ankawa

الاخبار و الاحداث => أخبار شعبنا => الموضوع حرر بواسطة: عنكاوا دوت كوم في 18:28 08/08/2019

العنوان: سليمان يوسف يوسف:ايلاف:رسالة الى الرئيس ( الأسد) بمناسبة (اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم
أرسل بواسطة: عنكاوا دوت كوم في 18:28 08/08/2019
رسالة الى الرئيس ( الأسد) بمناسبة (اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم


(https://e1.elaphjournal.com/resources/images/NewMedia/2019/04/week3/122e9d4bad8b1dd5fcf0461bb94a9c44.jpg)

عنكاوا دوت كوم/ايلاف/سليمان يوسف يوسف

سيادة الرئيس بشار الأسد : سبق وأن قال والدكم، الرئيس الراحل (حافظ الأسد)، أثناء لقاءه (مجلس مطارنة السريان الأرثوذكس) بدمشق " سوريا بلدكم ولا أعطيكم ما هو ليس لكم". من ذات الموقع الرئاسي، قلتم وفي أكثر من مناسبة ولقاء " أن المسيحيين في سوريا لم يكونوا يوماً طارئين على هذه الأرض بل كانوا ولا زالوا بناة حضارتها وحملة رسالتها الحضارية والإنسانية.. هم أساس وجود الوطن، ومن دونهم لا وجود لسوريا المتنوعة التي نعرفها". كلام في غاية الأهمية، يعكس فهمكم العميق لتاريخ وحضارة سوريا والمنطقة.لكن، ما قيمة هذا الكلام من غير أن يُترجم الى نصوص وتشريعات دستورية وإجراءات عملية على الأرض؟.

 سيادة الرئيس: من يسمعكم وأنتم تتحدثون عن المسيحيين السوريين في لقاءاتكم مع البطاركة والمطارنة والكهنة، يظن بأنكم رئيس لـ"دولة مسيحية" وليس لـ" دولة اسلامية" بـ"دستور طائفي"، يعطي للمسلم ما لا يعطيه للمسيحي. " الشريعة الاسلامية" مصدر اساسي للتشريع . "رئاسة الدولةحكراً على المسلمين" . مثل هذه (النصوص والمواد الدستورية) الطائفية،تنتقص من حقوق المواطنة للمسيحيين وتنال من مكانتهم الوطنية، تضعهم في (المرتبة الثانية) على سلم المواطنة، ناهيك عن أن دستوراً ، يأخذ من (الشريعة الاسلامية) مصدراً اساسياً للتشريع ويشترط (الاسلام) ديناً لرئيس البلاد، يحول دون قيام (دولة مواطنة) حقيقية لكل أبنائها ، ينسف من الأساس اي (مشروع وطني ديمقراطي)مستقبلي، يهدف الى  الانتقال بسوريا الى (دولة مدنية) . حتى " النشيد الوطني" بمضامينه وتعابيره، هو نشيد (عربي - اسلامي)  وليس بـ " نشيد وطني "  لسوريا . " النشيد الوطني" للبلاديُفترض أن يُكتب من وحي (ظاهرة التنوع الحضاري) ، (القومي ، الديني ، اللغوي ، الثقافي) ، التي يتصف بها المجتمع السوري. ليس من الوطنية، أن  يُختزل (الشعب السوري) بالمكون (العربي المسلم) وتجاهل باقي المكونات السورية، أو أن تُختزل (الهوية السورية) بـ"العروبة والاسلام" وسوريا أخذت اسمها وهويتها الأولى والأصيلة عن (السريان الآشوريين) .

سيادة الرئيس : لا يخفى عليكم، بأن حقوق ومكانة السريان الآشوريين والمسيحيين عموماً ، تحفظها وتصونها الدساتير والقوانين ، وليس (كلام معسول) يصدر في المناسبات من هذا الرئيس أو ذاك . ما قيمة أن يقالللمسيحيين " كنتم ومازلتم بناة الحضارة السورية وحملة رسالتها الحضارية والانسانية " و كُتب التاريخ لمختلف المراحل في المدارس الحكومية، تتجاهل الحقبة ( السريانية الآشورية) و (الحقبة المسيحية) من تاريخ سوريا، وهي حقبات تاريخية مهمة ،مازالت بصماتها شاخصة وحاضرة في (الحضارة والثقافة) السوريتين ؟؟. ولا يخفى على سيادتكم، بأن الحضارة السورية أعظم وأعرق من أن تُختزل أو تُطوب باسم مكون قومي أو ديني بعينه(العرب المسلمين) .  حضارة سوريا تعود الى أكثر من سبعة آلاف عام، فيما الوجود (العربي الاسلامي) في سوريا بدأ مع (الحروب والغزوات الاسلامية) لنشر الاسلام، قبل نحو 1400 عام .

السيد الرئيس (بشار الأسد): بمناسبة (اليوم الدولي للشعوب الأصيلة - 9 آب)،نذكر بأن (مكتب حقوق الانسان)، التابع للأمم المتحدة، يصف (الشعب الأصيل) بأنه "هو الذي ولد وعاش وتوالد وصار جزء من مكان معين وله ثقافة وتاريخ معين، ويريد المحافظة على عاداته وتقاليده وثقافته، وهو الذي يعاني من الظلم لأنه يختلف عن الشعب الذي يسيطر على الحكومة".  هذا (التعريف الأممي) للشعب الأصيل ينطبق تماماً على  الشعب الآشوري (سرياني كلداني)، الذي يعيش منذ آلاف السنين على ارضه وموطنه التاريخي ومهد حضارته (بلاد ما بين النهرين )، المنقسمة بين( العراق وسوريا وتركيا ).  سوريا من الدول الموقعة على (الاعلان العالمي لحماية حقوق الشعوب الأصيلة في العالم )، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة( 13 ايلول 2007)، يفترض بها أن تحترم توقيعها وتلتزم بتطبيق هذا الاعلان وتعترف دستورياً بالسريان الآشوريين كـ"مكون سوري أصيل" وسن قوانين واتخاذ تدابير خاصة لحمايةالوجود الآشوري والمسيحي، وضمان حقوق السريان الآشوريين والمسيحيين السوريين في المواطنة الكاملة وتعليم لغتهم(السريانية) في المدارس والجامعات الحكومية وتطوير تراثهم، باعتباره تراث سوري أصيل . 

من المقرر أن يُوضع (دستور جديد) للبلاد يحدد طبيعة النظام السياسي والاجتماعي وهوية الدولة السورية الجديدة . نتمنى أن لا يُخيب الدستور الجديد آمال الآشوريين والمسيحيين السوريين. واسمحوا لنا بالقول يا سيادة الرئيس : من دون اعتراف دستوري بالآشوريين(سرياناً كلداناً) كـ( مكون سوري اصيل) و بأنهم (قومية لها خصوصيتها التاريخية وهويتها الخاصة) وبأن (اللغة السريانية) هي (اللغة الوطنية القديمة للدولة السورية) ومن دون (إجراءات قانونية) فوق دستورية، تحمي الوجود الآشوري والمسيحي ، يبقى كل كلام أو حديث عن أصالة المسيحيين السوريين، هو ( حق يراد به باطل ) أو لتضليل الراي العام المحلي والعالمي حول المظالم الواقعة على الآشوريين(سرياناً كلداناً) و المسيحيين السوريين عموماً. 

تقبلوا فائق الاحترام

سليمان يوسف يوسف

باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات
shuosin@gmail.com