ankawa
الاخبار و الاحداث => أخبار العراق => الموضوع حرر بواسطة: Janan Kawaja في 00:20 26/10/2019
-
شبح داعش يبقي مناطق سنّة العراق خارج دائرة الاحتجاجات
الأوضاع الأمنية الهشّة وتهمة الإرهاب الجاهزة تمنع أبناء محافظات شمال وغرب العراق من التظاهر.
العرب / عنكاوا كوم
(https://i.alarab.co.uk/styles/article_image_800x450_scale/s3/2019-10/2%2Bcl_4.jpg?i4E06ZzMFmjXCeTnmTtz.0s35NeK5cD2&itok=0a3zSn_r)
غاضبون لكن لا وقت لديهم للتظاهر
الرمادي (العراق) - تظهر خارطة توزيع الاحتجاجات الجارية في العراق حسب المحافظات، أنّ المناطق المنتفضة بوجه النظام هي مناطق وسط وجنوب البلاد حيث تتركّز الطائفة الشيعية التي تعتبر الحاضنة الأساسية للنظام نفسه، فيما المحافظات الشمالية والغربية ظلّت هادئة خلال موجة الاحتجاج العارمة التي تشهدها البلاد منذ مطلع الشهر الجاري.
وعمّت الاحتجاجات التي تجدّدت الجمعة محافظات بغداد وبابل والنجف والديوانية وكربلاء وواسط وميسان والمثنى وذي قار والبصرة، بينما ظلّت محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك والأنبار ونينوى هادئة.
أمّا المحافظات الثلاث المشكّلة لإقليم كردستان العراق، السليمانية وأربيل ودهوك، فلها وضعها الخاص وقضاياها المرتبطة بأوضاع الإقليم شبه المستقلّ، والتي تجعل سكانها لا يتفاعلون كثيرا مع ما يجري في باقي أنحاء العراق.
ولا يعني ذلك، وفق المتابعين للشأن العراقي، أنّ أبناء الطائفة السنيّة العراقية آثروا موقع المتفرّج على أبناء الطائفة الشيعية وهم يصفّون حساباتهم مع النظام المنبثق منهم، بعد أن اضطهدهم وأفقرهم طيلة أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن، ولكنّ الواقع أن هناك موانع ومحاذير تمنع أبناء محافظات شمال وغرب العراق من التظاهر.
(https://i.alarab.co.uk/s3fs-public/inline-images/vv_6.jpg?QNg_xqTBI4qhhp2ExoK59sfXTvYEIKWL)
أثيل النجيفي: رفع رايات مزيفة لداعش في أي تظاهرة سيعطي المبرر لقمعها بوحشية
وعلى رأس تلك الموانع الأوضاع الأمنية الهشّة وتهمة الإرهاب الجاهزة التي سيُواجه بها أي تحرّك شعبي في تلك المحافظات التي تشارك ميليشيات شيعية في مسك ملفها الأمني بعد استعادتها من تنظيم داعش إثر حرب طاحنة دارت على مدى أكثر من ثلاث سنوات وأوقعت قتلى وجرحى بالآلاف، وخلّفت دمارا هائلا في البنى التحتية وشرّدت الملايين الذين لا يزال مئات الآلاف منهم في المناطق التي نزحوا إليها.
وعلى الرغم من أنّ تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع نسب الفقر والبطالة، أصبحت بعد 16 سنة من حكم الأحزاب الدينية ظواهر عامّة في العراق تطال مختلف مناطقه، إلاّ أن الأوضاع القائمة في مناطق السنّة بالعراق لا تقارن بما هي عليه في باقي المناطق.
وتشارك أحزاب وشخصيات سنّية في العملية السياسية الجارية بالعراق منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق صدّام حسين، لكنّ حضورها في مدارج السلطة ومواقع أخذ القرار كثيرا ما يوصف بالهامشي، وأن دور تلك الشخصيات والأحزاب هو تجميل حكم الأحزاب الشيعية وإضفاء مسحة من التشاركية الشكلية عليه.
وقال أحد سكان مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار بغرب العراق “إذا كان لدى أبناء البصرة وذي قار وبغداد عشرة أسباب للاحتجاج والتظاهر، فإنّ لدينا في الأنبار ألف سبب وسبب”. ويضيف “الحقيقة المستقرة لدى السكّان هنا هي أن أي تململ أو أي تجمّع بالشارع سيواجه بالرصاص الحي دون تردّد على أساس أنّه عمل إرهابي من تدبير تنظيم داعش”.
وكان أبناء محافظات شمال وغرب العراق يشتكون التهميش من برامج التنمية الضعيفة أصلا في العراق، إلى أن غزا تنظيم داعش أجزاء واسعة من مناطقهم الأمر الذي أتاح الفرصة للعشرات من الميليشيات الشيعية لدخول تلك المناطق للمشاركة في مواجهة التنظيم والبقاء هناك بذريعة منع عودته مجدّدا.
ونفى مجلس محافظة الأنبار الجمعة وجود أي تجمّعات جماهيرية للاحتجاج في مدن المحافظة. وقال عضو المجلس فرحان محمد الدليمي لموقع السومرية الإخباري إن “عموم مدن الأنبار لم تشهد أي تظاهرة أو تجمع جماهيري وأن الأوضاع الأمنية مستقرة مع وجود انتشار أمني كثيف للقطعات العسكرية وصولا إلى المنافذ الحدودية مع الدول الثلاث الجارة السعودية والأردن وسوريا”.
وشدّد الدليمي على أن “الحياة في عموم مدن الأنبار طبيعية ولا يوجد أي تقييد لحركة الأشخاص والمركبات، وأن الطرق بين مدن المحافظة مفتوحة ولم تشهد تلك المناطق أي إجراءات أمنية تحد من حركة المواطنين”، مبيّنا أن “القوات الأمنية اتخذت إجراءات مشددة على كافة المنافذ الحدودية للحيلولة دون تسجيل أي خرق أمني”.
(https://i.alarab.co.uk/s3fs-public/inline-images/20171019145504afpp--afp_tj69c.jpg?Kr8HBO2qlTlmQG90yluphTZkjaoqXt4H)
انتشار أمني كثيف
ومنتصف سنة 2014 شهدت محافظة الأنبار تململا من قبل السكّان الذين نظّموا تظاهرات واعتصامات، لكنّ المتشدّدين الذين كانوا قد أسسوا لهم في سنوات سابقة وجودا في المحافظة على أرضية مواجهة الاحتلال الأميركي، سرعان ما دخلوا على الخطّ وسجّلوا حضورهم المسلّح بين المحتجّين ليحوّلوا الاحتجاجات إلى مواجهات مسلّحة.
ويعطي هذا العامل مبرّرا مناسبا لقمع أي حراك احتجاجي في المحافظات السنية ومعاملته معاملة التمرّد المسلّح.
وأشار إلى ذلك بوضوح محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي بالقول عبر تويتر “تحاول بعض الجهات إشعال فتيل المظاهرات في الموصل بين الشباب مستغلّة أسبابا كثيرة تدفع المواطن الموصلي للتذمر من الوضع”.
واتّهم النجيفي تلك الجهات التي لم يحدّدها بإعداد “رايات مزيفة لداعش لرفعها أثناء التظاهرات ما سيبرر ضربها بطريقة أكثر وحشية تشغل العراقيين عما يحدث في المحافظات الجنوبية”.