1
المنبر الحر / رسـالة الميـلاد المجيـد
« في: 10:42 24/12/2012 »رسـالة الميـلاد المجيـد
لقد ارسل الله إبنه الوحيد ليعلمنا حب الله لنا ، فولد في مغارة متواضعة في قرية بيت لحم ، محاطا ً بوالدته الكاملة القداسة و مار يوسف حارسه الأمين ، ورعاة بشرّهم الملائكة بالنشيد :
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام ، وفي الناس المسرّة ...
إني ابشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الأمم : ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب .. ( لوقا 2 ، 8-14 )
ثم جاء مجوس من المشرق يقودهم نجم من السماء ، فاهتدوا الى حيث ولد الطفل الألهي ، وسجدوا له وفتحوا كنوزهم و قدموا له هدايا من ذهب و لبان و مرّ ..( متى 11:2 ) .
ان يسوع المسيح هو لغز الأجيال و معجزة المعجزات فهو فريد في ميلاده العذراوي و في تواضعه وولادته في مذود . ومن العجيب ان يتحول هذا المذود البسيط الى قصر عظيم ، يزوره كبار المجوس ليقدموا هداياهم عند قدمي يسوع ... وسجودهم للمسيح كان اول سجود في تأريخ المسيحية ، لم تحتفل الأرض به فحسب ولكن السماء إرتجت لمولده ، و اجراس السماء دقت له .
في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام ... ينتظر العالم كله بشوق كبير بشرى السماء التي ينقلها الملائكة للكون بأسره بمناسبة ذكرى ميلاد ملك السلام والمحبة ، يسوع المسيح .. هذه البشرى التي توهج بصيص الأمل ثانية بحياة جديدة ومستقبل مشرق ، والذي يكاد ان ينطفئ عند الكثيرين وفي مناطق عدة من العالم ، بسبب الأظطهاد والظلم والحروب والقتل والدمار والتهجير وغيرها من المآسي اللاإنسانية التي يعيشها الكثير من إخوتنا البشر في بقاع مختلفة من العالم .
إن عيد الميلاد المجيد هو عيد الفرح والجمال والمحبة .. محبة الأعداء والمسيئين ايضا .. لقد قال المسيح : "احبوا اعداءكم ، باركوا لأعنيكم ، إحسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم "
وترى المسيحية في هذا ، ان رد الأساءة بالإساءة ، والأعتداء بالإعتداء ، معناه ان الشر قد إنتصر ..
بينما تعليم الكتاب المقدس هو
" لا يغلبنك الشر ، بل إغلب الشر بالخير ، إن جاع عدوك فأطعمه ، وإن عطش فأسقيه " ، فيجب ان تنتصر المحبة ، لأن المحبة لا تسقط ابدا ً.
ياليت الميلاد ان يكون صرخة لنا اليوم لنسير مع الرب في خوف وطاعة كما سارت العذراء مريم متفكرة بكل الأمور في قلبها .
يا ليت الميلاد ان يكون ثورة يزلزل صلابة قلوبنا وتحجّرها لنتصالح مع بعضنا البعض بروح الميلاد .
يا ليت الميلاد ان يكون ينبوعا ً متدفقا ً للعطاء والخدمة فلا نبخل في الوقت والمادة قدر استطاعتنا .
يا ليت الميلاد ان يكون تذكرا ً بأن نفتقد عالمنا الممزق بزرع بذور السلام والعدالة والحق والكرامة الأنسانية .
ميلاد المسيح كان وما يزال نوراً للبشرية فلنهتد به ونسير وفق تعاليمه فهو يقودنا الى الخير والسعادة الحقيقيين ...
وليحل سلام الرب يسوع بيننا
ولينير افكارنا وطريقنا من اجل القرار الصائب في حياتنا ... من اجل امتنا المسكينة المبتلية بمرض الخصام المزمن والقسوة في نقد الآخرين قبل نقد الذات .
الرحمة و الإكرام لأرواح شهداء شعبنا الخالدة التي ستبقى ماثلة أمام عيوننا و حية في ضمائرنا
المجد والخلود لشهداء الحق و العقيدة والإيمان الذين رووا أرض العراق العزيز بدمائهم الطاهرة الزكية
ليرحمكم الرب ياشهداء الحق ومكانكم الفردوس الابدي لأن كل قطرة دم نزفت منكم هي شهادة اخلاص وفداء للمسيح الرب ولذلك ستبقون في الذكرى ايها الأعلام الشامخة والشموع المنيرة في ضمائرنا وقلوبنا .
إستجب يا الهي دعاء الأطفال الذين فقدوا آبائهم وإبعث بملائكتك ايها الآله الرحوم لنستبدل لغة الحرب بلسان السلام ... سلام يعمر به هذا الكون ، ويضع حد للجوع والعطش ، ويحوّل السلاح الى محاريث وآليات زراعية ، لنفلح الأرض ونزرعها ...
ولتتحقق نبؤة إشعيا النبي : فيصوغون سيوفهم سككا ً ، ورماحهم مناجل ولا ترفع أمة على أمة سيفا ً ولا يتعلمون حربا ً بعدئذ .. ويمد الناس أيديهم إلى بعضهم البعض ، ويرّتلون التسبيحة العظيمة :
" المجد لله بالأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر "
هذا مانتمناه للعالم اجمع في هذه المناسبات السعيدة والمباركة ، وخاصة لبلدنا العزيز العراق - بلاد ما بين النهرين الذي هو الان بأمس الحاجة لأستقبال هذه البشرى السارة ، بشرى الميلاد والحياة ، بشرى السلام والمحبة والوئام ، بشرى الأخوّة والعدالة والمساواة ، بشرى الحرية والكرامة والأمان والسلام ..
هذه هي إرادة الله للبشرية في كل مكان وزمان ..
جميعنا مدعوون لتحقيق إرادة الله هذه متناسين خلافاتنا وإختلافاتنا .. أهواءنا ومطامعنا .
إنه الميلاد العظيم ... فهيا بنا جميعا نجعل منه مناسبة للغوص في اعماق ذواتنا بحثا ً عن لؤلؤة الأنسان الحقيقي الذي يمكن ان نكونه والذي يحق له ان يمتلك هذه الأرض الجميلة بيتا ً ومأوى ،
ويورثها اجمل واحلى لأبناءه وأبناء أبناءه من بعده .
أنيـســة داؤد يـونـان
DECEMBER - 2012
لقد ارسل الله إبنه الوحيد ليعلمنا حب الله لنا ، فولد في مغارة متواضعة في قرية بيت لحم ، محاطا ً بوالدته الكاملة القداسة و مار يوسف حارسه الأمين ، ورعاة بشرّهم الملائكة بالنشيد :
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام ، وفي الناس المسرّة ...
إني ابشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الأمم : ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب .. ( لوقا 2 ، 8-14 )
ثم جاء مجوس من المشرق يقودهم نجم من السماء ، فاهتدوا الى حيث ولد الطفل الألهي ، وسجدوا له وفتحوا كنوزهم و قدموا له هدايا من ذهب و لبان و مرّ ..( متى 11:2 ) .
ان يسوع المسيح هو لغز الأجيال و معجزة المعجزات فهو فريد في ميلاده العذراوي و في تواضعه وولادته في مذود . ومن العجيب ان يتحول هذا المذود البسيط الى قصر عظيم ، يزوره كبار المجوس ليقدموا هداياهم عند قدمي يسوع ... وسجودهم للمسيح كان اول سجود في تأريخ المسيحية ، لم تحتفل الأرض به فحسب ولكن السماء إرتجت لمولده ، و اجراس السماء دقت له .
في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام ... ينتظر العالم كله بشوق كبير بشرى السماء التي ينقلها الملائكة للكون بأسره بمناسبة ذكرى ميلاد ملك السلام والمحبة ، يسوع المسيح .. هذه البشرى التي توهج بصيص الأمل ثانية بحياة جديدة ومستقبل مشرق ، والذي يكاد ان ينطفئ عند الكثيرين وفي مناطق عدة من العالم ، بسبب الأظطهاد والظلم والحروب والقتل والدمار والتهجير وغيرها من المآسي اللاإنسانية التي يعيشها الكثير من إخوتنا البشر في بقاع مختلفة من العالم .
إن عيد الميلاد المجيد هو عيد الفرح والجمال والمحبة .. محبة الأعداء والمسيئين ايضا .. لقد قال المسيح : "احبوا اعداءكم ، باركوا لأعنيكم ، إحسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم "
وترى المسيحية في هذا ، ان رد الأساءة بالإساءة ، والأعتداء بالإعتداء ، معناه ان الشر قد إنتصر ..
بينما تعليم الكتاب المقدس هو
" لا يغلبنك الشر ، بل إغلب الشر بالخير ، إن جاع عدوك فأطعمه ، وإن عطش فأسقيه " ، فيجب ان تنتصر المحبة ، لأن المحبة لا تسقط ابدا ً.
ياليت الميلاد ان يكون صرخة لنا اليوم لنسير مع الرب في خوف وطاعة كما سارت العذراء مريم متفكرة بكل الأمور في قلبها .
يا ليت الميلاد ان يكون ثورة يزلزل صلابة قلوبنا وتحجّرها لنتصالح مع بعضنا البعض بروح الميلاد .
يا ليت الميلاد ان يكون ينبوعا ً متدفقا ً للعطاء والخدمة فلا نبخل في الوقت والمادة قدر استطاعتنا .
يا ليت الميلاد ان يكون تذكرا ً بأن نفتقد عالمنا الممزق بزرع بذور السلام والعدالة والحق والكرامة الأنسانية .
ميلاد المسيح كان وما يزال نوراً للبشرية فلنهتد به ونسير وفق تعاليمه فهو يقودنا الى الخير والسعادة الحقيقيين ...
وليحل سلام الرب يسوع بيننا
ولينير افكارنا وطريقنا من اجل القرار الصائب في حياتنا ... من اجل امتنا المسكينة المبتلية بمرض الخصام المزمن والقسوة في نقد الآخرين قبل نقد الذات .
الرحمة و الإكرام لأرواح شهداء شعبنا الخالدة التي ستبقى ماثلة أمام عيوننا و حية في ضمائرنا
المجد والخلود لشهداء الحق و العقيدة والإيمان الذين رووا أرض العراق العزيز بدمائهم الطاهرة الزكية
ليرحمكم الرب ياشهداء الحق ومكانكم الفردوس الابدي لأن كل قطرة دم نزفت منكم هي شهادة اخلاص وفداء للمسيح الرب ولذلك ستبقون في الذكرى ايها الأعلام الشامخة والشموع المنيرة في ضمائرنا وقلوبنا .
إستجب يا الهي دعاء الأطفال الذين فقدوا آبائهم وإبعث بملائكتك ايها الآله الرحوم لنستبدل لغة الحرب بلسان السلام ... سلام يعمر به هذا الكون ، ويضع حد للجوع والعطش ، ويحوّل السلاح الى محاريث وآليات زراعية ، لنفلح الأرض ونزرعها ...
ولتتحقق نبؤة إشعيا النبي : فيصوغون سيوفهم سككا ً ، ورماحهم مناجل ولا ترفع أمة على أمة سيفا ً ولا يتعلمون حربا ً بعدئذ .. ويمد الناس أيديهم إلى بعضهم البعض ، ويرّتلون التسبيحة العظيمة :
" المجد لله بالأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر "
هذا مانتمناه للعالم اجمع في هذه المناسبات السعيدة والمباركة ، وخاصة لبلدنا العزيز العراق - بلاد ما بين النهرين الذي هو الان بأمس الحاجة لأستقبال هذه البشرى السارة ، بشرى الميلاد والحياة ، بشرى السلام والمحبة والوئام ، بشرى الأخوّة والعدالة والمساواة ، بشرى الحرية والكرامة والأمان والسلام ..
هذه هي إرادة الله للبشرية في كل مكان وزمان ..
جميعنا مدعوون لتحقيق إرادة الله هذه متناسين خلافاتنا وإختلافاتنا .. أهواءنا ومطامعنا .
إنه الميلاد العظيم ... فهيا بنا جميعا نجعل منه مناسبة للغوص في اعماق ذواتنا بحثا ً عن لؤلؤة الأنسان الحقيقي الذي يمكن ان نكونه والذي يحق له ان يمتلك هذه الأرض الجميلة بيتا ً ومأوى ،
ويورثها اجمل واحلى لأبناءه وأبناء أبناءه من بعده .
أنيـســة داؤد يـونـان
DECEMBER - 2012