ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: بولص يوسف ملك خوشابا في 10:13 03/01/2014

العنوان: رسالة مالك لوكو شليمون الى المطران ماريوسف خنانيشو عام (1966 )
أرسل بواسطة: بولص يوسف ملك خوشابا في 10:13 03/01/2014
بيروت / تشرين الثاني / 1966 ...
معالي الاب وغبطة ماريوسف خنانيشو مطران الكنيسة الشرقية والوكيل البطريركي .. صلواتكم وبركاتكم نطلبها منكم ...
غبطتكم : مضى زمن طويل على انقطاع اتصالنا بكم : بسبب التناقض الذي حدث في الافكار منذ مجيئكم الى سوريا في المرة الثانية عام (1956 ) . ولكننا الان نرى بان الموقف قد اصبح حرج جدا ويتطلب منا ان نترك وننسى كل العقد الصغيرة والمشاكل التي بيننا ,ويلتزم احدنا الاخر كالاخوة بقلب صاف . حتى نتمكن من انقاذ انفسنا وملتنا من الصعوبات التي تقف في طريقنا . وهدف هذه الرسالة هو : الصراع مع نفسي ومع الاخرين ايضا : ولكن هنالك امل كبير بعون الله بان يكون  هنالك مخرج جيد ومفرح اذا كانت لنا نوايا صافية ومحبة الله في قلبنا .
يا غبطة المطران ماريوسف : لا اعلم ماذا ستعتقد بهذه الرسالة الغير متوقعة ولكن تاكد بان فكرتي هذه ليست جديدة و لفترة طويلة كنت افكر في ايجاد طريقة مناسبة التي بواسطتها نستطيع التقرب من بعضنا : ونعدل اخطاءنا التي تسبب الفتنة والخراب وقتل كنيستنا وامتنا . وسالت اشخاصا كثيرين . يا رب من هو الشخص الذي له تاثير اكبر والذي يستطيع ان ان يعمل من اجل السلام والوحدة لهذه الامة المنكوبة والمظلومة والمتقطعة الاوصال والتي اصبحت اطرافها تعمل ضد بعضها .. ولحد ألآن لم اتمكن من ان اجد واختار احد آخر غير غبطتكم . اذا كنتم موافقين على هذا العمل . وبلا شك هذه هي مقترحاتي الشخصية : وبموجب الامور التي تمر علينا في هذا الزمان اني ارى بالرغم من ان غبطتكم قد اصبحتم محسوبين كطرف ولكن اكثر من ثمانون بالمائة من الملة سيكونون مؤيدين ومطيعين لكم من اجل السلام اذا اديتم واجب المصالحة ووحدة الامة .
وانتم مدينون لهذا ولا تتاثروا بكلام الذين لا يتحملون المسؤولية ولا يهتمون بما ستكون النتائج ...
يا غبطة ماريوسف : يجب ان ننظر ونتعلم الدروس من الامم الاخرى القريبة والبعيدة والذين قاموا بممارسة القتل والفضائع فيما بينهم وكلفتهم خسائر مادية بدون حساب ولكن بعد ذلك ومن اجل مصلحتهم وفائدتهم جلسوا على مائدة واحدة وتباحثوا كاخوة وعدلوا اخطاءهم بانفسهم . ومن المؤكد ان هذا يتم بفضل جهود مضنية وتضحيات من قبل الاشخاص الاكثر مقدرة وتاثيرا وحكمة مثل غبطتكم ...
لناخذ عبرة من لبنان (في سنة 1958) تقاتلوا مع بعضهم وقتلوا ألآلاف والحقوا اضرارا كبيرة بوطنهم ولكنهم احسوا على خطئهم وتاسفوا على كل ما حصل وجلس الطرفان المتحاربان على مائدة واحدة (في الوقت الذي كان الطرفان احدهما مسلم والآخر مسيحي) وعدلوا اخطاءهم كاخوة وتصالحوا تحت شعار (لا غالب ولا مغلوب) .... نشكر الرب لاننا بعيدين جدا عن هذا النوع من العداوات التي كانت بين اللبنانيين والتي كانت قد تكون سببا لعدم تمكننا من الجلوس مع بعضنا ونتباحث ونعدل من اخطائنا حتى لا نلام في تاريخ امتنا ...
اني ارى منذ عام (1932) ان امتنا اصبحت منقسمة الى قسمين احدهما ضد ألآخر وألآن الى اربعة اقسام ومن الممكن ان تقسم الى ثمان والخ ...
وكذلك ارى ان اعداءنا بحقد ينتظرون الفرصة ليضربوا ضربتهم القوية والقاتلة لكنيستنا وامتنا وهذا نعرفه جميعنا ... وعدونا قوي سلبنا ويسلبنا وعيوننا مفتوحة ونحن نضرب رؤوس بعضنا بدون رحمة ويلوم احدنا ألآخر ونقول (انه خطا فلان من الاشخاص) ولكننا بهذا الكلام لا نستطيع ان نبريء انفسنا من اللوم ...
هذه (34) سنة من الانقسام بيننا ما هي الفائدة التي جنيناها منها ؟ من المؤكد ان الاجابة اواقعية يجب ان تكون هكذا :
الذي جنيناه هو اضرارا كبيرة بفقدان آلآف ألابرياء وتاخرنا على التقدم لسنين عديدة وتخريب اتحادنا القومي وفقدنا حقوقنا كامة قدمت الكثير من التضحيات من اجل السلام العالمي (بالرغم من قلة نفوسنا) وازدنا من الكره والحقد احدنا للآخر وسلمنا وتسببنا في الضرب وخوننا احدنا للآخر من اجل فائدة واسعاد اعدائنا وهذه كانت الاكثر سوءا من سابقاتها ... واليوم حتى ديننا وايماننا وكنيستنا ومسيحنا سلمناهم بيد اعدائنا الغير مؤمنين : من اجل الثبات في عنادنا .. ماذا بفي اكثر ضررا ومرارة من هذه الاعمال التي يراها الاخرين فينا ؟ من هو الذي يتمكن من ان ينقذ نفسه من هذه الملامات عندما تاتي ساعة المحاكمة للجميع ؟ التي كانت سببا لتخريب الامة ؟ لا اعتقد بان اي واحد منا يستطيع ان يبري نفسه ...
اذا كانت هكذا : الى متى سنبقى نركض خلف هذه الاعمال التخريبية وجلب الاضرار الكبيرة على انفسنا ؟ لاي شيء ولمن ننتظر ان ياتي ويشفي جراحنا العميقة وامراضنا القاتلة ؟ اين هو هذا النبي الذي يرسله الله ليصالحنا مع بعضنا لكي نوقف هذه الاعمال المخربة وبدلا عنها نعمل الخير ونزيد المحبة القومية احدنا للآخر ؟ وانني متاكد بانه لا يوجد لنا اي صديق مخلص في العالم يكن لنا المحبة ليعمل على مصالحتنا اذا لم نستيقض من غفوتنا بانفسنا ونتصالح .. اليوم امامنا فرصة ثمينة وامل بالنجاح ولكننا لا نعلم ما الذي سيحث في الايام الاخرى لان خرابنا يسير بسرعة كبيرة للامام ...... ابانا غبطة ماريوسف : اكتب لك شخصيا بقلب مخلص وبسيط وبدون غموض : وبسبب معرفتي بغبطتكم . اذا معاليكم تعتبرونني بطريقة اخرى بعيدا عن الذي تعرفونه عني فهذا غير صحيح .. وفي الاخير تاريخ الامة سيقيم كل واحد حسب اعماله . ولكن هذه نؤجلها في الوقت الحاضر لان طرحها الان ليس بالوقت المناسب ......
من الممكن ان تتساءل لماذا اكتب لك عن خراب الامة ... هل انا الوحيد المسؤول والمهتم بالخلافات التي حدثت وتحدث في الامة ؟ ومن الممكن ان تعتقد بانني اتباهة بالشهرة القومية والفلسفة او بايماني .. كلا ,, كلا ومئات المرات كلا .. واكثر بساطة مني لا يوجد احد .. ولكنني ارى من سنة لاخرى ومن وقت لآخر الخراب يكثر واخاف كثيرا من هكذا خراب الذي سيكون السبب في ضياع امتنا وكنيستنا والخراب كله ينبع من رئاسات الامة واذا كانت الرئاسة تريد الوحدة فالامة كلها تتوحد بدون اي شك وانا اعتقد ولي امل كبير اذا غبطتكم حاولتم للعمل على المصالحة والوحدة بارسال رسالتكم الداعية للسلام الصافي وبصدق لكل ألآثوريين الذين يعيشون في كل بقاع العالم سوف يتقبلونها بكافة درجاتهم وقبائلهم (طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون) لهذا لنا الامل بعدم التفكير وذكر كل ما حدث في الماضي بين هذا وذاك ويجب ان يترك وينسى .
حاول ان تجد طرقا مقبولة لتقريب امتنا لبعضها ونحن بكل مقدرتنا سنكون مساندين لك اذا احتجت الينا وانا مؤمن بانه وبعون الله ستنجح في ذلك .. ليته يكون لنا طريق للالتقاء بغبطتكم : ونتكلم معكم شخصيا بكل ما كتبنا . ولكن لانه ليس لنا الفرصة لذلك نضطر للكتابة اليكم ...
وفي الختام نثق بان هذا الطلب ستفكرون به بعمق ورؤية وتجدون الطرق المناسبة والمقبولة لسلام شامل .. وننتظر ان نسمع من غبطتكم ...
الخادم المؤمن للكرسي الرسولي لكنيسة المشرق :
لوكو شليمون بيداوي ...
الرسالة الثانية من مالك لوكو شليمون الى المطران ماريوسف خنانيشو :
آذار / 1967
لغبطة ابانا المعالي ماريوسف خنانيشو مطرابوليط كنيسة المشرق : والقائم البطريركي نطلب صلواتكم وبركاتكم ...
ارسلنا لكم رسالة بيد احد المؤمنين في تشرين الثاني 1966 . ومنذ ذلك الوقت ننتظر الاجابة من غبطتكم ....
الخادم المؤمن للكرسي الرسولي لكنيسة المشرق...
لوكو شليمون بداوي
(هذه كانت الرسائل التي ارسلها المرحوم مالك لوكو شليمون لغبطة المطران ماريوسف خنانيشو بهدف مصالحة كافة الاطراف من اجل وحدة الامة والكنيسة ولكنه لم يتلقى اي اجابة لا على رسائله ولا على مبادرته )........
                                                     بولص يوسف ملك خوشابا