عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - وردااسحاق

صفحات: 1 [2]
501
عيد العنصرة ولاهوت الروح القدس

 
بقلم / وردا أسحاق عيسى القلو
وندزر - كندا

تحتفل الكنيسة المقدسة بمناسبة حلول الروح القدس يوم الخمسين بعد قيامة الرب من بين الأموات فخصصت في يوم العنصرة صلوات ووعظات وترانيم لكي يفهم المؤمن علاقة الروح القدس وأهميته في حياتنا وخلاصنا . ففي لاهوت الروح القدس دروس كثيرة ورموز وأسماء ، كما له ثمار وأعمال ومواهب كثيرة ذكرت في أسفار الكتاب المقدس . كما كان الروح القدس يعمل أيضاً في العهد القديم ، والفرق بين تأثير الروح القدس في العهدين هو أن الروح القدس كان يفارق الأنسان الخاطىء كما فارق شاول الملك فباغته روح نجس ( 1صم 14:16) والروح النجس قاده إلى أن يترك الله ويلجأ إلى عرافة لكي تخبره عن مصيره في حربه ضد الفلسطينيين . كما نقرأ في العهد القديم عن هذا الروح القدوس ، يقول المرنم (لا تطرحني من أمام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني ) " مز 11:51 " . لكن في العهد الجديد الروح القدس الذي يناله المؤمن في سر التثبيت ( مسحة ميرون ) فيسكن الروح القدس في الأنسان المعمد ولا يفارقه وحتى وإن عاش في الخطيئة ، بل يعمل فيه ويبكته لكي يتوب ويغيّر مسيرة حياته الخاطئة ، لأن المؤمن المعمد قد ختم بختم الروح القدس الأبدي الذي لا يزول وحتى وإن نكر المسيح وتحول إلى معتقد آخر ، فعندما يتوب ويعود الى الكنيسة لا يجوز تعميده . أي المعمودية سر لا يعاد وكذلك الميرون ، بل على ذلك الأنسان ألذي أنكر المسيح وعاد تائباً ان يعترف عند الكاهن لكي يحصل على حلَة فيعود إلى قطيع الرب .
 الأنسان الذي يعيش في الخطيئة يُحزِن الروح القدس الذي فيه ويطفي عمله إذا أصر على البقاء في الخطيئة ، لهذا يقول الرسول بولس ( لا تطفوا الروح .. ) " 1تس 19 :5" .
يوم حلول الروح القدس على الرسل الأطهار وبحضور العذراء مريم ولدت الكنيسة وأمتلأ التلاميذ بالروح القدس الذي نزل عليهم على شكل ألسنة نارية عندما كانوا يصّلون بنفس واحدة كانوا يمتلئون بالروح القدس " أع 31:4 " كما كان اسطفانوس مملوءً بالروح القدس " اع 5:6 " . وبرنابا الرسول كان رجلاً صالحاً وممتلئاً بالروح القدس " أع 24:11" . وكذلك بطرس الرسول " أع 8:4" وشاول الطرسوسي أيضاً أمتلأ من الروح القدس " أع 71:9 ، 9:13 " وتلاميذ أنطاكية بسيدية " اع 52:13 " ونحن أيضاً يمكن أن نمتلىء بالروح القدس عندما نترقى بحياة البر والقداسة والنقاوة ، وحتى الجنين في بطن اليصابات أمتلأ من الروح القدس ، فالحياة المسيحية الطاهرة ليست فقط تؤهل صاحبها للأمتلاء من الروح القدس بل تعاين الله " مت 8:5" .
عيد العنصرة هو يوم ولادة الكنيسة المقدسة ، فكما يولد المعمد ولادة جديدة من الماء والروح ليصبح أبناً لله هكذا بنزول الروح القدس على أبناء الكنيسة ولدت الكنيسة وتأسسها الروح القدس . قال الرب لنيقوديموس ( إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ) " يو 5:3" فالمعمودية هي ميلاد روحي سماوي من الروح القدس ، وشرط أساسي للخلاص ( طالع مت 19:28 . أع 38:2 ، 38:8 ، 18:9 ) .
الروح القدس يقود المعمد الممسوح إلى الأيمان بالمسيح ، لهذا قيل ( ليس أحد يقدر أن يقول يسوع الرب إلا بالروح القدس ) " 1قو 3:12 " والروح القدس الذي نؤمن به هو رباً وإلهاً ومساوي للآب والأبن في الجوهر ، وهذا ما نقوله في قانون الأيمان ، كما نقول ( انه الرب المحيي ) .
عندما نزل الروح القدس على العالم أبكته على الخطيئة " يو 8:16 " وبدون هذا التبكيت لا يتوب الأنسان الخاطىء وإن لم يتوب فيهلك في خطيئته حسب قول الرب ( إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ) " يو 58:13 " . لهذا ففي يوم العنصرة عندما حل الروح القدس على التلاميذ أبكت الجموع المحتشدة على خطاياها عندما سمعوا وعظة الرسول بطرس فسألوا ماذا نعمل أيها الأخوة . فأجابهم بطرس  ( توبوا وليتعمد كل واحد منكم بأسم يوع المسيح ، فيغفر الله خطاياكم وتنالوا هبة الروح القدس ) " أع 37:2 " . وهكذا بمقتضى نعمة الله المجانية ورحمته ولطفه وأحسانه قد خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس .
الروح القدس هو معلمنا ومرشدنا وحسب قول الرب يسوع ( وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب بأسمي فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ما قلته لكم ) " يو 26:14" ولا تكفينا الولادة الجديدة من الروح القدس بل نتجدد به ونسلك الطريق ونكمله بالروح فنعيش لا حسب الجسد بل حسب الروح لذلك فهذه هي العلامة التي تثبت بأننا أولاد الله بالروح ، لأن الله روح فعلينا أن نسلك حسب ما يقودنا الروح في الطريق القويم ( لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ) " رو 14:8" وهكذا يقودنا الروح القدس نحو طريق القداسة والكمال ، وهذا الروح دعي في الكتاب المقدس بأنه روح القوة ، وروح القداسة ( أش 1:11 ، رو 4:1 ) لهذا قال الرب لتلاميذه ( لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ، وتكونون لي شهوداً في أورشليم ... ) " أع 8:1 " وبسبب الروح القدس نثمر ثماراً روحية لأنه هو دليل للحياة الروحية ، لهذا يقول الكتاب ( واما ثمر الروح فهو محبة وفرح وسلام وطول أناة ، لطف ، صلاح ، أيمان ، وداعة ، تعفف ) غل 22:5 ، 23 " وبدون هذه الثمار لا خلاص للأنسان . كما يعطينا الروح القدس روح الحكمة ومخافة الله لأنه هو روح النعمة والصلاة والشفاعة ، فليس الرب يسوع هو شفيعنا الوحيد عند الآب ، بل الروح القدس أيضاً . لهذا يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية ( الروح أيضاً يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها ) " رو 26:8".
فلا خلاص بدون قوة الروح القدس الذي هو روح النعمة والصلاة . وبالروح القدس أيضاً نصبح اولاد الله بسبب أيماننا بالمسيح والميلاد من الروح القدس في المعمودية وصرنا أولاد الله ( وأما كل الذين قبلوه فقد أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بأسمه .. ) " يو 12:1 " .
أما الرسول يوحنا فيقول ( وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس .. والمسحة تعلمكم كل شىء وتثبتكم ) " 1 يو 20:2 ، 27 " .
 وختاماً نذكر قول الرسول بولس عن عمل الروح القدس فينا للتثبيت في المسيح ، قال ( الذي يثبتنا في المسيح وقد مسحنا هو الله الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا ) " 2قو 21:1 ، 22 " ولذلك يسمى سر مسحة الميرون ، وهو بمثابة وضع يد الرسل على المؤمنين المعمدين فكان يحل الروح القدس عليهم ويثبتهم في المسيح ، وهكذا كل من ينال مسحة الميرون المقدس .
نطلب من الرب يسوع أرسال روحه القدوس لكي يتجدد وجه الأرض ويفتح بصيرة الكثيرين .


502
النار الألهية المحرقة
بقلم / وردا أسحاق قلّو
وندزر – كندا
( ألهنا نار حارقة )
" عب 18:12 "
هناك وسائل طبيعية قد تتحول إلى قوة عدائية تدمر الحياة في الكرة الأرضية  فيها مثل الماء والنار والرياح ، إذا ثارت هذه بقوة ستلحق الدمار والموت والفناء . نار هذا العالم يلحق الأذى والتدمير فيحرق الغابات والمدن والقرى وحتى البشر والحيوان ، وهذه النار تحتاج إلى وقود لكيتستمر ، لكن نار الله لا تحتاج إلى مادة لكي تشتعل . نار الله إذا دخلت في المادة لا تحرقها وتفنيها لأنها نار خلاقة لكونها من الله الخالق ، فالله لا يصدر منه أي شر ضد الطبيعة التي خلقها في الحسن والجمال ، فمثلاً النار التي كانت تشتعل في العليقة على الجبل رآها موسى كمنظر غريب ومذهل وذلك لأن النار لا تحرق العليقة ( خر 3:1-6 ) فدخل موسى في التفكير الذي دفعه الى العجب والذهول من ذلك المنظر العجيب ، فبدأ يفكر بنوع النيران المشتعلة في العليقة والتي لا تحرق ، بل كانت تنير العليقة وبسبب النار تميّزت عن العليقات الكثيرة المحيطة بها ! ولماذا لن تحترق العليقة ، وبماذا يرمز هذا المنظر ؟ أنها نار الله العجيبة والتي ترمز إلى وجوده ، كما كانت تظهر ليلاً على شكل عمود مشتعل أمام شعب أسرائيل في البرية لكي تنير لهم الطريق وتقودهم الى الهدف . العليقة المشتعلة دون أن تحرق كانت بسبب وجود نار الله فيها وهو الذي كان يحميها علماً بأن إلهنا نار آكلة ( تث 24:4 و عبر 29:12 ) والعليقة كانت ترمز الى العذراء مريم التي حبلت من نار الروح القدس منذ أن سلم الملاك عليها . ونار الروح القدس عندما يحل في المؤمن بعد المعمودية والتثبيت يجعل قلب الأنسان كالعليقة المشتعلة فيحرق قلبه القديم دون أن يستهلكه مادياً فيتحول إلى قلب نقي طاهر بقوة نار الله الخلاقة . الله يغفر ويحرق الخطايا بنار محبته ، وهكذا تغفر كل خطايا الأنسان المعمذ مهما كانت بسبب تلك النار الألهية اللتي لا تحرق أحساناته وعاداته الفاضلة في شجرة حياته ، بل كل غصن يابس به يحرق لكي يعود اليه الأنسان الأول قبل الخطيئة ، هكذا يتحول بسبب النار الألهية الى شخص آخر ، بل يولد ولادة جديدة من الماء ونار الروح القدس الذي تعمد به  . وكما شهد يوحنا المعمدان قائلاً عن نارالمسيح ( أنه سيعمدكم بالروح القدس والنار ) "لو 16:3 " .  ومن يذق نار الله ويختبرها سيشعر بأنه تغيّر ونضج روحياً فيسلم ذاته لله كعجين طري ليخبزه كما يشاء فيصبح ثمراً ناضجاً .
نار الروح القدس لطيف ووديع وشفاف ، لكن عندما يتذمر الأنسان ويشتكي سينطفي ذلك النار المقدس في عمقه ، لكنه لا يتركه إلى الأبد ، فعندما يعود الخاطىء إلى رشده ويصلي ويطلب المغفرة سيعود يشتعل لكي يرشده النار إلى الطريق القويم . لكن هذا النار سيتحول في يوم الدينونة إلى نار آكلة ، فمخيف هو الوقوع في يد الله الذي سيحاسب كل أنسان بحسب عدله حساباً مجرداً من الرحمة .
نار الروح القدس التي حلت على التلاميذ يوم الخمسين على شكل ألسنة كأنها من نار ، كانت نار إلهية فأمتلأوا جميعاً منها فسلحهم ذلك الروح بمواهب كثيرة فتغيروا كلياً وتشجعوا وبدأوا يتحدثون بلغات أخرى وينشرون الكلمة بكل جرأة وبحكمة إلهية تحدّوا بها قادة اليهود والحكماء وخرجت منهم آيات كثيرة نالت إعجاب الجميع فتغيروا كما تغيروا أولئك الشاردين من بستان الزيتون تاركين إلههم لوحده . أولئك الرجال تحولوا إلى أبطال غلبوا العالم كله . الله لا يريد الأنسان الخائف البارد في إيمانه ، لأن الخوف هو أساس لكل الشرور وبسبب الخوف أنكر بطرس ربه ثلاث مرات .
بنار محبة الله يتحول الأنسان الى شخص آخر فعال لا يهاب الموت ليتأكد ذلك الأنسان بأنه تحول كالعليقة في البرية إلى عليقة مشتعلة دون أن تحترق وبقوة تلك النار المشتعلة في قلبه سيتكلم بجرأة وينشر الرسالة بدون خوف لهذا نقلوا الرسل البشارة  إلى كل أصقاء العالم فغلب المسيح العالم بهم .
كما نقرا عن النار الإلهية التي تغيّر الإنسان عندما نقرأ موضوع دعوة الله لأشعياء النبي حين وضع ملاك الرب جمرة على فمه كي يسخِرهُ في إعلان كلام الله لشعبه . فاللسان والنار يرمزان لتكريس الرسول للتبشير ، وكل مسيحي بعد المعمودية ينال قوة الروح القدس لكي يتهيأ وينطلق للتبشير .
أخيراً نقول : يارب أضرم فينا نار محبتك وأسكن في قلوبنا كما في العليقة لكي تطهرنا وتحرق فينا بنارك المقدسة كل شىء لا يليق بالقداسة ، هكذا نعيش مسيرة الأحتراق الداخلي بنارك التي تحرق خطايانا كما تحرق النار كل الشوائب الملتصقة بالذهب بينما لا تحرق النار الذهب في البوتقة ، بل تنقيه ، لنتذكر إذاً بأننا معمذون بالروح والنار ، وتلك النار هي نار حبك الألهي لنا وستبقى تتقد فينا لكي تحرق في عمقنا كل الأفكار الخاطئة لنبقى معك ولك.
هكذا نطلب منك أن تجعل قلوبنا كالعليقة المشتعلة بنار محبتك لنتحدث من خلالها إلى الآخرين فيكون لهم الخلاص . نار الروح القدس الذي ينير طريقنا إليك ينشلنا من حب الأرضيات لنسعى للوصول إلى كنوز السماء وربنا يسوع هو كنزنا الأعظم الذي يقود فكرنا وقلبنا نحو السماء ( لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً ) " مت 21:6" .
فليتقد نار روح الله القدوس في قلوبنا ويطهرنا من كل دنس


503
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
شكرا لأهتمامك بالموضوع وعلى الصور الجميلة التي ارسلتها على هذه الروابط . فعلا أيقونة مار كوركيس التي هي للأخ قشو واضحة جداً بكل تفاصيلها وتحتوي على كل التفاصيل الموجودة باللوحة التي وضعتها في مقالي على شكل رابط والتي رسمتها بريشتي . أما من ناحية اي من اللوحتين تتلائم مع الشرح الذي شرحته فأكيد رسم التي رسمتها فمثلاً العباءة لونها أحمر قاني يرمز إلى ملابس يسوع المصبوغة بدمه الزكي ، بينما عبادة الأيقونة لونها بني لا يرمز الى لون الدم . كذلك العروس يجب أن تكون بجانب الكنيسة وعلى الكنيسة صليب بينما في الأيقونة العروس ( البنت ) بعيدة عن بناية الكنيسة المجردة من الصليب و... الخ من نقاط الأختلاف بين رسم اللوحتين . عجبني في الأيقونة وجود صليب على رمح مار كوركيس لكنه غير موجود في اللوحة التي عبائء القديس أحمر , اللوحتين أدت غايتها في التعبير عن القصة . ليباركك الرب ويحفظك شفيعنا القديس مار كوركيس
أخوكم
وردا أسحاق

504
ܡܝܘܩܪܐ ܩܫܘ ܢܪܘܝܐ
كشكرنوخ خونا عزيزا لذي صلوثا دكثيوالوخ دقديشا مركيوركيس نصيحا . صلوثي وبوركاثي هاوي منوخ وناطروخ بدايموثا . كبنوا هم آنا تثوالي خبراني دلشانن بكومبيوتر ديي تد كثونا خواثخ . بسيما رابا خوني قشو .
خونخ
ܘܪܕܐ ܐܝܤܚܩ

505
الأخ نذار عناي المحترم
شكرا لتقييمك للمقال ولمشاركتك معنا في تعليقك . نعم وكما ذكرت في أحد التعليقات هذا هو المقال الرابع لي عن هذا الموضوع ونشرت روابطها ، كما يحتاج إلى المزيد للسنين القادمة إذا أمدنا الرب بالمزيد من السنين ، وهكذا يجب أن نتعمق في كل المواضيع ونفهم كل الآيات ونصل إلى عمقها اللاهوتي .
نعم الكنيسة اليونانية أكتفت بلون واحد من الرسم وهو فن الأيقونات وقد برز هذا الفن ليصبح مدرسة مستقلة بين مدارس الرسم الكثيرة وله قوانينه . أما كنيسة روما فأبدعت بكل الأنواع لكي تخدم الأيمان بالرسم والنحت أيضاً وفن النحت لا يوجد في الكنائس الأرثوذكسية كلها . بينما الكاثوليكية سخرت كل الفنون لخدمة الأيمان .
شكرا لك والرب يباركك

أخوكم
وردا أسحاق

506
الأخ العزيز   Eddie Beth Benyamin المحترم
شكراً لك لتعليقاتك وللصور التذكارية التي أرسلتها لنا والتي تغطي جزء من الزيارة التذكارية لمثلث الرحم مار دمخا الرابع الى مانكيش مع لفيف من المطارنة مع راعي الأبرشية والجمهور المستقبل لسيادته رحمه الله .
أخوكم
وردا أسحاق

507
الأخ حنا شمعون المحترم
نعم نشر الصور في هذا الموقع ليس بالسهل لهذا لو دخلت الى مواقع أخرى ستجد مقالي هذا به صورة مار كوركيس لكن هنا أكتفيت برابط الصورة فقط لا استطيع أن أحوله الى صورة للأسف . لا أعلم كيف أنزلت أنت الصورتين سأتصل بك قريباً لكي نتحدث بالهاتف عن الموضوع وعن فن الأيقونات . شكرا لأضافاتك الكثيرة والتي أغنيت بها الموضوع ومار كوركيس يحفظك / مع محبتي وتقديري
أخوكم
 وردا أسحاق

508
الأخ الأديب حنا شمعون المحترم
شكراً لأهتمامكم ومتابعتكم لمقالي ولأرائكم وأفتراحاتكم وأضافاتكم ، بها أغنيتم الموضوع وأعطيتم له أهمية أكثر فدفعت الأخوة القراء إلى قرائته وفهمه جيداً وهذه هي غايتنا . أقول كل ما موجود في اللوحة من رسوم هي مجرد أصبع ممدودة نحو هدف اللوحة الحقيقي ، ونحو الهدف الذي ناضل من أجله قديسنا وشفيعنا مار كيوركيس نصيحا .
أما عن رسم اللوحة التي أرسلتها لي في أسفل تعليقك فهي أيقونة بيزنطية كما تفضلت وليست لوحة واقعية لأن لرسم الأيقونات البيزنطية أسلوب خاص تختلف قوانينه كلياً عن الرسم الواقعي ، وحتى نقاد الفن البيزنطي يختلفون عن نقاد الفنون التشكيلية الأخرى وأقصد تحديداً في فن الرسم ، فمثلاً قوانين المنظور التي نطبقها عندما نرسم لوحة واقعية أو أنطباعية لا تنطبق على الفن البيزنطي للأيقونات ، وكذلك أسلوب توزيع الكتل على اللوحة ، كما نجد أختلاف واضح في التظليل ، كذلك لا يهتم فنان الأيقونات بالتدرج اللوني أو بقوة اللون ، كذلك بالنسبة الى التشريح فنجد وجه الشخص قد يأخذ طولا أكثر من الحقيقة أو أصابع اليد طويلة وهكذا بالنسبة إلى بقية الأجزاء . وهكذا بالنسبة إلى رسم الأجزاء الأخرى كالجبال والأشجار ورسم الأوراق أو الثمار وغير ذلك . لهذا فألوان الفن في اللوحة التي رسمتها وشكل الحصان والتنين وغير ذلك تراها أجمل والألوان أقوى ، لا وبل اللوحة أجمل . أما إذا تسأل عن سبب عدم أهتمام الفنان بالجمال وبتلك التفاصيل فهو لأن الكنيسة البيزنطية كانت تريد هذا النوع من الرسم ، وذلك لكي لا تصبح لوحة في الكنيسة كمنظر جميل بألوان زاهية تجذب أنظار المصلين أليها فتشرد أذهانهم من الصلاة في القداس الألهي أو في الصلوات الأخرى . لهذا السبب يا عزيزي حنا الكنائس الأرثوذكسية يكتفون بوضع لوحات لأيقونات بيزنطية في كنائسهم ولا تجد عندهم رسومات واقعية كالموجودة في كنائسنا الكاثوليكية في أوربا والتي رسمت من قبل عمالقة الفن وخاصة في العصور الوسطى . والكلام في هذا الموضوع يطول ، لهذا أكتفي الآن بهذا القدر إلى أن نلتقي معا وندخل في التفاصيل.
أما عن صورة الهريسة الحديثة التي أرسلتها فهي أجمل من صورتين وصلت لي ، لهذا خزنت صورتك وسأخلدها لك وذلك بوضعها في موضوع أنواع الأطعمة المنكيشية الذي سأنشره قريباً لتبقى الصورة للأجيال. كما نشرت أنواع الخبز في مانكيش والموجود الآن في موقع مانكيش ، قريباً سينزل موضوع آخر عنوانه ( أنواع الأطعمة في مانكيش ) أنتهيت من كتابته وبدأت بطبعه وما أحتاجه هذه الأيام هو صوّر لتلك الأطعمة كالصورة التي أرسلتها لي الآن لأنزالها مع شرح كل نوع  ، سيكون موضوع جميل جداً أكثر بكثير من المواضيع التراثية الأخرى التي نشرتها .

أخيرا أقول لك ولكل الأخوة الأعزاء شيرا أو شارا أو شِهرا دمركيوكيس بريخا لكلوخن وأو قديشا ناطروخن بصلاواثح وبشفاعتح كيبد براين أيشوع ، وكد شت ببصخوثا .
أخوكم
وردا أسحاق القلّو

509
الأخ زيد ميشو المحترم
أجل أخ زيد هذا الموضوع يحمل أسرار مخفية بحثت عنها وغرفتها بعضها من ينابيع عذبة مخفية في كنوز الكتاب المقدس ، وهكذا يجب أن نبحث ونتعمق من أجل الحصول على نتائج أفضل في كل المواضيع نقدمها للأخوة المؤمنين . لا نريد أن نبقى على معلومات آجدادنا بل نروم التخطي إلى الأمام حيث الأفضل .
أما عن الأخ الذي أشرت اليه فنحن أبناء المحبة لهذا نطلب من رب المجد أن ينوره لكي يصبح خادماً أميناً في كنيسته ويقدم للأخوة القراء مقالات ينضح طعم الحب منها ، الحب للجميع ويستفاد من آرائه الكثيرين فيفرح به الجميع ، وهكذا سيعود إلى قطيع الرب عندما يثمر ثماراً جيدة ويعمل مع خراف الرب بمحبة ، وحسب الاية التي دونها في تعليقه ( من ثمارهم تعرفونهم ) كما أطلب من الجميع أن يذكروه في صلواتهم لكي يباركه الرب .

أخوكم
 وردا أسحاق عيسى

510
الأخ العزيز كوركيس أوراها منصور المحترم
شكراً لمحبتك ولكلماتك الحلوة حول أظهار الحق علماً بأن غايتنا ليست الأنتقام بل علينا أن نحمل لذلك الأخ كل المحبة وننسى كل أساءة طالبين من الرب أن يحفظه وينوره لكي يرسخ طاقاته لخدمة الكلمة وخدمة القراء بمواضيع مفيدة للجميع . علينا جميعا أن نعيش بالمحبة ومحبتنا لبعضنا هي وصية الرب يسوع لنا ووصية الرسل في رسائلهم هكذا سيعلم العالم أننا أخوة وأبناء الأنجيل ، وعندما يكون الأنسان مملوء بالمحبة فلا ينضح منه غير كلمات وأعمال المحبة الشاملة للجميع .
نعم أخي العزيز ذلك المقال قديم وأول موقع نشرته فيه هو موقع مانكيش لأنني المشرف فيه على منتدى الديني ومنذ تأسيسه لهذا كل مقال أكتبه أنشره فيه أولاً وبعد ذلك أبدأ بنشره في أكبر عدد من المواقع . في مقالي الأخير أردت أن أتوسع في فكرته وخاصة بعد دراستي لسفر الرؤيا في هذه السنة فوجدت فيه الكثير من الرموز الخاصة بالمسيح المحارب والديان لذا أرتأيت أن أدرجها مع المقال المذكور لكي تزيد فكرته عمقاً وفائدة .وهذا هو الموضوع الرابع الذي أكتبه للقديس  مار كوركيس ( برشوخ ) حاول أن تقرأها وقد نشرت روابطها في أحد التعليقات .في بلدتنا مانكيش نقيم له شيرا أو شارا أو ( شِهرا ) كما تفضل الأخ العزيز Eddie Beth Benyamin
وهذا المهرجان يكون مميزاً يشترك به كل أبناء مانكيش بفرح وأيمان ويشتركون معاً بتناول أكلة الهريسة التي يتم أعدادها في ساعات الليل الطويلة من قبل شباب يسهرون مع القدور الموضوعة على النار .
نعم وكما تفضلت يجب أن نشرح للمؤمنين ما موجود في اللوحة وما هي علاقتها بأيماننا وما علاقة التنين في الأيمان وهل يوجد تنين في مناطقنا ؟ كلها رموز وأصابع متجه نحو الهدف فعلينا أن نوضحها للأخوة المؤمنين لكي يصلوا إلى عمق الحقيقة . شكرا لك أخي العزيز ومار كوركيس يحفظك

أخوكم
وردا أسحاق

511
الأخ العزيز سامي خنجرو المحترم
ما أرجوه من هذا الأخ هو أن يترك لغة النقد الجارح لهذا وذاك وأن لا يدين أحداً لأن الأنجيل المقدس أنذرنا بأن لا ندين لكي لا نُدان . فأطلب منه بأن يترك طريق الحقد والكراهية ويكسر قلم العداوة ويأتي بالقلم الذي ينضح كلمات المحبة للجميع ، يخدم بطاقاته الأخوة القراء بنشر وتفسير الأنجيل ويتحفنا بمقالات فيها ثمار نافعة ، لنصلي جميعاً من أجله متذرعين لشفيعنا مار كوركيس الشهيد لكي يرحمه بصلواته لكي يكون له الخلاص.
هم شيروخ بريخا عزيزا سامي ومركيوركيس نصيحا مبارخلوخ مند نشواثوخ كلي .

أخوكم
وردا أسحاق

512
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
شكرا لرأيك الصائب والقاطع الذي حددت به للأخوة القراء الحقيقة وأنت تعرفني جيداً ، لكن طلبك من هذا الرجل الذي كله كبرياء وحقد لا أعتقد يتحقق وهو بأن يعتذر وها رده الملىء بالمغالطات التي يدعمها بآيات قد نشره ، وأكيد قرأ تعليقك  ، لن يكفيه الفشل الذريع بل يريد أن يتحدى فكتب هذه الآية ( السَّوطُ للفَرَسِ واللِّجامُ للحِمارِ، وأمَّا العصا فلِظَهرِ البليدِ. لا تُجاوِبِ البليدَ بمِثلِ حماقتِهِ‌ لِئلاَّ تكونَ في مُستَواهُ. (امثال 26\3و4)) فقل لي من هو الأحمق والبليد فينا ، أنا أم هذا الشخص ؟ ومن هو المتكبر الذي يقول أنا لا أنهزم والكل سينهزمون من أمامي .
 أخي حنا العزيز ، تفسيري الدقيق لهذا الشخص هو أنه متأثر بشخصية صدام حسين الذي تحدى العالم ، فكانت دول كثيرة ومنها العظمى وبكل أسلحتها الفتاكة تضرب معاقله وتسحق جيشه ومعسكراته ومنشآته وفي المساء يخرج ويقول نحن المنتصرون ، هذا الرجل أيضاً هاجم شخص البطريرك بمقاله ( غبطة البطريرك ساكو والطقوس والممارسات الجوفاء ) الملىء بالحقد والكراهية لشخص البطريرك ، كل المعلقين وبدون أستثناء علقوا ضده وعروه أمام القراء وأخيراً قال أنا المنتصر والجميع أنسحبوا لأنهم لا يستطيعوا أن يتحدوني . ويكتب آية أخرى ويقول (مِنْ ثِمارِهِم تعرِفونَهُم. أيُثمِرُ الشَّوكُ عِنَبًا، أمِ العُلَّيقُ تِينًا . كُلُّ شَجرَةٍ جيِّدةٍ تحمِلُ ثَمرًا جيِّدًا، وكُلُّ شَجَرةٍ رَديئةٍ تحمِلُ ثَمرًا رَديئًا. (متى 7\16و17)) جيد فلنرى ثمار من أفضل :  أنا كل مقالاتي هي لخدمة كلمة الرب والأخوة القراء وليس لي أي مقال لا في السياسة ولا أهاجم أحد ولا أنقد لا بطريرك ولا أسقف ولا أي أنسان ، فثماري معروفة لدى الجميع أما ثماره هو فنقرأها من نتاجاته المليئة مرارة ومن الحقد والكراهية وزرع الفتنة بين الطوائف ، لكي يعرفني جيداً فأقول له بأن موقع مار نرساي الذي نشر مقالي بأسم آخر وأنا أعرف جيداً بذلك والتزمت الصمت من أجل نشر كلمة الرب بين الأخوة القراء في ذلك الموقع هذا يدل على محبتي لهم وتسامحي للأخ الذي فعل ذلك بعد أن نقل مقالي من موقع تللسقف تحديداً  وكما في الرابط http://www.tellskuf.com/index.php/2010-03-12-08-07-53/2010-03-20-08-09-16-sp-1033913205/1133-2010-04-19-19-50-38.html
لنفرض جدلاً بأن موقع البطريركية الكلدانية فعلت ذلك بنشر مقال يعود لأحد الأخوة في ذلك الموقع ، كيف كان يتصرف ظافر شنو ؟ ويقول ، من ثمارهم تعرفونهم ، ثماري هي المسامحة والمحبة ، لا وبل أقول للأخوة في موقع مار نرساي الآتي : المواقع مليئة من مقالاتي أختاروا ما تشائون وأحذفوا أسمي وأنشروا كما يحلو لكم . ظافر يدعي بالثمار . وهل لديك أنت ثمار نستفاد منها يا عاقر ؟ أنت لديك أشواك مدببة تنخزها في هذا وذاك . كم طلبت منك بأن تترك لغة الحقد والكراهية وتخدم الأخوة بمقال مفيد وتتوب من تلك الخطايا فيحصل فرح في السماء والأرض . لكنه للأسف لا يستطيع أن يترك طريق الحقد والكراهية والتباهي ، وهكذا يأتي بآيات في غير موقعها ويقول ( مَنْ قالَ كلِمَةً على ا‏بنِ الإنسانِ يُغفَرُ لَه، وأمّا مَنْ قالَ على الرُّوحِ القُدُسِ، فلن يُغفَرَ لَه، لا في هذِهِ الدُّنيا ولا في الآخِرَةِ.) (متى 12\32). لا أعلم هل ساوى نفسه بالروح القدس وأنا أهاجمه فالرب لا يرحمني لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة . وهل تفيد كلماتي هذه لو دونت له مئة تعليق . أشكر ألهي القدير أنا لم أدخل في أي نقاش جارح مع أحد الأخوة منذ أن بدأت بالنشر من عام 2010 لكن هذا الأنسان فعلاً هو عثرة لكل القراء وعدو كل خير ،وخاصة لقادتنا الروحيين ويخدع الناس بقوله من ثمارهم تعرفونهم !
شكرا لك أخي المبدع حنا والرب يحفظك ويقويك لكي تقف دائماً مع الحق ضد الباطل ، وضد أجندة الأبليس المنكسرة ، مع محبتي وتقديري لك ولكل الأخوة القراء .
أخوكم
وردا أسحاق

513
السيد ظافر شنو
( عاد الكلب إلى تناول قيأه .. ) " 2بط 2:22
أولاً يا ظافر المهزوم ألم تكفيك ضرباتنا أنا والشماس سامي خنجرو لكي تكتب وتتحدى مرة أخرى ؟ قبل أن أدخل في صلب الكلام أقول طالع هذا المثل الصادق الذي دونه  أعلاه والذي كتبه القديس بطرس فأنت من تستحقه بجدارة .  لماذا تريد أن تخدم الأبليس بكتاباتك الفاشلة دائماً ، أو لماذا تريد أن تقاوم سبل الرب وخدام كلمته الصادقة ،  لماذا تريد أن تقاوم سبل الرب كساحر قبرص الذي قاومه القديس بولس بقوله ( أيها الممتلىء غشاً ! يا أبن أبليس ! يا عدو كل برّ ! ) هل تريد أن أكتب المزيد من الآيات التي تليق بتصرفاتك الصبيانية وبأخلاقك وبتحديك لنا ولقيادة الكنيسة ومؤمنيها . يا أيها المتمرد على الكنيسة وعدوها يا خادم الأبليس تذكر أقوال المسيح لأحترام قادة كنيسته تذكر أقوال القديسين حول طاعة الآباء وقادتنا الروحيين ، أكتب لك قول القديس أنطونيوس وتأمل به عسى ما أخدمك به وأنقذك من شرك الشيطان ، قال ( من يسمع من آبائه ، فمن الرب يسمع . ومن لا يسمع لهم فلا يسمع من الرب ) لأسف أنت والشلة المتمردة على الكنيسة بكل غباء تقاوموهم بكل قوتكم دون أن تحترموا الرب وقديسيه وقادة كنيسته .
أما عن المقال الذي نقلته أنت عن موقع مار نرساي أيها الصغير جداً جداً فهو لي أنا ، أكرر لي أنا . أكرر لكي تفهم لأنك قليل الفهم والأدراك هو لي أنا ، لست أنا السارق ، بل أخ من الأخوان حفظه الله أستنسخه كما هو، فقط مسح أسمي منه ونشره في موقع مار نرساي ، أعرف بهذا منذ أن نشره لكنني لا أعارض ولم أرسل إلى موقع مار نرساي لكي ألومهم ، بل فرحت جداً لأن غايتي ليست لمجد أسمي الزائل ، بل غايتي هي لنشر كلمة الرب لأكبر عدد ممكن من القراء ، وهذه هي رسالتي ، وخدمت كلمة الرب بأمان بأكثر من ثلاثمائة مقال موجودة في كل المواقع ومداد قلمي لا ينشف منذ عشر سنوات . والدليل ستجد أنت والأخوة القراء نفس الموضوع وكما هو في مواقع آخرى وأسمي عليه وكالآتي
http://www.tellskuf.com/index.php/2010-03-12-08-07-53/2010-03-20-08-09-16-sp-1033913205/1133-2010-04-19-19-50-38.html
هذا في موقع تللسقف ، وفي موقع البطريركية موجود أيضاً ، وفي موقع عنكاوة ومانكيش وغيرها وهذا أيضاً في موقع مانكيش طالعه أكثر من 6300مشاهد لتتأكد بأن المقال لي وقد وسعت فكرته في المقال الجديد وتستطيع أن تقارن بين المقالين  .
https://mangish.net/forum.php?action=view&id=1972
وهنا في موقع عنكاوة نفس المقال لتتأكد يا خادم الأبليس
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=405704.0
وهنا في موقع باقوفا
http://baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=39252

قارنها مع ما موجود في موقع مار نرساي على الرابط http://www.marnarsay.net/?p=852

كما لي مقالات أخرى عن القديس وهي
قصة مار كوركيس بين الأسطورة والواقع الرابط
https://mangish.net/forum.php?action=view&id=1972
مصادر رسم أيقونة مار كوركيس الشهيد
https://mangish.net/forum.php?action=view&id=3621
تحديات المغبوط مار كوركيس لدقلديانوس
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=778336.0
أما المقال الأخير الذي نشرته فهو الأضافات الجديدة لتلك المقالات وهي كلها لي ولم أسرق من أحد ولا أستلم رسائل من أحد مثلك ، لأنني لا أحتاجها ، فقولك ( يخلق من الشبه أربعين ) الذي أردت أن تتحداني به فشل أمام القراء . أنا لا أتكل على أحد مثلك وليس لي أي مراسل ، الآن كف عن مقاومة كلمة الرب المستقيمة .  بعد أن عرفت الحقيقة لا أريد ان أرى صورتك ورأسك المنحني نحو سيديك الأبليس الذي يتلذذ بكتاباتك .
أطلب من المشرفين في موقع عنكاوة بعد أن أثبتً للجميع بالدليل والبرهان تهمة هذا الرجل أن يزيلوا كذبته الذي أراد أن يشوه بها مقالي وسمعتي أمام القراء ولا أريد أن يظهر في مقالاتي مع محبتي وتقديري .لكم ولكل أخوة القراء .
الكاتب
وردا أسحاق عيسى قلّو
وندزر - كندا


514
الأخ العزيز Eddie Beth Benyamin المحترم
نعم كلامك صحيح بأن في الموصل محلة بأسم هذا القديس ودير والأغرب جامع بأسمه ، لا أعلم السبب لأن لا يوجد أي علاقة بين هذا القديس ومبادىء الدين الأسلامي . لم يذكره القرآن ولا الأحاديث ولا أي مرجع آخر أسلامي فلماذا يكرم المسلمون هذا القديس ؟ أنا أقول بأن الجامع الذي بأسمه يعني كان كنيسة بأسم القديس لهذا عندما تحول الى جامع سمي بنفس الأسم ، وهناك جوامع كثيرة في الموصل كانت كنائس وأديرة تحولوا إلى جوامع ومنها جامع النبي يونس الذي تم تفجيره من قبل داعش كان كنيسة يونان النبي وتحول الى دير وفترة كان مقر البطريركية ، لما سيطر المسلمون عليه لقبوا جامعهم بنفس الأسم مع تغييره إلى الأسم العربي ( يونس ) . كما نجد صورة مار كوركيس في معابد الدروز أيضاً . شكرا لك والرب يباركك
أخوكم
وردا أسحاق القلّو

515
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
كما تفضلت أخي الموقر بأن لهذا القديس محبة كبيرة لأبناء قريتنا وقرى ومدن ودول كثيرة ، ومن الكنائس التي سميت بأسمه هي ( كنيستان في بغداد ) ودير في الموصل في منطقة ( بعويرا ) وفي أبرشية (العمادية ودهوك وزاخو ) كنيسة مانكيش والتن وفيشخابور وشيوز وكذلك بالنسبة الة ابرشيات الموصل وألقوش وأربيل كما توجد كنيسة بأسمه في بغديدا .يُكَرم هذا القديس في كل الكنيسة الرسولية الجامعة ( الكاثوليكية والأرثوذكسية ) علماً بأنه قديس صامت لا يتحدث ولن تأتينا منه أي رسالة غير سيرته الذاتية التي نقلها لنا التاريخ والسنسكار الكنسي ، والكنيسة الكاثوليكية سرعان ما طوبته وأعلنت قداسته بسبب قوة أيمانه وشجاعته وتحديه للأمبراطور الطاغية دقلديانوس الذي أمر بتعذيبه بكل آلات التعذيب ومن ثم قتله ، فنال المعمودية الثانية وهي معمودية الدم كما تعمد بها سيده الرب يسوع على الصليب تلك المعمودية التي أشار أليها يسوع لأبني الرعد . كان المفروض أن أدرج هذا في المقال أيضاً ، علما بأنني ذكرتها في مقال آخر عنوانه مار كوركيس رمزاً للمسيح . نعم أخي حنا في جدارية مار كوركيس معاني روحية كثيرة يجب أن نصل أليها ونفهمها ورموز اللوحة مستوحاة من أسفار كثيرة من الكتاب المقدس وخاصة من سفر الرؤيا . أما عن كلمة مناوىء فهو خطا في الطباعة أي بدل مناوىء هو مناسب ، أشكرك لأعلامي بها وتم التصحيح .نعم اللون الأبيض هو اللون الغالب والمناسب في السماء فالقديسين يلبسون الثوب الأبيض وشعر يسوع في السماء هو أبيض وحصانه أبيض ... الخ لأن اللون الأبيض يرمز الى الطهارة .
 في كنيسة مانكيش ليس لي صورته ، بل في كنيسة تن أما في كنيسة مانكيش فلي جدارية مار أوراهم في الهيكل الأخير ، أتصلت بي اليوم لكن للأسف كنت خارج البيت . شكرنا لمداخلتك ولكلماتك الحلوة التي لا أستحقها . ومار كوركيس يحفظك أنت والعائلة الكريمة ، مع محبتي وتقديري

أخوكم
وردا أسحاق القلّو

516
الأخ سامي خنجرو المحترم
نعم يا أخي العزيز كل أيقونة تحتاج إلى دراسة من الناحية اللاهوتية والفنية للوصول إلى غايتها وهدفها . فأيقونة مار كوركيس فيها عمق لاهوتي مرتبط بآيات الكتاب المقدس فعلينا أن نصل إلى عمقها والأستفادة منها . كما لي دراسات لأيقونات أخرة كقلب يسوع ، وأيقونة أم المعونة ، لكن لمار كوركيس حصة أكبر لكونه شفيع بلدتنا تناولت موضوعه أكثر من مرة ، فهذا هو المقال الرابع الذي كتبته عن هذا القديس العظيم . كما رسمت له جداريتين الاولى كبيرة الحجم موجودة في كنيسة قرية ( تن ) بالأضافة الى ثلاث جداريات أخرى نحتها من الصلصال وفخرتها ومن ثم زججتها بألوان زاهية . كما علينا أن لا ننسى عيده الذي يصادف يوم 24 من نيسان وهو أول عيد بعد القيامة ، تكرمه كل القرى التي هو شفيعها بمهرجان ديني خاص يسمى ب ( شيرا دمركيوركيس ) بهذه المناسبة نهنىء كل أخ أسمه كوركيس أو جورج . شكرا لك
أخوكم
 وردا أسحاق القلّو

517
 
كيف نفهم أيقونة مار كوركيس في ضوء ما اعتمده الفنان روفائيلو لرسمها

بقلم الفنان التشكيلي / وردا أسحاق عيسى قلّو

  لوحة مار كوركيس في الرابط التالي - بريشة الكاتب

http://www.m5zn.com/newuploads/2018/04/21/jpg//m5zn_a2d749558418929.jpg

       
غالباً ما يطلق على هذا القديس بأمير الشهداء . أستشهد في عهد الأمبراطور دقلديانوس . لديه معجزات كثيرة ، وهو شفيع لبلدان كثيرة ، والكنيسة الكاثوليكية جعلته نصيراً لها فأعلنت قداسته في مجمع عام 404 م الذي أقيم في روما في عهد البابا جلاسيوس الأول .
في فرنسا نجد كنائس كثيرة باسم هذا القديس ، وفي روسيا القيصرية رسموا صورته على حصون كثيرة وأنشأت الأمبراطورة كاترين وساماً رفيعاً سمته وسام جاورجيوس ، وكان على شكل صليب منقوش في وسطه صورة القديس ، كان يمنح للقادة المنتصرين في المعارك . كما أتخذته روسيا شفيعاً لها قبل الثورة البلشفية 1923م . ومن ثم أعادته روسيا الجديدة بعد الشيوعية شفيعاً لها .
أما بريطانيا ففيها 152 قرية بأسمه ، وصورته منقوشة على الجنيه ، وتعتبر عيده عيداً قومياً وعطلة رسمية تسمى ( جنيه الذهب البريطاني ) . أما في لبنان فهناك خليجاً بأسمه تقع عليه مدينة بيروت .وهكذا يكرم في اليونان وجورجيا المشتق اسمها من أسم القديس وزامبيا والبرتغال وفلسطين والنمسا وأيطاليا . أما في العراق فللقديس النصيب الأكبر في عدد الكنائس والمذابح التي سميت بأسمه تكريماً له .كما له أسماء كثيرة منها كوركيس ، جاوروجيوس ، جاؤرجيوس ، جرجس ، جريس ، جورج وغيرها .
بعد أن نتمعن بجدارية مار كوركيس  جيداً لنسأل ونقول من أين أخذ الرسام الأيطالي الموهوب روفائيلو فكرة رسم الأيقونة بهذا الشكل ؟ طبعاً لا توجد أيقونة مرسومة بطريقة كيفية وبحسب ذوق وتفسير الفنان لوحده ، لأن الأيقونة بحد ذاتها هي قصة لموضوع ما من الكتاب المقدس أو سيرة ذاتية لقديس ، ففكرة رسم أي أيقونة يجب أن تدرس دراسة دقيقة من قبل آباء الكنيسة مع الرسام قبل الشروع في رسم الأسكيتشات التخطيطية للموضوع والتي تقدم الى اللجنة مرة أخرى للأتفاق الأخير عليها بعد دراسة الموضوع من الناحية التفسيرية واللاهوتية وكذلك الفنان يبدي بآرائه لشرح موضوع الألوان وتوزيع المساحات والمنظور وغيرها قبل أن يبدأ بالرسم .
أيقونة مار كوركيس جاءت فكرتها من سيرة حياة القديس الذي كان ضابطاً في الجيش الروماني ، فعليه أن يرتدي قيافة عسكرية كاملة ويكون بحالة أستعداد للقتال . لكن الحروب التي يخوضها أبناء الكنيسة ليست
مع ذوي الدم واللحم ، بل مع أجناد الشر الروحية " أف 12:6 " لهذا يجب أن يعبر الرسم عن الأثنين ، ملابس الجندي الروماني الذي يرتدي الخوذة والدرع والبدلة العسكرية ونطاق على الخصر ، أضافة إلى تقلدهُ للسيف والرمح ، وإلى ركوب الحصان لكونه ضابطاً . كل هذه التجهيزات والأسلحة فسر غاياتها الرسول بولس كالآتي : الخوذة التي تؤمن سلامة الرأس ترمز إلى الخلاص الذي يتحكم على أفكار الأنسان . اما الدرع الذي يغطي منطقة الصدر فيرمز إلى البر والقداسة لأنه يعطي القلب الذي هو نبع القداسة وحسب قول الرب (... من القلب الطيب يخرج الطيب .. ) وكلمة الرب التي في القلب تمنحه وتنقيه لأنها فاحصة القلب والأفكار " عبر 12:4" وكذلك تغسله وتطهره من كل عيب " أف 26:5 " .
أما الحزام الذي يحيط وسط المحارب ليشد قامته لكي يكون قادراً على السيطرة والتحكم في كامل بدنه ، يعني أن المؤمن يمنطق حقويه بالحق والصدق والأمانة ، ومطلوب منه أن يكون مستعداً لمساعدة المحتاج كما قال داود النبي ( إنما خير ورحمة يتبعاني كل أيام حياتي ) " مز 6:23 " .
 السيف الذي يحمله القديس فيرمز إلى كلمة الله التي هي أقوى من السيف ذو الحدين ، أنه كلمة الله التي حملها مار كوركيس لهدم معاقل الأبليس ، فسيفه لم يكن سيف الحروب الجسدية ، بل سيف الحروب الروحية ، أي الصليب المقدس الذي رسمه الفنان على جنب القديس ، أنه سيف المحبة الذي به غَلِبَ العالم .
أما الفتاة والبيت التي رسمها الفنان خلف الفارس فيرمزان إلى عروس المسيح ، أي كنيسته المقدسة التي حاربها تنين الوثنية وبحث عنها ليلتهمها " رؤ 13:12" .
مار كوركيس هو الرمز للرب يسوع الراكب على الحصان الأبيض الذي يقصي ويحارب ممالك الأمم بالعدل ، تقول الآية ( ثم رأيت السماء مفتوحة ، وإذا حصان أبيض يسمى راكبه الأمين الصادق الذي يقضي ويحارب بالعدل ) " رؤ 11:19" . فالحصان الأبيض بين ألوان الأفراس الأربع في سفر الرؤيا يدل على أنه المناسب للمسيح ، كما نرى فيه الكرازة الأنجيلية التي كان يكرز بها القديس مار كوركيس ، بل يرمز إلى المسيح نفسه ، ثم نقرأ عن الحرب والجوع والوباء في سفر الرؤيا ، وفرادة الفرس الأبيض ، فالقوس بيد الفارس ( الرمح بيد مار كوركيس ) نقرأ عنها في العهد القديم قوس الله وسهامه ، أي أحكام الله وعقوباته ( طالع عنها في تث 32: 41-42 . حب 3: 8-9 ) وفي ( حز 5: 16-17 ) ( أرسل عليهم سهام الجوع القاتلة ، سهام التدمير والوحوش الضارية وأنزل فيهم الوباء والدم بسبب الحروب ) . كذلك في ( رؤ 8:6 ) نجد نفس الرمز وهو القوس ( السهام ) المرتبطة بالنكبات عينها . وهكذا نستنتج رمزاً من الفارس الأبيض وهو دينونة الله الأخيرة . والفارس الأبيض هنا معه أكليل يجسد أحكام الله ، ويوضح أن وظيفة الفارس الأبيض ( المسيح ) الرئيسية هي أن يحارب ويدين وفي نهاية الوحي نرى بوضوح أن الديان هو المسيح نفسه ( رؤ 2:6) وفي ( رؤ 19 : 11-16 ) يدعى راكبه الأمين الصادق ويسمى بعد ذلك ( حكمة الله ) " رؤ 13:19 " ( وكان يرتدي ثوباً مغمساً بالدم ... ) وهكذا رسم الرسام عباءة حمراء للقديس . العباءة الحمراء التي يرتديها القديس ترمز إلى ثياب الرب المخضبة بالدم ، وكما أن المسيح لوحده داس المعصرة وحسب قوله في أش 3:63 ( دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد ، وطئتهم بسخطي ودستهم بغضبي فأنتضح عصيرهم على ثيابي فلطخت ملبوسي كله ) هكذا نرى القديس الذي يرمز الى المسيح هو وحده قضى على التنين الذي يمثل الوثنية التي كانت تسجد لأصنامها الشعوب . التنين في " رؤ 20:1-3 " يدخل في ضمن المثلث الشيطاني ( التنين 3"12 ، وحش البحر 1:13 ) وحش الأرض أو النبي الكذاب ( 11:13 ، 20:19 ) إلا أن التنين الذي هو الحية الجهنمية والشيطان . جائت ساعته ، كان حاضراً في التاريخ منذ السقطة الأصلية " تك 1:3 " . كان تدخل المسيح الفارس السبب في هزيمة الحية القديمة ( التنين ) . فكرة الموضوع أخذت من هذه الآيات ، فصارت أيقونة جميلة وشعاراً لهذا القديس العظيم وأبرز تكريم  يخلد نضاله  البطولي .
نطلب شفاعة مار كوركيس الشهيد وصلواته ليحفظنا جميعاً

   



518
الأخ العزيز كوركيس أوراها منصور المحترم
طالعت رأيك عن تعليقاتنا وآرائنا عن هذا الشخص . وكذلك طلبك الخاص بتركه وشأنه .
نعم وكما تفضلت يا أخي العزيز الكثيرين يعرفون أهدافه الصبيانية واسباب هجومه المتكرر على قداسة البابا وغبطة أبينا البطريرك وبأسلوبه الهابط المجرد من الأحترام لكل قادتنا الروحيين ولكل المؤمنين الكاثوليك عامة والكلدان خاصة .
مشكلتنا معه ,
هي عدم ألتزامه باسلوب المناقشة الصحيحة على الموضوع الذي نناقش به ، بل نتفاجأ في كل تعليق له طلب جديد بعيد كل البعد عن صلب الموضوع الأول ، وكل المحاورين معه منذ البداية كانوا ضده وهو ما يزال يتحدى الجميع بأصراره على آرائه ، وهذا أن دل على شىء فهو يدل على قلة أدراكه ، أو يريد الهروب ، أو له مشكلة في التركيز والأستيعاب . مُصِّر على رأيه على وجود عدة آلهة خلقت هذه الشعوب ، فلليهود أله وللمسيحية أله وللمسلمين إله والبوذا والهندوس وغيرهم ألهتهم ، والكتاب المقدس يقول ( خلق الله السموات والأرض وكل ما يرى وما لا يرى ..) ونعبر نحن المسيحيين كاثوليك وأرثوذكس عندما نردد قانون الأيمان بأننا نؤمن بإله واحد خالق السماء والأرض ...ألخ وهذا الرجل يريد أن يأتينا بأنجيل جديد وتعليم جديد وتفسير جديد ويفرضه على كل الكنائس . شرحت له بالتفصيل الله في المسيحية وفي اليهودية وفي الأسلام ومدى فهم وأيمان كل منهم لله الواحد ، لكن هل يريد أن يفهم الرأي الآخر ؟
حذرته منذ البداية وبكل محبة وأحترام أن التمرد على قادة الكنيسة وعدم طاعتهم ومحاربتهم والأستهزاء بهم عقوبتها كبيرة جداً لأنهم بمكانة رسل الرب في هذا الزمن وكتبت له قول يسوع لتلاميذه ، وهو ( من يسمع لكم يسمع لي ، ومن يرفضكم يرفضني ، ومن يرفضني يرفض الذي أرسلني! ) " لو 16:10 " ولهم أعطى الرب مفتاح الحل والربط ، وهم السلطة المخولة بقيادة الكنيسة وكل أسقف يحمل عصى الراعي ليقود رعيته إلى الرب . فكيف يمكن لخروف في القطيع أن يسيّر الراعي ! هكذا يريد هذا الرجل العلماني أن يفقه بآرائه ويفرضها على قادة الكنيسة ، وأن يضع طقوس لها كما يحلو له ويفرضها على قرارات السينودس وبطريقة مجردة من الأدب والأحترام . ولكي يعرف أهمية السلطة الكنسية الكاثوليكية جيداً ، أكتب له الآن آراء بعض القديسين بهذه السلطة المباركة عسى أن أخدمه بها وكالآتي :
قال القديس الكبير مار أوغسطينوس الذي عاش في الخطيئة زمناً طويلاً والذي كان عارفاً لجميع الفنون السحرية ، والطلاسم ، والعرافة والتنجيم في أيام ضلاله ، وكان منتمياً إلى بدعة المانوية ويعبد المخلوقات . هذا بالأضافة إلى تبحره في العلوم والفلسفة ، لكن عندما آمن بالمسيح الرب قال له ( لولا السلطة في الكنيسة الكاثوليكية لما آمنتُ بأنجيلك ) وخاطب الكنيسة قائلاً ( أيتها الأم المقدسة الكاثوليكية ، يا أم المسيحيين الحقيقية ، أنتِ لا تبشرين بواجب عبادة الله بقلب نقي طاهر فقط... إنما تحرمين علينا عبادة المخلوقات التي أمرنا بخدمتها .) ( أوغسطينوس : خواطر فيلسوف في الحياة الروحية للقديس أوغسطينوس ) المصدر سلسلة " التراث الروحي " دار المشرق بيروت 1997 ، ص 70 . نقلها الخوري يوحنا الحلو .
أما القديسة تيريز الأبيلية فتعتبر تعليم الكنيسة الكاثوليكية إلى جانب الكتاب المقدس ، منارة وضمانة لها على صحة ما تعرف وتختبر ، فالنفس المؤمنة إيماناً قوياً برأيها تسعى دائماً لأن تسير وفق تعليم الكنيسة ، فنسأل هذا ونفسر ذلك ، فيتكون راسمه بقوة في الحقائق بحيث أن الأيحاءات التي قد تخطر لها مهما كثرت ولو رأت السماء مفتوحة ، لا تزيحها قيد أنملة عن تعليم الكنيسة المقدسة . ولذلك فإن توافق تعليم الكنيسة والنعمة المعطاة في الكتاب المقدس ضمانة لصحة العقيدة . الكنسية منذ بداية تأسيسها واجهت هرطقات وبدع ومقاومين لها كما يفعل هذا الأخ المتمرد ، والشاذ في أفكاره وآرائه والذي يريد أن يسيّر الكنيسة لكي تقرر ما يشاء . أقول له أن الله الذي خلقك حراً فبأستطاعتك أن لم تكن مقتنعاً بالكنيسة الكاثوليكية أن تنتقل إلى الكنيسة التي فيها ( مندلا شقيلالي معموديثا نيزال ) وأخواتها ... لكن ليس من حقك أن تحارب كنيسة تعدادها مليار ونصف ،
أطلب من الأخوة المشرفين في هذا الموقع المحترم تحديد حرية الكاتب في النقد لكي لا يدخل في حدود الأهانة والتجريح وخاصةً لأبائنا الروحيين الأجلاء . حتى الله لم يخلق الأنسان بمطلق الحرية بل حدد حريته وهو الوحيد الذي له ملء الحرية على الكون ، وهكذا سنخدم القراء بنتاجاتنا بالمحبة والأحترام .
سأنفذ طلبك أخي العزيز كوركيس أوراها وأكف عن الرد على هذا الأنسان طالباً من الرب أن يفتح بصيرته ليتوب ويعتذر ويعود إلى القطيع  كما عاد مار أوغسطينوس ، وهكذا سيحصل الفرح في السماء وفي الموقع . والرب يبارك   

519
السيد ظافر شنو : أنت لا ترد على ما نكتب ، بل تهرب وتتحجج وتزكي نفسك بنفسك وتتهم الآخرين بأنهم على خطأ بدون أن تناقش الرد على ما تكتبه أو يكتب لك ، فلكي تتعرف على شخصيتك الشاذة فأنك تعتقد بأنك فقط على صواب وجميع الناس هم خاطئين وأنت المصلح الوحيد والصوت الصارخ في البرية وعلى الجميع أن يتبعون دجلك . لاحظ يا ظافر تعليقات كل الأخوة على أكاذيبك وفلسفتك الفاشلة هم ضدك وأنت وصفت الجميع منافقين ومرائين وكذابين وأنذرتهم لشدة حرصك ومحبتك لهم وقلت ( كلنا سنقف يوماً بين يدي الديان ) وأعتبرت كل من يتبع الكنيسة الكلدلنية وقادتها بأيمان وطاعة على خطا فقلت هذا شأنهم وهم أحرار والذي يتبع المسيح فهو حر ، يعني كل من يتبع الكنيسة الكلدانية هو على خطأ وأنت وغيرك من الشاذين هم المختارين الذين سيدخلون الفردوس الأبدي . كما أعتبرتنا بأننا نصيد في الماء العكر وأننا أصحاب مصالح شخصية ومتملقين ولوكية وحرامية ولا نفهم شىء والفاهم الوحيد هو أنت الوحيد  ، بل أقول أنت الوحيد تحتاج إلى علاج نفسي لكي تشفى ما عاهاتك الكثيرة . لا نريد منك التقييم ولا ننتظر منك الأرشاد بل أن تجيب على اسألتنا وتفهم ما نكتب , قلت الله هو واحد للجميع وخالق كل شىء ، جئت لي برأي صديق يقول بأن إلاه المسيحيين يختلف عن إله الأسلام فألهنا هو ( الأب والأبن والروح القدس ) وألههم هو ( الله أكبر ) ووضحت الجواب بدقة فهل أقتنعت أم ما تزال على رأيك بأن للمسيحيين إله خلقهم وللأسلام آخر خلقهم ولليهود آخر ؟ أم الله هو واحد وهو خالق لكل شىء وهو نفسه ( الآب والأبن والروح القدس ) وحتى أن لم يفهمه العالم كما فهموه المسيحيين وىمنوا به ، أعتقد الموضوع واضح جداً . أما عن العالم غاليلو فقلت ( اتعلم سيد وردا ما هو الفرق بين افكاري وافكارك ؟؟ انا اكلمك عن العلماء وانت تكلمني عن التنجيم ) نعم لكني شرحت لك الأسباب وقلت بأن العلماء الحقيقيين والمنجمين كان يعتبرهم الشعب كلهم علماء ، والمنجمين كانوا يقفون ضد الأيمان بدجلهم وسحرهم وخرافاتهم لهذا قاومتهم الكنيسة بشدة وكانت النتيجة لصالح العلم والكنيسة بعد أن قرر العلماء فصل جماعتهم عن المنجمين ، هل فهمت الآن ما أقصد أم تتحجج بالعودة إلى ( مندلا شقيلالي معموديثا نيزال ) وعندما قلت لك أتركك مع الشماس سامي لتناقشها معه فهذا ليس هروب مني بل لأنه سيخدمك في تفاصيلها أكثر لأنه شماس قديم لكي ننهي تلك الفقرة ، لكنك وبسبب استكبارك وأيمانك برأيك  قلت لي صديقك سامي لم ينقذك أبداً ، أنا لا أحتاج إلى صديق مثلك ، وبماذا ينقذني ، بمندلا شقيلالي معمديثا نزال ؟ نحن لا نحتاجها يا ظافر ولا تهمنا أبداً ولا نريدها في كنيستنا نتركهها لك أنت أحتفظ بها وأعتبرها صلاة يومية صليها كل يوم لكي تغفر لك خطاياك فيكون لك الخلاص .
 أما سؤالك ( انا استشهدتُ ب ( قالَ الرَّبُّ لِرَبّـي ا‏جلِسْ عَنْ يَميني حتَّى أجعَلَ أعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيْكَ.  فإذا كانَ داودُ يَدعو المَسيحَ رَبّا، فكَيفَ يكونُ المَسيحُ ا‏بنَهُ (متى 22\44و45)). وسألتك بعدها سؤال وهو من هو الرب ومن هو ربي ؟؟ وهل هما اثنان ام واحد ؟؟ وايهما هو السيد المسيح ؟؟ هل ستجمع قواك وتجيبنا ام تفعلها كما فعل البعض في الكتاب المقدس الذين كانوا يتهربون من الاجابه ؟؟.) قبل أن أجيب أقول وما علاقة هذا السؤال في حوارنا ومذا تقصد به ؟ وهل هذا هو مستواك لكي تتحداني به وتقول هل تجمع قواك وتجيبنا . الجواب بسيط جدا وهو الرب الأول هو الله . والرب الثاني هو يسوع . أي الله الآب ( الرب ) قال لأبنه يسوع ( الرب ) ( أجلس عن يميني ... ) هذا ما قاله يسوع لليهود كيف قال داود للرب يسوع رباً ؟ الجواب لأنه إلهه وخالقه . وكيف سماه أبنه ؟ لأن المسيح بعد التجسد سيدعى أبن داود أي ( يسوع أبن داود ) كما دعاه أعمى أريحا عندما ناداه . أم فلسفتك تختلف .
الآن قل لي من هو أكثر لوكية نحن أم أنت الذي تعمل ضد الكنيسة لصالح معتقدات أخرى ، تلك هي اللواكة الحقيقية ، هذا هو أحترامك لمن يناقشك ويخدمك وهذا هو مستواك الحقيقي الذي تجلى لنا بهذه الكلمات الهابطة . ننتظر منك الجواب الدقيق أيها الصوت الصارخ في البرية .

520
السيد ظافر :كما قلت لو نزل ملاك من السماء ليغيّر أفكارك  وآرائك فلا ينجح ، وأستعانتك بصديق لكي يساعدك ويؤيد آرائك يدل على هزيمتك . لقد كتبت لك في تعليقي السابق ،الآتي :  أما عن الله فهو واحد للعالم كله وهذا واضح جداً لجميع المؤمنين ، وجميعنا نعبّر عن ذلك عندما نعلن ايماننا في كل قداس الهي ونقول ( نؤمن بإله واحد الآب ضابط الكل وخالق السماوات والأرض ... ) إذاً هو اله واحد وضابط لكل البشر فهو خالق المسيحي واليهودي والمسلم... الخ .
رأيي صديقي لا يتناقض لما شرحت لك وهو أن الله هو واحد للجميع وهو ضابط الكل لكن الفرق هو في الوصول إلى جوهر حقيقته وأقانيمه الثلاثة والأعتراف بها ، نحن المسحيين نؤمن بإلتثليث وقد وصلنا إلى هذه الحقيقة من تعليم العهد الجديد والروح القدس الحال فينا . تقول الآية ( الله واحد ) " غل 20:3" أيضاً
؛ تَسَالُونِيكِي الأُولَى 1: 9؛ ؛ أفسس 4: 6؛ يهوذا 25). ثانياً نحن لا نقول ان الله ثالث ثلاثه كما اتهمنا قرآن المسلمين ، بل نحن نقول ان الاب والابن والروح القدس ( اله واحد) وهذا هو الثالوث الذي يصعب فهمه كل من لا يعمل فيه الروح القدوس لأنه كما يقول معلمنا بولس الرسول "ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس1 كو 3 . لكن الله هو واحد للجميع وحتى للشياطين لكي تفهم جيداً ، أكرر وحتى للشياطين ، وحسب الآية ( أنت تؤمن أن الله واحد حسنا تفعل ! والشياطين أيضاً تؤمن بهذه الحقيقة ولكنها ترتعد خوفاً ) " يع 19: 2" الآن هل أقتنعت بأن الله واحد ؟ :
 أدخل في الموضوع أكثر وأقول لك : كيف تريد أن يؤمنوا ويعترفوا المسلمين أو اليهود بهذه الحقيقة ؟ ولكي أوضح لك أكثر أسألك سؤالاً يحرجك فعلاً وهو : هل إله المسيحيين وأله اليهود واحد أم أثنين ؟ الجواب واحد طبعاً علماً بأن اليهود لا يعترفون بإله المسيحيين الذي هو ( الآب والأبن والروح القدس ) كما وضح لك صديقي ، ولعلمك يا سيد ظافر بأن الله الثالوث موجود في أسفار العهد القديم وبوضوح لكن اليهود لا يؤمنوا به كما نؤمن نحن ، علماً بأن الله الثالوث أي ( الآب والأبن والروح القدس ) مكتوب في أول آية من الكتاب المقدس وهي ( في البدء خلق الله السموات والأرض ، وإذا كانت الأرض مشوشة ومقفرة وتكتنف الظلمة وجه المياه ، وإذ كان روح الله يرفرف على سطح المياه ) الآن لنبحث في الآية  عن " الآب والأبن والروح القدس. كلمة ( خلق ) هو المسيح ، لأن هو الكلمة الذي به خلق الآب الخليقة كلها وهو الأقنوم الثاني . ( الله ) هو الآب ، أي الأقنوم الأول . ( روح الله ) هو الأقنوم الثالث أي الروح القدس , إذاً الثالوث واضح جداً وهكذا نجده في آيات أخرى من العهد القديم . الآن أقول هل يعترف اليهود بإله ( الآب والأبن والروح القدس ) كما نؤمن به نحن المسيحيين ؟ الجواب طبعا لا لأنهم لم يفهموا المكتوب لهم ، ولم يفهموا النبؤات عن المسيح ولا عن زمن مجيئه ، ورغم ذلك ( الله ) المسيحيين و( الله ) اليهود هو واحد لكن الفرق هم لن يصلوا إلى هذه الحقيقة . أعتقد الشرح واضح جداً .
الآن ننتقل إلى المسلمين فأقول لك حتى قرآن المسلمين يشهد بأن الله هو ثالوث ونفس ثالوث المسيحيين وإن الآب هو ( الله ) والأبن ( الكلمة ) هو ( الله) والروح القدس هو ( الله ) أي إله واحد بثلاث أقانيم وحسب الآية ( المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) " سورة النساء 171 " الآن لنبحث عن الثالوث بالتفصيل لكي تفهم أنت وتقتنع فنقول : الله واضح أولاً كأول أقنوم و ( كلمته ) وهذا ما نقوله ونؤمن به نحن المسيحيين للمسيح بأنه الكلمة . وروحاً منه ( أي الروح القدس ) فهل يؤمن المسلمون بهذه الحقيقة الواضحة جداً يا سيد ظافر ؟ أليست الحقيقة واضحة كوضوح الشمس أم ستبحث أيضاً عن صديق . صديق واحد لن ينفع لك يا ظافر ، إذاً عليك الأستعانة بجمهور كما في برنامج من يربح المليون . لماذا لا تعترف يا ظافر بهزيمتك وتعتذر ؟  وهناك آيات أخرى في قرآن المسلمين تعترف بآلوهية المسيح وبالروح القدس لكن هل يصلون الى حقيقتها لكي يعترفوا بالله كما نحن نعترف ، طبعا لا . ولو أعترف اليهود والمسلمون بالحقيقة فعليهم أن يتركوا دياناتهم ويعترفوا بالمسيح رباً وإلهاً . 
ختاماً أعيد وأقول الله هو واحد للجميع لكن أسرار الله وحقيقته العميقة  لا يصل أليها إلا من نال الروح القدس ليؤمن بالله كما يؤمن به المسيحييون علماً بأنه واحد ولا إله غيره . الآن أعاتبك بشدة لأنك لم تنفذ طلب صديقي العزيز ، لكي تكتم طلبه بل ووضحت لي كل شىء وعرفته وهذا دليل على ضعفك ولسبب هزيمتك فقدت صوابك وتوازنك فأردت تبرير موقفك أمام العالم بأن لديك مؤيدين . وصديقي العزيز يعرف ما أقصد أنا في شرحي . تعليقك الأخير ليس بالمستوى المطلوب ، أعتبرته حجة لكي تهرب من الرد على تعليقين موجودة في الأخير لم يصلني لحد الآن ردك ، كن جدياً وواضحاً فالمعركة لا تنتهي بعد بل ستطول . أو أستعين بأصدقاء يكتبون لك لكي تحافظ على ماء وجهك . هجومك على قادة الكنيسة وشكوكك بأمومة العذراء مريم لله المتجسد ليس قليلاً يا أيها الصوت الصارخ في فراغ الظلام . كن سريعاً في الرد إذا كنت موهوباً . كما ننتظر ردك وبالتفصيل على أسئلة الشماس القدير سامي خنجرو . وإلى اللقاء في درس آخر .

521
سؤالك سيد ظافر عن الكنيسة وغاليلو معتبرا نفسك عالم بمقام غاليو ، فقلت لي :
تعلم تقييمك هذا ذكرني بتقييم الكنيسه الكاثوليكيه للعالم غاليليو !!! وهي تعتذر بعدها له وللكثير غيره عن الاعمال الافكار التي قامت بها يوما ما ولليوم تعتذر
السيد ظافر شنو عدت أليك قبل أن ترد على تعليقي الأخير لأنني رأيت في ردك السابق سؤال آخر عن غاليلو ولم أجب عليه وذلك لكثرة أسئلتتك وهروبك من الموضوع الحقيقي الى آخر بعيد كل البعد عن الموضوع الأصلي . أي تقفز من قمة جبل برادوست وتنزل في هور الحويزة بدون مقدمات فعلينا أن نبحث عنك . أما موضوع ( مندلا شقيلالي معموديثا نيزال ) فسأتركك مع الشماس الأنجيلي القدير سامي خنجرو لكي تتحاورون عليه بدقة لأنه الأكفأ في الطقوس وفي اللغة الآرامية ، لكن أرجو منك عندما تدخل في موضوع لا تتفلسف في موضوع آخر كما يفعل بعض قادتنا المعروفين بسياستهم الكنفوشية . أثبت على موضوع واحد لكي نستطيع أن نخدمك به ونصل بك الى الحقيقة إذا كنت جدياً بالبحث عن الحق . الآن جوابي على سؤالك الخاص عن العالم غاليلو هو الآتي:
في زمن غاليلو كان الناس يعتبرون علم الفلك والتنجيم علم واحد ، كان هناك أختلاط بين العلم في تلك الفترة وبين التنجيم والعرافة . علماً بأن علم الفلك مولود من التنجيم وبعدها تطور الى علم مستقل . فعلم الفلك الفيزيائي يدرِس وضعيّة الأفلاك والأجرام السماوية وحركاتها وطبيعتها المادية بهدف وضع قوانين علمية لها وبواسطة نظريات علمية وأجهزة وحسابات دقيقة ، أما التنجيم أو ما يعرف أيضاً بالأوروسكوب أو الأبراج فهو وسيلة من وسائل العرافة يحاول أن يحدد تأثير حركة الكواكب والنجوم في الحياة الأرضية بهدف التنبؤ بالأحداث المستقبيلية ، فالتنجيم لا يخضع للمقاييس العلمية ، أي هناك فرق شاسع بين التنجيم وعلم الفلك .
في زمن غاليلو أختلطت فعلاً العلوم بالتنجيم ، فالمنجمين يحسبون أنفسهم علماء وبسبب هذا الأختلاط بين علم الفلك الذي كان يعمل فيه العالم غاليلو وبين خرافات المنجمين التي تتناقض مع الأيمان لم يبقى للناس مجالاً للتميّز بينهما لهذا عمدت الكنيسة في تلك الفترة أي في زمن غاليلو مضطرةً إلى محاربتها لكون الأثنين واحد بنظر المجتمع ، فنالت عرضاً من بعض العلماء الجديين ، فثار العلماء الحقيقين كغاليلو على أؤلئك المنجمين الدجالين فسعوا من أجل الأستقلال عنهم وهكذا تم فصل العلم عن التنجيم نهائياً وأصبح كل شىء واضح لعامة الناس والكنيسة ، وبعدها لم تعد الكنيسة تحارب علماء العلم بل المنجمنين الدجالين فقط ولحد اليوم وما أكثرهم في زمننا . وبالعكس صارت الكنيسة من مؤيدي العلماء ومشجعي العلم . إن في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني تأكيداً على دعم العلوم وكل التقدم التقني الذي يسعى الى خدمة الأنسانية بكليته .
إذاً عليك يا سيد ظافر أن لا تنظر إلى خلاف الموضوع ويبدأ صوتك بالأنطلاق والصراخ وتقول أنا صوت صارخ في البرية ، بل عليك الدخول في عمق الموضوع والبحث عنه لكي تتلذذ بطعم حقيقته ولا تخطأ بقراراتك.
التنجيم يا سيد ظافر هو نوع من أنواع العرافة ، أو التطيًر ، ينسب إلى الكواكب والنجوم قدرات مزعومة هي لخالق الكون والوجود وحده . يريدون أقناع الناس بأن مصيرهم ومستقبلهم نحكم عليها الأبراج السماوية ، إذاً بماذا سيحاسب الله الأنسان المخلوق مسيّر من قبل الأجرام ؟ بينما في مفهوم الأيمان الأنسان مخلوق بأرادة حرة ، فالكواكب والأبراج لا يمكن أن تتحكم بمصير الأنسان الذي خلقه الله حراً لكن المنجمين يريدون أن يتحكموا بعقول الناس أنطلاقاً من حسابات مغلوطة مبينة على أوضاع فلكية وهمية غير مرصودة فعلياً كما يفعل علم الفلك . وفي زمن غليلو كان للمنجمين منزلة رفيعة في البلاط الملكي الأيطالي والفرنسي وغيرها من البلدان كمستشارين رسميين يبدون بآرائهم في الحروب وفي سياسة الدولة هل تنجح أم لا ، لا تنسى ما فعل الملك شاول قبل دخوله للحرب كيف سأل عرافة ولم يسأل ربه ، لهذا السبب حددت الكنيسة موقفها فكانت النتجة لصالح العلماء جماعة غاليلو فلا ضير أن تبين الكنيسة موقفها اليوم وتعتذر وأنت تعلم جيداً موقف الكنيسة من العلم اليوم ، وموقفها من الدجالين . الآن هل فهمت السبب يا سيد ظافر ، ولماذا تبحث الآن عن الأوراق القديمة ولا تنظر إلى الكنيسة اليوم ، نعم تأكد لنا من تعليقاتك أنك قفزت إلى مذهب آخر وقفزاتك كثيرة يا رجل ، لكن لماذا ترمي بحجرك وحقدك على الطوائف الأخرى ؟ وهذا لا يحصل أبداً بين أبناء كنيسة المشرق بمختلف أطيافها ، بل المطلوب منا جميعاً أن نعمل من أجل أن نقترب ونتوحد فنعمل كرجال مؤمنين لا يعرفون الضغينة لا كأطفال متنازعين غاضبين فيما بينهم ، والمسيح الرب يريد أن نكون واحد وهو رأسنا لأنه رأس لكنيسة واحدة لا لعدة كنائس وهكذا سيحلو صوتك الصارخ في البرية . [/col
or] 

522
السيد ظافر شنو الآن تأكدت من تعليقك الأخير بأنك فعلا لا تفهم ولا تريد أن تفهم. ولم أخطأ عندما قلت لك ، لا تتنازل عن رأيك الخاطىء حتى لو نزل ملاكاً من السماء لأجلك .
يبدو من تعليقك أنت هاجرت الكاثوليكية لهذا صار الأسقف والبطريرك وقداسة البابا أعدائك فتراقب كل خطواطهم بدقة لكي تهاجمهم بمقالاتك التي تفضح شخصيتك وميولك ، لا وبل لم تخلص منك حتى العذراء مريم وبحسب رأيك الشاذ أنها ليست أم الله وتناقض حتى نصوص الأنجيل المقدس وآراء الكنيسة المقدسة منذ القرون الأولى والتي أقرت بمجامعها في القرن الرابع بأنها أم الله ، مريم الأنسانة المتضعة وكان الاتضاع شرطًا أساسيًا لمن يولد منها رب المجد.
 تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي منها... مجد حلول الروح القدس فيها... ومجد ميلاد الرب منها، ومجد جميع الأجيال التي تطوبها واتضاع أليصابات أمامها قائلة لها "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ.." (لو1: 48، 43). الآن هل تؤمن بأن الرب يسوع هو الله أم ستأتينا بفلسفة أخرى ، فإذا كان هو الله فهي أمه وحسب الأنجيل . أم كما قلت لجأت إلى طائفة أخرى ففقدت توازنك ؟
عن غسل أرجل التلاميذ من قبل البابا ولمن فأقول ، لست أنت من يعلمهم ماذا يفعلون لتبدي بآرائك المدعومة بآيات لا تتفق مع كلامك للأسف ، وهكذا كان يعمل الشيطان مع يسوع .
سخريتك ههههه من قولي وهل ستجد مؤيداً واحداً  لك ؟ فكان جوابك : يارجل هل تتصور انا تهمني التعليقات ان تكون الى جانبي ؟؟ انا يهمني ان يقرأ الناس ما اكتب فقط .
إذاً هل أنت نبي جديد مرسل والكنيسة لا تعلم برسول الله الجديد ؟ تذكر قول الرب  «احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! ويبدو أنت واحداً منهم . أتريد الناس أن يقرأون ما تكتب أنت يا رجل ؟ تذكر إذاً قول مار بولس القاسي جدا والذي يشملك فعلاً وهو : إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا» أي ملعوناً
 
أما إلهنا ليس إلههم فقد شرحت هذا وأنت لا تريد أن تفهم أو لا تفهم أساسا فبقيت على رأيك راجع مرة أخرى ما كتبت عساك أن تفهم .
أما عن أستنساخك لنصف آيات الأنجيل ووضعها في تعليقك لكي تدعم كلامك فيبدو للجميع بأنك الخاطىء الوحيد . تتباكى على قوانين الكنيسة القديمة التي حذفت ، أتمنى لو كان قرار الكنيسة السابق الخاص بطرد كل من يقاوم سلطة الكنيسة باقياً لحد الآن لكانت تحكم عليك بالطرد إلى أن تأتي أليها وتعلن توبتك وأمام الجماعة وتقول ( حطيلي قم آلها وقم دو علما ) أي خطئت أمام الله وأمام هذا العالم . ونتمنى أعادة ذلك الحكم لكي يطهرون الكنيسة فعلاً من أمثالك لتصبح منبوذا أمام كل المؤمنين ، والرب لا ينسى لك هذه الخطايا ، بل حسابه عسير جداً لأنه إله عادل .

523
الأخ الدكتور صباح قيا المحترم

موضوع شيّق تناولت فيه جوانب عدة وخاصة عن الآراء التي تشك بموت المسيح رغم الأدلة التاريخية الموثوقة في سجلات الدولة الرومانية ، أو في كتب المؤرخين الملحدين كالرومان وكذلك المؤرخين اليهود الذين كتبوا عن صلبه كنبي كذاب أراد أن يغيير تعليمات دينهم فنال جزائه على خشبة الصليب ومات وحسب شهادتهم . فعندما يأتون اليوم بعض المفكرين بآراء تنفي موت المسيح فآرائهم لا تستطيع أن تحدى كل تلك الكتابات التاريخية المناوئة للمسيحية أضافة إلى آراء المسيحيين في أنجيلهم . وكل الرسل شهدوا لحقيقة موته وماتوا شهداء بسبب شهادتهم ، وهذا دليل على صدق شهادتهم بأنه قام من بين الأموات وألتقى بهم جميعاً .وبسبب صلب وموت المسيح على الصليب وقيامته ولدت المسيحية / فالصليب وعمل المسيح على الصيب وموت عنا جميعا هو محور أيماننا ، لا وبل صار الصليب راية المسيحية ورمز خلاصها ، فلا مسيحية بدون الصليب.
لهذا قال الرسول بولس للمؤمنين ( إذا لم يكن المسيح قد قام ، فإيمانكم باطل ، ولا تزالون بخطاياكم ... ) " 1قور 15:17"  كان الصليب قبل القيامة مجرد أداة تعذيب وقتل وأنتقام ، لكن بعد القيامة صار راية الدين الجديد وفخر لكل مؤمن ، وعلامة الخلاص . المسيح تم تعذيبه جداً وفي الأخير تم صلبه ، فثقبت يديه ورجليه وسالت دمائه من تلك الثقوب المباركة وأخيرا تم فتح جنبه من ناحية القلب برمحة لكي يتأكدوا من موته فخرج ماء ودم والتي ترمز الى مياه المعموديو والأفخارستيا ومن ذلك الجني المقدس ولدت المسيحية وأكتمل عما الأفخرستيا الذي بدأه يسوع في العليم يوم خميس الأسرار مع الرسل قبل يوم من موته فأعطى لنا على الصليب لا خمراً بل دماً طاهراً
, والرب يباركك

524
السيد ظافر شنو في هذا اليوم أكون صريح جداً معك لكي تتتعرف على شخصيتك وحقيقتك وتعرف أيضاً رأي الناس بك فأقول :
لونزل ملاك من السماء برسالة من الله لك لعارضت الملاك برأيك أكثر من زكريا . لهذا أقول الحديث مع حجر قد يفيد فيتحرك من مكانه ، أما أنت فتبقى تتراوح على نفس الرأي الذي تريد أن تفرضه حتى على قداسة البابا وعلى تعاليم الأنجيل المقدس ، بل أنت تُفسِر الأنجيل حسب أفكارك وعبقريتك  .وهكذا تصبح عثرة للجميع وعدو الكنيسة وتعليمها وقيادتها . طالع تعليقات الأخوة على موضوعك هذا فهل ستجد مؤيداً واحداً لك ، هل الجميع على خطأ وأنت على صواب ، حتى الذي يجاملك ويحرضك بتعليقه فقد يحمل غايات أخرى ضد الكنيسة وقادتها فيستغل تمردك ويشجعك على العداء والعناد ومقامة الكنيسة .
 لست بحاجة الى تقييمك يا ظافر لكي تقول ( أقدر تعبك ومجهودك بالرد والتعليل والتوضيح ... ) نعم أنك تسير على خطى الطرسوسي في مقاومة الكنيسة وهذا واضح من مقالاتك الهجومية ومن ردودك على تعليقات الأخوة القراء .
أما عن الله فهو واحد في العالم كله وهذا واضح جداً لجميع المؤمنين ، وجميعنا نعبر عن ذلك عندما نعلن ايماننا في كل قداس الهي ونقول ( نؤمن بإله واحد الآب ضابط الكل وخالق السماوات والأرض ... ) إذاً هو اله واحد وضابط لكل البشر فهو خالق المسيحي واليهودي والمسلم والبوذي والزواني والزرادشتي ... الخ .
أما دخولك في تفاصيل العقائد والفرق بيننا لكي تقنعنا بأن إله المسحيين خاص فأقول أنت متأثر بقراءة كتب صادرة من طوائف أخرى ككتيب أسمه ( الهنا ليس ألههم ) والذي يتناول عقائد المسيحية والأسلام والفرق بينها . يا ظافر كلنا نعلم بالفروقات الموجودة بين ديننا والدين الأسلامي ، وبين ما موجود في انجيلنا وقرآنهم فلا يلزم ان تقول لي أقرأ الكتابين وقارن ، لكن خالقنا هو إله واحد ، وذكرت مثالا واحداً عن الفرق بيننا في تعليقي بأننا نحن المسيحيون عقيدتنا تجبرنا أن نحب الجميع ونصلي من أجل خلاص الجميع أما هم فيأمرون بمحاربة كل من لا يؤمن بربهم ورسولهم . فالبطريرك عندما قال الهننا واحد لا يقصد بأن تعليمات انجيلنا مطابق لما موجود في القرآن ، بل قصد الله واحد لجميع الناس هل فهمت الدرس الآن أم نعيد ونكرر كما يفعل المعلم للتلميذ الذي لا يستوعب كباقي التلاميذ ؟
لا تزكي نفسك بنفسك لأن بهذا تذمها . ولا يجوز أن تصحح ورقة أمتحانك بنفسك وتضع الدرجة التي تحلم بها لنفسك ، بل التقييم سيكون في يوم الدينونة ، والله هو الديان الوحيد لكل الأديان ولا إله آخر غيره . هو الذي يقيّم اعمالنا وإيماننا ويضع لنا الدرجة التي نستحقها .
ختمت تعليقك بتقييم الشكر لي بسبب نصيحتي لك لكن كبريائك دفعك الى العودة الى حقيقتك وعنادك وكبريائك فصارحتنا بحقيقتك وبعاهتك فقلت : راجعت أفكاري قبل سنين عدة الى أن وصلت الى هذه القناعة اليوم وعلينا جميعاً أن نكون صوتاً صارخاً في العالم كيوحنا المعمدان ...الخ . لكننا نراك عكس المعمدان فلماذا تقارن نفسك بذلك البار الذي قال عنه الرب ( الأفضل من كل مواليد النساء ) ، بل تقييمنا لك هو أنت صوت شاذ بين الأصوات تعمل عكس يوحنا الذي كان خادماً للمسيح وللبشر الذين كان يعدهم للمسيح ، ويوحنا كان عكس مثالك متصاغراً لا متكبراً لهذا قال يجب أن أصغر أنا وهو يكبر ، أما أنت فتجاهد لكي يصغر الجميع لتنمو أنت ، لا وبل أنت بوق مزعج في هذه الحياة الفانية وحسابك عسير لأنك تقاوم حتى المختارين من خدام الكنيسة المقدسة وتخالف تعليم الأنجيل الذي يقول لكل المؤمنين ( ... لا تحكموا على أحد ، فلا يحكم عليكم .. ) " لو 6 :37 " . كيف تدين قادة الكنيسة الجالسين على كراسي الرسل ؟ عليك أن تتذكر كلام الرب لهم لكي لا تعود الى محاربتهم بسبب أوهامك وآرائك التي لا يشاركك فيها أحد ، لهذا أرجو أن تعود إلى رشدك لكي يكون لك الخلاص الذي أطلبه لك من الرب الغافر . تذكًر قول الرب لرسله ولكل الأزمنة ( من يسمع لكم يسمع لي ، ومن يرفضكم يرفضني ، ومن يرفضني يرفض الذي أرسلني ) " لو 16:10 )
الآن هل فهمت الدرس يا سيد ظافر؟

525
على الصليب التقى اللص كياسا مع المسيح وتعمد


وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا

في العهد القديم والى يوم صلب المسيح كان يعتبر الصليب أداة لعنة يستخدم للأنتقام من المجرمين الخارجين عن القانون . لكن الرب يسوع حوله الى أداة خلاص ، الى مذبح جديد أختاره لكي يقدم ذاته فدية عن العالم أجمع . وعليه التقت السماء مع الأرض فحدثت المصالحة وأنتصر الحب الإلهي العجيب ليعطي الحياة لكل من يؤمن بالمصلوب وبعمل الصليب الكفاري المقدس . لقد فتح باب الرجاء وحتى للذين تملكهم اليأس وتسلط عليهم الأبليس وأغلق عليهم بالخداع والوهم والتضليل لكي يقطعوا كل الأمل فيسيروا في الظلمات . لكن عمل المسيح على الصليب فتح للجميع باب الرجاء والحياة الأبدية وباب النصرة والخلاص . فهل هناك حباً أعظم من هذا ؟ من أجل هذا الحب أُهين رب المجد وبصق عليه وتحمل كل العذابات كالجَلِد وأكليل الشوك ، وحمل الصليب في طريق الجلجلة الطويل ، سمر على خشبة الصليب ، أرادوا أن يسقوه خلاً ، وأخيراً فتح جنبه بالحربة لكي تخرج منه آخر قطرة دم فيطهر بها البشرية من الخطيئة .

صلب المسيح بين لصين لكي يحسب مع الأثمة ( مر 27:15 ) . تحت الصليب كان الحضور والمجتازون  يجذفون على المسيح المصلوب ومعهم كهنة اليهود قائلين ( يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك أن كنت أنت أبن الله فأنزل عن الصليب ) ” مت 39:27″ . لا يعلمون ماذا يقولون . لا يعلمون أنهم بصلبهم للمسيح نقضوا هيكل جسده . فهيكل سليمان كان رمزاً لهيكل جسد الرب ، فعلى الصليب هدموا ذلك الهيكل وأنه فعلاً سيقيمه بعد ثلاثة أيام وبعد قيامته سينتهي مفعول هيكل سليمان والرومان نقضوا ذلك الصرح العظيم بعد عدة سنوات وألى الأبد لكي يبني له المسيح صرحاً بديلاً وهي الكنيسة المقدسة جسد الرب الجديد في عهد جديد . رغم أقوالهم وتجديفهم على الرب تحت الصليب أستشفع لهم عند الآب قائلاً ( يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ) ” لو 34: 23″ . وهذا هو الفرق بين الظلمة والنور ، بين الحقد والمحبة ، بين الخطيئة والبر .

   صراع عظيم حدث بين الصليبين المحيطة بيسوع . أتفق اللصان معاً برأيِ واحد في ساعتهم الأخيرة ، ساعة الظلام كما عبر عنها الرب في ( لو 53:22 ) فشتموا وسخروا وعيّروا المصلوب بينهم وكأنهم مع اليهود اللذين صلبوهم  ( مت 27: 42-44 ) . دفعهم المجرب في تلك الساعة لكي يهينوا هم أيضاً رب المجد ، لهذا كان اللصان يعَيران المسيح  . لكن صمت المسيح وتأثير أكليل الشوك على رأسه ضَغَطَ بشدة على ضمير وعقل وفكر وقلب أحد اللصين ، وهو المصلوب على يمينه فحدث تَغيير ، لا وبل تطهير في قلبه القاسي ، فوقع أنقلاب سريع في هذا المصلوب الذي كان يعيش في يأس عظيم فاقد الرجاء والذي كان بينه وبين الموت لحظات لكي تنقل روحه من على الصليب الى الموت الأبدي . كان الموت يتشبث جداً به ، بينما بصيص الرجاء كان يصارعه أيضاً في الداخل من أجل أنقاذه ، نور المسيح الذي بقربه بدأ يعطي له الرجاء فبدأت معركة في داخله بين الحياة والموت . كان الصراع في قمة الشراسة بضراوةِ بالغة لم يشهد التاريخ من قبل تحدياً سريعاً كهذا وأصراراً من أجل الأنتصار ومن أجل قتل الموت الذي كان يتحدى تلك النفس . أستمد مصلوب اليمين قوته وقدرته وثقته من الدم البرىء المسفوك على صليب الوسط وكما أعترف ببراءة المسيح لصديقه ، وفجاة وبسرعة خاطفة ومذهلة !! وقبل أن ينال الموت منه حدث شىء جديد لم يخطر على بال أحد ، فإذا بلص اليمين ينقلب على لص اليسار ليحسم الصراع بينهما لصالح المصلوب في وسطهما ، فالتفت الى اللص الآخر وانتهره بشدة وبصوت مسموع لكل الحاضرين قائلاً ( أحتى أنت لا تخاف الله ، إذ أنت تحت الحكم بعينه ، أما نحن بعدل لأننا نلنا أستحقاق ما فعلنا ، وأما هذا فلم يفعل شيئاً ) ” لو 40:23″ . لقد أعترف بأنهم مستحقين العذاب والموت ، أما المسيح فهو برىء لأنه لم يفعل ما يستحق الصلب . ولم يكتفي بتوجيه كلامه الى لص اليسار والذي عبر أولاً من خلال صليب الوسط لكي يسمع يسوع هذا الكلام بوضوح . بل أراد أن يقدم أعتذاره وتوبته وأيمانه للمصلوب الى يساره معبراً عن ندمه قائلاً :

( يا يسوع أذكرني عندما تجيء في ملكوتك ! ) ” لو 42:23 “

حدث تغيير في داخل لص اليمين فأنكسر قلبه القاسي فأستبدلت قسوته بالرقة ! وبغضه بالحب ! وحقده وكراهيته وشراستة بطلب التسامح والغفران !

وهكذا يأتيه الرد السريع من الفادي الذي أهانه هو وصديقه قائلاً :

( الحق الحق أقول لك : إنك اليوم تكون معي في الفردوس ! ) ” لو 43:23″

 يا للبهجة والفرح … والرجاء والأنتصار بسبب الحب الألهي العجيب ، وهكذا حصل فرح في السماء بتوبة خاطىء ومهما كانت خطاياه وجرائمه ، لا وبل كلمات المصلوب التائب أصبحت كصلاة ترددها الأجيال فتقول للرب ( أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك ) . وهذا اللص هو أول من دخل الفردوس قبل أن يصّعِد الرب النازل الى الهاوية آبائنا الأبرار الى الفردوس المعد لهم .

طوبى للص الذي نال الخلاص . يقال أن أسمه كان ( ديماس ) وفي كنيستنا الشرقية نسميه ( كياسا ) . تنظم كنيستنا في اليوم الثاني من عيد القيامة وأثناء القداس مسرحية كياسا تحمل في مضمونها خلاص لص اليمين ودخوله الى الفردوس كأول مؤمن بالمصلوب الألهي ، وأول من مات معه . أجل آمن ذلك اللص في لحظاته الأخيرة قبل أن ينال الموت الأبدي منه . قبل المسيح توبته وأيمانه فنفذ له طلبه بأن لا يذكره في ملكوته فقط بل سيكون معه في فردوس النعيم بعد لحظات . فعلى كل من فقد الرجاء في الخلاص أن يقرأ قصة هذا اللص ويتمسك بالرجاء ويؤمن برحمة الله الواسعة ومهما كانت حلكة الظلام التي تحيط به .

هناك من يخطىء يتفسير قصة خلاص ( كياسا ) بأنه خلص بدون نوال سر المعمودية ، لهذا يقللون من أهمية هذا السر متحججين بهذه القصة وبالآية التي تقول ( آمن فقط ) متناسين الآيات التي تدعوا الى المعمودية ( من آمن وتعمد خلص ) ( فأذهبوا إذن ، وتلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس ) . إذن لنسأل هذا السؤال ونقول ، هل أعتمد لص اليمين فنال الخلاص ؟ الجواب : نحن نعلم بأن في المسيحية سر العماد يناله المؤمن أما بمعمودية الماء والروح القدس ، أو بمعمودية الدم ، أو بمعمودية الأشتياق الى العماد . فأي نوع من المعمودية نال الطوباوي ديماس أو كياسا وهو على الصليب ومن عمده ؟

نقول أولاً حدث تغيير في قلب ديماس الخاطىء فغيّر موقفه الهجومي على المسيح لكي يهاجم صديقه ، لا وبل لكي يهاجم الشيطان وخططه وطرقه وكأنه فعلاً أمام الكاهن لينال العماد فيكفر بالشيطان وسبله لأنه عرف الحق والحق حرره . والحق هو المسيح المصلوب بجنبه ( أنا هو الطريق والحق والحياة ) فبدأ يرى بصيص النور في الأفق وهذا النور دفعه الى الأعتراف بالمسيح المصلوب ، فبدأ يهاجم الشر والشرير وكأنه يمارس فعلا طقس المعمودية بمهاجمة طرق الأبليس فيعلن أمام الناس وأمام المسيح جحده للشيطان كما يفعل كل من يريد أن ينال المعمودية كشرط أول لأكمال المرحلة الأولى من سر العماد . المرحلة الثانية أعترف بخطاياه لمصلوب اليسار بصوت مسموع للجميع ومنهم الرب يسوع حيث النداء الموجه من لص اليمين الى لص اليسار كان أولاً يمر من صليب الوسط فسمعه الرب ، بعد الأعتراف بخطاياه ، ترك مصلوب اليسار لكي يلجأ الى مصلوب الوسط ليقول له ( اذكرني في ملكوتك ) أنه أعتراف صريح بآلوهية المسيح ومملكته السماوية . هكذا أكتمل طقس المعمودية بعد أعترافه بالمسيح رباً وألهاً وملكاً بقوله ( ملكوتك ) وهذا ما قاله المسيح في نفس اليوم لبيلاطس ( مملكتي ليست من هذا العالم ) . كان كياسا يعني بكلامه للرب : نجني يا رب . وهكذا يأتي دور الكاهن في المعمودية لكي يكتمل هذا السر وينال العماد والخلاص بعد الأعتراف بالخطايا وأعلان الأيمان وتسليم الذات الى يسوع المخلص . والكاهن الأعظم هو المسيح الرب على رتبة ملكيصادق الذي قال ( … اليوم ستكون معي في الفردوس ! ) ” لو 43:23″ وهكذا تحول اللص الى أبناً لله فأنكسرت شوكة الموت وحصل فرح في السماء ، بعد المعمودية تمسح كل الخطايا ، وبعد كلام يسوع للمصلوب ( اليوم ستكون معي في الفردوس ) تعني غفرت كل خطاياك ، لأنه لا أحد يدخل الى الفردوس دون أن يتطهر من كل الخطايا ، أي نال المعمودية . ونوع هذه المعمودية هو الشوق ، أي شوق المؤمن الى العماد لهذا فالكنيسة الكاثوليكية تعتبر كياسا معمداً بمعمودية الشوق . فما هي معمودية الشوق ؟ هي الايمان الحقيقي والوجداني بالمسيح ، لمن لم تتح له الفرصة لتحقيق المعمودية بالماء. أو يستشهد من أجل أيمانه قبل العماد فينال معمودية الدم ، فمعمودية الشوق تجعله يَخلُص بسبب إيمانه وحبه للمسيح.

وهكذا أحتوت أحداث ذلك اليوم العظيم قصة أخرى تحت الصليب والخاصة بخلاص قائد المئة الوثني الذي تأثر بتلك الوقائع المرئية والمسموعة فأعترف بالحقيقة بعد أن طعن جنب الرب بالحربة فخرج في الحال دم وماء ، والتي هي رمزاً للمعمودية والأفخارستيا فأعلن هو الآخر شهادته وأيمانه بقوله ( بالحقيقة كان هذا الأنسان باراً ) ” لو 47:23 ” ويذكر التاريخ بأنه آمن واستشهد حباً لمخلصه .

وهكذا سيقول يسوع لكل من تعلقت نفسه بالرجاء ويعلن أيمانه بالمصلوب الإلهي ومهما نال منه الفساد بسبب خطاياه الكثيرة ( الحق الحق أقول لك ، ستكون معي في الفردوس )

ليتبارك أسم الرب المصلوب

 

526
السيد ظافر أعلم جيداً بأن النقاش معك لا يعطي أي نتيجة لأنك إما لا تفهم ما تقرأ أو تريد التحدي بعنادك وهنا ألتمست بأنك لا تفهم ما تقرأ أو على الأقل لا تركز في القراءة أو قد يكون نوع من سياسة غريبة تستخدمها وغايتك فيها أبقاء الكاتب في دوامة مستمرة معك لكي  تسرق وقته بهذه الجدالات التي لا تنفع معك . البطريرك لا يقول للطقوس الجديدة هي جوفاء ولا أنا أقول بل تحدثت عن الطقوس القديمة ، هل أصبح جوابي واضح عندك ؟ أما عن الله هل هو نفسه في اليهودية والمسيحية والأسلام فأقول نعم الله هو واحد حتى في الهندوسية وعبدة الأوثان أو عابدي النجوم لأن كل تلك المعبودات إلههم واحد وهو الله خالقهم لكن هناك فرق في فهم الله الحقيقي بين الأديان ، فهناك من يؤمن بأن الله هو محبة ويحب كل الناس ولا يريد أن يهلك أحد كما في المسيخية. وهناك من يقول الخلاص هو لليهود فقط والله هو الههم وليس للاخرين الخلاص . والمسلمون يحتكرونه لهم ويظنون بأنه يطلب منهم قتل كل من لا يؤمن بإلههم ورسولهم ، لكن الله واحد أما عدم فهم الشعوب لله كما نفهمه نحن فهذه هي مشكلتهم وكل الناس يحبهم الله ويريد خلاصهم ، فمثلا أهل نينوى كان الههم الشمس ، لكن ألههم الحقيقي الذي أحبهم ودافع عنهم وأجبر نبيه يونان لكي يذهب وينذرهم لكي لا يهلكوا فكان الله الواحد الذي هو أله كل الشعوب .أما عن الحساب يوم الدينونة فنحن المسيحيين نخلص بأيماننا بالمسيح وعمله الخلاصي على الصليب . أما اليهود فيحاسبون في يوم الدينونة حسب الشريعة . أما الباقين فسيحاسبهم الله حسب ضمائرهم كما قال الرسول بولس بأن ضميرهم سيحسب شريعة لهم فقال في رسالته الى رومية ( إِذَنِ الأُمَمُ الَّذِينَ بِلاَ شَرِيعَةٍ، عِنْدَمَا يُمَارِسُونَ بِالطَّبِيعَةِ مَا فِي الشَّرِيعَةِ، يَكُونُونَ شَرِيعَةً لأَنْفُسِهِمْ، مَعَ أَنَّ الشَّرِيعَةَ لَيْسَتْ لَهُمْ. ، فَهُمْ يُظْهِرُونَ جَوْهَرَ الشَّرِيعَةِ مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ، وَيَشْهَدُ لِذلِكَ ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِي دَاخِلِهِمْ، إِذْ تَتَّهِمُهُمْ تَارَةً، وَتَارَةً تُبْرِئُهُمْ. (وَتَكُونُ الدَّيْنُونَةُ) يَوْمَ يَدِينُ اللهُ خَفَايَا النَّاسِ، وَفْقاً لإِنْجِيلِي، عَلَى يَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.)   الله هو إله كل الأديان وإن لم يؤمنوا به . هل فهمت الآن با ظافر بأن إله المسيحية واليهودية والبوذية والأسلام واحد أم ستقول أيضاً أقرأ الأنجيل والقرآن وغيرها وقرر . علماً بأن هذا السؤال أنت أدخلته في الحوار في تعليقك الأخير وتقول لي أنت تقفز إلى مواضيع أخرى أو تدور 180 درجة وتفرض آرائك علينا.
 قال الرب يسوع في موعظته الشهيرة على الجبل:‏ «ادخلوا من الباب الضيق !‏ فإن الباب المؤدي الى الهلاك واسع وطريقه رحب ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه».‏ (‏متى ٧:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ ويذكر الكتاب المقدس بوضوح انه يوجد «ايمان واحد ، ومعمودية واحدة ، وإله وآب واحد للجميع ، وهو فوق الجميع وبالجميع وفي الجميع ».‏ (‏افسس ٤:‏٥‏)‏ الآن هل فهمت يا سيد ظافر بأن الله هو واحد للجميع أن تنقد غبطة البطريرك وتتحداه أيضاً ؟ وأضيف :طبعا كثيرون ممن يسلكون الطريق ‹الرحب› لديهم دين.‏ لكنهم لا يملكون ‹الايمان الواحد ولا هم معمدون ›.‏ وبما ان العبادة الحقيقية لهذا الأله واحدة وصحيحة في المسيحية ،‏ فعلى الذين يرغبون في ايجاد تعليم الله الحقيقي ان يبحثوا عنه ليجدوه في المسيحية .‏ ديننا نحن الذين ندخل من الباب الضيق باب الصليب والالام والأضطهاد وهو الباب الأفضل , أما الداخلون من الباب الواسع فخلاصهم ليس سهلاً . لكن الله هو إله الجميع يا مظفر ، وقيادة الكنيسة لن تخطأ كما تظن لكي نقول عنها خاطئة  ، بل عليك أن تراجع أفكارك لتعمل لصالح الكنيسة كبولس الرسول لا كشاول الطرسوسي . أرجو أن يفيدك هذا الرد .

527
السيد ظافر شنو . طالعت ردك وألتمست منه بأنك مقتنع جداً بأن رأيك هو الصائب والكل على خطأ وتتحدى الجميع والكل ينهزمنون منك . فلي قلت ما يلي
ماهو رأيك بمن يقول : (ولا ان يقتصر إيماننا على الطقوس والممارسات الجوفاء) ؟؟ وانتبه انه شمل كل الطقوس والممارسات ووصفها بالجوفاء ولم يقل البعض او الجزء او القسم . هل تمتلك الشجاعه لتُجيب ؟ ام ستقول لي انني اهاجمك واهاجم غبطه البطريرك والشعب المسيحي والعالم اجمع والكون ,هذه الاسطوانه المشروخه للتهرب من السؤال المطروح ؟؟
لكن هل تمتلك انت عشر شجاعتي لتقول لمن يقول عن طقوسنا وممارساتنا الكنسيه انها جوفاء !!! ؟؟.

جوابي لك هو هل تعتبر مهاجمتك لقيادة الكنيسة شجاعة أم جهل وغباء ، وهل أنت متأكد من أنك على حق والكل خاطئين ؟ هل حبك للغتك والطقوس القديمة هي أكثر من حبك للمسيح ؟ تذكر قول الرب الذي قال لنا 
مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي) " مت 10: 37)
أفهم قول الرب جيداً بأن الأب والأم والأبن والأبنة هي أغلى الأشياء فلا يجوز أن نحبها أكثر من المسيح أما اللغة والطقوس وغيرها فتأتي بعد هذه ، لكنك للأسف تحب اللغة والطقوس التي معظمها جوفاء ، أكرر معظمها جوفاء وأنت تعتبرها خط أحمر لا يجوز تجاوزها . اللغة هي وسيلة للتعبير فلا يجوز أن نفرضها على الأيمان والطقس الآرامي الذي لا نفهم منه شىء ومصرين على بقائه رغم كونه أجوف ولا نفهمه لا نحن ولا أولادنا فهذا غباء منا أن نبقيه لحد اليوم ، بل البطريرك ساكو هو بطل بأمتياز لكي يزيل كل ما يفرض على الأيمان وفهم الأيمان . لقلة ثقافتك وأطلاعك على الحقلئق تضن أن هذه هي لغتك والكتابة التي تسميها بالكلدانية هي كتابتك ، لا يا سيد ظافر لا اللغة هي لغتك ولا الكتابة التي أنت تعبدها أكثر من ربك هي لك لغتتنا الحقيقية هي الأكدية بشطريها الجنوبية البابلية والشمالية الآشورية وكتابتنا هي المسمارية المنقرضة أما التي نسميها كلدانية أو آشورية فهي آرامية دخيلة فلا تتباهة بجمال ضفائر جارتك . تتباكى أنت وغيرك لأن قيادة الكنيسة حذفت بعض النصوص التي لا معنى لها في الطقس ك ( من دلا شقيلالي معموديثا نيزال ) كانت ترددها كل كنائسنا من بغداد الى الموصل وتلكيف والقوش ودهوك ومانكيش وقرى صبنا وصولاُ الى تركيا علمأ بأننا نعلم جيدا بأنه ليس بيننا أي غريب غير معمد أليس هذا جهل لكي نأخذ من وقت القداس مساحات لكلام لا معنى له ، بطل هو البطريرك مار ساكو الذي أوال مثل هذه الشوائب من طقسنا . تتباهى أنت وغيرك بطقسنا ونحن لا نفهم منه شيئاً . حضرت كل أيام ما قبل العيد والعيد وكانوا الشمامسة حفظهم الله يرددون الصلوات فيما بينهم بالآرامية ونحن لا نفهم أبداً ما يقولونه بلغة غير مفهومة وأمثالك لا يهمك الأيمان ، قل لي أين أيماننا ومستوانا ومعلوماتنا عن ديننا بسبب هذه الطقوس الجوفاء والممارسات الببغائية التي لا نفهم منها شىء ؟ قال الرسول بولس ( لو كنت اتكلم بلغات الناس والملائكة وليس عندي محبة ، لما كنت إلا نحاساً يطن وصنجاً يرن ! ) " 1قو 1:13 ". فعلاً لغة طقوسنا ما هي إلا نحاس يطن وصنجا يرن ونحن كالأطرش بالزفة . علماً بأن هذه اللغة ساقطة على الأرض وتحتضر وستزول قريباً لا محال . أولادنا الذين تعبنا في تعليمهم لغة السورث المحكية لا يحبون حضور القداس بهذه اللغة ولا بالعربية بل يفضلون الأنكليزية فلماذا العناد ؟
نطلب من قيادة كنيستنا تطهير كل ما يقف أمام التعليم وفهم الأيمان فهماً صحيحاً والعمل من أجل زيادة حرارة الأيمان فينا لأننا باردين جدا قياسا بغيرنا من المؤمنين . كما أريد أن أقول لك أنت ليس من حقك بأن تتدخل في ما يقرره السينودس وآبائنا الأساقفة لأن الرب يسوع لهم أعطى التفويض في حل وربط أمور الكنيسة وما يحلوه في الأرض يحل في السماء فليس من حقك بأن تفرض رأيك أو تشهر قادة الكنيسة على المواقع أمام الغرباء . إذا كان لديك رأياً فعليك أن تتصل براعي خورنتك أوبأسقفك وليس من حقك أن تفرض رأيك على المواقع بتلك الطريقة الرخيصة التي تعودت عليها في مهاجمة رجال الدين أو الأخوة الكتبة الذين لا يسيرون مع أوهامك . راجع نفسك يا سيد ظافر ولا تبقى عدواً للجميع بل أترك هذا الطريق الذي يخدم الشيطان وأتحفنا بكتابات نافعة يستفيد القارىء منها ويطلب لك الصحة والخير من الله ، والسماء ستفرح بمتمرد عنيد يعود إلى الطريق .  

528
أول قداس ألهي أقامه يسوع لتلميذي عماوس بعد القيامة
بقلم/ وردا أسحاق عيسى
 
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/03/23/jpg//m5zn_888e40ffc4d0652.jpg

القداس الألهي الذي يقام في كل كنائس العالم اليوم أسسه الرب يسوع في علية صهيون بعد أن بيّنَ لتلاميذه الأثني عشر كلمته الألهية ، أخذ رغيفاً وبارك ، وكسرً ، وأعطى لتلاميذه ، وقال ( خذوا ، كلوا : هذا هو جسدي ! ) . ثم أخذ الكأس ، وشكر ، وأعطاهم ، قائلاً ( أشربوا منها كلكم ، فإن هذا هو دمي الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ) " مت 26:26-27" .
وهكذا أسس الرب يسوع هذا السر العظيم وأمر المؤمنين بتكراره ، فقال ( أعملوا هذا لذكري ) . لهذا تقام الذبائح الإلهية في العالم أجمع ، وفي اليوم التالي من خميس الفصح قدّمَ ذاته طوعاً على الصليب لكي يعطي جسده ودمه فدية عن خطايا البشر في العالم كله .
بعد ثلاثة أيام ورغم إخبار التلاميذ من قبل النسوة بخبر قيامة المسيح من بين الأموات ، ترك تلميذي عماوس ( وهم من التلاميذ السبعين ) أورشليم متجهين إلى قريتهم عماوس التي تبعد نحو سبعة أميال من أورشليم فأصبحت أورشليم خلف الظهر ، وهذا يعني الأبتعاد عن مركز الهدف ، والسبب يعود إلى ضعف الأيمان فقطعوا الأمل بسيدهم . أجل غادرا أورشليم مدينة الخلاص والفداء ليعودوا إلى قريتهما ، أي إلى وضعهما السابق الذي كانوا به قبل لقائهم وأيمانهم بالمسيح . فقدوا الأمل بالخلاص والفداء ( لو 21:24 ) .
إن عمل أسرار الكنيسة يمكن تصورها على مثال عمل المسيح مع هذين التلميذين ، ومن هذه الرواية نستطيع أن نستلخص العناصر الهامة التي تتضمنها الأسرار . بالأسرار نلتقي مع المسيح ليفسر لنا نحن أيضاً أحداث حياته ويساعدنا في العيش في ضوء حياته وموته وقيامته . كما أن هذه الأسرار تأتي من الله . فالمسيح الإله هو الذي جاء إلى التلميذين وسألهما ، وفسر لهم الكتب ، وكسر لهم الخبز ليتناولا ، وهو الذي فتح بصيرتهما ليعرفاه . التلميذان لم يعرفاه عندما تراءى لهما ، بل عرفاه عند كسر الخبز . فلكي نقتدي بالتميذين لأجل اللقاء مع الرب ، هو أن نصغي نحن أيضاً إلى كلام الله ونسلم ذواتنا له ، ومن ثم الأنفتاح على عمله والتماس حضوره فينا فاتحين له قلوبنا كما فعلوا ( فألحا عليه قائلين ، أقم معنا ... فأستلما سر الأفخارستيا ) .
 وهكذا خارج أورشليم ألتقى المسيح مع الرجل الحبشي عندما أرسل يسوع وبقوة الروح القدس فيلبس نائباً عنه لكي يلتقي به وكما ألتقى هو بالتلميذين ( أع 26:8 -27 ) فعندما نال الحبشي سر المعمودية أختفى فيلبس كما أختفى المسيح عن تلميذي عماوس .
كذلك خارج أورشليم ألتقى الرب مع شاول الطرسوسي وقاده إلى من ينيب عنه ليعمده وهو حنانيا في دمشق ( أع 9: 1-9 ) وبعد نوال بولس سر المعمودية ولد ولادة جديدة وتغيرت حياته لكي يعود إلى أورشليم كتلميذي عماوس بعد أن تغيرت حياته .
كذلك يعمل يسوع القائم والمنتصر معنا في الداخل لكي يغيّر نظرتنا ويميل أفكارنا لكي يساعدنا على أكتشاف ما لم ندركه . كل أسرار الكنيسة المقدسة لها فاعلية تكمن في تقريبنا من الرب يسوع ، ليس فقط لأنه هو يحبنا ، بل أولاً لأننا نحن نريد أن نقترب منه ونلتقي به .
تلميذي عماوس كانوا يسيرون في الطريق المدبر لأورشليم لوحدهم لضعف أيمانهم وهما يجران ورائهما أذيال الفشل بسبب خيبة الأمل بأقوال سيدهم لهم قبل الصلب ، عائدين إلى قريتهما كالذين يعودون من المعارك الخاسرة لأيمانهم بأن الرب الذي آمنوا به قد رقد في القبر فأنقطع الرجاء ، فمات الأيمان في القلب وأندثر . لكن سرعان ما يظهر لهم رجل غريب ، بل يتظاهر أنه غريب لكي يرافقهم في مسيرتهم وتظاهر بشكل عجيب وكأنه لا يعلم بما حدث في أورشليم ! هذا الغريب أقام لهم أول قداس ألهي بعد القيامة ، أنه الرب يسوع .
فإذا أردنا التعرف على مراحل القداس الذي نمارسه اليوم ، فنقول ، القداس يتكون من ثلاث مراحل ، وهي : المرحلة الأولى ، مرحلة القراءات والوعظ ، والتي تأخذ الجزء الأول للقداس . وتليها المرحلة الثانية ، مرحلة أعلان الأيمان . ومن ثم الدخول الى المرحلة الثالثة والأخيرة وهي الأفخارستيا ، لتناول جسد الرب . نلاحظ بأن هذه المراحل قد تمت فعلاً بحضور الرب نفسه وكان التلميذان ( كليوباس ) وصديقه ملتزمين الصمت يصغيان بدقة الى القراءات الكتابية التي كان يقرأها لهم الرب ، فبدأ بالعهد القديم الذي تنبأ بتجسد وصلب وموت المسيح ، ومن ثم العهد الجديد وكيف تمت النبؤات ، وبعدها الوعظ حيث فسر لهما كل سر.
أما المرحلة الثانية فهي ، عندما ، أقتربا من قريتهما فتظاهر المسيح بأنه ذاهب إلى مكان أبعد ، لكن بسبب أيمانهم بكلامه أثناء الطريق قرروا أن لا يفارقهما ، بل أن يدخل لينزل عندهما ، وهذا بمثابة الأعتراف بما سمعوه منه ، أو أعلان أيمانهم له لهذا لا يرغبون الفراق ، أنه أعلان أيمانهم بكل ما قاله لهم ، لهذا أرادوا أن يبقى معهم ففتحوا باب بيتهم وقلبهم لكي يدخل ويتعشى معهم ، وبهذا يطبقون طلبه في " رؤ 20:3 " ( هاآنذا واقف على الباب أقرعه ، فإن سمع أحد صوتي وفتح ، دخلت إليه لأتعشى على قرب منه ، وهو على قرب مني ) .
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من القداس ، دخل لينزل عندهما وحسب أيمانهما ، بل ليدخل معهم إلى مرحلة الأفخارستيا . فأخذ الخبز ، وبارك ، وكسر ، وأعطاهما ، وكأنه يقول لهما بعد أن أعطاهم الخبز ( خذوا ، كلوا ، هذا هو جسدي ! ) وفي هذه المرحلة أنفتحت أعينهما وعرفاه ، لأن جسد الرب الذي هو العشاء الحقيقي صار بأيديهم ، فأنفتحت أعينهم لكي يؤمنوا بأن رب المجد ليس في القبر ، بل معهم لأنه قام من بين الأموات.   
إذاً عليهم العودة إلى أورشليم مركز الأيمان وبعد أن أستلموا من المسيح جسده المبارك الذي قدمه لهم بيديه المباركتين . بواسطة مادة الخبزالمبارك برز الأيمان الحقيقي فيهم وأستوطن المسيح في قلوبهم التائقة لعيش النعمة الألهية .
وهكذا أنتهى القداس الألهي وتحولت خيبتهم الى فرح وهيبة وقوة وأندفاع وحماس ، لأن يسوع القائم شق بنوره ظلمة قلوبهم وزرع فيهم الرجاء فقرروا في الحال العودة إلى أورشليم لكي يخبروا الرسل بلقائهم مع الرب وسماعهم لكلمته المقدسة ، وتناولهم للخبز الذي قدسه وباركه ومن ثم قدم لهما . هكذا نحن أيضاً يجب أن لا نفقد الأمل في طريق حياتنا بالمخلص بسبب التجارب والضيقات والأمراض وغيرها ، بل لنرى بعيون الأيمان المسيح الذي يرافقنا ونشعر بخطواته لكي تحترق قلوبنا في صدورنا كتلميذي عماوس فنعيش مع المسيح السائر معنا في الطريق المؤدي إلى الملكوت لأننا نحن أيضاً لا نستطيع أن نراه إلا إذا صمتنا لكي نسمع إلى صوته الصادر من أعماقنا فتتحول خيبتنا نحن أيضاً إلى هيبة فيضرم فينا نار الخلاص . إذاً على كل مؤمن أن يفتح للمسيح باب قلبه ويصغي لصوته كتلميذي عماوس وهو واقف على الباب يقرع لكي نفتح له فيدخل . وبعهدها يعطي الوعد في السماء للذين يطلبونه بإيمان ، لهذا قال ( من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه ) " رؤ 21:3" .
 وهكذا ستصل وعود الرب لتلاميذه في العشاء الأخير إلى كل مؤمن لكي يتعشى معه في ملكوته وحسب قوله ( وأنا أعين لكم ، كما عين لي أبي ملكوتاً ، لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي ) " لو 29:22" .
 هكذا الغالب سيجلس على عرش المسيح المنتصر ويشترك في ملكوته . ومن هم الذين سيغلبون هذا العالم ويلتقون بالمسيح غير المؤمنين به بأنه هو أبن الله ( طالع 1 يو 4:5-5) ويعملون بوصاياه ، هم الذين يلتقون به ، لا في طريق عماوس ، بل في ملكوته الأبدي .
ولربنا القائم من بين الأموات المجد كل المجد


529
سيد ظافر المسألة لا تحددها بأبداء رأيك فقط بما يقوله البطريرك وكيف أنت تفهمه ، بل ردودك تحمل دائماً صبغة الهجوم والحقد والكراهية وأصبح أختصاصك الوحيد تدقيق لكل ما يصدر من البطريرك لكي ترد عليه بعنف وتبرز للناس بأن البطريرك على خطا ورأيك هو الصائب ، لهذا سبق وأن قلت في أحد تعليقاتي ولكي تنتهي هذه المشكلة بأن يرسل البطريرك وكل مطارنة السينودس ما يقررونه اليك لكي تتطلع عليه وتصححه حسب أفكارك ومزاجك وبعد ذلك ينشر في المواقع . وهل تكتفي بالبطريرك فقط أم مقالات الأخوة الكتبة لا تخلص من مداخلاتك المعادية لكي تطعن بما كتبوه . قل لي من عينك في هذه الوظيفة لكي تكون قاضيا وعدواً للجميع ، ولماذا لا تكتب أنت وكما طلبت منك ما لديك بدون أن تمس أحداً في آرائك لكي نستفاد مما لديك . لم نقرأ أي تعليق من أي كاتب يعلق على قيادة الكنائس الأخرى وهذا دليل على حسن أحترامهم لقادتهم الدينيين . إذا كان لديك رأي بناء عن الكنيسة وقوانينها فأطرحه في مقال خاص دون أن تذكر هذا وذاك والجميع سيفهمون مقاصدك  بكل محبة ، أو أرفع ما لديك إلى قيادة الكنيسة لكي تنظر أليه ، أما بقائك متمرداً هكذا فلا أعتقد بأنك ستنفع أو تخدم لأنك لا تزيد في البنيان بل تزرع الشك فقط من أجل الهدم . حاول أن تفكر بمقترحات الأخوة  والرب سيباركك

530
السيد ظافر شنو المحترم

كلامك غريب ونقدك الدائم لغبطة البطريرك لا يعبر إلا عن حقدك وكراهيتك لشخصه فقط وهذه الحقيقة أصبحت واضحة للجميع . أقول الطقوس التي تضعها الكنيسة تصدر من كل قيادة الكنيسة أي بموافقة كل الأساقفة وأنت تعتبرها جوفاء . برأيي الشخصي ، لا يجوز أن تبقى الطقوس كما هي ألى الأبد لأنها تتحول الى صنم محدود يجب أن يعبد في كل زمان ومكان ، لكن وكما تفضل الأخ عبدالأحد قلو ( لا بد من الأنفتاح وإلا سنبقى شبه مائتين ... ) نعم يجب أن تتغير الطقوس لكي تلائم الفترة الزمنية على أن لا تناقض تعليم الكتاب المقدس والتقليد الكنسي . هكذا يتجدد الأيمان ويقوى ويستمر ، فغسل الأرجل موضوعه موجود في الأنجيل وأنت تنقده ، لا ضير إذا أختارت الكنيسة أطفالا أو رجالا أم نساء ، الغاية واحدة وهي أعداد مبشرين أو مبشرات باقدام طاهرة لكي ينطلقوا للتبشير وكما فعل الرب يسوع مع التلاميذ ، فلماذا تريد أن تفرض رأيك على سلطة الكنيسة كلها وتنقد كل ما تجدده وكأن القديم هو الدستور الوحيد الذي لا يقبل النقاش أو التغيير بما هو أفضل ، كل شىء يتغير حتى الملابس تتغير موديلاتها والبيوت تتغير تصاميمها ، والعلم يغير مناهجه ونظرياته فلماذا تريد أنت أن يبقى كل شىء في الكنيسة كما كان في السابق ، حتى اللاهوت يتغير ويتطور  ليصبح أكثر عمقاً ، وتعليم الكنيسة اليوم يختلف كثيرا عما كنا نتعلمه في أيام طفولتنا ، لا وبل كهنة اليوم لا يقاس علمهم وأماكانياتهم بكهنتنا قبل خمسون سنة ، أطلب منك يا أخ ظافر أن تبدل أسلوبك في الكتابة من النقد المستمر لهذا وذاك إلى كتابة مقالات دينية أو أجتماعية أو كما تشاء تخدم فيها الأخوة القراء وثمار كتابتك وبدون شك ستكون أكثر فائدة مما تفعل وسيفرح بك الجميع وأنا أولهم ، لا وبل الأخوة القراء هم بحاجة الى قراءة آراء جديدة وأفكار مفيدة والرب سيباركك ويحيطك بمحبته وحنانه وهذا ما أتمناه لك .
الكاتب
وردا أسحاق[/color]

531
اليهود هم الذين دمروا الهيكل
      بقلم / وردا أسحاق عيسى
[/color]وندزر – كندا
( أنقضوا هذا الهيكل ، وأنا أقيمه في ثلاثة أيام ) " يو 19:2 "
 
الهيكل الذي بناه سليمان الملك كان صرحاً عظيماً يتباهون به اليهود لعظمة أبنيته . تم بنائه في عام 970. ق . م  وقد أستغرق في بنائه 46 سنة حسب قول اليهود للرب يسوع الذي تنبأ بزواله ، عندما كان ينظر أليه الرب مع تلاميذه ، قال لهم ( ... لن يبقى هنا حجر على حجر إلا ويهدم ! ) " مت 2:24 " . دَوّن الرسول متى هذه النبؤة بعد تهديم الهيكل من قبل القائد الروماني تيطس . سمع اليهود بتفاصيل نبؤة يسوع وتفاصيل الحصار على مدينتهم ودمار الهيكل قبل أن تكتب في كتب العهد الجديد ، أو قبل أن يهدم الهيكل ، لكنهم لم يكترثوا ، ولم يبحثوا كهنتهم في الكتب لكي يتأكدوا من قول الرب ، لهذا حزن المسيح ( طالع لو 41:19 ) . حزن لأنهم لم يفهموا معنى قوله ، ولم يسعوا لمعرفة زمن مجيئه اليهم ، ولا عن مصيرهم ! لهذا كانت خطاباته نحوهم قاسية للغاية .
 كان يوبخهم على ريائهم وقساوة قلوبهم وطيشهم لما مارسوه هم وأجدادهم من جرائم قتل بالأنبياء والمرسلين أليهم ( مت 23 ) . لهذا قال عنهم الرسول بولس ( ... اليهود الذين قتلوا الرب يسوع والأنبياء وأضطهدونا نحن أيضاً ، وهم لا يرضون الله ويعادون الناس جميعاً .. ) " 1تس 2: 14-15 " . لقد ندد يسوع الرؤساء وأنبأهم بالعقاب القادم وزوال الهيكل تأكيداً لما أعلنه لهم أرميا النبي في كتابه ، قال ( ولكن إن عصيتم هذه الوصايا ، فقد أقسمت بنفسي يقول الرب أن يتحول هذا القصر إلى أطلال ٍ ) " أر 5:22 " لهذا أكد يسوع قائلاً (هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا ) " لو 35:13 " . كما تحدث  يسوع عن موضوع تنجيس المكان المقدس بعبارة ( رجاسة الخراب ) الموجودة في سفر دانيال " 27:9 " حول السبعين أسبوعاً . أما البشير لوقا فلن يتحدث عن التنجيس لكنه أكتفى بكلمة ( خراب ) ويعني بها الدمار لأورشليم مع هيكلها فقال ( وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ، فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا ) " لو 20 21 " نفهم من نبؤة دانيال بأن المقصود يرتبط بأحداث سنة 70 م التي دمر فيها الرومان الهيكل . أما البشيرين متى ومرقس فيتحدثون أيضاً عن علامات تنجيس الهيكل المقدس فترتبط كتاباتهم مع نبؤة دانيال حول موضوع مجىء أبن الأنسان على سحاب السماء ( دا 7: 13-14 ) أي نهاية العالم ، والأسئلة المطروحة من قبل التلاميذ للرب  كانت تنعكس إلى أحداث ما وراء تدمير الهيكل ، أي نهاية العالم ومجىْ أبن الأنسان الذي سيقيم مُلك الله . وهذا موجود عند دانيال الذي يتحدث عن مجىء المسيح على سحاب السماء ، فكان جواب الرب يسوع لهم يتناول موضوع مجيئه ونهاية العالم ، بل ندد يسوع بأن سبب تدنيس الهيكل هو اليهود أنفسهم قبل أن يأتوا الرومان إلى الهيكل  وذلك بسبب المشاريع المادية التي أسسوها في ساحة الهيكل للبيع والشراء من أجل الربح المادي ، لهذا طرد الباعة وقال للكهنة ( جعلتم بيت أبي مغارة للصوص ) " مت 13:21 " وهذا ما تنبأ به أرميا في " 11:7 " كما أشار يسوع إلى موضوع آخر وهو تذكيرهم بجرائمهم المتعلقة بسفك دماء الأبرار والأنبياء في الهيكل ( طالع 23 : 23-35) . إذاً الموضع تحول من رجاسة الهيكل إلى القتل المتعمد ، هذا بعد أن تحدث عن موضوع رجاسة الهيكل وتدنيسه ، لهذا سيكون مصيره ليس فقط التدنيس والتدمير المادي فحسب ، بل نهاية العبادة فيه ، لهذا لا يعني المسيح في تدمير الهيكل ومدينة أورشليم والهروب منها بعد أن تحاط المدينة بالجيوش الرومانية ، بل قصد الهروب من العبادة في الهيكل الذي أنتهى دوره في تقديم العبادة لله لكي يحل محله معبد آخر وهو كنيسته المقدسة التي ستكون جسده المبارك ، أي أنه لم يأمر بمغادرة أورشليم المحاصرة ، بل مغادرة اليهودية كديانة وترك طقوسها .
اليهود لم ينجسوا الهيكل فقط ، بل هم الذين هدموه . والمقصود بالهيكل في قول يسوع ليس هيكل سليمان الذي دمره تيطس وفسباسيانس بعد أن تخلى الله عنه ، بل المقصود هو جسد المسيح نفسه ، فالمسيح هو هيكل الله الحقيقي النازل من السماء ، وجسده المبارك هو مكان حضور الله بين البشر ، وهو الذي جاء ليدعو الجميع ليشاركوه هم أيضاً في جسده لكي يصبح هو رأس الجسد ، ولكي يصبحوا هم معه هيكل الله على الأرض ، أي الكنيسة المقدسة بديلة هيكل سليمان . فالكنيسة اليوم هي خادمة لبني البشر كمؤسسها يسوع ، وهذا هو سر وسبب وجودها ، وهي أمتداد للكنيسة السماوية . فالمسيح إذاً عندما قال لليهود ( أهدموا هذا الهيكل وأنا أقيمه بثلاثة أيام ) لم يقصد بكلامه هيكل سليمان الذي أنتهى دوره بعد المسيحية ، ولا تأثير له حتى لو بقي ، أو حتى لو شيدوه يهود اليوم للمرة الثالثة وببناء أكثر جمالاً ، لأن اليهودية قد أنتهت ، لكن اليهود لم يفهموا معنى قول المسيح لهم ، لهذا قالوا له وهو على الصليب ( يا هادم الهيكل وبانيه ... خلص نفسك ) . لم يحصلوا منه الرد على الصليب ، بل تحداهم بقيامته بعد ثلاثة أيام فأكد لهم ببناء هيكل جديد وهو جسده القائم من بين الأموات لكي يثبت لهم وللبشرية كلها بأنه سيد الحياة والموت ، وكذلك سيقيم جسد أبناء الكنيسة لكي تحيا معه حياة أبدية . والكنيسة تسير في درب الصليب ، درب الآلام لتعيش كلامه الذي ( إن كانوا أضطهدوني ، فسوف يضطهدونكم أيضاً ) " يو 20 :15 " فالمسيح قصد هيكل جسده هو الذي سيهدم من قبل اليهود ، أجل هم الذين دفعوه للصلب رغم معارضة بيلاطس البنطي ، بل رغم دفاعه عنه ، لأنه لم يجد فيه ذنب . هم كانوا السبب في صلبه وموته . فعندما مات على الصليب تمزق حجاب هيكلهم  ، أي تمزقت اليهودية إلى الأبد ( طالع مت 27: 51 ، مر 38:15 ، لو 45:23 ) .
 المسيح مات وقام قبل هدم الهيكل . أنه الهيكل الحقيقي للعهد الجديد الذي يسكن فيه الله كما كان في الهيكل القديم . والمؤمنون به هم حجارة حية في هذا المعبد الجديد الذي لن تصنعه الأيادي ، والذي ليس لملكه أنقضاء . ليعلم اليهود جيداً بأن المسيح الذي دفعوه للموت ، هو نفسه مسيحهم المنتظر والموعود ، لكنهم أصروا على قتله فدمروا هيكلهم الحقيقي , أنه الحمل المذبوح الذي رآه يوحنا الرائي واقفاً بين الشيوخ ( رؤ 6:5) أي المسيح الممجد الذي سيأتي في يوم الحساب المخيف ليدين بحسب عدله الألهي كل أنسان وله ستسجد كل ركبة ،
وللمنتصر القائم من بين الأموات المجد الدائم في كل أوان


532
الى الأخ العظيم والكاتب الرهيب والناقد الذي لا يصفي يوماً نيته والمعروف دولياً الأستاذ الكبير واللاهوتي البارع بأمتياز الملفان ظافر شنو
بالكيل الذي تكيل يكال لك
لماذا لا تصفي نيتك يا أخي حتى في هذه الأيام المباركة ؟ ولماذا يبقى قلبك مليئاً بالحقد والكراهية ليس ضد قيادة الكنيسة فقط بل لكل من لا يصفق لآرائك الشاذة .
أولاً أنا لست كاتب كبير ولم أكن يوماً شماساً ، ولا عندي شهادة التبحر باللاهوت أو الفلسفة ولا أنا بمستوى التي تتخيله مخيلتك المريضة ، وهل أمثالك يهمهم فائدة المؤمنين أم أنت تلعب دور عدو الخير لتزرع الشكوك فقط ؟ شهرتك في هذا المجال عبرت المحيطات . أنت تعلم جيدا ماذا أقصد في مقالي لكن غرضك ليس المناقشة بل التحدي فقط بسبب حقدك الذي عرفته من مناقشاتنا السابقة ، لهذا لا أصرف مع أمثالك وقتي ولا أرد على من لا يحترم حتى الموقع وقرائه ولا أصحاب الردود بحسب قولك الذين تعتبرهم أقل فهماً منك.
ختمت كلامك بأنك لا تحتاج الى ردي ، أعلم بذلك جيداً لأن هدفك واضح جداً وهو زرع الزوان في الزرع الجيد فقط ، ظل في ظلامك إلى أن يأتيك يوم الحساب الرهيب . 

533
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
أشكرك أولاً على كلماتك المشجعة النابعة من أيمانك ومن قناعتك بما كتبته عن هذه المناسبة ، وكل مناسبة تحتاج إلى تأمل عميق للوصول ألى ما هو أفضل ، لا يجوز أن نكرر المكتوب على صفحات الكتاب المقدس كل عام ، ففي الكتاب دروس مهمة جدا وعميقة تحتاج إلى جهد للوصول أليها والأستفادة منها وما أكثرها . وكهنتنا الأجلاء يجب أن يأتوا  بجديد في وعظاتهم ليجذبوا الأفكار ألى قلب الموضوع والأستفادة من ثماره في الحياة الروحية وهكذا سيرتفع المؤمن من أرضيته إلى مستوى أفضل ليصبح أكثر علواً ونضوجاً ، وإلى اللقاء في مقال آخر يتناول موضوع آخر من مواضيع موت وقيامة الرب له المجد
أخوكم
 وردا أسحاق

534
[color=red]الأخ الشماس سامي خنجرو المحترم
أولا أسأل عن صحتك وأرجو أن تكون بخير وفرح
[/color]كما تفضلت في تعليقك بأن يسوع كان يعيش كأنسان مثلنا علماً بأنه إله متجسد يعيش لاهوته بين البشر لهذا كان يعمل الأعمال الخارقة للطبيعة تتجاوز الحس الأنساني وأدراكه لكي يعترفون قادة اليهود بتلك الخوارق التي كانت تجرى على يده ، في هذا الموضوع وفي أحداث الأسبوع الأخير ألتمسنا قدراته وأبرز لاهوته أمام الجميع ليعلموا بأنه هو المسيح المنتظر لأن ساعته قد أقتربت .
هكذا يا أخي العزيز يجب أن ندخل في عمق اي موضوع لنصل ألى ما هو أفضل ، لي مقالات أخرى عن مواضيع أخرى لهذه الأيام المباركة سأنشر بعضا منها لاحقاً
. شكرا لتعليقك ولكلماتك ولأيمانك والرب يبارك حياتك مع التحية

أخوكم
وردا أسحاق[
/color]

535
يسوع واهب الحياة أقام لعازر المنتن
بقلم/ وردا أسحاق عيسى
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/03/17/jpg//m5zn_6df75662300c6ce.jpg
( أنا هو القيامة والحياة ، من آمن بي وإن مات فسيحيا ) " يو 26:11 "
خصصت الكنيسة المقدسة يوم الجمعة الأخيرة من الصوم الكبير تذكاراً لأقامة يسوع صديقه لعازر من بين الأموات . وفي الأحد التالي تحتفل بيوم النصرة يوم دخول الرب الى أورشليم وبعدها تدخل الكنيسة في أسبوع الآلام المقدس .
كان لعازر من قرية بيت عنيا القريبة من أورشليم ، أخواته مريم ومرثا اللواتي تحدثنا مع المسيح أكثر من مرة ، أما لعازر فلم يدوّن لنا الأنجيل أي حديث له مع الرب أو الرب معه لأنه كان ينتمي إلى مدرسة الصمت والأصغاء إلى صوت الرب كما كان البتول مار يوسف .
أنفرد الرسول يوحنا في سر قصة أقامة لعازر من بين الأموات ، أما الأناجيل الأزائية الثلاثة فلم تذكر شىء عن هذه المعجزة .
كان الرب يسوع يحب عائلة لعازر التي كانت تستقبل يسوع وتلاميذه في بيتها وتقدم له ولتلاميذه الخدمة وتستمع إلى كلمات رسالته السماوية . ومن ذلك البيت كان يسوع ينطلق إلى أورشليم .
عندما أقتربت ساعة يسوع لكي يسلم نفسه طوعاً للموت ، أراد أن يثبت لليهود والعالم بأنه هو المسيح المنتظر ، وهو الإله واهب الحياة ، وله سلطان حتى على الموت . فأحيا الموتى وأحيا نفسه فغلب الموت بموته .
قبل موت يسوع مَرِض صديقه لعازر ، وبدأ المرض يهدد حياته وفي وسط تلك الآلام أرسلت مريم ومرثا رسالة إلى يسوع لكي يحضر لينقذ حبيبه لعازر فجاء في تلك الرسالة ( يا سيد هوذا الذي تحبه مريض ) عندما نتأمل بهذه الكلمات نلتمس عدم وجود طلب ألحاح يأمر المسيح بالحضور رغم شدة المرض ، والسبب يعود إلى فهم الأختين لرسالة المسيح ظناً منهن من أن تكون خدمته في نشر الأنجيل أكثر أهمية من طلبهن ، وبالرغم من العلاقة التي بين الجانبين . فمريم هي التي دهنت الرب بالعطر ومسحت قدماه بشعرها ( يو 2:11) وهي التي جلست عند قدميه في دارها لكي تستمع إلى أقواله عندما كانت تخدمه مرثا . لكن رغم تلك العلاقة كان الطلب لا يتعدى حدود أخبار المسيح بالمرض فقط ، علماً  بأن المسيح يعلم بكل شىء وحتى وإن لم تصل له الرسالة لأنه الإله العالم بكل الخفايا ، لهذا عندما مات لعازر قال لتلاميذه ( لعازر حبيبنا رقد ) .  لم يرد على الرسالة ، ولم يشأ الذهاب لأنقاذه من المرض ، بل سمح للموت لكي ينال منه . وبعد موته أخبر الرب تلاميذه بأن لعازر قد نام ، لم يقل مات . وكذلك قال للذين كانوا يبكون وينوحون على بنت يائيرس رئيس المجمع المائتة ( لا تبكوا ، لم تمت ، إنما هي نائمة ) " لو 52:8"  . لماذا كان يسوع يدعوا الموت نوماً ؟ الجواب ، لأنه كان يقلل من حجم الموت فيسميه نوماً أو رقاداً ، ولكونه قادراً أن يعيد الحياة لمن يشاء وكما أعاده للشاب الوحيد لوالدته الأرملة . كما كان يقصد في قوله أنه نائم وذلك لكي يخفف من ثقل الحزن على أهل الميّت . .
أكمل يسوع الحديث مع تلاميذه قائلاً ( لكني سأذهب لأوقضه ) . إذن المسيح لن يذهب إلى لعازر عندما كان مريضاً ، بل أنتظر موته لكي يصل إلى قبره بعد أربعة أيام . وبعد ذلك قال لتلاميذه " لعازر مات " وكيف علم بأنه مات ؟ لأنه في لاهوته كان يعيش كالحاضر الغائب ، لأنه إله موجود في كل مكان ، لهذا كان يعلم بموت لعازر دون أن يخبره أحد .
عدم وجود يسوع في بيت عنيا لشفاء لعازر كان خيراً للتلاميذ لكي يقوّي إيمانهم بعد أن يروا المعجزة . كان بأمكانه أن يشفيه بكلمة منه عندما قرأ الرسالة دون أن يذهب ، لكنه أراد أن يموت لكي يكرمه ويعمل له الأفضل وهو أعطاءه بركة الأقامة من بين الأموات ولكي يكون خبر أقامته تأثيراً وسبباً لأيمان الكثيرين . وبهذا يثبت المسيح قوته وقدرته في أيامه الأخيرة وسلطانه ولاهوته للجميع بأنه هو الإله الخالق . أما سبب بقائه أربعة أيام فلكي يتحدى معتقد اليهود الذين كانوا يؤمنون بأن روح الميت تحوم حول الجسد ثلاثة أيام ويمكن أن تعود اليه لهذا قصّد بأن يقيمه في اليوم الرابع لكي يقطع كل الحجج ، أضافة إلى أن الجثة تبدأ بالتفسخ وكما قالت مرثا ليسوع ( يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام ) أي من الناحية الطبية نقول بأن كل خلية في جسد لعازر قد ماتت وأنقطعت كل الآمال ولا مجال للعلم أن يعطي تفسيراً أو تبريرا لعودة الحياة إلى تلك الجثة إلا إذا خلق من جديد . فنقول هل أقام الرب يسوع لعازر ، أم خلقه من جديد وأعاده كما كان ؟ الجواب ، خلقه لكي يقوم بكامل عافيته وبرهن لكهنة اليهود وللعالم وللتاريخ بأنه الرب الإله واهب الحياة . وكذلك سيفعل مع كل الموتى في يوم القيامة العظيم .  قال القديس أوغسطينوس ، يسوع يشير بقيامة الأشخاص الثلاثة الذين أقامهم إلى قيامة نفوسنا لكي يهبنا القيامة والخلاص .
أبنة يايرس ، لم يناديها بأسمها لكي تقوم " مت 9" ولا أبن ارملة نايين " لو 7" بينما لأقامة لعازر صرخ بصوت عظيم ، لماذا هل ليسمع لعازر في القبر ، أم ليسمع كل الواقفن ويجذب أليه أنظارهم وأفكارهم ؟ أما لماذا ناداه بأسمه " لعازر " فيقول القديس أغسطينوس : لو لم يقل يسوع " لعازر " لكان كل الأموات الذين في القبور قد قاموا ز وهكذا في يوم القيامة عندما ينادون الموتى بالقيامة فذلك الصوت سيسمعه كل الموتى ويقومون .
كان لأقامة لعازر تأثيراً كبيراً في المجتمع اليهودي ، فكثيرون من اليهود الحاضرين في وقت أقامته آمنوا بالمسيح ، أما البقية الباقية فلن يؤمنوا لقساوة قلوبهم فذهبوا بالخبر إلى قادة اليهود الذين قرروا الأجتماع في مجمعهم لكي يخططوا لقتل المسيح بسبب أعماله الخارقة ، وآياته الكثيرة وخاصةً بسبب أستقطاب الناس أليه ، وهذا ما أخافهم ، فقالوا ( ماذا نصنع ، بأن الأنسان يعمل آيات كثيرة ؟ ) وهذه المعجزة تفوق كل المعجزات ولا يمكن مقارنتها بغيرها من المعجزات لأن لعازر المنتن قد عاد إلى الحياة والناس يتحركون نحو المسيح لكي يبايعوه ، وهذا ماحصل في يوم يوم دخوله إلى أورشليم راكباً على جحش أبن أتان ، وبدأ قادة اليهود يخافون على مناصبهم وسلطانهم وهيبتهم ، لهذا حولوا الموضوع إلى سياسة فقالوا عنه ، يريد أن يصبح ملكاً . هكذا ولأجل التخلص منه كانت هذه حجتهم لبيلاطس بأن يريد أن يصبح ملكاً ونحن لا ملك لنا إلا قيصر رغم كرههم لقيصر وللأستعمار الروماني . وكل هذا الأعتراف والتنازل أمام بيلاطس كان لأجل التخلص من وجود المسيح بينهم . كذلك أقنعوا الشعب الذي بايعه بمقاومته بقولهم لهم ( أن تركناه هكذا ، يؤمن الجميع به ، فيأتي الرومان ، ويأخذون موضعنا وأمتنا ) لهذه الأسباب قرروا الخلاص من يسوع ، وكذلك قتل لعازر أيضاً لأن جوده في الوسط اليهودي خطير لهذا يقول الكتاب ( فقرروا رؤوساء الكهنة أن يقتلوا لعازر أيضاً ، لأن كثيرين من اليهود كانوا يهجرونهم بسببه ويؤمنون بيسوع ) " يو 12: 10-11 " .
ختماً نقول : المسيح هو واهب الحياة لأنه هو ( الطريق والحق والحياة ) لهذا قال لمرثا ( أنا هو القيامة والحياة ، من آمن بي وإن مات فسيحيا ) " يو 27:11 " كما كرر كلامه ، فقال ( ألم أقل لك أن آمنت ترين مجد الله ؟ ) " يو 41:11 " فنادى يسوع لعازر بصوت عالٍ قائلاً ( لعازر أخرج ) سمع الميت صوت الله ، وهكذا سيسمعون كل الموتى صوته في يوم القيامة لكي يقوموا كلعازر من قبورهم .
خرج لعازر والأكفان تشّد جسده والمنديل رأسه ، فأمر يسوع لمن حوله ( حلّوه ودعوه يذهب ! ) وهكذا تم أطلاق لعازر من قيود الكفن وقيود الموت ومن سجن القبر لكي يحيا مع المسيح وفي المسيح الذي أقامه ، ونحن أيضاً سيقيمنا في يوم الدينونة الأخير لكي نجتمع معه على السحاب فنبقى معه إلى الأزل في السماء ، قال الرسول بولس ( أما نحن ، فإن وطننا في السموات التي منها ننتظر عودة مخلصنا يسوع المسيح ، الذي سيحول جسدنا الوضيع إلى صورة مطابقة لجسده المجيد ، وفقاً لعمل قدرته على إخضاع كل شىء لنفسه ) " في 3: 20 -21 " .

ولربنا يسوع المسيح المجد دائماً
 

536



للكنيسة وجهان ... طاهر وفاسد

بقلم / ورداأسحاق عيسى
وندزر – كندا

http://www.m5zn.com/newuploads/2018/02/14/jpg//m5zn_405221e10ccde0e.jpg
( وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تتقوى عليها ) " مت 16 :16"
الكنيسة التي أسسها الرب يسوع هي مؤسسة بشرية تحتوي على نعمة الله وشعبه المقدس . لها رئيس واحد وهو الرب يسوع ، وفي أسرارها المقدسة تكمل حضور المسيح على الأرض ، لهذا يجب أن تكون الكنيسة أيضاً واحدة موحدة لأن رأسها واحد ، المسيح الذي مات من أجلها . فالكنيسة هي شعب الله المختار المدعو الى الخلاص ، وهي التي تجعل لله حضوراً محسوساً في هذا العالم على مدى القرون . أنها تدعو العالم للتعرف على شخص يسوع المخلص والأيمان به وبعمل صليبه المقدس ، فهي التي تهيأ المبشرين بالأنجيل ، كما هي وسيلة لنقل الأيمان ونور الأنجيل إلى العالم ، أنها موضوع الأيمان الكامل والمطلوب . وفي الكنيسة يعلن شعبها أيمانه في قانون أيمان الرسل الأطهار ، فيعلنون أيمانهم بإله واحد ، الآب ، والأبن الوحيد ، وبالروح القدس المحي ، وبكنيسة واحدة مقدسة ، وبغفران الخطايا ، وأخيراً بقيامة الأجساد والحياة الأبدية في الدهر الآتي . لا تفرض الكنيسة على مؤمنيها بأن يعلنوا أيمانهم هذا ، بل هم مدعوون كي يعلنوا ذلك الأيمان بالكنيسة وبالله . ويجب أن لا نفصل بينهما لأن الله هو الذي أسس الكنيسة وأعطانا أياها لكي تكون بيتنا الثاني ، أنها الكنيسة المجاهدة المضطهدة ( ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب ... ) " مت 16:10" ، كما أنها الصورة المرئية للكنيسة السماوية الممجدة . فيها سرَين رئيسين بين أسرارها ، هما أعمدتها الروحية ، وبها ننتمي إلى جوهرها ، هما سر المعمودية التي نعلن من خلاله أيماننا بأسم الآب والأبن والروح القدس فنموت في الرب ونقوم معه ، وسر الأفخارستيا ، حيث تتهيأ الكنيسة أبنائها المؤمنين للأجتماع حول مائدة المسيح المقدسة لتناول جسده المبارك ودمه الغافر للخطايا ، فمن خلال المعمودية والأفخارستيا يصبح الشعب كله جسداً واحداً مع جسد يسوع السري فيربطه في عهد الحب وسر الوحدة . فالكنيسة التي لا تقدم لشعبها هذه الأسرار ليست كنيسة رسولية . لأن الكنيسة الحقيقية تقدم لشعبها جسد المسيح المكسور للعالم كطعام روحي أبدي ولكل الأجيال إلى يوم مجيئه . لكن رغم ذلك فأن لتلك الكنيسة الطاهرة التي هي عروس المسيح والذي غسلها بالماء  وأخذها لنفسه عروساً ( ليقدسها مُطَهِراً أياها بغسل الماء بالكلمة ) " أفس 26:5 ". للكنيسة أيضاً وجه فاسد ، فيها ابناء قديسين وآخرين خاطئين يرتكبون الخطايا المميتة بسبب ضعفهم في مقاومة التجارب المستمرة التي يدفعهم اليها قائد الشهوة ، والطمع ، والحسد ، والكراهية ، وحب الأنتقام ، والمال الذي هو أساس لكل الشرور، وهو الإله المنافس لألهنا الحقيقي ، فلا نستطيع أن نخدم سيدين ( مت 24:6 ) .
من بين الخاطئين نجد بعض آبائنا الروحيين الذين يشوهون صورة الكنيسة المقدسة ، فبسبب حبهم للمال يبيعون أسرار الكنيسة المقدسة بالمال ، بل يحددوها بأسعار ، وكلام المسيح واضح ( مجاناً أخذتم ، مجاناً أعطوا ) " مت 8:10 " . أو يشوهون وجه الكنيسة أمام العالم بسبب أعمالهم المشينة كالتحرش بالأطفال مما يضعون المراجع الكنسية أمام المحاكم لتدفع الثمن ، أو تواجدهم في أماكن واللهو والقمار . وهكذا تشَوّه صورة الكنيسة في الأعلام العام بسببهم. والى غير ذلك من الأعمال التي تعكس سلباً على الكنيسة المقدسة .
   كذلك العلمانيون ، فكل مسيحي معمد ومثبت بمسحة الميرون هو كاهن ، فعليه واجبات كهنوتية يقدمها في حياته وأعماله كذبائح روحية والشهادة للمسيح الرب في كل مكان  ، لكن هناك أعداد كبيرة من المؤمنون الضعفاء يشوهون صورة الكنيسة بأفعالهم الخاطئة والتي بسببها يبقون بعيدين عنها زمناً طويلاً ، وهكذا يفسدون صورة وجه الكنيسة أمام العالم . وقد يعود البعض إلى قطيع الرب بعد التوبة والمصالحة كما فعل الأبن الشاطر .
كتب المونسيور الدكتور بولس الفغالي في كتابه ( رؤيا القديس يوحنا ص262) ما يلي :
الكنيسة في وضعها الحالي مسلّمة إلى الأمم ، وترتبط في الوقت عينه بعالم السماء والملائكة كما بعالم الأرض . أجل هناك وجهان للكنيسة : نراها بوجه المجد والأمان إن نظرنا اليها على ضوء مخطط الله . بينما نجدها مذلولة ومتألمة وفي خطر قتال غير متكافىء إن تطلعنا فقط الى ظروف حياتها الحاضرة . والكتاب المقدس يقول لنا ، الكنيسة هي هنا وهناك . هي الكنيسة عينها ، وهذه الأزدواجية التي تصلها هي جزء مكمل وضروري لكيانها في زمن النبؤة هذا . هذا هو وضعها الحالي.
إذن علينا أن نعترف بما مكتوب لنا عن هذا الموضوع في الكتاب المقدس ولا نخاف لأن وكما تقول الآية ( حيث كثرت الخطيئة ، تتوافر النعمة أكثر جداً ) " رو 20:5" . فحيث تكون الوعود مكسورة مراراً يقف وعد الرب ثابتاً لكي ينقذ المؤمن الضعيف ويدعوه الى المشاركة بالمائدة وبأستحقاق . علينا أن نغفر للخاطىء وحتى وإن كان أباً روحياُ ، الكنيسة هي مؤسسة بشرية ، لهذا ليست معصومة عن الخطأ ، وهي بحاجة إلى مغفرة مستمرة ، والمسيح الحي فيها يقبل المغفرة وكلنا ضعفاء وليس هناك طاهراً كما قال الرسول في " رو 10:3 " ( أنه ليس بار ولا واحد ) ونحن جزء من أؤلئك الذين نلتقيهم وبهم نلتقي مع المخلص بمغفرتنا لهم ومساعدتهم للعودة الى طريق الصواب . فإذا كان بيننا كاهن خاطىء فعلينا أن لا نتحداه ، بل علينا أن نتحمله ونسمع أقواله المأخوذة من تعليم الكنيسة ، لا ندينه ونشهره لكي لا ندان ، بل تحدينا له يكمن في تحمل أخطائه وأعطائنا له الصورة المسيحية الحية الحقيقية في حياتنا . المسيح كان يعلم بخطايا يهودا الأسخريوطي وبكل أعماله لكنه تحمله ولم يطرده رغم علمه بخيانته .
 من خلال السلطة الدينية قد نجد من يجرحنا في كلماته أو أفعاله أو في طلباته ،  ونحن لدينا حساسية عالية لكي ننقد ونهاجم ونتأثر سلباً على خدام الكنيسة فنتظاهر بالتحدي ، والعناد ، والتمرد ، والرفض ، فننسى المحبة والمغفرة والمصالحة والعمل من أجل وحدة الصفوف ، كما ينبغي لمن لديه سلطة في الكنيسة أن يكون حكيماً ورحوماً ومحباً وغافراً من أجل ردم كل هِوة تظهر بين الجماعة .
ختاماً نقول ، للكنيسة وجهان ، وجه يصلي ويعلم ويبشر ويدعوا إلى التوبة والمصالحة والأعتراف من أجل التطهير والأستعداد للمشاركة في مائدة الأفخارستيا فيرتبطون مع الجماعة في عهد المصالحة والوحدة , وكذلك الكنيسة ترسل المؤمنين في خدمة وتعطي لهم الأسرار المقدسة لكي يكونوا دائماً مستعدين لملاقاة العريس .
أما إذا كان هناك أعضاء خارجين من حرية الأيمان الصادق إلى العبودية من أجل ممارسة الخطيئة فعلينا أن لا نحسبهم أعداء ، بل أخوة ، فنعمل من أجل أعادتهم الى أحضان الكنيسة لكي يكونوا من نصيب الرب لا من نصيب الشرير الذي يسعى الى هلاكهم . هكذا نحصل للسماء فرحاً عندما نعيد خاطىء إلى التوبة والمصالحة والوحدة مع جماعة الكنيسة المقدسة . لنتذكر قول الرب ( ثقوا ، أنا قد غلبت العالم ) " يو 33:16" .
ولراعيها الصالح يسوع المسيح المجد دائما


537
الأخ العزيز فاروق كوركيس االمحترم
أنت تعتقد بأن تلك القصص هي خيالية فأن كانت قصة الطوفان خيالية كما تضن أي لم يكن هناك طوفاناً عالميا خرق الأرض كلها ، بل هو من نسج خيال آبائنا السومريون والأكديون والآشوريون وغيرهم . إذاً لماذا لكل الأمم هذه القصة ، نجد لبلاد فارس قصة طوفان وللمصرين كذلك وللهنود والصينيين والأسكيمو وشعوب المايا والهنود الحمر ، وأسماء الشخصيات تختلف وسرد الأحداث تحتلف بحسب أختلاف الثقافات كما قلت حتى في قصص بلاد الرافدين هناك فروقات بين القصة . أما عن العلم فالعلم نعم أكتشف الغرين أي رواسب الطين الناتج من الطوفان في جنوب العراق واسكتلندا وفي الصين وفي أميركا الجنوبية وأثبت العلم بأن سبب التغيير الحاصل في طبيعة الأرض كان بسبب الطوفان إذا الطوفان موجود والقصص موجودة ، فليس من حق كاتب الكتاب المقدس أن يدون القصة التي حدثت وأيدها الرب يسوع بأقواله أم حتى يسوع يخدع العالم ؟ أما عن قصص التي نسجها يسوع كقصة السامري وان لم تكن حقيقية فغايته منها هي اتقريب الصورة وأيصال المقابل الى الحقيقة . فمثلاً اليهود الذين كانوا يظنون أنفسهم بأن الخلاص هو لهم فقط ، جاء المسيح بمثل السامري الصالح لكي يقنعهم بأن من يعمل الصلاح هو الأفضل عند الله ،وإلا من كان هناك عندما مر الكاهن وعبر ، أو اللاوي . إذا قصص كهذه وأن لم تكن واقعية فالغاية منها لأعطاء الدرس الشافي والحل الأمثل للموضوع , وهكذا بالنسبة إلى مواضيع أخرى كثيرة . شكرا لك مع التقدير .

538
السيد ظافر المحترم جدا جدا
أعترافك بأنك خاطىء يجب أن ينبع من قلبك لله وليس لي لأنني لا أغفر الخطايا ، والذي يتوب يجب أن لا يعود إلى الخطيئة ، لكنك يا سيد ظافر عدت لتهاجم البطريرك بمقالك الجديد ( البطريرك ساكو يحث العراقيين للتصويت ... ولكن ؟ ) فقط قل لنا من عينك قاضياً لكي تحاسب بطريركنا . البطريرك يجب أن يحترم لأنه رئيس الكهنة وأن كان خاطئاً فهناك أساقفة ينقدون أخطائه ويطلبون منه تصحيحها طالع ما كتبته في تعليقي للأخ أوديشو يوخنا بوجوب أحترام رئيس الكهنة وأكتبه لك أنت أيضاً وهو :
 أمر حنانيا واحداً من الواقفين لديه أن يضرب بولس على فمه ، فقال له بولس ( ضربك الله ، يا حائط المقبرة المطلى بالكلس ! كيف تجلس لتحاكمني وفقاً للشريعة ، ثم تخالف الشريعة فتأمر بضربي ؟ فقال له الواقفون هناك " أتشتم رئيس كهنة الله ؟ فأجاب بولس لم أكن أعرف أيها الأخوة أنه رئيس كهنة ، فقد جاء في الكتاب ( لا تشتم رئيس شعبك ) " أع 23: 2-5 " علماً يا ظافر أن حنانيا وقيافا يعتبرون من أكبر المجرمين في التاريخ لأنهم هم الذين دفعوا المسيح للصلب ، ورغم هذا قال بولس ( لم أكن أعرف أنه رئيس الكهنة ) . ما أطلبه منك من كل القلب هو أن تستخدم قلمك لنشر كلمة الله وزرع المحبة بين الناس وخاصة بين أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لنكون واحد ، علماً بأننا جميعا تحت ظلم نفس السيف ومضطهدين بنفس الدرجة من قبل المحيطين بنا لأننا نحمل أسم المسيح ، فبدل من تزيد الضربات علينا بادر في تخفيفها والرب يسوع سيباركك أنت وأهل بيتك

539
أخي العزيز أوديشو يوخنا المحترم
نعم حقد وكراهية بعض الأخوة للأسف بات واضحاً للجميع ، وماذا يجني الأنسان من الحقد ، الحقد هو كالشوك ، فالذي يزرع الشوك لا يجني منه عنباً ، أما الذي يبشر بالحب والسلام ونبذ الكراهية والعدوانية والضغينة فهو من أبناء الملكوت من الآن . هذا الرجل غريب وعجيب يحسب نفسه عبقرياً في الأيمان ويعزز حقده بآيات من الكتاب المقدس كما فعل الشيطان أثناء تجاربه الثلاثة مع المسيح ، فعلا أنه اللسان الناطق له وجندياً مخلصاً له ومثله أيضاً لا يكل ولا يمل ولا يخجل من تعليقات كل الأخوة الطيبين , ما له والبطريرك مار لويس ، هم وأمثاله الحاقدين ، مار ساكو هو رئيس كهنة كنيستنا ، فيجب أن يحترم ويطاع . يقول الكتاب المقدس : حنانيا كان رئيس كهنة اليهود في عهد الرسول بولس ، أمر حنانيا واحداً من الواقفين لديه أن يضرب بولس على فمه ، فقال له بولس ( ضربك الله ، يا حائط المقبرة المطلى بالكلس ! كيف تجلس لتحاكمني وفقاً للشريعة ، ثم تخالف الشريعة فتأمر بضربي ؟ فقال له الواقفون هناك " أتشتم رئيس كهنة الله ؟ فأجاب بولس لم أكن أعرف أيها الأخوة أنه رئيس كهنة ، فقد جاء في الكتاب ( لا تشتم رئيس شعبك ) " أع 23: 2-5 " علماً يا أخي أوديشو بأن حنانيا وقيافا يعتبرون من أكبر المجرمين في التاريخ لأنهم هم الذين دفعوا المسيح للصلب ، ورغم هذا قال بولس ( لم أكن أعرف أنه رئيس الكهنة ) . أما مار ساكو فهو فخر للكنيسة الكلدانية وكل الكنيسة بأساقفتها وكهنتها والمؤمنين ملتفين حوله أما هؤلاء الشاذين المتمردين على الأيمان كظافر فليسامحهم الرب ويعيدهم إلى حضيرته كما عاد الأبن الضال . مع محبتي وتقديري

540
الأخ العزيز أوشانا المحترم
ماتفضلت به صحيح نقاشنا عبر الحد أنا وظافر شنو والسبب واضح وهو أن ظافر غايته ليست للنقاش وأبداء الرأي أبداً بل لكي يشوه الموضوع ويزرع الشك وكأنه اللسان الناطق بأسم عدو الخير ، وهذا ليس رأيي أنا فقط بل رأي أخوة المعلقين أيضاً . أما عن رأيك حذف التعليقات من قبل مسؤول المنبر الحر فليحذف تعليقاته هو ، لا وبل كل مقالاته المملوءة من سموم الحقد على البطريرك والكنيسة والأيمان ، وأخر نتاجاته عرض علينا مقاله الأخير بعنوان ( البطريرك ساكو يحث العراقيين للتصويت .. ولكن ؟ ) ما له والبطريرك علماً بأنه معروف جداً بحقده على الكنيسة الكلدانية وقادتها . هل يجوز يا أخي أوشانا أن أنقد أنا أيضاً البطريرك مار كوركيس وأنت تنقد البطريرك مار أدي ، أم علينا أن نبدي لهم أحترامنا لأنهم قادة كنائسنا ، نعم على المسؤول في المنبر الحر أن لا يسمح بنشر هذه المقالات في موقعه ، وهذا الشخص اصبح معروفاً لدى الجميع ورائحة حقده النتنة وصلت الى السماء . فلماذا يسكت عنه الموقع لا أعلم . شكرا لمداخلتك أخي أوشانا والرب يباركك
 

541
الأخ فاروق كوركيس المحترم
بأختصار ... حاول أن تأخذ قصة أي أسطورة سومرية أو بابلية أو آشورية ، وقارنها بما يقره العلم اليوم وبعد ذلك قارن نفس القصة من الكتاب المقدس مع رأي العلم فستجد أن الكتاب المقدس هو الأقرب الى العلم من تلك الآساطير . والعلماء والآثاريون يستخدمون الكتاب المقدس كمصدر وكدليل لهم في بحوثاتهم كما فعل الأثاري البريطاني وولي الذي أكتشف آثار جنوب العراق وخاصة مدينة أور . مع محبتي وتقديري

542
إلى ظافر شنو الخاطىء
كلمة خاطىء ليست من عندي ، لكي لا تعتبرني قاسياً ، بل أقتبستها من آخر سطر في تعليقك . وعجبتني جداً لأنها تليق بك جداً ، صحيح ليس هناك أنسان بار ولا واحد كما يقول الرسول بولس ، لكن أخطائك كثيرة وتعدياتك على غيرك شملت حتى قادة آبائنا الكهنة ، وتكتب لي : ( هناك بعض الناس لا  يونان ولا إله يونان ولا نحن نخلص منهم ). أولاً أنزع الخشبة التي في عينيك وبعد ذلك أنقد غيرك .سبب ضعفك هو لأن معلوماتك ضعيفة عن الكتاب المقدس فتهتز عندما تقرأ نص من مقال أحد الكتبة وخاصة الذين تعتبرهم مناوئين لك فتضن بأن ما كتبه غير صحيح فتهاجمه بأسلوبك الغجري .فمثلاً شككت بما كتبت بأن الله  يقسي قلب البشر . إذن طالع هذه الآية لترى كيف الله قسى قلب فرعون :
يقول خروج 7: 3-4 "ولكني أقسي قلب فرعون وأكثر آياتي وعجائبي في أرض مصر. ولا يسمع لكما فرعون حتى أجعل يدي على مصر فأخرج أجنادي، شعبي بني إسرائيل من أرض مصر بأحكام عظيمة."
وهكذا كان الرب يسوع يتحدث لليهود بالأمثال لكي لا يفهوه وكما قال لتلاميذه ( سمعاً يسمعوه ولا يفهموا ...) " طالع مت 13"
أما عن الأحترام يا ظافر فصدقني بأن كل أنسان يحترم نفسه عن طريق حبه لذاته هو أولاً ، وبعد ذلك يحترم الآخرين كما يحترم نفسه ، أي أنني لا يمكنني أن أحب غيري أن لم أكن أحب ذاتي أولاً ، وبهذا نتذكر وصية المسيح له المجد لكل منا وهي أن نحب قريبنا كحبنا لذاتنا . فعندما تحترم ذاتك تستطيع أن تحترم الآخرين ، وإن لم تحترم الآخرين فيعني أنت لم تحترم ذاتك وتجبر الآخرين أن لا يحترموك كما تفعل أنت .
أما علم النفس فيعرب عن ذلك بالقول : ( أحبب نفسك فتتمكن من حب قريبك ). أي المعنى قريب من قول المسيح
إن يسوع الذي أعرفه يا ظافر يدعوني دائماً إلى أن أدع الميزان جانباً وأتوقف عن وزن ما أعطي وما آخذ، وأن أجعل بدل ذلك، من الحب الدافع الأول في حياتي وهذا الأسلوب أجده في الأنجيل وكالآتي
 قول يسوع هذا واضح ، وهو : "أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم" . فإذا فعلنا ذلك عمت السعادة بيننا .فهل تعمل بهذه الوصية يا ظافر؟
وهل أنت تحب الآخرين كما تحب نفسك ؟ أو هل تحترم نفسك لكي يحترموك الآخرين ؟ أم أعصابك تحكم على أرادتك فتقول أنا ليس لي لحية مسرحة . المسألة هي أكبر من اللحية والعناد يا ظافر ، عندما تعلق على مقال كاتب ما مثلاً فعليك يا أخي أن تحترمه على الأقل عندما تناقشه وتكتب أسمه كما يعمل الآخرين وتكتب بعد أسمه المحترم وبهذا لا أعتقد لحيتك المسرحة ستفقد ترتيبها وجمالها ، لأنه مهما كان ذلك الأنسان فهو محترم وغالي جداً أمام الذي خلقه ومات من أجله على الصليب . حتى في الغجر لا يوجد من يتحدث مع الآخر عندما يلتقي به قبل أن يلقي عليه التحية .أما أنت فلا تفعل ، ألا تقل لي من أي جنس أنت ، قد تكون من أخوتنا اليزيدية لأن أسم والدك ( شنو ) يشبه أسمائهم التي تنتهي أكثرها بحرف الواو مثل ( حمو ، شينو ، خديدو ...الخ ) علماً بأن أخوتنا اليزيدية يحترمون أنفسهم ويحترمون الآخرين والآخرين يحترمونهم إلا الدواعش القساة مثلك ، إذن من أية طينة أنت معجون ؟ وهل ستستمر عدواً للجميع في كتاباتك لحجة ليس لك لحية مسرحة . سرحها يا أخي وأعمل كما يعمل كل الكُتّاب المحترمين ، وبهذا نفرح بك ونحترمك ونفرح بك ، وأخيراً أدعو من الرب يسوع لكي يشفيك من كل علة لأنك على الأقل أنت أيضاً أبن أبراهيم.

543
السيد ظافرشنو فقط
أي بالكيل الذي تكيل يكال لك .  (وهنا أيضاً ستقول من أي أنجيل أتيت بالآية ؟ ) لهذا لم اكتب بعد أسمك  كلمة ( محترم )  .
قبل أن أدخل إلى الموضوع أقول . ألا تعلم يا رجل ما تكتبه سيُقرأ من قبل قراء محترمين فعليك أن تحترم نفسك بتعليقك بدل أن تتصرف كالمراهقين المشحونين بالعصبية وحب الأنتقام . كم قلبك إذن ملىء بالحقد والكراهية لهذا كانت تعليقاتك كلها بهذا المستوى . ألا تسأل نفسك لماذا أنت شاذ بين الكُتّاب ولماذا لا يرضى عنك الكثرين ؟ ألم تقرأ تعليقاتهم ؟ أم تعرف هذه الحقيقة جيداً ولا تكترث وكما فهمت من تعليقك الأخير :
يابشر احد اقوى عيوبي في حياتي التي تسبب لي المشاكل هي بسبب انني لا اجامل او انافق ..لهذا تجدني ضد الكل
أفهم من كلامك بأن الذي لا يهاجم الآخرين ، بل يعبر عن رأيه بأسلوب محترم وحضاري هو منافق . نعم وكما أعترفت يا صاحب ( كما قال المسيح للأسخريوطي ، يا صاحب )عيبك واضح وكبير وتحتاج لأن تعالج نفسك ، لا تبقى بهذه الحالة يا ظافر ، الكتابة ليست لكل من له قابلية في سطر الكلمات بلغة متقنة ، بل يجب أن يتسلح الكاتب بالأخلاق أولاً ، وأن يحترم القراء كلهم بدون أستثناء لكي يُحتَرِم . أما عاهتك الثانية والبارزة دائماً في تعليقاتك فهي البحث عن عبارة لتقطعها وتتحجج بها كما فعلت الآن بعبارة (لذلك أشعره الله بقساوة القلب) طالع ماقبلها لتعرف المقصود . أما عن المزمور 110 الذي كتبته في التعليق لا في الموضوع فأن كان فيه خطأ فقد أشرت إلى رقم الآية فلماذا تعتبره أنت صيداً ثميناً وأنتصاراً عظيماً لك . فعلاً أنت مريض يا ظافر وتصرفاتك تشبه تصرفات شاب أعرفه ، يخجلون أهله من كلامه أمام الناس ، لهذا عندما يأتيهم ضيف لا يسمحون له بالبقاء معهم لأنهم يعرفون ماذا سيحصل لو ظل معهم ، أنه يراقب المتحدث بدقة لكي يلتقط منه كلمة أو جملة وينتقدها بأستهزاء فيفشل الضيف أمام أهله ، وأهله أمام الضيف . أنت من هذا النوع ولك أعراض نفس المرض تبحث عن مقطع أو خطأ بسيط لتنقد الكاتب بأسلوب هابط . أدعوك يا ظافر أن تبتعد عن الكتابة وتتفرغ للهدوء ولمعالجة صحتك والرب يشفيك .   

544
الأخ العزيز سامي ديشو المحترم
بعد التحية
نعم رحمة الله شاملة للجميع ويريد الخلاص لجميع الأمم ويفرح وتفرح معه السماء لخاطىء واحد يتوب فكيف لا يشفق ويفرح بخلاص 120 ألف من الأطفال الأبرياء في نينوى ، لا وبل رحمته وحنانه شمل حتى البهائم . والمقال تناول نفس التوضيح ، لكن لا أفهم كيف قرأ الأخ ظافر المقال ولماذا عارض ؟ ولماذا لا يكتب أسمي في بداية تعليقه ، وإذا كانت رسالته شاملة الى الجميع فمن الأفضل أن يكتب ( إلى من يهمه الأمر ) لكي لا يذكر أسمي ، الأنسان الذي لا يعيش بالمحبة فهو ميت وإن كان حياً ، أما الذي يعيش في المحبة فهو قريب من الله جداً لأن الله محبة . قال أحد القديسين : سيحاسب الله الأنسان في الدينونة الأخيرة على قدر المحبة التي يمتلكها ، وكل الشريعة أختصرها المسيح بآيتين وهي : «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ»." لو 27:10" أي محبة الله والقريب ، ونختصرها بكلمة واحدة ( المحبة ) فمحبة الأنسان يجب أن تكون شاملة حتى لأعدائه كما كانت محبة الله لشعب نينوى الذي هاجم شعبه المختار وسباه الى نينوى .
شكرا لك أخي العزيز سامي وأقول نحن نخدم أخوتنا بمقالاتنا ونزرع الخير والرب هو الذي ينمي لكي يستفاد منه الكثيرين

أخوكم
 وردا أسحاق

545
أخي العزيز ظافر شنو المحترم
أهلا بك اخي العزيز مشتاق جداً أليك
أولاً وقبل كل شىء اقول لماذا رأسك منتكس نحو الأرض في الصورة ،هل تبحث عن درهم ضائع ؟  يا أخي ظافر أنت مسيحي ، والمسيحي رأسه يجب أن يكون مرفوعا  نحو السماء لأنه منتصر ولأن كنزه هو في السماء لا في الأرض ، المؤمن الحقيقي يكون قلبه ونظره نحو كنزه الأعظم يسوع المسيح لهذا تقول الآية :
(مت 6: 21): لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا. "
وحتى في أوقات الظلم والأضطهاد يجب أن يكون رأسك مرفوعا كسيدك  عندما كان على الصليب ، كان راسه مرفوعا الى السماء يطلب من أبيه المغفرة لأعدائه . وكذلك أول شهيد في المسيحية ( مار أسطفانوس ) كان رأسه مرفوعاً الى حيث ربه والحجارة تمطر على رأسه وجسده الطاهر، لهذا أكرمه الله برؤية عظيمة وهي مشاهدة المسيح جالساً على يمين القدرة ، لكي تتحقق نبؤة المسيح لرئيس كهنة اليهود ، عندما قال ( .. سوف ترون أبن الأنسان جالساً عن يمين القدرة ... ) " مر 62:14"  . كما تحقق المزمور 1:110( قال الرب لربي سأجلسك عن يميني لتضع أعدائك موطئاً لقدميك ) لهذا أرجو أن ترفع رأسك ونرى صورتك بوضوح ونفرح بك .
أما عن تعليقك فأقول يا أخي ظافر ألست صائماً ؟ ألم تطبق الصوم الذي صاموه أجدادك ؟ ألم تنفذ وصايا كنيستك وأبنائها الملتزمين بهذا الصوم  . إذا كنت صائماً فكيف لا تصفي نيتك نحو أخوتك وتتهمني بأن لا الله يخلص مني ولا يونان النبي ولا حضرتك . لماذا لا يكون تعليقك كباقي التعليقات وحتى وأن أختلفت في الرأي أحترم رأيك لكن عندما تعتبرني عدواً لله وليونان ولك فهذا يعني أنت لم تفهم شىء من الموضوع وأنت ضد كل الأخوة الذين أيدوا الموضوع بتعليقاتهم لا في هذا الموقع فقط بل في مواقع كثيرة . أطلب منك يا أخي العزيز بأن يكون تعليقك دائماً مبني على أساس المحبة ، والمحبة فضيلة فوق كل الفضائل ، والرب سيباركك ويحفظك .

546
الأخ العزيز قشوا أبراهيم المحترم
نعم الله أرسل نبيه يونان ألى عاصمة الآشوريين نينوى لكي ينذرها من الخطيئة التي وصلت الى محضره لكي لا تفنى . كان اليهود ومن ضمنهم يونان يعتقدون بأن الخلاص هو لليهود فقط وليس للأممين ، لكن الله يحب كل أنسان ويريد للجميع الخلاص ، لهذا أرسل نبيه الى نينوى لكي يخلصهم من غضب الأنتقام والتدمير كالذي حصل في سادوم وعامورة ، تابت نينوى وأهلها فلماذا يدمرها الله ، الله لا يدمر بل خطيئة الأنسان هي التي تحكم عليه لأن ( أجرة الخطيئة هي الموت ) فأهل نينوى تابوا فلماذا العقاب ، بل حصل فرح في السماء عندما تابت ، والذي حزن على عدم تدمير نينوى كان يونان فقط لكونه لا يصل إلى فهم محبة الله للجميع . باعوثخ قبلتا خونا قشوا وألى اللقاء في موضوع آخر
أخوكم
 وردا أسحاق

547
الأخ فاروق كوركيس المحترم
باعوثخ برختا
أولاً أشكرك لتعليقك وآرائك ولكل كاتب رأيه الخاص وبهذا يحلو النقاش ، وكذلك يدفعنا الحديث الى الدخول في عمق وتفاصيل الموضوع لكي نصل إلى ما هو أفضل وبكل محبة ، عن رأيك أخي العزيز أقول ، لنفرض بأن هناك حادثة وقعت في مكان ما فيالتي الصحفيون وينقلون الحدث كل حسب تعبيره ، فهل سينقل الجميع الحدث بشكل مطابق أم سنجد هناك فروقات في السرد والتفصيل والتعبير واللغة , حتى رسل المسيح رأوا وسمعوا ما قال يسوع وفعل من المعجزات لكن رغم هذا نجد فروقات تسمى بالفروقات وهمية بين الأناجيل ، هكذا نلاحظ في قصة الطوفان مثلاً هناك أختلاف في القصة البابلية عن القصة السومرية ، وحتى في قائد السفينة الذي يطلق عليه في القصة البابلية أوتانا نافستيم بينما في القصة الأخرى أسم آخر وتفاصيل مختلفة ، أما في الكتاب المقدس فيختلف الكثير عن تلك القصص في عدد أيام الطوفان البالغ 40 يوم سقوط المطر بدل سبعة أيام فقط وكذلك مصدر مياه الطوفان حسب تلك القصص هو من البحار بينما في الكتاب المقدس هو من طبقة الغبار الكثيف فوق الجلد ومن منابع المياه العميقة في داخل الأرض ، وغيرها من التفاصيل .العلماء اليوم يقفون مع ما موجود في الكتاب المقدس ، بينما ما وصلني من تراث ما بين النهرين لا يتفق مع العلم و أما عن قولك بأن المسيح أستشهد ليونان كمجاملة لليهود ، فالمسيح لا يجامل على حساب الحقيقة لأن كلامه سيبقى الى نهاية الكون فعليه أن يتحدث بالحق ، وهو الطريق والحق والحياة ، لا يساوم على حساب الحق
 أبداً .أما عن قولك بأن الآشوريين كانوا يعرفون الله فهذا صحيح رغم عبادتهم أله الشمس .
شكرا لك أخي العزيز فاروق والرب يحفظك

548
بسيما رابا خوني أوديشو ومارن ناطروخ ، وقابل باعوثخ

549
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
شكراً لمداخلتك بهذه الكلمات الحلوة التي أكشف منها الكثير كصدق أيمانك بما موجود في الكتاب المقدس وخاصة أقوال الرب يسوع نفسه الذي أكد موضوع قصة يونان النبي ودور شعب نينوى التائب في الحكم على هذا الجيل حسب قوله ( أي اليهود في جيل المسيح الذين لم يتوبوا كشعب نينوى ولم يؤمنوا به )
والكلام عن أسفار يونان الأربعة لا يغطيه هذا المقال فلي ثلاث مقالات أخرى عن نفس الموضوع ، ويحتاج إلى المزيد طبعاً . وحتى أسم يونان فيه غايات ، فيونن ( ألمشتق من يونا ) أي الحمامة . فالحمامة كانت تستخدم لنقل الرسائل ، هكذا أستخدم الله يونان لنقل رسالته إلى أهل نينوى , كما نسمي يونان ( نونا ) والمقصود بها هنا هو ( نوّنا ) أي بتشديد الواو لتعني ( السمكة الكبيرة ) أي التي ابتلعته . أما عن موضوع بقاء يونان سالما في جوف الحوت فبالأضافة إلى القصص التي دوناها ، نقول الله هو الذي حفظه سالماً لكي يتمم طلبه المهم وهو تبليغ أهل نينوى برسالته لكي يتوبوا فيكون لهم الخلاص ، لأن الله يريد الخلاص للجميع ، وهذا الموضوع كان مرفوضاً عند يونان والشعب اليهودي للأسف . والرب يباركك .
وردا أسحاق
 وندزر - كندا

550
الأخ العزيز بطرس آدم المحترم
نعم العلماء والأثاريون يتخذون الكتاب المقدس مرجعاً لهم فيعطيهم الكثير من المعلومات العلمية والتاريخية ومواقع مدن وآثار مدفونة تحت التراب لكي  يبحثوا عنها . فمثلاً الأثاري البريطاني جورج سمث هو الذي اكتشف مكتبة آشور بنانيبال في نينوى وبعده الأثاري البريطاني أيضاُ ( شالرلس رونالد وولي ) المؤمن بحقائق الكتاب المقدس وكان أبن كاهن ، ذهب الى جنوب العراق ومعه الكتاب المقدس واكتشف مدينة أور عام 1922 . كما أدار عمليات الحفر والتنقيب عن مدن وآثار لمدة 12 سنة فأكتشف النقاب عن جزء كبير من الحضارة السومرية ، كما وصل الى حقيقة مخفية وهي أن السومريين كانوا متقدمين في علوم كثيرة كعلم المعادن ، وفن الهندسة المعمارية التي استخدم فيها الأقواس والقناطر والقباب وهي أختراعات لم تظهر إلا في ما بين النهرين حتى عهد الرومانيين أي بعد أربعة ألف سنة . وهكذا أستخدم الكتاب المقدس كدليل لامور العلمية وكما تفضلت في قصة ناسا والوقت الذي تغر في السابق ( قرأت هذا الخبر أنا أيضا منذ مدة ) وغيرها من الحقائق التي تتحدث لصالح الكتاب المقدس .
شكرا لك أخ بطرس على أضافتك وتعليقك .
أخوكم
وردا اسحاق


551
الأخ العزيز كوريه حنا المحترم
أخي العزيز إذا صدقنا وأيدنا آراء الناس فعلينا أن نحرق العهد القديم كله بما فيه الناموس الذي قال عنه  السيد المسيح "فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت5: 18). . هناك من يقول قصة آدم وجنة عدن والطوفان وبرج بابل وغيرها سرقوها اليهود من تراث ما بين النهرين ، والآن أنت أيضاً تقول : أسطورة نبي يونان هي خرافة مسروقة من التراث النهريني ، إذن أسألك يا أخي العزيز وبكل محبة هل نصدق رأيك ونكذب كلام الرب يسوع الذي ذكر قصة يونان أكثر من مرة ، أي أيد صحتها ، وقد دونتُ أقواله في الموضوع الذي علقت أنت عليه . فهل من المعقول الرب يسوع له المجد يصدق أساطير مسروقة من تراث الآخرين ! أم القصة صحيحة لهذا أشار أليها يسوع وأيدها ؟ ثانياً لنترك كل الكتاب المقدس جانباً ونسأل ونقول ، من أين جاء صوم نينوى ( الباعوثة ) ألم يأتينا بالتوارث من ذلك الزمان ولحد هذا اليوم ؟ أي أهل نينوى صاموا أولاً ، وبعدهم أولادهم وأحفادهم إلى أن وصلنا نحن ، ونحن نعلمه لأولادنا . ناهيك عن الطقس الصلاتي المتوارث . لا ننسى أيضاَ أيمان آبائنا في تكريم كل الأنبياء ، فالتلة التي كان يونان يراقب الحدث عن كثب والمشرفة على مدينة نينوى الواقعة شرق الموصل ،  تم بناء عليها معبد يونان ، وبعده تحول دير ، وكنيسة ، ومن ثم صار مقر بطريركية وبعدها كنيسة التي حولوها الى جامع وحتى الجامع سمي بأسم نفس النبي مع تحوير الأسم . وهكذا بالنسبة إلى باقي القصص الموجودة في الكتاب المقدس . نعم نجدها في التراث النهريني لكنها لا تتطابق من حيث الوقائع وتفاصيل الحدث . والعلم يتفق مع ما موجود في الكتاب المقدس أكثر من الأساطير . في العام الماضي بحثت في موضوع الطوفان وقدمته محاضرة في الصالون الثقافي الكلداني في وندزر وفرزت الفرق بين ما موجود في ( أساطير السومرية والبابلية ) وما موجود في الكتاب المقدس ، الفرق شاسع جداً ، وأليك رابط بحثي حاول قرائته بدقة ، ستجد القصص القديمة النهرينية بالتفصيل ، قارنها مع ما موجود في التورات ، وكل شىء مكتوب وواضح ، لا تتعب في معرفة الحقيقة التي أقصدها ، فقط عليك مطالعة البحث ، وهكذا بالنسبة الى باقي القصص . وبهذا سأصل بك إلى الحقيقة كما هي وبعد ذلك أتحفني برأيك والرب يباركك
رابط البحث
https://mangish.net/forum.php?action=view&id=3227
أخوك
وردا أسحاق



552
أهلاً بك أخ بطرس
نعم يقال بأن أمعاء الحوت رفيعة فلا يتقبل بلعومه لبلع الأجسام الكبيرة لهذا يقذفها إلى الخارج . إذن كان يونان في فمه الواسع . كانت الطالبة في قصتك أحكم من معلمتها فطلبت منها أن تسأل يونان في الجهنم عندما تذهب إلى هناك ههههههه . شكرا لك أخ بطرس ، مع التحبة

553
( من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي ) " رؤ 21:3"
الأخ العزيز الدكتورعبدالله رابي المحترم
تلقينا خبر وفاة الشماس الرسائلي ديشو بولس قلّو بحزنٍ عميق ، كان الشماس معروفاً لدى الكثيرين لنشاطاته وخدمته في أكثر من كنيسة ومحافظة ، ولعلمه الوفير في اللغة الآرامية القديمة ( كُشما ) فكان معلماً قديراً في معهد اللاهوت ومترجماً وشاعراً وخادماً لمذبح الرب طول حياته بدون أنقطاع فكرمه الرب بعمر مديد ، ونال محبة الجميع لأنه كان ينبض حباً وخدمة ووفاء للجميع فأبهج قلب الرب أولاً والناس وقادة الكنيسة ثانياً . عاش بيننا محباً ووديعاً وهادئاً وملتزماً وخادماً لبيت الرب  إلى أن حان وقت الدعوة ليدعوه الفادي الأمين لكي يتنعم مع الأبرار والقديسين . هنيئاً له في ديار العليين .
شكراً لك دكتور رابي على هذا الوفاء للمرحوم وذويه لهذه التغطية الدقيقة لسيرة هذا الشماس القدير . ولأهله وذويه الصبر والأيمان والصحة والعمر الطويل .تعازينا الخاصة لأبن أخته الشماس الأنجيلي سامي خنجرو.
الكاتب
 وردا أسحاق

554
هكذا عاش يونان ثلاثة أيام في جوف الحوت

بقلم / وردا أسحاق عيسى
وندزر - كندا
 http://www.m5zn.com/newuploads/2018/01/15/jpg//m5zn_cf4339a13e6881c.jpg
فَقَالَ الرب   ( ... لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ .. ) مت 12: 40
لنبحث أولاً عن شخصية يونان النبي وعن أفكاره وأيمانه ، فنكتشف بأنه كباقي اليهود يمتاز بالعنصرية ، لأنهم يؤمنون بأن الخلاص هو لشعب الله المختار فقط ، فأبى أن يذهب إلى نينوى ليحذر شعبها من خطاياهم التي وصلت إلى محضر الله ، ولكي لا يتوبوا فيغفر لهم ، بل أراد أن يهلك الشعب الآشوري الذي تعدى مرارا على شعبه وأخذوا الكثيرين منهم سبايا إلى أرض آشور . لهذه الأسباب قرر يونان أن ينطلق بعكس الأتجاه ، نحو الغرب ، إلى مدينة ترشيش فتبقى نينوى في خطيئتها ، والله سيدمرها كسدوم وعامورة ، وبحسب عدله الألهي لأن ( أجرة الخطيئة هي الموت ) .
إذن كان يونان في الظاهر يمتاز بشخصية ذات صفات لا تليق بنبي مختار لما كان يحمله من الحقد وحب الأنتقام ، والتمرد ، والعصيان ، وروح التحدي والأنتقام ، كما كان مقاوماً لأرادة الله ووصاياه . وكان عديم الشفقة حتى على الأطفال الأبرياء والحيوانات لذلك أشعره الله بقساوة القلب . برز ضعف وأيمان يونان بأستغلاله لمحبة الله وطول أناته ، فصاغ يونان هذه الكلمات بقوله لله ( لأني عرفت أنك إله رحيم رؤوف بطىء الغضب كثير الأحسان ، ترجع عن العقاب ) " يون 2:4".  ومن جهة أخرى كان يونان النبي رمزاً للمسيح ، فهناك أوجه التشابه كثيرة بين يونان الرمز ويسوع المرموز إليه . قال يسوع لليهود ( لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى ، كذلك يكون أبن الأنسان لهذا الجيل ) " لو 30:11"كذلك ( ... لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ .. ) " مت40:12". للمزيد عن هذا الموضوع طالع مقالنا ( يونان النبي رمزاً للمسيح ) على الرابط:
https://mangish.net/forum.php?action=view&id=1364
كان الله بأستطاعته أن يختار رسولاً آخر في هذه المهمة ، لكنه أراد أن يكون يونان هو المخبّر لا غيره ( أنه لصراع بين الله والأنسان ) هكذا تصرف مع يونان بدقة وترتيب ، فأظهر له قوته الخارقة للطبيعة وقوانينها المسيطرة على البحر وما فيه ، وعلى العاصفة والقرعة الوثنية لكي يؤمنوا أؤلئك الوثنين بقدرته ووجوده ، وهكذا كانت يد الله وأرادته واضحة في دوران نينوى وسكونها ، وهكذا بالنسبة الى اليقطينة التي أفرحت يونان . لهذا تحداه ورصد مسيرته وبسببه هيّج البحر فقام جميع الركاب ليصلوا إلى آلهتهم ، أما هو فلن يكترث حتى من الموت ، لأن موته سيقابل موت كل أهل نينوى .
أعترف يونان أمام قبطان السفينة بعد أن وقعت القرعة الخرافية عليه ، وقعت بحسب أرادة الله ، قائلاً ( خذوني وألقوني في البحر فيسكن البحر عنكم فإني عالم أن هذه الزوبعة إنما حات بكم بسببي ) . ألقي يونان في البحر فنزل في المياه ( كمن ينزل في مياه المعمودية ) . أمر الرب حوتاً كبيراً ليبتلعه . صار الحوت بالنسبة له كالقبر لمدة ثلاثة أيام ( وهكذا يغطس المعمد في الماء ثلاثة مرات) . وهناك صلى إلى الله القدير لكي يسمع صلاته، فسمعه الله ليكشف به للأجيال سراً وهو آلام يسوع في الجلجلة وعلى الصليب ومن ثم بقائه في القبر ثلاثة أيام ليخرج منتصرا على سلاح الموت . بعد خروج يونان من المياه إلى اليابسة تغير كمن يخرج من مياه المعمودية.
نهض ضمير يونان في جوف الحوت فتاب وصلى ، مسلماً أرادته إلى الله الذي سمع صلاته من جوف الحوت أو كمن هو في القبر . لم يمثل يونان المسيح في القبر بالجسد لأن يونان لم يمت ، بل بالروح ، لأن روح المسيح بعد الموت نزلت إلى الهاوية ثلاثة أيام . " أع 27:2" .  وهكذا نقول أن الضربات التي كانت معدة لنينوى أن لم تتب ، تم توجيهها إلى اليهود بسبب رفضهم للأيمان بالمسيح ، وجهت إلى اليهود من قبل جيوش تيطس وفسباسيانس سنة 70 م .
أمر الله الحوت لكي يقذف يونان  إلى اليابسة ، فخرج كمن يخرج من جرن المعمودية لكي ينطلق مبشراً لكلام الله . ذهب الى نينوى وعمل بحسب أرادة الله .هكذا فشلت أرادة يونان وتنازل عن كرامته وأفكاره وحقده لكي يعمل بحسب خطة وأرادة الله لكي يكون الخالق هوالغالب المنتصر .
كيف بقي يونان ثلاثة أيام وثلاثة ليالٍ في جوف الحوت ؟
كيف عاش يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام بلياليها ؟  " يون 17:1" .
قد تبدو القصة للبعض أسطورة لا يمكن تصديقها . كتابياً نقول ( الله هو الذي حفظ  يونان حياً في بطن الحوت ) . أما علمياً فنقول ، يجوز بقاء الأنسان حياً في جوف الحوت  لهذه الأسباب : كتبت أحدى الجرائد الأمارتية في مطلع الألف الثالث قصة عنوانها ( نبي يونس من جديد في بطن الحوت ) وكذلك أحدى الجرائد الفرنسية ، بالأضافة إلى الصحف الأسكتلندية في حينها . هذه القصة واقعية فعلاً وعجيبة ، ملخصها : كان أحد قادة قوارب الصيد في أسكتلندا المسمى ( جيمس بارتلي ) يصطاد في البحر فأبتلعته أحد الحيتان ، وبعد ثلاثة أيام ذهبت نفس المجموعة إلى نفس المنطقة فوجدوا الحوت ، فقام أحد الصيادين بألقاء قنبلة عليه فمات . تم سحبه إلى السفينة لأجل تقطيعه ، فلما فتحوا فاه وجدوا صديقهم حياً بعد مرور 36 ساعة على أبتلاعه ، فسمي ب ( يونان الثاني ) وهكذا أخمدت القصة النيران الموجهة ضد قصة يونان النبي .
وفي عام 1953 م حدثت قصة مشابهة لبعض البحارة في بحر الشمال  بين هولندا وأنكلترا حيث ألتقوا بحوت ضخم ، دخلوا في معركة معه وفي الأخير تمكنوا من قتله وأخراجه ، ومن ثم حقنه بمواد خاصة حتى يحتفظوا به من الفساد . كلن طول الحوت 84 قدماً ، أي ما يزيد عن 25 متراً . قلبه كان بحجم بقرة ، أما رأسه فكان يشكل ثلث طوله ، وكان بمثابة غرفة طولها نحو ثمانية أمتار . أحضروا فتاة بالغة فنزلت إلى فمه وأختفت تماماً في فكه الأسفل ليبرهنوا للعالم أنه من الممكن أن يبتلع الحوت لا شخصاً واحداً ، بل عدة أشخاص . أطلق على الحوت ( حوت يونان ) وقد خصص له سفينة لتحمله وتطوف به العالم كله .
 في عام 1955 تم أحضاره إلى مصر ، فعرض في ساحة التحرير في قلب القاهرة داخل سرادق كبيرة برسمٍ قدره خمسة قروش مصرية .
أما عن طرد الحوت ليونان بعد ثلاثة أيام فهذه الحقيقة يؤكدها العلماء أيضاً ، قائلين : أن طبيعة الحوت في الصيد ، هي أن يفتح فمه ليبتلع أشياء كبيرة ، ورغم ذلك فإن أمعاءه دقيقة جداً لا تسمح بمرور شىء غير صغار السمك ، فلهذا يبلع الحوت أشياء كثيرة مع كميات ضخمة من المياة وبنوع من الضغط يطرد الماء من فتحة في أعلى الرأس ليبقى في فمه ورأسه الأجسام الصلبة فينسحب منها الأسماك الصغيرة إلى أمعائه ويقذف الأجسام الكبيرة . لذلك كان لا بد من قذف الحوت من يونان للتخلص منه .
 لكن المعجزة الحقيقية هي أن يبقى يونان حياً ويعيش في وعي وصلاة تأملية في داخل الحوت ثلاثة أيام محفوظاً بلا شك بقدرة سماوية من الموت ، ومن خطيئة تمرده لكي يتوب إلى الله أولاً ، ومن ثم يخرج من جوف الحوت حياً معافاً ليكمل أرادة الله من أجل خلاص شعب نينوى .
ولألهنا المجد الدائم

555
أخي العزيز زيد المحترم
ليس هدفنا الفوز على بعضنا ولا غايتنا أن ننتقم بشكوى كما تفضلت لكن أريد أن أخدمك بهذه النصيحة وهي أن تفسير الكتاب المقدس هو أصعب مهمة في هذه الحياة وأخطر عمل يقوم به الأنسان لهذا قال الرب يسوع لمن يعلم الصغار في الأيمان التفسير الخاطىء عقوبته هي ( أن يعلق في رقبته حجر الرحى ويطرح في البحر ) وأكبر خطأ أقترفه المصلح مارتن لوثر كان أعطاء التفويض لكل مؤمن بأن يفسر الكتاب المقدس لهذا أنقسمت كنيسته وهو على قيد الحياة الى خمس طوائف وأما اليوم فهي بالالاف ومنها أنشقوا شهود يهوى والسبتين والمورمورن وغيرها بسبب شخص واحد . لهذا فالكنائس الرسولية ( الكاثوليكية والأرثوذكسية ) لا تسمح لأي من كان أن يفسر ويعض إلا الكاهن ، وكنيستنا الكلدانية تسعى لتعليم كل معلم تعليم مسيحي في معاهد التعليم المسيحي لكي يكون بمستوى التعليم . فمواضيع كهذه ليست بمستوانا أنا وأنت لكي نبدي بآرائنا بمقالات وننشرها في المواقع لأن نتائجها تكون سلبية جداً للكثيرين أن لم تكن صحيحة ونحن نتحمل أمام الله مسؤلية كبيرة عندما نصبح حجر عثرة لتعليمهم بسبب آرائنا ، أو الذي يكتب لا يهمه من الله لأنه لا يؤمن بل ينشر أفكاره لغايات خاصة . لا تقول لي بأنك سمعت من كاهن بل أبرز المصدر الذي تستند أليه ومن هو مؤلفه وهل عليه توقيع الأسقف ، هكذا وكما تعلم يصدر كل كتاب بعد الموافقة عليه من قبل المراجع . نعم الشيطان لا يمثل شىء في أيماننا ، بل هو عدونا وعلينا أن نتدرب على حروبه وخطته التي ينوي فيها أبعادنا من الأيمان فيتدخل لكي يقود العلم والتكنولوجيا والحياة الأجتماعية وكما ترى في الغرب أقنعهم بعدم الزواج وأنجاب الأطفال ، بل عليهم أن يربوا الحيوانات لكي يدمر العائلة التي هي نواة الكنيسة وهكذا يتدخل في السياسة لكي يزرع الحروب بدل السلام الذي يريده الله أي منه تصدر كل الشرور والكلام يطول ... أرجو أن تستفيد من رأي والرب يباركك .

556
الأخ العزيز زيد ميشو المحترم
بأختصار جداً . ليس من حقك أن تفتي بأن الشيطان غير موجود علماً بأن الكنيسة بمختلف طوائفها تؤمن بوجوده فمن أنت ومن نحن لكي نفرض آرائنا على رأي الكنيسة . لحد اليوم لم يتجرأ أي لاهوتي ويقول بأن الشيطان هو مجرد شر موجود فينا كما تعتقد ، وإلا فهل كان في المسيح شر وقت التجربة ؟ ( حاشا ) . أم هل كان يهذي مع نفسه ؟ أم كذب علىينا بأنجيله بأنه جرب من قبل الشيطان والشيطان هو مجرد شر موجود في الأنسان . لهذا أقول لك مواضيع كهذه عندما تطرحها أمام القراء سلبياتها ستكون كثيرة ولا نفع منها لأنها تزرع الشك فقط ، وكما قلت وأكرر الشيطان هو المستفيد الوحيد الذي سميته بالشر فقط ، وكل الآيات الموجودة في الكتاب المقدس منذ سقوط الشيطان ( الملاك - يوسيفور - زهرة الصبح ) والى ما موجود في سفر الرؤيا هي مجرد أكاذيب حسب رأيك . أستفاد من رأي المعلقين ولا تتصلب برأيك وتقول ( هل تتصور بانني بحاجة إلى تلك التي تعتبرها براهين لوجود الشيطان كي أغير قناعتي؟ ) .
أنا رأيي  بموضوعك هو لا يتناسب مع ما نؤمن به أبداً ، وأيماننا بوجود الشيطان ليس تبجيلاً له كما تظن بل هو عدونا وعلينا أن نعرف عن خططه وحروبه كل شىء لأنه وكما وصفه القديس بطرس في رسائله أنه كأسد زائر يجول باحثاً عن فريسته . الشيطان ليس وهما ولا شراً فقط بل عدواً ذكياً يخطط لضرب الأيمان وأسقاط الكثيرين في شباكه . أرجو أن تفهم ما أقصد به مع التحية

557
الأخ العزيز زيد ميشو
إذا أنت لست بحاجة الى براهين ولا بحاجة الى رأي الآخر فلماذا النقاش معك وأنت تعترف بعنادك وبرأيك الذي لا يمكن أن يتغيّر . هل تعلم أن العناد هي صفة من صفات الشيطان فيسميه الكتاب ب (المعاند ) .
أما عن سؤالك ما مصير الأنسان الذي تبع السيد الشيطان في حياته ؟
مصير الأنسان الذي يتبع الشيطان هو نفس مصير إلهه الذي أختاره وهو السقوط والأبتعاد من الخالق فمصيره هو الهلاك . الله خلق الأنسان حراً بأن يعبد ما يشاء فهناك اليوم الملايين يعبدون الشيطان علناً ويعبدونه بل يسجدون لصنمه وقبل زمن قصير تم نصب تمثال له في أحدى ساحات ديترويت وهذا جواب آخر لك بوجود الشيطان والأعتراف به من قبل الغير المؤمنين أيضاً ويعترفون وبوجوده كإله من قبل الغير مسيحيين أيضاً وأنت ترفض وجوده بحسب مزاجك ، والسبب لأنك تحمل صفة العناد فترفض الأعتراف بوجوده .
عدم أعترافك بوجود الشيطان هو لصالح الشيطان الذي يخفي وجوده ويوهم الناس بأنه غير موجود وهكذا صرت جندياً مدافعاً عن أهدافه .
كل من ناقشك بمقالك هذا يعترف بوجود الذي تسميه السيد الشيطان . ولو ناقشك فيلق من الكتبة ستبقى على رأيك إذا لماذا نناقشك وما الفائدة من النقاش ؟ أنا أقول المستفيد الوحيد هو موقع عنكاوة لأنك تجلب له آلاف المتابعين وهذه هي الأيجابية الوحيدة من مقالك . وخوفي هو أن تتطور الفكرة عندك وتأتينا بمقال آخر عنوانه ( هل الله موجود ؟ )
لكي تعلم بأن الكتاب المقدس يعترف بوجود الشيطان وكل الطوائف المسيحية تعرف بوجوده طالع هذه السطور عسى ولعلك تؤمن بوجود الذي سميته بسيد شيطان ، وهنا يوضح لك علاقة الشر بالشرير وأصل الشرير أو الشيطان وعلاقته ببداية خلقه كملاك وأسباب سقوطه ،
 ولماذا يزرع الشر ويعاند الله ويحارب المؤمنين . مع التحية

مَن هو الشَّيطان؟ إنه ليس مُجرَّد كائن عاقل، بل هو رُوح. فالشَّيطان روح. فإنَّ الروح هو كائنٌ غير مادِّيّ. فقد يكون الشيطان هنا الآن. ولا أدري إن كان حاضرًا هنا. فربما يقومُ بعملٍ ما. ولكن إن كان هنا فإنَّنا لن نَعلم ذلك. لماذا؟

لأنه روح. ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه ليس هنا. فنحن نعيش في هذا العالم الصغير الَّذي تَقتصر فيه معرفتنا على ثلاثة أبعادٍ فقط. وربما كُنَّا قادرين على استيعاب بُعْدٍ رابعٍ. ولكننا لا نَعلم إن كان هذا المكان يحوي عددًا كبيرًا مِنَ الملائكة القدِّيسين الأخْيار أو الملائكة السَّاقطين. فلا يمكننا أن نَعلم ما يجري هنا. ومع أنَّني أرغب حقًّا في معرفة ما يجري هنا، فإنِّي لن أتمكَّن يومًا مِن معرفة ذلك. ولكنَّ هذا العالم يُدار بواسطة قُوى الشيطان. وهناك شياطين كثيرون يعملون جاهدين على إبطال عمل الله. وواحدٌ مِن الأسباب الَّتي تجعلني أعلم أننا نملك سُلطانًا عليه هو أنَّ عمل الله يَجري بالرُّغم مِن مُقاومةِ الشَّيطان.

وعلى أيِّ حالٍ، فإنَّ الملائكة أرواح. فَهُم غير مادِّيِّين. فالشَّياطينُ يُدْعَوْنَ في إنجيل لوقا 8: 2 "أرواحًا شرِّيرةً". وهُمْ يُدْعَوْنَ في إنجيل لوقا 11: 24 "أرواحًا نَجِسَةً". ولكنَّهم يُدْعَوْنَ "أرواحًا". فالملائكةُ هي كائناتٌ روحيَّة غير ماديَّة. والآن، لاحِظوا ما سأقول: ولكنَّهم لا يُشبهون الله. صحيحٌ أنَّ الله روح، ولكنَّ الله موجودٌ في كُلّ مكان. أمَّا الملائكة فَلَهُمْ حُدودٌ مكانيَّة. صحيحٌ أنهم أرواحٌ، ولكنَّهم أرواحٌ مَحدودة مكانيًّا. فيجب عليهم أن يتحركوا. وهم لا يستطيعون أن يكونوا في كُلّ مكان. إنهم سريعون، بل سريعون جدًّا. وهل تريدون أن تعرفوا أمرًا مُدهشًا؟ إنَّ البعض منهم أسرع مِن البعض الآخر. وقد تُفَكِّرون في ذلك وتقولون: "هل تَعني أنَّهم إنْ أَجْرَوْا مسابقاتٍ في الرَّكض فإنَّ البعض منهم سيسبقون الآخرين؟" الحقيقة هي أنَّ الكتاب المقدَّس يشيرُ إلى أنَّ البعض منهم سريع، أو سريع جدًّا. والبعض منهم بطيء. ولكنَّنا نَعلمُ يقينًا أنَّهم مَحدودون مَكانيًّا. فبحسب ما جاء في الأصحاحَيْن 9 و 10 مِن سفر دانيال، هناك دليلٌ واضحٌ في كِلا هذين الأصحاحَيْن على أنهم كانوا محجوزين في مكانٍ ما ويحاولون الذهاب إلى مكانٍ آخر. لذلك، عندما أرسل الربُّ الشياطين إلى الخنازير، ذهبوا إلى هناك تحديدًا. فَهُمْ محصورونَ مكانيًّا. وهم ليسوا موجودين في كل مكان. فهم لا يستطيعون أن يذهبوا حيث يشاءون. بل هم محصورون في المكان الَّذي يوجدون فيه.

لذلك، علينا أن لا ننسى البَتَّة أنَّ الشيطان هكذا. وفي كل مرَّة يقول لي أحدٌ فيها إنَّ الشيطان هو الَّذي جعله يُقْدِمُ على ذلك العمل، فإنِّي أقول له إنَّني لا أعلم إن كان الشَّيطان هو مَن فعل ذلك. صحيحٌ أنه سريع، ولكِنْ هل هو سريعٌ جدًّا حتَّى إنه يُغوي الجميعَ ويبقى يدور حول العالم طَوال الوقتِ؟ أنا لا أدري كم هي سُرعته. ولكنه ليس مُضطرًّا للقيام بذلك. فهو محدودٌ مكانيًّا. . قد يجتمع عددٌ كبيرٌ منهم في مكانٍ صغير. ولا ندري كم حجم ذلك الروح، ولكِنْ مِن الواضح أنَّ الأرواح غير الماديَّة تستطيع أن توجد في المكان نفسه بطريقةٍ ما، ولكنِّي لا أعرف كيف. ولكِنْ أليس مِنَ المدهش أن نُفَكِّر في أنَّ الملائكة القدِّيسين يصارعون الملائكة السَّاقطين؟ وما أعنيهِ هُوَ: ما الَّذي يَفعلونه؟ هل تفهمونَ قَصدي؟ فأنا لا أعرف كيف يتصارعون، ولكنَّهم يفعلون ذلك. وهذا يُريكم أنَّنا نعيش في عالمٍ ولا نَفهم العالم الآخر. أليس كذلك؟

وقد تقول: "كنتُ أظنُّ أنَّ للملائكة أجساد أحيانًا".  أحيانًا، قد تأخذ هذه الكائنات غير الماديَّة أشكالًا جسديَّة. فهي قادرة على القيام بذلك. ولا ندري كيف تَفعل ذلك، ولكنها قادرة على أن تأخذ شكلًا جسديًّا. وهو ليس جسدًا كجسدنا لأنه قد يكون له أجنحة أحيانًا.  كما في إشعياء 6. ومِن الواضح أنَّهم يمتلكون جَمالًا فائقًا. فعندما رأى أهل سدوم الملاكان المتجسِّدان، لم يكن جميع أهل المدينة قد شاهدوا جمالًا كهذا. وكما نَعلمُ فإنَّ أهلَ سدوم كانوا مَعروفين بمِثليَّتهم الجنسيَّة. وحين رأى رجال سدوم الأشرارُ هذين الملاكَيْن المُتجسِّدَيْن، اضطرمت شَهوتهم فيهم وقالوا: "ما هذا! لم نَرَ يومًا جمالًا كهذا!" وقد طارَدوا الرَّجُلَيْنِ وعَلِموا أنَّهما قد نَزلا في بيت لوط. وقد كانوا مُستعدِّين لِهَدْمِ بيت لوط على رأسه لكي يُمارِسا الشُّذوذَ مَعَهُما. لذلك فقد أَهْلَكَ اللهُ المدينة. ولهذا فإنَّنا نَستخدمُ الكلمة "لُواطِيّ" للإشارة إلى المِثْلِيَّة الجِنسيَّة. وعلى أيِّ حالٍ فقد كان الملاكان جميلَيْن جدًّا حتَّى إنَّ أهل المدينة انجذبوا إليهما جنسيًّا.

وهناك شيءٌ مُدهشٌ آخر يَختصُّ بالملائكة وهو أنهم خالِدونَ ولا يموتون. فالملائكة لا يموتون. بل إنَّهم يَحْيَوْنَ إلى الأبد. فَهُمْ يَبقون أحياءَ مِنْ لحظة خَلْقِهِم فصاعِدًا. ولكِنْ ينبغي أن تَعلموا أنَّ ذلك يَصُحُّ على الإنسانِ أيضًا. أليس كذلك؟ لذلك، لا مُشكلة في هذه النُّقطة لأنَّنا سنَحيا إلى الأبد أيضًا – إمَّا مع الله أو مِنْ دونِهِ. وأعلى رُتبة للملائكة هُم "الكَروبيم". والكَروبيم هِيَ جَمْع "كَروب". وقد كانت هذه الكائنات الملائكيَّة أعلى رُتبةً مِن بقيَّةِ الملائكة. وهي تمتلك جمالًا فائقًا وقوَّةً خارقةً. ولا يمكن لعقولنا أن تستوعب شخصيَّات وأشكال هذه الملائكة. فهي لا تُسْتَقْصَى بالنِّسبة إلينا ولا يمكننا أنْ نتخيَّل كيف هي. فجمالُها يَفوقُ أيَّ شيءٍ يَستوعبه عقل الإنسان. وقد تسألُ: "ما الهدف مِن وجود الكَروبيم؟" إنَّهم أعلى رُتبةٍ مِنْ جميع الملائكة الآخرين. ويبدو أنَّهم يَحْمونَ قداسةَ اللهِ. فَهُمْ يَظهرون دائمًا وَهُمْ يُحيطون بحُضورِه. وَهُمْ يَحْمونَ قداسَتَهُ. وقد نَراهم أحيانًا يُعلِنون نِعمته. فَهُمْ كائناتٌ بديعةٌ جدًّا.

وهناك العديد مِن الكروبيم الَّذين نَعرفهم بأسمائهم. وأعتقد أنَّنا التقينا بالكروبيم الثلاثة الرئيسيِّين في الكتاب المقدَّس. الأوَّلُ هو "جبرائيل". ويبدو أنَّ لجبرائيل مُهمَّة مُحَدَّدة جدًّا وهي أن يَكشف ويُفَسِّر قصد الله وخُطَّته لملكوته. وهناك ملاكٌ آخر سَمِعنا جميعُنا عنه واسمه "ميخائيل". وأنا أُحِبُّ أن أُسَمِّي هذا الملاك بالملاك الخارِق. فهو القائدُ العسكريُّ لجُند الملائكة. ولكِنْ كان يوجد ملاكٌ ذو رُتبة أعلى حتَّى مِن جبرائيل وميخائيل. فهو أَعظم مَخلوقٍ خَلَقَهُ اللهُ يومًا. وسوف تَعرفون هُويَّتَهُ إذا فَتحتم على إشعياء 14 – إشعياء 14: 12. "كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ [أو: "لوسيفَر"]، بِنْتَ الصُّبْحِ؟" ولا يمكن أن نتخيَّل اسمًا أجمل مِن هذا الاسم: "لوسيفَر". وبالرَّغم مِن ذلكَ، عندما نننطق بهذا الاسم، يبدو أنَّهُ يُشْبِهُ اللَّعنة! فهل تَعلمون مَعنى الاسم "لوسيفَر"؟ "نَجْمُ الفَجْرِ"، أو: "المُتَوَهِّج"، أو "هِليل" (helel) في اللُّغة العِبريَّة، أو "نَجْمَةُ الصُّبْحِ". فقد كان هو الملاك الأسمى – "نَجْمَةُ الصُّبْحِ"، أو "نَجْمُ الفَجْرِ"، أو "المُتوهِّج". ويا لهُ مِنْ مَلاكٍ! وهل تريدون أن تَرَوْهُ في مَجْدِه؟ انظروا إلى حزقيال 28. وسوف نرجع إلى إشعياء 14 بعد قليل.

ففي حِزْقيال 28، ستُشَكِّلون فكرة عن الملائكة. وهذا سيكفي لإصابتكم بالدُّوار. ويجبُ عليَّ أنْ أُقدِّم لكم فكرة عن النَّصِّ الَّذي بين أيدينا. فقد كان حِزْقيال نبيًّا. وقد كان حِزقيال يَقوم بتوصيل رسائل دنيونة. وكان واحدٌ مِن الأشخاص الَّذينَ أراد اللهُ أن يَدينهم على شرورهم هو مَلِك صُوْر. وقد كانت صُوْر مَدينة شَهيرة جدًّا في التَّاريخِ الكِتابيِّ. إذًا، فقد كان مَلِكُ صور رَجُلًا شرِّيرًا، بل شِرِّيرًا جدًّا. وكان عديم الرَّحمة، وقاسيًا، ووثنيًّا. وقد شاء الله أن يُعاقبه. وفي الأعداد 1-10 مِنَ الأصحاح 28 مِن سِفْر حزقيال، قال النبيُّ حزقيال نبوءةً ضِدَّ مَلِك صُور، أو "رَئيس صُور" كما جاء في العدد 2. وكانت تلك النُّبوءة هي عن هلاكه المُحَتَّم. فنحن نقرأ في العدد 10: "مَوْتَ الْغُلْفِ تَمُوتُ بِيَدِ الْغُرَبَاءِ، لأَنِّي أَنَا تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ". بل إنَّ الآية 9 تقول إنَّه قال: "أنا إلَهٌ". والربُّ يَقول: "ستكون إنسانًا وليس إلهًا بيد الشَّخص الَّذي سيَقتُلُك. فيا لَكَ مِنْ إلَه. فأنت لن تكون إلهًا بالنِّسبة إلى الشَّخص الَّذي سيَقتلُك".

لِذا فإنَّنا نقرأ عن هذا الرَّجُل الَّذي كان يَدَّعي أنَّه الله. وما الَّذي يَعنيه ذلك؟ إنَّها أَشْنَعُ خَطِيَّة، وهي ماذا؟ الكِبرياء. لذلك فإنَّ النبيَّ حزقيال يتحدَّث إلى ملك صُور. ولكنَّهُ يَتجاوزُ ملك صور ويُشير إلى مصدر ذلك الشرّ وَهُوَ: الشيطان. وابتداءً بالعدد 11، فإنه يُشير إلى الشَّيطان الَّذي يقف وراء ملك صُور. وهذا ليس أسلوبًا غير مألوف في الكِتاب المقدَّس. ففي المزامير ، كثيرًا ما يَتِمُّ الحديث عن داود رغم أنَّ الحديث هو في الأصل عنِ المسيَّا. وفي إنجيل مَتَّى، قال رَبُّنا لبُطرس: "اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!" فقد كان يتحدث إلى بطرس، ولكنه كان يُشير إلى مصدر تَصَرُّف بُطرس الشرير. وهُنا، يَتحدَّث حزقيال عَنِ القوَّة الَّتي تُحرك مَلِك صُور وتَجعله يتصرَّف بتلك الطريقة.

ونقرأ في العدد 12: "يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ". ومِن الواضح أنَّ ملك صور لم يكن يومًا هناك. ولكنَّ حزقيال يَتحدَّث عن القوَّة الَّتي تقف خلف الملك. فهو يتحدَّث عن الشيطان قائلاً: "أنتَ خاتِمُ الكَمال". وهل تَعرفون معنى ذلك؟ لقد خُتِمْتَ بعلامة الكمال – أيْ أنَّك أروع خليقة الله. وقد خَتَمَكَ اللهُ بختم كَمالِهِ. فأنت أَكْمَلُ شيءٍ خَلَقَهُ اللهُ. "مَلآنٌ حِكْمَةً" وماذا؟ "وَكَامِلُ الْجَمَالِ". فإن أردتم أن تَعلموا مِعيار الله للجمال في العالم الروحيِّ، ينبغي أن تنظروا إلى هذا الملاك تحديدًا وإلى الجَمال الَّذي وَهَبَهُ اللهُ له. فحينئذٍ ستَعرفون مِعيار الله للجمال. فقد خَلَقَهُ كاملَ الجَمالِ وملآنًا حِكمةً. وقد أعْطاهُ كمالاً وخَتَمَهُ بأنَّه كذلك. أليس مِنَ المدهش أنَّنا حين نفكر في الشيطان اليوم فإنَّنا نفكر فيه كما لو كان قبيحًا؟

ثم نقرأ في العدد 13: "كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ". ثُمَّ إنَّه يصفه وصفًا بديعًا فيقول عنه: "كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ". اسمَعوني جيِّدًا: إنَّه يصف هذا الملاك بأنَّه مُتألِّقٌ ومُرَصَّعٌ بالحجارة الكريمة والمُجوهراتِ المُتلألئة. ولا أدري كيف يَسَعُنا أن نَستوعب ذلك. وهو يَصِفُهُ بأوصافٍ أُخرى قائلًا: "أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ". وهل تعلمون أنَّه كان موسيقيًّا بارعًا في السماء؟ وهل تَعلمون أنَّ الشَّيطان كان على الأرجح قائد الفرقة الموسيقيَّة السماويَّة؟ فقد كان أَسْمَى كائنٍ خَلَقَهُ الله. وقد كان أجمل كائنٍ في السماء. وقد كان خاتم الكمال وأجمل خليقة الله. وقد كانت موسيقاه تفوق الوصف – وهذا يُعطيكم فكرةً عن نظرة الله إلى الموسيقا الَّتي تُمَجِّدُه. فاللهُ يُحِبُّ ذلك. فعندما خَلَقَ الله أسمى كائنٍ في الخليقة، جَعَلَهُ موسيقيًّا.

ونقرأ في العدد 14: "أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ". أنا خَلَقْتُكَ. وأنا جَعلتُكَ أَسمى ملاكٍ؛ الكَروبَ المُنبسطَ المُظَلِّلَ. ولكِنْ ما الَّذي يُظَلِّلُهُ؟ لا أدري. فربما كان يَحومُ دائمًا حول الله بمعنى مِنَ المعاني. "وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ". وما المقصودُ بذلك؟ لا أدري أيضًا. ولكِن هناك شيء في السماء يُشبه الجبل الَّذي يحوي حجارةً بديعةً – وَمِنَ المُدهش أن نتخيَّل هذا الجبل اللامعَ والمُتلألئَ والمُتألِّقَ الَّذي يَفوقُ الوصف. وقد كان هذا الملاك يَتَمَشَّى مع الله في هذا المكان. فهذا هو وَصْفُ هذا الملاكِ تحديدًا.

ثم نقرأ في العدد 15: "أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ" – كاملٌ. ثم نَقرأُ: "حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ". وقد كان يَكفي أن يقوم بذلك بمفرده، ولكن هل تَعلمون ماذا فعل؟ إنه لم يحتفظ بإثمه لنفسه، بل سَوَّقَ لَهُ. فنحن نقرأ في العدد 16: "بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْمًا فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ". فأيًّا كان مَعنى "جَبَل الله" وَ "حِجارة النَّار"، فإنَّها موجودة في السَّماء. والله سيَطْرَحُهُ مِنْها لا فقط لأنه أخطأ، بل أيضًا لأنه تاجَرَ بخطيئته.

ثم نقرأ في العدد 18: "قَدْ نَجَّسْتَ مَقَادِسَكَ بِكَثْرَةِ آثَامِكَ بِظُلْمِ تِجَارَتِكَ". وهل تَعلمون ما الَّذي فعله الشيطان حين طُرِدَ؟ إنَّه لم يَذهب بمفرده. وكم كان عدد الملائكة الَّذينَ رافَقوه؟ ثُلُثُ الملائكة! "فَأُخْرِجُ نَارًا مِنْ وَسْطِكَ فَتَأْكُلُكَ، وَأُصَيِّرُكَ رَمَادًا عَلَى الأَرْضِ أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ يَرَاكَ". فاللهُ يقول: "سوف تَدفع، أيها الشيطان، ثمنًا باهظًا". والآنْ، ما الإثْمُ الَّذي جَعَل هذا المخلوق البديع أنْ يَنحدر إلى الحضيضِ كما فَعَل؟ لنفتح على الأصحاح 14 مِن سِفْر إشعياء ونَقرأ عن هذا الإثم. فنحن نقرأ في العدد 12: "كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ [أو: لوسيفر]!" وهل يمكنكم أن تتخيلوا منظر سُقوط ذلك الملاك؟ مِن الصُّورة الَّتي كان عليها في حزقيال 28 إلى الصُّورة الَّتي هو عليها الآن بكل ما فيها مِن فسادٍ تامٍّ، وانحطاطٍ، وخِسَّةٍ، وبُغْضَة؟ كيف حدث ذلك؟ فعندما تكون غاضبًا مِنَ الشيطان، وعندما تشعر بالاشمئزاز منه، ينبغي أن تشعر في أعماق قلبك بالأسف عليه بسبب الطريق الَّتي سار فيها.

"كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ [أو: لوسيفر]، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟" وهذِهِ هِيَ خَطيئَتُكَ: "وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ". فهذه هي خطيئتهُ، . إنَّها خطيئةُ الكبرياء ... إنها خطيئةُ الكبرياء فعلاً. وهي تَضُمُّ خمسة أمورٍ تَدُلُّ على الكِبرياء: أوَّلاً: "أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ". وما المقصودُ هنا؟ فقد كان هذا الملاكُ قد أُعْطِيَ صَلاحيَّة المُثول في حضرة الله. وقد كان الكروب الرَّئيسيُّ. ولكنه لم يَقُل: "أعتقدُ أنِّي سأذهبُ لزيارة الله". بل إنه يقول: "سوف أذهب إلى هناك وأبقى. فسوفَ أحْتَلُّ عرش الله. سوف أصعَدُ". وَمِنَ المكانِ الَّذي كان فيه، كان الصعود يعني شيئًا واحدًا وَهُوَ أنَّه يريد أن يَرتقي مِنْ كونِهِ رئيس الملائكة إلى أخْذِ مكانِ الله: "سوفَ آخُذُ مكانَ اللهِ".

ثانيًا، "أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ". بعبارة أخرى: سوف تكون سُلطتي على الملائكة فوق سُلطة الله. فسوف أتولَّى الحُكْمَ في السَّماء. ثالثًا، "وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ". رابعًا، نقرأ في العدد 14: "أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ". ويقول أغلبيَّة المفسرين إنَّ الكلمة "سَحاب" هنا لا تُشير إلى الغيوم البيضاء، بل إلى مجد الله، وإنَّ الكواكب تُشير إلى الملائكة. "سوفَ أصعدُ فوقَ مجدِ اللهِ". ثُمَّ إنه يُلَخِّصُ ذلكَ كُلَّهُ في النُّقطةِ الخامسةِ وهي: "أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ". وهل تعلمون أنَّ "العَلِيَّ" لَقَبٌ؟ فهذا لقبٌ للهِ بصفته مالِكَ السماواتِ والأرض. وما يَعنيه هُنا هو: "سوف أملك السماء والأرض". هل تَرَوْنَ خطيئة الأنا والكبرياء لديه؟ وقد سقطَ. لذلك فقد قال يسوع: "رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ". فعندما سقط، كان سقوطه سريعًا وهائلاً. وقد اختفى جمالُهُ حالاً. وقد حُكِمَ على كُلّ كائنٍ ملائكيٍّ افتكر بهذه الأفكار معه بالهلاكِ الأبديِّ. وهل تعلمون أنَّ جَهَنَّم خُلِقَتْ لأجل الشَّيطان وملائكته؟ إنَّها خطيئةٌ لا يَتخيَّلُها عقلٌ ... وَهُوَ سقوطٌ لا يَتخيَّلُهُ عقل. ولكنَّ ذلك حدث.

وما هي النَّتيجة؟ نقرأ في إشعياء 14: 15: "لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ". فقد طُرِدَ مِنَ السَّماءِ لأنه صار فاسدًا. "اَلَّذِينَ يَرَوْنَكَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْكَ، يَتَأَمَّلُونَ فِيكَ. أَهذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي زَلْزَلَ الأَرْضَ وَزَعْزَعَ الْمَمَالِكَ، الَّذِي جَعَلَ الْعَالَمَ كَقَفْرٍ، وَهَدَمَ مُدُنَهُ، الَّذِي لَمْ يُطْلِقْ أَسْرَاهُ إِلَى بُيُوتِهِمْ؟" فهو لم يُحْكَم عليه فقط بالطَّرْحِ في الهاوية، بل إنه صار مُحتقرًا ومنبوذًا. وقد كان ضعفه واضحًا وظاهرًا لجميع مَن ينظرون إليه. ونحن نقرأ في العدد 15 أنَّه سيُطرح في الهاوية. وهذا سيتحقَّق بحسب ما جاء في سِفْر الرُّؤيا 20 إذْ إنَّ الشيطان سيُطرح في بُحيرة النار إلى الأبدِ والدَّهر. وهكذا فقد سقط الشيطان.

558
الأخ زيد ميشو المحترم
عيد الهالوين معروف لدى الجميع لكونه عيد الشياطين ، بل أحد أعياده الكبرى . أما عدم أيمانك بعدم وجود الشيطان فهذه مشكلة كبيرة عندك لأنك تتكلم لصالح الشيطان نفسه الذي يريد أن يوهم المؤمنين بأنه غير موجود علماً بأن الكتاب المقدس واضح في أعترافه بوجود الشيطان . وأليك الجواب في مقال قديم كتبته عن هذا الموضوع وأنتظر منك الرد مع التحية

هل الشيطان موجود ، أم نحن نلعب دوره ؟

من  البديهي أن يزعج هذا العنوان الكثيرين من القراء . فعلينا أن نبين بأيجاز  موقع هذا السؤال اللاهوتي المتلاصق مع شكوكنا في الشيطان كشخصية لها وجود .
     علينا أن نعرف بأن هناك مبدأ واحد للوجود ، وهو الله الذي بطبيعته ملْ  الخير والصلاح . الخليقة كلها تستمد وجودها من الله وكل ما خلقه الله رآه  حسن . فأن كان الله لا يصدر عنه الا ما هو حسن ، كما في أيام الخلقة ، فمن  أين جاء الشر اذاً ؟ لو كانت الخليقة تستمد وجودها من الله فكانت تستمر في  الخير فكل شىء كان يستمر حسناً في نظر الله . لكن الله لم يقيد خليقته  بقيود بل أعطى لها الحرية ، لكن هل أحترمت ؟ الجواب كلا ، بل تجاوز المخلوق  على الخالق فتمرد .
   الله مد الخليقة بالوجود وأنسحب منها كي يتسنى  لهذا الوجود وأن تقوم بحد ذاتها . أنسحب منها كما ينسحب البحر لتوجد  القارات ، يقول أحد اللاهوتيين في صورة معبرة : ( يحتجب ويتوارى كي تقوم لوجود الكون قائمة) . يرتضى بالتالي بأن يكون لوجود الخلائق نمطها الخاص المتميز عن نمط وجود  الخالق . ومن طبيعة هذا النمط الخاص بالخلائق أن يكون عرض للأضطراب ،  وبالتالي للشر ، لأنه بالضبط متمايز عن كمال الخالق . علماً بأننا مؤمن بأن  الله يعمل بأستمرار في صميم الخليقة موجهاً أياها نحو أقصى ما يمكن  لطبيعتها لكي تبلغ الكمال . من أين جاء الشيطان أذاً ؟
في قصص تجارب الرب يسوع نرى شخصيتان ( يسوع والشيطان ) ولا أحد يشك في وجود الآخر . كل منهما يحاور ويجادل الآخر كخصم .
لندرس  شخصية الشيطان في الكتاب المقدس منذ البداية . في العهد القديم شخصية  مبهمة وكتومة نسبياً ، ففي البدء  لم تكن لفظة الشيطان موجودة ، وفي الأصل كانت تعني ( المهاجم ) أي كلقب  لعَملهِ لا كأسم ، والتي تعبر عن عمل معادِ ، وكما نرى في أماكن عديدة من  العهد القديم وبمعنى ( العدو ، الخصم ، المجرب ) " طالع عد 22: 32،22".  بعدها تصبح لفظة الشيطان أسم عَلَم " 1 أخ 1:21 " كلمة الشيطان باليونانية  تعني ( الذي يفرق ) أنه أداة الخلاف . وبما أن كلمة الشيطان تعني الخصم ،  فبأمكان مناداة أنساناً بذلك أذا كان خصماً لنا . فنقول فلان أصبح شيطاناً لي  فأخطأت . والرب يمكن أن يلعب أيضاً دور المجرب بأمتحاننا ، ولكن حين نتحدث  عن الله هنا لا يعني أنه عندما نناديه ب ( المجرب ) أصبح خاطئاً ، بل تجربته  لنا هي لمحبته بنا ولكي يختبر درجة محبتنا له . فمثلاً تقول الآية : (  وتذكروا كيف قادكم الرب الهكم في كل طريق الصحراء هذه الأربعين سنة ليذلكم  ويمتحنكم فيعرف ما في قلوبكم ) " تث 8: 2 -3 "  . كان الله مستفزاً للأنسان  تارة ، وفي تارة أخرى كان يلعب دور المجرب لكي يمتحن محبة الأنسان له فقال لشعب أسرائيل (  فأني لن أطرد من أمامهم أي أنسان من الأمم الذين تركهم يشوع عند موته . بل  سأبقى عليهم لأمتحن بهم أسرائيل لأرى أيحفظون طريقي ليسلكوا منها كما  حفظها آباؤهم أم لا ) " قض 2 : 21-22" . كان أيضاً مجرباً وخصماً لداود (  طالع 2صم 1:24  و  1 أخ 1:21 ) وقبل ذلك مع أيوب حين أمتحنه أو جربه فقال  أيوب عن الله ( أصبحت لي عدواً قاسياً ، وبقدرة ذراعك تضطهدني ) " 21:30 "  أي أنت تقف ضدي كالعدو وهذا خلاصة ما قاله أيوب عن الله . لكن نرجع ونقول بأن الله محبة ، أذاً لا يصح أن نقول عندما تحدث كوارث  طبيعية بأن الله سمح بها . لأن الله يعاني بسبب ذلك أكثر من الأنسان من كل  شر يفتك بالأرض وحسب قول الفيلسوف الكاثوليكي جاك ماريتان . وبأن الله هو ( حاضر مصلوباً على كل شر الكون ) حسب تعبير أوليفيه كليمان .
   أذاً الشر هو وليد الحرية التي منحها الله للكائنات وهي عرضة للشر . قال اللاهوت الأرثوذكسي كاليسوس وير : لماذا سمح الله للأنسان أن يخطأ ؟ الجواب لأنه اله المحبة . والمحبة تعني الحرية والله الثالوث هو محبة .  وبأنعدام الحرية يعني لا وجود للحب . هل الخطيئة أذاً جاءت بسبب تجارب  الشيطان أم لسوء أستخدام الحرية ؟ الجواب :
 فكرة وجود الشيطان ، أو كائن شيطاني متمرد على الله ، لن تفرض ذاتها الا في زمان متأخر في  الديانة اليهودية ، ففي أيام يسوع في أسرائيل وفي محيطها ، يفهم العالم  وكأنه مسكون بأرواح شريرة أو بالكائنات ما فوق الأرض ، ويفهم وكأنه مسرح  للخلافات بين قوى الخير والشر ، بين النور والظلام . أنها الحرب بين السماء  وقوات الأرض ، كالحرب التي دارت بين يسوع وكتيبة الشياطين التي كانت تسكن  المجنون ، أخرجها الرب فدخلت في قطيع الخنازير . فمع معاصري يسوع من اليهود  والوثنيين ، لم يكن في وسع كتبة العهد الجديد أن يكون لهم مفهوم أو تعبير  آخر لهذه الأمور . وهذا لا يعني أن رؤية  العالم تعود شرعاً الى الوحي الألهي . فمن التفاهة اليوم أن نلاحظ في  المجتمعات المتطورة تصويراً آخر للعالم . فلا يبدو من الضروري أن نفترض  وجود مثل هذه الكائنات . ولا يمكن تلافي هذا السؤال : هل يجب أن نتمسك  بحرفية العهد الجديد ، حينما يقدم الشيطان مثل شخص موجود حقاً ؟
لن  يكون الجواب مع هذا السؤال بمجرد ( نعم ) أو ( لا ) وبدون دراسة مجمل هذه  المعضلة المعقدة اذا ما ربطت باللامعقول الأنساني لنحدد بعض النقاط المهمة :
1-  كل أنسان يختبر أن العالم مسكون بالشر الذي يسبق الفرد ويتجاوزه  وهو موجود في عمق كياننا وحسب قول مار بولس في " رو 7: 9-21 " ( الخير  الذي أريده لا أفعله ، والشر الذي لا أريده أياه أفعل . فأن كنت أفعل ما لا  أريد ، فلست أنا أفعل ذلك ، بل الخطيئة الساكنة فيّ ) أي أنها حرب بين  الخير والشر في داخل الأنسان .
2-  المؤمن بالخالق ، لا يستطيع أن يقبل ثمة في بدء العالم مبدأ الخير والشر .  فأذا وجد الشيطان كشرير ، فذلك لأن الله خلقه مثل روح صالح ، وهو بحريته  تمرد على الخالق  (كما يتمرد الأنسان المؤمن ) ومن خلاله دخلت الخطيئة الى نظام الخلق في العهد القديم .
3-  في العهد الجديد لا يقيم  أعتباراً للقوى الشيطانية ، لأن أهميتها قلت كثيراً بعد أنتصار يسوع على  الشر في تجاربه وفي صلبه . لهذا قال مار بولس في " رو 12:5" ( أن الخطيئة  دخلت في العالم عن يد أنسان واحد ) ولم يقل على يد شيطان واحد . وهكذا الأنسان يلعب دور الشيطان ضد المؤمنين فمثلاً قال يسوع ( أخذت أثنا عشر تلميذاً واحدكم أبليس ) فهل كان الأسخريوطي أبليساً أم أنساناً ورسولاً للرب ؟ أذاً كلمة الأبليس  تنسب الى أنسان شرير يلعب دور الأبليس . أي نحن البشر نستطيع أن نلعب دور  الأبليس . وهكذا يمكن أستعمال ( الشيطان ) أو ( الأبليس ) كصفة ، فالشيطان  مؤنسن والخطيئة مؤنسنة أيضاً .
 4-  أن الحاح بولس جدير بالأعتبار لتبرئة الأنسان عن مسؤولية الخطيئة : هل يسع  الأنسان ان يكون مسؤولاً عن الخطيئة ، أذا كان العوبة بيد الخصم ؟ لقد  قاوم بولس هذا المفهوم ، لا سيما في رسالته الى قولسي " 13:1 ، 2: 15-23 " .  وفي رسالة تيطس " 3: 2-3" وتيموثاوس الثانية " 1:3-3" يقول أن الناس  يكونون بلا رضى ثالبين أبالسة . وهذا لا يعني أن البشر سوف يتحولون الى  كائنات غير بشرية ، وأنما سيتوغلون في الشر . ويجب أن يكون واضحاً للجميع  بأن الكلمات ( أبليس ، شيطان ) لا يعنيان ملاكاً ساقطاً أو شخصية  خاطئة من خارجنا . أذاً الكلمتان هي  للتدليل الرمزي حين نصف النزعة الطبيعية لأرتكاب الخطيئة في داخلنا أي  الشيطان أو الشر الذي في داخلنا هو عدونا .
5-  في هذا الشأن ، ستكون قصص التجارب قصيرة جداً . وكما سنرى ، فأن متى ولوقا  لا يجعلان الشيطان المسؤول الأوحد لأختبارات المسيح ، بل يحيلانها الى  أحداث أنجيلية حيث يكون يسوع في مجابهة مع مجرّبين كثيرين لهم وجه بشري ،  أنه وجه أصدقائه ، ووجه أعدائهُ الذين ينصبون له فخاخاً ويقودونه الى الموت  فنلاحظ بأن الرب يسوع قال ( أذهب عني ياشيطان ، ونفس الكلمات وجهها الى  صديقه الحميم بطرس ، فهل بطرس شيطان ؟  )  . يقول الرسول يعقوب في "14:1" ( ولكن الأنسان يسقط في التجربة حين  يندفع وراء شهواته . فاذا حبلت الشهوة ولدت الخطيئة ، ومتى نضجت الخطيئة ،  أنتجت الموت ) . وفي العبرانيين " 14:2 " يقول ( أن ليسوع طبيعة بشرية  مثلنا ليقضي على سلطة الموت ) وفي " رو 3:8" يقول الرسول ( ... أرسل ابنه .  متخذاً مايشبه جسد الخطيئة ، مكفراً عن الخطيئة فدان الخطيئة في الجسد ) .  أي أن الأبليس وأعماله الباطلة موجودة في الطبيعة البشرية ، وهذا يؤكد لنا  بأن ما دام ليسوع طبيعتنا . أي الأبليس في داخل تلك الطبيعة ، فهناك أمل  لنا بالخلاص بالتغلب على شهواتنا الطبيعية التي في داخلنا  كما غلب عليها يسوع . واذا كان الأبليس شخصية منفردة ، فكان بأمكان يسوع  أن يصرعه على الصليب " عب 14:2" . وتضيف بأن يسوع بموته قد قضي على الأبليس  في داخله ، أي الخطيئة التي في داخل الأنسان كما يوضحها لنا القديس بولس  في " رو 6:6" . ما دمنا متنا مع المسيح فلا نبقى عبداً للخطيئة . يقول توما  الأكويني ( لا شىْ يمنع من أن تكون الطبيعة البشرية قد أعدت لغاية أرفع من  الخطيئة ، فأن الله يسمح بأن تحصل الشرور لكي يستخرج منها خيراً أعظم ) .  وهذا نلتمسه من قول القديس بولس ( حيث كثرت الخطيئة طفحت النعمة ) " رو  20:5"
6-  النصوص القديمة  في
الكنيسة تقبل بوجود القوى الشيطانية ، كان آباء الكنيسة في البدء أناس  زمانهم وخلال أجيال طويلة أحتفظت الوثائق الكنسية بلغة مصادرها والتقليد ،  بدون أن تتساءَل حول وجود الشيطان الذي لم يكن أحد يعارضه . والمجمع  المسكوني الفاتيكاني الثاني ورتبة العماد لا يشذان عن هذه القاعدة . ونلاحظ  أن أيمان الكنيسة الأقدم عهداً ( قانون الأيمان - نيقية - قسطنطينية ) وهذا الأيمان يعلن اليوم في كل الكنائس ويؤكد غفران الخطايا ، ولكن لا يذكر  أسم الملائكة ، لأن وجود الملائكة في العقيدة المسيحية هي حقيقة أيمانية  فقط ، لهذا قد يلعب الله دور الملاك كما في  الآية ( وبعدما مضت أربعون سنة كان موسى في صحراء جبل سيناء ، عندما ظهر  له ملاك الرب في لهيب نار من عليقة تشتعل ) فهل كان في العليقة الملاك أم  الله ؟ الملائكة طغمات مختلفة ولكل طغمة وظيفة ، فهناك السلاطين والرياسات  والأرباب والقوات والشاروبيم والسيرافيم . ويذكر سفر طوبيا أن رؤساء  الملائكة سبعة وقوف أمام الله " طو 15:12" ، ويذكر سفر الرؤيا أن هناك سبعة  ملائكة سيبوقون عندما يفتح الختم السابع " 2:8" نلاحظ هنا تكرار الرقم  سبعة والذي يدل على الكمال ، والكمال هو لله وحده ، أي أن الله هو المقصود  بأسم الملائكة ، وعلينا أن لا ننسى أن أسماء الملائكة  الكبار هي صفاة تناسب الله وحده ، فمثلاً ميخائيل رئيس جند الرب ومعنى  أسمه هو بالسريانية ( منيلي مخ آلها ) أي من هو مثل الله " دا 10: 21 ،  1:12 " . وجبرائيل يعني جبروت الله ، وروفائيل يعني رأفت الله أو الله يشفي " طو 15:12" . الآن نعود الى أسم الشيطان ووجوده . وبعبارة أوضح ، ليس ثمة  أيمان بالشيطان ووجوده . أنما هو موضوع معرفة ليس الا. لهذا كتب أحد  اللاهوتيين في هذا الشأن وقال ( ليس لنا أن نؤمن بالشيطان كما نؤمن بالله ،  بما أن هذا الأيمان بالله وحده مكوّن من الثقة بوعوده ومن الطاعة لكلمته  ونعرف أن قوى الظلم والطغيان عاملة في العالم ، بدون أن نستطيع  دوماً تحديد هويتها في جميع تفرعاتها ).
فهل  يوجد الشيطان حقاً أم أنه ليس سوى نتاج الكلام الذي يقف باللامعقول الساكن  في عمق القلب الأنساني الذي يميل الى الشر ؟ في الوقت الحاضر ليس بين  اللاهوتيين أتفاق حول هذه النقطة .
كتب  حديثاً اللاهوتي (دو كول ) : في الوضع الراهن ، لا يمكن للاهوتي أن يجيب  أن الوحي يؤكد بكل السلطة التي تخولها على عدم الوجود الشخصي للشيطان .  فالقضية مطروحة ولا يمكن ان تُحل الا بصورة هادئة بالضمير الكنائسي في  الأمانة للكتاب المقدس وتوجيهات السلطة الكنسية .  وقد يفكر البعض في أن الرأي جرىء بأفراط . وهناك من يتولاهم الخوف تجاه  هذه المعضلة . ومهما بدت محبطة ، فأنها تبدو الوحيدة النزيهة في الوضع  الحالي .
 نقول  مهما يكن من شأن وجود الشيطان ، فشىء واحد هو أكيد للأيمان : يسوع غلب   قوى الشر جميعها ، وفتح للخليقة رجاء نهائياً ، ودعا الجميع الى العمل معه  ومع روحه في مجىء ملكوته . هذا هو التأكيد المركزي للأيمان . وفي فلك هذا  الأيمان كُتبت قصص التجارب التي ستستوعب من الآن أنتباهنا كله . كما نقول  بأن الله خلق في كل أنسان الضمير الأخلاقي الذي يكتشف الأنسان في ذات  ضميره ناموساً لم يصدر عنه ، ولكنه ملزم بطاعته ، وصوته يدعو أبداً  الأنسان الى حب الخير وعمله ، والى تجنب الشر ، ويدوي قلب الأنسان .  والضمير هو المركز الأشد عمقاً وسرية في الأنسان . والهيكل الذي ينفرد فيه  الى الله ، ويسمع فيه صوت الله .
في  الختام نطلب الى أبينا السماوي أن لا يخضعنا للتجربة وهكذا طلب يسوع من  رسله في بستان الزيتون الصلاة لكي لا يدخلوا التجربة . اذاً الله يريد أن  يحررنا منها كما قال الرسول في " يع 13:1" ( أن الله غير مجرب بالشرور ،  وهو لا يجرب أحداً ) أذاً الصراع أصبح واضحاً وهو بين الجسد  والروح  في الأنسان ، والجسد يريد عكس ما يريده الروح ، وهذا يلتمس روح  التمييز والقوة . كما يجب أن نميز من أننا مجربون ، من أننا راضون بالتجربة ( ...لأن الرب الهكم يجربكم ليرى أن كنتم تحبونه من كل قلوبكم ومن كل  أنفسكم ) " تث 13: 1-4 " وبعد التجارب الناجحة هناك مكافأة . فظاهر  التجربة  هو كما تقول الآية  ( طيبة ، ومتعة للعيون ، ومنية للتعقل  ) " تك  6:3" . بينما ثمرتها في الواقع لمن يسقط فيها هو الموت . التجارب التي  يسمح بها الله للأنسان لا تخلو من الفائدة والتكريم . لأنها تعلمنا الحق ، ولكي نستفاد من تلك التجربة وأن سقطنا بها لكي لا نكررها،  وهكذا تكشف لنا بؤسنا ، فتدفعنا الى أن نشكر الله على  الحقيقة التي أظهرتها لنا التجربة .
أخيراً  نقول : يا رب نجنا من كل شر ، وبرحمتك حررنا من الخطيئة ، وشَدّد ازاء  المحن في هذه الحياة حيث نرجو السعادة التي وعدتّ بها ، ومجيء يسوع المسيح  ربنا ومخلصنا ، له المجد دائماً .
بقلم        وردا أسحاق عيسى        ونزرد - كندا
________________________________________________________________
المصادر
1- الكتاب المقدس .
2- مجلد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية .
3- كتاب تجارب يسوع وأختياراته ، للأب برنارد ري الحائز على شهادة الدكتوراه في اللاهوت . أستاذ في جامعة ليل الفرنسية

559
الأب القدير نوئيل السناطي والشماس عوديشو منو المحترمان
بعد التحية
ما أحلى لقاء الأحبة والأصدقاء معاً وخاصة بعد فراق طويل ، جمعكم المعهد الكهنوتي في مدينة الموصل وتفارقتم تاركين المعهد قبل التخرج لأن لله خطة في حياة كل أنسان لا يدرك أسرارها ونتائجها الا هو . لكن الوزنات الي أخذتموها من المعهد أستخدمتوها لخدمة  كنيسة الرب كشمامسة متقدين بالحب ليسوع ولكنيسته المقدسة .
 الأب فرمان كنت مبدعاً في خدمة الكنيسة ومجلة نجم المشرق أضافة الى قدراتك ومواهبك التي كانت تتجسد بمقالاتك أضافة الى تكوين عائلة مباركة ، أما الأخ عوديشو فلم تنطفي شعلة أيمانه أيضاً بل أستمر في خدمة المذبح المقدس بكل غيرة وأيمان .
 الله الذي أختار الأب نوئيل لكي يكون كاهنا في كنيسته حسب خطته لن يتركه شماساً بل دعاه في الوقت المناسب لكي يخدم أبنائه ككاهن وكاتب وصحفي معروف .
مقابلتكم تحتوي الكثير خاصة عن الرابطة الكلدانية وأهدافها وواجباتها وعلاقتها بالكنيسة التي أبدعت بتأسيسها لخدمة شعبها من الناحية الدنيوية فيتحمل العلمانيون الخادمين فيها ثقلاً عن آباء الكنيسة ليتفرغوا للخدمة الروحية . للرابطة أهميتها للشعب الكلداني حاضراً ومستقبلاً ، كان من الأفضل لو تأسست قبل عقود لكانت اليوم أكبر حجماً وقوة .
الرب يبارككم ويزيد محبتكم
الكاتب / وردا أسحاق
 وندزر -كندا

 

560
رحيل إدارة الأرهاب الأسلامي للبيت الأبيض

بقلم / وردا أسحاق عيسى

وندزر - كندا

 ( لاتفرح بسقوط عدوك ، ولا يبتهج قلبك إذا عثر ) " أم 17:24"

علينا أولاً أن لا نفرح بسقوط أعدائنا كأشخاص ، بل علينا أن نفرح بسقوط خططتهم وسياستهم وشرورهم التي دفعتهم الى تدمير شعوب وسلب خيراتها . فالشر الذي نشرته الأدارة الأمريكية في عهد باراك أوباما وهيلاري كلينتون وذلك بدعمهم لحركات أسلامية أرهابية في الشرق الأوسط والعالم ، كحركة أخوان المسلمين في مصر وداعش في العراق وسوريا وليبيا . وكذلك السكوت على ما تقوم به دول الخليج بدعم الأرهاب لتدمير بلدان كثيرة في الشرق الأوسط ، فشعوب تلك البلدان المنكوبة بسبب الحروب المفروضة عليها بدأت الآن تبتسم لمجىء الربيع الحقيقي لا الربيع العربي الذي أسسه أوباما وذراعه الأيمن هيلاري كلنتون . فعلاً كان ربيعاً زاهياً للجماعات الأرهابية لكي تبعث في الأرض فساداً ودماراً ورعباً وقتلاً وأرهاباً . أختار أوباما الأخوان المسلمين ودعمهم مادياً وسياسياً لكي يرتقوا الى كرسي الحكم في مصر ومن أجل تدمير حضارتها وأمنها وأقتصادها وشعبها . لم يعد ذلك الربيع ربيعاً في قناعة أي أنسان عاقل ، بل الربيع الذي تنظره تلك الشعوب المظلومة والشعب الأمريكي والعالم هو ربيع ترامب الذي يعتبروه الأمل المنتظر لأنقاذ أميركا أولاً مما زرعه أوباما وكلنتون ، ولكي يُبيّض صفحة أميركا السياسية أمام العالم . وكذلك لأنقاذ الشعوب المظلومة التي تم تدميرها بمليارات نفط الخليج التي تدعم خطط أوباما وكلنتون لتدمير الشرق الأوسط . لنهنىء أولاً الشعب الأمريكي لأنهم لفظوا سياسة الشريرين وأبوا أن ينتخبوا كلنتون المدعومة بدولارات الخليج والتي كانت تظن بأنها المنتصرة لا محال ، وما ترامب في نظرها إلا مراوغ مغمور لا شأن له في السياسة ولا خبرة له في الحروب مثلها ، ولا في قيادة أعظم دولة في العالم ، وبسبب غرورها وكبريائها وثقتها بنفسها قَدَمَت لترامب نصائح من باب عطفها له لكي ينسحب من الأنتخابات أستهانتاً به ، وحتى أعضاء حزب الجمهوريين الذي كان من واجبه أن يدعم ترامب ، هم أيضاً لم يقتنعوا به ، بل ظنوا أنه من الأفضل له أن ينسحب . أما أوباما فدعم كلنتون ليس لأنهما من حزب واحد فحسب ، بل لأنهما أصدقاء في سياسة سرية وعميقة لزرع الشر ودعم الحركات الأسلامية المتطرفة في العالم والمدعومة من قبل السعودية وقطر . وفي عهدهما نُسِجَت مؤامرة لتدمير بلدان ونهبها . فقطر الصغيرة الصديقة باتت كبيرة جداً برزت لكي تتحدى بلداناً كبيرة كروسيا وبلداناً عربية كثيرة وبرزت قناتها الفضائية ( الجزيرة ) التي فاق أعلامها الكاذب كل الفضائيات وأصبحت معروفة عربياً وعالمياً .

  أوباما وكلنتون هم سمحوا للجيوش السعودية ودول الخليج والتي تقودها السعودية لأجتياح اليمن وتدميره لهذا لم نسمع بأي أعتراض أمريكي ، بل تم الأعتداء بمباركة أمريكية وبأسلحتها وكأن اليمن لم يكن بلداً مستقلاً . بينما تم تدمير العراق من شماله الى جنوبه وما يزال الأعتداء مستمراً لمجرد دخول جيوش صدام الى الكويت .

كما أراد أوباما وكلنتون تدمير مصر بأخوان المسلمين الذين حكموها ، فلولا قيادة ذلك البلد العسكرية الحكيمة التي أجهضت خطة الشريرين وضاعت مليارات الدولارات الأمريكية التي أعطاها أوباما للرئيس المخلوع مرسي ، والتي كانت ثمن لجزء من سيناء ولأجل تقسيم وتدمير مصر . فهل سيسعى ترامب الى وضع حركة الأخوان في قائمة الحركات الأسلامية الأرهابية ومن ثم العمل على محاربتها وملاحقة قادتها ؟

أوباما دعم كلنتون في الأنتخابات لكي تفوز لكونها شريكته الأولى في سياسته المعادية لأميركا أولاً ، لهذا بذل كل ما بوسعه لأجل توصيلها الى كرسي الرئاسة ، فتجرع في تصريح له ، لم يصدر عن رئيس أمريكي سابق حين قال ( لو فاز ترامب لن أخلي البيت الأبيض ) فهل أوباما هو الذي أمر نوري المالكي بأن لا يخلى كرسيه لأياد علاوي عندما فاز على المالكي ؟ وهل كان المالكي مدعوما ً من أوباما ، وهل أوباما هو الذي أمر المالكي بسحب قواته وتسليم الموصل الى داعش ؟ كل هذه الأسئلة تحتاج الى أجوبة مقنعة . في الأسبوع الأخير من أنتهاء ولاية أوباما أتهم وزير خارجيته جون كيري السيد نوري المالكي بأضعاف الحكومة العراقية وتبني الميليشيات الطائفية وسبب بتمدد تنظيم داعش وتسليم مدن عراقية الى التنظيم . فرد عليه المالكي قائلاً : أن داعش صنيعة أدارة الرئيس باراك أوباما والتي تسببت في أراقة الدماء في العراق وسوريا واليمن . إذاً من هو الطاهر البريء ؟

كان أوباما مغروراً ويمتلك ثقة عالية بأن كلنتون هي التي ستفوز ، ويجب أن تفوز حسب أعتقاده لكي تحافظ على الأسرار التي رسمها لتدمير أميركا وأوروبا بأسلمتها وتدمير دول وشعوب أخرى . ففي عهده تم تأسيس مدراس ومعاهد وكليات أسلامية في أميركا وآلاف الجوامع التي تعلم الشر والحقد على الأراضي الأمريكية ، وهو الذي أبدع في أدخال المائدة الرمضانية الى البيت الأبيض وهو يشارك المسلمين كل عام في الفطور الرمضاني .

 أصبحت سياسة أوباما الداعمة للأرهاب واضحة جداً في الأشهر الأخيرة وأمام الكونغرس الأمريكي وذلك عندما أنفرد بالوقوف أمام أقرار الكونغرس بقانون 11 سبتمبر الذي يعطي الحق في مقاضات السعودية الداعمة للأرهاب لكي تدفع ثمن جريمتها ، فكان رد أعضاء الكونغرس واضحاً وقوياً بوجه أوباما ففضحوا ميوله وسياسته ضد بلاده لصالح السعودية داعمة الأرهاب ، وهو الذي أراد أزالة معتقل كواتاناموا لكن ترامب صرح ببقائه . فهل هناك شكوك بأن باراك حسين أوباما لم يكن مسلماً عندما جلس على عرش أميركا رغم أدعائه بأنه مسيحياً فوضع يده اليمنى على الكتاب المقدس لكي يخدع الشعب الأمريكي والعالم ، وهذا جائز في الأسلام ويسمى بسياسة ( التقيّة ) أي سياسة الكذب والخداع لأجل الوصول الى الهدف ولخدمة الأعتقاد .

أوباما هو الذي صنع داعش وأختار كلنتون لقيادته لغرض تدمير البلدان العربية الآمنة وخاصةً التي تحتوي على أقليات مسيحية لأبادتها وتهجيرها وبهذا يقدم هدية لأسياده ملوك السعودية الذي أنحنى أمام ملكها منذ السنة الأولى لتوليه الحكم على أميركا العظمى ، لهذا دمر العراق وسوريا ومصر ونيجيريا وجنوب السودان كما كانت أثيوبيا أيضاً تحت نصب أعين الثنائي أوباما وكلنتون . وهذا المخطط أعلنه ترامب خلال حربه الأنتخابية مع كلنتون فأتهمهما خلال خطابه في ولاية فلوريدا بتمويل تنظيم الدولة الأسلامية في العراق وسوريا بمساندة وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون مفسرا في خطابه عن الأسباب ، وأشار أن كليهما يتحملان جريمة أرهاق دماء الأبرياء على يد داعش .

نجحت خطة أوباما وكلنتون وملوك الخليج في أبادة الأقليات في الشرق الأوسط حسب خطط مخابرات أوباما وخططه المرسومة لمنظمة داعش التي تم دعمها بأموال قطر والسعودية وبقية الدول الخليجية التي تعاظمت بسبب الدعم الأمريكي . بعد أنتهاء حكم أوباما وكلنتون ستعود تلك الدول الى حجمها الحقيقي ، بل سيأتي اليوم الذي به سيعودون الى ركوب الجمال في تلك الصحارى الرملية ويسكنون الخيام كأجدادهم ، فالبترول لم يعد مطلوباً لكي تدافع عنهم الدول العظمى كالسابق ، فحينذاك قد تحتل تلك الأراضي من قبل الدول المحيطة كأسرائل أو أيران دون أن يتحرك لنجدتهم أي من أصدقائهم السابقين .

في عهد أوباما وكلنتون برز نشاط الحركات الأسلامية في الشرق الأوسط وأوربا والعالم ، بل خططت تلك الدول الخليجية وبمساعدة تركيا وبدعم من أوباما المتأسلم لأسلمة أوربا وذلك بضخ آلاف المشردين الأرهابيين من سوريا والعراق وأفغانستان الى أوربا ، بل كان أوباما يضغط على الأتحاد الأوربي لغرض أنضمام تركيا المسلمة الى الأتحاد الأوربي ، لكنه فشل . كذلك ستبدأ أنجيلا ميركل بالتقهقر والأنكماش بعد أختفاء الثنائي من البيت الأبيض وستدفع ثمن قبولها لهؤلاء الأرهابيين الحاقدين اللابسين ثياب اللجوء ، أنها لم تعترف بخطأها لحد اليوم رغم العمليات الأرهابية التي قاموا بها هؤلاء المجرمين والتي هزت أوربا كلها . هكذا بعد دخول ترامب الى البيت الأبيض سيبدأ البحث عن السموم التي زرعها أوباما وكلنتون في السياسة الأمريكية ، وسيتم البحث عن العملاء المسلمين الذين كانوا يعملون مع أوباما وكلنتون مثل هوما عابدين السعودية ( نسأل ونقول ، من هي هوما عابدين ؟ هوما هي السكرتيرة الأولى لكنتون وكاتمة أسرارها ، وهي أخت حسن عابدين الذي كان شريكاً مع شيخ الأرهابيين يوسف القرضاوي وصديقاً لحسن نصيف القيادي في تنظيم القاعدة . وهوما كانت طالبة في أحدى الجامعات الأمريكية مع أصدقائها اللذين فجروا أبراج نيوورك التجارية ، فلنتخيل دور هذه الأرهاربية لو فازت كلنتون وجعلت هوما رئيسة موظفي البيت الأبيض ؟ ) وكذلك أعضاء من الأخوان المسلمين الذين كانوا معاونين ومستشارين لهذين الشريرين ، فكان النظام السعودي ودول الخليج يدعمون كلنتون في الأنتخابات بالمال والأعلام والصلوات والصوم والدعاء ويحلمون بجلوسها على عرش أميركا .

 نجاح ترامب كان كقنبلة حديثة لن يتوقع نجاحها أحد ، وهذه القنبلة ستمتلك تأثيراً بارزاً في السياسة الأمريكية الجديدة ، لأن ترامب سيكشف كل خطط أوباما وكلنتون المعادية للشعب الأمريكي والبلدان الأخرى وخاصةً في الشرق الأوسط ، وسيبدأ عهد أفول وذبول وأضمحلال النظام الوهابي الفاسد والحاقد ، ونظام خميني وأحلامه التوسعية ، وسينقض الأتفاق النووي الأخير بين أوباما والنظام الأيراني والذي كان لصالح أيران ، سيعمل ترامب الى ألغائه أو تجميده . كما أنه لام أوباما وكلنتون لأطلاقهما لحرية أيران في المنطقة فأعطوا العراق كله هدية لأيران بعد أنسحاب الجيش الأمريكي عام 2011 وسمحوا لنظامه بالهيمنة على المنطقة والتدخل الواضح في ضرب وتدمير البلدان الثلاث ( العراق وسوريا واليمن ) . وهكذا سيزول حلم الأخوان في مصر وسيتم محاربة حقد أردوغان ضد أوربا والمنطقة العربية .

أخيراً نقول هل سيبحث ترامب في ملفات أوباما وكلنتون لتحويلهما الى المحاكم كمجرمي حروب ولكونهما سبب تدمير بلدان آمنة كالعراق وسوريا وليبيا واليمن ، مع محاسبة البلدان التي دعمت تلك الجرائم بأموالها وفتاويها وبأراضيها كالسعودية والقطر وتركيا وباقي دول الخليج ؟

نتأمل بزوغ ربيع جديد فيه العدالة والسلام ونهاية لسياسة الحروب والتدمير والتشريد ، كما نأمل في بزوغ سياسة العدالة في أميركا والعالم . فهنيئاً للشعب الأمريكي لسقوط الشريرين ولبداية عهد جديد لأميركا والعالم في زمن الرئيس دونالد ترامب.




561
الأخ العزيز د. عبدالله رابي المحترم
شكرا لك لأغنائك للموضوع بهذه الأضافة ، وفعلا كان الأب صارا ثروة علمية كبيرة وشخصية بارزة عند الآباء اليسوعيين .
وكل عام وأنت والأهل بألف خير
أخوك
وردا أسحاق

562
التعليق للأخ فرنسبس كلو خوشو أرسله لي لنشره / وردا

Dear Werda, Sam and all readers:

Thank you Werda for your help, support, encouragement and proof read the Arabic portion. Yes, Werda when father Sara returned to Weston College from Bagdad to study theology and was ordained there in June 1963. A year later he did tertian ship at Pomfret, Conn. By then superiors had identified as likely faculty member for newly opened Al-Hikma University in Bagdad and he was assigned to doctoral studies at Georgetown’s School of linguistics. In his final year of his doctoral program in 1968, a new government came to power in Iraq, and in October of that year all American Jesuits from Al- Hikmma and the following spring from Bagdad College were expelled from Iraq.

The other book father Sara published and I forget to list on both English and Arabic version of this article is entitled “Yehuda ben David Hayyuwi” 2005. This is a singular treatise and one of a kind, written in Arabic about Hebrew Vowels, called Harakat ‘motions’, using the scientific paradigm of analysis.

Thank you Sam and appreciate reading and offering comments on this article and other articles, and your friendship meant so much and truly will have an impact on my future articles about our beloved Village Mangeshi: The light of my eyes. As you are faculty of St. Narsai Assyrian Christian college, I highly recommend father Sara’ book entitled “A Description of modern Chaldean: A functional structural approach”.

Father Sara was a wonderful mentor and teacher. I remember his generosity and kindness, and never forget his love. He will live in our memories.

I thank all the readers visiting this site and reading my article. I truly appreciate you. Wishing you and you families a very Merry Christmas. May Joyful season greet you with health and happiness and return of our people in nineveh plain safely to their home?

Francis K. Khosho

563
الأخ العزيز سامي خنجرو المحترم
نعم كان الأب شليمون صارا كنزاً يحمل الكثير من العلوم ( دينية ودنيوية ) وأستاذا مقتدرا ومعروفاً ومؤلفاً وعالماً في لغات عدة . عندما أرسل الى بغداد ولمدة ثلاث سنوات كان هناك هدف آخر لأرساله وهو لجعله عميداً لكلية الحكمة التي أرادوا اليسوعيين فتحها في بغداد ، لكن الحكومة السابقة سيطرت على كل المدارس الأهلية فأجهضت طموح الآباء اليسوعيين فتحولت أدارة كلية بغداد أيضاً الى وزارة التربية
شكرا لتعليقك وأضافتك وكل عام وأنت بخير وفرح

أخوك
 وردا أسحاق

564
من بلدتي منكيش : الأب البروفيسور شليمون أيشو صارا



بقلم : فرنسيس كلو خوشو

أعداد الموضوع وطبعه بالعربية الكاتب وردا أسحاق عيسى مع أضافاته الجديدة التي تناسب مقام الراحل صارا ككاهن ودكتور ومؤلف ومترجم وأستاذ ومبدع .
ملاحظة : النقاط أدناه هي صور عن الموضوع يمكن مشاهدتها في الرابط الموجود في نهاية الموضوع وهي النسخة الأنكليزية
يقول الكاتب فرنسيس : في هذه السلسلة من بلدتي منكيش ، أوِد أن أعرفكم لبعض الشخصيات الأستثنائية من بلدتنا . يجب أولاً أن ننظر الى مستوياتهم العلمية والعملية وأنجازاتهم وأبداعاتهم لكي نقف أمامهم بأحترام ، ومن ثم نوثق ما لديهم لنا وللأجيال لكونهم مفخرةً لنا ولبلدتنا .

 

 1

 

 Father Dr Solomon

الأب د. شليمون أيشو صارا





كان الأب شليمون صارا أستاذاً في اللغات واللسانيات في جامعة جورج تاون Georgetown university واشنطن العاصمة الأمريكية . وكان خبيراً في العلوم التالية : الأصوات ،الأصوات اللفظي ، الأصوات الكلاسيكية العربية ،الخليل وسيبويه ، أبن سينا ، والكلاسيكية العبرية ، Hayyuj ولغويات الميدان ، وحاسوب لغة البرمجة ، واللسانيات العامة . ولد شليمون صارا في منكيش في أول من أيار عام 1930. والداه أيشو صارا . والدته أشو كلو صارا ( أنتقلت الى رحمة الله وكان عمر شليمون عشر سنوات ، فذاق طعم اليتم منذ نعومة أظافره ) . تخرج من مدرسة الأبتدائية في منكيش وكان من المتفوقين ، سافر الى بغداد ليعيش في بيت عمه

( كان عمه دنو طباخاً في كلية بغداد وكان السبب في قبول شليمون في تلك الكلية . وشليمون هو أبن أخ لوقا القصاب ) .

كانت كلية بغداد مدرسة ثانوية نموذجية للأولاد فقط والذين تتراوح أعمارهم ما بين 11-18 سنة . كانت مدرسة أهلية كاثوليكية أسسها وادارها الآباء اليسوعين الأمريكان من مدينة بوسطن في عام 1932 وسرعان ما أنتشرت شهرتها في العراق فأنتمى اليها أبناء الأغنياء والمشاهير .

 

 

 

2

 

شليمون صارا سنة 1950

 

 

أنا فرنسيس ، كان لي الشرف لأني كنت أحد طلاب تلك الكلية في أوائل الستينات حيث كانت تجربة عظيمة في حياتي الدراسية وعلى أساسها بنيت ثقافتي ومستقبلي من الطلاب المنكيشيين الذين درسوا في كلية بغداد : عميد ساوة عيسى " كان ساوة من البارزين في ميدان الرياضة في الكلية " ميخائيل أيشو موكا ، مرقس أسحاق ، د. جورج أيشو سوسو ، هرمز ميخو مرخو ، ، ، د. شمعون دنخا قلو ، د. كوركيس ميخو قلو ، حنا شمعون موكا ، مرقس جبو قلو ، فريد شمعون داود ، خالد سورو قلو ، د. أوميد بطرس مرخو . لذا كان حضور بلدتي منكيش متميزاً في الكلية بالتأكيد . ، الأب صارا هو أول منكيشي وصل الى الولايات المتحدة الأمريكية في شهر أيلول عام 1950 الى شادوبروك في ليونكس ، ماساشوستس ، بعد أن قرر الأنضمام الى جماعة اليسوعين لكي يصبح كاهناً يسوعياً .



3

شادوبروك ، لينوكس ، ماساشوسي

 

الآباء اليسوعيين هم أعضاء في جمعية يسوع ، وهي جماعة دينية دولية ، أسسها القديس أغناطيوس لويولا في القرن السادس عشر . تولى الأب صارا الدورات التحضيرية للكهنوت في معهد لتدريس المبتدئين ، والدورة مدتها سنتان وتكون مكرسة لأستعراض الدراسات الكلاسيكية والفلسفية . ركز الأب صارا على دراسة الفلسفة في كلية ويستون مقاطعة نيو أنجلاند لجمعية يسوع ، وتخرج في عام 1957 ، ثم عاد الى العراق ليُدَرِس في كلية بغداد لمدة ثلاث سنوات ، ثم عاد الى كلية ويستون لدراسة اللاهوت . بعدها بدأ بدراسة الدكتوراه في اللغويات في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة . حصل على شهادة الدكتوراه في عام 1968 وكُلِفَ لتعليم اللغة في جامعة جورج تاون ، فبدأ يُدَرِس طلاب البكالوريوس والدراسات العليا كما كان مشرفاً على طلاب رسائل الدكتوراه وعمل فترة رئيساً للقسم



4الأب صارا عام 1957 في كلية بغداد

 

كان لي شرف اللقاء مع الأب صارا في مناسبات عدة خلال فترة وجوده في واشنطن العاصمة ، ألتمست من تلك اللقاءات بان الأب صارا كان يتحلى بروح عالية ، هادىء الطبع وكان منبر العقل ومحباً للعلم ، كان يغمر الفرح قلبه عندما يلتقي بأحد أبناء قريته ، كان طيب الذكر مثل تاجر حكيم جمع كنز من العلوم والمعرفة ، فقد عكف على القراءةِ والتعليم والتأليف والترجمة ، أضافة الى الكنوز الروحية من العفة والصلاة وخدمة المذبح . كانت سيرته تتميّز بالطهر والتواضع ، كما كان نموذجاً حياً يقتدى به بسيرته الطاهرة . كان لقائي الأول مع الأب صارا في أواخر عام 1986 عندما كنت أبحث في مكتبة الكونغرس ( Library of Congress) الكتب الموجودة أو المتاحة هناك لغرض الحصول منها ما هو مفيد لتجميع كتابي الذي هو بعنوان ( النهرين التوأمين : الآشوريين ، الكلدان ، والسريان ، الماضي والحاضر

“Twin Rivers Bibliography: Assyrian, Chaldean and Syrian Past and Present.”

هذا الكتاب هو شبه موسوعة صدر في سنة 1987 ويتكون من ستة عشر فصلاً تضم معظم أسماء الكتب التي صدرت عن تاريخ بلاد ما بين النهرين كما يحتوي على ملحقين لسندات الكتب السريانية في مكتبة الكونغرس في واشنطن العاصمة الأمريكية لغاية سنة 1987 ، ونتيجة هذا اللقاء أنتهى الأب صارا عن كتابة مقدمة لكتابي ( الصورة أدناه ) وكان ذلك شرفاً كبيرا لي وسأبقى ممتناً ومفتخراً بتلك الكلمات التي هي لمسة من كتاباته الرائعة في كتابي .





5

 

مقدمة كتاب " النهرين التوأمين " للأب صارا



في رحلتي الثانية الى واشنطن فور لقائي بالأب صارا شعرت بالأمان وبحرارة اللقاء ، لم يضجر من كثرة الأسئلة التي طرحتها له ، بل كان صدره واسعاً ينتظر مني المزيد من الأسئلة ، وكان حقاً كنز من المعرفة في الأيمان ، والفلسفة ، وعن الأوساط الأكاديمية وخصوصاً دروس الحياة ، وفي علم اللغات . في تلك الرحلة ذهبت اليه محملاً بالهدايا . أحضرت له الرمان من حديقة بيتي في ولاية كاليفورنيا ، والذي بدأ بسببها حوار مطول بيننا عن الأيام الخوالي في منكيش . ونحن نتذكر كم كنا سعيدين بأختيار الرمان المناسب من الشجرة ، وكيف كنا نفتحها يدوياً ونتناولها بطريقة بعيدة عن أصول الأتكتيت الحديث . وهذا الموضوع دفعنا الى مواضيع عديدة ناقشنا خلالها ذكريات كثيرة وجميلة عن طبيعة حياتنا في منكيش والتي تربطنا مع بعضنا بأواصر قوية مشتركة تبرز في مثل تلك اللقاءات خلال تلك الزيارة أخذني الأب صارا في جولة داخل الحرم الجامعي لجامعة جورج تاون ، بما في ذلك قسم اللغات واللغويات Department of languages and linguistics حيث يعمل ويُقيم في الحرم الجامعي . وكانت وحدته السكنية بسيطة جداً ومريحة . لا تحتوي على جهاز التلفاز أو غيره من الأجهزة الحديثة . بل كانت جدرانها الأربعة مغطاة بالرفوف المليئة بالكتب . وكل شىء حوله كان بسيطاً يتسم بالتجرد ، كراهب في صومعته ، وهذا التجرد جعله مصوناً من كل ميل سافل ، فقمع أهواءه وكبح حواسه ونظّمَ سيرته نحو خالقه أتذكر سألته مازحاً فقلت له ، يا ابتاه أأنت تعيش مع الكتب ؟ فعبّرَ قائلاً أنا أحب الكتب . فتذكرت مقولة الكاتب الكندي  روبن شارما Robin Sharma الذي يقول  عامة الناس لديهم تلفزيونات كبيرة ، لكن العظام لديهم مكتبات كبيرة ) والأب صارا هو واحداً من هؤلاء العظام . طرحت له هذا السؤال : كيف التحقت مع الآباء اليسوعيين؟ أجابني ، أنه في أواخر الأربعينات من القرن الماضي ونتيجة أحتكاكه مع الآباء اليسوعيين عندما كان طالباً في كلية بغداد ، شعر بدعوة الله له الى الكهنوت . اجل الله هو الذي يختار تلاميذه كما أختار الرسل الطهار ، فالله هو الذي أصطفاه وأختاره منذ صباه كما أختار صموئيل النبي وأختصه لخدمته . سمع صارا صوت الدعوة ولبى الطلب كأبراهيم الذي سمع صوت الرب في قلبه فترك عشيرته ومدينته العظيمة أور ليرحل بعيداً . هكذا سمع الأب صارا صوت الرب الذي يدعوه الى الكهنوت فأندفع بدون تردد لتلبية النداء السماوي فترك أهله وقريته وبلده ، بلاد أبيه أبراهيم ليرحل بعيداً عن أهيال الجسد وأنحراف الأهواء تاركاً كل شىء في الخلف لكي يتفرغ لأتباع صوت الله في قلبه سألته ، ما هو الفرق بين الكاهن عند اليسوعيين وبين كاهن في الكنيسة الكلدانية ؟ أجاب قائلاً : كهنة اليسوعيين يختلفون عن بقية الكهنة في الكنائس الخرى لأنهم يعيشون في مجتمعٍ متماسك

Tight - knit community

ولهم نذور خاصة بهم وعليهم أتباعها ، وتابع قائلاً ، ليس للآباء اليسوعيين أبرشيات لأدارتها ، بل هم العلم والتعليم ولفهم الأيمان الكاثوليكي ، وبدورهم يسعون لأيصال العلم والأيمان الى الآخرين . سألته أيضاً عن أعماله اليومية ، فأوضح لي أن اليسوعيين أشخاص عاديين لديهم دعوة خاصة في التدريس ، ومساعدة الطلاب وأعداد المحاضرات والألتزام بالدوام الرسمي ، وأضاف قائلاً أنه شخصياً يصلي كل يوم ، ويقوم بخدمة القداس الألهي وتناول وجبات الطعام مع أخوته الكهنة . أتذكر بوضوح خلال جولتنا معاً ، مررني بمقبرة لآباء اليسوعيين وقال لي هنا سأرقد . أشعر بالحزن لمجرد التفكير بتلك الكلمات ، لكنني أنا أثق بأن الأب صارا يستريح الآن بسلام بين زملائه وأخوته الراقدين على رجاء القيامة





6

الأب شليمون صارا سنة 1959





منذ تلك الرحلة ، زار بعض أعضاء عائلتي الأب صارا للأستشارة وتقوية العزم وخاصة أبنتي ( شانن ) عندما كانت في واشنطن في دورة تدريبية ، زارت الأب صارا في مقره فأخذها بجولةٍ في الحرم الجامعي لجورج تاون في محاولة منه لجعلها تشعر بالراحة وتعبيراً عن ترحيبه ومحبته . تقول ، انه أخذني الى محل لبيع الهدايا في الجامعة فسألها لأختيار أي شىء تريده لكي يبقى عندها لذكرى الزيارة . وقالت أنها لا تزال لديها هدية تذكارية من تلك الجامعة في مكتبتها . كذلك زاره أبني ( أندرو ) في وقت لاحق ورحب به هو الآخر وخرج معه وهذا تعبير صادق عن محبته وتقديره لأنه ككاهن مسن ليس هناك ما يدفعه الى الخروج ، لكن كان يحب أن يلتقي بمن يعرفه ويخدمه ويقدم له واجب الضيافة وخاصة من أبناء قريته الغرباء في مدينة واشنطن العظيمة يُعتبر الأب صارا أحد كبار اللغويين في وقتنا الحاضر . وكان معروفاً على نطاق واسع ، لدراسته الدقيقة للغة العربية وخدمته لها بمؤلفاته . وكان مؤثراً في تحليل نحو اللغة العربية للغوي المعروف ( سيبويه ) . ونشر كتاباً عن سيبويه : اللغة العربية وقواعدها : ( سيبويه ( الميل ) : نص ، الترجمة ، والملاحظات وتحليل  في عام 2008

“Sibawayh on Limalab (Inclination): Text, Translation, Notes and Analysis” in 2008

وفي نفس الموضوع كذلك ساهم بعدة مقالات في مجلة اللغة العربية التقليدية ، المجلة الدولية اللأكترونية

( JALT )

كما ساهم الأب صارا في دليل أكسفورد للغة العربية " اللغويات " ، الذي حرره جوناثان أوينز بعنوان :

العربية الكلاسيكية ليكسيكو جرافيكالي " ترتيب أبجدي ، المعجمية " التقليد “

The Classical Arabic Lexicographical Tradition.”

ونشر كتاب آخر بعنوان : ( معجم علم الأصوات ، تلفظي ، الصوتية ، السمعية الأنكليزية والعربية ) عام 1999 , “A Dictionary of Phonetics, Articulatory, Acoustic, Auditory English- Arabic” كذلك نشر كتاب بعنوان : ( أبن سينا : مقال في الصوتيات العربية ) في علم 2009 “Ibn Sina: A Treatise on Arabic Phonetics” كما نشر قاموس آخر على أمبيرا Embera وهي لغة الهنود الحمر في أميركا الوسطى التي تحكي في بنما وكولومبيا والأكوادور بعنوان ( قاموس ثلاثي من أمبيرا الأسبانية - الأنكليزية ) عام 2001 “A Tri-Lingual Dictionary of Embera-Spanish-English.” كما أنه قام بتجميع قواميس اللغات الأفريقية . أنتدب أيضاً من قبل الجيش الأمريكي لأنتاج عدة مجلدات تعليمية لدورات في اللغة العربية الفصحى الحديثة وفي اللهجة العراقية لمعهد اللغة ( DLI ) في مونتيري بولاية كاليفورنيا أعد الأب صارا أطروحته الدكتوراه وكان واحداً من أول العلماء لدراسة قواعد اللغة من لغته الأم " الكلدانية " وكان عنوان أطروحته ( وصف الكلدانية الحديثة : نهج الهيكلي الوظيفي ) سنة 1969 . وعن الموضوع ذاته ، نشر أول كتاب أعده بعنوان

( وصف الكلدانية الحديثة ) سنة 1974 “A Description of Modern Chaldean قَدَمَ هذا العمَل أول وصف للغة الكلدانية الحديثة من وجهة نظر الوظيفة والهيكل . وفي مقدمة كتابه يعتبر مكان الكلدان الحديث مع اللغات السامية في المجموعات الثلاث الرئيسية وفقاً للتوزيع الجغرافي للناطقين بها

1- اللغات السامية شمال شرق بلاد ما بين النهرين  العراق

أ-الأكادية القديمة

ب- البابلية

ج-الآشورية

ومن هذه الثلاثة جاءت الآرامية الشرقية : اللهجات الحديثة التالية

أورمية Urmiah

تورعبدين Turabdin

الكلدانية الحديثة Mangeshi

2- اللغات السامية شمال الغرب ( في سوريا وفلسطين )

3- اللغات السامية في جزيرة العرب وأثيوبيا

يدل كتابه على أن اللهجة التي كانت موضوع التحليل هي اللهجة المنكيشية ، ووصف أن جميع المتحدثين بها هم من سكان البلدة وجميعهم هم مسيحيين ، ويصف بأنه كان هو ، المخبِر الخاص Infomant ، لكون لهجة منكيش الكلدانية الحديثة لغة طفولته ، اللغة الأولى التي تعلمها ، يقول أنه تحدث بها لعشرين سنة بدون أنقطاع



7

 

 كتاب البروفيسور صارا 1974 وصف فيه الكلدانية الحديث.

 

كان الأب شليمون أيشو صارا حقاً شخصية رائعة وعالماً رائعاً ، كما كان يمتلك روح المجاملة ، ولطيف الطبع ، كريماً ومحباً للمساعدة

في 8 أب - أغسطس 2016 بارح الحياة الزمنية الأب شليمون أيشو صارا الى الحياة التي لا تبلى في ديار العليين بعد أن تقدم في عمر الشيخوخة  عن عمرٍ ناهز 86 سنة وفي مركز صحة كامبيون The compion health center في ويستون Weston, Mass

وهذا المركز يقدم الخدمة لكبار السن المتقاعدين والعاجزين من أعضاء جمعية يسوع Society of Jesus أما رسالة المركز فهي

العثور على الله في كل شىء وجميع الأشياء في الله أخيراً أقول : كل من رأى هذا الرجل تأثر في شخصه وسيرته وعلمه . أنتقاله الى عالم البقاء كان خسارة كبيرة ، وحزن عميق يبقى في قلوبنا ، كما خسره عالم اللغويات ، وآباء اليسوعيين لأنه خدمهم بتفاني وأنتج لهم الكثير من المجلدات . كما كان أنتقاله الى العالم الآخر خسارة كبيرة لمجتمعنا وخاصة لأبناء قريتنا العزيزة منكيش .
وما يسعني الآن إلا أن أقول له أرقد في سلام المسيح يا أبونا شليمون صارا

واليكم النسخة الأنكليزية على الرابط أدناه

http://mangish.net/from-my-home-town-mangeshi-dr-solomon-eshoo-sara-s-j/




565
شكرا للأخوة حنا صليو وكنعان شماس على آرائكم حول الموضوع والرحمة للشهداء الذين سقطوا في بيت الرب ، مع التقدير
الكاتب
 وردا أسحاق

566
مجزرة الكنيسة البطرسية والأرهاب الأسلامي

بقلم/ وردا أسحاق عيسى

وندزر - كندا

سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ

"يو 2:16"

مجزرة جديدة ، بل أنتصار جدبد سجله أبطال الحركات الأسلامية الدموية التي تسمى بالصحوة الأسلامية . هذه الغزوة كانت على الكنيسة البطرسية في قلب القاهرة ، متحدية السلطة . نشعر كلنا برد فعل عندما نسمع من قادة المسلمين بأن هذه الأعمال تتناقض مع فكر الأسلام الحنيف ، لكن كذبهم هذا ومكرهم لا يتفق مع تأييدهم ودعمهم لهذه الحركات الأرهابية ومنها الأخوان المسلمين والقاعدة وداعش والنصرة وحماس وغيرها . فالأزهر أعلن بأن جماعة داعش ليسـت كافرة ، من باب أن قادة الأزهر لا يحبذون مصطلح الكفر لمن نطق بالشهادتين رغم كون الذين يدمرون بلدهم هم والأخوان والسلفيين وغيرهم . وهكذا بالنسبة الى شيوخ السعودية الذين يدعمون الأرهاب بفتاويهم المسمومة وتحريض الشباب للذهاب الى الجهاد لأجل تدمير بلدان عربية مسلمة . وما يزالون يجاهدون هم ونسائهم من أجل أنجاح الربيع العربي بأموالهم وشبابهم وفتاويهم . وهل الأسلام برىء من هذه الأعمال ؟ أم هذه الأعمال المشينة لم تكن غريبة يوماً عن الأسلام منذ نشأته لحد اليوم وكما يقولون الأعلاميين وكتاب مسلمين مثقفين راغبين بأن يقولوا الحق كسيد القمني و أبراهيم عيسى وأديب وأسلام البحيري وفاطمة ناعوت ويوسف الحسيني وغيرهم يشيرون الى أن أعمال الأخوان المسلمين أو الدواعش وغيرهم موجودة بحذافيرها في كتب التراث الأسلامي ، والأسلام عبر التاريخ فعل مثل هذه الأعمال ، بل أكثر منها كقادة الأسلام الذين يسمونهم ( بالخلفاء الراشدين )

فأبو بكر الصديق كان يحرق المعارضين لسياسته ، وبسبب تأثر أبراهيم السامرائي بسيرته أسمى نفسه بأبو بكر البغدادي لكي

يقتدي بسيرته ، وهكذا كان يفعلون زعماء السلف الصالح الذين يعتبروهم اليوم أسوة حسنة . فالأخوان المسلمين في مصر والعالم يقتدون بأبو بكر وعثمان وعمر بن الخطاب وغيرهم ويسيرون على نفس الدرب للوصول الى نعيم الحواري .

نقول للذين يدعون بأن الأسلام برىء من هذه الأعمال بأن عناصر العنف والقتل والسلب بأسم الدين قائمة في القرآن والأحاديث وفي كل أدبيات المسلمين ، لهذا من الصعب جداً أن يقبل المسلم من لا يشاطره في دينه وعقيدته وأن يندمج معه لأن ثقافة المسلم مبنية على العنف والقتل والأنتقام وما أكثر الآيات والأحاديث التي تقف موقف التضاد مع ثقافة الآخر ، فكيف يريد الغرب أن يدمج ثقافة المسلم مع ثقافة الغرب التي تأسست على مبادىء الأنجيل المقدس ؟

عرس جديد في الكنيسة البطرسية والذي يتعانق مع عرس سابق وقع في كنيسة النجاة في بغداد . يقدم عرس الكنيسة البطرسية 24 شهيداً نالوا أكليل الشهادة بعد تناولهم جسد الرب المقدس في الربع الأخير من القداس الألهي . بدأت الكنيسة بتشييعهم في موكب أرضي مقدس رافقهم بابا الكنيسة المرقسية المضطهدة مع الأساقفة والكهنة والمؤمنين وكذلك رئيس الدولة وشيوخ الأزهر اللذين يتلذذون بالسير خلف جنازة ضحاياهم ، يبدون حزانى من الخارج أما من الداخل فهم ذئاب خاطفة لا رحمة لها . أستمر الموكب من الكنيسة الى مثوى الشهداء الأخير وأنتهى في السماء ليستقبلهم رئيس الكنيسة السماوية والأرضية ، أنه ملك الملوك ورب الأرباب والحاكم العادل للذين قتلوا هؤلاء الأبرياء .

الضحايا هم من النساء والأطفال لأن المنتحر فجر نفسه في الجزء الخلفي من الكنيسة . سيكون حكم الرب عادلاً في يوم الدين وبدون رحمة لكل من أشترك في تدبير هذه الجريمة .

المسيحي يعيش في هذا العالم بثبات في أيمانه وعقيدته ومحباً لكل البشر ، ويصلي من أجل أعدائه كما صلى سيدهم لصالبيه فوق الصليب . المسيح الذي صلب من أجل العالم يسري في دم كل مسيحي وفي فكره وروحه فأن عاش فللمسيح يعيش ، وأن مات فله أيضاً يموت .

لنسأل ونقول لمن تعمل هذه الأحزاب الأسلامية ، ومن هم الداعمين لها سياسياً ومادياً ولوجستياً ؟

تبدو كل الأحزاب الأسلامية بأنها تعمل من أجل مقاومة الغزو الأمريكي والغربي على منطقة الشرق الأوسط ، فتبدا أولاً على شكل ميليشيات أرهابية كداعش والنصرة لكنها لم تصطدم يوماً بالجيش الأمريكي ، بل زادت أعمالها لتدمير العراق بعد خروج الجيش الأمريكي من العراق لكي تحتل ثلث العراق وأجزاء كبيرة من سوريا بدعم من جبهة النصرة السورية التي تحولت الى شبه دولة بمباركة السعودية والقطر وتركيا . وهكذا بالنسبة الى أخوان المسلمين المدعومين من تلك الدول أستطاعوا الوصول الى كرسي الحكم بقيادة الرئيس مرسي الذي أستلم دعماً من أميركا قدره 8 مليار دولار لتدمير مصر ، والآن الرئيس المنتخب ترامب يسأل عن مصير تلك المبالغ . لولا حكمة وقدرة وشجاعة الجيش المصري بقيادة الرئيس سيسي الذي قاد أنقلاباً سريعاً أجهض فيه كل خطط أميركا وحلفائها لكانت مصر اليوم ممزقة كالعراق وسوريا وليبيا واليمن التي دمرتها السعودية .

هذه المنظمات الأرهابية المتوحشة قد لا تكون من صنع الغرب ، بل نشأت بسبب تمويلها وتغذيتها بأيديولوجية الكراهية النابعة من كتب الدين الأسلامي ومن حكومات الدول الأسلامية المعروفة التي تدعم هذه الحركات وتلك الآيديولوجية المتطرفة التي تدرس في مدراس ومعاهد وكليات أسلامية كما تذيع على منابر الجوامع والفضائيات والصحف اليومية من أجل زرع الحقد والكراهية وحب الأنتقام والتحريض الى الجهاد المقدس لقتل الأبرياء وتدمير بلدان بأموال البترول التي كانت دائماً السبب الرئيسي في دعم التطرف وزرع الحقد والعدوانية في العالم العربي . فالشرق الأوسط يدمر نفسه بنفسه بعيداً عن أميركا وأوربا واسرائيل . نعم هم المستفيدين من هذا الوضع المشين وذلك لأجل حصر العنف والحقد والأنتقام الأسلامي في الدول الأسلامية نفسها بعيداً عن أراضي الغرب وهذا من حقهم ، لكن كان عليهم أن يحافظوا على الأقليات المضطهدة وخاصةً المسيحية المسالمة والتي لا تعادي الغرب ولا الأسلام ، بل تعيش في وسط الأضطهاد الأسلامي منذ نشأته الى اليوم . كذلك لأجل مصلحة الغرب الذي يبيع لهذه الدول وخاصة السعودية ودول الخليج الأسلحة الحديثة وتكنولوجيا الخراب لأجل أنعاش أقتصاده . لهذا يسكتون عن جرائم الأخوان وداعش والسلفية وغيرهم مراقبين للمشهد من وراء الستار ، لكي يظلون طرفاً ثانوياً في اللعبة ذاتها وكأنهم أبرياء ، ويستفيدون لما يحدث ، متفرجين الى الخراب والدمار والحروب ويعملون على أطالتها دون أن تستهلك أسرائيل وأميركا وأوربا دولاراً واحداً لأن مجانين السعودية والقطر يقومون بالواجب ويتقنون هذا الدور لأجل عيون أسرائيل والغرب . الغرب لا يمنع أعمال الأرهابيين ما دامت لا تمس دولهم إضافة الى دفع هذه الدول الى صراع مستمر لكي تتدحرج يوماً بعد يوم نحو هاوية الخراب والدمار الكامل وبأيدي أبنائها . فالذين يدعون بالأسلام والحفاظ عليه كالسعودية والأخوان في مصر هم الذين يدمرون الأسلام ويفضحونه لصالح الغرب ، يصرفون المليارات من فوائض بترولهم للأرهاب ولصحوة الخراب التي تسمى بالصحوة الأسلامية والتي لا تنتقم من أميركا بل من بلدان أسلامية وشعوبها وخاصة المسيحيين منهم الموجودين في بلدانهم رغم كونهم هم الشريحة الأصلية في المجتمع والبعيدين كل البعد عن السياسة وعن الغرب الملحد الذي لا يكترث أبداً لموضوع أبادتهم من قبل أبناء هاجر ، ولفظة هاجر تطلق على جبل سيناء ، في بلاد العرب وكما يسميه الكتاب المقدس ، وهم يمثلون أورشليم الأرضية ، فأنها مع بنيها في العبودية . أما المسيحيين فهم أبناء سارة العاقرة السيدة ، أي أبناء الحرة . فأنه قد كتب ( أفرحي أيتها العاقر التي لا تلد ، أهتفي بأعلى صوتك أيتها التي لا تتمخض ، لأن أولاد المهجورة أكثر عدداً من أولاد التي لها زوج ! ) المسيحيون هم أولاد الوعد كأسحاق ، ولكن ، كما كان في الماضي المولود بحسب الجسد ( أسماعيل ) يضطهد المولود بحسب الروح ( أسحاق ) ، كذلك أيضاً يحدث الآن ! ( طالع غل4: 21-30 ).

ليرحم الله شهداء الكنيسة البطرسية ولذويهم الصبر والأيمان

 

567
الأخ العزيز فرنسيس خوشو كلو المحترم
الأخ المترجم والأديب المبدع حنا شمعون المحترم
أولاً نشكر الأخ العزيز فرنسيس لمحبته المتواصلة لمانكيش منذ أن كان طفلا صغيرا فيها لكن ذكريات قريته الجميلة ما تزال تدفعه الى تكريمها بكتاباته الشيقة التي تجذب كل أبناء منكيش لقرائتها والتمتع بها . كما أن محبته الصادقة لربوع قريته منكيش تدفعه ذاكرته لكي يقرأ لنا صفحات تلك السنين ويسجلها بدقة وترتيب وكأنه يقص لنا قصة حقيقية حدثت وكان هو أحد الشاهدين لها .
نعم أخي فرنسيس تلك السنين القليلة التي عشناها في منكيش في أيام الطفولة تأثرت في عقولنا الباطنية أكثر من كل السنين التي عشناها خارج منكيش ، صدقني بأن تلك الذكريات المخزونة ماتزال تفرض نفسها علينا فنرى في أحلامنا ونحن في بلدان الغربة وكأننا في أزقة منكيش وبساتينها أو على جبلها وتلالها والسبب يعود الى تأثير تلك السنين على ذاكرتنا .
أجل قصة بناء كنيسة منكيش على أنقاض الكنيسة القديمة التي ما تزال قسم من أجزائها ظاهرة في الجدار الجنوبي القريب من الناقوس لأنها لم تهدم لصلابتها فدخلت ضمن البناء الجديد . وهكذا ولد من البناء القديم صرح جديد وجميل في وسط البلدة يتباهى به أبنائها المؤمنين الذين قدموا لله بيتاً جديداً ولشفيعهم القديس مار كوركيس تكريماً يليق به.
فكرتك أخ فرنسيس حول حفظ كل قديم في الكنيسة كالناقوس القديم فكرة جيدة لتكوين متحف يحتوي كل قديم منذ تأسيس الكنيسة أبتداءً من الهدايا التي جلبها الأب الراهب بولس جنتو من روما وجاء بها الى العراق لجلبها الى الكنيسة وحضوره حفل أفتتاحها والتي كانت ( ثلاث لوحات زيتية " الأولى لوحة الوردية في الوسط ولوحة مار كوركيس في هيكل اليمين . ولوحة أبينا أبراهيم في اليسار والتي رسمت أخرى بديلها بسبب أختفاء ألوانها وسقوطها وذلك لردائة تحضير اللوحة وكذلك لردائة الألوان المستخدمة من قبل الفنان فلم تقاوم كاللوحات الأخرى مما يدل أن رسام تلك اللوحة لم يكن رسام اللوحتين الأخرى . طلبت من مثلث الرحمة مار حنا قلو بالأحتفاظ باللوحة القديمة فلا أعلم عن مصيرها لكي تدخل مع القطع القديمة التي يجب وضعها في مكان يليق بها ولكي تشاهدها الأجيال . أعتقد بأن الكنيسة فقدت أشياء كثيرة عندما نزح أبناء منكيش الى دهوك لعدة أيام عندما أراد السلطة هدم منكيش فدخل الى الكنيسة أثناء غياب أبنائها غرباء فعبثوا بمحتوياتها . يال بأن شمشا ددهوا قد أختفت في تلك الأيام .
أما عن المواد الأخرى التي جلبها الأب جنتو فكانت شمشا ددهوا وسانونجي ( صنوج ) وبدلات للكهنة وغيرها وشمعدانات .
من المواد القديمة التي يجب حفظها المخطوطات الكبيرة التي كانت تضع على حوامل خشبية كبيرة في صلاة الرمش وكتب أخرى ككتب ( الحضرا ) والأناجيل القديمة وسجل ميلاد أبناء القرية والصليب الخشبي الأسود الذي كان يحمل في مسيرات درب الصليب وفي ( أروتا دحشا ) ومواد أخرى غيرها .
أكرر شكري  لك يا أخي فرنسيس لما تقدم كل فترة من لوحة جميلة على شكل قصة أو موضوع لأبناء منكيش . ومحبتي وتقديري للأخ المحبوب حنا شمعون الذي ساهم في نقل الموضوع الى العربية بهذا الشكل الجميل . والرب يبارككم
وردا أسحاق عيسى

568
المنبر الحر / رد: الرفيق المغوار
« في: 17:30 19/03/2016  »
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
نعم كل هذه الأوصاف تليق بالمرحوم الصديق يونن هوزايا الذي كان محباً ومحبوباً وجدياً في عمله . عرفني عليه أبن عمي نوئيل يوسف دنو الذي كان يدرس معه في جامعة الموصل _ كلية الهندسة - قسم الميكانيك . فرح المرحوم بلقائنا فقال لي أنا أيضاً أسكن بغداد وأضاف إذا سنلتقي كل نهاية الأسبوع في الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية التي كان يرئسها المرحوم هرمز شيشا ، وفعلاً حصل ذلك . في الأنتخابات الأخيرة للجمعية صار المرحوم يونن رئيسا للجمعية . عملت معه ومع أخوة كثيرن في تلك الجمعية لسنين طويلة . كما كنت أدعوه للحضور في كل سفرة أنظمها لطلاب كليتنا المسيحيين مع طلبة كليات ومعاهد أخرى ، فكان يأتي ومعه ميكرفون ومسجل الجمعية  ، وكان يساعدني في تنظيم تلك السفرات . آخر لقائي به كان في عام 1999 عندما غادرت العراق فذهبت الى عنكاوة والتقيت به في داره ففرح كثيرا لكنه تأسف جداً بسبب أخباري له بأنني جئت لتوديعه . ليرحمه الله في ملكوته السماوي .
أخوك
وردا أسحاق

569
الأخ العزيز د. عبدالله رابي المحترم

بعد التحية

نعم الأحترام للقوانين الصادرة من المرجعية ( البطريركية أو الأسقفية ) قد قل في العقدين الأخيرين جداً فكان في عهد مثلث الرحمة مار عمانوئيل دلي لكل أسقف أستقلاليته الكاملة ورأيه في كل ما يصدر في رقعة أبرشيته فكان رأيه فوق كل ما يصدر من البطريركية . فتلك الأستقلاليات الغير المعلنة كان يوحي للجميع بعدم الطاعة لقوانين المرجعيية ولشخص البطريرك  . أستطاع البطريرك مار لويس ساكو أن يجمع كل الأبرشيات عدا أبرشية مار بطرس ويحاول الآن بعد السنودس الأخير أعادتها ونطلب من الروح القدس أن يعمل في هذه المحاولة من أجل نجاحها .أما عن عدم أحترام مار ربان لما صدر من البطريركية بعد أن أتفق عليه الأكثرية بخصوص الرابطة الكلدانية فالذين يعرفون المطران ربان  وأتجاهه وخاصة  الذين يعيشون في أبرشيته لا يستغربون من هذا الموقف لكن رغم ذلك كان عليه أن يحترم القانون الصادر من السينودس وعلى الأقل فسح المجال للذين يعملون من أجل هذه الرابطة للعمل وبدون أن يعرف الجميع الى من يعمل ولصالح أي جهة . المطران ربان لاسف لم يرضى منه الكثير من أبناء رعيته ومنهم من أهلنا في مانكيش حيث تقلص عدد المؤمنين في الكنيسة بسببه وهذا ما ألتمسته وسمعته من الكثرين عند زيارتي لمنكيش السنة الماضية . وهكذا بالنسبة الى مؤمني مدينة دهوك . أما أبناء مدينة زاخو وقراها فيعلنون رأيهم به بأعادة كرسي الأسقفية في زاخو وتنصيب أسقف لهم بأقرب وقت ممكن لكي يدافع عنهم ويكون قريباً منهم . أنا برأيي البطريرك خطأ بتوحيد الأبرشيتين بواحدة في عهد المطران ربان فكان على البطريركية دراسة شخصية هذا المطران من كل الجوانب قبل أتخاذ القرار .

شكرا لك لأثارتك مثل هذه المواضيع المهمة لكي يصل الجميع الى حقيقتها ، مع المحبة والتقدير

أخوكم

وردا أسحاق

570
الأخ الشماس مسعود النوفلي المحترم
عبرت في تحليلك ومقارنتك بين آراء الجانب الفاتيكاني والبطريركي من جهة  وبين الجانب الآخر . قبل أن أبدي برأيي أنا أكتب رأي الرب يسوع الذي قال لكل مؤمن ( لا تخاف من الذي يقتل الجسد ....الخ ) فعلينا أن لا نخاف من سيوف الذئاب الذي أرسلنا الرب بينهم كخراف . إذن المنفذ الأول والقدوة في التحدي والصمود يجب أن يكون الكاهن والراهب . والأب نوئيل هو كاهن وراهب فعليه أن ينفذ الرسالة ولا يزعزع أيمانه بسبب من يدعم موقفه من العلمانيين مثل مارك عربو والذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية أولا وأن ينفذ الراهب وغيره من الهاربين من البلد بسبب الخوف أو لأجل الرفاهية والسلام والعيش الرغيد في أميركا . الكاهن هو المرسل الذي لا يسأل الى أين . ومن يخالف لا يصلح لأن يكون كاهنا أو راهباً . البطريكية لم تقصر معهم بل طال أنتظارها وصبرها وهدفها هو ليس لمعاقبتهم أو فصلهم بل هو أنقاذهم من الجريمة التي أرتكبوها ، نطلب من الرب أن يعودوا الى طريق الصواب والى الطاعة من أجل خدمة كنيستهم المضطهدة ومن أجل خلاصهم . والرب يباركك
أخوك
وردا أسحاق

571
الذكرى المئوية لأبادة المسيحية في تركيا وبمباركة المانيا
 
مائة سنة مضت على تنفيذ أكبر المذابح العنصرية والعرقية في التاريخ الحديث والتي حصدت ما بين مليون الى مليون ونصف أرمني ، ونصف مليون سرياني وكلداني وآشوري مع طرد أكثر من مئة ألف يوناني والسيطرة على أملاكهم .
لنبدأ بالشعب الأرمني الذي كان شعباً حضارياً ومبدعاً ومنتجاً يتقن كل الحرف الصناعية والشعبية فكان مصدراً منتجاً للدولة العثمانية . أما الترك فمنذ أعتناقهم الأسلام لم يكونوا يوماً أصحاب حضارة وبناء وتطور وسلام بل أصحاب سيوف وخيول مارسوا فنون القتال فخاضوا حروب ومعارك كثيرة مع شعوب أرقى منهم تطوراً لأجل السيطرة على ممتلكاتهم  وبلدانهم وكما فعلت الفتوحات الأسلامية منذ بداية الأسلام ، وخاصةً بعد أن حكم النظام العثماني آسيا الصغرى وأحتل الوطن العربي لمدة خمسة قرون فحول تلك البلدان المستعمرة الى صحراء قاحلة وجعل من أهلها عبيداً للحكم العثماني .  بعدها تدفقت جحافل العثمانيين في داخل أوربا فدمرت شعوب البلقان واحتلت جزء كبير من دولة المجر . كان الأستعمار العثماني على تلك الشعوب أكثر عنفاً وقساوة ، فكان أستعماراً عنصرياً وحاقداً وعقيماً من كل الخدمات الضرورية كشق الطرق وبناء الجسور والمدارس ومراكز صحية أو غيرها من المشاريع الخدمية للشعوب المحتلة . ورغم ذلك لم نسمع يوماً من تلك الشعوب المسلمة وخاصةً في الوطن العربي أن تقول عن العثمانيين ( الأستعمار العثماني ) لمجرد كونه مسلماً ، وبهذه الحجة أحتلوا بلدانهم كل تلك الفترة وقد عانوا من ذلك الأستعمار العنف والنهب والأستغلال حيث كانوا العثمانيون مجردين من الرحمة والأنسانية  .
   بعد هذه المقدمة ندخل الى مرحلة نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين حيث أضاف العثمانيون على سجل تاريخهم الأسود أبشع المجازر بالشعوب المسيحية في داخل تركيا بسبب تأييد الأرمن لروسيا وكان من الطبيعي أن يتجه الأرمن صوب روسيا ضد الأتراك فأصبحت روسيا بالنسبة الى الأرمن الحامي التقليدي لهم . كما شجعتهم التصريحات الصادرة عن قيادة كنيستهم . ففي آب 1914 ، صرح البطريرك الأرمني في أشميادزين بأن القيصر الروسي هو حامي الأرمن جميعاً ، وجعل من الواجب تقديم العون للجيش الروسي ، كذلك صدر تصريح رسمي من الروس يناشد الأرمن ضد الأتراك . وبعد أن أصبح موقف الأرمن واضحاً للحكومة التركية أمر الوالي العثماني عبدالحميد الثاني بتنفيذ مجازر لقتل وأبادة مئات الآلاف من المسيحين المنتمين الى قوميات متعددة . المجازر قد بدأت قبل ذلك التاريخ أي بين عام 1894 – 1896 م تحقق ضمن تخطيط منهجي ومركزي صادر من إدارة الحكومة العثمانية وقيادتها لأبادة كل أرمني وسرياني وكلداني وآشوري في الأمبراطورية . أستمرت المجازر في الحرب العالمية الأولى حيث أمرت السلطات العثمانية في يوم 24 – نيسان -1915 بالقاء القبض على المئات من المثقفين والمفكرين والمسؤولين الأرمن وأعدامهم في ساحات أسطنبول . بدأ الفرمان الكبير ليشمل كل المسيحيين بمختلف أطيافهم . فهناك مقولة شهيرة لوزير الداخلية العثماني طلعت باشا قال فيها ( سوف يتم أفناء وإبادة جميع الأرمن القاطنين في تركيا وحتى النساء والأطفال والعاجزين منهم ، لا يهم الوسائل المستخدمة للأبادة ولا يجوز أن يتحرك مشاعر الشفقة تجاههم ) . كان القتل متعمد ومنهجي يطبق وفق أوامر صادرة من القيادات العليا ، لهذا اعتبرت هذه المجازر من جرائم الأبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث نظراً الى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من أجل إبادة كل مسيحي واقتراف أبشع الفضائح بحق مئات الآلاف . قُتِل الرجال بالضرب مع الأعتداء على النساء والفتيات ، فتم القضاء على 75 %  من أبناء هذه الشعوب لمجرد كونهم مسيحيين . أما البقية الباقية من الأطفال والنساء والشيوخ فاطلقوا في الصحراء الجنوبية المؤدية الى شمال سوريا في ظروف قاسية ، ومن الأراضي السورية انطلقوا صوب العراق ولبنان وفلسطين ومصر . مات الكثيرين بسبب العطش والجوع . أما الذين وصلوا الى البلدان العربية فوجدوا فيها الأمان والأحترام والملاذ الآمن . عكس ما كانوا يظنون العثمانيون بأنهم سيقتلون من قبل العرب ليكملوا ما بدأوه هم . الترحيل بدأ في ربيع عام 1915 .
يتفق المؤرخون بأن قتلى الأرمن تجاوز المليون وأيدت هذا العدد جريردة نيويورك تايمز الصادرة في 15 كانون الأول 1915 . والأرمن يقولون بأن عدد قتلاهم قد تجاوز المليون والنصف .
كتب السفير الأمريكي في تركيا ( هنري مورغنطاو ) في مذكراته بأنه شهد لمآسي وفجائع من نكبات ومذابح من خلال تقارير ووثائق رسمية حصل عليها بأن الحكام العثمانيين وضمن تخطيطهم وبأيعاز منهم أمروا بارتكاب مجازر كثيرة بحق هذه الشعوب بعيدين كل البعد من مرأى ومسامع العالم . فالصحافة العالمية لم يكن يتاح لها أن تعرف شيئاً عما يجري في أرجاء الأمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف . كما أن أهتمام الصحافة الأكبر كان في تغطية وقائع الحرب الطاحنة بين ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية من جهة ، والعالم من جهة أخرى . لهذا لم يكن بوسع بريطانيا وروسيا وفرنسا التأثير على تركيا العدوة في تلك الفترة . أما أميركا فلم يكن لها في تلك الحرب ثقلاً سياسياً يؤهلها للضغط على حكومة الأتراك . لهذا يعترف السفير الأمريكي هنري مورغنطاو ويبيّن مدى مسؤولية المانيا فقط في هذا الصدد لأنها كانت الدولة الوحيدة القادرة على ردع حليفتها تركيا على سلسلة مظالمها الرهيبة . لا وبل أعطت ألمانيا الضوء الأخضر لها لكي تشجعها على جريمتها فأطلقت يدها تجاه الأرمن . وقد كشف السفير عن مواقف حاقدة للسفير الألماني في الأستانة ( فانكنهايم ) الذي كان يعكس عن سياسة بلاده بلؤمٍ وخبث . وقد مدح مرة وبدون مبالات ، فقال ( من حق الأتراك أن يفعلوا بالأرمن ما يرونه ضرورياً لحماية مؤخرتهم وهم في حالة حرب ) وحين تمت المجازر وبدأت مرحلة التهجير من أجل التغيير الديموغرافي المتقصد والأضطهاد والأبادة الواضحة كان موقف السفير الألماني السكوت المخجل عنها ، لا وبل قال وبكل وقاحة ( سأساعد الصهاينة ، ولكنني لن أفعل شيئاً من أجل الأرمن أبداً ... ) وهكذا تناول كتاب السفير الأمريكي ( قتل أمة ) أدق المراحل التي مرت بها الأمة الأرمنية في تلك الفترة .
       أما موقف ملك ألمانيا المخزي فكان لا يمثل بعدم التدخل ومنع هذه المجازرفقط ، بل صرح مراراً بأنه يصبو بكل عواطفه أن يكون الدين الأسلامي الذي سماه بالحنيف محترماً ومعززاً في أوربا وأن تكون حرية المسلمين مكرمة من لدنه أينما وجدوا بحيث لا تقوى عليهم زعازع الأنكليز ولا زماجر الفرنسيين . ولكي يؤكد صدق كلامه وحبه للأسلام الذي كان يبيد المسيحية في تركيا وكما أبادها في القرون السابقة في كل بلد حل فيها ، أمر هذا الملك المجرم بتشييد مسجداً حاكى أجمل مساجد الشرق في الوقت الذي كانت دماء المسيحيين تهراق في تركيا  ، كما شيد مع المسجد منارة شاهقة . نعم في 13 تموز 1915 أي بعد الأبادة ويوم سيق الباقين الى خارج تركيا . وقد شهد هذا الملك المقبور بنفسه أفتتاح هذا المسجد . كما حضر الأفتتاح والأحتفال الشانع السفير التركي في المانيا . هكذا كانت مواقف المانيا المشجعة للحكومة التركية لكي تتمادى وبكل حرية لأصدار فتاوي الشر لأجل أبادة المسيحية على أراضيها . وهكذا شعر المسلمون في الشرق بتقرب المانيا منهم فأعتبروا مسلمو الهند والباكستان وأيران وتركيا الأمبراطورية الألمانية كمحامي للأسلام في العالم . لهذا نرى اليوم ملايين الأتراك في ألمانيا ، فهل هم مخلصون لها أم سيتحولون الى قنابل مدمرة لمستقبل المانيا واستقرارها ؟ لا وبل بهم سيتجلى عدل الله وأنتقامه من دماء المسيحيين التي أريقت في تركيا والتي تصرخ اليه كما صرخ دم هابيل قائلة ، أنت المنتقم لنا ولأخلاصنا لمسيحيتنا ، وبأولئك المسلمون ستأتي ضربة الله على ألمانيا .
  إذا أردنا البحث ودراسة عقلية الأتراك وحقدهم تجاه العالم المسيحي فعلينا أن نفهم أولاً الحقيقة الأساسية في عقليتهم الحاقدة المليئة بالأحتقار المطلق لجميع العروق البشرية عامةً وللمسيحية  خاصةً . فالغرور المشوب بالخِبِل هو العنصر الذي يبين بشكل شبه كامل نفسية هذا الجنس الغريب . فبالنسبة الى المسيحية فللأتراك كلمة شائعة في وسط قومها يستعملوها ضد المسيحيين وهي كلمة ( كلب ) . وفي ظنهم ان هذا التعبير غير مبالغ فيه ، أنه ينظر الى جيرانه الأوربيين على أنهم أقل قيمة من حيواناتهم . ( يا ولدي ) قالها أحد الأتراك لأبنه ، وأضاف قائلاً ( هل ترى ذلك القطيع من الخنازير ؟ بعضهم أبيض وبعضهم أسود . بعضهم صغير وبعضهم كبير . أنهم يختلفون عن بعضهم البعض في بعض الأمور ولكن كلهم خنازير ) . هذا هو الوضع أيضاً مع المسيحيين . لا تنخدع يا أبني ان هؤلاء المسيحيون تكمن فيهم حقيقة واحدة وهي أنهم خنازير . نعم أن الحافز الديني مَثَلَ التعصب عند الغوغاء الأتراك والأكراد المدفوعين من الأتراك لذبح المسيحيين بحجة ( خدمة الله ) علماً بأن المخططين للجريمة هم من قادة الأتراك الذين كانوا عملياً ملحدين عن الأسلام . فكانوا لا يحترمون حتى مبادئه ، لكن الباعث الوحيد عندهم كان لتمرير سياسة الدولة المجرمة على هؤلاء البسطاء .
أما عن حجة الأتراك في أبادة الأرمن من قبل السلطات العثمانية فيعود الى أن أرمينيا كانت خاضعة للحكم العثماني . وكانت تنادي وتطالب بالحقوق والحرية والأستقلال أعواماً كثيرة ، كما تطالب اليوم الأمة الكردية في جنوب تركيا للحصول على حقوقها كما فعلوا أكراد العراق . هكذا بدأ الشعب الأرمني بالميل الى الجانب الروسي المعادي للدولة العثمانية  لأجل الوقوف معهم لنيل تلك الحقوق ، فأعلنوا حرباً ضد الأتراك ومثّلت بالشعب التركي وقاومت بشدة كل من يقف في سبيلها . فهذا التعصب القومي هو الذي دفعهم الى أتخاذ موقف العداء مع الحكومة وقد أدت تلك المواقف أحياناً الى مجازر رهيبة كتلك التي حدثت في عام 1895 وعام 1909 وبسبب تلك المواقف أصبحوا الأرمن ضحايا مذابح متكررة خلال العقود الثلاثة التي سبقت الحرب الكونية الأولى فصاروا أعداء للدولة العثمانية  وتمنوا سقوطها أمام الحلفاء وفي مقدمتهم روسيا . ففي 20 نيسان 1915 سيطر 2500 أرمني مسلح على بلدة وان وأسسوا فيها حكومة أرمنية مؤقتة وهاجمت قواتهم الجيوش التركية  في الخطوط الخلفية من الجيش التركي لغرض خلق الرعب والهلع مع قتل كل جندي تركي فقتلوا ما يقارب 40 ألف تركي فقط كما أعترف الكاتب والباحث التركي الدكتور أحمد أمين ، وما هذا العدد أمام ضحايا الأرمن التي فاقت المليون ونيف .فبسبب هذه التجاوزات قررت الحكومة العثمانية التخلص من الأرمن والقضاء عليهم قضاءً مبرماً من أجل أستئصالهم من الدولة العثمانية  فكان رد الحكومة التركية سريعاً ومجرداً من الرحمة . ففي 11 حزيران 1915 أصدرت الحكومة التركية بلاغاً رسمياً ضد الأرمن لملاحقتهم والبحث عنهم لأجل أبادتهم أو ترحيلهم فبدأت عمليات أجتثاث الأرمن . لكن الحقد التركي ضد المسيحية لم يكتفي بمحاربة الأرمن والسيطرة على مدنهم وقراهم وأملاكهم ، بل شمل جميع الفئات المسيحية الأخرى كالسريان والكلدان والآشوريين حيث أفسحت الحكومة الظالمة المجال واسعاً أمام أطماع الناس وجشعهم وحقدهم للمسيحية  ، فتأثر حوالي مليوني مسيحي بأعمال الأتراك الوحشية فظهرت عصابات همجية في كل أنحاء تركيا ، كما أستغلت العشائر الكردية التي حرضتها الحكومة التركية ضد المسيحيين فكانت لهم فرصة ثمينة للنيل من المسيحيين السريان في مناطقهم فبدأوا بالتعدي والتنكيل والأبادة والسلب والتدمير لجميع القرى المسيحية  على مختلف مذاهبهم وأعراقهم فقضت مجازرهم الرهيبة على معظم سكانها في ظروف مأساوية يندى جبين البشرية لها خجلاً . كانت الحكومة التركية واقفة مع تلك المآسي موقف المشجع في كل أنحاء تركيا . أجل لم يكن الشعب الأرمني الوحيد في ضمن قائمة الأبادة التركية بل طال السريان والكلدان والآشوريين واليونان . فاليونان في الحقيقة كانوا أول الضحايا حيث تم تهجيرهم  في الأشهر التي سبقت الحرب . فهُجِرَ مائة الف شخص من بيوتهم على ساحل البحر المتوسط وارسلوا الى الجزر اليونانية  وفي مدة 3-4 أشهر فقط . لكن كان هذا التهجير سلمياً في أكثر الأحيان . أي لم يتعرضوا الى أبادة جماعية . فعبر عنهم قائد الشرطة القسطنطينية ( بدري بيك ) أن الأتراك طردوهم بنجاح . فبطرد اليونانيين من تركيا يعني بأن الحقد العثماني كان يشمل كل المسيحيين لكونهم مسيحيين فقط أي تلك المواقف لم يكن دافعها بسبب مواقف الأرمن ضد تركيا بل كان السبب ديني وعرقي ومنذ تأسيس الدولة العثمانية فكان له التأثير الأكبر على مواقف الأتراك ضد المسيحيين .
أما عن جرائم الأتراك بحق السريان والكلدان والآشورين فحُكامهم كانوا يأمرون عساكرهم لكي يطوفون الأسواق لكي يضربون ويقتلون كل نصراني . ومنذ عام 1815 نصب يونس الأربلي حاكماً على ماردين فحدثت في أيامه مشاغب وفتن بين السركجية والداشية والعمريان أذ كانوا يطوفون الأسواق يضربون ويقتلون النصارى . ولما تولى الحكم أحمد أغا السلحدار ، ألقى القبض على بطريرك السريان اليعاقبة 1817 وزجه في السجن فحامى عنه الخواجا الياس شادي إذ أتخذته الحمية المسيحية وكان ذا نفوذ فأقتداه بثلاثة وثلاثين كيساً من اليرة العثمانية ، إضافة سبعة أكياس فاضطركل المسيحيين السريان والكاثوليك ببيع أوقاف مسيحية كثيرة فأنقذوا البطريرك . في عام 1884 أتخذ السريان الكاثوليك على الأرمن الكاثوليك في مسألة الدين فصوب الأتراك نحوهم سهام الغضب فنكلوهم أشد التنكيل وفتكوا بوجهائهم في مناطق الماردين . كما كان للبروتستانت طائفة في جنوب البلاد بدأت منذ عام 1859 والتي بدأها المرسل وليمس القس البروتستانتي الأمريكي . وفي عام 1904 بنوا لهم غرب ماردين مسكناً يتضمن مدرسة ومستشفى . أما الكنيسة الكلدانية فبدأت منذ أنفصالها من النسطورية عام 1552 فعرفت الكثلكة في ماردين بمساعي البطريرك يوحنا شمعون الثامن وهكذا كانت المسيحية منتشرة بكل طوائفها في الدولى العثمانية .
في عام 1915 قام أعداء المسيحية على قدم وساق فأثار المشاغب والفتن فألقوا المسيحين في السجن ومثلوا بهم وقتلوهم وخاصةً الوجهاء وتوسلت النكبات الفظيعة لتشمل نصارى دياربكر وأورفا وخربوط وسيواس وساسون وما جاورها من القرى . شمّرَ وجهاء المسلمين بديار بكر وكتبوا الى كل قادة الأكراد والعشائر وأمروهم بقتل النصارى ونهبهم بعد تسليحهم بالأسلحة الكافية وصرحوا لهم أن يوافوا عند الظهيرة الى جامع ولي جامي ويطلقون البنادق وينادوا ( محمد صلوات ) فيخرجون من الجامع ويهاجمون الكنائس ودور النصارى واسواقهم ويقتلوا ويسبوا بدون رحمة . لبى الأكراد الطلب وأنضموا الى المؤامرة فقتلوا نصارى دياربكر وحرقوا ما بقي من البضائع في السوق فتحولت المدينة الى أتون عظيم لا ترى سوى الدخان الصاعد الى الجو . أرسل من ديار بكر مع عشرون ضابطاً رسائل الى ماردين يقولون فيها ( لو كنتم حقاً مسلمين لأفتعلتم بماردين ما أفتعلناه بديار بكر) فبدأ المسلحون بالشر طبقاً لمشورتهم فجرى في تلك الولايات من الفظائع فاق ما جرى في ديار بكر . نذكر أسماء أبرز المجازر التي قامت بها حشود الأتراك والأكراد ضد السريان والكلدان والآشوريين في تركيا. 1- دياربكر 2- ماردين 3- ديركة 4- ويران شهر 5- رأس العين 6- دير الزور 7- سعرت ( قتل فيها مطرانها الشهير مار أدي شير بأبشع الطرق وبعد مماته قام أحد الجنود بقطع أصبعه لأنتزاع خاتم الأسقفية . كان ذلك في آب 1915 .) لم يبقى من أبرشية سعرد قريةً واحدة . 8- جزيرة أبن عمر وخاصةً نافروي القريبة من زاخو . ( ففي ليلة 28 آب 1915 القي القبض على المطران مار يعقوب أبراهام أسقف الجزيرة فبدأوا بضربه وتعذيبه ثم أطلقوا عليه ثلاث أطلاقات ثم حملوه الى خارج البلدة ( الجزيرة ) وعروه وتركوا جثته المباركة على ضفاف دجلة ) . 9- كوبوران 10- دير العمر ودير الصليب . 11- مذيات وصلح 12- كنو جوزة وباتة 13- فلث ومعن كيفا 14- الصور 15- نصيبين ودارا 16- قلعة المرأة 17- معصرتا وبافاوادبنابيل 18- البنابلية 19- المنصورية 20- القصدر 21- تل الأرمن 22- فيشخابور ، قتل الكثير من أهلها في قرية خاتك السورية بعد أن عبروا دجلة لكي يحتموا هناك معتمدين على أقوال مختارها المجرم نايف مصطو . أما الباقين فهربوا الى سنجار . 23- أبرو 24- باز 25- جيلو 26- هاكاري 27- طاقيان  وغيرها من القرى في تلك المناطق الحدودية مع العراق . أما المدن والقرى الأرمنية فكثيرة تغطي كل خارطة تركيا ، ومواقعها مبينة في الخارطة أعلاه .
في الختام نقول : نعم كان هناك قوى أجنبية مثل روسيا وبريطانيا دفعت الأرمن والآشوريين بالقيام بثروات معادية ضد الحكومة التركية ، فألقت الفساد والحقد والتحريض في قلوبهم للعمل ضد حكومة بلدهم لأضعافها وذلك طمعاً بأحتلال وأستعمار تركيا . فتلك التحريضات هيجت الأرمن في داخل العاصمة فهاجموا الباب العالي ظانين أنهم سيفوزون وينتصرون . لكن ذلك لم يكن لمصلحتهم ، بل كان يصب في مصلحة الأنكليز أولاً الذين خططوا لأبتلاع البلاد دون غيرهم . وهكذا خرج الأرمن من مبادىء مسيحيتهم القائلة ( على كل نفس أن تخضع للسلطات الحاكمة ، فلا سلطة إلا من عند الله ، والسلطات القائمة مرتبة من قبل الله . حتى من يقاوم السلطة ، يقاوم ترتيب الله ، والمقاومون سيجلبون العقاب على أنفسهم ) " رو 13: 1-2"  . كذلك فعل الأنكليز مع الأشوريين ووعدوهم بالمستقبل الزاهر فدفع الآشوريين الثمن . هكذا كانوا المسيحيين في تركيا ضحايا وعود روسيا والأنكليز الكاذبة فدفعوهم الى نار الحقد التركي المبيت ضد المسيحية فتلك المواقف والحجج بررت الحكومة التركية لكي لا تفرق في أبادة الأرمني والسرياني والكلداني والآشوري واليوناني . بين الكاثوليكي والأرثوذكسي والنسطوري والبروتستانتي . نعم لولا تحريض الأنكليز وروسيا لتحريك المسيحيين في تركيا لكانت المسيحية باقية لحد اليوم .
كما تفضلنا بأن الحقد التركي ضد المسيحية كان واضحاً منذ نشأت الدولة العثمانية ، فهذا الحقد أستمر لعمل تلك المجازر قبل مئة عام وسيبقى الى الأبد لأنه متخمر في العقلية التركية . فاليوم أيضاً تركيا تتمم جرائمها لأبادة المسيحية فهي الطرف المشارك مع أعداء المسيحية اليوم والمتمثل بدول الخليج الممولة للأرهاب و بأشراف أسرائيل فموقف تركيا مع هذا الحلف واضح جداً . تركيا اليوم أصبحت البوابة الوحيدة التي من خلالها تمر كل جنود الدواعش الى سوريا والعراق . لا وبل حتى العجلات العسكرية المستوردة تعبر عن طريق تركيا  والسلاح وكل الأحتياجات الأخرى وفي مستشفياتها يتم معالجة جرحى الأرهابيين . وما تزال تركيا تلاحق الأرمن والمسيحين من مختلف الطوائف في سوريا والعراق ، وستبقى مواقف تركيا معادية وواضحة ضد المسيحية وتتحدى العالم كله بعدم أعترافها بكل تلك الجرائم وأميركا تساندها وتتغاضى عنها لأجل مصالحها . فهل سيأتي اليوم الذي ستشهر به أميركا والمعسكر الغربي ورقة الأرمن بوجه تركيا في المنظمة الدولية لكي تعترف بجريمتها وتدفع الثمن ؟
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا
المصادر
1-    قتل أمة    هنري مورغنطاو / السفير الأمريكي في تركيا 1913- 1916
2-    لمحة تاريخية عن مذبحة جزيرة ابن عمر    شفيق عبدالأحد الجزراوي
3-    القصارى في نكبات النصارى   الأب أسحق أرملة
4-    فيشخابور   الأب ألبير أبونا




572
الأخ الموقر سالم مروكي
أهلاً بك أولاً .
أسمي ليس اسحاق وردة . بل وردا أسحاق ، وهذا الخطأ ظهر في أعلان الصفحة الأولى للموقع ( للتصحيح فقط )
أما عن رأيك بأن محاضرتي لم تفي بالغرض فاقول المحاضرة ليست هذه الأسطر المدونة بل المحاضرة طالت لمدة ساعة، تطرقت من خلالها الى طلبك حول نشوء دين جديد من النصرانية وكذلك عن نهاية النصرانية . أما قولك يا أخي العزيز ( زهو الأسلام لكي ينافسو المسيحية خوفاً على تجارتهم ولكي بأن المسيح لم يصلب...الخ )  وما هوعلاقة كتابات البير أبونا بهذا الموضوع؟ الكلام غير واضح ولم أفهم قصدك لكي أرد عليك . مع فائق تقديري

573
الأخ أسطيفان المحترم
أولاً أشكر مداخلتك وتقييمك وآرائك . عن المصادر هي الكتاب المقدس والقرآن والسيّر النبوية وتاريخ الكنيسة . نعم كلامك صحيح وحتى وأن كنا غير مقصودين بأننا نصارى فلم نستثنى من فتوحاتهم كما فتحوا الأندلس وغزو شرق أوربا لا وبل منذ البدء بلداننا الشرق أوسطية وأولهم بلاد ما بين النهرين وما يقوم به داعش اليوم هو مثال حي لأعمال الفتوحات الأولى . عجبني كلامك في الأخير وهو أن نركز لا وبل نعتمد على أيماننا بعقيدتنا المسيحية ومحبتنا وتكاتفنا من أجل كنيسة المسيح الواحدة الموحدة . الغنائم لا تغنيهم ولا تشبعهم يوماً لكن تعودوا منذ البداية أن يكون مصدر عيشهم الأهم الغزوات والغنائم . نطلب من الرب أن يحررهم من هذه الأفكار وينور بصيرتهم من أجل الخلاص الذي نطلبه للجميع . تقبل محبتي والرب يباركك

574
الأخ العزيز آشور الرافدين المحترم
أهلاً بك وما كتبته عن النصارى صحيح أنها بدعة لا تعترف بها المسيحية كانت تعيش في فلسطين بعد المسيح الى أن وصلت المسيحية الى كرسي الحكم القسطنطيني فجائوا الى فلسطين وشرد النصارى الى أرض جزيرة العرب التي كان فيها حرية مطلقة لكل المعتقدات فعاش فيها النصارى والمريميين وهم طائفة أخرى منبوذة وخارجة عن تعليم المسيح والرسل .
أجل أخي العزيز لا تقرأ على صفحات كتاب القرآن أي شىء عن المسيحيين لأنهم كانوا بعيدين عنهم . لهذا فالنصارى لا يعنون نحن المسيحيين بشىء وشكراً لك

575
الأخ العزيز حكيم البغدادي المحترم
أهلاً بك ولو أسمك يخوف بس لا تكون من أقرباء أبو بكر البغدادي (مزاح )
نعم يا أخي المحترم هذه المعلومات مرثقة وليست من عندي أو من تفسيري أنا وكلمة النصارى لا علاقة لنا بها نحن المسيحيين لأن المسيحيون الحقيقيون كانوا بعيدين عن محمد لهذا لم نجد في قرآنه يشير الى أية آية من أنجيل مرقس أو لوقا أو يوحنا ولا من رسائل الرسل وخاصة الرسول العظيم بولس لأن النصارى كانوا يكرهونه جداً . فالذي أستنسخه محمد يعود الى أنجيل متى العبري المنحول فقط
نعم محمد أخذ راحته في تبديل أسماء الأنبياء فعيسى هو الأسم المقلوب لأسم المسيح باليونانية وهكذا غير يوحنا المعمدان الى يحيى ويونان الى يونس وأيليا الى الياس وغيرهم . نعم كان له حرية مطلقة في التغيير لا بالأسماء فقط بل حتى صياغة الآيات الى ما يناسب كتابه الجديد .
أما قولك عن ( أهل الذمة ) فهي أحقر ما يصل اليه الأنسان مع أخيه الأنسان أي يضعه تحت قدميه كالعبيد ويهينه ويستغل طاقاته وينهبه وعليه السكوت مقابل أن يحيا . أبدع هذه الفكرة عمر بن خطاب أثناء دخوله أرض فلسطين فعقد عهد بينه وبين المسيحيين هناك سماها بالعهدة العمرية . أنها مجحفة لا أنسانية واليوم يطبقها خليفة آخر زمن ( نادر البغدادي ) في الموصل ويريد أن يجعل المسيحيين تحت أقدام المجرمين الذين أحتلوا الموصل وهجموا على بيوت المسيحيين بوحشية وطردوهم من بيوتهم بطريقة لا يقبلها حتى المجرد من الأخلاق وهكذا أهين صليب المسيح ونزع من فوق قبب الكنائس ليحولوها الى جوامع كما فعلوا بكنيسة مار أفرام في الموصل والتي هي أكبر الكاتدرائيات في المدينة . شكرا لك أخي العزيز والرب يباركك

576
أخي العزيز أونزوو المحترم
أولاً أرحب بك أجمل ترحيب وأود أن أخدمك وأفيدك في ردي على ما كتبت وأرجو أن تستفاد من آرائي .
 قولك بأن نبي الأسلام محمد كان أمياً فأنا لا أشاطرك الرأي لأن محمد كان مثقفاً ويقرأ ويكتب ويعلم بالكتب السماوية لليهود والنصارى .
كلمة الأمي يا أخي العزيز لها معاني كثيرة فعلينا أن لا نمسك بواحدة فقط ونجهل المعاني الأخرى كما فعلت أنت وأليك المعاني الأخرى
1- أمي : بمعنى لا يقرأ ولا يكتب وهذا هو سبب أيمانك بأن محمد كان لا يقرأ ولا يكتب .
2- كلمة أمي كانت تطلق على كل من كان من أهل مكة لأن مكة كانت تسمى بأم القرى ومحمد كان مكاوياً فمن الحق بأن يقال له أمياً أي من مدينة مكة وضواحيها . أي معنى الأمي هو الأنتماء الى أم القرى مكة .
3- جميع الذين لم يؤمنوا بالأنجيل والتورات والزبور كانوا يسمونهم بالأميين فالقريشيين كانوا يسمونهم بالأميين وهذا لا يعني بأنهم جميعاً  كانوا يجهلون القراءة والكتابة بل كانوا جميعاً لا يؤمنون بالكتب السماوية .لهذا قيل ( وقل اللذين أوتوا الكتاب والأميين ) فالذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى والباقي من الناس هم الأميون . وهؤلاء الأميون عليهم وصايا الرب حيث قال ( ذلك بأنهم ليس علينا في الأميين سبيل ) زكذلك الذين لا يعلمون كتب اليهود والنصارى هم أميون أي يجهلون معلومات الأنجيل والتورات والزبور ( المزامير ) وكما في الآية القرآنية ( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب الا أُماي ) " البقرة 78) .
4- سبق وأن قال أحد أقرباء محمد وأعتقد كان جده بأن أمة العرب يجب أن توَّحَد وأن يكون لها قائداً أي على غرار أمة اليهود التي وحدها الملك داود وكان محمد قد تأثر بهذا الكلام وهو صبياً فعندما كبر وبدأ بتأسيس دينه الجديد أراد أن يكون هو قائد العرب كمثال داود ويوحد عرب الجزيرة ولم يدع فيها يهودياَ أو نصرانياً أبداً وكما وضحت هذا في المقال وهكذا تخمرت الفكرة أولاً ونضجت وبدأ بمرحلة التطبيق ونجح بأبادة اليهود والنصارى في جزيرة العرب ولحد اليوم لم يسمح ليهودي أو نصراني أن يبنوا لهم بيتاً للصلاة رغم وجود أكثر من مليون ونصف عامل مسيحي على أرض الجزيرة ( سعودية حالياً )
5- مصادر الأسلام تشهد علناً وبكل وضوح بأم محمد كان يقرأ ويكتب ومنها هذا الدليل :
عن عائشة : قالت لما ثقل رسول الله ، قال لعبدالرحمن بن أبي بكر ( أئتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر لا يختلف عليه أحد ) ( طالع السيرة النبوية لأبن كثير 1/ 452
للمزيد عن كون محمد يقرأ ويكتب طالع هذا الرابط

http://alwjdan.net/%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%82%D8%B1%D8%A3-%D9%88%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%A7/251/2013/04/03
  لهذا أقول لك يا أخي العزيز أنا أتوخى الدقة في القراءة وليس هدفي الطعن بأحد بل علينا أن نعلن الحقيقة وخاصة لأخوتنا وأحبيتنا المسلمين الذين أغلقوا أفواهنا أكثر من 1400 سنة ولا يسمحونا أبداً بخدمتهم لكي نصل بهم الى الحقيقة وهذا يصب في مصلحتهم هم أكثر منا نحن .
 أما عن قولك عن شركة المايكروسوفت وشركة الوندوز وكيف تطِوِربرامجها عبر الزمن وهكذا الله أتى بالأديان بالتدريج وخاتمهم هو الأسلام . لا بأس بكلامك هذا أذا أستطعت أن تخرج آية واحدة من العهد القديم ( التورات والزبور والنبوات ) ومن الأنجيل ورسائل الرسل الأطهار آية واحدة تقول بأن الله كتب في هذه الأسفار التي عددها 72 سفراً بأن من بعد المسيح يأتي نبياً أسمه محمد أو أحمد علماً بأن محمد شهد لهذه الكتب ولم يقل يوماً بأنها محرفة كما تدعي شيوخ الأسلام هذا اليوم . كل الأنبياء جاءت من أرض فلسطين عدا نبي العرب جاء من صحراء العرب القاحلة . وكذلك أقول لك بأي جديد جاء الأسلام لكي نعتبره خاتم النبؤات ؟ ألم يعد بنا الى عصر العين بالعين والسن بالسن علماً بأن تسلسل الأحدات في الكتاب المقدس متدرجة بوضوح الى أن أوصل المسيح تلك الآية التي ذكرت في الشريعة اليهودية الى ( من ضربك على غدك الأيسر فدر له الأيمن ) أي المسامحة وليس التحدي أو مقاومة الشر بالشر الذي شدد عليه محمد بقوله ( ...بالسن وابادىء أظلم ) يا أخي المحترم القرآن عاد بنا الى عصر حمورابي . أما لو أقول لك ماذا قال المسيح عن الذين يأتون من بعده فسأثير غضبك فعليك أنت أن تبحث جيداً ولا تكتفي بمصادر الأسلام فقط بل أقرأ أيضاً كتب المسيحيين ( لا النصارى ) لكي تصل الى النور والنور سيحررك من الظلام ويكون لك الخلاص .
تقبل محبتي وتقديري
أخوك في الأنسانية
وردا أسحاق

577

kuchenالمحترم
أهلاً بك أولاً . رأيك صائب وقولك في أن هناك علاقة قرابة بين القس ورقة بن نوفل وبين خيدجة ومحمد ، فهذا صحيح لأن القس هو أبن عم خديجة وأبو محمد أيضاً هو أبن عمهم أيضاً أي خديجة هي بمثابة عمة محمد . القس وخديجة وعبدالله أبو محمد يلتقون بجدهم الخامس قصي الكلبي . أما قولك بأن النصارى كانوا يختلطون بين الديانتين اليهودية والمسيحية فهذا صحيح وهذا كان خطئهم بأن يساوأ موسى والمسيح وييدينوا محتوى الديانتين لهذا لم يعتبروا المسيح أله ، وهكذا أحتفظوا بكل معتقاداتهم القديمة التي ذكرتها ولخصتها كنقاك وأنتقلت الى الأسلام
شكراً لمشاركتك ورب المجد يباركك.

578
أهلاً بك أخي د. صباح

نعم هناك حقائق مطمورة يجب أن نسعى لتحريرها من الحواجز التي تفصلها عن القارىء وعن المظللين بتعاليم خاطئة لكي ترى النور وتنور عقول المخدوعين والمتورطين بتعاليم كاذبة . كانت حرية الكلام والكتابة والمناقشة ممنوعة على الجميع ومنذ مجىء الأسلام . الآن بدأنا نتنفس الصعداء لكي نكشف المضموم ونعري الأشياء على حقيقتها . كل أخوتنا المسلمين يؤمنون بأننا نحن المسيحيون نصارى . والمقصود في كلمة النصارى في القرآن هو النصارى فقط ، والحقيقة هي أن محمد عندما كتب قرآنه ونقل الكثير من معلوماته من كتاب النصارى الذين كانوا يعيشون معه في الجزيرة أنه لم يلتقي بالمسيحين الحقيقيين أبداً لعدم وجودهم في محيطه . لهذا لم يذكر أسم المسيحيون في القرآن بل النصارى فقط . وكذلك يتحدث عن الطائفة الأخرى ( المريميون ) دون أن يذكر الأسم لكن أخذ من كتابهم آيات ودونها في قرآنه وتورط بها . ومنها (وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) وهذا ما كان موجود في التثليث المريمي الذي كان ينص ( آب وأم وأبن ) أي الله الآب تزوج مريم وأنجب الأبن . واليوم يتهموننا المسلمون بأن أنجيلنا محرف لعدم قدرتهم في مشاهدة تلك الآيات في أنجيلنا ، والخطأ ليس عندنا بل عندهم هم . والأيام القادمة وبنعمة الله والوسائل الألكترونية الحديثة ستصلهم كل الحقائق . فمن كان له أذان وعيون ليسمع ويرى ويؤمن بالحقيقة فيكون له الخلاص .

شكراً لك أخي الدكتور ولتقييمك والرب يباركك



579
المسيحيون (ن)  والنصارى ( ن )





لنسأل أولاً ونقول ما هي النصرانية ؟ أين كان موطِنها ؟ وما هي المسيحية ؟ اليس من الجهل أن نقول للمسيحي أنك نصراني ؟ طبعاً الفرق كبير بين النصرانية والمسيحية.



وهذا الفرق أضلّ الكثيرين لعدم معرفتهم بأن النصرانية كانت مُحتجزة في مكانٍ واحد وهو الجزيرة العربية , أي في المكّة والمدينة والحجاز فقط . النصرانية هذه أهملها المؤرخين وأهملوا تطوراتها وأحزابها وأرضها بسبب موتها وأنقراضها لأن جليدها انصهر في بوتقة الأسلام الناشئ في الجزيرة العربية آنذاك وحسب الحديث (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا ادع الا مسلماً )
. ولكي لا يدور بحثنا بعيداً عن منشأ النصرانية , ولماذا استقروا في الجزيرة وكيف انقرضوا بعد ظهور الأسلام وبقيت المسيحية التي كان موطنها خارج حدود جزيرة العرب . النصرانية كانت في جزيرة العرب والمسيحية في العالم كله وكانت تابعة الى روما, وأنطاكية وأورشليم والقسطنطينية والأسكندرية . هذه البطريركيات الخمسة كانت مركز ومرجعيات لكل المسيحيين قبل الأنقسام .



هناك حقائق مُبهمة مطمورة في عمق التاريخ ومن حقنا أن نبحث عنها لأظهارها وتشخيص الحقائق لنا وللأجيال , دفَنها البعض فترك الله حرية البحث عن حقائقها للأنسان لاحقاً لأظهارها مهما كانت محجوبة أو مغشوشة . في هذا الزمان ظهرت الحرية والتكنولوجيا والأتصالات السريعة المباشرة مع كل العالم , فبأستطاعة الباحث الحصول على المعلومات التي يريدها وهو جالس في مكتب داره خلف شاشات التلفاز والكومبيوتر أو بواسطة الهاتف وبدون خوف أو تهديد عكس ما كان في السابق حيث كانت الأفواه مطبقة بأحكام , والأقلام خالدة في سباتها المظلم. الله يساعد الأنسان في أظهار الحقائق التي يخفيها التاريخ اذا أراد الأنسان البحث عنها. الله النور لا يريد شيئاً مخفياً بل سيكشف كل شىء على حقيقته فينقشع الظلام بالنور ونحن ابناء النور لا وبل نور العالم ( أنتم نور العالم).



لنبدأ اذن من فترة ظهور المسيحية ونشأة الكنيسة وانقسام اتباعها منذ عهد المسيح الى شطرين وهم ( سًنة) أي من أتبعوا سًنة الرسل , هؤلاء الذين اعتبروا المسيح إلهاً حقاً وأقاموا الأنجيل دون التوراة للخلاص. و(شيعة) أي الذين شاعوا عن التعليم القويم والمبادىء الأساسية التي قصدها المسيح, كانوا من أصل يهودي , أعتبروا المسيح رسولاً فقط . أقاموا التوراة والأنجيل معاً دستوراً لهم . فكرة السًنة والشيعة عاشتها المسيحية قبل الأسلام لكن دون أن تسمى بها . هذه الأسرار المخفية يجب أن تكشف وتفسّر بدقة بدون خوف أو شك أو تردد .



نعم المسيح له المجد تبعته فئتان الأولى (مسيحية) والثانية (نصرانية) . أصبح بين الطائفتين فروقات كثيرة وجوهرية بحيث لا نستطيع أن نسميها طوائف بل أديان مستقلة عن بعضها . فلكل كنيسة أمة ودين وتاريخ وكتاب وقيادة مستقلة وهذه الحقيقة يجب الأعتراف بها بعد أن توضحت صورتها جلياً . نعم الأختلاف الموجود بين المسيحية والنصرانية هو أختلاف عقائدي كالأختلاف الموجود بين دينين مختلفين لهذا لا يجوز أن نسمي النصراني مسيحياً وبالعكس . فالذي لا يوافق هذا الرأي فأنه جاهلاً للأمور أو عدواً يريد أن يجمع الأثنين في واحد كاتماً كل الحقائق والأسرار خوفاً من المحيط الذي عاش فيه . حتى اليوم الكثيرون يظنون بأن المسيحيين هم نصارى وبعض المسيحيين يعتقدون ذلك نسبةً الى المسيح الناصري لكن عمق الفكرة هو أكبر من هذا الأعتقاد وللتوضيح يجب أن نبحث عن أصل المجموعتين لهدف الوصول الى حقيقة كل منها.



النصرانية : ماهي وكيف نشأت ؟ النصارى هم شعب أسرائيل من اليهود الذين كانت لديهم الغيرة والأيمان بالتوراة وقوانين الشريعة. آمنوا بالمسيح وتعليمه دون أن يتنازلوا عن عقائدهم اليهودية متخذين المسيح رسولاً لهم . أنعزلوا عن اليهودية مع الأحتفاظ بتعاليمها القائلة بأن الله واحد أحد لم يلد ولم يولد , وأخذوا التوراة والأنجيل (أنجيل متى العبري المنحول فقط) كتاباً لهم ، لهذا قال عنهم القرآن في سورة "المائدة 68": (قل يا أهل الكتاب, لستُم على شىء حتى تقيموا التوراة والأنجيل وما أنزل اليكم من ربكم). كذلك شهد الأنجيل بالخلاف بين المؤمنين فقال الرب ( ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً. جئت لأفرق بين المرء وأبيه, والبنت وأمها. والكنة وحماتها. فيكون أعداء الأنسان أهل بيته) " مت 10: 34- 35" . يقصد بالسيف الخلاف في الأيمان وهذا الذي يُفرّق حتى ما بين أفراد عائلة واحدة . لماذا لم يتخذ النصارى يسوع رباً وإلهاً لهم ؟ الجواب لكي يحافظوا على تراث آبائهم القديم دون تحريف فآمنوا بالمسيح كرسول فقط لكي لا يكفروا بالله الواحد الأحد وحسب أيمانهم الأول . فلا يكون أحداً شريكاً معه وحسب الآية " تث 4:6" ( أسمع يا أسرائيل , أن الرب الهنا هو رب واحد) . هذا الأيمان موجود منذ وجود المسيح وفي عهد الرسل الذين قاوموهم بشدة لغرض تحرير أفكارهم من اليهودية وقوانينها وعدم الألتزام بها بعد عهد النعمة . أضافة الى تشييعهم لموسى والتوراة على حساب المسيح وأنجيله .  لهذه الأسباب أضطرت الكنيسة الأولى الى أنعقاد أول مجمع كنسي عام ( 50) وكما دونه لنا سفر أعمال الرسل وذلك لأثارة اليهود النصارى قضية كبيرة في أنطاكية لكي يلزموا الوثنيين عند دخولهم المسيحية بتوراة موسى وخاصةً مبدأ الطهور وهذا واضح من الآية " أع 5:15" : (وقام بعض الذين كانوا على مذهب الفريسيين ثم آمنوا فقالوا : يجب أن يُختن الوثنيين ويلزموا الحفاظ على شريعة موسى ) الفريسيون المؤمنين هنا هم من النصارى يفرضون قوانينهم وأيمانهم على أيمان الكنيسة لهذا عقدت الكنيسة مجمع أورشليم الذي قاده الرسول بطرس وبحضور الرسول يعقوب وبرنابا وبولس فخرج المجمع بالقرارالتالي " أع15: 27-30"(لقد حسن لدى الروح القدس ولدينا ألا يلقي عليكم من الأعباء سوى ما لابُد منه , وهو اجتناب ذبائح الأصنام والدم والميتة والزنى) ، أي لم يجدوا الناس بالطهور كما أراد النصارى من المجمع . أي أن باب الدخول الى المسيحية ليست اليهودية ومعتقداتها. لهذا كانوا النصارى اليهود يعادون الرسول بولس بشدة وطال ذلك العداء الى النهاية وتحداهم بولس بقوة وأنذر الرسول بطرس ولامهُ لكي لا يُجاملهم على حساب مبادىء المسيحية. لهذه الأسباب كان النصارى يعادون بولس بشدة فقال عنهم في " غلا 4:2" ( الأخوة الطفيليون الكذابون , الذين دسوا أنفسهم بيننا ليتجسسوا حريتنا) . كذلك كتب في "غلا 1: 7-8" ( الذين يريدون أن يبدلوا أنجيل المسيح) وهكذا أشتدت الحرب بينهم فقال عنهم : ( أحذروا الكلاب. أحذروا أعمال السوء . أحذروا أهل الختان) ، هنا أهل الختان هم اليهود النصارى .أعداءالأنجيل الصحيح وحسب الآية "رو 38:11" (وهم من حيث الأنجيل أعداء) وهنا واضح جداً بأن المقصود ليس اليهود الذين لا علاقة لهم بالأنجيل بل المقصود هم نصارى اليهود..



المسيحية : ماهي وكيف نشأت ؟ المسيحيون هم الذين آمنوا بالمسيح والأنجيل لكي يصبحوا أبناء عهد جديد هذا العهد الذي أكمل العهد القديم . وهم من اليهود الذين تركوا كل قديم وتحرّروا منه كالرسل والتلاميذ وكذلك من الأممّيين وهم الأكثرية في المسيحية . المسيح لم يلغي الشريعة بل جاء ليكملها " مت 17"5" أو نقول أنه نسخها الى الأفضل , نذكر بعضاً منها: 1- الزواج والطلاق وتعدد النساء. 2- الطهور. 3- الوضوء. 4- تحريم الأطعمة. ...الخ . الديانة اليهودية كانت قومية وكذلك أرادت النصرانية أن تكون مثلها . أما المسيحية فهي أممية والمسيح هو مُخلص العالم كله . لم يأتي فقط لخراف بني أسرائيل الضالة.



بما أن النصرانية هي أكثر قرباً من اليهودية ومعتقداتها لذا أستطاعت أن تسيطر في أورشليم واليهودية أكثر من المسيحية التي تفرقت في العالم الى سنة 325 عندما أصدر الملك قسطنطين بلاغاً مهماً للأمبراطورية أعتبر فيه المسيحية دين الدولة الرسمي , ونظراً لكون الرومان هم المُسيطرون على الأراضي المقدسة ولغرض أهتمام السلطة المسيحية الجديدة وخاصةً القديسة هيلانة بالتراث المسيحي وبناء الكنائس المسيحية هناك .  شعرت النصرانية بالخطر فقد انهزموا من غضب الرومان الى بلاد فارس وبأمر من بابا الكنيسة النصرانية في بصرى الشام . لكنهم لن يجدوا هناك الحرية الدينية فلجأوا الى الجزيرة العربية هذه المنطقة الصحراوية التي كانت مسرحاً لكل المعتقدات فأنتشر فيها بسرعة فدخلت فيها قبائل عربية كثيرة يشهد المؤرخون وأهل السيرعامة. فيقول أبن قتيبة : ( أن النصرانية كانت في ربيعة غسان وبعض قضاعة ) . أما اليعقوبي فيقول عن التنصر في الجزيرة ( تميم وربيعة وبني تغلب وطىء ومذجح وبهراء وسليخ وتنوح ولخم) كما يضيف اليعقوبي قائلاً ( أن أقواماً من قريش كانت أول الداخلين في هذا الدين) أما الجاحظ فيقول ( كانت النصرانية قد وجدت سبيلها بين تغلب وشيبان وعبد القيس وقضاعة وسليخ والعياد وتنوخ ولخم وعاملة وجذام وكثير بن بلحارث بن كعب) . يقال لولا مجىء الأسلام لدخلت كل قبائل قريش والجزيرة في النصرانية بعد أقل من مئتي سنة ، لكن بعد ظهور الأسلام قام بتصفية جميع الأديان والمعتقدات في الجزيرة لتبقى الجزيرة للأسلام فقط ولحد هذا اليوم . لكن هل أنتهت معتقدات النصرانية بعد انقراضها في الجزيرة أم انتقلت الى الدين الجديد ( الأسلام ) ؟ نذكر بعض الطقوس والعادات التي كان النصارى يمارسونها :-



1- الختان :- الختان كان عهد الله مع شعبه اليهودي لكي يميزه عن باقي الشعوب . أنتقل الى نصارى اليهود وألتزموا بحرفيته , لا وبل أرادوا ختان كل من يدخل الى المسيحية لكي تصبح اليهودية هي الباب الذي من خلالها يدخل الأنسان الى المسيحية. لكن المسيحية رفضت طلبهم بقوة. أنتقل الى الأسلام . فأعتبره الأسلام سنًة ومكرمة للنساء.



2- الوضوء :- فريضة يهودية انتقلت الى النصارى والمسلمين . شرعها موسى قبل الصلاة والأكل والأحتفالات المقدسة. غسل الأيدي الى حد المرفق وكذلك الأرجل .



أما الرجل الذي فيه السيلان أو يكون جسده يقطر زرعاً , أو لمس ميتاً , أو قتيلاً , أو حتى القبر. وكذلك بالنسبة الى المرأة التي يسيل الدم من جسدها أو الطمث أو التي وَلَدت, فيجب في في كثير من الأحوال غسل الجسم بكامله والوضوء الشامل هو في كل يوم للتطهير. كان الغسل قبل الأكل والصلاة وبعد الجماع . وكما يتم الوضوء بالرمل أو التراب ان لم يجد الماء.



3- الخمر :- حرمته النصارى فقط بعد دخول الأسينيين في دينهم دون اليهود والمسيحيين. كانت جماعة الأبينيون من النصارى يحرمون الخمر حتى في القربان وكما تعمل اليوم الفصائل الأنجيلية المنشقة بأستخدامها عصير العنب الغير المخمر. كان القربان عند الأبيونيون يتكون من خبز وماء لا خمر فيه. وهكذا اعتبر القرآن الخمر رجس من عمل الشيطان , فأجتنبه الأسلام.



4- لحم الخنزير :- محرم في اليهودية , التزمت النصرانية بتلك الفريضة وحسب شريعة موسى الخاصة بتحريم بعض الأطعمة . أما المسيحية فأباحت كل الأطعمة فأعتبرتها مقدسة . عاد الأسلام الى الشريعة لكي يحرم لحم الخنزير.



5- التحريض على الزواج :- حرمت البتولية في اليهودية والنصرانية ,علماً بأن الأبيونية مارستها. فرضت النصرانية الزواج على الشباب فرضاً . أما الأسلام فاعتبرالزواج ضرورة قسوة لا وبل نصف الدين . أما رأي القرآن بالرهبنة المسيحية فأعتبر الرهبان لا يستكبرون وحسب الآيات المكية , حيث كان الأسلام في فترة وجوده في مكة الى جانب المسيحية . أما رأي الأسلام بالرهبنة في المدينة فأتهمهم بأكل أموال الناس بالباطل.



6- الصيام :- صوم اليهودية والنصرانية كان حسب كتاب التلمود والمنشا الذي ينص( أن أول نهار الصيام هو الوقت الذي يقدر المرء فيه أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأزرق) وهذا ما موجود عند الأسلام أيضاً .



7- الصلاة :- حسب النصرانية والأسلام ثلاث مرات في اليوم . كانت قبلة النصارى واليهود أورشليم وكذلك كانت عند الأسلام ( أولى القبلتين) الى أن توسع الشقاق بينهم وبين اليهود فحولت الى مكة .



8- الطلاق :- حللت النصرانية الطلاق وتعدد النساء كما في اليهودية "تث 24 :1-4" لكنهم يعتبرون الطلاق أمرأً بغيضاً عند الله" ملا 16:2". كان لا يحق للرجل أكثر من أربع نساء وهو الزواج العدل وحسب ( تلمود ك 3, في النساء) . من حق الرجل وحده الطلاق . طبق الأسلام هذه الفريضة حرفياً .



9- القربان والكهنوت :- النصرانية وكما في الأبيونية يحتفلون بالخبز والماء بدلاً من الخبز والخمر.الفصح اليهودي يقام مرة واحدة في السنة ويقدمون ذبيحة الشكر.النصارى الغوا دور الكاهن كما في الكنائس الأنجيلية اليوم . أما في اليهودية فكان دور الكاهن واضح ولا يجوز ممارسة الطقوس وتقديم الذبائح بدون الكاهن. أما القرآن فلا يوجد فيه شىء واضح , أي ينكرها ولا يقرها , لا وبل لا يتحدث عن القربان والكهنوت.



10- أنجيل النصارى :- هو من حرف واحد ( أنجيل متى العبري المنحول أو الآرامي المفقود) ولهذا لا نستطيع اليوم أن نرى في قرآن الأسلام آية واحدة من الأناجيل الأخرى ولا من رسائل بولس الرسول الذي كان عدواً للنصارى .



11- المسيح :- النصارى يتخذونه رسولاً خلت من قبله الرسل وهو من نسل أبراهيم, فلهذا أرادوا أن يتهود كل من يريد أن يدخل النصرانية أولاً لكي يتبارك بأبراهيم.



هكذا الأسلام أيضاً ينكرالتجسد والفداء والتثليث وبنوة المسيح لله والصلب .



12- قتل المسيح :- النصارى ينكرون صلب المسيح, لكن يعترفون بصلب عيسى أبن مريم لأنهم كانوا يعتقدون بأن الله لا يسمح بموت المسيح ذلك الملاك الطاهر القدوس (وليس ابن الله) في أيدي القتلة الخطاة. أنما سحبه فصلب اليهود عيسى وقتلوه .ولكن لا بد لعيسى أن يقوم, فأرسل الله المسيح من جديد الى عيسى في القبر فحل الله فيه روحاً فقام عيسى من بين الأموات . لهذا كان النصارى يؤمنون بأن للمسيح أقنومان وطبيعتان .أما في المسيحية فللمسيح أقنوم واحد وطبيعتان . أما الأسلام فأيمانهم مقارب الى النصارى بأعتبار المصلوب الحقيقي ليس المسيح بل شبه به.



ختاماً نقول بأن المسيحية والنصرانية دينان ولكل منهما رئاسة مستقلة . ولا يعني شيئاً حرف (ن) الذي يثبت على بيوت المسيحيين في الموصل من قبل جماعة داعش على أنهم نصارى ، فالمسيحيين ليسوا نصارى لأن لكل منهما ( المسيحيين وانصارى ) كان له أنجيل مستقل وكنيستين متنافرتين ومتعاديتين . وكانوا في صراع مستمر . ولكل منهما جماعة ومنذ تأسيس المسيحية في زمن المسيح وأن كان الكثيرين لا يفهمون معنى الآيات التي تتحدث عنهم فهذه مشكلتهم . للأزدياد من الآيات التي توضح لنا الموضوع سنكتب بعضاً منها ( أع 20:21) ( غلا 1: 6-9) (غلا 14:2) ( غلا 5: 1-6) (يهو 3-4) (1 يو 2: 18-23,ا: 3-4) ( 2 بط 2: 20-22) .



هذه الحقائق وغيرها يعتبرها البعض غريبة ومذهلة لذا لا يستطيعون أدراكها بسهولة بل يعتبرونها مفاجئات بالنسبة الى ما يمتلكونه من معلومات لهذا لا يستطيعون أن يتحملوا سماع هذه الحقائق أو مناقشتها لأيمانهم وأيمان أجدادهم الذي طال قرون عديدة لهذا سيستمر النزاع الى أن يزال ذلك التعصب فيدركون بأن المسيحيون هم الذين أكملوا الشريعة بالأنجيل وحسب قول الرب ( ما جئت لأنقض بل لأكمل) "مت 17:5" وهكذا آمنت المسيحية بالمسيح فأتخذوه رباً والاهاً ومخلصاً لهم . أما النصارى فآمنوا بأن تكميل الشريعة بالأنجيل هو تثبيت للشريعة وأن المسيح هو رسولاً لا إلهاً .



نطلب من الرب يسوع مخلصنا وفادينا أن يفتح بصيرة العائشين في الظلمة لكي يكون لهم الخلاص . يسوع المسيح الذي حفظ كنيسته الحقيقية المبنية على صخرة الأيمان .المسيحيين وليس النصارى هم السائرين خلف تعليم المسيح . يسوع الرب  سيأتي ليدين كل ظالم أختار الظلام بدل النور ، وكل من أضطهد كنيسته المقدسة ، له المجد الى الأبد  .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا

580
صديقي العزيز عصام شابا المحترم
قرأت قصتك التراثية وأبدعت في ترتيبها ونسجها وكما كانت تبدع نسيمو في تطريز المناديل لأخوتها . هذه القصة تحمل الكثير من الدروس في المحبة والتضحية والصبر والوفاء في تلك العائلة فدفعتها تلك الصفاة العالية الى الوصول الى الهدف رغم الخسارة الجسيمة تحت سقف ذلك القصر.
شكرا لك أخي عصام وبعون الرب سأشاهدك في شيرا دربن هرمز في القوش لأنني سأكون في العراق في تلك الفترة ، بلغ أخينا جلال سطيفو . والرب يباركك .

581
أخي العزيز زيد المحترم
أعلق على ما كتبته لي في ردك على تعليقي في السطر الأول ( التجربة هي حالة من الفوضى بين الصح والخطأ ...يفترض أن يأتي من خلالها النية في الترتيب )
أولاً أقول التجربة ليست فوضى كما تضن بل هي حرب يجب أن نتوقعها ونتهيأ لها لكي لا نسقط . ففكر الأنسان تدخل فيه ثلاث خصال قوية كأنها من عدو غايتها زعزعة أيمان المؤمن أو أسقاطه في الخطيئة ، وهذه الثلاثة هي :
نسيان الأنسان للوصايا ، التواني ، والشهوة . وموضوعنا يتمحور حول الشهوة وطلباتها الملحة على الأنسان ، وبسبب الشهوة سقط الأنسان الأول . فلأجل النجاح في التجربة فيجب أن يرتب نيته لكي يكون مستعداً للحرب ، فالمطلوب أولاً هو أن يفسر بالعقل والمنطق وحسب الوصايا السماوية لكي لا يصل الى مرحلة التواني ، وأن هو لم يتوان لا يصل الى الشهوة . وأن لم يشتهِ فلن يسقط لأن نعمة يسوع المسيح ستعمل به . هكذا نعلم خطط العدو فأن أعلم أنا فيجب أن أُعَلِم ، والذي يعلِم دون أن يعمل بما يعلّم به يشبه ينبوع ماء يروي الناس ويطهرهم لكنه لا ينقي نفسه . فالمؤمن المتعلم للوصايا يجب أن يطبقها ويكون حاذقاً بخطط التجربة فيهرب من الخطيئة ولا يخضع لها ، فهذه هي مخافة الله ( ورأس الحكمة مخافة الله ) " مز 10:111" . مثال:
عندما أعد أبراهيم أبنه للذبح ، قال الله ( الآن علمت أنك خائف الله ) " تك 12:22" .الخائف من الله لا يعمل الخطيئة لكي لا يهين الله بها ، لأنه يعيش في مخافة الله . والله وَعَده بقوة فقال ( قوتي تكمن في الضعف ) ، أما المتكبر فهو الضعيف أمام التجربة لأنه يعتمد على قوته التي تسقط أمام التجارب[/size]

582
[size=16pt]صديقي العزيز زيد ميشو المحترم

سلام ونعمة

لماذا نطلب أعتذراً رسمياً من السماء علماً بأننا نحن المذنبين ؟

الله خلق الأنسان على صورته كاملاً بلا عيب وجعله حراً ووضع له الحدود لكي لا يتجاوزها  . فبما أنه حراً في حياته فلا يجوز لله أن يتدخل في تفاصيل حياته ، يعني أذا خطأ وتجاوز أحدى قوانين السماء فلماذا يطلب من السماء الأعتذار ؟!! الكتاب يقول الله لا يجرب أنساناً أكثر من طاقته . وغاية الله من تمرير الأنسان في تجربة هي لكي يمتحن محبة الأنسان له فأن أجتاز الأمتحان فطوبى لذلك الأنسان لأنه سينال أكليل الحياة ، واذا تعرض أحد لتجربة ما ، فلا يقل " أن الله يجربني " ذلك لأن الله لا يمكن أن يجرب للشر أو لأسقاط الأنسان ، فهو لا يجرب به أحداً . ولكن الأنسان يسقط في التجربة حين يندفع مخدوعاً وراء شهواته ( طالع يع 14:1 ) كالمثال التي أتحفتنا به للرجل والأمرأة المكبوتان جنسياً دفعتهما شهواتهما الرديئة الى أقتراف الخطيئة بدلاً من التفكير بالزواج والأرتباط المقدس ، أفليس من هؤلاء الخطاة أن يتوبوا ويقدموا هم الأعتذار الى السماء ؟! أفضل طريقة للتحكم على الخطيئة هي القضاء على الفكرة وبترها منذ ابداية ( طالع 1 كو 13:10 و 2 تيمو 2:2  ومت 4: 1-11) الله يجرب الأنسان حسب طاقته فتجربة أبينا أبراهيم بذبح أبنه لا يمكن أن يجربك أنت بها لأنه يعلم بأنك لا تفعل ذلك بل ستلوم الله وتتمرد عليه وتريد منه أن يقدم لك الأعتذار . كذلك لا يجربك بتجارب أيوب البار العنيفة لأنه يعرف بأنك لا تصمد في نارها لحظة ولحدة . أذاً على الأنسان أن يقدم للسماء أعذاره وأعترافاته بزلاته دائماً لكي يشمله عطف الله والله يغفر الخطايا مهما كانت كخطايا الأبن الشاطر التائب . على كل أنسان أن يتطلع الى ذاته ويحرسها من التجربة والخطيئة لأنها أولاً تبدأ بالفكر الشرير الذي أذا تركناه يسري في عروقنا فيتحول الى فعل وهكذا نندفع لتنفيذ فكرة الفعل الى فعل ملموس ، أي الى الخطيئة وبكامل أرادتنا وقناعتنا ولكي نبرر أنفسنا نقول بأن الله كان يعرف ذلك فلماذا جربني ؟ أذاً الله هو الخاطىء والسماء يجب أن تعتذر بكتاب رسمي تحمله اليمامة في منقارها . فهل تورط الله في خلق الأنسان ؟

[/size]

583
جنة عدن بين الحضارة والأيمان .. وموقعها الجغرافي
( أخذ الرب الأله آدم ووضعه في جنة عدن ليفلحها ويعتني بها ) " تك 8:2 "
http://www.m5zn.com/newuploads/2014/01/13/jpg//m5zn_9d35dcb4dab44fb.jpg

جنة عدن ذكرها الكتاب المقدس في الأصحاح الثاني من سفر التكوين . 
أين هو موقعها الجغرافي من خارطة العالم اليوم ؟
لم يذكر الكتاب المقدس موقع هذه الجنة ، لكنه كتب عنها بوجود أربع أنهر عظيمة تجري فيها وذكر أسماء تلك الأنهر . للبحث عن موقع تلك الجنة يجب أن نبحث في ما أتحفتنا به الأكتشافات الآثارية التي تنقب في صفحات التاريخ المدفون تحت الأرض ومنها نكشف أسراراً خفية تتلائم وتتناغم أخبارها لما هو مكتوب في الكتاب المقدس .
بما أن موضوع جنة عدن هو من المواضيع التي تحتل الصفحات الأولى من سفر التكوين  أذاً علينا أن نبحث عن أقدم المصادر التي تمتلكها أقدم حضارة وهي حضارة سومرلكي نحصل منها على أفضل المعلومات عن جنة عدن ، علماً بأن جنة عدن سبقت حضارة سومر بقرون من السنين .
أسم جنة عدن المتداول في ثقافة سومر هو ( أيدنو ) أو ( أدن ) أي عدن ولا علاقة بأسم مدينة عدن اليمنية بهذا الأسم ، علماً بأن اليمنيون يدعون بأن جنة عدن كانت عندهم وكذلك تدعي بلدان كثيرة بأن تلك الجنة كانت في بلدانهم وفيها خلق آدم وحواء . فالأفارقة يدعون بأنها كانت قريبة على خط الأستواء وتحديداً بين كينيا وتنزانيا . والأثيوبيون يقولون بأنها كانت في الحبشة . والهنود الحمر في أميركا الشمالية يقولون بأنها كانت قرب جبال كولورادوا المرتفعة جداً . أما اللبنانيون فيحددون مكانها في بلدة إهدان اللبنانية والتي تطور أسمها من عدن الى إهدان . وهناك من يعتبر بلاد أرمينيا أي جنوب شرق تركيا الحالية ، كان فيها جنة عدن ، لأن نهري دجلة والفرات المذكورين في الكتاب المقدس ينبعان من أرضها . أما سكان ما بين النهرين فيقولون أنها في بلاد سومر في جنوب العراق ومن سلالة أبناء الجنة أنحدر أب الآباء أبرام ( أبراهيم ) وهكذا . علينا الآن أن نبحث في مصارد الدين وأفضل مصدر هو الكتاب المقدس ، سفر التكوين ، مع قراءة تقارير الآثاريين وآخر ما توصلوا اليه من أكتشافات عن موقع جنة عدن ، وهكذا سنصل الى نتيجة تدحض كل تلك التوقعات فنجد جنة عدن في أرض أخرى لا نستطيع أن نرى سطحها اليوم .
 حسب قرائتنا للأكتشافات الآثارية الجديدة  ولما وصل اليه البحث والتنقيب الحديث مع فك شفرات ورموز الكتابات القديمة المكتشفة ، تم الوصول الى الحقيقة المتوارية عن جنة عدن التي ظلت مكتومة عبر آلاف السنين .
 تم الوصول الى تحديد مكان جنة عدن وحسب المعلومات التي توصل اليها الخبراء المختصين بأنها لا تعدو أن تكون سوى منطقة سهل واسع  يسمى اليوم بالخليج العربي والذي يبدأ من مصب شط العرب شمالاَ وحتى مضيق هرمز جنوباً . أي أرض جنة عدن كانت في السهل الذي تغمره مياه الخليج اليوم .
كيف غمرت المياه جنة عدن ؟
http://www.m5zn.com/newuploads/2013/12/30/jpg//m5zn_6feebd0d8ec74b3.jpg
 
 قبل ذوبان الجبال الجليدية كانت هذه المنطقة من أخصب البقاع على الأرض تسقيها أربع أنهر عظيمة بحسب الأكتشافات الأثرية وهذه الأنهر هي :-
1- نهرالكارون القادم من أراضي بلاد فارس ( أيران ) .
2- نهر البطين الذي كان يجري في الجزيرة ماراً بسهل جنة عدن .
3- نهر دجلة ( حداقل ) .
4- نهر الفرات ( فراتو ) .
وهذه الأنهر الأربعة تتطابق مع الأنهر المذكورة في سفر التكوين الذي يذكر بأن تلك الأنهر كانت تسقي جنة عدن وأسمائها حسب الكتاب المقدس هي :-
1- نهر جيحون الذي يحيط بأرض كورش أي بلاد فارس والمقصود به نهر كارون والذي يجري لحد اليوم .
2- نهر فيشون أي نهر البطين .
3- نهر حداقل أو ( دقلث بالآرامية ) الذي هو نهر دجلة الخالد .
4- نهر الفرات أو ( فراتو ) أو ( برات بالآرامية ) .
 علينا أن نتعرف على معلومات تاريخية عن تكوين سطح الأرض ونقارنها بما هو شكل الأرض اليوم ، فنجد أختلافات كثيرة لأن الكرة الأرضية تعرضت الى تقلبات كثيرة نتيجة عوامل البيئة من الفيضانات والزلازل وزحزحة قارات مما أدى الى تغيير خارطة وجه الأرض فبعد ذوبان الجبال الجليدية حدث أرتفاع كبير في مستوى سطح البحر فحدثت فيضانات عارمة ومدمرة أدت الى أكتساح مساحات كبيرة من السهول المنبسطة لتحولها الى مستنقعات مائية كبير . وكانت تلك السهول يوماً من أخصب المناطق وكانت تأوي ألحجم الأكبر من الكثافات السكانية في تلك الحقبة الزمنية من التاريخ ، ومن الأمثلة على ذلك سهل البحر الأبيض المتوسط حيث أندفعت مياه الأطلسي اليه من مضيق جبل طارق قبل خمسة ملاين سنة . وقبل 7600 سنة أندفعت مياه البحر المتوسط الى سهل البحر الأسود ، حيث كان قبل الطوفان الكبير يأوي مدن وقرى وفيه حضارة عريقة لكن بعد الطوفان الكبير الذي أدى الى عبور مياه المحيطات عبر البحر المتوسط مندفعة بقوة هائلة عبر مضيق بوسفور مما أدى الى أنسحاب سكان ذلك السهل الأخضر الى الشرق والغرب والشمال. للمزيد عن موضوع الطوفانات في التاريخ ، طالع مقالنا السابق
( طوفان نوح بين الأساطير والعلم والأيمان )  . وعلى الرابط :
http://mangish.com/forum.php?action=view&id=3227
 
هكذا حدث أيضاً لأبناء سهل ( يدنة ) أو أدن أو عدن لما حدث فيضان عظيم ولثلاث مراحل أندفعت فيها مياه البحر العربي والمحيط الهندي بقوة عبر مضيق هرمز فغُمِر سهل عدن الأخضر، ويعتقد بأنه حصل في نفس الفترة التي غُمِرَ سهل البحر الأسود . كان سهل يدنة كجنة هذه الأرض فهرب الساكنين فيه الى دلتا فسيوبوتاميا أي ( ما بين النهرين ) فسكنوا في أقرب منطقة من بلادهم والتي هي أرض سومر التي تقع جنوب ما بين النهرين حاملين معهم حنين أرضهم المعطاة وجمال تلك الجنة الخضراء التي فقدوها بسبب ذلك الطوفان المدمر . وهؤلاء الناجون نقلوا الى الأرض الجديدة أفكارهم وثقافاتهم وخبراتهم في الزراعة والحياة لأنهم كانوا من أقدم الشعوب المنحدرين من الأب الأول آدم . أستعيدت قصتهم في ملحمة كلكامش على نحو أحد يحاكي ما حدث لهؤلاء القوم مع نقل الحدث الى مستويات أخرى من التوظيف الأسطوري والملحمي .
أرض الخليج الحالي أي أرض عدن ( يدنة ) كانت أرضاً غير مأهولة وفضاء ممتدا لأكثر من 200 ألف عام حيث استوطنها الانسان القديم . كانت هذه المساحة أرض خضراء تتوفر فيها أنواع عديدة من النباتات وتكثر فيها الحيوانات التي كانت توفر الغذاء الدائم للساكنين عليها .
بعد أن عرفنا موقع جنة عدن علينا أن نبحث عن ما هو قريب بين الدين وبين ما نقلته لنا الحضارات القديمة  في سومر والتي تعود الى الألف الثالث ق.م نبحث عن ما كان موجود في جنة يدنة وما هو موجود في سفر التكوين . نلاحظ في تلك الجنة وحسب ما وصل الينا من تلك الحضارة كان هناك شجرة والتي يسميها الكتاب المقدس بشجرة الحياة . وأدناه صورة لوحة طينية يظهر فيها رجل ( الذي نسميه آدم ) وأمرأة أي ( حواء )  تتوسطهما شجرة الحياة ذات سبع سعفات والرقم سبعة يرمز الى الكمال . نرى ثمار متدلية من أخصان الشجرة ، كما نجد الأفعى خلف المرأة ، وغاية الحية خلف المرأة هي لأغواء المرأة . أما تفسير اللوحة بحسب الأسطورة فله تفسير آخر .
http://www.m5zn.com/newuploads/2013/12/23/jpg//m5zn_852c4039b2d8dca.jpg
أما عن موضوع خلق الأنسان حسب تفسير تلك الحضارة فنقرأ :
موضوع قصة الخلق حسب تلك الحضارة ، هو موضوع سيدة الحياة ( التي ندعوها حواء ) ... في التراث السومري حواء ما هي الا سيدة الضلع ( ننتي) .... واسطورتها تقول ، أن الاله أنكي أله الحكمة في أريدو، هو من قام بإرسال ننهارساك الى دلمون ( بحرين حالياً ) وهنالك قامت بزراعة ثمانية من النباتات ، وعندما ذهب أنكي دلمون أكل هذه النباتات الأمر الذي أغضب ننهارساك فصبت عليه جام غضبها وأصابته بعدة أمراض ولأن أنكي هو واحد من الآلهة الرئيسية . أجتمعت الآلهة الأخرى وطلبوا من ننهارساك أن تغفر له خطيئته وبالفعل أوجدت ننهارساك ثمانية معبودات كل واحدة مختصة بشفاء جزء من جسم أنكي ومن بين هذه المعبودات سيدة الضلع التي كانت مختصة بشفاء الاضلع ، و التي أصلحت اضلاع أنكي... وهي حواء ( سيدة او مانحة الحياة ) هي ذاتها الموجودة في التوراة والتي تقابلها (أنها خلقت من ضلع آدم ) .
أما عن أهم منطقة في جنة عدن فكانت بحرين الحالية والتي كانت تسمى دلمون ( تلمون ) ، والتي تقع حالياُ كجزيرة  في الخليج العربي وتتميز بموقع استراتيجي وكانت تشكل نقطة اتصال بين بلاد الرافدين ومجان التي هي سلطنة عمان الحالية ، وبلاد اليمن والجزيرة العربية بالاضافة الى حوض وادي جرادا في الهند .
جاء ذكر دلمون في الكتابات المسمارية القديمة التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد و التي وجدت في بلاد الرافدين ودلمون كانت هي أرض الخلود حيث أن النصوص المسمارية القديمة بمراحلها التاريخية المتعاقبة تذكر انها كانت تعج بالنشاط والحيوية ،  ففيها بنيت المستوطنات من مدن وقرى كثيرة و فيها المعابد المقدسة كما يوجد فيها مئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال و الأحجام . وتدل الأواني الفخارية والحجرية والأختام الدائرية واللقى الأثرية الأخرى على تطور نمط الحياة و تقدم الصناعة و التجارة ، وكل هذا يدل أن الحياة والتطور طالا سنين كثيرة في هذه الأرض . لقد لعبت دلمون دور الوسيط التجاري بين حضارات وادي الرافدين ووادي نهر السند ، وأنحاء الجزيرة العربية الأخرى وعمان
السومريين هم الذين أطلقوا على دلمون أرض الخلود ، وان اسطورة الطوفان التي يرد ذكرها كثيرا في حكايات السومرين الدينية وحكايات البابليين ، قد وردت في نصوص اسطورة ( أتو نوبشتم السومري) ، ( زيوسدرا البابلي ) . التي تحدثت كذلك عن الاسباب التي ادت الى حدوث الطوفان وعن كيفية نجاة بطل القصة ، وعن رحلته الى ارض الخلود دلمون .
وقد دلت اللأكتشافات الأثرية في قلعة البحرين على أنها تتشكل من خمس طبقات ، السفلى طبقة سومرية ، والثانية آكادية ، والثالثة تعود الى الأسكندر المقدوني .. الخ
ان هذا يدل في الواقع على ما ذهبنا اليه في السابق عن وجود ذلك الاتصال بين حضارات وادي الرافدين المتعاقبة وبين هذه الجزيرة المهمة .
في الختام . نقرأ من بعض المصادر آراء تقول أن كتبة يهود عندما كانوا في الأسر في مدينة بابل والقريبين من الملك نبوخذنصر ، منهم دانيال ، حزقيال ، نحميا ، وعزرا ( وخاصة الأخيرين ) هم الذين سرقوا من تراث ميسوبوتيميا الى التراث اليهودي وأسبغوا عليه صبغة دينية تتناغم مع أيمان معتقداتهم اليهودية حيث وأسبغوا عليه صبغة دينية كجنة عدن وقصة الخلق السومرية وقصة الطوفان وبرج بابل ، فنقول لهم أن مؤلفوا الكتاب المقدس لم يستقوا معلوماتهم بأي طريقة من الحضارات القديمة ، بل كل ما دونوه في كتبهم كان موحى اليهم من السماء " 2 تي 16:3"  ولا سيما تقاليد ثقافة ما بين النهرين . والفرق بين فترة موسى الذي كتب الشريعة بما فيها سفر التكوين وفترة السبي البابلي وكانوا هؤلاء الأنبياء من ضمن المسبين هي أكثر من الف سنة . من الواضح إننا نرى أموراً مشتركة في سفر التكوين وبعض النصوص السومرية والأكدية والبابلية ، فلا عجب في ذلك لأن شعب الله المختار كان له صلة بمختلف شعوب الشرق . ولكن علم الآثار يدل ايضاً على أن المؤلفين الذين أعادوا النظر في الفصول الأولى من سفر التكوين وأضفوا عليها اللمسات الأخيرة لم يكونوا مجرد مقلدين عميان ، بل أحسنوا إعادة معالجة المصادر المتوفرة بين أيديهم والتفكير فيها بالنسبة الى التقليد الخاص بشعبهم . المقارنة بين نصوص الكتاب المقدس والروايات المتعلقة ببداية العالم ، وأبطال العصور الأولى لا تخلو من الفائدة في نظر قارىء الكتاب المقدس ، نذكر منها الرواية البابلية عن خلق العالم على يد الأله مردوك ، ومغامرات البطل كلكامش والتي تحتوي على رواية بابلية للطوفان أو الأبراج الشامخة التي شادتها حضارة ما بين النهرين أكراماً لآلهتها وكما كان يفعلون المصريون ببناء أهرامات تخليداً لفراعنتهم . ومن أشهر الأبراج التي بنيت في حضارة ما بين النهرين برج بابل .
هكذا نفسر أيمانياً تلك القصص بأطار أيماني فنقول على سبيل المثال عن رواية خلق العالم الذي ترنَّم به صاحب المزامير ( مز 8 و 104 ) ويذكر فيه سفر أيوب الذي يعتبر من أقدم الأسفار ( أي 38) وسفر أشعياء (40 ) . وكذلك وضع آدم في جنة عدن في وضع المسيح ، أي آدم الجديد الذي غير الأنسان العتيق ( طالع رسالة بولس الى رو 5 و 1 قور 15 ) ورواية الطوفان كخلقة لمآساة نهاية الزمن ( طالع مت 25 ) .
اللاهوت اليهودي والمسيحي يقرأون سفر الخلقة الأول ليطلعوا على سر منشأ العالم  وعلى معنى مصيره ، ويكتشف المراحل الأولى من العمل الألهي في سبيل البشر ، فسفر التكوين يؤصل حياة الأفراد والأمم في أرادة الله الذي يحب كل البشر.
ولألهنا الخالق المجد دائماً
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا
المصادر
1- الكتاب المقدس .
2- كتاب طوفان نوح    تأليف العالمان الأمريكيان – وليم ريان و والتر بتمان .
3- نظرية زحزحة القارات حسب العالم فيجنر .
4- تقرير د. بهنام أبو الصوف .




584
أكتشافات علمية عجيبة في ميلاد أبن الله
( ولما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولوداً من امرأة ...) "غل 4:4"
بسبب سقوط الأنسان في الخطيئة أبتعد عن الخالق . وبما أن المخلوق ليس له القدرة للعودة والمصالحة ، ، لأنه لا يستطيع الوصول اليه لمصالحته .
فأراد الله بسبب محبته الفائقة أن يفتقد الأنسان ويحرره من الخطيئة ويصالحه مع نفسه " 2 كو 18:5" لهذا قرر الأقنوم الثاني الكلمة النزول الى الأنسان فأخذ شكل عبد وصار في الهيئة كأنسان " في 2: 7-8" . ولد من العذراء مريم في مذود للحيوانات لكي يعلمنا التواضع والبساطة . أعلم ميلاده للرعاة الفقراء ، وللمجوس الذين يمثلون الأمم الغريبة لكي يعلمنا درساً آخر وهو أن الخلاص ليس لشعب واحد بل لكل الأمم . ومن هنا نعلم بأن الخلاص شمل الجميع ، من الفقير المتمثل بالرعاة ، الى الغني الميسور الذي مثل بالملوك الثلاث . الملوك المجوس رأوا الطفل بعين الرجاء ، رأوه ملكاً سمائياً أعظم منهم ، لا وبل الهاً قديراً ، لهذا خروا وسجدوا له وقدموا له هدايا ذات رموز . هكذا نحن اليوم يجب أن يرتقي أيماننا الى الرجاء بذلك المولود العظيم ، كما قال الرسول بولس ( فأننا قد خلصنا ، إنما بالرجاء ولكن الرجاء متى رأيناه لا يكون رجاءً ؛ فما يراه الأنسان لماذا يرجوه بعد ؟ ) " رو 8: 24-25"
نعم عندما جاء ملء الزمان أخلى الأبن ذاته وترك عرشه السماوي وأخذ له جسداً من العذراء فصار في الهيئة كأنسان فولد من أمرأة متمماً نبؤة أشعياء النبي " 14:7"  . بميلاد المسيح من العذراء جسدت مريم وعد الله لأبراهيم " تك 6:15 " . تم وعد الله لأبراهيم لأن الله ساهرٌ على كلمته ليتممها " أر 12:1" . ولدت العذراء مشتهى الأمم ، قدوس الله ، بلا عيب لكي يكون ذبيحةً مُرضية ، وبه ترفع خطية العالم . وبهذا العذراء الفقيرة صارت أعظم نساء العالم ، طوَّبتها وستطوبها جميع الأجيال " لو48:1"  ونالت كرامة لأنها صارت أماً لأبن الله المتجسد . أنجبت أبن الله بدون زرع أنسان ، أنها الأرض المقدسة التي حملت المخلص لجميع الأمم ، أنها الجسر الذي أنتقل من خلالها الرب من السماء الى الأرض ، ولد الرب الأله من العذراء التي أسمها مريم " لو 27:1 " . أكد الأنجيل عذراويتها ليعلن أن المسيح ليس من زرع بشر ، بل هو أبن الله وهذا الرابط يؤكد لنا أن دم المسيح يتكون من 23 كرموسوم من والدته ، وكرموسوم واحد من أبيه السماوي . علماً بأن دم كل أنسان يتكون من 23 كرموسوم من الأب و23 كرموسوم من الأم  هذا الفيديو ينقل لنا تفاصيل هذه الحقيقة التي أخفيت منذ عام 1981 :
http://www.youtube.com/watch?v=pEDqexaX8Gs

حزقيال النبي أعلن لنا عندما تحدث عن الباب الشرقي ، فقال : (هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ، ولا يدخل منه أنسان ، لأن الرب اله أسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً ) " حز 44: 1-3" . وهكذا خرج منها تاركاً باب عذراويتها مقفلاً لكي تبقى عذراء ، هكذا ولدالطقل الألهي بطريقة عجائبية معجزية تليق بولادة أبن الله القدير .
أما البرهان العلمي الثاني فيتعلق بعدة آيات نذكر آيتين لها علاقة بهدف الموضوع ، تقول الآية ( أراه وليس حاضراً أبصره وليس بقريب . يسعى كوكب من يعقوب ويقوم صولجان من أسرائيل فيحطم طرفي موآب ويريح جميع بني شيت ) " عد 17:14"  وكذلك النجم الذي ظهر للمجوس ( طالع مت 2: 1-21 ) أنه الكوكب الذي ظهر للمجوس وأرشدهم الى بيت لحم فبظهوره الغريب في ملء الزمان أقتنع المجوس بسره . كذلك كان اليهود يؤمنون أن مثل هذا الأقتران حصل يوم مولد موسى ، وأنه لا بد  سيحصل يوم مولد المسيح ( مسيا ) ، وقد اكتشف العالم الطبيعي كبلر أمر هذا الأقتران في القرن السابع عشر . فقد لاحظ كبلر أول أقتران بين المشتري وزحل في الشهر الأخير من سنة 1603 . ثم أنضم أليهما ، في السنة التالية ، كوكبان ، أحدهما مارس ( المريخ ) وبحث كبلر في الموضوع ووجد أن اقتران مثل هذا حصل حوالي سنة 6 ق.م ونحن نعلم أن المسيح ولد سنة 4 ق.م وهذا يعني أن ظهور النجم للمجوس لم يكن أمراً غريباً . المجوس كان أيمانهم موروثاً من عبادة النجوم في الأزمنة القديمة وكان معظمهم من الكلدانيين وأرض كلدان في زمن ميلاد المسيح كانت مستعمرة من قبل الفرس المجوس وحضارة علم الفلك ترعرعت جداً عند الكلدان فتوصلوا الى أعظم حضارة فلكية وحيث نشأ دين وثني لعبادة الأجرام السماوية بسبب تبحرهم في عالم الفلك  . وبمقدار ما كان علم الفلك نافعاً للبشر ، كان التنجيم والزعم بالغيب تزييفاً للحقيقة وخرقاً لأرادة الله التي ترفض القول بالغيب ما لم يوحي به من الله
ولألهنا القدير المولود في المذود المجد الدائم الى الأبد
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا  
 

585
( المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة )
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
عنوان مقالك ( الميلاد والسلام ) يحمل معاني كثيرة ويعبر عن الكثير فنستطيع أن نقول عنه أنه ميلاد السلام ، السلام بين السماء والأرض ، أو السلام في الأرض كما قالوا الملائكة في ترتيلتهم ( وعلى الأرض السلام ) أو السلام في نفس كل من يؤمن بالحدث التاريخي الذي تم في ملْ الزمان . وهكذا يجب أن نعيش هذا السلام مهما قذفت بنا أمواج هذا العالم الهائج بعيدين عن أهداف ميلاد الأله في مذود كفقير ، وفي صمت بعيداً عن المظاهر والترحيب ، علماً أنه خالق ومالك كل شىء ، أنه درساً في البعد عن المظاهر . ودرساً واضحاً وكما تفضلت بأن المسيحية ليست كبقية الأديان . في الميلاد يجب أن تكون هناك مصالحة ومحبة ورحمة وتعاون وقبول الآخر حباً بمن أحبنا وولد من أجل خلاصنا .
ليباركك المولود في المذود على أيمانك وخدمتك للكلمة المقدسة .
كل عام أنت وأهلك الطيبين بألف خير وسلام .

586
لا ترفس المناخس يا رئيس أوباما
( كما يكون حاكم الشعب يكون وزراؤه ...) "سير 2:10"
رغم مرارة الحزن والغضب تجاه الأحداث والكوارث التي تلقاها الأنسان المسيحي في بلدان الشرق الأوسط ورغم كونه المكون الأساسي والأصيل في تلك البلدان الا أنه يعيش مضطهداً ومستصغراً ومسلوباً للحرية والأرادة ، لكن رغم ذلك أستطاع الصمود مئات السنين من أجل البقاء في أرض الآباء لكي يشهد للحق ، أضافة الى كونه راضياً عن ذلك الظلم لأنه يؤمن بأن الرب كان يسمح بهذا الألم فلا بد سيأتي من وراءه مجد وتعزية ومكافئة . هذه هي معادلة مسيحية مجربة منذ قرون وأختبرها الشعب المسيحي منذ القرن الأول من أنطلاقة المسيحية . فهيرودس أساء الى الكنيسة " أع 1:12" فقام بقتل الرسول يعقوب بن زبدَي بالسيف ، ولما وجد أن عمله يرضي اليهود فقبض على بطرس الرسول والقاه في السجن ، لكن مصيره يقول الكتاب ( لبس هيرودس الحلة الملوكية ، وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم فصرخ الشعب : " هذا صوت اله لا صوت أنسان ! ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله ، فصار يأكله الدود ومات ) " أع 21:12" . وهكذا لندخل الى عصرنا ونقرأ أحداث أضطهاد المسيحية في جمهوريات الأتحاد السوفيتي لمدة 70 سنة وكما أضطهد نبوخذنصر شعب الله المختار عندما سباه الى بابل 70 سنة وبعد ذلك تدخل الله وأطلقهم . الشيوعية أساءت الى كنيسة المسيح لكن بعد تلك الفترة التي قررها الرب أسقط الشيوعية بيد خادم كنيسته وراعيها الطوباوي ما يوحنا بولس الثاني وبحسب المراحل المدونة في مقالنا السابق ( البابا أسقط الشيوعية فتمت نبؤة العذراء ) وكما في الرابط التالي :
http://mangish.com/forum.php?action=view&id=2902
الله رحم تلك البلدان لأنها أطلقت حرية الكنيسة وزار رئيسها ميخائيل خورباتشوف البابا وعاد الأيمان الى روسيا وباقي البلدان الأخرى ، لا بل الآن روسيا هي الدولة الأكثر تعاطفاً مع مسيحي العالم وخاصة الشرق الأوسط ضد معسكر الغرب الملحد الذي صار الهم الأول له المال ، ولأجل المال يقفون مع أعداء الكنيسة لضربها وأزالتها وأضطهاد أبنائها وطردهم وفق منهج ومخطط مدروس ومتفق عليه مع الدول التي تغذي الأرهاب في العالم كدول الخليج النفطية وعلى رأسهم السعودية . تشير رسائل وزارة الخارجية الأمريكية الداخلية التي حصل عليها موقع ويكيليس ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تلك الرسائل ، بأن ملايين الدولارات تصل الى جماعات متطرفة من بينها القاعدة وحركة طالبان ، قالت الصحيفة أن مذكرة سرية أرسلتها وزيرة الخاجية الأمريكية هيلاري كلينتون في حينها أظهرت فيها أن سكان السعودية ودول الخليج هم الداعم الرئيسي للعديد من الأنشطة المتطرفة . أما الآن فقد توضحت الصورة بأن دول الخليج وفي مقدمتهم السعودية وقطر هم رأس الحربة الأمريكية في المنطقة من أجل تحويل الأنظمة العلمانية الى دينية أرهابية متخلفة كما حدث في العراق لتدميره وتفتيته وزرع بذور العداء بين كل مكونات الشعب وضرب المسيحية بقوة والعمل من أجل تهجيرها وكما يبغي قادة الأرهاب في دول الخليج ، وهكذا الحال في تونس وليبيا ومصر وأخيراً سوريا والتركيز الأساسي هو ضد المسيحية .

نقول للرئيس أوباما لا ترفس المناخس .
وهل تعرف معنى الكلام يا أوباما ؟ وهل تقرأ الكتاب المقدس فعلاً ؟ قبل أن تصل الى كرسي الحكم تظاهرتَ للعالم بأنك أنساناً وديعاً ومحباً للسلام وتعمل من أجل رفع الأقتصاد الأمريكي وغيرها من الوعود الطنانة فأنتصرت على لغة خصمك هيلاري كلينتون وأنتصرت . لا وبل خدعت العالم كله أنك رجل سلام وهمك الأول هو السلام العالمي ، فخدعت كل المنظمات الأنسانية فحصلت على جائزة نوبل للسلام . من بعدها بدأت حقيقتك تتجلى بوضوح للعالم فقُدتَ معركة الربيع العربي المشؤومة لتدمير الشرق الأوسط وما زلت تقودها في سوريا . نجحتَ في الوقوف مع أرهاب الأحزاب الأسلامية المتطرفة وتمويلها . نجحت في تهجير المسيحيين من العراق وسوريا وفلسطين ومصر وفتحت أنت وحلفائك في أوربا أبواب بلدانكم على مصراعيها لهجرة المسيحيين لتفريغ المنطقة من هذا العنصر الأساسي والمهم في المنطقة . والآن حدثَت مشكلة بينك وبين رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا مار فرنسيس بابا الفاتيكان بسبب أعتراضه لمشروعك الأرهابي ضد المسيحية ، وأخيراً في ضرب سوريا . فتقلد هذا الجبار في الأيمان سيفه ( تقلذَ سيفك على فخذك أيها الجبار ) " مز 4:44" فأستطاع البابا تعبئة مليار وربع مؤمن للصوم والصلاة ضد مشروعك الشيطاني فاستخدم سياسة السماء التي هي أقوى من سياستك ، وسيفه يتحدى سيفك ، لأن سيفه هو ( سيف قاطع ذو حَدّين ) " عب 12:4" . استخدم سلاح الأيمان القوي الذي هو أقوى من كل قوتك التدميرية ، بعد ذلك أستطاعت القوات المسلحة السورية من تطهير دير عطية وما حوله ، فقمت بقطع العلاقة مع الفاتيكان وسحبت السفير وأعضاء السفارة في يوم 25-11-2013 بدون أعلان رسمي الى سفارتك في روما . وبعدها تم تحريض المرتزقة للهجوم على بلدة معلولة المسيحية التي تتحدث الآرامية ، لغة المسيح ، وتم الأستيلاء على نصف البلدة فقام المجرمون بقيادتك برفع الصلبان من على ست كنائس مع أختطاف 12 راهبة كمخطط تهديدي للمسيحية وأنتقاماً من البابا ، أخططفوا الراهبات على نفس خطة أختطاف المطرانين وبأشراف الشريك الآخر تركيا المخضرمة في أبادة المسيحية والتي ما تزال وستبقى يداها ملطخة بدماء مليون ونصف أرمني وكلداني وآشوري وسرياني وسيعيش العالم الذكرة المئوية قريباً لتلك المجزرة المؤلمة وأنت تكلف أولئك المجرمون لأبادة المسيحيين في المنطقة مرة أخرى . نعم يا سيادة الرئيس لقد وضعت يدك بيد المجرمين وأنت من تُحرِك الأحزاب الأرهابية في العالم كالقاعدة وجبهة النصرة والداعش والسلفية الجهادية وأحرار الشام وأخوان المسلمين في سوريا وشهداء يرموك والجماعات الأسلامية المتطرفة الأخرى وقد أتيت بهم من 112 دولة ولفرنسا يد طويلة في تحريك هذه العصابات الأرهابية من أجل أسقاط نظام الأسد . لنسأل ونقول وهل النظام القادم سيعطي حرية التدين والعيش المشترك كما يعطيها الأسد ؟ في سوريا هناك السِنة و70% من الجيش السوري هو من السِنة ، وفي سوريا هناك الشيعة والعلويين والمسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك والأنجيليين والدروز واليزيدية وغيرها من المعتقدات ، بينما حليفك الأكبر في السعودية لا يسمح لبناء كنيسة واحدة لأكثر من مليون ونصف عامل مسيحي في السعودية . صرخ البابا الآن متحدياً ظلمك فأستجاب له كل العالم المسيحي وأيدوه المسلمون المعتدلون وقالوا ، بابا روما يطالب بعدم ضرب سوريا الأسلامية وشيوخ الأسلام يطالبون بتدميرها . ستخسر يا أوباما لأنك لا تستطيع أن ترفس المناخس . وهل تعرف ما هي المناخس يا سيادة الرئيس ؟ وهل تعلم من قال هذا القول ولمن ؟ قاله الرب يسوع لشاؤل الطرسوسي لمقاومته الكنيسة المقدسة حيث كان يسعى الى تدميرها مثلك ، فهل تعرف ماذا كانت النتيجة ؟ واجهه رب المجد في طريق دمشق وقال له ( صعب عليك أن ترفس مناخس ) والمنخاس هو قطعة من حديد ، دقيقة الرأس ، يستعملها بعض الناس في نخس حيواناتهم لتسرع في العمل أثناء الحراثة أو في البيدر . لهذا نحذرك قائلين ، لا تقاوم سبل الرب المستقيمة ، ولا تقف مع قوات الشر ولا تقاوم كنيسة الله التي أقتناها بدمه . ثمن الكنيسة التي تدمرها وتشّرِد أبنائها هو دم الله الغالي الثمن ، لا تستغل طول أناة الله ، أنه ينظر من سمائه ويسمح لك بأضطهادها لزمن لكن يخطىء من يظن بأنه لا ينتقم ، لأنه قال ( لي النقمة والجزاء في وقت تزل أقدامهم . أن يوم هلاكهم قريب والمهيآت لهم مسرعة ) " تث 35:32"
أترك يا سيدة الرئيس طرقك الملتوية وخططك التي تنسقها مع قادة الشر في دول الخليج وتركيا . خطتكم تنكشف للعالم أجمع والأخيرة أكتشفها السفير السوري في الأردن د. بهجت سليمان فأعلن ما قاله وزير خارجيتك لملك السعودية وهو يعاطفه بالكلام لكي يقنعه ، هكذا تتحدثون مع الملك وكأنه هو الأعظم منكم ، والعالم يتذكر زيارتك التاريخية له وكيف أنحنيت أمامه كما ينحي العبد لسيده . أما ما قاله وزيرك جون كيري للملك المعظم ، فقال :
اسمح لي يا جلالة الملك أن أدخل وإياك للملف السوري فمنذ البداية دعمنا الثورة وآزرناها وقلنا على بشار الأسد أن يرحل ودعمنا المعارضة وكنا نتمنى أن تبقى المعارضة في الأزقة والشوارع وأن لا تنتقل للجبال والخنادق . ولكن هناك من استعجل الأمر واعتبر أن ذلك سيسرع في انهيار النظام . ولكن وجهة نظرنا كانت مخالفة مع أننا لم نعترض على ذلك . آزرنا المعارضة بكل قوة زودناهم بالسلاح وفرضنا عليهم جميعاً ضغوطات من أجل الوفاق والوحدة وكذلك مارسنا ضغوطاً على النظام وعزلناه وحاصرناه كل ذلك دعماً للثورة السورية . ولكن الذي أضر بالثورة السورية هو كثرة الطباخين حيث أفسدت الطبخة وشعطت كما تقولون في العربية فالكل أصبح قائداً للثورة السورية ، والكل له قراراته ، والكل له جماعته ولكن للأسف الكل يتصارع مع الكل . كنا حريصين على وحدة الجميع ولكن للأسف فشلنا ، فقطر أصبحت قائدة وتركيا أصبحت كذلك والبعض عندكم ، وإسرائيل أطلت بأنفها ، كل ذلك حسب وجهة نظرنا مكن النظام من الصمود وأصبح قادراً على المواجهة. حذرنا منذ البداية من أن عسكرة الثورة السورية ستصب في مصلحة النظام ولكن لم يسمعنا الكل وانجررنا تحت رغباتهم بهذا العمل حيث قدم لنا البعض نفسه كخبراء للشعوب العربية وبالشعب السوري، كنا نقول لهم أهم مقومات أي دولة أو انهيارها هو الجيش نسألكم أين يقف الجيش . كنا نعرف أن نظام بشار الأسد محاط بنواة صلبة من الجيش يصعب اختراقها ولكن البعض كان يزودنا بمعلومات مضللة ويقول لنا أن الجيش سيفقد الثقة في بشار ، فقط مسألة أيام والبعض تحدث عن ساعات.
سأروي لك يا جلالة الملك ما حدث في قصة واحدة ، أمير قطر السابق اتصل على عجل طالباً مكالمة الرئيس أوباما أن بحوزته معلومات هامة يجب أن يطلعه عليها وكان الوقت بعد منتصف الليل حسب توقيت الولايات المتحدة والرئيس خلد إلى النوم ، إلحاح أمير قطر على مكالمة الرئيس دعا مستشاريه إلى إيقاظه . أمير قطر أخبر الرئيس أوباما ما يلي :
رئيس الوزراء رياض حجاب سيتوجه بعد ساعات إلى رئاسة الوزراء ليعقد مؤتمراً صحفياً يعلن انشقاقه عن النظام ودعمه للثورة كل ذلك سيترافق مع تحركات وانتشار الجيش السوري خاصة في المدن الأساسية وأن هناك اتفاقاً قد جرى ما بين قيادة الجيش وقيادة الثورة على أن يوجهوا نداءاً وإعطاء بشار الأسد فرصة من الوقت لمغادرة سوريا وإن القطريين قد مارسوا ضغوطاً كبيرة من أجل اتمام ذلك لأن البعض في سوريا يريد قتل واعتقال الرئيس وعدم تمكينه من مغادرة سوريا . أمير قطر أبلغ الرئيس أوباما أيضاً أن كل ذلك أصبح ناجزاً والمسألة خلال ساعات . الرئيس أوباما أخبر مستشاريه وأبلغهم بالموضوع وطلب منهم أن تقوم الفرق التلفزيونية الموجودة في تركيا بالتحرك الفوري إلى سوريا من أجل مواكبة الحدث وبتنا ننتظر ساعات وساعات ولا شيء يحدث في سوريا لنفاجأ في ساعات المساء بطلب أردني أن نساعدهم عبر الأقمار الاصطناعية في البحث عن رياض حجاب رئيس الوزراء السوري حيث أخبر الأردنيين أنه في الطريق إليهم ولكنه لم يصل ومن المحتمل ان يكون قد القي القبض عليه أو قتل وبعدها بساعات تم التعرف على رياض حجاب مغادراً الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية متنكراً بزي امرأة ، هذا ما حصل يا جلالة الملك. هل تعلم يا جلالة الملك أن القطريين أبلغوا الإسرائيليين بذلك قبل أن يبلغوننا ، هل أبلغوكم ؟ اتصلنا بالأردن لنعرف حقيقة ما يجري، أبلغنا الأردنيون أن لا علم لهم بذلك ولم يلحظوا أي تغيير مهم في سوريا وفي حركة الجيش . هذا ما يحصل يا جلالة الملك ، أضاعوا فرصة سوريا بأحلام طوباوية وتخيلات وهمية والخاسر الأكبر حتى الآن هو الشعب السوري .
لندخل بالتفصيل يا جلالة الملك أيضاً بموضوع مهم فقد أبلغنا الأمير بندر بأنه ليس مثل قطر وطلب منا مهلة شهرين إلى ثلاثة أشهر لإنهاء الأزمة السورية أعطيناه وسهلنا عليه وحشدنا له كل الحلفاء ونحن مقتنعين تماماً أن ذلك غير ممكن . استطلاعاتنا ودراساتنا ومعلوماتنا تفيد أن بشار الأسد يومياً يزداد قوة ويستعيد ثقة البعض يوماً بعد يوم.
ختاماَ نقول سر قوة النظام السوري هو في رؤيتهم الصائبة لحقيقة المؤامرة التي نسَّجتها لهم يا سيادة الرئيس مع الأنظمة الرجعية العربية في الخليج وفتاوي شيوخ الأرهاب ك د. يوسف قرضاوي وغيره وتحت عباءة مشروع الربيع العربي ( لا وبل الخريف العربي الأسود ) وأطلاق الحرية والديمقراطية ، فالله وكنيسته المقدسة لا ينخدعون بالأباطيل لكي يقفوا مع الباطل ، بل يقفون مع الحق ، وتظليلك للحقائق أنت وقيادتك السياسية لا يقبل بها البابا ولا كل مؤمن مسيحي لكي يصفق لجرائمك ، أرتكبت جريمة أخرى سيسجلها لك التاريخ وهي سحب أعضاء سفارتك من الفاتيكان يوم 25 -11- 2013 ، أنه أعلان حرب ضد صوت الله . والله سينتقم مع من يقف مع الظالم ولن يسمح بالظلم ، أنه الآن يسمع ، وينظر ، ويكتب . أما أعمالك الشريرة في سياسة العراق وسوريا ومصر وغيرها والتي كانت نتيجتها نزف دماء الأبرياء وحرق الكنائس وتشريد المسيحيين ومع هذا تريد من البابا أن يقف الى جانبك في تدمير الكنيسة التي أسسها الرب في تلك البلدان قبل الفي سنة . كم هي خطيئتك كبيرة يا سيادة الرئيس ؟ وكم ستجني من الشوك الذي تزرعه ، ستجني حسكاً والماً وأنتقاماً بسبب أعمالك الأرهابية ؟ بل أنت من تقود الأرهاب العالمي وتدعمه ، بعملك هذا تدين نفسك بنفسك ، لو كنت تريد أن تنشر الحرية الحقيقية المجردة من مصالحك الدنيئة فأفرضها على الأنظمة الحاكمة لكي تنشر كلمة الحق التي مات من أجلها المسيح مصلوباً لكي يأتون هؤلاء العائشين في الظلمة وفي ظلم قادتهم ، الى حظيرة الخراف الوديعة الذي يقودها المسيح لكي تتم فرحتنا بأعمالك الصالحة فتمتلي أجران المعمودية في الكنائس من الذين سيرون النور لكي يصبحوا أبناء النور، فيعم السلام والفرح في بلدانهم ، فيرأسهم قادة أمناء لا سراق ومجرمين ، وهكذا يكون الفرح في بلدانهم وفي العالم الذي سيتحرر من أعمالهم الأجرامية ، وكذلك يكون الفرح في السماء .
وفي الأخير نُحَذّرُك قائلين ( لا ترفس المناخس يا رئيس أوباما ) . بل أتقي الله وأذهب لزيارة البابا نادماً على فعلتك وأنحني لا الى مستوى يده ، بل الى سيور حذائه .
طوبى للرجل العظيم الرئيس فلاديمير بوتن الذي زار البابا ونال بركته .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا

587
هاوت بسيما رابي بابد سنحاريب
نعم السومريون وحسب الأكتشافات الموجودة هم السباقين في تأسيس أول حضارة في التاريخ ، هناك أكتشافات جديدة قد تكتشف حضارات أخرى أقدم فحينذاك يجب أعادة النظر في صفحات التاريخ ونسخها على ضوء ما يكتشف . أكثر الآثار ما زالت مقبورة تحت الرمال وتحتاج الى تنقيب من أجل الوصول اليها ومن ثم قراءة أسرارها .
شكراً لتعليقك والرب يباركك

588
الأخ العزيز عصام المالح المحترم
أهلاً بك في فضاء مقالي وشكرا لتعليقك ، كتبت في بدايته :
قبل يومين بدأت بقراءة لترجمة الالواح الاربعة عشر لزكرايا سيتجن وعلى وشك الانتهاء منه.
يهمنا أدراج كل ما هو مهم مما قرأت لكي تزيد المعلومات للأخوة القراء عن الموضوع . نعم وكما دونت في المقال هناك أسرار خفية وهناك علاقة بين شعب سومر وشعوب تسكن في كواكب أخرى وتلك الشعوب مستمرة في التطور والتقدم . ويسهل لها الوصول الينا بسهولة منذ ذلك التاريخ وها اليوم أيضاً تصلنا وتمدنا بمعلومات ولنا علاقة معها تعاملنا بحنان وكأننا مخلوقات بدائية وفعلاً نحن بدائيين جداً بالنسبة لهم لأننا لا نستطيع الوصول الى كواكبهم التي تبعد عن مجموعتنا الشمسية  مسافات بعيدة جداً فمركباتنا التي تصل الى بعض كواكب مجرتنا لا تستطيع الوصول الى تلك الكواكب البعيدة . نلتقي معاً أخ عصام في مقال لاحق والرب يحفظك

589
شلاما أموخ هم أخونا الآشور ومشيحا ناطروخ
نعم أخي العزيز هذه الصحيفة هي من أكثر الآثار غرابة ولأجلها وكذلك لما يحتوي المقال من هذه الغرائب كتبت عنوان مقالي أسرار سرمر تهز العالم . أما سؤالك هل فعلاً تعود هذه الصفحة الى 400 الف سنة بقت السومريين ؟ فجواب هذا السؤال بسيط جداً وهو تحليل صخور تلك المكتبة من قبل علماء الآثار وأعطاء عمر حقيقي لها ، أما أنا فأقول لا عجب في ذلك أبدأً لأن عمر الأرض هو 5 مليار سنة وعمر الأنسان حسب المكتشفات الحديثة ولأقدم هيكل عظمي للأنسان والمكتشف في أثيوبيا فيعود الى مليوني سنة ، فكما ذكرت في المقال بأن الكرة الأرضية تعرضت الى أكثر من كارثة من كوارث التدمير الشامل لها . معلوماتنا يأ أخي الموقر ما تزال ضعيفة وفقيرة امام الأكتشافات الجديدة والتي تكشف لنا حضارات متطورة على الأرض ومذهلة بأسرارها . أنا الآن أبحث في حضارة أخرى متطورة جداً على أرض الرافدين وفيها أسرار تثير العجب ، سأنشرها حال أتمامها فتابع منشوراتي القادمة وتعليقك مهم لأنه يضيف المزيد الى الموضوع . وآلها مبارخلوخ

590
أسرار حضارة سومر تهز العالم



في البداية ، علينا أن نبحث عن صفحات التاريخ المليئة بمعلومات زاخرة وآثار عريقة لكي تضيف لنا أضافات أصيلة غيرمسبوقة عن التطور والتقدم الذي حصل في تلك الحقب الزمنية . من خلال قراءتنا لكل ماهو مكتوب عن حضارات العالم وتاريخها يتبين لنا بأن الأنسان البدائي الذي بدأ حياته في الصيد أولاً ومن ثم الأستيطان والشروع في الزراعة وصناعة بعض الأدوات الزراعية والمنزلية التي كانت تفي بمتطلباته المعيشية وتحافظ على ديمومة حياته .
كانت الحياة على مر العصور سلسلة متصلة من حلقات التطور وكل حضارة كانت تتطور بمقدار الأبداع والرقي الحاصل في حياتها اليومية فأزدهرت بعضاً منها حتى بلغت أعلى الدرجات من سلم الأبداع في التاريخ . ففي العصر الحجري القديم وُجِدَت أوان حجرية ذات مقابض وعليها رسوم لحيوانات ونباتات . كما وُجِدَت آلات مصنوعة من حجر الصوان والعظام .
برزت حضارات قديمة في العالم ، ففي بلاد الرافدين كانت الحضارتين السومرية والبابلية من أبرز حضاراتها . وهنالك الحضارات الأخرى في مختلف مناطق العالم مثل مملكة سبأ في اليمن ، والحضارةالأغريقية ، والصينية ، والفرعونية ، والفينيقية ، والرومانية ، وحضارة المايا . وتعتبر الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين من أقدم حضارات العالم والتي تعود الى الألف السادس ق.م مع وجود فارق زمني طويل مع الحضارات الأخرى .
أول ظهور للتطور في أرض سومر (الحضارة السومرية) كان في مجال الزراعة أولاً، فأنتقلوا من مجتمع أستهلاكي تَمثّـل بالصيد والبحث عن الأثمار والنباتات البرية الى مجتمع زراعي منتج ومدجن للحيوانات للأستفادة من حليبها ولحومها وجلودها ، حيث دبغوا الجلود وغزلوا الصوف وعرفوا الخياطة . وهكذا بدأت الحضارة في بناء القرى والمدن وفي التجارة والثقافة والفنون التشكيلية والموسيقية فصنعوا آلات موسيقية مختلفة ونظّموا السلم الموسيقي وأسسوا فرق للأنشاد في المناسبات وفي المعابد .
أوّل أبجدية عرفها التاريخ القديم كانت في بلاد سومر، حيثُ أكتُشِفَتْ في شظايا الألواح الطينية المدونة بالخط السومري . وعاشت الكتابة السومرية لمدة 2000عام وكانت لغة للتواصل بين الداخل والخارج بل وأصبحت أداة ناطقة للأجيال القادمة لكي يقرأوا من خلالها تفاصيل تلك الحضارة القديمة . اما في الطب والهندسة وبناء القصور الضخمة والزقورات وتخطيط وبناء المدن الكبيرة فقد سبقوا كل حضارات العالم . كما أبدعوا في الصناعة والتجارة والفنون وأدارة شؤون الدولة وسن القوانين والأنظمة ونشرها على مسلات خاصة . كما ويُعتبرون من أول الأقوام الذين تفننوا في صناعة السفن العملاقة وتعاملوا مع البحار برسم خرائط ملاحية تسير عليها السفن فوصلوا الى بلدان بعيدة . كما كانوا سباقين في علم الفلك .
تم العثور على خاتم سومري يعود الى الألف الرابع ق. م مرسوم عليه بدقة خارطة كونية تبين المجموعة الشمسية . وتبين أن عدد الكواكب عشرة أضافة الى الشمس والقمر . كان السومريون يعدون الشمس والقمر كوكبان لذلك يصبح عدد الكواكب أثنا عشرة كوكباً . وتبين خارطة النظام الشمسي على الختم موضع كل كوكب بالنسبة الى الشمس ، وحجم كل منها ، مع معلومات فلكية ومسافات تطابق ما تم الوصول اليه في العصر الحالي في علم الفلك . كما وضعوا التقويم الشمسي والقمري وثبتوامواعيد الفصول . وصنعوا العدسات المقعرة والمحدبة والمرايا العاكسة . كما سبقواغيرهم في سباكة الذهب والفضة والمعادن الأخرى وتفننوا وبدقة في صناعة المجوهرات.
جاء أسم سومر في زمن الحثيين اي قبل الألف الثالث ق.م . ومن أهم المدن السومرية المعروفة ( أور - أوروك - لارسا - كيش - وأريدو) وأطلق على أراضي سومر أسم ( ميزوبوتوميا ) أي بلاد ما بين النهرين ، وبلاد ما بين النهرين لا تقتصر بمنطقة سومر المعروفة في جنوب العراق فقط بل تشمل كل الأراضي العراقية أضافة الى الأراضي السورية المحصورة بين حدود العراق الغربية وضفاف نهر الفرات في داخل سوريا شرقاً وجزء من جنوب تركيا شمالاً ، أما من الجنوب فتشمل كل دول الخليج بما فيها سلطنة عمان . أذاً الحضارة التي نشأت في ما بين النهرين هي أقدم من حضارة الصين والهند ومصر واليمن وغيرها . لكن هل كانت هذه الحضارة هي الأقدم وعلى نفس الأرض ؟
عثر على صحيفة حجرية منحوتة أسمها ( صحيفة الملك ) وهي من الصحف القديمة المحفوظة في خزائن الملك لهذا سميت بصحيفة الملك ( الرابط في أدناه لصورة تلك الصحيفة)
صحيفة الملك
هذه الصحيفة هي من أكثر الآثار غرابةً لما تحتوي من كنوز ومن أخبار تاريخ تلك الحضارة وهي منقوشة على حجر وهذه الأخبار تعود الى 400 الف سنة سبقت السومريين . فكيف كانت تلك الحضارة يا ترى ؟ ما موجود في تلك الصحيفة المهمة جداً والمحفوظة جيداً ، لا تصل اليها يد التحريف ، والمعلومات التي فيها تشيرالى أن السومريين كانوا يقسمون التاريخ الى قسمين . القسم الأول ما قبل طوفان نوح والثاني ما بعده . ذكر في تلك الصحيفة بأن ثلاث آلهة جاءوا من السماء على الأرض وظهرت رسوماتهم على لوحات جدارية مع مركبات غريبة ذات أجنحة وأسمائهم :
(Nebhilim, Nefilim, Elohim)

من الغريب أن نرى أسم ألوهيم بين هذه الأسماء فآلوهيم هو أسم الله القدير وكما ورد في أسفار العهد القديم . وهل ذلك الإله هو مثلث الأقانيم ؟ يقال أن الآلهة الثلاثة المذكورين هم أبناء أله واحد ، والملاحظ أن الميثالوجيا السومرية تؤكد بأن الصلوات الدينية كانت توجه الى الآب الخاص بالآلهة الثلاثة المذكورين وبصيغة توحيدية والذي كان يعتبر اله السومريين وكان يسكن في كوكب نيبيرو . ومن ذلك الكوكب جاء أبناء ذلك الإله لزيارة أرض سومر.
الحضارة اللاحقة أبدلت أسم كوكب نيبيرو بأسم كوكب مردوخ ، أي على أسم ألههم الأعظم . كما نستغرب من وجود معتقدات دينية عند تلك الجماعات تشبه الى حد ما معتقدات المسيحية اليوم .
ففي الكتاب المقدس يقول الرسول بطرس في رسالته الثانية 8:3 ( ولكن . أيهاالأحباء . عليكم ألا تنسوا هذه الحقيقة .. أن يوماً واحداً في نظر الرب هو كألف سنة . وألف سنة كيوم واحد ) وهذا يقرب الى المعتقدات المدونة في القصص السومرية . حيث كانت تعتقد الحضارة التي كانت تسكن في كوكب نيبيرو بأن سنة واحدة هناك تعادل 3600 سنة وكان يطلق عليها وحدة ( سار ) عندما وصلت الآلهة الأولى على الأرض كان عمرها 120 سار أي أن عمرها كان 432 ألف سنة بالزمن الأرضي .
نستنتج من هذا بأن هنالك حضارة أخرى كانت قائمة على أرض ما بين النهرين وتحديداً في أرض سومر المعروفة في جنوب بلاد ما بين النهرين ، حيث كانت تعيش في زمن ما قبل طوفان نوح . ولمعرفة المزيد عن آثار الحضارة التي عاشت في أرض سومر قبل الطوفان وعن ملوكها طالع بحثنا السابق ( طوفان نوح بين الأساطير والعلم والأيمان ) وفي الرابط التالي
http://mangish.com/forum.php?action=view&id=3227

العلم والمكتشفات الحديثة تعلمنا بأن الأرض تعرضت الى طوفانات شاملة أخرى سبقت طوفان نوح دمرت كل حضارات هذا الكوكب . وكان هناك حضارات متطورة جداً في كواكب أخرى لكنها لم تتعرض كواكبها الى مثل تلك الكوارث . بل أستمرت في التطور والتقدم العلمي والحضاري ، لهذا فهي الآن أفضل منا في العلم والتكنولوجيا وبأمكانها اليوم أيضاً أن تصل بمركباتها الفضائية المتطورة والسريعة جداً الى كوكبنا بسهولة وتستطيع أستمكان وأحتواء مراصدنا ، وتعلم جيداً بعلومنا وحضاراتنا المتخلفة بالنسبة لهم فتتعامل مع حضارتنا كمعاملة الرجل البالغ مع طفل . وهذه المركبات هي ما نطلق عليها اليوم بالصحون الطائرة. وللدول المتقدمة وخاصة أميركا أسراراً كثيرة عن تلك الصحون وأماكن تواجدها . وقد تكون الآلهة الثلاث هي من تلك الكواكب ومنذ ذلك الزمن كانت متطورة ولها القدرة للوصول والهبوط على أرض أفضل حضارة على الأرض في ذلك الزمان . وفعلاً للدول الثمان المتطورة اليوم علم بنشاطا تتلك الكائنات القادمة من كواكب أخرى على الأرض . وتلك الحضارات العريقة تزورنا دائماً وتتجسس علينا وتحصل على أسرارنا ومراحل تطورنا وتعبرها بواسطة أجهزة أستمكان دقيقة منصوبة في أماكن مختارة لكي تعبرها الى كواكبها أو الى مركباتها المتنقلة ، تابع هذا المقطع لفيديو يصوِر ويُعلِق على أجهزة تنصت لتلك الكائنات
http://www.youtube.com/watch?v=umwlABDaa_g
صرح وزير الدفاع الكندي السابق ( بول هيليير ) عام 2006 بأن هناك سبع أجناس فضائية زارت الأرض ، وهناك تعاون أمريكي معها . كما صرح الوزير قائلاً : أنني أطلعت على تقارير رسمية حساسة في أميركا تشير الى نشاط فضائي على الأرض بعلم الدول الثمان الكبرى وتعاملها مع تلك المخلوقات . كما أكد في 2013 أن هناك كائنات غريبة حية موجودة على الأرض حالياً وأن أثنين منها على الأقل ربما يعملان مع الحكومة الأمريكية . للمزيد طالع هذا التقرير
http://www.almadapress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=13652

لنعود الى حضارة سومر القديمة . أي سومر ما قبل الطوفان ، حيث عثر على جدول دون فيه أسماء ثمان ملوك سومريون حكموا بلاد سومر مايقرب ربع مليون سنة . أي أن متوسط حكم كل واحد منهم يزيد عن 30 الف سنة . اللوحات الطينية تحدثنا أن عمر الأنسان قبل الطوفان كان يصل الى أكثر من الف سنة ، ولا عجب في ذلك لأن الكتاب المقدس أيضاً يذكر لنا عمر أكبر معمر في التاريخ وهو أبينا متوشالح الذي عاش تسع مئة وتسعاً وستين سنة ومات " تك 27:5" وهو الآخر عاش قبل الطوفان . أما ما بعد الطوفان فقد قل عمر الأنسان كثيراً لكي لا يتعدى المئة سنة وخاصةً بعد فترة الأسباط.
سنتاول في مقال آخر عن حضارة سومرية عريقة أخرى وفي أرض أخرى من أرض سومر تحمل أسراراً أخرى تثير عجب العالم . ليحفظ الله كنوزحضارات أجدادنا من العابثين والحاقدين لأننا بتلك الآثار نفتخر اليوم وسيفتخرون بها أجيالنا أيضاً.

بقلم
الفنان التشكيلي
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا



591
الأخ المحترم catholic
قرأت مقالك الذي يحتوي على الكثير من الحقائق التي توضح للأخوة القراء دور الكنيسة الكاثوليكية في دعم العلم ونشر الثقافة في العالم الغربي . وعلاقة الله وحكمته في قيادة العالم . ليست الآية 20:11 من سفر الحكمة فقط توضح لنا دور الله وحكمته على العالم بل الكتاب ملىء بتفاصيل واضحة لحكم الله على العالم فنقرأ من الآية الأولى في الكتاب المقدس والتي تقول : (في البدء خلق الله السموات والأرض ، وأذ كانت الأرض مشوشة ومقفرة وتكتنف الظلمة وجه الأرض ، وأذ كان روح الله يرفرف على سطح المياه ) فالمقطع الأخير روح الله يرفرف يشبهه علماء الكتاب المقدس بأن الله كان يحتضن الأرض . وتفسير كلمة يرفرف جاء من اللغة اليونانية الأصلية للنص والتي تعني يحتضن ، أي أن روح الله كان يحتضن كل الأرض المقفرة ويسيطر عليها كما تحتضن الدجاجة البيض الى حين أن تخرج منها الحياة . ولكي نعرف بأن الكون المخلوق والذي نحن جزء منه  يدور حول نفسه بسرعة هائلة تقدر 784الف كم في الساعة الواحدة . ورغم هذه السرعة فأن مجموعة كواكب مجرتنا يلزمها 200 مليون سنة حسب تقديرات العلماء لتدور حول نفسها دورة واحدة .وهناك اكثر من مليون مجرة شبيهة بمجرتنا . وهناك ملايين النجوم الدوارة تسير بنظام ودقة متناهية حول بعضها دون ان تصطدم . قال عالم ورائد روسي عندما مكث شهور في الفضاء يراقب حركة ملايين النجوم بأنه لا بد من وجود يد خفية تسيطر على مدار هذا الكون لكي يسير بهذا النظام ، وكان المقصود هو الله . كل شىء في العالم موزون نعم وتحت سيطرة الله ، كما قال يسوع المسيح ( .. بل أن شعر رؤوسكم كله معدود .. ) "لو 7:12" هكذا الكون كله معدود وموزون عند الله
أما عن موضوع الحكمة فالكلام عنها كثير جداً ، أختصره
أن حكمة الله هي فوق حكمة العالم التي ستبيد ( 1كو 19:1) . قال الرسول بولس ( أن حكمة العالم هي جهالة عند الله ) ( 1كو 19:3) وسماها حكمة الناس أو حكمة هذا الدهر ( 1كو 6:2)
لأجل معرفة حكمة الله على حكمة البشر ، فأن الله تحدى حكمة العالم بأختياره جهال العالم ( رسل المسيح الغير متعلمين ) ليخزي بهم فلاسفة وحكماء هذا العالم ( طالع 1كو 27:1) . أما الرسول يعقوب فشرح لنا تفاصيل حكمة الله ( طالع 17:3) كما أن حكمة العالم تحتوي على مكر وخداع وقد يتدخل الشيطان فيها ، كخداعه لأمنا حواء وتجاربه الفاشلة بحكمة مع المسيح
نعم الكنيسة الكاثوليكية هي التي نورت الغرب وما تزال أفضل المدارس التعليمية في أوربا وأميركا وأستراليا هي المدارس الكاثوليكية . قال أحد أثرياء نيويورك الملحد عند زيارته لأحدى مجمعات الكاثوليكية ، أن المدارس الكاثوليكية هي التي زرعت الثقافة في الغرب وتبرع بملايين الدولارات لدعمها .

أما عن شهادة القديسين في عناية الله الصارخة في الكون ، فنذكر شهادة القديس يوحنا ذهبي الفم ، فقال :
أن كنت تشك في عناية الله ، سل الأرض والسماء والشمس . سل الكائنات غير العاقلة والزروع ... سل الصخور والجبال والكثبان الرملية والتلال . سل الليل والنهار ؛  فأن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها ، في كل مكان : في البراري والمدن والمسكونة ، على الأرض وفي البحار ... أينما ذهبت تسمع شهادة بهناطقة ذه العناية الصارخة .
أكتفي بهذا القدر ، ونحن بأنتظار المزيد من المقالات المهمة يا أخ كاثوليك .والرب يباركك .

592
نعم محبة الآخرين هو هدفنا لكن يجب أن لا نعبر عنها على حساب مبادئنا التي لا تعترف بالمعتقد الذي نريد أن نعبر له عن حبنا . هذا العمل ستنعكس منه سلبيات كثيرة ، فهناك من يفسره بأعترافنا بهم وبأن معتقدهم صحيح فلماذا يهجرونه ويلجأون الى غيره أو الى دين أصح . وبالنسبة الى أولادنا بسبب الأمتزاج والمجاملة الزائدة يتطبعون في معتقداتهم وبمرور الزمن يقبلونها . كما نلاحظ بأن الجانب الآخر اليوم يضغطون بشكل أو بآخر على مسيحيي العراق لممارسة طقوسهم وخاصة في الجنوب فنلاحظ بأن هناك موكب مسيحي وصابئي مندائي ينطلق من البصرة والناصرية لزيارة الحسين ، وهل هم يؤمنون حقاً بالحسين أم هو خوف أو تملق أو مجاملة على حساب مبادئهم وأيمانهم ؟. هذا الكاهن القادم من الخارج لم يعرف جيداً مبادىء وعادات الأسلام في بلداننا فيجاملهم بحجة الأقتراب منهم أو للتعبير عن المحبة ، وهكذا يفعلون بعض آباء الغرب بفتح كنائس للمسلمين لكي يدخلوا ويصلوا فيها أو يسمحون ببناء جامع بالقرب من كنيسة كما يفعلون في العراق والبلدان العربية لغرض أزعاج المسيحين بأصوات المكبرات أثناء صلاتهم . هذا هو موقفهم منا . وفي الغرب يقتربون من الكنائس لأصطياد ضعيفي الأيمان ، لهذا أقول لهذا الأب مبادرتك لا تليق بواقعنا ولا هم يوماً يصومون صومنا أو يصلون صلواتنا . لنعرف أذاً كيف نتصرف وماذا يقول لنا الكتاب المقدس ونطبق قول الرب يسوع :
( أعملوا مع الناس كما تريدون هم أن يعملوا معكم )
فهل سيصومون أصوامنا ويشاركوننا صلواتنا؟

593
الأخ العزيز جلال برنو المحترم
قرأت رأيك عن النقطة الثامنة من قرارات مؤتمر السينودس الكلداني الأخير ومدى تقاطع آرائك مع هذه النقطة كما بررت موقفك برأي قداسة البابا بألتزام كل المسيحيين في السياسة وهذاحسب رأيك يشمل الأكليروس أيضاً .
جوابي لرأيك هو أن البطريرك في كلماته المنشورة والمعلنة يحدد عمل رجل الدين في السياسة ، وعليه أن لا يميل ويجاهد مع كتلة ضد الآخرين لأن وكما قال في كنيسة الكاهن الكلداني ، كلدان كاثوليك وعرب كاثوليك وكرد كاثوليك ..الخ فهل يجوز أن يقف مع كتلة محددة ويغضب الآخرين أم يجب أن يعمل بمحبة للجميع بالتساوي ؟ أما رأي البابا : المشاركة في العمل السياسي هو واجب كل المسيحيين . فأبديت برأيك  قائلاً : أعتقد بأن رجل الدين غير مستثنى  .
تعليقي على رأيك هو أن الكنيسة تعرف جيداً مستوى مشاركتها في السياسة فحددت لهذا الموضوع بشكل عام الطول والعرض والأرتفاع لهذا العمل ، لا وبل خصصت له علم خاص يُدرَس وهو ( علم اللاهوت السياسي ) وعلينا أن لا ننسى الدبلوماسيين الذين يعملون في سفارات الفاتيكان في العالم هم دارسين هذا العلم لكي يوازنوا بين الدين خاصةً ، لأنه هدفهم الأول وبين السياسة ثانياً . وهكذا كل كاهن له دراية كافية عن هذا العلم ، وعليه أن لا يتجاوز حدوده ، ولكي لا أطيل في تعليقي سأختصر بقدر أمكاني عن غاية اللاهوت السياسي وحدوده وأرجو أن يكون جواباً لآرائك فأقول :
كان المسيح سياسياً ويجادل السلطات الزمنية ، وكانت غايته من الصراع السياسي ليس للوقوف مع قومه اليهود من أجل تحريرهم من الأستعمار الروماني ، بل لتأسيس عهد جديد يبني ملكوت الله على الأرض ، وهذا العمل لا يكتمل أذا لم ينوطوا مسيحيوا اليوم بأنفسهم في الصراع السياسي كالمسيح ، والأنجيل نفسه يتناول السياسة لا وبل هو المصدر الرادع للسياسات الخاطئة  .  الهدف من اللاهوت السياسي ليس لغرس الأيمان والأخلاق في عقول السياسيين ، لكن يهدف الى الوعي اللاهوتي بما يعمله السياسيون ، فيجب تحديد حقول وأوساط عمل اللاهوت السياسي اليوم . من الخطأ جداً أن يستخدم الكاهن منبر الكنيسة لخدمة السياسة ، أو المنبر السياسي لأمور دينية ، حيث من الأفضل أن يعلن منبر الكنيسة حكمة الله . وعلى السياسي أن يهيىء الأفضل للشعب . ومن مصلحة المؤمن أن يسمع الى الأثنين لأنه عضواً في كليهما ، ومن مصلحة السياسة أن يكون شعبها مؤمن، لأن كلما نما الفرد في الأيمان المسيحي ، كلما نما ولائه لوطنه ، وان فقدان الولاء للمجتمع الذي يعيش فيه ذلك الشخص هو بسبب أنحداره الروحي أو الأيماني . لهذه الأسباب يجب أن تلتقي السياسة مع الدين لخدمة المواطن خدمة روحية ، لخدمة الروح ، وزمنية ، لخدمة أحتياجات الجسد والوطن . لهذا لا يجوز للمواطن أن يكره السياسة لكونه متديناً فيبتعد عنها ، كما يخطأ من ينغمس في السياسة معتبراً الدين وهم فيبتعد من الألتزام به . هدف اللاهوت السياسي لا يرمي الى أذابة الأيمان في السياسة ، ولا أسبدال المسيحية بالعلمنة . أن جربنا وضع الشخص محل الله ، فأننا نظرياً علينا أن نضع الجوهر الأنساني محل الألهي . ولو أبدلنا الدين بالسياسة كما يطلب اليساريون والماركسيون فستصبح السياسة دينناً وعقيدتنا . والدولة وحزبها الحاكم قبلتنا وصنمنا وهكذا سنعبد الأله الزائل . تأليه السياسة هو خرافة ، والمسيحية لا تقبلها ، لأنها تتمسك بالمصلوب وتشهد له وتنتظر مجيئه ، فمن خلال الأضطهاد والألم والحكم الظالم الذي تم بسيدهم المصلوب ينتظرون عودته وملكه وحضوره بكل صبر وأيمان فلاهوت المسيحية يتمركز في الصليب . الصليب أذاً هو الأيقونة السياسية للكنيسة وهو رجاء أبناءها في سياسة التحرر ، وأن ذاكرة التحرر بواسطة يسوع المصلوب ترغم المسيحييين نحو لاهوت سياسي تحرري ونقدي . رجاء المسيحي أذاً هو يسوع المصلوب الذي هو صورة الله الغير المرئية . فأن قامت المسيحية بدورها كما ينبغي لحطمت كل الصور المتمثلة في دين السياسة ، والأقتصاد ، والأعمال وتجارة الجنس وغيرها وتطهرها من أصنامها التي تعبد لذا على المسيحيين أن يعَبِدوا الطريق أمام المستقبل ، وهكذا ستزيل الكنيسة أغتراب الناس بسبب الدين أو السياسة أو العصرنة كي تخدم تحرر الأنسان ولكي يكون المؤمن مثال الله الحي . بؤرة الرجاء المسيحي ليست ببساطة المستقبل المفتوح ، لكنه هو مستقبل اليائسين فنور القيامة ينير ليل الصليب . ويريد أنارة أولئك الذين هم اليوم مودعين لظلال الصليب المقدس . أذاً لاهوتنا الأفضل هو الصليب  . اللاهوت السياسي لا يحل أبعاد الدين عن السياسة لأن عملية الأنسحاب من الفضاء السياسي كما يريد البعض عزل الدين عن السياسة كلياً وكما فعلت أيطاليا بعزل البابا في الفاتيكان وذلك لكي يعمل السياسيون كما يحلو لهم فيظلون لوحدهم في الساحة . لهذا فاللاهوت السياسي هو ضد خصخصة الدين ووضعه في قفص مغلق ليصبح شأناً شخصياً ، بينما الكتاب المقدس يحمّل المؤمنين مسؤلية أجتماعية من أجل أبراز الحق مما يقود الدين الى الميدان السياسي من أجل كشف الكذب والخداع لدى السياسيين والمتدينين الذين لا يعيشون وفق الأيمان الصحيح .
مع محبتي وتقديري
وردا أسحاق

594
الأخوة الأعزاء : عبدالأحد قلو ، حنا شمعون ، سام البرواري المحترمون
لمست من تعليقاتكم الحب للوطن والفن كما ظهر الألم في كلماتكم بسبب ظلم السراق ( الحرامية ) وما هذا النصب الا شاهداً لأخلاق من يسير على خطى الذين كانوا مختبئين في الأجران من السياسيين الذين يجلسون على كرسي عرش العراق اليوم وهم يتباهون بمناصبهم ، ويظهرون في شاشات التلفاز أمام العالم  بثياب الحملان لكن حقيقتهم هم ذئاب شرسة يتلذذون بتمزيق جسد الوطن ويعبثون فيه الفساد والقتل وسرق الخيرات ، لا يعرفون بأن هذه الأرض كلها ما هي الا مطاراً كبيراً يستقبل القادمون ، ويودع الى الخالق المغادرون . ولا يحسبون لنهايتهم حساب ولا لغضب الله والشعب الذي سيضعهم يوماً في مزبلة التاريخ ، ومياه التي كانت تصبها قهرمانة ستعود ، لا لكي تملأ الأجران فقط بل كل حديقة وبستان ومزرعة لا وبل كل أرض العراق لكي نراه يوماً يرتدي ثوب الحرية الحقيقية .
شكراً لكم ولكل الأخوة القراء .
[/size][/color]

595
الكهرمانة

علي بابا والأربعين حرامي

ننصب الكهرمانة هو من أعمال النحات محمد غني حكمت. ولد الفنان في بغداد عام 1929 ورحل من هذه الدنيا حزيناً بعيداً عن بغداد في عام 2011 في عمان -الأردن
الفنان محمد غني، غني عن التعريف، وغنيٌ في كثرة أعماله الفنية. وهو أكثر الفنانين أعمالاً في ساحات بغداد ولديه أعمال كثيرة في مدن عربية كثيرة. أبدع منذ بدايته الفنية وهو طالباً في روما. أصبح ذا شأن كبير مع الأيام بمنحوتاته الخشبية والنصب البرونزية والحجرية والرخامية التي زينت ساحات بغداد وحدائقها. ولحد اليوم تقام له ثلاث نصب أخرى في ساحات بغداد وهي
   

أنه من أشهر الفنانين العراقيين، ومن النحاتين العرب المعروفين والبارزين على الساحة الفنية العربية منذ أواسط القرن الماضي. نقاد الفن، أطلقوا عليه شيخ النحاتين. تتمَيّز أعماله بلون خاص ممزوج مع فن حضارة وادي الرافدين الضاربة في التاريخ. نجد في جدارياته وأعماله، القوة والدقة والأبداع والجَمال، تحكي لنا عن أساطير (ألف ليلة وليلة) و (السندباد البحري) و (الكهرمانة) و (شهرزاد وشهريار) و (بساط الريح) و (الجنية والصياد) و (حمورابي) و (المتنبي) و(جدارية مدينة الطب، وموضوعها هو أجراء عملية جراحية يقوم بها الطبيب والفنان التشكيلي خالد القصاب نحتها عام 1967) وغيرها من الأعمال. وبالإضافة الى كل هذه الأعمال، أشترك في روما مع الفنان الكبير جواد سليم في أنجاز تماثيل نصب الحرية. كما صمم هدية العراق الى مقر منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) في باريس


عشق هذا الفنان الفن السومري والبابلي وتأثر بالأختام السومرية لهذا قال عن نفسه: من المحتمل أن أكون نسخة أخرى لروح نحات سومري، أو بابلي، أو آشوري، أو عباسي  
أما قصة نصب علي بابا والأربعين حرامي. فأنها إحدى أشهر القصص والشخصيات ذات الملامح الشرقية. وهي من القصص الخيالية المعروفة. تدور أحداث القصة حول حطاب بسيط يدعى علي بابا يسمح بالصدفة كلمة السر التي تفتح باب المغارة التي يختبئ بها عصابة اللصوص وكنوزهم. وبفضل كلمة السر (أفتح يا سمسم) تمكن علي بابا من الحصول على الكنوز المخبأة في المغارة. لكن اللصوص علموا بمكان تواجده من خلال جاره الحاسد الذي وشى به، فقرروا اللصوص الذهاب الى بيته لقتله واسترجاع الكنوز لولا لا فطنة زوجته مرجانة. في البدء أرسل اللصوص جاسوساً ليعرفوا بيت علي بابا وأمروه بأن يضع علامة على باب داره لكي يذهبوا اليه في الليل لقتله. فقامت مرجانة بعد رحيل الجاسوس بنقل العلامة ووضعها على باب الجار السيء. فذهب اللصوص وقتلوا الجار فنجا علي بابا.
أما قصة القضاء على اللصوص الأربعين، فتبرز بنت علي بابا كبطلة للقضاء على اللصوص واسمها ( قهرمانة ) وليس كهرمانة . كانت تتصف بالذكاء والشجاعة. ووالدها كان يمتلك خاناً لأيواء المسافرين. وكان لديه عربة يضع عليها عدداً من الجرار، يقوم بملئها بالزيت صباح كل يوم ليبيعه في سوق المدينة.
في إحدى ليالي الشتاء القارس. نهضت قهرمانة من فراشها بعد سماعها صوتاً غريباً فشاهدت عدداً من اللصوص اختبأوا في تلك الجرار الفارغة. شاهدتهم لأنهم أطلوا برؤوسهم لمراقبة رجال الشرطة الذين أحاطوا المنطقة. أخبرت والدها، فقام بأحداث أصوات في الخان، فأخفي اللصوص رؤوسهم، فقامت قهرمانة بصب الزيت في تلك الجرار، فأخذ اللصوص بالصراخ، فجذبت أصواتهم رجال الشرطة وأمسكوا بهم.
تم تشييد هذا النصب في ستينات القرن الماضي في شارع السعدون في الساحة التي تقع عند مفترق الطريق بين الكرادة خارج وكردة داخل.
في السنين العشرة الأخيرة. أظهر اليابانيون أعجابهم واهتمامهم بهذا النصب، فبادروا الى أعادة صيانته، فغرسوا ساحته بالوهور والتقطوا صوراً أمامه، كما تم طلاء الجرار باللون الأخضر الذي لا يناسب مع الشكل الفني للنصب.
المؤسف جداً في هذا النصب هذه الأيام هو، أنه لا يعد يصب زيتاً ولا ماءً كما في هذه الصورة

فما هو السبب يا ترى؟ هل لفقر العراق؟ وهل العراق الذي إيراداته السنوية العالية أكثر من أي زمان والتي تجاوزت 100 مليار دولار فقيراً؟ نعم عراق اليوم فقير. موقعه اليوم يقع خلف جميع الدول العربية عدا اليمن. أما تسلسله الإجمالي عالمياً من حيث الحريات، والسلامة، والتعليم، والاقتصاد، فهو في التسلسل ال( 131) من بين 142 دولة . من يسرق هذه الأموال؟ هل خرج كل اللصوص المختبئين في جرار علي بابا وحكموا العراق الجديد فنهبوا خيراته وكنوزه ؟ أذاً لا داعي لقهرمانة أن تصب في جرارها زيتاً ولا ماءً لأن الجرار فارغة من اللصوص . رحمة الله عليك يا عراق ويا علي بابا .
بقلم الفنان التشكيلي
وردا أسحاق عيسى
ونزرد  - كندا




596
أهلاً بك أخي وصديقي المحبوب والموهوب الفنان والكاتب القدير عصام شابا . في لحظة قرائتي لأسمك تذكرت الكثير من الأيام الجميلة التي قضيناها معاً في الأكاديمية وتذكرت كل الأصدقاء وخاصة الأخ رمزي ( ليحيطه الرب برحمته وحنانه ، تحياتنا الى أهله ) كانت تلك الأيام جميلة جداً أما ما بعد الأكاديمية فدخلنا في في وادي الآلام والحروب والمشاكل .
نعم وكما تفضلت الفن العراقي سيبقى شامخاً لأنه مرتبط ونابع من فن حضارات عريقة عاشت في ما بين النهرين  وأعطت للتاريخ الكثير وفي مختلف الفنون والآن نحن الأحفاد نتباهى أمام العالم بفنون تلك الحضارات .
شكراً لك صديقي العزيز والرب يباركك

598
الجندي المجهول القديم والمرتقب وجريمة أعدام الفنون


لبلدان كثيرة رموزاً شاخصة ترمز الى الجنود المجهولين الذين سقطوا ضحايا الدفاع عن تربة وطنهم .

من هو الجندي المجهول ، ومن أين ولدت فكرة تشيّد النصب تخليداً لذكراهم ؟

الجنود المجهولون هم أؤلئك الأبطال الذين لقوا حتفهم في معارك الشرف دفاعاً عن تربة الوطن ، ولم يعثر عن جثثهم أو لا يمكن التعرف عليها لتسليمها لذويهم ، فقررت حكوماتهم بتكريمهم بتشيّد نصب تذكاري يليق بعملهم البطولي . أول ضريح للجندي المجهول يعود الى عام 1858 وهو ضريح ( جندي المشاة ) في الدانمارك بعد حرب سكيلسفيغ الأولى . ويليه ضريح أحداث الحروب الأهلية في أميركا ، أقيم عام 1866. أما بعد الحرب العالمية الأولى فقررت بعض الدول كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأيطاليا بتكريم شهدائها بتصميم نصباً فنياً أو ضريحاً في أرض العاصمة أو بالقرب منها يرمز الى قبر ذلك الجندي المجهول .

في الحرب العالمية الأولى أصبح عدد الجنود الذين لم يكن بالأمكان التعرف على هويتهم عدداً هائلاً. فبدأت فرنسا عام 1920 بتأسيس أول ضريح لجنودها المجهولين في ساحة ( الايترال) الآن تسمى ساحة ( شارل ديغول ) تحت قوس النصر . هكذا بدأ بلدان كثيرة بتكريم شهدائها أيضاً .

أما العراق فبعد ثورة 14 تموز طلب الزعيم عبدالكريم قاسم بتصميم وتنفيذ نصب للجندي المجهول. نقول وهل للعراق جنود مجهولين فقدوا بعد تأسيس دولة العراق الحديث ؟ هل خاض العراق معارك بعد تلك الفترة لكي يكون له جنوداً شهداء مجهولين ؟ أم هل نقدر أن نعتبر العراقيون الذين سقطوا في معارك الحرب العالمية الأولى في الجيش العثماني والذين سيقوا الى تلك المعارك عنوة ً فقتلوا في أرض المعركة ، أولئك المظلومين هل نعتبرهم جنود عراقيون أم مرتزقة في الجيش العثماني ؟

أختار الزعيم عبدالكريم قاسم المهندس المعماري رفعت كامل الجادرجي لتصميم نصب الجندي المجهول في أرض أختارها الزعيم وهي ساحة الفردوس التي أعتبرها بوابة دخول الجيش العراقي لتحرير بغداد من النظام الملكي .


تم تصميم وتنفيذ النصب في عام 1959 من قبل المهندس رفعت الجادرجي . ومن هو الجادرجي ؟ رفعت الجادرجي ولد عام 1926 وهو أبن الصحفي العراقي المعروف كامل الجادرجي الذي كان أشهر الصحفيين في عقد الثلاثينات من القرن الماضي . أكمل رفعت دراسته في مدرسة ( هامر سميث للحرف والفنون ) في بريطانيا وبعدها عاد الى بغداد لكي يقدم لها خدماته العمرانية والفنية . أعطى أهتماماً كبيراً للمباني المعمارية التراثية خاصة في شارع الرشيد ، كالشناشيل المتكونة من النوافذ الخشبية والتيجان والأقواس الظاهرة في المباني المطلة على شارع الرشيد ، والمقرصنات الحديدية البارزة في المباني . أشترك الجادرجي في معارض عالمية عديدة والخاصة بمسابقات التصاميم المعمارية . أنجز عشرات المشاريع العمرانية كمهندس معماري في بغداد ، منها مبنى دائرة البريد والأتصالات في السنك . ومبنى أتحاد الصناعات العراقي . نال جوائز كثيرة ومنها جائزة الشيخ زايد عن كتابه ( في جدلية وسببية العمارة ) كما له مؤلفات كثيرة . كما كان أستاذاً زائراً في جامعة هارفارد بين عامي 1984-1986 وكذلك في قسم العمارة في مدرسة (بارتلت )  بلندن . ومحاضراً في فلسفة الفن والعمارة والأنتروبولوجيا وعلم الأجتماع في جامعة السودان وتونس والبحرين . كل هذه المشاريع والمؤلفات والقدرات والمواهب التي كان يمتلكها ، لكن كان نصب الجندي المجهول الأبرز في حياته . هذا النصب التذكاري الذي صممه وأدخل فيه الفن والمعمار الهندسي والخدع البصري والبساطة في المظهر لأن النصب كان على شكل جدارمقوس عالي شبه مدبب في الأعلى . أما في قاعدتيه فيوجد نافذتين على شكل هلال ونهايات الهلالين هي قاعدة النصب . كان هذا النصب يحمل الكثير من المعاني الفنية والحضارية أضافة الى كونه رمزاً وطنياً شامخاً . بعد تنفيذه تم تغليفه بنوع من الحجر الأبيض الأيطالي الذي تم أستيراده لتغليف النصب وكذلك لتغليف جدار وقاعدة نصب الحرية الذي هو من تصميم الجادرجي أيضاً . نجد في نصب الجندي المجهول قياسات دقيقة وفضاءات وزوايا وأنحدارات مصممة ومبنية على أسس علمية حديثة ، تعود جذورها الى الحضارة السومرية القديمة والرومانية . تعاقبت أنظمة الحكم في العراق الى أن جاء حكم البعث . في عاد 1977 ألقي الجادرجي في سجن أبو غريب لمدة 20 شهراً . لا نعلم الأسباب . أما سبب أطلاق سراحه ، فكان في فترة أستعداد العراق لأستضافة مؤتمر عدم الأنحياز طلب صدام حسين مقابلة أشهر المعماريين لتكليفهم بأعادة التنظيم العمراني لبعض المناطق في العاصمة فأخبر بوجود أشهر المعماريين في السجن . أمر بأطلاقه ليتفرغ لتلك المهمة . وهذه القصة تشبه قصة يوسف الصديق الذي كان منسياً في السجن لحين الحاجة اليه لتفسير أحلام فرعون . نفهم من هذا بأن الجادرجي كان تحت أنظار السلطة قبل هدم صرحه الفني في ساحة الفردوس .  في 4 تشرين الثاني 1982 تم تهديم النصب لوضع تمثال الرئيس صدام في نفس الساحة . وكان قد شيّد في حينها نصب الجندي المجهول الذي صممه الفنان خالد الرحال في ساحة الأحتفالات الكرى قرب قوس النصر .



نسأل ونقول هل كانت فكرة تشيّد النصب الجديد نابعة من فكر القيادة العراقية ؟ أولاً الفكرة لم تكن في عهد صدام حسين بل في عهد الرئيس أحمد حسن البكر، طرحت في حينها من قبل النحات العراقي خالد الرحال ( أنه نفس الفنان الذي طرح فكرة وضع تمثال عبدالكريم قاسم في نصب الحرية وهنا يخطط لنصب جديد يكون السبب في أعدام النصب الذي أعده الزعيم ) . طالع مقالنا :

http://mangish.com/forum.php?action=view&id=4380

أذاً الرحال هو الذي زرع البذرة في عهد البكرفنمت في عقول القيادة الى أن نضجت في عهد صدام فتم التهديم فتحقق حلم الرحال .



غادر الجادرجي العراق في عام 1993 واستقر في لبنان وأسس هناك مركز أبحاث حمل اسمه وتفرغ للبحث عن فلسفة العمارة ونظريتها . عاد الى بغداد بعد أن غادرها لمدة عقدين حاملاً معه تصاميم لأعادة بناء النصب في مكانه الأصلي . يقول الجادرجي : ( أقوم بأنجاز التصاميم الأولية للنصب بعد أن تم تكليفي من قبل الجهات الحكومية لغرض أعادة أنشائه في مكانه وبالطراز ذاته وهذا شىء هام بالنسبة لي مثلما كان النصب يشكل أهمية استثنائية عند أنشائه لأول مرة ) . نقول : هل سيعيد النصب فعلاً مكانته وجماله وهيبته كما كان في السابق ، أم سيبقى معدوماً رغم أنشائه ؟ يقال بأنه سيكون في النصب الجديد تعديلات وأضافات مثل أدخال التكنولوجيا الحديثة والأضاءة الليزرية والألوان . صرح المهندس المعماري حميد عبد أنه سيشرف على بناء النصب بينما الجادرجي البالغ من العمر 87 سنة سيقوم بزيارة موقع العمل وحسب ما تسمح صحته .

نقول بأن النصب سيبقى معدوماً حتى بعد تشييده لسببين ، الأول : لأنه فقد هيبته بعد تشييد فنادق شاهقة حوله فأرتفاعه الذي كنا نراه شاهقاً سيظهر وضيعاً بين تلك الأبراج . أما أجيال اليوم والمستقبل فلا يعطوا له أهمية تليق به كما كان في تلك الحقبة . أما السبب الثاني : لا يجوز أن يكون في مدينة واحدة نصبين للجندي المجهول وأن كان للبلد نصبين فيجب أن يكون كل منهما في مدينة كما هو الحال في مصر ( القاهرة والأسكندرية ) .

من أين جاءت فكرة أعادة النصب القديم ، ومن ثم هل سيُنتقِم من نصب الجندي المجهول الذي صممه الرحال وكلف الدولة أموالاً طائلة أضافة الى القيمة الفنية والحضارية والمعنوية والجمالية التي يحملها النصب ؟ العراق معروف قديماً في أعدام وتدمير معالم تراثية قديمة ورموز للأضرحة والمعابد الدينية لمعتقدات كثيرة  ، لم تسلم من معاول الحاقدين والمنتقمين . أما العراق الجديد فثورة 14 تموز منذ أيامها الأولى ألقت بتماثيل الملك وجنرال موت في النهر بدلاً من الأحتفاظ بها في متاحف لكي تحكي للأجيال تاريخ تلك الفترة . ألم يكن الملك فيصل الأول مؤسس الدولة العراقية ؟ وهكذا فعلوا برموز عبدالكريم قاسم فأزيل كل شىء له حتى شعار العراق الجميل وعلمه .


في الختام نقول ما زلنا مرضى ولم نشفى من أحقادنا ونسير على خطى أسلافنا فأمسكنا نحن أيضاً معاول الحقد والأنتقام في أيادينا فكسرنا بها أبواب المتاحف منذ فجر ثورة العراق الديمقراطي الجديد . وما زلنا نهدم بكنوزنا الفنية ، منها سرقت لتصهر لغرض الحصول على مادة البرونز التي تتكون منها . هكذا فقد العراق الكثير من الأعمال الفنية لفنانين رواد كجواد سليم وخالد الرحال واسماعيل فتاح الترك  وغيرهم . أما مخطط الهدم فمستمر وسيشمل نصب الشهيد وقوس النصرالذي هو على شكل سيفين ممسوكتان بيدي صدام حسين وتحته 5000 خوذة للجنود الأيرانيين ، ويرمز القوس الى هزيمة ايران في القادسية الثانية  . كذلك يشمل المخطط أزالة نصب اللقاء الذي يرمز الى الوحدة الوطنية .  ونصب الجندي المجهول الذي فيه قبر الفنان خالد الرحال . كل هذه الأعمال الأنتقامية مثبتة في قوائم تصفية الحسابات . أنها قوائم أجتثاث البعث ورموزه . وهكذا تم تفجير تمثال رأس الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور باني مدينة بغداد وأخذ الرأس الى مكان مجهول .



كما سرق تمثال رئيس الوزراء العراقي لفترة منتصف العشرينات ( عبدالمحسن السعدون ) في ساحة النصر - شارع السعدون . كما قطعت أجزاء من تمثالي شهرزاد وشهريال في أبو نواس . كذلك أزيلت تماثيل قادة الفرق والفيالق التي كانت على ضفاف شط العرب وغيرها.

فقد العراق تماثيل وآثار لا تقدر بثمن وسيفقد كل معالمه المتميزة وفنونه المعاصرة اذا لم نعقل لكي تهدأ فينا عاصفة الحقد والأنتقام .

بقلم الفنان الشكيلي

وردا أسحاق عيسى

ونزرد - كندا 







600
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
تعليقك جميل نورت به بعض النقاط الغامضة على القراء ، لا وبل أضفت الى الشرح عمقاً آخر لكي ينظر القارىء الى محتوى الموضوع من زاوية أخرى فيرى المزيد من المعنى والغاية . الأجزاء الأربعة عشر مترابطة مع بعضها كالسلسلة أو كمسلسل تمثيلي وكما مثلته أنت بمراحل درب الصليب الأربعة عشر . نعم الآن وصلت الى رأيك الخاص بالدين حيث نجد التضحية ، الحب ، النضال من أجل سعادة الآخر ، وزرع الفرحة في قلوب لم تعرف غير الظلم واليأس والعبودية . هنا برز هدف الثورة من أجل المستقبل . نتمنى من قادتنا هذا اليوم أن يفهمو أ أهداف هذا النصب ويعملوا لأجل بناء الوطن ومسح كل دمعة من وجه الطفل اليتيم والبائسين العائشين على متن سفينة العراق الذي يطفو على بحيرة النفط .
شكراً لك أخ حنا والرب يباركك .

602
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
نعم فنون الحضارات القديمة هي السيرة الذاتية لمعاصريها نقرأها اليوم ونفهم المستوى الثقافي والأقتصادي والحضاري الذي وصل اليه الأنسان في تلك الحقبة الزمنية الغائرة في التاريخ كما تعبر عن الجمال والذوق في تلك الفترات . وأرض الرافدين سبقت حضارت كثيرة في مجالات متعددة كالفن والكتابة وسن القوانين وأختراع الآلات الموسيقية وغيرها . أما تعليقك على تكوين نصب الحرية بأنه سطر كتابي يبدأ من اليمين الى اليسار . فأعتقادك صائب لأن الجدارية تبأ فكرتها من الحصان والذي يمثل حصان جنرال مود والملك وتنتهي بالرجل الواقف في الجهة الثانية والذي يمثل العراق الجديد وعصر الصناعة . سنتناول شرح كل الأجزاء في المقال القادم .
شكراً لك والى اللقاء في الجزء الأخير .
[/size][/color]

603
الأخ العزيز أنطوان الصنا المحترم
أشكر مرورك أولاً ،  وتعليقك وتقييمك لهذا الصرح الفني الشامخ في سماء بغداد والذي نفذه الفنان الراحل جواد سليم . وضع هذا النصب في المكان المناسب له ، في قلب بغداد لكي يعبر عن هوية العراق المعاصر وعن فنه الحديث لأن الفنون التشكيلية قبل عصر جواد كانت في سبات عميق لقرون عديدة . رغم أهمية هذا النصب فأنه وكما تفضلت يعاني من أهمال وكذلك الحال مع بقية الأعمال الفنية في بغداد والمحافظات . طموحنا ليس في صيانة هذه الأعمال فقط بل دعم الفن في العراق لكي يستمر ويتقدم مع فنون العالم المعاصر . وهكذا سننقل من خلال هذه الفنون رسالة الى أجيالنا القادمة كما فعلوا أجدادنا لنا في الحضارات السابقة فتعرفنا على كل ثنايا حياتهم في تلك الأزمنة .

604
مراحل تنفيذ نصب الحرية في فلورنسا ( أيطاليا)



في يوم 23 آذار 1959 وصل الفنان الكبير جواد سليم الى روما والتقى بالفنان النحات محمد غني حكمت الذي كان يدرس فن النحت هناك .غاية ذهاب الفنان جواد الى أيطاليا هو لتنفيذ مشروع نصب كبير يمثل حرية الشعب العراقي . هيأ جواد تخطيطات للمشروع من بغداد لكن تلك التخطيطات الفنية الثمينة فقدت في الطائرة التي أقلته الى روما . بدأ يتذكر ما أنجزه فأعاد رسمها في أيطاليا .
كان للفنان محمد غني مشغلاً خاصاً ( ستوديو)يعمل فيه أعماله المميزة التي تعجب بها أحد المهندسين المعماريين فطلب منه نحت ثلاث أبواب لكنيسة جديدة قرب روما .

تصادف وصول جواد الى روما في تلك الفترة ، لكن رغم ذلك قال غني : هيئت لجواد مكاناً للعمل ولوحة كبيرة من الخشب وقطعاً من الطين الأصطناعي فبدأ جواد ينحت القسم الوسط من الجدارية . يضيف غني قائلاً كنا نعمل معاً هو في الطين وأنا أؤمن الخشب ، أي أنضم الفنان محمد غني الى العمل مع جواد . يقول غني ، قال لي جواد قبل الشروع في العمل ، هل تعلم أن مكافئتي من هذا المشروع هي ثلاثة آلاف دينار فقط . فأستغربت ! فقال لي ( خفت أن يرفضوا العمل أن رفضت ، علماً بأن هذا سيكون أول عمل نحتي كبيريوضع في الشارع العام . والناس لا يسألون عن قيمة المكافأة ، ولن تكتب تحت النصب ، لكن العمل الفني وحده سيبقى خالداً في التاريخ ) . كان كلامه درساً بليغاً لي ، فمرت السنين وحين قال لي أمين العاصمة في بغداد طالباً عمل مصغر تمثالي لعلي بابا وأربعين حرامي ( أنا لي فقط600 دينار مكافأة ، هل تقبل بها أم لا ؟ ) فتذكرت قول جواد ، فقلت موافق.
وصل الى روما المهندس المعماري رفعت الجادرجي وهو مصمم نصب الحرية معمارياً على شكل لافتة كبيرة ، وهو الذي اقترح أن يُنفذ النصب من قبل النحات جواد سليم بعد موافقة الزعيم عبدالكريم قاسم ، فاجتمع مع جواد وكنت معهم للبحث عن معامل قص الحجر ولأختيار الأفضل والملائم لجو العراق الحار . تم أختيار نوع من الحجر الأبيض ليغطي أرضية نصب الحرية .
يقول الفنان محمد غني في مذكراته بدأنا بالبحث عن مشغل كبير للعمل لا يقل ارتفاعه عن 8-10 أمتار لغرض البدء بعمل النصب ، فوجدناه في فلورنسا . طلب جواد من وزارة الأسكان لكي أكون مساعداً له في تنفيذ العمل فجاءت الموافقة . جلب جواد عائلته الى فلورنسا ( زوجته وأبنته زينب )واستأجر بيتاً والتحقت بهم . بدأنا بالعمل بتاريخ 10-5-1959 في تمثال المرأة التي تمثل الحرية ، حاملة المشعل .


كان جواد مستمراً في استذكار المواضيع المرسومة على الأوراق المفقودة فينحتها على الطين ويعدل بها ويغير ويضيف على الطين ويحذف من أجل الوصول الى الأفضل . أما أنا فقد اخذت طبعة جبسية على مصغر لأمرأة الحرية تحمل المشعل وبدأت أخطط عليها تقسيم المربعات ومثله على الحائط الخشبي لأجل تكبير العمل . وكان العامل يرفع لي الطين للأعلى وأنا أضعه فوق التخطيط فبدأ شكل المرأة يظهر على السطح الخشبي تمثالاً نعمل له النموذج الجبسي لغرض الصب .
بعد أن نكمل الأعمال يأتون العمال المختصون بأخذ القوالب الجبسية لينقلوها الى المصهر في مدينة بستويا ، وفي المعمل يغلفون القوالب بالشمع ويضعونها في فرن خاص لأذابة الشمع ثم يبدأون بأذابة مادة البرونز ويسكبونها في تلك القوالب لتظهر النتيجة تمثالاً من البرونز .
كنت أذهب مرة كل أسبوع الى مصهر البرونز في بستويا لملاحظة ومراقبة العمل وتنظيف الزوائد الشمعية التي تظهر على سطح العمل وأقوم بتشذيبها وتعديلها .
كان عملنا اليومي مستمراً من الصباح حتى رجوع زينب من المدرسة ونركب الحافلة الى البيت حيث لورنا زوجة جواد قد هيأت لنا الغداء . بعد أستراحة الظهيرة نعود بالحافلة الى العمل حتى الغروب وهكذا كل يوم عدا الأحد حيث نخرج لزيارة أحدى الكنائس المهمة لمشاهدة ما فيها وما عليها من رسوم على الجدران ومن تماثيل ونقوش جميلة من الفسيفساء . أو نقوم بزيارة قصور عصر النهضة حيث المعمار المميز وهكذا كنا نبحث عن الأعمال الفنية والمعمارية حتى في القرى المجاورة .
قبل حلول يوم 14 تموز 1960 طلبت الحكومة العراقية من جواد أن يسرع بأنجاز النصب لأفتتاحه في هذه المناسبة الوطنية ، فأضطر جواد أن يوعز بصب تمثال المرأة حاملة المشعل بمادة البرونز لكن للأسف النتيجة لم ترضي جواد لكن تم شحنها الى بغداد وتعليقها لوحدها على سطح جدارية نصب الحرية .تأثر جواد بهذا النصب التعجيزي وبسوء تنفيذ صب تمثال المرأة فبدأ يفكر ويقلق صامتاً بالأضافة الى الأخبار التي كانت تصله من بغداد ، فأصيب بالأنهيار العصبي فأضطرنا أنا وزوجته بنقله الى المستشفى واخبرنا السفارة بالأمر . يوقف العمل الى أن جاء رفعت الجادرجي مع بعض أعضاء السفارة العراقية وأخرجو جواد من المستشفى على كفالتهم وبدأ جواد باسترجاع عافيته بعد حواليالشعر والنصف . بدأنا بمواصلة العمل في الأستوديو كالمعتاد الى أن أنهينا العمل .
شحنا كل الأعمال الى بغداد وسافر جواد وبعد وصوله أرسل لي رسالة مع الأستاذ فاضل البياتي مدير الأشغال العام ورئيس لجنة النصب التذكاري حاملاً لي رسالة من الفنان جواد سليم مؤرخة في 7-1-1961 وكانت تلك آخر رسالة يكتبها جواد في حياته ، طلب بها سرعة أرسال اللحام الأيطالي ( كاريبالدي )مع كمية من أسلاك النحاس لغرض القيام بلحام القطع الموضوعة تحت جدار النصب في ساحة التحرير .
قمت بالأجراءات اللازمة مع السفارة وحينها التقيت بزميل الدراسة الذي أصبح في السلك الدبلوماسي وهو هاني النائب . بعد السلام سألته عن جواد فقال لي ( مات ) !! كانت كلماته كالصاعقة فلم أستطيع الكلام . كانت لحظة لا توصف من الألم وكان ذلك في 30-1-1961 . أنهيت معاملة أرسال العامل دون ان أخبره بالخبر المؤلم وكتبت رسالة الى الصديق الرسام سعد الطائي في بغداد لغرض مساعدته وترجمة اللغة الأيطالية ، كما طلبت منه أن لا يخبره بوفاة جواد .

أعطيت كاريبالدي صوراً فوتوغرافية للنصب وعليها مواقع توزيع مفردات المواضيع مؤشرة بالأرقام والسنتمترات كان جواد قد خططها وهكذا تم وضع الأشكال البرونزية على جدار النصب ( لأن جواد مات قبل تعليق البرونز على الجدار ) .
أخبرني كاريبالدي أنه أكمل المهمة بفخر وكان آسفاً لفقدان الفنان الكبير جواد سليم ، مات الفنان جواد سليم ليبقى عمله شاخصاً وخالداً يتحدى السياسات المتعاقبة والمتناقضة في مبادئها وأهدافها . توفي جواد صبيحة يوم 23 كانون الثاني 1961 ، وشيع جثمانه بعد الظهر من معهد الفنون الجميلة في الكسرة (آنذاك) بجمع مهيب الى مثواه الأخير في مقبرة الأعظمية . من أبرز مرافقي النعش الفنان الكبير فائق حسن ، وأخو جواد الفنان سعاد ، وأسماعيل الشيخلي ، وفرج عبو، وعميد المعهد والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري . غابت الشمس الحمراء خلف الأفق ، وبقيت أعماله الفنية تحكي لنا وللأجيال قصة عبقريته النادرة التي أنتهت بعد عمر قصير ولن تعود . ليرحمه الله برحمته .
في المقال القادم سنشرح كل مجسم في النصب والمتكون من 14 جزءاً .

بقلم الفنان التشكيلي
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا


605
أخي العزيز حنا شمعون المحترم
أشكرك مرة أخرى لأضافتك الجديدة وآرائك القيمة . فقط لم أفهم ماذا قصدت في تعليقك الأخير عن الدين فكتبت :
فيه الفن والسياسة والدين . اما كيف دخل الدين في هذه الشراكة فاني احسب الدين هو الايمان بخالق الانسان والكون وهو  المحب او المحبة ذاتها والتي هي عماد العدالة الاجتماعية على هذه المسكونة
هل يوجد في المقال شىء يتعلق بالدين . والدين هو كما فسرته أنت  . فلا علاقة له بمقالنا ، ولم أقصد في الدين شيئاً.
أما عن ما كتبته فليس سبق صحفي بل قرأت عنه في النيت وكذلك لي كتاب للفنان التشكيلي الراحل خالد القصاب وهو الطبيب المعالج للزعيم كتب فيه كل ذكرياته الفنية وهو من الفنانين الأوائل ( جماعة الرواد) أسم كتابه ( خالد القصاب ذكريات فنية ) أهدى لي أبن عمه في كندا نسخة منه ، هذا بالأضافة الى ما قرأته من مقالات أخرى أكدوا الخبر .
نعم كان قلب الزعيم ملىء بالمحبة للجميع وكان نزيهاً وشجاعاً وطويل الأناة لا يغضب حتى من الذي يسىء بل كان يحتوي الموقف بصدر رحب واليك هذه القصة لكي تبتسم أنت والأخوة القراء :
خرج الزعيم في أحدى الأمسيات لكي يتجول في أحياء بغداد فأمر سائقه بالذهاب الى منطقة مدينة الثورة الغير مبنية فوجد أمرأة بعد فترة الغروب تجمع الطابوق من هنا وهناك وتنقله الى قرب مسكنها المتكون من صفائح معدنية فوقف عندها وسألها ماذا تعملين فأجابته بكلام جاف ما معناه ( وما شأنك أنت ) لأنها لم تعرفه وبعد الحديث معها قالت له ( دنشوف هذا أبو الآذان شراح يسوينا ) وتقصد الزعيم لأن آذانه رحمه الله كانت طويلة . أما الزعيم فغرق في الضحك دون أن يعرف نفسه من هو ، بل أجابها والضحكة تملأ فمه قائلاً ( شوفي أبو الآذان شراح يسوي ) وفعلاً شيد مدينة كبيرة لهم وحررهم من بيوت الصفيح .والرب يحفظك .
[/size][/color]

606
أختي العزيزة سونيا المحترمة
أولاً أشكرك على مرورك وعلى كلماتك التي وضحت بها رأيك بالموضوع . نعم هو موضوع من نوع آخر فني  ، سياسي ، أجتماعي أضافة الى الأسرار المخفية التي بدأت بالخروج من جعبة الفنانين المقربين من الفنان جواد سليم فبدأوا يكتبون مذكراتهم بعدالسقوط مباشرة ليس في العراق لأن شبح الخوف كان مسيطراً على الجميع ، بل في الأردن كالطبيب والفنان التشكيلي خالد القصاب وهو من الفنانين الرواد وكذلك الفنان الكبير محمد غني حكمت والآخرين .
نعم آثار أجدادنا في العراق كله ستبقى خالدة وشاهدة للأجيال ولم يستطيع أحد أن يشوه حقيقتها ورسالتها لنا والى الأجيال اللاحقة . ليحفظك الله والى اللقاء في الجزء الثاني .
[/b][/size][/color]

607
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
أشكرك أولاً لمرورك وللكلمات القيمة التي عبرت بها عن محبتك وتقييمك للموضوع والنابعة من قلب أديب وشاعر معروف ومحب .
 عن شخصية الزعيم عبدالكريم قاسم الذي كان محباً للجميع وللعراق وتربته . في السنين الخمسة التي حكمها بدأ العراق بالنهوض من جوانب كثيرة كالبناء والتعليم وغيرها وما تزال المشاريع التي نفذها في تلك السنين القصيرة تذكرها الأجيال كرحمته لأبناء مدينة الثورة ونتمنى أن يعود ذلك الأسم لها لأنه يليق بها وهو الأول ومشروع الألف بيت في بغداد الجديدة وأنشاء معامل ومشاريع عملاقة معروفة لدى الجميع ..الخ لكن ما برزته أنا في هذا المقال وكما أعتبرته أنت نزوة منه والتي لم يفرضها ولن يحاسب الفنان جواد عليها أبداً ، هو لكي نقارنه بالذين جاءوا بعده وماذا كان يمتلك ذلك الزعيم الفقير الذي كان يسكن بيت أخيه . لم يجدوا في جيبه الذين قتلوه الا أربع دنانير فقط ليرحمه الله برحمته الواسعة . سأنشر الجزء الثاني أيضاً والرب يباركك .
[/color][/size]

608


هل كان الزعيم عبدالكريم دكتاتورياً مع الفن ؟



نبدأ بالمقدمة لكي ننظر قليلاً الى صورة الحكم المَلكي الذي أعتبر حكماً ظالماً مستبداً وأزالته أصبح واجباً مقدساً . فهل كان ظالماً ؟ أم هو الذي أسس العراق المستقل وأسس له نظاماَ سياسياً ورسم له الحدود الرسمية مع دول الجوار وشكل وزارت ودوائر وبنى المستشفيات والمدارس وكل دوائر الدولة الخدمية والمهمة لخدمة المواطن، كما شق الطرق في الصحاري والجبال وبرزت الثقافة والفنون، وأستخرج النفط لكي يكون ثروة وطنية. كما كان السلام يعم طول فترة وجود المَلكية. لم يسجل التاريخ لنا أسم شخصية واحدة قامت بسرقة خيرات الشعب و ...الخ . أقول أنا لست رجل سياسة لكن الحق يجب أن يقال . فلو قسنا تلك الفترة بالفترات التي حكمت العراق قبل المَلكية أي فترة مئات السنين من حكم العثمانيين ، فلم نقرأ في تاريخهم الأسود بناء مدرسة واحدة أو مستوصف أو أي مشروع خدمي يذكر. أما ما بعد ثورة 14 تموز ، فنلاحظ بأن الأحزاب برزت وتكاثرت وتصارعت فيما بينها فخلقت الحروب والنزاعات دفع الشعب ثمنها فسالت الدماء في الشوارع ولم يقف النزيف لحد هذه الفترة التي نسميها بالحكم الديمقراطي الحر الناتج من الأنتخابات النزيهة .
نعم كان الزعيم عبدالكريم وطنياً ونزيهاً وعسكرياً ناجحاً بأمتياز ، لكنه فشل في قراءة السياسة وفهمها فأعطى الثقة والحرية للجميع الى أن صار هدفاً للكثيرين

أما عن متن موضوعنا الفني فنختصره بالآتي : أول عمل فني بعد الثورة كان شعار الجمهورية الذي صممه الفنان الكبير جواد سليم .  قلب الشعاركان مستلاً من تكوين في مسلة ( نرام سين ) يحتوي على شمس صفراء في المركز تحيط بها السيوف ، وداخلها نجمة مثمنة . قال الزعيم عبدالكريم قاسم شارحاً الشعار ولافتاً أنظار الحضور الى لون النجمة المثمنة : ( هذا اللون ليس أحمر ، بل هو بني محروق ، وهذا يعني أن لنا لوننا الخاص من الأشتراكية ، يختلف تماماً عن اِشتراكية الأتحاد السوفيتي ) . من مآسي الفكر العسكري هنا والمثمثل بضابط كبير وهو الزعيم عبدالكريم تدفعه مغامراته ومنصبه العالي الى الأعتقاد بقدرته على أيجاد فلسفة أشتراكية جديدة أولاً . وثانياً فرض أفكاره على أفكار الفنان العراقي الكبير مثل جواد سليم الذي كان يمتلك حساً فنياً وقدرات فنية كبيرة وثقافة تاريخية ترتبط بجذورحضاراتنا القديمة أضافة الى ثقافته الفنية المعاصرة

كلف الزعيم عبدالكريم المهندس المعماري والفنان التشكيلي رفعت الجادرجي بتنفيذ ثلاث نصب فنية تقام في ساحات بغداد تخليداً لثورة 14 تموز. بادر الجادرجي بتخطيط النصب الأول وهو نصب الجندي المجهول نفذه على شكل طوق عالي تم تنفيذه في ساحة الفردوس بناء على رأي الزعيم لأن المكان كان يعتبره البوابة التي مربها جيشه للسيطرة على بغداد. تم تنفيذ المشروع بعد سنة من الثورة

أما النصب الثاني فنفذه الفنان الكبير فائق حسن على جدار عالي في ساحة الطيران، شرق حديقة الأمة . نٌفِذ َبعد مرور عامين من الثورة
.
أما الثالث فهو عبارة عن لافتة كبيرة نفذها رفعت الجادرجي معمارياً بطول خمسون متراً، أي بعرض حديقة الأمة ، وبأرتفاع عشرة أمتار، وعلو اللافتة من الأرض ستة أمتار. وطلب من الفنان الكبير جواد سليم ملىء تلك المساحة بعمل فني يجسد ثورة 14تموز ، فقال له ، أن هذا العمل لم يكرر منذ عهد الآشوريين. تم تنفيذه عام 1962م.
السؤال ، هل طلب الزعيم وضع صورته على الجدارية لكي يصبح من ضمن موضوع الجدارية ؟ قال الجادرجي أنه لم يطلب مباشرة غير أنني فهمت ذلك من حديثه معي عندما رأى التخطيط الأول فقال : ( الجدارية لا توضح الثورة بشكل حقيقي ) . فهل حقيقة الثورة في العمل تكمن في صورة القائد ؟ وهكذا أستمر الزعيم بالحديث مع الجادرجي فشرح له كثيراُ منذ أن قام بالسيطرة على بغداد ، وفي نهاية كلامه قال له . هل فهمت ؟ فقال الجادرجي ، لا . لكن محاولات الآخرين كانت تنطق بوضوح لوضع صورة القائد على الجدارية .
أرسَلَ الفنان جواد سليم من مدينة فلورنسا ( أيطاليا ) الى رفعت الجادرجي آخر لمساته على رسم الجدارية على صورة فوتوغرافية بطول مترين وأرتفاع 70 سم بيَّنَ فيها العمل النهائي للجدارية ، فشرح رفعت لعبد الكريم ما يرمز له كل قسم . بعد أن تأمل الزعيم ملياً بها قال : (هذا النصب جيد ولكنه لا يمثل ثورة 14 تموز بالذات ،قد يكون نصباً رومانياً أو نصباً في أي مكان آخر) . وهذا ما كان رفعت يتجنبه خاصة بعد أن أصبح الزعيم يشار اليه بـ (الأوحد) والجماهير تهتف باسمه ليل نهار ، فكيف بنصب بهذا الحجم يخلو من تمثال الزعيم الأوحد ؟ لذا أراد أن يكون تمثاله في منتصف النصب! وفي هذه المحنة برز النحات خالد الرحال بفكرةٍ خبيثة فأبدى أستعداده لنحت صورة لعبدالكريم في النصب . أصبحت الفكرة واضحة جداً وعلى أثرها سافر رفعت الى فلورنسا ليضع حداً للنغمة الجديدة الخاصة بأضافة صورة شخصية الى نصب الحرية لكنه لن يتفوه لجواد عن الموضوع لكي يسير العمل حسب المخطط . عادت الشائعات بسرعة وخاصة عندما علم جواد من خالد الرحال أن النصب سيرفض من قبل الزعيم بسبب الصورة ، وأنه سيكلف بهذه المهمة بدله ، فجن جنون جواد وارتبك خاصة وأن السفارة العراقية في روما لم تتعاون معه آنذاك لنفس السبب ، فعلى أثر ذلك أصيب بأنهيار عصبي أدى الى دخوله مستشفى الأمراض العقلية. الأمر الذي دفع رفعت الى السفر حالاً الى روما مرة أخرى لأحتواء المشكلة فأخرجه من المستشفى لكي يكمل صب التماثيل الباقية مع الفنان محمد غني حكمت .
من الشهود الذين قرأو الفكرة الطبيب خالد القصاب ، وهو من جماعة الفنانين التشكيلين الرواد . أنه أول طبيب وصل الى المستشفى الذي نقل اليه الزعيم بعد أصابته بأربع أطلاقات نارية في شارع الرشيد ، أعتقد مهاجموه أنه مات . وكان سائقه قد قتل . فتطوع سائق سيارة أجرة لأخذه الى المستشفى ، فأمره الزعيم بالذهاب الى مستشفى الرشيد العسكري ، ثم أمره في الطريق أن يعرج على مستشفى السلام الأهلي التابع لجماعة السبتيين الأدفنديست ، تخوفاً من ملاحقة المهاجمين له لربما سمعوه يطلب من السائق التوجه الى مستشفى الرشيد . يقول الدكتور القصاب أمضيت معه شهراً في المستشفى أزوره كل يوم مرتين أتاحت لي الفرصة للتعرف الى شخصية الزعيم عن قرب . بعد خروجه من المستشفى ، كنت جالساً بجانبه في السيارة في أحد الأيام ورأيت أن الوقت مناسب لكسر هذا الصمت والتوتر. ففتحت موضوعاً جديداً، بدأت أتكلم عن جواد سليم وما نكن له من أحترام كبير. سمعني الزعيم ولكنه لم يعلق بأي شىْ، وبقي صامتاً ، شعرت عندئذ أنه كان منزعجاً منه ، ربما بسبب ما شاع آنذاك من أنه طلب من جواد أن ينحت وجهه ويضعه في نصب الحرية، لكن جواد رفض ذلك .
بقي الجادرجي يبحث عن الحقيقة التي يؤمن بها والخاصة بعدم وضع صورة الزعيم في الجدارية، فسأل والده كامل الجادرجي فيما لو وضعت صورة عبدالكريم على الجدارية ماذا سيحصل ؟ فأجاب الوالد: مع اول أنقلاب سوف يتم تفجير الجدارية أنتقاماً من عبدالكريم. وفعلاً أثبتت الحقائق التاريخية تلك الحقيقة. فبعد أنقلاب شباط 1963 قاموا بتدقيق حسابات الصرف على تنفيذ نصب الحرية، فلم يجدوا ما يدين الفنان رفعت الجادرجي أو عبدالكريم قاسم لكي ينتقموا

في المقال التالي سنتناول خطوات العمل في فلورنسا بأشتراك الفنان محمد غني حكمت .
ليبقى نصب الحرية عالياً وخالداً مع أسم الفنان المبدع جواد سليم
بقلم الفنان التشكيلي
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا
المصادر
1- كتاب الدكتور خالد القصاب ( ذكريات فنية )
2- مذكرات المهندس رفعت الجادرجي

609
ألف مبروك على معرضك الثالث يا فنانتنا الغالية هبة . أبدعت بأعمالك التي أظهرت فيها قدراتك الجديدة وأرتقائك في فضاء اللوحة الزيتية قياساً بمعارضك السابقة . وهذا المعرض أعطى لك هوية في مدارس الرسم العديدة وهو الرسم التجريدي التعبيري حيث أبدعت به من ناحية الألوان وفكرة اللوحة والموضوع والمساحات كما أنك مقتدرة في المدرسة الواقعية . كل أعمالك جميلة تبرز فيها قدراتك وثقتك وطموحك للأرتقاء . كما أن الأسلوب الجديد في الحفر على الخشب بآلة الحرق اليدوية تستطيعين تطويره بأدخال اللون مع الحرق أو مواد أخرى تركيبية . نفهم من معرضك الجميل بأن الفن التشكيلي في دهوك يتقدم نحو الأمام وهذا ما نتمناه في العراق عموماً لكي يبقى حراً بعيداً عن يد الجهل التي قد تنال منه .
ما نطلبه منك هو الأستمرار والعمل من أجل الأفضل الذي نتمناه لك والرب يباركك
الفنان التشكيلي                             الفنانة التشكيلية ( عمتك )

وردا اسحاق عيسى                         نيران يارث يونان
                             ونزرد   -  كندا

610
أنا هو القيامة والحياة .  من آمن بي وأن مات فسيحيا

صعقنا خبر وفاة هذا العالم الآثاري الكبير الذي كان كنزاً للعراق . كنزاً على الكنوز ، وأميناً لها ، وعالماً في كل ثناياها . أنه حفيد أجداده العظام كلكامش ورابي خمو ( حمورابي ) والآخرين . مات من نذر نفسه لخدمة تراثنا والخزائن الغالية التي تركوها لنا الأجداد . كان أوفى عراقي على تلك الآثار التي لا تقدر بثمن . قبل الغزو وحسب تصريحه ، أخفى في مخازن خاصة الكثير من الآثار المهمة من المتحف العراقي أخرجها بعد نهب المتحف العظيم . أضافة الى مواقفه العديدة لحماية آثار ما بين النهرين . أنه حقاً خسارة كبيرة للعراق لا تعوض بسهولة لما كان يحمل من علم وخبرة وأخلاص . حضرت أحدى محاضراته التي كانت عن تاريخ تكوين القرية في الوركاء فنقل الحضور بكلماته الى ذلك العصر القديم وكأنه كان قد عاصرهم . أنه الخسارة الثانية في وقت محدود بعد وفاة الدكتور دوني جورج في كندا .
تغمدك الله بواسع رحمته ولأهلك والشعب العراقي الصبر والسلام .
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا

611
أب قدير ، وعلامة كبير ، وكنزعظيم ، ومعلم ومؤلف وروحاني وناقد ...الخ .
خدمت الكنيسة يا أبينا الفاضل بكل قدراتك وأمكانياتك ولم تبغل عليها يوماً بل الغيرة الأيمانية والكلمة الصادقة المنورة لطريق الباردين في سيرتهم وأيمانهم وخاصة الأكليروس وقيادة الكنيسة  هزت كنيستنا النائمة . الرسائل التي نقددت بها ضعفات المسؤلين تركت آثاراً لا وبل جروح في نفوسنا فزاد أيماننا وأنفتحت أعيننا للحق ، وأنت من ظهرت الحق والحقيقة .
أنت دائماً في الطليعة في الأيمان والتأليف والتعليم وقول كلمة الحق مهما بلغت النتائج ، وأنت الرجل الأول في العراق المتبحر في العلوم السريانية ولغة الأم بل أنت كنزها الذي لا يعوض .
 وأخيراً أقول وكما قال صديقي العزيز الياس متي كنت مجاهداً ومربياً وأديباً ومترجماً وكاهناً مباركاً ومحترماً وما قدمته للكنيسة هو رصيدك الذي يخزنه الرب لك في منازله السماوية الأبدية. لآ أجاملك أذا قلت لك أنت  في نظري أغنى الأغنياء وموجود في قلب كل مؤمن صادق  لا وبل في قلب الرب يسوع .
أطلب من الرب أن تكون يده القوية معك في كل حين ويحفظك لنا أيها الصوت الصارخ في ظلام هذا العالم .
أبنك
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا

612

كنيسة القديسين تشارك سيدة النجاة في البكاء
ما حصل في كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة في بغداد هو نتيجة الحقد الدفين المحتقن في قلوب فئات متعطشة الى الدماء فتلك الفاجعة لن تأتي من فراغ بل هي عملية مفبركة ومدروسة ومدعومة من قبل جهات مقتدرة تمتد جذورها الى عمق السلطات الحاكمة والغاية من تنفيذ تلك العملية الأستفزازية وغيرها في العراق والشرق الأوسط هي لأعلان حرب على الوجود المسيحي ، فتلك العمليات نابعة من التعصب الديني الناتج من تحريض شيوخ المساجد المستمر عبر السماعات وبعلم ومسمع السلطات ناهيك عن التحريض والتعليم والتموين المباشر والغير المباشر من جهات كثيرة ومتعددة ، ولد التعصب والحقد وتدرج الأمر الى التطرف ، وصولاً الى الأرهاب وتنفيذ الخطط المرسومة للوصول الى تلك الغايات اللاأنسانية التي تنفذ بدقة ضد المكون أو المعتقد الآخر مستندين الى آيات وأحاديث تكفر المسيحي وتدعوه كافراً أو أبن الذمي أو نصراني ... الخ  . بلا شك معذورون هم المتعلمون وجهالهم عندما يقرأون ويسمعون تلك الفتاوي التحريضية والآيات فيتفاعلون معها فتدفعهم الى حالة التعصب والغليان فيصبون نار غضبهم على من يحسبونهم بالكفار معتقدين بأنهم يقدمون لله خدمةً جليلة والله سيكافؤهم بأجر عظيم .
    في العقود الثلاثة الأخيرة برزت تنظيمات صوفية متطرفة ووصلت الى سدة الحكم في بعض الدول كأفغانستان وأيران فنضجت في تلك البلدان ثمار التطرف والحقد والأنحراف الذي سيطر على وسط المثقفين والعقلاء وعلى الأحزاب العلمانية وعلى المتدين الوسط أو الغير المتدين من المسلمين فأصبح الجميع مرفوضين عند تلك التنظيمات التي تريد من كل مسلم أن يكون مجاهداً أو أنتحارياً حاراً لا يهاب الموت لا وبل يبحث عنه . أما غاية ذلك الجهاد الأعمى هو لأسلمة العالم بالطرق والأساليب التي ترسمها تلك الجماعات التكفيرية والتي تسمى جماعة التكفير والهجرة  أما موقف المسيحي فهو أنه لا يريد أن يرد الشر بالشر ، ولا القتل بالقتل ، لأن السيف الذي يحمله هو سيف المحبة الذي ورثوه من السيد المسيح وتربوا على تعليم أنجيله المقدس ، لا ينتقمون لأنهم مؤمنين بقول خالقهم بأنه هو المنتقم الوحيد .
     وصلت ثقافة الحقد والقتل الى العراق فضربوا المسيحية بكل قوة وحقد ، غايتهم أفراغ البلد من المكون المسيحي لغرض أعلان دولة العراق الأسلامية على غرار طورا بورا والقم ، فقتلوا وهددوا وأحرقوا الكنائس ونهبوا وأختصبوا بوحشية لا نظير لها ، أما العالم فلم ينطق ببنت شفة بل كان يغطي ويبرر قائلاً بأن الفتنة هي على الجميع وأخيراً دفع الحقد تلك الجماعات الضالة لكي تنتهك حرمة كنيسة سيدة النجاة الممتلئة بالمؤمنين ونفذوا فيها مخططهم الأجرامي الشيطاني لقتل الأبرياء المصلين بوحشية فسالت دماء الشهداء والجرحى باسم الله أكبر.
أما السلطات والمرجعيات الدينية فكعادتها عبرت عن أسفها وأستنكارها . لكننا نسأل ونقول لماذا لا نسمع من أحدى المرجعيات الأسلامية في العراق تحريم قتل المسيحي المسالم في العراق أو مصر أو السعودية أو ليبيا..ألخ . وهكذا أنتقل الوباء الى مصر علماً بأن مصر  هي منبع الوباء منذ أكثر من خمسون سنة . في أقل من 38 سنة وقعت 161 حادثة ضد الأقباط ، أي بواقع حادث كل شهرين ، ومن أبرز تلك الحوادث حصل في عيد مولد الرب 2010/1/6 في نجع حمادي ، هذا الحدث الذي هز الضمير العالمي فتعاطف الكثيرين مع الحدث لكن هل أتخذت الدولة أجراءات مناسبة للحيلولة من عدم تكرار تلك الجريمة ؟ يقال عن مصر أم الدنيا أما في حقيقتها فهي أم الأرهاب ومصدره الأول ، لا وبل هي مدرسة تفريغ المجرمين الى العالم ومن أكبر مدارسها هي جامعة الأزهر التي يفتخر بها كل مصري لأنهم ينظرون اليها بأنها الصرح العلمي والديني العظيم في مصر . نعم مصر هي في طليعة الدول التي تنشر الشر في العالم أبتداءاً بدول الجار . فمثلاً في عام 1998 عبر مسلم سوداني عن علاقتهم مع أخوتهم المسيحين هناك قائلاً بلهجته المحلية : (أحنا كنا زي السمن على العسل لحد ما جالنا المبعوثين المصريين وخاصة مدرسين اللغة العربية ، علمونا التعصب، لكن أحنا مكناش كدا أبداً ) .
    نعم جماعة الأخوان المسلمين هم أول حركة دينية سياسية في العالم أسسها الشيخ حسن البنا في النصف الأول من القرن الماضي ، نمت وترعرعت بوضوح وحرية وحتى وأن أطلقت عليها السياسة المصرية مسمى الجماعة المحظورة، الا أن الواقع يثبت عكس ذلك ، فقد تسللت تلك الجماعة وتقدمت في السياسة المصرية فأقتحمت 90 مقعداً في البرلمان المصري حالياً ، فماذا كان سيحدث لو لم تكن هذه الجماعة تحمل أسم محظورة ؟ كما نسأل ونقول أين رصيد 12 مليون قبطي في السلطة وما هو دورهم في السلطة والسياسة وأدارة البلد ؟
   دول الغرب في سبات عميق بل في غباء عظيم لأنها تنظر الى ما آلت اليه تلك التنظيمات المتطرفة التي برزت وسيطرت على الشرق الأوسط ووصلت سمومها الى الغرب أيضاً بمنظور ضيق ، لا وبل تريد أن تطبق الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط كله ، وهذا ما تتمناه تلك التيارات للسيطرة على كراسي الحكم . كان على الغرب أن يسند الحزاب العلمانية التي تعيش بخوف وقلق من تلك الحركات التي تهدد وجودها . تقوم بعضاً منها بمغازلة تلك الحركات لأجل التخلص من شرها لكن  تلك الحركات لا تساوم أبداً بأهدافها بل تريد السيطرة بأقرب فترة . فالسادات مثلاً جامل الأخوان على حساب الأقباط فكرموه بأطلاقة صغيرة في جبينه ، وللأسف نلاحظ اليوم خليفته يعزف أيضاً على نفس الوتر ، فعندما تضرب تلك الذئاب الخاطفة اقباط مصر، فالرئيس لا يسمع ولا يرى لا وبل لا يكترث لكي يجامل عدوه الأكبر أنه كمن يصب زيتاً على النار، فالنار لا تحرق الضعيف فقط بل ستطاول على الجميع ، فاذا كان هدفها الأول أزالة المسيحية فذلك النار لا يطفىء بل يبحث عن الحطب لديمومته ، فالمادة الثانية التي ستغذيه هو المسلم الغير متدين أو الوسط في أيمانه  لأن تلك الحركات الحاقدة تريد من الجميع أن تركع لها وتعشق التطرف والكراهية ومحاربة الآخر وهذا يحتاج الى مبدأ التعصب والأنعزالية والتطرف والأنحراف من أجل خدمة أهدافها الدموية وفتح جبهات كثيرة وغزوات عديدة للسيطرة على العالم كله . القاهرة لوحدها تحتوي على الف منارة مسلحة بمكبرات الصوت وفي كل حارة يوجد جامعان او ثلاثة يبثون منها سموماً وحقداً ضد الصليبيين أولاً والكفار واليهود وغيرهم  وبدون أدنى أحترام لمليونين قبطي في العاصمة .كذلك يستخدمون وسائل كثيرة للتحريض وزرع الحقد والفتنة عبر الفضائيات والأذاعات والتلفزيون المحلي والصحف ودروس الدين وغيرها أما الدولة فهي في سبات متعمد .
  أخيراً وبعد مرور سنة من حادثة نجع حمادي وفي زمن ميلاد المسيح ولأجل زرع الخوف والقتل وأظهار الحقد نفذوا أبطال الله وأكبر وعدهم بعد أن ضربوا كنيسة سيدة النجاة بضرب كنائس مصر أيضاً وسرعان ما تم تنفيذ الوعد وبدقة في كنيسة القديسن في الأسكندرية فأستشهد 21 مؤمنا والعدد في تزايد من الجرحى البالغ عددهم 79 . بعملهم هذا تحدوا كل قدرات مصر الأمنية والسياسية والعسكرية وهذا دليل واضح على قدرة وقوة نفوذ تلك الفئات في الشرق الأوسط كله . سيسيطرون على مصر أيضاً لأن النظام يجاملهم ويقدم لهم الدعم الكافي لتلك العمليات فالسلطات المصرية التي ترى الأعتداء على متجر مصري أو نهب صائغ أو أنتهاك حرمة بيت قبطي أو أختطاف شابة قبطية للتعدي عليها وأجبارها للأستسلام أو قتل السواح الأجانب في مناطق متعددة من مصر  أو الهجوم على كنيسة بأنها حوادث عرضية ، وأن أرادت السلطة أن تعبر عن رأيها فتقول بأن ما حصل كان نتيجة عمل رجل معتوه أو مجنون . فلنسأل ونقول هل أصبحت أم الدنيا كلها بلد المجانين ؟ فلنسميها أذن أم المجانين . أما تقارير وزارة الداخلية المصرية فلا يقبلها عقل أنسان لأنها صادرة من أصحاب العمائم المشحونة بالكراهية ضد الأقباط المسالمين وهكذا لا نصدق ما يصدر من العدالة المصرية ، فالمجرمون يدخلون من باب المحكمة المصرية ويخرجون من شبابيكها أبرياء .
 تفجير كنيسة القديسين في 2011/1/1في الأسكندرية سرق فرحة العيد ورأس السنة ولأجل زعزعة الأيمان والأمن فأرهقت الدماء البريئة فأرتفع صوت البكاء والنحيب في كل مصر لكي تشارك الكنيسة المصرية العريقة كنيسة العراق في آلامها ولكي تحمل كنيسة القديسين جروح سيدة النجاة التي صارت رمزاً للكنيسة العراقية الشهيدة . أما قداسة البابا شنودة فعبر عن رأيه في قداس ليلة العيد في 6 / 1 /2011 عن هذه الجريمة وبحضور عدد كبير من الوزراء والسفراء والمسؤولين حيث قدم للعالم درساً أخلاقياً في عصر فقدت فيه الأخلاق ، كما عزى أسر الشهداء قائلاً بأن ملوك المجوس قدموا للملك المولود ذهباً ولباناً ومراً ، أما أنتم فقدمتم له دماء أبنائكم الغالية .
  سيف هيرودس المجرم حصد رؤوس أطفال بيت لحم الأبرياء أما اليوم فالمنظمات الشيطانية تحمل ذلك السيف لتحصد به أبرياء كنائس العراق ومصر والعالم .
نطلب من الطفل الألهي المولود ان يفتح بصيرة هؤلاء العائشين في ظلمة الأبتعاد عن نور أنجيله المقدس لكي يكون لهم الخلاص  والحياة الأبدية . ولألهنا المجد دائماً
بقلم
وردا اسحاق عيسى
وندزر - كندا

613
الأحزاب الأسلامية وعقيدتها الى أين ؟

الشرق الأوسط مزيج من الأقوام والأديان والمعتقدات ، فعلى جميع هذه الأطياف العيش معاً بمحبة وتآلف لأن أيذاء أي أنسان مهما كانت أنتماءآتهِ هو أيذاء للأنسانية والمجتمع عامةً ولأبناء ذلك المعتقد خاصةً .
الميسحيين الذين يعيشون الى جانب الأسلام منذ مئات السنين هم أكثر من المسلمين أخلاصاً وأصالة وأمانة ومحبتهم للوطن ، لأنهم السكان الأصليين فلهذا يجب أن تكون لهم حقوق أكثر من المسلمين ، لأن الأسلام هو الذي دخل عليهم فاتحاً وغازياً ومستعمراً وأعتبر المسيحية في ذمة الأسلام ، فأعتُبر المسيحي من أهل الذمة وحُسِب مواطناً من الدرجة الثانية أو الثالثة ، بهذا المفهوم فأن حقوق المسلم يجب أن تكون في المقدمة ولا يجوز للمسيحي أن يحكم مسلماً ، أي لا يجوز للمسيحيين أن يصيروا أولياءً على المسلمين .
لهذا السبب نظّم عمر بن الخطاب هذا النظام ضد النصارى في الشام على شكل عهدة سُميّت بأسمه (العهدة العمرية) ، هذه العهدة متكونة من ثمانية وعشرون بنداً مجحفاً فأجبر المسيحيين على التوقيع على بنودها والعمل بها وهم مجبرين ومستصغرين أمام المسلمين ، أستمر العمل بهذه الوثيقة الى هذا اليوم في الكثير من البلدان الشرق أوسطية .
عاشت بلدان المنطقة تحت ظل قوانين الدين الأسلامي وفي عصور مختلفة بعد الأسلام بين المد والجزر ، ففي بعض الفترات يهدأ الغضب الأسلامي عندها تتنفس الطوائف الغير المسلمة الصعداء ، وفي ألأزمنة اللاحقة بعد ذلك تثور كالبركان فيبدأ العنف الطائفي ففي فترة الأستعمار العثماني الشرس للشرق الأوسط والذي فُرض قوانينه بأسم الأسلام عاشت المسيحية آنذاك تحت ظلم وعبودية وأضطهاد الأتراك فقتل مئات الآلاف من الشعوب المسيحية كالأرمن والآشوريين الكلدان السريان في منطقة جنوب شرق تركيا في مجازر بشرية علنية بسبب أنتمائهم الديني وكما كان ذلك الأستعمار يتصف بالوحشية والشراسة ضد العرب المسلمين فأستغل وأحتل كل بلدان المنطقة ونهب خيراتها ونشر فيها الجهل والتخلف لا وبل حاول نقل الكعبة الى أستنبول لكي تصبح قبلةً للمسلمين .
كان يحارب اللغة العربية من أجل فرض اللغة التركية فتسربت كلمات عديدة من تلك اللغة الى اللغات المحلية والتي تستخدم لحد هذا اليوم ، رغم كل هذا الأستعمار والأضطهاد نرى شيئاً مخجلاً وهو لم نسمع يوماً من أحد يقول (ناصر أخاك المسلم أن كان ظالماً أو مظلوماً) ،
علماً بأنهم أستعمروا المنطقة لأكثر من خمسة مئة سنة دون أن يقدموا أية خدمة للمنطقة بل فُرض الجهل والتخلف والحرمان والعبودية وعلى جميع الأصعدة ، أستمر ظلمهم الى أن دخل الجيش البريطاني والفرنسي الى المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى فحررها من ذلك الكابوس الذي جثى قروناً على صدور أبنائها . وعلى مبدأ الأستعمار العثماني وفي نفس الطريقة تقريباً أن لم تكُن أكثر قام المستعمرون الجدد بتشكيل دول نظامية فرسموا لها الحدود وبدأوا بتقديم الخدمات اللازمة لهم كالمستشفيات والمدارس ودوائر الدولة وشق الطرق في الصحارى والجبال الوعرة ومن ثم أخراج نفطهم المدفون في أعماق الأرض . 
لم يطول هذا الأستعمار أكثر من أربعون سنة لكن رغم ذلك أعتبر أستعماراً غازياً وسارقاً فينسبون سبب تأخر وتخلف المنطقة اليه ، نعم تأسست دول عربية وأسلامية وبعدها وولدت أفكار تأسيس الأحزاب والحركات الدينية العنصرية المتطرفة أبتداءً من حزب اخواننا المسلمين الذي أسسه حسن البنا في مصر وبعده جاءت الحركة الوهابية في الجزيرة العربية التي منها ولدت القاعدة التي يقودها أبن لادن وجماعته .
أما في فلسطين فبرزت حركتي الحماس والجهاد الأسلامي وبعد ظهور هذه الأحزاب بسبب الديمقراطية الغربية الغير مسؤولة التي تريد اميركا فرضها في المنطقة فازت حركة الحماس على الحركة الفلسطينية التي يقودها أبو مازن ، وهكذا ستنتصر الأحزاب الأسلامية الأخرى في أي بلد تدخله الحرية بسبب تحريض رجال الدين بفتاويهم فيجبر المسلم الساذج الى الطاعة لتنفيذ مطاليب الفتوى وبكامل حريته المبنية على الجهل أولاً وبسبب فشل الأحزاب العلمانية من تقديم أي جديد له وللوطن في كل سنين نضالها الفاشل الملىء بالمواعيد الكاذبة والمصالح الفئوية الضيقة .
اما في العراق فبرزت أحزاب شيعية كثيرة وفي مقدمتها حزب الدعوة الأسلامية وأحزاب سنية أخرى وهكذا تسقط الديمقراطية التي يريدها الغرب أمام أفكار الحركات الدينية التي تعمل من أجل مصالح أتباعها فقط وخاصة القادة الذين فشلوا في تقديم أي جديد للشعب الذي أختارهم ديمقراطياً . هكذا سقطت الديمقراطية منذ البداية وسقطت معها كل تباجيح ووعود الغرب ومنظمات حقوق الأنسان التي تريد فرض الديمقراطية وزرعها في أرض وعرة لا تناسبها فتثمر ثماراً لا تليق بها فتعكس سلباً على المنطقة والعالم بأسم الدين ، حيث تتشبث القيادات السياسية في عروشها زمناً طويلاً فمثلاً يغازل حسني مبارك الأحزاب الأسلامية ضد المسيحية فيطبق آذانه وأنظاره لكي لا يسمع ولا يرى الأحداث مقابل تأييد الأسلاميين له لكن عليه أن يتذكر سلفه السابق السادات الذي غازلهم بكل وضوح واعطى لهم مساحات كبيرة من الحرية ضد الأقباط الى أن قامت تلك التيارات المتطرفة بأختياله .
ومن أبرز الرجال المشاركين في أطلاق النار عليه كان أيمن الظواهري الساعد الأيمن لأبن لادن ، الأسلاميون الذين لا يفكرون في التقدم ، بل في أعادة المنطقة الى بداية الأسلام فكل ما لا يناسب سياستهم يجب أن يزال فمثلاً تماثيل البوذا العريقة في تاريخها وتراثها وفنها لم تسلم من أياديهم فماذا نقول لو أستلم الظواهري الحكم في مصر الم يفجر كل كنوزها بما فيها الأهرامات العملاقة ؟ دين تلك الفئات مُسيس أي أسلاموي فكيف يستطيع أن يزرع السلام والوئام في المجتمع الذي يتكون من عدة أطياف ؟
نفس السياسة تنتهجها الدولة الأخرى حكومة السودان تجاه الآخر وخاصة ضد المسيحية
 وكذلك القذافي الذي نراه مبشراً دينياً في أيطاليا وأوربا وأفريقيا وهداياه هي نسخ من القرآن وأنجازاته هي دفع الملايين لنشر الأسلام وبناء الجوامع كما له الفضل على الأسلام بتأليفه لكتابه الشهير) الكتاب الأخضر .)
السؤال الذي يطرح نفسه هو :
كيف أصبح القذافي علامة في الدين الأسلامي وهو لم يدرس الفقه ؟ المعروف عنه أنه ضابط  خريج الكلية العسكرية  (بغداد - العراق) . أما حمايته فهم قطيع من الجنس اللطيف وكل خطبه تنضح سموماً عنصرية وعدائه ضد المسيحية ويدعو قادة العرب والأسلام الى أخلاء المنطقة من المسيحيين الذين يعتبرهم الطابور الخامس .
ومن جهة أخرى هو الذي وضع يده بيد أميركا وسلم لها كل أسلحته الثقيلة ومفاعله النووي الذي خسر فيه الملايين من أموال الشعب ، هكذا يخدع شعبه ويخدع الأسلام بأفكاره الشاذة
أما الجزائر فقد أكتوت بنار الحركات الأسلامية ونشاطات تلك الفئات ما تزال ظاهرة هناك وفي المغرب كذلك وبنفس المستوى .
 أما تونس فتعيش بأمان وسلام وتتقدم في مسيرتها لأنها لا تسمح للأفكار الدينية أن تظهر في السياسة أبداً ، لهذا نرى ثوب تونس أبهى وأطهر من جاراتها المكتوية بنارها .
أما بالنسبة الى أيران الأسلامية التي تحرق علناً كل أموال الشعب في التسليح وبناء المفاعلات النووية وتحدي العالم كله بسياستها ونشر أفكار التطرف في العالم والتدخل في سياسة المنطقة برمتها أوصلت ذلك البلد العريق الغني الى مستوى الدول الفقيرة وهكذا ستستمر في تلك السياسة المعادية للعالم كله الى أن يدفع الشعب الثمن غالياً .
وهكذا الحال بالنسبة الى الأحزاب الدينية في أفغانستان وباكستان ونيران تلك الحركات لا تجلب الى تلك البلدان إلاّ الدمار والفقر .
أما لبنان الثقافة والساحة والأنفتاح الذي كان يحتوي أطيافاً كثيرة فكان نموذج للوحدة والتآلف وقبول الآخر . أتفق الحقد العربي والأسلامي ضده فتسابقت أيران الشيعية مع السعودية السنية في سباق سني شيعي لتدمير هذا البلد الجميل وزرع نار الحقد والتحزب فيه فولدت الأحزاب الدينية التي تتحدى اليوم السلطة والجيش في قوتها وأسلحتها وأمكانياتها وخاصة حزب الله الذي تدعمه أيران .
أما سوريا فدورها واضح في تدمير لبنان والعراق بل هي الطريق الأمين بين الحركات الأرهابية الأسلامية والعراق لكنها اكثر سيطرة على الحركات الدينية على أراضيها .
أما البلدان الأكثر تأثيراً في نشر التطرف والحقد في المنطقة فهي مصر والسعودية وأيران ،
 الأزهر في مصر زود العالم بآلاف الشيوخ والفقهاء الذين تنضح السنتهم سموماً بسبب الفتاوي التحريضية ضد الأديان الأخرى ، في القاهرة مثلاً ألف مأذنة وعلى كل منها مكبرات ضخمة يصفون في وعضاتهم النصارى بالقردة والخنازير وبالكفرة ويدعون الى قتلهم علماً بأن في القاهرة مليونا مسيحي والحكومة لمصرية تؤيد ذلك التطرف بسكوتها الذي يعبر على تأييدها لتلك السموم الشيطانية ، أما السعودية فهي معقل الوهابية والسلفية التكفيرية وهي الكفيلة في تزويد العالم بالأنتحاريين الذين لا يهابون الموت بل يبحثون عنه لأنه الباب المؤدي الى الحواري .
كان لآل سعود حصة الأسد في تدمير العراق الجديد بأموالهم وبالأنتحاريين المؤمنين المتسلحين بأفكار مساجد الجزيرة الذين يبعثون بهم الى مساجد العراق والى الأحزاب السنية المناهضة للمذهب الجعفري فبدأت الفتنة منذ بداية العراق الجديد  .
وهكذا أيران الذي أستقر العراق في حضنه ويرضعه من حقده كما يرضع ويدعم الحماس وحزب الله وحركات شيعية أخرى في مصر واليمن والسودان وغيرها .
أخيراً نختتم المقال في كردستان العراق الذي يعتبر شاذاً بالنسبة الى محيطه حيث سيطرت الأحزاب العلمانية على زمام الأمور في الداخل على الأحزاب الدينية الكردية التي هي مشكلتها الوحيدة وكذلك سيطرت بقوة على حدودها لكي تمنع تسرب التيارات الضالة الحاقدة الى اراضي الأقليم وهذا كان سر نجاحها أضافة الى الوحدة االناجحة بين الحزبين الرئيسيين من أجل بناء منطقة ديمقراطية حرة وأمينة لهذا نجد جميع الأطياف تعيش في سلام ووئام وتآخي ومحبة لهذا تعتبر كردستان النموذج الأمثل للحرية والديمقراطية . لكن هل تستطيع كردستان أن تنعم في هذه الأجواء وتستمر أذا سيطرت الأحزاب الأسلامية في العراق وأعلنت الدولة الأسلامية العراقية كأيران ؟ أم ستصبح كردستان حينذاك بين مطرقة أيران وسندان حكومة بغداد الأسلامية؟ الجواب ستصبح كردستان الهدف الوحيد والجسم الغريب في جسد الدولة الأسلامية الشيعية الكبيرة والله يستر العالم من التطرف الأسلامي الذي هو العدو الوحيد للعالم أجمع .
بقلم
وردا اسحاق عيسى
 وندزر-كندا

614
ارجو التفضل بنشر هذا الموضوع الذي هو الأول و سنرسل لكم مواضيع اخرى لاحقا, مع الشكر.

صفحات: 1 [2]