عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - أم أيمن

صفحات: [1]
1
رسـالة الميـلاد المجيـد









لقد ارسل الله إبنه الوحيد ليعلمنا حب الله لنا ، فولد في مغارة متواضعة في قرية بيت لحم ، محاطا ً بوالدته الكاملة القداسة و مار يوسف حارسه الأمين ، ورعاة بشرّهم الملائكة بالنشيد :
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام ، وفي الناس المسرّة ...

إني ابشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الأمم : ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب .. ( لوقا 2 ، 8-14 )

ثم جاء مجوس من المشرق يقودهم نجم من السماء ، فاهتدوا الى حيث ولد الطفل الألهي ، وسجدوا له وفتحوا كنوزهم و قدموا له هدايا من ذهب و لبان و مرّ ..( متى 11:2 ) .

ان يسوع المسيح هو لغز الأجيال و معجزة المعجزات فهو فريد في ميلاده العذراوي و في تواضعه وولادته في مذود . ومن العجيب ان يتحول هذا المذود البسيط الى قصر عظيم ، يزوره كبار المجوس ليقدموا هداياهم عند قدمي يسوع ... وسجودهم للمسيح كان اول سجود في تأريخ المسيحية ، لم تحتفل الأرض به فحسب ولكن السماء إرتجت لمولده ، و اجراس السماء دقت له .

في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام ... ينتظر العالم كله بشوق كبير بشرى السماء التي ينقلها الملائكة للكون بأسره بمناسبة ذكرى ميلاد ملك السلام والمحبة ، يسوع المسيح .. هذه البشرى التي توهج بصيص الأمل ثانية بحياة جديدة ومستقبل مشرق ، والذي يكاد ان ينطفئ عند الكثيرين وفي مناطق عدة من العالم ، بسبب الأظطهاد والظلم والحروب والقتل والدمار والتهجير وغيرها من المآسي اللاإنسانية التي يعيشها الكثير من إخوتنا البشر في بقاع مختلفة من العالم .

إن عيد الميلاد المجيد هو عيد الفرح والجمال والمحبة .. محبة الأعداء والمسيئين ايضا .. لقد قال المسيح : "احبوا اعداءكم ، باركوا لأعنيكم ، إحسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم "

وترى المسيحية في هذا ، ان رد الأساءة بالإساءة ، والأعتداء بالإعتداء ، معناه ان الشر قد إنتصر ..

بينما تعليم الكتاب المقدس هو
" لا يغلبنك الشر ، بل إغلب الشر بالخير ، إن جاع عدوك فأطعمه ، وإن عطش فأسقيه " ، فيجب ان تنتصر المحبة ، لأن المحبة لا تسقط ابدا ً.

ياليت الميلاد ان يكون صرخة لنا اليوم لنسير مع الرب في خوف وطاعة كما سارت العذراء مريم متفكرة بكل الأمور في قلبها .
يا ليت الميلاد ان يكون ثورة يزلزل صلابة قلوبنا وتحجّرها لنتصالح مع بعضنا البعض بروح الميلاد .
يا ليت الميلاد ان يكون ينبوعا ً متدفقا ً للعطاء والخدمة فلا نبخل في الوقت والمادة قدر استطاعتنا .
يا ليت الميلاد ان يكون تذكرا ً بأن نفتقد عالمنا الممزق بزرع بذور السلام والعدالة والحق والكرامة الأنسانية .
ميلاد المسيح كان وما يزال نوراً للبشرية فلنهتد به ونسير وفق تعاليمه فهو يقودنا الى الخير والسعادة الحقيقيين ...
وليحل سلام الرب يسوع بيننا
ولينير افكارنا وطريقنا من اجل القرار الصائب في حياتنا ... من اجل امتنا المسكينة المبتلية بمرض الخصام المزمن والقسوة في نقد الآخرين قبل نقد الذات .

الرحمة و الإكرام لأرواح شهداء شعبنا الخالدة التي ستبقى ماثلة أمام عيوننا و حية في ضمائرنا
المجد والخلود لشهداء الحق و العقيدة والإيمان الذين رووا أرض العراق العزيز بدمائهم الطاهرة الزكية
ليرحمكم الرب ياشهداء الحق ومكانكم الفردوس الابدي لأن كل قطرة دم نزفت منكم هي شهادة اخلاص وفداء للمسيح الرب ولذلك ستبقون في الذكرى ايها الأعلام الشامخة والشموع المنيرة في ضمائرنا وقلوبنا .

إستجب يا الهي دعاء الأطفال الذين فقدوا آبائهم وإبعث بملائكتك ايها الآله الرحوم لنستبدل لغة الحرب بلسان السلام ... سلام يعمر به هذا الكون ، ويضع حد للجوع والعطش ، ويحوّل السلاح الى محاريث وآليات زراعية ، لنفلح الأرض ونزرعها ...

ولتتحقق نبؤة إشعيا النبي : فيصوغون سيوفهم سككا ً ، ورماحهم مناجل ولا ترفع أمة على أمة سيفا ً ولا يتعلمون حربا ً بعدئذ .. ويمد الناس أيديهم إلى بعضهم البعض ، ويرّتلون التسبيحة العظيمة :

" المجد لله بالأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر "

هذا مانتمناه للعالم اجمع في هذه المناسبات السعيدة والمباركة ، وخاصة لبلدنا العزيز العراق - بلاد ما بين النهرين الذي هو الان بأمس الحاجة لأستقبال هذه البشرى السارة ، بشرى الميلاد والحياة ، بشرى السلام والمحبة والوئام ، بشرى الأخوّة والعدالة والمساواة ، بشرى الحرية والكرامة والأمان والسلام ..
هذه هي إرادة الله للبشرية في كل مكان وزمان ..

جميعنا مدعوون لتحقيق إرادة الله هذه متناسين خلافاتنا وإختلافاتنا .. أهواءنا ومطامعنا .

إنه الميلاد العظيم ... فهيا بنا جميعا نجعل منه مناسبة للغوص في اعماق ذواتنا بحثا ً عن لؤلؤة الأنسان الحقيقي الذي يمكن ان نكونه والذي يحق له ان يمتلك هذه الأرض الجميلة بيتا ً ومأوى ،
ويورثها اجمل واحلى لأبناءه وأبناء أبناءه من بعده .


أنيـســة داؤد يـونـان

DECEMBER - 2012

2
المنبر الحر / صرخة أطفال الشوارع
« في: 19:14 30/08/2012  »
صرخة أطفال الشوارع








أبدأ هذا الموضوع المهم والحسـّاس جدا ببعض الأسئلة التي راودتني عن هذه الظاهرة الخطيرة ..
ما المقصود بظاهرة أطفال الشوارع ؟ وما هي اسباب تفاقمها ؟ ماذا ينتج عن هذه الظاهرة وهل لها مخاطر على المجتمع ؟  من المسؤول عن اطفال الشوارع ؟ هل يمكن التصدي لظاهرة خطيرة مثل هذه أم لا ؟ هل اطفال الشارع اليوم جناة ام المجني عليهم ؟ والسوآل المهم الآخر إلى أي مدى تصل صرخة ألم وحزن ومعانات أطفال الشوارع ؟
 
 " أطفال الشوارع " هي التسمية المنتشرة والمعروفة عند الأغلبية للتعبير عن مجموعة من الأطفال من كلا الجنسين والتي تقل أعمارهم عن الثامنة عشر سنة ، أصبحت الشوارع هي منزلهم لأنهم يقضون أغلب ساعات يومهم فيها وأحيانا يومهم كله يتم قضاءه في بعض الحدائق والمبان المهجورة والساحات العامة وأماكن أخرى تابعة للشوارع .
من منا لم يصادفه في طريقه الى العمل او الى الجامعة او الى اي مكان آخر طفل من اطفال الشوارع بمظهره الفوضوي وملابسه العشوائية القديمة الغير ملائمة لا للصيف ولا للشتاء .. قد نصادفهم وهم متسولين في الشوارع او باحثين في صناديق فضلات الطريق عن بقايا اطعمة ليغـّـذوا بها اجسادهم الهزيلة .. واحيانا أخرى يتبعوننا ويقتفون أثرنا في الشارع ويلـَحون بعيون  خائفة باحثة عن طمأنينة ضائعة من اجل حصولهم على بعض النقود البسيطة والتي لا تكفي حتى لتـُـشبع جوعهم وحرمانهم لفترة زمنية بسيطة .. او قد يكون الطفل ماسكا بعض الماسحات ويلح على سائقي السيارات لتنظيف زجاجاتها .! او ممكن ان تقع أعيننا على طفل الشارع وهو نائما او راقدا على أحدى أرصفة الطريق .!    

    أطفال الشوارع يقضون وقتهم أما بالتسول و طلب المنية من الآخرين اوبأعمال مختلفة مثل بيع الأغراض البسيطة متجولين في الشوارع وفي نهاية النهار يعود هؤلاء الأطفال الى أسرهم ليقضوا الليل في منازلهم في حالة إمتلاك البعض منهم لمنزل وآباء يتولون أمرهم ليلا ..  وألا فيقضي هؤلاء الأطفال ليلهم مثل نهارهم في الشوارع .!

لو بحثنا عن سبب إنتشار هذه الظاهرة لوجدنا بأن هناك أكثر من سبب يدعو الأطفال الى الشوارع ومن اهمها الفقر الذي تعاني منه الأسر البسيطة والذي يكون السبب الرئيسي في قيام الأطفال بممارسة اعمال التجارة ببعض السلع البسيطة مقابل مبالغ متواضعة جدا من المال وذلك يؤدي بهم الى التعرض لإنحرافات الشارع المختلفة وكذلك الى حالات مرضية ومخاطر اخرى ..
 كما ان الظروف العائلية الصعبة لأسرة الطفل تعتبر ايضا من الأسباب الرئيسية لتفاقم هذه الحالة كالمشاكل والصراعات المستمرة بين الزوجين او زيادة عدد أفراد العائلة الى درجة يعجز فيها الوالدين عن تقديم التربية الصحيحة وتلبية حاجات جميع الأفراد او يكون السبب بتفكك الأسرة عن طريق الطلاق مثلا او وفاة احد الوالدين وكذلك سوء فهم المعنى الحقيقي لمفهوم الحرية الشخصية قد يكون عامل مساعد آخر وكذلك قلة الوعي الثقافي عند الأباء مما يدفع بأبنائهم الى التسرب من المدارس وتوقف عملية التعليم بالإضافة الى زيادة نسبة البطالة عند الوالدين .
 
لقد زاد عدد اطفال الشوارع في السنوات الأخيرة على الرغم من التقدم الحضاري والنمو الإقتصادي الدائم الذي تشهده دول العالم المختلفة .. والملاحظ بأنه لا يقتصر تواجد أطفال الشوارع في الدول المتأخرة إقتصاديا فقط وإنما تتواجد وبكثرة حتى في الدول المتقدمة وقد ارتفع عدد أطفال الشوارع في العالم ليصل الى ما يتراوح بين 120 - 150 مليون طفل حسب تقديرات منظمة اليونيسيف للعام الماضي .. وان هذه النسبة ليست بسيطة ليتم تجاهلها .. فلا بد من وجود حل جذري للقضاء على هذه الظاهرة الإجتماعية الخطيرة التي يموَلها الجهل والفقر
والصراع وتعتبر قارة افريقيا من أكثر قارات العالم التي ينتشر بها أطفال الشوارع وعمليات اسغلالها .!

يتسم اطفال الشوارع ببعض الصفات السلبية الواضحة كالعدوانية والغضب والتمرد والعنف والتعامل الخشن مع الآخرين وذلك بسبب فقدانهم لأهم عامل من عوامل بناء شخصية الفرد وهو عامل الحب والإحترام و ذلك بلا شك أدى بهم الى الإنتماء الى اصدقاء السوء في الشوارع .. كما يمتاز طفل الشارع بحب التملك وذلك لأنه لم ينجح في الحصول على اغلب متطلباته وحاجاته من أسرته التي سببت له بؤس حياة الشوارع بشكل مباشر او غير مباشر . ولا ننسى الجهل وضعف المستوى الثقافي لأطفال الشوارع لأنهم توّقفواعن مواصلة تعليمهم بشكل مبكر .. وهناك صفة الكذب التي تكون ملاصقة لشخصية طفل الشارع حيث انه بذلك يحصل على تعاطف الكثير من الناس الذين يقابلهم او لربما يكون ذلك وسيلة من وسائل دفاعه عن نفسه ضد أي خطر يتعرض إليه .. بالإضافة الى تصرفات هؤلاء الأطفال الشاذة كالتدخين المبكر والشذوذ الجنسي وغيرها .

يتعرّض اطفال الشوارع الى مشاكل صحية شبه دائمة بسبب تناولهم الأطعمة الفاسدة التي يـُـعثر عليها في القمامة فيصابوا بسهولة بالتسمم الغذائي وكذلك بعض الأمراض المحتملة الأخرى كالأنيميا بسبب تناولهم اية اطعمة يحصلوا عليها ولكونها خالية من العناصر الغذائية الرئيسة لبناء الجسم بالأضافة الى مرض الملاريا والتيفوئيد وكذلك البرد والگحا المستمرة وخاصة في فصل الشتاء بسبب تواجدهم في الشارع لساعات طويلة .

والملاحظ بأن أطفال الشوارع العاملين في جوانب غير الحكومية ولكن لحساب اشخاص آخرين .. قد يتم إستغلالهم بدنيا او إقتصاديا بل و حتى جنسيا ويتعرضون بإستمرار للإحتقار والإهانة من مستخدميهم او حتى من ذويهم وأقرانهم . وممكن تعرّض أطفال الشوارع الى عملية المتاجرة بأعضاء الجسد البشعة لكونهم أعضاء بشرية صغيرة العمر وتتسم بالضعف العام .. كما انه ممكن أيضا ان يتم إستغلال هذه الفئة الضعيفة من اطفال الشوارع في توريطها بعمليات إرهابية منظمة  أو عصابات مختلفة تعتمد بنظامها على إجتهادات إجرامية متنوعة !!

معظم الدول العربية تحتفل في الأول من تشرين اول من كل عام بيوم الطفل العربي .. فأين اطفال الشوارع من هذا الإحتفال ؟ واين هي انجازات المنظمات المحلية والوطنية والدولية الحكومية والأهلية من حقوق حماية الطفولة المضطهدة المتمثلة بأطفال الشوارع وإنقاذهم من الفقر والمرض والمعانات المتكررة ؟؟

ان جميع أطفال الشوارع هم افراد صغيرة كادحـة يغذيها الفقر وقسوة الأسر بإختلاف اعضائها ولكن تنعشها بعض الأحلام الضـّالة والأماني الضائعة في ازدحام الطرق ..! كما وان هؤلاء الأطفال هم ضحايا ظلم المجتمع والمؤسسات الخاصة برعاية الطفولة الحكومية منها والأهلية بشكل عام وضحايا عناصرالفقر والعوز والجهل و الظلم المحيطة بإسرة الطفل بشكل خاص .

من ضمن الحلول لهذه المشكلة الإجتماعية الخطيرة هو قيام الجهات المسؤولة في الدوله برعايه جميع هؤلاء الأطفال بالضبط مثلما تتم رعاية الايتام وان تقوم ببناء دور السكن وتوفير جهات لنشر الوعي والتعليم ومستلزمات الصحة والحاجات الإنسانية الإخرى .

حاولت من خلال هذا المقال ان اعبّـر قدر المستطاع بنبذة مختصرة عن اطفال الشوارع وبحزن كبير كما هو حال الكثيرين من أبناء وطني على حال هؤلاء الأطفال المتشردين في شوارع بلدنا العزيز العراق وكذلك في الكثير من البلدان العربية والأجنبية الأخرى .. وقد أصابني ألم عميق وانا ادمج صور هؤلاء الأطفال في صورة واحدة لتتوضح الصورة العامة لطفل الشارع لقراءنا الأعزاء.!!
 
فلتكن صرخة اطفال الشوارع هذه صرخة نداء و إستغاثة موّجهة إلى جميع الجهات المعنية من أجل الإهتمام بها ومعاملتها بحرص وأمانة وصدق وذلك من أجل القضاء على كابوس التشرد والمعانات والآلام الذي إغتال براءة أطفال الشوارع .!
 
  
اختم موضوعي برسالة من ( طفل الشارع ) الى الرأي العام  ..
- وانا اكتبها حاولت ان اضع النقاط على مشاعر الحرقة والألم التي يكنها في صدره كل طفل من أطفال الشوارع -

" انا أولا واخيرا إنسـان مثلكم .. ويسمـّونني طفلا وفي الحقيقة لا اعرف ما هي الطفولة ؟ الشيء الوحيد الذي اجيده هو بحثي عن طعام أسد به جوعي واحلم دائما بملابس جديدة حتى لو كان ذلك فقط للعيد .. أسباب تشردي كثيرة جدا !! .. احلم دائما ان اسكن في منزل نظيف .. ان يكون لي اب وام يخافون عليّ مثلما أصادف كل يوم في طريقي اطفالا كثيرين يرافقهم ذويهم ويحملون لهم هدايا والعاب وملابس جديدة .. هم لا يرضون غير بالجديد !! .. أما انا فأحلم بكل شيء قديم ولا أعثر عليه .. اين العدالة ؟ اين ضمير المجتمع ؟ انا ورفاقي نعيش كالحيوانات الشريدة في الشوارع نأكل ونلهو ونعمل وننام في الشوارع .. هذه الشوارع الكريهة أصبحت مساكننا ومصادر آلامنا !!! اطلب من كل أب ان لا يغادر بيته وأطفاله باحثا عن سعادته وملذاته مع امرأة اخرى فتتشرد ابناءه وتلازم الشارع  كبيتا ً لها .. وأستحلف كل أم بالآلام التي شعرت بها وهي تلد أكبادها بأن لا تغادر المنزل وتترك براعمها تحت اي سبب من اسباب الحياة لأن زوجة الأم لن تكون أحن منها على أطفالها !! .. إن الآلام والجروح التي أعاني منها مع رفاقي الآخرين من اطفال الشوارع تبقى مستديمة لسنوات طويلة !! .. لقد تذوقت أحزان الحياة على اختلاف ظروفها ومتاعبها .. وإعلموا بأن شعوري بالألم والمرارة هذا يكمن حتى في تسميتكم لي كطفل الشارع ونظرتكم المؤلمة إليّ .. إننا أحياء بشرية بسبب تواجدنا في هذه الحياة إلا اننا اموات من حيث المبادئ والقيم والكرامة لأننا لا نملك حتى أبسط مقوّمات الحياة الحرة الكريمة .. أفيقوا يا بشر !!  أنا وجميع اطفال الشوارع الآخرين صرخنا وصرخنا وصرخنا بعلو أصواتنا من الآلام والآحزان والتشرد والأمراض والحرمان  والمتاعب ، ولم يستمع إلينا أحدا .. والآن لا أريد شيئا غير أن اسأل  :

هل ممكن ان اعيـش يوما حياة هانئة كباقي الأطفال من عمري أم لا ؟؟؟ "



أنيسـة داؤد يونان

August - 2012

3

مفهوم الظلم والظالمين




الظُلم ظاهرة بل اصبحت للأسف عادة غير محبذة يقوم بها الإنسان عموما في جميع الأديان والأعراف ، والظلم يحمل العديد من الصور و الأشكال
وينتج عن ذلك حدوث الكثير من الجرائم والمشاكل على جميع الأصعدة والميادين اجتماعيا .. سياسيا .. إقتصاديا وغيرها .
الظالم هو من يقوم بوضع الشيء في غير موضعه ويكون بذلك قد تعدّى على حق غيره بنسبة ما .. وربما يحدث ذلك بسبب عدم الإتفاق معه في الرأي فيلجأ الى استخدام نفوذه وينحرف عن تحقيق العدل والمساواة ..
والظلم خطيئة متشعبة ومتفرعة ، وتشاركها العديد من الخطايا المهلكة الأخرى كالقسوة  والإغتصاب لحقوق الغير .. ولا سيما من لا حول لهم ولا قوة .   

الظلم يقع بين مختلف انواع البشر وبإختلاف مستوياتهم العمرية والثقافية .. قد يقع مثلا بين الطالب ومعلمه وكذلك بين المدير المدرسي واحد اعضاء الهيئة التدريسية .. او بين مجموعة من الأصدقاء او بين حبيبين وكذلك ممكن حدوثه بين بائع ومشتري .. او بين مديرمؤسسة وبين مساعديه من جهة اوبينه وبين العمال من جهة اخرى . اوبين الزوجين من جانب وكذلك بين احد الزوجين واهل الآخر من جانب آخر ... ألخ 

والظلم ذو حصة الأسد كان من نصيب رؤساء الدول المختلفة كما شهدتها أحداث العالم لعام 2010 و2011 وما يزال فرعون الظلم في الكثير من الدول يجني أرواح الأبرياء من ليس لهم لا حول ولا قوة !!
الشعور بالظلم طعمه مرير جدا ويكون خارج عن إرادة البشرالتي يصيبها ,فبالإضافة الى هذه المرارة في داخل الإنسان المظلوم فإنه يتمنى لو يشعر ظالمه بمدى الظلم الذي يشعر به , و في كثير من الأوقات يكون الشخص المظلوم سببا لذلك الظلم لأسباب عديدة قد يكون سكوته وعدم مطالبته بحقه مسبقا احدى اسبابها .

الشخص الظالم ليس من الضروري ان يكون اكثر معرفة او دراية من المظلوم ولكن ممكن ان يكون أعلى منه شأنا و جاها و نفوذا و مالا أو حتى اقل !.. بل وربما يصاحب ذلك جهل وتأخر وعدم معرفة حتى ابسط انواع المعارف والعلوم المحيطة به.   
الإنسان عموما يمر بمراحل عمرية مختلفة يتعرض من خلالها الى مختلف الظروف والأحداث في كل مرحلة .. وهناك بعض الحالات المميزة الي يشهدها المرء في حياته لا تزول من مخيلته بدون ترك آثار قد تكون ايجابية او سلبية .. ونتيجة لتراكم احداث ومراحل عمرية مختلفة وترسب آثارها عبر السنين فإنه ينتج عن ذلك مستويات ثقافية بشرية مختلفة من شخص لآخر حسب عوامل عديدة منها البيئة المحيطة والمعتقدات السائدة والعادات والتقدم الحضاري ودرجة المستوى التعليمي وكذلك اهم الطبائع المكتسبة .. ولكن على الرغم من كل ذلك فإن الإنسان ما يزال صاحب القلب الطيب كارها لظاهرة الظلم وشاكيا بإستمرار من ألم ظلم الظالمين .. إلا إنه هناك بعض الظروف تؤثرعلى تفكير الإنسان وتجعله ينحرف عن طريق الخير ويبدأ مساره في طريق الشر بدءا ً بخطوات الظلم والعدوان الجائرة !

حسب رأيي الشخصي كل إنسان في الحياة معّرض الى هذا المرض الإجتماعي السائد .. إلا وهو الظلم سواء كان ذكرا ام أنثى ، فقيرا ام غنيا ، أبيضا او أسودا ، صغيرا او كبيرا ، متعـّـلما أو جاهلا ، وبالنسبة لدرجة الظلم فإنها تختلف من شخص الى آخر وتعتمد بشكل أساسي على الدوافع الشخصية وايضا الحالة النفسية للشخص الظالم !!
في هذه الحالة سأفـّـسر مثال واحد على ذلك وهو الغني والفقير .. الإعتقاد السائد بخصوص الشخص الغني ماديا هو إنه من غير الممكن ان يكون قد ظـُـلِـم من قبل البعض .. ولكن هذا الإعتقاد خاطئ لأنه في حالات كثيرة يصبح هذا الغني فريسة سهلة لظلم الأشخاص الطامعين بغناه .. ويلجأون مثلا الى التخلص من حياته هدفا للحصول على ثروته او الإعتماد على إسلوب المراوغة والطرق اللولبية لتحقيق أغراضهم الشخصية المتعلقة بثروته .. او لربما تتحول ثروة الأغنياء من نعمة إلى نقمة فيبلى بها أصحابها حيث إنهم يسيئون إستعمالها بطريق الخير وبذلك تتحول الى عدو ظالم يبتلي به أصحابها !!
أما الإنسان الفقير والذي يعيش حياته مكافحا وعاجزا عن الوصول الى الحد الذي يجعله مجرد قريبا من حدود مدينة الرفاهية والثراء ، فيكفي أنه يوما بعد آخر وبسبب شقاؤه الغير مثمر فإنه يندب حظه ويلوم قدره باكيا ومتألما من ظلم هذا وذاك !!

و أحيانا يحدث الظلم بسبب موضوع التجاهل بمختلف انواعه وأشكاله .. فمثلا الإنسان المسن وبعد وصوله سن معين فإنه يريد ان يشعر بقيمته في الحياة وأن يشعر بأن كل ما قدمه في حياته له معنى وثمر وإن تعب ومعانات السنوات الطويلة لم يذهب هدرا , والملاحظ بأن المتقدمين في العمر غالبا ما يطمحوا في جمع أولادههم و أحفادهم  و اصدقاءهم معهم , و كلما تقدموا في العمر زاد شوقهم الى تحقيق فرحة اللقاءات الإجتماعية !!  و لكن إذا تم تجاهل هذا الشخص المسن من أولاده خصوصا , هنا يشعر بظلم رهيب و يتذكر الأيام الصعبة التي تحمـّلها في رعاية من يهمله ويتجاهله الآن وهو في امس الحاجة الى اي إلتفاتة حب وحنان من ذويه .. وهنا الشعور بالظلم الذي يشعر به المسن يكون صعبا جدا وربما تكون له عواقب صحية وخيمة .!

النوع الآخر من الظلم ممكن ان يحدث ضمن اعضاء مجموعة إدارية تابعة لمؤسسة ما مثلا .. وذلك بتجاهل وجود عضو او اعضاء ادارية وعدم مشورتها وإشراكها في مناقشة بعض القرارات المهمة قبل صدورها .. فيشعر هنا الشخص المُـبعد بعدم المساواة او بنوع من الغدر .. فيكون نتيجته الشعور المرير بالظلم او ما شابه ذلك !!

هذه المرة يكون الظلم نتيجة تجاهل الإهتمام بالأبناء من قبل الوالدين والإبتعاد كل البعد عن قضاء حاجاتهم او مرافقتهم في بعض اوقات حياتهم المميزة والمهمة او التأخر عن مساعدتهم في ايجاد الحلول الملائمة لما يواجههم من اوقات عصيبة او ظروف ومشاكل متنوعة .. وهنا ينشأ الشعور بالنقص عند الأبناء وبالتالي فقدان الثقة بالنفس وذلك يسبـّب ولادة عوائق ومشاكل كثيرة في حياة الأبناء لا نهاية لها .
   
ولا ننسى بأنه ممكن ان يكون الإنسان ظالما ومظلوما في نفس الوقت .. وخير مثال على ذلك هو عندما يبتعد الإنسان عن إطاعة الله وحفظ وصاياه وتطبيقها في حياته .. والملاحظ أنه عاجلا أم آجلا سيدفع ثمن ذلك لأن حياته هنا تفتقر الى الإستقرار والرضا والحمد والشكر وما يرافق ذلك كله من الشعور بالراحة والسعادة النفسية والروحية .. وبالتالي ذلك كله سيؤثر سلبا على جميع أبناء أسرته .. وهنا لا يقع اللوم إلا عليه نفسه فيصبح الجاني والمجني عليه في آن واحد . 

عندما يحاول شخص ما أن يُسعد انسانً بكل إمكاناته و قدراته , بينما يكون ذاك
هوالسبب الرئيسي في حُزنه .. هنا يبرز الظلم بقوة !! وايضا عندما يدافع شخص عن آخر وإن كان مخطئا تماماً بينما يتفرج الثاني على مـن يتهم الأول بالخطأ وهو يعلم بأنه على صواب .. ألا يتضح الظلم بشكله القاسي هنا أيضا ؟؟
أما لو يقوم شخص ما بشرائك بأغلى الأثمان .. أما انت فبدل رد الجميل بالجميل ،  فلا تبالي لشيء .. بل ويتعدى ذلك الى بيعك له بلا ثمن !! ألا يترك الظلم هنا أثر مرير يصعب محيه او نكرانه ؟
 
هناك بعض الأشخاص لا تُبصر غير أعمالها الحسنة وتراها في مدح دائم لذواتها وفي نفس الوقت لا تنقطع عن ذكر مساوئ وسلبيات غيرها .. أليس فاقدي البصر خير من هؤلاء ؟؟

بدون شك الجميع يؤمن بأنه ليس هناك شخص على وجه الآرض يكون دائما على صواب في اقواله .. أفكاره  وايضا افعاله .. فعندما تختلف الآراء حول موضوع ما وبالتالي تتناقض وجهات النظر .. فما الداع الى سلك طريق الظلم المظلم ؟ .. لماذا يتم تجنب طريق الخير بطرح الإقتراحات او تقديم المساعدة والنصائح ومعالجة الخطأ بتصرف صحيح .. وليس معالجة الخطأ بخطأ آخر ربما تتجاوز درجة الظلم فيه على تلك الناتجة عن الخطأ الأول !!       


وأخيرا ارسل هذه الرسالة الى كل ظالم :

يا أيها الظالم .. ما هو شعورك وانت تظلم الآخرين بأفكارك المريضة لتصبح وبسهولة أسير أوهامك البعيدة عن جدران الحقيقة ..؟؟  لماذا أصحاب النفوذ تحلـّـل الكثير من الحالات لأنفسها ولأصحابها بينما تحرّمها على الناس العاديين ؟!! ..هل تعتبر نفسك ايها الظالم قويا وبفخرعندما تتجـّـبرعلى الآخرين وتعتدي على حقوقهم وتظلمهم !!
ولكن على الرغم من كل ذلك ..  فأنه ما من ظالم إلا سيبلى بظالم مثله أو لربما يفوقه قوة وقدرة وكذلك جبروت ، وذلك لأن دوله الظلم ساعة ولكن دولة الحق الى ان تقوم الساعة .!
ولهذا نسأل كل ظالم بأن لا يظلم كما لا يحب أن يُـظلم وان يعامل الجميع بشكل عادل ومتساو وأن يحسن الى الآخرين كما يحب أن يُحسن إليه .
المثل يقول ..* لو دعتك قدرتك على ظلم الناس .. فتذكر قدرة الله عليك * وإعلم بأن الله يـُمهل ولا يُـهمل ..

اما الكتاب المقدّس فيقول :
" لا تبتغ ان تصير قاضيا لعلك لا تستطيع ان تستأصل الظلم فربما هبت وجه المقتدر فتضع في طريق إستقامتك حجر عثار"
 (سفر يشوع بن سيراخ 7: 6)


الله يبعد الظلم والظالمين عن الجميع .. وليبارككم الرب


أنـيـســة داؤد يونـان
  حزيـــ 2012 ـــران


4

 عابر السـبيل ذو الأثر الجميـل    



الحياة مجيء بلا موعد ورحيل بلا موعد وليس ما بينهم انتظار .. الخير والشر عنوانان يحكمان حركة الحياة كلّها ، وقد كانا منذ انطلق الإنسان في وجوده في هذا الكون
 لأن العقل الذي منحه الله للانسان تظهر آثاره في قدرة الانسان على الاختيار ، ومن هنا فإن
الفضيلة تعتمد على مدى قدرة الانسان على تبني اختيارات صحيحة
ولذلك فأن من أهم أسباب النجاح في الحياة إجادة صنع القرارات واتخاذها في الوقت المناسب في أي جانب من جوانب الحياة المختلفة، سواء في تعاملك مع نفسك أو في تعاملك مع غيرك وكثير من الناس يعملون ، ويجتهدون ثم في لحظة حاسمة من مراحل عملهم يحتاجون لقرار صائب حاسم لكنهم بترددهم وعدم إقدامهم على اتخاذ ذلك القرار أو بسبب عدم معرفتهم وتأهلهم لاتخاذ القرار يضيعون عملهم السابق كله وربما
ضاعت منهم فرص لن تتكرر لهم مرة أخرى
قد يتصارع شخصان على حلبة المصارعة للوصول في نهاية المطاف الى فــوز احدهما على الاخــر  
وفي حياتنا نرى بأنه وقد تختلف وجهات نظر رؤوساء الــدول مؤدية بذلك الى دفــع دولتين او اكثـــر الى حــرب
 مميتــه يــدفع ثمنهـا شعب لا ذنب له وفي نهاية المطاف تنتصر احدى الدول على الاخــرى .
ولكن الصراع لايقتصر في حياتنا على ان يكون بين شخصين او مجموعة اشخاص فهناك صراع مخيف ومهم داخل كل انسان وهو صراع الخير مع الشر .. فداخل كل انسان نصفان يتصارعان هما الخير والشر ويسيطر على نصف الخير الملائكة ومنبعها قوة الايمان بالله عز وجل في كل مكان وزمان ، و في كل شدة وفي كل رخاء يجب ان نلتجأ في قراراتنا الى الايمان بالله عز وجل ..اما على نصف الشر فيسيطر الشيطان ومنبعه قلة الايمان بالله والغوص في الذنوب وعمل المعصيات …
وطريقة الصراع بين كل من الخير والشر داخل الانسان تكون عندما نتعرض لامر معين في الحياة او لأمر مغري وهنا يغوص الانسان في صراع داخلي
( أفعل او لا أفعل )
وقد قالوا سابقاً في كتب قديمة : ( اذا اخطأت فأنت انسان واذا بكيت على الخطأ فأنت قديس واذا تفاخرت بالخطأ فأنت شيطان ) ومن هذه المقوله نستنتج بأن الانسان قد يقع في الخطأ ولكن امامه خياران يتصارعان هما  التوبة او الاستمرار في الخطيئة اي الخير او الشر .
كلنا نؤمن بالخير، ونريد أن نعمل الخير . ولكننا نختلف فيما بيننا في معنى الخير وفي طريقته.
وما يظنه أحدنا خيراً، قد يراه غيره شراً !!
لكي نحكم على آي عمل بأنه خير، ينبغي أن يكون هذا العمل خيراً في ذاته، وخيراً في وسيلته .. وخيراً في هدفه ، وبقدر الإمكان يكون أيضاً خيراً في نتيجته . و الواقع ان كثيرين يعملون اعمالا يظنونها خيراً -
بنية طيبة - وهى على عكس ذلك ربما تكون شراً خالصاً :
مثال ذلك الأب الذي يدلل ابنه تدليلاً زائداً يتلفه، وهو يظن ذلك خيراً !! ومثال ذلك أيضاً الأب الذي يقسو على ابنه قسوة تجعله يطلب الحنان من مصدر آخر ربما يقوده إلى الانحراف، وقد يظن ذلك الأب أن قسوته نوع من الحزم والتربية الصالحة . ومن أمثلة الذين يظنون عملهم خيراً وهو شر في ذاته، أولئك الذين عناهم السيد المسيح بقوله لتلاميذه: " تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله
على الإنسان إذا أن يتمهل ويتروى، ولا يتعجل في حكمه على الامور
وعلينا إذا في تواضع قلب أن نصلي
كما صلي داود النبي من قبل :
  "     علمني يا رب طرقك، فهمني سبلك   "
  إن الصلاة بلاشك هي وسيلة أساسية لمعرفة الخير من الشر
وبها يكشف الله للناس الطريق السليم الصحيح
 الى الحق والخير .    
 وكـما  قال يسوع : "
إن كنتم تحبونـي فإحفظوا وصاياي[/ b]
"
(يوحنا15:14 )

الخير هو ان ترتفع فوق ذاتك ولذاتك ، وأن تطلب الحق أينما وجد ، وتثبت فيه ، وتحتمل لأجله .. الخير هو النقاء
 والقداسة والكمال

والخير لا يتجزأ ، فلا يكون انساناً خيراً وغير خير في نفس الوقت أي لا يكون صالحاً وشريراً في وقت واحد ، حيث انه
الإنسان الخير ليس هو الذي تزيد حسناته علي سيئاته. فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه.
إن ميكروبا واحداً كاف لأن يلقي إنساناً علي فراش المرض، هو ليس محتاجاً إلى مجموعات متعددة
من الجراثيم لكي يحسب مريضاً !! تكفي جرثومة واحدة .. هكذا خطيئة واحدة تضيّع نقاوة الإنسان
ينبغي على الأنسان ان يكون خيّراً ، وان يقيس نفسه بكل مقاييس الكمال ، ويعرف نواحي النقص التي فيه ،
ويجاهد لكي ينتصر عليها فنحن مطالبون بأن نسير في طريق الكمال حسبما نستطيع  لأن النقص ليس خيراً
والخير ليس هو فقط أن نعمل الخير ..  بل بالأكثر هو ان نحب الخير الذي نعمله ..

 فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغماً دون أن يريده ، أو أن يعمل الخير بدافع من الخوف  أو بسبب الرياء
لكي ينظره الناس ، أو لكي يكسب مديحاً أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين ..!
وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق ، كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة ، ويود لو يكذب وينجو ،
أو من يتصدق علي فقير وهو ساخط وبوده ألا يدفع ! فهل نسمي كل ذلك خيراً ؟
 و من يدفع من ماله صدقة للفقراء فقط  لمجرد إطاعة الوصية ، ويكون كمن يدفع ضريبة أو جزية ! دون ان تدخل محبة الفقراء إلي قلبه..
كل هؤلاء اهتموا بالخير في شكلياته وليس في روحه ، والخير ليس شكليات .. وليس لونا من المظاهر الزائفة ، إنما هو روح ويكمن في القلب لذلك فاختبار الخير يكون بمعرفة حالة القلب من الداخل .
 الخير .. هو محبة الخير الذي نفعله من اعماق قلبنا ولكي نحكم علي أي عمل بأنه خير.. يجب أولاً أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه.. فالدوافع هي التي تظهر لنا خيرية العمل من عدمها  
الخير هو اقتناع داخلي بالحياة الصالحة ، مع إرادة مثابرة مجاهدة في عمل الخير وتنفيذه..  
الخير هو إرادة قوية في القلب لعمل الصلاح .. تعبر عن ذاتها وعن وجودها بأعمال صالحة ، وليس هو مجرد روتين آلي
 للعمل الصالح ما لم يصل الإنسان إلي محبة الخير  والتعلق به والحماس لأجله والجهاد لتحقيقة..
 فهو لا يزال في درجة المبتدئين . وبحبنا الحقيقي للخير
   نتجه إلى أعماقنا .. ونزرع فيها بذور سلام الميسح  ووصاياه ومحبته وبذلك نحن نعيد تعميرها ..
ندرسها .. نرعاها .. نصحح مسيرتها لتعود اعماقنا أكثر إشراقا وتألقا وصلابة ولتكون قادرة على المواجهة العادلة التي بها نستطيع ان نحصد خيرها ونحقق لنا النجاح الذاتي والعام .

خلق الله لكل إنسان عينين ، ولكن أكثر الناس لا ينظرون إلا بعين واحدة .. وخلق لكل إنسان لساناً وأذنين ، ولكن أكثر الناس يتكلمون بلسانين ، ويسمعون بإذن واحدة .. وخلق الله لكل إنسان يدين : يداً يستعملها ليعين نفسه ، ويداً أخرى يستعملها ليعين غيره ، ولكن أكثر الناس لا يستعملون إلا يداً واحدة .. وخلق الله لكل إنسان قلباً واحداً ، يحمل هموم حياته القصيرة ، ولكن الانسان يجلب لنفسه من الهموم ما تنوء بحملها القلوب الكثيرة .. وجعل لكل إنسان عمراً واحداً ، فأضاع الأنسان الكثيرمن أوقاته كأن له مائة عمر .. وقضى الله على كل إنسان بالموت مره واحدة ، ولكن الأنسان رضي لنفسه وشقائه أن يموت كل يوم ..  

   و انت .. ماذا عنك ؟ ارجو ان لا تكن هذا ولا ذاك
لأن الكتاب المقدس وضع الأساس الكامل للسلوك المسيحى لجميع العصورمع اختلاف أجيالها و للمجتمعات مهما اختلفت موقعاً أو رقياً أو حضارة .. إذ الكل جسد واحد  و روح واحدة :
 لقد علمنا
السيد المسيح أنه يجب علينا أن نعمل الأعمال الحسنة و شبهنا بملح الأرض و أكد لنا أننا نور العالم
( مت 5 : 13 ، 14 )
و أوصانا
  " فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات " (مت 5 : 16)  
و رسم السيد المسيح فى الموعظة على الجبل الطريق إلى التسامح و عدم الوقوف فى وجه الشر و انهى الشرائع القديمة فلا عين بعين و لا سن بسن و لكن السمو المسيحى يقول لنا " و أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً و من أراد أن يخاصمك و يأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً و من سخرك ميلاً واحداً فأذهب معه اثنين و من سألك فأعطه و من أراد أن يقترض منك فلا ترده "  
( متى 5 : 39 – 42 )  
علمنا السيد المسيح كيف نسلك مع الأعداء فيقول
 " و أما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم  
 باركوا لاعنيكم إحسنوا إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم "
 

(   متى 5 : 44    )
و أبان لنا أننا إن أحببنا الذين يحبوننا فليس لنا أجر و كذلك إذا سلمنا على أخوتنا فقط فلا فضل لنا لأننا نشابه الخطاة و طلب منا " فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي فى السماوات هو كامل "
     (   متى 5 : 48    ) علمتنا المسيحية أيضاً عدم إدانة الغير و أن ننظر إلى أنفسنا و أخطائنا " لا تدينوا لكي لا تدانوا "
( متى 7 : 1 )

و لماذا تنظر القذى الذي فى عين أخيك و أما الخشبة التى فى عينك فلا تفطن لها   ( متى 7 :3 )  
و حدد لنا قاعدة اجتماعية عظيمة و هى أننا نضع أنفسنا فى موضع الغير و نتعامل معهم بما يجب أن يعاملونا به " إفعلوا للناس ما اردتم ان يفعله الناس لكم فهذه هي خلاصة الشريعة وكلام الأنبياء " ( متى 7 : 12)  
علمنا أيضاً معاملة الأخوة و أن أخطأ إليك أخوك فأذهب و عاتبه بينك و بينه وحدكما إن سمع منك فقد ربحت أخاك و إن لم يسمع فخذ معك أيضاً واحد أو اثنين لكى تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة و أن لم يسمع فقل للكنيسة و إن لم يسمع فليكن عندك كالوثنى و العشار
( متى 18 : 15 – 18 )
يجب على المسيحى أن يعطى كل ذى حق حقه و لا يغتال أموال الآخرين أو حقوقهم وهذه الآية توضح ذلك  " لمن هذه الصورة والكتابة ؟  قالوا له لقيصر ، فقال لهم إعطوا إذا ما لقيصر ما هو لقيصر و ما لله إعطوه لله " ( متى 22 : 21)
و يجب على المسيحى أن يمتنع عن الغضب و أن يسالم الجميع و لا ينتقم و أن يعتنى بالأمور الحسنة و قد شرح بولس الرسول ذلك في رسالته إلى أهل رومية   لا تجازوا أحداً عن شر بشر معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس أن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانا للغضب لأنه مكتوب لى النقمة أنا أجازى يقول الرب فإن جاع عدوك فإطعمه و إن عطش فاسقه لأنك أن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه  
    "
لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير " ( 12 : 17 – 21 )  
و على المسيحى أن يحتمل الجميع و يقول الرسول بولس " فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء
( رومية 15 : 1)
 
" ويجب على السلوك المسيحى الامتناع عن الأنشقاق بل يكون كاملا في فكر واحد ورؤى واحدة "
( كورنثوس الأولى 1 : 10)
ولكم كلمة الرسول الرائعة  كما سجلها الوحى الإلهى على لسان بولس : " ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضا فى المسيح "
( أف 4 : 31-32)
 
علينا أن نتحرر من الحقد والمرارة ولا نغضب بل نعامل بعضنا البعض بالشفقة والتسامح متحررين من كل دواعى الإنفعال أو الإثارة بعيدين كل البعد عن مكامن الاثم  بل متمثلين بالسيد المسيح حتى نعيش حياة تتوجها النقاوة والطهارة بأسم
الثالوث الأقدس
.  
إن الإنسان المسؤول عن أعماله ، هو الذي يقرر ماذا يعمل ، فنحن لسنا مسيّرين بل مخيّرين . وإن الإنسان هو الذي يقرر فيما اذا كان يريد العيش مع الله أي في حياة النعمة او ان يعيش بعيدا عنها . وانه يستطيع أن يغلب التجربة
فهي ليست فوق طاقته
 ولذلك فهو بحاجة الي الثقة بالنفس والتي تعتبر
 من المهارات السلوكية الشخصية التي تتطلب جهداً كبيراً لبنائها . ومتى ما اكتمل ذلك البنيان ، فإن مهارات عدة نجدها تأتي تباعاً له، ومجتمعة في ذلك الشخص . فالثقة بالنفس من المطالب الرئيسة التي ينبغي أن تكون في الشخص المبدع كي يستطيع أن يخوض سلسلة طويلة من اللقاءات والمقابلات والنقاشات والصــراعات المختلفة حــول فكــرته . ومتى ما تمـكن من ذلك ، فإنه سيقرن شخصه بشخصية، مما يفرض على الجميع وضع اعتبارات له ولفكرته ..  
سُئل " نابليون " عن سر قدرته على زرع الثقة في نفوس أفراد جيشه فقال: كنت أرد بثلاث:
ومن قال: مستحيل، قلت له: جرّب . من قال: لا ادري ، قلت له حاول . ومن قال: لا اعرف ، قلت له: تعلم    
هذا اليوم استوقفتني آية  "
الرب راعي فلا يعوزني شئ " من المزامير وقد شعرت كم هذه الآية تحتوي على التواصل الإلهي البشري لتتبلور في ذروتها إلى قوة ترابط يستمد منها الانسان الثقة بالذات التي تجعل منه انسانا يقف في وجه مصاعب الحياة ويذللها ويخضعها كونه قد آمن بالله وجعله جزءا من ذاته بل من حياته حتى تتحقق الآية القائلة" الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت الله والله فيه ". من هنا نجد لا بد للإنسان المسيحي المؤمن أن يتعالى على جميع المشاكل الدنيوية، بل يجب أن يحولها لقوة تثبته بالله وليسحقها بالقوة الممنوحة له من الله ألا وهي قوة الروح القدس التي هي نتاج الاتحاد البشري الروحي بالله من خلال يسوع المسيح الذي قال لنا يوجد وسيط واحد بين الله والإنسان هو يسوع إبن الله الحي فينا. لقد وجدت وخاصة في هذا الزمان الذي نعيشه والمليء بالمتاعب والمصاعب، لا بد وأن نتسلح بالايمان الحي وان نجعل الرب راعينا وأن يكون ملجأنا بالفرح و الحزن وهو الذي قال لنا
"
تعالوا إلي يا أيها المتعبون وذوي الاحمال الثقيلة وأنا أريحكم "
  اذا لا بد لنا ان نتوقف أمام
آيات الكتاب المقدس وأن ننظر إلى مضمونها وجوهرها وأن لا نكتفي بحفظها أو ترديدها. بل يجب أن تصبح قانونا بل مسلكا لحياتنا
الكثيرون منا يحبون أن يسمعوا عن الإيمان البسيط  بعمل المسيح لكنهم لا يريدون أن يسمعوا عن التوبة ، فالتوبة بضنهم هي نغمة عتيقة ، اما البكاء بسبب الخطيئة والرعب نتيجة الإحساس بغضب الله ، والخوف من قصاص الناموس الذي سينفّذ في الخطاة ، هي امور لا يريدون أن يسمعوا عنها ، وإذا بأولئك القوم بعد سماعهم عن هذا الإيمان البسيط يتصوّرون بأنهم قد حصلوا على الراحة  دون أن يحسّوا بتقريع الضمير… وأنهم قد تمتعوا بالسلام مع أنهم لم يختبروا الميلاد الجديد .. وأنهم قد وصلوا إلى أرض الرجاء مع أنهم لم يمروا أمام صليب الدموع
. قبلَ أن يُسلّمَ المسيح نفسه للموتْ، جمعَ تلاميذهُ، وأخذَ يشجّعهم ويُعزيهم لأنه كان يَعلمُ ما سيحصل لهم بعد موته، فقال: "
لاتَضطربَ قُلوبكمْ... في بيت أبي منازلٌ كثيرة، ولو لم يكن الأمر كذلك لقلت لكم. فإني ذاهبُ لأعدّ لَكمْ مَكاناً وبعدما أذهب وأعدَّ لكم المكان أعود إليكم وآخذكم إليَّ، لتكونوا حيث أكون أنتم تعرفون أين أنا ذاهب، وتعرفون الطريق " . فقال توما : يا سيد ، لانعرف أينَ أنتَ ذاهبُ، فكيف نعرف الطريق؟

أجابه يسوع :
أنا هو الطريق والحق والحياة

لذلك تعال إلى الرب يسوع المسيح كما أنت .. ليس باستطاعتك أن تغيِّر نفسك وإلا لما كان لديك احتياج إليه .. لأن الكتاب المقدس واضح في قوله أن " الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد " رسالة الرسول بولس الى اهل روما 3: 12. فإن الله يكره الخطيئة  لكنه يحب الخاطي جداً وهو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ( الانجيل بحسب البشير يوحنا 10: 11)  
وفي العهد القديم، تطالعنا روائع القصص عن أبطال الإيمان الذين واجهوا مصائب الحياة بشجاعة  وإيمان  وثقة هائلة بالرب . فهذا يوسف الصديق الذي تعرضت حياته لأقسى التجارب ، فبعد أن كان الأبن المفضل لوالده وجد نفسه ملقى في بئرٍ عرضة للموت  ثم تم بيعه كعبد لقافلة من التجار كانت في طريقها إلى مصر . وبعد أن حظي برضى فرعون بمصر وأصبح المشرف على جميع شؤون بيته ، وبفضل خداع امرأة فرعون ومؤامرتها عليه طُرح في السجن كمجرم ، ولكنه في كل ذلك ، ظلَّ متمسكاً بإيمانه متكلاً على الله في كل شيء ، لم يتذمّر على خالقه ، ولم يستسلم للقنوط بل جابه مشكلات الحياة بصبر وشجاعة لا يمكن لأحد أن يعرفهما إلاّ إذا كان قد اختبر قوة الله في حياته .. وماذا عن تلاميذ المسيح الذين تعرّضوا للضيقات، والاضطهادات ، والسجون ، والضربات ، وأخيراً الموت ؟ ماذا كان شعارهم ؟ لقد وجدوا فيها "ربحاً " عظيماً لأنهم استطاعوا، بعين الإيمان أن يخترقوا حجب المستقبل فأدركوا أن الله في شخص ابنه يسوع المسيح ، يمسك بزمام أمور حياتهم، وأن مصائبهم ليست سوى امتحان لنيل أرفع الجوائز حسب مواعيد الله الأمينة الصادقة .

ان ما نقوم به من اعمالنا الصالحة هو
زرع الورود   وسقيها والعناية بها والمحافظة عليها لتلك القلوب العطشى والارواح الظمأى التي هي بحاجة لحديقة خضراء غناء بداخلها تطلّق تلك الأجواء الحارة الجافة من قلة المشاعر الجميلة المحرومة منها وغير المتوفرة لها لتجعل من تلك القلوب واحة خضراء تشعر ببرودة رذاذها المنعش المريح للاعصاب كما لو كنت قريباً من شلال كبير متدفق بغزارة من جبل عالٍ، ترفع رأسك عالياً لتحدق فيه ولا تريد ان تنزل نظرك عنه، وانت تتأمل عظمة الخالق عز وجل في بديع مخلوقاته وعجائب صنعه ! تلك الورود التي تتحدث عنها ليست وحياً من خيال .. وليست صعبة المنال ، بل يمكن ان تتحقق بأشكال وصور كثيرة أنت ادرى بها ..

 انت كإنسان في هذا الوقت المادي القائم على المصالح الشخصية والاعتبارات المادية بحاجة لمن يبتسم
في وجهك حينما تقبل عليه ، ولكن حبا فيك لا مجاملة لك ويكفي ان ترى الابتسامة على شفاه الآخرين ،
 والسعادة ترفرف عليهم بسببك لتعرف انك بأعمالك النابعة من الأيمان زرعت بداخلهم وروداً جميلة تتجدد كل
يوم وتتفتح كل لحظة وتتألق حينما تشعر بك بجانبها تدعمها وترعاها وتأخذ بيدها الى عوالم أخرى داخل الحياة
لم تفتح عينيها عليها بعد وانت بزرعك لتلك الورود الرائعة في نفوس الآخرين لا شك بأنك تساهم في توسيع
رقعتها لان كل من احس بقيمة وطعم وجمال هذه الورود سوف يساهم بزراعتها في قلوب الآخرين بشكل أو بآخر.
 ولكن قد يكون هناك بعض الاشخاص الأنانيين ممن يودون الأستئثار بتلك الورود الجميلة لهم وحدهم ، ولكن لا لن يستطيعوا ذلك لأن الأنسان حينما يكون سعيداً لا يستطيع ان يخفي سعادته او ان يمنعها ان تصل لغيره حيث ان مجرد ابتسامته الصادقة الحلوة سوف تبث الأمل في الآخرين وتريحهم نفسياً وهنا تبدأ جولة اخرى من زراعة الورود للآخرين .. فهلاً زرعنا الورود بداخلنا وداخل قلوب الآخرين ؟
عش في الحياة
كعابر سبيل يترك وراءه ِ الآثار الجميلة النابعة من محبة المسيح والأخلاص لها .. وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم  ..
 وكمستغن يحسن إليهم  .. و ايضا كطبيب يشفق عليهم ، ولا تعش معهم كالذئب يأكل من لحومهم  .. وكثعلب يمكر بعقولهم .. وكلص ينتظر غفلتهم .. وذلك لأن حياتك من حياتهم..  وبقاءك ببقائهم.. ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم  .. فلا تجمع عليك ميتتين  .. ولا تقدم نفسك لمحكمتين  ..
 والأفضل ايضا ان لا تعرض نفسك لحسابين .
يقول الشاعر :

كن في الحياة كعابر سبيل
و إترك ورائك كل أثر ٍ جميل
فما نحن في الدنيا إلا ضيوف
وما على الضيف إلا الرحيل

 عندما تقوم بذلك كله عن قناعة راسخة منك .. فإنك تشعر بسعادة غامرة ليس أقلها انك تجد ذاتك التي ربما تاهت منك في الطرقات منذ زمن بعيد
وأنت تبحث عنها ، او التي سلبت منك رغماً عنك .
نحتاج أن يكون لنا
تدقيق فى حياتنا السلوكية التى من خلالها نتعرف على
السلوك المسيحى الذى يمجد الله فى حياتنا ..
 لنكن قدوة للمؤمنين فى الكلام ، فى التصرف ، فى المحبة ، فى الروح ، فى الإيمان وفى الطهارة
فأكثر ما نحتاجه الآن هـو القـدوة اليومية التى نمجـد بها اسم ربنا يسوع
ونسعى لنكون قدوة طيبة فى كل شئ
 و لربنا المجد الدائم إلى الأبد
 آميــــن .








أنيسـة داؤد يونان
* 2012 *





5
ألأم .. هي البلسم الشـافي لجـروحنا

هي الحضـن الدافـئ لوجـودنا ..

هي التاج الناصـع فوق رؤوســنا ..

ومهما طال الـزمن أو قصـر .. تبقى ألأم رمـز الـحـب والـحـيـاة


شــــكرا لإطرائك الجميل صديقتي الغالية

تمنياتي لك بالســعادة والتـوفيق والنجـاح الدائـم


تحيـــ أم أيمن ــــاتي


6
أدب / رد: مقاطع عاجلة
« في: 22:41 10/06/2012  »
مقاطعك العاجلة متسارعة مع بعضها وعابرة ..

لكنها معبـّرة بروعة عطر معانيها وأريجها الفواح ﺍﻟﺫﻱ يفعم ﺍﻟﻘﻠﺏ بالأمل

ولذلك كانت عاجلة ..  ولكنها تركت أثر الريحان يملأ المكان بعد مرورها


دمت أخي العزيز في حفظ الرب .. مع شعرك وإحساسك الجميل



تحياتي .. أم أيمن

7

عيـــد العمــّــال العالمــــي



 
ان عيد العمال أو يوم العمال العالمي ، هو احتفال عالمي سنوي يـُحتفل فيه في كل أنحاء العالم في الأول من ايار للفت الأنظار إلى دور العمال ومصاعبهم والعمل على تحقيق مكاسب حياتية كريمة لهم ولعائلاتهم .. وكذلك يعتبرهذا اليوم عطلة رسمية في العديد من دول العالم

ويعود فضل تأسيس 'عيد العمال الى الملحمة التاريخية والنضالية لإنتفاضة عمال شيكاغو الخالدة في أميركا عام 1886 كتنظيم نقابي يسعى إلى تحسين ظروف العمال وتخفيض ساعات العمل.

وتبنّت هذه الإنتفاضة الدعوة لإعتبار الأول من أيار في ذلك العام تكريما للقيادات العمالية التي سقطت في الصدامات أبان الإضراب الذي نظمته في نفس العام .


ان هذا العيد الذي يحتفل به العمال في العالم في الأول من ايار يرمز الى مدى حبنا وإحترامنا وتقديرنا لليد العاملة في العالم للإحتفال بعيدهم الذي يستحقونه
بفضل الطاقات والقدرات التي يبذلها العامل لضمان تحقيق النجاحات والإنجازات العظيمة على مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والصحية والزراعية والاجتماعية والخدمية وغيرها من الأصعدة الحياتية المساهمين بها فيكونوا العمال سبب إزدهارها وتقدمها .. فهم يستحقون منا كل التبجيل والتَشْرِيف والإِجلال بهم على هذا الكرم والجود الذي يعيشون من اجل تحقيقه ..


ولا يخفى على الجميع بأن العمال لا زالوا يعانون في مختلف نواحي العالم من ظلم القوانين الجائرة بحقهم والتي
 تسلبهم  حقوقهم لأن اول الضحايا لتدهور الوضع الإقتصادي الذي تمر به مختلف الدول هم العمال ..
حيث ان الأزمات الإقتصادية الحاصلة عن نكبات متكررة نتيجة سوء الإدارة او سوء التخطيط او غيرها من الأسباب
فإنه يدفع ثمنها العامل .. مما ينعكس عليه بشكل سلبي لأن بعض الشركات عندما تمر بضعف إقتصادي واضح تقوم بإطْلاقَ    
العمال وإنهاء خدمات الكثير منهم و طَرحهم الى خارج إطار الوظيفة وإنكارهم بشكل علني وواضح
دون نظرة عادلة الى ما يقدّموه هؤلاء العمال تجاه أوطانهم
مع أنهم سبب هذه الانجازات العظيمة والنجاحات المتتتالية والمشــّرفة التي قامت بتحقيقها تلك الشركات
على مر الزمان ..مما يضاعف من معاناتهم بشكل سيء .
  
 لكن العمال بعزيمتهم القوية وقصدهم الثابت قاموا بتحقيق المعجزات العملية ونجحوا في تحقيق الرفاهية في الحياة
كما هو الحال في تحقيق عامل النظافة مثلا وعامل البناء والعمران وكذلك نشر الوعي الصحي وتحقيق عامل التنقل من
 اجل التواصل مع مختلف جهات العالم وغيرها من الميادين التي يساهم العامل بضمنها وتحقيقها ..
وبالفعل لهم كل الحق ان نفتخر بنوالهم وسخاءهم الدائم لأنهم سبب العيش الرغيد والسعادة البشرية .

والمـُلاحظ بأن العمـّال في العالم بحاجة الى إصدار نصوص وتشريعات قوية وقوانين إنسانية تنصفهم وتحفظ لهم دورهم
و تساعد في توفير وضمان حقوق العمال من الضياع والفقدان من خلال تعسـُف اصحاب العمل في إصدار الكثير من
القرارات الظالمة والجائرة ضد هذه الفئة الكادحة العاملة .. حيث ان الكثير من الركائز الدستورية لا تزال تعكس ضعفها ولا تساهم بشكل فعلي في تحقيق طموح وآمال اليد العاملة المستخدمة .

نقول لجميع العمال في عيدهم المبارك ..
 ليبقى بذل العطاء متواصل في خدمة البشرية وان سيل عرقكم من اجل تحقيق جُود العطاء
سيبقى مقـّدرا على هذا السخاء الذي لا ينضب ابدا ..
و الكلمات تبقى عاجزة و لن تعطيكم حقكم عن وفاءكم وعرفانكم

ستبقون أنتم قدوة الوطن ومنارة الأرض التي لا تنطفىء
 فأنتم بنــّاء الوطن والجميع يفتخر بإِحسان عطاءكم اللامحدود ويشـّد على سـواعدكم
في الإسـتمرار بمسـيرتكم .. وكـل عـام وأنـتـم بـخـير






أنيـســـة داؤد يـونـان
الأول من ايار - 2012



 

8
الأخ العزيز أمير

أبدعت في وصف أمك ...
أبدعت في وضع كلماتها بلوحة من الحنان ودفئها في قصيدة من الحب
أعظم عاطفة نحملها في داخلنا هي من نصيب الأم !!
ســــلمت حافظا للجميل ..  وســلمت شاعرا


تحيــــــ أم أيمن ــــــاتي


9
الأخ العزيز منير ..

مداخلتك تحمل ال " أه " بصوت عالي ..
فيا ترى هل سيكون الزمن كفيلا بمحيها من مخيلتك ؟
وبالأخص تخرج منك عن فراق أعز انسان الى قلب الفرد .. وهي الأم !!
اطلب وأتضـّرع الى الله سبحانه ان يمنحك الصبر والسلوان لفراقها ..
وكذلك أسأله  أن يتغمدها برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جناته
مع  الأطهار والقديسين

 ليرحم الله تبارك أسـمه الى الأبد كل الامهات المتوفيات ويســكنهم فسـيح جناته ..
ويطـوّل بعمر جميع الأمهات الباقيات ويديمهن فوق رؤوس الجميع !ّ!
 وكل عام وهن بالف خير يارب


شـــــــــــــــــكرا لك
 على هـذه المـداخـلة الراقـيـة
تمنياتي لك بالســـعادة والتوفيق الدائم



تحيـــــــــ أم أيمن ــــــــــــاتي

10


علمتني الأيام ..

ان الأم ََهي أجـمل غـنـوة في الكلام

واصدق شمعة في الحقيقة والأحلام !!



شـــــكرا للأخ العـزيـز - أمير بولص أبراهيم - على ردك القيم

تمنياتي لك بالنـجـاح والمـوفقيـة الدائمــة



تحيـــــــــ أم أيمن ــــــــــــاتي




11


ألأم لوحة مميزة تتجلي فيها معالم الصدق والتضحية

والـحب الحقيقي الذي يمنح بلا مقابل و بلا حـدود !!


شــــكرا للأخ العـزيـز - بابا عايد - على ردك الـــراقي

ليباركك الــــــرب ويمنحك ســــــلامه


تحيـــــــــ أم أيمن ــــــــــــاتي




12
الأم هي بهجة الدنيا .. وقرة العين ومصدر الحب والحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود ..

لن تكفينا ســطور وصفحات لنحصي وصف الأم وما تســتحقه من تكريم وعطاء

 امتناناً لما تفعله بشــكل مســـــتمر .. !!


شــــكرا للأخ الشـــماس العزيز رائد الديربوني على هذه المداخلة الجميلة

تمنياتي لك بالســـعادة والتوفيق الدائم



تحيـــــــــ أم أيمن ــــــــــــاتي


.


13

~ ألأم رمـز الـحـب والـحـيـاة ~





الأم  ..


ربـحٌ لامـعٌ يـفوحُ أَرِيـج دفـئـه ..

 وطِـيبٌ سَـاطِـعٌ يعـلو في حنـانه

وجمـالٌ شـائـعٌ مَـوثـوق في حبه ..

 وأمـانٌ ناصـعٌ مُخـلِصٌ في ألفه !! 



الأم  ..

لـؤلـؤة ناصـعة ثـابـتـة وعـامـرة ..
 
لأصـحاب الإمـتِـثال والـطاعـة

وجـوهـرة ضـائـعـة تـائِـهـة ومُـنـدثِـرة ..

لأهـل الإخـلال والمُـمَـانـعـة !!



الأم  ..

إحســاسٌ بَصـيرٌ فـاهِـمٌ لـطـيف ..

وخـيـالٌ نـظِـيرٌ قاســمٌ عـفـيـف
 
مُـلـك ٌ  قَـدِيـرٌ كـاتـمٌ رَهِـيـف

وشــعـورٌ خـبـيـرٌ عـالِـمٌ ظـريـف !!



الأم  ..
 
شــخـصـيـة حـاذِقـة مـاهـرة بـإحســان ..

 وذريـعـة عَـاقِـلـة مـانحة بـإتـقـان

ومـدرســة بـارعـة تـحمـل الـقـيـم بـأمـان ..

و وســيلـة شــاسِـعة للـمبـادئ مـدى الـزمـان !! 




الأم  ..


يـنـبـوعُ الـحـيـاة ِ الأَبَـدِيّ الـفـاخـر ..

 مـانـح الـعـطـف ِ والـحـب والـحـنـان

وغَـديـرالنجـاة ِ الســرمَـديّ الـطـاهِـر ..

 حـيـث لا يـغـمـض لـه جـفـنـان !!



الأم  ..

مـديـنـة ٌ ســمـاءهـا مـزيّـنـة بـنـجـوم الـولاء ..

وأرضـهـا راســخـة بـعـبـق حـدائـق النـقـاء

وكـوكـبٌ نـادرٌ يـعـلـو بـعـلامـات الـصـفـاء ..

 وعـالـم زاخِـرٌ يـســمو بـمـســاحـات الـوفـاء !!   



الأم  ..

قـيثـارة ٌ، الإخـلاص أوتـارهـا والـحنان لـحـنـها ..

وشــجــرة الـوجـود تـكـبـر ويـكـبـر ظـلالـهـا
 
 و ســفـينـة ٌ، الـصـدق بـحرهـا والـعـطـف مَـرفََـأهـا ..

 والاشــواق ونـكـران الـذات رأس مـالـهـا !!




الأم  ..


مـخـلـوقٌ قـاسـى لـيـرســم الـبـسـمـة عـلى شـفـاهـنـا ..

 ونـسَـــمة ٌرقـيـقـة وفَـاتِـنـة تـشـــقـى لـتـُـفرحنا
 
واحـة ٌ خـضـراء تـتـحـمـل الـمـشــاق لـتـريـحـنـا ..

 و شـــمـعة ٌ تـحـتـرق لـتـضـيء لـنـا طـريـقـنـا !!     



الأم  ..

مـعـك ِ حـقـقـت ُ آمـالـي وأحـلى الأمـانـي ..

 فـي غـلاك ِ يـحـتـار وصـفـك ِ لـســـاني

لـك ِ مـنـي حـبـي وإمـتـنـانـي وكـل تـقـديـري ..

يــا وردة حـيـاتـي وبـســــمة زمــانـي !!




~^~ كـل عـام وأمـي الحـبـيـبـة وجـمـيـع الأمـهـات الـعـزيـزات بـألـف خـيـر ~^~




أنيـســــة داؤد يـونــان

««  آذار - 2012  »»





 


14
 " انـا الـقـيـامـة .. والــحق .. والــحـيـاة .. مــن أمـن بــي .. و إن مات .. فسـيـحـيـا "




نتـقـدم بأحر التـعازي الى الكنيســــة الأرثوذكسـية بشـكل عام والى ..

 أقباط مصر الأعـزاء بشـكل خاص فى وفاة قداسـة البابا شـــــنودة الثالث

 رأس الكنيســــة القبطـية بمـصر ..

لقد خسـرت مصر واحداً من رجالها العظـماء في فترة أكثر ماتـكون مصر بحاجـة لأمثـاله .. !!

 كان يعض على آلامه وآلام شــعبه من أجل إســتقرار ووحـدة مصـر ..
 
ترك الحيـاة ومصـر على مفـترق الطـريق ..

بين مصـر الحيـاة والثقـافة والطيـبة .. ومصر التـطرف والأرهـاب !!

 الله يكون في عون مصـر وينقذها من محنتها ..

لقد كان البابا شنـودة رائدا في تمثيل حياة المسـيح .. ملك المحبة السلام !!


- الراحه الأبديه إعطه يا رب       ونورك الدائم فليشرق عليه -




أنيـســــة داؤد يـونــان

وعن .. إدارة مـوقع ومنتـديات بيرسـفي

15
الله يرحم شـهيد الكنيسـة .. شـهيد الإيمان .. شـهيد العقيدة

المطران الجليل بولص فرج رحو ..
 
وكل شـهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم وسـفك دمهم الزكي


 نطلب من رب المجد ان يســكنهم ملكوته السـماوي مع الملائكة والقديسـين
 
 الراحة الأبدية إعطهم يارب      ونورك الدائم فليشـرق عليهم

ولإهلهم وذويهم ومعارفهم ومحبيـهم جميل الصبر والسـلوان

الخزي والعار للسـفلة القتلة الذين تطاولت أياديهم على طيور الســــلام في العراق !!



ANISA DAWOOD YONAN
GREECE - ATHENS



16
 

نواقـيـــــــس الـــرحـــيل

 

    ان الشارع العربي اليوم يعيش حالة من التوتر والقلق والإنفلات الأمني والإنفجار الفوضوي
 بسبب المواجهات المستمرة منذ اشهر بين المتظاهرين وقوات الأمن نتجت عن الفراغ الكبير الذي تركه
 الحكام العرب بينهم وبين شعوبهم مما ولّد احتقان كبير لدى الشعوب العربية وقريب من الانفجار !!
و بذلك إنفعل المواطن العربي وزادت معاناته وغضب وإرتفع صوته لكي يطرد من داخله الإحتقان الذي صبر عليه زمن طويل !!

اليوم .. وبعد ان تغير الوضع القديم ، وظهر
جيل اليوم وهو جيل جديد يختلف تماما عن جيل الآباء والأجداد ، انه جيل لم يتعود على تقبيل أيدي أبيه أو جده .. جيل لا يخشى المخاطر والمصاعب .. جيل بدا عليه الإستهتار واضحا بأغلب قوانين وانظمة الحياة .. فيخرج بسيارته ويقود بسرعة جنونية ولا يهابه قطع إشارات المرور .. جيل لم يتعود على شرب اللبن مساءا او إطاعة الوالدين او النوم مبكرا .. جيل تمرد على الكبير قبل الصغير .. جيل أكثر وعيا و إطلاعا على تقدم العالم الخارجي والثقافات المختلفة .. جيل دخل على الإنترنت مبكرا جدا ومنذ نعومة أظفاره وتجول في كل المواقع ورأى كل شئ وأي شئ بدون استثناء أو إستحياء .. وعرف ورأى في طفولته المبكرة مالم يراه أو يعرفه آباؤه في شيخوختهم المتأخرة !!

 هذه هي بكل بساطة صورة مصّغرة لجيل اليوم والذي يشعر بضرورة تحقيق الذات الوطنية ويرى بأن له القدرة على التغيير الفعلي لأنظمة بلاده وحكّامها ويمتلك وبقوة الإرادة والوعي الكاملين !!

إن
أنظمة الحكم العربية هذه قد إستمرت على كراسيها لسنوات طويلة حتى شاخت وتجاوزت الزمن المعقول . واليوم الكثير منهم يعيش حالة إصرار يصل الى مستوى عناد الأطفال وواضح أن وجوههم تملأها الحزن والخوف والأسى أزاء ما يحدث في الشوارع العربية خوفا وقلقا على مُلك يتأرجح وبات على وشك الضياع وحكما اصبح على شفير الهاوية .. هؤلاء الحكام لم يعتادوا على ذلك من قبل ، لأن الحاكم العربي تعود ان يأمر فيطاع ..  يعامل شعبه بكل إستخفاف .. تماما  كمعاملة السيد للعبد الذي يملكه .. له مطلق الحرية في ان يحيي ويميت .. يعّز ويذل .. ويقول للشيء في مملكته كن فيكون .
للأسف تلك هي الفكرة السائدة لدى الغالبية الساحقة من الحكام العرب .. !!

 لذلك نجدهم يتمادون في جرائمهم وظلمهم ويطبّقون قاعدة أنه لا احد مطلقا يفهم افضل منهم وانهم (
الحكام فقط )  من يمتلك الرأي الصائب دائما دائما .. بل واكثر من ذلك فهم معصومون عن الخطأ .. مما يعني أنه كل مخالف لهم فهو مذنب ومخطىء و يستحق القصاص !
كيف لا وإن هؤلاء يعيشون حالة من الإنفصال عن واقع الحال .. ولذلك نراهم ينسجمون في خيالاتهم وأوهامهم بدرجة تنّسيهم حتى انفسهم .
 فلا يكتفي اي واحد منهم من التمتع بالمديح والشكر والتي تتجاوز العقل حتى يصدّقوا انفسهم وكأنهم الأنبياء او الرسل الذين اختارهم الله لهذه الدولة او تلك .. فنراهم يمنحون أنفسهم بعض الألقاب و الصفات والأسماء التي لايمكن إطلاقها إلا على الآلهة  .. وذلك بسبب
جنون العظمة الذي يعانون منه محاولة لسد الفراغ النفسي الذي يفتقدوه .
 
 والغريب في الأمر أن هذه الأنظمة مصرّة على التمّسك بكراسيها بأية طريقة وبأي ثمن حتى لو كان المقابل إحتراق البلاد او ضياعها !! وعندما تشعر بإستحالة عيشها وبقاؤها للأبد فإنها تسعى لتوريث السلطة للأبناء تحت
فكرة
( ابنائي اولى بأملاكي ) ، وفي حالات اليأس الأخير وحضور الخطر نراهم يسرعون ويركبون طائراتهم ويحملون حقائب أموالهم ويتركون الوطن فليحترق بأهله وإحتوآته فقط ليعيشون هم في رفاهية في البلد الذي يقبل إقامتهم ..

اما اليوم .. وبعد بزوغ الفجر ودحر الظلمة فليفهم هؤلاء الحكام بأن زمن السكوت ولاّ وبدون رجعة وانه تجاوز وعيهم المتخلف ..

لأن جيل القرن الحادي والعشرين ليس كجيل القرن العشرين .. إنه جيل لا يعترف بأن  التعبير عن الحرية والكرامة يُشكّلان خرقاً للقانون ...
 فهو جيل ، واعي ، متحد ، صلب ، مثقف ، صامد ، مذهل ، شامل ، معبّر، شجاع  ..

    ان هؤلاء الحكام يجدون أنفسهم في مواجهة مع مجاميع من الشباب الثائر الهادر المحتج في الشوارع العربية .. ، شبابا تفتحت اعينه على أفكار حديثة وتقنيات واعية لا تقدر ان تفهمه تلك الأنظمة او ان تضعه في الإعتبار . ان هذا الجيل ليس قابلا للخداع أو المساراة او الإحتواء كما كان الحال مع جيل الآباء والأجداد ..
 انه جيل مختلف شعر بالهوان ولم تعد ترضيه وعودا ببعض الوظائف أو زيادة المرتبات لأن الأمر تجاوز ذلك بكثير حيث انه جيل أكثر تمردا و طموحا ومعاناة لانه لا يهتز من أزيز الرصاص ولا يرعبه مقتل الآلاف منه ، لا يستنجد بأحد لا بالشرق ولا بالغرب ، انه يواصل بلا خوف أو يأس ، الصيحات الوحيدة التي تنتقل عبر موجات الأثير والى كل أصقاع الدنيا هي المطالبة بالحرية وكأنها صيحات الثأر من مجاميع اللصوص والفاسدين الذين يحيطون بالحكام والزعماء العرب والذين يزينون كل شيء للحاكم ويوغلون صدره على أبناء شعبه حتى يصبح الشعب هو عدوه اللدود الأول والأخير !!.

  لقد سئمت الشعوب من  مراوغات وألاعيب الحكام النتنة . سئمت من قتل الأنفس وتدمير الممتلكات .. سئمت من فشل الأنظمة والسياسات ..
 وهذه الشعوب اليوم تعتبر الحكام حجرعثرة أمام تحقيق أحلامها وأحلام أجيالها القادمة !!

  لقد دقَّتْ نواقيس الخطر بقوة في دوائر الحكم وتبعتها
نواقيس الرحيل لأنه .. حان الوقت لهتاف الشعوب :

كفى قتل و إعتقالات .. كفى كذبآ وتحقيرآ بالأبرياء  ..
  كفى دسائس وسرقات .. كفى تهريجآ وتمثيلآ
وضحكآت على الشعوب


إرحلوا وبأسرع وقت ممكن قبل قدوم الثوار و فوات الأوان لأنكم لا ترحمون شعوبكم ولا تدعون رحمة الله تنزل على كل مختلف معكم !!

لو كان هؤلاء الحكام يقولون بأنهم أنتخبوا من شعوبهم في نزاهة وصدق فلماذا اذا لا يرحلوا عندما طالبهم الشعب بذلك حيث أنهم بعيدون كل البعد عن مستقبل شعوبها ،
 خارجون تماما عن إرادتها ؟


لماذا يهدر هؤلاء الرؤساء الدماء ويقتل المحتجين ؟ .. لماذا لا يرحلوا و احتجاجات الشارع تطالبهم بالرحيل ؟ و لماذا لا يعترفون بحالة التغيير المفروضة ؟ و لماذا لا يؤمنون بمبدأ التداول على السلطة ؟ .. لماذا يعتبرون ثروات الاوطان والشعوب ملكا خاصا لهم ولعائلاتهم و يتصرفون فيها كيفما شاءوا دون حسيب او رقيب ؟ و لماذا يعتبرون ما يقدمونه لشعوبهم من الثروة منة ومكرمة ؟
 ألم يكفي لهؤلاء الحكام وابناؤهم ما أكلوه من لحوم الشعوب ، وما شربوه من دمائهم ؟؟..
هل نسوا ان هذه الشعوب هي التي أجلستهم على عروشهم ؟ .. فبدلاً من مكافأتها ، تعالت هذه الحكام عليها .. قتلت شبابها .. رمّلت نسائها .. وعبثت بمقدراتها وبثرواتها .. وطغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد !! 
يتمسكون  بكراسيهم حتى الموت ولا يؤمنون سوى بشعار

 " الحياة لنا والموت للجميع "
  ..
 أي شر يسكنهم ؟ وأي جنون مناصب يعانون منه ؟؟

فهل تستطيعون ايها الحكام العرب ولو لمرة واحدة ان تتشّجعوا و
تقدموا إعتذارا لشعوبكم عما قمتم به من ظلم واستبداد ولسنوات عديدة ..
   وبعدها
فلتتنّحوا عن السلطة .. وليغني الله هذه  الشعوب عنكم
وعندئذ سيكون من الممكن ان تحفظوا ماء وجوهكم وان تحافظوا على القليل المتبقي من كرامتكم ..!! ام ان ثراء السلطة اعمى بصيرتكم وحجب عنكم الحقيقة القاسية التي يعيشها ويعاني منها الشارع العربي ؟

فيا زعامات العرب ..
نبشّركم بأن الشعوب العربية إستيقضت من غفوتها الطويلة بعد سبات دام سنوات عديدة ولا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تعيدها إلى نومتها الأولى وها قد بدأت بالتحرّر ..
وإن سياسة الأصلاح ومحاربة الفساد السياسي والمالي والإداري قد طرقت ابوابكم منذ ثورة تونس والتي اجتاحت بقوة الدول العربية الأخرى !!  ..

 وها هو
طوفان الحرية قادم !  والويل ثم الويل لمن يقف أمامه مهما بلغ جبروته ..! وهذا الطوفان لن يتوقف عند دولة .. بل سينتقل من دولة الى اخرى ..

لقد دقت
نواقيس الرحيل عندما .. أشرقت شمس الحق بوجهها على الشعوب .. ومعها دقت طبول الفرح بعرس الشهداء ونصر الثوّار ومع نواقيس الرحيل هذه
 فتح الشعب باب الكرامة ونادى بأعلى صوته ..
 لا للفساد .. لا للظلم .. لا للطائفية .. لا للإحتكار ..

والف لا ولا ولا للعبودية !!



دمتم بخير ..
 أنيـســــة داؤد يـونــان




 


17
مفـهـوم الأســــــــــرة







الأسرة هي النواة الأساسية في المجتمع وتتكون عادة من مجموعة من الأفراد تجمعهم علاقات قائمة على أساس قرابة الدم بحيث يكون كل واحد من الأفراد كأنه جزء لا يتجزّء من الآخر
  
 و تؤثر الأسر بإختلاف انواعها واشكالها واحجامها على نمو الأفراد وصفاتهم وأخلاقهم منذ المراحل الأولى من العمر والى ان يستقل الفرد بشخصيته ويصبح عضوا ناضجا فعّالاً ومسؤولاً عن نفسه في المجتمع
 
  كما انه يمكن تعريف الأسرة على انها وحدة بنائية يرتبط أفرادها بعلاقة الشعور الواحد في التعاون والمحبة والمسئولية
 والمساعدة المتبادلة
       ويساهم هؤلاء الأفراد جميعا في النشاط الإجتماعي في كل جوانبه المادية والعقائدية والاقتصادية والروحية وغيرها
من الجوانب الاجتماعية ..
 
 وتختلف أشكال الأسرة حسب مكوناتها الإجتماعية .. فهناك الأسرة المنفردة
وهي الأسرة المتكونة من الزوجين وأطفالهم فقط وتتسم بالطابع الفردي في الحياة الاجتماعية ، وتستمر هذه الأسرة كوحدة اجتماعية  لفترة مؤقتة لأنها تتكون من جيلين فقط وتنتهى بإنفصال الأبناء ووفاة الوالدين . .

 كما ان هناك الأسرة المشتركة والتي تتكون من عدة وحدات أسرية تجمعها الصلة الدموية والإقامة المشتركة وتتكون من ثلاثة أجيال وأكثر ولهذا تستمر لفترة طويلة .. هذا النوع من الأسر كان شائعا قديماً في المجتمع وانتشر بكثرة في المجتمع الريفي ، ولكن الملاحظ بشكل واضح إن هذا النوع من الأسر قد إنهار نتيجة التطور العلمي والتكنلوجي الكبير الذي شهده العالم ، و تضم هذه الأسرة الأجداد والزوجين والأبناء وزوجاتهم .. واحيانا تمتد لتضم الأجداد والزوجين والأبناء ، والأبناء وزوجاتهم والأحفاد واحيانا اخرى يضاف إلى ذلك بعض الأقارب ايضا مثل  الأصهار والأعمام  .

 ممكن تسمية بعض الأسر حسب صفاتها الإجتماعية .. فمثلا هناك الأسرة الديمقراطية المتواجدة بكثرة في المجتمعات الصناعية والمتقدمة حيث انها تقوم على أساس التفاهم والإحترام والمساواة بين الزوجين ، فلا يملك أحد الزوجين اية سلطة خاصة على الآخر بعكس الأسرة الإستبدادية والتي تقوم على سيطرة احد الأبوين وغالبا الأب على الأسرة وتمتعه بمركز السلطة المطلقة داخل الأسرة .

ويجب ان لا ننسى الأهمية العظمى التي تملكها الأسرة في بناء السلوك الفردي لما لها من تأثير مباشر وغير مباشر في التكوين الذاتي والأثر النفسي في بناء شخصية الفرد ..
 حيث انها تساهم في بعث الحياة والحب والطمأنينة في نفس الفرد منذ طفولته .. ومنها يتعّلم اللغة ويكتسب بعض القيم
والخصائص والإتجاهات  
   وبالطبع يرجع للأسرة الفضل الأساس في تعلّم الإنسان لإصول علم الإجتماع بشكل عام وقواعد الآداب والقيم الإنسانية والأخلاق بشكل خاص ..
كما أنها السبب في حفظ  الكثير من الحِرف والصناعات التي يتوارثها الأبناء عن آبائهم .

هناك بعض الشروط يجب التركيز عليها من قبل الآباء كونهم المسؤلين الأوائل في عملية نمو ونشأة ابنائهم بشكل مثالي وسليم يتسم بالإعتدال والبعد عن الانحراف والإتزان .. فإذا نجحوا في مراعات هذه الشروط وحسن القيام بها ضمنوا ابناءا صالحين في المستقبل ممكن ان يكونوا قرة أعين الوالدين وكذلك ممكن الإعتماد عليهم !!    

  و من واجبات الآباء والأمهات تجاه أطفالهم هو تطابق آراءهم بخصوص طريقة السلوك والمعاملة
 بالإضافة الى تشابه القرارات المأخوذة تجاه الأبناء .. وان يحرصوا على خلق
  جواً من المحبة في البيت  تسوده الرعاية ويشيع فيه الحنان والعدالة و روح الاستقرار والطمأنينة مع محاولة إبعاد جميع انواع العنف والظلم والكراهية ..

 ويجب ملاحظة إن أغلب الأطفال المنحرفين والذين تعوّدوا على الإجرام في كبرهم .. كان ناشئاً ذلك على الأكثر من عدم الاستقرار العائلي في الأسرة التي نشأوا فيها .. حيث ان إشاعة الود والعطف بين الأبناء له أثره البالغ في تكوينهم تكويناً سليماً ، فإذا لم يرع الآباء ذلك فإن أطفالهم يصابون بعقد نفسية خطيرة قد تسبب لهم كثيراً من المشاكل في حياتهم المقبلة ولن تثمر
ابدا وسائل النصح والإرشاد التي يسدّونها لأبنائهم ما لم تكن هناك موّدة صادقة بين
 أفراد الأسرة الواحدة ..

والمعروف بأن اصعب العقد النفسية وأكثرها تمهيداً للإضطرابات الشخصية هي تلك التي
 تكون في مرحلة الطفولة المبكرة ..
وبالعكس فأن تفاهم أبناء الأسرة وشيوع الموّدة والإحترام والصدق فيما بين افرادها وبالأخص الوالدين يساعد كثيرا على نمو الطفل الفكري وإزدهار شخصيته .

ولا ننسى طبعا دور كل من المجتمع بشكل عام .. والدين والمدرسة والأصدقاء بشكل خاص وأثرهم البالغ الأهمية في تدريب الطفل وتعليمه وتهذيبه .

 ولكن .. لا شيء ممكن مقارنته مع العواطف الرقيقة الرائعة التي لا يمكن أن
 تتواجد إلا في الأسرة  ولا ينتشر عبيرها إلا بين أحضان الوالدين لأن .. السعادة العائلية تبعث
 الطمأنينة في نفس الطفل .. وتساعده على تحمل المشاق وصعوبات الحياة !!


~^~ الله يحفظكم وأسركم ويحفظنا جميعاً من شرور الدهر  ~^~

 





أنيـســــة داؤد يـونــان
( February - 2012 )



18
    بسم الآب والإبن والروح القدس ..  الإله الواحد  آمين
             

 نشارككم الاحزان بمصابكم الأليم هذا واننا في الوقت الذي نتضرع فيه الى الرب القدير
ان يسكن الطفل الملاك ملكوته السماوي مع سائر الابرار والقديسيــن
داعين ربنا ان يمنحكم الصبـر والسلـوان والراحــة الابدية له ..

 آميـــــــــن

19


" سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله " .
 (يوحنا 16 : 2 )


" قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام .
في العالم سيكون لكم ضيق.ولكن ثقوا.انا قد غلبت العالم "
 (يوحنا 16 : 33 )



مرة أخرى يضرب الإرهاب الأعمى الجبان كنائسنا ويكشف أعداء الإنسانية جمعاء عن حقدهم القديم الجديد وفق أساليب همجية يندى لها جبين البشرية وذلك بتفجيرهم كنيسة العائلة المقدسة في كركوك !!

 ندين وبشدة هذه العمليات اللا إنسانية البربرية المتخلفة .. وهذا العمل الاجرامي الجبان الذي استهدف الأبرياء دون ذنب جنوه الا تمسكهم بايمانهم وحبهم لتربة وطنهم المعطاء ارض ابائهم واجدادهم والذي ارتكبه حفنة من المجرمين الارهابين المتعطشين الى دماء الابرياء والحاقدين على الحياة .

 ونطلب من القيادات الإسلامية وفقهائها تثقيف الانسان المسلم على احترام حقوق اخيه الانسان ..  كما و نحمّل الحكومة وكل القوى السياسية العراقية وزر هذا العمل الجبان لانها تتطاحن وتتقاتل فيما بينها تاركة ابناء الشعب العراقي يعانون الويلات من جراء الأعمال الإرهابية.. ونطالب الجهات المختصة وعلى الفور بإجراء التحقيقات اللازمة من اجل القبض على الجناة والمتعاونين معهم والاقتصاص منهم ..

ندعو الشعب العراقي الكريم بمختلف الاطياف السياسية والاجتماعية والدينية ليقف صفا واحدا بوجه اعداء الإنسانية ولنضرب بيد من حديد جميع القوى الجبانة المجرمة الفاقدة لاي شعور إنساني .


وأخيــــــــــــــــــــرا نتســــــــــــــــــــائل ..

وماذا بعد تفجير كنيسة العائلة المقدسة في كركوك ؟
وماذا بعد إصابة الأبرياء ؟
 

أليس الأجدر برجال الدين المسلمين وأصحاب العمائم بألوانها وأحجامها ان يتحركوا بجدية وبمواقف صريحة وواضحة يعلنوا فيها للملأ إستنكارهم وشجبهم لتفجير بيوت الله المقدسة ؟؟



إن هذه الأعمال البربرية تزيدنا إيمانا برسالتنا المسيحية الداعية إلى المحبة والسلام والخير للعالم ..
وندعــو الله أن ينعم بالشفاء العاجل لجرحانــا .


 

20
بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
 
" انا هو القيامه والحق والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا "



الى ذوي المرحوم لوثر ايشو المحترمين ..

نشارككم احزانكم ونقدم لكم التعازي داعينا سيدنا يسوع المسيح ان يرحم الفقيد
ويسكنه فسيح جناته ولكم جميعا جميل الصبر والسلوان .

الراحه الابديه إعطه يا رب     ونورك الدائم فليشرق عليه

نيسان شمعون & أنيسة داؤد
اليونان / اثينا


21
 

نواقـيـــــــس الـــرحـــيل

 

    ان الشارع العربي اليوم يعيش حالة من التوتر والقلق والإنفلات الأمني والإنفجار الفوضوي
 بسبب المواجهات المستمرة منذ اشهر بين المتظاهرين وقوات الأمن نتجت عن الفراغ الكبير الذي تركه
 الحكام العرب بينهم وبين شعوبهم مما ولّد احتقان كبير لدى الشعوب العربية وقريب من الانفجار !!
و بذلك إنفعل المواطن العربي وزادت معاناته وغضب وإرتفع صوته لكي يطرد من داخله الإحتقان الذي صبر عليه زمن طويل !!

اليوم .. وبعد ان تغير الوضع القديم ، وظهر
جيل اليوم وهو جيل جديد يختلف تماما عن جيل الآباء والأجداد ، انه جيل لم يتعود على تقبيل أيدي أبيه أو جده .. جيل لا يخشى المخاطر والمصاعب .. جيل بدا عليه الإستهتار واضحا بأغلب قوانين وانظمة الحياة .. فيخرج بسيارته ويقود بسرعة جنونية ولا يهابه قطع إشارات المرور .. جيل لم يتعود على شرب اللبن مساءا او إطاعة الوالدين او النوم مبكرا .. جيل تمرد على الكبير قبل الصغير .. جيل أكثر وعيا و إطلاعا على تقدم العالم الخارجي والثقافات المختلفة .. جيل دخل على الإنترنت مبكرا جدا ومنذ نعومة أظفاره وتجول في كل المواقع ورأى كل شئ وأي شئ بدون استثناء أو إستحياء .. وعرف ورأى في طفولته المبكرة مالم يراه أو يعرفه آباؤه في شيخوختهم المتأخرة !!

 هذه هي بكل بساطة صورة مصّغرة لجيل اليوم والذي يشعر بضرورة تحقيق الذات الوطنية ويرى بأن له القدرة على التغيير الفعلي لأنظمة بلاده وحكّامها ويمتلك وبقوة الإرادة والوعي الكاملين !!

إن
أنظمة الحكم العربية هذه قد إستمرت على كراسيها لسنوات طويلة حتى شاخت وتجاوزت الزمن المعقول . واليوم الكثير منهم يعيش حالة إصرار يصل الى مستوى عناد الأطفال وواضح أن وجوههم تملأها الحزن والخوف والأسى أزاء ما يحدث في الشوارع العربية خوفا وقلقا على مُلك يتأرجح وبات على وشك الضياع وحكما اصبح على شفير الهاوية .. هؤلاء الحكام لم يعتادوا على ذلك من قبل ، لأن الحاكم العربي تعود ان يأمر فيطاع ..  يعامل شعبه بكل إستخفاف .. تماما  كمعاملة السيد للعبد الذي يملكه .. له مطلق الحرية في ان يحيي ويميت .. يعّز ويذل .. ويقول للشيء في مملكته كن فيكون .
للأسف تلك هي الفكرة السائدة لدى الغالبية الساحقة من الحكام العرب .. !!

 لذلك نجدهم يتمادون في جرائمهم وظلمهم ويطبّقون قاعدة أنه لا احد مطلقا يفهم افضل منهم وانهم (
الحكام فقط )  من يمتلك الرأي الصائب دائما دائما .. بل واكثر من ذلك فهم معصومون عن الخطأ .. مما يعني أنه كل مخالف لهم فهو مذنب ومخطىء و يستحق القصاص !
كيف لا وإن هؤلاء يعيشون حالة من الإنفصال عن واقع الحال .. ولذلك نراهم ينسجمون في خيالاتهم وأوهامهم بدرجة تنّسيهم حتى انفسهم .
 فلا يكتفي اي واحد منهم من التمتع بالمديح والشكر والتي تتجاوز العقل حتى يصدّقوا انفسهم وكأنهم الأنبياء او الرسل الذين اختارهم الله لهذه الدولة او تلك .. فنراهم يمنحون أنفسهم بعض الألقاب و الصفات والأسماء التي لايمكن إطلاقها إلا على الآلهة  .. وذلك بسبب
جنون العظمة الذي يعانون منه محاولة لسد الفراغ النفسي الذي يفتقدوه .
 
 والغريب في الأمر أن هذه الأنظمة مصرّة على التمّسك بكراسيها بأية طريقة وبأي ثمن حتى لو كان المقابل إحتراق البلاد او ضياعها !! وعندما تشعر بإستحالة عيشها وبقاؤها للأبد فإنها تسعى لتوريث السلطة للأبناء تحت
فكرة
( ابنائي اولى بأملاكي ) ، وفي حالات اليأس الأخير وحضور الخطر نراهم يسرعون ويركبون طائراتهم ويحملون حقائب أموالهم ويتركون الوطن فليحترق بأهله وإحتوآته فقط ليعيشون هم في رفاهية في البلد الذي يقبل إقامتهم ..

اما اليوم .. وبعد بزوغ الفجر ودحر الظلمة فليفهم هؤلاء الحكام بأن زمن السكوت ولاّ وبدون رجعة وانه تجاوز وعيهم المتخلف ..

لأن جيل القرن الحادي والعشرين ليس كجيل القرن العشرين .. إنه جيل لا يعترف بأن  التعبير عن الحرية والكرامة يُشكّلان خرقاً للقانون ...
 فهو جيل ، واعي ، متحد ، صلب ، مثقف ، صامد ، مذهل ، شامل ، معبّر، شجاع  ..

    ان هؤلاء الحكام يجدون أنفسهم في مواجهة مع مجاميع من الشباب الثائر الهادر المحتج في الشوارع العربية .. ، شبابا تفتحت اعينه على أفكار حديثة وتقنيات واعية لا تقدر ان تفهمه تلك الأنظمة او ان تضعه في الإعتبار . ان هذا الجيل ليس قابلا للخداع أو المساراة او الإحتواء كما كان الحال مع جيل الآباء والأجداد ..
 انه جيل مختلف شعر بالهوان ولم تعد ترضيه وعودا ببعض الوظائف أو زيادة المرتبات لأن الأمر تجاوز ذلك بكثير حيث انه جيل أكثر تمردا و طموحا ومعاناة لانه لا يهتز من أزيز الرصاص ولا يرعبه مقتل الآلاف منه ، لا يستنجد بأحد لا بالشرق ولا بالغرب ، انه يواصل بلا خوف أو يأس ، الصيحات الوحيدة التي تنتقل عبر موجات الأثير والى كل أصقاع الدنيا هي المطالبة بالحرية وكأنها صيحات الثأر من مجاميع اللصوص والفاسدين الذين يحيطون بالحكام والزعماء العرب والذين يزينون كل شيء للحاكم ويوغلون صدره على أبناء شعبه حتى يصبح الشعب هو عدوه اللدود الأول والأخير !!.

  لقد سئمت الشعوب من  مراوغات وألاعيب الحكام النتنة . سئمت من قتل الأنفس وتدمير الممتلكات .. سئمت من فشل الأنظمة والسياسات ..
 وهذه الشعوب اليوم تعتبر الحكام حجرعثرة أمام تحقيق أحلامها وأحلام أجيالها القادمة !!

  لقد دقَّتْ نواقيس الخطر بقوة في دوائر الحكم وتبعتها
نواقيس الرحيل لأنه .. حان الوقت لهتاف الشعوب :

كفى قتل و إعتقالات .. كفى كذبآ وتحقيرآ بالأبرياء  ..
  كفى دسائس وسرقات .. كفى تهريجآ وتمثيلآ
وضحكآت على الشعوب


إرحلوا وبأسرع وقت ممكن قبل قدوم الثوار و فوات الأوان لأنكم لا ترحمون شعوبكم ولا تدعون رحمة الله تنزل على كل مختلف معكم !!

لو كان هؤلاء الحكام يقولون بأنهم أنتخبوا من شعوبهم في نزاهة وصدق فلماذا اذا لا يرحلوا عندما طالبهم الشعب بذلك حيث أنهم بعيدون كل البعد عن مستقبل شعوبها ،
 خارجون تماما عن إرادتها ؟


لماذا يهدر هؤلاء الرؤساء الدماء ويقتل المحتجين ؟ .. لماذا لا يرحلوا و احتجاجات الشارع تطالبهم بالرحيل ؟ و لماذا لا يعترفون بحالة التغيير المفروضة ؟ و لماذا لا يؤمنون بمبدأ التداول على السلطة ؟ .. لماذا يعتبرون ثروات الاوطان والشعوب ملكا خاصا لهم ولعائلاتهم و يتصرفون فيها كيفما شاءوا دون حسيب او رقيب ؟ و لماذا يعتبرون ما يقدمونه لشعوبهم من الثروة منة ومكرمة ؟
 ألم يكفي لهؤلاء الحكام وابناؤهم ما أكلوه من لحوم الشعوب ، وما شربوه من دمائهم ؟؟..
هل نسوا ان هذه الشعوب هي التي أجلستهم على عروشهم ؟ .. فبدلاً من مكافأتها ، تعالت هذه الحكام عليها .. قتلت شبابها .. رمّلت نسائها .. وعبثت بمقدراتها وبثرواتها .. وطغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد !! 
يتمسكون  بكراسيهم حتى الموت ولا يؤمنون سوى بشعار

 " الحياة لنا والموت للجميع "
  ..
 أي شر يسكنهم ؟ وأي جنون مناصب يعانون منه ؟؟

فهل تستطيعون ايها الحكام العرب ولو لمرة واحدة ان تتشّجعوا و
تقدموا إعتذارا لشعوبكم عما قمتم به من ظلم واستبداد ولسنوات عديدة ..
   وبعدها
فلتتنّحوا عن السلطة .. وليغني الله هذه  الشعوب عنكم
وعندئذ سيكون من الممكن ان تحفظوا ماء وجوهكم وان تحافظوا على القليل المتبقي من كرامتكم ..!! ام ان ثراء السلطة اعمى بصيرتكم وحجب عنكم الحقيقة القاسية التي يعيشها ويعاني منها الشارع العربي ؟

فيا زعامات العرب ..
نبشّركم بأن الشعوب العربية إستيقضت من غفوتها الطويلة بعد سبات دام سنوات عديدة ولا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تعيدها إلى نومتها الأولى وها قد بدأت بالتحرّر ..
وإن سياسة الأصلاح ومحاربة الفساد السياسي والمالي والإداري قد طرقت ابوابكم منذ ثورة تونس والتي اجتاحت بقوة الدول العربية الأخرى !!  ..

 وها هو
طوفان الحرية قادم !  والويل ثم الويل لمن يقف أمامه مهما بلغ جبروته ..! وهذا الطوفان لن يتوقف عند دولة .. بل سينتقل من دولة الى اخرى ..

لقد دقت
نواقيس الرحيل عندما .. أشرقت شمس الحق بوجهها على الشعوب .. ومعها دقت طبول الفرح بعرس الشهداء ونصر الثوّار ومع نواقيس الرحيل هذه
 فتح الشعب باب الكرامة ونادى بأعلى صوته ..
 لا للفساد .. لا للظلم .. لا للطائفية .. لا للإحتكار ..

والف لا ولا ولا للعبودية !!



أم أيمن
اثــــيـــــ( 2011 )ــــــنـــــا


 


22
 

نواقـيـــــــس الـــرحـــيل

 

    ان الشارع العربي اليوم يعيش حالة من التوتر والقلق والإنفلات الأمني والإنفجار الفوضوي
 بسبب المواجهات المستمرة منذ اشهر بين المتظاهرين وقوات الأمن نتجت عن الفراغ الكبير الذي تركه
 الحكام العرب بينهم وبين شعوبهم مما ولّد احتقان كبير لدى الشعوب العربية وقريب من الانفجار !!
و بذلك إنفعل المواطن العربي وزادت معاناته وغضب وإرتفع صوته لكي يطرد من داخله الإحتقان الذي صبر عليه زمن طويل !!

اليوم .. وبعد ان تغير الوضع القديم ، وظهر
جيل اليوم وهو جيل جديد يختلف تماما عن جيل الآباء والأجداد ، انه جيل لم يتعود على تقبيل أيدي أبيه أو جده .. جيل لا يخشى المخاطر والمصاعب .. جيل بدا عليه الإستهتار واضحا بأغلب قوانين وانظمة الحياة .. فيخرج بسيارته ويقود بسرعة جنونية ولا يهابه قطع إشارات المرور .. جيل لم يتعود على شرب اللبن مساءا او إطاعة الوالدين او النوم مبكرا .. جيل تمرد على الكبير قبل الصغير .. جيل أكثر وعيا و إطلاعا على تقدم العالم الخارجي والثقافات المختلفة .. جيل دخل على الإنترنت مبكرا جدا ومنذ نعومة أظفاره وتجول في كل المواقع ورأى كل شئ وأي شئ بدون استثناء أو إستحياء .. وعرف ورأى في طفولته المبكرة مالم يراه أو يعرفه آباؤه في شيخوختهم المتأخرة !!

 هذه هي بكل بساطة صورة مصّغرة لجيل اليوم والذي يشعر بضرورة تحقيق الذات الوطنية ويرى بأن له القدرة على التغيير الفعلي لأنظمة بلاده وحكّامها ويمتلك وبقوة الإرادة والوعي الكاملين !!

إن
أنظمة الحكم العربية هذه قد إستمرت على كراسيها لسنوات طويلة حتى شاخت وتجاوزت الزمن المعقول . واليوم الكثير منهم يعيش حالة إصرار يصل الى مستوى عناد الأطفال وواضح أن وجوههم تملأها الحزن والخوف والأسى أزاء ما يحدث في الشوارع العربية خوفا وقلقا على مُلك يتأرجح وبات على وشك الضياع وحكما اصبح على شفير الهاوية .. هؤلاء الحكام لم يعتادوا على ذلك من قبل ، لأن الحاكم العربي تعود ان يأمر فيطاع ..  يعامل شعبه بكل إستخفاف .. تماما  كمعاملة السيد للعبد الذي يملكه .. له مطلق الحرية في ان يحيي ويميت .. يعّز ويذل .. ويقول للشيء في مملكته كن فيكون .
للأسف تلك هي الفكرة السائدة لدى الغالبية الساحقة من الحكام العرب .. !!

 لذلك نجدهم يتمادون في جرائمهم وظلمهم ويطبّقون قاعدة أنه لا احد مطلقا يفهم افضل منهم وانهم (
الحكام فقط )  من يمتلك الرأي الصائب دائما دائما .. بل واكثر من ذلك فهم معصومون عن الخطأ .. مما يعني أنه كل مخالف لهم فهو مذنب ومخطىء و يستحق القصاص !
كيف لا وإن هؤلاء يعيشون حالة من الإنفصال عن واقع الحال .. ولذلك نراهم ينسجمون في خيالاتهم وأوهامهم بدرجة تنّسيهم حتى انفسهم .
 فلا يكتفي اي واحد منهم من التمتع بالمديح والشكر والتي تتجاوز العقل حتى يصدّقوا انفسهم وكأنهم الأنبياء او الرسل الذين اختارهم الله لهذه الدولة او تلك .. فنراهم يمنحون أنفسهم بعض الألقاب و الصفات والأسماء التي لايمكن إطلاقها إلا على الآلهة  .. وذلك بسبب
جنون العظمة الذي يعانون منه محاولة لسد الفراغ النفسي الذي يفتقدوه .
 
 والغريب في الأمر أن هذه الأنظمة مصرّة على التمّسك بكراسيها بأية طريقة وبأي ثمن حتى لو كان المقابل إحتراق البلاد او ضياعها !! وعندما تشعر بإستحالة عيشها وبقاؤها للأبد فإنها تسعى لتوريث السلطة للأبناء تحت
فكرة
( ابنائي اولى بأملاكي ) ، وفي حالات اليأس الأخير وحضور الخطر نراهم يسرعون ويركبون طائراتهم ويحملون حقائب أموالهم ويتركون الوطن فليحترق بأهله وإحتوآته فقط ليعيشون هم في رفاهية في البلد الذي يقبل إقامتهم ..

اما اليوم .. وبعد بزوغ الفجر ودحر الظلمة فليفهم هؤلاء الحكام بأن زمن السكوت ولاّ وبدون رجعة وانه تجاوز وعيهم المتخلف ..

لأن جيل القرن الحادي والعشرين ليس كجيل القرن العشرين .. إنه جيل لا يعترف بأن  التعبير عن الحرية والكرامة يُشكّلان خرقاً للقانون ...
 فهو جيل ، واعي ، متحد ، صلب ، مثقف ، صامد ، مذهل ، شامل ، معبّر، شجاع  ..

    ان هؤلاء الحكام يجدون أنفسهم في مواجهة مع مجاميع من الشباب الثائر الهادر المحتج في الشوارع العربية .. ، شبابا تفتحت اعينه على أفكار حديثة وتقنيات واعية لا تقدر ان تفهمه تلك الأنظمة او ان تضعه في الإعتبار . ان هذا الجيل ليس قابلا للخداع أو المساراة او الإحتواء كما كان الحال مع جيل الآباء والأجداد ..
 انه جيل مختلف شعر بالهوان ولم تعد ترضيه وعودا ببعض الوظائف أو زيادة المرتبات لأن الأمر تجاوز ذلك بكثير حيث انه جيل أكثر تمردا و طموحا ومعاناة لانه لا يهتز من أزيز الرصاص ولا يرعبه مقتل الآلاف منه ، لا يستنجد بأحد لا بالشرق ولا بالغرب ، انه يواصل بلا خوف أو يأس ، الصيحات الوحيدة التي تنتقل عبر موجات الأثير والى كل أصقاع الدنيا هي المطالبة بالحرية وكأنها صيحات الثأر من مجاميع اللصوص والفاسدين الذين يحيطون بالحكام والزعماء العرب والذين يزينون كل شيء للحاكم ويوغلون صدره على أبناء شعبه حتى يصبح الشعب هو عدوه اللدود الأول والأخير !!.

  لقد سئمت الشعوب من  مراوغات وألاعيب الحكام النتنة . سئمت من قتل الأنفس وتدمير الممتلكات .. سئمت من فشل الأنظمة والسياسات ..
 وهذه الشعوب اليوم تعتبر الحكام حجرعثرة أمام تحقيق أحلامها وأحلام أجيالها القادمة !!

  لقد دقَّتْ نواقيس الخطر بقوة في دوائر الحكم وتبعتها
نواقيس الرحيل لأنه .. حان الوقت لهتاف الشعوب :

كفى قتل و إعتقالات .. كفى كذبآ وتحقيرآ بالأبرياء  ..
  كفى دسائس وسرقات .. كفى تهريجآ وتمثيلآ
وضحكآت على الشعوب


إرحلوا وبأسرع وقت ممكن قبل قدوم الثوار و فوات الأوان لأنكم لا ترحمون شعوبكم ولا تدعون رحمة الله تنزل على كل مختلف معكم !!

لو كان هؤلاء الحكام يقولون بأنهم أنتخبوا من شعوبهم في نزاهة وصدق فلماذا اذا لا يرحلوا عندما طالبهم الشعب بذلك حيث أنهم بعيدون كل البعد عن مستقبل شعوبها ،
 خارجون تماما عن إرادتها ؟


لماذا يهدر هؤلاء الرؤساء الدماء ويقتل المحتجين ؟ .. لماذا لا يرحلوا و احتجاجات الشارع تطالبهم بالرحيل ؟ و لماذا لا يعترفون بحالة التغيير المفروضة ؟ و لماذا لا يؤمنون بمبدأ التداول على السلطة ؟ .. لماذا يعتبرون ثروات الاوطان والشعوب ملكا خاصا لهم ولعائلاتهم و يتصرفون فيها كيفما شاءوا دون حسيب او رقيب ؟ و لماذا يعتبرون ما يقدمونه لشعوبهم من الثروة منة ومكرمة ؟
 ألم يكفي لهؤلاء الحكام وابناؤهم ما أكلوه من لحوم الشعوب ، وما شربوه من دمائهم ؟؟..
هل نسوا ان هذه الشعوب هي التي أجلستهم على عروشهم ؟ .. فبدلاً من مكافأتها ، تعالت هذه الحكام عليها .. قتلت شبابها .. رمّلت نسائها .. وعبثت بمقدراتها وبثرواتها .. وطغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد !!  
يتمسكون  بكراسيهم حتى الموت ولا يؤمنون سوى بشعار

 " الحياة لنا والموت للجميع "
 ..
 أي شر يسكنهم ؟ وأي جنون مناصب يعانون منه ؟؟

فهل تستطيعون ايها الحكام العرب ولو لمرة واحدة ان تتشّجعوا و
تقدموا إعتذارا لشعوبكم عما قمتم به من ظلم واستبداد ولسنوات عديدة ..
   وبعدها
فلتتنّحوا عن السلطة .. وليغني الله هذه  الشعوب عنكم
وعندئذ سيكون من الممكن ان تحفظوا ماء وجوهكم وان تحافظوا على القليل المتبقي من كرامتكم ..!! ام ان ثراء السلطة اعمى بصيرتكم وحجب عنكم الحقيقة القاسية التي يعيشها ويعاني منها الشارع العربي ؟

فيا زعامات العرب ..
نبشّركم بأن الشعوب العربية إستيقضت من غفوتها الطويلة بعد سبات دام سنوات عديدة ولا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تعيدها إلى نومتها الأولى وها قد بدأت بالتحرّر ..
وإن سياسة الأصلاح ومحاربة الفساد السياسي والمالي والإداري قد طرقت ابوابكم منذ ثورة تونس والتي اجتاحت بقوة الدول العربية الأخرى !!  ..

 وها هو
طوفان الحرية قادم !  والويل ثم الويل لمن يقف أمامه مهما بلغ جبروته ..! وهذا الطوفان لن يتوقف عند دولة .. بل سينتقل من دولة الى اخرى ..

لقد دقت
نواقيس الرحيل عندما .. أشرقت شمس الحق بوجهها على الشعوب .. ومعها دقت طبول الفرح بعرس الشهداء ونصر الثوّار ومع نواقيس الرحيل هذه
 فتح الشعب باب الكرامة ونادى بأعلى صوته ..
 لا للفساد .. لا للظلم .. لا للطائفية .. لا للإحتكار ..

والف لا ولا ولا للعبودية !!



أم أيمن
اثــــيـــــ( 2011 )ــــــنـــــا


 


23
الاخ الفنان رائد عادل المحترم
  اهنيك من كل قلبي على هذا الكليب الذي يحاكي الاشرار بلغة الحق, كلمات الاغنية جميلة جدا و الاغنية متكاملة فنيا وتقنيا  , كما كان ادائك ومع الكومبارس غاية من الروعة ,  في الحقيقية انا سمعتها لااكثر من مرة من شدة اعجابي بها , اتمنى ان يصل صوتك الى اولئك الاشرار اللذين يحاولون جهدهم لخلق الفزع والرعب بين صفوف شعبنا المؤمن برسالة المسيح , انت ونحن وكلنا نقول لهم نحن الاصل والعراق عراقنا ومدام الرب معنا فنحن لانخاف.
الرحمة لشهداء كنيسة سيدة النجاة و جميع شهداء المسيحية .

                     

                                           أم أيمن / اليونان

24
                   بأسم الآب ... والأبن ... والروح القدس ... الآله الواحد  امــيــن                                   

انـا الـقـيـامـة .. والــحق .. والــحـيـاة .. مــن أمـن بــي .. وان مات .. فسـيـحـيـا

عائلة المرحوم  الشـهـيـد الـشـاب  زيـا د  طـارق شاكر ستو

نشاطركم الحزن والآسى بمصابكم الأليم
 لايسعنا إلا أن نقدم لكم أحر التعازي بهذا المصاب الجلل ودعاؤنا إلى الرب أن يسكنه           
 فسيح جناته ويلهمكم جميعاً الصبر والسلوان...
يارب ارحم شهدائنا واهدي ذويهم الصبر والسلوان
واهدي هذه الزمرة الجاهلة الي طريق النور والحق والحياة
 طريقك يايسوع المسيح
 امين


أم أيمن
اليونان / اثينا

25
            
              بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
                صليب المسيحيين ينزف  فمتى القيامة  ؟
                 قال سيدنا يسوع المسيح له كل المجد
              انا القيامة والحياة من آمن بي وان مات سيحيا
اخوتي واخواتي إن وجودنا على هذه الارض هو موقت وزائل، ونحن المؤمنون
نعيش للحياة الابدية الخالدة . إن حبة الحنطة ان لم تسقط على الارض وتمت لن
تعطي حياة جديدة ، وهل يوجد تضحية اكثر من التضحية بالنفس من اجل
جعل كلمة الله هي العليا ، ولكن يا احبتي ما يجب علينا الا ان نقول
         الرب اعطى والرب اخذ وليكن اسم الرب مباركا
ان مكان الشهيد هو فوق ، على ساحة الابدية ، حيث ستلقى سفينتك مراسيها
وحيث قد سبقك الرب ليعد لك المكان الذي تشتهيه لنفسك ، والذي طالما سعيت
اليه ، دون ان تجده أبدا لنفسك هنا على الارض .

نقدم أحر التعازي الى ذوي الشهداء من ابناء كنيستنا السريانية الكاثوليكية، راجين من الله  ان يرحمهم حيث انهم  انتقلوا من حياة وقتية فانية الى حياة سماوي خالدة والراحة الأبدية مع الرب يسوع والتمتع بطمأنينة وحنان في احضان امنا مريم وسلام مع جميع القديسين

                                انيسة داؤد
                                اليونان / اثينا

26

قال يسوع : دعوا الاولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات.

الى ملكوت السموات ايها الطفل الشهيد آدم ، ستبقى حيا مع المسيح ، قتلوا جسدك لكنهم لا يستطيعوا قتل روحك الطاهرة ايها الملاك الصغير .
سيذهب القتلة الى الجحيم وبحيرة النار و الغضب التي اعدت لهم . وستبقى روحك ترفرف في السماء مع الملائكة والقديسين .


شهيدنا الشجاع آدم ..


لا عاب فاك عندما نطقت بوجه الارهابيين الذين تعدوا على أهلك
وعلى مؤمني كنيسة الرب
 ( كافي ، كافي ،  كافي ) ..
علينا جميعا بعد الان أن نصرخ بهذه الكلمات ولا نسكت ، فقد ولى زمن السكوت  .
آدم طلب بكلماته البسيطة هذه الكف عن الاجرام الحاصل بحق شعبنا ، هذه الكلمات خرجت من فم طفل بريئ أراد الحياة لشعبه ولكنه ذهب ضحية المجرمين القتلة . ستذهب يا عزيزنا آدم الى جنة الخلد مع الشهداء ألابرار وسيذهب قاتلوك الى النار الابدية المعدة للأبليس وبقية شياطينه  .


سيحاسب قاتلوك وقاتلو ابوك وقاتلوا اهلنا في كنيسه النجاه :
إنجيل متى 13: 49  (هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ الْعَالَمِ: يَخْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَيُفْرِزُونَ الأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ الأَبْرَارِ)،

واين يكون مكان قاتليك حبيبنا ادم :
 3 إنجيل متى 13: 50وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ».

ان روحه ترفرف مع الملائكة والقديسين وكل قطرة من دمه
هى وسمة عار يدفعون ثمنها وان الجنة التي يطمحونها ويوعدون
بها بقتل المسيحيين والاطفال تنعكس عليهم بغضب الله عليهم وعلى
اسيادهم من الدجالين والمشعوذين
 
ليرحم لله كل شهداء العراق
والخزي والعار للقتلة والمجرمين ونار جهنم للذين اقدموا على هذه المجزرة

انيسة داؤد
اليونان / اثينا

27
بسم الآب والإبن والروح القدس
الإله الواحد
آمين

انا هو الطريق والحق والحياة  من امن بي وان مات سيحيا

بمزيد من الحزن والأسى الذي يعصر القلوب والدموع السائلة على الخدود
نتفدم بتعازينا القلبية الحارة إلى عائلة الشهيد البطل الأخ العزيز (فائز وعد الله قزازي) الذي وبكل بسالة وشجاعة إستشهد فداء لإنقاذ إبنه من الموت ... هنيئاً لك أخي العزيز وأنت تسلم روحك لملك الملوك في بيته المقدس في كنيسة ( سيدة النجاة ) وها نحن اليوم نصلي ونتضرع بدموع وخشوع لملك الملوك ورب الأرباب سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح ( له المجد ) أن يُسكن روحك الطاهرة وأروح شهداء جميع أبناء شعبنا الأبطال الذين سقطوا ضحية الإرهاب في هذه الكنيسة العزيزة على قلوبنا وكذلك للشهداء الذين سبقوهم.

ولا يسعــــــنا إلا أن نتقدم  بأخلص وأصدق التعازي القلبية لعائلة الفقيد الشهيد البطل ولعوائل جميع الشهداء الذين سقطوا ظلماً وغدراً على يد مجرم العصر ( الإرهاب الدموي )... داعين من الرب أن يسكنهم فسيح جناته مع الأبرار والقديسين وأن يعطي الصبر والسلوان ويعزي قلوب من بقى من بعدهم ... آمين .

الراحة الابدية اعطه يارب ونورك الدائم فليشرق عليه وعلى جميع الشهداء

انيسة داؤد
اليونان / اثينا

28
بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين

 * إِذا أبغَضَكُمُ العالَمُ فَاعلَموا أَنَّه أَبغَضَني قَبلَ أَن يُبغِضَكم . *

* لو كُنتُم مِنَ العالَم، لأَحَبَّ العالَمُ ما كانَ لَه. ولكِن، لأَنَّكم لَستُم مِنَ العالَم إِذ إِنِّي اختَرتُكم مِن بَينِ العالَم فلِذلِكَ يُبغِضُكُمُ العالَم . *

* أُذكُروا الكَلامَ الَّذي قُلتُه لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظمَ مِن سَيِّده. إِذا اضطَهَدوني، فسَيَضطَهِدونَكم أَيضاً. وإِذا حَفِظوا كلامي، فسيَحفَظون كَلامَكم أَيضاً . *

* لا بَل سيَفعَلونَ ذلكَ كُلَّه بِكُم مِن أَجْلِ اسمي لأَنَّهم لا يَعرفونَ الَّذي أَرسَلني . *


ذوي الشهداء سلام ووسام اديب ووالدتهما المحترمين :
نشارككم احزانكم بمصابكم الاليم هذا مبتهلين الى الله سبحانه وتعالى ان يتغمد الشهداء برحمته الواسعة وان يسكنهم فسيح جناته مع الابرار والقديسين وان يلهمكم جميل الصبر والسلوان .

الراحة الابدية اعطهم يارب ... ونورك الدائم فليشرق عليهم

أم أيمن
اليونان / اثينا

29
حروف رائعـــه ...واسلوب اروع

معاني رقيقه شذاها من شذى الورود

وكلمات انيقه جمالها من جمال الوجود

الى الابداع من معاني الكلمات

والى الاصالـــه في الاتقان


تمنياتنا لك الموفقية الدائمة ..


مع تحياتي وتقديري
أم ايمن / اليونان - اثينا

30
نتاجات بالسريانية / رد: الأم...
« في: 19:59 17/06/2010  »
حروف رائعـــه ...واسلوب اروع

معاني رقيقه شذاها من شذى الورود

وكلمات انيقه جمالها من جمال الوجود

مع تحياتي وتقديري
ام ايمن / اثينا

31
اخ سالم.. سلامتك من الجرح النازف
و عاشت الأيادي على الشعر السرياني

مع تحياتي
أم ايمن

32
الف مبروك لهذا الأنجاز العظيم
ايتها الجميلة مارلين
 ونتمنى لك النجاح و الموفقية في حياتك .

أم أيمن
اليونان / اثينا

صفحات: [1]