المحرر موضوع: التحرك الأشوري في مواجهة الواقع و الهموم الخاصة  (زيارة 1042 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abdalla_maroki

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التحرك الأشوري في مواجهة الواقع و الهموم الخاصة

هذه الأيام نجد أناساً يخلقون من الباطل حقاً ومن الوهم واقعاً , وعلى الطرف الأخر أناساً يفرطون بحقهم حتى يبدوا كالباطل وينحدرون بواقعهم إلى درجة الوهم . وتتشابك علاقات كل من الطرفين مع الناس كما تتشابك العلاقات الداخلية لكل طرف بحيث يصبح أي تعميم حول الوضع في المنطقة نوعاً من التبسيط التعسفي الذي يتضمن نسبة كبيرة من الخطأ .
في وسط هذا الجو المعقد و في بقعة من الأرض تتعلق بها مصالح القوة العالمية من جهة و العواطف الدينية و التاريخية و الخرافية من جهة أخرى يتحرك شعب صغير مشتت لاستعادة حقه الأساسي , حقه في أن يعيش فوق أرضه  وأن يمارس سيادته عليها ضمن الحدود المعقولة لأي شعب صغير .
في مثل هذه المنطقة التي تشعر بأنها مازالت بعيدة عن تحقيق أهدافها السياسية و الاقتصادية والاجتماعية . في منطقة عانى شعبها من ذل هزائم متوالية طوال ربع قرن . في مثل هذه المنطقة يغري الفراغ السياسي و النفسي أي تحرك أشوري بتحميل نفسه أكثر من ما تحتمله المرحلة ويتعجل حرق المراحل ويعطيه من الدوي  والطنين الخاويين ما يجعله هدفاً سهلاً للتورط و الانزلاق و التفتت . إن الخط البياني للحركات الأشورية متشابه بل هو متطابق :
1-   نمو سريع واستقطاب للنخبة الشابة المصابة بخيبة أمل قومية
2-   تمدد باتجاه قطاعات شعبية معينة بفعل تأثيرات خاصة للنخبة ( قبلية – طائفية – وظيفية ) لا بفعل وعي واضح .
3-   بروز تيارات متصارعة شخصية وسياسية أحياناً شبه إيديولوجية وخروج هذه التيارات عن نطاق المسار العام وانتهاء الصراع بالتجزئة و التفتت .
4-   أستعار الخصومة بين الأجنحة المتنافسة و الاضطرار لإعطاء هذه الخصومة أولويات إعلامية ومالية وتنظيمية بحيث تطغى على الأهداف الإستراتيجية .
5-   ما يلي ذلك حتماً من تخبط فكري وسياسي وشعبي يجعل المهمة الأساسية للحركات الدفاع عن ذاتها لا باعتبارها تياراً بل باعتبارها مجموعة أشخاص ارتبطوا برابطة سياسية معينة .
6-   وأخيراً تجد الحركات الأشورية نفسها عاجزة عن التحرك باتجاه أي هدف سياسي أو اجتماعي و في حالات كثيرة تقع في منزلقات الانحراف و التراجع المستمر .
وتتم كل هذه التطورات بسرعة مذهلة تترك أثارها السياسية على أعضاء الحركات نفسها .  ويسهل على المرء أن يتوقع ظهور هذه الأعراض المرضية بشكل أعمق بسبب الظروف الخاصة للشعب الأشوري بسبب التشتت وما رافقه من انقسام  المجتمع الأشوري إلى فئات ذات مصالح متباينة , وكذلك انقطاع الأشوريين عن الممارسة السياسية بسبب ظروف الحكم , وبسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي وضعوا فيها  بحيث اتخذت مواجهة هذه الظروف طابعاً فردياً واسرياً بدلاً من أن تأخذ طابعاً قومياً . وهناك أيضاً عامل أخر تمثل في انقطاع الصلة الحياتية بين الأشوريين وحدة الإجراءات  التي ضربت حول تنقلهم من قطر إلى أخر حتى انعدم الحد الأدنى من الاتصال " إلا مؤخراً " وقد أسهم هذا الانقطاع في تثبيت زوايا نظر متعددة إلى القضية الأشورية .



                                    عبد الله ماوكي  القامشلي/ سوريا