الدكتور عبد الله رابي
ساكتب عن بعض النقاط وبعدها اعطي راي الشخصي.
اولا: اتفق معك في عدم امكانية الاعتماد على الكتب التي وضعتها لرجال الدين وللاسباب التي ذكرتها انت.
ثانيا: هناك مشكلة واحدة تبقى التي انت براي ان تقوم بتغييرها وهي اكتفاءك بالرد "هذا قول اكاديمي رصين وهذا ليس اكاديمي رصين" ،ارى من الافضل ان تتوجه الى القول "هذا البحث الذي قدمه الاكاديمي الفلاني او الجامعة الفلانية هو رصين للاسباب التالية"
حول الردود التي قدمها عدة اعضاء فانني ارى فقط مشاركتين اللتان (هما على شكل اسئلة ) يمكن اعتبارهم اسئلة اكاديمية منطقية، وهما مشاركة السيد فاروق كوركيس والسيد عصام المالح، وهما اقتبسهما لغرض التوضيح:
مشاركة السيد فاروق كوركيس :
"لنعود الى المنطق .. كلنا نعرف ان الأمبراطورية الآشورية التي استمرت خمسة الى سبعة الاف سنة وتضمنت مساحتها العراق وسوريا ولبنان وفلسطين الى مصر مع اجزاء من ايران الى تركيا .. وبكل ملوكها العظام وبكل تاريخها وحضارتها ومدنها الشاخصة الى يومنا هذا .. ليست لها لغة ، او أن لغتها انقرضت .. بينما بعض القبائل من البدو الذين يسمون اراميين من الذين لا حضارة لهم ولا تاريخ ولا ملوك ولا شواخص حاضرة .. هم اصحاب اللغة الباقية التي يتحدث بها الاشوريون اليوم .. فهل هناك عاقل يصدق هذا ؟؟؟"مشاركة السيد عصام المالح:
"هناك عامل واحد فقط يساعد على ان تتحول أي لغة الى لغة واسعة الانتشار، وهو التوسع العسكري، ولا يوجد أي عامل اخر يساعد في نشر اللغة وهناك امثلة عديدة يبرهن ذلك، لولا الامبراطورية البريطانية لما اصبحت الانكليزية لغة عالمية، ولولا الاستعمار الفرنسي في العديد من دول افريقيا ..... والعربية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، اذن التوسع العسكري هو العامل الاهم في نشر اللغة، فكيف يمكن ان نصدق وفق هذه النظرية ان الارامية هي التي انتشرت واصبحت لغة شبه عالمية بينما الاراميين لم يكن لهم حتى كيان سياسي موحد بل لم يكن لهم حتى بما نسميه اليوم بالحكم الذاتي، الاشورية كانت امبراطورية مترامية الاطراف فمن المنطق ان تكون اللغة الاشورية هي التي كانت تسود وليس الارامية... اما النظرية التي تقول بأن سياسية الاشوريين في توطين المجتمعات الغريبة ومن بينهم الاراميين في اشور قد ساهم في انتشار لغتهم في اشور هو امر غير منطقي البتة، فمهما كانت الاعداد التي جلبت الى اشور لا يمكن ان تكون اكثر من الاشوريين انفسهم، فلا بد ان يكونوا هم من انصهروا في بوتقة الاشورية وليس العكس. اشور هي التي كانت تمتلك مؤسسات علمية ومن المنطق ان يكون الاشوريين هم من ابتدعوا الابجدية حتى وان كانت قد ظهرت هذه الابجدية بعد سقوط اشور، سيما وان الملك اشور بانيبال كان يعتني كثيرا بالجانب الثقافي وهو مؤسس اول مكتبة في العالم، والذي حكم حتى قبل سقوط اشور بخمسة عشر سنة فقط."هذه اسئلة اكاديمية لكونها ايضا تدخل ضمن الوسائل العلمية التي تخص plausibility check. اختبار مدى منطق المعقولية.
بالاضافة الى ذلك فهما المشاركتين الوحيدتين اللتان يقعان ضمن الطريق الذي تريد سلكه وهو النظر من خلال علم الاجتماع، وهذا لكون المشاركتين تتحدثان عن مراكز القوى في المجتمع وتاثير المجتمع على اللغة الخ....
ما قاله السيد عصام المالح مثلا تستعملها بنفسك حول كيف انتشرت اللغة العربية ...
وما قلته انت حول تسلسل انتشار اللغات وصولا الى العربية انا شخصيا لا اتفق معه بشكل كامل. اذ ليس هناك تفريق بين حروف الكتابة وطريقة التحدث. فانت ايضا تستطيع ان تقول بان الاكاديمية الرصينة تعتبر لغة العراق والجزائر بانها عربية، ولكنها ليست كذلك. من اين هو اصل هذه الكلمات، هل هي عربية:
شكو ماكو، وينك ، شلونك، دولكة، قوطية، خاشوكة ، دكمة ...
هل انت تستطيع ان تفهم شخص جزائري عندما يتحدث؟
انا شخصيا كنت قد تحدثت عن اللغة وكم نوع من اللغة نملك، حيث كنت قد قلت: كلمة ومصطلح "اللغة" هو مصطلح عام، اي هو مصطلح مثل كلمة "حيوانات" الذي يشمل عدة انواع. فاللغة في العلم تحوي عدة انواع: creole language، mixed language ، pidgin language ، nation language ، Nicaraguan sign language الخ الخ. اللغة العراقية هي من نوع creole language، وهي اللغة التي تنتج عندما تمر عدة اقوام في منطقة معينة فيحدث تداخل وتحويرات للغة..
انظر هكذا نوع من اللغة العراقية لها علاقة مباشر بتاثيرات الاجتماعية والثقافية وتنقلات البشر الخ.
لماذا شرحتها هنا؟ لاننا في الوقت الذي نلاحظ ونشاهد هكذا تداخل للغات في اللغة العراقية فاننا نرى في حالة لغتنا الام اتجاه هنا بانها لم تتاثر اطلاقا بالاشورية. لاننا اذا اخذنا القول بان الارامية سارت بجانب الاشورية فيجب ان نقول بانه حدث ايضا تداخل بين اللغتين ، التاثير الاكبر سيكون براي لصالح من يمتلك قوة اكبر. وانتشار اللغة في كل الاحوال لا يمكن تصور معقوليته بدون الانتشار الذي قامت به الامبراطورية الاشورية.
براي ان علم الاجتماع يتعامل مع هكذا تاثيرات المجتمع على اللغة من حيث ان مدى التاثير وسبب الإنتشار يكون بسبب توسعات في الجهات التي تملك قوة مثل التوسعات الامبراطورية.
راي الشخصي:في راي الشخصي فانا اقترب من مشاركة السيد سام ديشو ولكن فقط في جزء منها، حيث انني ايضا لست ضد من يريد ان يسمي اللغة كما يريد. ولكن هذه حولها شروط ، وانا ساشرح لماذا اضع هكذا شروط.
الشروط: من هو متمسك بتسمية معينة للغة، بان يسميها بان اسمها هو (ص) فعليه هنا ان يعمل من اجلها ويطورها ويعمل من اجل المحافظة عليها لكي لا تنقرض وتموت، وهذا الشرط ايضا ضروري ليثبت هكذا شخص بانه ليس عبثي ثرثار وانما هو فعلا مؤمن بما يقوله. بغير ذلك فان هكذا شخص يجب ان لا يمتلك ادنى حق للتحدث عن ما هو اسم اللغة.والان لماذا اضع هكذا شرط؟
لان في الحقيقة ان سبب وجود اختلاف حول اسم اللغة هو يكمن ليس في ما تحدث عنه عدة اشخاص وانما يكمن في سبب اخر مختلف جدا.
سبب وجود اختلاف في اسم اللغة بهذه الطريقة هو
عدم قدرة كل الاطراف في الدخول في المنافسة. وهذا هو
السبب الحقيقي والذي يجب ان يتم الاعتراف به والاخذ به في كل مناقشة في المنتدى.
شرح اكثر:
الشخص الاول متمسك بان اسم نفس اللغة هو (س)
الشخص الثاني متمسك بان اسم نفس اللغة هو (ص)
الشخص الثالث متمسك بان اسم نفس اللغة هو (ج)
الشخص الرابع متمسك بان اسم نفس اللغة هو (د)
هنا عندما يكون الشخص الاول ناجح ويعمل من اجل الحفاظ على اللغة ويملك عنها ادب واشعار واغاني ومجلات ويضحي بكل وقته من اجل تحقيق حلم فتح مدارس وكليات الخ عندها عندما يجد الاشخاص الاخرين عدم تمكنهم من الدخول في المنافسة وعندما يجدون بان الشخص الاول لوحده من يمتلك قرار التحكم بمصير اللغة وحتى اسمها فهنا قد تتولد عصبية لدى البعض منهم.
وفي هذه النقطة انا اقدم ايضا اضافة: عندما يقدم الشخص الاول في مثالي هذا كل هذه الجهود من اجل اللغة فهنا عندما يعطيها اسم حسب رغبته فهذا ليس قرار سياسي وليس ايضا غير اكاديمي، اذ ليس هناك شخص في هذا العالم من هو مستعد بان يسمي جهوده باسماء يختارها طرف ثالث لم يتعب مطلقا في العمل الذي قام به. وايضا ما هي هذه الاكاديمية التي ترى ان ما قام به اتاتورك من تغير الحروف في اللغة التركية الى اللاتينية بانه عمل غير اكاديمي وبانه عمل خاطى؟ ببساطة الشعب هو الذي يقرر مصير اللغة وهو الذي يقرر شكل حروف اللغة وهو الذي يقرر اسم اللغة…
واخيرا حول نقطة هل هناك اجحاف بحق فئة ام لا:
ما ينبغي انا وانت واخرين ان نراه مجحف هو عندما نرى اشخاص لا يملكون ولا ادنى جهد من اجل الحفاظ عن اللغة الام ولكن مع هذا يريدون ان يكونوا من يقرروا كل شئ فيما يتعلق باللغة واسم اللغة.
ما ينبغي ان نجده مجحف هو عندما نرى اشخاص الذين لانهم لا يستطيعون الدخول في منافسة ونشر وعي قومي باللغة الام فانهم يريدون تخريب جهود الاخرين ايضا ، وهذه محاولات التخريب تاتي بعدة طرق منها ايضا اقوال "لا فائدة من اللغة الام" ، "هي لغة ميتة لا احد يحتاجها" وهذه يذكرونها عندما لا تفيد الطرق الأخرى فيختاروا هذا التخريب من اجل كسر عزيمة وارادة الاخرين. هذا هو اجحاف لانه ايضا لا يحترم جهود وتضحيات الاخرين.
كما قلت وشرحت بدقة عدم امكانية الاخرين للدخول في منافسة هي سبب وجود عصبية في تعامل البعض مع اسم اللغة. وسيكون ايضا مجحف جدا ان يفكر احدهم بان يسمي هكذا نقاشات حول اسم اللغة بانه تطرف ويقترح بان افضل طريقة للتخلص من هكذا تطرف ان يتم تدمير عزيمة الشخص الاول في مثالي اعلاه. لان هكذا محاولات ستكون هي في قمة التطرف. الجهود والتضحيات ينبغي احترامها. وحل المشكلة اراه بان يتم تشجيع الاخرين بان يهتموا باللغة الام ويحافظوا عليها وليسموها كما يريدون كلدانية سريانية ارامية الخ..
في كل الاحوال سيبقى مضحك جدا بان الكثيرين الذين يتحدثون عن اسم اللغة لم يكن لديهم اي رد فعل على تعريبها ، اليس يجد هؤلاء انفسم بانهم غريبي الاطوار؟
وفي النهاية اتتركك واترك جميع القراء للتمتع باللغة الام في هذا الرابط
:
https://www.youtube.com/watch?v=atNmY13zHL4