المحرر موضوع: قصص توراتية في الواح آشورية..قصة حِصار اورشليم في عهد اشعياء النبي بين التوثيق الآشوري والعبري  (زيارة 1012 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جورج ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قصص توراتية في ألواح آشورية
قصة حِصار أورشليم في عهد إشعياء النبي بين التوثيق الآشوري والعبري


                      تُظهر الألواح الطينية الاشورية، المستكشفة في مناطق كثيرة من العالم الشرقي، ان اجدادنا الاشوريون كانوا شغوفين جدًا لتَدوين كل شيء في وعن حياتهم اليومية. الحرص الذي اظهره المُدون الاشوري في تدوين كل شيء عن الحياة اليومية، وبالأخص عن المعارك، اتاحت للعالم الحاضر ان يستكشف، ليس فقط عظمة الامبراطورية الاشورية، لكن العالم القديم ايضا. 
 التوسع الآشوري، وبالتحديد ابان العصر الحديث 612-911 ق.م، أدى إلى اتصالها بثقافات أخرى سجلت هي الاخرى تجاربها في الصراع التوسعي الاشوري بين الامبراطورية الاشورية من جهة والعالم الشرقي القديم من جهة اخرى.
  من بين الممالك التي نالت نصيبها القاسي من ذلك التوسع الاشوري كانت مملكة إسرائيل. في ذلك الوقت، كانت إسرائيل تنقسم إلى مملكتين - إسرائيل من الشمال ويهودا من الجنوب - وعاصمتها اورشليم. كما هو مسجل في الكتاب المقدس.
 
   تُعتبر التحركات الاشورية بقيادة الملك الآشوري سنحاريب لإخضاع مملكة يهوذا بقيادة حزقيا الملك حدثًا تاريخيًا قيمًا. اذ ان الحدث مُسجل من كلا الجانبين. من المنظور التوراتي نجدها مُدونة في سفر الملوك الثاني في عهد اشعياء النبي؛ بينما تم العثور على لوح طيني سداسي الشكل يُعرف باسم منشور سنحاريب أو منشور تايلور (Taylor) مكتوب بالخط المسماري- نظام الكتابة عند الآشوريين القدماء.

  بالنسبة للتدوين التوراتي لهذا الزحف الاشوري، يقدم الكتاب المقدس سردًا للهجوم غير انه لا يسهب في الحديث عن الدمار الذي لحق بيهوذا من قبل الآشوريين، ولا عن المدن الاخرى التي استولى عليها الملك الاشوري بالتفصيل، بدلاً من ذلك، يتم التركيز على الخلاص الذي اتى من قِبل الرب لدحر الزحف الاشوري للمدينة.

   "لذلك هكذا قال الرب عن ملك أشور: لا يدخل هذه المدينة، ولا يرمي هناك سهما، ولا يتقدم عليها بترس، ولا يقيم عليها مترسة. في الطريق الذي جاء فيه يرجع، وإلى هذه المدينة لا يدخل، يقول الرب. وأحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي. '' (2 ملوك 19: 32-34).

من ناحية أخرى، تؤكد الرواية الآشورية على النجاحات العسكرية الهائلة التي جلبها هذا الزحف نحو اسرائيل، لكن، علينا أن نقرأ ما بين السطور لندرك أن سنحاريب لم يقل أبدًا أنه احتل او استولى على اورشليم أو اسر حزقيا الملك، غير انه اكتف بالمدن الإسرائيلية الاخرى.

يقول الملك سنحارينب:
"وأما حزقيا اليهودي الذي لم يخضع لنيري، لقد حاصرتُ ستة وأربعون من مدنه القوية والمحاطة بالأسوار وأخذتها. لكن حزقيا نفسه، مثل طائر في قفص، حبسته في اورشليم، مدينته الملكية. أقمت ضده ] مدينته[ أعمال الحفر ...ارعبتهُ عظمة جلالتي."

 بالطبع، المدون الاشوري لن يذكر الفشل الذي طال الجنود الاشوري في الاستيلاء على مدينة أورشليم، غير انه يعطي فكرة واضحة عن جبروت الآشوريين، والعظمة والقوة التي كانوا يرغبون في إظهارها. لكن، النص يؤكد ان الملك الاشوري لم يدخل أورشليم، وهذا القول يتفق مع التدوين التوراتي للقصة، الله له المجد خلص أورشليم من يد اشور(أي الفرد الآشوري).



جورج ايشو


المرفق:

 

Hexagonal clay tablet known as Sennacherib's Prism or the Taylor Prism