أرضنا وشعبنا وثقافتنا يُناشدون ضمائرنا!
بولص آدم نكتبها بعد أن طال الصبر وتدهورنا يستمر، مُختصرة بلا إحصائيات وتواريخ وأحداث وخسارات :
هبت العواصف العاتية الحارقة بوجه شعبنا، فقلعت جذوراً قوية ولم يبق من شجرتنا الحبيبة، سوى جذوراً تقاوم قلعها الى الأبد، تناثرت أوراقها داخل الوطن وتشتت في العالم، شجرتنا تعيش على نياتنا وجهودنا وعقلنا، هل نساعد حملة فؤوس تحطيبها بوهننا وخلافاتنا وتحركاتنا الخجولة لأنقاذها.. أم نتذكر ولاننسى بأننا كنا وقوداً لنيل حقوق الغير لاحقوقنا، ولم يردوا لنا الدين بل وتم سوقنا كالخراف البريئة قرابين لقضايا لم تكن قضايانا الخاصة بنا بل كانت خاصتهم وكنا تحت الخدمة بأسم الوطن والأخوة الوطنية، حتى أتى يوم تبخرت فيه الوطنية فسُحقنا بلا رحمة ، صارحوهم هؤلاء الذين تحولوا الى من لايهمهم الأمر.. مرات وليس مرة واحدة أحرقت ودمرت قرانا وحواضرنا ومواطننا و شردنا وأضطهدنا وأطلق الرصاص علينا و على خصوصيتنا الدينية و الثقافية.. قرانا المهجورة وأراضينا التي تتعرض للسلب وبلداتنا التي يُزحفُ عليها من قبل ضحايا الأمس الذين تحولوا الى جلادينا وآخرين وآخرين.. من يَسعى فأفسحوا له المجال لكي يدافع عن شعبنا وإذا ظننا بأن سعيه لن يؤتي به ثمر، فلنسعى ونثبت أننا رجال وأهل لها، الى متى و ماذا ننتظر؟ ليكن السعي جماعياً وصوته ووقعه قوياً.. الوقت يمضي وكل يوم يمضي، يزداد الهم وتتفاقم الصعاب وتستمر آلة ديموقراطية الديموغرافيا في قضم تُرابنا! كل دقيقة تمر تكون حَولاً من المرارة عند كل فرد من أبناء شعبنا، عوائلنا مُشتتة، أرضنا تقطعت أوصالها .. ليس بيدنا سوى القلم والعقل والضمير والصلاة والتلاحُم.. نحنُ عُزلُ و الضباعُ لاتنفك عنا وتدور حولنا، هذه ليست حكاية يومنا هي حكاية القرون.. لنضع الديباجات والبيانات والأدعاءات والتعجرف والطمع والغباء والأحقاد والمصالح الشخصية والحزبية تحت أحذية الرجال الرجال الذين ننتظر أن يكونوا أهلاً لها، أم أن شجرتنا لن تموت واقفة ؟! هل قتلنا الثقة، هل نحنُ لها وهل ثمة أمَل؟