عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - يوحنا بيداويد

صفحات: 1 2 3 [4]
1501
اخي العزيز الشماس صباح الصفار
من واجبنا ان ننقل النور والمعرفة والوعي والايمان الذي نقلوه لنا ابائنا واجدادنا ومعلمينا .
وياليت كل واحد منا يتأمل في الحياة بصورة واقعية وموضوعية ويخمن حاله لو كانت الامور جرت عكس ماهو واقعه الحالي، حينها يكتشف ان نعمة الله في حياته موجودة وليست بعيدة  عنه ، ولكنه هو فاتر بارد  وخامل لهذا لا يرى من الحقيقة الا القليل الذي يطمح به في احلامه او الذي يعيشه في واقعه.

بارك الله فيلك وشكرا لتشجعك وتعليقاتك الايجابية في كل مناسبة.
اخوك يوحنا بيداويد

1502
الاخوات والاخوة المعلقين
شكرا لثناء الذي عبرتم عنه من خلال كلماتكم المشجعة والاوصاف البليغة عند بعضكم.
بالحق ابونا البير مع كوكبة اخرى من الاكليروس كانوا معلمين لمعلمي تعليم المسيحي اثناء النهضة التي بدأت في كنائسنا في  منتصف السبعينيات في بغداد بعد ترحيل القرى في شمالنا الحبيب.

فالاضافة الى كهنة  الكنائس كان اباء المخلصين واباء الكرمليين واباء الدومنكان كلهم يعملون في حقل الرب مثل البذار او حارث الارض، فساعدوا  في تطوير الحركة الفكرية والروحية في الكنيسة منذ اخوية المريمية في بداية الستينات.
بارك الله فيهم جميعا ودعواتنا ان يمنحهم الله الحياة الابدية .

كم كنت اريد ان القي قليل من الضوء على سيرة الاب فرنسيس المخلصي (ليس لدي المعلومات الكافية) الذي كان يدير اجتماعات كل يوم خميس في كنيسة العائلة المقدسة ( البتاوين) منذ بداية السبعينيات. وكان سببا لاستمرار هذه الحلقة الى فترة طويلة. الى بداية الدورة اللاهوتية في سنتر- يغداد.

فارجو من واصدقائنا الذي كان لهم علاقة به من القرب ، او من له المعلومات الكافية ان يكتب شيئا عن سيرة هذا الرجل العظيم في تواضعه وايمانه ورجائه. كي نوفي جزء من الدين ندين لهذا الرجل الذي ترك  اهله منذ بداية الستينات (مع الاب العلامة كوب المخلصي، ومنصور المخلصي) وسكن بيننا حتى في زمن الحصار الظالم الى يوم وفاته.

اخوكم
يوحنا بيداويد

1503
الاخ العزيز عامر فرتي

بارك الله بجهودكم الشخصية وجمعية اخوة الفقراء التي بلا شك قدمت الكثير من المساعدات

لابناء شعبنا المنكوب خلال عشرين السنة الماضية.

كما نشكر الله على سلامة الطفلة كاترين بعودتها الى ارض الوطن وهي مشفية.

 الله يبارك في جهود كل من ساهم باي نوع من العمل لاتمام هذه المهمة

هكذا نستطيع نقول فينا مسيحية حقيقية بل انسانية سامية .

اخوكم
يوحنا بيداويد

1504
مقابلة مع الاب البير ابونا
" كلنا نحتاج إلى إصلاح وتغيير وإهتداء جذري.


"

اجرى المقابلة الكترونيا :  يوحنا بيداويد من استراليا
التاريخ 18 نيسان 2011

 
كل انسان في هذا العالم له طموحاته الخاصة ، فالبعض يريد ان يصبح تاجراً ناجحاً كي يعيش في موقع مترف بين اقرانه، البعض الاخر ينخرط في مجال السياسية لاجل الاسم والنفوذ والشهرة، والبعض الاخر يقضي حياته في المختبرات العلمية لاكتشاف دواء جديد يعالج مرض مستعصي،والبعض الاخر يقضي لياليه وانهاره في ايجاد حل لمعادلة رياضية تكشف لغز جديد من الغاز الكون الكثيرة ، البعض الاخر يمزق آلاف الاوراق  لحين ان يكتمل كتابة نص لقصة تعالج مشكلة من المشاكل الانسان الحديثة، والبعض الاخر ينسى نفسه غارقا في التفكير كي يضع  فكر فلسفي جديد  قد يساعد في انارة الطريق امام البشر ليسيروا في طريق الصحيح.
 
أن الاب البير ابونا ( اسمه الحقيقي هو يوسف  ميناس يلدا ابونا )  اختار حمل الصليب، على غرار مريم اخت لعاز التي قال عنها يسوع المسيح  : " مريم اختارت النصيب الصالح الذي لا ينزع منها.  لو 10-42 ".   اختار العمل في حقل الرب ، فقضى  ستون عاما  بدون كلل او ملل في خدمة الهيكل، وفي حقل التبشير والوعظ والتثقيف بالاضافة  الى ذلك صرف وقتا طويله في مهمة اصعب الا وهي التأليف .  فقد ترك مكتبة كبيرة ،لا اعتقد هناك شخص اخر من الاكليروس من جميع الكنائس الشرقية في العراق  له مثل  هذا الكم من الانتاج ، بعض من هذه الكتب هي من تأليفه والبعض الاخر من ترجمته والبقية من تجميعه، هذا  بالاضافة الى هذ عدد كبير من الابحاث والمقالات التي نشرت في مجلة بين النهرين ومجلة الفكر المسيحي و مجلة النجم المشرق وغيرها .
 
ولد  الاب البير ابونا سنة 1928 في بلدة فيشخابور التي هي قريبة من الحدود العراقية  السورية التركية في قضاء زاخو. اما والدته فهي  كاترينة عبد الاحد الجزراوي. دخل المدرسة في مدينته ( فيشخابور) ثم  اكملها في زاخو. دخل معهد يوحنا الحبيب الكهنوتي في الموصل سنة 1940، وأمضى فيه 11 سنة : درس في السنوات الخمس الأولى منها علم اللغات (العربية والفرنسية واللاتينية )، وفي السنوات  الست الاخيرة درس الفلسفة واللاهوت والكتاب المقدس وغيرها من العلوم الدينية.
 
على الرغم من كبر عمره والصعوبات الصحية التي يعاني منها  وضعف بصره استجاب لطلبنا  لاجراء هذا اللقاء  مشكورا. لا يسعني في هذه المناسبة كأحد طلابه في الدورة اللاهوتية سنتر- بغداد  وعضو لاخوية ام معونة الدائمية واخوية يسوع الشاب في كنيسة مارتوما الرسول اللتين القى عشرات المحاضرات فيهما  بالاضافة اقامة العديد من الرياضات الروحية . لايسعنا إلا ان نقدم له الشكر الجزيل ، ودعواتنا له بالصحة والسلامة والعمر المديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س1    
هل لنا نعرف شيئاً عن سيرتك الذاتية؟

الجواب:
لقد كتبتُ سيرتي الذاتية وارسلتـُها إلى عنكاوه . والأمل ان تطبع وتـُنشر قريباً . وفيها
 جميع التفاصيل من أصلي وفصلي وتربيتي ودروسي ونشاطاتي الفكريه والروحيه . فصبراً
أيها الاخ يوحنا .
 
س2    
ما الذي جعلك ان تختار الدخول الى الكهنوت ثم الرهبنة؟

الجواب:
هنا تمتْ قضية الدعوة التي تأتي من الله. وعلى الأنسان ان يتلقاها ويُحققها يوماً فيوماً
  في حياته او أن يرفضها ويعيش كما يريد الله لهُ .
 
 
 
س3
كنت احد اساتذتنا الدورة اللاهوتية في كاتدرائية القديس يوسف مع الاب يوسف توما والمطران بولص دحدح والاب كوب المخلصي وغيرهم في عقد الثمانيات . ماذا كان الهدف من هذه الدورة؟ وهل تشعر جلبت ثمارا طيبة؟ او كيف تقيم النتائج؟

الجواب:
أن الدورة اللاهوتية التي استمرت سنوات طويلة واستقبلت العديد من الشباب من كلا
  الجنسين. كانت تهدف إلى تنشئة هولاء تنشئه مسيحية في مختلف الفروع العلمية   والدينية ، وتهيئتهم ليصبحوا بدورهم معلمين للتعليم المسيحي في الاوساط الت  يعيشون فيها. وأظن أن الدورة اللاهوتية أدت رسالتها وأخرجت أفواجاً من  المسيحيين الواعين الذين يقومون الآن برسالتهم في الكنيسة والعالم .
 
 
 
 
 
س4  
لديك العديد من الكتب والمؤلفات من الترجمة والتأليف والتجميع. ماهو الكتاب الذي اكثر كان متعباً لك؟ واي واحد منهم احببته اكثر من البقية؟

الجواب:
  أجل ، لديّ العديد من الكتب ، وكل منها شغل فترة من حياتي وجهودي . وقمتُ بتأليفها أو
   ترجمتها لفائدة المؤمنين عامة ، وطلاب المعهد الكهنوتي خاصة . ولا أخفي الجهود
  التي بذلتها خاصة في سبيل تأليف " أدب اللغة الأرامية " و" تاريخ الكنيسة الشرقية"
باجزائه الثلاثة .
 
س5    
من هو الشخص الذي ترك اثراً في حياتك على طول مسيرتها؟

 الجواب:
كثيرون هم الاشخاص الذين تركوا اثراً عميقاً في حياتي ، إبتداءً من خوري الرعية
    في القرية، والاساتذة والأباء في معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي، وجميع المؤمنين
   الذين لمستُ فيهم روح الله والإرادة الصالحة في مسيرتهم. ولاأنسى الجهود الجباره الذي
   بذلها في هذا الشأن الآب يوسف أومي الدومنيكي الذي قام بإدارة المعهد الكهنوتي نحو
   أربعين سنة، وعلـّمنا كيف نحيا حياتنا المسيحية والكهنوتية باصالة وأمانة .
 
س6-  
من هم ابطالك في الحياة والعمل الرسولي؟

الجواب:
أبطالي هم جميع الذين قاموا بواجبهم الإنساني والروحي بأخلاص وتجرّد، وحاولوا أن
   يجتذبونا وراءهم في طريق المحبة والصلاح .
 
س7  
ما الذي جعلك تحب التأليف وتقضي معظم حياتك في الكتابة ؟ ولماذا كانت معظم مؤلفاتك هي حول نقل الايمان او توثيق تاريخ القديسيين والمؤمنيين؟

الجواب:
أن ماجعلني أميل إلى التأليف والترجمه هي حاجة المؤمنين إلى مثل هذه الكتب
   الروحية والتاريخية في مسيرتهم المسيحية ، ثم إعداد الكثيرين منهم للقيام برسالتهم في
   الكنيسة عن طريق ثقافة روحية عميقة .
 
 
 
س8 -  
الكنيسة بصورة عامة منذ قرن تمر في مرحلة صعبة ان لم نقل مرحلة ازمات او انكماش. فالضربات تأتيها من جميع الجهات ، احيانا من الداخل واحيانا من الخارج. فمن الداخل هناك مشكلة الطاعة والخضوع للرسالة الكهنوتية التي لها مقاييسها الخاصة ، ومن الخارج الثورة الفكرية والعلمية والتكنولوجية والتي اثرت على جميع القيم في المجتمعات الحديثة فأصبحت بعيدة عن قيم المسيحية.
كيف ترى المستقبل ؟ هل ستغلب الكنيسة وتستعيد قوتها ووجدوها كما حصل مرات كثيرة في الماضي مثلا في القرن السابع الميلادي حينما حصلت ما سمي حينها بجروح الكنيسة ؟

الجواب:
  أن السؤال الذي يتناول الكنيسة وصعوباتها والأزمات القاسية التي تمـرُ بها سؤال ذو
    اهمية عظمى جعلني أفكر طويلاً في مسيرة الكنيسة عامة والكلدانية خاصة . فالكنيسة
    ليست على مايرام، وربما أنها لاتؤدي رسالتها في العالم كما يطلب الرب منها. الأمل
    أن لانترك الكنيسة في هذا الوضع ، بل أن يسعى كل منا في سبيل إنعاش هذه الكنيسة
   بحياتنا الشخصية وبما يمكننا أن نقوم به من الجهود لتحريك هذه الكنيسة لكي تؤدي
   رسالتها في العالم . رغم  العقبات التي تعترض مسيرتها الطويلة والشاقة ، والمطلوب       من كل مسيحي أن يتعرّف إلى موقعه الحقيقي في الكنيسة ، وان يكون له الشجاعة ليعيش
   إيمانه رغم كل المعضلات والأزمات التي تخصُ كنيسة اليوم .
 
س9    
الكنيسة الشرقية تحت خطر الزوال بسبب الهجرة ومن ثم الهجمة الشرسة التي تأتيها من الجهات الاسلامية المتعصبة او جهات سياسية اسلامية متعصبة. كيف ترى مستقبل المسيحية في العراق لا سيما بوادر انقسام العراق اتية عاجلا ام اجلا؟.

الجواب:
  لاشك أن اخطاراً كثيرة وكبيرة تحيط بكنيسة اليوم . وقد تكون الهجرة من أجسم هذه
   الأخطار، بالأضافة الى ما أسميته بالهجمات الشرسة التي تهدف إلى القضاء على
   الكنيسة . لكن هذه الامور كلها لاينبغي أن تحبط من همتنا وتدفعنا الى التخلي عن
   الكنيسة.  فإينما كنا نحن أعضاء في كنيسة المسيح ، ونحن مدعوون لنقدّم للعالم وجهاً
   نيـرّاً للكنيسة الأنسانية والثقافية والروحية والإجتماعية وغيرها . ولايجوز لنا ان نخاف
   من الاخطار والمشاكل ، بل أن يكون إيماننا من القوة والعمق بحيث يدفع الكنيسة إلى
   تجاوز جميع المحن والسير حسب النهح الذي رسمه لها مؤسسها الإلهي .
 
س10    
وصفها البعض بقنبلة  الاب البير ابونا  على غرار قنبلة المرحوم الاب بولص البيداري حينما قلت بأن اصل جميعنا ( الكلدانيين والاشوريين والسريان) هو ارامي . كيف تفسر لنا نظريتكم في هذا الموضوع وهل هناك وثائق تثبت ذلك؟

الجواب:
    أن ماقلته عن أصل هذه الفئات التي تدّعي باصالتها ليس حصيلة افكار طارئة ، بل ثمار
    دراسة طويلة ومهما لامَني البعض على هذه الصراحة والجرأة ، فالحقيقة يجب ألا تخيفنا
   وتجعلنا نتردد أمام المطروحات العديدة التي قـُدّمت وتـُقدّم في سبيل تبرير بعض التسميات
   التي تخلق في الأمة المزيد من التفرقة .
 
س11  
لقد عاصرتَ الكنيسة قرابة ثمانية عقود وكنت ولازالت كاهنا فيها لفترة ستة عقود. فرضا تم اقامت مجمع مسكوني جديد.  وكنت احد المدعويين له. ما هي الاقتراحات او القرارات تقدمها بغرض  حصول تجديد في الكنيسة كي تواكب العصر، كي تستطيع تقنع المؤمنين في هذا العصر؟ ما هي الخطوات التي كنت تتخذها لمجابهة المشاكل الفكرية والعقائدية والاجتماعية في هذا العصر؟

الجواب:
أجل، لقد عاصرتُ الكنيسة سنوات طويلة ، وعشت بعض مشاكلها منذ أن كنتُ طالباً في
  معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي ، ومازلت أعيش الكثير من معضلاتها حتى اليوم . وأحياناً رفعت صوتي مُحتجاً على بعض التصرفات الجارية في الكنيسة، فحسبوني ثائراً مُتمردا، ولم  يولوا إعتباراً كبيراً لأقوالي ومقترحاتي. نعم ، لقد اسكتوا صوتي الذي ازعج الكثيرين من الكنسيين، كما أزعج سابقاً صوت إبن زكريا وصوت يسوع الكثيرين من الكتبة والفريسين وعظماء الكهنة.  
ولو تمَ الاقتراح الذي قدّمتهُ، لكنت اقوم بدور المعارض أولاً، ثم اقوم  بحركة ترمي إلى دراسة الوضع في كنيستي، بدءاً من رؤسائها حتى اصغرالمؤمنين فيها. كلنا نحتاج إلى إصلاح وتغيير وإهتداء جذري ، كفانا من الرياء والكبرياء والمغالطات،  كنيستنا اليوم بأمس الحاجة إلى رعاة صالحين مُتجردين ومتواضعين لا يتوخون سوى الخير والعطاء في كل شيء.
 
س12  
العولمة جعلت العالم قرية صغيرة، وكل شيء ينتقل بسرعة البرق الى مسامع الناس، فهناك عدة صراعات فيه، صراع سياسي- اقتصادي، صراع حضاري بين الشرق و الغرب، صراع بين الاديان وكذلك بين المتدينين والوثنيين الجدد. كيف ستكون النهاية بعد خمسين سنة او مئة سنة؟

الجواب:
     أن مشكلة العولمة والصراعات الفكرية الدائرة الآن في العالم معَ الكنيسة ، لا أحد ينكر
     الدمار التي تسببه في الكنيسة . ولكن ألاَحَظ بمزيد من الاسى والاسف ان الكنيسة تلوء
     بالصمـت وتعيش في نوع من الطمانينة الزائفة. ياناس ! بيتنا يحترق، ونحن نقف
    أمامه متفرجين ومستعذبين اشعة النيران بدون أن نحاول إخماد هذا الحريق الذي لا يبقي
    ولا بذر. لماذا لانتحرك وكأن الأمر لايعنينا... وكيف تكون النهاية ؟ الله أعلم ! إنما
    علينا أن نعيش حاضرنا ونهىء مستقبلنا تحت أنظار أبينا السماوي .
 
 
 
س13  
بعض القضايا اللاهوتية العقائدية  اتخذت قبل 17 قرنا في مجمع نقية وافسس وقسطنطينة الاول والثاني باختصار الانقسام الكبير حدث في الكنيسة في القرون الستة الاولى او في المجامع  المسكونية الستة الاولى. الا تعتقد حان الوقت ان يحصل بعض التجديد عليها، لان فكر الانسان ووعيه وثقافته او معرفته اليوم تختلف عن  التي كانت قبل عشرة او خمسة عشرة قرنا في الماضي.

الجواب:
     بالتأكيد لقد تغيرت افكار الناس ومفاهيمهم منذ قرون عديدة. وأظن أن إنسان
     اليوم لا يوافق على العديد من المطروحات التي أدت إلى إنشقاقات في كنيسة
     المسيح. وتعلم أن اسباب الانشقاقات عديدة ، منها لاهوتية عقائدية وغيرها
    إجتماعية ،واخرى شخصية، واخرى ناجمة من كبرياء الأنسان وتمسكه بالكراسي
    والمناصب، في حين أن توجيهات المسيح صريحة واضحة ، السلطة خدمة
    مُتواضعة !
 
س14  
ما العمل الذي كنت تتمنى ان تنجزه ولم تستطيع لحد الان ؟ وما العمل الكنيسي الذي أُنجِز من قبل غيرك  كنت تتمنى ان تكون مشاركاُ في اتمامه؟

الجواب:
     سؤال محرج ! في أكثر الامور التي كنتُ أتمنى تحقيقها ، ولم يتسنّ لي ذلك ، سواء    
     لإمكاناتي المحدودة أو للظروف المعاكسة التي حالت دون ذلك . ومع ذلك، فهناك أمور
     كثيرة كنتُ أتمنى القيام بها لخير الانسان ولبنيان الكنيسة . ولعل الرب يساعدني لأحقق
     شيئاً منها !.
 
س15  
  لقد درَستَ منذ الخمسينات في الدير الكهنوتي مار شمعون الصفا في الموصل واعطت مئات بل الاف المحاضرات في الاخويات والمؤسسات الثقافية والكنسية وتخرج الاف الطلاب بين يديك، هل تشعر هناك خلفاء لكم؟ بمعنى  هل تشعر هناك من يحمل راية الايمان والفكر والعمل الرسولي من بعدكم؟.

الجواب:
  أجل قد درستُ في معهد ماريوحنا الحبيب وفي معهد شمعون الصفا الكهنوتي البطريركي
     وفي غير هما من الجامعات والدورات والحلقات والدروس الدينية. وأملي أن ما زرعتـَهُ
     في نفوس المؤمنين بالتعليم والمواعظ والإرشادات لن يذهب سُدى، بل قد وقع في ارض       جيدة التي ستُثمر عاجلا ام آجلاً ثماراً وافرة لذيذة. أما أحد يكون خلفاً لي من بين الذين    
    أهتممت بتنشئتهم الدينية فهذا أمر متروك لتدبير الله .
 
 
 
س16:
من خلال المقالات الاخيرة لك في موقع عنكاوه التي شخصت فيها حال  الكنيسه ومع هذا لم يقام اي اجراء لتصحيح الاخطاء التي فيها ان كانت روحيه او كنسيه او طقسيه....الخ.
ما العمل لتخليص الكنيسه من هذه الاشياء والى متى ننتظر للاعجوبه ليحدث التغير؟

 
الجواب:
  ربما تقصد بهذه المقالات الأخيرة مانشرته مؤخراً في الكراستين
1- كنيستي الى أين؟
2- كنيستي إلى متى ؟
وحملتُ الكراستين مجمل أفكاري وامنياتي ، ووجهت كلماتي بكل صراحة  وواقعية إلى جميع فئات المؤمنين وناشدتهم أن يكونوا عناصر خير ومحبة في كنيسة المسيح.  وإذا كنا نسير حقا تحت إرشاد الروح القدس ، فهو سيُلهمنا الصبر والاستمرارية . ويعرف الساعة التي فيها تتحقق هذه الامور.
 
س17-  كيف انتهى بك الدهر  في السويد؟  هل بسبب عدم اهتمام السلطه الكنيسة في الاعتناء بك، اهكذا يعامل خدام الكنيسه وكهنتها؟
 
الجواب:
أنا الآن في السويد منذ منتصف حزيران سنة 2010، واسكن في بيت ابن أختي هاني حنا
     منصور في العاصمة ستوكهولم .
 
•        قضيت الفترة الأولى من حياتي في قرية فيشخابور(العراق) مسقط رأسي.
•        أمضيت الفترة الثانية(1940-1951) في معهد ماريوحنا الحبيب الكهنوتي في الموصل.
•        قمتُ بالخدمة الكهنوتية في قرى السليفاني (زاخو) .
•        أستدعيتُ للتدريس في معهد مايوحنا الحبيب(1955-1973) .
•        أمضيتُ سنتين في دير راهبات الكلدان في الزعفرانية .
•        إنتميتُ إلى الرهبنة الكرملية (1976-1990).
•        إنتميت إلى الرهبنة الكلدانية (1990-1994) .
•        خوري رعية سلطانة الوردية المقدسة في الكرادة(بغداد)(1994-2000) .
•        مُتقاعد في دير القديسة حنه لراهبات بنات مريم الكلدانيات في الكرادة داخل. وهنا أسجل
شكري الاخوي العميق لأخواتي الراهبات اللواتي قدّمن لي خدمة أخوية لايمكنني أن انساها فصلواتي ومحبتي وشكري لـَهُنّ جميعا .
•        ومنذ خدمتي في كنيسة سلطانة الوردية المقدسة، اجريَت لي عمليات متلاحقة بلغ عددها
14 عملية جراحية: فتقات متتالية ، عمليات عيون، المرارة، بروستات...الخ وكانت العملية
الأخيرة ( فتق مخنوق ) خطرة جدا دعت الى عملية جراحية فورية في مستشفى سان
رفائيل. إضطررت بعد هذه العملية إلى ترك بغداد وذهبت إلى كركوك وامضيت هناك نحوَ 18 شهراً، ثم أمضيت فترة قصيرة في عينكاوه ضيفاً في معهد شمعون الصفا الكهنوتي.
ونزولاً عند إلحاح إبن أختي سافرت إلى السويد ، حيث حصلت بسهولة على الإقامة وعلى جميع الحقوق الواجبة للمهاجرين. وأنا هنا أكمل صلواتي اليومية مع القداس اليومي في غرفتي ، واقضي النهار في القراءة والترجمة أما في ايام الأحاد والأعياد فأقيم القداس في أحد الكنائس التابعة للكلدان: سودرتاليا،  شاوهولمن ،  الخ ......
وأنا بإنتظار اليوم الذي فيه يُناديني الرب لآشترك في الوليمة الأبدية !
 
 
   
 
س18  
هل من كلمة اخيرة لطلابك وابنائك وقراءك واخوانك الكهنة والمؤمنين

الجواب:
    إن كان لي كلمة أخيرة أقولها لأخوتي الكهنة ولأصدقائي وقرائي الأحباء فهي أن  يواصلوامسيرتهم رغم السلبيات التي يلاحظونها في العالم وفي كنيستهم ، وألا يكتفوا بالأنتقادات الهدامة بل يسعى كل منهم من موقعهُ أن يكون عنصراً فعالاً للخير ولنش


شكر خاص للاخ فريد عبد الاحد الذي شارك في اعداد هذه الللقاء

1505

اخي العزيز منصور السناطي
شكرا لتعليقك الجميل

اخي العزيز الشماس صباح الصفار
عودتنا في تعليقاتك على تشجيعك وتثمينك لكل عمل صالح وبناء. فشكرا لكل.

الاخ ثائر
ا انا ايضا لدي اولاد في مرحلة المتوسطة ودرسوا تاريخ الحضارات القديمة.
ولكن الغرابة في الامر انك تظن يكفي ذكر فصل واحد عن حضارة ابائنا واجدادنا في كتاب عن حضارات العالم.
حقيقة انا لا اوافقك في هذه الشأن ، حضارة وادي الرافدين عريقة والاهم من كل هذا هم اصحاب الانجازات العظيمة ليس غيرهم!!!!
فهل تنسى امريكا بأن توماس اديسن مخترع المصباح هو امريكي . هل تعرف يوم وفاته ماذا عملت امريكا؟ لقد اطفت الانوار دقيقة واحدة في عموم امريكا احتراما له .
الا تظن الذي اكتشف الكتابة السومرية لاول مرة
 او العجلة او وضع اللبنات الاولى من الرياضيات وغيرها من الانجازات لهم حق ان نذكرهم كمجتع ثم من خلفهم ؟؟؟.
على اية حال اشكركم على تعليقكم

1506
الاخوة الاعزاء
 الكاتب اندراوس صنا
habanya_612 
ثائر حيدو
وبقية الاخوة المعلقين

شكرا لتعليقاتكم الجميلة وتعابيركم المشجعة
الحقيقة رواد الفكر من بين ابناء شعبنا يجب ان يفصحوا لنا عن خبرتهم التي ربما تساعد الاخرين في زيادة الفهم لافكار والمعرفة وتساعدهم بالتالي في اتخاذ مواقف متزنة ومعقولة ومجردة من المصلحة الذاتية وموحدة الامر الذي نحتاجه من اي وقت مضى في التاريخ.

يوحنا بيداويد

يوحنا بيداويد

1507
مقابلة مع البروفيسور افرام عيسى يوسف

التاريخ  18 اذار 2011
اجرى المقابلة  يوحنا بيداويد




البروفيسور افرام عيسى في اربيل عاصمة اقليم كردستان

سؤال:
هل لنا ان نعرف شيئا عن السيرة  الذاتية لبروفيسور افرام عيسى؟
أنا من قرية سناط ، ولدتُ في هذه القرية الجميلة سنة 1944،  تقع قرية سناط  في  قضاء زاخو التابعة جغرافيا الان الى محافظة دهوك . لهذه القرية مكانة  في تاريخ المحلي ،  لقد كانت تابعة للدولة العثمانية، وفي سنة 1924م،  اضطر اهالي هذه القرية مع القرى المجاورة الاخرى مثل بلون وامرا دمارسورريشو وامرا دشيش ويردا وغيرها  إلى النزوح إلى مدينة زاخو بسبب مشكلة رسم الحدود بين العراق وتركيا الجديدة. بقوا هناك ينتظرون اكثر من سنة  لحين  عام 1926 ، في تلك السنة، تمّ إلحاق ولاية الموصل بالدولة العراقية وتمّ رسم الحدود. وهكذا وقعت سناط داخل حدود العراقية اما القرى الاخرى مثل  بلون وامرا مار دسوريشو وبيجون ومركا وقعت في الأراضي التركية . فلم  يرغب سكان تلك القرى العودة إلى تركيا.
      بعد أن أصبحتْ سناط تحت إدارة الدولة العراقية، تم تعيين  بعض الشرطة العراقية في المخفر الحدودي هناك.
     فتحت أول مدرسة فيها سنة 1931، فكانت المدرسة الرابعة في قضاء زاخو. وبدا اهالي القرية يرسلون أولادهم إليها ليتعلموا القراء والكتابة. أنا احد أبناء القرية الذي دخل المدرسة سنة 1951،وكان احد أساتذتي سعيد شامايا الموجود حاليا في أربيل. درستُ في  مدرسة سناط الابتدائية وبعدها توجهت لتكميل الدراسات العليا الى الموصل عند اباء الدومنيكان. تركت البلد 1974 وتوجهت الى فرنسا، فدخلت جامعة نيس سنة 1974، ودرست فيها إلى 1980، لحين إكمال دراساتي العليا وحصولي على شهادة دكتوراه سنة 1980 في الحضارات القديمة، وشهادة دكتوراه أيضا في الفلسفة من جامعة تولوز . فهذا موجز عن فترة دراستي في فرنسا قبل رجوعي إلى
الوطن.


 
 

البروفيسور افرام عيسى في الموصل عند اباء
الدومنيكان عندما كان في الثالثة عشر من العمر


سؤال:
متى رجعت الى العراق ومن ثم عدت الى فرنسا ثانية؟

بعد  تخرجي  1980 رجعت الى العراق ، بعد وصولي بفترة زمنية قصيرة بدأت الحرب العراقية الإيرانية،  وجدتُ ان حكومة البلد في حينها لا تساعد على ممارسة اختصاصي  ووجدتها عنيفة في ممارساتها. عدت الى فرنسا مرة اخرى1981 وذهبت مباشرة الى تولوز، وانخرطت في سلك التعليم في جامعة تولوز، للتدريس  تاريخ الحضارات وأيضا  القيام بإلقاء بعض الدروس في تاريخ فلاسفة القرون الوسطى.


سؤال:
ماهي اهم مراكز الثقافية عملت معها ؟ بعد تخرجك من جامعة نيس وتعينت في جامعة تولوز.

 بعد ان عدت الى فرنسا ،  وبسبب علاقاتي الجيدة مع  بعض أساتذة جامعة تولوز التي تقع في جنوب فرنسا ،  طلبوا مني ان أقوم بتدريس تاريخ الفلسفة بالأخص عن فلسفة القرون الوسطى التي كانت قريبة من اختصاصي، لان اطروحتي  كانت عن " فكرة الانسان عند ابي حامد الغزالي"  فقمت بتدريس منهج وفكر  فلاسفة العرب  مثل الكندي و ابن سيناء والفارابي وابن طفيل وابن باجة وغيرهم .  بقيت ان ادرس في جامعة تولوز الى سنة 1991.

 

البروفيسور افرام عيسى طالبا  في باريس سنة 1974


خلال هذه الفترة ساهمت في تأسيس "معهد للدراسات الإفريقية" في مدينة تولوز ، لأنه كانت هناك جالية عربية كبيرة في جنوب فرنسا من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا. كان قد   طلب مني المعهد الكاثوليكي بان افتح لهم مركزا خاصا لتدريس اللغة العربية،   ففتحت لهم مركزا لتعليم اللغة العربية لأربعة مراحل،. كان الهدف الرئيسي هو أن يتعلم الجيل الثاني والثالث من العرب  لغتهم ،  لكن في الواقع كانت غالبية الطلاب  الذين يحضرون  في هذا المركز هم من الفرنسيين الذين يعملون في الدول العربية والشرق الأوسط.
      كان نشاطي في تلك الفترة مركزا على التدريس  في الجامعة او في المركز الثقافي الإفريقي.
عام 1991  تحولت الى باريس لاقوم بتدريس مواضيع فلسفية وحضارية متعددة.

سؤال:
دكتور انت الان في باريس ماهو المشروع الذي انت مشرف عليه هناك؟ ما هو اسم المؤسسة  التي تديرها هناك او المؤسسة التي تعمل فيها؟

حينما قدمتُ  مخطوطة كتابي ( عطور الصبا في سناط )  عام 1992  إلى دار النشر لارماتان L’Harmattan في باريس، وجدت بأن المسؤولين  أحبوا نشر هذا الكتاب ، لأنه كان  يتكلم عن الحياة اليومية في  قرية مسيحية من بلاد الرافدين ، فوجدتُ هناك اهتمام بهذا الموضوع من التأليف أي معرفة تراثنا وتاريخنا. لهذا وجدت من الأفضل الانتقال الى باريس والاستقرار فيها، لان البقاء فقط في حقل التعليم في الجامعات الفرنسية ، يجعلك في مستوى واحد دون تغير. فشعرت بالحاجة لبدء بانطلاقة جديدة في حقل التأليف و النشر، لهذا سكنت في باريس. وبدأت  في الفترة الأولى بإلقاء  بعض الدروس في جامعة "نانتير" الفرنسية التابعة لجامعة "سوربون" وفي بعض الجامعات الأخرى.
  بعد فترة  زمنية بدأتُ انشر كتاب الثاني ( بلاد الرافدين جنة الأيام الخوالي)، طلبت مني دار النشر لارماتان (إنه ألان ثاني كبريات دار نشر في فرنسا )،  أن أكون احد  مدراء أقسامها الشرقية وتم ذلك قبل 16 سنة.  لا ينشر هذه الدار قصصا أو روايات وإنما كل ما يخص العلوم،  سواء كانت علوم  تاريخية  أو حضارية أو علوم إنسانية أو تطبيقية.  يهتم  هذا الدار بنشر كتب تتطرق الى مادة الدراسات الشرقية أو العلوم العربية او الفن الإسلامي.
   لما بدأتُ بالعمل هناك قبل 16 سنة كان الدار ينشر حوالي 400 كتاب في مختلف الحقول، اما ألان فإننا  ننشر سنويا حوالي 1200 كتاب و 70 مجلة. لهذا يمكن اعتباره ، دار النشر الأول في باريس  فهو دار ضخم  وكبير فعلا .  مسؤوليتي  في هذه الدار هي بعد أن يمر الكتاب بالقراءة الأولى والثانية يصل عند المدير القسم لكي يقّر بقبول نشره أو رفضه، فهذه مسؤوليتي هي ان اوافق او ارفض ان ينشر هذا الكتاب بعد دراسته جيدا.  

 
البروفيسور افرام عيسى في قرية دشتتخ العائدة للسناطيين مؤخرا

سؤال:
دكتور افرام هل 1200 كتاب، هل كلها عن الحضارات الشرقية والعربية ام عن جميع الحضارات؟  

1200 كتاب يشمل كل ما يدور في فلك النشر وفي كل حقول المعرفة. اما عن الكتب التي تنشر عن الشرق والعالم العربي او دول الاسلامية في هذا الدار، إنها تتراوح بين 100-200 كتاب سنويا. عندما أقول بان الدار ينشر 1200 كتاب في السنة، هذا لا يعني  بان كل ما يقدم لنا يُنشر، علما بأنه سنويا  21000 الف مخطوطة تُقدم للدار لنشرها، لكن 1200 كتاب فقط يتم الموافقة على نشرها او تكون صالحة للنشر.

سؤال:
من المعلوم انت تكتب وتتقن عدة لغات ولكن اكثر ما كتبته هو باللغة الفرنسية و ليس العربية؟ لماذا اخترت الكتابة للمتحدثين بالفرنسية بالذات؟ وماهو الموضوع الاهم الذي نقلته لهم؟

اخترت الكتابة باللغة الفرنسية لعدة أسباب، أولا لاني أتقن اللغة الفرنسية، أتقن مفرداتها وتعابيرها. لقد درست عند الآباء والدومنيكان في الموصل وكانت باللغة الفرنسية، لكن هذا لا يعني اني لا اكتب بعض الاشياء  باللغة العربية وباللغات الأخرى.
  السبب الثاني هو كثرة المصادر المتوفرة في اللغة الفرنسية، لان غالبية المصادر الموجودة عن حضارتنا وتراثنا والتي لها علاقة بالمواضيع التي اكتب عنها، هي باللغة الفرنسية وهذه فائدة كبرى للتأليف .
  السبب الثالث ايضا  حينما ألفّ كتابا باللغة الفرنسية، انا متأكد بان كتابي سوف ينشر ويُوزع و يُقرأ، هذا  يعني بان الكتاب يُباع. مثلا لو نشرتَ كتابا عند إحدى دور النشر الفرنسية ولم يتمّ بيع إلا نسخا قليلة، فأنت تشعر بالفشل، ولن تتجاسر الى التأليف ونشر كتاب اخر. بالنسبة لي منذ كتاب الأول "عطور الصبا في سناط " لقي إقبالا حسنا  ، وأصبحت لي ثقة بنفسي وقناعة بان كل كتاب انشره باللغة الفرنسة لدي قراء سوف يقرؤونه ويشترونه.
  هناك أسباب أخرى، الكتب المنشورة باللغة العربية لا يباع منها إلا بأعداد قليلة،  ونحن نعرف كمية المبيعات باللغة العربية عند دور النشر سواء كانت لبنانية أو مصرية أو عراقية قليلة.  القارئ العربي لا يقرا ولا يشتري الكتاب إلا بأعداد قليلة. هذه احدى مأساة المجتمع الشرقي ، وهذه الأمور تخلق إحباطا في  المجتمعات الشرقية والعربية،  لهذا انا افضل الكتابة باللغة الفرنسية لان لدي قُراء في اللغة الفرنسية .

 

سؤال:
يعني تحاول نقل شيئا ما عدنا من الحضارة ومن التراث، اي عن تاريخ  وتراث حضارتنا حتى يطلعون عليه ويكتشفونه؟

طبعا اكتشفتُ، منذ ما بدأت ادرّس او اكتب باللغة الفرنسية، أن الفرنكوفونيين يعني الشعوب التي تقرأ  وتتكلم اللغة الفرنسية ما عدا الفرنسيين، لم يقرأوا إلا شيئا  قليلا عنا ومن مؤلفات كتب  الغربيين، ، فليس  لهم عاطفة أو إحساس  مثل ما لنا بخصوص تراثنا.  فأردتُ أن أتكلم واكتب  عن حضارتنا  وعن تراثنا وعن تاريخنا، باسلوبهم الأكاديمي والفكري، لكن بإحساسنا وعواطفنا وشعورنا   ومحبتنا.  صراحة لاحظت هناك اقبال على كتبي،  لاني  ارى ان القاريء الفرنسي أو الغربي يكتشف شيئا آخر ، وهناك إحساس آخر،  ونكهة جديدة تنبع من المادة المقدمة بصورة جديدة و بطبق من غذاء لذيذ . ولهذا اكتب باللغة الفرنسية لكي يطلّعوا على تراثنا و حضارتنا بمنظورنا الشرقي.
واكتشفت أيضا بان  حضارتنا لها مراحل  وطبقات عديدة ، ليس هناك فقط حضارات بلاد الرافدين القديمة وإنما هناك أيضا حضارتنا السريانية، لقد كانت معروفة بصورة جزئية في الغرب. لهذا  شعرت بأنه من واجبي كأحد  أبناء بلاد الرافدين وسليل الثقافة السريانية أن أحاول بقدر استطاعتي أن انشر و اكتب عن هذا التراث للمجتمع الغربي ، وبلغته الغربية .


سؤال:نبية
سناط ، وادي الرافدين ، العراق ، كردستان ، والفلاسفة والمترجمون السريان، أسماء كبيرة حاضرة دائما في عناوين كتبك. هل الشعور بالغربة والحنين الى الوطن، ام الظلم والحيف الذي عاناه  هذا الشعب المسكين على مر العصور جعلك ان تهتم بها؟  يعني  هل انك كتبت بسبب ما عانوه، ام لأنك  كاتب وباحث ووجدت ان المجتمع الفرنسي يعجبه الاطلاع على هذه الحضارة فكتبت عنها؟ او ما هو الدافع لك للكتابة عن  موضوع حضارة وادي الرافدين ؟

الحقيقة، عندما تريد ان تكتب، يجب ان يكون لك شيء تحبه  لكي تستطيع أن تكتب عنه. حينما بدات اكتب عن حضارة بلاد الرافدين، كان السبب الرئيسي محبة هذا الموضوع ، لهذا كتبت في هذا الحقل. ولماذا كتبتُ كتابي الأول عن قريتي سناط ؟.  حينما بلغني خبر  سنة 1976 بانه تم هدم 182 قرية آشورية كلدانية سريانية في شمال العراق، قررت الكتابة عن  قرية سناط كنموذج لكل للقرى التي هدمتْ وحطمتْ، لكي  تبقى خالدة مع مثيلاتها، على الأقل في الكتب وفي   الأدب .
 وأيضا كتبت عن حضارة وادي الرافدين،  لأنها حضارة مهملة من قبل الآخرين، ففكرت بانه من الضروري ان اكتب عنها وأبين بأنها ليست فقط حضارة أهالي بلاد الرافدين وإنما هي حضارة الإنسانية وعلى كل العالم  أن يهتم بها ويحافظ عليها  .

وحينما كتبت عن  والفلاسفة السريان والتواريخ السريانية  وجدت ان شعبنا غير معروف ومتروك ومهمل ،وربما هو في مرحلة الانقراض  والى طوي صفحة وجوده وتاريخه.  فأردت ان اكتب بأننا موجودون، ونحن باقون رغم كل المصائب ،لقد  حمل آباؤنا شعلة الحرية والعلوم والتاريخ . أهمية الشعوب ليس في عددها أو بالملايين التي تكونها.  بل في نوعية الخدمة التي قدمتها للبشرية. على الرغم من قلة عدد شعبنا أي ما يقارب بمليونين ، لكن تاريخنا حافل بالإنتاج الفكري والثقافي.
لدينا الكثير من المفكرين والفلاسفة والمؤرخين والشعراء والمترجمين،  فنحن فخورين بانتاج أجدادنا  في جميع حقول المعرفة.  لذا لا نخف من قلة عددنا. أبدعنا في للأجيال السابقة، ويجب أن نبدع للأجيال اللاحقة.  قليلة هي الشعوب التي خلّفتْ ما خلفه ابائنا . الان لدينا  15 الف مخطوطة خلفها آبائنا وأجدادنا، أنها موجودة الآن في المتاحف الغربية والشرقية ، قليل من الشعوب خلفت 15 ألف مخطوطة في كافة العلوم . هذا الكم الكبير من التراث و الارث هو لا فقط لنا بل للبشرية جمعاء.

سؤال:
شعبنا اليوم مبتلي باربع هويات  متداخلة ولا يستطيع اي واحد ان ينكر اية واحدة  منها ( الكلدان والاشوريين والسريان و احيانا الاراميون).  كيف يستطيع هذا الشعب ان ينسلخ من ماضيه ويحقق  ما يشبه بطفرة وراثية ، ويقرر ان يكون له هوية جديدة ويستمر في وجوده حاضرا وقويا كما كان في الماضي ؟.  بكلمة اخرى كيف يمكن  ان نُكَوِن لنا هوية جديدة مع الحفاظ على جوهر الهويات القديمة؟

  كل شعوب  العالم لها مشاكلها، المشكلة بالنسبة لنا هي التسميات، هذه التسميات هي وليدة التاريخ والماضي الغابر، لكن يجب أن لا تكون عائقا من وحدة شعبنا، وعلينا بان نشعر بأننا شجرة واحدة ، ولهذه الشجرة أغضان متعددة،  ولكنها هي  شجرة واحدة ، لأننا قوم واحد. هذه الأسماء أتت على مراحل من تاريخنا و هي أيضا أسماء لكنائس متعددة  وطوائف، لنعتبرها غنى وليست موانع أو عقبات أمام وحدة هذا الشعب.
اجل، إننا شعب واحد،  لأن تاريخنا واحد، ولغتنا واحدة، وتراثنا واحد ،وجغرافية الأرض التي نعيش فيها هي واحدة، وهناك عنصر اخر مهم هو الديانة ، حتى ديانتا واحدة هي المسيحية. فهذه العناصر  الخمسة الموجودة  في هذا الشعب تبرز وتشير وتبرهن بأننا شعب واحد ، هذا الأركان الخمسة  ليست موجودة  عند اي شعب اخر  بتلك القوة .
إن هذه التسميات، هي تسميات تاريخينا الماضي واتت في إطار زمني، ما هو المانع  بان يجتمع الرؤساء الكنسيون والأحزاب والمفكرون وقادة المنظمات المنية ويتم اختيار اسم واحد لنا. مثلا ماهو المانع من  أن نختار كلمة "سورايي"، والجميع يستخدم كلمة سورايي ، فالجميع يقبل بكلمة سورايي، وانا متأكد اذا استخدمنا كلمة سورايي لمدة  سنتين  ستصبح كلمة رسمية و تدخل في الإعلام العربي والكردي والغربي. أو اختيار تسمية "بيث نهرايي" (مثل الأقباط  "قبطايي" اي المصر القديم) . ما هو المانع من ان يقرّ أبناء شعبنا  استخدام كلمة بيث نهرايي (الرافديين) ، اذا استخدمناه سنة او سنتين سوف تصبح تسمية عادية،  فإذن الإرادة هي التي تنقصنا،  فإذا  أكدنا واخترنا اسما معينا نكون قد قمنا بحل مشكلة كبيرة وهذا شيء ممكن وليس بعسير. أما إذا كل واحد يجر يمينا ويسارا  ولدية مواقف او اهداف مختلفة او غايات سياسية ومصالح دينية  خاصة به، فلن يكن هناك حل. انأ متأكد  بان هذا الشيء سيحصل  يوما ما قريبا او بعيدا، لان التسمية مهمة،  وحينما تصبح التسمية موحدة، لا توجد مشكلة،  كل من ينظر إلى التاريخ  يعرف  بأننا  شعب واحد وقوم واحد في الماضي والحاضر .

سؤال:  
المسيحيون اجبروا خلال عشرين السنة الاخيرة على الهجرة القسرية. كيف تقرا المستقبل لهم ؟ هل سيضيعون بين الامم والقوميات او الشعوب التي يعيشون بينها؟  ام سوف يعودون الى الوطن يوما ما ويحققون وجودهم ليحصلوا على حقوقهم الانسانية كغيرهم من القوميات الموجودة في وادي الرافدين.
الهجرة هي احدى المشاكل الرئيسية الموجودة لدى كل الشعوب المنطقة،  لانها تعيش في الفقر و الحكم الاستبدادي.  الأسباب: هي وجود العنف والتعصب الديني ونقص الحريات.
 قسم كبير من شعبناها هاجر. أكثر من نصف مليون من شعبنا موجود في المهجر، وهذا عدد كبير.  هناك قسم منهم انخرط وانصهر في المجتمعات الغربية وهناك شريحة معينة لازالت محافظة  و تحاول الحفاظ على حضارتنا وتراثنا وهويتنا. لأنه هناك فرصة كبيرة أمام هذه الشريحة، بسبب أجواء الحرية الموجودة، لكي تهتم وتبحث وتحافظ على هذا التراث. ليكن وجودنا في  دول المهجر فرصة سانحة لبناء مؤسسات ثقافية ، و حضارية وتعليمة ، فرصة لتأسيس معاهد ومكتبات كي نحافط على تراثنا. وفي المستقبل إذا ازدهرت الحرية وحقوق الإنسان  سيعود  قسم الى وطنهم الام ويؤسسون مجتمعات  حضارية ثقافية او مؤسسات قومية   وهذه امنيتنا كلنا، ولكن هل ستسمح الشعوب الاكثر عددا في العراق أن نمارس حريتنا وحقوقنا وهذا هو السؤال الكبير؟
 الان يجب ان نبني مؤسسات سواء كانت في الوطن أو في المهجر رغم قسوة الزمن، لا نحلم بان الديمقراطية والرفاهية ستحل قريبا في بلداننا، وحينذاك نرجع مسرورين.


سؤال:
من المعلوم لك اهتمام كبير بالفكر والفلسفة.  في عصرنا عصر  الحداثة والعولمة  اصبحت المعرفة نفسها مشكلة ، فمن جانب  نرى ان المعرفة  اصبحت  مسطحة ممتدة افقيا، ابتعدت حقولها  بعضها عن البعض، او استقالة بعض اجزاءها من بضعها وكأنها منفصلة  بسبب كثرة الحقول التي ظهرت لها.
 ومن جانب الاخر نرى ان المعرفة  في اي حقل اوعن اي موضوع معين يحتاج الى المعرفة الى بقية العلوم القريبة منه  لكي تتم  عملية اكتمال الصورة الصحيحة عنه.  يعني  المعرفة تسير  في اتجاهين متعاكسين متعارضين ، من جانب  هناك توسع وتمدد ، ومن جانب اخر يزداد الارتباط بنقطة المركز.
فالسؤال  هو هل فعلا المعرفة اليوم اصبحت مشكلة بسبب اللااستقراية رافقت او نتجت بسبب  توسعها؟
مثلا  قانون معين بعد سنتين او ثلاث سنوات يحدث تجديد له  بعد عشرة سنوات يسير تجديد اخر له مرة اخرى وهكذا او حتى في المباديء العامة والقيم  حتى في مجال الطب  وغيرهم .
يعني هل  اللااستقراية الموجودة  في المعرفة  هي مشكلة لنا في هذا العصر؟.


صراحة،  ان المشكلة ليست من المعرفة وإنما من الجهل،انه مشكلة المشاكل.  لان المعرفة تفتح آفاقا وأبوابا موصدة، تفتح مجالات غير معروفة وتنور. فالمعرفة هي الان في طور التوسع،  لنلاحظ مثلا  علومنا قبل مئة سنة ؟ كانت معرفتنا عن الكون وعلوم الحياة البيولوجية محددة، بينما  الان أصبحت معرفة الإنسان  واسعة وعميقة،  بدأنا نعرف قسما هاما من الكون ونفهم الإنسان بصورة أعمق و نشخص علاقاته الاجتماعية  بصورة ادق.
مشكلة الإنسان  لم تأتي من المعرفة أو من ازدهارها إنما من غزو الجهل، لان الذين يهتمون بالمعرفة والعمل في تطويها  هم شريحة معينة، و الناس الذين يرغبون بالبحث عن المعرفة والعلم هي شريحة صغيرة  ، اما الشريحة الاكبر  الموجودة  مثلا في امريكا والغرب هي شريحة  الجهلة. اضرب لك مثلا، هل تعرف  أين يصرف الفرنسيون  ثلاثين مليار يورو في السنة الواحدة؟ يتم صرفها لدى فتاحي الفال و العرّافيين وقراء  أبراج النجوم  والكف، يعني تصرف في الخزعبلات  التي هي  امور غير علمية ،  الناس يركضون وراء  ما هو خرافي وغير علمي .
ألان الخطر الأكبر في الغرب والشرق ليس من العلوم وإنما من الجهل  والغيبيات. قراءة النجوم والكف والفنجان وفتح الفال، إنها مزدهر. فنحن يجب أن لا نخف من العلوم ابدا،  وإنما نخاف من الجهل و الظلامية . كل الماسي والمصائب ،خاصة في الشرق،  لم تخرج من المعرفة او من الحكمة وإنما خرجت من الجهل  ومن بعض الحركات الدينية المتطرفة والعنيفة .

سؤال:
لحظة دكتور،ألا تلاحظ هناك مشكلة في سرعة تغير الانجازات، اعني سرعة  تغير في  المعرفة او تغير الانجازات بحيث عقل الانسان المحدود لا يستطيع ان  يواكبها، ان تشخيصك للجهل كسبب للمشاكل هو صحيح جدا ولكن  ربما المشكلة هي في كثرة الانجازات وسرعة طورها، حيث هناك سرعة كبيرة في الابداعات واختراعات والانجازات بحيث عملت فيضان كبير، تجعل من الصعب على  العقل الانسان ان يهضمها او يفهمها فلا يقبلها العقل بسهولة، لان هناك معلومات كثيرة وضعت امامه.

إن التطور هو بالأخص في مجال التكنولوجي،  يعني في وسائل النقل والانترنيت والكومبيوتر، كلها وسائل للاتصال بين البشر، وأحيانا تسبب حرجا لأنه بعد سنتين من شراء كومبيوتر نرى ظهور كومبيوترات جديدة  أو أجهزة حديثة بحيث لا نستطيع مواكبة  الحداثة الصناعية .
لكننا نريد التطور الذي يجري في الإنسان نفسه. نتمنى بان يتطور الإنسان ويصبح أكثر روحانيا ومثاليا، أي تتعاظم إنسانيته ، فيصبح عادلا أكثر ، مستقيماً أكثر ، نزيها أكثر . فالتطور الذي يحدث  الان هو في المكننة وليس في القيم و الاخلاق والانسانية .
نلاحظ ان الانسان هو هو منذ اجيال ، لم تتطور إنسانيته أكثر، لكن الوسائل التي تطورت، سواء ان كانت عسكرية او تكنولوجية او مادية.


سؤال:
الفكر الميتافريقي، الماورائي  اصبح هامشيأ بعيداً عن الانظار ، بعيداًعن حديث المجالس ، عن الاهتمام  بعدما اشغل فكر الفلاسفة واللاهوتيين والانبياء والمصلحين فترة طويلة. ما هو السبب في ذلك ؟  هل لازال  الجانب الاخلاقي هو الجانب الاهم الباقي منه؟ ما هو تعليق، ماهو ردك على هذا الموضوع؟

ليس  الجانب الأخلاقي هو الباقي والأهم ، لكن هناك جوانب عديدة ما زالت موجودة .
  من ناحية  الدراسات الميتافيزيقيه، في كل الجامعات  بالأخص الجامعات المسيحية، يُدرس  هذا القسم الهام ،لان قسم الدراسات الميتافيزيقية أو ما وراء الطبيعة  يُعتبر في خدمة الفكر المسيحي.  

اما في الجامعات المدنية الحديثة سارت دراستها في اتجاه آخر، إنها مهتمة أكثر بموضوع الوجود، وعن كيفية المعرفة. ما هو الوجود ومكوناته؟ وما هي طريقة البلوغ الى المعرفة؟ وتتطرق إلى موضوع حرية الإنسان وقدره. فصارت اهتماماتها أكثر باتجاه  الوجود. في  بعض الجامعات الغربية، أدخلت الميتافيزيقية في مادة الرياضيات الحديثة ففتحت ابوابا اخرى جديدة.
أملنا بان يكون الخطاب الأخلاقي، المادة الأساسية عند الفلاسفة، لان الدراسات الفلسفية والميتافيزيقة أعطت للاخلاق دورا مهما، بغية  حماية المجتمع  والعيش المشترك.

لان الإنسان يعيش في مجتمع والمجتمع بحاجة إلى أسس وأنظمة وقيم سامية حتى يشترك في حياته مع الآخرين  بمبادئ معينة. فالاخلاق هي التي تقوم بتنظيم هذه العلاقات.  لكن مع الأسف  الشديد، علم الأخلاق أصبح مهمشا لدى بغض رجال الفكر والسياسة .  الناس  يريدون العيش في مجتمع حديث  بحرية  وبدون قيود . كل المجتمعات بحاجة إلى فلسفة الأخلاق وإننا بحاجة ماسة إليها أكثر من أي وقت آخر.



سؤال:
د كتور  بالنسبة الى القيمة التي يعطيها الانسان الان لمباديء او تعاليم الدينية او علاقة الانسان بمباديء الدينية في اي ديانة  في اي مجتمع،  أليست هذه العلاقة هي اضعف من اي وقت سابق؟ اليس هذا هو احد الاسباب لانحلال الخلقي الموجود في المجتمعات؟

نعم ، بالأخص  في المجتمعات الغربية .
لماذا ؟ كما تعلم في الغرب ، كان هناك تزمت ديني عقائدي لاجيال طويلة، نتيجة الصراعات والجدالات بين الكنائس.  كانت الكنيسة أحيانا تغذي هذا التزمت، لذا كان التطور والانفتاح ضعيفين، وبمرور الزمن حدث رد فعل كبير من هذا الموقف، فبدأ الناس يبتعدون عن مواقف الكنيسة خلال العقود الماضية.
أما في الشرق، كما نلاحظ  في عالم العربي و الإسلامي، العملية هي معاكسة، نجد  قسما كبير امن  الناس يسيرون باتجاه التزمت الديني ،والحركات الدينية تتحرك باتجاه الماضي  وباتجاه الأصولية. فالشرق يسير نحو التطرف، بينما الغرب يسير نحو اللامبالاة
سؤال:
د كتور لنضع سؤال اخر مهم الان ، ان الغرب يتهرب من الاخلاق والمسؤولية والقيم الدينية  بحجة الحرية او تحديد الحرية التي يعتقد لا يوجد ضرورة لها ، بينما الشرق يحب التعصب ويعيش في الماضي،  في حالة اسقاطية، يعيش دائما في ما انجزوه ابطال الماضي او ما عمله السابقون لهم من انبياء او حكماء او ابطال الحروب او سلاطين او قادة او شعراء ....الخ ؟
هنا نلاحظ وجود تيارين متعاكسين مريضين  كلاهما بعيدان عن الحكمة والاعتدال، برايك  ما هو طريق الاصح  للمجتمع ؟


الطريق الأصح هو الوسطية، أجل، خير الأمور أوسطها.
الانفتاح المعاصر الذي حدث نتيجة كفاح المفكرين والفلاسفة في عصر التنوير، يجب أن لا يقود الى  انهيار او انحلال في الأخلاق والقيم والمبادئ الموجودة  التي بني عليها المجتمع، وإلا ما الفائدة من تلك المكتسبات .
أما بالنسبة  للذين ينشدون بان  السعادة والمستقبل هي فقط في  التزمت او في القوانين و مباديء الماضي  الصارمة التي وضعها الأديان والأنظمة الحاكمة، فهم أيضا يسيرون في طريق التطرف، وكم كانت المآسي شديدة التي أتت من وراء هذا التعصب.

الإنسان بحاجة الى أنظمة وقواعد ومبادئ سامية، لكي ترتكز الحياة عليها و لكي تكون مثل أعمدة لبناء الحياة. هذه الاعمدة كانت موجودة في الماضي عند الإنسان، خاصة لدى فلاسفة الإغريق ، حينما تقرا كتاب "الأخلاق" لارسطو تتعجب وتشعر هناك شيء رائع  وجميل من القيم والأخلاق  والفضائل التي يتطرق إليها فيلسوفنا .


سؤال:
ان فلاسفة القرن العشرين ابتعدوا كثيرا عن مثالية هيجل وميتافيزقية افلاطون والاديان،  وتبنوا فلسفات جديدة مثل المادية والوجودية والسايكلوجية والعلوم الطبيعية، لكن فلاسفة القرن العشرين من امثال  بتراند روسيل، ولودفيغ فيتغنشتاين  وغيرهم ركزوا بصورة خاصة وغريبة على المنطق واللغة و كيفية  تفسير او تحويل الاشارة المحسوسة الى معلومة واعية وحاضرة في ذاكرة الانسان . فكأنها  كانت هي استمرارية لفلسفة عمانوئيل  كانط العقلية، ماهو السبب  في ذلك؟ مع العلم ان اكبر خطر يواجهه الانسان كما قلنا في السابق هي الازمة في  الاخلاق والقيم . لماذا توجهوا الى هذا الموضوع ولم يهتموا بالاخلاق؟

ان هؤلاء الفلاسفة كانوا في بداية القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين، يشجّعون الحركات الثورية والسياسية و يريدون تحرير الانسان من قيود الماضي سواء كانت قيود دينية او تقاليد هرمة او أنظمة سياسية مجحفة،  فأعطوا أهمية للفكر وللمنطق واللغة حتى تكون أدوات قوية ومتطورة لخدمة الإنسان . لكن أهملَ الجانب الاساسي الذي هو الأخلاق، يعني أهملت ركائز المجتمع التي  يجب ان تكون موجودة . بدأت مبادرات جديدة من قبل المفكرين لإعادة ترتيبها وتطويرها وتنظيما من جديد.
ألان نلاحظ بان بدا نوع من التغير و وتقييم الأمور مجددا ، حقيقة إني متفائل من هذه الجانب.


سؤال:
ان قضية اللغه والاهتمام بالصوت  ورموز اللغه هل يَحل معضلة الانسان؟. دائما الانسان يشعر بقلق في حياته ويسال  ماهو سبب وجوده؟ او الى اين سيذهب بعد موته؟  ماهو الغرض من الحياة على هذه الارض؟ ، يعني هذه اسئلة  كانت خالده في فكر الانسان قبل عشرة الالاف سنه او اكثر ، ولحد الان الجدال قائم عليها، لكن الفلاسفه في  100 سنه الاخيرة ركزوا بقوة وبكثافة  اغلبيتهم  على اللغه وعلى تفسير الاشاره وترميزها  لدى العقل،  انا أرى ما كان هذه حلا للمعضلات الفكرية  التي يواجهها الانسان التي نوهنا عنها في اعلاه، او لم يكونوا  قريبين على الاقل عن الحل  بالعكس نقول ابتعدوا عن مركز الموضوع الذي يبحث عنه الانسان الذي  معرفة الغرض من الوجود فماذا تقول انتَ ؟



سؤال هام، كثير من الفلاسفة المعاصرين  أخذوا نقطه معينة أو جانب من الفلسفة اليونانية أو فلسفة القرون الوسطى  او عصر النهضه وأرادوا بان  يبنوا نظرية أو فلسفه خاصة بهم. فغالبية الفلاسفة المعاصرين بنوا نظرية معينة على فكرة معينة، اكتشفوها لدى السابقين.  فطبعا تعطي الحَلّ لهذه الفكرة فقط، ولم تعط منهاجا فلسفي كاملا حتى تمنح  التوازن والحكمة للإنسان لكي يشعر الإنسان بالسمو  الفكري والروحي.
 إن خطابه ليس بخطاب فلسفي شامل،  بل خطاب معين لجانب معين . لان الخطاب الفلسفي  مبني على ثلاثة أقسام ، أولا الخطاب المنطقي  المبني على  علم المنطق وكيفية بناء الفكر بأسلوب عقلاني، وايضا الخطاب الفلسفي هو خطاب اخلاقي، وأخيرا الخطاب الفلسفي هو خطاب فيزيقي.  فهذه الجوانب الثلاثه  تجعل من الخطاب  الفلسفي متكاملا  ويعطي فكرة شامله عن الفلسفه، اي تشمل المنطق والأخلاق والوجود. اما  إذا أخذت جزءً  وتعتبره بأنه "الفلسفة" هذا ليس إلا  نقطة منها . الكثير من الفلاسفة المعاصرين  بحثوا في دراساتهم الفلسفية عن الحياة الاجتماعية او الحياة السياسية او الحياة السيكولوجية. لقد اخذوا جوانب معينة وهذه الجوانب لا تشكل فلسفة كاملة ولا منهاجا شاملا للإنسان. لهذا السبب، كثير من هؤلاء الفلاسفة  الذين ظهروا  منذ 100  عام  قلّ ألان تأثيرهم .


سؤال:
من المعلوم ان فرنسا اخرجت بعض من اعظم عباقرة التاريخ من امثال ديكارت، جان جاك روسو، فولتير، جون بول سارت ، كامو ،  بلزندال ، برغسون وغيرهم.  هل هناك بوادر ظهور مدارس فلسفية جديدة في فرنسا ؟ او ماهي المواضيع  المهمه التي تشغل فكر الفلاسفة  الفرنسيين الآن ؟

هناك حقلان، الفلسفي والعلمي. هناك بوادر جديدة في الحقل الفلسفي، إننا نعلم بان الشعوب الغربية في أوروبا وأميركا، منها ما هو مؤمن و منها ما هو غير مؤمن ، لذا  بدأت حركات فلسفية إصلاحية  من قبل المفكرين و الفلاسفة الفرنسيين لفتح آفاق جديدة ، اشهرهم: Pierre HADOT, Michel ONFRAY, André SPONVILLE, Luc FERR  . لقد بدأوا يكتبون عن الممارسات الروحية، يعني عن الحياة الروحية  التي لها علاقة بالكون  وبالأخر و بالمجتمع  وهذه الحياة الروحية  تجعل الإنسان بان يكون حكيماً ونزيها ومخلصا  وشفافا ويشع بالقيم وبالفضائل. بدأت هذه الحركة منذ 20 سنه، وقدّم هؤلاء الفلاسفة بكتاباتهم وتأليفهم غذاءً لشريحة كبيرة من المؤمنين ومن غير المؤمن.
ومن الجانب  العلمي، هالك فيلسوف فرنسي كبير فتح أبوابا واسعة وهو Edgar MORAN . كتب ونشر وعلم في كبريات الجامعات الغربية، مؤكدا على ضرورة ربط  كافة العلوم بعضها مع البعض، (كما قلنا سابقا العلوم بدأت تتوسع  وتنتشر)  حتى تخدم الإنسان. في كتابه الأخير "الطريق" ألحّ على  ربط العلوم مع بعضها  وتقديمها حتى تكون  لصلح البشر و المجتمع ، ولخدمة الانسان في حياته اليومية والسياسية .  يجب أن تكون لخدمة الإنسان بصورة عامة وليس فقط للإنسان الغربي.  
 وهكذا نستطيع القول بان فرنسا إحدى الدول الرائدة في هذين الحقلين، الفلسفي والعلمي.  


سؤال:
سؤال شخصي لك دكتور، هل لديك نظرية فلسفية خاصة بك؟  هل لديك رؤية خاصة  عن الوجود والحياة والفكر والانسان و الاديان والحضارات ومستقبل الانسانية؟  يعني هل لديك رؤيا او سوف يكون لك يعني  كتاب  او مؤلف عن رؤيتك  الخاصه ؟

طبعاً  بالنسبة لي، الفلسفة هي نهر عظيم، ننهل منها  لحياتنا الفكرية والروحية  والنفسية. نشرب من جداول هذا النهر الذي نبع وجاء من حكمة بلاد الرافدين وبعد ذلك من الفلسفة اليونانية وفلسفة عصر النهضة والعصر الحاضر، أنا تلميذ لهؤلاء الفلاسفة والمفكرين. الشيء المهم بالنسبة لي هو كيف أدير حياتي وكيف يكون كلامي مطابقا لفكري ولأعمالي. اريد ان أكون كمزارع، فحينما يشعر بأنه هناك نبتة رديئة، يقوم بقلعها، وبالعكس إذا كانت هناك نبتة جيدة يجب إن يكثر الاهتمام بها . في فكري وحياتي الشخصية ارغب أن اكون مثل هذا المزارع ، أن اقلع النبتة الرديئة و أطور الشتلة الجيدة .

وكذلك اسأل نفسي  كيف تكون حياتي وعلاقاتي مرتبطة مع إخوتي البشر. يجب أن تكون هذه العلاقة مبنية على التناغم والاعتدال وعلى الاهتمام بالآخرين.  ليس الاهتمام فقط بالمصلحة  الشخصية والانانية . وعليّ أن  أدرك بان الحياة  تكون جميله وجيده حينما اكون مع الاخرين انساناً حسنا، ويكون الآخرين سعداء معي، وذلك بتطوير ما فيهم من الإحساس الطيب ومن القيم الحميدة.

وكذلك أدرك باني جزء من هذا الكون، وان هذا الكون هو سر كبير. بدأنا نكشف ونعرف قسما منه، لكن كواكب الكون ومجراته التي تُعد بالمليار تفوق إدراكنا . نحن في عالم صغير و في كوكب صغير الذي هو جزء من الكون الكبير ومن المجرات  الهائلة ومن الأكوان  المتعددة. يجب أن نتعجب من عظمتهُ وجماله. ونندهش من قساوة الكون، لأنه هناك البراكين والعواصف والزلازل وغيرها من الكوارث وقد لاحظنا في الايام السابقه في اليابان  كيف أن زلزالا وسونامي  أديا إلى انهيار  قسم من المدن في اليابان. فالكون رائع وجميل ومخيف في نفس الوقت.  فيجب أن تكون علاقتي  متناغمة وحميمة مع نفسي و مع الاخرين ومع الكون  ، بكلمة اخرى فلسفتي في الحاية هي  كيف أعيش في التناغم مع هذه الأمور  الثلاثة.  

سؤال:
من المعلوم لديك كتب عديدة في التاريخ عن علماء السريان ( للكنائس الشرقية من الكلدان والسريان والاشوريين) وانت احد اشخصيات المهتمة والمطلعة على تاريخنا بصورة جديدة، ماهو الانجاز الفكري الاهم انجزه ابائنا اللاهوتيين على مستوى الفكر  او الانساني  يستحقون الثناء والافتخار بهم ( بمعنى فكر او نظرية اوجودها قبل غيرهم)؟
الشيء الهام الذي اكتشفته من خلال دراستي واهتمامي  في تراثنا وتاريخنا، ان ابائنا كانوا روادا في  أمور عديدة على مرّ 13 قرنا. كانوا  من الأوائل الذين فهموا أهمية تراث اليونانيين و كانوا الاوائل من الذين قاموا بترجمة معظم الفكر اليوناني الذي كان يحمل المعارف الفلسفية والطبية والطبيعية والرياضيات. اجل، قاموا بترجمة التراث الإغريقي الى اللغة السريانيه  ومن ثم الى العربيه ايضا . أما الشعوب السابقة فكانت تترجم مؤلفات قليلة إلى لغتهم الأم ، لكننا الشعب الوحيد  الذي فكر بأهمية هذا التراث وقام  بترجمة قسم كبير منه  إلى لغته السريانية وثم الى للعربية، هذا لم يحصل من قبلهم أبدا، إباؤنا هم أول من فتح هذا الطريق .

 لقد أدرك مفكرونا السابقون بان التراث اليوناني العظيم هو تراث البشرية،  علينا نتغذى منه و نقدمه  للشعوب الأخرى بالترجمات والشروح والتعليم. وكانت هذه إحدى خصائصهم  وامتيازاتهم. وايضا الشيء الذي اهتم به آبائنا هو الاهتمام  بالمدارس وبترويض العقل، فالشعوذة والأمور التي لها علاقة بالخرافة  لم تكن محببة في مجتمعاتنا.

أعطوا أيضا اهتماما كبيرا جداً لعلم المنطق، إذ ترجموا كتاب "الاوركانون" لأرسطو  إلى اللغة السريانية.  لأنهم كانوا بحاجه في مدارسهم  لتعليم طريقة التفكير للإنسان حتى يكتشف الحقيقة  ويعرف أن يميز الصواب عن الخطأ .
هذه هي الخصال الثلاثة الأساسية التي كانت ميزة لآبائنا الأجلاء وأملنا بان الجيل الحاضر والمستقبل يسلك طريقهم .

سؤال:
 دكتور  موضوع آخر،  نحن من الناحية القومية ومن ناحية شعور الانسان  الاجتماعي والقومي  او الهوية الذاتيه  كمسحين الشرق،  سواء  كانوا كلدان او اشورين والقوميات الاخرى  جميعنا انصهرنا في الكنيسه  وتبعنا اللاهوت الكنسي  الصوفي الشرقي  الخاص بحيث  كل الماضي تركناه  أو اندثر  بسبب اهمالنا او بسبب  ابتعادنا عنه لالتزامنا الجديد بالديان المسيحية  وتعاليمها ،  لكن الان  هناك شوق وهناك نهضة، هناك شعب يشعر انه بحاجه الى ماضيهِ والشعب الان واقع في محنه، فمن جانب يشعر ان الكنيسة  ضروريه اليه و من جانب الاخر يشعر ان الهويه  القوميه التاريخيه  مهمة  له فلا يوجد شعب بلا هوية،  كيف نجد طريقا  جديدا  للتعامل مع هذا الواقع  ، يعني يرجع  الانسان المسيحي  الشرقي يُحافظ  مثل اي شعب اخر على إيمانهُ وعلى هويتهُ  في نفس الوقت ؟

ندرك جيدا بان الشعب الذي يعرف تاريخها يعرف ذاته أيضا.
نحن الشعب الكلدو آشوري السرياني، لدينا مشكله خاصة  منذ اتفاقية "جالديران" بين الدولة الفارسية و الدولة العثمانية سنه 1514 م  التي أدت إلى سيطرة الدولة العثمانية على بلاد الرافدين وأناضول، وأدت هذه الاتفاقية بشعبنا العيش تحت نير الدولة العثمانية وأصبحت كنائسنا  تابعة لحكمها  . ان الدولة العثمانية كانت إمبراطورية دينة  وكان السلطان العثماني  "الخليفة" في وقت واحد.  
وهكذا أصبحت الكنيسة تدير أمور شعبنا الدينية والمدنية لان  الدولة العثمانية لم تسمح بحرية تأسيس الأحزاب. كان البطريرك رئيسا لطائفته ولكنيسته،  وحينما انقسمت الكنيسه النسطورية الشرقية الى قسمين  في 1830 م  صار لدينا بطريكين واحد للكلدان والأخر للأشوريين وكذلك بالنسبة للسريان عندما انشطرت كنيستهم إلى قسمين أصبح لهم بطريركين. كانت الدولة العثمانية تعتبر البطريرك  رئيسا للمِلـَة  الكلدانية أو الأشورية أو السريانية .
و حدث انهُ في نهاية القرن التاسع عشر، بدأت الحركات السياسية  والشعور القومي يتعاظم  عند العرب والأكراد والأتراك  والأرمن، وبدأوا  يسألون عن حقوقهم وعن  وجودهم القومي و انتشرت الأفكار القومية  في الشرق .
أما بالنسبة لنا بدا الشعور القومي في نهاية القرن التاسع عشر على يد نعوم فائق ، فريدون اثورايا، بنيامين ارسانس،أغا بطرس ، يوسف مالك وآخرون.

اليوم، "الكنيسة" إنها مؤسسة هامة ولها مكانتها الروحية في مجتمعاتنا  الأشورية الكلدانية السريانية. ولابد أن ندرك أيضا بأهمية الشريحة الثانية وهي "الأحزاب السياسية" لأنه لهم دور فعّال لبناء  المجتمع   القومي . و علينا أيضا مساعدة واهتمام بشريحة ثالثة وهي "منظمات المجتمع المدني" التي تقوم بخدمات ونشاطات جليلة .  فإذا كانت هذه المؤسسات الثلاثة : الكنسية والأحزاب  والمنظمات المجتمع المدني  متكاتفة مع بعضها، حين ذلك  يُبنى الشعب وتُبنى  القومية بصورة صحيحة .
على الكنيسه ان لا تخاف  من الأحزاب  وان لا تخاف  من  منظمات المجتمع المدني  ولا تقاومهم، بل أن تتعاون معهم. هذه المؤسسات الثلاثة لابد أن تتعاون معاً لبدء حياة جديدة ونهضة جديدة لهذا الشعب المنكوب.      

سؤال:
ماهو الهدف الرئيسي الذي اخترته  في مسيرتك العلميه والفكريه، هل حققت ما كنت تحلم بهِ  واي جزء منه  لم يحالفك الحظ  او لحد الان لم  يأتي الوقت  لإتمامهِ ؟

  حاولت في تدريسي وتأليفي و قيامي بالمحاضرات والمداخلات و اشتراكي بالمؤتمرات أن أعرّف  للغرب غنى تراثنا  شعبنا العريق. أردت ان يكشف ما هو تراثه؟ وما هو حاضره؟  وما هو مستقبله في الظرف الحالي؟
قمت 4 نوفمبر عام2008 بإلقاء محاضرة في يونسكو  أمام سفراء العرب حتى يعرفوا من هم فلاسفتنا ، وقمت كذلك بتنظيم  محاضرتين في مجلس الشيوخ الأولى في  2 نيسان 2009 والثانية في 26 شباط 2011 ومحاضرة ثالثة  في البرلمان  الفرنسي .
حاولت بواسطة هذه المحاضرات والمؤتمرات والمداخلات في فرنسا وفي الدول الأوربية أبراز تاريخ وأدب وتراث شعبنا.

ساهمت بتأسيس "مجمع للدراسات الشرقية" في باريس عام 2004، والآن مجلس الدراسات الشرقية يعقد كل سنة مؤتمره في باريس ويقوم بدراسة موضوع خاص.  مثلا هذه السنة، كان موضوع البحث من هم المتصوفون السريان ؟ وماهو دورهم في حقل التصوف ؟
يجتمع كل سنة أعضاء مجمع الدراسات السريانية ويبلغ عددهم 110  أستاذا وخبيرا مُختصا في  الدراسات السريانية ، إنهم أساتذة الجامعات الأوربية والأميركية. نجتمع سنويا ً وندرس موضوع  وننشره في كتاب جديد، في السنة الماضية كان موضوع بحثنا  التواريخ السريانية.  
وتمكن هذا المجمع إلى ضّم  كل المستشرقين الغربين لهذه المؤسسة فيقومون بإنتاج وإبداع و بنشر دراساتهم وبحوثهم .

في سنه 2006 قدمت مشروعا لتأسيس جامعة لشعبنا في دهوك أو في أربيل ، في زمن رئيس الوزراء نجيرفان البارزاني، كان المشروع قد وصل الى مرحلة متطورة لكن مع الأسف بعض الأشخاص المتزمتين وقفوا مانعا لهذا المشروع و لكن مع  هذا بدأنا بمحاولات أخرى. لابد أن  تكون لنا جامعة في بلاد الرافدين  حتى نربي جيلا جديدا مختصا و أكاديميا، فخورا بوطنه وبلاده .

وكان من ضمن اهتماماتي الآن هو أن نقوم بجمع المصادر التي نشرت في الغرب   وتُرسل إلى  بلاد الرافدين. لقد راسلتُ مدير الثقافة والفنون السريانية الدكتور سعدي المالح  وصارت الموافقة لشراء 340  كتابا التي هي مصادر لما ألفه آبائنا مثل مارا فرام و طيماثاوس الكبير وميخائيل  الكبير و لأبن العبري وآخرين،  وصلتْ ألان الى مدينة عنكاوا.
 أمنيتي بان نقوم بتأسيس مركزا للبحوث والدراسات في بلاد الرافدين العليا، لهذا السبب سأقوم بجمع المصادر الباقية التي صدرت في الدول الأوربية وإرسالها إلى، مديرية  الثقافة  والفنون السريانية ، لكي لا يركض أبناء شعبانا  يمينا ويسارا للقيام ببحوثهم ودراساتهم،  بل أن يجدوا في بلدهم، بلاد الرافدين، مصادر تاريخهم وأدبهم وتراثهم .








سؤال :
هل من كلمة لقرائنا قراءنا قراء  موقع عنكاوه  دوت كوم ؟

اقول لقرائنا في عنكاوا كوم بان لا يخافوا من قراءة آراء مختلفة وان لا يبخلوا بوقتهم في  القراءة . القراءة مفتاح المعرفة والحكمة والتنوير.
 الشيء الذي فرّحني كثيرا، أني اكتشفت كوكبةً بارعة من الكتاب والمفكرين والصحفيين في شعبنا وهناك أقلام جيدة و مرموقة تفتح آفاقا جديدة، يجب أن نعطيها أهمية وأولوية حتى تستطيع أن  تعمل وتبرز وتزدهر.

سؤال:
هل لديك كلمه اخرى لمجتمعنا المسيحي  وشعبنا بصورة عامة تريد اضافتها؟

كلمتي الأخيرة لشعبنا هي أن لا يغلبهم اليأس بل ليكون الأمل بيرقهم، رغم كل الظروف القاسية  ورغم الهجرة.  المستقبل مفتوح أمامنا في الوطن والمهجر، قوة إرادتنا وإصرارنا ووعينا تكون مفتاح نجاحنا. الصعاب تصنع الرجال والشعوب.


شكرا جزيلا على تعاونك معنا

مؤلفات البروفيسور افرام عيسى يوسف هي:
1- عطور الصبا في سناط ، قرية مسيحية في كردستان العراق. باريس 1993
2- بلاد الرافدين جنة الأيام الخوالي. باريس 1969
3- الفلاسفة والمترجمون السريان. باريس 1997
4- ملحمة د جلة و الفرات. باريس 1999
5- المؤرخون السريان. باريس 2002
6- إزهار الفلسفة عند السريان. باريس 2003
7- أزمنة في بلاد الرافدين. باريس 2004
8- السريان يتكلمون عن الحروب الصليبية. باريس 2006
9- رؤية حول الإنسان لدى فيلسوفين سريانيين : برديصان واحودميه . باريس 2007
10- المدن الساطعة في بلاد الرافدين العليا. باريس 2009
-  11صلاح الدين الأيوبي والسلالة الأيوبية . باريس 2010
  
وقد ترجمت خمسة من كتبه إلى اللغة العربية وهي:
•        كتاب : ملحمة دجلة والفرات
•        كتاب : أزمنة في بلاد الرافدين
•        كتاب: الفلاسف

1508
من العادات القَيِمة للجالية الكلدانية في مدينة ملبورن  (1)
[/size]

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
27 نيسان 2011

نتحدث اليوم عن احدى العادات القيمة الموجودة بين ابناء كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع التي تجعلهم عائلة واحدة بغض النظر عن الانقسامات الفردية والعائلية والقروية والسياسية الموجودة بين البعض (في بعض الاحيان)  الا وهي القيام بالواجب عندما تحصل حالة وفاة .(2) .

لا نبالغ  هنا ان قلنا ان اهالي ملبورن يرفعون رأسهم بهذه العادة اينما حلوا او ذهبوا التى لا توجد في بلد من بلدان المهجر. فقد  نالت هذه العادة منذ البداية رضا الجميع، كذلك نالت استحسان كل الزوار من الاكليروس او المسؤوليين السياسيين اوالمثقفين اوالزوار العاديين من كافة انحاء العالم لا سيما الذين يأتون لاجل حضور التعازي.

 لقد بدأت فكرة هذه العادة  في مدينة ملبورن  سنة 1994  من قبل مجموعة شباب (ابناء اخوية مريم العذراء حافظة الزروع في حينها) بمساعدة اهل المرحومة (ليندا شمو) التي توفيت في حادث سيارة في حينها ، ومن بعد هذا استمرت العادة  لمساعدة عائلة معظم المتوفين من ابناء  الجالية.
  
ما دفعنى ان اكتب عن هذا الموضوع الان  هو ما حصل قبل اسبوع ( الاثنين 18 /4/2011) من عيد القيامة في مدينة ملبورن، حيث  حصلت فاجعة كبيرة لاهل ملبورن حينما توفي  شاب لم يبلغ الحادية والعشرين من العمر بسبب سقوطه من العجلة النارية التي كان يقودها بسرعة عالية. فهرع ابناء الجالية منذ اللحظة الاولى من سماعهم من الاقارب والاصدقاء والمعارف لتقديم التعازي والقيام بالواجب حسب الاصول المتبعة هنا.

على الرغم من هذا الامر كان معتاد عليه في ملبورن  (كما قلنا)،  الا في هذه المناسبة الحزينة جلبت انتباهي  بعض الملاحظات المهمة  التي شدتْ ابناء الجالية الكلدانية معاً، والتي اعطت الصبر والتعزية لاهل الفقيد  اكثرعلى الرغم من قساوتها وهي :-

1-   في هذه المناسبة  الحزينة تكاتف جميع ابناء الجالية لا فقط على تقديم المساعدة المالية لاهالي المرحوم  كما هي العادة منذ 17 سنة (3)، وانما لتحضير المكان وتقديم كافة الخدمات مثل تقديم القهوة والشاي والماء وتحضير الطعام و توفير المكان، البقاء في التعزية مع اهالي الفقيد لساعات طويلة نتيجة الزخم الكبير من الحضور.

2-    جاءت فكرة تشجيع الشبيبة لحضور القداس الجنازي في  يوم الدفنة بصورة متزامنة من قبل عدد كبير من الاشخاص العاملين في الكنيسة  والمؤسسات الثقافية، فقدموا الاقتراح الى الاب ماهر كورئيل الذي تحدث مع بقية الاباء فوافقوا الجميع على الفكرة . ثم بدأت حملة اعلامية بين الشبيبة من الكبار والشبيبة انفسهم عن طريق الرسائل الالكترونية و الفيس بوك. فقد زاد عددهم عن 300 شاب وشابة الذين حضروا القداس الجنازي في يوم الدفنة.

3-   القى الاب ماهر كورئيل  كلمة خاصة  موجهة لهم باللغة الانكليزية  اثناء القداس . نصح فيها الشبيبة تقديم الصلوات عن راحة نفس الفقيد، العودة الى قراءة الانجيل والقضاء بعض الوقت في تأمله وتطبيقه في حياتهم  اليومية، كذلك نصحهم على عدم الاستعجال في اتخاذ القرارات السريعة التي غالبا ما تكون خاطئة ، شدد على ضرورة  الاستماع الى الوالدين كما توصي وصايا الله العشر. ( اكرم اباك وامك كي تطول ايام عمرك).

4-    حضروا خلال الايام الخمسة من التعزية معظم ابناء مدينة مرة او مرتين او اكثرالى قاعة الكنيسة او الى بيت والد الفقيد، وفي احد الاوقات حضر معا كهنة ثلاثة كنائس هم الاب ماهر كورئيل كاهن الكنيسة الكلدانية (كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع) و الاب نسطورس هرمز راعي الكنيسة الشرقية القديمة، والاب انطوان  ميخائيل من كنيسة المشرق الاشورية . وفي يوم الدفنة حضر اكثر من 1500 شخص القداس والمقبرة وتقديم التعازي.


5-   ظهر الاسى والحزن العميق على وجه الجميع الذين حضروا التعزية .

6-   حمل نعش الفقيد اثناء ادخاله او اخراجه من الكنيسة او نقله الى المقبرة مجموعة من الشبيبة من اقارب والاصدقاء المقربين للفقيد بينما كان الاسى يغلب اوجه جميعهم على الخسارة الكبيرة التي حصلت بفقدان حياة هذاالشاب في هذا الحادث،  كذلك  كان امرا مقصودا لهم من قبل الكبار كي يحتكوا مع مسيرة الحياة وصعوباتها  بصورة واقعية.

7-   في اكثر من جلسة  اثناء التعزية استمعتُ الى حديث الحاضرين عن ضرورة حصول زيادة التفاهم بين الاباء والابناء لملء الهوة التي حصلت نتيجة الاختلاف في العادات والقيم بين الجيلين، جيل الكبار المولود في الوطن و جيل الشبيبة الذين تربى او ولد في المهجر.

8-   اثناء قداس يوم الثالث والسابع الذي كان في سبت النور، حضر جمع غفير مرة اخرى بصورة غير متوقعة وهنا حرص الذين لم يستطيعوا الحضور في الايام السابقة  بسبب ظروف عملهم في تقديم التعازي ، حضروا في ذلك النهار لتأدية الواجب.

9-   في الختام  نطلب من الله ان يسكن الفقيد في واسع رحماته وان يعطي لاهله الصبر والسلوان في تحمل هذه المصيبة الكبيرة  كذلك نقدم تعازينا لاقاربه واصدقائه الكثيرين الذين حضروا.  شكرا لكل من قدم اي نوع من المساعدة باي صيغة  كانت ،  شكرا لكل من اظهر حرصه على زيادة تخفيف حزن  والم اهالي الفقيد وكذلك  شكراً لكل من عمل على زيادة الروابط الاجتماعية والايمانية بين ابناء الكنيسة الكلدانية  وبقية الاخوة الموجودين في هذه المدينة.

10- املنا ان تقوم حملة  توعية سريعة وواسعة على جميع المستويات  بين الحلقات الموجودة  في الكنيسة مثل الاخويات او مراكز تعليم المسيحي او  قيام المنتديات الثقافية او الجمعيات والنوادي القروية بمحاضرات  لدراسة كيفية تفادي حصول مثل هذه المصيبة في المستقبل وكذلك  التركيز على  كيفية حماية العائلة من الذوبان او الانحلال في المهجر بصورة عامة التي فالعائلة هي الحجر الاساسي في قيمنا وايماننا المسيحي .  


........
1-   الجدير بالذكر اصل هذه العادة تعود الى اهالي مدينة زاخو لمساعدة عوائل الشهداء اثناء الحرب العراقية الايرانية التي ذهب ضحيتها  عدد كبير (البعض يقدرها  50-60 الف شهيداً).

2-   ان الحديث عن مجتمعنا المسيحي الشرقي في دولة غربية مثل استراليا يحتاج الى دراسة وبحث وتقصي واجراء الكثير من الاحصائيات والندوات كي يتم استخلاص  المعلومات الكافية عن الايجابيات والسلبيات الموجودة فيه، لغرض معالجتها او على الاقل اطلاع المؤسسات المعنية بها.

3-   ان الغرض من المشاركة في مصاريف اي تعزية منذ البداية  لم  تكن تعني  ان اهل ذلك الفقيد كانوا عاجزين عن تسديدها ابدا، ولكن هو زيادة التقارب و التعاضد والتعاون بين ابناء الكنيسة او الجالية  في مثل هذه المناسبات وجعلهم عائلة واحدة مشاركة في الاحزان والافراح

1509
بمناسبة الجمعة العظيمة، من  منا مستعد لمسح جروح المسيح على الصليب!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
الجمعة العظيمة 22 نيسان 2011

مرة اخرى اقتربت ايام الفصح وعاد حديث الناس عن قضية صلب المسيح والمغزى عنها. مرة اخرى ازدحمت شوارع المدن بمواكب الناس الراجلة إلى الكنائس لسماع  وَعظة  الجمعة العظيمة و بشارة القيامة في قداس احد القيامة. مرة اخرى يعود بعض المسيحيون ليرفعوا وجههم بإفتخار السماء كالفريسي  الذي كان واقف في الهيكل ، وفي ايديهم اقلامهم وسجلاتهم  لتذكير الله ( ابوهم السماوي) في صلواتهم  عن حصادهم من الحسنات والصدقات والاعمال الخيرية والمواقف الانسانية خلال السنة  كما فعل الاقطاعي بغلاته في نهاية كل سنة.

تعودت منذ طفولتي ان اعتبر وعظة يوم الجمعة العظيمة مناسبة مهمة من بين جميع المناسبات الدينية على طول ايام السنة بل المناسبة الاهم في تاريخ المسيحية، لانه كانت اللحظة الحاسمة لرسالة المسيح في قبوله الفداء والموت على الصليب لاعطاء علاقة الانسان بخالقه في السماء وباخية الانسان بعداً اخراً جديداً عن طريق تشريع قانون جديد مبني على مفهوم المحبة  ليحمل جوهر المسيحية بكاملها.

  في هذه السنة كنت احد الجالسين على اريكة الكنيسة اقوم  واقعد مع المصلين وكان كل شيء يوحي بأنه عادي ، في لحظة ما وقع نظري على صليب المسيح  فرأيت شيئا غير مألوفا، فتخيل لي ان المسيح  يتحدث  الى الحاضرين جميعا وجروح جسده المقدس تنزف على الصليب  ، وبصوت حزين يقول لنا جميعاً :

" ها قد جئتـُم مرة اخرى الى الكنيسة لتعيدوا ذكرى صلبي وقيامتي "!!    
ألم تتعلموا من غاندي اي شيء لحد الان حينما قال لكم:

                                         " اعطوني مسيحكم واتركوا لأنفسكُم مسيحيكتم"

كم واحدٍ منكم اقدم على مصالحة قريبه في هذا العيد من كل قلبه قبل ان يقترب من المذبح ؟ وتعهد بمحبته كمثل نـَفسِهِ وترك الحقد والحسد والغيرة والضغينة من قلبه، بل عاهد نفسه ان يتخلص من هذه الرغبات االجسديه الى الابد؟.

كم منكم اعترف بخطاياه بصورة صادقة بعد سنين طويلة من الفراق والقطيعة بينه وبيني دون وجود سبب سوى رغبته  وقرر ان لا يعود اليها وانما سيّلتزِم بما أوصيتكم به؟ كيف يشفى السقيم  بينكم بدون ان يتناول الدواء؟!! ام أنّ المريض بينكم لم يعد  يعرف عـلة مرضه !

كم واحد منكم  ياخادمي المذبح من الاكليروس والمؤمنيين تنازل عن صولجانه ومكانته وتعلم من الدرس الذي اعطيته اياكم في خميس الفصح حينما اقدمت على غسل ارجل التلاميذ ، كي اعلمكم كم يجب ان تقبلوا التنازل و تعيشوا في التواضع وسحق الذات وكبريائها بين الناس من اجل اقامة علاقة نظيفة مع اخيك القريب؟

كم واحد منكم يتبرع احيانا لارامل والايتام والواقعين في النكبات مثل اخوتكم المهاجرين في دول المجاورة لبلدكم العراق الذي يعانون من اشد انواع الصعوبات التي يمرون فيها. وانتم جميعا تسمعون اخبارهم ؟ كم واحد منكم  شكل جميعة تبرع ولو بفلس الارملة لمساعدتهم دون ان يلحق اسمه بهذه المساعدة ؟

كم واحد منكم يزور المساكين والمرضى والمتروكين وكبار السن في دورهم ويتحدث اليهم ويعطيهم الامل ويشعرهم بأنهم بشر لهم مكانة  من الاحترام في المجتمع مثلما كانوا قبل ذلك ؟

كم واحد منكم يتحدث بإسمي للناس عن تعاليمي ويظهر نفسه بدرجة نبي ورسول وهو لا يملك ولو نقطة  واحدة من الايمان والمحبة وفي داخله لا يوجد اي ارتباط له بي و وبما يقوله لهم؟

كم واحد منكم قـَبَل من اجل اسمي ان يتحمل خطأ لم يقم به  بل شخصاُ اخراً لسوء فهمه او قلة ادراكه او لامبالاته من اجل ان يصلح او يعلم او يروض او يعطي تغذية روحية لهذا  الشخص الخاطيء المريض بينكم؟

اليست حياتكم اليوم مرتبطة بدفتر المواعيد و ارقام المبالغ التي تحصدونها من المشاريع وأعمالكم  الآمرالذي لم امنعكم منه ولكنني ذكرتكم  بخطورته بأنكم لن تستطيعوا خدمة إلهين في ان واحد؟

كم واحدٍ منكم لا تفارق الابتسامة والفرحة من وجهه كعلامة امل والرجاء والقناعة عوض الغضب والعصبية والتشنج او الانغلاق على ذاته ولا يقبل اي نصيحة من حد بل كبريائه لا ينقص عن كبرياء قيصر نفسه؟

كم واحدٍ منكم حينما يقرر المجيء الى الكنيسة يترك افكاره الخارجية جانبا وينزع من قلبه الضغينة ويرتدي الملابس اللائقة بالمكان المقدس ويدخل بخشوع ووقار ويركع امام المذبح ويصلي ولا يلبس ما يجلب للاخرين الشكوك او تشتيت الافكار ؟؟

كم إمرأة قـَبـَلت زوجها على علاته ونواقصه الكثيرة او اعوجاجه الخـُلقي او الفكري البعيد عن خط الاعتدال وقررت ان تضحي بحياتها من اجل اولادها وكرامتهم ومستقبلهم كي لا يضيعوا في ازقة الفساد او الضياع في المتاهات؟ و لا تطلب او تتعامل مع رجلها كخادم لها حينما يكون مطيعا او اميناُ لها ؟

كم رجلاً منكم استمر كما كان ابائه يحسبون العائلة امراً مقدساً، كموضوع لا يحتاج الى النقاش او التفكير بل قُـُرِرَ مسبقاً وهو مستعد للموت من اجلها ومستعد لعمل المستحيل لتوفير كل المستلزمات لاولاده وزوجته ولا يحسب الزوجة عـَبدة له بل رفيقة حياته؟.

ارى قسم كبير منكم حرف مفاهيم تعاليمي و قولبَها كي تصبح وسيلة لإصالهِ الى مأربه الخاصة او مصلحته الذاتية فحرف هذه التعاليم من معانيها الروحية ؟

اذكركم مرة اخرى ببعض من اقوالي المهمة لكم واطلب كل واحد منكم ان يتأمل مع ذاته ويفحص قربـِه او بعده من معانيها :
" ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه .؟ متى 16/26؟"
"  أنا نور العالم من يتبعني لا يمش في الظلام بل يكون له نور الحياة.  يو8: 12"
نعم علاج جميع امراضكم الروحية والجسدية هي المحبة ثم المحبة ثم المحبة التى يجب ان لا يرافقها اي  قيد او شرط او هدف او حجة مهما كانت ، مهما كانت.

خلاصكم الفردي قد يكون مرتبط بخلاصكم الجماعي لهذا الخطيئة الفردية التي يقوم خاطيء ما بينكم يجب ان يتحمل المجتمع جزء منها ولهذا عليكم جميعا الاعتناء اوالعمل على اصلاح هذا الخاطيء.


مرة  إخرى اذكركم بقول القديس بولس الرسول في رسالته الى أهل العبرانيين:     "انا هو هو بالامس واليوم والغد. عبر 13: 8"
[/size]

1510
الدكتور سعدي المالح
الاستاذ فاروق عطو
شكرا لجهودكما لتوثيق اثار اقدامنا اجداد في هذا الوطن الكبير والعزيز.
 اتذكر في حزيران 2009 حينما زرتكما شجعتموني لزيارة هذا المتحف على الرغم من كان قبل اسابيع قليلة قد انتقل الى البناية الجديدة.وحينها كتبت في سجل الزائرين : "  هذه الاعمال هي اختام التي ستشهد يوما ما كوثائق لتاريخنا وامجاد اجدادنا في اقامة  حضارتهم العريقة".
شكرا لجميع الذين ساهموا في اقامة هذا الصرح الكبير الذي سينطق للزوار عن عظمة شعبنا.
  الف مبروك لكم ولنا جميعا هذا الانجاز الكبير

يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا

1511
          بين كلدانيتي وكلدانية غيري
                        "الويل لامة تعصب عينيها عن اخطاء ابنائها"

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا 9 نيسان 2011
 
لا انكر ان مفهومي للشعور القومي اختلف بمرور الزمن وانتقل من مرحلة الى اخرى حسب خبرتي في الحياة، ولكن كلما مرت الايام كلما زاد تعلقي والتصاقي بها كالعطشان الذي يزيد عطشه بشرب ماء البحر.
لا انكر قد اكون خطأت في الماضي في طريقة وضع جهودي لخدمة هذا الشعب حينما بالغت احيانا في تعابيري عن كلدانيتي، لكن سرعان ما اكتشفت ان الموت يحوم حولها بسبب انغلاقي الاعمي بدون مبرر.
لهذا بدأت بالانفتاح الى الاخرين  لا من اجل التنازل عن كلدانيتي،  بل من اجل رفع شأنها والدفاع عنها بواقعية حقيقية  وطرق غير ملفقة، طرق مستندة على الحقائق و الوقائع التاريخية وبطريقة موضوعية.
انا لست كلداني متعصب لا يرى نور الوجود إلا من خلال كلدانيتهِ لانني ارى هذه العملية، هي عملية انتحار ذاتي جماعي؟!، لانني اؤمن كل الايمان ان هذه الطبائع  لازالت موجودة في البشرية اصلها هي من الغرائز الحيوانية،  ولم يتم ترويضها و  لا تصقيلها لحد الان؟!،  وان الجانب الغرائزي لا زال هو السائد عند المجتمع والامم والقوميات والشعوب وحتى الدول؟!. ولا تقول كلدانيتي انها الوحيدة لها الحق في الوجود وان الاخرين  باطلون لا يستحقون  الوجود او لانهم خونة لان حينها تصبح كالاعمى الذي لا يرى فكيف يميز بين الاشياء .
كلدانيتي ليست في محل مساومة، لكنها ليست طاغية على انسانيتي، ولا على  مسيحيتي، ولا على وطنيتي العراقية.  نعم هي هويتي الذاتية، لكنها تصيح من شبابكها الكثيرة المفتوحة بإتجاه الاخرين و باعلى صوتها:
" هيا بنا نعبر الى الضفة الاخرى لعلنا نرى ما هو مستور.... لعلنا نستطيع التخلص من الانا القاتلة ونتحد مع الانا الكبيرة..... لعلنا نشفي ونتخلص من امراضنا بعد ان نتوب عن زلاتنا "
كلدانيتي لا ترغب و لا تتمنى من اخي الاشوري ان يترك اشوريته ويلتحق بكلدانيتي، ولا تطلب من اخي السرياني ان ينزع رداءه المزكش بقصائد واشعار وجميع الفنون من ثقافة شعبنا  (على الاقل خلال الف وخمسمائة سنة الاخيرة)  وتتركه عريانا في الطبيعة. بل تشعر كل ما قدمه اخي الاشوري من النضال القومي كان قوة لي،  وكل ما أُنتج باسم الثقافية السريانية هو ثروة لكلدانيتي لانها لغتي الام. وان كلما ما ابدع الكلدان في حقول المعرفة والسياسية والفكر والكنيسة كان انجازا يفتخر به كثيرمن الاشوريين والسريان ايضا.ً
كلدانيتي لا تقبل تشويه التاريخ ، خاصة خلال الفي سنة الاخيره بعد دخولها وامتزاجها كليا مع البقية الباقية من السريان الارامين والاشوريين في الديانة المسيحية وبقاءهم ابناءً لكنيسة لا تحمل اي صفة  او اسم  قومي ككلدانية او اشورية او سريانية ، وانما تحمل اسماءً مثل كنيسة المشرق او الشرقية او النسطورية او الفارسية او كنيسة الشهداء او كنيسة كوخي او قطيسفون  بعيدة عن جميع اسماء القومية ، وان تجديد اسمائها بأسماء قومية لم يتم الا على يد رجال الكنيسة بعد الانقسمات التي حصلت فيها في القرون الاخيرة.
لهذا كلدانيتي لا تستطيع ان تغمض عيونها عن الماضي ، او تنكر حقيقة هذه الفترة الزمنية الملتصقة بحياتنا وتاريخنا الحديث وتقفز  25 قرن للوراء وتهمل الفترة الوسط الواقعة بين اليوم (2001)  و تاريخ سقوط بابل و نينوى 25 او 26 قرن.
نعم اقدس الجذور التاريخية لامتنا واقبلها بعلاتها وعيوبها وفترة سباتها وسقطاتها، اقبلها بالصورة الواقعية وما حدث لها،  وليس كما احلم او ارغب او ينتقي او يضيف او يختلقهً غيري، لانني لا استطيع تغير الماضي وانما استطيع اغير ذاتي.
     نعم لكلدانيتي طموح و شعور بالذات، ربما لانها نهضت من سباتها مؤخراُ، ولكن كما يسري الناموس الطبيعي على كل الموجودات فهو يسري فيها وعليها، لهذا تراها تدافع عن ذاتها احيانا بضراوة وبكل ما لديها ، لكنها لم ولن تقبل ان تسلب او تسحق اوتختصب حق غيرها.
لهذا انا كلداني ربما اكثر ما انا انا، ولكن لن تطغي كلدانيتي على المنطق والحق وتبتعد من الواقعية ولن تشوه الماضي ولن تتزمت او تتعصب في المستقبل، لانني ادرك ان امراض الانا الكبيرة اكثر من امراض انا الصغيرة ، و الويل لأمة تعصب عينها عن اخطاء ابنائها.
كلدانيتي لا تحتاج الى التعهدات والحَلف بالمقدسات لانها حية في ذاتي وتسري مع الدم في شراييني ، لكنني لم ولن اتركها تسبح في بحار الوهم او الانغلاق على الذات ابداُ ابداً.
ليست كلدانيتي وحدها تسير في هذا الإتجاه بل هناك الكثير مثلها .

1512
مقابلة مع الدكتور عامر ملوكا سكرتير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا


اجرى اللقاء:  يوحنا بيداويد
الصديق والزميل  الدكتور عامر ملوكا احد اعضاء الهيئة التأسيسية وسكرتير الهيئة الادارية الحالية للاتحاد الكلداني الاسترالي  في فكتوريا ، واحد مؤسسي وعضو في اتحاد ادباء والكتاب الكلدان العالمي. يحمل دكتوراه في الكيمياء،  كان قد شغل مناصب ومواقع اكادمية عديدة في العراق وفي اقطار العربية.
بسبب البعد وارتباطه بالعمل لم يستطيع حضور المؤتمر الكلداني الاول الذي سيقام في ساندياغو- امريكا بعد بضعة ايام ، كذلك لم يستطيع الاتحاد الكلداني الذي كان يتوق للمشاركة الفعلية بالقوة في مؤتمر كلداني كهذا لاسباب خارج ارادته (ما عدا  الاخ ناصر عجمايا الذي سيحضر).
لاجل الاطلاع الاخوة المؤتمرين وبقية ابناء شعبنا الكلداني والمسيحي بصورة عامة على موقفه وافكاره وارائه الخاصة المتعلقة بالمؤتمر اجريتُ  له هذا اللقاء معه.
 
 
س1
باعتباركم احد اعضاء الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا، واحد مؤسسي اتحاد الادباء والكتاب الكلدان العالمي، كيف تقيم اهمية انعقاد المؤتمر الكلداني الان في ساند دياغو؟


تاتي اهمية انعقاد هذا المؤتمر كونه المؤتمر القومي الاول للكلدان وخاصة ان الكلدان كمكون اساسي ومهم ان كان بين مكونات شعبنا العراقي بشكل عام او بين مكونات شعبنا المسيحي بشكل خاص.
وايضا ياتي المؤتمر الكلداني لتوحيد الرؤى وبلورة  استراتيجية للعمل للمرحلة القادمة بين جميع مكوناته ان كانت حزبية او مؤسسات مجتمع مدني ام شخصيات مستقلة. وخاصة ان معظم الاحزاب والتجمعات الكلدانية حديثة التكوين والخبرة وصراحة ان عقد هذا المؤتمر مدعاة للفرح والزهو، فعندما يتم ذكر اسم الكلدان وتجتمع نخبة طيبة من ابناء شعبنا تحت راية هذا الاسم وعلى بعد الاف الاميال من ارض الاجداد فان هذا الاعتزاز يجعلنا نشعر إننا بخير وإننا قادرين على فعل شئ لشعبنا وان يكون لنا مساحة تحت اشعة الشمس.
س2
كثرت المقالات النقدية في الاسبوع الماضي والحاضر  بين المؤيدين والمعارضين لاختيار المكان والزمان وطريقة توجيه الدعوات  لحضور المؤتمر. ماهو رائيكم في الموضوع؟

 
نحن نعتقد ان عملية النقد بحد ذاتها هي عملية حضارية ووجد النقد للتقويم والاصلاح وخاصة اذا كان هذا النقد ايجابيا ويصدر من اطراف ليست لها موقف سلبي مسبق من هذا المؤتمر، ان عملية عقد مؤتمر عالمي وكتجربة اولى نعتبره انجازا كبيرا يحسب للكلدان ولابد للانجازات الكبيرة والتجارب الاولى ان ترافقها بعض السلبيات والهفوات ولكن المحصلة النهائية هو انجاز كبير. المهم هو توصيل الصوت الكلداني، كنت اتمنى ان تاتي الانتقادات بعد انعقاد المؤتمر وقراءة البيان الختامي للمؤتمر وليس قبل انعقاده . بصراحة ان عملية عقد مؤتمر بهذا الحجم تحتاج الى جهود اكثر من مؤسسة وكادر متخصص وامكانات مادية كبيرة اضافة الى الخبرة فالاخوة في اللجنة التحضرية قد ادوا عملا رائعا ضمن الامكانات المتاحة والتوجه بعقد المؤتمر وبهذه العجالة كان سببا لظهور بعض هذه السلبيات.
س3
هل سوف تشارك جميع الاحزاب والمؤسسات في المؤتمر؟ لماذا استثنيت بعض الجهات او احزاب او مؤسسات؟ الا تعتقد هذا الانقسام هو خطر بحد ذاته على الهوية الكلدانية والعمل القومي ؟ وما حقيقته او اسبابه الحقيقية؟

للاسف الشديد سوف لن اشارك شخصيا لضروف خاصة وكنت انوي المشاركة ببحث ودراسة وتحليل لواقع شعبنا في العراق والسبل الكفيلة بايقاف نزيف الهجرة.
ان وجهة نظرنا كانت اشراك جميع الكلدان على اختلاف توجهاتهم دون استثناء احد على الاطلاق، لاننا في مرحلة بناء البيت الكلداني ومرحلة البناء تتطلب ان يتواجد الجميع وان يطرح الجميع وجهات النظر وان اختلفت فتفاعل وجهات النظر وتداخلها . خاصة عندما تكون اهدافها خدمة قضايا شعبنا سوف تصب في صالح الاهداف المرجوة ونعتقد ان تجزأ المجزأ وزيادة عدد الاحزاب والمؤسسات الناطقة باسم الكلدان هو بالتاكيد لايخدم الهدف المنشود. وان عملية الاقصاء او التهشيم او اصدار احكام مسبقة ليست من صلاحيات اية جهة ان لم تكن باسلوب حضاري وديمقراطي سليم.
س4
ما هو موقف الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا من المؤتمر، هل تشاركون فيه ولماذا؟

موقف الاتحاد الكلداني هو بالتاكيد موقف داعم وساند لكل عمل قومي يوحد ويلم شمل العائلة الكلدانية ، اما عن المشاركة كاتحاد فاستلم الاتحاد  الدعوة قبل عشرة ايام من موعد بدء المؤتمر خاصة لاعضاء الاتحاد غير المنتمين لاتحاد الادباء والكتاب. وكان لبعض اعضاء الاتحاد بعض التحفظ على عدم توجيه دعوة لبعض الاطراف الكلدانية للمؤتمر واتخاذ موقف مسبق منها،  لكن مع هذا سيحضر المؤتمر الاخ ناصر عجمايا عن الاتحاد حاملا لهم افكار وتوصيات  التي يقترحها  الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا للمؤتمرين .
س5
هل تتوقعون ان تكون التوصيات في البيان الختامي موجهة نحو الاقتراب والوحدة مع الاخوة الاشوريين والسريان ام سيعزز عملية التصاق الكلدان بالتسمية الكلدانية لوحدها؟ ولماذا؟ ماهو الشئ الاهم برائيكم يجب ان يتضمنه البيان الختامي؟

نحن نتوقع ان تكون معظم اهداف المؤتمر حول تشكيل هيئة عليا ممثلة للكلدان تستطيع من خلالها ان توصل الصوت الكلداني داخل وخارج العراق اضافة الى ذلك الحفاظ على الهوية القومية والدفاع عنها . ومن وجهة نظرنا ان التقارب الكلداني الكلداني هو في مصلحة الاقتراب والعمل المشترك الموحد مع بقية مكوناة شعبنا وهكذا الحال يكون التقارب الاشوري الاشوري والسرياني السرياني سوف تكون جميعها لخدمة العمل المشترك والموحد ونعتقد جازمين ان الاعتزاز القومي لاية مكون هو ليس عنصر هدم كما يعتقد بعض من مثقفينا وانما عنصر بناء اذا تم توظيفه بالشكل الصحيح وتجربة الاتحاد الاوربي خير مثال على العمل المشترك والمصالح المشتركة رغم ان اعضائه ودوله يعتزون كثيرا بهوياتهم القومية . نعتقد ان مفهوم الوحدة المعبر عن الوحدة القومية كاحد مقومات النجاح اصبح مفهوما قديما وحل محله العمل الموحد والمصالح المشتركة والمصير المشترك ومن هذا المنطلق تتعايش العديد من القوميات داخل الوطن الواحد. ونتمنى على الاخوة المشاركين بحث ومناقشة ووضع استراتيجية لشكل وطبيعة هذه العلاقة وسبل الارتقاء بها. واتمنى على الاخوة المؤتمرين ان يناقشوا ويتبنوا توصيات بشان الوسائل والحلول التي توقف نزيف الهجرة وان الشعب والانسان هو المادة الرئيسية التي تعبر عن الوجود القومي وبالتالي المطالبة بالحقوق وخاصة ان الوجود الكلداني في امريكا مؤثر وقادر على تبني الخطط والاستراتيجيات والعمل المشترك لجعل ابناء شعبنا يتسلحون  بثقافة البقاء بدل من ثقافة الهجرة.
س6
كيف تقيم الحركة القومية الكلدانية في الداخل والخارج، لا سيما لم يحصل الكلدان على اي معقد في البرلمان العراقي ولا في برلمان اقليم كوردستان ولا حتى على مستوى مجالس البلدية؟ اين الخلل برائيك؟ وكيف يتم تصليحه اذا كان الكلدان هكذا مشتتين؟

لااريد ان اكون متشائما بل متسائلا ، فاذا اردنا ان نقيم الحركة القومية من خلال المناصب والمقاعد فاستطيع القول ان هناك خلل كبير وغبن كبير قد لحق بهم من هذه الناحية، ولكن الحس القومي لدى الكلدان وان كان دون المستوى المطلوب  لحد الان لكن لا بأس به. لكن الذي يجعلك متفائلا ان هذا الشعور في تنامي وتصاعد واذا قارنت اليوم بما كان عليه الكلدان قبل عام، اليوم افضل وهكذا ونحن مطمأنون كثيراعلى تصاعد الروح القومية. اما لعبة الحصول على  المقاعد والمناصب فهي تحتاج الى اكثر من الوعي القومي كالخبرة والمناورة والامكانيات المادية والتقادم الزمني اضافة الى ضرورة دخول الانتخابات بقائمة واحدة كلها عوامل داعمة وساندة.
س7
ماهو الطريق الاسلم لتوحيد الجهود القومية لكل الجهات او التسميات؟ لماذا لم يحصل اي تقارب حقيقي بين الجميع؟ وما هو رائيك باللجنة الحالية التي تشكلت من كافة الاحزاب والتسميات بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة  في بغداد خاصة في قضية مطالبة تكوين محافظة جديدة للاقليات في سهل نينوى؟

نعتقد ان العمل المشترك والموحد على مانتفق عليه جميعا ونترك مانختلف عليه جانبا هي المفتاح للعمل الموحد،  وان المشتركات كثيرة ومانختلف عليه اليوم قد نتفق عليه غدا،  وان الكثير من الاختلافات التي ترتبط من قريب او بعيد بالوضع السياسي والامني للعراق، اضافة الى نضج التجربة الديمقراطية للعراق سوف تكون مفتاح لكثير من هذه الاختلافات وايضا للكثير من القضايا المتعلقة بالاقليات.
اما مايخص العمل المشترك للاحزاب والمؤسسات فهو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح اما مايتعلق بالمحافظة فمن مبدأ ان تطالب باقصى مايمكن لتحصل على ماهو مستطاع . انا مع هذه المطالبة لكن الوضع السياسي والامني قد يعقد هذه المطالبة، وان الوصول الى التطبيق الديمقراطي الصحيح مع بناء الدولة المدنية اضافة الى فصل الدين عن الدولة هي الحل الاضمن والابقى والاصلح. فعلى جميع الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة التابعة لابناء شعبنا  دعم القوى والاحزاب ذات التوجهات الديمقراطية والعلمانية في العراق .
س8
هل تريد توجيه كلمة للكلدان المؤتمرين في امريكا اولعموم مثقفي ابناء شعبنا من جميع الطوائف في العراق او في العالم؟

كلمات محبة وتقدير لكل المساهمين في التحضير والاعداد لهذا المؤتمر متمنين للمؤتمر ان يخرج بنتائج تدعم وحدة الصف الكلداني ليتسنى له الانتقال الى المرحلة الاخرى وهي ايجاد ارضية العمل المشترك والموحد مع بقية اخوتنا الاشوريين والسريان اما بالنسبة لمثقفي شعبنا الابتعاد عن نقاط الاختلاف والتركيز على المشتركات والكثير من القضايا ممكن ان تجد لها حلولا بالتقادم الزمني .
اما الحلقة الاكبر فهي شعبنا العراقي فنتمنى ان تسود ثفافة التسامح وقبول الاخر واللاعنف بين جميع مكوناته وان يتم فصل الدين عن الدولة وان ينتقل من مرحلة اشباع الغرائز الى مرحلة التقدير الاجتماعي وتحقيق الذات والطموح وان تسود الديمقراطية مع الرفاه الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، حينها تصبح مفاهيم وقيم وعادات كالدين والقومية والطائفة اهتمامات شخصية ولها علاقة بفكر الانسان وتبتعد عن اهتمامات الدولة .اما الحلقة الاكبر وهي الانسان على كوكببنا الارضي وكما تقول الاية في الكتاب المقدي ان:  "راس الحكمة مخافة الله " فاتمنى ان يبتعد الانسان قليلا عن سلطان عصر التكنلوجيا ليقترب من الله اكثر لتكتمل سعادة الجسد مع سعادة الروح.  
 


1513

مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
8 اذار 2011
بدأت في هذه الايام ظهور ملامح الشخصانية لاعضاء الوزارة الجديدة من القيادة السياسية الحالية  في العراق  ومدى قربهم او تطبيقهم للديمقراطية  بعد تسع سنوات من الحكم بتأثير من عاصفة التغير التي هبت على بلدان العربية.

منذ بداية  زوال حكم الدكتاتور صدام حسين كان هناك اشارات حول حلول عصر الحرامية في هذه الحقبة من الزمن في العراق، فما كانت عمليات ( looting) سرقة الوزارات والمؤسسات الحكومية الكبيرة مثل الجامعات والمعسكرات والمستشفيات والمدارس والعيادات الشعبية والبنوك والنوادي والمؤسسات النقابية والمهنية  الا علامة او اشارة على ذلك . فقد تم سرقة كل شيء لا يقف او لا يستطيع صاحبه حمايته بعد 9 نيسان 2003.

كل هذا حدث امام انظار السياسين العراقيين الجديد والجيش الامريكي  بدون تحرك او حتى شجب ( البعض من هذه الاحزاب هي قادت عملية سرقة البنوك) ولحد الان مستمرة بعض الاحزاب والسياسيين في نهب وسرقة اموال الدولة العراقية بدون اي خوف او ردع. فقط عندما اشتدت  صيحات العلمانيين والديمقراطيين والاحرار والشيوعيين  في ساحة التحرير وبقية المحافظات وتم فضح امر فقدان 40 مليار دولار من ميزانية الدولة، حينها اعترف الجميع وعلى رأسهم رئيس الحكومة التنفيذية رئيس الوزراء نوري المالكي بصحة القضية وطلب التهدئة وامهاله مئة يوم لتصحيح المسار والقضاء على الفساد والفاسدين.

لا اعلم فيما اذا كان رئيس الوزراء يعلم كان من المفروض مع اعترافه بوجود الفساد في حكومته كان يجب ان يقدم استقالته كما هو معمول به في الدول الديمقراطية التي يتشهد بها في احاديثه.

مئات المرات كتبنا ونوهنا مع غيرنا من الاخوة والاخوات،  ان خلاص العراق لا يعتمد على الغرباء ولا على اصدقاء وانما  على اهل الوطن انفسهم. مئات المرات قلنا امريكا لا يهمها غير مصلحتها،  ومن مصلحة العراقيين ( حينها) كانت فقط اساقط النظام السابق ولكن بسبب الانانية وروح اللاوطنية واللاانسانية  وروح الطائفية والمذهبية والقومية الضيقة لدى قادتنا (قادة الطخم الجديد)  في الحكم استطاعت امريكا وايران وسعودية وتركيا وسوريا تمزيق هذا الوطن بالف طريقة , طريقة  واحداث حرب اهلية فيه لن يهدا مئة سنة اخرى اذا استمر سياسيو البلد هكذا يفكرون

 حقيقة لم اكن توقع هناك وحوش ومجرمين نعيش بينهم بهذه الدرجة من البربرية بحيث يُقَتل الشخص لانه اسمه محمد او علي اوعمر او عبد المسيح او كاوه ؟ لانه يختلف عن مذهبهم الديني او عقيدتهم او قوميتهم. والحكومة العراقية لحد الان لم تفتح ملف واحد من هذه الجرائم كي تلاحقهم وتتحق العدالة .

فجأة هبت رياح التغير من اقسى الغرب من تونس الخضراء الى شرقه ،ووصلت هذه الرياح الى عاصمة هرون الرشيد دار السلام ، فشعر السيد رئيس الوزراء وحكومته  بالخطر على حكومته ، فأعترف بوجود فساد اداري في الحكومة فقط الان .

 لنفرض لم تحدث هذه الثورات في البلدان العربية، يعني السيد مالكي كان يسكت عن الجرائم والفساد الاداري وسرقة اموال الايتام على الرغم من علمه بها لا لمئة يوم قادمة بل لمئة سنة، بل كان يدافع عنهم بكل وسائل لا سيما عن طريق الدستور الناقص المتناقض، على اساس ان حكومته جاءت بانتخابات ديمقراطية.

 اي ديمقراطية هذه ، مليونان صوت من القوائم الصغيرة تم الغائها بحجة عدم وصولها الى المعدل الانتخابي ومن ثم اضافتها او احتسابها للقوائم الكبيرة مثلا نائب في برلمان  الحالي حصل فقد 620 صوت فقط وكتلة اخرى حصلت خلى 65 الف صوت لم يرشح اي شخص منها للبرلمان ؟. اية انتخابات ديمقراطية هذه يتم سرقة اصوات الناخبين امام الرأي العام ؟ اية ديمقراطية هذه، ثلاث مرات تحتسب للقوائم الكبيرة اصوات الناخبين ( بالاخص المصوتين  لغيرهم ) ؟! . حقيقة حتى حاكم قرقوش كان يقرر مرة واحدة وليس ثلاث مرات. من وضع النظام الانتخابي بهذه الدرجة السذاجة والخبث،  بالله عليكم هل هناك دولة في العالم تجري فيها انتخابات ديمقراطية وتحتسب مليونان صوت لجهة  التي لم يصوتوا لها الناس ؟

وحينما عجزوا  من اسكات الاحرار والديمقراطيين والعلمانيين لجأ السيد رئيس الوزراء الى عملية ابتزازهم~ واسكاتهم ، فطلب من الجيش القيام بمحاصرة بناية التي يشغلها الحزب الشيوعي في ساحة الاندلس. الا يعلم السيد رئيس الوزراء كما يقول المثل الشعبي: "ان غلطة الشاطر بالف"الا يتذكر ان سبب ثورة تونس وهرب زين العابدين الى سعودية بالبجامة كان بسبب قيام شهيد الحرية والثورات ابو العزيز بحرق نفسه امام انظار الناس، كي يعلن الثورة على الفاسد والفاسدين. هل عملية افراغ بناية تعود للدولة تستدعي تدخل جيش.
اعتقد فعلا ان السيد رئيس الوزراء لا يعلم  لحد الان ان غلطة الشاطر بالف


1514
ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
23 شباط 2011

 يصاب الانسان احياناً بالعجب والحيرة حينما يرى ظواهر غير مألوفة في الطبيعة، فيَعدها من العجائب وان كان الناس لم تعُد تـُؤمن بها، فحينما كتب عالم الرياضيات والفيزياء الالماني البيرت اينشتاين النظرية النسبية سنة 1905 قلب قوانين علم الفيزياء رأساً على عقب بولادة البعد الرابع (الزمن) في جميع العلوم ، فأصاب العلماء الكلاسيكيون (1)   بالدهشة والخيبة ، لانهم كانوا يعتقدون لحينها، انهم اكتشفوا كل شيء في الكون ولم يبقى إلا النـُزر القليلة .

اعتقد هناك القليل منا مَن لا تصابه الدهشة حينما يعيد مسلسل الاحداث التي هزت العالم العربي خلال شهر الماضي بهذه السرعة، بينما إنتظر ابائنا اربعة او خمسة عقود لم يروا اي تغير يحدث بالحاكم او بطانته.
لقد هب نسيم التغير مرة اخرى على شعوب المنطقة بعد حوالي مئة عام  تقريباً(2) منذ مروره الدامي خلال الحرب العالمية الاولى.

 على الرغم من ان كل العراقيين، كانوا يتوقعون  كان يجب ان يحصل التغير قبل تسع سنوات من بعد سقوط نظام صدام حسين، بسبب تجربتهم الطويلة مع المعاناة والاضطهادات والحروب والجوع الحصار والهروب التي ذاقوها خلال ثلاثة عقود ونيف، الا ان اعدائهم واعداء الانسانية بثوا روح الطائفية و التفرقة والعنصرية القومية والدينية والمذهبية ، امراض المجتمعات القديمة في المجتمع العراقي من دون درايته، لهذا اعوج مفهوم الديمقراطية عندهم بعد ان ألبسوه ثوب الدين عوضا عن القومية العربية في نظام صدام حسين ، لهذا مَر المجتمع العراقي في اشد فصل من تاريخه من الظلام، حيث حدثت مجازر وقتل متعمد وانتقام المباشر بين الجميع ، الابادة الجماعية  للمسيحيين (وهولي كوست)  وبقية الاقليات الصغيرة كانت احداها،  لم يرى العراقيون  مثل هذه الظروف لا في زمن الحجاج إبن يوسف الثقفي ولا في زمن شاهبور الفارسي السفاح ولا في زمن هولاكو.

قالها الفيلسوف الاغريقي هيرقليدس  قبل 25 قرنا ( لا تستطيع ان تضع رجلك في النهر مرتين) حينما كان يصف حالة او طبيعة الوجود في نظريته  الفلسفية ( اللااستقرارية في الكون) اي لا يوجد شيء ثابت حتى برهة واحدة فكل شيء في صيرورة التغير . وعلى هذا المبدأ وضع  الفيلسوف الالماني الكبير هيجل جدليته ( الديالكتيكية) ومنه اشتق الفيلسوف كارل ماركس نظريته الاقتصادية ( الاشتراكية).  حيث ان الصراع بين الطبقات يؤدي في النهاية الى زوالها، بعد ان يعي العامل حقوقه ويستمر المطالبة بها و من ثم يقوم بواجبه في الاتمام.

ما تركني ان اذكرهذه ألاسماء الكبيرة في تاريخ  مسيرة المعرفة الانسانية، هو ان التغير بالحق هو القانون الاول في الطبيعة والانسان وجميع مخلوقات في هذا الكون، فلا شيء له ثبوت ابدا، كل شيء معرض الى تغير وزوال حتى المعرفة نفسها في التغير يوميا .
 
لهذا نظن ان وقت حصول الولادة الجديدة في العراق قد تكون حانت ، لكن نتمنى ان تحصل في هذه المرة بصورة حقيقة وجوهرية وان لاينخدع  الناس بأي نوع من المظاهر او العلل والمسببات وان لا تسرق منهم مثلما يحدث في مصر الأن بحيث أصبح القرضاوي متحدث بأسم ثورة الشباب. وان حصلت نتمنى أن تحصل بأقل الخسائر، فهي حلمنا واملنا الكبير والطويل منذ زمن بعيد ، لا سيما للعراقيين القدماء (3) التاريخ المشرف بين الامم والحضارات كما نوهنا في مناسبات اخرى. لعل سائل ما يسأل ماذا تعني بالولادة الجديدة(4)
الولادة الجديدة يعني:-
1- ولادة نظام سياسي جديد في العراق، يكون في درجة من النضج والمعرفة الموضوعية، يستطيع ان يُزيل من قاموسه ( دستوره) اي تميِِِِّز بين العراقيين وحتى ولو كان بقدر شعرة واحدة، وان يكون هناك مفهوم الوطن الواحد للجميع، وعلى الجميع نفس الواجبات كما هي في الدول المتقدمة بدون تميِّز بين اللون او الجنس او العمر او القومية او الدين او المذهب او الشكل....ألخ.

2- ولادة روح الانسان المتعالي كما يقول نيتشه، يستطيع ان يقبل الاخر مهما كانت درجة الاختلاف معه، ويعيش معه في السلم والهدوء، و يُحرم القتل مهما كان السبب حتى وان كان مشرعاً في بعض الاديان، هذا لا يعني قبول اخطائه او افكاره الخاطئة وانما قبوله كإنسان له حق في الوجود، ليس من حق شخص اخر يأخذه منه. ولكن اخطائه مرفوضة ومعرضة العلاج بحسب القانون العام الذي يشمل كل المواطنيين معا الذي هو الدستور.

3-ولادة شعور جديد بعيد من التعصب القومي الغريزي الذي ورثناه من طبيعتنا الحيوانية المتوارثة والتعصب الديني الذي كان موجود في جميع الديانات التي ظهرت في التاريخ حتى اليوم، التعصب القبلي الذي هو حلقة اخرى اصغر من  حلقة الانا الكبيرة الموجودة في مفهوم القومية او الديانة الواحدة.

4-ولادة جديدة لا تحرق الماضي وتراثه وعاداته وقيمه وتجاربه التي اتت من التجارب والمحن والحروب ، ولكن  جعلها دائما كعجينة مقدسة او معدن قابل للتطويع والتشكيل الجديد، كي يحصل التغير المطلوب بإنسيابية والهدوء مع التطور الذي يحصل عند بقية الامم والشعوب.

5-ولادة جديدة بحيث تضع الذات نفسها امام المراّة  او على كرسي الاعتراف وتطلب من الموضوعية  نقد اخطائها ونواقصها وجهلها وانانيتها على تقبلها بكل رحابة الصدر.

6-ولادة جديدة تكون فيها الروح الوطنية هي الشعور الاقوى تسير في عروقنا بحيث تجعل كل واحد منا يشعر ان حريص لجيرانه وابن العراق كله مثلما حريص على بيته.

7-ولادة جديدة يكون الدين موضوع شخصي لوحده، وتحترم بقية  الاديان والمذاهب كلها  بالتساوي وبدون تمَيز ، وعدم ترك رجالها (خطبائها او رؤسائها) يستخدمونها بطرق خاطئه فيصبح  الدين مثل افيون لا يعرف الانسان ما يقوم به (5) ،الى درجة ان نقتل واحد الاخر باسم الله وكان الله عاجز عن انتصاره على اعدائه .

8-ولادة جديدة يرى كل من الجبل والسهول والوديان والاهوار والصحراء والانهر انفسهم جزءً  مكملاً واحد من الاخر، ومنهم يشكل الوطن الواحد  والشعب الواحد  وعليهم يعتمد مستقبل الاجيال.

9-ولادة جديدة تحترم العلاقات الدولية لا سيما مع الدول المجاورة ،بحسب مواثيق دولية عادلة تتفق عليها كل البشرية بدون وصاية او تدخل او ارسال مرتزقة للعمل على افشاء الفساد بين ابنائه، فتكون في نفس الوقت مستعدة لايقاف تدخلهم ونصائحهم  وان كان ذلك من المستحيل يحدث في العراق في هذه الايام ؟!

10-ولادة جديدة يتم فيها غربلة  وتصفية للقوانين و الدستور المتناقض والناقص الذي خبن حق الكثيرين على الرغم من تضحياتهم الكثيرة في سبيل العراق وترك القيم والاصول القديمة في المجتمع. وحرق كل ما لا يليق او يعيق بالولادة الجديدة  للعراق الجديد في هذا الوطن الذي تعمذ بدماء الشهداء مئات المرات.

فهل العراقيون مستعدون للولادة الجديدة  ام يفضلون جولة جديدة من القتال من الحرب الاهلية والقومية والدينية والمذهبية والاقليمة التي مرت خلال تسع سنوات الماضية.
لننتظر لنرى ما يحصل من مقولة " ان غداً لنظاره قريب"
.............................
1-الفيزياء الكلاسيكية هي القوانين الفيزيائية  القديمة المعمتدة على قوانين نيوتن وغاليلو وكوبنكريوس ولابلاس وديكارت وغيرهم.
2-   التغير الذي طرأ على الشرق الاوسط بعد انهيار الدولة العثمانية بعد خسارة دول المحورالمركزي ( المانيا  والدولة العثمانية والنمسا وبلغاريا )  وظهور الكيانات السياسية الحالية.
3-    العراقيون الكلدان والبابليين والاكديين والاشوريين والسومريون وغيرهم  .
4-   نعني بالولادة الجديدة ، ولادة الانسان العراقي  الجديد الذي يتسطيع يقبل اخيه الانسان الاخر مهما كانت طبيعته ويؤمن بالواقعية قبل كي شيء.
5-    اي لا يُميِّز الانسان بين الشر والخير الذي يحصل بأسم الدين احيانا والامثلة كثيرة.

1515
البروفيسور افرام عيسى يوسف المحترم

منذ زمن بعيد وانا اتابع اخبارك ونشاطاتك الفكرية والكتابية عن طريق الاب يوسف توما

والاخ سلام مرقس والموقع عنكاوا كوم واخوانك في استراليا

في كل مرة تزداد سعادتي اكثر حيث اشبهك بينبوع كلما مر الزمن يزداد تدفق الماء منه، وها انك تزدادا عطاءً كلما تقدمت في

العمر. الحقيقة لم نلتقي بحضرتكم الا مرة واحدة كانت في اخوية ام معونة في نهاية السبعينات.

كانت فرحة كبيرة علينا ان تكرم بلدية باريس شخصية فكرية من شعبنا وعلى هذا المستوى ،

بهذه المناسبة اقدم لكم اجمل التهاني والتبريكات راجين من الله ان يوفقكم ويمحنكم الصحة والعافية والمقدرة والموهبة  في

تمثيل شعبنا في محافل دولة كبيرة وعظيمة في تاريخها العلمي والفكريي مثل فرنسا.

بارك الله فيكم.


المخلص لكم

يوحنا بيداويد

1516
هل سينقسم العراق الى دولة اسلامية ودولة علمانية؟؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
15 شباط 2011

قد يكون هذا العنوان غريب لدى بعض الاخوة من القراء،  لكن من بعد ثورة الياسمين في تونس والخضراء او الغضب في مصر، الغليان الجماهير متواصل في جميع الدول العربية من دون استثناء، لعل اقربها الى النجاح هي اليمن اوالجزائر . اما في العراق كما كان متوقع ان المشاركين في اللعبة او (الجريمة) الذين  يعرف احدهم  الاخر جيد جدا. ويعرفون اين هي مساند خيمة الوطن العراق ويعرفون ايضا كيف يستطيعون اسقاطه او ازالته من الخارطة السياسية العالمية كوطن واحد(1)  .

فبعد طوفان في تونس ومصر بدات الاصوات الدينية تتصاعد في بغداد مرة اخرى وكأن المعركة قادمة لا محال، فكل واحد بدا يحضر عدته. هذه الاصوات تعبر بطريقة غريبة جدا وكأن المعركة من اجل الاسلام نفسه او ان الاسلام في خطر؟! . فعدد من المراجع الدينية والخطباء عبروا بكل صراحة،  ضرورة فرض القيود والتعاليم الاسلامية في العراق  بأي طريقة. وإلا هل من المعقول يسرح ويمرح  كامل الزيدي واعوانه بهذه الطريقة في بغداد التي كانت حتى في  زمن هارون الرشيد اكثر ديمقراطية وانفتاح وتطورا ونظافة واّمن؟.
لهذا نرى هناك حراك سياسي سريع يحدث في العراق في هذه الايام من اهم ملامحه هي :-

1- السيد رئيس وزراء نوري المالكي فجأة وبطرقة غريبة يعد بتبرع نصف راتبه للدولة..
2- تشكيل لجنة لاعادة دراسة موضوع استحقاقات رواتب موظفي الدولة الكبار والصغار كي يقطع الشك عن الفساد الذي سار في اوصال الدوائر الدولة خلال تسع سنوات الماضية..

3- رئيس مجلس بلدية بغداد السيد كامل الزيدي بعد غارة وحداته المخفية الى نادي ادباء وجميعة اشور بانيبال وتفجير وعزل محالات بيع الخمور، الان يريد انشاء اتحاد جديد باسم ادباء وكتاب العراقيين التابعين له. لانهم اعضاء اتحاد الحقيقيين لم يخضعوا لاستفزازاته وقراراته القرقوشية.

4- بعض خطباء وممثلين لقيادات الدينية الاسلامية يعتبررون قضية غلق محالات بيع الخمور مهمة الى درجة انها  بمثابة معركة من اجل الاسلام ؟!
5- المالكي يخضع لتهديدات العلاوي ويجتمع معه بالامس حول عملية تشكيل الحكومة و تنسيب الوزراء في محاولة جديدة منهم لخلط الاوراق.
6- المالكي يصرح بان المظاهرات حق دستوري للمواطنيين لكن مجلس بلدية بغداد تشترط ان تكون المظاهرة مجازة.

7- الاعلام الداخلي والكتاب والمواقع الالكترونية والبرقيات الالكترونية تنقل اخبار المظاهرات التي اقيمت في شارع المتنبي وساحة التحرير وبعض المحافظات الجنوبيةفي الايام الماضية . وتدعوا لتحضير اكبر منها.

8- السيد رئيس الجمهورية الذي ازيل منه ومن نوابه حق النقض قرارات رئيس الوزراء والبرلمان الان ومن بعد محاولة المالكي للايحاء لعدم وجود اي افراط في صرف اموال الدولة او الفساد،  يطالب مام جلال فجأة  بتعين نائب رابع له من الاخوة التركمان فقط ( متخليا عن طلبه بتعين نائب اخر مسيحي له).  لانعرف اية روح وطنية او توافقية ستخلق هذه الخطوات والقرارات في المستقبل ؟ هل هي من اجل وحدة العراق؟  ام من اجل تقسيمه؟!.

9- جماعة السيد مقتدى صدر،  بعد ان  جاءتهم تعليمات من القيادة الايرانية اشغال الشعب العراق داخليا وقطع الطريق امام  القوى الديمقراطية العراقية التي تعتزم اقامت مظاهرة كبير قريبا في بغداد، و كذلك امام المطالبين او المؤيدين لعراق مسالم متطور ديمقراطي يعيش بحسب  لائحة حقوق الانسان،  يهددون بمسيرة مليونية لاتباعه كي يدخلوا الخوف والرعب  في قلوب جميع قادة العراقيين السياسيين من الخارج والداخل على انهم الرقم الصعب في المعادلة السياسية العراقية .

10  ان العراقين حقأ اليوم منقسمون بطرق عديدة اهمها مذهبيا ( شيعة، سنة ، المسيحية وبقية الاقليات) منقسمون قوميا ( العرب والاكراد والتركمان و القومية التي تشكل منها الاقليات المسيحية). منقسمون سياسيا ( بعضهم يريد نظام فدرالي ديمقراطي وبعض الاخر يريدون ان يكون نظام الدولة ان يكون  نظام اسلامي سواء،  كان ولاية الفقه –شيعي او وهابي –سنة ).

هذه اهم معطيات الحراك السياسي الموجود في العراق. فقسم يتحضر بل يحلم بتغير جديد كالذي حصل في مصر او تونس، تغير يقود الوطن الى الاتحاد والتخلص من الطائفية والمذهبية الدينية والقومية،  وقسم اخر يتشوق لتقسم العراق اكثر فاكثر كي يحصل على كعكعه خاصة  به ويتصرف بها حسب مشيئته،  بحجة محاربة امريكا والغرب والعلمانية.
 
 من كل هذا نستنتج ، في كل الاحوال ان وضعية العراق ليست مرشحة للاستقرار، لا سيما ان اخبار الجارة الحقودة ايران  ليست على ما يرام في هذه الايام،  فبعد ان وصل سجونها نسيم الحرية من تونس الخضراء. حصلت مظاهرات واصطدامات بين السلطة والمواطنيين بالامس، ربما يتكرر ما حدث قبل عام هناك ، حينما كاد ان ينقلب الحكم  رأساً على عقب بعد الانتخابات العامة لولا التزوير وتغير نتيجة الاصوات.

في نهاية المطاف،اذا احتدم الصراع،  قد يتوحد الديمقرطيون والاحرار والقوميون الاكراد والاقليات في طرف الشمالي من العراق  والمتدينون في طرف الجنوبي في حالة  تقسيم العراق الى دولتي علمانية ودينية وان كان اغلب العراقيين بعض النظر غن خلفياتهم لا يفضلون هذا الخيار.
.....
1- بلا شك  نحن نعني بهم امريكا وايران والدول الجوار والاطراف السياسية العراقية الرئيسية المشاركة في السلطة ( هنا لا اعني نظام الطاغية صدام حسين كان مثالي او افضل منهم) .

1517
                             أليس من حق العراقيين ان ينفجروا غضباً !!؟؟
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
8 شباط 2011

تردد في الكثير من المواقع الالكترونية والصحف ووسائل الاعلام في ايام القليلة الماضية، بان ثورة الجياع التي فجرها الشهيد البوعزيز في تونس ثم مصر اشعلت لهيبا من الثورات في الوطن العربي لن يستطيع  اطفائها اي شخص او جهة الا بالتحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الثروات الوطنية وتقديم الفاسدين والمختلسين والانتهازيين من حكام العرب  ومن حولهم للمحاكم وتحقيق الديمقراطية لا سيما العدالة والاخاء والمساواة ، شعارات التي رفعها ثوار الفرنسيين قبل 200 سنة.

لعل الكثير من القراء يقول ان الحكومة العراقية الحديثة غير المكتملة بعد سنة من الانتخابات هي حكومة ديمقراطية ووطنية وخالية من الفساد لهذا لا يمكن مقارنتها بحكومات الفاسدة الماضية مثل في تونس او مصر او اليمن اوغيرها  حتى حكومة الطاغية صدام حسين! لهذا لن يكن هناك حاجة للمظاهرات ومطالبة الحكومة  بالاصلاحات.

اعتقد لا نحتاج الى وقت طويل وتفكير عميق للحكم على هذا الموضوع، فالبراهين شاخصة امام عيوننا، الكل يعلم بالحقائق،  لا سيما لدى المسؤولين المنتخبين انفسهم الذين سكتوا او لازالوا يسكتون على الجرائم والفساد الاداري الموجود في الدوائر الدولة. حقيقة لم نجد بين المنتخبين اشخاص وطنيين ضد الطائفية والتعصب الديني والتميز القومي الا عدد قليل جدا ربما بعدد اصابع اليد.
 
ومن يريد المجادلة ارجو ان يجيب على هذه الاسئلة:-
العراق له واردات من النفط حوالي 60-80 مليار دولار سنويا ولمدة على الاقل ست  سنوات (لانقل تسع  سنوات منذ 2003 )،  هذا يعني 450 مليار دولار خلال ست سنوات  كان دخل العراق فقط من النفط ما عدا مليارات الدولارات التي ضخها او تركها هنا وهناك  السيد الحاكم الامريكي السيء الصيت بريمر (كي يتم سرقتها من قبل العراقيين كأنه كان يريد ان يعلم بعض العراقيين درس في السرقة! )، بالاضافة الى مليارات الدولارات  التي اتت من الدول المانحة وكذلك مليارات الدولارات من اموال المجمدة في البنوك او عائدات النفط . لنقل وصل رقم الى 600 مليار دولار واردات العراق خلال ست  سنوات.

الان نأتي الى بيت القصيد لنسال الحكومات الثلاثة اين صرفت هذه الكمية من الاموال؟
من كان يصرف الصكوك؟
كيف كانت تحسم العقود؟
اية مشاريع اقامتها الحكومات الثلاثة بهذه الكمية الخيالية من المال؟
هل تم مثلا بناء جامعات وملاعب رياضية  جديدة؟
هل تم انجاز مترو في بغداد او موصل او بصرة ؟
هل تم بناء شبكة سكة حديد جديدة بين مدن العراق لا سيما في الجنوب؟
هل تم تبديل البنية التحيتة  للمدن الكبيرة لا سيما بغداد (المجاري والكهرباء والماء والتلفون ؟)
هل تم تجهيز الجيش باسلحة حديثة وطائرات خارقة؟
الجواب بلا شك هو سلبي لم يتم انجاز 10% من هذه المشاريع
اذن اين ذهبت هذه الاموال؟؟؟
الجواب واضح مثل وضوح الشمس ومن لا يدري ليبحث عن سبب الصراع على الوزارات الامنية  التي لم يتم تعين وزرائها منذ  سنة !!
اية حكومة ديمقراطية ووطنية هذه لا اعلم؟

 كيف بُرِأ وزير التجارة السابق المتهم بإختلاس مليارين دولار من ارزاق الايتام والعجزة والاميين وبقية العراقيين؟ لماذا الان تتحدث الحكومة وتعترف بوجود تقصير في توفير المواد الغذائية حسب البطاقة التموينية؟؟ ومن حقق في الموضوع؟ وكيف تم التوصل على براءة ذلك الوزير؟ بلا شك لا جواب واضح فقط عند المسؤوليين.

كم مجرم خطر من جماعة القاعدة او غيرهم تم تهريبهم من السجن خلال هذه السنيين؟
كم وزير او نائب برلماني هرب من العراق قبل او بعد انتهاء مسؤوليته؟
كم واحد منهم كان يحمل شهادة مزوة وعفى السيد رئيس الوزراء عنهم بحسب اي مادة من الدستور ؟
كم ملف جرائم تم التحقيق فيها بصورة شفافية وتم اعلان النتيجة لها مثل اخطاف  وقتل الشهيد المطران رحو؟
كم طفل عراقي جائع في العراق الان؟
كم يتيم متشرد منهمك لا مكان لائوائه؟
كما ارملة او عجوز ومسن او معوق حرب محروم من ثروات البلد؟؟؟

اسئلة اخرى لها علاقة بالموضوع
لماذا يعلن السيد رئيس الوزراء الان ان راتبه عالي وسيتبرع نصفه للخزينة الدولة؟ الم يكن يعلم بذلك من قبل؟؟؟؟

لماذا يقدم مام جلال رئيس الجمهورية مشروع للنواب بخلق موقع جديد لنائب رئيس الجمهورية من الاخوة التركمان ويهمل المسيحيين؟ مع العلم كان هو الذي اقترح ايجاد منصب لنائب رئيس الجمهورية للمسيحيين واخر للتركمان؟ هل يظن مام جلال ان العراقيين سذج لا يفهمون ما معنى لهذه المداهنة  مع  حكومة تركيا وبذات الان ؟
 

هذه الاسئلة بل الاف  اسئلة اخرى مثلها ، لم ولن نجد لها جواب ابدا ما دام حرية الصحفة والاعلام والتحقيق مع المسؤولين غير مسموحة بل القانون او الدستور يحمي المجرم عوض ان يقدمه للمحاكم.  مادام الحكومة تشارك هؤلاء السراق ، حتى المحكمة العليا اصبحت تغير نبرتها كي تكون موالية للحكومة احد لا يعرف السبب؟؟؟والا كيف يمكن تقرر في نفس القضية قرارين متناقضين؟؟؟

بما ان اليوم هو الثامن شباط يوم انقلاب الاسود في العراق، بهذه المناسبة استطيع ان اقوله  شيئا واحدا على الرغم من بساطته وطريقته الشعبية في ادارة  اول حكومة جمهورية ، لكن اعتقد  كان انظف شخص في تاريخ العراق الحديث هو  الشهيد عبد الكريم قاسم لانه حينما انعدم لم يجدوا في جيبه الا ربع دينار!!!.

1518
ما بين ثورة الغضب في مصر  والثورة الفرنسية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
1 شباط 2011

يظن الكثير من الاخوة العرب، ان هبوب رياح التغير على الانظمة العربية هي النهاية او القمة  التي كانوا يحلمون بالوصول اليها، وان هذا التغير حاصل ويحمل بين جناحيه فعلاً امالاً كبيرة واحلاماً وردية في العيش المشترك بين طبقات المجتمع العربي المختلفة من الان وصاعدا في ظل انظمة ديمقراطية خالية من العقد الاجتماعية(1)  و انحلال الاخلاقي و التعصب االديني الطائفي او القبلي.

 مساكين لا يدركون ان الحمل اثقل من طاقتهم وان الثائر الحقيقي لن يصل مبتغاه بل لن يخرج من عنق الزجاجة وسيظل مخنوقا باوتاد لا يستطيع التغلب عليها لان الوقت لم يحن بعد لهذا التغير الكبير او القفزة النوعية ان تحصل في التاريخ  (حسب ديالكتيكية هيجل) ان يكون الحاكم هو شعب نفسه في الدول العربية ولكن امين للمسؤولية تماما!  حقيقة هذا ليس ما نتمناه ان يحصل ولكن  هذه حقيقة يجب ان تُقال.

اما عن سبب ثورة الياسمين في تونس وثورة الغضب في مصر، ومظاهرات واحتجاجات التي بدأت تتصاعد في السودان والجزائر واليمن( الوطن العربي كله مهدد بالتغير) هو الكبت الطويل الذي عانته شعوبها، الكبت الذي اخيرا تغلب على الخوف وفجر طاقاته وتعالت الهتافات مطالبة بحقها ان تشم نسيم الحرية والتخلص من الانظمة الفاسدة العاجزة من مواكبة الحضارة الانسانية. لكن هيهات ان يحصل ذلك التغيِّر المطلوب حتى ولو على نمط الدول الاشتراكية قبل عشرين سنة (2). هيهات ان تحل انظمة ديمقراطية جديدة خالية ولو 50 % من الفساد في الوطن حالياً!!!.

الانسان العربي منذ زمن طويل لا بل منذ سقوط بغداد 1258 يمكن القول كان قد وقع تحت حكم الغريب، بعد الثورة العربية الاولى اثناء الحرب العالمية واصطفافهم مع الانكليز والفرنسيين ضد الدولة العثمانية (دولة الرجل المريض). وعلى الرغم من انهم حصدوا فوائد كبيرة منها عن طريق ادخال الكهرباء والسكك الحديد و وتبليط الطرق وبناء المدن الحديثة مع مستلزمات البنية التحتية التي كانت مفقودة في الوطن العربي وحصول تطور كبير في النظام التعليم الا انهم أُصيوا بالخيبة ولم تحقق لهم هذه الثورة الكثير بسبب وقوعهم تحت انتداب الغربي، كذلك بعد عجزهم في الوصول الى قرار موحد في قضية فلسطين، فخسر العرب ثلاث حروب كبيرة مع اسرائيل ودُمِر اقتصاد بعضها مثل مصر واردن وسوريا ولبنان.

 من ناحية اخرى خلال هذه الفترة  ذاقت الشعوب العربية ثلاث انواع من الايدلوجيات هي القومية  العربية- الناصرية و نظام حزب البعث الاشتراكي والانظمة الاشتراكية،  ولم تتوفق اي واحدة منها في تلبية طموحات المواطن العربي العصري،  فجاءت مرحلة الاصولية الدينية تحل محلهم كرد لنظام العولمة (3).
نتيجة ظهور الاصولية الدينية منذ ثلاثين الى خمسين سنة  انقسمت الشعوب العربية الى قسمين او قطبين هناك قطب الاحرار والليبراليين والديمقراطيين وهم لحد الان اقلية  و قطب الاخر الاكثرية هو قطب الاصوليين المتمسكين بثوب الدين كحجة لحماية المجتمع من الانحلال الخلقي والسير وراء ركاب الحضارة الغربية.

من الاسباب الرئيسية الذي تجعلنا نقول مرة اخرى ان الثورة العربية الثانية -الحديثة التي حصلت في هذه الايام(4) لا تحمل امالا كبيرة لحد الان هو ان شعارات الثوار ليست واضحة، بل ان هوية الفعلة الرئيسيين الذين اشعلوا الثورة مخفية او مبهمة (5) ، ان الهدف الوحيد الذي يعلنون عنه لحد الان هو اسقاط النظام القائم الفاسد، لكن ماذا وكيف ومن سيحكم البلد هذا غير معروف؟؟؟. الكتل السياسية المعارضة الموحدة مع الثوار  لحد الان، لكن  لم تفصح اي واحدة منها عن ماتريد، حسب تصريحات بعضهم  هم موحدون في دعم ثورة الشباب او ثورة الغضب لكن الى اي حد سيكونون مخلصين للثورة ومتحدين معاً، ذلك شيءً لا نعرفه لحد الان(6) ، كما ان تجربة العراق وما حصل بعد تغير النظام السابق فيها يجعلنا ان نشك بأن مسيرة التغير في اي دولة عربية من مغربه ( تونس) الى مشرقه (العراق) ستكون واحدة ، ستكون غير مفروشة بالورد والياسمين.

لهذا  ستعاني هذه الدول ما عاناه ولا زال يعانيه بعض اجزاء من  العراق من الاضطهاد والقتل بالاخص الاقليات القومية او الدينية كذلك الانحلال الخلقي (7) والحروب الاهلية و النظام الطائفي. و على الاغلب سيتولى الامر في النهاية مرة اخرى بعض رجال الدين الاصوليين لان الناس تثق بالله ويعتقدون ببساطة ان رجال الدين هم حقا وكلاء الله على الارض وفي قلوبهم رحمة ولهم اخلاق حميدة ترضى الله  وفي عقولهم حكمة تقودهم دوما الى الاعمال الحسنة التي  تنبع من ارادة الله سبحانه وتعالى ورحمته وغفرانه وحمايته للمتكلين عليه . وعن طريقهم سيتولى نظام اداري افسد من النظام الحالي وسيسلب خبز من الثوار مرة اخرى ربما بطريقة اكثر جشعة وسيزيد عدد المتوسلين في الشوارع والذين ينامون في المقابر وستذهب امال الشباب مع الرياح!.

لان ثورة يقودها ثوار ( بالتأكيد نحن هنا لا نعني كل الثوار هم يقومون بالسرقات)  يحرقون مؤسسات وبنايات الدولة كما حصل في العراق هم ليسوا ثوار بل مخربين.
ثوار يسرقون ممتلكات الدولة والعامة و المواطنين هم ليسوا ثوار بل حرامية.
ثوار يصطدمون بالاجهزة الحاكم ويحررون مجرمين وقتلة هم ليسوا ثوار بل مجرمين مثلهم.
ثوار ليست لهم قيادة موحدة ولا اهداف معلنة  بلا شك ثورتهم ستكون في خطر كبير، لا بل اجلا ام عاجلا ستسرق من اللصوص المتربصين في اركان ساحة المعركة او ميدان التحرير!.
ثورة تقودها جماعة لا تنادي بأنه يؤمن بالحرية والاخاء والمساواة (8) التي كانت سبب اندلاع الثورة بالتأكيد لا تحمل نيات طيبة او امل لشعب مصر.

في الختام انها لدواعي الفرح لدى كل انسان يعيش في الوطن العربي ان تحصل اي ثورة تقدمية فيه، على امل ان تكون ثورة انسانية حضارية  تؤمن بلائحة حقوق الانسان وتصونها. في نفس الوقت تمنى  لشباب مصر وتونس الموفقية في خروجهم من السجن الكبير باقل خسائر في الارواح والممتلكات و لا نتمنى  ان تحصل  لهم هذه الصور المأساوية التي تحدثنا  عنها ، لانها حصلت في بلدنا الام  العراق، ولاننا عانينا منها كعراقيين بما في الكفاية.
................
1-   يقال ان الثورة الفرنسية استمدت افكارها من كتاب العقد الاجتماعي  لجان جاك روسو وقصائد فولتير وغيرهم.
2-   دول شرق اوربا او الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي.
3-   نظام دولي جديد يديره اصحاب شركات العملاقة في العالم له تأثير كبير على السياسية الدولية وبروصات البنوك وغيرها من الطرق المجهولة.
4-   صادفت الثورة العربية الجديدة ان صح التعبير تقريبا قرنا بعد الثورة الاولى التي قادها شريف مكة.
5-   بعض مصادر اعلامية تقول انها  ثورة  شباب حصلت بصورة عفوية .
6-    ان هذه الاحزاب غير متشابهة او متجانسة في مبادئها وسياستها او ايدلوجياتها لذلك هناك خطر من فشلها معا ومن ثم بدات حرب اهلية كالتي حصلت في لبنان والعراق.
7-   ان سرقة البنوك وممتلكات الدولة تجعل من المجرمين متنفذين في زيادة التخريب في البلد كي لا يتم تقديمه للعدالة.
8-   كانت هذه شعارات الثورة الفرنسية  في بدايتها  قبل 210 سنة تقريباً.

1519
التتر يحكمون بغداد من جديد ويغزون جمعية اشور بانيبال !

بقلم : يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
20 ك الثاني 2011

تشبه ايام بغداد في هذه الايام، مثل ايام دخول هولاكو إليها ( 10 فبراير 1258م)  الذي اباح القتل وسيل دماء أهل مدينة دار السلام اربعين يوما واربعينة ليلة كما يقال، وراح ضحيتها قرابة مئة الف قتيل او اكثر (1). كما ان نهر دجلة اصبح ازرق او اسود اللون ( بسبب اذابة حبر الكتب)  بعد ان رموا معظم الكتب التي كانت قد ترجمت من الحضارات الاغريقية والفرعونية والصينية والهندية والفارسية اليها في بيت الحكمة  خلال خمسة قرون من الاشعاع الفكري بعد تحولها الى المنارة الفكرية الاولى بين الحضارات الشرقية في حينها .

ما اشبه اليوم بالبارحة، فقبل اشهر منعت الحان القيثارة السومرية (2) من الطرب في مهرجان بابل، المدينة الاولى في تاريخ الانسانية، وكأنهم يقولون للناس ان الله لا يحب سماع الموسيقى بتاتا.  لا يعرفون ان احدى صفاة الله هي الجمال وان الموسيقى او الفنون جميعها تتكلم بلغة الجمال نفسه، فهي احدى الطرق للاقتراب من الله هي الابداع والجمال، ولا يعرفون ان الموسيقى هي دواء ( علاج) للمصابين بالامراض العقلية فكيف تكون غير مرغوبة عند الله سبحانه تعالى.

ثم  تم غلق نادي اتحاد الادباء العراقيين بحجة ان الادباء حولوه الى محل الدعارة وكذلك  اغلقوا كافة محلات ومطاعم التي تقدم الكحول مستندين الى قرار حزب البعث سنة الصادر في سنة 1994 ، وكأن هذا القرار كان  الوحيد صحيح اتخذه قادة هذا الحزب كانت خاطئة يا للمفارقة!!.

بعدها اقدم المجرمين المتعصبين الجدد بمجزرة كنيسة سيدة النجاة فقتلوا كاهنين مع 58 شخص عندما كانوا يتبعدون ويقدمون صلواتهم لله الباري ان يحفظ اهل العراق من اي سوء ، فقتلوهم بدم بارد ثم انتحروا، ثم قاموا غيرهم من نفس الزمرة بمهاجمة المسيحيين وهم في بيوتهم ( في الغدير وغيرها من  الامكان ).
 
   كان حدث  الاخير قبل بضعة ايام قليلة هو الاغرب، حيث  اقدم التتر الجدد على غارة جديدة  وهي الهجوم على جميعة اشور بانيبال، اهم صرح ثقافي  في العقد التسعينات لا فقط لشعبنا المنكوب بل لجميع العراقيين  وبشهادات عدد من رجال الدين المسلمين والمفكرين العراقيين من العرب والاكراد، فسرقوا ممتلكاتها  ودمروا ارشيفها.

امام هذه المشهد المأساوي لم نرى اي عمل  فوري على ارض الواقع ضد هؤلاء ، من قبل المسؤولين السياسيين والدينيين والشخصيات الوطنية سوى تصريحات وبيانات لحفظ ماء الوجه او التهرب من المسؤولية الاخلاقية الملقاة على عاتقهم  وربما كانت مداهنة للقائمين بها!!.
  نعم هناك صورة ضبابية في اروقة ومجالس السياسيين العراقيين، كلهم انزلوا دموع على  مصائبنا وشدائدنا وبؤسنا، لكن اكتشفنا فيما بعد بعضها شبيه بدموع التماسيح. الامر الذي جعلنا  ان ننشكك بأن بعض اطراف من الحكومة هي ضالعة بصورة واخرى في عملية التطهير العرقي التي تحدث لشعبنا، بل الحكومة تعرف هذه الاطراف مثلما كانت تعرف  بالسجون السرية والاعدامات التي جرت فيها بسبب الهوية التي حصلت قبل بضعة سنوات من بعد سقوط صدام، فهي تسمح لمن يقوم بهذه الجرائم  ضد المسيحيين . ليس امرا مستبعد بأن تكون هذه الزمر من العصابات او الميليشيات المتعاونة مع القاعدة وايضا مدعومة من قبل بعض الجهات المتنفذة في الحكومة مثل السيد كامل الزيدي رئيس مجلس بلدية بغداد الذي يبدوا له رجال للمهات الخاصة (على غرار مؤسسة الامن الخاص السيئة الصيت التي كان يشرف عليها حسين كامل ). يقومون بواجبتهم الخاصة ضد المسيحيين عند الطلب ويقولون لهم ( هذه ديار اسلامية ليست مكانهم اخرجوا منها!!!)
لم يعد هناك شيء غريب في العراق  فكل لا معقول اصبح معقولا، من امثلة الامور اللامعولة التي حصلت، ان العراق يحكمه الان عدة حكومات متداخلة ومتصارعة حسب رغبة ومصالح مموليها او حلفائها في الخارج.
 كانوا كل هذه السنيين يضعون اللوم على قوات المحتلة  بأنه هي التي تختلق وتفعل هذه الجرائم بين الشيعة والسنة باسم القاعدة . لكن الحقيقة  ظهرت الان، هناك جهات حكومية تلبس رداء القانون وتعمل ما يخالفه او ما يخالف الدستور وتقوم بجرائم باسم القانون نفسه والكل يعلم ويسكت لان القضية هي ضد المسيحيين الذين نزلوا من المريخ في العراق.

ان رئيس الجمهورية مام جلال كالعادة يكون اول المصرحيين في مثل هذه المناسبات لحل مشكلة،  لكن كلامه او تصريحاته  كرئيس جمهورية  لا تجد لها صدى لدى السياسيين والكل يعرف ماذا كان رد السيد دباغ ( الناطق الرسمي باسم الحكومة )على مقترح مام جلال عن المحافظة المسيحية. لهذا تغير موقف مام جلال من محافظة اقامة محافظة مسيحية وقتية لحماية المسيحيين المهجرين من قبل التتر المتوغلين في مؤسسات الدولة. الى اقامة مديرية مسؤولة عن شؤون المسيحيين بعدما كان يطالب باستحداث منصب نائب رئيس الجمهورية لمسيحي. ألا يعني هذا هناك تراجع عن موقفه السابق !؟
السيد نوري المالكي  رئيس الوزراء اجتمع مع سفراء الاتحاد الاوربي قبل ايام  ليسمعهم بأنه قدم معلومات مهمة لاحدى دول الجوار ساعدت على عدم حصول كارثة جديدة للمسيحيين في هذه الدولة ، في الوقت نبارك جهوده وجهود كل من يعمل الخير باي شكل وصيغة ولاي عراقي او انسان في العالم ،  نتسأل ما هي الاجراءات القانوية اتخذها  بنفسه ضد الذين يقومون بهذه الجرائم ويخنقون الحريات ، لحل مشكلة اضطهاد اوالتطهير العرقي (هولكوست) للمسيحيين التي يقوم بها البعض من المخفيين وراء الظلام والقانون، لحد الان لم يستطيع السيد رئيس الوزراء وضع حد للميليشيات الارهابية الايرانية او القاعدة او غيرها  التي قضت على معظم علماء ومفكرين والاساتذه العراقيين و غيرها من الجرائم من ضمنهم  التطهير العرقي للمسيحيين، ولم يقدم مجرم واحد منهم للمحكمة كي ينال جزاءه. بالاضافة الى مئات التصريحات من ان الحكومة وضعت يدها على معلومات وملفات المجرمين والضالعين بها بدون معاقبة المجرمين لحد الان.

الاخوة الاكراد في كل مناسبة يفتحون اذرعهم لقبول المهاجرين المسيحيين من الموت ( مع شكرنا وتقدرينا لمواقفهم الانسانية) كأنه دولة اخرى ، لكن في المجلس الوطني او مجلس الوزراء او رئاسة الجمهورية ليس لديهم دخل ما يحصل للديمقراطية التي وعدونا كلهم بتحقيقها في العراق الجديد،  كأنه لا يهمهم  ما يحصل الا  ما يخص قضايا الاقليم فقط  وهي اشارة واضحة للحكومة المركزية ومليشياتها بأن يعملوا ما يروق لهم، بدون وجود معارضة لهم  ما يحصل في بغداد. ولكن اذا ما صرح تركماني او عربي بشيء عن مشكلة كركوك ترى تصريحات السيد محمودعثمان تنتشر كالبرق في اخبار العالم.!!

السيد علاوي  للمرة الثالثة ينال حصة الاسد من اصوات المسيحيين بإعتبار تياره ديمقراطي وبعيد عن الطائفية والميليشيات الا انه بالرغم كل ما حصل  لم نسمع ما يحرك مائه الراكدة في هذه القضية. بل موقف تياره كان الاضعف في قضيتنا!!
القوى الشيعية المعتدلة لا تستطيع ان تبوح برأيها خوفا من جماعة ايران الذي يسيرون الامور كما تشاء ا سواء شاؤوا  ابوُا  ، هذا كان واضحا من تجربة احتلال الجيش الايراني لموقع نفط الفكة!
اما  الدول المحيطة بالعراق فيظهر انها  في حالة الغبطة  بما يحصل للمسيحيين ،  لان التيار الاسلامي والفكر المتعصب هو الذي يسير في عروق هذه الدول و اغلب المسؤوليين فيها.

 نعم ما اشبه اليوم بالبارحة، فقبل قرن تماما استولت جميعة الاتحاد والترقي الحكم من الجلاد الكبير عبد الحميد الثاني في الامبراطورية العثمانية ( 1909) على اساس انها تطبق شعارات الثورة الفرنسية العدالة والمساواة والاخاء ، لكن بعد نشوب الحرب العالمية الاولى  1914 اعلنت الحرب على ابنائها من المسيحيين  من كافة القوميات والاقليات لا سيما الذين لم يكن لهم اي تدخل في السياسية مثل الكلدان والسريان. فقلعت المسيحية من جذورها  من  تركيا وضربوا بالسيف الرقاب بدون تمييز ، فقتلوا ما يقارب مليونين من ابرياء  في الامبراطورية لا ذنب لهم مثل اليوم سوى انهم مسيحيين.!!!

 في الختام انا شخصيا لا اتعجب  مما يحصل  في العراق منذ زمن بعيد، لانني مؤمن بوجود ايادي مسؤولة في الدولة تشترك في هذه الجرائم الانسانية، ودليلي والبرهان الذي اعتمد عليه هو، ما صرح  به رئيس مجلس النواب السابق السيد المشهداني قبل بعضة اسابيع  بكل وضوح من ان مهمتنا كمسلمين في قيادة الدولة اسلمَة العراق!!(3)
.................
1 – بعض المصادر تبالغ بالرقم الى حد مليون
2- اول الة موسيقى في التاريخ هي القيثارة اخترعت في وادي الرافدين من قبل السومريين قبل 3500 سنة.
3- المصدر : ( المشهداني: وصلنا إلى السلطة ولن نتنازل عن أسلمة العراق ) جريدة المدى، الرابط:
http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=32887


1520
مخيم الاصدقاء في ملبورن!


بقلم يوحنا بيداويد
11 ك الثاني 2011
فيليب ايلاند - استراليا
 
إلتقوا مرة اخرى على ارض مطار مالبورن بعد فراق قارب ثلاثين سنة بين بعضهم. إلتقوا وكأن فراقهم كان بالامس، فقد امتزجت دموعهم بإبتسامات فرح التي ارتسمت على أوجههم، وحلاوة الذكريات راحت تَمسَح مَرارة الفِراق بسرعة البرق. كأن الزمن فقد خواصه، والتحمت لحظة الوداع بلحظة الِلقاء، وأن ايام الخوف من التربص من قبل رجال الامن الذين وضعوا انظارهم عليهم وَلَتْ الى غير عَودة. فالمكان ليس بِجمعية الناطقيِن باللغة السريانية في حي الوحدة، او بنايات  الامن في بارك سعدون أو كازينو دار السلام على ابو نؤاس ام كراج مدينة زاخو حيث كانت محطة الوداع بين اغلبهم.
كنت اراقب اللحظات الاولى من لقائهم من بعد هذه الفترة الطويلة، كانت الافكار تتراكض في ذهني، ماذا سيقول واحد للاخر؟ كنت اتسأل انا البعيد القريب منهم، كيف سيتصافحون؟ كيف سَيُّقبِل بعضهم بعضاً، كيف سينظر واحد للاخر حينما يرى كل واحد ان الدهر ترك تجعدات على وجه صاحبه لن تُمحى بعد الان، حينما يرى بعضهم ان شعر اغلبهم استمالَ الى البياض بعد ان عبر معظمهم عتبة  الخمسين، كنت اراقب العيون وأحسُ بإضطراب القلوب وحرارة القُبلات والمصافحات الحميمة التي عوَضتْ عن كل هذه السنين من الفراق القسري المُؤلم .
لا اعتقد هناك مَوقف أصْعب مِن موقف فِراق الاحبة، خاصة إذا كان سببهُ شيئاً خارج إرادتِهم، بل ان مصير بعضهم كان قد انتهى بحبال المشانق ام في احواض حامض النتريك بعد ساعات ما لم يكن قد قرروا الرحيل والعبور فوق حواجز الموت.
لعل يتسائل البعض من قرائنا الاعزاء، ما هذا الاهتمام والمبالغة بمجموعة من الشباب افترقوا كملايين من العراقيين الذين اجبرهم الوضع السياسي في البلد لقبول الهجرة القسرية.
نعم هم مجموعة مختلفة عن غيرهم ، مجموعة من الشباب الذين كانوا قد وضعوا فوق رموش عيونهم مصير شعبهم وتاريخه،ولغته،وهمومه ووجوده. هدفهم الاسمى كان تعليم الشبيبة  لغة الام السريانية، فاللغة كانت دائماً مهمة في تحديد  مصير اي امة في التاريخ من بقائها ام زوالها. وزيادة الوعي القومي، إصدار مجلة قومية (قالا سورايا)  كأن حدسهم يقول لهم: "ان الغدَ لناظرهِ قريب!".  
فأحدهم تخلص باعجوبة من براثين القتلة المتربصين، بسبب تاليفه كتاب عن كيفية تعلم لغة الام ونشره مقالة سياسية قومية، والاخر هددوه بالانتماء للحزب او النقل الى جبهة القتال، هكذا كل واحد كل منهم كان له سبباً خاصاً به ان جعله يترك اهله واصدقائه واقاربه ومدينته، فتفرقوا أو أُجبِروا على الفراق، فراح البعض منهم في الاحزاب السياسية والاخرون في الاعلام، والاخرون في مجال الثقافة والتأليف والشعر....الخ ، ولكن لم يَخفقْ معدن ايَّ واحد منهم، لم ينسى مهمته، بقت هموم الجميع نفسها ، اللغة ومصيرالشعب المسكين الذي لم يمتلك قيادة فكرية حينما كان واقعاً تحت ضربات النظام  الظالم و موجات البحر السياسية الدولية الهائجة.
هنا في نهاية العالم قرب القطب الجنوبي، حيث تقع بلاد جزيرة الواق الواق،ارض  كوالا وكانكرو إلتقت المجموعة(السبع القادمين من قارات العالم(1))  مع بقية اصدقائهم القادمين من مدينة سدني وبحضور الموجودين اصلاً في مدينة ملبورن ،إلتقت في كمب (ادناك) في امسيات اعادت الذكريات الحلوة والمٌرَة كلها بشغف كبير.
على الرغم من ان هذا اللقاء كان سريعاً، إلا إنه كان لقاءً كثيفاً، مملوءً من الشوق وتبادل الاحاديث و قصص ومقالب ايام زمان التي مر عليها اكثر من 35 سنة ،  في الحقيقة كان لقاءً جميلاً ، ناجحاً، مملوء من تبادل الخبرات والافكار والاخبار بعد كل هذه السنين الطويلة، انه لقاء نادر ومتواضع، قد لا يحصل مرة اخرى بهذه الكثافة والصورة ، لهذا لن ابالغ إن قلتُ كان لقاء القرن.
اعتذر مقدما عن التقرير المختصر وكذلك عن عدم نشر كل الصور !!
.............
1-            الضيوف السبعة القادمون كانوا كل من :-
يونان هوزايا - العراق
نزار الديراني - العراق
اسكندر بيقاشا - السويد
 
سلام مرقس - فرنسا
فاضل كوكيس - فرنسا
كوركيس اوراها - امريكا
بولص عزيز – كندا
 

الضيوف السبعة القادمون من اليسار الى اليمين
سلام مرقس، اسكندر بيقاشا، يونان هوزايا، نزار الديراني، بولص عزيز، كوركيس اوراها، فاضل كوركيس


اللقاء الاول بعد فراق ثلاثين سنة بين البعض منهم  في البيت يوحنا بيداويد
 
 
اللقاء الاول
 

اللقاء  الاول
 

اللقاء الاول
 

 
صورة امام المخيم في يوم الاخير
 
 
 
صورة من داخل المخيم
 
 
 
صورة لاحد لقاءات داخل المخيم


صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 
 
صورة  لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

صورة  لاحد لقاءات داخل المخيم
 

  
صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

الشاعر نزار الديراني يلقي قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 
 
 
الشاعر الياس منصور يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم



الشاعر يونان هوزايا يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 


الشاعر  اديب كوكا يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 
 
 
صورة في منطقة السد قريب منطقة المخيم
 
 
 
 
 
اليوم الثاني من المخيم
 
 
  
الندوة التي اقيمت في قاعة عشتار يوم 21 ك الاول  2010 تحدث فيها كل من  السيد يونان هوزايا واسكندر بيقاشا وادارها الياس منصور
 
 
 
 
 
  
 
يونان هوزايا في امسية شعرية
 
 
يونان هوزايا في امسية شعرية
 
  
يونان هوزايا في امسية شعرية
 
 
 



 



 

 



 


 
 


 


 

 

 

 

 

1521

في البداية نقول لاهل الشهيدة واقاربها واصدقائها نحن نأسف لم تعد هناك كلمات في اللغة العربية  

لنواسيكم بها من كثرة ما قدمنا برقيات التعزية لاهل شهدائنا.

الله يرحم الشهيدة المسكينة ويحفظكم ويعطيكم الصبر والسلوان في تحمل اثار هذه الجريمة البشعة.

لكن لابد ان نؤكد  ونقول مرة اخرى كل الدلائل تشير الى وجود تعاون بين رجال الامن العراقي

اي (الارهابين الموجودين في الامن والجيش والداخلية) بعلم الحكومة او بعدم علمها ،
 
 في منطقة الكرادة والسيدية والجادرية حيث تقع جامعة بغداد و مجاميع الارهابية الموجودة في المنطقة  الذين قاموا بالجرمية.

(لان شهادة رئيس البرلمان السابق المشهداني  في الاعلام خلال الايام الماضية تؤكد شكنا ،

 وجود اطراف وقادة سياسين كبار في حكومية  مشتركين ويعملون وبصورة منتظمة وبعلم الجميع

لتشجيع و حدوث هذه الجرائم ضد المسيحيين والاقليات.)

لذلك مالم تقدم الحكومة المركزية المجرميين امام المحكمة بصورة علنية ستظل هي الاخرى متهمة وتتحمل

 المسؤولية امام المحكمة الدولية لجرائم ضد الانسانية مثل هذه الجريمة و الاف جرائم غيرها.

وان قتل هذه الفتاة الوحيدة ، دليل واضح هناك من يعرفها ( من القوات الامن ) نجت من الجريمة البشعة في مذبحة سيدة  النجاة،

  وبما انها

بقت مستمرة في عملها امينة لوطنها لكن رجال الامن في هذا الوطن خانوا  لعدم توفير الحماية الكافية لها.


1522
رسالة القاعدة للمسيحيين والاسلام في عام 2011

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
4 ك الاول 2011

"اذا كان عام 2010 مؤلم ، فإن عام 2011 كله سيكون نعيق الغراب"

قبل ثلاثة ايام وَلت سنة 2010 المشؤمة لشعبنا المسيحي في العراق والتي سُجِل في كل اسبوع منها حادثة  مروعة ضدهِ، فتكررت عليهم مجازر حلبجة وصبر وشاتيلا ببطىء امام انظار المسؤوليين العراقيين بكافة مستوياتهم وامام الرأي العربي والاسلامي والاوربي والامريكي بدون ايجاد حل للمشكلة الامنية لهم.

العالم كله دخل الحرب ضد القاعدة في السنيين الاخيرة ، لكن المسيحيين في العراق وفي الشرق الاوسط عموما اصبحوا هم الضحية ويدفعون الثمن. فلم يستطيع العالم (والبعض لم يشأ ان لم يقل ساعدهم!! ) ايجاد طريقة لايقاف هذه المجازر، على الاقل ادانتها بصورة رسمية واستخدام كافة الطرق المتوفرة لايقافها ، مثلاً تدخل رجال دين الاسلامي بكافة مذاهبهم في ادانة عمليات قتل الاقليات المسسيحية  وغيرهم من دون سبب. او على الاقل تحريم قتل الانسان المسلم وغير المسلم مهما كان السبب واستخدام مبدأ " العين بالعين والسن بالسن الموجود في العراق منذ  شريعة حمورابي قبل اربعة الالاف سنة " كعملية رادعة او الافتاء بأنه فعل محرم كما فعلوا في مناسبات اخرى في التاريخ..

لنكن اكثر صريحيين في هذه المرة،  ان العالم الاسلامي منقسم على نفسه  بين مؤيدي والرافض للارهاب، فمؤيدوا الارهاب والقتل الجماعي واقامت المذابح بالمسيحيين لانهم مشمولون بالفناء لانهم كفار وملحدين،  والقسم الاخرالاكبر  الذين هم الرافضين  لهذه الاعمال، يرون ان هؤلاء الارهابيين هم خرجوا من التعليم الصحيح للاسلام لان قتل نفس واحدة كأنهم قتلوا الانفس جميعها.
هؤلاء الذين تعاطفوا مع المسيحيين بكلمات حزينة وجميلة وفي مناسبات عديدة، لم يعملوا بجد لايقاف اولاً تشويه دينهم وتعاليمهم من تخريب الارهابيين ومن ثم حماية اخوتهم في الانسانية والذي قضوا معا سنين وقرون طويلة.

مع نهاية عام 2010 وبداية عام 2011 جاءت رسالة من المسلمين الارهابيين الذين ظلوا طريق في ديانتهم قبل ان ينحرفوا عن قيم الانسانية تقول الرسالة : "  اذا كان عام 2010 شؤم، فإن عام 2011  كل سيكون نعيق الغراب".  في اخر ايام السنة قام الارهابيين بعمليات اجرامية ارهابية جديدة في احياء مسيحية لا سيما في منطقة الغدير وبغداد الجديدة. وفي اليوم الاول من هذا العام قاموا بتفجير كنيسة الشهيدين للاقباط في الاسكندرية في مصر. بما معناه نحن سنضرب المسيحية اينما كانت وبدون اي سبب ولا توجد شريعة او قانون او قوة توقفنا. نحن ابناء البربرية وسنظل هكذا ولن نؤمن يوماً ما بالقيم الانسانية من المساواة والعدالة والاخاء التي هي من انتاج الفكر الغربي، هكذا هو اسلامنا؟؟!!..

قلت لاحد اصدقائي المسلمين  قبل بضعة سنوات " على الاسلام الان اختيار طريق جديد في تعامله معنا غير المسلمين في العراق وفي العالم، لان في السابق كان العالم الاسلامي منعزل عن العالم المسيحي بصورة عامة، ولكن مع نهاية الحرب العالمية الاولى اصبح العالم يقترب بعضه من بعض الاخر شيئا فشيئا، ها هو الان اصغر من قرية صغيرة. الاسلام بحاجة الان ان يغربل بعض من تعاليمهم المشوهه  والمستخدمة كسند ديني اليوم لدى القاعدة (وغيرها)في عملياتها الاجرامية ضد الابرياء، يجب ايقاف من يسيء للاسلام من داخل الامة الاسلامية من قبل المسلمين انفسهم وإلا سوف تحصل كوارث وجرائم بأسم الاسلام  وسيتم تشويه تعاليم كثيرة للاسلام من قبل مسلمين انفسهم".

حينما كان العراق تحت تهديد الاحتلال الامريكي قبل حوال ثمانية سنوات ، كانت حكومة جورج بوش تتحدث وكأنها  ستجعل من العراق تكون منبع للديمقراطية  في الشرق الاوسط وكأن العراقيين بمجرد ان يأكلون اول سندويج مكدونالد سوف يُلقحون بالقيم الديمقراطية والانسانية والوطنية وتحمل المسؤولية واحترام حق الاخر واعطاء خياره حسب ارادته في العيش بحسب القانون والنظام ودستور البلد ، وكأن السياسيين القادميين الى الحكم في العراق هم خريجوا جامعة كامبرج وهارفد وباريس ونيويورك،او كانوا زملاء لفرنسيس بيكون ويحملون نفس الافكار (قبل اربعة قرون) في تطبيق الحق الوضعي لاي انسان.

كل هذه الاحلام والصور الوردية التي كنا نحلمها بعد مرورنا  في نفق مظلم طويل طوله 35 عاما او اكثر تلاشت من فكرنا بعد ان شهدنا ما حدث في الاشهر الاولى من العمليلت الارهابية. واصبحت نظرتنا اكثر تشاؤمية حينما رأينا ثلاث حكومات متعاقبة لم تتحرك بصورة فعلية لايقاف هذه الجرائم ، لم تقدم اي من هؤلاء المجرمين الذين القت القبض عليهم  للمحاكم امام انظار العالم كي ينال عقابهم، لم تقم رجال الدين بحملة توعية من منابر المساجد على تحريم القتل لاي شخص مسلم وغير المسلم  باي شكل من اشكاله ولاي سبب كان، ولم يحصل توافق بين الكتل السياسية الامر الذي يفسر كانت ولا تزال هناك تصفيات في عالم الخفي بينهم. والبعض سعيد بما يحصل للمسيحيين على يد الارهابيين جزاءً لروح الوطنية التي يمتلكونها منذ زمن الملكية الى عصر صدام حسين وخنادق المعارك تشهد على ذلك.

الروح الوطنية يوما بعد يوم تضمر والطائفية والانقسام ورغبة التقسيم تزداد بين القوميات والمذاهب الدينية، تدخل الصارخ للجيران لا سيما ايران كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وقتل حبل السري بين العراقيين في سنين الاخيرة بحجة لها الفضل على المعارضة العراقية ( السياسين الذين يقودون البلد الان). 

قدر العراقيين في هذه العقد اصبحت بلادهم ساحة معركة بين جميع انواع القوى، القوى الخيرة والشريرة، اليسارية والرأسمالية، الارهابية والديمقراطية، الشرقية والغربية ، المدنية والدينية ، بين القوميات وبالطوائف والمذاهب ، بين القانونية والنظامية من جانب وبين المجرميين و قطاع الطرق واللصوص من جانب الاخر.  لم يبالي ايَّ منهم بِمن يعيش او يَتأثر في ساحة المعركة  سوى الانتصار على الاخر مهما كان الثمن الذي كان سفك دماء العراقيين الابرياء  بالمئات الالاف وهجرة الملايين وهدر قدرات العراق الفكرية وثرواته الوطنية.
عراقنا الذي كان تحت ظلم صدام حسين ثلاثة قرون ونيف اليوم يعاني من مشاكل اضافية الى مشاكله القديمة والنتيجة كانت او ستكون  بلا شك كما يلي:
1- هزيمة امريكا في نظرنا العراقييين لكنها بلا شك انجزت مهتمها و ضمنت انتصارها بطرق لا نعرفها الان،  بل ربما لن نعرفها إلا بعد نصف قرن !
2-  تقسيم العراق على مبدأ الطائفي والقومي الذي جلب الدمار الموجود و سيجلب دماراُ اكثراً  للعراق اجلا او عاجلا، اذا لم تولد الروح الوطنية بين العراقيين ويتخلون عن ميزانهم او معيارهم (مَسطَرتُهُم) الطائفي اوالديني او المذهبي اوالقومي اوالقبلي في قياس الامور.
3-  زوال المفهوم الوطن الواحد ، ومفهوم الوطنية عند العراقيين اصبح منبوذ اً لان حزب البعث وصدام حسين استخدمه اكثر مما يجب، فحدث تشبع، فلم يعد ايمان لدى العراقيين بجدواه، اي تم تفريغه من معناه !، ولكن لا عرفون مشكلتنا الاساسية هي انعدام الروح الوطنية التي هي القاسم المشترك بين جميع العراقيين.
4-  انتصار القاعدة ومساعديها ( من العراقيين والجيران)  في قلع جذور اقدم تجمعات بشرية من القوميات وشعوب القديمة في العراق بسبب دياناتهم غير الاسلامية . والذين بلا شك غدا سوف يطالبون التعويض بالبلايين الدولارات في المحاكم الدولية  بعد اجبارهم على الهجرة بصورة قسرية.
5- سينشا صراع مرير بين هذه الفئات او المجاميع الرئيسية الثلاثة،  مجموعة التابعة لايران من الشيعة والتابعة للسعودية والعرب من الاخوة السنة ومجموعة التابعة لاقليم كردستان من الاكراد واقلياتها. ولن يهدأ عراق بل سيصبح بلقان الشرق الاوسط.
ليكن الله في عون الفقراء والمهمشين والمسالمين والاقليات وغير المنتمين لاي من الاحزاب الكبيرة  في تلك الايام  من التماسيح البرمائية وصراعها المرير القادم.
 
 


1523
رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
23 كانون الاول 2010

سيدي الرئيس الوزراء واعضاء الحكومة الجديدة وجميع ابناء الرافدين  الكرام
تحية لكم من جدتكم قيثارة السومرية الاثرية القابعة في متحف العراقي
في عصر تتبارى الامم والدول في اقامة ذكريات ولادة عباقرتها وعظمائها بعد مرور مئة سنة او ربع قرن او غيرها ، وفي وقت تتفاخر الدول بإبداعات ابنائها الفكرية من ادبائها وكتابها وموسيقيها ورساميها وفلاسفتها وعلمائها وشعَرائها وفناني التمثيل والمسرح والرياضيين وغيرهم ، احفادنا في بلاد ما بين النهرين يقرون منع انتشار نورالمعرفة والتذوق الجمالي في الرسومات بيكاسو  والشعور بالنشوة في سماع قصيدة الشعرية من قصائد المتنبي او ابو نؤاس اواغنية من اغاني فيروز الصباحية او الافتخار في حل معضلة فكرية او طرح نظرية فلسفية جديدة او اكتشاف مضاد حيوي مثل اكتشاف انسولين جديد يقضي على مرض سرطان او قصة رائعة مثل قصة الجريمة والعقاب او الاخوة الاعداء للكاتب الخالد دوستويفسكي، او ايجاد علاج جديد للامراض  النفسية غير معتمد على اقوال عبقرية  فرويد  او تلميذه يونغ في تحليل النفسي.

في عصر تتصارع فيه الامم والحضارات في تكبير شأنها بتاريخ معركة صغيرة او حادثة بسيطة مرت في بلدانها لاجل تضخيم احقيتها ( الانسان الثلجي) او مكانتها بين الامم الاخرى. نرى ان السياسيين من ابنائنا يفضلون مسح كل ما انجزناه في التاريخ وتركناه لكم ارثاً حينما كانت الامم الحديثة تعيش في عصر البربرية وقانون الغابة سائداُ. فما اقبح ان ينسلخ الانسان من جنسه او عرقه و ينكر الابن فضل اجداده او ينكر او ينبذ اثارهم وانجازاتهم العظيمة.
 

 هل تعلمون يا اولادي قسم منكم يجهلون الكثير عن انفسهم من هم ،اصلهم ،تاريخهم ، حتى تاريخ حضارة وادي الرافدين الذي هو اكثرة ثروة من نفطكم الذي يسرقوه السياسيين الانتهازيين  والعملاء والجيران والمحتلين. لم أعـُد افهم اساس قراراتكم بالسير عكس عقارب زمن التاريخ، فالتاريخ لا يجري وفق ظواهر الطبيعة وتأثيراتها فقط وانما تحت تاثير المنطق العقلي وانجازاته المتجسدة عمليا في التطبيقات العلمية، انظروا فقط الى تطبيقات العملية لاختراعات مكتشف المصباح الكهربائي توماس اديسن.

اولادي الصغار هل تعلمون جدكم كلكامش كتب اخصب قصة في تاريخ الانسانية كله ودون فيها فكرة السموات والالهة وقوة الخير والشر قبل كل الامم ، هل تعلمون جدكم حمورابي وَحد بلاد الرافدين كله تحت سلطته وكَتب الشريعة الانسانية في التاريخ مكتوبة تعالج جميع مشاكل الاجتماعية في ذلك العصر وهي لا زالت احد المصادر الرئيسية في شرائعكم. هل تعلمون في هذه الايام الجامعات الغربية وبالاخص الامريكية تتبارى في تقديم براهين اجدادكم في علم الهندسة حتى نظرية فيتاغورس المسجلة بإسم العالم الاغريقي (؟؟)  والتي تعد احدى البديهيات في عصركم هي من انجازات الفكرية لاجدادكم .

اولادي لا ان اريد اطيل عليك بسرد انجازات اجدادكم ،خلال سبعة  الالاف سنة وحضارتهم العريقة والتي استقت منها كل الامم والشعوب، ولست حزينة على اي شيء سوى على قراركم بدفن الحان واشجان التي عزفتها اوتاري التي لا زال صداها يأتي  في فضاء بلاد ما بين النهرين، ولست حزينة الا على النكبة المشينة التي يشنها البعض منكم على كل من يعيد اصوات الحاني في المقاهي والاذاعات والتلفزيون وبالاخص في المهرجانات.

اولادي انكم بنبذكم للعلوم والفنون والموسيقي تختارون الموت والقبر والاندثار، هذه ليست مشيئة الهكم الذي كان الهنا وان كنا لا نعرفه، لانه الخالق واحد مهما تغير الزمن والعصر والمكان. منعكم لتصدح صوت اوتاري في قاعة مهرجان مدينتي العظيمة بابل كانت جريمة اكبر من قتل انسان نفسها لانها تعني قتل حضارة وفكر وفن ، هي عملية قطع الماضي عن الحاضر، وانتم تعلمون جيدا اي حاضر فاسدا تعيشونه واي ظلم جور تقومون به على الضعفاء والمسالمين بينكم.

القيثارة السومرية

 

1524
                       هل نجحت عملية تصدير الثورة الاسلامية في ايران الى العراق؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
13 كانون الاول 2010

 ملاحظة:
في البداية اود ان اوضح  ان نقد هذا المقال، موجه الى كل من يشرع او يسلب الحريات او حق التعبير عن الراي لاي فرد او ديانة او مذهب او قومية  عراقية بدون تميز .

في نهاية العقد السابع من القرن الماضي، انقلبت موازين القوى في الشرق الاوسط، حيث صنعت الدول الراسمالية الغربية طوق ديني متعصب حول الكتلة التي كانت تتألف منها دول الاتحاد السوفياتي والدول المهددة بتغير نظامها الى المعسكر الاشتراكي،كان الهدف منها هي وقف المد الشيوعي في اسيا والشرق الاوسط.

 ومن ضمن هذه الخطة، كان تغير نظام الحكم في ايران كشيء حتمي. نجحت الثورة الاسلامية في ايران اعلاميا واستقبل الامام خميني في طهران شعبيا وجماهيريا بصورة منقطعة النظير في بدايةسنة 1979 ( لكن القرار الحقيقي كان من صنع الغرب). لم تمضي اشهر قليلة حتى اصبح واضحا معالم النظام الديني الذي تبعه الامام خميني في ايران، فضرب النظام الجديد (ولاية الفقه) جميع التيارات المدنية والديمقراطية والشعبية والقومية والديانات والاحزاب التي كانت موالية او تعمل تحت حكم شاه ايران . اما قادة الجيش وجهاز المخابرات وحزب تودة الاشتراكي قد ازيلوا من الوجود، فاعدموا كل من مسكوا به. تلت انقلابات بعد انقلابات في ايران، حتى ان اقرب شخص الى الامام خميني ( قطب زاده) قد اعدم على يد الملالي الجدد.

 ثم بدأت القلاقل تحدث في المجتمع العراقي، على الرغم من ان معظم العراقيين كانوا متأكديين من ان  مجيء صدام حسين على الحكم لم يكن اعتياديا ، بل انقلابا داخليا،  الا ان متطلبات حصول  الحرب بين العراق وايران كانت قد اعدت تماما .
فمن جانب الثورة الاسلامية بقيادة الامام خميني ارادت تصدير ثورات شبيه لها الى بلدان الشرق الاوسط وبقية الدول الاسلامية وبالاخص العراق الذي هو المعقل التاريخي للمذهب الشيعي قبل ان تصبح ايران شيعية ( تاريخيا ايران تشعيت على يد اسماعيل الصفوي في القرن السادس عشر).

 ومن جانب الاخر بدأ صدام حسين بحملته بتقديم تحفيزات ومنح لتشجيع الشباب  للانخراط والتطوع في صفوف القوات المسلحة براتب ضعف الموظف  مع منح سيارة برازيلي وقطعة ارض وقرض للبناء كذلك ادخل تدريب الطلبة بصورة الزامية من مرحلة الاعداية والجامعات. وبدا صدام بشراء الاسلحة الغربية والشرقية ومن عالم الثالث.

 المهم في ذلك الربيع بدأت شرارة النزاع بين ايران والعراق، فحدثت انفجارات في الجامعة المستنصرية وفي بعض شوارع  بغداد .رد صدام عليهم بقرار ترحيل عدد كبير من الاكراد الفيليين والايرانيين والعراقيين الذين لم يكونوا يملكون الجنسية العراقية والذين كانوا يعيشون في العراق منذ عقود طويلة.

 في نهاية شهر اب سنة 1980 بدأت المناوشات العسكرية على الحدود، في الرابع من ايلول بدات عمليات القصف بين الطرفين وفي 22 ايلول اعلنت الحرب بين الطرفين، ودخل الجيش العراقي الذي كان متهيء لانجاز مهماته المحددة التي كانت تتلخص اعادة الشط العربي والاراضي التي استقطعت من العراق في قاطع خانقين ومندلي (حوض سومار) حسب معاهدة جزائر سنة 1975 بين صدام حسين وشاه ايران وبإشراف الجزائر وبرضا الولايات المتحدة و على حساب الثورة الكردية وقائدها الملا مصطفى البارزاني.

حسب تصريحات السياسيين العراقيين في تلك الايام (من امثال طه الجزراوي وطارق عزيز وسعدون حمادي) ان مدة الحرب في فكر صدام حسين لن تطول اكثر من اسبوع واحد و تتدخل الامم المتحدة ودول عالم الثالث ومؤتمر الاسلامي ويتم حل النزاع بين الطرفين بالمساومة والسياسة مرة اخرى.

لكن الحرب العراقية الايرانية اصبحت فيما بعد مصيبة كبيرة للعراقيين، فالامام خميني رفض اي نوع من المفاوضات بل لم يعد يريد مفاوضات وصدام حسين من الطرف الاخر  كان يزيد ويغير  من شروطه. بعد هذا مضت ثمانية سنوات من القتال بين الدولتين .ففقد العراقيون مليونين من ابنائهم بين شهيد ومفقود ومعدوم واسير( بعض المسيحيين الاسرى لم يعدوا لوطنهم لحد الان، لانهم اجبروا الاستسلام او الموت).

المهم في 8/8/1988 وافق الامام خميني على وقف اطلاق النار وقال في حينها بما يشبه كان يفضل شرب السم من التوقيع على وقف اطلاق النار مع صدام حسين.

النتيجة من الناحية المبدئية هي انتصار العراق في الحرب، فنجح صدام حسين  في صد الثورة الاسلامية اعلامياً ( هذه حقيقة شئنا ام ابينا وارجو المعذرة ممن لا يتفق معي) وحفظ  الجيش العراقي وصدام حسين عرب الخليج الذين يتنعمون الان بالميارات ويتسابقون في بناء اعلى ابراج في العالم من الزوال . لكن فكرة تحقيق (اصدار) الثورة الاسلامية للعراق لم تنتهي، بعد مرور سنوات قليلة مات الامام خميني، والعراق وقع في مأزق دولي جديد  بعد ان ضرب صدام حسين  ثوار الاكراد والمعارضة العراقية من المسيحيين والشيوعيين واليزيديين  في حلبجة وفي الانفال بالاسلحة الكيمائي في جبال كردستان..

  حينها نسى صدام حسين  ان الغرب وبالاخص امريكا هي التي قررت ان تنتهي الحرب مع ايران لصالحه بضربها سفينة ايرانية تراقب السفن التجارية في الخليج العربي و مساعدته لتحرير فاو  عن طريق تزويده بمعلومات مهمة عن مواقع الجيش الايراني  عن طريق الاقمار الصناعية. فراح صدام حسين  يظهر يوميا في بدلته العسكرية مسده على خصره ، على شاشة التلفزيون ولساعات طويلة في اجتماعات وخطابات فارغة بعيدة عن الواقعية. ما زاد الطين بلة هو ان الدينار العراق اصبحت قيمته درهم كويتي، كذلك اعدم الصحفي البريطاني الايراني الاصل  بازوف وقضية منع تصدير متسعات ضمن برنامج النووي الذي كان العراق يريد اعادة بنائه في تلك السنين. شعرصدام حسين الذي كان يظن اصبح قائدا للامة العربية ( بسبب حصول اول انتصار عربي في عصر الحديث على يده) ان عمليات الغدر تحوم حوله مرة اخرى ،  وبالاخص من قبل اسرائيل و ابناء اعمامه الخليجيين الذين انقذهم عن طريق دماء ابناء العراق وابنائه من السقوط تحت اقدام الثورة الاسلامية.

 راح صدام حسين يطالب سرا وعلنا دعما للدينار العراقي، و اعفاء الديون التي اعطاها اهل الخليج له اثناء الحرب، في نفس الوقت كان العرب يزداد خوفهم منه يوما بعد يوم، وكانت امريكا تهمس في اذنهم سرا عن المخاطرالقادمة في حالة عودة القوة العكسرية والقوة المالية ليد صدام حسين، كما ان قضية كويت التي اعتبرها معظم قادة العراق بعد الجمهورية انها عراقية الاصل.

بعد ان غدرت  السفيرة الامريكية صدام عن طريق عباراتها الغامضة المبهمة حول موقف الولايات المتحدة عن الخلاف الذي كان موجود بين العراق والكويت، وقع صدام في الفخ، فحدث مالم يتوقع اي شخص في العالم ان يحدث،  ففي اليوم الثاني من ايلول سنة 1990 وفي الساعات الاولى من الصباح، دخل الجيش العراقي حدود الكويت الدولي وخلال ساعات وصل بدون سابق انذار الى مركز المدينة، وهربت العائلة الحاكمة هناك بعد وشى احد الضباط العراقيين لهم الخبر مقابل صفقة كبيرة من المال. فاصبحت كويت عراقية بين ليلة وضحاها،  ادان العالم  هذه العملية وطالبت جميع الدول الانسحاب بدون قيد وشرط.  وكادت عملية انسحاب تتم بسلام بعد  حصول تفاهم بين قادة العرب، الا ان عدم وجود الثقة بينهم الت الى استمرار الوضع على حاله.

منذ اليوم الاولى فرض حصار عالمي على العراق والذي  طال 13 سنة فيما بعد الى 2003، بعد خمسة اشهر كان العالم  بقيادة امريكا قد هيأت جيشا جرارا مكون من 32 دولة في اراضي السعودية. على الرغم من ان جميع دول العالم كانت تطالب بحل المشكلة سليما الا ان الامور اصبحت معقدة ودخلت القضية في مساومات دولية اقليمية وعالمية. صدام حسين الذي لم يكن يطبق الا قاعدة واحدة في حياته  التي هي عدم الوثوق بأحد، والهجوم خير طريق للسلم،  قد تركته ان يدفع ثمنا بالغة في هذه المرة.

في الساعة 12.30 صباحا من يوم 17 كانون الثاني سنة،199  اعلنت الحرب ضد العراق من القوات التحالف الدولي، و بدات هذه قوات التحالف الدولية  بقصف مواقع الجيش العراقي في الكويت ومعسكراته داخل العراق عن طريق القاذفات العملاقة ب 32 والصواريخ الموجه عبر  القارات من المحيطات. ظن الكثير من العراقيين ان امريكا صادقة معهم، انها سوف تقضي على صدام حسين وتنتهي مشكلة العراق بمجيء حاكم اخر يكون عادل،  هرب الكثير من الجنود من الجبهة و لم يقاوم الجيش في هذه المعركة بسبب عدم وجود القناعة عند قادة الجيش العراقي في قضيتها.

في 28 من شباط  1991 كانت الجيش العراقي  خسر الحرب وعادت الكويت الى اهاليها. العراقيون المعارضين في الخارج شكلوا جبهة معارضة عريضة، وقاموا  بمحاولات عديدة لاسقاط صدام حسين لكنهم لم يفلحوا ابدا.

بعد ان ضربت القاعدة برجي مدينة نيوورك في 11 ايلول 2001، عاد صدام حسين الى الشاشة السياسية العالمية، خافت امريكا وبريطانيا منه قد يكون زود او سيزود جماعة القاعدة الارهابية بالاسلحة النووية او الجرثومية. فقررت الولايات المتحدة اسقاط صدام حسين وان لم يكن السبب مقنع للجميع العالم و لا الوقت لصالحها.

سقطت نظام صدام على يد القوات الامريكية في 9 نيسان 2003، واختفى صدام حسين وقيادته من الوجود، في هذا الاثناء جاءت المعارضة العراقية (الحكومة الحالية)  لتستلم الحكم، او تشارك الحكم مع الحاكم العسكري الامريكي بريمر.

نحن الان في نهاية سنة 2010 اي بعد سبع سنوات من ااستلام القادة الجدد السلطة في العراق وحصول ثلاثة دورات انتخابية اي تشكيل ثلاثة حكومات ونجاح التصويت على الدستور العراق الجديد. لكن بوادر حصول استقرار في العراق لازال بعيدا في نظر الشعب العراقي.

 ففي هذا الاسبوع ظهرت بوادر وعلامات غربية وخطرة على مستقبل العراق. حينما قررت مجلس محافظة بغداد غلق النوادي والجمعيات في مدينة بغداد بحجة الدعارة وشرب الخمر فيها كما كان حصل في البصرة قيل سنين و كذلك حرم الموسيقى والغناء في مهرجان بابل.  الامر الذي يخالف الدستور وحق الحريات المحفوظ لهم.

 وما زاد الطين بلة هو خروج اصوات من المراجع الدينية الشيعية  مؤيدة لقرار مجلس محافظة وكأنهم يقولون ان العراق اصبح تحت ولاية الفقه او ان المراجع الدينية هي التي تقرر مصير الدولة، وان الدستور ورقة فارغة لا قيمة لها حسب العرف الدولي و ان مواثيق التي وقع العراق عليها في الامم المتحدة والمحافل الدولية كلها باطلة. كذلك سكوت رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية والاحزاب الكبيرة وحتى المحكمة الدستورية التي لم تنطق بشيء لحد الان عن هذه القرار، فقط الكتاب والمفكرين العلمانيين والديمقراطيين والاقليات اظهروا معارضتهم لهذا القرار.

السؤال الذي بدأ يساله كل عراقي الان، هل اصبح العراق على مفترق الطرق فعلا؟ هل ان الاختلافات التالية ليست خطرة على وجوده :-

1- ان الحكومات السابقة لم تكن مستقرة  ولا الحكومة الاتية ستكون مستقرة،  لان بنيتها الاساسية هي على الطائفية والمذهبية والقومية وان الوزارات اصبحت هي حصص للاحزاب الكبيرة حسب نسبة اصواتهم كما كانت حصص تموين في زمن صدام حسين معتمدة على عدد افراد العائلة. اي هي حكومة توزيع العلاوات وليست حكومة حماية الحريات والحقوق والدستور والنظام؟

2- ان الدستور على الرغم من وجود نقص ونقائض فيه، لكن فيه فقرات تحمي حرية الراي والفرد والعبادة والتعبير. لكن من يحفظ  هذا الحق الدستوري من التزوير؟ هل المحكمة العليا في الدولة تستطيع قول كلمتها في هذا الصدد؟.

3- وجود خلاف كبير بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية حول قضايا كبيرة ومهمة وجوهرية لها ارتباط بمستقبل العراق ووحدته.

4- ضرب وتهجير الاقليات في العراق من قبل أيدي خفية و ظاهرة السكوت مطبق من قبل مسؤولي الحكومة بالاخص نوري المالكي الذي عاهد بإنزال اشد العقوبات بالمجرمين في مناسبات عديدة.  لكن في الحقيقة لم نرى اي شيء عملي لهذه الوعود سوى اعلانات وبيانات اعلامية فارغة. الامر الذي ادخل الشك قلوبنا جميعا حول مصدقية اقواله.!!!
(فمثلا المسيحيين الذين كان يتجاوز عددهم مليون وثلاثمائة الف نسمة، لم يبقى فيها الا اليوم الا اقل من نصف مليون،  اغلب هؤلاء موجودين في المناطق الشمالية في منطقة اقليم كردستان).

نستلخص من قراءة هذه الاحداث التي طالت ثلاثين سنة، ان العراق في هذه الايام يمر في ايام حرجة ، فهل سيصبح دولة اسلامية على غرار الجمهورية الاسلامية في ايران؟ ام سيحافظ على نهجه ومسيرته في التاريخ، اي العيش المشترك لجميع الاقوام والاديان والمذاهب والفئات العراقية بدوت تميز؟؟.

اما اذا استمر اصوات رجال الدين تعلو  بتأييدها لرئيس مجلس محافظة بغداد،  فلن يكن هناك الا تفسيراً  واحداً له كما يبدو لنا، هو نجاح الثورة الاسلامية في ايران بقيادة خميني من بعد ثلاثين سنة من تصدير ثورتها الى العراق!! . الامر الذي يجعل كل العراقيين قلقين ويتسألون هل الشعب الايراني الان راضي عن مسيرة ثورته كي ينتقل الى العراق؟ ام ماذا اختلف الامر لناس العاديين بين حكم صدام ودكاتوريته وبين نظام ولاية الفقه الذي يرديون تطبيقه .

لكن السؤال الاهم هو هل لازالت  الديانات السماوية وبالاخص الاسلام  منها، تظن تستطيع فرض الايمان على الانسان بالقوة في هذا العصر، وهل الايمان بالقوة هو ايمان؟!!. وهل هذه هي ارادة الله نفسه؟ ام ان مسؤولية رجال الدين تختصر في الوعض وتعليم الانسان للابتعاد عن كل انواع الشرور واعمال الفاحشة منها قتل الانفس البريئة  والالتزام بتعاليم ديانتهم بدون الضغط او الجبر او توجيه اي تهديد لاحد.

1525
سيادة المطران لويس ساكو السامي الاحترام

ان نيلكم لهذه الجائزة القيمة بلا شك لم يكن إلا ثمرة لجهودكم المشكورة في العمل الروحي
 والانساني والوطني بين اهالي محافظة كركوك وعموم العراق، كما نشكر الله ان جهودكم
 الاكبر توجت وان كانت متاخرة بإقامة المؤتمر الاخير للكنيسة الكاثوليكة بمشاركة جميع الاساقفة ورؤساء
الكنائس الشرقية لدراسة مصير المسيحية في الشرق الاوسط.

ادامكم الله ذخرا حيا لخدمة الكنيسة ولشعبنا المسيحي من كافة طوائفه  ولجميع العراقيين.
وفي الختام  اتمنى ان نرى ترجمة فعلية من كل العراقيين سواء كانوا سياسيين ام مواطنين لافكاركم
 النيرة من جانب الانساني والوطني والمسيحي .

مع تحيات
يوحنا بيداويد

1526
اخيرا بغداد امارة طلبانية!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
4 كانون الثاني 2010

يظن الكثير من حكام العراق الجدد الذين اتوا على ظهر  الدبابة الامريكية وهو يرتدون تحت عبائتهم الملابس الوهابية، ان العالم لا يمكن ان  يكشف او يفهم نواياهم. يظنون  انهم يستطيعون خداع الناس بان صدام حسين هو المجرم الوحيد الذي ظهر في تاريخ العراق الحديث، لكن في الحقيقة ان حكام  بغداد "اعني اعضاء مجلس محافظة بغداد" بقرارهم منع المشروبات في النوادي الليلة اظهروا للعالم اخر قناع الذي كانوا يرتدونه منذ وصولهم الى بغداد وان جرائهم ضد الانسانية اكبر بكثير من جرائم  صدام حسين.

 ربما يسأل سائل ما،  اية ديمقراطية واي دستور واية انسانية تنبع من اعمال هكذا رجال؟! فعوضا ان يقيموا المهرجات الفكرية والرياضية والمسرحية والغناء والمسابقات الثقافية في كل المناطق والاحياء والمحافظات،  ورصد جوائز وتشجعهم الشخصي لها ،  انهم اختاروا بعد فشلهم الكبير في السياسة وادارة البلاد  منع المشروبات في النوادي الليلة. عوضا من صرف اموال على تربية الاطفال على احترام  القانون  وزرع مفاهيم وطنية و احترام وقيم الانسانية  وحرية الفرد اختاروا سرقتها وسن قوانيين غير طبيعية.

نعم في الاسابيع الاولى من سقوط صدام ظهرت بوادر انشاء دولة وهابية اسلامية اكثر رجعية من التي كانت تدير حكم الطلبان في افغانستان. ولكن ظل هؤلاء مع الماكنة الاعلامية الامريكية والايرانية  تكيل التهم وتزيد من قائمة جرائم صدام حسين (  ارجو لا يظن احد نحن هنا نبرر ما ما عمله صدام حسين من الجرائم ) ولكن عندما نقارن عصر صدام حسين اواحمد حسن البكر بما يحدث الان في العراق بلا شك يعرف الحقيقة حينما يتذكر حدائق ابو نؤاس في مطلع السبعينيات في ليالي الصيف، مقارنة بجرائم  القتل والخطف وتفجر  المخخات، يعرف الفرق حينما يعلم  اصبح جسدهم  اخر مرحلة او اخر نوع من هذه  المفخخات.

ومن  ينظر الى شوارع بغداد ويرى قمم الكمامة، يعرف جيدا من عقلية ونظام انتم ،  بدليل اعداد القتلى يوميا وجرائم ضد المواطنين اصبحت غير موثقة . يعرف ايضا ان الحكومة المركزية ما هي الا حكومة كارتونية تخضع بل تطبق ما يشرع في ايران بدرجة اولى ثم سعودية.

اما امريكا الخنزيرة قررت سحب قواتها بعد ان تأكدت انها كانت متوهمة في ادخال مشروعها الديمقراطية الى الشرق الاوسط  لا بل فشلت وهي وحدها تعرف اي فشل حل بها، بل لم تكن تعلم انها بلطت الطريق امام الفكر الوهابي التعصبي  بحيث اصبحت بغداد، مدينة دار السلام ، مدينة ابو نؤاس احدث امارة وهابية،  والله يعلم في الغد ماذا سيمنعون ؟ هل يمنعون النساء من الذهاب الى الجامعات او ارتداء البنطلون او الملابس العادية او قص شعورهم وتلوين اظافرهم  او وضع وردة على رأسهم ؟ بل من سيمنعهم من تغير برامج  لتلفزيون الاذاعية لتصبح برامج دينية بحتة وكأننا في القم او طهران او تحت حكم حركة طلبان.

ايها الديمقراطيون العراقيون من كل الاطراف والجبهات انها معركة بينكم وبين من يحب سير عكس اتجاه عقارب الزمن والتاريخ،  انها رسالة، بل امتحان لكم، فإذا نجحوا في هذه المرة،  سوف ينجحون في ما يأتي من بعده لا سامح الله. و احدا لا يستطيع التكهن بما سيحصل لكم  الا الله وحده.

قد يظن بعض الاخوة العراقيين انها تجني على الحكومة المركزية ومجلس ادارة محافظة بغداد، وواضعي الدستور العراقي  المناقض لنفسه (الذي صوتنا له رغم نقصه كما قلنا سابقا) بوصف بغداد امارة طلبانية ، لكن الحقيقة كما قلنا في اعلاه  واضحة ولا تحتاج الى برهان اكبر.

 فكم من هؤلاء الذين يحتسون الكحول في النوادي فجروا انفسهم في الجوامع والكنائس  حينما كان الناس تصلي ؟ او في الشوراع امام المحلات والوزارات؟ او كم واحد منهم شارك في اغتيال السياسيين او رجال الدين او فجروا انفسهم في المناسبات الدينية سواء كانت شعية ام سنية ام مسيحية؟
 كم واحد منهم سرق اموال الناس وسطى على البنوك ومحلات المجوهرات وبيوت الناس واموال الوزارات؟ وكم  واحد شارك في حرق البنوك او الوزارات كي يغطي على اختلاس الوزراء من اموال الدولة .؟
 كم واحد منهم كان مندس في صفوف الحكومة والوزارات والوحدات العسكرية او الامن او الداخلية ينقل الاخبار الى الارهابيين من القاعدة بل يمولهم؟.

ايها السياسيون ذوي الفكر الوهابي الرجعي اللاانساني  لا تستطيعوا اخفاء الشمس بالغربال.  
لاتستطيعوا تشويه الحقيقة، انكم تريدون بغداد تصبح على نمط البصرة وقـُم وافغانستان .

لينتقم الله من امريكا التي بالفعل هي الشيطان الاكبر، نقلت المعركة ضدها (ورطتها)  الى العراق صاحب اقدم حضارات في العالم واشعلتها  النار بين اهاليها بثوب الدين والوهابية والتعصب والطائفية والمذهبية والقومية.

 ايها السياسيون الذين تحكمون بغداد والعراق عموما الان ، صدقوا ان مكانتكم مزبلة التاريخ، احدا لن يذكركم بالخير ، لان الخير هو مثل اشعة الشمس يعطي نوره وفائدته للجميع وبدون استثناء. صدقوا سوف ينقلب سحركم عليكم،  لقد مر في اسفار التاريخ ملايين من امثالكم، لكن لم يذكرهم التاريخ باي خير، بل ان صدام حسين المجرم لحد يوم امس يسصبح ولي او قديس من جراء اعمالكم المشينة وجرائمكم الفاضحة.

انكم فقدتم روح الوطنية والديمقراطية ، بل انكم تقتلون كل من يعمل بروح الوطنية او قيم الانسانية او الثقافة والمعرفة العصرية،  انكم تقودونا الى الانفاق المظلمة ونهايتكم اتية عاجلا ام اجلا،  ومهما طال الزمن انكم تخسرون المعركة لانكم  تظلمون ، تسلبون حرية الفرد والمجتمع والاقوام والاديان وقيم الانسانية، ذلك هذا ما حدث عبر كل العصور لكل من سار الى الوراء واغتصب حرية الاخرين بدون مبرر.

1527
استاذ سعيد شامايا
تحية
شكرا لارائك ومقترحاتك القيمة في مجال توحيد الخطاب القومي. انت دعوت وها نحن نجيب ، بشكل مختصر ومفيد استطيع ان قول خارطة الطريق هي :
1- الثقة والاخلاص التام بين احزابنا وقادتنا بدون مزايدات او تلفيق او تمويه وتفضيل المصلحة القومية على اي مصلحة شخصية او ذاتية او وقتية. ومن لا يستطيع ان يلتزم على الاقل يكون صريح منذ اللحظة الاولى في بداية الطريق.
2- الاستعداد لقبول التضحية ، ربما تضحية كبيرة ،حتى زوال بعض الكيانات السياسية او دمجها نتيجة الخطوات المتبعة في العمل القومي .
3- الاتفاق على اهداف بعيدة المدى وتكون معقولة وموضوعية والابتعاد عن الشعارات الرنانة المستنبطة من اسماء التاريخية، لكن واقعيين مع انفسنا ومع اختلافاتنا والوضع السياسي في المنطقة والهجمية البريرة من اعدائنا على شعبنا.
4- فتح كل الملفات واجراء مناقشة هادئة وواقعية ، مفاتحة تامة  في كل الامور ،كل التوقعات ومناقشة كل الاقتراحات وعمل تصويت على كل  القرارات.
5- تقريب رجال الدين المستعدين لجهر بالحق والدفاع عنه ويظهر حرصهم على وحدة الشعب قبل كراسي الزعامات
6- تاسيس امانة للعمل القومي الموحد تلتزم بما تقرره مؤتمركم او مجلسكم

في النهاية استطيع اقول ان لم تخطوا خطوة صحيحة الان، تكونوا انتم السياسيين قد قبرتم الامم بل هذا الشعب الى الابد.

الكاتب يوحنا بيداويد

1528
                        حديث الصعاليك في زمن المجازر !!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
15 ت الثاني 2010

جلس الصعاليك  (1) الاربعة  حول الطاولة المربعة  في لقائهم الاسبوعي المتكرر كالعادة، ليتبادلوا الحديث عن شؤون الساعة  حول المسيحيين الذين هم سكان بلاد ما بين النهرين القدماء واخبار المجزرة  التي حصلت في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، والتي قام بها بعض الاجراميين الذين لا حضارة لهم سوى قتل الاخر من اصحاب الحضارة الاولى في العالم.

قال احدهم: " ان الجريمة الانسانية التي قام بها هؤلاء المجرمون، احدثت زلزالاً قوياً في مشاعر سكان بلاد ما بين النهرين في المهجر، انظر صفحة عنكاوا كوم، لا ترى في الصفحة الامامية الا اخبار المسيرات في الوطن الام العراق و اوربا وامريكا وكندا واستراليا".

اجاب الثاني " هل تحسبه قليلا ما حدث،  فبعد المجزرة التي استشهد لحد الان 58 شخصاً و68 جريحاً، قام الارهابيون بعمليات ارهابية واعتداء على بيوت المسيحيين، الامر الغريب الذي لا اجد له  اي تفسير"

قاطعه الثالث قائلا : " انا اتفق معاك، انه في الحق لهو امر مستغرب، هل يريدون هؤلاء المجرمون  يقولوا للعالم، ان تعاليم المسيحية في محبة القريب والاعفاء عن المعتدي هي تعاليم ردئية او ناقصة!، ام يريدون ان يقولوا ان التجديد الذي حدث في الاسلام هو دعوة الله لهم لقتل المسيحيين لانهم من ال....".

الاول:
 "شعبنا يذبح امام انظار العالم والحكومة العراقية وقادة الاحزاب والمسؤوليين  لازالوا يقضون اوقاتهم في الصراع والجدال عن طريقة تقسيم حصص كعكة تشكيل الحكومة العراقية. هل يوجد دليل اخر اكبر من هذا ....... انهم لايريدو......؟؟؟؟"

قاطعه الثاني قائلاً:
"نحن نستحق ما يحدث لنا، ألم يقلها الاقدميون، ان الاتحاد قوة وانقسام ضعف، ماذا تنتظرون يحدث لنا اكثر كي ننجبر و نتحد، وكما يقول المثل العربي " شر البلية ما يضحك" المجرميين يقتلون المسيحيين وقادتنا في كل مجلس وفي كل عزاء يتصارعون من اجل رفع اعلامهم  واسماء مؤسساتهم واحزابهم، وعندما يصل وفد من الحكومة العراقية الى هنا او هناك ، يسرعون للقاء به في الخفية كي لا يسمع البقية! . فاذا كانت احزابنا الكثيرة لا تستطيع  ترى بعضها البعض الا في ايام المجازر والقتل والمصائب ، ولا تستطيع تتفق معاً لايجاد مخرجانا ولنفسها واذا كانت قيادتنا الدينية لا تتبادل التعازي حتى في زمن النكبات والوفايات مع اخوانهم من الكنائس الشقيقة في مثل هذه الظروف والمناسبات، فهل تتوقعون شيئاً يحصل لنا؟!!،  لهذا انا اشك حتى الله نفسه لا يريد ان ير......؟!!"

الثالث:
 " يا اخوان الا تظنون المسألة اكبر من حجمنا ؟، الا تظنون هناك مخططات دولية لضرب المسيحية  وغيرها في العراق والشرق الاوسط ، هذه المؤسسات خططت مسبقاً خارطة العالم ربما قبل نصف قرن او اكثر، همهم  الاول  كان دوما النفط، والان القضاء على سكان ما بين الاصليين كي يرجعوا ويطالبوا هم انفسهم بالتعويض عن هجرتهم والتي اجبروا عليها مثلنا على اساس انهم اصحاب الارض؟. هل سمعتم بالمؤسسة العالمية ( KKK) متعاونة مع  القاعدة لضرب سكان الاصليين وبالاخص الكاثوليك؟!!".

ثم دخل الحديث الصعلوك الرابع بعد ان وضع مناظره  وقال:
"انا اعتقد مشكلتنا ليس لديها قيمة في الحسابات الدولية مخططاتها، نحن لا نشكل الا جزء صغير من المجتمع العراقي، حتى نحن غرباء في وطننا بسبب ديانتنا المسيحية، المسيحية نفسها قيدتنا عبر التاريخ ، جعلتنا ان نصبح انسانيين اكثر ما تطلبه الانسانية نفسها منا، بحيث لم يعد لنا رغبة او استعداد حتى للدفاع عن انفسنا مهما يحدث لنا، ومن جيل الى جيل انتقلت ماساتنا معنا، انا اتصور هذه كانت بحد ذاتها عملية انتحار واليوم نحصد اثارها واعدائنا يعرفون نقصنا او عيوبنا، فلو دافعنا عن انفسنا لكان المجرم يفكر الف مرة قبل ان يقترب منا."

قاطعه الثاني:
" لا يا اخي ، مشكلتنا كنا موزعين بين المناطق الكثيرة واسعه، بسبب المجازر التي حدثت لنا على العثمانيين وقادتهم من اعضاء جمعية الاتحاد والترقي بأسم الدين في الحرب العالمية الاولى والتي اعطينا ثمنا باهضاً مرة اخرى بحيث خسرنا اكثر من نصف شعبنا في مذابح لم يكن دخل فيها، والان هجر نصف المتبقي يعني ليس لدينا الامكانية للدفاع عن انفسنا"

الرابع " قلت مراراً لقد عبرنا قطار الذي ركبته الامم قبل قرن و بسبب خيانة اصدقائنا او حلفائنا، ثم انقساماتنا على الهوية والمذهبية جعلتنا ضعفاء كثيراً، لذلك لا نستطيع توجيه اللوم الى احد، انه قدرنا ، لنتحمله."

الصعلوك الثالث قاطعه:
"لا تنس  بعد الهجرة القسرية خلال عشرين سنة الاخيرة ، الان نحن نعيش في اكثر من 45 دولة، وفي اكثر من 150 مدينة في العالم، اولادنا بدأوا يفقدون الموروثات من العادات والقيم واللغة والتقاليد، وكل شيء الذي كنا نقدسه في الماضي اصبح مشكوك به الان،  بسبب حرية التسيب اوالانفلات الخلقي لحق بأولادنا بحيث اصبحت مثل فايروس السرطان في مجتمعنا. حتى الايمان المسيحي الذي اعطينا انهاراً من دماء في سبيله أصبح في المهجر بدون اثر في حياتنا، نرى اليوم ابنائنا قليلي الالتزام به، فمثلا نيل اسرار الكنيسة المقدسة فقدت قدسيتها (عند البعض)، بسبب تركيز الشباب على المظاهر البراقة قشورها المزيفة التي بعيدة عن روحية ومفهوم السر نفسه، والكهنة يطالبون في كل مناسبة التقليل من هذا المظاهر، لكن الجيل الجديد وكأنه غير معني بهذا الكلام، فأي وجود او هوية تتوقعون تبقى لنا في هذه البلدان"

فجأة دخل الصعلوك الاول الحديث بعد ان كان يستمع بكل اهتمام اصدقائه، وراح يتذكر المسيرة التي اقيمت قبل بضعة ايام في وسط مدينتهم التي يعيش فيها اكثر من عشرين الف نسمة فقال وهو غاضباً:
اتريدون معرفة الحقيقة ايها الاخوة، نحن شعب لا يخجل، كم كان عدد المشاركين في المسيرة، هل رأيتم احدا من اصحاب الملايين حاضراً هناك؟ هل يكفي ان يشارك 5% من مجموع شعبنا في هذه المدينة في مسيرة تستنكر ابشع جريمة حصلت ربما في هذا القرن، مجرمون يقتلون طفلاً (ادم) الذي لم يكن يتجاوز عمره اربعة سنوات ونصف وهو يصيح ( كفى...كفى....كفى... ) فجاوبه المجرمين ( اقتلوا.. اقتلوا... اقتلوا.)
اذا كان قتل هذا الطفل البريء لم يحرك مشاعر مجتمعنا، مثقفينا ،اصحاب الامكانيات، واصحاب النفوذ والقرار، رؤساء الكنائس، ما الذي سيحرك فينا النخوة والرجولة  ويُذكرنا بالعلاقة مع اخوتنا المذبوحين في الوطن؟!!
متى تتحرك مشاعر الانسانية والقومية والدينية والقيم الانسانية عند البعض. لقد انسلخ الكثير من ماضيهم واصبح الدولار إلههم  المعتمد، واذا كان حال قادتنا هكذا فهل تتوقعون خيراً يحصل لنا؟!.

اجابه  الثالث:

"يحز فيّ ان اقول هذا الشيء يا اصدقائي، ولكن حقيقة لا بد ان اقوله الان، لقد كرهت الحضارة الغربية لا لأسباب كثيرة وانما لسبب واحد رئيسي هو ان الناس يعبدون المال في هذه الاوطان، انا انسان اجتماعي وازور عائليا بيوتا كثيرة، لم الحديث الا عن المال وطريقة جلبه، فمثلاً لم الناس يتحدثون عن موضوع ثقافي ولم اجد كتاباً واحداً موضوعاً على المنضدة او مكتبة، الناس قلعوا حب الثقافة و الفكر  من رأسهم، كل المشاكل الاجتماعية من الطلاقات وترك الاطفال المدارس مبكرا وقضايا المخدرات والسرقة التي هناك تقارير اسبوعيا عنا ، كلها لها منبع واحد هو البحث عن الدولار باي وسيلة !"

اجابه الثاني
 " يبدو ان ابناء شعبنا الذين يفتخرون بل يتصارعون في الدفاع عن اسمائهم القومية والتاريخية التي انارت للعالم المعرفة، اليوم يقدسون الجهل، يتهربون من حب المعرفة، بل يفضلون الحرية المتسيبة التي تحررهم من الضمير و الشعور بالمسؤولية، حتى اكره نفسي عندما افكر في المال من وراء هؤلاء."

 ارجع الثاني الموضوع حول المسيرة التي اقيمت في المدينة فقال:
سألت احد اصدقائي الذي يعمل وظيفة لها علاقة بالجالية ومناسباتها الكثيرة عن سبب عدم حضوره. اجابني قائلا: " هل تعرف لماذا خرجتم للمظاهرة ؟؟؟"
قلت له: "لكي نظهر لاخوتنا في الوطن وبالاخص اهل الشهداء  نحن معهم ولم ننساهم وسنعمل المستحيل لاجله"
اجابني: "انا اقصد من ناحية التحليل النفسي هلى تستطيع اعطائي  تفسيرا عن سبب خروجكم للمسيرة؟"

وقفت حائرا لا اعرف عن ما يبحث هذا الرجل : "فسالته قل لي بالاختصار ماذا تعني؟"
قال: "انتم شعرتم بالذنب لهذا خرجتم للمسيرة، انتم خرجتم مسيرة وجمعتم اكثر من الف شخص حسب ما سمعت لكن بعد ذلك ماذا حصل؟، ماذا عملتم، هل ستستمرون في اعتصام ؟ ما هي الخطوة التي تليها؟؟"

قلت له : " وضعنا نحن وغيرنا من اخواننا المسيحيين في العالم ضغط دولي على حكومة العراقية ودول التحالف ودول العالم لايجاد حلا لقضيتنا حتى وصلت ولاول مرة مناقشتها في مجلس الامن عن طريق الحكومة الفرنسية التي  يجب ان نشكرها على هذا الموقف، كذلك بعض اقطاب الرئيسة تتحدث عن تشكيل المنطقة الامنة تحت حماية الدولية والعراقية لنا
فإذن في السابق كان يقال الحق يؤخذ ، ونحن الان......!!"
قال: " الا توافقني ، اذا قلت لكم انكم فقط عملت المسيرة لتخلص من وخزة الضمير وعتابه،  كم مجزرة يجب ان تحصل حتى تستطيعون ان تجتمعوا وتخططوا و وتسيروا في مسيرة  اخرى"

قلت: "لقد اصبت الحق في هذا الامر. بالتأكيد هو عمل مخزي ان يكون انسان ازدواجي في موقفه المبدئية"
ولكن في النهاية ان لم استطيع اخفاء انزعاجي  عن عدم حضوره مثل غيره من اصحاب الاعمال فقلت : "  انت على حق ولكن ، هل تستطيعوا تقولي كم معتوه مثلك اصبح لنا في هذه البلدان، بحيث لم يعد لهم لا مقدسات ولا قيم ولا مباديء ولا مشاركة في مسيرات ........في زمن مجزرة تلي مجزرة لاهلنا في الوطن، كفاك اللوم والسفسطة، نحن عملنا مسيرة ، وعبرنا عن ادانتنا وشجبنا، ماذا انت عملت لهم؟ هل تستطيع ان تقول لي ماذا قمت به ؟؟!!!".
ثم جاء العامل الذي يعمل في ذلك المحل ليقول لنا :"اسف ان اقول لكم، لقد حان وقت غلقنا هذا الجناح وشكرا."
............
1-استخدم مصطلح الصعاليك هنا مجازيا بمعني مشلولي القدرة على القيام بعمل او الضعيف وليس بمعنى الفقير.

1529
لقد تم تغطية المسيرة السلمية التي اقامتها اكثر من 20 مؤسسة من ابناء شعبنا في مدينة ملبورن. احدى هذه المؤسسات الاعلامية كانت اذاعة sbs  المتمثلة بالاخ الصحفي حسام شعبو .
الذي بلا شك يستحق كل التقدير والثناء لقيامه بهذه المهمة كما عاودنا في المرات السابقة.
مقابلات مع السيد كامل كوندا وسلام مروكي ويوحنا بيداويد

التقرير الاعلامي لاذاعة SBS العربية في استراليا لمسيرة شهداء
كنيسة سيدة النجاة في مدينة ملبورن يوم الجمعة الماضي المصادف 12/11/2010 موجود على الرابط التالي
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/highlight/page/id/124011/t/Iraqi-Christians-protest-in-Melbourne/

يوحنا بيداويد

1530

اخوتي القراء
تحية
بصراحة وبدون عتاب
اذا كان تعاوننا مثل المرات السابقة على مستوى البكاء والعويل وحضور دفنة الشهداء  والقداديس على ارواحهم  واطلاق البيانات والتصريحات الفارغة غير مسؤولة.
فانا افضل ان لا يتعانوا ، فمن الافضل 
(دع الموتى يجفنون موتاهم ) كما يقول السيد المسيح.

اخوكم يوحنا بيداويد

1531
من يصدق ان انبياء الالفية الثالثة هم ارهابيين؟؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
الجمعة 5 تشرين الثاني 2010
 سؤالا يطرح نفسه ، هل  من المعقول انبياء هذا العصر يمكن ان يكونوا ارهابيين كي يوصلوا رسالتهم الى البشر؟؟!!. واذا كان عمل الخير للبشرية مقياس النبوءة ، كيف نقارن عمل توماس اديسن الذي انار العالم باختراعه المصباح الكهرباء مقابل مفخخاتهم
ان معظم الديانات مبينة على فكرة وجود خالق مبدع للعالم ، وان مصدر الحياة واستمرارية وجودها مستمدة منه. في الديانات السماوية ( اليهودية والمسيحية والاسلامية) هناك قصص انبياء،  كل نبي حمل رسالة الى بني البشر لحين ان اكتمل الزمان. كانت رسالة كل واحد من هؤلاء الانبياء تحوي على تعليمات ونصائح وافكار تعليمية لبني البشر، كي  يعمل الخير الذي يرضيه (اي الله)  ويتجنب عمل الشر الذي يبغضه في حياته اليومية على الارض، لكي يجازيه الله العيش في الجنة او ملكوت. لم يشرع  اي من هؤلاء الانبياء قتل الارواح بتاتا ارضاءً له او كجزء من نبوءته، واذا كان هناك كائن غير واعي او انسان طائش او مريض او لايؤمن او لا يلتزم بوصايا الله (كلام الانبياء) في كل هذه الديانات لم يخول اي رجل دين او غيره يحكم عليه بالموت.
كل الاديان والفلسفات والقوانيين المدنية العصرية في كل البلدان تعتبرالحياة اقدس شيء في الوجود وجوهر قوانينها ملزمة لحمايتها بصورة مطلقة، لان وجود الحياة يعني  هناك وعي، والوعي يؤدي بلا شك الى معرفة الله، ومعرفة الله تستلزم حفظ التعاليم والوصايا الذي نقلها لنا انبيائه ومن ثم العيش بموجبها وتقديم العبادة والخشوع والصلوات والطلبات والصدقة والصوم وطلب الرحمة والمغفرة منه وحده وليس من غيره ( كلها تتركنا نتذكر تعاليمه ولا نخرج منها). بدون وجود حياة في اي جزء من الطبيعة يبقى  ذلك الجزء ترابا لا يمكنه ان يقديس وتعظيم اسم الله بين خلائقه. يعني وجوده او عدو وجوده واحد.
فإذن على مر التاريخ وفي كل الفلسفات وفي كل المذاهب وفي كل الاديان، كان هناك احترام للحياة  ، هناك مرجعية اخلاقية فرزها الضمير الانساني المستمد من قوة الله سبحانه في عقل الانسان.  لكن الغريب في هذا العصر المظلم يبدو ان مزاج الله تعالى ( حشا عنه) قد تغير، بل انقلب 180 درجة، بدأ الله يرسل انبياءً رسالتهم تختلف عن رسالة وفحوى رسائل انبيائه القدماء الكثيرين، انبيائه في عصر الحديث، الالفية الثالثة مهمتهم قتل الارواح عن طريق عمل تفجيرات لقتل الاخرين،  ان كان هؤلاء القتلة والارهابين(المجاهدين حسب قناعتهم) على حق، فما معناه ان الله يجيز الان وبعد الاف او ملايين من السنين قتل بل زهق الارواح بدون مبرر، قد يكون هذه الشيء معقول لدى هؤلاء (المجاهدين) الذين هم مستعدين للموت من اجل ان يقتلوا غيرهم عن طريق تفجير انفسهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما اذا كان هذا الله الذي تعرفه البشرية من المؤمنيين والملحدين  والذي له الامكانية المطللقة  في خلق هذا العالم من العدم واعطى للكائنات الوجود وللبشر الحياة، الا يستطيع هذا الخالق بنفسه  ان يقتل من يشاء من الذين  يخالفون كلامه او وصاياه او شرعه.؟
اذا كان الله يرى، ان مَن يقتل البشر الذين لا يعبدونه حسب  رؤية هؤلاء القتلة والمجرمين الذين يفجرون انفسهم او يقنعون الناس بتفجير انفسهم، لماذا لا ينجز هذا الاله بنفسه عمله في لحظة واحدة فيقتل من يشاء او من لا يرغب ان يعيش بعد الان؟
 والسؤال الاهم عندي هو اذا كان الله ينعم لهؤلاء المجرمين حسب رأينا ( مجاهدين حسب رؤيتهم) بحياة اسعد او اوفر حظا واكثر  اشباع غرائزهم، لماذا يخلقهم على هذه الارض المملوءة من الصعاب والقهر والمشاكل والمرض والحزن والالم، ثم يطلب منهم ان يقتلوا بعض من البشر الذين لا يعبدونه؟ لماذا لا يخلقهم هناك مباشرة وينعم عليهم تلك الامتيازات؟
 هل هذا يعني ان الله الذي كان عادلا وكاملا بالامس اصبح ناقصا اليوم؟  ولا يستطيع يقوم بمسؤولياته اتجاه مخلوقاته فينوب المجاهدين عنه في العمل ( اي يعملون عمل الذي يقوم به الله لكنه لا يستطيع الان فوكلهم نيابة عنه) ومن ثم يجازيهم في العالم الاخر، وكأننا نفهم هناك عمل مشترك او شراكة في المصالح بين الله حاشا عنه والمجاهدين،  واذا كان ذلك صحيح ما معناه ان هذا الله هو غير كامل وبالتالي ،ليس هو الذي خلق العالم .
لكن انا اظن ان التفسير الصحيح لما يحدث ( كما حدث في الدول الغربية مرات عديدة يقوم مريض نفسي بعملية انتحارية فيقتل اكبر عدد ممكن من الناس في مطعم كما حصلت قبل بضعة سنوات في تسمانيا- استراليا او بناية كما حصلت في امريكا –ولاية كولومبيا قبل اكثر 15 سنة تقريبا ثم يقدم على قتل نفسه اذا افلح) هو الفقر والمرض والعوز يجعل من الانسان ان يتمرد على واقعه او يكن له مرض عقلي ،فيبحث عن حجة ليسند عليها جرمه او قناعته المريضة، فيترك هؤلاء المرضى عقليا او يصابون بامراض عقلية عن طريق مسح دماغهم من الثوابت والقوانيين والاعراف الانسانية، ويبدأون بالبحث عن امجاد والنعم عن طريق قتل انفسهم. يبحثون عن كنز مفقود من نوع اخر هو العيش في الجنة و ويخدعون انفسهم بأن الله سيمحنهم أمتيازات خاصة لمجاهدتهم على الارض.

ليرحم الله شهداء العراق  جميعا.
وليرحم شهداء كنيسةسيدة النجاة الابرياء
ليبارك في كل من يعلم عائلته واخوانه واقاربه القيم الانسانية الحقيقية البعيدة عن الاكراه في الدين او سلب الحرية

1532
الاخ الكاتب ابرم شبيرا
الاخوة القراء الاعزاء

كل محاولة لرص الصفوف جيدة،
كل محاولة لازالة الحواجز جيدة
كل محاولة لصهر الماضي الثمين في بودقة واحدة لايجاد دواء وعلاج يشفي امراض او يجد حلا لهموم هذا الشعب جيدة.

لكن العمل المصيري لا ينجز شيئا كبيرا مثل فقط بانسحاب من المواقع السياسية  مالم يكن هناك خطة ورؤية وقادة وشعب و جنود مجهولين مضحين او ملتزمين في تطبيق هذه الخطة، بل تبقى هذه المحاولات مجرد افكار وردية. خطة ربما تحتاج الى مئة سنة للعمل القومي مثل اخوتنا الاكراد

لا احب ازرع التشلؤم في قلوبكم، ولكن هيهات نستطيع ان نعمل شيئا بعد هذا العراك الطويل بين كنائسنا في المواضيع  اللاهوتية الفارغة وحب الكراسي . الصراع المرير على الهوية والتسميات التاريخية التي ادمت علاقات الكثير بيننا.

ما نحتاجه اليوم  ان يحصل بالفعل داخليا ( داخل المجتمع الذي يحمل التسميات الكلدانية والاشورية والسريانية والارامية) حقيقة هو  قيام ما يشبه بثورة فرنسية ، بحيث يقلع كل شيء من الماضي ويستبدل بفكر وباهداف وبقادة جدد يختلفون كليا عن يوم امس.

سواء كان ذلك ولادة كنيسة مسيحية جديدة تحمل جروحنا وتفعل من اجل وحدتنا الشرقية ومصيرها الذي دق ناقوس الخطر منذ الحرب العالمية الاولى ونحن لازلنا نقنع انفسنا. او ولادة حل جديد يرضي الجميع او يقبله الجميع وان كان مكلفا للبعض منا.

حينما يصاب الجسد بامراض خبيثة تجرى عمليات استئصال لذلك الجزء او العضو كي لا يفقد المرض الحياة كاملة، نحن بحاجة الى عمليات استصال كل ما يعيق وحدتنا سواء كان كنسيا او اجتماعيا او سياسيا

من يفرق بين الكنيسة ومصير القومي لهذا الشعب لا يستحق ان يقودنا
من يفكر له ارث تاريخي اكثر من غيره لا يستحق ان يكون بيننا في المسيرة
من يظن بالرقص واللهو والسفرات نحمي وجودنا في ارض  اجدادنا فهو يختلف عنا لا يخدم الثورة الجديدة

وجدنا في الخطر
اعدائنا يزدادون بعدد النمل
اصبحنا سلعة للمقايضة او مساومة بين الامريكان والارهابين
ليس لدينا اصدقاء دائميين
الغرب يحوينا كمهاجرين لاجئيين
لكن لا يعرف احيانا يشارك في قلع وجودنا عن طريقة سياسته الفاشلة.

فهل هناك من يريد يسمع او يقراء عن حقيقتنا وما ينتظرنا من ايام سوداء قادمة
هل قادتنا الروحانيين مستعدين للتجديدو المضيء في  المسيرة
هل قادتنا السياسييين مستعدين للتنازل عن المواقع الزائفة
هل فعلا نحن مؤمنيين لدينا قضية ام كل ما نقوم به ادمان

1533
بسم الاب والابن والفروح القدس الاله الوحيد امين

الى ذوي شهداء مجزرة سيدة النجاة في كرادة- بغداد

ببالغ الاسى  والحزن بلغنا خبر الجريمة النكراء التي قام بها  بعض المجرمين والخارجين من العرف وقيم الانسانية وتعاليم الاديان السماوية. في هذه المناسبة الاليم نقدم تعازينا الى جميع ابناء كنيسة المشرق من كل طوائفها وبالاخص الكنيسة السريانية الكاثوليكية من الاكليروس والمؤمنين.
نطلب من الله ان يخمد شهدائنا  الابرار الذين نالوا اكليل المعوذية في ارفع درجاته ان يسكنهم ملوكته السماوي بين القديسين والانبياء والصالحين من بني البشر.

في نفس الوقت ندين ونشجب الطريقة اللاانسانية الوحشية التي يقوم بعض المجرمين باسم الاسلام ضد المسيحيين المسالمين.
ونطلب من الجهات الرسمية من الحكومة  المركزيية تحمل مسؤولياته اتجاه ابناء شعب العراق جميعا.
كما نريد ان ننوه ان قادة الكتل السياسية يتحملون جزءً من الجرائم التي جرت خلال اشهر السبعة الماضية من خلال عدم توافقهم او التزامهم بنود الدستور المؤقت.
 ونؤكد مرة اخرى ان خلاص العراق لن يأتي الا بالانصهار كل هذه الاحزاب والقوميات والمذاهب وولادة روح وطنية عراقية  جديدة يتساوى افراد الشعب امام القانون كما هي لدى الدول والشعوب المتطورة.

يوحنا بيداويد

1534
بمناسبة الذكري  التاسعة لرحيل الاب يوسف حبي ..نعيد نشر مقابلته مع قناة الجزيرة!

كي  لاننسى مفكري امتنا وكنيستنا و بمناسبة ذكرى التاسعة  لوفاة الاب الدكتور يوسف حبي نعيد نشر المقابلة المهمة التي اجرتها قناة جزيرة قبل حادث الذي ادى الى وفاته بعد اسبوعين، وفي نفس الوقت يبقى سؤالنا الابدي يتكرر،  هل القدر كان وراء رحيله ام ما تفوه به في هذه المقابلة اقصر عمره .؟؟ اسئلة تراود مخيلة الكثيرين من ابناء شعبنا، لكن لا جواب لها الان ، وربما  لن يكون هناك جوابا لها الى الابد.
كما نريد ان ننوه بأن من يظن يستطيع تحريف احداث التاريخ فهو يحلم ، هذه المقابلة توضح بجلاء الكثير من الحقائق التاريخية من رجل علامة في تاريخ العراق القديم . فعلا تستحق هذه المقابلة القراءة او الاستماع اليها.

يوحنا بيداويد.

نص المقابلة:

 الكلدان والآشوريون هم من سكان العراق القدامي، دانوا بالمسيحية وظلوا أوفياء لها وللعراق، ولغتهم ما تزال صامدة إلى يوم الناس هذا كتابة وحديثاً، والقضية أن هؤلاء -رغم حرصهم على خصوصيتهم- أفلحوا في أن يكونوا جزءاً من نسيج المنطقة الحضاري والوطني دون عصبيات أو صدامات كما يحدثنا عن ذلك ضيفنا لهذا الأسبوع الدكتور (يوسف حبي) عميد كلية بابل للفلسفة واللاهوت في بغداد.
الدكتور يوسف حبي الاسم الكامل: الدكتور فاروق داوود، لكنه عرف بالاسم الأدبي يوسف حبي، من مواليد الموصل في العراق عام 1940م، توفى قبل أسبوعين في حادث مرور أليم في عمان، حاصل على شهادات جامعية عليا عديدة في الفلسفة واللاهوت والدكتوراة في القانون الكنسي، يتقن العديد من اللغات منها الكلدانية والإيطالية والفرنسية واللاتينية والألمانية وغيرها، عضو مجمع اللغة السريانية منذ 1972م وعضو المجمع العلمي العراقي منذ 1978م، ورئيس هيئة اللغة السريانية، ورئيس تحرير مجلة (بين النهرين) الفصلية الحضارية منذ تأسيسها عام 1972م، النائب البطريركي للكلدان للشؤون الثقافية، عميد كلية بابل للفلسفة واللاهوت منذ تأسيسها عام 1991م، رئيس محكمة الاستئناف الكنيسة في العراق منذ 1990م، كاهن منذ 1961م، له زهاء 26 كتاباً بين أدبي ولاهوتي.
محمد كريشان:
دكتور يوسف حبي أهلاً وسهلاً.
محمد كريشان:


عندما نتحدث عن الكلدانيين البعض يشير أيضاً إلى الآشوريين، إلى السريان، إلى البابليين، هل من توضيح لهذه الصورة؟
د. يوسف حبي:
مؤكد لأنه الكلدان اليوم هم الشريحة الكبيرة من كنيسة المشرق التي هي كنيسة وشعب ضم الكلدانيين والآشوريين، ولغة ما تسمى بالسريانية، من ذلك أيضاً السريان، وهذه الكنيسة وهذه المسيحية امتدت من القرن الأول للميلاد وعبر العصور في شرقي الفرات: العراق وبلدان الخليج وإيران وجنوب تركيا وحتى أقاصي جنوب وشرق آسيا، يعني حتى الهند والصين واليابان والتبت، أما اليوم فبالعكس الانتشار هو نحو الغرب ونحو الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، ونيوزيلاندا، يعني في بلاد تماماً عكس المنعطف اللي كانت عليه، وهذه كلها ---كشعوب وككنائس- كانت مسيحية واحدة في القرون الأولي، وكشعوب تنتمي طبعاً إلى الشعوب التي سكنت المنطقة خاصة في وادي الرافدين، في بلاد ما بين النهرين، وفي المجاورات، وهي شعوب تنتمي بالأصول إلى ما هي الشعوب القديمة. وكانت عليه يعني من سومريين وأكاديين وبابليين وآشوريين وكلدانيين وعرب وطبعاً أقوام أخرى.
محمد كريشان:
إذاً هم من الناحية العرقية -إن شئنا- شعوب مختلفة، ولكن كانتماء ينتمون كلهم إلى الكنيسة الشرقية.
د. يوسف حبي:
نعم.. نعم هم انتماء حضاري وانتماء بعدين أيضاً ديني ولغوي أكيد.
محمد كريشان:
ما الذي بقي كآثار من هذه المرحلة الآن في العراق؟
د. يوسف حبي:
آه، الحمد لله هذه المسيحية وهذه الشعوب لم تنقرض كما تصور البعض، وأحياناً حتى في الإنترنت وفي الصحف تصدر بعض أمور وبعض أقوال ما تمت إلى الحقيقة بصلة، يعني بدءاً أن كنيسة المشرق بشقيها الكبيرين الكلداني والآشوري هي كنيسة حية، ولكل من هذه الكنيسة بطريرك، بطريرك الكلدان هو في بغداد حالياً، وبطريرك الأشوريين هو في شيكاغو، وهناك أيضاً بطريرك ثالث للآشوريين قسم يعني آخر للأشوريين هو في بغداد، ثم هناك أيضاً مؤكد أن السريان لديهم بطريرك في الشام، وفي بيروت للكاثوليك وفي الشام للأرثوذوكس، فهي كنيسة حية وبها عدد كبير وما يزال أيضاً هناك أكثر من 6 ملايين من الذين بالضبط هم انتمائهم كان إلى هذه الكنيسة، كنيسة المشرق في المدائن القديمة، يعني قرب بغداد بعدد ستة ملايين من الملابريين ومن الملانكاريين ومن الهنود المشرقيين الذين هم في كيرالا في جنوب الهند، وهذه الكنيسة، وهذا الشعب، وهذه المسيحية هي حية أولاً: بلغتها وبطقوسها، وثانياً: بتاريخها وإرثها، وثالثاً: بنشاطاتها الحالية اليوم، فأنا معاك في كل مكان أبرشيات عامرة، أديرة عامرة أيضاً، أندية، مجلات، صحف، وحتى وسائل الإعلام كالتليفزيون.. التلفاز و..
محمد كريشان:
نتحدث بشكل عام ليس بالضرورة في العراق فقط؟
د. يوسف حبي:
نعم في العراق وخارج العراق لأن كما قلت أنه الكلدان ولآشوريين وأيضاً السريان منتشرين حالياً سواء في العراق، كما في إيران، كما في سوريا، في تركيا، في لبنان، في مصر، وطبعاً قلت في البلدان الأوروبية وخاصة في هولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإنجلترا والبلدان الإسكندنافية، كما هناك عدد كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ سنوات أيضاً في أستراليا وفي نيوزيلاندا، وفي أماكن أخرى.
محمد كريشان:
لكن دكتور الآن شعور الكلدان في العراق، هل يشعرون بأنهم عُرّبوا وأن انتماءهم أصبح بالأساس انتماء ديني مسيحي، أم إلى جانب الانتماء المسيحي هناك انتماء ثقافي في كلغة وكعادات وأشياء أخرى ربما تميزهم عن بقية سكان الـ..؟
د. يوسف حبي:
هذا الشعور بالانتماء أو الانتماءات المتعددة بيختلف من عصر إلى عصر، يعني لما دخلت المسيحية -خاصة في شرقنا- حاولت أن -نوعاً ما- تبعد الناس عن التراث القديم باعتباره وثني، ولكن بقي من هذا شيء لابد منه الآن خاصة أن الفكر والأدب يستمران على طول الخط، والحضارة الرافدية –يعني حضارة وادي الرافدين، حضارة ما بين النهرين، الحضارة العراقية القديمة –حضارة ليست فقط معروفة، وإنما -كما يعلم الجميع- هي أول حضارة في العالم، وبدءاً بالسومرية، ثم الأكادية، البابلية، الآشورية، الكتابة اخترعت وبدأت في هذه البلاد، وأيضاً ليس فقط التدوين وإنما الأدب وعندنا ملاحم عظيمة، وهذه الملاحم ارتبطت في المسيحية بقصص مثلاً، خذ على سبيل المثال قصة (مارجورجيس) كما نسميه إحنا أو جورجيوس أو جورج هذه مرتبطة في قصة سومرية، وفي ملحمة سومرية اللي هي صرع التنين، أو قتل التنين، ورُكّب على هذا الشهيد جورجيز أو جورج أو جورجيوس مصارعته أو قتله للتنين، وهي قصة رمزية جميلة معبرة، كذلك النفحة الصوفية التي نلقاها حتى في ملحمة جلجامش، استمرت في كنيسة المشرق الكلدانية الآشورية السريانية عندما نسميهم بالآباء الروحانيين فإسحاق قنينة، ويوحنا دالياسي، وغيرهما من المتصوفين وحتى بعض المتصوفين المسلمين بنوع ما صار عندهم تقارب في هذه المجالات، ودائماً يعتبروا الله المتسامي والإنسان لا يطاله إطلاقاً، وإنما يقدر فقط أن يصل إلى ماء المعين دون أن يغوص، أو يغوص في المعين ذاته، لكن يتخطى السواقي والجداول إلى المعين نفسه بتصرف أعلى. هذا يعني أن المشرقي سواءً كان كلدانيا أو آشورياً أو عربياً أو مهما كانت التسمية احتفظ بسمات حضارية تراثية تاريخية عبر التاريخ، ولم يتمكن –إن جاز التعبير الشديد- الدين أن ينهي على الأقل هذه الانتماءات بالأرض –التعلق في الأرض- التعلق بالتاريخ، التعلق بالأدب، بالحضارة بشكل عام، وهذه نقطة إيجابية، أنا أعتبرها لأنه دين -أكيد أي دين- لم يأتِ ليلغي وإنما ليكمل، ولكن عندما تعددت -نوعاً ما- الأديان كما كانت أيضاً في السابق، عندما دخلت المسيحية إلى البلاد وأخذت تنتشر طبعاً بقى آخرون على دينهم الوثني، وكانوا ما يزالون أغلبية، شعر هؤلاء المسيحيون الجدد بضرورة هذا الجديد من وحي، من أيضاً مباديء، ومن طبعاً ما يترتب على ذلك أيضاً من طقوس ونظام ديني فمن جهة نوعاً ما اختلفوا أكيد عن المجتمع القديم، ولكن لم يتمكنوا، أولم يريدوا أيضاً بأن يبتعدوا 100% عن أصالة حضارية ومؤكداً عن الأصالة اللغوية وإلى آخره..، وهذا حدث بعد سنوات في انتشار الإسلام في البلاد.
محمد كريشان:
كأصالة لغوية إذا أردنا.
د. يوسف حبي:
نعم الأصالة..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
هل بقيت اللغة الكلدانية الآن؟ هل هي الآن لغة محكية ومستعملة سواءً في العراق أو في دول الجوار وبها بعض الكلدانيين؟
د. يوسف حبي:
نعم، أكيد، بحدود قلنا تقريباً 95% من مجموع المنتمين إلى كنيسة المشرق كلدان آشوريين وحتى السريان -ولو بدرجة أقل- يتحدثون كلغة أم ما نسميه بالسورث وهي لغة آرامية، لهجات تنتمي بأصولها إلى اللغات القديمة التي أولى اللغات التي هي معروفة في هذا الباب هي الأكادية حالياً، وتقاربها في سوريا الإبلية وربما هي أيضاً أكادية، وتفرعت، أو هي ذات فروع: البابلية، الكلدانية، الآشورية، الآرامية، وحتى في هذه..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
هناك تشابه بينها؟
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
نعم.. وهناك طبعاً التشابه الكبير في كل هذه اللغات التي تسمى أيضاً آرامية غربية، وآرامية شرقي ، ويدخل في هذا الباب حتى اللغة العربية.. كاللغة العبرية والحبشية واللغات الأخرى، هي عائلة واحدة، لأنه هذه الشعوب هي ذات أصول..، أو أصل واحد في نهاية الأمر، طبيعي هناك الكتب المقدسة كلها تقريباً كتب الأديان الموحاة تقول بالأصل الواحد للإنسان، العلم يحاول أن يقول أيضاً بأصول متعددة، ولكن في نهاية المطاف نحن أمام أصول مشتركة مؤكداً ليس فقط كأقوام وأجناس، ولكن وخاصة كلغات، هذه اللغة باقية..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
باقية إلى الآن حتى في البيوت والاستعمال اليومي؟
د. يوسف حبي:
إلى الآن وحتى الذين انتشروا في بلاد الشتات، يعني اللي راحت اللي ديترويت، أو إلى شيكاغو، أو إلى أمستردام، أو إلى مالبورن بتسمع هؤلاء المشرقيين، هؤلاء الكلدان والآشوريين والمسيحيين يتحدثون بهذه اللغة.
محمد كريشان:
وأغلبهم يجمع بينها وبين العربية في أغلب الأحيان؟
د. يوسف حبي:
أغلبهم ولكن ليس الكل، يعني هناك طبعاً الإيراني مثلاً أو التركي الأصل فيتحدث بهذه اللغة السورس أو الآرامية أو الآشورية الكلدانية كما يتحدث بلغة البلد كما، ولكن لأن الأغلبية هم في الوطن العربي فطبعاً اللغة العربية تسود أيضاً بين معظمهم كلغة أدب وتخاطب وحضارة. وهذا ما حصل أيضاً كانتماء حضاري بعد ازدهار الحضارة العربية وكذلك أيضاً من القرن الأخير يعني التاسع عشر والقرن العشرين عندما تعززت العربية والأدب العربي والحضارة العربية أصبحت تقريباً هي السائدة في المنطقة، وبين شعوب المنطقة فمن الطبيعي أيضاً أنه أصحاب هذه اللغة، ومسيحيين هذه اللغة دخلوا في الخط إنما بقليل من اختلاف مع مثلاً الأردني لنقل أو الفلسطيني الذين هم أكثر يمتون بصلة إلى العربية، وإلى الحضارة العربية لأنها لغتهم الأم بينما هؤلاء ليست لغتهم الأم عادة ولكن هي اللغة..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
القديمة.
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
القديمة والشقيقة أيضاً، فالمصطلحات هي نفسها يعني حتى أيضاً المشاهد يعرف أن الخلاف أو الاختلاف هو بسيط نقول شمشا (شمس) ونقول أرا (أرض) ونقول ميّا (ماء) وإلى آخره من الكلمات.. الأصولية واحدة تقريباً.
محمد كريشان:
هل ما زالت هذه اللغة متواصلة كإبداع أدبي كما كانت في السابق؟
د. يوسف حبي:
نعم، وخاصة أن هناك أيضاً نوع من حركة شجعت على أن تزداد قوة وتنتشر أيضاً على صعيد الأدب والكتابة والمجلات والصحف ووسائل الإعلام خاصة في بلاد الشتات، لأنه كما قلت بلاد الشتات جمعت أصحاب هذه اللغة من عدة بلدان، فالمشترك بينهم هو خاصة هذه اللغة أكثر من لغات أخرى فتقوت وتشجعت ثم هناك دراسات أوروبية ويعني مزدهرة سواء للأدب السرياني القديم وسواء لأدب السورث أو هذه اللغة المحكية من قبل الآشوريين والكلدانيين في العالم، فهي الآن واليوم لغة أدب، لغة شعر ولغة صحافة أيضاً، ولكن لنقل دائماً في معظم -أو في العديد من أيضاً- الاشتغالات بتتشابك مع العربية –وهذا- هؤلاء الأشخاص لا يشعرون بالغربة إطلاقاً بالنسبة للحضارة العربية، واللغة العربية بالعكس.
محمد كريشان:
عندما جاء الإسلام ومعه تحديداً اللغة العربية ولغة القرآن الكريم، كيف كان تفاعل الكلدانيين أو الآشوريين مع هذه الرسالة الجديدة؟ علماً وأن الكنيسة المشرقية كانت من أقدم الكنائس في العالم يعني عندما؟
د. يوسف حبي:
عندنا شهادات تاريخية واضحة أن الجفالقة –نقصد بهم البطاريك يعني رؤساء هذا الكنيسة- خاصة في العراق، يعني في المدائن قبل طبعاً تشييد بغداد،قرب بغداد، المدائن، هؤلاء لم يعارضوا انتشار الإسلام، لا بل هناك نوع من تعاطف ولم يحدث أي صدام بين مسيحيين بلاد ما بين النهرين بشكل عام وخاصة وادي الرافدين والعراق وبين المسلمين، وهناك أيضاً كان مسيحيين عرب كمسيحيي الحيرة، المناذرة، وكذلك المسيحيين الغساسنة الذين هم أقوام عربية، ثم إن هناك أقوام أو قبائل عربية عديدة كانت مسيحية كطيء وتغلب وغيرها دخلت في الإسلام بسهولة لأنها نفس اللغة، نفس الحضارة، وأيضاً، ولو أن معظم المسيحيين لنقل بقوا على دينهم، الذين أصبحوا مسلمين عادة هم الذين كانوا زراد شتين أو كانوا على أديان وثنية أخرى، لماذا؟ لأن الإسلام لم يجبر مسيحياً على أن يسلم، وإنما أن يدفعوا جزية واعتبروا أهل الكتاب، وبعد سنوات نلقى ليس فقط تعايشاً سلمياً وإنما عيشاً مشتركاً بين المسيحيين والمسلمين، والدليل هي أولاً حتى حوارات دينية بين أعلى المستويات كمثلاً الحوار بين الجثاليق البطريرك (تمثاوث الكبير) في حدود سنة 800م مع الخليفة المهدي، أو حوار المطران (إيليا برشينايا) مطران نصيبين مع الوزير المغربي.
محمد كريشان:
حوار بالمعنى كأنه بدايات لحوار.
د. يوسف حبي:
مسيحي إسلامي ينحكي عن الله، وعن الوحي، وعن المعجزة، وعن العقاب والثواب وإلى آخره، وكذلك حوار بين العلماء خاصة وبين الفلاسفة والمفكرين المسيحيين والمسلمين، لا، بل في بغداد عاصمة الحضارة العباسية خاصة الزاهرة والمجيدة، المدارس كانت مشتركة، يعني لم تكن هناك أي تفريق في أن تكون هذه المدرسة مسيحية وإسلامية خاصة على صعيد العلوم، وعلى صعيد الفكر والفلسفة وبالأخص المنطقيات، فمثلاً بيت الحكمة يترأسه مسيحي، يعمل فيه أيضاً مسلمون، أو يترأسه حتى صابئي ويعمل فيه مسيحيون ومسلمون، أو مسلم وبالعكس، وكذلك في المستشفيات مثلاً في مستشفى الأرضي نلقى أبا فرج ابن الطيب، عبد الله بن الطيب الذي هو كاهن سكرتير البطريرك، وفي عين الوقت فيلسوف ومنطقي وقانوني و..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
كان يتتلمذ على يديه حتى من المسلمين.
د. يوسف حبي:
نعم، يوحنا بن حيلان هو أستاذ الفارابي، والفارابي هو أستاذ أبو بشر متى بن يونس، وأبو بشر متى بن يونس عبد الله بن الطيب بعده ويحيى بن عدي والسجستاني والمنطقي وفلاسفة كثيرين معتبرين كأنهم زملاء في عين المدرسة الفكرية المنطقية الفلسفية وأصل الترجمة عندما نطالع قوائم المترجمين في العصر العباسي نلقى مسيحيين، ونلقى مسلمين، ونلقى صابئة، ونلقى حتى يهودياً، فكان هناك حوار بين الأديان على صعيد العلم ربما أحياناً بعض المتدينين، أو بعض يعني رجال الدين هنا وهناك لم يتقبلوه 100%، ولكن على صعيد المجتمع، وعلى صعيد العالم، وعلى صعيد الحضارة هذا الحوار كان قائم، وهذا دليل وخاصة منذ 1400 سنة وحتى اليوم، وفي هذه البلاد يعني خاصة مثلاً في العراق، لم تقم حرب دينية واحدة، هذا دليل على أن فعلاً التعايش المسيحي الإسلامي والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين كان قائماً، لماذا؟ لأن الأصولية واحدة، لنعد دائماً إلى الأصول الحضارة هي التي أولدت هذا الشعب العظيم فعلاً وحقاً والتي أعطت لنقل حتى أكثر مما تأخذ.
محمد كريشان:
الصورة لم تهتز حتى مع الحروب الصليبية؟
د. يوسف حبي:
بالعكس نحن نرى ونعرف بأن المسيحيين وقفوا جنباً إلى جنب في صد هجمات الصليبية ولهذا في العراق مثلاً خاصة لم يكن هناك أي تأثير صليبي واضح، وكذلك في حروب أخرى مثلاً عندما نادر شاه أو طهماسب غزا البلاد بشكل تصفه كتب التاريخ وهوامش المخطوطات القديمة بأنه كان فعلاً بشعاً ويعني فتاكاً، وقف هناك أيضاً المسيحيون والمسلمون صفاً واحداً كما في مدينة الموصل، وشهيرة هي الحادثة –حادثة محاولة تهديم أسوار الموصل من قبل الطهماسب نادر شاه وعسكره الجرار بقذائف المنجنيق..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
جاءوا من بلاد الفرس.
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
نعم من بلاد الفرس بقذائف المنجنيق ويقال أنه ألقى على الأسوار بحدود 25 ألف قنبلة حديدية بواسطة المنجنيق ولما كانت تتهدم الأسوار كان أهالي الموصل يضعون حتى –للاستعجال ولكي لا يتركوا ثغرة لدخول العسكر المعادي –يضعون حتى جثث على الأسوار، ويقال أن التشابك اللي كان بين مزار العذراء مريم الطاهرة في الأسوار –قرب الأسوار- ومرقد يحيى أبي قاسم والشافعة التي كان المسيحيون والمسلمون يتضرعون إلى العذراء وإلى يحيى أبي القاسم صدت أيضاً هذه القوة العاتية وجعلتها فعلاً تبوء بالفشل، ونقدر نذكر أمثلة عديدة كمثلاً عندما كان تكوين الدولة العراقية وقف المسيحيون مع المسلمين بكلمة واحدة هي القول أن الموصل هي للعراق، وهي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وغير صحيح أنها تتبع –ويجب أن تتبع- مثلاً تركيا وإلى آخره، فهناك شواهد عديدة على هذا التعايش على الصعيد حتى السياسي وأكيد الوطني، ومؤكداً الحضاري واللغوي، وحتى الخلقي فالصداقات والعلاقات بين البيوتات الإسلامية والمسيحية في العراق كما في بلاد الجوار معروفة يعني وليس هناك أي إشكال من هذا الناحية.
محمد كريشان:
يعني هذا التعايش اللي سمح، برأيك ألم يسع البعض ولو أحياناً لإثارة (فتن) ربما؟ لأن فقط على سبيل المثال يعني مثلاً في المغرب العربي القضية مختلفة، هناك البربر أو الأمازيغ وهم من سكان البلاد الأصليين وانتماؤهم نفس الانتماء الديني للعرب الموجودين وهو الانتماء إلى الإسلام، ومع ذلك انتماء ديني واحد وهناك حساسيات عرقية أو قومية أو ثقافية، هنا اختلاف ديني ولكن انتماء حضاري واحد.
د. يوسف حبي:
يعني إذا..، ليس هناك أحد يستطيع أن يقول أن الإثارات لم تكن، لأنه مع الأسف هناك دائماً أشخاص أو فئات يثيرون ويريدوا أن يعمقوا بعض الخلافات أوالاختلافات تصبح خلافات، أو الحساسية إلى حد استثارة النفوس.. إلى آخره، ولكن لأقولها أنا كعراقي وككلداني وعمري في الستينات أنني ومعي الألوف نبتسم وأيضاً نتألم عندما نسمع أحداثاً عجيبة، غريبة مثلاً في مصر، أو في الجزائر أو في أي بلد آخر، في لبنان يعني بين.. والقضية تصبح قضية مسلم ومسيحي، لأنه إما القضية هي وطنية وتشمل الجميع أو هي قضية دينية، وأي دين –وأنا رجل دين- لا يمكن أن يخلق أو ينشيء أي فرقة بين إنسان وإنسان، كل دين صحيح –ونحن مؤمنين بأديان صحيحة- يجب أن يعمل على توحيد الإنسان أولاً في ذاته، الإنسان مع الله، والإنسان مع قريبه يعني مع الآخر ومع الآخرين بغض النظر عن أي انتماء عرقي أو لغوي أو حضاري أو ديني أو مهما كان نوعه.
محمد كريشان:
دكتور يوسف هذا التوجه استمر حتى في الأوساط الكلدانية المسيحية الموجودة في أمريكا أو غيرها، لم تكن هناك بعض النعرات الخاصة؟
د. يوسف حبي:
مؤكداً في الخارج ممكن بسهولة أكبر أن يكون التأثر السلبي، لأن التعايش المباشر يضعف، ولكن هناك يمكن أيضاً ما حدث بالعكس أنه المسافر أو الذي عاش في الشتات والآن يعني استوطن في بلدان أخرى يشعر بانتماء أقوى، يعني قبل أيام بالضبط وإحدى قريباتنا في أستراليا مولودة في أستراليا، والآن شابة تقول نعم إني أحمل الجنسية الأسترالية لكن أنا أشعر بأن بلدي هو العراق.
محمد كريشان:
مع أنها ولدت في أستراليا وتربت هناك.
د. يوسف حبي:
ولدت وتربت هناك وحسب الأصول فهذا دليل وطبعاً إحنا نسمع من كل الذين يعيشون في الخارج أنهم يشعروا بأنهم يعيشون في غربة، والغربة قاسية كما نعلم، والانتماء عميق، لماذا؟ لأنه أنا متأكد أنه هذا الانتماء طبع في قلوبهم أكبر الأثر، أعمق الأثر حيث لا يمكن أن ينفصل، ولهذا تشوف التعاطف أيضاً التعاطف الذي فعلاً المواطنين الكلدان وحتى الآشوريين والسوريان تتحدث عن الكل متعاطفين مع –أكيد- وطننا العربي والبلدان العربة بشكل عام، مع القضية الفلسطينية مؤكداً ومع كل القضايا التي تخص بلادنا وشعبنا، مثلاً مع حصار بالنسبة للعراق، يعني بخصوص الحصار لولا تعاطف –حقيقة- لشعبنا في الخارج، وللمسيحيين –أيضاً- من كلدان، ومن أشوريين، ومن سريان وغيرهم..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
تعاطف يعني كإرسال مساعدات وإرسال أموال.
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
تعاطف كإرسال مساعدات بشكل هائل وكبير، وقسم من هذه المساعدات ليست لأهاليهم ولا لأقاربهم، ولا حتى فقط لأبناء دينهم، وإنما للجميع، وحتى عن طريق القنوات الرسمية للدولة، أو حتى التي تأتي إلى الكاريتاس مثلاً يعني، (خويت المحاربة) كما نسميها في العراق وجوباً يجب أن توزع منها حصص –أيضاً- على المسلمين، وليس فقط على المسيحيين، وهذا دليل الانتماء، ولكن وخاصة في المحافل السياسية، وقسم من أبنائنا، يعني من شعبنا الكلداني مثلاً في أمريكا، نحن عندنا أعضاء في الكونجرس، وعندنا ناس متقدمين في المجالات السياسية، أو أيضاً الفكرية، أوفي وسائل الإعلام، وفي الإدارة العامة في عدة بلدان، هؤلاء دائماً يعرضوا قضايانا كلها المصيرية سواء عن الحصار، سواء عن –كما ذكرت- القضية الفلسطينية وغيرها، وحتى بالمظاهرات يقومون بها، وباحتفالات، وبوسائلهم الإعلامية المتقدمة المتطورة، هم تقريباً الصوت الحي –حقيقة- لقضايانا.
محمد كريشان:
توزيع المساعدات التي تأتي من الخارج على المسيحيين وغير المسيحيين في العراق برأيك زادت من تعميق هذه الأواصر التي كنا نتحدث عنها؟
د. يوسف حبي:
مؤكد..
محمد كريشان:
يعني هل هناك مثلاً بعض الحرج من أن يأتي مواطن عراقي مسلم يأخذ مساعدات غذائية، أو حتى عينية من كنيسة كلدانية؟ هل هناك بعض الحرج أم القضية –ربما- غير مطروحة بالنسبة إليه؟
د. يوسف حبي:
الحرج غير موجود، بدليل أني أنا –أيضاً- في كنيستي في بغداد عندي رعية كبيرة، أقدر أقول: كل يوم، إن لم أبالغ مؤكداً كل أسبوع يأتي أكثر من شخص، ولا نرفض مساعدة أشخاص مسلمين، ولا نرفض أبداً أي شخص، كما أنه وجوباً –كما قلت- نقدم –أيضاً- مساعدات لعائلات مسلمة، بعد أن نتأكد –طبعاً- كما نتأكد من العائلات المسيحية كذلك المسلمة أنها فعلاً محتاجة أكثر من غيرها أكيد الكل محتاجون الآن، وعكس ما يمكن حصل في بداية ما يسمى بحرب الخليج أو العدوان على العراق أن بعض المتطرفين كانوا يريدون أن يتهموا بعض المسيحيين بأنهم مع الأمريكان، والجواب كان الرسمي والشعبي على الساحة أن العراقي المسيحي هو أقرب إلى العراقي المسلم من أي شخص آخر، ولا فرق في هذه المعاناة بين مسلم ومسيحي، وكلنا نرفض ونشجب العدوان الذي حدث على العراق، ونندد به، ومعلوم أنه مثلاً صوت البابا ارتفع أكثر من مائة مرة ضد الحرب وضد العدوان وضد الحصار، وكذلك صوت البطريرك الكلداني معروف (…) المعروف بمواقفه الوطنية ودفاعه المستميت حقيقة عن شعب العراق، ولم يقل في يوم من الأيام هذا البطريرك أنه يدافع فقط عن مسيحيي العراق، وإنما عن شعب العراق ككل، لأنه منتمين إلى هذا الشعب، وحتى ولو أنه بطريرك الكلدان في العالم، وإليه تعود كل الأبرشيات والرعايا الكلدانية، لكن طبعاً اعتزازه بالدرجة الأولى بأنه عراقي، وبأنه من هذا البلد، ومن هذه المنطقة، ومن هذا الوطن العربي الكبير.
محمد كريشان:
الكلدان لديهم –أيضاً- مؤتمرات ومجامع كنسية، مناسبات معينة، فيها الجانب الديني، وفيها الجانب الاجتماعي، منها قضايا الزواج، وترتيب عمليات زواج، لو تعطينا فكرة عن هذه الجوانب الدينية والاجتماعية.
د. يوسف حبي:
هناك مؤتمرات عامة يعقدها الكلدان مع كل مسيحيي العراق، ونسميها (المؤتمرات المسيحية) هذا عادة يترأسها هو غبطة ربطة البطريرك الكلداني باعتباره السلطة الكنيسة الأعلى في العراق، مع كل رؤساء الطوائف والكنائس المسيحية، وبالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وهذا يتم كل سنة أو كل سنتين، وهناك المؤتمرات الخاصة بالكلدان اللي تعقد سنوياً إما في العراق، أو في لبنان، أو في روما حسب الحاجة، ودائماً هناك فقرات ضد الحصار، تندد بالحصار، تتكلم عن معاناة الشعب، عدا طبعاً كل ما يترتب على ذلك من إعلام، ومن قضايا أخرى.
ثالثاً: هناك مؤتمرات عامة يعقدها الكلدان مع كل بطاركة الشرق، والعام الماضي –أيضاً- في شهر (أيار) مايو مع كل بطاركة وأساقفة الشرق، وكان العدد أكثر من مائتي شخص وكنت حاضراً.
محمد كريشان[مقاطعاً]:
بكل طوائفهم وكل..
د. يوسف حبي:
بكل الطوائف، وصدرت بيانات، صدر بيان، وصدرت توصيات رائعة جداً سواء على صعيد المنطقة ككل، المنطقة العربية خاصة وعلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام للتأكيد على ضرورة وحدتها وأيضاً للتخفيف عن المعاناة التي تسببها تدخلات أجنبية هنا وهناك، وتأكيد على الحوار وعلى التعايش الإسلامي المسيحي في المنطقة وبين الأديان وبدون يعني ترك تماماً كل ما يعيق وحدة هذه الشعوب أو هذا الشعب الواحد من أي تفرقة لأي تفرقة مهما كان لونه أو شكله إلى عنصرية، أو دينية، أو لغوية، لأن الكل والمسعى هو أن يكون الكل واحداً، وهذه المؤتمرات –فعلاً- كان عندها مردود كبير لأنه الذين حضروها –أيضاً- وسائل الإعلام بشكل كبير وشخصيات –أيضاً- كبيرة من العالم، وكان لها أصداء –حقيقة- مثيرة، وكما تعلمون أيضاً قبل سنوات نحن ككلدان خاصة ككنيسة كلدانية طلبنا من بعض البطاركة أن يزوروا العراق، وفعلاً زاروا العراق من جملتهم البطريرك ميشيل صباح الذي في القدس، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، بطريرك الأرمن الكاثوليك، وبطريرك السريان الكاثوليك وآخرين بعثوا ممثلين عنهم، وكذلك في هذه المؤتمرات المسيحية الكنائس الأرثوذكسية، الكنائس الإنجيلية بالتعاون مع الكلدان مع الآشوريين، كلنا نعمل في هذا البلد، وفي المنطقة قدر الإمكان بيد واحدة، ودائماً هناك أيضاً في المؤتمرات العامة حضور إسلامي متميز، وأيضاً كلمات لرجال دين مسلمين لكي لا يظهر أي فرق، وأعطى آخر مثال قبل أيام بالضبط من الثالث إلى السابع آيار (مايو) الماضي، إحنا ككلية بابل وأنا رئيس هذه الكلية، عميدها، مع المعهد الكهنوتي البطريركي الكلداني رتبنا مؤتمراً حول وجه الله، في هذا وجه الله تحدث شخص آثاري عن وجه الله في الحضارات القديمة، وتحدث الشيخ جلال الحنفي عن وجه الله في الإسلام، وتحدث عالم براسيكولوجي عن وجه الله في البراسيكولوجي، وتحدثت قصائد وكلمات عن وجه الله في الفن وفي الشعر، وفي الأدب، وفي الكتاب المقدس، وفي الروحانيات، وفي التصور فوصولاً إلى –وكان هذه الغاية- أننا جميعاً نكشف قليلاً عن وجه إلهنا الذي إذا ما تجلى مؤكداً الإنسان راح يكون أكثر بخير، لأن إلهنا الذي نؤمن به كمسيحيين، كمسلمين، وكأديان توحيدية أخرى هذا الإله هو حتماً إله خير، وإله محبة، وإله سلام، وإله تآخي، إذن هو إله يجمع ولا يمكن أن يُفرِّق، وهذا ما نحتاجه خاصة في المنطقة وفي العالم..
محمد كريشان:
هذا على الصعيد الديني، ماذا على الجانب الاجتماعي؟ قضية تنظيم الزواج بين الكلدانية [الكلدانيين] ربما المغتربين والموجودين هنا؟ هل هذا يعود إلى حرص على..
د. يوسف حبي[مقاطعاً]:
هناك شيء طريف جداً في هذا الباب، لأننا كل أسبوع نُفاجأ بشخص يأتينا من أمريكا، من كندا، من أستراليا، من السويد، ويريد أن يتزوج فتاة عراقية، لماذا؟ لأنهم يقولون، وأنتم أدرى..
محمد كريشان[ضاحكاً]:
أنتم أدرى..
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
أن بناتنا بنات –حقيقة- حافظوا على أصالة وعلى تقاليد، وعلى نقاء، وثانياً أيضاً ربما من باب تشجيعنا إحنا أيضاً لكذا زواجات، إلا أن مع الأسف بسبب الحرب الإيرانية العراقية، وبسبب أيضاً الهجرة التي حدثت وهي نزيف استمر بعد الحصار، نقص عدد الذكور، ونوعاً ما عدد الإناث أصبح كثيراً فلتلافي هذا الخلل نحن نشجع –بالضبط- الزواجات من الخارج إلى الداخل، وباعتبارهما عادة نفس العائلة، ونفس الشعب ونفس الـ.. ولكن أيضاً هناك شيء ثاني منذ –يعني- زمن طويل –على الأقل- نحن لا نقيم وزناً في الزواجات ونسميها المختلطة بين كلداني وآشوري وسرياني، كاثوليكي وأرثوذكسي، نعتبرها كلها واحدة، المشكلة يمكن فقط في الزواجات المختلطة بين مسيحيين ومسلمين لأنه عندنا في العراق دين الدولة هو الإسلام، ومعنى ذلك أن حقوق المسيحية إن بقيت على دينها تكون منتقصة نوعاً ما، وإذا هي أسلمت فطبعاً هناك –يعني- نوع من التدارك لهذا القانون –ربما- مع الوقت كما حصل ويحصل في بعض بلدان تتبنى الخط ما يُسمى بالعلماني، وهذه بعض الأحزاب حتى العربية..
محمد كريشان:
مازال هناك بعض الحساسية في الزواج المشترك؟
د. يوسف حبي:
ما يزال بعد في هذا المجال، نعم مازال هناك، ولكن مؤكداً العلاقات العائلية والاجتماعية وروابط الصداقة قائمة، أنا من الناس وأنا –طبعاً- صح رجل دين ولكن أيضاً عندي صفة الثقافة، صفة –أيضاً- عضو المجمع العلمي، وعندي صداقات عائلية عديدة مع عائلات إسلامية، وبدون أي حرج أنا أدخل إلى بيوت عائلات إسلامية، كما أن عائلات إسلامية بكاملها يعني تقصد بيتي، وهذا أعتبره شيء طبيعي جداً وخلافه هو غير الطبيعي يعني.
محمد كريشان:
نعم، أشرت إلى ظاهرة نزيف الهجرة، الحقيقة أن هذه الظاهرة موجودة حتى في دول أخرى مجاورة فيما يتعلق بالمسيحيين، مثلاً في فلسطين هناك هذه الظاهرة، هل فعلاً هذا الخطر خطر جدي؟ وكيف يمكن مقاومته؟
د. يوسف حبي:
هو خطر مؤكداً، ولكن نحن لنسأل عن أسبابه، ونحن نخشى أن هناك يعني مَنْ تقريباً يريد أن يكون هذا الخطر وأن يتحقق، لأنه فعلاً كما نوهت وذكرت أن هناك نزيف من كل بلدان المنطقة، حتى في مصر، في فلسطين مؤكداً، في لبنان، سوريا، تركيا، إيران كلها للمسيحيين كنسبة أكبر مما للمسلمين، كنسبة أكبر بكثير، فيوماً ما هذا توقُع المتشائمين وليس توقعي- ستفرغ المنطقة من مسيحييها، أنا لا أعتقد وأنا لا.. ليس فقط لا أعتقد، وإنما لا أتمنى أن يحدث ذلك، لأنه ستكون خسارة ليس –فقط- للمسيحية وللمسيحيين في هذه البلاد، وهي بلادهم وموطنهم وأراضيهم، وإنما للمسلمين أنفسهم، لأني من الناس الذين يؤمنون بالتعددية، وماذا تريد يعني يا صديقي؟ الله لو لم يرد التعددية لما خلق الكون ألواناً، فإحنا أحياناً نتحسس ونريد أن الكل يجب أن يأخذوا بلغتنا، بديننا، بعاداتنا، بإلى آخره، بينما الأنا هو دائماً مختلف عن الآخر، هذا المختلف ليس ولا ينبغي أن يكون.. وأن يسبب خلافاً، بدون الآخر لن أكون أنا، فإذن بدون التعددية ما راح أؤكد على ذاتي، يا ريت يسمعني أي واحد ويقول: أنا من الناس أقول: يجب أن يكون المسلم إزائي، يجب أن يكون أيضاً مسلم أيضاً، ويجب أنه المسلم أيضاً يقبلني كمسيحي وكلنا..
محمد كريشان:
احترام الآخر.
د. يوسف حبي:
ونعيش، بالضبط، الواحد يحترم الآخر، الواحد –أيضاً- لا بهذه السهولة والسرعة يقول: أنا معي كل الحق والآخر معه كل الباطل من المستحيل أننا نحيط علماً ونلم بكل الحقيقة، كالشمس أنت ترى أشعتها تنتشر في كل مكان ولكنك لا تستطيع أن تلم بها كلها، وكما ذكرت قبل –أيضاً- كالماء المعين، أنت تصل يمكن إلى فهم المعين، ولكنك لا تدخل إلى قلبه، فهذه هي الحقيقة، لأن الحقيقة في نهاية الأمر هي الله.. أكبر وأسمى بكثير منا جميعاً.
محمد كريشان:
دكتور يوسف حبي شكراً جزيلاً.
د. يوسف حبي:
أهلاً، وسهلاً

1535
بمناسبة انعقاد سينودس الكنيسة الكلدانية  في روما
  
بقلم يوحنا بيداويد
 ملبورن/ استراليا
السبت 9 تشرين الثاني
 
 
مرة اخرى تتوجه انظار ابناء الكنيسة الكلدانية  الكاثوليكية الى روما حيث ينعقد سينودسها  اثناء انعقاد سينودس خاص من قبل الكنيسة الكاثوليكية من اجل الكنائس الشرقية الكاثوليكية في الفترة ما بين 10 -25 تشرين الحالي. مرة اخرى يرى الكثير من المؤمنيين جروح كبيرة في جسد الكنيسة لن يشفيها غير الوحدة الروحية النابعة من  الارادة والايمان والقناعة والرغبة في الالتزام بتعاليم معلمنا الرب يسوع المسيح وتعاليم الكنيسة الجامعة المتمثلة باسرارها وإرثها وفكرها عبر الفي سنة.
 
لا يخفي على ابائنا الاساقفة المجتمعين في روما ان الكنيسة الكلدانية تمر في هذه السنيين في زمن صعب حقيقي لم تمر فيه الا في زمن حرب العالمية حينما  خسرت فيها حوالي ربع مليون نسمة وازيلت سبع ابرشيات كبيرة في الامبراطورية العثمانية  من الوجود (1).
 
انني اكتب لكم ككلداني كاثوليكي مؤمن وكاحد العلمانيين العامليين في الكنيسة لفترة طويلة، وان ما انقله لكم ليس نابع فقط  من نظرتي الشخصية وانما من نظرة كثيرمن المؤمنيين مثلي الذين يبدون قلقلهم اتجاه مصير الكنيسة ومشاكلها وطرق حلها. هنا اود ان اذكركم  برسالة المرفقة على الرباط ادناه التي وجهتها لحضراتكم قبل انعقاد السينودس المقدس الاخير في ايار سنة 2008 في عنكاوا (2).
  
اذن مشكلة الكنيسة الكلدانية ليست فقط هجرة ابنائها وتوزعهم في اركان العالم  وانحلال الخلقي والاجتماعي الذي اصاب البعض منهم بسبب احتكاكهم مع مجتمعات جديدة اوالعيش بحسب قوانين الدول الكثيرة التي هم مهاجرين اليها ، لكن هناك مشاكل على صعيد الادارة والتعليم والعلاقة بين الاكليروس انفسهم  في كنيستنا الكلدانية التي نعتز بها كأُم روحية لنا جميعا. كما نشعر دائما هناك مسؤولية على عاتقنا جميعا الدفاع عنها كذلك ان نقول ما هو صالح ويبني ويخلق تجدد ويجمع بين الجميع.
 

لقد انطلقت الكنيسة الاولى المتمثلة بإثني عشر رسل ومعهم النسوة والاخوة الذين حل عليهم روح القدس في عيد العنصرة  يتكلمون بألسنة الامم  والشعوب الشرقية كلها، انا دوما اظن ان كل رجل من الاكليروس مر في نفس تجربة ذلك الشاب الغني الذي سأل يسوع المسيح عن كيفية دخول ملكوت السماوات، ولكن عمل كل من  اختار الكهنوت عكس قرار ذلك الشاب، فكان له الشجاعة الكافية في بيع  كل ما يملكه وتصدق به وتبع المعلم السماوي. واصبحت الطاعة والفقر والعفة هي الجدران الثلاثة التي بدأ يتسلقها للوصول الى نقطة القمة في هرم المتمثلة بحياة القداسة. فعلا هذه هو الوصف الحقيقي الذي يليق بكل رجل من الاكليروس الذي يجب ان يكون في المقابل امين لرسالته المقدسة ومستعد للتضحية من اجلها كما فعل الاب الشهيد رغيد كني والشهيد المطران رحو وغيرهم.
  
لكن ما يؤلم كل المسيحيين في العالم حقيقة هو بعض من رجال الاكليروس لا في الكنيسة الكلدانية  فقط وانما في جميع الكنائس وفي كل مكان هم في ازمة  وان روما في هذه الايام تدفع ثمن هذه الأخطاء كما حصل في امريكا وبريطانيا. وان كنيستنا الكلدانية واحدة من تلك الكنائس تمر في ازمة وفيها نواقص تحتاج الى سينودسكم  الذي سيعقد بعد ايام قليلة. وتحتاج الى الجرأة والحكمة في اتخاذ قرارات صالحة للكنيسة فقط وليس لصالح الاشخاص! .
  
لهذا ابائنا الاساقفة انشادكم كأحد المؤمنيين أن تدرسوا النقاط التالية التي اراها ضرورية ان تتعالج قبل ان يدخل اللص في الليل ويزرع زوانه في حقلها ، ولا سامح الله يهب روح الانقسام والطائفية والقبلية الامر الذي حدث  تكرارا في تاريخ كنيستنا الشرقية  :-
 
1-    العودة الى التركيز على تعليم المسيحي الذي هو خبز الحياة  للمؤمن فعلاً، ورجال الاكليروس يجب يشهدوا باعمالهم وبأقوالهم ووعظهم في هذا الامر. يجب ان يعيشوا يوميا على ضوء هذه التعاليم  امام الاخرين، كي يرى المؤمنيين رجاءهم الكامل بقيامة المسيح ووعده  المقدسة. فيتعلمون منهم الشجاعة في الايمان والالتزام به.
  
2-    التركيز على ان الكنائس المسيحية هي عائلة واحدة تربطهم علاقة روحية اقوى من الدم او اية علاقة اخرى. والعمل من اجل جمع واتحاد الكنيسة كما اوصانا يسوع المسيح لا سيما الشرقية،  فكونوا انتم اول من يشهد على اقوال المسيح في المحبة والتضحية والتسامح  بمواقفكم لاباء الاساقفة في الكنائس الشقيقة الاخرى كي تنير لهم الطريق. لان احد اهم اسباب ذوباننا هو انقسام الكنائس وعدم وجود روح العمل المشترك معا
3-    اجراء تجديد في طريقة تفسير دروس تعليم المسيحي بلغة وتقنية عصرية كي يفهما الاجيال الذين ولدوا في المهجر على ان تكون موثقة بشهادات وسيرة ابائنا الشهداء وانجازات المفكرين  ورجال المؤمنيين في الكنيسة الشرقية على مر التاريخ.
  
4-    الاهتمام بلغة الطقس (سورث) والهوية القومية، هذا الامر مهم جدا لان الطريقة الوحيدة لربط بين كنيسة الام في الوطن والمهجر هي اللغة، انها الوسيلة الوحيدة للتفاهم ونقل الايمان  اذا اردنا نبقى ونحافظ على هوية كنيستنا ، ككنيسة شرقية الطقس والتعليم.
اما ماذا  نعني بالهوية القومية؟ فالهوية  هي تلك العلاقة الخاصة بين مجموعة من البشر لهم نفس اللغة والتاريخ والثقافة والارض والدين ،  فقط نريد  تشجع روح التأزر بين كما يحصل لدى غير الامم والشعوب والمجتعمات مطالبين الامر الذي يشجعهم للمطالبة بحقوقهم الانسانية ، ولا تعني القومية الانغلاق على الذات لكنها ضرورية جدا ولهذا من واجب الكنيسة عدم محاربة فكرتها او الحط منها. لا يمكن رفع قيمة الشعور القومي  الى مرحلة القداسة  كما هي تعاليم الكنيسة  ولكن مh قلنا هي ضرورة من ضروريات الحياة المهمة في وجداننا الانساني كجماعة لها وجود وجذور تاريخ التي  قلعها او الانسلاخ منها. وان لا تخلق اي تعارض في مفاهيم الانسانية والمسيحية  التي تؤمن الكنيسة فيها .حقيقة ان العاملين في حقلها لن يشكلوا اي خطر على الكنيسة بل هم كانوا  وسيبقون قوة للكنيسة والمدافعين عنها لانها تدير دستور حياتنا الروحية وحتى الاجتماعية.
 
5-    وضع نظام اداري مالي جديد ( لان في المال تتحرك روح الشيطان، كما ان السيد المسيح اكد في قوله : لا تستطيعوا ان تخدموا الهين المال والله) للكنيسة يكون واضح كي ينظم العلاقات بين كل رعية وابرشيتها وبين كل ابرشية والبطريركية ويصبح هذا النظام معلوم لدى الجميع وتلتزم به جميع الاطراف، وفيه يتم تحديد صلاحيات لجان الرعية والابرشية والراعي والاسقف. ارجو ان يتم تجديد هذه القوانيين لانها فعلا منبع انعدام الثقة بين الاكليروس انفسهم  والعاملين معهم في هذه السنوات كي لا تغلق مشكلة في حالة نقل او تقاعد اي طرف كما حصل في الماضي.
  
6-    وضع صيغة جديدة لطريقة انتخاب اسقف لاي ابرشية، على ان تكون الافضلية لكهنة تلك الابرشية وان لا يتم فرض بصورة قسرية على ابناء الرعية اسقف من خارج الابرشية، ولا ان يكون هناك انفراد في اتخاذ القرارات مثل النقل او التعين  الامر الذي خلق مشاكل عانت كنيستنا منه على مر العصور وفي هذه الايام وربما في المستقبل وانتم على علم بها!

7-    كذلك يجب ان يلتزم كل واحد بالمدة المقررة لخدمته واعطاء المجال لكهنة الشباب للخدمة والعمل  والتجديد في الكنيسة الا وهي 75 سنة لجميع مراتب الاكليروس بدون استثناء.

8-    العودة الى مشروع المرحوم الدكتور يوسف حبي الا وهو اجراء احصاء عام في الكنيسة الكلدانية واخراج كتيب بالبيانات ومن ثم وضع دراسات وبرامج شاملة تعالج وضعية الكنيسة على ضوئها، لان حقيقة طريقة  ادارة كنيستنا في بعض الابرشيات والبطريركية هي مئة سنة او اكثر للوراء.
 
9-    تشكيل لجنة من الاساقفة والكهنة والعلمانيين لدراسة مشكلة ترك بعض الكهنة رسالتهم الكهنوتية والوقوف على اسبابها بكل صراحة وحتى يمكن استجواب  جميع اطراف اصحاب الشأن في هذا الموضوع  للمعرفة الاسباب الحقيقة وراء هذه المشاكل ، كي يتم معالجتها الان قبل ان تشكل عقبة اكبر امام الكنيسة في المستقبل.
 
10-  اعادة تنظيم العلاقات بين ابناء الكنيسة من البطريركية و الاساقفة والكهنة و العاملين في الكنيسة والمؤمنيين على حجر اساس المسيحية هي المحبة والتضحية والتواضع. والالتزام بالعفة والفقر والطاعة الامر الذي يجعل المؤمن يشعر بصدق رسالة الكنيسة تماما  كما يجب ان نتذكر دائما ان نشكل سبباً  يخلق الشكوك في ذهن اي مؤمن!!!.
 
11-   اصلاح نظام ارسال البعثات والدراسات الى روما او الخارج  بعد تخرجهم من كلية بابل بأسم الكنيسة . والاقتراح الذي نطرحه الان هو ان يتم ارسال الطالب بعد اكماله الخدمة  الكهنوتية في ابرشيته عشرة سنوات على الاقل.
 
في الختام نصلي ونطلب من الرب  يسوع المسيح الفادي ان يعطيكم النعمة والقوة والصحة وان ينيركم  الروح القدس كي ترون القضايا والمشاكل بصورة اكثر موضوعية ودقة وان تقررون بما يمليه عليكم ضميركم  بشفاعة امنا العذراء القديسة مريم. امين
 ........
  
1-    الابرشيات الكلدانية التي ازيلت في مذابح الحرب العالمية الاولى هي الجزيرة وماردين ودياربكر وسعرت واثيل وارومية وسلامس.
 

 
2-    عنوان الرسالة " ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري في  الكنيسة الكلداني على ال الرباط التالي

 
 
 

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=221346.0

1536
الاخوة والاخوات
شكرا لكلماتكم الجملية عن هذا التقرير
اخت جيهان نعم هذا الشتاء كان بالفعل بارد

مع تيحيات يوحنا بيداويد

1537
الاب الدكتور يوسف توما سندباد الكنيسة
كتب التقرير: يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
12 سبتمبر 2010
يعد الاب الدكتور يوسف توما الدومنيكي  أنموذجاً خاصاً في عطائه الفكري والروحي ، فمنذ ان عاد الى ارض الوطن نهاية سبعينيات القرن الماضي بعد ان انهى دراسته العليا في فرنسا ( دكتوراه في اللاهوت العقائدي وماجستير في علم الاجناس البشرية) للفترة بين عامي 1974-1980، شرع بالتدريس في معهد شمعون الصفا الكهنوتي في موضوع اللاهوت العقائدي. وفي عام 1984 اسس الدورة اللاهوتية للشبيبة ومرحلة الطلاب الجامعيين، وذلك في كاتدرائية القديس يوسف – (السنتر) بمعية الاساتذة الكبار حينذاك من امثال سيادة المطران بولص دحدح (مطران اللاتين في العراق) الذى كان يدرس تاريخ الفلسفة والأخلاق، والعلامة الكبير الاب لوسيان كوب المخلصي ، مدرس  تفسير الكتاب المقدس ، والاب المؤرخ الكبير البير ابونا، الذي يدرس تاريخ الكنيسة الشرقية، والاب الدكتور يوسف توما نفسه ، الذي درس اللاهوت (1). في عام 1995 استلم الآباء الدومنيكان ادارة مجلة الفكر المسيحي من كهنة يسوع الملك ، وعُيّن الاب يوسف توما رئيسا لتحريرها ولا يزال حتى يومنا هذا رئيسا لتحريرها. وقبل حوالي سنتين اسس الجامعة المفتوحة للعلوم الانسانية في بغداد. هذا بالاضافة الى دور هذا الأب في التأليف والترجمة ونشر وتقديم العديد من الكتب الدينية والتاريخية كما قام بشر واستيراد كتب عديدة متنوعة خدمة للفكر والثقافة في العراق.
نظرا لظروف العراق الصعبة من جراء الحروب التي خاضها منذ بداية الثمانينات والاحتلال الذى تعرض له في عام 2003 وحتى ايامنا هذه، هجر عدد كبير جدا من الشعب المسيحي العراق الى بلدان مختلفة مثل امريكا، كندا، اوروبا، استراليا - فراح الاب يوسف توما يلاحقهم مزودا إياهم بالغذاء الروحي والفكري واللاهوتي وذلك من خلال المحاضرات والندوات واللقاءات والوعظ وأشرطة الفيديو والكاسيت وأقراص السي دي، ناقلا اليهم اخبار الوطن وخبراته الكهنوتية والمعرفة المتراكمة. هذا بالاضافة الى رغبته الشديدة للاطلاع على ثقافات المجتمعات الشرقية والغربية، مما حدا بأحد الكتاب بوصفه بالسندباد البحري للكنيسة (2).
للاب يوسف توما شغف كبير في دراسة وجمع المعلومات عن تاريخ وعادات وتقاليد شعوب العالم ودياناتهم (وهذا جزء من اختصاصه الثاني علم الاجناس البشرية). فاثناء زيارته الثانية إلى مدينة ملبورن في عام 2008 ، كان صاحب  فكرة القيام بحج أنثروبولوجي الى صخرة أولورو   Uluru وهو مكان يقدسه سكان استراليا القدامى (Aborigines)   (3)- ( وهم السكان الاصليون لاستراليا والذين إنقرضت غالبيتهم مع قدوم البيض إلى هذه الأصقاع إما بالأمراض التي جيء بها أو الكحول أو الإضطهاد والتنكيل العلني مما حدا برئيس الوزراء السابق كيفين رود أن يطلب العفو منهم) قام بهذه السفرة البعيدة للاطلاع على تاريخ ومقدسات وحضارة هذه الشعوب .
وخلال هذه الايام بالاضافة الى لقائه مع ابناء الكنيسة في سدني ونيوزلندة في شهر تموز وبداية آب جاء الأب يوسف الى ملبورن ليقضي معهم اربعة اسابيع (4)، فالقى المحاضرات العديدة في شتى المواضيع الاجتماعية واللاهوتية ، مثل العائلة ومشاكلها (الطلاق) والتربية المسيحية للاطفال والشبيبة ومواضيع أخرى مثل الايمان والروحانيات والفكر، بإسلوبه الشيق الذي تمتزج فيه الفكرة مع الفكاهة أحيانا كثيرة مما جعل الجمهور يقبل إليه بأعداد لم يسبق لها مثيل.
للاب الدكتور يوسف توما جمهور كبير فاينما حل يجد طلابه وأصدقاءه من حوله.  فكان هناك تقبل وزخم كبير لحضور محاضراته من قبل أبناء كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في ملبورن مما حدا بالقائمين عليها نقل محاضراته من القاعة إلى داخل الكنيسة الكبيرة. 
ومن النشاطات الاخرى والتي يقوم بها الاب يوسف توما خلال رحلاته هو جلبه للمكتبة المتنقلة مع نفسه حيث تعرض أغلفة  الكتب الدينية والفكرية والتاريخية التي تقوم بنشرها دار نشر "الناصرة" وهي تابعة لمجلة الفكر المسيحي، فيتسنى لجمهور المؤمنين الإطلاع عليها،  فتكون فرصة لهم لاقتناء تلك الكتب.
نمتنى له الموفقية والصحة والسلامة في عطائه الفكري والروحي ونتمنى من رواد محاضراته الاستفادة منها.
_____________________________________________________________
 
1-    كان هؤلاء الاباء  مدرسي السنة الأولى للدورة اللاهوتية الاولى، لكن في السنين التالية جاء المطران جاك اسحق ليدرس الليتورجيا، والمرحوم الأب روبير الكرملي ليدرس الروحانيات وغيرهم . علما ان شهادة التخرج كانت تعطى لمن اكمل الدورة بعد حضوره كل يوم إثنين ثلاث ساعات وعلى مدى ثلاث سنوات.
2-    فقد زار أكثر من أربعين دولة لحد الآن وكثير من المدن والعواصم والجامعات (راجع مجلة مسارات عدد خاص عن مسيحيي العراق رقم 14 لسنة 2010 ص 66.
3-    قام  الاب يوسف توما برحلة مع مجموعة مؤلفة من السيد عوديشو المنو والشماس سليم كوكا وكاتب التقرير من مدينة ملبورن  الى  Uluru الذي يقع غرب نقطة مركز استراليا Alice springs  ،  من 14 إلى 16 آب 2008.
4-    القى الاب يوسف توما محاضرات عديدة في كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع  ايام الجمعة والسبت والاحد وذلك خلال الاسابيع الثلاثة الماضية وسيكون لقاؤه الاخير مع الشبيبة يوم الاحد 19/9/2010 في الكنيسة نفسها.



1538
حينما التقينا المطران جرجيس القس موسى في مدينة ملبورن !!
كتب التقرير:  يوحنا بيداويد
الجمعة 20 ايلول 2010
ملبورن- استراليا

ان ابناء الجالية المسيحية العراقية بصورة عامة، والكلدانية بصورة خاصة في مدينة ملبورن الجملية (1) محظوظين جدا مقارنة مع ابناء المدن الاخرى في العالم، حيث دائما كان لهم حصة الاسد من زيارات الشخصيات الروحية والفكرية والقومية من ارض الوطن العراق او من غيرها  في كل عام، وكلما حل احد من هؤلاء ضيفا في هذه المدينة، يهرع المثقفين والمؤمنين والمهتمين بالشان الروحي والفكري و القومي الى لقاء  بهم وتنظيم محاضرات عامة لهم (2)، ولا يترك معظمهم اي مناسبة الا يحضرها ويشارك في طرح الاسئلة او في مداخلة، لاشباع جوعهم الفكري والايماني والوطني او القومي.
 فقبل  ثمان سنوات قام المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد ( 2002) بزيارة مدينة ملبورن ،فقد كانت هذه المناسبة الاكبر في تاريخ الرعية  منذ تأسيسها عام 1982، ثم تلتها زيارة غبطة البطريرك مارعمانوئيل الثالث دلي 2004 للافتتاح بناية الكنيسة بمعية المطران ابراهيم ابرهيم وعدد كبير من الكهنة ، فكان هذا الحدث مهم ايضا لابناء الجالية بعد اتمام هذا الصرح الكبير، ثم قدم الى مدينة ملبورن سيادة المطران شليمون وردودني النائب البطريركي للكنيسة الكلدانية لبضعة اسابيع. لما قدم سيادة المطران جبرائيل كساب 2006 بعد تعينه راعيا لابرشية الجديدة ( مار توما للكلدان الكاثوليك ) في استراليا ونيوزلنده حل ضيفا  معه على الرعية سيادة المطران سرهد جمو كانت مناسبة عزيزة على قلوب المؤمنين، حيث تم تأسيس ابرشية جديدة  لابناء الكنيسة الكلدانية في استراليا ونيوزلنده ، قام  الاب بشار وردة (مطران ابرشية حدياب- اربيل حاليا)  بزيارة اصدقائه واقاربه في مدينة ملبورن خلال في ايلول 2007 ، في السنتين الاخيرتين حل عدد من الضيوف غير الاكليورس علينا وهم كل من العلامة  اللغوي الكبير بنيامين حداد والاستاذ روند بيثون رئيس اتحاد ادباء السريان حاليا، والاستاذ عبد الله النوفلي رئيس اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى في العراق، والوزير السابق نمرود بيتو وضيوف اخرين . كان لابونا كمال وردة  بيداويد الذي هو في زيارة لمدينة ملبورن في هذه الايام  زيارات متكررة لهذه منذ  1993 وفي كل زيارة كان له محاضرة في الاخوية، كذلك كان للاب داود بفرو زيارتين لهذه المدينة (3) . ايضا قبل بضعة اشهر زارنا سيادة المطران توماس ( مطران  ابرشية اورمية،  مدينة شهداء المسيحيين من الاشوريين والكلدان والارمن في الحرب العالمية الاولى) لاول مرة، الذي تحدث لنا بمرارة عن الاحداث الاليمة التي حدثت في اورمية في الماضي.

اما الدكتور الاب يوسف توما الدومنيكي الذي حل بيننا بالامس في الزيارة الثالثة له ، فهو معروف لدى ابناء الكنيسة الكلدانية و الجالية المسيحية جدا من خلال محاضراته ولقاءاته العديدة(4)، فاصبحت له علاقة كبيرة بابناء الرعية عن الطريق تلاميذه واصدقائه واقاربه الكثيرين في هذه المدينة .

لكن قبل اسابيع كانت المفاجاة الكبيرة هي حلول الضيف الكبير الاخر على رعية مدينة ملبورن، سيادة المطران جرجيس القس موسى الذي كانت هذه الزيارة الثانية له (5)، معظم هؤلاء الضيوف كان لهم لقاءات مع ابناء الكنيسة من خلال القداس او في محاضرات اخوية مريم العذراء حافظة الزوع  الاسبوعية او من خلال محاضرات و لقاءات خارجية مع المؤسسات الثقافية لابناء الجالية.
 
لكن زيارة المطران جرجيس القس موسى كان لها طعم خاص، لانه جاء من ارض الوطن المهموم ومن مدينة الموصل الجريحة حيث قاسى ابناء شعبنا المسيحي الكثير بدون سبب. تحدث لنا عن مسيرة مجلة الفكر المسيحيي والحركة الثقافية المسيحية خلال ستين سنة الماضية في الموصل. فهو لم يبخل كالعادة بلقاء اخوته المؤمنين واصدقائه من اهالي الموصل من خلال مقالاته المشهورة ( ابو فادي) في مجلة الفكر المسيحي التي كان احد مؤسسيها مع بقية اباء كهنة يسوع الملك.

بالاضافة الى ذلك القى محاضريتين قيمتين الاولى عن محبة القريب في مثل : " السامري الصالح"  والثانية في مثل : "  ابن الضال" . كان لنا مع مجموعة من اصدقاء  لقائين اخرين معه، و في لقاء الاخير الذي اشبهه ب(ليلة من ليالي العمر)، تحدث لنا سيادته عن النوادر الشيقة التي مرت في حياته من خلال رسالته الكهنوتية الطويلة والصعوبات التي مرت فيها الكنيسة في السنيين الاخير. كذلك تم طرح هذا اللقاء مواضيع اخرى مهمة وساخنة مثل الوحدة المسيحية و قضية التسميات وحلولها ودور اللغة في الحفظ على الايمان والهوية وتوقفنا كثيرا عند المشكلة الكبيرة التي تحدث الان في المهجر الا وهي الذوبان الذي يحصل في القييم والهوية لدى أولادنا من دون توقف في المجمتع الغربي الغريب وخطورة انقطاع التواصل بين الاجيال.
 وهذه مجموعة من الصور لهذه المناسبات الجميلة مع اسفنا المسبق لعدم وجود صور لبعض مناسبات اخرى حدثت في مدينة ملبورن.
..........
1-   معظم الاحيان تختار هذه المدينة   في كل سنة ما بين اجمل عشر مدن في العالم.
2-   معظم المحاضرات جرت في اخوية مريم العذراء حافظة الزروع التي تأسست في ايار 1994.
3-   الاولى كانت سنة 1998 حينما كان رئيس كاريتاس في العراق.
4-    للاب يوسف توما محاضرات في كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن (في الساعة السابعة مساءً)  للايام التالية       الجمعية والسبت والاحد للفترة المحصورة بين 20-22-2010 في الاسبوع القادم ايضا في الايام التالية  الجمعة والسبت والاحد للفترة المحصورة 27-29/8/2010
5-   الزيارة الاولى كانت في سنة 1999









صورة قديمة لمثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد   1958 ؟؟




  
البطريرك دلي بعد لقائه اطفال رعية كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن في مدخل الكنيسة 2004
 

 
سيادة المطران شليمون وردوني النائب البطريركي مع اعضاء من الاتحاد الكلداني الاسترالي في ملبورن2006




سيادة المطران كساب لحظة نزوله في مطار ملبورن 2006

 

 
سيادة المطران جبرائيل كساب مع وفد الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا الذي زاره بمناسبة الذكرى الاولى  لتنصيبه مطرانا للابرشية
 

 
سيادة المطران جبرائيل كساب مع الاتحاد الكلداني الاسترالي وبعض ابناء الجالية 2010

 


سيادة المطران سرهد جمو مع ابناء الجالية بعد القاء محاضرته 2006
 

 
سيادة المطران سرهد جمو مع بعض اعضاء الاتحاد الكلداني بعد القاء محاضرته في قاعة اغادير 2006

 


 صورة الاب بشار وردة ( مطران حاليا) في مقابلة مع كاتب التقرير يوحنا بيداويد 2007
 


 
الاب الدكتور يوسف توما الدومنيكي في لقائه الاخير مع ابناء جالية ملبورن 2008 في قاعة اغادير



  
العلامة بنيامين حداد مع ابناء الجالية بعد انتهاء محاضرته في الاتحاد الكلداني لاسترالي في ملبورن 2009

 


 
الاستاذ روند بيثون رئيس اتحاد الادباء السريان في العراق في ضيافة الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا 2009

 


 
العلامة بنيامين حداد والاستاذ روند بيثون مع كاتب التقرير يوحنا بيداويد 2009
 

 
الاستاذ عبد الله النوفلي في ملبورن مع ابناء الجالية 2009
 

 
سيادة المطران جرجيس القس موسى  مع ابناء الجالية المسيحية في ملبورن  ايلول 2010



 
سيادة المطران جرجيس القس موسى  مع ابناء الجالية  في قاعة الكنيسة بعد محاضرته  ايلول 2010
 
 

 
  الوزير السابق في حكومة الاقليم نمرود بيتو مع نخبة من مثقفي الجالية المسيحية في مدينة ملبورن2009



1539
الاخوة الاداريين في عنكاوا كوم، الاخ  الكاتب ليون برخو، الاعزاء القراء

تحية كبيرة لجهودكم جميعا

لا اريد ان ازيد المدح  لكم خوفا من ان يحسب تملق
ولا اقول رأي  هنا كعضو اداري للمنتديات وانما ككاتب في عنكاوا كوم لمدة سبع سنوات.

في رأي المتواضع احدثت عنكاوا كوم ثورة كبيرة في الثقافة العامة لدى العراقيين وابناء شعبنا لا سيما  في التاريخ القديم والحديث، زيادة في التوعية في الفكر الديني والسياسي والفلسفي والادبي وكل مجالات الابداع ، بحيث  اصبحت عنكاوا كوم تشغل مساحة قناة اخبارية مهمة بين ابناء مجتمعنا.

اما كيف يتم تطويرها
ارجو ان يكون للاخوة الاداريين رحابة الصدر في قبول اقتراحاتنا

اولا - ارجو ان لا تعطي الادارة  انطباع او مجال بانها اصبحت شركة ربحية بتاتا.
ثانيا- ادخال الكثير من المسابقات والمكافئات للمشاركين والذين يساهمون بصورة مباشرة وغير مباشرة في زيادة شعبيتها.
ثالثا- ارجاع المسابقة الثقافية وبتصميم افضل واوسع كي تشجع المشاركين.
رابعا- اقامة مهرجات فكرية وشعرية وامسيات ادبية وغيرها باسم عنكاوا كوم في كافة انحاء العالم.
خامسا- محاولة الانفتاح الى مجال التلفزيون كأن ان يكون هناك تنسيق في العمل الاخباري
سادسا- تكثير مندوبي عنكاوا كوم وان كان العدد الان لا باس به.
سابعا- الاستمرار في حفظ التوازن من ناحية الاهتمام بين شرائح المجتمع وعدم الميل الى شريحة معينة.
ثامنا- الاهتمام بالمجال الابداعي لدى الشبيبة بصورة خاصة.

ارجو ان تكون هذه الاقتراحات مفيدة وفي نفس الوقت ليست الادارة ملزمة في انجازها في مرحلة واحدة لان انجازها يحتاج  الى ان تصبح عنكاوا كوم الى مؤسسة كبيرة مع العلم ان  الاداريين  الحاليين فيها متطوعيين لحد الان.

مع تحياتنا مرة اخرى للاداريين  واقول برافو فأن جهودهم لا تثمن ابدا.

اخوكم يوحنا بيداويد

1540
من كمب كنكال في تركيا الى مائدة وزير الهجرة

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
25 تموز 2010
اتذكر قبل حوالي عشرين سنة حينما كنت جالسا على سرير حديدي ذات طابقين في قاعة كبيرة كان فيها حوالي 300 لاجيء مع مجموعة من الشباب الذين، هربوا من الموت الاتي من لهيب عاصفة الصحراء (1) في كمب كنكال في محافظة سيفاس التركية الشهيرة التي لازالت قصص واثار دماء اخوتنا الارمن على جدران ازقتها اثناء مذابح الحرب العالمية الاولى. كنا نسأل بعضنا البعض الى متى نكون تحت رحمة الشرطة التركية وجبنتهم الصباحية اليومية وصياحاتهم على اللاجئين وهم متراصين امام ابواب الحمامات او المطبخ او الباب الخارجي  كيج ...كيج.... كيج! . الى متى ننتظر ساعت طويلة في الليالي الباردة  قرب بدالة التلفون، لا لكي يتصل بنا احد من اقاربنا او اصدقائنا او اخوتنا من الخارج ويرسل حوالة مالية، بل لربما نسمع خبر من الذين يتصلون بهم اهاليهم عن مصيرنا المجهول في هذه الكمبات التعيسة البعيدة المنسية.
قبل عشرين سنة، كنا نقسي على اقاربنا واصدقائنا ومعارفنا في المهجر، ونتهمهم بشيء من قليلي الذمة واحيانا الخيانة لانهم كانوا قد فقدوا شوقهم وشيم عراقيتم المعهودة المتواصلة التي تتراصف في الظروف الصعبة. فحينما كنا ننظر الى حالة بعض من اخوتنا في الكمب ونراهم في ملابسهم القديمة، ممزقة واحيانا مرقعة والبعض الاخر لا يملكون دينارا واحدا في جيبهم كي يشتروا حتى موس   الحلاقة فبقت لحية البعض شهور وشهور غير محلقة، كنا نقول واحدنا  للاخر يا هل ترا نحن ايضا سنكون مثل هؤلاء الذين نسوا كل شيء ؟!!
امام هذه الصعوبات الذي تكررت علينا وعلى ابائنا وعلى اجدادنا وعلى اجداد اجدانا كنا نقول بين انفسنا،هل سوف ننسلخ من جلدنا، وننسى الماضي والواجب بإتجاه اهلنا واصدقائنا كالذين الان في الخارج ولا يسألون عن مصيرنا ؟! كيف نساعد الالاف المؤلفة الباقية في العراق الذين لا يملكون لقمة العيش، ماذا عن الايتام الكثيرة الذين فقدوا ابائهم في الحروب، الامهات واباء المعمرين الذين لم يبقى لهم احد في ارض الوطن؟
عاهد بعضنا البعض منذ تلك الدقيقة  ان لا ننسى الاخرين وسنعمل المستحيل لاجل تخفيف معانات اخوتنا، واذا وصلنا الى احدى الدول او حتى الى انقرة او استنبول سوف لن ينسى الباقيين في الكمب، سيعمل من اجلهم كي يصلون حيث ما كنا. عاهدنا على العمل الجماعي بعد وصولنا الى الدول الغربية  وبناء مؤسسات كبيرة مثل الاتحاد الكلداني الاسترالي او غيره ، يكون لها نفوذ في الدول كي ترفع قضية شعبنا والمظالم التي تتكررعلينا مع حركة شبه بندولية في كل قرن .
مرت اشهر ومرت سنة وفتحت السفارات والامم المتحدة ابوابها لقبول اللاجئين، فوصل بعضنا بعد سنة ونصف الى ملبورن او سدني او تورنتو او امريكا او سويد او فرنسا او المانيا. وبدات الرحلة الجديدة للتكيف مع القوانيين الجديدة وتعلم اللغة معادلة الشهادة والعمل من اجل تامين الزواج وبناء العائلة بالاضافة الى التخطيط  ومساعدة الاهل والاقارب والاصدقاء لسحبهم  للوصل الينا.
هكذا قد قاربنا اليوم من عشرين سنة على هذا العمل بموجب هذا العهد الذي كنا قطعناهم على انفسنا كجماعة، على الرغم من قلة عدد الذين واوا بعهدهم، بل تخلوا عنه وعنا منذ سنوات طويلة وانزلقوا في متاهات الحياة الغربية ونسوا ما كانوا قد وعدوا،فوقعوا تحت سلطة الدولار والمظاهر سواء برضائهم او عدم رضائهم، الا ان البعض من عمل المستحيل في اتمام المهمة وذلك العهد، ولا زال العمل من اجل الاخرين يسري في دمهم. بل زادت شرارة روح الشعور القومية والبحث عن الهوية عند البعض في المهجر.
 

بالامس اقام الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حفلة عشاء على شرف السيد وزير الهجرة الاسترالي ورئيس السنتاور لحزب العمال الحاكم  كريس ايفين مع عدد كبير من المسؤولين السياسين الاستراليين وموظفي الدوائر الحكومية، وكنت احد من هؤلاء الاخوة  في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا الذين عملوا سنين طويلة كي نصل الى هذه الهدف. كي نوصل هموم جاليتنا في الداخل ودول الجوار والعراق بلد الام الى مسامع السياسين الاستراليين. وعلى الرغم من كثرة الصعوبات واحيانا طعنات الخدر في الظهر التي اتت قريبين منا ويوما ما كانوا عاضدين لنا ، وعلى الرغم من كثرة المناقشات والجدالات الكثيرة بيننا لتفادي الاخطاء في التحضير والتنفيذ،  الا ان هذه المناسبة كانت رائعة بكل معنى الكلمة، وكان نجاحها منقطع النظير بدليل التقيم العالي اعطته الاوساط  السياسية للحكومة المحلية والحكومة الفدرالية والضيوف الحاضرين.
لكن لي شخصيا ربما  كانت هذه المناسبة  اكثر اهمية ومعزة من اي شخص اخر، لانني  شعرت فيها وفيت بعهدي الذي قطعته قبل عشرين لاخوتي واقاربي واصدقائي على تلك السريرة الحديدية في كمب (كنكال) مع اصدقائي، وتذكرت تلك الايام التعيسة وتذكرت اصدقائي الذين كانوا معي واليوم بعضهم في الشتات لم اسمع منهم اي شيء منذ زمن طويل، وكذلك تذكرت الذين قطعوا العهد على انفسهم وخابوا في عهدم وسقطوا في اول عتبة من مصاعب الحياة.  هنا الواجب الاخلاقي يفرض علي  بان لا انسى دور الاوائل هنا في استراليا الذين عملوا من اجل مساعدتنا والدفاع عن قضيتنا ونحن كنا لا نعلم بهم.


 
مبروك لاعضاء الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا على العمل المشرف لتنظيمهم هذه المناسبة الكبيرة ولرفعهم شأن جاليتنا الكلدانية بين الجاليات الاثنية  الاخرى التي تفوق عن 200 جالية . والى الامام من اجل بناء الانسان والعائلة والتوازن بين الذات والمجتمع واضرام روح الشعور بالمسؤولية اتجاه الوطن الام العراق الذي شربنا من مياه دجلته وفراته والوطن الجديد استراليا ومجتمعه الذي قبلنا بكل معزة وتقدير بين احضانه بدون اي نوع من تفرقة او تمييز.
...........
1-    اطلق على حرب الخليج عاصفة الصحراء.

1541
                  اللعنة عليك ايتها الذات المريضة
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
13 تموز 2010

اللعنة عليك ايتها الذات (1) الرخيصة، المتطفلة على ارزاق الايتام وارامل والشيوخ وكبار السن والمعوقيين بطرق خسيسة ،غير نظيفة، بإسم الوطنية والدين والهوية والقومية والعدالة والاصلاح وحقوق الانسان والثورة والتجدد والحداثة والتراث وارث الاجداد وحقوق الانسان. وفي الحقيقة ما انت الا حاوية خالية من القيم السامية التي يجب ان يتحلى بها كل من يعمل في مجال هذه المفاهيم .

اللعنة عليك ايتها الذات المملؤءة من شرور الانانية، ليس لك هدف سوى تصغير صورة الاخرين في نظر الناس وتقليل قيمتهم وتذويب مبادئهم لاجل موقعك انت فقط، تُلفقين اكاذيب عن اعمالهم الحسنة، لاجل تلميع صورتك امام الاخرين بالعفة والقداسة والتجرد والنزاهة بينما في داخلك لا توجد الا سموم قاتلة شعارك  واحد  هو انــا، انــــــــا ، انـــــــــــــــا،  ثم انــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.

اللعنة عليك ايتها الذات المريضة الناقصة التي تقدسين الدولار بل تركعين له اجلا لا واحتراما، تجبرين الاخرين على الركوع  له، فأنت لازلت من منابع الشرور والحقد والضغينة في هذا العالم وبالاخص في العراق الذي اصبح يسير في الظلام بسبب اقواك ونفوذك على نفوس الاخرين. فليكن نارحسدك عقاباً لك طوال الابدية.

اللعنة عليك ايتها النفس التي سعادتك لا تتحقق الا بسقطات الاخرين وان كانت بدون ضرورة و زيادة الاّمهم ومتاعب حياتهم من دون سبب و تمتلئين  بالغبطة عندما تحل المصائب بكل من يكون في محيطك، حينها تقولين لنفسك اطمأن يا ذات الان تنفسي تنفس الصعداء، لان كل شيء يسير على ما يرام.

اللعنة عليك ايتها الذات المزيفة، تعودت على ارتداء فساتين موسمية وتتلونين ملامحك بألمع اصباغ عصرية، كي يرونك الاخرون بأبهى مظاهر الاعتدال والنضج، فتقولين في داخلك، لعلهم يتوهمون ويقولون في داخلهم  بأنك من ذوات القلوب الطاهرة.

اللعنة عليكم ايها السياسيون غير الوطنيين الذين ملأتم العالم من شرور الرشوة والسرقة والبراغماتية والميكافيلية والشكوكية بحيث حولتم الحقيقة الصلدة التي كانت حجر الاساس لامالهم في هذا العالم الى جسم مجوف فارغ، لا قيمة له، فتركتم الناس تضيع بين معاريكم المتغيرة دوما حسب مصلحتكم. نيستم كم رقبة سقطت لحين وصولكم الى حكم، وننسيتم كمل ارملة ويتيم يشحذ طعامه اليومي  وانتم لازالت تتصارعون على المناصب والمواقع.

اللعنة عليكم ايها المتحدثون باسم الله والمثل والسماوات والقوة العاقلة وقوة الخير وانتم بعيدون من الخضوع لها، حولتم حياة مستمعيكم الى ينبوع من كابة مستمرة، مملؤءة من قلق والسأم والارق وشتى انواع الامراض النفسية بسبب تعالميكم السفسطائية التي لا تجلب الفائدة الا بإجور ودفوعات سخية لجيوبكم من دون حساب.

اخيرا اللعنة عليك ايتها النفس الخالية من ضمير ومحاسبة الذات، فإنك كنت تعلمين الاخرين الى استماع الى الرقيب الداخلي (الضمير) وانت عشت طول الدهر بدون مراقب، هل نسيت اين كنت واين اصحبت، فأي جحيم ينتظرك .

........
1-الذات تمثل الشخوص التي لها الصفات المذكورة والكلام هنا عمومي، لا يخص طرف معين او شخصية معينة.



1542
الاخ الدكتور الشماس كوركيس مردو المحترم

 بمناسبة تويج اعمالكم وابحاثك في تاريخ القوميات والاثنيات بمنحكم الدكتوراه  الفخرية من الجامعة العربية المفتوحة
لشمال أمريكا تثمينا لجهودكم وابحاثكم نقدم لكم اجمل التهاني والتبريكات، حقيقة  ان دل هذا التكريم على شيء فـإنه يدل على موضوعية ابحاثكم  وجودتها،  املنا كبير ان يستمر عطائكم الثقافي في شتى المجالات  للجيل الصاعد الذي ابتعد عن حبه لتاريخ اجداده العظام في وادي الرافدين وتاريخ العراق الحديث.
نتمنى لكم كل الموفقية والصحة، كذلك نبارك لعائلتكم التي بالتأكيد
 كانت تعطيكم الدعم الكامل  في سهر الليالي حينما كانت ابحاثك مستمرة.

اخوكم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا

1543
 الى  ذوي الفقيد الدكتور حكمت حكيم المحترمين.

ببالغ الاسى والحزن بلغنا خبر وفاة الدكتور حكمت حكيم احد السياسيين البارزين من ابناء شعبنا. تعرفت على الدكتور حكيم بعد سقوط النظام السابق من خلال نشاطاته السياسية في رفع قضية شعبنا في محافل الدولية والعراقية والعربية. التقيت به في العام الماضي مقر المجلس القومي الكلداني في عنكاوا، وجدته صلبا متحديا الظروف والمواقف رغم تدهور صحته. كان جديا، يقتنص الفرص ويتحدى الظروف وسياسي مثقف. بين ثنايا مواقفه المتشنجة وجدته يحب خط الاعتدال والوسطية. تحدثنا كثيرا خلال رحلتي الى عنكاوا عن شؤون القومية وقضية التسمية واسباب خروجه من المجلس الشعبي. للتاريخ اقول لم يكن يمانع التقارب ولكن على يكون واضح ومفهوم ومثبت ومصدق  وغير قابل للانقلاب من قبل جميع الاطراف. كان يترك شعرة معاوية بينه وبين خصومه ومستعد للجلوس والمحاورة واتخاذ القرار المناسب في اي وقت. بين حين واخرى كان بينا اتصالات تلفونية ورسائل الكترونية .
عندما علم بوجود ذوبانية وانتهازية في القضية القومية لم يتنازل عن كلدانيته وبقى مصرا للدفاع عنها بدليل كان مرشحا على راس قائم المجلس القومي الكلداني رغم صعوبة مرضه وبعده عن اهله.

نصلي ونطلب من الله ان يسكنه في ملكوته السماوي، ولابنائه وعائلته وذويه الصبر والسلوان.

يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا

1544
صديقي العزيز  الصحفي والاعلامي ولسن يونا المحترم
الف مبروك على نيلك  الميدالة الملكية من حاكم استراليا،  فانك بالحق تستحقها لكفائتك الاعلامية وتحضيرك الجيد للمقابلات وطريقتك لاظهار الخبر ونقله للمستمعين بطريقة مشوقة والقريبة من الواقعية . كذلك البديهية السريعة في احراج السياسيين في التحدث عن  النقاط الجوهرية  المهمة عن المواضيع  التي غالبا تضيع بين القشور والالفاظ الروتينية التي يخفون وجههم الحقيقي خلفها.
نتمنى لك الموفقية والنجاح في مسيرتك الصحفية من اجل اظهار الحق ونقله للمستمعين وتعليم الاخرين ان الانفتاح هو سر النجاح لكل من له ثقة بنفسه ويدرك ما يريد.

صديقك من ملبورن
الكاتب يوحنا بيداويد

1545
الاخ والصديق روند بولص كوركيس رئيس الاتحاد الادباء والكتاب السريان المحترم
الاخوة اعضاء الهيئة  الادارية للاتحاد المنتخبين الجدد الكرام

بمناسبة انتخابكم اعضاءً للهيئة الادارية لاتحاد الكتاب والادباء السريان للدورة الجديدة. نتمنى لكم كل الموفقية  في خدمة الكلمة الحرة المفعمة بقيم الانسانية والعطاء المزدهر لشعبنا بكافة تسمياته وتوجهاته.
املين الاهتمام بكافة فروع المعرفة لا سيما الادب والفكر واقامة المهرجانات والمسابقات كي تشجع الشبيبة لنشر انتاجهم و صقيل مواهبهم.

الكاتب يوحنا بيداويد
مالبورن/ استراليا


1546
                                    ازمة الكنيسة الكلدانية – اسباب وحلول  !!ّ
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 3 مايس 2010

منذ فترة ليست بقصيرة والكنيسة الكلدانية تلاقي انتقادات من قبل الاكليروس والمؤمنيين معا  وفي مجالين الروحي والاداري. كنت شخصيا احد هؤلاء الذين كتب رسالة مفتوحة الى الاباء المطارنة قبل اجتماعهم  في مايس 2009 في عنكاوه في السينودس المقدس والمقال تحت عنوان " ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية" على الرابط التالي :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=222233.0

كذلك كنت متتبع جدا لرسائل الاب الفاضل البير ابونا والمقالات العديدة للاخ الكاتب ليون برخو والعقراوي وغسان شيذايا وسمير شبلا ورسالة ابونا عمانوئيل الريس في امريكا وتصريحات سيادة المطران شليمون وردني النائب البطريكي ورسالة ابونا سعد سيروب الاخيرة وكذلك احتفظ بالبيانت المتضاربة التي خرجت من اطراف السينودس قبل سينودس الاخير وغيرها من المقالات والبيانات واللقاءات الفردية مع السادة ابائنا المطارنة.

ان غرض ذكر هذه المقدمة اثبات للمسؤوليين  وبالاخص رئيسها غبطة الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي المسؤول  الاول للكنيسة واصحاب السيادة المطارنة اعضاء سينودس المقدس بوجود ازمة فعلية داخل الكنيسة الكلدانية لا يمكن انكارها او اخفائها، وان مسيرة الكنيسة ليست على مار يرام بدليل نصف الانتقادات هي من الاكليروس نفسهم.

كمؤمنيين وباعترافكم (ابائنا الروحانيين من الاكليروس)،عشرات المرات في لقاءاتكم ووعظكم ، اعترفتم لنا شأن بما يحصل( الكهنوت المؤمن؟)، لذلك من الضروري الان  فتح ابواب الكنيسة  لغير الاكليروس للعمل وبناء الكنيسة و ابداء ارائهم  على ان تناقش هذه الاراء من باب المنطق والشعور بالمسؤولية والموضوعية والحرص على مستقبل الكنيسة من قبل ابنائها كما يحصل في الكنائس الكاثوليكية في سبيل المثال  المارونية.

كنيسة المسيح التي نعرفها ونؤمن بتعاليمها  ليست كنيسة الاحجار ولا الهياكل ولا المراتب الادارية وتفيصلاتها فتلك هي امكان لتجمع المؤمنيين ووسائل لتعبيرايمانهم ، ولكن الكنيسة الحقيقة هي الجماعة المؤمنة بتعاليم المسيح والعيش بموجب اسرار الكنيسة المقدسة بكل ايمان واخلاص ووعي  في الحياة اليومية  اينما كان المؤمن في العائلة اوالكنيسة او ايجزء من العالم.

اذن ما هو جوهري، هو هذا الايمان الذي يجب ان ينقل للاجيال القادمة من ينبوع صافي خالي من الشوائب وبدون ضبابية. هذه المهمة قام بها الرسل على مر العصور وشارك في نقلها الاباء الكهنة والقديسيين والشهداء بمختلف درجاتهم والمؤمنيين الغيوريين ، هذا ما لاحظته شخصيا بعد السبعينيات من القرن الماضي لحد الان بالاخص في بغداد.
لم ولن ننكر دور الكاهن الذي كان وسيبقى رئيس الكنيسة (الجماعة المؤمنة) التي تمثل جسد المسيح السري في هذا العالم، ولكن كنيسة المسيح تعيش اليوم في الالفية الثالثة لا في منتصف القرن الثامن عشر او ما قبلها. وان قوانين المجامع الشرقية التي تنظم الكنيسة الان اتت عبر عصرو ظروف مختلفة ، لذلك نرى من الضروري ان يتم اعادة النظر بتطبيق هذه القوانيين وتجديدها حسب متطلبات العصر،  نريد ان يكون لنا كنيسة تعي متطلبات ومشاكل العصر، وان لا  تتكل على هذه القوانيين التي شرعت بعضها قبل 1500 سنة.

نحن هنا لا نقول ان هذه القوانيين كانت باطلة او غير صحيحة ، وانما نقول لكل زمان  رجال ومقام، الحياة تغيرت والمعرفة الانسانية اصبحت واسعة جدا والوسائل التكنولوجية كثيرة، وان قوانيين المجامع الشرقية اتخذت في وقت لم تكن هناك هذه الوسائل وهذه المعرفة موجودة. لهذا من الخطأ جدا جدا ان يتم ادارة الكنيسة بموجبها اوالتبشير باسم المسيح بنفس الطريقة والنظرة القديمة.

 كانت صدمة كبيرة لي ولكثير من اصدقائي الذين قرأوا تصريحات المعاون البطريركي شليمون وردني الاخيرة عن وجود عجز في واردات الكنيسة في دفع مصاريفها، لذلك يحاولون تأجير مساحة من باحة اقدم كاتدرائية يملكها الكلدان في تاريخ في بغداد لغرض الحصول على هذه الواردات التي تغطي مصاريف الكنيسة.
يا حيف الى اي درجة وصلت كنيسة المشرق التي كانت قاربت سبعون مليون نسمة في القرن السابع الثامن الميلادي ووصل حدود ابرشياتها الى الصين والهند ومنغوليا.

هنا يجب ان اقول ان اي مؤمن حريص لا بد  يسأل وبدون احراج،  كيف كانت تعيش الكنيسة اثناء الفي سنة الماضية ؟ كيف كانت اثناء حرب ثمانية سنوات ضد ايران و 12 سنة من الحصار الظالم؟ ، هل من المعقول بمجرد ايقاف معونات الاستاذ سركيس اغاجان خلال خمس سنوات الاخيرة عجزت الكنيسة عن الاستمرار في مسيرتها؟ هل كانت الكنيسة تظن سيستمر عطاء سركيس اغاجان الى مالا نهاية؟  مع العلم عدد كبير من ابناء الكنيسة  لم يكن متفقين مع ابائنا الاكليروس في اخذ هذه المعونات وصرفها  بطرق عشوائية  غير الضرورية!

انا حقا متسغرب ألم يبقى للكنيسة اي موارد حتى تلجىء الى  تأجير ساحاتها او تحويلها الى دكاكين كما حصل لبناية كنيسة السنك التاريخية ؟ فاذا كان الامر كذلك انا اسف انا اقول ربما لم يكن هناك من  يفكر في مستقبل الكنيسة.  وفي نفس الوقت اين دعم اكثر من مليون كلداني في العالم لكنيستهم الام؟!! ام الكلدانية هي فقط قشرة خارجية فقط للتباهي.

نعم الكنيسة الكلدانية تمر في ازمة وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها كلنا من دون استثناء، ولم يعد مبررا مقولة لا يحق للعلماني التدخل في شؤون الاكليروس، العلمانيون هو ابناء هذه الكنيسة وحريصون ومهتمون بها ودافعوا عنها لا سيما في الازمات. نعم لا يحق للعلمانيين التدخل في طريقة منح الاسرار والقضايا العقائدية الايمانية ولكن لهم حق ان يسألوا كيف تدار اموال الكنيسة و في كل ابرشية وفي البطريريكة ولماذا حصل هذا الخلل الى درجة تصل بيع الكنائس؟

من باب الحرص وكمؤمن عمل في الكنيسة الكلدانية لسنوات طويلة وما زال يعمل، اعيد بعض من اقتراحاتي السابقة هنا مرة اخرى لعلها تكون مفيدة  لمن يريد البناء كالتالي:-

1- تأسيس مؤسسة  رسمية مؤلفة من الاكليروس والعلمانيين، تكون مسؤولة عن اوقاف الكنيسة وتكون تابعة للبطريركية (اي بغداد) ، كذلك يتم تاسيس مثل هذه المؤسسة في كافة الابرشيات الكلدانية في الداخل والخارج . فمثلا مطرانية مالبورن  لديها مؤسسة خاصة  تدار من قبل نخبة من العلمانيين والاكليروس تحت اشراف المطران الاول في الابرشية.
 تكون مسؤولية هذه المؤسسة  ادارة شؤون اموال الكنيسة  مثل استثمار اموال الكنيسة لجلب واردات كما يحصل لدى كنائس اللاتين في الغرب، فتقوم بتوثيق و بصورة رسمية الصادرات والواردات في البنوك الرسمية وتحت اسم الكنيسة وليس باسم اي من مراتب من الاكليروس كي لا يحصل اي اشكال في حالة نقل او وفاة  لا سامح الله للاكليروس المعني الذي يدير تلك الكنيسة او ابرشية او البطريركية. وبذلك نتخلص من الاتهامات التي عادة تتكرر  واحيانا على لسان مسؤولين كبار للذين يخلفونهم!

2- دراسة قضية تخلي الكهنة من الاستمرار في خدمتهم كاكليروس وتشخيص الاسباب واجراء  العلاج اللازم، مثلا اجراء التغير اللازم في المنهاج التعلمي في كلية بابل و زيادة مدة التطبيق العملي قبل اقدام نيل سر الكهنوت. وكذلك نقترح ضرورة اقامة مؤتمرات سنوية خاصة بالاكليروس لمعالجة المشاكل التي تعيق الكاهن من ممارسة نشاطه الروحي والخدمي في كنيسته حيث سيتم نقل الخبرات بينهم.


3- الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية  اقامت منذ تأسيسها في القرن السادس عشر  بمؤتمر كنسي واحد في عام 1995 في بغداد، اي قبل 15 سنة ولحد الان لم نجد اي اثر لمقرراته . لا اعرف ماذا كان الهدف من التحضير الطويل لذلك المؤتمر الذي دام اربع سنوات ثم لماذا اهملت مقرراته؟  على الاقل ما الجديد جاء به هذا المؤتمر ولماذا اهملت مقرراته؟ لذلك اعتقد حان الوقت لاقامة مؤتمر ثاني للكنيسة الكلدانية فيه يتم دراسة المشاكل المهمة مثل الهجرة والادارة والتعليم والاكليروس والهوية القومية. على ان يتم مشاركة العلمانيية في التحضير والادارة وصياغة البيان النهائي وتكون  القرارات ملزمة لكل كنائس الكلدانية وابرشياتها في العالم.


4- الكنيسة الكلدانية لحد الان لم تتفح مجال لمشاركة غير الاكليروس في العمل في الكنيسة بصورة التي قررت في المجمع الفاتيكاني الثاني سنة 1962-1965م. لذلك من الضروري ان يتم مشاركتهم في القرارات الادارية وتنظيمها.

5- انشاء صندوق جمع تبرعات تحت اشراف المؤسسة المسؤولة عن اوقاف  الكنيسة (التي اقترحناها) تجمع  فيها تبرعات من ابناء الكنيسة من المهجر لدعم  مشاريع الكنيسة  في الداخل.


في الختام نود ان نؤكد وبشدة، ان ما نكتبه هنا لم ولن يكن الغرض منه الطعن في كنيستنا اورجالها الروحانيين وانما الشعور بالمسؤولية والروح الايمانية التي تعلمناها في هذه الكنيسة نفسها تقودنا الى المطالبة بما يخدم كنيسة المسيح قبل كل شيء. ونحن دوما كنا ابناء مطعين للكنيسة رغم كل شيء، لكن ضميرنا يطلب منا المطالبة لتصحيح الامور بصوت عال قبل ان تحل الكارثة! >

نتمنى لابائنا الروحانيين الصحة والقوة في تحمل مسؤولياتهم الروحية  و نطلب ونصلي  من المسيح الرب المحي وروح القدس ان ينيرهم في اتخاذ القرارات الهامة والصحيحة لمصلحة كنيسته وحدها فقط.! 

1547
الاخوة الاعزاء جميعا
شكرا لكلماتكم الجملية وعباراتكم المشجعة.
كان هدفنا من هذه المحاضرة هو القاء بعض الضوء على دماء شهداء المسيحية في الحرب العالمية الاولى، والرغبة في نقل هذه الصفحات المحمرة بدمائهم الى اذهان ابناء جيل الحاضر الذين انتشروا بين اركان العالم والخطر يهدد هويتهم القومية وايمانهم المسيحي بسبب التسيب والانحلال العائلي و الخلقي المتوفر في المجتمعات  الغربيةالتي نعيش بينها.

ام بخصوص نشر المحاضرة، الحقيقة ان المحاضرة هي خمسة اجزاء  :-
1 -وضعية الدولة العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر،
2- مذابح الدولة العثمانية على الارمن منذ 1894م لحد 1920،
3- مذابح الدولة العثمانية على الاشوريين وابناء الكنيسة النسطورية وهجرتم في رحلة الموت
4- مذابح الدولة العثمانية على ابناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكة وازالة ثمان ابرشيات من الوجود
5-  ماذابح الدول العثمانية على السريان في منطقة طور عبدين وبالمعركة المصيرية في ازخ .
كل كل جزء  منها يصلح للمحاضرة لوحده  لكثرة المعلومات المهمة من الخرائط والجداول وتواريخ الاحداث فيها ولكي يتم نقل فكرة عنها. لذلك نفكر الان في جعلها كتيب صغير مع الصور والجدوال والخرائط ونضعها بين ايدي الراغبين  للتطلع ماذا حصل لاجدادنا في هذا السفر الاسود من التاريخ.؟

مرة اخرى اشكركم جميعا من الاصدقاء والشمامسة والاقارب على تشجيعكم وثناءكم على جهودنا المتواضعة التي هي دائما في خدمة الجميع.

وشكر خاص لصديق العمر الاخ الشماس فريد عبد الاحد لجهوده الكثيرة معي.

1548
الحماية الدولية المؤقتة هو الحل الامثل لشعبنا
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
5 ايار 2010
اصبح وجود المسيحيين، سكان الاصليين لبلاد الرافدين احدى مشاكل الشرق الاوسط المهمة في اورقة الامم المتحدة ، بعدما صار جليا هناك جهات اقليمية وايادي داخلية تريد تهجير المسيحيين من العراق.

لم يعد مهما من هي تلك الجهات التي تقوم بهذه الاعمال الاجرامية البربرية؟ ولم يعد مهما من يدفعهم اليها ؟ ولا كيف يصلون الى اهدافهم؟ ولا ماهي مطاليبهم؟ لان اجوبة كل هذه الاسئلة غير مهمة كثيرا عند اهالي سهل نينوى حيث ان معرفة جواب هذه الاسئلة لن يساعد على  ايقافها، فحتى الاطفال المولودين حديثا يعلمون لهم اعداء في هذه المنطقة  بعد ان دخل الخوف من الارهاب الى DNA  ابائهم وامهاتهم ولا يوجد من يتحمل المسؤولية عراقيا او اقليميا او دوليا.  اصبح واضحا  ايضا ان الجهات التي  تقود العملية السياسية العراق لا يهمها بقاء او هجرة او اندثار او ذبح  اخر مسيحي في العراق، فمشاكلهم على الكرسي جعلتهم لا ينامون ولا يثقون حتى بظلهم.

امام هذا المشهد المؤلم الحرج ، لم يعد هناك حل امام شعبنا المسيحي في العراق الا اتخاذ بعض القرارات الجريئة السريعة وعدم الاتكال على الحكومة المحلية او المركزية، ولا على مواقف احزاب من ابناء شعبنا ايضا لانها لا تسطيع ان تفعل شيئا.  وان حلولها بعضها خلال سبع سنوات الماضية كانت الترويج لعملية التريث وحلول استسلام للواقع ان لم نقل حلول براغماتية غامضة لا احد يستطيع ان يعرف سببها.  الدليل على هذا الكلام، ادعت جهات سياسية من داخلنا قبل فترة، لديها الوثائق والبراهين والادلة عن المجرمين الذين يقومون بهذا الاعمال. فانتظرنا كثيرا كي نرى ان تقدم هذه الجهات هذه الوثائق الى جهة دولية فلم تعمل ذلك، فحينما كنا نتهم السيد المحافظ وكل اعضاء مجلس ادارته بالمشاركة بالجريمة عن طريق سكوتهم عن الحقيقة ، كنا نريد ان يتم تحقيق دولي في القضية وتقديم المجرمين الى المحكمة الدولية لا بغرض الانتقام (لان هذه المحكمة لا تعدم احدا) بل لغرض معرفة الجهة المسؤولة وردعها من الاستمرار للقيام بهذه الجرائم. في نفس الوقت قامت هذه الجهات ( من شعبنا) بتبرئة المحافظ وادارته ومسؤولي الامن (الذين كانوا يخططون لقطع اراضي من بغديدة وكرمليس وتوزيعها لموظفيهم !) وانها لا تؤيد طرح القضية على تحقيق الدولي وتقديم المجرمين الى المحكمة العدل الدولية، وبقت هذه الاطراف ساكتة عن الحقيقة التي تدعي انها لوحدها تعرفها؟!!. كان هذا نفس الموقف الذي اتخذه السيد اثيل النجيفي محافظ الموصل. لكن محاولات المجرمين لم تتوقف، عمليات الاجرام زادت. واخرها كانت محاولة تفجير باصات الطلبة التي كانت تنقلهم من قرقوش الى الجامعة في الموصل كادت تؤدي بحياة 150طالبا وطالبة او اكثر لو لا شجاعة احد الشهداء.

لذلك نقترح على الجهات الرئيسية المسؤولة عن شعبنا من الكنائس والاحزاب والمنظمات المدنية والمثقفين والكتاب وادارات المواقع والمحطات التلفزة والراديو (ان تفكر في حلول سريعة وبجراة وحكمة ) من هذه الاقتراحات هي :-
اولا- مطالبة بحماية دولية مؤقتة
امام هذا الموقف المخزي المتمثل بعجز الحكومة المركزية والمحلية عن توفير الحماية للمواطنين المسيحيين في الموصل ، لم يعد امام ابناء شعبنا الا اللجوء الى الامم المتحدة والولايات المتحدة والامم الاوربية ومنظمات حقوق الانسان لتوفير غطاء امني وقتي ومحلي لابناء شعبنا لحين يستقر العراق ويتوفر الامن ويحل النظام وتتم تطبيق العدالة بصورة نقية.

ثانيا- مطالبة الحكومة المركزية انشاء افواج عسكرية خاصة تابعة للجيش العراقي
هذه الخطوة مهمة جدا الان، لان الاعتداءات لم تعد منحصرة فقط في مدينة الموصل وانما امتدت الى المدن والقصبات والطرق التي يعيش فيها ابناء شعبنا والتي تهدد الناس في بيوتهم واعمالهم. تكون هذه الافواج  مجهزة بكل المستلزمات العكسرية الدفاعية على ان يكون قيادتها من ابناء شعبنا مع استشارة وزارة الدفاع والداخلية وقوات الامريكية>

ثالثا- تشكيل هيئة تنفيذية عامة من ابناء شعبنا :
 يتم اختيار او ترشيح او انتخاب اشخاص وطنيين ومخلصين ومستعدين للتضحية ومعروفين في حيادهم التام للكل، من كافة المؤسسات والاحزاب والكنائس لتدويل قضية شعبنا لدى الحكومة العراقية والاحزاب الكبيرة وحكومة الاقليم والعشائر العربية في الموصل لغرض دعم خطة الحماية الدولية لحين يحل السلام ويتوفر الامن ويطبق القانون وترجع الامور الى طبيعيتها.
 رابعا- انشاء صندوق دعم المشاريع في المنطقة:
مفاتحة الامم المتحدة والامم الاوربية والصليب الاحمر والجامعة العربية لدعم صندوق جمع تبرعات داعمة لمشاريع عمرانية وصناعية وزراعية وثقافية في هذه المدن على ان تكون هناك هيئة دولية مشرفة على ذلك الصندق وان لا يخضع لاي حزب او كنيسة او طائفة من شعبنا.
وفي الختام نقول لاهالي سهل نينوى ليكون الله في عونكم .

ملاحظة
اثناء لقائنا القصير مع السيد António Guterres رئيس المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين  (Office of the UN High Commissioner for Refugees (UNHCR في العام الماضي فوجئنا بمعرفته الكاملة عن وضعية شعبنا وكذلك شاركنا في حينها النظرة التشاؤومية القاتمة عن مستقبل شعبنا في هذه المنطقة والتي تحققت في هذه الايام.

 
لقاء مجموعة من ابناء شعبنا مع السيد António Guterres
رئيس المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين
(Office of the UN High Commissioner for Refugees (UNHCR))
 في شباط 2009 في استراليا


1549
      الى اهالي الشهداء والجرحى في مدينة بغديدة والموصل الكرام

ان اخوتكم في نادي برج بابل الكلداني في فكتوريا - استراليا  مملؤيين من الاسى والحزن على ماحصل لابنائكم الطلبة وهم في طريقهم الى جامعة الموصل.

في نفس الوقت يشجبون الاعمال الاجرامية الشيطانية النابعة من الوحشية وقانون الغابة الذي يسود العراق في هذه العصر. ويدعون الى تحقيق دولي في القضية.

اخوتي الاعزاء واهالينا الاحباء قيل الكثير في موضوعكم لحد الان
  لذلك لا نقول شيئا اخر فقط نذكركم بمقولة  القديمة التي تقول :

                           لا يحك جلد الا ظفرك!!

يكفي الاتكال على الاخرين،
يكفي الانقسام ،
اجبروا قادة احزابنا على الوحدة، لان الكراسي لا توحدهم
اجبروا رؤسائنا الروحانيين على زرع المحبة المسيحية الصادقة، لان مواقعهم طول عمرهم و القاب مشكلة فيما بينهم؟؟!!!

فكروا انتم يا اهل سهل نينوى بخلاص لكم ،
فمحنتكم طالت اكثر من محنة اهالي نينوى في زمن يونان النبي.

في الختام
نقدم تعازينا الحارة لاهالي الشهداء
ونصلي ونطلب من الله  ويسوع المسيح الفادي الشفاء العاجل للجرحى
والحماية والرحمة لكم بشفاعة امنا مريم العذراء.


اعضاء الهيئة الادارية لنادي
برج بابل الكلداني في ملبورن- استراليا
3 ايار 2010

1550
                                  انه كأس اخر من كؤوس المرارة العديدة!!!
برقية تعزية

                            
الى اهالي الشهداء والجرحى من ابناء شعبنا في بغديدة الكرام

نستنكر الاعمال البريرية الوحشية النابعة من الحقد والضغينة البعيدة من القيم الانسانية والسماوية التي اصاب ابنائكم من طلبة الجامعات.
انه يوم اخر من الايام السوداء الطويلة في تاريخ شعبنا، انها عتبة اخرى امام حاملي صليب المسيح،لا بد ان يجتازوها بدوموع ودماء ابنائهم ،انه كأس اخر من كؤس المرارة الكثيرة التي شربها ابائنا عبر التاريخ،  فلا بد منه في هذه الايام.

اخوتي المسيحيين يكفينا البكاء وذرف الدموع كالتماسيح على شهدائنا وامواتنا، يكفينا ارسال البرقيات والخطابات الفارغة، اعذروني ان قلت لكم محبتنا المسيحة غير حية، غير نابعة  من قلوبنا بصدق. نحن لا نجتمع معا الا في ايام السوداء والبكاء وحمل النعوش الى المقابر، ومن بعد ذلك كل واحد ينسى ما حصل ويذهب الى عمله وكأنه شيء لم يكن.

شعبنا بلا قيادة ، بلا حكماء ، شعبنا يحتاج الى ناس يعرفون كيف يصنعون المستحيل، يقودون قاربنا امام عواصف الهوجاء ورياح العاتية الى مستقبل زاهر، ينزعون حقنا من الاخرين بحكمة وفطنة ووحدة وتضحية بدون تهرب من المعركة
.
اين اصحاب الملايين بل المليارات من ابناء شعبنا في الغرب، ألم تهتز اشعار ابدانهم لهذه الجريمة النكراء. الا تستطيعون المشاركة ببناء مشاريع في قرانا؟!

لماذا لا نفتح مشروع تبرع بناء جامعة لهؤلاء الطلاب المساكين من ابناء شعبنا ، يشارك فيه من الشرق والغرب من الداخل والمهجر من كل المسيحيين بدون تفرقة او تسمية ، تحت اشراف لجنة مختصة من الكنائس والمجتمعات المدنية والاحزاب.

لماذا لا نبرهن للمسيح نحن ابنائه ومؤمنيين مخلصين لتعاليمه،
لماذا لا نبرهن لهؤلاء المجرميين نحن لن نفني كما تفنينا مذابح الاتراك في الحرب العالمية الاولى.

هل هذا هو عمل مستحيل نجمع عشرة ملايين كم مليون ونصف نسمة في العالم؟؟!
هل نحتاج الى مؤتمرات لايجاد حل للتسمية

اسألوا انفسكم ايها القادة واصحاب الكراسي والقبعات الحمراء، الى متى يكون عملنا دفن الشهداء والبكاء وشرب القهوة المرة في تذكارهم؟!!

لكن لا الوم الا اخوتي الذين يبررون بعض السياسيين من تحمل هذه الجرائم ويبيعون ضميرهم للاخرين لان اصلا ليس لهم مبادئ
كما يدعون.

في الختام
ليرحم الله شهدائنا
ويشفي جرحانا
يوحي  الاحياء بشفاعته
وينعم قادتنا بقليل من الحكمة والجراة والتواضع والمحبة المسيحية التي تكلم عنها مار بولص.

الكاتب يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
2/ ايار

1551
                      

                       انه كأس اخر من كؤوس المرارة العديدة!!!

                                
الى اهالي الشهداء والجرحى من ابناء شعبنا في بغديدة الكرام

نستنكر الاعمال البريرية الوحشية النابعة من الحقد والضغينة البعيدة من القيم الانسانية والسماوية التي اصاب ابنائكم من طلبة الجامعات.
انه يوم اخر من الايام السوداء الطويلة في تاريخ شعبنا، انها عتبة اخرى امام حاملي صليب المسيح،لا بد ان يجتازوها بدوموع ودماء ابنائهم ،انه كأس اخر من كؤوس المرارة الكثيرة التي شربها ابائنا عبر التاريخ،  فلا بد منه في هذه الايام.

اخوتي المسيحيين يكفينا البكاء وذرف الدموع كالتماسيح على شهدائنا وامواتنا، يكفينا ارسال البرقيات والخطابات الفارغة، اعذروني ان قلت لكم محبتنا المسيحة غير حية، غير نابعة  من قلوبنا بصدق. نحن لا نجتمع معا الا في ايام السوداء والبكاء وحمل النعوش الى المقابر، ومن بعد ذلك كل واحد ينسى ما حصل ويذهب الى عمله وكأنه شيء لم يكن.

شعبنا بلا قيادة ، بلا حكماء ، شعبنا يحتاج الى ناس يعرفون كيف يصنعون المستحيل، يقودون قاربنا امام عواصف الهوجاء ورياح العاتية الى مستقبل زاهر، ينزعون حقنا من الاخرين بحكمة وفطنة ووحدة وتضحية بدون تهرب من المعركة.

اين اصحاب الملايين بل المليارات من ابناء شعبنا في الغرب، ألم تهتز اشعار ابدانهم لهذه الجريمة النكراء. الا يستطيعون المشاركة ببناء مشاريع في قرانا؟!

لماذا لا نفتح مشروع تبرع بناء جامعة لهؤلاء الطلاب المساكين من ابناء شعبنا ، يشارك فيه من الشرق والغرب من الداخل والمهجر من كل المسيحيين بدون تفرقة او تسمية ، تحت اشراف لجنة مختصة من الكنائس والمجتمعات المدنية والاحزاب.

لماذا لا نبرهن للمسيح نحن ابنائه ومؤمنيين مخلصين لتعاليمه،
لماذا لا نبرهن لهؤلاء المجرميين نحن لن نفني كما لم تفنينا مذابح الاتراك في الحرب العالمية الاولى.

هل هو عمل مستحيل ان جمع عشرة ملايين دولار من مليون ونصف نسمة في العالم؟؟!
هل نحتاج مرة اخرى الى مؤتمرات واجتماعات  لايجاد الحلول؟!!

اسألوا انفسكم ايها القادة واصحاب الكراسي والقبعات الحمراء، الى متى يكون عملنا دفن الشهداء والبكاء وشرب القهوة المرة في تذكارهم؟!!

لكن لا الوم الا اخوتي الذين يبررون بعض السياسيين من تحمل هذه الجرائم ويبيعون ضميرهم للاخرين، لان اصلا ليس لهم مبادئ كما يدعون.

في الختام
ليرحم الله شهدائنا
ويشفي جرحانا
يحي  الاحياء بشفاعته
وينعم قادتنا بقليل من الحكمة والجراة والتواضع والمحبة المسيحية التي تكلم عنها مار بولص.

الكاتب يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
2/ ايار 2010
 

1552
السيد علي اللامي يريد حرق العراق من جديد؟
بقلم يوحنا بيداويد
29/ نيسان 2010
ملبورن
لا شك هناك الكثير من السياسيين العراقيين يريدون عودة العراق الى المربع الاول الذي بداه قبل  حوالي قرن ( سنة 1920 حينما تكونت الدولة العراقية الحديثة). ولاشك ان مفهوم الهوية العراقية لدى اغلب السياسيين الحاليين هو براغماتي، نفعي، انتهازي، طائفي، لا غير.  واذا استخدموه في تصريحاتهم وبياناتهم او من خلال شعاراتهم ليس اقل من الكذب والنفاق لكن في الحقيقة لهم هدف اخر ليس العراق الذي نعرفه الذي يجب ان يشمل الكل بدون التفرقة على الهوية الدينية او القومية الطائفية.

من السياسيين  (وهم كثيرون) الذين يبدو يريدون حرق العراق من جديد هو رئيس المؤسسة الغريبة التي شكلها السيد جلبي والسيد على اللامي ( المساءلة والعدالة) الذين كان للعراقيين امال كبيرة على دورها  النزيه في فرز الشخصيات الملطخة اياديها بالدماء والاجرام من الانسان العراقي العادي البريء.

لكن اذا نسال السيد علي اللامي (والذين يدفعونه) رئيس هذه المؤسسة التابعة قلبا وقالبا للايران ماذا يكون مصيره اذا جاءت حكومة وطنية بعد سنوات قليلة ورأت مخالفات و تزوير في عمله؟ هل سيقبل بمؤسسة اخرى للنزاهة والعدالة تقيم دوره وتتقدمه الى محكمة وربما وتزجه في السجن؟! انا اشك بقائهم يوما واحدا في العراق اذا لم تكن الحكومة مضمونة بايدي حلفائهم.

الغريب في هذه القضية خلال السنوات الاربعة الماضية لم تتحرك هذه المؤسسة التي راسها الجلبي وثم اهداها الى اللامي  لانهاء عملها،  الا انها  نشطت قبل الانتخابات بشهرين او ثلاثة.  فما معناه هناك قضية مبيتة ضد الاخرين الذين قد فعلا يستحقون تقديمهم الى المحاكم  لاننا هنا لا نبرأ اي مجرم يداه ملطخة او ملوثة ولكن لماذا عدالة اللامي جاءت متاخرة؟؟ ولماذا لم تشمل غير ها من القضايا؟  ثم ماذا عن المجرمين الذين ارتدوا ثوب الوطنية والديمقراطية  بعد 10 نيسان 2003 الذين قتلوا ونهبوا وسرقوا وشكلوا ميليشيات القتل على اساس الطائفية وعلى الاسم ( الشيعي او السني او المسيحي) وعلى المذهب وعلى العشيرة وعلى القومية و بعضهم اطراف سياسية مهمة في الحكومة.؟

لماذا لم نسمع صوت اللامي في اكبر فضيحة في تاريخ العراق الا وهي تهجير المسيحيين وقتل واختصاب والفدية واجبارهم على دخول الاسلام . لماذا سكتت الحكومة عن اظهار الحقيقة من هو وراء العملية امام الراي العام العراقي والدولي ؟

 ماذا يعني سكوت الحكومة المركزية والاقليم والمحلية في الموصل  بقيادة السيد النجيفي و السيد اللامي ومؤسسته غير العادلة  وغير النزيهة  واغلب الاحزاب الكبيرة والعشائر وزعماء القومية العربية والكردية الذين بلا شك يعرفون اطراف المجرمة التي سببت تهجير اكثر من نصف مليون مسيحي خلال سبع سنوات الماضية.؟
اين موقف السيد  اللامي  ومحكمة التمييز من هذه القضية المهمة في الوطن؟

هناك نتائج مهمة مستنتجة من هذه القضية والتي ذكرها الكثير من الكتاب الوطنيين المثقفين العراقيين البعيدين من الاحزاب والطائفية من قبلي ولا يهمهم الا الهوية العراقة ووحدة الوطن وهي :-

1- لحد الان لم تلد العدالة الحقيقية في العراق وحتى محكمة التميز العليا مسيسة ومتحيزة ومسيرة مع هيئة المسائلة وغيرها من دوائر الحكومية؟
2- بعض الاحزاب التي تحكم العراق ليست افضل من حزب الدكتاتور صدام حسين والمجرمين حوله، بدليل  لم يعترفوا بالانتخابات ومحاولاتهم الاخيرة الى الغاء وتغير النتائج عن طريق الفرز .
3- قضية تهجير المسيحيين وبقية الاقليات قضية متفق عليها  ربما من قبل الاحزاب الكبيرة ربما قبل وصولهم الى السلطة ولما كان هناك اي تغير ممن كان في الحكم سواء كان مالكي او علاوي او جعفري او غيرهم. واعتقد الان بدأت اوراق تعويضهم دور في المحافل الدولية.
4- ان مفهوم الوطنية الضعيف  الباقي لدى العراقيين الان، يعود الى فضل  صدام حسين وان كان ذلك طريقا لتقوية سلطته واجرامه من اجل بقائه في الحكم.
5- هناك سكوت عام مطبق على افواه واقلام وقادة احزاب وسياسيين من الديمقراطيين والوطنيين لا احد يعرف سببه.!

في الختام نقول ما جرى في هذه الايام من محاولات تغير النتائج للانتخابات الاخيرة ما هي الا محاولة اخرى لطمر الوطنية والديمقراطية ووحدة العراق بايدي عملاء اجنبية.


1554
الصديق رفيق نوري المحترم
الاخوة الاعزاء اعضاء الهيئة التاسيسية والادارية لمنتدى عنكاوا للفنون الكرام

الف مبروك ذكرى السنوية الثانية تاسيس منتداكم للفنون ، نتمنى لكم كل الموفقية في الابداع  والتقدم في حفظ الارث الانساني في الهوية العراقية وهوية مدينة عنكاوا وهوية شعبنا .

اخوكم يوحنا بيداويد

1555
اعلان
ضمن المنهاج الفصلي لاخوية مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن
يلقي السيد يوحنا بيداويد محاضرة تحت عنوان:
"اضطهادات الدولة العثمانية على المسيحيين في الحرب العالمية الاولى"

اليوم :     السبت
الوقت:    الساعة السادسة ونصف مساءا
التاريخ:   15/5/2010
المكان:   قاعة كنيسة مريم العذراء حافضة الزروع في ملبورن

الحرب العالمية الاولى  1914 – 1918  هي من الكوارث الكبيرة حلت بالبشرية.  ذهب ضحيتها عشرة ملايين من الجنود و21 مليون نسمة وشاركت  فيها اكثر من 15 دولة. كانت نصيب القوميات المسيحية التي تعيش في حدود الدولة العثمانية  كبيرة جدا مقارنة بحجمها حيث وقعت مذابح عنصرية تطرفية باسم الدين ضدهم من قبل قواتها وسكان المدن والقرى المحيطة بهم من الاتراك والاكراد .

المحاضرة سوف تتطرق الى مذابح الدولة العثمانية ضد كل من :
1- الارمن في المنطقة الشرقية من تركيا عبر حدودها مع اراضية الدولة ارمينيا.
2- الكنيسة النسطورية – الاشوريين في منطقة هكاري ووان وتبليس وارومية وهجرتهم الى بعقوبة (رحلة الموت).
3- الكنيسة الكلدانية في دياربكر وماردين وجزيرة وسعرت و ونافرويي و فيشخابور.
4- الكنيسة الاثرذوكسية في طور عبدين .

وغيرها من المعلومات والتواريخ المفيدة التي قليل من ابناء شعبنا مطلع عليها.
لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمحاضر السيد يوحنا بيداويد ( موبايل : 0401033614)
الدعوة مفتوحة لجميع  الاخوة والاخوات الراغبين بالاطلاع على هذا السفر المؤلم  من تاريخنا الحضور والمشاركة.



1556
الى الاديب الفريد سمعان المحترم
و الاديب هيثم بهنام بردى المحترم

الف مبروك لكما فوزكما بكلا المنصبين، راجين من الله الموفقية والصحة و المزيد من القدرة على الابداع  في

 رفع شأن شعبنا ووجودنا الذي لازالت اثاره محفورة على كل حجر في وادي الرافدين.

الف مبرك للفائزين في الدورة الجديدة من الانتخابات للمجلس المركزي لاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين.

املنا تكونوا شموعا منيرة للعراقيين جميعا في عطائكم الفكري ومثالا طيبا في وطنيتكم العراقية البعيدة من

دهاليز السياسة ومكائدها .

يوحنا بيداويد

1557
كنيسة القيامة في التاريخ وقصة ظهور النور من القبر المقدس
يوحنا بيداويد
ملبورن –استراليا

ملاحظة:
ورد خبر ظهور النور من قبر السيد المسيح في يوم الاول من عيد القيامة في بعض القنوات التلفزيونية  وتناقلته بعض المواقع . كان هذا الموضوع قد نشر في مجلة (نوهرا دمدنحا التي تصدرها ابرشية مار توما الرسول في استراليا ونيوزلنده) قبل ذلك بايام ننشره لزيادة اطلاع الاخوة القراء.
 
موقع كنيسة القيامة:
تقع كنيسة القيامة داخل اسوار اورشليم القديمة، فوق الجلجلة ( الجلجلثة –كلمة سريانية قديمة تعني الرأس)  المكان الذي صلب عليه يسوع المسيح، وسميت بكنيسة القيامة ، لان المسيح قام من بين الاموات حسب شهادات التلاميذ والنسوة المذكورة في الكتاب المقدس وسمي قبره بالقبر المقدس.

 
محطات تاريخية مهمة عن القبر المقدس:
منذ بداية تاريخ الشعب اليهودي، كانت لهم عادة الاهتمام  بقبور الشخصيات التاريخية، فأنتقلت هذه العادة الى المسيحيين الاوائل مع غيرها من العادات والقيم، فجعل المسيحيين من موقع الجلجلة مزارا لهم منذ البداية بسبب قدسيته المتميزة.
 حينما تم بناء السور الثالث للمدينة في سنة  41-44، شمل موقع القبر المقدس (لاحظ الخارطة). في سنة 66 ميلادية كانت فلسيطن تعيش حالة من الفوران والاضطرابات لا مثيل لها لثلاثة اسباب مهمة (1) هي اولا: ظهور عصابة من المجرمين اليهود نتيجة الفساد وانحلال الخلقي تهدد الامن المنطقة اسمهم حاملي الخناجر (Sicarians) . ثانيا : ظهور انبياء كذبة كما تنبي السيد المسيح (2). ثالثا: الكراهية الكبيرة التي كانت لدى اليهود ضد مستعمريهم الرومان وسيطرة حزب الغيوريين المتعصب على السلطة الذي كانوا سبب لدفع اليهود الثمن الكبير في هذا الحدث  بسبب رفضهم لاية حلول سلمية مع الرومان.(3)

وصف سقوط  اورشليم حسب شهادة يوسيفوس:-
 كانت الحملة ضد اليهود بدأت منذ سنة 67 م في عهد الامبراطور نيرون الذي جهز جيشاً بقيادة المشهور والذائع الصيت فسبسيان قوامه ستون الف مقاتل. الا ان انتحار نيرون جعل من فسبسيان ان يرجع لاستتباب الامن في روما. توالت الانقلابات في روما في هذه السنوات القصيرة الى ان توج القائد فسبسيان نفسه امبراطوراً على الدولة الرومانية عام 69. فجهز جيشا حالاً قوامه ثمانين الف مقاتل تحت قيادة تيطس. بدأ حصار الجيش الروماني في بداية شهر نيسان عام 70م وفي ايام عيد الفصح حينما كانت اروشليم مزدحمة بالحجاج الغرباء كالعادة. بعد ان عسكر الجيش على جبل زيتون واماكن المحيطة به، جرت محاولات السلم التي قام بها  المؤرخ يوسيفوس اليهودي الذي كان وسيط بين القائد تطيس واليهود إلا أنها فشِلت بسبب تعنت حزب الغيوريين. حدثت مجاعة كبيرة داخل اورشليم، وكتبت قصص و احداث غريبة عن هذه الفترة.  في العاشر من اوغسطس سنة 70 وبعد حصار دام اكثر من ثلاثة اشهور، باغت الرومان اليهود بعد ان فتحوا ثغرة في حصن انطونيا  من جهة وادي قدرون الذي كان يفصل موقع الجيش الروماني (جبل زيتون) والمدينة، واشتعلت النيران في كل مكان دامت المعركة اسبوعا كاملا، في 17 تموز سقط اخر موقع لليهود الذي كان بناية الهيكل بعد ان دافع اليهود عنه بالايدي، إلا ان اشعال النار فيه احرق الهيكل مع المدافعين عنه . حصل خراب اورشليم كما تنبىء يسوع المسيح  وتم سبي الاواني المقدسة ومحتويات الهيكل (4).
 


 الا ان اليهود لم يتوبوا فقاموا بثورة اخرى في عام 135 م (ثورة المكابين الثالثة)،  فطرد الرومان اليهود والمسيحيين من القدس تماما في هذه المرة . حدث ذلك في عهد الامبراطور ادريانوس الذي عزم ايضاً على محو كل اماكن العبادة لليهود كي يقضي على الشعور القومي الممزوج بالشعور الديني،  ظن بذلك يقضي على الثورات القومية، الا ان الارتباط الديني والتقليد الشعبي كان قويا لدى اليهود فلم يفلح ذلك. نتيجة هذا القرار اقام ادريانوس فوق قبر المسيح معبد لالهة عشتار (اسطورة الالهة عشتار)(5). لم يبقى في القدس من المسيحيين سوى جماعة وثنية الاصل كان لها مطران يعرف مرقص التي مارست تكريم القبر وإن كان فوقه معبد الوثني لالهة عشتار.

 
القبر المقدس في زمن الدولة الرومانية بعد دخولها المسيحية:-

عام 314 اعلن اعلن الامبراطور قسطنطين الديانة المسيحية ديانة الامبراطورية بعد ان ظهر الصليب المقدس لوالدته (القديسة هيلاني) في الحلم بعد صلاتها وطلباتها بعودة ابنها سالما من معركة مهمة في حينها(قصة عيد الصليب).
عام 325  اثناء عقد مجمع نقية  دعى مطران اورشليم مكاريوس الى تدمير المعبد الوثني (فينوس) كي يتم فتح مجال للبحث عن قبر المسيح وصليبه.
عام 325-326 امر الامبراطور قسطنطين الاول هدم معبد عشتار وتنظيف الموقع واعطى تعليماته لبناء كنيسة للبطريرك مكاريوس في الموقع . ووافق ايضا على طلب والدته (القديسة هيلاني) على القيام بحملة للبحث عن الصليب المقدس الذي صلب عليه السيد المسيح في الموقع، و تذكر بعض المصادر مجيئها الى اورشليم واشرافها على عملية التنقيب عن الصليب الذي وجدوه هناك.  يذكر الحاج بورديوكس عام 333م  عاين بنفسه بناء الكنيسة الجملية بأمر من الامبراطور قسطنطين الاول.
عام 614 قام الفرس (خسرو الثاني) بغزو اورشليم، وبهدم الاماكن المقدسة وبتحطيم الحجر الذي وضع على فوهة القبر، ونزعوا الصليب من موقع الجلجلة وسرقوه.
عام 630 اعاد الامبرطور هرقل في 14 ايلول (عيد الصليب) الى مكانى واعاد بناء البازيليك التي هدمها الفرس .
 
كنيسة القيامة في زمن الاسلام:-
عام 638 دخل العرب القدس ولم يمسوا بالمسيحيين ومقدساتهم وسمح لهم بمممارسة طقوسهم بعد اقامت معاهدة بين البطريرك القدس البطريرك صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب.
عام 966 تم حرق الابواب والسقف اثناء عمليات شغب هناك.
في 18 من تشرين الاول عام 1009 امر الخليفة الفاطمي الحكيم بـأمر الله بهدم الكنيسة تماما
 ( بعد ان ازداد الحجاج الى الكنيسة خاصة بعد حدوث معجزة ظهور النار المقدس داخل الكنيسة) . كتب المؤرخ المسيحي يحيى بن سعيد يذكر كل شيء قد اقلع وهدم ولم تبقى الا الاجزاء التي لم يستطيعوا خلعها او تدميرها.
 مع الاسف هذه الاعمال العدوانية ادت الى اشعال حرب على اليهود في بعض دول الاوربية (فرنسا) في حينها لانهم اتهموا بتحريض المسلمين على هدم كنيسة القيامة وقاد هذا الحادث فيما بعد الى قيام الحملة الصليبية الى فلسطين.
عام 1028 عقد اتفاق بين الامبراطور البيزنطي (قسطنطين الخامس) والخليفة الفاطمي (علي الزهير ابن خليفة الذي دمرها) على ان يتم ترميم كنيسة القيامة مرة اخرى من قبل الامبرطور نفسه(6).
تبادل الفاطميين في مصر والسلاجفة الاترال الذين حكموا بغداد  في سيطرتهم على اورشليم الى ان وصلت الحملة  للصليبية الاولى عام 1099م.
اجريت الكثير الترميمات واضافات على الطريقة الرومانية وشيدت كنيسة صغيرة اخرى قرب القبر ووضعت كلها تحت سقف واحد وا مجمع واحد  لاول مرة عام 1149م.
عام 1187م خسر الصليبين الحرب مع صلاح الدين، واستولى الاخير على القدس، لكن سمح للحجاج الاوربيين الى زيارة القبر المقدس واقامة قداديسهم، لم تمضي سنوات طويلة حتى استعادتها الحملة الصليبية الثالث من صلاح الدين، لكن في زمن الامبراطور فريدرك الثاني خسروها مرة اخرى للخوارزميين سنة 1244 م.
 
كنيسة القيامة في القرون الاخيرة:-
منذ عام 1219 خدم الرهبان الفرنسيسكان (فرنسيس الاسيزي) الكنيسة. في 1342 ووافق البابا اكلمنص السادس على وجود الفرنسين في الكنيسة على ان يقيموا بحراسة الاراضي المقدسة باسم الكنيسة الكاثوليكية .
  
صورة قديمة للكنيسة القيامة                  
 
عام 1555 اعاد الفرنسيسكان ترميم البنايات بعد اهمالها على الرغم من زيادة عدد الحجاج لها.
عام 1808 حدث حريق اخر في البناية ادى تلف بعض اجزائها، اعيد ترميمها  سنة 1810 من قبل البطريرك كنيسة الاثرذوكسية " لهذه الكنيسة المساحة الواسعة الان"، باشراف المصمم (كومينس ميتلين) حسب تصاميم العثمانية ان القبة الحالية للكنيسة تعود الى عام 1870 .

عام 1994 اتفقت الطوائف الثلاثة ( الاثرذوكسية والارمن واللاتين) على اشراف البعثة البابوية في فلسطين على التصليحات والترميمات فوق قبرالمقدس، قام بها المهندس الامريكي ارانورمارت باعداد التصميم، انتهى العمل عام1997.
 
 
 
الرسم يمثل الشمس التي تسطع في منتصف القبة ونبع لاثني عشر اشعاعا، التي ترمز الى فجر جديد للبشرية .

 منذ وصول الصليبين الى القبر المقدس تم بناء مجمع كبير ضم في داخله جميع المباني القديمة المجمع يحتوي الان على القبر المقدس، كنيسة الافرنج الجلجلة (كنيسة الصلب) للاباء الفرنسيسكان، حجر الطيب، حجر المريمات الثلاثة، خورس الروم الاثرذوكس، كنيسة الاقباط، كنيسة السريان الاثرذوكس،كنيسة القربان الاقدس كنيسة القديس هيلاني، دير مار ابراهيم، كنيسة الاهانات، مغارة الصلبان( حيث وجدت الصلبان) ومواقع اثرية اخرى.
 
 
اعجوبة ظهور النور المقدس:-
يظهر النور المقدس من القبر المقدس سنويا في نفس الوقت والمكان (ايام عيد القيامة) ،حيث تكون المكان مزدحم بالحجاج القادمون من اركان الاربعة للعالم لمشاهدة هذه الاعجوبة، وان ظهوره يكون باشكال مختلفة  لكن عادة يملء الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح، اما اهم صفات هذا النور، يظهرفي البداية على شكل لون ازرق ثم ينقلب الى الوان اخرى و لا يحرق، يطير النور بنفسه ليشعل القناديل كذلك يشعل شموع بعض الحاضرين بنفسه.


حسب التراث اول ظهور للنور المقدس يرجع الى القرن الرابع
 ( اثناء البحث والتنقيب باشراف القديسة هيلاني) وبعض الكتاب يذكرون في القرن الاول، حيث يروي القديس يوحنا الدمشقي وغريغوريوس على ان القديس بطرس شاهد ظهور النور المقدس سنة 34 م. كتب رئيس دير روسي يدعى دانيال في مذكراته سنة 1106 كيف شاهد بنفسه ظهور النور المقدس ووصفه وصفاً دقيقاً حيث يقول : " يدخل البطريرك الاثرذوكسي الى الكنيسة حاملا شمعتين، فيركع امام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدا بالصلاة بكل تقوى وحرارة ، ثم ينبثق النور المقدس من الحجر على شكل طيف ذو لون ازرق ويُضيء الشمعتان ومن ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين ويرافق الاعجوبة صلوات ليتروجية تعود الى القرن الرابع".
عام 1579 يقال حدث نزاع بين الكنيسة الاثرذوكسية والارمنية من اجل الدخول، وحينما دخل البطريرك الارمني انشق العمود الذي يزهر في الصورة وظهر النور المقدس.
في زمن السلطان مراد الخامس وعهد البطريرك صفرونيوس الخامس حدثت اعجوبة، يقال ان رجلا عسكريا مسلما راى الحادث كان واقفا قرب بناية بقرب ابواب كنيسة القيامة رمى  نفسه من ارتفاع عشرة امتار، لم يحدث اي شيء له بل طبعت ارجله على الحجر الذي وقع عليه كالشمع ، حينما سمع الاتراك بالاعجوبة احرقوا الرجل امام بوابة الكنيسة كي يمحوا اثار الاعجوبة .
  
 
 
كنيسة القيامة والمؤرخين :-
1- يذكر مؤرخ انكليزي يدعى ( جوتير فينوسيف) في عام 1187، حضر صلاح الدين الايوبي الاحتفال الديني ( انبثاق الروح القدس) حينها نزل النور من الاعلى على غفلة، فقالوا مساعديه انه نزل بطريقة مفتعلة، فاطفاؤوا القناديل الا ان النور المقدس اعادها مرتين حينها يقال  قال صلاح الدين الايوبي  سيخسر القدس ويموت قريباً. فحدث ذلك بعد فترة وجيزة.

2- تذكر المصادر التاريخية حينما دخل عمر بن الخطاب اورشليم، استقبله المسيحيون وعلى راسهم البطريرك صفرونيوس "Sophronius"  الذي سلمه مفتاح القدس، حينها عهد الخليفة الاسلامي على حماية حقوقهم ومعابدهم وحريتهم حسب خطبته التي قال فيها "يا أهل ايليا لكم مالنا وعليكم ما علينا." ثم دعاه البطريرك لزيارة كنيسة القيامة، فلبى دعوته، ولما اردك عمر انه وقت صلاة ، التفت الى البطريرك اين ان اصلي؟ فاجابه البطريرك : في مكانك. ففطن عمر الى امر قد يسبب مشكلة بين المسيحين والمسلمين فقال : ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا. وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا المسمى بمسجد عمر. وأعطى عمر المسيحيين في القدس عهداً مكتوباً (العهدة العمرية) وكان ذلك في العام 15 الهجري.

3- باب الكنيسة الحالي قديم يرجع تاريخه الى اكثر من 200 سنة (صنع عام 1808 بعد الحريق الذي حصل للبناية القديمة)  ارتفاعه خمسة امتار وعرضه ثلاثة امتار . اما مفتاح الكنيسة هو في عهدة عائلة مسلمة فلسطينية ( عائلة  وجيه يعقوب نسيبه) منذ ثلاثين عاما(7).

4- بين عام 1973- 1978 اجريت كثير من التنقيبات عن طريق الاجهزة التكنولولجية الحديثة  في الموقع لاجراء دراسات وفحوصات عن الموقع التي اثبت عن صحة تقارير السابقة التي تعود لاول معبد وثني (عشتار) شيد هناك في القرن الثاني.
..........
1-    حسب شهادات المؤرخ اليهودي يوسيفوس الذي واكب الحملة مع القائد الروماني تيطس عام 70م.
2-    كان هناك ماسيا كاذب (مسيح كاذب) يسير وراءه حوالي 30 الف شخص.
3-    يقال خسر اليهود مليون ومئة الف شخص في هذه المعركة، معظمهم ماتوا بسبب الحصار الذي فرضه القائد الرومان تيطس.
4-    يقال احتفظ تيطس بعض من هذه المحتويات لنفسه.
5-    لها اسماء كثيرة، مثلا عشتار في حضارة وادي الرافدين ، فينوس او افريديت في حضارة الرومانية والاغريقية ، قامت عشتار من بين الاموات حسب الاسطورة بعد ان نزلت الى الجحيم لتحرير حبيبها تموز.  يظهركان الامبرطور يريد خلط بين قصة قيامةالمسيح والاساطير القديمة كي ينساها المسيحيون.
6-    يقال كلفة خزينة الامبراطور مبالغ طائلة.
7-     يقول وجيه يعقوب نسيبه ان عائلته استلمت المفتاح من صلاح الدين الايوبي لاسباب لا نعرفها.
 
المصادر:-
1-    جريدة "النهار" اللبنانيّة، الاحد 15 نيسان 2007 - السنة 74 - العدد 22974، صفحة "حول العلم والعالم".
2-    http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory
3-    http://www.holyfire.org/arab/Arabic.htm
4-    موقع الدليل الكتابي والسياحي للارض المقدسة.
5-    موسوعة ويكيبيديا http://en.wikipedia.org/wiki/Church_of_the_Holy_Sepulchre
 
 

1558
دراسة موضوعية  لماذا خسر الكلدان في الانتخابات؟


بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
27 اذار 2010
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2410عنوان الموقع:  

اعلنت المفوضية المستقلة  المشرفة على الانتخابات النتائج النهائية للانتخاب البرلمان العراقي الجديد 2010 – 2114  بفوز القائمة العراقية ب 91 مقعدأ ومن بعدها قائمة ائتلاف دولة قانون ب 89 مقعدا والائتلاف الوطني الشيعي ب 70 وائتلاف الكردي ب 43 مقعدا.
اما بالنسبة للمقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين فازت بها كل من قائمة الرافدين بثلاثة مقاعد وقائمة المجلس الشعبي بمقعدين. خسر الكلدان مرة اخرى الفوز بأي مقعد انتخابي من مقاعد كوتا الخمسة، على الرغم من ان معظم الكلدانيين يعتبرون فوز القائمة العراقية  العلمانية فوزا لهم لانهم  الكثيرون صوتوا لها وكانوا على مر تاريخ الرافدين كانوا اكثر عراقية ووطنية من اي مكون اخر الى ان مرارة الهزيمة  تظهر على ملامحهم.

 لكن سؤال طرحه ويطرحه الكثيرون من ابناء شعبنا لماذا الفشل مرة اخرى؟ لماذا انقسم الكلدان على الرغم من اتفاق كافة احزابهم  ومؤسساتهم على انهم مهمشين من قبل الحكومة المركزية وحكومة الاقليم وانهم غير متفقين مع الاحزاب الاخرى بين ابناء شعبنا مثل المجلس الشعبي والزوعا والوطني في كثير من المواضيع بالاخص التسمية وطريقة توزيع المناصب والاموال. للاجابة  على هذا السؤال نضع هذه الدراسة المقتصرة على امل يتم تناولها من قبل الاخوة الكتاب الاخرين بكل جرأة وموضوعية وواقعية بعيدا عن التطرف والتعصب هذه بعض اسباب الفشل :-
اولا- من اهم الاسباب كان الصراع القائم بين قادة الاحزاب الكلدانية على الموقع  والذي ان دل على شيء دل على الروح اللاشعور بالمسؤولية التي رأيناها في تركيزهم على المنافع الذاتية بتفضيل كل واحد اسمه في مقدمة القائمة دون اعطاء اي اهتمام لمشاعر الناس في القاعدة وامالهم ولما يحتاجه الكلدان انفسهم ان يحصلوا عليه في هذه الانتخابات.

ثانيا- تدخل بعض الاطراف من الكنيسة في امريكا  في موضوع من يصدر القائمة او القوائم، والسكوت المحير الذي طبق على افواه زملائنا الكتاب والكتاب دون التطرق اليه او التهرب الغريب من الموضوع الا بعد اعلان النتائج . هذا كان ايضا احد اهم اسباب. لا اعرف ماذا كانوا يتوقعون ؟ ولماذا لم يستوعبوا اي شيء من الدروس السابقة. كما قلنا مرارا ان الكنيسة هي ام للجميع لم اعرف لماذا اختارت طريق التمييز بين ابنائها على هذه الطريقة!!.

ثالثا- عدم وجود تنظيم سياسي كلداني قوي له قائد سياسي له كارزما في حديثة وخطبه وتحاليله، له بعد نظر في القضايا السياسية العراقية والمنطقة وكيفية الاستفادة من التناقضات المرحلية  والظروف المتغيرة والمساومة باصوات الكلدان لصالحهم، لم نجد حضورلهم في تمثيل الكلدان في المؤتمرات الدولية والاقليمية او داخل العراقية ولم نراهم يرفعوا  صوتهم عند الازمات الكبيرة الا قليلا ولم يقوموا باي مبادرات خلال اربع سنين الماضية،  لم نرى مظاهرة او مسيرة او مؤتمر كبير وشامل نظموه للكلدان  للتحدث عن وضعية المسيحيين في العراق ويدرس موقف الكلدان من القضية القومية والعلاقة مع الاحزاب الاخرى من شعبنا، لا في العراق ولا في المهجر ولا في دول الجوار. باختصار لم يكن هناك صوت كلداني سياسي للكلدان واضح. كذلك عدم دخولهم في ائتلافات وطنية جعلهم على هامش.

رابعا- المفهوم القومي عند الكلدان لا زال ضبابيا وغير واضح، فهم منقسمون الى ثلاثة فئات مختلفة حسب مايلي:-
الفئة الاولى، لا يميزون بين علاقتهم الايمانية بالكنيسة وعبادة الله  كمسيحيين ووجودهم الانساني كبشر وفي مجتمع له ظروفه الزمنية والمكانية ،  الامر الذي يجعلهم يحتاجون الى التعبير او الدفاع عن انفسهم في القضايا السياسية والحكومات التي تشرع القوانين الارضية وتنظم طريقة سير الحياة الاجتماعية الزمنية.  فيشبهون مثل المسيحيين الاوائل في زمن مار بطرس الذين باعوا كل ممتلكاتهم وجلسوا ينتظرون مجيء الثاني للمسيح قريبا !!!. وكأن العالم كله يؤمن اليوم بالقيم المسيحية وان ملكوت الله متحقق حولهم. مجرد ايمانهم بالمسيحية كل حقوقهم مضمونة و تُعطى لهم.!!!.  اما في المهجراصبح عدد الاكبر غير مبالي بماضيه وجذوره ووقعوا في مستنقع الفكر المادي واصحبت المادة القبلة التي يوجهون اوجهم اليها ، متناسين علاقتهم العضوية باخوتهم في ارض الوطن وما حصل ويحصل لهم!.

 الفئة الثانية، هي التي ترى لايوجد فرق بين الطوائف والتسميات المسيحية من الكلدان والاشوريين والسريان انهم شعب واحد قومية واحدة ودين واحد وتاريخ واحد وارض واحدة،  لذلك هم مندمجون في تلك الاحزاب الاخرى من شعبنا مثل زوعا والمجلس الشعبي والوطني و بين النهرين يعملون بكل جهدهم فيها، ويظنون انهم يمثلون الصوت الكلداني القومي الحقيقي،  دون مبالين للمتعصبين الاشوريين في هذه الاحزاب ربما يخدعونهم ويتركونهم يشعرون بان كلدانيتهم ليست سوى صفة كنسية وان الاشورية وحدها الاسم المقدس الذي ظهر في حضارة الرافدين. اكثرهم يسكتون على هؤلاء المتعصبين بل لا يتجرؤون الرد عليهم خوفا من طردهم او فصلهم من هذه الاحزاب.

الفئة الثالثة والاخيرة،  هم من يؤمنون بان الكلدان قومية عراقية لوحدها وان جذورهم ترجع الى الدولة الكلدانية الاخيرة التي بدورها ترجع الى البابليين في مراحلها الثلاثة والاكديين والعاموريين وهم احفاد السومريين. لا علاقة لهم بالاشورية او السريانية ابدا وان كانت الوقائع عكس ذلك.  هؤلاء كانوا قلة قليلة الى حد قبل عشرين سنة لكن بعد حرب الخليح وظهور بوادر حصول تغير في العراق نشطوا كثيرا وان عددهم في الزيادة على الرغم من قلة خبرتهم السياسية ووجود انقسامات الكثيرة وصراعات بينهم لاسيما حول المناصب والكراسي والمال وعدم وجود رؤية واضحة لطريقة عملهم السياسية سوى الادعاء بالكلدانية عن طريق المقالات فهم كالاشوريين المتعصبين يلغون فترة زمنية مدتها 1800 سنة من الاندماح معا في الكنيسة الشرقية فقط،  يريدون ان يتذكروا الدولة البابلية ويطفرون فوق هذه الفترة الطويلة الى نهاية القرن التاسع عشر و العشرين بصورة غريبة !!!!. فهم بعيدون عن الساحة السياسية والواقع وان نتائج الانتخابات الاخير كشفت لهم هذه الحقيقة. ولكن على الرغم من الخسارة كبيرة التي لحقتهم لا زال البعض منهم مستمر في ادعاءاته غير الواقعية وغير المدروسة؟؟ ويدعي انه نبوخذ نصر القادم للكلدان.

خامسا – عدم تراص الصفوف بينهم وقلة الدعم المادي والكنسي والذي قدم بين حين اخر لكن في نهاية، كانت له بشروط غير معقولة وغير موضوعية وغير قومية، جعل من المتحمسين الى القضية الكلدانية،  التخلي عن القضية لا سيما في الانتخابات الاخيرة اتخاذ الموقف المتفرج، كذلك صوت الكثير من الكلدان الى القائمة العراقية (مثل بطنايا و تلسقوف وفي المهجر) التي يعتبرونها علمانية على امل تحقق لهم السلام والامن في الوطن او القوائم الاخرى مثل المجلس الشعبي او الزوعا.

سادسا – كانت الاحزاب الاشورية  تراقب الموقف الكلداني بدقة ، وكانوا على دراية كافية بالمازق الكلداني وطريقة عملهم الفجة، فخططوا جيدا لكسب اصواتهم، اصابتهم دهشة كبيرة حينما  توقفت الماكنة الاعلامية للكلدان موقف المتفرج او شلت حركتها بعد دخول الاحزاب الكلدانية بقائمتين وتهرب الكثير منهم من مسؤولية اتخاذ القرار المناسب الامر الذي كان غريبا لي شخصيا والذي احملهم المسؤولية مع قادة الاحزاب وبعض من رجال الكنيسة هذه الهزيمة!!.  فقائمة الرافدين لم تحقق اصواتا اكثر من الانتخابات السابقة التي حصلت على كرسي من فضلة الاصوات العراقيين بصعوبة  بينما فازت بثلاثة مقاعد الان وبعدد اقل من اصواتها السابقة، لان انقسام الكلدان جعل مهمتهم اسهل بكثير خاصة في المهجر.

في الختام نتمنى ان يتم رص الصفوف مرة اخرى بين الاحزاب الكلدانية وتنظيم عقد مؤتمر كلداني شامل يحضروه مندوبون من كافة انحاء العالم وان يتم تشكيل لجان فرعية في كل دول لتحضير ودراسة الموضوع بصيغة موضوعية. وعدم فرض اي جهة نفسها باعتباره الجهة المخولة لاتخاذ القرارات والتحضير والتنظيم.

كما نهنئ الاخوة الفائزين من ابناء شعبنا من قائمة الرافدين والمجلس الشعبي  ونتمنى  له كل الموفقية ونطلب منهم ان يدافعوا عن هموم وحقوق ابناء شعبنا بعيدا عن المصلحة الذاتية الضيقة المتعلقة باحزابهم فقط وان يكون هناك تفاهم كبير بينهم في القضايا المصيرية وان يكون لهم موقفا سباقا في القضايا المهمة بحيث ترعى الجميع ويكون هذا الموقف معلن لشعبنا دائما وبكل وضوح بعيدا عن دهاليز السياسة وان لا يكون مضمرا كما حصل في الدورة الماضية.

1559
الاخوة اعضاء الجمعية الثقافية الكلدانية  في عنكاوا الكرام
اهنئكم من قلبي على تخليدكم اثار وامجاد ابائنا العظماء في
حضارة وادي الرافدين بجدارات وفي مواقع معروفة لابناء شعبنا لاسيما في جمعيتكم
 كما اهنئ الفنان المبدع خالدسبو على ابداعه الثاني ونتمنى ان نرى نته المزيد.


يوحنا بيداويد
عن الهيئة الادارية
لنادي برج بابل الكلداني

1560

الى صاحب التنبيه
لم اكن اريد ان ارد على شخص لا يفصح عن ذاته ابدا ولكن شعرت بضرورة التوضيح
اعتقد هناك الكثيرون حملوا هموم هذا الشعب خلال القرن الماضي واستشهدوا في سبيله ومنهم اعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية من المؤسسين ومن قيادتها الحالية كذلك من الاحزاب الاخرى سواء كانت اشورية او كلدانية او سريانية او جماعية . لا ندين احد ولكن فقط نقول : " ان من يخدم امته ويناضل من اجلها يجب ان لا ينتظر الشكر من احد كي يعمل لان مهمته اسمى من الشكر و بالتالي ابناء الامة ليسوا عميان لا يبصرون الاعمال الخيرة والمواقف المبدئية التي لا تمت باي انتهازية او مساومة. ان التاريخ لن ينسى احد بالتاكيد سيخلدون حسب تضحياتهم ومواقفهم.
 نطلب من الله ان يبارك كل من عمل لجعل هذا القرار ان يخرج الى الوجود وبالاخص اعضاء البرلمان السويدي من ابناء شعبنا وغيرهم.

يوحنا بيداويد
كاتب المقال

1561
بمناسبة اعتراف برلمان السويدي بمذابح سيفو
ماذا حصل في فيشخابور وسهل نافرويي سنة 1915
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
12 اذار 2010


مقدمة تاريخية عن وضع الدول العثمانية قبل اندلاع الحرب العالمية الاولى:-
الحديث عن الحرب الكونية الاولى وزمن اضطهاد الكبير الذي شنته الدولة العثمانية ضد المسيحيين(الارمن والاشوريين والكلدان والسريان) وغيرهم مثل اليزيديين الواقعيين تحت رحمتها يرجعنا الى الحديث عن ظروف الدولة العثمانية في مراحلها الاخيرة. منذ استلام جمعية الاتحاد والترقي قيادة الدولة العثمانية 1908- 1918م حاولوا الاتكال على الشعور القومي بين القوميات الموجودة في اواسط تركيا على انهم عرق تركي واحد ،متأثرين بهيجان الشعور القومي القادم من اوربا ودول البلقان.


مذابح الحرب العالمية الاولى ضد ابناء شعبنا


 لايهمنا هنا كثيرا كيف بدات الحرب العالمية الاولى؟ وكيف دخلت تركيا الحرب كحليفة لالمانيا، لكن يهمنا ان نعرف ان الشعور القومي لشعوب الطورانية في اواسط تركيا الذي قادته هذه الجمعية اصطدم بآمال الشعوب التي كانت تحت سيطرتها، فقد حاولت القوميات الصغيرة والكبيرة التخلص من نظام الاستبدادي لدولة الرجل المريض، لذلك اصطفت الى جانب الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وروسيا)  ضد دول المحور ( المانيا وتركيا وايطاليا والنمسا).

ولما منيت دول المحور بخسارة كبيرة بالاخص تركيا، هاجت جيوشها الشعوب والقوميات الاقلية الواقعة ضمن نفوذها، ورجعت الحكومة العثمانية الى سياستها القديمة في بث الشعور الديني المتطرف والمذهبية بين المسلمين  والمسيحيين كي ينالوا من المسيحيين باي ثمن انتقاما من الفرنسيين والانكليز والروسيين، . لقد نجحت فعلا في بثه بين القبائل الكردية عموما وبالاخص في منطقة (كويان)  وجزيرة عمر وهكاري بالاضافة الى ذلك قامت حكومة التركية بنشر وتقارير مزيفة  عن مذابح مختلقة  قام بها الارمن والمسيحيين ضد الاتراك اثناء الحرب، وزادت حجتهم بعد اعلان الارمن الذين يعيشون في قلب الدول العثمانية العصيان بعد تكررت الاعتداءات على اقليتهم.

 انتقمت تركيا منهم اشد انتقام لكن هذا الانتقام الاعمى قاد الى شمول كل المسيحيين، جميع الطوائف والقوميات دون تميّز على انهم مسيحيين كفار . نأسف لمرورنا السريع هنا مرة اخرى على ذكر الاف وربما ملايين الجثث التي سقطت في المذابح الكثيرة  التي قامت بها تركيا ضد الارمن والاشوريين والكلدان والسريان واليزيديين الان دون اعطائها حقها.

الجدير بالذكر تركيا الشرقية التي كانت ذات اغلبية مسيحيية تمتد من اورمية  الحالية في ايران و في تركيا من محافظة وان وهكاري وشرناخ وجزيرة ابن عمر وماردين و دياربكر ثم جنوبا الى منطقة سهل نافرويي (سهل سلوبي حاليا) ونصيبيين وسهل السندي في قضاء زاخو وسهل نينوى و القرى التي تحيط دهوك، الى الشمال ممتدة الى عنكاوا وشقلاوة وكويسنحق وديانا وبعض مناطق بارزان  وعقرة ثم  منطقة  بروالي بالا وغيرها . كانت وضعية هذه المناطق في الحقيقة مثل وضعية سهل نينوى الان ذات اغلبية مسيحية مع وجود قبائل تركية وكوردية ويزيدية.

سهل نافرويي:-
ان سهل نافرويي التابع لجزيرة ابن عمر  سابقا كان فيه عدد كبير من القرى المسيحية ( البعض يقول سبع قرى) التي اندثرت اليوم بفعل التطهير العرقي الذي مارسته الحكومة العثمانية في الحرب العالمية الاولى  ( مثل وسطا وسلبايي وتلقبن .....الخ). يقع سهل نافرويي اليوم  على الضفة الاخرى من نهر خابور الذي يشكل الحدود الطبيعية بين تركيا والعراق وسوريا ،  لما اعلن قرار سفر بلك من قادة الدولة العثمانية هجم اهالي القرى المجاورة  في هذه المناطق من الاتراك والاكراد بدعم وتشجيع من الحكومة التركية كما يهجم الذئاب على  فريستمه فقتلوا الالاف وشردوا واختصبوا مئات النساء واخذ بالقوة الكثيرين من الاطفال والفتيات ولم يعودوا الى اهاليهم واختفى اثرهم منذ ذلك اليوم لحد الان. اما الرجال والشباب فقد اخذوا من بيوتهم بالقوة الى حيث لا رجعة( 1).
 الجدير بالذكر ان اغوات العشائر الكردية في سهل السندي وقفت ضد الهجمة البريرية من الاتراك واكراد تركيا اليوم وقامت بحماية المسيحيين الذي وصلوا الى  زاخو.

في منطقة سهل نافرويي استطاع بعض اهالي المنطقة الناجيين من الموت من النساء والاطفال وكبار السن عبور نهر خابور والوصول الى مركز المطرانية زاخو. وهكذا وصلت امواج الشر و الموت والقتل الجماعي الى ضفاف خابور حيث تقع قرية فيشخابور التي  وقع اهلها في مكيدة كبيرة في حينها التي سنعود اليها لاحقا. قبل ان نتكلم عن هذه الاحداث و عن ابرز شخصية كلدانية ظهرت في العصر الحديث  في المنطقة ( عزيز ياقو اغا)، لابد من التطرق الى تاريخ قرية فيشخابور.
 

 مذابح الحرب العالمية الاولى    
 



 
صورة من باحة كنيسة مار كوركيس تظهر فيها بيوت قرية خانكي الجهة المقابلة- حيث كانت قرية نايف مصطو

فيشخابور في تاريخ:-

هي القرية الكلدانية الشهيرة التي يعود تاريخها الى القرن الرابع الميلادي (2)، تقع على ضفاف نهر خابور 32 كم غرب زاخو، في منطقة سهل سلفاني المشهور في خصوبته الزراعية، اما معنى كلمة فيشخابور، هناك عدة تفاسير لها، لكن يبدو التفسير الاكثر معقولاً هو يشير الى المحطة التي انشأها الشاه الفارسي (فيروز شابور - اي الشاه المنتصر) لجيشه ولكن لا يوجد اي دليل فيما اذا كان يعني بذلك انه شابور الاول . وما يعزز هذه الفرضية هو وجود اثار جسر يربط بين ضفتي نهر خابور الذي يزيد اليقين بوجود محطة هناك  قبل عبور الجيش الى سوريا الحالية عن طريق هذ الجسر المندثر. وقد تم صياغة اسمها فيشخابور كي يتم تمييزها عن الانبار الحالية التي كانت تحمل نفس الاسم. ومن التفسيرات الاخرة المهة هي ( بيش خابور) (3) اي امام نهر خابور .

مذبحة فيشخابور سنة 1915:-
يذكر ابونا البير في كتابه تحت عنوان ( فيشخابور )، ان اخبار المشؤومة القادمة من تركيا عن ما حصل للمسيحيين  كانت تنذر بالويلات، حيث اراد احد الضباط الاتراك ان يبيد القرية على غرار ما حصل في سهل نافرويي. لما راي ياقو اغا ان موجة الموت قد اوشكت دخول قريتهم بدأ يفكر بالخلاص اهاليها، كان له علاقات جيدة ابا عن الجد باغا العشيرة الكردية الميرانية نايف مصطفى(4) التي كانت تعيش في الجهة المقابلة انهر خابور ، فاقترح الاخير على ياقو اغا العبور الى الضفة الاخرى عن طريق (كلك) كي يستطيع يحميهم من الاتراك، وهنا تكثر الروايات عن سبب الخيانة الكبيرة التي قام نايف مصطو. البعض يقول مثل (الخوري حنا خوشابا الذي كان خوري القرية لما يقارب 50سنة ) بسبب سماع مصطو عن مكان خزينة ياقو اغا التي كانت ثمينة حينما يتحدث الاخير لاولاده بعدما سيق الى منطقة اخرى داخل تركيا او سوريا الحالية عنوة ، والبعض الاخر يقول جاء امر من الحكومة التركية الى اغوات المنطقة التركية للقضاء عليهم مثل (6) فقرر مصطو المثول لهم . مهما يكون السبب النتيجة كانت واحدة، فقد خان اغا عشيرة الميران ( نايف مصطو ) ياقو اغا وعائلته واهالي القرية(5)  وعده واقدم على مذبحة كبيرة لاهالي فيشخابور البعض يقول حوالي 924 شخص (7) والبعض الاخر يقول 91 شخص. لكن بعض من اهالي القرية لم يعبروا لانهم شعروا بمكيدة مصطو. كان من ما بين هؤلاء ابناء ياقو اغا نفسه كل من عزيز ونيسان وكريم الذين كانوا يعدون مواشيهم للعبور وحاجياتهم في القرية.

بعد المجزرة هرب الباقون الى الشرق ، قسم من اهالي القرية وصل الى الموصل بواسطة اهالي القرى الكردية المجاورة والبعض الاخر الى القوش. اما عزيز ونيسان وكريم ذهبوا عند مختار البغلوجة من هناك ذهبوا الى الموصل والتقوا بالبطريرك الكلدان المثلث الرحمة مار عمانوئيل الذي اهتم بهم كثيرا، حيث ارسلهم الى القوش لفترة قصيرة(8)  الى ان انتهت الحرب العالمي الاولى ، وبعد قدوم الانكليز وبمساعد البطريرك عاد اهالي القرية الى بيوتهم.

من الشخصيات الكلدانية المشهورة في فترة ما بعد حرب العالمية الاولى هي عزيز ياقو، لذا نراه من المفيد التطرق قليلا عن هذه الشخصية  
من هو عزيز ياقو:-

صور لقصر عزيز اغا من خلف قرية فيشخابور الحالية

قليل من ابائنا الذين عاشوا في القرن الماضي بالاخص في المنطقة الشمالية لم يسمعوا بهذه الاسم، انه الشخصية القوية والعقل المدبر،عزيز ياقو نيسان خمو مراحا، رئيس قرية فيشخابور في قضاء زاخو وصاحب النفوذ الكبير في المنطقة ، وقعت المسؤولية على عاتقه بعد رجوع اهالي القرية الى بيوتهم،  كان شابا يافعا، مملوء من الشجاعة والجسارة قل مثيلها في المنطقة. يرجع اصله الى قرية (كاسان) في سهل نافرويي.  بعد انتهاء الحرب العالمية فكر الاخوة الثلاثة بالعودة الى قريتهم وكانوا قد حصلوا على 25 الف روبية من الانكليز على شكل منحة، لم يجرء اهالي القرية لاخذ النقود خوفا من مسؤوليتها، الا ان عزيز ياقو كان جرئيا استخدم هذه النقود في ادارة حسنة في بناء قريته ونفوذه في المنطقة، يقال جلب الخرائط عن القرية من دياربكر و اراد ان يعطي اهالي القرية اراضيهم . اما الثروة الكبيرة التي امتلكها عزيز اغا بالاضافة الى منحة الانكليز هو امتلاكه ورث عن جد زوجته وارينة (خمو مراحا الذي هو ايضا احد اعمامه) الذي كان يملك الاراضي الكثيرة في المنطقة .


فاجتمع حوله بعض الناجون من عملية التطهير العرقي التي ضربت مسيحيي تركيا الذين هجروا الى داخل حدود العراق او سهل السندي مثيل اهالي مير وهوز وبعض رجال اليزيديين الذي اعطوا لهم الحقول لزراعتها .

يقول انور عزيز ياقو في مقال له نشر في كتاب  فيشخابور للاب البير ابونا عن والده : "كان والدي ، عزيز اغا شجاعا، لطيف المعشر، سريع البديهية، حاد الذكاء تمكن مصادقة العديد من كبار موظفي الدولة ورؤساء عشائر الكردية في المنطقة وعلى اثر ذلك اطلق عليه لقب اغا. على الرغم من عدم دراسته، الا انه اهتم بتعليم اولاده واولاد اهالي القرية منذ البداية.
يذكر انور كان لواده اثر كبير في رسم الحدود مع تركيا الحديثة مع لجنة عصبة الامم المتحدة ".

توفي عزيز ياقو في 6 كانون الثاني سنة 1961 في بغداد على اثر حادث مؤسف في بغداد ، بعد ان ترأس قرية فيشخابور من سنة 1923 الى سنة 1961. دفنه في كنيسة مار يوسف خربندة لاستحالة الوصول الى القرية من الفيضانات في حينها.
اهمية شخصيته تعود الى مدة رئاسته حوالي 38 سنة للقرية لم يحصل اي تعدي على اهل فيشخابور ولا على القرى المسيحية المجاورة بالاستثناء قضية مذبحة صوريا. كان له من الرجال الشجعان للمهمات الصعبة ضد الاتراك او القبائل المعتدية من سوريا، يقال انه انتقم من الذين اعتدوا على اهالي قريته في حينها.
 
قصر عزيز ياقو اغا من قريب- تظهر عليه اثار الاهمال

هل يصبح قصر ياقو متحف لتاريخ المنطقة؟!:-
في زيارتي الى الوطن قبل سنة  ذهبت الى فيشخابور، ورايت التجديد الذي حصل فيها وعودتها الى اهاليها وبناء البيوت من قبل لجنة مساعدة المسيحيين التابعة للاستاذ سركيس اغاجان. والترميمات التي اجريت على الكنيسة، لكن ما تأسفت اليه هو ان قصر عزيز اغا رأيته متروكا، متشقق الجدران مهمل،  فتسالت هل سيندثر تاريخ عزيز اغا بهذه السهولة ؟ الا يستحق هذا الرجل الذي ترك بصماته على اهالي المنطقة ان يخلد على الاقل لدوره في حماية المسيحيين في المنطقة؟  لماذا هذا الاهمال من اقاربه واهلي قريته وحكومة الاقليم ؟ متى يمكن ان يتم ترميم قصره واعادة هيبته وجعله من المباني التاريخية والتراثية لشعبنا؟  الا يمكن جعله متحف لاهالي المنطقة كي يتحدث عن الجرائم البشعة التي اقترفها الاتراك في مذابحهم ضد المسيحيين؟ الا يمكن جمع اوراق وحاجيات عزيز اغا وغيره من الاخوات المنطقة من الاكراد في هذا القصر كي تتحدث لنا عن مآثرهم لهذه الحقبة المهمة من التريخ ؟ الا يستحق ان تقوم الجهات المعينة من حكومة الاقليم واقاربه ترميم قصره وجعله متحفا يتحدث عن ماضي المنطقة للاجيال القادمة عن الامارة الكلدانية الصغيرة في العصر الحديث التي بناها عزيز ياقو في فيشخابور؟ ام ان شعوب المنطقة لم تصل الى مرحلة تخليد قادتهم والمتميزين بين شعوبهم؟ .

 
قصر عزيز ياقو اغا من بعيد
...................


1- نقلا عن جدة كاتب المقال التي يعود اصلها الى قرية (وسطا)  سمع منها عددة مرات تتحدث عن اهلها : " كان عمرها حوال حوالي ثمانية سنوات او اقل، جاء الجيش التركي الى القرية ليلا، جمع الذكور من الكبار السن والشباب وكان من بينهم والدها واخوتها واعمامها واخذوهم مع بقية ابناء القرية، ولم تشاهد ابوها واخوتها من بعد ذلك الى الابد،  ولا تعرف هل قتلوا؟  ام اخذوا بالقوة للقتال في الجيش التركي؟ . لكن  تقول سمعت من الكبار السن في حينها انهم  سمعوا بعد اخذهم بساعات اصوات عيارات نارية خلف التلة القريبة من القرية الامر الذي يفسر رميهم  بالرصاص هناك لانهم مسيحيين ودفنهم )
2- يذكر الاب البير ابونا في كتابه بعنوان فيشخابور في الصفحة 14 نقلا عن سير الشهداء والقديسيين (طبعة بيجان، الجزء 3، باريس 1892 ص 460)  وجود اشارة الى اسم  فيروز شابور اي قرية فيشخابور في  فترة 361 - 363 م في سيرة مار اوجيين.
3- الاب البير ابونا، فيشخابور، ص 11
4 –  مقال تحت عنوان (شخصية من بلادي: عزيز اغا ياقو)،  بقلم انور عزيز ياقو حفيد ياقو اغا، منشور في كتاب فيشخابور للاب البير ابونا، ص 229
5 –  نفس المصدر ص 230
6- الاب البير ابونا، فيشخابور، ص235
7-  نفس المصدر ص230
8- نفس المصدر ص 240


1562
                             المفوضية المشرفة على الانتخابات  في استراليا مخيبة الامل
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا 2 اذار 2010

 
كانت حوالي الساعة السابعة مساءا يوم الجمعة المصادف 13 شباط الماضي اتصل بنا شخص معروف في الجالية ليعلمني بوصول السيد محمد العلاق المسؤول الثاني المرسل من قبل المفوضية المشرفة على الانتخابات في استراليا الى هوتيل كروان بلازة Crown Casino Hotel واعلمنا يجب اللقاء معه لان المعلومات تشير ان السيد باسم كريم و السيد محمد العلاق من قبل  هذا الموعد ولم يتصلوا بالاحزاب او المؤسسات المدنية كي يتم التخطيط لعملية الانتخابات وان الفترة المتبقية قصيرة جدا.

لما وصلنا هناك الساعة التاسعة على شكل مجموعات من الاحزاب والمؤسسات المدنية وبعض الشخصيات المعروفة في نشاطها في خدمة الجالية. لم يكن هناك مكان معد للاجتماع مع ادارة الفندق وبعد مداولات ومفاوضات قررت ادارة الفندق اعطائنا قاعة لمدة ساعة واحدة فقط.المهم داخل القاعة جلس الحاضرون واستمعوا الى السيد محمد العلاق .

 قدم  مقدمة قصيرة منوها بوجود خطة موضوعة من قبل المفوضية ويعرف احد ولكن يريد بعض المعلومات المفيدة. تفاجئ الحاضرين جميعا بالمعلومات الفقيرة والتقديم البارد للاخ محمد وتسأل الحاضرون عن سبب عدم استخدام المعلومات والتقارير التي نظمت عن الانتخابات سنة 2005 لاسيما وانهم متاخرون جدا عن الاعلام وبقية الدول . لم يسجل السيد محمد اي ملاحظة ولم يكتب اسم اي شخص كي يتصل به ليستفيد منه.


المهم بعد نقاش طويل وجدال طويل حول تمديد موعد تقديم للعاملين في المفوضية قبل ان يمدد التقديم الى يوم الاثنين . الذي كان بدأ اصلا قبل يوم  اي الخميس بدون علم الكثيرين . لكن البعض اخبر السيد المسؤول حالا ليس غرضهم من هذه المناقشة التوظيف للحصول على  الف دولار كل اربعة سنوات من المفوضية وانما لهم حرص وشعور بالمسؤولية بإتجاه المهجرين قسرا منذ ثلاثين سنة او عشرة سنوات او فترات مختلفة وانها فرصتهم الوحيدة للمشاركة في انتخابات الوطن.


وبعد اسبوع جرى اجتماع اخر في MRC في منطقة كوربرك بحضور السيد باسم كريم والسيد يعرب قنصل سفارة جمهورية العراق ومرة اخرى قدمت عشرات الاقتراحات والملاحظات بعضها مدونة حسب طلبه ولكن السيد باسم كريم كأنه لم يكن هناك ولم يسمعهم وعمل العكس حيث عدد قلص محطات الانتخابات لاسباب غير واقعية ولانعرفها.
 
وهذه جملة الاخطاء التي وقع فيها المسؤولان السيد باسم كريم والسيد محمد العلاق:-

1-   عدم استخدام معلومات التي كانت متوفرة عن الانتخابات السابقة 2005 وخبرة الشخصيات الرئيسة التي ادارت و نظمت الانتخبات بنجاح ساحق وبشهادة المراقب من المفوضية الاسترالية للانتخابات في حينها. كانت حجتهم  حصول و بعد اربعة سنوات يقولون حصل تزوير في احد الصناديق الامر الذي لم يسمع به الكثيرون من العاملين في تلك الفترة.
2-   التاخر والبطئ في عملية اتخاذ القرار او تغيير القرارات فجأة. الامر الذي يجعلنا نشك وجود اشخاص مبهمة كان المسؤولان يعتمدون عليهم ولم يكن  لهؤلاء اي خبرة او علاقة بالجالية العراقية في مدينة ملبورن.
3-   جعل موضوع التوظيف مهم جدا بحيث الكثيرون ركزوا عليه ،  عوضا عن التركيز على عملية نشر المعلومات عن طريق تشكيل لجنة اعلامية لاقامة الندوات والمقابلات في الاذاعات ونشر المعلومات في الجرائد والاتصال بالكيانات السياسية والمدنية والدينية وفي الجالية. هذه اللجنة لم تشكل على الرغم من اقتراحها من عدد كبير من الحاضرين. وحتى ابدوا البعض منهم استعدادهم عمل طوعا ولكن كان جوابه هذه مسؤولية الكيانات السياسية. ولكن ماذا  عن الانسان المستقل؟؟
4-   تقليص عدد محطات الانتخابات في مدينة ملبورن من ستة محطات الى ثلاثة محطات بينما في المرة السابقة كانت هناك محطتان في منطقة برستون ومحطة  في منطقة داندينىك وثلاثة محطات في  منطقة بروميدوس والدائرة الرئيسة كانت في MRC كوبرك
5-   ركزنا على موضوع قلة الكادر الذي حسب اطلاعنا لا يتجاوز 30 او 35  لحد الان في مدينة ملبورن بينما في المرة السابقة ثلاثة اضعاف هذا العدد حسب علمي .
6-   حسب جواب الاخ باسم وحسب المعلومات في الاخبار العامة ان طاقة كل محطة هي تنظيم عملية تصويت 1200ناخب، يعني 400 شخص ينتخب لمدة ثلاثة ايام و بتقسيم 400 شخص على 8 ساعات تكون المحصلة حوالي 70 شخص يجب ان ينتخب ويخرج من المركز الانتخابي ،اي يجب في  كل دقيقة على الاقل شخص واحد ينتخب. وهذا امر صعب  جدا ان يحصل بسبب الامية وقلة المعلومات عن الوثائق وغيرها من الاسباب كعجز لكبار السن وعملية التفتيش والاسئلة المتكررة من قبل الناخب.
7-   اخبرنا الاخ باسم الجميع بان هذا الموضوع مستحيل ان يحصل كانت حجته سوف يزيد الوقت. ولكن  لم يفكر هنا الوقت ثمين وللناس مواعيد لا يمكنه انتظار مثلا نصف او ساعة . وان عدد العراقيين زاد خلال اربعة سنوات الماضية على الاقل 7 الالاف في مدينة ملبورن.
 
8-   قلة الاتصالات المفوضية مع ابناء الجالية لحد الان في ملبورن واعتقد في سدني وغيرها من الويلايات ايضا.  لم تكن هناك ندوة عامة لحد الان. بينما في المرة السابقة جرت في كل مجموعة من القوميات العراقية ندوة من قبل المفوضية بالاضافة الى الندوات الثلاثة العامة التي جرت في منطقة داندينونك وبرونزويك وتوماستاون.
9-   كتب الكثير من الاخوة المقالات مثل الكاتب شوقي عيسى في ملبورن والكاتب طارق الحارس في ادلايد وغيرهم وحسب علمي قدمت الكثير من الاعتراضات من قبل الاحزاب العراقية  في سدني وملبورن لكن لحد الان المسؤوليين عن الانتخابات استراليا او الدائرة المسؤولة عن الانتخابات في الخارج لم يهتموا بالامر. .
 
في الختام نقول ان الغرض من هذا المقال ليس غير ايصال صوت العراقيين في المهجر الى المسؤوليين في المفوضية في العراق انهم فشلوا  في عملية التخطيط . كان من المفروض ارسال موظف الى السفارات العراقية في كل بلدان العالم يوثق المعلومات المطلوبة كي تكون جاهزة امام المسؤوليين ايام الانتخابات كي يتم تفادي المشاكل . او كان عليهم على الاقل توظف نفس او بعض الموظفين السابقيين الذي يعرفون العمل والادارة وقبل فترة اطول.


سؤالي الاخير عن الميزانية التي حجب عنها السيد باسم كريم , لكن هنا نقدم له ميزانة المفترضة التي سوف يصرفها تقريبا فهل المفوضية المشرفة على الانتخبات تدقق وتعرف ما يجري حولها؟
هناك
35 موظف كل على الاقل نقول  سيكون 1500 دولار راتبهم
 10 الالاف دولار اجار قاعات وفنادق وقرطاسية و اعلانات وتنقلات
يعني ميزانية التي سوف تصرف على الانتخبات في مدينة ملبورن التي يسكنها حوالي 27 الف الى 30 عراقي اي 8 الالاف الى 10 الالاف ناخب هي بحدود 70  الف – 100 الف  دولار فقط
اي ان المفوضية تصرف على العراقي المهجر الذي خسر الالاف الدولارات وضحى بأبناهئه واخوته وشارك في اربعة حروب وحصار ظالم  12 سنة وعلى الاقل 3 سنوات في دول الجوار هي  3 دولارات.


الاخ باسم يقول بان الخطة وضعت في العراق وما عليه الا التطبيق،  لكن شتان بين هذا الكلام والواقع،  مثلا لماذا  في سدنى هناك 13 محطة انتخابية وفي ملبورن اصبحت 3 ثلاثة ولماذا الغيت المحطة في منطقة برستون وضواحيها التي يسكنها حوالي 5 الالاف عراقي. وفي منطقة داندينوك حوال 3-4 الالاف عراقي  ولماذا تم تشكل مركز خاص بشابرتون في فكتوريا بينما في المرة السابقة كان محطة واحدة مع معزتنا للاخوة في شابرتون ولهم الحق في ذلك.
 
مخلص الكلام انا ارى المفوضية لم تأتي  لتنظيم الانتخابات وانما لارباكها كي لا يشمل استراليا حق المشاركة في الانتخبات القادمة لقلة عدد المصوتين فيها،  وان هنا لا احمل الاخ باسم ومحمد  فقط مسؤولية هذا الموضوع وانما هناك ايادي خفية لتخطيط مستقبل العراق بصورة عامة  ان لا يكون ديمقراطي  الا حسب طريقتهم و حسب رؤيتهم وتوجهاتهم. ان الانتخبات الجارية غرضها اختيار اشخاص مؤهلين لادارة الدولة ولكن يبدوا هذا بعيد المنال حسب ما يحصل في استراليا وبالاخص في مدينة مالبورن. هل من المعقول في كل دقيقة يتم تصويت ناخب؟


و هل من المعقول ان تكن الميزانية المنخصص لكل شخص ( لا اعني مصوت وانما الفرد داخل عائلة )  في خارج 3 دولارات او 7 – 10 دولارات للناخب الواحد ؟ دعنا نرى ما سيحصل في الانتخابات  بعد ثلاثة ايام؟؟؟؟؟؟


1563
                                         دعوة لإقامة يوم حداد عالمي على ارواح شهدائنا في الموصل

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
21 شباط 2010

لقد تمادى المجرمين في اعمالهم الشريرة الخالية من القيم الانسانية والسماوية بإعتدائهم على ابناء شعبنا في مدينة الموصل الى درجة من الهمجية  البربرية لا توصف، ان الاعمال البربرية التي قام بها الملازم عبد الكريم الجحيشي في قرية صوريا قبل اكثر من اربعين سنة، عادت لتكرر على ابناء شعبنا في الموصل من دون رحمة.

 ابناء شعبنا الذين اشعلوا النور والمعرفة في الطب والهندسة والتعليم والتدريس والمهارة والتجارة وشتى انواع المهن والحرف بإخلاص تام للعراق على مر التاريخ لا سيما في هذه المدينة من دون سبب سوى انهم مخلصين لوطنهم وانهم مسيحيون . فمدينة قرقوش التي اعطت دماء زكية في حروب الماضية من اجل الوطن (سواء كانت عادلة او لم تكن عادلة) وحملت بين مئات المدن والقرى والقصبات حول مدينة الموصل وربما في العراق كله لقب ( مدينة الشهداء) اليوم ابنائهم واهاليهم واقاربهم في هذه مدينة الموصل يقتلون من وجود قانون رادع  .

اي دين؟ او اية اخلاق او قيم لدى من يقوم بهذه الاعمال الاجرامية، او اية حكومة او حزب او عشيرية او قومية تستطيع ان تسكت عنها؟ هل هو انتقام من المسيحيين لانهم مسالمون؟ ام لانهم لا يملكون مليشييات تحميهم؟  او ان الحماية القانونية لا تشملهم؟ او لانه لا حق لهم في العيش في العراق لانهم مسيحيين !؟.

اذا كان من استنتاج لا بد منه، عن الوضع الذي مر على شعبنا خلال سبع سنوات الماضية في هذه المدينة، لن يكن غير ان الحكومة المحلية والمجرمين مشتركين في هذه الاعمال الدنيئة. وان اثيل النجيفي وحكومته المحلية وحزبه هم من المتهمين الاوائل بهذه الجرائم ضد الانسانية. كل الدلائل تشير على ان المجرمين لا يخافون من اي جهة، لهذا هم متمادين في الاعمالهم الوحشية. بمعنى لا يخافون من الحكومة  المحلية في الموصل.

 هنا نسأل لماذا المسيحيين لوحدهم يكونون ضحية؟  لماذا لا تشتعل معركة او الفتنة بين الاطراف المتصارعة هناك؟ بين الاحزاب الكثيرة اوالقوميات المتعددة؟  الا يعني هذا ان المسيحيين هم الوحيدين غرباء في القضية وان الحكومة المحلية غضت وتغض النظر عن ما يقوم به المجرمون؟

ان ابناء شعبنا المسيحي من كافة التسميات والمذاهب والقوميات مدعوون اليوم الى رص الصفوف والوقوف وقفة تاريخية واحدة في الدفاع من حفظ دماء اخوتهم المأسورين في هذه المدينة، ليس المهم من يشغل الكراسي في البرلمان  من احزابنا وانما من يستطيع جلب الحماية والامن لنا اليوم، لا يهمنا الاقوال والوعود الاعلامية الكثيرة الفارغة بقدر يهمنا الاعمال على الارض الواقع ، من هو صادق في القول والفعل.

الكل مدعوين الى اعلان يوم حداد عالمي على دماء ابناء شعبنا الزكية، لذلك ندعوا في كل مدينة، وفي كل قرية، وفي كل مؤسسة،  او في كل حزب، او في كل كنيسة، او مؤسسة مدنية،  او جمعية ثقافية، او رياضية، او اجتماعية،  او جمعية قروية ان يشاركون في هذا اليوم ويعلنوا حدادهم عبر كل الوسائل الاعلامية من الجرائد او الصحافة او الموقع الكترونية او محطات تلفزيونية او راديو . يجب ان يدقوا كل الابواب ويصرخوا باعلى صوتهم، ويقيموا الصلوات في ساحات العامة امام الكنائس ، امام بعثات الامم المتحدة او الامم الاوربية او الامريكية، او السفارات العربية، يجب ان يقوموا مؤتمرات صحفية وبث شواهد وافلام وسلايدات عن الجرائم التي طالت شعبنا في الموصل. يجب جعل العالم ان يسمع صرخات شعبنا واّلامه العميقة عن طريق الاعلام.

هناك اكثر من مليون شخص من ابناء شعبنا على الاقل يعيش في الخارج يجب ان لا يسكتوا عن ما يحصل.
يجب جعل 15 شباط  اليوم الاسود في تاريخ العراق الحديث وتاريخ شعبنا من الان وصاعدا، لان المجرمين قتلوا الكثير من ابناء شعبنا في هذا الشهر لا سيما المثلث الرحمة الشهيد بولص فرج رحو، وشهدائنا في الاسابيع الماضية.

على ابائنا الروحانيين ان يواكبوا ابنائهم مثلما رافق القديس مار شمعون برصباعي في جمعة المعترفين كوكبة من الشهداء اكثر من تسعين شخصا من الاكليروس والمؤمنيين وكان اخرهم  هو بنفسه نال كلهم اكليل الشهادة ولم يتراجع بل كان يشد من عزمهم، لا ندعوهم الى الشهادة اليوم بل رفع صوتهم من اجل الدفاع عن حق ابنائهم، يجب يصرخوا من منابرهم جميعا صرخة واحدة، ادانة واحدة، كلمة واحدة، لان السيد المسيح قال:
( لاتخافوا من الذي يقتل الجسد، بل خافوا من الذي يقتل النفس والجسد)

كل الدلائل ان للمجرمين ايادي في الحكومة المحلية والمركزية تحميهم وألا لكنا رأينا ادانة ومعالجة لهذه الجرائم منذ زمن بعيد. على الاقل كنا راينا كشف تام عن الجهة التي تقوم بهذه الاعمال الاجرامية من قبل الحكومة عن طريق تشكيل محكمة خاصة باشراف او بتعاون دولي بجرائم ضد المسيحيين من قبل الحكومة المركزية  او المحكمة الاتحادية. لكن يبدو شعبنا مسحوق لا يملك الصوت او النفوذ او القيمة لدى حكومة المالكي ولا في الصراع الامريكي الايراني الجاري على ارض العراق.

كذلك اكرر دعوتي  التي كتبت عنها قبل اسبوعين بتشكيل لجنة من ابناء شعبنا  تطالب بتقديم المسؤولين في الحكومة المحلية في مدينة الموصل وكذلك الحكومة المركزية الى محكمة الدولية كمتهمين بجرائم ضد الانسانية لانهم يتغاضون عن المجرمين الذين يقومون بهذه الجرائم ضد ابناء شعبنا ولم يقوموا بواجبهم القانوني، ولم يكشفوا عن المجرم ويقدموه الى المحاكم المختصة.

في هذه المناسبة همسة صغيرة في اذان بعض قادة احزابنا ان يكونوا حذرين من اقوالهم السطحية غير الدقيقة والتي تخنقهم من الحرج فيما بعد!!، حينما يقولون (ان المجرم منا بينا من عدنا).

 نسأل هؤلاء القادة اليوم هل يمكن اخفاء جريمة يقوم بها احد اخوة ضد اخوانه؟ اي ضمير واية حكمة في هذا القول او تصرف؟ ولماذا هم خائفون ؟ وهل يمكن ان ازكي حكومة لا تقوم بواجبها القانوني اتجاه ابناء شعبي لاجل تحالفات سياسية قذرة؟!!!!!!

اذا كان لاحد احزاب او اطراف من ابناء شعبنا يد في قتل اخوتهم لماذا السكوت عن اعمالهم واجرامهم؟!! لقد سئمنا من الكذب واليوم نريد الحقيقة، نريد البرهان ومن يخفي شيء يعرفه يعني مشارك في اخفاء سره!!!.
فمن لديه البراهيين عن المجرمين ليقولها في وضح النهار ولا يتجار بدماء شهدائنا. ان التاريخ لن يرحم احدا ولن يترك سرا الا وان يكشفه . فالى اين يهربون من لعنة التاريخ هؤلاء؟.

1564
                           متى يظهر غاندي جديد في العراق؟ّ!

بقلم يوحنا بيداويد
16 شباط 2010

كثر الضجيج الكلامي في العراق في هذه الايام، كأنه ضجيج السيوف ورماح الحروب في القرون الوسطى، انها ايام قليلة وتحصل الانتخابات البرلمانية لاختيار ممثلي اعلى سلطة في الوطن، التي تشرع القوانيين وتشكل الحكومة  وتختار رئيس وزرائها وتختار هيئة الرئاسة الجمهورية من ثم هيئة رئاسة القضاة ورئيس البرلمان . في وصف وجيز يتم اختيار 325 شخصا  ويتم وضع خارطة العراق وكل ما فيها ومتعلق بها في اياديهم لمدة اربعة سنوات.

لكن لحد الان السياسين والمرشحين لهذه الانتخبات لم يقولوا لنا ماذا وكيف سينجزوه خلال دورتهم، الى اي شاطيء سيقودون العراق؟  الى حرب اكثر دامية ام الى مصالحة وطنية حقيقية؟ هل سيلتزمون بمصالح طوائفهم التي جعلت العراق يدخل في حرب اهلية لم يكن هناك ضرورة لها ام سينسلخون من جلدهم القديم ويتخلون عن اسباب التي تفرقهم عن اخوتهم في الوطن التي هي احد اسباب الصراع الحالي؟ .

 لا يخفى على احد ان الاحزاب الكبيرة لحد الان لم يغيروا شيء مهماً من افكارهم، وان الالهام الذي يسيرون وراءه منبعث من النظرية الدينية الضيقة في مذاهبهم التي لا تسع لشمل كل ابناء الوطن، والتي اثبتت فشل تجربتها خلال السنوات السبعة الماضية بدليل حدوث فضائح وتشقق بين اركانها. اما الاحزاب القومية لم نرى منها لحد الان اي تغير في مفاهيم الوطنية غير الدفاع عن الديمقراطية التي تحمي قوميتهم بدرجة الاساس وتزيد من نفوذها . الاحزاب العلمانية والصغيرة هي كالاسماك الصغيرة لا تستطيع السباحة في كل مكان، خوفا من ابتلاع الاسماك الكبيرة لها. لحد الان اصواتها بعيدة عن مسماع الكثيرين، ربما لان معظم العراقيين لازالت اثار وجروح النظام الدكتاتوري السابق على جسدهم.

العراقييون اليوم يدخلون الانتخابات الديمقراطية وهم في مشكلة كبيرة بالاخص المبعدين الذين شملتهم عملية الاجتثاث التي ظهرت وكأنها عملية تصفية عن طريق الفضائح بعد صدور قرارين متناقضين من محكمة واحدة في قضيتهم. الصراع بين اقطاب السياسية كبير والشعارات الرنانة تملء اركان الوطن ولكن الى اي حد يستطيع حاملوها  تطبيقها؟ وهل سينخدع المصوت من جديد بهذه الشعارات الرنانة.؟
 
 لهذا عيوننا على الطريق منذ زمن بعيد، منتظرين ظهور غاندي (1) جديد في العراق كي يقوده من حالة الحرب الداخلية الطائفية المذهبية الى مرحلة السلم والامان والمصالحة الحقيقة بعد الاتفاق على مبادئ سامية تحافظ على الوطن وحماية حقوق ابنائه بدون تمييز. متى يأتي غاندي جديد يزرع مفاهيم الحرية والعدالة والاخاء والمساواة (2) بين ابناء الشعب العراقي الذي انهكته المفاهيم العنصرية الضيقة البعيدة عن روح الانسانية الشمولية ، المفاهيم الذاتية المغلقة البعيدة عن روح العصر.

املنا ان يفهم الناخب انها الفرصة الوحيدة التي تتاح له ان يقول كلمته كل اربعة سنوات ، لذلك يجب ان يصوت للوطن والمخلصين له فقط،  بخلاف ذلك لا احد يعرف ما سيحصل، هل يستمر اللصوص بسرقته وتستمر دماء ابنائه بالجريان ولا يهم الحلفاء من الاصدقاء والاعداء غير مصالحه كالعادة؟.

يجب ان يعرف ايضا الناخب انها فرصة نادرة ربما لن تكرر في وقوفه بجانب الوطن حينما يسلمه الى ايادي وطنية امينة لا تؤمن بالمذهبية والطائفية والقومية بل تجعل المواطنة حق يتمتع به كل عراقي بغض النظر عن التقسيمات والتسميات الضيقة.

..............
1- مهاتما غاندي هو الاب الروحي والسياسي للهند الحالي، قادها الى الاستقلال عن طريق الاعتصام السلمي في مسيرة الملح الشهيرة ضد الانكليز سنة 1947-1948م.
2- الحرية والعدالة والاخاء المساواة هي شعار الثورة الفرنسية في سنة 1798م


1565
 
 الاخوة والاخوات ابناء الجالية العراقية في ولابة فكتوريا /استراليا البيان التالي
   هو صادر من سفارة العراقية  لمناسبة قدوم القنصل للولاية.
  ولغرض تسهيل الاتصالات واعلام اكبر عدد ممكن من الجالية ننشر الخبر
على صفحة عنكاوا كوم .                                    

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
              سفارة
   جمهورية العراق لدى استراليا              
  قسم الشؤون القنصلية


          ((إعــلان من القسم القنصلي في سفارة جمهورية العراق لدى استراليا))
الى / ابناء الجالية العراقية في مالبورن وشبرتون
سعيا ً منها لتذليل الصعوبات ومعاناة السفر لانجاز المعاملات القنصلية الخاصة بإبناء الجالية الاعزاء ولنبقى دوماً في تواصل مستمر، تعلن سفارة جمهورية العراق في استراليا عن مواعيد استلام المعاملات القنصلية من قبل وفدها القنصلي المرسل الى مالبورن  في الأماكن والمواعيد المبينة أدناه :

المدينة   العنوان   اليوم   من الساعة   الى الساعة
شبرتون وكوبرم   158 WELSFORD SHEPPARTON
Ethnic Council of Shepparton   الجمعة
19/2/2010   11 صباحاً   6 عصراً

مالبورن المدينة   13 MUNRO St. COBURG VIC 3058
SPECTRUM MIGRANTRESOURCE CENTER
   السبت
20/2/2010

   10 صباحاً   6 عصراً

مالبورن المدينة   13 MUNRO St. COBURG VIC 3058
SPECTRUM MIGRANTRESOURCE CENTER
           الاحد
21/2/2010
   10 صباحاً   6 عصراً





لذا نهيب بابناء جاليتنا الاعزاء التواجد في العناوين اعلاه و للمزيد من المعلومات حول الاستفسار عن المعاملات القنصلية يرجى الاتصال باستعلامات السفارة قبل حضوركم الى مقر مكتب الخدمات القنصلية المؤقت في مدينتكم او موقع السفارة على شبكة الانترنيت .

 كما يرجى اتباع التعليمات ادناه :

•   التحقق من التعليمات الخاصة بالمعامله قبل الذهاب الى المكتب المؤقت للقسم القنصلي في مدينة مالبورن من خلال اتصالكم بموظف الاستعلامات القنصلية في السفارة ،او  الموقع الرسمي لسفارة جمهورية العراق في استراليا على شبكة الانترنيت .

نرجو الانتباه الى ما ياتي :
•   جلب المستمسكات الاصلية مع نسخة مصورة منها وحسب متطلبات المعاملة القنصلية المطلوبة .
•   يكون استلام الرسوم القنصلية الواجب استيفائها من ابناء جاليتنا الاعزاء بالدولار الامريكي حصراً  .
•   سيكون استلام المعاملات القنصلية حصراً لتلك المعاملات التي تتطلب حضور المواطن شخصياً الى مقر سفارة جمهورية العراق / كانبيرا وهي كلاتي :
1.   اصدار جواز السفر طبعة س
2.   اصدار الوكالات ( العامة ، الخاصة ، وكالة خاصة للمتقاعدين ، عزل الوكيل  ).
3.   شهادة الحياة .
4.   عدم المحكومية
•   نرجو المواطنين الكرام في حالة عدم احتياجه لاي من هذه المعاملات اعلاه ارسال معاملته عبر البريد الى السفارة ( قسم الشؤون القنصلية ).

•   نرجو الالتزام بالتعليمات المثبته على موقعنا الرسمي على شبكة الانترنيت وستهمل اية معاملة لا تتوفر فيها الشروط او تخالف التعليمات القنصلية  .
•   نرجو ان ترفق المعاملة بظرف مرجع مسجل لضمان عودة المعاملة الى صاحب العلاقة وتامينها من الفقدان حيث لوحظ كثرة تاخر وصول المعاملات او فقدانه من قبل مكتب البريد  
•    تثبيت المعلومات ادناه على الظرف :
1.   الاسم الكامل (لصاحب او صاحبة المعاملة) فقط  وليس (الزوج او الاخ او الاخت او احد الاقارب)  .
2.   العنوان الكامل لصاحب المعاملة وليس ذويه او اقاربه او ولي الامر
 ( فقط صاحب او صاحبة العلاقة ) .
3.   رقم الموبايل الشخصي او السكن او مقر العمل .
•   ستهمل اية معامله اذا لم يتم اتباع التعليمات الخاصة باصدارها .



ملاحظه مهمه /
لكثرة الطلبات المقدمة من قبل المواطنين ابناء الجالية العراقية الكريمة حول اصدار الوكالات بانواعها قام القسم القنصلي في سفارتكم بوضع وكالة عامة و خاصة بصيغة ( WORD) في الموقع الرسمي للسفارة العراقية على الانترنيت لتسهيل عملية طباعتها ، الذي يكبد الوفد القنصلي و العاملين المتطوعين الجهد و الوقت و لاتاحة الفرصة لاكبر عدد ممكن من ابناء الجالية ولتيسير انجاز تلك الوكالات نرجو المواطن الكريم طباعة كافة التفاصيل المطلوبة على الوكالة بشكل مباشر من موقع السفارة على الانترنيت قبل الحضور الى مقر المكتب القنصلي المؤقت في مدينتك .
وستهمل اية وكالة مكتوبة بخط اليد او غير مطبوعه بهذه الطريقة علماً ان المواطن سيتحمل مسؤولية اعادة وكالته بسبب الاخطاء المطبعية الناتجة عن طباعته لها .

نؤكد لابناء جاليتنا تمسكنا بالنهج الذي دأبت سفارتهم على ديمومته في التواصل مع ابنائها في بلاد المهجر ونعدهم بالمزيد من الفعاليات التي تهتم برعاية مصالحهم .


                                                                        
                                                                                             القنصل
                                                                                  يعرب عبد الجبار العنبكي
                                                                           سفارة جمهورية العراق / استراليا
                                                                                  قسم الشؤون القنصلية




1566

                   من هو فوق القانون هيئة المساءلة والعدالة ام البعثيين؟
بقلم يوحنا بيداويد
5 شباط 2010
يمر العراق منذ اسابيع في مخاض صعب لا احد يقدر التكهن بنتائجه. مخاض على حد قول الكاتب الانكليزي الشهير شكسبير : "اما يكون لا يكون". منذ سبع سنوات الطائفية تنخر بجسد العراق من خلال الحرب الاهلية على يد امراء والقادة الانتهازيين الذين جاءوا بامريكا الى العراق واليوم يلعنونها!!، الحرب التي لا ظن انتهت لحد الان ان دققنا تصريحات امرائها.

هناك اسئلة كثيرة حول الايادي الغريبة والطويلة الداخلة في شأن العراق في هذه الايام. لا اعتقد انه طريق صحيح لبناء الديمقراطية في العراق حينما ينبري رئيس الجمهورية او احد نوابه، او رئيس حكومته او رئيس البرلمان العراقي او اي سياسي اخر في تصريح معارض او مناقض لقرار محكمة التمييز إلا بتقديم دعوى اخرى جديدة ضد هذا القرار لدى محكمة اعلى منها وينتظر النتيجة منها ، بخلاف ذلك لن يفسر ما حدث الا بأن كل شيء قرر وشرع وطبق وحدث خلال الفترة السابقة هو باطل.

انني اسأل هنا المسؤولين جميعا، هل رئيس الجمهورية ونوابه يمثلون العراقييين في مناصبهم وملتزميم بالدستور ام يمثلون احزابهم او قومياتهم او مذاهبهم ويعملون على امرار مشاريعهم الطائفية؟!!
هل هناك دستور في العراق ، ملزم لكل واحد، ام كل واحد يعمل ما يشاء على حد قول المثل الشعبي يقول : " لو العب لو اخرب الملعب؟!)
البعثيون كما قلنا كثير من المرات سابقا، هم عراقيون شئنا ام ابينا، كان بينهم مجرمون و كان بينهم انتهازيين وبينهم مسايرين وبينهم عملاء وبينهم مواطنين عاديين ولا شك كان بينهم ايضاً وطنيين وان كان صوتهم مضمور.

من كان منهم مجرما او اصبح مجرما ويداه ملطخة بدماء الابرياء يستحق اقسى العقوبات والموت في الزنزانات وان تعلق رقبته حبال المشانق، ومن كان مواطن عادي اصبح بعثي يساير النظام البائد، له حق العيش في هذا الوطن والمشاركة في حياة السياسية والاجتماعية. الدستور العراقي (وان كان متناقض في كثير من فقراته) واضح في هذه المسألة .

ان كانت الحكومات العراقية الثلاثة وبعد سبع سنوات لحد الان لم تستطيع فرز البعثيين المجرمين من البعثيين الابرياء في العراق وتقدمهم للمحاكم او على الاقل لم تبث في قضية اجرامهم لحد الان هي مصيبة كبيرة. لا اعرف لماذا البعض منهم الان يريدون خبط الاوراق والعراقيون مشرفون على انتخابات (ارجو ان يستنتج هنا بان البعثي المجرم اصبح برئياَ)؟ . وفي نفس الوقت اعتقد ليس من حق اي كان، من رئيس الجمهورية الى اخر مواطن ان يصنف ويتهم الاخرون بدون قرار محكمة ان لم تثبت ادانته حسب نصوص الدستور.

يبدو من خلال مجريات الاحداث ان ما يمر فيه العراق حول قضية المبعدين من الانتخابات، هي عملية طبخ الموضوع في ايران من اجل مصلحتها ثم رد عليه العرب والامريكان من اجل مصلحتهم، والا كيف يمكن بين ليلة وضحاها تخرج قائمة باسماء اكثر شخصية سياسية بعضهم رؤساء الكتل بإنهم بعثيون مجرمون لا يحق لهم المشاركة في الانتخابات وبدون مقدمات اونشر الموضوع في الاعلام اودراسة الموضوع في البرلمان او معرفة الدوائر التنفيذية في الدولة هل اصحبت هيئة المساءلة دائرة فوق الدستور والقانون والمحاكم؟! ام البعثيين اصبحوا فوق القانون لم يقدموا للمحاكم لحد الان؟
واذا كانوا هؤلاء مجرمين لماذا لم تقيم الحكومة دعاوي ضدهم لحد الان ؟ اليس هذا معناه تعطيل الحق العام والتهاون بالواجب والتستر على المجرم من قبل المسؤوليين الحاليين؟ الا يحق لشعب العراقي تقديم المقصر بالواجب عمدا للمحاكم ايضاً؟.

لكن كما فسر معظم الكتاب والصحفيين ان الموضوع ليس متعلق بقضية الاجرام الذي اقدم عليه هؤلاء (هذا اذا كانوا مجرمين) بقدر ما كان الامر متعلق في اقصائهم من الانتخابات ، وهذه قضية سياسية ترجع الى الصراع الطائفي بين القادة السياسين الذي لم ينتهي والذي دائما يرجعوه الى بريمر حينما يعجزون على الاتفاق؟!
والغريب في الامر، اظهر احد السياسيين رعبه عندما سمع من زميل اخر له من معسكر البعثيين ، حينما قال: البعثيون قادمون الى الحكومة ويمكن ان يفوزوا باربعين مقعدا في البرلمان.(1)

هنا نجادل ذلك السياسي الذي مع كل المشاركين في الحكومة، قالوا لنا خلال سبع سنوات انهم ديمقراطيون وملتزمون بالدستور بل سيبنون دولة تشرق الديمقراطية منها على المنطقة غرار الثورة الفرنسية حينما اشاعة اوربا باهدافها السامية (الحرية والعدالة والمساواة) خلال 200 سنة الماضية واوصلت اوربا الى المشاركة في اتحاد اقليمي قوامه اكثر من 35 دولة .

أليس من حق المواطن إعطاء صوته لمن يشاء؟ فلماذا أنتم خائفون منهم، فالكل يعرف تاريخ البعثيين الاجرامي، ونستطيع ان نؤكد ان كان هناك بين المرشحين افضل منهم فلا احد من البعثيين سوف يفوز إلا بشرط واحد، يكون المرشحيين الحاليين اقل وطنية من البعثيين حينها سيجبر المواطن العادي العودة الى المُر الذي فرضه عليهم البعثيون لمدة 35 سنة مرة اخرى ؟.

اذن الخوف عندنا هنا ليس من مشاركة البعثيين او اقصائهم وانما الخوف يأتي من اسلوب اقائصهم الذي تبناه النظام البعثي السابق نفسه، حيث كان يقصي الاخرين من المشاركة السياسية( منهم القادة الحاليين الذين يريدون اقصاء البعثيين الان) عن طريق ارتداء ثوب الديمقراطية المزيفة، وحينما يتبنى السياسيين الحاليين نفس اسلوب البعث يعني مرة اخرى تذهب دماء الشهداء في الحرب الاهلية الطائفية المذهبية القومية خلال السنوات السبع الماضية سدى ، وتضيع امال الاجيال ويرجع العراق قرنا للوراء وكأنما الان خرج من سلطة الرجل المريض.

اذن على السياسيين ان لا يخافوا من احد ان كانوا وطنيين وان نتائج الانتخابات ستكون في صالحهم بلا شك وليس في صالح البعثيين المجرمين الذين قتلوا ولا زال البعض منهم يقتلون الابرياء من دون سبب.
على العراقيين، ان يمييزوا بين بين رجال السياسة في بلدنا من خلال ثمارهم ومواقفهم وتصويتهم ومسعاهم من اجل بناء عراق جديد في الماضي ، وليس من وعودهم واكاذيبهم القادمة، لا تصدقوا ما يقال في الصحف، ابحثوا عن قادة وطنيين جدد لكم ، صوتوا لابناءكم الوطنيين المخلصين، ابناء الفقراء على غرار عبد الكريم قاسم، الذين لا يميلون لقومية واحدة او طائفة واحدة او مذهب واحد وانما يعتبر كل العراقيين اخوتهم وابنائهم. وان دمائهم مقدسة.

اخواني ان الصراع في العراق اليوم هو من اجل الدولارات فابحثوا عن من سيكون امينا لكم وسيوزع الثروة على ابناء الوطن بالتساوي.
............
حينما يصدق احد خبر وصول اربعين بعثي الى مجلس البرلمان، ويعمل البعض الاخر على اقصائهم، يعني يعمل على اقصاء صوت اربعة ملايين من الشعب. حيث يقدر كل عضور برلمان يمثل 100 الف صوت وان سكان العراق الان هم 30 مليون نسمةفإذا كان اربعة ملايين بعثي مع عوائلهم واطفالهم في العراق، اعتقد ليس من المعقول هناك اربعة ملايين مجرم في العراق يجب طردهم خارج العملية السياسية .




--------------------------------------------------------------------------------

       
   


1567
هروب نائب محافظ نينوى الى سوريا
 
(صوت العراق) - 01-02-2010
 ارسل هذا الموضوع لصديق





(صوت العراق) - وكالات: أكد مصدر أمني في محافظة نينوى (رفض الكشف عن اسمه) في تصريح خاص لمراسل المركز الاعلامي للبلاغ إن نائب محافظ نينوى قد هرب الى سوريا منذ فترة بعد ثبوت تورطه بأعمال وأنشطة إرهابية داخل وخارج مدينة الموصل. وأضاف المصدر الأمني ان نائب المحافظ اختفى عن الأنظار بعد افتضاح أمره وعلاقاته المشبوهة مع المجاميع الإرهابية ووجود أدلة على تمويله لتلك المجاميع، ولوحظ في الآونة الأخيرة تغيبه عن جلسات مجلس محافظة نينوى التي غالبا ما تبثها قناة "الموصلية الفضائية" وعدم ظهوره في وسائل الإعلام الأمر الذي أثار الكثير من الشكوك ورسم العديد من علامات الاستفهام حول مصير نائب المحافظ.
 
 الربط:
http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=57154

1568
                         اثيل النجيفي والمحكمة الدولية بشأن جرائم الحرب في الموصل

بقلم يوحنا بيداويد
26 كانون الاول 2010

اجرت عنكاوا كوم مقابلة مع السيد اثيل النجيفي محافظ مدينة الموصل قبل اسبوع بعد مقتل اربعة اشخاص من ابناء شعبنا وخطف طالبة من جامعة الموصل ومحاولتان لتفجير باص الخاص الذي ينقل الطلبة الجامعيين من بغديدة الى الجامعة في الموصل فقط خلال اسبوعين الماضيين.

لكن من يقرا المقابلة يتفاجأ بالاجوبة المبهمة والغريبة، غير الكاملة من قبل السيد النجيفي. لكن بالتأكيد كانت فرصة مهمة لنا كي نطلع على مواقف ورؤيا الحكومة المحلية في القضية ، كذلك فرصة مفيدة  للسيد  المحافظ  ان يقول لنا ما يريد قوله.

لا اعرف كيف يطلب السيد اثيل النجيفي من ابناء شعبنا في المهجر بعدم التحدث عن جرائم اللاانسانية، التطهير العرقي لشعبنا الاصليين، التي تحدث في مدينة الموصل ضد اخوتهم امام اعينه وهو رئيس الحكومة المحلية  وامام اعين زملائه من المسؤولين الامنين والعسكريين والحكومة المدنية؟! . اشكر الله لم يقل لا يحق لكم ان تقيموا العزاء والبكاء على شهدائكم في المهجر.

ما نستنتج من كلام النجيفي خاصة في جوابه على السؤال الاخير (1) هو ما يلي:
1- ان مسؤوليته كرئيس سلطة المحلية في محافظة الموصل لا تشمل حماية المسيحيين الذين  تختطف بناتهم من الجامعة ويقتل رجالهم بايعي الخضروات ويخطف رؤساء كنائسهم وتعذب ثم تقتل وتفجر كنائسهم  .

2- على المسيحيين ان يدبروا حالهم، وان لا يهاجر الى منطقة كردستان من اجل الحماية ولا ان يمدحوا الحكومة الكردية ولا ان يطالبوا بحقوقهم بالحماية لانها ليست مسؤوليتهم.

3- ان لا ينشروا في الاعلام الغريب اية حقائق عن ما يحدث لانه ذلك يضر بالعرب في مدينة الموصل ومستقبل المحافظة. نسى السيد ان المحافظة كادت تصبح جزء من خارطة  تركيا الحالية بعد الحرب العالمية الاولى  لولا جهود الكنيسة الكلدانية (المطران الصايغ).

4- ان الجرائم التي تحدث ضد المسيحيين هي ليست جرائم، لانهم غير مسلمين بل كفرة لا يؤدون الجزية، لذلك يستحقون الموت فمن يقتلهم انتقاما من امريكا والغرب محق ولا جرم عليه.

5- حسب الاعلام المحلي في مدينة الموصل تلك الجرائم هي عادية تقوم بها المقاومة الشريفة وان تهجير المسيحيين من صالح الموصليين العرب لان المسيحيين فيها مفتاح الاكراد لاحتلال الموصل، لذلك لا يجب التنديد بها.

6- هناك وثائق واثباتات وبراهين مؤكدة ان من يقوم بهذه الجرائم ( احد الاطراف السياسية القوية) لا يريد او لا يستطيع السيد المحافظ البوح باسمه لانه سوف تخلق ازمة سياسية في العراق ومشكلة كبيرة له ويحدث انقطاع شامل بينه وبين ذلك الطرف. لا نعرف هل حماية المجرم اهم من الحفاظ على دماء المسيحيين في الموصل ولا نعرف من يكون يكون هذا المجرم وما منصبه لكي يخاف النجيفي من ذكر اسمه؟ّ

7- هناك افادت من المسيحيين المهددين تخبرنا عن الجهة التي تقوم بكل هذه الجرائم. كما اتى في جوابه (2) وان الجهة المقابلة بلاشك هم الاكراد.

هذه النتائج هي مستخلصة من جواب السيد النجيفي وكذلك من الاجراءات التي اتخذها خلال المرحلة التي كان هو في الحكومة وكذلك من كان قبله في الحكومة.

 ان السيد  النجيفي وحكومته المحلية ليس المتهم الوحيد في القضية (على الاقل في عدم كشف هوية الفاعليين)،  بالتأكيد هناك اطراف عديدة بل نستطيع ان نقول معظم الاطراف في اللعبة السياسية العراقية تريد تهجير المسيحيين بكافة تسمياتهم من العراق ولا نستبعد وجود مؤسسات في دول غربية وصهوينية وراء الموضوع من اجل تسهيل قضية تقسيم العراق الى دويلة شعية وسنية وكردية بعد التخلص من السكان الاصليين. ومن ثم حصولها على المصالح الاقتصادية. والا كنا نرى مواقف انسانية ووطنية ذو اخلاق عربية اصيلة في حماية المسيحيين منذ بداية الازمة او قبل سنتين.

اعتقد حان الوقت لمثقفينا ومؤسساتنا في المهجر ان لا يسكتوا عن الجرائم التي تحصل لاهلنا في مدينة الموصل،  وان لا يسمعوا نصيحة السيد المحافظ الذي يتهرب مسؤوليته القانونية والاخلاقية و الحكومية والتي بالتأكيد تصبح تهمة عليه ان لم يفضح اسراره ااكثر وان يقوم بمسؤليته القانونية والدولية كما يجب.

 حان الوقت لرفع القضية الى المحكمة الدولية لمعرفة المدانيين اي كان ومهما كان منصبه في الحكومة العراقية ومن تكون طائفيته عن هذه الجرائم .

 حان الوقت ان يوحدوا جهوده على كشف الحقيقة، من كان مع العراق ومن كان ضده ومن يريد اقامة دولة القانون ومن يريد تقسيم العراق الى الدويلات بعد ان  يُهجر المسيحيين السكان لاصليين.

   كحقيقة واضحة من مجريات الاحداث، كل طرف مذهبي او قومي في العراق  لديه من يحميه او يساعده، فقط المسيحيين لا يملكون من يحميهم . فالعرب السنة كافة الدولة العربية تضع ثقلها الاقتصادي والسياسي والاعلامي وراءهم،
 والشيعة هم الاغلبية بالاضافة الى ايران التي تبذل الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على  نفوذها في العراق عن طريقهم، اما التركمان  تعتبرهم تركيا الجزء المقدس منها، والاكراد لهم حكومتهم وحلفائهم الغربيين الان  بعد جهد عسير.

في الختام  نقول للمسؤولين في محافظة الموصل والسيد المحافظ الذي لا يستطيع ان يقوم بواجبه، عليه ان يتخلى عن منصبه لمن يستطيع بمهامها القانوني،  كي لا يكون متهم في القضية، عليه ان يطلب من الحكومة المركزية ايجاد حلا للقضية، عليه اعلان عن كل معلومة صغيرة في الاعلام  عن الارهابيين الذين يقومون بهذه الاعمال و والسعي الجاد لالقاء القبض عليهم وجلبهم امام القضاء،  ان لا يقول، لا يستطيع  الكشف عن الجهة التي تقوم  بجرائم التطهير العرقي التي تحدث ضد شعبنا في الموصل. الا يظن السيد المحافظ في جوابه هذا يوجد دليل على علمه عن المجرم  حينما يفضل السكوت،  الا يعني سكوته مشاركته في الجريمة.؟!


.......................
1-  برأيك ، من يقف وراء استهداف مسيحيي الموصل ، ولماذا اغلب التحقيقات التي تختص بالبحث عن الجهات الضالعة بهذا الاستهداف لا تنشر في وسائل الإعلام ؟

كما أسلفت لدينا الوثائق التي تشير الى علاقة احد الأطراف السياسية، وقد تمت الإشارة لذلك في حينه، ولكن السير في التحقيق والوصول الى نهايته قد يدفع الى التقاطع الشامل وهذا ليس من المصلحة في هذا الوقت.

2- ألا تعتبرون تبادل الأتهامات بين الأوساط السياسية حول المسؤولية في هذه الجرائم، هو محاولة لتضليل الرأي العام، وإسكات المطالبات بشأن تحقيق دولي في شأن هذه الأعمال؟

توجد لدينا إفادات لبعض المسيحيين ممن تعرضوا العام الماضي الى التهديد وتشير الى لغة الذين هددوا وطبيعة تواجدهم، ونحن واثقون بان هناك أطراف تريد استغلال وضع المسيحيين، لإقناع العالم بان العرب غير قادرين على حمايتهم. لأشك ان وضع المسيحيين ضمن دائرة صراع القوى السياسية سيضر كثيرا بهم وعليهم ان يعتزلوا جميع المتصارعين.


1569

الاخوة ابناء الجالية الكلدانية في الدنمارك الكرام
 الاخ الكاتب نزار ملاخا المحترم

انها فرحة كبيرة ان نرى نجاح مهرجانكم الثالث الذي يبدو كان فيه نشاطات ومحاضرات وقصائد ومشاركة كبيرة من قبل ابناء الجالية الكلدانية هناك.

 ولكن فرحتنا كانت اكبر حينما لمسنا وقوف الاب الفاضل (صديقنا) فارس توما كاهن كنيستكم مع الاخوة العالمين في لجان الكنيسة بجانبكم ودعمكم وحضوره بالتأكيد اعطت املا كبيرا لكم ، املنا ان يتحذى بقية اباء الكنيسة في دفع المثقفين والشباب في ابراز هويتنا وتاريخنا وحضارتنا من خلال هذه المهرجانات.

كذلك لا استطيع ان اخفي فرحتي حينما وجدت من اعلانكم وجود مشاركة وحضور او ارسال برقية التهنئة من معظم مؤسسسات واحزاب شعبنا من كافة تسميات لكم. انها علامة النضوج والفهم واحترام بيننا جميعا من اجل المصلحة العامة بالحق هذا هو الطريق الصحيح للسير عليه.

الف مبروك لكم نجاح المهرجان الثالث وان شاء الله ان تعيدة سنين وسنين بمشاركة الجميع.

1570
                               من يقلع الزوان الذي زرعه اللصوص في العراق ؟
بقلم يوحنا بيداويد
18 كانون الاول 2010
تمر علينا السنين هنا في الدول الغربية كالبرق، لكن بالنسبة للعراقيين في وطنهم تطول كالدهر الذي لن ينتهي، فاخبارهم يوما بعد يوم تنتقل من الحالة السيئة الى الاسوء، العراقيون الذي  سيكون دخلهم الوطني قريبا 500 مليون دولار من النفط فقط ( لكل شخص 17 دولار يوميا اذا كان فرضا عدد نسمته 30 مليون)  اليوم يموتون فقرا ومرضا وجوعا وعطشا في الظلام الدامس مع الصراصير منذ عقدين ، حتى هواء المدن اصبح فاسدا بسبب المياه الثقيلة للمجاري.

لكن الالم الاكبر يأتي حينما يرتدي مرة اخرى الانتهازيون والازدواجيون اثواب العفة والاخلاص والوطنية، ويرفعون شعارات دينية وانسانية فارغة من معانيها في الانتخابات ويرجعون الى مواقعهم والعراقيون المساكين ينتظرون بريق امل كما انتظروا دهرا في زمن صدام.  الالم الاكبر يحصل، حينما يشترك اصحاب البيت مع اللصوص في سرقة محتويات الدار حينها تكون الطامة الكبرى.

انا حقيقة مستغرب واسأل بكل صراحة هل عصر الدكتاتور صدام حسين كان اسوء من حالة العراقيين الان؟، هل كنا عن هذه الحرية وهذا النظام نشتاق، هل كنا فعلا نحلم بهكذا رجال يقودون البلد؟ . لقد اوشكت سبع سنوات على نهايتها واحلام اطفال العراق زالت بعيدة عن التحقيق. واللصوص يتبادلون المواقع.

 قد يتعجب البعض من هذا الكلام ، لكنني اسال، بربكم ايها السياسيين متى كان المسلم الشيعي يسفك دم جيرانه المسلم السني بدم بارد ان تكونوا انتم السبب والمحرضين باسم الله؟، ومتى كان المسلم من اي مذهب يعتدي على المسيحي او اليزيدي او المندائي ان لم تكونوا انتم وليس بريمر الخنزير السبب؟ ومتى كان ابناء الحارة الواحدة يمييزون بين اصدقائهم حسب القوميات او الاديان او المذاهب او المدن والاقاليم ان لم تكونوا انتم زارعي الكراهية والحقد باسم الدين بينهم؟ الم يكن هناك قانون وان كان ذلك القانون جائر ؟ نحن لا نقول هنا ان عصر صدام حسين كان عصر ذهبي للعراقيين ،  ولكن يجب ايضا ان لا نخالط انفسنا، وان لا نخاف من ان نقول لكم ان عصركم ايها السياسيين اسوء من عصره بكثير. ماذا قدمت الحرية التي تطبقونها للعراقيين لحد الان خاصة في بغداد والوسط  ومدينة الموصل؟ اي سلام وامان جلبتم ؟

لكن لنكن واضحين هنا لا  ولن تريد  امريكا مستقبل زاهر للعراق بدون حصولها على فائدة اقتصادية في اي يوم ، لا ولن تريد تركيا استقرار للعراق الا بعد ان يتم تبديل النفط مقابل الماء الجاري في دجلة وفرات،  اما ايران فهي صاحبة اليد الطويلة في العراق الذي كان اصبح لقمة سامة في حلقها من قبل، يعلبون ويمرحون الان من شماله الى جنوبه، اليوم لا يحدث شيء فيها الا بعد مشورتها ونيل موافقتها والادهى من كل هذا انها بدات تقطع اجزاء من ارض العراق، فبعد شط العرب احتلت بكل وقاحة حقل النفطي الفكة بدون اي رد حازم من الحكومة، من يدري غدا تحتل البصرة او كربلاء او نجف بحجة المحافظة على المقدسات الشيعية.

 اما العرب فالحديث عن غبائهم طويل،  لما صارحهم صدام حسين عام 1990 في قمة بغداد بمشكلة ديونه التي كانت قليلة اتفقوا على رده بخبث بل حفروا لايقاعه فجن المجنون واحتل الكويت، فجاءت امريكا ومعها حلفائها وطرده ولطن لم تنتهي المشكلة ، فدفع صدام ثمن غلطته،حيث كانت سبب نلهايته ونهاية نظامه واعوانه، وكلف العراق انهارا من دماء وعشرات الاضعاف لهذه المبالغ وشرد اربعة ملايين من شعبه وحصلت اضطهادات وحرب اهلية وجرائم حرب ضد انسانية بالاخص ضد القوميات والاقليات الدينية،  ودفع العرب اكثر نصف بليون دولار اي اكثر من ثلاث اضعاف ديون صدام وربما سيدفعون عشرة اضعاف في المستقبل، واليوم يرسلون الى العراق الانتحارين ورجال الموت كي يزيدوا عدد الارامل والايتام

على العراقيين انفسهم بالاخص المثقفين والوطنيين فقط الامل وليس على الاجنبي الغريب ولا على ايران او تركيا الصديقة ولا على دول العربية الشقيقة،  على الذين يرفعون الشعار (الدين لله والوطن للجميع)  تقع المهمة المصيرية في هذه الايام ، عليهم القيام بالتحضير للانتخابات القادمة بصورة وطنية كافية، لقلع كل انتهازي كذاب يحب كرسي السلطية  بدون استحقاق وطني وسرق الاموال والذين هم بالتأكيد تصرفوا مثل صدام ان لم نقل باسوء، هناك لصوص ومجرمين دخلوا من الباب الخلفي و بذروا الزوان بين الحنطة، اتت ساعتكم ايها العراقيين المخلصين لتخليص وطنكم منهم لقلع سيقان هذا الزوان ورميه في النار الحارقة  كما قلعتم نظام صدام حسين ، وذلك  يتم بكل سهولة حينما تصوتون لناس وطنيين مخلصين مثلكم للعراق وحده فقط فقط، الذين هم بعيدين عن رفع شعارات الرياء والدجل، عكس الذين هم مستعدون يتكلون على رجال الدين من اجل دعمهم في الانتخابات ؟

ايها العراقيون ان الانتخابات القادمة امتحان كبير  لكم، حينما تمييزون بين الوطنيين الذين يقدسون تراب العراق وتاريخه المتدد الى ثمانية الالاف سنة وبين رجال الذين يظهرون بانهم يرتدون ثوب طاعة الله في الدين لكن في حقيقتهم هم لصوص مأجورين للاجنبي الغريب الذين هم كثرة هم سرقت ارزاق اطفالكم.



 


1571
الاخوة والاخوات عوائل اهالي قرية بلون في مدينة ملبورن وحيثما ما كانوا في العالم
نقدم لكم اجمل التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الميلاد وراس السنة الميلادية راجين من الرب ان يعيده عليكم وعلينا وعلى جميع ابناء البشرية بالخير والتوفيق والسلام والامان
كما نقدم تهانينا لاعضاء الجميعة ولجنتها التي بذلت جهدا كبيرا في التحضير لاسيما الاخ عبد الاحد يوسف بيداويد  والاخ ديندار وردة بيداويد والاخ رائد عزيز العمران الذي قام بالتصوير
نعتذر انا واخواني عن عدم الحضور لانشغالنا في الحفل في قاعة بروك وود
نتمنى ان تزيد المحبة والتعاون والمشاركة بين  اعضاء الجمعية  والعوائل الاخرى من اجل حفاظ على اواصل القرابة وتاريخ القرية.
كما نهنيء العوائل الواصلة الى استراليا خلال السنة الماضية حضورهم لاول مرة حفل راس السنة مع اعضاء الجمعية وهم كل من  حبيب منصور حنا، جودت حنا جرجيس و ادمون يوسف وحكمت وردة

ان شاء تعيد هذهالمناسبة في كل سنة بالفرح والسعادة
يوحنا بيداويد وعائلته

1572
                                         جرائم حرب دولية ضد المسيحيين في الموصل
بقلم يوحنا بيداويد
8 كانون الثاني 2010
ملبورن/استراليا

خلال الفترة الزمنية الطويلة التي قاربت ثمانية الالاف سنة، ظهرت في العراق (بلاد الرافدين) ادارات سياسية مختلفة، من الامبراطوريات استمرت للالاف السنين ثم اختفت وحلت محلها غيرها. تعددت الاسماء وتعددت اللغات، ولهذا نجد اليوم في العراق قوميات عديدة منها حديثة العهد مثل العرب والاكراد والتركمان والارمن والقديمة منها مثل الكلدان-البابليين والاشوريين والسريان والاراميين التي دخلت المسيحية واندمجت فيها وانصهرت اختلافاتها في بودقتها  فاصبحت شعبا واحدا يملك نفس اللغة والثقافة والتاريخ والتراث والوطن والديانة، كذلك احتفطت بعض الاقليات الدينية القديمة الاخرى بأصولها حسب ديانتها مثل اليزيدين والشبك والصابئة المندائيين واندثرت تقريبا منذ زمن بعيد اتباع الديانة المانوية والزرداشتية.

 لان هذه الاقليات ذات عقيدة دينية مختلفة عن القوميات الكبيرة، لذلك عانت على مر التاريخ من اضطهادات وويلات لاتحصى، ودفعت انهارا من الدماء من اجل الحفاظ على وجودها. بالنسبة للمسيحيين الشرقيين لديهم مشكلة اخلاقية ودينية كبيرة هي ان ديانتهم المسيحية لا تسمح بالقتل وايذاء الاخر حتى وان كان ذلك الاخر عدواً لهم (1). هذا الامر جعلهم هدفا سهلا لجميع الاعداء والاصدقاء من جيرانهم الذين ديانتهم تعطيهم الحق التصرف بطريقة اخرى.

 الا ان هبوب نسيم الحرية على شعوب المنطقة في بداية القرن العشرين، شجعهم جميعا للتخلص من دولة الرجل المريض. وعلى الرغم من المسيحيين العراقيين بكافة تسمياتهم  كانوا طرف في الحرب لانهم لاقوا اشد المصائب من الجيش العثماني على اساس انتقامها من الدول الغربية المسيحية وخسارتها ضحايا كثيرة في المعارك، والبعض منهم كانوا في تحالف مع القوى الكبرى (بريطانيا وفرنسا ودول الحلفاء) الا ان حلفائهم لم يلتزموا بوعودهم، فاستمر حالهم على حالها، كأنه في زمن الدولة العثمانية. فانخفضت نسبتهم من حوالي 10% في 1900 الى النسبة 2% او اقل اليوم. هذه الارقام تتحدث عن نفسها وتكشف ما حدث للمسيحيين.

حقيقة حدثت مجاز ر واضطهادات كثيرة لكل القوميات داخل العراق في القرن العشرين فالقوي يفتك الضعيف وكأن قانون الغابة هو السائد، حتى في السنين القليلة الماضية حصلت حرب اهلية بين المذاهب الديانة الاسلامية ولكن توقفت الان.  لكن الامر الغريب هو استمرار الهجمة الشرسة البربرية ضد المسيحيين والاقليات الاخرى الذين ليس اي منهم طرفا او طامعا باي شيء يثير حفيظة الاخرين الانداد الاقوياء، اصبحت هذه الهجمة مستمرة طوال سبع سنوات، الامر الذي ترك البعض منا ان يشك بل يؤمن انها حملة مشبوه ومخططة ومتفقة عليها من قبل الجميع حتى من الاطراف المعتدلة التي تظهر العطف والنوايا الحسنة مجاملة لنا احيانا.

هذا الموقف يذكرنا بما حصل للفلسطينين في منتصف القرن الماضي على يد اليهود المهاجرين من اوربا، وماحصل ايضا لليهود الاوربيين على يد الحزب النازي الالماني وقائده هتلر الذي دعي  Holocaust هوليكوست كوست اي الابادة الجماعية (2).
حقيقة ما جرى في مدينة البصرة وماجرى في منطقة  الدورة – بغداد وما جرى ويجري في مدينة الموصل ما هو الا عملية هوليكوست كبيرة و منظمة من قبل جهات دولية كبيرة واحزاب عراقية كبيرة الان وتنفذ بأيادي مأجورة من اهالي المنطقة.
وإلا كيف يتم خطف الطالبة سارة ادمون من داخل جامعة الموصل، بدون اي رد فعل من المراقبين و رجال الامنيين والمسؤولين في الجامعة والمحافظة؟ اين هي نتائج التحقيقات ومتابعة القضية؟. هذه ليست اول قضية للمسيحيين في مدينة الموصل، هناك مئات  من حالات خطف واغتيال للرجال والنساء والاطفال والشيوخ. عشرات المرات فجرت الكنائس. هذه الامور حدثت وتحدث يوميا وبصورة منظمة والحكومة المحلية لازالت ساكتة لا تتحرك ولا تتحمل المسؤولية الى درجة
تجعلنا ان نشك كأنها هي  متفقة او مؤيدة  لما يحصل. كثير من الحوادث والجرائم التي حدثت لشعبنا لا يوجد تفسير اخر لها سوى ما قاله هؤلاء المجرمين في رسائلهم التي وضعوها تحت ابواب بيوت المسيحيين (اخرجوا من ديار الاسلام !) وهذه بعض من هذه الحوادث:-

1- جريمة قتل الاب رغيد كني والاب اسكندر والمطران بولص فرج رحو والشمامسة ومرافقيهم على يد مجهوليين بدون توجيه تهمة لحد  الان لاحد، الا لجهات مجهولة وعدم كشف نتائج التحقيقيات(3) لحد الان. وكأن شعبنا يعيش في الكهوف لا يعرف الحقيقية، كلا شعبنا يقظ وواعي لما يحدث، إنها حالة مقصودة ومخططة، إنها هولي كوست  للمسيحيين في هذه المنطقة.

2- قضية اختطاف الطالبة سارة ادون من حرم الجامعي قبل اسبوع بدون وجود اثر للقضية لحد الان حتى في الاعلام، وهنا نتذكر كيف توقف الطلاب المسيحيين من الذهاب الى الجماعة قبل بضعة السنوات الا بوضع الحجاب. هي اشارة اخرى لعملية هولكوست ضد المسيحيين.

3- الانفجارات المتكررة في اقضية وقرى المسيحية من بغديدة وتلسقف وبطنايا وتلكيف والاحداث الاخيرة في برطلة  هي شهادة قوية اخرى لعملية هولي كوست ضد المسيحيين.

4- محاولة ادارة مجلس المحافظة في مدينة الموصل قطع وتوزيع اراضي في بغديدة وكرمليس لغير الساكنين فيها دلالة واضحة الهدف، هي التهويل والتخوين والتهجير، هي Genocide كالابادة العرقية التي حدثت للالبان في كوسوفو قبل عشرة سنوات.

5- اذا كنت مخطئا في كل ما ذكرته في اعلاه ، فانني متأكد من ان اقدام شرطي الذي يعمل حارسا للكنيسة الى عمل مشين بتعليق صور لائمة الشيعية  اثناء واجبه في داخل الكنيسة هي عملية مدروسة ومخططة ومُتفق عليها ، وهدفها صنع فتنة طائفية ضد المسيحيين من قبل الاخوة الشبك وغيرهم  في المنطقة بالاخص ضد بلدة برطلة المسيحية في الايام الاخيرة .


 ان هذا الحادث بذات هو اشارة واضحة من ان الشرطي الذي يبحث عن رزق عائلته لن يقوم بهذا العمل إن لم يكن هناك ايادي مجرمة استأجرته الى القيام بهذا العمل المشين . وإلا كيف يجريء شرطي بحمل اعلام المظاهرات وهو يرتديء ملابسه الحكومية الرسمية، الا يوجد تفاهم وتأييد من مسؤوليه لقيامه بهذا العمل؟ الا يوجد ضوابط للوظيفة الشرطي ام ان الشرطة انفسهم منقسمين بين الاحزاب والتكتلات السياسية ويعملون كمرتزقة ومجرمين للاعتداء على الاخرين وبالاخص المسيحيين؟

سواء اعترف المسؤولون الامنيون (من الشرطة والجيش ورجال الامن وشرطة المرور وحراس البنايات) والمسؤولون المدنيون (من اعضاء مجلس محافظة الى اخر موظف في الحكومة ) ام لم يعترفوا، انهم متهمون في  مشاركة في قضية هوليكوست ضد المسيحيين والاقليات الاخرى في هذه المدينة.
 
من منبر عنكاوا كوم ، ادعوا جميع ابناء شعبنا  في الداخل والخارج بمختلف تسمياتهم يعوا لما يحصل لاهلنا في سهل نينوى وان يدركوا هذا المخطط، وان يعلموا ان اعدائهم كثيرون مثل رمال البحر وخطتهم واضحة هي الابادة الجماعية او الهجرة او الاستسلام.

 كفاكم الانقسام على امور ثانوية، حان الوقت لرفع قضيتكم المصيرية الى محافل الامم المتحدة والمحكمة الدولية ضد جرائم الحرب ضد الانسانية في لاهاي، الى محاكم الاتحاد الاوربي  والكونجرس الامريكي الذي يجب ان يتحمل اثار قرار تصويته لغزو العراق وغيرها من الجهات المعنية التي لها المصدقية في القضايا الانسانية.  كي ينظروا الى قضية شعبنا (قضية هولي كوست ضد مسيحيين في العراق وبالاخص في مدينة الموصل) كي يتم القاء القبض على كل مجرمي الحرب ضد الانسانية (كما فعلوا في كوسوفو وشمال افريقيا وحرب العالمية الثانية) وعلى كل المسؤولين المتواطئين في هذه الجرائم الدولية والموظفين والمسؤولين الحكوميين الذين لا يقومون بمهماتهم  القانونية في حماية المدنيين في المدينة  بالاخص المسيحيين.
................
1- المسيحيون الغربيون لم يتمسكوا بهذا المبدا دافعوا عن ذاتهم لذلك لم تندثر قومياتهم
واستمرت دولهم.
2- Holocaust هوليكوست مصطلح اطلق على المحارق والابادة الجماعية التي قام بها هتلر ضد اليهود في الحروب العالمية.
3- حاولت بعض الجهات الرسمية بتصغير القضية بإدعاء بانهم مسكوا مجرما واحدا اسمه احمد  علي محمد في ايار 2008 اعترف انه قام بالجريمة الكبيرة خطف وقتل المطران الشهيد رحو و ادعى انه احد قادة القاعدة وحكم عليه بالاعدام.

1573
                  لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
25 كانون الاول 2009

ايران دولة اسلامية جارة للعراق، على مر التاريخ كان هناك صراع بينها وبين الحكومة الوطنية في العراق منذ زمن السومريين و الاكديين والبابلين والاشوريين واخيرا الكلدانيين. بعد ان سقطت جميع الادارات والمماليك الوطنية العراقية القديمة في وادي الرافدين،  انتقل الصراع بينها وبين الدول المحلتة (اليونانية والرومانية ) من جانب والدولة الفارسية  من جانب الاخر. لكن اكبر ضربة موجعة حصلتها كانت ضربتان، الاولى على يد القائد الاسطوري اليوناني اسكندر المقدوني والثانية في زمن الفتوحات الاسلامية على يد سعد ابي وقاص.

في القرون التي تلتها حدثت الكثير من المحاولات لزعزعة حكم في عهد العباسيين من قبل البرامكة لكن لم يفلحوا، الى ان هبت هجمة المغول والتتر على الشرق والاوسط  فاحرقت الاخضر واليابس. في القرن السابع عشر حاول نادر شاه مرة اخرى غزو مدينة الموصل وضواحيها الا انها باءت محاولته بالفشل بعد ان تفشى الطاعون في جيشه. في زمن الدولة العثمانية استطاعت ايران عقد معاهدة ارض روم مع دولة رجل المريض وقطع عربستان وجزء الشرقي من شط العرب من العراق والحاقه بها.

وفي الربع الاخير من القرن العشرين حصلت حرب مدمرة بين العراق وايران في زمن صدام حسين لاسباب كثيرة ليست موضوعنا الان.
نحن الان في نهاية سنة 2009 من تاريخ الميلادي، وعدو الاول لايران (صدام حسين) خسر المعركة بسبب اخطائه الكثيرة ودكاتوريته وعنترياته ومسك به في البراري وسجن وحكم عليه بالموت وشنق امام كاميرات العالم بدم بارد من قبل اصدقائه واعدائه. لعل القاريء العزيز يسأل الان في ذاته ما دخل هذا السرد التاريخي لقضية احتلال ايران الحقل النفطي العراقي في منطقة الفكة؟!

الحقيقية ان تاريخ المنطقة مترابط معا وكل شيء متوقف لما حدث في الماضي .
ايران اليوم تعلمت كما يقول المثل ( من اين يُؤكل الكتف)،فاحتلت حقل الفكة برأينا المتواضع لاسباب كثيرة لها علاقة بما حدث بينها وبين العراقيين في الماضي وكذلك لاسباب استراتيجية لها علاقة بالمستقبل وهذه بعض من اهم الاسباب لاحتلالها حسب ما نعتقد :-

اولا:-
اقترب موعد الانتخابات في العراق بعد جهد جهيد وتفادى العراقيين اختلافاتهم الكثيرة على المضض وعبر قانون الانتخابات في التوصيت البرلماني . فلم يعد امام ايران الا ان تغربل الكتل السياسية العراقية الموالية  والمعارضة لها لا سيما من الاحزاب الشيعية ، فايران تريد تعرف من الان يقف مع سياستها ومن يقف ضدها، انها عملية فلترة، من جانب اخر تريد حصر السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من رفع اي شعار وطني في العراق في انتخابات القادمة الا بعد ان يحصل على توقيعها (والحليم تكفيه اشارة)  كما يقول المثل .  بالاختصار تقسيم القوة الشيعية بين مؤيدها ومعارضيها وبالتالي يسقط نوري المالكي في الانتخابات القادمة .

ثانيا:-
 ان الحكومة العراقية والامريكية وقعوا معاهدة الامن، ايران تريد تمتحن هذه الاتفاقية ، تريد ان تعرف مدى مصدقية وجدية امريكا في الدفاع عن العراق في مثل  هذه المواقف وكذلك نوع التصرف الذي ستتخذه الحكومة العراقية. وربما ايران تريد ان تسبق العرب في مسك خيوط اللعبة السياسية قبل ان يطرح العرب قضاياهم على اي مائدة مفاوضات في المستقبل، لانها تعرف جيداً صراعها مع عرب الخليج قادم عاجلاً ام اجلاً.
ثالثا:-
 ايران تظن لها ديون بحوالي مئة مليار دولار على العراق كتعويض لخسائر الحرب العراقية الايرانية تريد وسيلة او (شيك)  كي تحصل على هذه التعويضات اي انها عملية ابتزاز،  ولا يهما ما حصل للعراق تلك الحرب وما بعدها  وما بعد سقوط حكم صدام، خلال الحرب الاهلية التي كانت هي تزيد من وقود نيرانها من الجهة الشرقية.

رابعا:-
ان العراق وبعد حوالي سبع سنوات مقبل للمرة الثالثة على انتخابات ديمقراطية وطنية ( وان كان فيها الكثير من الخلل لحد الان)، في كل مرة صعدت حكومة وطنية  وديمقراطية ومخلصة للشعب اكثر من التي سبقتها.  فهي متخوفة من صعود قوة ديمقراطية وطنية حديثة من الشباب كما حصل في الثورة الفرنسية قبل 160 سنة،  فتقلب اتجاهات السياسية العراقية رأساُ على عقب وتتخلى عن حلفاء الامس الذين يمارسون العداء اكثر من الاعداء اليوم!.

خامسا:-
 ايران تريد تربك المشهد السياسي العراقي وتزيد الانقسام الداخلي الذي ابتلى العراق به بين المذهبية والقومية والدينية والقبلية والعشائرية كي تخلق مشاكل قبل الانتخابات كي يفشل المشروع الوطني والديمقراطي وحتى التوافقي في كل الاحوال.

هذه بعض الاسباب وربما هناك اسباب اخرى في العلاقات و التحالفات السياسية غير معلنة لا نعرفها لحد الان.
لكن كلمة قصيرة نوجها لاخوتنا العراقيين جميعا من دون استثناء. لن يفيدكم الانقسام، ليس لكم اصدقاء، حلفاءكم كالاعداء، تاريخكم اقدم من التاريخ نفسه. اخترتم اسوء الطرق السياسية وهي التوافقية كطريقة لادارة  الحكم في العراق الجديد، لكن لم تختاروا الولاء للوطن ابدا.

 ارجعوا الى اهلكم الى تاريخكم الى حضارتكم الى انجازات اجدادكم في الماضي ومن ثم فكروا في التوافقية ولكن حذار ان تعطوا الاولية لغير الوطن والشعب والاخلاص لهما مهما كانت الاثمان. لا احدا في العالم يريد خيركم ايها العراقيون من دون ثمن، الا تكفيكم التجارب ؟!، ألم تتعلموا من دروس الماضي بعد، ليكن الله في عونكم الى متى ستكونون نائمين!!!

1574
عبد الله النوفلي يلقي محاضرة عن

واقع المسيحيين في العراق في مدينة ملبورن

 

القى السيد عبد الله النوفلي رئيس ديوان اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى في العراق مساء يوم الامس الاثنين المصادف 21 كانون الاول 2009 في قاعة كنيسة مريم العذراء حافظة الزوع في مدينة ملبورن محاضرة تحت عنوان:

 

                                      ديوان الاوقاف ومستقبل كنيسة العراق

 

في البداية رحب الاب ماهر كوريال باسمه وبإسم اباء الكهنة وابناء الكنيسة بالضيف العزيز، ثم  طلب من الحاضرين المشاركة في صلاة جماعية من اجل سلامة اهالينا في العراق وكل الامكان،  بعدها قدم نبذة مختصرة عن حياة المحاضر ونشاطاته في الكنيسة.

ثم بدا الاستاذ النوفلي بمحاضرته بمقدمة عن تاريخ الكنيسة في العراق والاضطهادات التي مرت عليهم منذ الاضطهاد الاربعيني في زمن شابور الى نهاية الالفية الثانية ثم تطرق الى وضعهم في العراق بعد 2003.

كذلك تطرق الى النشاطات والمشاريع التي اقامها الديوان في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها العراق منذ تأسيسه، والى مشكلة الهجرة التي تشكل خطر حقيقي لوجود المسيحيين والاقليات بسبب الاضطهاد وقلة فرص العمل وتشجيع الاقارب والاهالي في المهجر.

في رده الى اجوبة الحاضرين وضح اهمية استمرارية الكنيسة في العراق التي انشئت في المئة الاولى من المسيحية، واكد ان بقاء المسيحيين في وطنهم له اهمية كبيرة، لانهم يشكلون مع القوميات الاخرى من المواطنيين الاصليين الذين ترجع اصولهم الى السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين والكلدانيين وجميع القوميات الاخرى. كذلك نوه الى نقطة مهمة وهي وجود نقل معلومات بصورة  خاطئة وغير صحيحة لاهالينا في العراق عن الوضع في المهجر بالاخص الظروف المالية والاجتماعية التي يعيشها شعبنا في المهجر.

بعد المحاضرة استضاف السيد وليد بيداويد السيد عبد الله النوفلي مع مجموعة من اصدقاء و المعارف في قاعة اغادير الى وجبة عشاء.

يذكر ان السيد عبد الله النوفلي في  زيارة الى استراليا بدعوة من جمعية الخابور الكلدانية في سدني.

وهذه مجموعة من الصور

 








1575
حفلة عشاء على شرف الوزير السابق نمرود بيتو

اقامت ادارة قاعة ومطعم اغادير حفلة عشاء على شرف الوزير السابق في حكومة الاقليم الخامسة السيد نمرود بيتو سكرتيرالحزب الوطني الاشوري. وقد حضرها عدد من ابناء الجالية بصفة مستقلة.

استمع الحاضرون الى السيد الوزير الذي تطرق على وضع شعبنا في العراق بصورة عامة وفي مدينة الموصل بصورة خاصة ووضعهم في اقليم كوردستان والانتخابات القادمة وقضية التسمية وحكم الذاتي.

طرح عدد من الاخوة الحاضرين اسئلة حول هذه المواضيع وغيرها التي اجابها السيد بيتو حسب رؤيته وخبرته. في الختام شكر السيد الوزير الحاضرين في مقدمتهم الاب كوركيس توما الذين حضروا هذا اللقاء ، كما شكر السيد وليد بيداويد على تبرعه بإقامة هذه المناسبة.

وهذه مجموعة من صور اللقاء


















1576
                          
عيد بأي حال عدتَ على مسيحيي مدينة الموصل يا عيدُ ؟!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
17 ك الاول 2009


ذكرني البيت الاول من  قصيدة  الشاعرالعربي الكبير المتنبي (1)  حينما كان في مصر ويود مغادرتها سرا بعد عد لها طويلا . بما يحصل لاخوتي وابناء جلدتي من المسيحيين في مدينة الموصل  والعراقيين عموما في هذه الايام التي تصادف اعياد الميلاد المجيدة.

في مدينة الموصل حيث يوجد في كل شبرمنها شهادة تاريخية لدم شهيد اوقديس مسيحي، في مدينة الموصل  الاثرية، حيث يتحدث التاريخ اكثر من قصص شهرزاد في الف ليلة وليلة،  اصبح اليوم  دم المسيحيين  و من بقية الاقليات الاخرى من المندائي واليزيدي والشبك مهدوراً امام اعين المسؤولين من دون اجراء فعلي او حل جذري من قبل المسؤولين.

لو كان بإمكان الاحجار ان تتحدث عن الماضي لكانت اخبرت هؤلاء السفلة المجرمين القادمين من بلاد الهجمية وشريعة الغاب الذين لا يستطيعون التنفس في بلدانهم جاؤوا الى مدينة الموصل يريدون زرع الفتنة والحقد والكراهية بين العراقيين الذي كان يضرب بهم مثل على مدى تاريخ الحديث، على الاقل في القرن العشرين . لكانت هذه الاحجار تخبرهم كم مرة ومرة اسقتهم دماء شهداء المسيحية والانسانية المبينة على محبة الغريب كالقريب والعدو كالصديق .

انني اطلب السماح والمغفرة من الله حينما اقول فرضاً  (حاشا عنه) كان المسيح كذابا وانه مسيح غير حقيقي ، وفرضا ان الرسل حرفوا الكتب الدينية والاناجيل لمصلحتهم كما حصل ويحصل في غير اماكن، وفرضا قصص تاريخ الشهداء الكنيسة الشرقية كلها اساطير ملفقة. فرضا ان المسيحية الحقيقية هي غير موجودة في المسيحيين العراقيين وبالاخص في مسيحيي مدينة الموصل.

 لكن استحلفكم بالله الذي انتم تؤمون بها، هل وجدتم شائبة في اخلاق هؤلاء المسيحيين ،أليست احسن الاخلاق؟  على الاقل احسن من اخلاق هؤلاء القتلة؟ ، هل وجدتم  مسيحي يسرق او قتل او يظلم ، يخون ، يكره، ينافس الاخرين من خارج القانون او يرتشي؟

ألم يتخرج من نسل  دماء شهدائنا في مدينة الموصل الاف الاطباء المشهورين على اقل خدموا في الصحة وعلاج  الامراض واجراء العمليات لاهاليكم ولاطفالكم لابائكم العجزة؟. لماذا تقتلون ابنائهم واهاليهم اليوم ؟

ألم يكن الاف من ابناء مدينة الموصل وضواحيها يدرسون في المدارس والجامعات والمعاهد والثانويات على ايدي معلمين واصحاب شهادات العليا من المسيحيين، يطبقون مقولة (النور علم والجهل ظلام) او ( اطلب العلم ولو في الصين!) اليست هذه الاقوال من تراث الاسلامي؟

الم يخرج الاف المهندسين والعلماء والمفكرين والكتاب والفنانين والشعراء والمسرحيين والرسامين واخرون في شتى انواع المعرفة والثقافة من ابناء المسيحيين في مدينة الموصل وسخروا علمهم وجهودهم وخدمتهم للعراقيين من دون تفرقة او عنصرية ؟.
ألم يخدم الاف منهم في وظائف في دوائر الدولة بكل اخلاص وامان وانتم تشهدون على ذلك؟
ألم يستشهد الاف منهم في الدفاع عن الوطن معكم وبالاخص مع اهالي مدينة الموصل؟
ألم تحمل مدينة قرقوش لقب مدينة الشهداء بغض النظر عن اسباب الحروب التي دخلها كل العراقيين؟
ألم تكن اول مطبعة دخلت العراق عن طريق مسيحيي مدينة الموصل ومنه انتشر العلم والمعرفة كالشمعة في الظلام؟
اية ذنب اقترفوه كي يهدر دمهم  بلا رحمة ويسكت عنهم اهاليهم واصدقائهم من اهالي مدينة الموصل؟
لعل البعض منكم وكما هو المتوقع، يقولون ليس اهالي مدينة الموصل من يقوم بهذه الاعمال.
لكن سؤالنا اذن من اين يأتوا هؤلاء المجرمين القتلة ؟
من اين يعرفوا عناوين الكنائس والمحلات المسيحيين واصحابها؟
اين يعيشون من يستقبلهم و يغذيهم ويشربهم ويسكنهم؟ ومن يزودهم بالسيارات المفخخة، من يزودهم بالاسلحة الاخرى ؟ من يرشدهم الى المواقع التي يجب ان يفجروا فيها انفسهم؟

نعم يا اخوتي اهالي الموصل العزيزة، لستم كلكم متورطين في الجريمة ولكن اين موقفكم الشخصي اين ضميركم عن هذه الجرائم؟  اين اصوات الشيوخ ورؤساء العشائر واصحاب النفوذ  على الاقل؟  اين موقف المثقفين، اين موقفكم الانساني، اين حبكم للجيران ومودتكم لهم ؟ ام لم يعد لبعضكم اية مبادئ؟

  اين علاقة الزاد والملح مع المسيحيين خلال 14 قرنا من قبلكم؟  الا ترون سكوتكم عليهم هو علامة الرضا ومشاركة  الجزئية في الجريمة.؟
لحد الان لم نرى جهد حقيقي من اي طرف لمساعدة المسيحيين في مدينة الموصل من حمايتهم وتشجيعهم للعودة الى بيوتهم بالعكس نرى علامات الشر تحدق من عيون المتربصين في ظلام الليل للانتقام.

نعم في مثل هذا الايام الجميلة المباركة كان اهالي مدينة الموصل من المسيحيين يحضرون انفسهم لاستقبال الفرح الكبير،  انها ذكرى ولادة معلمهم السيد المسيح  الذي اوصاهم بالمغفرة لهؤلاء القتلة،  لكن هؤلاء القتلة مصرين على القتل وبمساعدة الاخرين الذين كانوا لحد الامس اخوة لنا، اية مفارقة يعيش الانسان في هذا العصر! .

في مثل هذه ايام كان المسيحيين في مدينة الموصل يحضرون لاهاليهم واصدقائهم وجيرانهم من المسلمين والمسيحيين الكليجة والكبة الكبيرة والصغيرة والباجة شتى انواع الاغذية كي يقدمونها لزائريهم من الجيران المسلمين والمسيحيين،  ويملؤون السلة من شتى انواع الجكليت والحلويات والحلقوم  والملبس كي يقدموها لاطفال المسيحين والاسلام في المحلة من دون تمييز ، لكن القتلة المجرمين حرموا عليهم  في هذه الايام حتى النزول الى السوق؟.

لا اعرف كيف يسمح العراقي المسلم بقتل اخية العراقي المسيحي من دون سبب سوى لانه مسيحيي؟ هل انتصاركم يتحقق بقتل المسيحيين؟
........
1-   ان هذا البيت هو مطلع قصيدة المتنبي حيث يقول:
عيدُ بأيةِ حالٍ عُدتَ يا عِيدُ
بما مَضى أَم بِأمِرٍ فيكَ تَجديدُ
    في هذه القصيدة يهجو المتنبي الزمن على بعد وفراق الاعزاء منه في مناسبة المهمة. ويتمنى ان لا تأتي المناسبة وهو في الغربة يقاسي الوحدة.




1577

انا اسف نقل الموضوع الى باب الفكر والفلسفة
على الربط التالي :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,367935.msg4322406.html#msg4322406

1578
منع عراقيي المهجر من التصويت عمل غير وطني ؟!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
15 تشرين الثاني 2009

لعله عنوان غريب مرة اخرى، انه سؤال مكرر: متى يكتفي البعض من اهل العراق من الشقاق والنفاق ( معذرة للوطنيين العراقيين واصحاب المبادئ فانهم مستثنون)؟. كما توقعنا قبل اسابيع ان الرياح تاتي في العراق بما لا تشتهيها السفن. بينما الشعب العراقي  في هذه الايام هو في اشد حاجة الى الخبز اليومي والسلام والامان وارسال اولادهم الى المدارس للتعلم بدلا من الضياع في الشوارع او الدخول في معسكرات لتعليم القتال والاجرام،نرى الساسيون كالعادة يزجون بهم في اتون النار في كل اجتماع يخرجون منه او قرار يتخذونه باسم .

في هذه الايام يبدو ان قارب الشعب العراقي  لن يرسوا الى الامان كما حصل لقارب جدهم النبي نوح، بل هناك خطر التمزق والانحلال والضياع والحروب الاهلية وعودة فرق الموت والقتل على الهوية وعودة نسبية لفكر القاعدة بين المجتمع العراقي.هذه الصور هي اتية من الاخبار المتشاؤمة التي نسمعها او نراها على قنوات التلفزة اونقراها في المواقع الالكترونية.

لا اعرف كيف يسمح اي عراقي لنفسه بمسح وجود اخيه العراقي الاخر بغض النظر عن دينه او قوميته او مذهبه او طائفته او حزبه او بسلب حقه؟ ، لا اعرف كيف يسمح نواب الذي انتخبهم العراقيون في الداخل والخارج ان يصوتوا على منع عراقيي المهجر من التصويت؟!. بحجة (عند البعض) صعود البعثيين مرة اخرى الى الحكم من خلالهم . او لان عراقيي المهجر  انتهت وطنيتهم كما يظن البعض الاخر .

في الحقيقة، سجل نائب رئيس الجهمورية الهاشمي هدفا كبيرة في مرمر خصومه بنقض قانون الذي مرره البرلمان بحرمان او تقليص نسبة تمثيل العراقيين في المهجر. كذلك قانون كوتا الخاص بالاقليات حيث لم يتم حساب نسبتهم في المهجر التي بلا شك تتجاوز العدد المخصص لهم من اعضاء البرلمان الان.

هذا الموقف المشرف للهاشمي هو وطني بعض النظر عن سياسة حزبه او مواقفه الشخصية الاخرى و بغض النظر عن الاسباب المدفنونة في الاورقة السياسة العراقية التي جعلت النواب من التصويت لصالح القرار بمنع عراقيي المهجر من التصويت. فان العراقيين في المهجر يرون في نقضه للقرار هو وصول صوتهم من وراء البحار الى مسامع كافة المسؤولين داخل مجلس النواب.

هل يظنون السادة اعضاء النواب هم اكثر عراقية من عراقيي المهجر؟ ألم يٌجبرونهم على الهجرة  بسبب ضياع الوطنية في احزابهم لا سيما الكبيرة منها؟ ألم  يصرفوا اكثر من 300 مليار دولار (فقط اموال عراقية) خلال السنوات الست الماضية على العراق وهو لا زال على حالة خراب اكثر ما كان في زمن هولاكو. اين ذهبت هذه الاموال؟ من المسؤول؟

همسة في اذن الخائفين من البعثيين، ان البعثيين لن يستطيعوا الوصول الى الحكم ان لم يكونوا افضل منكم او الا من خلالكم، العراقيون جربوا البعثيين وعرفوا قذارة اعمالهم ولكن اظن كما يظن الكثيرون، ليس كل بعثي مجرم . ومن منهم مجرم ويداه ملطخة بدماء العراقيين لديكم قانون ومحاكم وسجون ومشناق احكموهم بالعدل، ولكن هل كل من عمل تحت نظام البعث في العراق هو بعثي؟!، وهل تنعدم الوطنية تماما لدى كل البعثيين انفسهم؟ ان اجوبة هذه الاسئلة معروفة .

 لكن غرابة العراقيين هي، لحد الان لم يلد تكتل وطني كبير بعيد عن الطائفية او القومية او الاحزاب الدينية في العراق، كذلك لم يكونوا العراقيين على علم بانه لن يكن هناك فرق كبير (من ناحية الامن والسلم وسرقة اموال الدولة وخطف وقتل الابرياء) بين البعثيين الصداميين المجرمين والديمقراطيين الانتهازيين الذاتيين(على اقل لحد الان)!!!.

نحن نعرف ونتوقع في السياسية هناك مجال للكذب والنفاق والتلفيق والمصالح الشخصية والمال والرشوة والنفوذ ...الخ .وهذه الرغبات المعيبة موجودة لدى الساسيين بصورة عامة في كل دول العالم، ولكن من ناحية المبدأ والقانون هذه الرغبات تصبح جريمة حينما يتم الكشف عنها او اثباتها على اي مسؤول مهما كان موقعه او مرتبته وينال السياسي المخالف عقوبته حسب القانون (في الدول الديمقراطية والتي يطبق القانون فيها بدون استثناء) ومن ثم  تأتيه عقوبة اخرى من الشعب اثناء عملية التصويت وعقوبة ثالثة تصبح سمعته سيئة في التاريخ لدى الاجيال القادمة، فهل اخواننا اعضاء البرلمان والسياسيين  كانوا يعرفون هذه الحقيقة، اي ان عراقي المهجر لن يصوتوا الا للديمقراطية والوطنية، لذلك عاقبوهم بعدم السماح لهم بالتصويتهم او بتحجيم نسبة تمثيلهم؟؟؟؟



1579
الاخوة الاعزاء المتحاورون

الحقيقة لم اكن اريد الرد على الموضوع ، لا بسبب عدم اهميته بل من الملل والخيبة التي اصابتني من زمن بعيد.
هذه ليست اول فرصة تاتي لشعبنا بجميع مكوناته يستطيع ان يثبت وجوده التاريخي والدفاع عن حقوقه واحتلال موقعه المناسب بين اركان المجتمع العراقي الذي ضاع مصيره على الرغم من كفاءته المشهودة وحقه التاريخي الطبيعي والسبب دائما بحسب رائي ليس الا لعدم وجود قيادة قومية مخلصة ومدعومة من الشعب بسبب انشقاق الكنائس وهذا موضع اخر.

استطيع ان اسرد اكثر من سبع او ثمانية فرص مرة خلال السنين الست الماضية كان يستطيع شعبنا يسحب حقه من الاخرين وليس ينال من كرمهم مع احترامي الكبير للمخلصيين والمعضدين لنا اثناء الازمات لاسيما حكومة الاقليم.

السبب كما قلت يعود الى امراضنا الاجتماعية القبلية العشائرية الدينية التي نحن لا نعترف بها وننكرها ولكن في الحقيقة نجري في دمائنا و مدفونة في عظامنا.

انا حقيقة لا الوم الاخرين كثيرا عن ما يصينا بل هو متوقع لاي امة او شعب منقسم على ذاته كما قال السيد المسيح.

فقط اريد اذكر الاخوة القراء والمتحاورون الم تمر الامة الارمنية واليهود والاكراد وغيرهم بوضع اسوء من حالنا لماذا استطاعوا الكفاح والمقاومة والتضحية من اجل هويتهم (اي استطاعوا التوفيق بين الانا ومصير الامة و بين الذاتية الموضوعية )؟

اخوتي فكروا في طريقة منطقية لا احدا منكم سيكن له وجود وباي تسيمة تكون في الغد لانه لن يكن لكم شعب باقي او افراد باقية هناك كي تحمل اسمكم.

فكروا في كيفية ايقاف الهجرة
ودعم سكان القرى
ورفع القضية في محافل الدولية خاصة بعد تقرير الاخير المنظمة الدولية لمراقبة حقوق الانسان.
لا تنسوا
لا نتسوا
لا تنسوا هذه فرصة اخرى نادرة امامكم لطرح القضية دوليا

فقط اريد ان اذكر الاخ فاروق كوركيس
ان قضية شهداء سميل هي اقدم من قضية شهداء صوريا ب 36 سنة
واصحاب الشهداء  واطراف الصراع لا زالو ا احياء يمكن اسثمارها اكثر في الضغط على الحكومة العراقية والكردية لنيل حقوقنا
انا لا اريد اميز بين الاثنين لكن اريد استخدم القضية والحجة الاقوى هنا

مع تحيات اخوكم يوحنا بيداويد


1580
                لو كنت في محل نوري المالكي؟!!

بقلم  يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
الثلاثاء 10 ت2 2009

لم يعد سرا على احد، ان العراقيين في القرن الماضي جربوا حظهم في حكومات عديدة ومختلفة،  حكومات ملكية وحكومات جمهورية وحكومات دكتاتورية، وان الاحزاب القومية والاشتراكية الدينية،كلهم جربوا حظهم في تشكيل هذه الوزرات  ولكنهم فشلوا ، هذا ليس تلفيقا وانما حقيقة ملموسة لا سيما في المرحلتين الاخيريتن ( مرحلة البعث وبعدها) ، ولكن فشلها كان على درجات بين سيء والاسوء.

في هذه الايام بعدما اوشكت الحكومة الحالية ومجلس النواب على نهاية دورتهم ، وبعد جهد جهيد و انتظار طويل، اخيرا مرر مجلس النواب قرار الانتخابات يوم السبت الماضي وتم تبنى القائمة المفتوحة وتم ايجاد حل توفيقي ان لم اقل مؤقت لمشكلة كركوك، كذلك تم النظر على الاقليات و اعطيت حقوقهم بالقطارة فتم تخصيص مقاعد كوتا خاصة بهم.

طبعا لن انسى  انجازهم الوطني الكبير في تمرير قانون تقاعدهم ومنح انفسهم ومخصصات عالية ، فكأن كان هم الاول للاخوة النواب خلال السنوات الاربعة الماضية، هو ضمان مستقبلهم ومستقبل عوائلهم و حصولهم على الجوازات السفر الدبلوماسية، كي تكون حاضرة للسفر او الهزيمة الله اعلم؟، وكأنهم يدركون ان الامور في العراق لن تستقيم، ان لم اقل لم يكن لدى بعضهم ابدا الايمان بمستقبل العراق فلم يكونوا الرجل المناسب في الموقع المناسب . بعد تكرار التصويت  وحصول الرفض ضده مرات عديدة،  تم تمريره بقدرة قادر  في الدقيقة الاخيرة ، كما كان صدام يغير القانون بجرة قلم؟!!.

اصبح واضحا ان الخارطة السياسية العراقية حاليا تبدو خالية من الصوت الوطني الشمولي لكل مكونات العراقية، التي هي بعيدة من نفوذ الديني او الطائفي او القومي. وكأننا في بداية التغير ، اي في عام 2004. الحقيقة هذا الوضع ان دل على شيء فهو يدل على ان اصحاب المبادئ الديمقراطية والعلمانية لازالت مختفية، لا توجد الا على مستوى المقالات والمقابلات والتصاريح الاعلامية في المهجر. وان مفهوم الديمقراطية ناقص واعوج في مجالس السياسية العراقية.

كان لمعظم العراقيين املا بقائمة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء المالكي فقط، على الرغم من قاعدة هذه القائمة هي حزب الدعوة المعروف في مقاومته لحكومة صدام سنين طويلة، الا ان السيد نوري المالكي كان غير من نبرته قبل سنة او اكثر خاصة في انتخابات مجالس البلدة وكان قد نال استحقاقه لهذا التوجه الوطني ففاز حوالي نصف المقاعد للمجالس البلدية ، فظهر امام العراقيين انه اصبح مؤمن بالديمقراطية وانه اقتنع بان الحل الوحيد امام العراقيين هو الوحدة الوطنية البعيدة من كل التيارات انفة الذكر وان السير فيه للامام ليس خطرا بالعكس هو الطريق الاصح.

حقيقة لو كنت في موقع المالكي استمر على هذا المنوال مهما كلف الثمن، كنت اخوض الانتخابات لوحدي بقائمة دولة القانون الوطنية دون تردد على الرغم من خطورة الخسارة، بعيدة كل البعد من التيارات القومية والدينية و المذهبية التي فشلت في تحقيقة ادنى درجة من الامن والسلم والعدالة والحرية وتوزيع الثروات بصيغة عادلة والقضاء على الفاسدين والسراق والمجرمين، كنت اسجل لنفسي موقف وطني كبير في التاريخ مثلما سجله المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم في وطنيته. كنت اغير الكثير في وزراتي القادمة عن الحالية التي هي شبيه بوزارات ملكيتها تعود لحزب الوزير نفسه؟!!!

وكنت افضل رضى العراقيين (حتى في حالة الفشل) على كرسي الملعون المنجز من النفاق والكذب السياسي الذي اختنق العراقيين  به خلال 90 سنة الماضية، هذا النفاق الذي ارتدى في كل مرة  ثوبا جديدا بين الشعور القومي و الالتزام  الديني او الطائفي.

ولكن شتان بين الفعل والتمني!!!!

1581
الاصطفاف السني والكردي والشيعي مع انفسهم  علامة لهزيمة الديمقراطية

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
5 تشرين الثاني 2009

في هذه الايام العسيرة والمخيفة على مستقبل الشعب العراقي هناك علامات ومؤشرات لرجوع السياسيين الكبار الى مقاعدهم الاولى عند انتخابات 2004 و 2005 او قبلها وبقاء الصراع بين الكتل على اساس الطائفية والمذهبية والقومية والدينية على حاله، إن لم يتجزء العراق في مستقبل القريب؟!!!!.

فالسياسين السنة الكبار الذي يتمثلون بتيار (علاوي والهاشمي والمطلك وغيرهم ) اصطفوا في ائتلاف قوي شبه سني، يريدون تحقيق عراق ديقراطي خارج الطائفية في هذه الانتخابات حسب ارائهم.

الاخوة الاكراد باستثناء كتلة التغير والاصلاح الجديدة المنشقة من حزب مام جلال فانهم متفقون على ان مصيرهم واحد، لذلك لا مجال امام من يفكر في ذاته لوحده وانما كلهم يشعرون في قافلة واحدة بالاخص في القضايا المصيرية الشائكة مع الحكومة المركزية.

الاخوة الشيعة كانوا اكثر جهة ملامة لما حصل من الفساد الاداري في الحكومتين السابقتين  لان منهم خرج رئيس الوزراء مرتين (الجعفري والمالكي) باعتبارهما اكبر الكتل ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما الا قليلا.

الحق يجب ان يقال هنا ، ان المالكي جرب التغير ووقف عند كلمته في انتخابات مجالس البلدية ورفع شعار الوطنية فوق كل المسميات ونال ثقة العراقيين من وراء ذلك في مناطق شيعية وسنية . وحاول بناء تكتل سياسي عراقي وطني جديد بعيد عن المذهبية والقومية والدينية خلال الاشهر القليلة الاخيرة  الا انه يبدو اصبح محاصرا  وشعر بضعفه خاصة بعد اصطفاف السني الاخير وابتعاده عن الاكراد لذلك بدات علامات عودته الى الائتلاف الشيعي الذي فرض عليه شروط وتغيرات كثيرة في البداية  بالاضافة الى الضغط الايراني المستمر عليه من الجانبين السياسي والامني!، مرة اخرى متوقعة جدا.

على الرغم من عدم وجود اي علامة لتاجيل الانتخابات، الا انني اشك بانها سوف تتأجل عاجلا ام اجلا، وان الايام القادمة سوف تفصح عن ذاتها، لا سيما ان القضايا الجوهرية (كركوك، قانون الانتخابات، والمعاهدات والعقود الكبيرة) لازالت بعيدة عن ايجاد اي توافق في حلها بين السياسيين الكبار.

هكذا نرى موسما اخرا من خمس سنوات وربما اكثر يعبر وان بذور الديمقراطية لم تخرج من قشورها ولم يتم حتى تبللها,

 وان موضوع وجود نظام او قانون او دستور يسر الحياة السياسية و جميع مرافق الحياة  اصبح مشكوك فيه!!!!!!!!!!!

لانه يظهر لايوجد بند في دستور يحمي اصوات الاغلبية، او اصلا لا توجد اصوات لتشكل الاغلبية!!

 فان كان احدا ملاما لما حصل او يحصل هو السكوت الشعبي لدى العراقيين على الاحزاب الكبيرة وقادتها على اعضاء البرلمان الذين لم يكن يهمهم سوى تعديل رواتبهم واخيرا على مؤيدي ومحبي الديمقراطية الذين يبدو جهدودهم وقواهم ونفوذهم وصوتهم ليس له اي وجود حقيقي بين ابناء شعب العراقي.

وان كان هناك املا ، لايجاد تكتل وطني قوي في العراق، فانا اظن كان يجب على تيار السني (هاشمي ،علاوي، مطلك واخرون)  يتحالفوا معا لحد النهاية مع تيار دولة القانون (المالكي) مع وجود ضمانات للاصلاح وحل جميع القضايا على اساس الاخلاص للوطن ووضع مصلحة الشعب فوق كل الاعتبارات.

 ولكن هيهات هيهات فكل واحد يريد الكرسي لنفسه، و يصارع من اجل حصته وهذا هو  الشر الذي ابتلى به العراقيين من دون معرفتهم.

الخيار الاخير الباقي امام العراقيين في حالة سير الامور على هذا المنوال، هو ان يقاطع الشعب العراقي باجمعه الانتخابات وتقام مسيرات للمطالبة باستقالة الحكومة والبرلمان و هيئة الرئاسة واجراء انتخابات جديدة تحت اشراف جهة معتدلة وان يقول العراقيون كلمتهم الاخيرة في الفصل من يريدون ان يحكمهم واعادة كتابة دستورهم ، بخلاف ذلك يطبق المثل العربي على العراقيين (تي تي مثل ما رحت جيتي!!!)

1582
اخوتي القراء والمهتمين في موضوع مصير شعبنا في سهل نينوى
تحية لكم
لا اعرف كم مرة يتكرر الموضوع علينا والقضية واحدة، القضية هي هناك جهات تتصور ان وجود الاقليات والقوميات الصغيرة بالاخص المسيحية في العراق هي اداة للغرب، اداة لنشر الديمقراطية والحرية والفساد الخلقي وشرب المنكر وغيرها من المحرمات، بالاحرى هم عتبة امام طموحاتهم السياسية في اقامة دولة اسلامية النهج في العراق.
 الموضوع ليس بجديد حتى في زمان النظام السابق كانت هناك محاولات لتعريب المنطقة وتطبيق القانون بصورة عنصرية ضد هذه القوميات.

حقيقة انا اشك وجود  جهات متنفذة في العراق تريد  تهجير ومسح وجود الاقليات القومية من العراق،لا بل هناك دول تساعد وتدعم بالمال واساليب اخرى لتحقيق هذا الامر. كمل حصلفي بغداد والمحافظات الجنوبية واخير في مدينة الموصل وفي المحاولة الاخيرة لزحفهم الى مناطق سهل نينوى القرى والبلديات التي يسكنها ابناء  شعبنا.

لم يعد خافيا على احد ، هناك صراع عربي كردي على طول خط التماس من الغرب الى الشرق، من الربيعة وسنجار الى موصل وحمدانية وكركوك حتى مندلي. ولان قرنا تقع فوق او تحت هذا الخط فاننا اول المتضررين من هذا الصراع. فالعرب بدأوا بالزحف باتجاه قرنا في محاولة تغير الديموغرافية المنطقة استعداد للمستقبل في حالة اجراء التصويت بالاحرى للاستلاء على المنطقة خوفا من زيادة نفوذ الاكراد ومن ثم انفصال الدولة الكردية، و والاكراد يحاولون التمسك بها بقدر ما يستطيعون  لا سيما في المناطق التي دخلتها قوات البيش مركة مع قوات التحالف.

اما ماذا نعمل؟
اعتقد حتى الاطفال اليوم بدأوا يملون من الموضوع من كثر النقاشات والجدالات والمؤتمرات والندوات والمحاضرات والمقالات والاغاني ...الخ عن هذا موضوع. لا مجال لاي عمل بدون وحدة الموقف. لا اعرف لماذا ننكر الحقيقة او لا نريد مواجهتها .فالكل يعلم جيدا لم يعد هناك مجال للشك ان مصيرهم مصير واحد لانهم في قافلة واحدة والدلائل والبراهين موجودة مثلا في تهجير اهالي مدينة الموصل ومنطقة الدورة.

الوحدة لا تتحقق بدون دفع ثمن الذي  اظن هو رخيص جدا، هو مجرد التخلي عن الذات والمصلحة الذاتية ونسيان الصراع والاختلافات السياسية لقادة احزابنا والجلوس على الطاولة المستديرة ومناقشة الامور من ناحية موضوعية بعيدة عن سياسة الاحزاب وتحالفاتهم بل كموقف قومي موحد.

كذلك التشجيع يجب ان ياتي من الكنائس ، الوحدة التي اوصى بها سيدنا يسوع المسيح لم نعد نجدها في مواقف وتصرفات بعض من رجال الاكليروس لا بل اصبحت منابر الوعظ بالمحبة والوحدة منابر للوعظ عن الانقسام والاتهمات وتسويق مصلحة الذات واقامة امارات في المهجر باسم هذا الشعب البريء الذي يعاني في الوطن!!.
  فانا لا ارى اي مسيحية في مواقف البعض تطبيقا لمقولة القديس يوحنا الحبيب حينما ( اذا كنت تحب الله ولا تحب قريبك او اخوك  فانت تكذب، كيف تحب الله الذي لا تراه ولا تحب قريبك الذري تراه)

بدون الوحدة لا نستطيع تحقيق اي شيء وهذا ما قلناه وقاله الكثيرون منذ فترة التغير سنة 2003

كل الطرق والوسائل المشروعة يجب ان تستخدم مثل المحاكم الدستورية التحالف السياسي مع العرب الوطنيين المعتدلين الذي يريدون الخير والديمقراطية والحرية لكل ابناء شعب العراقي او الاكراد الذين يبدو يدركون هناك عاصفة بعد هذا الهدوء النسبي في المنطقة او اي جهة من الجهات التي تخدم شعبنا.

 اذا لم يكن هناك من يحمينا يجب ان نلتجيء الى احتمال الاخير وهو رفع القضيةالى  المحافل الدولية وبالاخص الامم المتحدة التي وافقت على تحرير العراق وعلى امريكا  والدول  الاوربية قامت بها بهذا التغير والتي سببت هذا الدمار في العراق.

لا اظن هناك حلول كثيرة امامنا يجب نفكر في كل الطرق لكن قبل كل شيء يجب ان يكون هناك اخلاص واسستعداد للتضحية لكن بدون وحدة الموقف كل شيء يمكن ينهار بين ليلة واخرى كما حدث في زمن حركة الشواف.

اما بالنسبة لانشاء وحدات حماية في مناطقنا اعتقد حان الوقت ان يتم دراسة الموضوع جديا اكثر لان الاخبار يبدو ليست سارة  بعد عمليات الخطف والتفجيرات والتهديدات التي حصلت ولازالت تحصل بين حين واخر. اذا لم يحمي ابناء البلديات والقرى انفسهم  لن يكن هناك من يحميهم يوما ما ، لا سيما بعض جهات من ادارة بلدية محافظة موصل يقومون بتشريع قوانين غير دستورية.

1583
تقرير عن محاضرة الاستاذ بنيامين حداد في الاتحاد الكلداني
استضاف الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا الاستاذ بينامين حداد في مساء يوم السبت المصادف 10/10/2009 في مدينة ملبورن محاضرة تحت عنوان
"اللغة الارامية جذورها وفروعها"
في البداية رحب الاخ يوحنا بيداويد  المنسق العام للاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا بالاستاذ بنيامين حداد باسم الاتحاد شاكرا له تلبية لدعوة الاتحاد لالقائه هذه المحاضرة، كما رحب بالحاضرين متمنيا لهم امسية ممتعة، للاصغاء الى احد الشخصيات المهمة التي قضت حياتها في وضع المعاجم اللغوية والبحث والترجمة وكتابة الشعر في اللغة السريانية ( الارامية القديمة).
قدم الاخ يوحنا نبذة مختصرة عن اهم محطات حياته ، اضافة الى عطائه الادبي والثقافي في لغتنا الام .


ثم بدأ الاستاذ بنيامين حداد بالقاء محاضرته، فتكلم عن النظريات الموجودة منذ بداية تاريخ  حول ظهور اللغة لدى الانسان بعد زيادة الوعي لديه، وكيف استطاع اكتشاف وابداع اكبر انجاز  له في تاريخه، الا وهو وضع صيغة دلالة  للاصوات الموجودة في الطبيعة مثل اصوات الحيوانات و المياة و الرياح . الامر الذي كان اساسي لشروع التخاطب والتفاهم بين مجموعات البشرية الاولى،  فكانت هذه بدايات  ظهور قصة حضارة  الانسان.


 
ثم انتقل الى المرحلة الاخرى المهمة والتي حدثت في ارض وادي الرافدين وهي اعطاء او وضع رمز كتابي او رسم شكل للاصوات والتي كانت في البداية على شكل مقاطع . موضحا كيف تمكن الاراميون بإجتياز المرحلة الاخرى المهمة في مسيرة الانسان وهي اختزال عدد المقاطع التي كانت موجودة في اللغة الاكدية المنتشرة في بابل ونينوى والتي كان يزيد عددها اكثر من 600 مقطع في وضع الاحرف (الفا بيتك الموجودة في اللغات العالمية اليوم). الامر الذي كان من الصعوبة على الانسان  لتعلم القراءة والكتابة قبل ذلك.
حيث استطاع الاراميون وضع اساس جديد للغة وهو وضع  22 حرفا ومن ثم اضافوا 6 احرف اخرى عن طريق تحريك ستة حروف من جدول القديم (22 حرفا) لتصبح عدد الاحرف في اللغة الارامية 28 حرفاً ( الب، بيث، كمل ، دلث..........تاو). كان هذا اساس ظهور اللغة الكتابية في اللغات السامية جميعها ( الاكدية والارامية والعبرية والعربية والحبشية) ومنها انتقلت الى جميع لغات العالم،حيث تستخدم نفس الصوت للاحرف، فقط يختلف شكل الحرف وقليلا في طريقة اللفظ.



ثم عرج المحاضر الى اللغة الارامية وفروعها. فقال بسبب توزع القبائل الارامية في مساحة واسعة من الشرق الاوسط ، ظهرت لهجات عديدة في اللغة الارامية زاد عددها عن عشرة لهجات وبسبب مرور الزمن عليها زادت الحاجة للتدوين فيها، فتحولت هذه اللهجات الى لغات شقيقة ، لكن مع مرور الزمن اندثرت اغلبها، فقط بقى منها اللهجة السريانية الحديثة التي نتحدث بها اليوم في منطقة شمال العراق وسوريا. وبسبب الصراع بين الدول الرومانية والفارسية وحدودهما انقسمت السريانية الحديثة (الارامية القديمة) الى السريانية الشرقية والسريانية الغربية منوها بعدم وجود اي فرق بينهما في الكتابة او الفاظ سوى في حروف قليلة.
 

ثم شكر الاخ يوحنا بيداويد الاستاذ بنيامين على المحاضرة القيمة والمعلومات الثمينة والسرد التاريخي المترابط لمحاضرته عن تاريخ اللغات وبالاخص اللغة الارامية، حيث كانت كانت من المحاضرات القيمة التي يحتاجها ابناء الجالية في مدينة ملبورن.
كذك رحب بالاستاذ روند بيثون الذي يرافق استاذ بنيامين حداد لما قدماه من العطاء في رحلتهما في استراليا خلال الفترة القصيرة من اقامتهما هنا في استراليا.
ثم ادار النقاش الاخ ناصر عجمايا سكرتير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  بعد ان رحب هو الاخر بالحضور وبالاستاذين بنيامين حداد و روند بيثون  وقدم نبذة مختصرة عن اهداف الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا ونشاط اللجنة الثقافية.استغرقت المحاضرة  ساعتان  بين الاسئلة والمناقشة والايضاحات كانها برهة واحدة.


في الختام قدم الاخ جورج داود رئيس الاتحاد  الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  هدية تذكارية باسم الاتحاد  للاستاذ بنيامين حداد على جهوده الكبيرة في مسيرة حياته الطويلة في الكتابة والترجمة والنشر في لغتنا الام
وهذه مجموعة من الصور اصناء المحاضرة.



 


1584
                                 المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي ومعضلة تهميش الكلدان
بقلم يوحنا بيداويد
مالبون- استراليا
8 تشرين الاول 2009
دعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الثاني الكتاب والمهتمين بالشأن القومي لوحدة شعبنا الى تقديم ارائهم او دراساتهم  كتهيئة لاقامة المؤتمر الثاني لها. لقد كتبنا في عدة مناسبات رسائل ومقالات موجهة الى المسؤولين في المجلس وحذرنا مسبقاً عن الحالة التي وصلت اليها اليوم وهذه هي الروابط وعناوين المقالات:
رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان
www.ankawa.com/forum/index.php?board=9.500
اخوتي الاشوريون لا تتأخروا كثيرا!!
www.ankawa.com/forum/index.php?topic=292563.0                           
من منكم بلا خطيئة،  ليرجم عشتار ومسؤوليها؟؟
http://www.ishtartv.com/articles,299.html                                         
وهذه هي محاولة اخرى لنشارك مع اخوتنا في النقد واعطاء المقترحات لا هدف لها سوى البناء والمصلحة العامة  الشاملة.

المظلة القومية ومسألة الديمومة: 

عندما جاءت فكرة تأسيس المجلس اعتقدنا منطقيا ستكون مظلة قومية، سوف تحاول ان لا تسقط في اخطاء الاحزاب القومية الاخرى التي لا زالت غارقة في اوهامها غير الواقعية، اعتقدنا ستشارك فيها كل الكيانات السياسية والمؤسسات الثقافية والشخصيات القومية المؤثرة، لكن لاسباب لا نعرفها لم يتحقق ذلك بعد المؤتمر الاول وبعد اجراء انتخاب اعضائه، اعتقد كان للهيئة الادارية الحالية للمجلس وطريقة انتخابها  احد الاسباب المهمة لحدوث هذا الخلل  ذلك عن طريق ابتعادها عن الخط العام الذي من اجله ولدت فكرة هذه المؤسسة.

للحق يجب ان نقول قدم المجلس الكثير من النشاطات والمساعدات للنازحين والمهجرين من شعبنا قسرا، كذلك اقامت الكثير من المشاريع مثل بناء القرى، وتقديم الدعم المادي لاهاليها واحيانا العون الطبي . اما قناة عشتار فقد قامت بدور كبير من ناحية التثقيف شعبنا في الداخل والخارج.

  في الاونة الاخيرة سجل المجلس  نقطتين مهمتين لصالحها وهي اصدار بيان ادانة  في ذكرى الاربعين لمذبحة قرية صوريا ، لا كغيرها من الاحزاب التي لم تنوه عنها كعادتها وتدعي بعدم تفرقتها ، تظن ان الناس عميان لا يبصرون او طرشان لا يسمعون. والخطوة  الايجابية الاخرى كانت زيارة اللجنة التحضيرية للاحزاب والمؤسسات الكلدانية مثل المجلس القومي وجمعية الثقافة الكلدانية وكذلك الانفتاح على الحركة الديمقراطية الاشورية و كذلك توجيه الدعوة للكتاب والمفكرين والسياسيين لابداء ارائهم ونقدهم وتقديم اقتراحاتهم قبل انعقاد المؤتمر. وفي هذه المناسبة نتمنى ان يستمر الانفتاح على بقية الاحزاب والمؤسسات القومية المهمة لشعبنا، كذلك زيارة رؤساء الكنائس للاطلاع على مواقفهم.

 لكن حسب القاعدة التي  تقول لا يخطأ إلا من لا يعمل ، حدثت اخطاء في مسيرة المجلس وهذا امر طبيعي في مسيرة اي مؤسسة لا سيما اذا كانت حديثة العهد. لكن مع الاسف البعض من هذه الاخطاء كانت اخطاءً قاتلة ومتناقضة لاهدافها وان مقولة (غلطة الشاطر بالف) تنطبق عليها في هذا المجال.

 انا لا احب ان اكرر ما يقوله غيري، لكن اصبح واضحاً وضوح الشمس لاسباب لا نعرفها، انحياز المجلس الى التيار المتزمت من اخواننا الاشوريين الذين لا يؤمنون بوجود الكلدانية واقعياً و لا تاريخياً وليس لهم الحق التحدث بأسمهم والادعاء باي شيء، بل كانت محاولات المجلس الواحدة تلو الاخرلاخفاء ولابتلاع اسمهم، الامرالذي استغربنا منه وكأن العدوى اصابتهم ، الامر الذي ترك شكاً كبيرا لدى الجهات السياسية وحتى الكنسية لدى الكلدان، ونتمنى يتم توضيحه من قبل الجهات المسؤولة عن ذلك الموضوع. وكما نعلم قناة عشتار مع موقعها هي المنبر الاعلامي الاول لابل الوحيد للمجلس طبق هذه السياسة بكل وضوح على الرغم من نقدنا في مناسبات عدة ورسائلنا  الشفهية.

هذه بعض الاقتراحات اظنها مفيدة للمناقشة والاستفادة منها:-
1 -  بالنسبة لقضية التسمية على الرغم من اهميتها الا انه من المستحسن ان نتعلم من اخطائنا لنتركها كما هي في الدستور العراقي ، واذا لم يكن هناك مفر إلا لـِندخل في موضوعها، فأنني لا زالت عند اقتراحي ألا وهو اختيار الاسم القومي الشامل لنا  سورايي، او سورايا ، سوريتوتا ، بشرط  واكرر مرة اخرى بشرط ان يتم تعريفه بصورة دقيقة وواضحة  يفضل ان يكون التعريف كالتالي:
 ( حصرا ومن الان فصاعدا تشير هذه الكلمة الى اسم الشعب الذي له الان الهوية او التسمية القومية الكلدانية والاشورية والسريانية الذين لهم نفس المقومات مثل اللغة والتاريخ والوطن والعادات والتقاليد والقيم والديانة المسيحية وحتى الاضطهادات التاريخية! . و لا لهذه اللفظة اية علاقة باي تعبير اخر مهما يكون مصدره او تاريخ ظهوره من قبل تاريخ كتابة هذه الوثيقة.)
 ان غرض هذا الـتأكيد هو كي لا ينحرف المصطلح  من تعريفه الاصلي في المستقبل ويشكل عَامل للانقسام مرة اخرى. حقيقة اريد ان اقول هنا الكلدان شعروا ويشعرون بتهميش متعمد من اخواننا الاشوريين وهذا يخلق شك في مصداقية اقوالهم او قراراتهم، فمن يريد الوحدة  عليه اظهار حسن النية.

2-  لنعمل على توحيد المبادىء والاهداف القومية والمواقف والاتفاق عليها كأساس للعمل القومي، تكون خط احمر ليس من حق اي شخص او أي حزب أو كنيسة التنازل عنها من الان وصاعدا. ودراسة الاقتراحات المهمة مثل ايقاف الهجرة والقضاء على البطالة عن طريق اقامة مشاريع استثمارية في الوطن من قبل ابناء شعبنا في المهجر وتوفير الامن وحماية القرى والمدن والقصبات التي يسكنها شعبنا من ابتلاعها في زمن الفرهود كما يحصل في بخديده الان والدفاع عنها في المحاكم الدولية.

3- تأسيس مؤسسة قانونية تعمل من اجل حماية حقوقنا بطريقة قانونية وشرعية والدفاع عن قضايانا في دوائر الحكومة العراقية المركزية ومحاكمها وفي محاكم اقليم كردستان وان استوجب الامر اخذ القضايا المهمة والمصيرية الى محاكم الدستورية العراقية او الى الامم المتحدة . لذلك اعتقد ولادة هذه المؤسسة مهمة جدا جدا الآن.

4 - تاسيس مؤسسة لحماية اللغة والتراث وتشجيع الكتابة والمنابر الاعلامية من الصحف والمجلات والجرائد والقنوات التلفزيونية وكذلك اعطاء المنح للمؤسسات الثقافية ودور النشر وغيرها من مجالات المسرح والفن والتمثيل والمهرجانات الشعرية والفكرية. والتعاون او الاندماج مع مديرية الثقافة السريانية التابعة لحكومة لاقليم .

5- عقد مؤتمرات تشارك فيها الاحزاب الوطنية والقومية والحليفة والصديقة التي تدافع عن قضايانا. اقامة مؤتمرات للمفكرين و للمثقفين والكتاب والادباء والفنانين  والاستماع الى ارائهم والاخذ بخط الاعتدال بصورة واضحة لا يقبل فيها الشك، والعمل على توحيد الجهود.

6- الاصرارعلى  المطالبة من ابائنا الروحانيين على توحيد موقف الكنائس وانشاء لجنة مشتركة،  لها دستورها تعمل في المجال الروحي. وربما يبادر المجلس القادم الى اجراء مشاورات ولقاءات فردية تنتهي في النهاية على توقيع وثيقة مشتركة وتصبح الخط العام لموقف الكنائس كلها.

7-  من ناحية الاعلامية يجب زيادة التعاون بين المؤسسات القومية والاحزاب والاستفادة من الفرص السياسية وتناقضاتها التي تحصل في البلد. يكفي التخندق والتحزب والمقاطعة التي تمارسها القنوات التلفزيونية والمواقع والجرائد والمجلات بينها بسبب مواقف احزابها، ليكن موضوع حرية ابداء الراي والاستماع الى الطرف الاخر شعار المؤتمر الثاني للمجلس.

8-  تاسيس صندوق دعم اعمار وانشاء مشاريع ، تودع فيه الاموال التي يحصل عليها شعبنا من  كافة المصادر مثلا من حكومة الاقليم او الحكومة العراقية المركزية او مساعدات خارجية، وتصرف حسب وثائق قانونية وفي مشاريع مهمة بعد قرار اللجنة المختصة بهذا الشأن.  يجب التخلص من الانتهازيين والمنتفعين والرشاوي وطريقة التهديد والاجبارعلى ابداء الرأي او التزوير او العنصرية، يجب ان يكون هناك لجنة للتدقيق تشرف على الملفات والحسابات ونظام العمل لدى كل المؤسسات. كذلك التخلص من التبذيرفي مجالات فارغة والدعاية الزائفة. لا اخفي سرا ان قلت ان اغلب الصراعات بين احزابنا  او سبب فشلهم وحتى العاملين في المجلس هي من اجل المال.!!!!

9-  تشكيل مجلس سياسي للدورة القادمة يكون كالتالي : لكل حزب أو مؤسسة كبيرة معترف بها في الساحة السياسية والقومية عضوية فيها، يشارك في الدراسة واتخاذ القرارات وطريقة تطبيقها اوالمطالبة بها لدى الحكومة الفدرالية او حكومة الاقليم او الجامعة العربية والاتحاد الاوربي والحكومة الامريكية او في المؤسسات العالمية. يكون هناك تعاون وثيق لهذا المجلس مع المؤسسة القانونية التي ذكرناها في الفقرة (2)

10- الهيكل الاداري للمجلس مبهم وغير واضح وغير عملي، النظام الافضل هو ان يكون هناك رئاسة للمجلس والقرارات تتخذ بصورة ديمقراطية وتطبق بصورة نزيهة وبدون تدخلات خارجية. تشكيل لجان اخرى تابعة للمجلس  تعمل من اجل تحقيق اهداف ومشاريع المجلس.
11- تشكيل لجان للمجلس في كافة المدن العالمية الكبيرة التي لها كثافة اكثر من  خمسة الالاف شخص.

 قضية الحكم الذاتي:
يجب دراسة الموضوع جديا، بمشاركة كل الاحزاب والمؤسسات والكنائس، فاذا اقتنع الحاضرون بأن الجهات المعنية من الاخوة العرب والاكراد والدول المعنية مستعدة لتقديم المساعدة و بدون معارضة  ويضمن عدم حصول حرب اهليه في المنطقة فأننا مستعدين لابل تواقون الى الحكم الذاتي، اما ان يكون ثمن الحكم الذاتي المزيد من المشاكل والاعتداءات على شعبنا كحجة بسبب هذا المطلب، من الافضل التريث الان ولكن ذلك لا يعني التنازل عن حقوقنا في حالة تقسيم العراق سياسيا لا سامح الله.

 قضية التواصل بين الوطن والمهجر:
اعتقد الحرص على التواصل مع المهجر هي خطوة مهمة جدا، لان المهجر يعيش في ظروف ونظام وقوانين تختلف عن تلك التي هي موجودة في العراق اليوم وان ابناءها مهددين بخسارة هويتهم، يجب زيادة النشاط الاعلامي بالاخص في مجال الثقافة واللغة والادب والافلام والمسرح والفن. يجب التخلص من النظرة النرجسية التي يعيشها البعض بالغرق في احلام الماضي وامجاد الدولة الكلدانية او الاشورية او الاكدية  عن طريق الاستماع للاغاني القومية والتفاعل العاطفي معها وكأن كل شيء تحقق من خلال الاستماع الى كلمات هذه الاغاني، يجب ان يفهم الشبيبة ان وجودهم في بلدان المهجر  لا يعني ليس لهم رسالة او علاقة بالماضي ،  لا يعني ان تراث وتقاليد وثقافة وارث اجدادهم لا يستحق التمسك او الحفاظ عليه،. وافضل طريقة  وضع  برامج  و مسابقات فنية بين الشبيبة بين الدول ، دورات رياضية محلية، يجب ان يكون هناك عدة قنوات تلفزيونية، ان تكون برامجها حافلة بمادة تعزز روح الحفاظ على الهوية وخلق التمازج والاختلاط تحت تسمية واحدة.
 
انني على يقين بأن شعبنا واحد وان اختلفت الاسماء له ولاحزابنا ومؤسساتنا ولكنائسنا، وان كان له تسمية واحدة فهي بلا شك  ليست الكلدانية لوحدها ولا الاشورية لوحدها  ولا السريانية لوحدها  ولا الارامية لوحدها ....الخ وانما كلها مجتمعة معا. ويستطيع المؤرخون ان يجادلوا الى متى ما ارادوا، لكن الحقيقة واحدة واظن ستبقى واحدة، ولن تتغير الا ان تتغير قابلية المعرفة لدى عقول المتعصبة لمعرفة هذه الحقيقة.

1585
                                          حاكم قرقوش يطبق الدستور في الحمدانية!!
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن- استراليا
27 ايلول 2009

"هاوارا .. هاوارا .. هاوارا..
وكي كينجو ..وكي مهباتي.. وكي بارزان.. ويكي.. ! ...
لدشتا سليمانيي
 فَرمانا مَكوردانا "

هذه كانت بعض من كلمات الاغنية المشهورة  للفنان الاسطوري (حسب اراء بعض الاخوة من الاكراد) شفان برو، التي غناها بعد ان ضربت مدينة حلبجة بالاسلحة الكيميائية من قبل نظام صدام حسين في الحرب العراقية الايرانية عام 1987، واصفا فيها  اثار ومآسات التي تركتها الضربة على الاطفال والشيوخ والنساء والرجال بأشد تعابير محزنة. فهز المغني بكلماته ولحنه وايدائه الضمير العالمي  في حينها ووضعت القضية في الكردية في مقدمة قضايا الشعوب المضطهدة في ملفات الامم المتحدة، بحيث جعل  بعض المعلقين ان يقولوا انذاك: " ان ضربة حلبجة كانت هي اللحظة الحاسمة في تاريخ القضية الكردية وان كلمات وحنجرة المغني شفان برو كانتا اليدين اللتين غيرتا اتجاه عقارب الزمن فيها(1). "

ما تركني اكتب هذه المقدمة المحزنة عم ما حصل في حلبجة للاخوة الاكراد قبل 22 سنة، ذكرني بما حدث ويحدث لشعبنا  المسيحي بتسمياته ( الكلدانية والاشورية والسريانية والارمنية) بصورة بطيئة ومدروسة بايادي خفية في العراق بلاد الرافدين، فمنذ زمن الاضطهاد الاربعيني على يد شاهبور الفارسي، مذابح تيمورلنك المغولي ،مير كورالراوندوزي، بدرخان بك الجزيري او الكردي، ومذابح السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وقرار سفر بلك المشؤوم  لدولة الرجل المريض اثناء حرب العالمية ، ومذبحة سميل في زمن الملكية و مذبحة صوريا في زمن حكومة البعث ،   الى زمن الفرهود الذي نعيشه اليوم .

على الرغم من التحذيرات الكثيرة اطلقناها واطلقها الكثير من كتاب ابناء شعبنا واطلقها الكثيرون من الوطنيين العراقيين في كثير من المناسبات عن الخطر والمؤامرة التي تستهدف شعبنا خلال السنوات الستة الماضية، لم يكن هناك من مستمع او مهتم او مجيب. نعم لم تكترث اي مؤسسة او وزارة او جهة  حكومية او حزب من احزاب الكبيرة للموضوع، ولا اي منظمة عالمية مثل الامم المتحدة او الاتحاد الاوربي او الجامعة العربية نظرت الى قضيتنا بطريقة موضوعية وانسانية حسب مبادئ حقوق الانسان ولوائحها .

 فاجبر اغلب ابناء شعبنا  في هذا العصر الرديء الذي لا تقل مآساته عن مآسات التي حدثت  في زمن شاهبورالسفاح او قرقوش الذباح خلال اقل من عقدين من زمن على الهجرة ، فاكثر من نصف شعبنا  هجرالعراق بلد الام له منذ الالاف السنين، بسبب الذبح والخطف واختصاب والتهديد والتهجير القسري والاجبار على الاستسلام. ارجو ان لا يحتج احد بأن البعض بأن ابناء شعبنا يحب الهجرة (2)، اذا بينهم من يرغب بالهجرة هذا لا يعني الكل كان او لازال  يريد الهجرة والدليل على الرغم من ما حصل هناك مئات الالاف باقون.!!

فمنذ اشهر الاولى بعد التغيرفي النظام الحكم  وزاول نظام صدام حسين، بدات هجرة  ابناء شعبنا من البصرة  وجميع المحافظات الجنوبية نتيجة قتل بعض طلاب في الحرم  الجامعي وفرض الحجاب على النساء وقتل اصحاب محلات بيع الكحول.  وفي بغداد بالاخص في منطقة الدورة (التي كانت تعد معقل الاول لشعبنا) استهدف شعبنا بصورة واضحة بحيث اصبحت المنطقة خالية منهم وصلت الحالة الى ان الاموات من المسنين كانوا يبقون بلا دفن لبضعة ايام لعدم وجود هناك من يقوم بها.  بعد ان ضربت ثلاث مرات او اربعة هجمات  كنائس بصورة منظمة وفي وقت واحد وقتل عدد كبير منهم وهم يؤدون الصلاة ، هجرها اهلها و لم يبقى في الدورة الا بضعة مئات المسنين الذين لا يستطيعون حتى على الهروب. ثم توالت عمليات خطف رجال الدين، حيث خطف اكثر من 20 رجل دين مسيحي خلال هذه الفترة وقتل اربعة منهم ولازال اثار التعذيب ومعاناتهم موجودة على اجساد المعذبين منهم.

  اما في مدينة الموصل ( نينوى) حدثت اشد الضربات عليهم، بعد قتل عدد كبير من ابناء شعبنا بالخطف والذبح  وأغتصاب الفتيات، جاء دور خطف رجال الدين فكان خطف وقتل الاب اسكندر والاب رغيد والمطران فرج بولص ومرافقيهم قمة السفاحية والاجرام التي وصلتها هذه الجهات من منفذيها الى الداعمين لها، لكن لم تمضي اشهر على هذه الجريمة النكراء حتى خرج التهديد الاكبر الذي لم يقل عن قرار سفربلك المشؤوم لحكومة العثمانية المجرمة ، فكان التهديد العلني يقرأ من على مكبرات الصوتية في ازقة التي كان يسكنها ابناء شعبنا في مدينة الموصل ويُكتب على ابوابهم ( اخرجو من ديارنا !!!). فاجبر اكثر من عشرة الاف من ابناء شعبنا الى الهجرة الى اقليم كردستان .

في هذه الايام يتم ترويج نوع جديد من التهديد الا وهو محاولة تغير الديموغرافية سكان بلدات التي سكنها شعبنا منذ مئات السنين ان لم نقل الالاف، نعم فبعدما تم ابتلاع وجود شعبنا في تلكيف ووتنظيم عدة انفجارات في تلسقف واختطافات المتكررة في بطنايا وبرطلة جاء دور بخديدة التي تعد الاولى من حيث عدد نسمتها لشعبنا التابعة لمحافظة نينوى.عن طريق توفير الدعم المادي والقانوني لاستملاك الاراضي والدور فيها. معتمدين على  فقرات الدستور الناقصة والمتناقضة. حيث تقوم الاحزاب الكبيرة سواء من جراء الصراعات بينهم او لاسباب خاصة بهم او بدفع من جهات خارجية، يريدون فرض واقع غير معقول وغير عادل وغير طبيعي في تاريخ العراق بلاد الرافدين . قضية حق استملاك في قضاء الحمدانية، حقيقة ان دلت على شيء تدل على عدم وفاء كل معظم الجهات المتنفذة باتجاه الاقليات وبالاخص المسيحين . ولا نستبعد وجود خطة دولية في هذه القضية وضلوع اطراف داخلية تعمل لارضائهم.

يتحجج البعض بان فقرات الدستور تعطي الحق لكل عراقي ان يتملك قطعة ارض في اي جزء من العراق، وينسى هؤلاء واقع العراق الحديث عن القتل العشوائي والدمار الذي فيه والحكومة الضعيفة التي تم تشكيلها على اساس طائفي التي اصحبت مقيدة لا تستطيع اتخاذ القرارات لان بعض من اركانها اصلا غير وطنية، فسرقة في الوزارات، تعثر المصالحة، خيانة الوطن،وسرقة النفط و مشاكل الكهرباء والماء والمجاري والمنهاج في المدارس والتربية، تجفيف انهار العراق الامر كان سبب نشوء اول حضارة في العالم، اليوم يتوسل قطرات الماء من تركيا وسوريا وايران كلها مخالفات ونواقص ليست مهمة  لهم ، فقط اهالي قضاء الحمدانية يجب ان يطبق الدستور عليهم، فاية مفارقة هذه!!.

 نسوا دعاة وداعمي الاخوة من الشبك بالامكانيات المادية على شراء الدور والاراضي في قضاء الحمدانية، هناك الالاف الملفات المغلقة وبالاخص التي كانت تخص الاعتداءات على شعبنا في منطقة الموصل والدورة  وخطف وقتل المطران رحو والاباء الكهنة الاخرين؟ ونسوا ان الامن لازال الهاجس الاول للعراقيين الذي جعل ثلاثة  الى اربعة ملايين مهجر منهم،  فقط في سوريا اكثر من مليون ونصف مليون  لاجيء ، نسوا التفجيرات التي ادت الى قتل الالاف من الابرياء نتيجة الصراع بين الاحزاب السنية والشيعية او في صراعات مذهبية.
 
فيتصور هؤلاء وكأن العراق  هو سويسرا  ودستوره وثقافة شعبه وتطوره يشبه دستور وثقافة اي دولة في العالم الاول تطبق حقوق الانسان بحذافيرها، فلا توجد  مشكلة اثنية في العراق  ولا وجود للطائفية ولا يوجد تحيز للدين،لا اختلاف في فكر قومي شوفيني، ولا يوجد اي تعصب قبلي مذهبي في العراق، ولا يوجد اي تعدي على المسيحين وكان كنائسهم لم تضرب ورجال دينهم لم تخطف اولم تقتل وبناتهم لم تغتصب وبيوتهم لم تؤخذ بالقوة ورجالهم لم تذبح، ويطالبون باستملاك او توزيع الاراضي في الحمدانية  لان لا يوجد مكان اخر لهم  في ضواحي مدينة الموصل، ولا في في مساحة  446 الف كم مربع من مساحة العراق فقط في قضاء الحمدانية!!.

على الرغم من علم كل الجهات الحكومة و جميع المؤسسات الرسمية في جميع المحافظات وبالاخص في محافظة موصل بكل حصل لشعبنا، وتقديم اهالي بخديدة تواقيع مع طلب الى محافط مدينة الموصل و مجلس البلدية،  الا ان المجلس رُفِض هذا الطلب مستندين الى الفقرات الغامضة والمتناقضة من الدستور دون واضعين اي حساب للمشاكل التي بلا شك ستحدث، متناسين كل حقائق التي ذكرناها في اعلاه وبالاخص في محافظة الموصل، التي شهدت ابشع جريمة الا وهي خطف وتعذيب وقتل الشهيد المطران فرج رحو مع قتل الابوين الشهيدين رغيد كني واسكندر بولص ومئات من الاخرين وتهجير قسري شمل لاكثر من 80%  منهم.

بالتاكيدهذا النوع من الدستور والحكومة والديمقراطية لم يحقق  حلم العراقيين بعد زوال نظام صدام حسين و لا حلم الاقليات لا حلمنا ابناء شعبنا المضطهدين. هذا ليست عملية تطبيق الدستورفي قضية قضائية ، وليست عملية خلق روح التعايش بين ابناء الوطن الواحد، و بلاشك  انها ليست عملية تطبيق للديمقراطية التي تحمي الاقليات وحقوقهم، وليست عملية مصالحة بين الاديان ( المسيحيين والاسلام) التي كانت مر التاريخ اكثر جيدة من الان، وليست عملية بناء جسور الثقة بين مكونات المجتمع العراقي المختلف من القوميات والاديان التي حطمتها الصراع الطائفية المتغذية من الصراع الموجود بين امريكا ودول الجيران للعراق.  وانما عملية هي تطبيق الدستور بطريقة حاكمها القديم قرقوش في قضاء الحمدانية، انها بالحق  عملية دق للمسمار الاخير على نعش وحدة العراق شعباً ووطناً،  قبل ان تكون الضربة الاخيرة على وجود شعبنا في ارض الرافدين.

فهل ستتدخل  حكومة نوري المالكي  وتقوم بخطوة عادلة بحق اهالي قضاء الحمدانية وتوقف قرار حاكم القديم قرقوش؟!!! ام سيوضع هذا الملف فوق الملفات الكثير الاخرى التي تخص كل العراقيين، لا سيما الخاصة بقضية خطف قتل المطران المطران  رحو والاب الشهيد كني والاب الشهيد اسكندر وغيرهم من ابناء شعبنا ، وتهجير اهالينا بصورة علنية من مدينة الموصل؟!!!  
.....
1 - في نفس الوقت لا ننسى المذابح والقتل والتهجير الذي ضرب الاخوة من  الشيعة في الجنوب والاهوار ولن ننكر ايضا ما حصل للشعية وللاكراد حصل ايضا  للمعارضين من الاخوة السنة وللاقليات المسيحية  بكافة تسمياتها والاتراك والمندائين واليزيديين والشبك والاكراد الفيليين خلال حكم صدام حسين.

2 -  لقد قال لي صديق شيعي قبل ثلاث سنوات " انتم المسيحيون ليس لديكم اي ارتباط بالارض وإلا لم تهاجروا بهذه الكثافة " فقلت له ماذا تريد منا؟  من سبعة ملايين لم يبقى سوى مليون واحد وخلال عشرة سنوات الاخيرة اجبراكثر من نصفه الى الهجرة.

1586
                            كم دولة في العراق اليوم؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
22 ايلول 2009

المراقب للحركة السياسية في العراق في هذه الايام لا يبادر الى ذهنه الا اسواق البرصة العالمية ومضاربتها حيث يتم ممارسة الضغط بين المنافسين من اجل حصول على اكبر ربح ممكن عند غلق البرصة.

لقد كان لدينا ذئبا واحد يفترس بالقطيع حسبما ما يشاء، وكان العالم يتفرج عليه دون اكتراث،  ويتعامل مع ذلك القطيع على انه هو المجرم، لذلك فرض عليه حصار جائر، لا من اجل اضعاف الحاكم المستبد (الذئب) وتجويعه،  بل من اجل معاقبة هذا الشعب المسكين، من اجل تشتيت وتفتيت المجتمع العراقي المتلاصقة معا من القوميات والاديان المختلفة، الذي كان بعيدا كل البعد عن الاصولية الدينية والتزمت والتعصب وامراض القومية الجديدة. ولكن اتفق الجميع ولا استثني هنا احدا غير المنتفعين من نظام الدكتاتور على تغيره .

نعم كان اغلب العراقيين كانوا مستعدين لقبول التغير وحصل التغير ، لكن لم يدر في خلد اي من ابناء الشعب العاديين، ان الثورة العراقية التي لم تكن عنفوانها  اقل عن الثورة الفرنسية قبل اكثر من قرنين (وان اتت مع الدبابة الامريكية)ستسرق منهم وتسلم بايدي غير امينة .

جرت لحد الان عددة انتخابات على اساس حلول ديمقراطية في بلدنا  للمجالس البلدية والحكومة الفدرالية وحكومة الاقليم. لكن لحد الان النتائج بعيدة عما كان يتوقعه العراقيون قبل التغير. بل شهد المشهد السياسي العراقي عجائب قرن العشرين من تناقضات واختلافات و انتهازية وتغير الراي عند اصحاب القرار.

لمدة ست سنوات الانفجارات تضرب المجتمع العراقي ، الى ان وصلت حالته  نخر عظامه وتشتيته، فاصبح اكثر من خُمِس الشعب مهجراً سواء كان في الداخل او في الخارج . لحد الان الاحزاب الكبيرة سواء كانت الدينية او القومية ( ولا يوجد غيرها على الساحة من ناحية القوة والنفوذ) لازالت بعيدة عن روح الوطنية بل الانقسام واضح كل الوضوح بينهم، ولا نعرف لماذا جاءوا الى الحكم اذا كانوا غير متفقين معاً؟!.

كيف يمكن للدول العالم ان تفهم تضارب الاراء بين موقف رئيس الوزراء نوري المالكي في تحويل قضية منظمي انفجار الاربعاء الدامي وشكواه ضد سوريا الى منابر الامم المتحدة ومعارضة اعضاء رئاسة الجمهورية له.

سؤالي اذا كم حكومة توجد في العراق الان؟ هل دماء العراقيين هكذا رخيصة امام ادانة دولية تأتي لحكومة او جهة ربما تكون متورطة في تنظيم هذا الانفجار بحيث تجعل من اعضاء  رئاسة الجمهورية لا يؤيدون قرار رئيس حكومتهم في خطواته ؟ هل المالكي يريد سرق الاضواء من الان في موضوع الانتخابات؟ نحن لا نحكم و لا نعرف السبب. ولكن ما قالوه لحد الان غير مقنع بل غريب لنا.

هل الاحزاب الكبيرة تريد الحفاظ على نفوذها في الدولة وتعطيها الاحقية اكثر من حقل  المواطن العادي ، ام لازالت بعض من هذه الشخصيات تتذكر فضل الحكومة السورية عليهم حينما كانوا لاجئين ينتظرون رحمتها فهم مستعدون لتنازل عن دماء اخوتهم في الوطن من دون يؤنبهم ضميرهم من اجل ان يرجعوا فضلها؟!!. انها مفارقة كبيرة بين من يبيع مصلحة اهله للغريب وبين من يحمل روح الوطنية ومستعد للاستشهاد كما حصل لالاف بل للملايين من شهداء العراق في الحروب الماضية من دون استثناء. اذن اين هي العدالة؟!. و اين روح الوطنية في هذه الحكومة؟  اذا كل وزير وكل شخص يشغل موقع من الحكومة التنفيذية يعارض غيره في قراره.

اذا لم تكن هناك دلائل لحد الان على ان الحكومة المشكلة والتي ادارت الحكم في العراق لمدة خمس سنوات هي حكومة طائفية لا تمثل الشعب  فالبرهان في هذه القضية واضحا الان، وما حصل لابناء الشعب انهم مشاركون على تحمل مسؤوليته. انا لا اعني لم يكن هناك البعض من المخلصين او لم يكن هناك من كان مواقف جيدة من هؤلاء السياسيين ، ولكن عجبي هو كيف يمكن معارضة قرار رئيس حكومة منتخبة من قبل نفس الاحزاب التي انتخبوه!!
واذا كان المالكي قد انحرف عن مسار الذي اتفقوا عليه لماذا لم يزيح من مكانه وتم وضع رجل اكثر وطنية وشجاعة واخلاص منه في هذا المنصب؟ ام خسارتهم  ستكون اكبر ؟

لا يمكن تفسير هذا الوضع الا بوجود حكومات عديدة في العراق اليوم، فكل وزارة ربما تعمل بموجب نظرية حزبها قبل ان تضع محصلحة الوطنية في اولوياتها وهذا سمعناه ولمسناه من خلال الفترة الماضية ، وكل مسؤول يفكر في مستقبل حزبه ونفوذه وهكذا وصلنا الى حالة من الارتباك والاشتباك،  لا يمكن حصول اي تتطور او تغيير، بل ان القضايا تحل في مجالس العشائر اكثر من محاكم القضائية  كما كان يحصل قبل قرون. وهذه حقيقة ان لم يصدقها احد ليدقق ويراقب ويقرا ويسمع التناقضات والمضاربات و يفسر لنا الملفات المعلقة لحد الان. لابل يستطيع ان يفحص الدستور ونظام الانتخابات الذي يسمح بلا شك ان يتم سرقت اصوات الشعب والكتل الصغيرة من قبل الكتل الكبيرة.
فيا لهو من يوم اسود يعيشه العراقيون اليوم، ويا للمصيبة الكبيرة التي لحقت بهم، هل يعقل ان يحصل في  بلد الرافدين مهد الحضارات ما يحصل اليوم ؟!!.

لذلك من خلال هذا المقال  نستطيع نقول لاخوتنا العراقيين  ها هو يومكم قادم ، انتبهوا الى هؤلاء اللصوص في يوم الانتخابات القادمة. انها فرصتكم تعطوهم درسا قاسيا لخيانتهم لاولادكم ووطنكم وشعبكم الذي مزقوه. فلا تتركوا من لا يحمل روح الاخلاص للوطن ان يمثلكم بعد ، احذروا من من يحمل بذور الطائفية والقومية والدينية والمذهبية والفيئوية .... وغيرها من تصانيف مخجلة لا تستحق الذكر هنا  ان يصعد على اكتافكم.

انها ساعتكم في ممارسة حريتكم التي دفعتم انهارا من الدماء ونصف قرن من العبودية لاجلها،  فلا تهدروها،  بل قولوا ما تؤمنون به، وما ترونه صحيحا لابنائكم فلستم انتم الوحيدين في العالم يجب ان يتحمل ثمن اخطاء البشرية.

1587
الاخ فاتن حمامة والاخ امير اشو
لقد ردينا الى الاخوة 
ارجو ان تقرا الرد
يوحنا بيداويد

1588
الاخوة المتحاورون
شكرا على تعليقاتكم ومشاعركم الجميلة
كان يجب على الاقل نحترم واحد الاخر  في هذه المناسبة ، احتراما لهؤلاء الشهداء الابرار كعراقيين ان لم نكن مسيحيين امناء.

 من العيب جدا ان نرد في هذه المناسبة واحد للاخر ونتعارك مرة اخرى كالاطفال على التسمية.
القرية كلدانية  وكاهنها الشهيد كلداني ،  يوما ما لم تكن اشورية مع احترامي الكبير  لاصدقائي الاعزاء من الاشوريين المعتدليين الذين لا يميزون بيننا.

لكن بأعتباري كاتب التقرير ، للشهادة اقول احدا منهم لم يقل انا اشوري. يا اخي اشور كوركيس الذي لا تحمل الجنسية العراقية  انت جلس في بيروت ومن هناك تريد سكب الزيت على نار الملتهبة في الوطن.

فارجو التوقف من تجريح مشاعر  اهالي الشهداء بكلامكم الفارغ. امامكم الوسائل الاعلامية الكثيرة من الاذاعات التلفزيونية والهوائية والجرائد والمواقع الالكترونية والجامعات والمتاحف ومنابر كثيرة للجدال في هذا الموضوع ، للقضاء على الكلدانيين و مسحهم من  الوجود.!!!!

ارجو من الكل الكف من المزائدة في موضوع التسمية فمن يكون اشوري ليكون اشوري ومن هو كلداني ليكون كلداني وكفى ارجوك كفى التعليق في هذا التقرير بهذه الطريقة.

1590
اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين سنة


يعيد موقع "عنكاوا كوم" نشر لقاءات سابقة كان قد اجراها الزميل يوحنا بيداويد مع عدد من شهود العيان من ابناء شعبنا في منطقة سميل التابعة لمحافظة دهوك بخصوص مجزرة صوريا، تحدثوا فيه عن ذكرياتهم بعد مرور اربعين عام عليها.


كتب التقرير يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
12/ ايلول 2009

تمر علينا في هذه الايام ذكرى مذبحة قرية صوريا الكلدانية التي حدثت في 16 ايلول 1969. تلك الجريمة البشعة التي تركت اثاراً واضحة على حياة اهالي  القرية ولازال البعض منهم يعانون من اصابتهم. حينما حاولت الاتصال باهالي الشهداء والقرية لكتابة هذا التقرير، اعتذر البعض منهم الحديث عن الجريمة من شدة المهم وحزنهم وبسبب فقدانهم اعز الناس عليهم ولا يريدون ان يتذكروا تلك اللحظات.  فقال احدهم من شدة حزنه " اربعون سنة والدماء لازات تجري من اهالي صوريا، لحد الان لم يتخذ اجراء بالقضية."
وهذه بعض من المعلومات المهمة عن مذبحة قرية صوريا، المذبحة الاولى في المنطقة:

التاريخ : 16/ ايلول 1969
اليوم : الثلاثاء
الساعة : بين العاشرة – الثانية عشرة صباحاً.
المكان : قرية صوريا الكلدانية في منطقة سليفاني.
الساكنون : عدد من عوائل المسيحية الكلدانية مع  بضع عوائل كردية.
الجريمة : قتل اهالي القرية بدون اثبات اي جرم.
التهمة : خيانة الوطن ودعم قوات بيشمركه الكردية.
القائم بالجريمة : الملازم عبد الكريم جحيشي مع جنوده.
عدد الشهداء : 35 شهيدا بين طفل وشاب وشابة وشيوخ وعجوز.
الجرحى : 55 جريح ، 40 منهم كلدانيا و 15 كرديا بعضهم توفوا بيما بعد.
الشخصيات البارزة في الحادث : الشهيد الاب حنا قاشا والشهيد المختار خمو مروكي والشهيدة الشابة ليلى خمو التي تشابكت مع المجرم الجحيشي حينما بدا بالرمي اهالي القرية.
الادانة الدولية : لا توجد
القضاء العراقي الحكومي : لم يجري اي تحقيقي في الجريمة
المحاكم العسكرية : لم تتخذ اي اجراء ضد المجرم بل  كُفِأ برفع الجحيشي منصبه الى رتبة النقيب .

قصة الجريمة
يقول السيد حنا ايليا الكزنخي الذي يعيش الان في مدينة ملبورن " في صباح  يوم الثلاثاء المصادف 16 ايلول 1969 مرت مفرزة عسكرية من امام القرية باتجاه منطقة فيشخابور بقيادة الملازم المجرم عبد الكريم الجحيشي. بعد مدة قصيرة سمع اهالي القرية صوت انفجار لغم من بعيد، لم تمضي فترة قصيرة حتى عادت السرية العسكرية ودخلت القرية. امر الملازم الجحيشي مختار القرية الشهيد خمو مروكي بجمع اهالي القرية، صدف كان الاب الشهيد حنا قاشا هناك، حاول بعض من اهالي القرية الهروب يمينا او يسارا خوفا منهم، الا ان الاب الشهيد حنا قاشا حاول تهدئتهم واقناعهم بعدم وجود اي خطر عليهم لانه متأكد من برائتهم، وتقدم الى المجرم الجحيشي مستفسرا عن الغرض لتجميع اهالي القرية.

 
السيد حنا ايليا الكزنخي فقد شقيقه في الثانية عشر من العمر
 
حينها بدأ المجرم الجحيشي بكيل التهم والسب لاهالي القرية، فاتهمهم بالتعاون مع قوات بشمركة ووضع الغام  التي انفجرت على الطريق تحت عربتهم العسكرية اثناء مروها باتجاه فيشخابور. حاول الاب الشهيد حنا قاشا وكبار اهالي القرية اقناعه  بأن اهالي القرية لم يعملوا ذلك ، فكلهم فلاحون بسطاء لا يعرفون اي شيء عن الالغام والمعدات العكسرية ولا ليديهم اي علم بوجود بيشمركة في المنطقة. الا ان المجرم عبد الكريم الجحيشي اصر وقال " ان لم تسلموا لي الفاعل ، فانتم كلكم متهمون،  كلكم خونة سوف ارميكم" . فكان الحقد والغضب والشر يقدح من عينيه. فلما اتم جنوده من جمع اهالي القرية من الكبار والصغار والشيوخ  في بقعة ارض مسيجة كانت تستخدم لزرع الثوم او بستان واحيانا  تستخدم كزريبة للحيوانات (حسب اقوال البعض) وحينما لم يجد المجرم الجحيشي اي شخص قام بعملية زرع الالغام، سحب اقسام رشاشته ثم امر جنوده العمل بالمثل  والبدء  برمي اهالي القرية.  حينها قفزت الفتاة الشجاعة الشهيدة ( ليلي خمو) التي كانت في مقتبل العمر على المجرم الجحيشي وتشابكت معه محاولة ايقافه واخذ السلاح منه، لم يستطيع المجرم  سحب سلاحه من يدي الشهيدة البطلة، فسحب  مسدسه و قضى عليها .
ثم امر الضابط المجرم جنوده برمي جميع اهالي القرية بضمنهم الكاهن الزائر الشهيد حنا قاشا . استمر الرمي الا ان تأكد  لم يبقى شخصا واحدا واقفا على قدمه ، لان مساحة المكان كانت صغيرة فوقعت الجثث واحدة فوق الاخرى الامر الذي ترك بعضهم يبقى احياء او جرحى. ثم اشعل النيران بالبيوت والبساتين وترك القرية منكوبة.

بعد هذا اكملت الجريمة من قبل الجهات الحكومة والجهات المسؤولة في المنطقة، الامر الذي لا يترك اي شك، كانت هناك اوامر من الجهات العليا لعمل هذه المذبحة، حيث منعت القوة العكسرية من وصول اي اغاثة او دواء للجرحى او حتى نقلهم او دفن الموتى ، لمدة يومين او ثلاثة تركوهم هناك في دمائهم الى ان قضى بعض الجرحى نحبه من شدة النزيف . بعد تدخل الشخصيات المعروفة واغوات المنطقة سمح لهم بدفن موتاهم ونقل الاحياء الى المستشفيات . سقط في هذه الجريمة 35 شخصا بعضهم براعم صغار لا يتجاوز عمرهم بضعة سنوات، وعدد كبير من الجرحى الذين توفوا فيما بعد.

ثم طالب السيد حنا الكزنخي الجهات المسؤولة بعدم دفن اثار هذه الجريمة التي سببت فقدان اخيه الصغير ياقو (12 سنة) وعجر والدته راحيل متي لمدة اربعين سنة فقال:  " انني اطالب الحكومة العراقية وحكومة الاقليم تثبيت هذه الجريمة من ضمن جرائم الانسانية التي اصابت شعبنا العراقي كغيرها من الاف الجرائم  التي اقدم عليها النظام المجرم في العراق منذ توليه السلطة في تاريخ العراق، وادخال الحادثة  ضمن منهاج الدراسية للاجيال القادمة لا سيما في اقليم كردستان الذي دفعنا ثمنا باهضا في قضيته، كما اطالب المسؤولين من شعبنا تعويض اهالي الشهداء بما يستحقون كغيرهم الذين تم تعويضهم" .

يقول السيد شمعون موسى مروكي  بنبرة مملوءة من الحزن والالم:  " كلما اتذكر هذه الحادثة كأنها تحدث امامي الان )


السيد شمعون موسى مروكي خمسة ضحايا من عائلتي
يتوقف قليلا محاولا جمع قواه من شدة حزنه  ويستمر في الحديث: "  كان عمري عشرة سنوات في حينها ، اتذكر كان بيتنا في طرف القرية لم نسمع بما كان يحصل في القرية الا ان جاء احد الجنود واجبرنا بالحضور انا ووالدي ووالدتي واخواتي الصغار. كنت محظوظا كانت اصابتي في كف اليد ووقعت تحت اشلاء الجثث انا واخواتي سلمى (6 سنوات ) وجميلة (9 سنوات) في حينها، لكن استشهد والدي وعمي وبنات عمي اثنتان من ضمنها ليلى البطلة وكذلك زوجة عمي.  حينها هربت الى القرية المجاورة افزروك ومن هناك ذهبت الى شكفتي مارا قرب مدينة زاخو حيث كانت اختي المتزوجة تعيش. قبل عبورنا نهر الخابور، طلبت من اخواتي الصغيرات جميلة وسلمى ان يغسلوا ملابسهم من الدماء التي لطخت بها. ولما وصلت بيت اختي. تعجت اختي واهالي بيتها عن قدومي ومعي اخواتي الصغيرات لوحدنا".

  توقف قليلا السيد شمعون وادار وجهه طرفا محاولا مسك ذاته  ثم استمر بالحديث فيقول:  " حينها لم استطيع ان اتحمل فجهشت في البكاء واخبرتهم انهم قتلوا جميع اهالي القرية ولم يبقى احدا منهم حياً ونحن انهزمنا  الى افزوك وجئت الى هنا الان).

عن هذه الجريمة يقول السيد شمعون " انني اطالب اخوتي وابناء شعبي من الكلدان  جعل هذا اليوم متميزا في تاريخنا المعاصر،  كذلك اطالب حكومة الاقليم ان تدخل هذه الجريمة في المنهاج الدراسية في  كردستان كجزء من وفائهم  لكل الجرائم والشهادات والماسي التي قدمها اهالينا في القضية الكردية منذ ما يربوا خمسين سنة.".

اما العم ايليا يوخنا جلو الذي يتجاوز عمره الان 85 سنة  يقول " لا استطيع انسى تلك اللحظات التي استشهد فيها عدد كبير من اقاربي واهالي قريتي وانا اراهم يسقطون واحدا بعد الاخر في لحظات معددة، ولا ان انسى كيف استشهد ابني  ياقو الذي كان عمرة 12 سنة على صدري برصاص هؤلاء المجرمون ."



السيد ايليا يوخنا جلو وزوجته راحيل متي ياقو فقد ابنه


اما زوجته راحيل متي ياقو  تقول " كاد الموت يقضي علي لولا رحمة الله، كانت اصابتي شديدة و بالغة ، لي اصابة في ظهري  وقدماي، عشت منذ ذلك ولحد  اليوم اربعون سنة معوقة لا استطيع التحرك الا  بصعوبة، والان اتحرك على الكرسي."
 


اثار الجرح على اقدام السيدة راحيل متي ياقو جعلتها مُعوقة لمدة اربعين سنة

ثم تقول بعد " نقلي الى مستشفى في موصل اراد الاطباء قطع كلا قدمي، الا ان الاب ابونا البير الذي تواجد هناك في زيارتنا والاعتناء بنا  منعهم من فعل ذلك."
ثم اردفت تقول " لقد اصحبنا لا جئين خمس مرات وخسرنا ولدنا واصحبت معوقة خلال كل هذه السنوات."


يقول السيد ايشو بطرس" كان عمري 11 سنة ، احضرونا الجنود بالقوة انا ووالدي ووالدتي الشهيدة مريم صليو واخي زيتو واختي كني واخي الشهيد سفردون. استشهدت والدتي مريم  واخي سفردون ووقعنا تحت الجثث ومن هناك اخذنا والدي الى قرية افزروك ثم  الى قرية شكفدلي. ارسلني والدي اذهب الى القرية كي  ارى ماذا حصل فيما بعد. بعد مجيء مع الاخرين وجدنا الجثث على حالها ، متحلل، متفسخة"


السيد ايشو بطرس توما فقدت والدتي واخي في المذبحة  
   

عن هذه الحادثة يقول السيد ايشو " كانت المذبحة الاولى في المنطقة لمدة طويلة من الزمن ، على الرغم من مرور اربعين سنة الا ان المسؤولون من حكومة الاقليم او حكومة المركزية لم يجروا اي بحث لجمع معلومات عن الجريمة ولا عن  اهالي المذبحة"
ثم يردف قائلاً " انا ايضا اطالب ان تسجل هذه الحادثة في الكتب التاريخية  مثل تاريخ العراق المعاصر او تاريح الحركة الكردية لاننا دفعنا ثمنا باهضاً من اجل القضية الكردية، اتمنى ان تدخل هذه الحادثة في المنهاج الدراسية كي يعرف الاجيال القادمة عنها وان لاتنسى"
 
السيد زيتو بط-رس


يقول السيد زيتو بطرس عن الحادث:  " على الرغم من عمري الصغير، 8 سنوات لكنني اتذكر الحادث جيدا، جمعونا في بستان صغير مسيج، انا وقعت تحت الجثث لذلك لم يصيبني اي شيء، اتذكر قال والدي لي ارمي نفسك على الارض واجعل نفسكم امواتاً)
 عن دفن الموتى قال السيد زيتو " كانت الجثث متفسخة، فعمل اهالي القرية مع الرجال القادمون من القرى المجاورة حفرتان كبيرتان وضعوا الرجال والصغار في احداهما والاناث في حفرة اخرى"
ثم يردف قائلا " اتذكر جيدا كنت ابحث عن حذائي ، حينما مسكني احد الجنود وضربني على ظهري وسحبني حافيا الى مكان الجريمة. اتمنى ان لا ينسى هذا الحادث ويصبح عابرا بل على الاقل يتم بناء نصب تذكاري في هذا الموقع  وان يدخل تاريخ هذه الجريمة  في المناهج الدراسية كي تتطلع الاجيال القادمة عليها وان لاتنسى . "  

1591
الاسبوع الثقافي السرياني الثاني وثماره الطيبة


بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
1 ايلول 2009

الشعوب تبقى حية بانجازاتها التاريخية مثل انتاج كتابها او بقصائد شعرائها وبالواح و رسومات فانينها ، بأبطال مسرحياتها وباختراعات علمائها وبمواققف سياسيها ونظريات مفكريها وبتراثها، عادتها ، تقاليدها.  كما ان المسرح مراة المجتمع، كذلك هي جميع الفنون ومجالات الابداع مراة لعظمة الامة وهيبتها. فالشعوب الحية هي كالشجار التي في بداية كل ربيع تخرج سيقان جديدة منها وباتجاهات مختلفة  متصارعة مع بعضها  من اجل الحصول على اكبر كمية من الماء والتربة كي تحمل اكثر اوراق خضرة وثمار طيبة  وظلال  متماسكة. اما الشعوب الميتة هي الشعوب التي فقد ابنائها قابلية على اي عطاء، التي قبلت ان ترتدي ثوب الاخرين، فهي فارغة تفرح برموز غيرها  فهي في طور الزوال او الاندثار او الذوبان اجلا او عاجلا.

جرب شعبنا المبتلي بمصيبة التسميات حظه منذ سنين طويلة في طرق مختلفة لايجاد مخرج  من حرب التسميات الوهمية بطرق عديدة لاعادة اللحمة بين ابنائه وتشجيعهم على عمل الابداع  كي يتخذ موقعه بين مكونات العراقية كما كان في الماضي لكن  للاسف فشل لحد الان، لان لا احزابنا ولا كنائسنا استطاعت لحد الان تقلص هذه الهوة بيننا ولم تأتي بأي مشروع اوخطة تقربنا من بعضنا في المستقبل.
لكن في الاسبوع الثقافي الذي اقامته مديرية الثقافة والفنون السريانية الاخير في مدينة عنكاوا وجدتُ بصيص من الامل، فأرجو ان لا ينطفء هو الاخر. نعم قد يكون الفن والثقافة والشعر والمسرح والرسم السبب الذي يستطيع جعلنا ان ننسى هذه الاختلافات وسببًا لامتزاج  افكارنا و مشاعرنا وارائنا ومواقفنا في بودقة واحدة.  وفي النهاية توحدنا.

على الرغم من المدة القصيرة لانشاء هذه المديرية ( مديرية الثقافة والفنون السريانية التابعة لحكومة الاقليم الكردستاني) الا انها استطاعت تقوم بعدد من الانجازات الثقافية الفنية اهمها تنظيم الاسبوع الثقافي الثاني قبل اسبوع  بنجاح تام. كنت اقرأ عن فقرات ونشاطات المهرجان واحاول ان اتابع التقارير اليومية عنها. حقيقة فرحت بهذا الانجاز الكبير لاسيما بوجود  حضور ومتابعة من قبل الجمهور في جميع الايام.

وحينما كنا هناك (في مدينة عنكاوا) قمنا بزيارة المتحف والمديرية والتقينا بالاخوة المسؤولين الذين وجدتهم كثيري الحماس والطموح لاقامة النشاطات والمشاريع  لابراز الهوية التاريخية لشعبنا كذلك توثيقها باقرب فرصة قبل ان يحل الاندثار عليها بسبب الهجرة الى المدن او الى الخارج.
 كل الشعوب تحاول حفظ تاريخ انجازات اجدادها، تقاليد وتراث ابائهما تفتخر بعظامئها، لا بل ان احدى اهم الطرق المعروفة في قياس عظمة اي امة تعتمد على عدد العظماء وقيمة الانجازات التي انجبت هذه الامة ، كل الامم تحاول توثيق علامات اثارها على ارض الواقع، حتى المدن الصغيرة في الدولة الواحدة او المحافظة الواحدة تحاول ان توثق جهود وانجازات ابنائها لانها ارث التاريخي الخاص بها مهم لهويتها في متحف خاص بها.

فالاخوة المسؤولين في المتحف السرياني الذين التقيناهم  كانوا كثيري الدقة في طريق حفظ الوثائق، وطريقة نقل المواد القديمة، طريقة عرضها، تنظيم و عرض الازياء لمدنا وقراننا على مر التاريخ، كانوا يكتبون كل ملاحظة او معلومة متوفرة مثل التاريخ والمكان وصاحب الحاجة وطريقة عملها او المواصفات او مكان اكتشافها وغيرها من المعلومات المفيدة.
 يا ليت يتم تزويدهم بكل ما هو تراثي كي تصبح دلالات  وشهادات واختام لاقدام اجدانا في هذه المدن والقرى في المستقبل.

اما الاسبوع الثقافي الثاني الذي اقامته هذه المديرية بالحق هو انطلاقة جديدة لشعبنا موحدا في عمله.  حيث كان المهرجان  كبيراً متنوعاُ شاملاً لكل انواع الابداع الثقافي والفني، اسبوع كامل وفي كل يوم نشاط او نشاطين مختلفين. الامر الذي فرحنا اكثرهو عدد المسرحيات التي عرضت التي شبهتها بالمسابقة بينهم ، الذي ان دل على شيء فهو يدل على ان شعبنا على الرغم من جروحه الامه ومصائبه  وتشتته بين دول العالم لازال حياً وله تواصل وعطاء كغيره من الشعوب في ارض اجداده بلاد الرافدين.

املنا في المهرجان الثالث ان يكون اوسع واكثر انتشار، ان يتم توجيه الدعوات لشخصيات ادبية او شعراء او فنانين المسرح او رسامين او عازفين شتى انواع الفنون من الخارج والداخل من ابناء شعبنا، كذلك توجيه الدعوات للكتاب والشعراء والفنانين المعروفين من الاخوة العرب والاكراد للحضور كضيوف شرف، وان يتم تقيم عمل المشاركين بتشكيل لجان مختصة في كل حقل ويتم تكريم الفائزين كحق طبيعي لجهودهم وتشجيعهم على الابداع والعطاء.

الف مبروك للاخ الدكتورسعدي المالح  المدير العام لمديرة الثقافة الفنون السريانية والاخ  بطرس نباتي مدير الثقافة والفنون السريانية والاخ فاروق حنا عتو مدير المتحف السرياني  وكل العاملين في المديرية وكل الذين شاركوا  في تحضير هذا المهرجان الكبير.

الف تهنئة للمشاركين من الكتاب والشعراء والفنانين والرسامين والمطربين وشتى انواع الفنون الاخرى القادمين من جميع القرى والقصبات ومدن شعبنا في  الوطن للمشاركة في هذا المهرجان الكبير، بالحق انتم اليوم الجنود الحقيقين في رفع رايتنا، من خلال عطائكم الفكري، الثقافي، الفني  يسمو وجودنا بين مكونات العراقية محتفظة بوجودها الى الابد. وان شاء الله في المهرجان القادم يكون عطاءكم اكثر وافضل.


1592
                       تهنئة للقوائم الفائزة ..على الكلدان الافتخار بمشاركتهم ..عتاب على الوحدويين
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
12/ ايلول 2009

تهنئة للفائزين
في البداية لا يسعنا الا ان نقدم اجمل التهاني والتبريكات الى الاخوة الفائزين من قائمة المجلس الشعبي (قائمة 68)  والاخوة الفائزين من قائمة الحركة الديمقراطية الاشورية (قائمة 67 ) متمنين لهم كل الموفقية في فوزهم و مواقعهم الجديدة .
في نفس الوقت نأمل من الاخوة اعضاء الجدد في  البرلمان اقليم كوردستان، ان لا ينسوا مهماتهم القومية وان يكونوا فعلا جنودا للدفاع عن الحق والطموح وتحقيق العدالة والقانون والمساوات لجميع ابناء الشعب العراقي الساكنين في اقليم كوردستان لا سيما من ابناء شعبنا . انهم هناك للدفاع عن جميع ابناء شعبنا بكافة تسمياتهم واحزابهم وكنائسهم ومجتمعهم بدون تفرقة او تجريح او فضل ولم يعد تمثليهم محصورا بحزبهم او جهة خاصة او تسمية خاصة بهم .
لقد انتهت الانتخابات واعلنت النتائج وكانت النتيجة بحسب قرار المفوضية المشرفة على الانتخابات  انهم الفائزون، فالف مبروك لهم . لكن مهامهم قبل الانتخابات  ليست مثل بعد الانتخابات. فاثناء الدعاية الاعلامية كان هناك الجدال والصراعات والاتهامات بين القوائم وهذا امر عادي في الانتخابات الديمقراطية. لكن كان ذلك في الامس واليوم هو وقت الجد والعمل والتصميم والمناورات السياسية. فنتمنى طي صفحة الاتهامات والبدء  بصفحة الواجبات فهذه مهمة مقدسة في عنقهم طالما يحملون شرف تمثيل شعبنا بكافة تسمياته وترك عملية الصراع والمنافسة بين احزابنا وكوادرها  كالعادة.

الكلدان والنتائج المخيبة

لم تكن النتائج المخيبة لقائمة الكلدان الموحدة (64) مفاجاة لي شخصيا، لاسباب قلناها لاخوتنا المسؤولين من احزاب الكلدانية وقواهم حينما كنا في العراق قبل الانتخابات. في نفس الوقت يجب ان لا يحل الاحباط فيهم ، فاللعبة السياسية مثل اي لعبة رياضية فيها فوز وخسارة ، والخاسر يجب ان يتعلم من تجربته دروسا ليتدرب ويقوى على نقاط ضعفه كي يحقق الفوز في اقرب الفرصة. من لا يستفيد من تجاربه لا يلوم الاخرين، ولا يوجد حزب او رياضي لم يخسر نزالا او مباراة.
يجب ان لا ننسى ان احزابنا الكلدانية كان ينقصها الكثير من المستلزمات، وقد كتب عن هذا الموضوع عدد كبير من الاخوة الكتاب ، كان ينقصهم  قنوات التلفزيون للدعاية والاعلام والجرائد والمواقع الالكترونية  والاموال والعمل السياسي المتين الذي كان يجب ان يكون موجودا في القاعدة قبل الانتخابات، هذا بالاضافة الى تعرض البعض من المصوتين للضغوطات والمناورات السياسية او بسبب مصالحهم الشخصية  في المنطقة هذه وغيرها من الاسباب كانت هي السبب لهذه النتائج المخيبة ذلك ما شاهدناه او قرأناه من خلال تقرير الاخ اسكندر بيقاشا .
لكن كما يقول المثل الصيني المشهور (مسيرة الف ميل تبدأ بخطوة) . بهذه الخسارة لم  لم تنتهي الدنيا امام الكلدان عليهم الافتخارعلى الاقل بالمشاركة، فالانتخابات البرلمانية في الحكومة المركزية في العراق  قادمة خلال خمسة اشهر، فعليهم اجراء دراسة مفصلة عن اسباب النتائج وبصورة موضوعية بعيدة عن التعصب ووضع اللوم على اية جهة ومن ثم البدء بالتخطيط للانتخابات القادمة فهي مسؤوليتهم، وياليت حصل انعقاد المؤتمر الكلداني العالمي قبل الانتخابات وتكون الانطلاقة من هناك.

عتاب على الاخوة الوحدويين

عاتبني صديق حينما خابرته متسائلا عن احوال الشخصية، عن سبب وجود ازدواجية في كتاباتي ، فمن جانب اتظاهر نفسي بالشخص الوحدي الحريص على الامة ومصيرها  ومن جانب الاخر انا كلداني متعصب لانني دعوت للتصويت لقائمة الكلدانية، وتساءل عن سبب كتابتي لمقال تحت عنوان : الكلدان ويوم الامتحان.  ونشرها قبل يومان من الانتخابات فقط.
الموجود على الرابط التالي
www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=322630.0
 الحقيقة لم اتفاجأ بعتاب هذا  الصديق او غيره لانه مرات كثيرة في السابق دخلنا هذا الجدال معه او مع غيره وكنت قد اجبته على هذا السؤال  في حينها. وها انا اجيب  عليه مرة اخرى
نعم انا كلداني لحد العظم وحريص وملتزم بكلدانيتي مهما وجدت ذلك امرا ضروريا للمجتمع الذي انتمي اليه ، ولكن في نفس الوقت انا انسان واقعي وموضوعي وحريص، غير متعصب وغير متشنج . انا مقتنع جدا جدا، ان تاريخنا (شعبنا الكلداني الاشوري السرياني) ممزوج معا،  فلا احدا منا يستطيع يثبت صحة انتمائه الى اي تسيمة يدعيها اليوم،  بسبب دخول كل القوميات في وادي الرافدين المسيحية في حينها واتخذت من لفظة سوريتوتا (الكلمة الارامية) بمعنى المسيحيون اسما لهم والبرهان على ذلك لم اجد اسما لاي من بطاركة  الكنيسة الشرقية او مطارنتها او كهنتها او مفكريها  او قديس  من قديسنا يحمل اسم له دلالة قومية كما هو اليوم اكثر من الدينية ،فكان اهتمامهم منصب على تعليم اولادهم تعاليم الديانة المسيحية  واطلاق الاسماء الموجودة في الكتاب المقدس – عهد القديم على اولادهم. كان من بين هذه القوميات من الكلدانيين ومن الاشوريين ومن الاراميين (السريان الجدد) ومن الاكراد والعرب والفرس  وغيرهم. وما نحن الا بقايا تلك الكنيسة العظيمة التي جاوز عددها 60-70 مليون ووصل تبشيرها حدودها الصين.
ان الوحدة التي التزم بها ابائنا  واجدانا و قبلوها من قبلنا ، تشير الى مدى نضجهم وصدقهم  في اقوالهم وافعالهم ، فحينها قبل الواحد للاخر التزاما بمبادئ ديانتهم المسيحية الجديدة التي جعلت من وجودهم ان يستمر الى هذا اليوم، الذي نتصارع على اسمائهم القديمة. انا شخصيا بالاضافة الى  الديانة المسيحية و وحدة المصير هناك مقومات اخرى اجدها موجودة في حياتنا اليومية وهي  التراث واللغة والثقافة والعادات والحياة الاجتماعية المشتركة  .......وغيرها. لهذه  الاسباب  افضل دائما طريق الوحدة الشاملة على الوحدة التي تخص جماعتي الكلدانية. في نفس الوقت اشعركل يوم يمر ان الوحدة التي نتكلم عنها يصعب تحقيقها و اعرف كلما استمر الصراع من اجل التسميات كلما اقترب شمسنا من غروبه او بكلمة اخرى اقترب زوالنا  جميعا.  
والسبب في ذلك لانني  لا ارى الوضوح من قبل عدد كبيرمن المسؤوليين وكتاب مرموقيين وجهات دينية مسؤولة لها موقعها في المجتمع في تفضيلهم الوحدة الشاملة والبحث عن صيغة توفيقية عوضا التسمية الفردية لكل واحد من مكونات شعبنا. ذلك مرة اخرى يجعلني ان اشعر بالغربة بين اخوتي الاشوررين او السريان حينما اكون بينهم لا بل يشدني الى كلدانيتي اكثر فاكثر. هذا هو واقع الكثير من الكلدان، لا بل الكثير منهم تعمذ حسب مبادىء العنصرية التي نقلت وزالت تنقل اليهم من الاخرين من ابناء شعبنا.
لكن في كل مناسبة اظهر كلدانيتي اجدد الدعوة على ان نقوم جميعا بتحمل المسؤولية واتخاذ قرار جريء وصريح وواضح يضع حدا لهذه المشكلة وايجاد تسمية موحدة. لان التسمية المركبة اصبحت ركيكية وخطرة يمكن ان تجلب المصائب لنا اذا استخدمها الانتهازيون؟!
اقرا مقالنا ( رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان) على الرابط التالي
www.ankawa.com/forum/index.php?board=9.500
اما  ان يعيرني صديق على النتائج المخيبة لقائمة الكلدان ،فانا اقول نعم حقا كانت النتائج مخيبة فذلك ليس بامر عجيب، كما قلت سابقا على المسؤولين من احزابنا الكلدانية دراسة المسببات واتخاذ القرارات اللازمة .
لكن لا اعرف ما معنى ان تخرج شعرات جلود البعض من قمصانهم من شدة غضبها حينما يدعي احدا من الكلدانيين بكلدانيته، ولماذا لا يجاوب المعتدلين  والوحدويين او الناطقيين باسماء احزابنا على المقالات والتصريحات والاتهامات يطلقها المتعصبين  من الاخوة الاشوريين؟ . والامثلة كثير وموجودة في المواقع الالكترونية.
اليست الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) تحمل اللقب الاشوري على الرغم من من وجود مئات بل الالاف من كوادرها من اصول او مناصريها من الكلدانيين لماذا لم تغير اسمها الى كلدو اشوري او اي اسم توافقي اخر. اليس من الضروري ان يتم تغيير اسمها الى اسم اكثر شمولي ومقبول لكل ابناء شعبنا ام انهم  من (اي الوحدويين) الذين يؤمنون  لا صحة لمقولة ان للكلدان وجود في التاريخ؟!. وهل هذا صحيح؟
لماذا يحمل حزب الاترنايي لحد الان ، الحزب الوطني الاشوري،  اي لقبه الاشوري، وهل كتب او طلب احد من مسؤولي هذه الاحزاب او الكتاب من الاخوة الوحدويين ان لا يكتبوا اسمهم الاشوري كما يشاءون ؟ اليس هذا تناقض مع ما يدعون به؟
اذن لماذا يطلب البعض من الكلدان التخلي عن كلدانيتهم؟
اخوتي الاعزاء من  له اخوة لا يستطيع ان يميز بينهم او يتخلى عن واحد منهم في الطريق  لاي سبب مهما كان ذلك السبب قويا . فمن يحب ان يكون الكلدان اخوة لهم يجب يحبهم ككلدانيين ومتى قَبل ان يُدعى اوأعترف باسم اخر حينها ليطلب اويُشعر اخيه الكلداني بضرورة قيامهم معا بهذه الخطوة اي تغيير الاسم.  اذن لا يوجد حلا لهذه المعضلة الا من خلال الثقة والاخلاص. اما بخلاف ذلك كلها امور محصورة بالمصلحة الذاتية وعملية الاسترزاق على مدى البعيد. وازدواجية الموقف.
انا لا انكر هنا لا وجود للكلدانيين المتعصبين المتزمتين ،غير واقعيين، غير مباليين، خطريين وانتهازيين، انا لم اقل كل الكلدان قديسين، ولكن هناك الالاف من الكلدانيين هم اكثر عقلانية واكثر منطقين من غيرهم في تفسيرهم للامور لذلك تجدهم لا يفرقون بين من يطلق على نفسه اشوري او كلداني او سرياني. والبرهان على ذلك هو التصويت الذي حصل في الانتخابات الاخيرة. فهنا اسأل هل يوجد شخص يحمل اسم التسمية الاشورية او السريانية منظم للاحزاب الكلدانية؟ كي نصدق لا يوجد فرق بين الاشورية والكلدانية والسريانية. ام ان الكلدانية ليس لها شرف ان تكون موجودة مثل الاشورية والسريانية.

كما قلت في جلسة حوارية لبعض من الاخوة المثقفين قبل بعضة ايام ،ان المواقع الاشوريين المتعصبة  او المواقع الكلدانيين المتعصبة  لا يقبلون نشر مقالاتي لانهم لا يرون فيها سوى الاساء اليهم حينما لا اتفق معهم او اضرب الطبل لهم.
انا اعتبر الكتابة مهمة مقدسة، لان فيها تربية و تعليم عن طريق نقل المعلومة، فليس صحيحا ان اكتب شيئا لا اؤمن به، او ان اجلب الاساءة لاحد من قصد وبدون برهان مقنع ولكن في نفس الوقت قول الحق واجب بل موضوع  مبدأ وكرامة وحق والسكوت عنه جريمة. لان الكاتب الحقيقي يكتب ما يملي ضميره عليه وليس لاجل ما يملء جيبه!!!!
فمن يطلب مني الكتابة ضد الاكراد عليه يزور مدينة عنكاوا ودهوك والقوش وزاخو وسهل نينوى ويعرف حال شعبنا المهجر من بغداد وموصل وبصرة هناك ، وليطلع على المساعدات التي قدمتها حكومة الاقليم في حينها وزالت تقدم بعضها، ثم يطلب مني الكتابة ضد اخوتنا في الوطن والتاريخ. لكن في نفس الوقت لا اقول لا توجود نواقص في ادارة الاقليم  لان العراق كله يسير وفق التقسيم القومي اوالطائفي اوالديني اوالمذهبي اوالقبلي وغيرها من الامراض التي ابتلت بها جميع الشعوب الشرقية.

1593
رحلة الى رحاب الوطن
الجزء الثاني

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
1 ايلول 2009
بعد اسبوع ممتع وجميل في مدينة عنكاوا واربيل شدينا الرحال الى مدينة زاخو ( زاخوتا) التي طالما بالنوم على اسطحها في ليالي الصيف وبجسر دلي دلالي (العباسي) ومياه نهر خابور والسباحة فيها  بعد فراق طويل.
كان سائقنا من مدينة اربيل يرتدي الشروال والقميص. في البداية ظننت انه رجل امي ولكن اكتشفت فيما بعد ان الرجل مثقف ويعرف الكثير عن طبيعة العراقيين وتاريخه . اختار سائقنا طريق على ما اعتقد ( كلك –بعشيقا- برطلة  – باعذري –دهول- سميل -فزاخو).
الحقيقة كنت منتبهاً جدا على الطريق واشاراته لاسباب معروفة في هذه المنطقة.
حينما كنا نعبر السيطرات الكثيرة المنتشرة بين هذه المدن ، كان يجاوب سائق الاجرة  رجال الامن الواقفين في السيطرات، واذا ارادوا سألوننا ، فأغلب الاحيان يسألون؟ سورايي!!!. كنا نقول نعم بالسورث سورايي. يقول اهلا بكم  ويعطي اشارته للعبور. عندما كنا اسفل جبل باعذري. كانت هناك سيطرة مشددة وحينما علم نحن كلدان فتح الطريق بدون المسالة او تفتيش بعد. بعد ابتعادنا منهم خمسين مترا قال سائق الاجرة: لو لم تكونوا  سورايي ( اي مسيحيين) ربما كان ارجعتنا هذه السيطرة الى طريق الاخر ربما تاخذ ساعة اخرى من الطريق . لا اعرف اي طرق كان يقصد.

كنت اقرأ اسماء البلديات والقرى التي نمر فيها المقارنة عن كنت سمعت عنا وما هو على ارض الواقع. في منتصف طريق ونحن بين وديان جبل باعذري .طلب السائق التوقف قليلا للتدخين .
لم تمضي عشرين دقيقة من السياقة حتى ظهرت علامات محافظة دهوك. لاحظنا الطريق الواسع الممتد في وسط دهوك الذي يربط بين شرقها وغربها والبيوت الممتدة الى منتصف الجبل من جهة بروشكي  كنت اسحب الصور واسال السائق عن اماكن التي عرفتها حينما كنت هناك خلال حرب الكويت..عبرنا سميل ووصلنا مدخل (الكلي ) لاحظنا التوسع الكبير والتبليط، الشارع الان اصبح (سائدين) ، قلت للسائق هل تعلم كم حادث وحادث وقع هنا؟  كم من الناس توفوا في هذا الطريق.؟
حينما نزلنا من جهة الثانية اول ما ظهر ظهرت سلسلة جبال المتعانقة معا في  الجبل الكبير الذي  يقع على حدود تركيا الذي يحمل مئات الذكريات لنا بالاخص حينما عبرناها قبل 20 سنة في طريقنا الى تركيا.

شيئا  فشيئا اقتربنا من مدخل زاخو .  كانت هناك بوابة عالية كبيرة  انها سيطرة كبيرة ، لم يسال المفتش اي سؤال ربما بسبب رقم السيارة الذي كان يشير الى اربيل!!
بعد دقيقة وصلنا امام موقع بنزينخانة القديمة، وحينها تذكرت ازمة النفط في بداية السبعبنات حينما اممت حكومة العراق النفط في ذلك الوقت،فاصحبت شحة كبيرة في الوقود بالاخص النفط  الابيض  (كيروسين) وتذكرت كم ليلة و ليلة قضها الناس في البرد ينتظرون مجيء النفط  هنا ؟!!.

عبرنا جسر الفاروق القديم لاح لنا  من بعيد تمثال رجل طويل  في وسط الساحة قرب بناية قائمقامية  او قشلة  او سوق اليهود على قمة التلة ، حينما اقتربنا قرات اسمه ( انه المرحوم  الوزير صالح يوسف زاخولي).
كانت الساعة تشير الى قرب الثانية عشرة نهارا و الطريق مزدحم  جدا ، لاحظت ان جسر سعدون قد وسع كثيرا واصبج سائدين ايضا بينما في السابق كان سيارة واحدة تعبر عليه.
كنت انظر الى اليمين واليسار الى المحلات والبنايات الجديدة واعيد ذكرياتي لها قبل 35 سنة واقارن التغير والتحديث الذي حصل هناك ونحن نشق طريقنا الى ساحة بارزان  بعد ان عبرنا مدرستي  زورزان وبوتان و هيزل الابتدائية التي درست فيها قبل 38 سنة ثم محلة البرايتي الجديدة او العباسية في القديم.
في اليوم التالي تحولنا الى البيت الذي  استأجرناه بعد مساعدة اصدقاء واقرباء  لن انسى وكرمهم وفضلهم وحسن استضافتهم لنا هناك.
مضت الايام كأنها دقائق ونحن نزور اماكن ومناطق وقرى واقارب واصدقاء لنا في مدينة زاخو.

كنت مشتاقا لزيارة قريتي اصطفلاني وجومي فذهبنا هناك بسرعة ،عدة مرات جلسنا  هناك على تبيلط الشارع وتحت الظلال  ونحن ننظر الاماكن من الجهة المقابلة للقريتين ( الموقع يطلق عليه نزارا بالسورث  ) نتذكر اسماء المواقع  والطرق و  ونستذكر الذكريات و الاحداث والايام  التي عشناها هناك قبل 40 سنة .
خلال هذه الفترة قمنا بزيارة مدينة  الى القوش ودير السيدة ودير ربان هرمز وبيشخابور وبيرسفي ونافكندالا  وشرانش ودهوك وديربون ودشتخ وابرخ وقسروك وامرا دشيش وافزروك وديربون  وشاهدنا مياه العين الغزيزة المتدفقة من نهاية جبل الابيض. وجلسنا عدد مرات تحت الظلال على حافتها جدول الماء الجاري منها.
وهذه بعض الصور لبعض من هذه المناطق.


جسر دلي دلالي

 
 
شلال شرانش السفلى


 
بحيرة  بهيري



قرية اصطفلاني-  الكهف المشهور  (كل كوندا)
 

 
امرا دشيش مع البعثة التي زارت بقايا اثار دير مار اثقن


 
 بيوت قرية شرانش الحديثة

 
 
ثمثال مريم العذراء تحت بناية كنيسة مار كوركيس في قرية فيشخابور على ضفة  نهر خابور


 
مدخل كنيسة مار كوركيس في فيشخابور


 
 بئر الماء في ساحة الكنيسة  مار كوركيس في فيشخابور مع ( مندرتا) قد تعود الى اكثر من مئة سنة

 
 
اثار بيت عزيز اغا المشهور في  قرية فيشخابور منتصف القرن الماضي


 
بقايا اثار قرية جومي-  وكهفه المعروف باسم ( علي اغا)


 
موقع البيوت قبل خرابها  في قرية جومي اما قلاتا


 
في  مناسبة رسامة الاخ جمال يوخنا شماسا انجيليا  في كنيسة زاخو


 
زيارة الى مركز هيزل-  مكتب السيد امير كوكا
 

 
مع المطران بطرس هربولي في كنيسة العباسية

 

 
  مع الاب مفيد مرقس ومجموعة  من الشمامسة (ياقو ايليا و جوزيف يونان حاني ويونان بطرس من استراليا وميخائيل يوسف مرقس وشخص اخر لا اعرفه  وكاتب الاسطر في كنيسة العباسية- محلة برايتي الحديثة


 
احدى اللقاءات على ضفاف مياه عين ديربون الشهيرة


   
مع  السيد حميد شريف احد شيوخ عشائر الكردية المعروفة  في منطقة زاخو






1594
عادل دنو و قراءات شعرية

تقرير عن الامسية الشعرية  التي اقيمت في مدينة ملبورن في تموز الماضي
اقيمت مساء السبت الموافق 11 تموز  2009  امسية لقراءات شعرية للشاعر الاديب عادل دنو وعلى قاعة عشتار في منطقة كولارو وعلى مدى ساعة ونصف.  شنف صديقنا الشاعر اذان الحضور بعدد من القصائد التي اثارت الاشجان و مداواة الجروح  التي لازمت هذه الامة عقودا من السنين وتغنت بالوطن الكبير الذي انكفأ وحنت المتاعب ظهره.
لعلها المرة الاولى التي تعقد مثل هذه الامسية على اساس الصداقة والهموم الثقافية المشتركة التي جمعت الحفل الكريم على مائدة الشعر من دون رعاية اي من المؤسسات او الاتحادات او الجمعيات ومن دون تكلفة.

وابتدأت الامسية بكلمة للاديب الياس متي منصور الذي رحب بالحضور بحرارة وشكر المشاركة في المشهد الثقافي والشعري بخاصة.  ثم قدم  نبذة قصيرة عن مسيرة الشاعر عادل دنو وعن حيانه معتبرا اياه اعلامي عراقي من مواليد الموصل 1956. مسكون بالفن والثقافة له اهتمامات عديدة فيعشق المسرح وادب القصة ورهين لديهما بسبب جنونه الشعري.
واضاف  ان شاعرنا حاصل على ماجستير تربية فنية ( مسرح أطفال)، بكالوريوس مسرح. ابحر في سحرالفن فكتب واعد وألف وترجم عددا من المسرحيات وعمل في بعضها مخرجا وممثلا في قسم آخر.

 في الموصل قدم مسرحيات حكمة الاطفال، القيامة، نجمة الميلاد، الموظف البخيل، وكان عضوا في فرقة مسرح جامعة الموصل ومثل في مسرحية المؤلف والبطل. ثم انتقل الى بغداد لقبوله في كلية الفنون الجميلة، وهناك انشغل بصقل امكانياته وقدم اعمالا صغيرة اثناء الدراسة مثل مسرحية صباح مشرق، مقاطع من يوليوس قيصر، مقاطع من اوديب ملكا بالانكليزية في الاعوام هذا خلال الاعوام 1978 و1981.
 
من الجانب الادبي، ترجم الشاعر دراما دكان الصائغ الرائعة التي كتبها البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني، وصدرت عام 1982 في العراق، ونشرت قصصه القصيرة في الصحف العراقية، اضافة الى المقالات. وترجم كتابا عن الكون صدر عن دائرة ثقافة الاطفال في بغداد. واصدر مجموعة قصصية بالسريانية تحت عنوان سوار الذهب، وديوان شعر للأطفال بعنوان ناقوس الوطن، وحكاية للأطفال بعنوان مندو .. ومندو. كما نشرت العديد من القصائد والقصص والمقالات بالسريانية في صحف ومجلات اختصاصية بالسريانية في العراق والولايات المتحدة واستراليا، وفي عدد من المواقع مثل عينكاوة، موقع سنت ادي، نركال كيت، ابونا وطبين.

برز ناشطا في جمعية أشور بانيبال في بغداد التي كان لها الشرف ان تحرق كل الحدود والمسافات بين مثقفي الامة، فالجميع كانوا يكتبون ويقرأون في ضوء شمعتها طوال سنوات الحصار، يأكلون ويشربون من منبعها الحب والتسامي فوق الكراهية القادمة من مستنقعات التاريخ. وعمل اثناء ترأسه هيئة ادارتها لدورتين متتاليتين ومع زملاء متقدين غيرة، على جعل منبرها محلا لصياغة قوافل من الشعراء والادباء والمسرحيين السريان، ومهرجان الحوار والتلاقي ومحجة للأطفال الموهوبين من كل كنائسنا.

محطته الاخرى من مسيرته كانت الصحافة . ابتدأ بنشرات كنسية الى نشرة اخوية المحبة كاريتاس العراق، حتى صحافة مهرجانات أشور بانيبال الثقافية والى الرهبانية الانطونية الهرمزدية في بغداد. حيث توفرت لديه مواهب وامكانات للاشراف على التحرير والتصميم حتى اصدارها. اسس للرهبانية اعلاه مجلة" ربانوثا" اي الرهبانية، وادارها تحريرا واخراجا وحث الاخوة الرهبان على البحث والدراسة والكتابة،  كما اشرف على تنظيم دورات تعليمية للغة السريانية ودورة للشمامسة.

لديه العديد من المخطوطات تنتظر النشر.
اولاُ- قام بترجمة اثور المسيحية لمؤلفه العلامة جان فيي، والذي سيصدر قريبا.
ثانياً- اشرف على ترجمة 365 قصة من الكتاب المقدس ثم اصدار سي دي لقراءات تلك                                         القصص وصدرا عام 2001.
ثالثاً-  كتبت سيناريو لافلام روائية ومنوعة ووثائقية منها عدة حلقات من سهل الحضارة، وفيلم نبض المشرق، والفيلم الروائي حنين المغترب، ومنوعات سريانية، كما اعدد وقدم برنامجا لتلفزيون بغداد لمناسبة عيد القيامة المجيد عام 1995، واعدد وقدم برنامج الحقيبة الثقافية للاذاعة السريانية في بغداد بالتعاون مع الاستاذ اديب كوكا.




قرا الشاعر في هذه الامسية قصائد عديدة منها : زميرتا
ولخما سميقا ، كدشا دهونيا، صوصياثا دنورانرنطرتا دبصخوثا،، كورا دطوراني، جيري خرايا سبرخ، وخرشا دسهرا.

في نهاية الامسية فتح باب الاسئلة والنقاش التي شارك فيها عدد من كتاب وشعراء في مدينة مالبورن اجاب عليها الاخ الشاعر عادل دنو .
 ومن بعد من ذلك  شارك الحاضرين بشرب الشاي والقهوة وتمنى اغلب الحاضرين ان تحصل لقاءات اخرى مشابه في المستقبل .



1595
                            الكلدان ويوم الامتحان!!
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن- استراليا
23 تموز 2009

غدا سيكون يوماً مشهوداً في تاريخ اقليم كردستان، حيث ستقام الانتخابات الديمقراطية المنتظرة تحت انظار الكثير من المراقبين الدوليين القادمين من مختلف اركان العالم،  في تظاهرة نادرة لم تشهدها هذه المنطقة منذ بدء التاريخ. و سيشارك الكلدان اخوتهم الاشوريون والسريان في المنافسة على خمس مقاعد  حسب نظام الكوتا المخصصة لشعبنا.

غدا سيدخل شعبنا الكلداني لوحده  الامتحان، وحسب المقولة المشهورة :                                                                                                                   عند الامتحان يُكرَم المرء او يُهان.

انها لفرصة نادرة امام الكلدان ان يصوتوا لقائمتهم (64) من اجل ايصال صوتهم من خلال انتخاب اشخاص ينوبون للتحدث عنهم عن طموحاتهم وحقوقهم واحلامهم في طريقة ادارة الحكم في الاقليم .

انه امتحان لكل الكلدانيين القوميين المؤمنيين بوجودهم القومي والسياسي في العراق الجديد في اقليم كردستان. لقد انتظرالكثيرين الى هذا اليوم ليعرفوا مدى مصدقية الكلدان في ادعاءاتم القومية وحرصهم على وحدتهم وحبهم لهويتهم الكلدانية. فهل يستطيع الكلدان عبور هذه الامتحان من خلال تصويتهم الذي سيسجل امام انظار المراقبين للمؤسسات العالمية هذا الوجود باسمهم.

منذ زمن بعيد الكلدان ينادون الى العمل الوحدوي من اجل ايجاد مخرج سياسي توفيقي يلم شمل شعبنا من كل التسميات، لكن لحد الان لم يحصل هذا التوافق. حتى دعوة السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم  قبل ايام في لقائه مع اهالي مدينة عنكاوا لحثهم على اقامة مؤتمر لشعبنا، لم تلقي اي اهتمام ملحوظ من المسؤولين من جميع الاطراف.

 هذا ان دل على شيء فهو يدل على ان عدد كبير من السياسيين وحتى الاحزاب ان همهم الاول هو الاسترزاق. ولهذا ما كان على الكلدان الا باخذ زمام امورهم بايديهم من اجل ايصال صوتهم.

املنا ان تخرج اصوات الكلدان غدا الى الوجود ، لا بل تنصب في تيار جديد يعمل من اجل الوحدة القومية لهذا الشعب قبل كل شيء. لانهم يشكلون النسبة الاغلبية من شعبنا في الوطن واقليم كردستان. وان يدركوا كلما كثرت المصائب فان كلفتها تقع عليهم قبل غيرهم.

املنا ان يفهم الاخوة الكلدان في الوطن وحتى المهجر ان اصوات يوم الغد ستقول للذين حاولوا تهميشهم انهم مخطؤون، و مهما استمر الصراع من اجل التسمية لن ياتي يوما بعد الان يتم فيه اختزال او تسيس  الكلدان. فالافضل للجميع هو الحوار والجلوس معا للعمل من اجل تحقيقي اهداف قومية نبيلة تشجع التعايش مع شعوب المنطقة.

املنا في نفس الوقت ان يتولد لدى قادة الاحزاب الكلدانية القناعة هناك مسؤولية تاريخية على عاتقهم وان لا يقلدوا الاحزاب الاخرى من شعبنا، وان الاعتدال هو افضل طرق في التفكير والتطبيق وان مستقبل المسيحية وشعبنا المسكين في العراق يقع على عاتقهم قبل غيرهم.

املنا من الشعب الكلداني ان يفهموا عندما يصوتوا لقائمتهم ( 64) لا يعني انهم يعملون الفضل على احد سوى انهم يسجلون في التاريخ ولاول مرة انهم  لا زالوا موجودين ولن يستطيع احد ان ينوب عنهم .

لكن شعور يراودني و يدغدغني و يسال
هل سيعرف الكلدانيون مدى اهمية هذه الفرصة ، وهل يَدركوا انها فرصة  نادرة جداً ، قد لا تُعاد لهم مرة اخرى ؟!   

 




1596

الاخوة المتحاورون


الحقيقة لم تبقى كلمة او جملة الا واستخدمت في ادانة هذه الجرائم .ولم يبقى تعبير والا وقيل بحق هؤلاء المجرمين . والانسان يحتار فيما يقوله حينما يرى اخوته وشعبه يلاقي هذا القتل وهذا الالم وهذا الحقد من دون سبب.

اعتقد هؤلاء المجرمون لن يصلوا مبتغاهم وان الحق سوف يسحب من عيونهم لا بيد البشر ولكن بيد الله العادل الذي نحن نؤمن به  (لان يبدو اله هؤلاءا  لقتلة شرع  او يسمح القتل والذبح من غير جريمة وتكل هي العدالة)

لكن المنا وغضبنا هو  ايضا على قادة شعبنا من السياسيين والروحانيين الذين لا يهمهم سوى التصريحات والخطابات والندوات والمراءات امام شاشات التلفزيون. وفي النهاية لا يوجد سوى زيادة الانقسامات والمتجارة بأسم هذا الشعب المسكين الذي لم يبقى في العراق منه نصفه.

مذا فعل قادتنا السياسيين خلال ست سنوات الماضية  امام هذا التحدي الذي يلاقيه شعبنا ؟ هل تنازل ابائنا الروحانين من عرشهم وجلسوا معا لاتخاذ قرارا واحدا ملزما وطبقوه بحذافيره؟

اعتقد هناك لوم كبير على قادتنا السياسين ايضا  الذين لا يتفقون على طريقة العمل السياسي كتكتل واحدة في قيادة واحدة بالعكس كل يوم تزداد الاحزاب والهيئات .....ألخ .

سؤال صريح اليس هذاالصراع من اجل المــــــــــــــــــــــــــــــــــا لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ؟

اين مسيحيتنا هذا ان كان هناك وجود للمسيح في قلوبنا وقلوب  قادتنا الروحانيين الذين تعهدوا انهم ملزمون بحمل تعاليمه ورسالته الانسانية والسماوية؟

 ولماذا يلبسوا ملابس الحمر ؟ اليس لانهم مستعدون للاستشهاد من اجل رعياهم وشعبهم.؟
اين بادراتهم وقيادتهم لهذا الشعب في مثل هذه الظروف؟

لماذا لا يدينوا امريكا اذا كانت هي السبب لجلب هذا الويلات لنا مثلا ؟

فان البعض منهم يعيش في الغرب ولا يهمه مصير الذي يحترقون في اتون الطائفية وارهاب الاسلامي  الاعمى من غير سبب سوى انهم مسيحيون كفرة لا يستحقون الحياة.

ولا استبعد البعض منهم ربما يرتاح لما يحصل لاسبابه الخاصة ؟ّّّ!!!

الرحمة لشهدائنا الابرار والشفاء العاجل للمجروحين.
المجد لجميع العراقيين الوطنيين الاصلاء الذين لا يميزون لم ولن بين العراقيين يوما ما لاي سبب.
الصبر والسلوان للعراقيين جميعا ولاهل شهدائنا كنائسنا الاعزاء

من الله نصلي ونطلب الرحمة والحماية وحقهم من هؤلاء المجرمين الاشرار.

يوحنا بيداويد

1597
رسائل قصيرة الى كتابنا الاعزاء

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / /تستراليا
7/7/2009

الاخوة الاعزاء  
بعد التحية

من خلال الاحداث والبيانات والتصريحات والمقالات واللقاءات والمقابلات والندوات لقادة شعبنا سورايي (او المجهول الهوية حاليا؟!!!) .  يظهر ان الوعي القومي لدى ابناء شعبنا لم يصل الى مرحلة ولادة امة حديثة لنا حتى وان كانت عن طريق عملية قيصرية حيث ان كل المحاولات لم تسطيع الانجاب. فان دل  هذا على شيء فهو يدل على العقم الفكري لنا، وانعدام  ان لم اقل ندرالقادة المخلصين بيننا.
كذلك ظهور مرحلة جديدة في شخصيتنا الا وهي امتلاك الازدواجية والانتهازية قبل كل شيء ، كذلك لجهلنا السياسي في فهم لتضاريس السياسية حولنا، ونتيجة لذلك  قررت الامم الاخرى التي تشاركنا في الوطن تهملنا او تستخدمنا؟!، لانها اقتنعت فعلا اننا لسنا او لا نستحق ان يكون لنا امة كما لغيرنا من الشعوب.

هذه بعض رسائل  نقدية ارجو من الاخوة المعنين ان يقبلوها بروح الديمقراطية ورحابة الصدر وضمن عملية النقد لا غيرها فهم جميعا اصدقاء اعزاء لنا قبل كل شيء.

للاخ جورج ايشو
  في مقال الاخير لم افهم شيئا من كلامك سوى انك تقول لسيادة المطران ساكو انك تجهل التاريخ . الافضل لك ان تراجع معلوماتك عن المجامع .على الرغم من ان سيادة المطران ساكو حاول افهام القراء والكتاب عندما يتكلمون عن الاخرين يجب ان يضعوا ارجلهم في محل ارجل الذين يتكلمون عنهم قبل الحكم عليهم!



الاخ  الكاتب جميل روفائيل
 نعم الكلدان قليلي الخبرة في السياسة، ولكن هذا لا يعني ان يجب ان يظلمهم الاخرين، معظمنا متفقين على اننا  شعب واحد ولكن ليس بالضرورة ان تكون التسيمة الاشورية كما يفعل الاخوة المتعصبين. اما بخصوص دور الكنيسة الكلدانية وحتى الاشورية او السريانية انا اعتقد ليس من حقها فقط ، بل من واجبها الدفاع عن الحقيقة الموضوعية والصحيحة ولكن بشرط، ان لا تُستغل لاجل اي شيء اخر حينها تكون خرجت عن المبادئ المسيحية الحقيقية.

الاخ عمانوئيل يوخنا
منذ مدة طويلة اتابع مقالاتك، لا اخفي عليك لا تعجبني، لانها مملوءة من سفسطة زائدة تصب دائما في خانة اتهام الكنيسة الكلدانية وخيانة يونادم كنا للقضية القومية . وفيها ايحاء بان الكنيسة الكلدانية لانها تابع لروما فهي خرجت من مسار الايمان الشرقي الصحيح ، كما يبدو لي ان القومية عندك فوق مبادئ الايمان المسيحي. بخلاف ذلك كنت تحاول ردم الصدع  كما فعل سيادة المطران ساكو وليس توجيه نقد سلبي فقط.

للاخ الدكتور حكمت حكيم
 انت متهم بالانتهازية ، فارجو الثبات في اخلاصك وحرصك على مصير الكل من دون استثناء من خلال حكمتك في اتخاذ قرارتك، كما انت مدعو لتوضيح الحقيقة للناس اكثر كي يكونوا على دراية كافية عن اسباب تغير مواقفك الاخيرة.



للاخ صنا
اقول مقالاتك الطويلة ذات الطابع واللون الواحد دائما تتركنا احيانا نشك في مدى مصدقيتها والهدف منها.؟!! فليس من المعقول ابن مانكيش الجميلة ان لا يرى شيئا جميلا في وجه امه الروحية (الكنيسة) او امته او تسميته الكلدانية.


للاخ اسكندر بيقاشا
 اتفق معاك في ان الوحدة اصبحت في حالة خطرة اكثر من اي وقت مضى، وان الكلدانيين القوميين المتزمتين يتكاثرون بسرعة رهيبة وان كان ذلك متوقع ومفيد ايضا ، ولكن اعتقد اللوم لا يتحمله الا الذين زرعوا فكرة التعصب واقصاء الاخر وتجاهل التاريخ من قصد وهم مستمرين في هذا الاتجاه.
فاذا استمرت الحالة كما هي الان اجلا ام عاجلا سيطغي تيار هؤلاء على الموقف الكلداني. فما نحتاجه التراجع فقط  من التهجم على الكلدان وكنيستهم  والعمل بمصدقية من قبل الاخوة الوحدويين كما وصفتهم كي يُقفوا التيار المتعصب الصاعد لدى الكلدان والمنتشر اصلا في فكر اكثرية الاخوة الاشوريين منذ زمن طويل .

للاخ حبيب تومي
اقول عن مقالاتك الكثيرة في الدفاع عن الكلدانية اغلبها صحيحة وواقعية وانا شخصيا اتفق في كثير من طروحاتك، لكن اسلوبك في المقالات الاخيرة كان اكثر موفقا  في توفير الحجة والمنطق العقلي الذي هو طريق الاصح . من المفروض ان يلتزم بهذا الخط  كل الكتاب والادباء الكلدان في طريقة دفاعهم عن قضيتهم ويكونوا اكثر واقعيين في تعابيرهم، وفي النهاية التفكير عن ما سيحصل قريبا اذا استمر الجدال على منواله، اعتقد على الكلدان العمل من الداخل كي يخلقوا قيادة معتدلة ويزيحوا كل المنتهزين ومن ثم يُقفوا تيار التعصب من كل الاطراف  .



للاخ الشماس مردو
 اعتقد نحتاج استضافتكم انت والاخ اشور كوركيس في برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيزة لمدة سنة كاملة  كي نتخلص من نقاشات التاريخية التي في الحقيقة ليست معضمها مفيدة لشعبنا الكلداني او الاشوري الان.
لاننا ابناء اليوم ،ومانعانيه لا يعانيه اجدادنا، نحن اصحاب المشكلة ، ولو كانوا اجدادنا مكاننا لكانوا قبلوا تغير الاسماء ، وقبلوا الاخر  الذي هو من دمه مهما كان كلفتهم الاثمان .
 فكفى التقاتل باسم اشخاص هم في قبور منذ الالاف السنين؟!!

للاخوة كتاب زوعا
انها حالة غريبة، سكوتكم يذهلنا فلا نعرف موقفكم ؟. فهل السكوت علامة الرضا؟. وهل انتم مقتنعين ام تنتظرون تفجير قنبلة جديدة في الشأن القومي؟  مثلما عملها رابي يونادم بعد كل هذه السنين وصف الكلدانيين بالطائفة في زيارته الاخيرة لسيادة البطريرك دلي.
نأمل ان يكون موقفكم اكثر اعتدالا مما كان في السابق وان لا يكون فيه اي ضبابية كما حصل في تصريحات المسؤولين زوعا.

للاخ شذايا
هل ينطبق عليك القول (لو العب لو اخرب الملعب) متى كنت مصدر تاريخي كي يستشهدوا الاخوة الاشوريين المتعصبين او الوحوديين (بالباس او اسم  فقط)  بك؟ ارجو ان تسأل نفسك.
 لا نريد منك كلدانيا متعصبا  الى درجة  التعصب (كما هي لدى الاخرون)  كما كانت لدى النازية وانما ان تكون بذرة الخير بين اخوة متخاصمين لسبب غير موضوعي  وان تقف مع الحق  كما فعلتم حسب قولك سنة  في امريكا 1998.

لاخت تيزيز ايشو
نعم الكلدان كلدان، ولكن لا على الطريقة الناقصة التي تصفينهم بها. فمن الحق ان تعطينهم الوجود الكامل وحق التعبير عن الراي بالطريقة التي يرونها صحيحة وحسب رائيهم  كما اعطيت حق الوجود الكامل لغيرهم ، لانهم اليوم يشعرون هم الاكثرية مهملة وهذه هي  الطريقة الوحيدة لجني الثمار  من الحوار والصالحة وليس بالكتابة وتكثير الاتهامات لجهة المقابلة.



لصديقي كامل كوندا
  اقول كما قلت لك مرارا بينا ، نعم انت كلداني ولكن دائما وقفت ضد الكلدانية على اساس انك من الوحدويين فهو امر يحرني. حقيقة اريد موقف منك مع الكلدان .!!

للاخ منصور ياقو والاخ نزار ملاخا
انتما كثيرا الحماس  في الدفاع عن الكلدانية وهذا حقكم حينما تشعرون هناك تجاهل او ضبابية او نكران هذا الحق لكم ، ولكن في حقيقة احيانا الانسان يحتاج الى اجراء عمليات لازالة الاورام التي قد تقضي على حياته في النهاية .  فنحن الان امام اجراء عملية كبيرة فلا بد من تضحيات اذا  قبل الاخرون لاجراء العملية ...لا اعرف هل هم مستعدون .......ارجو السكوت .... دعونا نسمع صوت الاخرين .!!
 
في النهاية اتمنى ان تكون هذه الكلمات سببا كي يعيد الاخوة الكتاب طريقة تفكيرهم ونقدهم و بحثهم من خلال كتابة المقالات لايجاد المخرج لهذه المصيبة الكبيرة.
 ان يصبحوا رسل بين السياسين كي يعود  الى طريق الحوار المنطقي وقبول الاخر  والاعتراف بالواقع  لانهم شعب واحد مهما تقاتلوا.

اعيد اقتراحي الذي قلته لبعض الاخوة المسؤولين قبل شهر في عنكاوا،  الا يمكن اقامة مؤتمر خاص بالكتاب والمثقفين والسياسين ورجال الاكليروس الذين يكتبون اليوم عن هذا الموضوع يدعون للحضور من كل الاطراف. كي يتم التحاور وجها لوجه في كل المواضيع.

1598
رحلة الى رحاب الوطن
بقلم يوحنا بيداويد
الجزء الاول
ملبورن / استراليا
1/7/2009


حينما اقلعت الطائرة التي تحملني من مطار مالبورن، راحت ذكريات الوطن تتزاحم على بالي من كل صوب وجهة، فغلقت عيوني وشرد ذهني  في احلام اليقظة  الى ابعد  حدود، ارجعتني بعض من هذه الذكريات الى ما قبل 40 سنة . ذكريات الطفولة في قريتي الجبلية (جومي واصطفلاني) ، ذكريات مرحلة الصبا في مدينة زاخو الشهيرة ، الشباب  والجامعة والاخويات والعكسرية وتصنيع العسكري  في بغداد الجملية الواسعة.

كنت متلهف لجمع اي معلومة عن الوطن او سحب صورة لاي مشهد او منظر جميل اصادفه،  كي يبقى في   ذاكرتي  بعد فراق قارب 20 سنة من الغربة والعيش في المهجر. كنت قررت بيني وبين نفسي ان ازور كل اصدقائي ومعارفي بغض النظر عن اتفاقنا  او اختلافنا في الرأي فعلاقتنا الانسانية هي اكبر من اي شيء اخر.

حينما علمت اصحبنا في داخل اجواء حدود العراقية، غيرت مقعدي وجلست امام  شباك صغير انظر من على ارتفاع 10 كم تقريباً  في الفضاء  على تضاريس العراق لعلني اعرف اي مدينة او جبل او نهر او طريق فيه. حينما  طلب قائد الطائرة منا شد الاحزمة استعدادا للهبوط في مطار اربيل كانت الغبطة تملئني وبأنني سارى المدينة العريقة –اربا ائيلو (في اللغة الارامية) اي الالهة الاربعة وقلعتها القديمة.

في المطار اندهشت حينما اوقفتني امراة محجبة وطلبت مني اجراء فحص لدرجة الحرارة احتراسا من الاصابة بفايروس الخنازير.

كان احد اقاربي الذي لم التقي به سابقا وجها لوجه ينتظرني، فقد ساعدني على حمل الحقائب الى سيارته وقادنا الى بيته في مدينة عنكاوا الجميلة. حينما كنا في الطريق كنت احاول اعرف موقع الفيلق الخامس والمستشفى العسكري  حيث كانت وحدتي العكسرية (مل م 6)  بجوارها قبل عشرين سنة بالضبط.

استدارت سيارتنا حول ساحة صغيرة باتجاه السهم الذي يشير الى عنكاوا. حينها سالت صديقي: هل هذه عنكاوا ؟. اجابني:  نعم. رحت اتأمل البنايات والبيوت والمحلات والكنائس التي تبدو  حديثة البناء. فقلت لصديقي يبدو ان عنكاوا توسعت كثيرا . فاجاب: لقد توسعت حوالي اربعة اضعاف خلال السنين القليلة الماضية.

في اليوم التالي اتصلت بالاخ ضياء بطرس رئيس المجلس القومي الكلداني العالمي الذي رحب كثيرا بي. اتفقنا ان نلتقي في المساء يوم التالي في مقر المجلس. فعلا اوصلني قريبي الى هناك واستأذن ليكمل اعماله الخاصة. جلسنا انا والاخ ضياء مع بعض الضيوف  نتحدث عن اخبار الوطن والسياسة وهموم شعبنا الذي اصابته اكبر نكبة في تاريخ الحديث بعد ان اتفق الاعداء والاصدقاء على كراهيتنا واجبارنا على الهجرة ومستقبل شعبنا والانتخابات القادمة.
 
كانت الساعة تقارب العاشرة ليلاً اتصل بي قريبي ليسأل هل انا مستعد للمغادرة ، فاجبته نعم. لكن للحق لم يقبل الاخ ضياء فقال:  انت ضيفنا في هذا المساء يجب ان نذهب الى احدى النوادي لنتناول العشاء سوية. تكررت لقاءاتنا عددة مرات بحضور الاخ الدكتور حكمت حكيم (الناطق الرسمي باسم اتحاد القوى الكلدانية)  في مقر المجلس ومقر جمعية الثقافة الكلدانية والنوادي الكلدانية في عنكاوا  .



 مع الدكتور حكمت حكيم والسيد ضياء بطرس في مكتب المجلس القومي الكلداني
 


اتصلت في الصباح اليوم الثالث من وصولي بالاب الصديق بشار وردة (مدير الدير الكهنوتي في عنكاوا )  تواعدنا للقاء في بناية البطريركية الجديدة خارج عنكاوا. بعد  المصافحة والمعانقة اخذنا جولة في البناية الحديثة للبطريركية  وفي النهاية جلسنا في صالة كبيرة نتحدث عن اوضاع الكنيسة والهجرة ومسيرة الدير وعن احوال الاقارب في استراليا.
حالفنا الحظ هنا حيث كان الاب سالم ساكا (راعي خورنة مار توما في بغداد ) موجود هناك . على الرغم عن عدم معرفتي به  شخصيا سابقا الا من خلال كتاباته  لكنني كنت مشتاقاً الى اللقاء به لانه كان  كاهن للرعة التي قضيت اكثر من عشرة سنوات من الخدمة فيها في مجال تعليم المسيحي وحركة الشبيبة. جلسنا نحن الثلاثة نتحدث عن احوال خورنته والوضع في بغداد بصورة عامة (كنيسة مار توما الكلدانية الكاثوليكية في بغداد  واخوية يسوع الشاب التي كنت احد الاعضاء فيها قبل الهجرة).
استأذنت للمغادرة طلب مني الاب بشار البقاء لتناول الغذاء معا. هناك كانت مفاجاة اخرى الا وهي  لقائي بالمطران جاك اسحق الذي كنت اعرفه من خلال نشاطه الثقافي في بغداد ( احيانا في اخوية ام معونة الدائمة)  والمطران ميخائيل المقدسي (مطران ابرشية القوش ).
 


مع المطران جاك اسحق عميد كلية بابل اللاهوتية والاب بشار وردة مدير الدير الكهنوتي  والاب سالم ساكا

 
مع المطران المقدسي
 


عندما كنا في طريق العودة الى البيت  سألني قريبي هل سبق رايت منطقة بارزان ؟ فقلت : كلا.
فقال: هل تريد مرافقتي الى هناك غدا  حيث لدي عمل خاص هناك .   فقلت له : عشرون  سنة في الغربة الا تكفي ؟!  اود  ان افتح عيوني اوسع ما تستطيع  كي ارى كل حجر وكل شجرة، وكل جبل وكل وادي وكل نهر....... كل شيء  في ارض وادي الرافدين.

 في يوم التالي غادرنا  البيت مبكرين . حينما وصلنا الى  اسفل جبل  السفين الذي يقع عليه مصيف صلاح الدين . سالت قريبي اين (اللفات) التي كانت شديدة الانحدار هنا ؟ فقال لي لقد ازيلت من الوجود  وشق طريق جديد  كما تراه الان لا وجود للفات، فعلا اندهشت لهذا العمل الكبير.

انحدر الطريق بنا في الجهة الثانية من جبل السفين  وانا انظر يميناً ويساراًمستذكراً ذكريات ايام العسكرية
حينما كنا نذهب من اربيل الى وحدتي ( مقر الفرقة الثانية كانت قبل مدينة شقلاوة من جهة جبل السفين سنة 1989).

عبرنا سهل حرير وجبل الذي خلفه واستدرنا الى منطقة  السروجي وبارزان . توقفنا قليلا عند الزاب الكبير، رحت انظر واستمع الى خرير المياه الصاخب فتذكرت صوت الذي كان ياتي من نهر (نيرا)  الذي كان يجري في الوادي الكبير الذي يقع بين جبل كيرا وجبل خنطور . لاحظت مياه الغزيرة حيث كانت هذه الايام هي نهاية فصل الربيع والنهر لا زال في اعلى منسوبه .

 

مدينة شقلاوة من سهل حرير



 
على ضفاف الزاب الكبير في منطقة بارزان




زيارة الى مقبرة الملا مصطفى البارزاني قائد الثورة الكردية وابنه الشهيد ادريس البارزاني

 

منظر من بعيد لموقع المفترض لقيام  سد الفخمة

 


وردة نيسان المشهورة في نهاية موسمها


 بعد وصولي ببضعة ايام اتصلت بالصديق الكبير يونان الهوزي (نائب رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية و الوزير السابق في حكومة الاقليم )  الذي رحب بنا كثيرا. نظمنا لقاءً في اليوم التالي. طال الحديث بيننا (بعد فراق قارب 20 سنة ايضاُ)الى مختلف المواضيع ، الى ايام جمعية الناطقيين بالسريانية ونشاطاتها في النصف الثاني من عقد السبعينيات ودورها في زرع بذرة الشعور القومي بين شبيتنا (بالاخص  شبيبة منطقة زاخو) ومصير وحدتنا  القومية وطريقة العمل  السليم للحفاظ على وجودنا بين ورود بعض عتابات بين حين واخر على مواقف السياسيين . وعدته للقاء ثاني عند عودتي من زاخو   وللاسف لم استطيع ايفاء بوعدي فيما بعد لضيق الوقت.

خلال كل هذه الفترة كنت احاول ايجاد اي طريقة للاتصال بصديقي العزيز الشماس كوركيس اغاجان. وفي الاخير فلحت الاتصال بالاخ فريد عقراوي(مدير برامج قناة عشتار)  الذي ساعدني مشكورا بالحديث معه عبر الهاتف.
حينما ذهبت الى قناة عشتار في اليوم التالي استقبلنا الاخ كوركيس استقبال حميم ، فرح كلانا في هذه اللقاء خاصة انه جرى في العراق بعيدا عن استراليا ، تجولنا في اقسام القناة وسلمنا على العاملين هناك الذين كانوا كثيري التواضع.
 طلب مني الاخ الشماس كوركيس  ان ننسق لاجراء مقابلة حول موضوع مهم يخص شعبنا في المهجر والوطن وهو الهجرة ، فقال نود ان توضح في هذه اللقاء بصورة موضوعية وحقيقة  طبيعة ظروف شعبنا  في المهجر لابناء شعبنا الموجود في الوطن ومشاكل الهجرة وسنين البقاء في دول الجوار احيانا من دون امل الذي يكلف اولادهم فقدان فرصة التعلم في المدرسة.

فعلا تم التحضير  للمقابلة مع الاخ الفنان رفيق نوري حنا مقدم البرنامج التواصل او المبدعين (على ما اعتقد ) فيما بعد.



 




 
في مكتب السيد الشماس كوركيس اغاجان


شجعني احد الاصدقاء الاعزاء قبل سفري  بزيارة المتحف الجديد الذي اقامته مديرية الثقافة السريانية في حكومة الاقليم . الذي يخص تاريخ وتراث واثار هاذ الشعب المتشرد عبر التاريخ ، فاتصلت بالاخ الدكتور سعدي المالح مدير دائرة الثقافة السريانية في حكومة الاقليم)  طالبا اللقاء به اولا، كانت استجابته سريعة ومفعمة بالود والمحبة .  فطلب منا زيارته في البيت لانه (كان ذلك اليوم عطلة رسمية ). شربنا القهوة معا في ديوانه  ونحن نتبادل الحديث المزدحم بشتى المواضع وهموم الامة والثقافة والمثقفين وعن مجلة اشور بانيبال التي يصدرونها . وفي النهاية اتفقنا على ان نقوم بزيارة المتحف لاحقا عند عودتي من زاخو.

بعد اسبوع ممتمع ومشوق في عنكاوا واربيل واصدقائنا الاعزاء ، قررنا الذهاب الى زاخو المدينة التي تحمل الذكريات الجملية في السبعبنبات .

ذلك ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني من هذا التقرير
 

اللقاء مع  اخوية الاعدادية والجامعيين  في كنيسة  مريم العذراء-  في محلة العباسية  زاخو



مع اهلي قرية افزوك




في دير السيدة مع الرهبان



منظر لدير ربان هرمز  من امام دير السيدة في مدينة القوش







1599
رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان المحترم
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن/استراليا
27 حزيرن 2009

بعد التحية
الحمد لله على سلامتك واتمنى لك الشفاء الكامل من مرضك قريبا.

على الرغم من معرفة ابناء شعبنا بك ترجع الى فترة قصيرة إلا ان دورك كان عظيما حينما جاءت الموجة الشرسة على شعبنا من تحت اقدامه ومن ابناء جيرانه الذين ذقنا معهم كؤوس مرارة الحروب والويلات  خلال سنوات الظلم لنظام السابق . فنحن لن ننسى دورك ودور رئاسة  و حكومة اقليم كردستان في فتح صدورهم الى ابناء شعبنا الهارب من الموت في بغداد وبصرة وموصل وبابل وعمارة وغيرها من المدن العراقية الجنوبية.

كذلك لن نستطيع ان ننسى دورك في بناء القرى والمدن والكنائس لايواء الالاف من ابناء هذا الشعب ومد يد العون لهم عن طريق تقديم المساعدات التي وصلت اليهم عن طريقكم سواء كانت هذه الاموال هي من ميزانية حكومة الاقليم او من جمعيات خيرية عالمية او حكومات اجنبية كي توقيف هجرته الى الخارج وتشتتهم في العالم .

ولهذا كانت حاضرة الفاتيكان هي اول جهة تعترف بجهودك الكبيرة وتقلدك وسامها السامي .
 وقد اكتسبت الاحترام الكبير من ابائنا الروحانيين رؤساء كنائسنا والهيئات الثقافية لهذا الشعب وقادة الاحزاب السياسية وعدد كبير من الكتاب والفنانين والادباء و المثقفين لحد الان.

انا اعقد ان قيام  مؤتمر عنكاوا الاول وانبثاق المجلس الشعبي منه كان الخط الصحيح للسير فيه لابناء شعبنا . وكذلك قيام قناة عشتار بالبث الكثير من النشاطات الدينية والثاقفية والاجتماعية لهذا الشعب  لها الوقع الايجابي عند الكل،  فكانت احدى المؤسسات المهمة التي عملت على  زيادة التوعية الثقافية لابناء شعبنا.

لكن استاذنا العزيز
 يبدو ان الرياح لم تأتي بما تشتهيها السفن. بعد مرور مدة سنتين على تأسيس المجلس الشعبي و قيام لجنة مساعدة المسيحيين، ظهرت بعض البوادر والمظاهر التي لم تقتنع بها شريحة كبيرة ومهمة من ابناء شعبنا الذين هم (الكلدانيون). وشعر قادة التنظيمات السياسية الكلدانية ان وجودها اصبح مهمش وبصورة متعمدة لابل انحاز الكثير من اعضاء المجلس الى الطرف الاشوري بطريقة او اخرى  وهنا دخل  الشك الكبير الى قلب معظم سياسينهم وراحوا يتاسألون عن سببها و يتذكرون المحاولات السابقة لقيام الوحدة وعملية تهميشهم في القرار.

ان الخوف الاكبر لدى الكلدان اصبح واضحا  اليوم هو اختزال وجودهم الى الابد عن طريق اطلاق هذه التسمية الثلاثية خاصة حينما يشعرون بعدم وجود وضوح ومشاركة في عملية اتخاذ القرارات المصيرية .
 اصبح من البديهي الان لا توجد قومية في العالم تحمل ثلاثة اسماء تاريخية  او على اسم اعظم حضارتين في تاريخ القديم للعراق (على الرغم من استخدامي لها شخصيا في كتاباتي سابقا كمرحلة وقتية لحين ايجاد الحل الدائم) . المثال على ذلك هو دولة جيكوسلوفاكيا التي انقسم شعبها الى قسمين بعد فترة من الزمن من الوحدة تحت حكم النظام الشيوعي.

كنت منذ زمن طويل اقول لاصدقائي ومعارفي من الاشوريين والكلدانيين ان الوحدة بهذه الطريقة هي وحدة هشة سوف تنهار فجاة يوما ما . صديقي العزيز انت سياسي وتعرف جيدا ان المصالح كان لها التاثير الكبير عبر التاريخ في تغير مواقف الشعوب دوما ، فهي تحمل في طياتها  وقود التغير في العالم،  فتظهر مصالح اخرى بعد مدة قصيرة من الزمن في مكان اخر تعمل من اجل افشال المصالح في الموقف الاول ويستمر الانقلاب والتغير في عجلة الزمن.

لذلك الوحدة الحقيقة لا اظن تكون قسرية  وبهذه الطريقة على الكلدان اليوم . فكان لا بد من المعنيين (من المجلس الشعبي ) بغيابك ان يتداركوا هذا الامر بعد انسحاب المجلس القومي الكلداني وكذلك جمعية الثقافية الكلدانية والمنبر الكلداني (مع بقاء بعض اعضائه)  من المجلس الشعبي  وتوجيه سينودس الكنيسة الكلدانية رسالة الى حكومة الاقليم تطلب فيها ذكر اسم القومية الكلدانية منفصلا عن الاشورية او السريانية وان يجلسوا معا لمصارحة الامر عن حقيقة والاسباب الرئيسية لهذا الانسحاب.

منذ البداية انا لم اكن مع قيام المجلس الشعبي بدور تقوم به الاحزاب القومية سواء كانت كلدانية او اشورية او سريانية عن الساحة السياسية وازاحتهم عن الساحة السياسية، واعتقد الفشل الذي منيت به المجلس اخيرا كان لهذا السبب.
 كان على المجلس الشعبي تشجيع التفاهم والانسجام والعمل الوحودي عن طريق تقديم الدعم المادي لهذه الاحزاب كي يواصلوا الحوار معا في طريق السليم. لان قضية وحدتنا هي القضية الاولى وقضية الاهم من بين جميع القضايا وان تحديد اهدافها و مبادئها يجب ان يكون هو  المدخل والحقل الذي  يجتهد السياسيون من احزابنا بتحقيقها في طرقهم السياسية الخاصة  مثل دخولهم في تحالفات سياسية مع احزاب كبيرة ومتنفدة . هذا لم يحدث ربما لامر اجهله انا وربما  لاسباب خارج ارادتكم انتم ايضا !.

وما صرح به الاخ سامي المالح الذي كان رئيس تحضير مؤتمر عنكاوا الاول  قبل بضعة اشهر في الحقيقة يشير الى كثير من اشياء مبهمة لنا لحد الان،  خاصة في توقف عملية صقل الوحدة بين احزابنا ومن ثم التركيز على قيام حكم ذاتي لابناء شعبنا  في سهل الموصل  الامر الذي يشك الكثير في انه كان احد اسباب  للهجمة التترية  البربرية التي ضربت اخوتنا في هذه المدينة.

نعم نحن شعب واحد ولا استطيع انكار هذه الحقيقة ، ولكن احيانا هناك الكثير من الاختلاقات تجعل من هذه الوحدة تصل الى مرحلة الطلاق وما هذه الايام الا اياما تنذر بحصول ذلك لا سامح الله.
الوحدة الحقيقة يجب ان تتم بقناعة وليس بطريقة قسرية كما يحصل اليوم حيث اهمل موقف الشريحة الاكبر من ابناء شعبنا الذين هم الكلدان الامر الذي نجهل سببه ولا يسال احد عن تاثير مواقفهم.

فإذا كان هناك بصيص امل لقيام وحدة فأنا اظن يجب ان تكون بهذه الطريقة :-
اولا – اعلان المجلس الشعبي انسحابها عن ممارسة النشاط السياسي وتحولها الى مؤسسة قومية ذات اليد الطويلة في  ادارة الحوار بين احزاب ابناء  شعبنا وكذلك يكون لها الدور الكبير في توحيد هذه الشعب عن طريق نشاطاتها في مجال  الثقافي ، والدعم الخيري، الاجتماعي، الاعلامي والديني، الرياضي ....ألخ .

 ان تهتم بجميع قضايا شعبنا القومية حتى الامور السياسية لكن ان لا تكون حزب سياسي ولا تمارس الوصاية على الاحزاب ،لان  مهمتها اهم من مهمة الاحزاب السياسية  ،و يكون دورها و هدفها اكبر و اوسع ، الذي هو تحقيق الهوية القومية لهذا الشعب المشتت عمليا عن طريق التوعية الثقافية و نشاطاتها بحيث تجعل من التيارات الحزبية المتطرفة ان تندثر، لكن برؤية موضوعية صحيحة ومقنعة  وواضحة، ومنها تكتسب الرؤية السياسين في تحالفاتهم ونضالهم.!

ثانيا – توحيد الاسماء الثلاثة في اسم واحد في  كلمة او لفظة ( سورايا،  سرايي ، سوريتوتا ) بعد ان يتم تعريف هذا الكلمة بصورة واضحة ودقيقة لا تقبل الشك لاي تأويل او تعبير اخر مثل ( الاسم القديم للاشوريين)  كما يقول البعض انه مذكور في قاموس اللغة اليونانية.
وانما يكون تعبير هذه اللكلمة  كتالي:
 ( حصرا ومن الان فصاعدا تشير هذه الكلمة الى اسم الشعب الذي له الهوية او التسمية القومية الكلدانية والاشورية والسريانية الذين لهم نفس المقومات مثل اللغة والتاريخ  والوطن والعادات والتقاليد والقيم  والديانة المسيحية وحتى الاضطهادات التاريخية! . و لا لهذه اللفظة اي علاقة باي تعبير اخر مهما يكون مصدره او تاريخ ظهوره من قبل تاريخ  كتابة هذه الوثيقة.)

(هنا تكون حققت ما لم يحققه غيرك حسب المقولة المشهورة : التاريخ يصنعه الرجال) .

ثالثا – لان رؤساء معظم الكنائس الشرقية قلدوك وسام الشرف لاعمالك الخيرية ، هذا يعني لك المكانة والاحترام الكبير  لديهم فتستطيع ان تقنع رؤساء جميع الكنائس (الخمسة)  توقيع هذا الاتفاق قبل قيام باي خطوة اخر (بعد ان تشرح لهم خطوط  العريضة لسياستك واهدافها جميعا) !!.

رابعا- دعوة كافة الاحزاب الكلدانية والاشورية والسريانية الى مؤتمر قومي وطني شامل سواء كانت هذه الاحزاب من المعارضة او غير المعارضة وفيه يتم مناقشة القضية القومية ووحدتها لوحدها بعيدا عن المصالح السياسية الضيقة وكذلك الطموح والاهداف التي يريدون تحقيقها في العراق الجديد  ووضع المبادئ القومية كخط احمر لا يستطيع اي طرف المتاجرة بها او التنازل عنها لاي جهة سياسية او حكومية في العراق مستقبلاً،  لا سيما الذين يعيشون في الخارج الذين كانوا سبب المشكلة قبل عشرات سنوات ! . ومن بعد ذلك يتم توقيع هذه الوثيقة من قبل الجميع او الجهات التي توافق عليها .

خامسا – توجيه رسالة مع توقيع قادة كافة الاحزاب السياسية الكلدانية والاشورية والسريانية مع وثيقة التي وقعها البطاركة الخمسة الى البرلمان العراقي والبرلمان الكردي لتغير التسمية من(الكلداني الاشوري السرياني) الى ( سورايا او سورايي او سوريتوتا .

(ملاحظة ان سبب اختيارنا لهذه اللفظة هو انها  معروفة ومستخدمة لدى ابناء شعبنا منذ زمن طويل هذا بالاضافة لها مدلول ديني وقومي حيث نقول نتكلم بلغة الام – سورث ، او انا سورايا ، اي انا اي مسيحي و اتكلم لغة سورث التي كانت في الاصل لغة السيد المسيح نفسه ).

اخي العزيز
 كلنا يعلم ان اعداء امتنا هم بقدر رمال البحر ونجوم السماء، فلماذا نكون نحن اخر الاعداء بعضنا للبعض الاخر،فنهدم بيوتنا ونزيل وجودنا في هذا التزمت المقيت الذي يشتت قوانا جميعا . اعتقد لكم المعرفة الكافية  عن المواقف التعصبية التي كانت موجودة في مجتمعنا في المهجر وكم هو منقسم بين اشوري وكلداني اليوم  ولا بد لديك ايضا معرفة باطروحاتهم القاتلة التي لم ولن تجلب لابناء شعبنا سوى الويلات كما حصل خلال القرن الماضي.

لذلك يجب يكون تركيزكم الاول على وضعية شعبنا في الداخل لانه يعيش حالة الخطورة والحاجة والضياع.

في الختام
كما قلت، لقد نلت الاحترام والمكانة الكبيرة لم ينالها من قبلك شخص اخر من بين ابناء شعبنا ارجو ان لا تضيع هذا الجهد وهذه المكانة بميولك الى طرف ما من دون ضرورة.

 انا اعرف هذه الخطوات  صعبة التحقيق الان بذات،  لكن ارجو ان لا تستهينوا بمواقف الاحزاب والمؤسسات الثقافية للكلدانيين وان يكون هناك باب التفاهم والحوار مفتوح دوما معهم لايجاد المخرج المناسب لهذه المعضلة.

كما ارجو ان تكون جريئا وبصورة موضوعية  في تشخيص الاطراف الحقيقية الذين عارضوا ولازالوا يعارضون وحدة  التسيمة لشعبنا ، كذلك البحث في الاسباب الحقيقة التي تقلق الكلدان من اختزال اسمهم في نهاية الامر من الوجود.

فلكي يتم تفادي انقسام وانشقاق جديد بين ابناء هذا الشعب اقترح تقوم  بتوجيه رسالة طلب الى (رئاسة الاقليم و رئاسة برلمان اقليم كوردستان) تأجيل او التريث في موضوع تسميتنا في الدستور الدائم للاقليم  لحين يتم الوفاق بين جميع الاطراف بهذا الصدد في مؤتمر قومي شامل كما قلت سابقاً، بخلاف ذلك اعتقد سوف نحتاج الى عشر سنوات اخرى من الصراع على التسمية للوصول الى الموقف الصحيح (هذا ان لم ننقسم الى ثلاثة اشطار الى الابد!!!)  فتصبح جهودنا  مجتزئة ومستغلة من قبل الاخرين وتعبر الفرص كما حصل  علينا في الماضي.

ملاحظة:
هذا الموقف هو اجتهاد متوضع لي  شخصياً  ولا يعبر عن موقف اي مؤسسة التي انتمي اليها او اعمل معها. ومن له اي تعليق ارجو ارساله الى
Youhanamarkas@optusnet.co.au




1600
                                 الكنيسة الكلدانية وقرارها الجريء
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
14 ايار 2009


عقدت الكنيسة الكلدانية سينودها المقدس في مدينة عنكاوا بين فترة 28 نيسان-- 5 ايار من 2009، ناقشت فيه شؤون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وفي الختام اصدرت بيانا توضح فيه بعض من الملامح  للقرارات التي اتخذتها. من ضمن هذه القرارات كان اعلان اعضاء السينودس المقدس تمسكهم بالقومية الكلدانية ومطالبة حكومة الاقليم  درجها في دستورها كما هو مدرج في دستور الحكومة الفدرالية.

كان عدد كبير من ابناء شعبنا اعتبر هذا القرار جريئاً حيث جلب الشعور بالنشوة والفرح لا سيما من يريد يتمسك بقوميته الكلدانية ويقدسها كما قدسها غيرهم. والبعض الاخر تذمر وعتب على اعضاء السينودس لهذا القرار على اساس انه تدخل في المواضع السياسية  ولم يكن ملائماُ للكنيسة اتخاذه.

على اية حال، في زمن الفلتان والديمقراطية وفقدان الضمير والمحاسبة القانونية اصبح لكل واحد الحق او الفرصة للقول ما يريده قوله حتى وان لم يكن مؤمنا بما يقوله، اصبح له الفرصة ان يقوله بدون خوف او محاسبة ضمير.  لا اعرف اين يعيش بعض من ابناء شعبنا؟  ولماذا يرون الخشبة في عين صديقهم ولا يرون العود في عينهم كما يقول السيد المسيح؟ الى متى  ينكرون حق الاخرين للتعبير عن ذاتهم؟.

في الحقيقة ان الكنيسة الكلدانية لم تدعي من خلال هذا البيان ان رسالتها انقلبت من الروحية الى القومية او ممارسة السياسية. ولم تقل لابنائها الذين يؤمنون انهم عرب او اكراد او اشوريون او سريان او ارمن او غيرهم انه لم يعودوا ابناءا لها. ولم تقل ان القومية الكلدانية هي قومية كل هذا الشعب الذي يتكلم لغة السورث. في نفس الوقت لم تحرم الكنيسة العمل والتعاون بين ابناء هذا الشعب من ضمنهم الكدانيون. لا بل تمنت دائما ان يكون تعاون وتعاضد وتقارب  بينهم لحين اكمال الوحدة الكنسية بين مكونات هذا الشعبً. كل ما قالته الكنيسة ان معظم ابنائها هم من القومية الكلدانية وتريد ان يتم المحافظة على هذا الاسم كغيره من الاسماء التي يمتلكها ابناء شعبنا.

لا اريد هنا ان ارجع الى مقولات المثلث الرحمة مار روفائيل الاول بيداويد الجريئة حينما حاول تقريب الجسور بين ابناء هذا الشعب (لكن لم تلقي دعوته هذه اي رد ايجابي من الكنائس الاخرى ) التي اصبحت اليوم احدى اكثر المواد المرسلة بين ايميلات او موبيلات بين ابناء شعبنا محاولة منهم للطعن في رئاسة الكنيسة الكلدانية الحالية واعضاء السينودس بسبب تفسيرهم الخاطيء وقصر نظرتهم في المواضيع المصيرية المهمة التي اراد التعبير عنها قبل حدوثها بكل جرأةّّّ!!!.

فمن عتب على الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ، لينظر مواقف الاحزاب والقيادات الدينية لشعبنا من غير تسميات او كنائس. لا زالت البيانات وحتى المقابلات على الصفحات الرئيسة لمواقع شعبنا . كعادتي لا احب التجريح ولكنني لا استطيع المساومة او التهرب من قول الحقيقة. معظم الذين ينتقدون الكنيسة اليوم لا اعتقد هو من باب اخلاصهم او حبهم لها بقدر ما خوفهم من حصول اختلال في  مصالحهم الحزبية والانية.

ان هذا الشعب هو واحد، وان القواسم المشتركة اكثير بكثير من الفروقات، ليست جريمة ان قالت الكنيسة الكلدانية ان هوية ابناء شعبها هي كلدانية وان كان ذلك القول جاء متاخرا او اضطرت قوله حسب رائي . واذا كان لهؤلاء المنزعجين قليل من الحكمة، كان عليهم ارسال برقيات التهئنة لاعضاء السينودس. لانهم بدأوا يشعرون بالخطر على الهوية التاريخية لشعبنا ويقولونها على الملء ويطالبون الحكومات والدول لحمايتهم الامر فيه كثير من التطور والاهتمام. كان عليهم يقولون حسنا انتم تقولون نحن كلدان لا ضير في ذلك، ولكن هل انتم على استعداد للتعاون والعمل من اجل المصلحة العامة لهذا الشعب. حينها اذا رفضت الكنيسة الكلدانية التعاون من اجل المصلحة العامة او عارضتهم يكون لهم حق العتاب. اما ان يصموا اذانهم عن اقوال الاخرين او يغمضوا عيونهم عن الحقائق او الكيل بمكيالين لانهم تعودوا كذلك فتلك ليست مشكلة الكلدان.

في الختام اتمنى من الذين يقولون انهم حرصون على الوحدة، التوقف من الانتقادات والعمل على اقناع  جميع ابائنا من رجال الاكليروس في جميع الكنائس ان لهذا الشعب  التسميات الثلاثة، فهي مقدسة ومقبولة يجب الاعتراف بها دون التحفظ، وان يكونوا اصحاب مبادرات لاقامة اللقاءات والندوات والاجتماعات والمؤتمرات  من اجل خلق ارضية صالحة للتفاهم والعمل معا في كافة القضايا التي تخص شعبنا .

كذلك لي الامل ان تكون قيادة القوى الكلدانية الحديثة  حكيمة جدا في قراراتها ورائدة في تعاونهم مع احزاب شعبنا من كل المسميات من اجل المصلحة العامة كي يقطعوا الطريق من يريد استغلال شعبنا سياسيا لاجل رغبته الذاتية، ان يكون اخلاصهم وحرصهم اكثر من الجميع ،ان تخرج منهم المبادرات الطيبة في توحيد الصفوف للتعاون معاُ  عوضا عن الاستمرار في المناقشة البيزنطية الدجاجة من البيضة ام البيصة من الدجاجة!!

كذلك اتمنى من الكتاب والمثقفين ابناء شعبنا العودة الى حالة السكينة والهدوء والاهتمام بما يحدث من حولنا. قبل اقل من سنة تم تغير نسبة كوتا لابناء شعبنا في الحكومة الفدرالية وبالامس تم تغير نسبة كوتا في حكومة الاقليم ، اليس لان احد اسباب هذه التغيرات هو ضعفنا في مجال السياسي او بالاحرى انشقاقاتنا واختلافاتنا او حروبنا على التسميات . الى متى يبقى البعض يستهلكون الجهد في هذا الموضوع. الا يعرف اخوتنا في الوطن او في المهجر ان الكلداني الامين لهويته ولغته وتاريخه سيكون امين لهذا الشعب كما  هو الاشوري او السرياني حريصا عليهم. حقيقة واحدة تعلمتها، في هذا العصر ان اي شخص او اي  شعب او مجموعة من البشر  التي لا تطالب بحقها  وتكافح من اجله لن يأتي شخص او جهة اخرى تعطيهم اياه كهبة او منحة اومساعدة بدون مطالبتهم والحاحهم لهذه الجهات.
   
كذلك اريد ان انوه الى ملاحظتين مهمتين في النهاية هما:-

اولا-  ان هذا المقال هو يعبر عن رأي الكاتب لوحده وليس لاي جهة .

ثانياُ - اننا لا نعاتب من يدعي باشوريته او سريانيته ابدا ، ولا ننكر وجودهما.  فكل ما هو نريد ان نقوله يجب ان نكون واقعيين جدا جدا جدا  في حياتنا وظروفنا!!. لكن المطلوب دائما من الجميع التعاون المتكافىء من اجل المصلحة العامة لهذا الشعب الذي (اقولها مرة اخرى)  لن يقدر اي كان فرز او فصل مكوناته مهما كانت الاسباب .

youhanamarkas@optusnet.com.au


1601
                                     ليكن ترميم البيت الكلداني هو بداية لترميم صَرْحْ الامة؟
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن –استراليا
 4 ايار 2009
Youhanamarkas@optusnet.com.au

بين فترة 26-27 من شهر الحالي ، شهر  نيسان،  شهر الخير وخيرات للعراقيين القدماء والجدد ،عقد المجلس القومي الكلداني العالمي مؤتمره الثاني بعد خمس سنوات من مؤتمر الاول. قبل عددة اشهر حدث نقد وجدال في وسائل الاعلام  بين اعضاء المجلس القومي الكلداني حول احقية الرئاسة ومؤسسها وطريقة اتخاذ القرارات المهمة والتحالفات . لم تمضي فترة طويلة حتى اتفق الجميع على هدنة ومن ثم الى عقد مؤتمر لتداول هذه الامور واتخاذ بعض القرارات بشأنها واجراء الانتخابات الدورية  بين اعضاء المجلس.

لم يكن احد يظن بهذه السهولة سوف يستطيع المجلس التغلب على التناقضات والاختلافات بين قيادته، والبعض كان يسخر منهم في مقالاته وكأن المجلس اصبح في خبر كان. لكن تعاون اعضاء المجلس وتشجبع المهتمين به وواستعداد اعضائه للتفاهم والتضحية من اجل المصلحة العامة دفعهم الى عقد المؤتمر وحل المشاكل بطريقة المحاورة والتصويت.

لكن المفاجة الكبيرة  بالنسبة لي كانت في رؤية وتفسير  الاحزاب الاخرى من ابناء  شعبنا عن هذا المؤتمر وعلى قراراته وكأن انقسام الامة وضياع مصير هذا الشعب حدث في قرارات المجلس القومي الكلداني في المؤتمرالاخير.

 انا لا انكر ماقلته في رسالتي الى المؤتمرين في مؤتمر عنكاوا قبل ثلاثة سنوات . انا كلداني الهوية ومقتنع بها  ولكن الجدلية التاريخية  ووضعية شعبنا بمكوناته الثلاثة وظروفه الحالية ومسيرته  التاريخية المملوءة من الاضطهادات  خلال 25 قرنا وشعوري وقناعتي لما يقوم به اعدائنا في تهجيرنا القسري يجعلني  دائماً ان اتغلب على هذا الشعوري الذاتي (الانا الكلدانية)  وفضلت ولازالت افضل (كما يفعل الكثيرون)  ان نجد طريقا للعمل معاً  بين الاطراف الثلاثة . ولكن ما سمعته او قرأته في مقالات الاخوة  الكتاب في الايام الاخيرة يتركنني  ان اندهش ،  فكم مؤتمر  ومؤتمر عقدت من قبل احزاب شعبنا سواء كانت اشورية او كلداني او سريانية لم اسمع بضجة مثل التي عملت. سؤالي لماذا؟

الحقيقة ان مثل هذه المؤتمرات كان يجب ان تشجع من قبل الجميع وتتم المشاركة (ان سمح بها) كي يتم مناقشة الامور  فيها بموضوعية ووضوح اكثر، لانها تمثل الاستمرارية  في نهوض وتطور الوعي القومي بالاخص لدى الكلداني (كما قلنا في مرات سابقة). والكلدان  بحاجة الى هذا الامر كثيرا، لان هناك نسبة كبيرة منهم لا زال يظن ان المسيحية هي هويتنا و لايميز بين معتقد الديني و الشعور القومي او هويته الانسانية التي طمرت تحت ظروف قاسية مرت عليه في الماضي.  نعم الكلدان  بحاجة الى ترتيب بيتهم الداخلي كي يستطيعوا ان يمثلوا شعبهم ويعرفهم الاخرون، كي يستطعون تمثيل كتلتهم بين مكونات شعبنا، اما ان يمثل شعبنا وهو متشبث باسمه الذاتي ويعمل كعمل وصي بدون مدلول وموقف صريح باتجاه الوحدة والتسمية الواحدة لم يعد مقبولا، لا بل سيجعل من الناشطين الكلدان دائما ان يكونوا معارضين لهم . واعتقد هذا هو الخطأ الذي وقع فيه بعض الاخوة اليوم .

قد يفسر البعض ان في بيان النهائي للمجلس القومي الكلداني في مؤتمره الاخير هو تمزيق وحدة الوصف  ومن ثم ضياع الامة، لكنني اسأل، اين هؤلاء من حكمهم العادل عن ما حدث خلال عشرين سنة مضت؟ ألم تكن هناك فرص كثيرة ضيعت من قبل الاخرين ولم تحرك لهم رمش؟ نحن امام سؤال مهم جداً هل على الكلدان فقط يقع الحق عندما يقولون نحن كلدان ام على الاخرين ايضا؟


الحقيقة يجب تقال مهما كان الثمن ، الكلدان لم يمارسوا التحزب والسياسة باسم الكلدان الا قبل فترة قصيرة ، لماذا لم يتم توحيد الخطاب القومي لشعبنا قبل ذلك؟ هذا  ما يجب كتابنا يكتبون عنهم و يبحثون سره وهذا ما يجب يذكرونه بكل مصدقية مؤرخوننا في كتبهم ؟ لماذا لم تحل مشكلة التسمية قبل مئة سنة او خمسين او قبل عشرين سنة حينما كان لهم القدرة على اتخاذ القرارات المهمة. ليس من العدالة اليوم ان يفرغ البعض غضبهم على الكلدان لانه يقولون نحن كلدان!!!



انا لست مع المتشائمين الذين يظنون ان المجلس القومي الكلداني مزقت الامة. بالعكس حينما يكون هناك تكافؤ وحرص ومصدقية والتزام ووضوح من قبل الجميع (اعني قادة الكلدان والاشوريين والسريان) على  طاولة المفاوضات لتوحيد الخطاب القومي حينها ستكون فرصة نجاح الوحدة اكثر بكثير من وضعها الحالي.  ولكن ان  يتم تسيس القضية لمصالح ذاتية عن طرق وصاية غير شرعية هذا امرا غير صحيح،، فمن حق الاخرين البحث عن مصالحهم ايضاً .
لذلك انا اؤمن بان ترميم وصيانة البيت الكلداني هو طريق لترميم البيت الاشوري والسرياني ومن ثم تبليط طريق الوحدة في حالة وجود نية صادقة و قادة مخلصين لهذا العمل.

كلمة اخيرة اود ان اقولها لي الامل،  يوما ما سوف تحدث المعجزة ، فجاة يعي السياسيون السابقون والحاليون  انهم كانوا مخطئين ويعترفون بذلك ولكن اتمنى ان لا تكون هذه الايام بعيدة عنا. واتمنى  في حينها ان يكون هذا الاعتراف بداية جديدة للعمل معا من اجل مصلحة العامة بصدق واخلاص.

نتمنى من  القيادة الجديدة للمجلس القومي الكلداني العالمي ان لا تقطع العلاقة العضوية الحيوية مع اخوتنا الاشوريين والسريان مهما كلف الامر،  ويكونوا دائما على استعداد للتفاهم والعمل معاً من اجل مصلحة هذا الشعب الذي يتكلم  نفس اللغة  وله نفس الثقافة ونفس التاريخ والدين وفي نفس الوطن، الذي شهد نفس الويلات بالاضافة الى العادات والقيم والمزج الاجتماعي  الموجود بينهم الذي لا يستطيع احد فرزها مهما كانت له الامكانية. نتمنى ان يكون شعار الوحدة والمصلحة العامة فوق كل الاعتبارات والمسائل دائماً.  
وان تبقى كل رموز الكلدان وكل رموز الاشوريين وكل رموز السريان هي رموز لامتنا وشعبنا الواحد.


في نفس الوقت اتمنى ان لا يبدأ فصلا جديداً من الحرب الاعلامية بين  بقية الاحزاب والمؤسسات الاشورية والسريانية والكلدانية على المجلس القومي الكلداني او تقوم بمقاطعته كم حدثت في  عدم حضورهم في  جلسة افتتاح المؤتمر.



1602
          المفهوم الاعوج للديمقراطية في العراق وفرصة نجاحه ؟

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
28 نيسان 2209


الديمقراطية مصطلح اغريقي الاصل  يعني حكم الشعب . ظهر في القرن السادس قبل الميلاد في بلاد الاغريق، يظهر في هذه الفترة كان هناك مجلس للشورى وكذلك مجلس النواب. وتعد ديمقراطية اثنيا الاقدم في تاريخ البشرية، لكن  بحدود سنة 323 ق م  قضى عليها الحكم المقدوني.

 في الحقيقة عرف اليونانيون القدماء ان في تطبيق الديمقراطية احيانا هناك خطورة (1)، كما انها لم تكن الديمقراطية شاملة لكل الناس في حينها، فالنساء والعبيد كانوا محرومين ، واحيانا كانت طبقة النبلاء فقط لهم الحق في التصويت.  لهذا كاد افلاطون  يفقد رأسه مثل استاذه (سقراط) بسبب موقفه الذي مال الى البيروقراطيين ضد الجمهوريين، السبب في هذا الاعتقاد هو انهم كانوا يظنون تضيع فرصة النخبة المتميزة (القادة)  في تاثيرها على المجتمع بتطبيق ديمقراطية غير متكافئة، يبدو ان افلاطون كان على الحق في موقفه، لان عبر التاريخ ، نرى معظم الاحيان، ان النخبة هي القوة الدافعة لتحريك  وتطوير و تقدم الشعوب (2). هذه النخبة تشمل العلماء والمفكرون والعباقرة والكتاب والمبتكرون والسياسيون ورجال الدين وغيرهم. ولكن افلاطون عبر عن رائيه هذا في طريقة اخرى حينما قسم الشعب الى ثلاثة نماذج (3 ).

في العراق منذ زمن طويل لم تفلح بذور الفكر ولا بذور الحرية في جلب مثل هذا القائد لنا ، يقودنا في نقلة نوعية!، دائما كان الحاكم يأتي للحكم عن طريق الانقلاب وليس الانتخاب. على الرغم  من وجود فضل لامريكا في ادخال مبادىء الديمقراطية في العراق لاول الا ان ضريبتها قاسية على العراقيين من خلال الجرائم  الكثيرة  لامريكا  في العراق  (4)، و ولحد الان لم تأتي بفائدة ملموسة.

لان القوى المعادية للانفتاح والتطور وقفت ضدها ، هذه القوى ، متمثلة بقوى السلفية والاصولية الدينية وغيرها التي تعادي هذا الاتجاه بسبب خسارتها مواقعها ونفوذها ووجودها في الخارطة السياسية العراقية، لذلك عهدت على نفسها اطفاء النور و احلال الظلام والشر والقتل والحزن ولون الاسود في ربوع العراق. فهي تستخدم العنف عوضاًعن  العقل والفكر و طرق السلمية في اسقاط هذه الحكومة وازالة النظام الديمقراطي اليافع في العراق.

ان الديمقراطية نظام مثالي للبشر بشرط ان يكون هناك وعي لدىكل مواطن (5) عن مفهوم الوطنية، ان يكون هذا الوعي لدى كل مواطن في مستوى ان يقدس حق اخية المواطن الاخر ويلتزم بالقانون في وطنه وشعبه بدرجة حبه لحياته. اي يكون مؤمن بحق الاخر بنفس درجة حقه، ويلتزم القانون المشرع ديمقراطيا ولا يتجاوز عليه بل يقدسه بكل معنى الكلمة. لان هذا القانون هو الذي يحمي  حقوق جميع المواطنين من الظلم والجريمة .

 ولكن هيهات في العراق يحصل هذا الامر ، حيث احيانا نجد نصف الوزراء، ومعظم قادة الاحزاب والمسوؤلين حرامية لا يهمهم سوى نفوذهم وجيوبهم واعضاء حزبهم وطائفتهم.

على الرغم من بدء الهدوء والامان يعود الى شوراع معظم المدن العراقية ( ما عدا بغداد)  الا خطوط التماس بين القوميات والمذاهب  هي في حالة  التأهب وخوف وقلق من المصير المجهول وهذا ما حصل لابناء شعبنا (المسيحي)  في كركوك اخيرا في مقتل ثلاثة اشخاص في حادثيين منفصلين ومتزامنين معا.

يجب ان  لا نسى ان نشيرهنا،  ان النظام  الديمقراطي الموجود في العراق مملوء من التناقضات بدءاً من مقدمة الدستور الى اخر فقرة منه ، وان دهاء كاتبه فاق كل التصور، لا اعرف كيف استطاع الضحك على كل السياسيين ويقنعهم  بقبوله على الرغم من كثرة تناقضاته ؟ّّ!!.

 لهذا نقول مرة اخرى ان فرصة نجاح النظام الديمقراطي في العراق  ضئيلة جدا، لان نظرة معظم  الاحزاب  ذاتية (خاصة بهم ولا يشاركهم كل الشعب فيها)  فهي اما نظرة دينية او طائفية او قبلية او مذهبية، وان قيمة القانون عندهم هي معدومة،  فالاولوية والقدسية لم تعد للوطن والانسان والقانون  كما قلنا وانما تعود لطائفته او حزبه او قوميته . لذلك لايحصل النجاح ، لان الحجر الاساسي (دستور ) اعوج ، فكيف يكون البناء؟!! و البناؤون اختار المسطرة العوجة  في قياساتهم  فكيف يكون قياس المواطن العادي؟!!!

في الختام نقول مرة اخرى ، سيستمر العراق في دوامة التقلبات السياسية بدون احراز اي تقدم  مالم يحصل  تقدم في الوعي  كما قال هيجل، لان مفهوم الديمقراطية في العراق اصبح مفرغاً من معناه الحقيقي كما وضعه الاغريق( اي حكم الشعب ).

ويتحمل  قادة الاحزاب الكبيرة والصغيرة  جميعهم المسؤولية التاريخية لما يحدث من الجرائم في وطننا، لانهم لا يستطيعون الانسلاخ من جلدهم القديم ويفتحون عيونهم امام شمس وينظرون الى الحياة  بنظرة جديدة، فيتخلون عن انانيتهم، ويتنافسون في وطنيتهم واخلاصهم للشعب العراقي كله عوضا عن تنافسهم في مصالحهم الذاتية التي وقود للفتنة والحرب الاهلية.


......................

1- قال رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في منتصف القرن الماضي : على الرغم من مساوىء النظام الديمقراطي الكثيرة  لكن لا يوجد نظام افضل منه.

 2 – ذلك ما كنا نتوقعه من قادتنا الجدد ، اي ان يقودوا العراق ثورة اقتصادية، كما  قاد المرحوم الشيخ زايد دولة الامارات العربية  الى ان تصبح مركز مهم من اقتصاد العالمي اليوم.

3– في جمهوريته المثالية، قسم افلاطون الشعب الى ثلاثة اقسام: القسم الاول هو اصحاب الحرف ويد العاملة  والجنود، القسم الثاني هم الاداريين والعسكريين والنبلاء والقسم الاخير هم العلماء والفلاسفة الذين لهم المعرفة والحكمة والارادة القوية في اتخاذ القرارات المصيرية. لذلك يجب ان الحاكم او الامبراطور من القسم الاخير  كي تبقى شؤون البلاد في يدي حاكم امين وحكيم وشجاع.

4 – اي انتخاب برلمان وحكومة ورئيس وزراء ومجلس رئاسة الحكومة.

5 – اي يكون الوعي من قبل كافة ابناء الشعب بنفس درجة .

1603
                                 اخوتي الاشوريون لا تتأخروا كثيرا!!
بقلم يوحنا بيداويد
24 نيسان 2009
 ملبورن- استراليا

كتب الاخ  تيري بطرس قبل بضعة ايام مقالا تحت عنوان :
الاخوة دعاة الكلدانية  لا تستعجلوا الامر !
 في دعوة منه لاخوته الكلدانيين ان لا يستعجلوا في قرارتهم اوان يبتعدوا عن خط الوحدة لان مصيرنا جميعا هو واحد.
 وهائذا اكتب هذا المقال بعنوان معاكس ولهدف نفسه. فمهما ابتعد الاشوريين من الكلدان لن يجدوا من يعضدهم سوى اخوتهم بالدم والارض والتاريخ والدين الذين هم الكلدانيين، فلماذا التعصب والغاء الاخر ولماذا التهرب من الاعتراف بهذه الحقائق.


منذ سنوات طويلة وانا الاحظ الصراع الموجود بين دعاة الهوية الكلدانية والهوية الاشورية الذي اصبح حقيقة واضحةاليوم لاخوتنا العرب والاكراد والتركمان والاجانب. هذا الصراع الذي بني على شيء من الغموض والوهم في بعض اجزائه ، ولا اكشف سرأ  ان قلت  ان جذور هذا الصراع بدأ من التقسيم الكنسي الذي حصل في الماضي في الكنيسة الشرقية.

لكن هذا لا يعني ان ابناء الامبراطورية الكلدانية او الاشورية او السريان، الذين  كانوا سباقين في اشعال شعلة الفكري الحضاري العالمي  ومن ثم نقلهم  شعلة الفكر الحضاري الاغريقي عن طريقة الترجمية الى الشرق كانوا قد اندثروا منذ سقوط بابل ونينوي في القرون السادس قبل الميلاد. اعتقد هناك حقيقة مهمة جدا يجهلها الكثير من ابناء شعبنا الا وهي بدخول شعبنا في المسيحية من القرن الاول الميلادي ادى الى  ضمور الفكر السياسي والقومي لشعبنا سواء كانوا الكلدانيين او الاشوريين ، ولم يبقى له سوى الالتصاق بالكنيسة طوال هذه  الفترة الطويلة. وان الحركات السياسية تكاد تنعدم كليا ولم يبقى ما يربط هذا الشعب بماضية سوى لغته وبعض مناسبات التاريخية والعادات والقيم المتوارثة التي كانت تمارس عن طريق الكنيسة. والى الكنيسة يرجع الفضل في الحفاظ على اللغة من ثم الحفاظ على الهوية القومية. والا اين هو تاريخ النشاط السياسي للكدانيين او الاشوريين او غيرهم قبل 150 سنة مثلاً؟؟!!

لكن مع هبوب نسيم الشعور القومي على اوربا في القرن الثامن و التاسع عشر والعشرين انتقل هذا النسيم الى المناطق الشرقية وضرب القوميات التي كانت تحت نفوذ الامبراطورية العثمانية والتي هي بدورها شجعتْ على هذا الشعور من غير درايتها عن طريق تطبيقها لسياسية فرق تسد بين هذه الاقوام كي تزيد الخلافات بينهم على امل ان تسهل عملية  سيطرتها عليهم.

بعد سقوط الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين توفرت فرصةامام القوميات التي كانت تحت سيطرتها لرفع صوتها للمطالبة بحقوقها وقد استخدمت الدول الغربية (بالاخص  بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة) هذا الشعور لصالهم وكان ابناء شعبنا من بين المتضررين الذين حلت بهم النكبات العديدة  والترحيل القسري والابادات الجماعية.

قبل بضعة سنوات حصل تغير جديد في النظام السياسي القائم في العراق، وجاءت الفرصة مرة اخرى للاقوام والشعوب المتاخية في العراق  للمطالبة و بحقوقها عبر اصوات الناخبين لاختيار ممثليهم. ولكن ابناء كلا الكتلتين لم يحصلوا على الكثير من الحقوق بسبب  حصول هذا الشرخ الكبير بين دعاة القومية الاشورية والكلدانية على التسمية الصحيحية التي تجمعهم . ففقدت الثقة بين الطرفين خلال عشرين سنة الماضية حيث لم يستطيع اي حزب ان يوفق بالجمع بينهم  في المبادئ والاهداف والمصالح الموحدة .

ولا اكشف مرة اخرى سرا  حينما اقول ان بعض من دعاة الاشورية المتعصبين كانوا وراء فشل حصول الوحدة بين الكلدانيين والاشوريين وبالدرجة الثانية  سياسية بعض الاحزاب الكبيرة لعدم وجود مصدقية بين شعاراتها وعملها. بدليل ان التعصب لم يكن قد تخمر لدى السياسيين الكلدانيين بعد.

كما هو معلوم ان الكلدانيين كانوا الى قبل فترة قصيرة يعتبرون الكنيسة هي صاحبت الشان في القضايا المصيرية (الدينية والقومية) وان حكمتها كافية بان تدير امورها الروحية  كذلك شأنهم القومي . لكن بعد ان عبر اباء الكنيسة الكلدانية عبر تصريحات وتوضيحات مهمة لهم منذ فترة طويلة نسبيا ان الشأن القومي لا يدخل ضمن عملهم الروحي.  ظهر بعض المفكرين والناشطين والسياسيين والمثقفين من الكلدان للتعبير عن ذاتهم والمطالبة بمكانتهم وحقوقهم والحفاظ على اسمهم وعلمهم وشعاراتهم وهم طور اقامة مؤتمرات عالمية سنويا لهذا الغرض. وهو عمل جيد للكلدان ومن ثم للاشوريين ايضا اذا كنا موضوعيين في اهتمام المصير الجماعيً.!!

الحقيقة كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني  هو الحزب الرائد في هذا المجال و وعلى الرغم محدودية نشاطه لحد الان الا انه عبر بصدق من خلال شعاراته واعماله عن هموم الكلدان. ثم ولدت المجلس القومي الكلداني والمنبر الكلداني واتخذت الاتحادات والجمعيات والنوادي والمؤسسات الكلدانية في الوطن والمهجر موقف واضح وصريح بالدفاع عن اسمهم وهويتهم القومية.

من جانب اخر اصبح واضحا بالاعتراف الجميع ان الكلدانيين والاشوريين اصابتهم اكبر مصيبة في تاريخهم الحديث خلال عشرين السنة الاخيرة حيث اجبروا على الهجرة بسبب الاوضاع السياسية والامنية والاضطهاد الديني المبرمج ضدهم ، وان المهجرين توزعوا بين مدن العالم الواسعة حتى وصل تواجدهم في قرابة مئة مدينة في العالم، لذلك وجودهم اواحتفاظهم  بالشعور القومي او بالهوية القومية في المهجر شاؤوا ام أبوا هو في طريقه الى اندثار والزوال. اما القسم الباقي في الارض الوطن بالاضافة الى وقوعه تحت اقدام الاقطاب السياسية الدينية والقومية الكبيرة ( بسبب صغر نفوذه واختلاف طريقة تعامله مع المشاكل)  وجود هذا الصراع المرير على التسمية جعلهم يخسر الكثير من الفرص والحقوق.

لقد انهمكت قوى الكتلتين خلال الفترة الماضية على الرغم من ان معظم الاهداف و المصالح لكلا الطرفين هي واحدة او متقاربة في معظم الاحيان، وعلى الرغم من الهجرة والقتل العشوائي والاضطهاد الديني  الذي مرس ضدهم، لم يفرق بينهم، الا الاحزاب السياسية التعصبية زادت الهوة بينهما. ولكي اكثر صريحا في تعبيري لا اجد اي امل في نظرية اي حزب في ايجاد الحل المناسب  في الوقت الحاضر والطريق الوحيد هو ان يتفق ويتوحد جميع احزابنا في الاهداف عبر مؤتمر عالمي  ومن ثم عمل كل واحد من موقعه من اجل الوصول الى تلك الاهداف .

لذا ادعو جميع  اخوتي  الاشوريين  بالاخص قادة الاحزاب  وحتى بعض رجال الدين ان لا يتأخروا في اعترافهم بإخوتهم الكلدانيين،  ويتفهموا دوافع شعورهم وحبهم لتسميتهم الكلدانية والتاريخ الخاص بهم وان يعتبروه عملا ايجابيا. وان يكونوا مستعدين للتعامل معهم على اسس بعيدة من التعصبية والعنصرية او الغاء الاخر التي رأيناها لدى البعض  في الماضي،  وفتح صفحة جديدة عن طريق ايجاد االقواسم المشتركة لكلا الطرفين قبل ان يفوت الاوان ومن بعد ذلك لن يفيد ندم الجميع.
كما ادعو رجال الاكليروس الافاضل  من جميع الاطراف الى الاهتمام بتعابيرهم من خلال وعظهم او رسائلهم لان هذا الشعب اصبح له اذان صاغية وقابلية للتمييز بين الاسود والابيض.!!!!!

1604
                                   عيد القيامة ...والانسانية في المسيحية.......واعوجاج الزمن
بقلم يوحنا بيداويد
6  نيسان 2009
ملبورن / استراليا

كنت اريد اجعل من عنوان مقالتي هذه عنواناً اخراً، كرسالة لاصدقائي الذين ينادون بالمُثل والقيم والاخلاص والروحانية والطهارة والانسانية وينادون بالمحبة المسيحية ان يراجعوا انفسهم في هذه المناسبة العظيمة، فكان العنوان الذي اخترته منذ اسابيع هو:

يا اخي اذا كنت لا تحبني  فلماذا تعطيني دروساً في المحبة؟!.

على الرغم من مرور اكثر من الفي سنة على شخصية يسوع المسيح (1) المتواضعة، الا انها لازالت الشخصية الاولى في العالم من ناحية الاهتمام والدراسة والتفكير بها، لا لإنه ترك اثراً منقطع النظير على مسيرة البشرية ،  اكثر من اي  قائد عسكري  اشتهر في انجازاته او ملك كانت اعماله شبيهة بالاساطير او اي عالم او فيلسوف اواي سياسي، وانما كان ذلك الشخص الذي اصبح المنبع الاول للمفاهيم الانسانية بين البشرية. نعم جاءت شخصيات قبله وبعده وعملت في رفع شأن الانسان والانسانية ولكن يسوع المسيح اعطى الانسانية مفهوماُ مثالياً سامياً، وجعله من المبادئ المقدسة،  بحيث الزم المؤمن الباحث عن الخلاص  بجانب محبة الله  محبة القريب ايضاً. فما اعمق هذا القول: ( احبب الرب الهك من كل قلبك ونفسك وفكرك وارادتك واحبب قريبك كمثل نفسك  لو 10/27 ) ولعل عبقرية مار بولص كشفت لنا رموز ومبادئ وفكر ومعاني كلمات السيد المسيح اكثر فأكثر من خلال رسائله(2).

يسوع المسيح هذا الرجل الناصري البسيط ، الذي لم يدخل اكاديمية افلاطون الشهيرة ولا مدرسة الاسكندرية العظيمة(3) وانما كان يعمل نجارا لحين بلوغه سن الثلاثين. فجأة نراه يقيم ثورة روحية وانسانية  من خلال تبشير اشخاص بسطاء، صيادي السمك  لا يعرفون شيئا من الفكر اليهودي ولا في التوراة او التلموذ البابلي ولا الاورشليمي ولا في بقية الاسفار او الفكر الميتافيزيقي لفلاسفة الاغريق. لكن استطاعوا ان يُدخل تعليم معلمهم  كل الامبراطوريات والامم والشعوب لا لان كان لهم المقدرة على الاقناع بقدر ما كانت الارض نفسها متعطشة لمبادئ المسيح كما تعطش الايل في الصحاري الى الماء (كما يقول احد انبياء عهد القديم). حتى  جعلت كثير من الامم والحضارات والدول ان تأخذ الكثير من قيمه ومبادئه السامية كأساس لقوانينها.

 لكن على الرغم من عظمة الفكر المسيحي، لا استطيع ان اخفي  اليوم ألمي وحزني على ما  تراه عيوني او الذي اقراه او الذي اسمعه لما اصاب او  يصيب  المسيحية من الانقسام. فبعض الكنائس الجديدة الغريبة لا تمت  تعاليمها بأي صلة عن مفاهيم المسيحية كلياُ (4)،و البعض  الاخر  لم يعد اليوم  يؤمن بان  نشر المبادئ المسيحية وبالاخص القيم الانسانية من مهمته . فقد  طمسوا في الامور السياسية والقومية والحزبية (5) حتى جعلت من الكنيسة وسيلة لردع اي خطر عن كراسيها او مستقبل طموحها ناسين قول السيد المسيح ( اخذتم مجاناً فمجاناً اعطوا. لاتقتنوا نقودا من ذهب ولا من فضة و لا من نحاس في زنانيركم و لا مزوداً للطرق و لا قميصاً ولا حذاءً ولا عصى، لان العامل يستحق طعامه. مت 10/9-10 ).

في هذه الايام ، ايام عيد الفصح ، ايام عودة الحياة الى الارض، حيث تلبس الطبيعة  فستانها الجديد المحمر بلون ورود اشهر  نيسان واذار وايار، تعاد علينا قصة صلب وقيامة  يسوع المسيح من خلال قراءات و صلوات  يوم الجمعة العظيمة وسبت النور واحد القيامة.

منذ 2009  وقيامة المسيح تدعو الانسان الى تغير ذاته، الى التخلي عن انانيته، وحبه لنفسه، الى محبة القريب  كمثل محبة الله، الى تقديس الحياة والله الذي انعم  للبشرية بها.

 اكثر من 2000 سنة وشهر نيسان يصيح باعلى صوته بالانسان هيا لنهيأ انفسنا، لنرتدي ثوبنا الجديد كي نستقبل عيد الفصح ، كي  نعبر من حالة عبودية الذات الى حالة النعمة (الايمان) والتعلم من  الام المسيح معنى الحياة الحقيقة، لكن هيهات ان تأتي الرياح بما تشتهي السفن .

والاكثر غرابة يخرج  بين حين واخر بين مجالسنا واعضاُ لنا بالمحبة والتسامح ونكران الذات والتوبة اما هو ليس مستعدا لتضحية ثمن قشة واحدة  من حقه او قبول سقوط شعرة واحدة من رأسه. فما فائدة هذا الكلام ان لم يكن هناك جرأة في قول الحق كما قال يسوع المسيح  ( ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير. مت 5: 37).  ما فائدة ان يطلب مني ذلك الواعظ ، محبة قريبي وهو ليس مستعدا لمحبتي، هل اصاب هؤلاء الواعظين بمرض البراغماتية اخيرا ام ان  جهل بعضهم افسد القضية؟

انا اعرف ان الزمن انحرف عن طريقه القويم في كثير من القضايا وانحرف كثير من الناس عن القواعد واصالة الايمان الصحيح بسبب قصر بصرهم (معرفتهم)  ولكن املي ان لا  يستمر اعوجاج الزمن حتى يصيب القيم النبيلة التي جاء بها السيد المسيح لا سيما التي تخص الانسانية.
ليكن واعضي على يقين انا لا ارفض منه سوى حبه لذاته وكبريائه، لكنني احترمه لانه انسان وان المسيح قدس انسانيته.  فكلما دخلت في خلوة من التفكير في هذه المواضيع، اتذكر قول السيد المسيح لتلاميذه: ( ماذا ينتفع الانسان من ان يربح العالم ويخسر نفسه. مر8/36)
فهل يتذكر هؤلاء الواعضين هذا القول؟! .
..........................................................
1 – نتكلم عن ناسوته وليس لاهوته
2 – لهذا يرى بعض الجاهلين عن المسيحية ما هي الا بدعة من صنع  القديس مار بولص.
3 -  كانت كلا المدرستين من المدارس العظيمة في تاريخ القديم.
4 – مثل ظهور مجموعة من المشعوذيين واطلاق على جماعته كنيسة الشيطان في الفترة الاخيرة.
5 – لا اعني هنا لا يحق لرجال الدين ابداء ارائهم في قضايا المصيرية التي تخص جماعة كنيستهم وانما يجعلوها وسيلة اومهنة في حياتهم .

1605
                                        الاول من نيسان عيد اكيتو  كيف تحول الى يوم الكذب
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
30 اذار 2009

تمر علينا في هذه الايام ذكرى اقدم  مناسبة قومية لسكان ما بين النهرين (جميع القوميات او التسميات) . حيث  كانوا يحتفلون في  مناسبة عيد اكيتو (1) الذي يقع في الاول من نيسان - راس السنة البابلية  لمدة الاف من السنين ومنها اشتق رأس السنة البابلية الكلدانية والبابلية الاشورية وعيد نوروز في 21  من اذار العيد القومي للشعب الكردي(2) وكذلك الامم القديمة الاخرى مثل الفارسية والصينية والفرعونية.

في كل سنة من هذا الوقت تنشر مئات المقالات عن تاريخ هذا العيد القديم للعراقيين. الذي إن دل على شيء فهو يدل على عطش العراقيين اليوم الى البحث عن تاريخ اجدادهم بعد ان عاشوا في سجن مظلم طالت مدته حوالي خمسين سنة  وبعد محاولات عديدة من قبل الحكومة السابقة لامحاء الهوية القومية لسكان  وادي الرافدين القدماء.

اكيتو الذي تفسيره مشتق  من الاسطورة البابلية عن الخلق، والتي تبدأ بالعبارة التالية :  ( إينوما إيليش .........الخ ) اي عندما كان في الاعالي، وهي صلاة طقسية  لتخليد سيد الآلهة (مردوخ) الذي خلق الحياة والطبيعة.     

في مدينة  بابل القديمة (3) اي  قبل ما يقارب خمسة الالاف سنة كان الاحتفال يقوم على اساس عودة الحياة الى الطبيعة بعد ان عقد الاتفاق بين الالهة جميعاً لتحرير تموز خطيب عشتار من العالم السفلي وحصول الزواج بينهما، فتعود الحياة الى الطبيعة التي تمتلىء بضجيج و نشاطات الكائنات الحية من كافة انواعها في موسم الانجاب والتلقيح ونمو البذور.

كانت احتفالات عيد اكيتو تدوم 12 يوما، الايام الاربعة الاولى منها هي لممارسة الطقوس دينية وتقديم الصلوات والذبائح وقراءة قصة الخلق (قصة الخلق البابلية)  وكيف جرت عملية اتحاد الالهة على ان يكون مردوخ رئيسهم بعد ان قام بثورة على الإلهة تيامات –إلهة الانوثة  (جدته). اما  الايام المتبقية بالاضافة الى الطقوس الدينية كان هناك فيها بعض مظاهر اجتماعية وسياسية.


 اما كيف تحول عيد اكيتو رأس السنة البابلية الى يوم الكذب؟  فتلك قصة فيها الكثير من الغموض والاساطير والروايات غير الدقيقة.

البعض يقول ان الحدث ليس ببعيد وانما  قريب نسبيا، يعود الى القرن السابع عشر حينما اتخد الملك لويس الرابع عشر( 1638 – 1715 م)   ملك فرنسا  من اليوم الاول لكانون الثاني  رأس السنة المالية في فرنسا  عوضاً عن الاول من شهر نيسان لانه عيد وثني .

وحسب هذه القصة، اصر البعض الاحتفال بهذه المناسبة  بعد ان لبسوا ملابس متنكرة وصبغوا اوجههم كي لا  يتم التعرف عليهم من قبل  جنود الملك، لما سمع الملك لويس السابع عشر امر باحضارهم جميعاً اليه. وعندما سألهم عن سبب قيامهم بالاحتفال وعصيانهم لاوامره، انبرى متكلم حاذق من بينهم قال للملك :   يا ملكنا العظيم إننا لم نخالف اوامرك وبالعكس حولنا هذه المناسبة الى مناسبة تافه لا تستحق الاحتفال فيها ، عملناها عيد مسخرة وكذب عن طريق لبسنا هذه الملابس الممزقة وهذه الاصباغ المزيفة. ففرح الملك عندما سمع هذا الكلام فلم يقطع رؤوسهم . ومنذ ذلك اليوم يطلق البعض عليه يوم الكذب عوضاً عن عيد رأس السنة التقليدية - عيد اكيتواو عيد عودة الحياة الى الارض بعد سباتها ستة اشهر (الشتاء) حسب اسطورة كلكامش ، عشتار وتموز.

البعض الاخر ينسبها الى  قصص وروايات حديثة اخرى ، مثل كذبة مشهورة عملت مشاكل بعد ان صدقها عدد كبير من الناس. من الامثلة  على هذه القصص هي  الترويج الاعلامي  الذي حدث  في بداية القرن العشرين عن اقامة مؤتمر في نيودلهي لتوحيد الاديان والدعوة مفتوحة لحضور ممثلي جميع الاديان في العالم له.  وحينما ذهبوا بعض الاوربيين الى هناك لم يجدوا اي شيء من هذا القبيل وانما اكتشفوا كانت كذبة .


لكن القصة التاريخية التي يرجحها الكثير من تحويل عيد اكيتو الى يوم الكذب كما  هي ما يحدث في اليوم الخامس من احتفال عيد اكيتو، حيث يخلع الكاهن (الذي هو بمثابة اله مردوخ)  التاج  من رأس الملك ويأخذ الصولجان من يده ويخلع عنه رداء الملوكية  ويأمره بان يركع امامه ويعترف بخطاياه ويطلب المسامحة والمزيد من القوة والسلطة  لنشر العدالة والحق بين الناس.

هذه الحادثة جعلت  كثير من الناس الغرباء في الامم الاخرى لا يصدقون ان يحصل ذلك  فعلا، ان ينزل ملك مدينة بابل العظيمة او ملك الكلدانيين (حسب فترة الحكم) الى موقع الركوع والسجود وطلب المغفرة بعد تجريده من سلطاته القوية، فيعدونه امراً غير معقول، لا بل اكبر كذبة في التاريخ ولذلك شاع بين الناس ان يكذبوا في هذا اليوم، لان حتى الملك كذب فيه.

وهناك رواية  غريبة اخرى تقول: (ان احدى ملكات بابل القديمة امرت بان يكتب على قبرها بعد وفاتها عبارة تقول: «يجد المحتاج في قبري هذا ما لايسد به حاجته اذا فتحه في الاول من نيسان» ولم يجرؤ احد على فتح القبر حتى جاء الملك الفارسي داريوس فأمر بفتح القبر فوجد لوحاً نحاسياً كتب عليه: «ايها الداخل الى هذا القبر انت رجل طماع وقح عطش الى نهب المال ولاجل اشباع نهمك اتيت تقلق راحتي في نومي الابدي مغتنماً فرصة الاول من نيسان ولكن خاب ظنك وطاش سهمك فلن تنال من لحدي الا نصيب الاحمق المعتوه». المصدر : الموقع Syria- news.com الرابطة    http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=26230

اما الكذبة الكبيرة الاولى التي سمعتها وصدقتها ولازلت اتذكرها  كانت  في مدينتنا-في  زاخو قبل حوالي اربعين سنة .  لما كنت في طريقي الى المدرسة  لاقيت اصدقائي العائدون من الدوام الصباحي الى البيت، فقال احدهم  لي هل سمعت ما حدث بالامس؟ قلت (مندهشاُ) ماذا حدث؟
قال : ان فيضانا كبيرا ضرب زاخو عمل دماراً كبيراً  جرف كثير من البيوت حول نهر خابور حتى جرف جسر دلي دلالي معه
( 4)  معه فلم يبقى منه الا احجاراُ قليلة. فحزنت كثيرا وطلبت منهم ان نذهب هناك كي نرى ما حدث بالفعل .  بعدما راى اصدقائي إني صدقت الخبر فعلاُ،  ضحكوا علي جميعاً.  قال احدهم الا تعلم اليوم يوم هو يوم الكذب – يوم الاول من نيسان.

املنا ان لا تصيب طموح شعبنا بهذه الكذبة في هذه الايام، فيظنون إنهم  مثل ذلك الملك الذي يعيد الاله مردوخ سلطاته اليه من دون عمل وجهد وكفاح واخلاص ووحدة وتوافق  بدون اكره الاخرين على ما يكرونه.  بل الحفاظ على خصوصية واهمية  كل واحد باعتبارها ثروة مهمة للجميع  كما هو كل حجر مهم في بناء  جدار اي بناية.
......................................

1-  يطلق عليه عيد الربيع  ايضاً
2 - ثورة كاوة الحداد ضد الملك الفارسي ( زاحاك )  الذي كان يريد ان تقدم له اولاد هذا الحداد الفقير  كذبيحة له حسب الاسطورة .
3 - ذكر كاتب سفر الرؤيا في كتاب المقدس سقوط بابل وشبهه بحدث عظيم في تاريخ القديم بسبب المكانة الحضارية و العلمية التي كانت تمتلكها مدينة بابل في حينها .
4 - البعض يطلق عليه جسر العباس

1606
                                   التسميات القروية هل هي عائق امام تطور مجتمعنا ؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
15 اذار 2009

منذ فترة ليست بقصيرة كنت افكر في حركة التطور الفكري لمجتمعنا ( الكلداني الاشوري السرياني) في المهجر بعد الهجرة القسرية التي فرضتها الحروب والحصار والاضطهاد الديني والتعصب القومي علينا من القوى والحكومات  الشريرة في وطننا .
الحقيقة  كان القلق  يراودني (مثل الكثيرين)  منذ  البداية حول تأسيس هذه الجمعيات والنوادي القروية في مجتمعنا.  كنت اشعر بأنها عملية سيف ذو حدين، كنت اعرف هناك فوائد كثيرة منها لمجتمعنا، ولكن  ايضاً هناك خطورة الانغلاق على الذات و انقسام مجتمعنا الى مجموعات صغيرة تنهمك قواها  في التنافس الفارغ غير المجدي او المفيد لشعبنا  لا في الداخل ولا في الخارج بسبب قصر النظر لدى المسؤوليين فيها.
من هذه الفوائد هي  استمرارية العلاقة بين ابناء القرية او المدينة الواحدة وزيادة اللقاءات والتعارف وزيادة التصاهر وتقديم الدعم المادي لاخوتهم في الوطن الذين كانوا يعانون من الحصار او الاضطهاد  واخيرا القتل العشوائي بسبب الدين او القومية. كذلك لاستقبال و مساعدة المهاجرين الواصلين الجدد لبلدان المهجر  والاهم من كل هذا الحفاظ على الهوية.

  فكما قلت في مناسبة اخرى ان التهديد الذي نواجهه في الغرب دوما هو ضياع الهوية ومن ثم خسارة القيم الروحية بسبب بسيط هو وجودنا كأقلية في مجتمع مختلف كبير يحيط بنا. وان هذا الصراع هو مصيري لاستمرارنا كشعب له جذور تاريخية ترجع الى الاف السنين في بلاد ما بين النهرين.

و كما هو معلوم ان اللغة لا زالت هي الوسيلة الاولى لتفاهم بين البشر، كل العوامل تساعد ا ن لم اقل تجبر لتخلينا عن لغتنا الام السورث بلهجاتها الثلاثة ((الكلدانية والاشورية والسريانية )) وبالتالي  ينقطع الاتصال بيننا وبين الاجيال القادمة. فكانت الفكرة ان تكون  احدى مهمات هذه الجمعيات والنوادي و الهيئات  هي ان تقوم بحماية جماعاتها من فقدان الاواصر ومن ثم  حماية الهوية وزيادة التماسك بالكنيسة  وتعاليمها  المسيحية.

 لكن في الاونة الاخيرة ظهرت بوادر الانغلاق بين مجاميع كبيرة من ابناء  شعبنا واكتفائها باقامة العلاقات مع اهالي قريتهم او مدينتهم ولا يهمهم ما يحدث للاخرين  و احيانا  تحدث مشاكل بين ابناء القرية الواحدة بعدما يتفقون على الانغلاق.!!.
هذا الانغلاق الخطير الذي بدات بوادره  تظهر هو وصف حقيقي لحالة اليأس  التي يمر فيها مجتمعنا  من خلال شعوره الداخلي  (غير الواعي) الذي يراوده من خطر الزوال، و ربما تكون هذه اخر الانفاس لمجتمعنا في المهجر (لا سامح الله) .

 لذلك المهرجانات الكبيرة سواء كانت كنسية او دينية (شيروات، عيد الصليب ، اعياد الميلاد او عيد القيامة) او المهرجانات القومية مثل عيد اكيتو راس السنة البابلية  او يوم الشهيد او المهرجانات الثقافية ) يجب ان تكون مناسبة عامة للكل وان لا تجعل العلاقات المرتبطة بهذه الجمعيات او النوادي  هي مانعة لحضورهم.

ان علماء الاجتماع يقيسون نجاح وتطور وتقدم اي مجتمع بمدى قابلية ابنائه على الحوار والتفاهم و قيامهم بنشاط  مشترك ، قديما قيل الاتحاد يولد القوة فهل هذه القول  يحتاج الى تفسير!؟.

ارجو ان لا يفهم البعض هنا نحن مع الغاء الخصوصية الذاتية للفرد او العائلة او القرية او اي حلقة من حلقات المجتمع الاخرى وانما نحن بصدد توضيح تدرج الاوليات  للانسان العادي والتمييز بين المهم والاهم والتخلص من  الدهشة والاعجاب بذواتنا من خلال مناسباتنا القروية  وصورها في المواقع الالكترونية او افلامها الكثيرة!!! .

هذه هي مهمة المثقفين والواعين والقياديين والكتاب من مجتمعنا، نقد الظواهر المريضة الجديدة التي ولدت  لنا في المهجر، يجب ان ننبه مسؤولي اواعضاء هذه الجمعيات والنوادي والهيئات  في عدم التفكير بالاكتفاء الذاتي او الانغلاق على انفسهم ، لان اي انغلاق هو بمثابة عملية انتحار. والانسان لم يكن يتطور مالم تنمو فيه الرغبة بالاجتماع مع الاخرين.

ان القوة الدافعة لتطور اي مجتمع دائما تكمن في الطموح  الفردي للمبدعين بدأ من السياسين والعلماء والمفكرين والكتاب الى اخر فرد من المجتمع ، هم يقودون دفة المجتمع بدون علمه، هم مسؤلون امام الله والتاريخ،  لذلك  مهمتهم صعبة تتطلب التضحية( كم قصة  وقصة سمعناها عن كبار السن  عن  احداث جرت في قرى اجدادنا، برز فيها موقف المختار او احد حكماء القرية في حل المشكلة)، هنا الخصوصية الذاتية تجد لنفسها  مجال الحرية للابداع وتحقيق الذات فإذن وجود المجتمع ضروري وعلى كل واحد ان يشارك العطاء فيه . وبالمقابل ينال المبدعين ثمار  عطائهم التي تقع في  نوعين اولاً  اكتساب حقوقه كمبدع بين مجتمعه والثاني نقل الخبرة (الخميرة) الى الاصدقاء المحطين به كي يسيروا على خطاه، لكن قد يسأل البعض بان الانغلاق هو ايضاً شيء من تحقيق الذات، الحقيقية ان هذا الجواب من الناحية المنطقية هو  صحيح  ولكن يمكن وصفها بعملية ارضاء الطفل بقطعة الحلوى!!

فهل نقبل بعد هذا الارث الكبير في الانجازات الحضارية  الذي تركه لنا اجدادنا وعلمائهم ان نرجع الى الوراء وننغلق على ذواتنا في تسميات قروية التي بالتأكيد ستخلق روح التعصب والعنصرية و الشعور باهمية القبلية القروية والعشائرية اكثر من اهمية المجتمع، امراض مجتمعات ما قبل منتصف  قرن العشرين او قبلها.
 لقد ولى زمان الذي كان يظن البعض  يستطيع جعل من اسم قريته  او مدينته  امارة او دويلة  وسلطة عشيرته  سلطة حكومة دولة .
يجب ان ننظر الى حلقات اوسع فأوسع، ونتحد فيها من خلال تفاعلنا الحضاري او الثقافي او الاقتصادي او السياسي، بدءاً من قرية الى المدينة الى الطائفة الى الشعب الواحد الى وطن و دولة واحدة .

1607
الاخوة المتحاورين
تحية
مرة اخرى نقول ان قضية الشهيد المطران رحو ليست قضية شخص او طائفة او حزب او كنيسة معينة وانما هي قضية كل المسيحيين المتعلقة بمصيرهم ووجودهم. وليس من المعقول ان نجد شخصاً او جهة معينة تريد انتهاز هذه الفرصة  لايقاع المسيحيين في طامة اكبر من التي هم واقعون فيها الان.

الكل يعلم اليوم نحن لم ولن نحصد من الهجرة  غير الضياع والتفت الاجتماعي بين مدن العالم (كمجتمع). وهجرتنا غير المنظمة تشبه هجرة اجدادنا في نهاية الحرب العالمية الاولى بحسب قانون سفر بلك المشؤم.  فكم من اخوة لاجدادنا  ضاعوا في الشرق والغرب (تركيا) لحد الان لم نعلم عنهم اي شيئاُ .

هذا لا يعني هنا نقول للاخوة  الذيم هم في الداخل عليكم البقاء وتحمل الظلم الذي اصابهم ولكن كمجتمع يعود اصله الى سبع الاف سنة ، نقول وجوده  اليوم في خطر سواء كنا في الداخل او في الخارج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ . لذلك هي مهمة كل من له وعي وضمير على هذا الشعب ان يعمل لحمايته .

فالجهود المبذولة من قبل الجميع لكشف خيوط الجريمة النكراء التي قام بها بعض المجرمين بخطف وقتل الشهداء من الالكليروس رحو وكني واسكندر وعبد ومرافقيهم او العاملين في الكنائس او الجرائم التي لاحقت الفتيات او الشباب او العوائل بدون مبرر في كل الامكان في العراق  هي مهمتنا جميعاُ وليست مهمة  جهة واحدة ، لذلك ارجو من الجميع ينظر الى القضية بهذه المنظار وان يطرح رايه او نظرته التي ربما تكون صحيحة وقد تكون خاطئة ولكن ان يكتب بضمير ومسؤولية ومنطق.

مرة اخرى اقولها للاخوة الذين يكتبون احياناً باسماء مبهمة واخرى غير مبهمة ، من لديه المعرفة الاكيدة لما حدث ليبرهن ذلك لنا بالوثائق والدليل القاطع . ومن هناك للتظافر جهود الكل للعمل في الخطوة الثانية التي هي الضغط على  الحكومة بتنفيذ القانون وتحقيق العدالة بحق المجرمين وربما تعويض المهجرين وعوائل الشهداء..

فارجو من جميع المتحاورين الانتباه الى هذه النقاط.

1609
الاخوة الاعزاء المتحاورين

شكرا لمداخلاتكم الجملية

الحقيقة من خلال متابعتي  لتعليقاتكم اليومية جاءتني فكرة اود ان اطرحها لكم من  على هذا  المنبر لعله احدى الجهات او مجموعة من المثقفين و بتعاون  مع الكنائس او بدونها تقوم بتنفيذها.

الفكرة هي ان يتم كتابة طلب موجهة الى الحكومة العراقية  (التنفيذية والتشريعية والقضائية) باسم جميع الاحزاب والشخصيات ورؤساء الكنائس او ممثليهم ويوقعون عليه . (الامر الذي سوف يعطي انطباعا للحكومة على الرغم من انقسامات احزابنا لكن هناك قواسم مشتركة بيننها لا يستطيع  احد اهمالها وهي فوق انقساماتنا متعلقة بحقيقة وجودنا)

في هذا الطلب نشدد على ضرورة فتح التحقيق في هذه القضية  من جديد والكشف عن كل ما هو متوفر  من المعلومات بصورة موثقة مع تشكيل لجنة قانونية من ابناء شعبنا للطلاع على هذه الوثائق كي تصبح برهان  لنا اكيد ان جميع الاطراف في الحكومة او في الاحزاب لديهم اهتمام بوضع المسيحيين ولا يرغبون تهجيرهم قسرا الامر كي يندمل الجرح الكبير الذي تركه هذا الحادث علينا جميعا.


1610
كيف  يصبح المالكي قائداً خالداً للعراقيين ؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
28 شباط 2009

لكل امة قائد او قادة خالدين في تاريخها، مثل غاندي الذي يطلق عليه الاب الروحي لدولة الهند الحديثة، واتاتورك الذي هو مؤسسس الدولة التركية الحالية، جمال عبد الناصر لمصر
وديغول لفرنسا وتشرشل لبريطانيا وجورج واشنطن لامريكا فهل سيصبح المالكي القائد التاريخي للامة العراقية الحديثة؟.

قبل ثلاث سنوات تقريبا  كتبت مقالاً تحت عنوان:-
 هل  يصبح نوري المالكي مثل بسمارك الالماني ويحافظ على وحدة العراق؟!!!
الذي نشر في معظم المواقع العراقية وهو موجود الان على الرابط التالي في شبكة العراق الثقافية

www.iraqcenter.net/vb/search.php?do=finduser&userid=760&searchthreadid=23545

في هذا المقال قارنت بين المهمة التي كانت تنتظر السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المنتخب في حينها وبين مهمة القائد السياسي الالماني الكبير بسمارك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وذكرت ان مهمة المالكي اليوم  يجب ان تنجح في بناء عراق جديد يختلف عن عراق الامس، عراق يؤمن بقوانين الامم المتحدة وحقوق الانسان وحب الوطن ويتخلص من النفوذ الاجنبي اوالعربي باي شكل من الاشكال.

بعد الانتخابات العراقية التي جرت  في نهاية 2004 كان الفساد والروح الطائفية والتعصبية والقومية تنبعث من فكر معظم القادة السياسيين العراقيين، لا سيما بعد ان خان البعض منهم الوطن وقبل بان يكون عميلاً للاجنبي. الامر الذي كلف العراقيين الكثير، والذي سهل الصراع  بين اقطاب القوى العالمية على مستقبل مصالحها ونفوذها في العراق .

على اية حال مضت خمس سنوات على الحرب الاهلية التي انهكت العراق ووضعته في نهاية قائمة الدول المستقرة ووضعته في مقدمة الدول من ناحية الفساد والرشوة في هذه السنين.  لكن بعد اعلان نتائج  الانتخابات للحكومات المحلية في المحافظات، ظهر ان المالكي حقق نجاحاً باهراً في فوز قائمته بعد ان حصلت على ربع المقاعد في 16 محافظة عراقية.

 وحينما نتفحص الامر لماذا استطاع المالكي التفوق على اقرانه من الاحزاب الشيعية اوالعراقية بصورة عامة؟. فإننا لا نجد تفسيرا غير ان المالكي ادرك الخطأ الكبيرالذي وقع فيه هو وبقية السياسيين حينما تحالفوا مع جورج بوش لاسقاط صدام حسين بدون وجود اي خطة للسيطرة على امن العراق وحماية مؤسساته وتجنه من الحرب الاهلية التي وقع فيها . فعرف الماللكي ان خلاص العراق لن يكون الا بوجود قانون واحد للدولة لا يميز بين العراقيين الا بالمواطنة الصالحة. وادركا ان الحركات الدينية او التي تحمل الاسم الديني  لم يعد لها مكانة بين الشعب بسبب الفشل الذريع الذي وقعت فيه حينما تقاتلت مع بعضها باسم الطائفية والقبلية والمذهبية الدينية والقومية هذا بالاضافة الى الفساد الاداري الذي عمله ممثليهم حينما تسلموا مناصب في الدولة.
 لذلك حينما دخل حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي الان في الانتخابات المحلية اطلق على قائمته ب (ائتلاف دولة القانون) اي مشروعهم هو بسط القانون على جميع مفاصل الحياة في العراقيين. هذه الخطوة كانت ذكية من السيد نوري المالكي، وقد فهم  معظم الاحزاب التي كانت تحمل الاسماء الدينية الكبيرة هذا الامر ايضاُ ( اي  انه لم يعد لهم مكانة في المجتمع العراقي)  لذلك شكلوا قوائم باسماء جديدة تحمل الصبغة التحررية والانفتاح والمصطلحات والشعارات الوطنية، لكن قائمة ائتلاف دولة القانون (قائمة المالكي) فازت بحصة الاسد لان العراقين وجدوا بعض المواقف الجدية من المالكي حينما ضرب الميليشيات الخارجة من القانون، فصوتوا لقائمته على امل ان يصبح المالكي فعلا  بسمارك المنقذ، الموحد للعراق، هذا بالاضافة الى ان المواطن العادي كان متعطشاً الى ايجاد مخرج من الوضع التعيس الذي عاشه من بعد 2003، فصوتوا لمجيء القانون.

إن اي مقارنة بين مهمة المالكي وبسمارك  بصورة دقيقة سنجد ان مهمة المالكي اصعب بكثير من مهمة بسمارك قبل قرن ونصف قرن. السبب يعود الى ان العراق ليس شعبا او قومية واحدة وانما يتألف من عدة قوميات واديان ومذاهب متصارعة مع بعضها منذ زمن طويل، فيه احزاب دينية متعصبة ومنفتحة واحزاب وطنية واحزاب تقدمية  واحزاب ماركسية . والهوة بين الجميع كبيرة . هذا  بالاضافة الى ان العراقيين لم يتعودوا على ممارسة الحرية بمسؤولية كما يجب بسبب فترة الظلام والحرمان  التي دامت قرابة ثلث قرن.

إننا هنا نطرح مرة اخرىالسؤال نفسه، هل سيستطيع المالكي ان يوحد العراقيين في شعورهم الوطني للعراق كما فعل بسمارك في المانيا؟ وهل سينجح في الامتحان ويجتب العراق من الوقوع في حرب جديدة؟
ان الجواب على هذا السؤال اعتقد  يعتمد على مهارة المالكي السياسية وكذلك طموحه وفلسفته او رؤيته في مستقبل العراق ومدى وطنيته التي يجب ان تكون فوق كل الاعتبارات.

 حينما نُقيم درجة الاخطار الخارجية على العراق اليوم،  في الحقيقة نرى اليوم ان العراق عبرخطوات مهمة وصعبة كانت خطرة جدا عليه،  حيث استطاع  القضاء على القاعدة ولم يبقى الا القليل من العراقيين يؤمنون بهذا الفكر وحتى البعثيون اليوم بداؤا يبحثون عن الخيار السلمي وموضع قدم لهم  في الدولة باسماء وعناوين جديدة،  وان الاتفاقية الامنية مع امريكا جعلت امريكا ملزمة على شد الرحال في نهاية 2011، وان قواتها بدأت بالانسحاب الى معسكرات خارجية.  وان تركيا وحكومة الاقليم هما في مفاوضات وتبادل الاراء لايجاد الحلول اللازمة لمشكلة نشاط حزب العمال التركي.

 فلم يبقى الان  سوى الخطر الايراني وتدخله المخفي المتنوع . حقيقة ان معظم العراقيين خائفون من الدور الايراني في العراق اكثر من  دوراي دولة اخرى سواء كانت عربية او اجنبية. لا يحتاج الامر  الى التحليل وتفسير كثير بسبب الصراع الديني والتاريخي  بين العراقيين والايرانيين او الفرس على مر التاريخ هذا بالاضافة الى الصراع الموجود بين  ايران وامريكا واسرائيل.

لعله احد يسأل اين الخطر المحدق بالعراق؟ واين الصعوبة امام  مهمة المالكي؟
ان الخطرالداخلي ليس بأقل من الخطر الخارجي الذي كان يهدد خارطة العراق السياسية
اعتقد  ان النقطة الحرجة التي ستحكم على  مستقبل  المالكي كاول رئيس وزراء عراقي  والتي ستحكم ايضاً على بقائه القائد الخالد لامة العراقية على مر التاريخ  مثلما اصبح بسمارك القائد ومؤسس الامة الالمانية  تعتمد على قضيتين هما:-

اولاً-  تحديد العلاقة مع الحكومة الاسلامية الايرانية، يجب ان يكون المالكي صريحاً جدأ مع نفسه ومع العراقيين في مدى ارتباطه بالحكومة الايرانية التي لم و لن نحصد منها كعراقيين غير الويلات والحروب منذ عهد قديم وكذلك ايقاف تدخلاتهم تحت الغطائ الديني الشيعي.

ثانيا-  قدرته وحكمته في حل الخلافات مع حكومة اقليم كوردستان بالاخص قضية مدينة كركوك.

املنا من كافة المسؤولين والسياسيين ورجال الدين العراقيين ومن كافة القوميات والاديان ان يكونوا حريصين على وحدة العراق واعطاء الاولوية  للخيار في العيش والمصير المشترك و وتشجيع التاخي معا بين كل هذه الاديان والقوميات والمذاهب دون تميز وان يوزعوا خيارات العراق للعراقيين بالتساوي على ان يكون قسما منها منحة مالية مباشرة لهم.

 املنا ان لا يرجعوا بعقارب الزمن خمسين او ستين سنة للوراء ويدخلون العراق في دوامة حرب جديدة بعد كل هذه التضحيات والخسائر والهجرة الكبيرة التي حلت بالمجتمع العراقي.


1611
الاخوة  والاخوات المتحاورين
شكرا لمشاركاتكم وتعليقاتكم

اخوتي الاعزاء
 يجب ان نركز على القضية المركزية في الموضوع التي هي عملية خطف واستشهاد المطران بولص فرج رحو.
لذلك اطلب من جميع الاخوة والاخوات ايقاف الجدال الذي هو خارج هذا الموضوع و ان لا يكتبوا ما يجرح الاخرين بحيث يصل جدالنا الى درجة ان نسأل هل اسفار كتاب المقدس- عهد القديم هي صحيحة ام خاطئة؟  الامر  الذي ليس موضوعنا الان.

لذلك ارجو من الجميع العودة الى الموضوع نفسه  والتركيز على محوره الاصلي
( عملية خطف وقتل المطران مع مرافقيه الثلاثة )  وايقاف الجدال العقيم حول احداث  قبل ثلاثة الاف سنة من الان.

ارجو ان لا ينسى الاخوة المتحاورين ان الشهيد اعطى دمه دفاعا عن ابناء ابرشيته وعنا كمسيحيين مؤمنيين والا كان مثل اي شخص اخر ترك العراق وسافر الى الخارج وخلص روحه . والشيء الاخر ن هل نحن اليوم مسيحيون ام هناك شك في ذلك ايضا ؟ لذلك ارجو ان ينظر الى الموضوع من زاوية الخطر على وجودنا كشعب يؤمن بالديانة المسيحية فقط!!!!!!!؟
 
كنت امل ان يكون هناك معلومات جديدة يمكن ان تضاف الى الموضوع كي يزداد الضغط على الجهات المسؤولة لكشف عن هوية المجرمين.

يوحنا بيداود

1612
بمناسبة الذكرى السنوية الاولى هل من جديد
 في قضية اختطاف وقتل المطران بولص فرج رحو!!؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا 20 شباط 2009
تمر علينا في هذه الايام  ذكرى استشهاد احد اشجع رجال كنيستنا الكلدانية الذي جسد ايمانه العميق الصادق  بنيل إكليل الشهادة و قَبل التضحية بنفسه من اجل كنيسته واخوانه المؤمنين كما وعد.  وهل ينسى ذلك اليوم  المشؤوم الاسود الذي حل بالمسيحيين في العراق عموما. إنها ذكرى استشهاد المطران بولص فرج مطران الكنيسة الكلدانية في مدينة الموصل. حيث أُختُطف الشهيد يوم الجمعة المصادف 29 شباط 2008 بعد ان ادى صلاة درب الصليب في كنيسته في حي النور في مدينة الموصل.  استشهد مرافقيه الثلاثة فارس ورامي وسمير على الفور اما هو بقى مختطفاً الى ان اتصل الخاطفون بكنيسته لاعلامهم عن مكان جثته  في يوم 13  اذار  2008 في المنطقة الصناعية غرب مدينة الموصل ولم تعرف لحد الان الجهة المختطفة.
 
 لقد أُدينت هذه الجريمة  النكراء من قبل  كافة المسؤولين * ورؤساء الاحزاب ورجال الدين  المسيحيين والمسلمين  في العراق وعدد كبير من الجهات والشخصيات العالمية  في مقدمتهم قداسة البابا بندوكست السادس عشر. اقيمت التعازي والقداديس في  جميع انحاء العالم، ووجهت برقيات التعزية الى رئاسة  الكنيسة الكلدانية وابناء ابرشيته  واقاربه واصدقائه المخلصين من ابناء مدينة الموصل. نظمت الكثير من الحفلات التأبينية وقِيلت الكثير من القصائد الشعرية وكُتبت الكثير من المقالات وأُعِدت  الكثير من  البرامج التلفزيونية عن هذه الجريمة.
 اسئلة كثيرة طرحت في وقتها  ومعلومات جديدة تظهر بين حين واخر وكلما مر الوقت كلما زاد الحاح المسيحيين لمعرفة اجوبة اسئلتهم العديدة المدونة ادناه  :-
 
1-  منذ اليوم الاول سأل الجميع من هي الجهة التي  خطفت وقتلت المطران بولص فرج رحو؟ وكم شخصا  وكم سيارة كان الخاطفون والى  اين هربوا؟
 
2-  ماذا كانت رسالة القتلة للمسيحيين من هذه العملية ؟ اين كان  دور الحكومة المتمثل بدور الشرطة والامن والجيش والمحتلين والمليشيات؟ هل فعلا تخلى جميع مكونات العراق الاخرى  عن حماية المسيحيين في العراق؟ ام هل الكل كانوا  متفقين على تهجير المسيحيين لا سامح الله. الامر الذي نشك فيه لحد الان ؟.
 
3- هل فعلاً جرت  مفاوضات  بين الخاطفين و مسؤولين من الكنيسة الكلدانية؟ وماذا كانت المطاليب؟
هل فعلاً كان من مطاليب الخاطفين مشاركة المسيحيين في الجهاد ( مثل خزن السلاح في الكنائس)، و تقديم فدية مقدارها مليون دولار، واطلاق صراح بعض العرب المحتجزين في  سجون اقليم كردستان العراق؟ وما علاقة المطران الشهيد  بالمسجونين هناك؟
 
 4- هل فعلاً تم القاء القبض على احد المتورطين كما صرح احد المسؤولين في شرطة مدينة الموصل** ؟
 
 5- هل فعلاً اتصل الشهيد من تلفونه الخلوي مباشرة من داخل الصندوق بمسؤولين في الكنيسة الكلدانية  يطلب منهم ان لا يدفعوا اي فدية، لانها ستسخدم لقتل الاخرين ايضاً؟.
 
6- ماذا كان طلب الخاطفين من المطران جرجيس القس موسى مطران الكنيسة السريانية الكاثوليكية  في قره قوش حين أتصلوا به يوم 2 اذار وهل تكلم مع الشهيد في حينها؟
 
7- لماذا كان الخاطفون حريصين على تسليم الجثة للكنيسة بعد قتل الشهيد؟ ولماذا لم يصروا على الفدية مقابل الجثة مثلاً ؟!.
 
8- كيف مات؟ هل مات نتيجة الجلطة كما اشار الفحص الطبي على الجثة ام نتيجة التعذيب الجسدي او نتيجة عدم تناوله دوائه على الانتظام ام رميا برصاص؟
 
9- من هو احمد علي احمد  الذي حكمت عليه  احدى المحاكم العراقية في شهر ايار 2008 بالاعدام، لانه كان متهماً بخطف وقتل المطران بولص فرج رحو والذي ادعى انه احد قادة القاعدة في هذه المدينة؟
من كان المحقق مع هذا الرجل واين سجل التحقيق وافادة المتهم؟
من كان الحاكم واين الشهود والبراهين على الجريمة؟
كيف مات الشهيد في يده او ايديهم؟ واين كانوا مختفين كل هذه الفترة؟ اذا كان هناك اخرون معه اين انهزموا؟ كيف تم القاء القبض عليه لوحده؟ هل كان من المجموعة الاولى التي خطفت المطران ام من المجموعة الثانية الاكثر تشددا التي استلمت المطران وقامت بالمفاوضات وقتلته فيما بعد؟
 
 10- هل يُعقل ان رجلاً واحداً  يقوم بكل هذه العملية ؟!! وهل يعقل ان رجلاُ واحداً  يُهجر قوما اوشعباً بكامله؟!!!
 
اما بالنسبة لهجرة المسيحيين من مدينة الموصل قبل ستة اشهر.  لازال اللغز يحيرنا جميعا ويتكرر السؤال ( او الاسئلة)؟
لماذا شنت  هذه الهجمة التترية الاخرى على المسيحيين  بعد ستة اشهر من تاريخ استشهاد المطران؟ لماذا قتل اكثر من ثلاثة عشرشخصاً على طريقة فرمانات التركية  وهجر اكثر من عشرة الاف شخص من بيوتهم الى اقليم كردستان العراق او سوريا، من طبع المنشورات وكيف تم توزيعها وماذا كان مكتوب فيها؟.
 
 على الرغم من مرور  سنة كاملة على  هذه الجرائم  لحد الان لم تُكتَشف الحقيقة، وكلما يمر الوقت كلما اندثرت علامة وخيوط المساعدة للكشف عنها.
اننا هنا لا نتهم احدا او اي جهة او طائقة  ولن نستسلم الى الظنون، ولم نقتنع بكل ما صرح به او كتب  هنا اوهناك الا بالدلائل والبراهين المصدقة قانونياً، ولكننا كمسيحيين تواقون لمعرفة الحقيقة، لاسيما عن محكمة الشخص المدعو احمد علي احمد.
نعم هذه الاسئلة يطرحها المسيحيون اليوم في الوطن والمهجر، وسيطرحها  جيلا بعد جيلا ، ولن يشفي غليلهم الا معرفة الحقيقة،  ولا توجد في نيتهم اي رغبة انتقام و لا يطلبون سوى الحكم العادل للمجرمين.
 
لقد شكلت الحكومة عدة لجان لتقصي عن حقيقة هذه الجرائم ولكن لم نسمع الا باتهامات هنا وهناك بدون دلائل. انها مسؤولية الحكومة التنفيذية والتشريعية والقضائية بمتابعة هذه القضية اليوم والكشف عن مجريات والدوافع و الجهة الفاعلة لها. واذ عجزت الحكومة من التحقيق والوصول الى الحقيقة والكشف عن المجرمين  بصورة موضوعية وموثقة، أليس  من حق شعبنا المسيحي مطالبة مجلس الامن الدولي  بإجراء تحقيق  و محكمة دولية للبحث والتقصي عن حقيقة هذه الجريمة و الجرائم الاخرى  التي الحقت بالمسيحيين لوحدهم؟
 
املنا ان تفتح  الحكومة المركزية هذا الملف من جديد وتكشف خيوط هذه الجريمة لكل العراقيين  لشعبنا المسيحيين كخطوة اولية لعملية بدء تطبيق القانون في العراق الجديد،  والبدء بالمصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي.
____________
*-  وقال الطالباني في نص رسالة التعزية التي بعثها الى البابا بينيدكت السادس عشر، والكاردينال عمانؤيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، ونقلته وكالة أصوات العراق: "بقلوب مفعمة بالأسى والحزن تلقينا نبأ مصرع المطران بولص فرج رحو رئيس اساقفة الكلدان في الموصل، الذي راح ضحية جريمة بشعة ارتكبتها قوى الارهاب والظلام."
واضاف  الطالباني "اننا اذ نعزيكم من اعماق افئدتنا المفجوعة، نؤكد لكم بأن المجرمين لن يتمكنوا من غرس نبتة البغضاء والفتن، وان المسيحيين، العراقيين الاصلاء، سيبقون يعملون مع اشقائهم من المسلمين وابناء الطوائف والديانات الاخرى من اجل استئصال منابت الكراهية والفرقة، وترسيخ وشائج الاخوة والمحبة والوئام."
 
وكان رئيس الوزراء نوري  المالكي قد وجه، رسالة التعزية الى الكاردينال عمانؤيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، يبدي فيها ادانته لمقتل المطران فرج رحو، ومؤكدا فيها أن من وصفهم بـ"مرتكبي هذه الفعلة الشنيعة" لن يفلتوا من حكم العدالة.
 (المصدر: موقع ويكيبيديا)
 
**- في اتصال هاتفي مع العميد خالد عبد الستار المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع/ قيادة عمليات نينوى ذكر لقناة عشتار الفضائية انه تم فعلاً القاء القبض على أحد المشاركين في عملية اختطاف واغتيال المطران الشهيد بولص فرج رحو مؤكداً ان التحقيقات متواصلة معه للوصول الى معرفة الجناة وتقديمهم للعدالة ( المصدر  موقع بغديده)
 
 

1613
                              عندما يغفر الانسان لنفسه فعل جريمته!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
14 شباط 2009
youhanamarkas@optusnet.com.au


في هذا العصر المتردي الذي طوت النظرية النسبية بين لِحافها جميع القيم المطلقة والثابتة ، فاصبحت الحياة صعبة لمن تعود على العمل بالموضوعية والضمير والتعاليم الدينية والحكمة والعقل.
في هذا العصر الذي اصبح كل ممنوع مسموح به بعدما كان مرغوبا به من باب الفضولية. انها مصيبة كبيرة ان تصبح تعاملات الانسانية مبنية على الميكافيلية و البراغماتية عوضاً عن كل القوانين والقيم والتعاليم  المقدسة التي عرفها  الانسان عن طريق الاديان او التي وضعها  بنفسه عبر تاريخه الطويل في البحث عن الحقيقة.

اصعب ما يكون في هذا العالم هو ان تقود هذه الحضارة الانسان الى عالم الغابة بعدما وضع كل العباقرة  والقديسين والرسل والمصلحين والحكماء والملوك والقادة العسكريين كل جهودم من اجل ايقاض الانسان من سباته واحياء  ضميره وترويض نفسيته الحيوانية وكيانه كي يستطيع امتلاك مجتمع متحضر مسالم.
و الذين عملوا من اجل تعليم وتربية الانسان على القيم الحضارية والانسانية الجامعة التي لا تفرق بين الانسان واخية بسبب الجنس او قرابة الدم اوالشكل اوالمذهب او القومية او اي نوع من الهوية .

ولكن هيهات هيهات
فالانسان الجديد الذي يبدو تلمذ على ايدي  نيتشه وامثاله الذين جعلوا من الغريزة والقوة وحب الذات ثالوثا ًمقدساً  في عالم تحركه فقط المصالح والدولار.

المشكلة الرئيسة  التي لا يدركها البعض هي ان اي عالم بدون نظام القيم والاخلاق والاديان يصبح كأي نظام فيزيائي- طبيعي  عالما غير متوازن اي مفقود السيطرة عليه ، عالما مثل عالم الغابة في عصر الانسان الحجري الذي كانت الغريزة والقوة من صفاته الاساسية. فيا لمصيبة الانسانية اليوم حتى الاطفال لهم رغبة في اللعب بالسلاح. اما عن خطورة الاسلحة المصنوعة المتكدسة الحاضرة للتفجير لا يعرف عددها وانواعها وشدة خطورتها احد(1 )

ومن يغفر لنفسه خطيئته كما يحلو له بلا شك يكون قد تعمذ وتلقح على مثل هذه المبادئ. والمشكلة الاكبر عندما يكون ذلك الخاطئ من المختارين او يحسب من اصحاب مصدر الهام بين مجتمعه وهو لا يلتزم بها .

هذه الصور والاوصاف  قد تبدو فيها نسمة تشاؤومية ولكن من يتمعن في  عجلة الحياة اليوم  جيدا لا يرى احيانا فيها الا تطبيقا للمقولة المشهورة للفيلسوف ول ديورانت  ( ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب).

املنا ان يعي كل انسان الى مسؤوليته ودوره وان يكون امين على القيم والمبادئ السامية التي تزرع الخير والمحبة بين الانسانية بعيدة عن البراغماتية والفكر النيشتوي وتلاميذته ونصوصهم الخبيثة التي تريد من الانسان ان يتحرر من كل القيم مهما كان مصدرها او نوعها او فائدتها.

املنا ايضاً من مَن يعلم الناس الحكمة والمعرفة والقيم والاخلاق ان يكون  هو اول من يلتزم بها قبل ان يعلم ويبشر بها، وان لا يكون كمثل زقة خالية من معانيها. فأكبر الجرائم هي ان يكون الحاكم على الجريمة هو فاعلها او محللها لنفسه.
 فالسرطان ينمو من خلية واحدة . فقط نذكر اخوتنا القراء بمقولة : ان الوقاية خير من العلاج.

------------------ -
1-  سئل اينشتاين في احدى المرات عن الحرب العالمية الثالثة واسلحتها، فقال لا اعرف كيف ستكون اسلحة حرب العالمية الثالثة ولكن اعتقد ان سلاح حرب العالمية الرابعة ستكون الحجر والعصا!!!!!!!


1614

                                  تهنئة للاخوة الفائزين من ابناء شعبنا

الاخوة  الفائزين الاعزاء

نقدم لكم اجمل التهاني والتبريكات بمناسبة فوزكم بمقاعد مجالس المحافظات.
املنا ان تكون نظرتكم في جميع القضايا التي تشاركون في مناقشتها او التصويت عليها،  شمولية عامة تهتم بكل مواطن عراقي مهما كانت ديانته او طائفته او قوميته. وحريصين على حقوق الجميع لا سيما حقوق الاقليات الذين تمثلونهم لانها كانت مختزلة في زمن جميع حكومات العراقية السابقة.

اما شعبنا فجروحه كثيرة وسقطاته عديدة وامله في الحفاظ على وجوده يعسر يوما بعد يوم بسبب الانقسامات التي تعرفون اسبابها.  انها مهمتكم للدفاع عن حقه الطبيعي كمواطن من درجة اولى من الان وصاعدا  في هذا الوطن الواسع العريق الغني من الخيرات.

كونوا كالنور الذي يكشف الحقيقة من ما بين الظلمات بين اخوانكم اعضاء المجالس المحافظات، كونوا مثالا للانسانية في اقوالكم ومواقفكم،  دافعوا عن الضعفاء والمهجرين والايتام والارامل والشيوخ واهالي المفقودين في العراق لان الخبن لاحقهم اكثر من غيرهم . اقضوا على الانتهازية والمحسوبية مهما استطعتم، لانها سرطان الامم والشعوب.

نعم رسالتكم كبيرة وحملكم ثقيل ولكن اصراركم على قول الحق في وجه الاقوياء ربما تكون رسالتكم الاهم في هذه الايام.

نتمنى لكم الموفقية والصحة والسلامة.

يوحنا بيداويد
ملبورن-استراليا
youhanamarkas@optusnet.com.au

1615
                                                ليكن تصويت ابناء شعبنا ضد قرار كوتا
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
26 ك1 2009

لم يبقى سوى بضعة ايام عن الموعد المحدد  لاجراء الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات، الصراع  لازال حامياً بين احزاب  العراقية من جميع الاطراف والكتل ذات الاتجاهات المختلفة مثل  القوميين والطائفيين والتيارات الاسلامية المتنوعة وتيارات الديمقراطيين  والشوعيين. من بين المزاحمين هناك عدة قوائم لشعبنا تتنافس على ثلاثة مقاعد يتيمة حسب قرار كوتا .

حسب التقارير والمقالات الصحفية، هناك بين ابناء شعبنا من هو متردد للذهاب الى صناديق الانتخاب بسبب الخيبة  التي تركتها الانتخابات السابقة عليه وكذلك الشك في نزاهتها وعدالتها، وهناك من هو متلهف لسماع النتائج كي يتحجج ويطالب بحقوقنا عن طريق ممثلينا وعن طريق هذه النتائج. هناك  بعض الدعوات من بعض الكنائس (يا ريت كلها تطالب بذلك ) تطلب من ابناء ابرشياتها ايداع صوتها للجهة التي تؤمن بوطنيتها واخلاصها  للعراق جميعا، وتعمل من اجل العيش المشترك لجميع القوميات والاديان بتوافق وسلام في وطن واحد.

لكن سؤالنا الموجه لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني هل حان الوقت الذي يستطيع ان يقول كلمته بحزم ؟.
  هل من الممكن ان يحول شعبنا انظار جميع العراقيين واعلام العربي والاوربي  الى معاناته الكثيرة في الماضي و الى القرار المخيب (كوتا) الذي اتخذه البرلمان  الحالي بحقنا؟.

 هل من الممكن ان تستثمر هذه الفرصة الى اسماع العالم عن وجودنا وحجمنا الحقيقي؟.

 هل هناك مَن فكرَ، ماذا سيكون حال شعبنا ان لم يكون هناك اصوات تعادل المعدل المطلوب لتمثيل ثلاثة اعضاء مجلس المحافظة ؟.

حان الوقت ان يعرف ابناء شعبنا، لن يأتي احد ويقدم له حقه على طبق من الذهب  بدون جهد وكفاح وعمل وفكر وتنظيم وتحمل المسؤولية بإخلاص ، وبالاخص التعاون فيما بينهم. يجب ان يكون ابنائه طلائع في مواقفهم الوطنية كما كانوا اجدادنا، ان لا يكون منظورنا ما يهم شعبنا فقط كما يفعل غيرنا،  لاننا سنُحتُسَب ضمن قائمة العنصريين والازداوجيين . بل ليكن من بين اولويات شعبنا  هو ما يَهم شعبنا مع ما يَهم العراقيين جميعا، ما يخدم الوطن بنظرة شمولية بعيدة عن روح التعصب باي طريقة او لاي سبب كان.

التاريخ ( اعني مراحل التطور) لا يرجع للوراء ، سياتي يوما حتماً سيكون العراق حراً وديمقراطيا بعيداً عن التحزب الطائفي او القومي او الديني، وستكون المواطنة الصالحة مقياسه الوحيد في التمييز بين ابنائه كما هي الحال في البلدان المتقدمة. ولذلك املنا ان يصل العراق الى هذه مرحلة اليوم قبل الغد، ان يكون القانون  فيه عادل ومنصف وانساني  للجميع  و بالمقابل ان يصبح هذا القانون مقدساً  لدى كل مواطن واشدد كل مواطن. لانه على موقف وصوت المواطنين تكمن قوة وصلابة الوطن امام الاخطار.

لذلك اظن هذه فعلا  فرصة تاريخية لشعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني )، فعلى الرغم من جروحه الكثيرة، يجب ان يشارك اخوتهم العراقيين في هذه  الانتخابات، وان يكون الهدف من المشاركة لا فقط انتخاب ممثل حزب او شخص مستقل او فكر معين يؤمن به، وانما يكون صوته محسوباً على الجهة التي تعمل من اجل  العيش بالتوافق والسلام والعدالة في القانون وصيانة الحقوق للمواطن بغض النظر عن هويته.

نعم ليكن تصويت ابناء شعبنا ضد قرار (كوتا) غير العادل، الذي قزم شعبنا بثلاث مقاعد.
قبل 90 عاما كانت نسبة تمثيل شعبنا في الحكومة العراقية  الاولى اكثر من اليوم ، فهل نرجع للوراء ؟!، نعم هناك الكثير من هاجروا لكن هناك الكثير باقون في الوطن، لكن هناك الكثيرون يفكرون العودة (على الاقل من دول الجوار) في حالة استتاب الامن وفرض القانون في الوطن .

لهذا انا اضم صوتي مع الاخوة السياسيين و الكتاب وابائنا الروحانيين في الكنائس  الذين دعوا الى تشجيع اكبر عدد ممكن من ابناء شعبنا الذهاب الى مراطز الانتخابات واجراء التصويت لصالح من يرغبون او يؤمنون بأنه سيعبر عن ارائهم احسن تعبير.

 الحقيقة اليوم لا يهمنا النتائج (اي من سيفوز ؟) بقدر ما يهمنا عدد المصوتين. فهذا الرقم هو الذي  سيقول للعراقيين واعضاء  البرلمان العراقي  والمجلسر الرئاسي في الحكومة  الذي صادق على القرار ما هو عددنا  الحقيقي؟.
 فإذا  كان عدد الاجمالي للمصوتين من ابناء شعبنا اقل من مجموع ثلاثة مقاعد سيكون شعبنا مرة اخرى اضاع فرصة رابعة لاظهار حجمه الحقيقي بين مكونات شعب العراقي.

وحينها سينطبق علينا مقولة  العربية:"ما جنت براقش الا على نفسها" لانه الفرصة التي كان يجب ان يقول  شعبنا فيها كلمته،  لكنه فشل في قولها!.
 
 

1616
 قضية (ابو طبر).........  وقتل المسيحيين في مدينة الموصل؟.

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
17/1/2009

قضية ابو طبر قد تكون طوت من ذكريات العراقيين الان بسب كثرة المصائب والازمات والتصدعات  التي مرت عليهم، الا انها عادت على اذهاني من جديد لتشابهها الكثيرمع  قتل وتهجير المسيحيين في الموصل.

بين 1973- 1974 اشتهرت عصابة اجرامية في بغداد تقوم بجرائم  وحشية هزت المجتمع العراقي من شماله الى جنوبه انذاك، كنت في الصف السادس الابتدائي كنت اسمع من اصدقائي في المدرسة القصص والروايات المخيفة عن جرائم التي قامت بها هذه العصابة.  في احدى الامسيات اتذكر فجأت ظهر المذيع في التلفزيون ليعلن عن وجود خبر هام سوف يذاع للمشاهدين بعد وقت قصير. لم تمضي اكثر من نصف ساعة حتى عرفنا ان الحكومة قد القت القبض على الشخص الاول المطلوب في العراق (ابو طبر) وعصابته.

اتذكر معظم العراقيين لم يقتنعوا باقوال ابو طبر نفسه ولا ابن اخته او المتعاونين معه في عمل تلك الجرائم بعد ان استمعوا الى اعترافاتهم في تلفزيون. على رغم صدور حكم الاعدام بشخص ابو طبر وجماعته وطوت صحفة هذه الحادثة في حينها  الا ان الحقيقة لم تكن كذلك،  بعدما عرفنا عقلية حزب البعث وطريقة ادارته البلاد وكيف كان يخلق المشاكل ويجلب المصائب لايجاد المبررات لقراراته. فراح البعض يشك في صحة وجود المجرم ابو طبر اصلا، او ربما كان هناك مهمة او هدف خاص من ظهور هذه العصابة في هذه الفترة من الزمن (مثل نزالات المصارعة بين عدنان القيسي وفيريري وغيرها)  ربما كان ابو طبر مخولاً من دوائر الاستخبارات  لتصفية بعض الشخصيات كالعادة وهاجر من بعد ذلك  ليعيش في  احد بلدان المهجر بعد ادى دوره وقبض على حقه.


هذه الحادثة ذكرتني كثيراً بقضية تهجير المسيحيين من مدينة الموصل قبل بعضة اشهر او بغيرها من العمليات الاجرامية التي حدثت بحق شعبنا (في  مدينة البصرة ومنطقة الدورة ) بدون وجود اي سبب سوى انهم مسيحيون. لانه لم يكن لديهم اي تحدي او تنافس مع اي كتلة سياسية او ميليشية في زمن الحرب الطائفية.
على رغم وجود اشارات وهمس من قبل اركان الحكومة ووزرائها وبعض نواب من البرلمان بين حين واخر  بأن الحكومة لديها الدلائل الاكيدة من قام بها او القت القبض على فاعلي هذه الجرائم، الا ان الحكومة العراقية لم تعلن او تكشف عن هذه الجهة او الجهات. مرت اكثر ست اشهر لحد الان لم تعلن الحكومة العراقية من وقف وراء عملية التهجير والقتل التي لا زالت مستمرة في مدينة الموصل. مرت سنة كاملة على عملية قتل الشهيد  المطران بولص فرج رحو لم نسمع باي شيء عن نتائج التحقيق، ولا عرفنا من الذي سبب بقتل (على الاقل ببعض) شهدائنا الذين زادت قائمتهم عن 650 شخص اومن هي الجهة التي خططت لهجرة اكثر من نصف مليون من شعبنا الى دول الجوار.

قبل نهاية العام الماضي حينما قام وفد من البرلمان العراقي بزيارة استراليا، كان لي فرصة ان التقي باعضاء الوفد في مناسبة خاصة. وحينها سألت الاستاذ عاطف طيفور نائب رئيس البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكوردستاني عن وضيعة المسيحيين في العراق والقرار  الجائر الذي اتخذ بحقهم (قرار كوتا).
اجابنا قائلاً:"  لا اعرف لماذا يتهمنا البعض بعملية قتل المسيحيين في مدينة الموصل، هل من المنطق نحن نهجر المسيحيين او نقتلهم ثم نفتح ابواب اقليم كوردستان لهم  ونقدم لهم كل ما نستطيع من الدعم والمساعدة، ثم من قتل المسيحيين في الدورة او المحافظات الجنوبية الاخرى هل الاكراد ايضاً؟".

فقلت له:" انت على حق ولكن نحن ايضا على حق، فمن حق شعبنا يعرف من يقف وراء هذه العمليات ولماذا؟"  ثم اردفت قائلا:" لماذا لا تقومون انتم في البرلمان بمطالبة الحكومة بالكشف الصريح عن القائمين بهذه الجرائم؟ حينها تكون ساحتكم برئية منها وشعبنا ايضا يكون على علم يقين من يقوم بها؟".

نعم الحكومة تتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية امام الشعب العراقي  و القانون الدولي عن هذه الجرائم ان لم تكشف هوية المجرميين. عليها تقع مسؤولية حماية شعبها بغض النظر عن هوية افرادها الدينية او القومية. بخلاف ذلك لا يبقى امامنا الا ان نستنتج بان اطرافاً من الحكومة  مع دول الجوار كانت وراء اجبار المسيحيين على الهجرة والقتل والاختصاب والاختطاف بصورة منظمة. والا كيف يتم تحميل شخص مجرم واحد محكوم عليه بالاعدام  في قضايا اخرى على خطف وتعذيب وقتل الشهيد المطران بولص فرج رحو ومرافقيه الثلاثة؟!!!
هل  من مجنون يقتنع بأن من قام  بهذه العملية الاجرامية هو شخص واحد.؟!!


1617
                  المؤتمر الكلداني العالمي و الامال الكبيرة
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن- استراليا
11/1/2009

نشر الاخ الكاتب حبيب تومي مقال بعنوان ( نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي) قبل اسبوعين في المواقع الالكتورنية لشعبنا. تناول فيه عن ضرورة اقامة مؤتمر كلداني عالمي على يتم التحضير له جيدا . وطرح عدد كبير من الملاحظات والافكار حول كيفية اقامة مثل هذا المؤتمر. وطلب من الاحزاب والمؤسسات الثقافية والكتاب والناشطين قوميا ابداء ارائهم ومقترحاتهم كي يغني الموضوع اكثر.

الحقيقة هذه ليست اول محاولة لطرح فكرة اقامة مؤتمر كلداني عالمي، حيث حاولت  محلية المجلس القومي الكلداني العالمي في استراليا  مع التجمع الكلداني في فكتوريا  (الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حالياً) لاقامة مثل هذا المؤتمر في نهاية عام 2004. لكن الظروف المضطربة في الوطن الام  مع وجود اسباب ثانوية اخرى ادت الى ان يتوقف العمل في اقامته.

 ان اقامة مؤتمر كلداني عالمي  هو امر ضروري ومهم جدا في هذه المرحلة وعليه تقع امال كبيرة. لان فيه سيتم حسم موقف الكلدان حول قضايا مهمة في الوطن والمهجر وسيتم التعرف على ماهية الهوية الكلدانية  بالنسبة للكلدانيين  لانفسهم في العراق والعالم و كذلك اهمية علاقتها بشقيقاتها الاشورية والسريانية وافضل طريق للعمل المشترك  بينهم كي يتم توحيد الجهود شعبنا بكافة تسمياته  لمطالبة بالحصول  على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها ابطال قانون السيء الصيت (كوتا) الذي حدد مجتمعنا وشعبنا في ثلاث مقاعد يتيمة، وكذلك الرؤية الكلدانية في كيفية ايجاد قنوات وسبل للعمل المشترك مع الاحزاب والتكتلات غير الكلدانية من اجل حماية شعبنا من الانقراض في ارض اجداده عن طريق القتل والتهجير القسري .

ان العمل على اقامة هذا المؤتمر ليس بعمل سهل، يجب ان يتم التحضير له جيدا، اعتقد ان المعوقات والمعارضيين لمثل اقامة هذا المؤتمر موجودين على الدوام، اضف الى ذلك  هناك الكثير من الانتهازيين الذين لا يريدون حصول موقف موحد للكلدان.

لذلك اقترح ان تكون الخطوات العملية البدائية لتحضير هذا المؤتمر كالتالي:-

 اولا     تشكيل لجنة تحضيرية من الاحزاب والمؤسسات  والكتل الكلدانية الكبيرة وهي (الحزب الديمقراطي الكلداني، المجلس القومي الكلداني ( بعد ان تحل مشكلة قيادته المنقسمة)، المنبر الكلداني، الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا ، الاتحاد الكلداني في امريكا ، الاتحاد الكلداني في السويد، والاتحاد الكلداني في نيو ساو ويلز (سدني) ،جمعية الثقافية الكلدانية في العراق ( بفرعيها عنكاوة والقوش) واية جهة كلدانية اخرى (مثل الكتاب اوالشخصيات القومية النشطة) ترغب بالمشاركة. يكون عمل هذه اللجنة  للتشاور وعمل الاتصالات وجمع المعلومات والمستلزمات والاقتراحات البدائية عن جدوى نجاح الفكرة.

ثانيا بعد ارجاء الاتصالات واكتمال ممثلي الجهات اعلاه وعمل عدة اجتماعات عن طريق الشاشة الالكترونية او البالتلك
تنقسم هذا اللجنة الى اربعة لجان فرعية تعمل في اربع محاور مختلفة هي :-

أ   لجنة مختصة بتوجيه الدعوات وتحضير المكان وتحديد افضل وقت لاقامة المؤتمر ودراسة التكاليف وسبل توفير مصادرها المالية وقضايا الاخرى المتعلقة بها.
 
ب    لجنة اعلامية للترويج عن اهمية المؤتمر وغايته وجمع المقترحات والتحضيرات اللازمة اثناء انعقاد  وعمل موقع الكتروني او (صفحة الكترونية في  موقع عنكاوا كوم) لنشر اخراخبار عن مسيرة التحضير وكذلك فتح بريد الكتروني وبريد عادي لاستلام المراسلات.

ج   لجنة لدراسة محاور المؤتمر وتوثيق وترشيف وثائقه وعمل تشاور مع الهيئات الكلدانية الكبيرة لاختيار اهم مواضيع  التي يمكن طرحها و اتخاذ القرارت اللازمة فيها والتي تحتاج الى موقف موحد من جميع تكتلات الكلدانية كي تكون توصيات المؤتمر   موضوعية وواقعية ومقبولة بعيدة عن عملية الانفراد بالقرارات او البحث عن المناصب، مع اخذ بنظر الاعتبار وضع العراق والمنطقة بصورة عامة ووضع شعبنا المسيحي بصورة خاصة وحاجياته الاساسية.

د    تشكيل لجنة لاجراء اتصالات مع جميع اباء المطارنة في الكنيسةالكلدانية والكرسي البطريركي  واباء الكهنة  لمعرفة مواقفهم وارائهم بهذا الخصوص.

هذه بعض افكار ارجو ان تكون مساعدة  لاقامة هذه المؤتمر الذي هو بالفعل ضروري الان وعليه تقع امال كبيرة لا فقط للكلدانيين بل لاخوتنا الاشوريين والسريان.

1618
مَن سيُصنع له تمثالاً جورج بوش اَم منتظر الزيدي؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 2/1/ 2009


قد يكون من الصعب التكهن بالمستقبل ، لكن علماء الاحصاء لهم معادلات و طرق التحاليل العلمية حينما يدخلون في ايجاد حل لسؤال ماذا سيحدث في المستقبل؟. لكن احيانا كثيرة المنطق ايضا ينطق من ذاته، وهذا ما اعتقده في  حادثة رمي الصحفي منتظر الزيدي  كلا فردتي حذائه على الرئيس الامريكي المستقيل جورج بوش قبل اسبوعين.
 اننا لا نقل هنا  شيئاً  جديداً إن قلنا إن مقاييس التقييم بين الشرق والغرب تختلف، ولكن في كل الاحوال يجب ان يكون هناك نظرة  موضوعية لدى كلا الطرفين في تقييم اي مشكلة.
 
بالنسبة للامريكيين عادة لا يحكمون على رؤساءهم الا بعد  فترة زمنية طويلة، بعد ان يتبين لهم بوضوح اثر سياسة ذلك الرئيس على مستقبل امريكا وسمعتها ومدى الفائدة التي جنتها  من قراراته . وهنا يجب  ان لا ننسى ان مقياسهم تحتوي على  اسوء الاحتمالات وافضلها ، ومن ثم يقيمون اعمال وانجازات ذلك الرئيس حسب قربها و دقتها من المقياس.
اما بالنسبة للشرقيين (بالاخص العراقيين) لم يتعود اغلبهم في العصر الحديث ان يقيم السياسيين بهذه الطريقة، لابسط سبب،انهم كانوا تحت حكم الغرباء منذ زمن بعيد او حكمات دكتاتورية فجعل اغلب افراد المجتمع متخلفاً،  فيعيش اغلبهم حسب النظرية الاسقاطية (ابطالهم اخرون وليس انفسهم)،  يغلب عليها عامل  العاطفة ، دون اعطاء اهمية لطريقة تفكير الاخرين.

 لم يستطيع العراقيون خلال 33 سنة ازاحة حزب البعث من الحكم وبالاخص 24  سنة الاخيرة منها (فترة حكم صدام حسين)، البعض منهم قال: "انه مستعد وضع يده في يد الشيطان من اجل ازالة هذا النظام". منذ التاسع من نيسان 2003 ، لحظة سقوط تمثال صدام حسين في حديقة فردوس الى يوم الذي تجرأ الصحفي المغامر منتظر الزيدي برمي فردتي حذائه على رئيس الامريكي العراقيون منقسمون حول احتلال الامريكي. لكن حسب الاحصائيات المتقطعة التي جرت بين حين واخر
 واعتماداً على نسبة الاحزاب المؤيدة للحكومة الحالية فان اكثر من 60 % من الشعب العراقي هو مع التغير على الرغم من مساوئه والجرائم  والقتل والتهجيرالتي كلفتهم .

اما من سيصنع له تمثالاً؟ من سيذكره التاريخ اكثر جدارة وثناءاُ  جورج بوش ام الصحفي منتظر الزيدي؟. فأنا اظن جورج بوش سوف ينال عظمة كبيرة وثناءاً منقطع النظيرحينما تنجح خطته اي تظهور الانظمة الديمقراطية  وتطبق شريعة حقوق الانسان في الدول الشرق الاوسطية وستصل  سمتعه في قمتها (لدى الغرب) حينما يتم القضاء على الارهاب و يفتح الشرق الاوسط ابوابه امام استثمارات الغربية كاملة.
بلا شك جورج بوش جلب الكثير من الدمار والخراب الى العراق وسبب هلاك الكثيرين ، لكن كما قلت في المقالات السابقة  لو كان العراقيون اكثر وطنية واكثر اتفاقاً فيما بينهم ولهم رؤية خاصة في مستقبل العراق  لكان عدد القتلى والدمار والخراب اقل بكثير.

اما بالنسبة للصحفي المغمور الذي لم نقرأ له او نسمع له مواقفاً وطنية مسجلة  من قبل هذه الحادثة لا اظن التاريخ سيمجده بشيء عندما يدرك الناس ثمن الحرية تماما!. فلو كان هذا الصحفي رفع صوته عاليا بوجه القتلة المخربين والمجرمين والانتهازيين والمزورين والمستغلين من العراقيين ودول الجوار لقلنا حينها ان الرجل عند كلامه ومبدئه. ولكن ان يرمي بحذائه لجورج بوش في نفس الوقت كان جورج بوش هو السبب في امتلاكه هذه الحرية في  ابداء ارائه ومسائلته امر مناقض لذاته.

الحق  ان جورج بوش قال انه " لا يملك اي دعوى ضد الرجل " لانه يعتبر نفسه عراب الاول لنشر الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط، ولكن دهشتي كانت من بعض العرب وغير العرب الذين  ظنوا انهم ازالوا اثر هزائمهم وانقساماتهم ودفع اثمان الحروب الخاسرة التي دخلوها  منذ قرن فقط برمي كلا فردتي الحذاء على جورج بوش.
بالحق ان هؤلاء الذين مجدوا وههللوا لهذا الصحفي المغمور  يشبهون النعامة التي تضع رأسها في الرمال عندما تشعر بالخطر فتظن ان العالم الذي حولها لا يراها.
نعم دخل منتظر السعدي سجل التاريخ ولكن من البوابة الخلفية، كالسارق الذي يأتي في الظلام
فان حالفه الحظ بالغد وسيطر امثاله والزمرة التي يمثلها مرة اخرى على مقاليد الحكم سيكون له مكانة كبيرة وربما سيضعون تمثالاً له  اكبر من بوابة باب الشرقي (التي تحمل الرموز الخالدة لتاريخ العراق القديم). وان نجح اصحاب الفكر والتقدم والحضارة  والعدالة الاجتماعية  والمساوات  بين المواطنين وطبقت حقوق الانسان، لن يذكر عمله هذا الا كعمل مشين لا يحمد و لا يشكر عليه.



1619
 السيد نينوس بثيو  ومرافقيه المحترمين

نتمنى لكم السلامة والشفاء العاجل والعودة الى عملكم
يوحنا بيداويد

1620
رسالة مفتوحة الى مطارنة الكنيسة الكلدانية الكرام.

أبائنا الافاضل

ان ابناءكم في الوطن والشتات يتلهفون لسماع اخبار نشاطاتكم و قرارتكم  وحرصكم على الوحدة المسيحية وخدمتكم وارشادكم الروحي لابناء الكنيسة المقدسة . من هذه الاخبار المفرحة لشعبنا الكلداني هوسماعنا عن قرب انعقاد سينودس الكنيسة الكلدانية المقدس في روما خلال اشهر القليلة القادمة بعون الله.

ابائنا الاجلاء
اكتب لكم عن موضوعين مهمين اظن حان الوقت لسينودسكم المقدس النظر فيهما واتخاذ القرارات المناسبة حولهما.

اولا-   تجديد النظام الاداري لكنيسة الكلدانية
لقد كتبت مقال بعنوان ( ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري لكنيسة الكلدانية) ونشر في موقع عنكاوا كوم وغيرها من المواقع  (وان لم اكن انا اخر من يطلب او يكتب عن هذه الموضوع، فاعتقد الكثير منكم يتذكر اقتراحات وطموحات الاب المرحوم يوسف حبي وغيره في هذا المجال).
 في هذا المقال كأحد ابناء الكنيسة الحرصين  نناشدكم بان تعيد الكنيسة النظر في ادارتها وان تجدد نظام عملها على ضوء معطيات الواقعية التي يعيشها الانسان في هذا العصر على ان يبقى  هدفها ومسؤوليتها كأم تعلم ابنائها  المباديء المسيحية و تحرس وترعى وتضحي من اجلهم كما كانت على مر العصور في زمن ادي شير وما شمعون برصباعي وغيرهم.
 وارفق لكم نسخة من المقال مع هذه الرسالة.


ثانيا-   قضية تطويب الشهيد المطران ادي شير.
يوجد في الكنيسة الكاثوليكية الالاف من الابطال والرموز الذين دخلوا سجل الخلود وحياة الابدية لاعمالهم العظيمة، اولسيرة حياتهم الروحية وزهدهم  او لمواقفهم و بطولاتهم النادرة وشجاعتهم وتضحياتهم من اجل كنيستهم  التي ادت احيانا كثيرة الى استشهادهم. وكثيروون من هؤلاء الابطال والقديسين هم من كنيستنا الكلدانية الشرقية، لكن لحد الان لم ينال اي واحدا  منهم درجة القداسة من روما  (ماعدا القديسين الموجوديين في القرون الاولى). وفي نفس الوقت نرى ان دماء شهدائنا تزداد يوما بعد يوم، سواء كان من اجل ايمانهم  او بيوتهم او اسمهم المسيحي او لهويتهم الذاتية.!!

لا ابالغ يا مطارنتنا الاجلاء ان قلت ان كنيستنا الشرقية بمذاهبها المختلفة ربما اعطت شهداءاً اكثر من اي كنيسة اخرى في عالم عبر التاريخ  وانتم ادرى مني عن الصفاحات السوداء في زمن الاضطهاد الاربعيني لشابور الثاني، وكذلك مجازر بدرخان بك في منتصف القرن التاشع عشر وعبد الحميد الثاني في نهاية القرن التاسع عشر والهجرة الكبرى الاولى التي اجبرت شعبنا المسيحي ان يترك قراه واراضيه من الشمال الشرقي والجنوبي للدولة العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى وفي زمن اتاتورك في تركيا الحديثة.

وفي الفترة الاخيرة وبعد الاحتلال الامريكي للعراق، نال  شعبنا  المسيحي في العراق مرة اخرى الاضطهاد بنفس الدرجة ان لم  يكن اكثر.  فاجبر على الهجرة الكبرى الثانية التي بدأت منذ  حرب الكويت (حرب الخليج )والى يومنا هذا ، لا سيما في مدينة البصرة والمحافظات الجنوبية وفي منطقة الدورة  في بغداد ثم الجرح الكبير الذي تركته احداث مدينة الموصل من قتل الاب الشهيد رغيد كني وزملائه الشمامسة والشهيد المطران بولص فرج رحو ومرافقه وغيرهم من الشهداء في بقية الكنائس من المؤمنين والاكليروس واخيرا اجبار اكثر من 2700 عائلة مسيحية الى الهجرة خلال اسبوعين قبل ثلاثة اشهر وامام مرئى الحكومة المركزية والقوى السياسية والدولية.

انه دين في عنقنا كمؤمنين و الاكليروس ان لا ننسى  دماء هؤلاء الشهداء الذين دافعوا عن الايمان المسيحي باغلى ما عندهم حتى نالوا اكليل الشهادة. وان قصة استشهاد المطران ادي شير التي مر عليها قرابة قرن لم تزل تعاد على  مسامعنا من كبار السن والمؤمنيين المهجرين (هناك مقال للشماس نوري ايشوع مندو منشور في موقع مار ادي موقع البطريركية الكلدانية  وومقال اخر الاخ ديماس يعقوب في  موقع كلدايا نيت). كذلك هناك نسخة من قصة استشهاده كتبها حنا فييه (الموجودة في المصادر التاريخية) وغيرها من المصادر الغربية الكثيرة عن قصة استشهاده.

ان ما عمله السعيد الذكر يوحنا بولص الثاني البابا السابق وما يعمله خليفته البابا بندوكتس السادس عشر في تطوبب ورفع الشهداء والروحانيين وحاملي القيم النبيلة والاعمال العظيمة  الى درجة القداسة  والتطويب هو حقا عملا عظيما وعادلا . وهي مكانة تليق بهؤلاء الاشخاص  لمواقفهم الشجاعة والعادلة والمخلصة لايمانهم بكنيستهم وشعبهم ، حتى اصبحوا كالنور الذي يضيء الدرب امام الاخرين من المسيحيين وغير المسيحيين فيتعلموا منهم الاخلاص والالتزام والشجاعة للدفاع عن القيم الانسانية النبيلة و حماية كرامته وحقه الطبيعي في الوجود .

نعم حان الوقت كأبناء الكنيسة الكلدانية الشرقية الكاثوليكية ان نطالب الفاتيكان لفتح ملفات التطويب والقداسة لشهدائنا واظن في مقدمتهم من يستحق  نيل هذه المكانة المقدسة هو  المعلم الكبير الشهيد المطران ادي شير.

لذا نطلب منكم يا ابائنا  الروحانيون  تقديم طلب في قضية تطويب الشهيد المطران ادي شير  الى دوائر الفاتيكان المختصة في هذا المجال مع توفير الوثائق والشهادات وتشكيل لجنة من الاكليروس والمؤرخين والكتاب لتوفير الدعم اللازم  لدراسة قضية شهادته من اجل الايمان كي يتم تطويبه  ونيل استحقاقه. كذلك نود نشير من الضروري ان تستمر هذه اللجنة للعمل في نفس المجال  للكتابة وتسجيل شهادات عن حياة شدائنا الاخرين من  الشهداء الروحانيين والعلمانيين (المؤمنين) الذين يصعب ذكرهم في هذه  مناسبة . بلا شك هناك نسبة كبيرة من الناس الذين قتلوا على ايدي غير المسيحيين كان بسبب ديانتهم المسيحية.

في الختام نطلب من يسوع المسيح فادينا ان يفيض عليكم بركاته ونعمه الروحية من الحكمة والمعرفة والمشورة والشجاعة كما نتمنى لكم التوفيق والصحة  والعافية كي تستطيعوا تقديم خدماتكم الروحية للكنيسة ومؤمنينها وايامكم سعيدة وكل عام انتم وجميع اخوتي المسيحيين في العالم في خير . وشكرا.

الكاتب
يوحنا بيداويد
 _________
 
مقال الشماس نوري ايشوع مندوا موجود على العنوان الالكترون التالي
www.st-adday.com/HTML/Writings/Varieties/Varieties%202007-013.htm - 20k –

مقالنا  المنشور في عنكاوا كوم

ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا

الكنيسة هي ام روحية لكل المؤمنين ، كم شهيدٍ وشهيد سكب دمائه من اجل حمل شعلتها وتعاليمها والحفاظ على اسمها بين الامم الوثنية، وكم  رسول ضحى بحياته لمجدها ونقل كلمة معلمها الاول يسوع المسيح. لا نريد الاطالة عن دور الكنيسة العريق التي هي اعرق مؤسسة في تاريخ الانسانية.

ان الكنيسة الكلدانية هي سليلة الكنيسة الشرقية القديمة ( كرسي مدائن او قطيسفون) التي كانت لمدة خمسة قرون الاولى جزء من كنيسة المسيح كانت متعاونة مع اخواتها  الكنائس الاخرى ( روما وانطاكية واسكندرية وقسطنطينة واورشليم)، اجبرت على تبني المذهب النسطوري  بعد سيطرة الدولة الساسانية على بلاد الرافدين وعموم دول الشرق .  لا حبا بهم او رغبة منها في الدفاع عن هذا المذهب ، بل كي يتم استبعادهم  وتنافرهم عن الكرسي الرسولي في روما وبقية الكنائس التي كانت ضمن الدولة الرومانية في حينها. لكن بعد الف عام تقريبا من الانفصال عاد قسم من ابنائها الى حضن كنيسة الام الجامعة ( روما) فحملوا اسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية و تشكل اليوم هذه الكنيسة ثلثين من حجم الكنيسة الشرقية القديمة.
بعد  مرور اكثر 13 سنة على المؤتمر الاول  للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الذي عقد في بغداد  في زمن المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد 1995 الذي بقت معظم  قراراته  حبر على الورق نتيجة الظروف الداخلية للعراق في حينها  اولغيرها من الظروف لا نود طرحها في هذا المقال .

في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الكنيسة الكلدانية وبسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة وبلادنا الام العراق بصورة خاصة وبعد ان هجر حوال 40 % من ابناء كنيستنا الكلدانية وجدنا انه من مسؤوليتنا وضميرنا كتابة هذا المقال الذي فيه نشجع الاباء الاساقفة والاكليروس والمؤمنين مواجهة المشاكل التي ولدت نتيجة الظروف العصرية  فنطلب منهم  الجلوس معا لاعداد واقامة مؤتمر جديد للكنيسة . في هذا المؤتمر يتم دراسة دستور وقرارات المجامع التي تسير عليها الكنيسة  اليوم  والتي اصحبت بعضها  قديمة جدا لم تعد تفيد هذه العصر ولا تعالج نوعية مشاكله .

نحن نتسال امام كل هذه التحديات والمصاعب والمشاكل التي يعرفها ابناؤها من الاكليروس والمؤمنين، ألم يحن الوقت لاقامة المؤتمر الثاني  للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ؟ الا يرى اباؤنا الاساقفة و غبطة البطريرك عمانوئيل الثاني دلي انه الوقت المناسب لفتح ملفات الكنيسة وحل مشالكها العالقة وتجديد  قوانينها وادارياتها كي تفتح المجال امام رجال الاكليروس من الشباب في حمل رايتها في هذا العصر، فيتم تجديدها ودفع  عجلة تقدمها  الى الامام بروح معاصرة على ضوء ما قُرر في المجمع الفاتيكاني الثاني؟


ان اقتراحي هذا ربما يكون غريبا عند الكثيرين ، اريد ان اؤكد لم  يكن هناك اي  دافع اي غرض سوى حرصي كأحد المؤمنين والعامليين فيها بكل اخلاص لاكثر من 30 سنة.  بالعكس اننتظرت طويلا واخذت المشورة من بعض اصدقائي الكتاب والمثقفين المقربين عن صحة الفكرة . كلهم كانوا يعتبرونها رسالة ومطاليب ايجابية وضرورية للنظر فيها وبالاخص في الوقت الحاضر.

من جانب  اخر لو دققنا خلال تاريخ الكنيسة الكلدانية في القرن الاخير، وبعد المؤتمر الاول للكنيسة الكلدانية  نرى ان الكنيسة هي بحاجة ملحة فعلا الى مثل هذه المؤتمر لا سيما بعد ان حدثت عدة مواقف فيها ضبابية واحداث جديدة وانقسامات في مواقف الاكليروس  امام الرأي العام الذي ترك وسيترك اثرا كبيرا على ايمان ابنائها الذين اصحبوا اليوم  في حالة قلقة  جميعا، سواء كانوا في بلاد الام العراق حيث يوجد الكرسي البطريركي او الابرشيات والكنائس المنتشرة  في اكثر من خمسين دولة في العالم.

الاصلاح الاداري ليس معناه يجب ان يشمل تجديد كل شيء او التخلي عن القوانين الكنسية في المجامع الكنيسة الشرقية ، ولا يعني التخلي عن المجامع المسكونية التي اقامتها الكنيسة الكاثوليكية الجامعة  ولا اتخاذ قرار عقائدي لاهوتي  جديد.
كل ما هناك نطالب بأجراء تجديد في الادارة وطريقة عملها و فتح المجال للكل بالمشاركة وتحمل المسؤولية.  كذلك نود ان نؤكد فكرة التجديد هي ضرورية لان الحياة تقدمت في جميع المجالات وتغيرت المفاهيم الفكرية والادارية في كل المؤسسات حتى في طريقة التعامل في الحياة العامة لذلك من الضروري اجراء دراسة عن مسيرة الكنيسة في هذا العصر ويتم معالجتها بحسب قوانين ملائمة لهذا العصر.

لان التغيرات التي شملت كل المجالات قام بها الانسان نفسه وذلك الانسان هو ابن الكنيسة ومؤمن بتعاليمها  فلماذا لا يتقدم ويتطور النظام الاداري فيها وما الخوف من اجراء التغير  الاداري اللازم والضروري فيها،  على ان يكون تحت شعار ( وحدة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هي امانة  في قلبنا وفكرنا وعملنا وضميرنا جميعا)
  
من الضروري ايضا ان يكون هناك توافق بين الاباء المطارنة واعضاء السينودس و الكهنة  على اقامة والمشاركة في هذا المؤتمر والاستعداد لانجاحه والالتزام بالقرارات التي يتخذها. المقترح الاخر هو ان يشارك العلمانيين بصورة فعالة في المناقشة واتخاذ القرارات كما حصل في الكنيسة المارونية قبل بعض سنوات .
 هذه بعض اهم المحاور التي نقترح ات يتم مناقشتها في المؤتمر (يمكن تغيرها او اضافة غيرها من  المحاور على هذه القائمة)

اولا-   اجراء تغيير في النظام الادارة المالية للكنيسة:
ان يجري تغيير في نظام الادارة المالية في الكنيسة الكلداينة  بصورة عامة. في كل الابرشيات ووكالات البطريركية بحيث تصبح هناك لجان مشكلة من موظفين مختصين ورجال منتخبين من الاكليرس والعلمانيين ورؤساء الابرشيات، على ان يكون لهذه  اللجان الحق في التصرف واتخاذ القرارات.  ويتم انتخابها  بصورة  شرعية من المؤمنيين وبموافقة راعي الابرشية .
الغرض من هذا الاقتراح فتح المجال امام الاباء الكهنة كي يتفرغوا لخدمة القضايا الروحية والصلوات والمرضى والتعليم والنشاطات الدينية في الكنيسة مثل الندوات والاخويات والحلقات والدورات اللاهوتية.  من جانب اخر يكون هناك نظام عالمي موحد في جميع كنائس الكلدانية وتعلن سنويا ميزانيتها  وتسلم للجان الجديدة حسب وثائق وانظمة داخلية.
كذلك ان يكون هناك امانة عامة  لاملاك الكنيسة تابعة لمكتب السينودس تقوم باجراء تدقيق لحسبات جميع الكنائس والابرشيات وسجلاتها وشرعية تشكيل لجانها وتدقيق تقاريرها وترفع هذه الامانة تقريرها لسينودس المطارنة الدوري كي يتخذ القرار المناسب اذا استوجب الامر.

ثانيا-   اجراء  تطبيق نظام التدوير في خدمة الاكليروس في الكنائس
يجب اعطاء الفرصة المتساوية لجميع  اباء الكهنة الافاضل  للخدمة في كل الكنائس في الداخل والخارج . لذا نقترح ان يتم تطبيق نظام التدوير لخدمة اباء الكهنة في الخورنات داخل كل ابرشية او يمكن تطبيقه على نطاق اوسع بين دول المهجر لوحده او في العراق والشرق الاوسط لوحده ، على ان تكون المدة المقررة لخدمة اي كاهن لاي رعية هو بين 3-5 سنوات  وفي نفس الوقت يتم تطبيق هذا النظام على الاساقفة الكرام يمكن ان يكون الاقتراح خمس الى سبع سنوات.

ثالثا-   اجراء تغير في نظام انتخاب الاسقفية
لكي يتم التخلص من نفوذ القبلية والعشائرية وان لا تتكرر مشكلة الانقسام التي حدثت  في الكنيسة  الشرقية في زمن ال ابونا وبقية الاكليروس.  يجب ان يتم تغير نظام انتخاب الاسقف عن ما هو عليه الحال الان. فاخذ بنظر الاعتبار نشاط الكاهن الراعوي و مستواه الثقافي  والدور الرائد بين الشبيبة، وروحانيته و تعلقه بتطبيق تعاليم الكتاب المقدس في الحياة اليومية، اكمل الدراسات العليا ويحمل اختصاص، تحمل المسؤولية واهم من كل هذا درجة اطاعته للكنيسة الام والسينودس المقدس .
كذلك من الضروري ان يتم انتخاب الاسقف  بموافقة جميع اباء الكهنة لهذه الابرشية وكذلك بموافقة اغلب المؤمنيين المهتمين و العاملين في الكنيسة وبالاضافة الى الشروط الاخرى قد  يضعها اعضاء  مجلس السينودس. على ان يكون التفضيل للمرشح من نفس الابرشية في حالة وجود شخصية مرشحة ومؤهلة من بين كهنتها.

رابعا-   الاهتمام بدورالعلمانيين
الكنيسة الكلدانية وان كانت خلال نصف القرن الماضي قد اعطت الضوء الاخضر للعلمانيين للعمل داخل الكنيسة الا انها لم تعطي الاهتمام الكافي واللازم لهم ولم يثمن دورهم و ولم يسمع صوتهم في اي قضية لا سيما في القضايا الادارية  للكنيسة  فكلما اراد كاهن ما ايقاف اي شخص من العمل في الكنيسة كان يتم دون التفكير بضرورة وجوده مهما كان دور ذلك العلماني مهم في الكنيسة. فهذا الدور المطلق لاباء الكهنة في ادارة شؤون الكنيسة  يجب يتم تغييره على الاقل ان يضمن عدم خسارة جهود ابنائها  لا سيما الذين  ضحوا او يضحون من اجلها .

خامسا-   التعليم والتثقيف
يجب ان يتم وضع منهاج موحد للتعليم المسيحي في ارض الوطن وكذلك وضع منهاج لائق ومناسب  لكنائس التي هي في المهجر على ان يكون مشبعا بصورة كافية من مواضيع الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة وحياة القديسين وشهداء المشرق والتربية الاجتماعية وتعليم اللغة الكلدانية الضرورية للحفاظ على الطقس وتعاليم الكنيسة وتراثها الروحي وقيم مجتمعنا.


سادسا-   الطقس والالتزام بتعليمات الكنيسة
الطقس الكلداني هو ثمرة جهود ابائنا العظام في تاريخ الكنيسة، هو ارث الاهم لا بل الارث الوحيد الذي تركه لنا ابائنا الروحانيين ، لكن مع الاسف اصبح  اليوم مهملا وممزقا، مترجما ، متقطعا حسب نظرة الكاهن او راعي الابرشية، واصبح كل كاهن حرا فيما  يختار  منه بحيث في بعض الاحيان اصبح خيوط الربط بين فقراته مفككة،  بحيث الكاهن الزائر لكنائس الاخرى يجهل اي مقاطع يجب ان يلتزم بها،  واي مقاطع محذوفة او يجهل النظام الخاص بهذه الكنيسة الامر الذي يتنافى مع المعقولية وكأن كل كنيسة اصحبت امارة لوحدها  لا يربطها شيء بغيرها. فيجب ان يتم تثبيت الطقس ويجب الالتزام به من قبل الكل كما هو حال الطقس اللاتيني، في حالة وجود ضرورة الى تجديده يجب ان يتم ذلك بموافقة السينودس وجميع اباء الكنيسة.

سابعا-  تأسيس امانة خاصة بسسينودس المطارنة  المقدس
يجب ان يكون هناك امانة خاصة تابعة لسينودس المقدس مهمتها استلام التقارير والرسائل والشكاوي وتنظيمها وتوثيق قرارات السينودس مع  تشكيل لجنة من موظفيها تقوم بزيارة الابرشيات والكنائس لاطلاعهم والشرح لهم عن قرارات السينودس. كذلك تنظيم الوثائق و الاقتراحات والشكاوي والاستفسارات المقدمة للسينودس القادم . على ان يكون امين السر لسينودس مخول حسب الدستور الداخلي لممارسة عمله بحرية تامة .

ثامنا -   تأسيس امانة خاصة بأباء الكهنة
يجب ان يكون هناك نظام اداري عام يربط بين جميع الاباء الكهنة في الخارج والداخل ويتم تشكيل هيئة منتخبة من بينهم كل سنتين ويكون الدور الاساسي الاهتمام بشؤون الاكليروس ومساعدتهم على حل المشاكل الخاصة بهم سواء كانت مشاكل روحية او مالية او اجتماعية  او ثقافية . كذلك توفير الرعاية الكاملة للاباء المتقاعدين وكذلك تاسيس صندوق خاصة لاعانة اباء الكهنة المتقاعدين او المرضى .

تاسعا -   اقامة دورات تثقيفية ورياضات روحية
ان اقامة رياضات روحية ودورات تثقيفية ولاهوتية والاطلاع على اخر المستجدات الفكرية والادارية  في كنائس العالم والاطلاع على كيفية التعاطي مع مشاكل العصر امر مهم لرجال الاكليروس في خدمتهم . لذلك يجب ان يكون التزام بالحضور بين كل سنتين في مثل هذه المؤتمرات من اجل تثقيف ذاتهم على ان تكون هذه المهمة معطاة لكلية بابل وبتعاون مع البطريركية والشخصيات المهتمة بهذا المجال.

عاشرا-    تاسيس مكاتب خاصة تابعة لكرسي البطريركية
البطريركية هي اعلى سلطة في الكنيسة لذلك يجب ان يكون لها مكاتب ودوائر وموظفين مختصين في عملية  ادارة الكنيسة الكلدانية  مثلا جمع المعلومات والتقارير والمستندات القديمة والحديثة  في كافة المجالات لذا نقترح تأسيس عددة امانات تابعة لكرسي البطريركي وهي :-

1-  امانة مختصة بقضايا القوانين
مهمتها  باجراء الاتصالات مع الدولة العراقية او غيرها من الدول التي فيها ابناء الكنيسة الكلدانية  والدفاع عن حقوق المؤمنيين حسب قوانين الدولة العراقية ودستورها  وحقوق الانسان والمحاكم التشريعية والقوانين الاقليمية.

2-  امانة مختصة بخدمة اسرار الكنيسة السبعة
مهمة هذه الامانة الدارسة والاهتمام  بالمشاكل الخاصة في ممارسة اسرار الكنيسة السبعة .

3-  امانة التربية والتعليم المسيحي
 لا اعتقد هناك شخص مؤمن  لا يعرف اهمية هذه اللجنة

4-  امانة لادارة املاك ومالية الكنيسة و مشاريعها
هذه امانة مهمة في الوقت الحاضر ،حيث يتم حفظ التقارير السنوية من كافة الابرشيات والكنائس والوكالات البطريركية ويتم توثيقها ، كي يتم نقلها بصورة سليمة وعادية  بين الاسقف القديم والجديد وكذلك بين البطريرك المنتخب والمستقيل او بين الكهنة اثناء تنقلاتهم.

الحادي عشر تحديد سن التقاعد للاكليروس
  ان يتم تحديد سنة التقاعد لكاهن  واالاسقف والبطريرك ويتم الالتزام بها بدون اي حالة استثناء.



1621

تحت شعار (على حب العراق نلتقي واليه ننشد) .

قام المنتدى العراقي الاسترالي وبتعاون مع السفارة العراقية في استراليا  بتنظيم الملتقى الشعري الثاني في مدينة ملبورن- استراليا وذلك في مكتبة هيوم – Global Learning يوم السبت المصادف 6 كانون الاول 2008.

اضيف الى القائمة اعلاه اسماء شعراء اخرون وهم:-
الشاعر الدكتور امير يوسف   
الشاعر احمد راضي   
الشاعر اسماعيل الاسدي
وهذه بعض مقاطع من قصائد الشعراء مع لقطات اثناء القائهم.

 كما نشكر الاخ نزار غريب كوندا على جهوده في تصوير وفلم الامسية

يوحنا بيداويد



 
السفير العراقي الاستاذ غانم الشبلي واعضاء المنتدى العراقي الاسترالي مع شعراء المشاركين في الامسية


 
الشاعر يحيى السماوي
عنوان القصيدة : يا هند



 

 

الشاعر   جمال غمبار
مقاطع من قصيدة بعنوان : اغنية كسيرة ... مثل قلبي



الشاعر ذياب محسن ال غلام
 

مقاطع من قصيدة : الشاعر يوحنا بيداويد
بعنوان : لتعُد ايام امجادنا (  شد داري  يومانن قمايي)



الترجمة العربية للقصيدة

نحن كنا من ا صحاب البلاد
           قبل ان تبدأ عجلة التاريخ بدورانها     
اجدادنا اول من رسم حروف الكتابة
   على جدارنها
وعلى كل صخرة وفي كل شبر
             توجد شواهد لاثارنا
اسألوا دجلة  وفرات
             كم مرة امتزجت مع مياهها دمائنا
والشمس لنا كانت تطيل انظارها
 وازهار نيسان من وجوه اطفالنا             
             اخذت الوان فستانها
اسألوا الغرباء
         من وضع أول قانون في مدائنها     
واليوم  شئنا ام ابينا
 سنبقى من اصحابها


مَن يَبعثَ انكيدوا وكلكامش لِمقاتلة خُمبابا
ومَن يُمسح دموع عشتار على فراق تموز حبيبها 
ومَن يَطلب مِن سميراميس
         كي تُظهِرلنا مَفاتنها
ومَن يَنوب عن اشور بانيبال
          لجَمع  كنوز ومعارف النهرين مِن سُراقها
هَلم يا نبوخذنصر
          لتنقذ الجنائن من العابثين بها
ومَن يُجدِد شَرائِع حَمورابي
          في بِلاد الرافدين وربوعها
كَفانا تَقديس الاسماءِ ورفع الشعرات
             لِتكن الوحدة مَبدأنا
         ولِتكن المحبة قُبلتُنا
والسلام رايتُنا
         كي يَتحَقق حُلمنا
         فتُعاد أمجادنا
فتَشع انواربغداد من جديد الى مشارقها ومغاربها
      وتَتسلق اطفالُنا سطوح برج بابل
          لِعد نجوم سمائنا.


الترجمة السريانية
اخنن ايوخوا مارواثا
ومنن بلطلي اتواتا
والد كل كيبا ايتن تنياثا
وبكل سيطا دابرا بخازوخ تشعيتا  دباباوثا
مبقرن دقلت لاني يوماثا
كم بيني شبخلي دمن كو نارواثا
شمشا الن مقريواوا  باتا
وبيبونن دنساني منن شقلي رنكا دشقياثا
ومنن بريلي قانون دحقوياثا
ان كبوخ وان لكبوخ
هم اديو اخنن كرك بيشوخ مارواثا

شد يدوخ اني حقوياثا
انكيدو و كلكامش لي قيمي من قوراثا
تموز لي بايش ختن خاتا
وشبرا دشميرم لبش  مساقل ليلواثا
و اشور بانيبال لبش شاقل سيبا وازل لشراتا
ونبوخذنصرلبش باني عسكراثا
ولبش اسقوخ لبرجد بابل ومانوخ كوخي دشمياثا
لبش اثي حمورابي وكاثولن شرعتياثا
بس مقدوشخ شماني واتواتا
شد متخمينوخ مرا ديماثا
شد متخمينوخ بخويادا خاثا
الا قرولا الن داند دمياثا


   



 
الشاعر خالد الحلي
عنوان القصيدة: حلم لا ينام
   حُلُمٌ يؤرقُ يقظتي وسهادي

أن تزدهي أبداً ربوعُ بلادي

   بأمانِ عيشٍ وازدهارِ محبةٍ 

ومآثرٍ تعلو على التعدادِ

   ليعمَّ كلُّ الخيرِ أرضَ عراقِنا

مدناً وريفاً وامتدادَ بوادي

   ويصيرَ شعبيَ واحداً متوحداً 

 يسمو على الأضغانِ والأحقادِ

   شعب بنى مجداً عريقاً خالداً

سيظلَ يعلو صفحةً الأمجادِ

   مالي أراه مفرقاً متشتتاً 

وبذا يحقق مطمحاً لأعادي

   فيه الذي لا يطمئنُ لنفسه

أو لا يطمئنُ لغيره بعنادِ

   "فرق تسد" نهج ينغص عيشنا 

 لتسودنا زمرٌ من الأوغادِ

   أعداءَ كلِّ عراقِنا ومصيرِنا

يحدو بهم سعيٌ إلى استبدادِِ

   فلم التفرق والتشتت شأننا 

أعداؤنا للكلُّ بالمرصادِ

   وطنٌ ينادينا وهذا يومنا

لنعيدَ مجدَ الأمس والأجدادِ

   نبني عراقاً شامخاً متألقاً

 هو مطمحُ الأبناء والأحفادِ



الشاعر غريب كوندا
عنوان القصيدة: الشهيد



 
الشاعر احمد راضي
عنوان القصيدة : فتاوي الصفراء



 
الشاعر د. امير يوسف
عنوان القصيدة : روحي، صورة حقيقة قديمة




 

الشاعر الشعبي  ابو علي الاريحي

الشاعر مصطفى المهاجر




الشاعر اسماعيل الاسدي



شكرا لاخ نزار كوندا صاحب الكاميرا



1622
يا معارضي الاتفاقية
من منكم يضمن سلامة ووحدة العراق فيما بعد ؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
22/11/2008


لا يستطيع احد ان ينكر الحقيقة الواضحة اليوم  من ان  تصرفات وقرارات بعض السياسيين العراقيين، لا سيما الجماعة التي ترفض الاتفاقية الدولية مع امريكا،  انهم يعيشون عالم غيرعالمنا وواقعنا، ولم يستفيدوا من تاريخ الامم والشعوب المحيطة بهم، ولا من تجارب التي مر بها العراق سابقا اوحاليا .  والنتيجة بقى العراق كما هو، وبقى العراقيون يعيشون في نفس التفكير والعقلية ويمرون في نفس الاخطاء بدون استفادة او تطور .
 
ظن الكثير منا، ان زوال اسوء دكتاتور في تاريخ العالم في التاسع من نيسان 2003 من صدر المجتمع العراقي ، هو اكبر انجاز حققه هذاالشعب (وان لم يكن هو المسبب الحقيقي لهذا الانجاز).  وانها نهاية الالام والمصائب والحروب والهجرة القسرية والتعصب القومي او الديني وان العنصرية والصراعات السياسية بين مكونات العراقية سوف تنمحي الى الابد، وان الشعب العراقي سيرتاح وينعم بثرواته الكثيرة، وسيتم بناء نظام الرعاية الاجتماعية لعوائل الشهداء والايتام والشيوخ ومعوقي الحروب وكل المتضررين من حكم صدام حسين. وان العراق سيشع نظام ديمقراطي فدرالي حر في الشرق الاوسط وسيعيد امجاد اجداده القدماء في زمن حمورابي ونبوخذنصر واشوربانيبال وهرون الرشيد، وانتهى عصر الظلام وسوق الشباب الى الحروب الخاسرة.

لو تصفحنا صفحات تاريخ العراق الحديث وقارنا بين القفزات والمراحل التي مر فيها، سوف نرى تحولا من سيء الى الاسوء في كل مرحلة .

 ففي يوم  الذي أُزِيحَ فيه احمد حسن البكرمن الحكم  بقوة من قبل عضيده  ونائبه الذي اأتمن عليه كي لا ينقلب عليه ( على اساس  من نفس العشيرة)، ولكي يحمي الثورة من ان لاتفلت من يده، كان صدام حسين يستقبل جحافل من الوفود المختلفة لهيئات والمنظمات والاتحادات والجمعيات و الوحدات العسكرية من مختلف اصناف الجيش العراقي لمدة اربعة ساعات اواكثر وهم يمرون واعلامهم منكوسة علامة خضوعهم للرئيس (الدكتاتور) الجديد وفرحين في البداية الجديدة.

 وفي يوم 17 تموز سنة 1968 احتل البعث قصر الجمهوري واجبر الرئيس عبد الرحمن عارف السفر الى المغرب مع عائلته، سموا ثورتهم بالثورة البيضاء ، لانها لم تسبب سقوط قطرة دم  واحدة كما ادعوا!

وفي 8 شباط سنة 1963،  يوم اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم الذي هتف الشعب العراقي ورائه في اقامة ثورة الجمهورية  في مبنى اذاعة وتلفزيون في بغداد ، ظن البعثيون  تخلصوا من ابغض واحقر دكتاتور سرق ثورة 14 تموزمن ايديهم .

وفي 14 تموز  سنة 1958 يوم اعدم  الملك فيصل الثاني مع عائلته وسحل نوري وصباح سعيد في شوارع بغداد ظن بعض العراقيون انجزوا  ثورة اكبر من ثورة الفرنسية.

كل هذا التاريخ لم يستفيد منه العراقيون كما تشير الدلائل من خلال مواقف حلقات التصنيف التي تقسم العراقيون وهي الاحزاب والتيارات الدينة المتطرفة والقوميات والاديان والمذاهب.
 
فاليوم  يمر العراق في وقت عصيب ، خطر على وجوده كدولة موحدة مستقلة غير محتلة لا فقط من قبل امريكا وانما من قبل دول الجوار اوالصديقة او الشقيقة. وهكذا يجب ان نعترف كعراقيين بالحقيقة المريرة، ان تاريخنا مملوء من النكسات والمصائب دون اي استفادة. وعلينا سوف يُطلق امة النكسات عوضا عن صاحبة امجاد اول حضارة انسانية في التاريخ.

انه سؤال يطرح نفسه على كل عراقي اليوم.  ويالاخص رافضي الاتفاقية ، هل يستطيع رافضي الاتفاقية الدولية مع امريكا  ضمان وحدة وسلامة اراضي العراقية من عدم حصول احتلال اخر غير امريكي؟. وهل يضمنوا عدم حصول حرب اهلية اسوء من التي حصلت خللا خمس سنوات الماضية ؟ .

من سيدافع عن العراق لو قطعت تركيا جزءاُ من المنطقة الشمالية بحجة ان معاهدة وقف اطلاق النار في الحرب العالمية الاولى بين دول الحلفاء والمحور حدثت حينما كان الجيش التركي لا يزال في اطراف مدينة موصل او شرقاط؟ لا سيما ان تركيا عبرت عن رغبتها واطماعها في مدينة كركوك النفطية مرات ومرات !.

ومن يضمن ان ايران لن تحتل شط العرب ومدينة البصرة  وتقطع العراق من الاتصال بالموانئ البحرية تماما  بحجة تعويضها عن ديونها المرتبة على العراق من جراء الحرب العراقية الايرانية والتي تقارب 200 مليار دولار؟.

ومن يضمن ان حكومة الكويت التي كانت في ظن البعض هي المحافظة التاسعة عشر للعراق لا تمد انابيبها المائلة الى داخل ارض العراق لسرقة النفط العراقي مرة اخرى وبدون استحاء وخوف!؟ انتقاما مما حصل لهم على يد صدام والعراقيين وجيشهم؟!.

ومن يضمن لنا ان حكومة السعودية سوف تقرر وقف ارسال الافواج  الكثيرة من الانتحاريين من القاعدة الى العراق و وانها لن تزيد ماساة العراقيين اكثرمن خلال  تجديدها  زمن السيارات المفخخة او الانتحاريين ؟.
 
ومن يضمن لكم ان سوريا التي وقفت ضد العراق  في حرب العراقية والايرانية والكويت لن تقطع اخر قطرة من المياه التي تجري في دجلة والفرات، لا سيما و نحن نسمع اخبار شحة المياه اجبرت اهالي الجزيزة الى الهجرة ؟.

ومن منكم يضمن لنا ان ثمن زمن فرهود الذي قام به العراقيون قبل ستين سنة  ضد اليهود في العراق يمر مر الكرام دون دفع ثمنه، ولن  يجبر العراقيين على دفعه  قبل ان يتم دفع ديون  ايران و الكويت (هذا فرضا ان كان لهم الحق في هذه الديون من ناحية القانون الدولي)  على اساس انها الجريمة الانسانية الاولى التي قام بها العراقيون ضد الشعب العراقي اليهودي الذي كان يعيش في العراق ( ارض جدهم الاول ابراهيم) منذ اكثر من 2500 سنة غلى غرار ما فعلوا في المانيا في حرب العالمية الثانية.؟

ايها العراقيون كفى سكرا بشعارات الرنانة الفارغة، ايها السياسيون كفى من عمل غسل الدماغ للفقراء والبسطاء من اجل مصالح وقتية وضيقة، عودوا الى المنطق و الواقعية والموضوعية . فخلاص العراق لن يتم الا بوحدة جميع مكوناته و قومياته وان بذور الشر زرعت فيه منذ زمن بعيد هيهات يتم القضاء عليها بهذه الطريقة من التفكير
اذن
كفى من الطائفية المقيتة
كفى من المذهبية الضيقة
كفى من العنصرية القومية التي وصلت الى درجة النازية

الا يكفيكم وجود اكثر
من مليون يتيم
ومليون معوق
ومليون ارملة
 وثلاث- اربعة ملايين لاجئ قسريا

1623
الاخ اسكندر بيقاشا

الحقيقة يجب ان تقال ، نحن امام  موقف  (اما ان نكون او لا نكون ) كما قال شكسبير.
اولا
نحن شعب متاكل من الداخل وتحت انواع الضغوط والتهديدات  المختلفة من الخارج
علينا قبل كل شيء نرتب البيت الداخلي لشعبنا  بعيدا عن موقف الكنائس والانتهازيين الذي يبدو لا يزيد الطين الا بلة علينا في هذه الايام؟!!!!!!
ثانيا
 يجب ان نجواب على السؤال (( اما ان نكون لا نكون)
والجواب لا يأتي من المقاطعة والذي يفسر بالهزيمة  والعجز (جربها غيرنا وفشل). انا اعتقد هذا هو التحدي الحقيقي
الذي ينتظرنا وكنا ننتظره ،لذلك يجب ان نشارك بقوة على شرط بصيغة موحدة كي نثبت لاخوتنا العرب والاكراد نحن نحب وطننا، ونحن كنا معه دوما في السراء والضراء على الرغم ما  حصل ويحصل لنا .

ويجب ان تحسم النتيجة مسبقا بأننا نحصل اكثر ما خصص المجلس النواب وهيئة الرئاسة من المقاعد الثلاثة (حصة برنوط كما قال الاخ جميل روفائيل)
فهل نحن مستعدون ان نتنازل عن مصالحنا وخلافاتنتا الشخصية ونغوض المعركة؟
 ام  نبقى منقسمين وتكون النتيجة خيبة امل وبرهان وحجة حقيقية للحكومة والبرلمان وهيئة الرئاسة في انهم لم يظلموا المسيحيين وانما هم ظلموا انفسهم!!!

اتمنى ان تكون الغلبة للعاطفة على العقل في اتخاذ  هذا القرار عند كل واحد من ابناء شعبنا
لان قرار العقل اليوم يعني المصالح والنفوذ والتكتلات والقبائل والعشائر  موقف الكنائس ،  اي  انقسام داخل انقسام داخل انقسام.................الخ .  ثم الضياع.

يوحنا بيداويد


1624
                                     رسالة مفتوحة الى مام جلال : لقد انصفتم صدام اكثر من شعبنا
بقلم يوحنا بيداويد

 السيد مام جلال رئيس جمهورية العراق واعضاء هيئة الرئاسة  المحترمين
السيد نوري المالكي رئيس  مجلس الوزاء المحترم
السيد المشهداني رئيس مجلس النواب المحترم

تحية عراقية خالصة

بعد مناقشة طالت اكثرمن سنة على موضوع  نظام كوتا وحقوق الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات. وصل الموضوع في نهايته الى ما تقررونه انتم باعتباركم صمام الامان للحق والعدالة في تطبيق الدستور في العراق الجديد.
 كان مجلس النواب  وافق  قبل ثلاثة اشهر على صيغة نظام الكوتا في تخصيص مقاعد للاقليات ( بسبب عدم تمركزهم في منطقة واحدة) . لكن بعد ايام قليلة نقضتم هذا القرار واعيد مناقشته من قبل مجلس النواب الذي اخذ اكثر من ثلاثة اشهر ولا نريد  ان نتحدث عن اسباب نقضكم لها لانها انكشفت.
 وبعد مقابلات كثيرة من قبل ممثلي احزابنا الوطنية ورجال الدين من كافة الطوائف المسيحية  وغير المسيحية وبعد ارسال الالاف الرسائل والدعوات  من ابناء شعبنا والشعب العراقي عموما في الداخل والخارج  وممثل الامم المتحدة بانصاف الاقليات ، وبعد تعهد كل واحد منكم  في اكثر من مناسبة  في الاعلام المرئي والمسموع على دراسة الموضوع بجدية وحفظ حقوق الاقليات اخيرا وافقتم على قرار مجلس النواب الاخير  باعطاء المسيحيين مقعد واحد في بغداد وواحد في بصرة وواحد في مدينة موصل.

انها مفارقة كبيرة تقمون بها  امام انظار العالم ، منذ مجيئكم بجمهورية الثالثة!!!! المبينة على الطائفية حيث ان كل قرار تم او يتم في العراق هو بحسب محاصصة طائفية وقومية ومذهبية دينية.  واليوم اختزلتم حق الاقليات تماما.
استحلفكم بالله هل هذه هي الجمهورية التي تعهدتم  وحلمنا بها؟ وهل هذه هي فعلا جمهورية بحسب قياس وتعريف الذي وضعه وطبقه الاغريق قبل 2500 سنة؟!!!!!

من موقفكم هذا نستطيع نقول يا قادتنا  الموقرين ، كانت  ولازالت فرحتكم كبيرة في تهجير شعبنا منذ خمس سنوات من البصرة والمحافظات الجنوبية ومن ثم الضربة الكبيرة في منطقة الدورة قبل 18شهر واخيرا الهجمة البربرية التي جرت  امام انظار قوات الحكومية في مدينة الموصل قبل شهر. وان كل ما يقال في الاعلام هو غير صحيح. اذن كما كنا نتوقع قبل سنتين ( في مقالات سابقة) ان الامر  كان مدروسا لتفريغ العراق من المسيحيين وبقية الاقليات وانا لا اشك ابدا بخلاف ذلك هناك دول مجاورة وكبيرة وراء هذه القضية. والبرهان على ذلك كان بطئ ظهور موقفكم واتخاذكم الاجراء اللازم.

لكن انتم يا قادتنا الاجلاء، انتم و  حينما كنتم في الغربة تعهدتم على المحافظة على وحدة العراق وحماية شعبه، عاهدتم على الوطنية المخلصة للعراق والعراقيين جميعا بدون تفريقة او تمييز، يؤسفني ان اقول يظهر  شعبنا ليس مشمول بهذا التعهد الذي قطعتموه. وتعهدكم فقط شمل طائفتكم ودينكم وقومكم وهذا اكبر برهان لذلك.

واذا كان هناك من يجادل ويناقض هذا الامر، نقترح الغاء كافة القوانيين والدستور والقرارت ويتم انتخاب ووضع دستور جديد مبني على اساس المواطنة العراقية بعيدا عن الطائفية والمذهبية الدينية والقومية ونحن المسيحيين اظن سنكون اول من يقبله؟ لا نريد نظام كوتا ولا غيره. لانريد الا عراقا واحد ا معافى من الدكتاتورية والطائفية والمذهبية والقومية. فهل سيحصل هذا؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الشيء الذي يؤلمنا هو الازدواجية التي تقيسون بها الامور. ففي كل مقابلة وفي كل يوم كان هناك تصريح من قبل اغلبكم يتعهد ويعمل من اجل حفظ حق الاقليات والشعوب القديمة، اين حفظكم على تعهدكم؟ بغداد التي كان يسكنها حوال نصف مليون  من المسيحيين تخصصون لنا  كرسي واحد  فقط في مجلس محافظة. هل هذه هي منجزاتكم التي تتفتخرون بها؟ وهذا ستظنون ان التاريخ لن ينصفكم على موقفكم هذا؟

فقط اذكر السيد مام جلال رئيس الجمهورية  حتى صدام حسين الذي لم يبقي وسيلة من الدمار والقتل والتعذيب الا واستخدمها ضد العراقيين وبالاخص ضد الاكراد اعطيته حقه اكثر منا ( تعهدت بعدم التوقيع على اعدامه وفعلت ذلك ).  اكثر من شعبنا الذي ضحى في القضية الكردية والعراقية اكثر من بعض الاكراد المرتزقة وانت تعلم ذلك جيدا.




1625
المنبر الحر / يعجبني ولا يعجبني
« في: 07:58 28/10/2008  »
                 يعجبني ولا يعجبني

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
25/11/2008

حب الحكمة كانت من الفضائل الاولى  في الفلسفات القديمة والديانات  لا سيما وان تراث الشعوب زاخر بها، فالحكمة هي قاعدة  شبيه بقواعد الرياضيات والبديهيات التي لا تقبل الجدال او الشك من قبل المجتمع، لانها ثمرة تجربة او تجارب كثيرة .
 ولا زال الانسان  يبحث عن الحكمة على الرغم من ان الكثيرين يرون ان المعرفة الانسانية وصلت اعلى قمة لها اليوم ، لان الانسان الحاضر بدأت يعيش حرا طليقا، فطفت غرائزه الحيوانية من العقل الغير الواعي  الى العقل الواعي  فهو لا يريد ان يكون غير هو، ويرغب العيش بدون قانون او شريعة.

  وعلى الرغم من هذا القدر الواسع من المعرفة التي وصلتها المعرفة الانسانية لكنني  من الذين يظنون ان عصرنا  مملوء ا من الجهل لا بل بدأ الظلام يخيم على كل زواياه، وذلك  من جراء الضبابية وتوسع اللامحدود واللامعقول وبدون  وجود سيطرة نوعية للتميز بين صالح والطالح  في هذه  المعرفة الواسعة .

اليوم كثير من الشباب لا يحب الفكر و القراءة والتأمل والحكمة وانما يحب الرياضة والحياة العملية وقضاء الاوقات السعيدة مع اصدقائهم بدون تحمل اي  مسؤولية او قلق  مع هذا هناك نسبة  ليست قليلة من المجتمع التي  دائما  ترى ان اقوال  الحكماء والعظماء والفلاسفة والمفكرين ورجال الدين هي قواعد مهمة في حياتهم ويعملون بموجبها.
 وفي هذه المناسبة اذكر بعض الاقوال والحكم التي تعجبني وبعض الاخر التي لا تعجبني :
فا تمنى ان تكون مفيدة لقرائنا الاعزاء

يعجبني قول معلم الصين الاول كنفوشيوس حينما يقول:
 لا اعرف مصير الانسان الذي يعرف الحق ولا يتخذ جانبه.

ولا  يعجبني قول وزير الإعلام الطاغية  هتلر (غوبلز)  :
  إكذب.. إكذب حتى يصدقك الناس!

يعجبني الفيلسوف سقراط  ابو الاخلاق   حينما يقول:
  ان الشيء الذي اعرفه انني لا اعرف اي شيء

ولا يعجبني قول جان بول سارتر :
 ان الجحيم هو الاخر

يعجبني قول الاب الروحي للهند (غاندي)  للانكليز :
      ان اعطوني مسيحكم ولا تعطوني مسيحيتكم

 ولا يعجبني قول نيتشه  وجميع الملحدين حينما قال :
      لا يعرف هذا الشيخ، ان الله قد  مات ؟

يعجبني قول الشاعر احمد شوقي حينما يقول:
 وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت
 فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ولا يعجبني الناس (بالاخص السياسيين ورجال الدين) الذين يؤمنون بمقولة  (نيقولا ميكافيلي الايطالي) :
 الغاية تبرر الوسيلة

يعجبني قول السيد المسيح حينما يقول :
 اعمل للناس ما تريد ان يعملوه لك؟

ولا يعجبني الناس الذين يقولون ويعلمون للناس ما لايؤمنون به.

يعجبني الانسان الذي يعترف بخطئه ويتحمل مسؤوليته بشجاعة ولا يعجبني الانسان الذين يغير جلده كالحرباء حسب الحاجة ومواسم الطبيعة.

يعجبني الانسان الذي لا ينكر اصله وقومه وبلده ولايعجبني الانسان المملوء من التزمت والعصبية والعقد  التي لا تترك امل في  الحياة>

يعجبني الانسان الذي يحب الارتقاء بالانسابية او التدريجية وينفتح على الاخرين بحبه ومعرفته واخلاصه ولا يعجبني الشخص الغارق في اوهام من شدة حبه واعجابه  لذاته فيكون كحب رمسيس الاغريقي لذاته ، فضل الطريق، ورمى نفسه في بركة ماء التي كانت تعكس صورته من كثر اعجابه بها.

يعجبني القول العربي المشهور
 رحم الله امرء عرف قدر نفسه

 ولا يعجبني الاحمق الذي يضرب الامثال ولا يعرف محل ضربها مثلما فعلا صديقنا الجاهل حينما قال القافلة تسير والكلاب تنبح ؟!!

فكل انسان بحاجة ان يخرج من ذاته ويجلس جانبا ثم ينظر الى شخصه و يفتش عن عيوبه ويسأل نفسه هل يكذب على ذاته؟ هل هو خالي من العيوب ؟ هل هو امين لضميره؟ هل هو مقتنع بما يفعله للاخرين وهل الاخرون يفعلوا له ما يعمل لهم ؟

  رحم الله كل من داروين وفرويد وعلي الوردي وغيرهم  الذين ملؤوا مكتبات العالمية بكتب  تكشف حقائق (المرة) المدفنة في الانسان للانسان نفسه وهو لا يدركها. والا كنا لا زلنا نعيش ظلمات عصور الغابرة.

 



1626
اخوتي المسلمين  ابناء موصل الهنا لا يختلف عن الهكم.
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن ظ استراليا
13/10/2008

مرة اخرى يحتار قلبنا ولساننا في ايجاد الكلمات المناسبة لمخاطبة  اخواننا المسلمين من اهالي مدينة الموصل الحدباء ، مدينة عشتار الجملية، ام الربعين والورود والمروج الكثيفة. مرة اخرى لا يرى بعض من هذه المدينة من المُضلينَ غير المسيحيين ليوجهوا رصاص اسلحتهم وحقدهم وكربهم  بسبب الفشل السياسي الذي حل بالعراق بعد تغير النظام السابق، اوانتقاما من امريكا والغرب ظننا منهم كل امريكي او غربي هو مسيحي عراقي.

اننا نسأل الاخوة المسلمين في مدينة الموصل، في اي مرحلة من التاريخ شكل المسيحيين  العراقيين خطرا عليكم، وبالاخص  في هذه المدينة العريقة التي ارسل الله انبيائه اليها كي ينذرها بالتوبة عن  خطيئتها؟ اي موقف لم يشارك المسيحيين اهالي مدينتهم، هل نسى اهالي الموصل حصار طهطماوست  الفارسي في القرن الثامن عشر؟ 

شتان بين الامس و اليوم، شتان بين  زمن قدوم جيوش الاسلام الى العراق في زمن سعد بن ابي وقاص والقعقاع والخليفة علي بن ابي طالب واولاده مرورا بزمن الامويين والعباسيين واليوم .
 فالمسيحيون اليوم تحرق بيوتهم وتغتصب بناتهم من قبل اخرين والمسلم يتفرج. اقرأوا يا اهالي الموصل كيف ان المسيحيين وقوفوا مع قادتكم  منذ البداية  ظنا منهم انهم جاؤوا ليخلصونهم من حكم المجوسيين والزرداشتيين وحكامهم البطشيين امثال شابور ويزدجر وانهم يعبدون الاله الواحد مثلهم الذي خلق كل شيء فلماذا اليوم انتم تقتلونهم باسم الاسلام؟ اذا دققتم التاريخ  لن تروا  شائبة واحدة في تاريخ ابناء سكان بلاد ما بين النهرين القدامى فلماذا  تقومون باضطهادهم اليوم. بالعكس  قدموا لكم اخلص الخدمات في تاسيس الدولة الاموية والعباسية ، حيث كان معظمهم اما  امين خزينة اوطبيب اومترجم اوكاتب اوناقل المعرفة الاغريقية الى العربية الى الاسلام ؟

 هل معركتكم  مع امريكا وحضارتها الغربية  انتصارها مرهون بقتل وتشريد المعوقين والاطفال غير البالغيين والكادحيين من اخوتكم المسيحيين الذين كانوا معاكم في السراء والضراء منذ اربعة عشرة قرنا؟.
 اسألوا رجال الدين بينكم  كيف ان الظلم لا يدوم مهما طال زمانه ، لان مسيحيي العراق وبالاخص مسيحيي موصل ليس لهم دور في ما يحصل في العراق ليكن في علمكم لن تتوجع امريكا ولاغيرها من الذي تعملونه لاخوتكم المسيحيين في مدينتكم، غدا او بعد الغد ستنسحب امريكا وغيرها من العراق ولكن المسيحيين الذين كانوا معكم منذ 1400 سنة لن يرحلوا، باقون معكم وحينها لن تلوموا الا انفسكم.
 
انها اسئلة محيرة حقا في هذا العصر. لماذا يقدم اخ لقتل اخاه او انسان اخر من دون وجود خطر من ذلك الاخر  له؟ لماذا تغلب غريزة الحيوانية على الضميروالعواطف والمشاعر الانسانية في مجتمع كان هو اول من وضع بنود وقوانين في التاريخ؟ هل بدأ التاريخ يجري بصورة معاكسة لقوانين والمنطق الذي كان يسيرعليه العالم لحد الان؟! هل انقلبت القوانين الفيزيائية والكيميائية والرياضيات ليحصل ما يحصل اليوم في مدينة الموصل.

لماذا يقدم رجل ما بخيانة صديقه الذي عاش معه كل ايام حياته، في المدرسة كان  يجلس على نفس الصف والرحلة ، ويعيشون في نفس الشارع ، يلعبون معا حتى ساعات متأخرة من الليل، صورهما في السفرات المدرسية تملء  البوم كلاهما، كم مرة ومرة التقوا في السوق وشربوا الشاي في المقهى معا وتبادلوا الحديث والنكات المصلاوية القديمة.

 في ايام العصيبة اثناء الحروب والحصار التي مرت بها  العراق  في القرن الماضي ( حرب ايران وكويت ) كان المسيحي مثل اخيه المسلم الشيعي والسني والكردي واليزيدي واقفا على الحدود يصون الوطن  ويصد طلقات العدو بجسده، ينامون في خندق واحد، ياكلون معا، وتخلط دمائهم معا بعد استشهادهم !! .
وحينما كان يأتي وقت ذهاب وجبة من المجازين الى اهاليهم،  كان المصلاويون اكثر جماعة  تعاونا فيما بينهم ، حيث يرسل كل واحد رسائل والمال والحاجيات الى اهله عن طريق صديقه من ابناء مدينته، المسلم مع المسيحي والمسيحي مع المسلم وهكذا دون التمييز،  لم يكن هناك من يفكر هذا مسلم او هذا مسيحي لن يثق به او لن يقدم له هذه الخدمة.

 وكم مرة حدث كان الضابط المسلم يتوكل على صديقه المسيحي ابن ضيعته في ايام الهجوم ويوصيه ان لا يتركه اذا ما حدث اي مكروه مثل  جرحه او استشهاده ليأخذه الى اهله ، بربكم يا اخوتي من العسكريين كم مرة استشهد مسيحي في معركة  من اجل انقاذ صديقة المسلم  اوحدث بالعكس . ارجو من الذين لديهم ذكريات وشاهدوا مثل هذه الاحداث يكتبورا لنا عن قصصهم وحكايات بطولاتهم معا ، كي يكشفوا للمُضلينَ ان المسيحي لا يحمل بذور الشر لاي مسلم  و لن يؤسس امبرطورية مسيحية جيدة على انقاذ الحضارات القديمة. بالعكس المسيحي خميرة السلام والمحبة والتعاون والاخلاص للوطن واهله من دون تمييز ولا يريد سوى حقوقه كمواطن لهذا الوطن.

 اما في ايام الحصار لا احد يستطيع ان ينكر كيف كانت مساعدات الكنيسة الكاثوليكية (كريتاس) التي تأتي من طيب الذكر  البابا يوحنا بولص الثاني الذي وقف ضد امريكا ضد غزو العراق عام 2003، توزع على ابناء المحلة من المسلمين والمسيحيين وغيرهم  بالتساوي وحسب الحاجة.

انها معضلة حقا ان يغدر ويقدم على قتل صديق الطفولة والمدرسة من دون  وجود سبب!!!! او ان يسمح بقتله دون رحمة ولا يدافع عنه لانه اقلية او ضعيف بسبب دينه او قلة عدد قومه او لان اخلاقه وايمانه يحرم عليه قتل الاخرين حتى اثناء الدفاع عن نفسه. لان المسيحي ابن النهرين ليس امريكيا او اوربيا او غيرهم كما يتوهم البعض وانما صديقك ابن محلتك،  ابن بلدك.
  حيرتنا تأتي من السكوت الكاتم والمبهم من اصحاب النفوذ بالاخص رجال الدين المسلمين. لماذا يسكتون على هذا الظلم؟ّ هل الدين الاسلامي يقبل بهذا التعدي؟ !!
 يجعلنا ان نفسر سكوت معظم المسؤولين من الحكومة والبرلمان ورجال الدين ورؤساء العشائر وقادة الجيش عن ما يحصل هناك وبطء حركتهم في ايجاد الحلول  انهم موافقون على ترحيل المسيحيين لانهم خائفون منهم كي يصبحوا اداة استعمار جديد للعراق .
ليطمئن كل من يفكر بهذه الطريقة ان مسيحيي العراق لم ولن يخونوا وطنهم واهلهم كما حصل في كل الازمان ولن يطلبوا ولن يحلموا سوى بعراق ديمقراطي لا يمييز بين المواطنين بسبب الدين او القومية والمذهب اوالعشيرة او المنطقة ..

 نحن نعرف مدى صعوبة الظروف التي يمر فيها العراق، ونعرف هناك ايدي قذرة من الخارج تعمل هذا الاعمال الشنيعة. ولكن عتبنا على اخوتنا من اهال الموصل  لماذا لم يكن هناك صحوة من ابناء العشائر يحمون المدينة وضواحيها من الغربان الغريبة وافاعي الخبيثة التي تبعث سمومهم بين اهالي هذه المدينة.

 لماذا يقف ابن الموصل المسلم  مكتوف الايدي ولا  يعمل اي شيء، عندما يرى النار تحرق بيت جيرانه المسيحي او يقتل جيرانه المسيحي دون سبب او ذنب؟ الا يخافون على ان ينقلب  هذا الشر عليهم ؟ لان رغبة الشر هي كالنار لا حدود  لها  تصل حيث ما تجد النفوس الضعيفة  او تنعدم النفوس او الروح الخيرة. فاذا كان اليوم بيت جيرانك يحرق ،غدا سوف يلتهف النار بيتك . وهل تعرفون يا قتلة اخواننا  ان الله لا  يمييز بين الناس بسبب اديانهم بل على اساس اعمالهم وضميرهم الداخلي والتزامهم بالعمل الخير اتجاه الاخرين دون التمييز!!!.

 نعم انها معضلة عندما يعمى الانسان لا يدافع عن شرفه المتمثل ببيته واهالي  بيته وضيعته ويترك صديقه الذي تربى معاه منذ الطفولة ان يقتل امام انظاره وامام الجامع الذي يصلي فيه لله  كل مساء  من قبل مجهولين او زملاء او معارف له دون ان يتحرك دون ان يدافع عنه دون ان يحاول ايقاف هذه الجريمة !! اين هي مشاعر الانسانية والضمير والحق والعدالة والقيم صفاة الحميدة في مثل هذا الانسان؟
اين النخوة والشجاعة والشهامة العربية لدى اهالي موصل؟ هل يحق لنا تفسير سكوتهم علامة الرضا عن ما يحصل؟!!!!
انها اكبر معضلة  في عصر الحديث عندما يظن البعض ان الله الذي خلق كل الموجودات التي تُرى ولا تُرى  هو الههم وحدهم وليس الها للاخرين، ولا يحق للاخرين عبادته او ذكر اسمه! أليس في مثل هذا التفكير شيء من الجنون؟!!!

 انا مؤمن 1000% من كل الاسلام ليس اشرارا.
انا مؤمن معظم مسلمي مدينة موصل ضد الجرائم التي تقع على المسيحيين والاديان الصغيرة الاخرى.
نعم  للمسيحيين اصدقاء كثيرين من السياسين الشرفاء ورجال الدين الاسلامي الحكماء.
نعم هناك الكثير من الكتاب والمثقفين والاعلاميين و اداريي المواقع ( بالاخص صوت العراقي وعراق الغد والايلاف والجيران) الذين ينشرون كلمة الحق ولا يسكتون على الظلم. نعم هناك  الكثير من رجال القانون و الجيش و الامن لا يقبلون ان ينزل التعدي على حقوق الاخرين مجرد لانهم مختلفين عنهم في الديانة.
 ولكن عدم التدخل وعدم تحركهم الان لن تجلب مواقفهم لاهلنا اي فائدة.
لذلك نطالب كل من هوصحاب ضمير انساني، ان يترجم مواقفه الى الواقع وبوضح وبسرعة لان اهلنا ( الذين هم اهلكم) يذبحون ونحن لا نملك غيركم  في هذا اليوم الاسود ان نستنجدي.

 




1627
                    يا ابناء جلدتي، ألم يكفي ما حل بكم بعد؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
4/10/2008

من يكون مراقبا لرد فعل شعبنا في هذه الايام على الغبن والغدر الذي لحق به من اخوته من القوميات والاحزاب الكبيرة في العراق بعد الغاء قرار 50 الذي كان يعطيه الحق في اختيار ممثليه في مجالس المحافظات قبل اسبوعين يتعجب من الرد السريع الذي اتخذته جميع الهيئات المدنية والاحزاب والكنائس والكتاب. فموجة بعد موجة من الشجب والتنديد بقرار البرلمان ملئت مواقع شعبنا والمواقع العراقية بصورة عامة . حتى رؤساء الكنائس لم يسكتوا على الغبن بل طالبوا هيئة الرئاسة بالتدخل وارجاع حق شعبنا وحق  بقية الاقليات اليهم.

على الرغم من الفاجعة الكبيرة التي لحقت بنا، وعلى الرغم من الخيبة والشعور والاحباط  من جراء هذا القرار الذي كان يملئ مجالس شعبنا هنا في المهجرالا اننا كنا  فرحين بهذا الرد السريع والشجاعة الكبيرة  التي اقتدى بها بعض من قادتنا السياسين والاحزاب والهيئات المدنية ورؤساء الكنائس ومعظم الكتاب لهذه المصيبة. حيث رصت الصفوف ووحدت الاهداف وانطلقت المسيرات والمقابلات والمقالات والبيانات. حتى اخوتنا العرب والاكراد هنا في المهجر وقفوا معنا في هذه المصيبة الكبيرة بعد ان وجدوا ان كل واحد منا تخلى عن شعاراته وقرارته ومقاطعته واحد للاخر كما  كان في الماضي و اتفقوا جميعهم ولاول مرة في تاريخهم الحديث على عدم السكوت عن سلب حقهم بل رفع اصواتهم عاليا الى ان وصل الى اخر بقاع العالم ومكاتب رؤساء الدول الكبرى.

لكن بعد مرور اسبوعين بدأت بوادر الضغينة والاحاديث الفارغة والاتهامات غير المبررة تخرج في مقالات وبيانات بين احزابنا. حيث بدا ترشاق الكلام ينطلق من جديد بينهم في وقت غير مناسب وكأنه  بقدر ما يتحاربون بين انفسهم بذلك القدر نحصل على حقوق شعبنا!!!.
أليس معيب بنا جميعا لحد الان بأنه  لم يرجع حق شعبنا اليه، وانتم رجعتم الى الجدالات الفارغة العقيمة التي لم نستفيد منها، بل كانت هي السبب الاول في نكساتنا ومصائبنا وسلب حقوقنا لا سيما القرار الاخير للبرلمان العراقي؟.

ألم تسألوا انفسكم يا مسببي الشقاق ما ستترك هذه البيانات والاتهامات والاختلافات  تأثيرا على قضيتنا القومية؟ نحن لم ولن نسأل من منكم على الحق؟ اومن منكم اكثر كلاما في مجالس السياسيين؟ اومن منكم اكثر دهاءا في قراراته؟  بقدر ما نسأل من منكم اكثر اخلاصا والتزاما بقضيتنا؟  من منكم اكثر شجاعة لقول الحق في وجه الاخرين؟ من منكم اكثر استعدادا للتضحية من اجل قضايا شعبنا؟ من منكم اكثر عطاءا للمجتمع العراقي باجمعه؟  ومن منكم اكثر مشاركة في صناعة القرارات الانسانية في العراق الجديد؟

اخوتي الاعزاء
كما قلنا في الماضي، ان عددنا لا يقبل اكثر انقساما ، لسنا بعدة ملايين مثل اخوتنا العرب او الاكراد لكي نتزاحم معا بهذا العدد من الاحزاب والهيئات. مئات المرات سمعتموها من اعدائكم قبل اصدقائكم اوابنائكم بدون وحدتكم وجودكم  يبقى في خطر.
الوحدة يجب ان تتم بينكم مها يكون ثمنها والا  زوالكم جميعا اتِ قبل ان يبلغ فجر هذا  الليل  المظلم الذي يمر فيه العراق؟

يا ابناء جلدتي الا يكفيكم الخذلان والجرائم  وسلب الحقوق والاهانات التي لحقت بنا؟ الا يكفي هذا القدر من التشتت و دماء الشهداء و بكاء الامهات الثكالى ودموع الايتام وحزن ومصائب الارامل ؟ الا تجعلكم كل هذه الشرائح من المجتمع وكل هذه المصائب ان تتخلوا عن الماضي المرير بينكم!

بربكم قولوا لي الا تشعرون بالحرج امام من نلوم او نطالب اعادة حقنا في قرار الكوتا ما تقومون به الان. اليس ذلك مناقضا للواقع والاحداث التي نمر فيها؟
قولوا بماذا  سيفكروا اعضاء البرلمان عنكم. الا يسال السياسيون العراقيون بعضكم ، اذا اعيد لكم حقكم ، كيف سيتم اختيار ممثلي شعبكم ؟ كيف ستكون الانتخابات وفرز الاصوات؟
الحقيقة اقول لكم ان اصدقائنا وجيراننا سوف يضحكون علينا حتى غروب الشمس!.

كنت  اتوقع مثل غيري من ابناء شعبنا ان تجعلوا من الغاء قرار 50 مناسبة ودرسا بليغا لكم جميعا،  لا بل يجعلكم ان تتحدوا اتحادا حقيقيا بعيد عن المزايدات والاتهامات بينكم. كنت اظن انها مناسبة ملائمة ان نطالبكم باقامة مؤتمر شامل بينكم حول قضيتنا القومية و فيه يتم وضع الاهداف والاولويات لمستقبل شعبنا باتفاقكم جميعا ويتم وضع مبادئ العمل القومي التي يلتزم بها الجميع. ومن ثم طلب الدول الاقليمية والامم المتحدة والامم الاوربية والولايات المتحدة لاقامة مؤتمر حول مصير شعبنا
 ولا زلت انتظر ذلك منكم  لانني مؤمن  بان الوحدة ليست بعيدة عن ايديكم  بل يمكن ان تحصل في اي لحظة ان شئتم!!!!!!



1628
                           هل عاد زمن حكم قرقوش على شعبنا  في هذه الايام ؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
26 ايلول 2008

عندما يلتقي الانسان مع اجنبي له اطلاع على تاريخ الحضارات الانسانية  ويسمع انك من ارض الرافدين تراه متعجبا و متلهفا لسماع كل كلمة تقولها عن هذه الحضارات. وعندما تقول له انك تستطيع التكلم بلغة الاصلية لهذه الحضارات فأنه يعبر عن احترامه واجلاله لاصحابها ويقول لك في النهاية ، من هناك بدأ تاريخ الانسانية.

هذه هي صورة بلاد الرافدين لدى مثقف الغربي ، فكل كتاب اطلس او عن تاريخ الشعوب وتاريخ الحضارات تراه  يبدا من بلاد الرافدين او على الاقل يتناول في فصوله حضارة سومر واكد وبابل وكلدان واشور والاراميين بصورة كافية .

اما تاثير الفكر الديني والعلمي فلا يستطيع ان ينكره ، فقط نسأل من يستطيع ان ينكر بان فكرة الالوهية اصلها من بلاد الرافدين؟!!!! ولا يعرف قيمة هذه الفكرة واهميتها في تطور الفكر الانساني  الا رجال الدين والمفكرين والفلاسفة وعلماء الاجتماع.

بيت القصيد على الرغم من مرور قرابة 7000 سنة على ولادة هذه الحضارات و على الرغم  مرور 2500 سنة من زوالها الا ان اصحابها  لا زالوا باقيين كاقلية في العراق (بلاد الرافدين).

ان معظم الامم والدول التي شاركت في ازالة نظام الدكتاتورية في العراق بعد ان طلب قادتنا السياسيين الحاليين منهم تحرير العراق كان على اساس ولادة جديدة لشعب العراقي على ان يضمن الحقوق و الحرية والديمقراطية لجميع ابنائه.

بعد خمسة سنوات يظهر لم تغير اي شيء  من وضع الاقليات فيه سوى خروجهم  من ليل مظلم ودخولهم في ليل اخر اشد ظلاما. وماهي بوادر الكتل الكبيرة والقوميات والديانات الكبيرة في الغاء وجود اصحاب الحضارات القديمة ودياناتهم الا برهانا على نظرة التخلف والقبلية و التعصب الدينية المتزمة التي تناقض  الحقيقية والمبدا الاول الذي كان لهم حينما طلبوا من الغرب اسقاط  نظام صدام حسين هي النظرة السائدة، لا يوجد تغير واقعي ملموس لا بل كأنه زمن حكم قره قوش عاد على شعبنا!!!!!!.

هناك عدة مناسبات اوحت لنا ان معظم (ليس الكل) الاخوة العرب بكلا القسمين العرب والسنة والاكراد ليس لهم اي اهتمام كافي باخوتهم من الاقليات لا بل البعض منهم يريد التخلص منهم او قلعهم واجبارهم على الهجرة الى الخارج.

وهنا بعض من هذه المناسبات:-
اولا  في مقدمة الدستور هناك غياب واضح عن وجود الحضارات القديمة ودورهم في تاريخ بلاد الرافدين بصورة متعمدة. كلنا يتذكر نشيد الوطني في زمن الدكتاتور  صدام حسين والذي كان قصيدة للشاعر شفيق الكمالي،  كان يبدا بذكر هذه الحضارات والامم.

ثانيا  الحرب الاهلية التي حدثت بين الشعية والسنة (بتحريك من ايران وسوريا وغيرها من دول العربية)  دفع شعبنا حصة الاسد منها حيث تم ترحيلهم بصورة اجبارية  في البصرة ومعظم المحافظات الجنوبية وفي بغداد اجبروا على ترك بيوتهم في اكبر تجمع لهم في منطقة الدورة وفي الموصل لا زالت القوى الخارجة  من القانون تلاحق المسيحيين وتهددهم كما حدث قبل اسبوع ولم تقوم حكومتنا بايء شيء ملموس في كل هذه المناسبات حتى الادانة والشجب  كانت مختفية من شفاه بعض اصدقائنا!!!!

ثالثا  اكثر الاحيان السياسيين وحتى قادة بعض الاحزاب الكبيرة يصفون هذه القوميات واصحاب هذه الديانات بالجالية وكأنهم نزلوا من المريخ. الامر الذي يوحي بأن وجودنا هو وجود طارئ في نظر هؤلاء في العراق.

رابعا  الغاء وجود ممثل لهم في المفوضية المستقلة المشرفة على الانتخابات
 بصورة مناقضة لما كان متفق عليه في الدستور

خامسا   كان القرار الاخير الذي الغى نظام الكوتا الذي اعظى الحق لهم باختيار ممثليهم في مناطق التي يعيشون فيها الان.

هذه الاخبار المؤلمة التي حدثت لشعبنا لا سيما في زمن التغير والحرية و الاحلام الوردية  جعلت كثير من ابناء شعبنا يفقدون الامل بأخوتهم من العرب والاكراد فهاجروا عنوة. ولا زال نصفهم في سوريان واردن وتركيا ويونان ولبنان كمهاجرين لاجئين فاقدي الحقوق الانسانية لحد الان لم نسمع الا بطلب دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بعودتهم الى بيوتهم مثل بقية العراقيين ولكن لا توجد اي ضمانات بتفريخ واعادة بيوتهم لهم ولا تعويضات ولا مساعدات كافية  .

لذا نطالب السادة اعضاء البرلمان و السيد رئيس الجمهورية  ورئيس الوزراء وحكومته وقادة الاحزاب الكبيرة والاخوة الكتاب الاحرار والمفكرين وكل من يؤمن بان العراقيين اخوة على الرغم من اختلافاتهم الدينية والقومية اعادة الحق لشعبنا واعطاء ضمان له بن حقه لن يسلب كما سلب في الماضي ، هذا الشعب الذي شاركهم عبر التاريخ في السراء و الضراء.

 

1629
الاخوة الاعزاء
كل شيء ممكن في عالم السياسة، لا سيما في هذا العصر وفي هذه بقعة من الارض وفي هذه الظروف
وهذا ما كنا نقصدة في كلامنا (سيأتي يوما لن يكن لنا سوى البكاء على اطلال جنائن المعلقة واسوار مدينة اشور) . نعم ما جنت براقش الا على نفسها. يجب ان نلوم القادة السياسيين الذين لم يتفقوا على مناسبات  عديدة ومواقف مهمة :-
اولا     موضوع التسمية
ثانيا    دخول في الانتخابات بصورة منقسمة في مناسبتين
ثالثا عدم وجود اتفاق  على مطاليبنا في الدستور بالعكس كانت الحرب على صيغة التسمية
رابعا دور الكنائس المتناقض المتداخل في القضايا السياسية و بصورة سلبية لحد الان
خامسا عدم وجود رؤية موحدة عن ماذا نريد؟ وبماذا نحلم؟ وما هو هدفنا في التاريخ عند مقارنته مع بقية الامم والشعوب
سادسا حرب الاعلامية المعلنة بين الاخوة الاعداء لاسباب تفاهة التي يبدو ليس لها نهاية
سابعا عدم وجود اتصالات من قبل هيئة موحدة شاملة لنا مع دول الحلفاء والامم الاوربية فكل واحد كان يلغي دور الثاني
ثامنا القبلية والعشائرية والتسمية الكنسية انهكت قوى شعبنا واستهلكت طاقته
تاسعا المصلحة الفردية والانتهازية وعدم وجود مصدقية والثقة بين السياسيين
عاشرا دور الاعلام السلبي مثلا القراء يهتمون بمقالات التي فيها حرب الكلام والطعن والتشوية والتهديد ولا يقراؤون المقالات الفكرية والنقدية المفيدة التي تطور الفكر وتزيد من التقارب بيينا . فقط نحترم واحد للاخر عندما تحل المصائب والتعازي بنا.

املنا ان تكون هذه المصيبة سببا لمراجعة الذات من قبل كل السياسيين ورجال الاكليروس والمثقفين والكتاب وكل من يشعر بان وجود شعبه اوشك على الزوال. املنا ان يتوحد هذا الشعب على مبادئ واهداف مبنية على العقلانية والمنطق

يوحنا بيداويد

1630

                              المواقع العراقية وهموم الناس
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
21 ايلول 2008

خلال الايام القليلة كانت المواقع العراقية مزدحمة بثلاث مواضيع مهمة رئيسية هي مذبحة قرية صوريا اثناء حركة الكردية سنة 1969، والغاء عضوية النائب مثال الالوسي من البرلمان العراقي والاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة.
مذبحة قرية صوريا التي ذهب ضحيتها  38 شخصا بريئا بصورة همجية وبربرية لم يشهد تاريخ العراق الحديث مثلها. لا زالت اثارها البشعة في اذهان الكثيرين من ابناء شعبنا الذين شهدوا وعاينوا اثار الجريمة بأنفسهم ، ففي ذكرى هذه المناسبة المؤلمة، التي مر عليها 39 سنة، هذه الجريمة النكراء التي قام بها الملازم الاول الجحيشي. اسأل قادتنا السياسيين الذي يزعمون انهم جاءوا لكي يزيلوا الظلم عن الشعب العراقي بأجمعه، اين موقفهم في هذه الجريمة النكراء؟  فالامم الاوربية تطالب الحكومة التركية (خليفة الدولة العثمانية)  باعترافها بمذابح الحرب العالمية الاولى ضد القوميات التي كانت تقع تحت حكمها بالاخص الارمن بعد قرن من الزمن. دفعت المانيا وربما لا زالت تدفع ثمن  الحرب العالمية الثانية للشعوب التي احتلتها بالاخص لليهود بسبب المذابح التي اقامها هتلر ضدهم . ايطاليا اخيرا قدمت اعتذارها مع التعويض لليبيا مقابل ايقافهم الهجرة اللاقانونية من اراضيها لاوربا. اليابان دفعت ثمن حربها على الصين وغيرها من الامثلة في التاريخ .

 هنا اسأل ما هو موقف الحكومة العراقية ومجلس حقوق الانسان في العراق ومحاكمها؟ على الرغم من مرور اكثر 5 اعوام ونصف من تغير نظام صدام حسين لحد الان لم تتطرق اية جهة عراقية الى مذبحة قرية صوريا، واذا كان الجحيشي حيا يرزق فعلا، أليس من باب العدالة ان يقدم للمحاكمة مثل غيره من المجرمين في النظام السابق الذين قاموا بجرائم ضدالاخوة الشيعة في الجنوب والاهوار وضد الاخوة الاكراد في حلبجة او الانفال. اذا كانت سنين عمره تعفيه من المحاكمة حسب قوانين الدولية، على الاقل كان يجب ان يقدم للمحاكمة لمعرفة اسباب جرمه وحقده الدفين ضد هؤلاء القرويين الابرياء كي يتم استبيان الحقيقية وكيفية حدوثها .

الموضوع الثاني كان الغاء عضوية النائب مثال الالوسي من البرلمان العراقي من قبل زملائه المعممين بسبب زيارته لاسرائيل. لقد اقام البرلمانيون العراقيون الدنيا واقعدوها على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل وحضوره لمؤتمر دولي  بشأن مكافحة الارهاب هناك بحضور عدد ممثلين من دول عربية عديدة. كنت اظن ان العراقيين يكرهون كل شيء كان احبه صدام حسين لكن ظهر لي الان ان ذلك ليس صحيحا ابدا خاصة في قضية فلسطين.
لقد قلتها مرات عديدة ان المجرم صدام حسين ادخل العراق في ثلاث حروب مدمرة وخاسرة واخيرا حفر قبره بسبب قضية فلسطين بدون ضرورة، فلا اعرف  (كما سأل عدد من الاخوة الكتاب في مقالاتهم ) هل نحن فلسطينيين اكثر من اهل فلسطين؟ هل نحن اصحاب قضية فلسطين الشرعيين؟ ام هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني هو مسؤول عن قضيته؟ لماذا العراقيون اذكياء ومجتهدين في حل مشاكل الاخرين و مهملين في تعمير بيوتهم ووطنهم؟.
فاذا كان هؤلاء الذين صوتوا لعزل الالوسي فعلا اصحاب  موقف وكلمة ومبدأ كما يقولون ليقوموا بقطع كل الاتصالات بكل نظام او هيئة او شركة او بنك او شخص من الدول العربية وغير العربية التي تتعامل مع اسرائيل، لتقطع كل الدول العربية( فلسطينين ومصر واردن وقطر ومغرب وتونس واخيرا سوريا التي تتفاوض مع اسرائيل) اتصالاتهم مع اسرائيل، اعذروني ان قلت نحن عراقيون نبقى دائما خاسرين اذا استمرينا في هذه العقلية.

الموضوع الثالث الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة .
ان قادتنا في الحكم الان والذي كانوا قبل بضعة سنوات في المنفى والذين كنا نحلم بولادة جمهورية افلاطون على اياديهم في وطننا، جمهورية مثالية غنية من تجارب العالم الحديث ، والذين كنا نظن انهم سيعيدوا تاريخ العراق المُشرق بناة الحضارة للانسانية الاولى من جديد، انهم يدركون اكثر من اي شخص من ان امريكا لم تأتي للعراق(لسواد عيونهم مثلما يقول المثل الشعبي ) لاجل تخليص العراقيين من ظلم اشرس دكتاتور في القرن العشرين بدون ثمن ولن تنسحب بدون ان تقبض ثمن عملها. فلماذا اللف والدوران في حلقة مفرغة؟ لا يستطيع احد ان ينكر بأن الخطر لا زال قائما على العراق من كل الجوانب لا سيما من دول الجوار (ايران وتركيا والدول العربية) والحرب الاهلية والطائفية التي مر فيها الوطن والتي هي الان على مشارف انتهائها لم تكن تحدث ان لم تكن ايادي قذرة فيها .
لماذا لا تتم هذه الاتفاقية بصيغة توافقية قبل ان تجلب لنا مشكلة جديدة ونعلم على اليقين ان الشياطين كثيرون حولنا!!!.
 يجب ان تسأل حكومتنا المركزية نفسها ماهي الاوليات لديها؟  اليست وحدة العراق، النظام الديمقراطي الفدرالي، العدالة في تطبيق القوانين الدولة بدون تمييز على اساس طائفي او مذهبي او قومي او طبقي ، تطبيق حقوق الانسان بالاخص حق التفكير وابداء الرأي والعبادة، العدالة في توزريع الثروات، القضاء على الفساد والرشوة وسرقة النفط ، وبداية عصر جديد من التربية والتعليم يعلمنا كيف ان نتخلص من العقلية الدكتاتورية والاستبدادية التي دخلت الجينات الوراثية لدى اجيالنا ، تبني عقلية قبول الاخر واحترام رايه على الرغم من وجود الاختلافات بيننا، والمواطنة الصالحة التي تنظر للانسان العراقي بنفس الدرجة والقيمة والايمان المطلق بان الدين لله والوطن للجميــــــــع.

ان كنت اشك قبل الان في كثير من الاشياء، بالتأكيد الان لن اشك من ان الذي يبني بيت جيرانه قبل بيته هو انسان ابله. واللبيب  من الاشارة يفهم.
 



1631
                          ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
15/8/2008

 ملاحظة مهمة
 اريد ان اؤكد ان اقتراحي بإقامة مؤتمر كنسي الان، لم يكن هناك اي دافعا او اي غرضا له سوى حرصي كأحد المؤمنين والعامليين في الكنيسة بكل اخلاص لأكثر من 30 سنة.  كذلك لم يدفعني اي شخص لطرحه، بالعكس انتظرت طويلا ربما عدة أشهر واخذت المشورة من بعض اصدقائي الكتاب والمثقفين المقربين عن صحة الفكرة. كلهم كانوا يعتبرونها فكرة ايجابية وضرورية للنظر فيها من قبل المسؤولين وبالأخص في الوقت.

الكنيسة هي ام روحية لكل المؤمنين، كم شهيدٍ وشهيد سكب دمائه من اجل حمل شعلتها وتعاليمها والحفاظ على اسمها بين الامم الوثنية، وكم رسول ضحى بحياته لمجدها ونقل كلمة معلمها الاول يسوع المسيح. لا نريد الاطالة عن دور الكنيسة العريق التي هي أعرق مؤسسة في تاريخ الانسانية.

ان الكنيسة الكلدانية هي أحد فروع الكنيسة الشرقية القديمة (كرسي مدائن او قطيسفون) التي كانت لمدة خمسة قرون الاولى جزء من كنيسة الواحدة (قبل الانقسامات). كانت متعاونة مع كراسي الكنائس الاخرى (روما وأنطاكية واسكندرية وقسطنطينية واورشليم). اجبرت على تبني المذهب النسطوري بعد سيطرة الدولة الساسانية على بلاد الرافدين وعموم دول الشرق.  لا حبا بهم او رغبة منها في الدفاع عن هذا المذهب، بل كي يتم استبعادهم وتنافرهم عن الكرسي الرسولي في روما وبقية الكنائس التي كانت ضمن الدولة الرومانية في حينها. لكن بعد ألف عام تقريبا من الانفصال عاد قسم من ابنائها الى حضن كنيسة الام الجامعة (روما) فحملوا اسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وتشكل اليوم هذه الكنيسة ثلثين من حجم الكنيسة الشرقية القديمة.
بعد مرور أكثر 13 سنة على المؤتمر الاول للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الذي عقد في بغداد في زمن المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد 1995 الذي بقت معظم قراراته حبر على الورق نتيجة الظروف الداخلية للعراق في حينها ولغيرها من الظروف لا نود طرحها في هذا المقال.

في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الكنيسة الكلدانية، وبسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة وبلادنا الام العراق بصورة خاصة وبعد ان هجر حوالي 40 % من ابناء كنيستنا الكلدانية وجدنا انه من مسؤوليتنا وضميرنا كتابة هذا المقال الذي فيه نشجع الاباء الاساقفة والاكليروس والمؤمنين مواجهة المشاكل التي ولدت نتيجة الظروف العصرية فنطلب منهم الجلوس معا لإعداد واقامة مؤتمر جديد للكنيسة. فيه يتم دراسة دستور وقرارات المجامع التي تسير عليها الكنيسة اليوم والتي اصحبت بعضها قديمة جدا لم تعد تفيد هذا العصر ولا تعالج نوعية مشاكله.

نحن نتساءل امام كل هذه التحديات والمصاعب والمشاكل التي يعرفها ابناؤها من الاكليروس والمؤمنين، ألم يحن الوقت لإقامة المؤتمر الثاني للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية؟ الا يرى اباؤنا الاساقفة وغبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي انه الوقت المناسب لفتح ملفات الكنيسة وحل مشاكلها العالقة وتجديد قوانينها وادارياتها كي تفتح المجال امام رجال الاكليروس من الشباب في حمل رايتها في هذا العصر، فيتم تجديدها ودفع عجلة تقدمها الى الامام بروح معاصرة على ضوء ما قُرر في المجمع الفاتيكاني الثاني؟

من جانب اخر لو دققنا خلال تاريخ الكنيسة الكلدانية في القرن الاخير، وبعد المؤتمر الاول للكنيسة الكلدانية نرى ان الكنيسة هي بحاجة ملحة فعلا الى مثل هذه المؤتمر لا سيما بعد ان حدثت بعض مواقف فيها ضبابية واحداث جديدة وانقسامات في مواقف الاكليروس امام الرأي العام الذي ترك وسيترك اثرا كبيرا على ايمان ابنائها الذين اصحبوا اليوم في حالة مقلقة جميعا، سواء كانوا في بلاد الام العراق حيث يوجد الكرسي البطريركي او الابرشيات والكنائس المنتشرة في أكثر من خمسين دولة في العالم.

الاصلاح الاداري ليس معناه يجب ان يشمل تجديد كل شيء او التخلي عن القوانين الكنسية في المجامع الكنيسة الشرقية  القديمة كلها، ولا يعني التخلي عن المجامع المسكونية التي اقامتها الكنيسة الكاثوليكية الجامعة  ولا اتخاذ قرار عقائدي لاهوتي  جديد او اعادة النظر في قضايا لاهوتية حول طبيعة وشخصية المسيح كما حصل في الماضي..

كل ما هناك نطالب بأجراء تجديد في طريقة ونظام الادارة.  كذلك نود ان نؤكد فكرة التجديد هي ضرورية لان الحياة تقدمت في جميع المجالات وتغيرت المفاهيم الفكرية والادارية في كل المؤسسات العالمية حتى طريقة التعامل في الحياة العامة. لذلك من الضروري اجراء دراسة عن مسيرة الكنيسة في هذا العصر ويتم معالجتها بحسب قوانين ملائمة لهذا العصر.

إذا كانت التغيرات التي شملت كل المجالات قام بها الانسان نفسه وذلك الانسان هو ابن الكنيسة ومؤمن بتعاليمها فلماذا لا يتقدم ويتطور النظام الاداري فيها وما الخوف من اجراء التغير الاداري اللازم والضروري فيها؟، على ان يكون تحت شعار (وحدة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هي امانة في رقبة كل ابنائها)
 
من الضروري ايضا ان يكون هناك توافق بين الاباء المطارنة واعضاء السينودس والكهنة على اقامة والمشاركة في هذا المؤتمر والاستعداد لإنجاحه والالتزام بالقرارات التي يتخذها.  ان يكون هناك قناعة تامة لدى الجميع ان مثل هذه الخطوات هي صالحة مفيدة للكنيسة.
المقترح الاخر هو ان يشارك العلمانيين في المناقشة واتخاذ القرارات كما حصل في الكنيسة المارونية قبل بعض سنوات.
 وهذه بعض اهم المحاور التي نقترح ان يتم مناقشتها في المؤتمر (يمكن تغييرها او الاضافة عليها)

اولا اجراء تغيير في النظام الادارة المالية للكنيسة:
ان يجري تغيير في نظام الادارة المالية في الكنيسة الكلدانية بصورة عامة. في كل الابرشيات ووكالات البطريركية بحيث تصبح هناك لجان مشكلة من موظفين مختصين ورجال منتخبين من الاكليروس والعلمانيين ورؤساء الابرشيات، على ان يكون لهذه اللجان الحق في التصرف واتخاذ القرارات.  ويتم انتخابها بصورة شرعية من المؤمنين وبموافقة راعي الابرشية.
الغرض من هذا الاقتراح فتح المجال امام الاباء الكهنة كي يتفرغوا لخدمة القضايا الروحية والصلوات والمرضى والتعليم والنشاطات الدينية في الكنيسة مثل الندوات والاخويات والحلقات والدورات اللاهوتية.  من جانب اخر يكون هناك نظام عالمي موحد في جميع كنائس الكلدانية وتعلن سنويا ميزانيتها وتسلم للجان الجديدة حسب وثائق وانظمة داخلية.



ثانيا اجراء تطبيق نظام التدوير في خدمة الاكليروس في الكنائس
يجب اعطاء الفرصة المتساوية لجميع اباء الكهنة الافاضل للخدمة في كل الكنائس في الداخل والخارج. لذا نقترح ان يتم تطبيق نظام التدوير لخدمة اباء الكهنة في الخورنات داخل كل ابرشية او يمكن تطبيقه على نطاق اوسع بين دول المهجر لوحده او في العراق والشرق الاوسط لوحده، وفي نفس الوقت يتم تطبيق هذا النظام على الاساقفة الكرام.

ثالثا اجراء تغير في نظام انتخاب الاسقفية
لكي يتم التخلص من نفوذ القبلية والعشائرية وان لا تتكرر مشكلة الانقسام التي حدثت في الكنيسة الشرقية في زمن ال ابونا وبقية الاكليروس.  يجب ان يتم تغير نظام انتخاب الاسقف عما هو عليه الحال الان. فاخذ بنظر الاعتبار نشاط الكاهن الراعوي ومستواه الثقافي ودوره الرائد بين الشبيبة، وروحانيته وتعلقه بتطبيق تعاليم الكتاب المقدس في الحياة اليومية، وحمله للشهادات العليا، ومقدرته على تحمل المسؤولية، واهم من كل هذا ان يكون له درجة عالية في اطاعته للكنيسة الام والسينودس المقدس.
كذلك من الضروري ان يتم انتخاب الاسقف بموافقة جميع اباء الكهنة لهذه الابرشية، وبموافقة اغلب المؤمنين المهتمين والعاملين في الكنيسة وبالإضافة الى الشروط الاخرى قد يضعها اعضاء مجلس السينودس. على ان يكون التفضيل للمرشح من نفس الابرشية في حالة وجود شخصية مرشحة ومؤهلة من بين كهنتها.

رابعا الاهتمام بدور العلمانيين
الكنيسة الكلدانية وان كانت خلال نصف القرن الماضي قد اعطت الضوء الاخضر للعلمانيين للعمل داخل الكنيسة الا انها لم تعطي الاهتمام الكافي واللازم لهم ولم يثمن دورهم و ولم يسمع صوتهم في اي قضية لا سيما في القضايا الادارية  للكنيسة  فكلما اراد كاهن ما ايقاف اي شخص من العمل في الكنيسة كان يتم دون التفكير بضرورة الحفاظ عليه مهما كان لذلك العلماني دورا مهما في الكنيسة. فهذا الدور المطلق لآباء الكهنة في ادارة شؤون الكنيسة يجب يتم تغييره. على الاقل ان يضمن عدم خسارة جهود ابنائها لا سيما الذين ضحوا او يضحون من اجلها.

خامسا التعليم والتثقيف
يجب ان يتم وضع منهاج موحد للتعليم المسيحي في ارض الوطن وكذلك وضع منهاج لائق ومناسب لكنائس التي هي في المهجر على ان يكون مشبعا بصورة كافية من مواضيع الكتاب المقدس واسرار الكنيسة المقدسة وتاريخ الكنيسة وحياة القديسين وشهداء المشرق والتربية الاجتماعية وتعليم اللغة الكلدانية الضرورية للحفاظ على الطقس وتعاليم الكنيسة وتراثها الروحي وقيم مجتمعنا.

سادسا الطقس والالتزام بتعليمات الكنيسة
الطقس الكلداني هو ثمرة جهود ابائنا العظام في تاريخ الكنيسة، هو ارث الاهم لا بل الارث الوحيد الذي تركه لنا ابائنا الروحانيين ، لكن مع الاسف اصبح  اليوم مهملا وممزقا، مترجما ، متقطعا حسب نظرة الكاهن او راعي الابرشية، واصبح كل كاهن حرا فيما  يختار  منه بحيث في بعض الاحيان اصبح خيوط الربط بين فقراته مفككة، و الكاهن الزائر لكنائس الاخرى يجهل اية مقاطع يجب ان يلتزم بها ، واية مقاطع محذوفة او يجهل النظام الخاص بهذه الكنيسة الامر الذي يتنافى مع المعقولية وكأن كل كنيسة اصحبت امارة لوحدها  لا يربطها شيء بغيرها. فيجب ان يتم تثبيت الطقس ويجب الالتزام به من قبل الكل كما هو حال الطقس اللاتيني، في حالة وجود ضرورة الى تجديده يجب ان يتم ذلك بموافقة السينودس وجميع اباء الكنيسة.

سابعا
تأسيس امانة خاصة بسسينودس المطارنة المقدس
يجب ان يكون هناك امانة خاصة تابعة لسينودس المقدس مهمتها استلام التقارير والرسائل والشكاوى وتنظيمها وتوثيق قرارات السينودس وحفظها مع تشكيل لجنة من موظفيها تقوم بزيارة الابرشيات والكنائس لاطلاعهم والشرح لهم عن قرارات السينودس. كذلك تنظيم الوثائق والاقتراحات والشكاوى والاستفسارات المقدمة للسينودس القادم. على ان يكون امين السر لسينودس مخول حسب الدستور الداخلي لممارسة عمله بحرية تامة.

ثامنا تأسيس امانة خاصة بآباء الكهنة
يجب ان يكون هناك نظام اداري عام يربط بين جميع الاباء الكهنة في الخارج والداخل ويتم تشكيل هيئة منتخبة من بينهم كل سنتين ويكون الدور الاساسي الاهتمام بشؤون الاكليروس ومساعدتهم على حل المشاكل الخاصة بهم سواء كانت مشاكل روحية او مالية او اجتماعية او ثقافية. كذلك توفير الرعاية الكاملة للآباء المتقاعدين وكذلك تأسيس صندوق خاصة لإعانة اباء الكهنة المتقاعدين او المرضى.

تاسعا اقامة دورات تثقيفية ورياضات روحية
ان اقامة رياضات روحية ودورات تثقيفية ولاهوتية والاطلاع على اخر المستجدات الفكرية والادارية في كنائس العالم والاطلاع على كيفية التعاطي مع مشاكل العصر امر مهم لرجال الاكليروس في خدمتهم، لذلك يجب ان يكون التزام بالحضور بين كل سنتين في مثل هذه المؤتمرات من اجل تثقيف ذاتهم على ان تكون هذه المهمة معطاة لكلية بابل وبتعاون مع البطريركية والشخصيات المهتمة بهذا المجال.

عاشرا تأسيس مكاتب خاصة تابعة لكرسي البطريركية
البطريرك هي اعلى سلطة في الكنيسة لذلك يجب ان يكون هناك مكاتب ودوائر وموظفين مختصين في عملية ادارة الكنيسة الكلدانية تابعة لمكتبه، حسب اختصاصات عملها وهذه مقترح لاهم امانات يمكن تشكيلها :-

1   امانة مختصة بقضايا القوانين
مهمتها اجراء الاتصالات مع الدولة العراقية او غيرها من الدول التي فيها ابناء الكنيسة الكلدانية والدفاع عن حقوق المؤمنين حسب قوانين الدولة العراقية ودستورها وحقوق الانسان والمحاكم التشريعية والقوانين الاقليمية او قوانين الدول التي يعيش ابناء الكنيسة الكلدانية.

2-امانة مختصة بخدمة اسرار الكنيسة السبعة
مهمة هذه الامانة الدارسة والاهتمام وتطوير وتثقيف المؤمنين عن اهمية ممارسة هذه اسرار الكنيسة بصورة نظامية وحسب تعاليم الكنيسة كذلك الاهتمام بالمشاكل الخاصة في ممارستها وايجاد محاكم كنسية لحل مشاكلها.

3   امانة التربية والتعليم المسيحي
 لا اعتقد هناك شخص مؤمن لا يعرف اهمية هذه اللجنة (كما وضحنا في اعلاه)

4   امانة لادارة املاك ومالية الكنيسة و مشاريعها ( كما ذكرت في فقرة الاولى)
هذه امانة مهمة في الوقت الحاضر، حيث يتم حفظ التقارير السنوية من كافة الابرشيات والكنائس والوكالات البطريركية ويتم توثيقها، كذلك ان يكون هناك امانة عامة لأملاك الكنيسة تابعة لمكتب السينودس تقوم بإجراء تدقيق لحاسبات جميع الكنائس والابرشيات وسجلاتها وشرعية تشكيل لجانها وتدقيق تقاريرها وترفع هذه الامانة تقريرها لسينودس المطارنة الدوري كي يتخذ القرار المناسب إذا استوجب الامر. كي تسهل عملية نقلها بصورة سليمة حسب هذه الوثائق بين الاسقف القديم والجديد وكذلك بين البطريرك المنتخب والمستقيل وبين الكهنة اثناء تنقلاتهم.

الحادي عشر تحديد سن التقاعد للاكليروس
ان يتم تحديد سن التقاعد للكهنة والاساقفة والبطريرك ويتم الالتزام بها وعدم وضع اي حالة استثناء.

1632
                             مَن قتلَ الشهيد كامل شياع، سَيقتل العراق كله!         
بقلم يوحنا بيداويد
26/8/2008
ملبورن/ استراليا

على الرغم من عدم معرفتي بشهيد الكلمة الحرة والثقافة العراقية  (كامل شياع)  الا من خلال وسائل الاعلام ، الا ان خبر الغدر به ملئني  حزنا، هذا الحزن الذي تكرر مرات ومرات على  مدى خمس سنوات الماضية على ما جرى في العراق لاهلنا .

لقد كتب عنك يا شهيدنا الكبير ،اصدقائك ومعارفك  المقربين امثال د. سيار جميل،  و د. عبد المنعم الاعسم، ود. كاترين ميخائيل،  ويوسف ابو الفوز،  ووداد فاخر وغيرهم  كلمات  واشعار رثاء التي تليق مقامك ، فأنت تستحق اكثر من ذلك ،  لانك الرجل الوطني الذي ابى ان يترك العراق الا ان يسقيه اما  بفكره او بدمه .

  في العراق الذي كنت تريد ان تبنيه، هناك حوار ولكن حوار من نوع اخر، حوار الطرشان او العميان ، نعم ان الحوار الموجود في الاروقة السياسية  العراقية والمجلس النيابي ومجلس السياسي وغيرها من المجالس الكثيرة الفارغة  من المعنى هو حوار الطرشان اوحوار العميان،  لانهم لم يبحثوا عن حل الحقيقي بصدق. لم ولن يفكروا في ايجاده اذا استمروا على هذا المنوال في طريقة تفكيرهم.

ويا ليت لم يأتوا على الحكم، فعراق جريح ، حزين ، فقير، مكبل، بيد  لص واحد  لكنه موحد لاهله  في مصائبهم،  افضل بكثير  من عراق ممزق، مقسم،مسروق من لصوص كثيرة، محكوم من عملاء لالذ اعدائه، والقتال بين ابنائه اصبحت حالة مرضية، وهويته الجغرافية  على وشك الزوال على يد الغرباء ، واحيانا اصوات طبول الحرب تدق  من بعيد !!!!!!!!
 
حوار الطرشان لانهم يسمعون الحقيقية ولا يُسمعون انفسهم ، فكأنهم غير معنيين بمفاهيم الوطنية والاخلاص له وتحمل المسؤولية ، لانها من المصطلحات التي كان صدام حسين اصم اذانهم  بها من كثرت تكرارها على مسامعهم، لذلك كرهوها ونبذوها اخلاصا  منهم  للوطن!، لانهم لا يريدون توريث او اكتساب اي صفات من الجلاد، وليبقى الوطن في احتراق في زمن حكمهم !!!.

وعميان لانهم  يشاهدون ويقراؤون ويتطلعون عبر وسائل الاعلام على كل  ما حصل ويحصل في العراق منذ خمس سنوات وضمير المسؤولين في اجازة مرضية او نزهة تفسحية . فدماء الشهداء والمثقفين والسياسين والفقراء والاطفال والمصلين والجنود وطلاب الجامعات والمدارس وكل فئات واصناف المجتمع العراقي  لازالت تسيل في الشوارع ، ولازال قادتنا السياسين في صراعاتهم  ونقاشاتهم  وجدالاتهم الفارغة البعيدة عن الواقعية ومفاهيم الوطنية الحقيقية.

كلمة اخيرة نقولها في هذه المناسبة الاليمة،  هل طريق تطبيق الديمقراطية في العراق فقط يحصل في اسالة دماء ابنائه؟ وهل  مطلوب من كل وطني وملتزم بالثقافة والقانون والعدالة والمعرفة وحرية التعبير عن  الرأي ان  يكافئ بقبول اكليل الشهادة  في النهاية ؟
 ام ينطبق علينا القول  ( مع المعذرة للشاعر ابو قاسم الشابي):
  ليالي كل الشعوب تنجلي        وليل عراقنا ظلامه ابدي

كامل شياع ، انت شهيد كل العراقيين، اسمك منقور على جدارية الشهداء العراق الاوائل المتميزين من امثال بولص فرج رحو وكثيرين اخرين ، بسبب موقفك  الرجولي واخلاصك للرسالة الثقافية العراقية .

ليرحمك الله ويخمدك في جناته ، ولاهلك ولاصدقائك الصبر والسلوان، وللعراق الجريج اكليل الشهادة مرة اخرى. 

1633
الاخوة والاخوات منظمي مهرجان الكلداني القومي الثالث في مشيكان المحترمين
لقد اثلجتم صدورنا بسماع اخباركم خلال هذا الاسبوع فالخبر الاول  كان التقاء ممثلين من شعبنا في امريكا بمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والثاني مهرجانكم الكبير المنوع  وبعدد الحاضرين فيه، الامر الذي اعطى لنا صورة  بان شعبنا على الرغم من هجرته الى دول العالم الا انهم لم ينسوا هويتهم وتراثهم وتاريخهم ولغتهم واصلهم.
بارك الله بجهود الكل وبالاخص  جهود المنظمين والمتطوعين لتحضير  هذا المهرجان.

يوحنا بيداويد
 سكرتير نادي برج بابل الكلادني
 في فكتوريا - استراليا

1634
                              كركوك مدينة النار الازلية، هل ستحرق اهلها في النهاية؟!!
بقلم : يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
5ايلول 2008

كركوك او كرخ سلوخ، مدينة النار الازلية، هل ستحرق اهلها في النهاية؟ لعله عنوان مخيف، لكنه لابد ان نتسأءل عن سبب الذي جرى والذي يجري.مرة اخرى  فهذه المدينة الازلية هي تحت انظار العراقيين والعالم فهم يحبسون انفاسهم وكأنهم يراقبون قنبلة موقوتة على حد قول احد الكتاب. لا اريد ان احكم على المواقف السياسية التي تؤيد او تعارض الحاقها بأدارة اقليم كوردستان او بقائها في حدود الدولة العراقية المركزية او الفدرالية. لان نظرتي لحل المشكلة العراقية تختلف جذريا عن الاخرين، فلا افضل تقسيم العراق على اساس اثني قومي او ديني او عشائري او طائفي كما يبدو تسير الامور الان، لكن افضل ان يكون تقسيم العراق على شكل  ولايات فدرالايات وطنية عادلة و على اساس توازن اثني بحيث يحافظ هذا التوازن في كل ولاية على الذي بجانبها و تجعل من ان يكون السلام والامن  حتمي على الكل وفي كل الازمان في كل شبر من ارض العراق، وان يكون حق المواطن وواجبات الملقاة على عاتقه هي الحجر الاساسي في بنود الدستور و كل قانون شُرِع او سيُشًرع في العراق مستقبلا.

لنسأل قادتنا الايكفي خمسون عاما من الغليان وسيلان الدماء في اتون الحروب الخاسرة ؟ الا يكفي من الدمار والترحيل القسري والجرائم والمذابح ؟ الا يكفي مليون شهيد ومفقود ومليون ارملة واربعة ملايين لاجئ في المهجر؟ الا يكفي مرور عقود من الجهل والظلم والعنف والحرمان على اطفال العراق؟
الاف اسئلة تراود مخيلة كل عراقي، ألم يحن الوقت نتوقف قليلا  ونفكر و نسأل انفسنا من المسؤول عن كل ما حصل اليوم بعدما كنا نُحمل الجلاد صدام حسين عليها ؟ الا يمكن ان نكن نحن جلادون ايضأ؟!!!. أليس من المهم ان نعيش بسلام وامان وكرامة وبوجود  قانون عدال يحمي حقوق المواطن ، وسلطة تشريعية وتنفيذية تحمي الانسان العراقي من الاجرام الذي عاشه ابائنا واجدادنا منذ الدولة العثمانية (  الرجل المريض) الذي جلبت لنا سياسة فرق تسد وابو ناجي الانكليزي المستغل او فكر الارهابي من القاعدة او او الفكر القومي الناصري المفرط  او الثورة الاسلامية الايرانية ونرجسيتها؟

ايها الاخوة العراقيين من القادة السياسيين والمثقفين  وكل مواطن مخلص لارض العراق، الا يكفي من ان تكون حياة الانسان العراقي  سلعة رخيصة الثمن في نظرتنا نهتم بالمال اكثر من الارواح. انتم على دراية تامة من ان العراق يعيش على بحر من نفط التي تكفي لعيش ابنائها ( 25 مليون نسمة)  لمئة سنة،  فلماذا اذن الحروب والقتال والثورات والاستبداد؟ لماذا الصراعات الداخلية البعيدة عن الرؤية البعيدة عن قيم وحقوق الانسان؟ ام  اننا مصابون بمرض الحروب ووصلت الى درجة تأثرنا بها الى ان نتوارثها مع جيناتنا الوراثية.

الحوار ثم الحوار، لا اثمن من السلام. لا مستحيل امام الشمس. فكل شيء ممكن، ولعلكم تعرفون جيدا كيف كان الناس العاميين يضحكون على افكار العلماء في القرن التاسع عشر ويعدون تحقيقها ضرب من الخيال ، ها نحن نعيش قرن الواحد والعشرين، ونشهد على الانجازات العلمية  لهذه الافكار التي كانت تعد ضرب من الخيال، كحقيقة واقعية نلمسها، ونشهد كيف اصبح العالم قرية صغيرة؟ والاغرب من كل هذا يمكن الاتصال بأي مؤسسة او حكومة او في اي نقطة من العالم خلال ثانية واحدة عن طريق موبايل. الا يجعلنا كل هذا ان نعيد التفكير في حساباتنا واستبدال طريقة التفكير المعتمدة  عندنا مثل التسلط  والتعدي على حقوق الاخرين والاجرام والقتل والحروب،  في النهاية استحقار قيمة حياة الانسان نفسها؟

ايها الاخوة العراقيون معظم الحروب هي من اجل المصالح الاقتصادية او بالاحرى من اجل الحصول على المال في نهاية الامر، ونحن العراقيين اموالنا في جيبنا (وطننا) وفي ايدينا وتكفينا  لسنين طويلة. فقط نحتاج الاتفاق على توزيعها بالتساوي.  فلماذا الحروب والاصطدام والنزاعات الدموية. كل ما نحتاجه هو التمسك بوحدة الوطنية والتخلي عن مفاهيم القومية ونزعتها الشوفينة وتدخلات الخارجية سواء كانت  اجنبية اوعربية او تركية او ايرانية التي كانت جميعها سوية سببا لحروبنا في القرن الماضي   . 

لذلك اعتقد ان العراق يمر في امتحان مصيري صعب مرة اخرى، فعجبي هل سنختلف في تفكيرنا عن طريقة تفكير صدام حسين وحزب البعث؟!! ام اننا نعيب الاخر على العود الذي في عينه و نغض النظر عن الذي في اعيننا  كما قال المسيح؟!!  فهل سنقع في نفس الخطأ ؟ ام نكون تعلمنا من هذه التجارب دروسا بليغة  تبني حياتنا جميعا كعراقيين؟ ونُحترم قيمة الحياة ونُحرم القتال وحب المال على حساب المواطنين البسطاء؟!! . لذلك اظن ان حل مشكلة مدينة كركوك  ستكون مقياسا  لوطنية كل العراقيين بدون استثناء؟!!


1635
الاخت ابتسام حنا بيداويد

يسر اعضاء جمعية اهالي بلون في استراليا ان يقدمون لكم اجمل التهاني والتبريكات بمناسبة حصولكم على شهادة الماجستير . ان هذا الانجاز في هذه الظروف هو مفخرة لاهلكم ولاقاربكم واصدقائكم وكل بلوايا .
ان شاء الله يعود السلام والامن لبلادنا العراق وترجع المنافسات بين الطلاب للحصول على المكانة العلمية وشهادات العليا والانجازات والابداعات في كافة مجالات نتنى لكم ولكافة اخوتنا العراقيين وبالاخص اهلنا هناك.

       يوحنا بيداويد
عن اهلي جمعية بلون في استراليا

1636
                              هل نعيش في عصر  شعاره (الغاية تبرر الوسيلة!)
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
20/7/2008

في هذا الزمن الصعب  المحشو من كثرة الرغبات والطموحات الشرعية والغير شرعية، هذا الزمن المستعجل بوسائل الاتصالات السريعة التي ملئت العالم من المعلومات الرديئة المتخبطة بحيث لا يستطيع العقل غربلتها وتفسير محتواها المتناقض بسهولة ، هذا الزمن المثقل من المشاكل والهموم وطموحات االفردية والتي خلقت بيئة  متصارعة متناقضة مع بعضها، اعادت على ذاكرتنا قصة احتيال الكذب على الصدق  (1).

في القرن الخامس عشر كتب نيكول ميكافيلي (1467-1527 م) كتابه المشهور (الامير) واهداه الى الامير الايطالي لورنز في عصر النهضة الاوربية. في هذا الكتاب يعطي ميكافيلي الدروس لهذا الامير المسكين كيف يستطيع ادارة شؤون مقاطعته بطرقة مكرة دون اعطاء اي اهمية  للقيم الدينية والانسانية والاخلاق الاجتماعية والقوانين الطبيعية. فرفع  شعاره المشهور (ان الغاية تبررالوسيلة). فاصبحت هذه  القاعدة  الذهبية لكل الطغاة فيما بعد.
منذ ذلك اليوم اصبحت شهرة الكاتب والكتاب واسعة على الرغم من حرمانه لفترة طويلة في اوربا. ويخبرنا معظم المؤرخين ان معظم الشخصيات الدكتاتورية التي جاءت في التاريخ قرات واستخدمت تعاليمه  ضد شعوبهم امثال موسليني (كانت اطروحته في الدكتوراه عن الميكافيلية) وهتلر وستالين وصدام.

 لكن بعد خمسة قرون فرخت الميكافيلية  فلسفة البراغماتية الامريكية التي اعادت سبك الفكرة نفسها بطرق قانونية و اساليب حديثة.(2).

كل انسان في هذا الحياة لا بد ان  يلاقي بعض من الصعوبات، والتجارب التي لا يرغبها.
 ربما تكون هذه الصعوبات هي  الصليب الذي يطلبه الله منه ان يحمله ، او مهمة  او التضحية التي يجب ان يقوم بها في حياته. نعم حياة جميلة،  لكنه بدون عطاء اناء   فارغ. وان الوصول الى القيم الانسانية وتطبيقها  هي الغاية المثلى  والثمار او الطموح الاهم لكل شخص متشبع بها  كي نعطي لحياتنا معنى و نترك لها اثرا،  كي نصبح احد الاحجار المهمة في بناء يالذي يكون هيكل للقيم الانسانية في التاريخ.

قد تأتي الرياح بما لا تشتهيها السفن كما يقول المتنبي،  لكن الانسان المتسامي في القيم الانسانية والمسيحية لا يؤمن ابدا  ( بان الغاية تبرر الوسيلة)،  بل هي خطئية كبيرة ومميتة اذا ما رجعنا رسائل البابا بندكتس السادس عشر الاخيرة (3).

والاهم من كل هذا مسيحيتنا تطالبنا بأن نكون نعطي اكثر من قيم الانسانية نفسها،  فكيف نقبل  ان يكون مبدء ( الغاية تبرر الوسيلة )  هو الطريق في حل معضلات التي نواجها في حياتنا؟ صحيح ان الانسان حينما يولد يكون كومة من الرغبات الذاتية الفردية  لكن بمرور الزمن يُطلب منه ان يصبح  نبيا ومصلحا في ومبشرا بالقيم الموضوعية والانسانية في بيئته.
........................................................................
1   يقال في قديم الزمان، حينما كان الناس على بساطتهم القروية، ولم تكن هناك  وسائل لكشف الخداع متوفرة. قرر كل من الصدق والكذب الذهاب الى البحر للسباحة. فوضعا ملابسهما جنبا الى جنب، ونزلا في البحر الواسع ليستمتعا بالسباحة.
وفيما كان الصدق مؤتمنا على صديقه الماكر على غير عادته، كان الكذب يراقب صديقه ( الصدق) كي يجد فرصة  ليختفي عن انظاره. وحينما سنحت له الفرصة ، رجع الى الشاطئ ولبس ملابس الصدق واختفى بين الناس.
لما اكتفى الصدق من سباحته، حاول البحث عن صديق (الكذب ) فلم يراه رجع الى الشاطئ لم يرى هناك سوى ملابس الكذب. فأضطر الى ان يرتديها مسرعا بالبحث عن الكذب بين الناس .
ومنذ ذلك اليوم اصبح الناس لا يميزون بين الكذب والصدق.

2      يقول (ساندرس بيرز') مؤسس المذهب البراغماتي (اواخر القرن التاسع عشر)  ان جدوى اي مشروع وفكرة تتحدد في نتائجها.

3   المصدر مقدمة مجلة الفكر المسيحي الاخير.

1637
                                   اية ازدواجية يعيشها شعبنا؟
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
12/7/2008

لدى كل الامم هناك فئات مختلفة متصارعة فيما بينها من اجل دفع عجلة الحياة   الى الامام عن طريق ايجاد سبل اكثر سليمة وقويمة حسب مقولة (ان الاختلاف غنى) فهو امر جيد . في تاريخ كل الشعوب هناك ازمات بعضها وقتية واخرى مصيرية، ازمات مثل زغات مطر الصيف انية وازمات خطرة قد تبيد الشعب بأكمله اوتزيله من الوجود.

لدى كل الشعوب هناك احزاب ومفكرين وحكماء واصحاب نفوذ  مبني على المال او القبلية (اسم العائلة) او الطائفة او الدين ولكن لدى كل الشعوب ايضا  مقومات ومبادئ اولية (غريزية) يفجر منها بركانا من الطاقة الثورية في شعور افرادها حينما يمس وجودها خطر خارجي.
اما شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) سورايا او الرافديني او النهريني ،شعبنا الذي انقسم اهله على اسمه يفتقر الى الكثير من هذه المواصفات عندما يتم مقارنته مع قياس الامم وشعوب العالم الاخرى الحية.

لا يفيد الحديث  كثيرا عن اعمال وبطولات اجدادنا ان لم نأتي باعظم منها اليوم.  فاذا كان اجدادنا هم بناة الحياة الحضرية عوضا البدو الرحل، واول من بنى المدن و اول من فكر في فكرة تدجين الحيوانات واوجد الجداول والقنوات المائية والكهاريز واختراع العجلة واسس علم الفلك والرياضيات والموسيقى واهم من ذلك اخترع الكتابة الصورية والمضخة المائية و واول من وضع القانون بين المواطنين وغيرهامن الانجازات (حسب مقال الاخ  الكاتب نزار ملاخا) ، فيجب على جيل الحاضر ان يكون ابدع وامهر واشجع واقوى من اجدادهم في فكره ومشاركته في الحياة كي يبقى حيا من خلال عطائه مشاركته بين الامم.

 يجب ان لا ينظر شعبنا الى انجازات اجداده في الماضي كرصيد دائمي بين الامم او ينبوع ابدي من الخيرات تعطيه الاستثنائية، لان (قانون داروين) قانون البقاء  للاقوى وللاصلح ساري حتى على الشعوب.
 ان شعبنا اليوم يعاني من كثير من الامراض وارجو المعذرة ان اسبب خيبة امل في بعض قرائنا حين ذكرها.

فمن الناحية السياسية ، نحن شعب منقسم على ذاته، ليس انقسامنا وقتي ولا هو سطحي بل انقسام في العمق .

شعبنا منقسم من الناحية الروحية. على الرغم من ان مسيحنا واحد، لكن لكل واحد منا رؤيته الخاصة لذلك حتى على المخلص (يسوع المسيح)  الواحد نختلف اختلافا كبيرا وجوهريا على شخصيته او مبادئه .

شعبنا منقسم على ذاته من ناحية الهوية. على الرغم من الكل يعترف نحن شعب واحد، لكن على طريقته الخاصة ،فالقلة القليلة تعمل لجمع الشمل، لان لكل واحد  مسطرته واهدافه وطريقة اختياره لمؤيده.

على الرغم من ان الجميع يعرف ان مصيره مرتبط بمصيره اخيه من غير تسمية او طائفة او غير حزب اوغير مذهب اوغير قبيلة الا انه لا يتنازل احد عن مواقفه المتطرفة الى المعقولية والواقعية ورؤية المصير المحتوم .

شعبنا يموت في حب الوطن  وما احلى صور اشعاره والحانه ،  لكنه  ايضا يعشق المهجر والدولار والحياة الغربية والوحدة والسيارات والمظاهر والبيوت الكبيرة الفاخمة والحفلات العالمية  والمظاهر ثم المظاهر.
شعبنا لا يستطيع ان يختار قائد مصيري له لانه غير موحد، غير متفق على مبادئه، بالاحرى لا يعرف ما يريد،  فالكل قادة او بالاحرى لم يتعود ان يجد نفسه موحدا.

شعبنا يحب البطولات والشعارات والقصص الخيالية والاحلام الوردية فهو مصاب بالنرجسية التاريخية لا في حب ذاته بل في حبه لتاريخ اجداده، لكن مواقفه وتصرفاته الفردية كلها تتجه نحو الانانية والمصلحة الذاتية.
 
شعبنا لا يميز بين الصدق والكذب ، بين الباطل والحق، بين الازدواجية والمبدئية، بين الانتهازية والثورية، بين مبادئ الايمان الحقة والوثنية. شعبنا مصاب بمرض الازداوجية.

لهذا تراودني الشكوك احيانا في استمرارية وجود شعبنا كشعب حي، اظن انه يمر في طور مصيري، بسبب بدء زوال المقومات الاساسية لديه هما لغة الام  والوطن اي حب الهجرة بعيدا عن الوطن ا(ذا اعتمدنا على النسب).

لهذا ندق ناقوس الخطر مرة على العقلية وطريقة التي يفكر فيها الجميع، فعلى الرغم من الاختلافات لكن هناك قواسم مشتركة، هناك المبادئ الاساسية التي يجب الاتفاق عليها من قبل الكل.  (ان لم تكن هناك يجب اقامة مؤتمر شامل لوضعها).

 فارجو من قرائنا ان لا ينتظروا النجاحات الكبيرة والكثيرة في المستقبل القريب (اذا استمر الحال كما هو)  بل ليتهيؤوا لملاحظة الموت البطيء (اعني فقدان الهوية) الذي بدأ يسري في عروق امتنا .


1638
                        عندما يصبح الله مخلوقا من يد انسان؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
5/7/2008

من اصعب المواقف التي يمر فيها المجتمع الانساني اليوم هو ان يكون الانسان خالق القضية، وخالق المبادئ وخالق القيم وفي نهاية يكون هو نفسه خالق الله (الهه) .

يقال عن الاسكندر المقدوني عندما قتل والده ملك فيليب كان لا يزال طالبا يدرس على ايدي  الفيلسوف الاغريقي المشهور سقراط يدرس الفلسفة، فورث كرسي والده واصبح ملكا لبلاد مقدونيا والدويلات التي كانت تحت سيطرتها بين ليلة وضحاها. وحينما استطاع هذا الشاب اليافع المملوء من الحكمة الفلسفية ان يسخر علمه وحكمة  استاذه (ارسطو)  في ميدان الحروب وساحات المعارك و هزم دارا الفارسي في عددة مواقع واجتاح الامبراطورية الفارسية ووصل الهند  وحدود منغوليا ، اصبح حديثا للعالم ، وحبكت اساطير كثيرة عن بطولاته . فيقال حينها امتلا اسكندر من الشعور بالغبطة والعظمة والكبرياء، فنكر انه ابن ملك فيليب ونكر انه انسان، بل  قال انه ابن الله ابولو (اله الاغريق) على غرار كلكامش في بلادنا ما بين النهرين،  ولذلك استطاع تحقيق هذا الانجاز الكبير ( فتح الشرق الى حدود منغوليا خلال عشرة سنوات).

يعني ان انسان اليوم لا زال نفسه منذ ان وجد او وعى وجوده ، منذ ادم الاول ، الى اسكندر الى اليوم ،  لم يتعلم من الدروس الدينية ولا الفكرية ولا العملية الحقيقة ، وهي ان الحرية لا تعني الا المسؤولية ثم المسؤولية، ولا مجال امام الانسان ان يسير وراء اهوائه بدون مراعات مشاعر البيئة المحيطة به. ولهذا في الدول المتقدمة هناك الحرية الكبيرة لكن هناك التزام بالقوانين العامة ولامجال لتغاضي عن من لا يلتزم بها. لذلك هناك السعادة والسلم والامان، فاذن المسؤولية تدخل الى الانسان منذ نعومة اظافره في ممارسة الفكر والاسلوب الصحيح في طريق التعامل في الحياة العامة. ولهذا مجرد ان يكتشف الانسان انه على خطأ يتجرأ وبكل اخلاص  يعتذر عن خطأه  ,  Sorry.
وبالمقابل يقبل الاخر اعتذاره بكل رحابة الصدر وينسى الامر ويعمل الجانبين لتصحيح الخطأ حسب القانون.

  ان الانسان الاول (ادم وحواء)  اراد ان يكل من التفاحة ليتخلص من اوامر الله ولما كان له الحرية في اتخاذ القرار، وقع خياره على امتلاك حرية المطلقة  ( البحث عن الوصول درجة الالوهية ومن ثم التحرر من طبيعة الانسانية)
فمشكلة الانسان الاولى اليوم  هي  نفسها منذ جدهم الاول (ادم) . فسقوط القيم والمبادئ الاخلاقية والدينية في مجتمع الانساني امر مخيف، قد يرجعنا الى زمن قانون الغابة. فهل حل اليوم  الزمن الذي قتل فيه  الانسان الله كما قال نيتشه في كتابه هكذت تكلم زرادشت قبل 150 سنة تقريبا ، لان له الحرية ان يزيل القيم بكل انواعها من قاموس حياته.

فحذرا من المضئ وراء نيتشه وتلاميذته في مفاهيم فارغة تبعد الانسان من مجتمعه وتزرع الانحلال الخلقي فيه، وحذارا من مفهوم الحرية المجرد من القيم والمسؤولية.
 وحذارا من التصرف بما يعود للمجتمع العام  ويعطي الانسان الحق لنفسه بأنه له الحرية في اتخاذ القرار والتصرف بما لا يعود له ، بل لا يعود لاحد وانما يعود للجميع.
 لان السعادة ليست دائما في الامتلاك الاشياء التي تملك القيم المادية وانما احيانا تكون السعادة في التجرد و اكتشاف الحقيقة  او الدفاع عنها اوالسير في نهجها.
حذارا من يصل كل واحد منا الى درجة يظن له الحق له ان يخلق  اله الذي يؤمن به، او كما تطلب رغباته وغرائزه.





1639
                    الموضوعية في مقالات الكاتب ابرم شبيرا عن الكلدان.
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
13/6/2008

لقد قرات المقالات الثلاثة للاخ الكاتب ابرم شبيرا التي نشرها على صحفات عنكاوا كوم وعدد اخر من مواقع شعبنا. كذلك قرات مقالات الرد عليها من قبل كتابنا الاعزاء . النقطة المهمة يجب ذكرها هنا هي ان هذه الطريقة  من النقاش هي حضارية جدا وبناءة  وصحيحة للتبادل الثقافي او  تقديم نقد للفكر السياسي بين الكتاب او السياسيين بغض النظر عن محتواها الايجابي او السلبي .

 المهم  انتهت  المقالات الثلاثة بنتيجة غير عادية اذا تم مقارنتها مع المقالات السابقة لبعض الاخوة من الكتاب الاشوريين الذين تعودوا الى تهميش الكلدان او تصغيرهم او وضع اللوم عليهم او الغاء وجودهم تماما.

انتهت المقالات بصيغة رجاء وامل في ايجاد ارضية مشتركة بين مكونات شعبنا المختلفة ( بحسب التسميات فقط ) منطلقين من الوحدة الفتية الحاصلة بين الكنيستين في كالفورنيا في امريكا بقيادة المطران الفاضل مار سرهد جمو والمطران الفاضل مار باول سورو لتقوية الوحدة بين ابناء هذا الشعب الممزق كنسيا وقوميا.
 وهذه بعض الملاحظات النقدية الاخرى لمقالات الاخ شبيرا ارجو ان يتقبلها مني بروح اخوية .

اولا   للحق اقول وجدت في طرحه  الكثير من الموضوعية  في عدد من النقاط التي ذكرها  على الرغم من وجود اعتراض او وجهة نظر مختلفة من قبل عدد من كتابنا الكلدان الاعزاء مثل حبيب تومي في قضية مذبحة سميل وعلاقتها بالموقف المشرف لاهالي القوش في حينها  وهذا امر طبيعي.
 
ثانيا   حاول الكاتب ابرم شبيرا  تقديم دراسة تاريخية عن ظهور القومية الكلدانية بصورة مفصلة ، على الرغم من محاولته لشمول بحثه البعد التاريخي لظهورها  الا انه كان مُركزا على الفترة الاخيرة  بعد عام 2000 اي فترة قرب زوال نظام صدام حسين ، متجاهلا وجود الكلدان  في التاريخ قبل مئات السنيين وكذلك لم يتطرق الى جهود الكتاب المعروفين اورجال الاكليروس الكلدان امثال ادي شير واوجين منا، ويوسف حبي  والمثلث الرحمة البطريرك مار بولص شيخو وروفائيل الاول بيداويد والاب ابونا البير ابونا وغيرهم.
وكذلك  لم يتطرق الى اي سياسي كلداني في العصر الحديث من الذين شاركوا في الحركة السياسية العراقية وهم كثيرون، ولا في القضية القومية لشعبنا وان كانت تحت الاسم الاشوري. ففي ذلك الامر لا اتفق مع الاخ شبيرا، انا لا ادعي  هنا ان الكلدان رفعوا لواء الحركة القومية قبل او اكثرمن الاشوريين  ولكنهم لم يتخاذلوا كما يتصور البعض دائما (1).

ثالثا  حاول الكاتب في نهاية بحثه ان يبني الجسور بين مكونات شعبنا، مبعدا نفسه من التطرق على الاختلاف اللاهوتي بين الكنيستين الكاثوليكية والنسطورية ، كذلك ابتعد عن تصقيل الصورة الاشورية على حساب الكلدانية او تكثير الطعن او المدح الزائد في الكلدانية الامر الذي فيه كثير من الحكمة والموضوعية في طريقة النقد الصحيح للموضوع. 

انا اتفق مع الاخ شبيرا كثيرا، يجب مساندة فكرة الوحدة الكنيسة التي بدأت في امريكا ، لان احدى اهم المعضلات امام وحدة شعبنا هي وحدة الكنيسة الشرقية .

نعم حان الوقت ليدرك جميع الاخوة من الاشوريين والكلدانيين والسريانيين، لامجال امام امتنا لبقائها على الوجود بدون الاتحاد بينهم  مهما كلف الامر لاي جهة او اي حزب او اي كنيسة. وان يعترف الجميع  بوحدة الشعب بغض النظر عن الاختلاف في التسميات ويتعامل معها الجميع بصورة موضوعية بعيدة عن التعصب الاعمى  والنظرة الحزبية الضيقة التي لا تقود الا لزوال الجانبين.

 حان الوقت لنكون واقعيين جدا جدا، كذلك يجب ان نكون صريحين بدون محاباة وعدم السكوت  لمن ينفرد بقرار ما يخص الشعب كله على الاقل من خلال النقد البناء في مقالاتنا.

والامر الاهم هوان الانقسام الحاصل بين اهلنا في الشمال ( منطقة كردستان) والاحزاب الموجودة في بغداد في هذه الايام  ليس من صالح احد.
اخذين النقطة المهمة بنظر الاعتبار، الا وهي الخطر المحدق بالعراق  من زحف التيار الاسلامي المتعصب  القادم من ايران وافغانستان وكذلك بوادر تقسيم العراق ان لم تكن الى دويلات ستكون على شكل فدراليات!.  فتوحيد الجهود بغض النظرعن الاختلافات والطموحات الشخصية والحزبية  امر حتمي.

 فالاولوية (كما حصل ويحصل لدى كل الشعوب) يجب ان تكون لمصلحة العراق كوطن واحد لجميع القوميات بدون تفرقة ومن ثم الدفاع عن مصلحة شعبنا عن طريق تمثيله في البرلمان والحكومة ومؤسساته بصورة ديمقراطية ومن ثم وضع الجهود الاعلامية خلفها.

في النهاية اذكر اخوتنا بقول المشهور :

بان رحلة الف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

---------
انا لا اذكر هذه الحادثة الا لاول مرة بعد  مرور 27 سنة عليها، لذلك ارجوان لاتؤخذ  من باب حب الظهور ولكن كحقيقة تاريخية حصلت.
 كنت (كاتب المقال)  في الصف السادس الاعدادي حينما وزعت وزارة التربية كتاب الدين الاسلامي (القران الكريم) على الطلاب بصورة اجبارية. كان هناك الالاف من ابناء شعبنا من شماله الى جنوبه قرروا العصيان في حالة استمرار في اجبارهم لدراسته. حينها كنت احد (ربما الوحيد)  من الطلاب المسيحيين (من مدرستنا )دعاه مدير اعدادية الشرقية في بغداد (التي كان حوالي نصف طلابها مسيحيين ) الى غرفته  ليشرح لي عن هذا القانون وعن وجوب استلام الكتاب، محاولا اقناعي بأنه لن يكن هناك اجبار لدراسته او الامتحان فيه كمادة جديدة (على اساس ان قانون خروج المسيحيين من الصف اثناء درس الدين للاخوة المسلمين ساريا). لكنني رفضت استلامه، كذلك فعل عدد كبير الطلبة من اصدقائنا واقاربنا في نفس المدرسة وغيرها. وبعد ايام سمعنا بالموقف الكبير الذي قامه به المثلث الرحمة مار بولص شيخو مع طارق عزيز ومن ثم نقل رسالته لصدام حسين الامر الذي اجبر الحكومة العراقية على سحب القرار في النهاية.



1640
                       ظاهرة الشيروات في مدينة ملبورن بين ايجابياتها وسلبياتها
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
25 ايار 2008

من يتمعن صفحات تاريخ شعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني) او سواريي، لا شك يمتلء من المرارة والالم  بما حصل له خلال 25 قرن الماضية. فمن اعظم امبراطوريتين في تاريخ الامم الشرقية،الامبراطورية الكلدانية في الجنوب والاشورية في الشمال لم يبقى له الا القلة القليلة منهم اليوم في العراق، وبعض شتايت موزعين بين دول العالم ومدنهم الكبيرة العديدة. بسبب الاضطهادات المتكرر عليهم من قبل بقية القوميات المجاورة.

لكن شعبنا كغيره من الشعوب لم تزول عنده الهوية القومية على الرغم  من الفترة الطوية من غيابها، وبعد سقوط كلا الامبراطوريتين ودخوله الى المسيحية غلب طابع الشعور الديني عليه.  لكن حفاظ الكنيسة على اللغة الارامية المتجددة (سريان النصيبين) بثوبها الجديد اللهجة السريانية ومن ثم اللهجة الشرقية والغربية كان اهم عامل لبقاء شعورنا بهويتنا القومية. لكن في الزمن الحرب العالمية الاولى او قبلها، ظهرهذا الشعور المضمور المعتق المتعطش الى اعلان عن ذاته واخراجه الى الوجود من الجديد من خلال نشاطه انذاك!.

على اية حال اذا كان لابد من وضع وصف لحالة شعبنا خلال قرن العشرين، فلن يكون غير هجرة بعد هجرة ثم هجرة، وكانت اخر محطات الهجرة التي وصلتها  مجموعة من ابناء شعبنا هي مدينة ملبورن الاسترالية التي هي ابعد نقطة من بلاد الرافدين.على الرغم من قوة التعريب والترحيل والتهجير التي مارستها حكومات العراقية المتوالية وبالاخص حكومة صدام حسين الاخيرة على شعبنا الا انه لم تؤثر عليه.

هنا بدا جروح شعبنا تندمل، وراح  الشعب يبحث عن ماضيه و وسائل للحفاظ على الهوية الشرقية المسيحية الخاصة به.
هنا في مدينة ملبورن بدات محاولات اعادة المناسبات القروية التي كان ابائنا يحتفلون بها في قراهم قبل اكثر من نصف قرن او اكثر  في شمال العراق. فراح الناشطين من اهالي كل قرية يقتربون بعضهم من البعض الاخر لحماية اولادهم ولزيادة اواصر الارتباط بينهم ولحماية اللغة والتراث والعادات والفلكلور الخاص بهم، فبدأت هذه الجمعيات والنوادي باقامة النشطات الاجتماعية مثل السفرات والحفلات واللقاءات وبالاخص اقامة الشيروات الذي اصبح اهم عمل جماعي مهم تقوم به اهالي القرية لأظهار احترامهم لشفعاء ابائهم وكذلك لاثابت وجودهم بين ابناء الجالية. على الرغم من اي شيرا لاي قديس هو تذكار ديني، هدفه الاول تسليط الضوء على حياة الزهدية والتقشف  والفضائل والشهادة التي قدمها هؤلاء العظماء في تاريخ شعبنا الا ان  الجانب الاجتماعي اصبح مهما هو الاخر في هذه المرحلة من الزمن.

اقامة الشيروات ليس عملا سهلا، لانه يحتاج الى تحضير وتحمل المسؤولية وتخطيط مسبقا. وبمناسبة اشهر الشيروات (الرابع والخامس والسادس ) هنا في مدينة ملبورن، وجدنا من الضروري وضع بعض الملاحظات عامة المهمة امام قرائنا الاعزاء ، الغرض منها ليس الا للتوضيح  النقاط الايجابية والسلبية كي تساعد على الاستفادة منها .

الايجابيات
1- اي تجمع في البلدان الغربية هو مفيد، لان العيش في بلدان رأسمالية امر صعب، بسبب كثرة المسؤوليات والوقت الضيق تجعل اللقاءات فيها قليلة.  في هذه المناسبات، يتم التعارف بين اهالي القرية وعوائلهم واقربائهم و اصدقائهم من ابناء الجالية  .
2- الحفاظ على التقاليد التاريخية لاهالي القرية من الملابس والاكل ونوعية الطعام وطريقة التحضيروغيرها.
3- اعطاء اهمية روحية لحياة القديس ، مثل الحديث عن قصص حياته وظهوراته او شفاعته كي تنتقل للاجيال القادمة كي يتم  اكرامهم باستمرار.
4- اقامت المسرحيات وتمثيليات عن حياة القديسيين، يجعل من الاطفال يحفظون ذكرى المناسبة والغرض منها في ذاكرتهم، ربما بدورهم سوف ينقلونها الى ابنائهم كما فعل ابائهم.
5- تقديم قسم او كل النقود( بعضها نذور) الى الكنيسة او صندوق الفقراء اوالايتام في العراق او ارسالها الى فقراء في العراق اوالى دول الجوار  هو عمل ايجابي وصحيح جدا.
6 - تعلم ابناء القرية الواحدة للتكاتف معا من اجل مساعدة اقاربهم المتبقين في الطريق (دول الجوار)  او العراق وكذلك في مناسبات الفرح والتعازي هي من النتائج المهمة المثمرة لظهور اعضاء هذه الجماعات او الجمعيات.
7-  توجيه دعوة عامة لجميع ابناء الجالية للحضور بدون قيد او شرط امر مشجع يزيد الروابط بين اهالي هذه الجمعيات وابناء الجالية بدون تكلفة .
8-  حضور القداس في الكنيسة قبل القاعة، توزريع الصور والسطرة وزياح صورة القديس واقتبالها من قبل الحاضرين في القاعة امر يزيد التقوى والصلوات واكرام شفيع القرية  ونقل اثار وفضائل هذا القديس للناس عامة. اي انه  ليس فقط حفل بل درس ديني تعليمي للحاضرين جميعا.
9- تحضير الطعام والجلوس على المناضد وحفظ النظام واحترام نعمة الطعام المباركة من قبل الكاهن  وتناولها بصورة جماعية (اكل جماعي) امر ضروري.  شيئا فشيئا يجعل من الاولاد يفهمون معنى والاسباب من اقامة هذا التذكار.
10– حضور الاباء الكهنة لهذه المراسيم واقامة الصلوات الطقسية واعطاء البركة على الطعام يجعل من الناس ينقادون الى الاستمرار في صلواتهم و تقواهم الروحية المسيحية، بالاخص مكانة القديس في قلب المؤمنين  وطلب شفاعته.

اما السلبيات فهي كثير ايضا.  لابد ان نقول مرة اخرى ليس هناك عمل جماعي تقوم  به مجموعة من الناس  يكون كاملا تماما،  وهذا امر طبيعي وليس معيب، لكن الاهم من كل هذا، هو محاولة التغلب على هذه النواقص والعيوب بالدراسة والتحضير الجماعي  والتخطيط المسبق وعن طريق التوعية.
1- المشاركة في تحضير الطعام من كل بيت امر جيد، ولكن التبذير غير مرغوب به، وهذا يقع ضمن عمل اللجنة المنظمة للتذكار واعلامهم وادارتهم.
2- السيطرة على الصوت والضوضاء داخل القاعة والاستماع الى الكاهن والمتكلمين اثناء الحفل هو امر ضروري، لان الشيرا يختلف عن حفل الزواج او الامسية فهو حفل ديني.
3- ترك الاطفال يركضون في القاعة او يلعبون في الساحة الخارجية بدون مراقبة امرمقلق. هذا الموقف جلب للجاليتنا الكثير من المشاكل مثل حرماننا من قبل اصحاب هذه القاعات استخدامها مرة اخرى، مما يجبر المسؤولين صرف مبالغ اكثر في تاجير قاعات اصغر، بالتالي يقل الحضور والمشاركة بسبب الازدحام.
4- عدم اعلام الكنيسة مسبقا، عدم ضبط الوقت، عدم اجراء اتصالات مع جميع اهالي اقرية،عدم  ترك الخلافات  الشخصية جانبا هي من الامور تعيق الجماعة وتؤلم الجميع.
5- الشيروات ليست موضوع او مجال للتباهي وانما هو حفل ديني  فيه شيء من مظهر اجتماعي ، فليس هناك شيرا افضل من غيره سوى في عملية التنظيم والادارة  وطريقة اظهار فضائل هؤلاء القديسين وزرعها في قلوب الحاضرين وبالاخص الاطفال والاجيال القادمة هو الامر الاهم والمقياس الاصح لتقيم اي شيرا.
6- احضار الفرق الموسيقية يكون عمل  مضر به اذا لم تعطي اللجنة المسؤولة  الاهمية الكافية عن تاريخ القديس وشاركت او استمعت الى الصلوات بخشوع واحترام ، لانه سيطغي مظهر الحفل الاجتماعي على الشيرا وهو امرسلبي لانه عكس الغاية الرئيسة من اقامته.
7- اهمال الكبار في السن من نقل خبراتهم في هذا المجال ايضا شيء سلبي ، لان لهؤلاء الاباء قصص وتاريخ مملوء من الذكريات يريدون اخراجها الى الوجود امام ابنائهم واقاربهم.
8- احيانا يحدث عدم الاستماع الى الكاهن بخصوص التوضيحات والقضايا الروحية والالتزام بها خاصة موضوع الهدوء ومشاركة في الصلوات بخشوع  .
9- ترك تنظيف الهول او الاطعمة في المطبخ والساحة وارضية القاعة مع المرافق الاخرى على عدد قليل من اشخاص المنظمين بدون مساعدتهم ومشاركتهم في التنظيف هو امر معيب لانه يزيد الثقل على اللجنة المنظمة قد تضطر الى الغاء الشيرا في السنين القادمة.
10-  الانغلاق على الذات امرغير مرغوب بتاتا من قبل الجميع، لذلك على مسؤولي  هذه اللجان الاهتمام بهذه الملاحظة ، لذلك مشاركتهم و حضورهم  مع الاخرين في اقامة تذكارهم مهم جدا، كي يتم تشجيع ابناء شعبنا للاختلاط معا  وعدم الفصل او التمييز او الانغلاق. لاننا مسيحيون قبل كل شيء، ولا يمكن ان يكون تذكارقديس ما خاص بجماعة معينة وحدها، لذلك حضورنا في المناسبات الاخرى هي عملية اظهار محبة واحترام والتزام بأيماننا المسيحي بصورة عملية .


1641
                           من سيقرر مصير شعبنا اليوم ؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
17/5/2008

     لقد كثرت المقالات والكتابات حول موضوع حقوق شعبنا في سهل نينوى في موقع عنكاوا كوم  وغيرها من المواقع لشعبنا. هناك من يؤيد بقوة هذا المشروع على انه الفرصة الاخيرة للحصول على اعتراف من الاطراف الرئيسية من المجتمع العراقي باشراف دولي لولادة اقليم فدرالية او حكم ذاتي او اي نوع ادارة ذات خصوصية لشعبنا المتشتت (1).

وهناك بعض الاخر يظن ان هذا العمل خطر جدا هو بمثابة اللعب بالنار ، ولايريدون اصحاب هذا الرأي المطالبة باية حقوق حتى وان كلف الامر ضياع حقوق شعبنا كاملة مقامرين على المستقبل على امل ان يعتدل وضع الداخلي للعراقث،  وحجتهم هي  انهم لا يريدون الوقوع تحت رحمة الاكراد الطامحون للاستقلال وحينها يضيع كل شيئ  حسب رائيهم  كذلك  ليس بمقدرة شعبنا ان يحل مشاكله ولا المشاكل التي سوف تلد من بعد حصول على حقوقهم الذاتية.

     في الحقيقة يجب ان نكون موضوعيين في هذا الامر، لا شك انه قرار صعب لا بل يمكن ان نقول اصعب قرار له منذ دولته الاخيرة في بابل 538ق م.  لذلك لا نريد مزايدات في هذا الامر، ويجب ان يتخلى الكل من منافع الحزبية والشخصية الان، لان الموضوع اصبح موضوع  الوجود او الزوال والانقراض الى الابد! اوما يشبه المقامرة!

    ان اخطر مشكلة يعانيها شعبنا اليوم ليس بسبب ضياع حقوقه لحد الان على مستوى الحكومة الفدرالي او بنود الدستور  ، و لا  الهجرة القسرية التي فرضت علينا  وتشتت شعبنا بين الدول (2) ، انما  اكبر خطر يأتي من انقسام شعبنا على نفسه، مما جعله مشلولا غير قدار على اتخاذ القرار الحاسم او ذو اغلبية لصالحه ، لا انسى هناك الكثير من الانتهازيين لا سيما في الخارج يتقامرون بشأن اخوتنا في الداخل فلا يبالون باهمية الموضوع ولا يهمه النتيجة في كل الاحوال.

 اننا نظن ان هناك خطر  اتي علينا ، شئنا ام ابينا، ان لم يكن اليوم سيكون الغد، بسبب طبيعة الحكومة العراقية و بنود الدستور، حيث ان العراق لن يعود مرة اخرى الى حكومة مركزية كما كانت في السابق. لذلك يجب ان يكون لنا قرار و رؤية واضحة ، يجب ان نحسم الامر بين انفسنا بدون تدخل خارجي ويا ليت يتحقق المؤتمر العام والشامل الذي يهمس به بعض الاخوة في السويد في هذه الايام.
لم يعد مخفيا على احد فأنا شعبنا منقسم على حاله في عدة طرق:-

 اولا:-
  ان شعبنا  منقسم كنسيا على ذاته، ونحن نعلم جيدا ان الكنيسة  كانت الام وولي الامر لشعبنا في النهي والقبول والتمثيل امام كل السلطات على مر التاريخ لكنها منقسمة لحد الان في هذا الشأن. ولم نجد لحد الان بوادر التوافق والتقارب والرؤية الموضوعية والتضحية المسيحية وتحمل المسؤولية  على الاقل في هذا المجال وليس في  المجال اللاهوتي او القضايا الفكرية.

ثانيا:-
 شعبنا منقسم حسب تسمياته ويا لها من مصيبة، فلا احد مستعد للنظر الى الحقيقة ويراها بعينه التي هي ان ( الاخر) لا يعرفهم على اساس هذه التسميات ولا يميز بينهم مثلما يميزون بين انفسهم،  ويوهم البعض انفسهم  بأدعات وافكار مثالية لم تأتي حتى على راس افلاطون نفسه، فيرى تسميته هي الوحيدة مقدسة وهي  فوق الكل وليس مستعد للمساومة. فكأن العراقيون والعالم والامم المتحدة منتظرون  فقط ان نقول لهم ( هذه التسمية)  المقدسة هي التسمية هي الاصح لنا كي يشرعوا القوانيين والدساتير ويضعونها على طبق مع شهادة اعتراف بحقوقنا وباسم هذه التسمية، وكأنه طابو (3)  لهذه التسمية . يا لغباوة وجهل هؤلاء ، فاصحبت هذه التسمية مثل افيون لهم لا يستطعيون قبول اي حل اخر مهما كان توفيقي. ان مثل هؤلاء هم افة لا فقط على تسميتهم  بل على مجتمعنا كله
ثالثا:-
 شعبنا منقسم بسبب احزابه، حتى وصلت درجة التهم بالتصفيات والتهديدات والتشويهات والويلات وتلعين بينهم ولا اريد ازيد اي شيء على هذا الامر لانه واضح مثل وضوح الشمس. كي لا اصبح سبب شرارة جديدة بينهم. اما شعبنا في المهجر يتصور حاله كأنه في كانتونات خاصة به في هذه الدول بسبب الحرية والديمقراطية والدعم المادي للعوائل، فهم يتصورون انفسهم يعيشون دول هم يسيرونها، لذلك يتوهمون بانهم يستطيعون ممارسة هذه الحرية في العراق ايضا!!!.

جدالا  لنقل ما يقوم به السيد سركيس اغاجان والمجلس الشعبي في اقليم الشمالي والهيئات والاحزاب والمنظمات وكل مؤيدي هذا مشروع سهل نينوى هم خاطئون .  ولنضع في نفس الوقت الحقائق التي لا تقبل الشك امام اعيننا ، ومن ثم ليقرر من يريد يتخد قرار مصير شعبنا،  لكن بشرط واحد يكون منطقيا ومعقولا وامينا مخلصا لشعبنا.

هذه بعض الحقائق التي لا تقبل الشك في الوضع العراقي اليوم والتي هي تحدد مصير شعبنا في الغد هي كالتالي:-

1 - ان امريكا ودول الجوار تريد العراقي منقسما على نفسه داخليا، على الاقل على شكل فدرالي، لاسباب خاصة بها.
 اين هو موقعنا من  هذه المعادلة (4)؟ اي في حالة انقسام العراق الى فدراليات، من يتسطيع يضمن لنا حقوقنا حتى وان كانت اقل ما كانت في زمن الدكتاتور صدام حسين؟!!!. اين كانوا هؤلاء حينما اجبر اكثر من 200 الف من ابناء شعبنا  في الدورة والموصل والبصرة على الترحيل القسري مثل قرار سفر بلك المشؤوم؟ لم يجدوا لنا مخرجا في حينها؟ .

2 -  ان ايران لن تتخلى عن نفوذها في العراق مهما كلف الامر،  والاصح يجب ان نقول انها  هي صاحبة القرار الاخير و ليست امريكا من ناحية الواقعية ولا نحتاج الى البرهان لهذا الامر!!!. لنسأل انفسنا اين مسيحيو ايران اليوم؟ ومن اجبرهم على الهجرة؟

3 -  ان مفهوم الطائفية قد تخلخل في فكر الشعب العراقي ولن يزول او يضمر بسهولة ولذلك حالة الانقسام واقعة
 لا محال (5). فمن يكرم على حالنا ان نعيش بينهم ويحفظ لنا حقوقنا الانسانية فقط وليس السياسية؟!!
فهل نحتاج تجربة جديدة لنتأكد من صحة هذا  الامر؟.

4 - هاجر حوالي 50% من شعبنا  ولم يبقى كثافة سكانية الا في سهل نينوى وكل من وصول الى الدول الغربية على الرغم من عدم رضائه من الناحية الاجتماعية والاخلاقية الا انه ليس مستعدا للرجوع الى الوطن  الا بحالة واحدة يكون في العراق الحرية والمال والسعادة اكبر واوسع من بلد الذي يعيش فيه!!
فلماذا لا نكون واقعيين مع انفسنا؟

5 - هناك 50% من ابناء شعبنا  باقي في العراق لكن بكثافة مركزة  في سهل نينوى خاصة بعد ان اجبر القسم الاكبر من بغداد والبصرة والموصل للرحيل . اليس من حق هؤلاء اتخاذ القرار الملائم بحالهم؟ ام نحن في الدول الغربية نقرر لهم ما يجب ان يعملوا اخوتنا في العراق؟!! ام ننتظر ضربة اخرى على شعبنا  كي يهجر مئة الف مرة ثانية الى الدول الجوار .


 
  ------
1- لا نطمح الى هذا الامر  الا في حالة انقسام العراق الى الفدراليات او اقاليم او دول لا سامح الله من قبل العراقيين جميعا.
2- اننا هنا لا نخفف تأثيرهما.
3 - مستند ملكية في العهد الدولة العثمانية.   
4 -  كما قلنا للوزير الخارجية الاسترالية حينما كانوا في مرحلة الانتخابات الاسترالية الاخيرة.
5 - هذه كانت وضعية دول البلقان لمدة قرون طويلة ولذلك لم تجد الاستقرار الا في زمن تيتو.


1642
                        سهل نينوى والامل الاخير لشعبنا
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
5/5/2008

كثر الحديث في الاونة الاخيرة حول مطالبة شعبنا بحقوقه في منطقة سهل نينوى. لاسيما بعدما اصبح من المؤكد بان العودة الى الحكومة المركزية في العراق اصبح  في خبر كان.
حيث ان التغيرات السياسية التي تجري الان في العراق هي كبيرة وسريعة. وان نفوذ الدول الكبرى ودول الجوار كلها هي في صراع بينها من اجل تحقيق مطامعهم في الخارطة السياسية للعراق القادمة.
اما من الداخل بعد خمس سنوات من الحرب الاهلية لم يعد من السهل على مكونات الشعب العراقي العيش معا الا من خلال النظام الفدرالي. حيث اصبح لكل طرف لديه قناعة خاصة بالطريقة التي يعيشها، فالاخوة الشيعة في الجنوب يريدون  ان يكون  لها دولة شيعية ذات نظام الفقه الاسلامي كما هو الحال في ايران، في المنطقة الغربية والموصل الاخوة السنة يريدون نظام اسلامي على الطريقة الوهابية المشبع بالشعور القومي للعروبة.  في اقليم كوردستان الشعب الكردي مع الاقليات الموجودة هناك تريد نظام علماني حر، يميل الى الاستقلال كلما توفرت له الفرصة.
  بين كل هذه المتناقضات وصل العراق الى نقطة اللاعودة. لم يعد هناك حل الا الفدرالية ولذلك  العراقيون يفضلونه اليوم  كي لا يتصادمون معا على الاقل في الوقت الحاضر . وليس من المستبعد ان يتحول العراق بعد سنين قليلة الى دويلات مذهبية او قومية متصارعة فيما بينها كما قلنا في المقالات السابقة .
هذا كان السبب الاساسي  لاستمرار الصراع لحد الان  بين الاطراف الكبيرة في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان 2003 و لا زال الامر غير محسوم سياسيا.  كأنه خارطة الطريق للاحداث خلال خمس سنوات الماضية كانت مهيئة للعراقيين للسير عليها وان سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء هي ضريبة العبور من مرحلة الطاغية الى مرحلة التقسيم او التغير.
امام هذا الواقع المؤلم  ربما يكون شعبنا احد الاطراف الاكثر خاسرين من بين جميع مكونات الشعب العراقي ، بسبب الحرب الشعواء التي شنها الاسلاميون المتزمتون والغرباء ومن دول الجوار علينا بدأ من جامعة البصرة الى بغداد ( منطقة الدورة)  ومن ثم مدينة الموصل.
لقد هاجر اكثر من ثلث شعبنا خلال خمس سنوات الاخيرة الى دول الجوار فلم يبقى لنا غير سهل نينوى كمعقل رئيسي وعدد قليل في بغداد.
 امام هذا المشهد انقسمت مؤسسات شعبنا واحزابنا وكنائسنا  بين مؤيد ومعارض للمطالبة بحقوقنا في سهل نينوى.
 البعض يرى سوف تكون هذه المطاليب سببا لنهاية شعبنا في العراق الى الابد ، بسبب وقوعنا بين حدود الاقليم  الكردي في الشمال والعرب السنة في الجنوب،  ويتوقعون  هؤلاء لابد من حدوث صراع بينهم وحينها عددنا لايكفي  بالدفاع عن انفسنا .
 البعض الاخر يرى انه من الخطر جدا التوقف والانتظار الرحمة او العطف من الاطراف اللاعبة في القضية العراقية ( الدول الكبرى ودول الجوار والاطراف العراقية)  للمطالبة بحقوقنا لا سيما ان نظام الفدرالية قد شرع في الدستور منذ زمن بعيد.  ربما قد خطط له منذ دخول العراق الى الكويت او الحرب العراقية الايرانية. لذلك ترى هذه المجموعة يجب الدخول في معترك السياسي باسمنا القومي والدخول في التحالفات السياسية من اجل مستقبل افضل وضمان وجودنا وحقونا.
هناك عددة  نقاط مهمة او يجب ان تذكر هنا،  يمكن ان توضح للاخوة القراء من الشعب العراقي بصورة عامة  و لشعبنا (المنقسم على نفسه لاسباب معروفة لا مجال للتعليق عليها الان) بصورة خاصة، حقيقة  امر الواقع  في العراق وواقع شعبنا وحده وهي:-

اولا    ان النظام الفدرالي بات امرا محسوما في العراق كنظام اداري.
 ماذا سوف يكون مصيرنا بعد تطبيقه ونحن لا نملك ذكر او وجود او  حصة فيه؟!!!
من سوف يعطينا جزء من كعكته اذا  لم نطالب بها قبل التوزيع الكعكعة؟!!
 وكيف سيكون مصرنا فيما بعد. واية ابواب سندق من جديد ؟!!!!

ثانيا   لشعبنا اكبر كثافة سكاني في سهل نينوى انه الوقت الملائم لحمايتهم والمطالبة بحقوقهم قبل حصول اي تغير اخر في موازين القوى مرة اخرى!!.

ثالثا   يجب عدم الانتظار لايجاد لحل توفيقي بين احزابنا ومؤسساتنتا وكنائسنا المختلفة فيما بينهم حول هذا الموضوع اوغيرها من المواضيع مثل التسمية ، من تجاربنا السابقة لن يحصل اي توافق الان ولا على مدى القريب بينهم ،  لذلك ما امام الكتل المؤيدة لهذا المشروع اجراء مسح  لمعرفة مدى نجاح الفكرة عند اهالي  قرى سهل نينوى قبل الشروع بالمطالبة.

رابعا  المناطق الجنوبية او الغربية بات من شبه المؤكد سوف يكون النظام فيها حسب الشريعة الاسلامية بطرفيها الشيعي والسني . الامر الذي جعل شعبنا يهاجر منه لا بل ستستمر الهجرة الى حين تفريغ ابناء شعبنا من الجنوب والوسط. الى اين سوف يذهبون؟ الى جبل النظيف او  الى الجرمانة؟ والى متى ينتظرون؟؟!!! وكم جيل سيضيع؟؟

اما بغداد التي اظن هي اصعب مشكلة للعراقيين من بعد كركوك ، لا اظن سوف ترى الاستقرار بسهولة.  وفي النهاية  سوف يكون الحل التوفقي هو تقسيمها بين الرصافة ( شيعية)والكرخ (سنية) ونهر دجلة  سوف يكون الفاصل .
ان اليوم ليس شبية بالامس بالنسبة لشعبنا، فالسكوت الذي طبقه شعبنا و كنائسنا في الماضي لم يعد يفيد اليوم ، لم ولن يجلب حلا لنا كما حدث في الماضي ،انا اشبه العراق اليوم كمثل الدولة العثمانية قبل قرن التي قطعت ومزقت الى الدول حسب القوميات.
اذن  لا يوجد امامنا الا احد الخيارين.
 امام الهجرة بصورة جماعية، وهو الامر الاكثر  خطورة وكلفة ومرارة والضياع بين دول المهجر الكثيرة وخسارتنا جيل او جيلين بعدم تعلمهم القراءة والكتابة ، ما عدا الكلفة الاقتصادية وخسارة وطننا ارض اجدادنا وهويتنا وجنسيتنا العراقية الى الابد.

 الثاني التركيز على المطالبة بحقوقنا في سهل نينوي على شرط ان لانربط انفسنا بتعهدات مع اي طرف الا بموافقة اولا الحكومة العراقيةالفدرالية  والبرلمان العراق وحكومة الاقليم في الشمال،  يعطون هؤلاء الاطراف ضمانات لاخوتهم العراقيين (ابناء شعبنا) بالدم و الارض والتاريخ والمصير وتحمل ماسات الحروب  حقهم مثلما  يردون حق انفسهم . ثانيا الامم المتحدة والاتحاد الاوربي  كضمان دولي لهذه الاتفاقيات .

الخلاصة ، ان شعبنا لا يرغب ولم يرغب بتقسيم العراق على طول التاريخ، دوما كان مع الحكومة المركزية، ولم يكن احد الاطراف في النزاعات الماضية ولا الحالية ، ولا هو احد الاطراف الذي تطالب بهذه الحلول الان، ولكن اذا كانت الامور هكذا تسير على ارض الواقع،  فهذا اقل ما يمكن الحصول عليه في حالة اقامة فدرالية وتقسيم العراق الى اقاليم دينية او قومية.

 هذه اخر ورقة لشعبنا يجب ان يلعبها بمهارة وشطارة كبيرة ، يجب ان يأتي الزخم اللازم من جميع اطراف (شعبنا) المعارضة والمؤيدة بصورة مباشرة او غير مباشرة!!!! ، يجب ترك الخلافات جانبا الان ، على جميع  الاطراف من المؤيدة والمعارضة لهذا المشروع من شعبنا اعادة حساباتهم وتحليلاتهم من جديد، و يستعد الكل للحل الشمولي  لنا بعيدا عن الخلافات، ان الخلافات والتعارض امر طبيعي في اي امة او اي مجتمع او قرية او قبيلة او حزب او عائلة  وان حله بسيط  حيث سيتم عن طريق  نتائج اقتراع  اصوات على افكار الصالحة او المفيدة .  كذلك يجب ان يتحمل الجميع ثقل الخسارة لا سمح الله في حالة الفشل.
واذا كان هناك رؤية بديلة  عن  هذا الموضوع (حقوقنا في سهل نينوى) ، نتمنى ان نسمعه بدون تهجم على اي طرف او التطرف ، كذلك يجب ان نكون واقعين مع امكانياتنا، ان يطرح الموضوع بصيغة موضوعية لان هذا الامر لن يعد  يهم طرف معين، او ابناء تسمية معينة اوابناء كنيسة  معينة. او ابناء الشمال دون اهالي بغداد..
انه مصير الكل ووجدنا كشعب او كقومية سيحسم فيه اذ ما سارت الامور هكذا في العراق.
 

1643
                 من منكم بلا خطيئة،  ليرجم عشتار ومسؤوليها؟؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا

لا اعتقد هناك بين قرائنا الاعزاء يوجد من لا يعرف لمن يعود هذا القول وفي اي مناسبة قيل، ولا اريد ان ازيد الشرح على المقولة، لكنني اذكر النتيجة وهي ان السيد المسيح اسكت بهذه العبارة الجموع الغاضبة على المرأة الزانية ،وعندما رفع رأسه كانت هذه الجموع التي تريد رجم المرأة بالحجارة قد اختفت عن انظاره.
 انني فقط اسال هذا السؤال من اخوتي الكتاب المعروفين وكذلك الملثمين منهم، الذين اسرعت اقلامهم في الاسابيع الاخيرة في نقد بصورة  سلبية ومبالغة لهذه القناة لاسباب معروفة ايضا (لا نحبذ ان نكون طرف في ذلك الصراع ) هذا السؤال : من منكم بلا خطأ ليرجم قناة عشتار ومسؤوليها.

على الرغم من وجود لدي تحفظات شخصية على برامج  قناة عشتار، لكنني ارى  في ظهورها على الوجود  الكثير من الايجابية، وفرحت كثيرا يوم سمعت وشاهدت بثها ، بل  انا وعدد كبير من اصدقائي نعتبرها قفزة تاريخية في حياة شعبنا المنقسم لالف حساب وحساب وانا اشبه خدماتها المتنوعة بمثابة جرعة دواء  قوية لتقوية جسم  امتنا المريض والهزيل، وخطوة مهمة سهلت احتفاظنا بهويتنا ولغتنا وتراثنا و وجودنا القومي، وان شبح ضياعنا في دول المهجر  قد ابعد وقتيا بسبب ربط ابناء هذا الشعب معا في المسرات والاحزان عن طريقها وطريق غيرها من الوسائل الالكترونية  .
 
اتذكر كعضو من ضمن مجموعة من الشباب المهتمين بشأن القومي والكنسي هنا في استراليا قبل 13 سنة  وبعد شعرنا ان الهجرة اصبحت نهرا ثالثا بعد دجلة وفرات، وان انقطاعها  اصبح امرا مستحيلا، كنا قلقلين على مستقبل هذا الشعب المسكين المهاجرالى حيث لا يدري، كنا  نفكر كيف يمكن ان نخلق او نجد وسيلة للاستمرار التواصل مع اخوتنا واقاربنا ومثقفينا الذين انتشروا في انحاء العالم والمتبقين في ارض الوطن؟. فكانت الخطة و الوسيلة المتوفرة انذاك هي تسجيل المهرجانات والامسيات الشعرية والندوات الثقافية والحفلات والسفرات التي نقيمها في فلم فيديو ومن ثم ارسال نسخ منها الى الدول وقارات العالم كي يطلعوا عليها وبالمقابل  نطلب منهم يعملون بالمثل يرسلون لنا افلامهم كي نطلع على اخبارهم.

لكن بعد تغير النظام السابق وحصول ثورة في تكنلوجيا وتوفر امكانية انشاء محطات التلفزيون والاذاعة وبالاخص ولادة قناة عشتار في ارض الوطن فرحت بها انا شخصيا  كثيرة،  لانه وجدت الامل والوسيلة التي تستطيع ربط ابناء شعبنا في الوطن والمهجر معا والتغلب على امر ضياعه  ولو بصورة موقت. وفعلا قدمت قناة عشتار الكثير الكثيرلاحياء الشعور القومي بين ابناء شعبنا واطفالنا واخوتنا وابائنا من ناحية الحفاظ على اللغة والتاريخ والتراث والاخبار والشعر وغيرها من البرامج المفيدة حسب اعمارهم ، قامت مشكورة بعرض على شاشتها الصغيرة  نشاطات النوادي والجمعيات والكنائس والهئيات وبعض الاحزاب ، عرضت  اثار القديم والبناء الحديث لقرانا  التي اصبح البعض منا بعيدا عنها لمدة ربع قرن. حقيقة لم اكن احلم يوما ما ان ارى صورة حية  لاثار او لخراب اولجبال نهر قريتي بعد ان تركها قبل 38 سنة.

لا اريد ان اطيل المدح لعشتار اكثر واذكر اسبابا اخرى، كي لا اتهم بصاحب قلم مأجور لها كالعادة ،  ولكن ما يؤلمني دائما هو الازدواجية المقيتة التي يعيشها الانسان في هذا العصر ولاسيما بين ابناء شعبنا التي وصلت اعلى درجاتها.

فكل ما حدث موقف مماثل امام انظاري اسأل  نفسي كيف يتجرأ الناس على الكذب والتفليق وخداع الاخرين ويدعون باخلاصهم للايمان المسيحي مع العلم كلام السيد المسيح كان واضحا وجازما  بنعم   نعم ولا   لا، وان طريق ملكوت السماء يبدا من محبة القريب؟.كيف يستطيعون تلبيس الحقيقة رداء الخطئية؟
نصحني عدد من اصدقاء والاقارب وبالاخص من اخوتي اعضاء في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا بعدم الكتابة والتطرق على مثل هذا الموضوع في انترنيت، بسبب وجود تحفظات كثيرة لهم  ايضا على القناة وكذلك لتفادي امر اتهامي  كقلم مؤجور ايضا،  ولكنني قلت لهم ان ضميري لا يستطيع ان يسكت على ظلم يقع بغير حق على اي جهة لا سيما اذا قناة عشتار التي اصحبت الوسيلة التي كنت احلم بها بها قبل 13 سنة .

لكن في نفس الوقت لابد ان انقد عشتار هنا على الانتقاية التي تقوم بها احيانا، قبل كل شيء كنت اتمنى من ادارتها اجابة  الشكاوي والطلبات التي تأتيها من مختلف مكونات مجتمعنا بصورة موضوعية ومباشرة كغيرها من المؤسسات، ان تهتم بهم على التساوي وبدون ميلان لجهة معينة او كنيسة معينة. يجب ان تقبل الانتقاد المجدي والصحيح وتعترف باخطائها وان تنظر على مكونات المجتمع بعين واحدة وان تلغي من قاموسها وسياستها اعطاء الاحقية او الاولية لمجموعة معينة او تسمية  معينة او حزب معين. وان تعرض نشاطات كافة الاحزاب الكلدانية ومؤسساتها الثقافية والاجتماعية والرياضية كما تفعل لغيرها .
في الختام اقول ان وجود عشتار وعنكاوا كوم وغيرها من الوسائل  الاتصالات المستخدمة بيننا هي حقيقة هي نعمة يجب ان نشكر الله والقائمين عليها ،لانها كما قلنا،  تعمل على الربط  بين ابناء شعبنا المشتت في ارجاء المعمورة.
 ان شاء الله تزيد جودة وكفاءة وموضوعية قناة عشتار كي ترضي جمهورها الكبير في المهجر والوطن لانني اشبهها كما قلت بقناة التي يتنفس شعبنا فيها روحه الحي وشعوره القومي.
 
youhanamarkas@optusnet.com.au

1644
                              متى يصبح الدين افيون الشعوب؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
12/4/2008

لا شك ان تاريخ الاديان ليس حديثا، يعود الى زمن اكتشاف الانسان للنار والاخلاق والطقوس ودفن الموتى حينما بدأ الوعي والادراك لديه، منذ ان وجد الانسان نفسه عاجزا امام القوى والغاز الطبيعة، وعاجزا عن تفسير الغاية من وجوده في هذا العالم. ربما يكون الخوف من المجهول بين اهم الاسباب الرئيسية التي  جعلت الانسان ان يبحث عن الحقيقة. الامر الذي انتهى بأيجاد فكرة التدين والعبادة عن طريق اقامة علاقة مع القوة المطلقة او القوة الجزئية التي لها النفوذ و التأثير على الطبيعة وعلى الانسان نفسه (1).

حسب علماء المدرسة التطورية الانتشارية (2) بان الانسان مر في اربع مراحل من تطوره الفكري هي مرحلة السحر و مرحلة الاسطورة والديانات الوثينة، مرحلة الفكر الفلسفي والديني الاخيرة وثم  مرحلة الحضارة العلمية  الاخيرة (3)

ما يهمنا في هذا المقال هو مقولة الفيلسوف الاقتصادي ومؤسس الفكر الاشتراكي  كارل ماركس ( الدين افيون الشعوب) (4).  والسؤال المهم الذي يجب ان يسأله كل واحد منا بينه وبين نفسه متى يتحول الدين الى الافيون فعلا، والسؤال الثاني ماذا كانت غاية ماركس او فيورباخ  او كانط او هيرس في وصف الدين بأنه افيون الشعوب؟.

لا يمكن لاحد ان ينكر دور الديني في جلب السعادة والاستقرار لمجتمعات وشعوب العالم على الرغم  من ان الدين احيانا  كثيرة (5) كان ولازال هو السبب المباشر لحدوث حروب ومشاكل في العالم . فالدين هو القانون الالهي العادل بالنسبة للمؤمنين به بغض النظر عن صحته او خطئه ، وهو الجواب النهائي والشافي لحالة القلق التي عاشها ويعيشها الانسان، هو الحل المناسب لازالة الخوف من المجهول، والشيء الثاني هو دليل الاخلاقي لتصرفات الانسان كي يحافظ على اعتداله مع الاخرين،  لذلك الدفاع عنه او الالتزام بمبادئه هو امر مطلق لدى الكثير لا سيما الشرقيين، حيث ان الشرقيين لا يقبلون الجدل والنقاش او التفكير بطريقة تعطي مجال للشك في تعاليم اديانهم بل هي تدافع عن تعاليمهم بشتى الطرق حتى وان كانت دموية . لان الالتزام به هو الطريق الوحيد لهروب هؤلاء المؤمنين من الواقع الحقيقي المتخبط الذي يعيشونه الى عالم وهمي بعيد عن الحقيقة.

لكن الاديان والمعتقدات هي امام مشكلة فكرية حقيقية اليوم لان صيغها  وقوالبها المطلقة التي تعارض فكرة حدوث اي تغير او تطور في الطبيعة وامكانيات الانسان، لان فكرة وجود تغير بصورة مستمرة للعالم المحيط بنا  اصبحت من البديهيات لدى الفكر الانساني الحديث ، بسبب وجود براهين علمية داعمة لها،  فمنذ زمن الفيلسوف الاغريقي (هيرقليدس) الذي قال (لا تستطيع ان تضع رجلك في مرتين في نفس النهر) حيث كان الانسان يشك بعدم استقرارية الطبيعة والعالم،  ولكن الفيلسوف الالماني (هيجل ) كان اكثر دقيقا في تفسير هذه الظاهرة حيث شرحها بصورة مفصلة في كتبه وكأنه وضع قاموس التغيرات التي يجب ان يمر فيها الوعي الانساني ليصل الى نقطة واحدة عندها يكون متخلصا من التناقض او النقص او الصراع  ثم تبعه بقية فلاسفة وعلماء النهضة الحديثة.

 هذه الاطر الجامدة في الاديان جعلتها يوما بعد يوم مثقلة بمشاكل فكرية وهي عاجزة عن ايجاد تحاليل او تفاسير مقنعة لها حسب مبادئها الاولية، فراحت هذه الاديان تخسر مؤمنيها  لانها لا تقدم الحقيقة الصحيحة المقبولة القريبة من الواقع التي يفهمها عقل الانسان الواعي و يقبلها العقل الباطني(5)

كما هو معلوم ان خلاصة الفكر الفلسفي للالمان في القرن التاسع عشر انتهى الى نتيجة حتمية لا تقبل الشك وهي انه لا توجد قوانيين او تعاليم او قواعد مطلقة في العالم، بل ان العالم المادي هو في حالة تغير وصيرورة مستمرة (هيجل) وصعود باتجاه اكتمال الوعي المطلق للعالم والالتقاء في نقطة اوميكا كما قال ( تيار دي شاردان)  الفرنسي
اي بكلمة اخرى ان المعرفة الانسانية ليست مطلقة بل هي نسبية حسب امكانيات استيعاب عقل الانسان ( كانط) ولا توجد بديهيات ثابتة ومطلقة في الكون كما اثبتتها النظرية النسبية (اينشتاين).

 لذلك نرى انه هناك تحدي حقيقي امام الاديان الحية في مجتمعات العالم ووهناك نتيجة واحدة لا تقبل الجدل هي لن يبقى منها الا ما يكون صادق وملائم وخادم لمسيرة الحياة بكل انواعها  في الطبيعة والا تصبح  هذه الاديان الجامدة مثل الاساطير القديمة لا تُفهم ولايمكن الايمان بها خاصة نحن نعيش عصر كله مبني على الفكر المادي المدعوم بالفحص والبرهان العلمي.

 اذن على الاديان ايجاد سبل لتطوير مبادئها وتعاليمها مع تقدم الحياة والمعرفة والعلوم الانسانية كي توقف نفوذ وتأثير الفكر المادي على الانسانية. ويجب ان لاتكون هذه المبادئ الجديدة مبنية على البرهان الهش مثل ترقيع او ترهيب او خداع او التشجيع على الاستشهاد عبر حروب مقدسة ضد معارضيها، لان اساليب هذه الطرق قد انتهت الان، بل يجب ان تكون براهين مقنعة وواقعية وتناسب متطلبات الحياة في الوقت الحاضر وتشع العدالة المطلقة بين البشر بغض النظر عن وجود اختلاف مع الاخر في الدين او العرق او الشكل او الجنس . كذلك يجب ان تكون هذه البراهين مفتوحة امام النقد والبحث والتقصي من قبل العلماء والفلاسفة. والا بخلاف ذلك تصبح مقولة كارل ماركس ( الدين افيون الشعوب) حقيقية واقعية لاي دين مهما كان عدد مؤمنيه او عمق فكره اودرجة الاستعداد للدفاع والتضحية من اجله .
--------------
1   بعض الاديان هي وثنية تعبد الطبيعة وبعدها فكرية ولكن الديانات السماوية تؤمن بوجود اله حقيقي وعالم اخر خارج الطبيعة المادية
2   مدرسة التطورية الانتشارية اسسها الفيلسوف الفرنسي اوغست كونت
3   المصدر: التراث الانساني في التراث الكتابي (13)، روبير بندكتي ، ص125
4   ان  فكرة هذه المقولة لا تعود لماركس  لوحده حيث كانت تستخدم من قبل معسكر الفلاسفة امثال فيورباخ وكانط وهيدجر وهيرنش هيد الذي كتب مقال سنة 1840 وصف فيه الدين يعمل عمل افيون في تخدير الم الشعوب، لكن عبارة ماركس الدين افيون الشعوب  ظهرت في سنة 1844 في مقالة معنونة له في نقده  فلسفة الحق الهيجلية.

5   بعض الاديان استخدمت القوة في نشر تعاليمها الامر الذي ينافي بديهات هذه الاديان نفسها، الايمان الذي لا ينبع من القناعة والحرية لا جدوى منه ولا تاثير له على حياة الروحية للمؤمن به. 
6   هناك عقل الواعي الذي له السيطرة على جميع القرارات الصادرة من الانسان، اما عقل الباطني هو ما يتم خزن من المعلومات وما ينتج منها بدون وعي او ادراك الانسان لذلك ليس له القدرة على السيطرة عليها ولكنها مخزونة في الجينات الوراثية وتظهر في الاجيال القادمة او في لحظات معينة مثل الخوف او حدوث حادث غريب

1645
                            هل عاد زمن الاضطهاد الاربعيني لشابور الثاني على مسيحي العراق؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
3/4/2008

على مر التاريخ كانت المسيحية في الشرق في اضطهاد مستمر دون انقطاع، ففي القرون الثلاثة الاولى كانت الدولة الرومانية تضرب بيد الحديد والنار على المسيحية في ارجاء امبراطوريتها خاصة في الشرق الاوسط التي كانت تحت سيطرتها ، لكن شاء الله بعد حادثة الرؤية لقديسة هيلاني ام قسطنطين الكبير او العظيم  في حلمها (1)  الى تغير مجرى التاريخ ، حيث اعلن بيان ميلانو الشهير واعتبرت  الديانة المسيحية ديانة الدولة الرومانية ، كان ذلك في سنة  313 ميلادية.
اما في الشرق كانت حالة المسيحيين بين المد والجزر حسب طبيعة الحاكم ، الا انها اختلفت  في زمن شابور الثاني (2) الذي تولى فترة الحكم  309- 379 م.
 لقد كانت المسيحية في بداية عهده تعيش بسلام وامن نسبي الا ان الحال تغير حينما كبر في السن فزادت قساوته واضطهاده على ابناء الكنيسة الشرقية لمدة اربعينا عاما (3). خاصة بعد ان اصحبت المسيحية ديانة الرسمية للدولة الرومانية  حيث اتهمهم بالموالات لها كما يحدث اليوم من قبل بعض الجهات ملثمة في العراق بالاضافة الى ذلك بعد موت الملك قسطنطين الكبير وتولى اولاده الصغار على الحكم ضعف الحكم في روما فانتهز شابور  الثاني فرصة للاستيلاء على بعض مناطق من الدولة الرومانية.

لقد بدأ الاضطهاد الاربعيني على يد شابور الثاني كما قلنا. على اثر استشهاد البطريرك مار شمعون برصباعي مع عدد كبير من الاساقفة والكهنة والمؤمنيين في مجرزة حقيقية بشعة  بعد ان رفض البطريرك الشهيد التوقيع على طلب شابور الثاني (4) بقبول الجزية المضاعفة على ابناء الكنيسة الشرقية(5).

ان الوضع الذي تعيشه المسيحية في هذه الايام في العراق هي شبيه كثيرا بتلك الفترة من حيث قساوتها وبطشها بحق المسيحيين دون سبب يذكر ، حيث يقتل المسيحيين لانهم فقط مسيحيين او لانهم ينتمون الى سكان القوميات التي شكلت منها سكان العراق القدماء.
حينما نقرأ الاخبار اليومية للاحداث في العراق نسمع الكثير من الغرائب والعجائب في ما يحدث فيها (6). على رغم شذوذها وبعدها عن الحالة الطبيعة نرى ان معظم المشاكل تحدث هناك بغرض مادي او سياسي مثلا للاستيلاء على سلطة وا لزيادة النفوذ الديني او القبلي او السياسي لحزب معين او لشخص معين او وجود حالة الانتقام او السرقة اوالرشوة كذلك يوجد من يظن انه يستجيب لطلب الله بتفجير نفسه كي يقتل اكبر عدد ممكن من الابرياء !. او احيانا نسمع انهم يقاتلون المحتل ومن معه.
لكن قتل المسحيين لا يحدث لهذه الاسباب لانهم بعيدون من كل هذه الاسباب ، قتلهم ليس الا لانهم مسيحيين كما قلنا، ولانهم  لايملكون وسيلة الدفاع او من يدافع عنهم او لانهم ينتمون الى ديانة المسيحية التي يتدين بها من المظهر الخارجي بها  معظم الدول الغربية.
ففي السنين الخمسة الماضية تم تهجير اكثر من 200 الف مسيحي بصورة قسرية واصبحوا لاجئين في الدول الجوار وبعضهم هاجر بصورة شرعية او غير شريعة الى اوربا واستراليا وامريكا وكندا .
ان الضربات الاولى لهذه الحالة الشرسة الغير انسانية حدثت في البصرة منذ بداية تغير حكم  صدام حسين بحجة عدم تحجب النساء او ممارسة مهنة غير مقبلة في الاسلام مثل بيع الخمور او عمل مترجمين لدى قوات التحالف  وغيرها من الاسباب واستمرت الى وصلت الى منطقة الدورة التي كان يسكنها اكثر من ربع مليون مسيحي قبل سنة.
اما مدينة الموصل فكانت بؤرة الانتقام قتل المسيحيين منذ بداية التغير.

ففي السنين الاخيرة من بعد التغير تم خطف اكثر من 17 كاهن ومقتل كاهنين و في الشهر الماضي تم خطف رئيس اساقفة الكلدان في مدينة الموصل بعد قتل مرافقه الثلاثة، استشهد على ايديهم بطريقة بشعة ولم ترى جثته الا بعد خمسة عشر يوما ، ومنذ ذلك الحين لم نسمع الا باخبار مشوهة بدون برهان او دليل من الجهات المجهولة في مدينة الموصل، ولم نسمع من الحكومة المركزية او المحلية او الاحزاب المتنفذة الا ببرقيات التعزية والتنديد ولكن من ناحية التحقيق في القضية لا جديد كأنها اصحبت قضية قديمة مثل غيرها من الجرائم التي نسيت في العراق .
هذه الجرائم كلها كانت رسائل واضحة من اصحابها هذه الجريمة الذين بالتأكيد ليست جهة واحدة  او طرف واحد انما نشك بوجود تعاون بعض دول الجوار في هذا الامر، مضمون هذه الرسالة انتم ايها المسيحيين كفرة، مدنسين، وخونة  لانكم مواليين للغرب بالاخص دولة الشيطان الاكبر امريكا، لذلك لا تستحقون العيش في هذه البلد،  فليس امامكم الى الدخول في الاسلام او دفع الجزية كما تفرض عليكم او القتل والموت او الهروب وترك العراق الى الابد.

 
في الختام اضم صوتي الى ما طلب به عدد كبير من الاخوة  في مقالاتهم اوفي  برقيات الشجب والتعزية للمثلث الرحمة يجب ان يتم تحقيق دولي في قضية مقتل المسيحيين واجبارهم على الهجرة وبالاخص قضية المثلث الرحمة المطران بولص فرج رحو  لمعرفة الجهة  التي تقف وراءها. كذلك على الامم المتحدة تدويل قضيتنا في اوراقها ومؤتمراتها مع الجهات المعنية والدول الجوار وكذلك الامم الاوربية والمؤتمرات العربية والاسلامية. 


1    اشارت الرؤية اذا تم  رفع  الصليب على اعلام جيش ابنها قسطنطين ( 272-337)  في معركة مهمة فان النصر سيحالفه . بعد تحقق الرؤية دخل الملك قسطنطين المسيحية .
2   الملك الوحيد الذي يقال انه توج وهو في بطن امه!!!
3  سمي بالاضطهاد الاربعيني  لانه دام اربعين عاما بدأ ( 339-379 ) م
4  هذا كان نص الرسالة الى حكام بلاد الاراميين: حالما تتلقون هذه الرسالة تلقون القبض على شمعون رئيس النصارى، ولا تخلوا سبيله الا بعد ان يوقع على توقيعه على صك فيه يتعهد بأن يجبي ويدفع جزية مضاعفة من الشعب المسيحي الساكن في اراضينا و تحت سلطتنا فنصيبنا نحن الالهة متاعب الحروب، ونصيبهم الراحة والرفاهية. انهم ساكنون في ارضنا ولكنهم موالون لمذهب قيصر عدونا...)
كان جواب البطريرك الشهيد ( اني اسجد لملك الملوك واحترم امره قدر استطاعتي. الا ان ما يقتضيه مني امره ، فانه ليس من شأني ، كما تعلمون حق العلم، ان اطالب شعب المسيحي بجزية. لان سلطتي ليست على الامور المنظورة بل على الغير منظورة، ما يقتصيه الايمان وتعليم الحق......) ( المصدر :شهداء المشرق ج1 ، ابونا البير ابونا، ص 107)
5   لقد سميت كنيسة المشرق بكنيسة الشهداء على اثر استشهاد عدد كبير من ابنائها منذ تأسيسها
6  في سبيل المثال اليوم 3/4/2008 نطالع على صفحات موقع عنكاوا كوم مقتل ثلاثة نساء مسيحيات في منطقة عرصات الهندية في جنوب بغداد داخل سيارتهم من قبل مجهولين بدون سبب  و كذلك حادث اختتطاف طالبة جامعية من مدينة الموصل امام باب الجامعة منذ ما يقارب شهر.
[/size]

1646
                           هل كان هيجل يكتب مثاليته لو عاش في العراق اليوم ؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا

قد يظهر عنوان هذا المقال غريبا لاخوتي القراء مرة اخرى ولكن، لكن اظن عندما يعرفون السبب يبطل العجيب كما يقول المثل العربي. ان ما جرى ويجري في العراق قد جعل علماء النفس  في حالة حيرة لا مثيل لها. ان ارض العراق التي كانت مباركة منذ الازل من حيث الابداع الحضاري والفكري الذي شارك به ابناءها في خدمة الانسانية منذ فجر التاريخ ، وكذلك كانت مباركة بمياهها الغزيرة ( قليلة من الدول العالم  تملك مواردها المائية مثل العراق )  وكذلك كذلك هي مباركة  بالثروة النفطية والمعدنية.
 لكنها بصورة غريبة  لم تهدأ منذ قرون طويلة،  فهي في  حالة غليان وحروب مستمرة لم ينقطع دخانها منذ سقوط بابل ونينوى على يد الفرس.على الرغم من مرور فترة زمنية مستقرة في زمن الدولة العباسية في العراق ، لكن استمرار الفتوحات الاسلامية والانقلابات بين افراد عائلة الحاكمة  كانت تنهمك العراقيين بفقدانهم قوى بشرية كبيرة  وخسارة اقتصادية  هائلة والتي قد ادت في النهاية  الى سقوطها امام  غزو المغول و التتري لها.

ما يهمنا في حديثنا كعراقيين هو  معرفة حقيقة ما يحصل اليوم في العراق، قبل كل شيء لن يستطيع  احد ان يقنعني  بعد اليوم ان كل اللوم يقع على صدام حسين وحده في العراق على ما حدث ويحدث الان في العراق، اوا نها مخططات امريكية معدة منذ نصف قرن، تريد فقط اضعاف الحكومة المركزية في العراق كي تمرر مخططاتها  لتقسيم العراق ومن ثم سرق نفطها.

اعتقد ان السبب الرئيسي لكل ما يحصل هو ان بعض العراقيين ليسوا مخلصين لوطنهم اليوم كما يجب ان لم اقل معظمهم ، فما حصل في موصل بمقتل رجل دين مسيحي مسالم ( المطران فرج رحو) بعد اختطافه بطريقة بربرية لم تحصل في التاريخ حتى على ايدي اكلة لحوم البشر . لانه  الرجل لم يكن مع الاحتلال و لم يكن مع او ضد اي مليشية  او مع او ضد اي حزب وانما كان مع كل العراقيين بدون تفرقة مع هذا هناك حذر وسكوت مطبق على كشف خيوط الجريمة من قبل الجميع منذ بدايتها ولحد الان!!!!!!!!!!.

  وما يحدث الان في جنوب العراق بين ميليشيات الشيعية من جانب والقوات الحكومية من جانب الاخر مثال اخر على حالة الضياع التي وصله العراق، كلنا نلوم امريكا وبريمر اللعين على الطريقة التي  وضع اسس العراق الحديث، لكن اتعجب كيف  لا نلوم انفسنا على قبول بناء وتوسع  وتعدد  هذه المليشيات الكثيرة بحيث اصحبت اليوم اقوى من الحكومة!! ولم نكن نريد ننظر الى من يجهزها ،  حتى وصل الحال بالعراق بأن لا يوصف اليوم الا ببركة دماء، القاتل والمقتول هم عراقيون انفسهم..
اسأل الذين لا يتفقون معي على هذا الراي. هل وحده الفقر جعل العراقيين ان يصبحوا وحوش في قتلهم واحد للاخر؟ هل كل الخراب جاء بسبب تعليم  القاعدة الجديد والغريب  والمخالف للقييم اديان السماوية والمجتمع العراقي كان يكفي لنشر فايروس القتل والتخريب بهذه السرعة؟! ام ان الغرائز التي كانت المدفونة في صدر كل  واحد للانتقام والقتل والاستلاء والمصلحة  هي السبب.

 لا أؤمن بالاجوبة الايجابية لهذه الاسئلة وانما اظن معظم الذين يحكمون العراق والذين تحمل ميليشياتهم السلاح و لا يريدون حل الامور بالسياسة والتعقل  وليسوا مستعدين للتنازل عن نفوذهم لصالح الوطن هم السبب الاول والاخير للمأزق الذي يعيشه العراقيون اليوم  . كثيرون منهم  قد ورثوا من طبيعة صدام وحسين وفكره الشرور الكثيرة، اي بمعنى اخر تخلصنا من صدام واحد ،لكن لم نتخلص من ورثته  فخرج لنا اليوم المئات من الشخصيات مماثلة لصدام  لها نفس الغرائز مثل الاعتداء والقتل وحب العظمة .

كما قال صديق لي قبل اسابيع ، نحن لدينا الان اربع حكومات في العراق، حكومة شيعية تابعة بصورة او اخرى لنفوذ ايران بدون التفكير بالدور التخريبي الذي تقوم به ايران في العراق. ومثال  على هذا التخريب هو ما حدث منذ خمس سنوات ويحدث الان في محافظات الجنوبية وبالاخص مدينة  البصرة.

 حكومة سنية تابعة بصورة واخرى لفكر البعث والدول العربية حالمة لحد الان في المفهوم القومي العروبي كما ادعى به جمال عبد الناصر وصدام حسين اللذان كانا سببا لارجاع العرب مئات السنيين للوراء وخسارة ارض فلسطين نفسها .

 حكومة كردية مع اقليات اخرى  حديثة الخبرة في الادارة تحكم اقليم شمال العراق بعد صراع دام قرن على الحقوق القومية لها، لكنها  مشغولة  اليوم بمشاكلها  مع ثلاث دول جوار (ايران، تركيا، وسوري) لانهم خائفون من نموها بطريقة مخالفة لشريعتهم وقاموسهم.

 الحكومة الرابعة هي حكومة امريكية التي  للبعض هي حكومة محتلة وللبعض الاخر هي  محررة ولكن في كل الاحوال هي صاحبة مخطط لن يخدم الا توجهاتها ان لم تكن اليوم ستكون في المستقبل كما تعودنا من  تاريخها.

 لذلك من يتأمل المشهد العراقي اليوم ،لا يرى اي بصيص امل ونور للعراق ، بل  يسير في نفق مظلم لا حد لنهايته ، يجعل هذا المشهد ان يمتلء المرء من التشاؤم والحيرة والحسرة، فمتى تأتي اللحظة التي فيها تتحد وتندمج  كل هذه الحلقات المتناقضة  في هدف واحد هو وحدة العراق ومصلحة شعبه ويعم الخير والسلام في ارض الرافدين من جديد؟
متى يأتي الزمن الذي  يتم وضع الرجل المناسب في الموقع المناسب وينتهي العمل بموقولة  كان ابي وكان اصل قبيلتي وعشيرتي و التخلص التحيز الى  مصلحة مذهبي او ديني او بلدتي؟ متى يعطي  العراقي اخيه العراقي الاولية كما هو الحال لدى معظم بلدان العربية ولا يفضل الغريب المستأجر الذي هو متحزم بالبارود وزر يبحث عن اقرب فرصة كي يفجير نفسه من اجل قتل اكبر عدد ممكن من العراقيين.

هذه كلها محطات يصعب عبروها بسنوات قليلة ، نعم كل هذه الامور من المستحيل ان تحصل خلال عشرة او عشرين اوربما خمسين سنة قادمة او ربما لن تحصل في العراق مطلقا ، لانه  كل المؤشرات تشير الى زوال اسم وادي الرافدين  من الوجود اقرب الى الحقيقة من حصول  اتحاد بين ابنائه ورجوع البلد الى حالة السلم والامان.

 تجعلنا هذه الظروف والاسباب ان  نشك بان لو كان هيجل قد ولد اليوم في العراق ورأى ما يحدث من القتل والدمار بين الاخوة  لما وصل به الفكر الى التفاؤل والقناعة لكتابة فكره المثالي الذي فيه  يقول بانه لابد من ان الوعي والادراك يجعلان  كل الحلقات المتناقضة الموجودة في هذا العالم بالاتحاد معا عبر التاريخ و يصل العالم  في الاخر الى تكوين حلقة ( هوية واحدة )  واحدة  كبيرة ، متكاملة وشاملة ،متجانسة، حرة، واعية لذاتها ، غير متناقضة وغيرناقصة.

 لكننا لا نحلم بان يصل العراق الى الحالة المثالية التي وصفها افلاطون في جمهوريته والقديس اوغسطينوس في مدينة الله ( المدينة المقدسة)، الفيلسوف الفارابي  في المدينة الفاضلة. وانما الاقل الى زمن قبل خمسين سنة زمن الملكية بغض النظر في مساوئ الحكم حينها.

لا لن اشك بعد اليوم  بأستحالة وصول العراق الى حالة الاستقرار ان استمر اصحاب القرار في الكتل السياسية الكبيرة في تفكيرهم وادارتهم بهذه الطريقة الغير معقولة .

لا ولن اشك ابدا بأن  مستقبل العراق اظلم ، ان ظل الناس تسمع لقادة  جهلة وتمشي ورائهم  بصورة اعمى وتصوت لصالحهم ،  ولن اشك ابدا بأن  مستقبل العراق اظلم بدون اعطاء الاولية للعراق والعراقيين جميعا و التوقف من التفكير بالعشيرة او الطائفة او المذهب او القومية او............الخ من حلقات التقسيم الموجودة في العراق.

 لا اظن سيكون خلاص للعراق بدون مصالحة وطنية شاملة يتفق عليها جميع الاطراف بالاخلاص ويتعهد  الجميع بالتنفيذ مهما كلف الامر  وحل المليشيات والتخلص من المحاصصة الطائفية واعادة كتابة الدستور اكثر انفتاحا مع اعطاءالفرد الحرية وحقوق اكثر  وللمرأة  مشاركة اوسع والتخلص من الفساد والرشوة والسرقة والتزوير وكذلك التخلص من نفوذ رجال الدين  في الدولة واهم كم لكل هذا المصالحة الوطنية ونسيان اثار الماضي المؤلم تماما كما حصل لدى غير الدول والامم .

   

1647
                              حذارا يا كُتابنا من الصيد في مياه عكرة
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا


لي صديق قد استباض شعرة رأسه بعد ان قضى عمره  في شأن القومي لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني. كلما رأيته لا يكن محور حديثنا الا  نظريات وتحاليل ونقاشات، كيف  ينهض هذا الشعب الذي كبل بقيود منذ سقوط بابل قبل 25 قرنا؟  وكيف فقد فرصه الكثيرة؟ .
عندما يشتد النقاش بينا لا يقول لي سوى مقولة واحدة فيقول ( اذا اراد الله ان يحطم شعبا ما مثل شعبنا ، فأول ما يفعله هو ياخذ الفكر والعقل من رأسه كي يفقد صوابه ويختل توازن عقله في اتخاذ القرارات. ويستطرد في تشاؤمه احيانا و يقول هذا هو حال شعبنا اليوم  بحيث وصلنا الى مرحلة لم يعد مصيرنا بأيدينا بل بأيدي الاخرين !!!).

ما جعلني ان اسرد هذه المقدمة هو ما يقوم به بعض كتابنا او اشخاص بدون التفكير في المصير الشمولي لهذا الشعب، فكل من اصبح رئيسا للجنة او جمعية او حزب اوكتب مقالة يظن انه مستباح له كل شيء ، دون ان يضع امام عينه المسؤولية الملقاة على عاتقه باتجاه الاخرين في كتاباته او اطروحاته.

ان بيت القصيد هو قرأنا على صفحات موقع كلدايا نيت خبر مفاده ان قتلة الشهيد مطران فرح رحو ورفاقه الثلاثة هم من عصابات بيش مركة في مدينة موصل. وكذلك كتابة مقال عن هذا الموضوع منشور على صفحات موقع كلدايا نيت الان .
من وكيف ولماذا اختطف واغتال المطران الشهيد فرج رحّـو؟
 
كتابات - ميخائيل دينو شكوانا
على الرابطة
ttp://www.kaldaya.net/2008/Articles/100/Atricle94_March20_08_Deno.html






لنناقش اصحاب هذه الفكرة او النظرية.
اولا
 قبل كل شيء اذا كان لصاحب هذا الخبر او المقال لديه اثباتات قانونية ومادية لهذه القضية  ليسلمه للجهات المختصة ومن ثم ينشرها على العلن مع البراهيين المادية لا فقط  مقولات وقصص بوليسية كي نصدقه ونصفق له على عمله الجبار، فما هو منشور الان لا يكفي!  .
ثانيا
فرضا اذا كان هناك بالفعل اشخاص من القومية الكردية قاموا بهذا العمل المشين،  فذلك لا يعني ان جميع الاكراد هم مجرمون وقتلة وحاقدي على شعبنا،  ربما يكون هناك عصابة ، كما هو معلوم العصابة لا تقوم الا بما يهما فقط لذلك قيام مجموعة من بيش مركة وبتوجيه من قياددتهم للقيام بهذه العملية  هذا الاحتمال هو صعب جدا وسخيف و لا داعي للبحث فيه او التعليق عليه.

ثالثا
لنفكر مرة اخرى جيدا،  قد يكون اثناء العملة  قد سمعهم الناس يتلفظون بالالفاظ كردية ، أليس من المعقول ان هؤلاءالمجرمين ليسوا اكراد وانما فعلوا ذلك وتلفظوا بهذه الكلمات لاشعال فتنة اخرى بين الاكراد وشعبنا كي يُرحِلوا من مدنهم وقراهم واجبارهم على ترك بيوتهم التي هي اخر معقل لشعبنا.
رابعا
  لو كان الاكراد وقيادتهم ليسوا براغبي الخير لشعبنا وشعبهم لماذا يقدمون الدعم للمهاجرين واللاجئين الهاربين من الموت من جميع انحاء العراق ،من البصرة والدورة وعموم بغداد وبالاخص موصل؟!، لماذا تتم بناء قراهم قبل بناء قرى جيرانهم؟!. هناك من يتفلسف بافكار سياسية بأن الاكراد يقومون بهذا لصالحهم سياسيا عن طريق كسب اعلام العالمي. ولكن  ينسون هذا لصالح شعبنا ايضا الذي هو مذبوح وهارب من الجزية والاختصاب والقتل واجبارهم على الاستسلام في بصرة ودورة وموصل، اليست فائدة شعبنا اعظم من فائدة الاخوة الاكراد؟!!!. ثم ماذا هل نحاسب الاكراد على افعالهم الحسنة ايضا؟!!!!!!!!!!!!



الخلاصة
هناك بين ابناء شعبنا مَن لايهمهم غير انفسهم، فيفعلون كل شيء من اجل مصلحتهم الذاتية، يوما بعد يوم هؤلاء، بدأوا ينكشفون لابناء شعبنا   ويخسرون مصقدية شعبهم. هناك من يريد الفتنة وجلب الخراب لشعبنا،  لذلك ادعوا كل كُتابنا وسياسينا الوقوف بصف واحد ضد هؤلاء الذين يريدون زرع فتنة بين شعبنا والشعب الكردي وبين بقية القوميات والاديان في العراق. صحيح ان حَملنا اليوم  اكبر من حَجمنا وتضحياتنا فاقت الحد المعقول مقارنة مع عددنا ودورنا المسالم ، ولكن لا ننسى هذا قدرنا ان نكون ابناء كنيسة الشهداء  هكذا عاش ابائنا واجدادنا على هذه الارض التي وجدوا وجدنا فيها.
لنكن حكماء ، من يستفيد من ضرب العلاقة بين الاكراد وشعبنا؟، اليس من المعقول هؤلاء عملوا هذا العمل من اجل تدمير هذه العلاقة واجبار 250 -- 300 الف نسمة من شعبنا الى الهجرة مرة اخرى الى حيث لا يَدرون؟.

مرة اخرى اوجه ندائي ورجائي لهؤلاء الكتاب و لكل من يؤمن ويثق بصحة  هذا الامر ان  يوفر لنا الدلائل و البراهيين العلمية والمادية بان القتلة هم من بيش مركة  وقاموا بذلك بعلم قادتهم كي نصدقهم ، بخلاف ذلك ارجو ان يتوقفوا عن تلفيق الاحداث والجر ابناء شعبنا الى المهالك او الصيد في المياه العكرة ، ارجو ان يتركوا شعبنا يداوي جروحه الاليمة بفقدان مطرانٍ وكاهنيين وستة شمامسة مع عددغير معروف من الشهداء  خلال سنة واحدة واجبار اكثر 400 الف شخص للهجرة خلال عشرة سنوات الماضية.

 كذلك  ارجو من اداري مواقعنا الكبيرة والصغيرة و كُتابنا واحزابنا ورؤساء الهيئات الثقافية والاجتماعية ان يكونوا على حذر من الكتابة او التصريح او نشر بما قد يقلب السفينة التي شعبنا جالس فيها وهي لا زالت في مهب الرياح  لا استقرار لها ،و لا احد يعرف مصيرها لحد الان.





1648
                                         سهدوتا دمار فرج رحو
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
17\3\2008
كتبت هذه القصيدة بمناسبة استشهاد مار بولص فرج رحو رئيس مطارنة موصل بعد اختطافه من قبل ارهابين  بعد مقتل مرافقه الثلاثة.
كْمَدْ اوري شِـــني وخِدْري داريِ
كْمَدْ خايي عَلما بِِِِورخ َ دبَِربرايي

كْمَدْ جْـاري دِمي مِن أيندْ بَخايي
ومْصالي وطلبي ليومانَنْ قََمايي

كْمَدْ صَرخُي كَو مديِناتا دمَعروايي
كْمَدْ كَتوي مَملي وشِيري و كْتاوي

كْمَدْ حَضري وتَاني  كُو لُومَادي
 ومَقرويِ لْقَوُرخْ وَردِيِ وْرِيحْاني

كْمَدْ رَسْمِي شِكْلي ومَلْبي  لْيَالي
لْسَهدوتخ لِيِلا بَسَ بْشِمْدْ سُورايي
---------
كْمَدْ زَمري وأمرُي  قِيناتا وقالي
كْمَدْ مَرمِي شِمُخْ وصُوْرتُخْ لْكوُداني

كْمَدْ مَلْهِي شَمَالِي وقِيميِ كوجَداني
كْمَدْ خَيي كَوُ حِشَا وكِيوي كُرْهانِي

كْمَدْ أمْري كُلي دُوسْتي و شْواوي
كْمَدْ مشَدري مَملي دْحَشا وسُولايي

كْمَدْ تَاني لِتلُخْ  سُوج وْلا سَبابي
كْمَدْ أمري أيتْوتْ أكَرتا  دِمْشيِحايي

سَهدوُتخْ سَهدووتا دَميا لآنِ  قَمايي 
 مارَنْ مبَارخْ لسَهدُوتخْ بِكليلَ دْخايي
-----------
يَا سَهْدا شَاريرا دْكُلي مْشيِحايي
بابا مْعليا كَو كُلَي أمْراني ودِيوْانِي 

شْمُخ بشِلي نْقِيرا كَو ورخَا دْخايي
 تَخْرخْلوُخْ بْريشا رَاما قَمْ عدوايي

سَهْدوُتخْ بْيشلَ دَرسا لْكُلي حَطايي
 قَبلُوخ وْرخَا دْحَشا مْبدل كلي خَوُراني


بَشْ بشْلامَا يا سَهدا بيدتْ رْهِيوايي
 يا كَوخوا لُوجانا شْميانا لمَــــدْنحَايي

بسَهدوتخْ منْشنِِيلوخْ مَن خَايي لْخَايي
وبِشلوخ شْرايا وكِشرا لِكلِي نُخرايي

_______

1649
                     نم راغدا يا سيادة مطراننا الشهيد،
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
13/3/2008

 فأن  قطيعك لن ينساك
ولن يتتبدد امام الذئاب المفترسة،
 المتسلطة ولا امام سيوف القدر
ولا امام قواد الشر ورموزها
نم راغدا
لقد اديت الامانة في اعلى درجات الاخلاص
اعلى نوع من الشهادة وحفرت على جدران الابدية  عنوان
 اذار) في ارجاء المعمرة لذكراك ستدق نواقيس الكنائس في كل سنة  في مثل هذا اليوم (29
وسيكون اسمك مفخرة لاجيال واجيال.

لا تخف ولا تقلق على قطيعك وكنيستك
ألم يقل المعلم ، ان ابواب الحجيم لن تقواها؟!
 نم راغدا والتحق بموكب شهداء كنيسة المشرق من برصباعي وادي شير
، التحق بابنائك  ابونا رغيد و زملائه
 التحق بمرافقيك الذي سبقوك الى  ملكوت الابدية
 :نم راغدا ، ألم يقل المعلم
من يتبعني لا يمشي في الظلام بل تكون له الحياة الابدية
 
وليبقى قاتليك اولاد الشر يقاسون الحياة في الظلام والجهل والقبيلة والعصبية بدون اخلاق وقيم وشيم انسانية
لان  التعليم الذي تلقوه خال من بذور الخير و الروحانية وقوانين الله للبشرية



1650
                                                                          نعم تركوك وحيدا اهل الحارة يا سيادة المطران رحو !!   
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
3/3/
2008
من المفروض ان يكون للشعب العراقي الذي عطش الحرية والسلام والامان مهرجانات  شعبية  في كل اشهر السنة  بمشاركة كل اطيافه حسب الاديان والقوميات لمناسبة تخلصهم من الذكريات  المرة في زمن الجلاد،
الا قدر العراقيين  يبدو مُصر على ان لا تنقطع اصوات البنادق والصواريخ والمدافع  عن اذان الاطفال والشيوخ والارامل وان يختفي الدخان، وان تبقى دماء  شبابهم   ملطخة على جدران وازقة المدن العراقية ، ودموع الامهات تبقى سارية الى ما نهاية.

لقد تركوك يا ابيتي سيادة المطران  بالامس اهل مدينتك ، مدينة الموصل الحدباء،  وحيدا بين ايدى الملثمين بعد ان قتلوا مرافقيك وهربوا الى مخابئهم ، فلم تعد لهم  ذلك الاب العطوف الغيور على ابناء بلدته،  الذي تعودوا سماع اقواله اللطيفة المملوءة  من القيم  الانسانية والمحبة والتعاون والغفران في مواعيظه .
تركوك وكأنك انت الجلاد  الذي جلب لهم الاحتلال والموت  والاغتصاب وخطف الكبار والصغار والاعدام وذبح الشباب من الوريد الى الوريد.
نعم لقد ذهبوا اصحاب الامانة والشيمة والشجاعة والغيرة في بلادنا الى حيث اللاعودة  وخيم دهر مظلم غير عادل وسبحانه تعالى  الهنا لازال ساكتاّّّ لا يسمع اصواتنا ونحيبنا !!!.

لم يتبادر احد لمقاومتهم او مسائلتهم عن ما سيغير من الواقع بخطف رجل دين مسيحي مسالم في مدينتهم طوال عمره؟
وهل سيحسبون هذه ايضا انتصارة جديدة حسب عقديتهم الغير انسانية وتعاليمهم الشاذة عن تعاليم الاديان السماوية؟
وماذا سيعملون بحفنة من الدولارات تجمع من اجل الفقراء والمساكين لغرض بناء او ترميم كنيسة اومساعدة عائلة مهاجرة من مكان الاخر بسبب تهديد الموت لهم،  فيسطون عليها.
 أهذه الاعمال  ايضا من تعاليم الله ومبادئه؟ ام قيم  اخر حضارة  انسانية؟؟!!.
ماذا سيعملون بهذه الدولارات  ؟ هل يبنون ماوى للايتام او كبار السن مثلا؟! ام سيشترون سلاحا ويغرون شبابا اخرين لاشعال النار في بيوت العراقيين وقلوب امهاتهم !!!

نعم تركوك وحيدا اهل الحارة يا سيادة المطران رحو !!
تركوك وحيدا بين اديهم ويا لغرابة الاحداث.
اهانوك  بعد اقل من ساعة من ايدائك لصلاة والالام  الجلجلة التي اجبر فيها معلمك سيدنا المسيح السير على طريقها.
هكذا نكرك اهل مدينتك اصدقائك ورفاقك مثلما نكر المسيح من قبل الجموع في ديوان بلاطس وهيردوس
قبل الفي سنة.
يا لغرابة التاريخ فكم مرة يجب ان يُصلب المسيح عن طريق رسله ومؤمنيه في العراق؟
يا للغرابة التاريخ،  لانه لم يجدوا حجة او كره  في تعاليمهم ، لذلك يجب ان يُقتلون ويُعذبون!!
 اين اينشتاين ونيوتن ورسيل ليجدوا حلولا لهذه المعادلة الغريبة.
اين ابن خلدون ، لماذا لم يشر في كتابه عن هذه النماذج من البشرية؟؟؟ واين فرويد وتلاميذته ليعلمونا كيف نتعامل مع سلوك هؤلاء القتلة؟

انني اسأل اهل موصل الحدباء ، اذن من تريدون يعيش معكم في هذه المدينة الازلية؟
لقد تركنا اله اشوروكلكامش وانكيدوا  الذين  كانوا  يسحقون الناس بدون الرحمة والرأفة
واخترنا تعاليم رجل مسالم صلب على الصليب من اجل تعاليمه الاسانية والسماوية
ألم نعمل عملا صالحا بهذا ؟!!

ايها الاخوة رجال الدين الاسلام  لماذا تسكتون على ظلم غير عادل حسب اسلامكم   ؟ هل انتم راضون عن ما يحصل؟ اذن اين انتم من كل ما يحصل لنا ولجميع اخوتنا العراقيين الاخريين من جميع الاديان والاطياف.

ايها خاطفي راعينا سيادة المطران فرج رحو المحترم
نستحلفكم بالله  الذي تؤمنون به هل ضميركم  راضي عن ما تعملون لشعبنا واخوتنا  ولسيادة مطراننا.
 وهل هذا مطلوب منكم  بحسب الديانة الاسلامية و قيمها النبيلة؟
اذن اي اسلام انتم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






1651
 

                     ازداوجية حكومة التركية  الى اين؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن في استراليا
28/2/2008

انتقلت تهيدات الحكومة التركية باجتياح شمال العراق منذ عدة اشهر لملاحقة الحزب العمال التركي (1)  الى التطبيق العملي ، فقبل اكثر من شهرين قام الجيش التركي بقصف والهجوم على معاقل هذا الحزب في  مغاوير جبال قنديل في شمال العراق، حينها ظن المراقبون ان تركيا اوشكت على انهاء مشكلتها مع اكرادها الى الابد. 

 لكن يبدو ان حكومة التركية كانت متوهمة في حساباتها ، فها هي تدفع مرة اخرى بجيشها و معداته الذي كان قد استراح  لاكثر من 90 عاما (بعد الحرب العالمية الاولى) في حرب مع حزب العمال هذه المرة في داخل الاراضي العراقية و تصرح بخلاف تعهداتها انها غير مستعدة للتحدث عن انسحابها الان.

على الرغم من ان الاتراك يحسبون انفسهم اوربيون (لان جزء من استنبول يقع في اوربا) الا انه العقلية التي تواروثها من اجدادهم المغول هي نفسها لم تتغير خلال كل هذه القرون .لانهم لازالوا يؤمنون بانهم القوم الذي يجب ان يُستعبد من قبل القوميات الاخري المحيطة به او التي تعيش بينهم ولا يؤمنون بحقوق الاخرين ولا يعترفون بجرائمهم والمذابح ضد غيرهم ولا بالفتن التي اقاموها بين القوميات التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية الرجل المريض .

من جانب اخر اذا نظرنا الى تحركات تركيا وتصريحات المسؤولين فيها، فاننا نجد ان تركيا هي فعلا صادقة فيما تقول، انها لاتعترف الا بحقوق الاتراك حتى وان كانوا في القطب الشمال ومستعدة لتقديم الدعم والعون لهم . اية ازدواجية مقيتة هذه؟؟  تطلب من الاخرين السكوت عن حقهم وتدافع عن الاتراك اينما يكونوا!
لكن يجب ان نكون منصفين هذه الازداوجية البغيضة التي تعيشها تركيا  والتي ورثتها من جدها عثمان الاول  ليست وليدة اليوم  بل هو مرض وراثي خبيث اصابها واصابت معظم  القوميات والدول التي تعيش في المنطقة منذ زمن بعيد!

ان  المبادئ الاساسية لحقوق الانسان  في بنود الامم المتحدة  مثل حرية  الفكر والمعتقد والعدالة والمساوات بين المواطنيين هي حبر على الورق لدى كل الحكومات الشرقية.
كلنا يتذكر  كيف حاول صدام حسين  القضاء او استعراب جميع القوميات والشعوب الموجودة  في العراق لا. اما الحكومة الايرانية التي تحسب نفسها الان ملهمة من اللهّ !! ليست مختلفة تماما عن جاراتها، فهي ترفض حقوق العرب والاكراد والبلوش و الاتراك البهائيين و المسيحيين وغيرهم،لا بل تظن انهم لا يستحقون العيش بين الفرس.

المشكلة الرئيسية في قادة  هذه البلدان انهم لم يتعلموا من دروس التاريخ اي شيء.  كلنا يتذكر الاتحاد السوفياتي كيف اختفى من خارطة العالم بسبب وصول الضغط والمشاكل الداخلية الى حد لا تطاق فيما بعد ، حينها اعترف غورباشوف ( اخر رؤساء الاتحاد السوفياتي)  بانه كان بمثابة الغطاء الخارجي للحاوية كادت تنفجر من الضغط الداخلي وقرر ان لا يتحمل مسؤولية الدمار الذي سيحل فيما بعد،  لذلك استقال وتم تفكيك جمهوريات الاتحاد السوفياتي وعادة الى شعوبها وقومياتها بعد 75 عاما من النظام الاشتراكي.
اما الاوربيون  فقد قضوا ثلاث قرون في حروب اهلية و واجروا حربين كونيتين ذهب ضحيتها اكثر من 100 مليون نسمة  اخيرا ادركوا ان طريقة تفكيرهم كانت خاطئة.
فاعترفوا بخطئهم ،وغيروا انفسهم ، غيروا طريقة تفكيرهم فاصبحوا واقيعين اكثر واختاروا الاهتمام بالاقتصاد كحجر اساس للعيش المشترك بينهم ،لانه معظم المشاكل تاتي من البحث عن الموارد الاقتصادية و مساحة الارض وتداخل الاثنيات او القوميات ، اختاروا سياسية تحل مشكلة صراعاتهم و تلائم زمان وعصر الذي يعيشون فيه. فبعد نصف قرن من الحرب العالمية الثانية ، اوربا اليوم  تعيش وكأنها دولة واحدة ، تسافر بين جميع الدول بدون سيطرات ولا حواجز ولا نقاط تفتيش عن اجازات!!
نعود مرة اخرى الى مشكلة تركيا التي لا تعترف بواقعية  وجود اكثر من 15 -20 مليون كردي في تركيا اغلبهم  في  المحافظات الشرقية الفقيرة،  تريد  حكومة التركية منهم  التخلي عن مشاعرهم القومية ولغتهم وعاداتهم وتاريخهم ولكنها في نفس الوقت  مستعد للدفاع  عن الاتراك الموجودين في بوسنة وهرسك والبانيا وكسوفو والعراق واي مكان اخر في العالم ، وتساعدهم في مطالبة حقوقهم،  فكأنها تظن الاتراك فقط يستحقون العيش بكرامة وحرية!!!!
انه امر غير مشكوك فيه ان تركيا خاطئة في قرارها اليوم ، لن تستطيع تركيا حل مشكلتها بهذه الطريقة، قد تستطيع تأجيلها لكن لا مفر منها و ستلاقيها في المستقبل القريب ، لان عجلة التاريخ  تتدرج دائما تحت اقدام الشعوب المضطهدة !!!

املنا ان يدرك  قادة  تركيا والدول و القوميات والسياسيين المتفنفذين ورجال الدين  في الدول الشرق الاوسطية   الحقيقة التي لا تقبل الشك، ان التاريخ لن يعود للوراء ابدا وان تتكرر او تتشابه  ظروف الاحداث في بعض الاحيان .
املنا ان يتبنوا السياسية العقلانية المقبولة و الواقعية البعيدة من النرجسية والخيال وافكار النازية ، ان ينظروا للامور بعين واحدة وان يزنوا الامور بميزان ومثقال واحد,
 املنا ان يتخلواعن ازدواجيتهم في التفكير ويعترفوا بحقوق غيرهم في الوجود . فتركيا بحاجة الى قرار جريء يعترف بحقوق الاكراد وبقية الاقليات وتستجيب لمطاليبهم المشروعة حسب القوانيين دولية كي تبقى في مقدمة العالم الاسلامي والشرقي.

1 – اننا لاندافع في هذا المقال عن حزب العمال التركي وعملياته او سسياسته او طموحه بالاستقلال وانما نرى على تركيا حل المشكلة بطرق السليمة حسب قرارت الدولية، وتعترف  بحقوق القوميات الصغيرة واضطهادات  والمذابح التي قامت بها ضدهم في الحرب العالمية الاولى.
 
 

1652
صفحات منسية عن دور العلمانيين في الكنيسة الكلدانية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
youhanamarkas@optusnet.com.au
15/2/2008

ان الحديث عن دور العلمانيين في الكنيسة ليس بشيء جديد،  فهو واجب على عاتق كل مؤمن حقيقي قبل كل شيء،  فمن يقدم عليه لا يحتاج  الى من يعوضه سوى  تحقيق الرجاء الذي وعدنا به الرب يسوع المسيح، ويسوع المسيح نفسه اكد  لكل مؤمن  رسالة مهمة  هي ايصال نور و بشرى الخلاص الى الاخرين عن طريق الوعظ والعيش بحسب مباديء التي علمها لتلاميذه.

الحديث عن دور العلمانيين في العقود الاخيرة من القرن الماضي في مقال واحد قد لا يكفي،   لانه لن يستطيع تسليط كل الاضواء على جميع  النشاطات و في كل الاماكن والازمنة التي مرت فيها بغداد خلال خمسين الاخيرة.
ان هذا السفر المنسي من تاريخ الكنيسة والذي عاينه اباء ورئاسة  الكنيسة الكلدانية بانفسهم لا سيما كهنة كنائس الكلدانية في بغداد ، اظن لم يأخذ حقه من الاهتمام ولا حتى على مستوى ذكرهم، فكثير من هؤلاء الشباب او الشابات ترك مستقبلهم ومستقبل عوائلهم  ولم يفكر في دراسته او اكتساب مهنة ما بل انخرطوا بكل تواضع في العمل التبشيري والتعليمي  في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الكنيسة ولحد الان لا زال بعضهم يقوم بنفس العمل. 

لعله من المفيد ان نذكر كحقيقة تاريخية  هنا ، ان قانون حقوق الاقليات من ضمنها تعليم اللغة والديانة  سنة 1972 قد توقف اوتوماتيكيا  بسبب عدم وجود كادر لقيام بهذه المهمة وكذلك القوانين الصارمة والتدخلات التي حاول البعث ادخالها الى المجتمع المسيحي والكنائس اجبرتهم على الابتعاد من مطالبة بهذه الحقوق .   ونتيجة ذلك تم  التوقف عن التدريس للمبادئ الديانة المسيحية في المدارس الحكومية .
 لكن  بعد ان شرعت حكومة البعث تغير المناهج ، خاصة  موضوع القراءة   لاغراض معروفة؟!!! . كان لهذا العمل الرد الفعل الروحي  القوي لدى الشبيبة الواعية فأدى الى  قيام نهضة فكرية لدى الشباب لحماية كنيستهم مبادئ ديانتهم من الخطر والضياع واصحبت كل كنيسة مملوءة من الشبيبة  طوال ايام الاسبوع وبالاخص يوم الجمعة للتدريس لجميع المراحل من الابتدائية الى اخوية الجامعيين.

سوف احاول الكتابة عن هذا السفر المنسي  معتذرا مسبقا عن عدم ذكر جميع الاسماء (التي كان لها دور منشود في هذا الحقل الرسولي )  في هذا المقال  لانني سوف اعتمد على كل ما خزنته ذاكرتي  قبل ثلاثين عاما   من  خلال عملي و لقاءاتي كأحد من هؤلاء الشباب  .
 ومن خلال قراءتي  ومتابعتي  للاحداث عن الفترة اعلاه عرفت ان الاخوية المريمية كانت تأسست في نهاية الخمسينات (1)  من قبل بعض اباء الكنيسة مثل (المرحوم المطران اسطيفان كجو والاب روبير الكرملي والاب فيليب هيلايي وغيرهم مع طبقة مثقفة من  طلاب الجامعات والموظفين. لم تستمر هذه الحركة طويلا حتى اوقفت من قبل نظام حزب البعث بتهمة تاسيس جيش الخلاص (2)  او الجيش المريمي  حسب مفهومه السياسي وتم  الزج بعض من قادتهم  في السجون لفترة قصيرة.

توقفت الحركة الفكرية وتعليم المسيحي في بغداد لمدة اكثر من 10 الى 15 سنة،  في بعض الكنائس  فترة اطول  ولم يبقى هناك مراكز لتعليم المسيحي الا عدد  قليل جدا،  حسب علمي كانت هناك اخوية واحدة لم تتوقف هي اخوية ام المعونة  في بارك السعدون التي اسسها المرحوم المطران كجو حيث كان راعيها حينذاك ، فقط المدارس الاهلية ( الراهبات) كانت تقوم بتدريس مبادئ الديانة المسيحية لكن  هذه ايضا تم تأميمها  فيما بعد.

في النصف الثاني من  عقد السبعينات نهضت وجبة جديدة  من المهتمين ب هذا الموضوع اغلبهم من الشباب اليافعين قليلي الخبرة  ولكنهم غيورين جدا على التعليم المسيحي مع عدد قليل من  شباب وشابات المرحلة الجامعية و بعض الموظفين.  بدات هذه الوجبة بتاسيس مراكز التعليم المسيحي وتاسيس الاخويات مع اباء الكهنة في كنائس بغداد . كان الاب فرنسيس المخلصي هو المحرك الاول بين هذه الشبيبة في هذه الفترة من خلال اقامة وتتظيم الندوات والمحاضرات الاسبوعية او الشهرية لمدرسي مراكز التعليم المسيحي في بغداد التي كانت تقام في كنيسة العائلة المقدسة في البتاوين حيث كانت هذه الاجتماعات محل تبادل الخبرات والثقافة والاخبار والنشاطات بصورة عامة في بغداد.
في النصف الاول من عقد الثمانينات كانت هناك انشطة كبيرة على مستوى بغداد لكنها اغلبها كانت محصورة في الكنيسة المحلية  لوحدها ، حتى كان هناك منع  لدى بعض الكنائس من قبول شباب من مناطق اخرى بعيدة في اخويتهم  لاسباب واضحة !!، حيث لم يكن لكل الكنائس اخوية او مركز لتعليم المسيحي بعد.

لكن بحدود نهاية 1984   توسعت المشاركات بين الكنائس واقامة النشاطات المشتركة لا سيما في منطقة بغداد الجديدة في هذه الفترة كثرت ظاهرة اقامة المعارض السنوية لمراكز التعليم المسيحي حيث كان لمعظم هذه المراكز لها احتفال سنوي اما باقامة معرض او محاضرة او رياضة روحية (3) او عرض صور سايت وكذلك اقامة سفرات الترفيهية  لطلاب واعضاء الاخويات .
كانت معظم النشاطات تقام  في منطقة الرصافة كان مركز الثقل للمسيحيين قد تحول من البتاوين الى بغداد الجديدة في منتصف الثمانينا ، حيث كانت هناك نشاطات كبيرة مثل اقامة مهرجان الترتلية الاول في قاعة مار كوركيس ودورة كرة القدم ومسابقة الثقافية ما بين سنة 1984 و1986 ومعرض لمرحلة طلاب المتوسطة في سنتر .
ثم  تطورت الاتصالات لتشمل كنائس الكرخ مثل مار يوسف شفيع العمال  في حي الشرطة ومار يوحنا في الدورة وغيرهم.
لا انسى عدد كبير من هؤلاء المدرسين ومسؤولي الاخويات هم الان اباء كهنة في الكنيسة الكلدانية مثل ابونا فارس توما والاب ماهر كورئيل والاب نظير دكو والاب فادي فيليب والاب  سعد سيروب والاب زيد حبابة الاب جورج خوشابا (سابقا) والا فيليب الدومنيكي  وبعض الاخر لا زال في  مرحلة اكمال دراسته  اللاهوتية مثل نياز ساكا وسليم كوكا.

اليوم بعد ان مرت اكثر ثلاثين سنة على الشبيبة الذين ضحوامن اجل نشر التعليم المسيحي وكلمة الخلاص بكل تواضع ومحبة،  اتسال اين  موقف الكنيسة الكلدانية من تقيم دور هؤلاء الاشخاص، عدد كبير منهم كان قد نذر حياته لهذه المهمة فكلفته مستقبله (4).  فقط اذكر احدى المشاكل ع التي وقع فيها شباب اخوية ام المعونة في بداية التسعينات مع كاهن الرعية  بعد مقتل رجل غريب حاول التعدي على الفتيات في باحة الكنيسة  في شيرا كنيسة مريم العذراء ( ام المعونة)  والذين لم يستطيعوا العيش في العراق من بعد  وان لم تكن المشكلة الوحيدة لشبابنا؟!!!! .

لابد ان اذكر بعض من هذه الشخصيات التي اغلبها الان في الخارج  واعتذر عن عدم ذكري لجميع الاسماء  كذلك عن عدم ذكر الاسم الكامل لبعض منهم سبب نسيانه.

من اخويتنا (5)  اخوية يسوع الشاب في كنيسة مار توما الرسول في حي الخليج  من المدرسين القدماء ومسؤولي واعضاء  الاخويات ( انطوان حنا وفاتن هرمز وفريد عبد الاحد ورعد فؤاد  وخيري الطون ومنير فرنسيس وجمال يوخنا و اخرون  ربما يتجاوز  عددهم 50  اسم اعتذر عن عدم ذكر جميعهم في هذه المناسبة )
ومن اخوية ام المعونة (  وردة دنخا وسمير اسطفيان ونبيل بطرس، ومن وجبة الاقدم في التدريس  كان هناك الذين كانوا مسؤولي اخوية الاعداية والجامعيين  الشماس يوسف ايشو ورمزي خوشابا وعبدالاحد قلو والاخت تريزة ؟؟؟ سعاد ادم واخواتها)
من اخوية مار ايليا الحيري (6)  ( خالد يوسف وابتسام ادور ونبيل؟؟   ونصير؟؟  وباسم؟؟ )
 واخوية مار كوركيس (  هاني ؟؟ وادور؟؟ وتوفيق؟؟)
 واخوية الصعود (  وحيد كوريال ؟.وعاد ل؟؟. وكامل  روفائيل في الفترة الاخيرة..)
 وكنيسة  مريم الطاهرة في كمب الكيلاني  ( كمال بولص ونائل نيسان و شربيل وباسمة يونان. وانور لازار لاانسى دور اخوات يسوع الصغيرات  في هذا المركز )
وكنيسة العائلة المقدسة في البتاوين  ( جورج وفيليب خوشابا ونزار ؟؟ وباسم؟؟ )
كنيسة مار يوسف شفيع العمال في نفق الشرطة  ( عبير ملاخا؟) 
لا انسى دور اباء الكنيسة الكلدانية في هذه المراكز الذين كان لهم  دور كبير في صقل ثقافة هذه الشبيبة واعطائهم الثقة الكاملة في عملهم  كذلك دور اباء اللاتين في اقامة المحاضرات وحضور المعارض والندوات  من اباء  الكرمليين ( البير ابونا، روبير الكرملي) واباء المخلصين ( فرنسيس المخلصي وكوب ومنصور) واباء الدمنيكان ( ابونا عبد السلام حلوة ويوسف عتيشا ويوسف توما (7))  بالاضافة الى مدرسي الدورة اللاهوتية التي بدات سنة 1984 في مقدمتهم المطران بولص دحدح واباء انفة الذكر اسمائهم.

انها مناسبة طيبة ان يتم تذكير  جيل اليوم بالمدرسين والمربين القدماء (8)  الذين اشرفوا  عليهم  او جيل قبلهم (ابائهم) . فانا اقترح في هذه المناسبة  تكريم كل من خدم اكثر من 25  بوسام العمل التبشري من قبل الكنيسة الكلدانية او الكاثوليكية كي  يتم تشجع الشبيبة الحديثة على التضحية والتفاني والسير على خطوات اخوتهم الكبار في العمل الرسولي.
 
_______________________

1- اظن تاسست اخوية المريمية سنة 1958 حسب قول المرحوم ابونا فيليب هيلايي في مقابلة الاخيرة له

 
جيش الخلاص  مصطلح  اتى من الحركة الخيرية العالمية المعروفة بهذا الاسم   Salvatiom army2-
  والتي هي منتشرة الان في العالم التي  كانت مهمتها مساعدة الفقراء والمرضى  والمهجرين والايتام والوعظ .
3 - مثل  الرياضة الروحية التي اقيمت في دير الصليخ  بين  لمدرسي واعضاء  الاخويات لخمسة مراكز في بغداد بحضور عدد من اباء مثل ابونا البير ابوناا وابونا مشتاق وابونا فيليب هيلايي وابونا (المطرام حاليا) اندراوس ابونا  وغيرهم (اظن  كانت في عام 1986  )
4-  لازال البعض من هؤلاء المدرسين غير متزوجين وغير مستقرين في بلد ما
 5- كان كتب المقال عضو في اخوية ام المعونة بارك السعدون من سنة 1978 لغاية 1986 وعضو  ومؤسس لاخوية  يسوع الشاب في كنيسة مار توما الرسول سنة 1982 لغاية 1991 بالاضافة لتدرسه في كنائس مار كوركيس في بغداد الجديد 1978- 1979 ومار توما  من 1980-1991 وام المعونة 1984 - 1986
6- اخوية مار ايليا الحيري كان  عدد كبير من كوادرها من الموظفين وكبار السن مقارنة بغيرها من الاخويات.
7-  مؤسس الدورة اللاهوتية في سنتر
8 - هذا المقال لا يتحدث عن فترة بعد 1990
 

1653
هل سيصبح  مار باوي سورو مارتن لوثر كينك* للكنيسة الشرقية؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
 ملبورن/ استراليا
3/2/2008

قبل بضعة ايام  أُعلِن في تصريح صحفي مخول عن لسان ابرشية التي يرأسها مار باوي سورو وجماعته عن تأسيس الكنيسة الاشورية الكاثوليكية في كليفونيا/ امريكا.
المصدر اشار ان هذا القرار اتخذه مطران الابرشية  مارباوي سورو وستة كهنة وعدد كبير من شمامسة مع الجماعة المسيحية المؤمنة معهم.

انه امر مؤسف ان يحدث انقسام بين الجماعة الواحدة لا سيما اذا كانت هذه الجماعة هي كنيسة مسيحية، ونحن نعرف ان المسيحية  تشدد في مبادئها على الوحدة اكثر من اي شيء و لا تضاهيها اية عقيدة او ديانة في تاريخ الانسانية.
فعندما سئل المسيح ( كم مرة يخطْ اخي يحب ان اسامحه، كان جواب السيد المسيح 70 مرة 7) ونحن نعرف ان الرقم سبع يحمل علامة الكمال من ناحية اللاهوتية. اي ان السماح والمصالحة يجب ان تكون متوفرة لدى جميع الاطراف في كل الاوقات والازمان

لكن شينا ام ابينا فان الانسان كائن محدود الامكانية، اي لم ولن يدرك كل الحقيقة في اي لحظة من الزمن، لذلك  كان وسيظل هناك تباين بين اراء ومواقف الناس على الرغم من درجات العليا من وعيهم و دراستهم او مسؤوليتهم اوموقعهم.

من سوء الحظ احيانا هذه التناقضات هي سبب الاهم لدفع عجلة الفكر نحو التطور والتقدم وكشف الحقائق في هذه الحياة التي لا تعرف الجمود والسكون بل ان التغير    حالة ديمومية  لها كما وصفها الفيلسوف الاغريق هيرقليدس.
فأذن الاختلاف في الرأي ليس شيئا سلبيا في كل الاحيان، ولكنه يصبح سلبيا حينما ينبع من روح الانانية وحب الظهور وعدم اعطاء اي اعتبارات لمباديء الروحية او الدينية التي حولها  وبسبب تم الصراع، اي عندما يخرج  مركز ثقل الموضوع من محوره الرئيسي.
تاريخيا الانقسامات حدثت في الكنيسة منذ مجمع المسكوني الاول عام 325 م في مدينة نقية في ( تركيا حاليا) بسبب اختلاف وخروج هرطقات خارجية امتزجت واستخدمت مفاهيم وافكار لاهويتية في خدمتها او بصورة خاطئة ومضللة للمؤمنيين
 ( مثل الديانة المانوية وغيرها) في تعابير عن شخصية السيد يسوع المسيح ومنذ ذلك الوقت والانقسامات تزداد يوما بعد يوم.
انه لشيء مؤسف ان اقول هنا ان سبب هذه الانقسامات كانت على الاغلب سلبية ولم تأتي بالجديد بالعكس كان ضررها  قاتل للمسيحية.  كحقائق تاريخية معروفة ، ان هذه الانقسامات لسوء الحظ كانت السبب الاول  في سقوط مصر وشمال افريقيا والقسطنطينية  ودول البقان و انكماش وضمور نشاط الكنيسة الشرقية في زمن فتوحات الاسلامية  والدولة العثمانية وبتالي زيادة الفوراق والانقسامات الى القرن الخامس والسادس عشر حيث ظهرت الكنيسة الانجيلة لمارتن لوثر بعد ان اباح ملك انكلترا ( هنري الثامن) الزوراج والطلاق لنفسه وفصل كنيسة الانكليكانية من كنيسة الكاثوليكية في روما في نفس الفترة تقريبا.

بعد مارتن لوثر اصبحت ظاهرة الانقسام مرض غير عادي اصاب جسد الكنيسة،  بحيث وصلت اليوم الى اكثر من ثلاثمائة كنيسة مختلفة، بعضها صغيرة لا يتعدى عددها بضعة الالاف.

بالنسبة الكنيسة الشرقية التي تبنت المذهب النسطوري تحت دعم وضغط الفرس بسبب الحروب والصراعات الكبيرة  بين الامبراطوريتين الرومانية والفارسية كان صراعها مع المذهب المونوفيزي فقط لفترة طويلة.
في الدولة الرومانية نفسها حثت انقسامات بسبب عدم الاتفاق على المباديء الاساسية في قانون الايمان و خميرة هذه الانقسامات المذهبية وافكارها اللاهوتية  وصلت الى الشرق لذلك نتجت عنها هذا العدد كبير من الكنائس في الشرق ففي العراق وحده يوجد اكثر من اثني عشرة كنيسة. 
سؤال يطرح نفسه  في هذه الايام لكل مسؤولي هذا الشعب والاكليروس، في هذه الظروف العصيبة والاخطار الكبيرة التي تهدد شعبنا بكافة تسمياتهم بسبب الظروف السياسية التي تمر فيها المنطقة
 ماهي الاسباب الحقيقة وراء هذا الانقسام؟
 ماذا نتوقع من الكنيسة الجديدة؟ 
 وهل كنا فعلا بحاجة الى انقسام جديد بين كنائسنا؟
 لماذا لم تنجح محاولات الوحدة لاسيما الاخيرة في نهاية قرن الماضي؟
هي سيصبح مار باول سورو مطران الكنيسة ورئيس الكنيسة الجديدة فعلا خميرة لارجاع روح الوحدة والاتفاق والشعور بالمسؤولية والتنازل عن الرغبة الذاتية لصالح كنيسة المسيح الواحدة ام  ستكون كنيسته بداية النهاية لكنائس الشرقية؟
وهل سيصبح مار باول سورو مارتن لوثر كينك يدافع عن الحقيقة ام سيتلاشى حلم الوحدة من فكر الجميع؟
املا ان تكون لهذه الكنيسة وغيرها اجوبة واضحة في قرارة نفسها لهذه الاسئلة.

فاملنا ان تكون ولادة هذه الجماعة سببا لاعادة المسيحيين الى تعالم الكتاب المقدس وتطبيقها بحسب البساطة التي خاطب فيها يسوع المسيح موعظيه بها، ان يتخلى انساننا المسيحي من القوة التي تجرفه عن السير وراء مبادىء المحبة والرجاء والايمان.

املنا ان لاتكون هذه الخطوة عملية انتقامية بين الاكليروس وتصفية الحسابات بل سراجا ساطعا في وسط ظلام يقود الانسان المسيحي الشرقي نحو تعاليم المسيح و حماية ايمانه وطقسه ولغته وتراثه وهويته الشرقية ومثالا صالحا بعيدا عن روح الغرور والتسلط والانتقام .

املنا ان تصبح هذه الجماعة سببا لتلاقي الايادي والقلوب والرغبة والارادة الصافية بين رؤساء الكنائس الشرقية لاعادة اللحمة بين شعب الله المؤمن الممزق في هذه المنطقة والتي تأتيه الضربات من كل الجهات وشعبه يعاني من شتى الويلات .
   




ملاحظة:
نحن لا نوجه اللوم لاي جهة كأن تكون هي السبب الاول للانقسام وانما نطرح الموضوع بشكله موضوعي، لاننا نرى ان مصير المسيحية في الشرق وخاصة في العراق متعلق بوحدتها كما قلنا في مقال سابق ( تحديات امام الكنائس الشرقية)

مارتن لوثر كينك:
البطل الاسطوري للافارقة حيث قاد عصيان مدني و حملات التظاهر من اجل تساوي الحقوق بين البيض والسود في امريكا بطريقة مسالمة واستشهد في بداية الستينيات من القرن الماضي .







1654
 
   الاخ الشماس سعيد عزيز اليعقوب الامراوي     مدينة ليون ــــــ فـــرنـســـــــــا
   الاخ   ربيع سالم بيداويد                          تركيا / اسطنبول
  الاخ  وسام سامي بيداويد
  الاخ   NOEEL EESA

شكرا على تعليقاتكم الجميلة ، انها مهمة كل واحد منا الحفاظ على تاريخ قرانا واجدادنا وقيمنا ولغتنا
نتمنى لكم الموفقية والصحة والعافية والسلامة لا سيما لاولاد عمومتنا واهالينا جميعا  المتبقين في موصل



   

1655
الاب نوئيل فرمان السناطي
تحية وسلام
اشكرك من اعماق قلبي على التعابير الجميلة المملؤة من نفحة القرابة وارياح الطيبة من اهالي طورا على الرغم من ان المسافة بيننا هي ابعد ما تكون بين اية نقطتين على سطح الارض.

نعم ابتي ان قرانا الجميلة مملوءة من تراثنا القيم والحكم البليغة وقصص وروايات التي عاشها  اجدادنا وابائنا على الرغم من قساوة الطقس و الاشرار  والصوص الذين كان حولهم يعيقون حياتهم. نحن خائفون زوالها الى الابد بعد الهجرة القسرية التي فرضت علينا عدة مرات.

اما علاقة بلون او بلن بالاسنخ و وامرا هي شبيه بالعلاقة بين الاخوات، نعم ان عائلة ابينا البطريرك تدعى بي دي سنختيتا
يظهر ان امرأة  من اسنخ  كانت متزوجة في بلن وكان لها عدد كبير من البنين والبنات بحيث استدعى الامر من اهل القرية تنسبهم الى امهم او جدتهم ( بي داي اسنختيتا) وايضا كانوا يدعون بي قاشا لاوكو.
الحقيقة قليل جدا من اهالينا يعرفون  مثلك كيف خرج اسم بيداويد الى الوجود ، لقد سمعت نفس القصة  من كبار السن بان البطريرك بيداويد مع مطران توما  فعلا  ارادا توحيد ابناء القرية تحت هذا اسم الذي هو الاشمل اي   بي داود

ابونا نوئيل
بارك الله فيك ، لقد قبلت حمل الصليب في قطب الشمالي من كرة الارضية انا اسمع اخبارك عن طريق اقربائي هناك في ساسكاتون  واقرا كل مقالاتك.  الله يعيط الصحة والعافية. 
 اشكرك جدا على تعليقك على هذه القصيدة الجميلة لابونا كمال وردة بيداويد فعلا نحن اقرباء واهل وسنبقى على هذا الحال مهما يكون في عيوننا نور!!
اتمنى ان تقوم بزيارتنا في يوم الشباب العالمي ربما ستكو مفاجاة لك هنا ! .كما  ارجو يستمر الاتصال بيننا

1656
قصيدة  بعنوان :  بلــــــون
للاب كمال وردة بيداويد
راعي كنيسة ترلوك في كاليفونيا- امريكا

القصيدة تعبر عن وصف لقرية بلون ( قرية الكاهن)  التي تم تهجيرها من قبل حكومة  التركية الجديدة بعد سقوط الدولة العثمانية  ضمن قرارها المشؤوم (سفربلك) في بداية  القرن الماضي.
كذلك توصف تمسك اهالي قرية بلون بايمانهم المسيحي وشفاعة  امهم مريم العذراء ،عطائها عدد من الشخصيات المعروفة في تاريخ شعبنا من مطارنة وكهنة واطباء ومهندسين وعسكريين وموظفين واساتذة الجامعات  واصحاب شركات واعمال حرة  وعلى رأسهم المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول  بيداويد (1922-2003 )، مذكرا اخلاص وحفاظ اهالي القرية على  روابط المحبة والقرابة والتعاون فيما بينهم على الرغم من الفترة الطويلة لهجرتهم و انتشار الواسع لأبنائهم بين معظم  مدن العراق من البصرة الى زاخو وهجرة بعضهم مباشرة الى سوريا ولبنان.  

يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا








1657
                          متى يتحول نفط العراق من نقمة الى نعمة؟ !!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
23/1/2008

كان يطلق على العراق في تاريخ القديم بلاد الرافدين، وان النهرين دجلة وفرات هما من الانهار الكبيرة والطويلة  المعروفة في العالم، كانت ارض العراق شبه مقدسة بكلا النهرين وروافدهما ، حتى قصة الخليقة في عهد القديم في الديانات السماوية لها تداخل كبير مع الفكر النهريني ويبدو حسب تصورات هذه الاديان في كتبهم المقدسة، ان البئية التي خلق فيها ادم هي في  جنوب العراق.
 
  من الناحية العلمية والتاريخية ان اول تحضر للانسان في تاريخ القديم حدث في العراق، وان اول خطوة في تطور فكري الانساني نحو  الزراعة وتدجين الحيوانات حدثت  العراق،  ومن بلاد الرافدين وحضاراته او النهرين جاءت اعظم انجازات البشرية مثل الكتابة والموسيقى والرياضيات وعلم الفلك والري والزراعة.

اذن العراق اعطى للعالم الكثير بالمقابل لكن الشعوب المحيطة به كانت تقابله بالعكس،  دائما  كانت هذه الشعوب تطمع في خيراته وتقوم بغزو واحتلاله وارذال شعبه لا سيما من قبل اليونان والفرس والرومان والتتر .

في عصر الحديث ، في نهاية القرن 19 وبعد اختراع محرك العجلة الذي يعتمد على الطاقة الناتجة من احتراق الوقود (الناتج من البترول)  داخل المحرك جعل العالم يترك البحث عن الذهب الاصفر ويبحث عن الذهب الاسود كما اطلق عليه في ذلك الوقت.
مرة اخرى وجد اهل  بلاد الرافدين (ارض العراق)  ان بلدهم له  حصة كبيرة من هذه النعمة ،  ومنذ ذلك اليوم  كانت الدول الكبيرة والمجاورة تحبك المكائد والحجج  كي تستولي علىثرواته.
  بعد فترة حكم الملكية  جاءت زمن الثورات القومية الفجة  والتسلطية والتولتارية الى ان انتهت باستلاء الطاغوت (صدام) على الحكم، فحكم بقبضة حديدة وادخل العراق في ثلاث حروب كبيرة وحصار طويل.
 كان الشعب العراق ضاق مرارة الهزائم مرات عددية ودفع دماءا زكية لا  تعوض وتعرض لحصار اممي ظالم لا مثيل له،  فكان الشعب تواقا الى الحرية والامان والسلم و مستعدا  للتخلص من الفقر والجوع والمرض والجهل،  لذلك وافق على التغير عن طريق الامريكان و قوات التحالف.

 لكن هيهات هيهات ان يحصل الشعب العراقي على حلمه باستقلاله وحريته و حكم ديمقراطي عادل من شعبه، لا يميز بين افراده بحسب مقياس ديني او قومي او مذهبي او غير موالي لاجنبي.

بعد قرابة خمسة سنوات بعد سقوط النظام السابق، واستلام قادتنا الجدد الحكم، لا زال العراقيون يتراوحون في مكانهم من ناحية السياسية  بدليل لم تحصل المصالحة الوطنية كما حصلت لدى الشعوب الاخرى التي مرت في مثل هذه الظروف ، بالعكس الحرب الاهلية  مستمرة  وخطرها يزداد بقوة  بسبب تدخل دول الجوار والحكومة والاحزاب الكبيرة لازالت في نقاشات بيزنطية عقيمة بعيدة عن الواقعية  .

 ان الدستور الجديد لم يحل مشكلة العراقيين في حكم انفسهم وانما زادها تعقيدا بفقراته المتناقضة والمبهمة. خلال السنة الماضية ولحد الان كانت هناك امام الحكومة واقطاب السياسية الرئيسية تشريع اربع او خمس قوانيين مهمة كي تتحرك العملية السياسية والتي عليها يعتمد مستقبل العراق .
في مقدمة هذه القرارات هو قرار استثمار نفظ والغاز الطبيعي،  ولكن لحد الان لم تصل الاقطاب المفترقة على حل وسطي ونهائي ومنطقي ومفيد لكل شعب العراقي.
لا اعرف ما هي  المقاييس وما هي الاعتبارات التي  يضعها قادة العراق الجدد  في حساب  قراراتهم  حينما يعبرون عن مواقفهم في اجتماعات البرلمان او المؤتمرات الدولية او الاجتماعات الدورية فيما بينهم.

انني فقط اتسال اذا كان دكتاتور القرن رفع شعار نفط الشعب للشعب (وان لم يوفي بوعده  كما يعلم الجميع) الا يجب ان تكون مواقفهم وقراراتهم صائبة في حل مشاكل الوطن ، لماذا لا يطبقونه قادتنا الجدد الذين انتخبهم الشعب العراق ديمقراطيا كدليل حاسم لحبهم واخلاصهم  لوحدة اراضي العراق؟
لماذا لا يتم توزيع ميزانية النفظ والغاز  كما قلنا سابق في مقالنا تحت عنوان  (كيف يتخلص العراق من محنته؟ ) على الرابط التالي
www.kaldaya.net/Articles/500/Atricle564_Aug_30_2007_youhanamarkas.html - 53k

 على شكل نسب التالية مثلا حصة الاقاليم والمحافظات  30%  حصة الحكومة الفدرالية 30% وحصة للشعب 40%
على ان يتم توزع حصة الشعب على شكل علاوات شهرية حسب اعمار كما هي حصص التموينية.

لماذا يتحول نفط العراق من نعمة الى نقمة؟ الا يكفي ما عانى بسببه هذا الشعب في نصف الثاني من القرن العشرين؟
لماذا لا نملك اشخاصا  متجردين من تبعية المذهبية والدين والقومية ومتمسكين بالوطنية وحداها كشعار ومبداالاول والاخير لحل كل المشالك والمعضلات  بين مكونات الشعب العراقي .

نحن نعلم امريكا لا تريد ترك العراق عشرات سنوات ربما قرن كامل ودول الجوار بلا شك لم تكن يوما ما لنا مخلصة و معينة بل دوما متطفلة ومستفيدة وتزرع الشقاق والنفاق بين ابنائه  فلماذا الاتكال عليهم جميعا ؟

ألم يُشرع الدستور (على الرغم من تناقضاته)  قانون المساوات بين الشعب اذن اين العقدة الرئيسية في تفسير هذا البند  لاسيما في موضوع الثروة النفطية والغاز؟
اذا كان قادتنا يبحثون  فعل عن حل مرضي ومنطقي ومقبول من قبل كل الشعب العراق،  اظن حصولهم على نسبة من واردات النفط على شكل علاوات هي افضل شيء يمكن ان يحصل عليه المواطن بعد هذا الانتظار الطويل  وهذه التضحيات الكبيرة.
 لا شك ستكون هذه نقطة الانقلاب في حياة العراقيين ، ومن بعد ذلك  تبدأ النهضة الجديدة في التربية والتعليم والقضاء على التخلف والجهل و التنمية الاقتصادية.

الحل المنطقي والمعقول للعراق اليوم هو تشريع مثل هذه القرارات من قبل قادتنا السياسيين كي يصل قارب العراقيين الى شاطئ الامان في        مرحلة حكمهم ولكي يكون حكم التاريخ عليهم كقادة عظماء لشعبهم مثل غاندي و بسمارك ومانديلا جورج واشنطن وغيرهم ، ليست شبيه بحكام الماضي.
 ان وصول الفائدة المباشرة والمتساوية من الثروات البلد  لجميع المواطنيين بعد زمن طويل من نهب والصرف في الحروب بالتأكيد سوف تجعل العراقيون يشعرون  لهم حكومة وطنية مخلصة فيشعرون بكرامتهم فيلتفون حولها ويقدمون لها كل المساندة بغض النظر عن الشخص او الحزب الحاكم . حينها ستكون هذه بداية جديدة لهم ، شبيه لما حصل لقارب جدهم القديم النبي نوح حينما ارست على جبال جودي ومن ثم  بدات الحياة الجديدة  في بلاد الرافدين بعد الطوفان.
 
 





1658
 



                            من يفجر الكنائس في العراق؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
10/1/2008



قبل اربعة سنوات تقريبا اتصل بي صديق عزيز ليخبرني عن خبر سيء ورد في نشرة اخبار قناة الجزيرة محمله ان رجال احد سرايا المجاهدين في فلوجة  قد هددوا الامريكان في حالة قيامهم بقصف اي جامع او حسينية او قتل اي رجل مسلم فأنها ستنتقم له عن طريق قيامها بهدم الكنائس او قتل او حجز رجال الدين .

وحينها كتبت مقالا بعنوان ( الجهاد وهدم الكنائس الحل الفاشل)
وفيه شبهت محتوى هذا الخبر باعجوبة كبيرة لا تصدق بين اركان المجتمع العراقي الذي عاش المسيحيون والمسلمون والصابئة واليزيديون فيه بروح الاخوة والتفاهم لمدة 1400 سنة.
لانه على الاقل لم نسمع منذ نشوء الدولة العراقية بقيام عصبات او ما شبه ذلك بقتل الابرياء مثلما  يحدث في هذه الايام في الشوراع  ومدن العراق ولم يحدث تعدي على اي من دور العبادة اوالكنائس باستثناء  خطئان باعتراف الحكومة العراقية  (في حينها) في مذبحة في قرية صوريا الكلدانية في 16 ايلول عام 1969 و في مذبحة سميل للاشوريين في 8 ايلول عام 1933 .

في هذه الايام زمن الفلتان والفرهود وانعدام الاخلاق والقيم الانسانية ، في زمن صارالغليان والهلوسة الفكرية  مرضا واصابت العراقيون من جراء الحرية  المستوردة الغير منبثقة من تجاربهم وواقعهم السياسي وتفاعلهم واختيارهم الطوعي للعيش لضمان الامن والسلم والعدالة بين  مكوناته المختلفة من ناحية الدين والقومية والمذاهب واللغات، اختارت  بعض حركات المقاومة الاسلامية المتزمتة والمدفوعة من قبل دول الجوار  كتابة رسائلها عن طريق تفجير الكنائس وذبح المسيحيين او خطفهم او اجبارهم على الدخول في الدين الاسلامي من دون سبب سوى ان ديانتهم مسيحية وان ديانة معظم قوات التحالف هي من دول الغربية المسيحية ،لذلك ايضا تريد افراغ العراق ومنطقة الشرق الاوسط من المسيحيين تماما.

كثيرمن امثال هؤلاء المسلمين يجهلون حقيقة وجوهر الديانة المسيحية  لاسيما الشرقية منها، ويتعجبون من رد فعل الغير متوقع من ابائنا الاجلاء رجال الكنيسة حينما يطلبون من الله السماح للمعتدي على جرمهم وان يرشدهم الى عقلهم السليم ليتوقفوا عن التعدي على الانسان الاخر مهما كانت ديانته او قوميته او جنسه او عمره او شكله .
يجهلون ان الديانة المسيحية مبنية على قانون معاكس لعالمنا المادي الذي نعيشه حيث يشبه هرم مقلوب رأسا على عقب، اي انه  هيكله يرتكز على قاعدة  ضيقة وهي نقطة واحدة فقط .  نعم الديانة المسيحية لها مبدا اساسي جوهري واحد فقط ، ومنه تأتي او تشتق كل المبادئ  وتبني كل العلاقات الاخرى وهي المحبة .

تؤمن المسيحية، بحسب مبدأ المحبة خلق الله الوجود والكائنات ، بحسب مبدأ المحبة تم ويتم غفر خطايا الانسان في حالة توبته، بسبب التزامهم بالمحبة لا يمكن الرد على المعتدي مهما كانت درجة جرمه ولا يمكن حتى طلب السوء له، بالمحبة التي علمها  السيد المسيح لتلاميذه ولجميع المسيحيين  غفر لصاليبه وهو على الصليب .
بالمحبة انتقلت مبادئ المسيحية من 12 رجل معظمهم صيادي سمك الى ارجاء المعمورة.
بسبب محبته اللامتناهية عمل المسيح كل عجائبه للانسانية بيده او عن طريق تلاميذه او رسله او مؤمنيه وقبل سر الفداء ومات وقام  وصعد الى  السماء. 

لا وجود لمبدأ القوة في المسيحية، ومن يعتمد على القوة تعتبره المسيحية انسانا خاطئا ضل الطريق الصحيح ( طريق الله )، لن يصلح لنيل الرحمة والبركة والنعمة منه الا بتوبته .
 المسيحية لا تستطيع فهم الله بغير هذا المبدأ، ولا تستطيع ادراك غاية الله من خلقه بغير هذا المبدا، كل المذاهب الفلسفية والاديان  تعجز عن حل معضلة وجود الشر والخير في هذا العالم معا  ، ولذلك تنسب كلاهما (من قبل بعض الاديان ) الى الله نفسه، لكن المسيحية وحدها تؤمن ان جميع اعمال الله هي خيرة نابعة من كماله ومحبته لخلقه ولذلك لا جود للشر في اعماله او ارادته بصورة مطلقة.
لان وجود الشر يفسر على انه وجود النقص في   طبيعة الكائن اي وجود الرغبات والتفاعلات الغير المستقرة في الكائنات وكأن الله يشبه الانسان في فعله وتصرفاته ورغباته وليس العكس اي ان الانسان يشبه الله في  فكره وابداعه حينما يقوم بافعال خيرة فقط.
لذلك نقول لكل من تعدى على المسيحيين الابرياء المسالمين، ان المسيحيين لم ولن يرفعوا السلاح
،  لم ولن يؤمنوا بان القوة ستكون الطريق الامثل  لحل المشاكل ولذلك عارض طيب الذكر المرحوم البابا يوحنا بولص الثاني التدخل في العراق بالقوة في حينها.

 نعم تفجير الكنائس اوالقيام بقتل او بذبح مسيحي ما لن يجعلهم ان يتخلوا عن المبدأ الاساسي لديانتهم، لن ينتقموا ولن يفكروا في الانتقام ابدا، لا لانهم جبناء كما يظن البعض او لانهم غير قادرين ولا يملكون الارادة ولكن  لانهم أمنوا بوصية الله التي تنهي الانسان من الاعتداء على الاخر، ولانهم امنوا  ان الله اعطى الانسان العقل والفكر والضمير والشعور من دون الكائنات الحية الاخرى، كي  يستهدمها الانسان لاعمال الخيرية في عالمنا الطبيعة ومن ثم تتجلى اعمال الله  نفسه وعظمته  وعدالته  للاخرين من خلال اعمال المؤمن المطيع له .

لذلك نقول لهؤلاء الذين فجروا الكنائس من دون سبب،  لقد وصلت رسالتكم  ومسيحيو العراق مثل بقية اخوتهم من كافة القوميات والديانات لن  يرضخوا لارادتكم الشريرة  ولن يتخلوا عن تعاليم الههم المنبثقة من المحبة التي تشمل  حتى العدو  مهما كانت قساوتكم وجرمكم بهم.
مرة اخرى نقول  ليسامحكم الله ، بعونه ستعودون الى رشدكم قريبا وحينها تعرفون مدى كبر جرمكم بحق اخوة لكم طوال 1400 سنة دون ان يعكروا عليكم حتى مجرى المياه  يوما ما .   



1659
رسالة مفتوحة الى ابائنا رؤساء الكنائس

هل احتفاظنا بأسمنا القومي خطر على ايماننا المسيحي؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
18/12/2008

ابائنا الافاضل:-
كم كانت فرحتنا كبيرة بلقائكم الاخير فيما بينكم الذي انعقد على الرغم من تاخره  الكثير،اخيرا بعد اربع سنوات من الاختصاب والقتل والذبح والتشريد والتكفير والجبر على دفع الفدية والترحيل واجبار المسيحيين على الاستلام في بلدهم الام العراق حصل اجتماعكم.

لكن ككلداني وكمسيحي وكمواطن عراقي وكاحد ابناء هذا الشعب العريق الذي تحمل اشد انواع الويلات والاضطهادات من كافة السلطات والامبراطوريات التي حكمت بلاد الرافدين فقد قدموا انهارا من دماء الشهداء في سبيل ايمانهم وهويتهم
تعجبت كثيرا ببيانكم الذي اعلنتم عنه في نهاية اجتماعكم، لانه  لم يتطرق الى تسميتنا القومية او تسمياتنا القومية عوضتم عنها بكلمة المسيحية .
 
قد تكون حكمة منكم على عدم فتح باب الجدال على الهوية وبقية الاختلافات فيما بينكم في اجتماعكم الاول منذ زمن طويل، لكن ذلك ليس صحيحا في وقت اجبر نصف شعبنا على الهجرة والعيش في المذلة في دول الجوار للعراق منتظرين باب الفرج من دول الغربية >ان نتهرب من الحقيقة ونتهرب من مطالبة الحكومة بتحمل مسؤولياته كذلك تخفيف حقه القومي بعدم ذكر اسمه .

ابائنا الاجلاء يكفينا التهرب من المسؤولية، يكفينا من حالة الضياع والتشرد التي حلت بمسيحيتنا في العراق والشرق بصورة عامة ، ان احد اهم الاسباب لهذه الحالة التي نعيشها هي بسبب عدم وجود قيادة سياسية  حكيمة موحدة لنا ومقبولة من قبل الشعب بسبب حالة الانقسام بيننا ، كذلك عدم اتفاقكم  كابائنا الروحيين معا على ادنى اوليات لشعبنا منها التسمية وعدم وجود تعاون مستمر ومشاريع ونشاطات موحدة بين الكنائس جعل هذا الشعب ان  يبتعد اكثر فأكثر من بعضهم وغير متكاتفين في حل مشاكلهم. فعوض ان تكون هذه فرصة لكم أن تأكدوا على اهمية وجودنا القومي فقد استبدلتموها بالمسيحي!!!
 لانريد ان تستبدلوا اهتمامكم بتعليم الروحي كما يظن البعض، لكن ليكن اهتمامكم بالشعب من جانب الانساني اتيا من اهتمامكم والتزامكم بتعاليم الروحية والانسانية للسيد المسيح.
لا اريد سرد احداث التاريخية لكنني مجرد اقول ماذا حصل لشعبنا في حرب العالمية الاولى كان يجب ان يكون درسا لنا اليوم، ما حصل لنا في السبعينات والثمانينات من جراء حركة الشمال ودكتاتورية صدام حسين كان يجب ان يكون ايضا درسا لنا وماحصل لنا في زمن الانفلات الاخير كان يجب الدرس الاهم لنا جميعا.
شئنا ام ابينا ، نحن بشر ولنا تاريخ وارض وتراث، انها مقومات وجود اي مجموعة من البشر في هذا العالم. لا يوجد شعب او اقليم او قرية او عشرية او بيت او فرد لا يملك خصوصية خاصة به فانا، لا اعرف لماذا نحن الوحيديين  يجب ان ننكر خصوصيتنا، أليس ذلك بسبب تعودنا على حالة الدونية والعبودية للاخرين عبر التاريخ، الم يحن الوقت كي نتخلص منها؟!!
هل احتفاظنا باسمنا القومي خطر على ايماننا المسيحي؟ وهل يطلب الله والسيد المسيح منا التجرد الى هذه الدرجة بان ننكر ذواتنا وخصوصياتنا كي يقبلنا؟
لقد دخل المسيحية كثير من القوميات في العالم وكان الرومان اول امة اعتبرت المسيحية ديانتها الرسمية في زمن قسطنطين الكبير في اعلان ميلانو الشهير ولكن الرومان لم يتخلوا عن قوميتهم ولا الفرنج ولاالانكليز ولا الروس ولا الارمن ولا اي قومية تخلت او تنازلت عن قوميتها بسبب ايمانها المسيحي ولم يطلب منا ذلك المسيح نفسه منا.
نعم كان ابناء الكنيسة الشرقية كمثل رهبان في عفويتهم وفطريتهم في ايمانهم الغير قابل للشك ، لانبالغ ان قلنا ان ارض العراق تشبعت بدماء شهداء الكنيسة الشرقية ولذلك اطلق على كنيستنا الشرقية  كنيسة الشهداء، ولكننا نعيش اليوم القرن الاول من الالفية الثالثة لميلاد المسيح، فهل من المعقول نبقى على  عقلية ما كان يحكمنا الظروف في زمن الدولة العثمانية او زمن حروب التترية او  الفتوحات الاسلامية وغيرها؟ اليوم العالم اصبح قرية صغيرة ومصالح الكل مترابطة معا لماذا لا يكون لشعبنا مصالح ؟!!و لماذا لا نساند من يطالب بمصالح شعبنا، لماذا نتنازل عن حقنا؟  ان لم يستطيع هذا الجيل تحقيق حقنا في الوجود لتكن مهمة الجيل القادم المهم نطالب بحقنا لكن يجب لا ان نتنازل عن ثمن ما دفع خلال الفي سنة من الدماء الغالية ؟!.
الشيء الاخر المهم انكم على علم ودراية اكثر مني ان كنيستنا الشرقية ربما كان اكبر من الكنيسة الغربية في بعض الاوقات ترى ماذا حدث لها ؟ ولماذا تقلصت او انضمرت؟ والى متى نبقى ان لا نواجه الحقيقة؟ الم نقدم شهداء اكثر ما كان يجب  في كل مناسبة حاولنا عدم مواجهتها بصورة واقعية؟ لنكن موضوعيين حول هجرتنا وتوزيعنا في انحاء العالم بهذه الطريقة أليست اخطر على ايماننا المسيحي اولا وقوميتنا ووجودنا ثانيا، انا اظن كشعب وكمجتمع  اصرارنا على البقاء في وطننا وحماية وجود شعبنا من ناحية الروحية والانسانية في ارض اجداده افضل بكثير من توزيعنا  بين مدن العالم لان مسيحيتنا هي مسيحية شرقية ليست غربية!! وذلك موضوع اخر طويل!

فقط اذكر لكم حادثة مهمة حدثت في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي.  في زمن الحرب العراقية الايرانية ، قررت حكومة العراقية الاعفاء عن جميع الاكراد و غير الاكراد الذين يسكنون المنطقة الشمالية من الالتحاق بالحرب وتسريحهم من الخدمة العسكرية، بسبب مشاركتهم في حرب الشمال ، في وقتها تم حساب شعبنا من القومية العربية على الرغم من انهم كانوا ينحدرون او لا زالوا يسكنون في منطقة الشمالية  ومن بعد التحاق جميع هؤلاء الشباب بالخدمة العكسرية  سقط الكثير منهم كشهداء لعدم شمولهم بهذا القرار الذي كان يعفيهم من العسكرية ولم يتبادر احد من اباء كنيستنا بوقف اطلاق تسميتنا بالعرب او الاكراد او مطالبة تساوي حقوقه، لابل كان بعض قادتنا يطلب باطلاق التسمية العربية علينا من اجل حمايتنا!! نعم دائما كنا نحن المتضررين بيحث اجبر الكثير منا على الهروب والهجرة الغير شرعية عن طريق الشمال.
لذلك ارى انها من مسؤوليتكم ان ترشدوا ابنائكم على الطريق الصحيح وان تدافعوا عنهم وعن ممتلكاتهم وعن هويتهم التاريخية وحقوقهم في الوجود في ارض التي خلقوا فيها.

في الختام نهنئكم بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة ونطلب لكم من الرب الصحة والعافية والتوافق بينكم في تحمل مسؤولياتكم في هذا المنعطف الخطير الذي يمر فيه العراق وشعبه.




1660
ذكريات عيد الميلاد في زاخو قبل 35 سنة


بقلم   يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا

في حياة كل شخص ذكريات حِلوة ومُرة، لكن بلا شك أجمل الذكريات هي ما تعود لزمن الطفولة. لا يوجد بين قُرائنا  من لم يسمع بكلمة زاخو، هذه المدينة التي يرجع تاريخها الى  عصور غابرة. تٌرىماذا كان يحدث في ايام عيد الميلاد  في بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي؟ كيف كان الناس تستقبل العيد في محلة العباسية؟*
 كان الاطفال ينتظرون مناسبة العيد بفارغ الصبر حيث كانت المناسبة الاكثر اهمية في حياتهم من اي مناسبة اخرى، لان معظم العوائل كانت تشتري ملابس جديدة لاولادهم في هذه المناسبة ويتم تزين البيوت وتحضير الحلويات مثل الكليجة وشراء لعبة معينة، للاولاد غالبا ما كانت كرة قدم (طوبة) . في تلك الايام من ايام السنة كانت الامطار تسقط  بغزارة والبرد القارص يفرش بصقعيه على وجه الارض.  كانت ازقة محلة عباسية ترابية حيث لم تكن مبلطة ، كان الطين يلتصق بالاحذية و يتطاير احيانا الى الملابس الجديدة  التي دشنت لاول مرة بحضور قداس الميلاد،  حيث كانت الناس بصعوبة تتحرك في الشوارع وقلة قليلة كانت تملك سيارة .كان هناك حضور القداس صباحا  باكرا في يوم عيد الميلاد، كان ملزما للكل فقط مريض ما او مسافر الى بلدة اخرى او والدة طفل هؤلاء كانوا معذورين من الحضور ، اثناء القداس كان الناس تخرج الى باحة الكنيسة  والظلام يخيم ووجه الارض حيث يتم اشعال النار بحطب قليل  ليذكرهم  بالرعاة الذين كانوا قريبين من مغارة بيت لحم حينما بشرهم الملائكة. اثناء القداس كان الكبار يجلسون على مصطبات خشبية لا تملك مسند للظهر بينما الاطفال يجلسون (متحاشكين) على قطعة من سجاد موضوع امام المذبح حيث يقف الشمامسة لخدمة القداس. اما الذين تأخروا كانوا يبقون واقفين طوال القداس الذي كان يتجاوز ساعتين
 في هذه المناسبة الروحية الكبيرة كان  للكاهن  امنيات وطلبات خاصة  حيث يطلب الحكمة والصحة لرؤساء الروحانيين والسياسيين لكي يتمكنوا ادارة البلاد بحكم عادل. ويطلب من المؤمنين ان يتصالحوا ويغفروا بعضهم للبعض و يتصافحوا ثم يقبلوا واحدا للاخر بمحبة مسيحية صادقة وان ينسوا الخلافات والنزاعات الفردية الارضية. كذلك كان هناك تركيز كبير على الاعتراف الفردي حيث كان مدخل الحقيقي للعيد بنظر الجميع فمن لم يعترف معناه لم يُعيد في هذه السنة. بعد رجوع افراد العائلة الواحدة الى البيت كان الاطفال يركضون الى والديهم  كي يعيدونهم ويحصلون على درهم او ربع   دينار حسب امكانية العائلة ويذهبون فورا الى اقاربهم مثل العم اوالخال اوالخالة او العمة  كي يحصلوه ايضا على بعض دراهم او اقل ثم يذهبون بيتا بيتا لاخذ العيدية التي كانت اما حامض حلو او ملبس اوقطعة جكليت كي يعيدون اصدقائهم.
 في اليوم التالي كان الكاهن ومجموعة من رجال المحلة وبعض الشمامسة يزورون العوائل في بيوتهم.  بالنسبة للاقارب والجيران كان يجب ان يكون هناك زيارة رسمية عائلية بينهم .
اما الشباب كالعادة كانوا يتجمعون في بعض الزوايا يلعبون الورق (قمار حفيف!!) في اليوم الاول من العيد  او مبارة كرة قدم كبيرة بين محلة كستايي او محلة نصارة.
عندما يحاول المرء مقارنة بين تلك الايام التي كانت حياة الفقر والعوز تشمل 90% من المجتمع  وبين هذه الايام التي نعيشها في ارقى دولة في العالم  يرى ان فرحة العيد الحقيقية مفقودة من وجه  عدد كبير من الناس  مثلما كانت قبل 35 سنة . مهما  تكون هدية او هدايا التي يحصل عليها  الطفل اليوم مثل الملابس الجديدة  اوالسفرة السنوية  فهم لا يشعرون بسعادتها الا ببضع ساعات وفي اليوم التالي ينسونها  الاطفال تماما . اما ذكرى العيد لا تولد احساس لدى الاطفال بسعادة مثلما كان اطفال الامس ينتظرونها اشهرا لحين قدومها. واشك  بان بعض من اطفال اليوم لا يعرفون  لماذا يحتفل المسيحيون بهذه المناسبة، كثير من الاطفال لا يقومون  باداء التحية بصورة مرضية لاقاربهم بتلك الحماوة كما تعود ادائها اطفال جيل قبلهم في ايام العيد، انها علامات تجلب القلق والحيرة ان لم نقل انها علامات الضياع والتفكك. هذا ان لم تكن العائلة بدأت في حالة الضياع بسبب المشاكل الاجتماعية ، مثل حالة الطلاق (المودة الجديدة) او مشاكل المالية بين الوالدين او ترك احد ابناء العائلة البيت ويعيش مع اصدقائه او لوحده.
هنا لابد ان يطرح السؤال نفسه لماذا هذا الاختلاف بين الجيلين؟ هل لايماننا علاقة بحالتنا الاقتصادية؟ اين الخلل ؟ وما هو العلاج؟ وهل هناك من يهتم سواء من العائلة او المؤسسات ام الكنيسة بتوضيح  اهمية هذه المناسبات الدينية  مثل عيد الميلاد والقيامة لكي تترك بصماتها الروحية والاجتماعية في حياة اطفالنا و تربطهم بمفاهيم لن ينسوها بسرعة ؟ ام نترك هذا التغير يزداد يوما بعد يوما  تحت مطرقة العولمة التي تريد تحطيم كل القيم بدون تميز كي تصل  باللانسانية الى مرحلة الضياع، لا نعرف من نحن؟ و لماذا نحن مسيحيون؟ ولماذا الغفران والمصالحة مهمة لكل مسيحي ولغير مسيحي في هذه المناسبة؟
 
في الختام نقول للجميع  لتكن ايامكم سعيدة بمناسبة ذكرى ولادة السيد المسيح قبل 2007 سنة  في مغاة بيت لحم ولتبقى ايام اطفالكم واولادكم سعيدة للابد وهم قريبون منكم اينما كنتم في ارجاء المعمورة الواسعة !!! . عيدا سعيدا لجميع اهالي زاخو وبالاخص محلة العباسية التي كنت اعيش فيها قبل خمسة ثلاثين سنة.
______________________________---
*  محلة عباسية كانت مجموعة من البيوت  تقع في جهة الشرقية من زاخو قرب جسر دلالي وسميت بالعباسية على اساس قربها من جسر العباسي التسمية الخاطئة التي اطلقت على جسر دلالي التاريخي. اما مجموعة بيوت الكلدان في هذه المحلة كانت اغلبها في عباسية الجديدة التي شرع البناء فيها منذ 1968.




1661
اذا كانت امريكا الشيطان الاكبر في العالم  فمن يكون الشيطان الاصغر ؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا

 لقد اطلق الامام خميني مصطلح الشيطان الاكبر على امريكا قبل اكثر من 25 سنة بسبب دورها  المتنفذ في العالم بصورة غيرنظيفة حسب رؤيته. وتعودنا سماع اطلاق هذا المصطلح من قبل قادة الجمهورية الاسلامية في ايران على امريكا في كل المناسبات التي تكون العلاقات الايرانية الامريكية متشنجة.

لكن ترى من هو الشيطان الاصغر في الشرق الاوسط؟
 بعد ان اخطأ صدام حسين كعادته في القياسات السياسية  بهجومه على الكويت أجبرته هذه الظروف الركوع امام عدوه اللدود الرئيس الايراني انذاك عبر رسائل اعلامية. بعد هذه الرسائل  فقد صدام حسين مصدقيته تماما من قبل كل مكونات الشعب العراقي لا سيما قادة الجيش بسبب تنازله بجرد قلم عن شهداء حرب ثمانية سنوات مع ايران فادرك الشعب بعد عشرة سنوات من سلطته كرئيس اي مجرم هو صدام حسين!؟ واي دكتاتور هو؟!! تنفست ايران الصعداء وعاد حلم الايراني القديم الى اذهان قادته وان تغيرت ملامحه لاعادة امجاد الامة الفارسية عبر التاريخ لكن في هذه المرة بالثوب الديني عبر تصدير نماذج من ثورتهم  بعد ان عرف كل العالم نهاية الفلم غزو كويت قبل عرضه ( اي هزيمة صدام في الكويت وتوقعيه على وثسقة الاستسلام في خيمة الصفوان!!!)
ليس مخفيا على احد دور ايران في دعم المنظمات الارهابية في العالم منذ بداية   1979 اي فترة ثورتهم  وللتاريخ نقول صحيح ان صدام حسين اراد تراجع عن معاهدة 1975 واعادة  شط العرب الى العراق،  لكن في نفس الوقت كان واضحا منذ يوم الاول استلام قادة الثورة الاسلامية  السلطة في ايران، كان لهؤلاء القادة  مواقف  حاقدة  بسبب رغبتهم بتصدير ثورتهم الى دول الجوار والعالم الاسلامي  وكانت العقبة الرئيسية  امامهم العراق ونظام صدام حسين .
 فكانت  تغير النظام في العراق  من اولى اوليات ايران، لا من اجل جلب الخير لشعب العراق المظلوم من حكم صدام حسين ولا من اجل جلب الديمقراطية والعدالة لكافة مكوناته،  بل من اجل حصولهم على فرصة لتخريب مجتمعه واشعال حرب طائفية اهلية لا هواد لها بين مكوناته .

في السنين الاخيرة اصبح هذا الامر اكثر واضحا وجليا ، اي ان  الحكومة الايرانية لعبت دور كبيرا في  عدم استقرار منطقة الشرق الاوسط . فها هي لبنان بعد اكثر من ثلاثين سنة من حرب اهلية تعاني لا بل في حالة التفكك بسبب مواقف الحكومة الايرانية وتدخلاتها وتغير اتجاه البوصلة السياسية فيها عن طريق  نفوذها على حزب الله في جنوب لبنان  في كل مناسبة. فلبنان اليوم مشلول بسبب عدم استطاعتهم انتخاب رئيس جديد والاغتيالات مستمرة لقادته الوطنيين .

بالنسبة للفلسطينين بعدما استمر صراعهم من اجل حقوقهم المشروعة  مع اسرائيل  اكثر من نصف قرن انقلب هذا الصراع بين الفلسطينين انفسهم ولا توجد علامة انفراج  قريبة بعد ضعف قدرة قيادتهم وانقسام حلفائهم او التخلي عنهم بسبب تدخل ايران !

اما بالنسبة للعراق فايران انتظرت ربما اكثر من ثلاثين سنة  لحين مجيء فرصة الانتقام كما قلنا. حيث شاءت الاقدار ان يتفق  عموم شعب العراقي في الداخل مع قادتنا الحاليين  في العراق( الذين كانوا في المنفى ) مع امريكا من اجل ازاحته من السلطة بعدما وصل العراقيون الى حالة اليأس في محاولاتهم لتغير نظام صدام حسين.

نعم هذه كانت اللحظة التي كانت امريكا ايضا تنتظرها منذ زمن طويل ، بأن تجد سبب لازاحة صدام حسين فكانت حجة امريكا  امام رأي الدولي امتلاك العراق الاسلحة الذرية والكتلوية والبايلوجية . اما من الداخل كان المجتمع العراقي مستعد للتغير تماما والبرهان كان مقاومة الجيش في هذه الحرب،  فقد فقد قواه بسبب الحصار والحروب الكثيرة و والفساد الاداري وخروج السلطة من يد صدام حسين نفسه الى الحلقة المحيطة به من اقربائه ومن ثم زيادة الصراع بين افراد هذه الحلقة وبتالي زيادة الانتقام  من الشعب العراقي اكثر. اما بالنسبة للاحزاب والحركات  والقوى الوطنية في المنفى كانت تحلم هي الاخرى بفرصة مثل هذه  فقد اتخذت قرار تخويل امريكا بأسقاط النظام البعثي برحابة صدر دون التفكير ووضع اتفاق نهائي بين انفسهم عن كيفية ادارة الحكم من بعد سقوط صدام حسين  وكذلك اهملوا وضع خطة لحماية حدود العراق من الجيران و ولم يتفقوا كيف يمنعوا حصول حرب اهلية كما نراها اليوم .

لكن فرحة الايرانيين كانت اشد من فرحة الامريكيين والعراقيين والمعارضة العراقية في المنفى باسقاط تمثال صدام في حديقة فردوس في 9 من نيسان عام 2003.
 منذ تلك اللحظة اصبح نفوذ ايران في العراق مثل نفوذ الشيطان الاكبر (امريكا)،  وبدات  منذ تلك اللحظة المرحلة العملية من تحقيقة حلمها في تدمير العراق كلي، ا وما هي تقارير الاخيرة الا برهان مؤكد  بدون جدال للدور التخريبي لايران في  المجتمع العراقي .

ربما يتجادل بعض القراء في هذا الطرح،انني اسألهم الم يكن هناك اكثر من عشرين الف مسيحي من الكلدان والاشوريين والسريان والارمن يعيشون في مدينة بصرة بمحبة ووئام مع اخوتهم من السنة والاغلبية الشعية طوال كل قرن العشرين فلماذا الان لم يعد لهؤلاء المسيحيين الحق العيش بين الاسلام في مدينة بصرة؟
 من اجبر المسيحيين  وغير المسيحيين على الخروج من البصرة هل القاعدة ام ايران؟
الجواب واضح ايران ستعمل بكل ما في وسعها من اجل تمزيق المجتمع العراق عكس ما تعلنه في الاعلام والمؤتمرات الدولية، ستقيم حرب بين الشعية والشيعة والسنة والشيعة وتشجع على اجبار الاقليات الدينية على الخروج من العراق او الدخول في الاسلام اي انها  تزيد من نار حرب الاهلية  لاسباب لعدة منها افشال تيار الديمقراطية في العراق  لانه سياستها تجري عكس عقرب الساعة وعكس  تيار تغير تاريخ الشعوب، السبب الاخر هوالضغط على امريكا لاجل حصول مساومة بينهما في السياسة العالمية!!! وكذلك التهرب من مازق الداخلي التي تعيشه بين جيل الثورة الاسلامية المستبد وجيل الانترنيت وجيل المتعطش للحرية  وقيم الحضارية الحديثة وكذلك  التغطية على صراعها مع القوميات الغير فارسية مثل الاكراد في الشمال والعرب في عربستان .

 بالاختصار ان دور ايران اسوء من دور القاعدة في العراق ،لان القاعدة منظمة ارهابية سوف تزول بمجرد تغير ظروف الدولية وحصول مساومات بين السياسة العالمية  وتغير الوضعية الاقتصادية للبلد ، لكن ايران دولة كبيرة من ناحية السكان والمساحة والموارد الطبيعية ولها تاريخ عريق ونفوذ سياسي كبير في الشرق الاوسط.

 الكل يعرف الان ان اخبار مدينة البصرة  في هذه الايام غير مسرة  بسبب الصراع العشائري والمذهبي والحزبي  الذي جلبته ايران لمدينة بصرة والطريق سيفتح مع بقية مدن في الجنوب بين مؤيدي ايران ومعارضيها ولهذا فان الاستقرار في الجنوب مهدد لا بل بعيد اذا استمر قادتنا في هذه الطريقة من التفكير .

في الخاتم نقول اذا كانت امريكا الشيطان الاكبر في العالم فمن يكون غير ايران الشيطان الاصغر في الشرق الاوسط ؟!!!!! على الاقل  بسبب  دورها التهديمي للنسيج المجتمع العراقي عن  طريق اشعال الحرب الطائفية والاهلية والعشائرية بين العراقيين ودعم سراق النفط للوصول لاسواق العالمية والضغط على حكومتنا الهزيلة في كل قرار جريء تتخذه  .
مرة اخرى نقول لشعبنا العراقي، ان الاعتماد على الذات حقا فضيلة والاعتماد على الاخرين هي  حقا رذيلة والحكيم من الاشارة يفهم.


     

 

1662
مجموعة صور من الامسية الشعرية التي اقامتها سفارة جمهورية العراق مع المنتدى الاسترالي العراقي في  فكتوريا –استراليا

 

ملاحظة نعتذر للشعراء الذين لم تنشر مقاطع من قصائدهم بسبب عدم امتلاكنا نسخة منها



 










 



 



 

 

 

 



 

 

الشاعر الكبير يحيى السماوي الذي قدم لهذه الامسية من ادلايد-  جنوب استرالي

 هذه بعض مقاطع من قصيدته ومائدة الخليفة

 

ما لي ومائدةِ الخليفة؟

خبزي الفُطيرُ الدُ

والبستانُ ارجبُ لي من الشُرفِ المُنيفه

وحبيبتي قربي

أحبُ اليَ من مليون جاريةٍ

انا الملكُ المتوجُ

بايعَتهُ حمامة في قلبي

مملكتي رصيفُ يحتفي بأحبتي الفقراءَ

حاشيتي الزنابق والعصافيرُ الاليفه

والتاجُ جرحُ

لا ابيعُ بجَنةِ الدنيا نزيفَه

…..

…..


 



 

الشاعر جمال غمبار الذي قدم  لهذه المناسبة من ادلايد – جنوب استراليا

 

 


 

 



 

 

 

 

 

الشاعر غريب كوندا- مالبورن فكتوريا

هذه مقاطع من قصيدته ( ما مبصخ لبد غريب) سعادة غريب:

 

مها بد مبصخ بت غريب تات مبصخ خني لباني

بقنيت بارا وزوزا وملك وقنياني

                                        ان بيخالت مندي بسيما وابريشي طماني

                                                                              بلواشت جولي خليي وجندايي ..

بدماخا ابشوويياثا ركيخي ومشخنناني

ان بشتايا واروايا خكري مسكراني     

 

 




 

 

الشاعر الشعبي ناصر الماجدي

ملبورن- فكتوريا

 


 

الشاعر خالد الحلي

ملبورن -فكتوريا

 

 

يا ثالث النهرين
 

"ألقيت هذه القصيدة في المهرجان الكبير الذي أقامته الجالية العراقية
في سدني عام 1998بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري".

ايــــــــامُ عمــــــــركِ كلهـــــا أشــــــــــــعارُ

وبنور شـــعوركِ         تزدهــــي الأنــــــــــــــــوارُ

                   أنــــتَ الــــــذي يبقــــى الكـــــــلامُ معطـــــلاً

                     برثـــــأء مــوتــــكَ فــــــالحروف تحـــــــــارُ

                    مــــن اي مجــــــــــد تبتــــدي، ســـــيعـوزها

                     مهمـــــا ارتقــــــــت بثنائهـــــــــا مقــــــــــدارُ

                    فتتــــــوفُ أن تُعطــــــي لبـــــعض تصــورها

                   عــــــذراً اذا نفـــــــعت هنــــــــتتا الاعــــــــذارُ

                   انـــــــت المعلـــى والعــــــلا يصبــــــــو الــــــى

                      ادراكِ شــــــــــــــــــأنِكِ ، والـــردى اقـــــــــدارُ

                      انــــــت الضمــــــــــير يصيــــــتتتح فـيـــــنا اذا

                        اذا مــــا غـــــابَ يومـــــاً في الـــــدم الــــتذكارَ 

 




الشاعر الياس منصور

ملبورن - فكتوريا

 عنوان القصيدة :الطرقات

 

 

مهاجرث من مكانِ لمكان ، ويدي على قلبي

خائفُ ان يتوقف قبل لقياكِ ايتها الحبيبة

كل المنافذِ معدةُ للهربِ ، كل الطرقات معدة للضياع

انا واقفُ وافكاري تتراقص، انا واقفُ ورجلايَ ترتجفان

ا لاف الاسءلة تركتاها معلقة بحبال المشانق دون جواب وهربنا

هربنا من وطنِ ابتلى بأبنائهِ قبل جيرانه واصدقائهّّّّّ!!!؟

الاف الاسءلة تركناها دون جواب معلقة بأسيط الحقدِ والتعصبِ

وهربنا، وهربنا من الهرب ووراء الهرب حتى اصبح الهرب في دمنا!!!؟

 




 

الشاعر احمد راضي

 

 


 



 

الشاعر يوحنا بيداويد

هذه مقطع الاخير من قصيدته بعنوان ( مرا داتري) مرض وطني:

 

 موري منيلي زرايا دبشتا

من دَيكَا تيِلي زيوانا

 و مَنِ ملوِشلي لالو اذ شوقتا

هل ايمن بهاوي بروند بتنهرين

 بيخايي كَو خِشكا

واليتو مِنو كِرشتا

خلصتا لتلن من مَرا الا بكبشتا

كو خويادا

وبُلخانا دلا بِرشتا

بداير عَمن اخ دَبشتا

بخايي بشينا وشلاما

ولوشا بتنهرين شوقتا مُقدشتا

وبارس شمو كو كل بريتا

بايقار  وبِصخوتا

 بيشَ تنيتو من كل خا شميتا

اخ ديوا كو شَريتا تَشعيتا

 

 


 

 

 

 



 

 

شعراء الامسية مع سعادة السفير العراق الاستاذ غانم الشبلي  والمحلق الثقافي الدكتور هشام توفيق والدكتور رياض المهدي رئيس المنتدى الاسترالي العراقي والدكتور خيري مجيد سكرتير المنتدى



1663
دور فناني شعبنا في القضية القومية!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا

في حفلة غير عادية اعاد المغني الكبير، مغني فلكوري شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني)  سركون هرمز ذكريات مرة وحلوة على اذهاننا وذلك يوم الجمعة الماضية 7/12/2007  في قاعة بروك وود في مدينة ملبورن- استراليا.

قد يتسائل البعض ماذا تعني بذكريات  حلوة ومرة؟ وما علاقاتها بقضية القومية؟

نعم لقد ظهر سركون هرمز مع كوكبة من المغنيين الملتزمين بالقضية القومية لشعبنا منذ بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي مثل اشور سركيس وايوان اغاسي والبيرت روئيل والمرحوم بيبا والمغني شموئيل بر شموئيل وغيرهم

في هذه الامسية التي استمرت الى الساعات الاولى من الصباح اطرب الحاضرين واحيانا ابكى البعض منهم  باغانيه المتميزة بلحن الطرب والخكة السريع مثل خكا الشيخان و خكا الامريكي وخكا يقورا وخكا البيلاتي.
اعاد على مسامعنا بصوته الشجي الحي والشخصي بعدما كان اغلب الحاضرين فقط يستمعون الى اغانية عن طريق كاسيت المسجل او فديو، تلك الاغاني التي تحمل معها ذكريات خاصة عند كل واحد من جيل الخمسينات والستينات.
ذكريات مرة لاننا تعودنا سماع هذه الاغاني في الحفلات الزواج والعامة والسفرات الجامعية والمناسبات الشخصية ونحن في بلدنا الام وها نحن اليوم  نسمعها و نحن بعيدون الاف الاميال عن اهلينا ،ووطننا في حالة يرثى لها من حرب اهلية طائفية ، وشعبنا قد تشتت الى اربعة اركان العالم وقادتنا السياسين والروحانيين  لازالوا في اشد حالة فراق فيما بينهم.
 قد يتذكر البعض من الاخوة  القراء،  في بداية الحرب العراقية الايرانية كان قد وصلتنا  مجموعة كبيرة من الاشرطة من الخارج ، منها شريط سركون هرمز الثالث في نفس الوقت يكن هناك حفلات عديدة ومناسبات فرح كثيرة في بداية الحرب  بسبب كثر الشهداء الذين سقطوا من ابناء شعبنا في تلك الحرب المشؤومة (خاصة السنة الثانية من الحرب- معارك شرق البصرة)،  في نفس الوقت كان لاغاني هذا الشريط الوقع الكبير على نفوس شباب الجامعي  ذلك الزمان فحينما غنى المطرب سركون هرمز هذه اغاني القديمة اعاد جمالها وذكرياتها على ذاكرتنا .
الشيئ الاخر المهم الذي لابد ان اذكره هنا ، ان هذه الحفل كان فيه حضور متنوع من الكلدانيين والاشوريين والسريان ولم يكن هناك بين الحاضرين تلك الفواصل التي نراها في اورقة السياسيين وبعض الكتاب المتطرفين وبعض المحطات التلفزيوين او الاذاعية وحتى بعض رجال الدين الذين يقومون عادة بنكران طرف  اخر من مكونات شعبنا، حتى المغني الكبير في بداية الحفل قد غنى اغنية شمل فيها كل تسمياتنا القومية.

هنا لابد نشير  ايضا الى كلمة الحق بأن المغنيين الكبار قد قاموا برسالة مهمة لشعبنا  في ذلك الزمان وذلك وبادخال الاغنية بلغتنا الام سورث الى كل بيت والى قلب شاب وشابة وقد اوقدوا  بهذا  مشاعر القومية في شرايين الشبيبة وشدوهم الى الشعور القومي والهوية الذاتية بشعبنا.  انا اظن كانت هذه رسالة من الحلقات المهمة ( ان لم اقل الاهم في نهاية قرن العشرين) في تاريخنا في فترة زمنية قاسية مرت علينا  بسبب حكم صدام الاستبدادي ضد كل من يقوم بنشاط قومي او سياسي .
في الختام نقول اذا كان شعبنا من كافة مكوناته قد التقى ويلتقى في مثل هذه المناسبات دون تحفظ ويفرح ويحزن معا دون تميز، أليس من الحق ان يكون لهؤلاء الفنانيين مكانة خاصة في قلوبنا بسبب شموليتهم وموضوعيتهم في اداء رسالتهم ؟.
اليس من المعيب على قادتنا من كافة الجهات ان لا يستطيعوا زيادة التقارب واللحمة بين مجموعات  شعبنا  كما يفعل سركون هرمز او جولينا جندوا او غيرهم ؟واليس من المعيب بان يحرض بعض قادة مجتمعنا!!! بان لا يحضر  غيرهم حفلة المغني الفلاني لانه لا يتمسك بطريقة تفكيرهم او بالاحرى ليس متطرف مثلهم.
ايها الكتاب الاحرار المعتدلون ايها الفنانون ايها الرسامون ايها المسرحيون  ايها الصحفيون والمذيعون عليكم تقع مسؤولية حماية الامة الواحدة من الضياع وليس غيركم !!!!!!! ليكن الله في عونكم في تحمل هذه المسؤولية.


1664
                       
ملاحظة مهمة
هذا الموضوع كتبته في ١١ من تشرين الثاني ٢٠٠٧
ليس بجديد فقط للتنويه
اردت وضع رابطه مع مقال الاخ متى كلو
التاريخ يعيد نفسه


 هل يستطيع ملا بختيار فعلا الغاء تاريخ الشعوب؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن-استراليا
5/11/2007

 ان مقولة ( التاريخ يعيد نفسه) مقولة مبينة على ظاهرة تكرار الحدث نفسه بين فترة واخرى احيانا كثيرة لاسباب نفسها . ذكرتني هذه  المقولة بما جاء على لسان  ملا بختيار حينما نكر وجود الاقوام الاخرى في اقليم كوردستان في هذه الايام .

 يمكن وصف تصريح ملا بختيار ببدعة القرن، حيث تم تجريد شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) من اسمه التاريخي ونكران حقه الطبيعي في الوجود في ارض اجداده الذي يعرفه الغريب قبل القريب، حيث  لم يمضي اكثر من ثلاثة اشهر على وصف شعبنا بالجالية المسيحية  في كتاب رسمي صادر من مكتب رئيس الوزراء ، ليخرج سياسي اخر، في موقع مهم جدا لدى احد احزاب العلمانية والذي كان قريبا من الفكر اليساري لحد قبل فترة قصيرة  لينكر على شعبنا وجوده في اقليم كوردستان.

ما اقلقني في هذا الموضوع هو الظاهرة المتكررة بين اقوام الشرق الاوسط التي لا يتخلى القوى من سحق الضعيف وسلب حقوقه متى ما سنحت له الفرصة ، فالاخوة الاكراد عانوا قرابة قرن من الحكومة المركزية في العراق لينالوا حقوقهم ولكن عجيبي هل يعيد التاريخ نفسه ينكر اخوتنا الاكراد الذين كانوا مضطهدين لحد قبل سنيين قليلة حقوق غيرهم في الوجود كما فعل ملا بختيار؟!!
و ما اقلقني اكثر هو ظاهرة الغاء اي وجود لشعبنا في بلاد الرافدين  من معظم اطراف المتصارعة في العراق اصبحت شبه عامة ،  فكما حدث في البصرة منذ تغير النظام  تكرر قبل تسعة اشهر في منطقة الدورة والموصل ، ثم قبل  ثلاثة اشهر ليصدر كتاب من اعلى مكتب في الحكومة المركزية لتطلق علينا بالجالية ثم يأتي دور ملا بختيار لينكر وجودنا كليا ، فسؤالي هو  هل هذه صدفة ام رغبة داخلية حقيقة لدى هذه الاطراف المتصارعة  يريدون التخاص من اقدم شعب في تاريخ بلاد الرافدين؟.

قبل كل شيء اريد ان اوضح بأن الشعور القومي بصورة عامة ( اعني لدى كل الشعوب) هو شعور غريزي لم يرتقي لحد الان الى مرحلة الضمير والوعي حسب مفاهيم  حقوق الانسان الشمولية المعتمدة من قبل الامم المتحدة بل لازال في طوراشباع رغبات الذات من الافتخار بالذات تصل الى احيانا الى حد الهلوسة النرجسية ، لان الشعور القومي المفرط  يرفض حق الاخرين ووجودهم عادة كمن يصيب بعمى الالوان ، هذا ما نستنتج ذلك دراسة التاريخ، فمعظم الصراعات بين الامم كانت ترتدي ثوب الصراع القومي لكي تزيد من الحماس والاستعداد للتضحية  لدى الناس العاميين وان كان الهدف الحقيقي منها هو غير ذلك.

كنت اؤمن دائما  بان حلفائنا  الحقيقيين هم الاخوة الاكراد الذين تم مزج دماء شهدائنا معهم في ساحات القتال لاكثر من نصف قرن في النضال من اجل وصول الى حقوقهم جميعا. ولم  اكن اظن يوما ما سوف ينكر حقنا من قبل اشقاء لنا لا سامح الله  عانينا معا من نفس حاكم ظالم حتى لو نكر العالم باكمله حقنا في الوجود ، ولحد الان اظن وجودنا في المستقبل مرهون بنجاح الفكر العلماني الذي يحفظ حقوق الجميع على حد سواء بدون تميز طائفي او ديني او عرقي او جغرافي او قومي وان الحركة الكردية بكلا جناحيها كانت وزالت تميل لتطبيق هذا النظام العادل والمعقول الامر الذي نظن هو احد اهم مقومات لتحديد مستقبلها.

فقط اريد ان اذكر ملا بختيار بتاريخ الحركة الشمالية واريد ان ابوح له سرا هل اشترك بنفسه في المعارك المصيرية في تاريخ الحركة الكردية  مثل (جياي متينة )وغيرها منذ بداية الحركة في بداية الستينات التي شارك فيها ابائنا؟ ليحق له ان يدعى اننا لا نملك ارضا او وجودا في اقليم كوردستان  ويعاملنا كغرباء جاءوا الى هذا الاقليم بعد نيسان 2003 . وليفتح ملا بختيار سجلات التاريخ وليرى كم من ابناء شعبنا كانوا يعملون في مكاتب القائد التاريخي للحركة الكردية المرحوم ملا مصطفى البرزاني . وكم من شهدائنا سقطوا في المعارك مع اخوتهم من الاكراد في نضالهم في هذه الحركة، حينها  يستطيع  ملا بختار ان ينكر حقنا في الوجود؟!!!

لا اريد اسرد مواقع اثار التاريخية كما فعل اخواني بقية  الكتاب من شعبنا  التي تشهد على وجدونا الحقيقي. واذا اصر ملا بختيار على قوله، فارجو منه ان يوضح لنا من اين اتى شعبنا ان لم يكن موجودا قبل الان في وادي الرافدين؟ بل ليرصد جائزة للمؤرخين كي يثبتوا من منا على الحق، وان ينقصه المال نحن نرصد قيمة الجائزة ليختار هو مختصين في تاريخ الشعوب من جامعات العالم لدراسة مقولته ؟ حينها يعرف من هو الاصح، هل فعلا نحن اول من وجود في  بلاد الرافدين ام نحن اخر جالية جاءت الى العراق كما يظن؟

 ان مقتنع جدا  بأن موقف ملا بختبار لا يمثل موقف جميع قادة الاكراد اليوم الذين سمعناه ونسمعه بين حين واخر منهم، ولايمثل  موقفه سياسة حكومة الاقليم. ولدي الايمان  الكامل بان شعب اقليم كوردستان من جميع قومياته من ضمنها شعبنا الكلداني الاشوري السرياني  سوف يكون منارة اشعاع فكري و حضاري يزيل الظلام الذي يسود منطقة الشرق الاوسط منذ قرون عديدة، بشرط واحد  اذا تبنى مفهوم الديمقراطية والنظام العلماني البعيد من التعصب الديني والقومي الطائفي  انظر مقالنا ( : هل حان وقت تأسيس دولة كردية في اقليم كوردستان؟) على الرابط التالي
http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=7702

في الختام
ارجو ان يكون امثال ملا بختيار الذين يجهلون الكثير من المعلومات التاريخية لا سيما  تاريخ الحركة الكردية على حقيقتها وتاريخ وجود قوميتنا واثارها وحقوقها قليلون والا فعلا مصيبتنا كبيرة وفعلا  سيعيد التاريخ  نفسه لنا!.
 
في نفس الوقت نتمنى ان يخرج بيانا توضحيا من حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ان يصحح الخطأ الذي وقع فيه ملا بختيار كما تم تصحيح الخطا الذي ورد في كتاب الذي خرج من مكتب رئيس الوزراء.
 


1665

                       عندما تبدأ حنطة العراقيين بأكل شعيرهم!!
يوحنا بيداويد
26/10/2007

عبر تاريخ العراق المرير هناك كثير من الاقوال والامثال قيلت وضربت  بسبب الحروب والماسي التي مرت علينا، احيانا هذه الامثال تزيل اثار الكرب والحيف التي تصيب الانسان عندما يسمعها في مناسباتها الدقيقة  بعد ان يتم سلب حقه الطبيعي منه ولا يوجد من يسترجعه له.

 لعل المثل العراقي المشهور ( اللي ما يعرف تدابير حنطة تأكل شعير) ينطبق اليوم  على جميع العراقيين لا سيما شعبنا اليتيم  ومستقبلهم المشؤوم. مثلما حدث بالامس،  حيث خرج موظف كبير بدرجة امين لمكتب رئيس الوزراء بوصف اقدم شعب او قوم في تاريخ العراق ( شعبنا الكلداني الاشوري السرياني) بالجالية المسيحية. (انظر الوثيقة الملحقة)
هنا لا بد نشير ان هذا الشخص على الاكثر انه غير عراقي لذلك لا يعرف شيئا عن تاريخ العراق وتركيباته القومية والدينية والمذهبية و لذلك لا يعرف حتى المسيحيين هل هم غرباء ام سكان اصليين للعراق ؟.
فقط اريد ان اسأل السيد رئيس الوزاء الدكتور المالكي، اذا كان امين  مكتب مجلس رئيس الوزارة التي ترأسها انت بهذه الدرجة من الجهل والسذاجة لا يعرف تاريخ شعبنا عبر مراحله الطويلة من الكلدان  في الجنوب والاشوريين في الشمال  والسريان في الشمال الغربي  ووجدهم قبل العرب والفرس وغيرهم في العراق فأي مؤهلات  يملكها هذا الموظف الكبير لكي يستحق التوظيف في الموقع ؟

كلمة صغيرة نوجها للسيد علي محسن اسماعيل الذي وقع هذا الكتاب ايضا ، فقط نذكرك بأسماء العظيمة لشعبنا
اولا ان كلمة عراق مشتقة من كلمة اورك ، التي هي اسم لاشهر مدينة في الجنوب وان كلكامش  بطل اقدم اسطورة في تاريخ الانسانية كان ملكها.
وحمورابي اول مشرع في تاريخ الانسانية هو من ملوك شعبنا .
وهل تعلم  بأن شعبنا مكتشف اللغة الكتابية قبل كل العالم ؟ وماذا عن علوم البابليين في الرياضيات ( يشك كثير من علماء الغرب بأن نظرية فيتاغورس مكتشفة في بابل قبل ان يكتشفها فيتاغورس نفسه) ؟  والفلك ( البابليين  هم مؤسسي علم الفلك وهم من قسم السنة والفصول والليل والنهار ) والموسيقى ( اول قيثارة وجدت في العراق)  والعمران ( شواهد برج بابل وعكركوف وغيرها قريب منك يمكن ان تزوها) .  بقي شيء اهم  من كل هذا، هو  ان العراقيين القدماء هم اول من اكتشف العجلة التي غيرت مجرى تاريخ الانسانية بجانب اللغة الكتابية!!!!!!!!!!!!! .

ارجو ان تسأل الشخص الذي وظفك في هذا الموقع ان يزودك بمصادر تاريخية عن قوميات وشعوب العراق ( وادي الرافيدن) القديمة ، لاننا نعرف من المستحيل ان يتم تغير وظيفتك بسبب هذا الخطأ الكبير الذي اهنتنا واهنت فيه كل العراقيين، كما يجب ان نوه  هنا بأن تاريخ العراق القديم  اليوم ليس تاريخنا وحدنا بل هو تاريخ كل العراقيين ولكنه ليس تاريخ الغرباء!!.



 
 




1666
                                لماذا  وقعت الحكومة التركية الان  في حيص بيص؟
بقلم  يوحنا بيداويد
مالبورن-استراليا
24/10/2007

الى حد قريب كانت تركيا الدولة الاسلامية العلمانية الوحيدة في العالم الاكثر تطورا والاكثر انفتاحا على العالم الخارجي  يتم انتخاب حكومتها بصورة ديمقراطية. تشغل تركيا الجزء الشرقي من القارة الاوربية وتشرف على المضيق الذي يربط بلدان البلقان بحريا بالعالم الخارجي. نسمتها  تقارب 90 مليون، فقيرة من ناحية الموارد الاقتصادية باستثناء الماء الذي تولد منه الطاقة والزراعة.
كان يطلق عليها اسيا الصغرى في تاريخ القديم، بعد احتلال محمد الفاتح القسطنطينية عام 1453 م انشأ امبراطورية كبيرة ( الامبرطورية العثمانية) امتدت حدودها  شرقا وغربا ودام حكمها قرابة ثلاثة قرون ونصف.
في الحرب العالمية الثانية خسرت الحرب مع حلفاتها  المانيا وايطاليا ضد فرنسا وبريطانيا وروسيا. فخسرت اراضي كثيرة كانت تقع داخل امبراطوريتها وكان من بين اهم  هذه الاراضي هي الجزء الشمالي من بلاد الرافدين (لواء مدينة موصل)  وبلاد الشام. منذ ذلك الحين ولحد الان بين فترة واخرى نسمع باطماع الحكومة التركية في العراق لا سيما في منطقة كركوك وموصل و الاقليم الشمالي للعراق .

بعد تغير نظام  الدكتاتور صدام حسين وتفتت مركزية الدولة العراقية وضعف الدور السياسي لقادتها تصاعدت الضغوط الخارجية ضد مصالح العراق من كل الاتجاهات.
لذلك يجب ان لا يُستغرب عن سبب وقوع تركيا في حيص بيص اليوم وزيادة الضغ
 على الحكومة العراقية.

لكن من بين اهم الاسباب التي  جعلت  تركيا تفكر في دخول الحدود العراقية لمقاتلة الحزب العمالي الانفصالي  الان هي:-
اولا:    تغير محاور القوى في العالم خاصة بعد الحرب الباردة واستبدالها بالحرب على الارهاب،  حيث ان امريكا لم تعد بحاجة ماسة مساعدة تركيا اليوم خاصة بعد ان تم تفتيت الاتحاد السوفياتي وتم تفتيت يوغسلافيا الاتحادية الى مجموعة من دويلات ضعيفة وتغير النظام في العراق وافغانستان.
ثانيا:   ان النظام العلماني التي امتازت به الدول الاتاتوريكية لمدة ما يزيد عن85 سنة هو الان في خطر ، للمرة الثالثة يتولى حزب اسلامي الفكر الحكم في تركيا خلال عشرين سنة الاخيرة،  مما زاد تخوف الدول الغربية من سيطرة فكر اسلامي متطرف مثل ملالي ايران على مقاليد الحكم قريبا .
ثالثا:   كانت تركيا لمدة طويلة تطمح بالدخول السوق الاوربية وقد أعطِي لها الوعد عدة مرات ولكن بشرط اجراء اصلاحات جذرية في النظام التركي بخصوص الحريات القومية والدينية للاقليات لكن تركيا فشلت في اجراء هذه الاصلاحات لحد الان وليس من المتوقع ان تقوم بها بعد الان ايضا.

رابعا:     في هذه السنة مُنيت تركيا خسارة كبيرة على الجبهات السياسية   العالمية ، فالخسارة الاولى هي تصاعد اصوات بعض الدول الاوربية عالية حول رفضها بقبل عضوية تركيا على وضعها الحالي في الاتحاد الاوربي والخسارة الثانية هي  اعتراف الكونجرس الامريكي بمذابح  ارمينيا على ايدي اتراك  في الحرب العالمية الاولى والخسارة الاهم في (نظر تركيا) اتخاذ الكونجرس الامريكي القرار الغير الملزم بتقسيم العراق الى مناطق امنية حسب كتلة الكبيرة ما يعني بدأت ملامح تقسيم العراق  بالظهور عمليا. فخرجت تركيا من الحلبة السياسية وتغيراتها في الشرق الاوسط فارغة اليدين في العقد لاخير ولذلك قال رئيسها قبل ايام نحن متأخرين جدا عن ايجاد حل!.

 هذا من حيث الشأن الخارجي اما من ناحية  الشأن الداخلي فالقضية التي  شغلتها لما يقارب ربع قرن هي قضية  حزب العمال الكردي، حيث ان هذه الحركة الانفصالية اصحبت شوكة في ظهر الدولة التركية، فلا تستطيع تركيا  بعد اليوم ايقاف الشعور و الفكر القومي المتزايد لدى اكراد تركيا  والقضاء عليها.
بالمقابل تلاحظ تركيا ان الشعب الكردي في شمال العراق يعيش منذ اكثر 16 سنة في ادارة ذاتية وحكومة اقليمية  وان مدينة كركوك الغنية بالنفط  تقع ضمن هذا الاقليم  لذلك بمجرد وجود امكانية لدى اكراد العراقيين ربما يعلنون الاستقلال ومن هناكا يأتي تخوف تركيا حيث سيأتي دعم لاكراد تركيا ويبدأ الصراع الطويل، لذلك تعالت اصوات الحكومة التركية بالتهديد بالدخول اراضي العراقية للقضاء على مقاتلي حزب العمالي.
مجمل ما تريده تركيا اليوم هو كالتالي :-
1   القضاء على حركة حزب العمال الكردية في تركيا تماما وامحاء الشعور القومي عندهم  عن طريق سياستها القديمة بالقضاء على التراث واللغة والتقاليد وسلب   حقوقهم. 
2   حماية الاقلية التركمانية في العراق خاصة في مدينة كركوك والتمسك بها كحجة للتدخل في مشاكل العراق في اي وقت حتى ان لم تكن هناك مشكلة.
3   عدم اعطاء اي مجال لاكراد العراق التفكير بالاستقلال ابدا.
4     اجبارالكونجرس الامريكي بالتراجع من قراره حول مذابح ارمينيا.
5   الاستفادة من احتمالية مؤتمر الخريف حول انشاء الدولة الفلسطينية.
6   الضغط على الحكومة الفدرالية العراقية  لتقليص نفوذ القومية الكردية في الحكومة المركزية 
7   الاستفادة من الصراع الذي اصبح على وشك الاندلاع ما بين ايران وامريكا حول المفاعل النووي.

كل الدلائل تشير الى ان تركيا سوف تخسر كثيرا في حالة  اقدامها على الدخول في اراضي العراقية للقضاء على الحزب العمال الكردي مثلما حدث لصدام حسين حينما قرر فتح جبهة عريضة وطويلة مع ايران في بداية حرب الخليح فاجبرته فيما على غوض حرب طويلة الامد.  و الامر الاخر الذي لا يكن تقليل من اهميته  تعرفه تركيا جيدا قبل غيرها هو ان اقتصادها ليس بالقوة التي تساعدها على غوض حرب طويلة الامد لا ننسى ان طبيعة الارض التي تجري عليها المعركة حيث جبلية غير صالحة للجيش واسلحته ،.
فمن الافضل لها ان تفكر في الحل السياسي وتدخل في حوار مباشر مع الحكومة العراقية وحكومة الاقليم والحكومة الامريكية لايجاد مخرج لمشكلتها مع شعبها الكردي.     

1667
                   هل سيوقف مؤتمر اربيل تقسيم العراق؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
12/10/2007

فجأة شعر العراقيون بعد  اربعة سنوات من حرب اهلية طائفية في وطنهم  انه موضوع تقسيم موطنهم اصبح في ملفات الدول الكبرى بعد ان اتخذ الكونجرس الامريكي قرار تقسيم العراق الى مناطق امنة تكون ادارتها من قبل سكانها.
فجأة تعكر مزاج قادتنا السياسين الذين كانوا يمارسون السياسة  كأنهم  كانوا جالسين  كل الفترة الماضية في مقهى يتلهون بمسبحتهم غير مبالين الى الاخطار المحدقة بالوطن مثل تشرد اربعة ملايين لاجئ  وعدد لايحصى من الشهداء والمعوقين والمفقودين، بعد سماعهم خبر قرار تقسيم العراق في الوسائل الاعلامية  نهض كل واحد من موقعه ووضع  مسبحته في جيبه وراح يصيح ويعلو اصابعه بان تقسيم العراق خط احمر وجريمة لا تغتفر وهذا شأن العراقيين وحدهم . عوض ان يقروا و يعترفوا باخطائهم ويجلسوا معا تاركين الاهداف الحزبية والطائفية جنبا ويرجعون الى الروح الوطنية كرؤساء وقادة الشعوب الاخرى، راحوا يدينون  قرار الكونجرس  ويكيلون الاتهامات لامريكا المحتلة كالعادة.

لوعدنا الى الوراء  لوجدنا هناك علامات عن رغبة العراقيين انفسهم في الانقسام  قبل الكنجرس الامريكي ، العراق وان نشأ في بداية القرن العشرين كدولة موحدة الا ان المشاكل القومية كانت موجودة منذ البداية ولكن كادت تختفى في الفترة الاخيرة من الحكم  الملكي ربما بسبب روح الديمقراطية الحقيقية التي كانت موجودة انذاك. لكن صعود حزب البعث الى الحكم ومن ثم استيلاء  صدام حسين وزمرته على الحكم ومن ثم قضائه على الاحزاب والمعارضين له وعدم تلبية طموح الاقليات والقوميات الاخرى لابل محو وجود دورلها في الدولة العراقية جعل الكراهية والتفرقة والشعور بالاضطهاد يملء فكركل المتضررين.

نعم وردت في مخطط هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكة في عقد السبعينات  من القرن الماضي فكرة تقسيم العراق، نعم كانت هناك في معاهدة سايكس بيكو بذور الفتنة بين القوميات في الشرق الاوسط. ولكن لنسأل قادتنا السياسين ألم يحن الوقت ليتعلموا ان الغريب الاجنبي لا يريد غير مصلحته ونجاح رؤيته ؟ الا يكفى ان يضع القادة السياسين للعراقيين رأسهم تحت الرمال مثل النعامة كي لا يروا الحقيقية ناكرين الواقع الذي وصل اليه الوطن بسببهم؟ يجب ان يكون لهم كسياسي الدول المتقدمة الجرأة بالاعتراف بمسؤوليتهم على الاقل، يجب  يخرجوا الى الساحة ويعترفوا بخطئهم ونقص في قدراتهم، ويعودوا الى انفسهم ويسألوا كم سنة قضاها كلهم كلاجئين في البلدان المجاورة  يناضلون كي يحرروا العراق من صدام حسين ولكن حينما حرر و اصبح مصير العراق في ايديهم اصبحوا اعداء فاختار كل واحد منهم الاختباء وراء  الغريب من الفرس والعرب والاجانب من اجل ان يحصل على  دعم  لطائفته ضد الطائفة الاخرى.
مثال على هذه الحقيقة هي علاقة سوريا وايران، لا يخفى على احد درجة العلاقة بينهما منذ 25 سنة الاخيرة  لكنهما يقفان على طرفي نقيض من القضية العراقية ، فكل واحد منهم يشجع القتال بين السنة والشيعة،  نرى سوريا سهلت لدخول كثير من الارهابيين  لمن يؤمن بفكر القاعدة الذين يريدون قتل العراقيين الذين تعاملوا مع امريكا المحتلة وضد الشيعةة والامريكيين انفسهم ، وفي نفس الوقت ايران قدمت الكثير ولازالت تقدم الدعم  الكثير للجهات الشيعية الموالية لها  التي مارست القتل  ضد  السنة والمعارضين لها لا سيما قادت حزب البعث وضباط الحرب العراقية الايرانية .
ان اربعة سنوات من القتال الطائفي وحرب اهلية في العراق وضعت فواصل كبيرة بين مكونات من الشعب العراقي و يبدو الان ان امر الفدرالية  لا مفر منه بل اصبح واقعا  لا سيما وجود  بنود في الدستور العراقي الجديد بهذا الشأن . نعم لقد حل الخراب وليس من السهل التعويض ونحتاج الى وقت طويل كي يتم اعادة البناء ولكن حذار من الخراب الاكبر ان يأتي وهو الحرب الاهلية طويلة الامد بين مكونات الشعب العراقي الكبيرة السنة والشيعة والاكراد على حدود فدراليتهم لان مثل هذه الصراعات ربما تطول اكثر من مئة سنة.

كلمة اخيرة فقط اقولها هنا ،  لقد اختبر العالم الشعور القومي قبل 150 سنة وقام بحربين كبيرتين وها هم اعداء الامس  اصبحوا حلفاء اليوم ، فيجلوسون معا ويخططون ليكونوا كيانات اقتصادية وسياسية واجتماعية موحدة مثل الاتحاد الاوربي . والولايات المتحدة  وقادتنا السياسين الان بدأوا يفكرون كيف يقسمون العراق! .ان دل هذا على شيء فهو  يدل على مدى نقص النظر السياسي الذي يمتلكه قادتنا وعدم وطنيتهم .
نعم  في هذه الظروف العراقيون بحاجة الى مؤتمر وطني شامل بعض النظر عن الماضي وبدون تدخل اجنبي او عربي او عجمي  ، العراقيون بحاجة الى اجراء امتحان لقادتهم في هذا المؤتمر هل يستطيعوا المصالحة والمصافحة وترك الماضي و ايجاد مخرج من الوضع الحالي لان الخراب  الاتي اكبر بكثير من الذي مضى ؟  ودعوة السيد مسعود البرزاني لعقد مؤتمر في اربيل ربما تكون النقطة الفاصلة في تاريخ العراق الحديث.
   

1668
السفاره العراقيه في استراليا تقيم مأدبة فطور بمناسبة شهر رمضان المبارك
 

 

أقامت السفاره العراقيه في استراليا مأدبة فطور في مدينة مالبورن وذلك يوم السبت المصادف 6/10/2007 في قاعة بروك وود الكائنة في منطقة توماس تاون.

كان في مقدمة الحاضرين الاستاذ غانم الشبلي سفير جمهورية العراق في استراليا والاستاذ مثنى صالح الدليمي القنصل في السفاره العراقيه وعدد كبير من الساده الافاضل رجال الدين الاسلامي والمسيحي وفي مقدمتهم سيادة المطران جبرائيل كساب مطران الكنيسه الكلدانيه في استراليا ونيوزلنده بألاضافه الى عدد كبير من ممثلي الاحزاب والهيئات المدنيه للجاليه العراقيه في فكتوريا.

هذا وقد شارك الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا مع بقية ممثلي عن الهيئات لشعبنا الكلداني/الاشوري/السرياني.

وقد القيت عدة كلمات في هذه المناسبه في مقدمتهم سعادة السفير العراقي الاستاذ غانم الشبلي وسيادة المطران جبرائيل كساب وعدد من رجال الدين الاسلامي الافاضل التي كلها اشادت الى أهمية مفهوم الصوم في حياة الانسان وكذلك دعوات وطلبات من الله ان يعم سلامه وبركاته على العراق.

 وقد عم هذا اللقاء روح التألف والاخوه والشعور المتبادل رغم كل الظروف القاسيه التي تحيط بنا جميعا.

 

كتب التقرير: يوحنا بيداويد

















1669
هل سيبقى لشعبنا الكلداني /الاشوري/ السرياني وجوداً في المهجر؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
22/9/2009

لقد كتب الاخ الكاتب يعقوب ابونا قبل بضعة اسابيع مقالا تحت عنوان ( الكنيسة والخيارات المتاحة لشعبنا المسيحي في العراق). تناول فيه الظروف والصعوبات التي يمر فيها شعبنا الان في العراق والشرق الاوسط. وجدتها فرصة مناسبة للتطرق على خطر وجودنا كشعب ذو اصول وهوية شرقية  في المهجر ايضا.
 
من يقرأ تاريخ شعبنا في العراق والشرق الاوسط بصورة عامة منذ الساسانيين وفجر الاسلام والدولة الاموية في الشام والدولة العباسية في العراق ثم الفترة المظلمة والحكم العثماني ثم الحرب العالمية الاولى وبعدها الثورات الداخلية التي مر بها  العراق اي زمن الحكم الملكي و فترة حكم حزب البعث الى السنوات الاربعة الاخيرة من زمن التحرير، سيجد بدون شك ان منحني وجود شعبنا يميل الى الزوال والاختفاء .

ومن يقارن الإحصائيات المقدرة في كُتب مثلا ( الذات الجريحة، سليم مطر، ص 144) و سيرى إن شعبنا انتقل دائماً من الحالة السيئة الى الأسوء ( حسب الزمن والحاكم والموقع الجغرافي للمجموعة). فقد لاقى شعبنا الإضطهاد والمذابح والهجرة القسرية والأجبار على تغير الدين والزواج القسري للفتيات ودفع الجزية وغيرها من الظروف الصعبة على مر العصور.
فمثلا كاد شعبنا يشكل 10% من سكان العراق في بداية الحكم الملكي لكن الان (اي بعد حوالي مئة سنة) قد لا يتجاوز 3% . سؤالنا ما الذي حصل لهم ؟ ولماذا؟

ان احد اهم الأسباب النقص في تعداد شعبنا من بعد الإضطهاد والقتل هي الهجرة.
لقد لآقى شعبنا أحد أكبر النكبات في تاريخه في الحرب العالمية الأولى من الدولة العثمانية  بسبب  ديانته المسيحية حيث أنتقم العثمانيون من شعبنا بسبب خساراتهم المتتالية أمام الانكليز والفرنسيين والرُوس في الحرب العالمية الاولى.
وقد شمل هذا الأنتقام الأطراف العُليا من وجود شعبنا من هكاري و دياربكر وماردين ومارسين وشرناخ ومنطقة الجزيرة والمحافظات والقرى والمدن المنتشرة بينهم. حيث تم قتل وذبح الرجال والنساء ورجال الدين من دون تمييز بحسب قانونهم المشؤوم ( سفربلك) . منذ ذلك الوقت انتشر شعبنا في الشرق الأوسط، فكثير من العوائل فقدت افراداً منها لحد الان لا يعرفون مصيرهم، وبعض العوائل والقرى ازيلت من الوجود تماماً .
 حسب الأحصائيات كان من المفروض ان يكون تعداد شعبنا الآن في العراق وحدهُ يقارب ثلاث ملايين، لكن الان قد لا يتجاوز 700 الف نسمة. وربما 700 الف موزعين بين 6 مليار بشرية في ارجاء  المعمورة.
لكن السؤال الأهم الذي نطرحه الان  هل فعلاً سوف يبقى لنا وجود في دول المهجر بعد قرن من الزمان مثلا؟ أليست هذه الهجرة اخر مرحلة من وجودنا؟ هل بدأ انحلال الشعور القومي والهوية الشرقية في شعبنا وبدأ يتبنى  كل القيم الغربية بهذه السرعة؟ وهل يستطيع شعبنا الاستمرار بموجبها من دون معاناة؟
 وهل فكرت مؤسسة او حزب او كنيسة معينة في هذا الموضوع؟ هل أجرت اي جهة من الجهات الكثيرة التي تقيم هذه المؤتمرات في العالم  دراسة على موضوع بقائنا او زوالنا في المهجر؟ خاصة اذا كانت كل مجموعة صغيرة تعيش في مدينة ما وفي دولة ما في العالم.

 هل يلاحظ الاباء ان الاجيال الجديدة يفقدون اهم مقومات القومية لشعبنا اي التحدث بلغة الام.
كلها اسئلة تستحق التفكير والاجابة اذا كنا فعلا ندعي بأننا شعب ونملك هوية ولدينا قادة يمثلوننا.

نعم نحن نعيش حالة النعيم الأن في هذه البلدان ولا يُمكن ان نطلب اكثر مما نحن عليه اليوم و نشكر الدول التي احتوتنا واعطتنا  الفرصة والامل في الحياة من جديد، ولا ينقصنا اي شيء من هذا الجانب، فالحكومات في الدول التي يعيش فيها اغلب مجموعات شعبنا  تساعد العوائل الفقيرة من الناحية المادية وتقدم الدعم الصحي   وتوفر المدارس  بصورة مجانية. وحقوقنا الانسانية  مصانة ولا يوجد تمييز بينهم وبين السكان الاصليين في اغلب الاحيان، والحرية التي فقدناها في بلادنا  منذ قرون عديدة الان متوفرة بشرط واحد هو عدم تعارضها مع قانون الدولة، لهذا نشعر إننا وصلنا القمة التي كان يحلم  بها اي شخص ان يصلها في وطننا الام .
لكن نحن ننظر الى الموضوع من جانب اخر، ما مدى استفادة شعبنا كشعب وليس كأفراد من هذه الظروف الجيدة التي نعيشها وما هي اثار الهجرة ؟. وهل تستمر الاجيال القادمة  في حماية  تراث وقيم ابائهم  ووجدوهم  في التاريخ كشعب ذو مقومات شرقية خاصة به؟
لاننا هنا نحن لا نتكلم  عن الظروف الحسنة التي يعيشها شخص ما او عائلة ما او مجموعة بشرية وانما كشعب كان له وجود قبل سبع الاف سنة، كان له تاريخه وحضارته ولغته وتراثه وابداعه ....الخ .

ان السبب الذين يجعلنا غير متفائلين في وجودنا في المهجر، هو ان معظم الناس الذين تكلمنا معهم كانوا غير متفائلين بإستمرار وجودنا كشعب اسوة  ببقية الجاليات الاثنية الاخرى التي هاجرت قبلنا الى هذه الدول واندمجت فيها  الامر الذي يبدو طبيعيا .

إن اهم الاسباب التي نعتقد ان وجودنا مهدد ايضا في المهجر كما كان ولايزال  مهددا في بلدنا العراق بسبب الحرب الاهلية  والاصولية الدينية وفي بلدان الشرق الاوسط  بسبب العنصرية القومية والدينية  هي:-
1    الاختلافات الموجودة في القيم والقوانين لدى مجتمعات هذه الدول  لا سيما الحرية. حيث اصبحت الحرية  مشكلة  لنا بعدما عطش شعبنا لها حيث لم يعد اولادنا يتذوقون تراثنا وعاداتنا وقيمنا ومبادئنا في الحياة، بل تبنوا القيم الغربية من دون غربلتها و تفحصها !!.  دون ان يسألوا انفسهم هل كان ابائنا مخطؤون في طريقة عيشهم؟
2    الاختلاف في البيئة الاجتماعية والتربية الدينية .
3    فقدان الامل في الحفاظ على اللغة الذي هو المحرك الاول للشعور القومي عند الانسان.
4    احتياجات الانسان الضرورية في الحياة العصرية الكثيرة لا سيما الساعات الطويلة من العمل اجبرتهم على التخلي عن كثير اشياء.
5    التوزيع المتشتت لشعبنا في ارجاء المعمورة وعدم وجود مستعمرات خاصة به.
6   الصراع بين العالم الشرقي والغربي وتأثيرهم على الفرد وعدم وجود حل وسط بينهما.
7   عدم وجود هدف جماعي او قومي يكافح شعبنا من اجله في المهجر لعدم وجود فائدة منه.
8   الانقسامات الطائفية والمذهبية والسياسية اصحبت سبب الاكيد لزوال الجميع من دون الاستثناء.
9   الثقافة الجديدة اي الدخول بصورة مفاجئة الى العالم الراسمالي الغربي لا سيما عصر الانترنيت الذي ترك بصماته السلبية على المجتمع بأكمله.
10 التقدم السريع الذي يحدث في الدول التي نعيش فيها بحيث لا يترك للفرد اي فرصة ان ينظر للوراء ويعيد حساباته وانما الجري مع التيار العام الذي يبدو لا هدف له سوى اشباع الرغبات الجسدية ؟
ان كل سبب من هذه الاسباب ربما يحتاج الى كتاب او عدة كتب لدراسته و لشرحه.
لذلك لا استغرب من كثرة الحفلات والامسيات والمهرجانات التي يقيمها مجموعات من شعبنا في دول العالم والتي نراها على صفحات الانترنيت مثل عنكاوا كوم. فأنا اظن هذه الحفلات ما هي  الا صرخات الاغاثة الاخيرة وطلب النجدة من دون وعي  من اجل  حماية وجودهم.
في الختام نقول نعم لدينا اختلافات في تسمياتنا التاريخية، لدينا اختلافات مذهبية في ديانتنا المسيحية، لدينا مواقف عدائية شخصية بيننا، لكن لا ننسى الامر الاهم ، كلنا في قارب واحد، فما يحدث لاي واحد منا يحدث للكل، و لا اظن سنصبح حكماء عندما نرفض الاستمرار في الوجود كشعب، ان لم تكن هذه الطريقة هي الطريقة التي يريدها  اصحاب تسمية معينة منا!، وان من يصر على نرجسيته بصورة غير واقعية  وحبه لذاته بدون تضحية بالتأكيد سوف يقود قاربنا الى الغرق، الامر الذي يشبه ال موقف  الذي يقوم به الانتحاريون اليوم قي العراق.


1670
                          هل تراجعت امريكا عن شعارها في  نشر الديمقراطية في العراق؟
 بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
12/9/2007

لا يشك أحد بان امريكا وحليفاتها الدول الغربية تُؤمن اٍيمانا  قاطعا بان الديمقراطية هي الحل الامثل لمجتمعاتها . وان شرارة الثورة الفرنسية جلبت لها النور الذي كشف الطريق الصحيح  لبناء المجتمع على اسس واقعية  بعيدة عن النظريات المثالية و الاساطير . كما ان الحركة الاشتراكية في القرن التاسع عشر والعشرين دفعت العالم الراسمالي لتقديم الدعم الكامل للمجتمع والفرد وكذلك اجبرته على تلبية طلبات الطبقات الفقيرة من ناحية الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل والضمان الاجتماعي.  وفي النهاية كانت النتيجة هي ان قرار شعوب اوربا وامريكا اصبح في ايدي الناخبين والصحافة والمؤسسات الديمقراطية.
كذلك كانوا  شعوب الدول الغربية امناء مع القيم الديمقرطية، فتخلت الكنيسة عن نفوذها الغير الضروري في السياسة فتم فصل الدولة عن الكنيسة وتخلت هذه الشعوب عن القبلية والعشائرية والمذهبية ولم يغضوا النظر عن كل مخالف او سارق او مرتشي اومزور او مستفيد على حساب المجتمع مهما كان موقعه رفيعا في الدولة او في المجتمع. وقد كان للاعلام دور الرقيب الامين على جميع السلطات في عملهم .

حاولت امريكا ادخال مفهوم الديمقراطية مع تحريرها او احتلالها للعراق منذ سنة 2003،  لكن يبدو الديمقراطية لم تجد من يشتهيها او يدافع عنها في العراق لحد الان  لذلك تغيرت لهجة الرئيس الامريكي في الدفاع عنها او نشرها   في زيارته الاخيرة لمدينة الانبار وحتى قرار بتروس- كروكر الاخير لم يشدد على المهمة التي اعلنوها في بداية الحملة، كذللك يمكن ملاحظة  اقوال بقية السياسيين في البيت الابيض والكونجرس  وعموم الدول الغربية هنالك تغير في لهجتهم عن موضوع نشر  الديمقراطية في الشرق الاوسط..

ربما جاء هذا التغيير بعد اقتناع امريكا ان شعوب دول العالم الثالث لا سيما العربية  منها لازالت لا  تعي او انها لا تريد الديمقراطية بالطريقة التي تريدها امريكا او النظام الغربي و وقد حُمِلتْ الديمقراطية والديمقراطيون في هذه البلدان  مهمة الدفاع عن الاديان والتقاليد والقيم التي توارثها شعوبها من الاجيال السابقة التي تعود الى قرون ماضية.  فعوضا ان يكون حق التصويت وابداء  الرأي شيئا مقدسا لانه تعبير عن الذات  ومحل الافتخار ودافعا للانسان الشرقي للتطور والتقدم وبناء الحياة ، تم تسخير هذا الحق من اجل التمسك بالقبلية والمذهبية والاصولية الدينية.
تذكرني هذه الصورة بقصة افلاطون في شرحه عن نظريتة  عن المثل حيث يصف ان احدا من الساكنيين في عالم الكهف استطاع الخروج ورؤية النور والحياة والمدنية فرجع وطلب من جماعتة الذين يعيشون في عالم الظلمة ان يتبعوه الى خارج الكهف لكنهم في النهاية عادوا الى الكهف ورفضوا الحياة امام نور الشمس!! .

في الحقيقة  يبدو ان  امريكا اجبرت على تغير استراتيجيتها بسبب عدم نجاحها في اثارة مشاعرشعوب المنطقة  ضد طغاتها بكل انواعهم من اجل الحرية والديمقراطية لان الظروف المناخية الحالية في المنطقة  لم تساعد على انضاج الفكرة . لهذا نرى  فرنسا وبريطانيا وغيرهم من الدول الاوربية تعود للتعامل وبصورة متلهفة  مع القوى الدكتاتورية ومثل تعاملهم مع العقيد القذافي الذي كان لحد فترة قريبة من اعضاء الرئيسيين في  مجمع الشر حسب اوصاف بوش !
ونفس الحال معظم الدول العربية التي تحكم شعوبها بدرجات متفاوته من الدكتاتورية لاسيما في بلدان الخليج العربي لان اغلب الانظمة العربية الموجودة الان هي نفسها قبل نصف قرن من الزمن ، حيث  رفعت شعار التحرير ونيل الاستقلال من الاستعمار لكن بعد الاستقلال تحولت الى انظمة طاغية على شعوبها  لا زالت نفس الاحزاب ونفس القيادات  تقود هذه البلدان  وحسب نفس النظريات والمصطلحات الرنانة الفارغة !.
اما لماذا تراجعت امريكا وغيرت سياستها ؟
الجواب يكمن  في ان الديمقراطية عملت عكس ما كانت امريكا وغيرها تتوقع.  فعوض ان تزيد من كتلة الجمهوريين ومحبي الديمقراطية و التمتع بالحياة العصرية الحرة ، عملت على زيادة  النفوذ للتيارات الدينية في كل هذه المجتمعات، لابل تفوقت هذه التيارات وصعدت الى القمة في بلدان لها تاريخ عريق في الديمقراطية  قارب  قرن من زمن  مثل تركيا والمغرب وكذلك زاد نفوذ هذه التيارات في  الدول ذات طابع النظام الجمهوري  سودان مصر وسوريا  وعراق وباكستان وكذلك اردن و السعودية اما ايران وافغانستان  فولدت جمهوريتهما من رحم الفكر الديني الاصولي .

اما  بلدنا العزيز  العراق اصبح  مختبرا  لسياسي ومفكري  كافة الدول من اجل اجراء تجاربهم  واعادة سباكة افكارهم العقائدية ، لا بل اصبح العراق  ساحة المعركة بين تكتل العالم الشرقي المتمسك  بالدين واهدابه دون اجراء اي تصحيحات ضرورية  التي يلزمها لتتواكب مع الزمن وتطور الحياة  وبين  عالم الغربي الذي في كل يوم يزداد سرعة تطوره وتقدمه الاقتصادي الامر الذي يزيد هذه الهوة بين الشرق والغرب.

 لقد جربت امريكا كل انواع الادوية والاسلحة والاستراتيجيات  فخابت امالها في ادخال مفاهيم الديمقراطية في الشرق لحد الان، لابل اعطت النتائج دروسا  بليغة لها ، قوامها  بان معظم شعوب المنطقة لازالت نائمة في العالم القديم لحد الان ، وان  درجة الرغبة عندها معدومة او لم تصل الى قيامها  بالثورة على واقعها مثلما حدثت في الثورة الفرنسية قبل قرنيين. او بمعنى اخر  انهم يعيشون الواقع الذي عاشته اوربا قبل 150 سنة او اكثر اي زمن الثورات الاوربية.

لذلك  لم يبقى امام امريكا طريق اخر لتقوية نفوذها في عالمنا الشرقي العربي سوى الاعتماد على الطغاة والملوك والامراء  ورؤساء العشائر ورجال الدين وغيرهم الذين هم في الحكم او لديهم نفوذ في المجتمع،  لان عدد محبي الجمهورية في هذه البلدان قليلون، ولا يملكون القوة والنفوذ والارادة الكافية  ليدافعوا عن الحرية وقيمتها ويحدثوا التغير.
اما من سينتصر في هذا الصراع ؟ هل ستندحر امريكا؟ ام ستثور الروح لدى الشعوب الشرقية والعربية على واقعها  (كما قال هيجل) ؟
الحقيقة التي لا تقبل الشك اوالجدال ان شعوب العالم عبر التاريخ دائما كانت  ترغب بالتغيير والتعبير عن ذاتها ووجودها بطرق جديدة  كذلك لدى الانسان الرغبة والشوق من الاعماق  للتغير والتقدم والتطور لانها من صميم متطلبات الحياة الحديثة.  لذلك نرى ان لم يهب نسيم التغيير اليوم على بلداننا،  سياتي يوم يكون التغير على شكل زلزال مدمر للمنطقة في الفترة القادمة ،  لسبب واحد هو ان الروح لا تعرف القيود ولا تموت في السجون مهما طالت فترة  الحكم عليها او زمن سباتها. 
 لذلك التغيير سيحصل اجلا ام عاجلا  مهما تم مقاومتة من قبل القوى الاستاتيكية  التي ترغب في جعل الحياة مستقرة غير خاضعة لتاثير الفكر والعقل الموهبتين اللتين يتميز بهما الانسان عن بقية المخلوقات في هذا العالم، ان التغير سيحصل  بوجود او من دون وجود امريكا او غيرها  ولكن كم ستكون تكاليف ذلك الامر؟ وهل مرة اخرى يدخل العراق في حرب اهلية؟

1671
                   كيف يتخلص العراق من محنته؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
29/8/2007

منذ الاشهر الاولى لهذه السنة وبعد ان جاء تقرير بيكر- هملتون الذي وضع تقييم لمدى صلاحية الحكومة العراقية  للبقاء في موقعها او مدى  نجاح الاستراتيجية الامريكية لابقاء قواتها في العراق، اصبح واضحا ان امريكا عاجلا ام اجلا سوف تغير خطتها في العراق كما  توقعنا  في السابق.  بدأ العراقيون يشعروون  بذلك، ولهذا بداؤا  يحبسون انفاسهم في هذه الايام لسماع التقرير الثاني الذي سوف يقدمه وزير الدفاع الامريكي بعد عشرة ايام او اكثر من الان.

المهم كان واضحا جدا لنا كعراقيين سواء كنا من القوميات الكبيرة او الصغيرة، ان الاحلام التي كنا نحلم بها قبل سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين كانت خرافة لا اكثر وان الاحزاب الوطنية في المعارضة لم تفي بوعودها وان الديمقراطية التي ضحى العراقيون بالغالي والنفيس من اجلها تم تقييدها بحبال الطائفية والمذهبية والقبلية، فوِضَع الشعب  في ظروف اتعس من سجون صدام حسين وهدرت دماء في الشوارع  بسبب عدم استعداد  قبول الواحد  للاخر. كذلك بسبب تخلي  نسبة كبيرة من بعض مكونات الشعب العراقي عن الروح الوطنية العراقية فرفعوا السلاح ضد المحتل والشعب وتعاونوا مع الارهاب العالمي، فتسببوا في هدر دماء كثير من اخوتهم من دون سبب يستوجب.

ولكي لا نكون في خانة المتشائمين نقول مرة اخرى اذا تخلى  قادتنا السياسيين عن العنصرية والطائفية والمذهبية والانانية في سياستهم  ووضعوا مصلحة العراق في مقدمة اولوياتهم، فان فرص المصالحة و البناء والتقدم لا زالت بانتظارهم  لكن هيهات ثم هيهات.

نسمع من قادتنا السياسيين اليوم انهم حريصون على وحدة العراق ولكن في نفس الوقت لا يوجد تنازل او تراجع او تغير في طريقة تفكيرهم اوالتخلي عن اعتمادهم  على صيغة المذهبية الطائفية او القومية.

نعم قادتنا اليوم لا ينكرون ان العراق للجميع لكن لا يوجد فعل على ارض الواقع ولكي يصبح قول قادتنا حقيقة لا غبارعليه ، نرى يجب اجراء تغير في نقاط مهمة من الدستور بخصوص الفدرالية  والموارد الطبيعية و ووحدة العراق وعلاقة الدستور بالدين وقد تكون هذه بداية البناء الذي طال انتظاره.
 في البداية يجب ان تتكون كتلة كبيرة من بعض الاحزاب لا سيما  الكبيرة منها  مثل كتلة (المعتدلين الحديثة )  ويجب ان تتخلى  احزاب هذه الكلتة عن ما كانت تؤمن به في الماضي وتتبنى مبادئ وطنية جديدة ويحصل التغيير في الدستور  بنظرة موضوعية ووطنية بعيدة عن عقلية مبدا الثار والانتقام.

الحفاظ على وحدة  العراق:
اي وضع فقرات واضحة وصريحة في الدستور تحمي وحدة العراق من الانقسام كما هو الحال في الدستور الاسترالي حيث يجب ان يوافق ثلثي سكان  في الولايات الستة ومن ثم ثلثي اعضاء البرلمان الفدرالي، يعني  يجب ان  يوافق الشعب مع الحكومة على الانفصال. بوجود مثل هذا الشرط  يستحيل ان يتم  تحقيق الانفصال لاي ولاية مهما زاد نفوذها. هكذا نريد ان نبعد كل  القوميات والطوائف والمذاهب في العراق مهما كان نفوذهها كبير  من التفكير بالانفصال وتقسيم العراق، تلك الامنية التي يتمنى تحقيقها كل العالم من اقرب صديق الى ابعد عدو للعراق.


الحفاظ على الديمقراطية
النظام الديمقراطي وان كان له مساوئ في بعض الاحيان  لكن كما قال تشرشل لا يوجد افضل منه لحد الان. اليوم يتعامل  الانسان العراقي  مع العالم الخارجي اي مع ستة مليارات من البشرية عن طريق الاعلام والانترنيت والتلفون والصحف والتلفزيون . فليس من المعقول ان يعيش شعبه كما كان يعيش في سجن صدام ونظامه . من جانب اخر ان النظام المفضل في العالم  لحد الان  هو الانتخاب الديمقراطي وتوفير حرية الرأي والعبادة و لكن ذلك لا يعني خنق القوميات الصغيرة لانهم لا يملكون الاصوات الكافية لمزاحمة الطوائف الكبيرة، لان الديمقراطية والجمهورية لها  ثوابت ومبادئ منذ عهد الاغريق كنظام خاص بها  لا تعتمد على التصويت في كل الاحيان.

الحفاظ على الفدرالية:
الفدرالية موضوع مهم جدا ،لان نظام الادارة المركزية فشل في ادارة العراق . في نفس الوقت  نعرف  ان النظام الفدرالي اكثر مرن للتعامل الاداري والاقتصادي و يشجع التطور والابداع والتقدم للاستثمارات الداخلية والخارجية،  يشجع المنافسة بين  الولايات لذلك من الضروري تبني نظام الولايات، كذلك  لاسباب سياسية تمنع الصراعات بين مكونات الشعب العراقي يجب مزجها في كيانات سياسية غير معتمدة على القومية او الطائفية او المذهبية.
 
فصل الدين عن السياسة :

 يجب فصل الدين عن السياسة بصورة واضحة  ويتم ذكر ذلك في الدستور ، لكي تكون اسس الدولة العراقية الحديثة بعيدة عن الرياح التوترات ونفوذ الانقلابات، يجب ان يكون هدف كل عراقي وحدة العراق وتوفير العدالة وضمان حرية الرأي والحقوق للجميع ، لذلك يجب رفع الشعار التالي في كل بناية حكومية (الدين لله والوطن للجميع). واعطاء اهمية متساوية لجميع مكونات الشعب العراقي. ان حماية الاقليات لان الاقليات في العراق لم يأتوا  من الخارج بل هم من صميم العراق وتاريخهم مرتبط بتاريخ العراق ولهم الحق مثل غيرهم في العيش على ارض اجدادهم، لذلك يجب ان يكون هناك قوانين خاصة في حمياتهم مثل عدم درج الديانة او القومية في هوية احوال المدنية ولا في اي وثيقة. كي لا يتم التمييز بينهم وبين غيرهم.
فقط لاغراض محاكم يتم توفير كتب من مؤسسات دينية لكل طائفة يتم انشائها  للمساعدة على ايجاد حلول للمشاكل في  المحاكم بخصوص الاعراف وقيم و التعاليم الدينية لكل طائفة.
.

 الثروات الطبيعية
بما ان الموراد الطبيعية تقع ضمن الوحدة الجغرافية للعراق لذلك تعود هذه الموارد لكل شعبه لذلك من الافضل ان يجني كل العراقيين الفائدة المباشرة من هذه الثروات كي يتم القضاء على البطالة والفقر لذلك نرى ان تخصص 30% من الثروات الى الحكومة المركزية و30% حكومة الولايات و40% توزع بصورة مباشرة على الشعب العراقي بتساوي  كعلاوة كما هو معمول في نظام البطاقة التموينية.

تقسيم العراق الى الولايات:-
 في الاخير لكي نحافظ على وحدة العراق والتخلص من النفوذ الخارجي سواء كان نفوذ  امريكا او الدول الغربية او الدول المجاورة او الدول العربية ولكي يكون استقلال العراق استقلالا حقيقيا يجب تقسيم العراق الى اربع ولايات على النحو التالي:-
 اقليم الشمالي (كوردستان مع موصل او مع كركوك) ، اقليم الغرب
( تكريت وسامراء والانبار ديالى وكربلاء ونجف)، اقليم وسط  (بغداد     خانقين  وكركوك )  واقليم الجنوب بصرة وعمارة وناصرية وبقية المحافطات الجنوبية.
على ان يتولى  بشكل دوري على رئاسة الجمهورية  ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب  ورئاسة المحاكم (اعلى هيئة تشريعية في الدولة)  من هذه الولايات بشرط ان يتم انتخابهم بصورة مباشرة من قبل سكان كل ولاية لهذه المهمة خلال كل ثلاثة سنوات.

صدقوني ان لم يحصل شيئا من هذا القبيل توقعوا ان  ايام السوداء  قادمة لا محال منها.


1672
توضيح مهم عن موضوع الهجرة الى استراليا


تردد في المقابلات الصحفية والبيانات الاعلامية في هذا الاسبوع  خبر عن نية حكومة الاسترالية رفع نسبة قبول اللاجئين بالهجرة  الى استراليا من منطقة الشرق الاوسط وبالاخص العراقيين في هذه السنة 2007--2008

نتيجة احتكاكنا بالموضوع ومشاركتنا في بعض الاجتماعات والندوات مع بعض من الاخوة من جاليتنا هنا في ملبورن استراليا مع دائرة الهجرة ، نود ان نوضح نقطة مهمة جدا لاخوتننا اللاجئين في دول جوار العراق (تركيا وسوريا واردن ويونان).
 ان التغير الذي حصل على الزيادة بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط  في القبول هو 7% من المجوع الكلي الذي هو 13000 .
 لذلك نريد فقط ننوه لهم، في الوقت الذي  نتمنى لهم من كل قلبنا الفرج القريب ، لكن هناك ملاحظة مهمة جدا  يجب ان يعلموا بها وهي ان سعة قبل اللاجئين في استراليا لهذه السنة لمنطقة الشرق الاوسط  هي 35% من 13000  في اقصى حالاتها . لذلك لا يعني ان كل مهاجر في هذه الدول  سوف يقبل وسوف يصل الى استراليا مجرد ملئه الفورمات وتقديمها للدائرة الهجرة.
لقد حاولنا من خلال مؤسساتنا المدنية  طلب زيادة نسبة قبول االلاجئين العراقيين  وفعلا حصل هذا التغير لكن من الواضح لا يكفي لاستعاب كل اخوتنا اللاجئين الذين ينتظرون في هذه الدول. فنحن لا نريدهم ان يفهموا  الخبر على غير حقيقيته ويبنوا امالا وهمية على اخبار الاعلامية.


يوحنا بيداويد   
سكرتير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا

نرجو الاطلاع على مزيد من المعلومات من الرابط التالي:


http://www.news.com.au/dailytelegraph/story/0,22049,22262076-5001021,00.html


1673
               هل المشكلة في شعبنا ام في قادتنا السياسيين؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
13/8/2007

في القرنين الماضيين خرجت كثير من المدارس الفلسفية الى الوجود ، من هذه المدارس الفكرية هي مدرسة التجربيين، الذين يؤمنون  بان الانسان يولد في هذا العالم بريء لا يحمل اي شر في اعماقه وان عقله او مخه هو  كصفحة بيضاء ، فكل ما يكتسبه من الخير او الشر في مرحلة الطفولة هو من المحيط الخارجي له  بصورة كلية، فلهذا اذا اصبح الطفل مجرما  فان المجتمع الذي تربى فيه هو سبب اجرامه ، واذا اصبح الطفل نابغة الفضل يعود لاهله واساتذته.
الحقيقة ان هذه النظرية صحيحة في كثير من الجوانب لكنها غير واقعية في تفسيرها من جوانب اخرى،  لانها تلغي دور نقل المواهب عن طريق الجينات الوراثية  من الوالدين الامر الذي اثبت صحته عن طريق علم الوراثة والجينات.

 ان الغرض من هذه المقدمة المختصرة هو التساؤل الذي يطرحه  بعض  المثقفين العراقيين حول وضع شعبنا والحرب الاهلية الطائفية والمذهبية، هل ان المشكلة في قادتنا ام في شعبنا؟ هل قادتنا هم سياسيون فاشلون ام ان المجتمع الذي خرجوا منه (اي شعبنا) هو الفاشل؟ الى متى تستمرمحاولاتنا لحين نستطيع قفز مرحلة واحدة من المراحل التي صنفها هيجل في ديالكتيكيته.

من الناحية التاريخية قليل من القادة السياسيين الذين تولوا ادارة الحكم في العراق اكتسبوا رضى الشعب. لانريد سرد مواقف الشعب العراقي منذ مجيء المللك فيصل الى يومنا هذا، فالشعب اتهم معظمهم  بالخيانة والعمالة للاجنبي.
ربما في زمن عبد الكريم قاسم خفف الشعب شيء من اتهامهم له لانه كان قائد الثورة  و لم يجلب اي دمار لشعب العراق كما فعل صدام حسين  وزمرته الذين خلفوه في حكمهم لمدة  اربعين سنة وقادوا الشعب  الى الكثير من الصراعات الغير ضرورية. او بسبب قصر فترة حكمه وعدم اتكاله على حزب او جهة معينة الامر الذي كان سببا في دفع حياته ثمنا لها  في نهاية الامر.

هناك ثوابت مهمة في العملية السياسية حسب فلسفة النظام الديمقراطي لم يطبقها السياسيين العراقيين في السابق ولا اظن انهم سيطبقوها في القريب العاجل، من هذه الثوابت هي ان للشعب حق في ابداء ارائه ومعارضته لخطوات الحكم، وان وجود اي قائد سياسي في قمة الهرم لا يعني قد استملكه الى اخر لحظة من حياته، وان حدث تنازل هذا السياسي عن منصبه، لا يعني  يجب ان يتهم كل من يأتي خلفه هو عدو له مهما كان صادقا او متمكنا في انجازاته السياسية. خلال القرن الاخير لم يحدث تغيير احدهم الا بانقلاب عسكري اوبمجزرة دموية .

في عصر التحرير او الاحتلال ( لان العراقيين منقسمون في تسميتهم لها) نجد قائدتنا السياسيين  قد قرروا الرجوع الى الوراء قرنيين ، فعوض عن تطبيق الاهداف التي حرمها صدام حسين على الشعب مثل (الحرية السياسية )  قرروا بالاحتماء خلف القبيلة والعشيرة اوالطائفة او المذهب الديني لهم. لحد الان قادتنا السياسيون يجهلون ان السياسة هو الفن الممكن، اي ان اي شيء يمكن ان يحدث في اي لحظة ؟ مثل التغير في المواقف والتحالفات والعقود والتعهدات التي تحدث بين اعضاء الحزب الواحد او التكتل الواحد او مجموعة من الكتلات ويكون مقبول من قبل الشعب  بشرط واحد مهم وهو ان يكون الهدف النهائي منها هو تقديم خدمة للوطن وان يتم  ذلك بصورة ديمقراطية وسلمية.

 في الدول المتطورة التي شرعت كثير من القوانيين تخص التربية لا سيما في المدارس وفي العائلة والحياة العامة والتي نراها نحن الشرقيون ساذجة وغير عملية ولكن لو دققنا في سبب وضعها ، سنجد انه تطبيق حسب نظرية فلسفة التجربيين التي بدأت من زمن جان جاك روسو وفولتير وسينسر وديوي وسانتانا وغيرهم من الفلاسفة و علماء الاجتماع .
لكي يتعلم الطفل القوانين العامة، مثل عدم الاعتداء على غيره حتى في حالة وجود تعدي على  حقه الا من خلال اقامة محكمة مدنية او اجرامية ضد المعتدي ، يجب ان يحترم حق غيره في الوجود  وان لا يكون ذو نزعة عدوانية  في اي لحظة يمكن ان يحدث لها فوران لمجرد انفجار عاطفي اوحالة غضب لا معنى او سبب له.
نعم يعلموا الانسان منذ طفولته لا يحق له ان يُحمل او ان ينقل اثار نواقصه اوعيوبه على الاخرين (المجتمع المحيط فيه). بالمقابل الحكومات تفكر في حماية الشخص المريض وترعاه وتوفر له كل المستلزمات الحياة وتحفظ حقه في الوجود على حساب المجتمع (الدولة).  وتحفظ سجل تصرفاته، وحينما يقدم الى العمل في دوائر الدولة، يدققون او يطلبون هذا السجل (كنيته) كي يعرفوا صفاته شخصيته.
عالمنا الشرقي او عراقنا المطمور في حربه الاهلية الطائفية، حيث هناك المئات يقتلون يوميا ولحد الان حكومتنا  تعتبرها  شيء عادي . فلا احد يفكر في مستقبل الاجيال والاطفال الذين ربما يوميا  يشاهدون  جثث او اشلاء جثث والاسلحة او حرب حقيقة بين الارهابين ورجال الامن او القوات الامريكية في الشوارع وهم في طريقهم الى المدارس ، وكم حالة تعدي او قتل داخل ساحة المدرسة و امام انظار الطلاب حدثت . فاي جيل يخرج من اطفالنا؟.
 هل يعلمون اخوتنا هنا في المهجر ان القانون يحرم حتى قتل الحيوانات (مثل الغنم) في البيوت؟ لانها تترك اثارا نفسية سلبية على الذي يقتلها والذي يراها مذبوحة. (تذكروا عندما قصة قتل صدام حسين لرجل  في طفولته كيف تركته ان يجنح الى ممارسة هذا العمل بكل سهولة طوال عمره، فكم الف والف من شعبنا قد  قتلهم او تسبب في قتلهم،  لانه تعلم هذه المهنة وهو طفل. فهل تريدون يكونوا اطفالنا متأثرين بسلوك صدام حسين ويصبحوا قتلة و مجرمين  وثروات بلادنا تذهب في جيوب اللصوص  ام نريدهم يخلصوا من توارث هذه العقدة ).
نعم لقد نسى قادتنا السسياسيين انهم جاؤا باسم الحرية والعدالة والمساواة، جاءوا كي يخلصونا من حكم طاغية لا لاستبداله بحكم طائفي مبني على الهوية القومية او الدينية او المذهبية موالي لدول الجوار او امريكا ولا يبالي بمستقبل اجيال العراق. لم يعلنوا لنا قادتنا السياسيين الموجودين في الحكم اليوم قبل مجيئهم على الحكم عن رؤيتهم عن الاهداف والقوانيين التي يريدون تطبيقها او تم  تشريعها لحد الان والتي بعضها غير انساني  .

نعم خدعت امريكا الشعب العراقي بقبولها بجلب هؤلاء الحكام والسياسيين الطائفيين باسم  الحرية والديمقراطية الذين ازادوا الطين بله في العراق . وخدعونا قادتنا الحاليين في مؤتمراتهم الكثيرة ( سوريا ولندن وصلاح الدين). لانهم لم يعلنوا عن خطتهم عن تقسيم العراق حسب الطوائف والمذاهب الكبيرة ولم يقولوا لنا ، لتحررنا امريكا من صدام و نحن نصبح تابعون لايران او سعودية ونوقع قانون النفظ لصالح شريكات امريكا، او يهمنا قوميتنا  او طائفتنا ومصالحها الذاتية. 

مهما تكون فلسفات قادتنا السياسيين من المعارضين والمعتدلين و الذين في الحكم ، يجب ان يعلموا ان التاريخ لا يرجع للوراء، لا لان نحن المغتربين نرفضه، بل لان الله خلقنا نسير للامام واعطانا المواهب التي فيها نتتطور ، نبدع ، نفكر ، نبني، . لن يتوقف  التطور فينا مهما اردنا حصر الناس من عدم التعلم ( لقد جربها غيرنا وفشل)  والحل الامثل هو التجديد في طريقة التفكير والتطبيق واعطاء الاولوية للوطن الواحد.
نعم خلاص العراق ليس خلاص الصراع بين الطوائف الكبيرة فقط ولن يحصل هذا الخلاص الا بشمول كل العراقيين و من جميع طوائفه ، فمن يظن ان هذا الخلاص يخص شيعة وسنة او عرب واكراد فقط ففكره طائفي و يجني على حقوق الاقليات الاخرى في عراق الجديد  .




1674
                     لو كنت في موقع رئيس الوزراء ..لطلبت !!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا


مساء يوم الاربعاء الماضي رجعت البسمة على وجه العراقيين لاول مرة منذ التاسع من نيسان سنة  2003 ، وكأن وجوههم لم ترى البسمة منذ زمن هارون الرشيد من شدة كابتهم ، بعد ان حقق الفريق العراقي لكرة القدم فوزين متتالين على استراليا وكوريا الجنوبية. لا يستطيع احد ان ينكر مدى حساسية الشارع العراقي  لموضوع كرة القدم، ومن منا لا يتذكر فوز الفريق العراقي ببطولة كأس العالم العسكري في سوريا سنة 1977 لاول مرة، او فوز فريق الشباب العراقي بكأس شباب اسيا ربيع 1977 حينما سجل اللاعب المبدع حسين سعيد الهدف القاتل في مرمر المنتخب الايراني الذي جعل حامي الهدف ان ينتحر بعد ثلاثة ايام، او خسارة العراق في تصفيات اولمبياد موسكو في بغداد في بداية عقد الثمانينات حينما خسر الفريق العراقي لصالح الفريق الكويتي 2-3  حينما كان متقدما على الفريق الكويتي 2- صفر في الشوط الاول. او صعود المنتخب العراقي نهائي كأس العالم عام 1986 انها ذكريات خالدة لدى العراقيين مهما اختلفوا في ارائهم او تناقضوا في اولوياتهم اودرجة  حفاظهم على الهوية الوطنية العراقية.

على اية حال ان  الفوز الاخير للمنتخب الوطني العراقي قد ارجع البسمة على وجه شيوخنا وشبابنا وتركت علامة التعجب لدى اولادنا الذين ولدوا في المهجر، هؤلاء الاطفال الذين شعروا لاول مرة هناك شيء يحبه ابائهم  واخوتهم الكبار الى درجة تفوق التصور. بين حين واخركان  يسألني ابني مارك عن الفريق الذي اشجعه من فرق كرة القدم الاسترالية (اوزي فتبول) ، بعض الاحيان كنت اقولها مجاملة فريق ( كولنك وود). لكن مارك ادرك في يوم الاربعاء الماضي  فجاة انني بالحق لا اشجع ذلك الفريق وانما اشجع فريق اخر وفي لعبة اخرى وهو فريق العراقي في لعبة كرة القدم .

مرة اخرى نعود الى تعزيتنا  الكبيرة ، تعزية كل العراقيين المخلصين للوطن، نعود ونسال متى ينهض العراق من كبوته؟  ويبدأ العراقيون بقبول الاخر دون الشعور بالخوف او القلق او العدوانية بسبب  اختلاف دينهم او طائفتهم او حزبهم او جغرافية بلدتهم .

لو كنت في موقع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، بما ان العراقيين يحبون  كرة القدم ومولعوُن بها ، لطلبت من رئيس البرلمان العراقي ان يوقف المناقشات  في البرلمان الراكد في مكانه منذ اشهر  وان يقيموا  دورة كرة قدم بين  ممثلي البرلمان.

 وفي هذه  البطولة  يتم تدريبهم على روح المحبة والتسامح والتعاون  كي يبرهنوا للعالم، نحن واحد مهما التصقنا بطائفتنا او اختلفنا مع الاخرين او مهما استمعنا الى الجيران الخبيث الذي لا يهمه سوى جلب الدمار للعراق والعراقيين وزيادة حالة الانقسام والانتقام والقتل العشوائي، لا يهمه سوى طمر الشعور بالهوية العراقية عن طريق زرع مفاهيم الطائفية والدينية المتزمتة البعيدة عن طريقة تفكير العراقيين الاصيلة. لانه لا يستطيع احدا ان ينكر الواقع التاريخي الذي مر فيه العراق عبر اكثر من سبعة الالاف سنة الماضية

في هذه البطولة سيدرك الشعب العراقي و يكتشف جوهر و مواقف  كل اعضاء البرلمان العراقي  ويدرك مدى عطائهم واستعدادهم للتضحية والتنازل من اجل الوطن، فيتم تخييرهم بين حبهم  لذاتهم عن طريق  التصاقهم   بمبدأ الانانية والتعصب القبلي او الطائفي  وبين درجة حبهم لعائلتهم العراقية الكبيرة المتنوعة  التي فرحت بفوز فريقها بكرة القدم

ولو كنت في موقع رئيس برلمان العراقي كنت على الفور اجيب طالبا من السيد رئيس الوزاء ونائبيه والسيد رئيس الجمهورية ونائبيه ورؤساء الاحزاب الكبيرة  ان يشكل كل واحد  منهم فريقا لكرة قدم على ان يكون متنوع من  اعضاء البرلمان يشمل جميع اطياف ومكونات الشعب العراقي ، كي يكونوا هم اول من يتنازل عن مفاهيم الطائفية والتعصب القومي والنزعة النرجسية، ويكونوا هم اول من طبق حبه للاخر بصورة عملية وعلنية!!!
حينها يشعر العراقيون انه يوم اخر في تاريخ العراق الحديث.






1675
     

   إ)
                             مظاهرة سلمية لدعم مسيحيي العراق
دعوة عامة لكل المدافعين عن حقوق الانسان وخاصة لكل الاخوة العراقيين في مدينة ملبورن للمشاركة في المظاهرة السلمية والحضارية للتعبير عن إستنكارنا وشجبنا لكل أنواع الاضطهاد والاعتداء الموجّه ضد إخوتنا المسيحيين في عراقنا الحبيب.
يتمّ اليوم ممارسة شتى أنواع الارهاب ضدّ إخوتكم مسيحيي العراق من قتل وخطف وإغتصاب وتهجير وطمس الهوية و الابادة  الجماعية. إنّ مشاركتكم في هذه التضاهرة السلمية ومؤازرتكم لإخوتكم المضطهدين في بلدهم العراق لدليل قاطع على إيمانكم الحقيقي بالقيم السماوية وبمبادئ حقوق الانسان السامية وبالأخوة بين بني البشر على كافة أرجاء الارض المعمورة .
Dear friends (please spread this add among your networks)

A peaceful demonstration in support of Iraq's Christians

 A general invitation to all human rights defenders, especially all Iraqi brothers in the city of Melbourne to participate in the peaceful demonstration to express our abhorrence and condemnation of all types of persecution and attacks against Christians in our beloved Iraq.

Today's exercise shows various types of terrorism against the Christians of Iraq by killing, kidnapping, rape, displacement, destruction of identity and genocide. Your participation in the coming demonstration and your support for our oppressed brothers in Iraq is a conclusive evidence of your true divine values and Human Rights principles and brotherhood among human beings throughout the planet.

Date: On Sunday, 22/07/2007
Time: 1:00 pm
Venue: Melbourne city center near Parliament building and at the following address:
التاريخ:  يوم الاحد المصادف 22/7/2007
الوقت:   الساعة الواحدة من بعد الظهر
المكان:  مركز مدينة ملبورن قرب بناية البرلمان وعلى العنوان التالي

1 Treasury Place
Off Spring Street,
Melbourne
 Reference Melway : 1B  V7

1676


                                     حكومتنا العراقية هي حكومة الطرشان
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
12/7/2007

العراق، هذا البلد الكبير الذي يرجع اصله الى اور واريدو وسومر وبابل ووركاء، اولى التجمعات البشرية المتحضرة في تاريخ الانسانية قبل سبعة الاف سنة.
العراق ذلك الوطن الذي يعوم فوق بحر من الذهب الاسود كما يصفها الاقتصاديون. ولكن اهله يعيشون في الفقر منذ عقود وعقود.
العراق مهد اعرق حضارات الانسانية بدءا من  االحضارات السومرية والاكدية والبابلية والكلدانية والاشورية والعربية  اليوم يعيش مجتمعه في ارذل قيم وويقوم بافضع الاعمال الارهابية  وذلك بسبب انتشار سرطان القتل الطائفي المتعمد  بين سكانه.

العراق الذي انعم الله على سكانه بارض زراعية خصبة ومناخ جيد
 واثنان من اكبر انهار العالم وخمس انهار صغيرة بحيث تكفي لعيش اكثر من خمسين مليون نسمة وشعبه جائع  اكثر من شعب اي بلد اخر في العالم.

العراق بلد  القوميات والاديان والشعوب المختلفة يرجع تاريخها الى عمق تاريخ تحضر الانسانية ، فلا يوجد بقعة من اراضيه الا لتجد هناك ذكر لحادث ما  وقع فيها في  كتب التاريخ .

هذا البلد الجميل، الذي اغناه الله بكثير من النعم والحسنات يبدو قد حلت عليه لعنة الفراعنة، العراق هذا البلد الذي صورت فيه جنة عدن وشجرة الحياة وغيرها من الرموز الدينية في تاريخ القديم للانسانية ، يعيش زمن الانحطاط والتخلف والجهل والظلم ، فيه تم تشريع اول شريعة وقانون انساني على يد ملكه الخالد حمورابي  اليوم يعيش  زمن اللا قانون زمن شريعة الغابة  ، منذ سقوط الدولة العباسية وسيطرة المماليك والمغول والتتر، منذ زمن همجية هولاكو وجده جنكيزخان في العراق ينتقل من نظام سيء الى اسوء.
العراق الذي وصف في القرن الماضي ببلد الثورات والانقلابات السياسية لعدد الحكومات والثورات التي توالت على السلطة فيه ، اليوم يعيش اسوء فترة في تاريخ  وجوده. فبعد تحريره من حكم الدكتاتور صدام حسين، تحول  من دولة  الطاغية  الى دولة الارهاب وقطاع الطرق والاحزاب الدينية المتزمته والمسترزقين على الفدية او الغنيمة!!

لم يعد في العراق اليوم من يفتخر بعراقيته  ووطنه  بقدر ما يفتخر بطائفته او بمذهبه او بدينه او بقومه او بحزبه او بالاحرى بعصابته . الكثير من السياسين العراقيين اليوم  رداءهم اجنبي وغريب ، الكثير منهم يعملون في ارض اجدادهم  كموظفين لدى دول الجوار ، يعملون لاجل مصلحة هذه الدول او الاجنبي كانهم رعاة عند اقطاعي وهم صاحب الحقل والقطيع!!

لم يعد في السلطة التنفيذية العراقية  الا القليل من يعمل لاجل العراق ، فكل واحد له طموحه الشخصي او يعمل لاجل طائفته او حزبه ، البعض منهم يفكر متى تأتيه الفرصة كي  يسرق كمية كبيرة من المال من وزارته او دائرته ويهرب الى الخارج، من يصدق بأن عضو برلماني  حصل على اصوات اكثر من 45 الف ناخب اي يمثل ما يقارب 150 الف نسمة من مختلف الاعمار،  فجأة يقرر الانضمام الى الارهاب وقتل الابرياء بحجة القضاء على الكفار من اخوته العراقيين او بحجة طرد المحتلين .
او ان لغة الحوار في المجلس الوطني تصل التهديد بالقندرة!!

اذا كان لا بد من وضع وصف للعراق وحكومته الان، فانا اظن افضل وصف له هو انها  حكومة الطرشان لانه لم يعد هناك من يسمع الام الشعب، شكاوي الناس ، حاجة الارامل والامهات والشيوخ، بكاء الايتام ،  ليس هناك من يحاور الاخر ويتفهم معه لكي يدفع عجلة الحياة  نحو الاستقرار والسلم والامان  فاللغة الوحيدة المستخدمة هناك هي لغة السلاح  والتهديد والطائفية . لان كل الاتفاقات والمؤتمرات التي اقيمت عن العراق في الداخل والخارج هي اتفاقات بين الطرشان لا غير، لانه منذ التاسع في نيسان 2003 و لحد الان، العراق في التراجع الى الوراء ولم يتحقق اي شيء من امال شعبه الذي انتظر ليلا طوله 35 سنة لحين بزوغ خيوط الفجر ونيل حريته.

1677
اعلان

ايها الاخوة من شعبنا الكلداني الاشوري السريان وكل الاخوة من العراقيين الشرفاء في فكتوريا انتم مدعوون للمشاركة في المظاهرة  ضد إرهاب و قتل إخوتكم المسيحيين في العراق وذلك في:

اليوم  :          الاحد المصادف 22/7/ 2007
الوقت :          الساعة الواحدة من بعد الظهر
المكان           مركز مدينة ملبورن على عنوان التالي
1 Treasury Place OF Spring Street                   
 Reference Mail way: 1B V7                     
للمزيد من المعلومات يجرى الاتصال بالاخوة التالية
ولسن كندو                   0414421412
يوحنا بيداويد                 0401033614
سلمان يوحنا                 0413030294
جون حداد                     0403214644
ادور خوشابا                  0425799985
اللجنة المنظمة



1678
        الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا يقيم حفلة عشاء على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في استراليا ونيوزلنده في مدينة ملبورن

شارك الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  مع الاباء الكهنة  في مطار مدينة ملبورن في استقبال سيادة المطران جبرائيل  كساب السامي الاحترام والوفد المرافق له المؤلف من الاخ سمير يوسف المنسق العام للمجلس القومي الكلداني العالمي والاخ ثابت بهنام حنا عضو المجلس القومي الكلداني -  فرع سدني  والشماس قيصر داود في صباح يوم الاربعاء المصادف 4/7/2007  في الساعة التاسعة والنصف صباحا. ثم واكب المستقلبين سيادته والوفد المرافق له الى مقر اقامته في كنيسة  مريم العذراء حافظة الزروع  في ملبورن والجلوس معه وقت قصير.

وفي المساء اقام الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حفلة عشاء على شرفه في مطعم وصالة اغادير وقد حضرها الاب عمانوئيل خوشابا والاب فائز جرجيس والوفد المرافق لسيادته من سدني وجميع اعضاء الهيئات الادارية والنوادي والجمعيات الكلدانية في الاتحاد وهي ( نادي برج بابل الكلداني، نادي عنكاوا الاسترالي، نادي بابل الثقافي الاجتماعي، جمعية مار اتقن، جمعية مار اوراها للمركهيين، جمعية مار ادي، جمعية شرانش، جمعية الرافدين الثقافية ، نادي اسود كمبيلفيلد الرياضي  وجميعة قلب يسوع للبيدار)

عندما دخل سيادته مع الاباء الكهنة والوفد المرافق له قاعة اغادير وقف اعضاء الجمعيات والنوادي في الاتحاد  مرحبين بسيادته .
بعدها رحب السيد يوحنا بيداويد سكرتير الاتحاد بسيادة المطران جبرائيل كساب  والاباء الكهنة والوفد المرافق له وجميع الحاضرين وتمنى لهم قضاء امسية سعيدة في هذه المناسبة الكبيرة ، ثم القى الدكتور عامر ملوكا رئيس الاتحاد كلمة قصيرة مرحبا بسيادة المطران والاباء الكهنة والوفد المرافق له .
بعدها طُلِبَ من سيادة المطران جبرائيل كساب السامي الاحترام كلمة في هذه المناسبة التي شدد فيها على روح الوحدة والعمل والصبر وتحمل المسؤولية ، ثم  فُتح باب الاسئلة لسيادته ، حيث تناولت الاسئلة شؤون الابرشية ووضع شعبنا في العراقي ومقررات سينودس الكنيسة الاخيرة واتصالاته مع دائرة الهجرة ووضع شعبنا في الدول المجاورة.
ثم القى الاب عمانوئيل خوشابا كلمة قصيرة التي طلب فيها الاستمرار في الخدمة والعطاء والمشاركة  وكذك شارك الاب فائز جرجيس في كلمة عن وضع الشبيبة في الكنيسة.
ثم القى السيد يوحنا بيداويد قصيدة بعنوان ( قالا دقورا) التي عبرفيها عن وضع شعبنا في العراق  والماساة التي يعيشها  وتجديد الامل في هذه الامة وهذا الشعب
مهما زادت وكبرت المصاعب امامه .
ثم فترة وقت حر للضيوف للاحاديث الجانبية وعندما حضر العشاء وقف الجميع وتقدم سيادة المطران جبرائيل كساب باعطاء والبركة والصلاة .
في النهاية جلس سيادته مع الاباء الكهنة في المقدمة  وتقدمت اعضاء كل هئية ادارية لوحدها  لاخذ صور تذكارية في هذه المناسبة.

1679


                                                     اعلان

ترقبوا اقامة مسيرة تضامنية من قبل الجمعيات والنوادي والاتحادات والهيئات  وبعض الكنائس من شعبنا الكلداني ، الاشوري، السرياني في مدينة ملبورن / استراليا  مع شعبنا في العراق.

المعلومات المقترحة لحد الان هي :

اليوم  :          الاحد المصادف 22/7/ 2007
الوقت :          الساعة الواحدة من بعد الظهر
المكان :         مركز مدينة ملبورن
 
1 Treasury Place  OF Spring Street                   
 Reference Mail way: 1B V7                     
Melbourne   

سوف نعلمكم مزيدا من المعلومات عندما تتوفر لدينا لاحقا

لذا نطلب من جميع المشاركة لرفع اصواتنا عالية من اجل حماية شعبنا من ايدي المجرمين القتلة في  منطقة الدورة في بغداد والموصل وجميع انحاء العراق.

اللجنة المنظمة
[/size]

1680
حياة البطريرك روفائيل الاول بيداويد


لايزال الكثير من االمثقفين والسياسيين يعتبرون انتقال المثلث الرحمات البطريرك روفائيل الاول بيداويد الى اخدار السماوية  في السابع من تموز سنة 2003 خسارة ومن علامات سوء الحظ في الظروف التي كان يمر فيه شعبنا المسيحي في العراق عامة (سورائي) . 
 


حياته.
ولد المرحوم البطريرك روفائيل الاول بيداويد (روفائيل يوسف وردة) في مدينة موصل، في تاريخ  17 نيسان  1922  من ابوين نازحين من قرية بلون الواقعة داخل تركيا في اقليم مدينة زاخو في الشمال الغربي من العراق. تعمذ في كنيسة مسكنته في 14 ايار 1922
 اكمل دراسته الابتدائية مدرسة الاباء الدومنيكان في نفس المدينة.  دخل معهد شمعون الصفا في 1 تشرين الاول  سنة 1933 لاكمال دراسته الثانوية .رشحه المرحوم المطران عمانوئيل الرسام (مدبر المعهد الكهنوتي انذاك) للدراسات العليا في روما.

يخبرنا الاب د. بطرس حداد في مقالته ( اخبار الارشيف عن غبطة ابينا البطريرك في مجلة نجم المشرق العدد ¾ لسنة 1995 ) عن ان الاخير كان له الفضل الكبير في اختيار وارسال الطالب روفائيل بيداويد الى روما،  وذلك لقيامه باقناع البطريرك عمانوئيل البني بذلك.
فيكتب مدبر المعهد الكهنوتي الى البطريرك رسالة مؤرخة في 7 كانون الاول  1936 ( اما بخصوص ارسال تلميذ الى مدرسة بروبغندا الخريف القادم فاذا غبطتكم تحبون مواصلة البعثة الى تلك المدرسة فالامر امركم، فقط يجب ان ننتخب الاحسن. ففي الصف المتقدم عندي يوجد تلميذ واحد اسمه روفائيل وعمره 17 سنة وهو بالحقيقة ذو ذكاء فريد واذا ارسل سيكون موضوع فخر الملة، اذ اقدر ان اسميه نابغة ان اصله من اطراف زاخو لكن اهله ساكنين الموصل منذ زمن طويل.) 
ويعلق الكاتب عن عدم ذكر رئيس الدير عن اسم الطالب كاملة كي يعطي صورة واثقة عن الطالب، وفي النهاية يقول ان اهله يسكنون موصل منذ زمن طويل على خلاف الحقيقة، كي لا يتم رفض ارساله بحجة يجب مشاورة مطران ابرشية زاخو في الامر ومن ثم تطول المراسلات ويتاخر امر اتخاذ القرار وتفوت الفرصة.

في مذكرات المطران اسطفيان كجو ( في 24 ايلول سنة 1936 سافر روفائيل يوسف وردة الى روما وعند وصوله الى تلكوجك.........)
وبعد وصل الطالب روفائيل يوسف وردة الى روما ودخوله الكلية في 15 ت1 سنة 1936 كتب رسالة الشكر وعرفان الجميل الى البطريرك  فيقول ( لا اعرف كيف اشكر احسانكم..........اذا انتخبتموني لاكون اهلا لهذه البعثة النفيسة..)

برع الطالب روفائيل بيداويد في دراسته ، ودخل الفرقة الموسيقية هناك ، فاختاره مدير الفرقة لقيادة الفرقة في  حالات غيابه بعد ان وجد فيه حب العلم الموسيقى والتنويط والعزف لاسيما على الاورغن ، اذا نرى هذا الطالب يخبر رئيسه البطريرك كل شيء في حياته فيقول في احدى رسائله المرؤخة في 23 ت2 سنة 1945 (  انا مدير الموسيقي، هذه هي المرة الثالثة اتعين ناظر الموسيقى منذ سنة 1943) .
امضى سنة الاولى في تعلم اللغة ثم دام على دراسة الفلسفة، فانهى السنتين بتفوق رغم صعوبة اللغة اللاتينية، بعد هاتين السنتين كان من المفروض يبدأ دراسته اللاهوتية لكن يبدو عمره كان صغيرا لذلك اراد ان يكمل سنة ثالثة في الفلسفة وفيكتب الى البطريرك في رسالة مكتوبة بتاريخ 27 نيسان 1939 فيقول( ارى ان عمري لا يساعدني على بدء اللاهوت السنة القادمة.......)

 

رسامته الكهنوتية:-
عندما اكمل دراسته اللاهوتية وجاء موعد رسامته الكهنوتية ، كان لا يزال صغير العمر بالنسبة الى السن القانونية المطلوبة لنيل الرسامة، لكن الكاردينال فوموزوني بيوندي الذي كان رئيس مجمع انتشار الايمان المقدس انذاك منحة السماح من العمر. فكانت رسامته في تاريخ 22 ت1 سنة 1944 في كنيسة مار انطونويس فيكتب رسالة اخرى الى ابيه البطريرك في تاريخ 22 ك1 فيقول( اكتب لكم وانا اليوم كاهن العلي لاعبر عن حاسيات شكري البنوية نحو شخصكم الكريم لكل ما فعلتموه نحوي حتى اليوم............. في يوم رسامتي كرست حيوتي لخدمة الكنيسة وطائفتي العزيزة تحت قيادتكم................
كانت رسامتي في 22ت1 سنة 1944 من ايادي الحبر الجليل مونسنيور افرينوف حسب الطقس البيزنطي، وارتسم معي الاخ كوركيس كرمو شماسا رسائليا، اليوم التالي قدست قداس احتفالي الاول في كابلة الكلية، حضرني على المذبح حضرة الاب الدومنيكي فوستي المحترم.
رتلت القداس بقالا ربا (يعني سورث) وكان رفاقي المغنون يجاوبون اذ كنت قد كتبت له الالحان الكلدانية بالموسيقى وبالاحروف اللاتينية....فاعجب الاب فوستي القداس ومدح المغنين .... كان عمري يوم رسامتي هو 22 سنة وستة اشهر.



 
الدرسات العليا:-
في السنة الخامسة كان عليه التحضير لاطروحته في الدكتوراه ، وفي هذه السنة يجب على كل طالب اختيار موضو ع لم يكن مطروح من قبل الباحثون، فاختار الموضوع عن (مار طيمثاوس  الاول ) من الوثائق يبدو ان الكاردنال اوجيست تسيران سكرتير مجمع الكنائس الشرقية انذاك كان قد اقترح هذا الموضوع عليه واخبره انه مستعد لمساعدته. فيقول في رسالته ( نيافة الكاردينال يساعدني من كل جهة في ذلك ، وقدم لي مقال كان قد كتبه في القاموس اللاهوتي عن مار طيمثاوس الاول ووعدني بانه سوف يساعدني في الاطروحة بعدئذ) .
 
يجيبه البطريرك مهنئا ومباركا ومشجعا. فيرد على رئيسه البطريرك برسالة الشكر مرة اخرى فيقول ( ان كلماتك ملئتني من الشجاعة والفرح لاكمل دائما في طريق السعي والكمال  بالتقوى والقداسة والعلم والحكمة.
في 30 ك2 سنة 1946 كتب الى البطريرك المشيخ عمانوئيل البني  يقول( ابشركم بنجاحي المفرح في ملفنة اللاهوت التي دافعت عنها يوم 23 من نفس الشهر بحضور الكاردينال اغاجنيان بطريرك الارمن والاب فوستي...........وكانت النتيجة اعلى درجة..وان الكاردينال تيسران سيهتم بطبع اذا طلب مني اعداد الترجمة الفرنسية للنشر لان النسخة الاصلية كانت مكتوبة باللغة اللاتينية. هذه كانت الدكتوراه الاولى.

يعد اكمال دراسته الدكتوراه بدرجة الامتياز يكتب الى ابيه البطريرك بأنه يطمح الى المزيد وهذا امر طبيعة في الانسان المتفوق لذلك كتب الى البطريرك رسالة اخرى في 10 نيسان 1946 طالبا السماح له بالبقاء في روما ، اذ ان المجمع الشرقي كان قد اوشك الى اصدار القانون الخاص بالكنائس الشرقية . بعد عددة مراسلات بين المجمع والكاردينال تسيران والبطريرك عمانوئيل البني يكتب الاخير له قائلا  ( اذا رؤساؤكم الكرام يطلبون تأخير رجوعكم الينا لمدة اطول فنحن رغما عن اجتياجاتنا الى الكهنة بالوقت الحاضر لا نمانع ارادة رؤسائكم فاعملوا بموجب اوامرهم وهذا حسبكم.
اعتمادا على هذه الرسالة يتم قبول الكاهن روفائيل يوسف وردة في دراسة قانون الكنسي. ظن الاب روفائيل اصبح لديه الوقت الكافي لاكمال اطروحته الثاني عن الفيلسوف العربي الفارابي  التي يبدو تغيرت الى الغزالي وفلسفته الاسلامية. لكن الخوري داود رمو يطلب منه الاستعجال لانهاء اطروحته الى الوطن بسبب حاجة الكنيسة الماسة الى الكهنة.
لكن المجمع كتب الى البطريرك في 29 ت2 سنة 1946 عدد 40/494 طالبا منه ابقاء الكاهن روفائيل في روما. لكن كاتم اسرار البطريرك يكتب ويقول( لان البطريرك الشيخ مشتاق جدا لرجوعكم)
بعد مراسلات عديدة بين البطريرك بقلم كاتم اسراره الخوري داود رمو يصر على عودته الى الوطن ويفسر كاتب المقال ( الاب د بطرس حداد) على ان الكنيسة كانت بحاجة الى كوادر علمية لاستلام الفراغ الذي تركه المثلث الرحمات مار شيخو و مار روفائيل ربان بعد تم انتخابهما الى درجة الاسقفية في ادارة المعهد الكهنوتي.

احس القس روفائيل بان مدة بقائه في روما قد اقتربت من النهاية ، لذك انكب على اكمال اطروحته الثانية عن الغزالي وفلسفته الاسلامية عوضا عن الفارابي، فكتب في 6 شباط الى ابيه البطريرك ( .... لاتكمن من المدافعة عن عنها في اذار القادم)
المهم في احدى رسائل المثلث الرحمات لمطران كركويس كرمو موجهة الى المطران اسطيفان كجو في تاريخ 22 حزيران سنة 1947 يقول ( ان الاب روفائيل قد دافع عن ملفنته في الفلسفة بكل براعة...)

كانت الرسالة الاخيرة التي وجها الاب روفائيل الى مار اسطيفان كجو الذي اصبح معاون البطريركي انذاك في 5 ايار سنة 1947 ( ارجو ان اكون عندكم في نهاية تموز او بداية اب....بودي ان امر مصر لازور حضرة الخوري عمانوئيل رسام رئيسي المحترم سابقا وسامر ببيروت لازور صاحبي النيافة تبوني واغاجنيان....)

في 21 تموز رقد بالرب البطريرك مار عمانوئيل البني قبل وصول الكاهن الشاب.
ثم وصل الكاهن الشاب الى ارض الوطن وقدم رسالته مختومة من عميد الكلية الاوربانية الى الرئيس الروحي المحلي هذا نصها:   ( روفائيل بيداويد من ابرشية الموصل الكلدانية، دخل الكلية في 15 ت1 سنة 1936 وتركها سنة 1946. نال الليسانس بالفلسفة سنة 1940 والليسانس باللاهوت سنة 1944 والدكتوراه باللاهوت سنة 1946.)
وتمضي الوثيقة بوصف الكاهن روفائيل ( انه كاهن اتصف دائما بالتقوى والنظام فاعطى بذلك مثالا للجميع، حباه الله بذكاء حاد، كان دائم الاستعداد للدراسة، وله ميل بنوع خاص نحو موسيقى، استحق الملفنة باللاهوت، تراس وافاد فرقة الموسيقى ، طبعه مرح ووديع، تحلى بشخصية قوية. للكلية عليه فضل كبير في اعداده وتثقيفه فاصبح مرة نائب ناظر)

التوقيع كارلو كالفاليرا- الرئيس- الختم


خدمته الكهنوتية:
اولا    تعين الكاهن الجديد معاونا للمدبر البطريركي للمعهد الكهنوتي في موصل من سنة 1948 - 1956، فكان يلقي دروس الفلسفة واللاهوت على طلاب الدير. وفي ايام نهاية الاسبوع كان يحاضر لطلاب الثانويات الذين كانوا يجتمعون في مدرسة شمعون الصفا، كان يلقي المحاضرات والوعظ في مختلف المناسبات في كنائس الموصل.
ثانيا   في سنة 1956 ارسل الى كركوك بصفة مدبر البطريركي لكركوك واربيل وسليمانية على اثر وفاة مار افرام كوكي
ثالثا  انتخب مطرانا على ابرشية العمادية في السنة التالية ورسم في 6 ت1 سنة 1957 وهو في عمر 35 سنة وقد كان اصغر اساقفة العالم سنا في حينه . اقام العديد من المشاريع في ابرشية العمادية وزار مختلف مراكز الابرشية في العمادية واران والشمكان واكمل بناء دار الاسقفية بطابقين  وشيد ديرا لراهبات قلب يسوع الاقدس في العمادية. وفي احداث الشمال المؤسفة لحقت اضرارا كثيرة بالمطرانية وبالكنائس وسرقت وحرقت مكتبة المطران الثمينة واتلف فهرس المخطوطات الذي تكلمنا عنه.
رابعا  شارك في المجمع المسكوني الثاني من 1962-1965
خامسا في سنة 1966 انتقل الى بيروت وقدم خدم كبيرة هناك لمدة 23 سنة لاسيما في الحرب الاهلية في لبنان.

انتخابه بطريركيا على كرسي بابل للكلدان:-
تم انتخابة للسدة البطريركية في 21 ايار سنة 1989 خلفا للمثلث الرحمات مار بولص شيخو
بعد ذلك قام بزيارة عديدة لابرشيات الكنيسة الكلدانية لا سيما في سنة 1998 الى اقليم الشمال العراقي وفي سنة 2002 الى استراليا واروبا وامريكا كانت هذه اخر زيارة له بعد اتعبته الرحلات الكثيرة . انتقل الى اخدار السماوية في 7 تموز سنة 2003  في بيروت بعد صراع مرير مع المرض والالم.

قال الاب ريمون الموصللي النائب البطريركي للكلدان في الاوردن في حفل تأبينه ( لقد كان غبطة البطريرك روفائيل الاول بيداويد رجل علم ومعرفة وكان الرجل المناسب في المكان المناسب ، حيث عرف كيف يقود سفينة البطريريكة الكلدانية ، فراعى ظروف المرحلة الصعبة وحافظ على كنيسته من معمعات حربين مدمرتين.........،  كان يتابع اخبار العراق وهو على سرير المستشفى، فأصدر رسالة قبل اندلاع الحرب مناشدا العالم ليعملوا على ابعاد شبح الحرب، واصدر بيانا بعد توقف الاعمال العسكرية موجها الى كافة المواطنين العراقيين ليتعاونوا في بناء العراق الجديدعلى اساس القانون والعدالة والمحبة والتسامح .

 الخلاصة
عاش مار روفائيل الاول بيداويد 81 سنة ، عشرة سنوات في دراسة علوم الفلسفة واللاهوت في روما،  وقضى 53 سنة  في خدمة الكهنوت والكنيسة ، و23 سنة في خدمة ابرشية الكلدان في لبنان، و 14 سنة ابا وراعيا وبطريركيا للكنيسة الكلدانية في اصعب مرحلة من جراء الحصار الجائر الذي فرض على العراق.
من اهم اعماله في السدة البطريركية:
1  دعوة اخوته رؤساء الطوائف المسيحية في العراق لتأسيس مجلس يجمعهم لمراجعة شؤون المسيحين في العراق.
2  تاسيس مجلس مطارنة الكاثوليك في العراق
3   الدعوة ومن ثم اقامة المؤتمر البطريركي العام للكنيسة الكلدانية لمراجعة جميع مجالات خدمة الكنيسة
4   تاسيس اخوية المحبة في زمن الحصار الظالم على العراق
5  بعد دراسة مستفيضة من قبل اصحاب السيادة المطارنة دامت اكثر من سنتين اصدر ما روفائيل الاول بيداويد بتاريخ 18/8/1991 مرسوما بتأسيس كلية بابل للفلسفة واللاهوتية
6  اصدار مجلة نجم المشرق بعد معاناة طويلة مع الحكومة.
7  كان احد مؤسسي  مجلس البطاركة  والاساقفة الكاثوليك في لبنان وقد كان اول امين سر لها المجلس وقد شارك في كثير من لجانها ( اللجنة التنفيذية، ولجنة المدارس الكاثوليكية، لجنة وسائل الاتصالات واللجنة المسكونية)
 8  مثل المجلس الكاثوليكي في الجمعية العامة الرابعة لمجلس كنائس الشرق الاوسط 


كتاباته
1   كان يكتب مختلف المقالات لمجلتي (الندم والنور) اللتان كان تصدران في عقد الاربعينيات بعد عودته من روما
2   ترجم مذكرات الاب لانزا الدومنيكي من الايطالية الى العربية ونشرها عبر ساسلة من المقالات في مجلة النجم ثم عمله كتاب مستقل.
3   عمل ضمن لجنة فهرسة مخطوطات البطريركية المؤلفة من القس (المطران) اسطيفان بابكا والسيد اسحق عيسكو باشراف المعاون البطريركي اسطيفان كجو وترجمه الى الفرنسية الا انه لم يطبع بسبب حرق في مكتبته في ابرشية عمادية.
4   اعاد طبع القاموس الكلداني ليعقوب اوجين منا واضاف عليه مقدمة تاريخية وابوابا جديدة.
6  كتب الكثير من المقالات في علم اللاهوت والفلسفة والتاريخ وقد نشرت بلغات متعددة والجدير بالذكر كان يتكلم العديد من اللغات  بالاضافة الى لغة الام السورث  مثل العربية والكوردية والتركية والفرنسية والايطالية واللاتنية والانكليزية. 

 










تشيعه
 هكذا كتبت جريدة المستقبل اللبنانية عن تشييع البطريرك بيداويد في كاتدرائية بعبدا
قصارجي: كان سفيراً فوق العادة للبنان والعراق
المستقبل - الاثنين 14 تموز 2003 - العدد 1346 - شؤون لبنانية - صفحة 5


شيع بعد ظهر امس البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد بطريرك بابل على الكلدان، في كاتدرائية الملاك رافائيل في "بعبدا ¬ برازيليا "بحضور ممثل رئيس الجمهورية النائب اميل اميل لحود وممثل رئيس مجلس النواب النائب سيرج طورسركيسيان وممثل رئيس مجلس الوزراء النائب باسل فليحان والرئيس السابق الياس الهراوي وممثل البابا يوحنا بولس الثاني رئيس مجلس تجمع الكنائس الشرقية الكاردينال مار اغناطيوس موسى داوود، والبطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير والمطران الياس عودة وعدد من النواب وممثلين عن قائد الجيش ومدير الامن العام ومدير امن الدولة ومدير قوى الامن الداخلي ورئيس الرابطة المارونية الامير حارس شهاب ورئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي النائب نعمة الله ابي نصر. وشارك ايضا في مراسم التشييع رؤساء الاحزاب والطوائف وكهنة وراهبات تابعة للرهبنة النسائية وعمداء الجامعات ورئيس البعثة البابوية في لبنان عصام بشارة وعدد كبير من ابناء الطائفة الكلدانية في لبنان.
والقى المطران ميشال قصارجي كلمة عن حياة البطريرك بيداويد جاء فيها: "نلتقي اليوم لإلقاء نظرة الوداع على من احب هذه الارض ارض لبنان، والارض احبته وعشقته، وأبت الا تفارقه، وربما امنية ان نعلم ان يكون لبنان وهذه الكنيسة بالذات كنيسة الملاك روفائيل التي بناها هي من ستحضن رفات بانيها".
اضاف:"كما الرب استراح في اليوم السابع، كذلك أنت في الساعة السابعة من اليوم السابع وفي الشهر السابع من هذه السنة، استرحت بعد حياة حافلة بالعطاءات والانجازات، أنت الشاهد والشهيد، أنت الشاهد على ما اصاب لبنان والعراق، وأنت الشهيد لما أصاب لبنان والعراق، أنت الشاهد الذي ما جلس يوما في مقاعد المتفرجين، بل نزلت حلبة المعاناة والوجع، عشت مع الناس، تألمت مع الخائفين والمظلومين، جعت مع الفقراء، تشردت مع المهاجرين، صليت مع الذين في مرحلة الظلم والظلام لم يجدوا الا الله يلجأون اليه من زمن المآسي الكبيرة حيث القتل هو السيد والموت هو النتيجة الحتمية. وانت الشهيد الذي صلب مرتين: مرة في لبنان، يوم عشت مأساة الحروب اللبنانية، ومرة في العراق، وأنت العراقي الاصيل. يوم شاهدت العراق يذبح على مائدة المصالح الاقليمية والشخصية والدولية. ترى هل كان ثوبك الاحمر القاني رمزا لتلك الدماء التي أهدرت في لبنان والعراق فداء عن بشرية مظلومة يائسة وفقيرة عشت الخدمة الكهنوتية بكل أبعادها، فقضيت العمر مناضلا في سبيل كرامة الانسان وحريته وحقوقه".
وشكر قصارجي لرئيس الجمهورية منحه البطريرك الراحل وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر. ثم تقبل اهل الفقيد التعازي في صالون الكاتدرائية.

قالوا عنه

Hakim
07-12-2003, 06:14 AM
From here (http://www.iraqipages.com/cgi-bin/csNews/csNews.cgi?database=site_articles.db&command=viewone&op=t&id=2113&rnd=944.7389745110653)

باريس: إنعام كجه جي
توفي في بيت مري (لبنان) أول من أمس، المونسنيور روفائيل الأول بيداويد، بطريرك بابل للكلدان، عن ثمانين عاما. والراحل هو الزعيم الروحي لطائفة الكلدان الكاثوليك، أكبر الطوائف المسيحية في العراق.
وبخلاف ما هو شائع لدى البعض فإن البطريرك الراحل كان يتمتع بشخصية قوية حتى تجاه حاكم شديد كالرئيس العراقي السابق، صدام حسين، فقبل بضع سنوات، أقيم في بغداد مؤتمر لرؤساء الكنائس الشرقية، بمبادرة من البطريرك بيداويد، وكان مقررا أن يستقبل صدام رؤساء الوفود في ختام اجتماعاتهم.
قبل الدخول على الرئيس العراقي، جرى تفتيش الجميع تفتيشا دقيقا. وأخذت منهم ساعاتهم اليدوية ومحفظاتهم وغير ذلك. ثم حضر طبيب وطلب إليهم فتح أفواههم للتأكد من سلامة أسنانهم، أو ربما لكشف ما يمكن أن يخبأ بين الأسنان. وفي نهاية الأمر طلب الضابط المسؤول عن الاستقبال من رؤساء الوفود أن يخلعوا الصلبان التي يحملونها على صدورهم.
كان صليب البطريرك بيداويد الذهبي هو الأكبر. فانتفض البطريرك وقال للضابط إن هذا الطلب لا يجوز. ولما أصر الضابط على موقفه، حاول البطريرك أن يتفاهم معه بالحسنى، وقال له «إن صليبي هو بمثابة الرتبة العسكرية التي تحمل أنجمها على كتفيك، فهل تقبل بتجريدك من رتبتك؟».
أمام إصرار الضابط على خلع الصليب، قال بيداويد: «إذن، لن أدخل على الرئيس. وأرجوك أن تسلم لي عليه وتشرح له الموقف وتقول له إنني عدت من حيث أتيت».
وإزاء هذه الورطة، وخوفا من غضب صدام، تراجع الضابط الكبير عن عناده أمام عناد البطريرك، وتمت المقابلة
نسحة من رسالة مار روفائيل بيداويد الى العراقيين بعد تغير النظام

روفـائيل الأول بيداويـد
بطريـرك بابـل على الكـلدان

إلى أبناء الشعب العراقي الكرام

وأنا راقد على سرير المستشفى في لبنان وتحت العلاج المكثف منذ أكثر من ثمانية أشهر ، أتابع بشكل يومي كلما يحدث في بلدنا الحبيب وأدعو دوماً إلى الله عزّ وجل بأن يزيل عنا هذه المحنة المأسوية التي يمر بها عراقنا العزيز .
إنني في هذا الظرف العصيب الذي يمر به بلدنا أناشد كل مواطن عراقي شريف وكل من في قلبه ذرة محبة لله و للإنسانية بأن يبذل أقصى الاحترام والتعاون والتلاحم مع اخوته أبناء الوطن الواحد ـ عراقنا الحبيب .
لقد عاش العرب والأكراد والتركمان والكلدوأشوريون بكل أديانهم من إسلام ومسيحيين وصابئة ويزيديين معاً كشعب واحد منذ أقدم العصور ، وإنهم إن تمكنوا من ذلك فهذا كان بسبب الاحترام المتبادل والمحبة النابعة من مخافة الله الذي كان يهدي كل فرد عراقي وبفضل حرص وحكمة ومسؤولية وبعد نظر قادة كافة هذه الشرائح العراقية الأصيلة .
فكيف الحال ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وأنظار العالم مصوبة كل يوم على ما يحدث في كل أرجاء المعمورة وخاصة في بلدنا . فلهذا أعود وأناشدكم يا أبناء الوطن الواحد بأن تتذكروا بأننا إن أردنا للمحتلين أن يرحلوا عن بلدنا بأقرب وقت ممكن فعلينا أن نبرهن عن قدرتنا على حكم أنفسنا بطريقة حضارية وديموقراطية حقيقية بعيداً عن المطامع الشخصية وفي ظل دستور عصري وقوانين تضمن المساواة والحقوق الكاملة لكل فرد عراقي . إن كان المعتقد للفرد فإن الله والوطن للجميع . إن هذا الطريق الطويل يبدأ بأن نحب بعضنا البعض وأن نتمسك بالتعاليم السماوية الشمولية .
لقد خلق وشاء رب العباد جميعاً بأن يكون البشر مختلفين في الشكل والقومية واللغة والدين والمذهب . وقد أكد الله الواحد بأنه يحب البشر وبأن شمسه تشرق على الجميع (إنجيل مقدس) وبأنه لا إكراه في الدين) قرآن كريم) وبما أن "رأس الحكمة مخافة الله" فيجب أن لا ينسى أي فرد أو قائد مجموعة مهما كانت هذه البديهية .
فلذا أهيب بكم جميعاً بأن نبذل أقصى جهدنا باحترام حقوق وعقائد وكرامة وممتلكات بعضنا البعض وليعتبر كل منا بأن حريته لا تكتمل إلا بحرية الآخر . بهذا فقط سنظهر للعالم والمحتل حضارة وعراقة الشعب العراقي الذي قدم للبشرية مرتكزات الحضارة الإنسانية . فمن يحب العراق والعراقيين ويريد رحيل المحتلين بكل إخلاص عليه أن يمارس وبشكل يومي هذه القيم الحضارية والإنسانية التي نبعت من جوهر التعاليم السماوية .
فلنتكاتف يا أبناء شعبنا العرقي الواحد ونبني وطننا بشكل عصري وحضاري ونجعل منه منارة للقيم الأصيلة وللعلم والثقافة في محيطه وفي العالم ، ولنتضرع إلى الله بأن يساعدنا على تحقيق هذا الهدف النبيل هدف كل عراقي وإنسان شريف في هذه المعمورة .


روفائيل الأول بيداويد
بطريرك بابل على الكلدان

Hakim
   





برقية الرثاء التعزية من جمعية اهلي بلون في استراليا المشورة في جريدة التلغراف العربية في استراليا

1681
                ايها العراقيون احذروا من اركداش التركي  (1)
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
18/6/2007

في هذه الايام العصيبة التي اختلط  فيها الحابل بالنابل في ارض الرافدين الزكية . في هذه الايام الكئيبة التي زادت فيها الانفجارت والخطف وقتل  على الهوية  بين العراقيين  دون تمييز . في هذه الايام السوداء التي بدأت فيها قوى الشر تستهدف دور العبادة للديانة الاسلامية والمسيحية  والاقليات ورجالها الافاضل الذين سخروا ارواحهم لتعليم البشر عبادة الله والقيم الانسانية . في هذه الايام  نسى  قادتنا السياسيين والوطنيين المخلصين والمثقفين هناك دوامة اقليمية  كبيرة قادمة على الشرق الاوسط، وهناك خطر حقيقي كبير قادم على شمالنا العزيز.

نحن نعرف ونعترف بخلافاتنا الداخلية الغير العقلانية، نعرف ان جرائم  التي ذكرناها اعلاه تتم اغلبها بأيدي عراقيين او بتعاونهم مع الارهاب الاجنبي،  ولكن ايها الاخوة  الاعداء (2) ، احذروا من ان يُبلََع العراق من قبل الدول المجاورة !، احذروا من ان يغرق قاربكم (العراق) الذي انتم  فيه، وانتم  منهكمون في صراعتكم الجنونية من اجل  من يقود القارب؟. 

هذه ليست خرافة ولامزحة ،هذه حقيقة ،ربما تشاهدونها بأم اعينكم مثلما شاهدتم سقوط تمثال صدام حسين في 9 نيسان 2003 .  ولا تتكلوا او تتوهموا ان امريكا تستطيع اجبار اركداش التركي او ايقافه من قطع اقليم الشمالي  بما فيها مدينة موصل وابتلاعها .

صحيح ان هذه المهمة ليست سهلة وغير معقولة، لكن احذروا كل شيء ممكن اليوم،  فكما يفعل الثعبان عندما تكون فريسته اكبر من فتحة فمه تحرك عظام رائسها وتتمدد عضلات جسمه كي يستطيع ابتلاع فريسته كذلك يمكن ان تقرر تركيا ان تبلع اقليم شمالنا الحبيب.

ان وضع الدولي الان متشابك  وكل دولة لديها همومها ،فالقوى الكبيرة مشغولة بهموم اقتصادها والحرب على الارهاب، لم يعد خافيا لاحد  ان مشكلة امريكا مع ايران اصحبت مشكلة كل الشرق الاوسط.  داخل  امريكا تعالت اصوات تغير سياستها  الخارجية لا سيما  في العراق، هناك انقسام واضح  بين اعضاء الكونجرس حول مدى فائدة بقاء القوات الامريكية في العراق ، حيث خُيبِت امال امريكا في ايجاد مخرج من الورطة التي  يبدوعملتها لنفسها في العراق، هذا الجدال بدأ يزداد خاصة  الان لانه لم يبقى للانتخابات الامريكية الا بضعة اشهر.
 اما  ايران نجحت في تأسيس حلفاء من ينوب عنها  في بلدان الشرق الاوسط ، مثلا مع سوريا لها تحالف قديم ومعروف منذ قيام الثورة الاسلامية، في لبنان انشئت ايران حزب الله ومليشياته، في فلسطين تميل حركة جهاد الاسلامي وحركة حماس الى تيارها ورؤيتها  كذلك بسبب المساعدات التي تقدمها ايران لها ، واخيرا في العراق، لا يخفى هناك اطراف عراقية  لها ارتباط عضوي من ناحية المذهب الشيعي وكذلك كحليف قديم  بسبب الدعم الذي قدمته لهم اثناء فترة المقاومة ضد حكومة صدام.
و هذا بالاضافة ان حكومة ايران تحسب مواجهتا مع الغرب مواجهة مصيرية من كل الجوانب.

اما سوريا كما قلنا سابقا منذ فترة طويلة تريد ان يكون العراق في حالة اضعف منها كي تكون السيادة لها في تقرير مصير التفاوض مع اسرائيل من اجل جولان وغيرها من المكاسب اقتصادية والساسية مثل الاستمرار في قيادة حزب البعث الاشتراكي  .

بالنسبة لتركيا لا زالت، وتضرب كف  اليدين وتلوم ذاتها  ، كيف خسرت لواء موصل (اقليم الشمال) بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى  في محافل عصبة الامم المتحدة؟ .
 من يتمعن جيدا في تحركاتها منذ بدء ربيع هذه السنة ، يلاحظ تصاعد لهجتها مع تصاعد درجة حرارة الصيف، ها هي تسحب الكثير من قواتها من اقصى حدودها الغربية الى الحدود الشرقية وترسل عدد كبير من قطاعاتها العسكرية الى الحدود كل هذا ليس من اجل القضاء على خمسة الاف ارهابي  من حزب العمالي التركي كما تقول . فكما قال  لي صديق تركي، ربما ان تركيا  لا تنوي فقط القضاء على  حزب العمال نهائيا  من خلال غزوها لاقليم الشمال وانما قطع اقليم شمال العراق  وارجاعه الى احضان الدولة التركية من جديد.
قد يكون اركداش غير صحيح في كلامه تماما، لكن ، ليعرف قادتنا الكبار، اصحاب الشأن،، ان تركيا تعرف جيدا ان املها بالانضمام الى الاتحاد الاوربي ضعيف جدا، بسبب نظامها الداخلي المتزعزع الان بين العلمانية والاتجاه الاسلامي ، بسبب سياستها القديمة والحالية ضد الاقليات و عدم تطبيقها لوائح حقوق الانسان ، بسبب المذابح التي قامت بها ضد الارمن والشعب الكلداني/الاشوري/السرياني اثناء الحرب العالمية الاولى،  فاذا اعترفت بها ، فان ذلك يكلفها الكثير مثلما كلف المانيا الكثير بسبب مذابح ضد اليهود اثناء الحرب العالمية الثانية. وتركيا تعرف جيدا ، هذه هي الفرصة الوحيدة في  ظل الظروف الدولية المتشابكة حاليا  التي فيها تستطيع  انجاز  ثلاثة اهداف مهمة لها  في عملية واحدة رغم كلفتها وهي القضاء على حزب العمال وتمردهم ، احتلال كركوك ، حماية اتراك العراق الحجة الحاضرة التي تستخدمها  في وقت.
هذا بالاضافة ان وجود حكومة فيدرالية في الاقليم الشمالي للعراق تحت سيطرة حكومة كوردية ، تجعل الاتراك  يشعروا بالخوف من ان يأتي يوم يتكرر المشهد داخل الاقليم الشرقي لتركيا الذي يسكنه ألاغلبية من اكراد تركيا. والامر الاخر هو انها باستلائها على مدينة موصل وكركوك لا سامح الله تضمن لنفسها مخزون طاقة كبير.
  الامر الاهم الذي يجب يدركه العراقيون  سواء شاؤا ام ابوا ، ان مكانة الدولة العراقية القديمة وهالتها قد تلاشت من الوجود ولم يعد يحسب للعراقيين وقوتهم اي حساب، بسبب احتماء قادتنا خلف حكومات الدول المجاورة والحروب الاهلية الدائرة فيما بينهم التي تشتد ضراوتها في كل يوم بدون وجود امل لنهايتها.
اتمنى ان اكون خاطئا في تحليلي هذا ، ولكن في السياسة كل شيء ممكن، فمن كان يصدق ان يأتي يوما ما يتم فيه مقايضة رجال  الدين المسيحيين والمسلمين  وقييم الاديان  الاديان السماوية  بالدولار الامريكي  في عراقنا المجيد؟!!

1   اركداش : كلمة تركية تعني صديق
2  الاخوة الاعداء :عنوان قصة للكاتب الروسي الكبير دوستويفسكي

1682
[size=14pt]
رسالة من ابونا رغيد كني والشمامسة الثلاثة الى الارهابين القتلة!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن \ استراليا
12\7\2007

الى الرجال الملثمين القتلة الذين امطرونا بوابل من الرصاص بدون سبب او عذر بعد ان فقدوا البصر والبصيرة.
اخوتي في الانسانية ، انه اليوم التاسع من بعد جريمتكم البشعة ضدنا، انه اليوم التاسع من بعد انتقالنا الى السماء ،  لا يسعني الا ان اقول لكم، سامحكم الله على فعلتكم الشنيعة، هكذا علمني معلمي وسيدي يسوع المسيح ، وهذا ما قاله قبل لحظات من موته على صليبه قبل الفي سنة  لقاتليه العميان (يا ابتاه اغفر لهم، لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون..)
لقد فهمتم من رسالتكم الغير مكتوبة، انكم تكرهوننا، لاننا نحبكم، تضطهدوننا، لاننا مسالمون لكم ولكل البشر، تقولون عنا الكفرة لاننا نتبع السيد المسيح الذي علمنا محبة الاعداء ، تقتلوننا لان معلمنا  قال لنا ( لا تخافوا الذي يقتل الجسد ، بل خافوا من الذي يقتل الروح والجسد..)
 نحن نصلي ونعبد ونمجد الله خالق السماوات والارض، الذي خلق جميع الكائنات والكون واعطاهم القابلية للتفكير والابداع والاختراع ، اعطاهم مشاعر الانسانية كي يفرحوا  لانهم خليقته ويمجدونه لانه اعطاهم الضميروالعقل الذي يميزهم من الحيوانات والبهائم .

 انكم تتبعون غرائزكم ومعلمين دَجَلَة يشوهون الحقيقة عن عقولكم وبصائركم ، يرسلونكم باسم ديانة الاسلام ونبيها لقتل الكفار والمعتدين عليكم على حد مزاعمكم خلافا لما نعرفة عن ديانتكم،. فاي اعتداء قمت به واخوتي الشهداء الثلاثة او من اخوتي مسيحي العراق، واي جريمة اقترفناها ضدكم او ضد غيركم؟ وهل نحن الكفار الذين قصد كتابكم (القران الكريم)  بهم؟ ام الذين يعتدون عليكم ويسلبون اعراضكم، ويدمرون ممتلكاتكم؟. انتم تدركون اكثر من غيركم اننا كنا هنا قبل مجئيكم الى ارض بلاد الرافدين؟، ودخلتموها ونحن طنا اول  مناصرينكم ، لاننا اعتقدنا انكم مثلنا تعبدون اله الحق ، اله السموات والارض وليس اله ظالم وعادل، مثل اله النار والمانويي واله الوثنية. فهل الهكم يقبل قتل الابرياء؟!!!
كان عدد مؤمنينا يتجاوز سبعة ملايين  في زمن  في مملكة الفارسية وحدهها حين مجئيكم، بسبب اعتداءات المتكررة والهجرة القسرية التي فرضت علينا، لم يبقى منا الا القليل في ارض اجدادنا العظام التي تشبعت بدماء شهداء مثلنا نحن الاربعة.

اخوتي في الانسانية ، هذه رسالتي لكم، اوقفوا القتل في بلادنا العزيز العراق، ارموا سلاحكم جانبا، واستمعوا الى صوت الرب الذي يناديكم الى الكف عن الاعتداء على اخوة لكم بالزاد والملح والماء والارض. ان جهاد الذي يطلبه منكم ربكم ليس قتل اخوتكم، وان كان لا بد من جهاد بنفسكم، فجهادوا ضد من يعتدي عليكم، يقتل منكم، يحاصركم، يرسل السلاح والمال بينكم، يوزع الفتنة بينكم، بين ابناء شعبكم وقومكم وديانتكم ومذاهبكم. عودوا الى بيوتكم وقبلوا جبهات امهاتكم واولادكم وابائكم سوف ترون كيف ان صوت الله يأتيكم من الاعماق ويقول لكم، احسنتم عملا يا اولادي، فانا هو رب السماوت والارض، انا خالق الكائنات والمخلوقات جميعها ، انا اله الاُحَد، ليس من هناك  يشاركني في قراري
و مقاصدي. لا تقاوموا الشرير بالشر لان الشر كأتون النار يلحف اصحابه.

كلمتي الاخيرة لكم، لقد قتلتموني مع اخواني من دون سبب او ضرر قمت به ضدكم ، انا لم اكن اقود دبابة اجنبية غازيا مدينتكم ، انا لم اكن اسرق النفط منكم واقطع الخبز والماء والكهرباء من اولادكم، انا لم احمل السلاح واسلب دياركم او زقاقكم، ان لم اكن اعلم ابنائكم شريعة الغاب والتعدي وقتل الاخرين ، بل كنت اهذب اولادكم ،ارفع من ضميرهم الانساني كي لا يتربوا مثلكم بدون ضمير او معرفة الحقيقة ،اكشف لكم طرق ومسالك عبادة الله والعمل بتعاليمه وحماية الانسان من وحشيته ، انا كنت منذ البداية اخترت طريق الشهادة سواء كانت بطلقاتكم البئيسة او بقتل الشهوات وغرائزي الشهوانية التي هي موجودة في كل انسان مثلكم.
نعم اخترت الموت من اجلكم، قررت التضحية وفقدان ( الانا ) لاجلكم ، لكن انتم اخترتم قتلي وقتلي اخواني ومساعدين لي في الخدمة. ارجو ان تحاولوا ان تلقوا نظرة على اولاد وزوجة صديقي التي كانت تشاهدكم وانتم تُصوبون علينا بنادقكم وتمطروننا برصاصاتكم العمياء، وفكروا لو كنتم انتم محل هؤلا ء، وشخص اخر قتل ابيكم من دون سبب، ماذا كنتم تعملون به.
 قد تقولون اننا نعرف لم ولن يكن شخص مسيحي كافر يوما ما مقدرة لاعتداء او الرد بالمثل عليكم ، لكنني اقول لكم مثلما في السابق لا تظلوا العيش في الظلام والخطئية ، شيئا واحدا اريد ان تتذكرونه اذا اقدمتم لا سامح الله على قتل اي انسان اخر، ان تتذكرونه، اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك.[/size][/b]

1683
ليس المسيحيون وحدهم يجب ان يدفعوا الجزية!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
1/6/2007
لقد شغل موضوع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية التي تُطالب به بعض جماعات اسلامية متطرفة على المسيحيين والصابئة و اليزيدين في منطقة الدورة  في بغداد والبصرة والموصل في الاشهر القليلة الماضية مساحة واسعة من الاعلام العراقي و العالمي  بصورة عامة واعلام  شعبنا المسيحيي بصورة خاصة.
بالرغم من تردد وتلكأ معظم الجهات الحكومية والدينية في العراق  من اتخاذ موقف حازم وواضح  ضد هؤلاء المجرمين لحد الان، الا ان الحكومة  في النهاية قررت  دراسة موضوع حماية المسيحيين وتخصيص 100 مليون دينار عراقي كتعويض للكنائس التي احرقت وهدمت وتضررت من جراء  الاعمال الاجرامية  لهذه المجاميع المتطرفة، الذين  يبدو انهم من بقايا اهل الكهف عادوا الى الوجود في زمن الفرهود، في الالفية الثالثة،  يطلبون الجزية من المسيحيين او يخيرونهم على ترك بيوتهم وممتلكاتهم او ان يدخلوا في الاسلام  والا  يكون مصيرهم القتل .
 وكأن الله استعاض عن ملائكته جبرائيل وعزرائيل بهؤلاء المتطرفين  لاخذ او زهق ارواح الابرياء.

وان الكثير من الناس يشعرون بخيبة امل في هذا العالم من جراء التقدم والتغير السريع الغير انسيابي  الذي يحصل في عالمنا، قد يبدو هذا الامر فيه شيئ من المعقولية حيث ان سرعة الخلط والتغير كانت كبيرة بحيث تركت اثار سلبية على الوضع العالمي ، لكن كثيرون عبروا خط المعقولية ،فغرقوا في النظرة التشاؤمية و اصبحوا يميلون الى النظرة الرجعية . بعض من هؤلاء المرضى فقدوا صوابهم فانسلخوا من عالم الواقع،  فراحوا يعيشون في اوهام غير حقيقية،  يعتقدون من الافضل  ان  يرجع العالم الى الوراء ويعيشوا كما كان الناس يعيشون في الجزيرة العربية قبل 14 قرن، ويجب ان يتوقف تقدم العالم وان لا يحصل اي تغير  فيه، يجب ان تتوقف عمليات البحث واكتشاف الادوية لمعالجة امراض السرطان والملاريا والقلب والسكر والايدز وفلونزا الطيور، كأن البشر في نظرهم لا يستحقون العيش بسعادة واستقرار، يجب ان  يتوقف ضحك الاطفال ولعبهم كي لا ينمو ذكاءهم اكثر، وان ترجع المرأة الى زمن العبودية وان تصبح محسوبة من الممتلكات و ليس من المالكات، يجب التوقف من استخدام الالات ومنتوجات الحضارة الغربية مثل السيارات والقطارات والطيارات و التفزيون ومشاهدة مباريات كأس العالم، واجهزة الاتصالات الحديثة،  كذلك عدم استخدام الادوية والاغذية الصناعية و المعلبة، عدم استخدام الكومبيتر والحاسبات والتقنية الجديدة في معالجة الامراض والابحاث وغيرها من الخرافات
باختصار هؤلاء يريدون ان يتوقف العقل والقلب وجميع الحواس من ممارسة وظائفهم بذلك يقضون على  تقدم وتطور الحياة ، يقضون على ولادة اي فكرة جديدة او عاطفة انسانية ، حينها يسير العالم حسب اوهامهم وتفسيراتهم الغريبة.

الشيء الوحيد لم الذي يحرموه  هؤلاء الاصوليون على خلاف مبادئهم ! هو السلاح والقنابل والمتفجرات والاحزمة المحشوة بالبارود والسيارات المفخخة  فهي حلال على الرغم من ان صناعتها حديثة و معظمها على ايدي دول غربية !
حرموا هذه الاشياء على الناس لكن لم يتوقفوا من استخدامهم لها، مثل ركب الطائرات والسيارات  والقطارات، ادوات الاتصال مثل التلفون والكومبيوتر، الاستماع الى الراديو او ارسال برقياتهم وبياناتهم عبر الراديو او اقراص الكومبيوتر وغيرها

 ان هؤلاء يجهلون بان مسيرة التقدم ليست وليدة من اعمال اي  شخص  او اي قوم  او اي بلد معين،  ولم تحصل في يوم واحد او في عصر حضارة معينة او من مجموعة بشرية ، انما هي استمرارية لبذرة الحياة التي زرعها الخالق في الارض وفي عقل الانسان ،  يجهلون ان التقدم او التغيير هو امر لا مفر منه،  مهما حاول هؤلاء طمر رؤوسهم في الرمال مثل النعامة معتقدين انهم يحجبون عيونهم عن رؤية الحقيقة.

اذا كان كان هناك شيء من العدالة في هذا العالم وفي هذا العصر، واذا كان هناك فعلا على المسيحيين تقديم الجزية لهؤلاء المتزمتين  لانهم الان يعيشون بين اغلبية مسلمة في بلد كانوا هم اول صاحب له واليوم مهددين بالطرد او القتل او الاستسلام ، فمن باب العدالة الانسانية يجب ان  نسأل هل مسيحي العراق وحدهم يجب دفع الجزية؟.

لقد نسى الكثير من الاخوة العرب والمسلمين جهود المسيحيين(1)   في بناء الدولة العباسية ونقل الحضارة الاغريقية الى العربية من خلال ترجماتهم للكتب الفلسفة والعلم والمنطق والطب وكل مبادئ الحضارة الاغريقية  الى اللغة السريانية ومن ثم الى العربية بدليل جميع المصادر العربية القديمة التي تشير الى ذلك بوضوح.

وهل  هناك مؤرخ  مطلع على تاريخ الدولة العباسية  يستطيع  ان ينكر علاقة مار طيماثاوس الكبير  بطريرك الكنيسة الشرقية  وعائلة بختشوع  مع عائلة هرون الرشيد واولاده و دورعائلة حنين بن اسحق وماسوية و الاخرين ، فكم حكمة ونصيحة ومشورة قدمها هؤلاء المسيحيين لقادة العرب. ليسالوا ويبحثوا مَن نقل  علم الطب وبقية المعارف  من مدرسة جندياسبور الى بغداد؟، ومَن اشرف على تأسيس بيت الحكمة؟
ان دور شعبنا (الكلدان/الاشوريين/السريان) لم ينقطع عبر التاريخ  من عطائه  لبلاد ما بين النهرين  بل دوما كانوا مخلصين لوطنهم العراق غير مبالين الى طبيعة الحاكم ومواقفه او تصرفاته.
اما ان تأتي مجموعة اسلامية متطرفة في قرن 21 و تفرض الجزية على المسيحيين لانهم مسيحيين لا غير ، فذلك امر غير معقول.
 لنكن موضوعيين في طرحنا(2)، ولنسأل من يجب يدفع الجزية على خدماته حقا؟، هل يتساوى حق مَنِ اخترع الكهرباء( فرداي وكولوم)  والمصباح (اديسن) والتلفون (بيل كراهام)و الكومبيتر وتطوير برامجه ( امثال بيل كيث) والطائرات والثلاجة والمكيف الهوائي مع حق طالبي الجزية اليوم من اصحاب البلد لانه سمحوا لهم بالعيش بينهم ؟  هل يتساوى حق من بنى الجسور والمطارات والسفن الفضائية والسفن والموانئ البحرية مع من يريد الاستلاء على ممتلكات المسيحيين فقط لانهم مسيحيين؟ هل  جهد العباقرة من امثال اينشتاين ( النظرية النسبية)  وبور (تركيب الذرة)  ومندليف (جدول عناصر الطبيعة ) وماكسويل (سرعة ضوء الشمس)  و وبلانك (الثابت الكوني) وغاليلو (قوانين في الفضاء ) ونيوتن (قانون الجاذبية )  والفلاسفة من امثال كانت وهيجل وهيوم وغيرهم او جهد مصلحين اجتماعيين مثل كارل ماركس ، ومارتن لوثر كينك يصبح بدون ثمن؟
أليس كل العالم من المسيحيين والمسلمين وكل البشرية  مدينون لامثال هؤلاء العباقرة على جهودهم الكبيرة في كشف اسرار هذا العالم ، من اجل تسهيل وتقليل مصاعب حياة الانسان من ثم جلب السعادة لعوائلهم.
بربكم هل يتساوى ما قدمته مؤسسة الصليب الاحمر العالمية منذ تأسيسها في  1863م  على يد هنري دونانت في جنيف ولحد الان مع اعمالهم الاجرامية التي بدأت تغزو العالم منذ سنة منذ 1980 بأسم الاسلام والاسلام بريء منهم ؟ .
ايها الاخوة ( في الانسانية) المتشددين وطالبي الجزية وفارضي الشريعة الاسلامية بالقوة  على المسيحيين اية اعمال عظيمة قمتم بها خدمة للمسيحيين وللاسلام وللانسانية  لتأتوا وتفرضوا عليهم اما دفع الجزية او الهروب او انتظار الموت؟!!.
 
ايها الاخوة ليكون اسلامكم  من اجل  جلب السلام والطمأنية، من اجل خدمة الانسانية وحماية الحياة، ليس للقتل ولجلب الدمار على العراقيين الابرياء باسم الدين والله.
كلنا يعلم ان جميع الاديان حاولت ايجاد او وضع حلول لمشاكل الانسان مع اخيه الانسان بصورة عادلة وتعليمه عبادة خالقه ، وخلق توازن بين الكائنات الحية والطبيعة جميعها كي تستمر الحياة ، ولم يكن يوما ما هدف اي دين القتل اوتدمير الحياة ، لان الحياة مقدسة ومعطاة للخليقة من الله  بدون مقابل الامر، فالقتل  يناقض جوهر مبادئ جميع الاديان وكل المعتقدات وحتى الفلسفات التي ظهرت في التاريخ لماذا انتم تجعلون من الاسلام حجة لكم لقتل ابرياء مثل مسيحي العراق؟.
وهل حل مشاكل العراق تبدأ بقتل المسيحيين او طردهم من ارضهم؟!!!!!!!!


______________________________________________-
(1)  هذه قائمة بأسما معظم العلماء والاطباء والمترجمين من المسيحيين في عهد الدولة العباسية الذين قدموا خدمات الكثيرة من خلال ثلاثة قرون الاولى.
1    جرجيس بن بختيشوع المتوفي سنة 769 ميلادية،  الذي كان رئيس  مدرسة جندياسبور وطلب منه القدوم الى بغداد لمعالجة الخليفة العباسيي المنصور وقد افلح في معالجته فكافأه الخليفة المنصور احسن مكافاة
2    بختيشوع بن جرجيس المتوفي سنة 798 م
3    جبرائيل بن بختيشوع المتوفي سنة 870  م طبيب هارون الرشيد وابنه الخليفة الامين
4    بختشوع بن يوحنا المتوفي سنة 940 م
5    ماسوية بن يوحنا في القرن التاسع
6    يوحنا بن ماسويه المتوفي 857 م،  جعله الخليفة مأمون رئيس بيت الحكمة
7    ميخائيل بن ماسويه في القرن التاسع
8    سلوميه بن ينان المتوفي في القرن التاسع للميلاد
9    حنين بن اسحق العبادي المتوفي في سنة 874 م الذي تلمذ على يد يوحنا بن ماسويه
10    اسحق بن حنين المتوفي سنة 910م
11    دهشتك
12    ميخائيل بن اخي دهشتك
13    عيسى بن طاهر تلميذ جرجيس
14    بن اثال
15    تياذرق
16    ابراهيم تلميذ جرجيس بن بختيشوع
17    سابور بن سهل



 
2  ان  ما اقصده هنا  لا يخص المسيحيين وحدهم  وانما جميع البشرية  منهم المسلمين المعتدلين او من غير المذاهب ، اي ننظر الى الامور  بنظرة انسانية شمولية بعيدة عن القوقعة في وجهة نظر ديانة او قومية 
محددة.



1684
 

                       
                         ايها المسيحيون ..من من العراقيين اليوم معكم   ؟ !!!!

بقلم يوحنا بيداويد
استراليا / ملبورن

مرت السنة الرابعة على سقوط صنم صدام حسين في حديقة الفردوس ولا زال وضع العراق ينتقل من سيء الى اسوأ ، فلا حل يلوح في الافق سوى زيادة التعدي العشوائي على الناس، والحكومة العراقية  وقوات التحالف متفرجة ، وها هي القوى السياسية الامريكية تتناحر فيما بينها  في كيفية حفظ ماء الوجه من هذه المصيبة الكبيرة التي وقعوا فيها وهم يفكرون في  سحب قواتهم بعد ان فشلوا في مشروعهم الديمقراطي . اما الشرفاء والمخلصين في الحكومة العراقية التي بدأت بالاعتراف بفشلها ، اقتنع القائمين فيها اخيرا كان يجب ان لا يشلكوا مثل هذه الحكومة مبنية على الطائفية تحت نفوذ الدول الخارجية.  ولعل اخر الاعترافات من قبل الحكومة  العراقية بهذا الصدد كانت على لسان الدكتور برهم صالح نائب رئيس الوزراء بالامس الذي اشار لم يبقى حل امام العراقيين سوى حصول  توافق بين الجهات المتصارعة.

من يتأمل المشهد العراقي اليوم  ويسمع اخبار الوطن ويحللها بصورة موضوعية، سوف يرى بلا شك ان ما يحدث في العراق هو حالة غريبة وشاذة وغير معقولة. خاصة وان التعدي يشمل  الان فئات لم تكن متصارعة مع احد لا بالامس ولا اليوم  ،و ليس لها طموح في الوزارات و لافي النفوذ ولا في الحصص من النفط ولا اقاليم فيدرالية خاصة بهم بقدر ما يتمنون حكومة وطنية عادلة لا تميز بين المواطنيين  على اساس المذهبية او الطائفية.

لكن الاغرب في كل هذا المشهد هو التعدي الصارخ  بابشع الاساليب الغير انسانية والبعيدة عن قيم الديانات السماوية الذي يوجهه بعض الاسلاميين المتشددين الى المسيحيين خاصة في منطقة الدورة في بغداد امام انظار روساء الكتل السياسية والحكومة العراقية والعشائر المجاورة وكأن القانون المطيق في العراق هو قانون الغابة.

ان السكوت المطبق عن هذه الجريمة  ان دل على شيء فهو يدل على علامة الرضا من قبل الجميع ، والا كيف يتجرأ المدعو حاتم عبد الرزاق  امام جامع النور في منطقة الدورة الى طلب الجزية او اجبار المسيحيين الى الاستسلام  او قتلهم  او الهروب.

بربكم هل حدثت مثل هذه الجرائم في زمن صدام حسين ؟ وما الفرق لنا بين الامس واليوم ؟  كان التعدي يحدث  على كل العراقيين ، لكن لا يستطيع احد ان ينكر بأن صدام كان عادلا في توزريع جرائمه للناس  فلم يفرق بين الشيعي والسني والكوردي والمسيحي في جرائمه  .

منذ تحرير العراق او احتلاله من قبل امريكا اوالاسلاميين الجدد حدثت جرائم كبيرة ضد المسيحيين من غير سبب سوى انهم مسيحيين ونذكر بعضها :

1   ضرب الكنائس عددة مرات اهمها ست كنائس في يوم واحد 2/8/2004 واخر التعدي كان على كنيسة مار كوركيس في منطقة الدورة يوم امس
2   القتل المتعمد وتهجير المسيحيين من البصرة والاحصائيات معروفة بحيث لم يبقى الا العدد القليل هناك من قبل ايادي مخفية؟!!!
3   قتل وخطف واختصاب المسيحيين والمسيحيات  في العاصمة بغداد وموصل وسرقة اموال الالاف منهم من عموم العراق من دون سبب سوى انهم مسيحيين.
4   لم يبقى  في المحافظات الوسطى و بعقوبة وبابل وغيرها  الا العدد القليل الذي لا يستطيع التحرك او التنقل
5   اخر هجمات كانت هي لمنطقة الدورة في بغداد  حيث تم اجبار المسيحيين  بصورة علنية ومن على منابر المسجد بترك بيوتهم او الدخول في الاسلام او دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية عليهم والا سوف يقتلون.

عندما يحاول المرء تفسير ما يحدث في العراق يعلم جيدا ان هذه الامور لا تحدث بسهولة انما هناك ايادي طويلة من دول الجوار حولها لا بل هناك من كان المسيحيين يتكلون عليهم في العراق يبدوا انهم راضون عن ما يحدث.

منذ اكثر من عشرة ايام والوضع متأزم في منطقة الدورة ، وقد وجه ابائنا البطاركة الاجلاء طلبات الاستغاثة وكتبت الكثير من برقيات الشجب والاستنكار  والرسائل موجهة الى الحكومة العراقية والامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي من قبل الهيئات المسيحية في الخارج والمئات من المقالات كلها لحد الان لم تحرك شعرة من احاسيس الحكومة العراقية، وكأن الحكومة العراقية راضية تماما لما يحصل في الدورة او مشتركة في عملية تهجير المسيحيين من العراق عن طريق هذه المنظمات الاسلامية المتطرفة.
نعم ان دلت هذه الاخبار على شيء فانها تدل على ان الحكومة العراقية راضية من فتوى الامام حاتم عبد الرزاق امام جامع النور في الدورة.
اما العدالة و حقوق الانسان والقانون فهذه فقط موجودة في قاعات الاجتماعات والبيانات والصحف والاذاعات والمحطات التلفزيونية.
 نعم من ما بين اكثر  26 مليون عراقي من غير المسيحيين لم يكتب عن هذه الجرائم اويفضحها او طالب في ايقافها  سوى عدد قليل من الكتاب واصحاب الفكر والمعرفة،  وعدد قليل ادرجوا اسمائهم ضمن قائمة التنديد والشجب  في الصفحة الاولى لموقع عنكاوا كوم وذلك ايضا احد العجائب والغرائب في هذه العصر!!!. اين هم المسلمين المعتدلين؟ هل انهم خائفون من المسيحيين لانهم  سيشكلون خطرا عليهم في المستقبل ؟ اين هي تعهدات شيوخ العشائر و رجال الدين الاسلامي للمسيحيين في العراق الجديد، اين تعهدات الحكومة بحفظ حقوق الانسان ؟. هل هم ايضا راضون ومتفقون مع امام جامع النور؟ !!!

نذكر هنا اسماء اصحاب بعض الاقلام الشريفة و المعروفة  التي تستحق كل التقدير والثناء لا لانهم دافعوا عن المسيحيين في الدورة عموم العراق  فقط،  بل لانهم  دافعوا عن المبادىء الانسانية من دون تمييز بين العراقيين ولذلك هم منارة عالية بقيمهم واخلاقهم الحسنة.
وهم الدكتور عبد الخالق حسين، والاستاذ جلال جرمكا، والاستاذ حامد الحمداني، والاستاذة ليلى الانصاري  و الاستاذ احمد الخزاعي و الاستاذ خالد السكماني واعتذر عن الذين لم اذكرهم

ايها الاخوة الافاضل ،الف شكر لكم  لمواقفكم النبيلة سوف تذكر اسمائكم في  الصفحات الاولى في سفر جديد لهذه الحقبة من تاريخ المسيحيين في العراق لموقفكم المشرف الذي اتخذتموه و ستذكركم الاجيال القادمة في المحافل الدولية بانكم قمم عالية لم ولن يصلها الا من كان تربى على العدالة والقيم الانسانية الصحيحة والحقة وشرب من الينابيع التي شربتم منها .

 و ستذكر الاجيال القادمة ايضا مواقف حكومتنا الفاشلة التي لا تستطيع او لا تريد  اسكات امام جامع النور في منطقة الدورة وهو يدعو من منبر الجامع بتهجير المسيحيين او قتلهم او دفعهم الجزية .

ملاحظة
لم اشير في مقالتي الى وضع المسيحيين في اقليم كوردستان لان مواقف القيادة الكردية حكيمة و عادلة بين ابناء شعوب الاقليم وقد كتبنا  سابقا عن ذلك  .

1685
 

                               وضع شعبنا وقصة الحمار الذي بحث عن القرون
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
1/5/2007

قيل في  قديم الزمان والعهدة على القائل، بلغت النباغة والعبقرية لدى احد الحمير في احدى قرانا الشمالية، الى ان بدأت شحوم مخه تتقطر من اذنيه ، بعد ان قضى حياته مفكرا في كيفية الحصول على قرنين كالتي يحملها الثور الذي يحرمه من المشاركة في المعلف اثناء الليل. بعد جهد جهيد قضاه في التفكير قرر الحمار ترك البيت والبدء في رحلته  بالبحث عن قرنين له.
فخرج باكرا من دار صاحبه ومضى بين القرى المجاورة والسهول والوديان  سائلا كل من يراه من الناس و الكلاب والقطط وكل الحيوانات عن المكان الذي  تباع  فيه القرون، فلم يفلح بمن يرشده الى امنيته.

حدث في احد الايام ، حينما كان مارا في احدى الغابات صادفته مجموعة من اللصوص، فسالهم عن المكان الذي تباع فيه القرون، فضحك اللصوص كثيرا الى ان سقطوا على الارض، فقال احدهم ( بصورة هزلية ) يبدو ان هذا الحمار يظن انه الاذكى بين ربعه، جاء ليبحث عن قرون له، لكنني اظن انه اغباهم، هلموا يا اصدقائي لنعطيه درسا كي لا ينساه طول عمره ويكون عبرة  لغيره.
 فقرروا اللصوص عوضا ان يرسلوه الى سوق بعيد  ليباع بارخص الاثمان، ان يقطعوا اذنيه و يرسلوه الى صاحبه . بينما كان راجعا الى دار صاحبه، كانت الناس التي تعرف قصته تضحك وتقول: (لقد ذهب الحمار لجلب القرون ، فخسر الاذان)
 اي بلغة السورث ( زلي خمارا لقرناتا  تيلي دلا نتياتا !!


 هذه القصة هي  شبيه بالقصص المذكورة في كتاب ( كليلة ودمنة) للكاتب الهندي قبل اكثر من 800 سنة. لكن يجب ان لا ننسى ان الامثال تضرب ولا تقاس، ففي الحقيقة ان حكمة هذه القصة  رغم سذاجتها وغرابتها  لكنها تنطبق على الوضع الذي وصل اليه الشعب  العراقي عامة  وعلى شعبنا الكلداني الاشوري السرياني  خاصة  في هذه الايام. فالعراقيون تحملوا ظلم 35 سنة لحين بزوغ خيوط الشمس وشروقها، لكن يبدو ان اللصوص  سرقوا حلم اطفال العراق وابائهم واخوانهم  قبل  خروج النهار، فخيم ظلام دامس اشد من الاول عليهم .

فبعد 7 قرون من حكم الترك والتتر والمغول  جاء عهد الاستعمار الانكليزي والملكية، فلم يقتنع العراقيون به، فجاءت ثورة 14 تموز في 1958 التي  ظنوا في حينها  ان ثورتهم اعظم من الثورة الفرنسية ، لكن الصراع الذي نشأ بين القوميين والامميين ضيع فرصة استقرار العراق مرة اخرى، فاستلم البعثيين الحكم من خلال عدة انقلابات ثأرية بين قادته  وفي النهاية  استقر الوضع بتسلط الجلاد صدام حسين على رقبة العراقيين لمدة ثلاثة عقود ونصف، فقادهم من حرب الى حرب الى ان انتهى الامر به بحبل المشنقة كما كان متوقعا .  ثم جاء الامريكان بثوب العولمة والحضارة والديمقراطية، فتوهم العراقيون  انها نهاية النفق المظلم في تاريخيهم الحديث في  بلادهم  ما بين النهرين، لكن في الحقيقة لم تكن هذه سوى بداية عصر جديد من التخلف و الانقسام  الطائفي والحرب الاهلية التي ارجعت العراق الى الوراء قرنا كاملا و لا يعرف احد الصيغة  النهاية لصراعه الداخلي .

اما شعبنا الكلداني الاشوري السرياني ، منذ عهد الدولة الساسانية وهو في مصيبة  تلو الاخرى بالاستثناء عن عهد هرون الرشيد واولاده. كنا نظن ان الدولة العثمانية هي الاسوء من عاملتنا من خلال مذابحها على يد رجالها من امثال بدرخان بيك ومير كور او في زمن الفرس  او تيمورلنك اوهولاكو  وغيرهم
لكن يبدو ان قدر شعبنا  تعيس اكثر  من قدر اي شعب اخر في المنطقة،  فمن حكم سيء الى اسوء، من ظالم شديد الى ظالم اشد. لقد كان شعبنا اكثر المضطهدين في كل العصور، لا بسبب الروح الثورية اوحبه للانتقام او لاستقلال  كما كان اجدادنا الكلدانيين والاشوريين يحملونها،  بل بسبب ديانته المسيحية  وقوميته وتاريخه وتقاليده وطبيعته المبدعة والروح المسالمة التي اكتسبها من مسيحيته التي تمنعه من الثأر مهما كان ثمنه.

فنظام المحاصصة الذي جلبه مستر بريمرالسيء الصيت  لم يكن الا لوضع فتنة كبيرة  بين اقوام الشعب العراقي،  ويا للاسف لحد الان ان اخواننا السياسيين لا زالوا في حروب طاحنة بين انفسهم حول كبر حصتهم من الفريسة،وعيونهم مغلقة عن الحقيقة ، لازالوا يصرون على عدم الاعتراف بالاخر و يصرون على تطبيق شريعة الغابة ، فالقوي يأكل الضعيف في عراق. لقد  اجبر شعبنا على الهجرة القسرية والرحيل من مدينة  البصرة  والمدن الجنوبية والوسطى والموصل واخيرا في بغداد / منطقة الدورة .

 انتهت الروح الوطنية فيهم فاحزابهم تخلت عن مفهوم المواطنة والالتزام  بالحقوق والواجبات واستبدلته بقوانين قبلية مذهبية حسب رؤيتها ومصلحتها فقط. والا كيف يتم اختيار لجنة  تدعى بالمستقلة  مخولة للاشراف على الانتخابات حرة ديمقراطية  من ممثلي الاحزاب الكبيرة على شكل حصص طائفية لهذه الاحزاب التي طالما حملت امال  كل العراقيين بدون استثناء ؟ فاي استقلالية واي ديمقراطية سيكون لهذه  اللجنة ؟ ام هل تطور مفهوم الاستقلالية  او الديمقراطية الى الطائفية في عراقنا الجديد ؟ في اي عصر  نعيش ؟
ايها القادة السياسين الكرام  ان ما عملتموه لم يحدث  من قبل حتى بين قبائل الصومالية المتحاربة خلال 16 السنة الماضية ، هل انتم المنقذون ام المنتقمون  الجدد. وهل حقا انتم احفاد حمورابي، وكلكامش، وابن الرازي وابن الكندي وابن الرشد في الحق ؟ ام ورثة الاربعين حرامي والبرامكة الجدد .
 لا تنسوا ان حكم التاريخ اشد عقوبة اخلاقية لكل سياسي،  وها هو سلفكم  صدام حسين مثالا لكم!!!!
فحذارا من الذي يلطخ يديه بدماء العراقيين ويسلب حقوق الضعفاء منهم.

1686
                          هل هناك فرق بين دم الشيعي والسني او مسيحي؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا

لعله عنوان غريب لدى اخوتنا القراء، ولكن حقيقة جاء نتيجة لطريقة تفكيرنا الضيقة كعراقيين الذين خسرنا الشعور الوطني وكل واحد منا اراد ان يختبيء وراء رداء الطائفية والمذهبية والمقاطعة الجغرافية واخيرا القومية فكانت نتيجة حصادنا ما نراه اليوم.
هذا السرطان الذي اصاب العراقيين في الايام الاخيرة من التاريخ، انها مصيبة كبيرة، من يستطيع ارجاع عقارب الساعة للوراء؟!
ألهذا ناضل بعض الناس طوال عمرهم ومات البعض الاخر في السجون وهم تواقون لرؤية العراق  حرا، وقبل الاخرون صعود المشانق من اجل ان يتعلم الاطفال في مدارسهم في امان معنى الحياة؟ هل كنا نتوقع يوما ما سوف تشتعل الحرب الطائفية بين مكونات العراق بهذا الشكل ؟ لكن السؤال الاهم هنا هل هناك فعلا تمييز بين دم الانسان الشيعي والسني او بين المسيحي و الكردي؟

 لابد ان اذكر هنا سبب اختياري هذا العنوان ، لقد عاتبني  صديق عزيز من الاخوة الشيعة في لقائي الاخير معه عن سبب عدم كتابتي  عن المجزرة الصدرية التي حدثت قبل اسبوع في بغداد؟ وعاتبني عن عدم قيام الكُتاب التنديد بهذه الجريمة البشعة بصورة كافية  .
فقلت له هل تظن هناك فرق بين دم الانسان الشيعي والسني في نظر كل من يحسب نفسه عراقي ووطني سواء كان كاتبا او سياسيا او موظفا او كادحا عاديا  بعض النظر عن ديانته او قوميته او مذهبه؟ او اي هوية اخرى يحملها اي ا نسان داخل المجتمع العراقي؟ ، الذي  نسينا انه ليس وليد اليوم بل انه اقدم مجتمع في تاريخ البشرية باعترافات المؤرخين جميعهم.
وهل هناك جرم اكبرمن ان يفرق الانسان بحسب مفاهيم الوطنية والانسانية  بين دم طائفة ضد اخرى لاسيما اذا كان جزء من النسيج الاجتماعي الذي تعيش فيه؟
نعم اندهشت من كلامي صديقي العزيز، وقلت له لا اظن ان هناك انسان يعرف مفاهيم ومشاعر الانسانية يقبل بهذه الجرائم ، انت تدري نحن كلنا نلنا الظلم من نظام صدام حسين واجبر ابائنا على الرحيل من قراهم وخسروا املاكهم وبيوتهم هذا بالاضافة الى الاعدامات والشهداء وغيرها من الجرائم التي قام بها هذا الرجل ضد كل انسان عراقي، لكن عندما شنق بهذه الطريقة البشعة اعتبرنها جريمة لا بحق صدام حسين كمجرم بل جريمة بحق الانسانية، وقلنا اننا بعملنا هذا لم نروي للعالم سوى ما تعلمنا من دروس صدام حسين نفسه ولم نتعلم من تجارب الانسانية الحديثة شيء بل انما الذي ادخله صدام حسين  من الانتقام في عقولنا  نحن اياه نعلم لاولادنا ، فاذن ثورتنا ستكون فاشلة ان استمر تفكيرنا  بهذا الاتجاه وبهذا الاسلوب .

في نهاية نقاشاتنا وجدالاتنا قلت لصديقي شيئا واحدا ينهي وضع العراق اليوم هو الولادة الجديدة! النظرة الجديدة للحياة،وهي التخلي عن مفاهيم القبلية، عن التحزبية والتبعية والمذهبية.  لننظر واحد للاخر انه عراقي قبل كل شيء،  ونتعامل معه على هذا الاساس ، لنستفيد من تجارب الظلم 35 سنة من حكم الدكتاتورية ، لنقلب القوانين والانظمة بحسب مفاهيم انسانية اكثر شمولية ، لاننا فشلنا في طريقة تقليدنا للافكار القديمة مثل افكار صدام حسين وغيره.
قلت له ايضا ان  علاج مرضنا لا يكون الا بمثل احداث رواية ((الحب في الزمن كوليرا)) للكتاب الكولومبي ماركيس ، فهل نحن مستعدون للقيام بهذه المعجزة  يا صديقي ؟ ام نستمر في تخريب بيو تنا  من خلال اعطائنا مجال لنفوذ الغريب اي من كان، سواء  من قريب او من بعيد ،ونستمر في قبول او السكوت عن المجازر البشعة يوميا كما حدثت في الصدرية؟!!!

ليست مهمة ارجاع العراق الى ايام السلم والوحدة مهمة الحكومة العراقية وحدها ، بل  انها مهمة كل عراقي وطني ، عليه ان يعيد طريقة تفكيره واتخاذ قراراته، ويفكر في ضميره وان يسأل نفسه ، هل فعلا هناك فرق بين دم الشيعي  او السني او غيره ؟!!!!
الى متى نعيش الظلمات يا من كان ابائكم اصحاب النور والمعرفة الاولى في العالم؟

1687
                         الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا وتحقيق الامال المنتظرة
بقلم يوحنا بيداويد
سكرتير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا
ملبورن / استراليا
17/4/2007

على الرغم من مرور فترة قصيرة من تأسيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا الا ان النشاطات والانجازات والمشاركات التي قام بها كانت ثمينة ومهمة. وعلى الرغم من محاولة بعض الايادي المخفية والاوجه المقنعة التي تريد التصغير من شأنه او تريد زواله واندثاره، لاسيما الجهات التي تاثرت مصالحها من وجود هذا الاتحاد مؤلف من عشرة جمعيات كلدانية شاملة من كافة القصبات والمناطق في العراق الا ان الاتحاد يزداد عطاءا يوما بعد يوم،  .

لو عدنا الى الوراء وتفحصنا التمثيل القومي للكلدان على مستوى الولاية والدولة الاسترالية نرى  كان في السابق محدد ببعض الجمعيات والاندية التي كانت اهتماماتها مختصرة على  اقامة النشاطات الاجتماعية والثقافية والرياضية.
وقد كان نادي برج بابل الكلداني في فكتوريا  وضع منذ البداية في مبادئه  الاساسية حماية القومية الكلدانية ولغتها وهويتها ورفع اسمها عالية مثلما فعلت غيرها من الجمعيات والهيئات  والنوادي الكلدانية الاخرى قبلها .
وبسبب الظروف الصعبة التي مرفيها العراق وبعد ان اصبح  سقوط حكومة صدام امرا شبه مؤكد، اجلا ام عاجلا،  وبعد نزوح موجة بعد موجة من شعبنا  الى تركيا وسوريا والاردن و اليونان اصبح من الضرورة رفع معاناة هذه الشعب واستغاثاته الى الاعلام العالمي والهيئات الدولية هو امرا لا مفر منه، فبعد عدة  لقاءات لهذه الاندية مع  مسؤولي الدولة واستماعهم الى ارشاداتهم الى كيفية ايصال صوتهم الى القادة السياسيين في الحكومة الاسترالية ازداد اصرار هذه الجماعة على ضرورة وجود جهات كلدانية مسؤولة  تقوم بتحمل مسؤولياتها وواجباتها  كاي جماعة اثنية موجودة في استراليا، وقد كان اول اجتماع رسمي يشارك فيه ثلاثة اطراف كلدانية هو بخصوص الاحصاء الاسترالي في سنة 2001 . فعلا عقد اجتماع ما بين ممثلي من نادي برج بابل الكلداني ونادي عنكاوا الاسترالي وجمعية الحضارة الكلدانية في فكتوريا  من اجل توعية شعبنا على صيغة املاء الفورمات.

 وبعد ذلك حدثت عددة ندوات ومناقشات مابين بعض الشخصيات النشطة في هذا المجال الذين كانوا في البداية يتفقون مع اخوتهم الاشوريين في تنظيم جميع المناسبات والنشاطات مثل عيد اكيتو ويوم الشهيد والندوات والمظاهرات وحتى في الانتخابات  تحت اسم الاشوري – الكلداني.
ولكن بعض الاخوة الذين كانوا  في هذه  اللجنة المشتركة قد استلموا بعض التعليمات من جهات خارج ملبورن كان هدفها افساد هذا الاعتراف المتبادل و الود  والتقارب الموجود بيننا ، حيث كان المثل يضرب بمدينة ملبورن في تفاهمهم  ونشاطاتهم لكن توقف هذا العمل المشترك لعدم وجود رغبة واعتراف متبادل فيما بعد بوجود الكلدان.

على اية حال ان حلقة المثقفين والمهتمين بالشأن القومي للكلدان ازدادت بفعل نشر التوعية من قبل بعض افراد في هذه المؤسسات القليلة حول الحقائق و مجريات الاحداث والاخبار لا سيما من  خلال المقالات التي كتبت في عنكاوا كوم وغيرها من المواقع ، كذلك المقالات والابحاث التي نشرت من قبل كتاب ومثقفين الكلدان، كذلك بروز دور الاحزاب الكلدانية بصورة اكثر علنية وجرأة على ارض الواقع في ارض الوطن شجعت شعبنا الكلداني في وحدته.

ان فكرة تاسيس اتحاد يحوي على جميع الجمعيات والنوادي والهيئات الكلدانية كما قلنا كانت قديمة في فكتوريا ، ففي المرحلة  الاولى اطلق عليها رابطة الاندية  والجمعيات الكلدانية الموقتة  سنة 2001 ومن ثم تجمع الكلداني الموقت 2003  وفي النهاية بعد اجراء اجتماعات ومناقشات واتصالات عديدة توصل ممثلي هذه الهيئات الى اطلاق تسمية الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا بداية 2006، وقد شكلت لجنة لوضع المبادئ والدستور والنظام الداخلي، و في وقت قصير تم  التسجيل الرسمي للاتحاد في الدائرة الرسمية المختصة لمنح الاجازات في تاريخ 7/7/2006 بعد ان قدمت كل الاوراق المطلوبة.

منذ تأسيس الاتحاد ولحد اليوم اقامت لجان الاتحاد الكثير من الانشطة والفعاليات المتميزة
نذكر اهمها :-
1 - اقامت اجتماع مشترك بين ممثلي الاندية و الجمعيات الكلدانية في الاتحاد  مع ممثلي دائرة الهجرة .
2 - حضور الدعوات الرسمية التي ارسلت للقاء مع السيد وزير الهجرة او ممثليه.
3 - اقامة حفلة بمناسبة تاسيس الاتحاد حضرها عضوان من البرلمان الاسترالي وهما ماريا فامكينو وهاري جنكيز وعدد كبير من ممثلي البلديات المحلية وموظفي الدولة.
4 - اقامة سفرة للجالية الكلدانية في حدائق بندورة.
5 -  الاجتماع مع عدد كبير من البلديات المحلية التي تعيش فيها الجالية الكلدانية.
6-  الاتصال بدائرة الاحصاء واقامة ندوة لممثلي الجمعيات والاندية الكلدانية للاطلاع على طريقة ملء الفورمات  بالمعلومات المطلوبة الصحيحة  من ثم قيام لجنة من الاتحاد بملء هذه الفورمات للاشخاص الذين لم يكن في مقدرتهم ملئها . وتقديم طلب رسمي بادخال التسمية الكلدانية في فورمات الاحصاء في الاحصاء القادم وهي الجهة الكلدانية الاولى تقوم بهذا العمل.
7 -اقامة ندوة كبيرة لسيادة المطران سرهد يوسب جمو في زيارته الى استراليا وفكتوريا حول تاريخ الكلدان والكنيسة الكلدانية  وكذلك اقامة اجتماع خاص معه للاطلاع على التطورات الحاصلة من اخوتنا الكلدان في امريكا والعراق.
8 -  اصدار نشرتين اخبارية وثقافية  لهذه السنة 2006-2007
9 -  تشجيع الجمعيات والاندية والهيئات الكلدانية على اقامة نشاطات اجتماعية خاصة بها مثل اقامة تذكار الشيروات للقديسين وحفلات بمناسبة الاعياد الكبيرة واقامة السفرات والنداوت الداخلية.
10 اقامة مهرجان اكيتو للسنة الثانية على التوالي بنجاح ساحق ففي المهرجان الاول2006 حضر اكثر من 1500 شخص والمهرجان الثاني 2007 حضر حوالي من 3000 شخص
في هذا المناسبة الكبيرة التي تمت تغطيتها من قبل اذاعة س ب س- قسم  اللغة العربية.  حضرها السيد  هاري جكنيز وماريا فمكينو عضوا البرلمان الاسترالي وممثل السيد ستيف براكس رئيس ولاية فكتوريا والاب اسكندر افرام ومتي متي ممثل جريدة الفرات وممثلين من دائرة خدمات المهاجرين في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية وعدد كبير من الضيوف من الدوائر المحلية. 
11 - ارسال وفد من الاتحاد الكلداني الى سدني للمشاركة في الاحتفال الذي اقامه المجلس القومي الكلداني على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب بمناسبة تنصيبه وكذلك لقاء مع عدد كثير من المسؤولين هناك مثل سعادة الاستاذ غانم الشبلي سفير جمهورية العراق وكذلك الاستاذ هافال عزيز سيان ممثل اقليم كوردستان وعدد كبير من اعضاء البرلمان الفدرالي الاسترالي
12 - اقامة ندوة كبيرة لاعضاء الهيئات الادارية لجميع النوادي والجمعيات الكلدانية لاطلاعهم على اهداف ونشاطات الاتحاد .
13 - توفير رسالة دعم باسم الاتحاد لجميع الكلدان وغير الكلدان الموجودين في الشرق الاوسط  الذين يحتاجون الدعم والمساعدة في مقابلاتهم و هجرتهم.


 لكن هناك الكثير ينتظر هذا الاتحاد الفتي ان يقدمه لجاليتنا الكريمة في المجالات الثقافية اي الندوات والمحاضرات والمؤتمرات القومية كذلك تشجيع الرياضة والفن والادب في كل انواعه و تاسييس جمعية نسائية تهتم بشؤون المرأة الكلدانية واقامت نشاطات تخصها ، التأكيد على المهاجرين ومساعدة الحكومة على تقديم المعلومات والمستلزمات والخدمات عند الحاجة لهم، و الحصول على بناية من قبل الحكومة فيها مرفقات رياضية وقاعة وغرف الاجتماعات لاقامة نشاطات الاتحاد،  اقامة حفلة سنوية يتم توزيع الهدايا والشهادات للمبدعين من كافة الشرائح الكلدانية من المدارس الابتدائية الى الجامعات وفي كافة الحقول الابداع من الفن والثقافة والرياضة والمهن والذين حصلوا على شهادات تقديرية  من المؤسسات الاسترالية او الدولية .

في النهاية نود ان نؤكد  مرة اخرى ان الاتحاد هيئة مدنية تهتم بالشؤون القومية للكلدان  ووجودهم وتعمل في الحقول الثلاثة الثقافية والرياضية والاجتماعية . ليس هيئة منغلقة على ذاتها وعلى  الكلدان فقط  كما يدعي البعض بل هي منفتحة على التعاون والعمل المشترك مع اي هيئة استرالية اخرى ان توفرت الفرصة، وهي في نفس الوقت معنية بمسار الوحدة مع الاخوة الاشوريين والسريان  والذي تراه  ضروري جدا في هذا الظرف الذي يعيشه شعبنا على ان تنطلق هذه الوحدة من الصدق  وتنبع من اعماق الممثلين او المسؤولين الذين يملكون هذا القرار  ويمثلون الشرائح الحقيقية من مجتمعنا  ويبقى هذا الاتحاد راسخ الى الابد، غير متأثر بالاحزاب والاتجاهات السياسية   ولا متوقف على مواقف الكنائس،  بل على اعتراف صريح  متبادل ومثبت في الدوائر الحكومية  الاسترالية بين كيانات شعبنا وخصوصيتها على ان تعطي الاولوية الى المصير الواحد وصوت الاغلبية.

1688

  هل اصبح العراق على حافة الثقوب السوداء؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
13/4/2007

بعد القمة العربية الاخيرة في الرياض وتبني الدول العربية مبدأ السلام مقابل الارض مع اسرائيل، و بعد حل ازمة البحارة الخمسة عشر البريطانيين، ظن البعض انها بداية هبوب نسيم سلام على منطقة الشرق الاوسط، وامتلأ البعض الاخر من الفرح و النشوة على الخطوة المفاجاة التي قام بها احمد نجاد الرئيس الايراني بألافراج عن هؤلاء البحارة بدون مساومة وضغوط دولية.

لكن في الحقيقة يبدو الامر عكس ذلك تماما، حيث يبدو هناك بوادر قدوم عاصفة هوجاء اقتربت ،  لا يدرك احدا اتجاه رياحها ولا الى اين تقود منطقة الشرق الاوسط . ان بوادر ظهور هذه الازمة تأتي من وضع العراق الداخلي وازمة المشروع النووي الايراني مع الغرب وتدخلاته في  شؤون العراق  وازمة حكومة اقليم كوردستان مع تركيا العثمانية.

ان ما يهمنا نحن العراقيون هو العراق ارض ما بين النهرين، ارض السلام والخير والابداع. ذلك الوطن الذي اصبحت دماء ابنائه ملطخة على كل جدار وبناية واشلاء اجسامه منتشرة على ارصفة  كل شارع من مدينة  بغداد، تلك المدينة التي  تحولت الى مدينة اشباح بينما كانت تدعى بمدينة دار السلام  عندما كانت الامم الاخرى تعيش في العصور المظلمة .

ان المواقف الثلاثة التي ذكرناها اعلاه هي في الحقيقة خطرة جدا على مستقبل العراق السياسي والجغرافي.

نبدا اولا في الوضع الداخلي:-
لم يعد مخفيا على احد ان التكتلات السياسية العراقية  تمر في ازمة في علاقاتها مع الدولة ومع غيرها من التكتلات السياسية  العراقية وفي ازمة داخلية مع اعضائها .
 وهذا ما رأيناه في موقف التيار الصدري من حكومة المالكي ومع اثنين من نوابها اللذين تفاوضا مع الحكومة الامريكية و كذلك علاقتها مع كتلة الائتلاف الشيعي وتصعيد في موقفها ضد خطة امريكا الامنية وخروجها بمسيرة كبيرة في مدينة نجف رافعة شعارات الانسحاب الامريكي وحرق علمها وتهديدها بالانسحاب  من حكومة المالكي ان لم يطرد الامريكان!!.
كذلك انسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف العراقي وتبنيه موقف الاعتدال والتقارب مع الدول العربية لاسباب سياسية اخرى .

الموقف الاخر الذي يبدو مهما جدا هو بقاء حكومة المالكي في موقفه المتعارض مع الكتلة الكردية من موضوع مادة 140 من الدستور حول قضية كركوك، مرة اخرى تشعر القوى في التحالف الكوردستاني  ان اطراف الحكومة العراقية من كتلة الائتلاف الشيعي والقوى السنية لا تتفق مع حكومة  اقليم كوردستان حول طريقة او وقت حل قضية كركوك  ربما تحت تأثير دول الجوار او انها تريد الحصول على فيدرالية شيعية في منطقة  الجنوب قبل حصول اي حل في قضية كركوك.

الموقف الاخر المهم  هو موقف الكتلة العراقية التي تبنت منذ الانتخابات فكرة ازالة المحاصصة الطائفية وبدا المواطنة العراقية بصورة شمولية بعيدة عن التحزب الديني او العرقي او المذهبي
والذي يبدو انها مؤيدة من قبل القوى العلمانية و ودوليا من قبل بعض الدول الجوار والقوى الغربية بالاستثناء امريكا لحد الان.

الموقف الاخير هو موقف جبهة التوافق التي هددت في اكثر من مرة انها تفكر في الانسحاب من الحكومة بسبب عدم التزام الحكومة بقراراتها وخروج الاعلام بمعلومات مظللة عن اعضائها وعدم وجود دور رئيسي لها في اتخاذ  قرارات الحكومة.

كل هذه المواقف المتناقضة البعيدة من ايجاد حلول لها جعلت حكومة المالكي مشلولة داخليا لا بل سوف تزيد الضغظ على رئيس الوزاء ونوابه كثيرا على ايقاف المشاريع ان لم نقل الدخول في تناقضات يومية فيما بينهم  في طريقة تفسيرهم او رؤيتهم في اتخاذ القرارات في ادارة العراق لا سيما في القضايا الامنية والعسكرية والمالية والسياسة الخارجية .

ثانيا الازمة الخارجية :-
هي حول الملف النووي لايران واتهام امريكا لها بدعم الارهاب وتدخلاته في شؤون العراق التي اصبحت بلاشك في مرحلة خطرة جدا بين الغرب و حكومة نجاد  الاسلامية في ايران، فلا يحتاج هذا الملف  الا معجزة لحله، لان ايران معروفة في مواقفها المتشددة والغرب معروف في خططه السياسية البعيدة المدى  وان اي مواجهة بين الاثنيين يضع العراق في صراعات داخلية لا يعرف احدا نهايتها  لاسيما اذا استخدمت الاراضي العراقية من قبل امريكا في اي مواجهة مع ايران ،في هذه الحالة يصبح العراق مرشحا للدخول في حرب اهلية طائفية شاملة اكثر بالتالي  تؤدي الى تقسيم العراق الى ثلاثة مناطق كنتيجة حتمية بين الاقطاب والتكتلات  السياسية الكبيرة حسب مفهوم الطائفية او المذهبية او القومية .

الموقف الثالث و الاخير  هو قضية مدينة كركوك:-
ان موقف تركيا من قضية مدينة كركوك التي هي مصيرية بالنسبة الى حكومة اقليم كوردستان والتي يرفضها الاخوة السنة في العراق ويتساوم بها الاخوة الشعية كما قلنا اعلاه . ان الحكومة التركية تعتبرها من المحرمات للاكراد العراقيين مهما بلغ الثمن،  وتريد جعلها قضية دولية. فتركيا ترى من حقها حماية اتراك العراق ولكن ليس من حق اكراد العراق حتى ابداء حق التعاطف مع اكراد تركيا.  طبعا تركيا التي لها ثقلها الدولي وعلاقتها المميزة مع امريكا منذ نهاية الحرب العالمية الاولى على حساب الصراع الذي كان بين النظام االشيوعي والنظام الرأسمالي، ولها امكانيات عسكرية هذا بالاضافة عدد سكانها . فتركيا تتهم القوى الكردية العراقية بين حين واخر بتقديم الدعم لاكراد تركيا (حزب العمال التركي) مما يسمح لها باجتياح الاقليم عسكريا كعملية الدفاع عن النفس  بينما اكراد العراق يتهمون تركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق والاتهامات تزيد وتيرة التهديد بالاجتياح التركي لاقليم الشمال .

امام المواقف الثلاثة يبدو ان مستقبل  العراق مظلم ان لم نقل اقترب من التفكك والذوبان بين التحالفات الدولية اذا استمر السياسيون بتناقضاتهم مع انفسهم وتفضيل علاقتهم مع القوى الخارجية على اهلهم. نعم سيمر العراق مرة اخرى في عاصفة سياسية او سيعيش على الاقل في حالة جمود اقتصادي وسياسي لفترة طويلة ان لم تحل هذه المشاكل بطرق سياسية.

 اظن ان معظم القراء يتفقون معي ان مفتاح الحل لمشكلة العراق  يبدا من الملف النووي الايراني الذي هو الاهم بالنسبة لامريكا والغرب من فكرة ادخال الديمقراطية الى الشرق. لكن هذا لا يعني ان السياسيين العراقيين هم مشلولين من العمل لايجاد مخرجا اذا وجدت النوايا الصحيحة والمخلصة عندهم؟
 فهل يتراجع السياسيون من مواقفهم الطائفية الضيقة المحصورة على مكاسب غير وطنية ويتوقفون من الاتكال على الغريب كما فعلت اليابان والمانيا بعد خسارتهما الحرب العالمية الاولى والثانية؟  وهل يدرك ساسة العراق انهم سيغقرون كلهم ان غرق العراق ؟!!!
ام يستمرون في جهلهم و انانيتهم البعيدة عن الروح الوطنية العراقية كغيره من الامم و الاوطان  وبالتالي يجعلون العراق يقترب يوما بعد يوم من النقطة الحرجة او ثقوب السوداء والضياع؟!!!



1689
 


                                        عندما يختلط  الزيوان بالحنطة!!
يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
29/3/2007

في هذا الزمان الذي ضعف فيه التزام الناس وايمانهم بالمبادئ، واصبح  كل شيء يقاس لديهم حسب الفائدة او المصلحة التي يجنيها من الطرف الذي يميل اليه اوالموقف الذي يتخذه، فمهمتم هي انتهاز الفرص واستغلالها اكبر ما يمكن، فلايحيد هؤلاء اي شيء من الاستمرار بتلبية غرائزهم التي افقدتهم العقل والتفكير والمنطق.
ان المفاهيم السامية مثل الصدق والامانة في العمل واعطاء حق الاخر واحترام رأيه وغيرها من القيم  التي يرددونها هؤلاء في نقاشاتهم  يبدو انها مفاهيم فارغة من المعنى  تستخدم فقط  في الاحاديث  والجدالات والسفسطة لاقناع البسطاء من الناس بأرائهم. لان هؤلاء  اصبحوا اقزاما  فتعودوا على تشويه الحقيقة او خلط الزيوان بالحنطة كي تضيع حقيقتهم، لكن هيهات ان يصلوا مبتغاهم فالحق دائما يغلب وان تأخر زمن غلبته!

ما دفعني الى كتابة هذه المقدمة هو موقف بعض الاخوة من شعبنا الذين اشبههم بهؤلاء الذين دوما كان ضجيج صياحاتهم وهتافاتهم يملأ  الشوارع والساحات وهم يسيرون  في مقدمة المسيرات التي كان الطاغية يجبر الناس حضورها في بلدنا الام العراق دون تمييزهم بين الصالح والطالح لاعمالهم هذه.
نعم تراهم يدعون العمل من اجل الوحدة والمصير المشترك وتشجيع التفاهم والعمل الوحدوي من خلال المهرجانات والندوات، لكنهم في الندوات والمقابلات الحكومية  ينكرون حق وجود الاخرين وطريقة تفكيرهم بكل وقاحة ويدعون انهم يمثلون الاكثرية وهم لا يشكلون الا نسبة العشر في الحقيقة من المجتمع!!!!

فاذا كان هؤلاء فعلا امناء من اجل وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فلماذا يحاولون البعض منهم  مسح وجود اخوتهم المعارضين لهم او الغير متفقين معهم في طريقة العمل ؟ لماذا يدعون انهم المجموعة الوحيدة التي تمثل الشعب وهم في الحقيقة لا يمثلون الا انفسهم، فهم يدركون جيدا انهم لا  يمثلون اي من  الجمعيات والنوادي والهيئات الكلدانية ولا الاشورية وحتى السريانية؟  كيف يستطيعون الادعاء انهم اصحاب الحق وغيرهم باطل؟
 من خول هؤلاء على العمل بهذا الاسلوب؟ ومن خولهم على  هدم النسيج الاجتماعي الكلداني في ملبورن من خلال اقامة المشاكل بين العائلة الواحدة والقرية والجمعية الواحدة بحجة اقامة الوحدة المسيحية او القومية بصورة مزيفة ؟!!!  حتى الوحدة التي يدعونها باسم الاشوري الكلداني السرياني هي عكس صيغة التي تبنها المؤتمر الاخير في عنكاوا حيث الصيغة التي اطلقها المؤتمرهي (الكلداني السرياني الاشوري).

لقد قالها القدماء:  حينما يعرف السبب يبطل العجب
فمن ثمارهم تعرفون هؤلاء ، نعم شتان ما بين من يبني وبين من يهدم
وهنا اتذكر قول الشاعر:
متى يبلغ البنيان تمامه
                          اذا كنت تبني وغيرك يهدم

 شتان من يفرز الحنطة من الزيوان ومن يخلط بين الاثنين كي يكسو رغبته الشريرة.

انني اقول لهؤلاء انكم تهدمون اكثر ما تبنون، لا بل تعملون على زيادة الحواجز والكراهية والبغض بين فئات شعبنا وتقطعون اخر اواصر المحبة من غير درايتكم . واذا كان هناك من يفتخر بانه يعمل من اجل الوحدة فهم اعضاء نادي برج بابل الكلداني في فكتوريا والتجمع الكلداني السابق ومقالاتنا خلال ستة سنوات الاخيرة التي زادت عن مئة مقالة في هذا الموضوع  تشهد على ذلك وانتم تدركون ذلك ايضا .

اعتقد انكم لستم بجهلة  وانكم تعرفون جيدا ان الوحدة  لا  تحصل بالاكراه او بالتزوير ولا بالتلفيق ولا بصيغة ملآ فورمات عن طريق تلفون او عمل هيئة ادارية بدون عمل   اجتماع عام للهئية العامة!. ان الوحدة  تحدث عندما يتفق اصحاب الشأن عليها بعد دراسة جيدة للخلافات بين الطرفين  والعمل على ازالتها.
 نعم مهما عملتم انكم لن تستطيعوا جعل الحنطة زيوان بخلطكم هذا .
 
[/size]

1690
وفد من الاتحاد الكلداني الاسترالي يشترك في حفل على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب في سدني.

قام وفد من الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا مكون من الاخوة

د عامر ملوكا رئيس الاتحاد

يوحنا بيداويد سكرتير الاتحاد

بويا يوسف مستشار الاتحاد

ايليا كاكوس ممثل العلاقات العامة في الاتحاد

روفائيل يونان عضو في الاتحاد

 

بتلبية الدعوة التي وجهها المجلس القومي الكلداني في سدني له للحضور الحفل الذي اقامه المجلس على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب بمناسبة تنصيبه مطرانا على الابرشية الجديدة للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في استراليا ونيوزلندا.

 

هذا وقد حضر هذا الحفل مطارنة الكنائس الشرقية الاشورية  مار يا قو دنيي ومار ميلس زيا  والمطران عاد ابو كرم مطران الكنيسة المارونية ، الاستاذ غانم طه الشبلي سفير جمهورية العراق ،الاستاذ هافال عزيز سيان ممثل اقليم كوردستان   والسيد ديفيد كلارك عضو البرلمان الفيدرالي حزب الحاكم والسيد فريد نائل حزب الديمقراطي المسيحي السيد نينوس انور خوشابا عضو برلمان ولاية نيو ساوث ويلز  والسيد انور خوشابا رئيس بلدية فيرفلد سابقا والاب نجيب الدومنيكي  الذي هو في زيارة لاستراليا وعدد كبير من الاباء الكهنة من جميع الكنائس ووفد من شيوخ الصابئة المندائيين وممثلي عدد كبير من الاحزاب الكلدانية والاشورية  ووجهاء شعبنا في ولاية نيو ساوث ويلز.

في بداية الحفل رحب عريف الحفل  الاخ الشماس روئيل مرقس بالحاضرين وطلب منهم الوقوف عند دخول موكب المطرانة مع الضيوف الكرام  وقد رتل  الشمامسة ترتيل  دينية خاصة لمثل هذه المناسبات.
بعد جلوس الضيوف في اماكن المخصصة  لهم  القى السيد سمير يوسف رئيس مجلس القومي الكلداني في استراليا كلمة الترحيب بسيادة المطران والضيوف الكرام وتمنى  في كلمته ان يعمل ابائنا المطرانة على وحدة الكنيسة كي تتم وحدة بين شعبنا. في النهاية شكر الضيوف على حضورهم هذا . و  تمنى لسيادة المطران جبرائيل كساب الموفقية والصحة والعافية في ابرشيتنا الجديدة.

ثم القى سيادة المطران جبرائيل كساب كلمة مأثرة على الحاضرين، وشدد على ضرورة الوحدة والعمل المشترك  بين الكنائس الشرقية الثلاثة وطلب ان يكون العمل المشترك اكثر فعالا وعمليا  على ان تبدأ البداية في عيد الفصح بعد ايام قليلة حيث سيتم استقبال ابناء الكنائس الثلاثة لتقديم التهاني بمناسبة عيد القيامة  لابائنا  المطرانة الثلاثة معا في قاعة كنيسة مار توما الكلدانية الكاثوليكية . وشكر الاخ سمير يوسف والهيئة الادارية لمجلس القومي فرع استراليا  لاقامة هذا الحفل، كما شكر سيادة المطارنة والسيد السفير جمهورية العراق وممثل اقليم كوردستان وبقية الضيوف على حضورهم  لهذه المناسبة

ثم القى بقية المطارنة والاستاذ غانم الشبلي والاستاذ هافال  وعدد اخر من الضيوف كلمات جميلة التي اثلجت صدور الحاضرين بمعانيها الروحية والوطنية والانسانية  وقد تلت عدد من القصائد من قبل الشمامسة  وعدد من التراتيل والفتيات .

 

وقد قدم الدكتور عامر ملوكا رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  باقة ورود لسيادة المطران جبرائيل كساب باسم الاتحاد كتهنئة له في هذه المناسبة  وكذلك القى يوحنا بيداويد  سكر تير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  كلمة التهنئة باسم الاتحاد في هذه المناسبة.

وفي الختام الحفل طلب الاخ سمير يوسف من اباء المطارنة الثلاثة ان يتقدموا الى المنصة لتقديم الهدية (صليب من ذهب) التي احضرها المجلس القومي الكلداني في استراليا  كهدية لسيادة المطران جبرائيل كساب لمناسبة تنصيبه مطرانا على استراليا ونيزلندا

هذا وقد التقى  الوفد عدد من اللقاءات جانبية مع عدد كبير من الحاضرين في مقدمتهم الاستاذ غانم طه الشبلي سفير جمهورية العراق والاستاذ هافال سيان ممثل اقليم كوردستان والسيد ديفد كلارك عضو البرلمان الفيدرالي لاستراليا لحزب  الليبرالي الحاكم  والاب نجيب الدومنيكي وشيوخ الطائفة المندائية وغيرهم

 

في اليوم التالي اجتمع الوفد مع سيادة المطران جبرائيل كساب في مقر المطرانية وكان الحديث عن شأن شعبنا الكلداني في استراليا واللاجئين في دول الشرق الاوسط وكيفية تقديم المساعدة لهم.

 

كما زار الوفد مقر ممثلية اقليم كوردستان الاستاذ هافال عزيز سيان في استراليا وتناول الحديث عن وضع شعبنا في اقليم كوردستان ومستقبله.

هذا وقد دعى الاستاذ هافال عزيز سيان الوفد الى مأدبة غذاء .

 












وقد حضر الوفد ايضا الحفل الذي اقيم على شرف الاستاذ نينوس انور خوشابا بمناسبة فوزه في الانتخابات البرلمانية في ولاية نيو ساوث ويلز واصبح اول عضو برلمان من شعبنا في استراليا  وقدم الوفد التهاني له بهذه المناسبة







1691

                        من له حق الافتخار بفوز مجلة الفكر المسيحي بالميدالية الذهبية؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
17/3/2003

اكثر من نصف قرن مرعلى العراق وهو يغلي على لهيب الافكار الثورية و التيارات السياسية المتنوعة  ونفوذ وصراعات الدول الاقليمية والعالمية.
اكثر من 43 سنة مر على مجلة الفكر المسيحي وهي  تواكب جروح الوطن والاعاصير والازمات التي هبت عليه من كل صوب واتجاه وهي تبث  روح الامل والرجاء  في حياة العراقيين في ايام اصحبت الحياة  قاتمة سوداء في نظرهم. صارعت الوجود الدامي في ارض الوطن الى ان اصبحت اليوم هي الشمعة الوحيدة الموقدة من المجلات والصحف التي صدرت فيه.

مجلة الفكر المسيحي كان مشروع بسيط بدأه كهنة يسوع الملك ( الاربعة) في مدينة موصل سنة 1964م ،  لم يكن في خيال هؤلاء الكهنة ان يستمر ويتطور هذا المشروع الى هذا الحجم ولحد هذا اليوم، لكن حقا اذا الحبة ماتت اخرجت حبا كثيرة كما يقول الكتاب المقدس.

نعم اليوم بعد 43 سنة في مواكبتها  لالام الشعب العراقي بصورة عامة  والمسيحي بصورة خاصة  ومصائب الحروب والجوع من جراء الحصار الظالم الذي فرض على شعبنا  تم اختيارها لنيل الميدالة الذهبية من الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة.  الحقيقة  انه وسام افتخار لكل من شارك في مسيرتها من المؤسسين او من ادارتها في المرحلة الاولى  او ادارتها في المرحلة الحالية.
لكن طريق مجلة الفكر المسيحي لم يكن مفروشا بالورد و خالي من الازمات والمخاطر لا سيما حينما تعالت شعارات العنصرية ضد المسيحيين ( لا ججو ولا ميخو بعد اليوم ) في الستينات.
سمعنا الكثير من اخوتنا عن مسيرتها لا سيما في مرحلة الثانية (مرحلة ادارة الاباء الدومنيكان الحالية ) فقد كان لها معارضين، ووصفوها بالكلاسيكية او انحرافها من مسيرتها الاصلية، وقسم اخر كان اختار التخلى عنها كليا، و اما القسم الاخير قاطعها حتى في كتاباته او في قراءته لها.
نعم مرت فترات عصبية على ادارتها لا سيما من ناحية المالية في زمن الحصار الظالم على العراق،  للتاريخ نكتب لو لا نشاط وتضحية واصرار رئيس تحريرها الحالي  الاب الدكتور يوسف توما مع بقية اعضاء ادارتها الحاليين على الاستمرار لكانت اليوم في خبر كان.  وهل يخفى رجلا مثله؟!  الاب يوسف توما  ذلك الرجل التي حمل على ساعديه هموم وازمات مجلة الفكر المسيحي مع مسؤولياته الكثيرة الاخرى من التدريس في المواضيع اللاهوتية والفكرية في كلية بابل وادارة الدورة اللاهوتية التي فاق اعداد خريجيها عن عشرة الاف هذا بالاضافة الى مسؤولياته كراهب وكاهن في كنيسة القديس مار يوسف لللاتين (سنتر)


لعل البعض يسأل هل ان اصرار ادارتها الحالية كان يكفي لجعلها ان تكون المجلة الوحيدة التي استطاعت البقاء بين الصراعات انفة الذكر.
انا اعتقد بالاضافة الى وجود اصرار من قبل ادارتها،  كان هناك سببا اخر مهما جدا وهو  التزامها برسالتها اي نقل الفكر المسيحي الحقيقي للمؤمنين، اعتدالها ، تنوعها وشموليتها على الحوار بين الاديان والمذاهب ومواكبتها لحركة الفكر الانساني الحالي،  فقد تخلت عن القوقعة والخط الكلاسيكي في مواضيعها وابوابها، هذه المميزات  مكنتها ان تحافظ على مكانتها بين قرائها وعلى سمعتها.
ففي السنوات الاخيرة تقدمت المجلة بشكل كبير في تناولها مواضيع لاهوتية وفكرية وفلسفية وتاريخ الحضارات وتاريخ الكنيسة، حيث بدأت من خلال  ملفات اعدادها بدراسة الفكر الانساني لا فقط من زاوية الفكر الديني ، بل من  زاوية الفكر الانسان الشمولي  والعلوم  الانسانية الاخرى وربطها  بقيم الروحية الموجودة في المسيحية.
كذلك اهتمامها بتاريخ قرانا وتراثنا وقيم مجتمعنا كان له الاثر الكبير على نفوس قرائها ،  بعد الهجرة و توزع شعبنا بين قارات العالم اصبحت اخبار الكنيسة من همومه الاولى لذلك توسعها في هذا الباب كان له تاثير اخر على رونقتها وعطر الوطن التي تعودت ان تحمله معها الى جميع  قارئها في جميع انحاء العالم . اما افتتاحيتها التي تكون دائما بقلم الاب الدكتور يوسف توما كادت تكون رسالة من اعماق الانسانية الى العقول المفكرة والقوى المتصارعة والنفوس المؤمنة من خلال صور المتعددة التي تتناولها

الف مبروك لادارة مجلة الفكر المسيحي، الف مبروك للذين بقوا امناء معها الى حد النهاية، الف مبروك لكهنة يسوع الملك والرحمة على من وافاه الاجل منهم.
الف مبروك لكتابها الكبار مثل المطران جرجيس القس موسى (ابو فادي) والمرحوم سلام  عبد الحلوة صاحب باب (ابتي هذه مشكلتي) والمطران جاك اسحق و الاب المرحوم يوسف حبي والاب البير ابونا والمطران لويس ساكو والاب لوسيان كوب  والاب منصور المخلصي والاب يوسف عتيشا  وبقية الاباء من رهبنة المخلصين والدومنيكان والكرملين وجميع الكتاب الذين كانوا وقودا لابقاء  شعلتها موقدة طوال هذه الفترة الطويلة  الذين هم بالحق من العملة الامناء في حقل الرب في هذا المجال.
الف مبروك لمؤازيرها وداعميها من الداخل والخارج

الف مبروك للاب يوسف توما الذي بالحق يستحق هذا الوسام الكبير الذي يمنح من مؤسسة كبيرة معنية 1.5 مليار بشر مثل اتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة لجهوده الكبيرة مع اخوته في ابقاء سراجها منيرا لحد اليوم.
املين ان يتطور مشروع مجلة الصغار اكثر  في المستقبل.

1692



                       رسالة مفتوحة  الى المؤتمر الكلداني الاشوري السرياني المقام في عنكاوة
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
6/3/2007

منذ زمن بعيد كنا بانتظار اقامة مؤتمر قومي لشعبنا وبمشاركة من كافة الجهات وحاملي كافة التسميات، على امل ان يكون هناك رغبة واصرار كامل من المشاركين   للخروج بنتيجة مشرفة ومفيدة،  وان لا تكون مرة اخرى مضيعة للوقت والطاقات وان لا تصبح  نتائج هذا المؤتمر مأزق اخر نقع فيه. انا شخصيا ككلداني  منذ البداية ولحد الان كنت ولازالت اؤمن ان وجدونا مهدد بدون وجود وحدة حقيقة واقعية ومقبولة من جميع اصحاب الشأن في ارض الوطن ،  لسبب واحد بسيط ( ان عددنا لا يتحمل الانقسام) كما قال مستر بريمر وكما قال السيد رئيس الجمهورية مام جلال طالباني  في لقائه لمجموعة من ابائنا الكهنة في زيارة له ( حرنا بكم، اوجدوا لانفسكم حلا ما)؟!!.

لذلك انا من المهنئين مقدما واتمنى  لكم نجاح المؤتمر واشكركم على جهودكم واخلاصكم وتضحياتكم خاصة الذين تركوا اعمالهم وعوائلهم وسافروا هناك للمشاركة.
نعم يجب ان يواكب هذا الشعب التغير الذي حصل لدى شعوب المنطقة  بحسب قانون الطبيعة المتغيرمع الزمن، وان يكون هناك وعي للاحداث الجارية في العراق ومنطقة الشرق الاوسط  وان يفكر قادتنا  مليئا بالمستقبل وان لا يقعوا في خطأ لان كلفته سوف تكون اكبر بكثير في هذه المرة.

وعلى هذا الاساس لا بد ان اعبر عن بعض الافكار و الملاحظات التي اراها مهمة لصالح الجميع ربما تفيدكم ايها الاخوة المؤتمرون في المناقشات الجارية بينكم هناك:-

موقف الاحزاب الكبيرة
ليس امرا مخفيا ان الاحزاب القائمة هناك سواء كانت الكلدانية او الاشورية او السريانية بينها اختلافات كبيرة بعضها جوهرية وبعضها شخصية وبعضها لاسباب لها علاقة بمصالحها الذاتية.  وليس مخفيا ايضا سواء شئنا ام ابينا  ان  كلمتهم مهمة ان لم تكن هي الاخيرة في انجاح هذا المؤتمر وهذه الوحدة اذا اريد له النجاح ، وعليه يجب اخذ استشارتهم في التوصيات والقرارات النهائية اوان  يتم اقامة مؤتمر اخر مكمل على ان يشارك فيه كل الجهات لكن يجب ضمان نجاحه قبل وقوعه عبر لجنة حيادية مستقلة مقبولة من جميع الاطراف.

موقف الكنائس
سواء اردنا الاعتراف بالحقيقة ام لم نريد، ان موقف الكنائس مهم جدا هو الاخر ، لذلك يجب ان يتم استشارتها واخذ الاعتراف الرسمي منها عبر وثائق  تنشر في الاعلام العراقي و العالمي عن التوصيات ونتائج المؤتمر، لا ننسى اليوم ليس المأزق اللاهوتي هو سبب الخلاف الاهم بين كنائسنا بقدر ما هو موضوع الادارة والرغبة او الارادة الصالحة لحل مشكلة التي تعيق اقامة الاتحاد بين الكنائس الشرقية لذلك فان التسميات هي مشكلة لهم ايضا ولهذا كان و لا زال عدم وجود موقف موحد بين الكنائس هو احد اهم الاسباب لضعف شعبنا، اذن مباركة رؤساء الكنائس بصورة علنية وتأييدها لهذا المؤتمر هي خطوة مهمة جدا جدا.

موقف المشاركين
عندما ينتهي المؤتمر وتعلن التوصيات والنتائج على جميع الشخصيات والهيئات والاحزاب المشتركة سواء في المرحلة الاولى او الثانية من المؤتمرعليهم  ان يطبقوا هذه التوصيات على ارض الواقع وان لا يحدث ما حدث في مؤتمر بغداد تشرين الاول2003 ، بمعنى اخر ان يتم استبدال اسمائهم ومبادئهم بحسب هذه التسميات ونتائج المؤتمر وان يتم التوقيع عليها والتصريح بها علنية وان لا يكون هناك ازدواجية في طريقة التعبير كما فعل ويفعل بعض الاحزاب في طريقة تعبيرهم المبهمة عن هوية هذا الشعب كما يحلو لهم حسب الوقت.

مواقف الاحزاب والهيئات في الخارج
كما تلاحظون او تتطلعون بين حين واخر على موقف هيئات شعبنا في الخارج هو على شكل حوار الطرشان ان لم نقل معركة بين العميان، فكل واحد يفعل ويصرح ويقول ما يريد في زمن اصبحت الاخلاق والصدق والامانة من النوادر في المجتمع، بيت القصيد هنا هو انه لا اتكال عليهم لابل يجب ان يكون هناك امانة عامة دائمية لهذا المؤتمر لها الصلاحية من كافة الاطراف المعترفة بنتائج المؤتمر للرد على هؤلاء في المحافل الدولية كي يتم  تقليص حجمهم او مسح وجودهم من تمثيل هذا الشعب ان كانت ارائهم مخالف لنتائج وتوصيات هذا المؤتمر.

الصيغة المعتدلة
كلنا يعرف مدى صعوبة حل مشكلة التسميات بغض النظر عن صحتها ، وان ذكرها جميعا امر صعب خاصة لدى الشعوب المجاورة التي نشاركها المصير في المنطقة مثل العرب والاكراد والتركمان واليزيدين والاجانب، لذا اقترح ان يتم تبني التسمية التالية وهي ( اتحاد سورائي) على ان يتم وضع فقرة اضافية توضح بان كلمة سورائي تعبر عن كل من يحمل التسمية الكلدانية والتسمية الاشورية والتسمية السريانية) بصورة واضحة غير قابلة لتفسير باي مفهوم اوتعبيراخر حسب نتائج وتوصيات المؤتمر.

انا اعرف ان تسمية سورائي سوف تكون جديدة على مسامع اخوتنا من القوميات في المنطقة،  لكن كلمة سورائي سوف تكون اسهل واكثر مقبولة لدى الجميع من ابناء شعبنا، حيث انها ليست غريبة وكانت تستخدم ولازالت تستخدم للتعبير عن هوية كل مسيحي من هذا الشعب،  فكلهم يعترفون بأننا شعب سورائي ونتكلم لغة السورث ولكن افتراقنا يحدث عندما يفسرها بعض الاخوة من الاشوريين انها تعني  تاريخهم  فقط!!.
 
مواقف الجهات المتضررة
كما اسلفنا سابقا  هناك رؤيا مختلفة بين اركان شعبنا الذي هو متوزع بين قارات العالم الخمسة الان ، وهناك بعض الاحزاب السياسية سوف ترى ان نتائج هذا المؤتمر هي ليست لصالحهم لاسباب سياسية او ربما لاسباب تتعلق  بمسيرتهم او قادتهم او لغيرها من الاسباب، لكن من مسؤوليتهم الاخلاقية ان يتراجعوا عن مواقفهم وان يندمجوا مع التيار العام المؤمن بالصيغة التوفيقية الشاملة ، ان يتراجعوا حتى لو كلفهم زوال حزبهم من الوجود من اجل المصلحة العامة لهذا الشعب وان لا يستخدموا مواقفهم ونفوذهم ضد التيار العام  اذا كانوا حقا يؤمنون بأن عملهم السياسي هو لاجل بقاء هذا الشعب في الوجود.
اذن هنا سيتم امتحان معادن جميع الاحزاب والاطراف المعارضة للوحدة الحقيقية والواقعية والعادلة لهذا الشعب وانا اصر هنا على كلمة (حقيقية ) لانه بدون وجود شعور وامانة وايمان خالص من قبل الجميع بدون استثناء  باتجاه هذا الشعب اقولها كما قلت سابقا سوف تكون النتائج مهزلة و الضحك على الذقون كما تعودنا رؤيتها في المجالس والندوات والمؤتمرات السابقة سواء كانت في الخارج او في الداخل؟!!!

تثبيت النتائج
بعد نجاح المؤتمر ان شاء الله ، تقوم امانة السر الدائمية لهذا المؤتمر الاتصال بالقيادة الكوردية والمجلس الوطني الكوردي لاثبات هذه النتائج بصورة نهائية في دستور اقليم كوردستان ، وكذلك اثباتها في الدستور العراقي الدائم  ومن بعد ذلك في الامم المتحدة والامم الاوربية والجامعة العربية والكونجرس الامريكي كي يتم القضاء على الصراع الموجود بيننا على التسمية والهوية، كذلك يجب العمل على ايقاف الهيئات المسترزقة على التسميات في الخارج  بسبب هذه الخلافات!!

كلمة اخيرة
انا شخصيا انسان  كلداني ومؤمن بهويتي  ولكنني اؤمن بضرورة الوحدة ايضا لابل اراها حتمية ولكن بشرط ان لا تكون  على حساب اي طرف.
 اؤمن انها مسؤولية كافة الاحزاب والمثقفين والسياسين وحتى رجال الدين اليوم ان يمدوا يد العون لبناء جسور حقيقية خالية من المكيدة بين هيئات واحزاب شعبنا.
انها فرصة ربما لن تتوفر لنا في التاريخ مرة اخرى  بوجود قيادة كوردية تتفهم تاريخ شعبنا المشترك مع تاريخ الاخوة الاكراد والعرب وبقية القوميات في المنطقة.
انها فرصة ربما هي الاخيرة قبل ان يتم انقسام العراق للمطالبة بحقوقنا حتى وان لم يتم تحقيقها في هذا الجيل اوبعد ثلاثة اجيال اخرى لانه احدا منا لا يعرف ما يخفيه التاريخ في المستقبل من التغيرات السياسية والاقتصادية والبيئية والحضارية بين البشرية جميعها.
انها فرصة لاحزابنا ان يتركوا خلافاتهم  (ا واسترزاقهم ) جانبا لان من هو حريص على شعبه يشعر بنداءات الاستغاثة المعلنة و الصامتة التي ترفعها كل عائلة في الداخل وحتى في الخارج  والخطر المنتظر على وجود  هذا الشعب عريق وصاحب حضارة تنحني الامم والشعوب احتراما له كلما ذكر .
ان المؤمن الجيد(كما يقول الكتاب المقدس)  هو كالفلاح الجيد الذي يضع يده على المحراث ولا ينظر الى الوراء!!!!
لنرى من هو مستعدا لعدم النظر الى الوراء؟!!!!!!!!!!!
 

1693
 
                           ثورة عشائرية ام نهضة قومية كلدانية  في ملبورن
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
20/2/2007

خلال القرن الماضي حدثت عددة ثورات في العالم، مثل الثورة البلشفية  التي سيطرت على روسيا عام 1917 ، وثورة ماوتسي تونغ في الصين الشعبية عام 1949 وثورة الاستقلال  لشبه القارة الهندية من الاحتلال البريطاني بقيادة غاندي عام 1949 وثورة العبيد في جنوب افريقيا  بقيادة نلسن مانديلا،  وثورات اخرى عديدة شاهدها العالم خلال القرن العشرين. لكن اخر ثورة بالنسبة لشعبنا الكلداني  يمكن ان تذكر في التاريخ المعاصر هي الثورة العشائرية التي حدثت في مدينة ملبورن.

في  السنين الاخيرة فجأة وجد مجتمعنا الكلداني نفسه امام تحدي مصيري،اما ان يكون او لا يكون!،  فبعد ان وصلت اعداد كبيرة من المهاجرين من شعبنا الى مدينة ملبورن ، زادت الحاجة لتنظيم الحياة الاجتماعية وزيادة اللقاءات بين العوائل خوفا من الانحلال الاجتماعي والطلاق والقمار والمخدرات وترك الاولاد للبيت وترك الطلاب للمدارس والزواج المدني  وكذلك  بسبب زيادة طلبات الاستغاثة لتقديم العون والمساعدة  للفقراء في عصر الحصار الاقتصادي على العراق وكذلك عودة المناسبات الاجتماعية والدينية مثل اقامة الشيروات واللقاءات  في المناسبات مثل الاعياد الكبيرة  من قبل اهالي القرى معا  كل هذه العوامل اجبرت المهتمين بالمجتمع ايجاد مخرجا او  هيكل تنظيمي لهم.

 لو عدنا الى الوراء فترة السبعينات العصر الذهبي للعراق  لوجدنا  نوادي وجمعيات عديدة كان يملكها شعبنا المسيحي بصورة عامة  في بغداد وغيرها من المحافظات، كلها كانت من اجل قضايا اجتماعية . وفي منتصف الثمانينات وبسبب كثرت الشهداء الذين سقطوا في حرب ايران التي ابتلى الشعب العراقي بها  ولشدة الضيق والفقر التي مر بها شعبنا ولدت جمعيات قروية كان هدفها الاول مساعدة اهالي الشهداء  عن طريق  جمع التبرعات

عندما كثر عدد افراد كل قرية من قرانا في العراق هنا  في ملبورن  ووجد مسؤولي هذه الجمعيات ان التجمع في البيوت اصبح امرا صعبا جدا لذلك شرعت كل قرية بتشكيل جمعية اجتماعية او خيرية لاهاليها واقامة نشاطاتها قي قاعات البلديات التي يسكنونها، هذا كان احد الاسباب الذي دفع بمجموعة من المهتمين بالمجتمع  الكلداني الى الشعور بوجود ضرورة ملحة لتاسيس هيئة جامعة بيننا،  هكذا بدأت مسيرة الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا.

 ان مصطلح الثورة العشائرية هو مصطلح سلبي نوعا ما، لكن لم تكن في ايدي اهالي قرانا حيلة، هكذا وجدوا انفسهم في التاريخ، كنتيجة طبيعية للمجتمعات التي كنا نعيش بينها ، والامر الثاني الاكثر اهم هو ان اهالي معظم هذه القرى او العشائر هم اقارب وانساب نتيجة المصاهرة التي كانت محصورة قي القرية الواحدة  بسبب الظروف التاريخية التي كان يعيشها اباءنا في قراهم قبل مئة سنة او اكثر ، لذلك  يفضل اهالينا الحفاظ على طبيعة وجودهم كما ورثوها، فلا عيب في الامر من تاسيس جمعيات قروية  الا في حالة انقلاب  هذه الجمعيات الى الانغلاق على انفسها نتيجة  لشعورهم  بنشوة نرجسية بعيدة عن الواقع ، وانما تكون صيغة لتنظيم نشاطات هذه الجمعيات  بين انفسهم و بعد ذلك مشاركة مع  المجتمع الكلداني  باجمعه من خلال نشاطات الاتحاد الكلداني في فكتوريا.
 
فاذن الثورة العشائرية  في الحقيقة ما هي الا نهضة فكرية واجتماعية وقومية  لشعبنا الكلداني الذي بقى عقود في حالة سبات خوفا من التطرف الديني في الشرق الاوسط  الذي كان سببا لقتل وطمر الالاف من اجدادنا وهم واحياء على مشارف تلال منطقة سلوبي وماردين ودياربكر ومارسين  اثناء الحرب العالمية الاولى.

هنا في استراليا عندما كان مسؤولو نادي برج بابل الكلداني ونادي عنكاوا الاسترالي  يراجعون الدوائر الحكومية قبل 5 سنوات ، كان جواب الجهات الرسيمة لهم، انكم غير معروفين وحينما كنا نقول نحن مسيحيين كلدان، كانت اجوبتهم ان الدولة منفصلة عن الدين واسمكم غريب علينا وليس معترف به وحينما دققنا اكثر وجدنا اسمنا مذكورضمنيا مع الاخوة الاشوريين حسب احصائيات الحكومة  وعندما حاول بعض الاخوة  لتقريب وجهات النظر  مع الاخوة الاشوريين واستخدام التسمية التي كانت تستخدم من قبل اللجنة المؤقتة المشرفة على مهرجان اكيتو في سنيين ( 2004 و2005) اي تسمية ( اشوري –كلداني) في مخاطبات الرسمية وجدنا الكثير من الاخوة الاشوريين لا يرغبون في هذه الصيغة ولا حتى لهم استعداد للاعتراف بوجود الكلدان الا على صيغة تسمية كنسية فقط  .

ان الشعب الكلداني الذي رسخ وحافظ على وجوده عبر التاريخ  لم يستطيع قبول حالة الذوبان او الانصهار التي حاول البعض تطعيمها له. فمها كانت الجدالات العقيمة التي يضعها الكاتب الاشوري يعكوب ابونا  في عنكاوا كوم وغيرها من الصحف الالكترونية فمهما اختلفت الاراء حول تاريخ ظهور تسميتنا الا انها بلا شك  تعود قبل 500 سنة باعتراف كل الكتاب والمؤرخين ، فانا اظن ان هذه الفترة هي كافية لخلق مجتمع ذو مزايا و شعورخاص  بوجوده الذاتي المنفرد المتميز عن الاخرين؟!!!

لكن لكي نكون امينين ومعتدلين في كلامنا هذا نعترف ان هذه النهضة الفكرية والاجتماعية والقومية التي حدثت في ملبورن  لم تمر علينا بدون ضريبة وخسارة ، فقد رافقتها  بعض السلبيات الصغيرة منها:-
اولا
عودة مفهوم القبلية والعشائرية داخل القرية الواحدة ( هذه الحالة قليلة الوجود) فعوضا ان تكون الجمعية او النادي واسطة او سببا للاقتراب بين اهالي القرية الواحدة اصبحت الجمعية سببا للنزاع والانانية وابراز الذات ونشوء الزعل والاتهامات بين العائلة الواحدة فيقضون جميع الوقت في كلام وجدالات فارغة في بعض الاحيان .
ثانيا
 استلام قيادة هذه الجمعيات من بعض اشخاص ليس لهم فكر او منطق، حتى لا يعرفون التكلم  فبدلا ان تلتحم  هذه الجمعيات في اهداف الاتحاد الكلداني الاسترالي من اجل الخدمة العامة للجالية الكلدانية، اراد البعض ان يغرد في سرب بعيد  وبصورة متعمدة او الانعزال كانه لاول مرة شعر بنفسه موجود وله اهمية او مسؤولية في المجتمع، فكلما ارادت جماعته الاقتراب والاندماج  مع التيار العام اصبح هؤلاء القلة القليلة هم سببا للابتعاد، بسبب انانيتهم وضعفهم الشخصي فمثلا  يصبح شخص ما عضوا في اربع جمعيات كي يعارض نهوض التيار القومي للكلدان.
ثالثا
 موضوع وجود شعبنا الكلداني قد حسم في الدستور العراقي ، حيث تم ذكره لوحده وقد ذهبت فرصة من كان يريد التمويه والضحك على شعبنا الى غير عودة ولكن هذا ليس معناه ان الكلدان لا يريدون الوحدة مع بقية مكونات مجتمعنا المسيحي او الناطقين بالسورث او الارامية (حسب رؤيتي الشخصية) ولكن عندما يكون هناك شريك مخلص وامين ومستعد للتضحية بالمقابل  فنحن في اشد الاستعداد له  (كما قال سيادة المطران سرهد جمو في محاضرته في ملبورن قبل بعضة اشهر) .
رابعا
 قسم اختار خط التقارب واطلقوا على انفسهم تيار الوحدوي حسب ما يدعون،  لكن اغلب المنتمين ان لم اقل كلهم  الى هذا التيار هم من اخوتنا الكلدانيين،  ولايوجد من يتعامل معهم او يعترف بهم  من ممثلي الاحزاب والهيئات  الاشورية او السريانية لذلك حركتهم بدون وجود  قرار واضح وصريح  من رؤساء  الكنائس والاحزاب الرئيسية بهم هو امر فاشل ومضيعة للوقت،  كما حدث في سنة 2003 ، بين هؤلاء ايضا من هو طامع في مركز قد وعد به من الاخوة في الاحزاب المتنفذة  ؟!!!

خامسا   كان يجب على الجميع لاسيما المثقفين من مجتمعنا الكلداني ان  يتحملوا المسؤولية الاخلاقية الموضوعة على عاتقهم  وان يضحوا بقليل من وقتهم من اجل اقاربهم ومجتعمهم ، كذلك كان على غير المؤهلين دعم اصحاب الفكر النير ومساعدتهم على القيام بنشاطات مفيدة غير مختصرة على السفرة والحفلة مثل اقامة دورات رياضية  مهرجات شعرية ومسرحية ومعارض فنية  واقامت دورات ومحاضرات مفيدة بناءة للمجتمع الكلداني بصورة عامة واعضاء هيئاتهم الفردية مدام هناك فرص للحصول على المنح المالية.


  الخلاصة النهائية
 ان الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا اعلن مرارا وتكرارا بانه ليس تابعا لاي جهة سياسية ولا اي حزب وانما هو منظمة مدنية يهمها الشؤون الثقافية والفكرية والاجتماعية والرياضية والفنية للشعب الكلداني و يهدف الى زيادة  التناغم مع المجتمع الاسترالي المتنوع. ويحاول تمثيل شعبنا في المحافل الرسمية في جميع المجالات. وان يديه  مفتوحة للتعاون مع كافة الجهات الكلدانية من اجل اقامة هذه النشاطات دائما، اما بخصوص التقارب والوحدة مع الاخوة الاشوريين والسريان ،فعندما يكون هناك شريك له رغبة جدية ومخلصة ومستعد للتضحية من اجل وحدة  قومية واخوة مسيحية  من الاحزاب الاشورية والسريانية . فانا اعتقد لا  فقط الاتحاد  الكلداني الاسترالي في فكتوريا  وحده  مستعدا  للعمل من اجل  هذه الوحدة ، بل كل الاحزاب والكيانات السياسية والمدنية والثقافية الكلدانية هم مستعدون لها.  

ملاحظة : ان المقال يعبر عن رؤية شخصية للكاتب فقط
 

1694
لماذا غيرت سوريا موقفها من اللاجئين العراقيين

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
الثلاثاء 6/2/2007

ان مقولة التاريخ يعيد نفسه تنطبق على مواقف الدول العربية بصورة عامة وعلى موقف الحكومة السورية بصورة خاصة من اللاجئين العراقيين  في هذه الايام . سوريا التي لازالت  تتصارع على قيادة الامة العربية منذ نصف قرن من خلال الفكر الحزب القومي السوري و الحزب البعث الاشتراكي، مرة اخرى تلجئ الى مناقضة مبادئها التي طالما ناضلت من اجل تحقيقها.

من خلال قراءتنا لكتب التاريخ والمجلات والصحف نتذكر ثلاث مواقف مهمة من قبل حكومة السورية بالنسبة للشعب العراقي خلال نصف القرن الاخير ونهمل الموقف الرابع حينما شاركت بجيشها  في تحرير الكويت ضد الدكتاتور صدام حسين.

الموقف الاول
بعد هزيمة العرب في حربهم الاخيرة ضد اسرائيل ( حرب تشرين عام 1973)  وبعد تصدي الجيش العراقي للجيش الاسرائيلي من احتلال  دمشق  وبعد وقف اطلاق النار في جبهات  القتال وعودة الجيش العراقي الى الوطن، قررت الحكومة العراقية انذاك منح الحكومة السورية 50 مليون دولار كمساعدة مالية كي تنهض سوريا من الدمار الاقتصادي الذي لحق بها من جراء الحرب.
 ماذا عملت سوريا بهذا المال؟
عوضا ان تصرف هذا المال على الفقراء والمدارس والمعاهد العلمية  اوعلى المستشفيات وتبليط الشوارع واقامة مشاريع سكنية تعاونية للمتضريين اللاجئين من هضبة جولان  اومساعدة عوائل الشهداء  ، قررت الحكومة السورية  صرف هذا المال على بناء  سد مائي على نهر الفرات وقطع جريان المياه  فيه كاملة عن اربعة ملايين عراقي في الوسط والجنوب العراق حينها،  دون مراعاة  لقرارات الدولية في شان توزيع  حصص المياه  لانهر الدول التي يمر فيها اي نهر، فبدات الحرب الاعلامية والدبلومسية في الشرق الاوسط و الامم المتحدة  سنة 1974.

الموقف الثاني
عندما كان الجيش العراقي  مرغما من قبل الدكتاتور صدام حسين في حربه مع  الجيش الايراني (او المجوسي  كما كان اعلام العراقي يصفه انذاك) ، وقفت الحكومة السورية مع ايران ضد العراقيين وقدمت كل المساعدات التقنية والسياسية والاعلامية وقيامها  بمناورات عسكرية  انتقاما من صدام حسين دون اي مراعاة للدم العراقي الذي كان يسيل بالالاف في كل يوم.

الموقف الاخير
منذ زمن حرب الخليج الاخيرة، وبعد ان ادركت القيادة السورية ان زوال صدام حسين قد قُرِرَ،  ما هي الا مسالة الوقت  لتأتي الفرصة الدولية حتى يتم تنفيذ قراراسقاطه، قررت الحكومة السورية تغير طريقة تفكيرها مع العراق، فمرة كانت تغازل البعث العراقي ومرة تقدم الدعم للمقاومة العراقية حسب رؤيتها وقراءتها للبوصلة السياسة العالمية وتوافقاتها مع مصالح سوريا، لكن حينما اقتربت ساعة الصفر لاسقاط صدام حسين ، اختارت سوريا سياسة ذكية كي تحرج الدول الكبيرة كما قال الرئيس السوري بشار الاسد قبل اسبوع (وأضاف انه من دون جهود سوريا 'فإن هذه الفوضى في العراق ستمتد إلى سوريا وغيرها من الدول ......موقع الجيران).
فأختارت سوريا اللعب على الحبلين،  فمن جهة كانت تريد الانتقام من صدام نفسه ورفاقه الذين وقفوا في اخر لحظة  ضد تحقيق امنية  المرحوم حافظ الاسد كي يصبح الامين العام للحزب البعث العربي الاشتراكي في الوحدة التي كانت قد اوشكت على التحقيق بين  القيادتين السورية والعراقية قبل 14/تموز 1979 حينما قلب صدام حسين الموازين بانقلابه الثالث على قيادة الحزب البعث الاشتراكي العراقي  وتصفية الموالين لهذه الوحدة بحجة الخيانة.
من جانب اخر  فكرت سوريا على مدى بعيد بعد سقوط صدام ، في الفوائد التي قد تجنيها من الوضع الدولي الجديد مثل ضعف قيادة البعث العراقي وانقسامها بعد القاء القبض على معظم القادة المسؤولين (المجرمين) فيها ، بعد ذلك  لن يبقى امام القيادة الجديدة  مخرج  سوى ان  تندمج وتقع تحت رحمة قيادة البعث السوري و كذلك ظهور فرصة لامكانية الضغط على دول العالم من خلال ورقة اللاجئين المقيمين فيها كما يحصل الان،  كذلك فكرت في الحصول على النفط الذي كان  يزوده صدام بدون مقابل وعلى الاموال والاسلحة  التي هربت من العراق فيما بعد، الله اعلم بكمياتها.


شيئا واحدا  بقى جميلا  في ذاكرة العراقيين عن سوريا في الفترة الاخيرة هو فتح باب الشام   لهم  كي يهربوا من الحرب الاهلية والقتل العشوائي والانتقام  الطائفي  الموجود  في العراق الان. فكانوا يظنون ان سوريا ملتزمة حقا بكلمتها ، فنسى العراقيون كل المحطات السلبية في مواقف الحكومة السورية ضدهم مقابل اعطائها املا في الامن والاستقرار.

لكن يبدو ان فرحة العراقيين لم تدوم طويلا ، ففي اصعب لحظة يمر فيها الشعب العراقي، وفي  عصراسوء  قيادة سياسية له ، اختارت سوريا  التعامل حسب مبدأ الفلسفة البراغماتية على  المبدأ الانساني ، فقررت التخلص من اللاجئين العراقيين وذلك بتوجيه وجه العوائل والاطفال والشيوخ واصحاب الضمير النقي الذين لم يريدوا تلطيخ ايديهم بدماء العراقيين ، ارسالهم  الى النيران المشتعلة في الحرب الطائفية  بين العراقيين الجهلة.
انه سؤال محير قد لا يمكن ايجاد جوابه الدقيق و الصحيح الان،  لماذا اختارت سوريا في هذا الظرف  ان تذهب الى الكنائس والجوامع كي تلقي القبض على العراقيين الحاضرين الى الصلاة في  دور العبادة  فتسحب جوازاتهم وتبعدهم الى الحدود العراقية؟
لكن هناك عدة احتمالات و تفسيرات  لهذا التصرف ربما يكون واحد او اكثر من واحد  منها وهي كما يلي :-

اولا --   هل  وصلت معونة(فدية) جديدة من الفرس للقيادة السورية، فتريد سوريا خبط الاوراق على خطة بوش الاخيرة في العراق  كي تعطله مدة بضعة اشهراخرى كما فعلوا خلال السنوات الاربعة الماضية  حتى ينتهي دوره او يضعف نفوذه كما يبدو لهم ، ومن ثم تفشل خطة امريكا في العراق والشرق الاوسط.
 
 ثانيا--    ام هل  وصلت تعهدات جديدة  من دول الخليح لمؤازة السنة وقيادة حزب البعث العراقي المنشقة من عزت الدوري المريض  ضد حلفاء لحلفائهم الثابتين (اعني شيعة العراق المتحالفين مع ايران) كي يستمر القتال الطائفي في العراق .

 ثالثا--     هل  ضاق صدر سوريا فعلا  بسبب وصول اعداد اللاجئين العراقيين الى مليون شخص فيها، فزادت المشاكل الداخلية  فلم يبقى امامها الا طردهم ، او بدأت سوريا تلعب نفس اللعبة التي عملتها تركيا في التسعينات مع اللاجئين العراقيين  من بعد حرب الخليج مع الامم المتحدة والامم الاوربية فتريد الحصول على مليارات من الدولارات مقابل سماحها لهم بالبقاء على اراضيها.

رابعا---  هل ان حكومة سوريا خائفة من شروع نمو الفكر الطائفي فيها بسبب الشعور الطائفي الموجود في العراقيين المتواجدين هناك فتريد اطفاء ناره قبل ان يخرج دخانه.

خامسا--  هل قررت سوريا اخيرا الطلاق مع ايران، لانها تعلم ان  حساب ايران اقترب، و اصبح امرا واضحا للكل ان عودة السلام في الشرق الاوسط مرتبط ببقاء او زوال حكومة نجاد المجنونة في حكمها في ايرن.

سادسا --   ام هل اختارت البقاء مع حكومة نجاد الى حد تقرير المصير النهائي (على غير عادتها) فتريد زيادة الضغط على امريكا تجبرها على التفاوض معها ومع ايران،  كما احتوت توصيات بيكر – هاملتون الاخيرة.  لاسيما لهم مشكلة كبيرة اخرى معا ضد امريكا،  وهي دعمهم لحزب الله في لبنان وكذلك لغز مقتل الحريري والحرب ضد اسرائيل.

في كل هذه الحالات قد يكون من حق حكومة سوريا ان تفكر في الطريقة التي تناسبها سياسيا   حسب مصلحتها القومية.   لكن على الحكومة السورية وقيادة البعث فيها ان تعلم ايضا ، انها  فرصة ثمينة لها ان تكسب العراقيين بكافة مكوناتهم الذين ضحوا اكثر من اي شعب في اي بلد عربي اخر من اجل القضايا العربية وان الحرب الطائفية التي هي مشتعلة بين مكوناتها الان ما هي الا نتيجة لتضحياتها  في قضية فلسطين، كذلك يجب ان تعلم  ان التاريخ لن يرحمها اذا استمرت في تعاملها البراغماتي  المصلحي مع العراقيين الهاربين من الموت، الذين لم يبقى لهم بابا ثالثا سوى باب الشام في سوريا او باب الجحيم في العراق .
لان عراق الغد لن يكون مثل عراق اليوم او الامس، المملوء من المرتزقة والعملاء للدول الجوار من كافة الاتجاهات ومن كافة الطوائف ، بلا شك ان الشعب العراقي سوف يعبر هذه المحنة كما عبر غيرها على مر التاريخ حينها يكون حساب الصديق ليس مثل غريب.

 
   



1695
التسمية الكلدانية في احصاء 2006
[/color]


قبل اعياد الميلاد بعدة ايام،  كنت حاضرا في الاجتماع الذي اقامته بلدية واتليسية في ولاية فكتوريا استراليا كممثل عن الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا في هذه المنطقة، فتم توزيع بعض المجلات والجرائد  الصادرة من  الحكومة البلدية ومعلومات عن نشاطات والجاليات الاثنية التي تسكن  البلدية.  اثناء الاجتماع كنت اتصفح هذه المجلات حينما وقع بصري على جدول باسماء الجاليات الاثنية الموجودة في هذه المنطقة  وعدد نفوسهم  واسماء لغاتهم. اندهشت وانفعلت كثيرا حينما لم اجد اسم جاليتنا الكلدانية ولغتنا مكتوب ضمن هذا الجدول بينما كان هناك جالية عدد  نسمتها ستة افراد واسمهم ولغتهم مذكورة.

فنهضت على قدمي و قاطعت الاجتماع  والمتكلمين وقلت لهم ( اهكذا تتعاملون معنا في دولة ديمقراطية تدرجون اسم جالية عدد نسمتها ستة افراد وتهملون جاليتنا الكلدانية التي يزيد عددها عن الف نسمة في هذه البلدية و13 الف في ولاية فكتوريا ولا تذكرونهم في هذا الجدول، وقلت لهم انا مستعد اعطائكم ارقام التلفونات والعناويين معظم جاليتنا الذين يسكنون هنا).

 لقد ايدني  ممثلي معظم الجاليات الاثنية الحاضرة في الاجتماع وكلهم نقدوا مسؤولي حكومة البلدية واهمالها للجالية الكلدانية ، فتحول نقاش الموضوع من موضوعه الرئيسي الى  المشكلة التي طرحتها.

  كان رد مسؤولي البلدية انهم اعتمدوا على المعلومات المذكورة في احصاء سنة 2001 ، حيث لم يكن مذكورا اسم الجالية الكلدانية فيها، فقلت لهم انا ومعي زملائي الكثيرون من الاتحاد الكلداني  قمنا بملء عدد كبير من استمارات الاحصاء حتى سنة 2001 وذكرنا اسم جاليتنا الكلدانية ولغتنا الكلدانية فلماذا تم حذفها؟ ومن هو المسؤول عن هذا العمل ؟!!!

 

 بعد  انتهاء الاجتماع قلت لهم انني  لن اسكت، انكم اهملتم الجالية الكلدانية في السنين الماضية، وانا ومعي اخوتي في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا مستعدون لاقامة مظاهرة سلمية امام البرلمان لطلب حقوقنا ونشر هذه الحقائق في وسائل الاعلام  والقنوات التلفزيونية والجرائد  وحتى نذهب الى المحاكم ضد حكومة البلدية ودائرة الاحصاء،  لاننا قمنا باستضافة احد مسؤولي لجنة الاحصاء في اجتماع حضره كل ممثلي الاندية والجمعيات الكلدانية  قبل اجراء الاحصاء الاخير وقدمنا طلب رسمي باسم الاتحاد  لهذا الغرض، لذلك اطلب منكم تقديم اعتذار رسمي للاتحاد الكلداني و تصحيح الخطأ فورا. لكن  مسؤولي حكومة البلدية وعدوني بالبحث والتقصي في الامر اكثر.

 

 في طريق عودتي الى البيت ، كنت في حالة حزن وغضب وان اسأل نفسي هل الى هذه الدرجة نحن مهملين غير مبالين عن اسم اجدادنا وتاريخهم وتراثنا وقيمنا ولغتنا؟!! هل فعلا لا يوجد بيننا من يستطيع التضحية والمطالبة بحقوقنا، الى متى نكون مهملين الشيء الاثمن الذي بقى من وجدونا  وهو اسمنا ولغتنا؟

 

عندما طرحت الامر في الاجتماع الدوري للاتحاد الكلداني ، ايدوني وشجعوني ممثلي عشرة  هيئات و جمعيات ونوادي كلدانية  في فكتوريا  للمضيء  قدما في الدفاع والمطالبةعن سبب عدم ذكر اسم جاليتنا الكلدانية و لغتنا الكلدانية في سجلات هذه البلدية وغيرها من البلديات ودائرة الاحصاء الاسترالي.

 

بعد بضعة ايام من هذا الاجتماع  تم نشر اعتذار رسمي من حكومة بلدية واتليسية الى الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا عن الخطأ الذي حصل ( صورة من اعتذار في اسفل الصفحة)  وكذلك وصلتني مكالمات هاتفية  من اعضاء برلمان الولاية واعضاء البرلمان الفيدرالي كلهم يعتذرون عن الخطأ الذي حصل ووعدوني بتصحيحه قريبا وذكر اسم جاليتنا الكلدانية ولغتنا الكلدانية في نتائج الاحصاء الاخير لعام 2006.









 بويا يوسف

ممثل الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا في منطقة واتليسية

ورئيس نادي عنكاوا الاسترالي.

بالتنسيق مع

لجنة النشر والاعلام في الاتحاد

الكلداني الاسترالي في ولاية فكتوريا[/b][/font][/size]

1696

                        لماذا فشلت امريكا في العراق ؟ ولماذا غيرت خطتها؟
بقلم يووحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
17/1/2007

لقد قالها جورج بوش اخيرا بعظمة لسانه، انه ارتكب اخطاءا كثيرة في  حربه على العراق، ولم يعلق او يوضح ماذا كان يقصد بذلك. فهل كان يقصد  بخطأه باتهامه للعراق بامتلاك الاسلحة النووية والبايلوجية وغيرها؟ ام قصد اتهامه لنظام الدكتاتور صدام حسين باقامة علاقة مع القاعدة ؟ ام في اعتماده على الاخوة الشيعة في تحالفهم ضد السنة بعد اسقاط صدام حسين؟ ام  شعوره بندم كبير على احلاله جيش العراق و بقية اجهزة الدولة  العراقية بسرعة كبيرة ؟ ام هل كان يقصد في اعتماده على الصقور في البيت الابيض الذين زودوه بمعلومات خاطئة والان قد احيلوا معظمهم الى التقاعد؟
 المهم اعترف جورج بوش انه اخطا بعد قرابة اربع سنوات من القتال  الطائفي  في العراق،  وان الاعتراف بالخطأ فضيلة؟  حقا  كان جورج بوش  المسؤول الاول عن هذا العمل الذي ربما سينظر التاريخ اليه كجريمة دولية واعترافه بفشله لن يشفع له من غضب الشعب الامريكي، سوى  جرأته  وسرعة اعترافه بخطئه.عكس قادتنا العراقيين الذين كان اخوة يوما ما في المعارضة واليوم اصبحوا اعداءا بعضهم  للبعض الاخر وباتوا سرطانا في جسد الشعب العراقي بسبب احزابهم الطائفية.

لكن علينا كعراقيين ان نسأل انفسنا،  لماذا فشل جورج بوش؟ وماذا كان يقصد في فشله بالضبط؟ وماذا كانت خطته الاصلية؟  وما هي خطته الحالية الان؟

انا اظن ان جورج بوش قد اخطأ في كل هذه الفقرات،  ولكن اكبر الاخطاء التي وقع فيها هو اتكاله على الاخوة الشيعة واحزابهم الموالية لايران. وهنا لا اقصد كل الشعية ولكن كل من اعتمد  ولا يزال  يعمل على حساب او بتأثير من ايران؟.
لا نستطيع ان ننكر بان الاخوة الشيعة هم اغلبية في الشعب العراقي وان ثلاثة حكومات التي تولت قيادة العراق من بعد صدام حسين  كانت مؤلفة بنسبة 60% او اكثر من الشيعة. وفي الحقيقة التي بدأت واضحة كوضوح الشمس ان معظم هؤلاء كانوا ولا يزالوا موالين او تابعين لايران  لذلك فشلوا في ادارة حكوماتهم.

اما جواب السؤال الثاني فهو حاصل تحصيل لجواب الاول.

 لنعود من جديد ونسأل  لماذا تهيجت امريكا في تلك الفترة؟
لعل القراء يتذكرون بعد ضربة القاعدة في 11 سبتمبر 2001 لبرجي نيويورك . اصبحت امريكا تحت ضغط  كبير امام الرأي العالمي وشعبها الامريكي، كيف لم تستطيع الاجهزة الامنية  لها التي تخطط 50 سنة للامام  كشف خطة منظمة القاعدة  ؟؟؟ . فوقعت ادارة امريكا في تخبط ،فتريد عمل شيء ما على وجه السرعة،  كي تروي للعالم جبروتها، لذلك  قررت البدء بخطتها  قبل ان تفاجؤها القاعدة بعملية ارهابية اخرى .
 كانت امريكا  قبل ذلك قد وضعت قائمة لمحور الشر من الدول التي تعارض سياستها وهي كوريا الشمالية وايران وعراق وسوريا وليبيا وحزب الله في لبنان .
 بعد كارثة ضرب برجي نيويورك لم يعد  امام جورج بوش الا القضاء على حكومة الطلبان في افغانسان التي رفضت تسليم اسامة بن لادن لها . فقد  ايدها كل العالم باستثناء  الدول الاسلامية ذات النظام الوهابي.  ومن ثم فكرت امريكا في كسر الحلقة الوسطية  بين سوريا وايران وهي  اسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين في العراق الذي كان قد نخر الحصار مجتمعه باجمعه .

 لسوء حظ العراقيين كان الدكتاتور صدام حسين في تلك الايام مشغولا بقصصه ورواياته الخرافية المبنية على حياة البداوة  قبل الف سنة ، كان غارقا في اوهامه النرجسية فلم يشبع من غريزته ، اي  من تعظيم وتبجيل ذاته  بعد ان وضع اكثر من 30 مليون صورة وتماثل لنفسه في انحاء العراق . فارتكب خطا اخرا

كان  قراره بمنح 25 او 30 الف الف دولار لعائلة كل شهيد يشترك في عمل انتحاري  من منظمة حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين كان اكبر الاخطاء وقع فيها سياسيا ، كانت النتيجة لهذا القرارهو الحبل الذي وضعه الملثمين الممثلين لحكومة المالكي  في عنقه قبل بضعة اسابيع .
 فسرت امريكا قرار صدام حسين هذا  بانه اعلان واضح  وصريح   وبرهان كافي بانه اصبح حليفا لمنظمة القاعدة الارهابية والمقاومة الفلسطينية التي كانت  في اوج نشاطها، وانه سوف  يكون مستعدا  للانتقام  منها في اقرب فرصة يملك القدرة للقيام بذلك.
هذا الخطا جعل اللوبي اليهودي في مجلس الشيوخ الامريكي  والامريكان المعارضين (بتاثير من المقاومة العراقية)   يتفقون على اسقاطه.

لكن جورج بوش مرارا وتكرارا كان مترددا من الاقدام  في هذه المغامرة   بسبب خوفه من الفشل، ولذلك على الرغم من تلقي  المقاومة العراقية واحزابها الكبيرة الدعم الكامل  من ادارته لاسقاط نظام صدام حسين (  97 مليون دولار )  الا انه لم يكن مستعدا للمغامرة . حينها وضعت جيوش احمد جلبي (كما قال بنفسه ) ؟!!  لتحرير بغداد ولكن الاخوة الاكراد كانوا اكثر واقعين في هذه المرة واكثر حكماء فلم يوافقوا على بدء عملية تحريرالعراق  من المنطقة الشمالية. وان الصحراء الغربية التي تتجاوز مسافتها الى اكثر من 700 كم  من بغداد كانت بعيدة جدا وصعبة لاجتيازها ففشلت الخطة.  على اية حال  لم تكن امريكا مقتنعة لحد ذلك الوقت من اسقاط صدام حسين لذلك كان جورج بوش يقول لم يقرر بعد ما سيعمله في العراق،  لحين وقوع صدام في الخطا الثاني .
 
لكن ماذا  كانت  خطة امريكا بعد ازالة صدام من الحكم؟.
 من خلال  دراسة  النتائج العملية لما جرى في العراق  بعد 9 نيسان 2003 ولحد الان نستنتج كانت الخطة  كما يلي  :-

اولا   اسقاط  نظام صدام حسين الدكتاتور المرفوض من جميع فئات الشعب العراقي والدول العربية والاسلامية والدولية والتخلص من خطورة تحالفه مع منظمة القاعدة الارهابية التي ربما سوف يزودها بالتكنلوجية الذرية والاسلحة البايلوجية  والخطط والمعلومات العسكرية وغيرها كي يسهل مهمتها في  ضرب مدن امريكية اخرى.
 
ثانيا   تجزئة العراق الى ثلاثة مناطق بحسب الطوائف الكبيرة في العراق شيعية وكردية وسنية على امل انشاء ثلاث دويلات  صغيرة ضعيفة متصارعة فيما بينها محتاجة الى امريكا ودعمها الدولي كي تستطيع البقاء.

ثالثا   القضاء على حزب الله في لبنان ومن ثم خضوع سوري تام للقرارات الدولية ومن ثم كضم النفوذ الايراني في المنطقة لحين تغيير نظامه من الداخل ومن ثم نشوء انظمة ديمقراطية على غرار الانظمة الغربية في منطقة الشرق الاوسط . على الاقل البدء في انشاء انظمة فيها  شيء من الحرية والديمقراطية وخلق الهدوء والسلم في المنطقة ،  وبعد ذلك الشروع في اقامة مشاريع اقتصادية كبيرة على غرار ما حدث في الخليج .

 لكن هذه الخطة فشلت، فاعترف جورج بوش بفشله، فوضعت لجنة بيكر – هاملتون خطة جديدة لمستقبل امريكا في العراق ومنطقة الشرق الاوسط.  لكن جورج بوش اجرى تعديلا في بعض بنودها .
 فما هي خطة امريكا الان؟
  الان امريكا تفكر في دولة العراق الموحدة  وازالة  فكرة تقسيم العراق طائفيا حسب الخطة القديمة  من عقول السياسين العراقيين الكبار تماما لاسباب كثيرة ولكن  هذه اهمها:-
اولا    ان الدول العربية و تركيا وكثير من دول العالم مثل روسيا وصين وفرنسا لا ترغب بتقسيم العراق بتاتا لاسباب معروفة.

ثانيا    فشل الطائفة الشيعية من التخلص او التخلي من نفوذ ايران وتدخلاتها في شؤون العراق ورغبتها الواضحة في افشال مشروع الامريكي برمته.  فقد وُجِدت البرهانين الكثيرة  واخيرا اعتراف من قبل  حكومة المالكي بان الجيش والشرطة  قد تم اختراقه من قبل هؤلاء الميليشيات، كذلك تم القضاء على الحلفاء المخلصين لامريكا من الاخوة الشيعة؟!!!!

ثالثا   الاخوة الشعية لم يحسنوا ادارة الحكومة  العراقية بل خلقوا نظام طائفي مصلحي بحت، لم يحسنوا من وضعه امنيا ولا اقتصاديا ولا خدميا بالعكس زاد الفساد الاداري  في عهدهم  بحيث خسروا حلفائهم هم الاخر،  وفي مقدمتهم امريكا التي اتكلت عليهم كليا.
 
رابعا   زيادة الاعمال الارهابية  في سنة 2006 بحيث اودت بحياة 34 الف عراقي حسب تقرير الامم المتحدة الاخير، سواء كانت   بسبب الاعمال الارهابية من المقاومة  او القاعدة او الميليشيات الشيعية او فرق الموت المجهولة الهوية !! وظهور الانتقام والوحشية بالشعب العراقي جميعا من دون تمييز  بعد اعدام دكتاتور القرن صدام حسين  بهذه الطريقة الانتقامية ،  بحيث جعلت امريكا وشعوب العالم تقر بان العراق لم يصل بعد الى مرحلة الديمقراطية ولن تحترم حقوق الانسان التي ارادتها امريكا وان افضل نظام لها ربما كان الدكتاتورية.!!
 
 خامسا     اصدار بيانات علنية وظهور مواقف عربية صريحة بدعم الطائفة السنية في مسعاها ضد الشيعة من الان وصاعدا اذا لم تغير امريكا طريقة معاملتها للسنة واهدافها في العراق ،
 اذن   نتيجة عدم نجاح امريكا في حلفها مع الشيعة  ونتيجة زيادة الضغوط من الدول العربية  عليها واصرار تركيا على عدم تأيدها في تقسيمها للعراق وتهديدها باقامة حلف مع ايران في اكثر من اشارة منها في المضيء في حالة خطة التقسيم .كل هذه العوامل  اجبرت امريكا على اعترافها بخطئها على لسان جورج بوش  وتغير خطتها عكس الاتجاه.
 
لكن خطة امريكا الحالية مفتوحة  على المرحلتين ، المرحلة الاول ارسال اكثر من 21 الف جندي امريكي اضافي الى بغداد على امل ان تقضي على  الميليشيات الشيعية  و السنية  ومن ثم استبادت الامن ، وتهديد حكومة المالكي بوجب الالتزام بتنفيذ الاتفاق الذي تم بينهم  والقضاء على الفساد الاداري الذي نخر جهود الدولة من قبل امراء النفط،  وتغير بعض بنود الدستور وازالة اي فقرة تسمح بانقسام العراق في المستقبل ، جلب التوازن على النفوذ في الحكم بين الشيعة والسنة والاكراد والسعي للحصول على تاييد الدول العربية لها  كي يتم ترويض المقاومة السنية ومن ثم البدء ببناء العراق بعد ان تخلصوا  جميعا من راس صدام حسين. 
ان نجاح  المرحلة الثانية   تعتمد تقريبا على موقف الشيعة والدول العربية، فهل سوف يتخلون الاخوة الشيعة من نفوذ ايران بصورة تامة وينخرطون في هموم العراق والعراقيين؟  ام سوف يستمرون على العمل بموجب تعليمات الحكومة الايرانية التي هي بلا شك تريد افشال المشروع الامريكي في الشرق الاوسط.  وكذلك تعتمد على موقف الدول العربية هل تستطيع ترويض المقاومة السنية والتخلي عن منظمة القاعدة الارهابية  في العراق والقبول بالمشاركة في العراق الجديد.                                     
  في حالة فشل امريكا لن يكن هناك امامها سوى جلب حكومة عسكرية عرفية دكتاتورية اسوء من حكومة صدام حسين وانسحابها الى الابد  او تسليم الامر للامم المتحدة . حينها اعتقد سيعلن جورج بوش  بصورة علنية قبوله العزاء على  روح  الدكتاتور صدام حسين الذي اخطا في سماحه  بقيام الملثمين من حكومة المالكي بشنقه ، وربما يكون جورج بوش اكثر امينا مع ذاته وشعبه  فيستعير الحبل  الذي شنقوا صدام حسين به من حكومة العراقية ليشنق نفسه بنفسه على الخطأ الكبير الذي وقع فيه  حينها ستعلن امريكا  الحداد في جميع ولايتها عليهما صدام وبوش؟!!.

1697
ممثلو الاتحاد الكلداني الاسترالي يجتمعون مع ممثلة البرلمان الفيدرالي و رئيس البلدية هيوم الجديد 


اجتمع وفد من الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا المتالف كل من

 يوحنا بيداويد سكرتير الاتحاد

 السيد باسم كوركيس رئيس نادي اسود كامبفيلد الرياضي

السيد جورج بيداويد استشاري الاتحاد

مع المسؤولين السياسين والحكومة  في منطقة هيوم كل من

 

Mrs. Maria Vamvakinou Federal Electorate of Calwell (Hume Region)

Mr. Cr Gary Jungwirth, Mayor of Hume City Council

Mr. Alexander Kouttab Electorate Office of Calwell

 

وقد تم مناقشة الامور و القضايا الملحة التي تحتاجها الجالية الكلدانية في منطقة هيوم التي يسكنها اكثر من عشرة الاف كلداني في هذه السنة ،  مثل تخصيص مركز لاقامة كافة النشاطات لجميع الجمعيات والنوادي الكلدانية وكذلك ايجاد ملعب لكرة القدم للنادي الرياضي وتوظيف مترجمين في دوائر المهمة في البلدية وغيرها من الامور المتعلقة بالجالية.

 

وفي نهاية الاجتماع قدم  ممثلو الاتحاد شكرهم الجزيل للمسؤولين جميعا وتمنوا لسيد   

Mr. Cr Gary  Jungwirth

 رئيس البلدية الذي تسلم مهامه قبل بضعة اسابيع التوفيق والنجاح  في مهمته في ادارة حكومة بلدية هيوم.

 

لجنة النشر والاعلام في

الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا


1698
                               من حول صدام حسين من دكتاتور ظالم الى قديس  شهيد؟
بقلم   يوحنابيداويد
مالبورن / استراليا
10/1/2007


 مرارا وتكرارا، لا من لسان واحد، بل من الاف الا لسنة، كررت المقولة التالية، ان التمسك بالطائفية  يعني  القدوم على عملية انتحار ذاتي حسب المفاهيم الوطنية! و ان اقامة حكومة طائفية هي مثابة حفر مقبرة جماعية اكبر من كل المقابر التي حفرها صدام حسين للعراقيين!.

 لقد كُُِتب الكثير عن اعدام السفاح  صدام حسين ، لا و لن يستطيع العراقيون يوما ما ان ينسوا  جرائمه الكثيرة التي يستيحل احصائها حتى لو شكلت عشرة لجان من اكبر منظمة دولية في العالم  لهذا الغرض.

لم يصدقوا العراقيون يوم سقوط تمثاله في حديقة الفردوس في التاسع من نيسان سنة 2003 ، وكم كانت سعادتهم كبيرة  يوم تم القاء القبض عليه واخراجه مذلولا مهزوما جبانا في حفرة لا يعيش فيها الا  ديدان الارض والفئران والصراصر. ويوم شاهد العراقيون صدام حسين مكبلا وقفا امام المحكمة ذرفت الدموع من كل عين عراقية  فرحة ، حيث لم يصدق احد ان يرى بأم عينه ان يقدم صدام كمجرم امام المحكمة.

ولكن هيهات  بعد ذلك  جاءت الرياح بما لا تشتهيها السفن،  فعندما تلت قائمة الاتهامات ضد المجرم، كانت  مسلسلة بصورة غير دقيقة ومنطقية، فعوضا ان تكون لائحة الاتهامات جامعة لكل العراقيين، فقد تم اتهام صدام بجرائم حسب نفوذ الكتل والاحزاب الطائفية، ولان الاخوة كانوا اقوياء  في الحكومة،  فقط تكرر ما حصل  في كتابة الدستور و نظام فرز الاصوات في الانتخابات الاخيرة، فكأنهم الوحيدين قد اجرم صدام ضدهم،  فنسوا بقية مكونات الشعب العراقي ونسوا اثار اهمال علاقتهم بهم لا بل فضلوا الاستماع الى الجيران ماذا يفعلون؟!.
لذلك عوض ان يقدم صدام حسين كمجرم حسب تسلسل  تاريخ للجرائم الكبيرة التي قام بها ، اختار الاخوة في الحكومة الطائفية الجرائم التي تخصهم،  تاركين بقية الجرائم بحق بقية مكونات الشعب العراقي بدون ذكر.
اذن من الخطوات الاولية التي قام بها القادة السياسيين في العراق ظهرت ملامح رغبتهم الشديدة باتجاه تقديم الخدمة والتحيز لطوائفهم اكثر من الوطن،  تاركين العراق والعراقيين لمصير مجهول، تركوه ان يحرق في حرب عشواء لا هوادة لها ، نسى هؤلاء القادة ان امريكا ليست غبية تقدم هذه التضحيات بدون مقابل، وانها هي تريد او تزرع هذه التناقضات والاختلافات كي تنجح في خططها.
نعم كان هناك معارضين لتغير حكومة صدام، وان القوانين التي اتى بها بريمر كانت من اسباب زيادة الفتنة. ولكن لان اتفق العراقيون على ان لا يتفقوا حصل ما حصل  وسيحصل اسوء من الذي حصل.  منذ الايام الاولى خلقت حالة استنفار وعدم الثقة بين اصحاب مشروع تحرير العراق انفسهم اولا وثانيا  مع بقية شرائح المجتمع وبالاخص الجيش العراقي الذي ترك ساحات المعارك ظنا انهم سوف يقضون على رأس الافعى صدام حسين .  لكن ما حدث هو عكس ذلك،  حيث تمت تصفيتهم والكل يعلم من قام بذلك!!. وهذا ما حصل في الحكومات الفاشلة فتمت سرقة اموال العراق في الوزارات حتى سرقة الاصوات الانتخابية الاخيرة. لقد مضى اكثر من سنتان ونصف والعراقيين يحكمون انفسهم فهل استطاعوا الجلوس والمصارحة معا لايجاد حل معقول بعيد عن العواطف والغريزة.

ان اخر ما كان العراقيون يريدون  ان  يرونه هو ان يعدم صدام حسين بموجب جريمة واحدة من ملايين الجرائم التي قام بها.
 اخر ما كان العراقيون يصدقونه ان يوكل السيد نوري المالكي رئيس الوزراء مهمة الاعدام  لحفنة من  الملثمين من طائفة معينة وتيار معين ان ينتقموا من الظالم لانفسهم منه ، فاذا  كانوا هؤلاء يقومون بواجب  يمليه الوطن عليهم لماذا كانوا ملثمين. و يظهر مشهد الاعدام و كأنه مجرمون  ينتقم من مجرم اخر باسم الوطن .  فيتم تحويل صدام حسين من اسوء دكتاتور سفاح في التاريخ الى شهيد  قديس!!!!

لعل البعض يجادل و يقول ان هؤلاء كانوا فقط ينفذون حكم محكمة لا غير ذلك، لكن سواء شئنا ام ابينا اصبح واضحا جدا لكل العراقيين والعالم ،  بتردد الكلمات معينة وبتمجيد وتهليل لااسماء معينة  والرقص حول الجثة وتسجيل لقطات من فلم بصورة سرية وتسريبه الى اعلام العالم  واخيرا التصريحات المتضاربة التي قدمها المستشار القومي السيد الربيعي  كلها تشير الى خلاف الحقيقة التي يقولها المسؤولون.
  نحن  لسنا منزعجين بسبب اعدام  صدام حسين، بل على الطريقة التي تمت ادارة العراق لمدة سنتين ومن كان له النفوذ على الحكومة، فهنا انكشف مدى نفوذ الطائفية، مدى احترام والتزام البعض بالدستور العراقي والقوانيين الدولية.
  .

نعم  لم يعد هناك حكومة عراقية وطنية مخلصة تدرك مهامها بصورة قانونية لا فقط في موضوع اعدام صدام حسين وانما منذ بداية تسلم الحكومة ، اي منذ بدأ التعامل مع العراق على اساس حصص الطائفية. وان الاتكاء على  ملثمين لتحقيق قرار المحكمة  كأنه الاتكاء على المجرمين . لعلني اذكر قول المصلح الصيني الكبير كنفوشيوس الذي قال  ( لا اعراف مصير الانسان الذي يعرف الحق ولا يتخذ جانبه).  حقا لا اعرف اثر و  مصير كل من شارك في اعدام  المجرم الدكتاتور صدام حسين بهذه الطريقة التي سبب مقتل على الاقل  ثلاثة اطفال في العالم لحد الان!!! ولا اعرف ايضا مثلمل لا يعرف كل العراقيين مصير العراق في المستقبل.

مرة اخرى نقول لكل وطني مخلص للعراق وشعبه ان الخطر يوجد في نظام ادارةالبلد، ان الخطر يوجد في نظام التعليم وفي الدستور وفي طريقة تطبيقه . هناك حقائق لا بد ان يدركها القادة السياسين للاحزاب وجميع مكونات العراق لا سيما التي في يدها مقاليد الحكم اليوم  وهي:-
اولا
ان امريكا لم تاتي على سواد عيون اباء وامهات الشهداء العراقيين لتحرير العراق واعدام صدام حسين وانما لها مصالحها وهي كانت صريحة واعتقد انتم يا قادتنا وقعتم على اهدافها قبل المجئ الى العراق واليوم تنكرون ذلك.

ثانيا
يجب الغاء دور الانتماء الطائفي و النفوذ المذهب الديني والقومي  في العراق الواحد ، وتطبيق قوانين حضارية بمستوى حقوق الانسان ولوائح الامم المتحدة ، وتبنى الهوية العراقية الواحدة  والروح الوطنية الواحدة بغض النظر عن الاختلافات في التقاليد والمبادئ المذهبية والقومية ، يلزم المواطن والمسؤول ان يشعر ان الاولوية هي للعراق  قبل ان تكون لطائفته او مذهبه الديني او قوميته كما هو في جميع الدول العالم والامثلة كثيرة .  يجب عدم اعطاء الولاء للجيران  الفرس او العرب او امريكا فيكون الولاء الاول والاخير للعراق .

ثالثا
تغيير المناهج الدارسية والتركيز على التعليم الحديث والقضاء على العنف و روح الانتقام والشعائرالقبلية مثل الرقص على جثة ميت حتى وان كانت جثة العدو  والتقاليد البدوية . كفى البكاء على اطلال الماضي وبطولات الاجداد  في الحروب . يجب البدء بتعليم وتربية الاجيال الحاضرة والقادمة على الروح الانسانية الجامعة بغض النظر عن تعاليم الاديان اي كانت حتى لو كانت مخالفة لها  مثل موضوع محو الامية كي لا تتكرر ماساة العراقيين على يد جلاد اخر ممن يكون؟!!!!!، لان الاولوية هي للانسان الحاضر فقط . نعم  كفانا الغرق في طلاسم الخرافية والاساطير التاريخية والتقاليد والتراث.
رابعا
عدم  تفضيل  دول الجيران او حلفاء على حساب اي عراقي او مستقبل العراقيين ووطنهم مهما كلف الامر. تذكروا من المبادئ التي جعلت  جيوش جنكيزخان  ان تنجح  في اجتياحها شرق الاوسط قبل ثمانية قرون  كانت ( عدم ترك جثة اي قتيل في ارض العدو مهما كلفت من ارواح والشهادة) . فلماذا نحن نتحالف مع الغريب ضد القريب، ذلك القريب الذي عشنا معه ونحن نحصد مظالم وجرائم من نفس الظالم لمدة 35 سنة؟!!!!
خامسا
ان ثروات العراق كثيرة بحيث لا تصدقون حدها، فهي كافية لجلب الرفاهية والسعادة  ل27 مليون عراقي لمدة 150 سنة  وكافية لاقامة مشاريع عمرانية كبيرة  صناعية متطورة  و سياحية و حضارية بحيث تصبح كل مدن العراق يضرب المثل بها  مرة اخرى مثلما كان يضرب المثل بالجنائن المعلقة في بابل القديمة. فلماذا التقاتل ؟ ام لانه ولدنا في مجتمع لا يعرف الا القتل والعنف والانتقام.؟!!!!!!!

 ا هذا هو الخيار الوحيد اليوم امام العراقيين وقادتهم السياسين  لاستمرار وجود العراق على الخارطة السياسية العالمية.

اما اذا لم يتفق السياسون بينهم  وتستمر الحالة على ما هي فنرجو من هؤلاء القادة ان يجلسوا معا ويصارحوا بعضهم بعضا ويتفقون على تقسيم العراق بدلا من الاستمرار و العيش في هذا الجحيم من جراء القتل العشوائي الذي هو بالتأكيد اسوأ من ايام صدام حسين.
نعم ليُسهلوا هؤلاء القادة الامر لاخوتهم العراقيين ويحفظوا ارواحهم اذا كانوا غيرمتفقين  ولن يستطيعوا ان يتفقوا في المستقبل ا و غير مستعدين للتخلي من مفهوم الغريزة الطائفية. لانها هي حولت صدام من ظالم سفاح الى شهيد قديس في نهاية حياته
 
نعم بدا الشك و القلق يدخل نفوس العراقيين  بعدم وجود حكومة وطنية تقود البلد الى شاطئ الامان  ولا امل  ايضا في كل من يحسب نفسه معارضة شريفة ولا حتى في قادة الاحزاب الكبيرة.



 
  [/b]

1699
 
                                  تشكيل حكومة انقاذ وطنية
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
31/12/2006
youhanamarkas@optusnet .net .com

منذ فترة طويلة  تتصاعد صياحات العراقيين من جميع الطوائف مطالبة بتشكيل حكومة وطنية وقتية بحتة غير طائفية وغير دكتاتورية وغير حرامية، حكومة لا تفرق بين العراقيين على اساس مللهم او عقائدهم الدينية او  مناطقهم.

 لقد مرت اربعة اعوام تقريبا  على تحرير الشعب العراقي من ايدي الطاغوت،  لكن من دون حصول تغير جذري في عقلية الانسان العراقي،  من جراء التسلط الاعمى للاحزاب وميليشاتها الطائفية الضيقة البعيدة من روح القانون والعدالة فضاعت الاحلام والاماني التي طال انتظارالعراقيون لها. هذه الاحزاب التي  بعضها  ظهرت انها غير وطنية التي بدات بزرع روح الانتقام والثأر والقبلية والتعصب الاعمى وشريعة الغاب، القيم التي اندثرت من مواصفات الشعوب الانسانية منذ زمن بعيد .

لقد تشكلت اربع حكومات منذ  سنة 2003 لكن لم تسطيع اي منها ايقاف نزيف الدم الذي يسير من شرايين الشعب العراقي، لا بل كانت احيانا سببا لزيادة القتال واقامة الحرب العشوائية الانتقامية بين مكونات الشعب العراقي  وجعل البلد  يقترب من حافة الهاوية في حرب اهلية لا يعرف احدا اعقابها.
نتيجة للظروف الصعبة التي تقصف بحياة العراقيين الذين يهاجرون شهريا (100 الف شخص) والخطورة المحدقة بالعراق وشعبه،   تم تشكيل حكومة انقاذ وطنية جديدة من الكتاب الوطنيين والمثقفين الذين بذلوا جهودا كبيرة منذ زمن الدكتاتور وزمن الحرب الاهلية الحالية من اجل ايقاف القتال الاعمى بين الاخوة من خلال استخدامهم القلم  والكلمة عوضا عن البندقية والرصاصة او السيارة المفخخة في بناء وحل مشاكل ادارة الدولة العراقية المعاصرة من كافة الوطنيين  وفيما يلي تشكيلة الوزارة:-

الدكتور عبد الهادي الخليلي               رئيسا للجمهورية
الدكتور عبد الخالق حسين                 رئيسا للوزراء
السيد جلال جرمكا                          رئيسا للمجلس الوطني العراقي الغير طائفي
السيدة فاتن نور                             وزيرة لشؤون المرأة ( لان المراة نصف المجتمع لكن لا زالت مكبلة بقيودها) 
السيد فالح حسون الدراجي               وزيرا لحقوق الانسان ( مع التمني الشفاء العاجل له)
السيد زهير كاظم عبود                     رئيسا للمحكمة الوطنية العراقية العليا
السيد فاضل بولا                             وزيرا للتربية والتعليم
الدكتورعزيز الحاج                             وزيرا للمالية
الدكتور سيار جميل                          وزريا لتعليم العالي                       
السيد كاظم حبيب                          وزيرا للخارجية
السيد رزاق عبود                             وزيرا للثقافة والاعلام
السيد داود البصري                          وزيرا للنفط والثروات الطبيعة
السيد حسيب الجاسم                     وزيرا للفنانيين  والشعراء

اما وزارة الداخلية والدفاع تسند حقائبها الى شخصيات منتدبة  من الخارج الذين  لا ينتمون الى اي طائفة عراقية ولهم الخبرة الدولية في كيفية ايقاف الحرب الاهلية. اما مدة العمل لهذه الوزارة فهي  لحين يتم  حصول الامن والسلم والقانون واشغال المؤسسات والفراغ الحاصل في الوطن. 

يلاحظ من تركيبة الوزارة الخامسة انها مختصرة على الوزارات التي هي مفاتيح لحل مشكلة ادارة الحكومة بروح وطنية خالصة بعيدة عن كل صيغ الفساد الاداري.

اما بقية الكتاب الوطنيين الاحرار  (ارجو ان يعذروني لعدم ذكر اسمائهم) فهم  يشكلون المجلس الوطني العراقي الجديد (لان الاخوان  الحاليين في اجازة سنوية الان).

هذه الوزارة تم تشكيلها بدون محاورة امريكا والامم المتحدة والاتحاد الاوربي
.
كانت الساعة السابعة صباحا  حينما  رن جرس الساعة نهضت من نومي  العميق، اكتشفت انني كنت احلم ، ذهبت مسرعا الى كومبيوتر، مفتشا عن صحة الخبر او اي تغير قد حصل،  فلم اجد سوى و اخبار السيارات والاحزمة المفخخة عندها  علمت انه حلم مثل بقية احلام التي كنا نراها قبل سنين طويلة قبل سقوط بغداد، و ان الوضع زال على حاله كما كان،  فقلت مع نفسي ربما (هذه ترنيني   بعد ترنانا) كما يقول المثل الشعبي. الله يكون في عونكم ايها العراقيين  .

ملاحظة هذا المقال كان قد كتب قبل ان يتم اعدام دكتاتور القرن صدام حسين  [/b]



     

1700
 

                              مشاكل الحكم الذاتي لشبعنا الكلداني الاشوري السرياني
بقلم يوحنا بيداويد
مابورن /استراليا
20/12/2006


كثر الجدال عن موضوع انشاء اقليم خاص بشعبنا الكلداني الاشوري السرياني في الاونة الاخيرة واحتدم الامر اكثر بعد ان اقام بعض افراد من الاخوة الاشوريين مؤتمرا  لهم قبل اسبوع في السويد واعلنوا في توصياتهم عن المطالبة باقامة اقليم اشور(مثلث اشور)  في منطقة اقليم كوردستان الحالية.
   
منذ سقوط الدولة العثمانية وتأسيس جمهورية كمال اتاتورك من بعد الحرب العالمية الاولى سنة 1918 م،  لازال الشرق الاوسط  والعراق  يعيش حالة اللااستقرار. تاسست الدولة العراقية عام 1921  ونصب ملك فيصل الاول كاول ملك لها ولكن مشاكل العراق لم تنتهي بسبب  الغبن الذي لحق الاقليات التي كانت تعيش بدون حقوق في دولة الرجل المريض مرة اخرى
 من هذه المشاكل:-
اولا
 مشكلة الاكراد الذين خسروا فرصتهم حسب معاهدة سيفر في اقامة دولة كوردية في مناطق يعيش فيها  الاكراد (التي تشمل خارطة كوردستان الكبرى اليوم) ، فقد تنصل الاتراك والانكليزعن هذه المعاهدة في معاهدة لوزان سنة 1923م

ثانيا
مشكلة لواء موصل الذي طالبت به تركيا ولازالت تطالب  بين حين واخرعلى اساس ان الحرب العالمية الاولى كانت قد توقفت حينما كان الجيش الانكليزي على مشارف شرقاط وكذلك وجود اقلية تركمانية في كركوك وتلعفر وموصل، هذه المشكلة كانت قد حسمت بعد  تشكيل لجان البحث والتقصي والاستفتاء لصالح العراق لكن اثارها  لا زالت موجودة ولذلك نرى بين حين واخر تحاول تركيا اثارة موضوع شرعيتها في هذا الاقليم بحجة حماية الاتراك الموجودين في العراق.

ثالثا
مشكلة الاشوريين
دخل الاشوريين الحرب العالمية الاولى كبقية الاقوام والاقليات التي كانت تحت ظل الهيمنة العثمانية بعد تعهدات من الانكليز باقامة دولة لهم في هكاري ولكن الاتراك مع القبائل الكوردية كانت قد هزمتهم اشد هزيمة مما اضطروا للاجلاء الى منطقة اورمي في ايران من هناك ايضا لاحقتهم القبائل الكوردية الايرانية و الكوردية التركية المتحالفة مع الجيش التركي مما جعلهم يلجؤون الى الانكليز في العراق في (فلوجة).

رابعا
مشكلة الاستعمار الانكليزي والحكومات الموالية له تحت النظام الملكي الذي فرض على العراق وعدم تساوي ميزان القوى بين الاقليات في الحكم جعل العراق يتوارث حالة الصراع بين الشيعة والسنة من جانب وبين العرب والاكراد من جانب اخر . وعد قيام الجمهورية سنة 1958 لم تمضي خمس سنوات حتى استلم حزب البعث الحكم  بعد مقتل عبد الكريم قاسم . ومن خلال عدة انقلابات بين اركان هذا الحزب بقى على هذا الحال لحين سنة 1968 حين اسلتم صدام حسين منصب نائب رئيس مجلس القيادة ومنذ ذلك اليوم حل التاريخ الاسود على العراق لحد سنة 2003 ، كان الدكتاتور يحكم العراق كما يشاء لا سيما بعد ازاح احمد حسن البكر في 1979 .
 
مضى تقريبا قرن كامل والعراق يعيش حالة اللااستقرار بسبب عدم ايجاد حلول لهذه المشاكل بصورة جذرية او قطعية. من هذه المشاكل هي وضع شعبنا المسيحي بصورة عامة و الشعب الكلداني الاشوري السرياني بصورة خاصة.

 في الاونة الاخيرة وبعد سقوط نظام البعث وزوال الدكتاتور صدام حسين من الحكم ، وبعد مضيء اكثر من 15 سنة على حالة الاستقرار والبناء الذي حصل في اقليم كوردستان ومن بعد وضع الدستور العراقي الناقص الذي لم يعطي حقوق الاقليات بصورة كاملة  وحالة الفوضى التي تعيشها العراق  حاليا جاءت مبادرة الاستاذ سركيس اغاجان الوزير المالي لحكومة اقليم كوردستان  بخصوص اقامة حكم ذاتي للشعب الكلداني الاشوري السرياني في سهل نينوى.
لقد تم طرح ودراسة هذا الموضوع في كثير من المقالات بالاخص مقالات الاب بشار وردة ( باب الحوار الهادئ في صفحة  عنكاوا  كوم)   والردود والمناقشة التي لاحقتها من قبل عدد كبير من المثقفين  والكتاب والسياسيين من شعبنا 

بما  ان السياسة هي فن الممكن، فاذن يجب ان نتوقع كل الفرضيات الممكنة لحالة شعبنا، كل الاحتمالات المتوقعة و الغير المتوقعة، يجب ان لا نفرط بحال الاخوة المتبقين من شعبنا هناك  كما فعل بعض من الاخوة الاشوريين (اصحاب المؤتمر في السويد).  يجب ان نكون معقوليين في مطاليبنا حسب امكانياتنا وظروفنا وظروف المنطقة ، يجب ان لا نكرر الاخطاء ونتعلم من دروس التاريخ، يجب ان لانكون انتهازيين، ان لا يهمنا ما يحصل للباقين هناك سوى مصالحنا، او نقحمهم في مشاكل لا غنى لهم فيها.

من خلال دراسة موضوعية وواقعية  نستطيع ان نقول هناك ثلاثة احتمالات لوضعنا في العراق في المستقبل وهي :-
 
اولا         اقامة منطقة حكم ذاتي  لشعبنا في اقليم سهل نينوى تابع لادارة اقليم كوردستان.
ثانيا        اقامة محافظة فيدرالية لنا تابعة للحكومة المركزية في اقليم سهل نينوى.
ثالثا        البقاء كما كان الحال عليه قبل سقوط صدام حسين مع تشريع قوانيين واضحة لضمان حقوقهم اينما يعيشون سواء كان هناك  نظام الفيدراليات او حكومة  مركزية في المستقبل في العراق.

في الاحتمال الاول اي ( اقامة منطقة حكم ذاتي في اقليم سهل نينوى تابع لادارة اقليم كوردستان) .  يجب ان نضع في حساباتنا اولا درجة ردود الفعل من الاخوة العرب على هذا الام، هل سوف يجبرون كل فرد من شعبنا من بقية المناطق على الهجرة الى هذا الاقليم وهل يتم تعويضهم عن ما سيخسرونه ام سوف يتركون بيوتهم واملاكهم وممتلكاتهم  منهزمين تحت ظلال الليل كما يحصل الان في بغداد وبصرة.
يجب ان ندرس الاتجاه الذي يميل اليه الاخوة الاكراد، هل هو اقامة دولة كردية خاصة بهم في المستقبل من ثم يعطون اقليم او محافظة رابعة  لشعبنا لكن تحت نظام علماني الذي يبدو انهم يفضلونه و يتبنوه لحد الان؟ ام سيفضلون البقاء مع الحكومة المركزية بنظام فيدرالي ؟ كيف سيكون الامر بالنسبة للاخوة  الاكراد والعرب واليزيدين الذين يعيشون ضمن المناطق التي فيها اكثرية من شعبنا المزمع اقامة حكم ذاتي لنا فيه؟
يجب ان ندرس على ضوء المعطيات الحالية مدى امكانية حصول الاخوة الاكراد على اعتراف بدولتهم ؟ ومدى تعاطف وتحالف الدول الكبرى في هذا الشان ؟ ومدى قبول دول الجوار لاقليم كوردستان، الامر الذي  صرحوا (تركيا وايران وسوريا) في اكثر من مناسبة بانهم سيرفضونه مهما كلف الامر. انها احتمالات يجب ان ندرسها بدقة كاملة ونتفاعل معها وليس اخراج او كتابة بيانات سياسية صبيانية على صفحات الانترنيت.

في الاحتمال الثاني اي( اقامة محافظة فيدرالية خاصة بشعبنا تابعة للحكومة المركزية)، يجب ان ندرس الصورة المعاكسة وهي مدى قبول الاخوة الاكراد الذين يعيشون في او بمحاذات القرى والقصبات التي يعيش فيها شعبنا؟، لانه هناك مناطق متداخلة، يجب ان ندرس مدى احتماية وصول الاخوة العرب من الشيعة والسنة الى حالة التفاهم على كيفية ادارة الحكومة المركزية في بغداد في نظام علماني بعيد عن تدخل الاطراف الدينية في التشريع والتنفيذ والقضاء والاعلام  وكذلك موقف الاخوة العرب و الاكراد  في اقامة نظام فدرالي في العراق  ومن ثم اعطاء لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني حقهم في محافظة فدرالية . وهو القرار الاهم الذي يجب نحصل عليه  قبل ان نحصل على قرار او  قبول الامم المتحدة والدول الكبرى بالفكرة.

في الاحتمال الثالث
يجب ان ندرس مدى جدية الاخوة العرب والاكراد والتركمان وغيرهم في قبول العيش المشترك لشعبنا بين اقاليمهم الفيدرالية او حكومة المركزية ومدى ضمان حقوقهم وعدم التعامل معهم كما كان في السابق على اساس انهم اهل الذمة.

في الحالات الثلاثة يجب ان نعلم مدى قبول دول الجوار لهذه الانظمة وهل سيتم  تثبيت هذه الاتفاقات في المحافل الدولية لا سيما الامم المتحدة بصورة قاطعة لن يتم الاخلال بها؟ هل سيكون هناك ضمان دولي لموضوع الحماية الدولية في حالة وجود خطر؟!! الامر الذي يبدو انه صعبا جدا.

لكن بغض النظرعن الحالات الثلاثة هناك مشاكل داخلية لنا كشعب واحد ولغة واحدة ووطن واحد ودين واحد وتراث و تاريخ واحد التي يبدو نها اصعب من مواقف الاخوة العرب والاكراد في اعترافهم  بحقوقنا وارضنا او اعطاء اقليم خاص بنا  وهي:-

التسمية    بالرغم من مرور قرن كامل على شعبنا لحد الان لم يتفق على صيغة هويته اعني التسمية، لا يمكن نكران هناك  نسبة كبيرة من الشعب تريد ايجاد صيغة توفيقية مثل التي هي مطروحة الان  (شعبنا الكلداني الاشوري السرياني) الصيغة الشاملة ، لكن معظم الاخوة الاشورين يرفضونها  فالبعض يميلون تلبيسها الثوب الاشوري في النهاية كما يفعل اعلام الحزب الوطني الاشوري الان، اما بعض الاخر مثل الاتحاد الاشوري العالمي وفعاليات المؤتمر الاشوري الحالي وغيرها من الاحزاب يرفضونها بصورة قاطعة ، لا بل يطالبون بسكوت الكلدان والسريان من الادعاء بتسميتهم .
 لوفرضنا ان احتمال المستحيل قد حدث، اي ان جميع الاخوة من الكلدان والسريان قبلوا  بالتسيمة الاشورية، هل تتفق الحركات والاحزاب الاشورية للتوفيق فيما بينها؟ الامر الذي كان احد اهم اسباب هزيمة اغا بطرس قبل 85 عاما وضياع فرصتهم، اي استراتيجية سوف يتبنوها؟ واي حزب يكون القائد ،لانه من غير المعقول وجود هذا العدد الكبير من الاحزاب والمؤسسات السياسية غير متفقة فيما بينها.؟!!

مشكلة القيادة   هذه من المشاكل المهمة  لم يحدث يوما ما اتفقنا جميعا على شخصية كرازمية قيادية لنا بسبب تخلفنا او بسبب تعصبنا او بسبب مصالحنا الذاتية ؟
هذه المشكلة متداخلة مع مواقف الكنائس وقيادتها المبعثرة البعيدة عن التعاطي مع اهمية الموضوع  اي المصير المنتظر له  فكل قيادة تفكر لوحدها!!! هناك البعض منهم لديه  خوف و شك من ضياعها او ذوبانها في غيرها من الكنائس  لذلك تزيد من الخطب العنصرية والتعصبية بين اهلها!! فتزيد التفرقة والابتعاد عن النظرة الموضوعية في الامر.

مشكلة الهجرة والعدد    انا اظن هذه من اهم المشاكل، لان العدد له اهميته، فعندما يجرى استفتاء في اقليم نينوى هل نحصل على عدد كافي من الاصوات لجعل ذلك الاقليم خاص بشعبنا؟؟ حتى لو  فرضنا منح الاقليم لنا هل سوف يرجع شعبنا من امريكا واستراليا وكندا واوربا للعيش هناك؟ بالاخص هؤلاء الذين يقيمون المؤتمرات بين حين اخر ويصرحون انهم سيحصلون على اعتراف دولي باقليمهم الخاص ؟!!!!!!!!!!!!

مشكلة الحلفاء    لا نملك حلفاء لنا بصورة واضحة الان في الساحة السياسية سوى القيادة الكوردية التي تتعاطف في ايجاد محل للجوء شعبنا الهارب من بغداد والبصرة والمناطق الجنوبية الاخرى، طبعا لا ننسى كل واحد يعمل لاجل مصالح قوميته فربما يكون الان من مصلحة الاخوة الاكراد تتلاقى مع مصلحة شعبنا في اقامة هذا الاقليم اليوم،  لكن السياسة  هي فن الممكن لا نعرف ما سيحدث في الغد؟!
على قيادة  شعبنا ان ينسوا التحالف مع الدول الغربية لا سيما امريكا والانكليز تماما ولا يحلمون بها ابدا لانهم يتراجعون عن مواقفهم بمجرد تغيير الحزب الحاكم  في بلدانهم  لنستفيد من تجارب الماضي.

في النهاية اود ان اقول هذه كانت محاولة  لدراسة الاحتمالات المتوقعة بصورة موضوعية ومعقولية ، كم كنت اتمنى من الاخوة الاشوريين ان يدركوا هذه الحقائق حينما يكتبون بياناتهم النرجسية البعيدة من الواقعية وغير المسؤولة عن رد الفعل الذي قد يحدث لاهلنا هناك من جراء ادعاء ومطالبة بمطاليب غير واقعية و بعيدة المنال.




  [/b]

1701
لاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا يشارك  استقبال سيادة المطران جبرائيل كساب

 

شارك وفد من الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا في استقبال سيادة المطران جبرائيل كساب مطران استراليا ونيوزلندا  في اول زيارة له الى مدينة مالبورن










1702

الاب بشار وردة المحترم

شكرا لمشاركتك بين حين واخر ولاهتمامك المستمر  بالالام هذه الشعب
الحقيقية كنت من الاوائل من كتب عن اخطاف الاب دكلس البازي والحمد لله رجع بسلامة الى خورنته واهله. كنت  كل يوم اتصفح الدعوات لاطلاق صراحه  من منبر عنكاوا كوم.
وفي نفس الوقت كنت اقرا البرقيات والتنديدات على جريمة القتل للشهيد ايشوع هدايا رئيس تجمع السريان المستقل.
 كنت و اسأل نفسي هل فعلا نحن شعب لا يعرف الا البكاء واسقاط الدموع واقامة التعازي وكتابة البرقيات الحزينة ؟ وهل هذه البرقيات كافية امام ما يحدث لنا؟.

 لماذا لا نجتمع ونتفق معا اذا كنا هكذا حريصين و مخلصين وواثقين وامينين في كلامنا ؟
اين الخلل ؟ متى نتعلم  الشعوب الاخرى  ان الاتحاد قوة حتى وان كان هناك من يخسر من بيننا؟ اليست الوحدة والسلم والامن وحفظ الايمان هي من الاوليات عندنا ؟ لماذا لا نبحث عن الحلول  فممن ننتظر ان يدحر الحجر من فوهة القبر لنا مرة اخرى وتحدث القيامة؟

يوحنا بيداويد

1703
            هل حان وقت لانشاء دولة كردية في اقليم كوردسان

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
28/11/2006

كثرت تكهنات وتصريحات المحلليين والسياسيين والمثقفين والمهتمين بمستقبل العراق  والشعب الكردي  من العراقيين والعرب والاجانب في موضوع احتمالية نشوء الدولة الكردية في فترة 5-10 سنوات القادمة في اقليم شمال العراق او ما يدعى الان باقليم كوردستان.  منذ دخول صدام حسين الكويت كنت اتوقع عودة القضية الكردية الى الساحة الدولية وقد اصبحت اكثر يقينا من ذلك عندما وضعت المناطق التي هي ما بعد وقبل  خطوط العرض 36  و 38   في منتصف سنة 1991 تحت الحماية الدولية.

اعتمادا الى ديالكتيكية الفيلسوف الالماني هيجل  في مفهوم حركة التقدم والتطور للعالم في التاريخ نحو وحدة ، واعية، متكاملة، خالدة، حرة الذات، عبر سلسلة لامتناهية من عمليات التغير والتطور، واعتمادا الى احداث ومنطق  الثورات للشعوب  في التاريخ او الى حركة البندول كما يُقال*، فان الظروف الدولية والداخلية والسياسية كلها في الوقت الحاضر تصب في خانة احتمالية نشوء الدولة الكردية القادمة في اقليم كوردستان في المستقبل.

على الرغم من بدء الحضارة الانسانية  في  بلاد ما بين النهرين  قبل سبعة الى عشرة الاف سنة، الا ان  الشرق الاوسط من الناحية السياسية عاش ولا يزال يعيش سباتا طويلا منذ  15 -20   قرنا، فكل الادارات السياسية التي تولت  شؤون المنطقة لم تقدم ولم تؤخر كثيرا، باستثناء فترة قصيرة من زمن الدولة العباسية وكان سببها واضحا *.

اذا استنادا الى المعطيات المتوفرة على الارض، اذا كان هناك امل في حصول قفزة نوعية في التغيير والتطور في الشرق الاوسط ممكن فقط ان تحصل في منطقة اقليم كودرستان كما اسلفنا، لان هذه المنطقة عاشت حرمانا وبؤسا وحروبا وقتلا وتدميرا وترحيلا لما يقارب مئة سنة، ولان دائما كانت الحاجة ام الاختراع لدى كل الشعوب و في كل الازمنة ، فان الشعب الكردي ومن يعيش معه من القوميات الاخرى لا سيما شعبنا الكلداني الاشوري السرياني قد وصل الى الوعي والادراك الذي تحتاجه البذرة كي يحصل لديها التغير اوالتطور (ديالكتيكية هيجل) واكتملت الارادة اللازمة ( شوبنهاور)  لدى المجتمع والقيادة السياسية الكردية، كل هذه العوامل  وغيرها تساعد وتدعم وتدفع عجلة التاريخ الى المضيء في اتجاه تحرر المنطقة من العقلية القديمة.

فمن الناحية التاريخية على الرغم من وجود الاكراد كقومية منذ التاريخ القديم، الا انه لم تولد لهم دولة قوية مقارنة باقوام    المنطقة ، لقد تكاثف وجودهم اكثر في هذه المنطقة منذ عدة قرون، لاسيما بعد الحربين الكونيتين،  وقد بدات ثورتهم الاولى على يد الشيخ  محمود عبد الحفيد في السليمانية في العشرينات ممن القرن الماضي ومن ثم وضع المرحوم الملا مصطفى البارزاني القائد التاريخي للاكراد هموم وطموح شعبه على عاتقه منذ سنة 1933 حتى وفاته في سنة 1977، ومن بعد وفاته تولى ابنائه واحفاده القيادة الكردية  بمشاركة قيادة حزب الاتحاد الوطني الطلباني في عملية النضال من اجل الحكم الذاتي للاكراد والقوميات المتاخية معهم في المنطقة.

هناك بعض العوامل والمقومات المهمة الاخرى  المتوفرة كما قلنا لقيام هذه الدولة:

اولا :-    الحاجة الدولية لقيام دولة  ديمقراطية في المنطقة، لذلك معظم الدول سوف تؤيد حصول هذا الامر اذا توفرت الظروف   وقبل الشعب الكوردي والقوميات المتعايشة معه القوانيين الدولية بشان حقوق الانسان في كافة بنودها.

 ثانيا:-    الاتجاه العلماني، ان  دول المنطقة كما قلنا عاشت سباتا طويلة لمة 15 الى 20 قرنا بسبب التسلط الديني الذي لازم الانسان في هذه المنطقة وعدم وجود امل لدى اي دولة من دول المنطقة قبول التغيير و التقدم والاستفادة من تجارب الامم الاخرى .

ثالثا :-    حرية الفكر والعبادة ، هذه تأتي من البنود الاساسية لحقوق الفرد في المنظمات الدولية لا سيما منظمة حقوق الانسان

رابعا:-   الحاجة والخبرة ، ان سكان المنطقة الان لديهم فكرة جيدة كاملة عن  اهمية  وحدة  والعيش المشترك للمجتمع في السلم والامان واعطاء الحق لغيرهم في الوجود، بعد هذه الفترة الطويلة من الحرمان والبؤس والحروب والدمار، طبعا ليس هذا الوعي او الادراك لدى الشعب الكردي  بالدرجة الذي هو موجود في دول متقدمة الاسكندنافية التي قضت على الامية قبل 100 سنة ولكن هناك بودار قبول التغير والتخلي عن العقلية القديمة لدى الجيل الجديد الذي احتك كثيرا باوربا وتركيا وتبني افكار وخطط دول وشعوب اوربا.

خامسا:-   الصراعات الاقليمية بين دول المنطقة والتي تعاكس حركة التطور والتغير تجعل من القيادة والشعب في هذه الاقليم اكثر اصرارا لبلوغ اهدافه التاريخية.لا سيما تبني القيادة السياسية استراتيجية حديثة مختلفة عن استراتيجية الانظمة الموجودة في المنطقة.

سادسا :-  الوضعية الغير المستقرة في العراق وتحول الصراع الى حرب طائفية بين الشيعة والسنة وعدم وجود بوادر نهايتها في القريب العاجل بسبب التدخلات الخارجية مثل امريكا  وحلفائها من جانب وسوريا وايران من جانب الاخر.

سابعا:-    ان الشرق الاوسط يعيش غليان الذي عاشته شعوب اوربا قبل 150 سنة، اي بروز الشعور  القومي وغليانه لدى شعوب المنطقة.


العوامل والنقاط السلبية التي  تعيق حركة فكرة انشاء الدولة الكوردية هي :-
 
اولا:-  التيار الديني المتطرف الذي ما زال ضعيفا ، حتى ان القيادة السياسة الحالية لاتحبذه ولا تستمد نفوذها منه مثلما يحصل في مناطق اخرى في العراق،  لكنه اذا استطاع هذا التيار في اي مرحلة تغيير ميول الشعب اليه، حينها تكون الخطورة كبيرة على فكرة نشوء  دولة كردية ، ففي حالة نجاحه حتى بعد قيام الدولة الكردية فانه سوف يحرق الاخضر باليابس وتسقط هذه الدولة في نفس اخطاء الدول وشعوب المنطقة مرة اخرى.

ثانيا:-  النظام القبلي الذي عاشه الاكراد منذ بدء التاريخ والذي لا زال معمول به الان  لدرجة كبيرة ، اذا استمر المجتمع الكردي عليه فان حركة  تقدمه تكون بطيئة جدا.
 
ثالثا:-  النظام والفساد الاداري والتبعية، ان هذا النقص موجود في معظم الدول لكن في درجات مختلفة ، ويعتمد كليا على تربية الاجيال على  الوعي والاخلاص الفرد  لشعبه والتخلص من الانانية الذاتية التي تعيق حركة البناء والتطور و الابداع الفكري الحضاري .

رابعا:-  استقلالية الهيئات  التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية من بعضها تماما واعطاء  الدور الكامل لكل منها للقيام بمهامه بصورة مستقلة ومستقرة.

خامسا:-  قوة الائتلاف بين الاحزاب الرئيسية فيما بينها ودرجة استعداد للتضحية من اجل طموح التاريخي لسكان هذه المنطقة وعدم حصول التصدع بينها كما حصل في الماضي.

سادسا:-  ان اقليم كوردستان محاصر من معارضي فكرة قيام الدولة الكردية لاسيما تركيا و ايران وسوريا لاسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا. لذلك يجب ايجاد حلفاء اخريين  امناء على مدى طويل لانجاح هذا الهدف وهو امر صعب في مقدمتهم العرب من شيعة وسنة العراق .

سابعا :-   مصداقية الحكومة الادارية في عملية الانفتاح وتطبيق القانون بصورة دقيقة، هذا بالاضافة الى اثبات وجود دلائل عملية وشاخصة بعدم طغيان القومية الكردية على القوميات الاخرى وعدم سلب حقوقهم واراضيهم ومصالحهم في المنطقة مثل شعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني)  والاتراك والعرب واليزيديين والشبك الموجودين في جغرافية الاقليم وتطبيق القانون بصورة مستقلة بدون تمييز بين هذه الفئات.

سابعا:- مدى الاندماج الحضاري بين الفئات المتعايشة في المنطقة ومدى حصولهم على المصالح او الفائدة المباشرة من قيام هذا النظام ، اي ان العامل الاقتصادي مهم جدا لقبول جميع الفئات بالفكرة والتضحية من اجلها ولا ان تكون الفائدة محصورة بايدي المتنفذين فقط.
 
في الختام نستطيع القول ان موازين القوى لحد الان تجرى لصالح نشوء الدولة الكردية في الفترة القادمة اذ لم يحصل اي  تغيير في موازين  القوى الكبيرة في العالم، لكن بالمقابل هل ان سكان الاقليم بجميع قومياتهم وبالاخص من الاخوة الاكراد الذين هم الاكثرية مستعدون لازالة هذا المعرقلات التي ذكرناها  اعلاه وقبول العيش بحسب مفهوم العصري للمواطن الصالح ام انها مرحلة وقتية يمر فيها الاقليم مثلما مرت غيرها من الفرص؟!!
____________________________________________________-

*  حركة البندول هو وصف يُقال لغيير حضارة الشعوب عبر التاريخ ،  اي الوصول الى القمة من ثم النزول الى القاع ثم الرجوع الى القمة

** بسبب التبادل الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي حصل بين الاقوام التي كانت تعيش في بلاد بيث نهرين ( حضارة الكلدانية والاشورية)  والحضارات المحيطة بها مثل الحضارة الفارسية والاغريقية و الرومانية والفرعونية.



       

1704
                        لماذا أختُطِف الاب دوكلص البازي ؟
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
21/11/2006


بين حين واخر تظهر اعمال فئة من الفئات الكثيرة المتصارعة في العراق على شاشات التلفزيون والصحف الالكترونية والجرائد والمجلات  وذلك عن طريق عملية اختطاف او قتل او ذبح او اختصاب او تفجير محل ما ، كلها اعمال شريرة  موجهة الى الشعب العراقي بصورة عامة وشعبنا المسيحي بصورة خاصة الذي لا حول له ولا قوة ولا منقذ ولاحامي ولاحتى  من يدين  مقترفي الاجرام ضده .
بين حين واخر تلتف انظار هؤلاء المجرمين الينا،  فيوجهون  سهامهم واجرامهم وحقدهم وكراهيتهم صوبنا، هذه الفئة التي تريد ان تعيش في ظلام، بعيدة عن الحياة الحقيقة الواقعيةالعادية، التي وهبها الله لنا جميعا،  وترغب في اجبار الاخرين على قبول اوامرها. في هذه  الاعمال الاجرامية يعلنون عن رسائلهم الى العالم، ويكشفون عن طريق هذه الاعمال المشينة المنطلقة من غرائزهم المدفونة في صدورهم عن نظرتهم السلبية الى الحياة وكرههم لقوانين الضمير الانساني وتعليمات الديانات السماوية.

 انه لامر عجيب ان ينسى الانسان ماضيه بهذه السرعة الكبيرة فلا يستفيد من تجربته ولا يتطور كي تسهل عملية ادارة اعمال حياته في هذا العالم الذي خلقه الله متغيرا.اذا كان هؤلاء المجرمون يظنون ان الله قد اوكلهم على الارض كي يديروا شؤونها مثلما كانت اساطير الديانات البابلية تحكى لانه كان قد تعب من ادارتها،ا فانهم مخطئون، لان على غرار مبدئهم هذا ، يعني ان الله المتعالي واالسامي عن ادراك الانسان لكماله،  يشترك في الاعمال الشريرة والخاطئة التي تحدث في هذا العالم ،و يعني ان الله كان قد اوكل هولاكو وجنكيزخان و امراء المغول والتتر والفارسيين والعثمانيين والقرقوشيين قبلهم على قتل العراقيين وانزال اشد العقوبات بهم  وهم الان ينعمون في الجنة  وكان  الحجاج وابو عباس السفاح  وكل المجرمين في تاريخ العراق على حق في قتلهم اعدائهم وان ما قاموا به هو قرار الهي؟!!!
 
واذا كانوا هؤلاء على حق ،فاذن صدام حسين احق منهم جميعا ،لا بل ان صدام حسين ليس مجرما و لا علي الكيمياوي مجرما  ولا كل اعوانهم ، بل المجرمون الحقيقون هم من وضعهم في قيد التحقيق او السجن وجلبهم الى المحاكم . وان اقدس انسان في العالم هو هتلر!! واعظم نبي في التاريخ  هو استاذه نيتشه؟!!

اذا كان هؤلاء يظنون ان المسيحية سوف تزول او ترتد عن مبادئها فهم مخطؤون، لقد مارس هذه الطرق مع الكنيسة الشرقية يزدجر الفارسي وكثير من حكام الفرس  قبل 16 قرنا  وكذلك عمل بعض العرب والمغول والتتر والعثمانيين وغيرهم ولكن دائما كانت نهاية هؤلاء المجرمون قريبة مثل غمضة العين.

في الختام نرجو ان تكون رسالة خاطفي الاب دوكلص بعيدة عن الاجرام والابتزاز والقتل والذبح ، وان لا يكونوا مثل العصابة المجرمة التي ذبحت الاب اسنكندر بولص في موصل قبل ستة اسابيع . نرجو ان تكون مطاليبهم انسانية بحتة تهم كل العراقيين ومن اجل مستقبل افضل للجميع، ونرجو ان لا  يكون حكمهم مثل حكم حاكم قرقوش ان يدفع الاب دوكلص ثمنا لعمل غيره بل ان تسمو الخلق الانسانية في طريقة معاملتهم له لحين عودته لاهله واصدقائه واقاربه واخوته العراقيين.
نرجوان يعلموا ان خطف او قتل المسيحيين لا يحقق النصر المبين لهم ولا لغيرهم ولن تنهزم او تغير امريكا وحلفائها سياستهم في العراق نتيجة قتل المسيحيين ؟!!
وهل يعقل ان يقتل الانسان اخيه كي ينتقم من عدوه؟ في اي زمن نعيش؟!!!
   

1705

الاتحاد الاشوري العالمي وحلمه باقليم اشور

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
16/11/2006

منذ فترة طويلة كأي شخص متابع الى حركة التطور للفكر السياسي لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني  في العراق والعالم ،ارى ان امل وحدة هذا الشعب هي  بين المد والجزر، لاسيما حينما اطلعت على مواقف الاتحاد الاشوري العالمي.  كان قد اسعفني قبل عشرة سنوات صديق عزيز من الاخوة الاشوريين بكثير من معلومات عن تاريخ هذه المنظمة التي تاسست في فرنسا واوربا في الستينات وعن اهدافها ورؤيتها في المازق الذي يعيشه شعبنا الكلداني الاشوري السرياني. وبعد  ظهور مواقع الانترنيت  خاصة صحيفتنا الغراء عنكاوا كوم وبعد استماعي عدد من
        SBS Assyrian Program in Australiaالمرات الى البرنامج الاذاعي الاسبوعي           
المقابلات التي يجريها السيد ولسن يونان بين حين واخر مع السيد هرمز شاهين احد اعضاء هذه المنظمة وممثلها في استراليا .
ففي كل مرة كنت اسمع شيئا جديدا عن اهداف هذه المنظمة ، وفي المقابلة الاخيرة التي اجريت  معه بعد مشاركة الاتحاد الاشوري العالمي في المؤتمر الدولي للشعوب والقوميات بدون اوطان  الذي عقد في تايوان من 27-29/10/2006. تطرق السيد هرمز شاهين الى رؤية الاتحاد في موضوع  اقليم اشور كما يدعي  او الحكم الذاتي للاشوريين  في سهل نينوي وحصول الموافقة من قبل هذه المنظمة على الطلب. 
في الجميع مرات السابقة كنت اعطي الحق لهذه المنظمة ان تفكر كيفما تشاء كغيرها من المنظمات الكثيرة التي ابتلى بها شعبنا احيانا كثيرة،  لكن في المقابلة الاخيرة وجدت شيئا غريبا وغير معقولا في كلام السيد شاهين.
كنت قد استمعت في مقابلة سابقة قبل عدة اسابيع من السيد شاهين في نفس البرنامج انه كان قد اجرى اتصالات منذ فترة طويلة مع بعض اعضاء البرلمان الاسترالي( كما هو الحال في اوربا وامريكا )  وقبل اكثر من شهرين عمل اجتماع مهم في كانبيرا مع بعض اعضاء برلمان وفيها استعرض الاتحاد الاشوري العالمي المذابح والماسي التي لحقت بالشعب الاشوري والمسيحي ( اذا احتاج الامر الى ذكرهم )  بصورة عامة كما يصفونها في العراق .
 الغرابة كانت في جواب السيد شاهين عندما سُئل  من قبل المذيع عن العدد الحقيقي للاشوريين في الاقليم المزعوم اقليم اشور كي يُمنحح لهم هذا الاقليم ، حيث اجاب انه لا يهم العدد، ما يهمنا هو ان يتم الاعتراف من قبل الحكومة الفيدرالية العراقية والامم المتحدة ودول الجوار باقليم اشور(طابو باسمنا) على غرار ما هوالواقع الحالي لاقليم كوردستان.
ما استنتجته من هذا الكلام ان الاخوة في الاتحاد الاشوري لا يدركون الواقع الحقيقي للعراق ولا يدركون مدى صعوبة تحقيق هذا الامر ولا يهمهم وحدة شعبنا ومصيره المتعرض للتفتيت في كل يوم مثل الاختطاف والاختصاب وقتل وتهجير والهجوم على الكنائس بقدر ما يهمه حصول طابو على اطلاق تسمية اقليم اشور على سهل نينوي ومن ثم يستطيع  الاخرين العيش فيه، سواء  كان كلداني او يزيدي او كوردي او عربي مع العلم يزيد عدد كل فئة من هذه القوميات على  عدد الاشوريين الموجوديين هناك.

الاخوة في الاتحاد الاشوري العالمي اغلبهم ولدوا خارج العراق او تركوا العراق منذ فترة طويلة. لا اعلم هل يجهلون فعلا التناقضات والاختلافات والتشعبات الموجودة بين القوميات لسكان هذه المنطقة؟  ام انه عناد مستميت على التسمية الاشورية بغض النظر عن الماسي والمصائب  والخطورة والهجرة التي مر و يمر بها المسيحيون فيها من كل التسميات والطوائف.
الشيء الاخر لمسته من الاخوة في هذا الاتحاد وهو الاخطر، انه كل من يدعي بالكلدانية او غيرها هو ليس من هذا الشعب اي انه شعب اخر، وليس من  الذين يتكلمون السورث، وكأن  كلمة سورائي محصورة بالاشوريين فقط ، هذه النظرة النرجسية التي وجدتها لدى اقوال السيد شاهين جعلتني ان اتسائل كثير من الاسئلة عن مدى جدية اهداف  هذه المنظمة التي هي الوحيدة المصرة على عدم وجود تقارب او تعامل مع الاحزاب الكلدانية او السريانية، فتريد قطع حتى شعرة معاوية مع الجهات الكلدانية او الاعتراف بها. فهل فعلا لا يهم هذا الاتحاد نسبة 75% من المتكلمين بلغة السورث؟ وهل يعقل ا ن يمنح اقليم اشور الى الاشوريين وهم في المهجر ولا يوجد عشرة الاف  شخص يعيش في الاقليم المزعوم.
هل اقليم اشور اهم من وحدة شعبنا؟ لذلك لا تبحثون عن السبل الكفيلة للاتحاد مع الاحزاب الاشورية الاخرى اولا ومن ثم  ايجاد صيغة تفاهم مع الكلدانيين والسريان والخروج بصيغة توفيقية على غرار الموقف المشرف لرابي سركيس اغاجان و الاحزاب والمنظمات الموجودة في اقليم كوردستان التي وقعت على الوثيقة الخاصة عن حقوق شعبنا  كي تذكر في دستور اقليم كوردستان القادم؟
هل ان بقية الاحزاب والمنظمات في شعبنا اقل حرصا منكم؟ لا سيما الذين كانوا في المعارضة واليوم في الحكم انهم يتفادون مطالبة لاقليم اشور بهذه الطريقة التي انتم تتصورونها؟
انا اخاطب الاخوة في الاتحاد الاشوري العالمي،  فرضا كل شيء تم على ما تحلمون به وأعطي اقليم اشور لكم، هل انتم مستعدون الذهاب والعيش في الاقليم المزعوم؟ وهل لديكم جنسية عراقية كي يُسمَح لكم للذهاب هناك لتعيشوا كعراقيين في احد اقاليمها ؟ وهل من المعقول ان تحصلون ا على  اعتراف  دولي من قبل الامم المتحدة باقليم اشور وان الاخوة الاكراد الذي يزيد عددهم عن 35 مليون في العالم لحد الان لم يحصلوا على اعتراف واضح وصريح بدولة لهم وفي نفس المنطقة على الرغم من هذا العدد الكبير من الثورات والحروب والتضحيات التي اعطوها؟ .
في النهاية،  اذا كنتم انتم مسيحيون مثلنا، تتكلمون نفس اللغة ولدينا نفس التاريخ ونفس التراث والارض والكنائس لا تعترفون بالكلدانيين والسريانيين؟  كيف يمكن ان يقبلكم الاخر  بعددكم الضئيل والمختلف عنكم في كل هذه المقومات و يعيش معكم بسلام وامان.  ان انجازاتكم في الاوراق والمؤتمرات تختلف عن الامور على ارض الواقع، فلا تطالبون بما يستحيل تحقيقه، ولا تتركوا الاخوة الاكراد والعرب والتركمان وغيرهم يزيدون الحقد والكراهية والانتقام وعدم الثقة باخوتنا الباقيين هناك من جميع القوميات او التسميات .   
في الختام اسال السيد شاهين واعضاء هذه المنظمة هل انتم تبحوثون عن مصير الانسان ؟ ام مصير الارض؟ ايهما هي الاهم لكم؟ هل ان الانسان سيد الارض ؟ ام ان الا رض سيدة الانسان؟
انها اسئلة تحتاج اجوبة موضوعية منكم ايها الاخوة في الاتحاد الاشوري العالمي ضمن في تدرج اولياتكم. [/b] [/font] [/size]

1706
                     هل صدام حسين وحده يستحق الذهاب الى مزبلة التاريخ؟

يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
7/11/2006

ستتذكر الاجيال القادمة يوم  الخامس من تشرين الاول سنة 2006 بكثير من الفرح والبهجة، وستحتفل الامهات والارامل كل سنة في مثل هذا اليوم  وعندما يكبر ايتام حروب صدام وسيتذكرون انه في هذا التاريخ نال الشخص الذي سبب الالم والحسرة حرمان من عطف الابوة حقه. لقد فرح كل من فقد قريبا او زوجا اوابنا اوابا اواخا بالحكم العادل الذي فرضته السماء قبل الارض .حسب مقولة الكتاب المقدس (  فكل ما يأخذ بالسيف، بالسيف يهلك) على هذا الرجل.

نعم فرح الملايين من العراقيين الذين كانوا يظنون ستترك ابصارهم وتتوارى اجسادهم  هذا العالم وان صدام حسين لا زال  جالسا على كرسي الظلم، وان العدالة لن تحقق لهم رغبتهم في نيل حقهم من الرجل الذي ارهب وسبب الويلات للملايين وقتل وعدم الالاف  وشرد الملايين  وسبب ثلاثة حروب طاحنة لشعبه.

لقد انتظر الملايين من العراقيين  هذه  الساعة المهمة، انتظروها سنين طويلة بعضهم اكثر من اربعين سنة،  لكن الكل يعرف ايضا ان الله يمهل و لا يهمل.  ها هواليوم المنتظر قد حل وهاهو المجرم يرتجف لسماعهِ الحكم وهاهي زغاريد الامهات والارامل والاخوات تتصاعد فرحة في ازقة بغداد وكل المحافظات.

ولكن لو عادوا العراقيين الى الوراء وتصفحوا سجلات تاريخ السياسي للعراق منذ بداية دولتهم في سنة 1920 من القرن الماضي ولحد اليوم نرى انهم لم يتفقوا على شخصية معينة من قادتهم.  فهم يفتقرون الى بطل تاريخي حقيقي مثل غيرهم من الامم والشعوب مثل نيلسن مانديلا و نابليون وبسمارك وجورج واشنطن وغاندي ومارتن لوثر كينك؟ انه سؤال يطرح نفسه هل ارتضوا من حاكم معين؟ الم تكن كل القيادات التي تولت الحكم في النهاية انتهت بالانقلاب او الاغتيال او النفي ؟ ممن كان العراقيون راضون في عمله السياسي؟

رحم الله الدكتور على الوردي الم يكررها الاف المرات في مؤلفاته لا سيما في كتابة ( مهزلة العقل البشري) وكتابه ( وعاظ السلاطين) .انها ازداوجيتنا  كعراقيين التي منذ اربعة الاف سنة لم  لن تزول مهما تغير الزمن.

انه سؤال اخر يطرح نفسه الان، هل ان صدام  وحده يستحق الموت شنقا؟!! وهل هو المجرم الوحيد في عراق اليوم؟ ام هناك اليوم مئات من امثال صدام  في سواء كانوا في  الحكم  او لهم القدرة على الحكم من خارج الحكم الشرعي عملوا ويعملون بنفس قذارة واجرام صدام حسين او اسوء منه؟ لماذا السكوت عنهم او التغاضي عن اعمالهم؟

متى ياتي اليوم ومتى تاتي الساعة التي  ينال فيها هؤلاء حقهم من حكم العدالة، اذا كان العراق بدأ حقبة جدية وقانون جديد ودستور جديد؟ متى نرى هؤلاء الذين قتلوا الناس الابرياء في قفص الحكم .

ام ننتظر مرة اخرى تاتي دولة غربية تعطف علينا  فتغير حاكمنا او رئيسنا  الذي نعجز تغيره. انا اعتقد لحد الان امالنا  خائبة في الجمهورية الثانية ايضا، واذا كانت حكومة اليوم تلغي الدعوات ضد البعض بهدف المصالحة او المساومة،  لانهم من مليشيات او عشائر او اقارب او القاب او غيرها من الاسباب تضع المجرم فوق القانون فاننا نخدع انفسنا، لانه هكذا عمل بعض العراقيين يوم اعدم الملك وحاشيته وسحل البعض في الشوارع، وهكذا عمل البعض الاخر يوم اعدم عبد الكريم قاسم في مبنى الاذاعة والتلفزيون بدون محاكمة، وهكذا فرحوا  يوم زوال  عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف من الحكم على التوالي، وهكذا مرت الاف والاف من قطاعات الجيش العراقي والمنظمات المهنية من الرجال والنساء ، من كودار التدريسي للجامعات والمعاهد والمدارس ، من فئات حزب البعث التي مرت  امام منصة المجرم صدام حسين في السابع عشر من تموز سنة 1979  وهي تؤدي التحية والولاء بتولي صدام حسين الحكم  واحالة احمد حسن البكر الى التقاعد.

انه تاريخنا كعراقيين  يجب ان لاننكره ولا ننساه، انها مواقفنا يجب ان لا ننهزم من تحمل اثارها.
فاذا لم يغير العراقيين  اليوم طريقة تفكيرهم، واذا لم يغير اصحاب الحكم طريقتهم  في ادارة البلد، واذا لم يساوى القانون بين العراقيين جميعا بغض النظر عن درجة قرابتهم من الحكم او قوميته او مذهبه او نوع واسطته ومعارفه او امجاد اجداده،  فاننا مرة اخرى نخدع انفسنا، كأننا  نسير في نفس المسيرة التي سار فيها ابائنا واجدادنا.

 في مناسبة نيل الدكتاتور المجرم حكمه العادل، نتسائل هل هو الوحيد الذي يستحق الذهاب الى مزبلة التاريخ؟؟!!! . وهل سياتي حاكم اخر في الغد وسيضع اصحاب الحكم الحاليين او غيرهم  في قفص الاتهام،  ومرة اخرى تتصاعد زغاريدنا واصوات بنادقنا فرحة بحلول العدالة؟ ام نتجرء ونصيح باعلى اصواتنا من اليوم على كل ظلم يحل على كل عراقي مهما كان دينه او قوميته او عرقه او مذهبه.
فهل تعاد مسرحيتنا على منصة اخرى وفي موعد اخر وفي مناسبة اخرى ؟. فهل نحن مستعدون التعلم من تجارب التاريخ والاخرين ام نستمر في عقليتنا وازدواجيتنا المتناقضة ؟ وهل سيفكر كل عراقي من موقعه من درس صدام حسين ويتعهد ان يكون مخلصا للعراق جميعا قبل كل شيء ولن يفرق بين عراقي واخر مهما كانت الاسباب،  ام انها زخة صيفية سوف تنقشع وتعود (حليمة على عادتها القديمة)؟ ويبدأ فصل اخر  من تاريخ العراق الحديث مثل تبدأ  قصة بلا بداية ولا نهاية للكاتب المصري نجيب محفوظ .
   

1707

هل يستطيع شعبنا الكلداني / الاشوري /السرياني  صنع وجوده من جديد؟[/color]

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
3/11/2006
ybidaweed @hotmail.com


ان شعبنا المسيحي الممزق والمرقع باسماء متنوعة التي ولدت نتيجة ظروف سياسية قاسية التي مرت فيها بلاد ما بين النهرين خلال الالف الاول  والثاني   يمر الان  في مخاض عسير في بداية الف الثالث. لم يبقى لامبرطوريات التاريخية التي يحملها شعبنا اسمائها  اي وجود وانما انصهرت في المسيحية القادمة من فلسطين وانطاكية عبر اورفا والنصيبين وشمال العراق ، فامتزج الاشوريون والكلدانيون والاراميون في المسيحية التي كانت بمثابة  ثورة فكرية ودينية وسياسية لهم  حيث غيرت طريقة تفكيرهم في الحياة الروحية و الاجتماعية والسياسية والادارة فانقلب هذا الشعب الذي تميز بالحروب والقتل والثورات من حصان جامح الى حمل وديع يتحمل جرائم وتجاوزات واضطهادات الاخرين له. فاتخذ تسيمة سورائي اي المسيحي لان مملكة اسورينا الارامية في شمال الغربي كانت قد اول مملكة دخلت المسيحية ومنها انتقلت المسيحية الى بلاد ما بين النهرين بلغتها الارامية والتي اشتقت منها جميع لهجاتنا.

على اية حال كُتِب  الكثير عن سرد التاريخي لهذه الحقائق، وان الانسان الذي يبحث عن الحقيقة الموضوعية في هذا الامر  يختلف كثيرا عن الانسان الذي هو غارق في افكار و اوهام  مشبعة من غريزته القومية فلا يرى ولا يشعر الا بذاته بسبب حالة النقص والقلق والخوف التي تحيط به واحيانا اخرى بسب الازداوجية المقيتة بين ذاته وخصوصيتها المقدسة  ومصالح تلك الذات ونزواتها الحيوانية.
فشعبنا منقسم بين كلا الحالتين ولا نعلم متى تحصل الكبوة وينهض من سباته.

نعم انه سؤال مثير ومقلق للكل، هل يستطيع شعبنا ان يصنع تاريخه من جديد ويعيد امجاد بابل واشور ام سينتهي في قائمة القوميات والشعوب المنقرضة؟ لا شك ان الظرف السياسي الذي يمر فيه العراق هو صعب جدا، ولا يستطيع احد التكهن بالنتائج النهائية لهذه المرحلة من تاريخ بلاد ما  بين النهرين،  بسبب الصراع السياسي العالمي القائم هناك،  حتى اصحاب الامر لا يدركون كيف والى اين تسير السفينة؟!!!

من جانب اخر هناك فرصة تاريخية اتية لشعبنا المسكين المتخبط في الصراع الفارغ من المعنى  في حرب التسميات التي كلفتنا اكثر مما تستحق. لان الكل يتفق نحن شعب واحد وقومية واحدة وتاريخ وارض وتراث واحد  ولكن لكل واحد منا رؤية خاصة  في هذا الامر.

هذه الفرصة اتية من الوضع  الذي يمر فيه اقليم كوردستان ومحاولة  حكومة الاقليم وضع دستور يراعي حقوق الانسان لجميع القوميات والاديان  في المقدمة واهم الامور هو الاعتراف الصريح بوجود التاريخي لشعبنا في هذا الاقليم وحقوقه المشروعة في الوجود كغيره من القوميات والشعوب في الاقليم.

لقد حاول الكثير من الكتاب والمثقفون والسياسيون ورجال الكنيسة تقريب وجهات النظر بين فرقاء واحزاب ومؤسسات شعبنا،  الا انها لحد الان لم تسفر عن امل في النجاح ، على الرغم لازالت النقاشات جارية بين بعض اطراف و احزابنا السياسية في مدينة عنكاوا.

كانت المفاجاة الكبرى لنا موقف الشخصية الفذه السيد سركيس اغاجان وزير المالية في حكومة الاقليم الذي شارك في الاونة الاخيرة في هموم شعبه في محاولة لسد الثغرة بين هؤلاء الفرقاء باستخدام تسمية مركبة من مكونات الثلاثة لشعبنا بصيغة (الكلداني الاشوري السرياني) .  على الرغم وجود محاولات واتفاق عام بين الجميع على ضرورة وضع حد نهائي  لهذه الفرقة وقبول هذه التسيمة المركبة الا ان جميع هذه الاحزاب ايضا لديهم شكوك في نجاحها.

حقيقة انا ارى لديهم  حق في شكوكهم، لان تجارب الماضي وتصاريحات المسؤولين لا سيما من قبل الاخوة الاشوريين التي دائما أتسمت بوجود ثغرة ما في محتواها  واصرارهم على ان التسمية الاشورية لها الافضلية او هي الاصلية تجعل اغلبية شعبنا يشعر ان تحقيق هذه الوحدة بهذه الطريقة ومن قبل اصحاب هذه التصريحات هي فاشلة اجلا ام عاجلا. لا سيما حينما يرى موقف وحركة التنظيمات الاشورية في المهجر سواء كانت في الاعلام او المؤتمرات واللقاءات مع ممثلي اعضاء البرلمان الدول الغربية. المشكلة ليست محصورة في الموقف السياسي فقط وانما في موقف الكنائس ورؤسائها، ولانريد هنا ان نزيد الزيت على النار ، فقط نقول يا حبذالو كانوا رجال الدين بعيدين عن  الساحة السياسة ويا حبذا وعاد  السياسيين من شعبنا في الغرب او وعدوا على الاقل  بعودتهم بالفعل الى ارض الوطن كشيء عملي او برهان منطقي لما يقولون اويؤمنون به،  بدل بقائهم حجر عثرة امام اقتراب بقية كيانات شعبنا من بعضهم . او يسكتوا ويتركوا لاهل المنطقة ايجاد  حل للمشكلة.

لكن من جانب اخر يجب ان ندرك  انها فعلا فرصة ثمينة لشعبنا ان يسجل وجوده في اقليم كوردستان، الدولة الكردية القادمة، دولة ربما تكون الدولة العصرية  المنتظرة تختلف كثيرا عن ما بقى من  انقاض الدولة العثمانية والفارسية في المنطقة.

فاذا تخلف شعبنا عن هذه الفرصة التي ربما هي الاخيرة لتجديد وجوده كشعب،  سيكون قد انزل الستار على وجوده النهائي في التاريخ والمنطقة ، لان ظروف اقليم الوسط والجنوب ليست مرشحة ابدا للاستقرار وتواجد الامن والنظام وسماح للاقليات الدينية والعرقية بالوجود، وانا اظن يتفق الكثير معي ان  ما حدث لاهلنا في بصرة ربما يحدث في بغداد وموصل قريبا.

انها حقيقة ساطعة كالشمس في كبد السماء نحن ينقصنا دروس في فهم عجلة التاريخ ومعطياته، فاننا منغلقين على انفسنا وقرانا وابناء عشيرتنا وتسمياتنا، و حتى كنائسنا، اننا اصبحنا مشكلة لانفسنا قبل ان يكون الاخر مشكلة لنا، اننا قد حيرنا اصدقائنا وحلفائنا في كيفية ايجاد مخرج لمشكلتنا بماذا يدعونا، وما الغرابة في ذلك السنا نحن انفسنا ارسلنا ست وفود مختلفة الى المؤتمر العالمي للصلح  بعد انتهاء حرب العالمية الاولى؟ الم يعدالتاريخ نفسه يا اخوتي؟.

كلمة اخيرة  ان لم نتفق معا على طريقة اخراج شعبنا من المشكلة يجب ان لانلوم الا ذواتنا وان لا نلوم الا الذين يصرون على ظهورهم الوحيد  على الشاشة او الذين  رخصوا لانفسهم ان يتكلمون باسم الاخرين في محافل الدولية والحكيم تكفيه الاشارة.

          [/b]

1708
   


            من علامات انقسام العراق هي ( القندرة) !!

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
28/10/2006

يُقال في قديم الزمان ، حينما لم يكن هناك وسائل تَنقل للانسان الاخبار وتُعلِمهُ عن ألانواء الجوية وظروف الطقس، كان يعتمد على حكمة الكبار في السن وخبرتهم المتراكمة على مر العقود، ففي كل مساء  كان يصعد الحكيم  او الرجل القدير في هذا الامر على السطح  ويتفحص الفضاء واتجاهات  الرياح وقوتها  ويتحسس  حرارة الجو، فكان يتكهن الحكيم بما يُخبئه الغد للكادحين والعاملين ، هل هو يوم ممطر؟ اوهل  ستهب الاعاصير؟  او .....الخ، فكان الكادحون يستسلمون الى حكمة الشيخ ويلفون رؤوسهم وينامون رغدا عارفين ما سيعملون في الغد.

ففي هذه الايام كثرت تصاريح الحكماء وتكهناتهم في مستقبل العراق،الذي هو اقدم وطن  في تاريخ البشرية، وكثرت تحاليل السياسين والمتخمرين فيها، اليوم وفي زمن الدجل والكذب والمصلحة والسياسة القذرة وبأسم الدين وباٍسم الله والسماوات بدات تلوح علامات انقسام العراق وزواله من الخارطة السياسية العالمية بعدما كان مهدا للمعرفة البشرية.

لا يشك احد في هذا الامر ان العراق اصبح مركزا للصراع بين العالم الغربي والشرقي، العالم الصناعي والعالم الثالث، بين الديمقراطية الحديثة و العقيدة الاسلامية الاصولية، بين الكبار والصغار ، بين انياب اشرس الكائنات والوحوش  البشرية المفترسة في الوجود.

فكل طرف من هؤلاء يريد العراق ان يكون تابعا له، امريكا  والدول الغربية تريد نظام ديمقراطي في العراق كما هو في سويسرا، فيه حرية الرأي وتغييرالسياسين من مناصبهم كل اربعة سنوات حسب اصوات الاغلبية، وفتح مجال للاستثمار وحلول الامن وقيام ثورة عمرانية صناعية على انقاض حكومة صدام المستبدة ، والقضاء على الارهاب الموجود في كل العالم في ارض العراق، هذا الموقف المعلن ولا نعرف عن  الغير معلن.
 
اما ايران تريد العراق لا من اليوم  ولا من الامس ولا من زمن حرب الثمانينات، وانما من زمن جدهم الاول كسرى وقورش ويزدجر الظالم و فيروزشاه وطهماوست، اما اليوم الحكومة الاسلامية في ايران تقوم  ببذل  الغالي والنفيس في كل الاتجاهات من اجل افشال المشروع الامريكي في العراق ، لا بل تريد قطع الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين وتضمها اليها بحجة حماية المذهب الشيعي من الوهابية وعلمانية امريكا.

اما سوريا كما يقول بعض الاخوة من العراقيين هي سبب كل الويلات لنا، فلولا قدوم فكر حزب البعث لما حدث ما يحدث اليوم في العراق ،  لولا سرقته ارادة الشعب لما يقارب اربعة عقود ورفعه شعارات فارغة (وحدة - حرية – اشتراكية)  بينما في الحقيقة كانت سوريا بعيدة كل البعد من تطبيق هذه الشعارات، فحينما كان صدام باسم البعث يحكم العراق منهمكا في حرب مع ايران ، كانت سوريا تمد يد العون للعدو التاريخي للعراقيين.

 اما دول الخليج فهي مخدرة بالاموال الطائلة التي تجنيها من النفط الذي وجد بقدرة قادر على اراضيهم، فهم  قلقون على المستقبل لكنه قد يبدو فاتتهم الفرصة الان على تصليح الامر، فان دولة الامارات العربية هي الوحيدة التي استطاعت بحكمة شيخها المرحوم ان تستفاد وتفلت من المصيبة الاتية .

اما موقف الدول العربية الاخرى مثل مصر الجائعة وسودان المنقسمة في حرب اهلية  وليبيا القذافية المتقوقعة  وجزائر المنهمكة بحربها مع الاسلاميين، يكفي هؤلاء مصائبهم  فلا يقدمون ولايؤخرون شيئا في الامر.

لعل قارئا ما  يسال،  ما هي علامات انقسام العراق؟
الحقيقة واضحة لا تحتاج الى الشرح والتطويل، منذ دخول صدام للكويت وحرب الخليج الثانية ، منذ وضع خط 38 و 36 من قبل الامم المتحدة لحماية الشعب من بطش قائده المجنون ، منذ حل الجيش العراقي والامن والادارة وفتح الحدود امام الارهاب العالمي للدخول والخروج بكل حرية، منذ قيام السيد المشهداني التعامل مع ممثلي الشعب بالقندرة (اي الحذاء) امام شاشات التلفزيون العالمية ودون تراجعه مما قاله ومنذ قيام فرق الموت السرية بشل حركة الحياة في المجتمع العراقي و منذ مقتل قادة الجيش العراقي في حرب ايران بصورة سرية ، ومنذ بدء سرقة النفط علانية من قبل ممثلي الحكم انفسهم ، ومنذ مجيء ممثلين باسم الدين ويتدخلون في السياسة مندفعون بدعم مالي وسلاح من قبل ايران وسوريا، منذ سرقة اصوات العراقيين وتزويرها في الانتخابات الاخيرة وقبلها، منذ سرقة مليارات الدولارات من خزينة الدولة دون سائل او رقيب ، منذ التعدى على حرمة الجامعات والاكاديمات وغيرها  الالاف  من العلامات والشواهد التي حدثت وتحدث في العراق والتي تنذر منذ زمن بعيد بزوال خارطة ما بين النهرين من الوجود.

لا شك ان سرجون الا كدي اليوم الذي كان اول امبرطور في تاريخ البشرية، كان هو اول من وحد دويلات ومقاطعات الجنوبية من بلاد ما بين النهرين قبل خمسة الالاف سنة. لاشك انه اليوم حزينا جدا داخل قبره على ما حل لاحفاده، على يد قادة فاشلين الذين يسيرون دفة الحكم في العراق اليوم.
و لاشك ان حمورابي صاحب اول قانون في تاريخ البشرية يندب على حظ احفاده اليوم ، ففي اخر زمان ياتي مَن يجلس مقعده ويلبس رداءه ويتعامل مع المواطنين وممثلي الشعب بالقندرة واذا اقتضت الحاجة بالبسطال !!!!!

انها ايام قليلة ستكشف  من المستوراكثر  بكثير مما هو مكشوف لحد الان، وسيعرف العراقيون الحكماء ان تاريخهم لم يتغير طوال اربعة الالاف سنة الماضية.
نعم  ستسقط بابل العظيمة من جديد وسيبدا سفر جديد من تاريخ الشرق الاوسط  والله اعلم ما سيحدث بعد ذلك.
 

         

1709


  مرة اخرى يصبح رجال الكنيسة والمؤمنيين المسيحيين هدفا للبعض الذين نجهل هويتهم ورسالتهم في الحياة بصورة عامة ووضع العراق السياسي بصورة خاصة.

لكن ما لا نجهله بالتاكيد هو ان هؤلاء لن يحصدون من هذه الاعمال غير الاستنكار والادانة ، لان مهمة الكاهن ليست مشاركة في الاحزاب والسياسة ولا هو من يقود فرق من ميليشيات ولا هو عميل للقوات الاجنبية في العراق......الخ.
وان كان هناك من يربط ما يحدث في اوربا او امريكا ، فذلك بالحق هو ضرب من جنون.
 لان كيف يسمح شخص ان يؤذي مواطن من بلدته كطريقة للانتقام من دول الغرب؟
 اليس هذا هو بالذات ما هو مناقض لجوهر الاديان كلها حتى الوثنية منها؟!!!!!!!!!!!
 
انني اوجه ندائي للخاطفين ان يعيدوا مرة اخرى النظر في ما يفعلوه؟
 فهل كانوا يقبلون لن يحصل هذا لرجل دين من مذهبهم او لاخ او صديق او قريب او حتى غريب من بلدتهم؟
فلماذا يقدمون على هذه الاعمال الغير صحيحة ضد شخص بريء ، نذر نفسه لخدمة الانسانية؟

انه سؤال محير يجب ان يسأله كل عراقي اليوم ، هل هذا ما كنا نحلم به؟
هل يمكن ان تستمر الحياة لنا بهذه الطريقة؟
اين هي الانسانية التي تعلمناها كلنا في دياناتنا مهما كانت نوعيتها؟!!!
انها اسئلة محيرة.

ربما نحتاج مائتان سنة لادراك ومعرفة جواب هذا السؤال اذا كانت عقليتنا بهذا المستوى .

الله يكون في عونك يا ابونا بولص اسكندر ، فلا نعرف الان ماذا يطلبون منك؟ وكيف يعاملونك؟
وماذا يأمرونك؟.
نطلب من الرحمن ان ينزل الرحمة في قلوب خاطفيك ان يعاملوك بلطف.

يوحنا بيداويد


1710
             
                                  ماذا نُريد ان يُغير لنا في الدستور ؟!!!
يوحنا بيداويد
استراليا / مالبورن
26/9/2006

مرة اخرى يحاول العراقيون بمختلف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم واحزابهم الكبيرة والصغيرة الجلوس حول الطاولة المستديرة ضمن لجنة مهمتها دراسة و اجراء التغيرات الضرورية في الدستور، التي هي  احدى الخطوات المهمة من مراحل المصالحة الوطينة التي تجري الان في العراق في تقدمها نحو الهدف المنشود، وهو قيام نظام ديمقراطي فيدرالي سياسي  مستقر في العراق.

وكاحدى القوميات العراقية  التي اصابها البلاء او العمى الفكري بسبب الظروف السياسية التي مر العراق فيها خلال القرن العشرين  والتي اهملها  اهلها قبل ان يهملها الاخرون من الذين شاركوهم المصير منذ مجئ الدولة الاسلامية والى اليوم الحاضر هو شعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني) . هذا الاسم الذي نعرف لا يعجب به عدد كبير من اصدقائنا ومعارفنا. 

على الرغم من قلة عددنا بسبب الهجرة والظروف الامنية، هناك انقسامات كثيرة وعميقة بين كيانات شعبنا، وانها تزداد بمرور الزمن ، لا لسبب وجيه سوى ان اصحاب المصالح الذاتية يزدادون بيننا يوما بعد يوم .

اولا    التسمية
   من هذه الانقسامات التي اصبحت اعمق بكثير في الاونة الاخيرة  هو موضوع  التسمية، فالاخوة الاشوريون يظنون كل من يتكلم الارامية هو اشوري وان كان ينتمي الى  الكيانات الاخرى مثل الكلدانيين او السريانيين وان  التسمية الاشورية معروفة في محافل الدولية اكثر من غيرها. والقسم الاخر يظن ان الاسم الذي اطلقه نظام البعث علينا اي السريانية هو الاسم الافضل لنا كأستمرارية لما كان الحال عليه من قبل، والقسم الاخر الذي هم يشكلون الاغلبية الساحقة من حيث العدد يظنون ان الكلدانية هي التسمية المفضلة لنا في هذه المرحلة الصعبة على الرغم وجود بصيص امل في اقليم كوردستان من ان يجمع الثلاثة في تسمية واحدة وهي الكلداني الاشوري السرياني

ثانيا   اختلاف المذاهب
   اختلاف المذاهب في كنائسنا هي احد اصعب المشاكل واهمها ، كنا نظن ان المجلس الكنسي الذي سمعنا بقيامه  قد اشرف على العتبة النهائية من خروجه الى الوجود ، الا ان المواقف الرسمية للكنائس الارثذوكسية من محاضرة البابا الاخيرة واستعجالهم في الرد عليها من دون التمعن في جوهرها والتي كانت بالتاكيد حول خطر العلمانية والعنف على الدين بصورة عامة.  جعل امرها بعيدا  الان على الاقل في الوقت الحاضر وكذلك مشكلة المطران ( مار باول ) مع الكنيسة الشرقية الاشورية وطموحه في تحقيق الوحدة ؟!!!

ثالثا   التيارات الحزبية المتزمتة
   ان التيارات السياسية الاصولية الموجودة لدينا هي احيانا اسوء من مواقف  النازيين في تصوراتها . فهي تريد الزوال او انقراض لاخرين (اسماء المعاكسة لها)  وكأنه بزوالهم ستحتفل الامم المتحدة وتعلن الاعتراف الرسمي بهم وتقدم لهم مفاتيح الارض الموعودة الخاصة بهم ، فالبعض يظن ان الاخرين هم متوهمين في هويتهم وتاريخهم واصلهم وانهم عاجلا ام اجلا سوف يعودون مثل الابن الضال اليهم نادمين شاؤوا ام أبوا.

رابعا    الانتهازيون
   القسم الاخر لا يهمه سوى ان يذكر اسمه في التاريخ حتى وان كان  ضمن قائمة السوداء، فلا يفكر يوما ما   يغير موقعه او فكره او يترك موقعه لغيره والبعض الاخر لا يملك اعضاء او هيئة  تشاركه في اتخاذ القرارات. و الشيء الاخر الذي بعضهم هو ان تستمر الرواتب المخصصة لحزبه او كيانه بالدفع له،  فلا يهمه مصير الاف المتشردين بين ارجاء المعمورة والمهددين بالتصفية نتيجة لدينهم المسيحي او قوميتهم .

خامسا      دور المثقفين السلبي
   في كل العصور كان دور المثقفين والكتاب والصحافة  هو الاهم ، لا بل كان المقود بأيديهم لاستدارة الامور الى الاعتدال من خلال نقد البناء وكشف وتوعية الناس الى الحقائق واالاحداث ،الا ان مثقفي شعبنا من كافة اطرافهم يقومون بسكب  الزيت على النار ويجعلون الشعب المسكين الجاهل  يزداد حقدا وكراهية واحدا  للاخر بمقالاتهم واراءهم الهدامة. الحقيقة ان الكتابات المتطرفة قد ازدادت بين كتابنا بنسبة عالية حتى ما سمعناه في الاونة الاخيرة زوال النقابات والجميعات والمؤسسات الادبية والثقافية  التي كانت في الماضي المكان الوحيد لطرح شجوننا وهمومنا القومية  وثم انشاء محلها جمعيات طائفية التسمية تحد من التفاعل الثقافي والسياسي .

سداسا       المنطقة الامنة
اما موضوع المنطقة الامنة الخاصة بشعبنا يبدو اصبح امرا ملحا على الرغم من خطورته ، ولا يستطيع  ان يقول لنا ما سيحدث في العراق بصورة اكيدة في المستقبل ، لكن يبدوا ان امر الفيدراليات محسوم ان لم يكن انقسام العراق الى دويلات وزواله من خارطة العالم.

 كيف يمكن ان تحل مشكلتنا؟  ماذا نطلب من الحكومة العراقية ؟ او من الاخوة الشيعة والاكراد والسنة في البرلمان ؟ من يقودنا ؟ مع من نتحالف في هذه الظروف؟ لا نعلم  . فمن جانب كل طرف من شعبنا يغني على هواه ، فالاخوة الاشوريون الموجودون  في المهجر يحاولون عمل لوبي لدى الدول الكبيرة لاقامة منطقة امنة باسمهم اي المنطقة الامنة للاشوريين ، لكن في الحقيقة ان معظم سكان المنطقة هم من الكلدان والسريان. وان الاشوريين  اغلبيتهم قد هاجروا منذ زمن بعيد ولم يبقى الا نسبة قليلة منهم في العراق .

نعم مشاكلنا كثيرة ، لاتحصى ولا تعد،  ففي كل مدينة من مدن العالم  وفي كل دولة التي فيها بضعة الاف من افراد شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني)  هناك صراع مخفي بين هذه الكيانات، هدف هذا الصراع هو ابتلاع كل واحد لهوية الاخر من اجل التمثيل لدى حكومات هذه الدول، من اجل الحصول على المنح المالية والوظائف والنفوذ والاسم اما الحقيقة فهي غير ذلك .
امام هذه المشاكل الرئيسية نعود ونسأل مرة اخرى ماذا نريد من ممثلنا الوحيد الذي نجهل اسمه وهوية حزبه لحد الان  ان يطرح للمتحاورين من لجنة تغير الدستور الجديدة؟
 هل نطالب بحل مشكلة التسمية لنا؟
 هل نطالب بايجاد المنطقة الامنة الخاصة بنا في سهل موصل ؟
هل نطالب بتغيير فقرات في  الدستور كي يحمي حقوقنا الدينية والثقافية والسياسية؟
 هل نطالب بتعويض شعبنا عن التهجير القسري الذي فرض علينا من جراء الحرب الطائفية في المناطق الجنوبية؟ هل نريد نظام علماني كي تحل مشكلنا العائلية حسب القانون الحالي؟
 ما هي رؤيتنا في مستقبل العراق كاحد مكونات المجتمع؟

نرجو ان يتم طرح الاراء  والمواقف من اجل ايجاد حل للمعضلات الرئيسية التي ذكرناها في اعلاه  وليس مرة اخرى التبجح باسماء وامجاد الماضي  التي عفى عنها التاريخ . نريد موقف واراء واقعية وعقلانية حسب ظروف شعبنا في الوقت الحاضر وعموم العراق.
نتمنى ان تبدي احزابنا الرئيسية وهيئاتنا المدنية ومثقفينا اراءهم في هذا الموضوع بروح ديمقراطية واخوية من اجل بناء مستقبل افضل لشعبنا   وشكرا.
 
 

1711
 
        البابا قال :لا لتخندق ...بل للحوار؟

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن /استراليا
19/9/2006

(    الهدف هنا ليس اعادة  التخندق او النقد السلبي، بل توسع افق مفهومنا عن العقل ...
عندها فقط نصبح قادرين على الحوار الحقيقي للثقافات والاديان الذي بتنا في حاجة ماسه اليه اليوم....
البابا بيندكست السادس عشر )

.


لقد استجاب قداسة البابا بيندكست السادس عشر لطلب الاخوة المسلمين وقدم تفسيره الشخصي لهم عن غرض استخدامه لعبارات الامبراطور البيزنطي مانويل باليولوغوس  في نقاشه مع رجل مسلم فارسي، قبل ستمئة سنة،  والتي وردت في محاضرته الاخيرة في جامعة ريغينسبورك في المانيا  تحت عنوان  (الايمان والعقل والجامعة : ذكريات وتأملات)

لم يشك احد من كاثوليك العالم بان كلام قداسة البابا قد فُسِرَ وفُهِمَ بصورة خاطئة، ولم يشك احد بانه سوف يتواضع  مثل معلمه الاعظم  يسوع المسيح  حينما غسل ارجل تلاميذه الاثني عشر ويوضح عن سبب ورود هذه العبارات في محاضرته.  ولم يكن لنا شيئا غريبا  حينما قام بذلك على الرغم من معرفتنا الاكيدة من حصول سوء فهم لقصده، لاننا نعرف ان ما اراده الاب الاقدس  هو ان يكون المثل الصالح لابنائه المؤمنيين الكاثوليك ولكي لا يعطي الفرصة الى كل الذين يريدون ادخال مؤمني اكبر ديانتين توحيديتين  في العالم في فتنة لا حصرلها و لا حد لشرها.

اوَ ليس البابا بيندكست هو ذلك الرجل الذي كان ذراع الايمن  و صديق العمر للمرحوم قداسة البابا يوحنا بولص الثاني الذي اصبح اعظم معلما للانسانية في اقواله واعماله ، ذلك البابا العظيم  الذي كانت له شجاعة منقطعة النظير لقيامه بطلب المغفرة من جميع الامم والشعوب والاشخاص  الذين اسيء اليهم  من جراء مواقف او قرارات الكنيسة الكاثوليكية في العالم عبر التاريخ   . نعم كان هناك للكنيسة محاكم التفتيش وقتل الكثير باسم الله والايمان ، واحرق كوبنكريوس وغيره  باسم الدين، لكن الكنيسة ادركت ماهيتها وراجعت ذاتها واعترفت بخطئها وطلبت المغفرة، لم تحاول التبرير او التهرب من مسؤوليتها.   نعم هذه هي عظمة الكنيسة الكاثوليكية ، هذا هو العمق الفكري الفلسفي لادراك ابائنا العظام عن الحقيقة.

 لمدة ثلاثة قرون كان هناك صراع فكري بين الفلاسفة والمفكرين واللاهوتيين في العالم عن مصادر المعرفة الانسانية،  منذ زمن جورج بيركلي مرورا بكانط وهيجل وسارتروانشتاين ....و الى اليوم موجود ، اذن هذا الجدال لم يولد في محاضرة قداسة البابا الاخيرة ، وانما هو جدال فكري مستمر، لم ولن يستطيع احدا ان يتهرب منه الا الذي يريد يُغمض عينيه ويسد اذنيه ويغلق حواسه، فيعزل ذاته عن العالم المحيط  .

لم و لن يستطيع احدا ان يجزم بان عالمنا ووعينا ليس متحركا، متغيرا، مستمرا  في  التطور ولهذا معارفنا وقوانينا وبديهياتنا وحتى البعض من مبادئنا  فيها الكثير من النسبية في درجات كمالها ، ولهذا  نخطأ ، ولذلك لنا الحرية والعقل ، لنصصح الخطأ  والا كنا ابرار من اخطائنا جميعا ،  ولذلك  بين الحين والاخر نحتاج  الى اعادة النظر فيها وهكذا فعلت الكنيسة قبل خمسين سنة في مجمع الفاتيكاني الثاني.
 

هنا لابد ان نشير ونشدد ان كل الحضارة الغربية ليست مبينة على تعاليم الكنيسة ، ففيها الكثير من الوثنية اليوم ، وليس كل ما ياتي من الغرب هو نتيجة لموقف لمجتمع مسيحي حقيقي. 

 لكن لنكن واقعيين وصريحيين اكثر مع انفسنا ، لتكن لنا كلنا الجرأة  في الاعتراف بالحقيقة.
ان حدود العالم القديم قد اندثرت، وان شعوب العالم قد مزجت ، فالعالم اليوم يعيش التنوع الديني والقومي والفكري والسياسي، على البشرية ادراك هذه الحقائق والقبول بها ، قبول راي الاخر المخالف لنا.
 
 كلنا نؤمن ان الانسان كان قد اكرمه الله بخلقه على صورته، باعطاه العقل والارادة والقدرة، حرص على كرامته حينما منحه من دون المخلوقات الحرية لاختيار او التميز بين الصح والخطأ ومن ثم نتحمل اثر قراراتنا. ولان هذا الحرية ليست معطاة  من اي شخص او اي جهة او ديانة لذلك ليس لاي من كان الحق من منعنا من ممارستها.
 ولكن في نفس الوقت نعلم ان الله  لم يترك الانسان وحده ف، بالاضافة الى منحة العقل الذي عن طريقه يستطيع ادراك ارادة وعظمته، ارسل ايضا انبيائه ورسله الى العالم، كي يعلموا وصاياه كي تقودها اليه، فليس من المعقول ان يتراجع في مواقفه او مبادئه.
 اذن ليحترم كل واحد منا  ارادة الاخر وحريته ومواقفه، بل بالاحرى لنشارك معا في بناء وحماية الحياة بكافة اشكالها من الانقراض لانها معطاة كنعمة من الهنا الاوحد الذي لا ننكره جميعا . ليعيد كل واحد منا التمعن بمواقفه، قراراته، تعليمه وتفسيره، لنعيد النظرة الى مجمل شؤون الحياة كلها، لنفكر  فيما يحتاجه الانسان في حياته  اليومية في الوقت الحاضر،  لنترك الخلافات والجدالات جانبا ،  لنفكر كيف نجد حلولا  للمرض ، الفقر، الجهل، العنف، اللاعدالة ، لنحمي الانسانية من الانقراص هذه هي محاور الحرب من قبل المؤمنيين بالله الواحد  مع الشطيان او قوة الشر او النقص الطبيعي في العالم بمعناه اللاهوتي . وهذا ما يريده الله من مخلوقاته ،وليس قتل الانسان لاخيه الانسان  .

لذلك من المهم ان يهتم رجال الدين من كافة الديانات والمفكرين من كل الشعوب في كيفية  سد الهوة بين الاديان في حوار عقلاني حقيقي وشامل مبني على الواقعية، التي تشهد فعلا بوجود اخطار حقيقة على مصير كل مسيحي و مسلم وكل انسان في هذا العالم ، هذا العالم  الذي اصبح قرية صغيرة بحسب امكانيات التكنولوجية الحاضرة، فما ضر المسيحي يضر المسلم ويضر كل انسان موجود على الارض . 

لقد قال  قداسة البابا بيندكست ايضا في محاضرته الاخيرة مايلي:-

(    الهدف هنا ليس اعادة  التخندق او النقد السلبي، بل توسع افق مفهومنا عن العقل ...
عندها فقط نصبح قادرين على الحوار الحقيقي للثقافات والاديان الذي بتنا في حاجة ماسه اليه اليوم....
البابا بيندكست السادس عشر )

نعم هذه ايضا كانت بعض مقتطفات من محاضرة البابا بيندكست الاخيرة والتي لم تحاول قنوات والاذاعات والاعلام المشوه الذي يدير العالم اليوم ان يشير اليه التطرق عليها . نعم هذا ما اراد قداسة البابا قوله في محاضرته وليس الطعن في الاسلام كما يريد البعض من المبغضين نشره.

1712



                      الاب سعد سيروب المخطوف والضمير الانساني

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن /استراليا
4/9/2006

القس سعد سيروب هو ذلك الكاهن الباسم ، الذي  تعود زرع الامل والحياة في قلوب الناس ، وكرس حياته لخدمة الله الذي كان يعمل في كنيسة اسيا في حي الميكانيك في منطقة الدورة في بغداد ،  قد تم خطفه منذ اسبوعين او اكثر، وقد ارسلت مئات النداءات والطلبات للاخوة الخاطفين،  كي يطلقوا سراح القس المسكين لكن لحد الان بدون جدوى.

ابتي الكاهن سعد سيروب لقد طال غيابك عنا،  وانقطت اخبارك عن مسامعنا، لست انا الوحيد من المهتمين باخبارك ، بل هناك الكثير من اخوتك العراقيين سمع بك، والان هم  متشوقين الى سماع خبر عودتك الى اهلك.

انا اعرف كم هو صليبك ثقيلا في هذه الايام،  التي بدأ فيها الضمير الانساني  بالزوال والضمور عند البعض والقسم الاخر من اخوتنا العراقيين يكرهون الشمس ونورها، وعدالة السماء وخالقنا العظيم  ويفضلون الظلام والقتل والدمار.
 لكن لنا كل الامل ان يكونوا الاخوة الذين  تعيش معهم الان ، ليسوا من تلك الاصناف البربرية عديمي الضمير ، بل انهم يعاملونك بروح انسانية واخوة عراقية ويتذكرون الرحمة التي هي وصية الله لاسير مثلك .
 نعم نحن نعلم لقد اختار الكثير في هذه الايام ، ان يبدل خالقه ودينه وتربيته وشيمته العراقية العظيمة، واخلاق مجتمعنا  بمبدأ الملحد  نيتشه  فاصبحوا تلاميذا له،  ذلك الزنديق الذي علم الناس كره الحياة والحقد والانتقام ، التي ليست من القيم السماوية،  لا بل هو صاحب العبارة المشهورة (لقد مات الله) فاقتلوا كل ضعيف ترونه في حياتكم  . لذلك لا نتعجب اليوم من ان نرى كثير من الناس قد ظلوا الطريق، واصبحوا ضمن القطعان العائدة لهذا الذئب المفترس وكأنهم فعلا يؤمنون بموت الله،  فيفعلون ما يشاؤون دون خجل او خوف، لذلك هناك الالاف من الجرائم تجري ضد العراقيين الابرياء من كل القوميات والاديان بدون ذنب او خطأ لهم .

لكن نامل ان يكون خاطفيك من المؤمنين بدين الله، و مبادئه الحميدة البعيدة عن الزنديق نيتشه وتلاميذه وان تكون المهمة التي وضعوها على عاتقهم  مختلفة وبعيدة عن ذلك الزنديق وان تكون تعاليم الله  هي من المبادئ التي يؤمنون بها، اي عدم التعدي على حياة الاخرين والرحمة عليهم لا سيما من هم ابرياء مثلك.

انا اعرف  انك اخبرت الاخوة الذين تعيش معهم مئات المرات، انك لست عضوا في اي  ميليشية ، ولم تحمل السلاح ضد احد ، وانك لم تكن ضد اي شيعي او سني او كوردي او مسيحيي او تركماني او  يزيدي او صابئي، ولم تكن مترجما او متعاونا لقوات الاحتلال ، انا اعلم انك قلت لهم مرات كثيرة لست سوى مؤمن قررت ان تكرس  حياتك لتسبيح الله ومجده وتعليم الناس التسامح والتعاون والخوف من عدالته وان تزرع البسمة على وجوه الناس حينما تقول لهم ان امل وجودنا هو خالقنا  .
 انا اعلم ايضا قلت لهم مرارا لست مسبب المتاعب لاحد فما انت الا قشا امام رياح الشر التي هبت على عراقنا الحزين في هذه الايام،  وبينت لهم انك لست ضد او مع فكر اي شخص . وان رسالتك في الحياة  هي على نقيض مما علم نيتشه وغيره من الزنادقة، ان رسالتك هي العمل في حقل الله الذي تؤمن به الديانات السماوية الثلاثة.
نعم ابتي نعلم  كم مرة تم تهديدك وانك اخبرتهم مهما عملوا بك (لا سامح الله)  فان شيئا لن يتغير في العراق،  وان السلام والوئام لن يحل بين مكونات الشعب العراقي  بهذه الطريقة. و ان حفنة من الدولارات الزائلة ليست شيئا مقابل حفظ حياة الانسان.

اننا نشعر بيقين ان الذين خطفوك ولا زلت تعيش معهم  يبقون اياما او اسابيعا بعيدين عن عوائلهم، و هم ايضا مثلك يملكون اباءا وامهات واخوة واخوات  واكيد يشعرون كم هي لحظات الفرح عظيمة  بين اهلهم حينما يعودون الى بيوتهم ، اكيد ان تلك المشاعر الانسانية ليست غائبة عن ضميرهم مهما تكون مشاكل العصر قد اصلبت قلوبهم  فيتذكرونك ويتذكرون ان اهلك واصدقائك ايضا بانتظار عودتك اليهم  ، نعم لنا الايمان الكامل بان الله سوف يلين قلوبهم  فيرحمون عليك وعلى اهلك الذين رفعوا نداءات طلب اخلاء سبيلك  مع الكثير من الجهات المدنية والسياسية لغرض هذا العمل الانساني الكبير وسوف  يكتشفون عاجلا ام اجلا انك لست الشخص الذي يجب ان يدفع الثمن  باهضا لشيء لم يقترفه .

 وسيتذكرون ان الله اعطى لكل انسان الضمير كي يزن  اعماله،  واعطى الامل والحياة لكلنا  للعيش في هذا العالم من اجل عمل الخير وانهم سوف يرسلونك الى اهلك وذويك مع قولهم لك في لحظات الوداع مع  الف سلامة .   
 


1713

  رسالة مفتوحة الى قادة الاحزاب العراقية الكبيرة

يوحنا بيداويد
18/8/2005

يحز في قلوبنا كعراقيين ان نرى ما تقوم به بعض  القيادات من  احزابكم باسم الدين والوطنية عن طريق رجال ميليشياتكم  على ارض العراق الزكية، تملؤنا المرارة حينما نرى دولا لم يكن لها اي وجود في التاريخ، لا بل نشأت  قبل 500 سنة او اقل تتربع الان على قمة التطور العلمي والحضاري والاقتصاد العالمي  بينما ارض العراق التي اوجدت حروف الكتابة ،واتت بحضارة وادي الرافدين ، تلك الحضارة التي ابدعت في وضع المعادلات الاولى في الرياضيات  وعلم الفلك والجبر وشقت جداول الري وبناء الجسور  تعيش اليوم عصر الانحطاط  و الظلام والقتال العشوائي . كأن اسطورة عشتار وتموز فعلا تحققت  في القرن الحادي والعشرين، فعوضا عن نزول عشتار الى عالم السفلي ، نزل الشعب العراقي كله الى العالم السفلي ،عالم الاموات، فاصبح  اسيرا لارهاب ميليشياتكم  المتعطشة لسكب الدماء والاجرام وقيادتها السيئة الصيت التي اصبحت اسوء من صدام حسين في حبها لسرقة اموال الشعب العراقي وفي ممارسة روح الدكتاتورية والاجرام  .

لم يعد مخفيا لاحد الان ان خارطة العراق في نقطة حرجة ، تلك النقطة التي تفقد المادة خاصيتها او هويتها الاصلية لتتحول الى شيء اخر حسب تفسيرها الفيزيائي . نعم العراق شئنا ام ابينا اصبح الان في النقطة الحرجة ، نقطة الضياع ولم يعد  سهلا ايجاد الحل بسبب الدور السلبي لهذه القيادات.

لا اعتقد حينما يجتمع اثنان من الشعب العراقي اليوم اينما كانوا لا يتحدثون عما يجري من جرائم لا تغتفر باسم الدين الاسلامي في العراق اما انتم فلازلتم غير مبالين بخطورة الامر، غارقين في اوهام وامراض نفسية.

كلنا يعرف هناك اخطاء كثيرة حدثت في طريقة التحرير او احتلال العراق (كيفما تريدون تسميتها )  وكلنا له  الكلام الكثير حول هذا الامر، لكن اليوم نحاول فرز هذه الاخطاء وتقسيمها ، فهي تقع في ثلاثة اصناف حسب مصادرها:
القسم الاول   هي الاخطاء التي اتت من الخارج من الولايات الامريكية وايران وبريطانيا  والدول العربية الاخرى ضمن مخططاتهم او بسبب جهلهم ، لان لكل واحد منهم كان له رؤيته الخاصة في مستقبل العراق حسب ما تقتضي مصلحته و لا زال يعمل لاجل تحقيق ذلك.
القسم الثاني    هو ما جلبه الفكر الوهابي السلفي من رجال القاعدة وذلك لا يحتاج الى الشرح والتطويل.
القسم الاخير      وهو الاهم  الصراع القائم بين الصيادين (قادتنا السياسين) على اشلاء الفريسة (ارض العراق وشعبه)، بعضهم ان لم نقل كلهم يوما ما كانوا يعيشون في دول الجوار غرباء، لاجئين ، بطونهم فارغة يحلمون بطعام زهيد من المنظمات الانسانية العالمية ، يملئ قلوبهم الحنين الى الوطن ونسيمه .

لا نستطيع ان نلوم امريكا على ما تفعله في العراق اليوم، لانكم كقادة عراقيين انفسكم طلبتم الرحمة من البيت الابيض، ووقعتم على البياض لها، والعراقيون انفسهم وانتم معهم،  اليوم لستم مخلصيين لبلدكم فكيف تطلبون من المحتل ان يحميه ويبنيه لكم، الخراب الذي يحدث الان ليس كله من صنع امريكا ، بل من مواقفكم ومواقف العراقيين  انفسهم، نعم العراقيون فتحوا ابوابهم للمرتزقة القادمين من اربع اركان المعمورة من جماعة القاعدة واسكنوهم بين اطفالهم وعوائلهم ، ففي بيوت العراقيين تُركب السيارات المفخخة وتٌخبئ الاسلحة ، وتُركب الاحزمة بالمواد المتفجرة، وتُخطط العمليات الاجرامية، بعض منكم من قادة العراق السياسيين تشجعون عصاباتكم ومرتزقتكم على الاعمال الاجرامية، ولا حاجة بنا للتذكير باسمائهم، البعض منكم يفضل الغريب من دوا المجاورة على العراقي ، فاي حل تتوقعون يحصل لكم.

لا نكثر الكلام اكثر عن المجرمين من القاعدة الذين يقتلون انفسهم من اجل فكر شاذ غير عقلاني وغير اخلاقي وهو الاقدام على الانتحار من اجل قتل بعض ابرياء لانهم لا يؤمنون بفكرهم،  فهم لايريدون  ان يعيشوا حسب ذلك المبدأ وانما يعملون من اجل ان يعيش غيرهم بحسبه، ّّّ فاي تناقض وخرف هذا؟ّّّ!.
 اي اله هذا  يستطيع ان يخلق البشرية ولا يستطيع معاقبة الخاطئ منهم، فيطلب من شخص اخر ان يقتله كي لا يزيد الشر في العالم او يقتل نفسه بعملية تفخيخ سيارة كي يقتل الخاطئ الذي يرفض الايمان بخرافته ؟!!. اليست الحياة هبة مجانية معطاة من الله لكل شخص ، اذن لماذا يستحقرونها، وهل هذه هي الطريقة الناجحة للانتقام من امريكا؟ وهل لان امريكا دولة لها امكانيات اقتصادية كبيرة في هذا العصر تريدون سحقها وهدمها، الم يكن للشرق حضارات اقوى واقدم واعظم من حضارة امريكا ، فلماذا زالت واندثرت؟ ،ولماذا سقطت الحضارة الاسلامية التي كانت اخر هذه الحضارات  بعدما كان حدودها من الصين الى جبال البرانس؟. اليس من الافضل دارسة هذه الاسباب بعقلية ومنطق متفتح كالتي يمتكلها الانسان الحاضر اليوم وليس كما كانت عقلية ومنطق لانسان  قبل 1500 سنة؟

الان لننقاش بعض من قادة الاحزاب المشتركة في الحكومة العراقية، الذين لهم اعضاء في مجلس النواب، اليس من المضحك مشاركتهم في الحكومة ولديهم ميليشيات  خاصة بهم ، تقوم بقتل وخطف وسحق وترهيب كل من يريدون او يعاكس رائيهم، الا يعني هذا انهم لا يؤمنون بهذه الحكومة وليسوا مخلصين لها، اية ازدواجية هذه ؟. بالله عليكم الم يكن رجال الامن الخاص والمخابرات و..... كافة اشكال القوى المجرمة في عصر صدام حسين تعمل ما يعملونه هؤلاء الان، فاذا كان صدام و اعوانه، اليس رجال ميليشياتكم اشد  اجراما منه ومن رجاله ؟!!
الم يكن من الافضل لكم كلكم ان تدعمون الحكومة ورجال الشرطة العراقية وتعملون على تقوية الجيش والامن وتسخرون كل طاقات احزابكم ومؤسساتكم من اجل ولادة عراق جديد؟ الم يكن من الاسهل تغيير نهج التفكير لدى الناس البسطاء عن طريق اقامة المؤتمرات و الندوات والمحاضرات لمنتسيبكم والتابعين او الموالين لكم وتعليمهم مبادئ احترام الاخر وحفظ حقوقه وعدم الاعتداء عليه والتخلص من التمييز على الهوية؟ . الم يكن من الاسهل استخدام وسائل الاعلام المختلفة في توعية الشعب العراقي في وطنيته التي خسرها بسبب الحكم الاستبدادي لصدام وعائلته المجرمة بدلا من جعلها تنقل الاخبار المشؤومة من القتل والخطف والسلب والاختصاب وقطع الرؤوس ؟ الم يكم من الاحسن مد الجسور وروح الثقة بين مكونات الشعب العراقي جميعا واقامة مصالحة وطنية حقيقة بعيدة عن الطائفية والعددية ؟ وتشجيع المعاهد والمدارس والجامعات كي تخرج وجبات جديدة من جيل متحضر ذو فكر عراقي وطني بعيد عن الطائفية الدينية والقومية والقبلية كي يستلم امور ادارة البلد وتستريحون وضمائركم مرتاحة كما فعل كل الثوار الشرفاء في العالم عبر التاريخ ؟ لكن يبدوا انكم قد تعلمتم دروسا من صدام حسين في حب السلطة والروح العدوانية بدون وعيكم، والا كيف تفسرون  وضعكم شخصيات غير كفوءة في مناصب وزارية؟ اهذا هو حرصكم على العراق الجديد؟ كيف تفسرون حالة الحرب الاهلية التي يعيشها العراق اليوم؟ .
 
هل كنتم تريدون من امريكا ان تبني لكم قصورا وانتم غارقون في اوهامكم وجدالاتكم  الطائفية الغير الواقعية البعيدة من روح الوطنية،اذا كان هدفكم مستقبل العراق و اجياله  حسب  شعاراتكم المعلنة قبل ان يسقط صدام، فلماذا اليوم اردتم تمزيق مكوناته ؟ فاذن انتم خربتم العراق وليس غيركم، العراق كان  بلدكم والشعب العراقي كان شعبكم ولم يكن جزء من الشعب الامريكي او الايراني او غيره.

يجب ان تعترفوا بالحقيقة المرة ، انتم جعلتم العراق قي النقطة الحرجة التي لا يحسد عليها، النقطة التي لن تستطيعوا بعد الان ايقاف المصيبة الكبيرة التي اتيتم بها للشعب العراقي المسكين مهما فعلتم .

الم يكن هذا الشعب يتحمل جرائم الدكتاتور والحصار الظالم ويقبل العيش بكرامة ولا يقبل التعدي على جاره، متى كان هناك  روح الكراهية بين مكونات الشعب العراقي ، اليست  ثلاث سنوات فقط هي فترة ازالة شبيهكم من الحكم؟ فكيف ظهرت هذه الاعمال المشينة في ممارسات هذا الشعب المسكين المنكوب بثلاث حروب كبيرة. الا يوجد قوى خفية تعمل لتنظيم وتشجيع لهذا الخراب؟ اليس معظم هذه القوى الخفية عائدة اليكم؟ اليست انقساماتكم او رغباتكم في امتلاك السلطة والمال وانتم غير مبالين بعوائل اكثر من 2.5 مليون شهيد ومفقود واسير لازال في ايران.وكم مليون متشرد في العالم سببا لهذه الوضعية المؤلمة التي يعيشها الشعب المسكين؟

شهادة للتاريخ،  بينكم  هناك من ضحى من اجل العراق وشعبه ومن مات او استشهد قبل ان يرى الدمار الذي حل بالعراق ومن له فكر سياسي معاصر يحب بناء المجتمع العراقي الجديد لكنه مشلول الايدي بسبب دور الميليشيات المرتزقة ،  عدد كبير منهم تم اقصاءهم من الحكم بسبب عدم امتلاكه الميليشيات الخاصة به باسم الدين ، مثلا الدكتور احمد الجلبي الذي كان المخطط الاول  لتحرير العراق  حسب اقوال المحتل نفسه ، واليوم هو خارج السلطة التنفيذية وهنالك الكثير مثله، ان التاريخ سيكتب لهؤلاء الفضل الكبير في تاريخ العراق المعاصر. اما انتم الذين تمزقون المجتمع العراقي يوما بعد يوم بسبب عدم اتفاقكم على العمل الوطني الصادق،  سوف يزول اثركم عاجلا ام اجلا اذا لم تغيروا فكركم ومنهجكم ، ها هي  خيوط الا مل قد قدمت ان لم تكن اليوم يكون الغد، تلك الخيوط التي طال انتظار الشعب العراقي لها ، فزمن حرية الفكر والديمقراطية والعدالة ودولة القانون سيحل محل البندقية والدبابة وكافة انواع الاسلحة ، حتى  ان كنتم لا سامح الله قد نجحتم في تقسيم العراق اليوم الى  دويلاتكم الطائفية القبلية. حينها اخشى انا تهربوا من النور والحقيقة  الى البراري مثلما عمل معلمكم الكبير صدام حسين.

 

1714
                       
                            هل استحق السيد اغاجان وسام الفارس من قداسة البابا بيندكتس؟!

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن /استراليا
8/8/2006

المواقف النبيلة لا تاتي الا من شخصيات عظيمة، والشعور الانساني والالتزام الخلقي وان اصبحت اليوم من الامور النادرة في عراقنا المسكين اليوم الا ان  النفوس الطيبة القليلة الباقية لازالت تبعث الخصائل الحميدة. ولا يقدر كل شخص ان يصبح بطلا او فارسا ان لم يكن مؤهلا لذلك، لا بل عادة يحتاج الى اجتياز الامتحان وان كان في اغلب الاحيان ثمن هذا الامتحان باهضا وربما بكلفة حياته. والشخص النبيل قلما يحصد ثمار عمله  في حياته و في اغلب الاحيان لا يهتم بتكريم الاخرين له ولا ينتظر ذلك ، ما يهمه هو النتائج العملية لاعماله الخيرية ومواقفه الانسانية المشرفة لجلب الحلول العملية وازالة الاخطار المحدقة على حياة  الاخرين وبالتالي ادخال الراحة والسعادة  في بيوتهم.
 اننا يجب ان لا ننكر ايضا ان حضارة اليوم وقوانينها واكتشافاتها في كل المجالات لم ينجزها اصحاب السيوف والبنادق والصواريخ والمجرمين الذين يتعطشون الى سكب دماء الاخرين بدون سبب خاصة في عراقنا الجريح، الذين هم بلا شك من ذوي النفوس المريضة ، الذين يقتلون اخيهم الانسان العراقي لانه فقط مختلف عنهم  في شخصيته التي خلقها الله، او لانه ليس جاهلا او مجرما مثلهم ولايريد ان يكن مثلهم يوما ما، وانما ابطال وعظماء مهمشين، مختبئين، بعيدن عن الانظار، يقضون سنين طويلة من حياتهم في البحث والعمل الجاد، وما اكثر هؤلاء الذين حفظ التاريخ اسماءهم في سجل الخلود لاعمالهم الانسانية البحتة . 

لقد فاجئت وكالات الانباء العالمية ووسائل الاعلام العراقية التي كثرت في هذه الايام بلا حسد،  قيام غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي  بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية على العالم  بتقليد السيد سركيس اغاجان وزير المالية لحكومة اقليم كورستان الحالية ، وسام القديس غريغوريوس الكبير من درجة الفارس الذي منحه قداسة البابا بيندكتس السادس عشر له في الاسبوع الماضي.
 وعلى الرغم من قساوة اقلام بعض الاخوة من شعبنا في اظهار السيد اغاجان بانه يعمل على ازاحة قوى بعض احزابنا السياسية ونفوذها في اقليم كوردستان و اتهامهم له بتكريد المسيحيين بالقومية الكردية وغيرها من الاتهامات، الا ان الكنيسة الكلدانية والفاتيكان نظرت الى الامر بنظرة اخرى.
ففي الزمن الذي صعب على العراقيين التمييز بين الصدق والكذب، الحق والباطل، الصديق والعدو ، في زمن اصبح كل شيء مباح باسم الحرية والديمقراطية الفجة، بعد ظهور القتل العشوائي الجنوني على الهوية الطائفية او الدينية والاعمال الغير الاخلاقية التي جرت ولا تزال تجري في العراق ، قام السيد سركيس اغاجان باعمال خيرية انسانية عظيمة خاصة باتجاه شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) المغلوب على امره  في ظروف قاهرة ، بعد ان تخلى عنهم كل الاصدقاء.

لا نستطيع ذكر كل الاعمال الذي قام بها السيد اغاجان، لكن الكل يعلم انه ساعد بصورة مباشرة وغير مباشرة على ارجاع اهالي كثير من قرانا  الذين ارغموا على تركها في القرن الماضي  ونالوا الدعم المالي في اعادة اعمار بيوتهم وحقولهم وكنائسهم وبناء الملحقات الضرورية الاخرى ودعم مؤسساتهم. خاصة في زمن اصبح شعبنا بمختلف طوائفه وقومياته واقع تحت مطرقة وسندان الارهابين وما اكثرهم في هذه الايام !.
 نعم في زمن ضاقت اركان العالم الواسعة مرة اخرى بشعبنا، لا لجنح مشين قاموا به سوى انهم يختلفون في القومية والدين عن غيرهم كانت حكومة الاقليم باب الفرج لهم. لا يختلف اثنان على ان شعبنا ذاق في القرن الماضي ثلاث هجرات كبيرة . ففي بداية الحرب الكونية الاولى تم قتل الالاف منهم واغتصبت الكثير من الفتيات والنساء و اجبروا في النهاية على اعتناق  الاسلام وسجلات التاريخ  تشهد على الجرائم والمذابح التي ارتكبت بحقهم من قبل جلاودة العثمانيين والمليشيات العاملة معهم، لكن في هذه الايام  حكومة الاقليم احتضنت شعبنا الهارب من الموت الذين شاء قدرهم ان يولدوا مترحلين اصلا بين شمال وجنوب وطن  كانوا هم اول اصحاب له؟!!

لا ننسى  في هذه المناسبة لابد ان نشير الى امرين مهمين في تاريخ الشعبين وعلاقتهما الطيبة احيانا والممزوجة  بالمرارة احيانا اخرى .
   
الامر الاول    لا يمكن ان ننكر مرت ايام عصبية في تاريخ كلا الشعبين في القرون الماضية . فقط مرت اياما صعبة من ناحية العلاقة الاخوية بين الشعب الكردي وشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) او المسيحيين بصورة عامة، خاصة في زمن  بدرخان بك وامير كور والحرب الكونية الاولى حيث قاموا باضطهاد وقتل الالاف من شعبنا على طلب من قادة الدولة العثمانية (الرجل المريض) انتقاما من دول الحلفاء!.
 الا اننا في نفس الوقت لا ننكر هناك مواقف تاريخية لبعض امراء الاكراد ورؤساء العشائر التي لن تنسى وستبقى خالدة في ضمير اجيال شعبنا مثل موقف المرحوم محمد اغا في منطقة البهدينان (منطقة زاخو) الذي امر رؤساء العشائر في منطقة السندي بحماية ابناء شعبنا الهاربين من جنود الاتراك وجلاودتهم على طلب من مثلث الرحمة المطران طيماثاوس مقدسي مطلاان ابرشية زاخو سنة 1915م اثناء حرب عالمية الاولى،  وعلى اثر ذلك نال محمد اغا وساما من حاضرة الفاتيكان وكان ذلك اول عراقي يتشرف بنيل هذا الوسام.
وها هو التاريخ يعيد نفسه فموقف حكومة الاقليم في الوقت الحاضر من هجرة ابناء شعبنا القسرية الى مناطق ابائهم واجدادهم مرة اخرى ودعمهم لهم هو بالحق موقف مشرف كبير ولن يُنسى بدليل منح قداسة البابا بيندكتس السيد سركيس اغاجان  وسام القديس غريغوريوس الكبير من درجة الفارس

الامر المهم الاخر لا يمكن لاحد ان ينكره، هو دور ابائنا واجدادنا في النضال ضمن الحركة الكردية بقيادة القائد التاريخي المرحوم ملا مصطفى البارزاني قائد الحركة الكردية والاقليات الاخرى من اجل نيل الحكم الذاتي لاهل الاقليم ولا يمكن ان ننسى استشهاد بعضهم في ساحات القتال ولازالت جثث البعض منهم مفقودة  وتلقى البعض الاخر نفس المصير الذي لاقاه الشعب الكردي في مذابح الانفال المشؤومة وجريمة الضربة الكيمائية  في الحلبجة  وتشريد اغلبهم وترحيلهم بصورة قسرية من قراهم وبيوتهم الى المدن الكبيرة في عقد السبعينيات والثمانينات من قبل حكومة صدام المجرمة، وبعد الانتفاضة الاخيرة في  حرب الكويت، مات المئات منهم في طريقهم الى الهروب، وان طريق (بلن ) يشهد على ذلك، وكيف يمكن ان ينسى شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) والشعب الكردي والشعب العراقي المجزرة التي قام بها المجرم الجحيشي باهالينا في قرية صوريا في ايلول 1969 الذي مزج دماء الشعب الكردي بالكلداني في اسطبل الحيوانات.

في الختام نقول هذا الوسام الذي ناله السيد سركيس اغاجان من حاضرة الفاتيكان ان كان يدل على شيء فهو يدل على تقدير قداسة البابا بندكست لاعماله الخيرية و للشعب الكردي وقيادته الحكيمة  بشخص كل من السيد مسعود البارزاني رئيس حكومة الاقليم  والسيد جلال طالباني رئيس جهورية العراق .
 نتمنى ان تستمر العلاقة الاخوية بين شعبينا ويستمر التعاون والتفاهم والتاخي بينهما ومع بقية الشعوب مثل العرب واليزيديين والشبك  في هذا الاقليم ، وان يعكس واقع هذا الاقليم  من التقدم والوعي والالتزام بالحقوق المدنية للمواطن دون التمييز على الهوية الدينية او القومية على عموم العراق ( بيث نهرين) بلدنا المجروح،  وان تعود الروح الانسانية  مرة اخرى الى ضمائر كل العراقيين الذين بدأوا يصطادون في مياه عكرة نابعة من مفهوم الطائفية، حينها يصعد نجم المشرق (نجم بيث نهرين) مرة اخرى عاليا متوهجا في كبد السماء وترى الناس نوره ومحاسنه ليعظموا اهل العراق وحضارته العريقة.

1715
 
             من سيدحرج الحجر من فوهة القبر  ؟!

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن /استراليا
1/8/2006

حينما كان الرب يسوع المسيح يعظ بين تلاميذه ويشير اليهم  بين فترة واخرى لا محال بان ارادة ابيه السماوي يجب ان تتم، وانه يجب ان يموت ولكنه سيقوم في اليوم الثالث من بعد مماته. كان تلاميذه لاينتبهون الى معنى كلامه هذا، ويجدون صعوبة في فهم وقبول الفكرة على الرغم من عدم اظهار ذلك، فعلى الرغم من معرفتهم الاكيدة بقدرته العجائبية التي كانت قد ملأت احاديث الناس في ذلك الزمان، الا انهم كان يشكون في امر قيامته، لانه لم يكن قد حدث على مر التاريخ بان يقوم شخص من بين الاموات. وحينما انزل يوسف الرامي جسد المسيح مع بضعة من النسوة ونيقديموس ودفنوه في قبر الذي كان قد احضرها الرامي لنفسه في حقله (جبل الزيتون) كعادة المتميزين ذلك الزمان ووضعوا حجرا كبيرا على فوهة القبر كان  الحاضرون يتساءلون في داخل انفسهم من سيحرك هذا الحجر من فوهة القبر ليقيم المسيح من بين الاموات؟!!!
الا ان يسوع المسيح قام من بين الممات بقدرة ابيه السماوي كما كان قد وعدهم  وحدثت  المصالحة مع الله وحصل الانسان على المغفرة  و تم الخلاص لبني البشر.

لعل بعض الاخوة من القراء يتساءلون يا هل ترى ما الغرض من تذكيرنا بهذه القصة التي تعودنا سماعها صباح  كل يوم الاحد من عيد الفصح؟
نعم يا اخوتي ان شعبنا يحتاج الى قيامة جديدة من اعماق سباته، قيامة جديدة لا لاجل الحصول على ملكوت السموات في هذه المرة بل لاجل حماية ذاته من الزوال في الزمن القريب الاتي.
نعم من سيدحرج الحجر الكبيرمن فوهة قبر الامة؟ من سيطلق شرارة شروع الوحدة بين مكونات شعبنا المسيحي ( الكلداني الاشوري السرياني) في طريقة يقبلها الجميع ليكتب اسمه في سجل التاريخ مثل غاندي ومارتن لوثر كينك وبسمارك ومانديلا و كمال اتاتورك. من سيقيم الاعجوبة ويوقظ هذا الشعب من نومه العميق ويشعره بضخامة وحجم مسؤوليته  ويستعد لتحمل محنته الكبيرة التي يعيشها اليوم والتي بدات تكبر في كل يوم؟ ذلك الشعب الذي لم يبقى له الا القليل من وجوده بين تاريخ الحضارات الانسانية الذي هو الاخر الان في طريق زواله من الوجود ولن يبقى له سوى اثار وكتابات وادوات والالات في المتاحف العالمية تتحدث عنه.
لا حاجة لنا للتحدث عن ظروف العراق العصيبة واخبار الحرب الاهلية بين ميليشات الطوائف لقوميات الكبيرة في عراقنا المسكين بقيادة اصحاب اللعبة انفسهم. بل من المهم التكلم عن المستقبل وحالة الفيدراليات التي ستولد عاجلا ام اجلا،  لانه اصبح من شبه المؤكد بان العراق سيتم تقسيمه الى ثلاثة اجزاء  ان لم تكن اربع او خمسة  دويلات في المستقبل او اقامة فيدراليات طائفية متحدة بحكومة مركزية ربما في حالة اسوء مما كانت قبل قرن كامل في زمن الدولة العثمانية .
ولم يعد من المخفي ان المنطقة الشمالية اصبحت في حالة الفيدرالية مع الحكومة المركزية منذ خمسة عشر عاما وان منطقة الجنوب والوسط يعدون الاوراق في مجالس السياسين الكبار وحلفائهم في بلدان المجاورة وقوات التحالف لاجل اقامة الولاية الفيدرالية للشيعة.
اما نحن لا زالنا نتجادل في هل ان البيضة من الدجاجة ام ان الدجاجة من البيضة ؟ من هذا الموقف نتسال مرة اخرى اين الخلل فينا؟ هل فعلا وصلت انقساماتنا الى نقطة اللاعودة  ، وهل نحن فعلا اصحبنا مثل ابطال حلبات المصارعة في عهد الرومان لا نقبل الا بالانتصار او الهزيمة امام اخينا ، اما البطولة او الموت .
في الاونة الاخيرة اقيمت عدة ندوات ومؤتمرات لشعبنا عموما و بالاخص للاحزاب الاشورية مثل حزب بين النهرين، والاتحاد الاشوري العالمي وحزب الوطني الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية وجرت بعض اجتماعات اخرى على شكل همسات غير معلنة عن نفسها  بين مكونات شعبنا الاخرى. وكانت البيانات الختامية للجميع تعترف بصيغة او اخرى على ما يلي:-

·   كل هذه الاطراف اعترفت بان مستقبل شعبنا اصبح في مرحلة اخطر من القبل، بعد ان اصبح واضحا هناك احتمال تقسيم العراق الى فيدراليات ولن يكون له اي مصير جيد، فعليه ان يتحد بصيغة او اخرى ليعمل على لَم الشمل بين اركانه ويركب قطار القرن مع ركابه من القوميات العراقية الاخرى.

·   كل هذه الاطراف اعترفت انها تتحمل جزء من مسؤولية الفشل الذي حصل لشعبنا. كل مجموعة تعترف بالحقيقة التي لا تقبل الجدل وهي لا يمكن مسح وجود اي فئة او اي تسمية اخرى كيفما وجدت، الامر الذي كان سبب ضعفنا وانقساماتنا وضياعنا.

·   كل فئة اشارت الى ضرورة الجلوس معا من جديد على الطاولة المستديرة للتشاور معا بالشأن القومي الذي لا يخصه وحده فقط. كل واحد يدرك جيدا ان الاخر(من غير شعبنا)  ولسوء الحض لا يميز الا بطريقة الاسود والابيض بينه وبين غيره.

·   اننا امام هذه الاعترافات المهمة المعلنة والغير معلنة  نتساءل من سيكون سبب اعادة الوحدة بين الاخوة الاعداء؟ ومن سيدحرج الحجر من فوهة قبر الامة ويقيم وحدة الشعب من بين الاموات ؟ الم يحن الوقت للعمل معا بعد ؟

·   
اننا نتسائل لماذا لم تخرج مؤسسة عراقية او عربية او كردية او اوربية او من الامم المتحدة تهتم بمصير شعبنا ووحدته او على الاقل ان تنظم مؤتمرا لاقامة الحوار و للمناقشة وتبادل الاراء بين اركانه المتناقضة ؟
 الا يوجد بين مؤسساتنا او رجال الاعمال من له الامكانية لاقامة مؤتمر شامل لكل من يهمه الامر في هذا الموضوع.
 انه سؤال اصعب من سؤال من سيربح المليون، من سيقيمنا من سباتنا العميق وجهلنا الكبير وتعصبنا المريض ويوقفنا امام المراة السحرية  التي تخبرنا عن المستقبل و مصيرنا الكئيب الاتي.؟
 من سيقودنا الى مصير مجهول حتى وان لا سامح الله كان جلاء كما فعل موسى بالشعب العبري.؟
في الختام اقول للاخوة الاعداء من قادتنا ان لم يكن هناك من سيدحرج الحجر من فوهة قبر امتنا بينكم ويقيم شعبنا من مماته،  فالبتاكيد  لن يكن هناك ايضا اي فئة منكم  ستحصد الانجازات والمنح والكراسي والشهرة بعد الان وكلكم ستكونون معنا ساكنين في القبر الى ابد الدهور؟!!.   
 

1716
مستقبل الشرق الاوسط ومعادلة هيجل
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن /استراليا
22/7/2006

في القرن السابع العشر وضع الفيلسوف الالماني هيجل نظريتة الفلسفية المشهورة الديالكتيكية والتي شرح  فيها عن كيفية تقدم الوعي والعقل على مسار التاريخ و كيف ان الموضوع ونقيضه بعد صراعهما  الطويل  يصلان في المرحلة النهائية الى الاندماج  ويقبلان  الواحد الاخر ويتحدان في الهوية الواحدة  في تشكيل موضو ع جديد  ضد نقيض جديد.
و في كتابه (العالم الشرقي ) الذي هو سلسلة من المحاضرات عن العالم الشرقي تجنب هيجل التطرق الى  شعوب منطقة الشرق الاوسط الحالية باستثناء اشارته الصغيرة على الشعوب القديمة في المنطقة، الامر الذي كان لغزا للمفكرين والباحثيين  بالاخص منهم  اهل المنطقة. لكن اليوم يبدو اصبح واضحا للكل عن سبب عدم تطرق هيجل اليهم ، لا بل  كان على الحق ان لايشملهم بالذكر  لان الروح حسب منطق الديالكتيكية  لا زال في مرحلة الغرائز  والعواطف ولم يصل الى مرحلة معرفة الذات و نقائضها ؟!

 فاذا نظرنا الى الاحداث التي وقعت في القرن الماضي وقارنا التقدم والتطور الذي حدث في بقية انحاء العالم مع ما هو حال الواقع  لهذه المنطقة،  نكتشف ان منطقتنا قد استمرت في حالة السبات الفكري والغليان الثوري الذي لم يجلب سوى الحروب الخاسرة المكلفة بالارواح والممتلكات . ان السبات الذي اعني به عدم حصول طفرة فكرية حسب ديالكتيكية هيجل لدى اهل المنطقة كما حصل لدى بقية الامم والشعوب في ايجاد حلول لمشاكل الحياة،  لابل كان هناك تراجع في عملية فهم النقيض والاستفادة منه .
 ولحد الان الانسان الشرقي لا يعرف غير السيف والخيل والليل والبيداء كما كان يقول المتنبي في احد ابيات شعره مفتخرا بذاته   ، لحد الان لا زالوا منغمسين في العواطف والجهل الفكري و تحت سلطة الدين الاصولية المغلقة  بعيدين عن التعاطي مع مستلزمات الحياة العصرية ، بعيدين عن اعطاء اي دور للمعرفة العقلية والمنطقية  اثناء اتخاذهم القرارات المصيرية ، لان الروح حسب ديالكتيكية هيجل لديهم زالت في القفص الجسدي كما ظن افلاطون، لا تمتلك الحرية كي تتخذ قرارها الذاتي الاني ، لذلك نرى نكسة وراء نكسة تحل في المنطقة ، لحد الان لازالت قيمة الانسان ارخص من قيمة كل الموجودات مع العلم ان القيم الروحية والدينية والتراثية و الحس و الضمير الانساني لدى الانسان الشرقي  منذ بدء التاريخ  كلها تؤكد  وتلزمه على احترام الحياة ومصادرها .  نذكر هنا  مثالا واحدا فقط على ذلك.
 ان الوصية  الاهم للاله الذي يؤمن به 99% من شعوب المنطقة والتي اوصى بها لنبي موسى قبل  3200 سنة هـــــي
 لا تقتـــــــــــــل؟؟!! . فاين شعوب المنطقة من هذا الامر الناهي؟؟!! الا يقتل الناس اليوم  بعضهم الاخر  في العراق اكثر ما يقتلون من الكلاب،  فاين هو التزامهم الروحي او الديني؟؟!!!

ان القرار الصائب والاصح  لاستمرار الحياة  هو  طريق السلم والحرية والقانون والعدالة وحماية حقوق المواطن،  وان الحرب ليست سوى حالة من حالات الجنون ومن يقودها ليس سوى من المهرجين  الذي يقودون شعوبهم الى اتون الحروب ومااكثرهم في النصف الاخير من القرن العشرين الذين انتهوا او سينتهون  في مزبلة التاريخ... ! . ثم اين هم القادة الوطنيين الحقيقيين في تاريخ العرب المعاصر وبالاخص تاريخ العراق الحديث  بالاستثناء عن الزعيم عبد الكريم قاسم  الم يكونوا واحدا اكثر اجراما من الاخر.
اذا اجرينا مسحا تاريخيا مرة اخرى لتقدم الفكر  في هذه المنطقة  لا نرى على رفوف مكتبات قادتنا السياسيين والمفكرين  وكثير من رجال الدين  بالاخص الاوصولين  منهم  غير افكار هرمة عفى عليها الزمان منذ اكتشاف العقل الصناعي (كومبويتر) وانترنيت  وترجل الانسان على سطح القمر وفهم الانسان للبعد الرابع لنظرية النسبية واخيرا اكتشاف خارطة الجينات الوراثية لجسم الانسان ولازال المهرج الشرقي يهدد بتحقيق الانتصار وتحقيق رغد شعبه بمعوله وسيفه وبندقيته والصياحات في ترديد الشعارات الفارغة  . قرنا كاملا والشرق الاوسط يتموج بين افكار  الاشتراكيين  والناصريين والبعثيين  واخيرا الفكر الاسلامي المتطرف، يا هل ترا ماذا حصدت  شعوب المنطقة منهم؟
 بالنسبة للنظام القبلي  الموجود في الخليج  بالرغم من رجعيته نستطيع ان نقول كان اهون بكثير منهم و ان اهم  ما انجزه لحد الان هو تفادى ادخال شعوبهم في نزاعات مسلحة لاي سبب كان . هناك شخصيات انسانية  كانت السبب الرئيسي في جلب الخير والامان  لاهلها مثل المرحوم الشيخ زايد الذي سيظل خالدا في التاريخ.

 اما الحركات الثورية التحريرية   (كما كانوا يطلقون على انفسهم) على الرغم من محاولة البعض منهم للتجديد (مثل الاشتراكيين)  الا انهم  في الاخير سقطوا في حفرة الانتهازيين والعمالة و الخيانة والانظمة الدكتاتورية  وفي النهاية سلمت الامور كلها لقادة الفكر الديني المتطرف الذي يحلم بقيام دولة اسلامية كما كانت قبل اربعة عشر قرنا .
 نعم لم تتقدم هذه الشعوب  خطوة واحدة للامام لابل كانوا سببا لجلب الويلات والمصائب لقرن كامل الى  بلدانهم ولازالت شعوبهم تحصد المصائب . من كبرى هذه المصائب هو خسارة العرب ارض الفلسطين منذ حرب سنة 1948 مقارنة بما يمكن ان تقدمه اسرائيل للعرب الان  وهكذا استمرت الهزائم والخسائر لتشمل  بعد الشعب الفلسطيني  الشعب العراقي الذي ربط مصيره بمصير فلسطين  وبعده الشعب اللبناني حاليا والسوري لاحقا وان قادة الحروب الحالية لا زالوا يهتفون باعلى اصواتهم انهم منتصرون اجلا ام عاجلا كما يحصل في لبنان.
ليس لنا الحاجة بالشرح والتطويل في ذكر البراهين  عن كيفية فشل اصحاب هذه النظريات  سوى نبحث عن جواب  لسؤال واحد وهو
 اين هي انجازات اصحاب هذه النظريات للانسان الشرقي خلال قرن كامل مقارنة بالشعوب الاخرى.
اتذكر في نهاية السبعينيات كانت درجة اقتصاد الكوري والماليزي وعدد كبير من الدول خلف الاقتصاد العراقي اما اليوم هؤلاء هم  يعدون في مصاف الدول الصناعية الكبرى والعراق تراجع الى زمن الدولة العثمانية مقسما الى ثلاث دويلاات لثلاث طوائف متحاربة فيما بينها في عاصمة هرون الرشيد . لان صدام حسين قد ادخل العراق في ثلاث حروب والحرب الرابعة  التي تجري الان يشترك  معه  قادة الميليشيات الموالية لايران وسوريا والحركة الوهابية في تدمير نهائي لنسيج المجتمع العراقي.
 في النهاية نقول ان هيجل لم ياتي بمعادلة الديالكتيكية  من جيبه  وان صاحب نظرية البعد الرابع في (النظرية النسبية) اليهودي الاصل  لم يخدع العاالم و العرب   كما تعودنا السماع من البعض المهلوسين  بل هي من النواميس الحقيقة للطبيعة مثل غيرها من القوانين ( مثل قانون الجاذبية).   وان العمل او عدم العمل بموجبها لا ولن يخضع لاحد ، بل هي  قانون الهي تسلكه الطبيعة وبالاخص الطبيعة الانسانبية لان الوعي قد وصل اعلى درجاته في الانسان . فمهما كان قادتنا  يبنون مقدراتهم على العاطفة والشعارات الدينية والحروب الجنونية كما حصل ويحصل في العراق وفي لبنان لن تؤدي الا لتاخير مرحلة من مراحل الوعي وتقدم المعرفة العقلية وبالتالي تاخير مرحلة من مراحل بناء الحياة  وكأن هؤلاء يقومون بحجز الانسان في الظلام .
فهل يستطيع الانسان الشرقي ان يخرج  من الكهف الذي وصفه افلاطون قبل 24 قرنا  حينما وصف  حالة الانسان الجاهل مقارنة بالواقع الحالي، ويقبل الاخر المناقض له ، ويمد يديه للحوار والمصافحة لايجاد حل لمشكلة اكبر من المشكلة الموجودة بينهم  ام ستستمر الحروب والدمار والقتل وتجري الدماء لحين يقوم نيشته من قبره ويكتب كتابا جديدا  لا عن الانسان المتوفق في المانيا في هذه المرة ، بل عن الانسان المعوق في الشرق الاوسط و كيفية علاجه؟؟!!
انه سؤال مثل الاف الاسئلة التي طرحت من قبل ، هل عاد زمان الندم عند العراقيين على صدام على الرغم من جرائمه ووحشيته وجنونه؟!! ذلك ما سيحكم التاريخ به في القريب العاجل.

  [/b]

1717
الإتحاد الكلداني الأسترالي يحضر مؤتمراُ بخصوص اللاجئين و المهاجرين في استراليا


حضر ما يقارب المائة شخصية من ممثلي دوائر الهجرة و ممثلي االجاليات الإثنية  و المنظمات المدنية ، و الأمم المتحدة، المؤتمر الذي اقامه مركز الخدمات للمهاجرين في المنطقة الشمالية من مالبورن- استراليا يوم الأربعاء المصادف 19/07/2006 في فندق Stampford Plaza.
حيث عقد المؤتمر تحت شعارRethinking, Redefining, Reforming
و قد مثل اتحادنا في المؤتمر، السيد يوحنا بيداويد سكرتير الإتحاد و السيد ايليا كاكوز مسؤول علاقات الإتحاد.
و القيت في هذا المؤتمر عدة كلمات منها كلمة السيدة Stephanie Logos مديرة مراكز الخدمات للمهاجرين في المنطقة الشمالية لمدينة مالبورن، شرحت فيها المعانات و التحديات التي يواجهها المهاجرين الجدد في استراليا و لا سيما اصحاب الشهادات الجامعية و المهنية، و تطرقت ايضاَ الى الخدمات التي تقدمها مراكز مساعدة المهاجرين للقادمين الجدد الى استراليا.

كما القى السيد Andrew Robb عضو البرلمان و سكرتير وزير الهجرة كلمة وضح فيها دور المهاجرين في تطوير وبناء استراليا خلال العقود السابقة و كذلك العوامل المؤثرة حالياً في اتخاذ القرارات لإستقبال المهاجرين و اللاجئين من انحاء العالم.
بعدها فتح باب الإستفسارات للحاضرين حيث كان وفد اتحادنا اول المتحدثين اذ طالب المسؤولين بزيادة عدد تأشيرات الدخول الى استراليا للعراقيين عموما و المسيحيين من الكلدان و الآشوريين خصوصاً لما يعانونه من اضطهاد قومي و ديني على ايدى الإرهابيين و الطائفيين. و شرح لهم عن معاناة الأعداد الكبيرة من ابناء شعبنا الذين تركوا وطنهم و يقيمون في الدول المجاورة للعراق و عن طول فترة بقائهم فيها.
بعدها القى السيدSteven Weeks  عن دائرةDIMA عن نسب المهاجرين الواصلين و انواع التأشيرات و المراحل التي تمر بها المعاملات لحين الحصول على التأشيرة.

ثم القى السيدHenry Domzalski ممثل الUNCHR كلمة وضح فيها دور الأمم المتحدة من خلال الدائرتينIOM &UNHCR  في حماية ومساعدة اللاجئين في البلد الثاني و الصعوبات التي يلاقونها من قبل حكومات تلك الدول في قبولهم كلاجئين.

وقد القيت كلمات اخرى بعد فترة الغداء تناولت مواضيع مختلفة مثل القوانين الجديدة التي شرعت في السنين الأخيرة بسبب موجة الإرهاب التي تهدد الأمن العالمي.


    لجنة الثقافة و الإعلام
الإتحاد الكلداني الأسترالي- فكتوريا

 

--------------------------------------------------------------------------------

 kal1.JPG (32.23 KB, 499x374 - شوهد 161 مرات.)

 kal2.JPG (27.99 KB, 499x374 - شوهد 155 مرات.)

 
 

1718
هل نجح الزرقاوي اللعين في اشعال الفتنة بين الشيعة والسنة؟!

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
12/7/2006

من يراقب الاحداث السياسية التي تجري على الساحة العراقية منذ السقوط  المخزي للتمثال الذي كان الناس يخافون النظر اليه في حديقة الفردوس في وسط بغداد في  9/4/2003 وهروب صاحبه الى البراري ،  يرى بوضوح ان الامور تسير نحو حصول الحرب الاهلية في العراق  اجلا ام عجلا.

 كانت المراهنة بعد التحرير، بين الذين يريدون الخير للعراقيين جميعا ( بدون تمييز طائفي او قومي او عرقي او مذهبي او اقليمي) وبين الذين يريدون الشر للعراقيين جميعا ( الخراب والقتل والموت  لمكونات الشعب العراقي عموما وبين الشيعة والسنة خصوصا ) على امكانية حصول الحرب الاهلية في العراق وحصول المصيبة الكبيرة عن طريق المواليين لمنظمة القاعدة الارهابية الذين وكلت لهم المهمة في اشعالها او امكانية تجنب حدوثها عن طريق تاسيس الدولة العراقية الحديثة التي تحترم حقوق الانسان في كافة بنودها. الا ان الاحداث اليومية والواقع الملموس تشير الى  كفة كتلة الشر كما هو واضح  وحصول المصيبة.

كان من اصحاب فكرة زرع هذه الفتنة بين الطرفين  الزرقاوي اللعين الذي سكب دماء العراقيين بطريقة بربرية لم تشهدها سجلات التاريخ العالم قاطبة  وها قد حصد الزرقاوي السفاح الشر الذي زرعه  بيديه في النهاية.

ولكن من كان يعول على امر قتل او مسك هذا المجرم السفاح ستجعل من الرياح السياسية ان تغير اتجاه سفينة العراق التائهة في هذه الايام  وسط البحار المجهولة الى شاطئ النجاة ونحو السلام وتحقيق الامان، كان على غير الصواب .

اذا بحثنا عن حقيقة الامر بصورة موضوعية اكثر عن سبب استمرارية الفتنة، لنعترف ولنقول الحق الذي لا يحجبه الظلام ولا النفوس المريضة ، ان الزرقاوي لم يكن وحده يريد اشعال هذه الفتنة بين السنة والشعية ومن ثم اشعال الحرب الاهلية في العراق وانما هناك اطراف كثيرة لها ايادي طويلة في هذه الجريمة الكبيرة التي تحدث بحق الشعب العراقي .

من هؤلاء الاطراف بالطبع هو الصراع العالمي الدائر بين الشرق والغرب في معركة اليوم التي تحدث على ارض العراق الذين يستخدمون جنودهم الشطرنجية في هذه الصراع ، الطرف الاخر هي دول المجاورة  وبالاخص سوريا وايران التي تريد اشغال امريكا في هذه المشكلة كي تبعد عن نفسها امكانية وصول دورهما فهما في قائمة المشمولة بالتغيير (قائمة  محور الشر ) كما كان بوش يقولها قبل اسقاط نظام صدام حسين.

الاطراف الاخرى مع الاسف كلها عراقية الاصل، اهم هذه الاطراف هي بقايا النظام السابق الذين تحالفوا مع ارهابي القاعدة فلم يبقى امامهم الا عملية الانتحار، فهم بالفعل ينتحرون بصيغة (عليَ وعلى اعدائي) على حد قول المثل العراقي.
الطرف العراقي الاخر هم الاحزاب الطائفية مع الاسف نقول لحد الان لم نرى من بين قادة الاحزاب السياسية الا القليل من الذين لهم النفوذ الحقيقي على الساحة الساسية يفكرون في مصلحة العراق قبل ان يضعوا اولويات احزابهم وميليشياتهم في المقدمة وكأنه لكل واحد منهم دولته في بطن دولة العراق وحكومتها!!.
فعليهم يقع اللوم الكبير في كل ما يحدث بين الشعب الذين يسكنون المدينة التي كان يطلق عليها دار السلام في عصور المظلمة  فتحولت في عصرهم الى دار الخراب.
الاطراف الاخرى وهي الاهم في رائي، هي مواقف الزعامات المعروفة سواء كانت السياسية او الدينية فهم يستثمرون هذه الفرص في زيادة الفائدة لانفسهم عن طريق زيادة المواليين لهم وزيادة الحقد والكراهية والانتقام بين صفوف مكونات الشعب العراقي . وان سكوتهم او تشجيعهم او محاولة الدفاع عن زمرتهم في اعمالها الاجرامية والارهابية هو العمل الاكثر اجراما بحق العراقيين.  فكأننا نرى لم يعد للقانون والسلطة وجود او اهمية في نظرهم ، وان حكومة المالكي الفتية  قد ماتت قبل ان تولد على ايدي هؤلاء  (امراء الحرب) او انها ستموت في القريب العاجل ان لم تاخذ هذه الحكومة الاجراءات الملائمة نحوهم  حالا. 
في الختام نسال هل نجح الزرقاوي في اشعال الفتنة بين الشيعة والسنة ، او بالاحرى هل نالت الاطراف المتناقضة مبتغاها باشعال الفتنة التي كانت الامنية الكبرى للاغلبهم كما يظهر.
 انا اقول نعم، اظن الفتنة حصلت و من ينكرها ينكر الحقيقة ،اما من سيوقفها ؟ فذلك امر متروك للعراقيين الوطنيين والمخلصين التي شحت ارض  الرافدين منهم في هذه الايام، ولزعامات السياسية والدينية التي سيحكم التاريخ عليها من خلال دورها في الاخلاص الوطني والانساني لايقاف موج الموت الذي يهب في كل لحظة على العراقيين ويحصد الابرياء بدون سبب ، او التخريب الذي يقمون به عن طريق تحزبهم الطائفي وتشجيع ميليشياتهم القبلية او المذهبية او دعمهم لعصاباتهم المجرمة التي ترتزق من  الايتام والشيوخ والارامل والكادحين والاميين والابرياء والمثقفين وال........ وكل العراقيين البسطاء. 

 

1719
من ينقذ العراقيين من الغرق في بركة الدماء؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن/ استراليا
youhanamarkas@optusnet.com.au

يمر  العراق اليوم في عصر مظلم ،  لابل اشد ظلاما من عهد هولاكو و جنكيزخان وتيمورلنك وقره قوش وعبد الحميد الثاني وامير كور . عصرمظلم لان البعض يتخيل ان قتل الاخرين وتطاير اشلاء جثثهم بفعل السيارات المفخخة  او قطع رؤوسهم هي مثابة  ذبائح مقدسة او افضل حسنة لالاههم كي ينالوا الجنة والخلود والنعيم والحوريات ! وكأن الاههم اله مصاص الدماء! يا لشدة الجهل والغباء الذي اصاب هؤلاء! فهم لا يسألون انفسهم  اذا كان الله يريد هؤلاء القتلى ان يموتوا بفعل الديناميت ، فلماذا يخلقهم بشرا ويعطيهم مشاعرا واحاسيسا وكيانا وعقلا، الم يكن اكثر عقلانية ان يخلقهم بهائما يقودهم راعي جاهل يفعل بهم  كيفما يشاء ؟!! واذا كان الله لا يريد ان  ينعم عليهم بميزة الاختلاف لماذا يخلقهم اصناف وشعوب وعادات، وهل يعقل وجود اله غير الله الذي نعرفه بحسب الديانات السماوية  فيخلقهم غير مختلفين عن بعضهم كما يرغب الاخرين؟!!!!!!!!
 انه عصر يصارع اهل الظلام اهل النور. فاهل الظلام يريدون العودة بالعراق الى ايام  الغابة و العيش في الاكواخ و على الاعشاب ولحوم حيوانات البرية. بينما اهل النور يبحثون عن المفقودين بين سجلات الصليب الاحمر وعن ادوية لتطبيب جرحى الحروب الخاسرة !  والاهتمام بالايتام والارامل والشيوخ والمعوقين، ووضع المناهج المدرسية المتسنبطة من محاضرات جان جاك روسو وفولتير و مارتن لوثر كينك و علي الوردي،والشاعرين الكبيرين الرصافي وجميل صدقي الزهاوي، رؤوسهم مرفوعة  امام الشمس، يأملون منه غد مشرق فيه سلام وامان لكل عراقي الذي لا يدرك انه يملك من الكنوز ما لا يملكه اي فرد من شعوب العالم!
في كل يوم يترقب كل عراقي مخلص  في الوطن وفي المهجر الخبر الاهم الذي هو توقف  موج الموت الذي يضرب بين كل لحظة واخرى على شعبنا  يقتل من  يقتل من دون  تمييز.
من هو قاتل هؤلاء المساكين ؟ العراقيون يعرفونه جيدا.  لماذا يفعل ذلك؟ العراقيون يعرفون الجواب.  من ينقذهم من الغرق في بركة دمائهم؟ هذا السؤال  لا يتجرء احدا اجابته، لان العراقيين  يعرفون انهم منقسمون على انفسهم ومختلفين على واقعهم .
اذن منبع المشلكة عندنا هو الاختلاف و التفسير الجاهل الذي يملكه كل واحد في عقله بفعل العاطفة الشرقية التي اصحبت مصيبتنا
لو استخدمنا عقلنا بصورة منطقية لما حل بنا ما حل بالعراق خلال نصف القرن الاخير.
 اليوم شعوب العالم  لم تعد  تحمل السلاح  وتذهب الى الجبهات لتحارب اعداءها ، بل  يجلسون  في مكتباتهم وراء صندوق العقل (كومبيوتر) للبحث عن ايجاد الحلول لمشاكلهم، او التعلم من تجارب الاخرين . اليوم الحروب تدار بالاقتصاد والمعرفة والسرعة في اتخاذ القرار وليس بالمواجهة بالطائرات والدبابات والعسكر ولا بطريقة المجرمة استخدام السيارات المفخخة او ق'ع الرؤس بالسيف كما يفعل اهل الظلام.
يكفينا من الغرق في العواطف لنفتح عيوننا على عالمنا المادي ولننظر اليه بصورة اكثر واقعية ولنفكر ما الذي نريده؟
  هل نريد الحياة ام الموت؟ هل نريد الدمار والفقر والمرض ام السلم والسعادة والتطور؟
 كل ما يحدث لنا  ياتي من عدم قبولنا واحد للاخر كما هو K و لا نعير اهمية للحق الطبيعي الذي يملكه كل انسان في الوجود من خالقه ولا يحق لاي شخص في العالم انتزاعه منه. معظمنا ان لم اقل كلنا قتلة او مشاركين  بصورة او اخرى في عملية القتل والدمار الذي يعيشه العراقيين، ان لم نكن قتلة في ايدينا ،فنحن قتلة في كلامنا في مواقفنا في افكارنا التي نعلمها لاولادنا و للناس الذين هم حولنا وفي المقالات والاخبار التي نتداولها في وسائل اعلامنا.

اننا كعراقيين عندما نتوحد في الاخلاص للوطن ونترك انانيتنا القبلية والطائفية والقومية والدينية والمذهبية حينها كلنا يرى النور بنفس الدرجة ونطمح الى نفس الهدف ونحلم بنفس العالم ونتخلص من عقدتنا الاسطورية التي هي اسوء من عقدة اوديب الاغريقية.
نعم هناك غرباء في وطننا من قوات التحالف ، والاصدقاء بطريقة مخفية ،  ارهابيون باسم الدين  ، مجرمون من مدرسة ابو طبر.....الخ
لكن كل الشعب ليس ارهابيا ولا يحب القتل وليس لديه رغبة في الاجرام. ليوحد قادتنا الساسيين  كلامهم ومواقفهم في هدف واحد هو ايجاد مخرج لانقاذ شعبنا من الغرق في دمائه.  ولتكون البداية من توحيد المواقف بكل اخلاص من دون وضع الشروط ،  ليقطف كل واحد الزيوان من تحت اقدامه حينها لن يكون بين السنابل العراقية  اي زوان ولن يستطيع اللصوص بعد ذلك  التقرب منه لا ليلا ولا في النهار . ان لم يحدث اجماع عام على انقاذ العراق من الدمار
 اعتقد ستتحقق نبؤءة نوسترداموس في ارضنا و سيدوم القتال بين اهل العراق لمدة اكثر من مئة سنة ويصبح حاله حال كمبوديا وصومال وراوندا منقسمة الى اكثر من عشرين قسم وحينها يقال عنها حرب البسوس الجديدة .
 ايها القادة السياسيون ان قرار الموت والحياة لشعب العراقي هو في ايديكم ، انتم تستطيعون ايقاف موج الموت وتخليص الشعب العراقي من الغرق في بركة دمائه عن طريق اتخاذ قرار حاسم بينكم ، قرار  تخليكم جميعا عن روح الانتقام والانانية والمصلحة الفردية والروح الطائفية والنظرة الدينية الضيقة والا ما زاد عن ذلك هو كذب في كذب.
 ارفعوا شعار حماية الحياة  بكل اخلاص وقولوا  ( نعم للحياة.. لا للقتل.. لا للانتقام.. ولا للموت ) ليوضع هذا الشعار في  مدخل كل شارع ومدخل كل مدرسة وبيت وعلى مقعد كل  طالب  وعلى جدار كل صف وفي مقدمة كل صفحة كتابية  وفي رقبة كل جندي وعلى كتف كل عامل. نعم  ارفعوا شعار تقديس الحياة في كل الامكان ليكون حديث كل برنامج اذاعي او تلفزيوني  وبداية حديث كل سياسي، ازيلوا اعلامكم الشخصية او الحزبية من السيارات الرسمية وضعوا الشعار الاهم ( نعم للحياة ، لا للموت ).
 لنحول رواية ( الحب في زمن كوليرا)  للكاتب الكولومبي الشهير ماركيز الى حقيقة واقعية في ارض العراق ونتخلص من مرضنا من جهلنا وعدم احترامنا لحياة  الاخرين وخصوصيتهم.
لنعلم انفسنا ان حياة كل انسان مقدسة معطاة من الله، لنحترمها  ولنعلم كل الشعب على هذا المبدأ حينها نكون قد وضعنا حجر الاساس لعراق غده مملؤ من الامل والسلام الذي لابد ان يحل في القريب العاجل ان شاء الله .

1720
       
                         

                                      صيحات الاغاثة لشعبنا الكلداني.الاشوري..... تعلو… فهل من مجيب؟؟!!]
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن  / استراليا

ان شعبنا  الكلداني  الاشوري السرياني ( شعب سورائي  )  يمر في هذه الايام في محنة كبيرة وعصيبة  بسبب اعمال الحركات الارهابية  والتيارات السلفية التي تقتل وتنشر الشر والظلام في العراق عموما، فقد اتخذت هذه الحركات من المسيحيين  بكل طوائفهم هدفا خاصا لهم كي يُجردوا هذه الارض المقدسة بدماء ابائنا واجدادنا واثار حضارتنا من شعبنا،  من الينابيع الايمانية  التي تطهرت بها  كنيستنا المشرقية، كي يهربوا و يتشردوا بين ازقة مدن العالم ضائعين لا بسبب جرم قاموا به بل  لانهم مسيحيين يختلفون عن غيرهم في الدين واللغة .

اذا نظرنا الى حالة التمثيل المسيحي في الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان التي هي الشغل الشاغل لكتابنا  بنظرة شمولية  وواقعية ، هناك وزيرين في الحكومة المركزية وثلاث وزراء في حكومة اقليم كوردستان  ويبدو ان هذه  حالة  مرضية لدى اغلب التيارات الحزبية ورؤساء الدين  حسب الظروف الانية التي يمر فيها البلد، على امل ان هؤلاء الوزراء  فعلا يستطيعون ان يمثلونا ويرفعون نداءتنا وشكاوينا  الى اذان المسؤولين من اخوتنا العرب والاكراد كما يحصل للمواطنيين من الدرجة اولى وليس من الدرجة الرابعة. اننا  كشعب ما بين النهرين القديم نمثل جزء من  الموزائيك  العراقي المكون من القوميات العراقية العديدة ( العرب والاكراد والتركمان) ومن اديانه المختلفة (المسلمين والصابئة واليزيدين والشبك)، دوما كنا نقوم بواجباتنا ومسؤولياتنا تجاه هذا الوطن. الحمد لله لم يتخاذل اي شخص من قومنا اي كان  حين توليه منصب وزاري او اداري بل كان في قمة الحرص والمسؤولية في الحفاظ على القانون والعدالة في وزارته او دائرته.

لكننا كشعب مكون من عدة قوميات ذات اصول مختلفة مندمجة  معا بسبب  الظروف الزمنية التاريخية التي مرت على تاريخ وادي الرافدين وبسبب  اعتناقهم الديانة المسيحية التي علمتهم اعطاء المغفرة حتى لو كان القتيل اعز اعزاء لهم، بالتأكيد هو شعب واحد  اليوم يتكون من ثلاث مكونات (الكلدانيين والاشوريين والسريان) كنهر من ثلاث روافد  لانهم يشترك في اللغة والدين والارض والتاريخ والعادات .

لكن لم يعد مخفيا على احد اسرارنا المحزنة ، فاننا منقسمين على انفسنا  حسب مذهب الكنسي او حسب الاقليم الذي ننحدر منه او حسب تقسيم العشائري التي ننتمي اليها ما عدا الانقسام في الرؤية السياسية . فعندما هب نسيم الحرية والديمقراطية على ارض الحضارات من جديد كان شعبنا اغلبه في سباته  غير متحضر لهذا التغيير، بدون  قيادة موحدة بل حتى في عصر الدكتاتور كان هناك عداء فردي مرير بين قادتنا السياسيين   كما تروي لنا مقالات القس عمانوئيل يوخنا وتيري بطرس وغيرهم.

هنا فقط اذكر بعض المواقف التي سمعتها عبر وسائل الاعلام  التي كثرت مصادرها في هذه الايام والتي بلا شك ترسم لنا صورة  قاتمة عن هذا الواقع الصعب، اول هذه المواقف كانت مقابلة البرنامج الاشوري SBS  الاسترالي
( الاخ ولسن يونان ) مع السيد شمشمون خوبير قبل بضعة اسابيع ، الذي تطرق بكل وضوح الى المواقف الصعبة التي فيها شعبنا ، خاصة موقف الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) التي اختارت مع الاسف موقف الخيار الفردي كالعادة و التحدي  دون اعطاء اي اهمية لما قد يصيب شعبنا من وراء ذلك التحدي في المستقبل كما نوه المحامي افرام فضيل بهرو في مقالته الاخيرة (كتابنا في  المهجر... رفقا بنا ). كذلك  تطرق السيد شمشون  الى موقف  غبطة البطريرك عمانوئيل دلي في مقابلته الاخيرة  مع تلفزيون عشتار  بشان  المصطلح الكلداني والاشوري والسبب الرئيسي الذي جعل غبطته اتخذ  هذا الموقف.
 الموقف الاخر المتميز هو مقال الاخ الكاتب صباح دمان  ( كلدايا واشور .) الذي نقله الاخ لؤي فرنسيس. علما ان الاخ لؤي في بعض الاحيان يكتب كمسؤول اعلامي للحزب الديمقراطي الكلداني واحيانا اخرى  بقلمه الخاص.
 في هذا المقال مرة اخرى نوه الكاتب (اي كان كاتب المقال) الى ضرورة التكاتف والعودة الى الحوار بين  احزابنا بشرط الاعتراف المتبادل في الشخصية او الهوية الكلدانية والاشورية والسريانية  من قبل الكل .

الموقف الاخر المهم هو جهود الاخوة من الاتحاد الاشوري العالمي لاقامتهم اجتماع خاص في اوربا ودعوتهم لكافة الاحزاب والمؤسسات الكلدانية والاشورية والسريانية للاجتماع واصدارهم البيان الختامي الذي هو الاكثر اعتدالا لحد الان ، وزعمه اقامة اجتماع اخر في الشهر القادم. بالاخص الجهود الاخير ة التي قام بها فرع هذا الاتحاد في استراليا لعمل لوبي مع بعض اعضاء البرلمان الاسترالي من اجل طرح المسالة الاشورية في اجتماعات البرلمان ومن ثم على القوى الكبيرة التي هي مشاركة في قوات التحالف في العراق  من اجل ايجاد منطقة امنة للمسيحيين وبحسب تعريفهم للاشوريين في كل طوائفهم المذهبية.

 الموقف الاخر الذي لا يمكننا نسيانه  هو المساعدات التي يقدمها الاستاذ سركيس اغاجان كشكل مساعدات ( حقيقة لا نعرف مصدرها ) في بناء قرانا الحزينة التي هدمت بسبب نشاط الحركة الكوردية مع اقلياتها (الكلدانية والاشورية واليزيدية ) ضد حكومة البعث المجرمة بقيادة صدام.  اننا نثمن دور الاخوة الاكراد في هذا العمل الانساني الذي يقمون به في احتضانهم اخوتهم الهاربين من ايدي القتلة والارهابين في الجنوب وبغداد وموصل ، ولكننا نذكرهم  دوما كان مصيرنا واحد لاننا كنا نعيش معا ونقاسم ايام الخير والشر معا وان شاء الله يدوم هذا التعايش في مفهوم حضاري ديمقراطي وطني لهذا الاقليم من الان وصاعدا .

الموقف الاخر المهم الذي نراه في مقابلة المطران جرجيس القس موسى  الاخيرة في عنكاوا كوم، الذي بالتاكيد كان موقف مشرف من قبل مطارنة موصل في دفع قادة الاحزاب السياسية من اجل ايجاد حل  لمعضلة التسمية والاشتراك في قائمة واحدة في الانتخابات الماضية . وكذلك تحليل الاب يوسف توما الدومنيكي في تكهنه بصورة مستقبلية التي هي قادمة لا محال منها وان الوحدة ضرورة  ايمانية قبل ان تكون موقف قومي او وطني .
 وهنا ندعو الاباء المطرانة مرة اخرى لتجديد دعوتهم الى احزابنا الذين تشبه حالتهم بحالة الاخوة الاعداء ذوي مصير مجهول.

اما موقف الاحزاب والهيئات الكلدانية الساكت منذ الانتخابات لحد الان وكأنه لم يعد لها وجود سوى التصريحات وكتابة المقالات فهو فعلا موقف ضعيف ، الحقيقة ان كان يدل هذه الموقف على شيء فيدل على التهرب الذي يعيشه قادة الكلدان من الواقع ومسؤوليتهم التاريخية .  وهو امر مؤسف له في هذه الظروف الصعبة التي يمر فيها شعبنا ، وكـأن الامر  كالعادة يقع على اكتاف القيادة الروحية؟!!!!!!.

والموقف الاخير  هو  موقف الحركة الديمقراطية الاشورية الذي يبدو  اصبح الطرف المناقض دوما  . على الرغم من الوضع المتشنج الذي تعيشه هذه الحركة في هذه الايام،  الا اننا بالتكيد لا نستطيع اهمال حجمها السياسي على الساحة  ودورها الريادي في دفع  ابناء شعبنا للانخراط في العمل السياسي منذ عشرات السنيين والتجرؤ بالمطالبة بحقوقنا المشروعة وحمل السلاح وممارسة النضال والكفاح المسلح في زمن الدكتاتور،  وغيرها من المواقف المشرفة التي قامت بها الحركة خلال فترة 27 سنة من تاريخها، الا انني متحفظ  احيانا مثل كثير من اخوتي الكلدانيين والاشوريين والسريانيين على مواقف الحركة وطريقة تطبيقها للشعارات التي تطلقها والمواقف الفردية التي تقوم بها، فاحيانا يشوب هذه المواقف الروح النرجسية والانتهازية . وكم تمنيت ان يكون القول والفعل لدى قيادة هذه الحركة واحدا ولكن هيهات . ان موقف الحركة في موضوع تمثيل شعبنا في الحكومة المركزية واقليم كوردستان بلا شك وضعهم في موقف حرج جدا، كان يجب ان يكون قادتها اكثر حكمة وصبرا وان لا يرى غضبهم بهذه الصورة الذي خرج من المعقولية في امريكا.

 في الختام اتمنى ان ينهض الاخوة السياسين من كافة الاحزاب السياسية وعلى رأسهم الاخوة الكلدان الذين يهملون اهمية هذا الموضوع وقيادة زوعا ورجال الاكليروس ابائنا الافاضل على  صوت الاغاثة التي اطلقها الاب بشار وردة باسم المسيحيين من الواقع اليومي الرهيب الذي يعيشه شعبنا.  وان يتركوا الاختلافات ومصالحهم ومحبتهم للكرسي جانبا الان ولو مرة واحدة في التاريخ   .
 فاذن هذه هي ساعة العمل لكل عامل امين لربه ، وساعة العمل لكل  وطني مخلص لقومه ، و وساعة  العودة من الضياع لكل متسكع ضائع بين ازقة عواصم الغرب كي يحن على امه واخوته اليتامى المتشردين بين ازقة دمشق وعمان واستنبول واثينا الهاربين من براثين الموت.
 [/b]

1721
 الاب بشار وردة المحترم
الاخوة القراء الكرام
انها خطوة جميلة ومشكورة منك شخصيا، ان تتقدم امام الاعلام العالمي وتنادي وتصيح على الملء بما يلوح من الاخطار القادمة والحالة الصعبة والخطرة التي يعيشها شعبنا (الغشيم قبل كل شيء) . انا لا الوم الا قادتنا السياسين ورجال الكنيسة الذين بانقساماتهم اضاعوا كل فرصة وكل قيمة واحترام الذي كان يكنه بعض من الاخوة العرب والاكراد كشعب وكدين، فقسم من قادتنا  باعنا بارخص الاثمان والقسم الاخر لم ولن ينزل من كبريائه كالجلاد حتى لو حدث لشعبنا ما حدث في راوندا والاخر لازال غير مبالي الا بالحفلات والعربدات (ميخانة) في المهجر. لذلك اقول (ما جنت براقش الا على نفسها) ، كلنا نتحمل المسؤولية (ضمير الجمع) هو مهم هنا ، الكل يجب ان يعرف دوره اللامتكامل او المقصر، لكن المسؤول الاول عن هذا  هو من كان يقودنا او يرعانا ؟ لذلك لم يبقى عندي شخصيا امل كبير لترميم وتصليح ما حدث بسبب كثرة الاخطاء والنزوات والاهمال واللامبالاة التي قام بها بعض احزابنا وممثلينا  وحتى كنائسنا، فمنذ  وصولنا الى المهجر كنا ندق ونقول المصيبة قادمة لا محال ولكن دون جدوى،  لا سيما بعد التحرير كانت المصيبة اكبر حيث اصبح البلد بلا حدود وبلا قانون فعاد زمن فرهود مرة اخرى ولكن على مراحل واشكال مختلفة.
في هذه المرحلة الصعبة الخطرة التي يصفها الاب وردة  والتي هي بلا شك  وصف صحيح، لا ارى الا قبل كل شيء العودة الى الينابيع الاصلية التي منها استقينا الافكار والايمان، فالعودة الى الكتاب المقدس، فكلنا يعرف ان يسوع المسيح لم يقبل بالقسمة والنفور والتعصب ومقاطعة الاخر بل المحبة وتحمل المسؤولية كرعية في كل احوالها، اعني المبادرة يجب ان تبدأها الكنيسة الشرقية بكل طوائفها ومن يتخلف ليسامحه الله ، اي تشكيل لجنة قوية من جميع الكنائس ودراسة الحلول الممكنة والاتصال بحكومة كوردستان  والحكومة المركزية كي تساعد على اعادة بناء القرى وبناء التجمعات وفتح مجال للاسثتمارات الخارجية.
الشيء الاخر هو الضغظ على احزابنا الميتة منها والحية والمنبوذة والمكروهة على الجلوس على طاولة المناقشة وايجاد قواسم مشتركة وترك الاحلام الزائلة في التاريخ.
اما دور المهجر اقولها وبكل صراحة ما ياتيكم من الخارج لا يكون الا لفرقتكم ومضرتكم خاصة في المواضيع السياسة . وانا لااعتقد اي من اصحاب الاموال  يرحم حالك (هذه كطنة شيلوها من اذانكم ) الا على شكل تبرعات من الفقراء للفقراء. اعتمدوا على انفسكم لانه هنا لا يوجد الا من يحب جمع المال اومن يصرف المال اومن هوعديم الامكانية فلا يوجد بين بين .والله يكون في عونكم. 


يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
16/5/2006

1722
هل  يصبح نوري المالكي بسمارك الالماني ويحافظ على وحدة العراق؟!!!

 بقلم يوحنا بيداويد
youhanamarkas@optusnet.com.au
مالبورن / استراليا
8/6/2006


قليلون اليوم  يعرفون من هو بسمارك باستثناء من يعملون او يهتمون بتاريخ الشعوب، ولعل طلاب المدارس الثانوية الذين يدرسون التاريخ الاوربي  في القرن التاسع عشر هم ادرى  بكثير من بعض قادة احزابنا والسياسيين بهذه الشخصية الفذة ودورها الكبيرفي  توحيد الولايات الالمانية .
 اننا اليوم نحتاج بسماركا عراقيا جديدا ، فهل يستطيع السيد نوري المالكي رئيس الوزراء ان يكون ذلك القائد؟
  لكن علينا اولا  ان نعرف من هو بسمارك وما هي انجازاته ؟ لكي نطلب من السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ان يقوم بما قام به هذا الرجل لشعبه ووطنه من اخلاص وتفاني.
بسمارك (1815-1898)  هو القائد الالماني الذي قاد الولايات الالمانية الى الوحدة بعد ان استطاع بدهاء كبير ان يتموج بين قرارات ونفوذ ومصالح الدول الكبيرة التي شاركت في سحق نابليون بونابرت.

يبدأ التاريخ الحديث عند البعض من لحظة تدحرج رأس الملكة انطوانيت مع زوجها المللك لويس السادس عشر من امام المقصلة الحديدية التي وضعها ثوار الثورة الفرنسية عام  1893، حيث بدات الثورة 1789 –1815م . فبعدما نجحت الثورة وبعد فترة قليلة من حالة اللااستقرار نجح نابليون بالاستحواذ على السلطة من ثم اشغال الشعب الفرنسي في حروب خارجية كما فعل صدام ولكن القوى الاوربية الكبيرة  ( بريطانيا ونمسا وروسيا وبروسيا الالمانية   )  توحدت واستطاعت القضاء عليه بقيادة روسيا سنة 1815 .
لكن لكي تضمن هذه الدول او هذا الحلف قوتها وهيبتها ونفذوها ومصالحها وضعت بعض الشروط امام التيارات القومية التي بدأت تنتشر في شرايين شعوب اوربا (كما يحصل الان في العراق وعموم الشرق الاوسط ولادة قوى وتكتلات مبنية على مفاهيم الطائفية والقومية والعشائرية ) بعد قيام الثورة الفرنسية.
في فترة ما بين 1815-1848 حدثت ثورات كبيرة ضد الطغيان باسم الحركات القومية مما ادى الى نيل عدد كبير من الدول استقلالها.  لكن في  1848 –1849 حيث تطلق على هذه الفترة تسمية ( فترة ربيع الشعوب )  حدثت ثورات كبيرة في المانيا وفرنسا وبريطانيا ، فقررت بعض الدول ارجاع الحكومات الرجعية الى الحكم  مثل النمسا.
المهم في  هذا الموضع هو في نهاية  القرن التاسع عشر حصلت الوحدة الايطالية والالمانية  وعدد كبير من الدول الاوربية حققت وحدة اراضيها ونالت الاستقلال عن طريق الشعور القومي الذي هب على اوربا باجمعها .

دور بسمارك في توحيد ولايات الالمانية
بسمارك كان رئيس وزراء مقاطعة بروسيا ومن ثم الاتحاد الالماني (الامبراطورية الالمانية)  من فترة 1871 تاريخ الاستقلال الالماني الى حين وفاته 1898 ، بروسيا الالمانية كانت ضعيفة نسبيا امام القوى الكبيرة مثل روسيا القيصرية وبريطانيا وفرنسا ونمسا. وكان الشعب الالماني او المتكلمين اللغة الالمانية موزعين بين دول اوربا مثل بولونيا والنمسا وفرنسا وايطاليا ولم يكن امامه الا اقامة علاقات وتعهدات فريدة مع القوى الكبيرة التي شكلت حلف الابسلوتية  (بعد القضاء على جيش نابليون ونفيه الى جزيرة هيلاني) . فحاول في البداية اقامة رابطة غزل مع الامبراطورية المجرية (النمسا)  ومن ثم فرنسا بقيادة كافور وروسيا وايطاليا وبريطانيا ولم يفكر يوما في تحقيق هذه الوعود.
وحينما تمكن بعد ان تمسكن،  حارب حكومة النمسا التي كانت تعيقه كثيرا وتحتل مساحة كبيرة من الاراضي الالمانية  في حرب قصيرة وهزمها ، لم يكن الهدف منها سوى اعطائه الحق في توحيد الولايات الالمانية شمال النمسا.
 لكن حكومة النمسا ارادت التخلص من الورطة فطلبت ارجاع الاراضي الالمانية الى النفوذ الفرنسي التي كانت تحت سيطرتها  وفعلا تم ذلك ، لكن دهاء بسمارك وشخصيته الفذة في اقامة تحالفات ومعاهدات مع قوى اخرى استطاع ان يهزم فرنسا بعد ان اعلنت الاخيرة حربا عليه . فكانت النتيجة هي توحيد الولايات الالمانية بعد ان ارجع  ولايتي زاس  واللورين من الحكم الفرنسي هكذا اصبحت المانيا امة جديدة في قلب اوربا بدون منازع عام 1871م.

من يتأمل المشهد العراقي الحاضر، يعرف ان مهمة السيد رئيس الوزراء العراقي  نوري المالكي ، هي صعبة جدا وربما هي اصعب من مهمة بسمارك نفسه.   ولكن لاننسى ان  تاريخ الشعوب هو من صُنع قادتها في اغلب الاحيان، كما هو تاريخ وحدة المانيا مرتبط ببسمارك وكما هو تاريخ امريكا مرتبط بجورج واشنطن وتاريخ الامة الهندية بغاندي . فهل يصنع نوري المالكي تاريخ العراق الحديث ويوحد بلاد ما بين الرافدين؟ ام سوف تهزمه القوى الطائفية و امراء سراق النفط والقوى الاسلامية التكفيرية  والقومجية ( المصطلح العراقي الجديد) و ينقسم العراق الى دويلات واقاليم وامارات اسلامية تدخل فيما بعد في حروب فيما بينها تكون اسوء من حروب دول البلقان و من حرب القبائل الصومالية الان.
من المهم ان يعي العراقيون  ان اللحظة الحرجة في تاريخ العراق هي الان، لن تمر لحظة اخرى على العراق اصعب منها،  ولن يفيد بعد ذلك الندم والبكاء على اطلال الماضي والبكاء على مدينة دار السلام ، المهم ان يدركوا  زعماء الطوائف والاحزاب العراقية  التي كانت حتى الامس القريب ينامون في الخنادق والكهوف والملاجئ معا من اجل تحرير العراق من ايدي المتسبد ، انهم الان اصحاب القرار وليس غيرهم ،  ليس الاجنبي ولا العربي ولا الفارسي ولا العثماني، المهم ان يدركوا ان الوحدة والتضحية مطلوبة من اجل العراق الموحد من قبل الكل . وربما اصدقاء الامس هم اعداء اليوم وبالعكس اعداء الامس اصبحوا اصدقاء اليوم  ولكن الطائفية والقومية والفكر الرجعي هي امراض اصابت غيرهم (اوربا وامريكا) قبل ان تصيبهم. وقد دفع  هذا غيرهم الكثير بسبب ذلك المرض لحين استطاع القضاء عليه. فاذا كانوا قادة الاحزاب الكبيرة بعد مضيء ستة اشهر لم يستطيعوا التفاهم على اختيار وزير النفظ او الدفاع او الداخلية  او غيرها من المناصب ، فاي امل بقى للعراقيين في قراراتهم؟!!
هذا ما نراه ضروريا ان يقوم به زعمائنا السياسيون ان يتخلوا من النفوذ الغريب مهما كان شكله او مصدره من اجل العراق ووحدته، والكل يعرف الان من مع من؟  ، اللهم الا اذا كان يفكرون هؤلاء القادة  في ان سعادة الانسان العراقي هي بحرمانه والمه وزيادة اوجاعه وارجاعه الى عصر الجهل والبدو و قانون الغاب !  بدلا عن عصر المعرفة والقضاء على المرض والفقر والجهل والحرب والتعصب  والعدالة والقانون، ففي هذه الحالة اعتقد كما يتعقد الكثيرون اليوم،  ان صدام حسين سيُكرم ويُبجل ،لان على الرغم من جرائمه التي لا تعد ولاتحصى لكنه حافظ على وحدة العراق >
همسة صغيرة اخرى  في اذان هؤلاء القادة،  ان العالم اليوم يسمع اخبارهم  ومواقفهم ويعرف حبال الشر من اين تاتي، ويستطيع العراقي  المهاجر الذي اصبح بلا وطن اليوم،  ان يميز بين الخير والشر ويرى ويسمع فلا يفيدهم  وضع الرؤوس تحت الرمال كما تفعل النعامة حينما  تجتمع الاخطار عليها ، لانها تظن ان العالم لن يراها ؟!!
وان ما يحدث اليوم في العراق من القتل والاختصاب والتفجير والذبح افعال وكل الجرائم و افعال المشينة من قبل المجرمين بكل انواعهم يتم بمشاركتهم  حينما لايتفقون على القرارات تساعد البلد على ارساء قواعد الامن والسلام، ولِعلمَهم ان امريكا تورطت بهم  ولا تعرف  كيف تتخلص من مشكلتهم والمازق الذي وقعت فيه وليس من المستبعد ان تشد احزمة الرحال قريبا  وتتركهم في  الحرب الاهلية والفكر الطائفي الذي هم فيه .

1723
الحكومة الطائفية ستجعل امال الشعب العراقي  في مهب الريح !!
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن /استراليا
11/5/2006

 من يراقب الاحداث التاريخية في النصف  الاخير من القرن الماضي  من تاريخ العراق الحديث ، يتعجب من درجة  الروح اللاوطنية لدى بعض من قادة احزابنا الذين جاؤوا على الساحة السياسية مقارنة بالروح الانتهازية والانانية والاستبدادية التي يميلون اليها ، يكاد يكون اليوم اسوء مرحلة من تاريخ بلاد ما بين النهرين مقارنة مع التقدم الحاصل لدى الامم الاخرى. لقد فشل العراقيون خلال خمسين سنة الاخيرة التي كان الحكم في ايديهم في انماء روح الاخاء والعدالة في وطن واحد ليتسع للكل ، فشلوا احفاد حضارة  ميسوبوتميا ، حضارة البابلين والكلدانيين والاراميين والاشوريين التي وضعت  البداية  الاولى لفجر المعرفة الانسانية  قاطبة في اكتشاف الكتابة والموسيقى وعلم الرياضيات والفلك والعمران وغيرها. وقليلون هم من يبحثون  بجدية عن علة هذا الفشل.
لقد دفع العراقيون انهارا من الدماء لكي يصلوا الى المرحلة التي يكون قرار الحكم في ايديهم ،
لكن روح الطائفية والنزعة الفردية  والجهل الذي يكتسب قوته احيانا من الفكر الديني  المبني على النظرة السلبية عن الانسان وحاجاته الاساسية، جعل البلد فاقد الامن والامل في المستقبل لحد الان.
اننا هنا لا ننكر الدور السلبي لكل القوى الخارجية والتي كان لها نفوذ على العراق ولكننا لا نلوم هذه القوى اكثر ما نلوم قادتنا ،  لانه كان من المتوقع ان هذه القوى الخارجية لم ولن تتنازل عن مصالحها ورؤيتها بسهولة.
مهما يكون ادعاء امريكا مع حلفاءها  انهم جاؤوا من اجل تحرير العراق الا انه يبقى هناك مصالح حاضرة او مستقبلية لها في المنطقة وامريكا على الاقل تقول بعضها علانية ( انها تريد جلب الحرية والديمقراطية الى الشرق الاوسط  .)
اما بالنسبة الى دول الجوار كلها وبكل صراحة لا تريد الاستقرار للعراق، لانه ليس من مصلحتها تحقيق المشروع الامريكي ولا من مصلحتها يظهر نظام ديمقراطي وطني قوي مهما يكون نوعه في العراق، فبعضها كانت لحد يوم الامس الذ الاعداء لحكومة الطاغية، بينما اليوم تدفع بكل امكانيتها من اجل ايقاف اي تغيير او تقدم لصالح  الشعب العراقي وارجاع ذلك النظام الى الوجود فاي مفارقة هذه!!، فكل واحد يزيد من وقود النار اكثر كي يستمر اللهيب، لعله ينتظر ياتي يوم ما تحدث تسانومي جديدة  في منطقة الشرق الاوسط  او في اي منطقة من العالم. لكن ذلك لا يبرر من تفشى الروح الطائفية  الموجودة اليوم بين الاحزاب العراقية وقادتها الذين اصبحوا مصدر اكبر مشكلة للعراق ولشعبه اليوم، هؤلاء القادة الذين كانوا تواقين لبناء العراق بروح جديدة حسب تصريحاتهم  من منفاهم مثل تحقيق الديمقراطية والعدالة والوطنية والحرية وحماية كرامة الانسان العراقي من دون التمييز بين مواطن واخر باي مقياس وغيرها من الشعارات الرنانة .

يجب ان الا ننكرر الحقيقة، ان الروح الوطنية هي غائبة عن ضمير معظم الشعب العراقي اليوم ، وان النزعة الطائفية او القومية او الدينية او الانتهازية او الاجرامية هي سائدة عنده ، ومن يتامل احداث الماضي وواقع اليوم، بلاشك سوف يعرف ان المخرج من هذا المازق ليس بقريب ان لم يكن لا سامح الله مستحيل.
 المشكلة الكبيرة الاخرى التي يعيشها العراق اليوم، لا احد يريد ان يتنازل عن موقفه الطائفي او الانفرادي او الانتهازي من  اجل مستقبل العراق وكأنه يدرك تماما ما سيحصل فلماذا يخسر؟. ان الدليل الواقعي لهذا الكلام هو بعد اكثر من خمسة اشهر لحد الان لم يستطيع القادة السياسين او بالاحرى قادة الطوائف تشكيل حكومة مركزية ، اصبح واضحا لنا ، ان اسباب  صراعاتهم ليست الا لدور ولنفوذ احزابهم  في الوزارات التي سوف يتولونها.  كانما  كما قلنا سابقا ان هذه الوزارات لم تعد ملك الشعب ومن اجل خدمته  بل ملك هذه الاحزاب ونوفوذها  ولذلك لم ينتهي الصراع لحد الان .
شيء واحد ربما يمكن ان يتذكره هؤلاء القادة عندما يقارنون اليوم بالامس ، ان ماساة العراقيين لم تتغير ابدا، من  عائلة واحدة قاتلة متربية ومدمنة على القتل اصبح هناك عدة جهات واحزاب وميليشيات  قتلة، سارق واحد مع عائلته  اما الان اصبح نصف الشعب من السراق والفرهوديين  ، لنقل فرضا من معدل  مئة شخص كانوا يعدمون يوميا في زمن صدام ، اليوم مئة وخمسين يقتلون في انفجار واحد فاين التغير. يبدوا ان امال الشعب العراقي  اصبحت مرة اخرى في مهب الريح في عصر الحكومة الطائفية بعد عصر حزب القائد وطاغيته.

ان ما نادى به الدكتور عبد الخالق السامرائي في مقالته قبل بضعة اسابيع ( صمت المثقف جريمة) اي الروح الوطنية واجب على كل عراقي حتى الذي يعيش في المنفى ويجب عدم السكوت على الباطل او الامر الخاطئ ، المواطنة العراقية  يجب ان تكون اوليتها فوق كل اعتبار لان ثمنها كان ارواح الملايين من الشباب ،  بالحق ان سلوك المواطن الصحيح وحبه للوطن  هو الامل الوحيد الذي اراه لايقاف هذه المصيبة القادمة وانه الامل الوحيد لخروج العراق من محنته بدون تقسيم او الزوال من الخارطة السياسية. نعم صمت المثقف هو جريمة والجرم الاكبر ان يدفع ذلك المثقف بدون ارادته الى الهجرة او النفي القسري او يقتل بكل سهولة ولا تستطيع الحكومات الطائفية حمايته .
لا بد من دق نواقيس الخطر في اذان اخوتنا السياسيين لحين قبولهم الاستماع الى الراي العام اوالانتباه الى الخطر.

 حقيقة واحدة مهمة يجب ان نتعلمها جميعا من تجاربنا اليوم هي ان لا نكرر تجربة الامس  من خلال صمتنا اوازدواجيتنا الساذجة ويحصل اسوء لنا ما كان في عهد الطاغية.   

 
 [/b]

1724
شعبنا يحتفل بافراحه ولا يهمه المصير المجهول!!!!
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن /استراليا
4/6/2006
من ينظر صحيفة عنكاوا كوم في هذه الاسابيع،  يعرف جيدا اننا ذلك الشعب الذي يحب الفرح والرقص والجمال والابداع والحياة، شعب لايعرف الا الاستمتاع بالافراح  ولاينظر الى الوراء بقدر ما ينظر الى  المستقبل سوى في موضوع واحد هو التسمية اللعينة  التي اضاعت  مصيرنا في هذه الحقبة المهمة من التاريخ.
في شهر اذار و نيسان وايار، اشهر فصل الربيع وعودة  ملكة  الجمال الاسطورية  في تاريخ ما بين النهرين (عشتار)  من العالم السفلي (عالم الاموات)  الى الارض (عالم  الحياة ) لتقضي ستة اشهر اخرى مع زوجها  تموز .
 يبدا الشعب الكلداني الاشوري السرياني  بافراحه الدينية باحتفالات عيد الفصح عيد قيامة ربنا يسوع المسيح الذي عاش على هذه الارض قبل حوالي الفين سنة  ومن ثم عيد اكيتو الذي كان يقام 12 يوما في بابل العظيمة وعيد التحرير العراق واعياد وطنية مثل عيد العمال العالمي في اول من ايار وعيد نوروز لاخوتنا الاكراد.
اما تذكار القديسين (شيراواثا ) الشفعاء لاهالينا في قراهم الشمالية  ضد الغزاة والاعاصير والجراد وشحة سقوط الامطار وغيرها من الكوارث الطبيعية واعمال الانسان الشرانية فيبدأ  في النصف الثاني من شهر نيسان فيبدأ بعيد مار كوركيس الفارس الشهيد الذي يحتفل به  شعبنا في مدينة موصل وتلكيف وفيشخابور وبيرسفي  ومار ياقو وكذلك يحتفل به ايضا من قبل اهالي هذه القرى في سدني ومالبورن  وعيد ربن هرمز في القوش والالقوشيين في امريكا ومالبورن وسدني في استراليا   وعيد مارت شموني في عنكاوا وعند اهالي شرانش (القرية المرحلة  ) في بغداد و اهاليها في  مالبورن استراليا  واهالي قرية بلون ( تقع في  تركيا ) في بغداد ، عيد مار اوراها في بطنايا واهاليها في سدني استراليا وعشائر المركهيين في العراق وفي مالبورن استراليا  ومار بويا في شقلاوه  ومار ادي  (قرية يردا المرحلة )  في بغداد و اهالي القرية في مالبورن وسدني استراليا ، ومار اثقن  (قرية  امرا المرحلة ) في بغداد واهاليها في استراليا وكندا وامريكا وفرنسا.وغيرها من الشيروات ...ألخ

حقيقة لم اكن اعرف  ان هذا العدد من الشيروات يتم الاحتفال بها من قبل ابناء شعبنا في العراق البلد الام واركان العالم حيث يعيش جماعات وشتات من شعبنا المسكين الا من خلال صفحات عنكاوا كوم و غيرها من الصحف الالكترونية التي هي بالحق  نعمة لنا كي نطلع على اخبار بعضنا البعض الاخر على رغم بعد المسافات وبكلفة قليلة.
لكن من هذه الصور والتقارير الاخبارية لهذه المهرجانات والشيروات بادرت  الى ذهني عددة اسئلة وملاحظات  مهمة  وهي :--
 
اولا    هل نحن فقط شعب الرقص والمرح والغناء لايهمنا مستقبلنا، لان كلما اقام مغني ما حفلة في اي مكان في العالم  او اقام نادي او جمعية اوحزب او كنيسة ما حفلة او سفرة  يبادر الالاف الى قراءة الخبر ورؤية الصور والتعليق عليها،  اما الاهتمام بالاخبار والقضايا المصيرية قليل لا بل  مهمل لا يحب احد التكلم عنها ، وكأننا في سفرة بحرية لا يهمنا ما قد ينتظرنا من امواج البحر في هذه الظروف العصيبة. هل من يفكر في مصير هذا الشعب  من قادة هذه التجمعات والنوادي والكنائس؟؟!!..الى متى نبقى بلا وحدة مسيحية حقيقية ، وارجو ان لا يجتهد احد ان يقنعني بانه لايوجد علاقة بين الابمان وهذه الوحدة. لان بعد خمسة عقود ستكون كنائسنا فارغة كما هي الحال الان في تركيا ،ولا محال سنضيع خلال جيلين في الدول الغربية حينها لا يلوم اصحاب الامر الا انفسهم.

ثانيا   لو شارك هذا العدد الكبير من ابناء شعبنا في الانتخابات الاخيرة  لا سيما في المهجر لما اصبحنا بدون ذكر في خطابات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وقادة الكتل السياسية في مجلس النواب،  بل لكنا احد اطراف التفاوض على مستقبل العراق  ووضع فقرات الدستور الذي اهمل حقوقنا كثيرا، اذن لا نلوم الا انفسنا وجهلنا وقادتنا السياسين الذين لم يضحوا بكراسيهم من اجل مستقبلنا.

ثالثا   اصبح واضحا لنا من مناسبة  الشيروات واعياد الميلاد والقيامة  ان شعبنا لازال بعيدا عن الشعور القومي ولا زال يتكل على رجال الكنيسة في قيادته من الناحية الدينية والدنيوية . وهنا نسال هل يقوم ابائنا الاكليروس في هذه المهمة كما كان يحصل في الماضي؟ وهل  يعرفون هذه الحقيقة ؟ ام لايهمهم مصير شعبنا المؤمن،  اعتقد كان واضحا لنا جميعا من حصة ثمانية الى عشرة مقاعد كان المتوقع الحصول عليها  في الانتخابات الاخيرة لم يحصل شعبنا الا على مقعد واحد لا بفضل عدد المصوتين له  بل بفضل النظام  الذي اتبع في توزريع المقاعد للاصوات الفضلة المتبقية.

رابعا    يتحتم على رجال الاكليروس اليوم ايجاد مخرج لشعبنا وعدم الاعتماد على احزابنا السياسية  الموجودة في الساحة لانهم فشلوا في تحقيق اي شيء، نعم الظروف صعبة في بلدنا لكن لا بد ان  يقودوا هذا الشعب المؤمن بالمسيح والذي هم قادته ، فهل يمكن ان يقبلوا بهذه الحالة وهم يقومون بدورهم الروحي ، فقط ليتذكروا كم كان ولازال هو دور الكاردنال صفير عظيم و مهم لاخوتنا المسيحيين في لبنان، لو كانوا ينتظرون  الفرج من السياسين اعتقد كلكم  يعرف النتيجة التي  تنتظرهم  .
لنفرض اننا شعب اعمى الا يقودنا ابائنا الى طريق الصواب ام يتركونا في التناحر والتقاتل من اجل التسمية لنقع في اقرب حفرة  كما حصل ويحصل الان  ويعبر قطار القرن مرة اخرى!!!!!!!!!.
انها رؤيتي الشخصية فارجو ازالة العتاب امام الامور المصيرية الواضحة  كالحقيقة التي لا تقبل التأويل والتطويل والتحريف. [/b]

1725
 الاخ اسكندر بيقاشا المحترم
الاخوة المتحاورين الكرام

موضوع تقييم قادتنا في القرن العشرين او على الاقل في النصف الثاني من القرن العشرين ، يحتاج الى دراسة وبحث بصورة جدية اكثر ، ويجب ان يكون مستند الى الوثائق.

ام بخصوص دورهم  السلبي على الوضع المتشتت القائم لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني  يجب ان نتذكر بعض ملاحظات مهمة وهي:

اولا   
       قبل ان نلوم القادة يجب ان نلوم انفسنا لاننا رفعناهم الى مرتبة القادة لنا ، كان يجب ان يكون  ولائنا لهم  مقابل انجازات وحينما تبرز حالة انتهازية كان يجب ان تنتقد .
ثانيا
          موقف قادة الكنائس فيما بينهم وتدخلاتهم المرئية والغير مرئية والمسموعة والغير المسموعة  من خلال صراعاتهم على المنتمين لهم قد شرد الشعور القومي لدى ابناء شعبنا، لابل اضاعه  وهذه هي من النقاط المهمة ، لانه تحول الصراع المفروض ا نكون من اجل حقوقنا القومية الى صراعات داخلية قبلية عشائرية متخلفة بين ابناء شعبنا.
 
ثالثا
          لا ننسى مهما كان موقف هؤلاء القادة ناقص او متخاذل او منتهز،  فهم افضل من موقفنا لا سيما  من موقف الالاف من ابناء شعبناالذين  يحملون كثير من الشهادات او لديهم الامكانية الاقتصادية الكبيرة ولكن شعورهم القومي مضمور الى درجة الصفر لان هؤلاء القادة على الاقل متواجدين في الساحة  السياسية الواقعية.

رابعا
        نحن لا نملك قادة بمعنى قادة حقيقين مثل غاندي او مارتن لوثر كينك او بسمارك او مانديلا او ملا مصطفى البرزاني او جمال عبد الناصر  في شعبنا وربما لاسباب قد ذكرنا بعضها او لم نتطرق الى البعض الاخر منها.

خامسا كنت اتمنى انا لا يذكر الاخ اسكندر بعض الاسماء في هذه القائمة كقادة لنا لان لقب القائد كبير عليهم
مقارنة بدورهم وموقفهم الهزيل في مصائب شعبنا لا سيما في الانتخابات.

اما هل يستطيع من ينتمي الى الاحزاب الاخرى تمثيل قوميتنا ا وشعبنا ؟
حقيقة لا اجد مجال للحصول على اي  منفعة كبيرة من الاحزاب الاخرى . يجب ان لا نضحك على انفسنا مفهوم الديمقراطية والعدالة والانسانية مفقود في الشرق الاوسط وكل ما يحصل هو مجرد عملية اظهار عواطف في الازمات
التي تصيبنا.
اما بخصوص دور السيد اغاجان في بناء القرى ، فانا اعتقد لايهمنا كثيرا مصدر هذه الاموال مادام تساعد شعبنا بالعودة الى قراهم التي تكت بعضها قبل اربعة عقود ،كذلك اعتقد يجب  ان شكر الادارة الكوردية على هذا الموقف الايجابي ونتمى ان يكون دور السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية العراقية  والسيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كوردستان اكثر وضوحا في قضيتنا ومصيرنا وان لا ينسوا التاريخ المشترك والتضحيات التي قدمها ابناء شعبنا منذ بدء الحركة الكوردية في الستينات من اجل حقوق كل الاقليات والشعوب ولحد الان، وان ينظروا الى الشعب وليس الى موقف بعض القادة المحليين في هذا الموضوع .

اتمنى ان اكون معتدلا في كلامي هذا وشكرا
اخوكم يوحنا بيداويد
مالبورن/استراليا


1726
اي كلدان نريد ان نكون؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن 18/4/2006

احتفل شعبنا الكلداني الاشوري السرياني مرة اخرى  بعيد اكيتو ( رأس السنة البابلية الكلدانية او الاشورية البابلية  اواي تسمية اخرى اطلقت )  في ظروف قاهرة  حيث لا زال العراق  يعاني من حالة فقدان الامن والسلم، يكاد يكون وصل الى حالة التمزق و الضياع بل في مفترق الطرق.
 عيد اكيتو ، الاول من نيسان عريس اشهر السنة الميلادية منذ وضع الانسان الاول (الكلدانيون الاوائل) تقاسيم الزمن  الليل والنهار وعدد الاشهر والسنة ، ففيه تبدأ دورة الحياة في الطبيعة من جديد،  وفيه يقع عيد قيامة مخلصنا السيد يسوع المسيح ( اغلب الاحيان) وعيد الاعياد لكل العراقيين وهو التاسع من نيسان يوم سقوط الصنم وهزيمة صاحبه في البراري هذا بالاضافة الى اعياد اخرى لاحزاب عراقية وطنية  !!

مرة اخرى امتلات صفحات الالكترونية والجرائد بمقابلات وبيانات وبرقيات ومقالات عن هذا اليوم الذي كان يجب ان يوحدنا قبل ان يقسمنا .
ومن خلال قراءتي لصفحات عنكاوا كوم الغراء وبقية الصفحات الشقيقة ، وجدت فيها مقالات ساخنة عن موضوع وجود الكلدان في التاريخ وهل يحق لهم الاحتفال بعيد اكيتو  وادعائه عيد رأس السنة البابلية الكلدانية .
قبل كل شيء ان اسم الشعب الكلداني  هو حقيقة تاريخية  مثل غيره من التسميات الموجودة للاقوام الاخرى التي وجدت في العراق و التي يفتخر بها كل عراقي اصيل . ولا حاجة بنا لجلب  البراهين التاريخية في هذا الموضوع ، يكفينا الاشارة بما كتبه المؤرخون فقط.  ولسنا بحاجة الى من يملي علينا محاضراته او اوهامه كي يختزل منا ما هو شيء مقدس في قلوبنا وشعورنا .

ولكننا ككلدان يجب ان نسأل اليوم  ماذا نريد؟ عن ماذا نبحث ؟ هل هدفنا لا سامح الله كما يقول البعض خالف تعرف؟ ام لدينا اهداف وطموح ورسالة في التاريخ؟
ربما بعض القراء يسألون لماذا هذه الاسئلة ؟ الجواب اننا لسنا بصدد طرح  جديد ، وانما  يجب ان نكون واقعين مع انفسنا،  قبل كل شيء كان يجب ان نُقَيم مسيرة الكلدان بعد الانتخابات مباشرة ، كي نعلم لماذا كانت نتائج قائمتنا ضعيفة.  لحد  لم نقيم مؤتمر كلداني عالمي عام لنناقش مسيرة وطموح الكلدان في المستقبل، كل ما امتلكناه مجلس اتحاد القوى الكلدانية في العراق وقد غابت اخبارهم بعد الانتخابات وكذلك الحصول على مقعد واحد في مجلس الوطني عن طريق التحالف مع الاخوة الاكراد.
نحن لا نريد ان  تكون انجازات الكلدانيين فقط  كتابة مقالات في الصفحات الالكترونية ، ولا يكفينا البيانات والتصاريح الاعلامية، واحيانا تكون مضاربة بيننا في محتواها اوالهدف من وارءها.

 نحن بحاجة الى مناقشة واقع الكلدان بصورة موضوعية، علينا ان نكون جريئين ودقيقين في وصفنا لامكانياتنا العملية على الساحة السياسية، وقابلية التاقلم مع الواقع السياسي المتغير في العراق في الاونة الاخيرة، قابلية الاستفادة من الفرصة الاتية من التناقضات  السياسية، يجب ان نكون حكماء في تكهننا عن مستقبل العراق،  ولدينا الاستعداد والقابلية على التحاور مع اخوتنا بالدم والتاريخ واللغة وهم الاشوريون والسريان، اقامة الجسور مع الطوائف والقوميات الاخرى التي نشاركهم الوطن الواحد  والمصير  الواحد.

يكفينا الاتكال على الاخرين، لازلتُ اعيد السؤال الذي طرحته قبل سنة ونيف بعد الانتخابات الاولى
  ألم يحن الوقت لترميم البيت الكلداني؟
الم يحن الوقت لاقامة مؤتمر عالمي يشارك فيه كل من يريد يبقى  للكلدانية وجود واعتراف من قبل بقية القوميات الاخرى؟ لقد عجزنا عن ايجاد مخرج لعموم شعبنا الكلداني الاشوري السرياني فهل نعجز ايضا وضع خطة واستراتيجية لمستقبل الكلدان من حيث علاقاتنا مع القوميات الاخرى التي نتقاسمهم الخبز والماء اعني العرب والاكراد والتركمان ؟، هلى لدينا مبادئ معينة نطالب الاخوة الاشورين والسريان الالتزام بها كي نتحالف معهم من الان وصاعدا و نضع حد لجدالاتنا البيزنطية العمياء ؟ ام  يكفينا فقط دخول اسم الكلدان في الدستور؟.
لا يكفينا كتابة المقالات والتصاريح والبيانات الاعلامية. يجب ان نتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا ، وهذه المسؤولية ليست سهلة وقصيرة الامد.

نعم لن يتغير شيء من الواقع ما لم يكن هنالك تفاعل من قبل جميع الاحزاب  والهيئات والاندية  الاجتماعية والثقافية الكلدانية مع هذا الموضوع ، واتخاذ قرار واضح بهذا الصدد، نحن الكلدان لن ننسى فضل الكنيسة في الحفاظ على هويتنا الكلدانية عن طريق حفاظها على اللغة لحد قبل اربعة عقود ، ولن ننسى بوادر الايجابية التي قامت بها في الماضي القريب،  ولكن يجب  ان لا نتكئ على مواقف الكنيسة  وننتظر دائما منها ايجاد المخرج ، لان الامة التي لا يولد قادة  منها ، مصيرها  عسير ان لم يكن الزوال، لا ننسى مهمة الاولى للكنيسة هي الروحية ،فهي ليست مؤسسة اجتماعية او سياسية كي تتدخل في اصلاح االبين او قيام بتمثيل او الدفاع عن الحقوق السياسية لجماعتها.

 نعم يجب ان نضع اليوم كلدانيتنا في ميزان، فان كان لنا اليوم شعور حقيقي اتجاه قوميتنا
 يجب ان نتحرك قبل ان تعبر الفرص كما عبرت في الماضي، يجب ان نتحمل المسؤولية  كما تتطلب الظروف منا ،يجب ان نعرف  ما نريد والا تكون صياحاتنا كصياحات اخرس في اذن اطرش. [/b]

1727
                                 
عيد اكيتو و زعل الاخوة  في مالبورن
[/b]

بقلم
  يوحنا بيداويد

يحز في نفسنا ان نرد على بعض اخواننا في جاليتنا في مالبورن والذين يتكلمون بما يشاؤون دون التفكير بوعي وتحمل المسؤولية او القيام باي شيء عمليا ،  وكم يحز علينا ان نرى بعض الاخوة لايملكون غير مجالس الحديث او صفحات الانترنيت للكتابة عن هذه الامور والتشهير بها دون التقيد بالموضوعية والصيغ المتبعة في مجتمعنا.

اذا كانت هناك  مجموعة تفتخر باقامة روح الوحدة في جاليتنا يجب ان يكون اعضاء نادي برج بابل الكلداني  في مقدمة تلك القائمة، لا اظن ان احد يستطيع ان ينكر جهودنا في (منتدى اكد الثقافي)  الذي كان صاحب اول بادرة لجعل التقارب بين الكلدانيين والاشوريين والسريان
لكن يؤلمنا  ان لا يستطيع البعض مواجهة الحقيقة والوقوف بجانبها وانما زيادة الحديث بصورة مشوهة ووضع اللوم على بعض الاشخاص دون معرفة الحقيقة

لعل احد الاخوة من القراء يسأل  اين تكمن الحقيقة ؟

لذلك سوف اجيب على هذا السؤال كي لا يخيب ظن احد في سبب اقامة الكلدانيين في مالبورن لعيد اكيتو لوحدهم هذه السنة .
اولا     في السنين السابقة كان نادي برج بابل الكلداني هو من الاعضاء الرئيسين في اقامة هذا المهرجان سواء في الدعم المادي او تحمل مسؤوليات التظيم وسجل الاجتماعات يشهد على ذلك .

ثانيا         لم يكن هناك اعتراض على اي شيء من قبل الجماهير على فقرات البرامج التي اقيمت في تلك المهرجانات، سوى قيام بعض الاخوة بتجاهل  وجود ومشاركة الكلدان فيها بصورة متعمدة احيانا وبصورة غير متعمدة احيانا اخرى خلافا عن ما كان قرر من قبل لجنة التحضير.
 
ثالثا          طرحنا باسم نادي برج بابل فكرة اقامة تجمع كلداني اشوري وسرياني كي يتحمل مسؤولية اقامة مثل هذه المهرجانات والتمثيل لدى دوائر الحكومة الاسترالية باسم (الكلدان والاشوريين والسريان) وعقدنا عدة اجتماعات وقدم عدة مشاريع لاقامة الوحدة واذكرعلى سبيل المثال مشروع الاخ جيمس كيوركسيان والاخ ديفيد شيبو وقد رفضت كل الافكار
 ولم يحضر في احد المرات الاجتماع المقرر سوى ممثل نادي برج بابل.

ماذا حدث في هذه السنة ؟

يجب ان نذكر هؤلاء الذين يريدون الوحدة بين الكلدانيين والاشوريين والسريان، ان الكلدان ليس وجودهم فقط محصور في مالبورن او سدني او شيكاغو او سان دياكو او دترويت او في مدن اوربية او ارض اجدادنا بيث نهرين ، فالذي يحرص على وحدتهم يحرس عليها في كل مكان وفي كل لحظة وبدون تميز او ذكر التسميات

 في بداية هذه السنة كنا بانتظار اقامة اجتماع مشترك كالعادة لكن فوجئنا بوصول دعوة باسم الاخوة VAC  Victorian Assyrian Community مع العلم ان هذه المنظمة كانت احدى المنظمات التي تنظم هذا المهرجان في كل السنة  لحضور الاجتماع لتنظيم عيد راس السنة الاشورية 
يجب ان نذكر هنا عندما اقمنا المهرجان الاول من قبل منتدى اكد في السنتين الاولتين كان المهرجان يقام تحت التسمية المركبة الثلاثية (الكلداني الاشوري السرياني)
لكن في السنوات الثلاثة الاخيرة كان تحت تسيمة (اشوري- كلداني) وعندما حضرنا الاجتماع وعارضنا الامر، لم يقبل الاخوة الحاضرين  في البداية  اي  تغير.
 لكن بعد اصرارنا على الامر في الاجتماع الثاني قبلوا تسمية اكيتو عوضا (الاشوري – الكلداني) لكن الدعوات الى ممثلي حكومة الدولة والبلديات و الجمعيات والنوادي الشقيقة  بان Victorian Assyrian Community with their Logo
الداعية لهم لحضور المهرجان  مع شعارهم المرسوم في مقدمة الرسالة
عارضنا هذا الامر وطلبنا ان يكون تنظيم وارسال الدعوات الى الجهات الرسمية مثل السنين السابقة اي باسم الكلدانيين – الاشوريين لم يقبلوا بالامر لذلك اعتذرنا من المشاركة.
 والسبب في ذلك كان لان هذا المهرجان ليس لاصحاب التسمية الاشورية فقظ بل للسريان والاشوريين والكلدانيين .
 وعندما علمت بقية الجمعيات والنوادي الكلدانية بالامر قررت هي ان تقوم بتنظيم المهرجان لوحدها في هذه السنة

ثلاثة امور مهمة اود ذكرها :-
اولا   ان اللجنة المنظمة لعيد اكيتو من قبل الاخوة الاشوريين لم تعير اي اهمية لوجود ومشاركة الكلدان في السنين السابقة ولا الحاضرة وكأنهم كانوا متقصدين في الامر لتغيرها.

ثانيا    تم الحصول على المنحة باسم عيد اكيتو راس السنة الاشورية- الكلدانية من قبل الحكومة فكتوريا وحسب علمي ان الجهة التي قدمت للحصول على المنحة  هي  منظمة تدعى نفسها اتحاد النساء الاشوريات - الكلدانيات بحدود ثمانية الالاف دولار استرالي بدون علم المنظمات الكلدانية في الامرعلى ان تصرف هذه المنحة على نشاطات المهرجان.
 
ثالثا  لم يوافقوا على الصيغة التي كانت في السنين السابقة اي اقامة المهرجان تحت التسمية عيد اكيتو راس السنة  الاشوري –الكلداني كي تعيد اللحمة والوحدة الى الجالية.
 
كلمة اخيرة لابد ان نقول للمتذمرين على نهوض كلدان اليوم بمسؤولياتهم تجاه مجتعمعهم  ان اليوم ليس شبيه بالامس واود ان اذكرهم المثل العربي ( لا تضغط على الجبان فتعلمه المرجلة؟!!!). اي كلما ضغط المتعصبين من التسمية الاشورية على نكران وجود الكلدان كلما تعصب الكلدان في موقفهم المعارض بالمقابل.

نسال هؤلاء الوحدويين لماذا لم يعارضوا الاخوة الاشوريين في سنيين طويلة الماضية حيث كانت هذه  المنظمات والاذاعات والكتاب والموظفين والمترجمين من الاخوة الاشوريين يتكلمون بما يشاؤون احدا لم يعترض عليهم.
 الان فقط اصبح الكلدانيين هم المتعصبين والمخربين و..........وووو بمجرد اقامة عيد اكيتو هذه السنة
واذا كانوا  يريدون اقامة  الوحدة بين الكلدانيين والاشوريين والسريان يجب ان يعملوا باخلاص دون التفرقة. ونقولها مرة اخرى عندما يكون هناك ارادة صالحة من القادة السياسيين وعندما تكون لهم الجراة  والارادة في اتخاذ قرار الوحدة ، و يتنازلون قليلا عن عرشهم لاجل هذا الشعب المتتناثر في المعمروة سوف يكتشفون فاتهم الاوان .
[/b][/b]

1728
الاب الفاضل بشار وردة المحترم

الاخوة المتحاورن

لا يمكن لاحد ان ينكر اننا ذلك الشعب الاصيل الذي سكن ارض العراق قبل القوميات والشعوب التي  عاشت ولا زال يعيش بعضها على ارض العراق  الان.

لكن ما ينقصنا قبل ان نطالب بمنطقة ادارية، او منطقة امنة او فيدارالية، هو الوحدة بيننا.
لحد الان لسنا متفقين على ايهما الاصح، هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة؟!

لقد اضعنا فرص كثيرة خلال الفترة القصيرة الماضية، يجب ان لا نلوم احدا سوى السياسيين الانتهازيين الذين لم يجدوا لنا مخرجا لذلك.

اذن قبل المطالبة بمنطقة امنة نحتاج الى رؤية سياسية مستقبلية واضحة ودقيقة ويتفق معها رجال الاكليروس المنقسمين على ذواتهم لحد الان ايضا.

انا مع مطالبة بمنطقة ادارية ذاتية في سهل نينوى على ان تكون ممنوحة لنا من الاخوة العرب والاكراد بمعاهدة تحت رعاية دولية،  بحيث لا تجعلنا كما قال بعض الاخوة بين فكي كماشة.

يجب ان يتم معالجة الامر دوليا لانه اصل هذا الاقتراح يعود الى زمن اغا بطرس .

لذلك يجب ان نكون فعلا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام، يجب ان يتم تحقيق هذا المطلب بطرق سلمية و سياسية كمثل اقامة مؤتمرات بين اطراف عراقية او دول عربية او اطراف دولية وعمل لوبي سياسي واقتصادي لجعل هذا الامر ممكن. يجب ان لا نكون اصحاب شعرات غير مهذبة وغير مدروسة، يجب ان لا نشعل فتيل الشرارة تحت اقدام اخوتنا في العراق .
يجب ان نصل الى مرحلة اقناع اخوتنا الاكراد والعرب اننا جزر مهم من عراق المستقبل ، بحيث هم يقومون بالمطالبة لنا هذا المطلب.
 فهل نستطيع الوصول الى ذلك بدءا بايجاد وحدة بيننا ، ام تستمر الهجرة ونصهر بين مجتماعت الغربية خلال 100 سنة قادمة.

وشكرا
اخوكم يوحنا بيداويد
مالبورن/ استراليا



1729
المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات في العراق
كـۆميسيوني باڵاى سه ربه خۆي هه ڵبژارد نه كان له عێراق

The Independent Electoral Commission of Iraq
برنامج التصويت خارج العراق
مكتب ملبورن- استراليا
                                                   
دعوة
 
 
يسر مكتب المفوضية العليا للانتخابات في العراق في ولايتي فكتوريا وجنوب استراليا، ان تتقدم بدعوتكم لحضور اجتماع عام لممثلي الاحزاب السياسية والجمعيات والنوادي والكيانات الدينية والمدنية العراقية للاطلاع على المعلومات الضرورية بخصوص اوقات التسجيل والتصويت واماكن المراكز الانتخابية وطريقة الاقتراع وكذلك
لاجل التعاون في ايصال هذه المعلومات الى اكبر عدد ممكن من افراد الجالية العراقية 

المكان:     مطعم وصالة الاغادير
 العنوان:   
874-876 Sydney Road
Brunswick Vic
Tel.   03 9383 7078

الزمان:       يوم  الاحد المصادف 4 من كانون الاول 2005
من الساعة الثانية والنصف و لغاية الخامسة بعد الظهر       

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال:
تلفون المكتب     :     93835124
او احد الموظفين :
محمد العيداني              0432141957   
يوحنا مرقس بيداويد      0421346764 
توانا نورري               0434359419
                                                                                                             

1730
هل سينهض ابناء شعبنا في المهجر من سباتهم؟؟[/b]
بقلم يوحنا بيداويد

في الخامس عشر من الشهر القادم، ستجرى انتخابات الجمعية الوطنية العراقية مرة اخرى، لكن في هذه المرة لن تكن جمعية وطنية غير وقتية، بل تكون دائمية، ولها الحق في ادارة شؤون العراق لمدة اربعة سنوات حسب الدستور العراقي الجديد .

ان شعبنا الذي يحمل التسميات التاريخية العريقة الكلدانية والاشورية والسريانية ، مدعو مرة اخرى لرفع صوته عاليا،  ليقول للعالم انا هنا،  لا زلت حيا ، لازلت موجودا في الارض التي ولد فيها اجدادي وتناقلت انسالهم ، انا موجود في ارض بيث نهرين الزكية ، التي روتها دماء الشهداء منذ قرون وقرون.

هناك بعض القضايا يجب ان يدركها عموم شعبنا  وبالاخص في  المهجر:

اولا
ان شعبنا حُرِم في منطقة سهل نينوى من الانتخابات والكل اصبح على علم بالقضية ، لاسباب لا ندرك حكمة السكوت عنها سواء كان من قبل المفوضية العليا المشرفة على الانتخابات  ام الحكومة العراقية ام الحكومة الكوردية حتى من الدول الغربية المتواجدة هناك بالاخص القوات الامريكية

ثاينا
   قلما يدق  الحظ  باب ما مرتين ، نحن نعلم هناك خطط  شبحية لاجلاء شعبنا من العراق تماما لكي يزول وجوده بتشته بين الامم والقارات ، بعدما لاقى ما لاقى من الخيانة والتنصل من المعاهدات  وحرمان من  الحقوق والاهمال من الانكليز في بداية القرن الماضي ، فاذا لن نسعف ذواتنا لن يسعفنا احد.


ثالثا   
لنكن عميقين في التفكير والرؤية، لنكن شبيهين بغير الامم التي دافعت ولا زالت تدافع عن وجودها وهويتها وارضها وتاريخها رغم هجرة ابنائها ، لنكن جريئين في المطالبة بحقنا . ان لم نطالب به اليوم ، سوف يعاق وجودنا لا بل يزال من ارض اجدادنا، هذه الدعوة ليست دعوة حمل السلاح والحرب والقتال، انما دعوة المشاركة في الانتخابات واختيار ممثلين اقوياء ومخلصين  لنا نؤمن باخلاصهم وكفاءتهم ، نؤمن  بان تمثيلنا السياسي امانة في عنقهم  .

رابعا   
ايها الاخوة  من الكلدانيين والاشوريين والسريانيين في المهجر، ان الخطر يحوم حول اهلنا ، من ناحية ممارسة الحقوق المدنية والدينية.   اننا يجب ان نقوم بالمهمة الاخلاقية الملقاة على عاتقنا، وهي المشاركة في الانتخابات وابداء صوتنا لاحد ممثلين من شعبنا. لقد اهملنا هذا الامر في الانتخابات الاولى وكانت النتيجة الحسارة الكبيرة الت تعرفونها.
 لدينا اكثر من مليون من اخوتنا هناك يحتاجون الى دعم سياسي منا ، الى دعم معنوي كي يتم حمايتهم  عن طريق اصواتنا، وهذا الدعم فقط يتم تحقيقه بالحصول  على اكبر عدد ممكن من المقاعد في الجمعية الوطنية، ومن هناك يتم التحالف مع الكتل الكبيرة من اجل المصالح القومية والوجود لشعبنا ،صحيح البعض منا يظن وصل الى  بر الامان ، لكن اذا اراد الله هجرة اخرى كما حصل مرات ومرات في التاريخ ماذا سنعمل؟!!
   لا ننسى نحن جزء من ذلك الشعب وابناء ذلك الوطن، واحفاد هؤلاء الحكماء والعبقارة الذين وضعوا اللبنات الاولى من الحضارة الانسانية، لنضحي يوما واحدا كل اربعة سنوات من اجل تعضيد اخوتنا في البصرة والكوت و بعقوبة وبغداد و...,   حتى اخر قرية في زاخو ).
  ألا نخسر ايام وايام وفي السفرات والحفلات والرحلات  والكازينوات؟؟!، ألا يكفي ما انعم الله علينا؟!، لنتذكر ضيم ابناء شعبنا المسيحي الذي كنا يوما ما نعيش نفس الواقع معهم، هل نسينا ايام الحرب والجوع والعطش والجيش الشعبي والقصف والاعدامات والظلام الدامس ووو؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
لنشارك مع اخوتنا العرب والكورد والتركمان في بناء عراق جديد منه يشع نور الشرق  مرة اخرى ، وذلك ليس بمستحيل اذا اعتمدنا على مبدأ حركة البندول في التاريخ.

خامسا
   ان حرب التسميات يجب ان تتوقف، فاصبح واضحا نحن شعب واحد بثلاثة اسماء (كلداني واشوري وسرياني) حسب الدستور الجديد، ومن اراد ان يؤمن بها فليؤمن ومن اراد نقضها فليفعل ما يشاء، لكن كفى من صرف الوقت على اثبات (هل الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة).المهم الان هو توعية شعبنا للمشاركة في الانتخابات ، الحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد ومن ثم العودة الى الدستور وتغير الاجحاف الذي لحق بشعبنا.

سادسا
    كما يقول السيد المسيح  ( من اعمالهم تعرفونهم ) سواء كنا في المهجر او في الوطن ، مقياس الاستحقاق هو العمل الصالح، من يدعي للوحدة ليعمل ضمن مواصفات الوحدة وليس الوحدة التي  يختارها هو ويصر عليها.
 بالنسبة للسياسيين وممثلينا  قوائمنا نقول اننا سوف نقوم بدعمكم ، وندعوكم مرة اخرى قبل ان يتحقق حلمكم بالحصول على المقعد النيابي، ان تفكروا مليئا وتتذكروا ان ابناء شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني  ودماء شهداء الكنيسة المشرقية  المقدسة ودماء شهداءنا القوميين  امانة في رقابكم والله يوفقكم ، مرة اخرى نذكركم  بدون الوحدة والاخلاص  في العمل  بينكم كل شيء يكون شبيه بالاثير في فضاء لا واقع له.


18/11/2005
مابورن/استراليا


       [/b]

1731
الاسبوع الثقافي العراقي في استراليا / مالبورن

يوحنا بيداويد
 
كان الاسبوع الماضي (4-11/11/2005 )  بمثابة اسبوع ثقافي للعراقيين في عموم استراليا وبالاخص في مدينة مالبورن.
حيث اقام المنتدى الاسترالي العراقي للاكاديميين يوم الجمعة المصادف  4/11/2005  ندوة موسعة في جامعة مالبورن بحضور الاستاذ غانم الشبلي سفير جمهورية العراق والاستاذ هفال سيان ممثل اقليم كوردستان في العراق والدكتور عبد الهادي الخليلي (الذي  حضر بناءا على دعوة من المنتدى الاسترالي العراقي لهذه الندوة  من كندا) والدكتور رياض المهيدي وبقية اعضاء المنتدى وعدد كبير من الشخصيات الفكرية التي قدمت من سدني وبرسبن واماكن اخرى في استراليا.
كما  حضر رئيس جامعة مالبورن وعدد كبير من المثقفين والاكادمين ورجال الاعلام العراقيين وممثليبن من بعض المؤسسات الاسترالية.
كان ذلك اليوم  مملوءا من النشاط  الثقافي، حيث احتوى برنامج الندوة على عدد كبير من المواضيع  الثقافية والفكرية والبيئية التي تخص العراق بين ماضيه وحاضره ومستقبله.
وفي المساء اقام المنتدى الاسترالي العراقي AIF   حفلة عشاء على شرف الضيوف في مقدمتهم الاستاذ غانم الشبلي سفير جمهورية العراق والاستاذ هافال سيان ممثل اقليم كوردستان والدكتور عبد الهادي الخليلي وبقية الضيوف الكرام.

في البداية رحب الدكتور رياض المهيدي رئيس المنتدى الاسترالي العراقي بالضيوف جميعا ، ثم طلب من يوحنا بيداويد،
( كاتب الاسطر) بالقاء كلمة ترحيبية باسم ادارة مطعم وصالة اغادير التي تبرعت باقامة هذا العشاء كدعم لنشاطات المنتدى الاسترالي العراقي والشعب العراقي بصورة عامة.


ثم القى  الاستاذ غانم الشبلي كلمة في هذه المناسبة  التي شكر فيها المنتدى العراقي على جهوده الكبيرة من اجل رفع اسم العراق في المحافل العلمية  والدولية واهتمامها بالوطن  العراق والحضور الذي شكل نخبة من الاكادميين واطباء والمهندسن واصحاب المعرفة والفكر مذكرا اياهم ان الشعب العراقي بحاجة الى جهودهم من اجل النهوض بعراق جديد.
ثم القى الدكتور عبد الهادي الخليلي كلمة قصيرة استعرض فيها بعض شذرات من انجازات حضارة بلاد ما بين النهرين والحضارة الانسانية والرؤية المتوقعة من العلماء لمستقبل الانسانية بصورة شاملة.
 وبعد ذلك قدم الدكتور رياض المهيدي نبذة مختصرة  عن اهداف ودستور المنتدى والنشاطات والمؤتمرات والندوات والمحاضرات التي اقامها المنتدى منذ تأسيسه الى حد الان. 
والجهود الخاصة المقدمة من بعض اعضاء المنتدى في اقامة هذه النشاطات . ثم تناول الحضور العشاء وتخلل الحفل قصائد شعرية وكلمات ومداخلات لطيفة بين الحضور .



وفي يوم الاحد المصادف 6/11/2005  التقى الاستاذ غانم الشبلي بالجالية العراقية بصورة عامة في ندوة مفتوحة في مطعم وصالة اغادير من الساعة الثانية الى الرابعة والنصف.
في البداية رحب الاخ عباس الحسيناوي  باسم لجنة التحضير المشكلة من بعض الشخصيات الفعالة في الجالية العراقية في مالبورن وبتعاون مع ادارة مطعم وصالة  اغادير،  بعد ذلك رحب سعادة السفير العراقي بالحضور، ثم شكر ادارة مطعم وصالة اغادير لتوفير مكان لاقامة هذه الندوة  .
ثم تطرق الى دور السفير والسفارة العراقية  والخدمات التي يمكن ان تقدمها  للجالية  والطرق المتبعة في معالجة الطلبات، ثم فتح باب النقاش والاسئلة للحاضرين التي اجاب عليها بكل صراحة ووضوح .
وفي الختام شكر الاخ يوسف عبدوكا باسم لجنة التحضير سعادة السفير لحضوره هذا اللقاء . بعد ذلك تناول الحاضرون  الشاي والقهوة فيما كان سعادة السفير يتمم بعض المعاملات وتصديق الطلبات. [/b][/size] [/font]


1732
إعلان

     بمناسبة زيارة
     الأستاذ غانم الشبلي

 سفير جمهورية العراق في استراليا إلى ولاية فكتوريا

ستقام ندوة مفتوحة لمناقشة متطلبات ومستلزمات الجالية العراقية في فكتوريا ، وعليه ندعو كافة أبناء الجالية العراقية الكرام للحضور وإغناء  هذه الندوة بالطروحات التي تخدم أبناء جاليتنا  .

التاريخ : الأحد المصادف  6 / 11 / 2005

الساعة : الثانية وتستمر لغاية الرابعة من بعد الظهر

المكان : مطعم وصالة أغادير
 876Sydney Rd, Brunswick Vic 3056


للمزيد من المعلومات الاتصال بالأرقام التالية

شوقي العيسى 0423434243   يوحنا بيداويد 0421346764

 
 
 
[/b]

1733
قلت نعم للدستور الذي ظلم شعبي ؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
1/11/2005

يقول المثل الصيني المشهور (مسيرة الف ميل تبدا بخطوة واحدة) ، مثلُ يدفع الانسان الى الكفاح والعمل والاجتهاد والصبر والتحمل  من اجل الوصول الى الهدف . حقيقة يحتاج كل مكونات الشعب العراقي معرفة هذا المبدا والالتزام به والعمل بموجبه  في هذه المرحلة من التاريخ .
ان عبور الدستور العراقي بعد اجراء عملية استفتاء الشعب العراقي عليه رغم التحفظات والتناقضات  (مقالنا تحت عنوان هل شُرٍع التقسيم؟) ، بالحق كانت فرحة كبيرة لا تساويها فرحة اخرى سوى يوم التحرير.
لقد توقفنا من الطعن والتشهير والنظرة التشاؤمية  والسلبية ضد الدستور قبل الاستفتاء ، كي لا نكون لا سامح الله من الذين قد سببوا عدم نجاحه ، ولكي لا نقف مع اصحاب الفكر الارهابي والسلبي الذين ارداوا افشاله،   فليس من المعقول ان نقف ضد وطننا وشعبنا الغالي الذي سالت دماء ابائنا واخوتنا وابنائنا  قرون طويلة من دون مخلص اومنقذ. فكنا حريصين مثل بقية اخواننا العراقيين كثيرا على ان  ينجح الدستور،  وفرحتنا كانت اكبر حينما تمت عملية الاستفتاء  بصورة ديمقراطية سليمة قلما نجدها في دول العالم الثالث وربما المتقدمة منها ايضا،  حيث صوت له باكثر من 78%.

لكن بعد ان نجح الدستور، جاء الوقت المناسب كي نسجل تحفظاتنا مرة اخرى عليه املين اعادة النظر فيها. قلنا نعم للدستور ،لكن في نفس الوقت لا زال  لدينا تحفظات عليه، كان لنا الحق مثلما لكل مكونات الشعب العراقي الاخرى الحق في الوجود والحماية من قبل قانون انساني شامل لا يميز بين فئة واخرى في العراق الجديد.
فالمبدا الاساسي  في مفهوم المواطنة لا يميز بين الافراد مهما كان شكلهم او اصلهم او دينهم او مذهبهم، ولا يعطي الاحقية للاغلبية على الاقلية لان الفرد هو اللبنة الاولى للمجتمع  وليست عدد نفرات في العشيرة او اسماء القومية او الدينية وهذا الامر لا يحتاج الى المناقشة والبرهان.

على الرغم العبارات الايجابية والنظرة التقدمية التي نظر فيها الدستور الى مستقبل الشعب العراقي، والى عملية التطور والتفكير السليم في البناء الصحيح  المبني على مبدا التوافق والديمقراطية والموضوعية والعدالة الاجتماعية  الا انه يحتوي على كثير من العبارات المتناقضة والمبهمة التي تعيق الغاية الاصلية التي من اجلها  وضعت هذه العبارات .
فالتناقض مع الواقع  كان سبب كل الويلات التي عانها كل طفل وام ورجل وشيخ وارملة وصبي او صبية في  المرحلة الماضية.

 التحفظ الاول
ان المضمون الكلي لهذا الدستور يوحي بصورة جلية  انه دستور اسلامي والقوانيين الحكومية من الان وصاعدا ستشرع حسب الشريعة الاسلامية او الثوابت الاسلامية ، الامر الذي يناقض واقع الشعب العراقي اذا نظرنا بصورة موضوعية اليه، وهو الشيء الذي اقلق ولا زال يقلق الاقليات الاخرى واصحاب الفكر العلماني ما لم يتم تفسير هذه العبارات بصورة موضوعية ودقيقة وواضحة وفق مبدا التوافق وحقوق الانسان.

التحفظ  الثاني
 لم يؤخذ بنظر الاعتبار موقف العراقيين في الخارج والذين تركوه لا حبا في الهجرة والعيش في بلدان الغرب وانما هربا من جحيم الحروب، وان الدستور لا ينظر اليهم باي نظرة استحقاقية ، فهناك الالاف بل  الملايين من الذين تضرروا وخسروا املاكهم ووظائفهم ....الخ .  يتراى لي ان نظرة دستور اليهم لم يعودوا جزء من العراق على الرغم من اعادة الجنسية العراقية لهم.

التحفظ الثالث  وهو الاهم
التحفظ على  مقدمة الدستور وصيغته الطائفية،  فحينما اراد كُتاب وثيقة الدستور استذكار امجاد الحضارات التي تعاقبت على وادي الرافدين من زمن السومريين الذين كانوا هم اول من سكنوا البيوت واسسوا المدن،  وفي زمن الكلدانيين الاوائل  مثل الملك حمورابي الذي هو واضع اول قانون في تاريخ الانسانية وغيرها من الانجازات مثل اختراع اللغة المسامرية والعجلة وتاسيس علم الفلك والرياضيات والهندسة والموسيقى.....الخ كلها تعود الى الحضارة الكلدانية اوالارامية او الاشورية  الا انه تم ذكرها ( بضمير جماعي ) اي انها امجادنا اي امجاد  كل الشعب العراقي،  لكن في الحقيقة هي امجاد حضارات او شعوب التي اوجدتها  كل حسب زمن وجودها على ارض وادي الرافدين الطيبة، فلم نجد اشارة في هذه الوثيقة  واضحة بوجود او مجئ  هذه الحضارات في بلاد ما بين النهرين  ولها بقايا لحد الان في ارض الرافدين  ويشكلون مكون مهم من مكونات الشعب العراقي مثلما اشير الى القوميات الكبيرة مثل العرب والاكراد.
 حيث تم ذكر امور تخص الاخوة الاكراد في الضربة الكيميائية او الابادة الشاملة في انفالات التي قادها صدام ضدهم وذكر للاضطهاد والحرمان والقتل والدمار الذي عمله ضد الاخوة الشيعة في الجنوب . بينما اهملت المذابح والاضطهادات على الكلدانيين والاشوريين و السريان غيرهم من الاقليات.

 اذكر هنا بعض  الامثلة من الاضطهادات  التي لحقت بشعبنا:-
 
1   حجز المدارس الكلدانية الكاثوليكة وممتلكاتها والغاء التدريس فيها
2   حرق مكاتب ومخطوطات  ووثائق تاريخية من مكتبات الكنائس خوفا من الشعور القومي الذي كان يريد صدام محويه من الجينات الوراثية لهذا الشعب كي لا يبقى لهم اثر في الوجود
3   الترحيل القسري لعدد كبير من  القرى في منطقة الشمال  بدون تعويض ،  فقط في اقليم زاخو تم ترحيل اكثر من عشرين قرية بصورة اجبارية وبدون تعويض يذكر
4   اجبار الكلدانيين والقوميات الاخرى على نكران قوميتهم و وتاريخهم وتراثهم ولغتهم، ففي استفتاء سنة 1978 اجبر الكثير على ذكر بان  قوميتهم  عربية وقسم اخر تم تغيرها دون ارادة اصحابها الى العربية  كي تزول علاقتهم  بقوميتهم او هويتهم (الكلدانية او الاشورية والسريانية) و منعهم من اقامة المهرجانات القومية والثقافية مثل الشعر والمسرح وتم الغاء كل الكيانات المدنية مثل الجمعيات والنوادي والهيئات الاخرى بدون اشراف جهاز الامن عليها.
5   تغيير المنهاج التعليمي خاصة في المراحل الاولى وبصورة متعمدة وكأنها عملية غير مباشرة لاجبار الطلاب المسيحيين التعلم وحفظ القران الكريم بعدما فشلت خطة الحكومة البعثية في مطلع الثمانينات من ادخاله على اساس جزء من المنهاج الدراسي بصورة اجبارية والكل يعرف هذه الحادثة.
6   اريد فقط ان اذكر الاخوة الذين سبكوا العبارات المقدمة  لقد استشهد اكثر من 25 الف مسيحي و25 الف اخر معوق واسير ومفقود لحد الان في الحروب الجنونية الطائشة للقائد المهزوم صدام
7   اما مذبحة صورية التي بالحق هي كانت اولى جرائم حزب البعث ضد الشعب العراقي قد اهملت ومسحت من التاريخ.
8   على الرغم من القلة القليلة من اخوتنا الاكراد او العرب يدركون حقيقة حادث قرية ارادن الذي هو اشبه بمجزرة ، لقد قتل اكثر 42 جندي مسيحي (كلداني او اشوري او سرياني) في  فوج ملكو  (فوج المسيحيين)   في جبال قرية ارادن في الشمال سنة 1986  عن طريق قصف مباشر من مدفعية  القوات العراقية، كانت عملية مخططة ومدبرة من القيادة البعثية العسكرية وليس كما صُرح في وقتها حدثت بسبب  خطأ في احداثيات الرمي، لكن احدا لم يستطيع البوح فيها حينها.
 
في الحقيقة تم ذكر ما يخص كل من كان له صوت في الاجتماع فقط، كان الاجدر البدء بذكر جريمة قرية صوريا (كلمة كوردية تعني المحمرة بدم ) في مقدمة الدستور لانها كانت الجريمة الاولى عملتها حكومة صدام وبكر  .
اننا هنا لا نستهين او نقلل من هول او كثرة او حجم  الجرائم التي  قام بها صدام  ضد اخوتنا الشيعة او الاكراد،  لكن فقط نقول كل العراقيين اضطهدوا لذلك، كان للكل الحق  في الاشارة الى ما تم ارتكابه ضدهم بصورة منفردة اسوة بغيرهم .
 كنا نتمنى من القادة السياسيين من اخوتنا الشيعة والاكراد النظر على الشعب العراقي بصورة شمولية ومستقبلية وعادلة  وليس بصورة طائفية او مذهبية.

 
[/b]

1734

شكرا لادارة عنكاوا كوم ، لانها مرة اخرى فتحت ابوابها للنقاش الصادق البناء المبني
على تبادل الخبرات والاراء بكل احترام .
كما قلنا في مرات عديدة في الماضي يجب نعبر مرحلة الحرب على التسميات.
اليو م للكلدان تسمية خاصة بهم في الدستور وكذلك للاشوريين وكذلك للسريان له ذكر عن طريق اسم اللغة  السريانية
لكن هل غير شيء من الواقع؟!!
 لا زال اغلبنا نقول نحن شعب واحد بتاريخ ولغة ووطن ودين وتراث و و و
نحن بحاجة الان الى التعامل واحد للاخر مبني:
احترام واحد  لاخر لان التوازن الابديي للموجودات  احيانا ياتي من وجود التناقضات فيما بينها
نحتاج الى ان نكون امناء في عملنا ومواقفنا كلمة العهد والشرف في بداية قواميسنا
نحتاج ان لا نفكر الا بمصلحة القومية وهموم و ومستقبل شعبنا في العراق
وليس باشخاص او افراد او حزب معين ، كلها احزابنا كلهم ممثلينا، ولكن لتكن الاولية لمن يكون اكثر مخلصا ومضحيا وصاحب المبادرة ومتواضعا وغير مستفادا!!!!

نعم نحن بحاجة الى انشاء اتحاد قومي
 ولتكن البداية من ائتلاف بيث نهرين الوطني
ليبارك الله  كل من ساعد على اخراج هذا الائتلاف الى الوجود
وشكرا

يوحنا بيداويد

1735
اقتراح  بتشكيل اتحاد قومي بين الكلدانيين والاشوريين والسريان[/size][/font]

بقلم يوحنا بيداويد
12/10/2005


بعد عراك طويل و شجار مرير حول موضوع التسمية الذي اصبح الشماعة الرئيسية لمفكرينا و كتابنا ونقادنا وكوادر احزابنا في نقاشاتهم في المرحلة الماضية ،  وبعد مرور مدة شهرين  على طرح مسودة الدستور و لم يحصل اي تغير او اي تفاهم او تراجع  بين احزابنا على الصيغة النهائية  المحضرة في صيغة النهائية في مسودة الدستور التي سوف تعرض للاستفتاء  في هذا الاسبوع، اصبح شيئا اكيدا ان وحدة شعبنا اصبحت في مهب الريح بعد الان.

لا داعي للتذكيربعدد المقالات و النداءات الكثيرة التي وجهت لاحزابنا الرئيسية على صفحات عنكاوا كوم وغيرها من وسائل الاعلام لمدة سنتين ونصف من قبل عدد كبير من المثقفين والسياسيين والمخلصين لهذا الشعب، ولا داعي الى توجيه اللوم لجهة معينة، لان في الحقيقة الكل لهم موقف سلبي في هذا الموضوع، وبالاخص الاحزاب القومية التي كان قي يدها زمام الامور ولها الامكانية في التضحية من اجل تغير المستقبل وحصول الوحدة ولكن هيهات ان تحصل مثل هذه الروحية لدى قادتنا قبل فوات الاوان؟!!

انها حقيقة لا تقبل الشك ان  شعبنا  تم ذكره تحت تسميات مختلفة لاسباب خارجة عن ارادته في التاريخ كما يعلمها الكل. ان هذه التسميات  اليوم اصبحت مثل مرض عضال له، ولم و لن يستطيع التخلص منه بسهولة وبدون تضحية من قبل الجميع ، بالعكس ربما  زواله  من الوجود ات بسببها اذا استمرت ظروف دول الشرق الاوسط كما هي الان.

قبل ان نضع اجابة لسؤالنا هل هناك امكانية للوحدة القومية بين مكونات شعبنا؟ هل من فرصة جديدة للوحدة؟
 لابد ان نذكر بعض الخصائص المهمة لمكونات شعبنا التي امتلكها في الماضي ولحد الان سواء كانوا الكلدانيين ام الاشوريين ام السريانيين وبدون مجاملة

قبل كل شيء لنقيم حالنا نحن الكلدانيون، وعلى حد قول المثل العربي  (ر حم الله امرء عرف قدر نفسه) ،  على الرغم من الامكانيات الثقافية الكبيرة  لدى الكلدان والخبرات الفكرية السياسية والنفوذ المالي  وتشكيلهم النسبة العالية من عموم هذا الشعب في ارض الوطن والخارج، الا اننا كنا ولازلنا بالفعل متاخرين في تفعيل المفهوم القومي لدينا، وعلى الرغم من الحركة السياسية الكبيرة التي هبت في انديتنا الثقافية واحزابنا ومثقفينا منذ زمن بعيد واخيرا ظهور مواقف  لبعض رجال كنيستنا نحو البناء وحماية والتشجيع هذا الشعب، وعلى الرغم من الانجازات الكبيرة التي انجزت لحد الان،  الا انها لا زالت اقل من الطموح المطلوب،ففي المستقبل لن يحق  للكلدان لوم احدا سوى انفسهم على سباتهم هذا.

يجب ان يعلم الكلدان الحقيقة الموضوعية التالية وهي لم و لن يقوم اي من كان ،سواء كان اشوري او سرياني او عربي او كوردي بالدفاع عن طموح وحقوق ووجود الكلدان مثلما يريد الكلدان انفسهم .  لن يقدم احد شيء بلا مقابل مهما كانت درجة العلاقة اوارتباطه مع الكلدان، وتلك هي شيمة العصر وليس عيب احد.
فمن له اذان ليسمع؟!! ومن له عيون ليرى؟!!

على الرغم من وجود تفاهم كبير بين الهيئات والاحزاب الممثلة لنا، ووجود اتحاد القوى الكلدانية مؤلف من هذه القوى والاتجاهات السياسية المختلفة ولديهم تعاون  وتفاهم كبير بينهم ومع رئاسة الكنيسة الا ان شعبنا يحتاج الى اظهار حرص اكثر وفعالية اقوى ومشاركة اوسع  في الاستفتاء و الانتخابات القادمة.
 سوف تكون نتائج مشاركتهم دلالة واضحة على مدى اهتمامهم  بموضوع القومية ، فقط اذكرهم بما قام به الاخوة الاكراد في الانتخابات الاخيرة والانجازات التي حققوها بعد  هذه الانتخابات.

اما الاخوة الاشوريون  على الرغم من قلة عددهم وهجرت النسبة العالية منهم الى الخارج منذ زمن طويل الا ان عدد احزابهم كثيرة، حتى بدأنا لا نمييز  بينهم من كثرة الاسماء المتشابهة، وكلها ان دلت على شيء فانها تدل على روح الشقاق والتمزق و اللاتفاهم بين هذه المؤسسات والاحزاب والكيانات .

نعم قدم الاشوريون تضحيات اكثر من غيرهم، نعم ناضلوا منذ زمن الحرب العالمية الاولى ، نعم لهم خبرة كبيرة في السياسة ، لكنه بلا فائدة لحد الان،  فالصراعات القائمة على القيادة والنفوذ والمال والمصلحة الانشقاقات  المذهب الديني او القبلي  هي كانت سبب ضياع طموحهم في الحرب العالمية الاولى ولحد  الان.  وزال احد اهم الاسباب في عدم وجود  حصول تقاربهم مع الكلدان اوالسريان عدم وجود قيادة موحدة لهم

اما الاخوة السريان فقصتهم مثل قصة الاخوة الموارنة  وحالهم ليس اسوء بكثير من حال اخوتهم من الكلدانيين والاشوريين
اليوم هناك  نسبة كبيرة منهم ، خسروا  اللغة السريانية (اللهجة النصيبينية التي حلت محل اللغة الارامية) ويتكلمون اللغة العربية كنتيجة  لظروف التاريخية  ولذلك قسم منهم كانوا قد قبلوا التسمية العربية ولا زال يفضلها  البعض الاخر لا اعرف لماذا!؟ . 

اما اليوم بعد تكامل الظروف وزوال السلطان صدام (الذي لم يكن يختلف  كثيراعن السلطان عبد الحميد الثاني للمسيحيين)
لاح امل الحصول على اعتراف بوجود وحقوق هذا الشعب المتشتت  بعد 25 قرنا .لكن كما يبدو ان هذه الفرصة جاءت في غير وقتها، لم يكن شعبنا بكافة مكوناته متحضرا لها، لذلك انشغل  شعبنا بنشوة اطلاق  تسمياته التاريخية  وادراجها على مقدمة الاعلانات والصفحات اليومية  واليوم اصبحت  عقبة امامهم جميعا  للوصول الى الوحدة المطلوبة.

اذن ما هو الحل؟
 لعل يكون هذا الاقتراح الاخير من بين الالاف الاقتراحات والافكار التي قدمت الا انها لم تجد مكانة عند الاخوة الاعداء!
وربما تكون هذه  المرة الاخيرة  هي اتية من  غير رامي كما يقول المثل ، لكن حرصنا على الوحدة يجبرنا بين حين واخر العودة الى الكتابة عن هذا الموضوع

هنا اود فقط اضع رؤية جديدة للعمل القومي المشترك الشامل بنقاط قصيرة واضحة لا تحتاج الاجتهاد والتاويل وهي كالتالي:-
لانه اصبح من المستحيل الان ايجاد مخرج للمصيبة التي نحن كلنا فيها ، لذلك لنفكر الان في تقليل الخسارة والابتعاد من روح الشقاق والانفصال بين جميع مكونات شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني
 
اولا   مهما انقسمنا الخسارة سوف تشمل الكل ولا يوجد طرف واحد خاسر كما يظن البعض سواء حدث ذلك  بالامس اواليوم او في الغد
ثانيا   مهما طال الزمن لن يكن هناك خيار افضل من خيار الوحدة والعمل المشترك لحماية وجودنا القومي والديني
ثالثا   على كل الجهات القومية  العاملة في الخارج دعم مواقف احزابنا في الداخل ومساعدتهم للوصول الى الوحدة وباي ثمن والاكتفاء من  التزمير والتطبيل بارئهم الانفصالية وزيادة الضغط على الاخرين  من اجل مصالحهم الذاتية في الخارج وهم بعيدين عن ساحة المعركة !!!!!!!
رابعا   لا يوجد تسمية واحدة منفردة سواء كانت اشورية او كلدانية تجد قبول من قبل جميع الاطراف في هذا الوقت ولذلك التزمت والاصرار على اية منهما هو هذيان بحد ذاته.
خامسا   المقترح هو كالتالي دعوة لتشكيل اتحاد قومي من الكلدانيين والاشوريين والسريان . لا نريد مزج الاسماء  كما حصل في الماضي، بل اتحاد مكون من ممثلين من مكونات الشعب و من احزابه  والكنائس  على ان يتم مراعاة  النسبة السكانية لكل مكون منهم في العراق.
يكون العمل بتوافق الجميع وروحية قومية خالصة خالية من المنفعة الحزبية والشخصية والتلاعب بمصير الالاف ، والمتاجرة  بتاريخ اجدادنا الغالي الذين سُكًبت دمائهم في كل شبر من ارض العراق المقدس.

سادسا   هذا الاتحاد يكون فقط للمرحلة الاولى من الوحدة ، المرحلة الثانية تبدا حينما يستقر الوضع في العراق وتظهر ملامح الدولة العراقية والفدرالية بين الاخوة الاكراد والشيعة وربما السنة. حينها تبدا المرحلة الثانية واثناء المرحلة الاولى يجب ان يتم صهر المجتمع في هوية واحدة ومصير واحد ومستقبل ورؤية واحدة عن طريق بناء جسور حضارية وثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية بين مكونات شعبنا بحيث نصل الى المرحلة  التي لا تقبل مجال الانقسام ، بل حصول الانصهار والوحدة بين مكونات هذا الشعب  وربما تكون كنائسنا وصلت الى قانعة للاقتراب والاتحاد هي الاخرى فيما بينها.
 وحينها نستطيع البدء بالمرحلة الثانية وهي الانطلاق واختيار تسمية جديدة لائقة والتي  يتم اختيارها باستفتاء عام او عن طريق ممثليين او مؤتمرات او اي طريقة ديمقراطية  ملائمة حينذاك، حسب ظروف السياسية . ربما تطول هذه الفترة الى عشرة او عشرين سنة.
سابعا   تكون القرارات المتخذة من اعضاء هذا الاتحاد بصورة ديمقراطية وحسب مثياق الشرف والعمل المشترك  وبصيغة لا تقبل اي تلاعب او متاجرة من قبل اي من كان

 من الضرور ي  ان نجتاز مرحلة الخلاف على التسميات، يجب ان نهتم بتقوية  الشعور بالهوية والقومية الواحدة تحت اسم الاتحاد ، يجب زيادة امكانيات الشعب الثقافية والسياسية وتوحيد صفوفه وطموحه في رؤية شمولية واحدة باتجاه الوحدة ضمن هذا الاتحاد وليس ضمن هذه التسميات المنفردة ،لان كل الشعب ومن اي مكون يكون سواء كان كلداني او اشوري او سرياني يؤمن بدرجة القرابة بين هذا الشعب.
فالانسان المخلص منهم لا يهمه التسمية بقدر ما يهمه مصير الاتحاد  وان اي  تعانت واصرار الى ابراز تسمية واحدة ،ما هي الا حركة انفصالية وغير واقعية واصحابها مرضاء ورؤيتهم قصيرة الامد وبلا شك تكون سبب مضيعة للوقت والفرص الاتية كما حصل في الماضي.


1736

نادي برج بابل الكلداني يقيم سفرة اجتماعية عائلية
[/b][/color]


يقيم نادي برج بابل الكلداني سفرة اجتماعية عائلية الى منطقة

   Cross Mt Macedon and Hanging Rock وذلك يوم الاحد المصادف 16 /10/2005.

يكون الانطلاق الساعة التاسعة  صباحا من ساحة  Kmart Campbellfield

لمزيد من المعلومات يردى الاتصال بالاخوة

ايليا كاكوس               0421346175
ميخائيل الهوزي                      0438300368

ملاحظات:  اولا   في حالة وجود احتمال المطر تؤجل السفرة الى اشعار اخر.
              ثانيا    يرجى جلب المستلزمات السفرة مثل الماء النقي والاكل والمشروبات والالعاب



ادارة نادي برج بابل
الكلداني في مالبورن/استراليا

1737
الدم العراقي وصفحات التاريخ

بقلم يوحنا بيداويد

ان حادث وفاة اكثر من الف شخص في جسر الائمة خلال زيارة الاخوة المسلمين من الشيعة الى مرقد الامام موسى الكاظم في شمال بغداد قبل عدة ايام ، قد الم الشعب العراقي من جميع مكوناته واديانه وطوائفه، وازادت اللحمة بين الاطراف المتناقضة في امور السياسة، وبتعاون وتفهم القيادات الروحية من جميع الطوائف وبعض القيادات السياسية الحكيمة  تفادى الشعب العراقي (الحمد لله)  الحرب الاهلية لحد الان، الحرب التي يبدو يريدها ابن العم و الصديق  قبل المحتل والعدو لنا ان لم  اقل في مقدمتهم  رئيس الجامعة العربية عمر موسى.

لكن هناك سؤالا يتراود ذهني منذ زمن بعيد  كلما حدثت فاجعة او مصيبة كبيرة مثل هذه  لشعبنا العراقي، متى يتوقف مسلسل الموت في ارض ما بين النهرين؟ و متى يتوقف جريان دم الشعب العراقي ؟ الى اين يقودنا هذا الوضع؟.

 لقد  اخبرني صديق قديم خلال مخابرة تلفونية عن احوالهم قبل اشهر عديدة فقال ( نحن العراقيون في هذه الايام نشبه كمن يحمل كََفَنِه ِ بين ايديه في كل يوم، لا يعرف متى تأتي ساعة الرحيل !! .نعم  ما اكثر هي الفواجع التي حدثت خلال خمسين سنة الاخيرة من تاريخ العراق ، التي المتنا واخذت الارواح منا بدون سبب مستوجب.

تلزمني الحيرة واقول احيانا اذا كانت هذه مشيئة الله كما يقول البعض، فلماذا وهب الله العراقيين القدماء العقل والحكمة والمعرفة؟ لماذا أنعم عليهم بنهرين من اعظم انهار العالم ما عدا انهارها الصغيرة ؟
 لماذا وهبنا تربة خصبة وجبال شاهقة مملوءة من اشجار الفواكه والكروم او المعادن النبيلة الثقيلة؟ هل ان وجود ارض العراق على بحر من الذهب الاسود هوسبب اللعنة التي حلت بنا؟ّّّّّّّّّّّّّّّ!!!!!!!!!!!!

 تذكرني هذه الايام، بايام الرُقع السوداء  (لافتات الشهداء) التي كانت منظمات حزب البعث تجهزها لاهل الشهداء مع صناديقهم ، الذين قتلوا في معارك وحروب صدام  الجنونية ، تلك الرقع التي كانت تملا كل زاوية وكل استدارة من شوارع بغداد لا سيما مناطقها الشعبية ، مما جعل العراقيون يعيشون عزاء طويل ومرير  طال قرابة ثماني سنوات من الحرب ضد ايران .
 تذكرني بما قراته من (سلسلة المقابلات  مع حازم جواد امين سر حزب البعث 1963 )  اوما سمعته من الكبار عن  مرحلة الستينات، كيف عدم البعثيون الزعيم عبد الكريم قاسم ومن معه خلال اقل من نصف ساعة حين استلموا  السلطة في 8 شباط  1963، وكيف تحول الصراع فيما بعد بين البعثيين انفسهم  (بين الحرس القومي  والبعثيين ) وحادثة قصف القصر الجمهوري كما اخبرنا احد الاخوة المنفين منذ ذلك الوقت الى استراليا بسبب مشاركته فيها.

  و قد التقيت  بالصدفة برجل لبناني ماروني معمر هنا في استراليا ايضا، كان يعمل في الوحدة العسكرية الخاصة لحماية الملك  حين اتت ثورة الرابع عشر من تموز سنة 1958 كيف اقدم  الثوار على قتل الملك وعائلته بدم بارد  ومعه اكثر من خمسمائة ضابط  من دون محاكمة.

 اما  الثورة الكردية والاقليات الاخرى (الكلدانية والاشورية واليزيدية)  بقيادة الملا مصطفى البرزاني في نهاية الستينات وبداية السبعينات ضد نظام البعث، تذكرني  كيف كانت امي تأخذني مع اخوتي الصغار  منذ الصباح الباكر قبل شروق الشمس الى الاختباء في الكهوف و صخور الجبال الواقعة خلف قريتنا الصغيرة  الواقعة في الشمال الاقصى للعراق (منطقة زاخو) خوفا  من طائرات الحكومة البعثية التي كانت لا فقط تقصف الناس التي تراهم  يعملون في حقولهم  وتحرق بيوتهم ومزارعهم  بل حتى الحيوانات (ابقار واغنام و  و...و...وربما حتى الحشرات) .
ولا انسى هنا ما وصفه لي بعض الاشخاص الناجين من مجزرة  قرية صوريا (القرية الكدانية) ايضا ،الذين يعيشون  هنا في مالبورن. كيف اقدم الضابط عبد الكريم الجحيشي جمع اهالي هذه القرية  من المسيحيين  مع كاهن القرية (الاب حنا؟ ) في خريف سنة  1969 في حضيرة للحيوانات واقدم على رميهم جميعا.
اما مجزرة حلبجة التي ذهب ضحيتها اكثر من خمسة الالاف شخص بين امراة وطفل ومعمر ورجل  قضي عليهم بضرب اسلحة كيميائية بطريقة اجرامية لا لها مثيل في القرن العشرين ،فلا زالت اثارها حية على اهل المنطقة والناجين منها ولازالت اغنية المغني الكوردي  الشهير( شفان ) تدفع مشاعر الانسان الى الاضطراب والحسرة عند سماع الاغنية التي غناها عن تلك المجزرة.
ومن منا ينسى اثار عدد القتلى والمفقدوين الذين دفنوا وهم احياء في خنادقهم  في حرب الكويت؟!! ومن ثم  تلتها انتفاضة الشعب العراقي من الشمال  والجنوب في اذار ونيسان 1991 ولا زالت مقابر الاموات الذين دفنوا على جانبي الطريق المؤدي الى قرية بلون (الواقعة في الحدود التركية)  وهم يهربون من الموت  دليلا  لكل السالكين هذه الطريق عبر اصعب سلسلة جبلية في تلك المنطقة ، وذلك من جراء البرد ونقص الطعام والمياه الملوثة. اما في الجنوب عندما  شاهدنا كيف اقدم المجرمين حسين كامل وعلي الكيمياوي وغيرهم كيف سحقوا رؤس الناس باحذيتهم وتم رميهم بالرصاص في اول لحظة من مسكهم

واذا رجعنا الى بداية القرن العشرين وتصفحنا  كتب التاريخ باحثين عن ما حدث في الحرب العالمية الاولى والثانية ، مثل انتفاضة رشيد عالي الكيلاني في الاربعينات 1941 ومجزرة سميل للاشوريين في 1933 وتحرير العراق من ايدي الدولة العثمانية 1914-1918  نرى ان  الايام السوداء تملء صفحاتها من كثرة المصائب والحروب .

اما تاريخ العراق القديم فلا يخفي على احد، فعلى الرغم من ان الحضارة الانسانية قد بدات في العراق الا انها كانت مملوءة من الصراعات والحروب والقتال لا سيما الصراع الدامي الذي كان بين الدولة الفارسية والرومانية وقبلها الاغريقية.

اما فترة الدولة الاسلامية كان  الشعب مشغول بالفتوحات او الثورات والانقلابات  بين اهل الحكم الى ان انتهى الامر بمذبحة هولاكو الشهيرة وتحول مياه نهر دجلة الى اللون الازرق (لون حبر الكتب) لمدة اربعين يوما بعدما رمى جنود المغول كل الكتب
 ( اكبر مكتبة عالمية  المدونة حينذاك)  في نهر دجلة.
واذا رجعنا الى الوراء اكثر نرى ان لعنة الانانية والطمع والذاتية قد ظهرت في اولاد الانسان الاول (ابونا ادم) لذلك نرى يقدم قايين الى قتل اخيه هابيل ؟.
انه سؤال محير  هل ان ارض العراق ارض ملعونة فعلا  لكي يحل بأهلها هذا القدر من الخراب والدمار عبر التاريخ؟
هل اصبحوا اهل العراق عديمي العقل والحكمة بعدما كانوا هم اول من علم الانسان الكتابة والترقيم والتنجيم والري وبناء البيوت الحضرية؟
هل ينقص العراقيين الدروس والتجارب بعد هذا العد الطويل من المصائب، لكي يتعلموا ثمن الحياة وماهية كرامة الانسان؟ و كم هو ثمن الحرية  ؟ وكم هو مستعد للتضحية من اجل الحقوق الخاصة  به؟

يا ليت كان نسترداموس (المنجم الشهير) حيا في هذه الايام، كي اطلب من علمه( او من سحره  ) كي يخبرني ما الذي يجعل بلادنا ملعونة لكي تحدث هذه الحروب،  او على الاقل  يقول لي ما تبقى لنا من الفصول السوداء في الزمن الاتي، لكي اخبر الاحياء الباقيين هناك من ابناء شعبنا!!.

والان بعد هذا السرد الطويل من تاريخ العراق الاسود نعود ونسأل، هل  فاق العراقيون من سباتهم وعرفوا كيف يحلوا صراعاتهم المحلية والقبلية والقومية والطائفية والدينية؟
هل فعلا لم يدركوا بعد  ثمن الدم العراقي الثمين ونواح الامهات ونَكِدَ الايتام لحد الان؟
انه سؤال محير ؟!!!!!!!!![/size]

1738
الدستور العراقي الجديد شرع التقسيم ؟!


يوحنا بيداويد

بعد سنين طويلة التي تشبه ليل مظلم استمر قرابة قرن كامل، و بعد حروب مريرة ادت الى ضياع وقتل الملايين من الشعب العراقي من كافة مكوناته بين مفقود واسير وشهيد،وادت الى تشتت الملايين الاخرى بين دول العالم .
وبعد ان جمع العالم على امر العراق واتى بجيوشه ،وبعد ان اجريت عملية ازالة المرض الخبيث الذي كان يعتقد العراقيون انه محصور في شخصية صدام حسين وافراد عائلته وحزب البعث ومبادئه، جاءتنا بشائرصباح يوم 9 نيسان 2003 بخبر تحرير العراق .
فظن العراقيون انها بداية جديدة بعد ان تحقق حلم جميع افراد شعبه ومات الكثيرون وهم يتوقون ان يروا نور هذا اليوم ويذوقوا طعم الحرية .

وبعد مخاض من حالة اللااستقرار دامت اكثر من سنتين ، وبعد ان عجزت لجنة صياغة الدستور المُشكلة من انتخابات ناقصة التي جرت في العام الماضي تم تحويل الفقرات المستعصية الى قادة كتل الاحزاب الوطنية والحكومية.
وقضى هؤلاء القادة الايام العشرة (المدة التي حُددت لهم ) في نقاش عسير وطويل في ايجاد حلول البنود المستعصية  .
 يوم الاثنين الماضي  استيقظ الشعب العراقي على فقرات الدستور الذي خيب امال عدد كبير منهم فيها لا سيما التيارات المثقفة والتيارات العلمانية والاقليات القومية والدينية الذين هم السكان الاصليين في وادي الرافدين.
من خلال قراءتنا بين اسطر فقرات هذا الدستور ومن خلال متابعتنا لتصريحات ممثلين عن الكتل الرئيسية المشاركة في الحوار توصلنا الى ما يلي
1   اصبح واضحا ان العراق يعيش في حالة انقسامات يرثى لها،حيث ان صوت الاغلبية طاغي على صوت الاقلية واصبح واضحا ان الدستور اهمل بالاشارة ال الديانة المسيحية التي يتدين بها اكثر من مليون نسمة فقط داخل العراق  وبقية الديانات القديمة وكذلك بالاشارة الى القوميات الاصلية بسبب غياب اي طرف منها في الاجتماعات المنعقدة بين قادة الاحزاب الكبيرة ،و اصبح واضحا ايضا ان العراق اليوم هو على شرفة الانقسام اكثر من اي وقت مضى وان هذه الخطوة ( اي وضع دستور بدون استشارة مملثين عن المسيحيين بذات و غياب اي ممثل للاقليات الاخرى في هذه الاجتماعات) هي اشارة واضحة من قبل قادة كتل الاحزاب الكبيرة  ومسؤولي الحكومة ان كل واحد منهم كان هناك يتفاوض من اجل مجموعته او حزبه او قوميته وليس من اجل وحدة العراق وشعبه، وكأن المشاركين في هذه الاجتماعات كانوا اجتمعوا من اجل تقسيم الفريسة (او تشريع التقسيم وازالة خارطة العراق من العالم) وليس صيانة وحدتها.
2   ان مواد الدستور لم تشرع من قبل رجال معروفين في القانون كما يبدو من طريقة  صياغتها لذلك هناك فقرات متناقضة و اخرى غير واضحة و قابلة للتأويل مما تشكل خطر في المستقبل على المجتمع العراقي باجمعه. والا فكيف يتم ضمان حقوق المراة وحقوق الاطفال وحقوق الانسان حسب مواثيق الامم المتحدة وحماية الطبيعة وحقوق الاقليات من النواحي الاجتماعية والدينية و.الثقافية والسياسية والادارية ...الخ  حسب ضوء الشريعة الاسلامية او شرائع الاسلامية؟
3   لا يمكن ان يحدث ذلك الا بشرط واحد، وهو وجود قانونين لدى الحكومة العراقية المرتقبة احدهما اسلامي واخر علماني .وذلك امر يبدو صعب الحصول ،لان حتى في هذه الحالة هناك مشكلة كبيرة ، فمثلا كيف يتم حل نزاع بين المسلم وغير المسلم؟ وحسب اي شريعة يتم الحكم بينهما؟  ام هو تلميح واضح لم يعد لهم مكان في العراق الجديد للعيش، الامر الذي لم يلقوه لا من حاكم قرقوش (زمن الدولة العثمانية) ولا في زمن صدام حسين ، أالى هذا كانوا ينتظرون مدة عشرات السنين؟ اليست هذه صيغة اخرى من صيغ الدكتاتورية؟!
4   يبدوا للالقيات العرقية القديمة ان العراق لم يكن محتل من قبل الان على الرغم من ماسي الماضي وعلى الرغم من الاضطهادات والمذابح والزواج القسري لبناتهم وتطبيق الشريعة الاسلامية عليهم من قبل الحكومات السابقة
بل الان تم أُحتلاله عن طريق عدم وجود ضمان واضح يحمي الشعوب القديمة التي كانت تسكن العراق قبل قدوم العرب والاكراد الى العراق مثل الكلدانيون والاشوريون والسريانيون(الاراميون) واليزيديون والشبك والصابئة وفي القرون الاخيرة الاتراك والارمن وخاصة نحن نعيش حالة اللااطمئنان في منطقة الشرق الاوسط كلها
5   في الحقيقة لم يشارك في هذه الاجتماعات الا اخواننا من ممثلي المذهب الشيعي والسني والقومية الكوردي وان كل فقرات الدستور تمت صياغتها حسب ما يخدمها.
فمثلا الخط الاحمر بالنسبة للاخوة الاكراد كانوا قد اعلنوه قبل اشهر لابل قبل سنين طويلة وهي الفيدرالية وسلطتها المطلقة ومدينة كركوك وقوات البيشمركة والنظام العلماني الذي يبدو انهم قد تنازلوا عنه الامر الذي يشوب عليه كثير من الغموض.
ففي الحقيقة لم يخسر الاخوة الاكراد شيئا بل ربحوا من هذه المفاوضات خاصة في موضوع حق تقرير المصير وامتلاكهم احقية في الثروات المستخرجة من اقليمها بنسبة عالية
اما الاخوة الشيعة فكان همهم الاولى تسلم قيادة الحكومة العراقية على اساس انهم الاغلبية ومن ثم جعل دستور العراق وثيقة مبنية على تعاليم الشريعة الاسلامية وبناء نظام اسلامي على غرار النظام الايراني. وذلك ما حصل بالفعل وما يتشبث به الاحزاب الشيعية لحد الان

اما الاخوة السنة الذين كانوا قد خسروا نفوذهم بسبب رفع شعارات المقاومة ضد الاحتلال واتفاق (بعض الجهات) منهم مع القوى الارهابية القادمة من الخارج او المتشكلة من بقايا النظام السابق واتخاذهم قرار عدم مشاركتهم في الانتخابات مما جعلهم في موقف ضعيف جدا الان ، ولكنهم حضروا في هذه الاجتماعات ويبدوا لحد الان لم يقبلوا بحصتهم من الفريسة

ان الخلاصة النهائية التي يراها كثيرمن المحللين والمثقفين ،هي لم يتفقوا هؤلاء القادة الا على شيء واحد وهو وضع اسباب تستوجب تقسيم العراق ،وان لم تكن اليوم ستكون في الغد او في المستقبل القريب لانه يبدوا واضحا من الحرص الكبير لدى كل مجموعة بدأت تفكر في مصيرها لوحدها دون ربط ذاتها بالشعب العراقي كله وهكذا لن يستبعد ان يجلب هذه الموقف  الحرب الاهلية وخلق حالة مستعصية غير توافقية كما يدعون في تصريحاتهم.

ويبدو واضحا لي ايضا لن يكن هناك حلا توافقيا يلوح في افق القريب، وان الشعب العراقي سوف يرفض هذا الدستور لانه غير عادل وغير واضح في كثير من فقراته. والله وحده يعلم ماذا ينتظر الشعب العراقي بعد ذلك.
هكذا لا سامح الله ستكون نهاية الحلم الجميل الذي انتظروه العراقيين لا سيما لاقلياته الدينية والقومية، هكذا مرة اخرى يخوننا القدر لنصبح اشياء جامدة  يوزعها الاخرون دون مراعاة مشاعرنا ووجودنا التاريخي وحقوقنا الانسانية.

في النهاية اذا كانت هناك كلمة تقال ،فهي كيف نسى هؤلاء المشرعون بقية مكونات الشعب العراقي وضمان حقوقهم؟ هل بتطبيق الشريعة الاسلامية عليهم بغض النظر عن ديانتهم او عبادتهم هو حلم الذي كانوا ينتظرونه منذ اجيال واجيال؟


1739
هل سيشرع الدستور العراقي الجديد التقسيم ؟![/b]

بقلم يوحنا بيداويد

بعد سنين طويلة التي تشبه ليل مظلم استمر قرابة قرن كامل، و بعد حروب مريرة ادت الى ضياع وقتل الملايين من الشعب العراقي من كافة مكوناته بين مفقود واسير وشهيد،وادت الى تشتت الملايين الاخرى بين دول العالم .
وبعد ان جمع العالم على امر العراق واتى بجيوشه ،وبعد ان اجريت عملية ازالة المرض الخبيث الذي كان يعتقد العراقيون انه محصور في شخصية صدام حسين وافراد عائلته وحزب البعث ومبادئه، جاءتنا بشائرصباح يوم 9 نيسان 2003 بخبر تحرير العراق .
فظن العراقيون انها بداية جديدة بعد ان تحقق حلم جميع افراد شعبه ومات الكثيرون وهم يتوقون ان يروا نور هذا اليوم ويذوقوا طعم الحرية .

وبعد مخاض من حالة اللااستقرار دامت اكثر من سنتين ، وبعد ان عجزت لجنة صياغة الدستور المُشكلة من انتخابات ناقصة التي جرت في العام الماضي تم تحويل الفقرات المستعصية الى قادة كتل الاحزاب الوطنية والحكومية.
وقضى هؤلاء القادة الايام العشرة (المدة التي حُددت لهم ) في نقاش عسير وطويل في ايجاد حلول البنود المستعصية  .
 يوم الاثنين الماضي  استيقظ الشعب العراقي على فقرات الدستور الذي خيب امال عدد كبير منهم فيها لا سيما التيارات المثقفة والتيارات العلمانية والاقليات القومية والدينية الذين هم السكان الاصليين في وادي الرافدين.
من خلال قراءتنا بين اسطر فقرات هذا الدستور ومن خلال متابعتنا لتصريحات ممثلين عن الكتل الرئيسية المشاركة في الحوار توصلنا الى ما يلي
1   اصبح واضحا ان العراق يعيش في حالة انقسامات يرثى لها،حيث ان صوت الاغلبية طاغي على صوت الاقلية واصبح واضحا ان الدستور اهمل بالاشارة ال الديانة المسيحية التي يتدين بها اكثر من مليون نسمة فقط داخل العراق  وبقية الديانات القديمة وكذلك بالاشارة الى القوميات الاصلية بسبب غياب اي طرف منها في الاجتماعات المنعقدة بين قادة الاحزاب الكبيرة ،و اصبح واضحا ايضا ان العراق اليوم هو على شرفة الانقسام اكثر من اي وقت مضى وان هذه الخطوة ( اي وضع دستور بدون استشارة مملثين عن المسيحيين بذات و غياب اي ممثل للاقليات الاخرى في هذه الاجتماعات) هي اشارة واضحة من قبل قادة كتل الاحزاب الكبيرة  ومسؤولي الحكومة ان كل واحد منهم كان هناك يتفاوض من اجل مجموعته او حزبه او قوميته وليس من اجل وحدة العراق وشعبه، وكأن المشاركين في هذه الاجتماعات كانوا اجتمعوا من اجل تقسيم الفريسة (او تشريع التقسيم وازالة خارطة العراق من العالم) وليس صيانة وحدتها.
2   ان مواد الدستور لم تشرع من قبل رجال معروفين في القانون كما يبدو من طريقة  صياغتها لذلك هناك فقرات متناقضة و اخرى غير واضحة و قابلة للتأويل مما تشكل خطر في المستقبل على المجتمع العراقي باجمعه. والا فكيف يتم ضمان حقوق المراة وحقوق الاطفال وحقوق الانسان حسب مواثيق الامم المتحدة وحماية الطبيعة وحقوق الاقليات من النواحي الاجتماعية والدينية و.الثقافية والسياسية والادارية ...الخ  حسب ضوء الشريعة الاسلامية او شرائع الاسلامية؟
3   لا يمكن ان يحدث ذلك الا بشرط واحد، وهو وجود قانونين لدى الحكومة العراقية المرتقبة احدهما اسلامي واخر علماني .وذلك امر يبدو صعب الحصول ،لان حتى في هذه الحالة هناك مشكلة كبيرة ، فمثلا كيف يتم حل نزاع بين المسلم وغير المسلم؟ وحسب اي شريعة يتم الحكم بينهما؟  ام هو تلميح واضح لم يعد لهم مكان في العراق الجديد للعيش، الامر الذي لم يلقوه لا من حاكم قرقوش (زمن الدولة العثمانية) ولا في زمن صدام حسين ، أالى هذا كانوا ينتظرون مدة عشرات السنين؟ اليست هذه صيغة اخرى من صيغ الدكتاتورية؟!
4   يبدوا للالقيات العرقية القديمة ان العراق لم يكن محتل من قبل الان على الرغم من ماسي الماضي وعلى الرغم من الاضطهادات والمذابح والزواج القسري لبناتهم وتطبيق الشريعة الاسلامية عليهم من قبل الحكومات السابقة
بل الان تم أُحتلاله عن طريق عدم وجود ضمان واضح يحمي الشعوب القديمة التي كانت تسكن العراق قبل قدوم العرب والاكراد الى العراق مثل الكلدانيون والاشوريون والسريانيون(الاراميون) واليزيديون والشبك والصابئة وفي القرون الاخيرة الاتراك والارمن وخاصة نحن نعيش حالة اللااطمئنان في منطقة الشرق الاوسط كلها
5   في الحقيقة لم يشارك في هذه الاجتماعات الا اخواننا من ممثلي المذهب الشيعي والسني والقومية الكوردي وان كل فقرات الدستور تمت صياغتها حسب ما يخدمها.
فمثلا الخط الاحمر بالنسبة للاخوة الاكراد كانوا قد اعلنوه قبل اشهر لابل قبل سنين طويلة وهي الفيدرالية وسلطتها المطلقة ومدينة كركوك وقوات البيشمركة والنظام العلماني الذي يبدو انهم قد تنازلوا عنه الامر الذي يشوب عليه كثير من الغموض.
ففي الحقيقة لم يخسر الاخوة الاكراد شيئا بل ربحوا من هذه المفاوضات خاصة في موضوع حق تقرير المصير وامتلاكهم احقية في الثروات المستخرجة من اقليمها بنسبة عالية
اما الاخوة الشيعة فكان همهم الاولى تسلم قيادة الحكومة العراقية على اساس انهم الاغلبية ومن ثم جعل دستور العراق وثيقة مبنية على تعاليم الشريعة الاسلامية وبناء نظام اسلامي على غرار النظام الايراني. وذلك ما حصل بالفعل وما يتشبث به الاحزاب الشيعية لحد الان

اما الاخوة السنة الذين كانوا قد خسروا نفوذهم بسبب رفع شعارات المقاومة ضد الاحتلال واتفاق (بعض الجهات) منهم مع القوى الارهابية القادمة من الخارج او المتشكلة من بقايا النظام السابق واتخاذهم قرار عدم مشاركتهم في الانتخابات مما جعلهم في موقف ضعيف جدا الان ، ولكنهم حضروا في هذه الاجتماعات ويبدوا لحد الان لم يقبلوا بحصتهم من الفريسة

ان الخلاصة النهائية التي يراها كثيرمن المحللين والمثقفين ،هي لم يتفقوا هؤلاء القادة الا على شيء واحد وهو وضع اسباب تستوجب تقسيم العراق ،وان لم تكن اليوم ستكون في الغد او في المستقبل القريب لانه يبدوا واضحا من الحرص الكبير لدى كل مجموعة بدأت تفكر في مصيرها لوحدها دون ربط ذاتها بالشعب العراقي كله وهكذا لن يستبعد ان يجلب هذه الموقف  الحرب الاهلية وخلق حالة مستعصية غير توافقية كما يدعون في تصريحاتهم.

ويبدو واضحا لي ايضا لن يكن هناك حلا توافقيا يلوح في افق القريب، وان الشعب العراقي سوف يرفض هذا الدستور لانه غير عادل وغير واضح في كثير من فقراته. والله وحده يعلم ماذا ينتظر الشعب العراقي بعد ذلك.
هكذا لا سامح الله ستكون نهاية الحلم الجميل الذي انتظروه العراقيين لا سيما لاقلياته الدينية والقومية، هكذا مرة اخرى يخوننا القدر لنصبح اشياء جامدة  يوزعها الاخرون دون مراعاة مشاعرنا ووجودنا التاريخي وحقوقنا الانسانية.

في النهاية اذا كانت هناك كلمة تقال ،فهي كيف نسى هؤلاء المشرعون بقية مكونات الشعب العراقي وضمان حقوقهم؟ هل بتطبيق الشريعة الاسلامية عليهم بغض النظر عن ديانتهم او عبادتهم هو حلم الذي كانوا ينتظرونه منذ اجيال واجيال؟

1740
الاخ سومري
قلت لك انك لست شماسا لدى الكنيسة الكلدانية،بل دجالا

لانك تقول:
(الله يكون في عونك يا المسيح !!!؟ ما اعظمك ولكن اهنت وصلبت وحتى اقرب الناس اليك الرسول بطرس نكرك !!!؟ فمن انا !!!؟ انا مجرد شماس في الكنيسه الكلدانيه والناس هي نفس الناس !!!؟)

لا يوجد شماس في الكنيسة الكلدانية لا يعرف ان الاب والابن متساويان في الجوهر؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فكيف يطلب المسيح اي الابن العون من الاب ؟
ام انك لا تؤمن بلاهوت المسيح ولازالت تعتبره انسان مثل اجدادك المانويين؟
وتقول انك معمذ لا بل تلميذ لمثلث الرحمة البطريرك بيداويد
فكيث يكون هذا؟ اليس هذا برهان الدجل؟
ام انك مثل نيقاديوس لا تعرف شيئا من الكتاب؟ وتدعي المعرفة؟

اخي سومر الاسلوب الحضاري لا يعرف الخداع والكذب والنفاق والحقد والحسد بل يحب الحقيقة والله واشياء التي لها الوجود المطلق.

بالمناسبة استطيع ان اعلمك الكثير اذا توقفت من ازعاج القراء في ردوك الطائشة على صفحات عنكاوة كوم العزيزة.

يوحنا

1741
 الاخ سومر المحترم

هناك عدة ملاحظات مهمة يجب ان تقال لك

اولا            انت تقول وتصرح اكثر ما تعمل من اجل بناء الوحدة،  اي انت ازدواجي الموقف تريد ان تضيع وتمسح كل ما هو للكدانيين في التاريخ وفي نفس الوقت تنفخ في البوق على مسامعنا امجاد اشور  التي ستنتهي قريبا من العراق كما تعلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ثانيا           تقول اشياء مزيفة  كثيرة ولا اريد ان اقول ما قلته لك قي المرة السابقة قبل شهرين

ثالثا           امثالك وقصصك علمها لمن هم حولك ولمن يزيد الكراهية على الكلدان !!!

وازيدك علما نحن نعلم انك لست شماسا في كنيستنا المقدسة بل دجالا .في .......و
واخيرا اقول لك ان الحكم التي تقولها لن تخدعنا بان نجعلك من المناضليين الوحدويين يا ساكن بين رحاب قرانا الكلدانية الجملية في سهل نينوى
 
يوحنا

                                     

                                               
 

1742
عزيزي سومري
(ارجو ان تكون سومري جديد ومن ال بيداويد بالفعل  وليس ذاك القديم الذي كان يحمل lap top  معاه حيثما كان يذهب ويكتب لنا نكات مثل نكات جحا)

يقول المثل العربي ( من مدح نفسه ذمها)
ولكن لاجل اظهار الحقيقة ان هنا مضطر ان اقول ، لم ولن ترى مثل الكلدانيين حكماء ومعتدلين وواقعيين لا سيما الذين عاشرتهم في الاخويات ومراكز التعليم المسيحي والدورة اللاهوتية وجمعية الناطقين بالسريانية ........

اما من يترك مذهب الكاثوليك ويصبح انجيلي هو شأن خاص به ، ومن ينكر كلدانيته ايضا هو شأن خاص به، لكن فقط اقول لم تعلم الكنيسة الكلدانية و لاحتى الشرقية منذ ظهورها الا ما هو في الانجيل،فما هو الجديد في الموضوع؟
وازيد علما ان باب العمل الرسولي كان ولا زال مفتوح للعمل في الكنيسة  فمن يحب ان يخدم ويعمل في الرسالة  امامه مجال.


اما من ناحية هل انا مع الوحدة ام ضدها؟
فقط اقول لك كتبت اكثر من اريعين مقالة منشورة اغلبها على صفحات عنكاوة كوم  خلال سنتين الاخيرتين كلها كانت من اجل الوحدة وما عملناه في منتدى اكد الثقافي منذ ستة سنوات وما عملناه في اللجنة الوقتية من النوادي والجمعيات والكنائس الكلدانية والاشورية والسريانية في مهرجانات عيد اكيتو و يوم الشهيد الكلداني الاشوري السرياني  هنا في مالبورن هو مفخرة للكل ، وستطيع ان تسال  ممثل حركة زوعا الاخ الشماس اشور هنا.
اذن نحن مع الوحدة وسنكون مع الوحدة لا سيما حينما  نرى الصدق والاخلاص في القول والعمل مع اخوتنا الاشوريين. وليس في العراق فقد بل في كل مكان ومن كل الاشوريين ومن كل الكنائس
ليس لدينا مشكلة من ظهور احزاب كلدانية سياسية  مجهرية كما تقول.الحمد لله لدينا حسب علمي ثلاثة احزاب رسمية في العراق، لكن المشكلة لدى اخوتنا الاشوريين الذين في كل يوم لديهم مؤتمر واجتماع تاسيسي  لحزب جديد و بيان جديد او  نداء جديد، ولا واحدة منها لحد الان اظهرت بنية صادقة رغبة في الو حدة .

وازيدك علما ان منتدى اكد الثقافي الذي ثمانية من تسعة اعضائه هم كلدان اختار التسمية (الكلدانية الاشورية السريانية) قبل خمسة سنوات كتسمية حقيقية لشعبنا قبل ان يقدم 
 بعض احزاب واعضاء مجلس الوطني من شعبنا على تبنيها قبل اربعة خمسة ايام

اخوك الكلداني
يوحنا بيداوييد

1743
]
Dear Yousip Enwiya;
Thank you for you contribution
I always read your comments, they are same sentences and you have same idea
First you saying you are Assyrians, and you will fight as much as you can for this name then you asking us to work for unity
It is contradiction mate it dose not work.  I advice you to save your time to something else
Can you tell me when one of you organization confessed by name Chaldeans?
 I think first you have to try with your own people to teach them to accept other view and respect their feelings thoughts, history and ID, when you see majority of your people are ready to give up their dreams and they come down to reality, then make your comments and send you speech to our people

Regards
Youhana Bidaweed[/left]

1744
الاخ استنبولنايا

اعتقد من الافضل لك ان تقرا عهد القديم
هل تعرف من دمر الهيكل المقدس في اورشليم ؟
ومن سبى النبي دانيال؟،
 ومن بنى الهيكل من بعد عودته؟
يوحنا

1745
الاخ حبيب تومي
انا احييك من كل قلبي على هذا الدفاع الذي تقوم به لا من اجل الكلدان فقط  بل من اجل الحقيقة،
الحقيقة التي شرب سقراط كاس السم دفاعا عنها. فالكل ضدك لا لانهم يبحثون عن حل للمشكلة بل للازعاجك!!!
ومن ثم ارغامك على التوقف

اخوتي كتاب الكلدانيين
 يظهر هناك حملة مدروسة ومخططة لاسكات كل واحد منكم يدعي او يدافع عن الكلدانية وهذا ما عملوه مع الاخ نزار ملاخا والاخ الشماس مردو وكوركيس اوراهم و عامر فتوحي سابقا والان يفعلوه للا خ حبيب تومي وسوف يعملوه لكل من يكتب شيء عن الكلدان
انا اعتقد الافضل عدم الرد عليهم بنفس اللغة 
فقط يجب الاستمرار بالدفاع عن الحق الذي يخص وجودنا نحن الكلدان ، لان الجدال معهم مضيعة للوقت

وكذلك اقترح انشاء جمعية او نقابة او منتدى لكل كتاب و الصحفيون الكلدانيين في المهجر



1746
الاخوة المحتاورون
الاخوة القراء

ما كنت اريد ان اقوله  ان الوحدة لا تتم حينما تنقسم الكنيسة الكلدانية كما يروج البعض لها، او ان تتراجع عن قرارها، لانه لا يوجد اي استعداد لدى الاخوة الاشوريين الاعتراق بوجود الكلدان البتة.
اما الاخوة المصرون على ان يتراجع غبطة البطريرك الكلداني عى قراره، لا اجد لمطلبهم اي مبرر ،لانهم مسبقا اتخذوا قرارهم بأنهم يميلون الى تبني التسمية الاشورية او هم اشوريون فلماذا يريدونه ان يتراجع؟
ثم ان موضوع الوحدة لن يتم حتى لو لم ترسل الكنيسة هذه الرسالة، لان لكل حزب اشوري او منظمة اشورية رؤية خاصة بها في هذا الموضوع ،مثلا الاتحاد الاشوري العالمي الذي انعقدمؤتمره الاخير في لندن ،لم يخرج الا بثوب اقدم من يوم تاسييه 1968 ، فيعتبر كل التسميات هي اشورية ،الشيء الذي لا يقبله الكلدانيون وحتى بعض السريان
حزب التجمع الاشوري يقول نحن نحترم قرار الكلدان ولكننا نحن اشوريون فليناضل كل واحد من اجل مصالحه وبطريقته وهكذا هو اترنيا ايضا
اما زوعا مرة يقول انه اشوري ومرة اخرى كلدو اشوري (حسب الحاجة ) لا نعرف بالضبظ ماهو قراره الاخير؟
اما الكنائس الاشورية فهي ايضا لا تؤيد اي تسمية الا الاشورية
فاذن الكلدان ايضا لهم الحق في ان يقول شيئا عن ذاتهم وللكنيسة الكلدانية المسؤولية الدفاع عن حقوق مؤمنيها من ناحية الدينية والاجتماعية والقانونية

اما بالنسبة للاخ عماد يلدا
ارجو ان تقرأ المقال مرة اخرى لان اجوبة معظم اسئلتك موجودة فيها.

الاخ استنبولايا
هل سمعت بسبي بابل لشعب اليهودي؟

الاخ رياض حمامة
 مهما يكون موقف الاخوة الاشوريون او نظرتهم الينا ، فهم اخوة لنا ولن ننكر ذلك!!، ولكن لن نتنازل لاي  جهة مهما كانت صلة الاخوة بيننا، مالم  يعتراف بوجود الكلدان. نحن نعرف مشكلتهم اكبر من مشكلتنا ، لانه ليس لهم من يقرر  قرارهم الاخير والملزم من قبل الكل، فهم في صراعات ولهم اختلافات كثيرة في تفسير موضوع التسميات والحقوق والوحدة وحتى الوطن .

انا كنت من الذين كتب الكثير من اجل ايصال الشعور القومي الى نقطة الالتقاء، لكن لحد الان كما ذكرت في المقال لم يحصل، وربما لن يحصل في هذا الجيل. ولازالت اؤمن  بدون الوحدة لن يبقى لنا وجود في العراق، واعتقد الامور بدأت تلمح الى ذلك من خلال مناقشات الدستور.
لذلك ارى ان تراجع الكنيسة الكلدانية لن يحل مشكلة الوحدة لان ليس للفكرة اصلا اي ارضية تقارب
فلماذا وضع اللوم على الكنيسة الكلدانية والشعب الكلداني؟
وشكرا
اخوكم يوحنا

1747
الكنيسة الكلدانية تحت مطرقة القوميين والامميين

مقدمة
هيهات ان يحصل اي تغيير لصالح شعبنا على مدى القريب، بل في كل يوم نجد انفسنا امام طرح جديد اومشكلة جديدة، لقد اخذ هذا الموضوع اكثر مما كان يستحق من الوقت، فان دل على شيء، فهو يدل على التركيبية المعقدة لمجتمعنا وان علاجها لم يتم بصورة صحيحة في اللحظة المناسبة التي خسرناها الان ، بسبب مواقف ثلاثة فئات مختلفة
الفئة الاولى
هم اشخاص معروفون في الساحة السياسية كان لهم نفوذ في القضية ولم يكونوا مخلصين كما ادعوا بل كانت افكارهم و مبادئهم متشربة من تعاليم واساليب حزب البعث وليس لهم رغبة في انقاذ الشعب من مرضه

الفئة الثانية
هي المجموعة التي لم يكن لها رؤية فكرية للمستقبل ، لذلك تأخروا في العمل السياسي ولازال الكثير منهم يهملون الموضوع ، وهم يدفعون الثمن غايا الان او سيدفعون الثمن اغلى حينما يعون احداث التاريخ

 الفئة الاخيرة والتي هي اشد تعاسة
هم العاملون من اجل كسب رزقهم او حبا في كراسيهم او بسبب حالتهم المرضية التي تمنعهم من معرفة الحقيقة ومواكبة التغير الذي حصل ويحصل في المنطقة.

الحقائق التاريخية

اود ان اذكر في البداية بعض الحقائق التاريخية المبنية على المنطق والتي لا تقبل الشك اليوم وهي:

1    ان التسمية الكلدانية لم يخترعها البابا اوجين الرابع ولم يروج لها غبطة ابينا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي كما يكتبون البعض، وانما هي موجودة في تاريخ العراق القديم والحديث وبعض الاخوة من العرب اليوم يعترفون باصلهم لها (كتاب الذات الجريحة ، سليم مطر) وهي مذكورة ايضا  في اي كتاب يبحث  عن تاريخ الحضارات العالمية القديمة

2   ان الكلدان لم يكونوا مشعوذين مثلما يشعوذ بعض الاخوة، الذي يبدو انهم يضمرون كرها اشد من كره اليهود لنا (اليهود لهم كراهية تاريخية للكلدان لانهم اسقطوا اورشليم.اخر دولة لهم في العهد القديم.......)

3   الكلدان هم  اصحاب اول قلم  واول كتابة وهم اول من وضع فكرة الارقام واول تقسيم زمني للسنة ومؤسسي علم الفلك والرياضيات لا سيما النظرية المعروفة باسم فيتاغورس التي هي احدى اهم المعادلات في علم الرياضيات الحديثة....الخ

4   ان ادعاء الاخوة الاشوريين في استمرار  بقائهم وصمودهم عبر كل هذا التاريخ وتحت تسمية الاشوريين وزوال الكلدانيين امرا فيه كثير من الشك ، لانه لم توجد اي وثيقة تاريخية تذكر وجود شعب اشوري قبل القرن التاسع العشر









اسباب ظهور الشعور القومي لدى الاخوة الاشوريين

هناك اسباب عديدة لظهور الشعور القومي لدى الاخوة الاشوريين في بداية القرن التاسع عشر اهمها:

.اولا    حينما لم تعد الدولة العثمانية ( دولة الرجل المريض)  تستطيع السيطرة على الشعوب والقوميات الكثيرة وبسبب اتساع الرقعة الجغرافية لامبراطوريتها  وبسبب استبدادها الظالم  طوال اكثر من 450 سنة لهم، تصاعد الشعور القومي لدى هذه الشعوب مثل العرب والفرس والاكراد والارمن ...........الخ  فزادت الصراعات والتقاتل بين هذه الفئات.
وحينها وقعت الدولة العثمانية في خطأ كبير حينما حاولت خلق صراعات بين هذه القوميات كي تمتص نقمة الغضب ضدها وتضعفها عن طريق مكافة الاكثر ولاءا لها وفي النهاية تقضي عليها كما فعلت في الامير الظالم (بدرخان بك)
في الحقيقة لم يكن امام اتباع الكنيسة النسطورية الا الدفاع عن انفسهم ضد الموجات البربرية.وهكذا ازداد الشعور القومي عندهم

ثانيا   ظهور قائد تاريخي حقيقي وهو اغا بطرس الذي حول جمع شمل الكل تحت (تسمية كلدواشور) في القرن العشرين، وهو بالحق احد قادة الحرب العالمية الاولى وكان له فكر واسع يخطط الى المسقبل لكن قصة نهايته  معروفة

ثالثا    لا ننسى تاثير الشعور القومي الذي هب على القوميات الموجودة في دول البلقان ضد الامبراطوريات المجرية والعثمانية والروسية هذا بالاضافة الى ان اوربا كلها كانت في حالة قتال وصراعات دامية من اجل الارض والاصلاح الاجتماعي والديني بفعل عامل الزيادة السكانية

رابعا    لكن من اهم الاسباب هو وصول المبشرين الغربين لا سيما البروتستانت الذين انتشروا بين اتباع الكنيسة النسطورية ، الذي كان هدف بعضهم ايقاظ الشعور القومي لدى النسطوريين ضد الدولة العثمانية من اجل اسقاطها ووعدهم باقامة امارة اشورية في هكاري وليس في سهل موصل ،وذلك ما اثبتته الحقائق التاريخية حينما سقطت الدولة العثمانية ووقعت معاهدات سايكس بيكو و فرساي، ثم تنصلت  الدول العظمى عن وعودها للشرقيين ولا سيما لاغا بطرس والكنيسة النسطورية في الشرق وحينها حدثت المذابح التي شملت كل المسيحيين من دون تمييز.
 ولان التاريخ لم يذكر لهم اي انتفاضة او وجود قبل هذا التاريخ (قرن18)  لذلك من الصعب التسليم بفرضية وجودهم،قبل ذلك، وانما كان هناك فقط كنيسة شرقية نسطورية المذهب وكنيسة كلدانية كاثوليكية المذهب وسريانية اثرذوكسية المذهب

قضية اطلاق البابا اوجين التسيمة الكلدانية على ابناء رعيته الجدد

ان سبب ادعائنا بان التسمية الاشورية لم تكن موجودة في تاريخ القديم هو الاستنتاج الحاصل من تبني  البابا اوجين الرابع من التسمية الكلدانية وليس الاشورية  للمؤمنين العائدين تحت سقف كنيسة روما .
اولا   جدلا لو كان هناك شعب اسمه اشوري في ذلك الزمان لكان البابا اوجين الرابع فضله على كنيسة الكلدان الكاثوليكية الحالية  لسبب بسيط ، لماذا يختار الخيار الصعب ؟ ألم يكن خيار الاول اكثرمعقولا  في تقبله من قبل النساطرة

 ثانيا    ان لم تكن تسمية الكلدانية هي الاكثر معروفة ومنتشرة في التاريخ وفي الكتب لماذا اختارها ؟، ألم يكن الكرسي البطريركي لكنيسة الشرقية  في المدائن قرب بابل في عهد الحكم الفارسي ؟

ثالثا   هل يمكن ان يتوقع شخص عاقل من ان البابا اوجين كان يفكر في اقامة امبراطورية كلدانية في الشرق ومسح تاريخ الامبراطورية الاشورية ام كان يهمه ارجاع المسيحيين الشرقيين الى كنيسته الذين انفصلوا بسبب الحروب بين الرومان والفرس وليس بسبب القناعة الفكرية في المذهب النسطوري كما يذكرها المؤرخين

رابعا   لم يتم ذكر في اي كتاب او مخطوطة وجود للقومية الاشورية منذ زمن الفرس او العرب العباسيين او حتى فترة حكم المغولي، بل كانوا يسمون بالسريان  نسبة الى سوريا المكان الذي بدأت اول كنيسة بالتبشير بالمسيحية  في العالم بعد اورشليم ،  ومنها ورثنا ولحد الان مفهوم لفظة سورائي  (اي المسيحي وليس الاشوري )  المشتق من كلمة  سوريا وكذلك منها اشتق لفظة السريان
هنا ايضا يجب ان ننظر بعقل منطقي الى طبيعة المجتمع في ذلك الزمان المبنية على الضرورة والحاجة، اعني كانت حاجة الانسان الى الدين اكثر بكثير الى القومية ،لهذا من باب المنطق ان تكون مدلول  كلمة سورائي الذي لا زلنا نستخدمها بنفس المعنى لا سيما لدى (طورائي ) تعني المسيحيين،اما قصة اصل المصطلح اتى من الفراعنة ومن ثم تبناه الاغريق.


الرد على مقال الاخ جميل روفائيل وسامي بلو

على الرغم من استمتاعنا الكثير بمقالات الاخ الكاتب جميل روفائيل السابقة الا اني لم  اراه موضوعيا في مقاله الاخير و المقال يناقض كثير من الحقائق التاريخية ؟!!!!
 اما الاخ سامي بلو الذي لم نسمع بكتاباته على صفحات عنكاوا كوم الا مؤخرا لا اعرف حجته في هذه الاطروحات اتمنى ان لا يكون يبحث عن مصلحة خاصة به؟!!!

ليعلم الاخوة المؤيدين للتسمية الاشورية اننا نحترم خيارهم وذلك شأن خاص بهم ، لكن لن يوافقهم الكلدان على الطعن في رئيس كنيستهم الكلدانية غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي او رجالها، ولن يوافقهم على طمس الحقائق التاريخية ، ولا يستطيعون نكران ذواتهم كما يفعل غيرهم لا سيما لارضاء ناس لايحترمون مشاعرهم ولا يعترفون بوجودهم.

وليعلموا ايضا ان موضوع الوحدة لن يحله كاتب واحد او جمعية واحدة  او قرية واحدة او حزب واحد او كنيسة واحدة بل يجب ان يكون هناك مشاركة مخلصة  من قبل الكل في الموضوع ! ولانه لم تصل احزابنا وكنائسنا الى هذه النقطة لذلك سيستمر الخلاف ويمضي القطار!!
 وليعلموا ايضا ان كل الكلدان لا زالوا تحت سقف الكنيسة الكلدانية بغض النظر عن فعالية الكنيسة في دعم الشعور القومي لدى الكلدان اودرجة  تحملها لهذه المسؤولية.
وان موضوع الانقسام في الكنيسة الكلدانية الذي يروجون له البعض لم ولن يحصل ان شاء الله وستخيب امالهم؟!!!

وهناك حقيقة تاريخية معروفة للكل ،ان الكنيسة الكلدانية كانت ممثلة للشعب الكلداني منذ زمن الدولة العثمانية والدولة العراقية في بداية القرن العشرين ولحد ايام صدام حسين ، حتى قبل ذلك في زمن الدولة الفارسية والعباسية كان البطريرك هو المسؤول امام السلطة الحاكمة

لا اريد ان انتهي بخلاصة ،لكن مع الاسف كل الدلائل و الوقائع تدل على ذلك وهي ان الغرض من هذه الكتابات ضد الكنيسة الكلدانية هو الكراهية الدفينة لدى بعض الاخوة من الاممين والقوميين المتزمتين
فالامميون الذين خابت امالهم في الاشتراكية الماركسية  والان اتت الفرصة ليطعنوا بالكنيسة وما اشبه اليوم بالامس، فذلك ما فعلوه الاشتراكيون القدامى في روسيا في بداية القرن العشرين في ايام قيام الثورة البلشفية
و القوميين المتزمتين الجدد الذين فاقوا من النوم على صوت الصواريخ وعجلات الدبابات الامريكية التي دخلت يوم 9 نيسان 2003 في شوارع بغداد فتحولوا بين ليلة وضحاها الى ابطال قوميين متعصبين اشد من تعصب النازيين  والحركة الصهيونية فيكتبوا ضد كل ما يعيق اطروحاتهم وافكارهم وطموحاتهم الانتهازية

المسؤولية التاريخية والدينية للكنيسة الكلدانية

لو فرضنا قبل البعض من الكلدان بتسمية الاشورية واعتبرها صحيحة هل يضمنون الاخوة المذكورين اسمائهم في هذه القائمة ان كل الكلدان سوف يقبلون بها؟ الا يحدث  انقسام بيننا؟ الا يكفي ما لاخوتنا في الطوائف الاخرى من الانقسام؟.
 هل يريدون هؤلاء من الكنيسة الكلدانية ان تسكت وهي ترى اللصوص والذئاب يقطعون الرعية اربا اربا؟!!!!
 اذن ما هي مسؤوليتها؟!!.
انا هنا لست اطعن بالاخوة الاشوريين الذين يحترمون كنيستنا وهويتنا الكلدانية ،لكن لا يخفي على احد هناك حالة تقسيم سياسي وكنسي في ساحتهم، هناك ست كنائس لدى الاخوة الاشوريين اثنتان منها شرقية نسطورية واربعة بروتستانتية، ولديهم اكثر من عشرة احزاب معروفة وعاملة على الساحة السياسية في الداخل و الخارج، اين هي الجهة التي يجب ان يتوحد الكلدان معهم؟ ام يجب ان يتوزعون بين هذه الكنائس وهذه الاحزاب التى بعضها مؤسسة من قبل اشخاص لم يروا ارض العراق ولا يحملون جنسية عراقية ؟!!!

هل تتوقعون ان تسكت الكنيسة الكلدانية ان يصل شعبها الى مرحلة الضياع؟
نعود ونسأل ما الخطأ في التسمية الكلدانية؟
اليست على الاقل حية لاكثر من 550 سنة؟ الا يكفي ذلك ليتولد مجتمع منهم؟ الم تكن الدولة الكلدانية موجودة حينما سقطت نينوى؟ ألم تكن هي التي ازالت الدولة الاشورية من الوجود ؟!!!
كيف يعقل ان يبقى للاشوريين وجود متواصل على الرغم من  سقوط دولتهم على يد الكلدان بينما لم يعد للكلدان وجود سياسي
من لا يعجبه اسم الكلدان ليختار ما يختار،  لكن نرجو ان لا يشوه الحقائق !!

ان الاخوة الذين رفعوا المذكرة التي يطالبون فيها غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الرجوع  من قراره، لا اعرف لماذا لم يفكروا بالاخرين ما سيكون موقفهم ؟ الا  بهم هذا القرار اكثر من مليون وربع مليون كلداني في العالم ؟  انني اتعجب من التناقض لدى هؤلاء، كيف سوف يصلون الى وحدة ويبنونها  وهم يغصبون الاكثرية على قبولها ،ألم تكن هذه اساليب حزب البعث؟
ليعلم هؤلاء الاخوة اننا تعودنا معرفة الناس من ثمارهم اوكلام افواههم !!!!

لماذا لم يوجهوا هؤلاء الاخوة رسالتهم بصورة موضوعية لجميع رؤساء الكنائس كما (ذكر الاخ الكاتب حبيب تومي ) من اجل ايجاد حل لهذا الموضوع؟  كم مرة سمعوا هؤلاء الاخوة بتصريحات من قبل الرؤساء الروحيين والسياسيين الاشوريين بطعنهم ونكرانهم بصورة واضحة للوجود الكلداني؟  لماذا لم تشتعل ضغينتهم ضد هؤلاء اذا كانوا حقا مملوئين من الحماس والحب للوحدة القومية؟ لدي الالاف من علامات الاستفهام حول هذه الرؤية.

نعم نحن كلدان يعاب علينا خمولنا بخصوص الشعور القومي  ربما لاننا ادركنا من تجارب الاخرين ان حمل السلاح في الزمن الماضي لم يكن يفيد في تغيير الوضع ولن يزيل الحاكم، نعم تلك هي حقيقة ولذلك الكلدان يدفعون الثمن غاليا الان ؟!!! لكن ارجو ان لا يجتهد احدا هنا ويدعي هو او جماعته ازالوا صدام حسين من الحكم لان الحقيقة معروفة

تسمية كلدواشورية وموقف الكنيسة الكلدانية

ان تسمية كلدواشورية تبنتها الكنيسة الكلدانية في البداية قبل الكل لا بل شاركت في دباجتها منذ اليوم الاول لسقوط صدام حسين (زيارة المطران ابراهيم ابراهيم مع وفد سياسي للعراق ) لا لسبب معين بل (حسبما اعلم  )من شدة حرصها ومعرفتها السباقة للاحداث التي نعيشها اليوم ، معرفتها وايمانها بضرورة توحيد الصف الوطني والديني لكي يكون لنا وجود حقيقي و نفوذ سياسي في الساحة العراقية (كي يدافع عن وضعنا الديني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاداري ......الخ) ولم تكن الكنيسة تفكر في المناصب والنفوذ.
اذن احدا لا يزايد على موقف الكنيسة والكلدان بصورة عامة

الصلة العضوية بين الكلدانيين والاشوريين

اننا لا ننكر الصلة العضوية التي تربطنا مع الاخوة الاشوريين لانه العلاقات بيننا  ازدادت خاصة بعد انفتاح المجمع الفاتيكاني الثاني وازالت المحرمات بين الكنائس، فتمت الزواجات وممارسة الطقوس والصلوات بين اتباع الكنائس النسطورية الاشورية والكاثوليكية الكلدانية   بحيث لم يكن يعد يذكر اي فرق في العراق بين كنائسنا وشبابنا حينما كنا في العراق، ولا يخفي انهم يشتركون معنا في اللغة الارامية  (التي اصلها اكدية وليست اشورية كمل يروجون لها) والتراث والقيم وارض بين ما النهرين والثقافة ........ألخ كل هذا موجود وحي،  ولكن لاسباب التي ذكرناها في البداية وبسبب نفوذ القوميين المتزمتين لم يتم ايجاد حل لمشكلة التسمية بل حاولوا طمس الشعور القومي لدى الكلدانيين بتسميتهم الذاتية وبصورة علنية واحيانا جبرية مما ادى هذا الى رد فعل قوي الذي تفاعلنا كلنا معه.
الادهى من هذا البعض منهم يخاطب الناس بانهم اصحاب فكر وحدوي لكن يسكتون عن تصريحات القوميين المتزمتين من اخوان الاشوريين او المؤيدين لهم  وليس لهم خيار اخر سوى التأكيد على ان التسمية الاشورية بانها اصح من البقية.

الخلاصة
ان طلب غبطة البطريرك من الحكومة العراقية ولجنة الدستور بذكر القومية الكلدانية بصورة مستقلة جاء بسبب حرصه الشخصي على ابنائه  وبسبب مطالبة الشعبية من قبل كل الكلدان في العالم وكل الاحزاب لا سيما من قبل هيئة اتحاد القوى الكلدانية التي بالحق اليوم  هي الممثل الشرعي لشعب الكلداني

ونقول لكل الذين يريدون توظيف اقلامهم للوحدة بصورة نقية خالية من الشوائب عليهم تقع مسؤولية لايقاف نزيف الانقسامات بل جعل الضغظ على كل الجهات وليس على الكنيسة الكلدانية واتباعها .

يوحنا بيداويد
مالبورن/استراليا16/8/2008

1748
                 
                              نداء لاهالي قرية بلون
كتابة تاريخ قرية بلون

كما تعلمون جميعا ان ابائنا و اجدادنا كانوا يعيشون  قرية بلون اي ( اشقي كُوي في اللغة التركية والتي تعني قرية العشق او الغرام ) التي تقع الان ضمن الاراضي التركي .لقد تم اجبار اجدادنا على الهجرة القسرية في نهاية صيف 1917 م  حسب قانون (سفر بلك المشؤوم ) الذي شمل بالاضافة الى بلون القرى الاخرى مثل ( مركا وبيجون وإقول ومار سبريشوع  الخ) حيث هرب اكثريتهم قبل وصول جنود العثمانيين الى قراهم الذين قتلوا وذبحوا ما تبقى منهم.في القرية

هكذا هاجر اجدادنا واباؤنا ديارهم من بلون وانتشروا في بلدان العالم فقسم منهم هاجر الى زاخو  وفيما بعد اسسوا قرية جديدة لهم تدعى (صطفلاني) و قسم اخر راح يعيش في القرى الاخرى المنتشرة حول مدينة زاخو،لكن القسم الاكبر توجه الى مدينة موصل مباشرة ثم انتقل بعضهم الى المدن التي حولها وقسم اخر توجه الى مدينة حلب وبيروت وقسم اخر توغل في اراضي تركيا ووصل الى مارسين وانتالية وغيرها من الاماكن التي ربما لا نعرفها لحد الان.
وفي الجيل الثاني والثالث هاجر عدد كبير من قرية صطفلاني الى موصل والى بغداد والى  بصرة وقسم اخر الى الخارج .
اما الان حسب معلوماتنا بالاضافة الى المجموعة التي هي موجودة هنا في استراليا والتي هي حوالي 30 عائلة  في ملبورن وسدني ونيوزلندا، هناك الكثير من الذين هاجروا منذ الخمسينات والسبعينات ووصلوا الى امريكا وكندا وفرنسا وعموم اوربا.
ايها الاخوة والاخوات ان جمعية اهالي بلون في مدينة مالبورن/استراليا  توصلت بعد مناقشة ودراسة  حالة اهالي قرية بلون وطريقة الربط بينهم والاستفادة من وسائل الاتصال العصرية، الى تشكيل لجنة مصغرة مكونة من (يوحنا يوسف مرقس بيداويد    ونزار قصير وردة بيداويد ) وبتعاون مع الاب كمال وردة بيداويد العمل على اصدار كتيب عن تاريخ اهالي القرية اسوة ببقية المدن والقرى الكلدانية الاخرى، على ان يكون لهذه اللجنة مندوبين في امريكا واوربا والعراق ، لذا نطلب من كافة اهالي بلون وفي اي مكان في العالم ارسال لنا كل المعلومات التي لديهم حول تاريخ القرية مثل اهم الاحداث او القصص التي حدثت لاهالي القرية او صور او افلام او اشرطة مسجلة او اي معلومة باي صيغة مدونة لديكم الى عنوان اللجنة كي تكون مصدرا لتحرير هذا الكتيب.

ايها الاخوة والاخوات ان الغرض من هذا المشروع ليس ماديا وانما كتابة تاريخ اصلنا وتوثيقه لأولادنا وللاجيال القادمة خاصة بعد هذا الانتشار الواسع الذي حصل لنا في انحاء العالم.
ان هذاالمشروع يحتاج الى تضحية كبيرة في الوقت والمال من جميعكم لا سيما من اللجنة التي تعهدت على نفسها اكمال هذا الكتيب لذا نرجو مساعدتنا بارسال كافة المعلومات التي لديكم على عنواننا التالي

عنوان/ يوحنا يوسف مرقس بيداوييد
الالكتروني             youhanamarkas@optusnet.com.au
البريد العادي
 17 Hedlet St                            .
Fawkner 3060 Vic. Australia                 

عنوان/  نزار قيصر وردة بيداويد
الالكتروني  nazarwarda@hotmail.com
 البريد العادي         
 79 Anderson Rd.
Fawkner 3060 Vic. Australia                                             
             
اما في حالة الارسال في الفاكس يرجى الكتابة عليها تصل الى (لجنة كتابة تاريخ قرية بلون)
 رقم الفاكس 0393241131+مفتاح استراليا+ رقم الدولي

او الاتصال بالاب كمال وردة بيداوييد في امريكا
وشكرا

ملاحظة
نرجو من الاخوة الذين يطلعون على هذا النداء ارساله الى اصدقائهم واقاربهم والرد علينا كي نعرف عنوانهم الالكتروني


جمعية اهالي بلون
في مدينة مالبورن

1749
الاخ سيزار هوزايا
الاخوة منظمي المؤتمر
الاخوة القراء
تحية لكم جميعا

الحقيقة فرحت كثيرا حينما كنت اقرأ اخبار هذا المؤتمر وفي نفس الوقت كنت اشعر بالحزن

فرحت
لان المهم تم عمل شيئا بعد كل هذه السنين الطويلة بخصوص لغتنا الجميلة.
لذا احيي منظمي المؤتمر وكل الذين ساعدوا على اقامته لاسيما الذين قدموا من الخارج وتحملوا مشقة السفر والتضحية بوقتهم.

حزنت
لان مرة اخرى وجدت الاخوة منظمي المؤتمر حصروا الامر بالاشخاص الذين يتفقون معهم في الرؤية.
ولم يتم توجيه الدعوة للمؤسسات المعنية  ولا لكل الكتاب المعروفين في هذا المجال او الاشخاص الذين قضوا عمرا طويلا من اجل حماية هذه الجوهرة الثمينة التي تربطنا بعضنا بالبعض.

فقط اوجه سؤالي للاخوة المؤتمرين
ماذا يحصل لتوصيات مؤتمركم لو اقامت جهة اخرى او مؤسسة اخرى او حزب او كنيسة معينة مؤتمر اخر وتوصلت الى توصيات تناقض ما توصلتم اليه؟.
الا يكون ذلك سبب لفتح جبهة اخرى من التناقضات والاختلافات بين مكونات شعبنا.
لذا اتمنى ان يكون ما حصل بدون قصد
واتمنى لكم الموفقية في انجاح هذا المؤتمر
وشكرا
اخوكم يوحنا بيداوييد

1750
نص كلمة نادي برج بابل الكلداني في احتفال يوم الشهيد (الكلداني__ الاشوري )
 الذي نظمته اللجنة المشتركة المؤقتة المشكلة
من النوادي والجمعيات والاحزاب والكنائس في مدينة مالبورن/استراليا

ملاحظة هذه ترجمة لنص بالسورث

اباءنا الكهنة الافاضل
 اخوتي واخواتي الاعزاء
اهلا وسهلا بكم

في كل سنة يجتمع شعبنا الكلداني الاشوري السرياني في مدينة مالبورن في اقامة تذكار يوم شهدائنا الابرار، الذين اعطوا اغلى شيء عندهم وهو روحهم ودمهم لاجلنا ، نطلب من الرب ان يسكب عليهم مراحمه الكثيرة.

انه عمل عظيم ومثمر ان نقوم بهذه النشاطات القومية المشتركة ، لكن من الجانب الاخر لدينا مصاعب في اقامتها من جراء عدم وجود التوافق بين الاسماء التي يحملها شعبنا، وكما رأينا في مدينة سدني وغيرها من الاماكن في العالم في هذه السنة كانت معظم الاحتفالات تتسم بثوب الفردية التي لا توحي على وحدة شعبنا امام الاخرين
.
اليوم هو السابع من اب يوم تذكار شهداءنا جميعا ، هؤلاء الذين استشهدوا لاجلنا لسببين لا ثالث لهما اما لديانتهم المسيحية او قوميتهم .
اذن كم يكون عملنا مثمر وجميل عندما نكون موحدين في مناسبة اقامة تذكارهم،
 وكم يكون مهم لنا ان نقدر الانسان الاخر الذي هو حي وحاضر معنا اليوم ، كم يكون مهم عملنا ان نساعدا خوتنا الذين يصارعون ضد اعدائهم من اجل ان لايزول اسمهم واسمنا من الوجود او تفرض عليهم تعاليم مناقضة لديانتا المسيحية.
كم هو معيب علينا ان نرى كل الامم التي كنا نعيش بينهم من الاخوة العرب والاكراد والترك والفرس نراهم اليوم توحدوا وتركوا خلافاتهم وراءهم ، لاجل المطالبة بحقوقهم المشروعة والتي  سوف يحصدونها بلا شك، ونحن لا زالنا نتصارع ونناقش ونقيم المؤتمرات والتصريحات والدراسات حول موضوع اسمنا الحقيقي.
 لحد الان لا نعترف واحد بالاخر كيفما وجود في هذا العالم ، يجب ا ن يكون (هذا الاخر) بحسب نظرتنا والا هو غريب علينا.
اخوتي اخواتي اذا كنا فعلا من اجل بناء الصحيح نبحث ونعمل ، ولدينا الايمان باننا شعبا واحدا ، اذن يجب ان نعمل من اجل الوحدة.لنعترف  بتسمية بلاخر بدون مماطلة.
 اخواني ان لم نصل الى الوحدة كل نشاطاتنا هي باطلة
 ان لم نعترف باسمائنا الثلاثة (الكلدانية الاشورية السريانية) احلامنا باطلة
اذا كان شهدائنا اعطوا اثمن ما كانوا يملكونه وهو حياتهم ونحن هنا لا نرغب ا ويصعب علينا ان نلفظ اسم اخينا  الذي ولد وهو يحمله، ولا نستطيع ان نتحد معا ونوحد اهدافنا اذن ما هي احقية ومصدقية التي نمتلكها في اقامة تذكارهم؟!!
اخوتي لا تفكرون سوف يكون لنا وجود اخر هنا في هذه البلدان البعيدة ،اولادنا واحفادنا سوف يمتزجون مع بقية الامم في هذا المجتمع الكبير بلا شك وانتم ادرى مني في هذه الحقيقة.
 اما اذا كان لنا امل اخر باقي لوجودنا ، فهو يكون في ارضنا، ارض اجدادنا، ارض ما بين النهرين المجيدة ،
اخوتي ان دم شهدائنا لا زال يجري منذ 2500 سنة ولحد الان لاجل وجودنا ، لنكن امناء لهم في عملنا، الذي بلا شك العمل من اجل قيام  الوحدة بين كياناتنا ، اذن لنساعد اخوتنا في العراق ( بيث نهرين ) كي يصلوا الى حالة العمل المشترك  والهدف الواحد عن طريق المحبة والاخلاص
ليرحم الله شهدائنا الابرار ويزيد محبته بين احزابنا وقادتنا وبيننا جميعا وشكرا.

يوحنا بيداوييد
عن الهيئة الادارية لنادي

1751
الدستور العراقي ومحاضرات جان جاك روسو




في هذه الايام العصبية التي يمر فيها الشعب العراقي في حرب شبه اهلية، الايام التي فيها اباح الزرقاوي وجماعته لانفسهم القتل والذبح (باسم الله) كل الكفار وكل العاملين معهم مهما
كانت حجتهم .
 في هذه الايام نرى ان جميع الدوائر الحكومية لازالت تحت وطأة نفوذ الاحزاب العراقية المتعارضة في رؤيتهم في بناء العراق الجديد، بحيث اصبحت هذه الوزارات من حصص الحزب الذي ينتمي اليه الوزير، في هذه الايام التي اصبح لرجال الدين المتزمتين نفوذ كبير على العقول المتحجرة الذين تنفسوا الصعداء بممارسة حريتهم لاول مرة منذ زمن بعيد وهم يدركون السبب لذلك؟!، ولكنهم اليوم  يسمحون لانفسهم بحرمان الاخرين منها .
في هذه الايام التي لا زالت تعاليم و نفوذ ايتام القائد ورفاقه الحزبيين في الدوائر الحكومية متفشيا مثل مرض السرطان الذي احتار الخبراء في معالجته .
في هذه الايام التي يعيش كل الشعب تحت حكم الاحتلال الذي بصم له بالعشرة  قادة الاحزاب العراقية في تغير سلوكهم الوراثي القديم و تقديس حرية الانسان وممارسة العدالة بين الناس وبناء انسان عراقي اخر غير متسلط وقاتل ......الخ.
في هذه الايام تحاول لجنة من اعضاء المجلس الوطني العراقي وضع دستور جديد للبلاد ، دستور عصري يحمي حقوق الاكثرية مع الاقليات ، يُرجع المرحلين بصورة قسرية من بيوتهم واراضيهم الى ديارهم ،و يتيح لجميع الاديان ممارسة شعائرهم الدينية ولجميع القوميات الاحتفاظ بهويتهم وتراثهم ولغتهم وثقافتهم
كان من المفترض في هذه الايام  قد تم اكمال المسودة النهائية لهذا الدستور ، لكن كما قال المتنبي (تأتي الرياح بما لاتشتهيها السفن). فهناك مفارفة كبيرة بين ما قيل قبل تحرير العراق وما بعد تسلم السلطة من قبل سلطة الحكم وما بعد الانتخابات الناقصة وبين ما يقول ممثلي الكتل الحزبية الكبيرة في المجلس الوطني اليوم.
لا اعراف اذا كان السادة اعضاء المجلس الوطني يحتاجون للاطلاع على تاريخ الشعوب في العالم ، ام ادركوا الحقيقة الجديدة التي لم يقلها اي فيلسوف او يكتشفها اي عالم اجتماعي  وانما ادركها الناس في الشوارع قبل اساتذة الجامعات وهي ان عالم اليوم اصبح قرية صغيرة سواء شأنا ام أبينا، وان مستقبل الشعوب يعتمد على سرعة الانفتاح وسرعة التفاهم وسرعة اتخاذ القرار ودرجة الكفاءة في التعامل مع ما تنتجه الشعوب الاخرى من التقدم.
لا اعرف هل يريدون السادة اعضاء لجنة الدستور تشريع دستور يجعل العراقيين في حالة انعزال عن العالم بعدما كانوا هم واضعي اللبنة الاولى لحضارته والتي اصبحت اليوم حقيقة مسطرة في الصفحات الاولى في اي كتاب يبحث عن جذور الحضارات الانسانية.
 ام يريدون وضع دستور يفتح افاق المجال امام عقول العراقيين الكبيرة بكامل الحرية
يا ليت ينهض فولتير من قبره ويحضر احدى  جلسات مناقشة دستورنا كي يعلمهم ثمن الحرية لان اخوتنا اعضاء المجلس الوطني يظهر قد  نسوا ما كانوا يذوقون هم انفسهم وما ذاق كل العراقيين معهم في زمن العهد البائد!
من اين لي ان اشرح لهم عن افكار جان جاك روسو ونظريته عن اهمية الطبيعة الغريزية في الانسان؟ الم تكن هذه الافكار هي بذور الثورة الفرنيسة التي تنبئ عن حدوثها فولتير قبل عشرين سنة؟
ليضع السادة  اعضاء المجلس الوطني العراقي في حساباتهم ان سبب الصراعات في مئة السنة الاخيرة في العراق كان حرمان الشعب عن الحرية وعدم وجود المساواة والتفرد بالسلطة،
 واليوم هذه هي االمبادئ التي يحتاجها العراقيون في دستورهم الجديد على الاقل.
 عبرتاريخ شعوب العالم التي حرمت من الحرية كانت ولا زالت في حالة غليان مستمرة وهكذا كان حال الشعب العراقي فلماذا الكر والفر من الحقيقة؟!!!!.
 بدون المساواة في المواطنة بغض النظر عن الهوية او الدين او الجنس او القومية  نكون قد تعارضنا مع مبدأ الحرية والحق الطبيعي.في الوجود.
بعدم وجود السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية مستقلة واحدة عن الاخرى يكونون العراقيون قد وقعوا في مصيبة الدكتاتورية مرة اخرى التي تحرم الشعب من الحرية والمساواة.
الحرية يجب ان لا تكون مكبلة بقيود تمنعها من التطور والحركة في البحث عن صيرورتها الذاتية.
لو اردتم انسان جديد في العراق،  علموا الانسان العراقي ان يحترم اخيه الانسان مهما كان دينه او جنسه او قومته.
لو اردتم انسان جديد في عراق جديد  ابحثوا عن تعاليم  جان جاك روسو ومحاضراته في الثقافة والتربية للاطفال قبل ان تخنقهم روح التعصب والانعزالية المبنية على نظريات نيتشة السلبية

يوحنا بيداوييد
مالبورن /استراليا
2/8/2004


1752
                                              الكلدان والمهمات المنتظرة!!

يوحنا بيداويد/ مالبورن-أستراليا
10/07/2005

بعد الاتخابات الاخيرة التي جرت في العراق بعد سنين طويلة من الحرمان، وبعد الخيبة الكبيرة التي تلقاها شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) في حصوله على ستة ممثلين له في المجلس الوطني موزعة بين تكتلات واحزاب مختلفة، كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان (الم يحن الوقت لترمييم البيت الكلداني؟!).
ولاننا ( ألكلدان )  اصحبنا نصرخ في كل مناسبة ونقول نحن نشكل القوى الكبرى من حيث العدد لهذا الشعب لذلك يجب ان يكون لنا قول في شؤون شعبنا لذلك يجب ان نبدا مرحلة جديدة من حياتنا السياسية.
 كنت اريد ان اقول في المقال ذاتها، يجب ان تكون القيادة لهذا الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) من الكلدان ويجب ان تكون هذه القيادة معتدلة كي توقف تيار التعصب الذي يسود الجبهة الاشورية وتستطيع هذه القيادة تمثيل شعبنا في المؤسسات العراقية من الان وصاعدا وتطالب بحقوقهم وبعقلانية مقبولة وليست مبنية على اوهام قبل 25 قرن.
وبعد فترة قصيرة بدات الحرب الكلامية بين كينات شعبنا بين احزابهم ذوي الاتجاهات المختلفة، والكتاب المتزمتين المتطرفين الذين كانت كتاباتهم مملوءة من السموم (حتى وصل بهم الحد عند البعض التهجم على رجال الكنائس متهمين اياهم بالتقسيم)؟!
المهم كانت النتيجة حدوث تحرك كبير وبصورة عملية على الساحة السياسية الكلدانية لا سيما من قبل المجلس القومي الكلداني الذي عقد مؤتمره الاول في العراق قبل اشهر وانتخب هيئة تنفيذية جديدة له وكذلك تم تشكيل مجلس القوى الكلدانية التي ضمت الاحزاب الكلدانية الكبيرة مثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والنادي الثقافي الكلداني في عنكاوة واتحاد النساء الكلداني و الدكتور حكمت حكيم الشخصية المستقلة قد التحق بهم المنبر الكلداني فيما بعد
لقد قام الاخوة الكتاب الكلدانيون بحملة توعية ثقافية كبيرة من اجل زيادة الشعور القومي واثبات الهوية الكلدانية في المحافل العراقية والدولية ولا سيما في الدستور العراقي الجديد مثلما هي بقية التسميات القديمة. وقد وصلت هذه الحركة قمتها عندما طلب (من خلال كتابة  رسائل تحريرية) العديد منهم باسم المؤسسات التي ينتمون اليها او باسمائهم شخصيا الى لجنة وضع الدستور طالبين درج التسمية الكلدانية ، كان ذلك رد فعل قوي على رسالة السيد سركون داديشو الى الحكومة العراقية بأسم جميع الاحزاب والمنظمات والهيئات والنوادي والجمعيات الاشورية طالبا فيها اطلاق التسمية الاشورية على جميع مكونات  شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) على اساس ان بقية التسميات هي طائفية كنسية لا اساس تاريخي لها
لاننسى هنا الدور الكبير الذي لعبه سيادة المطران سرهد جمو في محاولة ايضاح موقف الكلدان من الوحدة والتسمية الكلدانية والتسمية كلدواشورية والتي تلخصت بوجوب الاعتراف بتسميات شعبنا كلها والاعتراف بها من قبل جميع المؤسسات قبل اقدامنا على تبني استراتيجية موحدة ، لان بدون هذا الاعتراف تكون وحدتنا مهددة دائما بتيارات الانقسام والضياع على ايادي المتطرفين اجلا ام عاجلا.
 وبعد صراع طويل ونقاش كبير لم يحصل الكلدانيون على اي اعتراف صريح من قبل اخوتهم الاشوريين بالتسمية الكلدانية كتسمية مرادفة ومتساوية للتسمية الاشورية ، فقام غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث الكلي الطوبى رئيس الكنيسة الكلدانية ، بمخاطبة الحكومة العراقية ولجنة الدستور رسميا بادراج التسمية الكلدانية كتسمية قومية لشعب الكلداني مثل بقية القوميات العراقية الاخرى.

هذه كانت نظرة سريعة على اهم الاحداث منذ الانتخابات الاخيرة لحد الان. لان الكلدان اليوم اصحبوا امام الامر الواقع، لقد  طالبوا باعتراف رسمي بوجودهم، لذلك يجب ان يتم العمل بصورة جدية اكثر من قبل الكل للوصول الى هذا الهدف ،لقد اصبح الكلدان امام مهمات  كبيرة وعسيرة بعد هذه المطالبة ، لابد ان يدركها قادة الاحزاب الكبيرة وجميع السياسين والمثقفين و قادة المؤسسات الاجتماعية وحتى الرئاسة الكنسية.
يجب ان يعترف الكلدانيون ببعض الحقائق المهمة في هذه المرحلة من التاريخ

اولا    
على الرغم من ان الكلدان كانوا في الساحة السياسية خلال فترة القرن العشرين كله ضمن الاحزاب الوطنية العراقية وان الكثير منهم وصل الى مركز القيادات سواء كانت في الدولة العراقية او في قيادات الاحزاب . لكن الكلدان لم يكن لهم حزب او مؤسسة خاصة بهم ذات طابع قومي ما عدا الكنيسة التي كانت
98% من عملها ديني.بحت

ثانيا   
نعم لدينا العديد من المؤسسات الحديثة ونحن لا نستيهن بقدراتهم وقدرات قياداتهم  لكن يجب ان نعترف بالحقيقة نحتاج الى خبرة اكثر في مجال السياسة مقارنة مع الاخوة العرب والاكراد وحتى الاشوريين ، وان ذلك لا يأتي بكتابة مقالات ورفع الشعارات في الندوات او القاء التصريحات الاعلامية.

ثالثا   
على المؤسسات الكلدانية ان تبقى متراصة معا في الحفظ على وحدة الكلمة وان افضل شيء قاموا به السياسيين هو تاسيس مجلس القوى الكلدانية، لكن هذه المؤسسة يجب ان لاتكون حبر على الورق يجب ان تكون على اتصال مع القيادت الحزبية بصورة مستمرة وان تكون جميع القرارات في حالة توافقية مع نهج الذي يحتاجه الكلدان  وان لا ندخل في المتاهات الحزبية الضيقة والانقاسامات الحزبية والفردية التي تتصارع مع بعضها  من اجل مصالح فريدة كما يحصل عادة للاقليات



رابعا   
يجب ان يتخلص الكلدان من الصيغة العشائرية او القروية التي تتصارع من اجل ابراز هوية القرية او العشيرة التي بدأت تغزو مجتمعنا لا سيما في المهجر وكأننا نعيش عهد القرون الوسطى. الكلدان يجب ان يفوقوا من نومهم الطويل ، وان يعلموا ان اتكالهم على الكنيسة كما كان في الماضي يجب ان يتغير، لان رجال الكنيسة يقولونها بكل صراحة ان الكنيسة لن تقوم بدور العمل  السياسي نيابة عنهم ،  لكنها تساعدهم وترشدهم في رسالتهم وعملهم السياسي من اجل المصلحة العامة .
لذلك البقاء في قوقعة الجمعيات القروية هي مثابة عملية تخدير المشاعر ومضيعة للوقت وخسارة في النضال القومي وبالتالي خسارة في مكانة شعبنا للحصول على حقوقه؟!!!

خامسا   
ان خيار الوحدة يجب ان لا ينقطع مهما تصاعدت صيحات المتعصبين من الاشوريين او الكلدانيين ومهما نفخوا في البوق عن التاريخ الماضي لان الحقائق على ارض الواقع تقول شيء اخر ، بدون الوحدة ان الضياع يكون من نصيب الكل في المستقبل القريب خاصة بعد ان يتم وضع الدستور دون الحصول على حقوقهم.
 يجب ان يدرك الكلدان ان المبادرة الان في يدهم ،لانهم الاكثرية في ارض الوطن ولهذا يجب ان يكون الاعتدال طريقهم في التفكير و ويجب ان يكون موقفهم موقف الاخ الاكبر في العائلة وان كان قد اسيء اليهم من بعض الكتاب الجهلة في الماضي خاصة الذين لا يدركون شيئا عن مسار جري التاريخ.

في الختام نقول اذا كان نجم الكلدان قد صعد من الشرق مرة اخرى بعد الفي سنة ، على الكلدانيين العمل بالمثابرة والجهد الكبير كي يصلوا الى حقوقهم  ومكانتهم الحقيقة في المجتمع العراقي ، على الاقل يجب ان يتحملوا نصيبهم من العمل القومي الشامل لشعبنا، والا سوف يمر نجمنا مرة اخرى دون ان نحصل على شيء يذكر مرة اخرى، وربما ستكون هذه المرة الاخيرة يظهر ذلك النجم.


1753
الاخوة المبادرون لاقامة هذا التجمع
 الاخوة المدعوون لهذا التجمع
تحية اخوية
ربما تكون مبادرتكم هذه اخر بصيص امل لشعبنا المنكوب منذ سقوط بابل ونينوى.
يجب ان ينتصر صوت المنطق على الجهل و المحبة على الانانية والاعتدال على التعصب الاعمى. والا لكان عصر نظرية نيتشه  قد بدأ تطبيقه وتأثيره على مجتمعنا.
انا ارى في عملكم هذا املا كبيرا لحد لا يوصف، اخوتي المحبة هي نعمة والنعمة عطاء الله بدون حد، ومن يعيش النعمة  يكون قراره صائب والرغبات التي تجري في عروقه تكون مملوءة من الصدق وقوة الايمان بعمله.
ان شعب مثل شعبنا كان يلزم عليه  الاتحاد حتى لو نثروا دقيقه في ابعد اركان العالم ، كان من المفترض ان يعود  ويقبل جبين اخيه الاخر و يواسيه على الماساة التي مرت علينا جميعا خلال كل هذا التاريخ الطويل.
لنكن حكماء ، لننظر الى الاحداث الحاضرة و لنلاحظ ماذا يحدث؟ّّ
اليوم الاخوة العرب و الاخوة الاكراد والاخوة التركمان كلهم يبدون حرصهم الوطني والاخوي علينا اكثر منا؟!!!!!!!! ، من انفسنا؟!!!!!!! ،  بعيدا من الاتهامات والاقوال والاوصاف التي نصف بعضنا البعض فيها ، ويشجعوننا ويحثونا على الاتحاد والتقارب وتبني تسمية واحدة شاملة بعيدة من الشقاق والكراهية والانقسام ،  مع العلم نحن وهم ندرك معا ما حصل لنا على ايدي اجداد هؤلاء قبل قرون وسنين طويلة .

لذا نأمل من كل واحد حريص على اهله ،على عشريته، على قريته ،على مسيحيته، على وطنه وارض اجداده ، على قوميته الكبيرة  التي ولدنا وكل واحد منا يراها بلون خاص به.
الحضور ودعم هذ المقترح لا سيما من الشخصيات الدينية ((التي كانت نفسها وراء فكرة تسمية كلدواشور بعد سقوط صدام مباشرة )) و الشخصيات الفكرية والاكاديمية والاجتماعية بالاضافة الى رؤساء الاحزاب الكبيرة لشعبنا من جميع الطوائف دون التمييز ، بالاضافة الى الدور الريادي الذي يتطلب من اعضاء مجلس الوطني من شعبنا وبالاخص من الاخوين يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية  و ابلحد افرام رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني.

ايها الاخوة ان الرجال يصنعون التاريخ ، وما اشد حاجتنا الى مثل هؤلاء الرجال؟!!!!!!!
كلنا املا ان نسمع اخبار جيدة منكم

يوحنا بيداوييد
مالبورن/استراليا
7/7/2005
 

 

1754
الاخوة اعضاء الهيئة الادارية لنادي عشتار الكلداني  في سودرتالية-السويد
لقد بلغنا خبر قيام بعض ايادي اثيمة بحرق مقر ناديكم  الذي كان مركز لنشاطاتكم المتنوعة.
ان اخوانكم واخواتكم اعضاء الهيئة الادارية و الهيئة العامة لنادي برج بابل الكلداني يشجبون هذه الاعمال الرخيصة النابعة من نفوس ضالة في المجتمع. املين منكم الصبر حتى تخرج نتائج التحقيق الرسمي لهذا الحادث.
اننا نشدد على اياديكم ونقوي من عزمكم من اجل اعادة بناء هذا المقر اكبر واوسع واشمل، نطلب ان تفتحوا اضرعكم وابواب ناديكم لكل ابناء شعبنا، كل شيئ مرهون بالارادة وان شاء الله لن تغيبوا ظنوا ابناء شعبكم كما كنتم في السابق.

يوحنا بيداوييد
عن الهيئة الادارية
لنادي برج بابل الكلداني
مالبورن /استراليا

1755
الاب داود بفرو المحترم
الاخو ة في لجنة التحضير لهذا الكرنفال المحترمين
الاخ رعد فؤاد المحترم
الاخ نياز سكا المحترم

بارك الله في جهودكم لاقامة هذه الكرنفالات
اكيد رعد انت مشارك في مسرحية فتذكرت مسرحياتك في كنيسة مار توما الرسول في بغداد
ارجو ارسلو ا لي نسخة من CD

يوحنا بيداوييد

1756

الاخ تيري بتروس المحترم

الحقيقة اصبح لي اكثر من سنتين كأحد رواد منتدى عنكاوا كوم ،و ربما قرأت اكثر من 80% من المقالات المنشورة فيها.
لكن قلة القليلة وجدتها حاولت  معالجة مشكلة وحدتنا بطريقة المنطقية التي تناولتها انت في هذا المقال والخلاصة ال انهيت فيها المقال.
نعم مفهوم القومية  كان مفهوم غريزي ، فعل غير واعي لدى القبائل والشعوب القديمة ، مفهوم مبني على المصلحة والفائدة الذاتية او الشعور  بالخوف من العدو ، وربما لا زال يحوي في ثناياه نفس المعاني لحد الان،  ولذلك نرى البعض يقدم على التضحية من اجله دون وجود ضرورة لذلك. او يصر على ما ليس حقيقي في وصفه. لا احبذ التطويل عاشت يداك على هذا المقال الرائع

اخوكم يوحنا بيداوييد

1757
الاخوة القراء والمتحاورين
 
 الاخ المؤرخ المجهول ؟!!!

تحية

ان سبب كتابتي هذه  الرسالة ونشرها على منبر السياسي هو ان موضوعها عام ، لم يكن موضوع شخصي بيني وبين الاخ اسكندر بيقاشا  ، بل هو اهم المواضيع في تاريخنا القديم والمعاصر.
 فقط  كنت اريد اقول لمن يردون ابعاد تدخل الكنيسة الكلدانية في المصيري للكلدانيين مثل موضوع التسمية والحقوق والتمثيل والهوية كفى وضع اللوم  عليها لانها كانت الوحيدة في اعترافها بتسمية كلدو اشوري ، وايضا كنت اريد ان انوه فيها ان الكنيسة الكلدانية عملت كل ما في وسعها للم شمل شعبنا المتشتت، لكن للاسف ابواق اللصوص قدرت ولا زالت تقدر  على التشويه على  بعض النفوس السائرة في الموكب الكبير لشعبنا.

الاخ السومري
لا اعرف مدى مصدقية كلامك واخبار التي تسردها ، فانا اشك في صحتها ، بدليل لحد الان لا زالت شخصيتك مجهولة ملثمة لنا فكيف تريدنا تصديق من لا نعرفه؟؟!!!!!!.

اخوطم يوحنا بيداوييد

1758
المطران لويس ساكو المحترم

ان مجرد ابداء ارائك في موضوع مهم مثل مصير وحدة مجتمعنا المسيحي المتشتت الذي يحمل تسميات ثلاثة والتي لها صبغة تاريخية هو عطاء كبير منكم.
ابتي انا ظن لن يحل هذا الموضوع  الا بعقد مؤتمر قومي يحضره رؤساء او ممثلين من جميع الاحزاب الكبيرة من شعبنا في العراق ومن اعضاء مجلس الوطنية الحاليين من شعبنا  في اقرب فرصة ممكنة.
على ان يتم هذه المؤتمر تحت اشراف لجنة مكونة من شخصيات دينية  بصفة مستقلة  او شخصيات اكاديمية من شعبنا من جميع الطوائف ، يكون واضح بان غرض هذه اللجنة فقظ الاشراف، ليس لمشاركتهم  صبغة او صفة  دينية بل ثقافية او قومية فقط، لان وجود مثل هذه الشخصيات التي لها الخبرة والثقافة الاكاديمية سوف تسهل للمقررين والمسؤولين  ان يصلوا الى فهم اهمية الكبيرة لوحدتنا  ومسؤوليتهم التاريخية

   انا اعتقد   شخصيات مثل حضرتكم وحضرة الاب ابونا البير ابونا والاب يوسف توما او غيركم من الكنيسة الكلدانية ومن الكنيسة السريانية الكاثوليكية المطران جرجيس القس موسى وممثل عن كنيسة السريان الاثرذوكس ، ومار باول عن الكنيسة الشرقية الاشورية وممثل عن كنيسة الاشورية القديمة سوف تعطي زخما كبيرا للمجتمعين في ايجاد حل للمشكلة.
 
ملاحظة مهمة ارجو ان يفهم الجميع ان  هذا هو مجرد اقتراح فقط ليس غرضي تقيم او  تفضيل احد على احد ، 

ان اظن ان عقد مؤتمر مثل هذا في اقرب فرصة لايجاد الحل المطلوب ولتقريب وجهات النظر  هو افضل حل لجميع الطوائف ، لانه اصبح واضحا ان  اغلب مكونات شعبنا ترغب بالوحدة لكن لا تعرف كيف تحققها ، لاتريد تنازل عن تسميتها ،
ربما بادرة مثل هذه من مجموعة منكم تكون مفتاحا لحل المشكلة.



وفي النهاية تقبل تحيات جميع
الاقارب والاصدقاء في استراليا
وننتطر زيارتك لنا

يوحنا بيداوييد
مالبورن/استراليا
286/2005

1759
الاخ اسكندر بي قاشا المحترم

على الرغم من معرفتي الاكيدة بان حرصك على الوحدة ومستقبل الاجيال القادمة كما هو حال الاف الكتاب والمفكرين من شعبنا هو الذي دفعك الى الكتابة برسالتك المعنونة الى اباء الكنيسة الكلدانية ، لكنني مندهش منها، هناك شيء غريب في كتاباتك لي وقد وضحته لك في رسالة سابقة ، وارجو من الله ان اكون خاطئا في تفسيرها، وهو كأنك تظن كل الويلات قد اتت من الكلدان. لذلك كل كتاباتك موجهة اليهم فقط ؟!!!! وتنسى بقية مكونات هذا الشعب، ان لا زال هذا المصطلح ( شعبنا ) يصلح اطلاقه بعد الان علينا.؟!!

الحقيقة يجب ان تقال هنا
لم يبحث عن الوحدة والمصير المشترك لحد اليوم الا الكلدانيون وما تم الاتفاق عليه في المؤتمر تشرين الاول 2003 . كانت الكنيسة الكلدانية اول من باركته ولم تلتزم به جهة غيرها. حتى الحركة الاشورية التي كانت الرائدة والمشجعة للتسمية كلدواشوري  قد تراجعت عنها، بدليل انها لم تستطيع اقناع كل منتسبيها بتبني هذه التسمية  كأسم لحركتها (وان ذلك اصبح موضوعا قديما) .

ولكن الشيء الاهم الذي  يجب ذكره هنا هو انه لم تباركه و لم تعترف به غيرها من الكنائس وبقت ساكتة الى حد هذه الاسابيع الاخيرة، ولم ترد البتة على رسالة سركون داديشو الاخيرة للحكومة العراقية  لا بالنفي ولا بالايجاب والتفسير المعقول على حد قول المثل هو (ان السكوت علامة الرضا). لكن  في الاسابيع الاخيرة خرجت بعضها من صمتها  حيث اعلن بكل وضوح مكرسا خدماته وامكانياته وكذلك امكانيات ابرشيتها  لتلفزيون سركون داديشو واطروحاته الفردية التعصبية .
فهل تتوقع اكثر من هذه التضحيات من الشعب الكلداني وكنيسته بلا مقابل .

في نفس الوقت لا اعرف  لماذا هذا الاختلاف في معايير تقييمك لحقيقة هذا الامر ؟
لمن تريد يسلم ان غبطة البطريرك عمانوئيل دلي رقاب اولاد كنيسته الوديعين؟؟؟!!!!!!
، ألي سركون دايشو ؟ او لغيره.؟؟؟ الذين لا زالوا في سبات منذ سقوط نينوى لذلك لا يعرفون شيئا عن عالم اليوم بل لا يستطيعوا رؤية شيئا من معالم التغير الحاصلة فيه ،فكل ما يريد سماعهم ورؤيته معالم نينوى القديمة؟!!...
 
نعم نعم العمل قام به غبطة البطريرك عمانوئيل دلي الثالث الجزيل الاحترام !!
 واذا كان احد حريصا على الوحدة يجب ان يحترم الاخرين لا سيما عندما يكونوا ثلاثة اضعاف قدرته وعدده. وان الفرص لم تنتهي ، ولكن ان تبلع سمكة حوتا فذلك ما لن يقبله الكلدانيون؟!!!!. وان الايام التي كان يتم التدحث باسمهم من قبل الانتهازين الذين لم يخدموا غير ذواته وجيوبهم  قد ولت؟!!!! .
في كل مناسبة وجهت الكنيسة الكلدانية دعوة للعمل المشترك بين القوى الاشورية والكلدانية والسريانية لكن بلا جدوى،  وفي كل مناسبة مدت القوى الكلدانية يد المصافحة  ولم يقابلها احد بالمثل
اذا كان البعض يتهمون الكلدان انهم ولدوا قبل خمسة قرون فقط،  فليعلموا ان امريكا واستراليا وكل الدول في القارتين الامريكيتين الشمالية والجنوبية لا تملك الا اقل من اربعة مئة سنة ؟!!! لنكن احدى الامم التى ولدت مثلما ولدت الامة التركية قبل خمسة قرون وما العجب في ذلك نحن راضون في ذلك.
 
اتمنى لك الموفقية في اقناع قلة قليلة من كتاب الاشوريين ان يعترفوا بوجود الكلدان كأمة او على الاقل جزء من الامة الشاملة التي ينتمون هم اليها ،بالرغم من ان هناك الالاف من الكتاب الكلدانيين يحترمون اراءك  واراء اخوتهم الاشوريين وتسمياتهم لا لاي بسبب سوى اعتدالهم الفكري.

نعم الراعي الصالح اتخذ القرار الصالح وباب الحوار مفتوح ، ونتمنى ان يولد او يزيد الله امثاله في امتنا المريضة !!!؟؟

مع تحياتنا الحارة لكم
يوحنا بيداوييد
مالبورن/استراليا


1760
الاخ اسكندر بيقاشا المحترم

لقد قدمت تحليلا حقيقيا لواقع الشعب الكلداني الاشوري السرياني او الكلدواشوري، واننا نفتخر بالاراء المعتدلة المبنية على العقلانية والموضوعية ونتمنى ان ترى النور في الواقع الحي، وان يتعلم منها الاخرون.

كما تعلم كثير منا قدم اراء واقتراحات مختلفة في هذا الموضوع، كلها كانت تبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي نعيشها.
حقيقة في هذه المرحلة من الزمن، ان لم نتوحد سوف تكون بداية زوال وجودنا من التاريخ. وان هذا الخطر لن يشمل الشعب المسيحي قوميا بل دينيا ايضا!!!!!!
لان شعب بلا حقوق وبلا قيادة  مثل شعبنا سوف يستمر في الهجرة اكثر فاكثر.وفي الخارج كلنا يعرف الحقيقة ؟!!!

لم يهدم مصير هذا الشعب منذ سقوط نينوى و بابل الا التطرف الاعمى، الذي يقوم به بعض الجهلة ، لانهم مرضى فهم لايريدون لهذا الشعب الا الموت بمرضهم، يحلمون باشياء غير واقعية مثل قيام الامبراطورية الاشورية وسيطرتها من بلاد فارس الى البحر،  وكانهم لا زالوا سكارى يتجولون في ازقة نينوى قبل 25 قرنا.

هناك اخبار عن لقاءات بين رؤساء الكنائس في امريكا نرجو ان تجد لهذا الموضوع مكانة في مشاروراتهم؟!!!! وربما مخرجا يساعد على الوصول للحل . ولكن هيهات تجد وصية المسيح  في المحبة (احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم) قبل الفي سنة تطبيقا بيننا جميعا.؟!!!!

اخوكم يوحنا بيداوببد
مالبورن/استراليا


1761

الى الاخوة اعضاء جميع الاندية والجميعات واللجان و التجمعات الكلدانية في مدينة مالبورن
لقد حاولنا بقدر الامكان ايصال بطاقة الدعوى اليكم جميعا
ونعتذر لمن تصله لحد الان ، ونرجو ان تعتبر هذه الدعوة موجهة اليهم في حالة عدم وصولها
نريد نؤكد بان كثير من المواضيع  المهمة سوف تناقش في هذه الندوة
 مثل كيفية تأسيس بيت الكلداني في  مدينة مالبورن
 الاستماع الى تقرير الذي يقدم الاخ سمير يوسف عن اوضاع الكلدان في العراق
والاستماع الى خبرة الاخوة الاخرين الذين زاروا ارض الوطن
ومن ثم تليها فترة اسئلة ومناقشة حرة

اخوكم يوحنا بيداوييد

1762
الاخوة والاخوات المشاركين في المؤتمر الاول لاتحاد الاندية الكلدانية - السويد

 نبارك لكم جهودكم  المبنية على روح التفاهم  والاعتدال والاتحاد
 ايها الاخوة كلنا مدوعون اليوم الى تحمل مسؤوليتنا التاريخية ، الى الحفاظ على الجزء المتبقي من كيان شعبنا ،.
بدون عمل جماعي ، بدون الحوار وفكر الاعتدال لن نصل الى شيء ، يجب ان نكون واقعيين مع ظروفنا وظروف شعبنا في العراق، وان اتحادكم هذه اعطى لشعبنا زخما جديدا واملا لكل المغتربين في الدول العالم والباقين في ارض الوطن ( بيث نهرين )، ان اخوتكم  اعضاء الهيئة الادارية لنادي برج بابل الكلداني في مالبرون يقدون لكم التهاني والتبريكات في هذه المناسبة،  راجين لكم الموفقية والتقدم والازدهار والى الامام .
 وشكرا

نادي برج بابل الكلداني
مالبورن/استراليا
13/6/2005

1763
سيادة المطران لويس ساكو المحترم

لقد كتبت في رسالة مفتوحة لجنابكم الموقر مع لفيف من رجال الدين والكتاب المعروفين
من شعبنا في بداية هذه السنة.
وقلت حينها:   (ان المصير الديني والقومي لهذا الشعب ممزوج معا اليوم ، لان لكنائسنا اسماء لها دلالات قومية، وان كانت كلها كنيسة واحدة في زمن بداية نشوءها و تحمل تسمية الكنيسة المشرقية او الشرقية .)

وهنا اعيد الكر واقول ان رجال السياسة لم يفلحوا في ايجاد مخرج لمشكلة وحدة التسمية ، وان رجال الدين من جميع كنائسنا هم الان  الامل الوحيد الباقي لنا.
فهل يقدم ابائنا الى عقد مؤتمر على مستو ى رؤوساء الكنائس المسيحية  في العراق لحل هذه المعضلة؟؟!!
الله اعلم!!
لان سكوت البعض منهم يدل على علامة الرضا لمجريات الاحداث و الانقسامات التي تزيد كل يوم بين مجاميع هذا الشعب.

يوحنا بيداوييد
مالبورن/استراليا
12/6/2005 
 

صفحات: 1 2 3 [4]