المحرر موضوع: بين أحلام الهجرة وواقع المطبخ.. المسيحيون العراقيون في الأردن يبحثون عن دولة تضمهم  (زيارة 997 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
عنكاوا كوم / الحرة
20 أكتوبر 2020

ينتظر المسيحون العراقيون في الأردن، إعادة توطينهم في مكان آخر، بعد رلجؤهم إلى عمّان التي ترفض السماح لهم بالعمل، بحسب تقرير لشبكة "إن بي أر".

ماريو كورنيولي، يملك مشروعا صغيرا مختص في الأكل الإيطالي الذي تعلمه من والده في إيطاليا، مع مجموعة من المسيحيين العراقيين، مقابل فناء كنيسة القديس يوسف وسط العاصمة الأردنية.

يقول ماريو الذي جاء إلى الأردن قبل 5 أعوام، إنه وجد آلاف المسيحيين الذين لجأوا إلى عمّان بعد طردهم من بلادهم في شمال العراق، إذ ينتظر هؤلاء المغادرة إلى استراليا، أو كندا أو الولايات المتحدة.

وأضاف: "ينتظرون عامين وثلاثة وخمسة وربما سبعة، الأمر ليس سهلا عليهم".
عاش معظم العراقيين من جميع الأديان في سلام لعدة قرون مع بعضهم البعض، لكن تنظيم داعش وأيديولوجيته المتطرفة، أشعلت العداء والهجمات ضد المسيحيين والإيزيديين، والأقليات الدينية الأخرى.

الفتى توما ابن 19 ربيعا، والذي يعمل مع ماريو، لديه قائمة تضم أكثر من 10 أطباق مختلفة من المعكرونة والبيتزا.

جاء توما وعائلته إلى الأردن قبل 3 سنوات من إحدى أكبر القرى المسيحية في شمال العراق، ويتطلع للهجرة ودراسة الصيدلة وشق مستقبله في استراليا أو الولايات المتحدة، حيث يملك أقارب هناك.

قال توما: "لا يوجد مكان لنا هناك، حتى جيراننا أصبحوا ضدنا عندما أرادوا قتلنا. لذلك كان علينا الخروج من هناك بأسرع ما يمكن".

ويعتبر هذا المطعم الإيطالي الصغير بمثابة ملجأ للعراقيين المسيحيين الذين يبحثون عن وطن يحتويهم، كما أنه يمنحهم مهارات جديدة تمكنهم من استخدامها في البلدان الأخرى حال مغادرتهم الأردن.

يقول ماريو إن بيتزا القديس يوسف ليس مطعما فحسب، بل يتجاوز ذلك لكونه مركزا رعويا يهدف إلى خدمة المصلين، حيث يصادف أن يقدموا أفضل الأطعمة الإيطالية في البلاد.

الين كاندو ابن ضاحية عنكاوة المسيحية في أربيل، أحد الطهاة في هذا المطعم الصغير أيضا، حيث غادر كاندو البالغ من العمر 39 عاما أربيل قبل عامين مع زوجته وابناه.

وقال: "لا يوجد مستقبل هناك، ولا توجد حياة، ولا توجد صحة، ولا شيء لأطفالك".

وأشار إلى أن المعلمين في العراق حاولوا إقناع ابنته بأن تصبح مسلمة، فيما يعمل في الأردن حاليا لكسب القليل من المال على أمل الالتحاق بشقيقه في استراليا.

في المقابل، يتذكر بهنام جبريتا هتاف العراقيين عندما هوجمت حافلة مسيحيين بالقرب من مسقط رأسه، حيث غادر إلى إقليم كردستان العراق الأكثر أمانا في عام 2014.

وقال: "انتظرنا على أمل العودة، لكن الحلم لم يتحقق وقررنا مغادرة العراق إلى الأبد".

وأضاف: "نعم إلى الأبد؛ لأنه عندما تكون في بلدك ولا أحد يريدك، يكون الأمر صعبا للغاية بالبقاء".

جبريتا الحاصل على شهادة المحاسبة ولديه اخوه في استراليا أيضا، يأمل أن يحصل على اللجوء، بعد أن رفض طلبه للمرة السادسة.