ما الذي حفل بذاكرة الموصليين تجاه قصر استرجيان الارمني ؟
عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيدقيل وكتب الكثير عن قصر الدكتور كريكور استرجيان الذي كان يقع قبالة جامع النبي يونس في مساحة واسعة تلفت الانظار اليها خصوصا وان القصر صمم بطريقة غير مالوفة لتلفت انتباه المارة تجاه هذا القصر الذي هدم نهاية الستينات رغم انه كان يعد تحفة معمارية فرطت بها بلدية الموصل ولم تعمد لتملكه وابرازه كاحدى التحف التي ميزت مدينة الموصل حيث تم بنائه على الطراز الارمني الروماني سنة 1935 على ارض مساحتها 3500 متر مربع، وكان الناس في الموصل يحسبون انه على الطراز الياباني او الصيني ، وقد استغرق بناءه قرابة 10 سنوات، ثم قام الدكتور استرجيان بتأثيث القصر بأثاث فاخر ،وقد بدا القصر للموصليين وغيرهم تحفة معمارية فنية رائعة ،وكما هو معروف فأن الدكتور استرجيان، استضاف في قصره ولسنوات عدة شخصيات بارزة منها شاه إيران رضا بهلوي، والسيد رشيد عالي الكيلاني قائد الحركة التحررية التي قامت بأسمه ضد النفوذ البريطاني في العراق والمعروفة بثورة مايس عام 1941 ..وكتب عن الدكتور استرجيان عدد من مؤرخي المدينة متطرقين الى ما كان يملكه من سعة علوم طبية ابرزته كاحد الاطباء المهمين بالمدينة لكن جانب اهتمامه التاريخي لم يتطرق اليه الا قلائل ومنهم الدكتور ابراهيم العلاف الذي اورد عنه في مقالة نشرها عام 2004 بجريدة فتى العراق عددا من المعلومات الموسعة لاسيما مذكراته التي صدرت باللغة العربية وطبعت في طرابلس بلبنان (مكتبة السائح 2004) بعنوان: (مذكرات الدكتور استرجيان 1885- 1980) وكانت قد صدرت بالارمنية منذ سنة 1974 وفي المذكرات معلومات رائعة عن الموصل جديرة بالانتباه لما تتضمنـه من حقائق وانطباعات توثق للمدينة ولرجالاتها وللاحداث التي وقعت فيها خلال الـ (80) سنة الماضية.
للدكتور استرجيان مقالات عديدة نشرها في مجلات موصلية وعربية وعالمية. كما أن له كتبا لعل من أبرزها كتابه (تاريخ الأمة الارمنية) المطبوع في مطبعة الاتحاد الجديدة بالموصل سنة 1951 ،وكتاب (الام واحلام) وهي مجموعة قصصية نشرت ببغداد سنة 1957 وكتاب تاريخ الثقافة والادب الارمني الي نشر سنة 1954 .فضلا عن كتب باللغة الارمنية منها كتابـه (تاريخ العرب والأدب العربي) المطبوع ببيروت سنة1961 .
في 26 تشرين الثاني سنة 1959 قصد بيروت وأقام فيها حتى وفاته سنة 1985..
