المحرر موضوع: مذكرات بيشمركة / 97 ( ج )! الأحداث كما هي ..  (زيارة 548 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مذكرات بيشمركة / 97 ( ج )!
الأحداث كما هي ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.10
تتسارع الأيام الربيعية  في دشت هيرت / سهل هيرت في منطقة سيدكان / البرادوستية ، وينبوع ماء قرية ليلكان تتدفق مياهه  العذبة ليروي منه الجميع وزيادة !! وبعد مرور أيام ونحن مجموعة المفرزة تحركنا بأول زيارة نقوم بها الى الحزب الأشتراكي الكوردستاني / سوسيالست ومقر الواقع في قلب جبل ليلكان  ومسؤوله الرفيق ملازم بروا  ..  جبل ليلكان وصاعدا في الطريق الى الأعلى، حيث الكبرات الصيفية والنهر القادم من ( ده راو )يجري من أمامهم والوادي الذي يفصل الجبال عن بعضها الآخر ، واللقاء الى الأخوة قادر عزيز ، ماموستا سعد عبدالله، دكتور سردار ، به لين ، بهمن والرفاق الآخرين .. وترحيبهم بالرفاق ..  أبو حكمت ومام خضر روسي ، أبو راستي ، أبو دلشاد ، خيري ، هزار روستي وكاتب السطور كامران . بحيث تناولنا شاي العصرية .. معاتبيننا من إننا لم نخبرهم مسبقا لتناول وجبة الغذاء ! ومن ثم حددوا يوم للوليمة الدسمة بالرغم من وضعهم الأقتصادي التعبان ! بعد أيام عدنا إليهم  لنلبي طلبهم مشكورين وعندها وأثناء تناول الدسم تنفتح الشهية وتزداد المودة ويأتي الكلام أكثر فأكثر أنفتاحا ومرحا .
الصور من العم ( غوغل ) وكيبيديا .. مشكورين . مسلة كيلشين ..

وتمر الأيام والأسالبيع والرسائل المتبادلة بين الرفاق في  قيادة الحزب والمكتب العسكري أي بينهم وبين الرفيق أبو حكمت .. وإذ برسالة محرجة من المكتب العسكري الى أبو حكمت مفادها .. وفحواها .. خروج قوات الأنصار للقاطع والأقليم خلال ( 48 ) ساعة أو ( 72 ) ساعة وترك المنطقة بأمر من الشيخ البارزاني محمد خالد ، ونظر أبو حكمت بنظرة حيرة ومحيرة .. ما هذا التحول في هذا الوقت ..؟ والحزب يروم  رأي أبو حكمت .. فرد أبو حكمت من أن الشيخ محمد خالد ليست له علاقة بالأحزاب وهو مستقل ومدعوم إيرانيا .. فالخروج هو أفضل وسيلة للتخفيف والتقليل من التشنجات التي ستحصل في حال الرفض من قبل أنصار وبيشمركة الحزب ، وهذا ما حصل وتحول القاطع الى مناطق كافية والصوب الآخر للنهر .. أي الرحيل من منطقة بارزان والتحويل الى منطقة زيبار / زيبارتي .
!!!!!!!!!!!!!!!!
... ازدياد حدة التوتر وفتح جبهات قتالية جديدة  بين العراق وإيران !!
لقاء الرفيق أبو حكمت بعلم الرفيق الحزب  .. بالشيخ كريم خان في سيدكان ..

وفي ذات يوم ونحن في حزيران من عام  ( 1985 ) وبعد مراسلات عدة بين المكتب العسكري وأبو حكمت من جانب .. وأبو حكمت والشيخ كريم خاني رشيدي لولان .. والدعوة من قبل الأخيرللقاء الأول وفي ناحية سيدكان .
تهيئنا في العصرية للنزول التدريجي من قرية ليلكان وبإتجاه ناحية سيدكان والقرى التي تسبق سيدكان والرشمالات وأصحاب الماشية والذين أستقبلونا بحفاوة  في الوادي الهضبي .. ونحن الأربعة لا غيرنا .. الرفاق .. أبو حكمت ، هزار روستئ ، خيري ، وكاتب السطور بلغنا أقرب نقطة الى سيدكان وربما ساعة سيرا على الأقدام وأقل من ذلك .. بحيث تم تغير الزي البيشمركايتي بالزي المدني الكوردي التقليدي والذي يرتديه أهل المنطقة ( الشيل و شبك ) ، أبو حكمت وهزار تهيئا للمسير .. بعد أن أظلمت الدنيا ومن ثم ركوب السيارة الى حيث موقع الأتفاق .. ونحن .. أي أنا وخيري .. أصبحنا نتناوب على الحراسة وحتى الصباح الباكر في الرشمال  .. وكانت عقارب الساعة تقترب من الخامسة صباحا أي قبل بزوغ الشمس .. عاد الرفاق ليغيروا زيهم المدني بالأنصاري من جديد وتناول الفطور المفعم بالفوائد .. من البيض المقلي  المحلي والجبن والقشطة واللبن والشاي على النار الهادئة  وخبز الصاج اللذيذ .. ومكانكم خالي !
عدنا الى  أدراجنا ولا يحق لنا من الأستفسار والمداخلات عما حدث .. ولكن بلغت الأستنتاج من خلال التحركات هنا وهناك  وما حدث فيما بعد .. وربط المواضيع  .. كان فحوى اللقاء من عدم تعرض قوات الأنصار والبيشمركة في المنطقة حال تقدم الفرسان ( الجاش ) الى المنطقة بسبب الهجوم المرتقب من القوات الأيرانية فيما بعد وعلى محاور سيدكان !! .
... الدكتور كامران ........ كاتب السطور ..
وفي كل مرة عند زيارتنا للمقرات أو مكوثنا فيها أو توصياتنا للقادمين إلينا .. أرى من الضروريات والأوليات من أن يكون في ( عليجتي ) القماشية والتأريحية ( الأدوية الضرورية ) ولابد أن تحتوي بالأضافة الى الألبومات للصور  .. وقصة الصور قصص مأساوية ! البعض من الأدوية المهمة والتي نحتاجها نحن والقرويين .. ومنها الحبوب المسكنة ومنها مسكن لآلام الكلى  ( بسكؤبان ) وحبوب ضد الحساسية وضد الأسهال والبانداش اللفاف الطبي والقليل من المعقمات السائلة  والقطن  وأقراص وكبسولات الفيتامينات .. يعني صيدلية سفري !! تركنا سهل هيرت بعد أيام ومتوجهين الى المقرات تدريجيا أي الى أكثر قربا للحدود .. بينما الوقت أدركنا ونحن في الطريق لنرى في قرية عائلة فلاحية لوحدهم أي مسكن واحد !
سلام عليكم .. مرحبين بنا  .. دون الضحكة والأبتسامة .. وجوههم شاحبة اللون ، الكل صغارا وكبارا .. أنتابهم الصمت والدهشة ..  أفترشنا فوق السطح مكانا للراحة والمبيت وبالكاد يتحركون .. أنتظرنا من أن يطعموننا بخبز وشاي ، وهذا ما حدث مشكورين .. وخلال الحديث معهم تبين من أن الجميع مصابون  ( بالأسهال ) المزمن وحالتهم يرثى لها .. شاحبي اللون  .. صعوبة النطق .. أستفسرت ما السبب .. ماذا تناولتم .. كم مدة الحالة .. ؟؟؟ الجواب من زمان .. وبين فترة وأخرى يحصل لنا  هذا .. نزلت الى الدار لأرى الفئران حرة طليقة  تلعب بيها لعب .. فوق الذخيرة وفوق الخبز وتتراكض من غرفة الى أخرى دون خجل ومستحى !!.
أرشدتهم وأنصحتهم من رفع كل ماهو على الأرض لعلو مرتفع  بحيث يكون بعيدا عن متناول الفئران وما شابه ذلك .. هسع .. الآن  .. تحمون الماء وتسبحون جيدا .. وأنا سأطيبكم حالا .. !!  وواثق من نفسي من إنهم سيطيبون نفسيا قبل من أن يطيبون طبيا !! أعطيتهم كل شخص حبايتان ضد الأسهال  زائدا  قرص فيتامين سي فوار  بالماء .. لم يمر ساعتان  وثلاثة وإن التحسن الملحوظ في الوضع الصحي بدأ يظهر على خلقتهم و أصبح يشعرون فيه ، وهكذا في الصباح حباية ضد الإسهال ، وشعروا من إنهم بصحة جيدة دون متاعب ، شكرونا على الحالة وحسن التعامل من قبل الدكتور كامران !!!!.
..... من قرية ليلكان الى ده راو !!
تمتاز جغرافية المنطقة بتضاريسها المعقدة ووديانها الكثيرة وجبالها الشامخة وروافدها وطرقها الضيقة وجمال طبيعتها الخلابة وحكم الأنسان وتكييفه معها وترك بصماته على الواقع ومام خضر روسي نموذجا حيا  للواقع القروي .
الطريق من ليلكان الى دراو  ..  كان هناك طريقان .. وفي الكثير من الأحيان لم تكن مريحة ومعقدة ولا يسع إلا أن يسلكهما  شخص واحد وهكذا مع البغال والماشية .. صعود ونزول ومنحدرات في غاية الصعوبة ، وأكثر من بغل أنتحر نتيجة تذمره من الوضعية ومن الرفاق على حد سواء وذلك بسبب جوعه وعطشه وزيادة حمله وقلة راحته  وما الى ذلك من معانات ( بارتيزانية )!
بلغنا مقرات ( ده راو ) السفلى والرفاق من هورمان ( تودة وسازمان ) ورفاقنا .. جميعا منشغلين بالوضعية والمستجدات وقدوم الرفاق من الخارج ونقل الأرزاق بالرغم من الحصار القاتل على المقرات ، وبناء المقرات الجديدة والكبرات الجديدة ، والأهتمام بمزرعة الرفيق الأداري ( أبو جعفر ) ، وكلما طلبوا الرفاق مادة غذائية من الرفيق أبو جعفر .. فرد مسرعا .. ماكو!!
رفيق .. ( نبي ) نريد رز .. ماكو ! نريد دقيق ( طحين ) ماكو !! ، محتاجين زيت ( دهن )! ماكو !! نريد سكر ( شكر ) هم ماكو ..  وأحد الرفاق قال مرحبا أبو جعفر ! فرد أبو جعفر مسرعا .. ماكو رفيق ! فقال الرفيق .. هي .. هي .. هي .. أقول مرحبة ! مرحبة هم ماكو ههههههههه وضاحكين الرفاق لينسوا هموم الحرب العراقية الأيرانية والأقتتال الداخلي وحصارات دول الجوار المتصارعة .