المحرر موضوع: أضرحه خلف بالونات مفركشة  (زيارة 322 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أضرحه خلف بالونات مفركشة
« في: 02:02 17/12/2020 »
أضرحه خلف بالونات مفركشة
كريم إينا 

تغيبُ سماوات الشمس
بحجم حبّة الخردل
لا حياة لنا بين الرصاص
أمهاتٌ بين جفلة أبواب الأزمنة
بياض الماضي يحوّل أضرحتي
إلى شظايا متناثرة
ثمّ يعبّئها في بطين الذاكرة
مرّت لحظات تعاسة
تنفضُ أوراق الخريف في سوران ستي
وهي تبحثُ عن علامات الجوع المنسي
لا زالت الأقنعة لا تموت
ربّما حين يزفرُ رقادها الأخير
تنبعُ من مهدها شموع الآهات
وهي تغزلُ خيوط
مقامات القانون العراقي
تهبُ لي من نغماتها
 ترنّحي المستمر
قفز الليلُ على عكازته الصدئة
ليخبرنا بآخر نبأ تاه في العتمة
حين أستنجدُ مخيلتي
لا أديرُ وجهي
نحو جنازات المارة
تتلو لي نشيداً عن أرومة الحب
تدثّرني فراشات الفجر
وهي تحلّقُ في بؤبؤ نظرتي الأولى
حتى آخر دمعة تعزلُ النسيان
من جرّاء طبخة العاصفة
تباطأت خطواتي نحو دمية المقصلة
لن تمنعُ هروبي بإختباءات الكواليس
ذالك الزجاجُ يشبهني
عندما يستنشقُ الأدخنة
تتهاوى أحلامي بقية أيام النهار
بحثتُ عن سواحل قواميصي المبعثرة
وهي تستغربُ من بالونات الهواء المفركشه
بدأتُ أحركُ صورتي نحو قبعة الغياب
أراها تخرجُ من بريد
طابعي الغير المختوم
هكذا أركبُ في قطار مشهدي التمثيلي
وأنهارُ بفاجعة كما ينهارُ
سقف ملامحي الغريبة
أتهاوى بعين ساحر من بعيد
كي يمنحني الوصول إلى مدينة آين*
كأنّ الخلاص كان أو لم يكن
حين أتذكرُ مرآة والدي الوحيدة
أطوي جناح لوني المتبخر
ليفوح عبير زهرتي في السماء السابعة
يحدثني الليل عن صراخ عطوري المسكينة
وهي تزهو من غرابة الصيف القادم
لا شيء يقطرُ الوقت غير قسوة الأيام
لتأتي رؤى حكايتي الضائعة
نحو حدائق الكلام الهاربة
التي ما زالت ترقصُ من أنين وحدتها
في جو عالم الخيال السفلي...
.......................................................
* مجموعة شعرية للشاعر الراحل سركون بولص