الصراعات....
شعارنا العتيد : " كل شيء من اجل المعركة " ...
نعم اننا نخوض معركة ...
لكن مع انفسنا ...
واجهنا مقصلة ....
كاتم المليشيات ....
متي اسو
عندما يكتب شخص اشياء معينة فانه دائما المفترض انه يقولها نسبة الى ما هو متعارف عليه من قبل عدد كبير من الاشخاص، مثل ان يكتب بالاعتماد ونسبة الى العلوم الانسانية او كأن يقول حسب علم الاجتماع او حسب علم القانون والقضاء الخ... وعندما لا تشرح نسبة الى ماذا تستعمل مصطلحات معينة فانت ستجعل الاخرين يقومون بالتخمين بانفسهم، حول لماذا انت تستعمل مصطلحات معينة؟ نسبة الى ماذا؟ بماذا ربما قد تكون متاثر؟ الخ وانت ترى بنفسك بان لا احد فهمك بما تقصده ولهذا اضطريت الى اعادة فقرات في ردودك.
ولكن لنتحدث الان نسبة الى علم ما، لنتحدث مثلا نسبة لعلم القانون والقضاء وكيف ستبدوا الامور بنظر القاضي، وهذه رؤية جيدة وطريق جيد لاننا نريد ان نحكم على تصرفات الاخرين، والان لنقم بذلك:
تصور وجود شخص ولنسميه بالشخص الاول يقول دائما بانه لا يعترف اطلاقا بان هوية الاخرين هي (س) وانما يقول بانها (ص). طيب لنفترض بانك سالت القاضي عن هل تصرف الشخص الاول هذا عبارة عن تطرف؟ هنا القاضي سيسالك، هل هذا الشخص يستعمل عنف او تهديد او تحريض بالايذاء؟ انت ستقول كلا وبانه يكتب فقط بالانترنت في نقاشات.
هنا ماذا سيقول القاضي؟ القاضي سيقول ، كلا هذا ليس تطرف اطلاقا، واذا كان هناك احد يعتبر راي الشخص الاول بانها مشكلة فان المشكلة هي في المتلقي، فهو عليه ان يتكيف ويقبل بتعدد الاراء، ففي المجتمع الديمقراطي هناك حرية حتى لرفض قناعات الاخرين بالاديان وجعلهم يتركونها وليس بمقدور احد ان يمنع ذلك بحجة ان مشاعره تعرضت للجرح.
والان تصور وجود شخص اخر ولنسميه بالشخص الثاني، هذا الشخص يضع شروط، باما ان يقبل الاخرين بما يكتبه او انه سيقوم بتكفيرهم، بالتحريض ضدهم بان يتم اعتبارهم اعداء، والكتابة عنهم ببغض وكره مثل انهم يريدون تنفيذ اهداف الصهيونية ويذكرها مع سبق الاصرار في مواقع تملك حساسية مع هذه المصطلحات... هنا لو سالت القاضي مرة اخرى عن اسلوب هذا الشخص، فالقاضي سيقول لك بان هذا نعم تطرف مرفوض، وبانه مرفوض قانونيا ايضا.
وهنا القاضي سينصحك كمشورة بان تقوم باعتبار الشخص الثاني متطرف وليس الشخص الاول، وليس بان تعكس الامور.
وابناء شعبنا هم بشر حالهم حال البشر في الغرب، فابناء شعبنا لم ينزلوا من كوكب المريخ.
طيب انت ستفكر وتقول للقاضي، ولكن حضرة القاضي، تصور ، لو ان الشخص الاول توقف عن التعبير عن رايه كما يفعل، فان الشخص الثاني سيتوقف عن هذا التطرف، وبالتالي نمتلك نتيجة خالية من التطرف.
ماذا سيقول لك القاضي؟ القاضي سيقول لك، اياك ان تفعل ذلك، فهذا قبول بالابتزاز، وهذه ستفتح الباب بتكوين ثقافة تقبل بان يفكر كل شخص بان يمارس التطرف وبانه لن يتوقف عن تطرفه اذا لم تتحقق شروطه، وهذا سيؤدي الى انتشار والقبول بثقافة الابتزاز. والقاضي سيقول لك، نحن في الغرب عندما نرى اشخاص يريدون الابتزاز بتطرفهم فنحن نعمل على اعادة ما يزعجهم وهذا الى ان يتعلموا الاحتفاظ بالهدوء مهما احترقت اعصابهم، ولهذا ترى اعادة نشر رسومات كاريكاتير عن الاسلام.
وبالفعل اكثر شئ لا يطيقه الغربيين هو الابتزاز، واكثر الامثلة عن ذلك نرى عندما يتم ابتزازهم باما دفع اموال او نشر الفضيحة، فانهم دائما يختارون نشر الفضيحة ويقومون بتبليغ الشرطة و لا يقبلون بالابتزاز.
ويبقى ان اقول ايضا بان محاولة عكس الامور بتسمية الشخص الاول في مثالي بالمتطرف مع الدفاع عن الشخص الثاني باي طريقة مهما كانت هي عملية بحد ذاتها ابتزاز .
انت لا تقم بالرد، او قم بوصف ما كتبته باي طريقة تريدها، ولكن ما لن تستطيع فعله هو محاولة مناقشة ما كتبته لتقوم بدحضه والاثبات باني مخطئ.
واخيرا اقول في ان لا احد حاول ان يرد بالمثل على اسلوب التكفير والتحريض والبغض والكره يثبت بالبرهان القاطع بان الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا هم واعين وناضجين من هذه الناحية. وقد يكون ابناء شعبنا من هذه الناحية اكثر نضوجا حتى من الغرب.
وبصراحة هذا هو المهم وهذا هو المقياس العلمي، ففي كل شعب لا بد ان هناك قلة قليلة جدا تتبع اساليب مرفوضة. المقياس العلمي في نضوج الشعب هنا هو في ان لا يكون هناك رد بالمثل وهذا حتى لا تنتشر هذه الاساليب المرفوصة وتتحول الى ثقافة منتشرة.