المحرر موضوع: شهدائنا أضواء تنير دربنا  (زيارة 611 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حكمت كاكوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 371
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شهدائنا أضواء تنير دربنا
« في: 23:25 06/08/2020 »
شهدائنا أضواء تنير دربنا
مع سقوط الإمبراطورية الاشورية ومن بعدها الدولة البابلية ورضوخ بلاد بابل واشور الى الحكم الفارسي، تبدلت معاير وقيم الشعب البابلي والاشوري، واعتنقوا الدين المسيحي، الذي كان سببا في اضطهادهم. والتاريخ يذكرنا بالاضطهاد الأربعيني الذي مارسه الملك الفارسي شاهبور الأول بحق المسيحيين، والذين جلهم كان من أبناء هذا الشعب، فاستشهد الكثيرين بسبب انتمائهم الديني. هذه المجازر كانت بداية الشهادة بالنسبة الى شعبنا الاشوري الذي بالتأكيد ذهب الكثيرين منهم شهداءً من اجل انتمائهم للمسيحية.
ويبدو ان هذا الانتماء الديني كان الشرارة التي جعلت بدرخان المتحالف مع العثمانيين عام 1843 م.، والمنتمين الى دين يكفر باقي الأديان، في البدء بمجازر بحق الشعب الاشوري الكلداني السرياني، بغية الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم، وقد افلحوا في قتل ما يقارب الـ 10000 اشوري كلداني سرياني. هذا العدد كان يشكل رقماً كبيراً في تلك الحقبة مقارنة بأعداد شعبنا في حينها.
ولم تتوقف قافلة الشهداء، فكانت مذابح سيفو عام 1915 م. التي راح ضحيتها أبناء شعبنا بسبب انتمائهم الى المسيحية، فقد كانت، اي المسيحية، الدافع الرئيسي في ذبح ما يقارب مليوني ارمني مسيحي، وما بين 250000-500000 اشوري سرياني كلداني، حيث لا توجد احصائيات دقيقة للضحايا، بسبب ضعف الأداء الصحفي، وعدم وجود أدوات الاتصال بالشكل الذي نألفه الان. وفي هذه الفترة تم اغتيال البطريرك مار بنيامين على يد المجرم سمكو، وكانت ضربة في الصميم لأبناء شعبنا، باعتباره ممثلا للأشوريين وقائدهم الديني.
اما مذبحة سميل فهي التي قصمت ظهر الاشوريين ووأدت احلامهم، حيث كان القائد التاريخي آغا بطرس في منفاه بعيداً عن أبنائه. وهي المذبحة قامت بها الحكومة العراقية بقيادة رشيد عالي الكيلاني، حيث تضاربت الانباء عن عدد الشهداء بسبب كثرتهم، لكن اقرب الاحصائيات تقدر الشهداء بـ 5000 شهيد، مع نزوح الكثير من أبناء القرى الاشورية الكلدانية السريانية الى الحدود السورية قرب الخابور، حيث جرى توطينهم هناك.
وفي عام 1969 وفي زمن البعث نفذت مجزرة أخرى بحق قرية صوريا، اذ استشهد فيها الكثير من أبناء شعبنا من الشيوخ والأطفال والنساء وكان من ضمنهم كاهن القرية القس حنا، الذي حاول تهدئة الوضع دون جدوى حيث تم قتله بدم بارد على ايدي المجرم الملازم عبد الكريم خليل الجحشي.
ومع امتداد التيار الاصولي، وضعف الدولة قام مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عام 2010 التي كانت في بداية تشكيلها باقتحام كنيسة سيدة النجاة اثناء أداء مراسيم القداس، واطلاق النار على من في الكنيسة، وبالتالي استشهاد العشرات من أبناء شعبنا.
ثم جاء طوفان داعش عام 2014 عندما اجتاحت بلدات وقرى سهل نينوى، فقتلوا من تواجد فيها، واستباحوها وسبوا نسائها، وهاجر الكثير من أبناء شعبنا الى الداخل والى الخارج، وقد راح ضحية هذا العمل البربري الممنهج بالإضافة الى أبناء شعبنا الالاف من الاخوة الايزيدين، وتم تدمير الكنائس ودور العبادة الايزيدية، والمراقد الدينية ولم تسلم منها حتى الإسلامية.
بعد مذبحة سميل واحداثها حصل ابتعاد أبناء شعبنا عن العمل السياسي، مما تسبب بفراغ نتيجة الخوف والفزع التي انتجته سياسة القمع والذبح والتهجير التي قامت بها الحكومة العراقية. استمر هذا الفراغ الى عام 1979 عندما تشكلت الحركة الديمقراطية الاشورية، معلنة ايضاً نضالها من اجل الحصول على حقوق شعبنا القومية، وحقوقه في الشراكة الوطنية. هذا النضال نتج عنه تضحيات وشهداء، كان في مقدمتهم روبرت ويوسف ويوخنا الخالدي الذكر، الذين اعدمهم صدام المجرم. اما في الإقليم فقد استشهد فرنسيس شابو على ايدي احد الأحزاب المتنفذة، هذه الأحزاب التي عملت برفقتها الحركة، كما عملت الأحزاب اليسارية معها، على امل التعاون من اجل كسر شوكة الظلم الذي مارسه البعث بقيادة صدام ضد جميع مكونات الشعب العراقي، القومية والمذهبية.
في السابع من آب من كل عام واجب علينا استذكار جميع شهدائنا ومن جميع مكوناتنا المذهبية، لان الشهادة واحدة مهما كانت الأسباب، قومية ام دينية، ولان دماء شهدائنا الزكية هي واحدة لشعب واحد وامة واحدة. وواجب توثيق الشهادة والقصص البطولية للشهداء في الاعلام المرئي والمسموع، بالضبط كما فعل المخرج فرانك گلبرت عندما حاول تجسيد بطولة الشهداء الثلاثة في فلم رحلة الخلود، ومحاولة نقل هذا الحدث الى جميع انحاء العالم، ليعلم بالظلم والحيف الذي يعاني منه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لقد كان املنا ان يرشح هذا الفلم لجائزة الاوسكار العالمية كي تصل الرسالة وتصل معاناتنا الى جميع شعوب العالم. لكن يبدو ان هنالك من يقف لمنع وصد الحقيقة المرة التي يعانيها شعبنا.
اخيراً وليس آخراً، سنبقى اوفياء لشهدائنا، والى طريق الذي عبدّوه لأجل امتنا، والى المشاعل التي اوقدوها واناروا طريقنا … والف رحمة على ارواحهم جميعاً
حكمت كاكوز


غير متصل Gabriel Gabriel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 306
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: شهدائنا أضواء تنير دربنا
« رد #1 في: 11:48 07/08/2020 »
اخي وصديقي العزيز استاذ حكمت كاكوز المحترم
تحية طيبة
لا شك ان كل امة تناضل من اجل نيل حقوقها يسقط منها شداء. وشهدائنا عبر التاريخ سقطوا بسبب هويتهم الدينية. لقد كان ابناء شعبنا محاطون باقوام يختلفون معهم بالديانة والعقيدة ولا يقبلون الاخر الا اذا انتمى الى عقيدتهم. ومن ثم بسبب هويتهم القومية التي رفضتها الدولة العراقية، ابتداء من بكر صدقي وانتهاءً بصدام الذي اصدر قرار اعدامه بحق الخالدين الابطال يوبرت ويوسف ويوخنا. لا نريد ان نطيل اكثر فالقصة باتت معروفة، لكننا نقول: ان الشهداء هم تيجان فوق رؤوسنا، فليرحمهم الله في جناته.
تحياتي

غير متصل Nazar Khizo

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 144
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: شهدائنا أضواء تنير دربنا
« رد #2 في: 17:27 07/08/2020 »
ܞ
ܫܘܒܚܐ ܘܪܘܡܪܡܐ ܠܣܗܕܝܢ ܩܕܝܫܐ