المحرر موضوع: رغم مرور 3اعوام على تحريرها .. لماذا يعزف مسيحيو الموصل عن العودة لمدينتهم؟  (زيارة 686 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رغم مرور 3اعوام على تحريرها .. لماذا يعزف مسيحيو الموصل عن العودة لمدينتهم؟

عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

استذكر  اهالي مدينة الموصل  اليوم (الخميس ) مرور الذكرى الثالثة لتحرير مدينتهم من براثن تنظيم الدولة الاسلامية  الذي احتلها في صيف عام 2014 ليرغم منذ ذلك التاريخ المئات من  مسيحيي المدينة على الفرار منها خصوصا بعد ان اصدر التنظيم في تموز (يوليو ) من العام المذكور بيانا  اوضح فيه خطوات بقاء المسيحيين في المدينة لاسيما  بارغامهم على دفع اجزية او اعتناق الاسلام  وغير ذلك فقد ابرز الذبح خيارا ثالثا للرافضين لتلك الخيارات التي ابرزها .

ولم يعرف مسيحيو الموصل الاستقرار حتى قبل سيطرة التنظيم على المدينة فقد شهدت السنوات السابقة لعام 2014 العديد من حالات الاستهداف التي طالت المئات من الابرياء  لكن ابرز تلك الموجات ما شهده خريف عام 2008 حينما  تكثفت موجة الاستهدافات لتشمل ابرياء تم اغتيالهم بشكل يومي مما ارغم الباقين على الفرار والاستقرار في ملاذات امنة  حتى  اوجبت عودتهم تطمينات وقتية  في تلك الفترة  من خلال تكثيف امني والشروع بعمليات عسكرية  قضت على بعض الخلايا الارهابية  لتستانف حملة الاغتيال بوتيرة اقل وصولا لعام 2014 الذي شهد دخول مجاميع مسلحة  من عناصر التنظيم للمدينة  الامر الذي دفع بقرابة 20 الف عنصر امني للفرار وترك اسلحتهم ومستلزماتهم علىى قارعة الطريق لتستولي عليها تلك المجاميع فارضة سيطرتها الكلية على مدينة تعد الثانية  من مدن العراق  فضلا عن كثافة سكانية تقدر ب3 ملايين نسمة ..وتم تحرير  مدينة الموصل  في 10 كانون الاول (ديسمبر ) من عام 2017 بعد اعلان رئيس الوزراء حينذاك حيدر العبادي القضاء على داعش  بشكل تام لكن ذلك لم يتم نهائيا بعد ان ابرزت  البيانات العسكرية الصادرة تباعا  وجود خلايا متفرقة من عناصر التنظيم  تنظم نفسها لشن هجمات متفرقة بين عدد من قرى المحافظة وعلى اطراف مدينة الموصل فضلا عن تقارير صحفية ابرزت الاجواء ذاتها التي اسهمت  بعودة التنظيم للعلن واستئناف عملياته ضد المدنيين .

كل تلك الامور  شكلت حاجزا كبيرا امام النازحين المسيحيين للعودة لمدينتهم  رغم ان العودة من جانب المسيحيين منذ ذلك التاريخ شكلت ما نسبته لنحو 25 الى 30 عائلة وفق تقديرات  من مصادر مسيحية  في المدينة بغض النظر عن عودة المئات من العوائل والتي لطالما ابرزتها تقديرات من قبل المحافظة ووفق تصريحات صحفية لااساس لها من الصحة .

وخلال فترة الثلاث اعوام  بدات تتشكل عودة مسيحية بالنسبة  لانشاء كنيسة البشارة  واعادة افتتاحها في شتاء العام  الماضي وتولي  الاب عمانوئيل كلو مسؤولية ادارة شؤون كنائس السريان الكاثوليك في مدينة الموصل ليعد اول كاهن مسيحي يعود للمدينة بعد التحرير  فيما  مثلت توجهات المنظمات في اعادة تاهيل كنائس الجانب الايمن لاسيما بالتزامن مع تحرك اليونسكو بالاستفادة من منحة اماراتية لتاهيل جامع النوري او ما يعرف بالمئذنة الحدباء التي تضررت بشكل كبير ابان انتهاء العمليات العسكرية  لكن مع كل تلك الاعلانات التي بقيت  تسير بوتيرة بطيئة  من جانب المنظمة الانسانية المعروفة دون تلمس تحرك كبير لاعادة اعمار كنائس الجانب الايمن  بينما تبقة كنيسة  مار توما للسريان الكاثوليك الاستثناء الوحيد الذي يجري العمل عليه في الوقت الحاضر لانهاء اعمال الترميم لتعود الكنيسة كاول حاضرة مسيحية  يتم اعمارها في الجانب الايمن الذي شكل  الجزء الاكبر من التضرر والتخريب جراء تركز العمليات العسكرية  فيه خلال انتهاء الحرب ضد داعش .

وتبقى مسالة عودة المسيحيين للمدينة برغم انقضاء 3 اعوام على اندحار داعش مسالة يستوجب فيها التحرك الجاد لاعادة الثقة في نفوس المسيحيين جراء تزعزعها  بوجود العناصر التي  يمكن لها ان تنظم نفسها وتعيد بناء  نفسها لاستئناف عودة التنظيم  من جديد مما يشكل خطرا مماثلا لما جرى قبل ست اعوام ..       

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية