المحرر موضوع: بكر صدقي... ولد لكي يصبح مجرماً بمناسبة الذكرى أل (87) لمذبحة الآشوريين في سميل 1933:  (زيارة 1805 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بكر صدقي... ولد لكي يصبح مجرماً

بمناسبة الذكرى أل (87) لمذبحة الآشوريين في سميل 1933:
===========================
أبرم شبيرا

ليس هذا موضوعاً عن تفاصيل الجريمة النكراء التي أرتكبتها الحكومة العراقية في شهر آب من عام 1933 ولا عن ذكرى الشهيد الآشوري الـ "السابعة والثمانون" لأن بعض الأصدقاء الأعزاء قاموا بالواجب المطلوب والوافي في إستذكار هذه المناسبة التي تعتبر نقطة تحول حاسمة في مسيرة الحركة القومية الآشورية جعلت من يوم الشهيد الآشوري رمزاً من رموز النضال القومي وركناً مهما من أركان الهوية القومية الآشورية. كما، وكالعادة، قام أحزابنا السياسية بإصدار بيانات بهذه المناسبة وهم ماشاالله "شاطرين جداً" – بدون حسد - في إصدار بيانات المناسبات والإستنكارات. حرام على الوقت والجهد الذي بذلوه في إصدار هذه البيانات... ألا كان من الأحسن والأنفع الجلوس مع البعض، رغم أنف كورونا والكمامات على وجوههم ليكونوا أقل كلاماً وأكثر أستماعا للبعض ومن ثم أستلهام الدروس من هذا الحدث وإستخلاص السبل الممكنة للوصول إلى الحد الأدنى من التفاهم والعمل على المسائل المصيرية التي تهدد مستقبل أمتنا في الوطن؟  أن أبرز السمات التي تميز بها الآشوريون في مسيرة حركتهم القومية هو إستذكارهم لبعض الفواجع والمأساة التي ألمت بهم والتي من الضروري جداً أن لا تكون  للنحيب والقنوط والإحباط، بل لإستلهام الهمم والدروس لتعزيز حركتهم القومية لعل  قد تكون ذات فائدة لشعبنا وبالأخص لأحزابنا السياسية في التضحية والفداء والعمل للصالح العام وليس اللهوث وراء الكراسي اللعينة.

ما بين شهر آب  عام 1933 و شهر آب  عام 1937 قصة لها بداية ونهاية مجرم:
------------------------------------------------
مذبحة الآشوريين الفعلية أمتدت جريمتها من اليوم الخامس من شهر آب 1933 إلى الحادي عشر منه، وهذا التاريخ الأخير يخصنا في هذه السطور لأنه الذكرى الثالثة والثمانون (11 آب 2020) لليوم الأخير الفعلي للمذبجة الجسدية للآشوريين والتي كانت ذروتها في مذبحة سميل في اليوم السابع منه والذي أتخذ كيوم للشهيد الآشوري. كثرت المواضيع التي كتبت عن هذه المأساة وعن يوم الشهيد الآشوري، فحاولت أن أجد مناسبة أخرى مرتبطة بهذه المأساة فوجدت من المناسب أن أربط الذكرى الثالثة والثمانون لإغتيال المجرم بكر صدقي في 11 من شهر آب عام 1937 بالمأساة الكبرى لمذبحة الآشوريين في شهر آب عام 1933. تقصيت وبحثت في الرفوف العالية لمكتبتي المتواضعة وفي بعض المصادر عن كل ما يتعلق بهذه الجريمة النكراء وتبعياتها وأبطالها المجرمين وعلى رأسهم بكر صدقي، من بداية قصتها المأساوية في سميل في شهر آب 1933 ونهايتها في شهر آب 1937 مناسبة مرتبطة بمصير المجرم بكر صدقي قائد القوات العسكرية للمنطقة الشمالية الذي كان على رأس أزلامه المجرمين الذين أرتكبوا هذه المذبحة بحق الآشوريين، أمثال حجي رمضان قائد الفرقة المنفذة للمذبحة والنقيب إسماعيل عباوي آمر سرية الرشاشات الآلية التي نصبت على نوافذ مركز شرطة بلدة سميل وأباد المحتجزين الآشوريين العزل فيها، وهو أيضاً، أي المجرم إسماعيل عباوي، الذي قتل وزير الدفاع جعفر العسكري مؤسسة الجيش العراقي عام 1936 وبأمر وتدبير من المجرم بكر صدقي.


خريطة تبين المناطق التي أرتكبت فيها مذابح 1933 ضد الآشوريين في شمال الوطن
===============================================

من هو المجرم بكر صدقي؟:
---------------
تقريباً معظم الكتاب والمؤرخين الذين تناولوا حياة المجرم، وأسمه الكامل بكر صدقي بن شوقي ويس العسكري، لم يتفقوا على الكثير من التفاصيل الدقيقة عن حياته وأصله وكل ذلك بسبب الغموض الذي أكتنف حياة هذا المجرم ومراوغته وحيله في التعامل مع الآخرين. فمثلاً تذكر السجلات العثمانية بأنه ولد عام  1890 في قرية عسكر القريبة من مدينة كركوك. في حين تذكر السجلات العراقية بأنه ولد في بغداد عام 1886، أي أكبر بأربع سنوات. ويقال بأنه لم يكن يفصح عن تاريخ ومكان ولادته الحقيقي لضرورات أمنية وسياسية. ولكن هناك أحتمالات واردة بأنه زور السجلات العراقية ليضمن العمر له رتبة عسكرية  أعلى وأنه من مواليد بغداد العاصمة وليس من قرية صغيرة وهامشية في المنطقة الشمالية. كل ذلك من أجل إضافة نوع من الهيبة على شخصيته. كما أختلف الكتاب عن أصله أيضا. فمن الوارد بأنه من أصل كردي ومن والدين كرديين. وأيضا ذكر بعض المؤرخون بأنه ولد لأب عربي وأم كردية وفي بعض الأحيان من والد كردي ولكن من نسب عربي.
كان معظم رجال النخبة العراقية قبل وبعد الحرب الكونية الأولى وحتى بعد تأسيس دولة العراق عام 1921 من أصول تركية أو كردية،  نشأوا في صلب الحياة العثمانية – التركية وتربوا في بيئتها وتطبعوا بأسلوب حياتها وتشبعوا بأفكارها العثمانية والطورانية وتخرجوا من مدارسها ومعاهدها العسكرية والمدنية وتسلموا مراكز قيادية في المؤسسة العسكرية العثمانية ثم التركية ومناصب رفيعة في أجهزة الدولة والحزب، حزب الإتحاد والترقي التركي (تركيا الفتاة) المعروف بتتريك الأقوام غير التركية. وكان المجرم بكر صدقي أحد من هؤلاء الذي درس في الكلية العسكرية العثمانية وتخرج منها برتبة ضابط في الجيش العثماني وشارك في الحرب الكونية الأولى في سنواتها الأخيرة. ثم بعد إنهيار الدولة العثمانية ونهاية الحرب، جندته الإستخبارات البريطانية كجاسوس في المنطقة الشمالية لكونه يجيد العديد من اللغات منها، إضافة إلى العربية والكردية والإنكليزية، كان يتكلم الألمانية والفرنسية أيضاً. ثم بعد تأسيس كيان العراق من قبل بريطانيا وبتوصية منها أنظم المجرم بكر صدقي إلى الجيش العراقي الذي تأسس في 6 كانون الثاني عام 1921 وعين برتبة ملازم أول (نجمتان على الكتف). ولما وجد بأن كرديته "لا توكل الخبز" ولا يمكن أن تكون سُلماً للإرتقاء نحو مناصب عليا التي كان يطمح بها منذ البداية، بدأ بركوب موجة الأفكار القومية العربية وأخذ يظهر ميوله الشديدة والمتعصبة نحوها، فتلقفه أنصار القومية العربية من النخبة العراقية الحاكمة ووجدوا فيه أداة طيعة وفعالة لتحقيق مآربهم السياسية وثباتهم على كراسي الحكم، خاصة عندما بدأ يعادي بريطانيا ويميل ميلاً شديداً إلى الأفكار الفاشية والأتاتوركية ويعتبرهما نماذج في بناء الدولة الحديثة.
كان الملك غازي الأول من المعجبين بأفكار المجرم بكر صديق وبأساليبه القاسية، ففي عهده وخلال فترة قصيرة تدرج نحو مناصب عسكرية عالية فوصل إلى رتبة عميد ركن وأصبح قائد القوات العسكرية في المنطقة الشمالية أثناء مذابح الآشوريين عام 1933. وبعد مذابح الآشوريين أصبح المجرم بكر صدقي بنظر العراقيين بطلهم الملهم ومنقذ العراق وضامن أمنه وأستقراره وحماية حدوده. ودخلت مذابح الآشوريين، رغم بشاعتها، في قاموس العراق السياسي كحدث تاريخي وطني وأصبح الجيش العراقي المتمثل في النخبة العسكرية وعلى رأسها المجرم بكر صدقي رمزا وطنياً للإخلاص والتفاني في سبيل الوطن، فأحيط هو وأزلامه بهالة البطولة الدونكيشوتية وزينت صدورهم بأنواط الشجاعة وكذلك تم ترقية المجرم بكر صدقي إلى رتبة لواء ركن بعد المذابح وأصبح قائد الفرقة الثانية ونائبا لرئيس أركان الجيش. كل هذه "البطولات" بنظر العراقيين التي قام بها المجرم بكر صدقي أهلته للبروز على السطح السياسي كبطل قومي يسعى لتحقيق العهد الذي قطعه على نفسه نيابة عن الجيش العراقي عشية مذابح الآشوريين بأنه سيستمر بمهماته الأكثر أهمية، وفعلاً فقد وفى بعهده، فبعد مذابح الآشوريين أدار جيوشه ومدافعه نحو الشيعية وعشائر فرات الأوسط فنكل بهم تنكيلاً. ثم بعد إنتهاء من مهمته الدموية لم يستقبل من قبل الشعب العراقي كبطل قومي ولا أهتمت الحكومة القائمة بحركاته العسكرية في الجنوب والفرات الأوسط كما كان الحال عشية إنتهاءه من جرائمه تجاه الآشوريين، فأدرك بأنه لم يحصل على التقدير المناسب لقاء فعالياته المتكررة كمنقذ للوطن مما حزى ذلك في نفسه ووجد ذلك نوع من الإهانة له ولصديقه المقرب المجرم حكمت سليمان وزير الداخلية أنذاك فلم يكن أمامه إلا أن ينتقم من الحكومة  القائمة ويقوم بإنقلابه المشؤوم عام 1936 ويقتل وزير الدفاع ومؤسس الجيش العراقي العميد جعفر العسكري، أبن عمه من الدرجة الرابعة وأبن قريته عسكر، ليسجل إنقلابه كأول إنقلاب عسكري في البلدان العربية ويكون فاتحة جديدة تفتح الأبواب مشرعة لسلسلة من الإنقلابات العسكرية الدموية التي أصبحت الأسلوب "الشرعي" للوصول إلى الحكم بغياب الديموقراطية والتقاليد السلمية لإنتقال السلطة. بعد نجاح أنقلابه فرض على الملك غازي تعيين حكمت سليمان رئيسا للوزراء وأصبح هو رئيسا للأركان العامة للجيش العراقي، لا بل الحاكم الأول المطلق للعراق، حيث سيطر سيطرة تامة على مقدرات البلاد. ففي الإنتخابات البرلمانية في 20 شباط 1937 قام بترتيب القوائم الإنتخابية فكان الفائزون غالبيتهم من مؤيديه وبذلك ضمن له سنداً قانونيا لأعماله الإستبدادية.


بكر صدقي ولد لكي يصبح مجرماً:
------------------
هكذا يصفه العقيد جرالد دي غوري، الملحق العسكري في السفارة البريطانية ببغداد في تلك الفترة في كتابه (ثلاثة ملوك في بغداد، ترجمة وتعليق طه التكريتي، مكتبة النهضة العربية، بغداد، ط 2، 1999) يقول العقيد جرالد ما نصه " كان السبب المباشر لهذا الإضطراب الأول في العراق المستقل، أي عام 1932، هو الضابط بكر صدقي. كانت المرة الاولى التي رأيته فيها، لاتزيد عن بضع دقائق. كنت أنتظر في أحدى الأمسيات في فندق مود الجديد الصغير الذي يقع عند الجسر في بغداد، أحد ضباط شعبة الإستخبارات التابعة للقوة الجوية البريطانية واذ أستدرت من الشرفة المطلة على النهر، وكانت الشمس ما تزال ساطعة إلى غرفة صغير باردة تحت الأرض, رأيت رجلا عراقيا متوسط العمر، وذا شكل غير جذاب، يجلس هناك لوحده وهو يحتسي الويسكي. كان فقاً راسه مسطحاً ورقبته غليظة وشفتاه تدللان على شدة الحساسية ووجه ومحياه صارمين بشكل فظيع. لقد كان وجه إنسان ولد لكي يصبح مجرماً. كان إنطباعي عنه شديد جدا، إلى درجة إنني افضيت بذلك إلى صديقي عندما أتى، ورحت أهمس مستفسرا عنه. لم يكن صديقي ليعرف عنه شيئاً ما، سوى أنه أحد الضباط الكبار في الجيش العراقي، وأن أسمه بكر صدقي، وقد قيل عنه أن الأمير غازي يحبه، ويلتقي به في أغلب الأحيان". (ص140).
وعن شخصية المجرم بكر صدقي الواطئة والخسيسة وأصحابه المقربين له، كتب عنهم العديد من الكتاب والمؤرخين حيث عرف عنه بعربدته وقساوته في التعامل مع الآخرين وسؤء أخلاقه  فكان يبذر هو واصحابه مبالغ طائلة  لتغطية نفقاتهم الخاصة في أماكن اللهو والملاهي والمحلات، وهناك تفاصيل كثيرة عن التصرفات الشنيعة لهذا المجرم ذكر بعضها السفير الألماني في العراق الدكتور فريتز غروبا في كتابه المعنون (رجال ومراكز قوى في بلاد الشرق، ترجمة فاروق الحريري، الجزء الأول، مطبعة عصام، بغداد، 1979) وقد عرف عن هذا السفير بعلاقته الوثيقة برجال الحكم في العراق طيلة فترة خدمته الطويلة وخاصة بالمجرم بكر صدقي الذي كان يسعى، وهو رئيس أركان الجيش العراقي، لشراء الأسلحة من ألمانيا وإيطاليا الفاشية.

مابين مذابح الآشوريين وحملات القمع ضد الشيعة وعشائر الفرات الأوسط:
----------------------------------------------
كما بينًا في أعلاه بأن  المجرم بكر صدقي بعد أن نفذ مذابحه بحق الآشوريين أستقبل في الموصل ثم في بغداد من قبل الجماهير العراقية الضخمة والمسؤولين الحكومين وحتى من قبل بعض الأحزاب التي كانت تعتبر في حينها تقدمية، إستقبال الأبطال الملهمين ونال أنواط "الشجاعة" وترقية عسكرية عالية عن جرائمه المرتكبة بحق الآشوريين والتي أعتبرت حماية وصيانة الوطن من الآشوريين "المرتزقة والجواسيس وعملاء الإستعمار والإمبريالية" ومن "ذئاب آشور" كما نعتهم الشاعر "الوطني" معروف الرصافي عضو البرلمان العراقي في تلك الفترة في قصائده وخطبه "الوطنية" الحماسية. لا بل وأعتبر عبد الرحمن البزاز، وهو أستاذ جامعي في القانون ورئيس وزراء أسبق للعراق في الستينيات من القرن الماضي، بأن "حركة الآثوريين (عام 1933) من أخطر الفتن الداخلية الجسيمة التي عرًضت العراق بعد الإستقلال (1932) إلى مخاطر جمة، وعرضت سمعة العراق الخارجية، وهو في فجر الإستقلال، إلى كثير من الغمز" (عبد الرحمن البزاز، العراق من الإحتلال إلى الإستقلال، ط 3، مطبعة العاني، بغداد، 1967، الفصل الثاني عشر: فتنة الآثوريين ص223- ص232).
ثم بعد إنتهاء هذا المجرم من القضاء على "الحلقة الأضعف" في العراق، بدأ بتنفيذ العهد الذي قطعه على نفسه بأنه سيستمر بمهماته نحوة الأكثر أهمية وخطورة، وكان يقصد حركات الشيعة وعشائر الفرات الأوسط، أي نحو "الحلقة الأقوى" في العراق والتي كانت تشكل، بسبب حجمها الدموغرافي والسعة الجغرافية أخطر بكثير من حركة الآشوريين. غير أنه بعد أن قمع هذه الحركات بوحشية دموية لم يستقبل إستقبال الأبطال ولا التقدير المناسب لا من قبل الحكومة القائمة ولا من الجماهير والأحزاب السياسية كما كان الحال عند إستقباله بعد مذبح الآشوريين، فشعر بنوع من الإهانة له ولصديقه المجرم حكمت سليمان وزير الداخلية، فلم يكن أمامه إلا وينتقم من الحكومة القائمة ويقود إنقلابه العسكري عام 1936، كما ذكرنا في أعلاه.
الغرض من هذا العرض بين مذابح الآشوريين وحملات التنكيل بحق الشعية وعشائر الفرات الأوسط، هو المقارنة بين المشاعر الفياضة والحماسية التي أظهرتها الجماهير والحكومة العراقية لمجرمي مذابح الآشوريين وبين البرود والإهمال وعدم إستقبال مجرمي حركات القمع ضد الشيعة وعشائر الفرات الأوسط كأبطال، رغم أن هذه المهمة الأخيرة كانت أكثر خطورة على العراق وللأسباب الذي ذكرناه في أعلاه. فالمقارنة في المشاعر والإستقبال للحالتين يجعلنا أن نستشف منها ظواهر واضحة في التفرقة العنصرية والدينية قائمة على أعتبار الآشوريين "كفار وغرباء عن العراق" في حين أعتبر الشيعة وعشائر الفرات الأوسط من "دين محمد" فالشرع لا يسمح بإستباحة دم المسلم. ومن المؤسف أن تستمر هذه المشاعر العنصرية والتفرقة الدينية حتى يومنا هذا ونجدها في أخاديد الدولة العراقية وفي صندوق دماغ الكثير من رجال الحكم والسياسة المهيمنين على العباد والبلاد ليتأكد بأن مثل هذه المشاعر العنصرية والأساليب الإستبدادية في الفكر والممارسة في أيامنا هذه ليست بنات اليوم بل جذورها تمتد حتى قبل تأسيس دولة العراق.

المجرم بكر صدقي وخطة تأسيس دولة كردية:
--------------------------
أشيع كثيرا بعد أن أصبح المجرم بكر صدقي الرجل الأول في السياسة العراقية بأنه كانت له خطة لتأسيس دولة كردية. يقول السفير الألماني فريتز غروبا في كتابه المنوه أعلاه "عندما أخبرني بكر صدقي برغبته في الدفاع عن كردستان تحدث معي بصورة سرية وقال لي بأنه كردي وأنه وضع هدفاً معيناً نصب عينه هو تأسيس دولة كردية يجمع بها شمل الأكراد في العراق وإيران وتركيا ويجب على الدولة الكردية أن تدافع عن إستقلالها أزاء جيرانها، لذا يكن في قلبه مسألة الدفاع عن كردستان التي يتطلع للإمكانات المحتملة لتنفيذها بنفسه... ولكن حدست بأنني لست الشخص الوحيد الذي أئتمنه بكر صدقي بشأن هذه الفكرة وهذا يوضح أسباب العداء التي حدث بالوطنيين العرب لتدبير قتله فيما بعد" (ص 273). ويروي هذا السفير الذي كانت علاقته وثيقة مع المجرم بكر صدقي بأنه كان يزوره  في كل يوم تقريباً ليس لطلب شراء الأسلحة من ألمانيا فقط بل أيضا لمساعدته في وضع خطة لإحتلال كردستان والدفاع عنها. وفي هذا السياق بدأ بنقل الضباط العرب إلى أماكن غير حساسية وتعيين ضباط أكراد بدلا عنهم كما فتح أبواب الكليات والمعاهد العسكرية واسعة أمام الطلاب الأكراد حتى قيل بأن عددهم كان يفوق عن 70% من طلاب هذه الكليات والمعاهد العسكرية.
على العموم، على الرغم من أنه كان بالإمكان على المجرم بكر صدقي وهو على رأس قوة عسكرية وحكومة داعمة له أن يقوم بهذه المهمة ولكن يظهر من سياق الأحداث بأنه لم يتحرك ولا قيد أنملة تجاه إحتلال كردستان أو تأسيس دولة كردية في شمال العراق بل أنه قام بقمع إنفاضة البارزانيين. كما أن المصادر الكردية لم توثق أحلام المجرم بكر صدقي في تأسيس الدولة الكردية ولم تأتي  ضمن سياق أفكار او الحركات الكردية. فلو أخذنا شخصية المجرم بكر صدقي الثعلبية والماكرة ومحاولة اللعب على عدة حبال لتأكد لنا بأن هذه الخطة في تأسيس الدولة الكردية لم تكن إلا مناورة خبيثة للتلاعب بمقدرات البلد وإرباك معارضيه وتخويفهم من سطوته وإمكانية إقتطاع جزء من العراق والتي كانت سبباً من أسباب تقرير مصيره النهائي.

سخرية الأقدار وإنتقام القدر من المجرم بكر صدقي
------------------------------
بكرصدقي رمز من رموز الجريمة السياسية في تاريخ العراق السياسي الحديث، والكلام عن جرائمه والمذبحة التي نظمها ونفذها بحق الآشوريين في سميل عام 1933 قصة مأساوية وذات شجون مؤلمة لدى معظم الآشوريين ومنعطف خطير في مسار تطور الحركة القومية الآشورية في العراق. وبقد تعلق الأمر بسخرية الأقدار في تاريخ الآشوريين في تلك الفترة، نؤكد بأن القيود السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي أفرزتها نتائج الحرب الكونية الأولى وتسويات الحدود المجحفة، كبلت الذات الآشورية وأضعفت قدرتها إلى درجة لم يكن بالمستطاع تجنب مذبحة سميل وما أعقبها من نتائج سلبية، مادية وفكرية، زادت من تصدع الآشوريين سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً. لذلك وبسبب ضعف قدرة الذات الآشورية على التفاعل مع أحداث تلك المرحلة وتحييد مسارها بالشكل الذي يخدم المسألة الآشورية، فرضت الأقدار هيمنتها على الأحداث وبالأخص في تحديد مصير المجرم بكر صدقي والقضاء عليه بعد أن جاءت "العناية الالهية" هذه المرة لصالح الآشوريين والتي غابت عنهم في صيف عام 1933 لتنتقم للدماء الآشورية التي أريقت في سميل.
وتمثلت سخرية الأقدار هذه من حيث الزمان في إغتيال بكر صدقي في الموصل، وهو في طريقه للسفر إلى تركيا لحضور مناورات الجيش التركي مع بطله المهم كمال أتاتورك، من قبل جندي كان برتبة نائب عريف (في مصادر أخرى تذكر رتبته كعريف) وأسمه عبدالله التلعفري، وهو تركماني من بلدة تلعفر ومن أصل عائلة أرمنية هاجرت إلى العراق بعد مذابح سيفو وأعتنقت الإسلام. كان بعض الضباط العراقيين القوميين المنافسين للمجرم بكر صدقي قد جندته لإغتياله في يوم الحادي عشر من شهر آب عام 1937  في مطعم مطار الموصل ومن سخرية الأقدار أن يكون إغتياله في الذكرى الرابعة لمذابح الآشوريين، التي أمتدت من الخامس من شهر آب حتى الحادي عشر منه، وهي أيام ضمن سلسلة مذابح أرتكبها بحق الآشوريين راح ضحيتها ما يقارب ثلاثة آلاف آشوري ... حقا أنها سخرية الأقدار.
للمزيد من التفاصيل عن هذه الموضوع  يمكن الرجوع إلى كتبي المبينة في أدناه:
•   أبرم شبيرا، الآشوريون في السياسة والتاريخ المعاصر – فصل التعامل مع الأقليات في مسار تطور تاريخ العراق السياسي، من منشورات إتحاد الأندية الآشورية في السويد، 1977.
•   أبرم شبيرا، الآشوريون في الفكر العراقي المعاصر، دراسة مسألة في العقلية العراقية تجاه الأقليات، دار الساقي، بيروت – لندن، 2001.

وأخيرا... كلمة لابد منها عن يوم الشهيد الآشوري في السابع من آب 1933:
-------------------------------------------

أولا: التسمية الآشورية للحدث:
لقد سبق ووضحنا في مناسبات سابقة بأن التسمية الآشورية لهذه المناسبة هي الصحيحة ولا يمكن تغييرها أو تأويلها بالشكل الذي يتم فيه إدخال التسميتن، الكلدانية والسريانية لهذا الحدث والقول مثلاً يوم الشهيد الكلداني الآشوري السرياني وغيره،  فذلك يخالف الواقع والحقائق التاريخية التي كانت تقريباً كلها تخص الآشوريين فقط. أي بهذا المعنى لقد تعمد الأسم الآشوري لهذا الحدث بالدماء المقدسة التي أزهقت من أجله،  في حين لم يكن لأبناء التسميتين الكلدانية والسريانية تقريباً أي صلة بهذا الحدث. وقد لا أجني على الحقيقة والتاريخ عندما أقول بأنه على العكس كانوا، وبالأخص الكنائس، مستنكرين لهذا الحدث ، لا بل وأكثر من هذا كانت هناك مجموعات عشائرية من أتباع كنيسة المشرق "النسطورية" هي الأخرى أستنكرت هذا الحدث خوفاٌ من بطش السلطة السياسية وخسارة الإمتيازات التي كانت تحصل عليها من الحكومة حيث وقعوا، وهم لا يعرفون القراءة والكتابة وربما حتى التوقيع، على رسائل إستنكار لهذا الحدث والتي أملئت  وفرضت عليهم من قبل السلطة، كل هذا لم يمنع من أن يدخل السابع من آب في التاريخ القومي ورمزا للحركة القومية الآشورية. وحسنا فعلت كنيسة المشرق الآشورية في إدراج هذا الحدث في تقويمها الكنسي، إن لم يكن كحدث قومي سياسي، وهو من واجبات أحزابنا السياسية، وإنما النظر إليه كحدث ديني وكنسي لأن تقريباً معظم شهداء هذه الحركة كانوا من أتباع هذه الكنيسة، لا بل وزعيمها أيضا. وكمسيحيين أدركت الكنيسة واجبها في التذكير بهذا الحدث وإقامة القداديس على أروح الشهداء. كل هذا الإقرار بآشورية الحدث لا يزعزع إيماننا المطلق بأن الكلدان والسريان مع الآشوريين يشكلون أعمدة الأمة الواحدة وهي حقيقة واقعية لا يمكن نكرانها ولكن حتى نكون واقعيين في العمل القومي يجب أن لا نقفز من فوق الحقائق التاريخية وإلا أضعنا النابل بالحابل ودخلنا في متاهات لا نهاية لها.

ثانياً: السابع من شهر آب يوماً للشهيد الآشوري:
في الكراس الذي كتبته وبعنوان "السابع من آب يوم الشهيد الآشوري – رمز خلود الأمة"، دار عشتار للتصميم والصباعة، لندن، 1994 والذي أعيد طبعه من قبل الحركة الديموقراطية الآشورية قبل عدة سنوات كما قام النادي الثقافي الآشوري في عنكاوه بطبعه عام 2019 وبحلة منقحة وتصميم جديد، بينت فيه بشكل مفصل عن الأسباب التي أتخذ السابع من آب كيوم للشهيد الآشوري من قبل الإتحاد الآشوري العالم عام 1970 ودخل هذا التاريخ في السجل القومي وثبت كمنطلق للتضحية والفداء من أجل الحربة والكرامة وبالتالي لا يمكن تغيير هذا التاريخ وإحلال تاريخ آخر محله. فهو يجب أن يأخذ ليس كتاريخ مسجل على ورق فحسب وإنما هو رمز قومي معبر عن كل المذابح والتضحيات الخاصة بشعبنا. هذا صحيح بأن هناك مذابح أرتكبت بحق شعبنا خاصة مذابح المجرم مير بدر خان في منتصف القرن التاسع عشر وومذابح سيفو أثناء وبعد الحرب الكونية الأولى والسلسلة طويلة حتى نصل إلى جرائم القاعدة وداعش، فكل هذه المذابح مضمونة ومحتوية في الرمز المتمثل في السابع من آب كيوم للشهيد الآشوري. لا أريد الإطالة في هذا الموضوع فيمكن أخذ التفاصيل من كراسي المذكور أعلاه.

ثالثاً: المفكر الملهم فريد نزها والمنظور المستقبلي:
بوعي أو غير وعي، كلما أحاول الكتابة أو التذكير بيوم الشهيد الآشوري يقفز إلى رأسي المفكر الملهم ورائد الوحدة القومية الصحافي الثائر فريد نزها وهو يستمد بعد ست سنوات، أي في عام 1939، من مأساة مذبحة سميل تصوراً عن اليوم الذي سيأتي ويحتفل بالسابع من آب كيوم للشهيد الآشوري. وفعلاً هذا ما حدث في عام 1970، أي بعد واحد وثلاثين سنة عندما ثبت السابع من آب كيوم للشهيد الآشوري. في مجلته المعروفة بـ "الجامعة السريانية" العدد الثاني من السنة الخامسة لسنة 1939، كتب ردا على رسالة بعثها له من الموصل أحد الذين كانوا يتخوفون من التسمية الآشورية لأن أسم المجلة التي كان يصدرها من الأرجنتين يشير غلافها إلى تسمية (Assyria) وكان يطلب تغييرها لأن هذا مصطلح لا يروق حكومة العراق، وطبعاً بسبب مذابح سميل. لنرى ماذا يقول هذا المبدع في رده التهكمي على "المصلاوي". يقول " إذا لم ترُق التسمية الآشورية لجناب الحاكم هل تجيز لك آدابك وشرف قوميتك وقواعد دينك أن تبدلها بغيرها إرضاء لخاطر الأمير وإكرماً لسواد عينيه وماذا تصنع غداً متى خطر لحاكمك المطلق أن يقول لك أنزع هذا الصليب عن باب كنيستك ومحظور عليكم أنتم معشر النصارى قرع الأجراس؟... أنك تستبعد حصول هذه الفواجع، ولكن الليونة والخنوع اللذين أبديتهما تجاه الحاكم المستبد سوف يحملانه على التمادي في ظلمه وإستبداده... ما أحلاك لما رحت تقول لي بكل بلادة وجهل أن التسمية الآشورية تفيد المعنى المذهبي "النسطوري" وهو قول تبرأ منه الحقيقة ويستنكره الجميع من الخاصة والعامة". ثم يزيد المفكر الكبير روعة على روعة وإبداعاً على إبداع حينما يتطرق إلى الحركة القومية الآشورية لعام 1933 والمذبحة لتي رافقتها في سميل ويسحب المستقبل إلى حاضره ليرى وبمنظور مستقبلي كيف أن لأجيال اللاحقة سوف تحتفل باليوم الشهيد الآشوري تخليدا للذين أستشهدوا في سميل، فيقول بهذا الصدد  "إذا كانت الصفة الآشورية اليوم تشير إلى الغير راضين بالإندماج في العربية والخضوع للحكومات الغاشمة وقد نالهم بسبب ذلك القتل والإضطهاد والسلب وكل أنواع المظالم والفطائع (يقصد مذابح الآشوريين في سميل عام 1933) ، فذلك شرف عظيم أنفردوا به، وسترد الأجيال القادمة ذكرى ذلك الإستشهاد وآثار تلك الفواجع التي أنزلها بهم أعدء الله والإنسانية ما بقي آدمي على وجه هذه البسيطة" وهذا ما حدث فعلا في عام 1970 عند إقر السابع من آب يوماً للشهيد الآشوري ويستذكر من  تلك الفترة وإلى يومنا هذا... ما أعظمك يا معلم فريد نزها.

 



غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتباس
بكر صدقي ... ينتقم من الحكومة  القائمة ويقوم بإنقلابه المشؤوم عام 1936 ويقتل وزير الدفاع ومؤسس الجيش العراقي العميد جعفر العسكري، أبن عمه من الدرجة الرابعة وأبن قريته عسكر ...
 

اقتباس
... ثم بعد إنتهاء هذا المجرم من القضاء على "الحلقة الأضعف" في العراق، بدأ بتنفيذ العهد الذي قطعه على نفسه بأنه سيستمر بمهماته نحوة الأكثر أهمية وخطورة، وكان يقصد حركات الشيعة وعشائر الفرات الأوسط، أي نحو "الحلقة الأقوى" في العراق ...

اقتباس
وتمثلت سخرية الأقدار هذه من حيث الزمان في إغتيال بكر صدقي في الموصل ... كان بعض الضباط العراقيين القوميين المنافسين له قد جندته لإغتيال بكر صدقي في يوم الحادي عشر من شهر آب عام 1937  في مطعم مطار الموصل ... 

الاستاذ ابرم شبيرا

بينما انت تستعمل جملة "لسخرية الاقدار" ، فانا شخصيا اجد كل تاريخ العربي والاسلامي مثير للسخرية.

كل تاريخ العربي والاسلامي مليئ باشخاص في مواقع قيادية يقتلون اخوانهم او ابناء اعمامهم الخ، وهذا يبدأ منذ عهد الخلفاء ، عهد العثمانين وبعدها الفترة التي تتحدث عنها عن بكر صدقي وصولا الى صدام حسين الذي قتل ايضا ابناء عمه واقربائه.

وفي كل هذا التاريخ نجد ايضا هكذا اشخاص في مواقع قيادية وهم يتم استقبالهم كابطال وبعدها نفس الاشخاص الذين يحتفلون بهم يقومون باغتيالهم.

وبين نهاية بكر صدقي وما قاله المفكر فريد نزها فاننا نصل الى الحقيقة التي انا اؤمن بها وذكرتها سابقا وهي:

الطاغية يموت وينتهي حكمه، اما الشهيد فيموت ويبداء عهده.


غير متصل ابو افرام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 355
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
مستر ابرم شبيرا


كل ما جلب انتباهنا بهذا السرد الطويل هو " الدعاية لكتبك " ... !!!!!!!!!!!!

و بهذا الصدد نقول " ان كل ما قراْناه عنك في هذا الموقع " هو " كذب " و لم نصدق مما انت كتبته الا عبارتين : """ الاولئ كانت عندما اعترفت قائلا " الانكليز تركوكم " و الثانية " الاميركان طردوكم. " """

نعم العبارة الاولئ كانت صحيحة لاْننا كنا متابعين لهذا الموضوع و اما الثانية فقد عرفنا بها موْخرا عندما انت اعترفت بها في منشور لك في هذا الموقع بتاريخ 23/5/2019 الذي كان بعنوان " وحدة شعبنا وفق نظرية الاواني المستطرقة " حيث انت قلت باْن الاميركان قالوا لكم " روحوا توحدوا وتعالوا نناقش مطاليبكم " كما حصل في الداخل ايضا , و يعني " عودوا الئ جذوركم الارامية السريانية " لاْنهم يعرفونكم متاْشورين و قد قراْوا التاريخ جيدا. """

و ما نوْكد عليه الان هو تذكيرك مرة اخرئ بما يلي الذي قلناه لك في منشورك السابق الذي بعنوان " صرخات غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بين المسؤولية والواقعية في « رد #4 في: 19:48 02/08/2020 »" :

""" و الله " لم تستطيع ان تثبت بأْنك اشوري " رغم كل كتاباتك والتي ختمناها بوجوب " توقفك عن الكتابة " كما فعل الاخرون من قبلك و من شلتك و اخرهم المتاْشور السفسطائي المدعو اخيقر ... حيث لم نقراْ منكم سوئ " سوالف و اكاذيب و خرافات و سخافات و كيف تعمل دكاكين الفوتو شوب مع كلام فارغ و سفسطات ... و حتئ الشتم احيانا اخرئ. " بحيث ارتاْينا ان نوثق بعضا من ذلك في مقال خاص بعنوان " نماذج من سفسطات حديثة جدا يكتبها البعض في هذا الموقع !!!!!!!!!!!! ... " """ و كما في الرابط التالي :

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,977341.0.html?fbclid=IwAR07xTjM0fvqlt5D0SuR3_fNV-W0ifzJrRUe6us_d-pqyC3z9Htk5R6Sip0

و ان كنا نحن قد قلناها لك من قبل و كررناها لك حديثا ... ف ان الاكاديمي " الدكتور ليون برخو " كان قد قالها لك من قبلنا ايضا من زمان من خلال ما نشره بعنوان " إلى الأستاذ أبرم شبيرا ومنه إلى كل كتاب ومثقفي شعبنا: قللوا من الكتابة في غير إختصاصكم رجاءا و نشرنا عن ذلك « في: 18:51 10/05/2020 » " كما في الرابط ادناه ... و نقتطف منه ما يلي ... ف اقراْ :

" فمثلا بإمكان الأستاذ شبيرا – وهو كاتب بارز من أبناء شعبنا وكل الكتاب والمثقفين الأخرين – الإتصال بعالم الأشوريات القدير جون كرتس الذي يدير قسم الشرق الأدنى في المتحف البريطاني ويأخذ مسجلا معه ويلتقي به ويسأله ويستأنس برأيه قبل الكتابة. ولكن لا يستطيع هؤلاء فعل ذلك لأن العلم والإختصاص ليس ديدنهم والوصول إلى الحقيقة من خلال العلم والإستقراء والبحث لا شأن لهم به. همهم الركض وراء سراب الماضي السحيق معتقدين أن أهميتهم ومساهمتهم في الحضارة الإنسانية تعتمد على أقدميتهم وينسون ان الإنتساب إلى شعوب غابرة له مقومات علمية وتاريخية ولغوية بإمكان علماء اليوم التحقق منها بسهولة. ولهذا فإن ذهب هؤلاء إلى علماء جامعة شيكاغو، الذين أمضوا عقودا في تأليف قاموس الأشوريات، وقالوا لهم نحن أحفاد هذه الشعوب لغويا وإثنيا لوقع هؤلاء العلماء على قفاهم من الضحك. وحقا لقد جعلت هذه الكتابات منا أضحوكة. "

و نكرر الجملة ما قبل الاخيرة : " لوقع هؤلاء العلماء على قفاهم من الضحك. " و هكذا ههههههههههههههههههههههههههه

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,976414.0.html?fbclid=IwAR3HIMxlKOWheNg-rBVwhRFNtPHXZDTkytrFjHsJ-m_RMj25-RkgzHiHEW0

و ما كان قد نشره الدكتور ليون كان قد تم بضوء ما كنت انت قد كتبه عن قاموس جامعة شيكاغو و انت ههههه " لا تميز بين علماء الاشوريات " الذين هم المتخصصون في تاريخ الاشوريين المنقرضين " و " ما انت اسميته ب هههههه " علم الاشوريات " كما في الرابط ادناه و انت لا تدري بوجود هكذا سخافة ... !!!!!!!!!!!!

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,525181.0.html

و عليه نقولها لك مجددا و كذلك ل الاخرين من شلتك و من خلالك ما اْكدنا عليه في منشور سابق لك في « رد #23 في: 19:59 03/07/2020 » :

" لا تتعب نفسك بعد و بطططل تكتب و تذكر باْن الحوار حول الهوية انتهئ من زمان ... و التاريخ سجل كما هو الان " :

كلنا " اراميون سريان" و تراثنا كله هو " ارامي سرياني " و الكنيسة هي " ارامية سريانية " و تاريخها يبداْ كما كتبه البير ابونا في كتابه " تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية " منذ التاْسيس في انطاكيا ، و الكنائس الاخرئ هي كنائس حديثة ... و لغتنا هي " ارامية سريانية " و معترف بها عالميا ، كما يتم تدريسها في جامعات عالمية عديدة ، و هي " لغة رسمية في العراق " الئ جانب العربية و الكردية ، و ان كل الموْسسات الرسمية ايضا هي " ارامية سريانية " و كما يلي :

~ يتم تدريسها في قسم اللغة السريانية في كلية اللغات في جامعة بغداد.
~ لها هيئة تسمئ " هيئة اللغة السريانية " في " المجمع العلمي العراقي."
 ~ لها مديرية ب اسم " مديرية الدراسة السريانية العامة " في بغداد و مديرية للتعليم السرياني في اربيل و مديرية عامة للثقافة و الفنون السريانية في اربيل و كذلك اتحاد للاْدباء و الكتاب السريان الذي هو جزء من الاتحاد العام للاْدباء و الكتاب في العراق.
 ~ يتم التدريس باللغة السريانية في المدارس التي اغلبها مسيحيون.
~ و افتتح موْخرا قسم للغة السريانية في جامعة صلاح الدين ايضا.
 ~ نشرت وزارة ألتربية معجماً باللغات ألثلاث ألإنكليزية وألعربية وألسريانية بعنوان منارة ألطالب ليستعمل في ألمدارس ألسريانية.

لا شئ " اشوري " بعد قيام الاراميين بالتنسيق مع الميديين بتدمير البلاد الاشورية و ابادة اشورييها قبل اكثر من 2600 عام و لا شئ " كلداني " كذلك  !