المحرر موضوع: الـربيـع فـي حيّنـا  (زيارة 623 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غسان يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 388
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الـربيـع فـي حيّنـا
« في: 15:58 06/12/2020 »


الـربيـع فـي حيّنـا


غسان يونان

تتزيّـن الطبيعـة لمجـيء عريسـهـا

ربيـع نيسـان

فتُخـرج فسـتان عرسـها

من ذاكرة التـاريـخ

المزيّن بألـوانـه السـرمديـة

الأزرق

والأحمـر

والأبيـض


تترك شَـعرهـا يتطـايـر على أكتافهـا

خيوطـاً ذهبيـة

ينسـاب مـن خـلالـه نور الشـمـس

ليزيـده جمـالاً ودِفئـا


الطبيعـة جاهـزة

لاستقبال الربيـع

مـرةً كل سـنة

وفـي شـهر نيسـان


ترقص فرحـاً وطـربـاً

علـى أنغـام القيثارة

الآشـوريـة

 ترسـل ألحانهـا الممزوجـة

بتراتيل الملائكـة

السماويـة

ليصل صوتهـا العـذب

إلـى الأعالـي

إلـى مجمـع الآلهـة


فترقص السـماء

سَـكرى مـن عطر الحيـاة

ورائحـة البخّـور

القادمَين مـع صـلوات الأنبيـاء..


هنـاك

يزور الـربيـع بيـوت الحـيّ

الصامتة

الفارغـة من أحبتهـا

من أهلهـا

من معابدهـا


لكـن،

جدرانهـا صامدة

تـنزف ألمـاً

تستبشر أمـلاً

تصون الذكـريـات

فـي أحضانهـا

فـي قلب التـاريـخ

على ضفاف الخـابـور

وفـي عُمقِ نينـوى


ومنـذ ذلـك الحـين

وحـتى يومنـا هـذا

لم يُدمّر حيّنـا

أو باقـي الأحيـاء


إلا هـؤلاء الأقـزام

الضائعين

التائهين

المشـردين

فـي كل زمـان ومكان܀

٢٠٢٠/١٢/٦