المحرر موضوع: كاتب ايزيدي يلمس الالام مكون مهم من مكونات العراق ويوثق محنته القاسية  (زيارة 865 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كاتب ايزيدي  يلمس الالام  مكون مهم من مكونات العراق ويوثق محنته القاسية

الموصل –سامر الياس سعيد

نجح الكاتب الايزيدي المغترب حسو هورمي في  توثيق ما عاشه ابناء شعبه  من الايزيديين ابان سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية فعبرت كتبه التي اصدرها في  بحر السنوات القليلة الماضية عن الالام وماساة العشرات  من  ابناء قضاء سنجار الذين ذاقوا الامرين حينما تعرضوا للسبي  والعنف الجنسي وما غيرها من انواع الظلم والاستبداد قبل ان يجري تحرير بعضهم ابان عمليات التحرير  فضلا عن بقاء الاف منهم مجهولي المصير دون تلمس اية معلومات وحقائق تكشف ما عانوه ويعانوه ..هورمي جند قلمه السيال  لابراز تلك المحنة فانتج في ضوئها كتبا تحدثت بلسان الماساة  وابرزت كم الهموم والغصات التي عانى منها ما عانى النساء والاطفال فكل كلمة في هذه الكتب تستحق ان تكون مجلدا للاجيال عما كانت عليه الابادة التي عاشها المكون الايزيدي  حيث برز في ازائها نشاط ملحوظ على منابر  الراي العام الدولي  ومن خلال مثابرة وجهود المنظمات الايزيدية التي لم توفر جهدا في سبيل تدعيم قضيتها بالصور والوثائق والكتب  لابراز تلك المحنة القاسية .. ومن خلال كتب الناشط الايزيدي حسو هورمي  التي منحني نسخها الالكترونية  لمست شخصيا عدم توفير الكاتب لاي مجال من مجالات الابادة الا وطرقه  مرورا بالاستعباد والسبي الذي قضم الجزء الاكبر من النساء الايزيديات الاحرار  لابل تطرق ايضا الى منافذ اخرى لايصال صوتهم عبر ابرازه للوثائقيات في  تجسيد محنة احدى النساء  التي  اختار لها ان تمر  في كل الامكنة التي مرت بها وهي في محنة  تعرضها للبيع والشراء من قبل عناصر تنظيم داعش  فوثق هورمي قصة الناجية الايزيدية حلا موسى  في كتاب  عنونه (من اجل الحياة ) متطرقا من خلاله لقصة 312 يوما عاشتها  موسى من الاسترقاق والعنف الجنسي في قبضة داعش  وصدر الكتاب حديثا عن مركز رووداو  للدراسات  وتناول من خلاله الكاتب  محطات من تلك الايام تناول في مستهلها حياة  الناجية الامنة   التي قضتها في كنف عائلتها التي تقطن قضاء سنجار  ليعقبه تطرقه الى  ذاكرة السبي ازاء ما تعرض له الايزيديين في مطلع اب (اغسطس ) من عام 2014 وما اعقبه من  عدم وضوح الرؤية لدى الدواعش  فكانوا يتنقلون بالنساء الايزيديات لاكثر من مكان واحتجازهم في منازل مسلوبة اصلا حيث ذكرت الناجية انها استقرت من ضمن محطات تنقلها بمنزل فخم يقع بحي المهندسين ليتضح لها فيما بعد بان المنزل يعود للدكتور مزاحم الخياط  ومهو من الشخصيات الطبية المشهورة في مدينة الموصل  فضلا عن تبؤه منذ نحو اعوام مسؤولية رئاسة جامعة نينوى وفيما يبدو بان الدواعش كانوا قد سطو على المنزل بعد فرار صاحبه لاقليم كردستان فاحتجزوا فيه عددا من النساء الايزيديات في رحلة المرارة والالم  كما تطرقت موسى في الكتاب المذكور الى الم بيعها لاول مرة  وابرازها للكثير من المحطات القاسية قبل ان تنجح في الفرار من قبضة من سباها عبر  طرق ابرزت وقوف بعض الناس الخيرين الى جانبهم  قبل ان تسنح لها الفرصة بترك البلد والاستقرار في المانيا والتفرغ لاسماع صوتها وصوت النساء الناجيات للراي العام الدولي ..وقد نجح الكاتب حسو هورمي في  هذا الكتاب الذي عنونه  (من اجل الحياة ) ليبرز كم التحديات التي  مررن بها تلك النسوة لمرورهن ما بين طريق الموت  نحو  تلمس بصيص الحياة في نهاية النفق  وقد ابرز الكاتب في نهاية الكتاب كما كبيرا من الصور التي وثق فيها  بعضا من حياة الناجية سواء قبل  سيطرة تنظيم داعش وما بعدها اضافة لعدد من النسوة الناجيات ونشاطهن  في ابراز اصواتهن  للعالم .. وفي الكتاب الاخر  الذي حمل عنوان (عن داعش احدثكم ) فقد ضم في طياته مجموعة من المحاضرات  التي القاها الكاتب حسو هورمي  عبر  منابر دولية  ومنصات عالمية  ومحافل اممية  بدءا من اب (اغسطس ) من عام 2017  ولغاية ايار (مايو )2019 وقد تمحورت تلك الخطابات  في جرائم داعش والابادة الجماعية  ضد الايزيديين  وقد استهل هورمي كتابه هذا بالاهداء  الى من لايزال  في قلبه  غصة  لانه فقد حبيبا في الفرمان او  ينتظر حبيبة  لتعود من السبي  فضلا الى من تنوء كواهلهم  بتداعيات  الجينو سايد اينما كانوا  ويستند كتاب (عن داعش احدثكم ) على  فصلين اولهما  يناقش عددا من الاوراق والكلمات التي قدمت في منبر الامم المتحدة  ومن تلك الاوراق يلتفت الكاتب الى مستقبل الاقليات في العراق  فضلا عن ابراز موضوع خطير يتمحور حول  مرحلة ما بعد داعش في التحديات التي يواجهها الاقليات  ويتخذ من الايزيديين نموذجا  كما يبرز في سياق هذا الفصل تناول موضوعة  الاعمار الخاص بالمزارات الايزيديية  وملف المفقودون  الايزيديون  اما في الفصل الثاني من الكتاب  والتي تدور حول  اوراق عمل نقاشية تناولها هورمي في دول مختلفة فعبر عنها الكاتب في سياق اقسام   ابرزت من جانبها  الاقليات العراقية  وما تعيشه من  واقع ماساوي  ومستقبل مجهول  فضلا عن بحثه الذي تناول فيه  اليات تدويل  الابادة الجماعية للايزيديين  وابرز في هذا الفصل ايضا تجربته الشخصية  التي عايشها في احد  مخيمات النازحين بمدينة دهوك  وهو مخيم ايسيان  فضلا عن ابحاث ومحاور  دارت كلها حول واقع ما عاشه ويعيشه الايزيديون  ولم يختلف الكتاب الاخر الذي حمل  عنوان (عن جحيم  الدولة الاسلامية ) عن قريته السابق فحمل الكتاب المذكور ايضا  جملة من المحاضرات  والكلمات التي القاها  الكاتب حسو هورمي  في منابر دولية ومنصات عالمية  بدءا من كانون الاول (ديسمبر ) من عام المحنة وهو عام 2014 وصولا الى  منتصف عام 2017 وقد استهل الكاتب كتابه هذا باهدائه الى  الشهداء المغدورين  والسبايا والناجيات والايتام  والنازحين والمهجرين  حيث قدم لهم جميعا هذا الجهد  لكي يكون حافزا  للناشطين في المجال الانساني  للعمل معا  وتفويت الفرصة على  الاخر الذي يرفضنا –على حد قوله -.. وبما ان طبيعة الكتاب توثيقية فيذكر الكاتب  بان ما جمعه من خطب وكلمات كلها  جاءت تحت يافظة  فضح جرائم داعش المرتكبة  بحق الاقليات  في العراق لاسيما الايزيديين  كما يبرز الكتاب كمحاولة  لتقديم صور موجزة  عن المساعي المبذولة  لايصال جزء  من معاناة  وصوت الايزيدية  الى المنابر الدولية  والمحافل الاممية .. ويتقدم الكتاب سؤال يطرحه الكاتب  وهو (ماذا نعني بالاقلية ) ليعود للاجابة على ما طرحه  بالاشارة والاستناد الى تعريفات دولية لهذا المصطلح ومنها  ما ابرزته مسودة الاتفاقية  الاوربية لحماية الاقليات  حيث عرفت الاقليات  بكونها جماعة  عددها اقل من تعداد بقية سكان الدولة  ويتميز ابناؤها  عرقيا اولغويا  او دينيا  عن بقية اعضاء المجتمع  ويحرصون على استمرار  ثقافتهم او تقاليدهم  او ديانتهم  او لغتهم .. وفي هذا الكتاب يطرح مراد سليمان علو في كلمة يقدم من خلالها للكتاب  بكونها جهود فردية  لباحث وناشط ايزيدي  مجتهد في مجال حقوق الانسان  لديه قيمة معلوماتية  وثقافية  ليقدم من خلال هذا الكم  للمختصين  تفاصيل  ما جرى للاقليات  في العراق على اثر هجمات داعش بالاقام والشواهد  ويضيف اليها  رؤياه التي يكررها  في كل مناسبة  والاليات التي يمكن اعتمادها  لرفع الحيف  والظلم  الذي لحق بشعبه المسالم .. كما يبين الكاتب حسو هورمي في كتاب بعنوان (الفرمان الاخير ) والذي صدر عن مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية في عام 2016جانبا مهما في اعداد دراسة موسعة عما عاناه الايزيديين في خضم  سيطرة تنظيم داعش فالكتاب يستند على  اربعة اقسام خصص الكاتب قسمها الاول  للتعريف بالايزيدية  ثم عرج على الفرمانات  التي ترسخت في الذاكرة الايزيدية  ومن ثم ابرز لمحة عن الابادات التي تعرضت لها  فيما بين في القسم الثاني من الكتاب  تاثير الابادة  واثرها  على المجتمع الايزيدي متوسعا بايراد جوانب  من غزوة سنجار وراهن الاقلية الايزيدية  في العراق  كما بين تاثير تلك الابادة  واحصائية اوردها حول مجزرة قرية كوجو  فيما حاول في القسم الثالث من الكتاب تبيان مديات التسامح في الديانة الايزيدية  من جانب التسامح الديني  بعد اجتياح داعش والتسامح في فلسفة الديانة المذكورة  فضلا عن جانب ابرز من خلاله احترام  الناجيات من اسر  داعش في المجتمع الايزيدي  وتضحية الاخر  في سبيل الايزيديين  اما في القسم الرابع فابرز من خلاله الكاتب  قصص سبايا القرن  الحادي والعشرين  من خلال ايراده عدد للشاهادات من سوق السبايا  والكثير من تلك القصص التي ابرزتها من عاشت تلك المحنة  في اروقة المنابر العالمية لاسيما منبر الامم المتحدة ..

ويلتفت الكاتب  حسو هورمي في كتابه الاخر نحو الطفولة الايزيدية التي عاشت تبعات سيطرة داعش على مناطقها ليستقي عنوانا ملفتا لكتابه الخاص بهذا المحور فيحمل عنوان (الطفولة المفقودة .. داعش والابادة  الجماعية  للايزيديين ) وفي هذا الكتاب الذي صدر عام 2019 عن دار الثقافة  والنشر الكردية  يهدي الكاتب الكتاب  الى الاطفال الذين ماتوا عطشا  في اب من عام 2014 والى اكبادنا  التي  نموت  كل يوم شوقا اليهم وهم في معتقلات داعش والى  احبابنا  المنسيين  في المخيمات المنفيين في الوطن .. ويبرز هورمي  في توطئته الخاصة بالكتاب  بانه محاولة للتطرق  الى الطفولة المهددة  المعذبة  في مخيمات النزوح ضمن واقع مرير  ومستقبل مجهول  ويبحث الكتاب ايضا  في كل الجوانب  والاثار المترتبة  عليها مع التطرق باسهاب الى الطفولة المفقودة  ضمن محاور  عدة والبحث  عن اهم الانعكاسات  النفسية والاجتماعية  والمعرفية والسلوكية (العدوانية ) على مستقبل الطفل  النازح والناجي  في المجتمع الايزيدي .. ويحاول  الكتاب الاجابة على سؤال مهم يبرز  ليقول ياترى  كيف  سيعيش هولاء الاطفال  اثناء  وبعد الصدمة  خصوصا وان الكتاب يبرز في متنه  بانه ليس في  متناول الاطفال  البدء في خوض الحروب الا انهم الفئة الاكثر عرضة  لتاثيراتها المميتة  وقد يؤدي  الصراع المسلح  الى قتل وعوق الاطفال وتعطيل  تعليمهم والوصول الى الخدمات  الصحية الاساسية  ما يؤدي الى زيادة الفقر  وسوء التغذية  واصابتهم بالامراض فضلا عما يؤديه هذا الصراع  الى فصل  الاطفال عن والديهم  او قد يجبرهم  على الفرار  والهروب من منازلهم  ما يمكن ان  يؤدي  الى مشاهدة ابشع الجرائم مما يتسبب كنتيجة حتمية  الى ارتكاب  جرائم  في حق انفسهم  وحق الاخرين .. ويعد الكتاب المحاولة الاولى من نوعها  التي تسلط الضوء ع  احدى القضايا الساخنة  والحساسة  التي  تشغل فكر  الخبراء والمختصين  في شؤون النزوح والتشرد  وبطبيعة  حال النازحين  واللاجئين انفسهم .. وقد ناقش الفصل الاول  التعريف بالايزيدية  وراهنهم في ظل داعش  فضلا عن محاور اخرى ابرزها الكتاب في صفحاته التي تربو على المائتي صفحة ..كل تلك الكتب التي ابرزها الكاتب حسو هورمي  ووضعها في  اطار المحنة التي عاشه ابناء شعبه الايزيدي تطرح سؤالا محددا حول  النخبة القادرة على استيعاب وهضم ما تناوله  الكاتب في اطار تلك القضايا التي اثارها وما هي مديات وافاق  كل تلك القضايا والجهود التي  يضعها  في سبيل ابراز الامكانيات في  تبديد تلك الكوابيس لاسيما التي عاشتها النساء المسبيات او الناجيات وتخفيف   الاثار المترتبة عن تلك الفترة الماضية  لابل ما يترتب من جهود لازالة ما علق بذاكرة الاطفال  ازاء هذه الفترة  وما يمكن ان  تلمسوه في رحلتهم الامهم التي واكبوها وهم بعيدون عن بيئتهم واقرانهم  لاسيما ابتعادهم عن سكة التعليم والطموحات التي يمكن ان تنشا في خضم هذا العالم  ويبرز السؤال الاكبر  من خلال القراءة التي وضعناها  لكل الكتب التي قدمها  الكاتب والناشط حسو هورمي فيمن يدفع ثمن حقبة لعلها استمرت لثلاثة اعوام لكن تاثيراتها وانعكاساتها ستكون  بضعف تلك الاعوام التي فرضت فيها سيطرتها  حينما قامت بتجنيد الاطفال كقوة مسلحة لترسيخ  احكامها مستغلة  تلك البراءة الي حولتها  الى صفحة سوداء بذاكرة تلك الاعمار الغضة سارقة منهم طفولتهم  لتنحو نحو المراة التي ايضا دفعت ثمن داعش باهظا حينما انتزعتها من عائلتها وحندتها لممارساتها الدنيئة  ليبقى التساؤل ممكنا  عن مدى كمية الشر المزروعة بتلك النفوس لابل مقدار المعلومات المغلوطة التي جرى ضخها بعقولهم ليتمكنوا من تنفيذ تلك الممارسات التي تمقتها وتنبذها كل الرسالات السماوية ..
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية