المحرر موضوع: مــــع أَبـْـي ...(( مَـشهـد))  (زيارة 403 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jean yazdi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 83
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مــــع أَبـْـي ...(( مَـشهـد))
 عندما أراه في عالمه الذي 
لم يألفه و لا زال لا يعلم الكثير عن خفايا
التغيرات وهو في المحطة ما قبل الأخيرة من حياته
و حبيس تداعيات الإغتراب .
و بأن أطول خطواته تكون في فناء الحديقة
بينما كان يرتحل و يطوف أصقاع
الحقول المترامية الأبعاد...يأسِرُني مَشهَد أسره
و يحدث بَيْنَ الْفَيْنَةِ وَالأُخْرَى بأن يسألني
عن صديقه القديم ..أغافله كي لا أكذب عليه
فينسى سؤاله و يُحدثني بأنه كان خصمه
 اللدود في لعبة النرد.. يبتسم وهو يحاكي ماضيه
و كأنه يعيش اللحظة..
لم أرغب بإبلاغه بأن عنوان صديقه
 أصبح في شَفا  السماء..!
و يجلس كل يوم في غرفته مُتعب 
ولا يرغب بغفوة قبل أن يُعكر بنفسه
مزاجه المُعكر و المُثقل بالفطرة من
أشياء كثيرة حاضرة كانت أوغائبة
ليجلس و يراقب أخبار العامة  و الأخبار
بشكل عام في مواقع التواصل و هو بالكاد
قد تعلمها و يجهل حقيقة خفايها
 ليكتشف شيء واحد فقط ..
بأنه لن يكون قادراً على إكتشاف السيئون
لأن الجميع لبس عباءة المثالية
فأخبره : إما أن أن تدعو
لهم بالخير أو تقتنع بمقولة لاتَدين كي لا تُدان.
لأنك سترى نفسك و أنت  في هذا الموقف
كما لو أنك في حالة شعور متناقض
كأنك  مُغادر ولكنك مُنتظر  .
ستقف للوهلة و سوف تدرك بأنك تمرفي فترة سيئة
وتليها الأسوأ... ربما ستقول إشتقت لزوجتي
و أبنائي و هم ليسوا ببعيدين عني
أو ربما ستقول إشتقت لوجه أُمي
أبي و لا أعلم ما فعل  التراب بوجهيهما .
و ربما سوف تبدأ بالبحث عن التفاصَيل
البسيطَة التي تُشعرك أن الحَياة لا تزال تَنبض لك.
و ربما ستقول إن النحيب و الصمت صار عقدة أيامي...
و لكن الى متى ....أقولها لك أبي !
فالحقيقة التي ترغبها أصبحت في قفص الإتهام
و هي بحاجة لمحامي دفاع..!  فالبعض
يتهمها بالغطرسة و إزدراء الأديان..!
و هذه النبرات الشاهقة فوق صدرك
لن تستر عُرى الروح إن أذرفت دموعك ..
و إن سألتني يا أبي ما الذي يجري مع البشر
أقول لك :
عندما لا يعلم أحد  بما يدورمن حوله
فإن الأمر حتماً كُله يتعلق بالمال.
و إن الماضي قد مضى
و بعد أن تُسرق البقرة لا فائدة من قفل باب الحظيرة.
فدعك من كل هذا...
فبعد هذا الكَربْ سوف تحيَّا ربيعاً ساحراً
فالأحلام الرائعة مثلك يا أبي لا تأتي في بداية العمر،
الآن وقتها ...لنشرب نخب المساء الشتوي هذا
فالصيف يعطي الحبوب و الخريف يعطي النبيذ ،
و يستهلك الشتاء كل ما يمنحهما.
رائعٌ أنت...  نخبك يا أبي .
_____  جان يزدي  ____
(الرحمة لجميع الآباء و أبي ..و طول البقاء لبركة بيوتكم).
جان يزدي