المحرر موضوع: ي وطني .. الفقــــراء لا يدخُلون الجنّـــــة .  (زيارة 871 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
في وطني .. الفقراء لا يدخُلون الجنّــــــة !
كتب صالح الراشد :
يصدمنا الواقع كثيراً عندما ندرك أنّ ما نشاهده من أفلام سينمائية ما هو إلا ترجمة للواقع الأليم , وعندما تابعت فيلم ” فقراء لا يدخلون الجنة ” , توقعت بانه مقتبس عن قصص ألف ليلة وليلة , وأن الممثل المبدع محمود عبد العزيز والممثلة الأنيقة آثار الحكيم والكاتب والمخرج مدحت السباعي , يبالغون في القصة لزيادة عدد المشاهدين لهذا الفيلم الذي بدأ يتبلور على حقيقة الواقع كلما آنتشر الفقر والجوع والبطالة , لنجد ان الفيلم قد تحول
الى مسلسل درامي يعاني من آثاره الفقراء الذين لا يدخلون جنة الدنيا .
وللحق وهو ما يؤلمنا كثيراً ويشعرنا بالاسى , أنّ القصة تحدث كل يوم في وطني ,
فمن يدفع الثمن دوماً هم الفقراء , ومن يتحمل الضغط والعبء الإقتصادي وسوء التخطيط
هم ذاتهم الفقراء, ومن يدفع من قوته وعمله ثمن دعم الفاسدين وزيادة أعدادهم هم الفقراء, وحتى عندما يتولى أي مسؤول منصب , فإنّ أول ضحاياه الفقراء أيضا , وبالذات
من النساء , فمن لا ظهر له سيجوع ويعرى تحت مسميات البنك الدولي العديدة التي يطلقها لتحسين الوضع صوب الأسوء , فيتم الإستغناء عن الفقراء الذين لا تعادل رواتبهم جزء ضئيل من رواتب أصحاب القرار , لكن بما أن البنك الدولي يفرض علينا التحديث ,
فيجب التضحية بالعديد من الأشخاص , والضحية دوماً وفي كل مؤسسة هم الفقراء الذين يشعر الجاهلون بأنهم أغنياء من التعفف .
هي ليست قصة واحده بل متعددة الأطراف ومنتشره في شتى المؤسسات الخاصة على وجه التحديد ثم الحكومية , لكن في القطاع الخاص يكون الظلم والغبن أكثر بكثير , كون صاحب القرار هو من يملك المال والبقية عبيد في مؤسسته " إلا من رحم ربي ” , لذا نجد أنه عندما يقوم بتعين مسؤول جديد يبدأ هذه البطل الهمام ومن أجل النهوض بالمؤسسة , وتوفير بضغ دنانيرعلى صاحب رأس المال بفصل الموظفين الفقراء الذين لا سند لهم إلا الله ,
ويقوم بتعين بعض أقاربه , وصاحب رأس المال يكون سعيداً كون المدير قد ساهم في إيجاد وفر مالي بإغلاق بعض البيوت , وقطع زرقها وسلبها أبسط مقومات الحياة .
هذا ما يحصل وربما تكون كلمة محمود ياسين لأحمد السقا في فيلم الجزيرة , " هذه الدنيا جنتنا ولا يخيل على الله بناء المساجد عن روحي ” , هذا المدلول يدركه الأغنياء الذين يمنعون الخير وأسباب الحياة عن الفقراء المكافحين لأجل لقيمة العيش , والمعيب أنهم
لا يدركون حجم المأساة التي يخلقونها للمجتمع والأسر , حين يمنعون الفقراء من الإقتراب من أسوار جنتهم متناسين قول الحبيب المصطفى عن الفقراء حين سأل أصحابه ” أتدرون
من أول من يدخل الجنة من خلق الله ” , فقالوا الله ورسوله أعلم , قال ” .
أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون الذين تُسد بهم الثغور ويُتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره , لا يستطيع لها قضاء ” , نعم وهؤلاء هم فقراء وطني الذين لا يجدون من رغد الحياة , فيحرسون ثغور الوطن , وفي القطاع الخاص يغادرون الى بيوتهم مكسوري الخاطر ويموتون وحاجتهم لم يبلغوها ولا " يمدون اياديهم لأحد ” , وبعد هذا يستعرض الإغنياء قدراتهم على الفقراء الذين سيدخول جنة الله قبل أغنياء الأمة بخمسمائة سنة ! .
نهاية القول , الى من يملكون المال ويعتقدون أننا قد عدنا الى عصر العبودية
” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء , وهذا المقال كتبته بعد أن شاهدت العديد من القضايا المؤلمة ولا يستطيع هؤلاء الفقراء أن يحصلوا على حقهم ويدافعوا عن أنفسهم , وشعرت أنّ فيلم الفقراء لا يدخلون الجنة واقع أليم تفرضه ظروف الواقع الأشد إيلاماً , فلنكن جسداً واحدا قوياً قبل أن نصبح أجزاء كل في مكان , ولنكن كالجسد الواحد الذي أصيب به عضو تداعى له البقية بالسهر والحمى .
المصدر / موقع البلـــد .