عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - مهند الخيكاني

صفحات: [1]
1
إن خطورة الجهل على المرء تتمثل في أننا جميعاً نعلم أن الله تبارك وتعالى ما خلقنا إلا لعبادته سبحانه وتعالي فقال تعالى ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ” والعبادة لا تكون مقبولة إلا إذا توفرت فيها شرطان أساسيان :
أولاً : النية السليمة ثانياً : أن يكون العمل صحيحاً.
وكلاهما يحتاج إلى العلم الصحيح كما أن ربنا تبارك وتعالى جعل سعادة الدنيا والآخرة في إتباع هديه ، وجعل تعاسة الدنيا وشقاء الآخرة في الإعراض عن هذا الهدي وهذا المنهج قال تعالي :{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (سورطه124،123 )،
وللمحقق الصرخي الحسني كلام يبين فيه مدى خطورة الجهل ودوره في السلبي في المجتمع الاسلامي في كتاب الاستعداد لنصرة الامام صفحة 4 :
الجهل :ان الجهل هو السبب الرئيسي في التهافت في سلوك الانسان واعراضه عن كل امر جاد يحدد مصيره في الحياتين الدنيوية والاخروية فيدخل في سفاسف الامور ومنكراتها فيرتكب المعاصي والموبقات ويكون عبدا للشيطان ولو عرف الانسان ووعى حقيقة تلك المعاصي والموبقات والشهوات الشيطانية وعلم ما هي اضرارها وتبعاتها الشخصية والاجتماعية في الدنيا والاخرة لولى منها فرارا.لقد شيد الاستعمار اليهودي والصليبي اسس واركان الجهل في قلوب ونفوس الكثير وازاح العلم والتعاليم الاسلامية عن قلوب الناس واذهانهم فاصبح المسلم يتحلى بالجهل وهو آمن ومفتخر فانتشر وساد في المجتمع المسلم الانحطاط الروحي والاخلاقي واصبح اكثر الافراد مصداقا للجاهل الذي ورد وصفه في كلام النبي الامين صلى الله عليه واله وسلم : ( الجاهل … ان صحبته عناك وان اعتزلته شتمك وان اعطاك من عليك وان اعطيته كفرك وان اسررت اليه خانك وان اسر اليك اتهمك …)
فعلى كل انسان ان يقيم نفسه ويقيم الاخرين ثم يسال كم يوجد في هذا المجتمع من اولئك الجهال وليستحضر ما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم من ان مصاحبتهم والاقرار بافعالهم واعمالهم غير جائز فيشمله ما يشمله من نقمات الهية وعذاب اخروي وقد اشار الى هذا المعنى كقوله صلى الله عليه واله وسلم : ( المرء على دين خليله وقرينه )
والجاهل يستحق الضرب والايلام ويكون هالكا في الدنيا والاخرة ويشير لهذا :
عن النبي صلى الله عليه واله وسلم : ( كن عالما او متعلما او مستمعا او محبا ولا تكن الخامس فتهلك )
عن الامام الباقر عليه السلام : ( لو اتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في دينه لاوجعته )
انتهى كلام المحقق الصرخي

2
النواصب الدواعش يكفرون السنة والشيعة على سواء
ليعرف أصحاب وجمهور اهل السنة والجماعة ماذا يقول عنهم ابن تيمية الحراني امام الدواعش ، ومن الغريب ان ينقل البعض او يحاول أن يصور المعركة بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة الإمامية، لأن هذا ما يحاولون أن يلقوه إلى الأسماع أن الصراع بين أهل السنة والجماعة والشيعة، مع أن الأمر ليس كذلك فالنواصب الدواعش اتباع ابن تيمية الحراني يكفرون الكل بلا تفريق بين شيعي او سني واليكم بعض الادلة التي تثبت صحة كلامي ومنها لا على الحصر :
1-  (محاضرات في العقيدة والدعوة، ج1، ص109) للفوزان، دار العاصمة، وهو عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء المعاصرين ، يقول:
(منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل البدع ، منهجهم في ذلك مبني على الكتاب والسنة وهو المنهج المقنع المفحم حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها ويستدلون بالكتاب والسنة على وجوب التمسك بالسنن والنهي عن البدع والمحدثات وقد ألفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك وردوا في كتب العقائد على الشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة والأشاعرة في مقالاتهم المبتدعة في أصول الإيمان والعقيدة وألفوا كتباً في الرد على ذلك).
انظروا من هم أهل البدع كما يعتقد الفوزان: الشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة والأشاعرة في مقالاتهم
2- ما ورد في (الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ج3، كتاب الأسماء والصفات، ص210) مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام من عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى عصرنا هذا، جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي المتوفى 1392هـ، يقول:
(وهذه الطائفة التي تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري وصفوا رب العالمين بصفات المعدوم والجماد، فلقد أعظموا الفرية على الله وخالفوا أهل الحق من السلف والأئمة وأتباعهم وخالفوا من ينتسبون إليه فإن أبا الحسن الأشعري صرح في كتابه الإبانة والمقالات بإثبات الصفات فهذه الطائفة المنحرفة عن الحق قد تجردت شياطينهم لصد الناس عن سبيل الله).
 إذن كل علماء الأشاعرة شياطينهم تجردوا لصد الناس عن سبيل الله (فجحدوا) اي أتباع الأشاعرة (توحيد الله في الإلهية وأجازوا الشرك الذي لا يغفره الله (إن الله لا يغفر أن يشرك به) فجوزوا أن يعبد غيره من دونه وجحدوا توحيد صفاته بالتعطيل فالأئمة من أهل السنة وأتباعهم لهم المصنفات المعروفة في الرد)
التفتوا إلى العبارة (فالأئمة من أهل السنة) لأنه يعتقد أنهم هم أهل السنة والجماعة ،
(وأتباعهم لهم المصنفات المعروفة في الرد على هذه الطائفة الكافرة المعاندة) أكرر هذه العبارة (في الرد على هذه الطائفة الكافرة المعاندة) لا الكافرة فنقول أنه اجتهد فأخطأ بل يقول هؤلاء معاندون (كشفوا) يعني أهل السنة (فيها كل شبهة لهم وبينوا فيها الحق الذي دل عليه كتاب الله وسنة رسوله وما عليه سلف الأئمة وأئمتها من كل إمام رواية ودراية)
إذن تصريح في هذا الكتاب وهو (الدرر السنية الأجوبة النجدية، ج3، ص210 و211) أن الطائفة التي تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري كافرة ومعاندة.
وهنا نذكر ما يفيد في المقام للمحقق الصرخي الحسني ضمن محاضراته (الدولة المارقة في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول صل الله عليه واله وسلم .
تحت عنوان (ايها الدواعش ما ذنب السنة والشيعة !!)
ماذا يفعل شيعة اهل بيت النبوة (صلى الله وسلم عليهم وعلى جدهم ) وهم قد وجدوا الحقيقة ناصعة في ان القئة الباغية تقتل عماراً(رضي الله عنه) ؟!! فهل يعقل ان ياتي عاقل ، انسان يملك ذرة انصاف فيوالي الفئة الباغية ويتبرا من النبي وال بيت النبي ؟!!فهل نلوم الشيعة ونكفر الشيعة لانهم والوا عليا وال بيت النبي ؟!! وهل نلوم السنة الذين والوا اهل بيت النبي ، وتبرؤوا من ائمة التكفير المارقة ونهجهم المرواني الارهابي الغاصب؟!!:
أ- مسلم :الفتن : ((..عن ام سلمة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) :تقتل عمراً الفئة الباغية )).
ب- مسلم :الفتن : (( ...عن ابي سعيد الخدري قال اخبرني من هو خير مني ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح راسه ويقول ((بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية )).
ج – البخاري:الفتن : ((...عن ابي المنهال قال : لما كان ابن زياد ومروان بالشام ،ووثب ابن الزبير بمكة ، ووثب القراء بالبصرة ، فانطلقت مع ابي الى ابي برزة الاسلمي حتى دخلنا عليه في داره وهو جالس في ظل عليه له من قصب ، فجلسنا اليه فأنشا ابي يستطعمه الحديث فقال : يا ابا برزة الا ترى ما وقع فيه الناس ؟
فأول شيء سمعته تكلم به : اني احتسبت عند الله اني اصبحت ساخطا على احياء قريش ، انكم يا معشر العرب كنتم على الحال الذي علمتم من الذلة والقلة والضلالة ، وان الله انقذكم بالاسلام وبمحمد (صل الله عليه واله وسلم ) حتى بلغ بكم ما ترون ، وهذه الدنيا التي افسدت بينكم ، ان ذاك الذي بالشام والله ان يقاتل الا على الدنيا )) . اي ان ال مروان لا يقاتلون الا على الدنيا ، وابن تيمية وباقي ائمة المارقة يجعلونهم من الائمة المبشر بهم ، والذين نبأ بهم النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) ومن الاثني عشر خليفة !!!...
انتهى
وهذه المواقف ان دلت فانها تدل على ان المارقة الدواعش دينهم قائم على الاهواء وعلى الضلالة وان نهجهم التكفيري قائم على اساس من ليس معي فهو عدوي .ولا خلاص للامة الاسلامية من هؤلاء الا بالتبرءة منهم ومن نهجهم وفضح عقائدهم لانهم الشجرة الملعونة التي يراد لها ان تدمر الاسلام وتفرق اهله وتجعلهم اعداء فيما بينهم .

3
إن شهوة حب المال عمت غالب الخلق حتى فُتِنوا بالدنيا وزهرتها ، وصارت غاية قصدهم : لها يطلبون ، وبها يرضون ، ومن أجلها يغضبون ، وبسببها يوالون ، وعليها يعادون ، وكم قُطِعت أرحام في سبيلها ، وسُفِكت دماء بسببها ، ووقعت فواحش من أجلها ، ونزلت القطيعة وحلَّت البغضاء ، وفُرِّق بين الأخ وأخيه ، وتقاتل الأب مع ابنه ، وتعادى الأصحاب والخلان ،نعم فالمال تشترى به الاصوات لغير مستحقيها وبه يرتفع الفاسد ويخذل الحق
يقول المحقق الكبير الصرخي الحسني في كتابه (السفياني /ص64-65)تحت عنوان الدينار والدرهم
في كل زمان ومكان يكثر عبدة الدينار والدرهم ويكثر المستكبرون المنافقون الاغنياء اصحاب الاموال ذوو الطول الاكابر المتسلطون من حكام وسلاطين ورموز وواجهات سياسية واجتماعية ورؤساء عشائر وعلماء سوء وفقهاء ضلالة ومتزلفون واذناب وغيرهم يستغلون الضعفاء والمستضعفين والفقراء والمساكين وعبدة الدنيا وعبيدها فيخدعونهم ويغررون بهم ويحرفونهم ويضلونهم بواسطة الرشا والاموال فيدفعون لهم ويشترون ضمائرهم وولاءهم وافكارهم واجسادهم ،والسفياني يسلك طريق واسلوب الرشا والاموال والزينة والدنيا فيخدع ويحرف ويضل الكثير الكثير وبهذا يكون قد جمع بين طريقين واسلوبين اسلوب الوعد والثواب والرشا والترغيب ،واسلوب الوعيد والعقاب والتهديد والترهيب ...
ويؤيد المعنى العديد من الموارد منها :
أ‌- الفتن /المروزي /167
((....عن ارطاة عن ضمرة قال : السفياني رجل ابيض جعد الشعر ، ومن قبل من ماله شيئا كان رضفا (حجارة محماة)في بطنه يوم القيامة ))
ب‌- الفتن /المروزي/173
((...عن ابن لهيعة....عن ذي قريات قال : يختلف الناس في صفر ويفترق الناس على اربعة نفر ، رجل بمكة العائذ ، ورجلين بالشام احدهما السفياني ، والاخر من ولد الحكم ازرق اصهب ، ورجل من اهل مصر جبار ،فذلك اربعة ...
وقال ابن لهيعة .......عن ابن زرير قال : يختلفون على اربعة نفر ، جبار يبايع لنفسه بيعة خلافة يعطي الناس مئة دينار ، ورجلان بالشام يعطيان ما لم يعط احدهما قبلهما ،فايهما غلب على دمشق فله الشام ))
ت‌- الفتن /المروزي /174
((...عن كعب قال : اذا كانت رجفتان في شهر رمضان انتدب لها ثلاثة نفر من اهل بيت واحد ،احدهم يطلبها بالجبروت ،والاخر يطلبها بالنسك والسكينة والوقار ، والثالث يطلبها بالقتل واسمه عبدالله ،ويكون بناحية الفرات مجتمع عظيم يقتتلون على المال ،يقتل من كل تسعة سبعة )) .

4
قد يستغرب القارىء من العنوان ويراه أبعد ما يكون عن الصدق ولكن بعد الاطلاع سترى أيها القارىء اللبيب المنصف صدق وإليك الدليل :
قال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة الجزء الاول صفحة 59 (( أن العلماء كلهم متفقون على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة ، حتى أن أصحاب الصحاح كالبخاري لم يروِ عن أحد من قدماء الشيعة مثل عاصم بن ضمرة والحارث الأعور ،وعبد الله بن سلمة ،وأمثالهم ،مع أن هؤلاء من خيار الشيعة ))
ونرى أن هذه الفتوى المشفوعة بنقل اتفاق العلماء تعطي خبراً عن أن للعلماء بحثاً ضافياً في كتبهم حول مسالة أن أي طوائف أهل القبلة أكذب ؟
فكانت نتيجة ذلك البحث والتنقيب :إن الكذب في الرافضة وعليه حصل اجماع العلماء فطفق ابن تيمية يرقص ويزمر لما هنالك من مكاء وتصدية ، وعليه فكل كتب القوم شاهد صدق على كذب الرجل فيما يقول ، وإن مراجعة كتاب منهاج السنة والفصل وما يجري مجراهما في المخزي تعطينا برهنة صادقة على أ ن أي الفريقين أكذب .
ومن أعجب الأكاذيب قوله :حتى أن أصحاب الصحيح ...
ولكن في المقابل نجد العكس فإنك تجد الصحاح الست مفعمة بالرواية عن قدماء الشيعة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وممن بعدهم من مشايخهم فقد ذكرها مؤلف كتاب موسوعة الغدير ضمن قائمة منتخبة لامستقصاة بثلاثة وتسعين راوياً ممن روي عنهم في الصحاح والسنن وقد أحال المؤلف لكتاب الغدير على كتاب المراجعات للسيد شرف الدين فيما يتعلق بتراجمهم وتصريح الرجاليين بوثاقتهم ومواقع مروياتهم في تلك الكتب .
وهنا نذكر نكته في المقام تثبت أن ابن تيمية الحراني يذهب إلى أبعد من ذلك أي أبعد من تفسيق رواة الشيعة أنفسهم لأنه لا يقول بإسلام الخليفة الرابع علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومن كان اسلوبه واعتقاده هكذا بأن تصل به الجرأة إلى أن لا يؤمن بإسلام الخليفة الرابع علي بن أبي طالب فهو خارج الإسلام وعلي هذا يتبين أن ابن تيمية عنده قاعدة مفادها كل من أحب علي بن أبي طالب فهو مطعون بوثاقته لا أكثر .
فقد ذكر المحقق الصرخي في محاضراته تحت عنوان (الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم)المحاضرة 15
((إن ابن تيمية قد أقر بأن الكثير من الصحابة يسبون علياً ويقاتلون علياً!!! وأنت يا رسول الله تقول : إن سباب المسلم فسوق ،وقتاله كفر!!! فإذا لم يحكم ابن تيمية بفسق وكفر هؤلاء الصحابة الذين يسبون علياً ويقاتلونه ، فإذن هو لا يقول بإسلام علي (عليه السلام) ،لأنه لو كان علي مسلماً عند ابن تيمية لحكم بفسق وكفر الصحابة الذين يسبون ويقاتلون علياً ومنهم معاوية وأمثال معاوية ممن يسبون ويكفرون علياً ، إذن هو لا يعتبر علياً من المسلمين أي أن ابن تيمية لا يعتقد بإسلام علي !!! لأنه لو اعتقد بإسلام علي ، لامتثل لأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر!!!))            بعد هذا نتوصل إلى حقيقة مفادها أن ابن تيمية يكره الشيعة لا لغير حبهم ومولاتهم للخليفة علي بن أبي طالب (عليه السلام) رفعت الأقلام وجفت الصحف .

5
اذا اردت ان تنظر الى كتاب سمي بضد معناه فانظر الى كتاب منهاج السنة الذي استعير له اسم لا يليق به بل كان من الاحرى ان يسمى كتاب منهاج البدعة لابن تيمية الحراني
وهو كتاب حشوه ضلالات واكاذيب وتحكمات وانكار المسلمات وتكفير المسلمين واخذ بناصر المبدعين ،ونصب وعداء محتدم على اهل بيت الوحي عليهم افضل الصلوات والتسليم فليس فيه الا تدجيل محض ،وتمويه على الحقائق ،وتحريف الكلم عن مواضعه وقول بالبذاء ورمي بالمقذعات وقذف بالفواحش وتحكك بالوقيعة ،وتحرش بالسباب واليك نموذج منها :
الشيعة والعشرة :
قال :من حماقات الشيعة انهم يكرهون التكلم بلفظ العشرة او فعل شيء يكون عشرة حتى في البناء لا يبنون على عشرة اعمدة ...لبغظهم العشرة المبشرة الا علي بن ابي طالب ومن العجب انهم يوالون لفظ التسعة وهم يبغضون التسعة من العشرة .(منهاج السنة \ج1\9)
وقال ج2 ص 143 :من تعصب الرافضة انهم لا يذكرون اسم العشرة بل يقولون :تسعة وواحد واذا بنوا اعمدة او غيرها لا يجعلونها عشرة وهم يتحرون ذلك في كثير من امورهم . انتهى
ج-اقول اوليس عارا على من يسمي نفسه شيخ الاسلام ان ينشر بين المسلمين في كتابه مثل هذه الخزاية ويكررها في طيه كأنه جاء
بتحقيق انيق او فلسفة راقية او حكمة بالغة تحيي الامة .
ونقول الشيعة في قرانهم (تلك عشرة كاملة ) ، (ومن جاء بالحسنة فله عشر امثالها) ، (والفجر وليال عشر) ، (فأتوا بعشر سور مثله ) ومن يرتلونها عند تلاوتهم القران آناء الليل واطراف النهار ،وهذا دعاء العشرات يقراها الشيعة في كل جمعة وهذه الصلوات المندوبة التي تكرر فيها السور عشر مرات والكثير الكثير فالشيعة لا ترى للعدد قيمة ولا يوسم احد منهم بحبه وبغضه مهما كان المعدود مبغوضا له او محبوبا ولم تسمع اذن الدنيا من احدهم في الشعرة :تسعة وواحد .نعوذ بالله من هذه المجهلة . نعم فالتيمية كما وصفهم المحقق الصرخي الحسني بانهم :المهزلة الدموية التيمية انهم يكفرون الناس ويبيحون دماءهم لاجل ربهم الشاب الامرد

6
السفياني من الشخصيات البارزة في حركة ظهور المهدي عليه السلام .
فهو العدو اللدود المباشر للإمام المهدي عليه السلام ، وإن كان بالحقيقة واجهة للقوى المعادية التي تقف وراءه كما ستعرف .
وقد نصت الأحاديث الشريفة على أن خروجه من الوعد الإلهي المحتوم ، فعن الإمام زين العابدين عليه السلام : ( إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني)
وهنا نذكر ما قاله المحقق الصرخي الحسني بهذا الخصوص في كتابه العقائدي السفياني :
بعد ان ثبت عندنا امكانية تعدد التطبيقات والمصاديق للسفياني بلحاظ الاشخاص وبلحاظ البلدان وبلحاظ الازمان وبلحاظ نسب السفياني وبلحاظ المنهج والسلوك وبعد دخول القانون الالهي في البداء وقانون الاذاعة والتأجيل وقلم المحو والاثبات وقانون التعجيل وانعقاد الامر في ليلة وبعد .....وبعد ......فلا بد من ان نربي انفسنا ونؤدبها ونهيىء قلوبنا وعقولنا في كل ساعة وفي كل آن لاستقبال هذا الامر الخطير والفتنة السفيانية الكبرى المضلة ومعركته وتشخيصه وعدم الوقوع فيه بل رفضه والابتعاد عنه والوقوف ضده والالتحاق بمعسكر الحق والعدل والصلاح الالهي القدسي .
فمن مصاديق السفياني هو (الاحزاب ،والحركات،والمنظمات )
نعم انها احزاب ومنظمات وحركات وهيئات ومؤسسات ارتضعت من ثدي الغرب الكافر والصهيونية العالمية وتربت في احضانه وتبنت افكاره وتطبعت بطباعه وانتهجت اسلوبه وسلوكه ومنهجه وتحركت بحركته وبأمره وتأمره ودخلت في صراعاته وفتنه وعدائه للاسلام المحمدي المبدئي الرسالي (سواء كانت شيوعية ومادية ام لا سواء كانت متلبسة بالدين والاسلام ام لا)
وواقع الحال كشف ويكشف جليا انحرافهم وتشوههم الفكري والنفسي والروحي والاخلاقي والمحن والفتن والمصائب والكوارث التي حصلت وتحصل كلها او جلها بسببهم وبايديهم فهم عين وعيون ابليس وشياطين الانس والجن الناظرة وهم ألسنتهم الناطقة وايديهم الضاربة الباطشة الجانية المجرمة فهم كما وصفهم امير المؤمنين وسيد الموحدين علي بن ابي طالب عليه السلام حيث قال : (( اتخذوا الشيطان لامرهم ملاكا واتخذهم اشراكا فباض وفرخ في صدورهم ودب ودرج في حجورهم فنظر بأعينهم ونطق بالسنتهم فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل فعل من قد شركه الشيطان في سلطانه ونطق بالباطل على لسانه ))
وكما وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم : ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)) سورة الاعراف اية 179
وقال تعالى : ((فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ )) سورة الاعراف الاية 30
وعليه فالروايات والموارد التاريخية التي تشير الى وصف السفياني وفكره ومنهجه وتشوهه وقدومه من الغرب وبلاد الروم وحمله الصليب وتبنيه منهج الصليب والصليبية واليهود واليهودية وحركته وحركة جيشه وفتنه وصراعاته وحروبه في الشام ومصر والعراق وخراسان والحجاز في الشرق والغرب والشمال والجنوب كل ذلك يصلح مؤيدا وشاهدا لامكانية انطباق عنوان السفياني على الحركات والاحزاب والمنظمات والهيئات والمؤسسات المشار اليها ،ويؤيد ويؤكد هذه الاطروحة الروايات والموارد التي تشير الى ان السفياني ياتي من بلاد الروم (متنصرا) فهو (اي السفياني) اما ان يكون قد تنصر حقيقة اي ارتد عن الاسلام او منتصرا بسلوكه وافكاره وخضوعه وخنوعه وعمالته للغرب الصليبي الكافر وتنفيذه لاوامره ومخططاته القبيحة الفاسدة المخالفة للدين والاخلاق والمعادية للاسلام والانسانية وهذا المعنى من تشوهه وانحرافه الفكري والاخلاقي والروحي يؤيده ما يشير الى كونه مشوها واعرابيا ونحوها ونذكر بعض الموارد منها :
أ‌- الغيبة /الطوسي /463،بحار الانوار /المجلسي /ج52/217
((...عن بشير بن غالب قال : يقبل السفياني من بلاد الروم متنصرا في عنقه صليب وهو صاحب القوم )) .
ب‌- مختصر بصائر الدرجات /الحلي/199
(( قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ...خروج السفياني براية خضراء (حمراء)وصليب من ذهب )) .
ج- الكافي /الكليني/ج8/126
(( في جواب للامام الكاظم عليه السلام على بعض الكتب اجاب عليه السلام : ...فاذا رايت المشوه الاعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين...)).
د- الفتن /المروزي /165
(( عن كعب قال : يملك حمل امراة ...وهو...المشوه السفياني ...))
اضافة لذلك يمكن ملاحظة الصفة الملازمة لهذه الحركات والمنظمات واحزابها حيث تعلقهم بالدنيا والجاه والمنصب وطلبهم الرئاسة والملك والتسلط وهذه الصفة قد تميز بها السفياني قولا وفعلاً حسب العديد من الروايات فهي صفة مشتركة يمكن ان يكون مؤيدا لهذه الاطروحة ومن الروايات والموارد التاريخية التي تشير الى طلب السفياني الملك والرئاسة :
أ‌- الفتن/المروزي/173
((عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : فتخرج ثلاثة نفر كلهم يطلب الملك رجل ابقع ورجل اصهب ورجل من اهل بيت ابي سفيان يخرج بكلب ويحصر الناس بدمشق...)).

7
لا يخفى على احد الفتن التي عصفت بالدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول صل الله عليه واله وسلم والتي كان جلها يصب في مصلحة واحدة وهي تدمير البنى التحتية للإسلام ولقد كان لتلك الفتن ايادي خفية انتهجت النهج الشيطاني لضمان وصلها الى السيطرة على الامة الاسلامية وعلى رأس هؤلاء هم البيت الأموي ونذكرها على شكل محطات :
المحطة الاولى :محاولة ابو سفيان بن حرب تدمير الإسلام وإشعال نار الفتنة بين الصحابة بعد حادثة السقيفة حيث قال أبو سفيان بن حرب : يا عليّ ، ابسط يدك أُبايعك ، فقد علمتني في الحرب لا أبي وأتثبّط ، فإن تُرِد قتالا فو الله لا ملأنها عليهم خيلا ورجالا . فقال عليّ ( عليه السلام ) لخالد خيراً كثيراً ودعا له بالخير وقال : " لقد علمتك ناطقاً سبّاقاً إلى كلِّ خير ، انصرف ننظر في ذات بيننا ، فعندي من رسول الله عهد ، ولئن بايعني رجال من المسلمين لأطأنّهم بسيفي ، وقليل ما هم " . قال أبو سفيان : اجعل ربقتها يا عليّ في عنقي . قال عليٌّ ( عليه السلام ) : " امضِ يا أبا سفيان ، وما غناؤك والأمر لمّا يلتئم ! " . قال خالد بن سعيد : فإنّا على أثرك ونصب أمرك ؛ إن قعدت قعدنا وإن نهضت نهضنا .(الإرشاد 1 : 190 ؛ والفصول المختارة : 248)
المحطة الثانية: دور المغيرة بن شعبة في قتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهنا ننقل ما جاء على لسان المحقق الصرخي في التحقيق بهذه الحادثة :
((لا أُريد الدخول في التفصيل لعدم مناسبة البحث، لكن لابدّ من إشارة ضرورية تتناسب مع خطورة الحادثة وعِظَمِها:
أـ لا يخفى على العاقل أنّه إذا وقعت جريمة فإنّ المحقق والباحث وكل عاقل ينظر إلى المستفيد منها وخاصّة إذا كان هناك شخص أو جهة مستفيدة ومستفيد أكبر مع وجود تهمة ثابتة واقعًا تدلّ عليها الأفعال والأقوال والمواقف!!
ب ـ هنا جريمة اغتيال رئيس الدولة وخليفة المسلمين واقترن اغتياله مع تصريحه وتعهّده في بسط العدل والأمان في العراق وبين أهل العراق، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ(رض) قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ قال{{ أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ؟ ..انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ ..لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لاَ يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَداً (فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ){{
جـ ـ المغيرة كان واليًا على الكوفة، لكنه كان ممنوعا من جبي الأموال وكان عثمان بن حُنيف هو المسؤول عن ذلك، وكان عُمَر قد التقى بمسؤولَي العراق عثمان وحذيفة وأوصاهما بالعراق وأهله خيرا وتعَهّد بأن يجعل العراقيين في خير وأمان الى الحد الذي لا تحتاج فيه أرامل العراق إلى الرجال وكل ذلك حصل دون حضور والي الكوفة المغيرة!!!
كما وان منفّذ الجريمة مملوك للمغيرة بن شعبة، وحسب تصريح عُمَر أَنّ قاتلَه لم يكن مسلمًا بل كان مجوسيًّا فلا يجوز له دخول المدينة وأرْض الجزيرة حسب وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنفيذ عمر للوصية بدقّة وإصرار، فهنا سؤال عن السماح بدخول المجوسي قاتل عمر المدينة!! وكيف قَبِل عُمر دخولَه المدينة؟ ولماذا وافق الخليفة على طلَبِ إدخاله عندما طلب ذلك منه المغيرةُ بنُ شعبة مالكُ أبي لؤلؤة؟!
المحطة الثالثة: فتنة الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه فالمتتبع لسيرة الخليفة عثمان نجد ان نقمة المسلمين كانت بسبب سوء تصرف بني امية من اقارب الخليفة عثمان وتسلطهم على رقاب الناس والاستحواذ على الاموال والتنعم بها دون حق وحادثة الكتاب الذي وجد عند الغلام الاسود المملوك للخيفة عثمان وكان الكتاب يحمل في طياته قتل الصحابي محمد بن ابي بكر ومن معه حيث جاء فيه : اذا اتاك محمد بن ابي بكر وفلان وفلان فأقتلهم ،وابطل كتابهم وقر على عملك حتى يأتيك رأيي.(المصدر فتح الفتوح ابن الاعثم 2/211 والطبري 5/115( .
وينقل ابن قتيبة في كتابه عن هذه الحادثة ((...ثم دخلوا على عثمان ومعهم الكتاب والغلام والبعير فقال علي : الغلام غلامك ،والبعير بعيرك؟ فقال :نعم .قال: فأنت كتبت هذا الكتاب؟ قال :لا ، وحلف بالله ما كتبت ، ولا امرت ، ولا علمت .فقال له فالخاتم خاتمك ؟ قال :نعم .قال فكيف يخرج غلامك ببعيرك وكتاب عليه خاتمك لا تعلم به ؟...فقال قوم منهم لا يبرا عثمان عن قلوبنا الا ان يدفع الينا مروان ، حتى نعرف كيف يأمر بقتل رجال من اصحاب رسول الله ...))(المصدر الامامة والسياسة لابن قتيبة ص63 )
وبهذا وغيره يكون للأمويين اليد الطولي في تدمير الإسلام وقتل الصحابة وتزيف الحقائق وصنع اسلام دموي المتمثل اليوم في الفكر الداعشي التيمي هذه الشراهة والتفنن في التعذيب والعقوبات – التي ما أنزل الله بها من سلطان – أخذها الدواعش عن النواصب ، والنواصب عن بني أمية .

8
نحن في زمنٍ كثرت فيه الفتن وتنوعت، وأصبح المسلم يسمع أو يشاهد هذه الفتن بكرةً وعشياً، نزل بالناس كثيرٌ من البلايا والمصائب والمحن، وكثيرٍ من النوازل وانتشرت الفتن، ولله الحكمة فيما يقضي ويقدّر، فإن من حكمة الله أن هذه الفتن يتبين فيها صادق الإيمان من ضده، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين)َ العنكبوت:2-3،
يذكر المحقق الصرخي الحسني في كتابه العقائدي (السفياني ) تحت عنوان فتن كقطع الليل المظلم :
سبع فتن وفتن وفتن فكرية وإجتماعية وعسكرية شرقية وغربية بعضها يسبق خروج السفياني وبعضها يقارنه والآخر يتبعه ، ففتنتة السفياني ببطن الشام وفتنة تقبل من المدينة وأخرى من اليمن ورابعة من الشام وأخرى من المغرب وسادسة من المشرق وفتنة سابعة بمكة وفتن كقطع الليل المظلم بعد إن يدخل جيش السفياني الكوفة ، وفتن بلاء بني أمية وفتن بني العباس ورفع العلم وظهور الجهل وقلة العمل وكثرة القتل وقلة وندرة فقهاء الهداية والصلاح ،وكثرة فقهاء الضلالة والخيانة ، وشياع الجور والفساد وأمرت الأمة بالمنكر ونهت عن المعروف ، وخسوفات مادية ومعنوية بالمشرق والمغرب وجزيرة العرب، وخراب البلدان وظهور الدجال وخروج السفياني ،....
يا إلهي يا إلهي يا إلهي ما أكثر الفتن وما أعظمها وأشدها ، نسألك النجاة النجاة النجاة يارب العالمين بحق محمد وال محمد وقائم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
ونذكر بعض ما يشير لذلك
أ‌-مجمع النورين/المرندي/326.
قال (أمير المؤمنين عليه السلام ): ....ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة ، فلا يدعون أحد إلا قتلوه.....فعند ذلك (يا حباب) يتوقع بعدها ، هيهات هيهات ،وأمور عظام ، وفتن كقطع الليل المظلم...
ب‌-تفسير مجمع البيان /الطبرسي/ ج8/228.
عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه واله وسلم ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ،قال صل الله عليه وآله وسلم : فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس ، في فوره ذلك حتى ينزل دمشق... .
ت‌-المختصر /الحلي/141،درر الأخبار /حجازي /388.
عن النبي المصطفى صل الله عليه وآله وسلم :أوحى إلي (ربي عز وجل).... وقد جعلت فضيلة له أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول ، آخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى ....
قلت الهي ومتى يكون ذلك ؟
فأوحى إلي: يكون ذلك : إذا رفع العلم ،وظهر الجهل،وكثر القراء، وقل العمل،وكثر القتل ، وقل الفقهاء الهادون ،وكثر فقهاء الضلالة والخونة ،وكثرت الشعراء ،واتخذ أمتك قبورهم مساجد ،وحليت المصاحف ،وزخرفت المساجد، وكثر الجور والفساد ،وظهر المنكر وأمر أمتك به ،ونهوا عن المعروف ،واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وصارت الامراء كفرة وأوليائهم فجرة وأعوانهم ظلمة وذوو الرأي منهم فسقة ، وتبدو ثلاثة خسوفات : خسف بالمشرق ،وخسف بالمغرب ،وخسف بجزيرة العرب ، ويكون خراب البصرة على يدي رجل من ذريتك تتبعه الزنوج ، وخروج رجل من ولد الحسن بن علي ، وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني .
فقلت : إلهي وماذا يكون من بعدي من الفتن ؟
فأوحى إلي وأخبرني (جل اسمه) : ببلاء بني أمية ،وفتنة ولد عمي ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فأوصيت بذلك أخي حين هبطت إلى الأرض وأديت الرسالة ، فاحمد الله على ذلك كما حمده النبيون وكما حمده كل شيء قبلي وما هو خالقه الى يوم القيامة .
ث‌-المستدرك /الحاكم النيسابوري /ج4/468،كنز العمال /الهندي /ج11/116.
عن ابن مسعود قال : قال لنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم : أحذركم سبع فتن تكون بعدي : فتنة تقبل من المدينة ، وفتنة بمكة ، وفتنة تقبل من اليمن ، وفتنة تقبل من الشام ، وفتنة تقبل من المشرق ، وفتنة تقبل من المغرب ، وفتنة من بطن الشام وهي السفياني .
أنتهى كلام المحقق الصرخي الحسني .
فلنتق الله في أنفسنا، ولنبحث عن وسيلةٍ تخلصنا من هذه الفتن، ولا منجى منها إلا بالإعتصام بكتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، ففيهما النجاة لمن تمسك بهما، والهداية لمن عمل بهما، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )آل عمران:103، والإلتفاف على أهل العلم والتقى والدين، والله يقول: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) النساء:83، فأي الشائعات وأي الأفكار الضالة، يجب أن نقف معها موقف التمحيص والتنقية، فما كان من حقٍ قبلناه، وما كان باطلاً وضلالاً رفضناه، هكذا يكون الناس، البعد عن مواضع الفتن، والخلاص منها، وعدم الإنسياق إليها.

9
لا يخفى للمتابعين منكم لما يجري في الأرض المحتلة، الخطر المباشر الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، عندما قامت الحركة الصهيونية كان الفكر العربي في وضعٍ يؤهله لأن يفهم بأن الخطر الصهيوني ليس مقصوراً ولم يكن مقصوراً أصلاً على الشعب الفلسطيني وعلى أرض فلسطين، وإنما هو جزء من مخطط أكبر من هذا يهدف إلى السيطرة على مقدرات هذه الأمة التي اختارها الله لأن تحتل هذا الموقع الاستراتيجي، لأنها تمتلك هذه الثروات التي يبدو أن العالم كله بحاجةٍ إليها وسيبقى بحاجةٍ إليها، ونذكر في المقام مقتبس للمحق الاستاذ الصرخي الحسني حول خطورة الصهيونية العالمية ودورها في تدمير الامة حيث يقول في كتابه السفياني التطبيق التاسع (الصهيونية العالمية)ص155 : ((الفكر العنصري التكفيري ، والتآمر الدائم المستمر ، والعداء الفاحش ضد الحق وقادته الاولياء الصالحين والانبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام اجمعين) والظهور والتسلط والدولة والعلو في احتلال فلسطين وبيت المقدس ، وتوسعة الحكم والنفوذ والتخطيط وتحريك وتحرك القوات العسكرية والمخابراتية والامنية والسياسية والاقتصادية والفكرية من فلسطين المحتلة ومن الشام نحو البلدان نحو الشرق والغرب والشمال والجنوب ،ونهاية الشر وايقاف التآمر وذبح وقتل اصله ومصدره واستئصاله سيكون في فلسطين وبيت المقدس المحتل السليب ، هذه الامور وغيرها تصلح ان تكون شواهد ومؤيدات لاحتمالية كون اليهود والصهيوينة من تطبيقات السفياني منهجا وفكرا واسلوبا ).
وعليه لا بد ان ينهض الأفراد وأن تنهض المؤسسات على اختلاف أنواعها، حتى تؤدي دورها، فالفائز في هذا الزمن من يدرك دوره ومن يؤدي دوره ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، نحن أمة في خطر.. فلا مجال للكسل أو الخمول أو الأثرة والأنانية، فلابد من التضحية إذا أردنا أن نتجاوز الخطر بنجاح.

10
يقول ابن الطقطقي :لما فتح السلطان هولاكو بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة (656هـ) امر ان يستفتي العلماء ايهما افضل السلطان الكافر العادل ،ام السلطان المسلم الجائر؟ ثم جمع العلماء بالمستنصرية لذلك ، فلما وقفوا على الفتيا ، احجموا عن الجواب ، وكان رضي الدين علي بن طاووس حاضرا هذا المجلس ،وكان مقدما ، فلما راى احجامهم ، تناول الفتيا،ووضع خطه فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر ،فوضع الناس خطوطهم بعده .انتهى كلام ابن الطقطي
يعقب المحقق الصرخي الحسني قائلاً :التفت هذه الواقعة تكشف حقيقة الفساد والافساد والظلم والجور الذي كان فيه خليفة بغداد وباقي خلفاء الاسلام بحيث صار هولاكو الظالم عادلاً بالقياس على ظلمهم وجورهم .انتهى كلام المحقق الصرخي الحسني
فمن هنا نقول ان قيام الدولة الصحيحة والسليمة لا تقوم على اساس الطائفة او المذهب او القبيلة او الكتلة او الحزب يا ايها الناخب عندما تذهب الى صندوق الاقتراع احرص على ان يكون القياس في اختيارك لمن تريده ان يحكم البلد على اساس العدل الذي تستغزر به الاموال وتعمر به الاعمال وتستصلح به الرجال .

11
لقد ذُكرت مفردة " الأبدال " في الأخبار و الأحاديث الشريفة في مواضع مختلفة ، لكن رغم اختلاف مواردها فقد جاءت كلها في مقام المدح و الثناء، بحيث يظهر منها أن الأبدال هم أناسٌ يمتازون عن غيرهم بالصلاح و الدرجة الإيمانية العالية و الرفيعة. وهم قوم من الصالحين لهم ولاء شديد لأهل البيت (عليهم السلام ) ويمارسون ولائهم هذا في ظروف مكانية وزمانية حرجة وحساسة مما يكسبهم هذه المكانة المرموقة وحالة التكريم والاهتمام، وهنا للمحقق الصرخي الحسني كلام نذكره بخصوص الأبدال الذي اقتبسناه من كتاب السفياني حيث يقول :
وللحديث عن الأبدال ويوم الأبدال لا بد من الاشارة الى ان الامام عليه السلام لا يدخل ولا يحرض ولا يسيطر ويظهر على الكوفة الا بعد طول مكث وصبر وعناء وفي هذه الفترة وما سبقها سينخدع الكثير ويُغرر بهم فيكونون في جيش السفياني ومن أنصاره ومواليه ومؤيديه، سواء كان السفياني نسباً أو منهجاً ،وسواء كان شيعياً أو سنياً أو مسيحياً أو كافراً ، وبعض هؤلاء المغرر بهم سيُخْدِعون ويُغرِّرون باسم الحق وشعاراته من حرية وديمقراطية ومساواة وعدالة وقانون وأمان بل سيُخدعون باسم الدين والاسلام والمذهب والامام، خاصة مع كون الدعوة والخداع صادرة من العلماء والفقهاء تطبيقات السفياني أو كانت الدعوة مؤيدة ومشرعنة من قبل ائمة الضلالة والنفاق، أقول أن بعض هؤلاء المنخدعين ومنهم الكوفيين ستنكشف لهم الحقائق ويتبين لهم الزيف والمكر والخداع بعد مناقشات ومناظرات ومناطحات ومواقف ومواجهات حتى يحصل اللقاء بين جيش وقوات الامام عليه السلام وبين جيش واتباع السفياني، وهذه المواجهة تأخذ اشكالاً مختلفة ومتنوعة اقتصادية واعلامية وعسكرية وفكرية وعلمية وعقائدية وأخلاقية وتستمر لفترة زمنية يحصل فيها انقلاب في الافكار والولاء فيهتدي هؤلاء المغرر بهم فينعم الله تعالى عليهم بالهداية والايمان فيلتحقون بجند الحق الالهيون الاخيار ، كما ينكشف في هذا الوقت المنافقون فينقلبون ويتركون قوات وأصحاب الحق ويلتحقون بالباطل والضلال وقائده السفياني المنافق المحتال، وهذه الفترة الزمنية يعبر عنها بيوم الأبدال :وكما روي عنهم عليهم السلام : (( .... ثم يأتي عليه السلام الكوفة ، فيطيل بها المكث ما شاء الله ان يمكث حتى يظهر عليها ...السفياني يومئذ بوادي الرملة ، حتى اذا التقوا وهم يوم الأبدال ، يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد عليهم السلام ويخرج أناس كانوا مع آل محمد الى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا به ويخرج كل ناس الى رايتهم وهو يوم الابدال ...)).انتهى كلام المحقق الصرخي الحسني
وهنا نلاحظ ان سنّة الابتلاء من السنن الإلهيّة الثابتة في عالم الوجود, ومن ضمن ما يواجهه الإنسان في هذه السنّة مسألة الصراع مع إبليس الذي يبذل قصارى جهده مع عفاريته واتباعه من الأنس أمثال السفياني لإضلال الناس وإفساد عاقبتهم، وطول الأمد الذي يقسي القلوب وقد يظنّ بعض الناس أنّه إذا نجح في تجاوز بعض الابتلاءات أنّه قد نجح تماماً, بيْد أنّه في واقع الحال يبقى الاختبار والابتلاء جارياً ما دام الإنسان في عالم الدنيا ولم ينتقل إلى العالم الآخر ومن هنا كانت مسألة حسن العاقبة تشكل هاجساً لدى الإنسان وتدعوه إلى البحث عمّا يوجب له تجاوز هذا الامتحان بنجاح.

12
يقول المحقق الصرخي الحسني (( نحن لا نعترض على الفكر وتبنيه ولكن اعتراضنا على توظيفه في اباحة الدماء والاعراض والاموال))
ونقول عندما بدأت التنظيمات الإرهابية التي تتظاهر بالانتماء للإسلام بالظهور إلى العلن وممارسة نشاطها الإرهابي وجدت العديد من المؤسسات والجهات والشخصيات ممن يكنون البغض والعداء للإسلام, حيث راحوا يسقطون الإسلام بحجة الإرهاب ويدعون إنه دين إرهاب وقتل ودليلهم على ذلك ما تقوم به العديد من الجهات الإرهابية المنتمية ظاهراً للإسلام وقد ساعدهم في ذلك الإعلام المغرض و المأجور العالمي الذي سلط الضوء فقط بشكل كبير على هذه المنظمات دون غيرها من المنظمات الإرهابية الأخرى التي تنتمي لباقي الديانات السماوية وغير السماوية وحتى الإلحادية.
فمن يبحث عن المنظمات الإرهابية في العالم وبأبسط بحث في شبكة الإنترنت سوف يجد الكثير من المنظمات الإرهابية التي تنتمي لديانات ومؤسسات عالمية وشخصيات غير إسلامية وإلحادية ولديها سجل إجرامي كبير استهدف الأبرياء وفي مختلف أصقاع المعمورة, فيجد لهذه المنظمات مرجعيات ومنظرين ومشرعنين يصدرون الفتاوى التي تبيح دماء الناس تحت حجج ومبررات يرونها شرعية وفق ما يعتقدون هم بها من عقيدة ودين ومذهب وطائفة سماوية أو غير سماوية, ومن أوضح الشواهد على كلامنا هو ما يقوم به البوذيون من ممارسات إرهابية و جرائم بشعة فاقت حتى جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها تنظيم داعش بحق المسلمين, فالدواعش الإرهابيون لم يأكلوا قتلاهم على خلاف البوذيون في بروما الذي يقتلون الأطفال والنساء والرجال ويأكلونهم بعد حرقهم بالنار !! ومع ذلك لم نسمع صوت لمن يتهم الإسلام بالإرهاب يدين تلك الجرائم وكذلك نجد هناك تغطية إعلامية خجولة جداً لهذه الجرائم إلا إذا إقتضت الضرورة والمصلحة لدولة أو جهة معينة.
فما نريد أن نصل إليه هو إن الإرهاب هو مسألة عالمية وليست محصورة في الإسلام فقط, فكما يوجد هناك من شذ عن هذه الديانة أو تلك وشذ عن هذا التوجه الإلحادي كذلك يوجد هناك من شذ عن الإسلام أو انتحل الإسلام من أجل مصلحة معينة وراح يؤسس لنظريات وفتاوى تكفيرية قاتلة سافكة للدماء وهذا ما نجده حتى على مستوى حكومات حيث تشن حروب وعمليات قتل وإبادة جماعية بحق مجتمعات معينة على أساس عقائدي ديني أو على رأي إلحادي وهناك العديد من الشواهد, فالإرهاب وكما قلنا ليس محصوراً في الإسلام بل هو مسألة عالمية وله منظرون ومؤسسون فكما هناك منظر ومشرعن لتنظيم داعش المارق فهناك منظرين ومؤسسين للفكر الإرهابي العالمي كما يقول المحقق الصرخي الحسني وأقتبس كلامه
{… لا خلاص للإسلام والمسلمين ولا ‏للإنسان والإنسانية في الشرق والغرب إلّا باستئصال هذا الفكر التكفيري الداعشي لابن تيمية ‏المارق القاتل الإرهابي ولأمثاله في باقي الديانات؛ المنتسبة إلى المسيحية أو اليهودية أو ‏البوذية أو غيرها، إذن يوجد ابن تيمية عندنا ويوجد ابن تيمية عندهم، يوجد دواعش عندنا ‏ويوجد دواعش عندهم، يوجد أعراب عندنا ويوجد أعراب عندهم، يوجد فرنج عندهم ويوجد ‏فرنج عندنا، يوجد مغول عندهم ويوجد مغول عندنا، يوجد هولاكو عندهم ويوجد هولاكو ‏عندنا، يوجد لص وخوارزم عندنا يوجد لص وخوارزم عندهم …}.
ففي كل دين وعقيدة ومذهب وحركات بعدة مسميات يوجد هناك من هو على شاكلة ابن تيمية من حيث التنظير للقتل والإرهاب والتكفير وسفك الدماء وهناك مَنْ يعتقد بهذه الأفكار ويؤمن بها ويطبقها على أرض الواقع, فلماذا يُتهم الإسلام بالإرهاب فقط دون الالتفات على باقي المنظمات الإرهابية العالمية الأخرى ومن بينها جرائم البوذيين بحق مسلمي الروهينغا ؟ فالإرهاب عالمي وليس إسلامي فقط.



13
بقلم :مهند الخيكاني
نعم ابتلي الاسلام بهكذا جمهور يضع من السلطان والخليفة بمنزلة الاله فهو معصوم مهما فعل وامام وسلطان وخليفة مهما ارتكب من المعاصي والظلم وانتهاك للحرامات وهذا ما يعكسه لنا التاريخ في طياته عن خلفاء وسلاطين ائمة التيمية وهذا ماثبت بشهادة المؤرخين كأبن كثير وابن العبري وابن الاثير في نقلهم لتلك الأحداث المتعلقة بغزو التتار للبلدان الإسلامية وتخريبها ونهبها وقتل أهلها وإذلال ملوكها وسلاطينها المنشغلين بصراعاتهم وملذاتهم عن حماية مدنهم وبلدانهم حتى أن تنصيبهم صار يحدده قادة المغول الغزاة وبينما تتعرض بغداد لغزوات متكررة إلا أن خليفتها الماجن لم يتجهز لحمايتها وكان يردد: (أنا بغداد تكفيني ولا يستكثرونها لي إذا نزلت لهم عن باقي البلاد ) والاخر يقول ان غلامي هذا اشد وقعة لدي من سقوط بغداد والخيالات الفاسدة والبلادة واللامبالاة والانحراف الأخلاقي سقطت بغداد وغيرها من البلاد الاسلامية ولكن في المقابل نرى ائمة الفكر التيمي المارقة الدواعش يضعون او يعلقون سقوط البلاد الاسلامية برقبة الشيعة او الوزير ابن العلقمي
كما أشار المحقق الصرخي إلى الفارق الكبير والاختلاف الجذري بين منهج أئمة التيمية وسلوكهم وانحرافهم وبين سيرة وأخلاق الخليفة الأول والثاني أب بكر وعمر (رضي الله عنهما ) وعن سيرة وأخلاق أهل البيت (عليهم السلام ) والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبهذا ينكشف زيف المنهج التيمي التدليسي التكفيري الإموي .
حيث يقول ابن العبري في تاريخ مختصر الدول :
في سنة احدى وأربعين (641هـ)، غزا يساورنوين الشام، ووصل إلى ‏موضع يسمّى حيلان على باب حلب، وعاد عنها لحفي أصاب خيول المغول [تَقَشَّرَت ‏حَوافر الخيول مِنْ كَثْرةِ الْمَشْيِ]. ‏
واجتاز بمَلَطية، وخرّب بلدها، ورعى غَلّاتِها وبساتينَها وكرومَها، وأخذ ‏منها أموالًا عظيمة حتى خَشَل النساء وصُلبان البِيَع ووجوه الأناجيل وآنية القُدّاس ‏المصوغة مِن الذهب والفضة، ثم رَحَلَ عنها. ‏
وأقحطتْ البلاد بعد ترحال التاتار، ووبئتْ الأرض، فهلك عالَمٌ، وباعَ الناسُ ‏أولادَهم بأقراص الخبز،
وألفت المحقق الصرخي قائلًا:
]لاحِظ: في البلاد الإسلاميّة إنّ الملوك، السلاطين، الأئمة، ‏الخلفاء، يعيشون مترفين في غنى ورقص وطرب وفجور وخمور، بينما الناس تبيع ‏الأولاد وثمنهم أقراص مِن الخبز!!!
وأضاف متسائلًا : أين الخليفة الأوّل أبي بكر (رضي الله عنه؟!! أين ‏عمر (رضي الله عنه)؟!! أين أهل البيت (عليهم السلام)؟!! أين علي (عليه السلام)؟!! ‏أين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!!
أين هؤلاء وأين هؤلاء الأئمة الفجرة، أئمة ‏ابن تيمية، وقادة ابن تيمية، وخلفاء ابن تيمية؟!!]‏
المصدر
http://cutt.us/mUx0W

14
عندما نزل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم دار هجرته والتفت حوله القبيلتان :الأوس والخرزج فمر شأس بن قيس – الذي كان شيخاً عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم -على نفر من أصحاب رسول الله من الأوس والخزرج في مجلس جمعهم يتحدثون فيه ،فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية .فقال : قد اجتمع ملأ بني غيلة بهذه البلاد لا والله ما لنا معهم اذا اجتمع ملؤهم من قرار ، فأمر فتى شاباً من اليهود كان معهم فقال : أعمد اليهم فاجلس معهم ، ثم اذكر يوم بعاث يوم اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه يومئذ للأوس على الخزرج وكان على الأوس يومئذ حضير بن سماك الاشهري وعلى الخزرج عمرو بن النعمان البياضي فقتلا جميعاً.
فدخل الشاب اليهودي مجتمع القوم فأخذ يذكر مقاتلتهم ومضاربتهم في عصر الجاهلية فأحيا فيهم حميتها حتى استعدوا للنزاع والجدال بحجة أنهم قتل بعضهم بعضاً في عصر الجاهلية يوم بعاث .أخذ الشاب اليهودي يؤجج نار الفتنة ويصب الزيت على النار حتى تواثب رجلان من الحيين فتقاولا .
فبلغ ذلك رسول الله صل الله عليه واله وسلم فخرج اليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال : (( يا معشر المسلمين ! الله الله أبدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم بعد ان هداكم الله بالاسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم من الكفر والف بين قلوبكم ؟!))
فيا شعب العراق سنة وشيعة احذروا شيخ النفاق شاس بن قيس من الأحزاب الحاكمة التي لا يمكن البقاء والديمومة والتسلط عليكم وخصوصا من اقتراب الانتخابات فأنها سوف تعمد وبقوة الى زرع روح الطائفية والمذهبية والقبلية لأنها مفلسة ولا رصيد لها يذكر وهو خير وسيلة لجعلكم تلتفون حولها تعصبا وحمية جاهلية و تتناسون فسادها وظلمها وعبثها بمقدارت البلد وفشلها السياسي فالحذر الحذر الحذر

15
حقيقةٌ مرةٌ وواقع اليمٌ نقرأ عنه في كتب التاريخ لابن الأثير وابن كثير وغيرهم فلا تخلو ورقة أو فصل إلا وذكر فيها السلطان الفلاني قتل السلطان الفلاني والأمير الفلاني قتل الأمير الفلاني أو الامير الفلاني خذل الأمير الفلاني أو خان الأمانة للآخر ...
والأشد من ذلك نرى أن هؤلاء الأمراء والسلاطين والخلفاء يبيعون الدول الإسلامية من أجل الإنتقام والبغضاء والحسد فيما بينهم والطريف في الذكر بل المضحك المبكي نرى أن أئمة التيمية عندما يذكرون تلك الأحداث لا يتأثرون وكأنها شيء طبيعي عادي مباح للسلاطين والأمراء والخلفاء وهنا نذكر على عجالة بعض الأحداث دفعاً للإطالة
فقد ذكر المحقق الصرخي حول ذلك بعدما استعرض جانبا مما جاء في الكامل لابن الأثير حول الملك العادل أبي بكر أيوب الأيوبي والاختلافات والصراعات بفترته ومنها ما يتعلق بالابن غازي بن سنجر وخلافه مع ابيه الملك سَنْجَر شَاهْ بْنُ غَازِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، صَاحِبُ جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ والملقب بمعز الدين ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نُورِ الدِّينِ وبالرغم من غدر الابن بابيه وقتله اياه مخمورا وبالرغم من السمعة السيئة للملك سنجر من منكرات وقتل وصراع على السلطة وقتله المسلمين من الشيعة والسنة الا انه يعد لدى التيمية حامي الاسلام وحامل لواءه وامير المؤمنين وخليفة المسلمين ومن القابه معز الدين!! وهكذا باقي المماليك الزنكيين والأيوبيين وما يحظون به من قداسة لدى ابن تيمية فيغض الطرف عن ارتكابهم المحرمات والمجازر بحق المسلمين وصراعتهم كسلاطين وملوك فيما بينهم وآثارها على البلدان الإسلامية حتى صارت نهجا قائما على القتل واستباحة المحرمات بإسم الإسلام واستغلال الجهاد للتغطية على تلك المجازر والأفعال القبيحة والمفاسد المخالفة للشرع والأخلاق.
ويذكر الدكتور علي محمد محمد الصلابي في كتابه المغول التتار بين الانتشار والانكسار :
إن قصر نظر الخليفة العباسي الناصر لدين الله وعدم تحركه لنجدة غياث الدين صاحب خوارزم بسبب خلافات قديمة بينه وبين مملكة خوارزم بالرغم من الخطر الذي يهدد المملكة الإسلامية خوارزم من قبل المغول فلم يتحرك لا بسبب دافع الدين والإخوة الإسلامية ولا بسبب الأبعاد الاستراتيجية لأن إمارة خوارزم هي التي تقف سدا بوجه الانتشار المغولي فقد كان يعاني الناصر العباسي أمراضا نفسية كحب الانتقام والمكر بالمسلمين ...الخ
أفبعد كل هذا التاريخ الدموي الأسود يراد منا أن نقول :بأن داعش وأخواتها طارئة أو وليدة اليوم ؟!
ولا حل إلا بالسير على منهج علمي موضوعي في فرز الحقائق ومعرفة الرجال بالحق لا الحق بالرجال كما نراه اليوم في أسلوب المحاضرات الموضوعية التاريخية العقائدية للمحقق الصرخي الحسني وغيره من المحققين الأجلاء .

16
جعل ائمة الدين التيمي الاسطوري الخرافي المجسم من دينهم المزعوم افيون للشعوب الاسلامية ، كما يجري اليوم بتعاملهم مع الإسلام الدين القيم وتطاولهم من دس براثن التهويل والتهويم، ولإخضاع هذه الشعوب بعد أن يغدو الدين سوطًا سياسيًا ومِكبحًا لكل تطور، لأن الدين السياسي هو أفيون الشعوب لا الدين كإنتاج ثقافي غير مادي نجده جنبًا إلى جنب مع باقي المعتقدات والعبادات والطقوس والأساطير والحكايات والعادات، لكنه للنظام السياسي والنظام الإيديولوجي أهم أسس البنية الفوقية من قانوني ومدرسي وثقافي، يصوغه هذان النظامان لغاية في نفوسهم ، والتي هي السلطة والتسلط ويمكن لنا ان نبتعد قليلاً ونقول إن الدين السياسي سرطان الشعوب، يضرب في جسدها ضربًا إلى أن يرميها أرضًا، فيدوسها التاريخ ويمضي . هذا ما حصل مع الإمبراطورية الإسلامية في الماضي البعيد بعد أن غدا الدين سياسة حمائية،
وهنا اذكر في المقام ما جاء على لسان المحقق الصرخي الحسني من خلال محاضرته الـ 33 من بحثه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) والتي القاها مساء الثلاثاء 13 رجب 1438هـ، الموافق 11 نيسان 2017م.
تحت عنوان سلاطين الدول التيمية يتقاتلون من أجل المُلك
ألفت المحقق الصرخي الحسني إلى أنّ أبناء حكام الدول التيمية الأيوبية كانوا في صراع وتنازع وتنافس على المال والسلطة والجاه! حيث قال المحقق الصرخي ((لاحظ.. أبناء صلاح الدين يتقاتلون، والناس الجهال وقود للقتال، وكل منهم يقاتل تحت عنوان الدين، وكل منهم يوجد معه من أئمة الضلالة من يشرع ويشرعن له القتال والتقتيل والخراب والتخريب والدماء للإسلام والمسلمين، وأبناء الملك العادل يتصارعون ويتقاتلون.. ونفس الدماء والخراب والدمار والقتل وانتهاك الأعراض، وأبناء الزنكي أيضًا يتقاتلون ونفس الصراع والتنازع والتناطح والتنافس على المال والسلطة والجاه والمغريات والفساد)).
وأضاف المحقق الصرخي أنّ خلافة وإمامة التيمية المارقة في فترة دولة المماليك الأيوبية وصلت الى الغرابة من عدم الاهتمام بالدين حدّاً غريباً. وقد ظهرت صورة هذه الغرابة في صراعات على الملك مع غدر وخيانة وتآمر منقطع النظير بين الأب وولده، وبين الأخ وأخيه، وبين العم وابن أخيه. والغريب أنّ المحرك والمنفذ لذلك مماليكهم!
حيث قال المحقق الصرخي في المورد34: الكامل10/ (313): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة (615هـ)]:
أولًا: [ذِكْرُ وَفَاةِ الْمَلِكِ الْقَاهِرِ وَوِلَايَةِ ابْنِهِ نُورِ الدِّينِ وَمَا كَانَ مِنِ الْفِتَنِ بِسَبَبِ مَوْتِهِ إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّتِ الْأُمُورُ]: قال ابن أثير: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ: 1ـ تُوُفِّيَ الْمَلِكُ الْقَاهِرُ عِزُّ الدِّينِ مَسْعُودُ بْنُ أَرْسَلَان شَاهْ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ،
2ـ وَكَانَ سَبَبُ مَوْتِهِ الْحُمَّى مَعَ قَيْءٍ كَثِيرٍ، وَكَرْبٍ شَدِيدٍ، وَقَلَقٍ مُتَتَابِعٍ ثُمَّ بَرَدَ بَدَنُهُ، وَعَرِقَ، وَبَقِيَ كَذَلِكَ إِلَى وَسَطِ اللَّيْلِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ.
3ـ وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَوْصَى بِالْمُلْكِ لِوَلَدِهِ الْأَكْبَرِ نُورِ الدِّينِ أَرَسْلَان شَاهْ، وَعُمُرُهُ حِينَئِذٍ نَحْوَ عَشْرِ سِنِينَ، وَجَعَلَ الْوَصِيَّ عَلَيْهِ وَالْمُدَبِّرَ لِدَوْلَتِهِ بَدْرَ الدِّينِ لُؤْلُؤًا، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَتَوَلَّى دَوْلَةَ الْقَاهِرِ وَدَوْلَةَ أَبِيهِنُورِ الدِّينِ قَبْلَهُ، ((إذن لؤلؤ هو الحاكم والمسيطر في دولة نور الدين وفي دولة وسلطة نور الدين زنكي وابنه)) وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ أَخْبَارِهِ مَا يُعْرَفُ بِهِ مَحَلُّهُ، وَسَيَرِدُ مِنْهَا أَيْضًا مَا يَزِيدُ النَّاظِرَ بَصِيرَةً فِيهِ.
4ـ فَلَمَّا قَضَى (القاهر) نَحْبَهُ قَامَ بَدْرُ الدِّينِ (لؤلؤ) بِأَمْرِ نُورِ الدِّينِ (الصبي)، وَأَجْلَسَهُ فِي مَمْلَكَةِ أَبِيهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى الْخَلِيفَةِ يَطْلُبُ لَهُ التَّقْلِيدَ وَالتَّشْرِيفَ (بغداد)، وَأَرْسَلَ إِلَى الْمُلُوكِ، وَأَصْحَابِ الْأَطْرَافِ الْمُجَاوِرِينَ لَهُمْ، يَطْلُبُ مِنْهُمْ تَجْدِيدَ الْعَهْدِ لِنُورِ الدِّينِ عَلَى الْقَاعِدَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبِيهِ، فَلَمْ يُصْبِحْ إِلَّا وَقَدْ فَرَغَ مِنْ كُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَجَلَسَ لِلْعَزَاءِ، وَحَلَّفَ الْجُنْدَ وَالرَّعَايَا، وعلق المحقق الصرخي الصرخي مؤكدا ً عدم أهمية للدين عند مماليك التيمية: ((على أي دين وإيمان يصحح هذا الحلف وهم فسقة لا أهمية للدين عندهم، فهذه لا تسري عينا، لكن ما دام يوجد التيمية وأئمة المارقة وما دام يوجد ابن تيمية وأمثاله، بالتأكيد يمشي هذا الكلام ويسري على المغفلين وعلى الأغبياء والجهال، فيلتزمون ويرضون بالذل والهوان والانحطاط، وهذا موجود في كل زمان، فكيف تقبل بمثل هذا، وتسكت على الفساد والإفساد والذل والقبح))

صفحات: [1]