المحرر موضوع: تصريحات قداسة البابا حول المثلية الجنسية في ميزان الحقيقة  (زيارة 2650 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تصريحات قداسة البابا حول المثلية الجنسية في ميزان الحقيقة
د.صباح قيّا
توطئة
كثرت الأقاويل وتشعبت الإتهامات والتبريرات حول ما نُسب إلى قداسة البابا فرانسس بخصوص المثليين الجنسيين. هنالك, للأسف الشديد, من تجاوز الحدود ليطعن جزافاً بشخص قداسته وأهليته للكرسي الرسولي الذي يتبعه أكثر من مليار من سكان العالم الذي يقترب تعداده نحو الثمان مليارات. وقد ذهب البعض أكثر من ذلك في إفراز سموم ضغينته على الكثلكة خصوصاً والمسيحية عموماً ليشكك بعصمة البابا وبنقاوة الكرسي الرسولي عبر التاريخ الكنسي, وفات هذا البعض أن الكنيسة الكاثوليكية كانت دوماً هي السباقة في كشف هفواتها وما اقترفته حفنة ضئيلة من قيادتها العليا والدنيا من شرور بحق البشرية والإنسانية, بالرغم من الكمّ الهائل من آبائها الأوّلين ولاهوتييها وفلاسفتها العظام ممن ساهم, على مر التاريخ الغابر والحاضر,  برفد الكرة الارضية  بمبادئ العدالة والمحبة وقوانين الحياة السوية , وما تمارسه الكنيسة اليوم وتقدمه لمخلوقات الكون من خدمات جليلة ونافعة على كل الأصعدة.
لا بدّ من التذكير أنه لولا الكرسي الرسولي في رقعة الفاتيكان لأصبحت المسيحية في الغرب وربما في عموم العالم في خبر كان,  وخاصة بعد أن فتح جهابذة العقيدة أبواب الشرق للغزاة من جهة, وسقوط المعقل الحصين بسبب التعنت الصبياني لقيادته الروحية من جهة أخرى.
ما يحصل حالياً من اختراق للمجتمعات الغربية نتيجة الهجرة العشوائية, ومن خروقات لقوانين الطبيعة الإنسانية المستقيمة بسبب التشبث بالحرية اللامحدودة, ليس إلا تحصيل حاصل لانحسار الإيمان المسيحي في تلك المجتمعات إضافة إلى ابتعادها عن الجذور التاريخية والدينية التي أرست ركائز الحضارة خلال الأزمنة المتلاحقة بعد بزوغ فجر البشارة. ألأمل أن ما يحصل حالياً ليس إلا كبوة مرحلية سيخمد أفُلها بعد حين؟
نبذة مقتضبة عن المثلية الجنسية Homosexuality تاريخياً
تذكر المصادر المتوفرة عبر الشبكة العنكبوتية بأن الشذوذ الجنسي كان معروفاً عند الإنسان منذ القدم سواء في عهد الفراعنة أو أبان عصر الإغريق أوالرومان. لقد كان للفيسوف اليوناني "إفلاطون" رأياً يتصف بالليونة في بادئ الأمر, وإعتبر ممارسته سلوكاً غير مقبول بعدئذ. أما الكتاب المقدس ففيه من الآيات الصريحة التي تؤكد اعتبار ممارسة الشذوذ الجنسي خطيئة وتدنيس لوصايا الخالق. من هذه الآيات: لاويين 18:22 و 20:13, رومة 1: 24-27, كورنثوس 6:9-10, تيموثاوس الاولى 8:1-10.  كما ان هنالك العديد من الآيات التي تؤكد على أن الزواج هو بين رجل وإمرأة, منها: تكوين 27:1-28, متى 4:19-6, أفسس 28:5-31.


ألإتجاه الجنسيSexual Orientation
يتبادر الآن السؤال التالي: لماذا يسلك البعض سلوكاً شاذاً؟
 ليست هنالك إجابة بسيطة على هذا السؤال. يعتقد الإختصاصيون في هذا المجال بأن هنالك عدة عوامل تشترك في تحديد الإتجاه الجنسي عند المرء, منها البايولوجية ( ألأحيائية), ألسايكولوجية ( ألنفسية), وعوامل المحيط. ويسود الإعتقاد أيضاً بأن للجينات أو الهورمونات تأثير في تحديد ذلك الإتجاه. وأيضاً يتفق معظم العلماء بأن الإتجاه الجنسي عموماً ليس بالشيء الذي يختاره الإنسان بمحض إرادته, وإنما هو جزء طبيعي من تكوينه.
وقد يسأل من يسأل عن المقصود بالتوجه الجنسي؟
 هو مصطلح يُستخدم لوصف نمط الإنجذاب أو الميل  العاطفي أو الرومانسي أو الجنسي. قد يتضمن الميل إلى نفس الجنس Homosexual, أو إلى جنس مغاير Heterosexual, أو إزدواجي الميول الجنسية Bisexual أي إلى الجنسين معاً, أو إلى جميع الأجناس Pansexual, أو يفتقد الميل الجنسي قطعاً Asexual. ويختلف الميل الاخير عن الإمتناع عن الجنس Sexual Abstinance أو العفة Celibacy.
هنالك حقيقة علمية ربما يستغرب منها العديد من القراء الكرام, وهي أن في فترة المراهقة قد يتولد هنالك ميلٌ إلى نفس الجنس أو إلى الجنس الآخر. وأيضاً قد يدخل المرء في تجربة جنسية مع أحد الجنسين أو كليهما, إلا أن ذلك لا يعني كونه مستقيماً أو شاذاً. يتغير الإتجاه الجنسي مع الوقت, فقد ينجذب المرء إلى الجنس الآخر حينا, ثم بعد حين ينجذب إلى نفس الجنسً الذي من الممكن أن يتنامى عند البعض ويترسخ أكثر فيغدو مثلياً جنسياً.
ألموقف الكنسي عموماً
يصف القديس توما الإكويني 1225-1274 م  المثلية الجنسية بأنها أبشع الخطايا الجنسية, ويصنف الأفعال الجنسية المثلية كأعظم خطيئة بين أنواع الشهوة الاخرى لأنها تتعارض مع النظام الطبيعي للأشياء كما أمر بها الله.
أما التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية, فيسمي "الأفعال الجنسية المثلية" على أنها "غير أخلاقية في جوهرها وتتعارض مع القانون الطبيعي", وينص أيضاً على أن "الأشخاص المثليين مدعوون إلى العفة". ومع ذلك ، فإن العقيدة تحدد أيضًا أنه "يجب قبول هؤلاء الأشخاص باحترام وحساسية وينبغي تجنب كل علامة تدل على التمييز الظالم فيما يتعلق بهم.
 بالرغم أن الكنيسة الكاثوليكية لا تعتبر "التوجه الجنسي المثلي" خاطئًا في حد ذاته ، إلا أن لديها موقفًا سلبيًا جدًا تجاهه. تنص رسالة عام 1986 على ما يلي: "على الرغم من أن ميل الشخص المثلي الخاص ليس خطيئة، إلا أنه اتجاه قوي إلى حد ما تجاه شر أخلاقي جوهري؛ وبالتالي يجب أن يُنظر إلى الميل نفسه على أنه اضطراب.
في عام 2003، كتب الكاردينال راتزينغر (ألبابا بندكتوس السادس عشر) وثيقة عن الاتحادات المدنية للمثليين جنسياً والتي أكدت بقوة أنه لا ينبغي الترويج لها في حالة عدم وجود تشريع في مكانٍ ما سواء خاص بها أو خاص بزواج المثليين.
يبقى تعليم الكنيسة واضحًا أن النوع الوحيد من الزواج والأسرة الشرعي هو الأحادي بين جنسين مختلفين والذي يعتمد في الواقع على القانون الطبيعي للبشر. هذا هو التعريف الوحيد للزواج المقبول في الكنيسة.
ما نُسب إلى قداسة البابا
تم عرض فلم وثائقي عن قداسة البابا فرانسس في مهرجان روما السينمائي والذي من خلاله ذُهل العالم المسيحي عموماً والكاثوليكي خصوصاً بما نسب إليه من آراء عن مثليي الجنس والتي تسربت إلى الإعلام يوم الاربعاء 21 تشرين الاول (أوكتوبر) 2020.
Homosexuals have a right to part of a family.
They’re children of God and have a right to a family. Nobody should be thrown out or be made miserable because of it.
What we have to create is a civil union law. That way they are legally covered. I stood up for that.
للمثليين جنسياً الحق في أن يكونوا جزءً من الأسرة.
 إنهم أبناء الله ولهم الحق في الأسرة. لا ينبغي طرد أحدٍ أو جعله بائسا بسبب ذلك
ما علينا أن ننشئه هو قانون اتحاد مدني. بهذه الطريقة يتم تغطيتهم قانونيا. لقد دافعت عن ذلك

ومن الجدير بالذكر ان الترجمة الإنكليزية أعلاه هي عن أصل المقابلة الصحفية باللغة الإسبانية التي أُجريت مع قداسة البابا عام 2019 والتي لم تُنشر كاملاً إلى حد اليوم. ويظهر أنها إجابة مجزءة لأكثر من سؤال حول الموضوع, وقد تم ترتيبها على هذا النحو لغاية في قلب عرقوب أو يعقوب كما يُقال.
منطقياً وإنسانياً يتفق الجميع على الرأي الاول " للمثليين جنسياً الحق في أن يكونوا جزءً من الأسرة"
أما الرأي الثاني فيكتنفه الغموض في جملته " ولهم الحق في الاسرة". هل المقصود تكوين أسرة بالتبني؟ أم المقصود لهم الحق في أن يكونوا ضمن العائلة كما جاء في الرأي الاول؟ هذا ما يحتاج إلى توضيح لأن العائلة تعنى الإرتباط الرسمي (ألزواج) بين رجل وإمرأة مع تملّك أطفال بالولادة أو بالتبني, ولا يجوز كنسياً تكوين عائلة بين مثليي الجنس, وعلمياً يستحيل ذلك.
أما الرأي الثالث الذي يشير إلى تنشئة قانون إتحاد مدني فهو الاكثر إثارة للجدل. صحيح أن الإتحاد المدني يختلف بالتعبير اللغوي عن الزواج ولكن هل هنالك تباين في الحقوق والواجبات بين الخاضعين للإتحاد المدني والخاضعين للزواج؟  يمكن الإجابة حسب مفهوم الإتحاد المدني المتداول قانوناً الذي مفاده:
"ألإتحاد المدني هو ترتيب معترف به قانونًا مشابهًا للزواج ، تم إنشاؤه في المقام الأول كوسيلة لتوفير الاعتراف في القانون للأزواج من نفس الجنس. تمنح الإتحادات المدنية معظم أو كل حقوق الزواج باستثناء اللقب نفسه".
وجاء توضيح آخر لمفهوم الإتحاد المدني ما يلي:
"الاتحاد المدني هو الاعتراف القانوني بالشراكة الملتزمة والشبيهة بالزواج بين شخصين. عادةً ما يوفر التسجيل المدني للزوجين مزايا قانونية تقترب أو تعادل تلك الخاصة بالزواج، مثل حقوق الميراث وزيارة المستشفى واتخاذ القرارات الطبية والضرائب التفاضلية والتبني والتلقيح الاصطناعي ومزايا الموظفين للشركاء والمعالين".
بصراحة, يتضح من التعريفين أعلاه بأنه من الصعب هضم الفرق بين الإتحاد المدني والزواج, فكأنهما وجهان لعملة واحدة.
ربما استهدف قداسة البابا في اقتراحه ما وافق عليه في وطنه الام "الأرجنتين" عندما كان كاردينالاً هناك وذلك  بتشريع ما يسمى قانون"الإرتباط أو التعايش المدني" كبديل عن زواج المثليين, والذي لا يعني بحد ذاته ممارسة العلاقات الجنسية. ما يؤيد ذلك هو ذكر قداسته ذلك باللغة الإسبانية خلال المقابلة الصحفية والتي ترجمتها الصحيحة "الإرتباط أو التعايش المدني" وليس "الإتحاد المدني" كما جاء في الترجمة الإنكليزية.
لكن يظل السؤال الجوهري مهما اختلفت التسميات: من يضمن علاقة العفة بين المرتبطيْن أو المتعايشيْن معاً؟ ومن يضمن عدم ممارسة الجنس بينهما؟ حتماً ستحلّ الخطيئة بين الأربعة جدران حيث يجتمعا. 
من الضروري جداً أن يصدر توضيحٌ شافياً لهذ الرأي الذي نُسب إلى قداسته والذي يتعارض بظاهره جوهرياً مع التعليم الكنسي. هذه من ناحية, ومن ناحية أخرى لا بد من الإشارة أن البابا فرانسس أوضح هذا الرأي في مقابلة علمانية، وليس تعليمًا رسميًا لذا يجب احترامه والنظر فيه ولكن ليس له قوة ملزمة.
أما من الناحية الواقعية فإن العيش في ثقافة تروج لأشكال أخرى من الأسرة، هناك خلاف مشروع حول القانون الخاص بالإتحادات المدنية للعلاقات غير الزوجية. عندما تكون الخيارات هي الاتحادات المدنية أو "زواج المثليين"، يمكن للكاثوليك أن يجادلوا بأن الأمر يستحق بذل الجهود من أجل الإتحادات المدنية أو خوض معركة الكل أو لا شيء.
 
 










غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي صباح
حـضرتـك طبيب ومفـكـر وكاتب .. مما يـزيـدنا فـخـرا وثـقة ، وعـليه لـديّ إستـفـسار :
كـيـف نـفـسر ( بايولوجـيا أو نـفـسياً أو ظرفـياً ) سلوك رجـل متزوج وعـنـده أطـفال ... وفي ذات الوقـت يـبحـث  عـن مثـيله الجـنسي ؟
مع الشكـر

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اهلاً بالدكتور : بصراحة بعد سماعي الخبر بدأت الكتابة عن الموضوع ولكن قبل تكملة الكلمة ارتأيت تركها لأن بلوة فرنسا الان اقوى !هههههه
سيدي الكريم : حسب اعتقادي ورأي الشخصي هو إن العالم الغربي عالم علماني وبالتالي لا بد للكنيسة اتباع او مسايرة ذلك العلم كي لا تنعزل عن العالم ولا تضحى  بلوة على المجتمع وتقدمه كما هو حاصل في الجانب الأخر . السر . هو حلقتنا القادمة !
وفي نفس الوقت تعلم الكنيسة بأن ذلك الجنس المسمى بالهومو هو انسان ظهر قبل مئات ألاف السنين وكان مثلي  الجنس ولكنه تغير وهذه قصة طويلة وبعيدة ولكن تعلم ايضاً بأن مثلي الجنس هي حالة بايولوجية
وسيكولوجية  وظروف اخرى تتعلق بالتنشئة ولا دخل للإنسان فيها ، اي هي حالة علمية ( هلا احنا مانفهمها! ما نتقبلها! هذا بحث أخر ) ولكن رجل الدين العلماني يعلمها وعليه تقبلها وهذا هو الحاصل والذي سيحصل اكثر .
بالمناسبة ملاحظة للبعض المستغربين : صديق كان يعمل معي وكان مثلياً مع رجُل أخر ، وصديقه كان لديه بنت بعمر العشر سنوات عندما تقابلا ! فسألته عن  القصة والطفلة . قال صديقي كان منذ الاول ميوله الجنسية مثلية ولكن بالضغط من الوالدين اضطر ان يتزوج فتاة وبعد ان اضحى ناضجًا ومعتمداً على نفسه لم يستطع خداع نفسه وقتل ميوله فوقف ضد والديه وطلق زوجته ويعيش الان معي ! وهما ألان معاً منذ خمسة عشرة سنة .
كُنتُ سعيدا بجارتيّ الغربيتين ولكنهما باع البيت واشتروا  أخر في مكان ابعد . كانتا مثليتين ( ليسبيتين ) وكانتا سعيدتين بحياتهم بشكل كبير جداً وطيبتين لأخر الحدود ! الأن جاء مغربي وتاجر مخدرات بجانبي فأيهما كان لي الافضل !
المهم ، إن كل واحدة منهما وبالرغم من السعادة رغبتنا في الانجاب فقامتا كلِ على حِدى  بزراعه حيمن غير معروف الاب وانجبتا كل منهن فتاة والأن عمر الفتيات سابعه والاخرى ثمانية سنوات . وهن يعيشنّ حياة سعيدة للغاية ! يعني الموضوع عضوي ونفسي لا اقل ولا اكثر . تحية طيبة سيدي الكريم وموضوع  مهم يستحق العناية .

غير متصل جلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 328
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الدكتور صباح المحترم ،

 أعتقد أن ما أتى به الپاپا في الجزء الأول من ما نقلته بالانگليزية وترجمته للعربية قابل للهضم ...

أما ما هو غير قابل للهضم هو الجزء الثاني الذي يعني دعم الپاپا لسن قانون يشرع زواج المثليين في المحاكم المدنية .
والسؤال هنا يطرح نفسهُ :
ما هو الفرق بين الزواج الكنسي والزواج المدني ؟

النتيجة هي ، هي معاشرة حميمية وبالتالي بحسب الكتاب الذي تقدسه الكنيسة يُعد خطيئة !

تقبل خالص تحياتي

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ صباح قيا المحترم
تحية طيبة

بعيدا عن العواطف ، أوالانحياز الطائفي ( سلبا ام ايجابا ) ، فإن الحبر الاعظم كثيرا ما يثير تساؤلات الكثيرين ، من الكاثولوليك ام من غيرهم ، نتيجة اقوال ومواقف يتخذها غبطته ... انها ليست المرة الاولى التي يتخّد فيها مثل هذه المواقف الغريبة ...
هل تتذكر موقفه من الارهاب الاسلامي ؟ ... هل تتذكر عندما طلب " عدم التبشير" وكأنه يداهن الحكومة المغربية ؟ ... هل تتذكر انحيازه السياسي في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ؟... هل تتذكر كيف طلب من الغرب ان يفتح ذهنه وابوابة امام الهجرة الغير مشروعة ؟ ... والآن يطلب " تكوين عائلة " للمثليين !!!
فضّلتُ عدم الكتابة عن الموضوع بسبب كوني غير كاثولوكي واعرف جيدا " الغيرة الطائفية " التي تدفع البعض ( لا اراديا ) الى الرفض او القبول دون الرجوع الى قوة المنطق...
الرجل على رأس الهرم في " الكنيسة " الكاثولوكية ... أليس المطلوب منه الدفاع عن مسيحيته ؟ ... ام انه ملتزم بالمواقف السياسية ( اصبحت قضية المثليين سياسية بامتياز ) فقط والتناسي المتعمد لما جاء في الكتاب المقدس بهذا الخصوص ؟؟؟
الى متى يبقى الاخوة الكاثولوليك يبرّرون له ، بل يحاولون بكل جهدهم ايجاد " تفسيرات " لاقواله لاخراجها من المأزق الذي لا باب له ولا شباك للافلات ؟؟؟.... هل كانوا سيتخذون نفس الموقف لو جاء القول من دين او من طائفة اخرى ؟
- في ادناه بعض مما جاء  في الكتاب المقدس بخصوص الموضوع :
" فخلق الله الإنسان على صورته... على صورة الله خلقه... ذكرا وأنثى خلقهم وباركهم وقال لهم أثمروا واملئوا الأرض" (تكوين 1: 27، 28).
- " لا تضاجع ذكرًا مضاجعة امرأة " (لاويين 18: 22)
- " لذلك أسلمهم الله أيضًا في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم.. الذين استبدلوا حق الله بالكذب.. واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد آمين. لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان لأن إناثهم استبدلوا الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة... وكذلك الذكور أيضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي. اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق" (رومية 1: 24-27).
- " لا تضلوا.. لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعوا  ذكور ... يرثون ملكوت الله" (1كورنثوس 6: 9-10)
- ونستطيع ان نضيف ماذا حصل لـ " قوم لوط " ....
ماذا سيفعل قداسته بكل هذه وغيرها من النصوص ؟
ما الذي اجبره على مثل هذه الاقوال ؟؟؟
نعم ، المسيحية محبة ، المسيحية تحب الخاطيء لكنها تكره الخطيئة ... فهل محبتنا للخاطيء تجعلنا نبرّر الخطيئة ؟....
الرجل ليبرالي الى حد التطرّف .

تحياتي
متي اسو

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي مايكل
شكراً لثقتك والامل أن أكون أهلاً لها.
سؤالك المنطقي والواقعي يحتاج إلى خبير في علم الجنس Sexology للإجابة عليه بصورة وافية وكافية. أما إجابتي فهي بقدر إطلاعي, ويا ليتني أفلح بأن يكون توضيحي مقنعاً.
هنالك عدة تعابير تخص الجنسانية Sexuality التي هي مجموعة من عناصر الجذب والسلوكيات. منها التوجه الجنسي Sexual Orientation الذي أوضحته في المقال. وهنالك  السلوك الجنسي Sexual Behaviour, وأيضاً الهوية الجنسية Sexual Identity.
قد يفرض التوجه الجنسي الجاذبية Attraction نحو جنس معين, إلا أن ذلك لا يعني أن المرء سوف يعبر عن توجهه الجنسي في سلوكه. لذلك يشير واقع الحياة بأن العديد من البشر ممن له ميل نحو نفس الجنس في مرحلة ما يتزوج من جنس مغاير مستقبلاً, لكن في مرحلة عمرية متقدمة قد يترك الحياة الزوجية المستقيمة ليقترن بعلاقة مع نفس الجنس. كمثل على ذلك "ألممثلة جودي فوستر", كما أن لي جار تركته زوجته وتركت أطفالها الثلاثة معه لتعيش مع شريك من نفس جنسها. هنا يدخل تعبير الهوية الجنسية التي تبنته الممثلة أو جارتي لاحقاً وسلكت السلوك الجنسي الذي يناسب هويتها. لذلك يقر المختصون بأن السلوكيات قد تتأثر بشدة بضغوط العائلات أو العلاقات أو المجتمع العام. بمعنى آخر، من الممكن أن ينجذب المرء إلى نفس الجنس دون التصرف بناءً عليه. هذه هي الطريقة التي يعيش بها بعض الناس حياة جنسية مغايرة تمامًا لسنوات قبل تبني علاقة مثلية.
إذن, ألميل أو التوجه والسلوك ليسا نفس الهوية. يمكن لأي شخص أن يُعرّف نفسه على أنه مستقيم ، لكنه لا يزال يرغب أو ينخرط في اتصال جنسي مع أشخاص من نفس الجنس. وهذا ما ينطبق على المثل الذي ورد في مداخلتك القيّمة. فإذا كانت الهوية الجنسية تعني كيفية فهم الأفراد لحياتهم الجنسية وعلاقتهم بالمجموعات الاجتماعية (على سبيل المثال ، مجتمعات المثليين), فإن السلوك الجنسي المثلي لا يتطلب هوية مثلية. أي أن الرجل المتزوج في مثالك هويته حسب ما يفهمها مستقيمة, ولكن سلوكه ظرفياً خلاف ذلك.
سؤالك أخي مايكل يضطرني لطرح رأيي لما سيحصل مستقبلاً من خلال قراءتي لواقع الأحداث. أخشى أنه ستبرز نسبة عالية من الجيل الحالي والاجيال اللاحقة التي ستنغمس في ممارسات جنسية مستقيمة وغير مستقيمة في نفس الوقت بسبب الثقافة الجنسية المعاصرة التي بدأت تتغلغل بحماس بحيث ستغدو العلاقات الجنسية مع نفس الجنس حالة سوية تتقبلها الاجيال بلا حرج.
تحياتي


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدكتور صباح قيا المحترم

انا ارغب بان اعطي راي فقط ضمن ما يخص وجود سوء فهم كبير لما تعنيه المثلية الجنسية.

قبل التطرق الى homosexuality و heterosexuality فاني ارغب ان اقول بان مصطلح sexuality بحد ذاته حديث جدا، وهو ظهر لاول مرة علميا في دراسة عن النباتات وبعدها ومع مرور الزمن توسع ليمتلك المعنى الذي نعرفه اليوم. heterosexuality مثلا كمصطلح ظهر لاول مرة عام 1934.

مصطلح sexuality عندما يتم التحدث عنه في يومنا هذا فالمقصود منه الجانب البايولوجي. فهناك تصنيف بايولوجي بان هناك من هو محدد بايولوجيا بشكل لا يستطيع ان يغيرها بارادته ليكون اما homo او hetero.

هنا في هذا الجانب الكثيرين الذين يتحدثون عن المثلية الجنسية لا يعرفون بان هناك حديث عن ميل جنسي وبان هناك افتراض بكونه محدد بايولوجيا وبانه لا دخل لارادة الانسان فيها. هذا كان الجزء الاول من سوء الفهم حول كيف يتم شرح هذه المصطلحات.

السوء الفهم الثاني يتعلق بعدم فهم كيفية اجراء نقاش حول هذا الموضوع. فاغلبية من يرفض المثلية الجنسية ، هم في الحقيقة يدافعون عنها بدون حتى ان يحسوا بذلك. كيف ذلك؟ عندما يدافع احد عن heterosexuality فانه ينسى بانه هكذا يدافع عن الخلفية البايولوجية للميول الجنسية، اذ هو هكذا يدافع في نفس الوقت عن homosexuality طالما هو يؤكد على وجود هكذا خلفية بايولوجية للميول الجنسية، وهذا هو اصلا ما يقوله المثلي الجنس، بانهم ولدوا بايولوجيا هكذا وهم لا يملكون تغيير بايولوجية تركيبتهم.


وانا امتلك سابقا نقاش مع البعض من مثلي الجنس واضع نموذج لنقاشي حيث اني لم اتطرق اطلاقا للمثلية الجنسية وانما رفضت وجود heterosexuality. اذ ما قلته لهم كان باني لا املك رغبة لنقاش homosexuality وقلت لهم باني ارفض وجود heterosexuality  وبانه مصطلح جديد تم اختراعه ولا وجود بايولوجي له ولا اي محتوى علمي له، وقلت لهم بان heterosexuality التي تخص علاقة رجل مع امراة ليست بايولوجية وانما اي رجل او امراة يستطيعون اخذ القرار بارادتهم الحرة حول سلوكهم الجنسي .  مشكلة هؤلاء الاشخاص من مثلي الجنس كانت انهم لا يستطيعون معاتبتي لكوني لم اتحدث عن المثلية الجنسية اطلاقا، ومشكلتهم الاخرى كانت حول كيف يردون علي ، فهل يدافعون عن heterosexuality؟ ولكني هكذا رفضت الخلفية البايولوجية للميول الجنسية كلها وبدون ان يتمكنوا من ان يردوا علي.


باختصار عام وكقاعدة منطقية عامة: كل موضوع يمتلك صندوق من المفاهيم والمصطلحات التي هي عبارة عن ما يسمى بالباراديم Paradigma. فاذا بقى شخص يناقش ضمن نفس هذه المصطلحات فلن يتمكن اطلاقا من دحض اي شئ يستعمل نفس المصطلحات والمفاهيم طالما يدور في فلك نفس هذه المصطلحات. مثال عن العلم : اذا بقى شخص يدور ضمن مفاهيم ومصطلحات الميكانيك عند نيوتن فلن يتمكن اطلاقا من دحض عدم وجود حركة غير مستقيمة. ولهذا فعندما كان هناك حاجة لظهور نظرية جديدة فانه كان هناك ما يسميها "توماس كون" بالثورة العلمية ، وهي تسمى بالثورة لكونها تاتي بمصطلحات ومفاهيم جديدة وبالتالي افكار واسئلة وحلول جديدة. ولهذا فمن الضروري رفض الباراديم كله فيما يخص ال sexuality والخلفية البايولوجية...

اما ما يخص البابا فانا امتلك تحليل مختصر: طريقة تصرف البابا الحالي الذي يتحدث كثيرا والذي دائما يكون هناك من لم يفهمه وبالتالي يقدم توضيح على توضيح هي بالحقيقة طريقة كل شخص ارجنتيني.

البابا الالماني السابق الذي كان يعجبني كثيرا فكان يكتب كتب معقدة ويمتلك مناظرات فلسفية خاصة مع يورغن هابرماس واسلوبه كان اسلوب الالمان ، والمانيا هي بلد المفكرين والعلماء.

هذا الفرق يوضح الكثير.



غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي الكاتب الساخر نيسان
شكراً على ترحابك وإضافتك القيمة.
لا بد وأنك تعلم ان الاخلاق والسلوكيات الإنسانية لا علاقة لها بالتوجه أو الهوية الجنسية للمرء. قد يكون الإنسان خيّراً أو شريراً سواء كان من المستقيمين جنسياً ام من الشواذ. لقد عملت في بريطانيا مع اطباء وطبيبات من ذوي الميل إلى نفس الجنس وعددهم لا يُستهان به في المستشفى الواحد. لقد كان الجميع بمنتهى الخلق بإستثناء إحدى الطبيبات التي كانت عدوانية نوعاً ما مع الأطباء الذكور. ربما كانت لها تجربة مريرة مع رجل معين تحولت بعدها إلى معاشرة نفس الجنس وبرزت عدوانيتها كرد فعل لتجربتها الأليمة.
أما عن الكنيسة فهنالك ثوابت إيمانية يستوجب عدم التساهل إزاءها أو المجاملة. ممارسة المثلية الجنسية خطيئة حسب الكتاب المقدس وأيضاً حسب التقليد الكنسي. ما يحصل من تغيير في الدساتير والقوانين العلمانية لا يعني بالضرورة أنه مُلزم للكنيسة بقبوله أو السير بموجبه.  أرى أن الكنيسة أن تتشبث بتعاليمها المستندة إلى نصوص الكتاب المقدس وعدم الإنجراف إطلاقاً إلى ما تسنه العلمانية من فقرات قانونية تتعارض مع تلك التعاليم.
لقد عانت المسيحية ما عانت في الغرب من اضطهاد وتنكيل وقتل وتدمير لثلاث قرون, وفي الشرق على مر الزمان منذ ولادتها هنالك إلى اليوم. ورغم كل ذلك ظلّت متمسكة بقوة بإيمانها وبتعليم الكتاب المقدس. كيف يمكن قبول التنازل في هذا العصر وفي ظل أنظمة ودول فيها حرية التعبير حق لا يمكن التجاوز عليه أو المساس به.
صحيح أن نظرة الجيل الجديد وحتماً الاجيال القادمة تختلف عن التقليد الكنسي السائد, لكن من واجب الكنيسة أن تُفند هذا التثقيف الخطير المحصن بالقانون والذي يهدد النمو البشري المرتكز على العلاقات المباركة بين رجل وإمرأة.
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي الأخ جلال برنو المحترم
سلام ومودة
نعم. أتفق معك حيث بالإمكان هضم الشق الاول من تصريح قداسة البابا. أما ما جاء بخصوص سن قانون الاتحاد المدني أو ما شاكل فذلك ما يصعب هضمه. من الضروري أن يتم توضيح وافٍ حول حقيقة ما حصل خلال المقابلة الصحقية عام 2019, وأيضاً ما هوالمقصود بالضبط من الإتحاد المدني الذي يمثل مع الزواج "وجهين لعملة واحدة".
قناعتي بأن قداسة البابا لا يستطيع إطلاقاً أن يقترح أي تشريع يشير إلى زواج المثليين. لا هو ولا اية شخصية في الإكليروس الكاثوليكي. ممارسة المثلية الجنسية خطيئة أشد من الخطيئة المميتة حسب التعليم الكنسي المرتكز على ما جاء في الكتاب المقدس وأيضاً حسب التقليد الكنسي. مهما تحدث الإعلام وادّعى, سيظل التعليم الكاثوليكي بهذا الخصوص ثابتاً لا يتزعزع سواء بوجود البابا الحالي أو من يليه.
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ الأستاذ متي اسو المحترم
سلام ومودة
نعم. هنالك بعض المواقف صدرت عن قداسة البابا سواء بالقول أو بالفعل والتي قد لا تصب في مصلحة المسيحية عموماً والكاثوليكية خصوصاً, وربما تتقاطع في بعضها مع ما ورد في الكتاب المقدس ومع التقليد الكنسي أيضاً.  لكن, والحق يقال, بأن كل تلك المواقف كانت كتعبير شخصي ولم يكن العمل بموجبها ملزماً.
ما لا يمكن إنكاره بأن الإلتباس الذي يحصل بين آونة  وأخرى نتيجة تلك المواقف هو كون صاحب الموقف هو قداسة البابا نفسه الذي يترأس كنيسة أتباعها يتجاوز المليار.  ما يصدر منه من موقف له أبعاده وحساباته لا كما يصدر من أي مسؤول آخر ضمن الكنيسة نفسها, حتى ولو كان كرأي شخصي بحت.
ألملاحظ بأن كافة التفسيرات والتبريرات تتناول الشقين الاوليين وهما: "يحق للمثليين أن يكونوا ضمن عائلة, وهم يشكلون جزءً من العائلة, ولهم الحق أن ينتموا إلى عائلاتهم". لكن لحد الآن لم يخرج تفسيرٌ من أي مصدر يوضح ما قصد قداسته من "سن قانون للإتحاد المدني", مع العلم أن كافة التبريرات المطروحة والخاصة بهذه النقطة تؤكد على أن قداسته لم يتطرق إلى زواج المثليين. طيب, ولكن ما هو الفرق بين الإتحاد المدني والزواج بقدر ما يتعلق الموضوع بالعمل الجنسي؟ هذا ما يتطلب إيضاًحاً وافياً وشافياً.
من السهل طرح التبريرات, ولكن ليس من السهولة إقناع الآخرين بها.
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الاستاذ لوسيان
سلام ومودة
شكراً جزيلاً على إثارتك النقاط المهمة حول المصطلحات الخاصة بالجنسانية والتي يتشبث بها البعض في الوقت الحاضر باعتبارها حديثة العهد ولم تكن معروفة بهذه التعابير في الازمنة الماضية, كما ان الكتاب المقدس لم يتطرق ألى تلك التسميات إطلاقا. وحتى كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي المعمول به في كافة الكنائس الكاثوليكية في العالم يشير إليها بتسمية "أللواط" كما جاء في الكتاب المقدس لا كما أوردته التطورات العلمية. لذلك هنالك من يتحجج بهذه التسميات الجديدة لتشريعها وقبولها باعتبار أن عدم الإشارة إليها حرفياً بالكتاب المقدس يجعل تحريمها او عدم شرعيتها لا أساس له إيمانياً.

ولزيادة الفائدة خدمة للثقافة المعرفية أضيف ما استنبطته من بعض النشريات هنا وهنالك حول أصل الشذوذ الجنسي والتوجه الجنسي:
كما أوضح إليوت وأصدقاؤه: ابتكر النمساوي-المجري كارولي ماريا كيرتبيني مصطلح "المثلية الجنسية" في عام 1869. وبعد عقود ، تم تقديمه إلى العالم الناطق باللغة الإنجليزية في تسعينات القرن التاسع عشر بواسطة تشارلز جيلبرت تشادوك في ترجمته للطبعة الثانية من ر. كرافت إيبينج "السيكوباثية الجنسية." بعد ذلك ، في عام 1892 ، تم إدراج مصطلح "المثلية الجنسية" في قاموس أوكسفورد الإنجليزي.
هل يمكن أن يكون هناك "ألميل إلى نفس الجنس" أو "الميل إلى جنس مغاير" أو "ازدواجية الميل الجنسي" قبل القرن التاسع عشر وقبل عصر ما بعد الصناعة؟ رفض إليوت وأصدقاؤه الافتراضات الزائفة الشائعة. لماذا ؟ هذه المصطلحات عبارة عن تسميات تم اختراعها وتشير إلى شيء جديد حقًا تحت الشمس، ألا وهو وعي القرن التاسع عشر بأن الأشخاص هم مراكز وعي نفسية ذاتية. بمعنى آخر، إنها مرتبطة بالفرد نفسه، وهو أمر نادر وحديث في المجتمعات البشرية والتاريخ.
بدون نقطة التحول التي برزت في العصر الحديث لم تكن مفاهيم المثلية الجنسية والتوجه الجنسي لتتطور أبدًا. لماذا ا؟ لأنه بدون هذا التحول الثقافي، لم يكن من الممكن إعادة ترتيب التصورات البشرية والخبرة بشكل جذري.  ومن ثم لن تكون هناك توجهات في الغرب تؤدي إلى ظهور المثلية الجنسية كما هي معروفة اليوم.

وللإجابة على السؤال: أيوجد مثليو الجنس أو مغايرو الجنس أو ثنائيو الجنس في الكتاب المقدس؟
لا يعرف الكتاب المقدس أو يميز السلوك عن "التوجه الجنسي" الشخصي. الكتاب المقدس ليس كتاب علم النفس. مثل كل القدماء، صنف الكتاب المقدس البشر حسب أصولهم:  الجنس ، علم الأنساب، الجغرافيا، والسلوك. بعبارة أخرى، كان القدماء يحكمون على البشر من خلال عوامل خارجية، وليس حالات داخلية. علاوة على ذلك، لا يمكن أبدًا التحقق من السمات الداخلية غير المرئية لعالم الثقافة الكتابي  (إشارة للكتاب لمقدس). الله وحده هو الذي يستطيع أن ينظر داخل قلب الإنسان (صموئيل الأول 16: 7).
لذلك لم يكن لدى يسوع وبولس وجميع الشخصيات الكتابية والمؤلفين, وأي شخص آخر من العصور القديمة أي تعبير أو مفاهيم عن ما نعرِّفه اليوم بأنه "مثلي الجنس".  افترض القدماء أن البشر ينجذبون إلى كافة الأجناس. إذن كيف يمكنهم فهم تحول السلوك لأية فئة تظهر تفضيلًا ثابتًا لنفس الجنس؟ ومن ثم فإن المثليين جنسيا ، أو المغايرين جنسياً، كانوا غير معروفين للقدماء، بمن فيهم القديس بولس. وبالتالي، قد يكون قد حصل التباس في قراءة ذلك السلوك، أو خلل في تفسيره، أو خطأ في ترجمته.
لذلك كلما ذكر أي شخص تعاليم بولس الواضحة حول المثلية الجنسية أو تلك الموجودة في أي كتاب مقدس آخر أو أي وثيقة قديمة، ذلك خطأ.  إنها دائمًا حالة أشخاص من القرن الحادي والعشرين يُدخلون مفهوم ما بعد الحداثة حول ("المثلية الجنسية") في النص الكتابي. لذلك هل يمكن الإفتراض أنه وفقًا لكورنثوس الأولى 6: 9 ، يدين بولس جميع العلاقات الجنسية المثلية في كل زمان ومكان؟
"إن الفهم الحديث للمثلية الجنسية كحالة نفسية دائمة معينة لم يكن موجودًا في العالم القديم, ، ولم يكن موجودًا في أي مكان قبل ظهور علم النفس الحديث في القرن ونصف القرن الماضي ... فلذلك وحسب المفهوم الحديث لا يوجد نص كتابي عن المثلية الجنسية أو مثليي الجنس.  إنه لمن السذاجة الإعتقاد بأن النصوص التوراتية تستطيع أن تقدم إجابات مفصلة لجميع المشاك الحديثة، وهي مشكلات إما لم تكن موجودة في العالم القديم أو تم فهمها بطريقة مختلفة ".

يُستدل مما تم ذكره اعلاه بأن هنالك في الزمن الحاضر من يحاول ان يتبجح بإشكالية وجود التسميات قديماً أو عدم وجودها لتمرير شرعاً ما يخالف الطبيعة البشرية السوية. ربما هنالك من القيادات الروحية من اقتنع نسبياً أو كلياً بتلك التبريرات لتغيير الثوابت الإيمانية التي لا زالت تسود منذ أكثر من ألفين عام. حتماً الأيام القادمة حُبلى بالجديد.
تحياتي



غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأعزاء رواد المنبر الكرام
سلام المحبة
ألفاتيكان يضع حداً للتكهنات والإستنتاجات السلبية التي طالت ما نُسب إلى قداسة البابا من تصريحات تتعلق بالعلاقة بين مثليي الجنس, ويؤكد على الإلتزام بالتعليم الكاثوليكي الخاص بمعاملتهم بعد أن أقر قداسته بأنه "لا مباركة للخطيئة" من خلال مصادقته على حظر الفاتيكان لمباركة الإرتباط (ألإتحاد) بين المخلوقات البشرية من نفس الجنس. وكما جاء في الرابط أدناه:

https://www.churchpop.com/2021/03/15/cannot-bless-sin-pope-francis-approves-vatican-ban-on-blessings-f

                      "لا يمكن مباركة الخطيئة"
 البابا فرانسيس يوافق على حظر الفاتيكان لمباركة الإرتباط (ألإتحاد) بين مثليي الجنس .


                                “Cannot Bless Sin”
 Pope Francis Approves Vatican Ban on Blessings for Same-Sex Unions
[/color]