المحرر موضوع: قتل الأحياء من الأطفال  (زيارة 693 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قتل الأحياء من الأطفال
« في: 03:21 28/10/2020 »
قتلْ الأحَياء من الأطفال
بقلم/ سلوان ساكو
لم يرفّ لها جفنٌ، ولا شعور بأيَّ ذنَب، ولا تأنيب ضمير من أي نوع كان، حينما أقدمت ماغدا رتشيل جوبلز، Magda Goebbels، بقتل أطفالها الستة بدماً باردًا، مع زوجها وزير الدعاية النازي في عهد أدلف هتلر يوزيف جوبلز Paul Joseph Goebbels، فبعد أن حاصرت قوات الحلفاء العاصمة برلين عام 1945 وانتهاء فترة حكم حزب العمال القومي الاشتراكي، النازي. إنتهت حياة جوبلز المهنية، فلم يرَ مناص غير الانتحار هو وعائلته جميعاً، فتم إعطاء الأولاد دواءً منومًا في البداية، بعد ذلك تم تسميم الستة بالسيانيد على شكل قطرات عن طريق الفم. قتلتهم واحدًا تلو الآخر دون رادع أو خوف أو شعور بالذنب حتى، إلى أن أُزهقت ارواحهم البريئة معاً. إحساسا من نوع ما انتاب الفتاة الكبرى هيلغا، فسألت أمها عن سبب نوم أخوانها الخمسة بهذا الشكل الغريب مع زرقة باهتة تلوح على الوجوه ووهنّ ملحوظ، فقالت ماغدا أنهم ليسوا نائمين، بل أنهم موتى، ونحن سوف نلحق بهم أيضًا الأن، فليس لدينا شيء بعد على هذه الأرض نعيش من أجله، فقد مات الفوهرر. وبعد أن تم قتل الستة، قاما الأم والأب بالانتحار أيضًا.
حادثة جسر الأئمة الأخيرة في العراق مُتشابها من حيث دلالتها وبعدها السيكولوجي النفسي، وذلك الخلل في وظائف مهمة من المخ واضطرابات الدماغ والأعصاب، والتي سولت  لأم بأن تقوم  بقتل أطفالها دون وازع أو رادع، بعيداً عن التأويلات العقائدية، نعم يمكن أن يوجد اختلافٌ كبيرٌ في الحادثتين من ناحية السياق، أي سياق الجريمة، ولكن يظل مبدأ القتل واحد.
أم تسير الهوينى على جسر الأئمة وسط العاصمة بغداد، يربط الجسر الكرخ بالرصافة، المارة قليلون وحركة مرور السيارات محدودة في تلك الساعة المسائية النحسة، ولكن التقنية الحديثة متوفرة، لتكشف المستور وتلتقط خيوط الحكاية المأساوية. تنظر الأم ذات اليمين وذات الشمال، وعندما لا ترَ أحدًا ترفع حر الذي لم يعد حراً اليوم أولًا، وتلقي به وسط نهر دجلة الجارف وهي تنظر إليه كيف يبتلعه الماء المخضب بالأرواح البريئة، لم تكتفي بذلك بل بعد ثواني قصيرة من زمن الهلاك والشر المتفشي في ثنايا نفسها المضطربة المريضة ترفع الطفلة معصومة وترميها أيضًا في عُمق اليمَّ المُهلك لتتوارى عن الأنظار خلال لحظات سرمدية من عمرها الغضّ الضائع، أراد دجلة المسكين إعادة الطفلين إلى حضن أمهم الدافيء، ولكن أبت أن تأخذهم مرة ثانية، لقد فقدت الآن غريزة الأمومة الأساسية، وباتت في منزلة أدنى من منزلة الحشرات بكثير. فذهبوا تتقاذفهم أمواج باردة في هذا الفصل الخريفي الأسود الى لحداً مائياً لا قرارة له. هكذا توصل البشر في عزل إنسانيتهم وبلوغ الدرك الأسفل من العنف والشر والكراهية.
في مملكة الحيوان، حينما يموت مولود أنثى الشِمْبانزِي الحديث الولادة لسبب أو لآخر، فأنها لا تتركه بسهولة، تظل متشبثا به، تُمسدّ شعره، تُمرر كفها عليه بحنان غريزي، دلَّكه، تُقبله، تأبى أن تصدق إن وليدها قد فارق الحياة، إلى أن يأتي زعيم الجماعة ويقنعها بصمت بأن الذي بين يديها قد مات ولا جدوى من كل ما تفعله، ذلك الحين فقط ترضى أن تتخلى عن طفلها وهي دامعة العينين. لنعرف إنّ الإنسان إذا استخرج دوافعه الهمجية ومكامنه الشريره، ونوازعه البدائية يصبح أسوء من الحيوان بكثير، لا بل الحيوان ذاته يخجل من أفعال الإنسان إذا وعاها وعقِلها.


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: قتل الأحياء من الأطفال
« رد #1 في: 21:33 28/10/2020 »
السيد سلوان ساكو المحترم

شخصيا لا افهم كيف تربط بين امراة المانية معروفة قصتها لتربطها بامراة عراقية انت لا تعرف قصتها.

انا شخصيا احس بظلم مزدوج يقع على هذه المراة العراقية. وانا قرات فقط القليل جدا عن الموضوع، وضمن ما سمعته كان مصطلح العنف الاسري. والعنف الاسري في المجتمع العراقي يعني : ضرب يومي للمراة ومنعها من ممارسة حقوقها ومعاملتها معاملة قذرة لن يتحملها اي انسان طبيعي.


وموضوع هذه المراة التي كتب عنه الكثيرين ليتحدثوا عنه كظاهرة ظلموا من خلاله المراة التي اصلا لا حقوق لها تذكر  وسلبوها من الصفة الوحيدة التي يحق لها امتلاكها في مجتمع مثل العراق وهي صفة غريزة الامومة.


وفي موضوع مشابه لموضوعك كان لي الرد التالي وانقله هنا مجددا:

"ظاهرة قتل اطفال من قبل الوالدين تتكرر غالبا مع الام ونادرا مع الاب. وبشكل عام فعندما تقدم الام على هذا العمل فلا اعتقد بانها تكون مجردة من غرائز وعواطف الامومة، بل هي تملك عواطف وغرائز الامومة، وهي من وجهة نظر الام التي تقوم بهكذا فعل، اي بفعل قتل اطفالها، انها تقوم من وجهة نظرها بتخليصهم من هذا العالم الذي تعتبره عالم قاسي  جدا لا يحوي عدالة ووسخ وسخيف ولا يستحق ان يعيش فيه الانسان وذلك بعد ان  تفقد هي كل الامال وعندما لا تستطيع ان تتحمل اكثر  وبالتالي هي تفكر بانها تقدم خدمة لاطفالها عندما تقوم بتخليصهم من هذا العالم الذي تجده قاسي وشرير ووسخ وساقط ( هذا من وجهة نظرها). اي هو فعل تقوم به انطلاقا من حبها لهم لكي لايعانوا ما عانته هي في هذا العالم الذي لا يظهر امامها سوى بكونه قاس  لا يحتمل. بالنهاية هو فعل له علاقة بغريزة الامومة التي لديها."


ولا تنسى انه كان قبل فترة كان هناك موضوع العنف الاسري واقدام النساء في العراق على الانتحار  لتصبح الظاهرة الاكثر شيوعا في العراق، وحول قوانين التي تخص العنف الاسري  في العراق فهي كلها ضد المراة وكلها لصالح الرجل ،ادناه بعض الامثلة:


https://www.alalamtv.net/news/4873971/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%9F

https://middle-east-online.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D9%83-%D8%A8%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82

"العنف الأسري 'يفتك' بنساء العراق"

بغداد - قالت الأمم المتحدة الأربعاء ان الأغلبية العظمى من نساء العراق يعانين من العنف في محيط الأسرة بصفة متواترة وتنتحر كثيرات منهن بسببه.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في العراق في تقريرها الدوري بشأن حقوق الإنسان انه ينبغي للعراق اتخاذ إجراءات لمنع العنف ضد المرأة بما في ذلك حوادث القتل بدافع الشرف وتشويه الأعضاء التناسلية.
وأضافت "نتيجة لحساسية المجتمعات العراقية المحلية المفرطة للقضايا المتعلقة بالمرأة لا تبلغ الأسر السلطات في كثير من الأحيان بحوادث العنف ضد المرأة."
وأضاف التقرير ان كثيرا من النساء يلجأن للانتحار "هربا من دائرة العنف".


هل تدفع قضية وفاة 'ملاك الزبيدي' العراق لتعديل قوانين العنف الأسري؟



غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: قتل الأحياء من الأطفال
« رد #2 في: 07:57 29/10/2020 »
العزيز IUCiAN المحترم:
شكرا على المداخلة في سياق المّقال.
في البداية قصة المرأة العراقية على جسر الأئمة، أكثر متداولة ومعروفة من زوجة جوبلز وزير الدعاية النازي، لكون الأولى جاءت متلبسة بالجرم المشهود عبر منصات التواصل الاجتماعي المرئية بكافة أطيافها.
في التعليق جاء ما يلي، ( انا شخصيا احس بظلم مزدوج يقع على المراة العراقية)، وهذا ليس دقيقًا جداً كما اظن، فكل ما يقع من ظلم وحيف وامتهان للكرامة، لا يعطي الحق مطلقًا بأنّ تقوم أم بقتل أطفالها، مهما حدث. فالعنف الاسرى والضرب اليومي شيء والقتل مع سابق الإصرار، شيئًا أخر، ففي خضم هذا المعترك يوجد جملةٌ من الحلول، أولها الطلاق، الانفصال، هجر بيت الزوجية....الخ.
في القسم الثاني من الرد، جاء التالي،(وبالتالي هي تفكر بانها تقدم خدمة لاطفالها عندما تقوم بتخليصهم من هذا العالم). إذا كان الموضوع على هذا النحو فأننا إزاء حالات مرضية مُستعصية وخلل في وظائف المخ، كي لا نعطي تبريرا للفعل الشنيع، ونقع في حفرة التأويلات والاستنتاجات الخاطئة. فالسيدة التي كانت على جسر الأئمة مثلاً كانت واعية تماماً لِمَا كانت تقوم به، وعلى هذا النحو اختارت وقتً يكون فيه حركة المارة والسيارات قليلة لتنفيذ مُخططها، ولولا وجود كامرات المراقبة، لما تمكن أحد من اكتشف الجريمة.
كل شيء يحدث له سياق يوضع فيه، لنتوصل في نهاية الأمر لتحليلات منطقة واجوبة تُساعدنا على فهم الواقعة أو الحدث من حولنا بشكل أفضل وصورة أشمل.