المحرر موضوع: فشل الموضوعية في نهاية التاريخ مفارقة غريبة جدا!!.  (زيارة 1815 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

فشل الموضوعية في نهاية التاريخ مفارقة غريبة جدا!!.
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا
9 كانون الاول 2020

ربما يكون عنوانا غريبا للقراء الاعزاء، ولكن يبدو لي انها نتيجة حقيقية لما الت اليها الصراعات الدولية سياسيا واقتصاديا بدءَ من الكتل  الكبيرة والاقطاب السياسية الرئيسية في العالم الى الدول الصغيرة وبالاخص الشرق الاوسط الدول التي لم ترى حالة الاستقرار قرنا كاملا، بالعكس الان تعيش حرب اهلية بسبب الفساد السياسي المقنع بالثوب الديني والعقوبة السماوية.

عبر التاريخ كان معظم الفلاسفة يثقون بالعقل لايجاد مخرجا لازمات المجتمعات القديمة وكوارث الطبيعة، ولم يشك اي عاقل في امكانية العقل في انتاج الحلول، اي وضع الحلول، سواء كانت  تاويلية، غير يقنية او وهمية (اساطير، واديان، وفلسفات) او عملية واقعية كما في الحضارة المادية التي نعيشها في هذا العصر التكنولوجي.

حتى في نقطة انقلاب التاريخ في (نهاية القرن العشرين) كما يشاء للبعض ان يطلق عليها مثل  بحث "نهاية التاريخ " للباحث اليابااني فوكوياما، او كتاب  "صدام الحضارات " للاستاذ الجامعي صاموئيل هامنتغتون، وما بعدها لم يحصل اي تغير ايجابي او موضوعي في منطقتنا الشرقية. في كل الاحوال نحن لن نعيد ما قيل او كتب عن البحثين، بقدر ما نركز على  ما جاء في الفلسفة الجدلية- الديالكتكية للفيلسوف الالماني هيجل.

 كما هو معلوم ان هيجل في (فلسفة التاريخ) يرى ان التاريخ ما هو  الا محطات او لحظات تقفز فيها الروح من موقعها الادنى الى الاعلى بعدما ان يوقف العقل الصراع مع نقيضه ويقرر التصالح معه ليسد احتياجاته (الخواص او المميزات التي تنقصه)، فيتحد معه ويكون مركبا  جديدا (هيئة ذات هوية جديدة). نتيجة هذا الصراع تعي  عقل الذات الفردية امكانياتها وتكتشف نقصها، فتستسلم للواقع وتقرر المصالحة مع النقيض، فالتارييخ كله عند هيجل اذن ليس سوى هذه اللحظات التي تحصل  للفرد او الجماعة (الاشراقية الداخلية بمفهوم الديني).

في منطقة الشرق الاوسط، منذ اكثر الف سنة، اي منذ حكم الدولة العباسية نمط الحكم واحد او مشابه، وغيب العقل منذ ان قضى الخليفة المتوكل على المفكرين المعتزلة، في المغرب العربي لم تحصل الا محاولتين فقط، واحدة على يد ابن الرشد (الشارح) لفلسفة ارسطو، والاخر لابن خلدون الذي اوصل فكرته بصورة شبه مبهمة للحكام خوفا على حياته كي لا يكرر اعدامه على غرار ابن رشد.

لم تحصل اي ثورة فكرية في الشرق الاوسط ولا في الدول العربية ولا في الامبراطورية العثمانية التي كانت تحكمهم ولا عند الفرس على غرار ثورة التنوير التي قادها الفلاسفة والعلماء والشعراء والفنانين في اوربا من امثال كوبرنيقوس وبرونو وسبينزا ولبينتز وغاليلو واسحق نيوتن ولويس باستور ولامارك وفرويد وداروين وفولتيرو ديكارت وبيكون ولوك وكانط وهيجل وكيركغارد وماركس واخيرا ماكس بلانك واينشتاين والاف الاخرين الذين نالوا الشهادة من اجل تحرير الانسان من العبودية الدينية وتوصياتها القبلية المعيقة للتطور الفكري والحضاري. هؤلاء غيروا العقلية الاوربية والبنية الاجتماعة والنظام السياسي واثروا كثيرا على العقيدة الدينية.

في الشرق الاوسط، منذ بداية القرن العشرين حينما كانت سلطة الرجل المريض (الامبراطورية العثمانية) تلفظ انفاسها الاخيرة، جاءت الفرصة الاخيرة  في اخر قاطرة قادمة من برلين الى بغداد، حينما انشات الدولة العراقية الحديثة وبقية البلدان العربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، على الرغم لا زال البعض يعتير الثورة العربية بقيادة شريف مكة وبتحالفه مع فرنسا وبريطانيا خطوة غير موفقة وجلبت الاستعمار معه. ينسى هؤلاء ان الاستعمار ايضا جلب الكهرباء والماء الصالح، وانشاء سكك الحديد واستخراج النفط، والثروة الزراعية وغيرها، بدونها كانت هذه الدول كانت ستكون فقيرة مثل بقية دول العالم الثالث في افريقيا والامريكية الجنوبية.

خلال قرن كامل اي منذ سنة 1920 ولحد 2020 حكم العراق كل اصناف الانظمة بصورة واخرى، من الملكية، وشبه اشتراكية في زمن عبد الكريم قاسم، ثم القومية العربية في زمن عبد السلام عارف، والاشتراكية القومية في زمن البعث واخيرا الاحزاب الاسلامية منذ تغير النظام في 2003.
كل هذه الانظمة لبست ثوب الوطنية والقومية واسلام السياسي الا انها كانت واحدة افشل من التي تليها في تحقيق اي قفزة نوعية للوعي الجماعي، اي خطوة نحو الصعود في تحقيق الموضوعية او الذاتية.

منذ اكثرر من سنة العراق يعيش ظروف اقتصادية خانقة بسبب الفساد السياسي الذي اتى به اعضاء مجلس الحكم وبتعاون مع امريكا وايران ودعم الارهاب من كافة دول جيران العراق في مقدمتهم تركيا وسوريا ودول الخليح ثم اللاعب الاكبر في نظر العراقيين الثوارر، اي ايران المجوسية الفارسية.

العراقيون اليوم منقسمين الى فئيتين، حاكم ومحكوم، الحكماء من الاحزاب وبطانتهم الفاسدة وميليشياتهم واتباع احزابهم الفاسدة، والقسم الاخر الاكبر الذي يشكل اكثر من 99% من الشعب هم ضد هذه الاحزاب الدينية والقومية والمذهبية.

على الرغم انني مؤمن بقول الشاعر العربي ابو قاسم الشابي:
اذا الشعب يوما اراد الحياة،    لا بد ان يستجيب القدر
الا اني ارى ان بوادر انتصار الموضوعية في معركتها ضد ذاتية الاحزاب الفاسدة التي تحكم باسم الدين والمذهب والقومية امر شبه مستحيل لان الارادة الدولية لا زالت تفضل ايضا مصالحها الانية او الذاتية على المصلحة الموضوعية للشعب العراقي الملخصة بتحقيق العدالة والاخاء والمساواة بينهم جميعا.

انها مفارقة اكثر من الف سنة لم تحقق لا الموضوعية ولا الذاتية اي تغير على ارض الواقع في بلداننا ولم يغير العقل الشرقي قيد انملة من طريقة تفكيره، بل زاد تعصبه وتمسكه بالتبعية للمقولات القبلية الغير المبرهنة بالمنطق المجرد رغم الثورة التكنولوجية.

الغريب عندي ان نخبة من علماء من زملائي او معارفي، البعض اصبحوا يحملون دكتوراه في علم الذرة والنظرية النسبية والثرمودائميك والرياضيات وهناك كُتاب وباحثين اخرون معروفون على مستوى الوطن العربي لهم كتب فكرية وفلسفية ثمينة لا زالوا  يستخدمون عبارات رجل ديني التي تناقض الدرجة العلمية التي وصلوا اليها ويطبقونها في حياتهم اليومية، ويسيرون خلف ما يحجب الفكر ويقيد العقل من البحث عن الحقيقة، وبالتالي ستبقى الروح في قفصها وتموت اللحظات التاريخية التي آمن هيجل في انها ستؤدي الى حصول قفزة نوعية نحو المطلق او الغاية النهائية للصراع بين الذات والموضوعية فيتحدان في نهاية التاريخ الموضوعي.



غير متصل Warda Al Belati

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ القاضل يوحنا بيداويد
تحيات حارة
اقتبس بما جاء من مقالكم الموسوم الفلسفي "لان الارادة الدولية لا زالت تفضل ايضا مصالحها الانية او الذاتية على المصلحة الموضوعية للشعب العراقي الملخصة بتحقيق العدالة والاخاء والمساواة بينهم جميعا"اتفق معاك وهكذا جميع الدول  التي حكمت  في منطقتنا الشرق الاوسط تم ذلك بدعم المحتل لذلك ستبقى تلبي مصالح الدول التي قدمت لها يد المساعدة، مثل بيسط جداً المعارضة العراقية الاسلامية والكردية بقت تحت وصاية النظام الايراني لآنه في الماضي قدمت لهم يدالمساعدة، فكيف بالدول العطمى(امريكا) التي تخطط لمشروع استراتيجي من اجل مصلحتهم، طالما هناك الاحتياط النفطي في العراق المعلن حوالي 112، 115 مليار برميل وعليه امريكا تحاول لمرحلة قادمة حتى تبقى تحاغظ على نمو الصناعي التي تريد أن تهيمن بها على العالم ولا ننسى نفط العرب يشكل 75% من احتياطي النفط العالمي، وهكذا نقرأالوضع لا يستقر كما نرى خلال (17) سنة  من الحكم الاسلام السياسي الشيعي تم تدمير البنية التحية لأقتصادالعراق  واعتمادهم على الاقتصاد الريعي فقط وحكم الدولة العميقة .... ودمتم بخير

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي العزيز وردة بيلاتي المحترم
تحية
شكرا جزيلا لتعليقكم ومروركم على مقالي
الحقيقة لقد افرحني تعليقكم كثيرا لسببين
اولهما لم اكن اتوقع من بين هذا العدد الكبير من الكتاب ورواد الموقع ان يعلق على مقالي سواك لا سبب شخصي وانما لنوعية الموضوع الذي تناولته.
والسبب الثاني انا اكن لكم احترام خاص رغم قلة معرفتي بكم شخصيا لسبب خاص
لقد قراتكم كتابك الذي اهديته( محطات في حياتي) لي حينما اطلقته في قاعة عشتار قبل بضع سنوات في مدينة ملبورن من غلاف الى غلاف
وقد حزنت جدا جدا لما نقلت اناملكم من وقائع الحياة اليومية لنضالكم في جبال كردستان من اجل اهدافكم الوطنية والشخصية وايمانكم بعقيدتكم. لقد اطلعت من خلاله على سفر النضال الحقيقي لناس وطنيين كانوا قرروا ان يموتوا شهداء في اي لحظة من اجل تحرير العراق من براثن البعث وصدام.  قارنته مع هذه الايام وسالت ولا زالت اسال كيف تغير الزمن وانقلب التاريخ واصبحت المباديء التي كانت درجة حرارتها بدون انصهار تباع في سوق الفساد والرذالة والخيانة بدولارات قليلة؟.

لا اود جرح مشاعركم للسنين الطويلة التي قضيتموها في الكهوف والجبال من اجل اهداف كنتم تضنون خلاص العراق يكون بزوال الصنم ولم تكونوا تعرفون ستاتي عشرات بل مئات الاصنام من بينكم (المعارضين للحكم من غير حزبكم) وحولكم يتولون الحكم ويدرون البلد بصورة افسد ويصبح الصنم قديسا للعراقيين بسبب عدالته الشاملة ودكتاتوريته التي يبدوا كان صاحبها اكثر حكما وحدسا ومعرفة بنوعية النفوس التابعة للمذهبية والقبلية والعنصرية والقومية التي تدعي الوطنية الانسانية وهي اكثر جرما منه بشعرات المرات.
فشكرا لمروركم الجميل
اخوكم يوحنا بيداويد


غير متصل Warda Al Belati

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي الكريم يوحنا بيداويد المحترم
تحيات حارة
حقا اسعدني ردكم الجميل المبني على المصداقية، اخي الكريم نعم من حكم العراق بعد 2003 جعلوا الشعب العراقي يسترحم على نظام صدام بقشلهم بيضوا وجه صدام، وفعلاً أنا حزين من كانوا معنا في خندق واحد البشمركة خانوا الامانة بحق الشعب الكردستاني ، والاسلام السياسي   ( باسم الدين باكونا)وفي اقليم كردستان  (باسم القومية هم باكونا)، وتبقى البرجوازية تحافظ على مصلحتها لكن الى متى؟ وشكرا ايضا لأهداء كتابكم الموسوم سفر برلك عمل اكاديمي وذكريات مؤلمة بحق شعبنا ، بالمناسبة ذكرتم في كتابكم حول ديرالزعفران اختفيت ليلتين بعد هروبي من مخيم ماردين وبعدها الى سوريا، عن كتابي محطات في حياتي هناك الكثير لم اذكروه ، مع التقدير والاعتزاز .

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي العزيز وردة البيلاتي
شكرا لكلماتك الجميلة والمشجعة مرة اخرى
صدق سياتي يوم سيخلد  كل انسان وطني مثلكم في سجل المناضلين.
صدق مهماا طال الزمن  على ارض وادي الرافدين  الا انها تبقى تحاول ان تعيد الكرً مرة تلو مرة لحين ان تاتي بنباتات مثمرة
هذا العصر الظلامي الذي جلبه الفاسدون سيزول
هذه القيم الرخيصة التي تباع وتشترى بالماال لا تعدو الا تصرفات الحيوانات الخاضعة لغزائزها الدنيا.
رغم ان الفيلسوف المتشاؤوم نيتشه  اكد على الانسان الحالي يحب ان يكون قطيع دائما
لكن صدق
سياتي يوما لن يقبل احد الا ان يكون ضمن قطيع متقدم بكل شيء (سوبرمان بالفكر والفضيلة والتصرف)
لان التاريخ مثل مجرى مائي لا يجري باتجاه االمعاكس وانما يجري نحو الوديان.
كذلك العقل الجماعي لا محال سيعي اخطاء حكامه في النهاية وسيغير الواقع
 وما ثورة تشرين الا علامات لثورة انسانية وطنية عراقية مختلفة عن الملكية والاشتراكية والقومية والبعثية والاسلاموية، ثورة ستجرف الفاسدين من مكانهم، وستعود امجاد حمورابي وكلكامش واشور بنيبال ونبوخنصر من جديد.
شكرا لمروكم