هذا في حال لم تتصاعد كمية شراء الأبقار في الفترة النموذجية المطروحة، أي السنوات الأربعة، أي مدخول حوالي 20 مليون دولار كل دورة انتخابية.

أما بالنسبة لكلفة الأعلاف والحظائر فإن تكلفة موائد طعام الأعضاء الخمسة تكفي لذلك كما أن كلفة السفر والحمايات والعلاوات والسيارات ووقودها التي يوفرها برلمان المافيا العراقية كفيلة بتغطية بقية نفقات الأبقار.

طبعا هذا الحساب هو وفقاً لقيمة الرواتب والمخصصات حتى الدورة الإنتخابية الأخيرة ومن المتوقع تخفيضها كما صرّح رئيس الوزراء العراقي الجديد لكن تبقى فائدة مشروع الأبقار أفضل من التمثيل على الشاكلة التي عهدناها، ولو تمعّن القارئ بالمشروع جيدا لوجد فعلا بأن البقرة الواحدة تفيد خلال سنة واحدة أكثر من نائب في 17 سنة وأعتقد بأنه مشروع سهل ولا يحتاج سوى للعزم في الإنتخابات المبكرة في حزيران/2021 حيث بغياب الأحزاب الآشورية عن الساحة العراقية، سيتوجّب على الشعب الآشوري طرح هذا المشروع بجدية تامــّـة، فمن الممكن استغلاله من قبل الجمعيات الإنمائية والخيرية الآشورية بدون منــّـة من الدخلاء المحتلين، وذلك عن طريق تطوير الإنتاج البقري لإنشاء مراكز تربية الأبقار التي سيعود مدخولها لمساعدة الآشوريين المشردين في العراق وسوريا والأردن والتعهد بإعمار قراهم بهدف تشجيعهم على العودة، وكذلك لتعبيد طرقات ناحية نالا ومدّ القنوات المائية إلى القرى الآشورية المحرومة وتطوير كافة البلدات الآشورية في باقي النواحي، خصوصا تلك في سهل آشور (أقضية الحمدانية والشيخان وتلكيف) والتي دمرها واحرقها داعش بمشاركة الأكراد تحت الإشراف الأميركي، بالإضافة إلى إمكانية توظيف المئات من شبابنا العاطلين عن العمل والذين بدأوا يفكرون بالرحيل، وأيضا إمكانية تمويل المؤسسات الآشورية الناشطة في مقبرة المهجر – إن وُجِـدَت

ومن المفيد صرف قسم من الأرباح على محو "الأميـّـة القومية" لقادة وأعضاء المؤسسات السياسية الآشورية العاملة في العراق وطباعة الكتب التثـقيفية وإقامة محاضرات التوعية القومية لكي يعرفوا قيمة هويتهم الآشورية ويفتخروا بها، وبذلك نستخرج خلال سنوات قليلة نموذجاً يستحق أن يمثل شعبه تمثيلا ولو نصف مشرّف، فيما يستمر مشروع الأبقار قائماً بأي حال. لذلك وقبل فوات الأوان، من الأفضل طرح هذه الفكرة في أقرب مؤتمر يجمع الأحزاب والحُـزَيبات الآشورية التي اعتادت على عقد مؤتمراتها فقط لدراسة كيفية إرضاء أقزام الدين وتجار القضية.

* حـُـزَيبات: تصغير نوعي، المقصود به المؤسسات السياسية اللاعقائدية.

آشور كيواركيس
مقبرة المهجر