الصديق العزيز ابو كميل المحترم
تحيه طيبه .
عوّدتنا دائما على اناقة اختيارك لسلوى بنات يراعك , تحاكي فيها شغاف القلب حيناً,و تداعب الفكر ببقايااشرطةالذكريات حينا آخر,فلم نعد ندري ايهماالأحق في السكن داخل وجداننا, نغفو هنيهة هامدين على أصداء صمت سكونك المقلق ثم فجأة تنجلي لتُجلي لنا شذرات من ذكرى خوالي الايام بقصصها المستوحاة من وحي حب الحياة ,نستذكرها معكم بشغف مستلقين في مرجوحة تلاعبها عواصف التيه .
عن الغناء أبا كميل العزيز , قيل حين تنطرب النفوس تغني بلا قيد ولا اشتراط , ففي الغناء سر الوجود كما يقال ,سبقنا الآباء في البحث عن كنه هذا السر ,ولم نمتلك نحن الأخلاف سوى خيار اقتفاء اثار الاسلاف لاستكمال مشوار بحثهم لنجد أنهم قدأحسنوا الاختيار, كنت في السادسه من عمري عام 1956 حين قرر الوالد شراء جهاز الراديو الكبيرماركة ( سيرا) ذو الساحره الخضراء, كان الجهاز يومها بمثابة المزمار السحري الذي جذب آذان الجيران والمعارف والاقارب للاستماع الى جوهرات محمد عبدالوهاب و اسمهان وصالح عبد الحي وسيد درويش والى حفلات سيدة الطرب ام كلثوم المقامه في ليالي الخميس على الجمعه , فاصبح هذا النوع من الغناء والطرب الاصيل فصلا حيويا من فصول التعليم الذي كنا نتلقاه في طفولتنا ثم في صبانا وشبابنا مضافا الى ما كنا نتعلمه في المدرسه والشارع.
بمناسبة ذكر المطرب طاهر توفيق, فهو مطرب من الدرجة الممتازه , تنامى عندي ولع الاستماع اليه بفضل شقيقكم وصديقي الطيب يوحنا في بدايات السبعينات.
تقبلوا خالص تحياتي وتمنياتي لكم وللعائله الكريمه بوافر الصحه والأمان.