السيد لوسيان : قبل ان أنسى وانا اعرف نفسي سأذكر بأن لا طريق الكنيسة ولا القومية يجدي نفعاً بعد الآن .هذا اعتبرها أفي آخر تعليقي .
انظر سيدي الكريم هناك أولويات لكل إنسان في العالم ومنها العيش الكريم . هذه تسبق الكنيسة والإيمان والقومية وكل المعتقدات الاخرى وانا أعطي الحق في ذلك . الانسان وأي إنسان في الوقت الحاضر ينظر الى حياته ومستقبله ومستقبل اطفاله وحياتهم وسلامتهم ووووو الخ قبل اي شيء آخر . مسأله القومية والتاريخ والأديان والاجداد والأرض وووو الخ أضحت من الماضي . في سابق القرون كانت هذه المحفزات والتسميات لهامكانتها ولكن اليوم كل شيء تغيّر . .......
السيد نيسان سمو
للاسف الشديد فانا اظن بانك على حق. انا ارى في كثير من الاحيان بان لا طريق الكنيسة ولا القومية سيجدي نفعا لخلق اي تحفيز لاقناع ابناء شعبنا للعودة والمطالبة بحقوقهم.
ولكن ما اختلف فيه معك هو النقاط الاخرى حول اولويات الانسان وتجارب الشعوب. انا شخصيا امتلك عمل سيحلم به الكثيرين، املك في كل يوم تحديات جديدة، وانا احب عملي لدرجة كبيرة جدا لا توصف. ولكني اتحدث في بعض المرات ايضا مثلك واقول بان نهاية الانسان ستكون لا محالة الموت، ولهذا فالموضوع سيكون كيف يريد ان يقضي الانسان حياته، بالنسبة لي سارى للحياة معنى كبير واكبر عندما اشعر بانتماء الى شعب له خصوصيته، حيث نمتلك خصوصيتنا الثقافية ونمتلك فننا ولغتنا وحيث نتحدث مع بعضنا البعض بلغتنا مستخدمين تعابيرنا الخاصة بنا وفي مكان حيث الاقارب والمعارف وكلنا من نفس الخصوصية. اي حالة مماثلة لما اراه بعيني في شعوب البلدان التي ازورها.
ومن ناحية اخرى عليك ان لا تنسى بان في العالم هناك تجارب مختلفة لشعوب اخرى تعرضت ايضا الى اضطهاد، حيث هم لا يتنازلون اطلاقا عن حقوقهم ، ويخرجون في احتجاجات مستمرة بدون توقف، وبينهم من حقق حقوقه بالفعل .
موضوع اللجوء باساسه كفكرة اراه بنفسي خاطئ جدا، فاللجوء دمر حياة المسيحين كما دمر حياة العراقيين بشكل عام. فالعراقيين مثلا هناك بينهم اكثر من اربعة مليون شخص خارج العراق وهذا العدد هو اكثر من كافي لاجراء تغيير في العراق، ولكن هذا لم يحدث بسبب وجود خيار اخر وهو الهروب واخذ اللجوء في بلد اخر. لو ما كان هناك لجوء لكان الشعب العراقي ما امتلك خيارات اخرى سوى تحسين اوضاعه، ولكان ابناء شعبنا المسيحي قد دافعوا عن انفسهم وما كان سيسكتون عن حقوقهم.
وفي كل الاحوال فانا عندما اشعر في بعض الاحيان بانه لا طريق الكنيسة ولا طريق القومية سينفع لاجراء تغيير والتحفيز للعودة فان طاقتي تسير بسرعة الضوء نحو الصفر، وهذه تجعلني في كثير من الاحيان انظر لنفسي واتسال لماذا انا مشارك في منتدى واكتب عن هكذا مواضيع اصلا
... وهذه مشكلة كبيرة جدا للغاية ، وهي لا يمكن لاحد حلها، فالاحزاب والمؤوسسات والكنائس كلها لا تستطيع ان تفعل اي تغيير اذا كان الشعب نفسه اصبح غير مهتم اطلاقا بالعودة الى ارض الاجداد.