المحرر موضوع: سياسة ايران في العراق  (زيارة 261 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسين الموسوي القابچي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سياسة ايران في العراق
« في: 23:09 06/08/2020 »
سياسة ايران في العراق


منذ زمن بعيد عرفت البلدان في العالم لمن يمتلك القوة الاكبر فهو المسيطر على المنطقة سياسيا او اقتصاديا او فكريا!

الحرب التي كانت ولا زالت قائمة بين الشرق والغرب ان كانت عسكرية او فكرية حرب لها اهداف اهمها:

دينية ومنها سياسية ومنها اقتصادية ومنها استعمارية والاهم هو الهدف الديني الذي سعى ويسعى الغرب بكل الامكانات والطاقات والاساليب للقضاء على الدين الاسلامي ومنهجه.

وكما يذكر التاريخ الحروب الصليبية والحركات التبشيرية والتنصير والاستشراق وغيرها من الحركات التي عملت على تشویه محاسن الاسلام، والطعن في القرآن، والتاریخ الاسلامي واسدال صورة قاتمة على ھذا التاریخ.

وحجب محاسن الاسلام عن الامم والشعوب، وخاصة عن النصرانیة.

والعمل على عرقلة تیار التحول من المسیحیة الى الاسلام.

وتشكیك المسلمین أنفسھم بأمور دینھم، وتنفیرھم منه، وتوجیه الطعن له.

كما قال لوانس براون: الخطر الحقیقي كامن في نظام الاسلام، وفي قدرته على التوسع والاخضاع، وفي حیویته انه الجدار الوحید في وجهالاستعمار الاوربي!

هذا مقدمة لموضوعنا، وهو سياسة ايران في العراق... اليوم ايران تعد من الدول الكبرى التي تمثل الاسلام وعلى الخصوص الشيعية مماتشكل خطر كبير على الغرب لان في تصور الغرب الجانب السني سهل السيطرة عليه بل وتمت السيطرة عليهم من خلال السعودية واعوانها وانظمتها الفاسدة!

لكن الشيعة من المسلمين لم يسيطر عليهم الى الان بشكل كامل مما دعى قوى الغرب العمل على هدف السيطرة الدينية اولا وتحقيق الاهداف الاخرى ثانيا!

ومما لا يخفى ان الشيعة لهم مرجعية ومركزها العراق وايران وان الفئة الاكبر في العراق هم الشيعة واصبح العراق من خلاله محاربة التشيعوظهرت فيه الدعاية والتضليل والحركات الفكرية ولا تزال القوى الخارجية تعمل من خلال مراكزها ومؤسساتها ورجالها!!

باختصار هنا تكون اطراف الحرب تارةً الغرب والشرق واخرى نفس الدول الاسلامية الشرقية تتقاتل فيما بينها والهدف واحد!

ومثالا على تلك الحروب العسكرية والفكرية حرب العراق على ايران ولاسباب تافهة مما جعلت الاخ يقتل اخوه، لان كثير ممن قاتل في تلك الحرب الى الجانب الايراني واخوه في الجانب العراقي!

وبعد الحرب العسكرية بدأت الحرب الفكرية حيث تم اعلان العداء من كلا الطرفين من خلال اساليب مختلفة ووسائل متعددة، وحتى سقوطنظام الطاغية عادت العلاقات بين الطرفين تستعيد الى طبيعتها لكون البلدين تربطهم روابط وثيقة اهمها الدين الواحد والعقيدة الواحدةوالتصاهر بين المجتمعين...

وبعد التداخل بين الطرفين اتبعت الجمهورية الاسلامية في ايران سياسة ومنهجية اتجاه العراق اذكر هنا بعض جوانبها، من جانب ايجابي ومن جانب سلبي، وما هي النتائج التي حققتها منذ سقوط الطاغية والى يومنا هذا:

ونؤكد ان ايران وقفت الى جانب العراق اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وفكريا...

١- الجانب الاقتصادي: عملت على تصدير اهم ما يحتاجه العراقيين من غذاء وصناعات وغيرها من موارد الاقتصاد وهذا الجانب حقق نتائجنفع لكلا الطرفين المنتج الايراني والمستهلك العراقي.

٢- الجانب السياسي: هنا يوجد اخفاق كبير في هذا الجانب لعدة اسباب اهمها...

اولا: عملت ايران على دخولها في العملية السياسية العراقية بشكل علني ودعمها لاشخاص غير اكفاء في العمل السياسي.

ثانيا: تبني احزاب ثبت فشلها وفسادها في العراق.

وبهذا الجانب كانت النتيجة سلبية الطعن في ايران والتعدي عليها شعبا وحكومة واثارة فتنة وعداء بين الطرفين!

٣- الجانب العسكري: هو من اهم الجوانب التي وقفت فيه ايران اتجاه العراق في عدة اوقات وبالخصوص عندما دخلت داعش العراق.

ان البلد الوحيد الذي وقف وساند العراق بالمال والسلاح والخبرات العسكري هو ايران... قدمت ايران غاية العطاء وهم الشهداء الذين سالتدماءهم على ارض العراق من اجل العقيدة والدين ودفاعا عن المقدسات ومنهم من كان يحمل مراتب ومراكز عسكرية كبيرة امثال اللواء الشهيد حميد تقوي وغيره العديد...

وهذا الجانب يعد من ابرز الجوانب التي كانت فيه النتائج عظيمة وهو انتصار الحق ضد داعش رغم الخسائر المادية والبشرية كانت فيهمشتركات بين البلدين واهمها العقيدة والدفاع عن المقدسات ومهما كتب وقدم من العراق الى ايران مقابل هذا الجانب لا يصل الى رد المعروف...

علما ان هذا الجانب عمل عليه الغرب وبذل ويبذل المال وكل ما بوسعه لاثارة الفتنة والتقاتل ولا زال يعمل من خلال استغلال التظاهراتالشعبية التي تهتف ضد ايران وحرق السفارة والتهجم على بعض المراكز وكلها تهدف للتفرقة والفتنة لان الغرب بعد هذا الانتصار اصبحيشعر بخطر كبير على مصالحه في المنطقة والتمدد الشيعي بالخصوص بين العراق وايران وتتلخص اهدافه فيما يلي:

التفرقة بين ايران والعراق واثارة الفتنة.

العمل على هدم ثقة المجتمع بالمرجعية.

تصور الحشد الشعبي بجميع حركات المقاومة انها مليشيات ولها تبعية الى ايران ولا تعمل لصالح العراق.

اثارة القومية العربية والفارسية.

وهنالك العديد من الاهداف....

٤- الجانب الفكري قد يتبادر الى الذهن من هذا الجانب هو اقامة ولاية الفقيه وما شابه ذلك! كلا! الفكري بصورة عامة وبالخصوص طرح الفكر الاسلامي السامي المحمدي الاصيل.

وبالنسبة لهذا الجانب يعد من الجوانب المهمة التي تغير مسار الفرد في الاسرة والمجتمع!

للاسف الشديد ان هذا الجانب لم تنجح فيه المؤسسة الدينية بشكل عام والجمهورية الاسلامية بالاخص لكونها تمثل الفكر الاسلامي الاصيلفي العالم الاسلامي وبالخصوص في العراق لان لها ملحقيات ثقافية من شأنها هذا الجانب لكن فشلت والفشل فيه عدة اسباب:

اولا: ان ادوات واساليب العدو في نشر الفكر داخل العراق اوسع واكبر.

ثانيا: عدم العمل في العراق وفق طبيعة الفرد العراقي.

ثالثا: اختيار اشخاص لا يفقهوا بأوليات العمل الفكري والثقافي.

رابعا: عدم القراءة الواقعية للافكار المنحرفة وطبيعتها في المجتمع او تجاهلها.

وهنالك اسباب اخرى كثيرة!

هذا ما جعل المجتمع يوما بعد يوم تارة يبتعد عن الدين والفكر الاسلامي وتارة اخرى يتبنى افكار وعقائد منحرفة منها الالحاد والافكارالاخرى.

نأمل من ايران الاسلامية ان تعيد النظر في منهجها واسلوبها في العراق حتى لا تعطي فرصة للعدو ان يستغل المكان والزمان في هدمالمجتمع لان عدونا واحد عدو الاسلام والمسلمين في كل مكان!

والاستعمار یعتقد ان الدین الاسلامي ھو الوحید بین الادیان والمذاھب، الذي یستطیع ان یقف في وجه الغرب
واطماعه بالسیطرة على العالم سیاسیا وحضاریا ودینیا وفكریا.


بقلم حسين الموسوي القابچي