حسون: المطرانان المختطفان بقبضة جماعة شيشانية.. ومفاوضات السلام ستبدأ إذا توقف إرسال الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا
عنكاوا كوم / سيريانيوزقال مفتي سوريا، أحمد بدر الدين حسون، إن "المطرانيين المختطفين في سوريا منذ أسابيع في قبضة جماعة مسلحة شيشانية"، مضيفا أن "الخاطفين يرفضون الإفراج عنهما قبل تلقي اتصال هاتفي من تركيا أو السعودية وقطر"، مشيراً إلى إن مفاوضات السلام ستبدأ خلال أيام "إذا توقف تدفق الأسلحة والارهابيين إلى سوريا".
وذكرت شبكة الأخبار الأميركية ( CNN) أن المفتي حسون أوضح، خلال مقابلة أجرتها معه تعرض كاملة في وقت لاحق، أن لدى السلطات السورية معلومات حول المجموعة التي نفذت عملية اختطاف المطرانين مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، وبولس اليازجي.
وقام مسلحون مجهولون، أواخر الشهر قبل الماضي، باختطاف المطران بولس اليازجي مطران رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب وتوابعها، والمطران يوحنا إبراهيم مطران رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب وتوابعها، قرب الحدود السورية التركية، واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
وأضاف حسون أن "المجموعة التي أقدمت على اختطاف المطرانيين ليست عربية ولا سورية، بل هي مجموعة شيشانية قادمة من روسيا، ونحن كنا ننتظر الإفراج عنهما في عيد النور، ولكن المجموعة الخاطفة رفضت ذلك، ونحاول التفاوض معهم لمعرفة مطالبهم وتحديد ما إذا كانوا يريدون المال أو بعض السجناء ولكنهم يمتنعون عن الرد".
وكانت وزارة الخارجية أشارت، في رسالتين وجهتهما، بعد يومين من حادثة الخطف، إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "مجموعة مسلحة يقودها إرهابيون شيشانيون من تنظيم جبهة النصرة قامت باعتراض السيارة التي كان المطرانان يستقلانها في منطقة غربي مدينة حلب أثناء عودتهما من مهمة إنسانية كانا يقومان بها واغتالوا الشماس الذي كان يقودها واختطفوا المطرانين إلى جهة مجهولة".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت دمشق على معرفة بالخاطفين ومطالبهم, قال حسون، "نحن نعرف ذلك منذ الساعة الأولى، وقد أرسلنا بعض الأشخاص للتحاور معهم، جوابهم الوحيد كان أنهم لن يفرجوا عنهما إلا باتصال هاتفي من السعودية أو قطر أو تركيا".
واستنكرت العديد من الدول والشخصيات إضافة لبابا الفاتيكان فرانسيس الأول في وقت سابق حادثة الاختطاف, التي طالت المطرانين.
وحول ما يمكن عمله لإنهاء النزاع في سوريا، قال حسون "قبل كل شيء يجب إغلاق الحدود بحيث يتوقف إرسال السلاح إلى سوريا، وبعدها سيجلس السوريون معا من أجل مناقشة كل شيء، أوقفوا السلاح الذي يدخل عبر الحدود وامنعوا الأردن وتركيا ولبنان من إرسال الإرهابيين الأجانب إلى بلادنا، وبعد ذلك بأربعة أيام سنكون على طاولة مفاوضات نتحدث عن السلام".
وتتهم السلطات السورية عدة دول عربية وأجنبية, بينها تركيا وقطر والسعودية بنقل وتهريب السلاح والمقاتلين ذوي الفكر الجهادي والأصولي إلى سورية، مشيرة إلى أن أولئك المقاتلين هم من يقوم بأعمال العنف في البلاد، في حين تُحمل أطياف من المعارضة السلطات السورية المسؤولية عن هذا الأمر، وتتهمها باستقدام مقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني للقتال بين صفوفها.
وتعثرت دعوات ومبادرات تقدمت بها دول عدة لحل الأزمة في سورية سلميا، في حين فشل مجلس الأمن باستصدار قرار حول سورية، وسط خلاف في المجتمع الدولي حول طريقة حل الأزمة، وتبادل للسلطات والمعارضة مسؤولية الأحداث الجارية.
واتفقت كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا خلال اجتماع, عقد الثلاثاء الماضي, على عقد مؤتمر دولي حول سورية قبل نهاية الشهر الجاري على قاعدة اتفاقية جنيف لمعالجة الوضع في سورية سلمياً بعيداً عن التدخل العسكري الخارجي و التي تم التوقيع عليها في نهاية حزيران العام الماضي.
ولقي الاتفاق الروسي الأمريكي ترحيبا من الحكومة السورية والأمم المتحدة والجامعة العربية ومختلف الأطراف الدولية، بالإضافة إلى الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.
وتشهد سوريا منذ منتصف آذار 2011 صراعاً مسلحاً واشتباكات بين الجيش السوري ومعارضين مسلحين أدت إلى سقوط أكثر من 70 ألف قتيل ونزوح أكثر من 1.4 مليون شخص إلى دول الجوار, وآلاف المختطفين والمعتقلين والمفقودين.