عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - غسان السامرائي.

صفحات: [1]
1
كتاب صغير - إنطباعات وملاحظات من زيارة العراق بعد أربعة عقود من الغياب‬

أرفق كتاباً صغيراً دونت فيه انطباعاتي وملاحظاتي من زيارتي للعراق بعد نحو 41 سنة من الغياب/الهجرة.
أرجو أن تجدوه مفيداً للنشر إلى قراء موقعكم المحترم.

كما أرفق صورة لي ربما أنتم تنشرون صور الكتّاب.

تحياتي
غسان نعمان ماهر


https://akhbaar.org/home/assets/ghassan%20mahir%20al%20moamani%2027052023.pdf

2
محمد توفيق علاوي
كلمات (في عدة منشورات)
من أجل العراق الجريح والشعب المظلوم *
 
5
 
هل أن "محمد توفيق علاوي" ضعيف متردد أم قوي حازم شجاع؟
**
 
"هو ضعيف" من أول كلمات حملة التسقيط
من أول الكلمات التي أطلقت ضد الأخ "محمد علاوي" في حملة التسقيط، والتي بدأت في الساعات الأولى بعد إعلان تكليفه، هي اتهامه بـ "الضعف".
وبما أن أول صيحات التسقيط بدأت في "ساحة التحرير"، وبما أن "ساحة التحرير" هي التي كانت قد رفعت صورة "محمد علاوي"، مع أربعة آخرين (قبل أيام من التكليف، قبل أن تأتي الأوامر عند التكليف برفع شعار "مرفوض من الشعب"!)، في لافتة تقول:
"نريد واحد منهم – حازم وشجاع"،
فإن من حقنا أن نسأل فيما إذا كان الأخ محمد ضعيفاً متردداً أم قوياً حازماً شجاعاً...
 
***
 
أولاً / الشجاعة
يكفي القول أن الذي يتصدى لهذا المنصب الأعلى في عراق اليوم، عراق الصراعات المحلية والإقليمية والدولية، عراق النهب العام، عراق الجريمة بأشكالها، عراق التشرذم الاجتماعي، عراق الهجمة الصهيونية لتمزيقه مجتمعاً وديناً وعروبة وعنفواناً ومستقبلاً،
لا بد وأن يكون شجاعاً، بل من أشجع الشجعان.
هذا إذا كان منتمياً إلى حزب سياسي، حزب منتم إلى كتلة سياسية في البرلمان،
فما بالك لو أنه كان مستقلاً عن هؤلاء...
وأما المعرفة الشخصية فتقول أنني لم أجد يوماً في الأخ "محمد علاوي" ما يناقض الشجاعة مطلقاً.
 
***
 
ثانياً / التردد والحزم
لا شك في أن الشجاعة تعين صاحبها على الحزم والحسم في القرارات، وبالتالي تعينه على عدم التردد في اتخاذ الخطوات التي يراها مناسبة.
ولكن التردد يمكن أن يكون صفة عند الشخص بغض النظر عن شجاعته..
هنا أيضاً، ما عهدت الأخ "محمد" متردداً في القرارات. فإنه ينظر في الأمور كما يجب، فإذا ما وصل إلى قرار فإنه يقدم عليه – على طريقة ((فإذا عزمتَ فتوكّل على الله)).
على أن هذا ما سيؤكده تعاطيه مع الشأن العراقي من على منصة المنصب الأعلى في إدارة البلاد...
وإن كان في تعاطيه مع هذا الجانب، بشكل محدود عندما شغل منصب وزارة الاتصالات في حكومتي نوري المالكي، يقول أنه لم يكن متردداً في اتخاذ الخطوات الصحيحة في تلك الوزارة، وذلك من خلال أدائه، كما من خلال قراره بالاستقالة، أول مرة كموقف مسؤول ضمن قرار القائمة العراقية بالانسحاب من حكومة المالكي الأولى (والذي بقي عليه على الرغم من إصرار المالكي على رفضها مدة 7 أشهر – الأمر الذي يعرفه الناس)، وثاني مرة بقرار الاستقالة كموقف مسؤول منه شخصياً بالانسحاب من حكومة المالكي الثانية بعد أن وجد نفسه لا يستطيع العمل كما يعتقد به من المسؤولية الشرعية والوطنية ضد منظومة الفساد، والدعم التي كان لها من رئيس الوزراء.
 
***
 
ثالثاً / الضعف والقوة
ما هو "الضعف"، وما هي "القوة"؟
هل القوي هو الذي يغضب ويصيح بأعلى صوته ويتهجم على الناس فإذا ما فتشت داخله تجده خاوياً؟ بل ربما وجدت حقيقته هي الضعف الداخلي الذي يغطيه بمظاهر القوة؟
(هذه حقيقة تستطيعون السؤال عنها من المختصين، أن أصحاب النفوس المتضخمة، لا أنهم يشعرون بقوتهم، ولكن على العكس يريدون تغطية الضعف في الداخل – ومن ضمن هؤلاء المتكبرون الذين يخبرنا الحديث الشريف أن علّة تكبرهم إنما هو الضعف الداخلي ((لا يتكبّر المتكبّر إلا لذلّة يجدها في نفسه)).)
كما عشنا وعرفنا – من الأهل والأقارب والأصدقاء – من ينطوون على قوة استقرار داخلي لا تنطبق على مظهر الوداعة واللين الخارجي، وربما كان ذلك من "العلاقة القوية بالله تعالى"، فإنها تشيع الصفاء في الداخل ما يمنح الإنسان قوة كبيرة تجعله لا يتزلزل عند الشدائد...
أخي الحبيب "محمد علاوي" من هؤلاء دون أدنى شك...
فلا يخدعنكم مظهر شخص يهدد ويتوعد ويهاجم ويتهجم، فإذا جاء الأمر الجلل سقط مهزوزاً لا يدري ماذا يصنع.
(وإنه لمن العجب أن من الذين يهاجمونه اليوم – بشكل شبه علني – ذلك الذي وقف يوماً يكلفونه بالمنصب، ومعه الرئيس، والاثنان خائفان جداً من تهديدات ذلك المتمسك بالمنصب – في موقف مرتجف بالكاد تجرأ عليه على الرغم من دعم جميع الأطراف!)

*
•      منشورات، من عدة حلقات، تعطي فكرة جيدة عن الأخ الحبيب والصديق الأثير "محمد علاوي" في جوانبه الإنسانية والوطنية والإسلامية والإدارية.

3
محمد توفيق علاوي
كلمات (في عدة منشورات)
من أجل العراق الجريح والشعب المظلوم *
 
4
هذه إطلالة شخصية خاطفة على:
(أ‌)             أفكار "محمد توفيق علاوي" ومشاعره تجاه "الدولة المدنية للعراق"
(ب‌)        هل "الإسلاميون" المعارضون له أكثر إخلاصًا للإسلام منه؟
=
 
(أ)
أفكار "محمد توفيق علاوي" ومشاعره تجاه "الدولة المدنية للعراق"
من البديهيات أن "صفة" الدولة تلقي بظلالها على "المطلوب" من المسؤولين فيها. وكلما كانت درجة المسؤولية أعلى توجّب الالتزام بهذه الصفة بدرجة أشد.
فعندما نقول "الجمهورية العربية السورية" فإن صفة "العربية" تتطلب من المسؤولين أن يكونوا مراقبين لالتزاماتهم تجاه العرب والقضايا العربية..
بينما عندما نقول "الإمارات العربية المتحدة" فإنه بالإضافة إلى صفة "العربية"، هناك صفة "المتحدة" التي تعني التزام مسؤوليها بـ "اتحاد" الإمارات السبع التي تشكل الدولة بحيث يلاحقون أي حالة يمكن أن تقود إلى تمزيق الاتحاد.
وهكذا صفة "الإسلامية" في "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وصفة "الاشتراكية" في "اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية".
=
وعليه:
عندما يتولى "محمد علاوي" رئاسة حكومة "جمهورية العراق" فإن المطلوب منه هو الالتزام بأمرين –
الأول / النظام الجمهوري في العراق
الثانية / الصفة العراقية الموحدة للشعب.
وهنا أستطيع أن أشهد شهادة لله تعالى:
أن الأخ الحبيب "محمد توفيق علاوي" لا ينظر نظرة معينة إلى عراقي من فئة معينة وأخرى مختلفة إلى عراقي من فئة مختلفة أخرى... وذلك لجميع العراقيين دون استثناء.
وأضيف:
أن هذا ليس وليد السنوات الماضية حيث دخل في العملية السياسية بعد 2003، ولكنه ما عرفته فيه منذ أن عرفته قبل 33 عاماً.
فلم أجده يوماً يفرّق في النظرة ولا التعاطف ولا الشعور بالمسؤولية ولا الاهتمام بين أي إنسان وغيره – على اختلاف العنصر والقومية والدين والمذهب.
وعندما كان يجد في بعض موظفيه في وزارة الاتصالات (عندما استوزر فيها سنة 2006 ثم سنة 2010) ارتداء لثوب آخر ظناً من هذا الموظف أو ذاك أن الوزير "محمد علاوي" يفرّق بين موظفيه الكبار على أساس الانتماءات المختلفة، فإنه كان – كما أخبرني – "يتأذى كثيراً"، أولاً لأنه ليس هكذا، وثانياً لأنه يتألم لحال البلاد أن تكون العناوين الثانوية بعد العنوان الوطني الرئيس "العراق" متحركة بهذا الشكل المؤسف، وثالثاً لأن هذا الموظف يظن أنه يحتاج إلى التصرف بهذا الشكل.
=
هذه "النظرة" عنده + هذه "المشاعر" التي تتفاعل مع الأحوال الخطأ، تعني أنه "لن يفترق عن متطلبات الحكم المدني الذي يساوي بين المواطنين مساواة تامة مطلقة".
فمن حمل الجنسية العراقية يساوي أي شخص آخر يحمل الجنسية العراقية.
المعيار هو درجة الإخلاص لهذا الوطن.
 
***
 
(ب‌)        هل "الإسلاميون" المعارضون له أكثر إخلاصًا للإسلام منه؟
كما يقول الإخوة المصريون عندما يريدون منك الخلاصة أولاً "هات من الآخِر"،
أقول، وبضرس قاطع:
لا يوجد أحد من الإسلاميين المعارضين للأخ "محمد علاوي" أشد أخلاصاً منه للإسلام – عقيدة وشريعة وأخلاقيات – وهذا يشملهم جميعاً على اختلاف طريقة بيان معارضتهم له – بالصراحة، بنصف الصراحة، بربعها، بالكلام، بابن عم الكلام!
فقد عرفته عن قرب، بالحديث، والبحث، والعمل المشترك،
كما عرفناهم من أحاديثهم وأفعالهم، بعضها منذ ما قبل 2003، وبعضها بعد أن كشفها الله تعالى بعد 2003 وسقوطهم في الاختبار.
=
وإذا أراد أن يزايد عليه أحد في داخل المذهب الذي ينتمي إليه، فدعوهم يذهبوا ويسألوا المرجعية العليا في النجف ويسألوا من يعرفه من العلماء، كما أي مرجعيات أو هيئات أو علماء يعرفونه، وسيكون جوابهم كما أقوله هنا.
=
وبما أن الكثير من هؤلاء الإسلاميين كانوا ولا زالوا يرجعون في الفتوى إلى مرجعية السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله تعالى)، فلعلي غير مجازف بالقول إذا قلت أنه لو كان السيد (رحمه الله تعالى) حيّاً وسألتموه لأجابكم بنفس جوابي (وليس كل ما يعرف يقال).
وفي هذا ما يكفي.
 
(يتبع: هل أن "محمد توفيق علاوي" ضعيف متردد أم قوي حازم شجاع؟)
 
•      منشورات، من عدة حلقات، تعطي فكرة جيدة عن الأخ الحبيب والصديق الأثير "محمد علاوي" في جوانبه الإنسانية والوطنية والإسلامية والإدارية.

4
محمد توفيق علاوي
كلمات (في عدة منشورات)
من أجل العراق الجريح والشعب المظلوم *

2
الصفتان الأهم للسياسي
=
في منشور لي قبل أسابيع قليلة بعنوان "جَرِمِي كُوربِن Jeremy Corbyn" والإمام علي (عليه السلام)" – قلت ما ملخصه:
-أن "الصادق المبدئي" هو الذي
أولاً / من يصدق مع الناس حتى ولو كانوا سيحبون منه الكذب،
ثانياً / من يتمسك بمبادئه – لأجل الناس – حتى وإن غادره الأكثرية منهم – جهلاً بمصلحتهم الآنية وطويلة الأمد –.
ولكن...
**
 
ولكنهما "غائبتان" غالباً!
-مثال ذلك زعيم حزب العمال البريطاني (المستقيل الآن) "جرمي كوربن"... فإن أهم ما فيه هو أنه:
"يهدد" المؤسسة السياسية بقالبها المنافق الكاذب...
(وألمحت إلى هذا من خلال طلب حتى زعماء حزب المحافظين لـ "كوربن" أن يرحل عن قيادة حزب العمال مع أن وجوده يصب في مصلحتهم، لأنه كان سبباً في وقوف أغلبية نواب حزب العمال ضده، ثم تحشيد الجماعات ذات المصالح المختلفة – وبعضها عابرة للحدود البريطانية! – ضده، إلى أن نجحوا في منع فوز حزبه في الانتخابات الأخيرة. من يحب الاستزادة يطالع المقال:
https://www.facebook.com/ghassanmahiralsamarrai/posts/2606695259559675)
**
 
ماذا عن "محمد علاوي"؟
تعرّفت على الأخ الحبيب "محمد توفيق علاوي" سنة 1986، هنا في لندن (بعد معرفة بأحد أخويه من أيام العراق في السبعينيات)، وتطورت العلاقة إلى علاقة عائلية وثيقة، نوعاً من خلال الثقة التامة والمحبة الصادقة، وكمّاً من خلال اللقاءات التي كانت في بعض الأحيان كل أسبوع أو أسبوعين...
أضف إلى هذا بعض النشاطات المشتركة، لتصبح العلاقة أكثر معرفةً به، وهو بي.
فإذا امتدت العلائق بإخوة آخرين، من خيار الناس، جمعتنا الغربة عن الوطن، على المحبة والاحترام والثقة والاهتمام بعضنا بالبعض، وبعضهم على مستوى العائلة أيضاً ما يعزز المعرفة، حيث أن الكثير من العلاقات يمكنها أنت تتعرض إلى الفشل من خلال دخول أشخاص آخرين في المعادلة...
لله الحمد، كان هؤلاء الإخوة – وعلى رأسهم العزيز "أبو هادي" – ممن لم نجد من بعضنا لبعض إلا ما يؤكد المعرفة ويرسخها سنة بعد أخرى، حتى وصلت إلى أكثر من 3 عقود من الزمان...
وهي عقود شهدت الكثير الكثير، على الصعيد الشخصي (بلحاظ أعمارنا وظروفنا)، وعلى الصعيد العام (بلحاظ ما مر به العراق والأمة عموماً)...
فكيف كان "محمد علاوي" بالنظر إلى هاتين الصفتين:
-       الصدق
-       المبدئية؟
 
**
 
"محمد" مثال قل نظيره
أقول صادقاً، أن "محمد علاوي" هو مثال الصدق التام – في قوله وفعله؛
فلم أسمع منه قولاً، أو أجد منه موقفاً، يفارق هذه الحالة: الصدق التام.
كما لم أسمع من أحد أن اتهمه بكذبة واحدة أو أنه اتخذ موقفاً واحداً يخالف ذلك.
...
كما أقول أنه لم يخالف مبادئه مطلقاً، بل من المؤكد أنها ترسخت عنده، ولكن في إطار أوسع أفقاً، وهو الذي يحصل مع معظم الناس بعد عهد الشباب الذي يكون فيها تصلّب في المبدأ بطريقة ربما تكون أُحادية في النظر، غير مستوعبة لآفاق المبدأ نفسه؛
فإذا تقدم الإنسان في السن، وصار وعيه أكثر نضجاً، من خلال النظر والتفكير كما من خلال الأحداث التي على الأرض، فإنه:
-إما يبقى على حاله
-وإما يترك المبادئ (وربما يكفر بها)
-وإما يبقى متمسكاً بمبادئه، ولكن في آفاقها الأوسع.
**
 
ولهذا؟
فما وصفه به البعض من "عباقرة زماننا!" أنه "نصف" إسلامي إنما هو كلام لا معنى له.
أن تكون "إسلامياً" يعني أنك تؤمن أن الإسلام "يمكن أن يقود الحياة نحو الأفضل بحل مشاكلها وتطوير المجتمع في المجالات جميعاً"،
ولكن – ولكن "هذا بشروط" / أهمها:
-توفر القادة
-توفر الجماهير الداعمة.
فإذا وجدنا أن هذا مفقود، سواء أصلاً، أو من خلال الممارسة التي فضحت المستوى الضعيف لبعض من صاروا "قادة"، فإن القضية تبقى في إطار النظرية والأمل.
 
(يتبع: فما الذي "يؤمن به" محمد توفيق علاوي؟)
 

محمد توفيق علاوي
كلمات (في عدة منشورات)
من أجل العراق الجريح والشعب المظلوم *
 
3
شكل الدولة العراقية
=
في منشور أمس (حلقة 2)، بعد أن رددت على وصف البعض للأخ "محمد علاوي" أنه "نصف إسلامي"، سألت:
 
فما الذي "يؤمن به" محمد علاوي؟
 
***
 
الدولة المدنية
بكل بساطة، يؤمن بـ:
-دولة "مدنية" تسعى إلى /
1. بناء البلاد في جميع جوانبها، في إطار "المواطنة" حسب حدود "الوطن العراقي"
2. بناء الإنسان العراقي من خلال بناء البلاد، باستثمار الطاقات الكامنة في الأرض والطاقات البشرية الهائلة في العراق.
وموقف الأخ "محمد علاوي" ليس بعيداً عن موقف أكبر المرجعيات الإسلامية في العالم..
كيف؟
 
***
 
المرجعيات الدينية والدولة المدنية
لا شك في أن أكبر مرجعيتين دينيتين عند المسلمين هما:
-       مرجعية الأزهر الشريف في القاهرة، مصر
-       المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، العراق.
فهاتان هما مرجعيتا المسلمين العراقيين، وهم الغالبية الساحقة من الشعب العراقي.
نسأل:
هل أن كُلاًّ من هاتين المرجعيتين تؤمن بقدرة الإسلام على قيادة الحياة في جميع مفاصلها؟
بالتأكيد أن الجواب: نعم؛ فكلتا المرجعيتين تؤمنان أن الإسلام – في عقيدته وشريعته ومنظومته الأخلاقية – يوفر الأطر الأسمى لقيادة البشر نحو السعادة وعمارة الأرض.
فنسأل تالياً:
إذاً، لماذا لا تدعو أي من المرجعيتين إلى "الحكم الإسلامي بالشكل الذي أقيم أو يدعى له في بعض البلاد الإسلامية"؟
بتعبير آخر:
-لماذا لا يؤمن "الأزهر الشريف" بشعار "الإسلام هو الحل" الذي تطرحه أكبر جماعة إسلامية سنية؟
-ولماذا لا تؤمن "مرجعية النجف الأشرف" بحكم "ولاية الفقيه" الذي أقيمت عليه الجمهورية الإسلامية في إيران؟
 
***
 
لأن الشروط غير متوفرة
إذا نظرنا إلى "واقع" العراق، وهو الذي يتصل بموضوع رئيس الوزراء المكلف "محمد علاوي"، فإن شروط "الحكم الإسلامي" غير متوفرة.
شروط الحكم – أي حكم – هي:
1-  النظرية / وهذه متوفرة في العقيدة والشريعة والأخلاقيات في الإسلام... ولكن – هل هناك اتفاق عليها كلها؟ كلا؛ فهي إذاً "متوفرة ولكن على خلاف".
2-  الجمهور المؤمن بالنظرية والذي "يريد" حكماً إسلامياً / هذا "غير متوفر"، فإن الملاحظ أن الجم الغفير من الشعب العراقي لا يبدو أنه يريد حكماً إسلامياً بمعنى أن "مؤسسات الدولة تقوم على الشريعة الإسلامية".
3-  القادة الذين يحققون الحكم الإسلامي / وهؤلاء لا يمكن معرفتهم إلا بالتجربة. في العراق –
(أ) لم تقم تجربة حكم إسلامي، لأن الدستور والقوانين لم تبن على أساس الشريعة الإسلامية (عدا الأحوال الشخصية، وهو ما كانت عليه الدولة العراقية أصلاً)
(ب) تجربة "الأفراد الإسلاميين" في الحكم-بعد-2003، من الطائفتين، كانت "تجربة سيئة للغاية" (بغض النظر عن درجة مسؤوليتهم عنها، لأن الأطراف الخارجية التي تخرّب العراق مسؤولة أيضاً بدرجة كبيرة، ولأن الأطراف "غير الإسلامية" داخل العراق هي الأخرى مسؤولة ولو بدرجة أقل).
 
وعليه، فإن...
أي مسؤول يتصدى للمسؤولية في العراق لا يمكن أن يهمل ما قلناه أعلاه؛
و "الأخ محمد علاوي" لا يهمله، وهذا موقفه الذي أعلم به، والذي يستطيع أي شخص متابع له، في مقالاته ولقاءاته التلفزيونية، إلى آخر تصريحاته بعد التكليف، يستطيع أن يتأكد منه.
*
 
(يتبع: هل تتوافق أفكار "محمد توفيق علاوي" ومشاعره مع "الدولة المدنية للعراق"؟ وهل "الإسلاميون" المعارضون له أكثر إخلاصاً للإسلام منه؟ إطلالة شخصية)
*

صفحات: [1]