المحرر موضوع: إستشهاد الآشوريين في أرمينيا دفاعاً عن بلادهم  (زيارة 1452 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إستشهاد الآشوريين في أرمينيا دفاعاً عن بلادهم

بولص آدم

في آرتساخ.. كمجتمع صغير داخل أرمينيا، احتشد الآشوريون للدفاع عن البلد الذي يسمونه الآن وطنهم. إستشهد على الأقل خمسة من آشوريي أرمينيا في الحرب، الى جانب الجرحى والمفقودين، قالت الدكتورة أناهيت خسرويفا، وهي آشورية أرمينية وباحثة بارزة في معهد التاريخ التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في أرمينيا: "لدينا نفس المصير تقريبًا". "الآشوريون في أرمينيا، كونهم أمة مسيحية، لطالما اعتبروا أرمينيا وطنهم." أول شهيد آشوري في المعركة ضد القوات الأذربيجانية هو ناريك دافيد، بدأ الخدمة العسكرية قبل تسعة أشهر وأدى واجبه في الدفاع عن الأراضي الأرمنية منذ اندلاع الحرب في ناغورنو كاراباخ مع أذربيجان. كان الشهيد ناريك يقاتل على الخطوط الأمامية العسكرية منذ 27 سبتمبر. (مواليد 2001) وهو واحد من 200 آشوري يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الأرمني. شارك حوالي 100 آشوري في القتال العنيف في ناغورنو كاراباخ، ناريك من مواليد قرية نور أرتاكيس (قرية شهريّة سابقاً). هناك  6 قرى آشورية في أرمينيا إثنتين منها مهجورة حالياً، بالأضافة الى الذين يعيشون في ييرفان ومناطق أخرى في البلاد ومعظمهم أحفاد الآشوريين ممن فروا  من إيران وتركيا في أعقاب الإبادة الجماعية في سيفو عام 1915 في الحرب العالمية الأولى. ناريك، فرت عائلته من إيران.  القرى الآشورية المأهولة في أرمينيا: أرزني، فيرين دفين، ديميتروفو ونور أرتيجرز. يبلغ عدد سكان البلاد ما يقرب من 3 ملايين نسمة وهي موطن لحوالي 5000 آشوري. كان هذا الرقم حوالي 6000 قبل بضعة عقود فقط ، لكن تفكك الاتحاد السوفياتي السابق والتحديات الاقتصادية أجبرت الكثيرين على المغادرة إلى روسيا والدول المجاورة.
تطلب أرمينيا من مواطنيها أداء الخدمة العسكرية في سن الثامنة عشرة. عندما اندلع الصراع في أرتساخ في أواخر سبتمبر، كان حوالي 25 آشوريًا في الخدمة العسكرية الفعلية. وعلى الرغم من خدمتهم لبلدهم بالفعل ، تطوع آخرون بموجب عقد مع وزارة الدفاع، ومن بين هؤلاء روديك سرخوش، 59 عامًا، الذي حُرم في البداية من الخدمة التطوعية بسبب عمره. لكن سرخوش رفض مغادرة مكتب التجنيد المحلي لمدة خمسة أيام وطالب بنقله إلى الخطوط الأمامية. في النهاية تم إرساله إلى الخطوط الأمامية. إستشهد سَرخوش  وانضم إلى أربعة أشوريين آخرين ، من بينهم ثلاثة مقاتلين في الخدمة الفعلية ومتطوع آخر.
أشارت تقارير  إلى اختفاء مقاتلين آشوريين أثناء القتال. كان أحد الجنود قد انتقل إلى أرتساخ قبل عامين فقط ليعيش مع والدته. عندما بدأت الحرب ، سجل كمتطوع. ليست الخدمة العسكرية هي الطريقة الوحيدة التي يحتشد بها الآشوريون في الخطوط الأمامية للأرمن. كما انضمت الممرضات الآشورية إلى القتال. الحاجة كانت ماسة الى الممرضات ، وبعضهن تدفقن على المستشفيات القريبة من القتال و أتيحت الفرصة لممرضة آشورية تعيش في أرتساخ للمغادرة عندما اندلعت الحرب، لكنها قررت البقاء والتطوع. اختار آخرون ، مثل آروسيك بابا من العاصمة يريفان ، التطوع ايضا. يدعم الآشوريون في البلاد الذين لا يستطيعون القتال أرمينيا من خلال جهود التبرع والمنصات الإعلامية ، بالأضافة الى 6أطنان من الملابس الشتوية ومئة الف دولار تبرع بها الآشوريون لسكان آرتساخ من السويد وأستراليا وغيرهما والتي نظمت العديد منها من قبل الكنائس المحلية. يوجد مبنيان مسجلان لـ ACOE في أرمينيا ، أحدهما في مدينة دفين والآخر في أرزني، بينما تنتشر أيضًا العديد من الكنائس الأصغر غير المسجلة . على الرغم من بنائها في حوالي عام 1830، وفي وقت ما خوفًا من الانهيار، فإن الكنائس هي شريان الحياة للقرى، ويتم تنظيم كل شيء تقريبًا من خلالها، لذلك عندما اندلع القتال مع أذربيجان لأول مرة، لم يتردد كاهن كنيسة المشرق الآشورية (ACOE) في أرمينيا الأب نيكاديموس يوخانييف ، جنبًا إلى جنب مع المتطوعين المحليين في مساعدة القوات والسكان في أرتساخ.
قال يوخانايف: "ليس لدينا وطن، لكن أرمينيا هي وطننا". "نحن نعيش هنا منذ ما يقرب من 200 عام ونحن أحرار في استخدام وتعليم لغتنا، ونحن أحرار في العبادة في كنائسنا والحفاظ على ثقافتنا. موقف الأرمن جيد جدا معنا. لهذا يعتقد كل آشوري أنه يجب أن يدافع عن وطنه ".
 
  يعود تاريخ العلاقات الأرمنيَّة والآشوريَّة إلى أوائل القرون الألف قبل الميلاد. الحدود الجنوبية الكبرى لأرمينيا التاريخية، تقاسمت الحدود مع مواطن الآشوريين التاريخية. يشترك كل الأرمن والآشوريين في العديد من العناصر الثقافية والدينية والاجتماعية، إذ كان كل من الأرمن والآشوريين من الشعوب الأولى التي اعتنقت المسيحية في العالم. والآشوريين من العرقيات الدينيَّة المسيحية. اليوم، يعيش بضعة آلاف من الأرمن في المواطن التقليديَّة للآشوريين، ويعيش حوالي ثلاثة آلاف آشوري في أرمينيا. تعرض كل من الأرمن والآشوريين على حد سواء لإبادة جماعية داخل الدولة العثمانية.  يرى عدد من الباحثين ان هذه الأحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الدولة العثمانية ضد الطوائف المسيحية.  كانت أرمينيا وطنا لبعض التجمعات الآشورية الباقية على قيد الحياة و قد وصل عددهم الى الـ 6000 شخص قبيل تفكك الاتحاد السوفيتي. الآشوريون في أرمينيا هم أحفاد المستوطنين الذين بدأوا بالقدوم في بدايات القرن التاسع عشر خلال الحرب الروسية الفارسية بين الأعوام 1826-1828 حيث فرّ الآلاف من مناطقهم حول ارومية في بلاد الفرس وبعض الاشوريون آتوا من جنوب شرق تركيا وبشكل خاص منطقة هاكاري. في تلك الفترة كان شائعا أن يعيش الأرمن والآشوريون في نفس القرى، وأحب الآشوريون جيرانهم الأرمن الذين كانوا يعانون من الإبادة الجماعية التي أقامها الأتراك العثمانيين في حقهم وحق بعض الآشوريين حيث يقدر عدد الآشوريون الذين استشهدوا بسبب تلك المجازر حوالي 275000 شخصا، وهناك أيضا الكثير من الأرمن الذين فروا من الأناضول باتجاه أرمينيا الحالية وتبعهم أيضا الآشوريون فأصبحت الملجأ الوحيد للمسيحيين. وفي صفحات التاريخ لطالما كانت العلاقة بين الاآشوريين والأرمن تتسم بالمودة فكلا الطرفين عاشوا المسيحية من عصور قديمة وعانوا من اضطهادات القوى الأجنبية. نجح الاشوريون في الاندماج بالمجتمع الأرمني وحافظوا على طابعهم العرقي فيدرسون اللغة الآشورية ومعظمهم يتكلمون الأرمنية والروسية بطلاقة أيضا. معظم الآشوريون في أرمينيا يعودون إلى كنائس المشرق الآشورية وهناك تجمع صغير تعود أصولهم إلى الكلدانية. خلال مائتي عام، يوجد اليوم في العاصمة مركز للشبان الآشوريين. وفي عام 2003 تأسس في المجتمع الأرمني (المركز الآشوري بث نهرين) وهذا المركز يعمل كنادي لدراسة وترويج التاريخ والعادات والتقاليد الأشورية لأبناء هذه الطائفة. وفي نيسان من العام 2012 افتتح في العاصمة الأرمنية يريفان نصب شهداء المجازر الآشورية بحضور جماهيري كبير.
 للوقوف على الوجوه الآشورية البارزة سوف أختار عدداً منهم وذلك في مقال مستقل.
 الرحمة على أرواح الشهداء ولذويهم الصبر. متمنيا السلام الدائم في القوقاز.

 


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4976
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ادم بولص
شلاما
احسنتم في تسليط الضوء على اشوريي ارمينيا حيث ان للارض التي يعيش عليها  الانسان ضريبة الدفاع عنها في اوقات المحن والحروب وعدم القيام بالدفاع عن الارض التي ولد فيها الانسان وعاش من خيراتها يعتبر عملا غير محترم ،،فاحترام الارض هو احترام الانسان لذاته وانسانيته
سيدي الكريم
لمعرفة مدى عمق تواجد الاشوريين في ارمينيا فهذا كتاب تاريخي يوضح ذلك ،،،يرجى الاطلاع
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,996443.0.html

تقبل تحياتي

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني



 رابي أخيقر يوخنا
شلاما
 شكراً جزيلا على مداخلتك القيمة.. كُنا دوماً والى يومنا هذا مُلتزمين بقيم السلام والتحضر وأحترام البشر. غير أن مثلما تفضلتم، الدفاع عن الأرض التي تحتضننا أو الأرض التي هي أرضنا، هو أجمل هدية تقدم بتضحيتها الأسمى للأجيال القادمة! ومن إستشهد دفاعا عن أرمينيا من الآشوريين فقد رد دين المحبة والوفاء للأرض والشعب الذي أكرمه، فادياَ حياته من أجله ومهما كانت نتيجة الحرب... مع التقدير.


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3051
    • مشاهدة الملف الشخصي
ميوقرا رابي بولص ادم
شلاما

اينما حللنا واينما نواجدنا اعتبرنا ذلك بلادنا فنعمل بجد واخلاص للدفاع عنه وتطويره وازالته من الشوائب القذرة وهذه ميزتنا لا تتمتع بها شعوب اخرى
بالمقابل يواصل المجرم حفيد الدولة العثمانية المقبورة تطاوله على شعبنا والارمن على ارضهم بسكوت وتواطئ الروس الذين همهم حماية مصالحهم اولا وليس غير ذلك وضاربين بعرض الحائط كل التحالفات والاعتبارات.
فالروس لايمكن الثقة بهم وقد جربناهم في العراق في تجربة هزيمتهم اثناء الحصار والعدوان الاطلسي
اتمنى ان تواصل الحكومة الارمينية التعاون مع الغرب وتحديدا مع فرنسا التي تعمل الى الاعتراف الدولي بتلك البقعة وليرتاح هذا الشعب المناضل من الاردوغان واسلامه
الخلود للشهداء المدافعين عن الارض   

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 ميوقرا رابي وليد حنا بيداويد
 شلاما
  كان الفعلة الخيرون يقومون بإداء واجباتهم ليكونوا المثال الأشرف ليُقتدى بهم وكانوا مثلما نقول بالسورث ( تينا خَيرا إل تينا أ بَشْلا ) وكانوا كعازفون أوركيسترا في المجتمع.. وكل أوركيسترا بحاجة إلى قائد يعرف كيف يتعامل مع المجموعة لكي تكون النغمات معا أحلى.. لكن التين لم يعُد ينظر الى التين لينضج، بل الطماطة الفاسدة تُفسد ماحواليها!
 أما الوجع حول أرتساخ فهو كبير والعالم لايكترث كثيراً .. لكننا مازلنا على العهد مع أنفسنا أن نحافظ على النسغ الأنساني الطيب الذي تربينا عليه وهو فينا وله عمق موغل في الزمن ولذلك يقال عنا شعب أصيل..
  يُعبرُ صوت آلة الدودوك الأ رمينية بعمر ثلاثة آلاف سنة عن الألم والحزن في أرمينيا فلنسمع لهذا الشعور بحضور الأحساس معاً :
https://www.youtube.com/watch?v=uEDboHDSU50