ايضاح لابد منه
شهد " المنبر الحر " قبل فترة قصيرة اشتباكا معيبا دُفعتُ اليه دفعا ... لم يكن لي الخيار ، مع ذلك اقدم اعتذاري للاخوة القراء ولكتُاب الموقع عن تلك " الدوشة " ...
لقد تحتّم علي أيضا الان ان اقدّم ايضاحا ، وكلي امل ان يُقرأ مقالي بهدوء ، وبروح حيادية ولو " مؤقتا "، بغية تشخيص موضع الخلل ...
في مناسبات ، وصفني اكثر من واحد بـ " المسيحي المتطرف " ...
ووصفني اكثر من واحد ايضا بـ " القومي المتطرف " الذي اخفى نواياه تحت الرماد !!!
لماذا هذان الوصفان ؟؟؟ ... والجواب التبريري لهذين الوصفين عند المنتقدين لي ، هو انني اعترض ، وبشدة احينا ، على ما يكتبون في كلا الشأنين ...
يريدون ان يكتبوا ما يشاءوا ... وهذا من حقهم ومن حق الجميع ... لكنهم يريدون ان تؤمن بما يكتبون ولو غصبا ... او السكوت والتزام بالصمت ، وإلا ... ؟ وإلا ستضع نفسك في قفص اتهاماتهم ... ومن المؤسف حقا ان ينطلي ذلك على بعض الآخرين ايضا !!!.
كم مرة اوضحتُ ( وباستطاعة اي اخ التحقق مما اقوله ) اني عندما ادافع عن الكنيسة الفلانية او عن رجل الدين الفلاني ليس لانني انتمي الى تلك الكنيسة او لارتباطي بعلاقات شخصية او مصلحية مع رجل الدين الفلاني ...
كان احد الاخوة من شهود يهوة قد اتهمني مرة ( عندما دافعت عن الكهنة ، بعد ان وضع جميعهم – هدفا – لافتراءاته وشتائمه ) ... اقول ، انه اتهمني ووصفني بأنني احد هؤلاء الذين يتلقّفون ما يتطفّر من موائد الكهنة .. قال شتيمته المقززة دون ان يعرفني معرفة شخصية ... لكن لا عجب في قول " الشتّام " الذي يريد اجبارك على تأييده او الصمت ... وهنا اجد نفسي حائرا ، كيف احاور مع هذا المخلوق ؟....
البعض يقف متفرجا ، ويفضّل الموقف السلبي ! .. وربما ينتقد اعتراضك لانه سبّب ضوضاء في سماء السكينة ... اني احسده ...
لكن الاخ من شهود يهوه ليس الوحيد في مواقفه وتطاوله على الذين ينتقدونه ، ففي منبرنا الحر من يضاهيه في هذا المضمار.... عليك بموافقتهم او السكوت والالتزام بالصمت... والا ستكون من الخنوعين المنبطحين ، هكذا يصفونك! ...، خاصة بعد ان يأتيهم التأييد من جماعة " اللون واحد " !!!... عليك ان تخرس وانت تشاهدهم يثخنون الموقع بجراحات التهجم على رجال الدين المسيحيين....اولئك الذي لم يكلّفوا انفسهم ان يكتبوا حرفا واحدا مما يعانيه المسيحيون من الارهاب الاسلامي وجور الحكومات الطائفية ... نضالاتهم و " اختصاصهم " تكمن في التهجم على الكنيسة او على رجل الدين !!.. ولاسباب اتفه من التفاهة احيانا... رجل الدين المسيحي طبعا وليس الشيخ او الملا الذي يحرّض علنا على قتل المسيحيين ... وما عليك الا ان تقول لهم نعم .... لا ادري إن كان ذلك جنونا ام هدفا ممنهجا ؟؟!!!
اما بخصوص الصراع القومي وما خلّفه من صراع التسميات واللهاث الدموي لتسجيل " اللغة السريانية " في طابو الجماعة ...كان الاسوأ والاخطر على الساحة المسيحية ...
وهنا يجب على الذي لا يؤيد علانية ، ان لا يصمت فقط ، بل ان يتوارى من مكان تواجدهم .... حتى لو كان هذا المكان موقع الكتروني عام !!!
لمدة اكثر من عشرين عاما ، والاخوة الاثوريين يقولون اننا من سلالة الاشوريين ... لمدة اكثر من عشرين عاما وهم يقولون لا وجود للكلدان او السريان ... كل هذه المدة وهم يحاولون ارغامنا على القبول بأن اللغة السريانية هي اللغة الاشورية !!! ... وما علينا الا ان نقبل او ان نسكت ... والا سنسمع ما لا يرضينا !!... اكررها ، احد الاخوان طلب مني الرحيل من الموقع لاني لا انتمي اليه ... اضطررتُ معها لكتابة مقال بعنوان " اللامنتمي " !!! ... ورغم ان ذلك مثبت في اقوالنا وفي ردودنا ، لكن الغريب ان هناك من يتطوّع دائما وينصب من نفسه محاميا لـ " يدخل بعيني " بقوله هذا غير صحيح !! ... والله لا ابالغ ( وما اقوله محفوظ في المقالات والردود أيضا ) ، عندما قلتُ اني سرياني في احد الردود أجابني احد الاخوة من " الاشوريين بغضب شديد : " إن كنت تقول انك سرياني فاخرج من ارضي ، أرض اشور ، واذهب الى سوريا حيث تنتمي " !!! ...
المضحك في الامر ان كلانا مشردان ونعيش في الخارج !!! ...
نسي الاخ القومي من الذي شرّدنا .. نسي اهلنا في الداخل ... كل جهادهم ونضالهم كان منصبّا ، ولا يزال ، على اقناعنا والرضوخ لاحتواءنا ... ولا وجود لشيء اسمه " مشكلة المسيحيين " خارج نضالهم هذا !!!
ولا عجب ، ولا عجب إن كان " فيلسوفهم " يحاول الاستخفاف بمناطقنا ، ... برطلة ... بغديدا .... و ينصب من نفسه محاميا عن اكاديمي يستطيع الاجابة علينا افضل منه ...أتساءل ماذا كان فيلسوفنا سيفعل بهذه البلدات لو كان رئيسا بدرجة صدام حسين ؟؟
نسيوا كلامهم وافعالهم " الاقصائية " بحق الجميع ... تناسوا عما قالوه بحق الآخرين ومحاولة اسكاتهم وتجريدهم من كل شيء ... لغرض الباسهم " الزي الموحد " الذي ينادي به القوميون الاشاوس...
وكان ان السريان تحرّكوا بعد سنوات طويلة من الصمت ، بعد ان تم ابعاد ذكرهم في الدستور العراقي بـ " قصد مع سبق الاصرار " بسنوات ... وشهدنا جدالات ساخنة بهذا الشأن ...وأخيرا تجرأ احد من السريان ليعلن عن كتاب للاخ موفق نيسكو بعنوان " اسمهم سريان لا آشوريون ولا كلدان "....
وبعيدا عن مسألة الاحقية والصواب ، فإن الاخ موفق نيسكو لم يقل الا جزءا مما قالوه هم بحق الآخرين ...
أليس هذا ما توقعناه من الجدالات القومية ؟
كنت أظن بأن التصدي له من اخوة يوسف سيكون كالعادة ، نقاشات حادة ، وابراز كتابات قديمة من الجنون ان نصدقها بعد الان ... تلك النقاشات التي طالما حذّرتُ منها ، ولكل الاطراف ، لان اهلنا في العراق يحتاجون مؤازرتهم... بتكاتفنا ووحدة موقفنا .... خاب ظني ، لان احد قادتهم الغيورين طالب " بتنظيف الموقع" من هؤلاء السريان وذلك بطردهم !!!!... يجب ان يتواروا !!!
لم اصدّق نفسي ، كل تهميشهم للاخرين كان حلالا .. اما من يقابلهم بالمثل يستحق الطرد من الموقع ... مع استعمال كلمة نابية " تنظيف " !!؟؟
السؤال هنا ... ماذا كان قد فعل هؤلاء الاخوة بالسريان لو كانوا على رأس السلطة ؟؟ ... ليس بحق السريان وحدهم ، بل بحق جميع الآخرين الذين لم يقدّموا فروض الطاعة ... وأولهم الكنيسة ورجال الدين ؟؟....
كان علي ان اكتب مقالا اتصدى فيها لتلك الحملة المسعورة والغير معقولة ...
ولا داعي للاسترسال ... جميعكم يعلم ما حدث ....وكيف تحوّل المقال الى " اشتغالي مع القوات الامريكية " !!!
متي اسو