1
المنبر الحر / ماهكذا تورد الابل ايتها الاحزاب المسيحية . رد للاخ تنطوان الصتا . ( الموضوع قديم ) مرقس اسكندر
« في: 19:55 24/02/2014 »رد مع الاقتباس
الموضوع ادناه سبق وان تم نشره في جريدة الموقف عام 2004وتم اعادته في موقع عبنكاوة كوم عام 2010 ولا بأس ان نعيده مرة ثالثة لكي يأتكد الجميع بان محاولة توحيد الخطاب السياسي ليست وليد اليوم . وعلما ان الموضوع ذاته قد تناقلته وعلقت عليه بعض الصحف والقنوات العراقية في حينه ..اخوكم مرقس اسكندر
ليس هناك من يماري في ان اللحظة التي تمر بها اجندات الاحزاب المسيحية هي من اشد اللحظات التي مرت بها عبر تاريخ تكوينها سواء من كان منها حديث اومعاصرا-صعوبتها لاتنجم من طبيعة التناقضات الجديدة التي تحملها المرحلة التاريخية الراهنة فحسب وانما من عدم الاستيعاب الكافي والملائم لهذه التناقضات في احيان كثيرة لدى فصائل عديدة من الاحزاب المسيحية بما تحمله من اجندات متناقضة ومتناحرة ومن ثم ضعف الاستجابة امام التحديات الخطيرة التي تفرضها المرحلة الجديدة في العراق الجديد -وقسوتها لاتنبع من ثقل المهمات اوفداحة المسؤوليات التي تلقيها على عاتق الفرد دون مسوغ تاريخي او قانوني او انساني وحسب وانما من طبيعة هذه المهمات نفسها كما وكيفا عن سابقاتها في المراحل الماضية -ان البعض يود ان يصف هذه المرحلة بانها مرحلة ازمة ومنهم من يذهب بتحليله الى حد التشائم فيعتبرونها ليست ازمة فحسب ولكنها مرحلة انهيار للتاريخ الحضاري لما بين النهرين واختناق لومضات الانبعاث التي اضائت وادي الرافدين من علم وحكمة ومعرفة في مراحل متباينة من العصور الحضارية والتاريخية للعراق --وهولاء لايرون في الهزائم والنكسات التي اصابت جوهر الحضارة لوحدة الاحزاب المسيحية -ربما تكون نهاية لجيل كامل من المفكرين والسياسين والقادة وتثبيت البراءة الذاتية ويعلقو ن اسباب ماحدث على شماعة التخلف وعدم استيعاب الفرد المسيحي للسياسات الحزبية والذي لم يؤد الى هضم الاجندات التي تطرحها التيارات المسيحية وهى متناقضة ومتباعدة والتشبث باسم الحزب المعني والذي يدعو الى الدكتاتورية والى الشوفونية واقصاء الاخر والكراهية والحقد والقدح والذم وتارة اخرى واخرى الى اخر التبريرات التي تحاول اثبات براءة الذات وعدم مسؤوليتها والقائها على الغير دائما وادانته فكيف لا وان كثيرا من المؤتمرات والندوات التي عقدت في بغداد --ودعيت الى اغلبها --لتاكيد الوحدة بدت متباينة وغير منطقية --حتى في كثير من مداخلاتي كنت اؤكد ان لم نكن الان فعلينا الرحيل الى المجهول --فمنهم من يتهم الاخر بالمذهبية او المنجم ومنهم ومنهم من يتهم بعبادة الالهة القديمةوالتي عفى عليها الزمن وشرب ويتهم الاخر بالشوفونية والغاء الاخر ومنهم من يتهم الاخرين بابشع التهم وكأنهم ليسوا من طينة واحدة وحضارة ولغة واحدة وتراث وتقاليد واحدة اضافة لعقيدتهم فكيف لا ومنهم من يبحث عن عرشه في الفضائيات وبما يقدمه من اموال طائلة للمطربين والمطربات وغيرهم من الذين لا يحملون هوية الوطن ويظن انه سوف يتبوء عرشه المفقود في احلامه وهو من اشد التناقضات التي تابعناها عبر فضائيته الملكية الاستعراضية ومن ثم يعقد مؤتمراً ويدعوا من في الشتات لعله يستطيع فرض تسمية قديمة التزمت بها الكنيسة منذ فجر المسيحية في عراقنا الحبيب دون الرجوع الى الاحزاب المسيحية وتهيئته ومدى استجابة الشارع المسيحي لهكذا مؤتمرات وانجاحها وبطبيعة الحال فأن القائمون على المؤتمر ألغوا التسمية القديمة وراحوا يفرضون تسميات اخرى على مجلسهم ولا أظن انهم قد اوفوا للحق اصحابه . وبطبيعة الحال مادام الانتحار الجماعي ليس ممكناً فأن النتيجة المترتبة منطقياً على هذه الاحكام القاطعة جميعاً , مغلفةً باليأس والاحباط ومشاركة بوعي او بدون وعي بالهزيمة وتسهيل مهماتها وتعميق تأثيرتها على صعيد الفكر والتطبيق معاً نحتاج الى تأمل عميق اذاً الى تأمل حر قادر على كسر الاغلال والمعطيات الايدولوجية الجامدة كي نستوعب المتغيرات في عراقنا الجديد وفي العالم . ويعوزنا ان نرفع عن عيوننا الغشاوات القديمة وأن نكف عن الدوران في السواقي التقليدية الناضبة المياه وان ننظف تلافيف اذهاننا من عناكب الصيغ والمقولات التي امتصت رحيق شبابنا واعقمت قدراتنا على الخلق والابداع وينبغي علينا ان نتذكر دائماً انه ما من احداً يمتلك الحقيقة المطلقة وان الكلمة الاخيرة هي التي ( لم تقال بعد ) وان ربيع الفكر والحياة يتجدد على الدوام بتجدد الفصول ان الواقع )واقعنا بالتحديد )لايترك لنا فرصة لالتقاط الانفاس ويكاد من فرط قسوته ودمويته وفضاضته ان يقتل فينا الشعور بالانتماء للوطن ومن الخير دائما ان نفتح عيوننا ونمعن في وجه الحقيقة -ان الاوان ان نصنع شيئا اصيلا فقد جائت اللحظة التى فيها ينبغي ان نتخلى عن الاتلافات والتحالفات والتوافقات والتلفيق والضحك على الذقون وان نستعيد انفسنا وان نذيب بحرارة الوقع نفسه ,جليد الغربة والتشرذم والمنافي وان نتعلق مرة والى الابد بالجذور وان نكون في عمق حضارتنا وان نكون ابناء اوروك احفاد سومر واكد بناة الحضارة والتاريخ ذلك هو مانحن به دائما ان نلتصق بواقعنا كما يلتصق الجنين في رحم امه ذلك الذي سيعيدنا الى انفسنا وان نحفر بايدينا باطن الارض ونعيد حرثها من جديد ذلك مانحتاج اليه وبقوة كي نقيم شجرتنا المتدة الى اعماق التاريخ فلا تقلعها الرياح التي تهب علينا من كل صوب بل تلقح ازهارها
وتنضج ثمارها وتحفظ لها قدراتها على العطاء وليس ذلك من الطوباويات او المثاليات او التجريديا ت وليس جريا خلف سراب لايروي العطش ولا بحثا عن وهم لايشبعه الجوع وانما العكس تماما هو البحث عن مواطن الخلل والخصوبة الحقيقية معا وتفجيرا للينبوع وقطع الاغلال التمزق عروقنا وتمتص دمنا وتشدنا بين اعلى قمم العلم والمعرفة والحكمة قمة اوروك شعب سومر واكد ,لقد كانوا يقولون لنا عندما كنا صغارا وخاصة في حقل الادب ان الشعر المقفى والموزون اسبق في ظهوره من النثر اي ان(العاطفة اقدم عمرا من العقل )فالانسان يحس اولا ثم يبدأ بعدها في ترجمة هذه الاحاسيس الى لغة الفكر مستخدما كل ماتوصل اليه المنطق وقواعد المنهج العلمي بانواع المفاهيم التي تتلائم مع معطيات كل مرحلة من مراحل الزمن فالاحساس العاطفي هو العتبة الاولى للمعرفة والادراك الكامل والشامل فهو التتويج النهائي لمراحل المعرفة ونقول برب الجليل القائل (افعلوا بهم كما يفعلون بكم )وكما يقول ايظا (ماجئت لالقى سلاما على الارض بل جئت لالقي سيفا....
مرقس اسكندر دندو