المحرر موضوع: وداعاً مارادونا  (زيارة 1248 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وداعاً مارادونا
« في: 00:31 26/11/2020 »

وداعاً مارادونا

بولص آدم

  الخامس والعشرون من نوفمبر، هو يوم الحزن والبكاء لرحيل الأيقونة! ما أن أُعلن خبر رحيله الصادم، أمست كُل الأخبار العالمية الأخرى الى خلف خبر رحيل مبكر للأسطورة دييغو أرماندو مارادونا.. أبناء جيله يتذكرون كيف فاز بكأس العالم لوحده عام 1986، وكيف صعد بنابولي إلى أعلى السلم الأوربي، وحده كان بطلًا مبدعا في المستطيل الأخضر. رحل مبدع كروي عظيم عن عمر ناهز 60 عاما، إثر إصابته بسكتة قلبية، مخلفا وراءه ذكريات رائعة رفقة برشلونة، ونابولي، ومنتخب بلاده الأرجنتين، وهو واحد من القلائل الذين التصقت الكرة بأقدامهم بشكل فطري كما يصفونه بإعجاب حول العالم.. هو الموت كالشمس لاتستطيع التحديق فيه طويلاً، وهو أقرب الى هدفه وأسرع من كل هداف، مهما تحدثنا عنه وفلسفناه فلا نعرف عنه الا انه عندما يجد جده، يخطف من عالمنا إسماً مهماً ويترك لذاكرتنا مهمة تقديره، حتى وإن كان بعيداً عنا، فحضوره كان في اللحظة المدهشة التي قدمها بالأنجاز الأستثنائي لنا، فشكراً لك مارادونا.. وحدك الذي أنتظرناه ليخرجنا من كآبات الحرب الثمانية وصرنا نتحدث عنك لنهرب من عادات القبح والغيابات المفاجئة التي تتلطخ بها ايام الخوف والقلق في الحرب، وأنا الذي كُنت ألعب الكرة ايام بيليه وريفللينو وبيكنباور وكرويف، سحرني الأرجنتين بكامبس ولوكيه وباساريلا، واعتقدت بأن كرة القدم تكتب صفحة عمالقتها الأخيرة. وما أتيتَ الى أكثر الملاعب أهمية وأمام أكبر الفرق سرعة وقوة، حتى علمتنا أن الأبداع في عالم الكرة وكل عالم لن يكتفي بوجه واحد للعبقرية بل كُنت التالي. فاجأتنا مارادونا وظللنا محبوسين متسمريين أمام التلفاز ننتظر اللحظة التي تلتصق الكرة بقدمك وعندها كنا نعلم أن القادم عرضاً في فنون اللعبة وسحرها. لوحدك قلبت رأس عالم الكرة على عقب وأسرته رهن موهبتك الفذة، وحدك الثورة فيها مقتديا بجيفارا معبودك المثابر بلاكلل وكل الأساطين فأصبحت بسرعة البرق واحداً منهم وتركت لنا الثغر المفتوح دهشة وأنت تلتقط الكرة من على بعد 60 مترا عن الهدف ،تراوغ فريق انكلترا في عام 86 وتسجل هدف القرن في مرماها وتشق الطريق وحدك لخطف كأس العالم .. كُنتَ بعمر السابعة عشرة يوم قُلتَ "لدي حلمان، الأول أن أشارك في كأس العالم والثاني أن أحرزها". هكذا ربحت العالم بعبقريتك، و لكنك خسرت نفسك بسبب المخدرات وابتعد عن ملاعب كرة القدم مرغما. لكن إبداعك الفذ يمسح المساوئ بعد رحيلك.
 ولد مارادونا في 30 أكتوبر 1960 في لانوس إحدى ضواحي بوينوس إيرس الفقيرة. وبدأ مسيرته مع نادي أرخنتينوس جونيورز قبل عيد ميلاده السادس عشر، ثم استهل بعدها مشواره مع منتخب بلاده عام 1977. وبلغ الذروة عام 86 في مونديال مكسيكو عندما قاد منتخب بلاده لوحده إلى اللقب الثاني بعد 1978. ويمكن إطلاق اسم مونديال مارادونا على كأس العالم 86، لأن النجم الأرجنتيني طبع البطولة بطابعه الخاص وكان عزفه المنفرد مفتاح الفوز. وكانت المباراة ضد إنجلترا مشهودة لأنها اتخذت طابعا سياسيا من جراء حرب المالوين بين الدولتين وقد سبقتها حرب كلامية بين المعسكرين، لكن مارادونا حسم المباراة على الملعب لمصلحة منتخب بلاده بتسجيله هدفين، واحد بيده والثاني بعد مراوغته لجل لاعبي منتخب إنجلترا. على صعيد الأندية، انتقل إلى نادي القلب بوكا جونيورز في 1981 محرزا معه لقبه المحلي الوحيد، ثم رحل بصفقة قياسية إلى برشلونة في 1982، ومعه اكتفى بلقب الكأس المحلية في 1983. وحقق حلم مدينة نابولي بتحقيق أول لقب كبير وأحدث الفارق في تاريخ نادي نابولي الجنوبي (1984-1991)، حيث عرف معه مجدا محليا وقاده إلى إحراز لقب الدوري في 1987 و1990، والتتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي 1989. عاش مارادونا حياة صاخبة خارج الملاعب، أكد مرارا أن أصعب منافسة خاضها منذ احترافه هي التوقف عن المخدرات علما بأنه أنفق الكثير من المال للتخلص من هذه الآفة. سافر إلى جنيف وتورونتو وإسبانيا وكوريا الجنوبية ليجد الدواء الشافي في مصحاتها، قبل أن يتعرض لنكسات طبية متلاحقة في السنوات الأخيرة.
 
  يكتب إدواردو غليانو، الروائي الأوروغواياني وهو من أبرز كتّاب أمريكا اللاتينية، في كتابه "كرة القدم بين الشمس والظل" :
  إنّ كرة القدم، هي مرآة للعالم، وهي تقدم ألف حكاية وحكاية مهمة؛ فيها المجد والاستغلال والحب والبؤس، وفيها يتبدّى الصراع بين الحرية والخوف. أنّ كرة القدم الاحترافية "هي رهن بقوانين السوق" مع أنّ اللاعبين "أناس يجعلون الوهم ممكناً". لن ينسى العالم مارادونا، فهو أعظمهم:-
 https://www.youtube.com/watch?v=azQabU537Rs&t=81s





غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: وداعاً مارادونا
« رد #1 في: 07:13 26/11/2020 »
السيد بولص : نعم لقد أحزننا رحيل الاسطورة والافضل في التاريخ ! لا اعتقد سينسى اي إنسان شاهده وينسى صولاته وجولاته !
الرحمة عليه واللعنة على الموت . تحية طيبة .

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: وداعاً مارادونا
« رد #2 في: 13:57 26/11/2020 »
فقدان محزن

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: وداعاً مارادونا
« رد #3 في: 01:05 27/11/2020 »

 الأستاذ نيسان المحترم: يحزن المرء عند رحيل أي إنسان أسعد العالم بأي مجال برع فيه، هكذا حزنا لرحيل علماء و كتاب وفنانين ورياضيين وكان الراحل مارادونا واحداً ممن ترك في كل مباراة طابعاً مميزا في نفس المتفرجين في معاني التفاني والأخلاص والشجاعة والبطولة وحتى مشاعر الخسارة وتقبل النتيجة بروح رياضية، هي معاني موجودة في الرياضة وتُعكس من خلال اللعبة وفي اللعب مفهوم بيداغوغي فيه إلهام وتمثل وتعلم وبذلك ألهم كبار اللآعبين من بعده لكي يكون لديهم دافع لتحقيق إنجاز مميز. شكراً لك عزيزي وتفضلك بتسطير مداخلة قيمة في ليلة رحيله. مع التقدير.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: وداعاً مارادونا
« رد #4 في: 01:07 27/11/2020 »

 نعم أستاذ يوسف، هو فقدان مُحزن. ولحسن الحظ فإن مواطنه ميسي قد سدَ فراغاً تركه مارادونا وكل منهم له مكانته الكبيرة وسجل أسمه بوضوح في تاريخ اللعبة.. نتوسم دوماً ان تكون الرياضة مثل الموسيقي والغناء جامعة للشعوب التي تؤلب السياسة بعضها على البعض الآ خر و تقبل شكري وتقديري.