المحرر موضوع: محطات مضيئة من حياة الفقيد الراحل الأعلامي الاشوري الكبير ولسن يونان  (زيارة 2207 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

كتابة / اديسون هيدو

في السابع عشر من أغسطس / اب 2020 وعن عمر ناهز الثامنة والستين عاماَ رحل الأعلامي والصحافي الاشوري الكبير ولسن يونان الذي وافته المنية في أميركا بعد معاناة قاسية من مرض عضال ألم به لم يمهله طويلاَ , وبرحيله فقدت الاوساط الاعلامية الاشورية في العالم واحدا من عمالقة الإلقاء الإذاعي , ومن رجالاته المبدعين والمخلصين لمهنتهم ورسالتهم الإعلامية , ومن اشهر مقدمي البرامج , ومن أهم الأصوات التي عملت خلف ميكروفون الأذاعة وقدمت اعلاماَ مهنيا هادفاَ .
 
وقد تفاعل أبناء شعبنا الاشوري من مختلف أطياف المجتمع وعمت موجة حزن كبيرة وسيل جارف من مشاعر الأسى صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الاشورية في الوطن والعالم فور الإعلان عن رحيله , فكانت الصدمة بوفاته عميقة والحزن مفعما بالقلوب, فنعاه الجميع وأفتقدته الساحة الاعلامية الاشورية كرمز من رموزها الكبار , لما كان يتحلى به  من كفاءة مشهودة في العمل الاعلامي ، وقدرات مهنية عالية في متابعة الأحداث ، والتغطية النوعية للفعاليات  المختلفة في جميع المجالات الثقافية والسياسية الوطنية والقومية وغيرها , معتبرة رحيله خسارة كبيرة للإعلام الحر والمستقل الذي كان الفقيد احد فرسانه وعلما من أعلامه ، كرس جل حياته في سبيل أداء رسالته الصحفية التي حملها بكل صدق وأمانة بعيداً عن الانفعالية والتوتر , وكذلك مواكبة التطورات التي كان يشهدها الوطن وتشهدها الساحة القومية . اضافة الى ما كان يمتلكه على مدى سنوات خدمته الطويلة في المجال الاعلامي الرصين من قدرات عالية في صناعة الخبر الصحفي ، وأتقانه للغة الاشورية الأم بمفرداتها السلسة الخالية من الكلمات الدخيلة .

الراحل الكبير ولسن يونان من مواليد عام 1952 مدينة الحبانية / العراق . تخرج من اكاديمية الفنون الجميلة قسم السينما بجامعة بغداد عام 1979 ,  وعمل في الإذاعة والتلفزيون التربوي في العراق قبل هجرته الى استراليا عام 1981 , في أستراليا حصل على شهادة الدراسات العليا في الأعلام من جامعة (   Wollongong University NSW Australia  ) , أقام في مدينة ملبورن وفيها أسس القسم الاشوري في أذاعة المدينة , وبعدها انتقل الى سيدني وعمل بالقسم الآشوري في واحدة من أرقى المؤسسات الإعلامية الحكومية في أستراليا وهي مؤسسة ( SBS ) للأذاعة والتلفزيون لأكثر من ربع قرن , فمنذ أواسط  تسعينيات القرن الماضي وتحديدا في عام 1993 ووسط غياب توفر خدمة الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي، وقبل الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 بثلاثة أشهر وأثناء الحرب، أجرى الفقيد مقابلات حصرية مع مسؤولين عراقيين ، لنقل آخر المستجدات التي شهدتها الساحة السياسية في العراق أنذاك , كذلك بالنسبة للشأن القومي والديني الاشوري فلقد انصب جل اهتمامه وأولوياته من خلال الإذاعة أو التلفزيون حيث استطاع ان يتابع وينقل أخبار وفعاليات أبناء شعبنا في العراق، سوريا، إيران، والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودولا اخرى حيث يتواجد ابناء شعبنا من خلال لقاءاته العديدة مع ممثلين عن احزاب شعبنا وقياداته الكنسية العاملة في الوطن ودول الشتات .

وفي مجال الصحافة فكان للفقيد كتابات كثيرة ونتاجات على شكل مقالات تحليلية سياسية واجتماعية عن أبناء شعبنا في الغربة والشرق الأوسط باللغات الاشورية والعربية والأنكليزية ، كما دعي لألقاء محاضرات عن إعلام أبناء شعبنا وعن التغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية في مدن عدة في استراليا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها .

وقد نال الفقيد الراحل العديد من الجوائز التقديرية خلال مسيرته الأعلامية وارتقى منصات التكريم مرات عدة منها تكريمه عام 2000 من قبل السيناتور المرحوم  جان نمرود  رئيس الاتحاد العالمي الآشوري , وتكريمه عام 2004 من قبل مجالس الجمعيات الأثنية في إستراليا , وفوزه عام 2010 بميدالية الأستحقاق الملكية الاسترالية الرفيعة تلك الجائزة التي يصعب الفوز بها في مجال الصحافة والإعلام  لاسيما ان لم يكن الفائز بها قد قدم ما هو مؤثر في مجال عمله وبشكل كبير , ومن ثم جائزة الرجل الأسترالي الاشوري لعام 2017 من قبل الاتحاد العالمي الآشوري وائتلاف الجمعيات الآشورية في إستراليا وسط حضور جماهيري غفير في مدينة سدني ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية  تقديراً لدوره  في إذاعة ( SBS ) في إعداد وتحرير ونشر الأخبار الإذاعية، وتسليطه الضوء على القضايا القومية الآشورية ووضعها في مقدمة رؤية الإذاعة وإيصالها الى العالم بطريقة مهنية وحيادية لامعة .
 لقد كان الراحل خلال مسيرة حياته نموذجا للثبات والشجاعة في الرأي والموقف، وكان مثالا للإعلاميين الأحرار تحركا ووعيا وسلوكا أثرى المكتبة الصحفية والأعلامية الاشورية بالعديد من  المقالات والحوارات الصحفية والمقابلات التلفزيونية والإذاعية بالإضافة إلى مشاركاته على الفضائيات ، ما يجعل رحيله خسارة عظيمة وفادحة على مختلف الصعد , ترك بصمة كبيرة ومميزة وعميقة الأثر في مجال الاقتدار الصحفي والمهني والكلمة الصادقة المعبرة لا يمكن لأحد نسيانها . ومن الصعب بل من المستحيل تعويضها في مجال الأعلام .
الذكر الطيب والرحمة الواسعة للفقيد الكبير .. والى جنات الخلد .