بيان بمناسبة يوم الشهيد الآشوري
بمناسبة الذكرى الثامنة والثمانون ليوم الشهيد الآشوري، أصدر المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي بياناً بالمناسبة فيما يلي نصه:
بيــــــــان
في السابع من آب من كل عام يستذكر أبناء شعبنا وبكافة مؤسساته القومية والدينية في الوطن والمهجر ذكرى قومية أليمة ومأساوية، ألا وهي مذبحة سميل التي اقترفتها الحكومة العراقية في العام 1933 ضد أبناء شعبنا وأمام مرأى الرأي العام الدولي، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من خمسة آلاف من أبناء شعبنا العزل من الاطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين وتدمير وترحيل عشرات القرى الآشورية في لواء الموصل آنذاك، بهدف قمع انتفاضة شعبنا وطمس هويته القومية وحرمانه من حقوقه القومية والوطنية المشروعة والعادلة الذي كان يطالب بها ضمن وحدة وسيادة الدولة العراقية آنذاك.
وبهذه المناسبة القومية الأليمة نستذكر ونحيي ذكرى شهداء شعبنا خلال مسيرته الطويلة وهو يواجه دكتاتوريات وحكومات ظالمة ومتعاقبة على الحكم في العراق والمنطقة منذ مجازر سيفو وهكاري وطور عابدين وسميل وصوريا وجرائم الأنفال والمنظمات الارهابية والخارجين عن القانون بعد تحرير العراق في العام 2003 وآخرها جرائم داعش الارهابي في العام 2014 التي اجتاحت مناطق عديدة من العراق واحتلالهم لمدينة الموصل وأغلب مدن وبلدات شعبنا في سهل نينوى، بهدف قلع جذور تاريخ وحضارة وأصالة شعبنا العريقة في مناطقه التاريخية.
واليوم إذ نستذكر ونحيي الذكرى الثامنة والثمانون ليوم الشهيد الآشوري والتي تتزامن مع الذكرى السابعة لمأساة وتهجير أبناء شعبنا من مدينة الموصل وسهل نينوى بعد أحتلالها من قبل داعش الارهابي وارتكابهم جرائم ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا العزل والأيزيديين وتشريد وتهجير مئات الآلاف منهم إلى مدن الأقليم والمدن العراقية الأخرى وهرب البعض منهم إلى دول الشتات بحثاً عن ملاذ آمن لعوائلهم بعد فقدانهم الثقة بالحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية.
وبعد مرور خمس سنوات على التحرير إلا أنه لم يعد كامل المهجرين، فأنهم لا يزالون يواجهون العديد من التحديات والعقبات للعودة بسبب عدم أستقرار هذه المناطق امنياً وأقتصادياً والصراعات الأقليمية عليها كونها مناطق ساخنة ومشمولة بالمناطق المتنازع عليها بين المركز والأقليم، لذا ندعو الحكومة الأتحادية لتحمل مسؤولياتها الوطنية والقيام بواجباتها تجاه المواطنين بحمايتهم وتوفير فرص العمل وتأمين حياتهم ليتمكنوا من العودة إلى أماكنهم، وتفعيل المادة(125) من الدستور العراقي الدائم والخاصة بحقوق المكونات القومية وأشراكهم في العملية السياسية كشريك حقيقي وحسب دورهم الحضاري والتاريخي والتضحيات التي قدموها من اجل بناء الوطن وحماية سيادته الوطنية. وكما ندعوا الكتل الكبيرة ونحن مقبلون على انتخابات نيابية مبكرة في العاشر من شهر تشرين الاول من هذا العام أحترام أرادة شعبنا وعدم التدخل في شؤونه الداخلية من خلال سلب إرادة شعبنا وسرقة المقاعد الخمسة المخصصة لأبناء شعبنا ضمن نظام الكوتا، وبدورنا نثمن خطوات الحكومة بخصوص تفعيل آلية وخطة مكافحة الفساد ووضع حد للأجهزة الأمنية المنفلته والخارجة عن القانون والتي تهدد بين الحين والآخر حياة ىالمواطنين، كما نرحب بالأتفاقيات والحوارات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية من أجل أستقرار العراق وتطوير ديمقراطيته الفتية .
أما في الأقليم فاننا ندعوا حكومة الأقليم إلى أنصاف شعبنا وتقدير تضحياته، وادراجها في دستور الأقليم المزمع كتابته لاحقاً الذي ينبغي أن يكون دستوراً مدنياً يراعي حقوق جميع مكونات الأقليم القومية والدينية، كما نطالب بتفعيل القرارات الخاصة بحقوق المكونات القومية الذي أقره برلمان الأقليم وخاصة قانون رقم (5) لسنة 2015، وحسم ملف التجاوزات على القرى والأراضي التابعة لشعبنا وحسم هذا الملف الحساس وبالطرق القانونية.
وأما على الصعيد القومي، فأن شعبنا وقضيته العادلة يمر بظروف استثنائية صعبة وحساسة ويواجه صعوبات وعراقيل عديدة، وللأسف الشديد فأن الأطراف السياسية القومية لشعبنا غير منتظمة وموحدة في أهدافها ومطالبها وأنه في حالة من الأنقسام والتخندق المذهبي الذي يشتت ويفرق الجهود والطاقات ويفتح باب تدخلات الآخرين في بيتنا الداخلي، أضافة الى المحاولات البائسة للبعض المهوسين بالزعامات والمرجعيات الوهمية لتمزيق وتشتيت اوصال شعبنا العريق الموحد الى طوائف وملل متفرقة مستغلين عواطف البسطاء بحجة التسميات المختلفة لشعبنا دون الأستناد الى عوامل تاريخية وجيو سياسية وحضارية.
لذا ندعوا الجميع وخصوصاً الأحزاب القومية لشعبنا للحوار والتفاهم في التصدي لهذه المحاولات الغير مسؤولة ورص الصفوف وتوحيد الجهود والمواقف لمجابهة جميع الضغوطات التي تحاول النيل من وحدة شعبنا وقضيته العادلة والأستعداد لجميع الأحتمالات في ظل المتغيرات التي تطرأ على الساحة السياسية في الأقليم والعراق والمنطقة، والشعور بالمسؤولية القومية والوطنية للعمل بروح قومية وجماعية بعيدة عن الأجندات الحزبية الضيقة والشخصية للحفاظ على أنجازات ومكتسبات شعبنا وتطويرها، والتمسك بالأرض وعدم ترك الوطن والأغتراب في دول المهجر.
وفي الختام نعاهد شعبنا بالثبات على مبادئنا القومية والوطنية ومواصلة المسيرة النضالية والسير على خطة الشهداء الابرار حتى تتحقق كافة حقوق شعبنا المشروعة والعادلة.
المجد والخلود لشهداء مذبحة سميل
المجد والخلود لشهداء شعبنا والوطن
عاش شعبنا... والنصر لقضيتنا العادلة
حزب بيت نهرين الديمقراطي
المكتب السياسي
7 آب / 2021 م / 6771 آ