عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - مال الله فرج

صفحات: [1] 2
1
جمعية الثقافة الكلدانية
تصدر عددا جديدا من مجلتها (المثقف الكلداني)
.................................. 
ضمن انشطتها الثقافية والفنية والادبية والاجتماعية المختلفة , اصدرت جمعية الثقافة الكلدانية عددا جديدا من مجلتها الفصلية (المثقف الكلداني ) التي يرأس تحريرها الصحفي والاعلامي الاستاذ مال اللــه فــرج , حيث كرست معظم مواد هذا العدد لمأساة شعبنا في بخديدا من خلال العديد من المواضيع التي خص  بها كتابها فاجعة بغديدا حيث حمل الغلاف الاول من المجلة عنوانا مركزيا واحدا وهو (بخديــدا ..الشــاهده والشــهيدة).
خمسون مقالا منوعا
وعلى مدى (120) صفحة ازدان العدد بـ( 50) من المقالات والمواضيع الاجتماعية والثقافية والادبية والنقدية والقصائد والقصص باللغات العربية والسريانية والكردية شارك فيها (33) كاتبا من (7) دول هي العراق وهولندا وكندا وفرنسا والسويد واستراليا واليونان خمسة منهم من الاناث و(28) من الذكور.
صلوات قداسة البابا
وقد توهج العدد بتقرير حول انشطة ودعوات وصلوات قداسة البابا من اجل ان يحل السلام وتنعم البشرية بالامن والطمأنينية   اذ جاء التقرير تحت عنوان( قداسة البابا يدعو للصلاة من اجل سلام الانسانية) , في حين افتتح رئيس التحرير هذا العدد من المثقف الكلداني بمقال حول اضطهاد المسيحيين في المنطقة عبر التاريخ والتي كانت مجزرة بخديدا أخرها حيث سبقتها مجازر سيفو عام 1914 ومجزرة سميل 1933 وقوفا في مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد ومن ثم اضطهادات وجرائم ارهابيو داعش القتلة التي ادت لتهجير الالاف من ابناء شعبنا من الموصل وقرى سهل نينوى وانتهاءا بمجزرة بخديدا, حيث حملت الافتتاحية عنوانا يجسد كل ما ذهبنا اليه وهو (متى سيتوقفان .. نزيف الدم ونزيف الهجرة ) حيث ادت اعمال العنف والجرائم هذه الى تقليص اعداد شعبنا من مليون ونصف المليون انسان الى ثلاثمائة الف مواطنا مسيحيا فقط.
العائلة والبداية الصحيحة
 من جانبه شارك سيادة المطران بشار متي وردة بمقال اجتماعي حمل عنوان (  العائلة والبداية الصحيحة .. كيف نجعل من فترة الخطوبة مدخلا لزواج ناجح وسعيد) قال فيه (يعتمد مُستقبل أي مجتمع على ثبات وديمومة مؤسسة العائلة، فهي قاعدة مُؤسِسَة لكل مُجتمع، وهي أقدم مؤسسة اجتماعية عرفها الإنسان، والمسؤولة عن تكاثر الجنس البشري، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للطفل حتّى ينضج، كما أنها تُعينه اجتماعيا واقتصادياً في مراحل النمو.
مضيفا : ومن خلال متابعتنا لشؤون العائلة، ومرافقة الآباء الكهنة والأخوات الراهبات، نلحظ أن هناك مشاكل حقيقية داخل الأسرة، وتتعرض مؤسسة العائلة، إلى تحديات اجتماعية واقتصادية ونفسية وإعلامية تؤثّر سلباً على سلامة العلاقات داخل الأسرة، وهناك مؤشرات خطيرة لهذه التأثيرات؛ أذكر على سبيل المثال لا الحصر؛ زيادة حالات الإساءة والتعنيف الجسدي والجنسي، حالات الإدمان على الكحول، الإدمان على البقاء مرتبطين مع برامج التواصل الاجتماعي، القروض الغير قابلة للتسديد بسبب سوء الإدارة المالية، وارتفاع عدد حالات طالبي بُطلان الزواج، ناهيك عن تدخل الأهل والمعارف السلبي في نمط حياة العائلة الناشئة). 
استذكار الاديب نوري بطرس
من جانبه اتخذ الاستاذ كمال لازار بطرس رئيس الجمعية من فاجعة وفاة الكاتب والاديب نوري بطرس رحمه الله من مقاله بوابة للدخول الى الحياة الثقفافية للراحل العينكاوي الذي اثرى الحياة الادبية بكتبه وكتاباته ومؤلفاته .
فتحت عنوان (الاديب نوري بطرس عطو في ذمة الخلود) توقف الاستاذ كمال لازار بطرس امام مسيرة الاديب عطو وولادته والمراحل الدراسية التي اجتازها وصولا لتخرجه من كلية الاداب قسم التاريخ في جامعة بغداد , مشيرا الى ان (الفقيد الراحل قد تميز بغزارة وتنوع نتاجه الادبي والثقافي وبكونه اديبا شاملا متعدد الاهتمامات فهو مؤلف قصص الى جانب كونه كاتب مقالات رصينة وباحث في مجال الادب).
 واوضح السيد لازار ان الاديب بطرس كان عضوا في ثمانية اتحادات ومؤسسات منها الاتحاد العام لادباء العراق واتحاد الادباء العرب ونقابة الصحفيين في اربيل واتحاد الادباء والكتاب السريان وجمعية الثقافة الكلدانية واتحاد برلمانيي كوردستان , مستعرضا في الوقت نفسه كتاباته ومؤلفاته.
التعايش وحقوق الانسان
من جانبه كتب الاستاذ عبد المسيح سلمان (التعايش وحقوق الانسان.. الاطماع التوسعيةاشعلت الحروب من اجل سيطرة دولة على دولة اخرى) , في حين اغنى الاستاذ صباح عطوان الزيدي العدد بمقال جميل حمل عنوان (العقيدة والحضارة .. رسالة السيد المسيح انطلقت ليس كحركة تنوير وحسب بل حركة علمية وحضارية واستكشافية) , في حين توقف الاستاذ ضياء بطرس صليوا باهتمام ازاء انتهاكات حقوق الاقليات عبر مقال حمل       عنوان (انتهاكات حقوق الاقليات .. بين القوانين الدوليةوالاقليمية والوطنية) , اما السيدة سوزان يوخنا فقد حمل مقالها عنوان (في عيد رفع الصليب المقدس  ... لماذا تبارك الكنيسة ثمار الرمان؟).
قصائد مختلفة
من جانب اخر وعلى صعيد القصائد فقد كتب الدكتور بهنام عطا الله قصيدة بعنوان(حافة الوقت ...الى شوقي يوسف بهنام الغائب الحاضر) في حين كتب السيد نمرود قاشا (استيفان رحلت وشهر العسل لم يكتمل) ومن جانبها شاركت السيدة فرح داؤد بقصيدة حملت عنوان(الحب الطفولي) ونشر السيد يوسف كبو قصيدة بعنوان ( صوفي يطرق باب المجهول) فيحين جاءت قصيدة الشاعرة فالنتينا يوارش تحت عنوان (قيامة ذاكرتي) , كما احتوى العدد قصيدة نقدية حملت عنوان (آه  ياوطن).
المسيحية في كيرالا
واثرى العدد الاستاذ بدري نوئيل بمقال تاريخي جميل حمل عنوان (المسيحية في كيرالا الهند .. كيف امن القديس توما بقيامة المسيح بعد ان شكك به) وكتب مال الله فرج مقالة نقدية حول كتاب السيدة نضال ايليا (اقاصيص وحكايات على ضفاف الحياة) , في حين اغنى الصحفي الكبير الاستاذ زيد الحلي العدد بموضوع جميل حمل عنوان (صورة من الزمن الجميل .. الكشافة من اروع ذكريات الطفولة) وكتب المشرف التربوي المتقاعد الاستاذ جميل زيتو مقالا تربويا حول (اهمية البطاقة المدرسية) الى جانب مقال اخر بعنوان (بهنام عطا الله يقلد الشمس تاج الوفاء), في حين اتحف السيد وسيم عبد المعين اسكندر المجلة بمقالة من الترائ الشعبي المصلاوي حول اغنية اكلة الدولمة وحكايتها. 
اما على صعيد الكتابات حول فاجعة بخديدا فقد كتب السيد نشوان عزيز (عرس الدم في بغديدا الشهيدة) وكتب طالب ازعيان (فاجعة بخديدا) وكتب عفيف الجميل ( بغديدا الشاهدة على القيامة).
    كما احتوى العدد الكثير من المواضيع المنوعة الاخرى. 
 
 
 
 

2
بهنـام عطا اللـه
يقلــد  الشمـس تـاج الوفـاء
 .................................
مال اللـه فــرج
.....................
 لعل من اصعب الصياغات الانسانية في مختلف الفنون والاداب ان يضع الانسان اصابعه على جرحه النازف ويعتصر آلامه ليصوغ من عواصف الاوجاع وبراكين الاحزان وجنون النزيف الداخلي الذي لايشعر به سواه ومن الفجيعة ومرارة الفقد عملا متفردا ليس في شكله وتألقه وخصوصيته وحسب وانما في معانيه الروحية وفي مضامينه الانسانية بكل ما يحمله من المصداقية والتفاعلات الذاتية والذي غالبا لا يستطيع اي انسان مهما كان قريبا منه ان يتلمس تفاعلات احداثه واوجاعه ورهافة المشاعر النازفة الما والنحيب الذي ينشج بصمت والتمنيات التي لا تتحقق كلما تعلق الامر بالفقد والرحيل الى العالم الاخر.
وفي مجموعته الشعرية الاخيرة التي حملت عنوان (معلقة لرحيل الشمس)يحاول الكاتب والشاعر المبدع (بهنام عطا الله) ان يمسك كل هذه المشاعر والاحاسيس الصاخبة التي تعتمل مثل البركان المتفجر في داخله ليتمازج بها ومعها وهو يستحضر مسيرة طويلة ومعقدة ومتنوعة ليس من الاحداث وحسب وانما من الذكريات ممسكا بفرشاة مشاعره المكبوته ليرسم عبر الوانها الفاتحة هنا والغامقة هناك لوحة شبه خرافية تكاد تنطق بمعاناته الحقيقية عبر تمازج الابتسامات بالدموع والذكريات بالحاضر الذي رحل وهو الضائع بين الاثنين يحاول العثور على صخرة يرمي بجسده المتعب فوقها ليخرج من بين اسقاطات هذه المعركة الممتده في جذورها بعيدا في كل دقائق وتفاصيل مشاعره اشد قوة واقوى عنفوانا واعمق عزيمة في اكمال لوحة العمر التي توثق جوانب متالقه هنا وباكية هناك من مسيرته ومن عطائه ومن مشاعره التي كانت تضئ كل صفحاتها وزواياها ( شمسه ) التي احبها حد العشق والتوله , كيف لا وتلك الشمس كانت الكتف الذي يسنده واليد الحانية التي تمسح تعبه والواحة التي يرمي عليها اثقال ايامه وكنزالمشاعر الحميمة التي تسعده  والغيمة التي تظلله بالمحبة , والواقع الذي يجسد احلامه ونصفه المتألق الذي يكمله فالى اين يتجه وهو يتفاجئ بما لم يكن يتوقعه حيث حزمت الشمس حقائب رحيلها مرغمة وهي ترنو اليه بعينين دامعتين حملتا وجع ولهفة واحزان :العالم كله قبل ان ترحل؟
بوابـة الاهـداء
.................
 فمن بوابة (الاهداء) في معلقته يدلف الشاعر عطا الله نحو عالم الرحيل الموشح بمرارة الفقد صارخا بوجه الاقدار بلهجة تنوء باصدق شكل للتحدي الانساني
(لروحها الطاهرة التي تأبى ان تغادرنا .
 لشمسنا التي تشرق كل صباح علينا .
 لبسمتها الشاردة التي ما زالت تحف بحديقتنا.
 اليها ..
واليها ..
واليها ..
وحدها ابدا
اهدي منجزي الشعري هذا.
 وفاءا
واخلاصا
ومحبة ازلية) ,  وكأنه يريد ان يقسم امام العالم كله بان لااحد غيرها احتل جوانحه ولا احد بعدها سيفعل ذلك فقد اقفل أبواب القلب والروح وكل ارتعاشات المشاعر عليها.
واقـع الفقـد
...............
 وفي الوقت الذي يحاول فيه ان يكفكف دمعه وهو تائها بين واقع الفقد من جهة وبين تشكيك مشاعره برحيلها هامسا لروحه المعذبة (أأبكي على شمسي التي رحلت ؟؟؟ ام ابكي على شمسي التي غربت؟؟؟)يدلف بنا الى اولى قصائده التي حملت عنوان (ترنيمة اللحن الحزين)هامسا باذنها بابيات بطعم الوجع:
(سيدتي
ستة شهور مرت
والعلقم في افواه المحبين
ورياح الشوق ما انفكت من رفقة القيظ
تلهب ارواح العاشقين وتلك العيون الخضر تبدو
جنائن معلقات في مسرى
الافق البعيد )
ويواصل في قصيدته (مسلات الكلام)نثر اوجاعه على رأسه وهو ينفث كلمات محملة بنكهة الفراق المريرة :
(في جمعة الموتى
انتشرت الفراشات فوق ضريحك
في مقبرة القيامة
رفرفت العصافير اناشيد الرحيل
تبعثرت الاهات من قلبي المضرج بالاسى
جروحا غائرة عبر المدى)
واذ يقلب الشاعر بهنام عطا الله صفحات ذكرياته مع الشمس التي كانت كل حياته فانه يستعيد في الذكرى السنوية لغروب شمسه بعضا من  تداعيات المشاعر في لحضات الرحيل عبر تلك الذكرى:
( كان ذلك يوما ليس ككل الايام
اتذكر تلك الشهقة الخرساء
وهي تحتضن قناني الاوكسجين
بلا انتهاء
عند السرير الممتد كالحمامة
في الردهة البيضاء
وذلك المغذي المثبت في الوريد     
يرتدي صحوتي
فمن ينتشلني بعد الان من هذا الخواء 
ومن يقرأ قصيدتي المؤجلة
عند الضريح في مقبرة القيامة
بكل اشتهاء
من ؟
من؟)
بحـر الذكـريات
...................
ولان بحر الذكريات المتلاطم الامواج لا يهدأ لحضة باعماق شاعرنا العتيد حتى ليكاد ان يمزج الفترة الماضية التي امست في عداد الذكرى بالحاضر محاولا ايهام النفس بانها ستعود وتطرق الباب كما كانت تفعل في حياتها الراحلة فانه يجسد ذلك بالانتظار رغم علمه بانه انتظار حزين لشمس لن تشرق بعد الان على الكرة الارضية هامسا بوجع:
(ما زلنا كل حين
نقف امام بابنا الحزين
  بابنا المغلق القديم
ننتظر تلك القامة الهيفاء
وذاك الشعر السامح
وهو يعدو الينا كل حين
كسيل من الموج
يمم شطر المدينة
وهو يهذي كالسنين)
من بين كل هذه الانفعالات والتفاعلات والانثيالات العاطفية وهو ينتظر عودتها مرة ويرثي رحيلها مرة اخرى يقف متسائلا بمرارة وكأنه يوصم الموت بالكذب وان شمسه لابد ان تعود يوما  لذلك فهو يخاطبها بمحبة تحاول ان تدحض اسطورة الموت متسائلا  :
(متى تعودين
محملة بطيور الماء
واحزان تشرين
 متى تعودين؟
لقد ضاق بنا الكون
وغدا الفجر خباء
متى تعودين؟
وهل تعودين حلما جميلا ؟
كي اقذف كل همومي جانبا
وامضغ احزان المساء؟)
تضـاريس الأحـزان
......................
وهكذا في قصائده الثلاثين يرسم تضاريس بحر من الحزن والحنين ومن الوجع والاشتياق والانين , مرة يمسك بالذكريات واخرى يجد نفسه على رصيف محطة من الوله غادرتها القطارات وهو الذي ينعي خيبته بعد ان تعذر عليه الامساك بتلابيب قطار بعينه ليتمازج بالروح الوالهة مع شمس طال غيابها فصلبه الوقت على قارعة الانتظار , وياله من انتظار قاس لاسيما وهو يعلم علم اليقين ان انتظاره ان هو الا محاولة لخداع النفس العطشى لشعاع من شمس رحلت وما هو الا اسطورة سراب , فاي وجع اقسى من هكذا انتظار؟ 
وهكذا في ضياعه بين وهم المشاعر ومصداقية الواقع يواصل اعتصار القلب ليرسم من نبضاته حروفا بلون الحزن وكلمات بنكهة الوجع وابيات من الشعر بطعم اشتياق بلا حدود , لكنه في خضم هذا البحر المتلاطم من المشاعر المتنافرة والمتعاكسة لا يملك الا ان يقف على رصيف الحقيقة , حقيقة الفقد وهو يهمس بقلب انهكه الاشتياق وبعينين غارقتين بالدمع الشفيف في قصيدته (دموعي حبر القصيدة):
( افتح حقائبك المغلقة
منذ الرحيل
كي تقفز منها التوارس
واحدا
واحدا
ساخذ قسطا من الحزن
لاتقيأ به على رمل شواطئك)
 مضيفا:
(في عينيك يكمن صوت البكاء
وتعبر غيوم السنوات كالشلال
فوق هاتيك المنحدرات البعيدة
يقينا ساراقب طيفك
المس روحك
ارسمك بالكلمات
فتفيض العيون بحبر القصيدة
 وما بين اللهفة والحنين والاشتياق يستسلم الشاعر للحقيقة رغم ان اعماقه تمتلئ بالشكوك ازاء جدلية الرحيل هامسا لها :
(غالية انت
وحبك يطال ناصية السماء
فكيف ارثيك
وماذا اكتب في هذا الرثاء؟
لا لن ارثيك الان
لان الرثاء لا يليق بالكبرياء
استلقي على باب القدر
اضم عطرك النابض
وزقزقة العصافير
مع اطلالة المساء) 
انبـل المشـاعر الانسـانية
.............................
ان من يطالع قصائد هذه المجموعة الشعرية سيجد نفسه وسط عالم ثر من انبل المشاعر الانسانية التي تدمع العين هنا وترفع نبض القلب هناك ليس بمصداقيتها وحسب وانما ايضا في قدرتها على التغلغل لاعماقنا, فالشاعر والاديب الدكتور بهنام عطا الله استطاع بمهارته الشعرية وبكنوزه ومكنوناته الادبية وبمستواه الثقافي الراقي ان يمسك باهتماماتنا ويدخلنا عبر بوابة معلقته لرحيل الشمس الى عالم خاص من اسمى المشاعر الانسانية وهو يرسم امامنا لوحة تنبض بالحياة رغم كون مفرداتها تصطبغ بلون الحزن وتفاصيلها تصرخ بوجع الفقد .
لقد نجح شاعرنا في ان يمد حبلا من الوفاء تتضرج خيوطه بالوجع ومرارة الفقد منذ اول جملة في الديوان حتى اخر كلمة فيه ليصوغ من ذلك كله تاجا من الوفاء كلل فيه رأس الشمس فاستحق بجدارة تقييما رفيعا واشادة حقيقية بمنجزه الادبي هذا الرفيع بقيمه الانسانية النبيلة والغني بقدرته على تخليد شمس رحلت عنه لكنها لم ترحل منه.
اهنأه من الاعماق بنجاحه مرتين , مرة وهو يغني المكتبة الادبية بمنجز انساني ادبي جديد يستحق القراءة ومرة اخرى بنجاحه في وضع تاج الوفاء على رأس من استحقته بجدارة .. انها شمسه التي لن يغيب طيفها الحبيب عنه ابدا.   

3
أدب / آه ياوطــــن
« في: 22:02 29/05/2022  »


 آه ياوطــــن 


مال اللــه فــرج


آه يا وطــن .....
مـــن هـــذا
الزمـــن ..
زمــن
أمســت  ....
تبـــــاع  فيــــه
الاوطان والشعوب
فــي المـزادات
الســــياســــية
وترتهـــن ....
آه .. يا زمـــن
ربما ....
نستيقظ يومــا
لنفاجــأ  ...
بأن الفاسدين
والعمــــــلاء
وسماسرة  الشعارات
قــــد باعوك ...
وباعونــا ......
وقبضــوا الثمــن
آه .... ياوطــــن

4
المنبر الحر / رد: صقيع النفاق
« في: 21:44 11/10/2021  »
 
عزيزي استاذ كمال المحترم
تحية طيبة
في زمن باتت فيه الاكاذيب والفساد والعهر السياسي هم السمة البارزة في مختلف الدول والمجتمعات الغارقة بالامراض الاجتماعية هم القاعدة ، بينما امسى الصدق وافرازات الضمائر التي ما تزال حية بالرغم من اعاصير وزلازل وطوفانات الغش والخديعة والنفاق هم الاستثناء ، يطل مقالك الاخير هذا (صقيع النفاق) برأسه من بين كل هذه التراكمات بعلامات تحذير مختلفة وكأني به يقرع جرس الانذار امام الانسانية في كل مكان منبها ومحذرا من العواقب الوخيمة لطوفان عات يجرف في طريقه كل ما تبقى من المثل والقيم الاجتماعية النبيلة ، وفي خضم كل ما تقدم وما اصبحنا نعيشه في هذا الزمن الردئ فانني اكاد اتلمس تراكمات اليأس تجاه امكانية وقف هذا الزحف الفسادي المرعب واجتثاث اذرعه الاخطبوطية التي امست تمد جذورها وتفرعاتها الى معظم تفاصيل حياتنا اليومية وفي مقدمتها (صقيع الفساد) الذي جمد معظم القيم الاجتماعية النبيلة واصابها بالعقم ، وهنا تحضرني اقصوصة صغيرة تقول (ان احد الرؤساء ذهل من خطورة اخطبوط الفساد الذي بدأ ينهش بانياب الكذب والنفاق والدجل معظم القيم الاجتماعية النبيلة ويدفع بالبلاد نحو الهاوية ، فبادر بعقد اجتماع خاص للوزراء والخبراء والمستشارين خصصه لسماع ارائهم حول افضل الطرق لاجتثاث الفساد ، وبعد ان ابدى كل مسؤول  رأيه ، اقترح اخر المتحدثين نصب اجهزة كشف الكذب في جميع الوزارات والدوائر والمؤسسات.
اطرق الرئيس برأسه برهة وبعد ان ساد الصمت قال ، نحن لسنا بحاجة لاجهزة كشف الكذب، فالكذب امسى اشبه بظاهرة عامة ،لكننا بحاجة لاجهزة كشف الصدق).
في ضوء كل ما تقدم وما ذهبت اليه في مقالك ربما اصبحت معظم الدول والمجتمعات والانظمة بحاجة لاجهزة كشف الامانة والنزاهة الى جانب اجهزة كشف الصدق .
عاطر تحياتي   


5
دعـوة  الرئـيس البارزانـي
نحـو خطـة مجتمعيـة لاغنـاء الثقافـة التسامحيـة
................................................................
مال اللــه فــرج
   Malalah_faraj@yahoo.com       
...................................
ما من شك ان احدى ابرز مرتكزات قوة وديناميكية وحيوية المجتمع الكردستاني تتمثل في انتهاج النظام في الاقليم سياسة مبدئية حكيمة واضحة المعالم ترتكز على التعددية واحترام خصوصيات المكونات الدينية والقومية والمذهبية وضمان حقوقهاعبر ثقافة التسامح وقبول الاخر والشراكة المجتمعية القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات .
 وهذا ما برز واضحا للاسرة الدولية في العديد من المواقف ابان مواجهة المشاكل والازمات المختلفة التي عصفت بالمنطقة وفي مقدمتها الاعصار الارهابي الدموي الشرس الذي ضرب العراق بعنف من خلال عصابات داعش الارهابية وستراتيجيتها الدموية القائمة على تصفية جميع المكونات الاخرى التي تختلف معها مما جعل الرأي العام يصاب بالصدمة والذهول جراء تلك الجرائم الوحشية التي هزت الضمير العالمي بعنف ومزقت كل القيم والقوانين والاعراف الدولية القائمة على الحريات العامة والحقوق المتساوية وكل ما يتعلق بالمحبة والتسامح وقبول الاخر وفي مقدمتها  مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان. 
وفي الوقت نفسه تلمس الرأي العام  نبل المواقف الانسانية لاقليم كردستان في استقباله لجميع النازحين والمهجرين الفارين من جحيم الارهاب الداعشي وحمايتهم واحتضانهم وتوفير الاقامة والمساعدات  الممكنة وفقا لامكانياته لهم مجسدا بذلك احترامه لمقومات التعايش والتسامح وقبول الاخر القائمة على الشراكة الانسانية مما عزز ثقة المجتمع الدولي به واحترامه ودعمه لسياسته القائمة على ستراتيجية التنوع الديني والقومي والمذهبي واحترام الخصوصيات المختلفة لجميع المكونات.
 ومن هذا المنطلق دأبت مختلف المستويات في الاقليم لاسيما السياسية والرسمية على اغتنام مختلف المناسبات للتأكيد على اهمية تعزيز فاعلية هذه القيم ، وتوسيع مدياتها اينما امكن ذلك ، وهاهو الرئيس مسعود بارزاني يضع المؤسسات والتشكيلات والمنظمات المجتمعية امام مسؤولياتها وجها لوجه في تعزيز هذه القيم التي تضيف قوة وحيوية وفاعلية للنظام المجتمعي والسياسي معا ،  وسيادته يؤكد خلال استقباله بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم (مار آوا الثالث)، وفقا لموقع (رووداو ديجيتال)  على أن كوردستان هي (موطن السلام والتسامح والتعايش السلمي لكافة المكونات الموجودة)، مضيفاً أنه (على الجميع اغناء هذه الثقافة التسامحية اكثر).
 في ظل ما تقدم فان الرئيس بارزاني  بدعـوة سيادته النبيلة هذه ، وضع المكونات الاجتماعية والرسمية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني وحتى البرلمان في الاقليم امام مسؤولياتهم المباشرة وجها لوجه في تعزيز هذه الثقافة التسامحية واغنائها ، ولم يستثن احدا وسيادته يؤكد (على الجميع ) ، نعم (على الجميع اغناء هذه الثقافة التسامحية اكثر)مما يتطلب من مختلف المنظمات والتشكيلات والتنظيمات المجتمعية والسياسية وحتى المؤسسة البرلمانية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقفة موضوعية تجاه هذه الدعوة النبيلة وتدارس اساليب تحمل مسؤولياتهم بهذا الخصوص في اغناء الثقافة التسامحية القائمة اكثر مما هي عليه الان ، وما يمكن ان يقدمه كل من موقعه ووفقا لاختصاصاته وامكاناته في هذا الميدان الحيوي وبلورة اقتراحات وتوصيات واراء وافكار حول هذا الامر ، لعل في مقدمتها :
1 ــ الدعوة اولا وقبل كل شيئ الى توسيع مديات تطبيق بنود ومواد وملاحق وهيئات واتفاقيات الاعلان العالمي لحقوق الانسان اينما امكن ذلك ومعالجة اي خلل او خرق في اية دائرة او مؤسسة ان وجد. 
2 ــ  تدريس مواد هذا الاعلان في المدارس والمعاهد ومختلف المراحل الدراسية والتأكيد على اهميتها في بناء مجتمع ديمقراطي نموذجي سليم يضمن حقوق وحريات كل فرد فيه وتعزيز وتوسيع دور الاقليم في تجسيد مواده.
3 ــ تضمين المناهج المدرسية مواضيع حول العمق التأريخي والحضاري  لمكونات الاقليم المختلفة ودورها في بنا ء المجتمع الكردستاني وفقا للوثائق والشواهد التاريخية.
4 ــ التاكيد على القيم المشتركة للمكونات كافة وفي مقدمتها المحبة والتسامح وقبول الاخر واحترامه ، والشراكة المجتمعية في تحمل المسؤوليات والواجبات مما يتطلب تعزيز قيم المساواة في مختلف مناحي الحياة اليومية لاسيما في ميدان تقلد المواقع والمسؤوليات المختلفة.
5 ــ الابتعاد عن كل ما يسئ الى هذه الاسس الاجتماعية ومحاسبة كل من يسعى لتمزيق هذا النسيج الاجتماعي الكردستاني المتألق بتنوع وتعدد الوانه الزاهية.
6 ــ التأكيد على احترام حرمة الاديان وخصوصياتها الروحية والابتعاد عن كل ما يسئ الى هذه الخصوصية والتاكيد عمليا وميدانيا على ان المكونات جميعا يد واحدة في بناء المجتمع الكردستاني النوذجي الذي بامكانه ان يوفر الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد لكل ابنائه .
7 ــ  اغناء الدستور اينما امكن ذلك بمواد تعزز حقوق وحريات مكونات الاقليم وحمايتها.
8 ــ التأكيد على ان الله محبة وعليه يجب احترام شعار الدين لله والوطن  لجميع ابنائه .
9 ــ ربما يتطلب الامر الدعوة لعقد مؤتمر خاص حول اسس تعزيز الثقافة التسامحية وقبول الاخر والخروج بوثيقة كردستانية حول الشراكة المجتمعية تدعم برامج واهداف الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في الداخل وتضيف بعدا عالميا للتجربة الكردستانية على الصعيد الخارجي في هذا الميدان الحيوي وتمثل رافدا اضافيا مهما دعما للاعلان العالمي لحقوق الانسان.
10 ــ ربما يرى المعنيون في ضوء ما تقدم اهمية المبادرة بتجسيد دعوة الرئيس البارزاني في اغناء الثقافة التسامحية عمليا بانبثاق دائرة او منظمه او مؤسسة خاصة او اي تشكيل مناسب مهمته السهر على حماية وتعزيز الثقافة التسامحية وحقوق المكونات المجتمعية ورافدا داعما للهيئة المستقلة لحقوق الانسان في الاقليم ، او استحداث قسم او مديرية او هيئة ضمن تشكيلات الهيئة المستقلة لحقوق الانسان تنهض بهذه المهمة .
 واخيرا ، يدا بيد لخدمة الاقليم وتطويره واغناء تجربته المتألقة بالمحبة والحريات العامة والثقافة التسامحية وقبول الاخر واحترام حقوقه وخياراته التي لا تتعارض مع المصالح والقيم والمبادئ المجتمعية الكردستانية .   
 

6
كاريزمــا كهنوتيــــة
اثـرت الحيـاة السناطيــة

................................
مال اللـه فـرج
 Malalah_faraj @yahoo.com
 ضمن اصداراته المنوعة ، اصدر التربوي والشخصية السياسية الاستاذ (جميل زيتو )، رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري مطبوعا جديدا تركز حول شخصية كهنوتية سناطية كان لها دورا بالغ الاهمية في اثراء المجتمع السناطي روحيا واجتماعيا وثقافيا ، تلك هي شخصية الاب (القس متي يعقوب ربان)حمل عنوان (الاب الراحل متي يعقوب ربان ، كاريزما كهنوتية اغنت الحياة السناطية).
ومن بين المواضيع والفصول الممتعة المختلفة التي ضمها الكتاب جاءت مقالة الصحفي والاعلامي والكاتب السياسي السيد مال اللــه فــرج التي حملت عنوان (كاريزما كهنوتية اغنت الحياة السناطية) لتكون مدخلا الى بقية المواضيع وبوابة تعريفية للولوج الى محتوى هذا المطبوع الممتع ، في الاتي نصها: 
كاريزمــا كهنوتيــــة
اثـرت الحيـاة السناطيــة
................................
بقلـم : مال اللــه فــرج
 تبقى افرازات العطاء الانساني والاعمال المميزة والانجازات الفريدة في اي مكان على مدى الازمنة والعصور ليست شواهد خالدة من جهة كونها تمثل جوانب مهمة من التاريخ ، في حقبة معينة وحسب لكنها في الوقت ذاته امانة باعناق من عاصرها وواكب تحولاتها لتتناقلها الاجيال من خلاله ومن بعده جيلا بعد جيل وهي تحاول رسم تضاريس والوان خارطة متوهجة بالعطاء لازمنة ماضية حملت حقائبها ورحلت تاركة لنا شواهد   على عطاءات وانجازات الطاقات الانسانية المتفردة فيها.
وهاهو احد ابناء (سناط) الاوفياء يقفز على صهوة الذكريات حاملا لهفته واحاسيسه واشواقه مسابقا الزمن وهو يحاول اعادة عجلاته المجنونة الى الوراء ليحط الرحال في تلك القرية الوادعة التي  احبها حد العشق وليزيل غبار النسيان عن طرقها واكواخها واعيادها واحتفالاتها وطاقاتها البشرية المتميزة التي اثرت الحياة الانسانية بالكثير من رواد العلم والفلسفة والطب والتعليم وعلوم الفضاء ليضع ذلك كله امام الاجيال ليكون شاهدا وجزءا حيا من تاريخ قرية هزتها العواصف السياسية بعنف فاسقطت ابنيتها ودورها واكواخها ومحلاتها لكنها فشلت في اسقاطها من ذاكرة ابنائها الاوفياء .
واذا كان الصديق العزيز جميل زيتو قد واظب قي كتبه وكتاباته على توظيف ذاكرته الحية في استعادة جوانب مختلفة من الحياة السناطية فانه اليوم وعبر مطبوعه هذا يتوقف باهتمام ازاء طاقة متفردة اغنت المجتمع السناطي عبر تمازج روحي وانساني وادبي واجتماعي بالكثير الكثير واستحقت بجدارة ان تكون اضاءة متوهجة في تاريخ سناط ، تلك هي الكاريزما الكهنوتية للقس (متي يعقوب ربان ) الذي لامست عيناه النور في سناط عام 1878 وانتقل الى الحياة الابدية في 28 ــ 12 ـ 1970 .
ان هذه الشخصية الروحية الاجتماعية المتميزة التي اثرت الحياة السناطية بحضورها وبعطائها وبتوجيهاتها وبمشاركاتها في مختلف المناسبات امتلكت قوة التأثير الاجتماعي من خلال عمق فهمها لعلاقات المجتمع السناطي وطبيعته وتغلغلها فيه وكأنها ركن مهم من شخصية كل سناطي ، فهي كانت حاضرة في الافراح والاعراس والمسرات وفي الاحزان والاتراح والماسي والويلات وفي النجاحات والاخف اقات وكأنها جسد تمتد شرايينه الى كل زوايا المجتمع ليجعل قريته الوادعة التي احبها واحبته تنبض بالحياة.
 فالى جانب مهماته الروحية وحرصه على ممارسة الشعائر الدينية كان من جانب اخر حاضر البديهة يعرف كيف يصوغ الابتسامات على وجوه الاخرين ويبادلهم مزاحهم دون تكلف بل ويصوغ النوادر ليخفف من معاناتهم فضلا عن مكنوناته الثقافية المميزة لاسيما في نظم الابيات الشعرية وقصيدته الشهيرة (عوني يا الاها) التي رددها السناطيون في مختلف المناسبات خير دليل على ذلك.
ولعل من الامور العجيبة في مسيرة هذه الكاريزما الكهنوتية كما يشير السيد المؤلف ، انه همس باذن زوجته عندما توفيت صبيحة يوم 25 ــ 12 ــ 1970 ، امام عدد من ابناء القرية (اذهبي بسلام يا امرأة وسألحق بك بعد صلاة الثالث) وقد توفي فعلا بعد ثلاثة ايام رحمه الله.
كان بودي ان اتطرق الى الكثير من ممارساته وطرائفه ومواقفه الاجتماعية وعلاقاته وعطائه لكنني اترك هذا للمؤلف حتى لا افسد على القارئ لذة المتابعة للسيرة المتوهجة بالعطاء لهذه الكاريزما الكهنوتية التي اثرت الحياة السناطية.           

7
أيهــا البعيــد البعيــد اقتـــرب
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj @yahoo.com
..............................................
ايهـا البعيـد البعيـد
اقتـرب ...........
فكــل .............
مباهـــج الحيـــاة
فــــــي غيابـــــك
الــى .............
مآسـي وأحـــزان
تنقلــب ..........
وحتــى ..........
خفقــات الفـــؤاد
فــــي  بعــــــدك
تضطــرب ......
ايها البعيد البعيد
اقتــرب ........
فحياتــي دونــك
بحـــر احــــزان
يصطخــب .......
اقتـــرب .........
اقتــرب .........
فقـد قلـب غيابـك
حياتــي ..........
رأسـا على عقـب
وما عدت اعرف
متى .............
تشـرق الشمــس
ومتـــى تحتجــب
أمــا آن لك.......
ايها البعيد البعيـد
أن تقتــــرب؟ ؟ ؟



8
أدب / آهٍ ....... يــا وطــــن
« في: 21:10 22/07/2021  »
آهٍ ....... يــا وطــــن
.............................

مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

آه .........
يا وطــــن
مـــن هـــذا
الزمـــن ....
................
زمـــن ....
أصبحــت ..
تبــاع فيــه
الاوطـــان
والشــعوب
وترتهـــــن
آه .........
ياوطـــــن
ربمــا.....
نستيقظ يوما
لنفاجـــأ ....
بأن بعــــض
الفاســــدين
قــــد باعوك
وباعـــونا .....
وقبضوا الثمن
اه ............
ياوطـــن ....


9
المنبر الحر / رد: لعبة الحياة
« في: 21:38 28/06/2021  »
 


 عزيزي استاذ كمال المحترم
تحية طيبة
كلما اقرأ لك مقالا اجدك تخبئ وراء الكلمات موضوعا فلسفيا او دعوة مبطنة باساليب وكلمات ومعان مختلفة .
وفي مقالك الجميل هذا (لعبة الحياة) تحاول ان تختصر كل منعطفات وسهول وجبال وازاهير ومستنقعات وتضادات الحياة في مقال واحد لكنك في ظواهر هذا المقال يصعب عليك وعلى الجميع فعل ذلك كون الحياة وامنياتها والافعال الانسانية فيها ودهاليزها وخفاياها ومتعها واحزانها مثل اسراب من الفراشات الملونة المتطايرة في جميع الاتجاهات والتي تحوم حولنا ونحاول الامساك بها دفعة واحدة لكن ذلك من المستحيلات وما علينا الا الاكتفاء بالنظر اليها  والامساك  بواحدة منها على الاقل ان فشلنا بالامساك بعدد اكبر منها وتبقى احلامنا تدور حولنا  فما ان نمسك بواحد حتى يتطاير الاخرون ، انها لعبة الحياة التي تجمع الاضداد والمتناقضات ، وها انت بالكثير من المشاعر المعقولية تترجم ذلك وكأن المثل القائل (اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا ... واعمل لاخرتك كانك تموت غدا) قد تحول الى قنينة عطر تمسكها بيدك لترشرش تفاصيل  حياتنا بها، وها انت تضع خلاصة لكل ما اسهبت به في مقالك الجميل هذا بقولك (  ولَئِنْ كانت الحياة هي الحياة، سواء أكانت تروق لك أم لم ترقْ، فإنّ بعض العزاء أن تستمد من خبراتك وتجاربك الصبر والقدرة على تحمل أعبائها، وأن تسامح أولئك الذين أساءوا إليك، فلا تفرح بالانتقام، إلّا النفوس الضعيفة ).
اشد على يديك واهنأك بهذا الالق الفلسفي واهمس لك .. شئنا ام ابينا الحياة هي الحياة ونحن ممثلين لاجزاء من فصولها على مسرحها الواسع فلنجتهد في تمثيل الفصول الايجابية المتفائلة المرحة ولنبتسم بوجه متناقضات الحياة رغم الامنا واحزاننا ومأسينا فما نزال قادرين على صنع المحبة والافراح لنا وللاخرين ..والاهم اننا مازلنا نستطيع ان نحلم وان نصنع من احلامنا خيولا نمتطيها تطير بنا الى عوالم ساحرة  وجميلة. 
 مع عاطر محبتي
مال اللــه فــرج

10
تكريـم عـدد مـن مبدعـي  مكونـات الاقليـم
.................................................
فـي مبـادرة تســتحق الاشــادة والاعتــزاز وتواصــلا مــع نهجهــا فــي احتضــان المبدعيــن ، بادرت وزارة  اقليـم كردســتان لشــؤون المكونــات بتكريــم عــدد مــن الكتـاب والادبـاء والصحفيين المبدعــين عــن هــذه المكــونات اعتــزازا بعطائهــم وتعزيــزا للروابــط الوطنيــه بيـن هــذه المكونــات وبمــا يثــري المجتمــع الكردســتاني بالابــداع الثقافــي والاعلامــي والادبــي المتجــدد .
 حيــث مثــل المكــون المســيحي وفقــا لترشــيح اتحــاد الادبــاء والكتــاب السـريان الســيدان ، الصحفــي والكاتــب الســياسي مال اللــه فــرج والكاتــب الاديـب نــوري بطــرس.
وقد اســتقبل معالي وزيــر الاقليــم لشــؤون المكونــات الاســتاذ ( ئـايــدن معــروف) فـي مكتبــه بمقــر الــوزارة صبــاح يــوم الخميــس الثالــث مــن حزيــران الحالــي هــذه الكوكبــة مــن ممثلــي المكونــات مشــيدا بعطائهــم الثقافــي والادبــي والاعلامــي ومنوهــا علــى اهميــة تواصــل العطـاء المبــدع فــي هـذه المياديــن وبمــا يثــري التجربــة الكردســتانية ويعــزز الروابــط الاســاسية الوطنيــة والاجتماعيــة والثقافيــة بيـن جميـع  المكونــات.
وقـد اســتعرض الحاضــرون باختصـار جوانــب مــن تجاربهــم كمــا قــدم بعضهــم اقتــراحات ووجهــات نظــر لتعزيـز دور الوزارة تجــاه مكــونات الاقليــم ومنـها امكانيـة العمــل علـى اصــدار مجلــة فصليـة تبــرز انشــطة المكونــات وانجازاتهــا ومواقفهــا واقامـة مهرجــان ثقافـي وفنـي ســنوي للمبدعـين فـي هـذه المكونــات والعمــل علـى تعزيـز المشــتركات كافـة بيـن جميـع المكونـات وتعزيـز التــعاون المشـترك بيــن هــذه الــوزارة والهيئــة المسـتقلة لحقـوق الانسـان لضمـان حقــوق المكونــات كافــة.
هـذا وقــدم بعـض ممثلـي المكونـات بعضـا مــن نتاجاتهـم الادبيـة للســيد الوزيـرالـذي اثنــى مــن جانبــه علـى ابداعــهم ، كـما قـام الســيد وزيــر الاقليــم لشــؤون المكــونات ، الاســتاذ (ئايــدن معــروف ) فــي ختــام اللقــاء بتوزيــع الشــهادات التقديريــة علــى ممثلــي المكونــات .                   

11
بطـــرس نباتـــي
يحـاول الامسـاك بأحلامـه الورديـة الممنوعـة
........................................................


بقـلم : مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo. Com

برغم كل التحديات والمصائب والمصاعب المنوعة التي تحيط بنا من كل جانب سواء بفعل الفساد وتأثيراته ام بسبب كارثة كورونا وافرازاتها ام  بفعل التدخلات الخارجية والولاءات المختلفة التي تتقاطع والمصالح الوطنية وتحاول بشتى الاساليب ايقاف دوران عجلة التطور والابداع او عرقلة سيرها على الاقل بيد ان الحركة الابداعية العراقية ما تزال تمتلك معينا غير محدود من الثقة بالنفس وحيوية التطور وقدرة تستحق الاشادة على التحدي لترسم على وجه الزمن ملامح حبل سري ما يزال يربط بين رحم حضارتنا القديمة من سومر واكد وبابل وبين اجنة الابداع في عصرنا الراهن لاسيما في الميدانين الفكري والثقافي حيث يتابع الرأي العام باهتمام ثمرات مخاضنا الثقافي الابداعي المتواصل الذي يبشر بين يوم واخر بولادات جديدة متميزة سواء في مختلف ميادين الشعر والنثر والقصة والرواية ام في ميادين النقد الادبي والمقالات والمسلسلات الاذاعية والتلفازية وسواها ليؤكد للعالم اجمع  حيوية هذا الابداع الوطني وقدرته على رفد الواقع الثقافي واغنائه بولادات جديدة تواكب مختلف المتغيرات برغم كل التحديات.

مولـود ثقافـي جديـد

في خضم ما تقدم هاهم ادباؤنا ومثقفونا يطلون برؤسهم بين فترة واخرى بنتاجات تثري الواقع الثقافي وتعزز حيويته ، وهاهو الاديب المتميز بتنوع عطائه الابداعي بين القصة والشعر والنقد والعمل الصحفي والذي يوثق مكنوناته  الثقافية بالغات السريانية والعربية والكردية ، الاستاذ (بطرس هرمز نباتي) يطل برأسه حاملا بين يديه مولوده الثقافي الجديد   (احـلام ورديـة ممنوعـة) ليثري واقعنا الادبي  بقصصه المختلفة.
فعن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الذي يواصل عطاؤه برغم كل المصاعب والتحديات صدرت هذه المجموعة القصصية للزميل نباتي لترسم تضاريس منجز جديد يضم عبر (90 ) صفحة (12) قصة منوعة في طرحها وسردها الشكلي لكنها تلتقي غالبا في معظم اتجاهاتها عند قضايا محددة يمثل الوطن والدفاع عنه وعراقة حضارتنا والصراع بين الرأسمالية والاشتراكية العمود الفقري فيها.

ميــزة نباتـي

ان ما يميز الاديب نباتي احتكامه لذكاء القارئ ونباهته فهو لا يضع على الطاولة هموم قصصه وابطالها واتجاهاتها دفعة واحدة لكنه عبر تسلسل الاحداث يتقافز هنا وهناك ممسكا باهتماماتنا ليشدنا الى تطورات التسلسل السردي لنجد انفسنا في عدة مواضع في ان واحد وعلينا ربما ان نعيد قراءة هذا النص او ذاك لنتلمس المعاني والايحاءات التي تختفي وراء السرد الشكلي الذي يتمازج مع القيم الخفية بشكل او باخر.

بذلك فان ابرز مايميز كتابات نباتي :
1 ــ تنوع اجواء احداثه وقدرته الحرفية في التمازج بين الواقع والحلم وتوظيف ذلك في خدمة الاهداف الكامنة بينهما ليصوغ لوحة ادبية متفردة في بلاغتها  اقرب ما تكون لسريالية الشكل لكننا عند التفرس بمنحنياتها والوانها وتشابك خطوطها هنا وتباعدها هناك نجدها واقعية المحتوى .
2 ــ احترامه لذكاء القارئ واحتكامه لذلك الذكاء وهو يقدم له وجبات ثقافية دسمة متداخلة الايحاءات منوعة الاتجاهات ويدعه يكتشف بنفسه ويمسك بين اصابعه اتجاهات العمود الفقري فيها وتشعباته العصبية التي تجمع كل الصور والايحاءات لتلتقي في النهاية عند هدف بعينه.

الربط بين الماضي والحاضر

 3 ــ ولعه الشخصي الشديد وحرصه على الربط بين الماضي والحاضر وتلمسه لمنابع حضاراتنا القديمه وهو اشبه بفارس يمتطي صهوة خيالاته كلما سنحت له الظروف عبر كتاباته المختلفة منطلقا عبر الزمن الى ذلك الماضي البعيد الذي يعشقه مزيلا غبار السنين عن ومضاته متجولا بين اروقة قصوره ومعابده وساحاته برفقة سادة تلك العصور من الملوك والقادة والفلاسفة وهو يحاورهم بمصائرهم متلمسا خصوصياتهم وانجازاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وكأنه يسائل نفسه بألم معتصرا مشاعره بأسى ، هامسا لذاته اين ذهب كل ذلك الارث الحضاري ولماذا اصابه هذا العقم والتخلف والجدب الذي بات يخيم على واقعنا ليغطي نبضات حياتنا الراهنة بمرارة الخيبة والضياع والتشرد وكأنني به يمسك بمصباح تلك الحضارات المندثرة وهو يقف على اطلالها ليضء بومضاته ظلمات وخواء الحاضر ويعيد عبر منتجه الثقافي ربط الحبل السري بينهما من اجل ان يختفي العقم وتزهر حياتنا مرة اخرى بولادات حضارية جديدة تمتلك شرعية التباهي بانتسابها لاشعاعات ماضينا العريق وفي مقدمته ومضات مسلة حمورابي التي اهدت البشرية اولى القوانين الانسانية واضاءت الحياة بقيم وسلطة وسلطان الحق والعدل والانصاف.

صراع الشغيلة والرأسمالية

  ففي قصته (حلم احمر) كأني به يرسم تضاريس خارطة واضحة المعالم لصراع شبه خفي بين (ذكاء ) الشغيلة و(غباء) الراسمالية ، وفقا لتصوره عبر اقصوصة ربما تختصر الكثير  مما قيل وكتب في هذا المجال قوامها امتلاك رأسمالي لقطيع  كبير من الاغنام وراع لا يمتلك (طليا) واحدا وكل مهمته رعي اغنام مالكها (يوسف) فمن خلال (كذبة) ربما تكون عفوية وربما مقصودة ومدروسة جيدا يفاجأ الراعي (بولوسا) ذات صباح صاحب الاغنام بعزمه التوقف عن رعي اغنامه لان اغنامه هو ستكون كثيرة ، وعندما ساله بدهشة واستغراب من اين ستكون لك كل هذه الاغنام وهو يعلم جيدا بان ذلك الراعي لا يمتلك خروفا واحدا ، اجابه الراعي بحماس (ياعم منذ الغد او بعده سياخذون عشرة اغنام من قطيعك وعشرة من اخيك وعشرة من جارك وعشرة اخرى من ابن عمك وساصبح مثلك ، سأمتلك كل هذه الماشية وربما سافوقكم في الغنى).
سمع العم يوسف ذلك كله بذهول وبدل ان يناقشه لماذا سيحدث ذلك ومن سياخذ منه ماشيته سقط مغشيا عليه من هول الصدمة التي ربما تكون مزاحا ولم يمض عليه اسبوعا الا وكان قد فارق الحياة ، فهل كان المؤلف  يرمي من وراء ذلك رسم خارطة صراع بابسط صوره بين (غباء)  (راسمالي) كما يراه و(ذكاء) اشتراكي؟

شمعتان في ليلة الميلاد

 اما في قصته (شمعتان في ليلة الميلاد) فانه يمسك بتلابيب البطل في ليلة الميلاد منتزعا اياه من حلم الاحتفالات الرومانسية ليلقي به وراء السواتر في جبهة المعارضة والقتال ضد الدكتاتورية التي  قد تلتهب في اية لحضة ربما ليهمس لنا ان الدفاع عن الديمقراطية وعن الحريات العامة والشخصية انما تعني الطريق للدفاع عن وطن امن مستقر وعن شعب ينعم بالطمانينية والسلام ؟ متابعا في الوقت نفسه مسيرة النضال التي يجب ان تكون على كل الجبهات والمستويات بوحدة الموقف الوطني ضد المخبر السري كما في قصته (من القاتل)، اما في قصة (قصرا) فانه يمسك باهتمامات القارئ وهو يفترض خروج الضحايا من بين ركام القبور لتحيط اصواتهم بالقس (الاب يوسب) وهم يشكون له عدم انصافهم ، فهل كان الكاتب يرمي من وراء ذلك اطلاق صرخة لانصاف الشهداء وضحايا النظام الدكتاتوري السابق؟في حين يستيعد بمداد من الحزن والاسى عبر قصته (الغرفة الخالية) معاناة اهالي الضحايا الذين ساقهم النظام السابق لجبهات القتال ولم يعودوا وبقي مصيرهم مجهولا عبر لوحة انسانية تدمي القلوب لأم ترنو لغرف الدار الخالية بعد ان كانت تضج بالحياة وبصراخ وقهقهات ومقالب ومعارك ابنائها واولادهم في حين تتسمر نظراتها وخفق قلبها المكلوم بباب غرفة ابنها (يوسف) الذي منذ ان ودعها بالقبلات والدموع وذهب لجبهات القتال لم يعد ولم تزل ضوع قبلاته واريج دموعه ونبض لهفته تبلل وجهها وعيناها ترنو لغرفته مخادعة النفس بانه قد يعود يوما رغم ايمانها بانه لن يعود .

اعطوا ما لله لقيصر

الى ذلك مهما حاول الاديب نباتي القفز خارج اطار الازمنة الماضية الا ان عشقه وتأثره بها يعيدانه لاحضانها مرة اخرى ، وهاهو في قصته (حكاية الاله ايا) يعود ثانية على الرغم من ان جوهر الحكاية يتعلق بعقوق الابناء تجاه الوالدين وهذا حدث ويحدث في كل زمان ومكان، فهل اراد من خلال حكاية الام التي يتنكر لها ابناؤها ان يعيد الى الاذهان ذاكرة وطن عريق وحضارات متمازجة تنكر لها ابناؤها فتفتت هنا وخبا نورها هناك ام يحاول ان يعيد تفعيل قيم الوفاء للوالدين وتأكيده تعالى في وصاياه العشر (اكرم اباك وامك)؟.

بطل الصدفة

اما في (حكاية العم توما) فانه يحاول رسم ملامح (بطل الصدفة) الذي هو نفسه يجهل كيف اصبح بطلا في لحضة هاربة من براثن الزمن ولماذا اقدم على ما اقدم عليه في تحطيمه لزجاج سيارة رجل تطارده الجماهير وهو شخصيا لا يعرفه ، في حين  يقف بواقعية ازاء مأساة ان يستولي الحكام والسياسيون الفاسدون على مقاليد الامور ويضعوا ايديهم الملطخة بالرذائل ليس على المال العام وحسب وانما حتى على الاستحقاقات الربانية الروحية مشيرا الى انه (  في احدى السنين خالف من كان يعلمنا قول الرب اعطوا ما لقيصر لقيصر ولكن البشر عكسوا الاية فاعطوا ما لله لقيصر ) ، موضحا (وعندما فعلوا ذلك ظهر على المسرح قياصرة كثيرون في زحمة المطالبة بما لله فاختلفت المقادير وضاعت القيم واختلت الموازين وتلاشت المحبة وسط الزحام وحلت العداوة محلها)، وما اشبه ما يحدث لدينا اليوم وفقا لما توقعه القاص بحكايته هذه التي كتب سطورها قبل اكثر من ثلاثين عاما وتحديدا في تشرين الاول 1992.

سأدك أسوارك يا ديلمون

اما في قصته (الهذيان الاخيرللملك نبونائيد) اخر ملوك بابلوالذي حدث خلال فترة حكمه (555 ــ 539 ق .م)الغزو الميدي لبابل والقضاء على الحكم الكلداني واعلان القصر الملكي تاجيل الاحتفالات باعياد اكيتو فانه يعود ليمازج بين الواقع والخيال وهو يتخيل نفسه مرافقا للملك وهما يتوجهان معا الى(ديلمون) التي وصفها (نبونائيد)بانها (هي سبب حزننا وبلائنا وهي التي جعلت مملكتي تتضور جوعا وتنعم هي بالنعم والسلام  )، مهددا اياها في الوقت نفسه (سأدك اسوارك يا ديلمون واجعل غربان العالم تنعق داخلك .. سأجعلك ملعونة الى الابد) ، ويضيف الكاتب ( مرت مركبة العاهل نبو نائيد الاخير من امامنا فيما كنت مع صاحبي نرتشف الكاس الاخيرة من القارورة الاولى).     
وهكذا تتوزع بقية اقاصيص هذا الكاتب المبدع المتنوع الاهتمامات الزميل الاديب بطرس نباتي بين الواقع والخيال وتمازج الماضي والحاضر وهمومنا اليومية وهو يحاول رسم ملامح لوحة ادبية تنبض بتنوع الحياة وتتلمس مشاكلها والتحديات التي تواجه انساننا المعاصر فيها ، وقد نجح حقا في المزاوجة بين هذا كله عبر هذه القدرة الذكية في المحاكاة الحضارية التاريخية من جهة وفي التوقف على رصيف حياتنا اليومية ليغني واقعنا الادبي بلوحات ثقافية ملونة تحمل كلا منها نكهتها الخاصة.

كلمة اخيرة

 واذا كان لابد من كلمة اخيرة ، فهي مشاعر محبة وتهنئة من القلب للزميل العزيز بطرس نباتي بصدور مجموعته القصصية هذه ، ومشاعر اشادة واعتزاز بالاتحاد العام للادباء والكتاب لحرصه على ادامة وضع الابداع الثقافي والادبي بين يدي القراء  وهو يؤكد باصداراته هذه ان مسيرة ابداع  الاسرة الثقافية ممثلة باتحادها العريق سيتواصل وان عمليات الولادة هذه لن تتوقف، وكان بودي ان يراجع الاتحاد مثل هذه الاصدارات ويدققها قبل دفعها للنشر وتصحيح الاخطاء فيها سواء اللغوية ام المطبعية التي قد تظهر هنا وهناك .


 
                 

12
 
مشـــاكســة
.............

الايــــدز السياســــي
..........................
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

بعد ان فشلت كل الادوية والعلاجات والاساليب الطبية والوصفات الوطنية المختلفة في انقاذ مريض السرطان سئ الحظ ذاك الذي كان يئن تحت وطأة المرض الخبيث وتشظياته القذرة وامتداداته المؤلمة لانحاء من جسده ، تأمل خيرا بالجراح الامريكي المتمرس ذي السمعة العالمية في التعامل مع السرطانات المختلفة واجتثاثها باصابعه الخبيرة التي تعرف طريقها جيدا وبسرعة الى مختلف مواقع العقد السرطانية واجتثاثها بدقة ، وتأمل خيرا بعد ان انهكته تماما العلاجات الكيميائية والاشعاعية وحتى الشعبية منها، لذلك اسلم جسده  ومصيره لاصابع ذلك الجراح الدولي الماهر الذي لم يكتف بجلب المعدات الاساسية الحديثة التي يحتاجها    وحسب ، بل انه حرص ايضا على ان يصطحب معه قناني الدم من بلاده. 
استسلم مريض السرطان سيئ الحظ لاصابع ومشرط ذلك الجراح الامريكي الحاذق الذي تمكن من ان ينهي عملية استئصال اورامه السرطانية الخبيثة التي انهكته خلال ساعات بنجاح وغادر الى اماكن اخرى لاتمام برنامجه المكثف في اجراء العمليات المعقدة والصعبة في ستئصال الاورام السرطانية  الخبيثة.
وعندما زار ذلك الجراح مريضه بعد ايام مهنئا اياه بنجاح عملية استئصال الورم السرطاني الكبير والخبيث من جسده، فاجأه المريض بقوله (وما الفائدة يادكتور ؟؟؟) تفاجأ الجراح برد مريضه ، وقبل ان يرد اكمل المريض حديثه قائلا (لقد استئصلت الورم السرطاني الخبيث من جسدي وانقذتني منه ، لكنك في الوقت نفسه اصبتني بالايدز جراء الدم الفاسد الذي جلبته معك ونقلته لي ).
 قهقه الجراح (العبقري ) ضاحكا واجاب (المهم انني اكملت مهمتي بنجاح  وانقذتك من السرطان) وغادر المكان  مقهقها وكأنه لم يكن السبب في كارثة ذلك الانسان سيئ الحظ..
ما اشبه هذا بالاحداث المأسوية على ارض الواقع في وطننا المنكوب، فقد نجح الجراح  السياسي الامريكي في استئصال سرطان الدكتاتورية من بلادنا لكنه في الوقت نفسه اصابنا بايدز الفساد الذي التهم الاخضر واليابس وثروات وحقوق الانسان ، وحول اغنى البلدان النفطية الى ساحة للفقر والفوضى الامنية والبطالة وغياب الخدمات الاساسية والصراعات السياسية والمغانم الشخصية  .
ومن يدري ، ربما كان ذلك السرطان الدكتاتوري بنظر البعض ارحم واقل مآسي وكوارث من الايدز السياسي الذي يدفع بالبلاد الى الهاوية.       

13
  ابتســـامة تنشـــج بصمـــت
...............................

مال اللــه فــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com 
لا تحســـد ........
كل مــــن ........
يبتســمُ ..........
فربمــا باعماقــه
غابـــة أوجـــــاع
تضطرمُ ........
فكــــــم ........
مــن ابتســـامة
تنشــج بصمـت
وكــم .........
مـن جراحــات
تخفـي نزفهـــا
المحتـــدمُ ....
فـــرب ابتسـامة
تخفي وراءهـــا
عذابات الدنيـــا
وكوارثهـا .....
واحزانها.......
دون ان .......
يبـــدو عليهــــا
الالـــمُ..........
ورب انســــــان
سحقت الماسي
كـــــل امالـــــه
لكنـــه ..........
يخفــي اوجاعــه
مكابـــرا ........
ويبتســــمُ ......
لا تحسدو الناس
علـــى مظاهـــــر
ســعادتها .......
فكـــم مــن ......
نبيـــــل .........
يصنــع الســـعادة
للاخريـــن .......
وفـــي داخلــــــه
افظــــــــــع الالام
تحتـــدمُ .........

14
أدب / الامســـاك بالامانــــي
« في: 20:09 25/06/2020  »
   الامســـاك بالامانــــي   
............................

مال اللـــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.............................
لا تشكـــــــو .........
شراســـــة التحديـات
وكثرتهــا .............
بــل اقـــــدم ..........
بعزيمــــة الابطـــــــالِ
فمهمـــا كانــت الامال
كبيــــــرة ............
وبعيـــدة المنـــالِ....
واشـــبه .............
بالسـراب البعيد البعيد
او بالخيــــالِ.........
فان الارادة والعزيمة
قـــادرتان ...........
علـــى حمــــلك .....
لعبــــور التحديــــات
وتطويـــع المحـــــالِ
والاطبــــاق .........
علـى عنق المستحيل
والامســـاك .........
بقمــــم  الجبــــــــالِ
فان نويــــت .......
توكـــــل علـــــــــى
خالــــق الســماوات
والارض ...........
واقـــــدم ...........
بخطــــى واثقــــــة
وســــتجد .........
كــــــل الامنيـــــات
طـــــوع يديـــــــك
وستمســك ......
طـــــال المشـــوار
ام قصـــــر .......
بكـــــل الامــــــــالِ
..........................................


15
مشــــــاكسة
............
 
كورونـا يكشـف عــورات الحكومـات
........................................
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
ضرب اعصار كورونا ركائز الاقتصاد العالمي وهزها بعنف فتساقطت فرص العمل واحتجب الناس في بيوتهم واغلقت المدارس ابوابها وتجاوزت البطالة حاجز العشرة ملايين عاطل في الولايات المتحدة وحدها وكذا الامر بالنسبة لدول اخرى وغصت المستشفيات بملايين المصابين وتراجعت الخيانات الزوجية بسبب الحجر المنزلي وتصاعدت عوضا عنها الخلافات الاسرية وتوقفت المعامل وتضاربت التصريحات حول موطن الوباء الاصلي واسبابه وهل كانت عملية انتشاره عفوية ام مقصودة ، كما تهاوت اسعار النفط بشكل دراماتيكي ليسقط الاقتصاد صريعا هنا وهناك وليكشف عورات الحكومات المنافقة والمسؤولين الدجالين والبرلمانيين الفاشلين والاقتصاديين الاميين في معظم الدول النفطية لاسيما في الدول النائمة والغائمة، الذين بدل ان يؤسسوا بالثروات النفطية وعائداتها الضخمة لبلدانهم قواعد اقتصاديات ديناميكية متنوعة وحيوية لبلدانهم تحولوا الى باعة نفط وحسب واذا بحالات من الذهول والتقشف والتخبط والضياع وسط بحار انصاف الحلول وانصاف الاقتراحات تحاول عبثا احتواء الازمة التي ستطيح لامحالة برغيف خبز الفقراء وبمصالح وحقوق الموظفين التعساء لتكشف في الوقت نفسه عن زيف الخطط والبرامج الوهمية لبعض الحكومات (الذكية) والقادة (الاذكيــــاء) وعن احجام السرقات المليارية لبعض السياسيين (الامنـــــــاء) ، فتباطأت ايقاعات الحياة وتوقفت برامج الزيارات العائلية  واخفى المستأجرون انفسهم عن وجوه اصحاب العقارات بعد ان خذلتهم الازمة الاقتصادية فاوقفت رواتبهم هنا وقلصتها هناك .
ولم ترتفع في ظل انتشار كورونا وتهاوي اسعار النفط العالمية الا مستويات التسول والاقتراض والمشاكل العائلية والمشاحنات الزوجية ونسب الحمل والولادة ، في حين ارتفعت ثروات بعض المسؤولين المليارية وانكشفت حقائق معظم الحكومات (الذكيـــــة) في الدول المنتجة والمصدرة  التي ضربها بعنف اعصار كورونا وادى الى تهاوي الاسعار فيها وهي كونها (مجــــرد بائعــــة للنفـــط) لاعلاقة لها بالاقتصاد لا من بعيد ولا من قريب كأي طفل يدور في الازقة والحارات لبيع النفط على عربات تجرها الحمير، والفرق الوحيد بين بائع النفط الصغير بواسطة الحمير والمسؤول الكبير في الدول النفطية المتسولة والمتوسلة ان هذا الصغير يبيع نفطه بواسطة الحمار والعربات اما المسؤول الكبير فيبيعه بالشاحنات والبواخر والناقلات ، دون ان يفكر بالبحث عن مصادر تمويل بديلة لاحتياجات شعبه خلال الايام العليلة، فانطبقت على جميع الحكومات والمسؤولين في البلدان النفطية ذات الانتاج والاحتياطيات الخيالية، وكل وفق (ذكائـــــه) و(حكمتـــــه) في التعامل مع العائدات النفطية الحكمة الواقعية (الثـــــروة بايــــدي  العقــــلاء نعمــــة .. وبايــــدي الاغبيـــــاء نقمـــــة)، وربما تلجأ بعض الحكومات (الثورية الذكية) الى حل (ديمقراطي ثوري اقتصادي) عبر الاقتراض من الشعب، لتوفير احتياجات الشعب  ، وربما كان الاجدى والافضل (اسـتعادة الثــروات المنهوبة المسلوبه مــــن  لصــــوص وســـــراق المــــال العــــام الذيـــن القــــوا بالبــــلاد فــــي عتمــــة هــــذا الظـــــــلام).
 الى ذلك، فقد اقترح احدهم بخبث لتطويق هذه الازمة المالية في الدول المعنية اعلان حالة الطوارئ وحل البرلمانات ام منح اعضائها اجازة لمدة سنة بدون رواتب ولا مخصصات ولا حمايات ولا سيارات ولا ايفادات ولاعلاجات في الخارج ولا نسب او حصص او امتيازات لتوفير ارصدة ربما عام كامل للميزانيات الخاوية بدل التسول من الدول الغنية الكبرى مثلا كالصومال وافغانستان وارتيريا واليمن وجيبوتي وجزر القمر.
انني اذ استنكر واشجب وادين بشدة مثل هذا الاقتراح الاستعماري الامبريالي الحقير الخطيرالخبيث الذي يستهدف ممثلي الشعوب الدستوريين في هذه الدول الذي وصلت الشعوب بهمة (بعــــض الغيـــــارى) منهم ومن بعض  المسؤوليين والسياسيين للجنة الحالية التي تعيش بكنفها شعوبهم فانني ادعو الى اقتطاع نسبة ضئيلة جدا لا تتجاوز الــ(90%) من رواتب (المرفهيــن) وفي مقدمتهم الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية وعوائد الباعة المتجولين وحتى المتسولين ومضاعفة رواتب وامتيازات ومخصصات البرلمانيين والوزراء والسياسيين والمسؤولين وحماياتهم في جميع الدول المعنية وبما يوفر لهم الاجواء المناسبة ويمكنهم  من مواصلة خدماتهم الجليلة لكل القطاعات الشعبية السليمة منها والعليلة اذ ما قيمة الشعوب بلا ممثليها الشرفاء الامناء الاذكياء الاصلاء النزهاء؟.
الى ذلك سبق ان اكد  الحكماء ان (القــــرش الابيـــــض ينفـــــع فــــي اليــــوم الاســــود) لكن هذه الازمات المالية الخانقة ومن يقف وراءها اكدت ان (المجموعـات اللصوصيــــة الســــوداء نجحـــت فــــي ســـــرقة كـــــل قــروش الشــعوب  البيضـــــاء ولــــم تتــرك لهــم لمجابهــة مثــل هــذه الأيـــــام الســــوداء الا المجاعــة والمســتقبل المجهــول والحجــــارة الصمـــــــاء).

 
 

16
لتكـــــن  مشــــيئتك  يــــارب
 ****************************

مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
*******************************
بكـــــل خشـــــوع
اتوجــــه اليــــــك
بنبــض روحــــي
وخفــــق قلبــــي
لتغفــر ...........
خطاياي واخطائي
وذنبــــي ........
واضعـــا .........
مصيري وعائلتي
بيــــن يديــــــــك
ملتمســـا ........
غفرانـــك .......
ورحمتك الالهيـة
ياربــــي ........
ولتعــزز ........
ايمانـــي وارادتي
وتنيـــر برحمتــك
افـــــاق دربــــــي
فقــــد ............
حاصرتنا التحديات
مــــن كــل ........
حـــــدب وصــــوب
فلتكـــن مشيئتــــك
ياربـــي ..........
فلتكـــن مشيئتـــك
ياربــــي .........
   ********************************

17
نصــفي  يضحـــك . . . نصــفي  يبكـــي ...........................
مال اللـــه فــــــرج
Malalah_faraj@yah00.com
........................................
بالامـــسِ .........
هاجمنـــي الألــــم
ومنعتنـــي .......
مــــن النـــــــــوم
اوجـاع ضـــرسي
وقـــررت ........
ان ازور .........
نفســــي .........
وجدتهـــا ........
قــــد انشــــطرت
نصفيـــن .......
نصــف .........
يقهقــه  ســاخرا
وهــــو يـــــــرى
وطنـــــا ........
مـن اغنى البـلاد
لكــــن العبــــــاد
يغرقــــون .....
بالفقـر والجـوع
والبطالــة ......
والبـــؤسِ ......
ونصـف ........
ينشـــج باكيــــــا
علـــــى شــــعب
كـــــان يحلـــــم
مـــــن كثــــــرة
خيـــرات بـــلاده
ان يمســك .....
بالشمــسِ ......
لكنـــه امســـــى
يتلــــوى المــــا
مــن جراحــــات
الفاســدين .....
الذيـــن ســرقوا
كــــل ثرواتـــه
وخيـرات بــلاده
واغرقــوه ......
فــــي بحــــــــار
الحرمان والفاقة
واليــأسِ .......
وبـــدل .........
ان ينظر بأمــــل
الــــى الغـــــــــد
جعلــوه يتحســر
برغــم مرارتـــه
علــــى الامــــس



18
جراحـات الوطـن وعشـقه
فـي (تيــم) جورجينـا بهنـام حبابــة
.......................................
بقلم : مال اللـــه فــرج
........................

  بعد مخاض طويل وعسير اغتنت الساحة الادبية باطلالة مولودها الجديد على الحياة ممثلا بالمجموعة القصصية الاولى للقاصة الزميلة جورجينا بهنام حبابة التي حملت عنوان (تيم وطن).
وضمت هذه المجموعة (11) قصة قصيرة بمواضيع وعناوين ومعالجات مختلفة ، لكن ما يربط بينها خيط اشبه بالحبل السري الذي يربط الجنين برحم امه ، حيث يدور هذا الخيط الادبي الذي صيغ باحكام  حول اسوار القصص ومتعرجات احداثها وتصرفات شخوصها ومواقف ابطالها ليشي بعد ذلك بمدلولاته الحقيقية وهو  يضعنا في خلاصة هذا التنوع القصصي بثراء سرديته وجزالة معانيه وواقعية معظم الاحداث في مكنوناته بجراحات شخوص وعوائل في ازمنة وامكنة مختلفة تتشكل عبر نسيجها سواء الحدثي المباشر منها او الايحائي او السردي لوحة سريالية تتداخل بين خطوطها وتقاطعاتها ومنحنيات دوائرها المنغلقة على نفسها وعلامات الاستفهام والتعجب فيها تحمل عنوانا كبيرا ومريرا ومفجعا وموجعا ذلك هو (فجيعة شعب ومأســاة وطن).           
في ضوء ذلك فاننا من خلال وقوفنا في موانئ هذه المجموعة القصصية التي تحاول الاحاطة بجراحات الوطن ومحاولة ايقاف نزفه كأني بها تنسج من خفق القلب ونبض الروح منديلا من المحبة والالم والاسى لتجفيف دموعه ومسح معاناته واعانته برغم الجراح على الوقوف ثانية وهي تهمس له عبر(الاستهلال ) الذي ارادته البوابة المفضية الى عالمها القصصي ، حيث تناجي الوطن الذي منحها اسمه وتاريخه وهوية الانتماء المصيري اليه قائلة :
(ان اشتهت غيرك العين
دعوت عليها ان ترمدا
ان هفا لغيرك الفؤاد
ورام غير هواك هوى وتشددا
سألت الله ربي وخالقي
ان يمحو من الارض ذكري
فاغدو نسيا منسيا وافنى ، بل أؤدا)
 وبذلك فاننا  نجد انفسنا عبر ايحاءات هذه القصص وتفاعلات الاحداث فيها ومواقف ابطالها نقف ازاء طاقة سردية وادبية مرهفة الاحساس ، عميقة الخبرة ، قادرة على الامساك باهتماماتنا لتدخل بنا عبر بوابة النص الادبي الرفيع الذي ياخذ شكل الهموم الاسرية والاجتماعية في ظاهره لتلقي بنا بين ثنايا وتداخلات المشهد الوطني الساخن بكل تحدياته الملتهبة وتداعياته المتشابكة المتوزعة بين افرازات العنف والارهاب والاختطاف والتهجير والنزوح والغربة وكذلك الضائقة المالية التي القت بضلالها القاسية حتى على احتفالات الاطفال باعياد ميلادهم لتحرمهم منها.
ففي قصتها (اخوة يوسف)التي تروي واحدة من اقسى الفواجع الانسانية ليس على صعيد الحدث وانما من خلال الحدث على الصعيد القيمي والاخلاقي حيث يقذف التطرف المتشدد والممنهج   بمن يسقط بدياجيره نحو التنكر لكل القيم الانسانية والمجتمعية والاسرية حتى ليمسي من السهولة عليه ممارسة ابشع جرائم الغدر ضد اقرب الناس اليه ، وها هو (يونس) ، صنيعة اعتى تنظيم ارهابي ممثلا بـ(داعش) يقلب ظهر المجن لاقرب الناس اليه وهما جارته التي ارضعته وامست بمقام والدته الثانية واخيه في الرضاعة ايضا (يوسف) وهو يجبرهما   دون اي وازع من قيم او من اخلاق او من ضمير، على الرحيل عن دارهما حفاة الاقدام امعانا في اذلالهما وتهجيرهما بسبب الاختلاف الديني ، وكأني بها تستصرخ الضمير الانساني ان احذرو من التطرف قبل ان ينهش بانيابه الدموية كل القيم الانسانية وفي مقدمتها حقوق الانسان. 
اما في قصتها (بين الشمس والثلوج)  فقد توقفت القاصة ازاء واحدة من ابرز المعضلات الانسانية التي افرزتها الظروف الوطنية المعقدة ممثلة بالتشظي المأساوي الذي ضرب الاستقرار العائلي بعنف وادى الى تناثر الاخوة والاخوات والاهل والابناء بين الدول والقارات بحثا عن الامن والامان والاستقرار لاسيما وان سيوف التهجير والنزوح قد لعبت لعبتها القذرة تجاه هذا المكون وذاك ، وهنا تتوقف القاصة جورجينا بهنام برهافة الاحساس لترسم بنبض يقطر حزنا صورة مؤلمة لمرارة الغربة وهجرة الاهل وتعلقنا باصوات حبيبة ننتظرها على احر من الجمر لتأتينا من هذه القارة او تلك لاحبة ارغمتهم الظروف الصعبة بتعقيداتها على الرحيل عنا وامسى نبض المحبة الذي يربطنا بهم عبر المحيطات والقارات اشبه بالحبل السري الذي يربطنا بلائحة الانتظارعلى الموبايلات لاصوات حبيبة نتلهف على الاستماع اليها وهي تأتينا من البعيد البعيد لتؤجج فينا كوامن الاشتياق ولهفة الحنين.     
من جانب اخر ، وعبر قصتها (بيجامة ابو كريم) ، تعيدنا في حواراتها عبر اللهجة الموصلية الشعبية المحببة التي استخدمتها الى اجواء ام الربيعين ومعالمها وتاريخها وحضاراتها وكنائسها ونبض المحبة والاشتياق الذي يشدنا اليها حيث تخيلت نفسي وانا اطالعها وكأنني (امشي في محلة غاس الكوخ واغوح الى شارع النجفي وافوت على مدرسة المنذرية الابتدائية وازور بيعة الطاهرة ومار اشعيا والتقي الخوري افرام رسام رحمه الله وبعدين اغوح الى باب الطوب واعبغ الجسغ العتيق).
لقد نجحت ، بل تميزت القاصة الزميلة جورجينا بهنام في صياغة نصوص ابداعية تنسج من الهموم والمشاكل والتداعيات الاسرية هموم وطن ومعاناة شعب والاهم من هذا وذاك انها نجحت في رسم تفاصيل خارطة من المحبة تربطها بهذا الوطن الذي منحها هوية الانتساب اليه تاريخا وحضارة ومصيرا.
بيد ان هنالك ملاحظات لابد من الاشارة اليها :
1ــ خلو المجموعة من صورة الاديبة ومن سيرتها الذاتية اذ من حق القارئ ان يعرف لمن يقرأ.
2ــ كلمة التقديم للاستاذ ياسين النصير تحت عنوان (اطلالة على مساحة مشغولة) كانت مسهبة واحتلت مساحة (9) صفحات فمالذي تركه للقارئ ليستكشفه بنفسه؟؟؟
3ــ اختيارها لمفردات لغوية صعبة الفهم بالنسبة للقارئ العادي ذو الثقافة المتوسطة مما يستلزم منه غالبا الاستنجاد بقاموس لغوي ليتمكن من فك (الغازها) وتلمس مضامينها ، فان كانت تكتب (للنخبة) الادبية فلا بأس بذلك ، اما ان كانت تكتب لمختلف المستويات الثقافية فان عليها كما ارى اعادة النظر بمثل تلك التعقيدات.
ختاما ، اهنئ من الاعماق الزميلة جورجينا بصدور مجموعتها القصصية الاولى هذه ، املا ان تكون (اول الغيث) الذي يقود لانهمار المزيد من نتاجاتها المبدعة التي تغني واقعنا الثقافي.

مال اللــه فــرج     
Malalah_faraj@yahoo.com                                           

19
دمــت لنــا بيتــا مــن المحبــه
 **************************

مال اللــــه فــــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ************************** 
يا وطــــناً...........
يكفـــــيك فخــــــــرا
بانـــك .............
انــــرت ظلمـــــات
الأنســانيه .........
باولـــى الحـــروف
الأبجديــه ..........
وطـرزت مسيرتهــا
بأروع الحضـــارات
التأريخيـــه ........
وهديتها بمســلتك
البابليـــه .........
لأولــى الأحكــــــام
القانونيـــه .......
وهــا أنــــــت الآن
جريحــا تتلــــــوى
بفعــل طعنات الغدر
الفســاديه ........
ولأننــــــا شــــعب
عشــــقك ........
منـــــذ الازل.......
وسـيبقى يعشــــقك
الــــــى الأبديـــــــه
كمـــــا عشقتنــــــا
ومنحتنــــا باسمك
أروع هويــــــــــه
فأن جرحـــي ....
ينــــــزف فيـــــــك
وجرحـــك ........
ينـــــزف فًـــــــيًّ
وحزنـــي ........
يملــــؤك المــــــــَاُ
وحزنــــك ..........
يشــــعل النـــــــار
بـــــيَّ .............
وهــــاهــم .........
ابنـــاؤك الشـــرفاء
يتـــحدون لأجــــلك
القتــل والأختطـاف
والأســـتهداف .....
والأعتقــــال .......
بصدورهم العامرة
بحبـــك ............
عبـر تظاهراتهــــم
الســــلميه ........
ويصنعــــــــون لك
بفيــــض ...........
دمائهـــم الزكيـــــه
فجـــــر النهــــوض
والحريـــه ..........
دمـــت لنــــا أبـــــدا
ياعــــــــراق .....
هويتنــا  وحصــننا
وبيـــت المحبـــــــة
الـــــذي يحتضننـــا
بمختلــف عقائدنــا
وأدياننا وانتماءاتنا
واتجاهاتنا الوطنيه
***************************





20
هـــل مــات الضميـــر العالمـــي
أم انتحــــر ؟؟؟

....................................
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
....................................
هـــل مـات ......
الضمير العالمي
ام انتحــــــر؟؟؟
ام توارى خجلا
من عار صمته
ازاء شلال الدم
فــي وطننــــــا
واندثــــــر ؟؟؟
ام انــــه تبـــرأ
مـــن الدفــــاع
عـــن حقــــوق
الانســان.......
وعـــن استباحة
ارواح ودمــــاء
البشــــــر؟؟؟؟؟
وراح يصـــرخ
ازاء............
الاف الشــهداء
والجرحــى ....
فــــي العــــراق
الــــذي يكـــــاد
بغــدر العمـــلاء
والفاســدين ....
يحتضــر........
(قتــــل كلـــــب
مســعور.......
فــــي غابـــــــة
جريمـــة........
لا تغتفــــر......
وقتــــل..........
شـــعب كامـــــل
مســـألة فيهــــا
نظـــــر)
.....................................
 
 
   

21
المنبر الحر / آهٍ ... يا وطنـــي
« في: 21:05 22/11/2019  »
    ****** آهٍ ... يا وطنـــي ... *******   
  **************************************

مال اللــــه فــــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
*************************************
آهٍ ... وآهٍ .... وآهٍ
ياوطنــي .........
لـــو تعلـــم .......
بأننــي ............
كــم اعشــقك ....
كـــــم ابكيــــــــك
وكــم جراحـــــك
تؤلمنــي .......
وكــــم تألقـــــك
يبهجنــي .......
وكــم معاناتــــك
تحزننــي ........
تمزقنـي .........
ياليتنــي.........
ياليتنــي ........
يا ليتنــي .......
أســتطيع........
مســح نزفـــــك
بروحـي ودمـي
يا ليتنــي.......
آهٍ.. وآ..هٍ ..وآهٍ
يا وطنــي ......
******************************

22

أيـــــــن  حقـــــــــي ؟ ؟ ؟
*********************

مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
********************************
بركــــان .............
الغضــــب الشــــبابي
المقــدس انفجـــــــر
وما يــزال ..........
على مساحة العـراق
كلهــــــا يتفجــــــــرُ
بركــان شباب ابــاة
حملـــــوا الوطـــــن
بقلوبهـــم وجعلــوه
بضــوع تضحياتهم
يتعطـــرُ ..........
فمنـــذ ســــــنوات
وهذا البركان كان
يواصــل مخاضــه
ويســتعرُ..........
وهو يشاهد الشعب
تطحنــه المعانـــاة
والبطالــة والفقـــر
وهــــو صامتــــــا
يكابـــرُ...........
ويـــرى الفاســــد
بـــدل ان يخجـــل
من عــار فســاده
يســـرق البـــــلاد
ويتفاخـــرُ........
ويتبـــاهى أخر....
باســتلامه الرشـا
ويجاهــــرُ ......
واخـــرون ......
يحولـون الوطــن
الــى كعكـــة .....
يتباهون بتقاسمها
بعـــد ان ........
ماتــت  لديهـــــم
الضمائـــرُ......
وبعضهــم .....
يســرق ثـــروات
الوطـــــن .......
ويتصدق بالفتات
على الشعب المظلوم
ويطلبون منـه .....
ان يحنـي الرؤوس
اكرامــــا لفسادهم
ويشـــكرُ.........
واذا بالمــارد ...
ينهض بعنفوانـه
صارخا بوجوههـم
ايــن حقــي ....
يازمــرة .......
ماتــت لديهــــــا
الضمائــــــر.....
اريــــد وطنــــي
يامــــن ..........
جعلتــم الوطــــن
ســـلعة .........
كـــل عميـــل ...
كـــــل دخيـــل ..
كـــل فاســد....
بهــــــا يتاجـــــرُ
واذا بالكـــون كله
يقـــف اعجابـــــــا
ويهتـــز اعتــزازا
بمـــا يقدمـــــــــه
هـــــــذا الشـــعب
الثائـــــــرُ .......
فقـــد جســـد.......
العراقيــــون .......
بانتفاضتهم السـلمية
نموذجـــا متوهجـــا
لشرف المواطنــــة
للتضحيــة .........
للمحبـــــــة ........
للوطنيــــة.........
للفــــداء .........
لا يتكـــررُ.........
وقـــــــدم..........
ابطال الانتفاضـــة
الاف الشهداء ....
والمصابيـــن .....
وما تراجعـــوا....
ولا تقهقــروا....
هنيئـــا ابطــــــال
ســاحة التحريـــر
وســـاحات ......
الشـرف والفــداء
قاطبـــة ..........
فبكـــم ...........
نباهــــــي الكـون
ونرفــع  هاماتنــا
اعتـــزازا .......
وبكــــم .........
وبســـلمية ......
انتفاضتكم الحضارية
العـــــراق كلــــــه
والتأريـــــخ .....
والانسـانية .....
تفاخــــرُ.........
************************************
           

23
أدب / شــــعب ذهــــب
« في: 14:37 31/10/2019  »
   

شــــعب  ذهــــب 
 
   
مال اللـــه فـــرج


يا لهـــذا الشــــعب
الذهـــب ..........
بلحضــة تحـــــول
اعصارا هــــــادرا
مـــــن الغضـــــب
انتــزع بشــجاعته
الاعتــزاز والاكبار
والعجــب .........
يا لهـــذا الشــــعب
الذهـــب ...........
أرعــــب ..........
جـــرذان الفســــاد
واســيادهم.........
ومــا تعــب........
راهـــن الفاسدون
علـــى اركاعـــــه
فانفجـــر..........
بوجوههم الكالحة
بركانـــا..........
مــــــن لهـــــــب
اشــهروا بوجهه
كـــــل اســــــلحة
الخســة والغــــدر
قــــدم.............
آلاف الشــــــهداء
والجرحـــى ......
ومـــا تراجـــــــع
او ارتعــب .......
يا لهـــذا الشـــعب
الذهــب ...........
****************************

24
عــــــراق ... ياعــــراق
.............................

مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
......................................
عــــراق .. ياعـــراق
تبقــــــى ابـــــدا.....
شـامخا .....عظيمــا
برغــم النـــزف.....
برغــم العنـــف.....
برغـــم الفجيعــــــة
ودمـــاء الضــــحايا
والاحتــراق.........
فهـاهــــــم ابنــاؤك
يصوغــون مــجدك
غــدك......حريتــك
بنزيـــف دمهــــــم
المـراق ..........
وهــم يتصــــدون
بارواحهم .. بدمائهم
للصوص والفاسدين
وباعـــــة ترابـــــك
ومستبيحي دمـــــاء
أبنائـــك ............
والســـراق ........
عــراق .. ياعـــراق
ســــتبقى ابـــــدا
متمازجا بارواحنا
ومقيمـا..........
فــي القلــــــــوب
وفــــي الاحـــداق
عـراق .. ياعـراق
ما اسمى التضحية
لأجــلك ............
وما ألــذ...........
ان يكـــــون.....
بيـــن شــــهدائنا
وبيـــن ..........
ترابــك الطاهــــر
اروع عنــــــاق
عــراق ... ياعـراق
فجـــــر الحريـــــة
آت .... آت .... آت 
برغـــم الفاسـدين
والمزايديــن .....
وسماسرة السياسة
وفرســـان .........
الشـعارات الكاذبــة
والدجــل والنفـــاق
عــراق .. ياعـــراق 
تحيـة حـب واشتياق
واعتـزاز وفخـــر لك
من اعمــق الاعماق
.....................................

25
  لــي بعينيـــك وطـــن واليــه أهاجـــر 
    ...........................................
 
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yah00.com
..........................
وتســألينني ....
يا قمرا .........
يغـــــار منـــــك
القمـــرُ ........
لمـــاذا..........
ارنـــو لعينيــك
الســاحرتين ...
منــــذ زمـــــن
واليــها .......
افرد اشرعتي
وأبحــــــرُ.....
واكتــم .......
وجـع الصمــت
واكابــرُ ......
واترك القلــب
يشتعل شــوقا
اليهمـــا .....
ولا يجاهــــر
لـي بعينيـــك
وطـــنٌ آمــنٌ
عشــقته .....
واليــه .......
قــــــررت ان
اهاجــرُ ......

26
     انهـــض أيهــــا العـــراق الأســــدُ
********************************

مال اللــــه فــــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
**********************************
احتضــن ............
جراحاتــك وانهــض
ايهـــــا الأســــــــــدُ
فقـــــد تمـــــــــادى
جـــــرذان الفســــاد
بغيهــــــم ...........
وتمـــددوا ..........
واجعـــل بزئيـــــرك
وجــوه الفاســـدين
تكفهـــــرُ ...........
ودع فرائصهـــم ....
مـن هــول الرعـــب
ترتعـــــدُ ...........
فقــــــد غرتهـــــــم
جراحــات الغـــــدر
فـــــي جســـــــدك
وحاولـــوا ارتــداء
اقنعــــة الليــــــوث
ليستأســدوا .......
وتمرغــوا .........
بوحــول الفســـــاد
وهــددوا وتوعـدوا
وتناسـوا بانهـــــم
محـــض جــــرذان
مـــرعوبة .......
مهمـــا تلونــــــوا
وتعـــددوا ........
وان بامكــــان ....
ابنائــــك الامنــــاء
ســحقهم .........
مهمـــا اســتطالوا
وتمــددوا .........
وســوف لــن ....
يســتدلوا .........
طريــــق الهــــرب
لشــــدة ذعرهــــم
لحظــــة ............
ان يـــزف لنهوضك
المــــوعدُ ..........
وســـيصرخ بهـــــم
اخيــــار القــــــــوم
اين حقـوق الشــعب
أيــــــن الثــــــروات
ومئـــات المليــارات
وكيـــــف جعلتـــــــم
كــل واردات الوطـن
علـــى مصالحكــــــم
تتبــــددُ ............
انهــــض ..........
فـــدتك ارواح .......
كل ابنائك المخلصين
الذيــــن اوفــــــــوا
بمـــا وعـــدوا .....
والذيــــن ..........
لـــو طلبــت منهـم
ارواحهـــــم .......
ما تـــرددوا .......
انهـــض ...........
ودع الآمـــــــــــال
بعــــودة هيبتـــــك
واقتــدارك ........
وامنــك وامانــــك
تتجـــددُ ............
انهـــض ..........
فدتــــك قلوبنـــــــا
يابيتنـــا ...........
يا حصننــا ........
يا فخرنـــا ........
يا موطــن ........
اجــداد ... اجـــداد
اجدادنـــا ..........
الذيــــــن فيـــــــك
ولــــدوا ..........
وانــــــاروا ..........
ظلمات العالــم ......
بوهـــج حضاراتهــم
مـن سـومر وبابـــل
وآشــــور ...........
وســـادوا وتســيدوا
انهـــض ............
يا مبدع الحضارات
وموقـــد انوارهــــا
  التــــي لا تخمـــدُ ... 
انهــــض ..........
ايهـــا الشــــــامخ
الســـامق .........
المخلـــدُ ..........
انهـــض .........
ايهــــا العــــــراق
الأســــــدُ ........
 
 

27
أدب / ذكريـــات خريفيـــــة
« في: 19:39 27/09/2019  »
  .............  ذكريـــات  خريفيـــــة  ................. 
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj @yahoo.com
 .......................................................
حـــــل الخريــــــف
معلنـــا ............
ان الصيف اللاهب
قــــد اندحــــر ....
وراحـت تتســاقط
علينــــا ..........
اوراق الشـــــجر
وداعبتنـــا........
برومانسيتها ....
اولــى قطـــــرات
المطـــر .........
وتخيلتـــك ......
تطليــن  باســمة
من بين تراكمات
اروع ذكريـــــات
العمــــر..........
تبهجيـن باطلالتك
المتوهجـة جمــالا
الــــروح.........
وتســرين النظــــر
وتخيلت الفراشـات
تحيــط بموكبـــــك
ويفـــوح منـــــــك
عبيــــــر الزهـــــر
عندهـــــا..........
تأوهــت النجـــوم
اعجابـا باطلالتــك
وتـــوارى خجـــلا
وراء الســـــــحب
القمــــر ..........
واطلت الذكريـــات
برأســها .........
مـــــن بيـــن .....
الازمان وتراكمات
الدهـــــر..........
وتذكـــرت .......
كــــم لهونا ......
كم ضحكنا .......
وركضنــا ........
كأطفـــــال ........
تحــــت المطـــــــر
وتعاهدنــــا .......
علـــى الوفـــــــاء
مهمـــــا توالــــت
الســـنوات .......
ومهمـــــا ........
امتــــد وتمـــــــدد
العمــــر..........
واذ ..............
فتحـــت ذراعــي
لاعانقـــــك .......
بلهفــة مجنونــــة
لــم يعــرف .......
لهيـــب اشـــواقها
مـــن قبـــل ......
البشـــــر .........
عـــادت ذراعــــاي
خاليـــة ..........
وراحــت قدمـــاي
خجلـــة تتعثـــــــر
عندهـــــا ........
قهقــــه الســـراب
ســـاخرا .........
مـــن اروع حلــم
على صخور الواقع
تحطـــم .........
بسـرعة البـــرق
واندثـــــر ........
لحضتها احسست
ان شـــيئا بداخلي
قـــــد تهــاوى.....
وانكســـر .........
وان ..............
حلـــم اللقــاء بـــك
قـــد شــنق نفســه
بحبـــال اليــــــأس
وانتحــــر ........
فهـــــل ..........
ســيمن علينــــــا
ذات يــــوم ......
بلقــاء عاصــــف
ولـــو للحضـــات
هــــذا القــــــــدر
قبــــل ان ........
يـــــزف .........
مـــوعد رحيلنـــا
ونحتضـــــــر ؟؟؟
   
 

28
  يزورنــي طيفــك كـــل مســـاء
   ........................................

مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.........................................
     
يزورنــي طيفــــك
كــــل مســـــــــاء
يغرقني باشــــواقه
ووداده ..........
يمــــلأ احلامـــي
فرحــا وبهجــــة
وســـعاده ......
هامسـا باذنـي :
حبــي لك ......
كبــــر الكــــون
وزيــاده........
ويودعنـي ....
علـــى وعــــد
باللقــاء........
في الليلة القادمة
كالعـــــاده.......
واذ أصحـــو....
فــي الصبــــــاح
لا أجــــد .......
الا ضوعـــــا......
مـــن عطـــــــرك
وبقايــــا دمــــع
يبلل الوســــادة

29
أدب / ســـحابة حـــب
« في: 18:52 08/08/2019  »
......... ســـحابة حـــب ........
....................................
مال اللـــه فـــرج
  Malalah_faraj@yahoo.com

  ياحبيبتـي .....
غابـــــــــة ورد
كنــــت ........
ايامــي بأريجها
تتعطــــرُ......
وســحابة حــب
 كنــــت .........
تلقي باحمالهـا
علـــى قلبـــــي
المتيــم ........
وتمطــــرُ ......
وتجعـــــل ...
براعم الامـاني
تنبثــق ......
كربيــــع زاه
وتزهــــرُ.....
وكنــت ......
موكب فــــرح
يهـــل علــــي
ويجعــــل ....
مواكب الاحزان
تتقهقــــرُ.....
والان .......
بعـــــــــد ان
اختطفــك مني
الســــفرُ......
وتركتني ضائعا
بيـــن اوجـــاع
واحـــزان ....
في كل لحظــة
تتفجــرُ.......
الى اي الجهات
اتوجـه لالقـــاك
ومـــاذا.......
بعـــــد رحيــلك
انتظـــرُ .....؟؟؟
والقلــب يكـــــاد
من فرط لوعتــه
  واحزانـه لغيابـــك
ينتحــرُ........


30
أنــا والحــــزن . . . توأمـــان
..................................

مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

أنـا والحـــــــزن
توأمــان .........
هكـــذا أمســــينا
مــــذ أن ........
تفجـــر باعمـاقي
نهــــرالأحـــــزان
هــــو.............
افتـرش قلبـــــي
وأنـا ..........
رضيت باقامتـــه
منــــــذ زمـــــان
ان نســيته ......
او...............
تجاهلته لحظـــة
يطــــرق .......
ابــــواب القلـــب
بزهــــو..........
وعنفـــوان......
ويسألني مقهقهــا
أيــــن انـــت......
يافــــــــلان ؟؟؟
هــــل..........
تريد نسيانـــي
ايها الانســــان
ثــــم...........
يدخــل القلـــب
مقهقهــا.......
دون اســتئذان
وكعادتــه......
يفترش المكـان

31
مسـرور بارزانـي يعــد باقتصـاد متنـوع يـحقق الرخـاء للجميـع
  مال اللـه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

على الرغم من حداثة تشكيل الحكومة الكردستانية الجديدة التي تجد نفسها بفعل التفاعلات الوطنية والاقليمية والدولية امام تحديات مركبة ، بيد ان رئيس الحكومة السيد مسرور برزاني تخطى ذلك كله برشاقة شبابية متمازجة بتصورات واعية لخارطة الاحداث ليقف وجها لوجه امام كل تلك التحديات وهو يرسم ملامح برنامج حكومي طموح يمثل في حال تنفيذه ليس نقلة نوعية حسب، بل نمطا متجددا في التعامل مع الاحداث الساخنة من جهة ، وفي الشفافية ووضوح الرؤى باتجاه تعزيز صرح البناء الكردستاني وتعميق فاعليته من جهة اخرى، عبر تلمس واقعي موضوعي مباشر للحاجات الاساسية للمجتمع الكردستاني.       
ففي مقال له عبر صحيفة (واشنطن بوست)  حدد رئيس حكومة الاقليم  اولويات المنهاج الحكومي لوزاراته ممثلا بالعمل على اقامة بناء قوي ومستقر لاقليم كوردستان ،وتأمين وجوده على الساحة الدولية،  وموضحا(كرئيس للوزراء، سأقدم طريقة مختلفة في التعامل مع التحديات التي واجهناها، بالبناء على إنجازاتنا والاستجابة للديناميكية العالمية المتطورة).
واذ استعاد جوانب مما قدمه الاقليم من عطاء وتضحيات خلال المرحلة الماضية لاسيما في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي فقد اوضح جانبا من ذلك بقوله(وفرنا ملاذاً لحوالي مليوني شخص هربوا من الاضطهاد. لقد أظهرنا بوضوح حسن نيتنا كمواطنين عالميين، وآوينا العرب والكورد والمسلمين والإيزيديين والمسيحيين والتركمان وغيرهم) ، مضيفا (وعلى بعد عشرة كيلومترات من مبنى البرلمان لدينا، هناك مجتمع مزدهر من المسيحيين من جميع أنحاء الشرق الأوسط، يبنون الكنائس ويمارسون شعائرهم بسلام).
وفي تلمس واقعي لطبيعة الازمات اكد السيد مسرور بارزاني على ان (تحدياتنا تبدأ من داخل إقليم كوردستان) وموضحا (كرئيس للوزراء، سأنفذ إصلاحات تتبنى أفضل التجارب العالمية وتخضع جميع أذرع الخدمة المدنية ومجلس الوزراء للرقابة)، ومشددا (ستبني حكومتي اقتصاداً متنوعاً يحقق الرخاء للجميع. سنسن تشريعات لجعل كوردستان موقعاً جذاباً للمستثمرين)، ومنوها(سنعمل على تنظيم الخدمات العامة ومكافحة الفساد لضمان أن تخدم الحكومة الشعب، وليس العكس).   
 وحيث اكد رئيس مجلس الوزراء على السعي لحل المشاكل القائمة بين الاقليم والحكومة المركزية وفقا للدستور والعمل على تعزيز الممارسات الديمقراطية في الاقليم فانه يكون من خلال ذلك كله قد وضع حكومة الاقليم الجديدة امام برنامج حكومي حيوي يرتكز الى ثوابت اساسية متعددة في مقدمتها:
 1ـ تعزيز الديمقراطية.
2ـ الرقابة ومكافحة الفساد.
3ـ تعميق قيم المحبة والتسامح وقبول الاخر واحترامه.
4ـ تنفيذ اصلاحات اساسية.
5ـ بناء اقتصاد متنوع يحقق الرخاء للجميع.
 6ـ سن تشريعات من شأنها ان تجعل من كوردستان موقعاً جاذباً للمستثمرين.
7ـ تنظيم الخدمات العامة.
8ـ ضمان أن تخدم الحكومة الشعب، وليس العكس.
9ـ الاستفادة من التجارب العالمية وتبني ما يمكن تطبيقه على الساحة الكردستانية.
10ـ  اخضاع جميع أذرع الخدمة المدنية ومجلس الوزراء للرقابة.
في ظل هذا البرنامج الديناميكي الطموح يفرض تساؤل حيوي نفسه ، مالمطلوب لتنفيذ مفردات كل ما تقدم؟
اعتقد ان من بين اساسيات واولويات التنفيذ الفعلي على الارض الاتي:
 اولا : العمل على تعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان والارتقاء بدور الصحافة والاعلام في التعامل بشفافية وموضوعية مع البرنامج الحكومي كونها جسر التواصل بين الحكومة والجماهير في التوصل الى الحقيقة من خلال تقييم الايجابيات والانجازات المبدعة بهدف تعزيزها والاشارة الى السلبيات والاخفاقات بهدف معالجتها بعيدا عن التشهير والاتهامات المتبادلة.
ثانيا : تشكيل هيئة استشارية عليا لمجلس الوزراء تكون اختصاصات اعضائها وفقا لاختصاصات الوزرات ترتبط بالسيد رئيس الوزراء لمتابعة مراحل تنفيذ البرنامج الحكومي وتقديم المشورة والرؤى والاقتراحات سواء للسيد رئيس الوزراء ام للوزراء مباشرة وتكون احدى مجسات الرقابة وكشف الفساد ايضا.
ثالثا : ايلاء اهمية قصوى لوضع الخطط والستراتيجيات العلمية لبناء اقتصاد منوع والنهوض به والاهتمام خاصة بالقطاع الزراعي والصناعي والنفطي  والاتجاه لجذب رؤوس الاموال العربية والعالمية للنهوض بهذا القطاع الحيوي عبر خطط وبرامج مرحلية آنية وبعيدة المدى.
رابعا : الاتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد على جعل اربيل عاصمة العراق السياحية بما يستلزمه ذلك من تبني خطط وستراتيجيات متفردة للنهوض بالواقع السياحي في الاقليم واستقطاب الطاقات العالمية للمشاركة في تنفيذها.
خامسا : تحويل الشفافية الحكومية الى ممارسة حقيقية على الارض من خلال اقرار خطط الوزارات السنوية وجعلها خطة الحكومة المعلنة وعرضها امام انظار الرأي العام والزام السادة الوزراء بالتنفيذ وعقد مؤتمرات صحفية شهرية او كل شهرين لكل وزارة يستعرض فيها كل وزير ما حققه وما اخفق فيه واسباب ذلك ومن ثم عقد مؤتمر صحفي فصلي لرئاسة الوزراء يوضح فيه السيد رئيس مجلس الوزراء ما تم تحقيقه من الخطة المركزية، ومن ثم عقد مؤتمر صحفي سنوي لرئاسة مجلس الوزراء لايضاح ماتم تنفيذه وجوانب الاخفاقات واسبابها.
سادسا : عقد مؤتمر سنوي تحت عنوان (مؤتمر تنمية كردستان)  لمناقشة حصيلة ما حققته الوزارات ورسم مسارات جديدة لتجاوز المشاكل والمعوقات والنهوض بمسيرة التنمية الشاملة بمشاركة كوادر تنموية واقتصادية مختصة عربية وعالمية للاستفادة من خبراتها ورؤيتها واقتراحاتها في هذا الميدان من جهة ولاطلاعها على جوانب وومضات من المسيرة التنموية في الاقليم.
سابعا : استحداث شهادة تقديرية تمنح سنويا من رئاسة مجلس الوزراء لافضل الوزارات في تنفيذ البرنامج الحكومي وتكريم الوزراء المعنيين كل ثلاثة اشهر، ومن ثم تحديد افضل ثلاث وزارات خلال العام في تنفيذها لخططها وبرامجها وتكريمها خلال المؤتمر السنوي لرئاسة مجلس الوزراء.     
ثامنا : مد الجسور المباشرة بين الوزارات والجماهير الكردستانية من خلال تحديد يوم في الاسبوع لاستقبال كل وزير للمواطنين والاستماع الى طلباتهم وشكاواهم وملاحظاتهم، وتحديد هاتف خاص في كل وزارة لاستقبال مكالمات المواطنين وشكاواهم.
تاسعا : تفعيل وتوسيع دور لجان النزاهة في كشف الفساد وعقد مؤتمرات صحفية شهرية ام فصلية لعرض عمل هذه اللجان ومن خلال اللجنة المركزية امام الرأي العام.
عاشرا: اجراء مسح شامل باعداد العاطلين عن العمل وبالعوائل الفقيرة التي تعيش تحت مستوى خط الفقر وباعداد المتسولين واطفال الشوارع والعمل على تقديم الخدمات الاساسية لهم ومنح الشباب العاطلين قروضا مالية بضوابط محددة لاقامة مشاريع خاصة بهم وبما يسهم في امتصاص نسبة من البطالة.
حادي عشر: دراسة اسباب الهجرة لاسيما بين الشباب ووضع ستراتيجية واقعية للحد منها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. 
ثاني عشر: اعادة النظر في المناهج الدراسية وتعزيز قيم ومبادئ وثقافة حقوق الانسان والمحبة والتسامح والعمل الجماعي والحريات العامة والقيم الاجتماعية والوطنية وكيفية العمل لبناء كردستان الحديثة والنهوض بهذا البناء وتعزيزه بما يوحد كل الجهود والطاقات لجعل كردستان تجربة مضيئة في المنطقة نفخر بها جميعا ، واستبعاد كل ما من شأنه ان يحث على العنف والتطرف والكراهية.
ثالث عشر : استحداث نوط او وسام خاص للمبدعين من العاملين في الوزارات ومؤسساتها باسم (وسام الابداع الكردستاني) يمنح للمبدعين الجيدين والمتميزين سنويا يمنح الحاصلين عليه درجة وظيفية اعلى او اية امتيازات اخرى ليكون حافزا للابداع والتميز في اداء الواجبات الحكومية.
رابع عشر: استحداث لجنة علمية مركزية تحت عنوان (لجنة الابداع الكردستاني)مهمتها احتضان ورعاية المبدعين المتميزين في مختلف نواحي الحياة واحتضانهم وتكريمهم وتوفير احتياجاتهم وتنظيم معارض  سنوية لاعمالهم المبدعة ليكون حافزا لبناء قاعدة علمية ابداعية كردستانية طموحة تسهم في النهوض بالمجتمع الكردستاني للحاق بالتطور العلمي العالمي.
خامس عشر: الاهتمام بالتوسع في توفير الخدمات العامة لاسيما الطاقة الكهربائية ، والبحث عن مصادر وبدائل جديدة ومنها استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء بالاتفاق مع شركات عالمية تمتلك خبرات عالية في هذا الميدان . 
سادس عشر : منع السادة الوزراء في الكابينة الحكومية الجديدة من تعيين ابنائهم واقاربهم في وزاراتهم أو في المؤسسات التابعة لها حتى لا يفسرذلك من قبل البعض كحالة من حالات الفساد.
ان التنفيذ الفعلي على الارض يستلزم قاعدتين اساسيتين متفاعلتين الاولى ثقة مختلف القطاعات والشرائح والمستويات السياسية والبرلمانية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني بهذا البرنامج الطموح ودعمه ، والثانية جدية ومصداقية الوزارات المختلفة في تلمس نبض الشارع الكردستاني واحتياجاته وتنفيذ ما يمكن تنفيذه وفق السياقات والاولويات وتحويل مفردات البرنامج الى انجازات فعلية على الارض وتجسيد الشعار الذي اطلقه رئيس الحكومة   (ان تخدم الحكومة الشعب) بمنتهى الامانة ليكون الشعب بالمقابل على استعداد لمنح ثقته بقناعة تامة للحكومة.

32
أدب / أنـــا ..... وهــــي
« في: 17:34 12/07/2019  »

أنـــا ..... وهــــي
....................
مال اللــه فــرج
Malalah_farajyahoo.com
  .................................
 علـى الرغــم مـن اننـا الاقـرب مـن كـل اثنيـن لبعضنـا ، بـل ان احـدنا اقـرب مـن الوريـد للاخـر ، وايماننـا الراسـخ المطلـق بـان لاحيـاة لاحدنـا دون الاخـر ، وعلـى الرغـم مـن شـوقنا المتقـد ولهفتنـا للقـاء بعضنـا لاطفـاء لهيـب اشـواقنا ، الا اننـا لـم نلتـق ، منـذ زمـن علـى الرغـم مـن المواعيـد الكثيـرة بيننـا ، فقـد كانـت دومـا تخلـف مواعيدهـا ، وتتركنـي اذهـب لمواعيـدها متلهفـا متـرعا شـوقا وانـا احمـل آلاف الاسـئلة والوعـود والرغبـة فـي تجـاوز خلافاتنـا لكنني فـي كـل مـرة كنـت اعـود خائبـا ، والامـر نفسـه كنـت اكـرره معهـا ، اضـرب لهـا المواعيـد وادعهـا تنتظـر وتعـود خائبـة، رغـم حاجتنـا الماسـة للقـاء يختصـر المسـافات بيننـا ويجعلنـا ننصـهر باحضـان بعضنـا.     
لكـن خـلال لقـاء عاصـف بيننـا لانـدري كيـف دبـره القـدر ، احسست بانني امـام كتلـة فضائيـة هائلـة مـن ثـورة غضـب بركانيـة وهـي تهاجمنـي بعنـف تعجـز ابلـغ التعـابير والابجديـات عـن وصفـه وهـي بـدل ان تعانقنـي بولـه وتضمنـي الـى صدرهـا بلهفـة كانـت تصـرخ بوجهـي قائلـة : 
(ايـن انـت ايهـا المتعـب الضائـع فـي متاهـات الحيـاة ؟ لمـاذا كنـت تتهـرب مـن مواعيـدي ومـن لقائـي ؟ وتفتعـل المبـررات الواهيـة التـي لا تقنع احـدا ، لقـد ضربـت لك المواعيـد فـي كـل سـاعات النهـار وفـي انصـاف الليالـي لكنـك كنـت تتهـرب منـي وتديـر ظهـرك لمواعيـدي وتخشـى مصارحتـي والاسـتماع لنبضـات قلبـي الـذي يحتويــك بمحبتـه وانـا الاقـرب مـن  دفـق دمائـك ومـن ارتعاشـة روحـك ومـن نبـض وريـدك اليـك ).
احنيـت رأسـي خجـلا ، فقـد كـان كـل ما ذكرتـه واقعـا لا اسـتطيع نكرانـه ، بينمـا واصـلت ثـورة غضبهـا :     
(لقــد اهملتنــي كثيــرا وآلمتنــي كثيــرا وفضلــت الغيــر علــي وكنــت انانيــا معــي وكريمــا مــع الاخريــن تكفكــف دمــوع الغيــر وتتركنـي الملــم جراحــات الحــزن فــي اعماقــي ، تخفــف اوجــاع الغيــر وتتركنــي اغــرق فــي اوجاعــي ، وكــم مــن مــرة احتضنتــك ومســحت دمعــك واحتويــت اوجاعــك حتــى لا يشــمت الاخــرون بـــك وحتــى لا تبـــدو ضعيفـــا او مهـــزوزا امامهــم بســبب تراكمـــات مشـــاكلك ، وكــم مــن مــرة تواعــدنا ولكنــك اخلفــت الموعــد ولــم تحضــر وكــم مــن مــرة ادعيــت انــك تحبنــي لكنـك اهملتنــي وكــم مــن مــرة اتفقنــا ان نســهر ســوية لكنــك تركتنــي رغــم حاجتــي لك وســهرت مــع الاخريــن ، وكــم ؟ وكــم ؟ وكــم؟ ومــع ذلك كنــت اغفــر لك واســتقبلك باحضانــي واعانقــك بحنـــان مجنــون وامســح الحـــزن والتعــب عــن جبينــك واداوي جراحاتــك لاننــي احبــك ، وســابقى احبــك ابــدا رغـــم كــل مــا ذكرتــه ورغــم كــل مشـــاكساتك لانــك قـــدري).
ثـم اسـتطردت :
(سـأنتظرك اليـوم بعـد منتصـف الليـل فهـل سـتأتي ؟ عسـى ان لا تنشـغل بسـواي كمـا فـي كـل مـرة وتتركنـي احصـد الخيبـة ، آه لـو تـدرك كـم انـا حزينـة لاجـلك لاننـي وحـدي اعلـم كـم ثقليـة عليـك احمـالك وكـم قاسـية عليـك اقـدارك وكـم مـن شـلالات الحـزن تتفجـر فـي اعماقـك ، لكنـك يا حبيبـي تكـابر ، وانـت تتـحمل كـل ذلك بصمـت وبابتسـامة تجعـل كـل مـن يقـابلك يظـن بانـك الاسـعد فـي هـذه الحيـاة ، تعـال وارم بعـض احمـالك الثقيلـة علـي فانـا ما خلقـت الا لاجـلك)
اطــرقت برأســي خجلا منها ، واذ فكــرت مليــا فقد وجــدت ان كـــل ما ذكرتــه كــان صحيحــا ، فقــد اهملتهــا وتناسيتها وخذلتها وانشغلــت بالاخريــن عنهـــا ، لذا قــررت ان اذهــب اليهــا فـي المـوعد الـذي حددتـه بعـد منتصـف الليـل لاسـتمع اليهـا ولاخفــف بعضــا مــن احزانهــا واحــاول ان احتــوي ولــو جـــزءا مــن اوجاعهـــا.
هــي ليســت زوجتــي ولا حبيبتــي ولا عشــيقتي وليســت صديقتــي او زميلتــي ، هــي خليــط مــن كــل هـــؤلاء، هي قدري وســـأحاول هــذه المـــرة ان لا اخلــف موعــدي معهــأ ، وعســى ان لا تخلــف هــي ايضــا موعدهــأ معــي.
انهـــا نفســــي.

33
عزيزي استاذ كمال
كل ما سطرته في رثاء والدك رحمه الله لا يمثل الا قطرة من بحر حبك ووفائك له من خلال ما كنت اسمعه عنك من نبل وتضحيات وثراء اخلاق ذلك الانسان الانسان الذي امسى وسيبقى مثلك الاعلى الذي تفتخر به بعد ان كان في حياته وهج القيم الانسانية التي صاغت اسس شخصيتك وانت صغير وصقلت مميزاتها وانت كبير وادخلتك معترك الحياة من اوسع ابوابها فاستحق ان تفاخر به الجميع ليبقى خالدا في نفوس كل من عرفه بشخصيته المشعة قيما رفيعة.
عزيزي واخي كمال
في الوقت الذي احيي فيك هذا الوفاء المميز والكبير لمربي جليل يستحق ذلك الا انني لا اوافقك باقامتك لسجن الاحزان الذي سجنتك نفسك داخل اسواره فالحياة جميلة ودقائقها وايامها لا تتكرر فلنعشها بسعادة ونمتع انفسنا بمباهجها لاسيما وان الموت والولادة هما الشرط الاساسي لتجدد الحياة وديمومتها وهي اولا واخيرا ارادة الله الذي لا راد لارادته الالهية ... ذهب آباؤنا وسنذهب بعدهم وسيلحق بنا ابناؤنا ولن يبقى الا العمل الصالح والذكر الطيب .
اعزيك ثانية واضرع الى الرب ان يتغمد ذلك الانسان الطيب بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم الصبر والسلوان
 عش حياتك يا اخي سعيدا وبذلك تسعد الوالد في ابديته.
مال اللــه فــرج         

34

دقـــت ســــــاعة الهجــــــره
...................................

مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
....................................   
دقــت .............
ســاعة الهجــــره
تمــازجت ........
الدمـــوع.........
بالنشيج الصامت
بالقبـلات المــره
وكــل ............
يحاول احتضــان
الاحبــاء..........
والاهـــل ........
والذكــريات .....
بقــــوه ..........
وكــــأن .........
ذلك العنـاق .....
ســـيكون .......
لآخـــــر مـــــره
وفــــي الـــروح
غصـــــة .......
وفـــي القلــــــب
مـــن اللوعـــــة
الـــف جمـــــره
وكـــل يتمنــــى
ان يضـــع .....
بجيبـــــه ........
ان يحمـــــل ....
بقلبـــــه ........
مــــن الوطـــــن
كســــره ........
دقـــت ســــاعة
الهجـــره ......
 


35
أدب / ثـــــــورة الصمــــت
« في: 22:48 14/05/2019  »


 .....................  ثـــــــورة الصمــــت  ......................
************************************************** 
مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .............................
كلمـــا التقيتــك .......
في صباحاتي الحزينة
يضيـــع الدرب ........
مــن قدمـــــي ........
واتعثـــرُ ..............
كانمـــا ................
زلـــزال ...............
مــن العشــــق........
مــن الســـحر.........
مـــن اللهفـــة .......
تحـــت خطواتـي ....
يتفجـــرُ...............
واظــل مبهـــورا ....
بهــذه الفتنــة .......
الطاغيــــة ..........
وهـــــي ............
تتيـــه دلالا.........
وتتمختـــرُ..........
كأنهـــا تســير.....
على ضفاف القلـب
وبيـــــن.............
الاذينيـن والبطينيـن
تبحـــرُ...............
واذ تبسـمين ......
ينبثـــق ...........
فــي اعماقي .....
مــن بيــن ........
خريـــف احزانـــي
ربيــــع ...........
من الســعادة ....
و يزهــــرُ........
واتيــه زهـــوا...
بهــذا الـحب ....
المجنــون بيننــا
رغــــم صمتــــه
المُحيـــرُ.........
وفـي كـــل مــرة
يتهيـأ فيهـــا ....
القلـب الملهــوف
لمصارحتــك ....
ويقــــررُ ........
اخنـــق خفقاتــــه
بصمتـــي .......
واكابــــرُ........
ونظــل عاشـقان
صامتــان .......
كــل .............
ينتظـــر الآخـــــر
ان يتقـــدم ......
خطـــــوة........
و يبـــادرُ .......
وهكـــذا ........
تـــدور دوامـــة
الزمــــان بيننــا
ابتســامة ........
تفصــــح عـــــن
حبهـــا ..........
وقلـــب .........
يــــرد بصمتـــه
ويكابــــــرُ......
الــف الف مــرة
همســت ........
ابتسامتك ......
بحبهـــــا .......
والف اف مـــرة
اجابتهــا........
بلغــة الصمـــت
المشاعـــرُ.....
الــــى متـــى....
نتبـــادل رسـائل
الصمــت ......
ســــيدتي ......
وفـــي قلبينـــــا
براكيــن اللهفــة
تســتعرُ .......
وهل كتب علينا
ان نقضي العمر
صمتـــا ........
بانتنظــار.......
مــــن يبــــــادرُ
قولــي ..........
(الــــفُ)........
وســـاهمس لك
(حــــاء).......
واكملي .........
(بــــاء) .......
وسأهديك أحلــى
(كــاف)........
بضـــوع المحبـة
معطـــــرُ.........
 
 

36
اختصـــرت بعينيهـــــا الزمــــان
......................................
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
........................................
كــان ..  يامــا كــان
يــا امــرأة .........
اختصـرت بعينيهـــا
الزمـــان ...........
حطـــت ...........
على شغاف القلب
كفراشـــة ........
مـــلأت ...........
بضوع حضورهـا
المكـــان ........
اجتثــت ........
مــن القلــب ...
جــذوراليــــأس
واعـادت شـــيئا
مـــن الأمــــــل
الــــذي كـــــان
يومهــــا........
احتـــار القلـــــب
وتســاءل .......
اغيثينــي ......
اجيبينـي ......
لؤلــؤة الزمــان
مالـــذي ........
تهمــــس بـــــه
هاتـان العينـــان؟
بعــــد أن ......
احتجبت الكلمات
وصمت اللسان؟
فماذا تقــــولان ؟
هــل تهمســــان
ابتعــــــد......
ام اقتـــــــــرب
ام احبــــــك ؟؟؟
ام اكرهــــك ؟؟؟
ايها الانسـان ؟
ام انهمـــــا ؟؟؟
تناديـــــــان ؟؟
تعـــــال .......
ايهـــا المتعــب
الحزيــــن .....
كطائـــــر ضائع
فــــي المـــــدى
بيـــن الزمـــــان
والمكـــان .......
تعـــــال اطلـــق
لثــورة مشاعرك
العنــــــان ......
تعــــال القـــــي
قلبـك المتوجـــع
بيـــن احضانـي
لتحـــس .........
بالسلام والامان
ودعنــي ........
ايهـــا المتوجــع
حـــد الهذيـــــان
الضائــع ........
بيـــن الاكــــوان
اغرقــــك .......
ببحــرصاخـــب
مـــن الحنــــان
وامســح ......
عــــن جبينـــك
بكفــي الحانيتين
الآلآم والاوجـاع
والاحــــــــــزان
فقـد اعــددت لك
باعماقي ........
حديقــة فـــل ...
ونرجس وارجوان
وسـأحيطك بعالــم
مــــن المحبــــــة
يضـــج  بالدفــئ
والأمـــــان .......
تعــــال .....تعــــال
ايهــــا الانســـان
 

37
  .............. انهـــض أيهــــا الأســــدُ ................
    ................ مال اللــــه فــــــــــرج ..................   
*****************************************************
احتضــن ............
جراحاتــك وانهــض
ايهـــــا الأســــــــــدُ
فقـــــد تمـــــــــادى
جـــــرذان الفســــاد
بغيهــــــم ...........
وتمـــددوا ..........
واجعـــل بزئيـــــرك
وجــوه الفاســـدين
تكفهـــــرُ ...........
ودع فرائصهـــم ....
مـن هــول الرعـــب
ترتعـــــدُ ...........
فقــــــد غرتهـــــــم
جراحــات الغـــــدر
فـــــي جســـــــدك
وحاولـــوا ارتــداء
اقنعــــة الليــــــوث
ويستأســدوا .......
وتمرغــوا .........
بوحــول الفســـــاد
وهــددوا وتوعـدوا
وتناسـوا بانهـــــم
محـــض جــــرذان
مـــرعوبة .......
مهمـــا تلونــــــوا
وتعـــددوا ........
وان بامكــــان ....
ابنائــــك الامنــــاء
ســحقهم .........
مهمـــا اســتطالوا
وتمــددوا .........
وســوف لــن ....
يســتدلوا .........
طريــــق الهــــرب
لشــــدة ذعرهــــم
لحظــــة ............
ان يـــزف لنهوضك
المــــوعدُ ..........
وســـيصرخ بهـــــم
اخيــــار القــــــــوم
اين حقـوق الشــعب
أيــــــن الثــــــروات
ومئـــات المليــارات
وكيـــــف جعلتـــــــم
كــل واردات الوطـن
علـــى مصالحكــــــم
تتبــــددُ ............
انهــــض ..........
فـــدتك ارواح .......
كل ابنائك المخلصين
الذيــــن اوفــــــــوا
بمـــا وعـــدوا .....
والذيــــن ..........
لـــو طلبــت منهـم
ارواحهـــــم .......
ما تـــرددوا .......
انهـــض ...........
ودع الآمـــــــــــال
بعــــودة هيبتـــــك
واقتــدارك ........
وامنــك وامانــــك
تتجـــددُ ............
انهـــض ..........
فدتــــك قلوبنـــــــا
يابيتنـــا ...........
يا حصننــا ........
يا فخرنـــا ........
يا موطــن ........
اجــداد ... اجـــداد
اجدادنـــا ..........
الذيــــــن فيـــــــك
ولــــدوا ..........
واناروا ..........
ظلمات العالــم ......
بوهـــج حضاراتهــم
مـن سـومر وبابـــل
وآشــــور ...........
وســـادوا وتســيدوا
انهـــض ............
يا مبدع الحضارات
وانوارهــــا التــــي
لا تخمـــدُ ..........
انهــــض ..........
ايهـــا الشــــــامخ
الســـامق .........
المخلـــدُ ..........
انهـــض .........
ايهــــا العــــــراق
الأســــــدُ ........
 
 

38
أدب / كل الطرق ما عادت تؤدي اليك
« في: 07:01 18/04/2019  »


كل الطرق ما عادت تؤدي اليك


مال اللــــه فــــــرج

يــــوم زارنــا فجــــأة
الفــــراق .
واشـــعل باعماقنــــا
ونحــن على وشـــك
الافتــراق
لهيـــب الاحتـــــراق
قبـــل أن
تفارقـي وطنــا ....
اودعتــه
كــل ذكرياتـــك ....
ونبضـات قلبك ....
وقصــة حبــك ....
وتمتـــعت بدفئــــه
وربيعـــه
ومائــه الرقــــراق
اســمه الــــــعراق
وكـاد أن
يذيبنـــــا ببعضنـــا
أعنــف
وأحــر ..
وأمــر ..
عنــــاق ..
قبــل أن .
تهروليـن .
نحــــو الغربــــة
مرغمــة .
والدمـع يحـــرق
خديـك .
واصــابع يــديً
تحـــاول .
أن تلتصــــــق
باصابع يديــك
وكلمات الوداع
تتعثــــر .
بيــن شـــــفتيك
وراح ...
الدمــع المريــــر
يمــــلأ عينيــــك
وأســرعت ..
باكيـــة وجلــــة
لا تكادي أن ....
تســتدلي ...
مواطـئ قدميــك
واذ
مــــرت الأيـــام
وتقطعــت ..
ســبل ...
ســماع صوتـك
أو الوصـــــول
اليـــك ........
ســـألني قلبــي
عليـــك ..
واذ .....
اعياه صمتـي
تركنـي ...
وطـــــار اليــــك
رفقــا عزيزتــي
بقلـــب ..
لو طلبت حياتـه
لمــا تأخــر...
عليـــك ..
فقـــد تركتنـــي
حطامــا حزينــا
لا أدري ...
متــــى 
وكيــف
وأيـــن
سـتلتقي ثانيـــة
عينـاي بعينيــك
وكيــف وأيــــن
أجــــــدك
وكـــل الطــرق
ماعادت تقودني
اليــــك ....




39
مكــــــابدات الغربـــــــة
..................................

مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraJ@ yahoo.com
...................................
آه ........
مـــــن عمـــــــر
بعيــــداعنكــــــم
بالقلـق واللوعـة
يتبــــدد .......
وحرائــق .....
الاشـتياق اليكـــم
فـي كـل لحظـــة
تســتعر........
باعمــاق الروح
وتتــجدد ......
فقــــد افقدتنــي
عذابـــات الغربة
الصبــر والراحـة
والاســــــــتقرار
والجلــــــد ......
واورثتنــــي ...
الهـــم والغـــــــم
والقلــق والضياع
والســـهد ......
فكـــــل يـــــــوم
يمــــــر دونكــــم
يتــــرك .......
فـــي العيـــــــن
الــــف دمعـــــة
والــــف غصـــة
فــــي القلــــــب
والــــف جــرح
فــــي الكبــــــد
اشــــتاق ......
لنســــمة ......
تحمــــــل لـــي
اريج عطركــــم
وتطفــــئ .....
لهفــة الــــروح
وحرائـــق .....
الجســـد .......
اتمنـــى ........
ان اعـــود .....
للحظـــة .......
بين احضانكــم
لاقبلكـــم ......
بلهفـــة .......
لاتحصــى ....
اشـــواقها .......
ولا تعــــد ......
فانتــم ...........
يا أهلــي وأحبتي
المـــاء والهــواء
وعطــر الحيـــاة
الــــذي ........
ضـــــاع منـــي
فـــي الغربـــــة
وتبـــدد .......
ومــن دونكــم
لابســـمة لـــي
ولا افــــــــراح
تتجـــدد ......
ولا حنيــن ....
ولا وطـــن ....
ولا عـــون ....
ولا ســـند .....
ظننــت ........
ان الغربـــــــــة
حلمـــا مــــــع
اشراقة الشمس
يتبــــدد........
واذا بها عمـــــر
مـــن المعانـــــاة
والضيــاع ......
اســتطال وتمـــدد
كـــــم أشــــتاق
لقبـــلات ابـــــي
ولعنــاق امــــي
ولمشاكسات اخوتي
ولزمــــن ......
كنـــا فيـــه ....
بقــرب بعضنـــا
برغـــم قسوتــه
اروع واســــــعد
احلـــم بلقائكــم
كــــل لحظــــــة
لكــــن الحلــــم
سرعان ما يتبدد
حتـــى بــت ...
اخــاف المــوت
فـــي غربتــــي
قبـل ان بلقائكــم
أســــعد .......
وصــدق من قـال
(الجســم ......
فــــي بلـــد ...
والــروح .....
فـــي بلـــد ....
يا غربـــة ....
الــــروح .....
بـــــل ........
ياوحشــة ...
الجســـد).....

 
 
 

40
أدب / عندمــــا تحضـــــرين
« في: 17:30 30/03/2019  »
عندمــــا تحضـــــرين
........................

مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تحضريـــن .......
تتمايــل النجــــوم
فرحـــا ...........
ترقص الفراشات
مرحـــا..........
نـــور وجهـــــك
يجعــــل الليــــل
يختبـــئ .......
وراء الشـــــجر
وتهمس النسيمات
هاهــــو الفــرح
قـــــد حضــــــر
تبســمين ......
تتساقط  الازهار
مـن بيـن شفتيك
يومــض البــرق
مــــن بيـــــــــن
عينيــــك .......
يمتلــئ المكـــان
بالنــــــور.......
ويضـج الفضــاء
بأروع  العطــور
وتتراقـــص .....
الفراشات حـولك
بحبـــور ........
وابقـــى حائـــرا
اســــائل القــدر
اســـعفني ......
اغثنـــي .......
بايــــة لغــــــــة
اســتقبل القمـر؟


41
تهنئــة جمعيــة الثقافــة الكلدانيـــة
......................................
استقبلت الهيئة الادارية لجمعية الثقافة الكلدانية مساء الاحد  السادس من كانون الثاني الحالي وفدا ضم السادة عمانوئيل خوشابا عضو البرلمان العراقي والدكتور كيورد مار بينا عضو الهيئة الاستشارية للحزب الوطني الاشوري والسيد ادور يعقوب مسؤول علاقات الحزب .
وعبر الوفد عن احر التهاني لمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس الجمعية ، مشيدا في الوقت نفسه بالدور الثقافي الحيوي الذي نهضت به الجمعية خلال مسيرتها الطويلة وما تزال تنهض به عبر مختلف الفعاليات الثقافية والفنية والادبية التي قدمتها مما اسهم في التعريف بحضارة شعبنا وثقافته.
من جانبه عبر السيد كمال لازار بطرس رئيس الجمعية عن شكره والهيئة الادارية واعتزازها بهذه الزيارة التي تعبر عن الاهتمام الكبير لقطاعات شعبنا ومنظماته بالواقع الثقافي واهمية تواصله والارتقاء به.
واوضح السيد رئيس الجمعية بعضا من انشطة الجمعية وعطائها وانجازاتها وفي مقدمتها تواصلها في اصدار مجلتها الفصلية (المثقف الكلداني) وصحيفتها (بيث عنكاوا).
وعبر الوفد في ختام اللقاء عن اشادته بدور الجمعية ورسالتها الثقافية وحرصه على دعم انشطتها كلما امكن ذلك.
       

42
المجــد للــه فـي العــلا وعلــى الارض الســلام وللنــاس المســــرة
..........................................................................
مجلة (دنيا ) تنشر تقريرا موسعا حول احتفالات عنكاوا باعياد الميلاد ورأس السنة
.....................................................................
نشرت مجلة (دنيا) التي تصدر في بغداد وتوزع في معظم الدول العربية التي يرأس تحريرها الصحفي الكبير الاستاذ زيد الحلي تقريرا موسعا  على مساحة ثلاث صفحات في عددها الحادي والعشرين الصادر في الاول من كانون الثاني الحالي حول طبيعة احتفالات شعبنا في عنكاوا باعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية ، كتبه الصحفي مال اللــه فــرج ، رئيس تحرير مجلة (المثقف الكلداني) في الاتي نصه :
      ابتهاجا باعياد الميلاد والعام الجديد
(عنكاوا) تمسي لوحة متوهجة بالمحبة تطرزها الاضواء والالوان واشجار الميلاد 
............................................................
تحتل مدينة المحبة والتعايش،اربيل المرتبة الثالثة في العراق بعدد الكنائس والاديرة والكاتدرائيات فيها والذي يبلغ بحدود (20)كنيسة
..........................................................
المجد لله في العلا وعلى الارض السلام والمسرة الصالحة لبني البشر
........................................................
في ظل قيم التعايش والحريات الدينية في اقليم كردستان شهدت ناحية عنكاوا العام الماضي افتتاح اكبر كنيسة على مستوى العراق
......................................................
سبق لعنكاوا ان اضاءت أكبر شجرة ميلاد في الشرق الأوسط  بحضور رسمي وجماهيري كبير بلغ طولها ما يقارب 36 مترا
.................................................... 

دنيــا : مال اللــه فــرج
.........................
 كما في كل سنة حيث يتحول العالم في الخامس والعشرين من كانون الاول، ابتهاجا بعيد ميلاد السيد المسيح واستعدادا لاطلالة العام الجديد, الى كوكب متوهج بمشاعر البهجة والفرح والايمان,  يسبح في الاضواء الملونه وبالاشجار التي ترتدي ابهى حلل  الزينة وبصور بابا نوئيل وبالالعاب النارية وبمجسدات مختلفة لمغارة بيت لحم حيث ولد رسول المحبة في مكان حقير ليعلم الانسانية ببساطة اولى ابجديات التواضع , متمازجة بقرع نواقيس الكنائس في منتصف الليل وبالتراتيل الروحية الشفيفة   حيث يردد المؤمنون كما رتل ملائكة الرب قبل أكثر من الفي عام في تلك الليلة التأريخية قارسة البرودة التي غيرت وجه العالم وقيمه : (المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة)، هكذا تحولت اربيل ، وبخاصة ناحية عنكاوا ذات الاغلبية المسيحية الى قطعة من الاضواء المتوهجة، بينما انطلقت التهاني والتمنيات من أعماق القلوب المؤمنه لتلامس شغاف القلوب الاخرى احتفاء وابتهاجا بعيد ميلاد ذلك النور السماوي المتجسد بشرا, ليكون رمزا لاروع قيم المحبة  والتسامح والفداء والسلام.
ففي اربيل عامة، وعنكاوا على وجه الخصوص تبدأ الاستعدادات منذ مطلع كانون اول من كل عام لاستقبال هاتين المناسبتين الجليلتين من خلال اقتناء مجسمات مختلفة لمغارة الميلاد واقتناء الملابس الجديدة وصناعة المعجنات(الكليجة) والبحث عن الاشجار المناسبة التي غالبا ما تكون صناعية بعد ان كانت في السابق طبيعية ووضعها في اجمل مكان من الدار وغالبا ما يكون في غرفة استقبال الضيوف وتجميلها بالمصابيح الكهربائية الملونة وبمعالم الزينة المختلفة على ان يعلوها مجسما لنجمة دلالة على النجمة التي ظهرت للرعاة وكانت اشبه بالدليل لهم وسارت بهم الى مغارة بيت لحم حيث ولد المخلص، ولافتات ملونة تحمل عبارة (المجد لله في العلا وعلى الارض السلام والمسرة الصالحة لبني البشر) كما رتل ذلك ملائكة الرب لحضة ميلاد السيد المسيح، الى جانب مجسمات لبابا نويل الذي يفاجئ الاطفال بهداياه صبيحة اليوم الاول للعيد، وبابا نويل أو (سانتا كلوز) كما هو معروف، شخصية ترتبط بعيد الميلاد، معروفة غالباً بأنها لرجل عجوز سعيد دائما وسمين وضحوك يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.
وفي ليلة الميلاد حيث تقام في الكنائس صلوات(قداديس) الميلاد يحرص ابناء عنكاوا وعوائلها الى التوجه للكنائس لحضور قداديس الميلاد، حيث تحتل محافظة اربيل المرتبة الثالثة في العراق بعدد الكنائس والاديرة والكاتدرائيات فيها والذي  يبلغ (20)كنيسة في حين تحتل محافظة نينوى المركز الاول باحتوائها على (83) كنيسة ، وبغداد بالمرتبة الثانية حيث تحتضن (74) كنيسة ، من مجموع (218) كنيسة وديرا وكاتدرائية في العراق، ومن بين كنائس عنكاوا(كنيسة مار يوسف ، وكنيسة مارت شموني، وكنيسة سلطانة السلام , وكنيسة ام النور وكنيسة مار كوركيس ، وكنيسة ام المعونة ، وكنيسة الارمن الارثدوكس ، وكنيسة مار ايليا وكنيسة العهد الجديد وكنيسة مار بطرس وبولس)، ومن الجدير بالذكر انه في ظل قيم التعايش والحريات الدينية في اقليم كردستان ، فقد شهدت ناحية عنكاوا العام الماضي افتتاح اكبر كنيسة على مستوى العراق ، تلك هي كنيسة ماربطرس وبولس ووصلت تكلفة بنائها الى خمسة مليارات دينار   وتحملتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كوردستان، حيث تم وضع حجر الاساس في عام 2009، وتم تأمين تكاليف البناء في عام 2013 و2014، وتم البناء على مساحة 12 الف متر مربع، لكي يتوجه اليها المسيحيون لأداء صلواتهم، وخصوصاً النازحين من سهل نينوى بسبب اضطهادات وجرائم تنظيم داعش الارهابي والذين وصلت اعدادهم في حينها الى 150 الف نازح احتضنهم الاقليم بمحبته ، وهاجر نصفهم الى الدول الاوروبية.
حيث ما ان تنتهي صلوات الميلاد حتى يتبادل الحاضرون التهاني بهذه المناسبة الروحية الجليلة ومن ثم يتوجهون الى مقر مجسمات مغارة الميلاد التي تحرص كل كنيسة على اقامتها لاقامة بعض الصلوات وتقديم الدعاء والتضرعات من اجل ان تعم المحبة ويسود السلام ومن اجل شفاء المرضى وعودة الغائبين ومن اجل عالم بعيد عن العنف والحروب والاضطهاد والكراهية ، الى جانب الدعوات الشخصية.
ولعل ما يميز اربيل وعنكاوا على وجه الخصوص انتشار اشجار الميلاد ليس في الدور والكنائس وحسب وانما في الشوارع والمحال وحتى في الدوائر الرسمية تعبيرا عن التعايش والمحبة والسلام ، واذا كانت المكسيك قد دشنت أكبر شجرة عيد ميلاد في العالم في مدينة مكسيكو في 19 كانون اول 2013. ودخلت عبرها موسوعة غينيس العالمية كأكبر شجرة عيد ميلاد في العالم حيث بلغ طولها 110.35 متراً (362 قدما)، وقطرها 35 متراً (115 قدم) ووزنها 330 طن سبق قبل سنوات ان اضاءت هي الاخرى،(أكبر شجرة ميلاد في الشرق الأوسط) بحضور رسمي وجماهيري كبير بلغ طولها ، وفقا لشركة (وايت برو) ما يقارب 36 متراً على أصوات التراتيل والأغاني الخاصة بأعياد الميلاد، وقال محافظ أربيل نوزاد هادي في حينها (اخترنا عنكاوا لنحتفل بهذه المناسبة المجيدة فهي من دواعي الفرح والسرور في هذا الجو الامن والاستقرار والعمران الذي تشهده كردستان وعاصمة إقليم كردستان أربيل وقصبة عينكاوا الجميلة التي هي نموذج رائع للتعايش لجميع مكونات العراق).
مضيفا (إن هذه المناسبة الدينية الخاصة التي يحتفل بها إقليم كردستان وتشارك فيها جميع مكونات الإقليم صورة حقيقة رائعة تمثل حقيقة شعب وطموحاته والأمن والاستقرار الذي وفرته حكومة إقليم كردستان ليس فقط المناخ الأمن لأهالي كردستان  وإنما لجميع العراقيين).
ومع اطلالة هذه المناسبة الروحية الجليلة التي قادت العالم الى واحد من ابرز تحولاته الايديولوجية والسايكولوجية والاجتماعية لتنقذه من دياجير ثقافة الظلم والقسر والعدوان والاستعباد والهمجية والكراهية ولتضيء في جوانبه عبر ومضاتها الروحية ثقافة المحبة والتعايش والتسامح والفداء وقبول الاخر، فانها على وجه الخصوص دعت لاجتثاث ثقافة العنف والحرب والكراهية  واشاعة ستراتيجية المحبة والسلام (هنيئا لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون)، وهذا ما جسده المصلون في صلواتهم ودعواتهم وتضرعاتهم ، فما احوجنا ونحن نقف على بوابة عام جديد ان نتوجه لله صبحانه وتعالى لان يمن علينا وعلى الانسانية جمعاء بالسلام ، وان يجعل عام 2019 عام المحبة والاستقرار والسلام.
مباركة ايامكم ايها الأحبة بالمحبة
ومبارك عامكم الجديد بالسلام.                       

43
مشـــاكسة
...............

ســرير الفضــائح
.......................
  مال اللــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

في خطوة قد تشعل حرائق واعاصير وزلازل شعبية وزوجية عنيفة في مختلف الدول الغنية والفقيره والنبيلة والشريره، كشفت مجلة بريطانية عن ابتكار (خطيــر وحقيــر)،عبارة عن سرير،(ذكــي وشــرير) يعمل على كشف الخيانة الزوجية عبر تسجيله لحركات الزوجين أثناء علاقاتهما الحميمة، ويقوم بحفظ طريقة نومهما ومقارنتها بأية علاقة او حركات أخرى تتم فوقه ، وعندما يستقبل حركات غريبة لم يسبق أن إستقبلها ضمن نظامه التحليلي، يقوم فورا بإرسال رسالة نصية إلى صاحبه تنبهه بأن هناك شيئ(خطيــــر) يحدث فوق السرير.
 في ضوء ما تقدم ، فان الامر سيكون اشد اثارة وفضائحية لو تم تطوير هذا السرير الحديث (الخبيـــث) بتزويده بمسجل صوت وآلة تصوير ووضعه في غرف الاستراحة الخلفيه لمكاتب المسؤولين في مختلف الدول، عندها ستكون الفضائح بالصوت والصورة وبالالوان الطبيعية،  وستكتشف الزوجات المخدوعات طبيعة العلاقات (البريئـــة) التي تربط ازواجهن بسكرتيراتهم الفاتنات وستظهر للعلن الكثير من عقود الزواج السرية وسيتعرف الكثير من الاطفال غير الشرعيين على آبائهم الحقيقيين ، وسترتفع معدلات الطلاق والفراق وستعرف الكثير من الزوجات اسباب الخمول و(التعـــب) الليلي الذي كثيرا ما يصيب ازواجهن ويؤدي الى عزوفهم عن ممارسة حقوقهم الزوجية.
 وقد قوبل هذا الابتكار بالرفض والاستهجان الشديدين لانه يشكك بامانة الشريك ويجسد عدم الثقة بين الزوجين.     
كذلك فان وضع هذه الأسرة فائقة الذكاء (وعديمــة الحيــاء)  في (ســويتات) الفنادق ودور الضيافة في الدول التي يقصدها المسؤولون لعقد صفقاتهم التجارية سيمكن الشعوب المعنية من التعرف على الطرق والاساليب (الانســانية) لبعض مسؤوليهم في ابرام العقود والصفقات وحجم النسب والحصص والامتيازات، وحقائق المباحثات (الرومانسـية) الليلية (الحميمــة والســاخنة واللذيــــذة)التي يخوضها اولئك المسؤولون بمنتهى الحرص والشفافية فوق تلك الاسرة الذكية، والاهم ان (افــــلام) تلك (المباحثـــات) الملتهبة ستتحول بالطبع الى اوراق ضغط بأيدي المجهزين الكبار لتمرير اهم واضخم (الصفقـــات) بمنتهى السلاسة والتوافقات وبالاسعار التي يحددونها هم.
عليه يتوجب على جميع الشعوب الخروج بتظاهرات مليارية لايقاف هذه الابتكارات الفضائحية قبل ان يتمكن مبتكروها من جعلها تتسلل لكل دقائق وتفاصيل حياتنا اليومية وربما تسقط عنا حتى ملابسنا الداخلية وعندها سيلتهب كوكبنا بحرائق فضائحية ومعارك دموية ربما تنهي الحياة على سطح كرتنا الارضية.     
 
         

44
صــدور العـــدد (59) مـن مجلــة المثقـف الكلدانـــي
............................................................   
تزامنا مع قرب احتفالات شعبنا والانسانية بعيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد ، عام (2019) اصدرت جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا عددا  جديدا من مجلتها الفصلية (المثقـــف الكلدانـي ) التي يرأس تحريرها الصحفي والكاتب السياسي الاستاذ مال اللــه فـــرج.
 واضاء هذا العدد الذي حمل الرقم (59) غلافه الاول بشجرة الميلاد وبصورة جماعية للسادة اعضاء الهيئة الادارية لمناسبة احتفال الجمعية بالذكرى العشرين لتأسيسها تحت عنوان (الثقافة الكلدانية ... عشرون عاما من العطاء) مزدانا بتقرير مفصل حول وقائع الاحتفال والهيئات والمؤسسات والاحزاب والدوائر والشخصيات التي زارت الجمعية للتهنئة بالمناسبة ، في حين جاءت افتتاحية العدد التي كتبها رئيس التحرير تحت عنوان (خيمة من المحبة) لتلقي الاضواء على جوانب مهمة من مسيرة الجمعية وانجازاتها، ومن جانبة كتب السيد عيسى عسكر ، عضو الهيئة الادارية واحد مؤسسي الجمعية مقالا تحت عنوان (ولادة جمعية الثقافة الكلدانية ضرورة تاريخية) ، وبدوره كتب السيد أكرم دنحا هرمز عضو الهيئة الادارية مقالا حمل عنوان (محطات مضيئة في مسيرة جمعية الثقافة الكلدانية ، اما السيد كمال لازار بطرس رئيس الجمعية فقد جاء مقاله تحت عنوان (حوارمن صلب الواقع) ، وكتب السيد صباح شامايا عضو الهيئة الادارية مقالا باللغة الكردية تحت عنوان (قراءة في كتاب عنكاوا في ذاكرة ابنائها)، وجاء العدد غنيا بالمواضيع والتحليلات والمتابعات التاريخية والثقافية والاجتماعية والفنية والادبية والسياسية والمقالات المختلفة باللغات العربية والسريانية والكردية توزعت على مساحة(156) صفحة، الى جانب    تحليلات ومتابعات لنخبة من الكتاب والمثقفين سواء من العراق لاسيما من بلدات شعبنا ، ام من مختلف دول العالم ومنها هولندا واستراليا والسويد، والاردن مما يمثل انفتاحا وانتشارا لثقافة شعبنا وتاريخه وحضارته على مساحة واسعة لمختلف الثقافات والحضارات الانسانية الاخرى واتاحة الفرصة امام هذه الحضارات المتنوعة للاطلاع على جوانب مهمة من ثقافتنا وحضارتنا وتجارب ونتاجات وعطاء كتابنا وادبائنا ومثقفينا.   
وفي ضوء ذلك ، ومن بين المواضيع والنتاجات والرؤى والتحليلات البارزة التي ضمها العدد (59) من مجلة المثقف الكلداني ،مقالا موضوعيا رائعا للدكتورة منى ياقو المختصة في الحماية القانونية للاقليات تحت عنوان (الاقليات ... نعمة ام نقمة؟)، الى جانب مقال مهم للسيد عبد المسيح سلمان يلدا عنوانه (مسيحيو كوية .. حضور يتألق بقيم المحبة والايمان والادب والعلم والفن) في حين اسهم السيد نمرود قاشا بتحقيق تحت عنوان (ثانوية قرقوش .. قصة مدينة) ، ونشر السيد بطرس نباتي قصيدة بالسريانية ، ومن جانبه اسهم الدكتور زهير ابراهيم رحيمو باغناء العدد بمقال مفصل حمل عنوان (كنيسة مار اشعيا .. نواة روحية ثقافية لمدينة الموصل)، كما نشر المشرف التربوي المتقاعد السيد جميل زيتو عبد الاحد مقالا تحت عنوان (المعلم والتعليم الناجح .. الاسس والمواصفات والمستلزمات).
على الصعيد نفسه، كتب السيد اكد مراد مقالا بالسريانية حمل عنوان (صحافة الاطفال في مدارسنا)، كما كان للصحفي المبدع الاستاذ زيد الحلي مساهمته الجميلة عبر مقالته (الصحافة ضمير الوطن)، في حين اسهم السيد نوري بطرس بمتابعة فنية وثائقية حملت عنوان(المسرح في كركوك .. نشأته وتطوره) ، كما حرص الكاتب التلفزيوني والمسرحي الكبير الاستاذ صباح عطوان على ان يرفد المجلة بمقال ارسله من هولندا تحت عنوان (العقيدة والحضارة) ، وكذلك فعلت الكاتبة الصحفية والاعلامية سوزان يوخنا التي اسهمت بمقال جميل ارسلته من الاردن حمل عنوان (الكلمة .. وعمق تأثيرها على حياتنا) ، في حين رفد المجلة من السويد الكاتب بدري نوئيل بمقال حمل عنوان(الديارات واجواؤها الثقافية والترفيهية)، ومن جانبها تابعت السيدة نضال عاشا سلسلة مقالاتها التربوية بمقال بعنوان (العنف المدرسي وانعكاساته الخطيرة).
من جانب اخر نشر السيد مال اللــه فــرج رئيس التحرير ضمن سلسلة مشاكساته النقدية مشاكسة بعنوان (سرير الفضائح)، في حين توهج العدد بعطاء مبدع لنخبة من الادباء والشعراء عبر قصائدهم وكتاباتهم الادبية ، حيث كتب الاديب المبدع السيد هيثم بردى من الاردن رؤى ثقافية تحت عنوان (اين القصة العراقية السريانية؟)، وكذلك فعل الاديب المبدع الدكتور بهنام عطا الله الذي اغنى العدد بقصيدته (اساطير التدوين)، كما اسهم الكاتب الاستاذ يعقوب افرام منصور بمقال حمل عنوان (ثريا ملحس في صوفيتها وابداعها)، في حين جاءت اسهامة الاديب المبدع زهير بردى بقصيدة حملت عنوان (المس الضحة بين يديك) ، ومن ملبورن حرصت السيدة فرح خلف على الاسهام بادبيات العدد عبر قصيدة رومانسية شفافة حملت عنوان (اين هما؟) في حين اضاء الشاعر المرهف امير بولص عكو العدد بقصيدته (سأرقن قيدي في سجل القصائد)، كما اسهم الشاعر غسان سالم شعبو بقصيدة باللغة السريانية، في حين جاءت اسهامة الكاتب السيد سعيد شامايا عبر عرض لكتابه الجديد (السياحة نهجنا الوطني).
اخيرا ، ازدان العدد بالكثير من المقالات التربوية والاسرية المختلفة ، كان منها (مرفأ الحياة الزوجية .. الكلام الجارح من شريك الحياة ) و(الحياة الزوجية صناعة انسانية) و(حياتكم بين التفاؤل والتشاؤم) و(ازواج عصبيون .. وزوجات غاضبات) و(فارس الخوري .. الرجل الذي حرر سوريا في 25 دقيقة) و (القرداحي يحط الرحال في عنكاوا) ، وتقرير حول احتفال المجلة بالذكر 19 لتأسيسها، الى جانب مختلف المواضيع المنوعة الاخرى، مما يجعل هذه المجلة زادا لكل الاعمار والمستويات الثقافية وهي تمثل جسرا حيويا حرصت جمعية الثقافة الكلدانية على اقامته بين ثقافة شعبنا والثقافات الاخرى.       


45
مجلـة (المثقـف الكلـداني) توقـد شـمعة جديـدة
....................................................
وسط اجواء من المحبة ومشاعرالاعتزاز بمسيرة ثقافية واعلامية ثرة ومميزة تواصلت لتسعة عشر عاما،احتفلت جمعية الثقافة الكلدانية مساء الاول من تشرين الثاني الحالي بالذكرى التاسعة عشرة لصدور مجلتها (المثقف الكلداني) التي صدر العدد الاول منها في افي الاول من تشرين الثاني   عام (1999).
وازدان الحفل الذي اقيم على قاعة الجمعية بحضور اعضاء الهيئة الادارية وهيئة تحرير المجلة وعدد من اعضاء الجمعية وبكعكة الميلاد باسمى مشاعر الاشادة والتقييم والاعتزاز بمسيرة المجلة التي استطاعت رغم كل الصعاب والتحديات مواصلة صدورها لتسعة عشر عاما دون توقف.
 وعبر السيد كمال لازار بطرس ، رئيس الجمعية وكالة عن اعتزاز الجمعية الكبير بهذا الصرح الثقافي الذي جسد ويجسد ركنا اساسيا وحيويا من اهداف الجمعية ورسالتها الثقافية مؤكدا حرص الجمعية على تواصلها في اداء رسالتها النبيلة .
 القى بعد ذلك السيد مال اللــه فــرج رئيس التحرير كلمة عبر في مقدمتها عن ترحيبه بالحضور كافة وشكره وامتنانه لحضورهم ومشاركتهم هيئة التحريربهذه الاحتفالية الثقافية ، معربا عن تقديره واعتزازه بالدعم المتواصل الذي قدمته وتقدمه الجمعية ممثلة بهيئتها الادارية للمجلة من اجل ضمان تواصلها بالصدور على الرغم من الازمة المالية التي عصفت بالمنظات المختلفة وبالمؤسسات الاعلامية.
 واشاد السيد مال اللـه فـرج بعطاء جميع الزملاء رؤساء التحرير الذين سبقوه بتحمل هذه المسؤولية الدقيقة وكل الكتاب والمحررين الذين عملوا بالمجلة واثروا صفحاتها بما قدموه منذ صدورها ولحد الان ، مؤكدا على ان (ما نهضنا وننهض به هو امتداد لما سبقنا واثراء لما تقدمه المجلة واغناء مواضيعها لتستقطب بمواضيعها مختلف الاعمار والمستويات الاجتماعية والاتجاهات الثقافية ولذلك حرصنا على ان تكون الرسالة الثقافية لمجلتنا (المثقف الكلداني) منوعة وحيوية وذات مواضيع واهتمامات ومتابعات تواكب الحياة اليومية لاغلبية القطاعات الشعبية وقادرة على النهوض بواجباتها الاساسية في اشاعة ثقافة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عامة وشعبنا الكلداني خاصة المنطلقة من افرازات وانعكاسات حضارته العريقة).
واختتم السيد رئيس التحرير كلمته بالقول ، اننا سعداء جدا ونحن نحتفل بهذه المناسبة الجليلة التي تلقي على عاتقنا مسؤولية التواصل باصدار هذه المجلة الحيوية واغناء تنوعها لتكون دائما جديرة بالتعبير عن ثقافة شعبنا وحضارته ، وجديرة ايضا بثقة الكتاب والمثقفين الاعزاء داخل الوطن وخارجه الذين حرصوا ويحرصون ومن مختلف دول العالم بالكتابة الينا واغناء المجلة بمقالاتهم وتحقيقاتهم ومتابعاتهم ، فشكرا      لهم ولكم جميعا ايها الحضور الكرام ، ومبروك لكم ولشعبنا هذه المناسبة العزيزة.
تم بعد ذلك ايقاد شمعة جديدة ايذانا ببدء سنة اخرى من عمر المجلة ، وقص كعكة الميلاد وتبادل التهاني بهذه المناسبة.   
 
 

 يذكر ان هذه المجلة الفصلية(المثقف الكلداني) نجحت بالتواصل بالصدور منذ تسعة عشر عاما واصدرت لحد الان (58) عددا كانت غنية   بالمواضيع والتحليلات والمتابعات التاريخية والثقافية والاجتماعية والفنية والادبية والصحية والرياضية والتربوية والمشاكل الاسرية والقضايا السياسية والحوارات المختلفة باللغات العربية والسريانية والكردية توزعت على مساحة(156) صفحة لكل عدد من اعدادها الاخيرة. 
         

46
مال الله فرج يقلب صفحات من حياة جميل زيتو

يستعد جميل زيتو عبد الاحد السناطي بوضع اللمسات الاخيرة على كتابه الجديد الذي يحمل عنوان (صفحات من حياتي) الذي كتب مقدمته الصحفي والكاتب السياسي مال الله فرج رئيس تحرير (مجلة المثقف الكلداني) والتي حملت عنوان (سنا نورك اضاء طريقي)
حاول عبرها تقليب صفحات هذا الكتاب الذي من المؤمل ان يصدر خلال الايام القادمة.
وفي الاتي نص المقدمة التي تفضل الاستاذ مال الله فرج بكتابتها لتكون مدخلاً للكتاب.


سـنا نـورك أضاء طريقـي
(سناط)

بقلـم : مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
    من بين ركام السنين الراحلة وما خلفته في الاعماق من ذكريات تفوح بعبير عقود مضت بكل تداخلات ومنعطفات وتفاعلات الحياة اللذيذة فيها برغم صعابها وتحدياتها ومشاقها ، يغمس ابن بار  ومربي فاضل قلمه بمداد الذكريات راسما بنبض القلب خطوط الطول والعرض في قريته محاولا ازالة غبار النسيان عن ادق تفاصيلها واعادتها الى واجهة الاحداث بالرغم من دورة عشرات السنين التي طوحت بها الى جزيرة النسيان لتبقى معلقة في الفضاء متارجحة بين تراكمات النسيان وعاصفة العودة الى ذاكرة الانسان عبر استذكارات دقيقة لاحد ابنائها وهو يحاول بابجدية الوفاء ان يرسم امام الانسانية لوحة بكل الوان العشق والمحبة لتلك القرية التي شاءت الظروف الصعبة ان تسقطها من ذاكرة التاريخ وكانها لم تكن يوما شريانا من شرايين الحياة المتجددة التي اغنت الانسانية بكوادر وكفاءات من مختلف الاختصاصات بعضهم امسى علما في سجل العلوم الانسانية والطبية والفلسفية والفضائية ، انها سناط ، وانه ابنها الوفي الذي تمازجت مشاعره في كل ذرة من تراب جبالها وسهولها وكنائسها وازقتها الضيقة وثلوج شتائها الذي لايرحم وبمشاعر ابنائها ، انه المربي الفاضل السناطي الوفي والصديق الصدوق جميل زيتو.
فها هو هذا الانسان الذي سجل عبر مسيرته الحافلة مثالا متفردا في الوفاء لتلك القرية الراحلة التي شهدت ولادته وملاعب طفولته وصلواته ومقالبه وحكايات اصدقائه وزهو شبابه وتطلعات احلامه وعلاقاته الاجتماعية يقف وهو يلتقط انفاسه من رحلة الحياة بكل افراحها واتراحها وبكل اخفاقاتها ونجاحاتها وبكل انكساراتها وانتصاراتها وبكل دموعها وابتساماتها ليتطلع عبر الذاكرة الى البعيد البعيد ، هناك حيث ترقد القرية التي احبها حد العشق بين احضان جبل شاهق وهو يستذكر كل خطوة خطاها على اديمها وكل شجرة فيها داعب اغصانها وكل رحلة مدرسية جلس عليها وكل طرفة سمعها وكل رسالة حب كتبها بنبض القلب ثم مزقها ، وكأنني من شدة حبه لها كان يتمنى لو ان لكل ذرة تراب فيها لها اسما مميزا لحفظ اسماء كل ذرات ترابها وتفاخر بها امام كل من يصادفه ، فهو عشق من نوع نادر وعجيب وغريب ومهيب.
    ففي كتابه الاخير (صفحات من حياتي) لم يترك المؤلف الصديق جميل زيتو اسما من سكان مدينته الحبيبة (سناط) الا وذكره ولم يترك موقعا ولا حادثة ولا واقعة ولا قصة دراسية ولا تقليدا شعبيا ولا مهنة ولا تفصيلا من تفاصيل الحياة اليومية وجزيئياتها الا ومر بذاكرته عليها حتى غدت قريته عشقا يباهي به العالم فلا نكاد نلتقي ونتبادل شتى الاحاديث حتى يكون لسناط حضورا بيننا حيث يتوجه في بعض احاديثه اليها مستذكرا بمحبة واعتزاز جانبا منها وكأن في اعماقه بركانا من الاشتياق واللهفة اليها يتفجر ويجعله يتمنى ان يعود الزمن قليلا الى الوراء ليرتمي باحضانها وليقبل كل ذرة تراب فيها ، ولعله في كل هذا السفر من الوفاء يؤمن بان كل نجاحاته في الحياة ما كان لها ان تتحقق لولا بذرة الحياة والتعلم والتحدي والاصرار والارادة التي والقيم النبيلة التي غرستها في اعماقه مدينته الحبيبة.
    واذا كان من الصعب الوقوف تفصيليا ازاء فصول الكتاب ومحتوياته نظرا لتنوعه وكثرة الاسماء والصور والحكايا والتقاليد والعلاقات الاجتماعية والاسرية الواردة فيه فيكفي ان نقول ان الاخ العزيز زيتو نجح في ان يصوغ من عشقه لمدينته مطبوعا ينبض بالحياة عن قرية منسية اعادها للحياة بكتابه هذا ونفض عنها غبار النسيان وكانها ما تزال حاضرة بصخبها وضجيجها ودورة الحياة فيها ، فمن يقلب هذه الصفحات سيتخيل نفسه وسط مدينة تكاد تضج بالحياة استطاعت ان تقهر النسيان  وان ان تنتزع لها مكانا في ذاكرة الاجيال القادمة ان هم  تصفحوا هذه الاوراق المتطايرة من اعماق عاشق فريد لبيئته وابن بار لقريته.
اخيرا يخيل لي ان السيد المؤلف اراد عبر هذا الكتاب وما سبقه رد الدين لقرية عشقها ووصل الى ما وصل اليه بفضلها وكانه يهمس لها ليل نهار وكل لحظة بمنتهى المحبة والامتنان (سنا نورك اضاء طريقي).
ولو جمعنا الحرف الاول من كل كلمة منها لعرفنا اي قرية محظوظة يقصدها الكاتب بهذا الحب النادر.   


47
أدب / عانقينــــي
« في: 20:02 13/10/2018  »
عانقينــــي
...............

مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
........................................
أحلـــم بـــك
تطليــن ...
مــن بيــــن
ثنايـا الغربـة 
وتعانقينــــي
عانقينــــــي
وبلهفــــة
كــل عصــور
الحرمــان
احتضنينـــي
مزقي شـفاهي
بقبلـــة ناريـة
وبعنف احتضانك
اســحقيني
ومهمـــا
صرخ القلب
متوجعــــا
وصرخــت
كل حــــواسي
لتخففي جنون
احتضانك ...
لاجزائي المبعثرة
لا تستمعي اليها
ولا ترحمينــي
عانقيني ......
فمنــــذ
ان طوحـــت
بنا الغربـــة
وانا ابحـــث 
عنــك .........
عــــن جنــــون
انثـــى عنيفـــة
تروض مشاعري
تملأ حواسي
تحتــل ........
كـــل اجزائـــي
ولهفة سـنيني
عانقينــي ....
فمـــا اروع ...
ان افنيــك حبا
وان ادعــــك
باعصار جنونك
بيـــن احضانك
تفنينـــــي ....



48
   
عـــدد جديـــد مـن مجلـة المثقـف الكلدانـي
اصدرت جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا عددا  جديدا من مجلتها الفصلية (المثقـــف الكلدانـي ) التي يرأس تحريرها الصحفي والكاتب السياسي الاستاذ مال اللــه فـــرج.
 وجاء هذا العدد الذي حمل الرقم (58) غنيا بالمواضيع والتحليلات والمتابعات التاريخية والثقافية والاجتماعية والفنية والادبية والسياسية والحوارات المختلفة باللغات العربية والسريانية والكردية توزعت على مساحة(156) صفحة.
وتصدرت العدد افتتاحية رئيس التحرير بعنوان ( الثقافـة فـي صالـة الانعـاش) الى جانب مقالات وتحليلات ومتابعات لنخبة من الكتاب والمثقفين سواء من العراق لاسيما من بلدات شعبنا ، ام من مختلف دول العالم ومنها هولندا واستراليا والسويد، مما يمثل انفتاحا لثقافة شعبنا وتاريخه وحضارته على مختلف الثقافات والحضارات الانسانية الاخرى واتاحة الفرصة امام هذه الحضارات المتنوعة للاطلاع على جوانب مهمة من ثقافتنا وحضارتنا وتجارب ونتاجات وعطاء كتابنا وادبائنا ومثقفينا.   
ومن بين المواضيع والنتاجات والرؤى والتحليلات التي ضمها العدد (58) من مجلة المثقف الكلداني تحقيقا موسعا حول احتضان جمعية الثقافة الكلدانية لمسرحية (برباره) التي قدمتها الفرقة المسرحية لمنتدى عنكاوا للفنون بالتعاون مع الجمعية ، ومقال للسيد عبد المسيح سلمان يلدا بعنوان (الاراميون والارامية .. حضور قبل خمسة الاف سنة وحضارة اغنت باقي الحضارات) ، ومقال للسيد بهنام سليم حبابة تحت عنوان (صعودا الى الجلجلة) وحوارا للسيد رئيس التحرير مع المؤرخ والبروفيسور الكبير افرام عيسى اجراه معه قبل وفاته رحمه الله تركز حول اصول وجذور الحضارة المسيحية وتأثيراتها على الحضارات الاخرى، ومقال للمشرف التربوي المتقاعد الاستاذ جميل زيتو حمل عنوان (ثقافة ومفهوم التعليم المستمر) وبحث للدكتورة بروين بدري توفيق تحت عنوان (بيديال كنيسة عراقية تاريخية تحاول ان تشرئب برأسها وتنفض غبار الزمن)الى جانب مقال تحليلي للاستاذ بطرس نباتي تحت عنوان (في اصداره الاخير  ، الاصدقاء، يونان هوزايا بين عشق الاصدقاء ونزيف الفراق) ومقال آخر للاستاذ زيد الحلي حمل عنوان (وقفة تأمل ، الكذب اصبح علامتنا المميزة مع الاسف) ، الى جانب متابعة للبذرة التعليمية العنكاوية الاولى للسيد جميل عبد الاحد نباتي.
وعلى صعيد المقالات المهمة ايضا نشر الاستاذ كمال لازار بطرس نائب رئيس الجمعية مقالا لغويا مهما تحت عنوان (طائفة اخرى من الاخطاء الشائعة في اللغة العربية وتصويباتها) ، في حين جاء مقال الكاتبة السيدة نضال عاشا تحت عنوان (الاثار النفسية والجسدية للعنف الاسري ضد الاطفال )، كما رفد السيد بدري نوئيل من السويد المجلة بالقسم الثاني والاخير من مقاله (الذهب والعاصفة.. الخوري الياس الموصلي الكلداني اول رحالة شرقي الى العالم الجديد) ، اما الكاتب الدرامي الكبير الاستاذ صباح عطوان فقد كتب من هولندا متسائلا (وقفة نقدية .. هل ستقوم لمنكسر قائمة؟؟؟)، في حين تابع الاستاذ نوري بطرس ومضاته حول (الادب السرياني النسوي) اما الاستاذ صباح شامايا عضو الهيئة الادارية للجمعية فقد اغنى العدد بمقال باللغة الكردية حول المعاناة الشعبية في الظروف الراهنة ، وكتب الدكتور عماد عبد السلام رؤوف (وثيقتان تاريخيتان حول علاقات الكنيسة الكلدانية والسلطة العثمانية)، من جانبه تابع الاستاذ الياس سعيد هداية الجزء الرابع من (قراءة قانونية في كتاب الاحوال الشخصية لاهل الكتاب في الدولة الاسلامية)، وكتب الاستاذ يعقوب افرام منصور مقالا  حول (اللقاءات الادبية والثقافية بين الامس واليوم) في حين قرع الاستاذ ضياء بطرس رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان  جرس الانذار محذرا ( ابقاء السلاح بايدي المدنيين يحصد شهريا عشرات الضحايا واغلبهم من النساء) .
اما في ميدان الادب فقد ازدان العدد الجديد من مجلة المثقف الكلداني باضاءات لعدد كبير من الاقلام المميزة ، ابتدأها السيد امير بولص عكو بقصيدة جميلة حملت عنوان (ما بين الولادة والموت ... خيط حياة) واغنى العدد ايضا الكاتب والشاعر الحيوي المتألق الدكتور بهنام عطا الله بقصيدته (نشيد الهروب) ، في حين اسهمت السيدة فرح خلف من ملبورن بقصيدتها الشعبية (مجبور وهجرتك) ، وكعادته تألق الشاعر الكبير شاكر مجيد سيفو بقصيدته (اعناق الغروب .. انكسار حدقاتهن في حول المرايا) واسهم السيد مال اللـه فرج بقصيدة رومانسية حملت عنوان (تعال اسكني) الى جانب مساهمة الاديب الكبير هيثم بهنام بردى من عمان  بقصته الصغيرة (شــبع) في حين حملت القصة القصيرة للسيد غسان سالم شعبو عنوان (زمن الطفولة) ومن براغ رفد المجلة الاستاذ رواء الجصاني بمقال حول الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري بعنوان (الجواهري يصمت مدويا ويتصدى)، في حين جاءت مشاكسة رئيس التحرير في الصفحة الاخيرة من العدد بعنوان( الفساد الكرواتي).
اخيرا ضم العدد الى جانب ما تقدم مواضيع منوعة حول الاسرة والطفل وومضات من الماضي والعلاقات الاسرية وثقافة حقوق الانسان وغيرها الكثير مما يجعل هذه المجلة زادا لكل الاعمار والمستويات الثقافية وهي تمثل جسرا حيويا حرصت جمعية الثقافة الكلدانية على اقامته بين ثقافة شعبنا والثقافات الاخرى.                       
 

49
أخـي الأعـز الاسـتاذ كمـال لازار المحتــرم
تحية معطرة بالمحبة ومضمخة بنبض الوجع والحزن الشفيف
ان ما سطرته في مقالتك الاخيرة التي ترثي عبرها رحيل والدك رحمه الله واسكنه فسيح جناته من دار الفناء الى دار البقاء وانت تنشج بصمت موجع (رحيلك موت بطئ يا ابي) قد اخرس الحروف والكلمات وجعل الابجدية تقف عاجزة ازاء حزن شفيف له ابجديته الخاصة ، وكأنني المح نبض قلبك حروفا ودمع عينيك نقاطا تطرزها وارتعاشة روحك النقية وجعا يصرخ من الم الفراق ، وانت تمسك بين اصابعك فرشاة من الاحزان لترسم تفصيليا دقائق حياة يومية بكل جزيئياتها وصخبها وضجيجها ومواسم المحبة المعطرة بالمعايشة الحقيقية فيها ، واكاد اتخيل عبر مقالتك تفاصيل ودقائق ذلك السيناريو اليومي من التمازج الروحي والمعايشة الوجدانية التي جمعتكما سوية ، فهنا ابتسامة تغتبط وهنالك دمعة تنشج وبالقرب من بوابة البيت زهورا تتمايل فرحا داخل حديقة غناء وعلى ارضية كنيسة ما يوسف اب مؤمن تقي يصلي راكعا متضرعا للرب ان يحفظ عائلته ، وهنالك يد تمتد لمساعدة محتاج ولفك ضيق فقير واصابع حانية تمسح دمعة يتيم واب نبيل يترك الدراسة رغم تفوقه فيها مندمجا في مفاصل الاعمال الحرة ليبني مستقبلا باهرا لعائلته ، وغيرها الكثير الكثير لترسم بفرشاة المحبة التي بين يديك وبنبض القلب صورا لتفاصيل لم تكن شاهدا عليها وحسب ولكنك كنت جزءا حيويا من تفاصيلها.
لقد نجحت يا اخي برسم سيمفونية متفردة للمحبة والوفاء برغم لحنها الحزين ، سيمفونية توثق ، بل تخلد محبة قل نظيرها انت الاجدر بها، فبأي الكلمات اعزيك ؟؟؟ وبأي العبارات امسح دمعا شفيفا يملأ عينيك وباية قبلة محبة اسكت نشيجك بهذا المصاب الاليم؟؟؟
ان ما سطره يراعك ايها العزيز ليس رثاءا بل لوحة للمحبة ستبقى خالدة في ذاكرة كل من سوف يتلمس دفق الحياة فيها.
الرحمة للراحل العزيز وتضرعنا للرب ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ، ويقينا من خلف وراءه هذه الثروة من الاخلاق والنبل والوفاء والقيم والاصالة ممثلة بك وبباقي ابنائه سيبقى ذكره خالدا
مال اللــه فــرج
                                 

50
مشاكســة
............

طــــرد
الرؤسـاء والبرلمانييـن
...............................

مال اللــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
  .................................

مثلما تنذر مواسم الشتاء غالبا بفيضانات عاتية ، كذلك امست الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عصرنا الراهن مواسما خصبة لامطار كثيفة من الدعايات الانتخابية  تغرق مساحات المدن والشوارع والجسور والبنايات والأسواق في البلدان المعنية باعتى طوفانات الكذب والدجل والخداع من قبل المرشحين الفاسدين وصورهم ، حيث تنهال مليارات الوعود الوردية والذهبية والماسية عبر الخطابات والتصريحات والبيانات والندوات والتجمعات التي تمثل موادا ومردودات مادية دسمة لاصحاب اجهزة الاعلام المختلفة والتي لو نفذ 10% منها لامست افقر الدول التي تمتهن التسول ربما تفوق سويسرا والنمسا والدانمارك ، بمستوى الرفاهية الاقتصادية والسعادة الاجتماعية التي يمكن ان تحققها عملية ترجمة هذه النسبة من الوعود الانتخابية الورقية على الارض بانجازات وافعال حقيقية ، فضلا عن ان عملية توظيف 10% من اموال الدعايات الانتخابية سواء الشخصية منها ام من الاموال العامة في ميادين التنمية الوطنية ستؤدي ربما ، نظرا لضخامتها الى القضاء على البطالة والفقر والامية والتسول والتشرد لاسيما في البلدان النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة والمنهوبة والمسلوبة والجائعة والخانعة ، لكنها بدل ذلك تنفق على صور المرشحين الذين يتفنن غالبيتهم برسم ابتسامات عريضة على وجوههم وكأنه يسخر بها من بلاهة بعض الناخبين السذج الذين قد تخدعهم تلك الابتسامات المصطنعة وما تخفيه وراءها من وعود كاذبة في حين يدرك الناخبون الاذكياء ان اولئك المرشحين الفاسدين اصحاب الابتسامات العريضة لا يضحكون  لهم وترحيبا بهم لكنهم يضحكون عليهم لان اعادة انتخابهم وفوزهم سيعني مواصلة فسادهم ومواصلة هدر المال العام على مصالحهم الشخصية ، وبذلك تتحمل ميزانيات مثل هذه الدول البلهاء بحكوماتها الشمطاء المزيد من العجز بسبب كوارث نهب المال العام باساليب مختلفة  من قبل المرشحين الفاسدين لتمويل حملاتهم الانتخابية على حساب مصالح وحقوق الفقراء والمعدمين والمتعففين والمسحوقين.
الى ذلك ما تزال مواسم الحملات الانتخابية في دول العالم الثالث والخامس والعاشر بحظها العاثر تمثل واحدة من اضخم العروض المسرحية قاطبة التي تعرض في الهواء الطلق امام انظار الرأي العام وعلى الارض مباشرة وهي تجسد اعتى انواع الدجل والخداع السياسي عبر ممثلين فاشلين يحاولون تسويق اضخم قيم النفاق واستغباء الفقراء والمعدمين وسكان اكواخ الطين والصفيح والعشوائيات بمسرحياتهم (الانسانية) المضحكة المبكية في ستراتيجياتهم المفضوحة حول الانجازات والمكاسب (التاريخية) التي سيعملون على تحقيقها لاستعطاف المعدمين وجرهم نحو صناديق الاقتراع.
فهذا الناخب (المترف) مثلا يحمل اكياس البطاطا ليوزعها على المعدمين واخر يوزع البطانيات والمدافئ وثالث يحمل اطفال سكان الاكواخ بمنتهى (الانسانية) ليطبع على جباههم قبلاته (الحانية) التي  ربما يكون بعضها اقسى وامر من قبلة (يهوذا) بعد ان سرق جزءا من حقوقهم ومن حصصهم من المال العام سواء عبر مشاريعه الوهمية ام عبر صفقاته الفاسدة ، وآخر يحاول استقطاب المراهقين باجهزة الموبايلات وكارتاتها ، في حين تكون حصص بعض رؤساء العشائر والمتنفذين في تلك الدول اكبر من ذلك بكثير تتخطى السيارات الى الارصدة في البنوك والتحويلات الخارجية والاتفاقات على حصص معينة في الصفقات المشبرهة ، اما الاتفاقات الضخمة بين بعض السياسيين الكبار ورؤساء الكتل والاحزاب والتحالفات في هذه الدولة وتلك فانها قد تتجاوز كل هذه المردودات والمنح والاموال التقليدية (المتواضعة) عبر رسم ستراتيجيات تقاسم السلطة والمال العام وربما رهن الاوطان والمصالح والثروات الوطنية لدى جهات دولية او اقليمية خدمة للمصالح (الوطنية) ، دون ان يسأل بعض هؤلاء المرشحين (النزهــاء) انفسهم اين كانوا خلال الاربع سنوات الماضية ولماذا لم يكلفوا انفسهم زيارة هؤلاء المعدمين سكان اكواخ الصفيح والطين ولو لمرة واحدة لتفقد احتياجاتهم والمساهمة في حل جزء ولو يسير من معاناتهم ، ويبدو ان انسانية هؤلاء المرشحين (الاصــلاء) لا تتفجر وتعرب عن نفسها هكذا وبهذه الصور (الملائكية) الا خلال الايام التي تسبق الانتخابات ، بل ان بعضهم ربما قام (ببرمجة) انسانيته وشحنها طوال الاربع سنوات لتكون جاهزة خلال ايام الدعايات الانتخابية فقط.
وبذلك فان تساؤلا مشروعا يطرح نفسه ، ان مرشحا او تحالفا في هذه الدولة او تلك يبعثر على دعاياته الانتخابية عشرات وربما مئات الملايين  من الدولارات ، كم يتوقع ان يجني من ورائها في حالة فوزه رئاسيا ام برلمانيا سواء بالطرق القانونية ام بأساليب الاستحواذ (اللصوصية) عبر الصفقات المشبوهة والفاسدة والحصص والنسب والمغانم والاساليب الاخرى المشروعة منها والممنوعة مستغلا مظلة (الحصانة) الرئاسية او البرلمانية؟؟؟
عليه، ونظرا لتكرار هذه المسرحيات (الوطنية) برومانسيتها الشفافة وبمشاهدها (الانسانية الرفيعة) في جميع المواسم الانتخابية وفي معظم الدول النائمه والساهمه والمتجهمه والغائمه وما تسببه من هدر للمال العام وزيادة معاناة الفقراء والمعدمين ومنح الحصانات للفاسدين والجهلاء والمتاجرين بمعاناة ومصالح وحقوق المسحوقين ، فانني اضع اقتراحا متواضعا ، وربما (عمليا) ، لكنه قد يكون بنظر البعض (خبيثا) او (مشاكسا) امام  المجتمع الدولي  وفقا لاعتبار ان العملية الانتخابية انما تمثل في ابسط قيمها واهدافها ومعانيها (عقدا) بين الشعوب والمرشحين سواء للرئاسة ام لعضوية البرلمان ، يستند الى هدفين اساسيين ، الاول مسؤولية الشعب في ان ينتخب من يراه  لتنفيذ الشعارات والالتزامات والاهداف التي اعلن عنها المرشح المعني ، والثاني مسؤولية المرشح في حالة فوزه في ان يلتزم بتنفيذ ما دعا اليه نصا لقاء الامتيازات التي سيمنحها الشعب له.
وبذلك ، فان الاقتراح يدعو المجتمع الدولي الى التحرك لوضع حد لمهزلة سرقة الشعوب وايقاف عرض هذه (المسرحيات) الفاسدة من خلال تشكيل لجنة دولية مختصة لها صلاحيات مجلس الامن ، مهمتها توثيق وعود وشعارات وبرامج كل المرشحين سواء للانتخابات الرئاسية ام البرلمانية في جميع الدول وتصديقها قضائيا والزام المرشحين بتنفيذها ، ومن ثم اجراء كشف دولي بعد انتهاء الدورة الانتخابية على ما تم تنفيذه من قبل الرؤساء والبرلمانيين ومنح كلا منهم من الرواتب والمخصصات وفق نسبة ما قام بتنفيذه  فعليا من برنامجه الانتخابي واسترجاع الباقي لخزانة الدولة المعنية ، اما الرؤساء والسياسيين والبرلمانيين الذين تكون نسب انجازاتهم  (صفـــرا) فيتم استرجاع كامل ما استلموه من رواتب ومخصصات وبدلات حماية وسكن وسفر وعلاج وايفاد وسحب حصاناتهم  وطردهم من مواقعهم  بعد الاخذ بنظر الاعتبار المعوقات القانونية والمبررات التي حالت دون تحقيق فقرات ووعود البرامج الانتخابية  للمعنيين والتي ربما تكون  فوق  صلاحياتهم، هكذا نبني تجارب انتخابية نزيهة ورصينة وفعالة وحيوية ، ونشيد اوطانا مرفهة وشعوبا سعيدة.
بيد ان السؤال الحيوي الاهم الذي يطرح نفسه ، هل يعمد المجتمع الدولي الاقدام على هكذا اجراء قانوني عملي حازم يحفظ للدول كرامتها وللشعوب حقوقها ، ام ان للمصالح السياسية والاقتصادية للدول الكبرى التي تعيش على تناقضات ومشاكل واحتياجات وفوضى الدول الصغرى والمتخلفة رأي اخر ؟؟؟       
 

51
الثقافة الكلدانية تستقبل عددا من مرشحي ائتلاف الكلدان
.................................................................
استقبلت الهيئة الادارية لجمعية الثقافة الكلدانية عددا من مرشحي قائمة ائتلاف الكلدان للانتخابات البرلمانية المرقمة (139) التي ستجري الشهر القادم في عموم البلاد. 
وفي بداية اللقاء عبر السيد ابلحد افرام رئيس القائمة عن شكره لمبادرة  جمعية الثقافة الكلدانية باحتضان الحفل الخاص بالاعلان عن برنامج القائمة على قاعتها مما يجسد مدى عمق التفاعل والتعاون بين قطاعات شعبنا ومؤسساته المختلفة.

من جانبه رحب السيد كمال لازار بطرس، رئيس الهيئة الادارية لجمعية الثقافة الكلدانية وكالة بالسادة الحضور معربا عن تمنياته للقائمة ولممثلي شعبنا في مختلف القوائم الاخرى بالموفقية في الحصول على المقاعد المناسبة وفي رفع صوت شعبنا وقضايه داخل قبة البرلمان.

وتطرق السيد رئيس الجمعية وكالة الى جانب من المهمات المختلفة التي نهضت بها جمعية الثقافة الكلداني خلال مسيرتها الطويلة واهتمامها بتواصل مسيرتها ورسالته الثقافية على الرغم من الازمة المالية الخانقة التي تعاني منها وحجب الدعم المالي عنها الا انها على الرغم من ذلك ما تزال تواصل مهماتها الثقافية باصدار صحيفتها الشهرية (بيث عنكاوا) ومجلتها الفصلية (المثقف الكلداني) التي تضم مقالات وتحليلات ومتابعات ونتاجات ادبية باللغات العربية والسريانية والكردية.

وتطرق السيد كمال لازار الى طبيعة المهمات والانشطة الاخرى التي نهضت وتنهض بها الجمعية معربا عن استعدادها باستضافة مختلف الفعاليات الادبية والثقافية والفنية لمختلف منظمات شعبنا ومؤسساته

على الصعيد نفسه ثمن السيد طلال نفسو ممثل الحزب القومي الكلداني مبادرة الجمعية باحتضان مختلف فعاليات شعبنا متمنيا للجمعية وللهيئة الادارية دوام العطاء والموفقية.

وتم في ختام اللقاء توزيع نسخ من العدد الاخير (57) من مجلة الجمعية (المثقف الكلداني) على الحاضرين الذين ابدوا اعجابهم بمحتويات العدد وتنوع مواده ومقالاته المختلفة.
 

 

52
مشــــاكسة
..............
مـــن  يركـــب مـــــن ؟؟؟
................
مال اللــه فــرج
Malalah_ faraj@yahoo.com
   ................................
تبقى التناقضات المختلفة بين ارادات الشعوب وتصرف الحكومات واجراءاتها وقراراتها من الاشكاليات المعقدة التي كثيرا ماتصل بالطرفين اما الى الطلاق السياسي والدعوة لاسقاط الحكومات الفاشلة والفاسدة  ، او ان تسقط الحكومات في مصيدة الدكتاتورية وتعامل شعوبها على انها جاهلة وغير كاملة الاهلية وبالتالي لابد من فرض الوصاية عليها حتى لو ادت تلك السياسة واجراءاتها لزج نصف الشعب وراء القضبان وقطع السنة ربع اخر منه ، فالشعوب المتسولة والمتوسلة لاسيما في دول العالم الثالث والرابع والسابع والعاشر بحظها العاثر تمارس دائما لاسيما قبل تشكيل الحكومات حسن ظنها بالمرشحين الفاشلين والفاسدين وانصاف الاميين وتصدق خلال ايام الانتخابات ، ادعاءاتهم وبياناتهم وشعاراتهم حول محاربة الفسا د والفاسدين وانصاف الفقراء والمعدمين وهدم خط الفقر اللعين الذي اصبح في بعض هذه الدول ينافس سور الصين.
في خضم ذلك يرتدي غالبية المرشحين البرلمانيين الفاسدين في مجموعة الدول البائسة واليائسة خلال حملاتهم الانتخابية اقنعة ملائكية قادرة على اخفاء وجوههم ونياتهم الشيطانية وهم يتظاهرون بابداء اروع المشاعر الانسانية تجاه ناخبيهم ويغرقونهم بالمساعدات والهدايا (النزيهة) من البطانيات وسلال الاغذية وكارتات الموبايلات والمدافئ ولعب الاطفال ، بل ويتطوع قسم منهم ويقفون على اهبة الاستعداد خلال ايام الانتخابات مستعدين بمنتهى (الانسانية) لحمل ناخبي مناطقهم على ظهورهم (مجانا) والسير بهم نحو صناديق الاقتراع ضمانا للامساك باصواتهم حرصا منهم على ان تمارس الجماهير (حقوقها الدستورية) وعلى انجاح مثل هذه التجارب الانتخابية وفقا لافضل المعايير(الديمقراطية).
لكن ما ان تنتهي اعراس الانتخابات (الديمقراطية) تلك وتفرغ صناديق الاقتراع من من محتوياتها من الاصوات الحقيقية والمزوره والزائفة والمحوره وتظهر النتائج حتى يبادر المرشحون الفاسدون الفائزون بركوب ظهور شعوبهم ونهب ثرواتهم وتنفيذ حلقات مسلسل التصويت واقرار مشاريع  قوانين الامتيازات والصلاحيات والمغانم والمكاسب البرلمانية على حساب المصالح الجماهيرية.
وهكذا تصحو بعض الشعوب الفقيره على الحقائق الحقيره التي   تتكرر في كل دورة انتخابية مريره لتتلمس بعد فوات الاوان ان الفاسدين من بين مرشحيهم البرلمانيين الذين خدعوهم باقنعتهم الملائكية وبشعاراتهم ومساعداتهم ووعودهم وخطبهم وبيانتاهم ، بدل ان يأتوا لخدمتهم انما جاءوا ليمتطوا ظهورهم ، وبدل ان ينتشلونهم من تحت خط الفقر يحاولون تشييع امالهم نحو القبر.
وهكذا تتكرر فصول هذه المسرحية في الدول المنهوبة والمسلوبة في كل دورة انتخابية ، الناخبون يمتطون ظهور المرشحين الفاسدين للحظات ، بينما يمتطي المرشحون الفاسدون الفائزون ظهور شعوبهم لاربع سنوات.
وهكذا تستمر المأساة.


53
الحـــــب . . . الآخـــــــــر
............................

مال اللـــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.............................
غــــــداً ...........
يـــــــوم آخـــــــــر
وعمـــــل آخـــــــر
وحــــــظ آخــــــــر
وتفكيـــر آخــــــــر
واتجـــــاه آخـــــــر
وخيــــار آخــــــــر
وطريـــق آخـــــــر
ومـــزاج آخــــــــر
وموقــــف آخــــــر
وتصــــرف آخـــــر
وربمـــــا .........
للأســـف .........
وطــــن آخـــــــــــر
ولكــــــن ..........
طيفــــك المقيــــــم
باعماقـــي ........
لـــــــن يكـــــــــون
قطعـــــــاً .........
بديـــــــلا لــــــــــه
أي حـــــب آخـــــر
فقــــــد كنــــــــــت
حبــــــي الكبيــــــر
وســـتبقين ابـــــداً
ومهمــــــا........
افترقنــــــا .......
وتباعدنـــا .......
وتخاصمنــا ......
واغضــب احدنــا
الآخـــــر ........
كنـزي المكنــون
حبــي المجنــون
الـــــذي.........
افاخــر بـه الآخـر
حـــــب ..........
لا أول لـــــه ....
ولا اًخـــــــر ...
ليـــــس لـــــه ..
لا في العصر الغابر
ولا .............
فـي العصر الحاضر
مثيـــل آخــــــر...


54
حرائـــــق النظــــــــــرات
...........................

مال اللــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.........................................
يــــوم رميتنــــــي
بنظــــــرة ......
ســــرقت بهــــــا
مــن خافقــــــي
نبضـــة ........
اختـــل ..........
تـــوازن القلـــب
وضــــاع ......
مـــن قدمـــــــي
الــــدرب ......
ومــــا عــــــدت
داريــا .........
هـــل اننــــــــي
ســـــائر.......
نحــو الشـــرق
ام ..............
نحــــو الغــرب
عندهـــــا ......
ايقنــــت .......
باننـــي ........
ســــقطت ......
فـــي دوامـــــــة
الحــب ..........
واذ .............
عاجلتني عيناك
بنظــرة اخـــرى
صرخ مستغيثــا
مــن عنــــــــف
حرائقهـــا .......
القلــــب.........
اعنـــي يــــــارب
اعنـــي يـــــارب


55
  اعتــــذارات لاســـتقبال العـــــام الجديــــد
.................................................

مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.............................................

ســــيخرج .....
هــــــذا العـــــام
مــــن حياتنــــــا
قريبــــا ........
ويندثــرْ........
 وقبــــــــــل ان 
 يحمـــل حقائبـه
ويلفــــظ .......
آخــــــر انفاسـه
ويحتضــرْ......
ســـاعتلي .....
 بـــارادة ......
بقناعـــة.......
بشجاعة.......
صهــوة ........
شجاعة  الاعتذارْ
بايمــان واصـرارْ
ولـــن اتراجـــــع
او انتظــــرْ.....
ســـاعتذرْ......
اجـــــل .. .....
ســاعتذرْ.......
لكــــــل مـــــــن
ازعجتــــه.....
خلال هذا العام
لكـــــــل مـــــن
خاصمتــه ....
لكــــــل مـــــن
جرحتـــه......
لكــــــل مـــــن
اهملتــــه.....
خذلتــــه...... 
ســـاعتذرْ....
وســـأغفر....
بمحبة وايمان
وفخــــرْ......
لكـــــل مــــــــــن
أســـاء لـــــــــي
او خاصمنــــــي
او جرحنـــــــي
او حتـــى .......
مــــــن طعننـــي
غيلـــة..........
فـــــــي الظهـــــرْ
فعامـــي الجديــد
اريـــده ........ 
عامـــا للتسامح
عامــا للتواصل
لا للكراهيـــــــة
والهجــــرْ.....
عامـــــا للمحبة
للوفــــاء.......
لا للخــذلان ....
والغـــــدرْ.......
محبــــة........
تضمخ بعبيرهـــا
كـــــل ايــــــــــام
عامــي الجديـــد
وكـــل ســــنوات
العمـــــرْ........

 

56
خــذي اعتذاراتـــك وارحلــــي
................................

مال اللــه فـــرج
malalah _faraj@yahoo.com
...............................
هـــا انـــت ســـيدتي
منكســرة ..........
يحاصـــرك النـــــدمُ
تطرقيـــن .........
ابـــواب الاعتـــــذار
دون جــــــدوى ...
بعــــد ان جرعــــك
كـــأـس علقمـــــــه
الألــــــــمُ ........
واكتشـــفت .......
كــم كنــت واهمــة
حيـــــن ظننــــــــت
ان هجــــرك ......
سيجعل الشوق اليك
يزلزلنــــي ........
ويســـحقني الســقمُ
واننـــــي .........
برغـــــم خذلانـــــك
ســــأبقى بوصـــالك
أحلــــــمُ ...........
وســــاعدو نحـــوك
متلهفــــا .........
يجرجرني الحنيــن
اليـــك .............
وياكلنــــي النــــدمُ
ونســـيت .........
في وهــــم غرورك
باننــــي جبــــــــلا
فـــــي مكابرتــــــي
وفــــي تحملـــــــي
لا يهزنـــي الالــــمُ
واننــــي .........
فــــي شــــــــموخي
وفـــــي جلـــدي ...
قمــــة ..............
لا تدانيهــا القمــــــمُ
واننــــي ...........
فــي اقسى الملمـات
تعـــودت ان احتضــن
اوجاعـي وجراحاتـي
بصمـــــت وابتســــــمُ
لملمـــــي ............
مشاعرك واعتذاراتك
وارحلـــي ...........
فقــد سـئمت الــروح
ازدواجيتـــك .......
ومــا عـــاد يقنعهـــا
اعتـــــذار...........
او نـــــدمُ ..........
 


   

57
مشاكســــة
..............

بـــلاد ذهــب وشــعب مــستلب
..................................
مال اللــه فــرج 
  Malalah_faraj@yahoo.com     
 ..................................
   ذهل الرأي العام بشدة واصيب بالدهشة ازاء النتيجة المتفردة التي   خلص اليها ووثقها تقرير اتحاد النفط السويسري، ونقلتها منظمة (الفضائـــح) العالمية التي اشتهرت بكشف اشهر ملفات الفساد واخطرها في مختلف البلدان، تلك هي (منظمــة ويكليكـس) حول حجم الصادرات النفطية العراقية ومردوداتها الفعلية خلال عشر سنوات، لتتناقل حيثياتها بعد ذلك اجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهي تشير مصعوقة مذهوله الى حدث نادر ربما لم يشهد التاريخ الانساني برمته مثيلا له من قبل، عبر مفارقة مضحكة مبكية، بل عبر (معادلــة) مشينة مخزية، تلك هي معادلة (اغنــى دولة وافقــــر شـــعب). 
فقد نقلت منظمة ويكليكس عن اتحاد النفط السويسري، وهو اكبر معهد نفطـي متخصص فـي الدراسـات والابحاث النفطيـة فـي البلاد، تأكيده بأن ( قيمة صادرات النفط العراقية ابتداءا من اليوم الاول من عام 2004 ولغاية نهاية شهر 12 من عام 2014 تساوي قيمة ذهب خالص عيار 24 قيراطا تطلى به مساحة العراق الكلية البالغة (437072) كيلومترا مربعا ، بالكامل وبسمك (2) سنتمتر)، علما ان الذهب عيار (24) قيراطا هو الذهب الخالص الذي تصل نقاوته الى (99،99).
فما طبيعة الرفاهية والحياة السعيدة المتفردة التي وفرتها هذه العائدات (الخياليــة) لشعبنا لو افترضنا بأن هذه الادعاءات السويسرية صحيحة، علما بأن لامبرر لكذب هذا الاتحاد السويسري وفي دولة معروفة بحياديتها  ونزاهتها على مختلف المستويات ودقتها في التعامل مع الاحداث الدولية كـدقة ساعاتها المعروفة بجودتهـا ودقتها التـي لا تضاهى ؟؟؟
بمنتهى البساطة والشفافية والواقعية التي تجسدها لغة الارقام ، التي لا ترائي ولا تكذب مثل بعض الرؤساء والحكام  الفاسدين ، ولا تخادع  مثل بعض البرلمانيين المرتشين ، ولا تبرر مثل بعض الوزراء الفاشلين ، ولا تدعي كذبا مثل بعض السياسيين المرتبطين بهذه الدولة او تلك ، اذا افترضنا ان ماجاء في تقرير اتحاد النفط السويسري صحيحا ودقيقا ، فان لغة الارقام تؤكد ان مساحة (437072) كيلومترا مربعا من الذهب الخالص عيار 24 قيراطا وبسمك (2) سنتيمترا اذا حولنا سمكها من (2) سنتيمتر الى (2) مليمتر فانها ستساوي (4370720) كيلومترا مربعا من الذهب الخالص بسمك (2) مليمتر، وهذه الكمية من الذهب تغطي عشرة اضعاف مساحة العراق الكلية، ولنا في ضوء ذلك ان نتصور حجم (الرفاهيــة) الحياتية التي يمكن ان يوفرها هذا المردود المادي للعراقيين جميعا.
الى ذلك فان لغة الارقام عبر تحليلاتها السريعة لهذه الثروة (الذهبيـــة) تؤكد:     
1ـــ لو حولنا هذه المساحة المفترضة من الذهب والتي تبلغ (437072) كيلومتر مربع بسمك (2) سنتيمتر الى امتار مربعة وبسمك (2) مليمتر لحصلنا على (4370720000) متر مربع وبسمك (2) ملمتر ولو قسمنا هذه المساحة (المفترضة) من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا         على كل افراد شعبنا العراقي الذين (يفترض) بأنهم اصحاب هذه الثروة الحقيقيين والبالغ تعدادهم نحو (35) مليون انسان لكانت حصة كل مواطن من مواطنينا (124) مترا مربعا من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا بسمك (2) ملم ، وبما يغنيهم عن (مذلة) مفردات البطاقة التموينية التي احيانا ما تكون (عفنـة) وغير صالحة للاستهلاك البشري ، كما كانت ستغني قطاعات واسعة عن البطالة والجوع والحرمان والتشرد والتسول والاستجداء.
2 ـــ لو قسمنا هذه المساحة (المفترضــة) من الذهب الخالص عيار (24) على المواطنين العرب الذين يبلغ تعدادهم حوالي (390) مليونا لحصل كل مواطن عربي على (11) مترا مربعا من الذهب الخالص بسمك (2) ملم.
3 ـــ اما لو قسمنا هذه (الثروة) الذهبية (الخيالية) على سكان العالم قاطبة البالغ عددهم بحدود( 5،7) سبعة مليارات ونصف المليار انسان لكانت حصة كل انسان على كوكبنا الارضي (58) سنتيمترا مربعا من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا وبسمك (2) مليمترا.
4 ـــ لو قسمنا هذه المساحة الذهبية على جياع العالم البالغ عددهم
( 800) مليون جائع لكانت حصة كل جائع (5) خمسة امتار مربعة من الذهب الخالص بسمك (2) ملم وربما كانت ستكفي لاشباع جياع العالم طوال اعمارهم  وتقيهم ذل التسول والتشرد والانحراف.
5 ـــ لو وزعنا هذه المساحة الذهبية البالغة ( 4370720) كيلومترا مربعا وبسمك (2) مليمتر على مساحة الدول العربية لغطينا الى جانب مساحة العراق مساحة (16) دولة عربية اخرى هي (لبنان ، قطر ، الكويت ، البحرين ، اليمن ، جزر القمر ، عمان ، سوريا ، تونس ، الاردن ، الامارات ، جيبوتي ، فلسطين ، مصر ، المغرب ، الصومال) حيث يبلغ مجموع مساحات هذه الدول مع مساحة العراق (4241186) كيلومترا مربعا.
 6 ـــ لو اعتبرنا هذه المساحة الذهبية التي تبلغ (4370720000) مترا مربعا وبسمك (2) مليمتر قطعة قماش وقسمناها الى قطع متساوية بمساحة ثلاثة امتار مربعة لكل قطعة اي ما يكفي لخياطة بدلات رجالية ونسائية من الذهب الخالص لحصلنا على (1456906666) قطعة قماش ذهبية بمساحة (3) متر مربع لكل قطعة وبسمك (2) ملم لخياطة بدلات ذهبية.
7 ـــ لو وزعنا قطع القماش هذه على شعبنا البالغ تعداده (بحدود (35) مليونا لامتلك كل فرد (41) بدلة من الذهب قوامها بنطلونا وسترة وربطة عنق من الذهب الخالص للرجال وتنورة وسترة وايشارب جميل من الذهب الخالص للنساء ، ولكان بامكان العراقيين جميعا ان يرتدوا بدلات ذهبية في مناسباتهم الوطنية والدينية ليكونوا اول شعب (ذهبي) عبر التاريخ وليدخلوا بجدارة موسوعة غينيس للارقام القياسية كاول شعب (ذهبي) يمتلك افراده هذه الكمية الخيالية من البدلات الذهبية.
8 ـــ اما لو وزعنا قطع القماش الذهبية هذه على سكان الوطن العربي البالغ تعدادهم (390 ) مليونا لامتلك كل منهم رجالا ونساءا  واطفالا (3) بدلات من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا ولاصبحوا اول امة ذهبية في التاريخ.
9 ـــ من ناحية اخرى ، وحيث ان المسافة بين الارض والقمر تبلغ (384400) كيلو متر ، فاننا لو جعلنا هذه المساحة الذهبية التي كنا نمتلكها والبالغة (437072) كيلو مترا مربعا بعرض عشرة امتار لاستطعنا ان نقيم (113 ) ممرا او طريقا او شارعا بين  الارض والقمر بعرض (10) عشرة امتار من الذهب الخالص عيار  (24) قيراطا وبسمك (2) سنتيمتر. 
 10 ـــ اما لو حاولنا تحويل هذه المساحة الذهبية الى شريط طولي ايضا بعرض متر واحد فسنحصل على شريط ذهبي طوله (437072000) كم وعرضه مترا واحدا وسمكه (2)سنتيمترا من الذهب الخالص ، ولو قمنا بلف هذا الشريط الذهبي حول محيط كرتنا الارضية الذي يبلغ طوله (40075) كيلومترا لاستطعنا ان نلف محيط كوكبنا الارضي هذا بــ (10906 ) شريطا  من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا وبسمك (2) سنتيمتر.
ان هذه الواردات المادية الخيالية (وعيــن الحســود فيهــا مليــون عــود) وفرت لشعبنا وبجهود ونضالات وتضحيات وعطاء وابداع وسهر وجهاد وعبقرية بعض مسؤولينا الاكفاء انجازات (متفــردة) ترتقي لمستوى هذه الثروة الذهبية الخيالية المفترضة ، ولعل في مقدمتها ان بعض مسؤولينا الاباة لفرط كفاءتهم ونبلهم وعفة ايديهم عندما بادروا (بالتوزيــع العــادل للثــروات) نسوا انفسهم ولم يحصلوا على حصصهم المشروعة من الثروة الوطنية اسوة بباقي ابناء الشعب مما اضطرهم الى اللجوء للاستجداء من الشعب عبر مبادرتهم لاستقطاع نسب من رواتب الموظفين والمتقاعدين لمواجهة الازمة المالية التي عصفت بالبلاد نتيجة الانهيار الدراماتيكي لاسعار النفط بفعل (المؤامــرات الامبرياليــة الخبيثــة) التي غاضها ان يصبح شعبنا و(بحكمــة) مسؤوليه اول شعب (ذهبـــي) عبر التاريخ.       
 وفي ظل هذه  الرفاهية المفرطة ، كشفت وزارة التخطيط  عن ارتفاع نسبة الفقر في البلاد الى 30% (فقـــط) خلال العام الماضي 2016، بعد أن كانت نسبته 22% خلال آخر مسح أجري في عام 2014،في حين (نجحنــا ) بهمة وعبقرية بعض مسؤولينا (الاقتصادييــن) من جعل نسبة البطالة تتجاوز الـ(30%)  هذا الى جانب انجازنا (التأريخــي) الاخر ممثلا (بأنتـــزاع) عاصمتنا (الجميلــــة) بغداد وسام (اســوأ مدينــة للعيــش) في العالم لعام 2016 وفقا لتقرير شركة ميرسر الأمريكية. 
 اما انجازاتنا النزيهة التي ربما لا تماثلنا فيها اية دولة اخرى نظرا لاحترامنا جميعا لحرمة المال العام لاسيما وان احد السادة البرلمانيين وهو عضوا في لجنة النزاهة البرلمانية اكد (متفاخــرا) عبر حوار تلفازي بالصوت والصورة اجري معه وبمنتهى (الشجاعــة والفروســية) وامام الرأي العام بانه استلم (رشــوة) ، فقد اتسعت وتمددت حيث اعلنت هيئة النزاهة عن جانب من (إنجازاتهــا) خلال النصف الأول من العام الحالي 2017 ، مؤكِّدةً بأنها نظرت خلال هذه الفترة في قرابة 9 آلاف قضيةٍ جزائيةٍ أُحِيْلَ منها أكثر من 4 آلاف قضيَّة الى القضاء ، الى جانب استصدارها (2923) أمر استقدامٍ  و (880)  أمر قبضٍ، وإحالة( 1255) مُتَّهماً بقضايا فسادٍ على القضاء، وكانت قد اعلنت في احد تقاريرها السابقة عن احالة 15 وزيرا (ملائكيـــــا)  فقط  ومن هم بدرجتهم و122 متهماً من ذوي الدرجات الخاصة الى القضاء.
اما داء الامية الذي سبق ان طردناه تماما من وطننا في ظل النظام الدكتاتوري السابق حيث اكدت (اليونســكو) في حينه خلو العراق من الامية ، فقد عاد هذا الداء متمخترا متبخترا مستغلا انشغال بعض المسؤولين بنضالاتهم اليومية (الوطنيـــة)على مختلف الجبهات وتنمية اقطاعياتهم الاقتصادية والمالية وانشغال الشعب بالتفاخر (بثروتــه الذهبيـــة) ليتسلل ثانية الينا ، اذ سبق ان زفت لنا  وزارة التخطيط، (بشــرى) بلوغ  نسبة الأمية في العراق 18%، وهذا انجاز جديد يضاف لانجازات بلادنا صاحبة الثروات (الذهبيـــة).
اخيرا، فان مساحة (437072 ) كيلومترا مربعا من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا وبسمك (2) سنتيمترا، تعني ثروة فلكية تحلم الامساك ولو بربعها مختلف الدول والحكومات لاسيما الجائعة والخانعة والمتسولة والمتوسلة منها لمعالجة عجزها المالي ومشاكل وتحديات الفقر والجوع والتشرد والبطالة، اما نحن فاننا وللاسف الشديد امسينا (بحكمــة وعبقريــة وحنكــة) بعض مسؤولينا نسير في الاتجاه  المعاكس، فكلما زادت واتسعت عائداتنا وثروتنا الوطنية كلما زادت معاناتنا ومآسينا وتحدياتنا الكارثية لنحقق بذلك مفارقة (اغنــى البــلاد وافقــر العبـاد) ، لاسيما بعد ان (خدعنــا) بعض مسؤولينا بشعار (التوزيـع العــادل للثــروات) ولم يحققوا لنا الا المآسي والنكبات، ونجحو في جعل شعب بلاد عائداتها تقاس بالذهب شعبا مستلب.   

58
أدب / صخـب المشـاعر الصامتـــة
« في: 15:42 29/07/2017  »


صخـب المشـاعر الصامتـــة

مال اللــه فــرج


على البعد ، ومن وراء عوالم وجزر وجبال ومحيطات وشعوب وحضارات ، يأتيني صوتك المرهف سيدتي مترعا حزنا وحنانا كبلبل يرتجف وحيدا على غصن شجرة مجللة بثلوج الشتاء  ، ضائعا حائرا لايعرف الى اين يذهب ومع ذلك لا يملك الا ان يغرد بشجن ، وكأني امام دمعة تبتسم ، ووجع يغتبط واحزان تحاول اخفاء لوعتها بين ثنايا ابتسامة متوجعة بلحظة انسانية حميمة منتزعة من بين مخالب الزمن القاسي.
 لحظة انسانية شفيفة يتحاور عبرها قلبان على البعد بنبضهما ، لا احد يعلم هل سوف تتكرر ومتى سوف تتكرر، وربما لن تتكرر ابدا ، فالمسافة بيننا مثل خطوط النار في ساحة حرب غير معلنة ومثل امواج البحر الصاخبة التي لا تهدأ لحظة حتي يعاود جنونها اصطخابه لتمزق كل الاشرعة ولتغرق كل الزوارق التي تحاول الابحار نحو جزر مجهولة ضائعة في اعماق المحيطات نسيها الزمن بين تقاطعات خطوط الطول والعرض وقاطعتها كل خطوط المواصلات.
تنهش اعماقي الحيرة ويجلدني القلق بسياطه وانت سيدتي تحاولين ان توحي لي رغم كل جراحات البعد والاحتراق بانك بخير وانت تتمنين لي بشفافيتك المرهفة ، صباحا مترعا بالفل والقداح والعنبر , ومساءا مضمخا بالعسل والبهجة والسكر، في الوقت الذي اكاد اتلمس فيه على البعد مرارة المكابرة التي تكابدينها وانت تحاولين اخفاء صخب هذه المشاعر المتدفقة بعنف شلالات نياكارا المجنونة التي ربما فكرت يوما او تمنيت ان تلقي بنفسك بين احضانها لتتخلصي من وجع الاشتياق ومن لهفة الاحتراق ومن لوعة ومرارة الانتظار لطيف لا يزورك الا في الاحلام ، وانت مثل فراشة مترعة بلهفة مجنونة ،  تتمازج في وجدانها الدموع بالاهات بالحسرات باللهفة الملتهبة للامساك بالحلم ولو لهنيهات ، ولكن هيهات ، فيا لهذه الحيرة التي تعصف على البعد بكلينا ، والنبض يتساءل ازاء دمعة تحاول الابتسام وهي مترعة باحزان العالم كلها ،كيف باستطاعة قلب مرهف متعب اضناه الاشتياق والتهمه الوجد والاحتراق ان يضم عواصف واعاصير كل هذه المشاعر العاشقة الصاخبة المتنافرة المجنونة دون ان يتفجر وتتطاير شظاياه في كل الاتجاهات ؟؟؟
كلما نتواصل في حواراتنا الحزينة كقهوة الصباح المرة  , اشعر بك رغم البعد وكأنك تقفين بجواري ، فراشة ساهمة متوزعة بين الحزن واللهفة ، وانت غالبا ما تغرقين بالصمت ، واتخيلك  تغمضين عينيك وتبحرين بزورق الامنيات في لجة احلام اليقظة , ولا املك الا ان اهمس لك على البعد ، اصمتي ، فالصمت لغة وتأملي فالتاملات احلام تصطخب بالمشاعر والاحاسيس والرجاء بامنيات بعيدة اشبه بالسراب المتداخل مع خيوط الحلم ، ومهما بقيت صامتة فقد عودتني ان اسمع على البعد نبض قلبك واختلاجات اعماقك وتفاعلات مشاعرك وهي تصطخب وتضرب جدران القلب بجنون ، تحاول الصراخ بقوة لتوقظ العالم كله ، لكن صراخها يبقى مكتوما في الاعماق اشبه ببركان يأكل نفسه بصمت.
وها أنت تبسمين رغم تراكمات الحزن ، لموقف طريف مر بالذاكرة وترتفع دقات قلبك وتتسارع وانت تغالبين دمعة لذيذة بكبرياء ، وما بين البسمة والدمعة الف رجاء والف امنية والف دعوة صريحة مكتومة ، وآه والف آه من الجراح لوتتكلم ومن نزيف الحزن والاشتياق واللوعة لو يصرخ ، ربما لاغرق العالم بطوفان من وجعه الشفيف ، وآه والف آه من خيبة وألم الجراح ولهفة الاحساس المرهف الذي ينتظر لقاءا بعيدا بعيدا ولو للحظات ربما لن يأتي أبدا ، ومع ذلك يبقى بالانتظار.
في خضم ذلك كله ها هي اسقاطات الاحلام تنثال عليك مثل مزنة ربيعية تغرقك برعشة الاحاسيس المتلهفة للحظة لقاء مجنونة ، حتى لو كانت على انقاض بقايا حلم نسي رعشة واحدة مكتنزة بالشوق على وسادتك التي لم تنبثق عليها الا بنفسجة حزينة ، وانت تتخيلين نفسك طفلة فيروزية تركض في حقول منسية خارج الزمن والجغرافيا وراء (شادي) محاولة التعلق باذياله قبل ان يختفي وتتمنين ان لا ينتهي هذا الحلم ابدا وان تبقي ضائعة في حقول مفتوحة على المدى ، لكنه الخيال السراب الذي ما ان يومض حتى ينطفئ ، وها انت تستيقظين من هنيهات الحلم الشفيف الذي ما استطعت الامساك بومضة منه على صوت فيروز وهو يصدمك بصخورالحقيقة المرة ووجعها ، (ضـــاع شـــادي) ، ولا تملكين وانت تشهقين بموجة عنيفة من النشيج الصامت والنحيب المؤلم رغم ابتسامتك الظاهرية ، الا ان تفعلي كما يفعل الكثيرون وهم يتأبطون احلامهم الشفيفة المضمخة بالحزن ليأخذونها معهم الى اسرة نومهم يحتضنونها بحنان ولهفة خوفا من ضياعها او خشية أن يستيقظون فجأة فلا يجدونها لتكون رفيقتهم في اليقظة والمنام.
استيقظي ايتها الحالمة الكبيرة من احلام يقظتك التي قطعت خلالها الاف الكيلومترات لتحطي بمشاعرك ودمعك ونشيجك وامنياتك الى حيث يشتهي القلب المعذب وانت مثل غيمة حبلى بالمشاعر والاحاسيس , وباللهفة واللوعة معا تود ان تمطر على صحراء قلب حبيب متوجع يكاد يقتله الضمأ ، لكنها رغم لهفتك وتوسلاتك لا تمطرأبدا.
اطفئي الانوار سيدتي فقد بكيت هذا المساء ما يكفي لاغراق كل القلوب المتوجعة بالدمع الشفيف , وحزنت وتأوهت وتعذبت وتألمت ما يكفي لرسم تضاريس جزر مترعة بالاحزان ، واذهبي للنوم وتوسدي جراحات قلب عاشق حزين ولهفة شوق ممض وتعب يوم حافل بالعناء وبالاحتراق وبمساء يموج بالتمنيات والرجاء ، وسوف تتقافز فراشات الاحلام حول سريرك وتغفو على الوسادة الى جانبك لتاخذك لافاق حلم جديد معطر باللهفة مضمخ بالامنيات ، قبل ان تستيقظي ثانية لتقفي كالعادة وكما كل يوم في محطة الزمن الحزينة بانتظار اطلالة عزيز طال غيابه ، ومع ذلك تواصلين بلهفة رحلة الانتظار وفي اعماقك من اللهفة لعناقه الف اعصار رغم علمك ويقينك بانه كالأمس لن يأتي ابدا بعد ان ابتلعه المدى.
   

59
الاستاذ الفاضل هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
شكرا جزيلا لملاحظاتك القيمة حول المقال ، لكن اسمح لي ان اخالفك الرأي حول ما تفضلت به وهو ان ( ما يحدث لنا سببه هو عجزنا عن التفكير وتحليل المواضيع التي تمس وجودنا، لاننا كشعب اصبحنا نثور فجاة ثم نهدا فجاة نتخبص هنا وهناك، وايضا لا نستطيع بان نضع خطط من اجل الصمود والتشبث بالارض، لاننا اصبحنا فاشلين بدرجة كبيرة جدا) فنحن لسنا عاجزين عن التفكير وبامكاننا اجراء تحليل دقيق لاوضاعنا وترسم افضل السبل الحيوية لمواجهة التحديات المختلفة التي تعصف بنا وافشالها ، كما اننا لسنا فاشلين بل مبدعين وتاريخنا  خير شاهد لكننا لم نستطع التواصل مع ماضينا واتخاذه حافزا للعبور نحو الافضل لاننا تشرذمنا هنا وهناك واحتكمنا للخلافات وللمتناقضات بين طوائفنا وقومياتنا وانتماءاتنا وعملنا على تعميقها بدل ان نحتكم للمشتركات التي بيننا ونعززها وعوض ان نتمسك بقيمنا الروحية والوطنية فاصبحنا تبعا لذلك كرة تتقاذفها اقدام السياسيين ومصالحهم لاسيما وان بعض سياسيينا ومسؤولينا وممثلينا امسوا اشبه بالبهلوانات الراقصة على حبال المصالح الحزبية والشخصية ، فيوما مع هذه الجهة يتحالفون وغدا مع اخرى اما المصالح الحقيقية وقضايانا المصيرية فقد تحولت بين ايديهم الى بضائع للمتاجرة ولمن يدفع اكثر ولعل المواقف المتباينة من قبل ممثلينا حول مؤتمر بروكسل خير شاهد على تعدد مراكز القوى وتشتت المواقف تجاه قضية حيوية كان يجب ان توحدنا وليس العكس ، اخيرا فان نجاتنا في  وحدتنا والا فاننا سنبق مجرد (كرة) تتقاذفها اقدام اللاعبين ، فهل يحتكم ممثلونا الى ضمائرهم ويقفزوا فوق خلافاتهم وانانياتهم ويوحدوا صفوفهم ويعملوا على ايقف نزييف اوجاع شعبنا ومعاناته ويأخذوا بيده نحو بر الامان؟ اشك في ذلك فما تزال بورصة المصالح الانانية الحزبية والشخصية لدى البعض اعلى بكثير من المصالح الجماهيرية.
شكرا لمرورك الكريم مع عميق اعتزازي ومودتي
مال اللــه فـرج 

60
الاخ والصديق الاعز طلال نفسو المحترم
بقدر ما اسعدني مرورك اسعدتني ملاحظاتك الحيوية المجسدة لمرارة واقع يعمق جراحاتنا واوجاع شعبنا ، انا معك لو تخلينا عن انانياتنا وعن مصالحنا الضيقة لكانت تجاربنا عموما وتجربتنا الوطنية بشكل خاص بمصاف التجارب الدولية الراقية وتستحق بالتالي ان تنتمي لماضينا الحضاري العريق ، لكن للاسف اضعنا الحاضر وجعلنا المستقبل مجهولا ومحاطا بسحب قاتمة من اليأس والخذلان ، وربما سيكون بهمة بعض سياسيينا (الغيارى) اعمق مرارة واقسى معاناة مما نعيشه الان حيث امسنا لا نملك بسب خلافاتنا وتشرذمنا الا التباهي بماض اندثر والبكاء على اطلاله.
ارجو تقبل عميق اعتزازي ومحبتي
مال اللــه فـرج
 ...............................................................

61
 الاستاذ الفاضل ناصر عجمايا المحترم
تحية طيبة
شكرا جزيلا لمرورك الكريم ولملاحظاتك التي اعتز بها ، واعتقد ان ما ذهبت اليه في مقالتي حول المشاركة في مؤتمر بروكسل هو من البساطة بحيث بامكان اي منا ان يتلمسه اذا ما جعل مصلحة شعبنا الذي ينزف وجعا ومعاناة نبراسه في قراءة الاحداث بواقعية وفي تلمس الطريق نحو حقوق شعبنا بانصاف بعيدا عن اية ضغوط واملاءات ، فكم نحن بحاجة الى وحدة الصف في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة التي تكاد ان تقذف بشعبنا الى متاهات الضياع والتلاشي بعد ان قذفت بمعظمه جرائم داعش الارهابية الى دوامات الغربة والهجرة بحثا عن مكان آمن واوطان بديلة ونحن اصحاب الارض والوطن الاصليين ، ومع ذلك فان بعض سياسيينا وممثلينا ما زالوا غارقين بمعارك الخلافات والاختلافات بدل رص الصفوف وتوحيد الكلمة بما يمنحها صداها وقوتها وتأثيراتها داخل الاسرة الدولية ، ولعل المفارقة المضحكة المبكية ان شعبنا يواجه مصير الزوال والانصهار بين المجتمعات الاخرى بينما البعض من ممثليه ما يزالون غارقين بخلافاتهم الهامشية مما ينطبق عليهم المثل الشعبي (عرب وين وطنبورة وين).
شكرا لك واعتزازا بك وبملاحظاتك القيمة ثانية ودمت موفقا .
مال اللــه فــرج   

62
مشاكســة
............

شــعب يأكـــــل بعضــــــه
..............................
مال اللــه فــرج
    Malalah_faraj@yahoo.com
.................................
في خضم استعدادات شعبنا المسيحي في العراق عامة  واهلنا  سكان الموصل وبلدات سهل نينوى بشكل خاص للملمة شتات جروحهم في اعقاب اوسع واقذر واحط جريمة تهجير قسري في التاريخ الحديث  تعرضوا لها على ايدي مجرمي تنظيم داعش الارهابي ، والتقاط الانفاس لتلمس الطريق نحو استعادة حقوقهم  المنتهكة بمساندة المجتمع الدولي في ظل انبثاق اصوات ومواقف مختلفة وسيناريوهات متعددة لوحت وما تزال تلوح بها هذه الجهة السياسية وتلك كل وفق ايدلوجيته التي ربما تبتعد او تقترب او ربما تتطابق او تتناقض مع تطلعات الاغلبية المسيحية ، تشهد العاصمة البلجيكية بروكسل للفترة (28_30) حزيران الحالي انعقاد  المؤتمر الخاص بمستقبل شعبنا في بلدات سهل نينوى بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي  برعاية الاتحاد الاوربي وبحضور دولي لافت.
ان مؤتمر بروكسل بهذا الثقل الاوربي والاهتمام الدولي ، ووفقا لاهمية المعضلة الانسانية التي يتصدى لمناقشتها بهدف بلورة الاطر والاساليب الحيوية لمعالجتها واحتواء افرازاتها كان يفترض :
اولا : حرص جميع الاطراف المعنية التي تدعي تمثيل شعبنا المشاركة فيه وبما يجسد امام الرأي العام وحدة موقف شعبنا وينتزع احترام الاسرة الدولية لهذه الوحدة ويمنح موقفنا ورؤيتنا واحتياجاتنا ومطاليبنا قوة وفاعلية.
ثانيا :  وحدة الموقف من قبل جميع الاطراف والاحزاب والمنظمات السياسية والجماهيرية والدينية لوضع نقاط محددة وواضحة واساسية مما يسهل على المؤتمرين تلمس حاجاتنا الاساسية والاستجابة لها منطلقين من وحدة ومركزية الموقف المسيحي وتصوراته العملية.
ثالثا : كان يجب المشاركة في هذا النشاط الدولي بوفد واحد يضم مختلف المكونات ويمتلك تصورا موحدا وجدول اعمال  واحد يحدد لكل عضو اتجاهات تحركه ولقاءاته داخل المؤتمر الى جانب الاتفاق على  طرح اراء موحدة لفرض ارادة موحدة قابلة لانتزاع ما نريد .
رابعا : كان يفترض تسمية ناطق واحد مخول باسم الوفد تتفق عليه جميع الجهات والاطراف المشاركة من اجل ان يكون صوت شعبنا واحدا وواضحا ومدويا قادرا على اسماع الاخرين وليس اصوات مختلفة كل يغرد وفق ما يراه وبذلك تتشتت اسماع المؤتمرين وتضيع اصواتنا وسط ضجة الاصوات المختلفة وتضيع معها قضاياتا المركزية ، لينطبق علينا المثل الشعبي ووفدنا يعود خالي الوفاض (تيتي تيتي .. مثل ما رحتي جيتي).
 خامسا : ان الموضوعية في مثل هذه المؤتمرات تفترض ، بل تستلزم الحرص على المشاركة فيها ايا كانت مواقفنا منها ومن الجهة المنظمة وذلك لاسماع اصواتنا وايصال مواقفنا ورؤانا  الى الرأي العام حتى لا ندع الاخرين يتحدثون باسمنا او يتخذوا مواقفا بالنيابة عنا ربما تتقاطع مع توجهاتنا ومطاليبنا وحقوقنا.
سادسا : ان في جميع المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية العالمية وحتى الوطنية عبر التاريخ لا يجب ، بل لا ينبغي لأحد ان يرفض او يوافق على قرارت لم تتم صياغتها ولم يتم الاعلان عنها رسميا حتى لو كان مطلعا على مشاريعها او مسوداتها لانها لا تمتلك الشرعية بعد ولا الصيغة النهائية وقد تتغير في اللحظات الاخيرة.
في خضم كل ما تقدم فان ما حدث على الارض يثير العجب العجاب وكأننا ازاء مسرحية كوميدية ولسنا امام مواقف وقرارات دولية.
ابتداءا ، تفرقت المواقف وتعددت الاراء ازاء المشاركة في مؤتمر دولي ينعقد لاجلنا بين مؤيد ومعارض ، ولعل الاسوأ دخول الكنائس على الخط فكنيسة صامتة وكنيسة رافضة ، واحزاب اعلنت موافقتها على المشاركة واخرى اعلنت رفضها المشاركة ، بل ان الاقسى والامر والمثير للسخرية ، اعلان جهات معينة وقبل انعقاد المؤتمر موافقتها على جميع قراراته دون ان تسائل نفسها ، ماذا لو جاءت قراراته مخيبة للامال ؟ وهل يجوز الموافقة على ورقة بيضاء لا احد يعلم مالذي ستحتويه؟ في حين وعلى النقيض تماما اعلنت جهة اخرى عدم موافقتها على قرارت المؤتمر وقبل انعقاده دون ان تسائل نفسها ماذا لو جاءت قراراته لصالح اغلبية شعبنا لاسيما في ميدان اعادة بناء واعمار بلدات شعبنا؟ هل يجب رفض مثل هكذا قرارات؟
ان الموضوعية والمصلحة العامة تفترض من جميع اولي الامر المشاركة في مثل هذه المؤتمرات وعدم الانصياع للضغوط المختلفة من اية جهة كانت لايصال صوت شعبنا المظلوم وعرض حقائق مأساته المركبة ، وخلال المؤتمر بامكان المشارك الموضوعي الموافقة على القرارات الايجابية ورفض القرارات السلبية والتحفظ عليها ، وايضاح اسباب الرفض للمؤتمرين واقناعهم بعدالة مواقفنا الموضوعية التي بامكانها صيانة حقوقنا المشروعة... اما الموافقة او رفض قرارت مجهولة لم تعلن بعد ولم تمتلك صيغتها النهائية والصفة القانونية فلم يعرفها المجتمع الدولي الا من خلال بعض ممثلينا النجباء.
في ظل كل ما تقدم كيف سينظر الرأي العام الى قضايا شعبنا وهو يلمس هذا التمزق والشتات بين صفوفنا وفي وقت لم يعد يشكل فيه شعبنا بسبب نزيف الهجرة الا بحدود 210 الاف نسمة بعد ان كان تعداده بحدود مليون وثمانمائة الف نسمة ؟
الى ذلك ، ربما يتحول هذا المؤتمر في نتائجه الى  مجرد وعود او خطابات سياسية ، وربما يتحول الى دعم دولي حقيقي ويفتح الابواب امام الدول المانحة للاسهام في حملة دولية لاعادة بناء واعمار بلدات شعبنا فهل من الموضوعية بمكان الحكم على نتائج مؤتمر لم ينعقد بعد؟
ومع عميق اعتزازي بالجميع واحترامي لمواقفهم واراءهم ، الا ان من ينظر مع الاسف الشديد الى خارطة علاقات شعبنا سواء عبر منظماته واحزابه ومؤسساته السياسية او القومية او من خلال مؤسساته الكنسية وفشل الجميع لاسيما في اعقاب الكارثة الداعشية التي المت به في توحيد الصفوف والمواقف بل على العكس اثارة الخلافات الهامشية والافتراق عن الاخر لابد وانه وللاسف الشديد سيكتشف بمزيد من المرارة ان ابناء شعبنا وبسبب هذه التقاطعات باتوا بفرقة وخلافات مؤسساته كمن يأكلون لحوم بعضهم بدل ان يحتضنوا بعضهم ويداروا جراحات بعضهم  ويساندون بعضهم في مواجهة التحديات لاسيما ونحن نقف على بوابة مرحلة صعبة بتحدياتها المتداخلة ... وفي وقت نحن احوج ما نكون فيه للوحدة تجسيدا لقول السيد المسيح (  لِيكُنَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ)                     

63

آه ... ياجـــــرح الوطـــــــن
 ..............................

مال اللــــه فــــــرج
 malalah_faraj@yahoo.com
.........................................
تعتصرنا الاحـزان
وتطحننا المحـــن
ويتقاذفنـــا ......
شـــرقا وغربـــــا
الهــــم والشــجن
فـي هــذا العصـر
العفــــن ........
عصــرالكراهيــة
والتهجير والتيــه
والمحـــن .......
طوح بنا الزمـــن
لنمسي غربــــاء
فــــــي بلادنـــــا 
نبحث عن حائط
عن سقف خيمة
عـن ظل شـجرة
عــن اي شـــيئ
يأوينــــــا ......
يحتوينـا .......
لنسـميه وطـــن
واذ ...........
التقينـا صدفــة
غريبيـــن ..... 
معذبيـــن .....   
لاجئيـــن .....   
وســـط خيـــام 
الهجرة والجوع 
والشقاء والمحن
واذ ..............
منحتـــك قلبـــــي
ليكــــون لك .... 
وســـط زحـــــام
الضيــاع ........ 
مـــأوى و ســكن
ومنحتنـي قلبــــك
ليكــــــون لـــــي
رغــــم .........   
علقــم الغربــــة
احلــى وأحـــــن
وطـــــــن ......
فرقنــا الزمــــن
 فهل كتب علينا
 ان نبقــى ابـدا
غريبيــن .....
ضائعيـن .....
مهجرين .....
بـــلا وطــــن؟
آه .............
يا جرح الوطن
بماذا...........
سنجيب اطفالنا
اذا سألونا يوما
عــــن الغربـــة
وعن الوطن ؟
آه  ...........
ياجرح الوطن
.....................................

64
اخي وصديقي العزيز كمال لازار المحترم
تحية طيبة
كعادتك في الكتابة وتميزك في تلمس المواضيع غير التقليدية ها انت في مقالك الاخير(بعض الاخطاء الشائعة في اللغة العربية مع تصويباتها) تلج افقا جديدا عبر هذه الموجة من الاضواء التصويبية التي القيتها بحرفة لغوية عالية على هذا الكم الكبير من اخطائنا التي قيدنا بها جزالة اللغة وثرائها وطمسنا بظلالها القاتمة توهجها وبريقها فامسينا نكسر المرفوع ونرفع الساكن وننصب المجرور ونجر المنصوب حتى كادت (اخطاؤنا الشائعة) ان تقصي لكثرة استخدامها الصحيح والفصيح لتحتل مكانه.
ان ما اقدمت عليه محاولة ليست رائعة وحسب وانما بارعة في اعادة الالق الى اللغة وانصافها والتاكيد على ثوابت الفاظها الشرعية وهو جهد راق ورفيع يستحق الاشارة والاشادة معا.
لكنني اطمأنك يا صديقي بان الاخطاء الشائعة التي تحاول كتم انفاس صحيح اللغة وسلامة نطق حروفها ومخارجها ستبقى سيدة الميدان ليس لعقود حسب ولكن ربما لقرون مادام القائمون على تدريسها ، ام الاغلبية منهم هم لايفقهون اصلا هذه الحقائق اللغوية ، وما دام الجيل الحالي والاجيال اللاحقة على خصام مع اللغة وادابها ومع الادب وميادينه .
اخيرا دمت متألقا بافكارك ومبدعا بعطائك المميز
مال اللــه فـــرج   

65
الاخ والصديق كمال لازار المحترم
تحية طيبة
وانا اقرأ سطور مقالك الاخير (رسالة اخطأت العنوان) فوجئت بهذا الكم الكبير من الاسى الذي يعتمل في داخلك بفعل واقع هجيني فرض نفسه على وقع حياتنا قسرا ليأخذ غضبك المشروع وانت (المربي)الذي قضى سنينا طوال في حقل التعليم مسهما في اعداد اجيال المستقبل شكل ثورة عاتية من التمرد (المزدوج) ، وكأني بك تقف في منتصف المسافة بين واقع اصيل تربيت عليه وادمنته وبين تناقض يريد ان يفرض نفسه عليك وعلينا ، وكأني بك تقفز من تحت تراكمات واقع هجيني امسى بفعل تشابك تفاعلاته وتداخل صوره وغرابة وقائعه اشبه بلوحة سريالية لا احد يستطيع فك رموز خطوطها ومنحنياتها وتمازج الالوان الفاقعة فيها فهي قابلة لكل التفسيرات المنغلقة والمجنونة والمتطرفة لكنها لاتنتمي الى الواقع الذي عشناه وعشقناه باي شكل من الاشكال ولا تقترب منه وكأنها اشبه بطبق طعام ساخن لكنه عديم اللون والطعم والرائحة، مما اذهلك  وجعلك تقفز مذعورا ملتاعا من واقعية كتاباتك ومقالاتك وتحليلاتك الادبية الرفيعة التي عودتنا عليها لتقف امام المرآة معاتبا الذات ، بل رافعا اصابع الاتهام ضدها وكأني بك تلوم نفسك لتعلقك بالواقع في زمن ماعاد الواقع يمثل الا تضادات الحياة التي عشناها طويلا بحلوها ومرها بفواجعها وافراحها بنكباتها  وانفراجاتها ومع ذلك كانت مجتمعاتنا برغم الحاجة والتخلف والفقر والجوع والمعاناة تتمسك بقوة بقيم ومبادئ ومثل وتقاليد تجسد في حدودها الدنيا شرف المواطنة ونبل الامانة والانتماء واحترام الاخر وعفة اليد واللسان واذا كل ذلك ينقلب رأسا على عقب فتتراجع المبادئ امام زحف المصالح الانانية وتشنق النزاهة بحبال الفساد وتنحر القيم الروحية الايمانية النبيلة ممثلة بحامليها بسكاكين الغدر والانحطاط والشعوذة ، واذا بالالاف يتم تهجيرهم قسرا من دورهم ليغتصبها حثالة مجرمين غرباء قادمين من (مزابل) العهر والانحطاط  ، لتصبح وانت ما تزال في خضم هذا السيل الجارف من التحولات الدراماتيكية الخطيرة مندمجا في واقعيتك منكبا على تحليلاتك مواصلا نصائحك وكأنك تصرخ باذان صماء وبلغة لايفقهها الجهلاء غريبا في زمن لاينتمي الى ازماننا مما جعل قدميك تخالفان بعضهما ، واحدة تشدك الى  واقع مضمخ بالقيم واخرى تحاول دفعك الى فوضى مجتمعية ضبابية تتناسل فيها كل الممارسات وأسوأها التي لاتمت للعقلانية بصلة، وما بين دمعة جادة حزينة وقهقهة داعرة تقف حائرا وانت تفكر بركوب ظهر هذه الموجة الضبابية المجنونة كما فعل الكثيرون حتى لا تبدو غريبا عن الاخرين لكنك لا تفعل ذلك ولن تفعله لان العملة الرديئة لا تقوى مهما رخص ثمنها وتكاثر عددها على طرد العملة الحقيقية الاصيلة ، فالرخيص يبقى رخيصا ومنبوذا والاصيل يبقى اصيلا ومرغوبا وانت لم تكن سواء في كتاباتك وتحليلاتك او في علاقاتك بالاخرين الا اصيلا. 
ان رسالتك (لم تخطئ العنوان )ابدا فانت من خلال محاكاة الذات توجهها الى مجتمعات بعينها فقدت بوصلاتها وامست ضائعة في لجة الفوضى والعنف والتطرف والاستحواذ والدم والفساد ومنها مجتمعنا الذي كان مثالا للقيم والامانة والنزاهة واذا بسماسرة الفساد وذيول الدول الاجنبية يحاولون هدم قيمه وتحويله الى انقاض لقاء مكاسب ذاتية انانية تفوح منها روائح الخيانة والعمالة النتنة تماما مثل يهوذا الاسخريوطي الذي باع معلمه السيد المسيح لاعدائه لقاء ثلاثين قطعة من الفضة  ، وها انت تقرع جرس الانذار امام الاخرين من خلال محاكاة الذات ان استفيقوا قبل ان يجرفكم طوفان الفساد.
اخيرا ، لا تجلد الذات بقسوة يا عزيزي، فقد وصلت رسالتك.   
 مال اللــه فــرج

66
مشاكســــة
.............

ملاحظـــات
حـــول مهرجـــان الثقافـــة الســـريانية
...........................................
مال اللــه فــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
   ..................................
بفعل انشطته المكثفة وفعالياته المنوعة استطاع اتحاد الادباء والكتاب السريان ان ينتزع بجدارة مكانا بارزا على الساحة الثقافية وان يكون اشبه بشجرة دائمة الخضرة التقى ويلتقي تحت افيائها الادباء والشعراء والكتاب والاعلاميون ، متيحا لهم عبر انشطته المنوعة فرصا ثمينة للقاء وتبادل الاراء والافكار والتجارب وعرض ابداعات افكارهم عبر نتاجاتهم المختلفة ، حتى امسى بحق منبرا حيويا لاصوات ونتاجات الادباء والمثقفين التي احاطت بالكثير من واقع الحياة اليومية لشعبنا ونقلت مفصلا وقائع معاناته الى الرأي العام ، لاسيما وهو يتعرض لاقذر حرب ابادة واخطرها واعنفها واشدها انحطاطا وشراسة ودموية يشهدها التاريخ المعاصر ممثلة بالابادة الجماعية ومحاولات تدمير اقدم الحضارات الانسانية وتسويق ايدلوجية القتل والسلب والنهب والاغتصاب والسبي على ايدي قطعان الظلام والانحطاط والهمجية.
ومن رحم هذا العطاء الادبي المتواصل شهد العام الماضي ولادة المهرجان الاول للثقافة السريانية ليكون علامة مضيئة في مسيرة اتحاد الادباء والكتاب السريان تستحق الاشارة والاشادة ، وليشهد نيسان الحالي وتحديدا يومي  السادس والسابع منه انبثاق اعمال المهرجان الثاني في كركوك وعينكاوة استذكارا وتخليدا لاعياد (اكيتو) بحضور لافت لحشد من الادباء والكتاب والمثقفين والمسؤولين على حد سواء.
وعلى الرغم من كون انبثاق هذا المهرجان الذي يمثل تعبيرا حيا عن جانب هام وحيوي من هوية شعبنا واصالته وتخليدا لاضاءت متألقة من حضارته يجسد جهدا فعليا لاتحاد الادباء والكتاب السريان في التذكير بجذورنا الحية واستعادة اشراقتها من عمق التاريخ الانساني مما يجدد نبضها ويحصنها من العدم جراء عوامل التعرية المتعمدة متعددة الاشكال والاهداف والمصادر والتي تشكل عصابات داعش الارهابية احد ابرز اذرعها التنفيذية واخطرها واقذرها واعنفها ، بيد ان لابد من الوقوف سريعا في محطة ابرز الملاحظات النقدية التي سجلناها على اعمال الاحتفال الثاني ووقائعه من اجل ان تكون الاحتفالات والفعاليات القادمة لاتحاد الادباء والكتاب السريان الذي نكن له اسمى مشاعر الاعتزاز اشد نضجا واوسع تاثيرا
اولا ـــ من المعروف ان البيانات الختامية والقرارات التوصيات لاي مؤتمر او مهرجان او منظمة او تجمع تصبح بعد اقرارها وثيقة لجميع المشاركين في الفعالية ومن خلالهم للقاعدة الجماهيرية وهي بالتالي ملزمة التنفيذ من قبل قيادة تلك الفعالية ، وفي ضوء ذلك فان البيان الختامي الصادر عن المهرجان الاول للثقافة السريانية الذي عقد العام الماضي هو وثيقة ملزمة التنفيذ بقراراته وتوصياته لقيادة اتحاد الادباء والكتاب السريان وكان على الاتحاد وقبل كل شيئ ان يقدم وثيقة بما نفذه من تلك القرارات والتوصيات وما لم ينفذه ولماذا ؟ والا ما فائدة القرارت والتوصيات والبيانات الختامية ان كانت ستبقى مجرد حبر على ورق ؟ فقد خلا البيان الختامي للمهرجان الثاني من اية اشارة الى تلك القرارات والتوصيات.
ثانيا ـــ من المتعارف عليه ان جميع المؤتمرات والاجتماعات والمهرجانات والفعاليات الممائلة تعقد من اجل هدف معين وتحت شعار يجسد ذلك الهدف ، في حين كان عقد هذا المهرجان بلا شعار مركزي ، ترى ماذا كان الهدف من عقده  ؟ هل كان بلا هدف مثلا ام فقط للاستمتاع بالقاء القصائد ام لمجرد التواصل مع المهرجان الاول ، يجئ ذلك في وقت يتعرض فيه وجودنا الى اخطر وابشع ايدلوجيات الهدم والاستهداف والابادة.
ثالثا ـــ  نصت الفقرة (ب) من التوصية  (سادسا) من البيان الختامي على(مناشدة حكومة اقليم كوردستان لدعم المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وامكانية تيسير طبع الاصدارات الادبية للادباء والكتاب السريان .) ، ترى اليس هذا تجاوزا وتخطيا لواجبات المدير العام لمؤسسة رسمية لها ارتباطها القانوني بوزارة معنية والمطالبة بدعمها ؟ اليس ذلك من صلب مسؤولية وواجبات ومهمات المدير العام للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ، ام انه عاجز عن القيام بواجبه هذا تجاه مديريته فبادر الاتحاد القيام بذلك بالنيابة عنه ؟ ان الطريق الاسلم والاصوب والمنطقي كما اعتقد ان يناشد الاتحاد المدير العام للثقافة والفنون السريانية بمطالبه ووجهات نظره وان يقوم المدير العام باتخاذ ما يراه بالنسبة لمفاتحة الوزارة من عدمه لا ان يتم تجاوزه وهو المسؤول المعني مباشرة عن مهام دائرته، الا في حالة مفاتحته ورفضه الاستجابة عندها تصبح عملية تجاوزه مشروعة وطبيعية ، بل ولابد منها.
رابعا ـــ في ضوء ما تقدم فان على رئاسة الاتحاد وهي الجهة التنفيذية لقرارات المشاركين في الاحتفال مسؤولية توثيق  التوصيات التي اقرت  في البيان الختامي بكتب رسمية ورفعها من خلال الاتحاد العام للادباء والكتاب الى الجهات المعنية وفقا لاختصاصات كل توصية ومتابعة تنفيذها خلال عام كامل وتقديم عرض بما يتم تحقيقه خلال المهرجان  القادم لتأكيد مصداقيته في متابعة قرارات وتوصيات الفعاليات التي يقوم بها وحتى لا تبقى مثل هذه التوصيات حبرا على ورق ولمجرد الاستهلاك الاعلامي .
خامسا ـــ احتلت القصائد المساحة الاكبر من الجلسة الصباحية لليوم الثاني ، فضلا عن ان بعضها كان طويلا ومملا وبعضهم القى اكثر من قصيدة وكان الافضل الزام كل شاعر بقصيدة واحدة لفسح المجال للاخرين بالقاء قصائدهم ايضا.
سادسا ـــ كان من الافضل الاعلان المسبق عن المهرجان وتحديد وقت لاستلام القصائد والانشطة الاخرى وتشكيل لجنة لاختيار الافضل والاهتمام بالتنوع بدل ان تتحول معظمها الى بكائيات مأساوية.
سابعا ـــ كان على الاتحاد وهو الذي عاش عاما مليئا بالعطاء والفعاليات الادبية المنوعة اغتنام الفرصة وتقديم عرض لانشطته خلال عام لاسيما وان معظم المشاركين في المهرجان كانوا من اعضاء الهيئة العامة.
ثامنا ـــ كانت امام الاتحاد فرصة جيدة لاختيار افضل الاعمال الثقافية المبدعة والمتميزة التي قدمت خلال عام من قبل  اعضائه من قصائد  وقصص ومقالات نقدية ومقالات تحليلية وبحوث ودراسات واعمدة صحفية ومطبوعات وتكريم مبدعيها حتى ولو بكتب شكر وتقدير.
مع عميق محبتي لزملائي الاعزاء رئيس واعضاء اتحاد    الادباء والكتاب السريان واعتزازي بعطائهم المتدفق ابداعا حيويا منوعا ومتواصلا وتمنياتي لهم بالنجاح والتألق المستمر.       

67
ذاكـــــــرة حيـــــة
عـــن قريـــة منســــــية
................................

الكاتب والاعلامي الاستاذ مال الله فرج تفضل مشكوراً بكتابة مقدمة لكتابنا القادم (مذكراتي) وما كان منه إلا ان يلقي بلمساته الجميلة وملاحظاته القيمة وعباراته المعبرة الاتية التي حملت عنوان (ذاكرة حية عن قرية منسية)

جميل زيتو

بقلـم : مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.......................................
 بخفة ورشاقة ادبية يقفز ابن سناط واحد اعمدتها التربوية  ممتطيا صهوة جواده ، متمنطقا بذكرياته ممسكا بقوة عنان الزمن محاولا ايقافه واعادته الى الوراء وهو يتوغل بعيدا وسط  دهاليز ومتعرجات وزوايا ومنحنيات سنوات مضت ، ليأخذنا عبر اكثر من نصف قرن الى قريته التي تمازج تاريخها بكينونته مفجرا ينابيع الوفاء في اعماقه تجاهها ، مضيئا عبر استذكاراته الحية الموثقة بالاسماء والتواريخ والوقائع شمعة هنا وشمعة هناك ، مقلبا صفحات من ازمنة غابرة كاد ان يطويها النسيان وها هو يزيح بذاكرته الحية التي تختزن تفاصيلا مدهشة لواقع الحياة فيها غبار الزمن عنها معيدا اليها القها وتوهجها وليضعنا في خضمها وصخبها وحيويتها ، وكأن وقائعها   تحدث الان ، وليأخذنا عبر ذلك ومن حيث لايدري الى موانئ طفولتنا وهو يستذكر شيئا من طفولته وكأننا نستعيد معه مشاكساتنا ومداعباتنا ولهونا ومقالبنا وضحكنا ودموعنا ومشاغباتنا ووقع عصا هذا المعلم او ذاك التي كانت تهوي على اصابع بعضنا عندما كنا نتماهل في تحضير واجباتنا المدرسية او نتمادى في مزاحنا وفي مقالبنا.
فعبر بوابة العام الدراسي 1961_ 1962 يدلف ابن سناط الى معترك  قريته الوادعة التي كانت تغفو بسلام  وامان بين ثنايا الجبال الشاهقة قرب الحدود التركية قبل ان تمسي احدى ضحايا المخططات والملفات والارادات السياسية وتضع اهلها تحت طائلة التهجير، فمن بين قصص وحكايا الاباء والاجداد واساليب حياتهم اليومية يوثق المشرف التربوي الاستاذ جميل زيتو قصصا طريفة ووقائع تربوية وعادات الزواج وصيد الحيوانات وحياكة الملابس والاستعدادات لموسم الشتاء الطويل وطبيعة العلاقات الاجتماعية وسواها الكثير الكثير ، فيضحكنا هنا لاسيما وهو يروي حكاية الكاهن الذي توقف في منتصف مراسم الزفاف في الكنيسة رافضا اتمامها قبل ان يسدد العريس تكاليف تلك المراسيم الكنسية التي ربما لم تكن تتجاوز وقتها الدينار والنصف ، وكيف فاجأه احد تلاميذه بوضع عقرب حي في راحة يده ، ويبكينا هناك وهو يستذكر وفاة حفيده (مانويل) ، الذي كان اشبه بالملاك ، غرقا في مسبح الدار ولم يتجاوز التاسعة ، ويدهشنا  ثالثة وهو يروي حكاية والده الذي كان آمر مخفر الشرطة وهو يلقي القبض على جده مختار القرية تنفيذا لامر مدير الناحية ويصطحبه مخفورا مكبل اليدين متحملا تهديده وشتائمه مجسدا انضباطه العالي واحترامه للاوامر الحكومية والتزامه بها حتى لو كانت ضد اقرب الناس اليه ، وها هو يجعل انفاسنا تتصاعد ونبضات قلوبنا تتسارع وهو ينقل لنا تفاصيل مرعبة لصراع مخيف مع الموت خاضه الى جانب خمسمائة اخرين ضد غضب بحر مرمرة الذي تفجر عنيفا لياخذ شكل امواج عالية عاتية ضربت سفينتهم بشدة ودفعت المسؤولين عن الرحلة لتوزيع صدريات النجاة البلاستيكية عليهم ثم يقف ليرسم الابتسامة على شفاهنا وهو يستعيد حكاية الرجل الذي اهدى كاهن القرية بقرته الحلوب ثم عاد ليستعيدها منه عندما لم يتحقق ماكان يصبو اليه ، ولم ينس ان يستذكر مقلبا اذاعيا اعده وشقيقه لزملائهم  عبر اول جهاز راديو دخل سناط على يدي المربي الفاضل سعيد شامايا عام 1953 ،وغير ذلك الكثير الكثير من الحكايا والوقائع والاقاصيص الظريفة والغريبة والطريفة التي توثق بأمانة عمق وهيبة المسؤولية التربوية انذاك الى جانب وقائع مهمة من االحياة اليومية والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في قرية سناط.
بذلك فان هذا الكتاب يمثل رحلة ممتعة جديرة بالابحار بين صفحاتها ، كما انه ومضة وفاء من مربي فاضل للمسؤولية التربوية من جهة ولقريته التي تختزن ذكريات طفولته وشبابه من جهة اخرى ، ومضة جديرة بالاعتزاز .     

68
أدب / لقبلـــت قدميـــــك
« في: 21:46 20/01/2017  »
قصـــة قصيـــرة
...................
لقبلـــت قدميـــــك
...................
مال اللــه فــرج
   Malalah_faraj@yahoo.com 
................................

 ما ان فتح ابني المراهق الباب ودخل حتى انفجرت ثورة غضبي في وجهه مثل بركان هادر ، فقد عاد بعد منتصف الليل مدعيا بانه كان يذاكر مع زملائه الا ان رائحة الخمر والسكائر كانت تفوح منه وتكاد تعلن عن مكان سهرته   تلك ، فقد كان خائبا في كذبه المفضوح كما كان خائبا ايضا في دراسته و في باقي تصرفاته و مشاكسا في مواقفه على الرغم من حرصي ووالدته على توفير كل احتياجاته على حساب احتياجاتنا الاسرية فقد كان وحيدنا الذي افسدناه بتدليلنا له ولولا ان حالت والدته بيني وبينه لكانت المعركة الكلامية بيننا قد تحولت الى صدام بالايدي وربما بالارجل ايضا اذ كنت عازما على ان اوجه له صفعة توقظه من غيه ومن فشله وعناده ودكاتوريته  في اصراره على مواقفه الخاطئة.
في تلك اليلة تذكرت والدي رحمه الله واستعدت في الذاكرة شريطا طويلا متوهجا برعايته وتربيته وسهره وتعبه لاجلنا ، وتوقفت في كل المحطات التي شاكسته فيها وتيقنت بنزاهة وموضوعية كم كان رحيما وعطوفا وكريما ومضحيا ومشفقا ومحبا لنا ، وكم كان يحرم نفسه من اشياء كثيرة ليوفر احتياجاتنا وتيقنت ايضا كم كنت عاقا  ومتعبا وفوضيا ومشاكسا معه.
في الصباح حملت باقة ورد ولاول مرة منذ وفاته زرت قبره ونثرت الازهار فوقه وصليت له ودعوت الرب ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ومن ثم بكيت بين يديه طويلا حتى شعرت بشيئ من الراحة وانا اتوسل اليه ان يسامحني وان يغفر لي عقوقي ، عندها شعرت بنسمة  دافئة تلامس وجهي وكانه يحتضنني بكفيه بحنانه الابوي ، قبلت الهواء وكانني اقبل كفيه الحانيتين، وفي طريقي الى البيت كنت افكر كيف احتوي طيش ابني المراهق ونزواته وتمرده بالحنان والمرونة والمحبة كما كان يفعل معي ابي بدل ان اتحول الى ثورة من الغضب تهدم كل جسور التواصل بيني وبينه.
آه يا والدي .. لو كنت امامي الان لقبلت قدميك وفاءا وعرفانا ومحبة لكل ما قدمته لي ، لكننا وللاسف الشديد لا ندرك فضل ابائنا وامهاتنا علينا الا بعد فوات الاوان .

               

69
المجـــد للـــــه فــي العلــى
...............................
مال اللــه فـــرج
 malalah_faraj@yahoo.com
................................................
في واحدة من اصعب المراحل التاريخية واخطرها التي يعيشها شعبنا وهو يواجه اشرس تحديات وجوده ومصيره من قبل الايدلوجيات المتطرفة التي تسوق الاحقاد والعنف والكراهية وتحاول مسح الاخر وابادته واقتلاع
المكونات الاساسية من جذورها وهدم حضارتها ، نستعد وتستعد الانسانية كما في كل عام للاحتفال بعيد الميلاد المجيد ، حيث يتحول العالم في الخامس والعشرين من كانون الاول كل عام ، ابتهاجا بعيد ميلاد المخلص الذي افتدى الانسانية كلها بدمائه الطاهرة  , الى كوكب متوهج بمشاعر البهجة والفرح والايمان,  يسبح في الاضواء الملونه وبالاشجار التي ترتدي ابهى حلل  الزينة وبصور بابا نوئيل وبالالعاب النارية وبمجسدات مختلفة لمغارة بيت لحم حيث ولد الفادي في مكان حقير ليعلم الانسانية ببساطة اولى ابجديات التواضع , متمازجة بقرع نواقيس الكنائس في منتصف الليل وبالتراتيل الروحية الشفيفة   حيث يردد المؤمنون كما رتل ملائكة الرب قبل أكثر من الفي عام في تلك الليلة التأريخية قارسة البرودة التي غيرت وجه العالم وقيمه : (المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة) بينما تنطلق التهاني والتمنيات من أعماق القلوب المؤمنه لتلامس شغاف القلوب الاخرى احتفاء وابتهاجا بعيد ميلاد ذلك النور السماوي المتجسد بشرا, ليكون رمزا لاروع قيم المحبة  والتسامح والفداء والسلام. 
وحيث يتحول  العالم كله , مع اطلالة الميلاد الى لوحة حية للمحبة التي تليق بهذه المناسبة الروحية الجليلة التي قادت العالم الى واحد من ابرز تحولاته الايديولوجية والسايكولوجية والاجتماعية لتنقذه من دياجير ثقافة العنف والظلم والقسر والعدوان والاستعباد والهمجية ولتضيء في جوانبه عبر ومضاتها الروحية ثقافة المحبة والتسامح والفداء والغفران وقبول الاخر والتضحية من اجله , حيث اكد يسوع ان (لا حب اعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه من اجل احبائه) , بل وذهب الى ابعد من ذلك وهو يوصي الانسانية المؤمنة في كل مكان بالتسامح حتى مع الاعداء لاقتلاع بذور الشر والعنف والهمجية وثقافة الانتقام من اعماق البشر , ممهدا الطريق نحو اقامة مجتمع آنساني امن ركائزه الايمان بالله وقيمه السماوية وعنوانه التسامح (احبوا اعداءكم.. وصلوا لاجل الذين يضطهدونكم فتكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات) , فان ذلك كله لحري به ان يجعلنا نقف قليلا ازاء قيم الميلاد وعظمته لنراجع النفس لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها وةبعيشها شعبنا في كل مكان حيث يحاول ظلام الكراهية والعنف والارهاب جاهدا اطفاء نور المحبة والتسامح التي جاء بها السيد المسيح ، تلك الظلمات التي خلفت الملايين من المهجرين والنازحين والمهاجرين والمشردين  جراء ايمانهم الذي لا يتزعزع ، ونسأل انفسنا  اين نحن فعلا من ذلك الكنز العظيم ؟. 
ان تلمس القيم الجليلة للميلاد المجيد والوقوف في محطات السيرة العطرة ليسوع المسيح المتوهجة بأغنى وأثرى الكنوز الروحية التي غيرت وجه الحياة لابد أن يقودنا الى حقيقة الحقائق كلها , بل واروعها , تلك هي ان المخلص الذي افتدى الانسانية بدمه الطاهر وتجسد بشرا ليخلصنا , انما احدث برسالته السماوية  وبتواضعه وبساطته وتضحياته وقيمه وايمانه ثورة حقيقية في حياة الانسان  واخذ بيده الى حيث نور الايمان ولذة التسامح وبهاء التسامي على الانانيات الشخصية وليرشده الى حقيقة أن اقتناء كنوز السماء الخالدة لهو خير الف مرة من السعي نحو اقتناء كنوز الارض الفانية.
فالى جانب عجائب المسيح ومعجزاته في اشباع الجياع واجابة المحرومين ومغفرة الخطاة التائبين (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) وشفاء المرضى والبرص واحياء الموتى فان رسالته السماوية بقيمها الروحية الجليلة كانت وستبقى خارطة طريق حيوية لاقامة مجتمع انساني انموذجي عادل متفاعل على اسس روحية متفردة في انسانيتها وفي سموها الروحي والمادي والاخلاقي وفي نكران الذات والتضحية من اجل الاخرين ولتعبد طريق  التقوى والصلاح والايمان للانسان في كل مكان نحو الخلاص وضمان الحياة الابدية.
ان الهزة العنيفة والتأثيرالعميق الذي احدثته رسالة يسوع وتعاليمه الروحية وسيرته العطرة في الذات البشرية وفي عمق المجتمع الانساني عموما وما رافق ذلك من تحولات ايديولوجية انعكست على طبيعة ايديولوجيات وستراتيجيات واخلاقيات وقيم ومبادئ وتقاليد مجتمعات باسرها انما انطلقت من ايديولوجية احترام الانسان لاخيه الانسان بغض النظر عن معتقداته وانتماءاته وافكاره وتصوراته وخياراته وتصرفاته خصوصا وهو يؤكد: ( أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) ، فضلا عن تعاليمه الاخرى التي تمثل تراثا روحيا غنيا بل متوهجا بقيم السماء استطاع ان يحدث ذلك الانقلاب الروحي الكبير في الذات البشرية  وهو يستبدل ارادة العنف والحرب والكراهية والعدوان والهمجية بارادة المحبة والسلام : (هنيئا لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون.. هنيئا للمضطهدين من اجل البر لأن لهم ملكوت السماوات.. هنيئا للجياع والعطاشى الى الحق لانهم يشبعون.. هنيئا للرحماء لانهم يرحمون هنيئا للمحزونين لانهم يعزون.. هنيئا للمساكين في الروح لان لهم ملكوت السموات .(
 ويضيف في تعاليمه السماوية: (من غضب على اخيه استوجب حكم القاضي.. ومن قال له يا احمق استوجب نار جهنم) ،(سمعتم انه قيل لا تزن.. اما انا فاقول لكم من نظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه فاذا جعلتك عينك اليمنى تخطئ اقلعها والقها عنك لانه خير لك ان تفقد عضوا من اعضائك من أن  يلقى جسدك كله في جهنم) ,(اياكم ان تفعلوا الخير امام الناس ليشاهدوكم والا فلا اجر لكم عند ابيكم الذي في السموات) , (اذا كنتم تغفرون للناس زلاتهم يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم وان كنتم لا تغفرون للناس  لا يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم) ،(انتم ملح الارض فاذا فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح الا لأن يرمى في الخارج فيدوسه الناس) ’ (ليضيء نوركم امام الناس ليشاهدوا اعمالكم الصالحة وليمجدوا اباكم الذي في السموات) , (كل شجرة لا تثمر ثمرا صالحا تقطع وتلقى في النار) , (اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم، فمن يسأل ينل ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له ).
  فما احرانا وما احوجنا في هذه الايام المباركة ونحن نستقبل عيد ميلاد سيدنا ومخلصنا وفادينا ان نغتسل من اخطائنا وخطايانا وسيئاتنا وان نتمازج معه ونتحد مع روحه الطاهرة ونتمسك بقيمه ومبادئه لنتمكن من عبور بحور التحديات وعواصفها التي تحيط بنا وبكل المؤمنين من مختلف الجهات بالاخص في شرقنا الملتهب بفعل استشراء التطرف والعنف والارهاب والهمجية تحت مسميات شتى القت وما تزال تلقي بظلالها القاتمة , بل بافرازاتها الاستهدافية الخطيرة على شعب المحبة والتسامح والسلام , اولئك هم اشقاؤنا في الايمان في كل مكان , فما احرانا ان نستذكربهذه المناسبة الروحية الجليلة اهلنا المشردين والنازحين والفقراء والحتاجين والمهجرين ونقف الى جانبهم في محنتهم ونتلمس معاناتهم ونساعدهم ونواسيهم ولو بكلمة محبة متخذين من سيرة المخلص العطرة الحافز الابدي والازلي في التمسك بالايمان وفي تعزيز قيم المحبة والتسامح والغفران بيننا اولا وبيننا وبين المحيطين بنا ايضا , فما خلاصنا في خضم هذه التحديات المصيرية الشرسة الا في وحدتنا الروحية والا في تمسكنا المصيري بفادينا ومخلصنا قولا وفعلا وممارسة ونهجا وتضحية واسلوب حياة ، فلنتوحد في محبة المسيح ولنتوحد في محبتنا لبعضنا تجسيدا لوصية المخلص (كونوا واحدا كما انا والاب واحد) ولتقفز مكوناتنا ومنظماتنا وممثلياتنا فوق تناقضاتها وخلافاتها وانانياتها ولنوحد كلمتنا وارادتنا ومواقفنا  بارادة واحدة قبل ان تبتلعنا تناقضاتنا لنكون جديرين بالانتماء للمسيح وجديرين بتجسيد سيرته العطرة في ممارساتنا اليومية فتزهر المحبة وترحل مهزومة ملعونة الكراهية.
 أخيرا, لنسأل انفسنا ونحن نصلي ضارعين صلاة الميلاد ونردد  تراتيله ونهمس للرب متوسلين من اعماق قلوبنا (اغفر لنا خطايانا كما نحن ايضا نغفر لمن اخطأ الينا) , هل فعلا قد غفرنا لمن اخطأ او أساء الينا ؟ وان كنا لم نفعل ذلك فكيف نطلب من الرب ان يغفر لنا ونحن لا نغفر لبعضنا البعض ؟ ولنقتف خطى المخلص ولنضيء ظلمات حياتنا ودياجير نفوسنا وعتمة قلوبنا بومضات سيرته المتوهجة نورا روحيا سيبقى مضيئا ابد الدهر , وليكن شعارنا كما نصحنا ووجهنا واثرى عقولنا ونفوسنا وقلوبنا يسوع المسيح ( أنا نور العالم , من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة) فلنتبعه بتجسيدنا لوصاياه ولسيرته العطرة بافعالنا لا باقوالنا.
و.. عيد ميلاد سعيد   .. وايامكم مضمخة بعطر الايمان ...  وقلوبكم مترعة بالتسامح والغفران ... ولتبقى أعماقكم أيها الأحبة المؤمنون في كل مكان مباركة بالتسامح والغفران ومتوهجة أبدا بالمحبة.

70
مشاكســــة
...............

عيــــد الفاســــدين
.....................
مال اللـــه فــــــرج
Malalaj_faraj@yaho.com
  ..............................
لعل من بين عجائب وغرائب هذا الزمان الذي فشل فشلا ذريعا في تطبيق بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان ان يحتفل المجتمع الدولي في التاسع من كانون الاول من كل عام باليوم العالمي لمكافحة الفساد، بنفس الوقت الذي تحتفل فيه حيتان الفساد الكبيرة بما التهمته من حقوق الشعوب دون ان  يطالها العقاب ودون ان يستدل طريقه اليها القانون بفضل الحصانات مختلفة الانواع والاشكال حتى امسى بعض الحكام والوزراء والبرلمانيين في مختلف الدول لاسيما الجائعة والخانعة منها ابطالا غيارى لا يباري بطولاتهم اشجع الفرسان عبر التاريخ في سرقة المال العام وفي ابتلاع حقوق شعوبهم بنفس الوقت الذي يتاجرون فيه بشعارات الحرية والعدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروات.
فمنذ ان اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة ، في 31 تشرين اول 2003، اتفاقيتها الدولية لمكافحة الفساد، وهذا السرطان الفسادي الشره اخذ يتناسل  وينقسم ويتكاثر باسرع من الصوت والضوء وبأسرع من موافقة هذا البرلمان او ذاك على امتيازات اعضائه على حساب الحقوق الدنيا للفقراء والجياع والمعدمين، حتى امست قيمة الرشا دوليا تصل   
  سنويا ، وفقا لاحصائيات المنظمة الدولية ذاتها إلى تريليون دولار، فيما تصل قيمة المبالغ المسروقة بطريق الفساد إلى مايزيد عن ترليوني  ونصف ترليون دولار، وهذا المبلغ يساوي خمسة في المائة من الناتج   العالمي، اما في البلدان النامية، وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، فتقدر قيمة المبالغ المفقودة بسبب الفساد بـ10% من اجمالي مبالغ المساعدة الإنمائية المقدمة، اي ان قيمة المبالغ التي تلتهمها كواسج الفساد وحيتانه الكبيرة سنويا ثلاثة ترليونات ونصف ترليون دولار، ولو وزعنا هذا المبلغ على الجياع في العالم البالغ تعدادهم (80،000،000) ثمانين مليون جائع، لكانت حصة كل جائع (43750) ثلاثة واربعين الفا وسبعمائة وخمسين دولارا سنويا ولقضينا على الجوع فوق سطح كرتنا الارضية تماما ، اما لو وظفنا هذا المبلغ الكبير الذي تلتهمه حيتان الفساد حول العالم سنويا في بناء مستشفيات ومراكز طبية حديثة لعلاج مرضى السرطان وهم بحدود (16) مليون مصاب ربما لامكن الجهات المعنية علاجهم وتخفيف الامهم وانقاذ حياة بحدود ثمانية ملايين مصاب من الوفاة سنويا.   
اما لو وظفنا هذا المبلغ (الخرافي) لبناء دور لايواء الاطفال المشردين في الشوارع وصيانة كرامتهم الانسانية وتحصينهم من الانزلاق نحو مهاوي الانحراف والعنف والجريمة والارهاب وحمايتهم من الاستغلال الجنسي والمتاجرة باعضائهم الجسدية لكنا قد انقذنا ، وفقا لدراسة امريكية، حياة وكرامة أكثر من 100 مليون طفل مشرد ومتسول في العالم تتراوح اعمارهم بين ست وثماني سنوات غالبيتهم من الاناث، أربعة ملايين منهم يعانون من الشلل الدائم بسبب العنف الذي يتعرضون له أو إصابتهم بجروح نتيجة الحروب المحيطة بهم، وأربعة ملايين طفل آخر يعيشون لاجئين في المخيمات ، والباقي موزعين على الشوارع والإصلاحيات والسجون في مختلف أنحاء العالم .
 اما بلادنا فقد (نحجت) بهمة و (نزاهة) بعض المسؤولين (الغيارى) ان تنتزع موقعا (مميزا) لها في هذا الميدان (الحيوي) حيث جاءت ضمن قائمة العشر دول الاشد فسادا في العالم التي تصدرتها الصومال بالاشتراك مع كوريا الشمالية وفقا لمنظمة الشفافية الدولية، في وقت يمثل فيه العراق واحدا من اغنى البلدان المنتجة والمصدرة للنفط حيث نجح وربما لاول مرة في تاريخه لتجاوز حاجز تصدير اربعة ملايين برميل من النفط يوميا ، يقابل ذلك مفارقة تتمثل باننا بتنا من بين افقر شعوب المنطقة ، حيث سبق ان افادت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، إن (6) ملايين عراقي ما يزالون يعيشون تحت مستوى خط الفقر وتضطر فيه الحكومة الى تسول المساعدات الخارجية من جهة واستقطاع نسب من رواتب الموظفين والمتقاعدين من جهة اخرى  لسد جزء من العجز في ميزانيتها في وقت يعيش فيه بعض المسؤولين غنى فاحشا يحول حياتهم لاشبه باجواء الف ليلة وليلة ويهرب فيه سراق المال العام بجوازاتهم الاجنبية الى الخارج بعيدا عن المساءلة ليستمتعوا بالمال (الحلال) الذي  اختلسته اياديهم (البيضاء) في حين تحظى الكثير  من حيتان الفساد في الداخل بمظلات الحماية السياسية في وقت تجاوزت فيه نسبة البطالة وفقا لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية الـ 25 بالمائة.
في خضم اعصار الفساد هذا، كشفت الكثير من وسائل الإعلام الغربية عن تقارير تؤكد أن حجم حسابات بعض المسؤولين السابقين في العراق يصل إلى 220 مليار دولار، لافتة إلى أن هذا المبلغ يكفي لتغطية موازنة البلاد للأعوام الثلاثة المقبلة، من دون ان يضطر لبيع ولو برميل نفط واحد،    في حين طالبت عضو في اللجنة القانونية البرلمانية بعقد معاهدات دولية لاسترداد الأموال المنهوبة، وعزل المسؤولين مزدوجي الجنسية، مؤكدة ان المبالغ المسروقة أكبر بكثير من 220 مليار دولار، كما   كشفت اللجنة الاقتصادية  النيابية من جانبها، عن وجود 9000 مشروع متوقف منذ عام 2005. مؤكدة ان شخصيات حزبية متنفذة استحوذت على المليارات من اموال المشاريع المتلكئة، ولعل الادهى والامر وسط عجائب الفساد وغرائبه عدم وجود حسابات ختامية للميزانيات السنوية بحيث يتعذر على المسؤولين المعنيين والاهم على الشعب وممثليه معرفة اوجه صرف تلك الميزانيات ونسبة المبالغ المسروقة (بحسن نية) ، حيث (نجحت) على سبيل المثال ميزانية العراق لسنة 2014 والبالغة بحدود (150) مليار دولار في الهرب والاختفاء في جهة مجهولة دون ان يستطيع الشعب ولا  ممثليه من اقتفاء اثرها او التعرف على اوجه الصرف فيها ، ولا محاسبة او مساءلة المسؤولين المعنيين عن حساباتها الختامية واوجه الصرف ولا عن الحسابات الخاصة في البنوك الاجنبية التي حطت بعض مبالغ تلك الميزانية المشاكسة الرحال فيها، وربما البعض ممن تسبب في هدر تلك الميزانية (المتواضعة) التي ربما تشكل مجموع الميزانيات السنوية لخمس من دول المنطقة ، ما يزال يتاجر بشعارات النزاهة ويسوق (بضاعته) الكاسدة حول المساواة وحرمة المال العام والتوزيع العادل للثروات في وقت ما تزال تتناسل فيه المصائب والويلات وتواصل فيه حيتان الفساد ابتلاع الثروات.
في ضوء كل ما تقدم يبقى السؤال الاهم والابرز والاشد الحاحا ، المطلوب؟؟؟
بعيدا عن اتهام اي جهة او حزب او شخصية مسؤولة ، وازاء فشل الاجهزة المعنية لوضع حد للفساد ومساءلة حيتانه الكبيرة منها قبل الصغيرة واستعادة الاموال المسروقة نظرا لاصطدامها بالمصالح السياسية وبمظلات الحصانات والحمايات المختلفة وبالميليشيات وربما بالتهديدات المباشرة وغير المباشرة وبالاغراءات المختلفة ، وربما بالاتهامات الجاهزة، لابد من لجنة تحقيقية دولية منصفة تمتلك صلاحيات تطبيق قانون (من اين لك هذا) على الجميع دون استثناء ، ومتابعة خط سير الميزانيات السنوية والواردات والاموال الي دخلت العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري البائد ولحد الان والاطلاع على الحسابات الختامية وتدقيقها ومراجعة العقود وجولات التراخيص النفطية ومتابعة النمو الفضائي السريع والمذهل لثروات البعض منذ تسلمه المسؤولية لحد الان وتدقيق الشهادات الدراسية للمسؤولين كافة ورصد حساباتهم في البنوك الاجنبية ومساءلة المعنيين عن تلكؤ مختلف المشاريع واستعادة الاموال المنهوبة من البنوك الاجنبية ، الى جانب قضاء دولي حازم يمتلك صلاحيات مفتوحة في مقاضاة سراق المال العام الذين هربوا بغنائمهم للخارج.
بين هذا وذاك لابد من تاكيد حقيقة ان الفساد يمثل رافدا مهما وحيويا ومباشرا من روافد دعم العنف والارهاب والجريمة المنظمة ومعاناة قطاعات واسعة من الشعوب هنا وهناك لاسيما الفقراء والمعدمين ، وان النفاق الدولي وعدم المصداقية الدولية في التصدي للفساد والفاسدين ، ولذلك فان اعصار الفساد لايزال يواصل عصفه في جميع الاتجاهات مما يستلزم موقفا دوليا حاسما وحازما وفعالا ، اما في اوضاعنا الراهنة وفي ظل المواقف الدولية المائعة وغير الفعالة ، فما يزال بمقدور الفاسدين سرقة الجمل بما حمل دون ، وحيث نحتفل باليوم العالمي لمكافحة الفساد ، فان الفاسدين الذين امنوا  المساءلة والعقاب ، ربما سيحتفلون هم ايضا في اليوم نفسه بعيدهم السنوي ابتهاجا بافلاتهم من العقاب ، عيدكم مبارك، و مبارك لشعوبكم خيبة رؤسائهم وحكوماتهم وبرلماناتهم وقضائهم وهيئات نزاهتهم، وكل عام والفساد والفاسدون وشركائهم بخير. 
   


71
مشاكســة
.............

بشــرى . . . غيـــر ســــارة
..................................
  مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .............................
بعد أن أصيب عامة الشعب بالخذلان في هذا الزمان، لا سيما الفقراء منهم والمعدمين والمسحوقين والعاطلين والجياع والمشردين والمتسولين والمتعففين، ووكذلك المتعفنين الذين ما زالوا يرزحون تحت رطوبة وعفونة خط الفقر اللعين، مرغمين على استنشاق روائحه الكريهة ليل نهار بعد أن خذلهم البعض من القوى والاحزاب والحكومات والتحالفات والتكتلات واعضاء البرلمان والمسؤولين، ملوحين لهم بشعار (التوزيــع العــــادل للثـــروات)، لاسيما أيام الاستعدادات للانتخابات، لكن هؤلاء المعدمين المساكين لم يستلموا إلا الوعود والشعارات والفواجع والمآسي والنكبات، ومع ذلك يبدو أن الموعد قد حان، لكن بطريقة وآلية وستراتيجية لم تكن في الحسبان.
 فبعد أن انتظر الفقراء طويلاً ووقفوا على اُهبة الاستعداد لاستقبال موعد (التوزيــع العـــادل للثـــروات) وهم يحملون معهم جميع الوثائق التي تثبت عراقيتهم، بدءاً من البطاقة التموينية مروراً بهوية الاحوال المدنية (ام الفسفـــــورة) وشهادة الجنسية (ام الفسفـــورة ايضــا) وبطاقة السكن وتأييد المجلس المحلي والقسم البلدي وختم المختار، والشهادة الدراسية وعدم المحكومية وشهادة حسن السير والسلوك مصدقة من مجموعة سوق مريدي وفروعه في المحافظات، الا ان تلك الثروات تقلصت وتراجعت وانكمشت واستنزفت وتسللت وهاجرت إلى الخارج لتستقر في حسابات عدد من الفاسدين من جهة، ولتصبح من جهة اخرى، ضحية هدر وأمزجة وسوء تصرف بعض المسؤولين غير الكفوئين، حتى أن ميزانية عام 2014 على سبيل المثال والتي كانت تقدر بــ(150) مليار دولار حملت حساباتها الختامية وهاجرت الى جهة مجهولة محتمية بصمت وتجاهل بعض الجهات المسؤولة، لتطيح بنا (حكمـــة) بعض مسؤولينا وحكوماتنا (الاقتصاديــــة) من مجموعة دول المانحين الى درك مجموعة المتسولين، وبدل أن يحظى الفقراء والمعدمون بحصصهم من ستراتيجية (التوزيــع العــادل للثـــروات) أمست رواتب الموظفين والمتقاعدين ضحية للاستقطاعات، بيد أن بصيصا من الامل استطاع أن يشق طريقه من بين هذه الظلمات المدلهمة لينير دياجير الياس والخذلان مبشرا بحتمية التوزيع العادل لما تبقى، أو لما سوف يأتينا من الثروات عبر المساعدات (التسوليـــة)، وذلك بصدور قانون الاحزاب السياسية.
ففي الوقت الذي (بشـــرنا) فيه هذا القانون عبر مادته الحادية عشرة بأن من حق (2000) عضو وسبعة اعضاء مؤسسين تشكيل حزب أو تنظيم سياسي والمطالبة بإجازته وفقا للشروط التي ضمها القانون، فضلا عن أن المشرع نظر بعين (الشفقـــة والرحمـــة) إلى المكونات الاثنية والاقليات، مانحا اياها عبر الفقرة (ب) من المادة نفسها (مكرمـــة) انسانية بتخفيضه عدد اعضائها الذين يحق لهم المطالبة بإجازتها رسميا من (2000) عضو الى (500) عضو مؤسس، بيد أن هذا القانون توقف بمزيد من الاهتمام و(الحكمـــة) الوطنية إزاء عملية (التوزيــع العـــادل للثــــروات) معيدا اليها الحياة بعد ان رقدت طويلا في غرفة العناية المركزة وهي تكاد بحالتها الخطيره ان تلفظ أنفاسها الاخيرة.
 فقد بشرنا هذا القانون الذي سيكون بالتأكيد منطلقا ثوريا لبناء العراق الجديد العتيد، بالتوزيع (المدهــش والمحيـــر) للثروات عبر المادة (17) منه، حيث نصت الفقرة (ب) منها على (تقديــم مقتــرح إلـــى وزارة الماليـــة بالتقديــر الســنوي للمبلــغ الكلــي للإعانــة الماليــة للاحــزاب او التنظيمــات السياســية)، اما المادة (44) فقد (بشـــرتنا) بالتوزيع العادل للثروات، ليس على الشعب الذي هو (مصــدر الســلطات والمــالك الشــرعي للثـــروات)، وإنما على الاحزاب والتنظيمات السياسية، حيث نصت على أن (تتولــى دائــرة الاحـــزاب أو التنظيمــات السياســية توزيــع المبلــغ الكلــي للإعانـــة الماليــة علــى الاحــزاب أو التنظيمــات السياســية وفقــاً للنســب الآتيـــة: أولاً: 20 % عشــرون بالمائـــة بالتســاوي علـــى الاحـــزاب او التنظيمــات السياســـية المســجلة وفــق أحكــام هـــذا القانـــون. ثانيـــا : 80 % ثمانـــون بالمــائة علــى الاحــزاب او التنظيمــات السياســية الممثلـــة فــي مجلــس النــواب وفقــاً لعــدد المقاعـــد التــي حــاز عليهــا مرشحوهــا فــي الانتخابـــات النيابيــــة).
في ضوء هذا (الكـــرم الحاتمــي) للاحزاب والتنظيمات السياسية وتوزيع ما تبقى من الثروات عليهم في وقت يرزح فيه أكثر من ستة ملايين عراقي تحت خط الفقر فإن السؤال الذي يطرح نفسه ، هل من واجب الحكومات ومسؤولياتها تمويل الاحزاب والتنظيمات السياسية من المال العام وعلى حساب حقوق الشعوب ورغيف خبزها؟ ثم ألن يكون مثل هذا الدعم المالي حافزا مغريا لتشكيل اعداد هائلة من الاحزاب والمنظمات السياسية (الكارتونيــــة) ومسارعة بعض العشائر لاستقطاب ابنائها وتقديم اسماء ألفي عضو لانتزاع الاجازة الرسمية والتمتع بالدعم المالي؟
لقد فتحت هذه (الاغــــراءات الماليـــة) الابواب واسعة امام مختلف المنظمات والجهات والجماعات لتشكيل الاحزاب، فقد كشفت مصادر إعلامية قبل حوالي شهرين عن ارتفاع أعداد الاحزاب لدينا إلى (300) حزب، (80%) منها تتسم بطابع ديني، وربما ستتناسل وتتوالد هذه الاحزاب لتتجاوز حاجز الخمسمائة او ربما الالف حزب وبما يؤهلنا هذا الرقم (الخرافـــي) لدخول موسوعة (غينيــس) للارقام القياسية، في وقت تشير فيه الاحصائيات الى أن الاحزاب الرئيسية في فرنسا هي قرابة (16) حزبا، وفي روسيا قرابة (10) احزاب، اما في السودان فهنالك (36) حزبا، وفي المانيا قرابة (6) احزاب،  وفي ايران بحدود (14) حزبا، وفي تركيا (12) حزبا، اما في الصين فهنالك (5) احزاب، فهل تدفع حكومات هذه الدول منحا ومساعدات لأحزابها على حساب حقوق شعوبها؟
ولو افترضنا في ظل هذا السعي المحموم لتشكيل المنظمات السياسية ومبادرة الكثير من المنظمات القومية ومنظمات المجتمع المدني للتحول الى احزاب، وصول عدد احزابنا الثورية التقدمية الاشتراكية النهضوية الديمقراطية التحررية الشرقية منها والغربية، الدينية والعلمانية، الى (500) حزب، وان حصة كل حزب من المنحة المالية السنوية ستكون (افتراضـــا)، بحدود خمسين مليون دينار كمثال، فإن مبالغ المنح لها من الموازنة السنوية ستكون بحدود (25) مليار دينار، اليس الاولى بهذا المبلغ قطاع الخدمات والكهرباء والصحة والتعليم والفقراء والمعدمون والعاطلون والمتسولون والارامل واليتامى والمشردون وسكان أكواخ الطين والصفيح والنازحون والمهجرون، بدل الاحزاب والسياسيين الذين أوصل بعضهم بخلافاتهم وسوء ادارتهم هم والمسؤولون الفاشلون، البلاد والمواطنين الى هذا الواقع المزري والمخزي، المشين والحزين؟ ثم أليس العمل السياسي عملا نضاليا طوعيا لقيادة البلدان إلى مستقبل أفضل؟
لقد عصفت بالبلاد وما تزال واحدة من أخطر الازمات المالية فماذا قدم معظم السياسيين واحزابهم ومنظماتهم الذين يمتلكون عشرات وربما مئات المليارات من الدولارات في البنوك الاجنبية من دعم وتبرعات او حتى قروض نقدية للحكومة لانتشالها من أزمتها المالية؟
فقد صمت السياسيون والمسؤولون الفاشلون، ودفع ويدفع فواتير خيباتهم وفشلهم الموظفون والمتقاعدون.
 
 
 
 

72

مشـــاكسة
 ..............

إطـــلاق أضخـــم فيـــل إلـــى الفضـــاء
............................................
مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ................................

غيرت الثورة التكنولوجية عامة، ومن ثم ثورة الاتصالات بعد ذلك، وجه العالم وقيمه وعلاقاته وتسللت حتى الى الخصوصيات الشخصية والعلاقات الزوجية والمشاعر العاطفية لتنجب اجيال البوتكس والفياغرا والانترنت وزواج الفيس بوك، كما انها ضربت الهوايات المختلفة وغيرت أساليبها وتضاريسها، فبعد ان كنا، على سبيل المثال، في عهد الطفولة والصبا نتسلى بهواية اطلاق الطائرات الورقية ونتبارى بألوانها الزاهية وبارتفاعات طيرانها المختلفة ونمارس الاكاذيب البيضاء التي كثيرا ما كانت  مثار سخرية وقهقهات الكبار، فقد استبدل معظم المسؤولين في هذا الزمان هواياتنا الطيرانية الورقية المتواضعة تلك بهواية طيرانية أشد أهمية وأكثر حداثة ممثلة بطيران (الفيلـــة) عبر (مبالغاتهـــم) المختلفة  التي تثير الكثير من القهقهات الصاخبة المغمسة بالهزء والسخرية المرة كونها عصية على التصديق لاسيما وأن بعض المسؤولين في معظم الدول دأبوا في (مبالغاتهــــم) ولا أقول أكاذيبهم، فحاشى لله ان يكذبوا بعد أن أقسموا يمين الوفاء لشعوبهم والامانة المفرطة على المسؤولية التي بين أيديهم وفي مقدمتها (حرمـــة) المال العام، لكن كلا منهم أمسى مع ذلك يحاول منافسة الآخرين بمحاولات إطلاق أضخم الفيلة حجما واثقلها وزنا الى الفضاء الخارجي، عبر مبالغاتهم التي يسميها الآخرون (أكاذيـــب) واسميها (مبالغـــات) لذيذة، لانها إن لم تنجح في اقناع الرأي العام بما تسعى لتسويقه ، فإنها على الاقل تثير اجواءً من الضحك والمرح الممزوجين بالهزء والسخرية التي تضفي على المجتمعات لاسيما المهيبة الكئيبة منها، شيئا من البهجة والسعادة تجسيدا للمثل الشعبي (شــر البليـــة ما يســعد)، وربما هذا ما جعل الشعب المصري الشقيق، كمثال، من أكثر الشعوب سعادة، حيث أعلنت وزارة التنمية الإدارية المصرية في إحصائية حديثة، أن 55% من الاشقاء المصريين لا يرون فى الكذب مشكلة ويمارسونه بشكل طبيعي، على الرغم من انه، وفقا لمركز التعبئة والإحصاء، يتسبب فى ضياع أكثر من 3 آلاف وظيفة وهدر(500) مليون جنية سنويا.
أما لدينا، فقد ازدهرت وتوسعت وتناسلت هواية بعض المسؤولين في محاولات جعل (الفيلـــة) تطير وبارتفاعات مختلفة وفقا لحجم (الفيـــل) المعني حتى كادت (الفيلـــة الطائــــرة والمتطايــرة مــن هنــا وهنـــاك) ان تغطي سماءنا.
فعلى سبيل المثال، سبق لمسؤول ان ادعى باننا (ســنقوم فــي عـــام 2014 بتصديــر الكهربـــاء الفائضـــة عـــن حاجتنــا الــى دول الجــوار) لكن يبدو ان ذلك (الفيـــل) كان مقعدا اصلا وعاجزا عن السير وليس الطيران، وها نحن في عام 2016 نستورد ليس الكهرباء حسب انما الجرجير والفجل والبقدونس والرز العفن الذي لا يصلح حتى للاستهلاك الحيواني، في حين حاول مسؤول آخر جعل (فيلـــه) لا يطير حسب وانما (ينطـــح) جغرافية المنطقة ويقلبها رأسا على عقب، مدعيا ان نهري دجلة والفرات ينبعان من الجارة ايران، مما جعل فيله يصاب بالجلطة الدماغية قبل ان يرتفع مليما واحدا عن الارض، في حين امتطى مسؤول آخر ظهر فيله الاصيل لإرغامه على الطيران مؤكدا في عام 2014، ايضا بانه سيكون لكل عراقي بلغ الثامنة عشرة قطعة ارض وراتب شهري إن كان عاطلا عن العمل، لكن وزير العمل والشؤون الاجتماعية أسقط ذلك (الفيــل) بالضربة القاضية حين أكد هذا العام امام مؤتمر التنمية المستدامة في عمان ان(نســبة البطالــة فـــي العــراق تتجــاوز 46% مــن عـــدد ســـكانه)، أما اعداد سكنة اكواخ الطين والصفيح فحدث ولا حرج، و كم كان بودي ان يمتطي ذلك المسؤول (فيلـــه) ويزور العاطلين عن العمل ليتأكد من (عدالـــة) استلامهم لرواتبهم الشهرية التي وعدهم بها بانتظام، وأن يزور سكنة الاكواخ ليتأكد من حصولهم جميعا على قطع الاراضي السكنية قبل ان يحاول ارغام فيله (الكســيح) على الطيران. 
بيد أن أضخم كل تلك الفيلة جاء على لسان مسؤول رفيع آخر، فبعد أن اطلق مسؤول  قبل اسبوعين احد فيلتـــه (المتوســـطة الحجــــم) الى الفضاء الخارجي وهو يستذكر سيل المركبات الفضائية عبر التاريخ التي كان يطلقها اجدادنا السومريون منذ حوالي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد دون ان يفصح عن نوعية الصواريخ التي كانت تحمل تلك المركبات الاسطورية وطبيعة وقودها، يبدو ان مسؤولا رفيعا آخر أثارته تلك (المعجــــزة) الاسطورية وقرر منافستها بالعمل على جعل (اضخـــم)  فيل عبر التاريخ ربما يطير محلقا في الفضاء الخارجي، متحديا بذلك معجزة أفيال المركبات الفضائية السومرية.
 فمن خلال الصدفة وانا اتنقل بين القنوات الفضائية سعيا وراء آخر المستجدات فوجئت بمسؤول رفيع يحاول بالصوت والصورة التسويق لعملية إطلاق أضخم فيل عبر التاريخ الى الفضاء الخارجي، عبر تفاصيل حكاية لم أكن لاصدقها بتاتا ولكنت اتهمت أعداءه، وهم كثر، بحياكة فصولها (الخياليـــة) المدهشة للايقاع به لولا انني تابعتها بالصوت والصورة معا وهو يروي تفاصيلها التي كانت أشبه بإحدى حلقات(تــــوم اند جيري)، موضحا بأن أحد العاملين في أحد أجهزة المخابرات الاجنبية اتصل به هاتفيا مدعيا وجود (51) مليار دولار باسمه داعيا اياه للحضور أو ارسال من يمثله لاستلامها، لكنه رفض (بإبــــاء وطنــــي) استلامها وقال للشخص المخابراتي الذي اتصل به ، انا متنازل عنها لك ولهم ومبارك عليكم.
أما سبب هذه الهدية الكبيرة التي تكفي لتوفير ثلاث وجبات من الطعام لكل جياع العالم البالغ عددهم (800) مليون جائع وبواقع (21) دولارا لكل وجبة، والتي ربما يعجز اضخم الفيلة عن حملها على ظهره والطيران بها الى الفضاء الخارجي؟ فلا أحد يعلمه، وما المقابل المرجو من هذا (الكــــرم) المخابراتي؟ فلا أحد من الفيلة يعلم، ومن هي الجهة المخابراتية التي اتصلت به؟ فلا احد من الفيلة يعلم، ولماذا اتصلت تلك الجهة المخابراتية بهذا المسؤول بالذات دون غيره وهي تعلم جيدا (بغيرتـــه) الوطنية و(بأمانتـــه) المالية ونزاهته؟ فلا احد يعلم، لاسيما وان (تلفيقــــات) إعلامية سبق أن (أدعـــت) بأن سلطات المطار بإحدى الدول الشرق أوسطية قامت بإلقاء القبض على أحد أقاربه المقربين وبمعيته (1.5) مليار دولار ربما كان الهدف منها دعم (المنظمات الانسانية) وإغاثة الجياع والمشردين والفقراء والمسحوقين في تلك الدولة بعد نجاح مسؤولينا في انتشال جميع فقرائنا ومشردينا ومسحوقينا من تحت خط الفقر، وهل يصدق (أي فيــــل) مهما بلغت درجة غبائه أن أي مخابرات دولية يمكن ان تتصل بأي مسؤول في أي دولة وتحاول (إغـــراءه)عبر الهاتف بمثل هذه (الهديـــة) المتواضعة التي تمثل مجموع ميزانيات احدى دول الجوار لاكثر من خمس سنوات، دون اتفاقات ومباحثات واتصالات وتفاهمات مسبقة؟
ترى، ما طبيعة الاهداف والصفقات والمخططات والستراتيجيات المخفية وراء هذا (الفيـــــل) الغلبان الذي سقط في الامتحان ولم يتمكن من الطيران؟
 
 
 

73
 
مشاكســة
............

العـــراق.. يطيـــــح بأوربا
...........................
  مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  ................................
في خضم الأزمة المالية التي عصفت باقتصادنا بشدة وجعلت اركاننا الاساسية للبنى الاجتماعية تهتز ذات اليمين وذات اليسار،  خصوصا بعد أن (بشرنا) صندوق النقد الدولي، في أحد تقاريره الخاصة بأننا سنكون من بين (أبرز) الدول التي ستفقد أموالها خلال السنوات الخمس القادمة، سواء   بفعل (نزاهة) بعض مسؤولينا (وأمانتهم) المفرطة في الحفاظ على المال العام، أم بفعل (العبقرية) المهنية للقابضين على الفعاليات الاقتصادية، وتفردهم في (تنويع) وتطوير وتحديث البنى الاقتصادية، هذه  العبقرية التي (نجحت) في (الارتقاء) بنا الى مستوى رفيع في (تنمية) وارداتنا المالية، حيث تجاوزت ديوننا الخارجية المائة مليار دولار، فضلا عن توسيع ميادين (تبادلاتنا) التجارية، فأمسينا، في ظل (رفاهيتنا) الاقتصادية هذه،  نستورد كل شيء، بدءا من الملابس الداخلية ولعب الاطفال والفياجرا ومرورا بالرز الفاسد الذي لا يصلح حتى للاستهلاك الحيواني والادوية منتهية الصلاحية والطحين العفن، وانتهاء بالخيار والبقدونس والجزر والجرجير بمفعوله الزوجي المثير، ولا نصدر الا (النفط) اللعين الذي كان يراه البعض أنه(بأيدي العقلاء نعمة ... وبأيدي الجهلاء نقمة)، لكننا تمكنا من (تغيير) تلك الحكمة وتطويرها والحصول على براءة اختراع لها ونحن نثبت بالادلة والبراهين الاقتصادية بأن النفط (بأيدي المخلصين نعمة ... وبأيدي الفاسدين نقمة)، إنبرى مسؤول رفيع لتحدي كل حلقات هذه الازمات التي تعصف بنا مجتمعة، والامساك بافرازاتها بقوة واقتدار وهو (يبشرنا) بمشروع عملاق سيفتح أمامنا الآفاق وسيجعلنا نستغني عن النفط اللعين الذي خذلنا بتراجعه المهين وجعلنا نتسول من هذه الدولة بضعة ملايين، ومن تلك نقترض ونستدين، وهو يبشرنا بأننا سنجلس (في وضع مريح نجمع الاموال فقط).
وخلاصة هذه (الثورة) الاقتصادية الكبيرة التي ستضع حدا لكل معضلاتنا ونكباتنا ومآسينا المريرة وستهدد الاقتصاد الاوربي بفاعليتها الخطيرة، تتلخص كما (اقترحها) ذلك المسؤول الرفيع بالصوت والصورة عبر إحدى الفضائيات المشهورة (المقترح، انه هنالك طريق يفترض ان يكون 16 سايد، ثمانية (سايدات) ذهاب وثمانية (سايدات) إياب)، أما لماذا ستة عشر (سايدا) وليسوا عشرة أو ثمانية عشر أو عشرين مثلا ؟ فلا احد يعلم، ربما خدمة لدوري الستة عشر فريقا التي ستصل إلى التصفيات النهائية لبطولة كأس العالم بكرة القدم، بحيث نخصص (سايدا) لكل فريق اعتزازا بهذه البطولة من جهة وحتى نضمن عدم احتكاك أي فريق بالآخر من جهة اخرى.
ويضيف هذا المسؤول الذي لا اشك بمهنيته وبتصوراته العبقرية (يفترض أن تنزل هذه الثمانية سايدات في نفق كبير وجبار وعملاق تحت قناة خور الزبير حتى تنحر الصحراء مباشرة من هذه المنطقة الى اوربا)، أما لماذا ثمانية (سايدات) فقط ستكون ضمن النفق العملاق الاسطوري وتبقى الثمانية الاخرى خارجه؟ فلا احد يدري، ربما ستكون تلك التي تحت النفق مخصصة لتنقلات المسؤولين الكبار ضمن التحوطات الامنية للحفاظ على حيواتهم وسرية تنقلاتهم، فضلا عن أنه لم يحدد اتجاهات ذلك النفق الاسطوري هل سيمر من تحت البحار والمحيطات وصولا لاوربا ام سيكون نفقا معلقا في الفضاء وهل ستسمح لنا الدول التي سيخترق هذا النفق اراضيها واجوائها ومياهها الاقليمية بانجاز ذلك بكل مودة ومحبة واعتزاز؟
ويؤكد هذا الاقتصادي الكبير بمشروعه الخطير (والله لو نفذ هذا المشروع لاستغنينا عن النفط)، ويستعيد جانبا من (عبقرية) مشروعه وتفرده عالميا بحيث لم يسبق لأي عالم (اقتصادي) ام (خبير) في ميدان النقل أن فكر بمثل تفرده واعجازه لا في الشرق ولا في الغرب والا لكانت الصين واليابان و الاتحاد الاوربي قد سبقونا اليه، مشددا (والله لو نفذ هذا المشروع، هو فقط مشروع الطريق، وربطنا دول الجوار بالطرق هذه، لوقفنا وجلسنا هكذا في وضع مريح نجمع الاموال فقط من خلال الترانزيت البري والترانزيت الجوي).
بعيدا عن المزايدات اللفظية أو الاستهانة بهذه (العبقرية النقلية) فإن في مقدمة التساؤلات المشروعة التي تطرح نفسها، إن (الترانزيت) عامة الذي يمثل مرور وسائط نقل الدول المختلفة باراضي الدول الاخرى بما فيها استخدام الطائرات لمطاراتها كمحطات توقف قبل استكمال رحلاتها الى وجهاتها الاخيرة، يمثل احدى الفعاليات الحيوية في الاقتصاد العالمي، لكن ماذا عن (الترانزيت الجوي)؟؟ الذي هو كما افهمه استحصال تعريفة مرور عبر الاجواء الوطنية من قبل طائرات الدول الاخرى دون الهبوط في اراضيها، ما دخله اولا بخط ارضي للمرور السريع؟؟  ومن ثم كيف سيتم استحصال (تسعيرة الترانزيت الجوي هذه) , التي اسمع بها لاول مرة, من الطائرات التي (ستتوقف مثلا في محطاتنا الفضائية) التي ستنتشر في مجالاتنا الجوية وتقوم بايقاف أي طائرة تعبر اجواءنا في الفضاء وتستحصل منها رسوم العبور وإلا فانها ستعيدها من حيث اتت؟ ولنا ان نتصور طائرة الرئيس اوباما أو المستشارة ميركل أو الرئيس الفرنسي هولاند وهي تقف في طوابير مع بقية الطائرات في فضائنا الجوي بانتظار دورها لدفع تلك الرسوم قبل السماح لها بمواصلة رحلتها عبر فضاءاتنا وربما نقدم لركابها وجبة (دسمة) من شحنة الرز الهندي الفاسد خلال انتظارها، والاهم، هل سيتم بناء محطات فضائية ثابتة في اجوائنا على غرار (المركبات الفضائية السومرية) التي سبق أن اكد هذا المسؤول الرفيع انطلاقها عام (5000 ق.م ) من قواعدنا ومطاراتنا السومرية في ذي قار اي قبل (7016) سنة من الآن لاستحصال رسوم العبور؟ وهل هنالك اتفاقيات نقل صادرة عن الامم المتحدة على سبيل المثال أو من منظمات واتحادات النقل الدولية تنظم وتحدد (تسعيرة) (الترانزيت الجوي هذه)؟
بيد أن الاهم من هذا وذاك، أي جهة ستكلف بحفر وانشاء هذا (النفق الكبير والجبار والعملاق الذي سينطلق من تحت قناة خور الزبير وينحر الصحراء وصولا الى اوربا)؟
إنني بدافع المصلحة الوطنية لا غير اقترح على هذا المسؤول الرفيع، ولسرعة تنفيذ مشروعه الستراتيجي هذ وباقل كلفة, احالته إلى شركة صينية متخصصة في البناء نظرا لسرعة الصينيين في انجاز مثل هذه المشاريع وبكلف متواضعة، فقد سبق للصين ان انجزت بناء فندق من ثلاثين طابقا في خمسة عشر يوما فقط، كما أنها بنت اول جسر زجاجي معلق، فضلا عن تواضع أجور القوى العاملة لديها، وعلى سبيل المثال فإن الراتب الشهري للرئيس الصيني بلغ بعد الزيادة الكبيرة التي حصل عليها العام الماضي وكانت بنسبة 60% هو (1833) دولارا شهريا, وربما يرضى المهندسون الصينيون بربع هذا المبلغ الرئاسي (الضخم) للعمل في تنفيذ هذا النفق العملاق الذي سيطرق أبواب اوربا، ويرغمها (صاغرة) على دفع تعريفة (الترانزيت) لنا إن هي رغبت في استخدامه وبخلافه ستبقى تدور في (تخلفها) لنضعها أمام خيارين لا ثالث لهما (إما الدفع أو التخلف) والغرق في أزمة مالية تفوق أزمتنا الحالية ألف مرة جراء كساد بضائعها وعجزها عن تسويق منتجاتها للعالم الخارجي إن هي أدارت ظهرها لاستخدام (نفقنا العملاق) ودفع تعريفة النقل (صاغرة).
من يدري ربما يمكننا بعض عباقرتنا الاقتصاديون بأفكارهم وتصوراتهم واقتراحاتهم فائقة الذكاء هذه من الاطاحة بالكتلة الاقتصادية للاتحاد الاوربي، واقامة كتلة (الاتحاد الاقتصادي العالمي الشرق اوسطي)، وعندها سنجعل من الدول الاوربية اسواقا مفتوحة لبضائعنا الوطنية ونستغني عن العائدات النفطية، ونهمس لاجيالنا القادمة، كان ياما كان، كان النفط عماد اقتصادنا أيام زمان.         
 
 
 
 

74
مشـــاكسة
............

وللــــه... فــي خلقـــه شـــــؤون
....................................
  مال اللـه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
................................
ما تزال الحيرة تلفني وترسم  أمامي ألف علامة استفهام حول (هـــوس) بعض مسؤولينا الافاضل (بالملائكـــة)، في وقت تواصل فيه (شــــياطين) داعش المسعورة نهش لحوم شعبنا بوحشية لا مثيل لها اينما أمكنها ذلك، تزامنا  مع ســعار بعض المسؤولين الفاسدين الذين هم أشد قسوة وشراسة ودموية من الشياطين اللئام في نهب وسلب المال العام  أمام انظار الرأي العام ليقع هذا الشعب (الملائكـــي) ضحية للشياطين المسعورة التي لا تفتأ تهاجمه وتتلذذ بنهش لحمه وطحن عظامه رغم طيبته و(ملائكيتـــه).
فقد سبق لمسؤول رفيع ان منح حكومتنا وسام (الحكومــة الملائكيــــة)، اعتزازا منه, ربما, (بنجاحهــا) الكبير منقطع النظير، في تمكيننا من احتلال الموقع الثالث على قائمة الشفافية الدولية لاكثر الدول (فســـادا) في العالم، في حين انبرى مسؤول رفيع آخر قبل ايام ليؤكد عبر تصريحات بالصوت والصورة نقلتها مختلف أجهزة الاعلام بأننا احفاد (الملائكـــة) بالرغم من المفخخات والاختلاسات وانهار الدماء والكواتم واللواصق التي تحصد ارواح العشرات يوميا، عبر تشديداته وهو يستعيد ومضات من عصر أجدادنا السومريين بأن (الملائكـــة كانـــوا يطيــــرون بجناحيـــن وبثلاثـــة اجنحــة وبأربعــة اجنحـــة وكانـــوا ســــومريين) بما يؤكد بأننا (ملائكـــة) ايضا، ما دمنا احفاد اولئك الاتقياء الطيبين، الملائكة السومريين.
وبعيدا عن حقائق الملائكة والشياطين في عهد السومريين، نثر علينا وعلى الرأي العام، ذلك المسؤول الرفيع الوديع، نظريات جديدة ستغير قناعات الانسانية وتصحح اخطاءها التاريخية، التي اعتبرتها منذ آلاف السنين من الثوابت الجدلية، مؤكدا إن أول مطار أنشئ على كوكب الأرض كان في محافظة ذي قار، وذلك قبل خمسة آلاف عام قبل الميلاد، اي قبل حوالي (7016) سنة من الآن، موضحا(أول مطـــار انشـــئ فـــي كوكـــب الارض انشــئ فــي هــــذا المكـــان، بمعنـــى ان الســـومريين عنـــدما اســـتقروا فـــي هـــذه الارض بأجوائهـــا هـــي اجــواء ملائمــة للتحليـــق فـــي الفضـــاءات، وكانـــت مـــن هنــا تنطلـــق المركبـــات الفضائيــة الســـومرية نحـــو الكواكـــب الاخـــرى)، في حين ان الوقائع تؤكد عكس هذه (الافتراضــات) ومنها ان التاسع من تشرين الاول من عام(1890) شهد تحليق اول آلة اثقل من الهواء (شــبه طائـــرة) بعد (12) عقدا من سيطرة الآلات الاخف من الهواء على الفضاء، كما انه لم يوضح من صنع تلك المركبات الفضائية ولا نوع المعادن التي استخدمت في صنعها، ولا نوع الوقود الذي كانت تستخدمه، في وقت لاتشير فيه أي مصادر علمية تاريخية الى ان السومريين وبقية الشعوب كانوا في ذلك الزمن الغابر، اي قبل (7016) قد اكتشفوا المعادن المختلفة وأقاموا معامل الاستخراج والصهر لانتاج المركبات الفضائية، او عرفوا النفط والغاز والطاقة الذرية والطاقة الكهربائية لاستخدامها  وقودا للصواريخ التي حملت تلك المركبات الفضائية (المفترضـــة) الى الفضاء الخارجي والكواكب الاخرى، فأول بئر نفطي، على سبيل المثال، تم حفره كان في الصين في القرن الرابع الميلادي، اما حكاية الذرة فقد بدأت قرابة( 400 سنة ق.م) على يدي الفيلسوف اليوناني ديمقراطيس الذي صاغ النظرية الذرية للكون، ولم  تستخدم الطاقة الذرية سلميا الا في عام 1954م وذلك في تسيير السفن الحربية وخصوصا الغواصات، اما بالنسبة للمصباح الكهربائي الذي لاغنى سواء للمركبات الارضية أو الفضائية عنه للاضاءتين الداخلية والخارجية لأي مركبة فضائية حتى لا تصطدم بقية المركبات بها، فلم يتم الاقرار به رسميا الا في عام (1880) حيث قدم مخترعه توماس اديسون الذي يُعد رابع أكثر مخترع إنتاجاً في التاريخ، بامتلاكه (1093) براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، قدم في الرابع من تشرين الثاني من عام  (1879) طلبا للحصول على براءة اختراع  رقم 223898 عن مصباحه الكهربائي، (منحــت لــه فــي 27 كانــون الاول 1880)، في حين يحدثنا التاريخ ان ذبابات الفاكهة كانت اولى الحشرات التي اطلقت الى الفضاء الخارجي على متن الصاروخ V-2 الأمريكيّ،  وذلك في العشرين من شباط عام 1947، حيث وصل الصاروخ الذي حملها إلى ارتفاع 109 كيلو مترات، وتمّ استرجاعها جميعاً وهي على قيد الحياة، كما ان أول مركبة فضائية من صُنع الإنسان تصل إلى سطح القمر كانت لونا 2 التابعة للاتحاد السوفيتي في 13 ايلول (1959)، اما اول مركبة انطلقت الى الفضاء الخارجي وهي تحمل انسانا فقد كانت (فوســتوك 1) بقيادة رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين في 12 نيسان من عام 1961 لتصبح أول مركبة فضاء تتمكن من الخروج خارج الغلاف الجوي للأرض وتستقر على مدار لها حول الأرض، في رحلة استغرقت ساعة واحدة و( 48 ) دقيقة، حيث أتم جاجارين الدوران حول الأرض في 108 دقائق وعاد الى الارض سالماً.
اما رائد الفضاء الامريكي (نيل ارمسترونك) الذي يعتبر اول انسان في التاريخ تطأ قدماه ارض القمر، فقد قاد اولا مركبة جيميني 8 وذلك في عام 1966 م. وقام خلال تلك المهمة مع ديفيد سكوت بإجراء أول عملية التحام بين مركبتين فضائيتين تتم بواسطة إنسان، ومن ثم   قاد أرمسترونك طاقم رحلة أبولو 11 والتي هبط فيها على القمر مع بز ألدرن في 21 تموز1969 م ليكون اول انسان تلامس قدماه ارض القمر في رحلة وصفها بأنها (خطـــوة عملاقـــة للبشـــرية) وقضيا ساعتين ونصف يستكشفان، ولم يعثرا مع الأسف الشديد على اي حطام أو بقايا مركبة من مركبات الفضاء السومرية الملائكية التي انطلقت وفق (تصـــورات) ذلك المسؤول الرفيع قبل (7016) عاما.
من يدري، ربما تسرب الى داعش خبر كوننا أحفاد اولئك الملائكة السومريين الاتقياء الانقياء اصحاب الاجنحة الثنائية والثلاثية والرباعية، فأطلقت شياطينها المسعورة ضدنا بهدف إبادتنا، وبذلك تقع على عاتق ذلك المسؤول الذي افشى سر اصولنا الملائكية مسؤولية البحث عن أفضل الاسلحة السومرية لتحرير أراضينا من رجس الشياطين الداعشية.
اخيرا .. لانملك الا ان نهمس كما سبق أن همس, ربما, اجدادنا السومريون... وللـــه فـــي خلقـــه شــــــؤون.   
 
 
 

75
مشاكســـــة
..................

نايـــم.. ورجليـــه بالشمـــــس
.................................
  مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  ................................
أثارني وأدهشني وفجر استغرابي، مسؤول رفيع، وجعلني اتلمس الاشياء من حولي واعيد النظر فيها لأتأكد بأنني مازلت اعيش في المكان نفسه، وأنني فعلا في (جنــة العــراق) ولست في (جنــة عـــدن) أو في سويسرا أو في فنلندا أو النمسا أو في جزر الكناري، أو ربما في الدانمارك التي اكدت دراسة دولية بأنها البلد الأسعد في العالم، أو في كندا التي صنفتها التقارير الدولية الأكثر رفاهية في الحياة المعيشية ، إذ يبلغ مستوى العمل بها 72%، ونسبة الجامعيين 88%، ونسبة الأصحاء 88%، مما يجعل متوسط عمر الفرد بالبلاد 80عاما، والذي ينعكس على الأشخاص بالسعادة، وبذلك يعد الكنديون من أكثر الشعوب سعادة في العالم، اذ يبلغ معدل دخل الفرد في مقاطعة ألبرتا على سبيل مثال, (40495) دولاراً سنويا، وهو دخل الفرد نفسه لدينا، باستثناء الدخول (المتواضعـــة) لمعظم مسؤولينا (الفقــــراء).
فقد (أكــد وشــدد) مسؤول رفيع  في معرض انتقاداته (الوطنيــة) لدعوات الاضراب عن الدوام بهدف مكافحة الفساد، على ان (مكافحــة الفســاد يجــب ان لايكــون ثمنهــا تحريــض الجماهيـــر ضــد الحكومــة المنتخبــة التــي قدمــت الكثيــر للشــعب العراقــي بعــد ان وصلــت بالبلــد الــى هــذا المســتوى مــن التقــدم والازدهـــار فــي جميــع المجـــالات)، وقد دفعتني (تأكيداتــه وتشديداتـــه) حول هذا المستوى الرفيع (مــن التقــدم والازدهــار فــي جميــع المجـــالات) التي حققتها حكومتنا (الملائكيـــة) الرشيدة لهذا الشعب المصاب (بعمــى الالـــوان)  مما يمنعه من مشاهدة كل هذا (التقـــدم والازدهـــار)، الى محاولة (تلمــس) جوانــب من (عينــات) هذه المستويات الرفيعة من الانجازات، تاكيدا (لمصداقيـــة)  ذلك المسؤول الرفيع وموضوعيته ونظراته الثاقبة التي ترى من الانجازات والمكاسب ماعجزت ربما وتعجز اربعون مليون عين مصابة بعمى الالوان، لعشرين مليون مواطن عن مشاهدتها.
 ففي طليعة ما تحقق من انجازات في ظل مسيرة (التقــدم والازدهـــار) على سبيل المثال، ارتفاع صادرات نفطنا الخام إلى أكثر من 3 ملايين و500 ألف برميل يومياً، وفقا لتأكيدات وزارة النفط، تزامنا مع انخفاض مستوى الاحتياطي النقدي من عملتنا الصعبة الى مستويات متدنية تنذر بكوارث خطيرة مهددة بلادنا بالافلاس والغرق في الديون الخارجية، حيث أدت ممارسات الفساد والتزوير الى انخفاض الاحتياطي النقدي من الدولار في خزينة بنكنا المركزي الى (55) مليار دولار بعد ان كانت (90)  مليارا، مع تواصل الاستقطاعات (الوطنيــة) من رواتب الموظفين والمتقاعدين في وقت وصلت فيه أرصدة عدد من مسؤولينا في البنوك الاجنبية الى حوالي (220) مليار دولار وفقا (لادعــاءات) أمريكية.
من جانب آخر، ومن بين (ثمــرات) التقدم والازدهار ايضا، نجاح حكوماتنا في تحقيق العودة المظفرة (للأميـــة) لتحتل نسبة (18%) بعد ان كان العراق قد طردها وأعلن نظافته منها، في حين بلغت حصيلة ضحايا أعمال العنف والإرهاب التي شهدتها بلادنا خلال عام 2015 فقط وفقا للمنظمة الدولية (22370) مواطنا بينهم (7515) شهيدا و(14855) مصابا، رافق ذلك ارتفاع اعداد النازحين الى اكثر من 3 ملايين و376 الف مهجر في ظل تدنيس مجرموا داعش لثلث مساحة البلاد وتهديمها وسرقة خيراتها دون ان يتمكن المعنيون من مساءلة ومحاسبة ومقاضاة من كان السبب الرئيس في تلك الكارثة، في حين أكدت إحصاءات دولية أن اكبر طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي هم العراقيون لا سيما في المانيا حيث تبلغ نسبتهم 80% من العراقيين (المرفهيـــن) المتواجدين هناك، يترافق ذلك مع تأكيدات مسؤول رفيع على أن (نســبة البطالــة فــي العـــراق تتجــاوز 46% مــن عـــدد ســكانه)، ومن جانبها كشفت الامم المتحدة عن (انجــاز) رفيع آخر مؤكدة إن (6) ملايين عراقي ما يزالون يعيشون تحت خط الفقر من أصل نحو 33 مليونا في بلد كانت موازنته السنوية تتجاوز الـ (100) مليار دولار، وكان عضو برلماني قد أكد من جانبه ان العراق ليست لديه حسابات ختامية، مما تسبب في ضياع أموال كثيرة من الخزينة وتدهور الوضع الاقتصادي واختفاء ميزانية عام 2014 البالغة (150) مليار دولار في جهة مجهولة دون ان يتم العثور على تفاصيلها وحساباتها الختامية إلى الآن، مما اضطر البلاد الى ممارسة التسول الدولي سواء من صندوق النقد ام من البلدان الاخرى، حيث تناقلت الانباء سعي العراق لاقتراض ملبغ (13) مليار دولار من بريطانيا لسد العجز في ميزانية 2017، بدل ان يعمد لاستعادة الأموال المسروقة من الوزراء والمسؤولين الفاسدين الذين ادانهم القضاء والذين هربوا بغنائمهم للخارج، ومساءلة المسؤولين الآخرين (مــن ايـــن لك هـــذا؟)، في وقت (نجحــت) فيه بلادنا (بهمــة) بعض مسؤولينا الغيارى، في احتلال المركز الثالث (بجــدارة) على قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم.
 أما على صعيد (الامانـــة السياســـية)، فقد أفصح عن جانب مهم منها تأكيد مسؤول رفيع، ان حزب مسؤول رفيع آخر، يمول نشاطاته ومقراته وحرسه و موظفيه ورجاله و قنواته الفضائية و صحفه  ومراسليه من خزينة الدولة، الى جانب محاولات تلاعبه بسلم الرواتب والاستيلاء على تقاعد المواطنين.
ولعل أبلغ الوثائق والحقائق حول نزاهة (بعـــض) مسؤولينا ونجاحهم في تحقيق هذا المستوى (الرفيـــع) من (التقـــدم والازدهــار) اللذين اشار اليهما ذلك المسؤول (الرفيــع) اعترافات عضو برلماني بالصوت والصورة عبر إحدى الفضائيات بالفساد شبه الجماعي، مؤكدا (جميعنــا نتحمـــل المسؤوليـــة، جميعنــا نســاير، جميعنــا نكــذب، جميعنــا نســرق، جميعنــا نأخــذ رشــوة، ومــن يقـــول غيــر ذلك  يكــذب، أقســم باللــه أعــرف قصصــا لــو يعلمهـــا العراقيـــون لدخلــوا إلــى المنطقــة الخضــراء وأحرقوهـــا لكنــي ســأقتل إن تكلمـــت)، ومشددا على ان (الطبقـــة السياســية هــي ســبب دمـــار البلـــد، إذا وجــد جوعــان فــي الشــارع، أو طفـــل ينـــام بـــلا أكـــل وآخـــر يمــوت بـــلا دواء، فالســبب هــم السياســيون فــي المنطقــة الخضــراء والذيـــن يديـــرون المحافظـــات).
اخيرا، إن هذه التصريحات (العبقريـــة) المضحكة المبكية، وسواها والتي لا تنطلي, ربما, على أنصاف الاغبياء ولا على أنصاف السذج ولا على أنصاف الاميين، انما تؤكد أن بعض المسؤولين وهم يحاولون تسويقها أمسوا تجسيدا فعليا للمثل الشعبي، (نايـــم ورجليــه بالشمـــس). 
 
 
 
 

76
مشاكســـة
...............

ضحـــك.. ويا ليتــــه بكـــــى
................................
  مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.............................. 
لأنني أثق بالمسؤولين قاطبة في كل زمان ومكان، لا (خوفا) ولا خشية ولا اكراها ولا محاباة ولا (نفاقا) ولا ذعرا من التصرفات (الانسانية) لبعض حماياتهم واستعداد بعضها لقطع الالسن االطويلة للصحفيين (المنافقين) الذين لا يجيدون التصفيق لهم وتمجيد (انجازاتهم)، انما من منطلق ايماني الذي لا يتزعزع بنزاهتهم وعدالتهم و حرص معظمهم على تطبيق كل بنود وفقرات ونقاط وفواصل الاعلان العالمي لحقوق الانسان بمواده الثلاثين التي يحفظونها عن ظهر قلب هم ومستشاروهم وموظفوهم وابناؤهم وحماياتهم ويطبقونها بحذافيرها أحيانا، وبعد تحويرها وتطويرها وإغنائها وأدلجتها غالبا، لتتماشى مع أهدافهم (الثورية)، لاسيما وأن معظمهم في هذه الدولة أو تلك, ترجموا ويترجمون احترامهم لشعوبهم باستيراد أجهزة التعذيب الرومانسية من أرقى المناشئ العالمية لإدخال البهجة والمرح والسعادة على نفوس المعتقلين وبما يكفل اعترافهم بكل الجرائم التي لم يرتكبوها وحتى تلك التي لم تحدث بعد، لاسيما سجناء الرأي منهم وإعادة (تأهيلهم) وبما يؤدي الى مضاعفة أعداد اليتامى والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.
 فقد أذهلتني وأدهشتني وأفرحتني وملأتني سرورا وزهوا قهقهات مسؤول رفيع فوجئت بها ترن مدوية كهلاهل الاعراس المصلاوية،  متوقعا ان تكون حاملة  لبشرى، متفردة، وذلك خلال حوار (تأريخي) اجرته معه احدى الفضائيات، حيث سرعان ما انتقلت تلك (القهقهات) المسؤولة بأسرع من الصوت والصورة، الى معظم أجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي محتلة بشكل خاص صفحات الفيس بوك مزدانة بتعليقات مناسبة.
قهقهات ذلك المسؤول الرفيع جعلتني أتوقعها فخرا وفرحا وغبطة وفخرا بتحقيق أرفع الانجازات وأهمها، وإلا ما قهقهه فرحا وربما فخرا بذلك الشكل المدوي؟ لذا فقد مرت في مخيلتي بسرعة البرق صور العديد من الانجازات الستراتيجية التي يمكن ان تكون تلك (القهقهات المسؤولة) سببا لها وبوابة لبشرى الاعلان عنها، إذ توقعت نجاح حكومتنا الرشيدة في تحرير الموصل وتطهيرها كاملة من رجس عصابات داعش الارهابية، أو ايقاف الاستقطاعات من رواتب الموظفين والمتقاعدين، أو تعيين جميع العاطلين من خريجي المعاهد والجامعات، أو تبرع المسؤولين والسياسيين بجزء من ثرواتهم المليارية دعما للموازنة المالية، أو تقليص عدد أعضاء مجلس النواب وجعلهم ثلاثين نائبا من اجل ضغط النفقات ودعم ميزانيتنا الخاوية، أو صدور قرار بصرف مائة دولار لكل نازح او مهجر للاستمتاع بالعيد (السعيد) أو إعادة الاموال المسروقة والمهربة من الخارج أو اختيار العراق مستشارا للامين العام للامم المتحدة نظرا لعبقرية سياستنا الخارجية، أو دخول أول مسؤول أو قائد عسكري هرب من الموصل, بدل ان يواجه عصابات داعش, موسوعة غينيس للارقام القياسية كأسرع قائد هارب من ارض المعركة في التاريخ، أو العثور على ميزانية البلاد لعام 2014 بعد سنتين من اختفائها الغامض في جهة مجهولة، أو تطبيق قانون (من أين لك هذا؟) بحق السياسيين والبرلمانيين والوزراء والمسؤولين عامة، أو أن الجهات المعنية أبرمت عقودا مع شركات كورية ويابانية وصينية لإعادة إعمار المدن التي هدمها مجرمو داعش خلال فترة قياسية وفق تصاميم حضارية تنافس تصاميم المعمارية العراقية العالمية زها حديد رحمها الله، لاسيما وان الصين سبق أن أذهلت العالم بإنجازها بناء فندق مكون من (30) طابق خلال (15) يوما فقط (تماما مثل تجربتنا الفاشلة في بناء 200 مدرسة بكلفة 280 مليار دينار تركتها الشركة المنفذة مجرد هياكل حديدية ولم تنفذها منذ سنوات)، أو عبور التكتلات السياسية لخلافاتها والاتفاق على برنامج عمل وطني موحد أو منع المسؤولين من تعيين أبنائهم وأقاربهم وأعضاء أحزابهم من أنصاف الأميين في السفارات والملحقيات والدرجات الخاصة قبل اجتيازهم لامتحان الكفاءة وخوضهم المنافسات النزيهة مع الخريجين الآخرين، أو وقف الحكومة الفلندية مبادرتها القاضية بتوزيع مبلغ مقطوع بداية العام القادم لكل مواطن قدره (560) يورو شهريا والاستعاضة عنه بتطبيق تجربة حكومتنا (الملائكية) في التوزيع العادل (للنكبات)، عفوا، للثروات، أو أن الاتحاد الأوربي طلب رسميا من العراق ترؤس لجنته الاقتصادية للاستفادة من خبرات معنيينا العباقرة الذين أسهموا في بناء تجربتنا الاقتصادية (الكارثية) الراهنة التي (نجحت) بامتياز في تحويلنا الى دولة (تسولية) ونحن من أغنى الدول النفطية.
لكن ذلك المسؤول (الرفيع) انتشلني بعنف من أحلامي وتوقعاتي الرومانسية بعد انتهاء (قهقهاته) المدوية ليضعني أمام الحقيقة المأساوية، التي تتلخص بإقدام شقيقه الذي كان يشغل موقع (المدير العام  للادارة والمالية) في الدائرة نفسها التي كان يرأسها ذلك المسؤول (الرفيع) على اختلاس مبلغ (متواضع) قدره وفقا للمصادر الاعلامية (16) مليار دينار عن صفقة شراء سيارات مصفحة، في حين إدعى المسؤول (الذي كان يقهقه فرحا وربما فخرا وربما استهانة بالاخرين) بأن المبلغ بحدود (20) مليون دينار.
وفي الوقت الذي كان فيه ذلك المسؤول (الرفيع) يحاول نفي التهمة عن شقيقه عبر تهرب مخجل قائلا (هذه القضية من الفها ها هيء.. يعني مفبركة ليس لها من الصحة يعني ادنى شيء.. يعني ادنى.. يعني اي شيء ما عده من الصحة)، عاد بعد أن أحرجه محاوره ليعترف امام الرأي العام بالحقيقة المخزية قائلا: (من اثيرت هذه القضية وانا ... عملت لجنة.. اللجنة برأت.. برأت. برأت أل أل أل لجنة المشتريات.. هي مشتريات اتلث سيارات هي الحقيقة.. اتلث سيارات مصفحة وبرأته، سويت لجنة ثانية.. سويت لجنة ثانية، وهذا الشخص رئيس اللجنة هو احد اعدائه وهمين برأه، فشسويت.. ما اقتنعت بكل اللجنتين.. حلته للنزاهة وحلته بنفس الوقت الى القضاء وانتهى أأو هرب.. شسويله هرب زين).
 ولم يذكر بأن المحكمة أصدرت حكمها بـالسجن (15) عاما بحق المدان بتلك التهمة المخلة بالشرف.
 اخيرا يسأله مقدم البرنامج (هسة ما گتلي هو يقربلك لو ما يقربلك)، ويعترف ذلك المسؤول (الرفيع) والعضو في جبهة الاصلاح ضد الفساد، مؤكدا(هو شقيقي بس انا ما عينته  چان موجود يعني.. أي أي أي ما عينته اني).
ربما سيعود يوما ذلك (الفارس) الهمام في ظل قانون العفو العام ليواصل (بفروسيته) ومن هم على شاكلته نهب المزيد من المال العام... وعلى وطننا السلام.
 
                 
   

77
 
مشــــــاكسة
...............

ضريبـــــــة . . . العنـــــــــــــاق
.....................................
 
مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ................................
مثلما أدى ويؤدي الزواج الكاثوليكي الذي لا انفصام بين طرفيه، بين السياسة والفساد، في كل زمان ومكان، الى اختلال كبير في المعادلة الانسانية، مفرزا من جهة شعوبا تجوع وتتعرى وتتهجر وتتلاشى تدريجيا وهي تتعرض مرغمة، على ايدي حكامها (النزهاء الشرفاء الاتقياء الانقياء) لاستبدال رغيف خبزها المغمس بالاوجاع والمعاناة، بكم كبير من الشعارات الرومانسية والوعود الوردية  المتطايرة في المدى والتي لا يمكنها أن تلامس أرض الواقع أبدا، فإن هذا الزواج بين السياسة والفساد, لا سيما في الدول الجائعة الخانعة، أدى من جهة اخرى إلى ولادة جيل من الحيتان الخرافية الكبيرة المصابة بداء الشراهة غير القابل للعلاج من جهة، وسريع العدوى من جهة اخرى، حتى فسر فقراء الشعوب المغلوبة على أمرها سرعة انتقال عدواه، بانها الاسرع من الضوء والصوت والليزر وأنواع الاشعة المختلفة مجتمعة، والا كيف نفسر, على سبيل المثال, ان يمتلك عامل شبه معدم بعد انخراطه بالعمل السياسي عشرات المليارات في فترة قياسية من ممارسته لمهامه (الثورية)؟ وسقوط اربعين مليار دولار من صندوق تنمية العراق قبل سنوات، وتمكن ميزانيتنا السنوية لعام (2014) من حزم حقائبها ووضع (150) مليار دولار في أحد اكياس طحين الحصة التموينية وحمله على ظهرها و(الهرب) به والاختفاء في جهة مجهولة وربما في حسابات بنكية معلومة؟ و(نجاح) مسؤول آخر بتحويل اكثر من (6) مليارات دولار الى حسابه الشخصي لدى دولة مجاورة وضياع أكثر من (900)  مليار دولار هي مجموع ميزانياتنا السنوية خلال السنوات الماضية دون ان نتمكن من توفير الكهرباء المستمرة أو إقامة البنى الاساسية للانشطة الاقتصادية ولا من توفير الخدمات الاساسية و تطوير الواقع الصحي السيئ الذي يدفع أي مسؤول يصاب بوعكة صحية الى السفر إلى الخارج طلبا للعلاج مقدما بذلك شهادة (الجودة) فائقة المستوى لمؤسساتنا الصحية، يضاف إلى ذلك نجاح هذا الزواج الكاثوليكي منقطع النظير في بسط الامن والامان والاستقرار حيث لم يتمكن تنظيم داعش الارهابي الا من احتلال ثلث مساحة العراق فقط وتدميرها والاستحواذ على الثروة النفطية فيها ، ولم يفقد العراق أكثر من(1707) مواطنين بين شهيد وجريح خلال شهر آب فقط وفقا لتقرير بعثة الامم المتحدة (يونامي) جراء اعمال العنف والارهاب ، فضلا عن إرغام حكومتنا (الملائكية) على رصد الجزء الاكبر من ميزانيتنا المنهكة للجهد الامني والعسكري بدل توظيفها للجهود الخدمية، زد على ذلك الكثير الكثير من (الانجازات والنجاحات والمكاسب) الاخرى الذي حققها هذا الزواج لعموم الشعب والتي مل القارئ سماعها من كثرة ما رددتها أجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي على مسامعه، وفي مقدمتها الارتفاعات الكبيرة في اعداد ونسب الفقراء والمعدمين والعاطلين والمتسولين والمشردين والجياع والمهجرين والنازحين الذين تمثل معاناتهم ومآسيهم بالتأكيد الابناء الشرعيين لهذا الزواج غير قابل للانفصام مهما تعاقبت الايام ومهما تعمقت الفواجع والآلام ومهما تعددت الزوجات والعشيقات وفقا للمصالح والستراتيجيات.
في ضوء هذه الستراتيجيات الحيوية (المبدعة) التي حققت كل تلك الانجازات الجماهيرية  وما تزال تبحث عن المزيد لتحقيق أعلى مستويات (الرفاهية) الشعبية كان لا بد من انبثاق (معادل) جديد فريد عتيد يعيد, ليس قراءة خارطة الاحداث واعادة ترتيبها بما ينصف الفقراء والجياع والمسحوقين ووضع حد للفساد والمفسدين حسب، وانما إعادة الحقوق الى اصحابها وانتزاع الاموال المنهوبة من سراقها ومقاضاة حيتان الفساد الكبيرة عن جرائمها الخطيرة، فجاءت (ثورة) الاصلاحات التي غطت كل الساحات السياسية والشعبية والبرلمانية بأروع الشعارات (الثورية)، حتى امست الاصلاحات (الطبق) المفضل في وجباتنا اليومية يضيء بشكل خاص موائد الفقراء والمعدمين والجياع والمشردين والخريجين العاطلين في وجبات الافطار والغداء والعشاء وكلهم بانتظارما سيلده ذلك المخاض عساه سينصفهم ويضع حدا لمعاناتهم ويكمم افواه حيتان الفساد الكبيرة باجراءات ثورة الاصلاحات القديرة، ومساءلتها بجرأة صارمة وبارادة حازمة (من اين لك هذا ياهذا؟؟؟) لاسيما وان التقارير الدولية سبق أن أكدت أن ثروات عدد من مسؤولينا في البنوك الاجنبية تعد بمئات المليارات من الدولارات, ومعظم تلك الولادات بالطبع كان نتيجة حتمية لتلك الزيجة الكاثوليكية، و(بفضل) اللجان الاقتصادية لمعظم الكيانات والكتل والتشكيلات السياسية.
فقد ارعدت (الاصلاحات) وابرقت وزمجرت وهزت الاجواء بعنف وأمطرت، و(نجحت) نجاحا (تاريخيا) باهرا في ايقاف تداعي الازمة االمالية التي كانت تهدد البلاد بأوضاع كارثية من خلال استقطاعاتها (الاصلاحية) لرواتب الموظفين والمتقاعدين، وعبر الحد من سياسة التعيين, (والتسول) من البنك الدولي لقاء اشتراطات ربما تلقي بثقلها الاضافي على كاهل المعدمين.
 وتزامنا مع ادعاءات مسؤولين ماليين بعدم قدرة حكومة (الاصلاحات) مستقبلا على تأمين رواتب الموظفين والموظفات بسبب الازمة المالية وانخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية، فقد (بشرنا) مؤخرا نائب عن اللجنة المالية في البرلمان أن الحكومة تعتزم فرض ضرائب جديدة تشمل قطاع الكهرباء, خلال الفترة المقبلة، في وقت اجتاحت فيه بغداد وعدة مدن مظاهرات غاضبة منذ نحو عام تنديداً بــ (تقصير) عمل قطاع الكهرباء والذي تسبب بهدر كبير للطاقة فضلا عن الانقطاع المستمر ولساعات طويلة في التيار الكهربائي على الرغم من عشرات المليارات التي انفقت على هذا القطاع وربما ذهب معظمها لجيوب الفاسدين.
وهكذا حاول ويحاول البعض (تدجين) ستراتيجية (الاصلاحات) المثيرة بحيث تبقى الجماهير الفقيرة تدفع فواتير فساد الحيتان الكبيرة، ومن يدري، ربما تتمخض (الاصلاحات) بعد ضريبة الكهرباء لتلد ضرائب اخرى على الماء والهواء، وعلى الخطوبة والزواج والطلاق وعلى عدد قبلاتنا للاصدقاء وعلى عدد مرات عناقنا سواءا للازواج وللزوجات أم للاحباء وللحبيبات وعلى عدد خطواتنا اليومية وعلى عدد زياراتنا للمولات التجارية وعلى عدد مكالماتنا الهاتفية وعلى عدد ساعات استخداماتنا اليومية لمواقع التواصل الاجتماعية وعلى عدد مشاحناتنا الزوجية لمعالجة الازمة المالية. 
 
 
 

78
مشــــاكسة
.............

ويكيلكيـــس... وحـــــرب الكلينيكـــــس
.............................................
  مال اللــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
...............................
شغلت قضية الطفل (مصطفــى وجــــدان)، النازح المتهم بسرقة علب (الكلينيكــس)، اهتمامات الرأي العام واشعلت مواقع التواصل الاجتماعي باوسع تعليقات الشجب والادانة والاستنكار تجاه الحكم (الــذي اوقـــف تنفيـــذه) بحبسه لمدة سنة، حيث رأوا فيه اجحافا وقسوة غير مبررين تجاه (جريمـــة) لا تتعدى سرقة  بعض علب (الكليينيكــس) لاسيما وان وثائق هذه الجريمة (الكبـــرى) وفضائحها لم ترد على موقع (ويكيلكيـــس)، مقارنة بجرائم حيتان الفساد الكبيرة التي سرقت المليارات ووردت اسماء بعضها ضمن وثائق (ويكيلكيـــس) وفضائحه، وهي ما تزال حرة طليقة، تواصل  نهبها للمال العام أينما أمكنها ذلك مستظلة بحمايات وحصانات مختلفة دون ان يجرؤ القضاء على الاقتراب منها، في وقت اكد فيه رئيس استئناف المثنى القاضي طالب حربي، أن (الحكم ابتدائي غير نهائي وقابل للطعن الوجوبي كونه حدثاً)، وقد افرج عنه لاحقا.
ولعل في مقدمة اسباب الاهتمام الكبير  بقضية هذا الطفل (الحـــدث) ابن الثانية عشرة الذي نزح من الانبار بصحبة عائلته  بسبب اشتعال جبهات القتال ضد تنظيم داعش الارهابي تنطلق من اعتبارات إنسانية كونه لم يقدم على فعل (الســرقة) مخيرا وانما مضطرا، لتوفير أبسط احتياجات الحياة اليومية لعائلته النازحة  عبر بيعه علب (الكلينيكـــس) في التقاطعات المرورية بدل ان يستمتع بطفولته كبقية اقرانه، في وقت ندرك فيه جميعا قسوة الاوضاع المأساوية لاكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون من المهجرين والنازحين قسرا الذين يعيشون في الخيام والكرفانات وبعضهم يفترش الارض في صيف لاهب تخطت درجات الحرارة فيه نصف الطريق الى درجة الغليان وأدت إلى موت الكثير من الاطفال وانتحار الكبار، مما يلقي بالجزء الاكبر من المسؤولية على عاتق الجهات الحكومية المعنية بـرعاية العوائل النازحة والمهجرة قسرا وتوفير احتياجاتها الاساسية لضمان عدم اضطرار هذا الطفل وامثاله الى امتهان طفولتهم الغضة بممارسة مثل هذه الاعمال التي ستلقي بالكثير منهم شئنا ام ابينا في هوة الانحرافات المختلفة فضلا عن تعرضهم، ولاسيما المتسولين والمتسولات منهم لمختلف الانتهاكات الاخلاقية.
وبعيدا عن التشكيك في نزاهة القضاء الذي لم يصدر حكمه بالتأكيد الا وفقا للقوانين والتشريعات النافذة ليكون رادعا سواء لهذا الحدث أم لسواه، بيد أن التساؤل الكبير الذي يقف وراء هذا التنديد الواسع من قبل الرأي العام بالحكم الصادر بحقه هو (ايــن الجانـــب الانســـاني فــي الحكــم) لاسيما ان القاضي قد اطلع بالتأكيد على وضعه الاجتماعي ومعاناة اسرته المهجرة، ومن ثم أين هي (ســـتراتيجية) الاصلاح تجاه الاطفال والاحداث؟
إزاء تفاعلات هذه القضية واختلافات وجهات النظر حولها من الناحيتين القانونية والانسانية، تنثال في الذاكرة احداث قصة مماثلة سبق أن وقعت في نيويورك  في زمن قاضي المدينة آنذاك (لاجارديـــا) الذي كان مشهودا له بالحزم والعدل والإنسانية أيضاً.
فقد وقف ذات يوم أمامه في قاعة المحكمة رجل عجوز اُلقي القبض عليه وهو يسرق رغيف خبز، وكان الرجل يرتجف خوفاً وهلعا وهو يؤكد للقاضي والخجل يكاد ان يكتم انفاسه والدمع يترقرق في عينيه بأنه ماأضطر لسرقة رغيف الخبز، الا بعد أن أحس بأنه سيموت جوعاً.
 قال له ذلك القاضي العادل والصارم:
(أنــت تعتــرف اذا بأنـــك ســرقت، وأنــا وفقـــا للقانـــون أعاقبــك بغرامــة قـــدرها  10  دولارات)، ساد المحكمة صمت مليء بالدهشة،   قطعه القاضي بأن أخرج من جيبه 10 دولارات أودعها فى خزينة المحكمة متبرعا بقيمة الغرامة جامعا فى ذلك بين العدل والرحمة، ثم خاطب الحاضرين قائلا:  (هــذه العشــرة دولارات لا تكفـــي بــل لابــد أن يدفــع كــل منكــم 10 دولارات لأنــه يعيــش فــى بلـــدة يجــوع فيهــا رجـــل عجـــوز ويضطـــر أن يســرق رغيـــف خبـــز ليأكـــل دون ان يشــعر بجوعـــه احد منكـــم) وخلع القاضي قبعته وأعطاها لحاجب المحكمة الذي مر بها على الحاضرين جامعا غراماتهم التى دفعوها عن طيب خاطر حيث بلغت (480) دولارا  أعطاهم الحاكم للعجوز مع وثيقة اعتذار من المحكمة، مؤكدا بتصرفه ذاك ان الرحمة في الحالات الانسانية يجب ان تواكب العدل.
 الى ذلك، وفي الوقت الذي نشيد فيه بنزاهة القضاء وموضوعيته وعدالته، سواء في هذه القضية التي ما تزال مثيرة للجدل في أوساط الرأي العام، أم في سواها، وسرعة حسمه للقضايا المصيرية، لاسيما   قضية السيد رئيس البرلمان جراء اتهامات السيد وزير الدفاع له بالفساد،  والتي قد تدخل موسوعة غينيس للارقام القياسية نظرا لسرعة حسمها وخلال جلسة واحدة لم تستغرق عملية استجواب المتهم واعلان براءته فيها الا قرابة الساعتين، وربما أقل، وكم كان بودنا ان تكون أجهزتنا القضائية (لاســيما الادعـــاء العـــام) بعدالتها ونزاهتها وموضوعيتها بهذه السرعة الفلكية في جميع القضايا المتعلقة بالمصالح العامة، لاسيما تجاه الفاسدين من سراق المال العام، ومنها ضياع مبلغ (150) مليار دولار  يمثل ميزانية العراق لعام 2014 واختفائه في جهة مجهولة وربما في حسابات بنكية مجهولة دون ان يترك وراءه اذونات صرف وايصالات بالحسابات الختامية، وكذلك التحقيق مع  نائب برلماني اعترف على الهواء مباشرة وامام عدسات الفضائيات بتسلمه ملايين الدولارات كرشوة لقاء إغلاقه إحدى القضايا التحقيقية المعروضة على لجنة النزاهة  البرلمانية، مؤكدا ومتباهيا، وربما متحديا القضاء وكل هيئات النزاهة وتشكيلاتها (إي واللـــه، بشــرفي أخـــذت (رشـــوة)، لقـــد أعطونـــي رشـــوة لكــي أغلـــق ملفــــا، وأخـــذت الرشـــوة، وكانــت بضعـــة ملاييــن مـــن الدولارات لكنــي لــم اغلـــق الملـــف)، كما كان بودنا ان تكون الجهات المعنية تدقيقية وتحقيقية ونزاهية وقضائية وادعاء عاماً بحرصها نفسه وسرعتها ذاتها وموضوعيتها عينها في إصدار حكمها على الطفل سارق (الكلينيكــــس) وان تقاضي وتصدر احكامها بحق المسؤولين عن كارثة سقوط الموصل التي قادت إلى احتلال وتهديم  ثلث البلاد وشردت ثلاثة ملايين ونصف المليون مواطن، وكذلك الحيلولة دون هروب 6 وزراء و53 مسؤولا رفيعا من الفاسدين خارج العراق واستعادة الاموال المسروقة منهم، والتحقيق في ادعاءات قيام ابن مسؤول رفيع بتهريب مليار ونصف المليار دولار الى دولة عربية، ومحاولة بعض المسؤولين بيع بعض معامل الدولة ومصانعها ربما لقاء نسب وعمولات مجزية بدل تنشيط الاقتصاد ببناء المزيد من المصانع والمعامل لاستيعاب الايدي العاملة، وسرعة حسم قضايا الموقوفين ربما منذ سنوات دون أن تحسم قضاياهم والحكم على المدانين واطلاق سراح الأبرياء منهم، وغير ذلك من قضايا الفساد التي أدت إلى غرق البلاد في لجة الازمة المالية الخانقة.
ليت القضاء يحسم كل هذه القضايا بالنزاهة والصرامة والجدية والموضوعية نفسها التي حسم بها قضية (الكلينيكـــس)   قبل ان ينقل فضائحها موقع (ويكيليكـــس).
 
 

79
أجئــــت تعانقنــي وتعتــــــــذر ؟
.....................................

مال اللـــه فــــــرج
Malalah_faraj@yah00.com
............................
أجئــــت تعانقنــــــــــي
تصالحنــي ............
وتعتـــــذرُ.............؟
بعــــد ان جعلـــــــــــت
الكثيـــر ممــــا بيننــــا
بغيرتــــــك الحمقـــــاء
ينكســـــرُ.............؟
أم جئـــــت تجهــــــــزُ
بالفــــــــراق علـــــي
وتهاجـــرُ...........؟
قُلهـــــا..............
لا تـــــداري قلقــــك
ولاتتــــردد..........
ايهـــــا المسافـــــــرُ
ولا تحـــاول ايهامــي
بانــك قـــد لا ترحــــلُ
وربمـــا...............
لــن ياخــذك منــــي
الســـــفرُ............
فانــا كمــا عرفتنــي
مرهفــــــة...........
وقد ارى مــا لا تبصـرُ
وأكــــــاد المحهمـــــا
يطـلان من جيبـــــــك
جــــوازك والتذاكــــرُ
وانـت ايهــا المكـابرُ
مــــا زلـــت ........
تحاولُ ان تُعلقنــــي
بخيــــــط رفيـــــــع
مـــــن الســــــراب
وتبــــــررُ..........
لا تتهــــــم الاقـــدار
ولا الظـــــــــــروف
بهجرتـــك .........
فمتـــــى حضـــــرت
الارادةُ...............
انسحبت الظــــروفُ
وتقهقـــر القــــــــدرُ
ولا تُوهمنـــي.......
ان الفـــــراق........
لـــــن يــــــــــــــدوم
ولن يطــول الــــسفرُ
الاف قبلك وعـــــدوا
بالعــــودة ســــــريعا
وما حضـــروا.......
باي مشاعر ملتاعـــة
تودعـــــك الــــــروحُ؟
والقـــــلبُ............
من هــول الصدمــــة
ينفطــــرُ.............
أأقـــــول وداعــــــــا
أم أخـــــدع..........
النفـــس العليلـــــــة
واهمـــس............
الــــــى اللقــــــــــــاء
أيها البـــدرُ المهاجــرُ
وأنـــــا  موقنــــــــــة
ان لا لقـــاء سيجمعنا
الا اذا شــــــــــــــــاء
القــــــدرُ..............
اذهـــــب..............
رعـــــــاك اللــــــــــه
فـــــــي غربتــــــــــك
وســــابقى ...........
ما عشت من السنين
اتلهــــف لاطلالتــــك
وانتظـــــرُ............
ســــأصلي..........
لعـــــــل الــــــــــــرب
يمــــــــن علينـــــــــا
بلقاء عابــر للحظات
اعانقــــــك فيهـــــــا
ثــــــــم احتضــــــــرُ
.........................................
 

 
 

80
مشــــاكسة
...............
جمهوريـــــــة ..... (افلاســـــــيون)
........................
مال اللـــه فــرج 
Malalah_faraj@yahoo.com
  ..............................
عندما حلم افلاطون بإقامة مدينته الفاضلة على أسس مثالية من الحريات والحقوق والقانون والعدالة حد الثمالة، قبل اكثر من (2300) سنة، لم تكن اليونان في ذلك الزمن الغابر المكتظ بالفلاسفة والمفكرين النوادر، وفي تلك الايام المميزة بالأمان والاستقرار والسلام، من عام (380 قبل الميلاد) قد عرفت الثروة النفطية، ولا الرشى والسياسة (اللفطيـــة)، ولا جولات التراخيص المشبوهة والحصص والعمولات ولا بيع الاوطان بأبخس الاثمان، حيث لم يكن ساحرالاكوان، (الــــدولار)، قد ولد بعد ليمسك بناصية الزمان وليهز نزاهة الانسان ويتحكم بقرارات السياسيين والحكام و يرسم اتجاهات وقناعات وقرارات القضاء والبرلمان في أي دولة من ذلك الزمان، لذلك كان مصير (جمهوريــــة افلاطـــــون) الخيبة والخذلان، وبقيت مدينته الفاضلة منذ قرابة ثلاثة آلاف سنة، مشروعا معلقا على ذاكرة الاكوان يقاوم عواصف النسيان، حتى شاء الزمان وبعد (2396) عاما من وضع افلاطون اُسس جمهوريته العتيدة، أن تنبثق منظومة حكم جديدة، قادرة على تحقيق تلك الاحلام الإنسانية المجيدة بطريقة فريدة، لتولد بدل (جمهوريــة افلاطـــون ، جمهوريـــة افلاســــيون)، معلنة عن أعمق مآسي (الافــــلاس) القاتلة، في بلاد تمسك بين يديها قوة اقتصادية هائلة، ممثلة برابع احتياطي نفطي في العالم.     ففي الوقت الذي بلغ فيه مجموع ميزانياتنا السنوية للاعوام (2003- 2015) قرابة (911) مليار دولار كانت كافية لبناء (دول فاضلـــة) وليس دولة أو مدينة فاضلة واحدة، (بشــــرنا) السيد محافظ البنك المركزي قبل ايام، بأن (ايراداتنـــا النفطيـــة غيــــر قـــادرة علـــى تغطيــة رواتــب موظفـــي الدولــــة) في وقت لم تستطع فيه ميزانياتنا السنوية الضخمة التي ارتفعت من (14) مليار دولار عام (2003) لتمسي في عام (2014)، أضخم ميزانية في تاريخنا الوطني أذهلت بضخامتها الاعداء قبل الاصدقاء حيث بلغت (150) مليار دولار، ان تبني لنا ولو (قريـــة فاضلـــــة)، وهذا ما دعا تلك الميزانية الفلكية ان تتوارى عن الانظار خجلا، نظرا لفشلها الذريع واحباطها المريع، وان تختفي على أيدي (فرســـان) الحكم (المخلصيــــن) في جهة مجهولة دون أن تترك وراءها حتى ايصالات الحسابات الختامية لمصاريفها السنوية، ولتكون بحق أول ظاهرة (فلكيــــة) ربما تدخلنا موسوعة غينيس للأرقام القياسية باختفائها العجيب، وبحالة الصمت المريب، تجاه ذلك (الانجـــاز الوطنـــي) الغريب.
يا سادة يا كرام، في الوقت الذي بلغ فيه مجموع مبالغ ميزانياتنا السنوية خلال السنوات الماضية ارقاما خيالية، بيد ان تلك المبالغ الفلكية كما يبدو قد افقدتنا توازننا وصادرت منا حكمة تصرفنا وأضاعت من أقدامنا خطوط سيرها وأفسدت بوصلة اتجاهاتنا، ودفعتنا كحال الطفل المشاكس، للسير في الاتجاه المعاكس، لذلك، وبفضل (حكمـــة) بعض سياسيينا وحكامنا وبرلمانيينا ومسؤولينا، فقد (نجحنــــا) بشكل مثير ومنقطع النظير في قلب المعادلة (الطرديـــة) التي تحكم منذ قديم الزمان العلاقة الجدلية بين الموارد المالية والاوضاع الانسانية القائمة على اساس (كلمــا زادت المـــوارد ازدادت رفاهيـــة الانســـان), وحولناها باقتدار يعجز عن فهمه الصغار والكبار، الى معادلة (عكســية) مفادها (كلمــا زادت المـــوارد الماليـــة إزدادت معهــا المعانـــاة والاوجــاع والكـــوارث والمآســـي الانســانية)، وهذا ما يفسر فشلنا في توظيف (911) مليار دولار ليس في بناء (مدينـــة فاضلـــة) بل اننا فشلنا في بناء (قريـــة واحـــدة فاضلـــة)، وعلى العكس من ذلك، فقد (نجحنــا) عبر جرائم التهجير والنزوح جراء الاعمال الارهابية الجبانة في مضاعفة أعداد المخيمات البائسة والجموع اليائسة وسكان أكواخ الطين والصفيح بسبب غول الفساد السياسي الذي نجح في مد أذرعه واصابعه الى كل مكان لينتج اجيالا جديدة من الفساد والفاسدين وليلتهم بشراهة حقوق المواطنين، لاسيما الفقراء والمعدمين وما كوكبة الاطفال الشهداء في حريق مستشفى اليرموك الا شهادة العار بوجوه كل الفاسدين من بين السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين الى يوم الدين.
 الى ذلك فان من بين (انجــازات حكوماتنــا الثوريـــة) في بناء (الدولـــة النموذجيـــة) عبر(توظيـــف) مواردنا وعائداتنا النفطية و(تنشــيط) حيوية فعالياتنا الاقتصادية و(توســيع) رقعة مساحاتنا الزراعية، ودعم النشاط الخاص والارتقاء بالفعاليات الاستثمارية والسياحية، وتنويع مصادر الدخل الوطني، غياب الخدمات وانقطاعات التيار الكهربائي وتردي الخدمات الصحية والبلدية والتعليمية وفرض الرسوم والضرائب والاستقطاعات المالية من رواتب الموظفين والمتقاعدين والعجز عن استرداد الاموال الوطنية المسروقة من الفاسدين، وتجاوز أعداد النازحين والمهجرين ثلاثة ملايين ونصف المليون انسان، وتجاوز أعداد اليتامى وفقا للمنظمة الدولية الاربعة ملايين، وتجاوز عدد الارامل الثلاثة ملايين وتجاوز البطالة نسبة (11%) و(إصـــرار) ستة ملايين مواطن على العيش (برفاهيـــة مفرطــــة) تحت خط الفقر اللعين، وتواصل العنف وإرهاب الدواعش المجرمين في حصد ارواح الابرياء المدنيين، في وقت ما نزال فيه ضحايا لخلافات السياسيين ولحروب الاتهامات بين المسؤولين والبرلمانيين وما يزال فيه الفاسدون يسرحون ويمرحون يسارا ويمين, دافعين البلاد للغرق في بحر الإفلاس اللعين لنمسي مسخرة للآخرين، فبعد ان كانت بلادنا صاحبة مئات المليارات أمست (بهمـــة) الفاسدين تستجدي الملايين، وبعد ان كانت من الواهبين وهي تمد يدها لمساعدة الآخرين، أمست تمد أيديها متسولة, بمذلة, المساعدات من الآخرين، كأي متسول يتوسل الذاهبين والقادمين (للـــه يامحســنين).
 حسبي الله على المسؤولين الفاسدين، الذين بدل أن يجعلوا من دولتنا بمثاليتها وقيمها وثرواتها أشبه بـ( جمهوريـــة افلاطـــون)، سرقوها ونهبوها وجعلوها (جمهوريــــة افلاســــيون). 
     

81
 
مشــــاكسة
............

شـــليلة. . . وضايـــع راســــــها
.....................................
  مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ................................
ما تعيشه بلادنا اليوم بفعل التناقضات والصراعات والخلافات والمعارك السياسية، وفوضى انتشار السلاح واستخدامه، وتضاد المواقف وانفلات الميليشيات وتعدد مراكز القوى والاختراقات الامنية، ومظلات الحماية والحصانات السياسية للأشخاص والأجهزة الفسادية، والصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لدرجة تبادلهما الاتهامات والتهديدات وحرب تكذيب إحداهما لمواقف الاخرى، في وقت تخوض فيه البلاد واحدة من أخطر المعارك المصيرية وأشرسها ضد أعتى تنظيم إرهابي دموي لا أخلاقي يستهدف ابتلاعها وسبي العباد ونهب الثروات وتهديم كل المرافق والمؤسسات واعادتنا إلى زمن الاستعباد والهمجية والابادة الجماعية، كل ذلك ما كان ليحدث لولا الفساد السياسي الذي نجح في عقد قرانه على العديد من الاجهزة والمؤسسات السلطوية والبرلمانية،  متناسلا بسرعة صاروخية منجبا أجيالا فسادية اسطورية مدت أذرعها الاخطبوطية الى مختلف المرافق الخدمية والانتاجية والسياسية والاجتماعية ولم تسلم من شراهتها ولصوصيتها واستحواذاتها وسرقاتها واختلاساتها حتى  مخصصات الرعاية الاجتماعية، مما دفع بالبلاد الى فوضى حقيقية ، تكاد فيها السلطة التنفيذية أن تصبح غير قادرة على الامساك بزمام القضايا الستراتيجية، فضاع الخيط والعصفور بين تراجع المباح وتمدد المحظور.
وليس أدل على خطورة الفوضى التي أوقع فيها الفساد السياسي البلاد من سقوط الموصل وبقية المدن والمحافظات وخواء الميزانية والانهيارات الأمنية وأعمال التخريب التي طالت حتى المؤسسات الصحية واشتعال حرب الاتهامات الفسادية بين السلطتين التشريعية والقضائية وعزوف المسؤولين عن تنفيذ الأوامر الرسمية وفوضى قرارات السلطة القضائية واتساع حجم الازمة المالية وظاهرة المشاريع الوهمية، وضياع (600) مليار دولار كانت كافية لتغطية ميزانية الدولة لخمس سنوات دون الحاجة لتصدير برميل نفط واحد، لا احد يعلم اين  ذهبت وكيف صرفت وفي أي جيوب أو حسابات استقرت، لعدم وجود ايصالات صرف اصولية وفقا لمصادر برلمانية، وتحويل بعض الوزارات والمؤسسات الرسمية إلى أملاك شبه عائلية واستغلال المسؤولين للعقارات الحكومية وبذخهم الاسطوري في ترميمها من الاموال العامة حيث بلغت كلفة ترميم (قصر السندباد), على سبيل مثال, الذي شغله احد المسؤولين (668) مليون دينار، وهذا المبلغ لوحده يمثل مجموع الرواتب التقاعدية الشهرية لــ(2672) متقاعدا راتب كل منهم (250) الف دينار، هذا الى جانب تصاعد وتائر الجريمة والاستهدافات الشخصية.
فعلى سبيل المثال، انفجرت بقوة ثورة الاعجاب والتقدير والأجلال والاعتزاز بالاجهزة القضائية التي جسدت مصداقيتها وحيويتها ونزاهتها وحسمها للقضايا (المصيرية) بسرعة صاروخية فاقت سرعة الصوت والضوء معا، وسرعة اختفاء الميزانية السنوية لعام 2014 وسرعة اختفاء نتائج التقرير النهائي حول المتهمين بكارثة سقوط الموصل، حين حسمت قضية السيد رئيس البرلمان الذي لم يكن بحاجة لاكثر من ساعتين فقط بين طلبه (بفروسية نادرة) من البرلمان رفع الحصانة عنه ومثوله امام القضاء واعلان براءته، في حين يقبع الآلاف من المتهمين في السجون والمعتقلات لاكثر من عام، وفقا لتقارير منظمة العفو الدولية، دون محاكمة تحسم براءتهم من ادانتهم،  فضلا عن ما كشفته تقارير حقوقية عن مقتل  (800) معتقل ونزيل بالسجون داخل زنازينهم على ايدي الميليشيات، أو اختفائهم في ظروف غامضة ومن ثم العثور على جثثهم في مكبات النفايات أو الساحات العامة منذ العام الماضي، دون ان يتمكن  قضاؤنا السريع (الخطريف) من ان يقول كلمته بالسرعة ذاتها التي حسم بها قضية السيد الجبوري.
 اما على صعيد (الاستقرار الامني) المجيد الفريد فقد سجل يوم واحد فقط سقوط (32) مواطناً بين شهيد ومصاب وفقاً للحالات المعلنة في وسائل الاعلام وربما يكون الرقم الحقيقي أكبر من هذا بكثير، في وقت أعلنت فيه بعثة الامم المتحدة (يونامي) عن سقوط (1966) شهيداً مدنياً خلال تموز الماضي فقط، ولو استمر معدل هذا القتل (غير الرحيم) على ما هو عليه فإننا سنخسر خلال سنة واحدة (23592) شهيدا عدا الجرحى والمصابين (بفضل) ستراتيجيتنا الامنية الساحقة الماحقة منقطعة النظير التي اذهلت الصغير وأدهشت الكبير.
 وبفضل هذا (الاستقرار السياسي) فإننا ربما نكون قد اصبحنا وتجسيدا لنهجنا الديمقراطي و(لحرية) اتخاذ القرار أول دولة عبر التاريخ بامكان اي مسؤول فيها ان يعلن استقالته على الهواء ازاء الازمات الصعبة (لامتصاص) النقمة الجماهيرية، ومن ثم يعدل عنها عندما يحلو له، كما حدث بالنسبة لفاجعة احتراق الاطفال الخدج حديثي الولادة في مستشفى اليرموك الذي اودى بحياة (13) رضيعا حرقا، لاسيما وان التحقيقات التي أجرتها لجنة مختصة، اثبتت وجود تعمد في إشعال الحريق، واستنتج التحقيق من أن (نتائج فحص المبرزات للحريق تؤيد وجود آثار مادة بترولية (البنزين)، وهي مادة مسرعة للحريق عليه فإن سبب الحريق هو بفعل فاعل، وليس تماسا كهربائيا)، فاذا كانت مثل هذه الجرائم الدموية باستطاعتها اختراق كل التحوطات الامنية لتختطف ارواح الرضع فأي فوضى بتنا نتقلب على نيران (رفاهيتها)؟
اما على صعيد الحرب المشتعلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، فقد بادر وزير الدفاع إلى شن هجوم ماحق صاعق عبر صفحته الشخصية على موقع (فيسبوك)، بنشره تسجيلاً مصوراً يفيد بوجود مخطط لاغتياله، مؤكداً أن نائبة برلمانية  تقف وراء تلك المحاولة، في حين رد رئيس البرلمان عبر مكتبه الاعلامي ببيان مؤكدا فيه عزمه على إقامة دعوى قضائية ضد وزير الدفاع وضد ضباط كبار في الوزارة على خلفية التسجيل المصور الذي نشره السيد العبيدي وتضمن اعترافات لشاهد وجه تهماً للسيد الجبوري وعدد من المسؤولين، مشددا على أن الشريط مليء بالاكاذيب والافتراءات.
  في حمى هذه الفوضى الضاربة اطنابها في كل الاتجاهات رفض قائممقام الفلوجة المقال تسليم منصبه لبديله الجديد مبررا تمسكه بالمنصب بحصوله عليه منتخباً ولن يتركه الا بقرار قضائي.
 لقد بتنا نعيش في فوضى شاملة عارمة بفعل الفساد السياسي وتعدد مراكز القوى وتبعثر مصادر القرار وغياب الموقف الوطني حتى أمست اوضاعنا الفوضوية أشبه بــ(شليلة وضايع راسها) ذلك لان مسؤولينا (واحد يجر بالعرض.. او واحد يجر بالطول) فمتى سيتفقون يا بهلول على ان يجروا جميعا اما بالعرض ام بالطول؟   
 
 

82
أدب / أبحــــث عنـــــك
« في: 22:40 07/08/2016  »
أبحــــث عنـــــك 
...................
مال اللـــه فــــــــــرج
Malalah_faraj @yahoo.com
..........................

فــي كـــل .........
صباحاتــي ........
اشــــعل شـــــمعة
لك ................
واتلـــو صلاتــــي
داعيــــة الـــــرب
ان يوفقــك ابـــدا
فـــي تضرعاتــي
ثـــــــــم اقلــــــب
 صفحــات .........
صديقتي العتيــــدة
باحثــــة عنــــأـــك
بيـــــن ســــطور
الجريــدة ........
عـــــن بســــــمة
عــــن همســــــة
عــــن كلمـــــــة
حـــب ..........
نسيتها .........
بيـــــن ســـطور
مقـــال ........
او بيــن ابيــات
قصيــدة ......
يملؤني الحبـور
ابتسم بســـرور
وانــا ..........
اوهـــم نفــسي
بانــك .........
تهمــــس لـــي
مـــــــــن وراء
الســـطور .........
تعالـــي ..........
اطفئـي نيـــــــران
الاشـتياق .......
فقــــد التهمنــــي
الاحتـــراق .......
لكنـــك ...........
ايهــا الشرقــــــي
المكابـــــر.......
تفضــــل ........
المــوت صمتــــا
علــى ان تكــــون
المبـــادر.......
وبيــن الصمــت
والمكابــرة .....
أراك يا حبيبـــي
متأرجحــا .....
بيــــن التـــــردد
والمغامــــرة ....
وانــا الضحيــــة
العاشـــــقة .....
التـــي صلبتنـــي
علـــى خشـــــبة
الانتظــــار.......
ما زلت  أســـيرة
لهفـة تؤرقنــي
تلتهمنــي ......
ليـــــل نهـــــــار
ومــا زلــت أبــدأ
كــل صباحاتـــي
الجديـــدة .......
 أبحــــــث عنــــك
بيـــن ســـــــطور
الجريــــدة .......
.................


83
مشــــــاكسة
.............
صفعـــة ســـــــياسية

  مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ......................

ربما يراها البعض صفعة سياسية (قويــــة)، وربما يراها آخرون(عنيفــة) وقد يفسرها بعض آخر، ببادرة سلبية لاتنم عن الثقة، تلك التي وجهتها الولايات المتحدة مؤخرا إلى حكومتنا بغطاء دبلوماسي بعد نحو اسبوع من اختتام اعمال مؤتمرالدول المانحة الذي ضيفته واشنطن في العشرين من تموز بولاية ميريلاند والذي تمخض عن جمع (مليــار ومائتــي مليــون دولار) لمساعدة  بلادنا في ظل الظروف المالية الصعبة التي تواجهها جراء تهاوي اسعار النفط من جهة، وشراهة غول الفساد الذي التهم اكثر من الف مليار دولار (وفــق مصـــدر فـــي النزاهــــ ة) من جهة اخرى.
فقد أعلنت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدث باسمها(جــون كيربــي) ان (هــذه المســاعدات ســوف لـــن تســلم لا الــى الحكومـــة الاتحاديـــة فــي بغـــداد، ولا الـــى حكومــة إقليــم كوردســتان فــي أربيـــل، (رغــم ان حكومــة الاقليــم لاعلاقــة لهــا بالمؤتمــر لعـــدم مشــاركتها فــي اعمالـــه)، بـــل ســـتسلم الـــى الامـــم المتحـــدة، وســيتم توزيعهـــا مــن قبـــل وكـــالات الاغاثـــة والمنظمــات الانســانية).
هذه الصفعة الدبلوماسية، بدلالاتها الواضحة، تزامنت مع تأكيدات لعضو  لجنة النزاهة النيابية (عـــادل نـــوري)، أن نحو 1000 مليار دولار أهدرت بسبب الفساد في العراق بعد عام 2003، مبينا (ان هنــاك اكثـــر مــن 600 مليــار دولار ليــس لهــــا وصــولات ومبالــغ أخــرى ضــاعت فــي عقـــود فســاد وهميـــة ومشــاريع متلكئــة فيهــا خروقــــات ومخالفـــات) وان(الفســاد اســتشرى فــي الســلطات التشــريعية والتنفيذيــة والقضائيـــة)،  مؤكدا ان (احــدا لـــن يســتطيع إحصـــاء المبالــغ التـــي أهـــدرت جـــراء عمليـــات الفســاد منــذ تأســيس العمليــة السياســية بعـــد 2003 ).
 وعلى الصعيد نفسه، كان رئيس الكتلة النيابية لائتلاف دولة القانون، علي الأديب، قد فجر مفاجأة مدوية في تصريح صحفي اكد فيه(ان أغلــب الكتــل الســياسية متورطــة بالفســـاد فــي العـــراق).
 من جانبه، فجر ممثل ديالى في هيئة الحشد الشعبي، (عـــدي الخـــدران) هو الآخر، قنبلة تحذيرية خطيرة، كاشفا عن وجود عمليات فساد كبيرة في نقطة الصفرة الكمركية على الطريق بين بغداد – كركوك يسيطر عليها قادة امنيون وجهات متنفذة، وفيما بيّن أن المبالغ المتوقعة من النقطة تصل الى نحو 400 مليار دينار لم تتسلمها الحكومتان المحلية والاتحادية، اكد أن النقطة تؤجر في الساعة الواحدة بمبلغ 30 الف دولار، موضحا أن (الواردات اليومية لهذه النقطة تبلغ 200 مليون دينار  ولم تتسلم الحكومة المركزية او حكومة ديالى اي مبلغ مالي منها)،  وان (الكشف التخميني من وزارة التخطيط لهذه النقطة للربع الاول من عام 2016 بلغ385 مليار دينار، تكون حصة محافظة ديالى منه 13 مليار دينار وهذا المبلغ يكفي لبناء اكثر من 13 مدرسة بسعة 18 صف مع ملحقاته).
بيد أن الادهى والأمر، بل الاخطر والأشر، تأكيده أن (عمليات الفساد سهلت عملياعبور العناصر الارهابية، خاصه وان السيارة تعبر بدون تفتيش بمبلغ 1000 دولار مما يسهل عبور المواد المتفجرة من C4 وTNT)، وقد تم مؤخرا(عبور شحنة تحمل 6000 جهاز موبايل حديث من النقطة والتي كان من المقرر ان يكون مبلغ الكمرك المستحصل عنها يصل الى 500 مليون دينار لكن تم عبورها بمبلغ 1000 دولار من دون تفتيش)، مبينا أن (النقطة تم تأجيرها بـ200 ألف دولار شهريا لبعض موظفي الكمرك، فيما تؤجر بـ 30 الف دولار للساعة الواحدة).
 في ضوء ما تقدم ، ولو افترضنا ان هذه النقطة الكمركية الحيوية تعمل عشر ساعات يوميا فان معدل مبالغ جبايتها سيكون (300000) ثلاثمائة الف دولار يوميا وهذا المبلغ يفوق بنسبة 50 % مقدار المبلغ الذي تتسلمه الجهات الحكومية المعنية من ايجارها الشهري، فإلى أي مسؤول، سواء عبر أبنائه أم اقاربه، تم ايجارها؟ بيد ان الامر والاخطر، هل من حق بعض الاغبياء في الجهات المعنية ان يتساءل بعد الآن عند وقوع كوارث المفخخات من أين عبرت وكيف جاءت؟ وكيف اخترقت هذه المفخخات نقاط السيطرات المختلفة؟ ان كان بامكان اي شاحنة اجتياز مثل هذه النقطة بدون تفتيش لقاء (1000) دولار فقط كما حدث لشاحنة الموبايلات التي أشار اليها (الخدران) والتي ربما تكون شحنة الموبايلات التي حملتها غطاء تمويهيا لشحنة متفجرات تحتها.
يبدو ان زواج البعض من المؤسسة السياسية بمواقع من مؤسسة الحكم في العراق والذي أنجب مولودا هجينا مصابا بشراهة مرضية وشهية فائقة وغير مسبوقة، لالتهام اي شيء وكل شيء، اسمه (الفساد)، لم يكن كما توقع وما زال يتوهم الكثيرون زواجا تقليديا يمكن ان تنفصم عراه، لكنه كان، وكما اثبتت الاحداث، زواجا كاثوليكيا غير قابل للطلاق او للانفصام او للانفصال،  حيث أنجب، وما يزال، اجيالا جديدة من الفساد بجينات متطورة تتيح لحاملها التهام اي شيء وكل شيء، بشراهة غير طبيعية وبسرعة قياسية،وهذا ما دعا واشنطن لتوجيه صفعتها الدبلوماسية التي أشرنا اليها، فهل سيدرك اولو الامر فحوى الرسالة ويبادرون إلى اجراءات حقيقية لاقتلاع الفساد من جذوره قبل ان يغرق بلادنا بالديون ويضعها في المزاد العلني؟ أم ان الاغطية والحصانات والمصالح السياسية ستلعب دورها كالعادة ليكتفي المعنيون باصطياد الاسماك الصغيرة وعدم الاقتراب من حيتان الفساد الكبيرة، تاركين البلاد تواصل انحدارها إلى مهاو خطيرة؟


84
مشــــــاكسة
صفعـــة ســـــــياسية

مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

ربما يراها البعض صفعة سياسية (قويــــة)، وربما يراها آخرون(عنيفــة) وقد يفسرها بعض آخر، ببادرة سلبية لاتنم عن الثقة، تلك التي وجهتها الولايات المتحدة مؤخرا إلى حكومتنا بغطاء دبلوماسي بعد نحو اسبوع من اختتام اعمال مؤتمرالدول المانحة الذي ضيفته واشنطن في العشرين من تموز بولاية ميريلاند والذي تمخض عن جمع (مليــار ومائتــي مليــون دولار) لمساعدة  بلادنا في ظل الظروف المالية الصعبة التي تواجهها جراء تهاوي اسعار النفط من جهة، وشراهة غول الفساد الذي التهم اكثر من الف مليار دولار (وفــق مصـــدر فـــي النزاهــــ ة) من جهة اخرى.
فقد أعلنت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدث باسمها(جــون كيربــي) ان (هــذه المســاعدات ســوف لـــن تســلم لا الــى الحكومـــة الاتحاديـــة فــي بغـــداد، ولا الـــى حكومــة إقليــم كوردســتان فــي أربيـــل، (رغــم ان حكومــة الاقليــم لاعلاقــة لهــا بالمؤتمــر لعـــدم مشــاركتها فــي اعمالـــه)، بـــل ســـتسلم الـــى الامـــم المتحـــدة، وســيتم توزيعهـــا مــن قبـــل وكـــالات الاغاثـــة والمنظمــات الانســانية).
هذه الصفعة الدبلوماسية، بدلالاتها الواضحة، تزامنت مع تأكيدات لعضو  لجنة النزاهة النيابية (عـــادل نـــوري)، أن نحو 1000 مليار دولار أهدرت بسبب الفساد في العراق بعد عام 2003، مبينا (ان هنــاك اكثـــر مــن 600 مليــار دولار ليــس لهــــا وصــولات ومبالــغ أخــرى ضــاعت فــي عقـــود فســاد وهميـــة ومشــاريع متلكئــة فيهــا خروقــــات ومخالفـــات) وان(الفســاد اســتشرى فــي الســلطات التشــريعية والتنفيذيــة والقضائيـــة)،  مؤكدا ان (احــدا لـــن يســتطيع إحصـــاء المبالــغ التـــي أهـــدرت جـــراء عمليـــات الفســاد منــذ تأســيس العمليــة السياســية بعـــد 2003 ).
 وعلى الصعيد نفسه، كان رئيس الكتلة النيابية لائتلاف دولة القانون، علي الأديب، قد فجر مفاجأة مدوية في تصريح صحفي اكد فيه(ان أغلــب الكتــل الســياسية متورطــة بالفســـاد فــي العـــراق).
 من جانبه، فجر ممثل ديالى في هيئة الحشد الشعبي، (عـــدي الخـــدران) هو الآخر، قنبلة تحذيرية خطيرة، كاشفا عن وجود عمليات فساد كبيرة في نقطة الصفرة الكمركية على الطريق بين بغداد – كركوك يسيطر عليها قادة امنيون وجهات متنفذة، وفيما بيّن أن المبالغ المتوقعة من النقطة تصل الى نحو 400 مليار دينار لم تتسلمها الحكومتان المحلية والاتحادية، اكد أن النقطة تؤجر في الساعة الواحدة بمبلغ 30 الف دولار، موضحا أن (الواردات اليومية لهذه النقطة تبلغ 200 مليون دينار  ولم تتسلم الحكومة المركزية او حكومة ديالى اي مبلغ مالي منها)،  وان (الكشف التخميني من وزارة التخطيط لهذه النقطة للربع الاول من عام 2016 بلغ385 مليار دينار، تكون حصة محافظة ديالى منه 13 مليار دينار وهذا المبلغ يكفي لبناء اكثر من 13 مدرسة بسعة 18 صف مع ملحقاته).
بيد أن الادهى والأمر، بل الاخطر والأشر، تأكيده أن (عمليات الفساد سهلت عملياعبور العناصر الارهابية، خاصه وان السيارة تعبر بدون تفتيش بمبلغ 1000 دولار مما يسهل عبور المواد المتفجرة من C4 وTNT)، وقد تم مؤخرا(عبور شحنة تحمل 6000 جهاز موبايل حديث من النقطة والتي كان من المقرر ان يكون مبلغ الكمرك المستحصل عنها يصل الى 500 مليون دينار لكن تم عبورها بمبلغ 1000 دولار من دون تفتيش)، مبينا أن (النقطة تم تأجيرها بـ200 ألف دولار شهريا لبعض موظفي الكمرك، فيما تؤجر بـ 30 الف دولار للساعة الواحدة).
 في ضوء ما تقدم ، ولو افترضنا ان هذه النقطة الكمركية الحيوية تعمل عشر ساعات يوميا فان معدل مبالغ جبايتها سيكون (300000) ثلاثمائة الف دولار يوميا وهذا المبلغ يفوق بنسبة 50 % مقدار المبلغ الذي تتسلمه الجهات الحكومية المعنية من ايجارها الشهري، فإلى أي مسؤول، سواء عبر أبنائه أم اقاربه، تم ايجارها؟ بيد ان الامر والاخطر، هل من حق بعض الاغبياء في الجهات المعنية ان يتساءل بعد الآن عند وقوع كوارث المفخخات من أين عبرت وكيف جاءت؟ وكيف اخترقت هذه المفخخات نقاط السيطرات المختلفة؟ ان كان بامكان اي شاحنة اجتياز مثل هذه النقطة بدون تفتيش لقاء (1000) دولار فقط كما حدث لشاحنة الموبايلات التي أشار اليها (الخدران) والتي ربما تكون شحنة الموبايلات التي حملتها غطاء تمويهيا لشحنة متفجرات تحتها.
يبدو ان زواج البعض من المؤسسة السياسية بمواقع من مؤسسة الحكم في العراق والذي أنجب مولودا هجينا مصابا بشراهة مرضية وشهية فائقة وغير مسبوقة، لالتهام اي شيء وكل شيء، اسمه (الفساد)، لم يكن كما توقع وما زال يتوهم الكثيرون زواجا تقليديا يمكن ان تنفصم عراه، لكنه كان، وكما اثبتت الاحداث، زواجا كاثوليكيا غير قابل للطلاق او للانفصام او للانفصال،  حيث أنجب، وما يزال، اجيالا جديدة من الفساد بجينات متطورة تتيح لحاملها التهام اي شيء وكل شيء، بشراهة غير طبيعية وبسرعة قياسية،وهذا ما دعا واشنطن لتوجيه صفعتها الدبلوماسية التي أشرنا اليها، فهل سيدرك اولو الامر فحوى الرسالة ويبادرون إلى اجراءات حقيقية لاقتلاع الفساد من جذوره قبل ان يغرق بلادنا بالديون ويضعها في المزاد العلني؟ أم ان الاغطية والحصانات والمصالح السياسية ستلعب دورها كالعادة ليكتفي المعنيون باصطياد الاسماك الصغيرة وعدم الاقتراب من حيتان الفساد الكبيرة، تاركين البلاد تواصل انحدارها إلى مهاو خطيرة؟

85
قتلــت أجمــــل مـــا بيننـــــــا
..................   
مال اللــــه فــــرج
Malalah_farajyahoo.com
  ............................... 
بالامـــــــس ............
هاجمنـــي الارق .....
لســـاعات .............
ملقيــا بــــي ...........
وسـط بحـار الذكريـــات
انثالــــت قـــــــــصص
واشـــرأبت برأســــها
حكايــــات .............
لكـن الذاكــرة توقفــت
ازاء هــــذه الابيــــــات
التي طوتهــا الســنوات
...........................
ســـأحمل اليــــــوم
ســـيدتي ..........
ذكرياتي واحزانــي
ووجعــي...........
واضغــط ..........
على نزيف القلـــب
بأصبعــي...........
واكابـــر .........
الجـــرح الـــــــذي
زرعته بأضلعـــي
*******  *******  *******
سأستعيد ســـيدتي
بدهشـــة وذهــول
كــــم اغرقتنــــي
بطوفـان مشاعرك
بهمسك ...........
الملتهب المعسـول
وأقسـمت الف مرة
بــأن  مشــــاعرك
خالـــدة ............
لم ولا ولن تـــزول
وانــــك ...........
أبــــــدا ســـــتبقين
للــــذي بيننــــــــــا
مخلصة وفيــــــــة
اليـــوم وغــــــــــدا
وحتــى الابديــــــة
*******  *******  *******
لكنـــك ............
في لحظة مجنونــة
تحولــت ســــيدتي
من عاشقة مفتونة
لمؤسسـة قضائيــة
وأمســـيت أشــــبه
بمحكمــة جنائيـــة
نصبت نفسك فيها
القاضــي .........
والمـــدعي العــام
والمشــتكي .......
وشــاهد الاثبــــات
وصاحب  القضيـة
ووضعــت ........
أجمــل ما بيننـــــا
في قفص الاتهــام
لتحكمــي عليـــــه
دون رحمــــــــــة
بالاعــــدام ........
 
*******  *******  *******
ســـيدتي ............
ســاطلق اليوم العنان
لمشاعري ولخطواتي
الحبيسـة .............
متوجهــــا ...........
لأقــرب كنيســــــة
واشـــعل الشــموع
مؤديـــــا ..........
برهبــة وخشــوع
صــــلاة الســـــنة
عــــن روح ........
شـــــهيد  رائـــــــع
كــــــــان اســــــمه
(حبنـــــا)............
*******  *******  *******
ذلك الطفل الجميــــل
الــــــــــذي كــــــــان
يمــــلأ بمشـــــاعره
المكــــان ...........
مشـــيعا بيننــــــا
الدفــأ والالفـــــة
والحنـــان ........
*******  *******  *******
لكنــــك ســـــيدتي
بقســـوة طعنتــــه
مزقتــه واغتلتـــه
قبـــــل ســـــــــنة
مجهزة بوحشــية
علـى اروع ماكان
يشـــدنا لبعضنــــا
*******  *******  *******
فيـــــا ايتهــــــــــــا
المخلصة الوفيــــة
المؤمنـــة ........
هل ســــتشاركين
بصـــلاة الســـنة
وفــاءا لذكــــرى
الذي كــان بيننـا ؟
اشـــك بذلك أنــــا
فربمــــا .........
كـــان فراقنــــــــا
بالنســبة لك .....
اغلى الاهــــــداف
واجمـــل المنـــى
*******  *******  *******


86
الاخ الفاضل الاستاذ بطرس نباتي المحترم
تحية طيبة

شكرا جزيلا لمرورك ولتقييمك الذي اعتز به ولملاحظاتك السديدة التي اغنت المقال بالتاكيد ، همنا  كبير يفوق تصورات البعض ونحن للاسف نواصل انحدارنا يوما بعد اخر نحو هوة التلاشي بسبب فرقتنا اولا وتشرذمنا وخلافاتنا المضحكة المبكية ، والاهم لعدم تمعن الاخرين لاسيبما ممثلونا بخارطة المتغيرات العالمية وقبلها الاقليمية وعدم قراءتهم الصحيحة والدقيقة والموضوعية للاحداث واتجاهاتها ولصراع الايدلوجيات وافرازاتها ، وفي جميع الاحوال فاننا الطرف الاضعف في جميع المعادلات ومن ثم في الاتفاقات السياسية ، بل اننا الطرف الذي لا تاثير له في هذه المعادلات ولا في تلك التي ستنشأ مستقبلا ، وابرز مثال  فان موقف وموقع المكون المسيحي بعد زوال داعش ما يزال مجهولا لاننا اساسا لا نملك رؤية واضحة ولا موقفا موحدا، اما بالنسبة للاحصائيات فانها ما تزال متضاربة بين هذه الجهة وتلك ، وما اوردته نسبته لقائله لانني غير متيقن من دقة النسبة، فضلا عن ان هنالك رقما لاحصائية الفقر وعدد الفقراء ، كما ان هنالك رقما مغايرا للذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر، وسبب كل هذه الماسي ، الفساد عامة سياسيا وماليا ، والتبعية لهذه لجهة الاقليمية او تلك ، وتغليب المصالح السياسية والفئوية وحتى الشخصية على كل المصالح الوطنية مما جعلنا نغرق بالفوضى.
شكرا ثانية ايها الاخ الاعز مع عميق محبتي واعتزازي
اخوك
مال الله فرج

87
مشاكســـــة
............. 
الفوضـــى غيـــــر الخلاقــــــــة

مال اللــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.............................. 
  في خضم حالة الفوضى غير الخلاقة التي  ما تزال بلادنا تتخبط بين أمواجها العاتية محاولة البحث عن قشة نجاة مهما كانت صغيرة ومتهالكة قد تنقذها من الغرق أو تؤجل غرقها على الأقل بدوامة الازمات المتداخلة التي باتت تطوح بها في جميع الاتجاهات، بدءاً من الازمة المالية والركود الاقتصادي والبطالة وارتفاع اعداد الجائعين والمشردين وسكنة اكواخ الصفيح الذين يسقط يوميا المئات منهم تحت خط الفقر الذي لو استمر في استقبال ضحاياه بهذا الزخم ربما سيمكننا من ان نطرق ابواب (غينيس) بكفاءة واقتدار، لينتزع حكامنا وسياسيونا وممثلونا من خلال مآسينا باستحقاق عال (وسام الشرف) لنجاحهم منقطع النظير في تحولينا الى الشعب الوحيد الذي يمتلك أعلى نسبة من افراده المتمتعين (برفاهية) المركز الاول للعيش تحت مستوى خط الفقر مقارنة بالواقع الذي يؤكد بأننا إحدى دول المقدمة في الثروة النفطية التي بدل أن تهدم هذا الخط اللعين اُسوة بالالمان الذي نجحوا في هدم جدار برلين, فاننا على العكس وبهمة حكوماتنا ومسؤولينا الثوريين نجحنا في تعزيز مساحة هذا الخط الحيوي الاستراتيجي ربما ليتمكن مستقبلا, مع استمرار ستراتيجيات الفساد واذرعه الاخطبوطية البارعة في السلب والنهب والامتيازات الفضائية والعقود الوهمية والصفقات الفاسدة وبيع المناصب والوزارات, من احتضان القسم الاكبر من العراقيين بحيث لا يبقى فوقه الا الحكام والسياسيون والبرلمانيون وسماسرة الشعارات الذين استطاعوا (بنزاهتهم) فائقة الجودة و(بوطنيتهم) خارقة الايمان ان يحصنوا أنفسهم وعوائلهم وأقرباءهم من السقوط تحت هذا الخط المنافق العدائي اللعين الذي لا هم له الا السعي للايقاع بالفقراء والمعدمين.
في خضم هذه الفوضى غير الخلاقة وتداعياتها المأساوية الخطيرة، حذر خطيب وإمام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي، البرلمان من أن أكثر من ثمانية ملايين فرد يعيشون تحت مستوى خط الفقر، معبرا عن خشيته من أن تتحول أوضاعهم المزرية حافزا, ربما, اضطراريا لبعضهم تدفعهم (مكرهين وليسوا مؤمنين أو مخيرين) لبيع أنفسهم للبؤر الإرهابية أمام إغراءات المال، وربما تكون أوضاعهم هذه سبباً للسقوط في مهاوي الانحراف متعدد الاشكال وفي مقدمتها الانحراف الاخلاقي والاتجار بالبشر.
وأكد الشيخ الساعدي من، ان (ما أعلنته بعض المنظمات الرسمية والتي تعنى بقياس معدلات الفقر، يشير إلى أن معدل الفقر في العراق  قد بلغت نسبته 23% من الشعب العراقي الذين يعيشون دون مستوى الفقر، فإن النظر إلى هذه النسبة فقط قد لا يعطي انطباعا خطيراً، لكن حين ضربها في عدد الشعب العراقي والذي بلغ هذا العام وفق إحصائية وزارة التخطيط ستة وثلاثين مليون فرد يظهر لنا أن ثمانية ملايين ومئتين وثمانين فردا يعيشون تحت مستوى خط الفقر في بلدٍ يعد من أغنى بلدان العالم وكل أرضيات قطاعاته الاقتصادية وبناها التحية مؤهلة للاستثمار).
في خضم حالة الدوران غير المجدي في حلقة مفرغة بحثا عن زورق الانقاذ من دوامة الفوضى غير الخلاقة هذه عبر حلول ترقيعية نصف عرجاء استهدفت اولا وقبل كل شيء رواتب الموظفين والمتقاعدين بدل إلغاء حمايات ومخصصات وامتيازات المسؤولين، ملوحة بإجراءات تقشفية جديدة لاسيما بعد اتفاقية الاستجداء اقتراضا من صندوق النقد الدولي والايحاء، إذعانا لشروطه، بوقف التعيينات ورفع أسعار الكهرباء والتي قد تشمل  بقية الخدمات الاخرى اُسوة باجراءات وزارة الصحة، وربما الاتجاه نحو إلغاء مفردات البطاقة التموينية التي امست بمفرداتها العقيمة مثيرة للسخرية، ومثلما جسد احدهم حرصه ووطنيته ونظرته الاشتراكية في تحقيق المساواة بين جميع قطاعات الشعب باقتراحه (ستراتيجية تربوية وطنية متفردة لامثيل لها عبر التاريخ) تتمثل بإلغاء مجانية التعليم بحيث يكون هذا الحق الوطني (حكرا) على أبناء الاغنياء والمسؤولين وحرمان ابناء الفقراء والمعدمين منه، فقد تتطور هذه (الستراتيجية العبقرية), التي تستهدف محاولة (بناء اقتصاد البلاد عبر نهش لحوم وعظام المعدمين من العباد) بدل محاربة الفساد والعمل على استرداد مئات المليارات المنهوبة والمسلوبة من حيتان الفساد الكبيرة وعدم الاكتفاء بمحاسبة الاسماك الصغيرة, الى ايدلوجية اقتصادية جديدة فريدة لسد العجز في الميزانية من خلال فرض رسوم وضرائب على الانتقال بين المحافظات وعلى حفلات الخطوبة والاعراس وقضايا الطلاق ومجالس العزاء وشراء السيارات والدراجات والملابس الجديدة، وعلى الحلاقة وعمليات التجميل وحقن البوتوكس وعلى اقتناء المنشطات وعلى تصغير التضاريس الانثوية وتكبيرها وعلى عمليات الاجهاض والمواليد الجدد وعلى الطلبة الناجحين في جميع المراحل الدراسية ومضاعفتها على المكملين والراسبين لقاء هذه الرفاهية المتفردة التي أمسينا نعيش في كنفها في وقت سبق فيه لمصدر برلماني أن أكد على أن حجم الاموال العراقية المودعة في البنوك الاجنبية جراء الفساد تتجاوز الــ(300) مليار دولار, داعيا الحكومة إلى العمل على استعادتها، في حين أكدت صحيفة (واشنطن بوست) مطلع العام الحالي أن أرصده عدد من المسؤولين العراقيين في البنوك العالميه تقدر بـ 220 مليار دولار.
في معترك هذا التخبط، وعلى وزن (الصواريخ الستراتيجية عابرة القارات) بشرنا مسؤول سياسي رفيع بأن الوضع السياسي في البلاد سائر نحوتشكيل (كتلة عابرة للمكونات)، بما يعني بقاء التشكيلة نفسها التي قذفت بنا عبر (كفاءتها) الى اتون هذه الفوضى غير الخلاقة، وربما تتناسل هذه الكتلة (الموعودة) لتلد لنا جيلا من الكتل الاخرى المختلفة، ككتلة عابرة للوساطات وكتلة عابرة للمنازعات البرلمانية وكتلة عابرة للخلافات الزوجية وكتلة عابرة للتناحرات السياسية وكتلة عابرة للبطاقة التموينية وكتلة عابرة للمصالحة الوطنية وكتلة عابرة للتحرشات الجنسية وكتلة عابرة للهجرات الجماعية وكتلة عابرة للاصلاحات الحكومية وكتلة عابرة للصفقات السياسية وكتلة عابرة للعمالة الاجنبية وكتلة عابرة للمشكلات الجامعية، في حين اننا يا سادة يا كرام بحاجة إلى كتلة حيوية فعالة ونزيهة واحدة فقط تلك هي كتلة مكافحة الفساد التي بإمكانها وحدها ان تنقذ البلاد وتنصف العباد، وتكون الفعالة والسباقة لانهاء هذه الفوضى غير الخلاقة.
 

88

مشــــــــاكسة
...............

جلسـت ... والخـوف بعينيهــا
..................................
  مال اللــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
 ................................
ما تزال سفينة البلاد ضائعة بالعباد، تسير في الاتجاه المعاكس، تعاند وتشاكس، وهي تشق طريقها بإرادة ربانها، بقوة وجرأة وثقة واعتداد، بالرغم من قوة الريح المعاكسة وعنف الامواج العاتية المشاكسة، وسرعة تدفق المياه بالاتجاه المعاكس، سائرة برغم الاخطار والخطوب بالمقلوب، مثل قارئة الفنجان الخائبة الناحبة تماما التي (جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب) ومن شدة خوفها ورعبها وارتباكها، قرأته ايضا (بالمقلوب)، وبدل ان  تعدني (الحب عليك هو المكتوب) قالت لي مترددة متلعثمة (الرعب عليك هو المكتوب) بعد ان عرفت بإنني من العراق، مركز المفخخات والاحتراق، فقد سار حكامنا على نهجها، ووعدونا بالأمن والرفاهية ولم يحققوا لنا إلا الخراب والانهيارات الامنية، ووعدونا بالوحدة الوطنية، فتفجرت على أيديهم المواجهات الطائفية، ووعدونا بحياة ناعمة كالحرير، واذا باربعة ملايين عراقي يمسون ضحايا لأسوأ جرائم التهجير، ووعدونا بالسيادة وبالاستقلالية الوطنية، واذا بنا نتحول أتباعا وساحات خلفية للستراتيجيات والمصالح الدولية، وبدل ان يلجأ سياسيونا وبرلمانيونا وحكامنا إزاء المشكلات والمعضلات إلى الحوار، فإذا ببعضهم يطيرون فجأة هربا من أي معضلة الى دول الجوار، وكأنهم في السياسة ما زالوا اطفالا صغاراً بحاجة (إلى النصائح واملاءات) الكبار، وبعد ان كنا نتوقع ان يطل بعد الليل نهار اذا بنا أسرى ظلام دامس من التحديات والفواجع والانفجارات والحرائق والعوائق، ولهيب نار ليس له قرار، وبعد ان كانت ميزانياتنا بمئات المليارات من الدولارات، امسينا مدينين بعشرات المليارات في الوقت نفسه الذي يتمتع فيه بعض سياسيينا وبرلمانيينا وحكامنا ومسؤولينا بعشرات المليارات والعقارات والشركات، ويتسولون باسمنا ملايين الدولارات حتى أمسينا محل شفقة وسخرية وتندر الدول والمنظات، وبعد أن وعدنا مختلف المسؤولين إزاء الازمة المالية التي كانت نتاج (عبقرية) البعض الاقتصادية بأن رواتب الموظفين والمتقاعدين خطوط حمرا، اذا بحكومة الاصلاحات بدل ان تحاسب المسؤولين الفاسدين وسارقي المليارات وتستعيد منهم ثروات المواطنين تسحق بخططها التقشفية كل الخطوط الحمر والصفر والخضر والرمادية وتمد استقطاعاتها المالية إلى أرغفة الخبز اليومية لطبقة المسحوقين من الموظفين والمتقاعدين.
في خضم هذه (الاصلاحات) المجيدة و(الانجازات) الفريدة والملاحم العتيدة والاجراءات الوطنية (السديدة) والرفاهية الرغيدة، (بشرنا) صندوق النقد الدولي (بانجازات واصلاحات ومكاسب وانتصارات ورفاهية) جديدة، ربما لم نحلم بها منذ عقود عديدة، تستهدف زيادة رشاقتنا وجاذبيتنا من خلال شد الاحزمة مجددا على البطون لإظهار جمالنا المكنون، حيث نشر هذا الصندوق الصدوق مذكرة مجيدة صادرة عن حكومتنا الرشيدة تعهدت من خلالها بـ(تطبيق سياسة تجميد التعيين في معظم القطاعات وإصلاح المعاشات (الرواتب) وفرض رسوم على الكهرباء من أجل زيادة الإيرادات)، فيا سلام على روعة الكلام وعلى مبدئية الالتزام بوعود الخطوط الحمر امام الرأي العام.
وأضافت المذكرة (القبيحة) وهي تنثر هنا وهناك أوراق الفضيحة، ان الحكومة أشارت، الى أن (العراق سيقوم بخفض الإنفاق غير النفطي في موازنة 2016 بنسبة 15 بالمئة وسيستدين بمليارات الدولارات في ظل هبوط أسعار النفط أكثر من المتوقع(.
يجيء هذا التسول الدولي المهين للعراقيين في وقت سبق وأن أكدت فيه صحيفة (واشنطن بوست الامريكية) مطلع العام الحالي في مقال لها ان (ارصدة المسؤولين العراقيين في البنوك العالمية تقدر ب 220 مليار دولار)، وهذا المبلغ الذي ربما تضاعف الآن بفضل ضوابط النزاهة والرقابة العاليين، يكفي لموازنة’ العراق لمدة’ ثلاث سنوات بدون ان نضطر إلى بيع برميل نفط واحد، أو نتسول دولارا واحد، وبدون أن نتجاوز حاجز الخطوط الحمر الذي أقامه مسؤولونا الأفاضل حول رواتب الموظفين والمتقاعدين ثم سارعوا هم انفسهم إلى هدمه وتجاوزه مثلما أطاح الالمان بجدار برلين.
وكانت صحيفة (الغارديان) البريطانية قد نقلت بدورها في شباط الماضي عبر مراسلها في بغداد (مارتن شولوف) تصريحات صاعقة لمسؤول رفيع في إدارة مكافحة الفساد بالبلاد، اكد فيها ان (الجميع فاسدون من قمة الهرم إلى قاعدته، نعم جميعهم بمن فيهم أنا)، و(لا يوجد حل)، مدعيا، (أنا، على الأقل أمين وصادق، لقد عرض عليّ أحدهم خمسة ملايين دولار لوقف التحقيق معه، أخذت المبلغ وظللنا مستمرين في مقاضاته)، مشددا، (صدقني إن قلت لك إن أغلب الأسماء الكبيرة في البلاد مسؤولة عن سرقة كل ثروة العراق تقريبا، أشخاص في قمة هرم السلطة، سيقتلونني إذا لاحقتهم، الناس هنا عندما يسرقون يسرقون علنا، إنهم يفتخرون بذلك، هنا يوجد فيروس، مثل أيبولا، إنه الفساد، لا أمل، آسف لقول ذلك).
في حين إدعى أحد كبار رجال القبائل إنهم في البرلمان ظلوا طوال الـ12 عاما الماضية يفتحون الميزانية ولا يغلقونها أبدا، ولا توجد حسابات ولا تدقيق، وأوضح مسؤول رفيع آخر أن هناك كيانات منظمة للفساد تدير البلاد، بغض النظر عن المليشيات، مؤكدا (أقول لك بصراحة، لا توجد سلطة في العراق قادرة على اتخاذ أي خطة ضد الفساد)، في حين شدد مسؤول مالي رفيع قائلا (مشكلتنا الأكبر هي الجنود الوهميون؛ فهناك ما بين خمسمئة وستمئة مليون دولار تُدفع مرتبات شهرية لجنود لا وجود لهم)، تزامن ذلك مع اعتراف مسؤول عسكري رفيع مقدرا فيه عدد الجنود الوهميين بثلاثمائة ألف جندي.
في خضم ذلك ما تزال تترى الوعود بالاصلاحات دون ان تتقدم من الافعال الميدانية سنتيمترات وهي تصطدم بشراسة الفاسدين والسارقين الذين ما زالوا يتمتعون بالمليارات، ولا يملك المواطنون إزاء ما يعانون من أطنان الوعود المعلقة في الهواء إلا ان يرددوا اُغنية الفنان فؤاد سالم رحمه الله (حجيك مطر صيف.. ما بلل اليمشون حجيك مطر صيف)  ، آملين ان يرعد رئيس الحكومة يوما بقوة ويجعل اصلاحاته تمطر افعالا حقيقية مجسدا الوعود ويضع أيدي الفاسدين وسراق المال العام في القيود.
 
 
 
 

89


ادخلوهــــــا  بخشــــــــــــوع


مال اللـــــه فـــــرج


تفجــرت الكراهيــة
وامطــرت البغضــاء
واغرقـــت الـــكرادة
بطوفـــــان الدمــــاء
فيا أيهــا الأصدقـــاء
ويا ايهـــا الغربــــاء
ادخلـــــوها .........
بصمـت وبخشوع
وحاذروا الضوضاء
خشــية ان توقضـوا
بقايا طفــل جميــــل
كـان يحلـم بالعيــــد
حولــــه ............
حقـــــد القتلـــــــــة
اشـــلاء ...........
وأن تعكـروا رهبـــة
موكــب الراحليـــــن
بصمـــت ....
دون وداع .......
فــي ذلك المســـاء
فمـــن هنـــــــــــا
مـر الشـــــــهداء
في موكب عرسهم
نحــــو الســـــماء
بعــــد ان تحنـــوا
بنجيع الدمـــــــاء
وجوههـم  طافحـة
ايمانـا كانــــــــــت
فــي ذلك المســـاء
وكأنهــــم ........
على موعد كانـوا
مــــــع الســــماء
يتألـــق نـــــــورا
كــان موكبهـــــم
وعطــرا يفــــوح
ويشــع ضيـــــاء
اهتـــــز الكــــون
وجعــــــا ........
وارتجفت النجـوم
هلعــــــا ..........
واجهـــش القمـــر
بمـــــــر البكـــــاء
من عمق الفاجعـة
وبشاعة الجريمـة
النكــــــراء ......
وخســة ســماسرة
العهـر السياســــي
القتلــة الجبنــــــاء
فيا ايهــا الاشــقاء
والاهــل الاصـدقاء
ويا ايهـا الغربـــاء
ويا ايهـــا الاطفـال
والرجال والنســاء
ادخلوهــا بصمــت
حفــــــاة ..........
ففــي كـل  شـــــبر
نجيعــــا ..........
مـن دماء الشهداء
وعلى كـل حائــــط
نتفـــــــا ...........
مـن تلكم الاشـــلاء
اوقــدوا بصمــــــت
شــــموع محبتكــم
وبهمــــس ........
اتلــوا صلواتكـــــم
ترحمـــــوا .......
علـــى الراحليــــن
بـــــــــــــلا وداع
ودون عـــــــــزاء
والعنـــــوا .......
القتلــة الجبنـــــاء
سماسرة العهــــــر
وتجـــار المــــــوت
والكراهية والدمــاء


90
أدب / الكــــرادة الشــــــهيدة
« في: 23:50 05/07/2016  »
......... الكــــرادة الشــــــهيدة ..........
.........  مال اللــــــــه فــــــرج..........
  Malalah_faraj@yahoo.com   
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
اللــه اكبـــر ... اللــــه اكبـــــر
هـــاهـــي ......................
الكــــرادة الرائعــــة ..........
تســـتباح ......................
فـــــي رمضــــــــان ..........
وتنحـــــر ....................
وهـــــا هـــــي ................
ســحب المــوت تخيم عليهـــا
وتلقــــي ......................
بأحمالهــــا الثقـــــال ........
وتمطــــــر ...................
وهــــــــا هــــــي الســــــماء
تفتــــح ذراعيهـــــا ........
لتحتضــن ارواحــا طاهــرة
بضـــوع الشـــهادة ........
تتعطـــــــر .................
اللــه اكبـــر... اللــه اكبــر
هــــاهـــــي ................
جــثث مئــات الصائميـــن
قبـــــل الســـــحور ........
تتشظــــــى ................
تتلظـــــــى .................
وبتــــــــراب الكــــــــــرادة
تتعفــــــر ..................
وهـــاهـــــــــو المـــــــوت
يقــــف مذعــــورا ........
مــــن هــــــــول مجــــزرة
تكـــاد لا تصــدق فظاعتهـا
العيــــــون .................
مهمــــــا دققـــــت بهـــــــا
النظـــــر ...................
اللـــه اكبــر ... اللــه اكبر
نــــواح الامهــــات .......
وعويــل الزوجـات .......
وحشرجة الابـــاء .......
وذعـــر الابنــــــاء .......
خنــق الحنــاجر المدمـــاة
جــــــاعلا اصواتهــــــــــا
همهــــة موجعـــة .......
فـــي البلعـــــوم تتعثـــــر
وهاهـــــي ...............
قـذارة الكراهية المسعورة
لسماســــرة الديــن .....
تســـتهدف احمدا........
ومرقســا وعباسا ......
وعمـــرا واشـورا .....
تاركــــــة اجســــــادهم
فــــي كـــل الاتجاهــات
تتبعثـــــر ..............
اللــه اكبــر... اللـه اكبر
علـــــى المخططيـــــــن
والمنفذيـــن .............
والداعميـــــن ...........
والمموليـــــن ...........
والشامتيــــن ............
والصامتيــن ............
وعلــــــى كـــــل مـــــن
طغــى واجـــرم وتجبــر
اللــه اكبــر ...اللـه اكبر
علــــى كــــل ...........
الســــياسيين ...........
والمسؤولين ............
الفاســــــدين ...........
الذيـــــن جعلونــا ......
بخلافاتهــم وضحالتهــم
واميتهـــم وانانينهــــــم
وعمالــــــة بعضهـــــــم
مهزلـــــة ...............
يســـخر منهــــا العالـــم
ويتنــــدر ...............
وحولونـــا حطبـــا .....
لنيـــران صراعاتهـــــم
تلتهم اليابس والاخضر
وهاهـــــي ...........
المآســــي تتوالـــــــى
والفواجـــع تتكــــــرر
ومــــا عدنــــا نــدري
مــــن باعنـــا ........
ومـــــن اشــــــــترانا
ومـــن دفـــع .........
ومـــن قايض ........
ومــــن قبــض .......
ثمـــن الجريمـــة ....
التي اطاحت بالبشــر
ومــــن بــــاع .......
مدننــــا للدواعـــــش
ووراء الشـــــــعارات
اســـــتتر .................
ومــــن ســــرق اموالنـــا
ومـــن اختلــس عائداتنــا
ومــــن أهــدر ميزانياتنــا
وجعلنــا نتســـــول بــــذل
مساعدات ................
الــــدول والشــــــــــعوب
والجمعيات والمنظمـــات
والبشـــــر ...............
اللــه اكبــر ... اللـه اكبر
هنيئــا ايهـــا الشــــهداء
ايهــــا الابريــــاء .......
فعيدكــــم ................
فـــــي جنــــــان الخلــــد
ســـيكون ................
الــــى جانـــب الرحمـــــن
اروع واعطـــــر ........
اللــه اكبـر .... اللـه اكبر
الـــف تحيـــة ...........
ايتهــا الكرادة الشــهيدة
مــــن قلـوب ............
جعلتهـــــا مأســـــــــاتك
تتشـــظى حزنــا ........
وتتفطـــــر ..............
اللــه اكبــر .. اللـه اكبـر
علـــــى كــــــــل مــــــن
خــان ترابـــك ..........
واستباح شــعبك .......
ياوطني وغــدر ........
وعلــى كــل مـن طغــى
وأجــــرم وتجبــر ......
............................

91
  مشــــاكسة
................

ثـــورة الخطـــوط الحمـــــر
..............................
  مال اللــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com 
.................................
كانت تقف إلى جانبي في صالة المصرف بانتظار استلام راتبها التقاعدي، متعبة ضجرة متأففة، ربما من طول فترة انتظارها، وربما بسبب مشكلات زوجية، بعد ان أمست المشاحنات والخلافات والمعارك  بين الازواج والزوجات سمة بارزة لمجتمعنا بسبب الرفاهية المفرطة التي حققتها لنا الحكومات المتعاقبة بخدماتها النموذجية وبمهنيتها العالية ونجاحاتها الاسطورية في تنمية مصادر الثروة الوطنية وإنعاش الاقتصاد وما نتج عن ذلك من الارتفاع الهائل في مداخيل المواطنين لاسيما الموظفين منهم والمتقاعدين، لكنه من جهة أخرى أشعل حرائق الخلافات الزوجية بسبب الخلافات بين الأزواج والزوجات حول أسلم وأفضل صيغ توظيف عائداتهم المادية الكبيرة الفائضة عن احتياجاتهم الفعلية خصوصا وان معظم الزوجات يفضلن توفيرها لدى امهاتهن  بينما يرفض الازواج وبشكل قاطع أن تلمس أصابع حمواتهم هذا (الفائــض النقـــدي الكبيـــر) مما دفع الحكومة للتدخل كرسول وفاق وسلام لإطفاء حرائق الخلافات الزوجية قبل ان تمسي حريقا كارثيا يشعل خارطة البلاد ويطيح باستقرار العباد، وتبعا لذلك، أضطرت الحكومة (مرغمــــة) لاقتطاع نسب من رواتب الموظفين والمتقاعدين لادخالها ضمن اول (تجربـــة دوليـــة) عبر التاريخ (للادخــار الحكومــي القســري) لتكون ضمانا لمستقبل أطفالنا وأحفادنا وأجيالنا اللاحقة التي ربما لن  تتبقى لها قطرة واحدة من ثروتنا النفطية، بسبب (حكمتنـــا الاقتصاديــة الرشــيدة) في التعامل مع هذه الثروة الناضبة ، حيث بادرت وفقا لنتائج دراسات وبحوث علمية ميدانية إلى احتساب الاحتياجات المادية والمصاريف الفعلية التي يحتاجها كل موظف وكل متقاعد وبما يمكنه من ان يتفوق بسعادته على الدانماركيين الذين صنفهم التقرير الرابع للسعادة حول العالم كأسعد شعوب الارض، واستقطاع نسب من تلك الفوائض ووضعها في صندوق الادخار الاجباري ، وهكذا أصابت الحكومة الرشيدة بخطتها الادخارية العتيدة عصفورين بحجر واحد،  فعمدت الى تنمية الثروة الوطنية ، وأطفاء لهيب الحرائق الزوجية.
الا أن تلك المتقاعدة المتضجرة المتبرمة المتأففة المشاكسة، والتي يشي شعرها الابيض وتضاريسها المختلفة بتجاوزها الستين أثارت استغرابي ودهشتي واستنكاري معا، إذ ما ان تسلمت راتبها التقاعدي وانتهت من احتسابه بدقة وعناية حتى همست بلهجة شعبية وبصوت متهدج وجعا تعمدت أن يسمعه الآخرون (اللــه لايوفقكــم ...لاحكينــا علــى فليســات التقاعــد ؟؟؟).
 همست إلى نفسي لابد ان هذه المتقاعدة المسنة الفاضلة متوهمة او انها متمردة او ضعيفة في الحساب ولم تحتسب مقدار راتبها التقاعدي جيدا لاسيما وانا استعيد بذهني عبر استقرائي من بين الكثير من المواقف ، لعشرة مواقف مختلفة، توثق تفاصيل من (ثـــورة الخطـــوط الحمــــر) التي سبق لمعظم المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين تفجيرها والمساهمة في إتقاد أتونها وكان جوهرها وهدفها، بل وشعارها (رواتـــب الموظفيـــن والمتقاعديـــن خـــط احمـــر)، خصوصا وان من بين مميزات حياتي الكثيرة، المسرة منها والمريرة، ميزة الثقة المطلقة بالحكومات، لا خشية سطوتها أو خوفا من (حنــان ورومانســـية) أجهزتها الامنية الشفافة بل لمصداقيتها مع شعوبها وحرصها على الديمقراطية التي أمست سمة هذا العصر الذي اصبحت فيه الشعوب هي التي تأمر والحكومات هي التي، بمنتهى الطاعة والامانة، تنفذ.
في حمى انبثاق (ثـــورة الخطـــوط الحمــــر)، يطالعنا في  15-1-2015، تشديد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم، على ضرورة أقرار الموازنة دون المساس برواتب الموظفين والمتقاعدين، عاداً اياها (خطـــاً احمــــر) لا يمكن تجاوزه، وتأكيدات مكتب رئيس مجلس النواب في11-4- 2015  على ان (الجبـــوري يؤكـــد بــأن رواتــب الموظفيــن خـــط أحمــر ولا يمكــن المســاس بهـــا)، وتحذيرات عدد من البرلمانيين في 9-8-2015 عبر تصريحات صحفية من المساس برواتب الموظفين والمتقاعدين، مؤكدين ان مدخولات موظفي القطاع العام (خـــط أحمـــر)، حيث أكد النائب عن ائتلاف (دولــة القانــون) عبد الهادي السعداوي، ان ائتلافه يعتبر رواتب الموظفين (خطـــا أحمــر) ويحذر من  المساس بها لأي سبب كان،  ومن جهته، أشار النائب عن  تحالف القوى احمد السلماني، الى أن كتلته البرلمانية ضد أي قرار يمس رواتب الموظفين أو المتقاعدين، مضيفا ان (الموظـــف مـــع راتبــه الحالــي مــا زال بحاجـــة الى زيـــادة... فكيـــف اذا مــا اســتقطع جــزء آخـــر مـــن راتبـــه؟)، في حين شدد النائب عن التحالف الوطني، موفق الربيعي، على ان (الموظفيــن اصحــاب الدرجــات الدنيــا والمتقاعديــن يحتاجــون الــى زيـــادة رواتبهـــم وليــس الاســتقطاع منهـــا).
 وفي 4-2-2016 شددت عضو اللجنة الاقتصادية النيابية السيدة الفاضلة نجيبة نجيب، على أن (رواتــب الموظفيـــن خــط أحمــر وقــد أبلغنــا رئيــس الـــوزراء حيـــدر العبـــادي بـــرأي اللجنــة بعــدم القبـــول بالتــلاعب برواتــب موظفــي الدولـــة)، وفي 31-1-2016 اعتبرت كتلة بدر النيابية على لسان رئيسها السيد قاسم الاعرجي، ان رواتب الموظفين والمتقاعدين (خـــط احمــــر)،  وفي 18-2-2015  أكد عضو مجلس النواب عن ائتلاف الوطنية النائب كاظم الشمري، (إن رواتــب الموظفيــن خــط أحمــر لا يمكــن المســاس بــه بأي شــكل مــن الاشــكال دون العــودة الــى البرلمــان)، وفي 2-2- 2016 ، أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون السيد عباس البياتي ان (رئيــس مجلــس الــوزراء حيـــدر العبـــادي أكـــد فــي اجتمــاع الرئاســات الثـــلاث ان رواتــب الموظفيــن والمتقاعديـــن والاعانـــات الاجتماعيـــة لـــن تمـــس وهــي خــط أحمــــر)، وفي 9-1-2016 ، أكدت عضو اللجنة المالية النيابية علا عودة الناشي على ان رواتب الموظفين (خــط احمـــر ولا نقبـــل المســاس بهـــا)، وكان نائب رئيس مجلس النواب ئارام شيخ محمد قد اكد في 16-1- 2016 أن (رواتــب موظفـــي الدولـــة قـــد أصبحــت خـطــا أحـمــر عنـــد الحكومـــة ولا يوجـــد أي تغـييـــر أو تأخـيــر فـــي صرفهــــا).
ومع كل ذلك (الحـــزم الوطنـــي) الذي امتازت به (ثـــورة الخطـــوط الحمــــر) تلك ، بيد ان الجهات المعنية استطاعت (بعنفهــا الثــــوري) تخطي كل تلك الخطوط واسقاطها، ومد اجراءاتها (الثوريـــة الاســـتقطاعية الحكيمـــة) الى رواتب الموظفين والمتقاعدين، بدل ان تسائل سراق المال العام الفاسدين والمرتشين ، وتقاضي الحيتنان الكبيرة التي ابتلعت حقوق القطاعات الفقيرة وتستعيد منها ملياراتنا الوفيرة.
ولأنني أثق بوطنية واخلاص ونزاهة الحكام والحكومات عامة وبوطنية وفاعلية مثل هذه التدابير والاجراءات فضلا عن حسن النيات، فانني اعتقد ان الحكومة لم تتجاوز هذه الخطوط الحمر قيد أنملة، ولكن المشكلة ربما تكمن في تصرف كيفي لبعض الموظفين (الصغــــار) انصـــاف (العميـــان) المصابين بعمى الالوان، تماما كما سقطت الموصل وضاعت في غفلة من الزمان امام انظار بعض المسؤولين (العميــــان) وما زال المسؤولون عن نكبتها تحت مظلات الحماية وفي طي الكتمان، وتماما كما سبق ان (هربـــت) ميزانياتنا المليارية المهولة واختفت في جهة مجهولة.   
 
 
 

92
 
مشـــــــــــــاكسة
..................

شـــــارع ..... الرعـــــــب
..............................
  مال اللـــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ............................
بعيدا عن السياسة ودهاليزها والفساد وافرازاته، اطلقت ابنتي صرخة رعب مجنونة تمازج فيها الخوف بالاستنجاد وبالتحذير الحاد معا، من كارثة حقيقية كانت تتجه بسرعة فائقة نحونا مباشرة (بابا ...بابا)، وربما عقد الرعب المسرع نحونا لسانها حينها ولم تستطع الا ان تطلق تلك الكلمة المدوية وحسب، وربما لم تجد خيط امل تتعلق به بعد الله في تلك اللحظة الفاصلة الحاسمة الا التمسك بوالدها لعبور الازمة والحمد لله الذي كان لطفه قريبا ، بل اقرب من تلك الكارثة المحققة.
حدث ذلك قبل ايام وعلى طريق (بحركة ـ اربيل) الحديث ذي الممرين، والذي اصبحنا نطلق عليه (طريق الموت) لكثافة الحوادث المرورية المختلفة التي يشهدها ليل نهار، بسبب طيش وتهور بل (استهتار) عدد   من سائقي المركبات، لاسيما سائقي سيارات الاجرة الذين يرتكبون، سواءا ادركوا ذلك ام لم يدركوه، (جريمة) الاقدام على اقتراف القتل العمد، فقد كنا حينها نقطع الطريق بسيارتنا باتجاه اربيل بسرعة اعتيادية وما كدنا نقترب من احد المطبات الاصطناعية المقامة على الجهة الاخرى من الشارع والتي دأبت الاجهزة المرورية مشكورة على اقامتها لارغام سائقي المركبات على تخفيف سرعة مركباتهم لاسيما عند التقاطعات والمجمعات السكنية حفاظا على السلامة العامة، حتى فوجئنا بسائق اقل ما يوصف به هو الاستهتار بارواح الاخرين كان يستخدم الممر الاخر، واذا به يعبر الينا فجأة متجها نحونا بسرعة جنونية وجها لوجه بهدف التخلص من عبور المطب الصناعي ولم ينفع معه ويثنيه عن (مشروع) جريمة القتل الجماعية المتعمدة التي كان بصدد اقترافها برعونته وطيشه، لا الاضواء العالية(الفولايت) التي اشعلتها  واطفأتها مرار لتحذيره ولا صوت المنبه الذي اطلقته عاليا ولم يكن بيننا وبين الكارثة الا لحظات وامتار ولو كانت هنالك مركبة اخرى بجانبي في تلك اللحظة الحاسمة لما امكنني تفادي الاصطدام الحتمي به وعبور الأزمة والنجاة من (جريمة) ذلك الطائش المنفلت الذي لايقيم لارواح الاخرين ولحقوقهم وزنا، والتي اعتبرها شخصيا جريمة (متعمدة)، لان مقترفها انسان بالغ اولا، والاهم انه يدرك بان تجاوزه ذاك سيعرض مصائر الاخرين وحياتهم للخطر.
العجيب والغريب في امر (شارع الرعب والموت) هذا ان العشرات وربما المئات من سائقي المركبات المتهورين يقترفون نفس هذا الخرق الخطير يوميا وفي جميع الاوقات، معرضين ارواح المستخدمين الاخرين للخطر لاسيما قرب مجمعي (اتكونز والقرية اللبنانية) الواقعين بجواره، بل ان الاعجب والاغرب ان بعض الشاحنات الكبيرة والطويلة تقطع الشارع المحاذي لمجمع (اتكونز) بطريقة عكسية وبسرعة فائقة كما ان الكثيرين ايضا يستخدمون احد الجسرين الحديثين بطريقة معاكسة مهددين مركبات وارواح الاخرين لاسيما خلال ساعات الليل، ولنا ان نتصور حجم الكوارث الانسانية التي يمكن ان تحدث،  خصوصا اذا علمنا ان الشارع يفتقد للاضاءة الكهربائية وان العديد من الحافلات و من الدراجات النارية التي تستخدم هذا الشارع الحيوي لا تمتلك اضاءة خلفية مما يصعب على سائقي المركبات الاخرى مشاهدتها الا عند الاقتراب منها بصورة كبيرة وعندها تكون احتمالية الحوادث كبيرة هي الاخرى.
 وقريبا من الحدث وبلغة الارقام، سبق لمديرية المرور العامة في الاقليم ان اكدت إن عدد الحوادث المرورية التي شهدتها مدن الإقليم خلال عام أدت إلى مصرع(780) شخصا وإصابة (10)الاف آخرين بجروح، وان    محافظة اربيل وحدها سجلت مصرع (285) شخصا وإصابة( 3803 )أشخاص، اي ان (780) عائلة نكبت وربما ان مئات النساء ترملن ومئات الاطفال تيتموا، الى جانب الخسائر المادية الضخمة  بسبب تهور وطيش بعض سائقي المركبات المستهترين. في ضوء ما تقدم، وحفاظا على سلامة وارواح مستخدمي هذا الطريق الحيوي الاخطر، فان على الجهات المعنية وفي طليعتها مديرية مرور اربيل التي لم تأل  جهدا في محاسبة سائقي المركبات حول استخدام احزمة الامان وتجديد السنويات واجازات السوق ان تكثف جهودها في وضع حد لهذه الفوضى غير الخلاقة، عبر المبادرة باضاءة هذا الشارع الحيوي ومراقبته على مدار الساعة سواءا  الكترونيا او من خلال دورياتها المدنية والعسكرية منها الثابتة والمتحركة، وفرض غرامات مادية ومعنوية رادعة على المخالفين بما فيها سحب اجازات السوق وحجز المركبات المخالفة لاسبوع على الاقل لضمان التزام سائقيها بالضوابط المرورية والعمل على وضع المطبات في جهتي الشارع بنفس المكان لضمان عدم امكانية تجاوزها باي شكل من الاشكال، والاهم زيادة فاعلية قانون المرور من خلال تعديله والنص (ان كان ذلك ممكنا)على ان اي حالة وفاة تنجم من خلال اي حوادث مرورية بسبب السير عكس الاتجاه تعتبر احدى جرائم القتل العمد، وان الاصابات بالسبب نفسه تعتبر شروعا بالقتل العمد، على الرغم من جهل المتسبب بالمعرفة المسبقة بشخصيات وهويات الضحايا اذ يكفي بانه يعلم ان السير عكس الاتجاه ربما قد يؤدي حتما للاصطدام بمركبات الاخرين ووقوع ضحايا ابرياء بسبب رعونته وعدم احترامه للقوانين المرورية والامتثال لها ومصادرته لحقوق الاخرين الذين يستخدمون الشوارع بطريقة اصولية، وتنظيم حملة اعلامية مكثفة حول هذا الامر واعتباره احد الاجراءات الاصلاحية ضمن مسيرة الاصلاحات التي يشهدها الاقليم حاليا، انطلاقا من كون الانسان وسلامته وامنه وحياته تمثل مركز الاهداف الحيوية للاصلاحات .
 اخيرا، اكد رجل لزوجته قبل ان تقود سيارتها للمرة الاولى على ان تكون حذرة لاسيما من بعض السائقين المتهورين الذين يقودون سياراتهم بالاتجاه المعاكس، وبعد لحظات من انطلاقها اتصلت به مرعوبة وصرخت مذعورة ( ان الجميع يقودون سياراتهم عكس الاتجاه الصحيح الذي اسير فيه فماذا افعل؟)، قهقه زوجها ضاحكا واجابها (زوجتي العزيزة انت التي تقودين سيارتك عكس اتجاه السير وليس الاخرون)، ترى كم سائقا لدينا  يتوهم ذلك ايضا معتقدا ان من (حقه) ان يقود سيارته كما يشاء وبالسرعة والطريقة التي يشاء وفي الاتجاه الذي يشاء ؟       
 
 
 

93
 
مشـــاكسة
...............

شـــخبط ....... شـــــخابيط
..............................
  مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .................................
زلزلت الأزمة المالية الخانقة أركان الحياة اليومية للفقراء والمعدمين وهي تلقي بافرازاتها الحادة على معظم الحاجات الاساسية للموظفين والمتقاعدين وذوي الدخول المحدودة، فتوقفت دعوات العشاء العائلية في المطاعم والنوادي والمراكز الاجتماعية،  وتقلصت السفرات السياحية واستغنت حفلات الاعراس عن المطربين والمطربات مكتفية بالـ(ســيديات) و(ردح) المدعوين وهز أرداف وصدور المدعوات، وتقنن هنا وتوقف هناك تماما شراء الالعاب المختلفة للاطفال، واكتفى بملابسهم وأحذيتهم القديمة الرجال ، وأدارت الزوجات ظهورهن مرغمات لعمليات التجميل وحقن البوتكس ولجراحات الشد والنفخ والتكبير والتصغير مما أدخل العلاقات الزوجية الحميمة في عصر جليدي،  فتراجعت وتوقفت المغازلت وتناسلت بسرعة الخلافات الزوجية وتضاعفت بشكل مخيف حالات الفراق والطلاق.
وحيث نهشت الازمة بأنيابها لحوم وعظام الفقراء والمعدمين (الاشـــرار) فانها لم تلامس ثروات وممتلكات بعض المسؤولين الكبار والسياسيين (الأطهــــار) ولاسيما بعض اصحاب المليارات منهم الذين جمعوا أموالهم من السحت (الحـــلال) و(نجـــح) بعضهم بعبقريته الاقتصادية (النزيهـــة) ان يحول بفترة قياسية أبناءهم ربما الخائبين والفاشلين وانصاف الاميين , الى (مليارديرييــن) يمتلكون اقطاعيات مالية فضائيـــه واستثمارات خياليه في مختلف الدول الخليجية منها والاوربية بفضل عبقريتم النضالية وامانتهم ونزاهتهم المفرطة في (تســـويق) ثرواتنا ومصالحنا وقضايانا الوطنية, بينما تفنن آخرون من المسؤولين (الأطهــــار) في المتاجرة بآلام ومعاناة النازحين والمهجرين (الأشـــرار) والاستيلاء ، خدمة للمصلحة العامة ،على ما يمكن الاستيلاء عليه من مخصصاتهم  وعقود انشاء كرفاناتهم.   
وفي خضم  مواصلة الازمة رمي افرازاتها على الموظفين والمتقاعدين  كونهم الحلقة الاجتماعية الأضعف والأفقر، مما اسهم في اشتعال حرائق الخلافات الزوجية ، ارتفعت ذات مساء حدة الحوارات الزوجية (الحميمة) بين جارنا و زوجته بطلة اولمبياد النكد العالمي واختلاق المشكلات العائلية، لاسيما امتلاكها قدرة خارقة على احداث الزلازل والانفجارات الزوجية العنيفة خلال جزء من الثانية مما يمنحها دائماً وفي جميع معارك (التحريــــر الزوجيـــــة) التي تخوضها, ميزة الامساك بزمام المبادرة اولاً, ومن ثم سرعة اطلاق مدافعها الرشاشة المحشوة بأقسى العبارات الجارحة والمهينة (للرجولـــــة) احيانا لاسيما  بعد ان اضطرتهما الازمة المالية اللعينة الى الاستغناء عن الكثير من احتياجاتهما المشتركة ومن بينها الحلويات والمنشطات والفواكه والشامبوات والعطور وغيرها.     
ومع ارتفاع حدة نزالهما الزوجي العنيف ذاك ووصوله لأرقام مخيفة على مقياس ريختر، وخشية هزات ارتدادية رجالية ربما تكون اشد عنفاً من ذلك الزلزال الانثوي المدوي، رغم ايماننا بأن جارنا أصبح يفتقد تماماً القدرة على احداث تلك (الهــــزات) بفعل تقدمه في السن إلا إننا سارعنا بتشكيل وفد وساطة أشبه بمنظمة (ازواج بــــلا حـــدود) قبل ان نتيح الفرصة للأمم المتحدة بالتدخل واصدار مذكرة قضائية بإحالة احد الجانبين الى محكمة الجزاء الدولية بتهمة ارتكاب انتهاكات زوجية بعد ان فشلت ومعها  الاسرة الدولية باحالة مجرمي داعش ومن دعمهم ويدعمهم الى القضاء الدولي جزاء مجازرهم المخزية وجرائم الابادة الجماعية التي اقترفوها وما زالوا يواصلون اقترافها ضد شعبنا.
كنا ونحن نسرع الى شقة جارنا لاقتحامها ومحاولة انقاذه من بين أنياب وأظافر تلك اللبوة الانثوية الشرسة نحاول توقع سبب المعركة الراهنة، أحدنا خمن أن يكون السبب تأخره في جلب مواد البطاقة التموينية وآخر عزا ذلك ربما الى تذمر الزوج من تصاعد عمليات النميمة اليومية المتواصلة بين زوجته ووالدتها وشقيقاتها بما فيها من احداث ومتغيرات وخيبات غرفة النوم، بينما توقع ثالثنا ان السبب يكمن في رفض جارنا الوديع تحمل نفقات عملية التجميل التي تحاول الزوجة إجراءها منذ سنتين عبثا لرغبتها في ان تصبح شبيهة (لنانســـي عجــــرم) ولتشدو باغنية (شــخبط شــخابيط لخبــط لخابيـــط مســـك الالــــوان ورســـم عالحيـــط) على الرغم من الفارق الكبير بينهما سواء في السن ام في تضاريس الوجه التي عمقت عجلات الزمن عليه خطوطها وتجاعيدها. 
الزوجة الغاضبة استقبلتنا ببرود وهي تفتح باب الشقة بيد وتحاول باليد الاخرى ان تخفي وراء ظهرها احد الاسلحة البيضاء صينية الصنع قياس (37) التي ربما لم يُتَح لها الوقت لاستخدامه بعد، وبدل ان ترحب  بنا وتدعونا للدخول سردت علينا جانباً من اسباب تلك المعركة بسرعة خمسة ألاف كلمة في الثانية.
المشكلة التي فجرت تلك الحرب الزوجية بدأت عندما عاد جارنا الى البيت ذلك اليوم متأخرا، ولم يتناول وجبة الغداء التي اعدتها له، وبدل ان تسأله عن سبب تأخره بلطف زوجي هاجمته بعنف  متهمة اياه بزيارة والدته وتناول طعام الغداء معها وتركه لها تنتظره على أحر من الجمر، واذ أكد لها بطلان توقعها واتهاماتها (العدائيـــة) تلك الحت عليه فاجابها مهموما حزينا مكتئبا والوجع يعتصر قلبه بانه اضطر لبيع سيارته البرازيلي الهرمة التي رافقته لثلاثين عاما بسبب الازمة المالية وعجزه عن دفع الايجار وتوفير متطلبات الاسرة الاساسية فضلا عن ان تلك السيارة تحتاج  لمتابعة يومية للاطمئنان على كفاءتها وصيانتها وتوفيرالمحروقات والزيوت لها.
ومن هنالك انطلق شرارة الانفجار الذي تحول الى إعصار لانه لم يخبرها ولم يناقشها ولم يستشرها وكأنها مجرد (ديكـــــور) في البيت وليست شريكة فعلية، وبعد ان احتوينا خلافهما بدبلوماسية رجالية وافقت اللبوة الانثوية على معاهدة وقف اطلاق النارعلى ان ينفذ طلباتها الاسرية ولا يستهين باحتياجاتها الانثوية وربما كانت في تلك اللحظة تحلم باجراء عملية التجميل التي انتظرتها طويلا متخيلة نفسها نانسي عجرم وهي  تغني (شـــخبط شـــــخابيط. ).
 وبعد ان وضعت المعركة اوزارها وصمتت الاسلحة وتوقفت القذائف والاتهامات، وخلال تناولنا شاي الصلح، سألت اللبوة اسدها وكأنها استذكرت شيئا هاما (سيارة واحدة, لا تستطيع أنت ان تخصص خمس دقائق لصيانتها يوميا، فكيف يستطيع مسؤول رفيع يمتلك مكتبه (123) سيارة إدامة ذلك الاسطول كله من السيارات يوميا وصيانتها, وكم سيكلفه ذلك  من الوقت  كل يوم؟؟؟) أجابها وكأنه آلة حاسبة الكترونية اسرع من عجلات هذا الزمن الرديء الذي نعيشه، (لو ان ذلك المسؤول الرفيع الوديع خصص خمس دقائق يوميا للاشراف على صيانة وادامة كل سيارة من سيارات مكتبه فانه سيحتاج الى (615) دقيقة, اي الى اكثر من عشر ساعات)، اجابته بذهول (ومتى سيجد الوقت اذا للدوام ومتابعة القوانين وانجاز معاملات المواطنين؟).
ضحكنا جميعا وربما كان أحدنا يهمس في سره (فعـــلا شـــخبط شــــخابيط).
 
 
 

94

مشــــاكسة
..............

(الســـــيدة) . . . . . المســـــــؤول
........................................
  مال اللـــــه فــــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
 .................................
كان رئيس تحرير الصحيفة التي كنا نعمل فيها نهاية الثمانينيات طيباً، وبسيطاً حد السذاجة، وكثيراً ما كان يتخذ قرارات انضباطية وعقابية غير عادلة في ضوء وشاية، أو معلومات غير دقيقة، ليعود ويلغيها بعد دقائق. كما كان يحب المديح والاشادة بمميزاته الشخصية وبكتاباته كثيراً، حتى لو كان مصدر الاشادة منافقاً، وتلك كانت احدى نقاط ضعفه التي استغلها العاملون إلى أبعد الحدود، وكثيرا ماكانت مصدر تندرهم.
في صبيحة احد الايام، بينما كنا في مكتبه كالعادة لمناقشة عدد الصحيفة لذلك اليوم وتأشير الملاحظات والاقتراحات وتبادل آخر النوادر، قطع جرس الهاتف موجة ضحكنا الصاخبة حيث كان على الجهة الاخرى من الخط مسؤول امني كبير راح  ينبه بلهجة حادة اقرب الى التوبيخ رئيس التحرير الى خطأ مطبعي (فـــادح) ظهر في صفحة المحليات في عدد صحيفتنا لذلك اليوم، وفي ضوء ذلك الخطأ تحول مسؤول قيادي رفيع من (ســـيد) الى (ســـيدة) في عنوان الخبر الرئيس المتعلق به.
 ما أن وضع رئيس التحرير (رحمه الله) سماعة الهاتف حتى بدأ الشرر يتطاير من عينيه صارخا بفراشه الخاص:(إئتني الآن بـمسؤول المحليات فورا).
 في خضم ذلك، تسلل احد زملائنا مسرعا نحو زميلنا (ابــي فـــرح)، مسؤول المحليات ليخبره بالتفاصيل حتى لا يفاجأ، ويحتاط للامر جيداً، في حين كنا نحاول تهدئة رئيس التحرير بشتى الطرق، متذرعين باعذار كثيرة، منها ان لا عمل دون اخطاء، وان بقية الصحف كثيراً ما تخطئ، وان الخطأ المطبعي الذي حول ذلك المسؤول القيادي الى (ســـيدة) خير من ان يمس احد اعضاء القيادة القومية ام القطرية للحزب، أو (الرئيس القائد). عندها، ربما، لن يتمكن احد من معرفة مصير بعضنا، لأن الامر كان سيفسر على أنه (محاولــة اجراميــة، وربمــا تآمريــة مقصــودة للنيــل مــن هيبــة قـــادة البــــلاد).
 وسط تلك التبريرات، فتح الباب فجأة، واذا بزميلنا (ابــي فــرح) يتوجه مسرعا نحو رئيس التحرير الغاضب كانه أحد الصواريخ  عابرة القارات الذكية الموجهة بدقة نحو احد اهدافها الستراتيجية الثابتة، وقبل ان يتيح له فرصة التفوه  بكلمة واحدة، احتضنه بشدة كما يحتضن العاشق الولهان حبيبته بعد طول فراق، وانحنى عليه وسط ذهولنا، ممطرا اياه بقبلات ساخنة وهو يهنئه قائلاً: (ألــف ألــف مبـــروك اســتاذ.. واللـــه فرحــت لك مــن كـــل قلبـــي ، تســتاهل واللـــه تستاهــــل).
 ذهل رئيس التحرير من وقع المفاجأة، بينما عقدت الدهشة ألسنتنا وبصعوبة ممزوجة بالاستغراب والدهشة معاً، سأله رئيس التحرير:
 (لمــاذا هـــذه التهنئـــة وعلــى مــــاذا)؟ اجابه (ابـــو فــرح) بهدوء وثقة، وكأنه يقرر امراً مهماً وكبيراً: ( اليــوم كنــت فـــي الــــوزارة، والتقيــت صدفـــة بالســـيد الوكيـــل، الــــذي أبـــدى اعجابـــه الشـــديد بالافتتاحيـــة التي كتبتهـــا حضرتـــك والمنشــــورة اليـــوم بالجريـــدة، وهمــس لــي، اعتقـــد ان هنـــالك تكريمـــاً خاصـــاً مـــن الرئاســة لرئيـــس تحريركــــم).
ذهل رئيس التحرير، واخذته النشوة بما سمع، وفتح عدد الجريدة امامه بسرعة، وراح يقرأ الافتتاحية بعمق، ويهز رأسه موافقاً، ومعجباً بما جاء فيها في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً، ان افتتاحيات الصحيفة يكتبها دائماً أحد زملائنا، ولا دخل لرئيس التحرير بها لا من قريب ولا من بعيد.
 ما أن انتهى رئيس التحرير من قراءة الافتتاحية حتى تابع زميلنا (ابـــو فــــرح)، فصول مسرحيته العجيبة قائلا: (اســـتاذ، إن شـــاء اللـــه التكريـــم ســـيكون ســـيارة، وانــت تســـتحقها.. اجـــل واللــــه تستحقهــــا).
 وفيما كان رئيس التحرير غارقاً في احلام التكريم بالسيارة التي ربما تكون في طريقها اليه، كان (ابـــو فـــرح) يغمز لنا فاتحا ابواباً اخرى للنقاش، حول ذوق رئيس التحرير الرفيع، واعجابه باناقته المفرطة، وفي اختياراته الرائعة لاربطة عنقه ولعطوره الفرنسية ، وتمادى إلى أبعد من ذلك، عندما نهض من مكانه، ووضع انفه قرب وجه رئيس التحرير ليشم عطره عن قرب، فيما كان رئيس التحرير مزهواً بذلك المديح، وقد نسي تماماً، سبب استدعاء ( ابـــو فــــرح) والخطأ المطبعي، والعقوبة الشديدة التي كان يلوح بها قبل دقائق، بل انه ونزولاً عند الحاح الزميل (أبــي فـــرح) فتح درج مكتبه، واخرج قنينة عطره، ومنح كل واحدٍ منا رشة على راحة يده لنتأكد من جودتها، ثم أهداها (لابـــي فــــرح) وسط دهشتنا، وعجبنا من العبقرية المسرحية لزميلنا (ابـــو فــــرح) التي نجح عبر احداثها السريعة الذكية في تحويل (العقوبــــة) الى (هديــــة).
ولعل رئيس التحرير كان في تلك اللحظة وهو غارق في احلام اليقظة، يحدث نفسه (ماالـــذي يهمنـــي اذا تحـــول جميـــع المســؤولين مـــن ســـادة الـــى ســـيدات ما دمــت ســاحصل علـــى واحـــدة مــن احـــدث الســــيارات ؟؟؟).
 
 

95
 
مشـــــــاكسة
................

البلاهــــــــــة. . . والنباهـــــــــــــــة
........................................
   مال اللـــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .................................
وسط أعنف فوضى سياسية، عصفت بالحكومة وبالمؤسسة البرلمانية بشدة، محدثة شرخا عميقا بين البرلمانيين الذين انقسموا بين مطالب بإقالة هيئة الرئاسة بدعوى فشلها وعدم شرعيتها،  وبين مؤيد لبقائها، وبين طرف ثالث من المنافقين الذين وضعوا قدما في هذا الخندق واخرى في الخندق  المضاد، مهددة في الوقت نفسه بالاطاحة بالرئاسات الثلاث جراء الازمة المالية الصعبة التي ضربت بقسوة الحياة اليومية للفقراء والمعدمين والمهجرين والنازحين، فجّرت برلمانية (حاقــدة حاســـدة)  قنبلة من العيار الثقيل بهدف إحداث موقف سلبي مريع ضد برلماننا الوديع، وإثارة فوضى شعبية ضد حكومتنا (الملائكيــــة) وضد مسؤولينا (المتواضعيــــن المتعففيــــن) لاسيما أن احدهم (إدعــــى صادقـــــا) في حوار تلفازي معه بانه لايعرف مقدار راتبه لانه لا يستلمه بيده ابدا, بل يذهب الى الفقراء والمعوزين، ويبدو ان هذا الراتب (فائــــق الذكــــــاء)، الذي ينافس صاحبه نزاهة وذكاءً، يعرف جيدا المواقع العشوائية لاكواخ المعدمين ومنازل الصفيح للمتعففين عبر خرائط الاقمار الصناعية، فيذهب اليهم مباشرة دون ان يجعل ذلك المسؤول (الانســـــاني) يشعر به.
فقد كشفت تلك البرلمانية، (الحاقـــــدة الحاســــدة)، عن حقيقة (متواضعـــــة)، مدعية ان  بذمة مكتب مسؤول رفيع (123) سيارة مما يمثل (وفـــــق تصورهـــــا) هدرا للمال العام، ناسية وربما متناسية عن قصد (ســــيئ) المستوى الرفيع من الرفاهية والامن والاستقرار والامان والتطور والعيش الرغيد الذي تحقق لشعبنا على ايدي مسؤولينا وبرلمانيينا واحزابنا وتحالفاتنا كافة ومن بينهم ذلك المسؤول الذي عنته، حيث لم يتبق من المواطنين الذين يعانون من الجوع في ظل حياة الرفاهية التي ننعم بها الا ثمانية ملايين جائع فقط، ألا يستحق مكتب ذلك المسؤول الرفيع هذا العدد (المتواضــــع جــــــدا) من السيارات الذي لا يتجاوز الــ (123) سيارة فقط؟ تكريما وتثمينا واعتزازا بما حققه وزملاؤه في مختلف مواقع المسؤولية من انجازات غير مسبوقة كان منها على سبيل المثال وفي ميدان الامن والاستقرار وبشهادة المنظمة الدولية، فجيعة العراق خلال شهر نيسان الماضي فقط بسقوط (2115) مواطناً بين شهيد وجريح، جراء اعمال العنف والارهاب والنزاعات المسلحة، حيث استشهد (741) مواطنا وإصيب (1,374) آخروين، ولو كنت مسؤولا مخولا وانا اتلمس جانبا من هذه (المنجــــزات الفــــذة وغيرهـــــا) لاستعرت من التاريخ الحديث (مكرمــــة) دكتاتـــــور رومانيا (نيكـــولاي تشاوشيســكو) لنفسه وحدثتها وطورتها، حيث يقال بإنه كان يرتدي يوميا بذلة جديدة ومن ثم يأمر بإحراقها حتى لا يرتديها سواه من عامة شعبه (المرفه) وبالتالي يمكن ان تنتقل بعض من عدوى (عبقريتـــــه) الى من سوف يرتديها، ولعملت على توفير (365) سيارة على عدد ايام السنة لكل مسؤول رفيع أسهم بأي شكل من الاشكال في بناء هذه (الرفاهيــــة) المفرطة التي نعيش في كنفها والتي حفزت الموظفين والمتقاعدين ودفعتهم للمبادرة (بالتبــــرع) بنسب من رواتبهم (الخياليــــة) لدعم خطط الحكومة الملائكية، من اجل ان يستخدم كل مسؤول رفيع كل يوم سيارة جديدة، تليق بمكانته وبعبقريته وبتفرد انجازاته، وعين هذه البرلمانية المشاغبة الحاقدة الحاسدة فيها عود.   
في ظل هذا الترف (المتواضـــع) ، تقفز من الذاكرة (انســــانية) أفقر رئيس دولة، ذلك هو(خوســـيه موخيكــــا) رئيس الأوروغواي السابق الذي لم يكن يمتلك اسطولا من السيارات الحكومية، لكنه كان يستخدم سيارته الخاصة نوع (فولكـــس واكــــن بيتــــل) في تنقلاته والتي لايتجاوز سعرها الالفي دولار  فضلا عن تبرعه بنسبة 90% من راتبه الشهري البالغ (12500) دولار للاعمال الخيرية ولمساعدة فقراء بلاده ولم يكن يتقاضى من راتبه الرئاسي الا (1250) دولارا شهريا، اما رئيسة ملاوي (جويـــس بانـــــدا) التي تولت الرئاسة في بلادها في نيسان من عام 2012 ، وكانت البلاد في حينها تمر بضائقة اقتصادية خانقة خلفت ملايين الجياع، فقد اقدمت على خفض راتبها بنسبة 30% وبادرت إلى بيع (35) سيارة مرسيدس كانت مخصصة لاستخدام افراد حكومتها، ملغية حوافز ومخصصات  مختلفة للوزراء والمسؤولين الكبار، ومقلصة اعداد الموظفين بالسفارات والقنصليات لخفض النفقات، والاهم انها بادرت إلى بيع الطائرة الرئاسية الخاصة بخمسة عشر مليون دولار لتطعم بثمنها مليون جائع بدل ان تستقطع نسبا من رواتب الموظفين والمتقاعدين لسد عجز الميزانية جراء فشل وسرقات واختلاسات بعض المسؤولين الفاسدين، ومفضلة ان تستقل الدرجة السياحية في طائرات نقل المسافرين العادية خلال تنقلاتها جنبا الى جنب مع مواطنيها من اجل اغاثة شعبها.   
في العراق يوثق السيد (فــــؤاد عــــارف) الذي كان مرافقا للملك غازي واقعة مهمة جسدت جانبا من شخصية الملك وبساطته وعفة يده، فلم تكن لديه سيارات مصفحة ولا مرافقين من القوات الخاصة ولا فيالق حمايات ينثر افرادها شتائمهم على المارة والسواق الآخرين، ولا طائرات عمودية تحوم حول موكبه اينما ذهب ولا مدافع مضادة للطائرات ترافقه، لانه ببساطة لم يكن له موكب رسمي لكنه كان يتجول مع مرافقه فقط، تحيطه محبة شعبه واحترامه، فقد اخفق الملك غازي في شراء سيارة سبورت شبابية رياضية مكشوفة اعجبته كانت معروضة في احد معارض بيع السيارات  في شارع الرشيد، لانه وهو ملك العراق لم يكن يمتلك ثمنها البالغ (1550) دينارا، خصوصا بعد ان رفض وزير ماليته اقراضه بقية المبلغ الذي يحتاجه لشرائها كون ذلك مخالفا للقانون، اما الزعيم عبد الكريم قاسم فقد كان يتنقل بسيارة فورد ستيشن موديل 1958 بصحبة مرافق واحد.         
وكان عضو اللجنة المالية في مجلس النواب مسعود حيدر، قد كشف في 30 تموز 2015، أن كلفة صيانة ووقود سيارات مسؤولي الدولة باستثناء اعضاء البرلمان تصل الى نحو 100 مليار دينار شهريا، مؤكدا أن تقليل اعداد سيارات المسؤولين سيوفر لخزينة الدولة  قرابة مليار دولار سنويا.
يبدو ان بعض مؤسسات وهيئات وتشكيلات النزاهة قد ضربها فايروس البلاهة، وشتان ما بين البلاهة والنباهة. 
 
 

96

الراحلـــون الــــى الغربـــــــة


مال اللـــــه فـــــــرج


منـــــذ ســـــــنة
مـــــــرّوا ......
ذات يـــــــــــوم
مـــن هنـــــــــــا
اطفأوا برحيلهم
مصابيح القلــب
حاملين معهــــم
كـــل المباهــــج
والســـنا ...

قفـــــزوا ...
لسـفن الغربــــة
بعــــد أن
تســللوا فجــــأة
ذات مســــــــاء
حزيــــن ...
مـــــن بيـــــــن احلامنــــا
وهــــاهــــي
اثار خطوهــــــــم
تحفـــــر
علـــــى القلــــــب
تضاريس اوجاعنا ....

مـــــــرت ســــــنة
وبركـــان اللهفـــة
مــــــازال
يصطخب باعماقنا
لاهـُـــــم عـــــادوا
ولا توقـــف .....
فـــــي الاعمـــاق
نزيف اشــــتياقنا

ايهـــــا الاحبــــة
الضائعــون ....
فـــــي الغربـــــة
هـــــل ما زلتـــــم
كمــــا نتذكركـــــم
تتذكروننـــــا ؟؟
وكمــــــا
نتمسك بمحبتكــــم
تتمسكون بمحبتنا
وكمـــــا
نتلهــف للقاكـــــم
تتلهفـــون لنــــــا
وهـــــل
تتمنـــون مثلنـــــا
ان تقايضوا العمر
بلحظـــة تجمعنـــا
وتستعيدون بلهفة
كــــل نظــــــــــرة
كــــــل بســـــــمة
كــــــل دمعــــــــة
كــــــل نبضـــــــة
تبادلناهــــا ...
خلســـة او علنـــا
نذكركــــم .
فــــــي دعائنــــــا
بحرارة كل يــوم
فهــــل
فــــي صلواتكـــم
تذكروننـــــا ؟؟

رحلتــــم ...
واخذتـــم معكــم
مشــــاعرنا ....
ومباهجنـــا ....
وحاضرنـــا ....
ومســتقبلنا....
فمـــــا الـــــذي
ابقيتمــوه لنا ؟؟
ســــوى
اننقــاض ارواح
انهكها الاشــتياق
لكـــــم ...
تجتــر بصمــت
علقــم اوجاعنـا






97
 
مشــــــاكسة
.................

الجيــــــاع ... والضبــــــاع
..............................
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................
تفجرت عبر مختلف الحقب التاريخية تظاهرات واحتجاجات الجياع الغاضبة وثوراتهم العاتية لتطيح برؤوس وعروش وديكتاتوريات، واذا كانت اولى تلك الثورات عبر التاريخ قد تفجرت في مصر خلال العصر الفرعوني ضد الملك (بيبي الثاني)، الذي حكمها لأكثر من (69) عاما، وتدهورت في عهده الاوضاع الاقتصادية، فامتنع الناس عن الذهاب إلى الحقول ودفع الضرائب، وهاجموا مخازن الحكومة، وصبوا ثورة غضبهم على قصور الأغنياء، لينهوا حكمه، فان جياع فرنسا استطاعوا هم ايضا تفجير ثورتهم التي استمرت من 1789 حتى 1799، مسقطة الحكم الدكتاتوري ولتؤسس على انقاضه الجمهورية، حيث اسقطت الباستيل وأوصلت لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت الى المقصلة بعد ان فشلت نصيحتها التاريخية لجياع بلادها بتناول الكيك بدل الخبز.
من جانبهم، ابى جياع الشعب الروماني الا ان يكون لهم حضورهم المميز على مسرح الاحداث بعد ان ابتليت بلادهم بدكتاتور العصر، (نيكولاي تشاوشيسكو)، الذي أحكم قبضته الحديدية على رومانيا لأربعة وعشرين عاماً (من 1965 حتى 1989)، وأصيب بجنون العظمة، مطلقا على نفسه القاب القائد العظيم والملهم ودانوب الفكر (نسبة إلى نهر الدانوب) والمنار المضيء للإنسانية والعبقري، وكان لا يتقبل أي انتقاد ولا يبدي أي رحمة تجاه معارضيه، ولعل مما زاد في غروره وفي جنون عظمته وجود المنافقين والمطبلين حوله يخلعون عليه اوصافا والقابا ومسميات تعمق من عقدة غروره  وتزين دكتاتوريته،  كوصفهم له بيوليوس قيصر وبالإسكندر الأكبر ومنقذ الشعب، موهمينه بأن عصره هو العصر الذهبي، في الوقت الذي كانت فيه انياب الفقر والجوع تنهش لحوم الملايين من شعبه وتضطر الكثير من النساء والفتيات الصغيرات إلى المتاجرة بأجسادهن لتوفير رغيف الخبز، حيث أكدت احصاءات صحية أن النساء في رومانيا خضعن لأكثر من(22) مليون عملية إجهاض، في دولة يبلغ تعداد سكانها(21.5) مليون نسمة، في وقت اكد فيه مسؤولون صحيون إن العدد الحقيقي اكثر من ذلك بكثير، لأن عشرات الآلاف من النساء الحوامل، اُجريت لهن عمليات الإجهاض في عيادات غير قانونية، ويؤكد خبراء إن ذلك العدد جاء نتيجة السياسة الاقتصادية الخاطئة لدكتاتور رومانيا التي افقرت البلاد واذلت العباد حتى كرهه شعبه وأشعل الثورة ضده.
ومن بين أملاكه الخيالية، كان احد قصوره الفخمة الذي يضم ألف حجرة، وقدرت قيمة بنائه بعدة مليارات من الدولارات في حينها، فقد بلغت مسطحات بناء ذلك القصر الخرافي (45000) متر مربع مرتفعا عن الأرض بمائة متر، وشارك في بنائه خمسة عشر ألف عامل، الى جانب امتلاكه لتسعة وثلاثين فيلا فاخرة وهو يعيش ببذخ فاحش، بينما كان معظم شعبة يعيش تحت مستوى خط الفقر في ظل حكم قمعي لا يرحم، وكان يمتلك تسع طائرات مجهزة كقصور رئاسية طائرة وثلاثة قطارات خاصة به كبيوت متنقلة عبر أنحاء رومانيا.
وفي الوقت الذي كان تشاوشيسكو فيه يبني النصب التذكارية التي تخلده ويقيم الحفلات الباذخة، كان الكثير من الرومانيين يعانون الجوع بسبب توزيع الطعام بنظام الحصص، ويتحملون صقيع الشتاء دون مواقد تدفئة، مما فجر تظاهرات الطلبة الاحتجاجية الغاضبة لتنضم اليها جموع الشعب اثر مقتل (20) طالبا برصاص قوات حماية الدكتاتور، لتشتعل ثورة الجياع مرغمة اياه على الهرب وزوجته (ايلينا) بطائرة عمودية، لكن ذلك لم ينقذه من مصيره المحتوم بعد ان استطاع عدد من المزارعين إلقاء القبض عليه ليواجه محاكمة سريعة لم تتجاوز الساعتين، تم على إثرها الحكم بإعدامه وزوجته وتنفيذه فورا يوم 25 كانون الاول (1989)، أي يوم عيد  ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وكان أحد أفراد جهاز أمنه الداخلي هو من تم تكليفه بإعدامه رميا بالرصاص، ونقلت مشاهد الإعدام عبر شاشات التلفزة مباشرة  ليتأكد الشعب بأن الدكتاتور قد أعدم وأنه انتهى وإلى الأبد.
 في بلادنا، مع الأسف الشديد التي تمتلك واحدة من اضخم الثروات النفطية وكان بامكانها لو استغلَّت بعقلانية ووظفَت بشكل صحيح في بناء الاقتصاد والبنى التحتية ان تجعل شعبنا يحتل المرتبة الاولى على قائمة الدول الاشد رفاهية في العالم، لاسـيما وان بعض ميزانياتها السنوية كانت بحدود الـ(150) مليار دولار، في حين سبق لبعثة الأمم المتحدة (يونامي)، أن افادت ان (6) ملايين عراقي ما يزالون يعيشون تحت خط الفقر، وأفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) عن (حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم 2015) أن ثمانية ملايين عراقي من إجمالي عدد السـكان البالغ 32.5 مليون نسمة كانوا يعانون من الجوع في (2015)، بسـبب الظروف الأمنية التي تعيشها البلاد، حيث ارتفع عدد الجياع في العراق إلى أكثر من خمسة أضعاف منذ(1992) حين كان عددهم مليونا ونصف المليون جائع في زمن النظام الدكتاتوري المقبور، وسبق لمحافظة بغداد أن أكدت عام 2014 وجود اكثر من مليون و500 ألف عاطل عن العمل في العاصمة وقد ارتفع هذا العدد بالتأكيد في ظل الازمة المالية والاقتصادية الراهنة، يجيء ذلك متزامنا مع حالات الترف والبذخ غير الاعتيادي التي يتقلب في احضانها بعض المسؤولين الغافلين عن معاناة الجياع والمعدمين، وعلى سبيل المثال ووفقا لتأكيد مسؤول برلماني، امتلاك مكتب مسؤول رفيع (123) سيارة وامتلاك مكتب نائبه الاول (70) سيارة ومكتب نائبه الثاني(43) سيارة، وغير ذلك الكثير الكثير مما قد يشعل شرارة غضب مدمر خطير لدى الجياع والمعدمين والعاطلين والنازحين والمهجرين الذين لم تعد (بالونات) الاصلاحات السرابية المملوءة بالهواء قادرة على خداعهم بعد ان تطايرت حولهم كثيرا وفشلت في تخفيف معاناتهم وفي محاسبة سراقهم من المسؤولين الفاسدين.
ختاما، استعيد تأكيداً سابقاً لمسؤول رفيع بان (المارد قد خرج من القمقم)، لاهمس في اذان المسؤولين الاكارم الافاضل، لقد سبق للمارد ان خرج مرتين، احذروا من خروجه ثالثة، واجعلوا من اصلاحاتكم انجازات فعلية لا وعودا سرابية.
وللحكام الدكتاتوريين والفاسدين في العالم اقول، احذروا ثورات الجياع قبل ان تحولكم من اسود الى ضباع.
 

98
 
مشـــــاكسة
................
وأمطــــرت الســــماء دمــــــــا!
...................................
  مال اللــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ..................................
إهتزت بغداد على وقع دوي الانفجارات مترنحة بعنف من عمق جراحاتها، وتحول نزيف دمائها شلالا من الادانة بوجوه حكومات فاشلة وسياسيين فاسدين، ومسؤولين أمنيين غارقين في مصالحهم  وصفقاتهم وامتيازاتهم، واشتعلت حرائقها هنا وهناك، لاسيما في مدينة الصدر المظلومة المكلومة، لتصيب العالم كله بالصدمة والذهول من هول الفاجعة راسمة علامات استفهام كبيرة مريرة، (ما جدوى بقاء حكومة وبرلمان  لا يستطيعان ان يحققا للشعب الاستقرار والامان؟)، (وما ذنب الابرياء ليكونوا وقودا لخلافات بعض السياسيين المرفهين الفاسدين الذين حولوا المواطنين إلى رسائل ملغومة يتبادلونها في تقاطعاتهم وخلافاتهم ومعاركهم واستعراض عضلاتهم؟) و(لماذا لا تطفو حرب المفخخات ودوي انفجاراتها على سطح المشهد السياسي الا عندما تتفجر الخلافات السياسية والبرلمانية والطائفية بين هذه الجهة وتلك وبين هذا المكون وذاك؟)، والاهم هل جاءت موجة التفجيرات المجنونة الملعونة هذه ردا على اجتياح البرلمان من قبل المتظاهرين والمحتجين (الزومبيين)؟ وثأرا (لمأساة) الكنبة البرلمانية ولشرفها المنتهك بعد ان تلطخت ببضع قطرات من الدماء؟
 فقد أثار اهتمام مختلف المسؤولين (بشرف) القنفة البرلمانية المنتهك اسـتهجان وسخرية العالم كله لعمق ذلك الاهتمام الحكومي والبرلماني والسـياسي الذي فاق اهتماماتهم بمأسـي الجوع والفقر والبطالة والتشـريد والتهجير التي أصابت العراقيين, وبحرب الابادة الجماعية التي شـنها ويشنها ارهابيو داعش ضد المواطنين، والتي ضربت وهجرت واعدمت وعذبت وانتهكت شرف وحقوق وحرمات الملايين، فهل هب اعصار المفخخات وحرائقها ليكون الثأر المناسب لـ (انتهاك شرف) تلك الكنبة اللعينة؟ ثم لماذا لم تستهدف حروب المفخخات ومصائبها وحرائقها وكوارثها ومآسيها يوما ما المنطقة الخضراء اسوة ببقية المناطق الفقيرة السوداء؟
بعيدا عن اتهام أي جهة فإن ذلك يفرز احتمالين منطقيين، اما أن من يديرون حرب المفخخات ويحولون الفقراء والمعدمين الى وقود والى رسائل دماء وموت ودمار يتبادلونها مع غرمائهم السياسيين, هم من سكنة المنطقة الخضراء! أو ان الحكام والمسؤولين المعنيين لاسيما الامنيين منهم من سكنة هذه المنطقة الملعونة المأفونة التي تحولت الى منطقة شؤم وبلاء، لاعلاقة لهم بأمن وسلامة واستقرار البلاد بقدر اهتمامهم بأمنهم وامن عوائلهم وأمن وسلامة المنطقة السوداء، وبالتالي فانهم لا يمتلكون شرعية تمثيل شعب فشلوا في حمايته مما يعني استحالة توقف امطار الدماء التي ينزفها يوميا المعدمون والفقراء ماداموا متمسكين باسنانهم واظافرهم بكراسيهم .
إن فساد الاجهزة الامنية وغض الطرف عن مساءلتها بسبب خضوعها لاوامر ومصالح وتوجيهات وإرادات وحماية تكتلات وتحالفات ومكونات سياسية, لم يفرغها من موضوعيتها وحيويتها وشرعيتها وقدرتها على مواجهة الارهاب والعنف والجريمة المنظمة وحسب، وانما وفر المناخات الملائمة امام القتلة الارهابيين لاحداث أفظع الانهيارات الامنية وبالتالي إحداث  اخطر الكوارث الانسانية، ومن منا لا يتذكر واحدة من اضخم صفقات الفساد الامنية’ ممثلة بأجهزة الكشف عن المتفجرات (السونرات المحمولة) التي تجاوز سعر استيراد القطعة الواحدة منها الخمسة آلاف دولار وفقا للتقارير الصحفية آنذاك في حين ان سعرها الحقيقي وفقا لادعاءات مصادر رسمية بريطانية كان بحدود الخمسة والعشرين دولارا فقط؟ وقد فشلت فشلا ذريعا في الكشف عن أي مفخخة أو عبوة ناسفة باستثناء العطور والتوابل ومواد التجميل وحبوب الفياغرا ومكياج السيدات، ومع فشلها فشل المعنيون ايضا في مساءلة ومحاسبة ومقاضاة المسؤولين عن تلك الصفقة الفاسدة السوداء التي ربما كانت السبب في هدر الكثير من الدماء.
  من جانب آخر، سبق للبرلمان ان تعاقد قبل سنوات مع شركة امريكية للكلاب البوليسية تابعة لاكاديمية (كلوبــــل) الامنية لتوظيف احد كلاب الحراسة المتمرسين لحماية البرلمان ووفقا للعقد تم تحديد الراتب الشهري للكلب المعني بخمسة آلاف دولار فقط ولثماني ساعات عمل في اليوم، حيث بلغت حصة ذلك (الكلب ابن الكلب) ثلاثة آلاف دولار ينفقها على نفسه وعلى زوجته وجرائهما الذين يواصلون دراساتهم العليا في ارقى الجامعات الحيوانية، في حين تستقطع الشركة المعنية بالتوظيف الفي دولار من مبلغ العقد لتوفر للكلب السعيد السكن والطعام والفواكه والحلويات والمعجنات والكبتشينو والكافيار والمنشطات الجنسية واجهزة الرشاقة والعطور الباريسية وأجهزة الايفون والايباد للتواصل مع اصدقائه الكلاب عبر الفيس بوك، فلماذا لم يوفر المسؤولون عددا من تلك الكلاب المدللة المدربة لحماية مداخل العاصمة ومخارجها لضمان سلامة الانسان أسوة باعضاء البرلمان.
بيد ان الادهى والامر ما أكده برلماني امني بوجود (40) جهازا امريكيا حيويا للكشف عن المتفجرات في مخازن وزارة الداخلية سبق شراؤها منذ فترة ربما بملايين الدولارات, لكن لم يتم توزيعها على الشوارع والتقاطعات ومداخل العاصمة ومخارجها للكشف عن المفخخات, فما الفائدة من استيرادها ومن وجودها وهل ينوي البعض توزيعها على التشكيلات السياسية بدل حماية القطاعات الشعبية؟   
الى ذلك كشف احد ابناء مدينة الصدر المنكوبة حقائق مريرة على الفيس بوك جديرة بالتوقف ازاءها انقل بعضا مما جاء فيها: (ليش مدينة الصدر دائماً تتكرر بيهة الانفجارات؟  تتكرر بسببنا احنة اهل المدينة! لان عدنا بالمدينة داعش بس من نوع اخر، مثلاً بمدينة الصدر الشرطي ما يگدر يحاسب اي شخص!! وما يگدر يفتش اي سيارة مضللة او سيارة بدون ارقام!! والجندي ما يگدر يطبق القانون ويلقي القبض على شخص مشتبه به او يطلع مداهمة على اهداف معينة!! لان راح تنفتح عليهم ابواب جهنم) .
  مضيفا(في آب الماضي طلعت دورية لمحاسبة اهل العشوائيات والمتجاوزين على الارصفة وصارت مشادة، و واحد من الشرطة حتى يفرقهم اطلق النار (جوة الرجلين)، واصيب احدهم برجله، عشيرة هذا المصاب بظرف ربع ساعة (وگدام عيني) اجوي طوقوا مركز الشرطة (قطاع ٦١) وتقريباً (نص ساعة بس رمي) والا ياخذون هذا الشرطي، وبالاخير راحو لبيت الشرطي وحرگوه وكتلوا اختة وصوبوا بنتة، وبنفس الشهر وقرب سوق الاولى بعيني شفت صاحب سيارة نزل على شرطي المرور بالمسدس وكسر رجلة بطلقتين، والسبب لانه اخذ سنويتة، وقرب سيطرة الحبيبية من جهة (سچة القطار) شفت خمسة جنود شاردين بالفروع ووراهم جماعة يرمون عليهم والسبب ان الجندي موگف سيارتهم المظللة ومحاسبهم).
اخيرا، وفي ظل واقع كهذا مضحك مبكٍ، ستظل السماء تمطر علينا كوارث ودماء  مادامت ضائعة الحكومة بين ميليشيات منفلتة وقوى سياسية مشؤومة، وبعد ان اضاعت الحكومات حوالي الف مليار دولار دون ان تستطيع تحقيق الامن والاستقرار.
 
 
 

99
 
مشـــــــاكسة
...............

حتـــى أنــــت يابروتـــــــس؟
...............................
  مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
........................................
أشعلت (الكنبــة) او (القنفـــة) او (القنبـــة)، كما يسميها الموصليون، مواقع التواصل الاجتماعي  محولة اهتماماتها من قصص وحوارات وقصائد الغزل الشفيف الى السخرية والنقد العنيف، مشعلة من جانب أخر حرائق القلق الدولي من أن يتعرض هذا الرمز الشامخ الخالد الذي يلخص تاريخ كوكبنا الارضي، بكل خفاياه وتناقضاته واسراره وانتكاساته وتوهجاته وازماته وومضاته، الى العبث والدمار لا سيما وهو يختزن صفحات ومآثر وملاحم تاريخية لن يعيدها الزمن ثانية.
 فمن خلال الاهتمام الكبير وغير الاعتيادي الذي احيطت به هذه (القنبــة)، الاسطورية، يخيل إلي ان جدنا حمورابي استلقى عليها وفكر مليا قبل ان يخط اولى المواد القانونية على مسلته التاريخية، وعليها أيضا ارتشف الاسكندر الكبير وعاءً من لبن الابل العربية الاصيلة الذي اصابه بالدهشة من طيب مذاقه فأصدر أوامره باجتياح الشرق للاستحواذ على انفس نفائسه ممثلة بالابل الذكية، ومن على هذه القنبة أيضا فكر افلاطون باقامة  مدينته الفاضلة، وفي احضانها أيضا غرق يهوذا الاسخريوطي في افكاره الشيطانية حول افضل السبل لخيانة سيده لقاء ثلاثين قطعة من الفضة وتفتق ذهنه عن قبلة الخيانة التي قادته فيما بعد الى الانتحار، وعليها أيضا ولد قانون الجاذبية حينما سقطت تفاحة مشاكسة على رأس نيوتن بينما كان مضطجعا فوقها هربا من نكد زوجته، وعليها  أيضا نظم المتنبي اشهر قصائده متباهيا بشخصيته صارخا بالفلاة (الخيل والليل والبيداء تعرفني ..والسيف والرمح والقرطاس والقلم)  والامر نفسه بالنسبة لايفان الرهيب الذي تربع عليها مذيقا ابنه صنوف التعذيب بتهمة التأمر عليه قبل ان يصدر اوامره باعدامه، وكذا فعل نابليون بونابرت حين غفا عليها بعد تناوله وجبة دسمة من (الباجة) العراقية وحين أفاق وكان ما يزال تحت تأثيرات تلك الوجبة الدسمة أمر بشن الحرب التي خسرها في معركة واترلو الشهيرة ومن ثم اضطر وهو جالس على هذه القنبة أيضا إلى التوقيع على اتفاقية باريس الثانية التي القت به منفيا في جزيرة سانت هيلانة، وعليها اضطجع سلطان ذلك الزمان وهو يستمع يوميا الى احدى قصص الف ليلة وليلة ترويها له جاريته المثيرة، وفوقها أيضا اضطجع ماركس وهو يلملم شتات افكاره ليسطر اولى ملاحظاته حول رأس المال، وعلى هذه القنبة أيضا رزق اديسون بعد مخاضه الفكري العلمي الصعب بمولوده الذكر المصباح الكهربائي المنتظر، وفوقها أيضا ابتدعت مخيلة تشايكوفسكي رائعته الموسيقية الخالدة بحيرة البجع بفصولها الدرامية الراقصة، وعلى هذه القنبة عقدت كليوباترا قرانها على شقيقها بطليموس، وعليها انتحر هتلر باطلاق النار على نفسه اثر اجتياح الحلفاء لبرلين وعليها أيضا جلس الفنان الاسباني سلفادور دالي لتلد فرشاته المرهفة واحدة من أروع لوحاته التي حملت اسم (الحاح الذاكرة)، ومن فوقها قفز كلكامش ملتاعا ليجوب العالم بحثا عن عشبة الخلود بعد وفاة صديقة المخلص انكيدو، ومن فوق هذه القنفة التي كان يغفو عليها يوليوس قيصر اثناء المؤامرة التي استهدفته  والتفت متألما وهو ينزف دما جراء طعنات الغدر التي طالته ليفاجأ بان القاتل هو اخلص اصدقائه واقرب الناس الى قلبه، معاتبا اياه بلهجة تمازج فيها الحزن بالاسى بالاسف (حتى انت يابروتس).
فلا عجب بعد المصاب الاليم الذي لحق بهذه القنبة التي لا تقدر بثمن جراء افعال (همجيـــة) لبعض (الغوغـــاء) وفقا (لتوصيفـــات) البعض   وتشويه جمالية ونقاء وقيمة هذا الكنز التاريخي ببعض قطرات من الدماء ان يلتف حولها عدد من المسؤولين ليشاركوا المجتمع الدولي الذي اهتز غضبا بهذا المصاب الاليم مشاعره، متوعدين الفوضويين المنفلتين الجهلاء بأشد انواع الحساب جراء جريمتهم النكراء هذه التي انتهكت هيبة الدولة وسيادتها ولطخت سمعتها وأهانت كرامتها، خصوصا ان هذه القنبة قد تعطرت في عصرنا الديمقراطي الزاهر بجلوس الكثير من المسؤولين الاكابر عليها، وشهدت ربما توقيع اهم واضخم الصفقات التاريخية باعلى المغانم والحصص والنسب المئوية واخطر القرارات السياسية وابرز الاتفاقات البرلمانية، لذا فالوقوف ازاءها وابداء الالم لمصابها وذرف الدموع على محنتها لهو افضل واهم الف مرة من زيارة المهجرين والنازحين ومعايشة مأساتهم، والفقراء والمعدمين وتخفيف معاناتهم، وعوائل الجرحى والشهداء والمتعففين ومواساتهم، وحل مشكلات ومعاناة اطفال الشوارع والعاطلين واليتامى والارامل والمشردين ومساءلة لصوص المال العام والفاسدين والمفسدين ومحاسبة وابعاد الفاشلين.
عليه، ومن اجل ان تأخذ هذه (القنبــة) التاريخية دورها الحقيقي في إجراءات الاصلاح عديمة اللون والطعم والرائحة التي نسمع بها ليل نهار ولا نراها، ومن اجل ان تتحول الاصلاحات من تهويمات سرابية الى اجراءات حقيقية،  ولو كان الامر بيدي لقمت بارسال هذه القنبة بصحبة وفد على مستوى عالٍ  يضم في عضويته ممثلين عن جميع المكونات والتحالفات والهيئات والتشكيلات الى بلد المنشأ (للصينــــة والعــــلاج) وقضاء فترة النقاهة حتى الشفاء التام في منتجع دافوس أو في جزيرة ماوي في هاواي أو في جزيرة سانتوريني في اليونان أو في جزر المالديف، ولأصدرت طابعا بريديا تخليدا لها ولاصدرت أيضاعملة تحمل صورتها، ولبادرت إلى مناشدة الامم المتحدة لاتخاذ قرار اُممي بتسمية يوم استباحتها بـ (يوم القنفة العالمي) اُسوة بيوم العمال العالمي وبيوم المرأة العالمي وبيوم الاب وبيوم العائلة وجعله عطلة رسمية، ولطالبت اليونسكو بادراجها ضمن الآثار العالمية واقامة نصب سياحي لها من الدرجة الاولى لاستقطاب السياح من جهات العالم الاربع بعد ان طبقت شهرتها الآفاق وفرض رسوم قدرها مائة دولار لمن يرغب من السياح الجلوس عليها لمدة دقيقة واحدة ومائتي دولار لمن يجلس ويلتقط صورة تذكارية معها وبذلك نجعل هذه القنبة العريقة تسهم في حل ازمتنا المالية الخانقة بعد ان فشل مسؤولونا برغم عبقريتهم الاقتصادية بحلها، وربما يدعي عندها احد المنافقين بان هذه القنبة تجلب الحظ السعيد وتحقق الامنيات عندها سنشاهد جموع المواطنين وبخاصة من المطلقات والعوانس والعاشقات وامهات المعتقلين والمفقودين مسرعات نحوها لتعليق قطع القماش عليها أملا في تحقيق آمالهن.
اخيرا، ربما لو بادر المسؤولون المعنيون النزهاء  بزراعة اجهزة كشف الكذب في اماكن مخفية من هذه القنبة السـحرية واجلسـوا عليها جميع السـياسيين والبرلمانيين والمسؤولين تباعا وسألوهم عن مصادر ثرواتهم وممتلكاتهم ومدى نزاهتهم وامانتهم وحرصهم على المصالح الوطنية والمال العام، لظهرت فضائح تزكم الانوف ولتعالى صراخ القنبة الما واسـفا واسـتنكارا باوجه الكثيرين (حتــى انـــت يابروتــــــس؟)
 
 

100
 
مشاكســـــة
..............

الكارثــــــــــــــــة   
......................
  مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .................................
فجأة دوى انفجار الغضب الجماهيري العارم نتيجة الشحن السياسي والاعلامي من جهة، والتصدع البرلماني والفشل الحكومي من جهة اخرى، ليزلزل أركان المنطقة الخضراء بقوة وعنف وهو يقلب الطاولة في وجوه الطبقة السياسية، مطيحا بكل المعادلات والرهانات والتوقعات والتحالفات الكتلوية، جاعلا من الفوضى العارمة سيدة الموقف في قلب مجمع المراكز القيادية وصناعة القرار، فاستبيح البرلمان وقاعاته وأثاثه وموجوداته وتعرض برلمانيون الى الاعتداء والاهانة والشتائم، وهرب منهم، ومن الموظفين، من هرب، وحوصر من حوصر، واحتمى البعض بالسفارات الاجنبية وحمل آخرون حقائبهم التي ربما كانت معدة مسبقا وتوجهوا نحو المطار واضطر آخرون لعبور دجلة، لتجد المنطقة الخضراء الغبراء نفسها في حالة فريدة وخطيرة من حالات فقدان الوزن والتوازن يدور حولها اعصار الغضب من كل الجهات مطوحا بها ذات اليمين وذات الشمال ليجعلها رهينة لأسوأ التوقعات لاسيما في ظل الغياب اللافت لدور القوى الامنية والقطعات العسكرية مما سمح للفوضى غير الحضارية ان تمارس اعمالها التخريبية هنا وهناك على الرغم من الشعارات والهتافات والتأكيدات الجماهيرية بان تلك الاعتصامات والاجتياحات سلمية.
إزاء تلك الفوضى العارمة التي هددت وما تزال بأسوأ الانحدارات الكارثية، يبرز تساؤل منطقي وملح، كيف تفجرت الازمة فجأة؟ ومن الذي سحب مسمار الامان منها ليضع الجميع وجها لوجه امام الكارثة؟
هل هي وعود الاصلاحات عديمة الشكل واللون والطعم والرائحة التي مافتئ رئيس الحكومة يلوح بها منذ أشهر دون ان تنجب عبر مخاضاتها الصعبة الا كائنات مشوهة مشلولة عقيمة من الانكسارات والانهيارات التي الحقت الضرر بالموظفين والمتقاعدين والاغلبية الفقيرة المعدمة؟ أم هو الفشل البرلماني في التمثيل الحقيقي للشعب والاستحواذ على حقوقه وثرواته عبر الرواتب الخيالية والامتيازات الفضائية والقصور الفارهة واساطيل السيارات والحمايات، بدل انصافه. حيث أكدت برلمانية، على سبيل المثال، ان مكتب رئيس البرلمان، وحده يمتلك (123) سيارة عدا عدد من السيارات المصفحة الاخرى، في وقت تطحن فيه الازمة المالية بقسوة عظام الموظفين والمتقاعدين والنازحين والمهجرين والمعدمين ويصل فيه عدد الذين يرزحون تحت خط الفقر الى حوالي (7) ملايين مواطن؟ أم هو انهماك معظم المسؤولين والسياسيين بجني المليارات بدل الاهتمام بخدمة الشعب وبناء المؤسسات وتبني الاصلاحات وتخفيف المعاناة؟ حيث ادعت تقارير اجنبية ان ثروات عدد من المسؤولين العراقيين في الخارج تبلغ (300) مليار دولار، أم هو الفشل القضائي في مساءلة حيتان الفساد الكبيرة ومقاضاتها؟ أم هي المحاصصة السياسية التي لم تنجب الا اجيالا من الوزراء والمسؤولين الفاشلين؟ ام هي المظلات السياسية التي حمت وتحمي رؤوس الفساد الكبيرة وتمنحها الحصانة ضد المساءلة والحساب مهما احدثت من سلب ونهب وخراب؟
في الواقع، لم يكن انفجار الازمة مصادفة أو مفاجئا أو وليد اللحظة التي فشل فيها رئيس الحكومة كعادته في تقديم اسماء تشكيلته الوزارية (التكنوقراطية) الى مجلس النواب مما ادى الى تأجيل جلسة البرلمان إلى أجل غير مسمى، لكن الواقع الشعبي كان أشبه ببركان هائل من الغضب الجماهيري العارم الذي كان يواصل تفاعلاته بصمت ويزداد قوة وعمقا وسخونة واتساعا مع كل اخفاق حكومي او انهيار أمني او صفقة فاسدة او معاناة جديدة باحثا عن منفذ للانفجار والتعبير عن ذاته احتجاجا على حالة التردي التي هوت اليها البلاد بفعل الفشل الحكومي في ادارة كل الملفات الحيوية من جهة، والازدواجية البرلمانية التي أدت لاغناء البرلمانيين واهمال الفقراء والمعدمين وغض الطرف عن المسؤولين الفاسدين.
بذلك فإن اعصار الازمة الذي انفجر كبركان مجنون، كان تعبيرا عن احتجاج ملتهب على مسيرة من الفشل المتراكم منذ ثلاثة عشر عاما اضاع المسؤولون خلالها قرابة (1000) مليار دولار كان بامكانها ان تبني عراقا حضاريا جديدا ينتشل الفقراء من تحت خط الفقر ويوفر الخدمات ويبني قاعدة اقتصادية واسعة وحيوية ويحدث الزراعة ويشجع التنمية ويمنح القطاع الخاص فرصته ويقلص البطالة ويعزز الديمقراطية وسلطة القانون ويقيم مؤسسات صحية متطورة ويرفع من مستوى دخل الفرد ويحل أزمة السكن ويحدّث اساليب التعليم ويحقق الامن والامان والاستقرار ويحل الازمات بين بغداد واربيل وفقا للقيم الدستورية ويضع حدا للميليشيات المنفلتة ويمنع المحاصصة ويضع الشخص المناسب في المكان المناسب الذي يستحقه بغض النظر عن انتمائه الديني أو القومي أو الطائفي، وأن يقيم علاقات نموذجية حيوية متكافئة مع الدول الاقليمية والعالمية تقوم على مبدأ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وبعيدا عن سياسة إحناء الرؤوس وتلقي الاوامر والتوجيهات من هذه الدولة أو تلك، لكن الذي حصل كان على النقيض تماما، وخارطة واقعنا الوطني الملتهبة بتضاريسها المؤلمة خير شاهد ودليل، ولعل من المضحك المبكي في هذه الازمة (مبادرة) رئيس الحكومة إلى توجيه القوى الامنية بالقبض على كل من اعتدى على البرلمانيين ومارس التخريب ضد الممتلكات العامة في الوقت الذي كان يتوجب عليه توجيه هذه القوات لاحتواء التظاهرات واحترامها وتوفير ضمانات سلميتها الحضارية والحيلولة دون حدوث مثل هذه الخروقات والاعتداءات بدل انتظار حدوثها ومن ثم السعي لاعتقال مرتكبيها، المشكلة أن في مقدمة اخطائنا القاتلة الوقوف ازاء نتائج الاحداث ومحاولة احتوائها بدل مناقشة اسبابها ومعالجتها لضمان عدم تكرارها.
يقال إن رئيس احدى الدول المتسولة والمتوسلة رغم ثراء مواردها حل ضيفا على رئيس احدى الدول الاوربية وخلال استضافته في شقته الجميلة رغم تواضعها وصغر مساحتها، اعجب بها وسأل مضيفه (كم كلفتك هذه الشقة الجميلة؟) اجابه (لم تكلفني شيئا فهي هدية من الدولة) سأله (لماذا) اجابه مضيفه (اترى ذلك الجسر على النهر لقد وفرنا بالقدرات الذاتية مبلغا محترما من تكاليف بنائه وقد كرمتني الدولة باهدائي هذه الشقة).
 وفي السنة التالية عندما قام ذلك الرئيس الاوربي برد الزيارة لنظيره ذاك دهش بشدة من سعة القصر الفاره باثاثه الخرافي الذي يسكنه ذلك الرئيس ولما سأله (كم كلفك بناء هذا القصر الخرافي؟) اجابه (لاشيء) سأله مستغربا (كيف؟) اجابه (هل ترى ذلك الجسر؟) نظر مليا حيث اشار واجاب مستغربا(لا اشاهد اي جسر) قال له (كنا قد خصصنا ملياري دولار لبناء  جسر هناك لكننا شيدنا بدله هذا القصر).
شتان بين من يجعل من نفسه جسرا لخدمة شعبه، وبين من يجل شعبه جسرا لخدمة نفسه.                   
 
 
 

101
 
مشــــــــاكسة
................

الدكتاتــــــور... النزيــــــــــــه
.................................
  مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .....................................
في خضم الازمة المالية الخانقة التي ما تزال تعصف بقوة وعنف بالبلاد، لاسيما بعد ان تناسلت وأنجبت عبر مخاضها المعقد اجيالا جديدة من الازمات، لعل في مقدمتها الازمة الاقتصادية بافرازاتها الخطيرة، وتوأمها الازمة السياسية الخانقة التي عصفت بالرئاسات الثلاث وحولتها جراء الزلازل الجماهيرية العنيفة وهزاتها الارتدادية الى أشبه بعمارة قديمة مترنحة يمينا ويسارا وهي آيلة للسقوط  بعد ان فشلت مختلف الحلول الاصلاحية الترقيعية حتى الآن في تغطية ثقوب الاخفاقات والاخطاء والفساد والفشل الكبيرة والكثيرة والمريرة. 
فقد كشفت التصريحات والتحليلات والاتهامات المتبادلة بين مختلف المكونات السياسية والكتل البرلمانية، وعبر هذه الفضائية أوتلك عن حقائق مذهلة ومخزية ومؤلمة ومدانة وموجعة حول أسوأ فشل حكومي أطاح بآمال البلاد وثرواتها وبطموح العباد وحقوقهم ومصالحهم، وإذا بذلك الفشل الكبير المرير لا يحقق عبر مسيرته (الظافــــرة) العاثرة الا انجازا ستراتيجيا واحدا سيخلده له التاريخ، ذلك هو (نجاحـــه) في تحويل واحدة من أغنى الدول النفطية الى واحدة من ادنى وافقر الدول (التســــولية)، تزامناً مع اول ظاهرة تاريخية ربما ممثلة (بتســـول) الحكومة (الثوريـــة الملائكيــــة) من قطاعاتها الشعبية في وقت لا احد بات يدرك فيه اين وكيف اختفت الميزانيات المليارية المذهلة التي حققتها العائدات النفطية!
في خضم هذه المعادلة العصية على الحل بمجاهيلها المتعددة المركبة وبتناقضاتها ودهاليزها السرية، تبرز نتف ومقتطفات من تجربة حاكم (فاســـد) و(دكتاتـــــور خالـــــد) استطاع رغم (دكتاتوريتـــــه) وتواضع مستواه العلمي وتجربته السياسية وانفراده بالسلطة وبصنع القرار، ان يغير قبل اكثر من نصف قرن خارطة البلاد ويمسك بقوة باهتمامات ومشاعر وتأييد ومحبة معظم العباد.
فعندما (انتــــــزع)، ذلك (الدكتاتـــــــور)كما يحلو للبعض ان يسميه   السلطة من الحكم الملكي في تموز 1958، منتقلا بالعراق إلى العصر الجمهوري، كانت واردات العراق متواضعة جدا، فلا تأميم للنفط ولا عقود مشبوهة تدر المليارات، ولا جولات تراخيص توفر لبعض فرسان الفساد حصصا خيالية، ولا صفقات فاسدة ام مشبوهة، ولم تكن البلاد وقتها تعرف معنى (المليـــارات) التي بات البعض من السياسيين والمسؤولين الفاسدين الآن يمتلك (بكفاءتـــه) العشرات منها، وكانت ميزانية البلاد آنذاك ربما تعد بملايين متواضعة، ولم يكن ذلك (الدكتاتـــــور) خلال تنقلاته في الاحياء الشعبية مصحوباً باساطيل السيارات وآلاف الحمايات المدججين بالسلاح ولا سيارات اسعاف ولا مظلة حماية جوية عبر سرب من الطائرات المروحية، ولم يكن يتقاضى بدلات خدمات جهادية أو نضالية أو ثورية، ولم يمد يده للتسول لا من البنك الدولي ولا من الدول المانحة ولا من رواتب الموظفين والمتقاعدين، ولم يؤسس حزبا يسانده أو ميليشيات تحميه أو لجنة اقتصادية تنهب نصف الميزانية له، ولم يقدم أي مدينة على طبق من ذهب للارهابيين القتلة، ولم يسمح للبنك المركزي كمثال ان يحول وفق ايصالات مزورة (28) مليون دولار لاستيراد حلويات (حامـــض حلــــو) و(9) مليون دولار لاستيراد (حفاظـــات نســــائية) ولا غطى تكاليف استيراد(40) مليون (دشداشــــة)،  ولم يعين أقاربه في المفاصل الحساسة ولا في السفارات ام الدرجات الخاصة، ولم يؤسس  بنوكا ومصارف خاصة به لغسيل الاموال وتهريبها وشراء الفلل والشركات والعقارات.
بيد ان ذلك (الدكتاتـــــــور) استطاع خلال فترة حكمه التي امتدت لــ (اربع سنوات وستة اشهر وخمسة وعشرين يوما ، للفترة من 14 / تموز / 1958- 8 / شباط / 1963) ان يغير وجه العراق وخارطته الاقتصادية والتنموية برغم الاخطاء التي شابت مسيرة حكمه (الدكتاتـــوري) هنا وهناك, وان يصدر الكثير من القوانين الحيوية ومنها، قانون الاصلاح الزراعي، وقانون من اين لك هذا؟ وقانون الاحوال الشخصية، وقانون رقم 80 الخاص بتأميم النفط.
  واذا كان من الصعوبة بمكان التوقف عند معظم او حتى أبرز محطات نتاج حكمه لثراء صفحاتها فاننا عبر لغة الارقام سنحاول إلقاء بعض الضوء على جوانب من حقائق تلك المسيرة (الدكتاتوريــــة).
فقد نجح ذلك (الدكتاتــــور الفاســــد) في بناء وتوسيع(22) مستشفى، وبناء اكثر من (4000) مستوصف ومذخر ادوية، وبناء ثلاثة سدود، و(2334) مدرسة، و(776) مدرسة اخرى لمحو الامية، و(22) جسرا ومعبرا، ومجموعة من الدور لرعاية الاحداث والمشردين واليتامى، ومراكز لرعاية المكفوفين والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، و(44) قرية و(108) معامل و(9) مشاريع للاسكان، واقام (3800) جمعية فلاحية، وانشأ (175) جمعية لبناء المساكن للموظفين والعمال حسب المهن. 
وفي عام (1960) عمل على إصدار قانون تم بموجبه اضافة مبلغ
مقداره (1500000) الى الميزانية المالية لتلك السنة لتغطية منح نصف راتب اسمي لشهر واحد لجميع الموظفين والمستخدمين مدنيين وعسكريين لمناسبة ذكرى ثورة تموز بدل ان يستقطع من رواتب الموظفين والمتقاعدين كما فعلت حكومتنا (الملائكيـــة)، وغير ذلك الكثير الكثير.
اخيرا، اغتال (الثــــوار) ذلك (الدكتاتـــــور) الظالم المتعجرف الذي نهب اموال الشعب بلا نزاهة ولا ضمير ولا اي احساس بالمسؤولية، حيث اثبتت وثائق وزارة المالية بعد وفاته بانه لم يكن يمتلك الا (16) دينارا و(400) فلس.
اما في ظل حكوماتنا الثورية (الملائكيــــة) المتعاقبة، التي (نجحـــت) بشكل منقطع النظير في هدم الاقتصاد وهدر اموال البلاد وإفقار العباد، بل والتسول من رواتبهم للتغطية على فشلها وعجزها، فضلا عن استشراء الفساد في مختلف وزاراتها ومؤسساتها، فان تقارير دولية مختلفة (ادعــــت) ان الثروة المالية لــعدد من السياسيين والمسؤولين العراقيين في البنوك الاجنبية تبلغ (300) مليار دولار (فقط)، وان احد المسؤولين رفيعي المستوى يمتلك ثروة قدرها (خمســــون) مليار دولار، نقدا  (فقــــط) الى جانب أموال غير منقولة على شكل عقارات وشركات.. في حين انه اكد في استمارة كشف الذمم المالية عدم امتلاكه الا نصف مليون دولار فقط.
اما الآن وفي ظل ميزانياتنا المليارية، فإن الفقر والجوع والتشرد والبطالة والعنف تضرب اطنابها بعيدا جاعلة من الحياة اليومية لغالبية الشعب جحيما من المعاناة والقلق والمستقبل المجهول، فضلا عن غياب الخدمات وتراجعها وتوقف عجلة الاقتصاد وانبثاق مآسي التهجير والنزوح وتهديم المدن ونهب ثروات البلاد على ايدي الارهابيين، وشبكات الفساد التي تمثل القاعدة والحاضنة الحيوية للارهاب، بينما وقفت وتقف حكوماتنا عاجزة عن توفير أدنى مستويات الحياة اللائقة لشعب عانى الكثير.
ترى ما سـبب نجاح ذلك (الدكتاتـــور الخطيـــــر) في تحقيق الـكثير الـكثير واخفاق حكومتنا (الثوريــــة الملائكيــــة) في تحقيق اي انجاز متواضع ام صغير؟ أهي النزاهة أم الكفاءة أم الارادة أم التوافق ام الضمير؟؟     
 
 
   

102

صـــراع البــــوح.. والكتمـــــــــان




مال اللـــــه فــــــــــرج



انــت ...... يا انـــــت
اعرفــــــك ، واعـرف
اي وجــــــع .........
كنـــــت تعانيـــــــــــن
وكيــــــف قفـــــــزت
بلحظـــة مجنونـــــة
فـــــــوق ...........
جبـــــال صبـــــــرك
وصـــراع ماكنــــت
تكابديـــن ..........
وانــت .............
بين دوامـة البــوح
واعاصير الكتمــان
حائرة تتمزقيـــــــن
الـــــف مـــــــــــرة
تقررين الاعتــراف
بحبـــــه ...........
لكنـــــك ...........
باللحظة الحاســمة
تحجميــــن ........
وانـــــت ...........
بيـــــن الرغبتيـــن
كمثـــل عمـــــــارة
ايلــــة للســـــقوط
تتمايليــــن .......
وكمثـــــل ........
طائـــــر مذبـــوح
مـن عمــق الألـم
تتقافزيـــن ......
وعــن جراحاتــك
وعـــن نزفــــــك
وعــــن لهفتــــك
تتغافليـــن .......
يعتصــــرك .....
وجــع اللهفــــــة
بشــــده .........
ويجرحـــك ......
نصـل المكابـــرة
بحــــده .........
وانـــت .........
بصمــت حزيـــــن
علقـــــم الصبـــــر
تتجرعيـــن .......
وفجــــأة ..........
بيــــن الحلـــــــــم
واليقيـــــن ........
تفجــــرت ...
ثــــورة اللهفــــــة
باعماقـــــك ...
لتحطــــم ...
جــدران الصمــــت
اللعيـــــن ..
ورحــــــت .......
فــي تلك الليلـــــة
كمثــــل ..........
فــرس جامحـــــة
فـــــي ...........
نهايـــة الشــــوط
تلهثيــــــن .......
وبصــــخب ......
احاسيسك الثائرة
مثـــــل زلــــــزال
بعنـــف الشــــوق
مرتجفـــــة ......
رحـــــت تهمسين
احبــــــك ........
احبــــــك ........
احبـــــك .........
يا وجعـــا ........
يا امــــلا ........
يا جرحــي الدفيـــن
ثـــــــم ............
غرقـــــت بدمعـــــك
ورحــــت تنشــجين
فقــــــــد عشـــــقت
ســـــــرابا بعيـــــدا
وخيــــــال وهــــــم
وما زلـت ..........
بكــــــل ............
اعصـــار الشــــوق
لهــــــذا الوهـــــــم
لهــــــذا الحلـــــــم
لهــــــذا الســــراب
البعيـــــد البعيــــــد
تتلهفيـــــن ........
يا لوجعــــك .......
وانت فــي الكتمـــان
كنــــت تحترقيـــــن
وفـــــــي البــــــوح
امســـيت ....
تنزفيـــــن ..







103
  مشــــــــــاكسة
..................
شـــــــعب..... لايســــــتحي
...................................
  مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .....................................

في خضم واحدة من أعتى وأعمق وأكبر وأخطر الازمات السياسية التي عصفت وما تزال بالبلاد، تمازجت في ثناياها الاصلاحات بالانهيارات، بالاحباطات، وبأسوأ التوقعات، مهددة بالاطاحة بالرئاسات، توقف العالم مذهولا مشدوها مشدودا إزاء تضاريس وملامح أول أزمة  سياسية هجينية في التاريخ لا احد بات يدرك من هم أبطالها ومن ضحاياها بعد أن أضاع في ثناياها الجميع الخيط والعصفور، ولا احد بات يدري من الذي يريد الخيط ومن الذي يبحث عن العصفور، وكأن هذه  الفوضى غير الخلاقة أمست، على رأي المصالوة (شليلــــي وضيّــــع غاســـــه).
 فالمتظاهرون والمسؤولون والسياسيون والبرلمانيون والسراق والفاسدون وسماسرة السياسة وتجار الدين والحزبيون والمستقلون وباعة الفلافل والاساتذة الجامعيون والمثقفون والاميون والنازحون والمهجرون وباعة الغاز والنفط من الفقراء المعدمين, وسارقو الغاز والنفط من اللصوص المحترفين وعملاء الدول الاقليمية والوطنيون والاذكياء والاغبياء والمتفتحون والساذجون، باتوا جميعا  يطالبون بالاصلاحات والتغييرات واقتلاع الفساد والفاسدين، حتى أن لا احد بات في ظل فوضى هذا التداخل والتمازج اللعين يستطيع ان يحدد من الصادقين و الكاذبين، من الظالمين ومن المظلومين، والاهم من هم اولئك الذين يجب عليهم ان يحققوا الاصلاحات ويجتثوا الفساد والفاسدين بعد ان بات الجميع يطالب بالاصلاحات ويتاجر بالاصلاحات ويدعو الى الاصلاحات.
 فرئيس الدولة يؤكد في خطاباته بحزم رئاسي على انه (يجـــب)، ورئيس الحكومة يشدد في تصريحاته على انه (يجــــب)، ورئيس البرلمان كذلك يعيدها ربما للمرة الالف (يجـــب)، ويبدو ان المسؤول اللعين الذي يتحمل مسؤولية تنفيذ هذه الــ (يجــــب) قد اصيب بفايروس (الاختفـــــاء) نفسه الذي اصيبت به ميزانياتنا السنوية ووعود المسؤولين الانتخابية والعقود الوهمية ومليارات التحويلات الخارجية بدون ضمانات بنكية وتقارير اللجان التحقيقية وصفقات الرشى النفطية وغيرها الكثير والخطير والمثير والمرير، فوضع على رأسه طاقية الاخفاء واستقل مركبته الفضائية متوجها الى جهة مجهولة مختفيا عن الانظار هناك، تماما مثلما اختفت من قبله الميزانيات السنوية وحساباتها الختامية ونتائج تقرير اللجنة البرلمانية التحقيقية حول أسباب سقوط مدينة الموصل بأيدي الارهابيين القتلة حيث تم ترك(ابطـــــال) تلك الكارثة الوطنية الكبرى دون أي محاسبة او مساءلة، وكما اختفى ويختفي دائما قتلة الصحفيين و(ابطــــال) قطع السنتهم واسكات اصواتهم، حيث شهد عام 2015 انتهاكات وتهديدات وعقوبات ودعاوى قضائية ضد (235) صحفيا، وكما اختفت تخصيصات كرفانات النازحين واالمهجرين قسرا وكما اختفت من قبل اموال وعقود بناء المدارس ولم نستلم منها الا الهياكل الحديدية وكما اختفت تقارير المساءلة لمسؤولين وسياسيين وبرلمانيين كانوا لا يمتلكون شيئا وأمسوا بين ليلة وضحاها من اصحاب الملايين وربما المليارات والعقارات والفلل والقصور والشركات دون ان تستدل عليهم لجان وهيئات النزاهة وتسألهم بمنتهى المحبة والمودة والشفافية السياسية والقضائية ليس بصيغة الاتهام وانما بصيغة المحبة والرجاء والاحترام (ارجــــوك أن ســــمحت، مـــن ايــــن لك هـــــذا؟) فالاجراء القضائي العنيف من حصة الفقراء والمعدمين اما الاجراء القضائي المرن الشفيف اللطيف فهو من حصة المسؤولين الفاسدين، الذين كثيرا ما يستخدمون جوازاتهم الاجنبية للهرب من الاجهزة القضائية بمغانمهم  الوطنية .
في ضوء هذه الفوضى السياسية العارمة التي يطالب البعض فيها بالإطاحة بالرئاسات الثلاث، ويرى أخرون أهمية الاطاحة برئيس الوزراء، ووقع اكثر من (170) نائبا على عزل رئاسة البرلمان، في حين انبرى السيد رئيس الحكومة الذي بح صوته من كثرة الصراخ وهو يعدنا بالاصلاحات التي لم تلامس ارض الواقع لكن ما نضح عنها عرف طريقه الى رواتب الموظفين والمتقاعدين، وما يزال يرفع يده ممسكة بظرف يضم  مرشحي التشكيلة الوزارية الجديدة وهو يعد بالاصلاحات التي لم تزل بالنسبة للاغلبية سرابا هلاميا عديم اللون والطعم والرائحة يسمع به الجميع لكن لا احد الى الآن استطاع الامساك به والتملي بشكله وتحديد تقاسيم وجهه هل هي عابسة متجهمة ام منبسطة متبسمة؟.
الى ذلك وفي ظل تداخل الاحداث والمواقف وتمازج التصريحات والخطابات والمطالبات ودخول جميع المسؤولين على خط المطالبة (بالاصلاحــــات) التي يراها كل على طريقته الخاصة، فالفاسد يريدها غطاءً لمواصلة فساده واللص يريدها حصانة لمواصلة لصوصيته والفاشل يريدها شماعة يعلق عليها فشله وبما يتيح له التمتع بالرواتب المجزية والامتيازات والايفادات، ويراها بعض السياسيين توسيعا لمساحة جني المزيد من الثروات والامتيازات وتهميش الآخرين، فإن الفقراء والمعدمين الذين ما زالوا حائرين حول كيفية اختفاء مابين (800 الى 1000) مليار دولار من الميزانية الوطنية خلال السنوات الماضية وفقا للتقارير والادعاءات الدولية كان بإمكانها ان تبني لهم دولة عصرية، ما يزالون يرون في الاصلاحات رغيف خبز يشبعهم وعوائلهم وسقف منزل متواضع يحميهم وفرص عمل ورعاية طبية وخدمات وامناً واستقراراً وقانوناً ملؤه العدل والمساواة والانصاف يفرش مظلته على الجميع ومجتمع يرفل بالمحبة والتعايش والامان بعيدا عن النهب واللصوصية والفساد،
وبذلك فان هؤلاء الفقراء المعدمين وهم يطالبون بهذه الاصلاحات تحولوا وفقا للواقع الى شعب لايستحي لانه أنكر وينكر بمطالباته هذه كل الانجازات والمكاسب والابداعات والعطاءات التي حققتها الحكومات السابقة واللاحقة من قبل ان تعمد الى الاصلاحات.
ففي مقدمة ما تحقق احتلال وتهديم الكثير من مدننا دون ان يقدم المسؤولون عن كارثة الموصل وما تلاها الى القضاء، وسقوط (29) الف مواطن بين شهيد وجريح ومعوق بسبب أعمال العنف خلال 2015 وفقا لتقارير المنظمة الدولية، واقتصار البطاقة التموينية على الرز والسكر والطحين واحيانا يطل الزيت برأسه كضيف سريع الاختفاء، وانتزاع مهاجرينا الى الاتحاد الاوربي المركز الاول بين اعداد المهاجرين من الدول الاخرى، والنسبة الأكبر منهم هي في ألمانيا حيث تبلغ نسبتهم 80%  يعيشون اوضاعا سيئة للغاية وفقا للتقارير الدولية، فهم لايحصلون على اكثر من 800 يورو شهرياً وهم مضطرون الى دفع اكثر من 75% من المبلغ الممنوح لهم لاجور السكن والكهرباء والماء واجور اخرى مما يضطرهم لان يقضوا بقية الشهر بحالة تقشف قاسية جدا بينما يطفو وطنهم على بحيرة خرافية من النفط،، في حين  وصل عدد النازحين داخل الوطن الى حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون يعيشون تحت وطأة اقسى الظروف الحياتية، وبلغت نسبة الفقر 23% من عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة، ما يعني ان حوالي 7 ملايين عراقي، يعيشون (اروع مســـتوى حياتـــي) تحت خط الفقر.
مع كل هذه الرفاهية (المفرطـــــــة) وغير المسبوقة في حياة الامم والشعوب التي أغرقت وتغرق شعبنا بخيراتها الا ان هذا الشعب ما يزال يصرخ مطالبا بالاصلاحات والتغيير، واجتثاث الفساد ومساءلة المسؤولين الفاسدين والفاسدات الذين  لم ينهبوا الا عشرات المليارات (فقـــــط) ويريد حرمانهم دون وجه حق من (حقوقهـــــم المشــــــروعة) في اللصوصية والسلب النهب وتنفيذ الاجندات الخارجية على حساب المصالح الوطنية.
اذا ، في ظل ما تقدم ، الا ترون معي بأننا فعلا شعب لا يستحي؟؟؟
 
 
 
 

104
 
مشـــاكســــــة
...............

تيتــــي . . . . . تيتـــــــي
............................
  مال اللــــــه فــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .................................

يذكرني صخب التظاهرات الجماهيرية الذي انفجر عاتيا منذ أشهر للمطالبة بالاصلاحات وما رافقها ويرافقها من كم الوعود المختلفة بالاصلاحات الكسيحة التي لا تنفذ ابدا وكأنها محمولة على ظهر سلحفاة معوقة مشلولة ، بموقف وسياسة وتصرفات وستراتيجية احد المدراء العامين قبل ربع قرن وكأن التاريخ ينظر في المرآة معيدا نفسه.
 فذلك المدير العام الذي تسلم مسؤولية احدى الدوائر الانتاجية قبل ربع قرن ربما كان إنموذجاً خاصاً من (الثورييـــن المحترفيــــن)، فقد ذهب الى المؤسسة وحده دون موكب أو احتفالات أو زغاريد او (هوســـات)، وبعيداً عن التطبيل والتزمير.
 وخلافاً لمراسيم وتقاليد معظم المسؤولين الكبار والمديرين العامين في تلك الفترة (الذهبيــــة)، لم يجلب معه ذلك المدير العام تشكيلة (الثلاثـــي المـــــرح) الخاصة به والتي اعتاد كل مدير عام جلبها معه الى أي دائرة ينقل اليها، وتضم سكرتيره الشخصي الامين على أسراره الزوجية وعلاقاته الوظيفية وغزواته العاطفية وسائقه الخاص الذي يأتمنه على حياته، فضلا عن معرفته بكل الاماكن التي يتنقل بينها سواء خلال الدوام الرسمي ام خلال الاماسي الترفيهية البريئة وغير البريئة الى جانب عامل الخدمات الذي وحده يدرك مزاجه وانواع الاطعمة والمشروبات التي يفضلها ويتقن ببراعة صنع (الشــــاي المهيـــــل) والاهم صنع القهوة العربية ، وكثيراً ماكان المسؤولون والمديرون العامون يخوضون نقاشات مستفيضة وحادة وساخنة وسجالات تستمر طويلا كلما التقوا, ليس حول الخطط الانتاجية بالطبع ولا حول كفاءة أجهزتهم الادارية ولا حول جودة منتجاتهم الوطنية أو اقتصاد السوق أو تقليل التلف وضغط النفقات, ولكن, حول جودة القهوة العربية الاصيلة التي يتقن صنعها عامل الخدمة لهذا المدير العام أو ذاك.
 حل المدير العام ذاك لوحده في تلك الدائرة، فتح الباب ببساطة ودخل، وقبل ان تسأله السكرتيرة المغرية التي  تعرف كيف توظف جاذبيتها وتضاريسها الانثوية في تحقيق اهدافها ومصالحها الشخصية، من يكون قال لها باعتداد فريد، انا المديرالعام الجديد.
 بسرعة البرق دخلت المؤسسة في انذار حقيقي، وتوقفت فجأةً حلقات النميمة النسوية التي تقودها عادة سكرتيرة المدير العام، وصمتت موظفة الذاتية قبل ان تكمل سبب أحدث المعارك البطولية التي خاضتها بالامس ضد حماتها مؤكدة انتصارها التاريخي الملحمي عليها حيث اسقطتها      (بالرفسة) الفنية القاضية، واغلق مسؤول الافراد هاتفه قبل ان يكمل اسطوانة غزله المنافق، وتوقفت عاملة الخدمات عن مواصلة سردها  لآخر فصل من فصول خيبات زوجها الليلية وعدم جدوى المنشطات الصينية ، واطفأ مدير الادارة سيكارته ووقف بباب الغرفة مستعداً لتلقي التوجيهات الجديدة واصدار الاوامر الادارية بالنقل والعقوبة وألفات النظر والانذار والتأكيد على احترام اوقات الدوام الرسمي، كما دأب كل مدير عام جديد على اصدارها حال تسلمه مهام منصبه ليؤكد للجميع بأنه جاد وحاسم ومتابع ميداني وعادل في توزيع العقوبات.
 وقبل ان يحل منتصف النهار كانت قاعة الاجتماعات تغص بالموظفين والموظفات بانتظار اطلالة المدير العام الجديد الذي لم يدعهم ينتظرون طويلا وهو يأخذ مكانه وراء منضدة الرئاسة, وبعد ان تقبل التهاني والتبريكات والاشادات الحارة بكفاءته الادارية والتي كانت حرارتها تعبر كلما اشتدت اكثر عن عمق النفاق الوظيفي, بدأ بتوجيهاته السديدة.
 باختصار وبلاغة حدد برنامج عمله مؤكداً ان لا علاقة لنا بالماضي ولا بمساوئ او محاسن المدير العام السابق او طريقة ادارته وعلينا ان نبدأ من جديد بنهج ديمقراطي ننتقد فيه بعضنا وننصح بعضنا ونواصل مع بعضنا كفريق عمل واحد مسيرتنا الانتاجية الثورية الديمقراطية وصولا الى (الاصلاحـــات الشــــاملة) التي لم يكن احدا من الحاضرين يعرف كنهها وتفاصيلها.
 وبسرعة تنافس سرعة نفي بعض المسؤولين تصريحاتهم ووعودهم وشعاراتهم الفضائية الخيالية ، كانت عدة لجان قد تشكلت لدراسة هموم ومشكلات الموظفين، والاهم دراسة اقتراحاتهم لاصلاح العملية الانتاجية, فقد اكد المدير العام على الديمقراطية والقيادة الجماعية و(الاصلاحـــات) الهيكلية واعادة توزيع القوى العاملة بما يستجيب لضرورات المرحلة وان لا رأي ولا صوت ولاموقف يعلو على آراء ومواقف الاغلبية ولا اجراءات تعلو على برنامج (الاصلاحــــات) ، فالاصلاحات اولا والاصلاحات ثانيا والاصلاحات دائما.
 صفق البلهاء والاذكياء كل بطريقته دعما للاصلاحات، وكأن موجة التصفيق تلك كانت (تخويــــــلا) جماهيريا بالاصلاحات التي لا احد كان يدرك لونها وحجمها وطعمها ونكهتها وطبيعتها الا المدير العام نفسه.
في ضوء موجة (الاصلاحــــات) تلك عديمة اللون والطعم والرائحة  سارع البسطاء بسذاجتهم وطيبتهم للادلاء بقوائم طويلة من الافكار والمقترحات يملؤهم السرور والحبور بتحسن اوضاعهم وارتفاع مستوى الرواتب والاجور،  وصمت الحكماء  العارفون ببواطن الامور ، وعلت اصوات المنافقين بالهتاف والاشادة والتصفيق رغم ان لاشيء قد دخل طور التحقيق... فلا الانتاج تحسن ولا اجور العاملين ارتفعت ولا المكافآت وجدت طريقها للمجدين والمبدعين ولا أي عقوبات صدرت بحق المنافقين والفاسدين والفاشلين.
بعد ايام حمل سكرتير (اللجنـــة الثوريــــة للاصلاحــــات) اقتراحات وآراء العاملين بصدد الاصلاحات الى المدير العام، بيد ان المفاجأة التي اذهلته كانت في تصرف المدير العام نفسه ،  فقد استهزأ بكل تلك الآراء والمقترحات حول الاصلاحات واصدر اوامر ادارية بالضد منها، وفي مقدمتها تجميد الاجور وتقليل المخصصات وحجب المكافآت تعزيزا (للاصلاحــــات)، ودعما (للتقشــــف) في ظل الحصار، واذ استعاد سكرتير اللجنة شيئاً من شجاعته وسأل  عن موقع آراء واقتراحات وتصورات العاملين حول الاصلاحات، سخر، المدير العام منه واجابه معاتباً:
 ( أتريدني  ان اكون آلةً لتنفيذ مقترحات هؤلاء الرعاع؟ ان ديمقراطيتنا واصلاحاتنا ياعزيزي تقوم على مبدأ ـــ ديمقراطية الآراء  ودكتاتورية القرار ــــ).
 ومع ذلك فقد امتلأت جدران المؤسسة وحسب توجيهاته القيادية  بمختلف اللافتات والشعارات حول الديمقراطية والادارة الثورية... وحرية الرأي... والقيادة الجماعية والاصلاحات، تلك الاصلاحات التي قلصت  المخصصات واطاحت بالمكفآت وفشلت في تحقيق أي من الانجازات او تحسين اوضاع الموظفين والموظفات.
مرت الايام والاسابيع والاشهر والسنوات وبقي ذلك المدير العام يدور في حلقة خيالية من (الاصلاحــــات الافتراضيــــة) حتى شملته قائمة التغييرات، وعندما سأل المديرالعام اللاحق عن حجم وطبيعة الاصلاحات التي حققها نظيره السابق، أجابه مدير الادارة ببلاغة تقطر مرارة (تيتــــي تيتـــــي .. مثــــل ما رحتــــي جيتــــــي).
 حدث هذا قبل ربع قرن وربما مازال يحدث!
 
 
 
 

105
مشاكســــــــــــة
.................
 
المســــامح  . . .   لئيـــــــــم
...................................
  مال اللــــه فــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
  ..................................
في خضم الامواج العاتية لطوفان الفساد التي باتت تتلاطم بقوة وتهز مجتمعنا بعنف مهددة بانهيار مأساوي ربما يكون اخطر من التداعيات المتوقعة لانهيار سد الموصل، بعد ان اصبحت بلادنا في ظل اعاصير الفساد المنظمة والمبرمجة كمثل بناية قديمة آيلة للسقوط تهتز شمالا وجنوبا وتميل يمينا ويسارا على وقع عواصف السرقات والاستحواذات واغتصابات المال العام التي قادت إلى ضياع ثلث البلاد وانفجار الازمات وتفشي البطالة وتهديم محافظات باكملها وبالتالي انتزاعنا المراكز الاُوَل عالميا سواء في نهب المال العام، ام في اعداد المهاجرين الى خارج البلاد الذين تجاوزوا   الاربعة ملايين مواطن يعيشون على المساعدات واستجداء المظمات الدولية، أو في اعداد المهجرين والنازحين قسرا  الذين امسوا غرباء داخل وطنهم والذين تجاوزت اعدادهم الثلاثة ملايين ونصف المليون شخص وفقا للاحصاءات الدولية يفترشون  الخيام والكرفانات وهياكل العمارات وينتظرون عطف ومساعدات المنظمات الانسانية وهم اشبه بالمتسولين داخل وطنهم الذي يمتلك اضخم الاحتياطات النفطية، سأسمح لنفسي في ضوء كل هذه الوقائع الأليمة وغيرها وانثيالاتها المحزنة، ان اخالف الاعلامي الكبير (جـــورج قرداحـــي) في برنامجه الانساني الجماهيري المثير (المســامح كريــــم)، وسأصرخ بصوت عال (المســـامح لئيــــم)، ولن ابالي ان اتهمني احد السراق أوالفاسدين, بتسويق واشاعة ثقافة الكراهية بعد ان ماتت ضمائرهم وانتحرت انسانيتهم بسلاح انانياتهم الشخصية وما زال البعض منهم يتبجح بالشعارات الثورية البالية وهو ينهش اجساد الفقراء ويستحوذ على رغيف خبز المعدمين.
ففي الوقت الذي ترزح فيه البلاد تحت وطأة واحدة من اخطر الازمات المالية جراء انعدام التخطيط الاقتصادي السليم في واحدة من اغنى البلاد النفطية وانشغال المسؤولين الفاسدين بنهب المال العام بدل تنميته والبحث عن الحصص والمغانم والنسب من العقود المشبوهة للثروة النفطية بدل العمل على تنميتها وبدل توظيف عائداتها في تنويع مصادر الدخل الوطني وتحديث البنى التحتية والبحث عن مصادر بديلة، امتدت خطط الدولة (العقيمـــة) الى رواتب الموظفين والمتقاعدين بدل ان تعمد الى اتخاذ اجراءات حازمة رادعة وبالتعاون مع الجهد الدولي في هذا الميدان لاستعادة الاموال المنهوبة والمهربة واعتقال حيتان الفساد الكبيرة ومقاضاتهم امام محاكم علنية ليطلع الرأي العام على مجرى الاحداث وليتلمس المواطن اين اختفت امواله وميزانياته السنوية الضخمة ولتتعزز ثقته بالحكومة وبالقضاء وبامكانية تجاوز الازمة بأقل الخسائر، بدل التسول من الموظفين والمتقاعدين بهذه الطرق البائسة التي اثارت هزء وسخرية وادانة الشارع الشعبي لاسيما ان هذه الاجراءات (التقشـــفية) تحدث في الوقت الذي يمتلك فيه الفاسدون والفاشلون وسراق المال العام واعداد من المسؤولين مئات المليارات من الدولارات في البنوك الاجنبية، وكان الاجدر بهم ان يحكموا(ضمائرهـــم) ان بقيت للبعض منهم شعرة منها ويسهموا بنصف او ربع او على الاقل عشر ما استحوذوا عليه من البلاد, سواء بطرق قانونية شريفة ام بطرق لصوصية غير نظيفة, لتجاوز الازمة بدل التسول الحكومي من مواطنين معدمين هم بأمس الحاجة للدعم، وبهذا الخصوص، وعلى سبيل المثال سبق  لصحيفة واشنطن بوست الامريكية ان نشرت مقالاً بعنوان (أرصــدة المســـؤولين العراقييـــن فـــي البنــوك العالميــه) قدرت فيه قيمة ارصدة المسؤولين العراقيين في تلك البنوك  بـ 220 مليار دولار، وهذا المبلغ يكفي لوحده لتغذية موازنة البلاد لمدة ثلاث سنوات بدون ان نضطر لبيع برميل نفط واحد، في حين قدر تقرير امريكي آخر مجموع ثروات سياسيين ومسؤولين عراقيين (حســب زعمـــه) بـــ(700)  مليار دولار وأكد صحة تلك (الادعـــاءات) احد البرلمانيين مشيراً إلى أن هذه الثروات تشمل مبالغ نقدية وأخرى غير منقولة مثل العقارات والسندات والأسهم، بالإضافة إلى حصص في الشركات.
كل هذا الفساد الذي يأخذ شكل (ايدلوجيـــات) منظمة في سرقة المال العام، الى جانب الفشل القيادي في تحمل المسؤولية، واللذين كانا ابرز العوامل الاساسية في سقوط الموصل التي قدرت اعداد القوات الامنية والعسكرية النظامية التي كانت فيها بحوالي ثمانين الف مقاتل  مجهزين بأحدث الاسلحة لكنهم انسحبوا  امام الف ارهابي او ربما ألفين على اكثر تقدير وسلموا ثاني اكبر المحافظات بعد العاصمة دون قتال، وسقوط بقية المدن الاخرى تباعا في ايدي داعش الارهابي وتهديم الرمادي والفلوجة والمقدادية وسرقة الثروة النفطية من قبل الارهابيين وانهماك الداعشيين القتلة بتجاربهم  في محاولة لانتاج اسلحة كيمياوية وتهجير الملايين وتوقف الخدمات وتبذير اكثر من عشرة ملايين دولار يوميا لتوفير مستلزمات التصدي للارهابيين وارتفاع نسب الفقر والبطالة والانتحار جراء الضائقة المالية وتأخر صرف رواتب موظفي اقليم كوردستان بسب الخلافات بين بغداد واربيل وتحولنا من دولة مانحة الى دولة نائحة تتسول المساعدات، الا اننا لم نشاهد حتى الآن من يقف امام القضاء العلني وتتم مساءلته وجها لوجه امام الرأي العام سواء من اللصوص وسراق المال العام ام من الفاشلين وتجار الشعارات والمستحوذين على العقارات والاملاك العامة.
 في ضوء ذلك، لو اعاد هؤلاء ما سرقوه وما استحوذوا عليه من الأموال دون وجه حق واعتذروا للشعب، ربما كان الشعب سيسامحهم مجسدا نبل اخلاقه وفق شعار القرداحي (المســامح كريــــم)، اما من يحاول تبرير (ســـرقاتهم) و(لصوصيتهــــم) ونسبهم وحصصهم ورشاويهم ومغانمهم جراء العقود الفاسدة والوهمية وانتهاكاتهم لثروات البلاد ولحقوق العباد دون ان يعيدوا ما سرقوه ودون ان يعتذروا للشعب عن خياناتهم المتكررة لما ائتمنهم الشعب عليه, فليس لنا الا ان نقول لمثل هذا (المتســامح) الذي ربما يكون شريكا خفيا لهم، قف ان مسامحتك غير موضوعية وغير قانونية وغير منطقية وغير عادلة وغير مقبولة يا ايها (المتســامح اللئيـــم) فالتسامح يكون مع من يخطىء بحسن نية وبعفوية بحق هذا الشعب المضحي الابي الكريم، وليس مع السارق الفاسد المتعمد اللئيم.   

106
مشـــــــــاكسة
................
لا يســـــلم الشـــــــــرف الرفيـــــــــــع
..........................................
  مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  ....................................

منذ القدم كانت النزاهة والامانة والحرص على المال العام وعلى المصالح الوطنية عموما، لاسيما على حقوق المواطنين ورغيف خبز الفقراء تمثل الثوابت الاساسية في مقومات (الشــرف الرفيــــع) الذي كان وفقا لتصورات الفلاسفة والتربويين والمصلحين الاجتماعيين (لايســلم مـــن الاذى حتـــى يــــراق علــى جوانبـــه الــــدم)، وكان اي موظف حكومي مستعدا للمثول امام القضاء تحت طائلة الاتهام بأي جنحة أو جناية أو جريمة حتى لو كانت اتهاما بالقتل قد يؤدي الى التفاف حبل المشنقة حول عنقه، لكنه كان غير مستعد اطلاقا لتقبل اتهامه بـ (الفســاد والإرتشـــاء) لان مثل تلك الاتهامات حتى لو كانت ملفقة وربما تخضع للنقض القضائي ولاحكام بالبراءة الا انها  كانت (تـــخدش) الشرف الرفيع وتلطخ بالعار سمعة الموظف المعني وسمعة اسرته وعشيرته.
وتبعا لذلك حفلت صفحات التاريخ بوقائع توثق اقدام قادة ورؤساء وسياسيين ووزراء ومسؤولين كبار على إنهاء حياتهم انتحارا عند اتهامهم بالفساد حتى بعد ان يعلن القضاء براءة بعضهم ليغسلوا (بالــــدم) عار الاهانات التي الحقتها بهم وبعوائلهم تلك الاتهامات مجسدين بيت الشعر القائل (لايســـلم الشـــرف الرفيــــع مـــن الاذى حتـــى يـــراق علـــى جوانبــــه الــــدم)، ولعل اقدام وزير الخارجية الامريكي الاسبق (روبـــرت ديـــور) على الانتحار داخل قاعة المحكمة باطلاق النار في فمه بعد ان اعلن القاضي  براءته من تهم الفساد خير شاهد على اعتزاز امثال هؤلاء المسؤولين بكرامتهم وشرفهم المهني والعائلي، بل لعل الانبل من ذلك إقدام بعض المسؤولين على انهاء حيواتهم انتحارا ليس بسبب اتهامهم بالفساد وانما بسبب فشلهم في خدمة شعوبهم، ومنهم  وزير إسكان منغوليا الذي انتحر على الهواء مباشرة امام انظار الجميع بسبب فشله في الوفاء بوعد قطعه على نفسه لشعبه يقضي بإنشاء 100 ألف وحدة سكنية لكنه لم يستطع الا انجاز بناء 70 ألف وحدة منها فقط  في الموعد المحدد مما دفعه للانتحار احتراما لمصداقيته، وعلى الصعيد نفسه، أضرم زميله رئيس اتحاد التجارة المنغولي النار في نفسه أمام عدسات الفضائيات خلال مؤتمر صحفي احتجاجاً على بيع بلاده الفحم للصين، وكان قد دعا لعقد مؤتمر صحفي لشرح المخاطر والمتاعب التي يتعرض لها عمال المناجم في بلاده قائلا: (إن الحكومة لم تعد تدعم شركتنا، وعمال المناجم يتضورون جوعاً بسبب سياسات الحكومة، لهذا سأحرق نفسي من أجل الشعب المنغولي)، وما ان أنهى كلامه حتى اسرع بسكب النفط على ملابسه مضرما النار فيها.
ومن بين القائمة الطويلة لانتحار المسؤولين بسبب تهم الفساد إقدام رئيس جمهورية (بالاو) (هارو) على الانتحار عام 1988 بسبب اتهامه بتعاطي الرشوة، وكذلك انتحار رئيس كوريا الجنوبية (روه هيون) في ضوء ثبوت تورطه بقضايا فساد، كما اقدم وزير الزراعة الياباني (توشيكاتسو ماتسوكا 62 عاما) على الانتحار شنقا قبل ساعات من مثوله امام  البرلمان بسبب فضيحة تتعلق بتبرعات سياسية وعقود مزورة، هذا الى جانب انتحار رئيس الوزراء الفرنسي (بيار بيريغوفوا 67 عاما) بعد تنحيه عن منصبه باطلاق الرصاص على نفسه من مسدس مرافقه بسبب شكـوك وادعاءات بالفسـاد فضلا عـن انه اعتبر نفسـه مسـؤولاً، الى حـد بعيـد، عن هزيمـة الاشـتراكيين في الانتخابات النيابية الفرنسية آنذاك، حيث كان بوصفه رئيساً للوزراء، قائداً للحملة الانتخابية.
  اما في بلادنا (الثوريــــة) التي تقودها، وفقا لتنظيرات مسؤول رفيع، (حكومـــة ملائكيــــة)، فان المعادلة مقلوبة تماما حيث ينتحر الفقراء والمعدمون، بينما يفخر (بانجازاتهــــم) اللصوص والفاسدون، فقد تناقلت وسائل الاعلام اقدام الكثير من النازحين والمهجرين قسرا من سكنة الكرفانات والخيام على الانتحار ومن بينهم افراد عائلة كاملة بسبب ظروفهم المأساوية ومعاناتهم الصعبة، فضلا عن انتحار العشرات من الشباب ومن خريجي الجامعات بالذات بسبب البطالة، في حين سقطت الموصل بايدي الارهابيين القتلة واحتلت تكريت واستبيحت الانبار بسبب فساد هذا المسؤول وفشل ذاك ولم نسمع عن انتحار احدا منهم، وتم تهجير المسيحيين والاستحواذ على دورهم وممتلكاتهم واستبيحت وسبيت واغتصبت قرابة خمسة آلاف ايزيدية ولم ينتحر احد ولم يحاسب احد ولم يتحرك ضمير اي من المسؤولين عن تلك المآسي لا انتحارا ولا اعترافا بالمسؤولية ولا اعتذارا للشعب عما حدث. 
في ظل هذه الانجازات (الملائكيـــة) امست بلادنا بعد ان كانت تطفو على بحيرة خرافية من النفط، بفضل همة وكفاءة ونبل ونزاهة وعبقرية وشراهة الفاسدين والفاشلين،تطفو على بحيرة خرافية اخرى، تلك هي بحيرة (الفســـاد واللفــــط) التي نجحت بامتياز في الاستحواذ على كل خيرات وموارد النفط  واشاعة الفقر والجدب والقحط، وبفضل السياسة الذكية العبقرية لحكومتنا (الملائكيـــة) فقد (نجحنـــا) في التحول من دولة واهبة (مانحــــة) الى دولة متسولة (نائحـــة) وصلت فيها نسبة الفقر الى 30% بينما تخطت اعداد المهجرين والنازحين حاجز ثلاثة الملايين ونصف المليون، تزامنا مع سرعة تناسل وتضخم ونمو ثروات عدد من المسؤولين الكبار الذين ربما كان بعضهم، سابقا، وفقا لوصف الحطيئة (حفـــاة عـــــراة ما اغتـــذوا خبــــز ملـــة... وما عرفـــوا للبـــر مــــذ خلقـــوا طعمـــا) لكنهم أمسوا (بعبقريتهـــم الفســادية) يمتلكون عشرات العقارات والشركات والمليارات وما زالوا يقاتلون على كل الجبهات من اجل المزيد من الاختلاسات والنسب والحصص والاستحواذات وتنمية الثروات دون ان نسمع عن اهتزاز شعرة شرف واحدة في أي منطقة من مناطق اجسام الفاسدين والفاشلين تدفعهم للانتحار لغسل (الشـــرف الرفيـــع بالـــدم) لاسيما وان بعض الفاسدين استهدف من قبل المتظاهرين بأشد انواع الاهانات بدءاً من اتهامهم بتعبيرات واوصاف مهينة  مرورا بالشعارات المخزية وانتهاءاً بضرب صورهم امام انظار الرأي العام بالاحذية ومطالبتهم بالرحيل.
في ضوء كل هذه (المكاســب والمـــلاحم والانجـــازات والانتصـــارات) التي حققتها بكفاءتها الثورية وبستراتيجيتها العبقرية حكومتنا (الملائكيـــة) فان الواقع يقول للمتظاهرين الذين ما انفكوا يطالبون بالاصلاحات ومساءلة الفاسدين والفاسدات، واستعادة ما تم سرقته من الثروات ( قــــد أســـمعت لـــو ناديـــت حيــــا... لكـــن لاحيــــاة ولا حيــــاء لمـــــن تنـــــادي).
 
 
 

107


امنعــــي طيفــــــك عنـــــي


مال اللـــه فــرج


انـــــت . . . يا انــــت
لانــــــــك كنـــــــــــت
الأقـــــــــرب لــــــــي
فأنـــــــت الأدرى ....
بأننـــــــي أحــــــــــب
قهوتـــــي الصباحيــة
مـــــرة  . . .  مــــره
لكــــــن طيفـــــــــــــك
ايتهـــــــا المزيــــــــج
من رقــــة الفراشـــــة
وجمــــــوح المهــــره
يجعلهــــا
كلمــا يزورنـــــــــــي
أحلــــى  مــن الســـكر
الــــــف مـــــــــــــــره
ارجـــــوك ....

انــــت . . .  يا انـــت
يا مزيجـــــا عجيبــــا
مـن رهافــة الكنـاري
وصلابــــــة النســر
امنعـــــي طيفــــــــك
مـــــن الغـــــــــوص
فــــي فنجــــــــــــان
قهوتــــي ...
فما زلـــت احبهـــــا
كرائحــــة وطعــــــم
ونكهـــــــة قصتنـــا
مــــرة ... مــــــــره

امنعـــــي طيفـــــــك
عنـــــــي .....
فمـــــــا عـــــــــــاد
فـــــــي القلـــــــــب
متســـع
لحرائق ولجراحات
اخــــرى...


108
مشاكســــــــــــة
....................

رفقـــــا برحــم  الحيــــــاة
..............................
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ....................................
في ظل واحدة من اكبر واخطر الازدواجية الذكورية المخادعة المضحكة المبكية عبر التاريخ ، والتي تتكرر سنويا بنجاح ساحق ماحق، ارتدى عالمنا  في الثامن من اذار كما في كل عام  قناعا انثويا  وصبغ شفتيه باحمر الشفاه وترك جدائل شعره تنسدل على كتفيه بدلال واخفى تجاعيد وجهه بحقنة بوتكس وتعطر برشة من عطر (مدام روشة) وحرص على احتذاء حذاء ذي كعب عالي من صناعة (اندريه بيرجيه)  واستخدم افضل الكريمات التي تعيد للبشرة شيئا من نضارتها وشد بطنه المترهلة من كثرة الاكاذيب والتسويفات والوعود التي لا تتحقق بكورسيه يابانية واضعا حول عنقه عقدا من الماس الوردي من (لازوردي)  وارتدى فستانا مثيرا من تصميم (فالنتينو) يكشف عن الكثير من المفاتن الانثوية ليبدو الثامن من اذار كما في كل عام يوما انثويا ساحرا ومثيرا بامتياز وليدعو هذا العالم المنافق ، الذي كثيرا ما يضطهد المرأة عاما كاملا ويحتفي بها يوما واحدا، الاسرة الدولية الى المشاركة بالاحتفالات والاحتفاءات بعيد المرأة العالمي في وقت تعيش فيه المرأة اسوأ ظروف الكبت والحرمان والاستغلال الجنسي والتخلف والتمييز الاجتماعي، بل والانهاكات الخطيرة في معظم بلدان وزوايا وانظمة ومنعطفات عالمنا لاسيما في الدول المتخلفة وذات الانظمة القمعية المتطرفة وفي مناطق النزاعات الملتهبة حيث تعامل كسلعة رخيصة تباع وتهدى وتستباح وتسبى وتستلب كرامتها وانسانيتها بفظاظة ووحشية على ايدي رعاع ودجالي ومهرجي ومجرمي وحثالة هذا الزمن الصعب   القادمين من عمق دياجير التخلف والهمجية.
 وفي خضم الاحتفالات بعيد المرأة العالمي تحضرالكثير من التناقضات التي تلقي باثقالها على المرأة والتي كانت السبب الرئيس للثورة النسائية الكبرى التي  انفجرت بقوة  في شوارع نيويورك عام 1856 احتجاجا على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل في ظلها،  والتي قادت الاسرة الدولية عام  1977 الى اختيار الثامن من آذار، ليكون يوما عالميا للمراة ، والنساء في كل مكان مازلن يعشن افرازات الازدواجية الذكورية التي تلقي بتأثيراتها على المواقف السياسية والاحكام القانونية ولتنتج بالتالي المزيد من التمييز ومن الانتهاكات ضد المرأة التي نحتفل بها يوما ونركنها في زاوية الاهمال والانتهاكات والتجاوزات عاما كاملا دون ان ننصفها او نحترم انسانيتها وعطائها وتضحياتها، فهي الام والزوجة والاخت والصديقة والزميلة والحبيبة، ورحم الحياة فضلا عن ان غالبية الرجال يريدون من المرأة، ومن الزوجة على وجه الخصوص ان تكون مائة امرأة في ان واحد دون ان يفكروا لحظة بانصافها، فهم يريدونها ان تكون زوجة وصديقة وعشيقة ومربية اطفال وطباخة ماهرة وخياطة ومدبرة منزل وعاملة وممرضة ومنظفة وغسالة ملابس اوتوماتيكية وغسالة اواني ومكواة اوتوماتيكية  وموظفة ومعلمة للاطفال ومجاملة للضيوف، وشبيهة بفنانات الاغراء لارضاء ميولهم الجنسية ومتأهبة دائما لشهواتهم ولنزواتهم ولحقوقهم الزوجية بغض النظر عن حالتها النفسية والصحية والجسدية، ومع ذلك لايجدون حرجا في التجاوز عليها او تأنيبها او حتى اهانتها وتهديدها بالطرد خارج المؤسسة الزوجية ان هي اخطأت بحسن نية او تأخرت او قصرت في جانب ما،     
 في خضم ذلك تؤكد الدراسات الميدانية تعرض (35%) من النساء في أنحاء العالم للعنف على ايدي شركائهن، وفي العراق ، رصدت مديرية حماية الأسرة والطفل  22 ألفاً و442 حالة عنف خلال اربع سنوات ضد النساء، كما لفتت احدى نواب المدعي العام إلى أن 90% من قضايا العنف الأسري تكون بها المرأة هي الضحية ومع ذلك سجلت المحكمة حالات يكون الرجل فيها هو المعتدي ومع ذلك يقدم شكوى ضد زوجته الى المحكمة عملا بالمثل الشعبي (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) فاين الرجولة في مثل هذه الانتهاكات ؟ هذا الى جانب ارتفاع حالات الطلاق لتسجل خلال عام واحد (59.515) حالة طلاق اي بمعدل (162) حالة يوميا وان (70%) من حالات الطلاق تتم بطلب من الزوجات ومعظمها بسبب العنف والانتهاكات المختلفة.     
 الى ذلك سبق للامم المتحدة ان اكدت ان ما بين 90 الى 100 امرأة عراقية تترمل يوميا نتيجة اعمال القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة والارهاب، وهنالك في بغداد وحدها 300 الف ارملة، وقد يشكلن نسبة 80% من النساء المتزوجات بين سن العشرين والاربعين.
بيد ان اسوأ كوارث الانتهاكات التي عرضت لها المرأة العراقية عبر التاريخ كانت وما تزال الجرائم الوحشية والانتهاكات الدموية الفظة على ايدي ارهابيي داعش القتلة الذين انتهكوا حرمة وانسانية وحقوق بحدود خمسة ملايين امرأة وطفلة معظمهن من الايزيديات وفي مقدمتها التعذيب والعبودية الجنسية والاغتصابات المتعددة والسبي والبيع والاهداء للاخرين كاية بضاعة مما يشكل انتهاكا صارخا ليس للقوانين والمعاهدات والاعراف الدولية حسب وانما للحقوق والحريات الانسانية قاطبة.
 ونحن نحتفي بالرحم الذي منحنا اولى دفقات الحياة وحملنا اجنة تسعة اشهر ووفر لنا الامن والامان والحنان والرعاية والمحبة والغذاء وكان بوابتنا الاولى للاطلالة على الحياة فانما نحتفل بانسانة معطاء سهرت حتى ننام ورعتنا حتى نشفى وعانت شظف العيش حتى نعيش وربما حرمت نفسها من متع الحياة من اجل ان توفر لنا رغيف الخبز وتنازلت عن حقها في الترف من اجل ان توفر لنا ادنى مستلزماته ورضيت ان تبقى في الظل لتدفع بنا الى الاضواء فاية محبة هذه ، بل اية تضحية ان تلغي حضورها من اجل ان يتوهج حضورنا واي نكران للذات هذا ان تجوع من اجل ان نشبع، وان تعطش من اجل ان نرتوي وان تسهر من اجل ان نغرق باحلامنا الهادئة الهانئة الجميلة؟ وكم هي جديرة بان نحبها ونتفانى لاجل سعادتها وبالتالي نحول شعاراتنا وقوانيننا التي تنصفها من اقوال الى افعال؟
 سيدتي، ايتها المرأة المعطاء، في عيدك البهي تقبلي تهنئتنا الخالصة وباقة ورد معطرة بأجل  تحايا المحبة والاعتزاز .. ويا ايها الرجال يا فرسان النخوة والمكرمات رفقا بقارورة العسل وبرحم الحياة.
 
 
 

109
 
مشاكســـــــــــــة
...................

خـــوش مركـــــة ... وخـــوش ديـــج
.........................................
  مال اللـــــه فـــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
....................................
  أيقظت تصريحات ملتهبة لمسؤول رفيع المجتمع الدولي من غفوته وافقدته توازنه، وأصابت الملوك والرؤساء بالذهول، وأرغمت اعضاء  مجلس الامن الدولي على الهرولة, وبعضهم بملابس النوم, لعقد اجتماع طارئ في محاولة يائسة لاحتواء واحدة من أعنف الازمات الدولية وأخطرها.
فقد اشعلت تصريحات ذلك المسؤول الرفيع قلق المجتمع الدولي ودفعته لقرع جرس الانذار بشكل متواصل وعنيف، ليس منبها وحسب وانما محذرا من تداعيات وافرازات وانثيالات وتأثيرات واخطار وحرائق (الكارثـــــة) الاقتصادية الدولية التي يسعى العراق لاشعال فتيلها ليهوي عبرها بالاقتصاد الدولي الى الحضيض والتي ربما تفوق بتأثيراتها وبحدتها وبضحاياها بآلاف المرات مآسي الازمة الاقتصادية الحالية الخانقة جراء كارثة الانهيار المأساوي لاسعار النفط التي ضربت بعنف الدول المنتجة لاسيما المتسولة والمتوسلة منها مسقطة الاقنعة (الثوريـــة) وادعاءات (الكفــــاءة العلميــــة والتخطيطيـــة والاقتصاديــة والقياديــــة) عن الوجوه الكالحة لجيش من الفاسدين والسراق والفاشلين والمنافقين والمرائين وانصاف الأميين في هذه الدول المنكوبة المسلوبة بميزانياتها المثقوية التي سرق الفاسدون نصف وارداتها وتكفل الفاشلون والاميون بتبذير النصف الآخر منها واذا بالمسحوقين والمتعففين والمعدمين والفقراء هم اول ضحايا هذه النكبة السوداء والسياسات الفاشلة الحمقاء.
فقد فاض (الحــــزن واالالــــم والوجـــــع والاهـــــات) بمسؤول رفيع وهو يتلمس مآسي البلاد ومعاناة العباد جراء الازمة المالية التي باتت تطحن عظام الموظفين والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود، فما بالكم بالففقراء والمتشردين والمسحوقين والمهجرين والنازحين، وتفتق (حرصــــه الوطنـــــي) الكبير عن حل مثير، داعيا ابناء الشعب الى التوقف عن شراء (النســــاتل) الامبريالية وتناولها كونها تمتص واردات البلاد وتضر بصحة ومصالح العباد، لاسيما ان بلادنا المرفهة السعيدة نجحت في ازاحة (النمســــا) عن مكانتها الدولية في تصدرها لقائمة الدول الاكثر سعادة في العالم وتربعت عرش الصدارة بجدارة بعد ان نجح  مسؤولونا في جعلنا البلد الاول في استيراد  اغلى وافخر انواع الماركات العالمية من الشكولاتة الاوربية وتوزيعها على عامة الشعب عبر مفردات البطاقة التموينية.
فقد نجحت وزارة التجارة بعد 2003 بكفاءة وحرص ونبل ومهنية ووطنية وشهامة وثورية وعفة ايدي بعض مسؤوليها ان تحتل الموقع الاول في تاريخ ومسيرة  وزارات التجارة في العالم حيث تمكنت (بحرصهــــا) الوطني من تقليص مفردات البطاقة التموينية من اكثر من (10) مواد الى (3) مواد فقط نظرا للرفاهية العالية التي وفرتها الحكومات (الثوريـــــة) المتعاقبة لشعبنا، وبدل تلك المواد (الفائضـــة) عن حاجة معظم الطبقات الاجتماعية المسحوقة ولاستكمال رفاهيتهم المتفردة وفرت لهم انواع (النســـاتل) من افخر الماركات العالمية، وفي مقدمتها، (فيريرو الإيطالية، وليندت اند سبرونغلي السويسرية، وجوليان البلجيكية، وجالسكي الانكليزية)، ولو افترضنا ان سعر القطعة الواحدة من هذه النساتل هو الف دينار فقط، وان كل مواطن يتناول يوميا استكمالا لرفاهيته وسعادته ومرحه وروحه الرياضية ولتحسين مزاجه ثلاث وجبات من هذه النساتل (الامبريالية)، باستثاء النازحين والمهجرين الذين ربما يتناول معظمهم عشر قطع من النساتل يوميا نظرا لسعادتهم  المفرطة والرعاية المميزة التي يحظون بها والرواتب المجزية والتعويضات الخيالية التي يتقاضونها والفلل الخرافية التي يسكنونها رغم ان الآلاف منهم ضاقوا بهذه الرفاهية وقرروا (بهـــدف تغييـــر نمـــط حياتهـــم الرتيبـــة) الهجرة وركوب زوارق الموت في بحر ايجة، واذا افترضنا ان عدد سكان العراق هو ثلاثون مليونا، فيكون معدل ما نستهلكه بحدود مائة مليون قطعة (نســــتلة) يوميا اي ما يعادل (100) مليار دينار يوميا، وهو ما يكفي ربما لدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين وتننشيط الاقتصاد ودعم الميزانية وتجاوز الازمة المالية دون ان نضطر للتسول من الدول الاخرى، وهذا ما اثار المجتمع الدولي ضدنا لمنعنا من تنفيذ هذا (الاقتــــراح الثــــوري) بوقف تناول النستلة باعتباره اشبه بحلقة من اجراءات عدائية لشن (حــــرب اقتصاديــــة) ضده كوننا اكبر واضخم واهم الاسواق العالمية لهذا المنتج الحيوي الذي يمثل الركيزة الاساسية للاقتصاد الدولي.
لكن فات ذلك المسؤول, الذي ارغمته الحملة الدولية الشعواء المناهضة لتصريحاته على التراجع عن اقتراحه ذاك, الآثار السلبية للتوقف عن تناول (النســـاتل)، لاسيما وان تقارير وأبحاثاً ودراسات دولية اكدت جملة من الفوائد الجمة للشيكولاتة خصوصا الداكنة منها، كونها تساعد على تنشيط الدورة الدموية ومنع تصلب الشرايين وانسدادها مما يساعد على دعم صحة القلب ووقايته من الكثير من الأمراض خاصة الجلطات المفاجئة، وتحسين الحالة المزاجية والتقليل من التوتر والإجهاد، ومخاطر الاصابة بالسرطان وتحفيزها للجسم على إفراز هرمون السعادة (الإندروفين) المضاد للاكتئاب، كما وتعطي إحساسا بالشبع لفترة طويلة، وتساعد على خفض ضغط الدم وتحسين وظائف الاوعية الدموية وعملية الايض.   
كما خلصت دراسة متخصصة الى أن الأشخاص الناجين من الأزمات القلبية والذين يتناولون الشكولاتة بمعدل مرتين إلى ثلاث قد قللوا من خطر تعرضهم للوفاة بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنةً باولئك الذين لا يتناولون الشكولاتة، اما في ميدان الثقافة الرومانسية، فتعتبرالشكولاتة واحدةً من المنشطات الجنسية الطبيعية، وما توفره من الإحساس بالمتعة الحسية عند تناولها، كما ان إذابة قطعة من الشكولاتة في الفم قد يؤدي إلى ارتفاع في نشاط المخ وسرعة ضربات القلب أكثر من ذلك الذي ينتج عن تبادل القبلات الملتهبة بين العاشقين.
الى ذلك فان مشروع (الاصـــلاح) الاقتصادي الوطني هذا الذي اجهضه صاحبه بنفسه وهو يعلن امام الملأ تراجعه عنه بسبب الضغوط العنيفة التي عُرِّض لها، كان من الممكن ان يجعلنا البلد الاغنى والاقوى اقتصاديا على المستوى العالمي لو بادرنا إلى احتضانه واستكمال نصفه الآخر وهو العمل على اقامة صناعة وطنية ضخمة وسريعة  لانتاج حلوى مضادة واقل سعرا، تلك هي الحلوى الشعبية المشهورة بـ (الحلقــــوم) واغراق الاسواق العالمية بها وبسعر لايتجاوز ربع سعر هذه الشكولاتات الامبريالية, عندها ربما كنا سنطيح بالاقتصاد العالمي فعلا ونشعل فتيل الحرب (الحلقوميــــة) العالمية الثالثة، ونستغني عن اوهام الاصلاحات وسراب شعرات ووعود التوزيع العادل للثروات الذي خدرتنا لاكثر من عشر سنوات، اخيرا (ان كانـــت هــــذه الاقتراحـــات مثــــل ذيــــج .. خــــوش مركـــــة وخـــــوش ديــــــج).   
 

110
 
مشاكســــــة
..............

التقــــــــدم ... الــــــى الــــــــــوراء
.......................................
  مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .....................................

كم تغير هذا العالم الكبير مترامي الاطراف الذي حولته ثورة الاتصالات بكل سعته الى قرية صغيرة وهي تضعه تحت مجسات عدسات تلسكوبية فائقة الدقة والخطورة، حتى امسى بامكان اجهزة التجسس والمراقبة والمتابعة (الامبرياليـــــة) و(الاشتراكيــــــة) معا، ان تكتشف عبر محطاتها الرقابية والتجسسية سواء تلك السابحة في الفضاء اللامتناهي أم تلك التي  تستوطن الاقمار الصناعية هويات ووجوه واصوات السائرين على سطح كرتنا الارضية وان تكشف انواع والوان ملابسنا الداخلية، وفضائح غرف النوم، بل وربما تحدد بدقة متناهية ما موجود تحت الارض،  وفي ظل ذلك، امسى بامكان الطفل الياباني وهو في الثانية ام في الثالثة من عمره ان يستخدم الحاسوب ويحدد مكامن الخلل فيه وربما يبادر بتصليح اعطابه، في حين ان هنالك مسؤولين كبار في بعض الدول (الثوريـــة التقدميــــة النهضويـــــة) ما زالوا يجهلون استخدامه والتعامل مع تقنياته.
اما نحن، وفي الوقت الذي راحت فيه الدول والشعوب تسابق بعضها الى الامام للامساك باي فرصة للتطور والتفوق على الآخرين، فاننا ايضا اخذنا نسابقها ونسابق الزمن في الجري، لكن في الاتجاه المعاكس، اي الى الوراء، لدرجة اننا وعلى الرغم من كوننا ضمن جداول التقييم العالمية واحدة من اغنى البلدان النفطية، فقد امسينا (نتســــول) المساعدات (الانســــانية)، بعد ان التهمت حيتان الفساد (الخطيــــرة) معظم ميزانياتنا الكبيرة، وبعد ان كانت تحتل شاشاتنا التلفازية،  البرامج الثقافية الرفيعة حلت محلها البرامج الرخيصة الرقيعة، وبعد ان كنا نترقب بلهفة كل اربعاء المربي الفاضل كامل الدباغ عبر محطات برنامجه الذي كان يستقطب الصغار والكبار (العلــــــم للجميــــع)، أمسينا نطالع وجوها كالحة امتهنت الدجل الرقيع من دجالين محترفين يسوقون خرافاتهم فيقرأون الطالع ويدّعون اكتشاف المجهول ومعرفة المستقبل المهول، ويتعرفون على الامراض دون ان يشاهدوا المرضى ويصفون العلاج ويحلون عقد العانسات والمطلقات ويعالجون السرطان والذبحة القلبية والشلل الدماغي والعجز الجنسي واصابات النخاع الشوكي بحفنة من اوراق الذرة والشعير والنعناع وحبة البركة والتين الشوكي والصبار وبيض النعام ولبن العصفور ودماغ الصرصور.
وبعد ان كان الملك الشاب فيصل الثاني رحمه الله, كمثال,  يترجل من سيارته في الشارع العام ويقدم بمنتهى الاحترام اجازة السوق لرجل المرور الذي لاحقه على دراجته البخارية ليقطع له وصلاً يتضمن عقوبة مالية نظرا لتجاوزه الاشارة المرورية، اصبحنا في عصرنا (الثــــوري) نشاهد حمايات بعض المسؤولين يعتدون علنا على رجال المرور لانهم سمحوا لسيارة الاسعاف بالمرور قبل موكب مسؤول, ربما, مسطول، وفي زمن (الدكتاتوريـــــة الملكيـــــة) ايضا، سبق ان احيل الوصي عبد الاله الى القضاء لانه (تجــــرأ) على صرف مبلغ ضئيل فوق استحقاقه خلال احدى سفراته للخارج واضطر تنفيذا لحكم القضاء لدفع غرامة مالية، في حين امست في زمننا الثوري (المعاصــــر)  عملية تهريب اموال البلاد (مهمــــة) طبيعية لكل شاطر من مافيات الفساد، مما ارغم الحكومة على اعلان افلاسها دون ان يتمكن المسؤولون المعنيون سؤال بعض (اصحـــاب الحصانـــــات) وعوائلهم لا عن طبيعة تحويلاتهم المالية ولا عن مصادر ثرواتهم الشخصية التي تتناسل وتتكاثر بأسرع من سرعة الصوت والضوء ولا عن ما يحملونه معهم من اموال وذهب وربما كنوز من القطع الاثرية سواء خلال ايفاداتهم الرسمية، ام خلال سفراتهم السياحية للراحة و(الاســــتحمام) عـــــذرا (الاســــتجمام) على الرغم من ان (عفونــــــة) ضمائر بعضهم الفسادية لا تنظفها او تزيل ادرانها كل حمامات العالم وكل مساحيق التنظيف فيه.
اما على صعيد بعض (انجازاتنـــــا) في مسيرة التربية والتعليم، فحيث سبق لمنظمة (اليونســــكو) ان اعلنت في السبعينيات نظافة العراق من الامية، الا اننا استطعنا (بهمــــة) بعض مسؤولينا المعنيين (الثوريين) الغيارى تحقيق انتصار ساحق ماحق باعادة الامية ثانية وتنميتها ورعايتها ودعمها لتصل نسبتها الى (18%) تزامن ذلك مع تأكيد مسؤول تربوي رفيع ضبط (3124) شهادة مزورة خلال عام (2015) ، كما حققنا نجاحا منقطع النظير في تضخيم اعداد وكلاء الوزارات والمدريرين العامين حيث بلغ مجموعهم وفقا لتأكيدات برلمانية (5251 )، من بينهم (4535) مديرا عاما و(716) وكيل وزارة ولو وزعنا  هؤلاء الوكلاء (الخبـــــراء) على (20) وزارة لاصبح لدينا (36) وكيلا لكل وزارة، ومع ذلك فقد اعلنت حكومتنا (الرشـــيدة) رغم امتلاكها كل هذه (الثـــروة) من الوكلاء افلاسها فما الذي كان يفعله هؤلاء الوكلاء؟ ، وربما احد الاسباب الرئيسة لافلاسنا هو هذا التضخم الفضائي في هذه الدرجات العالية عديمة الفعالية، وما يتقاضونه من رواتب خيالية ومخصصات وحمايات وسيارات ونسب وحصص وامتيازات، تزامن ذلك مع تأكيد مسؤول رفيع إن هيئة النزاهة تعاملت خلال الفترة الماضية مع 15 ألف قضية فساد واحالت اكثر من 18 وزيرا و100 مدير عام ومسؤول إلى القضاء.
 من جانب آخر، وخلافا لكل الاحزاب والمكونات السياسية في العالم التي تسعى خلال ادارتها للبلاد الى اتقان مستلزمات القيادة وعلم الادارة وفن ادارة الازمات وتنشيط الاقتصاد لتنمية موارد البلاد وتخفيف الضرائب عن كاهل العباد، فان معظم احزابنا وتشكيلاتنا ومكوناتنا السياسية اهملت ذلك وسعت لتشكيل (لجــــان اقتصاديـــــة) خاصة بها لتنمية ثرواتها الشخصية والحزبية على حساب الثروات والمصالح الوطنية، وارغام وزرائها في الحكومة على احالة مناقصات وزاراتهم الى الشركات التي تمتلكها او التي تتعامل معها لضمان اعلى نسب من العقود والمناقصات، وبهذا الصدد سبق لتقرير دولي ان كشف عن ان (14) مسؤولا رفيعا من مسؤولينا الافاضل باتوا يمتلكون (258) مليار دولار (فقـــــط) وربما تضاعفت ثرواتهم تلك الآن بفعل (نضالهــــم) المتصاعد على كل الجبهات.
بيد ان الاغرب والاعجب تنامي (فايــــــروس) الضياع الذي ضرب بلادنا بعنف، فضاعت الموصل، وضاعت اسماء المسؤولين عن تلك الكارثة وضاعت نتائج تقرير اللجنة  التحقيقية البرلمانية حول ضياعها، وضاعت عملية مساءلة (بطــــــــل) ضياعها، وضاعت ميزانية 2014، وضاعت الحسابات الختامية لمعظم ميزانياتنا خلال السنوات السابقة، وضاعت معظم المشاريع وتخصيصاتها، وضاعت كل وعود الاصلاحات، وضاعت معظم املاك الدولة، وضاعت معظم مفردات البطاقة التموينية، كما سبق ان ضاعت كل وعود المسؤولين لنا بالرفاهية والسعادة والمساواة والخدمات والتوزيع العادل للثروات، وكأن البلاد باتت تغرق في بحر الضياع، فهل من مناضل ثوري حقيقي ايها المناضلون الشرفاء يوقف مأساة تراجعنا الكارثية الى الوراء؟       
 
 
 

111
مشاكســـة
..............

أمانــــــة .. أم خيانــــــــــة ؟؟؟
...............................
مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................
أسقط اعصار الأزمة المالية الخانقة، الذي ما يزال يواصل تفاعلاته المأساوية ملقيا بافرازاته الكارثية على الموظفين والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود والفقراء والمسحوقين والمعدمين، كل الاغطية والاقنعة (الملائكيـــــة) عن الوجوه الحقيقية للفاسدين والمفسدين وسراق المال العام  ليظهرهم على حقائقهم المخزية، كما اسقط الملابس الداخلية عن تجار الشعارات و(فرســـــان) الخطب والوعود والبيانات، لتكشف هذه الازمة عورات كل سماسرة السياسة والفاسدين والفاشلين والسراق المعنيين الذين وعدوا الشعب بالحرية والديمقراطية والنزاهة والامن والاستقرار والعدالة وسيادة القانون والخدمات والرفاه الاجتماعي بينما كان لعابهم يسيل بغزارة مبللا شفاههم النتنة وهم يستحوذون على واردات العراق الخيالية وعائداته النفطية وممتلكاته العقارية، مؤكدين للشعب الذي صدق بطيبته ادعاءاتهم واضعا ثقته فيهم وهم يعدونه ويوهمونه بأن ثرواته ومصالحه وحقوقه التي بين ايديهم (امانــــة)، ليكتشف في ظل الازمة الراهنة ان تلك (الامانــــة) لم تكن الا غطاء للسرقة والخيانة، فاختفت مئات المليارات، وبدل ان تتقدم، تراجعت االخدمات، وازداد بطريقة جنونية مذهلة عدد المسؤولين الاغنياء وتضاعف في موازاة ذلك عدد المسحوقين والمتسولين والفقراء، واصبح حال بلاد (الحكومـــــة الملائكيــــــة) مثار التندر والسخرية، وبعد ان كنا من المانحين، امسينا في مقدمة المتسولين، وفي الوقت الذي امسى فيه المجتمع الدولي يسابق بعضه تقدما ورفاهية وجريا الى الامام، امسينا (بحنكـــة وعبقريـــــة وامانـــــة) الفاشلين والفاسدين (الكـــــرام)، نعدو الى الوراء لنجتر بحزن ونحن غارقون في الظلام تعاسة اصعب الأيام.
ففي الوقت الذي يذهب فيه (كمثــــــال) رئيس الحكومة الكندية، (جاستن ترودو) ورئيس الوزراء الهولندي (مارك روتا) الى عملهما على متن دراجة هوائية، دون سيارات مصفحة ودون فيالق حماية ودون سيارات اسعاف وطائرات سمتية تحمي موكب كل منهما، ودون ان يعطل رجال المرور انظمة السير لمنح موكبيهما الافضلية ودون ان (يتبــــرع) احد من حماياتهما لنثر بصاقه وسيل شتائمه (المؤدبــــة جــــدا) على المارة وسائقي المركبات الاخرى،  اكدت احدى برلمانياتنا ان نحو(600) مليار دينار تخصص سنويا، فقط، لرواتب ووقود حمايات المسؤولين، وان عدد الافواج الخاصة يبلغ (28) فوجا، بعضها لمسؤولين سابقين، لافتة الى أن  رواتب الأفواج الخاصة تكلف الدولة (١٦٩) مليار دينار سنويا، منوهة الى أن كل فوج يمنح (36) ألف لتر وقود سنويا، ومجموع مبالغها يساوي (420) مليار دينار سنويا.   
 اما على صعيد النزاهة كمثال، فقد سبق ان قدمت الوزيرة السويدية (مانا سالين) استقالتها من الحكومة، وذلك بعد أن أدانها القانون السويدي بملء خزان سيارتها الخاصة بالوقود على حساب الدولة مستخدمة بطاقة صرف ممنوحة لها من الحكومة وبقيمة لا تزيد عن ستين دولارا، ورغم ان الوزيرة أكدت انها كانت قد نسيت بطاقتها الخاصة في البيت مما اضطرت معه لاستعمال بطاقة التعبئة الحكومية كما اثبتت انها بادرت الى اعادة المبلغ في اليوم التالي، الا ان القانون السويدي اعتبر ذلك التصرف استغلالا للمال العام، مما اضطرت معه تلك الوزيرة إلى تقديم استقالتها من الحكومة فورا.
اما دقة مسؤولينا في الحفاظ على المال العام فقد فاقت دقة القضاء السويدي بمراحل فقد اختفت ميزانية سنة كاملة كانت بحدود (140) مليار دولار بقدرة قادر دون ان يستطيع احد اقتفاء اثرها او مساءلة المسؤول (النزيـــــه الاول) عن خط سيرها وارقام الحسابات في البنوك الاجنبية التي اودعت فيها، كما ان النزاهة الثورية منقطعة النظير لدينا والتي تتمثل بألف شكل وبألف لون كان احد اوجهها استغلال المسؤولين لعقارات الدولة ببدلات ايجار رمزية، بل وشراء بعضها باثمان بخسة وتبذير المليارات على صيانتها في الوقت الذي يتضور فيه الفقراء جوعا ويتيبس فيه النازحون والمهجرون في الخيام والكرفانات بردا ويموت فيه العديد من اطفالهم الرضع في جنة (حكومتنـــــا الملائكيـــــة) جراء هذه (الرفاهيــــة المفرطـــــة)، ووفقا لتأكيدات احد البرلمانيين من اعضاء لجنة النزاهة، فان مسؤولا رفيعا على سبيل المثال بادر الى ترميم الدار الحكومية التي يشغلها ومكتبه بمبلغ زهيد جدا ربما يكفي لاشباع كل جياع العالم ومتسوليه لم يتجاوز المليارين وسبعمائة مليون دينار (فقط)، اجل والله (فقط)، من بينها (400) مليون على ترميم المسبح، كما ادعى ايضا، ان مسؤولا رفيعا اخر استطاع بنزاهته ان يجمع، بل ربما (يوفــــر) نحو 100 مليون دولار خلال عامين، وعين الحسود فيها عود.   
 اما على صعيد التربية والتعليم واعداد جيل الغد، ففي اليابان كمثال يدرسون الاطفال علوم الكومبيوتر منذ نعومة اظفارهم، اما لدينا وعلى الرغم من كوننا واحدة من اغنى الدول النفطية فما زال الكثير من التلاميذ يفترشون الارض في صفوف تفتقد المقاعد الدراسية، فضلا عن ان الكثير من المدارس تعمل وفق نظام الوجبات  الدراسية الثلاث، ما يعني اشتراك تلاميذ وتلميذات ثلاث مدارس بالتناوب في بناية مدرسية واحدة، بسبب الفساد الذي التهم تخصيصات عقود الابنية المدرسية دون ان يطال القضاء، ربما، المسؤولين (النزهــــــاء) عن هذا الانجاز الثوري الخطير الكبير.
الى ذلك وفي ظل حكومتنا التي يؤكد مسؤول رفيع بانها (حكومــــة ملائكيـــــة) كشفت نائبة برلمانية عن أن مافيات الفساد المالي والاداري سرقت من البلاد 312 مليار دولار خلال عشر سنوات وهذه الاموال موجودة في البنوك العالمية (وبأسماء كبار مافيات الفساد التي ما تزال موجودة تحت ظل عناوين سياسية وغطاء سياسي في العملية السياسية).
اخيرا، لقد خدعنا الفاسدون بادعاء (الامانــــة) ومارسوا ضدنا أحطّ  واحقر اساليب السرقة والخيانة، فهل تستطيع حكومتنا (الرشـــيدة) وضع حد لهذه المهانة ومساءلة السراق واستعادة الامانة؟ 
 

112
 
مشــــــاكسة
 ................
زلــــــزال سياســـــــي
.........................
  مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .................................
في خضم اعصار ازمتنا المالية الذي ضرب الطبقات الفقيرة والمسحوقة بعنف كاشفا عن تناقضات واحدة من اكثر تجارب الحكم فشلا وخذلانا وفسادا عبر التاريخ، فجر النائب  وعضو لجنة النزاهة البرلمانية (مشــعان الجبــــوري)، زلزالا عنيفا تجاوز بقوته كل درجات مقياس ريختر، بل اطاح به والقاه على قارعة الطريق وهو يقلب الطاولة بوجوه جميع السياسيين ويطلق نيران اتهاماته على الجميع دون استثناء، (كلنـــا فاســـدون، كلهــــا مفســدة، الكــــل، اللابـــس عكــــال، واللابـــس عمامـــة، والافنــــــدي).
فعبر حوار تلفازي اجرته معه فضائية (الاتجــــاه) وتناقلته معظم الفضائيات والوكالات الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، تجاوزت حرارة الاتهامات فيه، درجة الغليان، واصابت الكثير من السياسيين والمسؤولين بالصداع والغثيان، اعترف الجبوري بــ(فســـاده) وفساد عموم الطبقة السياسية والتشكيلات والهيئات واللجان البرلمانية، المتخصصة بمحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين وسراق المال العام, موجها نيران اطلاقاته الاتهامية الى لجنة النزاهة البرلمانية، وهو احد اعضائها مؤكدا (كـــــل واحـــد منـــا لــــه دور فــــي الفســـاد، نحـــن فـــي لجنـــة النزاهــــة نفتـــح ملفـــات ويأتــــون ويعطوننـــا رشــــوة فنغلقهــــــا).
وسواء كان االجبوري صادقا في اتهاماته الحادة التي اشعلت النيران هنا وفجرت اعاصير الغضب هناك، أم كان مبالغا أو غير دقيق نظرا لشمولية اتهاماته ولكونه لم يستثن احدا حتى نفسه، اذ اجاب عندما سأله المذيع (انـــت, هــــل اخـــذت رشــــوة؟) بمنتهى العزم والمصداقية وكأنه يفعل ذلك متباهيا باحدى خصالهِ المتفردة شرفا ونبلا ( إي واللــــه، بشــــرفي أخــــذت، لقــــد أعطونـــي رشـــوة لكـــي اســـكر(أغلــــق) ملفـــا، وأخـــذت الرشــــوة، وكانـــت بضعـــة ملاييــــن دولار بـــس ما ســــكرته)، مستدركا ومحاولا (فلســـفة) او (شــــرعنة) كونه مرتشيا وفقا لتبريره (مـــا اعتبرهــــا رشــــوة، اعتبرتهـــا ضحكـــت عليـــه الكلـــب بـــن الكلـــب الفاســـد)، ناسيا وربما متجاهلا حكم الشرع تجاه الراشي والمرتشي معا، حيث ان (كليهمـــا ) ليس في الجنة على أيه حال.
وعندما سأله المذيع الذي ادار الحوار معه مستفهما (اذن انتـــم ســـبب دمــــار البلــــد؟)، اجاب بمنتهى الصراحة مؤكدا( طبعــــا، كــــل الطبقـــة السياســـية ســـبب دمـــار البلـــد، اذا اكــــو واحـــد جوعـــان فـــي الشـــارع، واذا اكــــو طفــــل ينــــام بــــلا اكــــل واذا اكـــــو عراقــــي يمــــوت بــــلا دواء، الســـبب هـــــو الطبقــــة السياســـية المتواجـــدة فـــي المنطقــــة الخضــــراء، والطبقـــة السياســـية التـــي تديــــر المحافظــــات) مستطردا بعنفوان ثوري (جميعنـــا نتحمـــل المســـؤولية، جميعنـــا نســــاير، كلنــــا نكـــذب، كلنــــا نســـرق، كلنـــا نأخـــذ رشـــوة، والـــذي يقـــول انـــا لا آخـــذ مهمـــا عـــلا شـــأنه يكــــذب)، منوها(واذا احجـــي هســـه يقتلونـــي فــــي الشـــــارع).
واذ نبهه المذيع بأن(هـــذه ادانـــة بحـــق كــــل الطبقـــة السياســـية) لعله يستثني احدا، أجاب بثقة (اقســـم باللــــه اعــــرف قصصـــا لــــو يعرفوهـــا العراقييــــن الا يفوتـــون علـــى المنطقـــة الخضـــراء يشـــعلوها شـــعل). من جانب آخر اتهم الجبوري مسؤولا رفيعا رغم تأكيده بان ذلك المسؤول هو (الاكثـــر نزاهــــة فـــي الطبقـــة السياســية) باجراء ترميمات على داره الحكومية ومكتبه بمبلغ خيالي قدره (2,700,000,000) مليارين وسبعمائة مليون دينار، حيث بلغت كلفة ترميم المسبح فيه فقط (400,000,000) اربعمائة مليون دينار، مشددا بانه يمتلك الوثائق التي تؤكد ذلك.   
  الزلزال السياسي العنيف الذي اطلقه الجبوري عبر تصريحاته وادعاءاته واتهاماته التي لم تستثن احدا، احدث هزات ارتدادية عنيفة في مختلف الاوساط، كانت في مقدمتها  دعوته من قبل الهيئة الادارية لكتلة الدعوة النيابية، لتقديم الوثائق التي تثبت تورط السياسيين في ملفات فساد الى رئاسة البرلمان، وعرضها على وسائل الاعلام ليعرف الشعب المفسدين وبالتالي ومقاضاتهم  ومحاكمتهم وفقا للدستور دون تمييز .
من جانبه، شكل مجلس النواب، لجنة تحقيقية بشأن تصريحات النائب الجبوري، وتضمن القرار اعطاء الاحقية للنواب برفع دعاوى قضائية بحقه لاتهامه بشكل مطلق اعضاء مجلس النواب بأخذ الرشى، حيث ان التعميم في مثل هذه الاتهامات لايجوز قطعا، والا اين دور الادلة الجرمية واين مسؤولية القضاء؟ 
اما (فـــــارس) هذا الزلزال السياسي العنيف، فقد كشف عن تشكيل مجلس القضاء الأعلى لجنة للنظر بالملفات التي يمتلكها  ضد المسؤولين الفاسدين مؤكدا بانه سيقدم كل الوثائق التي بحوزته التي تدين جهات وشخصيات سياسية بسرقة المال العام إلى القضاء وسيعلن النتائج التي سيصل إليها مجلس القضاء بهذا الشأن سلبا كانت أم إيجابا فيما توقع أن تكون نهاية اللجنة التي شكلها البرلمان للتحقيق في تصريحاته الأخيرة الموت كاللجان التي شكلت للنظر بقضايا سابقة دون ان تثمر عن أي حلول ، مبينا أن نحو ثمانين في المائة من الموازنات الاستثمارية للسنوات التي أعقبت تغيير النظام والتي يبلغ مجموع مبالغها 500 مليار دولار قد تمت سرقتها.
الى ذلك وفي الوقت الذي تكشف فيه هذه التصريحات والاتهامات والفضائح والارقام جوانب مهمة من اسباب ازمتنا المالية الخانقة وفشل مسؤولينا في تنويع مصادر وارداتنا المالية وفي بناء قاعدة حيوية رصينة لاقتصاد متعدد الاشكال ومتنوع الاختصاصات، فإن اللجان التحقيقية التتي ستتولى متابعة ملفات الفساد التي بحوزة الجبوري ربما ستقتفي اثر الكثير من اللجان التحقيقية التي سبقتها، لاسيما نتائج تقرير اللجنة البرلمانية الخاصة بالتحقيق في اسباب سقوط الموصل التي هربت الى جهة مجهولة وتختفي هي الاخرى في جهة مجهولة (وكأنـــك يـــا ابـــو زيـــد مــــا غزيـــmت)، بل ربما نكتشف ان الجبوري لم يكن يقصد باتهاماته ايا من الطبقة السياسية في العراق، بل في جزر الواق الواق. 
 
 
 

113
متابعـــة ادبيـــــة
...................
يعقــوب افــرام منصــور
يبحــر بأمانيــه واهوائــه بيــن الديــن والدنيــا

...........................................
مال اللـــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
...................................................................................

انت اخي، ان تعارفنا اولا .. انت اخي ، من اي لون بشرتك ومن اي عرق هو عرقك ومن اي قوم هم قومك ومن اي دين هو دينك ومن اي مذهب كان مذهبك، فانت اخي من تراب وماء هذه الارض.
....................................................................................   
لعل من بين ابرز الاشكاليات التي وضعت بصماتها وما تزال على النفس البشرية، ملقية بافرازاتها وتأثيراتها على العلاقات الاجتماعية غالبا وعلى الاتجاهات السياسية ايضا، (العلاقــة الجدليــة بيــن الديــن والدنيــا)، وعلى الرغم من كون هذه الاشكالية تتعلق بخيارات الانسان وقناعاته الشخصية لاسيما في ظل السعي الاممي لترسيخ الحريات العامة والشخصية ومبادئ ومضامين الاعلان العالمي لحقوق الانسان وبما يحترم الخصوصية الفردية ويضمن عدم المساس بأي من خيارات الانسان الاساسية ، بيد ان هذه الاشكالية استطاعت ان تشرئب بعنقها من بين ايدلوجيات الكثير من الانظمة السياسية في عصرنا الراهن  لتطل برأسها هنا وهناك محاولة ومن خلال انظمة وتنظيمات متشددة ان تفرض على الاخرين صيغا واساليب وممارسات حياتية خاصة ، ملغية حقوقا وخيارات انسانية جمعية وشخصية وممهدة الطريق امام انبثاق اساليب وتصرفات وممارسات منغلقة، غالبا ما تتربى وتنمو باحضان التطرف واقصاء الاخر لتأخذ شكل العنف ومن ثم لتنخرط في ايدلوجية الارهاب سواء كان فكريا ام قوميا ام دينيا ام طائفيا ام سياسيا.
 في خضم هذه الاجواء العاصفة في هذا الزمن الهجيني الذي فقدت فيه الكثير من المجتمعات امنها واستقرارها وسلامها وطمأنينية شعوبها وهي تتعرض لمثل هذه العواصف المتطرفة التي تسعى لالغاء حقوق الانسان وحرياته، بل ومحاولات اعادة تشكيل (انســـانيته) وخياراته قسريا وفق ممنظور متطرف، نشر الكاتب والاديب (يعقـــوب افـــرام منصـــور) اشرعته وسط هذه الاجواء العاصفة، وهو يرفع مرساته مبحرا وسط امواج عاتية لبحر غاضب، محاولا بمرونة فكرية وبقيم ومفاهيم انسانية نبيلة الوصول الى منتصف الطريق حيث تزدهر جزيرة المحبة الانسانية عبر تمازج الاراء والافكار والايدلوجيات والخيارات على قاعدة الارادة الواقعية التي بامكانها ان تعقد قران القيم والمبادئ الروحية النبيلة على اهواء الدنيا والممارسات الانسانية فيها، محاولا عبر كتابه الاخيرالذي كان اشبه بموسوعة غنية تمددت وتوسعت وتنوعت مواضيعها على مدى (800) صفحة من الحجم الكبير الدخول عبر بوابة (اعمــل لدنيــاك كأنـــك تعيـــش ابـــدا ... واعمـــل لاخرتـــك كأنـــك تمــوت غـــدا) الى معترك هذا الزمن الصعب بكل اشكالياته وتحدياته واهوائه ومخاطره ليرسخ قواعد انسانية خلاقة تتمازج في اجوائها اشراقات القيم السماوية الروحية الجليلة، بعطاء الانسان وعلاقاته بالاخرين.
فمن خلال كتابه الموسوعي (الامانــي والاهـــواء بيـــن الديــن والدنيـــا) يمد الينا الكاتب (يعقـــوب افـــرام منصـــور) يده لتتشابك باصابعنا بمودة وليأخنا بجولة فكرية ممتعة في روض من الرومانسية الفكرية المضمخة بمهنية عالية في الاحاطة بما يريد طرحه، مطرزا افكاره باضاءات من القيم  السماوية النبيلة التي جاء بها الانبياء والرسل، ومستلا من بين تراكمات التاريخ شهادات حية للكثير من الفلاسفة والمفكرين والادباء والمصلحين ومتوقفا بنظرات نقدية امام مختلف الحضارات التي مرت على وجه عالمنا فرسخت قيما واقامت انظمة وتلاقحت وتمازجت مع حضارات اخرى لتنتج بالتالي تجاربا تواصل بعضها واندثر الكثير منها ولف الظلام اجزاءا اخرى لكنها مع هذا وذاك تركت بصماتها على الفكر الانساني وتحولت غالبا الى ثوابت قانونية انجبت بالتالي القوانين والتشريعات والاتفاقيات الدولية التي اجمعت كلها على احترام حرية الانسان وخياراته ومعتقداته وحقوقه التي تشكل الضمانات الاساسية المادية والفلسفية لانسانيته.
   فمن بين اضاءات وقيم وتاكيدات وايحاءات وشواهد ومشاهد والاستعارات الروحية والفلسفية يحاول منصور ان يبلور حقيقة موضوعية يحددها بكلمات ثلاث (الانســان اخــــو الانســـان)، صارخا ملئ فمه بالانسان في كل مكان مهما كان دينه وشكله ولونه وافكاره ومعتقداته ومزاجه وخياراته وفقره ام غناه (انت اخي، ان تعارفنا اولا .. انت اخي ، من اي لون بشرتك ومن اي عرق هو عرقك ومن اي قوم هم قومك ومن اي دين هو دينك ومن اي مذهب كان مذهبك، فانت اخي من تراب وماء هذه الارض ، فيك كما في نسمة حية من روح مهندس الكون الاعظم بثها فيك وفي وفي البرايا قاطبة ذو الجلال والاكرام المبدع الاسمى، نفسا عاقلة ناطقة مدركة تعقل العدل والحب والفضيلة آمنت بذلك ام لم تؤمن)، مضيفا في هذا العرض الموجز الذي يصلح لان يكون احد المواضيع الدراسية التربوية الاساسية (انت اخي في البشرية وانا اخوك في الانسانية رضيت باخوتي ام لم ترض .. انا يا صاح اخوك حتى لو اضطهدتني وقتلتني او اكلت لحمي، لو كنت من اكلي لحوم البشر).
واذ اغنى بافكاره العلاقات الانسانية فانه صاغ من قيمها جسرا للامساك بقيم التفاعلات الحضارية عبر مختلف العصور والذي اثرى القواعد الفلسفية لمختلف التجارب الانسانية، وكأني به يؤكد ان الحضارات المختلفة حلقات متصلة تكمل احداها الاخرى وتكون في نتاجها السلسلة  التي تحيط بالتاريخ الانساني موضحا( لقد تعايش السومريون والاكديون في بلاد الرافدين  متجاورين متحاورين متقابسين، والحضارة العربية ــ الاسلامية تحاورت مع حضارات الاغريق والروم والفرس والهنود والصينيين والاتراك والسريان، فحفلت اللغة العربية بمفردات كثيرة من لغاتهم اوردتها المعاجم العربية، كما زخرت لغات هذه الشعوب الاعجمية بمفردات ومصطلحات ومسميات عربية كثيرة).
الى ذلك وتحت عنوان (العالم الذي نتمناه) يرى يعقوب افرام منصور ان (الشرائع السماوية قد انزات من خلال الانبياء والرسل بقصد تنظيم الحياة في مادياتها وروحانياتها تنظيما سليما بين الافراد وان هذا التنظيم واهميته تزدادان كلما تعقدت الحياة واتسعت المدن، اذ لم تكن الغاية من انزال الشرائع السماوية التوحيدية ان يغدو الانسان سيدا متسلطا على اخيه الانسان)، ويرى منصور ان (هذه الغاية الانسانية النبيلة ذات مفهوم يخالف التفسير الخاطئ الذي يتبناه الكثيرون حيال الشرائع الالهية، اذ هم يرومون ان تكون قانونا مما يجعل الانسان الفرد وكذلك المجتمع الانساني عبدا للقانون) مؤكدا على ان (هذه الشرائع رسالات هدى وهداية وليست قوانين).
واذ يستعيد في هذا الجانب الحيوي عبارة الانجيلي اللاهوتي يوحنا (ان الله محبة) التي يرى فيها بانها الاجمل والاقصر في تحديد مفهوم (الله) عز وجل، فانه ينطلق من هذا المعنى الجليل لكون ان (الله محبه) متسائلا (ما احرى بالخلائق ان يحب بعضهم بعضا؟ فبهذه المحبة المتبادلة بين البشر تكون البشرية قد احبت الله ايضا، وحينئذ تسود العدالة)، وفي خضم تلك المحبة، يرى  يعقوب ان العدالة كونها روح الحق (فأن روح الحق تحررنا، فسيادة العدالة انما تكون لصالح حقوق المظلوم واليتيم والارملة والفقير والمهمش والمنبوذ) ليخلص عبر ذلك الى فلسفة رؤيته للشرائع السماوية (الشرائع الالهية اسمى من الشرائع البشرية الارضية لان الثانية تخلو من عنصر المحبة ومن كلمة ووصية المحبة اصلا ) متسائلا (فماذا تقول الشرائع الالهية للخلائق؟).
ويجيب منصور على تساؤله ذاك بعدة نقاط  لعل اهمها (ان يحب البشر الله من كل قلوبهم وانفسهم وقدراتهم واذهانهم، وان يحبوا الاخر الذي هو اخوهم في الانسانية) مشددا على ان (السلطة الدنيوية والروحية تعني الخدمة وليس السيادة والتسلط والاستعباد، وان الله جل وعلا هو السلام، والسلام من اسمائه الحسنى، والسعادة والحق في السلام).
وبعيدا عن اشكالية الاماني والاهواء بين الدين والدنيا ، وملامسة الكثير من التجارب الفلسفية والاغناءات الفكرية ومحاولات التغلغل بين افكار ومعتقدات واراء وتحليلات وكتابات (جوش ماكدويل وجبران خليل جبران وليو تولستوي وفرانسوا دولا وطاغور ولينين وانشتاين وسواهم) وهو يستشهد بمقولة هذا ويستعير فلسفة ذاك، رمى المؤلف مرساته على شواطئ القصة القصيرة مغنيا موسوعته بعشر قصص كان منها (عازفة الارغن ، والمعلمة الجديدة ، وبائعة الصحف، وشتاء قلب، والموسيقي الضرير) جسدت حالات انسانية مختلفة الاشكال لكنها تلتقي في معظمها ازاء حالة المعاناة الانسانية،كما في قصة(بائعة الصحف) التي جسد فيها جانبا من مآسي الحرب في زمن النظام السابق، حيث فقدت بطلة القصة (نورية) زوجها في ساحات القتال، تاركا لها طفلين لتضطر الى العمل بائعة للصحف قي الشوارع والساحات العامة متحملة تحرشات البعض وسماجة اخرين وعطف الباقين وهي تواصل نهاراتها الكئيبة في عرض الصحف من اجل اعالة طفليها، وكأن القدر كان قد عقد جل اماله على جعلها لوحة حقيقية للشقاء، فما ان بلغ ابنها الكبير الثامنة عشرة حتى سيق هو الاخر ضمن تشكيلات الجيش الشعبي ليستشهد ايضا قبل اسبوع من وقف القتال، وكأن القدر لم يكتف بتلكما المأساتين ، حيث انتقلت هي الاخرى الى جوار ربها اثر تعرض المنزل المتواضع المتهرء الذي تقيم فيه الى قصف صاروخي مجهول من اجل ان تكتمل فصول مأساة متفردة بفواجعها المركبة.
ولا يتوقف هذا الاديب التسعيني الذي احسه يعمل بديناميكية شابة وبعطاء متجدد الحيوية، امد الرب بعمره، ازاء ثراء الموضوعات الحيوية التي اشرنا اليها بهذه العجالة، بل ان فكره الموسوعي يمسك باهتمامات القارئ باقتدار وبحرفة ادبية عالية الشفافية عميقة البلاغة كثيرة التنوع ليجعله يقف مشدوها وهو يتأمل غزارة عطاء فكري استطاع ان يلامس معظم اهتمامات النفس البشرية والهموم المجتمعية ويسبر غورها ويتعمق بابعادها ليخرج لآلئ من الرؤى والافكار وهويتننقل بنا بين اكثر من (110) محطات كان منها (العالم الذي نتمناه ودرس في التسامح لعالم مضطرب وحب الانسانية الشاملة والمسيح سيد التاريخ ومن اجل دستور امثل لعالمنا والعمى الروحي والدين والشهادة وحضارة المحبة وواثر حوار الحضارات في التوصل الى السلام وخلاصة اراء ارسطو في الانسان وحجاب المرأة في العصور المختلفة وسواها).
ولعل من المفيد ان نتوقف في محطة انسانية شفيفة ومؤثرة في ان معا ، تلك هي مواسم البكاء في مسيرة هذا الكاتب الحيوي المبدع الذي استطاع بحرفية ادبية مقتدرة ان يجمع الكثير من اللآلئ التاريخية والفكرية والفلسفية ليضعها بين ايدينا، فمتى بكى يعقوب افرام منصور؟
 يعترف منصور بمنتهى الموضوعية والبساطة(كثيرة هي الاشياء والاسباب التي ابكتني وتبكيني بين حين واخر، واول حالة بكاء اعترتني يوم بلغني نعي الملك غازي في عام 1939 وكنت وقتها ابن الثلاثة  عشر ربيعا وانا في الصف السادس الابتدائي في البصرة، وبكيت عندما بلغني نبأ تكريمي من رابطة التراث العربي في استراليا عام 2009 بجائزة جبران الادبية العالمية، كما ابكي اذا لهج لساني بذكر ابي او امي او قرينتي.
بقي ان تعرف اخيرا عزيزي القارئ، ان الكاتب والاديب يعقوب افرام منصور من مواليد البصرة عام 1926 وهو عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين منذ عام 1959 وعضو جمعية المترجمين العراقيين منذ 1979 وكتب في الكثير من الصحف والمجلاتالعربية منها الاديب والورود والعرفان والسنابل اللبنانية، وافكار ورسالة المعلم الاردنية، والعربي ولبيان الكويتيتان، وفكر وفن الموسوعية الالمانية ، ومن نتاجاته، (نوافذ، نقد ادبي 1958) و(جبران خليل جبران، نقد ادبي 1958) و(ومسرحيتا لعازر وحبيبته والمكفوف (2001) و( الموجز في التصوف المسيحي والزهدي وبعض ابرز اعماله 2007)  و(من ادب الرحلات ومن وحي السفر والتجوال والذاكرة 2012).
اخيرا لابد من الاشارة الى التقديم الثر والرائع الذي حظيت به هذه الموسوعة من قبل الزميل الاديب (بطرس نباتي) الذي ابحر بين مواضيعها واجاد في اصطياد ماسات افكارها وتوقف في ابرز موانئها، ممهدا الطريق امام الكثير من الملاحظات والمناقشات حولها، كما لابد من الاشادة بمبادرة اتحاد الادباء والكتاب السريان في الاحتفاء بهذا المنجز الثقافي مما اتاح للحاضرين فرصة الاستماع الى لمحات من موضوعاته ومناقشة فصوله، واشد على يد الزميل العزيز(راوند بولص) رئيس الاتحاد الذي حرص ويحرص على تعزيز حضور الاتحاد في مختلف المناسبات الثقافية والادبية،  بل واحتضانها حيث تم في ختام المناقشات توقيع نسخ من قبل المؤلف لتزدهي الثقافة والمكتبة الوطنية بمنجز جديد جدير بالاشادة والتقييم.   

114

مشاكســـــــة
...............

قمامـــــة بشـــــــرية
  ............................
  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .................................
لعل من بين مصائبنا ومآسينا وكوارثنا واعاجيبنا التي أدهشت الاقرباء والغرباء، فافرحت الاعداء واحزنت الاصدقاء، تواصل  دوراننا المأساوي داخل حلقة مفرغة من الازمات والفواجع والمواجع والنكبات، على الرغم من امتلاكنا مفاتيح اغلب الازمات، وفي مقدمتها ازمة الكهرباء التي احتلت بجدارة المرتبة الثانية بعد الازمة المالية الحادة التي ضربت،  بفضل التخطيط الاقتصادي العبقري لمسؤولينا المعنيين وتحليلاتهم الذكية واجراءاتهم الحيوية، بعنف، البلاد وأطاحت بتوازن العباد، ومعها امست معضلة الكهرباء محل سخرية الصغار والكبار وتندر العقلاء والجهلاء.
فعلى الرغم من امتلاكنا لاكبر الاحتياطات النفطية وتجاوز صادراتنا اليومية الثلاثة ملايين برميل وعلى الرغم من تهاوي اسعار النفط لتصبح ادنى مستوى من سعر الماء، الا اننا عجزنا عن توفير الكميات المطلوبة من المحروقات النفطية  لمحطاتنا الكهربائية، فضلا عن امتلاكنا للغاز والمياه، ورغم تجاوز الاموال المصروفة على قطاع الكهرباء لدينا، وفقا لأحد اعضاء لجنة النفط والطاقة النيابية (ميزانيــات البحريــــن والكويــــت والامــــارات)، ربما كانت تلك المليارات كافية، لو وظفت بشكل علمي دقيق وصحيح ونزيه، لاضاءة كل دول الجوار ليل نهار الا ان  كهرباءنا  المدللة ما زالت، بفضل ذمم بعض المسؤولين القبيحة، مشلولة كسيحة، مما جعلنا في معظم الايام نتقاسم وعوائلنا واطفالنا البرد والحر والظلام، في وقت نجحت فيه معظم الدول في توفير مصادر مختلفة لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح والمياه والحرارة والنفط والغازات والرقص والنفايات وصولا الى المحطات النووية.
ففي هولندا كمثال، أطلقت شركة (انيرجي فلورز) تحدٍ غريب امام شركات صناعة مولدات الكهرباء والطاقة في العالم، حيث قامت بجعل الراقصين بالملاهي الليلية ينتجون الطاقة بابتكارها حلبة رقص مجهزة من الأسفل بمحطة كهربائية مصغرة، حيث تسعى الشركة إلى إثبات إمكانية لعب الملاهي الليلية دورا مهما من خلال تحويل حركات الراقصين على الحلبة إلى طاقة كهربائية، وذلك عبر إجراء تعديلات في الأرضيات وحلبات الرقص، اذ تساهم خطوة رقص واحدة على الأرضية في إنتاج ما بين 2 إلى20 جول (وحدة لقياس الطاقة)، وتقوم حلبة الرقص بتحويل الحركة العمودية إلى حركة دوارة، ويقوم المولد الكهربائي بعد ذلك بتحويل هذه الحركات إلى نبضات من التيار الكهربائي بما يؤمن الإضاءة للملهى ويدفع الراقصين إلى مزيد من الحركة والمرح لتحويل طاقتهم إلى تيار كهربائي مستمر.
اما السويد التي تهتم بتوليد الكهرباء من القمامة، فانها تعاني من شحة القمامة لديها قياسا الى الدول الاخرى، لذلك فانها مجبرة على شراء القمامة لكي تستخدمها في إعادة التدوير وتحويلها إلى طاقة تغذي البلاد، فـالمواطن السويدي ينتج ما يزيد قليلا عن نصف طن من النفايات المنزلية سنويا، و4% منها فقط يطمر في المكبات، بينما تتم معالجة ما يزيد عن مليوني طن من النفايات المنزلية  كل عام وتحويلها إلى طاقة في محطات توليد الطاقة السويدية، كما ان  هذه المحطات تحرق أيضا كمية مماثلة من النفايات الناتجة عن قمامة المصانع وتستخدم الحرارة الناتجة عن حرق النفايات بتسخين المياه الجارية في الأنابيب كي تصل إلى المنازل وتؤمن احتياجات التدفئة لما يقارب ٨١٠ آلاف منزل بالإضافة إلى الطاقة الكهربائية التي تغطي إحتياجات ٢٥٠ ألف منزل، وبذلك فان السويد تعتبر الرائدة عالميا في مجال تحويل النفايات إلى طاقة ومع ذلك فهي تستورد ٧٠٠ ألف طن من النفايات سنويا من عدة بلاد كبريطانيا وإيرلندا وبعض البلاد الأفريقية.
ان تحويل النفايات إلى طاقة يوفر جزءا كبيرا من الاحتياجات الاوربية اذ  تتم معالجة حوالي ٥٠ مليون طن من النفايات من خلال حرقها سنويا مما يؤمن التدفئة لسكان السويد والنروج وإيسلندا وفنلندا والدنمارك واستونيا ولاتفيا وليتوانيا معا، كما إن عملية حرق النفايات في السويد فقط  تولد طاقة تعادل ماينتجه ١,١ مليون متر مكعب من النفط، مما يقلل كمية انبعاث ثاني أكسيد الكربون  بمقدار ٢,٢ مليون طن سنويا، وبحسب   الإتحاد الدولي للنفايات الصلبة، فان هناك حوالي (500) مصنع في أوروبا لتحويل النفايات إلى طاقة.
ان هذه الانجازات والنجاحات الاوربية حول استخدام القمامة كوقود لانتاج الطاقة الكهربائية تبشرنا بمستقبل باهر زاهر لو اقتفينا خطوات المتخصصين الاوربيين في هذا المجال، وربما سيجعلنا ذلك قادرين على توفير الكهرباء دون الاستعانة بالنفط اللعين، ولا بالغاز الذي يحرق دون اي اكتراث من لدن المسؤولين، لاسيما ونحن نتفوق عليهم بميدانين اساسيين، الاول ان (قمامتنا الاعتيادية) التي باتت تغطي معظم شوارع مدننا وازقتها، ربما تفوق بكمياتها حجم القمامة في الدول الاخرى، فضلا عن امتلاكنا, ربما,  لاكبر احتياطي عالمي من (القمامة البشرية) جريا على الطريقة الاوكرانية، فقد ابتكر الأوكرانيون أسلوبا فريدا لمحاربة الفساد والفاسدين، انتشر وتكرر في مدن عدة، يتمثل برمي النواب والمسؤولين الفاسدين في حاويات القمامة باعتبارهم (قمامة بشرية)، وجريا على (التجربة الاوكرانية) فان (قمامتنا البشرية)، ممثلة بالفاسدين، سواء من الارهابيين الذين خربوا البلاد وانتهكوا شرف وحرمة العباد ام السؤولين الذين نهبوا ثروات البلاد وتسببوا في مآسٍ وكوارث وفواجع العباد وهربوا الى الخارج وما زالت الاجراءات القضائية (السلحفاتية) تحاول ملاحقتهم واستعادة ثروات الشعب المنهوبة منهم واعادتهم لينالوا جزاءهم العادل، ام اولئك الفاسدين الذين ما زالوا يواصلون سرقاتهم متحصنين بمظلات الحماية السياسية، ام اولئك المسؤولين الفاشلين الذين اثبتت الايام فشلهم ولم يقدموا شيئا للبلاد ومع ذلك مازالوا متمسكين بمواقعهم ومناصبهم ورواتبهم وامتيازاتهم ومخصصاتهم، ام اولئك الذين سوقوا لنا اطنان الوعود الكاذبة ولم يحققوا لنا الا المصاعب والنوائب والفواجع والمصائب وامسوا عبئا على الحكومة واصلاحاتها، وأساؤوا إلى المسؤولين والبرلمانيين الصادقين النزهاء وبذلك، فاننا نتفوق على الآخرين الذين باتوا يولدون الطاقة الكهربائية من (القمامة الطبيعية) بامتلاكنا مصدرا حيويا آخر الى جانب (تلك القمامة) ألا وهو (المسؤولون الفاسدون) الذين حولتهم سرقاتهم بعيون الشعب الذي خذلوه الى (قمامة بشرية)  ولو استخدمنا قمامتنا هذه في توليد الطاقة الكهربائية لوفرنا ربما طاقة تفوق احتياجاتنا الفعلية ولصدرنا الفائض الى الدول الاخرى بعد ان فشل مسؤول رفيع  سبق ان وعدنا قبل سنوات بتحسين واستقرار الطاقة الكهربائية وبتصدير طاقتنا الفائضة الى الخارج، لكنه لم ينجح لا في توفير حاجتنا منها ولا في استقرارها ولا في تصدير (امبيــــر) واحد منها، فضاعت المليارات واحنت رأسها خجلا تلك التصريحات وامسى حالنا حال تلك المسكينة التي (لا حظــت برجيلهــــا ولا خـــذت ســـيد علـــــي )
 
 

115
أدب / نســـــمة شـــــــــوق
« في: 22:21 02/02/2016  »


نســـــمة شـــــــــوق


مال اللـــه فــــرج

هـــــذا المســــــاء
وريــاح الشـــــتاء
تعصـــف بشـــــدة
كســـاحرة .......
مجنونـــة حمقــاء
وتهز بزمهريرهـا
الارض والفضــاء
تفجـــرت بعنــــف
لهفتـــــي عليــــك
وتمنيــت..........
لــو أن طيـــــــرا
او ســـــــــحابــة
او اعصـــــــــارا
مجنونـــــا ......
حملني اليــــــــك
لتأملتك بصمـــت
لحظــــــة.........
ولرميـت قلبـــــي
بيــــن يديـــــــــك
علــــــه يبـــــوح
بشــــيئ .......
مـن احتراقــــــي
مــن اشتياقـــــي
لعينيــــك........

116
الاخت الفاضلة انهاء سيفو المحترمة
تحية طيبة
شكرا جزيلا لتقييمك الذي اعتز به لقصيدتي (توسد الحجر واحلم) التي لم تنقل ربما الا صورة واحدة من آلاف الصور المحزنة  التي توجع القلب وتحفر في الضمير جرحا غائرا وهي تجسد جوانبا من معاناة ملايين الفقراء والمعدمين والمسحوقين  لاسيما النازحين والمهجرين من ابناء شعبنا حيث (نجح) الفاسدون والفاشلون وسراق المال العام في تحقيق
(اعجوبة) هذا الزمان (اغنى البلاد .. وافقر العباد).
دمت موفقة ومتألقة دوما... مع عميق اعتزازي
مال اللــه فـــرج


117

مشــــــاكسة
..............

اقتــــــــــــراح . . . . . خبيــــــــــــث
..........................................
  مال اللـــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
...............................
تهاوت اسعار النفط بشكل دراماتيكي لتكشف عورات الحكومات المنافقة والمسؤولين الدجالين والبرلمانيين الفاشلين والاقتصاديين الاميين في معظم الدول المنتجة والمصدرة، واذا بحالات من الذهول واالتقشف والتخبط والضياع وسط بحار انصاف الحلول وانصاف الاقتراحات تحاول عبثا احتواء الازمة التي اطاحت برغيف خبز الفقراء وبمصالح وحقوق الموظفين التعساء كاشفة في الوقت نفسه عن زيف الخطط والبرامج الوهمية لبعض الحكومات والقادة (الاذكيــــاء) وعن احجام السرقات المليارية لبعض السياسيين (الامنـــــــاء) ، فتباطأت ايقاعات الحياة وتوقفت عجلة الاقتصاد واعلنت الكثير من الشركات افلاسها واغلقت اخرى ابوابها وسرحت بعضها الالاف من موظفيها واستغنت الكثير من العوائل عن معظم حاجاتها الاساسية وتقلصت حالات الغزل والحوارات العاطفية الملتهبة بسبب اختصار المكالمات الهاتفية وتقنين استخدام الانترنت والاتصالات (الفايبريـــــــة) والقت الازمة باعبائها حتى على الحقوق الزوجية مخلفة تراجعا كبيرا في مبيعات حبوب وموانع الحمل والفياغرا ومختلف المنشطات الاخرى وشهددت صالونات التجميل كسادا واضحا بسبب عزوف نسبة كبيرة من النساء عن ارتيادها والاستعاضة عنها بالماكياجات واقنعة الوجه البيتية وادار الموظفون ظهورهم لسيارات الاجرة الصغيرة مستعيضين عنها بحافلات النقل الجماعية كما هوت اسعار العقارات ونشطت حركة التنقل بالقطارات ،واخفى المستأجرون انفسهم عن وجوه اصحاب العقارات بعد ان خذلتهم الازمة الاقتصادية فاوقفت رواتبهم هنا وقلصتها هناك .
ولم ترتفع في ظل تهاوي اسعار النفط العالمية الا مستويات التسول والاقتراض والمشاكل العائلية والمشاحنات الزوجية ونسب الحمل والولادة بسبب التوقف عن تناول الموانع الطبية، كما ارتفعت ثروات بعض المسؤولين المليارية واقتراحاتهم الفنطازية، وصمتت بعض السكرتيرات والموظفات الفاتنات عن تحرشات بعض مدرائهن ومسؤوليهن السمجين خشية قطع ارزاقهن والاستغناء عن خدماتهن، تزامن ذلك مع ارتفاع   ايفادات المسؤولين وندواتهم ومؤتمرارتهم الخارجية والداخلية.
في ظل ذلك فرضت مقولة شعبية نفسها بقوة على سطح الاحداث، لاسيما بعد ان تحولت معظم الحكومات (الذكيـــــة) في الدول المنتجة والمصدرة  التي ضربها بعنف اعصار تهاوي الاسعار الى (مجــــرد بائعــــة للنفـــط) كأي طفل يدور في الازقة والحارات لبيع النفط على عربات تجرها الحمير، والفرق الوحيد بين بائع النفط الصغير بواسطة الحمير والمسؤول الكبير ان هذا الصغير يبيع نفطه بواسطة الحمار والعربات اما المسؤول الكبير   فيبيعه بالشاحنات والبواخر والناقلات ، دون ان يفكر بالبحث عن مصادر تمويل بديلة للايام العليلة، فانطبقت على جميع الحكومات والمسؤولين في البلدان النفطية ذات الانتاج والاحتياطيات الخيالية، وكل وفق (ذكائـــــه) و(حكمتـــــه) في التعامل مع العائدات النفطية الحكمة الواقعية (الثـــــروة بايــــدي الحكمــــاء والعقــــلاء نعمــــة .. وبايــــدي الجهـــــلاء والاغبيـــــاء نقمـــــة).
الى ذلك توالت الاقتراحات والاراء والتوقعات بين انصاف الحلول وبين اجراء غير مقبول، وفي مقدمتها اقتراح ثوري اقتصادي خطير لمسؤول (كبيـــــر)، داعيا الحكومة الى الاقتراض من الشعب، لتوفير احتياجات الشعب  ، وربما كان الاجدى والافضل (الاقتـــــراض مــــن  لصــــوص وســـــراق المــــال العــــام الذيـــن القــــوا بالبــــلاد فــــي عتمــــة هــــذا الظـــــــلام).
وبعيدا عن الخطابات والاجراءات الحكومية لتطويق الازمة المالية، امتلأت الصفحات والمواقع (الفيسبوكيـــــــة) بتساؤلات واقتراحات شعبية ، فقد ادعى احدهم ( بان سعر برميل النفط  في تسعينات القرن الماضي كان بحدود 11 دولار ومعدل انتاج البلاد 600 الف برميل يوميا  وكانت   تسدد من وارداتها 20% تعويضات للكويت جراء احتلال النظام الدكتاتوري لها وفقا لاتفاقية النفط مقابل الغذاء مما يعني ان ما كان يتبقى للعراق هو بحدود سبعة دولارات للبرميل الواحد وكان ذلك المبلغ المتواضع كافيا لرفد البطاقة التموينية ب 12 مادة غذائية ، وكان انتاجنا الزراعي والصناعي والتجاري يقترب من الاكتفاء الذاتي ، في حين شهدت اسعار النفط بعد ازاحة النظام الدكتاتوري البائد صعودا الى مستوى 165  دولار للبرميل في وقت وصل فيه انتاجنا اليومي الى ثلاثة ملايين برميل بينما تراجعت مفردات البطاقة التمويينية الى ثلاثة مواد فقط رافق ذلك تشكيك بعض المسؤولين بامكانية الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الحالي واضطرارها لتسول المساعدات واستقطاعها لنسب من رواتب الموظفين والمتقاعدين )، مدعيا هذا المواطن ان (ما دخل البلاد خلال 13 عاما كان 880 مليار دولار  في وقت لم تستطع فيه الحكومات المتعاقبة بناء اي مرتكز للبنى التحتية لا صناعيا ولا زراعيا ولا استثماريا ولا سياحيا ولا خدميا وبقيت تمارس مهنتها الاساسية فقط كبائعة للنفط).
في حين اقترح اخر اصدار وتفعيل قانون (مــــن ايـــــن لك هــــذا) وتطبيقه على جميع السياسيين والبرلمانيين والوزراء والمسؤولين دون استثناء واستعادة المال العام من سراقه واستقدام حيتان الفساد الكبيرة الهاربين من الخارج واحالتهم الى القضاء.
 الى ذلك، فقد اقترح احدهم على الفيس بوك ايضا على السيد رئيس الحكومة لتطويق الازمة المالية اعلان حالة الطوارئ وحل البرلمان ام منحه اجازة لمدة سنة بدون رواتب ولا مخصصات ولا حمايات ولا سيارات ولا ايفادات ولاعلاجات في الخارج ولا نسب او حصص او امتيازات لتوفير رصيد ربما عام كامل للميزانية الخاوية بدل التسول مثلا من الصومال وافغانستان وارتيريا واليمن وجيبوتي.
انني اذ استنكر واشجب وادين بشدة مثل هذا الاقتراح الاستعماري الامبريالي الحقير الخطيرالخبيث الذي يستهدف ممثلي الشعب   الدستوريين الذي وصلنا بهمة (بعــــض الغيـــــارى) منهم ومن بعض  المسؤوليين والسياسيين للجنة الحالية التي نعيش بكنفها فانني ادعو الى اقتطاع نصف رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية ونصف رواتب الباعة المتجولين وحتى المتسولين ومضاعفة رواتب وامتيازات  ومخصصات البرلمانيين والمسؤولين وحماياتهم وبما يمكنهم  من مواصلة خدماتهم الجليلة لكل القطاعات الشعبية السليمة منها والعليلة اذ ما قيمة الشعب بلا ممثليه؟.
الى ذلك سبق ان اكد  الحكماء ان (القــــرش الابيـــــض ينفـــــع فــــي اليــــوم الاســــود) لكن ازمتنا المالية الخانقة هذه اكدت ان (المجموعــــة اللصوصيــــة الســــوداء نجحـــت فــــي ســـــرقة كـــــل قروشــــنا البيضـــــاء ولــــم تبــــق لنــــا للأيـــــام الســــوداء الا الحجــــارة الصمـــــــاء ). 
 
 

118
 
مشاكســـــة
................
ســلاما . . . دوبريــــــف
.............................
مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ..................................
في خضم تشظي الافرازات التي القى بها اعصار الازمة المالية في جميع الاتجاهات، وتناسل المصاعب والتحديات، بسبب الانهيار الدراماتيكي لاسعار(الذهــب الأســـود)، وما كشفه التدني الخطير المثير لاسعار النفط من تصاعد مستويات السلب والنهب والسرقات (واللفـــط)، التي افقرت العباد واسقطت البلاد في هاوية الجدب والقحط، انتصب في مخيلتي ظل لرجل اعتبره المنصفون إنموذجا للتضحية والانسانية والنقاء في حين اعتبره الفاسدون إنموذجا للبلاهة والغباء، ذلك هو البلغاري(دوبــري دوبريــف) الذي حضر اسمه في ذاكرتي متزامنا مع مقال لصحيفة (واشــنطن بوســت) الامريكية نشرته قبل ايام تحت عنوان (ارصدة المسؤولين العراقيين في البنوك العالمية) (مدعيـــة) ان تلك الثروة (المتواضعة جدا) تقدر بـ (220 مليـــار دولار) فقط،، كما ادعت هذه الصحيفة (الامبرياليـــة العدوانيــــة الحاقــــدة وغيـــر النزيهــة وغيـــر المنصفـــة) التي ربما تحاول إثارة غضب العراقيين المرفهين السعداء ضد مسؤوليهم الثوريين المناضلين الانقياء الاتقياء، ان هذه الارصدة المتواضعة التي قدرت بــ(220) مليار دولار (فقــــط) تكفي لوضع موازنة مالية للعراق لمدة ثلاث سنوات بدون ان يضطر لبيع برميل نفط واحد.
و(دوبـــري دوبريــــف) لمن لا يعرفه، رجل بلغاري فقير، بل مدقع، في التاسعة والتسعين من عمره، ولم يبق بينه وبين ان يمسك بتلابيب (قــــرن كامـــل)، الا سنة واحدة فقط، وكان هذا الرجل الذي استطاع ان يلوي بارادته عنق الزمن، قد فقد سمعه ابان الحرب العالمية الثانية، والعجيب والغريب، بل المثير والطريف، ان هذا الرجل المتعب المسن الاطرش الذي يحمل على كتفيه وجع ومعاناة قرابة قرن من السنين العجاف، يقطع يوميا 10 كيلومترات سيرا على الاقدام من قريته باتجاه العاصمة صوفيا ليجوب الشوارع، مقضيا كامل يومه (بالتســول) جامعا من المال ما يجود به المحسنون رأفة بحاله واشفاقا على سنه وعوزه.
انما العجيب والغريب في عملية التسول اليومية هذه التي تمتلك جدارة ان تجعلنا نقف ازاء هذا (المتســول) العالمي ونرفع قبعاتنا وننحني احتراما له واعتزازا (بتســـوله) هو ذلك المحتوى (الانســـاني) الذي جسده بتسوله (النبيـــل).
 فهذا السيد المسن  الأصم ، (دوبــــري دوبريــــف)، انتزع بجدارة اعجاب ومحبة واكبار كل من عرفه بعد ان اكتشف المحيطون به بأنه رغم حاجته وفقره الا انه لم يكن يتسول لحسابه الخاص وانما ليسدد بما يجمعه من نقود فواتير الكهرباء والماء لدور الايتام، تماما مثل (بعـــض) مسؤولينا الثوريين المناضلين الانقياء الاتقياء الذين (ســــرقوا) ليس المال العام ومخصصات مختلف المشاريع ودفعوا بالبلاد الى هاوية الافلاس حسب، لكن (انســـانيتهم المفرطــــة) امتدت للاستحواذ حتى على تخصيصات النازحين والمهجرين قسرا الذين يعيشون تداعيات واحدة من أمر واقسى الكوارث الانسانية داخل خيام وكرفانات تتجمد فيها اوصالهم واوصال اطفالهم الغضة في برودة الشتاء التي لا ترحم، وتلتهب فيها عظامهم وعظام اطفالهم في لهيب حرارة الصيف التي لاتستثني حرائقها منهم احدا، وفي وقت طور فيه بعض المسؤولين هنا وهناك بذكائهم الخارق الماحق (تجربــــة دوبــــري) الانسانية هذه وحولوها الى ستراتيجية (للتسول الدولي) وراحوا يستجدون هذه الدولة وتلك ويمارسون التسول باسم شعوبهم المنكوبة بهم نهارا جهارا، لكنهم بدل ان يمنحوا حصيلة تسولهم مثل (دوبــــري) الى شعوبهم المسحوقة فانهم يستحوذون عليها ويضعونها بمنتهى (الامانـــة الوطنيـــة والانســـانية) في حساباتهم الشخصية لدى مختلف البنوك الاجنبية.
ولو افترضنا بحسن نية ربما تقترب من (الغبـــاء) ان الدوافع (الوطنيــة والانســانية) المعدومة اصلا لدى السراق والفاسدين حفزت هؤلاء المسؤولين الثوريين الانقياء الاتقياء في لحظة (تأمـــل)، على سبيل المثال، أو في احدى لحظات (التجليــــات) الانسانية وهم يتلمسون الاخطار الحقيقية المحدقة بالبلاد والعباد والوطن الذين يحملون هويته وينعمون بخيراته ويتاجرون بمآسيه ويتسولون باسم جياعه ومسحوقيه ومهجريه الذي بات يقف على حافة الهاوية وبادروا الى التبرع (بثلـــث) ثرواتهم البالغة (220) مليار دولار لاثروا خزينتنا التي تشكو الافلاس المزمن بــ(73) مليار دولار وهذا المبلغ سيكون كافيا بالتأكيد لتغطية ميزانية عام كامل دون ان نصدر برميلا واحدا من هذا النفط اللعين الذي امسى بتذبذب اسعاره وانهيارها كارثة على الفقراء والمعدمين.
الى ذلك، سبق للجنة المالية النيابية ان زفت لنا (بشــــرى) تسجيل نحو (228) مليار دينار كخسائر في مشاريع وهمية كان من المفترض ان يتم انجازها خلال حقبة الحكومة السابقة، مبينةً ان هناك صفقات سياسية وفسادا ماليا كبيرا خلف تلك الارقام مع تنامي وجود الشركات الوهمية في البلاد، حيث ان أغلب تلك المشاريع تم منحها لأقارب بعض المسؤولين، باعتبارهم مديري شركات، في حين انها كانت شركات وهمية لا وجود لها، فضلا عن وجود أكثر من 4600 مشروع وهمي لم ينفذ رغم صرف مبالغه، وفقا لمصادر برلمانية.
اخيرا، كم نحن بحاجة الى قادة ومسؤولين وسياسيين وبرلمانيين يحبوننا ويحرصون على مصالحنا بحجم الثقة التي منحناها لهم، ويمتلكون وطنية وانسانية وتضحية هذا البلغاري الشريف العفيف (دوبـــري دوبريــــف)، فيضحون لاجلنا بدل ان يضحوا بنا؟
سلاما ايها الانسان الانسان (دوبريــف)، ليتك تعلم بعض القادة والمسؤولين الفاسدين ابجدية الانسانية الحقيقية والمواطنة الحقيقية، رغم انني متأكد من انك (قـــد أســـمعت لــــو ناديـــت حيـــا ولكـــن لاحيـــاة ولا حيـــاء لمـــن تنـــــادي)، فقد افرحتني انسانيتك بقدر ما احزنتني معاناتك. 
 

119
 
توســـد الحجــــــر واحلـــــــم


مال اللـه فـرج


نـــــــــم يا صغيــــري
علـــــــى الحجـــــــــر
نـــــــم ...
فهـــــــذا الجامــــــــد
الأصــــم ...
احـــــــن عليـــــــــك
مــن كــــل ...
الفاســـدين ... 
حكامــا وسـياسيين
وارحــــم ....
وربمـــــا ...
هــذا الحجر الاصـم
اقـــــرب ...
لجســدك المتعــــب
مــــــن صلــــــــــة
الرحم .... 
واشـــــــد شــــفقة
من الخالــة والعمة
ومــــن الخــــــــال
والعــــم ....
فقـــــد  امســـــى
معظمنــــا ... 
فـــي هــــــــــــذا
الزمـــن الأغــــم
متنكـــــرا ...
لصلـــة القربـــى
وللرحـــم والــدم
نـــم ياصغيـــري
علــــى الحجــــر
الأصــــــم نـــــم
واحلــــم بســــــرير
مـــــن الصفيـــــــح
وبوســــادة ....
مـــــــن القــــــــش
وبســــقف ...
مــــــــن الطيــــــن
يقيـــــــك بعـــــض
هــــذا الهـــــم.... 
فما عــدت تمـــلك
الا هــــذا الحلــــم
توسـد يا صغيـري
الحجـــــر الاصـــم
احلــــم ثـــم احلــم
ثـــــــم احلــــــــــم 
قبـــــــــل ان ...
يمنعـــــوا عنـــــك
حتـــى الحلــــــــم
 
 

120

جســــد زهيـــــــر بــــــــردى
علــــى طاولـــــــة مقهــــــى شرقــــــــي
............................................

  مال اللـــــه فــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ...............................................

يبقى الجسد الانساني الحي وظله ومكنوناته ورعوده وزوابعه وعربدته ومواسم امطاره مثل لغز هلامي ينكمش هنا ويتمدد هنالك ويتلصص ويسترق السمع وينتشي ويبكي ويثمل ويبتهج وينشج ويتداخل مع كل الاشياء حوله، حتى امسى بلغة الادباء والشعراء ليس التعبير عن الحياة وفصولها ومكامن الابداع والعطاء والوجع فيها حسب، لكنه الرمز لكل الاشياء مجتمعة فهو الحب والكره والعشق والتمرد والثورة والوجع، والهمس والجدب والعطاء والامل واليأس والصراخ والنظام والفوضى ولمسة الحب وطعنة الغدر وشفافية البوح الرومانسية وجحود الخيانة، وهو السجن والحرية في ان وهو دموية الحكام المستبدين وشفافية الفلاسفة المصلحين وهو رومانسية الانثى المتفجرة ورعودها  ونزواتها وتوقها للاشباع في هنيهات الغرام الملتهبة، وهو تمرد فروسية الذكر وتوقه لاقتحام عنيف لكل القلاع التي تصادفه في لحظات الحرب الجسدية لينتشي متماهيا ومتباهيا بفحولته واختراقاته العميقة لجسد فتح كل ابواب قلعته امام غزوه الذكوري رافعا راية الاستسلام ومطالبا  بالمزيد ، ولان الجسد هو الانسان في كل زمان ومكان، فانه امسى خليطا من كل هذه العواصف والاعاصير والتناقضات والتشابهات والتعبير بحيويته عن كل مسارب الحياة وساحاتها وسكان قصورها الخرافية واكواخها الطينية على حد سواء.
من هنا وقف الشاعر( زهيـــر بهنـــام بــــردى) ، متماهيا بمفردة الجسد عبر ديوانه الاخير الذي صدر في دمشق واحتفى المثقفون والشعراء والادباء بتوقيعه في اربيل عبر احتفالية نظمها اتحاد الادباء والكتاب السريان، تحت عنوان (جســد فـــي مقهـــى شـــرقي) ليمسك عبر قصائده النثرية بتلابيب القارئ بحرفية شعرية مرهفة ملقيا به وسط دوامة بحر زاخر بالمعاني الثرة والدلالات المختلفة، وليتركه تائها بين مفاهيم ودلالات وايحاءات ورموز تأخذه بعيدا ليجد نفسه يعدو لاهثا وراء المعنى في خضم شفافية الكلمة ومحاولة الامساك باللحظة والتملي بها وهو يجد نفسه ضائعا في خضم جزالة المعاني التي تصوغ افقا مفتوحا على جميع التوقعات، ملبدا بسحب كثيفة تمطر فيضا من قصائد تتوزع في كل الجهات مشكلة بغزارتها وتنوعها صورا متداخلة  متنوعة من المستحيل الامساك مرة واحدة بما تحمله من فيض كل تلك المعاني والدلالات التي تختفي وراءكل تلك الصور دفعة واحدة.
فمن بوابة(ابحــث عـن الألــم كـي اســتطيع ان ابكــي)، يتباهى بردى بمن مررن من النساء فوق يده حيث كان مثل ابيه آدم يدس تفاحات اصابعه في فمهن لينوح مثل ناي فوق قبر، متوجها الى الجسد في اولى رحلاته معه (جسدي خلفي لايراني مثلما ارغب، يمشي بعدي ليخونني) موجها اولى خطاباته للمرأة التي لا تعني له الجسد حسب وانما الحياة والحلم والامل وارهاصات الشعر والوطن الذي يسكنه مشاركا وجعه وتفاصيل يومه (تكونيــن معــي الســماء تقتـــرب مـــن الارض كثيــرا، تجلســين فــي قمرهـــا واجلــس علــى كرســي شــمسها، الشمــس لا تخجــل مــن مداعبتــي والقمــر يشـــم جســدك ويثمــل، تسترخيــن طريـــة فــوق اريكـــة الــروح وترتديـــن ثوبـــا منتشيــا بســمرتك الملتهبـــة، يرتـــدي الضــوء جســدك مبهـــورا بعـــريك الســـماوي، وحيـــن يطفـــئ الثلــج مصابيحـــه البيضـــاء وبـــلا ضوضـــاء، اثمـــل بشـــمك صاعـــدا اليـــك باتجــاه الســماء)، ولأن ابتسامتها تعني الحياة فانه يراهن على تلك القدرة العجيبة التي تمتلكها تلكما الشفتان لزرع الامل وسط دوامة بحر هائج وهي تسرق منه العبوس وترسم على تقاسيم  وجهه المتعب  البسمة (ســوف اقـــذف بشـــفتيك الـــى البحـــر كــي يبتســم المــاء).
لكن زهير بردى لايتوقف كعادته في محطة واحدة بل تراه يتقافز هنا وهناك، لذلك تجده من بين ثنايا الابتسامة يطوح بنفسه الى دمع غيمة بكت على حياته وكاني به هو الذي ينشج بصمت محملا الغيمة وزر وجعه (ابحــث فـــي التـــراب عــــن غيمـــة ســقطت فـــي الامــس مـــن غيـــــر مطـــر، رأيتهــــا قــــد شـــاخت مـــن دمــع للبكـــاء علـــى حياتـــي)، ولعله هنا يحاول ان يبرر بكاءه ودمعه الحزين حيث يشعر بانه اشبه بطائر سجين رغم حريته التقليدية (ضحكــت علـــى عصفـــور فـــي قفـــص اشــمئز مـــرددا بغضـــب ، لا تضحـــك علـــي لســت بافضــــل منــــي).
ولعل هذا الكم الكبير من الحزن العميق ومن الوجع الذي يئن بصمت في اعماق بردى ويحاول ان يلقي عليه ستارا من الغزل تارة ومن الامل اخرى ومن محاولة الغرق في ثنايا العشق والجسد الانثوي ينطلق من ماساة هذا الزمن الردئ ومن علقم فاجعته المريرة حيث عانى شاعرنا وما يزال من مأساة التهجير اذ يستذكر بحنين متفجر وباشتياق اقرب الى الاحتراق، داره هناك في مدينة (بغديــــدا) فـــي سهل نينوى (بيتــي خلفـــه شمــس لا تغمـــض الا فـــي الليـــل ، وبعـــد الشمــس قمـــر لا يغمـــض الا فـــي الفجــــر، بيتـــي خلفـــه ذكريـــات ايـــام اقذفهــــا كظـــل ابيـــض، افعــــل ذلك كـــي لا يتغيـــر طبـــع نهـــار غـــدي ، بيتــي دائمـــا ما يتلمســني).
واذ يستعيد شاعرنا المهجر نتفا من ذكرياته في بيته المغتصب الذي شهد معظم ثوراته الشعرية واصخابات اعماقه بالمشاعر الانسانية المختلفة سواء تجاه الاسرة والاطفال ام تجاه الاحبة والاقارب والاصدقاء، فانه يصوغ من تلاحمه بذلك المكان صورة وجدانية متفردة تكاد تنبض بالحياة (  حين يسقط الضوء خلف بيتي لا اطل من نوافذه الا لارمي الظلام البعيد بالحجر، بيتي بالتأكيد جدرانه الداخلية تعودت دائما ان تقرأ عناوين الحب ويتهجئ ابجد هوز، بيتي ما كان فارغا ابدا، بيتي الذي يعتذر لي الان من هناك بعيدا، صار يعتذر بحروف العلة). 
بيد ان مايجب التوقف ازاءه بجدارة واشادة ليس هذه المخيلة الشعرية المرهفة المترعة رومانسية واحاسيس شفيفة مثل الصباحات الندية وليس هذه القدرة المتفردة على احداث التمازج بين الزمان والمكان والحدث بحرفة عالية الدقة واختصارهم واعادة توظيفهم في صياغة صور شعرية تتمازج في مكنوناتها البلاغة بعمق المعاني برشاقة الكلمة قادرة على الامساك باهتمام القارئ وشده اليها وحسب على اهمية ذلك، لكن الاهم والجدير بالوقوف في محطاته فعلا، هي هذه القدرة الهائلة ليس على تجاوز جراحات التهجير واوجاع الغربة والحنين الى مكان يختزن عالما من الذكريات التي هي زاد الشاعر ومادة نتاجه الادبي، وانما في توظيف ذلك كله لتفجير نتاجات ابداعية جديدة تجاوزت بالامل والتفاؤل والتمسك باذيال الحياة كل الجراح والمعاناة التي فشلت في ان تكسر روح الشاعر المتجددة وتقييد مسيرة ابداعه او عرقلة نتاجه الشعري، واذا ببردى يتجاوز ذلك كله وكأني به يمسك جراحاته بيد ويحفر على ذاكرة الزمن ابداعاته وتواصله وحضوره باليد الاخرى ليهزم بنتاجه غربان الظلام التي حاولت عبر مأساة التهجير ومعاناتها كسر قلمه واسكات صوته ومنع جدول العطاء في اعماقه من التدفق، وهاهو يقدم باباء وجدارة وثيقة تواصله واضعا(جســـده فــــي مقهــــى شــــرقي)، مواصلا مسيرته الابداعية ومطرزا عطاءه الشعري بالحب والامل وملامسة جوانب الحياة المختلفة ومتوقفا بين الانا الذاتية كما هي في طبيعتها وبين ما يريده وما يطمح اليه وكأنني بذلك اجد زهير بهنام بردى متوزعا بين كينونته وبين ظله الذي غالبا ما يسابقه ويخابثه ويتلصص عليه، وتلك هي جدلية الحياة بكل تناقضاتها وفق اشكالية ما نحن عليه وما نريد ان نكون عليه، فهل كان لجوء بردى الى ظله الذي تكرر في ديوانه تعبيرا عما يريده ويطمح اليه؟
حيث يحادث نفسه مخاطبا اياها وكأنه يحادث مخلوقا اخر قائلا :  (يـــــا لحظــــي المتعثــــر فــــي مـــــاء تمــــردي امشـــي اليـــك واطـــرق البـــاب ولا تبصرنــــي)، بل يذهب الى الابعد وهو يتخيل نفسه وربما ظله او نصفه انسانا اخر حيث يلتقي النصفان في الطريق (فـــي طريقـــي الـــى حـــي ترقبنـــي نوافــــذه أتعثـــر برجـــل يشــبهني بامتيـــاز، كــــل شـــيئ فيـــه كــــان علـــى مقاســـي، اختلفنـــا فـــي شـــيئ واحــــد، هــــو كـــان يلفــــظ انفاســــه الاخــــيرة وانــــا اطلــــق انفاســـي الاولـــى).
 فاية لهفة هذه يمتلكها بردى في التمسك بالحياة برغم الاوجاع التي تئن في اعماقه وهو يترك نصفه، ااو هكذا يحاول ان يوهم نفسه، ليكون امام الابدية بينما حاول ان يتخلص بنصفه الاخر من تشابكات القدر حوله ليواصل الحياة كطفل ولد توا؟ 
ففي مناجاته ليوسف الصديق وهو يتخيله قد طرد من بئره باحثا عن بئر اخرى، هل وجد نفسه وهو يطرد من بيته مثل يوسف؟ ام رأى نفسه يوسف هذا الزمان وهو يهجر من بئره عنوة؟(الليلــة رأيتـــك يا يوســف تســير لصــق جـــدار العتمـــة، علــى قارعــة طريــق موحــش كنــت يا يوســف، تبحــث عــن بئـــر اخـــرى بعـــد ان طـــردت مـــن بئــــرك، خرجــت فارغــا مـــن كــل شـــيئ، قميصـــك نوافـــذ اكثـــــر دهشـــة مــن امـــرأة ســـتصادفها فـــي الطريـــق، كــــن حـــذرا لا تطـــرق بابهــا، احلامـــك تكفيـــك، وميـــاه عينيـــك ما زالـــت ترافقـــك الـــى اخـــر الطريـــق، الضــــوء كمــــا يبــــدو كـــان كافيـــا يا يوســــف، لا تأســف انـــت علــــى وشـــك الوصـــول الـــى قفــــص اخـــــر، احـــذر ان تتكســـر، فيــــدك الطاهــــرة تمســـك ثقــــوب قميصــــك الاحمـــر، احــــذر يا يوســف فوالـــدك مـــا زال ينتظــر، واخوتـــك رمـــاد).
هاهو بالرغم من غربة الدار والوطن وغربة المكان والذكريات التي يشعر بانها ما تزال تترصده في منحنيات مدينته( بغديــدا) وفي تعرجات ازقتها الضيقة ويحس بها انثــى من التساؤل والاشتياق تكاد ان تمسك به وتهزه بعنف قبل ان ترتمي باحضانه وهي تنشج بلهفة، بالرغم من وجع ليس يحكى ومعاناة لا تسعها الحروف، الا انه يحاول جاهدا الهروب من ذلك الوجع  الذي يتناسل في اعماقه السحيقة، متواصلا مع نبض الحياة اليومية وايقاعاتها السريعة محملا قصائده من المشاعر الانسانية الرومانسية ما يجعل الكلمات تنوء بثقلها وتنوعها وكم الاحاسيس التي تصطخب بين ثناياها، وهاهو يشي بمواقف عاطفية مختلفة الصور مترعة المعاني (اكتــب رســالة الـــى مجنونـــة، اغـــار مــن كلماتهــا فامزقهــــا) و (دعينــي فقـــط اعبــد تمـــردك، لــم اعــد اصغــي الــى فمــك، لا امضــي حياتــي معــك بالكــلام)، (انــا هكــذا مزعــج وبليــد لا ارغــب ان المســك الا فــوق الســرير)، (لان عطــرك ليــس عطـــر وردة، اشــم عطـــر وردة كلمــا اقتربــت)، (اعانـــق بــدلا عنــك وردة لكننــي فــي حيــرة اصفــن، متــى اصــل الــى روحــك كــي تشــهقين).
الى ذلك، فان بردى غالبا ما يمسك بالقارئ ليدخله الى متاهات تعابير ودهاليز معاني وايحاءات مركبة من جهة ومتداخلة مع بعضها من جهة اخرى حتى لتبدو للوهلة الاولى اشبه بانصاف مواضيع وقضايا متشابكة لم تكتمل لا في المعنى ولا في الايحاءات  الصريحة الى الهدف، وكأني به يحاول ان يمارس على قرائه لعبة (الســهل الممتنــع)، لكنك ان اعدت قراءتها لابد ان تتوقف باعجاب ازاء بلاغة شعرية في التلاعب بالمعنى الذي ربما يمتلك عدة ايحاءات في ان واحد، وكأن ببردى في لحظات تجلياته تلك يمسك بمظلة تحت سحابة صيفية لا تمطر وتراه وهو يقهقه ساخرا من ظله الذي يعتبره نصفه الاخر فيمازحه مرة ويغضب عليه مرة ويتهمه اخرى وربما يحتضنه في الليالي الباردة يبادله وجع  الغربة ويبكيان سوية، اليس ظله هو روحه المتخفية وراء غلالة غير مرئية؟ بل  هو نصفه الاخر؟ ومن بين تلك المتاهات البلاغية المغمسة بالحزن يقول ( ابحــث فــي التـــراب عــن غيمــة ســقطت أمــس مــن غيــر مطــر، رأيتهـــا قــد شــاخت مـــن دمــع للبكـــاء علــى حياتـــي).
اخيرا، في ديوانه الاخير هذا، وهو يضع جسده على طاولة مقهى شرقي استطاع الشاعر زهير بهنام بردى ان يمسك باهتماماتنا ليأخذنا في رحلة شعرية ممتعة ومرهفة نجح عبرها في التلاعب بالصور والكلمات وبالمعاني الثرة المستترة والايحاءات ليصنع منها عالما شاعريا شفيفا  مفتوحا على المدى بتفسيرات واشارات ومواضيع متداخلة تاركا لفطنة القارئ ولمخيلته الخصبة محاولة الامساك بالمعاني الحقيقية التي كانت تستوطن مخيلة الشاعر وهو يترجمها الى كلمات محتكما في ذلك الى نباهة المتلقي وذكائه وقدرته على التحليل والمزج بين كم الايحاءات المتداخلة وبين ما يود الافصاح عنه، وكأني به يضع امامنا صورة لوحة سريالية متداخلة الالوان محفزا ايانا على اختطاف الوانها واعادة رسمها بصورة واقعية، وهو يبتسم بخبث لمحاولاتنا مرددا مع نفسه وهو يستعيد شريط حياته (هـــا انـــك تجلــس علـــى حجـــر صغيـــر فـــي العـــراء وتحــدق الــى خيـــوط دخــان ســـيكارتك كأنهـــا حياتـــك التـــي مضــت بســرعة، جميـــل جـــدا ان تنظـــر للأعلــى كـــأنك رأســك غيـــم).
 دام رأسك ابدا مرفوعا يا صديقي مثل غيمة حبلى بالابداع تمطر علينا نتاجات جديدة تسهم في اخضرار الساحة الادبية في هذا الزمن الموحش وتجدد الق ربيعها الدائم.       

121
 
مشاكســـــة
............
الديمقراطيــــة والدكتاتوريـــة...
 مــــــن يجمـــــل وجــــــه مــــن؟

........................................   
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................
فجأة أطل برأسه من بين ملفات الفلسفة اليونانية القديمة وهو يستذكر افلاطون تارة، مشيدا بفيثاغورس تارة اخرى، متقافزا عبر تعبيراته وتلميحاته برشاقة بين مرافئ ارسطو، مستلا من بين طيات ذلك السفر الفلسفي، مفردة (الديمقراطيـــــة)، مؤكدا ببساطة انها (حكــم الشــعب)، ومشددا على انها النقيض التاريخي والحياتي والمنطقي والموضوعي والحيوي لأعتى الانظمة واشدها فظاعة ودموية، تلك هي (الدكتاتوريـــة)، التي لم تشهد الانسانية عبر مسيرة صيرورتها التاريخية اعتى وافضع واخطر واقسى وأمر منها، لانها غالبا ما تتحكم، بل تقامر وتغامر بمصائر الشعوب وبحياة الامم، مصادرة حقوقها وحرياتها وخياراتها.
وبمرونة وكفاءة علمية توقف، استاذ العلوم السياسية ذاك عبر محاضرته الفلسفية عند محور التناقض الموضوعي بين النظامين المتضادين (الديمقراطـــي والدكتاتـــوري)، مسهبا بانحياز (ثــــوري) في ذكر فضائل ومميزات وايجابيات (الديمقراطيـــة) كمفردة حياتية تربوية من جهة وكعلاقات اجتماعية، ومن ثم كأنظمة حكم تتيح للمواطن بمنتهى الحرية والحصانة الثورية ممارسة خياراته السياسية واختيار ممثليه الحقيقيين وتقرير نوع الحكم واتجاهاته وستراتيجية ومفردات واولويات برنامج العمل الوطني واداته التنفيذية ممثلة بالتشكيل الحكومي ومهماته ونشاطه.
والاهم من هذا وذاك، دور الشعب في مراقبة ومساءلة ومحاسبة السلطة التنفيذية عبر سلطته الرقابية التشريعية، بل وعزلها إن هي فشلت او تخاذلت او تماهلت او اخطأت او اشاحت بوجهها عن مصالح البلاد او تباطأت في محاسبة الفاسدين وكشف الفساد، أو حاولت ان تشتط او ان (تفكـــــر) مجرد تفكير، في مجاملة أي جهة داخلية ام خارجية على حساب الثوابت والمصالح الوطنية أو محاولة استرضاء القادة السياسيين، كمثال، بتعيين ابنائهم الاميين على حساب فرص واستحقاقات الآخرين، أو اشهار (الحصانــــات) و(مظــــــلات) الحمايات المختلفة للدفاع عن الفاشلين والمرتشين والسراق والفاسدين ، كون هذا النهج (الديمقراطــــي) الحقيقي القائم على التبادل (الســـلمي) السلس للسلطة عبر الاحتكام لصناديق الاقتراع التي لم  تتلوث بالمال السياسي وبالمصالح الاقليمية والدولية على حساب المصالح الوطنية، هو بالذات جوهر فلسفة (حكــــم الشـــعب) الذي هو مصدر السلطات وذلك يعني ان اي فرد يختاره الشعب بامكانه ان يكون رئيسا للبلاد مثلما سبق للممثل (رونالـــــد ريغــــان) ان اصبح رئيسا للولايات المتحدة، وماسح الاحذية (لويـــس ايناســـيولـــولا دا ســـلفا) رئيسا للبرازيل وبائع البطيخ والسميط ومن ثم لاعب كرة القدم (رجـــب طيـــب اردوغــــــان) رئيسا لتركيا.
لم يلبث استاذ العلوم السياسية الموسوعي ذاك ان قفز بمنتهى الرشاقة (الثوريــــة) من بين تلك الاضاءات (الديمقراطيـــــة) التي اشعل توهجها باستفاضاته التاريخية، ليلج دهاليز الانفاق المظلمة لانظمة الحكم (الدكتاتوريــــة) التي لا تتوانى عن استباحة البلاد واستعباد العباد من اجل مصالحها الذاتية حتى لو اضطرت لاغراق دولها في بحار من الدماء، مستشهدا بافرازات ومصائب وكوارث المقابر الجماعية، وتهميش الاحزاب والقوى السياسية وتبذير الاموال العامة على النزاعات والحروب الاقليمية  والاعتقالات العشوائية وقمع الافكار والتظاهرات وحرية التعبير ومصادرة حقوق الانسان والتفرد بالسلطة وارغام الشعب على تمجيد القائد التاريخي الواحد الواعد والانتماء للحزب الواحد وتغييب الكتاب والمفكرين وقادة المجتمع الذين لا تنسجم آراؤهم وافكارهم ومواقفهم مع اهداف ستراتيجية الحزب الواحد والقائد الخالد، مستخلصا في نهاية محاضرته القيمة التي شدت الانتباه وفجرت الحسرة هنا، وهناك الآه، توصيفا موضوعيا قوامه (ان الدكتاتوريـــة هـــي الســـجن الارهابـــي الكبيــــر لكـــــل الحريـــات والحقـــــوق والخيــــارات والارادات الانســـانية الحــــرة ومــــن خـــــلال ذلك تتــــم اســــتباحة الدمــــاء والثــــــروات والآمــــال والامـــــوال العامــــة والتطلعــــات الانســـانية عبـــر اســــتعباد الشـــعوب فــــي ميــــدان خدمـــة الافــــراد قـــــادة او رؤســــاء) في حين ان (الديمقراطيـــة علــــى النقيـــض مـــن ذلك تعنـــي ان انســـانية الانســـان وحقوقـــه وحرياتــــه وخياراتــــه هـــي الهــــدف الاســـمى الــــذي تســـعى إليـــه وفـــي مقدمـــة ذلك توظيـــف امكانـــات البــــلاد وخيراتهـــا ومـــواردها لتحقيـــق الرفاهيــــة والحيـــاة الحــــرة الكريمــــة للشـــعوب وفقـــا لافضـــل معاييــــر الحـــق والعدالـــــة والمســـاواة عبــــر التوزيـــع العــــادل للثــــروات، فضـــلا عــــن صيانـــة كــــل الحقـــــوق والحريــــات العامـــة والشــخصية وتوفيــــر الخدمـــات الاساســـية بعيـــدا عــــن اي شـــكل مـــن اشـــكال الفســـاد، وفـــي مقدمتهـــــا ضمــــان حريــــة العبـــادة  والـــرأي والتعبيــــر والانتمـــاء والمطالبـــة باقالـــــة ومســـاءلة الفاســــدين والفاشــــلين والمرتشـــين وســـراق المــــال العــــام وابطـــال العقــــود الفاســــدة والصفقـــات الوهميـــة وفرســـان العمالــــة للجهــــات الاقليميــــة والدوليــــة علـــى حســـاب المصــــالح الوطنيــــة).
ما ان انهى ذلك الاستاذ الموسوعي محاضرته واشرع ابواب المناقشات والآراء والحوارات التي انهالت عليه مثل مزنة ربيعية حتى توقف مذهولا ازاء تساؤل خبيث مباغت من طالب مشاكس عنيد (اســـتاذ ســــأحتكم لضميــــرك ولمصداقيتـــك الوطنيـــة، كيـــف تقيــــم تجربتنـــــا الديمقراطيـــــــة؟؟؟).
  صمت الاستاذ برهة لاحتواء ذلك التساؤل الموضوعي رغم روح المشاكسة والمخابثة التي كانت تطل من وراء حروفه، برهة، كانت كافية لان يستعيد بومضات سريعة بعض (اضــــاءات) تلك التجربة (الديمقرطيــــة) المتفردة في خصوصيتها ومنها على سبيل المثال، اشهار ثاني اكبر دولة في الاحتياطيات النفطية لافلاسها على الرغم من ان صادراتها النفطية اليومية تعدت ثلاثة الملايين برميل منتزعة موقعا متميزا لا ينافسها عليه احد محققة عبره اعجاز(اغنــــى دولــــة وافقـــــر شــــعب)، وارتفاع عدد النازحين والمهجرين إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون مواطن باتوا بحاجة لمساعدات انسانية عاجلة، وارتفاع نسبة الفقر الى (30%) خلال العام الماضي ورزوح ستة ملايين مواطن تحت خط الفقر وتجاوز نسبة البطالة الــ( 25%)، والاضطرار لتسول بضعة ملايين كمساعدات بعد ان فقدنا مئات المليارات ومنها تبخر الف مليار دولار دون ان نستطيع توفير الخدمات الاساسية وضياع ثاني اكبر مدينة وسقوط ثلث مساحة البلاد بايدي الارهابيين القتلة دون ان يفلح المعنيون في محاسبة ومساءلة المسؤولين، واقدام بعض فرسان التجربة الديمقراطية الملائكية النموذج على سابقة ربما تحدث لاول مرة في تاريخ الدول والشعوب ممثلة باستقطاع نسبة من رواتب المتقاعدين المساكين لتدارك الازمة المالية، وغيرها الكثير الكثير من (الانجــــــازات) الديمقراطية.
صمت قليلا، واجاب باقتضاب، وبلهجة شعبية اصيلة (تريــــد الصـــدك، مثــــل هكـــــذا تجــــارب ديمقرطيـــــة تجمــــل وجــــه الدكتاتوريــــة).           
 
   

122

 مشـــــاكسة
...............

وعلـــى الأرض... اللئــــــــام
..............................
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.............................................

ونحن نودع عاما ونستقبل عام، لابد ان نقف في بعض محطات ما مضى من الايام، لنحدد مواطئ اقدامنا ولنتلمس حجم (انجازاتنـــــا) ولنفخر بتفرد (ابداعاتنــــا)، التي ربما اثارت الكثير الكثير من العجب العجاب والدهشة والاستغراب.
فقد استطعنا بكفاءة بعض مسؤولينا منقطعة النظير، ان نحقق الكثير الكثير من (ستراتيجيــــة) عجيبة غريبة اذهلت الغني والفقير والصغير والكبير والمؤمن والشرير، وقلبت كل الفرضيات والمعادلات والحقائق والوقائع بعد ان (نجحنــــا) ربما لاول مرة في تاريخ البشرية ان نحقق اعجازات (خرافيـــــة) لعل اروعها وابدعها واشدها اثارة للذهول وهي تجسد الصعب وغير المتوقع والمقبول لدى العبقري والمسطول، تلك هي معادلة (اغنــــى الـــــدول وافقــــر الشـــعوب) مؤكدة باننا نسير (بالمقلـــــوب)، بفضل بعض (عباقــــــرة) الفساد وحيتانه الكبيرة التي (نجحت) بادخال البلاد في دوامة من الاعاصير والازمات المريره.
 فحيث رددت الانسانية وهي تحتفي بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام مع ملائكة السماء بايمان ومحبة ورجاء (المجــد للــــه فــــي العــــلا وعلـــى الارض الســـــلام)، فاننا كنا نردد ونحن نستذكر صعوبة ومرارة ما مر من الايام على ايدي الفاسدين من تجار السحت الحرام (وعلـــــى الارض اللئــــام) حيث جعلوا (بكفاءاتهـــــم) اللصوصية والفسادية عام 2015 واحدا من اسوأ الاعوام.
 وحتى لا نسترسل في الكلام بعيدا عن الحقائق والارقام، فان الكثير من نواب الشعب تساءلوا عن مصير (1000) مليار دولار تبخرت خلال ما مضى من الاعوام دون ان تحقق شيئا غير الوعود والتصريحات ومعسول الكلام، في الوقت الذي كان بامكانها ان تبني بلدا ارقى من افضل الاحلام، فلا الفقراء شبعوا ولا العاطلين وجدوا فرصهم ولا الخدمات نهضت ولا الكهرباء استقرت ولا البنية التحتية نشطت ولا موارد الاقتصاد تنوعت ولا المتفجرات والمفخخات والكواتم اخرست ولا اعمال الاستهدافات والاختطافات والتهديدات والاغتيالات توقفت ولا كارثة سقوط الموصل حسمت ولا ثلاثة الاف امرأة مخطوفة ومسبية ومنتهكة في ام الربيعين حررت ولا حيتان الفساد الكبيرة حوكمت.
وقريبا من نبض الواقع، وازاء ومضة من الوقائع سبق لعضو ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود ان اكد أن (مــا دخــل مــن واردات للعــــراق منـــذ 2004 إلــى الآن بلــغ 710 مليــــارات دولار وإذا مـــا افترضنـــا أن نصفهـــا رواتــــب فـــإن النصــف الباقـــي يجـــب أن يصــرف علــى الخدمــات وهـــذا مــا لـــم نجـــده علــى أرض الواقـــع)، في حين اوضح عضو اللجنة المالية في مجلس النواب مسعود رستم ان نفقات سيارات اغلب مسؤولي الدولة تفوق رواتبهم، وان بعض المديرين العامين لديه سبع سيارات وآخرين تصل سياراتهم الى عدد كبير ومجموع هذه السيارات ربما يصل الى حوالي (600) الى (1000) سيارة، تكلف الدولة من الموازنة العامة حوالي 100 -150 مليار دينار، بينما دعت عضوة اللجنة المالية النيابية ماجدة التميمي، رئيس الوزراء الى (اســتكمال قـــرار تخفيــــض رواتـــب المســؤولين بسحب الاراضي الموزعة عليهم سابقا على ضفاف نهر دجلة) مضيفـــة (اذا أردتـــم ايـــرادات ماليـــة اعرضــوا هـــذه الاراضـــي فـــي المــــزاد العلنــي فلمــاذا هـــي مقتصـــرة علـــى اشــخاص ولمــاذا يحصــــل ذلك بالخفـــاء)؟ وفي ميدان الفساد ايضا تم الكشف عن (250000) فضائي عسكري كانوا يتقاضون رواتبا ولا يعملون في المؤسسة العسكرية، واعلان هيئة النزاهة عن احالتها (1600) متهما بقضايا فساد الى القضاء من بينهم (15) وزيرا، و(122) من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن هم بدرجتهم، تزامن ذلك مع اعلان السلطة القضائية الاتحادية عن إدانة 29 مسؤولاً رفيعاً بتهم مختلفة، من بينهم (5) وزراء سابقين، كما سبق لمحافظ بغداد علي التميمي ان اعلن عن رفعه (200) ملف فساد الى هيئة النزاهة اغلبها عن سرقات بمليارات كبيرة ومعتبرا ان الفساد محمي من كبار الساسة، الى جانب الكشف عن ملفات فساد في وزارة العدل وحدها تتعلق باكثر من (340) امر معظمها تتعلق بدوائر التسجيل العقاري وتزوير ملكية العقارات.
وفي الوقوف في محطة حيوية من محطات الخدمات الاساسية ممثلة بالواقع الصحي حيث اعتاد معظم المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين، ما ان يشعر احدهم بوعكة صحية حتى يسارع بشد الرحال الى الدول الاجنبية للعلاج على نفقة الدولة بالطبع بعد ان فشلوا ببناء مستشفيات ومؤسسات صحية نموذجية، برغم الميزانيات المليارية، قادرة على توفير العلاج للمواطنين، فقد كشفت عضو لجنة الصحة النيابية غادة الشمري، عن رداءة وتدني واقعنا الصحي مؤكدة (اننــي قمــت بزيـــارات عـــدة الـــى مســتشفيات ولاحظـــت مســتوى الخدمــات الـــرديء جـــدا مـــن علاجـــات وادويــــة و نظافـــة)، وان (هنـــاك مســتشفيات تراكمــت فيهــا النفايـــات والمطامــر غيـــر الصحيــة التـــي تؤثـــر علـــى حيـــاة المواطــــــن).
من ناحية اخرى، تجاوزت نسبة البطالة (25%) وارتفعت نسبة الفقر الى (30%) ورزح ستة ملايين عراقي تحت مستوى خط الفقر،كما نجح بعض مسؤولينا الاشاوس باعادة الامية لتصل نسبتها الى (21،8%) بعد ان كانت اليونسكو خلال هيمنة النظام الدكتاتوري قد اعلنت نظافة العراق منها، في حين تجاوز عدد النازحين والمهجرين قسرا الثلاثة ملايين ونصف المليون انسان، حيث وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس معاناتهم بأنها (أســـوأ أزمـــة إنســـانية منـــذ الحـــرب العالميــــة الثانيــــة).
 يأتي ذلك في وقت كشف فيه رئيس الحكومة السيد العبادي عن انخفاض واردات البلاد بنسبة 60 %، مؤكدا إن (البـــلاد تمـــر بظــــرف مالـــي صعـــب بســـبب تدنــي أســـعار النفــــط)، مما ادى الى اللجوء لخطة تقشف اطاحت ولاول مرة في تاريخ البلاد بنسبة (3%) من رواتب الموظفين واالمتقاعدين في ظل غياب قانون ملزم يقتفي اثار الثراء غير المشروع ويحاسب حيتانه الكبيرة تحت طائلة (مــن ايـــن لك هـــــذا)، فقد اكدت تقارير دولية ان (14) مسؤولا من ارفع المسؤولين، ربما كان بعضهم في السابق لايملك ثمن وجبة (حمـــص بطحينــــة) او (لفــــة فلافـــــل)، امسوا يمتلكون ما مجموعه (258) مليار دولار (فقــــط)، في وقت باتت فيه الازمة المالية تدفع بالبلاد الى هاوية الافلاس.
اخيرا، هل ستفلح الارادة الوطنية النزيهة في تفعيل الاصلاحات الحيوية وفرض حضورها واقتلاع جذورالفاسدين اللئام لنستعيد ثرواتنا المنهوبة وحقوقنا المسلوبة هذا العام ولننعم بالرفاهية والسلام بعيدا عن سماسرة السياسة والسحت الحرام؟
 

123
مشاكســــة
..............

دعـــــوة لصلـــــب الضميــــــــر
......................................
  مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.....................................
في زمن الوعود الخيالية والعهود السرابية، لعل ابرز ما ميز ويميز تجربتنا (الثوريــــــة) وخصوصيتنا الوطنية عن العالم كله، بشرقه وغربه، بشماله وجنوبه، وبدوله النامية والنائمة والمتفائلة والمتشائمة، مصداقيتنا المفرطة جميعا في السراء والضراء وبلا تمييز او استثناء، فالجميع صادقون في اهدافهم وفي توجهاتهم وفي وعودهم وعهودهم وتصريحاتهم وتعاملاتهم وفي خطاباتهم السياسية، التي لو تحقق عشرها لجعلنا وزراء خارجية معظم الدول الشرقية والغربية يقفون في طوابير عند منافذنا الحدودية وخصوصا منفذ (زرباطيــــــة) الحصين، للحصول على نسخ من تجاربنا الثورية التي استطاعت ان تحقق العجائب والغرائب وان تدهش المتفائلين والمتشائمين والمسرعين والمترددين وخصوصا بعد ان حققنا وربما لاول مرة في التاريخ معادلة (اغنـــى الــــدول وافقــــر الشـــعوب)، وصبرا ثم صبرا يا ايوب، وذلك على الرغم من المؤامرة الامبريالية الدنيئة لمنظمة الشفافية الدولية التي سبق ان وضعتنا بالمرتبة الثانية على لائحة الدول الاكثر فساداً في العالم لأن هذه المنظمة (الحاقــــدة) لاتفهم اصلا قيمنا ولا مبادئنا ولا خصوصية تجربتنا التي امست في معظم اركانها واسسها تجسيدا عمليا للمدينة الفاضلة التي حلم بها وعجز عن تحقيقها اليونانيون وحققها لدينا بعض فرسان الفساد (الثوريــــــون) وفي مقدمتها سرقة رغيف خبز الفقراء والمعدمين حيث لم يعد لدينا من الفقراء الا مانسبته 30% فقط، والاستحواذ على تخصيصات المهجرين والنازحين حيث لم يعد لدينا منهم الا ثلاثة ملايين ونصف المليون يعيشون في كرفانات محترمة وخيام محترمة ربما لا يفتقر بعضها الا الى دورات المياه والتدفئة والمياه الصالحة للشرب وبذلك امست برفاهيتها اشبه بالجنائن المعلقة التي سبق ان شيدها نبوخذ نصر رحمه الله الى جانب تطبيق تجربتنا الاقتصادية الفريدة على بعض الوزارات والمؤسسات والدوائر تلك هي تجربة (قطـــاع خـــاص بإطـــار حكومـــي) لخدمة الشعب لأنها ملك (الشــــعب) اما مواردها وموازناتها فلا حاجة للشعب ان يعرف مبالغها ومصائرها... ورواتب وحصص ومخصصات وامتيازات مسؤوليها لان الاهم ان هذه الوزارات والمؤسسات والدوائر وفرت للشعب ارقى انواع الحياة الحرة الكريمة التي لن تصل الى مستواها دول وشعوب الاتحاد الاوربي بعد الف عام الا في الاحلام.
 بيد ان المشكلة الحقيقية في هذه (المصداقيـــة) المفرطة تكمن في تحول حوارنا الوطني الحضاري وخصوصا ما يتعلق منه بمعضلة (المصالحـــة الوطنيــــة) مثلا ،الى اشبه بحوار اربعة اشخاص احدهم اطرش، والثاني اخرس، والثالث ضرير، والرابع اخرس واطرش وضرير، ولأن لغة التفاهم بين مثل هذه النماذج شبه مستحيلة، فإن الجميع موافقون على طروحات بعضهم البعض على الرغم من ان لا احد منهم يدرك غالباً اهداف خطط الاخرين واتجاهاتها لأن الاهم حضور (الضميــــر) .
 فعندما يحضر الضمير فإن جميع القضايا المصيرية تسير في الاتجاه الصحيح فيشبع الفقراء... وينصف المظلومون ويتم وضع الفاسدين في دائرة الادانة، اما اذا غاب هذا الضمير سواء بسبب انشغاله بزيارة احدى دول الجوار لتلقي تعليمات محددة (لاتتناقـــض مـــع المصالــــح الوطنيـــة العليــــا بالطبــــع) ام بسبب انشغاله بالصفقات السياسية (النزيهــــة) ام بسبب ايفاداته المتواصلة لتأمين غذاء الشعب من ارقى المناشئ العالمية ومع ذلك فإن بعضها لايصلح للاستهلاك البشري فسوف تتمزق الاقنعة وتفوح الروائح (العطـــرة) للصفقات (النزيهــــــة) .
 وللأسف الشديد فإن هذا (الضميــــر) كثيراً مايصاب بالجلطة الدماغيه وبالسكتة القلبية، او بارتفاع الضغط والسكر وانفلونزا الطيور وغالباً (بســــرطان البروســــتات) بسبب نشاطاته الوطنية الحميمة المتواصلة، عندها يختلط الحابل بالنابل، وترتفع درجات الفساد الى مستويات مخيفة وتتوارى النزاهة ولجانها خجلاً، ويصبح القتلة المعروفون (مجهولــــي الهويــــة) ويتمتع القانون باجازة مفتوحة وتتحول اجساد بعض السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين الى اصابع طويلة تسابق الاخرين للاستحواذ على مايمكن استحواذه من (الكعكــــة الوطنيــــة) تحت لافتات المصلحة العامة.
لقد ادت التعقيدات الامنية ومسيرة (المصارعــــة الوطنيــــة) وضمانات تواصل (العــــراك السياســـي) الى مضاعفة حالات تغييب الضمير فمرة تتطلب (المصلحـــة العامــــة) اختطاف الضمير ليتسنى اصدار العفو عن المسؤولين الفاسدين.. ومرة يتطلب احتجازه لامرار صفقات معينة، وفي مكان آخر يرغم على تناول المهدئات التي تلقي به في غياهب النوم العميق ليتسنى تهميش المكونات الاساسية في الطيف الوطني وفي اخرى يرغم على الاقامة الجبرية... لحين امرار (الصفقــــات الوطنيــــة النزيهــــة) التي تكفل مصالح وحقوق (الجميــــع) باستثناء الفقراء الامبرياليين المتآمرين الذين تحالفوا مع الطرف الخاسر في معظم المعادلات السياسية، ذلك هو (الضميـــــر) .
لذلك وفي الوقت الذي راحت فيه ثروات واموال وممتلكات وقصور واساطيل سيارات وارصدة بعض المسؤولين تتناسل بسرعة وتنجب ابناء واحفاداً جدداً في البنوك الاجنبية، فإن الفقراء مازالوا فقراء، والمتسولين مازالوا يتسولون، والجائعين في واحدة من اغنى البلاد النفطية مازالوا يبحثون عن بقايا طعام في سلال القمامة والعاطلين مازالوا يطرقون آلاف الابواب بحثاً عن فرصة عمل متواضعة حتى لو كانت في المريخ او في الربع الخالي او في القطب المنجمد الشمالي دون ان يجدوها، ولم يؤثر على اوضاع الفقراء والجياع والمعدمين والعاطلين لا صعود الدولار ولا ارتفاعه، ولا اشتعال اسعار النفط ولا انكفاؤها ومع ذلك فإنهم وبقية المسؤولين النزيهين مازالوا متمسكين بهذا الحاضر الغائب الذي يسمونه (الضميــــر) والذي بات يرقد في صالة العناية المركزة يوشك ان يلفظ انفاسه الاخيرة.
 الغريب والعجيب والمثير للدهشة والتساؤل والاستفزاز احياناً هو ان معظم المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء ورؤساء العشائر والافخاذ.. والاحزاب والتحالفات والكيانات ومنظمات المجتمع المدني وباعة الغاز والفلافل والعمبة والملابس المستعملة والجزارون يتحدثون بلغة واحدة حول النزاهة والضمير والمصلحة العامة وحقوق الانسان واحترام الدستور، اذاً من المسؤول عن مآسي الوطن ونكباته ومعاناته.. ومأسيه وسرقة امواله ورغيف الخبز من افواه فقرائه !! والاهم ، من يقبض من الخارج ليشعل الحرائق في الداخل!؟
 يقينا ان المسؤول عن كل كوارثنا ونكباتنا وعن الفساد المالي والسياسي وعن كل ازماتنا هو هذا العدو الامبريالي الحاقد اللئيم الذي يدعى (الضميــــر) ومثلما اعدمه بعض المسؤولين (النزيهيــــن) الاف المرات هيا لنصلبه من جديد وننقذ الوطن من شروره لان هذا اللعين يمتلك كل الحقائق ولابد من اسكاته حتى لاتفوح الروائح النتنة. من ملفاته العفنة.
 
 
 
 

124
 
مشــــــاكسة
...............

التـــوزيع العـــــادل للاشـــــــعاعات
........................................
  مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
......................
بعد ان فشلت الحكومات المتعاقبة في تنفيذ شعارها العتيد المجيد في التوزيع العادل للثروات، بل وحتى للمآسي والفواجع والنكبات، حيث اخذت الثروات الوطنية والمكاسب والاموال العامة والامتيازات والمخصصات  والحصص والعمولات والنسب المئوية من العقود والصفقات طريقها الى جيوب وخزانات وبنوك وحسابات مختلف الفاسدين من السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين وتركت الفقراء والمسحوقين والنازحين والمهجرين يرزحون بثقل معاناتهم تحت خط الفقر اللعين، فقد اصبح من حق هؤلاء المعدمين ان يطالبوا حكومتهم الرشيدة التي خيبت آمالهم في التوزيع العادل للثروات بالتوزيع العادل  للنكبات والاشعاعات.
فبعيدا عن الازمات السياسية والخلافات البرلمانية ومحاولة  بعض المسؤولين إلقاء اخطائهم وفشلهم ونهبهم للمال العام ودفعهم للبلاد الى الافلاس على عاتق المعدمين من خلال استقطاعاتهم لنسب من رواتب المتقاعدين المساكين وسلبهم عبر ذلك للقمة عيش القطاعات الفقيرة بدل محاسبة حيتان الفساد الكبيرة، قرعت بشدة جرس الانذار صورة كتاب (ســــري)، لكنه لم يعد سريا بعد ان امسى تداوله علنيا، اسوة بكل القضايا المصيرية في معظم البلدان النائمة والساهمة، التي غالبا ما تكون بمنتهى السرية، بل ربما حتى ما يتعلق منها بالامن الوطني واذا بها سريتها كالصقيع الذي ما يلبث ان يذوب لتصبح علنية التداول بين ايدي الجميع،  باستثناء ثروات بعض المسؤولين وامتيازاتهم واتفاقاتهم وسفراتهم وتكاليف عمليات التجميل والشد والنفخ والتبييض والتكبير والتصغير لهم ولزوجاتهم التي غالبا ما تتحملها الحكومات الرشيدة بموافقتها السديدة، وتعاقداتهم الشخصية التي كثيرا ما تستهدف ثروات الشعوب ومصالح البلاد بل وربما المصير الوطني بشكل او بآخر فانها وحدها تبقى بمنتهى السرية ووفقا لتعبير بعضهم (تـــوب ســـكرت).
اما صورة الكتاب المعني (الســـري) والذي اصبح لا سريا، بل ومتاحا للجميع بعد ان تناقلت صورته اجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ليتحول وفقا لتوصيفات اخواننا المصريين الى (فضيحــــة بجلاجــــل) فهو صادر عن (الهيئـــة العراقيــــة للســـيطرة علـــى المصـــادر المشـــعة) وموجه الى مكتب وزير الصحة، كاشفا عن عدم التزام مستودع احدى الشركات التي تقوم باستيراد شحنات (اليـــــود المشـــع والتكنيثيـــوم) بالمتطلبات الرقابية للهيئة بشأن تعزيز اجراءات السلامة الاشعاعية اثناء النقل وعدم حمل المكلفين بالنقل لاجهزة قياس الاشعاع وافلام التعرض الشخصي وذلك خلافا لخطة النقل المقدمة من قبل الشركة.
بيد ان الادهى والامر والاخطر الفقرة الثالثة والاخيرة من كتاب الهيئة (الســــري) والذي لم يعد سريا التي جسدت موقفا عبقريا مفرط الذكاء في التعامل مع معضلة التسرب الاشعاعي العالي، مؤكدة بالنص (وجــــود تســـرب اشـــعاعي عــــالٍ مــــن ســــيارة نقــــل المـــواد المشـــعة وعــدم وجـــود علامــــات تحذيـــر مــــن الاشــــعاع).
 فالاعتراض (العبقــــري) هنا اذا هو على عدم وجود علامات تحذيرية وليس على التسرب الاشعاعي نفسه وعدم وجود ضمانات وتحوطات تحول دون تسربه.
 كما ان التساؤل المشروع والملح والمنطقي الذي يفرض نفسه بقوة وفقا لافتراضات ان هذا (التســـرب الاشـــــعاعي) ولكونه (عاليــــا) وفق تأكيدات الهيئة وتحذيراتها ، فهو اذا (خطيـــر)، وربما يؤدي الى الاصابة بسرطانات مختلفة لمن يتعرض له ، او باضرار جسدية اخرى، لاسيما وهو يتجول بمنتهى الحرية بالسيارات الناقلة في شوارع العاصمة ويخترق اجساد العشرات وربما مئات الآلاف من المواطنين الغافلين عن هذا (الوبــــــاء) الصامت الذي يقطع الشوارع موزعا الاشعاعات في كل الاتجاهات، فهل كانت ستوقفه عند حده (علامــــات التحذيــــر) إن تم وضعها على السيارات الناقلة له وتحصن المواطنين ضد اضراره واصاباته؟ وهل هنالك تعليمات محددة في اي دولة في العالم تلزم مواطنيها بقراءة التحذيرات المكتوبة على حافلات نقل المواد المشعة قبل اقترابهم منها وتحذرهم من استخدام الشوارع التي تمر فيها مثل هذه الحافلات؟ ام ان الاجراء الموضوعي والاصولي والعملي  والحيوي والفعال يكمن في ارغام الشركات المعنية بعملية تسويق المواد المشعة على توفير الضمانات والمستلزمات والاجهزة ومضادات التسرب الاشعاعي التي تمنع اية نسبة او اي حزمة اشعاعية من التسرب وفقا لارفع المعايير الدولية وتحصين حافلاتها بها قبل السماح لها بالتجول بحرية في الشوارع والاحياء السكنية في طريقها الى مستودعات الخزن وتوزيع تسريباتها الاشعاعية على خلق الله المساكين الغافلين عن مثل هذه الاخطار وبما يحول بينها وبين توزيع اشعاعاتها ذات اليمين وذات الشمال.
ترى من سمح لمثل هذه الشركات او الجهات المعنية بنقل موادها المشعة بمثل هذا الاستهتار بارواح المواطنين وهل هنالك من تعاقد ومن دفع ومن قبض للسكوت على هذه المخالفات؟ وكم من المواطنين اصيبوا بهذه الاشعاعات الصامتة المتجولة دون علمهم؟ ومن الذي سيعوضهم ان ظهرت عليهم مستقبلا تأثيرات هذا التعرض الاشعاعي باعراض مرضية سواء كانت خطيرة ومستعصية او يمكن علاجها؟؟؟
بيد ان التساؤل الاهم، ان افترضنا ان هذه الاشعاعات العالية المتسربة من حافلات النقل التي تجوب شوارع العاصمة من المطار الى مخازن الشركة المعنية ربما تحدث اصابات سرطانية خطيرة، فهل سيبادر بعض السياسيين او المسؤولين الفاسدين الذين تطالب الاعتصامات والتظاهرات الجماهيرية باقالتهم واحالتهم الى القضاء الى محاولة استغلال سيارات الاشعاعات هذه والتعاقد سريا مع الشركات المعنية من اصحاب ومستوردي هذه المواد المشعة بتسيير سياراتهم الناقلة ذات التسرب الاشعاعي العالي بين المتظاهرين وقرب تجمعاتهم لمعاقبتهم والنيل منهم جراء مواقفهم الوطنية الشريفة في التصدي للفساد والمفسدين والفاسدين؟
اخيرا، اذ فشلت الحكومة في تنفيذ شعارها المجيد العتيد (التوزيع العادل للثروات)، فهل سيعمد البعض، احتكاما للعدالة والمساواة، الى المطالبة بتسيير هذه الحافلات في شوارع بقية المحافظات والمنطقة الخضراء اسوة ببقية الشوارع التي تمر بها هذه الحافلات من اجل التوزيع العادل للاشعاعات؟         
 
 
 
 

125


لحظــــة احتـــراق


مال اللـــه فـــرج



اشـــــــتاق ....
وســـــط ثلــــــوج
وزمهريـــــر ...
هــــــذا الشـــــتاء
للحظــــة لقــــــاء
للحظــــة عنــــاق
للحظــة احتـــراق
تحـــت الثلــــــوج
أو المطـــــــر...
بغــــزارة .....
علينــــا تنهمـــــــر
اشـــــتاق.... ......
لـــــذات مســاء
تتشـــــابك فيــه
اصابعنــــا ......
برغبة واشـتهاء
تتعانـــق فيـــــه
اكفنـــــا ........
بلهفــة وانتشـاء
نســــير فيـــــــه
ســـــوية .......
فـــي طريــــــق
طويــل طويــــل
بيــــــن الارض
والفضـــاء .....
ليــــــــس لــــه
انتهـــــــــاء ...

126
مشاكســة
 
رعــــب يجتــــاح العالـــــــم
................................
 
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.............................................
فجر تصريح خطير لمسؤول كبير الخوف والذعر والقلق، جاعلا العالم في بحار الحيرة والهلع يكاد يغرق، فعادت الحرارة من جديد الى الخط الساخن العتيد بين الكرملين والبيت الابيض، ووضعت سيئول وبيونك يانك قواتهما في اقصى درجات الاستعداد، وتأهبت طوكيو معلنة حالة الاستنفار في مراقبة تحركات بكين العسكرية عبر اقمارها الصناعية الذكية منها والغبية، وراحت أنقرة تراجع تفاصيل أزمتها الاخيرة مع موسكو وتعيد الحسابات والتوقعات ازاء افرازات تلك التوترات، بينما هرول السيد بان كي مون، حال سماعه الخبر الشؤم، في منتصف الليل سريعا بملابس النوم الى مجلس الامن لتدارك الخطر قبل وقوعه، لاسيما وان (تصريح) ذلك المسؤول الرفيع لو تجسد على ارض الواقع عملا ووقائع، لأحدث تغييرات جذرية في البنية الدولية ولجعل العالم يقف وجها لوجه ازاء تحول ربما يكون دراماتيكيا من جهة، وايجابيا من جهة اخرى، ذلك لان ذلك (التصريح) المعني استطاع (بعبقرية متفردة)، اذهلت المجتمع الدولي باعجازها، الامساك بالضدين معا، فهو، لو اقتنعت الامم المتحدة بدعمه وتبنيه والعمل به، سيوفر للدول المعنية، ربما، آلاف المليارات من الدولارات، لكنه في الوقت نفسه سيضيف الى معدلات البطالة عشرات الملايين من العاطلات والعاطلين.
فقد اكد ذلك المسؤول الرفيع، الذي احترم تصريحاته وأؤمن بمصداقيتها مهما كانت عجيبة او غريبة او حتى مستحيلة لكونه يتحدث من موقع (مسؤول) وقريبا، ان لم اقل (لصيقا) بمركز صنع القرارات الستراتيجية والمصيرية، اكد بان (العراق لا يحتاج الى مقاتلين)، وهذا شيء حسن، بل رائع اكدته على الارض كل المعطيات والوقائع وفي مقدمتها الآلاف من المآسي والكوارث والفواجع بسبب جرائم داعش التي ما تزال تقض المضاجع وتنكأ جراحات ملايين المهجرين وتؤجج المواجع.
بيد ان الاخطر والاهم كان استدراكه واضافته التاريخية بأن (العراق هو الذي يصدر المقاتلين)، ويبدو ان العراق قد اتخذ هذا القرار (التاريخي) بعد نجاحه المؤزر في تحرير الموصل والرمادي وتكريت وجميع الاراضي التي يدنسها تنظيم داعش من شرور واحتلال وموبقات وجرائم ودماء ومآسي هؤلاء القتلة، فقرر تصدير هذه (المنتجات القتالية الوطنية) الى الخارج لدعم اقتصادنا المهترئ وخزانتنا الخاوية التي القت بعبئها اولا وقبل كل الحيتان الكبيرة على شريحة المتقاعدين المساكين، فاقتطعت من رواتبهم بدل ان ترفع من مستحقاتهم.
 اما اين؟ ووفق اي مواصفات شرقية أم غربية ستقوم الجهات المعنية (بتصنيع المقاتلين)؟ والى أي جهة ستصدرهم؟ وكم تبلغ كلفة (تصنيع) فصيل من المشاة على سبيل المثال او فوجا من الدروع، او فرقة من الرصد والمخابرة او تشكيلا من المدفعية او الطيارين او من الدفاع الجوي؟ فهذا مالم تعلن عنه لحد الآن وربما ستعمد الجهات المعنية بعد حصولها على شهادة الجودة النوعية العالمية وبراءة الاختراع وموافقة المنظمة الدولية على البدء بالانتاج بتحديد شروط واسعار كل نوع من هذه (المنتجات القتالية البشرية) التي نأمل ان نتفاخر بنوعية ادائها القتالي امام العالم اجمع، وان لا تخذلنا كما سبق ان خذلتنا الكثير من المنتجات المماثلة سواء المنتجة محليا أم المستوردة، بدءا من صفقة الدروع الفاسدة التي كشف عنها وزير الداخلية محمد سالم الغبان، مرورا بصفقة الطائرات المستعملة والمدرعات الاوكرانية وانتهاء بأجهزة السونار سيئة الصيت التي نجحت في سرقة ثروتنا لكنها فشلت في اكتشاف المفخخات والعبوات اللاصقة وهي على بعد سنتيمترات منها في حين تنجح المجسات والرادارات واجهزة المراقبة والتجسس الدولية عبر الاقمار الصناعية في التعرف على اصواتنا والوان عيوننا وانواع والوان ملابسنا الداخلية وهي على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات عنا.
حالة (الرعب) العالمية التي اثارها هذا (التصريح) المثير الخطير في المجتمع الدولي تعود لامكانية احلال (صناعتنا القتالية) هذه محل الجيوش والقوات المسلحة في معظم الدول تحت مبرر (ما ذريعة جعل افراد تلك الجيوش والقوات العسكرية مشاريع واهدافا للقتل خلال الحروب والمنازعات الدولية ان كانت هنالك قوات قتالية اخرى مصنعة وفقا للمواصفات الدولية يمكن شراؤها للقتال وللقيام بهذه المهام؟).
بيد ان المثير للجدل ان مثل هذا التوجه، ان تم تطبيقه، سيؤدي الى فقدان حوالي عشرين مليون مقاتل من مختلف الدول لوظائفهم ودفعهم للانخراط في سوق البطالة مما سيؤدي الى أزمات مختلفة وفي مقدمتها ازدهار تجارة بيع الاعضاء البشرية والعنف والسرقة والجريمة المنظمة، ففي الولايات المتحدة وحدها كمثال هنالك بحدود مليون ونصف المليون مقاتل عدا حرس السواحل، وفي روسيا هنالك اكثر من مليون مقاتل، اما في الصين التي تحتل المرتبة الاولى فهنالك بحدود مليونين وربع المليون مقاتل، وفي كوريا الشمالية هنالك مليون ومائة الف مقاتل، اما الجيش الهندي الذي يحتل المرتبة الثالثة على قائمة اكبر الجيوش العالمية فقوامه (1.325.000) مقاتل.
بيد ان دخولنا الى هذا الميدان التصنيعي الستراتيجي الحيوي الذي يمثل قفزة جينية وطفرة تاريخية في نمط التفكير الانساني واحتكارنا لهذه الصناعة (الانسانية) النادرة سيجعلنا بحاجة الى وسائل انتاجية متعددة وباعداد هائلة وبامكاننا بهذا الميدان الاتفاق مع شركات صينية كما يفعل معظم تجارنا (النزهاء) لتصنيع ما نحتاجه وبدل ان يثبت عليه (صنع في الصين) يثبت عليه(صنع في العراق) وهكذا تطبق شهرتننا الافاق رغم العدى وشذاذ الافاق.
اخيرا، ان كنا نمتلك نمطا من المسؤولين بمثل هذا الوعي والذكاء والمستوى السياسي والثقافي والقيادي الرائع، أليس من الغباء ان يتساءل بعضنا عن اسباب كل هذه النكبات والمآسي والفواجع؟
 
 
 
 
 

127
مشاكســـة
.............

ملائكــــــة... وشــــــياطين
..............................
  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .............................
تذهلني وتدهشني وتثير عجبي واستغرابي هذه الجماهير الشعبية الحاشدة المتمردة المتشددة، الغاضبة العاتبة، التي ما انفكت منذ اشهر تملأ الشوارع والساحات والارصفة والطرقات، مطالبة بهدير تحشداتها وباعصار هتافاتها حكومتنا الثورية (المثاليــــة)، التي كان لها شرف ان تكون وفقا لتصريحات مسؤول رفيع وتأكيداته، ربما، اول (حكومـــــة ملائكيــــــة) عبر التاريخ،  بالكثير من القضايا (التعجيزيــــة) و(غيــــر المشــــروعة) التي ربما تعجز كل الحكومات (الملائكية منها والشيطانية) لو اجتمعت عن تحقيقها، وفي مقدمتها الاصلاحات الحقيقية ومكافحة الفساد وغسيل الاموال وتوفير الماء والكهرباء وخدمات المجاري والحد من البطالة وحل معاناة النازحين والمهجرين وصرف الرواتب واقالة الفاسدين والمسؤولين المختلسين وتقديم لصوص المال العام الى القضاء، ناسين، أو متناسين، هذا الكم الكبير والمثير من الانجازات والمكاسب والخدمات التي حققتها خلال ما مضى من السنوات، حتى نجحت وبامتياز ان تكون في مقدمة كل الدول الشرقية والغربية، المانحة والمتسولة، الفقيرة والغنية، الملائكية منها والشيطانية على الساحة الدولية.
واذا كان من الصعوبة بمكان ان نقف في جميع مرافئ انجازات حكومتنا (الملائكيـــــة)، فلا بأس من محاولة تلمس بعضها، وربما أهمها، وفي مقدمتها تحولنا الدراماتيكي التاريخي من دولة مانحة تقدم المساعدات لدول شقيقة وصديقة كونها كانت وما تزال واحدة من اغنى البلاد المنتجة والمصدرة للنفط، الى دولة (متســـولة) تستجدي القروض والمساعدات سواء من الدول الشقيقة والصديقة ام من البنك الدولي، ولعل من اروع الانجازات التي حققتها حكومتنا (الملائكيـــــة) في ستراتيجيتها (التســــولية) هذه، ما جاء على لسان وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا مؤخرا من أن بلاده (تـــــدرس)، اجل والله (تــــدرس)، (اقـــراض) حكومتنا (الملائكيــــة) مبلغ (200) مليون دولار، في وقت (تبخـــــر) فيه مبلغ (الف مليار دولار) من ميزانياتنا خلال السنوات الماضية دون ان تستطيع جميع حكوماتنا(الملائكيــــة) التي تعاقبت على الامساك بزمام المسؤولية، توظيفه لبناء دولة حديثة بفعل (شــــياطين الفســــاد) الذين ربما كان معظمهم متحالفا مع بعض (ملائكــــة) الحكومة ويحظون بمظلات حمايتهم (الملائكيــــة)، حيث بلغ مجموع ثروات عشرة فقط من مسؤولينا وسياسيينا وبرلمانيينا (الملائكــــة) وفقا لتقارير اجنبية (مغرضـــــة) (240) مليار دولار، ولو تبرع كل من هؤلاء (الملائكــــة) بنسبة (1%) فقط من ثروته (الملائكيـــــة) التي جناها من ثمرة (نضالــــه الملائكـــي) من اجل الوطن لاستطعنا دعم (ميزانيتنــــا الملائكيــــة الخاويـــــة) بمبلغ (2،4) مليار دولار ولما احتجنا (لمذلــــة) التسول من أي جهة.
وقد تزامنت هذه الانجازات (التاريخيــــة الملائكيـــة) مع تجاوز صادراتنا النفطية حاجز الثلاثة ملايين برميل يوميا، وفي وقت تواصل فيه حكومتنا (الملائكيــــة) ووفق ستراتيجيتها الاقتصادية (المتفــــردة) التـــي اذهلت  القاصي والداني ،غض الطرف عن (ثـــروة الغــــاز الطبيعــــي) الذي يهدر من حقولنا النفطية احتراقا في الوقت الذي نضطر فيه لاستيراد احتياجاتنا اليومية منه من الدول الاخرى.
ووفقا لتأكيدات سابقة لنائب شركة (شـــــل) النفطية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا فان بلادنا تخسر (80) دولارا في الثانية الواحدة (أؤكـــد فـــي الثانيـــة الواحـــدة) اي بحدود سبعة ملايين دولار يوميا جراء احتراق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط الخام في الجو بدلاً من استغلاله وتصنيعه والاستفادة منه، أي اننا نخسر سنويا بفضل (عبقريـــــة) مسؤولي الطاقة لدينا بحدود (ملياريـــن ونصـــف المليـــار دولار) كانت ستغنينا عن (مهانــــة) مد ايدي مسؤولينا (الملائكــــة) لتسول مثل هذه المبالغ التافهة سواء من اليابان أم سواها، حيث ان ما يقارب (700,000) سبعمائة الف مقمق (وحدة قياس الغاز وتعني مليون قدم مكعب قياسي) من ثروتنا الغازية ما تزال تحرق يوميا في الجو امام انظار حكومتنا (الملائكيـــة) التي ربما لا يعنيها هذا الامر (الشيطانـــي) لا من بعيد ولا من قريب.
الى ذلك ومن بين انجازاتنا (الملائكيـــة)، الصمت (الملائكــــي) حكوميا وبرلمانيا وسياسيا وقضائيا عن مصير نتائج التقرير البرلماني الخاص بالتحقيق في اسباب سقوط الموصل بايدي عصابات داعش الارهابية ومساءلة (الفرســـان المياميــــن) المسؤولين عن تلك (الملحمــة البطوليــــة) التي اسالت انهار الدماء ومهدت لامتدادات ارهابية خطيرة ما تزال تداعياتها تتواصل، وتخطي عدد النازحين والمهجرين قسرا والذين امسوا غرباء داخل وطنهم وهم يعانون افظع الماسي والكوارث التي دفعت بالعشرات منهم الى الانتحار، الثلاثة ملايين نازح، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، في حين سبق لمسؤول رفيع في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان اكد، وضمن الانجازات الميدانية في ظل حكومتنا الملائكية، تجاوز نسبة البطالة الــ( 25%)، كما سبق لمسؤول في وزارة التخطيط ان اكد (انجـــازا ملحميــــا آخـــر) ممثلا بارتفاع نسبة الفقر الى (30%) خلال العام الماضي بفضل جهود حكومتنا (الملائكيــة) وخططها الستراتيجية التي (نجحـــت) بشكل منقطع النظير في رفعها الى هذا المستوى (المشـــرف) بعد ان كانت النسبة (19%) فقط، في حيث سبق لبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامـــي)، أن اعلنت من جانبها ان ستة ملايين عراقي مازالوا يعيشون تحت خط الفقر بفضل السياسة الاقتصادية والتنموية والمالية (الحكيمـــــة) لحكومتنا الملائكية التي اصرت وتصر وسوف تبقى تصر على مواصلة نهجها (الملائكــــي) وعدم الاذعان (لشياطيـــــن) التظاهرات الشعبية الذين تنكروا ويتنكرون لانجازاتها (الملائكيــــة) وهم يطالبون بالاصلاحات الاساسية التي لاتمثل، ربما، الا (10%) من حقوقهم الوطنية المشروعة.
وهكذا تتواصل في العديد من البلدان في هذا الزمان المواجهات اليومية بين حكومات فاشلة ربما ترى نفسها رغم ذلك (حكومـــات ملائكيــــة) وبين جماهير تطالب بحقوقها، ربما ترى فيها بعض الحكومات (جماهيــــر شيطانيــــة) ناسين، ولربما متناسين لفرط ذكائهم حقيقة (اذا الشــعب يومــــــا ............).   
 
 
   

128
مشاكســــة
................

عبوســـــي هــــــذا الزمـــــــــــان
....................................
مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
....................................
 
لست أدري، وأنا اتابع التداعيات المختلفة في مشهدنا السياسي الهجين، كيف انثالت علي مثل مزنة ربيعية لقطات ومواقف ومشاهد ومقالب ونوادر المسلسل الكوميدي الشهير المثير تحـــت مـــوس الحـــــلاق)،الذي استطاع ان يمسك بقوة بنبض اوسع القطاعات الشعبية مطلع الستينيات ويشدهم الى احداثه التي جسدها عمالقة الفن آنذاك وفي مقدمتهم مؤلف المسلسل وبطله الفنان الكبير سليم البصري والمخرج الفذ الفنان عمانوئيل رسام الذي استطاع ان ينقل بحرفية عالية شريحة حية من تركيبة المجتمع الشعبي البغدادي ويضعها امام المشاهد، وما بينهما محور الاثارة الكوميدية الفنان الرائع حمودي الحارثي الذي اجاد في تجسيد شخصية (عبوسي)، وكأنما (حجي راضي) كان يستقرئ المستقبل قبل اكثر من نصف قرن وهو يرسم بقلمه ملامح وتضاريس شخصية (عبوسي)، وكأن (عبوسي) استطاع ان يمتطي آلة الزمن مختصرا اكثر من خمسين عاما ليحط على اسوار حياتنا المعاصرة وليطل برأسه من بين تداعيات الاحداث ليمسك بتفاعلاتها وليكون البطل الاوحد الذي لا يباريه ولا يدانيه ولا يجاريه اي بطل آخر في تصدر خارطة هذا المشهد الذي يموج بالتحولات والتداعيات والانهيارات والاحداث المختلفة.
فمثلما كان (عبوسي) بطلا مسؤولا عن كل ما كان يحدث في صف محو الامية آنذاك، حتى وان كان غائبا او متأخرا او متخلفا عن الدوام الرسمي، كذلك امسى اليوم (عبوسي آخر)، ربما، مسؤولا عن كل الاخفاقات والاحداث والانهيارات والسرقات والاختلاسات والفساد والمآسي والنكبات التي حدثت والتي ما تزال تحدث، بل وحتى التي سوف تحدث مستقبلا.
وبذلك، فان سقوط الموصل ومجزة سبايكر واحتلال عصابات داعش الارهابية لاكثر من ثلث مساحة العراق وما رافق ويرافق ذلك من القتل والاعدامات والاغتصابات والتهجير وبيع الفتيات والنساء كسبايا في سوق النخاسة، انما سببها (عبوسي)، وكذلك توزيع املاك الدولة من اراض ودور وقصور وفلل رئاسية على المسؤولين والمتنفذين والسياسيين والبرلمانين بحيث يستحوذ مسؤول واحد مثلا هو وافراد عائلته على ستة عقارات بينما الآلاف من النازحين والمهجرين قسرا يبحثون عبثا عن سقوف تأويهم، وابرام عقود لشراء طائرات (مستعملة) بسعر تجاوز الثلاثة عشر مليون دولار للطائرة الواحدة، بينما سعر الطائرة الجديدة ومن المصنع هو تسعة ملايين ونصف المليون دولار فقط سببه (عبوسي)، والتحقيقات بصدد ادعاءات باختفاء عشرة مليارات دولار من البنك المركزي وفقا لصحيفة الصباح الرسمية، وفضائح استيراد حلويات (حامض حلو) بمبلغ (28) مليون دولار وشحنات سكر تكفي لتحويل مياه دجلة والفرات الى انهار من محلول السكر(الشيرا) الذي غالبا ماتستخدمه النساء والفتيات من ذوات الدخل المحدود لازالة الشعر الزائد من الاماكن غير المرغوب فيها، وشحنات أخرى من اجهزة التلفاز لو قسمت على العراقيين لكانت حصة الفرد الواحد (32) جهازا، وفقا لمسؤول في النزاهة البرلمانية، وصرف (87%) من مشروع دار الاوبرا للمقاول المعني بينما نسبة الانجاز وفقا لتأكيدات عضوة برلمانية لم تتجاوز الــ(5%) فقط واختلاسات وسرقة تخصيصات كرفانات النازحين الذين يعيشون اسوأ الظروف الحياتية وهم غرباء في وطنهم سببها (عبوسي ايضا)، والاثراء غير المشروع لاعداد كبيرة من السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين الذين اصبح بعضهم في غمضة عين يمتلك عشرات المليارات والفلل والشركات في الداخل والخارج دون ان يجرؤ القضاء على سؤال احدهم (من اين لك هذا؟)، وضياع (1000) مليار دولار خلال السنوات الماضية هباء منثورا دون ان تستطيع الجهات المعنية استغلال بعضه لتوفير ابسط الخدمات للمواطنين او حتى وضع المرتكزات الاساسية للبنى التحتية، واختفاء ميزانية عام 2014 بعد هربها وربما تهريبها الى جهة مجهولة، وهرب الوزراء والمسؤولين الفاسدين (بغنائمهم) الى الخارج بجوازاتهم الاجنبية للتمتع بالاموال (الحلال) التي جنوها ليس بعرق جباههم، وانما بعرق (فسادهم) وغير ذلك من المآسي والنكبات ومن الدمار والانهيارات ومن اللصوصية والسرقات، فان من يتحمل مسؤوليتها هو (عبوسي) بالذات، ففي كل مكان ربما اصبح هنالك (عبوسي).
ولقد نجحت اخيرا الاجهزة المعنية بكفاءتها المهنية المعهودة في القاء القبض على من يشك بانه (عبوسي هذا الزمان) واحالته الى القضاء لينال جزاءه العادل، جراء ما اقترفت يداه، الآثمتان، ولم يكن هذا (العبوسي) الشرير الخطير الا وزير البيئة الاسبق (سركون لازار صليوا) بتهمة الفساد وتبذير المال العام بتأجيره دارا له بمبلغ (338) مليون دينار، بينما يؤكد القيادي في كتلة الرافدين البرلمانية مقرر مجلس النواب عماد يوخنا، ان دفع مبلغ 338 مليون دينار انما كان لايجار مقر الوزارة البديل، و ان (الدار المشار اليها في قرار المحكمة تم استئجارها اصوليا كمقر بديل للوزارة اسوة ببقية الوزارات ووفق صلاحيات الوزير وبعلم رئاسة الوزراء ومن خلال لجنة بأمر وزاري ضمت ممثلين عن الوزارة ودائرة عقارات الدولة ودائرة التسجيل العقاري وممثل عن مكتب المفتش العام (صاحب الشكوى ضد الوزير)، وان (المحكمة اخذت بتقرير المفتش العام دون استكمال الاجراءات الاصولية)، وكان مجلس القضاء الاعلى قد اعلن ان محكمة جنايات النزاهة في الرصافة اصدرت حكماً وجاهياً بالحبس الشديد لمدة سنتين بحق وزير البيئة الأسبق عن تهم فساد، فيما اشارت الى ان المحكمة الزمت المدان بدفع مبلغ 338 مليون دينار إلى خزينة الدولة.
اما النائبة شروق العبايجي، فقد اكدت في بيان لها، ان (الحكم الذي صدر بحق الوزير (صليوا) اخذ بتقرير المفتش العام دون استكمال الاجراءات الاصولية، واتخذ بحقه بسرعة شديدة دون العشرات من الوزراء الفاسدين).
وبعيدا عن التشكيك بنزاهة القضاء، لابد من التساؤل اذا كانت الاجراءات القانونية تتم بمثل هذا الانضباط والدقة والسرعة والسلاسة بحق (الاسماك الصغيرة)، فلماذا تتلكأ وتتباطأ وربما تتراجع وتنكفئ على نفسها عندما يتعلق الامر بحيتان الفساد الكبيرة؟ بعد ان باتت البلاد تطفو على سطح بحر من الفساد حيث اكد المتحدث الرسمي باسم النزاهة النيابية بان لجنته احالت (16000) ملف شابه الفساد الى هيئة النزاهة، ام ان مثل هذه الملفات بحاجة لوجود عبوسي؟
الى ذلك ابدت النائبة ميسون الدملوجي في حوار تلفازي اعتراضها على اقرار مشروع قانون العفو العام لانه، وفقا لتاكيداتها، يحاسب من قام بغسيل الاموال لغرض الارهاب فقط ويعفو عن الفاسدين وسراق المال العام، لذلك، ربما باتت (حيتان الفساد الكبيرة) والمتعاونون معها ينتظرون بفارغ الصبراصدار هذا القانون الذي سيعفو عن (حجي راضي) وامثاله ويلقي بكل تبعات الفساد كالعادة على (عبوسي)، و(محصــن باللـــه ومحــــروس يا اســـتادي .. بيـــدك حلـــو يلـــوك المـــوس يا اســتادي).

129
 

 مشاكســــــة
.............

زغــاريد ســـنجارية... ودمــوع باريســية
...............................................

  مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
    ...................................
إهتزت الاسرة الدولية بعنف ودهشة وهي تجد نفسها فجأة امام حدثين متضادين امسكا بوجيب القلوب وبارتعاشة المشاعر وهي تتلمس عن قرب تضاريس ابتسامة تنشج، ومعاناة جراح تبتسم، وكأن اللحظة المدهشة لا تتحقق الا بتمازج الاضداد، فلا فرح يكتمل ولا حزن يستمر، وهذا ما حفرته على اديم الذاكرة الانسانية باريس وسنجار معا في يوم غير معلن، أنجبته الصدفة المحض، وكأن القدر اراد بهاتين المدينتين تجسيد فلسفة الحياة التي تؤكد بأن (ما الحيـــاة الا عـــرس اقيـــم علــــى جوانــــــب مأتـــــم).
ففي واحدة من اهم الملاحم المعاصرة التي كانت اشبه بالصفعة العنيفة والمفاجئة على الوجوه الكالحة للارهابيين القتلة اعداء الحياة والمحبة والانسانية والقيم السماوية التي اذهلت المجرمين الاراذل وافقدتهم صوابهم، زف الرئيس مسعود بارزاني الى الرأي العام من ارض المنازلة الملتهبة مباشرة، بشرى تحرير مدينة سنجارعلى ايدي البيشمركه الابطال وبمساندة الجهد الدولي من رجس الذئاب الداعشية المنفلتة التي اقترفت بحقها وبحق اهلها من الايزديين من الجرائم والموبقات ما يندى له جبين الانسانية خجلاً، بدءا من الاعدامات والمقابر الجماعية ضد الرجال والنساء مرورا بالاغتصابات الجماعية للفتيات وانتهاء ببيع النساء كسبايا في اسواق النخاسة خلافا لكل القيم السماوية والاعراف الانسانية والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها بنود واحكام الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
وبحسب وثيقة صادرة عن هذا التنظيم الارهابي السرطاني الخبيث فقد حدد هؤلاء القتلة القادمون من عمق دياجير العهر والفساد والهمجية سعر المرأة السبية التي يتراوح عمرها بين 30-40 سنة، بمبلغ 75 الف دينار، ومن يتراوح عمرها بين 20-30 سنة، بمبلغ 100 الف دينار، ومن يتراوح عمرها بين 10-20 سنة، بمبلغ 150 الف دينار، ومن يتراوح عمرها بين 40-50 سنة، بمبلغ 50 الف دينار، كما حددت وثيقة القتلة اسعار الاطفال الذين قاموا باختطافهم وانتزاعهم من احضان امهاتهم ممن تتراوح اعمارهم بين (سنة واحدة – 9 سنوات) بـ200 الف دينار، فاية دناءة واي انحطاط واي رذائل هذه ان يتم استعباد الانسان الذي خلقه الله حرا، وان يتم اختطاف الفتيات والنساء والاطفال من اسرهم واغتصابهم وبيعهم كأي سلعة في اسواق النخاسة؟
وحيث فرضت (سنجار) اسمها على خارطة الاحداث، فهناك من يربط اسمها وهي التي يعود تاريخها الى الألف الثالث قبل الميلاد بقصة الطوفان حيث أن سفينة سيدنا نوح (حسب ادعائهم) اثناء مرورها بالجبل اصطدمت به فقالوا هذا (ســن جبـــل) جارعلينا فسميت (ســن- جــــار) (ســـنجار)، في حين جاءت أصل التسمية الكوردية لها (شـــنكال) من دمج كلمتين وهما (شـــنك) ويعني الجميل و(آل) وتعني الجهة، أي الجهة الجميلة.
 على الجانب الآخر، وفي الوقت الذي كانت فيه مدينة شنكال المدمرة تتحامل على جراحاتها وهي تنهض من تحت ركام الهدم والتدمير ورائحة الموت العفنة، مطلقة زغاريد النصر ابتهاجا بتحريرها من بين مخالب وانياب الذئاب الارهابية المنفلتة، كانت على البعد، عاصمة الفن والادب والاصالة والثقافة والحضارة والحريات العامة، التي انجبت خيرة الفلاسفة عبر التاريخ وفي مقدمتهم هازاريسن وديكارت وفولتير وروسو وسارتر وفوكو وشتراوس، وخيرة الادباء والمثقفين والمفكرين وفي مقدمتهم هيجو واميل زولا وغوستاف واناتول فرانس، وخلدت ابرز جوانب الحضارة والتاريخ عبر مسيرة الحياة والتطور الانساني من خلال حوالي (150) متحفا، في مقدمتها اللوفر الشهير وقصر طوكيو ومركز بومبيدو والقصر الذهبي ومتحف الانسان، اضافة الى المئات من الفنانين والمسرحيين والرسامين، كانت تتعرض لواحد من ابشع اعاصير الارهاب النتنة الذي استهدف المئات من الابرياء، واذا ببرج ايفل يهتز بقوة حزنا على ارواح الضحايا الابرياء لكنه لم ولن يتهاوى، واذا بقوس النصر يتمايل لكنه لم يسقط واذا بكل كنوز اللوفر الاثرية تصرخ بكل اللغات عبر التاريخ منددة بالارهابيين السفاحين الذين سرعان ما تساقطوا غارقين بعار خزيهم ونتانتهم بعد ان اغتالوا واصابوا بهمجيتهم وساديتهم المئات من الابرياء واذا بباريس عاصمة الضوء والالوان وصخب الحياة ترتدي السواد وتذرف الدمع وتطفئ انوار ومصابيح قوس النصر وبرج ايفل لتغرق في الظلام حزنا وحدادا على ارواح الضحايا وهي تنشج بألم واضعة بنشيجها العالم كله امام مسؤولياته الاخلاقية والانسانية والقانونية في توحيد الجهد الدولي وتصعيده على جميع الجبهات وعبر كل الوسائل والاسلحة المتاحة بفعل سريع حازم حاسم لاجتثاث هذا السرطان الارهابي الخبيث الذي يهدد الانسان والحياة في كل مكان.
لقد سبق للعراق عامة ولاقليم كوردستان على وجه الخصوص ان قرعا جرس الانذار امام الاسرة الدولية مذ ان سقطت الموصل بايدي الارهابيين القتلة محذرين من الاخطار الحقيقية والمباشرة المحدقة بالانسانية في كل مكان بسبب انفلات ذئاب الارهاب المسعورة هذه والتي تمارس احط اساليب القتل والتدمير والابادة الجماعية ضد كل من يعارض ايديولوجية ارهابها، وقد اطلعت الاسرة الدولية على مئات وربما الاف الصور والافلام التي وثقت جوانب مأساوية من بضاعة الموت التي سوقها وما يزال يسوقها يوميا الارهابيون السفاحون لبث الرعب وتوجيه رسالة تهديد وتحد واضحة للرأي العام، بدءا من الاعدامات الجماعية مرورا بحرق المعارضين وهم احياء او رميهم من فوق اسطح البنايات الشاهقة واغراقهم بمياه الانهار حتى يلفظوا انفاسهم الاخيرة انتهاءً بقطع رؤوس الاطباء والصحفيين واساتذة الجامعات وبسحق رؤوس واجساد المواطنين وهم احياء بالجرافات العملاقة امام اسرهم وذويهم في الشوارع والساحات العامة، ولعل الاهم والاخطر جريمتهم بمصادرة طفولة الاطفال وتلويث براءتهم باجبارهم على الانخراط بدورات دموية وتعليمهم فنون الارهاب وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث، مما يهدد ببناء وانتاج اجيال من الارهابيين المتمرسين بالجريمة المنظمة وفق الايديولوجية الارهابية التي لا تستثني احدا، لكن مختلف الدول الكبرى كانت في واد ودعوات التصدي لأعتى تنظيم ارهابي في واد آخر مما وضع العالم ومن خلال هذا الاستهداف الارهابي الاخير على الاراضي الفرنسية امام تحد حقيقي للوجود الانساني برمته، فهل يكون هذا الاستهداف اشبه بالصفعة التي ستوقظ المجتمع الدولي من غفوته قبل فوات الاوان؟ هذا ما نرجوه قبل ان يتحول الانسان الى هدف للقتل والاستهداف والابادة في كل مكان.
 
 
 

130
 
مشـــاكســـة
..............

بيـــن حانـــــة ومانـــــة... ضــــاعت لحانــــــا
......................................................

  مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ....................................
ضربت الفوضى السياسية والبرلمانية والحكومية باعصار تناقضاتها البلاد بشدة وجعلت اركان واسس وهياكل الستراتيجيات والخطط والبرامج المختلفة تهتز ذات اليمين وذات الشمال، وما عدنا ندرك في ظل تشابك المواقف وتضادها وتناقض التصريحات لاسيما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من جهة، وفي ظل الافتراق بين اركان واعمدة السلطة الواحدة من جهة اخرى، لا مواقع اقدامنا ولا مسارات الاحداث واتجاهاتها، في دولة من اغنى بلدان المنطقة التي باتت تضطر للتسول من هذه الدولة او تلك تارة، ومن صندوق النقد الدولي تارة اخرى بعد ان عصفت باركانها اعاصير اعتى موجات الفساد المالي المحمية بمظلات الفساد السياسي، لنصبح ليس مضربا للامثال امام الرأي العام بتسولنا للشفقة والاحسان حسب، وانما لنمسي مثارا للهزء والسخرية، وخصوصا بعد انحدارنا الدراماتيكي من دولة مانحة في زمن الدكتاتورية كانت تقدم الكثير من المساعدات للاشقاء والاصدقاء الى دولة تستجدي القروض والمساعدات في زمن الديمقراطية، لتنفق على حمايات المسؤولين الافذاذ فقط، الذين اوصلونا بتناقضاتهم وبفساد بعضهم وبترفهم الى افاق (الجنة) الحالية التي نعيش في كنفها، (6) مليارات دولار وهو ما يعادل تقريبا ثلاثة ارباع الميزانية السنوية لدولة عربية مجاورة، حيث كان من ثمار (جنة التناقضات السياسية) هذه، موت (58) مواطنا صعقا بالتيار الكهربائي الذي ضربته هو الاخر كما يبدو فايروسات التناقضات السياسية، ففشل في اضاءة بيوتنا لكنه نجح في صعق مواطنينا واغتيالهم بهذه الطريقة البشعة امام اطفالهم واسرهم جراء اهمال المسؤولين المعنيين الذين اهتم بعضهم بالفساد وجني الحصص والنسب المئوية من الصفقات المشبوهة ومن العقود الفاسدة واهمل القيام بواجباته المهنية تجاه البلاد والعباد.
 فمنذ ان اشتعل الشارع الشعبي بالتظاهرات الجماهيرية الغاضبة احتجاجا على سوء الخدمات وانعدامها غالبا وفساد المسؤولين والبطالة والفقر والتهجير القسري وغياب الامن والمطالبة بالتغيير ونزاهة القضاء، دافعا رئيس الحكومة الى الاسراع لمحاولة احتواء الغضب الجماهيري العارم ذاك بحزمة الاصلاحات التي بقي معظمها حبرا على ورق بسبب الكثير من التحديات التي واجهها باستثناء اوامر وكتب وتوجيهات تنتظر التطبيق ومشروع هجيني لسلم رواتب غير منصف فجر الحنق والرفض والادانة، تصاعدت في خضم ذلك، الاصوات والتصريحات والبيانات السياسية والبرلمانية الداعمة للاصلاحات من جهة والمبادرة الى منح السيد العبادي التفويضات اللازمة لتنفيذ تلك الاصلاحات ومطالب الجماهير من جهة اخرى والتي كان في مقدمتها كشف ملفات الفساد وضرب بؤره واحالة الفاسدين الى القضاء ومحاسبة المسؤولين عن كارثة سقوط الموصل بايدي الارهابيين القتلة وفتح ابواب المنطقة الخضراء سيئة الصيت امام المتظاهرين، لكن مالذي حدث فعليا؟
مواقف مزدوجة وعمليات تسويف وتمييع، ووقوع الجماهير وقضاياها ومطاليبها العادلة بين فكي كماشة التأييد الشكلي والرفض الفعلي فقد بادر السيد العبادي على سبيل المثال الى فتح احد منافذ المنطقة الخضراء ربما لساعات وصياغة حملة اعلامية حول ذلك (الحدث الاصلاحي التاريخي المجيد)  ليتم غلق منافذها بعد ذلك امام المتظاهرين، ولتجد الاصلاحات تبعا لذلك وبمرور الوقت نفسها في غرفة الانعاش وهي تكاد تلفظ انفاسها الاخيرة وخصوصا بعد ان قرر البرلمان سحب تفويضه من رئيس الوزراء وتمسك السيد المالكي بمنصبه كنائب لرئيس الجمهورية عادا قرار رئيس الحكومة بالغاء مناصب نواب الرئاسات غير دستوري وبالتالي فهو غير معني او ملزم بتنفيذه، في حين أكد مصدر في رئاسة الوزراء، أن نواب رئيس الوزراء ونواب رئيس الجمهورية قد تمت إقالتهم وإيقاف رواتبهم منذ شهر آب الماضي، مشيرا الى أنهم لا يمارسون أي صفة حكومية بعد سحب مكاتبهم وإقالتهم، فيما شدد على أن الإصلاحات مستمرة ولن توقفها محاولات سحب التفويض و(عراقيل الفاسدين)، وان(اي ادعاء خلاف ذلك هو مجاف للواقع)، وبذلك فقد اصبحت البلاد والعباد بين مطرقة اصلاحات السيد العبادي وسندان رفض السيد المالكي، وبين موقف البرلمان وموقف الحكومة المتضادين، والخاسر الوحيد بين هذا وذاك هو الشعب المبتلى بهذه التناقضات ومصالحه ومطالبه، بل وحقوقه المشروعة وفي مقدمتها اجتثاث الفساد الذي القى بالبلاد الى هاوية الافلاس، وبذلك اصبحت احوالنا واوضاعنا كما يقول المثل الشعبي (بين حانة ومانة ضاعت لحانا).
اما قصة هذا المثل اعزاءنا فتتعلق برجل تزوج بامرأتين... إحداهما  كان اسمها (حانة) والثانية كان اسمها (مانة)، وكانت حانة شابة صغيرة لا تتجاوز العشرين بخلاف مانة التي كانت قد تعدت الخمسين والشيب قد لعب برأسها، وكان كلما دخل الى حجرة (حانة) تنظر الى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء فيها مبررة ذلك بالقول: (يصعب علي ان أرى الشعر الابيض يغزو هذه اللحية الجميلة فانت ما زلت شابا)، وعندما يذهب الرجل الى حجرة (مانة) كانت تمسك بلحيته هي الأخرى وتنزع منها الشعر الأسود مبررة ذلك بالقول:( يكدرني أن أرى شعرا اسودا في لحيتك  فأنت رجل كبير السن جليل القدر وقور واللحية البيضاء تزيدك وقارا امام الاخرين)، وهكذا اسلم ذلك الرجل المسكين لحيته الى زوجتيه المتناقضتين الى ان نظر صدفة في المرآة يوما ففوجئ بمنظر لحيته التي تكاد شعيراتها القليلة ان تختفي فامسك بها وهزها بعنف وصرخ بعبارته الشهيرة التي ذهبت مثلا مذ ذلك الحين (بين حانة ومانة ضاعت لحانا).
واللبيب من (الحانة والمانة) يفهم .. قبل ان يغرقه العلقم... وعندها لاتنفع الحسرات ولا الندم.
 

131
 
مشاكســـــة
ســـقوط الملابـــــس الداخليـــــــة
........................................
  مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yah00.coom
 
......................................
ضربت أولى زخات المطر التي أغرقت البلاد وشردت العباد، عصب الحياة بشدة وعنف، مسقطة آخر قطعة من الملابس الداخلية عن الاجساد العفنة للمسؤولين الفاسدين الذين اوصلونا الى مثل هذه الفاجعة، ولتظهرهم عراة لا تستر عري وضاعتهم حتى ورقة توت صغيرة، فتواروا بعار صمتهم المهين، والعالم يتابع بألم صورا حية ووقائع ميدانية لواحدة من ابشع فواجع المآسي الانسانية التي رسمت تضاريسها اصابع تجار الشعارات والمزايدات السياسية، ويتلمس مذهولا سقوط سقوف العديد من الدور وهياكل المساكن والخيم والكرفانات على ساكنيها، وهي تودي بحياة العشرات، الى جانب ضحايا الصعق الكهربائي، خصوصا من المهجرين والنازحين، وتشرد الآلاف وتصيب البلد بالشلل التام، فتمنع البرلمان من عقد جلسته وتعطل الجهد القتالي على جبهات المواجهة المشتعلة ضد مجرمي داعش الاراذل وتغلق الشوارع والاسواق وتوقف حركة السير والمرور وتعطل الدراسة وتغرق المستشفيات وتتسلل الى اقسام الطوارئ وتقطع خطوط الكهرباء والاتصالات وتجعل أسرة المواطنين وممتلكاتهم وحاجياتهم المنزلية تطفو على سطح مياه الامطار الآسنة التي تمازجت مع المياه الثقيلة، واوقفت نبض الحياة في عاصمة كانت عبر العصور تثير بألقها ونظافتها وحيويتها اعجاب الشرق والغرب، ليحولها سماسرة السياسة الى بركة من المياه الآسنة، مسقطة بصور ووقائع هذا الاهمال، الذي يستهدف طمس تاريخها والغاء حضورها والقها ودورها الحضاري، كل تصريحات وتلفيقات وخطب ووعود وعهود وبيانات وادعاءات واكاذيب المسؤولين الفاسدين المرائيين الذين نهبوا المال العام وخربوا البلاد وتمرغوا بارذل الافعال اللصوصية واخسها، سواء كان اولئك الفاسدون في الحكومة أم البرلمان او في المكونات والتحالفات السياسية ام في النزاهة والقضاء ليظهروا عراة امام الانسانية كلها الا من خسة لصوصيتهم ووضاعة سمسرتهم السياسية ودناءة استحواذهم على المال العام.
 ترى اين وعود من وعدوا وعهود من تعهدوا؟ وخطب وبيانات وتصريحات وزعيق المسؤولين الفاسدين خلال الدعايات الانتخابية والذين ربما لو التزموا بتحقيق 10% منها جديا لسبقنا بتطورنا وبمستوى رفاهيتنا سويسرا والنمسا واليابان وبقية منظومة دول الاتحاد الاوربي بمراحل ولجعلنا اوباما وشي جين بينغ وبوتين وميركل وهولاند، وبقية رؤساء الدول يوفدون سياسييهم ورؤساء حكوماتهم ومخططيهم الستراتيجيين الى بغداد ليتعلموا من (عباقرتنـــــــا) فن ادارة الدولة وبناء المجتمع وصيانة المال العام وامانة الحفاظ عليه وتنميته وحسن ونزاهة توظيفه في ميدان تقديم الخدمات وتحديث البنى التحتية وتسريع وتائر وديناميكية عجلة الاقتصاد.
لكن في ضوء الواقع المأساوي المرير الذي يتجرع الشعب، وخصوصا الفقراء والمعدمون والعاطلون والمسحوقون والمهجرون والمشردون والنازحون، مرارته يوميا وفي جميع مفاصل الحياة، وهم يعيشون في ظل اشلاء دولة (مفلســـــة) آيلة للسقوط تتقاسم النفوذ فيها الميليشيات المنفلتة، وتغرقها النفايات وتعصف بها البطالة وهي تبحث عبثا عن خطة (للتقشـــف)على الرغم من امتلاكها لاضخم الثروات النفطية ولاضخم الكارتلات (اللصوصيــــة) معا، ربما اصبح بامكان ممثلي مختلف الدول ان يتعلموا من اساتذة وعلماء ومنظري ومفكري وفلاسفة تجربتنا (الفســـادية)، ومن(لصوصنــــا) المحترفين ومن سراق المال العام (الكفوئيـــن) ومن السياسيين الفاسدين احدث فنون واساليب وستراتيجيات النصب والخداع والاحتيال والاستحواذ على المال العام وتسويق الاكاذيب والوعود الخيالية والدجل والتسويف وشرعنة صفقات الفساد والعقود الوهمية وتحويل الميزانيات الخيالية الى حساباتهم الشخصية في البنوك الاجنبية و(تطويـــــر وتحديـــث) الوزارات والمؤسسات الرسمية وتحويلها الى أملاك عائلية.
ازاء هذه المأساة التي اشعلت مشاعر غضب واستهجان وادانة الشارع الشعبي، وجعلته يقذف باقذع الشتائم والاتهامات والاوصاف البذيئة على الفاسدين والفاشلين والخائبين وسماسرة الشعارات وتجار الفساد وسراق المال العام، يصبح من حق الشعب الذي هو(مصـــدر الســـلطات) وصاحب البلاد والثروات وكل مافيها ان يسأل من وضع بأيديهم (امانـــــة) تمثيله والحفاظ على ممتلكاته وامواله العامة وصيانة حقوقه، لماذا حدث ويحدث هذا كله؟ واين محاسبة سراق المال العام؟ ومن يتحمل مسؤولية من قتلوا في الطوفان الاخير بسبب الاهمال وعدم توفير الخدمات الاساسية، وما مصير (الالـــف مليــــار دولار) التي كان بامكانها ان تبني عراقا جديدا مرفها سعيدا لكنها فشلت في توفير شبكات تصريف مياه الامطار؟ واين اختفت ميزانية 2014؟ واين محاسبة من سلم ثلث العراق الى عصابات داعش الارهابية؟ ومن اين وكيف استطاع وفقا لتقارير اجنبية (6) مسؤولين فقط منذ سقوط النظام البائد لحد الان جمع ثروة تقدربـ( 202) مليار دولار ربما كان بعضهم قبل ذلك يضطر لاستدانة ثمن وجبة من (همبركر مكدونالد)؟ واين من تبجح مدعيا بانه جعل من بغداد افضل من نيويورك ودبي (التـــي وصفهــــا بــــزرق ورق) واذا بها تصبح (بعبقريتــــه) وبعبقرية من سبقه ومن خلفه اشلاء توشك على الغرق؟ ولماذا لاتتم محاسبته وكل من ساهم بهذه الكارثة علنا امام الشعب؟ وهل يكفي قرار مجلس محافظة بغداد الذي اتخذه بالاجماع باقالة امينة بغداد ووكلائها ومدير دائرة المجاري من مناصبهم ؟ ام ان الحق والعدل والانصاف والحفاظ على حقوق الشعب يستلزمون استعادة جميع الرواتب والمخصصات والامتيازات منهم جراء فشلهم الذريع الذي تسبب بكارثة بيئية وانسانية معا؟ ووفق اي منظور (قانونــــي) يحكم على من يختلس او يبذر او يستحوذ على مليار دولار من الامانة بالسجن لسنة واحدة فقط لينعم بعد ذلك بما جنته يداه من المال (الحــــلال) في حين اسهمت سرقته تلك ربما بهذه الكارثة التي ضربت سكان العاصمة؟
 في ظل هذا كله، وامواج الفساد ورائحته النتنة تحاول كتم انفاس اغنى شعب بعد ان حوله الفاسدون الى افقر شعب يمد مسؤولوه ايديهم باسمه لاستجداء (صدقــــات) الاشقاء والاصدقاء، بلا خجل او حياء، هل بتنا فعلا بحاجة (للعنــــف الثــــوري) وفقا للتجربة (الماويــــة) أو سواها، لمساءلة الفاسدين واقتلاعهم واستعادة الاموال العامة منهم وانقاذ الشعب من شرور ودموية شراهتهم في التهام المال العام بمختلف الفنون والاساليب التي لا حدود لها قبل ان يلتهم هؤلاء الرعاع ما تبقى من اشلاء الوطن ومن لقمة عيش الجياع ؟
 وفي ظل عجز الحكومة عن مساءلة ومحاسبة (فرســــان) الفساد واللصوصية، ربما امسينا بحاجة الى حماية او مساعدة دولية والى محكمة اممية لاستعادة ثروتنا الوطنية، ولايقاف مسلسل فواجعنا وانهياراتنا المأساوية.   
 
 

132
 
مشـــــاكسة
............

صـــدق السياســــيون  . . .   وان كذبـــــوا
.....................................................
  مال اللـــه فـــــرج
    Malalah_faraj@yahoo.com
 .....................................
لعل من بين أبرز افرازات عصرنا الراهن، الملتهب الساخن، عصر الديمقراطية والحريات وربيع الشعوب والانتفاضات وشرعنة السرقات والاستحواذ على المليارات، انتاج اجيال من السياسيين الثوريين المناضلين النزهاء، الذين ان تحدثوا صدقوا وان عاهدوا اوفوا وان وعدوا نفذوا، والذين لا وجود في مسيرتهم النضالية وفي تجاربهم الحياتية وفي ممارساتهم اليومية للكذب او المكر او الخديعة، خصوصا عند خوضهم الانتخابات الرئاسية او البرلمانية، لذلك فانهم (صادقــــون) حتى ان كذبوا (اضطـــرارا) خدمة للمصالح الوطنية ومن اجل انقاذ البلاد من الازمات والتحديات الامنية والاقتصادية ومن اجل ان يوفروا لشعوبهم   اعلى مستويات السعادة و الراحة والرفاهية.
تحضرني من بين الكم الهائل من الوعود الوردية التي اضاءت (بواقعيتها وبمصداقيتها) الثورية اجواء الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية قبل خمس سنوات والتي نفذت وطبقت بحذافيرها في جميع المجالات، وعود مسؤول سياسي رفيع عرف بصدقه ونزاهته وفصاحته ودقته في تصريحاته وموضوعيته وحرصه على تنفيذ كل وعوده وعهوده وخططه وبرامجه، قال فيها للناخبين (نعد الناخب ان نبني دولة مؤسسات في الفترة القادمة والشعار هو، والحقيقة هي خدمات.. خدمات.. خدمات) مضيفا وربما موضحا لمن لا يعرف ماالذي تعنيه الخدمات (سنوفر للمواطن كهرباء وماء صالحا للشرب ومدارس ومستوصفات وسنعتني  بالزراعة وسنعتني بالصناعة) ومؤكدا (ونعد كل مواطن، كل مواطن عمره 18 شهرا من حقه) لكنه استدرك اذ ربما ادرك ان ميزانيتنا لا تحتمل تقديم الخدمات للاطفال بهذه السن الصغيرة، واضاف (عفوا 18 عاما فما فوق ، كل مواطن له قطعة ارض وله راتب من الدولة حتى لو كان من العاطلين، اما من كان موظفا في الدولة يأخذ راتبا من الدولة واذا كان مو موظف في الدولة يأخذ راتب العاطلين)، وقد صدقت ذلك فعلا لان السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين الكبار ليسوا بحاجة للكذب، فالسلطة بين ايديهم والصلاحيات طوع امرهم والميزانية والتخصيصات نصب اعينهم، وبامكانم تبعا لذلك تحقيق وعودهم، فضلا عن انهم قدوتنا ومثلنا الاعلى في الصدق والنزاهة والصراحة والامانة في تحمل المسؤولية ونقاء الضمير والحرص على مصالح البلاد والعباد واطاعة الانبياء والاولياء ومخافة الله ولذلك انتخبهم الشعب ووضع، وهو واثقا بهم مطمئن اليهم، مصيره بين ايديهم .
وبعد خمس سنوات  من تلك الوعود الوردية ها هي التظاهرات الجماهيرية الصاخبة تعم المحافظات والهتافات تملأ الشوارع والساحات مطالبة باقامة تماثيل عملاقة لمعظم سياسيينا ومسؤولينا وبرلمانيينا من الذهب الخالص تطاول هاماتها برج ايفل لتكون عنوانا شعبيا تاريخيا للاعتزاز والاكبار والعرفان والوفاء لكل اولئك (الانقيــاء الاتقيـــاء النزهــــاء الشــــرفاء) الذين عاهدوا فاخلصوا ووعدوا فاوفوا وهاهي الملايين من جماهيرنا بعد ان عمت السعادة والرفاهية كل تفاصيل حياتهم اليومية يحاولون الفرار الى مختلف الدول الاوربية (للاصطيـــاف).
وفي تلمس سريع لجوانب حيوية من انجازات تلك الوعود الانتخابية   اعلنت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أيمس، إن عدد العراقيين الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية وصل إلى أكثر من ثمانية ملايين و200 ألف شخص، فيما كشفت لجنة الهجرة والمهجرين النيابية،عن ان عام 2016 سيشهد حاجة نحو 10 ملايين مواطن للمساعدات الغذائية، كما سيكون ثلاثة ملايين طفل خارج التعليم، وكانت بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامـــي) قد قدرت قبل سنتين عدد العراقيين الذين يرزحون تحت مستوى خط الفقر بستة ملايين مواطن قبل عمليات النزوح والتهجير المأساوية التي شهدتها البلاد على ايدي ارهابيي داعش الدمويين.
من جانب آخر اكدت تقارير دولية ان اكثر من مليوني عراقي (فـــروا مـــن جنـــان بلادهــــم) طلبا للجوء في الدول الاوربية، وان اكبر طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي هم العراقيون يليهم الصوماليون والنسبة الأكبر منهم في ألمانيا حيث تبلغ 80% من العراقيين المتواجدين في الخارج   وفي السويد 13%، اما المملكة المتحدة فهنالك 11%، تزامن ذلك مع اعلان منظمة الهجرة الدولية عن ارتفاع أعداد النازحين والمهجرين في البلاد الى أكثر من ثلاثة ملايين نازح، مشيرة الى أن 87% منهم هم من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين.
اما ما يتعلق بالمستوى العالي (للرفاهيـــة الاجتماعيـــة) التي حققها (فرســـان) تلك الوعود الانتخابية ، فقد اعلنت وزارة التخطيط  عن ارتفاع نسبة الفقر في البلاد إلى 30% بعد ان كانت نسبته  19% منتقدة الوزارات لتلكؤها في تنفيذ ستراتيجياتها التي تسببت بتعطيل 40% من طاقات العراق، في حين تجاوزت نسبة البطالة وفقا لتصريح مسؤول رفيع في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (25%) وقدرت تقارير ان نصف العاطلين هم من حملة الشهادات الجامعية، وفي بغداد وحدها هنالك بحدود مليوني عاطل عن العمل.
اما ضحايا  العنف والمآسي والكوارث والانهيارات الامنية واخطبوط الفساد الذي ضربت اذرعه معظم الوزارات والمؤسسات والتهمت حتى قوت الشعب ورغيف الخبز واعتصرت خزانة الدولة حتى افرغتها وامتصت الواردات واغرقت الشعب بالازمات، فيما اغرقت بعض المسؤولين بعشرات المليارات فتلك اسطورة ستتناقلها الاجيال بسخرية متمازجة بالمرارة وهي تستذكر بالعار والشنار بعض اشباه الرجال الذين خدعوا الشعب بذهبي الاقوال واضطهدوه بأخس الافعال.
في ضوء ما تقدم، الا يتوجب على مسؤولينا الشرفاء مساءلة (فرســان) الوعود الخائبة والشعارات الكاذبة، اولئك الذين وعدوا الشعب بالرفاهية والنعيم ولم يحققوا له الا المصائب والجحيم ؟ ام ان اولئك الفاسدين سيتخندقون كالعادة تحت مظلات حصانات كتلهم السياسية وسيبقون فوق أي مساءلة قانونية تجسيدا لمقولة (صــدق السياســـيون وان كذبـــوا).
 
 

133
الاخ العزيز كمال لازار المحترم
تحية طيبة
جسدت بلغتك الادبية الرفيعة التي جعلتها تنوء بثقل المعاني وبشفافية البلاغة الادبية المتمازجة معها لوحة انسانية تضج بالحياة وكأني بها امام قلوب حية تمازج النبض فيها لتنتج باقة من الدعوات والتمنيات التي اخذت شكل مناجاة روحية للرب ليرفع عن سماء هذه البلدة الحبيبة المتدثرة بعمق تاريخ تعتز به كل سحب التحديات الحالكة التي تحاول فرض تضاريس قاتمة ومرفوضة عليها لتقاطعها مع تراثها وقيم الاجداد والاحفاد معا.
لقد اجدت لغة وتعبيرا ، شكلا ومضمونا ، مناجاة وبلاغة ، لكنني شخصيا مع كل هذا التقييم الذي تستحقه استمحيك عذرا في ملاحظتين ، الاولى ليس من المستساغ ان نضفي على دعائنا ومناجاتنا للرب صيغة الامر (اعطنا .. امنحنا ..اقطع .. خذ .. الخ) لان هذا غير جائز في طلب الاشياء او الحاجات البسيطة من الانسان نفسه فكيف  من الله ، وكان الافضل ان تكون التماسا ،اما الملاحظة الثانية فان الكثير مما تضمنته دعواتك الالهية يتعلق بالانسان نفسه وهو الذي يجب عليه ان ينهض به والا لو طلبنا من الرب توفير كل احتياجاتنا وتفصيلات حياتنا اليومية فاين ارادتنا وايماننا وعزيمتنا وخياراتنا الانسانية ؟ بل اين فعلنا ؟؟؟ بالاخص وان الله قال لأدم (تأكل خبزك بعرق جبينك) اي عليك العمل لتحقيق ما تريد ولم يقل له عش وساوفر لك لقمة العيش ، مما يعني ان على الانسان اولا وقبل كل شيئ المبادرة بالعمل لتحقيق ما يريد ولانتزاع حقوقه وان لا يوكل ذلك للدعوات الالهية وحسب
دمت مبدعا ومتألقا دوما مع عميق مودتي واعتزازي

اخوك مال اللــه فــرج
 

134
 
مشـــــاكسة
...............

ضمائـــــر ميتــــــــة
..........................
مال اللـــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ...................................

في خضم تفاعلات تجربتنا السياسية الهجينة التي جعلها البعض بتصرفاته (الثوريـــة الحكيمـــة) عديمة اللون والطعم والرائحة، التي لاتشابه في (ميزاتهـــا المتعـــددة ولا فـــي خصوصيتهـــا المتـــجددة) أي تجربة اخرى لا في الشرق ولا في الغرب، ولا في السلب ولا في النهب ولا في الشمال ولا في الجنوب ولا في الفساد ولا في ملء الجيوب، ولا في الماضي البعيد ولا في الحاضر السعيد، فهي الاقرب، كما يقول (المصالــــوة) بلهجتهم الشعبية المحببة، الى طعم (حليــب الســـبيع) أي (العغـــق القجـــغ المغشـــوش) الذي لا نكهة له ولا فائدة الا (حــــرق المعــــدة والبلعـــوم) بأخطر السموم، حيث يتداخل فيها الفساد والاختطافات بانفلات الميليشيات بعجز اولي الامر عن محاسبة الحيتان الكبيرة والاكتفاء بالاسماك الصغيرة، بخواء الميزانية الخالية، بالارهاب وبهجرة الملايين وبسرقة حقوق وتخصيصات المهجرين وبالمعادلة العجيبة الغريبة التي اذهلت العالم اجمع، وجعلت مآسي مهاجرينا عيني (العمــــة ميركــــل) تدمع، تلك هي فجيعة (اغنــى دولـــة وافقـــر شــعب)، تحضر في الذاكرة ثلاث تجارب من الماضي القريب تجسد البون الشاسع بين ملوك وقادة (خائبيـــن) من ذوي الضمائر (الميتـــة) الذين فشلوا فشلا ذريعا(بســـبب خيباتهـــم) في سرقة شعوبهم، والاستحواذ على الثروات، وبين قادة (عباقـــــرة) من ذوي الضمائر (الحيـــة) الذين نجحوا (بنزاهتهــــم) نجاحا باهرا في اضطهاد شعوبهم وسرقة المليارات.
اولى هذه المحطات تتعلق بجلالة الملك فيصل الثاني، الذي عندما قرر الزواج بالأميرة (فاضلــــة) حفيدة آخر السلاطين العثمانيين من جهة أمها، وابنة حفيد محمد علي باشا، شاء أن تكون هدية زواجه لعروسته طقماً من اللؤلؤ البحريني ذائع الصيت آنذاك، وبما تليق بمن ستصبح ملكة العراق.
وقتها اتصل الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء بالتاجر البحريني المعروف أحمد بن يوسف فخرو، الذي كانت تربطه به وبعائلته علاقة صداقة ناقلا إليه رغبة الملك، فأوكل الأخير المهمة لأخيه علي بن يوسف فخرو أحد أشهر التجار أيضاً، والذي ذهب بدوره إلى عائلة المديفع المعروفة بتجارة المجوهرات واختار منهم ثلاثة أطقم أرسلت للملك فيصل الثاني ليختار منها طقماً لزوجة المستقبل، في حينها كان سعر الطقم الواحد بحدود أربعين ألف روبية أي ما يعادل عشرة آلاف دولار أمريكي تقريباً، لكن بعد فترة وجيزة أعاد الباشا نوري السعيد الأطقم الثلاثة إلى البحرين وأبلغ أحمد فخرو أن الملك أعجب بها إلا أن ميزانيته لا تتحمل قيمة أحدها وهو يعتذر عن الشراء، كان ذلك في صيف 1958، يومها كان حاكم البحرين هو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي ما ان سمع بالموضوع حتى أرسل في طلب علي فخرو ليستعلم منه تفاصيل الموضوع، وبعد أن أخبره، قال له الشيخ سلمان (رحمــه اللــــه): خذوا أجملها وأرسلوه الى جلالة الملك هدية منا، لكن مع الأسف فهدية البحرين وحاكمها لم تصل إلى الملك الشاب، فقد سمعوا بعدها مباشرة بانفجار ثورة 14 تموز وبمقتل الملك.
 اما المحطة الثانية فبطلها (الخائـــب) هو الرئيس البرازيلي (لويـــس إيناســـيو لـــولا دا ســـيلفا ) الفقير المعدم الذي اضطر لترك الدراسة وهو في المرحلة الابتدائية ليعمل ماسحا للاحذية لاعالة اسرته وتدرج في العمل النقابي والمهني حتى اصبح رئيسا للبلاد، وحظي بشعبية كبيرة وخاصة لدى الطبقة الفقيرة وأطلقوا عليه لقب (بطـــل الفقــــراء) نظرًا لعمله البطولي من أجل فقراء البلاد بعد ان استطاع اقناع العديد من رجال الاعمال والطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء. كما قام بوضع العديد من البرامج الإجتماعية التي أسهمت إلى حد كبير في التقدم الذي حدث في البرازيل وقال عنه الرئيس اوباما (لــــولا أكثــــر شـــعبية منـــي، إنـــه أكثـــر شـــعبية مـــن كــــل الكـــرة الأرضيــــة).
عندما فاز (لـــولا دا ســــيلفا) أول مرة برئاسة البرازيل كانت البلاد على شفا هاوية ازمة مالية واقتصادية خطيرة، لكنه استطاع (بخيبتـــه) القيادية ان يسدد ديونها (بـــدل ان ينهـــب ميزانيتهــــا)، بل وجعلها تتمتع بفائض نقدي يزيد عن( 200) مليار دولار واصبحت صاحبة أقل نسبة غلاء من بين دول العالم الثالث، كما اصبحت بلاده تحتل المرتبة الثامنة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم واخرج أكثر من(20) مليون برازيلي من تحت خط الفقر واطلقت عليه مجلة (تايــــم) الامريكية لقب (الزعيـــم الاكثــــر تأثيــــرا فــــي العالــــم ).
اما المرفأ الاخير فوثقه السيد ( فــــؤاد عــــارف ) الذي كان مرافقا للملك غازي بقوله: ( كنــــا، جلالـــــة المـــلك غــــازي وانا، في سيارته وكان يقودها بنفسه وقبل وصولنا الى ( اوروزدي باك ) في شارع الرشيد توقف وقال لي: (اذهب كاكه عارف الى صاحب هذه الشركة واسأله عن سعر تلك السيارة المعروضة لديهم .. وفعلا كانت هنالك سيارة سبورت شبابية رياضية مكشوفة وعندما سألت وكيل الشركة عن سعرها اجابني بانه ( 1550) دينارا وعندما عدت الى جلالتة واخبرته بسعرها صمت قليلا وسألني : كاكه فؤاد كم لديك من النقود فأجبته بأنني لا املك الا ( 150 ) دينارا وعندما عدنا الى القصر استدعى جلالته والدته وخالاته وعماته وطلب منهن اقراضه ما معهن من نقود .. ولم يكن مجموع المبلغ الذي معهن الا ( 350 ) دينارا ومع المبلغ الذي اقترضه مني جلالته اصبح مجموع المبلغ الذي معه ( 500 ) دينار فقط .. حيث بقي الملك حائرا في كيفية اكمال بقية المبلغ) وقد تعذر على (الملك) شراء تلك السيارة لحرصه على القوانين ورفضه خرقها والاستدانة من خزانة الدولة او الاقتراض من المالية.
اولئك كانوا اصحاب الضمائر (الميتـــة)، اما اصحاب الضمائر (الحيــــة) من معظم مسؤولي وسياسيي وحكام هذا الزمان، الذين جاءوا (وفقــــا لادعاءاتهــــم وشــــعاراتهم وخطبهــــم وتصريحاتهـــم وبياناتهـــم) لخدمة الانسان ولتحقيق الرفاهية والامان وانقاذ شعوبهم من الجوع والفاقة والحرمان، فقد جسدوا نبلهم ونزاهتهم ورفعة قيمهم واخلاقهم ومبادءهم بسرقة المليارات والاستحواذ على العقود والصفقات ونهب الميزانيات واغراق البلاد بالمآسي والفواجع والنكبات.
وآخـــر دعوانـــــا، اللهــــم ارزقنــــا (بماســــح احذيـــة خائـــب) ينصفنـــا، وقنــــا (نبــــل) اي مســــؤول او قائــــد (عبقــــري) يســــرقنا.
 
 
 

135


وجــــع الفــــــــراق



مال اللـــــه فــــــرج


فــــــي خضــــــــم
اللهفـة المشـــتعلة
وجـــــدا ...
والرغبة المجنونة
لهفـــــة .....
وجحيــم العنــــــاق
زارنـــا الفـــــــراق
طــــــوَّح بنـا ..
بعيـــــدا .....
مشعلا في اعماقنــا
نيـــرانَ الحنيـــن
وحرائقَ الاشـتياق
واذا بنــــا ....
رمــــــاد ...
تــذروه ريــــــاح
الوجــــع ....
بعــــــــد ذلــــك
الاحتــــــــــراق



136
 
مشاكســـــــة
رفاهيــــــة بــــــلا حــــــــدود
..................................
  مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
....................................
أذهلت تجربتنا الوطنية (الرائـــدة) العالم بأسره ووضعته امام حتمية تغيير (ثـــــوري) لم يحلم به اعرق الفلاسفة ولا ابرز العباقرة المصلحين عبر التاريخ، حيث احدثت (اصلاحاتنــــا) الخرافية اعصارا عنيفا من الاعجاب في اعمال الدورة الحالية للامم المتحدة، منتزعة باقتدار اعترافاً دوليا صريحا بأهمية ان تكون (اصلاحاتنــــا) غير التقليدية (مبــــادرة) يقتدي بها العالم بأسره، وفقا لتصريحات تلفازية لمسؤول رفيع أكد عبرها بعد مشاركته باعمال الدورة الاممية الاخيرة ولقاءاته بمختلف رؤساء الدول والوفود، بانه (كـــان هنـــــالك ثنــــاء كبيـــرعلــــى الاصلاحـــات التـــي يقـــوم بهـــا جميـــع العراقييـــن)، لكنني عندما تلفتّ يمينا ويسارا لم المح أيّ (اصلاحـــات) تقوم بها الجماهير، بـــل على العكس شاهدت ملايين المتظاهرين الغاضبين يطالبون بالاصلاحات واجتثاث الفساد، ولو كانت قضية الاصلاحات بايدي هؤلاء (المتظاهريـــن الشــــرفاء) لاجتثوا الفاسدين ورموا بهم الى مزبلة التاريخ.
ويضيف هذا المسؤول الرفيع الذي احترم وجهة نظره واقدر عاليا سعيه للاصلاحات رغم مختلف الاخطار والتحديات التي واجهها يواجهها من بعض الشركاء السياسيين، وحرصه الوطني على نقل صورة مشرقة لبلاده امام المجتمع الدولي (كـــل القـــادة الذيــن التقيناهــــم يعتبــــرون التجربــــة العراقيــــة تجربـــــة رائــــدة).
 صدقوا ياسيدي فتجربتنا رائدة فعلا في الفساد وفي اراقة الدماء والارهاب والبطالة وسيطرة الميليشيات وانفلاتها وسرقة المليارات.
ويضيف مفاخرا ومعتزا ومتفائلا (اعربـــوا عــــن دعمهـــم للاصلاحـــات التـــي نقــــوم بهــــا فــــي العــــراق)، و(بـــل اكثــــر مـــن هـــذا، البعــــض قالـــوا ان هــــذه الاصلاحـــات تعتبـــر مبــــادرة يمكـــن للعالـــم ان يســتفيد منهــــا).
ترى لو ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اقتنع هو الآخر بتجربتنا الاصلاحية العتيدة الفريدة الجديدة المجيدة السديدة هذه واقنع الجمعية العامة ومجلس الامن باعتمادها دوليا لتكون الستراتيجية الاممية المقبلة دون منازع، كيف سيكون وجه العالم وما الذي سيجنيه من (ثمــــار) تجربتنا هـــذه؟
بالارقام، فان في بلادنا التي تمتلك ثاني اكبر الاحتياطات النفطية بعد العربية السعودية، يعيش (23%) من العراقيين تحت مستوى خط الفقر في الوقت الذي تكلف فيه حمايات المسؤولين ميزانية الدولة سنويا بحدود (6) مليارات دولار، في الوقت نفسه الذي تشكو فيه الميزانية وفقا لمسؤول رفيع من عجز قيمته (6) مليارات دولار ايضا، وربما يفكر البعض الاقتراض من بنوك عالمية بفائدة تتجاوز الــ (10%)، وهذا المبلغ (المتواضــــع) يساوي تقريبا نصف الميزانية السنوية لدولة الامارات العربية المتحدة للعام الحالي البالغة (13.35) مليار دولار،فيما تجاوزت نسبة البطالة وفقا لمصدر في وزارة التخطيط الــ (25%)، ترافق ذلك مع توقع دومينيك بارتش نائب المنسق الإنساني للأمم المتحدة أن يحتاج (عشــــرة ملاييـــن عراقــــي) لمساعدات إنسانية بحلول نهاية العام الحالي بعد ان نزح (3.2) مليون شخص عن منازلهم.
من جانب آخر، أعلنت مفوضيةُ حقوق الإنسان عن سقوطِ أكثرَ من(21) ألفَ عراقي ٍبين قتيلٍ وجريح جراءَ أعمال العنف والإرهاب التي ضربت البلاد منذ مطلع 2015 ولغايةِ تشرين الأول الحالي، الى ذلك سلم تنظيم داعش الارهابي دائرة الطب العدلي في الموصل خلال عام فقط جثث (932) مواطنا قام باعدامهم من بينهم (87) امرأة و(9) صحفيين، وتبعا لذلك فان اعمال العنف خلفت وراءها نحو (خمســـة ملاييــــن يتيــــم)، ووفقا لمسؤول تربوي سبق ان تم رصد (1393) شهادة مزورة خلال عام دراسي واحد، تزامن ذلك مع تأكيد لمصدر حكومي ان الكشف عن الموظفين الوهميين (الفضائييــــن) يوفر مليار دولار للميزانية سنويا، موضحا ان كشف 50 الف منتسب وهمي في وزارة الدفاع يوفر بحدود ترليون و200 مليار دينار سنويا.
اما على صعيد المستنقع الاكبر والاخطر الذي تسبب بكل هذه المآسي الاقتصادية والكوارث الاجتماعية والانهيارات الامنية، ممثلا بالفساد، فقد كشف مسؤول مالي واقتصادي رفيع خلال لقاء متلفز عن (مأثــــرة) جليلة مؤكدا ان العراق فقد او اضاع او بذر، عبر مسؤوليه (الافــــذاذ) نحو (الــــف مليـــــار دولار) خلال السنوات الماضية كان بامكانها ان تبني عراقا جديدا وحديثا ومرفها بكل المقاييس، في حين سبق للمركز العالمي للدراسات التنموية في بريطانيا ان اكد ان أكثر من (165) مليار دولار فقدت من صندوق تنمية العراق في غضون ست سنوات فقط،، مشيرأ الى عدم وجود أي أرصدة في الصندوق، بسبب سوء الإدارة وحالات الفساد المالي والإداري، هذا الى جانب الفضيحة المالية المدوية بفقدان او نفاد او تبذير ميزانية عام (2014) البالغة بحدود (150) مليار دولار (فقـــــط) وهروبها الى مكان مجهول دون ان تترك وراءها وثائق وايصالات وابواب للصرف.
اما (اشـــراقات) تجربتنا الفريدة الاخرى، فكثيرة ومنوعة، لعل في مقدمتها انتشار الميليشيات المسلحة خلافا للدستور ووقوف الحكومة عاجزة عن مساءلتها، والعجز عن مساءلة المسؤولين عن (تســـليم) ثاني اكبر محافظة بعد العاصمة لارهابيي داعش المجرمين، والافلاس المالي والتفكير بمحاولة الاقتراض من الخارج من خلال رهن ثروتنا النفطية ربما لعشرات السنين او فرض حالات التقشف في الوقت الذي يتمتع فيه السارقون بعشرات المليارات من المال العام، وفض الاعتصامات بالقوة وارهاب الصحفيين ومحاولة اسكات اصواتهم، ومنتهى (العدالة) في توزيع الاجور والحوافز والرواتب التقاعدية اذ يتمتع مسؤول برلماني رفيع براتب تقاعدي بحدود (50) مليون دينار جراء خدمته البرلمانية التي لم تتجاوز ربما الاربع سنوات، بينما قد لا يتجاوز الراتب التقاعدي لمن خدم بلاده من الموظفين الامناء لعشرين سنة او اكثر (1%) من هذا الراتب (المتواضــــع).
من يدري، ربما توهم رؤساء الدول الذين ابدوا اعجابهم الشديد (بتجربتنا) ان المسؤول المعني كان يتحدث عن (كنـــدا) التي تعتبر من أكثر الدول رفاهية في الحياة المعيشية، إذ يبلغ مستوى العمل بها 72%، ونسبة الجامعيين 88%، ونسبة الأصحاء 88%، والذي ينعكس على الأشخاص بالسعادة، حيث يعد الكنديون أكثر الشعوب سعادة في العالم.
اخيرا، لو ان الدول جميعا استنسخت (تجربتنـــا) المتفردة هذه وطبقتها بكل حذافيرها، فلنا ان نتخيل صورة العالم الجديد في ظل هذا الواقع (الفريــــــد).
   

137
مشـــــاكسة
 ...............

ولايـــــة بطيـــــخ
......................
  مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.....................................
في هذا الزمن الرديء الذي ضرب فيه اعصار الفساد الدنيء معظم الدول واخذت تتراجع فيه القيم، وتضيع الشعوب والامم، وتتخبط البلاد وسط اعاصير اللصوصية والفوضى السياسية، حيث راحت تتأرجح القوانين وفقا لأمزجة ولمصالح السياسيين والقادة التاريخيين والمتنفذين، فتارة تميل الى اليسار واخرى الى اليمين، وعلى الرغم من تسمية عصرنا الزاهر المترع بالعجائب والخرائب والمآسي والغرائب، عصر الحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان الا ان بعض البلدان ما تزال تغرق في لجة فساد وتخلف عصر ما قبل الطوفان.
 ففي معظم الدول المتوسلة والمتسولة والمنهوبة والمسلوبة واليائسة والعابسة، لاسيما في بعض دول القارة الافريقية السوداء يكاد يغرق  في بحار الحاجة ومستنقعات التسول الذليلة المسحوقون والمعدمون والفقراء، بينما يتمتع معظم الحكام والبرلمانيون والسياسيون (النبلاء) بأعلى مراتب الثراء، فلا قانون يحاسبهم ولا قضاء، بعد أن سخروا كل الانظمة والتعليمات والضوابط والقوانين للاستحواذ على اموال وحقوق المساكين وسرقة ارغفة الخبز من افواه الجائعين، فالقانون بالمرصاد للمعدم الذي يسرق بضع سنتات لسد رمق اطفاله، لكنه يعجز عن مساءلة سارقي المليارات وهكذا تنهب الثروات الوطنية وتختفي الميزانيات السنوية.
فمن بين عجائب وغرائب، بل خرائب احدى هذه الدول الافريقية التي ابتليت بهيمنة تشكيلة سياسية وحكومية وبرلمانية، تضم نسبة عالية من اللصوصية، ووفقا لتأكيدات مسؤول رفيع في هيئة النزاهة التي يحاول بعضهم في تلك البلاد، تحويلها الى هيئة للبلاهة، هنالك مسؤولون رفيعون نبلاء (مخلصـــــون) نزيهون (عفيفــــون) هم الذين يحددون (بنزاهتهـــــم وعفتهـــــم) رواتبهم بأنفسهم بعيدا عن القوانين الرجعية (المتخلفــــــة) التي لا تمتلك (عدالـــــة) تقييم جهودهم القيادية التي كثيرا ما وضعت البلاد على حافة هاوية حقيقية، ووفقا للمصدر النزيه نفسه، هنالك موظفون (ســــتراتيجيون) من حملة شهادات الاقمار الصناعية او المجموعة الفلكية والذين بامكانهم ايقاف دوران الكرة الارضية واعادة برمجتها الفلكية وجعلها بمنتهى الاقتدار تدور مرة الى اليمين ومرة الى اليسار، فاستحقوا عن جدارة ارفع انواع الاجلال والاكبار بمنحهم، وربما في اول سابقة تاريخية كونية مخصصات متواضعة محدده تكاد لا ترى بالعين المجردة، نسبتها فقط (600%) من رواتبهم الشهرية، وربما يفكر المسؤولون مستقبلا بجعل هذه المخصصات اسبوعية او يومية اجلالا واعتزازا بامكاناتهم (العبقريــــــة)، وتماشيا مع هذا المنوال في تكريم اروع الانجازات والاعمال، وتجسيدا لهذه العدالة الدقيقة والمفرطة في التوزيع العادل للثروات على جميع الطبقات ، تم منح احد رؤساء البرلمان عن خدمته البرلمانية التاريخية التي ربما لم تتجاوز الثلاث او الاربع سنوات والتي احتلت في ظلها البلاد ارفع المواقع على قائمة الفساد، حوالي الاربعين الف دولار، اي ما يعادل رواتب (200) متقاعد من بقية الطبقات ربما يكون بعضهم قد خدم البلاد عشرين او اكثر من السنوات.
الى ذلك واكراما للجهود الرائعة وللانجازات الشاسعة التي قدمها ويقدمها المسؤولون الرفيعون حكاما وبرلمانيين وقادة ومسؤولين وسفراء ومستشارين ومدراء عامين والتي كان في مقدمتها افلاس البلاد والبحث عن خطط تقشف تطيح برغيف خبز العباد، فقد اصبح من حقوق بعضهم الشرعية واعتزازا بانجازاتهم العبقرية وانتصاراتهم ومآثرهم التاريخية التي اذهلت القارة الافريقية، تعيين افراد عوائلهم واقاربهم بغض النظر عن اميتهم او فشلهم او انعدام كفاءاتهم او شهاداتهم الدراسية مستشارين وخبراء ومفتشين والاهم مسؤولين ماليين ليتمكنوا من تعبيد كل الطرق والمسالك المالية والحسابية ومد الانابيب التي بامكانها ان تجعل ملايين وربما مليارات الدولارات من مختلف العقود والصفقات سواء الوهمية منها أم الحقيقية تصب في الخزانات العائلية او تهاجر الى الحسابات الشخصية في البنوك الاجنبية، وهكذا نجحت هذه التجربة (الافريقيــــة) لاول مرة عبر مختلف الحقب التاريخية في انتاج (الحكومـــــات العائليــــة).
في ظل هذا التطور الديناميكي الذي استطاع ان يعبر كل القيم والضوابط والاعراف والقوانين والدساتير والتجارب الدولية السياسية والاقتصادية، ليفرض تجربة افريقية رائدة واعدة، اصبح بامكان عامل الخدمة (الجايجــــي) الأمي الذي لا يجيد القراءة والكتابة ان يصبح قياديا امنيا بدرجة(نقيـــــب) على سبيل المثال، و(نائـــــب الضابـــــط) ان يصبح بين ليلة وضحاها قائدا ستراتيجيا برتبة (لــــــواء)، ومن ثبت فشله في قيادة البلاد وكان السبب الرئيس في ازمات ومعاناة العباد وتبذير المال العام وامتلاك عشرات المليارات من المال (الحـــــلال) بعد ان سلم ثلث البلاد الى قوى الارهاب والاجرام والظلام وافرغ الخزانة الحكومية من عائداتها المالية ان يتبوأ منصبا ارفع (مكافــــــأة) له على انجازاته التاريخية، كما وانها ايمانا (بالقيـــــادة الجماعيــــــة) فقد سمحت (ولايـــــة بطيـــــخ) بتشكيل الميليشيات الحزبية وتوسيعها وتوزيع مناطق النفوذ عليها، فمن يتم اختطافه من قبل احداها وسط البلاد يتم العثور عليه في جنوبها والعكس صحيح، وهكذا اثبتت قدرتها الفائقة على الامساك بالملف الامني بقوة وجدارة، فضلا عن (مكرمتهـــــا) للمسؤولين الرفيعين فيها بسماحها لهم الاحتفاظ بجوازات سفرهم الاجنبية وبما يسهل على الفاسدين منهم الهرب بغنائمهم واختلاساتهم الى الخارج بعيدا عن اية مساءلة قانونية، اما معظم البرلمانيين (النزهـــــاء) الذين انتخبهم شعب (ولايـــــة البطيـــــخ) ووضع ثقته فيهم وائتمنهم على امواله من اجل خدمته وضمان حقوقه وتوفير الخدمات الاساسية له والارتقاء بمستوى حياته، فقد رفعوا بمنتهى الحكمة والنزاهة شعار (مصالحنــــا اولا، ومصالحنــــا ثانيــــا وثالثــــا ... وتاســــعا، ومصالــــح الشــــعب عاشــــرا) ، هذا ان بقي من الثروات والمصالح شيئا، وبذلك فقد (تمتعـــــوا) بالرواتب العالية والمخصصات المجزية والحمايات الامنية والتقاعدات الخيالية والايفادات الرسمية وقطع الاراضي السكنية والحصص والعقود والمغانم الشخصية وتركوا (25%) من شعبهم يرزح تحت خط الفقر مما يضطر معظمهم البحث عن لقمة العيش في مكبات النفايات في حين يتمتع غالبية المسؤولين بالمليارات، ولا يخجلون من رفع شعارات التوزيع العادل للثروات.
 وفي (ولايــــة بطيــــخ) وخلافا لكل القيم والتقاليد الدولية حيث يقوم رئيس الحكومة في مختلف الدول بتحديد احتياجات الوزارات المختلفة، جسد وزير (شـــهم) (عطفـــــه) على رئيس الحكومة باهدائه خمس سيارات مصفحة من مالية الوزارة بالطبع وليس من ماله الخاص كون سيارات رئيس الحكومة (وفقـــــا لادعاءاتـــــه) قديمة وكثيرة العطب، فيا لهذا الموقف الانساني الشهم. 
اخيرا، حمدا لله لأننا نعيش في كنف دولة (آســــيوية) متقدمة في منتهى (النزاهــــــة) ولسنا في دولة (افريقيـــــة) متأخره بمنتهى الفساد والبلاهة.   
 

138
مشاكســــــــة
 ...............

التجربــــــة الدانماركيــــــــة
...............................
  مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
....................................
منذ ان اشتعلت بغداد ومعظم مدن وساحات البلاد بالتظاهرات الشعبية الصاخبة محاصرة حكومة السيد العبادي بين خياري الاصلاحات او الرحيل، ومعها تمازجت وتداخلت وتنوعت الشعارات المختلفة بين المعقول واللامعقول وفي مقدمتها احالة الفاسدين (الشــــرفاء) من سياسيين وبرلمانيين ومسؤولين الى القضاء، وازاحة من اعتبرته الاغلبية الجماهيرية المسؤول الاول عن الفساد والافلاس المالي وضياع الموصل وسقوطها واكثر من ثلث مساحة البلاد بإيدي عصابات داعش الارهابية الا وهو رئيس الحكومة السابق، الى جانب المطالبة باصلاح القضاء واقالة رئيس مجلسه الاعلى ورئيس المحكمة الاتحادية العليا، مدحت المحمود الذي اعتبره المتظاهرون المسؤول الرئيس عن شرعنة الفساد وحماية المسؤولين والسياسيين الفاسدين والمفسدين، الى جانب المطالبات الخيالية الاخرى (وغيـــر المشــــروعة) كونها (كماليـــــة) وفي مقدمتها توفير الخدمات العامة والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والقضاء على البطالة وتحجيم الميليشيات و(تنظيــــف) وزارات الدولة ودوائرها ومؤسساتها من جيش (العباقـــــرة الامييـــن والفاشــــلين والفاســــدين) من اقارب المسؤولين وتخفيض فيالق حمايات المسؤولين التي ينهض افرادها (الابطــــال الصناديــــد) بأشرف وأقدس وأنبل المهمات (الوطنيــــة) ممثلة بحمايتهم للمسؤولين من غضبة الجماهير الامية التي ترى في فساد معظمهم (خيانــــة) وطنية، بينما هم على العكس من ذلك، يؤدون بفسادهم (النبيـــــل) افضل واروع واجل واسمى الخدمات (النضاليـــــة) الاسطورية للبلاد وللعباد، سيخلدها التاريخ لهم بأحرف من الذهب الخالص عيار 24 المطعم بالجواهر والالماس.
إن سبب هذا التضاد في النظر الى خارطة العملية السياسية والذي فجر الازمات واشعل التظاهرات واطلق عنان الاحتجاجات، غياب قنوات التفهم والفهم المشترك بين الاهداف الحقيقية للمسؤولين (النبــــلاء) الفاسدين، وبين عقم الادراك الحقيقي والوعي الوطني للمتظاهرين، لاسيما وان القسم الاكبر من المسؤولين الفاسدين والفاشلين لم ينكروا فسادهم او فشلهم، تجسيدا (لنبلهـــــم المبدئــــي)، فقد قدر احدهم حجم الفساد (النبيــــل) بسبعمائة مليار دولار، في حين قدره آخر بالف مليار دولار، اما رئيس الحكومة السابق السيد المالكي فقد كان الاشجع موقفا والاوضح قولا (والانبـــــل اعترافـــــا بالحقيقــــة) حين اكد خلال حوار تلفازي معه وامام الرأي العام داخليا وخارجيا وبمنتهى (الفخــــــر) قائلا (الشــــعب يعلـــــم، وانــــا اعتقــــد ان هــــذه الطبقــــة السياســــية وانــــا منهــــم ينبغـــــي ان لايكــــون لهــــا اي دور فــــي رســــم خريطـــة العمليــــة السياسيــــة فـــي العــــراق، لانهــــم فشــــلوا فشـــلا ذريعـــــا).
واذا كان السيد المالكي، قد اعترف (بفشـــله الذريـــع هــــو وطبقتــــه السياســــية) مـــن وجهــــة نظــــر الشــــارع الشـــعبي) فانا (بإدراكـــي المتواضـــع) اعتقد العكس تماما، فهو والطبقة السياسية قد نجحوا نجاحا باهرا، حيث قدموا بفشلهم (النبيــــل) كما قدم الفاسدون (بفســــادهم الشــــريف) وما زالوا اروع الخدمات الوطنية الجليلة في تنفيذ (ســــتراتيجية) نهضوية فريدة ومتجددة ستجعل بلادنا تمسك بمفاتيح الاقتصاد الدولي والتأثير الدولي والقرار الدولي عبر الاسترشاد بأروع التجارب الدولية التي سبقتنا وفي مقدمتها التجربة اليابانية وبما سيمكننا من الاطاحة بعمالقة الاقتصاد العالمي كما فعلت اليابان وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوربي.
فحين اقدمت الولايات المتحدة على شن اول حرب نووية في التاريخ ضد الإمبراطورية اليابانية، بعد رفض اليابان الاستسلام الكامل بدون قيد او شرط، خلال الحرب العالمية الثانية، ووفقا للامر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الامريكي هاري ترومان، قامت واشنطن بإطلاق قنبلتها النووية الاولى التي اسمتها (الولــــد الصغيـــــر) على مدينة هيروشيما  في السادس من آب عام (1945)، اعقبتها بضربتها النووية الثانية التي اسمتها (الرجــــل البديـــــن) على ناكازاكي، حيث كان حصاد الموت والدمار هائلا، بل مأساويا، فقد قتلت تلكما القنبلتين ما يصل إلى (140.000) شخص في هيروشيما، و(80.000) في ناكازاكي، وبعد ستة أيام من قصف ناكازاكي، وقعت اليابان (مرغمــــة) وثيقة استسلامها.
ووصفت سيدة نجت من المذبحة جانبا من تلك الكارثة الانسانية قائلة (كان عمري 12 عاماً، وكان ذلك اليوم صحواً... فجأة رأيت صاعقة من البرق أو ما يشبه عشرات الآف الصواعق تومض في لحظة واحدة، ثم دوّى انفجار هائل، وفجأة ساد المكان ظلام تام، عندما أفقت وجدت شعري ذابلاً، وملابسي ممزّقة، وكان جلدي يتساقط عن جسدي، ولحمي ظاهر وعظامي مكشوفة، الجميع كان يعاني من حروق شديدة، وكانوا يصرخون ويبكون ويسيرون هائمين على وجوههم وكأنهم طابور من الاشباح، وغطى مدينتنا ظلام دامس بعد ان كانت قبل قليل تضج بالحياة، فالحقول احترقت ولم يعد ثمة ما يذكرنا بالحياة).
وغني عن الاشارة حجم الدمار شبه الكامل الذي ضرب المدينتين، لكن اليابان التي خرجت من تحت انقاض تلك الكارثة النووية، منهكة، بل محطمة، واشلاء دولة، استطاعت ان تنهض من تحت رماد الفجيعة والابادة من جديد وتعيد بناء نفسها لتمسي واحدة من اقوى الدول الصناعية، بل احدى ابرز اعمدة الاقتصاد العالمي.
الى ذلك، فاننا بعد ان وعينا هذا (الــــدرس اليابانـــــي) جيدا، يجب ان نحيي ونشكر ونثمن باعتزاز واجلال وعرفان كل الفاشلين والاميين والمشعوذين والفاسدين والسراق واللصوص وسارقي النفط والآثار والمال العام في اي مرفق او موقع رسمي او سياسي او برلماني او قضائي او اقتصادي، لانهم بفسادهم (النبيـــــل) هذا انما يحاولون تطبيق (الستراتيجيــــة اليابانيـــــة) في بلادنا من خلال سرقة كل شيء وهدم كل شيء وتخريب كل شيء، بهدف تحويل العراق الى بيئة محطمة وارض محروقة واقتصاد متهرئ جنبا الى جنب مع مخططات داعش الارهابية، بذلك ، فان هؤلاء الفاسدين (النبــــــلاء) انما يحاولون عبر ستراتيجيتهم (الوطنيـــــة) هذه تنفيذ ايديولوجية (الارض المحروقـــــة) من اجل ان يحفزونا بعد ان (ينهبـــــوا) بفروسيتهم الاخلاقية والسياسية وشعاراتهم الزائفـــة  كل ثرواتنا، على المباشرة بعملية النهوض الكبرى من الصفر مثل اليابان تماما لنصبح مستقبلا، ان كان ما يزال هنالك بقايا امل بالمستقبل الذي يكاد ان يغرق في بحر الظلمات، احد ابرز اعمدة الاقتصاد العالمي.
 لكننا نخشى ان يعمد هؤلاء الفاسدون (النبــــلاء) الى استبدال (التجربــــة الاقتصاديــــة اليابانيــــة)، بفيلم (التجربــــة الدانماركيـــة)   لعادل امام ونيكول سابا بكل ما فيه من الاثارات الحميمة والمشاهد الساخنة والايحاءات الجنسية ، عندها سنخسر المسيرتين ، فلا نحن تمسكنا بخصوصية تجربتنا الوطنية ، ولا نحن استطعنا تقليد التجربة اليابانية ، وعندها سنكون مثار سخرية الشعوب والاجيال القادمة ونحن نجسد تماما باوضح واصدق صورة المثل الشعبي (لا حظت برجيلها ولا اخذت سيد علي). 
 
 
 
 

139
أدب / عتـــــــــــاب
« في: 15:32 13/09/2015  »
........ عتـــــــــــاب  ..........
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مال اللــــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
..................................
لمــــــاذا ..............
تمـــددت المســـــافات
بيننــــــــا .............
واتســـع المــــــــــدى؟
وجعلــت الشــــــامتين
يبتهجــــون ..........
بخصامنا ............
ويفـــرح العـــــــــدى؟
أنســـــــــيت؟ ........
كــــــم همســــت لــي
أحببتـــــك بالامــــــس
وأحبـــــك اليـــــــــوم
وســــــــأحبك غـــــدا
ثــــــــــم .............
تسـتدركين ضاحكـــة
بـــــــل ســـــــــأحبك
أيهــا العزيــز العزيـــز
أبـــــــــدا ..............
وكنـــــت ..............
اذا غازلتنــــي ........
أحســــك .............
عندليبــــا.............
كـــــواه العشــــــــق
فغــــردا ............
او بلبــلا ............
أرقــــه الشـــــــوق
فشـــــدا ...........
أتعلمــــين ........
كــــم احببتـــــــك؟
كبـــــــــــر الأرض
ووســـــع المــــدى
واليـــــــوم ........
يهـــز عتـــــــــــاب
القلـــب الموجـــوع
بتســــاؤلاته المـــدى
لمــــاذا طعنتنــــــي؟
ولمـاذا خذلتنـــــــي؟
وكنـــت اظنــــــــــك
الحصـــــن والدـفءَ
والســـــندا ........
وواحــــة الحــــــب
التــــــي ...........
ستبدل احزانــــــــي
افراحــــا ...........
وتجعلنـــي اســــعدا
وتبقيــــن غارقــــة
بصمتـــــك الموجع
بعـــد ان وجـــــدت
كل ابواب الاعتــذار
بوجهك موصـــــده
فتبريراتك الساذجة
ما عـــادت .......
تقنـــــع احـــــــــــدا
ويعـــــود خائبــــــا
إلــــيّ الصـــــــــدى
ويهمــس الزمـــــن
باذنــي مشــــــــفقا
كفـــاك اشـــــــتياقا
كفـــاك احتراقــــــا
فكــل ما وهبتهـــــا
من حـب ووفــــــاء
وتضحيـــات ......
قـــــــد ذهــــــــــب
ســـــــدى .........
ارحلـــــي .........
كمـــــــا رغبـــــت
فكــل ماتمنيتــــــه
واتمناه لك دائمــا
ان تكونـــــــــــــي
أســــــعدا ........


140
 
مشاكســــة
 ..............
ملائكـــــة. . . وشــــــــياطين
.................................
  مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .....................................
أذهلتني وأدهشتني، تلك المفردة المتفردة، التي أغنى بها احد سياسيينا الافذاذ القاموس الدولي الذي لم يشهد ربما منذ قرون تجديدا أو تطويرا أو تحويرا أو اضافة على مفرداته التقليدية، حتى جاءت مفردتنا الرائعة هذه لتجسد حضورا ابداعيا عراقيا مجيدا، عبر المصطلح الذي اطلقه على حكومته والذي اذهل العالم وهو يسميها (الحكومـــة الملائكيـــــة) ، ولتسرق هذه المفردة الاضواء من آخر مفردة شهدها العصر وهي (الحكومــات الالكترونيــــة)، وبذلك امسك هذا السياسي البارع باهتمامات الرأي العام والشارع الحكومي وهو يضع المجتمع الدولي امام تطور غير تقليدي وغير مطروق ممثلا بالانجاز التاريخي المجيد الفريد، ذلك هو  انبثاق (الحكومــات الملائكيـــة) التي، وتجسيدا لنهجها (الملائكــــي) سترتقي بالبلاد وتنصف العباد وتهزم كل سياسات وممارسات وتنظيمات ومنظمات العنف والجريمة والاستبداد، وتجتث الارهاب الفساد، والظلم والطغيان وتنصف الانسان في كل مكان.
واذ حاولت استطلاع جانبا من المتحققات التاريخية لأول (حكومــــة ملائكيــــة)، دهشت لروعة الانجازات التي ستذهل كل الدول والمنظمات.   
فعلى مستوى الفساد المستشري في مختلف الدول والبلدان ، ولان الحكومة (الملائكيــــة) من أنزه الحكومات، فان مستوى الفساد فيها لايمكن رؤيته الا بالمكروسكوبات الالكترونية عالية الدقة ، وعليه، فقد سبق لهيئة النزاهة ان اعلنت في احد تقاريرها عن احالة 15 وزيرا (ملائكيـــــا)  فقط  ومن هم بدرجتهم و122 متهماً من ذوي الدرجات الخاصة الى القضاء.
من جانب آخر اكدت تقارير دولية تواضع حجم الفساد في اول حكومة (ملائكيــــــة) حيث امسى (14) مسؤولا من ارفع المسؤولين فيها، ربما كان بعضهم في السابق لايملك ثمن وجبة (حمـــص بطحينــــة) او (لفــــة فلافـــــل)، يمتلكون ما مجموعه (258) مليار دولار (فقــــط) من خلال نضالاتهم (الملائكيـــة) بالطبع في الوقت الذي تشير فيه الدراسات الى ان نسبة الفقر في دولة الحكومة (الملائكيــــة) تجاوزت (22%) كما و تجاوزت نسبة البطالة فيها الــ(30%) من مجموع القوى العاملة وأن ما يقارب الف مليار دولار دخلت البلاد خلال السنوات السابقة لم يفلح الحكام (الملائكــــة) في توظيفها ببناء مدرسة نموذجية او مستشفى متخصص او تبليط شارع حديث، او توفير الخدمات أو تمكين الكهرباء من القضاء على الظلمات، لكنهم بمنتهى النزاهة (الملائكيــــة) والاخلاص وضعوا البلاد امام هاوية الافلاس.
ونظرا للرفاهية المفرطة التي وفرتها الحكومة (الملائكيــــة) للعراقيين جميعا فقد قدرت المنظمة الدولية عدد المهاجرين الفارين من (نعيــــم) هذه الرفاهية باكثر من مليوني مهاجر، في حين بلغ عدد النازحين والمهجرين في الداخل بسبب العنف والارهاب والجريمة المنظمة وانفلات الميليشيات وجرائم داعش الارهابية حوالي ثلاثة ملايين نازح، رافق ذلك تواصل مسلسل المفخخات والكواتم والعبوات اللاصقة التي ادت خلال شهر واحد الى سقوط اكثر من ثلاثة آلاف مواطن بين شهيد وجريح.
من جانب اخر ، ولان الحكومة (الملائكيـــة) تعمل وفق مبدأ غاندي (اللاعنـــــف) وتحتكم للمحبة والحوار والسلام، فقد انسحبت امام تقدم تنظيم داعش الارهابي وسمحت له بالاستحواذ على ثلاث مدن رئيسة وعلى مصادر نفطية مهمة وتركته خلال اكثر من عام يصول ويجول ويعدم الآلاف ويهدم الرموز الحضارية والروحية والتاريخية ويسبي النساء ويهجر ابناء الوطن الاصليين ويغتصب الاطفال ويبيع الفتيات.
الى ذلك فان نهج (الحكومـــة الملائكيــــة) وتنفيذا لستراتيجيتها التربوية في بناء شعب مكافح صابر عنيد قوي الارادة والعزيمة والشكيمة قادر على تحمل المصائب والمصاعب والويلات وقهرها، دفعها الى ايقاف تقديم الخدمات واختصار مفردات البطاقة التموينية  وعدم اصلاح المنظومة الكهربائية واستيراد وتوزيع المواد الغذائية الفاسدة والتلكؤ في بناء المدارس وتوظيف معظم ثروات وموارد البلاد لرواتب وتقاعد وحمايات ومخصصات وتخصيصات السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين من اجل ان يتمكن اعضاء حكومة الملائكة من هزيمة كل التحديات الخطيرة الحالكة وضمان رفاهية التشكيلة الحاكمة التي امست اشبه بالطبقة المالكة.
اما حكومات الشياطين، الذين يقفون بالضد تماما من الستراتيجية الاخلاقية النبيلة للحكومة الملائكية، فانها مستمرة في استعباد شعوبها واضطهادها وسرقة ثرواتها، ومن بين تلك الجرائم الشنيعة المريعة لحكومات الشياطين ضد الفقراء والمعدمين وضد المواطنين الاصليين والنازحين والمهجرين، اقدام رئيس وزراء فلندا (يوهـــا ســـيبيلا) على فتح منزله الخاص لاستضافة طالبي اللجوء الذين هرب معظمهم من رفاهية الحكومات الملائكية، داعيا الفلنديين لاظهار تضامنهم مع اللاجئين المتجهين الى اوربا، واقدام المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على فتح حدود بلدها امام اللاجئين الذين سئموا من مستوى السعادة فوق العادة الذي  وفرتها لهم الحكومات الملائكية وقرروا الفرار الى دول الحكومات الشيطانية.
 من جانب آخر سبق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ان تبرع بنصف ثروته الشخصية وراتبه الشهري الذي يقدر بنحو 6 آلاف دولار لمساعدة بلاده في التغلب على الأزمة الاقتصادية، كما اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عندما تولى السلطة في عام 2012،  قراره بخفض نحو 30% من راتبه الشهري، جنبا إلى جنب نحو 34 من وزراء حكومته في محاولة لخفض الإنفاق الحكومي المفرط، حيث اصبح (هولاند) بعد القرار يستلم شهريا نحو 19 ألف دولار، اما رئيس الأورغواي (خوســيه بيبــي موخيـــكا) فقد كرمه الرأي العام بوسام الرئيس الأفقر في العالم نظرا لتبرعه بنحو 90% من راتبه الشهري، الذي كان يبلغ نحو 12 ألف دولار شهريا، إلى المنظمات غير الحكومية والمشاريع الاجتماعية ومشاريع الإسكان، فضلا عن فتح ابواب القصر الرئاسي لاسكان المشردين والفقراء، وكذلك الامر بالنسبة لرئيس كوستاريكا (أوســـكار آريـــاس) الذي تبرع براتبه السنوي البالغ 102 ألف دولار للفقراء والمعدمين والمعوقين من ابناء شعبه.
 اما على الصعيد الامريكي، فإن الرئيس (جـــون كنـــدي)، الرئيس الخامس والثلاثين الذي اغتيل عام 1963 وكان واحدا من أغنى الرؤساء الامريكيين، وقد تبرع براتبه السنوي البالغ 100 ألف دولار للجمعيات الخيرية، بينما لم يقبل الرئيس (هربــرت هوفـــــر)  الرئيس الحادي والثلاثون للولايات المتحدة  تسلم راتبه أصلا وتركه للدولة وخصص جزءا منه للأعمال الخيرية، في حين لم يتبرع الرئيس الحالي (بـــاراك أوبامــــا) الا بنحو 5% فقط من راتبه البالغ 400 ألف دولار سنويا، اما بعض مسؤولي حكومتنا الملائكية فقد سرقوا المليارات من مبالغ الكرفانات المخصصة للمهجرين والمهجرات.
في ضوء الواقع، فان بعض المسؤولين (النبــــلاء) ضمن حكوماتنا (الملائكيــــة) في المنطقة الخضراء والذين هم احد اسباب كل هذا البلاء سرقونا بدل ان ينصفونا وخذلونا بدل ان يغيثونا وتاجروا بمعاناتنا بدل ان يصونوا ثرواتنا وحقوقنا. 
واخيرا، شــتان ما بيـــن حكومـــات تدعـــي (الملائكيــــة) وهــــي تفســــد وتظلــــم وتســــرق، ومـــا بيـــن حكومـــات يدعونهــــا بــ  (الشيطانيـــــة) لكنهــــا ترحـــم وتنصـــف وتشــــفق.   

141
مشاكســـــة .. خـــــــان . . .  جغــــــــان
.............................
  مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ............................................
في بلدان نائمة وفي اجواء سياسية غائمة، تتداخل فيها وتتمازج  شعارات الحرية بالممارسات القمعية، ووعود الاصلاحات بالكوارث والنكبات وستراتيجية المساواة بايدلوجية الاقصاء والتفرد بالسلطات، والنزاهة باللصوصية والسرقات، أبدلت الديمقراطية على ايدي سماسرتها من الحكام والسياسيين والمسؤولين والبرلمانيين ثوبها للمرة الالف، حتى لم تعد الشعوب فيها تدرك مواطئ اقدامها ولا خط سيرها ولا حقيقة اهدافها ولا مبادئ حكامها، وتبعا لذلك، وللمرة الالف تسقط الشعوب في هوة الحيرة والتساؤل هل باتت تعيش في ظل أنظمتها الهجينة التي يديرها مسؤولون معظمهم فاسدون، دكاتورية الديمقراطية؟ ام ديمقراطية الدكتاتورية؟ خصوصا وهي تشهد معظم الاحزاب والتحالفات تسارع لاستبدال ملامحها للمرة الالف وماكياجها للمرة الالف وشعاراتها للمرة الالف وتحالفاتها للمرة الالف ومواقفها للمرة الالف، وكما سبق (لشـــهرزاد) ان جلست بين يدي (شــــهريار) للمرة الالف، بعد ان خاضت معه معركتها الرومانسية العاطفية الحميمة للمرة الالف، لتروي له الحكاية الألف من حكايات الف ليلة وليلة البغدادية، هكذا جلست احدى (البرلمانيـــــات) ربما للمرة الالف لتروي لزميلتها، بمنتهى النزاهة والشفافية، والصراحة والمصداقية، كيف أمسى بامكان اعضاء البرلمان  في بعض البلدان ان يحولوا الاوطان الى (كعكـــــة) يتقاسمها اعضاء البرلمان.
فبمنتهى الشجاعة والصراحة والمصداقية، اكدت لزميلتها البرلمانية جوانب مهمة من (النزاهــــة الوطنيــــة) وهي تؤكد بثقة مطلقة بالنفس :
(جينــا بحمـــاس كلنــــا نريـــد، كلنــــا نريـــد نتقاســـم الامتيــــازات، وتقاســـمنا الكعكـــــة، كــــــل واحــــد اخــــذ كيكتــــه وفـــرح بيهـــا، وعقــــود ومناقصــــات وكومشنـــــات، واستفادينـــا، كلنــــا استفادينـــا، مـــن خلصـــت الفتــــرة كمنــــا نتنصــــل؟).   
لعل هذا (الاعتــــراف) الصريح الموثق بالصوت والصورة، يؤكد بما لايقبل الشك، ان الغالبية العظمى من المسؤولين عامة ومن البرلمانيين خاصة، في الدول النائمة والغائمة والشاكية والباكية ينظرون لاوطانهم ولبلدانهم، نظرتهم الى (كعكــــة)، كل يسعى (لخمــــط) اكبر قطعة منها، وبدل ان يزيلوا اوجاع بلدانهم ويضمدوا جراحها ويوقفوا نزيفها وينتشلوها من تخلفها، سرقوا ثرواتها وعبثوا بامنها وعمقوا جراحاتها وضاعفوا مآسيها وحولوها الى بلاد متسولة ومتوسلة وجائعة خانعة وبذروا ثرواتها الوطنية على مغانمهم الشخصية، بعد ان ادعوا قبل الانتخابات، بانهم جاءوا من اجل الانسان... ولمصلحة الانسان.. ولتحرير الانسان... ولخدمة الانسان... ولانصاف الانسان... وللارتقاء بمستوى الانسان... ولبناء الحياة الجديدة للإنسان، واذا ببعضهم بعد ان جلسوا على مقاعد المسؤولية والبرلمان يتنكرون للإنسان.. ويتاجرون بمعاناة الانسان ويترفعون عن خدمة الانسان... ويستحوذون على حقوق الانسان وتوجه حماياتهم اسلحتها وشتائمها وبصاقها للانسان... وبدل ان يوزعوا ثروات الاوطان على الانسان، اختصروا الطريق ووزعوها على السياسيين والمسؤولين وأعضاء البرلمان، وبدل ان يوظفوا العائدات الوطنية لتوفير الرفاهية والخدمات الاساسية للشعوب، حفروا لها قنوات ومسارب الى الجيوب.
وبذلك، وبعد ان أزكمت روائح الفساد النتنة الانوف، وانتفخت بالاموال الحرام الجيوب وامتلأت البلاد بالفساد والبطالة والفقر والعيوب واصبحت الدولة مثار تندر وسخرية وتهكم الشعوب، بفضل صخرة وظاهرة (عبعــــوب)، وما شابهها والتي اكدت ان البلاد باتت تسير (بالمقلــــوب) مجسدة الشعار الأليم الذي بات يترجم بدقة واقعنا المأساوي العقيم (اغنــــى البــــلاد .. وافقـــــر العبـــــاد)  انفجرت، بشدة التظاهرات الجماهيرية وارتفعت بحدة المطالبات الشعبية بالاصلاحات والتغييرات ومحاسبة الفاسدين والفاسدات والغاء الرواتب الخيالية والمخصصات غير المنطقية والامتيازات الفلكية والرواتب التقاعدية غير الواقعية التي عمقت الفروقات الطبقية بين اصحاب الثروة الحقيقية وبين الملاكات البرلمانية بدل ان تعمد إلى تحقيق العدل والرفاهية والمساواة وتوظف الثروة النفطية والعائدات للارتقاء بمستوى المعدمين والفقراء، حيث ساهمت تلك الاجراءات غير المنطقية بارتفاع نسبة من يرزحون تحت مستوى خط الفقر الى 25%.
 فقد فشلت الحكومة والبرلمان في تحسين مفردات البطاقة التموينية خلال سنوات.. وفي ايقاف عجلة الفساد خلال سنوات... وفي محاسبة المسؤولين والمرتشين خلال سنوات.. وفي مساءلة الوزراء الفاشلين خلال سنوات وفي حل ازمة الكهرباء خلال سنوات... وفي توفير الخدمات الاساسية خلال سنوات.. وفي رعاية اليتامى والارامل والمعدمين خلال سنوات.. وفي تنظيف وزارات الدولة ومؤسساتها من الاميين والفاسدين واقارب المسؤولين خلال سنوات وفي التوزيع العادل للثروات خلال سنوات... لكن البرلمان لم يحتج، ربما لاقرار امتيازات اعضائه الا للحظات.
 ولعل من عجائب وغرائب هذا الزمان التي تحققت على ايدي الحكومة والبرلمان، هذا الاثراء السريع المريع لمعظم البرلمانيين والمسؤولين وابنائهم وعوائلهم، والتمادي في تبذير الاموال العامة، فهذا المسؤول الذي كان عاملا قبل التغيير في هذه الدولة او تلك اصبح من اصحاب المليارات والعقارات، وتلك البرلمانية التي كانت لاتمتلك الا دارا متواضعة في حي شعبي لا تتجاوز مساحتها (80) مترا مربعا، كما ادعت وسائل الاعلام، امست بفضل (نزاهتهــــا) و(خدماتهـــــا الوطنيــــة الجليلـــــة) تمتلك دارا في ارقى مناطق العاصمة وأغلاها تقدر قيمتها بـ (12) مليار دينار فقط وبمساحة (متواضعــــــة) تفوق الالف متر مربع، وهذا السياسي الرفيع يكلف افراد حمايته (الشخصيـــــة) ميزانية الدولة اكثر من (مليـــــاري) دينار شهريا، ومسؤولون رفيعون آخرون، وعملا بالمثل الشعبي المصلاوي(مرقتنــــا علـــــى ازياكنــــــا) يعينون ابناءهم وبناتهم واخوتهم واقارب زوجاتهم خبراء ومستشارين لهم، في حين يمنح البرلمان رئيسه المقال (واحتكامــــا للعدالــــة والمســــاواة) راتبا تقاعديا يساوي مجموع الرواتب التقاعدية لمئتي مواطن عادي راتب كل منهم ربع مليون دينار.
ومع احترامنا واعتزازنا بكل المخلصين، الا انه لابد من التغيير باتجاه الاصلاح والتطوير ،ولابد من ملاحقة ومساءلة ومحاكمة اللصوص والفاسدين والسارقين والمفسدين، الذين سوقوا الفوضى واستحلوا المال العام واغرقوا البلاد بالتخلف والمآسي والنكبات وحولوا البلد بفسادهم وفساد ابنائهم الى (خـــــان جغـــــان) والى (كعكـــــة) تتناهشها الغربان واستباحوا حقوق وانسانية الانسان.
اخيرا، لابد من اجراءات حاسمة بحق سارقي الاوطان، فهل سيستطيع الدكتور العبادي اجتثاث الفساد والضرب بيد من حديد على كل من اشاع الفوضى وحول البلاد الى خان جغان وانصاف الانسان وتعديل الميزان؟
 

142
مشــــــاكسة
دعونـــــا نســــــرقكم
...........................
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.....................................
إشتعلت البلاد من أقصاها الى أقصاها بالتظاهرات الصاخبة منددة بالفساد ومطالبة بمحاسبة الفاسدين والمفسدين والسراق الذين اغتصبوا حقوق العباد، وتزاحمت وتنوعت وتداخلت الشعارات، ومعها اهتزت كراس وسقطت وجوه واسرعت اقدام في جريها الى المطارات وراحت المئات من الاصابع تتلمس بمهنية لصوصية جوازاتها الاجنبية، بينما اسرعت اقدام اخرين الى سوق مريدي وفروعه في المحافظات لتزوير حقوق وتواريخ ملكية العقارات، وارغمت الانتفاضة الجماهيرية المطالبة بالاصلاحات الجذرية واالتغييرات الجوهرية ومحاسبة من باع اغنى واغلى واروع الاوطان بأبخس الاثمان، كل الفاسدين والمختلسين واللصوص والسراق الاسراع في البحث عن مكان آمن عبر خروج آسن.
وعلى الرغم من ان الحقائق والوقائع والدلائل والارقام لم تكشف الا عن (خروقـــات) بسيطة وعن (هفــــوات) هامشية، وعن صفقات فساد تمت (بحســن نيـــة) وعن (إثـــــراء) طبيعي و (مشــــروع) رغم سرعته الخارقة، ربما جعل متسولا او عاملا في محل لبيع الموبايلات (مليارديـــــرا) بغمضة عين قد لاتزيد ثروته (المتواضعــــة) على سبيل المثال عن (عشــــرة مليـــــارات دولار) فقط الى جانب ربما عدد من (عشــــرات) العقارات الموزعة في مختلف البلدان، وعن صدفة مريره او ضربة حظ قديره جعلت من خائب فاشل في الدراسة الجامعية قد لا يمتلك الا شهادة الدراسة الاعدادية مسؤولا رفيعا يتقاضى بعد ممارسته المسؤولية لبضعة اشهر فقط  راتبا تقاعديا خياليا يتجاوز الخمسين مليون دينار، ومن كان بائعا للانتيكات يمسي مسؤولا رفيعا لايمتلك بعد ان (نجــــح) في جعل الارهاب يستبيح البلاد ويهجر ملايين العباد الا ثروة (متواضعــــة جــــدا) بلغت وفقا لادعاءات تقارير اجنبية (غيــــر نزيهــــة وغيـــر محـــايدة) (50) مليار دولار فقط، في حين لم يستطع مسؤول رفيع آخر ادعى بان المسؤولية الرفيعة التي يمارسها لا تشرفه وهي (تحــــت حذائـــــه) ان يجني عبر مهامه (النضاليــــة) وخدماته وانجازاته (الوطنيــــة) ووفقا للادعاءات الامبريالية ايضا الا (35) مليار دولار فقط، وعلى الرغم من ان (14) مسؤولا رفيعا من مسؤولينا الافاضل الاكارم الفقراء النزهاء ربما يلتحقون رغم (فقرهـــــم المدقـــــع) بقائمة اغنى الاغنياء بثروة متواضعة لا تزيد عن (208) مليارات دولار جمعوها من عرق جبينهم ومن العقود والصفقات التاريخية والحصص والنسب (الشرعيــــة) وفي مقدمتها اجهزة السونار المضحكة المبكية التي نجحت في الكشف عن التوابل والعطور ومساحيق التجميل النسائية وربما عن الوان ملابسنا الداخلية، لكنها فشلت فشلا ذريعا في الكشف عن الكواتم واصابع الـ (تــي ان تـــي) والمتفجرات والمفخخات، وصفقة المدرعات الاوكرانية المستهلكة التي تم استيرادها بملايين الدولارات لتصبح (مكبـــا) للنفايات، وعقود وصفقات بناء المدارس التي لم ينجز منها الا الهياكل الحديدية وربما تم اغلاق ملف فسادها اكراما لاحدى الدول (الاقليميــــة)، وغيرها الكثير من الاخطاء والسرقات (الهامشـــية) التي تمت يالطبع (بحســــن نيــــة) والتي ربما التهمت (الميزانيــــة الســـنوية) التي عجز االبرلمان برغم جهوده (الوطنيــــة الديناميكيــــة) عن العثور على ابواب ووثائق ومستمسكات الصرف الاعتيادية الخاصة بها وربما قرر اغلاق ملف (القضيــــة) لان عمليات الاستحواذ والتقسيم والصرف تمت كالعادة رغم الاخطاء (الهامشيـــــة) (بحســــن نيـــــة) ووفقا (للمصالــــح الوطنيــــة)، الا ان الجماهير الغاضبة التي تناست كل (الانجـــازات التاريخيـــة والانتصــــارات الملحميـــة والمكاســـب الخياليـــة والمســـتوى الرفيـــع مــــن الرفاهيـــة) التي حققتها الحكومة والبرلمان والمسؤولون وابناؤهم واسرهم واحزابهم وحماياتهم لم يقتنعوا بتلك (الهفــــوات الهامشــــية) فاشعلوا التظاهرات ورفعوا اللافتات واغلقوا الشوارع والجسور والساحات وصرخوا بمختلف الشعارات التي بامكانها ان تحرج وتقلق وتربك وتهز وتطيح بافضل الحكومات بعد ان تناسلت تلك اللشعارات واصبحت بالمئات.
فالمتظاهرون بطيبتهم التي تقترب من (الســـذاجة الفطريــــة) لم يستوعبوا اهمية ان توفر الدولة للبرلمانيين وللمسؤولين وللسياسيين رواتب ومخصصات مجزية وحمايات تتقن إغراق المواطنين، خلال سير موكب المسؤول المعني، بالشتائم والبصاق وكيف تلقن دروسا امنية باللكم والرفس والبصاق والصفعات واطلاق النار على كل من تسول له نفسه مضايقة موكب المسؤول او مجرد محاولة تجاوزه حتى لو كان (صحفيــــا) او سائق سيارة اسعاف يحاول انقاذ حياة احد المصابين، ولا يدركون اهمية ان توفر الدولة لهؤلاء المسؤولين السيارات المصفحة لانهم يخشون ان تنهال الجماهير عليهم بالقبلات الحارة اعتزازا بانجازاتهم التاريخية، الى جانب مخصصات الطعام والشراب والايفادات واجراء العمليات المختلفة لهم او عمليات التجميل لزوجاتهم، وان توفر لهم مقرات السكن وملاعب الاطفال وحتى علب المناديل الورقية في دورات المياه او اجهزة الرياضة والمساج وان ترصد لهم المليارات (لترميــــم) دورهم، من اجل ان تتوفر لهم الاجواء (المناســـبة) و (الراحــــة النفســــية) التي تمكنهم من تجديد حيويتهم وبما يمكنهم من تقديم افضل الخدمات لهذا الشعب الجائع الضائع الذي ربما امسى ربعه يعاني من البطالة والعوز، وربعه من التشرد والتهجير والنزوح، وربعه من الهجرة الخارحية والغربة والضياع في ارض الله الواسعة، وربعه يرزح تحت مستوى خط الفقر في دولة تمتلك اضخم الاحتياطيات النفطية وربما تمثل ثاني اكبر دولة مصدرة للنفط بعد العربية السعودية، لكن سياسة (اللفــــــط) اضاعت كل موارد النفط واغرقت البلاد بالجوع والقحط.
اخيرا، وفي الوقت الذي يرفع فيه المتظاهرون مئات الشعارات مطالبين بالخدمات والكهرباء وفرص العمل ومحاسبة الفاسدين واقالة الفاشلين والغاء الرواتب والمخصصات الخيالية للمسؤولين وايقاف رواتبهم التقاعدية الخرافية، وفصل اصحاب الشهادات المزورة وتنظيف الوزارات ومؤسسات الدولة من التعيينات العائلية وتقليص الحمايات التي تجسد خوف المسؤولين من ابناء الشعب وغيرها الكثير الكثير، بيد ان هذه التظاهرات الحاشدة بشعاراتها المختلفة ربما ستستفز الفاسدين وستحفزهم على إعادة تنظيم صفوفهم والخروج بالمقابل بتظاهرة تحد مطالبين هم ايضا بحقوقهم (المشـــــروعة) التي يجسدها شعارهم الستراتيجيي الوحيد الذي يتقنون تجسيده وترجمته جيدا الا وهو:
 (دعونــا نســرقكم) ، و(تريـــد ارنــــب اخــــذ ارنــــب .. تريـــد غــــزال اخـــذ ارنــــب)
 

143
مشاكســـة
الشمــــس طلعـــــت عالحراميــــــــة
........................................
  مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ......................................
باقتدار وقوة وثبات ، استطاع بركان الاحتجاجات الجماهيرية ان يهزم بلهيبه وبسخونة احداثه ومطاليبه وافرازاته حرارة آب التي تجاوزت في ماراثونها نصف الطريق الى درجة الغليان، ليفجر امام الرأي العام غليانا  شعبيا من نوع آخر، غلياناً ربما لن يدرك لسع درجات حرارته الا اولئك الفاسدون واللصوص وسراق المال العام ومختطفو رغيف الخبز من افواه الجياع والمعدمين ومن افواه المهجرين والنازحين، اولئك المتاجرون بمصائب الشعب ونكباته ومآسيه وفواجعه وكوارثه التي جلبوها هم بفسادهم وعربداتهم السياسية ومزايداتهم وموبقاتهم وعمالتهم  لهذه الجهة الاقليمية او تلك.
ومثلما استفاق الدكتور العبادي فجأة من مشاريع احلامه ووعوده بعد سنة من عرضه لبرنامجه الحكومي وهرول مسرعا لتدارك الامر ونقل مايمكن نقله من الورق الى الارض عبر حزمة الاصلاحات، هكذا استفاق معظم المسؤولين هنا وهناك من سباتهم فجأة ايضا، منددين بالفساد ومسارعين لاعداد قوائم باسماء الموظفين المرشحين للاقالة بينما التقط البرلمان هو ايضا انفاسه واستيقظ فجأة من سباته وبعد ان تثاءب طويلا صوت بالموافقة على ما اطلق عليها (حزمة الاصلاحات) التي دعت الى اجتثاث الفساد ومحاسبة الفاسدين واقالة عدد من المسؤولين وتخفيض اعداد حماياتهم ومنع بعضهم من السفر وايقاف الرواتب التقاعدية، في وقت  يتساءل فيه المراقبون والمحللون الستراتيجيون الى جانب المتظاهرين، اين كانت اذا الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية وهيئات النزاهة ولجانها والسياسيون والقضاء خلال السنوات الماضية التي شهدت اوسع عمليات الفساد واضخم اساليب النهب المنظم للمال العام، بل وضياع ميزانيات سنوية بأكملها وهرب الفاسدون بما اختلسته اياديهم السود الملطخة بالعار الى الخارج، الى جانب ضياع نصف مساحة البلاد التي استولى عليها تنظيم داعش الارهابي وما خلفه اجرامه الدني من هدم للبنية التحتية واعدام مئات الآلاف وتهجير الملايين وتخريب كل الرموز الحضارية والروحية في وقت شهد فيه العالم على ايدي المسؤولين الفاسدين من وزراء وبرلمانيين وسياسيين وذوي الدرجات الخاصة ولادة أوسع وأخطر وأقذر وأحط منطقة فساد على ايديهم.
واذا بلهيب الصيف الذي انجب ربيع الاحتجاجات، يجعل الربيع يتمخض ايضا ليلد صقيعا جليديا من الخوف والرعب وفقدان التوازن بين مختلف المسؤولين الفاسدين الذين غرق  معظمهم ببحر من التبريرات غير المقنعة اسمه (فجـــــأة).
فرئيس الوزراء انتبه فجأة الى حجم الفساد الذي اغرق البلاد وسلب لقمة عيش العباد، فسارع الى إعلان حزمة اصلاحاته فجأة، كما انتبه فجأة الى حجم الرواتب والمخصصات غير الواقعية، بل والفضائية التي يتقاضاها الوزراء والبرلمانيون وذوو الدرجات الخاصة، وهذا وذاك انتبهوا فجأة الى ان حجم الحمايات الخاصة للمسؤولين يفوق ربما عدد افراد الجيش وقرروا فجأة تخفيض اعدادها، وهذا المسؤول او ذاك انتبه فجأة الى امكانية هرب المسؤولين الفاسدين وقرر اصدار قرارات بمنعهم من السفر، والقضاء استفاق فجأة من غفوته وطالب بتقديم الفاسدين اليه، والبعض استفاق فجأة من غفوته وحاول التملص من صمته السابق مطالبا فجأة بمنع صرف أي مخصصات حكومية لاي مسؤول مقابل اجرائه لعملية استئصال بواسيره الي كلفت احداها الدولة بحدود  خمسين مليون دينار، او لقاء تصغير اعضاء زوجته او تجميلها بمبلغ ربما يتجاوز الستين او السبعين مليون دينار، أو لأي برلماني او مسؤول لقاء اجرائه عمليات لازالة القشرة من رأسه،  وهذا الوزير او اذاك انتبه فجأة الى وجود عدد من اصحاب الشهادات المزورة  في وزارته وقرر فجأة الاستغناء عنهم، وآخر تذكر فجأة ان مجموعة المدارس التي تعاقد على بنائها منذ سنوات ما تزال مجرد هياكل حديدية اكلها الصدأ منذ سنوات وقرر فجأة محاسبة المسؤولين، ووزير آخر استفاق فجأة من نومه وعلم فجأة ان وزارته تضم تشكيلات عائلية وقرر فجأة استبعادهم  من وزارته، وآخر اكتشف فجأة ان وزارته تضم آلاف الموظفين الوهميين الفضائيين وقرر فجأة فتح تحقيق في الموضوع، وآخر اكتشف فجأة ان بعض مفردات البطاقة التموينية التي تضم (خمسين) مادة غذائية غير صالحة للاستخدام البشري وقرر فجأة محاسبة المقصرين، وآخر نهض من نومه فجأة وتلمس فجأة عجز الكهرباء الكسيحة وبعد ان كان يطالب بايقاف (الكيزرات) في هذا الصيف اللاهب اكتشف فجأة ان بامكان المعنيين تحسين الطاقة الكهربائية فجأة، وبعد سنوات من السلب والنهب والسرقات المشرعنة اكتشف المسؤولون فجأة اهمية تشريع قانون (من اين لك هذا) بعد ان ضيع (الفاسدون) بحدود الف مليار دولار من ايرادات العراق منذ سقوط النظام السابق الى يومنا هذا ولم يشيدوا انجازا واحدا يمكن ان نفخر به عدا الصرفيات المهولة على المنطقة الخضراء سيئة الصيت التي ضمت الى جانب قلة من المخلصين، خيرة اللصوص والسارقين والفاسدين وسراق المال العام وسماسرة العقود الوهمية والصفقات الفاسدة بدءا من اجهزة السونار سيئة الصيت للكشف عن المتفجرات مرورا بصفقات الاسلحة المستهلكة وانتهاء بالمواد الغذائية الفاسدة والذين لم يجلبوا للبلاد الا الخراب والدمار والافلاس والارهاب والانهيارات الامنية والجريمة المنظمة وانفلات الميليشيات، حتى امست بلادنا بسببهم وبسبب سرقاتهم وفسادهم  ثالث اكثر دولة فسادا على قائمة الشفافية العالمية واصبحت عاصمتنا (التي كانت جميلة يوما ما) واحدة من (اوسخ) العواصم والمدن، وتحولت بلادنا ايضا الى واحدة من اخطر البلدان على حياة الصحفيين، وانحدرت بلادنا الى الافلاس لتمسي دولة فقيرة تستجدي مساعدات الاخرين وربما امسينا نحتل المرتبة الاولى في عمليات التهجير والنزوح، لذا لابد ان نتساءل الان كما يتساءل الشارع الشعبي الذي يعيش ربيع انتفاضته المجيدة، اين كان كل هؤلاء المسؤولين الذي استفاقوا فجأة ولوحوا باجراءاتهم الاصلاحية فجأة خلال السنوات الماضية التي شهدت عمليات السلب والنهب وشرعنة سرقة المال العام؟؟
  اخيرا لقد تمخض ربيع الانتفاضة الجماهيرية منجبا صقيعا يحاصر الفاسدين، وما نأمله ان يستطيع هذا الربيع ان يحاصر بصقيعه كل حيتان الفساد الكبيرة وان ألا يكتفي كالعادة بالاسماك الصغيرة وحسب، وربما عندما سيكشف القضاء (النزيه) ثروات البعض من المسؤولين الفاسدين الذين كانوا معدمين وفجأة امسوا من اصحاب الشركات والفلل والقصور الفارهة وعشرات المليارات، سيجعل الشعب المسروق والمنهوب والمظلوم يردد لهم منلوج الفنان الكبير علي الدبو (الشمس طلعت عالحرامية..  وبانت اعمال الرجعية ربك حميد كشف امرهم لا لا لا منصدكهم... هذي القصور.. هذي الحواش.. هذي المكائن انترناش كلها من هذا المعاش.. عفية معاش.. لا لا لا لا منصدكهم).

144
مشــــــاكسة
حتــى نــــارك جنـــــة
  مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
تصاعدت بشدة حرائق الفساد لتلتهم ابسط حقوق المواطنين واحتياجاتهم اليومية ولتجعل شعبا باكمله في مهب الريح ، واذا بالجماهير التي اكتوت بنيران الفساد والجوع وغياب الكهرباء وانعدام  الخدمات وتردي الامن وتفشي الارهاب والجريمة المنظمة وانفلات الميليشيات والاثراء غير المشروع للمسؤولين وابنائهم والفقر واالبطالة واستهتار بعض المسؤولين وحماياتهم واستحواذهم على المناصب الرفيعة والرواتب الخرافية والمخصصات الخيالية التي قدرها احد مسؤولي النزاهة بحوالي (600%) من رواتبهم الحقيقية وغيرها تتكاتف وتتلاحم وتتفاعل لتنفجر اعصارا من الغضب الجماهيري الذي تجسد بالتظاهرات الحاشدة المطالبة بالتغيير واجتثاث الفساد وتقديم المسؤولين الفاسدين الى القضاء،مما ارغم رئيس الحكومة الاسراع بالاعلان عن حزمتي اصلاحات في مقدمتها مساءلة الفاسدين والغاء مناصب مهمة والتلويح بحل هيئات مختلفة وتقليص حمايات المسؤولين والغاء مخصصاتهم  ومنع سفر المتهمين بالفساد وسواها.     
واذا كان  من الصعوبة التوقف خلال مشاكسة واحدة ازاء جميع محطات الفساد ، فلابد من التوقف في واحدة من اكبر محطاته التي ادت لانفجار اعصار الغضب الجماهيري تلك هي الكهرباء الكسيحة التي ابتلع المسؤولون عنها قرابة (40) مليار دولار دون ان تتقدم خطوة واحدة الى الامام وسط صيف لاهب لايحتمل.
ان من بين أوسع وأخطر المؤامرات التي تعرض لها العراق عبر تاريخه الطويل الحافل بالمؤامرات والمترع بالدماء والمغامرات والمتخم بالانكسارات والانهيارات، تبرز المؤامرة الحالية ثلاثية الابعاد والادوات لتحفر حضورها في مقدمة كل الصفحات، بعد ان استطاعت ان تختطف خلال ايام قلائل ارواح عشرات الاطفال وما تزال تهدد، ربما، المئات ليس من الاطفال حسب وانما من المرضى والنساء الحوامل وكبار السن ايضا. فقد شارك ماجد المهندس (من حيث لا يدري) مع الانواء الجوية والحكومة (عبر وزارة الكهرباء) في حياكة فصول هذه المؤامرة (الحرارية) وتنفيذها.
فالاحوال الجوية أطلقت قبل ايام رصاصة بدء ماراثونها (الحراري) لتسجيل الرقم القياسي في درجات الحرارة الاشد التهابا، واذ بها تتجاوز بسرعتها الجنونية حاجز الخمسين بزمن قياسي وهي تقترب من درجة الغليان مطيحة بالرقم القياسي العالمي المسجل باسمها قبل ثلاثين عاما، اما وزارة الكهرباء وعبر (كفاءاتها) العبقرية النادرة فقد استطاعت هي الاخرى تنفيذ المهمة الموكلة اليها بنجاح منقطع النظير من خلال تقليص ساعات تجهيز المواطنين بالكهرباء تحت مظلة ادعاءات وتبريرات مختلفة، بل وبدل الاعتذار من المواطنين لعجزها عن تخفيف مستويات ذلك (الجحيم) اللاهب، حاولت (السخرية) منهم  بادعاءات بعض مسؤوليها ان سبب شحة الكهرباء هو كثرة استخدام المواطنين للسخانات الكهربائية (الكيزرات) في هذه الاجواء الملتهبة التي تجاوزت  فيها درجة حرارة المياه العادية نصف درجة الغليان، ولا احد يدري هل ان ذلك المبرر (الخرافي) كان يمثل استهانة مقصودة بعقول ووعي وذكاء المواطن والسخرية منه؟ ام هو تأكيد لمدى غباء من اطلقه؟
من جانبه، مارس الفنان المهندس دورا فنيا (عفويا) عبر تسويق اغنيته الشهيرة التي تخفي وراء كلماتها الرومانسية والحانها المبدعة ستراتيجية عدوانية، حيث تقول كلماتها (جنة جنة جنة والله يا وطنا) وصولا للستراتيجية التآمرية المخادعة حيث يؤكد (حتى نارك جنة)، مما اسهم في دفع عشرات وربما مئات الآلاف من النازحين والمهجرين لاسيما الاطفال منهم الى التوجه وعملا بوصية المهندس نحو الوقوف تحت لهيب الشمس للتمتع (بجنـة الوطــن) التي وعدهم بها وهرب منها وبذلك اسهمت هذه (الجنة) المخادعة باختطاف ارواح العشرات منهم.
ترافق ذلك مع تأكيدات لاحد البرلمانيين بأن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة ووصولها الى 50 درجة مئوية وما رافقها من إهمال شديد في الخدمات الاساسية تسبب بوفاة عشرات الأطفال وكبار السن من النازحين وخاصة الذين يعيشون في المخيمات، معربا عن أسفه لعدم التركيز على هذه الكارثة من قبل وسائل الاعلام، مجددا دعوته للحكومة ـإعلان حالة الطوارئ لمؤسساتها وخاصة الخدمية منها لان الامر يتطلب ذلك من اجل توفير الماء والادوية والخدمات الاساسية الاخرى، مبيناً أن النازحين يعانون من الأمراض نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، محذرا من ان بقاء الحكومة على وضعها الحالي بموقف المتفرج سوف يؤدي لحلول كارثة بهم مما قد يتسبب بوفاة المئات منهم وخاصة الأطفال، مناشدا المنظمات الانسانية والامم المتحدة مضاعفة جهودها لإنقاذ حياة الملايين الذين يعيشون في ظروف مأساوية .
وكانت مفوضية حقوق الانسان من جانبها قد قرعت هي الاخرى جرس الانذار بشدة امام الحكومة والرأي العام والمنظمات الدولية وخصوصا الانسانية منها، مؤكدة أن عدد الاطفال النازحين في العراق (بسبب رفاهية جنة النزوح والتهجير) التي وفرتها لهم الحكومة بتدابيرها الانسانية العبقرية ارتفع الى مليون و600 الف طفل، مشيرة الى ان الآلاف من هؤلاء الاطفال وفي مقدمتهم الذين يعيشون في (جنات الكرفانات والخيام التي تجري من تحتها وحولها مجاميع الافاعي والعقارب والحشرات المختلفة) مهددون بالموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة، عملا بقول الشاعر ابن نباتة السعدي (من لم يمت بالسيف مات بغيره) حيث نجح بعض مسؤولينا العباقرة بتجسيده على الارض بحقيقة ميدانية تجاه النازحين والمهجرين تؤكد ان (من لم يمت بالافاعي والعقارب، مات بالحرارة .. تعددت الاسباب والموت واحد) وخصوصا بعد ان (نجح) الفاسدون (كالعادة) في سرقة (800) مليون دولار من تخصيصات الكرفانات (وفقا لتأكيدات مسؤول رفيع) والنجاح (كالعادة) في الهرب بها الى الخارج.
وكانت اجهزة الاعلام قد اكدت وفاة (25) طفلا في مخيمات وكرفانات المهجرين والنازحين، اربعة منهم في مخيم واحد فقط، هو مخيم (الحردانية) شمال الضلوعية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم توفير مستلزمات الحياة الاساسية في مقدمتها الكهرباء والماء الصالح للشرب، وربما يفكر ذوو الضحايا بتشكيل وفد لزيارة الحكومة ووزارة الكهرباء لتقديم الشكر والامتنان والعرفان لهم بهذا الانجاز التاريخي العظيم.
الى ذلك، يدعي المغرضون والمشككون واعداء حكومتنا الثورية من الامبرياليين والاستعماريين والحاقدين والمراقبين والصحفيين ذوي الالسن الطويلة ان حوالي (40) مليار دينار صرفت على قطاع الكهرباء ذهبت هدرا، كما ذهبت ادراج الرياح وعود بعض المسؤولين (العباقرة) بالعمل على الاكتفاء الذاتي وتجاوز الحاجة الفعلية من هذه الطاقة وتصدير الفائظ منها عام 2015، واذا بالكهرباء الكسيحة تتراجع بدل ان تتقدم وتسوء بدل ان تتحسن وتنكفئ بدل ان تقف على اقدامها، واذا بالمسؤولين الكهربائيين المسؤولين عن النكبة يهربون بما اختلسته ايديهم (من المال الحلال) الى الخارج للتمتع هنالك بكهرباء مستمرة مستقرة وبضمائر نائمة لا تستيقظ ابدا دون ان يخضعوا للمحاسبة، وربما لو تعاقدنا مع اي شركة يابانية او كورية او المانية او هندية لاستطاعت ان تجعل العراق مضاء على مدار الساعة بربع او نصف المبلغ الذي التهمه الفاسدون.
الى ذلك نجحت مختلف الدول في توفير الطاقة الكهربائية من الشمس   والماء   والرياح والرقص والنفايات، ربما، لو حولنا المسؤولين الفاسدين وما نهبوه من اموال هذا الشعب المسكين الى نفايات واستخدمناهم وقودا في توليد الطاقة الكهربائية لحصلنا على طاقة مستمرة ومستقرة، اما لو استخدمنا اكاذيب بعض المسؤولين ووعودهم وتصريحاتهم وخطبهم وبياناتهم التي لا تتحقق ابدا فربما سنحصل على طاقة كهربائية قادرة على اضاءة الشرق الاوسط كله.   
 

145
الثقافـــة الكلدانيــة تســتضيف الاديـــب هيثــم بـــــردى
..............................................................
تســتضيف جمعيـــة الثقافـــة الكلدانيــة علـــى قاعتهـــا فــي عينكـــاوة الاديــب الاســـتاذ ( هيثـــم بــــردى) ضمــن موســـمها الثقافـــي الحالــي ليلقـــي الضــوء علـــى ريـــادة شـــعبنا المســيحي عبـــر محاضرتـــه (مســـيحيو العــــراق ... والريـــــادة)  ، وذلك فــي الســاعة الســـابعة والنصــف مـــن مســاء يـــوم الجمعـــة المصـــادف 14 اب 2015 ، والدعـــوة عامــة للجميـــع 

146
مال اللــــه فـــرج  ومحطاتــه الصحفيـــة والاذاعيــة والادبيــة
.......................................................................
ـــــــــ القســــــم الاول ــــــــــ
ضيفت  جمعية الثفافة الكلدانية ضمن موسمها الثقافي مساء الجمعة( 7  اب 2015) وعلى مدى ساعتين ، الصحفي والاعلامي والكاتب السياسي (مال اللـــه فــــرج) بحضور نخبة من الاعلاميين والادباء والمثقفين وممثلي ممنظمات المجتمع المدني لالقاء الضوء على جوانب من مسيرته المهنية.
في بداية الندوة قدم الاديب الاستاذ (هيثــم بــــردى) السيد مال اللــه فــرج ، مستعرضا جانبا من مسيرته  المهنية ومن المسؤوليات التي نهض بها قائلا:   
الحضور الكرام :
يسر جمعية الثقافة الكلدانية التي دأبت على اغناء مسيرتها الثقافية باستضافة نخبة من المبدعين من ابناء شعبنا من مختلف  المهن والاختصاصات ، ان تستضيف اليوم مبدعا اخر حفر بصماته ورؤيته النقدية  وحضوره على خارطة الاعلام بمهنية عالية وبكفاءة حقيقية ، انه الصحفي الساخر الاستاذ مال اللــه فــرج الذي قرأنا له منذ حوالي عشرة اعوام وما نزال مشاكساته النقدية الساخرة الرائعة الملتهبه سواء في مجلة صوت الاخر اوعلى مختلف المواقع الالكترونية.
واضاف بردى : ولعل من الغريب والطريف اعزاءنا ان تجتع في شخصية مبدعنا الاستاذ مال اللــه فـرج اتجاهات واختصاصات مهنية  متعددة ، لترسم حدود طاقة اعلامية   متميزة  حفرت حضورها وتاريخها على مسيرة الاعلام العراقي طيلة اكثر من اربعين عاما ، فهو الصحفي والاديب والمحلل السياسي والكاتب الاذاعي ومدير تحرير لصحف ومجلات مختلفة ومديرا للثقافة والاعلام في المنظمات الجماهيرية وسواها.   
واذا كان من الصعوبة ان نتوقف خلال هذا الوقت القصير في محطات كثيرة ومتشابكة ، تمتد لاكثر من اربعين عاما من العطاء الزاخر المبدع وفي مختلف الاتجاهات ، فاننا سنكتفي بلمحات من سيرته الذاتية ونترك المزيد له ليقلب صفحات الذاكرة ويستل من خزائنها ما يريد ان يتحفنا به، وفي الاتي لمحات من ملفه الشخصي :
ـــ مال اللــه فرج من مواليد مدينة الموصل عام 1948 ، انهى دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها واكمل دراسته الاعدادية في بغداد.
ـــ عمل مديرا للثقافة والاعلام للاتحاد العام لنقابات العمال طيلة 14 عاما
ـــ ممثلا للاتحاد العام لنقابات العمال في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون       
ـــ مديرا لتحرير ملحق صحيفة التاخي عام 1974
ـــ سكرتير تحرير صحيفة العراق 1988 
ـــ المشرف العام على مجلة التجارة العربية
ـــ مدير تحرير صحيفة اليقظة
ـــ  مدير تحرير صحيفة سورايا
ـــ مسؤول قسم الاخبار والتقارير العربية والدولية في صحيفة المدى
ـــ عضو هيئة التحرير ومسؤول القسم السياسي في مجلة صوت الاخر
ـــ مدير اذاعة الحياة الجديدة
ـــ رئيس الهيئة الاستشارية لنقابة الصحفيين العراقيين
ـــ عضو نقابة الصحفيين العراقيين والاتحاد العام للصحفيين العرب وجمعية الثقافة الكلدانية
ـــ شارك بعشرات المؤتمرات النقابية والمهنية والسياسية العربية والدولية في سويسرا والجزائر وبريطانيا ومصر والكويت والمغرب وفرنسا واليمن وكوبا وسوريا والمانيا والدانمارك.
ـــ اصدر روايته (ضياع) عام  1970 ومسرحيته (الغريب) عام 1974
ـــ اصدر كتابين حول مؤتمرات منظمة العمل الدولية.
ـــ اجرى عشرات الحوارات الملتهبة مع مختلف الوزراء والمسؤولين
ــ عضو الوفد الاعلامي  لمؤتمر القمة العربية في مصر ، وعضو الوفد النقابي العراقي لاجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي للنقابات في برلين ، ورئيس الوفد الاعلامي النقابي الى سوريا ، وعضو الوفد العراقي لندوة منظمة التقدم العالمية حول اسرى الحرب في القانون الدولي في جنيف
ـــ  رئيس اللجنة الاعلامية  للمؤتمر العالمي حول الاثار الخطيرة لحرب الخليج على الامن والسلم الدوليين   ، وللمؤتمر العالمي الشعبي للسلام. 
ـــ هزته بعنف جريمة تهجير شعبنا من قبل عصابات داعش الارهابية وكتب ونشر اكثر من عشرة مقالات حول هذه المأساة منها ( ســقوط الحضــارة ، انهـــــم يذبحوننـــا فهــــل نسينـــــا العالـــــم ، عندمـــا تصبـــح الخيمـــة وطنـــا ، عـــــام علــــى النكبـــــة ، النازحــــون الســــعداء).
اخيرا .. نترك المايكروفون لمبدعنا المشاكس الاستاذ مال اللــه فــرج ، ليبحر بنا حيثما يشاء عبر محطات مسيرته الصحفية الممتعة.
قدم بعد ذلك السيد مال اللــه فــرج ، عرضا لمحطات من مسيرته الاعلامية خاصة والمهنية عامة ، مستهلا ذلك بالتوقف في محطة الطفولة ومشاكساتها مع زملاء الدراسة الابتدائية ، موضحا بانه عاش مع زملائه  طفولة ممتعة برغم واقع الفقر المدقع انذاك وكانوا انصاف ملائكة وانصاف شياطين في لهوهم ومشاكساتهم ومقالبهم ومحبتهم ووفائهم لبعضهم ، موضحا بانه منذ الصغر كان مشروع شاعر واديب لم يكتمل ، اذ رغم عشقه للادب والشعر وقراءاته الادبية المنوعة لمختلف الكتاب والمؤلفين العرب والاجانب ، الا ان الصحافة نجحت في اختطافه من اماله الادبية ،  مستذكرا اول قصة كتبها وكان طالبا في المرحلة الابتدائية حملت عنوان (الورود البيضاء) وكانت قصة بوليسية باطار عاطفي ، اما اول قصيدة نظمها فقد حملت عنوان (لاتهجريني) وكان وقتها طالبا في الاول المتوسط ، اما اول محطة صحفية في حياته فقد كانت في مجلة (الفكاهة) النقدية البغدادية الساخرة ، لصاحبها ورئيس تحريرها الفنان (حميد المحل) رحمه الله وكان في السابعة عشرة من عمره  حيث تولى تحرير صفحة (ابو دلامة والقراء) الى جانب كتابة الخواطر النقدية فيها ، حيث عمل بمعية نخبة من الصحفيين الهواة انذاك كان منهم (ليث الحمداني ، طارق ابراهيم شريف ، سعدي المالح ، رواء الجصاني ، تركي كاظم جودة ، سالم العزاوي ، شكرية العقيدي ،ابراهيم محمد علي  الكاظمي ، وسواهم) ، متوقفا عند اول قصيدة نشرها في تلك السنة ايضا باحدى المجلات اللبنانية حملت عنوان (ســـؤال حائـــــر) تقول كلماتها:
ومـــــات الغـــــــرام
وعاد يلف حياتــــي
الظــــــــلام .......
فتمتـــــم قلبـــــــي
بهـــــذا الســـــؤال
وردت صــــــــداه
ربـــــوع الجبـــال
امــا مــن عـــوده
لماضـــي السنين
لأمـــس مليــــئ
بذكــــرى الحنين
ولا شــــيئ .....
غير ذكرى الليالي
تعيـــــش بقلبـــي
وتمــــلأ خيالــــي
ويبقــى ســـؤالي
بـــــدون جـــواب
ليــــوم زوالـــي
استعرض بعد ذلك السيد مال الله فرج جوانب من عمله المهني والصحفي ، ومشاركاته الواسعة في مختلف المؤتمرات المحلية والعربية والدولية  ، ولقاءاته وحواراته الصحفية الساخنة مع مختلف الوزراء والمسؤولين بالاخص في صحيفة العراق حيث كان يشغل موقع سكرتير التحرير ، وكذلك في مجلة صوت الاخر.
وتوقف الصحفي مال اللــه فــرج خلال استعراضه لمحطاته الصحفية الى الدور الحيوي الكبير الذي تنهض به السلطة الرابعة في صياغة الرأي العام وتوجيهه عبر رسالتها في البحث عن الحقيقة وحتمية تصادمها مع الفاسدين من حكام ووزراء وسياسيين وبرلمانيين في مختلف الدول والانظمة خلال بحثها عن الحقائق ودفاعها عن مصالح الشعوب وحقوقها وفي مقدمتها الحريات العامة وحقوق المواطنة والمال العام وما يستلزمه ذلك من المواجهات المباشرة وغير المباشرة.
وشبه السيد مال اللــه فرج مسيرة الصحفي وحرصه على مهنيته ونزاهته وحريته في التعبير وفي عرض الحقائق بالاخص في الدول الفاسدة التي لاتقيم وزنا للدساتير ولحقوق الانسان ، كمثل انسان معصوب العينين وهو يسير في حقل من الالغام ولا يدري في اية خطوة ينفجر فيها لغم تحت قدميه او في اية لحظة يتم فيها اسكات صوته بمختلف الاساليب الارهابية البوليسية ان هو حاول تخطي الخطوط الحمر التي وضعها الحكام والمسؤولون الفاسدون ، مما يتطلب من الصحفيين بالاخص في الدول (النائمة والغائمة والمتوسلة والمتسولة) كما اسماها ان يتحلون بالحذر والشفافية وامتلاك الادلة والقدرة على عرض كل الحقائق باسلوب لا يضعهم تحت انصال المحاسبة او رهن احكام القضاء.
وتطرق مال اللــه فرج الى دور الصحافة النقدية الساخرة في اجتذاب القسم الاكبر من القراء نظرا لسخريتها الحادة وقدرتها على الهزء بالفاسدين والمتخلفين والفاشلين برغم المصائب والماسي والخراب الذي يلحقه الفاسدون بالمجتمع وبحقوق الشعوب وبالاموال العامة من منطلق (شر البلية ما يضحك)
ــــــــــــــــ البقية في القسم الثاني والاخير ـــــــــــــــــــــــ
 
.......................................................................
ـــــــــــ القسم الثاني والاخير ـــــــــــــــــ
في الاتي القسم الثاني والاخير ، من وقائع الندوة الحوارية التي ضيفت  فيها جمعية الثفافة الكلدانية ضمن موسمها الثقافي مساء الجمعة( 7  اب 2015) وعلى مدى ساعتين ، الصحفي والاعلامي والكاتب السياسي (مال اللـــه فــــرج) بحضور نخبة من الاعلاميين والادباء والمثقفين وممثلي ممنظمات المجتمع المدني لالقاء الضوء على جوانب من مسيرته المهنية.
ففي معرض حديثه عن دور السلطة الرابعة في صياغة اتجاهات الرأي العام ، اكد السيد مال اللــه فــرج على اهمية دور الصحفي في توضيح حقائق القضايا الملتهبة ومنها الفساد بشكل يضع القارئ في صلب الحدث وعدم الاكتفاء بالارقام المجردة ، وعلى سبيل المثال سبق ان اعلن عن (ضياع) او انه (سقط سهوا) مبلغ تافه لايتجاوز الــ (  40) مليار دولار من صندوق تنمية العراق ، ولايضاح جوانب الابعاد الحقيقية لهذا الرقم مثلا ، فاننا لو قمنا بلصق دولارات هذا المبلغ واحدا بالاخر (علما ان طول الورقة النقدية من فئة الدولار الواحد هو (15،5) سم لحصلنا على شريط من الدولارات بطول (6،666،666) كم ، ولو مددنا هذا الشيط من الدولارات بين الموصل والبصرة حيث المسافة بحدود (1000)كم  لحصلنا على (6666) ممر من الدولارات ، اما لو مددنا شريط الدولارات هذا بين الكرة الارضية  والقمر حيث المسافة بينهما بحدود (383،943)كم لحصلنا على (16) ممرا من الدولارات بين الارض والقمر ، اما لو  قمنا ببناء ابراج بهذا المبلغ (التافه) كبرج خليفة الدولي الذي يعتبر اعلى برج في العالم حيث بلغت كلفته مليارا ونصف المليار دولار وهو مكونا من (200) طابق ويحتوي على (1044) شقة سكنية و(3000) موقف للسيارات و(57) مصعدا ويسكنه ويعمل فيه (12000) انسان ، لاستطعنا بناء (26) برجا بهذا المبلغ، اننا بلغة الارقام التحليلية هذه نستطيع ان نوضح للمواطن ابعاد الفساد وحجم كوارثه واخطاره ونعمق وعيه.
وتوقف السيد مال اللـــه فرج في محطات عدد من المواقف المحرجة التي تعرض لها خلال مسيرته الصحفية ، ومنها  مساءلات امنية ،و رفع شكوى ضده من قبل احد الوزراء السابقين الى مجلس الوزراء في اعقاب حوار ساخن اعتبره الوزير المعني اهانة له ، ورفع دعوى قضائية ضده في احدى المحاكم تم ايقاف اجراءاتها بعد ان نشرت احدى الصحف انذاك على صدر صفحتها الاخيرة مقالا رئيسيا تضامنا معه كان عنوانه (في اول واخطر سابقة الصحافة تقف اليوم في قفص الاتهام) وغير ذلك الكثير.       
كما تطرق الكاتب الصحفي مال اللــه فــرج خلال الندوة الى عمله الاذاعي حيث كان مسؤولا اداريا من موقعه مديرا للثقافة والاعلام للاتحاد العام لنقابات العمال عن الحركة الفنية العمالية والمسارح والبرامج الاذاعية والتلفازية الى جانب الكاتب الدرامي الكبير الفنان(صباح عطوان) مؤلف المسلسلات والمسرحيات الكبيرة الذي كان المسؤول الفني المباشر، اذ تعاونا سوية على انجاز البرامج العمالية الاسبوعية في اذاعتي بغداد وصوت الجماهير وفي تلفزيون بغداد ، في حين شكل عمله مديرا لاذاعة الحياة الجديدة في عينكاوا نقلة نوعية ، موضحا بانه استطاع ان يحدث تغييرا جوهريا في تلك الاذاعة  وتحويلها من اذاعة دينية  مغلقة الى اذاعة اجتماعية منوعة بستراتيجية روحية ، حيث كان من بين ما اثرى  به هذه الاذاعة تأليفه لمسلسل من ثلاثين حلقة حول الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، ومسلسل اخر حول الامثال الشعبية وحكاياتها ، ومسالسل العالم في دقيقة ، ومسلسل الاسرة والمجتمع ، ومسلسل من اعلام الفن العراقي ، ومسلسل من القلب ، ومسلسل امثال وعادات مصلاوية ، الى جانب اعداده برنامجا يوميا منوعا حمل عنوان (قوس وقزح) الذي حصد اهتمامات ومتابعات جماهيرية واسعة.
كما اثرى الاعلامي والصحفي مال الله فرج استذكاراته المنوعة هذه بقراءات لعدد من قصائده نالت اعجاب الحاضرين واشادتهم ، كان منها هذه القصائد  :

بأنتظـــــار الســـــراب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قفـــز الشــــــــوق
مـــــــن بيــــــــــن
احداقـــــي ......
والقــــــى .......
بجمرات اللهــــب
فـوق احتراقـــي
وهمس باذنـــي
مشــــفقا .......
كل القطارات
غادرت محطاتها
وكل محطات العمر
اغلقــت ابوابــها
فيا أيها المتعلـق
بأذيال الســـراب
لــم انت باق ؟؟؟
..............................................
أميــــــــــرة حياتــــــــــــــي
.............................
أيتها الاثيـــرة ..الاثيرة
الاثيــــــــــــــره .........
ربمـــــــا .. .............
لــم تكونـــي الاولــــى
فـــــــي حياتـــــــــــــي
لكنــــك الاخيـــــــــــرة
وكـــل مـــا قبلــــــــــك
كـــــــن جـــــــــــواري
وتبقيـــــــــن وحـــــدك
الامــــــيرة .................
.......................................................
صبــــاح الفــــل والعنبـــــر
..................................
بكلمــات .........
متــرددة خجلــى
همست ..........
مرتبكــة جذلــى :
صبــاح الفـــــــل
والياســمين ....
والعنبــــــــر .....
صبــــاح الــــورد
والسكـــــــر .....
واذا بالهمـــــــوم
تنجلـــــي ..........
وبسـحب الاحـــزان
تتقهقـــــــر........
واذا بالربيـــع ....
يهــــــل باســـــــما
واثـــــق الخطــــوة
يتمخطـــــــر.......
واذا بالحيـــــــــرة
تشــــــــل لسانـــه
والكلمـــــات .....
علــــى شـــــفتيه
تتعثـــــر.........
بأي التعابير
يجيب على تحية
قطعــة الســـكر
واحاسيســــه ....
مــــــن معانــــــي
كــــل الكلمــــــات
اعمــق واغــــزر
ابتسم صامتــــــا
وحسبــــــه ......
ان ابتسامتــــــــه
ابلــــغ  تعبيـــــــرا
مـن كـل اللغـــــات
واقـــــــــــدر......
ويكفيـــــــه .......
غبطـــة وزهـــــوا
ان صباحــــــــه
بضوع  أحاسيسها
تعطـــــــــر .......
.............................................................

الهــــروب الــــى الحلــــــــــــــم
...................................
لــــو كـــان للوجــــع
لســان وفـــــــم ....
لأخبـــــــرك ........
كيـــــف يكــــــــون
العلقـــــم .........
وكيـــف يحتضـــن
الموجوع اوجاعه
وبـــدل النشيــــج
يبتسـم ...........
وكيــف يــــــــداري
المحزون احزانـــه
دون ان يبدو عليه
الالــــم ...........
صلبـانا  ...........
من العذاب حملتهـا
يعجز عن وصفهــا
القرطــاس والقلــم
جرحتنــــي .........
وما اشتكى القلــــب
وعذبتني ...........
ومــــا بــــاح.......
الفــــــم ............
ســئمت جراحاتــي
مـــــن نزفهـــــــــا
ولـــم يبــــد علــي
الســـــــأم ..........
هــــــي الاحــــزان
اقــدارنا ..........
وعلينــــا تجرعها
مهمــــــا اوجعنــا
الألــــم ...........
ان حرمتنا الحيــاة
أبســـــط امانينـــــا
فما يزال بمقدورنا
ان نحتضن اوجاعنا
ونحلــــــم ..........
................................................
لهفــــــة ألاشـــــــــــتياق
............................
أشــــتاق ..........
لصباح أو مســــاء
أرتشـــف فيــــــــه
قهوتــــي معــــــك
أشــــتاق .........
للحظـــــة عنـــاق
أتبـــــادل فيــــــه
الصمــــت معـــك
أشــــتاق ........
لعاصفــة هوجـاء
تحملنـــــا بعيـــدا
لأضيـــــع معـــك
أشــــتاق ........
لفراشـــة عاشـــقة
بيضـاء............
تحمــــــل لـــــــي
ضـــــوع عطــرك
أشــــتاق .........
لذات مســـــــــاء
تطــــرق فيــــــه
البــــــــاب يــدك
...............................................................
تم بعد ذلك فتح باب المناقشات والاراء ووجهات النظر والاقتراحات ، كان منها اقتراحا للسيد مال اللــه فرج بالقاء محاضرات متخصصة بالفنون الصحفية على الصحفيين الشباب في عينكاوة عبر دورات او ورشات عمل تنظم لهم لاغناء تجاربهم الصحفية ، الى جانب اقتراح مماثل اخر بافتتاح دورة للصحفيين المبتدئين من قبل جمعية الثقافة الكلدانية  واقتراح اخر بتوثيق تجربة الكاتب مال الله فرج الصحفية في كتاب ليكون تاريخا ومرجعا يوثق جوانب هذه التجربة ،بينما اقترح اخر على الكاتب جمع قصائده وطبعها بديوان خاص ، حيث اجاب الكاتب على اسئلة الحاضرين واستفساراتهم.
 
 

147
مشاكســـــة
وطـــــن بالمـــــزاد العلنـــــي
  ....................................

  مال اللــــــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.....................................

اعصار الازمة المالية الذي انفجر صاخبا مدويا وهو يمسك بتلابيب المرتكزات الاقتصادية بقوة ويهزها ذات اليمين وذات الشمال بعنف مسقطا هياكلها المهترئة، ارغم حكومتنا الوطنية ومسؤولينا وبرلمانيينا وسياسيينا الاشاوس الاعتراف بمنتهى التواضع (بنجاحهـــــم) التاريخي المثير ومنقطع النظير في ايصال البلاد الى واحدة من اخطر حالات فقدان التوازن بسبب الفقر المدقع والبطالة والميزانية خالية الوفاض، بعد ان اضطرت معظم محافظاتنا وفي مقدمتها عاصمة الف ليلة وليلة إلى اشهار افلاسها بعد ان كانت درة الزمان وجوهرة المكان، وقبلة الزائرين ومحط اهتمامات الملايين وهي توشك ان تلفظ انفاسها، حيث تخنقها النفايات ويحكم الاهمال قبضته على عنقها ، ويحاصرها من كل جانب الفساد والمفخخات والانهيارات الامنية وانفلات المليشيات وفوضى الاغتيالات والاستهدافات والاختطافات.
وقد ارغمت هذه الازمة الحكومة على تتويج (نجاحاتها) الثورية التاريخية المتفردة باللجوء لاتخاذ قرارها المتأخر بتخفيض رواتب   الرئاسات الثلاث ونوابهم بنسبة 50% مع تخفيض مخصصات الوزراء ومن هم بدرجتهم ومن يتقاضى راتبهم بنسبة 45%، ومخصصات وكلاء الوزراء والمستشارين واصحاب الدرجات الخاصة والمدراء العامون ومن هم بدرجتهم ومن يتقاضى راتبهم بنسبة 40%، ومخصصات الموظفين بكافة عناوينهم الوظيفية في الرئاسات الثلاث والهيئات والمديريات المرتبطة بها بنسبة 30%، وذلك اعتبارا من الاول من آب.
وربما كان هذا القرار (الثــــوري الناقــــــص) أروع لو انه تضمن ابرز مكملاته التي يبدو انها سقطت (ســـهوا) من بين اصابع المشرعين، الا وهي توثيق مبالغ رواتب ومخصصات من شملتهم هذه (المكرمـــــة) التاريخية ليقف المواطنون على حقائق الرواتب (المتواضعـــــة) والمخصصات (الاشـــــد تواضعـــــا) التي يتقاضاها مسؤولوه وممثلوه البرلمانيون الذين اوصلوا البلاد والعباد، وهم يواصلون عطاءهم وسهرهم وعرقهم وتعبهم وتضحياتهم وسفراتهم وايفاداتهم ومباحثاتهم ليل نهار، الى (جنــــة الافـــــلاس) هذا في وقت تحسدنا فيه شعوب العالم وحكامه على غزارة ثروتنا النفطية التي وضعتنا عبر ارقامنا التصديرية في المرتبة الثانية بعد السعودية، دون ان تفلح مواردنا هذه التي تجاوزت حاجز الثلاثة ملايين برميل يوميا وبفضل (نزاهــــــة) بعض مسؤولينا في رمي حبل الانقاذ لبلادنا وانتشالها من السقوط في هوة الظلام كمثال، جراء الكهرباء الكسيحة التي بات سرطان الفساد يلتهمها من الداخل بعد ان التهم قرابة الاربعين مليار دولار خصصت لمعافاتها والنهوض بها بعد ان وعدنا مسؤولون امناء اوفياء نزهاء باننا سنكتفي منها وسنصدر الباقي الى دول الجوار عام 20015، واذا بنا بدل ان نكتفي ننكفئ ونغرق في الظلمات في ايام الصيف اللاهبات، كما لم تفلح كل هذه الثروة النفطية والجهود الثورية العبقرية في معالجة الواقع المتدني وابعادنا عن شبح الافلاس العلني.
وبعيدا عن اعمال السحر والشعوذة وقراءة الفنجان والاستعانة بالارواح الخفية والجان، سبق للمركز العالمي للدراسات التنموية في لندن ان حذر في تقرير له العام الماضي من إفلاس العراق خلال 3 أعوام بسبب عجز الميزانية والفساد المالي والاداري، وتزايد الإنفاق على العمليات العسكرية ضد الارهابيين، حيث قدر كلفة هذه العمليات في محافظة الأنبار وحدها ما يعادل 7 ملايين دولار أميركي يومياً، مؤكدا ومحذرا في الوقت نفسه من ان تجاوز العجز مبلغ 50 مليار دولار، سيجعل العراق إن وصل اليه، سيكون عرضة لخطر الإفلاس في عام 2017 وسيعجز عن دفع رواتب موظفيه. ويبدو أن مؤشرات الإفلاس باتت تلوح في الأفق، وقد تمثلت ابرز مؤشراتها باشهار المحافظات إفلاسها وتوقف المشاريع وتراجع الخدمات وخفض الرواتب.
الى ذلك تعددت الآراء والاجتهادات والتحليلات والاتهامات والتفسيرات والادعاءات ووجهات النظر حول اسباب هذا الانهيار الاقتصادي الذي فجر فضيحة مدوية ضد واحدة من اغنى الدول الشرق اوسطية وهي تمتلك اضخم الاحتياطيات النفطية واكبر المستويات التصديرية.
منهم من عزا ذلك الى ااستشراء الفساد، ومنهم من عزاه الى (الجــــــوع المزمـــــن) لبعض المسؤولين العظام الى المال العام، (وشـــراهتهم) في التهامهم ، ومنهم من عزاه الى الصفقات الفاسدة كاجهزة كشف المتفجرات وسواها، ومنهم من عزاه الى سوء التخطيط، ومنهم من عزاه الى رقة مشاعر البعض الانسانية وتكفله بانعاش اقتصاديات دول اقليمية على حساب الحاجات الوطنية عملا بالمثل المصلاوي القائل (الجــــــار الزيـــن يســـتيهل مــــاي العيــــن)، ومنهم من عزاه (متنــــدرا) الى توقف صادرات عرق بعشيقة الى الدول الشقيقة والصديقة، بيد ان الجميع كما يبدو اخفقوا في التوصل الى الحقيقة برغم تحليلاتهم الذكية ومبرراتهم الموضوعية.
ان سبب الافلاس ايها الناس، هو كرم الحكومة وانسانيتها المفرطة في رعاية وتكريم ودعم ومساعدة ومساندة وانعاش هذا الشعب وزيادة رفاهيته واجتثاث معاناته من خلال حرصها المستمر على زيادة اعداد وانواع المواد الخرافية في البطاقة التموينية، مما ادى إلى افلاس الخزينة المركزية.
 فقد تفتق ذهن الحكومة بعد تفكير مجهد طويل والاستعانة بالخبراء والعلماء والمتخصصين والمحللين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين حول افضل هدية يمكن ان تقدمها لشعبها الوفي الامين لتدخل الى قلبه البهجة والسرور وتملأ كل القلوب بالافراح والحبور لمناسبة اطلالة العيد السعيد، عيد الفطر المجيد، وقد اسعفها فكرها الستراتيجي بهدية تاريخية لن تنسى من الذاكرة البشرية نظرا لقيمتها الانسانية، وهكذا منحت كل عائلة (خمســـة كيلـــــوغرامــــات) ليس من الفضة او من الذهب الخالص وانما من ما هو ارقى واعظم واثمن لانه دليل محبة وأحد رموز الحياة، فكانت الهدية باختصار خمسة كيلوغرامات من (الطحيـــن الابيــــض) الذي ادى الى الكثير من الاصابات بامراض مختلفة لدى غالبية من اضطر لتناول الخبز او المعجنات المصنوعة منه، ليس لسوء نوعيته، وانما لعدم تعود معدات (جمـــع معــــدة) العراقيين على تناول هذه المواد (الدخيلـــة) بعد ان عودتهم حكوماتهم (الرشــــيدة) لاكثر من عشر سنوات على تناول الطحين الاسمر حفاظا على صحتهم ورشاقتهم.
وهكذا ادت صفقة الطحين الابيض هذه الى زلزلة الاقتصاد وانفجار الازمة المالية واشهار المحافظات افلاسها وتخفيض الرواتب.
اخيرا، لنحمد الله على ان حكومتنا الرشيدة فكرت بمنحنا خمسة كيلوغرامات من الطحين الابيض مما ادى الى هذه الازمة المالية، ولم تفكر باهدائنا بدلا عنها خمسة كيلو غرامات من (الكافيــــــار) الذي يزين يوميا موائد المسؤولين الكبار، عندها ربما كنا سنضطر لبيعك يا وطني بالمزاد العلني.
 
 

148
مشــــاكسة
عجيـــب أمـــــور.. غـــريب قضيـــة

  مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................

أضاف الابداع السياسي المتفرد والحنكة القيادية العبقرية في بلادنا اللذان نجحا في اقامة تجربة (ديمقراطيـــــة) ثورية اشتراكية متوهجة بقيمها ومتفردة بخصوصيتها التي لاتشابهها فيها أي تجربة دولية اخرى، انجازا جديدا فريدا رائدا مجيدا إلى سجل انجازاتنا الملحمية ذات الخصوصية (الانسانيـــــة)، مما أذهل المراقبين والمتابعين والمحللين الستراتيجيين بالسرعة المذهلة لمسؤولينا المعنيين في انتاج المزيد من الانجازات والمكاسب والملاحم والاعجازات في مختلف نواحي الحياة.
فإلى جانب انجازنا المتوهج في ميدان الفساد وفي ميدان تناسل ثروات بعض المسؤولين وتكاثر ملياراتهم باسرع من الصوت والضوء ومن سرعة انشطار الخلايا السرطانية، واستهداف الصحفيين واسكات اصوات الثرثارين منهم وسرعة هروب الفاسدين بمليارات المال العام الى الخارج، ونجاح تجربة (القيـــادة العائليـــة الحكيمـــة) لبعض وزارات الدولة ومؤسساتها، وسرعة سقوط االمدن بايدي الارهابيين وسرعة تضاعف أعداد الكرفانات وخيام النازحين والمهجرين، فقد زفت المنظمة الدولية الى العالم اجمع (بشـــــرى) نجاح العراق في اختطاف المركز الاول عالميا في أعداد المواطنين المهجرين داخل بلدانهم، حيث تمكنا عبر هذا الانجاز (الفريــــد) الذي يجب ان نفخر به ونباهي العالم من خلاله (بعبقريــــة) بعض سياسيينا ومسؤولينا الافذاذ الذين تمكنوا بجهودهم وعرقهم وتعبهم ومواصلتهم العمل (النضالــــي) ليل نهار من تحطيم حاجز الثلاثة ملايين ونصف المليون مهجر بقدراتهم الذاتية ودون اي مساعدة اقليمية او دولية.
وعلى الرغم من أرقى مستويات (الرفاهيــــة) التي يعيش في كنفها هؤلاء المهجرون حيث الكرفانات والخيام التي تتوفر فيها جميع مستلزمات الراحة والسعادة لهم ولاطفالهم وفي مقدمتها التمتع باشعة الشمس اللاهبة التي تسهم في عملية تعقيم اجسادهم دون الحاجة للاغتسال والاستحمام اليومي حيث يرفضون استخدام المياه حفاظا على هذه الثروة الوطنية، ويعزفون عن شرب المياه الباردة او استخدام الثلج حفاظا على الصحة العامة، ويتمتعون باجواء الحياة الطبيعية من خلال استمتاعهم بمجاميع الصراصير والعقارب وربما الافاعي التي تسرح بقربهم هنا وهناك، واصرارهم على عدم شراء ملابس جديدة دعما لخزينة الدولة في ظل الازمة المالية ولجوء بعضهم لممارسة رياضة السير لمسافات مختلفة لقضاء حاجاته الحيوية، واصرارهم على عدم عرض اطفالهم المرضى على اللجان والفرق الطبية من اجل اكسابهم المناعات الذاتية ضد الامراض المختلفة، ورفضهم استلام منحة المليون دينار دعما للخزانة (الخاويــــــة) التي دفعت عددا من المحافظات ومن بينها العاصمة بغداد لاشهار افلاسها وايقاف مشاريعها.
 الا ان الأمم المتحدة قرعت جرس الانذار محذرة من توقف عملياتها لمساعدة ملايين النازحين والمهجرين هؤلاء ما لم تتوفر لها مصادر تمويل على الفور، مناشدة الجهات المانحة تقديم نحو 500 مليون دولار لمساعدة 5.6 مليون عراقي بتوفير احتياجاتهم الأساسية من مأوى ومأكل وماء وخدمات أخرى تبقيهم على قيد الحياة خلال الأشهر الستة المقبلة.
وبرغم هذه السعادة الحقيقية التي يعيش في كنفها نازحونا الاكارم والتي اشبه ما تكون بجنة عدن، الا ان الابواق الامبريالية الاستعمارية الحاقدة في المنظمة الدولية والتي تستهدف الاساءة لتجربتنا الثورية والنيل من مكتسباتنا الاعجازية، إدعت ان عملية اغاثة هؤلاء المواطنين (معلقــــة بخيــــوط واهيــــة) ومؤكدة (ان الأزمــــة فــــي العــــراق واحـــدة مـــن اشــــد الأزمــــات تعقيـــدا وتفجـــرا فــــي أي رقعـــة مـــن العالـــم) ومهددة بان(50%) من عمليات تقديم المساعدة الانسانية لهؤلاء المواطنين (الســـعداء) ستتوقف أو تُقلص إذا لم يتأمن لها تمويل على الفور، ومحذرة من ان النتائج المترتبة على ذلك ستكون (كارثيــــة)، خصوصا وان هنالك ما يربو على 8 ملايين مواطن بحاجة الى مساعدات فورا وان هذا الرقم يمكن ان يصل الى( 10) ملايين  بحلول نهاية 2015.
في خضم هذه (المآثـــــر) الانسانية، استعيد في الذهن كم من المسؤولين (الاكــــــارم) الذين رضوا لانفسهم خلال زياراتهم الخارجية ومباحثاتهم الرسمية ممارسة (التســــول) والمطالبة بدعم ومساعدات وقروض (لاغاثـــــة) فقراء الشعب ومسحوقيه ومهجريه في الوقت الذي يغرق آخرون في مستنقعات الفساد وسرقة المال العام واختطاف رغيف الخبز من افواه الجياع.
واذ اقف عند موقفين انسانيين، الاول تبرع النجمة العالمية انجلينا جولي وزوجها الفنان براد بيت بما مجموعه (25) مليون دولار من اموالهما الخاصة لاغاثة ضحايا الجوع والتشرد والنزوح والتهجير في عدد من البلدان ومن بينها بلادنا النفطية الثرية، وقد فوجئ ركاب احدى الطائرات من شاغلي الدرجة الاقتصادية رخيصة الثمن (الدرجــــة الثانيــــة) مرة بالنجمة أنجلينا وزوجها النجم واولادهما وهم يصعدون على متن تلك الطائرة ويحتلون مقاعدهم بين ركاب الدرجة الاقتصادية، وحين سـأل احد الفضوليين الفنانة (المليونيــــرة) متعجبا (لمـــاذا لا تســـافرين علـــــى الدرجـــة الاولــــى وتركبيـــن فـــي هــــذه الدرجـــة الرخيصـــة...؟) أجابته بايمان وثقة  (لاننـــي مـــن خــــلال الفـــــرق بيـــن ثمـــن تذكرتــي الدرجـــة الاقتصاديـــة والدرجــــة الاولـــى اســـتطيع توفيـــر مبلـــغ مـــن المـــال يكفـــي لشـــراء خمســـين خيمـــة جديـــدة للاجئيـــن والنازحيـــن الذيـــن ينامـــون فــــي العــــراء ولا يملكــــون شـــيئا)، واستعيد ايضا موقف رئيس الأورغواي (خوســيه بيبـــي موخيكـــا) الذي انتزع بانسانيته المفرطة وسام تسميته (أفقــــر رئيـــس فـــي العالـــم)، نظرا لتبرعه بنحو 90% من راتبه الشهري، الذي كان يبلغ نحو 12 ألف دولار شهريا، إلى المنظمات غير الحكومية والمشاريع الاجتماعية ومشاريع الإسكان، فانني اتساءل اين الاثرياء من سياسيينا الافاضل ومن مسؤولينا الاكارم ومن برلمانيينا الاباة وخصوصا من اصبح منهم يمتلك المليارات؟
ربما تبلغ ثروات عدد من المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين (الاثريــــاء)  بحدود ( 400) مليار دولار فقط، ولو دفعت (انســـانيتهم المفرطـــــة) كلا منهم للتبرع بنسبة واحد في الالف فقط لوفروا للبلاد مبلغ (400) مليون دولار، ولكفانا هذا الموقف (الانســـاني) مذلة (تســـول) مبلغ    (350) مليون دولار من البنك الدولي ولوفرنا اربعة اخماس المبلغ الذي حددته المنظمة الدولية لاغاثة نازحينا ومهجرينا الذين كما يبدو استطابوا العيش في كرفاناتهم وخيامهم التي تنافس (جنـــة عـــــدن).
ولا نملك ونحن واحدة من اغنى الدول النفطية ازاء هذا التناقض بين بعض المسؤولين الذين يزدادون بسرعة الضوء ثراء ومسحوقين ومهجرين يزدادون بنفس السرعة معاناة وانسحاقا الا ان نردد (عجيـــب امــــور .. غريـــب قضيـــة).
 
 
 
 

149
بشـائر مال اللــه فــرج تحصـل علـى الماجسـتير
......................................................
حصلــت الانســة ( بشـــائر مال اللــه فـــرج ) علــى شــهادة الماجســتير مــن جامعــة كردســتان فــي ادارة الاعمــال عـــن رســـالتهاالموســـومة (ادارة المـــوارد البشـــرية فـــي مصــارف اربيـــل) ، الــــف مبـــروك ، وعقبــــال الدكتــــوراه

150

 
مشاكســـة
ســــتراتيجية ... اســـترني واســـــترك

  مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................
بعد نجاحنا في كل تجاربننا الثورية وفي مقدمتها نجاحنا المذهل ففي بناء تجربتنا ( الديمقراطيـــــة ) المتفردة بقيمها وبهائها واحترامها للاخر وضمان الحريات العامة ، فقد نجحنا في دخول التاريخ، ليس من أوسع ابوابه وحسب، وانما من جميع أبوابه ونوافذه وكواه، بل وحتى من بين شقوق زجاجات نوافذه المكسورة ومن ثقوب حيطانه، كأول دولة تمتلك جيلا متفردا من عباقرة السحرة من مختلف المدارس العالمية، الذين تنافس خفة ودقة وبراعة أناملهم في السرقات وفي القدرات الفذة على الاخفاء والاختفاء، أنامل اشهر الجراحين العالميين واكفأهم، مما اهلهم وبمنتهى اليسر والسهولة لسرقة المليارات في وضح النهار ووضعها تحت عباءاتهم الفضائية الشفافة مثل الضوء الذي نحس به لكننا لا نستطيع الامساك بجزيئاته او التعلق بأذياله، ومن ثم ارتداء طاقية الاخفاء والقفز فوق البساط السحري الذي نسيه علاء الدين لدينا والطيران الى أي دولة اوربية للتمتع (بالمـــال الحـــــلال) الذي جنوه بكفاءتهم (اللصوصيـــة الســــحرية).
فقد زفت لنا هيئة النزاهة في آخر تقاريرها (بشـــــرى) احالتها اكثر من (1668) متهما من (ســــحرة) سرقة المال العام واخفائه وتهريبه الى القضاء خلال الخمسة اشهر الاولى من العام الحالي فقط، من بينهم (15) وزيرا ومن هم بدرجته وبذلك سندخل التاريخ ثانية ربما كأول دولة تمتلك هذا (الخزيــــن الثــــــر) من الوزراء (النزهـــــاء الثورييـــــن المخلصيـــــن) ومن هم بدرجتهم، و(122) متهما من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن هم بدرجتهم، دون الكشف ربما عن اخرين قد يتمتعون بالحصانات (العائليــــــة) لهذا المسؤول النزيه او ذاك، أوبمظلات الحماية السياسية التي غالبا ما تحمي حيتان الفساد الكبيرة وتدفع الى المساءلة الاسماك الصغيرة.
بل ، وربما سنطيح بالتاريخ جملة وتفصيلا ونتربع على عرشه بعد ان نجح سحرتنا الافذاذ بكفاءاتهم السحرية المتفردة في اكتشاف ميدان ابداعي (تأريخـــــي) آخر واضافته الى فنون السحر الاخرى الموثقة دوليا، بل وانتاج اجيال جديدة ومحسنة منه بعد النجاح منقطع النظير الذي حققته نتائج الاختبارات المختبرية والارضية التي اجريت عليه، ذلك هو جيل (الفضائييــــن) من الموظفين الوهميين الذين يتقاضون رواتب ومخصصات وربما الكثير من الامتيازات من وزارات الدولة ودوائرها ومؤسساتها المختلفة والذين لا وجود لهم الا على الورق حيث تذهب رواتبهم، ربما، الى جيوب وخزائن وحسابات هذا المسؤول (الســــاحر العفيـــــف) او ذاك، ليوظفها في خدمة الجياع واليتامى والمسحوقين والمتعففين والمحرومين، وبفضل هذه الالتفاتات (الانســــانية) الكريمة لم يبق لدينا من الجياع والمعدمين تحت خط الفقر ووفقا للجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية، الا ما نسبته 25% فقط من مجموع هذا الشعب الحر الكريم الاصيل المتسامح، وهم لا يمثلون الا ما يقارب سبعة ملايين جائع فقط.
وفي اطار هذا الانجاز التاريخي الذي امسى (ماركـــــة مســــجلة) من انجازاتنا المتفردة بخصوصيتها الثورية والانسانية معا، وثقت النتائج المختبرية لاحد البرلمانيين اكتشاف (250) الف فضائي في المؤسسة العسكرية وحدها كانوا يتقاضون رواتب في زمن رئيس الحكومة السابق دون اي وجود فعلي لهم، وربما تستلزم (المصلحــــة الوطنيـــــة) غلق ملفات التحقيقات حول مصير رواتبهم بضربة عصا سحرية حفاظا على التوافقات السياسية، ومن اجل الحيلولة دون تمكن الاعداء المارقين الحاقدين الامبرياليين الاستعماريين (ذوي الضمائـــــر الميتـــــة) من نشر غسيل (بعضنــــــا) القذر على حبال الفضائح الداخلية والخارجية، والمتاجرة (بهفواتنـــــا) البسيطة وباخطائنا (الهامشـــــية) التي لا تخلو منها اي تجربة (ثوريـــــة) في العالم، وعملا بالمثل القائل (اســـتر عورتــــي اليــــوم، وســـأستر عوراتـــــك اليـــــوم وغــــدا وابـــدا).
 من جانب آخر وكما سبق وان (نجــــــح) بعض سحرتنا المتمرسين قبل سنوات، وبضربة عصا (موفقة) فاقت بدقة تصويبها، دقة كل الاسلحة الحديثة التي تستخدم اشعة الليزر بجعل (40) مليار دولار فقط، تسقط (ســـــهوا) من صندوق تنمية البلاد، امام دهشة واعجاب وذهول العباد، فقد تمكن جيل السحرة الجديد من التفوق بكفاءة مهنية عالية على من سبقه، من خلال امساكه بقوة بمأثرة سحرية متفردة، تمثلت بنجاحهم باخفاء الميزانية السنوية العامة المتواضعة لسنة كاملة بحدود (140) مليار دولار فقط دون ان يستطيع احد اقتفاء اثرها وتحديد الجهة، او الجهات المجهولة التي قصدتها وتاهت في دهاليز بنوكها، حتى ان البرلمان وبسبب البراعة السحرية في سرعة اخفائها لم يتمكن من المصادقة عليها.
 ومع تواصل انجازات ومكاسب وملاحم وبطولات سحرتنا الامجاد وتطور قدراتهم المهارية واساليبهم السحرية وخفة وبراعة انجازاتهم الوطنية، التي جسدوا عبرها اعجازاتهم السحرية التي اذهلت العالم، ما يزال اللغز الثوري الفضائي الذي يحيط بتجربتنا يحير العالم، فكلما زدنا غنى وانتاجا نفطيا، كلما ارتفعت بشكل طردي مستويات الفقر والجوع والتشرد، بينما يزداد السحرة غنى ورفاهية وتزداد سرعة تناسل ثرواتهم في البنوك الاجنبية، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه صادرات نفطنا لتتجاوز الثلاثة ملايين برميل يوميا خلال شهر حزيران، فقد ارتفعت مع هذا الانجاز التاريخي اعداد المهجرين والنازحين والفقراء والعاطلين والمعدمين، لتصل نسبة الرازحين منهم تحت خط الفقر الى 25% بعد ان كانت لا تتجاوز الـ 13%، مما اذهل ويذهل اعرق سحرة العالم واكفأهم حول مثل هذه المعادلة بتناسبها الطردي والتي ربما لم يستطع احد من قبل عبر التاريخ تحقيقها.
في ظل كل هذه الانجازات والاعجازات، الفريدة العتيدة، الا نستحق التربع على عرش التاريخ، وان ترتفع قاماتنا فخرا لتلامس المريخ؟ 
 
 
 

151
مشاكســــة
أنصــــاف الضبــــــاع
........................
  مال اللــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

تحفل الذاكرة الشعبية والاقوال المأثورة للسياسيين والفلاسفة والمفكرين بالغزير من الامثال التي تحذر الانسان من عمليات الاستغفال والغش والخداع المختلفة التي تصادفه في حياته اليومية، سواء كانت تلك الخدع تمارس من قبل السياسيين والاصدقاء والبرلمانيين أم حتى من قبل المقربين بعد ان تنامت واتسعت وتزاوجت وتناسلت مختلف عمليات الخداع وامسى بإمكانها وبمنتهى اليسر والسهولة ان تتحول من الاقوال الى الافعال مرتدية الف ثوب وثوب ولم تنج من عدواها حتى العلاقات العاطفية والروابط الاسرية والزوجية.
وربما بالامكان تبرير خداع البسطاء مرات ومرات عندما يتقن المخادعون   المعنيون من بعض السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين في هذه الدولة أو تلك، الذين امسوا أشبه بمهرجي السيرك وهم يتقافزون على حبال المصالح بين هذه الجهة أو تلك، تغيير ماكياجات وجوههم والوان ملابسهم ونبرات أصواتهم ولهجاتهم وتعابير بياناتهم ووقع خطاباتهم، ولكن ان ينخدع البعض برغم وعيه وثقافته وتجاربه بالوجوه نفسها والماكياجات والبهرجة السياسية والخطابات التي تغري بوعود لا تتحقق ابدا ولمرتين متتاليتين وربما لمرات بتلك الوجوه عينها، فتلك هي السذاجة بعينها التي تكاد ان تلامس الغباء، بل ربما هي الاصرار عليه.
وفي هذا الاطار ومن بين ما تختزنه الذاكرة الشعبية، تؤكد الامثال على ان (إن صدقتـــك مـــرة وخدعتنــي، فتـــلك طيبـــة منـــي، امـــا إن صدقتـــك مرتيـــن فـــذلك غبـــاء منـــي ) وكذلك (لا يلــــدغ المؤمــــن مـــن جحـــر مرتيـــن) و(ان خدعتنــي مـــرة فـــذلك عـــار عليـــك، امـــا ان خدعتنـــي مرتيـــن فـــذلك عـــار علــي).
وبهذا فان السؤال الذي يطرح نفسه في خضم ذلك كله ، ماذا لو اصر البعض على ان يستسلم لاوهامه ويحني رأسه للخداع ثالثة ورابعة؟ وكيف سيكون حال البلاد ومصير العباد عندما يمسك بخيوط السياسة والقرار والمال العام والمصير محترفو الخداع من أنصاف االضباع؟
في ضوء ذلك فان غالبية الدول على اختلاف مستوياتها ونظمها واتجاهاتها، وهي تشهد اوسع حملات الدعايات في المواسم الانتخابية وخصوصا البرلمانية منها، تكاد تغرق في بحار الوعود والعهود والخطب والبيانات والتصريحات والحوارات التي تحتضن معظم، ان لم نقل جميع، معاناة الفقراء والمعدمين وامنيات المشردين والعاطلين والمسحوقين، وهي تعدهم بفرص العمل وتخفيض الضرائب وبناء المدارس والمستشفيات والعلاج المجاني وزيادة الرواتب وبناء الوحدات السكنية وتحسين الاقتصاد وبالحريات العامة وتعزيز الركائز الديمقراطية والاهتمام بذوي الدخل المحدود واليتامى والارامل وذوي الاحتياجات الخاصة ومحاربة الفساد والفاسدين وتقليص الفجوات المعيشية بين الطبقات والحفاظ على المال العام ومحاربة الروتين واحترام حقوق الانسان، واخيرا التوزيع العادل للثروات، حتى ان الناخبين، لاسيما البسطاء والسذج منهم يغمضون اعينهم وهم يحلمون بان بلادهم ستصبح اشبه بفردوس ارضي على ايدي فرسان الوعود والخطابات والعهود والكلمات، مادام هؤلاء المرشحون (الافــــذاذ) سوف يتولون تحقيق كل هذه الطموحات، وما دامت برامجهم (الثوريــــة) تتكفل بحل كل المشكلات والتحديات الوطنية.
واذ تنتهي الدورة الانتخابية بوعودها الثورية، وترحل حاملة معها كل وعود وعهود وخطابات وبيانات (فرســانها) الرومانسية، يقف الفقراء والمشردون والمسحوقون في معظم الدول البائسة واليائسة لتعداد واحصاء (نســـبة الانجـــازات والمكاســـب والانتصـــارات والنجاحـــات) المتحققة، ليفاجأوا بان في مقدمة تلك النجاحات الملحمية التاريخية المتفردة التي تحققت فعلا : 
اولا ـــ نجاح المسؤولون المعنيون باقتدار ثوري في اضافة ملايين جديدة من المعدمين والمسحوقين الى الملايين  الذين يعيشون (فـــي مملكــــة رفاهيــــة) تحت خط الفقر. 
ثانيا ـــ نجاح المعنيون وبجهود استثنائية في رفع معدلات البطالة من خلال استقطاب مئات الآلاف الى مسيرة الضياع اليومي للعاطلين.
ثالثا ـــ نجاح المسؤولون المعنيون بمضاعفة اعداد النازحين من خلال اضافة ملايين جديدة الى النازحين والمهجرين ومضاعفة خيام وكرفانات (مملكــــة نزوحــــهم).
 رابعا ـــ نجاح المعنيون باقتدار ملحمي بزيادة اعداد المدن الساقطة بايدي الارهابيين القتلة باضافة مدن ساقطة اخرى الى هذا الانجاز (التأريخـــي). خامسا ـــ النجاح منقطع النظير للمسؤولين في الدول الساخنة خصوصا  برفع اعداد اليتامى والارامل في بلدانهم الى مستويات مذهلة باضافة آلاف جديدة الى المستويات القديمة بفضل تناسل المفخخات واعمال العنف.
 سادسا ـــ نجاح الجهود المضنية من قبل المسؤولين المعنيين  باحداث نقلة نوعية وزيادة خرافية باعداد المشردين والمتسولين واطفال االشوارع باضافة مئات الالاف منهم الى  (الرفاهيـــــة) الاجتماعية والاقتصادية الخيالية التي يعيش في كنفها المشردون.
اما بعض المسؤولين (الأبــــــاة) ، ونظرا لانشغالاتهم اليومية في خدمة بلدانهم وشعوبهم  وتحقيق الرفاهية لهم ، فلم يحققوا لانفسهم ولعوائلهم الا نجاحات متواضعة لا تكاد تذكر ن ومنها على سبيل المثال :
اولا ـــ  نجاح اعداد كبيرة من الوزراء والمسؤولين الفاسدين والمختلسين في مضاعفة (مكاســـبهم) من جهة وتمكنهم في الهرب من جهة اخرى مع الملايين وربما المليارات (مـــن المــــال الحــــلال ومــــن عـــــرق جباههــــم الشــــريفة) الى الخارج.
ثانيا ـــ نجاح البرلمانيين من ذوي الشهادات المزورة في الاحتفاظ بكل الرواتب والامتيازات والمخصصات التي حصلوا عليها بالغش والخداع والتهرب من اعادتها.
ثالثا ـــ نجاح المسؤولين ورؤساء الحكومات المعنيين في بعض الدول باخفاء معالم ضياع الميزانيات السنوية دون سؤال او جواب.
وحيث ينشغل بعض هؤلاء المسؤولين (النزهــــاء) الوطنيين في هذه الدولة او تلك في مراجعة نجاحاتهم (الوطنيـــــة) من حيث حجم الرواتب والامتيازات والمخصصات والتسهيلات والنسب والحصص والسيارات وقطع الاراضي التي حصلوا عليها، بينما ينشغل الفريق الادائي لكل منهم في الاعداد لجولة جديدة من الانتخابات، تبرز المفارقة التي تشكل خلاصة الدورة الانتخابية تلك المتوجة بالانجازات الثورية وبالمكاسب والانتصارات والنجاحات الملحمية تلخصها جملة واحدة (مســـؤولون يحصـــون ملياراتهــــم الجديــــدة الكبيـــرة .. وشـــعوب تحصــي خيباتهـــا المريـــره)، وبذلك يزداد بعض المسؤولين غنى، ويزداد الفقراء فقرا ولوعة وحرمانا .
بيد ان العجيب والغريب في ذلك كله ان بعض البسطاء والسذج يعمدون ثانية وثالثة لانتخاب نفس فرسان الفشل والفساد والاحباطات المريرة، الذين ملت شعوبهم تكــــرار وجوه بعضهم الكالحة ، متقبلين على انفسهم وبجدارة ، العار الذي يجسده المثل القائل (ان خدعتنـــي مـــرة، فـــذلك عـــار عليــــك، امـــا ان خدعتنـــي مرتيـــن فالعـــار علـــي). 
     
 

152
 
مشـــــاكسة
طائـــــرة . . . لكـــــل عائلـــــــــــــة
.........................................

  مال اللـــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
...........................................
صدمة قوية من الدهشة ضربتني وانا اتابع موقفين غير معقولين ولا مقبولين على الاطلاق ويتناقضان تماما مع قيم الوفاء والعرفان والمصالح الوطنية العليا، الاول، الحملة التي شنها عدد من البرلمانيين الافاضل ضد النواب الثلاثة لاحدى الرئاسات مطالبين بسحب الطائرات الحكومية منهم، والثاني مطالبة البعض من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل والفقراء والجياع والمشردين الذين لا يمتلكون رغم شهاداتهم الجامعية ذرة واحدة من مواهب وكفاءات بعض الاميين الفاشلين الذين استطاع بعضهم رغم فشلهم واميتهم، ربما، ان يحتلوا مواقع رفيعة وحساسة هنا وهناك، وهم يطلقون ما سموه (حملــــة شــــعبية للمطالبـــة بالغــــاء منــــاصب نــــواب الرئيـــــس ) نظرا للتكاليف الباهظة التي تتكبدها الميزانية(وفقا لادعاءاتهم) جراء رواتبهم المتواضعة ومخصصاتهم الاكثر تواضعا، دون ان ينظر (تجــــار الشــــعارات) هؤلاء الى المكاسب والانجازات والنجاحات والمآثر والانتصارات التي تحققت خلال السنوات الماضية سواءا على ايدي هؤلاء او على ايدي جميع المسؤولين ومن بينهم هؤلاء الافاضل الذي يتحملون شرف ايصال البلاد، كل من موقعه وحسب مسؤولياته وجهده وجهاده، الى مستوى الجنة الفعلية التي بينا نعيش في كنفها الان ونقطف ثمارها ونستمتع بخيراتها.
 وادعى هؤلاء الحاسدون المزايدون المنافقون الذين لا يقيمون اي وزن للتضحيات السخية التي قدمها هؤلاء المسؤولون الاكارم وبقية المسؤولين الافاضل، كل من موقعه، مما حرم تنظيم داعش الارهابي على سبيل المثال من ابتلاع العراق كله والاكتفاء بحوالي 70% من مساحته فقط ان معدل رواتب ومخصصات كل نائب منهم يتمثل في (راتـــب شـــهري متواضـــع لا يتجـــاوز الاربعيــــن مليـــون دينـــار فقـــط، مـــع الفــــي عنصـــر أمنــــي لحمايتـــه برواتـــب قدرهــــا مليـــــار ديــــنار فقــــط مــــع عشــــرة مستشــــارين مجمــــوع رواتبهــــم الشـــهرية مائــــة مليــــون دينــــار فقــــط الــــى جانـــب مليــــاري دينــــار مخصصـــات ســــفر وايفـــــاد وحضــــور المؤتمــــرات والمباحثــــات والمناقشــــات مــــن اجـــــل تســـول المســــاعدات لـــــدعم النازحيـــن والنازحــــات وتعزيـــــز العلاقــــات مـــع كــــل الـــــدول والحكومــــات) اي ان مجموع المبالغ السنوية المتواضعة جدا التي يستنزفها كل نائب هي بحدود، (15.680.000.000) خمسة عشر مليارا وستمائة وثمانون مليون دينار فقط (اذا افترضنـــا ان هـــــذه الارقــــام التــــي اوردهـــــا الحاســـدون والحاقـــــدون صحيحـــة ودقيقـــــة) واذا افترضنا صحة هذه الارقام فان النواب الثلاثة الافاضل يكلفون خزينة الدولة سنويا لقاء خدماتهم الجليلة وانجازاتهم المجيدة ما مجموعه (47.040.000.000) فقط سبعة واربعون مليارا واربعون مليون دينار فقط، وربما ستكون الجنة المتحققة على ايدي جميع مسؤولينا لاسيما السابقين منهم افضل واشد روعة وبهاء وألقا في ميدان الرفاهية والديمقراطية والمساواة والتوزيع العادل للثروات لو تم تطبيق (العدالــــة الثوريــــة) بابهى صورها وشمول الرئاسات الثلاث ونوابها بهذه الامتيازات المتواضعة نفسها، وكذلك شمول الوزراء والبرلمانيين وذوي الدرجات الخاصة بنصفها على الاقل، والمضي قدما في تنفيذ ستراتيجية التوزيع العادل للثروات من خلال توزيع نسخ من الشعارات الثورية والخطب الحماسية والبيانات السياسية والخطط والبرامج الانتخابية والنشيد الوطني بالتساوي ووفقا للبطاقة التموينية على عامة الشعب وخصوصا الفقراء والمعدمين والعاطلين عن العمل والمهجرين والنازحين والجياع والرعاع من اجل رفع مستوياتهم المعيشية واوضاعهم النفسية ، وليكونوا على استعداد للاحتفال والاحتفاء بكل هذه الانجازات التاريخية خلال المناسبات الثورية. فما قيمة هذه المبالغ (التافهـــــة) ازاء ما سبق ان فقدناه من اموال في مسيرة بناء تجربة جنة الحرية والديمقراطية والرفاهية الحقيقية ؟ فميزانية 2014 كمثال ذهبت في مهب الريح ولم نبال بالبحث عن مصيرها ذلك لتواضع وتفاهة تخصيصاتها التي كانت بحدود مائة واربعين مليار دولار فقط أي ما يساوي، ربما، الميزانيات السنوية لستة من دول المنطقة، كما ان عملية بناء القوات المسلحة وتجهيزها وتحديثها والتي فشلت في حماية الموصل والدفاع عنها لم تكلفنا الا بحدود مائتي مليار دولا فقط، وهاهو الحشد الشعبي يحاول رأب ذلك الصدع الكبير وتحمل المسؤولية ،اما حربنا ضد تنظيم داعش الارهابي فهي لا تكلفنا الا عشرة ملايين دولار يوميا، وكذلك الازمة المالية الاخيرة جراء تذبذب سعر صرف الدولار مقابل الدينار لم تكلفنا الا مليار دولار شهريا فقط وفقا لمحلل اقتصادي، وجراء هذه الجنة الخيالية فإن اكثر من ثلاثة ملايين عراقي فضلوا (النــــــزوح) عن مدنهم وبلداتهم والاستمتاع بالخيام والكرفانات االسياحية للتمتع بمناظر ومظاهر جنتنا الخلابة ولتغيير الاجواء، كما ان الكثير من الموظفين فضلوا عدم استلام رواتبهم وتوفيرها لدى الجهات الحكومية لانهم ليسوا بحاجة اليها بعد ان وفر لهم المسؤولون كل احتياجاتهم اليومية وفقا للبطاقة التموينية من مأكل وملبس وحلويات ومعجنات ومكسرات ومقبلات واجبان وفواكه ولحوم واجهزة ومواد الرشاقة والتجميل والتخسيس ومواد التعقيم ووسائط النقل، وربما يفكرون مستقبلا بالاقتراض من الدولة لشراء طائرات خاصة اسوة ببعض المسؤولين وبالتقسيط المريح وفق البطاقة التموينية، وعندها وربما لاول مرة في التاريخ، سيصبح لكل عائلة طائرتها الخاصة بها لتتخلص من ازمات ومشكلات وزحام المطارات، وهذا ما سوف يسهل من جهة اخرى على الفاسدين والمختلسين وسارقي المال العام تهريب سرقاتهم واختلاساتهم وثمرات فسادهم الى الخارج بمنتهى البساطة بعيدا عن المساءلة والرقابة والقيود التي تفرضها عليهم لجان النزاهة والضوابط الكمركية، وعندها في اوج الفرح والسرور والبهجة بكل هذه الانتصارات والحبور، سيضيع الخيط، بعد ان ضاع العصفور.     
 
 

153
قصـــــة قصيـــرة
....................
الـــــــوداع . . . . . الاخيـــــــــــــر
.......................................
مال اللــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .....................................
نزل الخبر عليها كالصاعقة واصابها بالصدمة وما عادت تستطيع استيعاب الموقف والرد علية او خوض مناقشة ولو سريعة ومقتضبة حوله ،     ففجأة بعد تناول وجبة الغداء وفيما هي تعد له كالعادة شاي الظهيرة في ذلك اليوم الحزين ، اعلمها ابنها  الصغير الذي كان اخر ما تبقى لها برغبته في السفر ليضعها بين خيارين ،اما ان ترافقه الان ام  بعد ان يستقر وتتحسن ظروفه.
منذ سنتين وهي تعيش وحيدة معه بعد وفاة زوجها بازمة قلبية لم تمهله ورحيل  ابنتيها الى الخارج اثر زواجهما ، وبذلك فقد كان وحيدها ذاك كل ما تبقى لها ، وكل حياتها.
حاولت ان تثنيه لكنه كان مصرا ، ولما الح عليها بمرافقته ،سالته معاتبة (ومن سيبقى الى جانب والدك ، هل تريدني ان اتركه لوحده ؟؟؟) فقد تعودت منذ وفاته على زيارة قبره يوم الاحد من كل اسبوع بعد ان تفرغ من صلاتها في الكنيسة القريبة ، تحمل شمعتها وتذهب اليه توقدها امام قبره وتصلي له راكعة ، ومن ثم تروي له تفاصيل اسبوعها وكانه يسمعها ، وربما كانت تتخيل ذلك  من شدة حبها له ، ثم تقبل قبره وتنثر دموعها هناك قبل ان تغادره ، عادة اسبوعية التزمت بها ولم تتخل عنها حتى في اسوأ الظروف .
بعد مناقشات وجدالات وبكاء ونشيج وعتاب مر ، حلت ليلة السفر ، كانت منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل ضائعة لا تدري ماذا تفعل ، مرة تنصحه واخرى تعيد ترتيب حاجياته واخرى تسأله من سيعد لك  وجبات الطعام والشاي واخرى تؤكد عليه ان يتدثر بالاغطية جيدا قبل ان ينام فالجو هنالك بارد .
في تلك اليلة وهو يحاول النوم عبثا ، فقد كانت الليلة الاخيرة بين ام تعشق وحيدها وبين  شاب يرى فيها عالما من المحبة والحنان لن يتكرر ابدا ، تظاهر بالنوم مغمضا عينيه نصف اغماضة لمتابعة حركات والدته  ، كان يسمع صوت اقدامها وهي تتحرك في جميع الجهات  وتفتح حقيبته بين فينة واخرى لتدس شيئا ، وكلما فتحتها كانت تخرج قطعة من ملابسه تشم ضوعها وكانها تشم كل جزء فيه وتعيدها ثانية ، واذ توقفت قدماها عن السير هنا وهناك فتح عينيه ليفاجأ بها جاثية امام صورة العذراء تصلي وتنشج بصمت والدمع يسيل بهدوء على خديها ، كانت تدعو له ، امسك دموعه بمكابرة وهو يشعر انه خارج الكون ضائعا في منطقة فقدان الوزن يريد الامساك بثوب والدته ولا يستطيع والعواصف تبعده عنها شيئا فشيئا.
في الصباح،  وهما يتشاغلان بتناول وجبة الافطار الاخيرة عبثا ، والتي كانت  بطعم الحنظل لم ينبسا بكلمة ، فكلمات الوداع ثقيلة كانت ومريرة وموجعة لم يستطع ايا منهما تلفظها , واذ سمعا منبه سيارة التاكسي التي ستقله الى المطار ، احتظنا بعضهما بشدة في عناق موجع  مرير ، لم ينبسا بكلمة ، فقد قالت الدموع عنهما كل شيئ ، ورسم النشيج المتبادل عمق المشاعر الموجعة التي تفجرت تلك اللحظة ، واذ تراخت اصابعهما ، نزعت عن رقبتها صليبها الذهبيي ، قبلته والبسته اياه ، وكأنها كانت تضعه امانة بين يدي المسيح  ليرعاه في الغربة بدلها ، قبل يديها ورأسها وانحنى لتقبيل قدميها ، وغادر مسرعا والدمع يهطل مدرارا ، وكان اخر ما شاهده منها وهو يلوح لها من نافذة السيارة، يدها وهي ترش الماء من خلفه ليذهب سالما ويعود سالما ، وفقا للاساطير اللشعبية.
في طريقه الى المطار كانت لقطات من شريط ملون يوثق جانبا من حياته يمر امامه ، كم مرة قبلته تلك الام الرائعة وكم مرة حمته من عقاب والده عندما كان يشاكس شقيقتيه وكم ومرة سهرت الى جانبه حتى الصباح لمجرد ان صحته كانت متوعكة وكم مرة حرمت نفسها من احتياجاتها البسيطة لتوفر له ملابس جديدة وكم مرة جثت امام صورة العذراء وصلت لاجله .. وكم وكم وكم ؟ ومع كل تلك اللقطات كان تنفسه يسرع ودقات قلبه تتصاعد وسيطرته على دموعه تضمحل ، بينما اخذت عقدة الشعور بالذنب تتفاعل وتنبثق بقوة في اعماقه ، لكنه تجاهلها ، محاولا تبرير موقفه ذاك بحقه في البحث عن مستقبله رغم عدم قناعته.
في المطار تشاغل عن استذكار لحظات الوداع المريرة بمحاولة التأكد من وثائقه واحتياجاته ، وضحك من نفسه وهو يفاجأ بانه قد اصطحب مفاتيح الدار معه  وحدث نفسه قائلا (من يدري ربما اعود يوما وافاجأها بعودتي) ، لكنه ما ان فتح حقيبة اليد الصغيرة لاستخراج جواز السفر منها حتى فوجأ بمبلغ مالي متواضع هو كل ماكانت تمتلكه والدته الى جانب القطع الذهبية التي تمتلكها وبضمنها دبلة الزواج الذهبية التي لم يسبق ان فارقت اصبعها منذ ثلاثين عاما ، كما وجد القلادة الذهبية التي اهداها لها قبل سفره ، ومع كل هذه الاشياء كانت هنالك ورقة صغيرة كتبت عليها والدته (ولدي الحبيب .. هذا كل ما املكه ما حاجتي به بعدك ، عسى ان يساعدك في غربتك وسادعو لك دائما ان يحرسك وويحفظك ويوفقك الرب ويعيدك لي سالما لا ترسل اي مبلغ فتقاعد والدك يكفيني ).
دارت الدنيا به ، تذكر في تلك اللحظة المريرة كم عانت والدته بوداعه وكم ستعاني في غيابه ، واستعاد معها وصية الرب (اكرم اباك وامك) وشعر بالخجل من نفسه ومن عقوقه ، حمل امتعته وقفل عائدا وكله شوق لاحتضان والدتهه ،هذه المرأة العظيمة وعناقها وتقبيل يديها وقدميها ، وطلب المغفرة منها عن جحوده تجاهها.
اراد مفاجأتها ، فلم يطرق الباب ، بل فتحه ودخل ليفاجأ بوالدته جاثية امام صورة العذراء وبين يديها مسبحة الصلاة وقد اتكأت برأسها على الحائط كأنها قديسة في حالة مناجاة ضارعة.   
ناداها برفق لكنه لم يسمع ردا ، وتوقع انها غاضبة منه ،اقترب منها ليحتضنها بشوق وليقبلها بمحبة وليطلب منها المغفرة ، ليفاجأ بموتها ، فقد اسلمت الروح تلك الام الرائعة وهي تدعو له بالموفقية
لقد كان وداعا اخيرا .. لكنه وداع حزين .... لن ينساه عبر السنين.
     

154
 
مشاكســــة
عـــام علـــــى النكبـــــــة
  مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .................................   
بين امطار دموع التهجير المريرة والآهات والحسرات والغربة والنزوح والضياع في متاهات وطن عجز عن احتضان ابنائه وحكومة فشلت في حماية مكونات اساسية من شعبها، مرت الذكرى الاولى لنكبة النكبات ولمأساة المآسي ولفاجعة الفواجع الوطنية على الاطلاق ، مأساة سقوط الموصل ، هذه المأساة التي فتحت الابواب امام تناسل مآسٍ أخرى لانجاب اجيال جديدة  من فواجع سقوط بقية المدن شمالا وشرقا وغربا وجنوبا، حيث تهاوت مثل جبال الجليد واحدة تلوى الاخرى ومعها تفجرت شلالات الدماء غزيرة وراح الموت الجماعي يحصد الارواح ويوسع من مساحات المقابر ويمهد لوضع وطن بأكمله بين فكي غول الارهاب، وليقف التاريخ شاهدا على حضارات تدمر وعلى مئات الرؤوس البشرية تجز وعلى آلاف من النسوة والفتيات يقعن فريسة الانتهاكات اللااخلاقية المشينة والاغتصابات الجماعية بين ايدي اشباه الرجال ، عصارة الآثام والانحطاط والهمجية، من حثالات الزنا القادمين من مزابل العهر والتخلف حاملين سيوف البغي والقتل والتدمير لكل مايمت للقيم الانسانية بصلة، فلم تسلم الآثار التاريخية ولا المساجد والكنائس والجوامع والاديرة ، ولا المتاحف والمقابر والبنى التحتية من همجية أحقادهم ولا من تعطشهم للسرقة والاستحواذ، وكذلك لم تنج الطفولة من بطشهم ورعونتهم ولا الامهات من آثام جرائمهم ولا الفتيات من موبقاتهم حيث سيقت العشرات منهن، من تلكم  العفيفات الطاهرات حفيدات العز والشرف والقيم والاخلاق والاصالة امام انظار الحكومة التي ضربها شلل الاخلاق حينها فلم تحرك ساكنا ، وامام انظار المجتمع الدولي الذي تخبط هو الاخر بحيرته وعجزه ، سبايا يُبعنَ في سوق النخاسة كما تباع المواشي في عصر تتبجح فيه الاسرة الدولية بكونه عصر الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان.
في خضم ذلك، توالت صيحات الاستنكار وبيانات الشجب وخطابات الادانة من جميع الاطراف والكتل والمكونات ، وكنا نعتقد كما العالم كله، ان حكومتنا (الوطنيـــــة) التي ربما اخذت قواتها المعنية بالدفاع عن الموصل الاسيرة على حين غرة، ستجعلها تلك الصدمة التي فاقت بقوتها عشرة اضعاف اقوى هزة ارضية سجلها مقياس ريختر عبر التأريخ ، تنتفض بقوة, وان المسؤولين المدنيين والعسكريين  سيهرولون بملابس النوم الى مكاتبهم ووحداتهم لرسم خطة عاجلة ماحقة صاعقة ساحقة لابادة الارهابيين القتلة قبل ات يلتقطوا انفاسهم ، ثأرا للشرف الوطني الذي انتهك، وغسلا لعار الهزيمة وتضميدا لجراحات اعرق المدن واعمقها حضارة وتاريخا وقيما انسانية.
لكن  ذلك الامل سرعان ماتبدد، واذا بالارهاب يتسع ويتمدد، وعدد المدن الساقطة يزداد ويتعدد، وعلى الرغم من مرور عام على النكبة، فما يزال الجدل محتدما حول المسؤولية المباشرة عن كارثة الكوارث وعن مأساة المآسي في وقت تعددت فيه الآراء وكثرت الطروحات وتنوعت الاتهامات وتناسلت التبريرات، واصبحت المسؤولية أشبه بكرة النار كل يرميها للآخر بدل تحملها برجولة ومبدئية وشرف، عملا بالمثل القائل (الهزيمـــة يتيمــــة.. امــــا النصـــر فلــــه مليـــون اب).
وبين اتهامات بالتخاذل، واخرى بتواطؤ الخلايا النائمة، وثالثة بعدم جاهزية وكفاية القوات الامنية التي كانت معنية بالدفاع عن المدينة المنكوبة، ورابعة بصدور أوامر عليا بالانسحاب دون قتال، لتتحول المعركة المفترضة من (مواجهــــة عســــكرية) الى اشبه بصفقة (اســـتلام وتســليم ســـلمية) خصوصا وان عدداً من (القــــادة العظـــام) سارعوا الى استبدال ملابسهم العسكرية بالدشاديش السلمية، رافعا البعض منهم شعار (اعطنـــي دشـــداشة وخــــذ رشاشــــة) تاركين ملابسهم ورتبهم واسلحتهم حتى الشخصية منها مهانة على ارض معركة سلمية لم تتفجر ابدا، هاربين الى جهة معروفة تاركين اهالي الموصل الكرام  وخصوصا مكوناتها الاساسية الذين كانوا امانة وطنية بين ايديهم يواجهون مصائرهم المأساوية بانفسهم.
هاهو عام على النكبة يمر، فلا الارهاب اندحر ولا الموصل تحررت ولا المهجرون والنازحون عادوا الى منازلهم ولا المسؤولية المباشرة عن النكبة المأساة تحددت، على الرغم من تشكيل لجنة تحقيقية برلمانية أخذت على عاتقها مهمة التحقيق الدقيق مع العشرات من مختلف المستويات الا ان نتائجها لم تظهر، وربما ستظهر بعد تحرير الموصل الذي ما زال موعده في ظهر الغيب.
الى ذلك، ادعى البعض ان اربع فرق عسكرية كانت في الموصل لحظة سقوطها، اي بحدود ثمانين الف مقاتل بكامل تجهيزاتهم ومعداتهم واسلحتهم الثقيلة في حين لم يتجاوز عدد الارهابيين المهاجمين كما ادعى آخرون آلالف وخمسمائة ارهابي، فكيف رجحت كفة الارهاب ولماذا؟ اما الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء فقد اكد في احد تصريحاته الصحفية ان القوات العسكرية خسرت في الموصل المستباحة وحدها (2300) عربة همر، او بالاحرى تنازلت عنها وتركتها (هديـــة متواضعــــة) للارهابيين ليستخدمونها بعد انسحابهم، ولنا ان نتخيل نوعية وحجم واعداد الاسلحة الاخرى التي تركت في ساحة (صامتة) يفترض بانها ساحة معركة، في حين تساءل آخر عن مصير (200) مليار دولار تم صرفها على القوات المسلحة (كمـــا ادعــــى) في وقت عجزت فيه تلك القوات عن حماية المدينة المستباحة، وقدر آخر حجم تكاليف الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي بعد سقوط الموصل بعشرة ملايين دولار يوميا، ولو صرفت هذه المبالغ على الخدمات والاحتياجات اليومية للمواطنين ربما لاحتل بلدنا الموقع الاول على قائمة الدول الاكثر رفاهية في العالم بدل احتلالنا الموقع المتقدم على قائمة الدول الاكثر فسادا.
اخيرا، حسم السيد رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي كل الاشكاليات والاجتهادات والجدالات والتوقعات ووجهات النظر والادعاءات والاتهامات والتصورات حول عدد القوة العسكرية التي كانت مكلفة بالدفاع عن الموصل الثكلى بتأكيده خلال كلمة له في تجمع عشائري في مدينة كربلاء (ان قـــوات الجيـــش التــــي كانـــت فـــي الموصــــل تكفــي لكــــل البـــــلاد وليـــس لهــــا فقـــــط)، وحيث يمتلك الحقائق كاملة من موقعه خلال النكبة، فما على اللجنة التحقيقية الا ان تستقي المعلومات الصحيحة والدقيقة من مصدرها الاساس الامين والنزيه وتسأله (كيـــف؟؟ ومــــن؟؟ ولمــــــاذا؟؟).
وختاما يا اهلنا النازحين والمهجرين، ايها الغرباء في وطنكم، المشردين في دياركم، الضائعين وسط احزانكم، نعزيكم في الذكرى الاولى للنكبة وعسى ان لا تطول نكبتكم لتنافس بطولها وامتدادها وتواصلها نكبة الشعب الفلسطيني, ونشاطركم الحزن  والاسى ولا ننسى ان نهنئ ابطال النكسة وفرسانها بهذه (الامجـــــاد والانتصــــارات الملحميـــة) التي حققوها ببطولاتهم (الانهزاميــــة), ولننشد سوية بهذه المناسبة (الجليلــــة) مع الفنانة المثيرة اليسا (موتنـــي .. موتنـــي) بعد ان تحول  هذا النشيد العريق فعلا بنظر البعض وجراء معاناتهم ومآسيهم، من (موطنـــي .. موطنـــي) الى (موتنــــي ... موتنـــــي).
 
 

155
مشاكســة
الليلــــــة حلـــــوة .. حلـــــوة وجميلـــــة

مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ................................

 اعشق الذكريات من جهة ، واحاول تجنب التحليق في فضاءاتها الشفيفة   الممتعة من جهة اخرى ، كونها تبتدئ دائما  بمحطات لذيذة وبنكهات متمازجة  تتداخل في مذاقها عذوبة الطفولة ومقالب الدراسة وقلق الامتحانات ومشاكسات الشباب واكاذيب الهوى في الاول من نيسان وارتعاشة القلب في الموعد الاول ، ونكهة القبلة الاولى والمأزق   المهنية واقاصيص الحب والمناجاة الرومانسية التي تنعش القلب وتبهج الروح وتزرع على الشفاه اعذب الابتسامات ، لكنها دائما ما تنتهي بالدمع والحسرات على ازمنة مرت سريعا كالحلم  وعلى هنيهات وجدانية اومضت بسرعة كالبرق ، اضاءت عتمات الذاكرة بفلاشات حميمة واختفت ، وعلى وجوه حبيبة ابتلعتها الغربة تاركة في الروح غصة وفي القلب جراح ، بعد ان اخذت معها المسرات والافراح ولم تخلف وراءها الا وجع الذكريات والاتراح.
 في ليلة تعذر فيها النوم بعد يوم شاق مترع بالمشاق تآمر فيها علي   الارق  والضجر والقلق ، هاجمتني الذكريات مثل اسراب من فراشات ملونة ومشاكسة  تحط هنا وهناك محدثة ضجيجا محببا ،وانا ارنو الى صورة جماعية معلقة على الحائط ضمت وجوها  عزيزة لاسرة تحرير مجلتنا (صوت الاخر) كنا قد التقطناها مطلع  حزيران  2012 لتزين صفحات العدد (390) الذي صدر مطلع  ذلك الشهر لمناسبة احتفالنا بايقاد  شمعة جديدة من عمرها .
 انتزعتني تلك الصورة التي ضمت (25) زميلا وزميلة ، من الارق وانا اتوقف ازاء خمسة وجوه لاعزاء غابوا عنا ، في مقدمتهم الزميلان ابراهيم الخياط وجوان ميراني اللذين توفيا رحمها الله ، وجعلتني اقفز من الفراش باحثا بلهفة عن عدد المجلة ذاك لاقلب صفحاته بشغف واستعيد عبر صوره حلاوة تفاصييل وذكريات اول واخر احتفال عائلي اقامته هيئة التحرير لنا وكان في عام 2012 ايضا، حيث ازدحمت فيه وتنوعت الفعاليات الفنية والمسابقات والطرائف والجوائز والهدايا ، وكانت اخر اغنية اختتم بها  مطرب الحفل وصلته مع فرقته الموسيقية رائعة الفنان الكبير يوسف عمر رحمه الله (الليلة حلوة ... حلوة وجميلة) تراقصت على انغامها المشاعر طربا واهتزت النفوس بهجة ، يومها وعدنا الزميل رئيس التحرير بان احتفالنا سيكون اوسعا واروعا في السنة القادمة ونحن نوقد الشمعة العاشرة.   
لكن ،لان (ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ،تجري الرياح بما لا تشتهي  السفن ) ، فقد هبت رياح السياسة التي غالبا ما تتداخل في عواصفها المزايدات والانانيات والتصورات الخاطئة  والمصالح الضيقة التي كثيرا ما تقفز فوق المصالح العامة، بما لا تشتهيه سفينة مجلتنا او بقية السفن الاخرى في الاقليم وخصوصا سفن صغار الموظفين والمعدمين ،بعد ان اطلق بعض الساسة في بغداد الذين يرون في نهوض الاقليم واستقراره وتطوره عقدة حقيقية لهم وشاهد عيان على فشلهم وفسادهم واخفاقاتهم اعصار الازمة المالية ضده وتاخير صرف مستحقاته القانونية ضمن  الموازنة العامة بذرائع عدد من الملفات العالقة ، فتأخرت الرواتب ، وتقلصت النفقات وتوقفت الكثير من المشاريع ، والقت الازمة وما تزال بظلالها القاسية والمباشرة على شريحة واسعة من الموظفين ذوي الدخل المحدود الذين لا موارد لهم الا رواتبهم ، وكبلت افرازاتها الانفاق العام ، وسحقت الازمة بتداعياتها الخطيرة حتى آمالنا باحتفالات متواضعة صغيرة، ومع ذلك فشلت هذه الازمة المريره في النيل من احلامنا وارادتنا الكبيرة .
واكاد اجزم ان هذه الازمة المالية المفتعلة ، الواضحة النوايا والاهداف القت بافرازاتها اللاانسانية على قططاعات واسعة من الموظفين وذوي الدخل المحدود ، مرغمة الكثير على تغيير نمط حياتهم وتقليص النفقات والبحث عن البدائل الحياتية وفقا للقاعدة الاقتصادية المصلاوية (اشقد تقتصد بالفلوس .. تفغح وتكيف النفوس)، فمن خطط لشراء بدلة جديدة لمناسبة العيد ، اجل مشروعه ذاك واكتفى بملابسه القديمة ، ومن اراد تقديم هدية مناسبة لزوجته بذكرى زواجهما اكتفى بقنينة عطر عادية و من ارادت زرع سن جديد بدل احد اسنانها التالفة اكتفت بالمهدئات ، ومن كان يستخدم منشطات طبية مكلفة استبدلها بالجرجير ، ومن كانت تخطط لاستبدال حواجبها بالتاتو استعاضت عن ذلك بقلم الكحل االصيني ، ومن خطط لاقامة حفل خطوبته  باحدى القاعات الفخمة استبدلها بحفل عائلي داخل البيت وبقطع من المعجنات المحلية الصنع والعصائر البيتية  ومن كانت تخطط لعدد من عمليات التجميل اضطرت لتأجيل مشاريعها مكتفية بحقنة بوتكس فقط لنفخ الشفتين ، ومن كان متعودا على عشاء دسم استعاض عنه بوجبة من البطيخ او الرقي لرخص اسعارهما.
اما نحن ، اسرة (صوت الاخر) ورغم ان افرازات اعصار الازمة المالية قد اصابتنا بالكثير فأخرت رواتبنا ومكافآتنا ، وحالت بيننا وبين تصليح البراد المتواضع في غرفتنا مما يضطرنا عند استقبالنا لضيوفنا استعارة اقداح ماء باردة من براد قسم التصحيح ، فضلا عن اضطرار الزميلة المصممة لاعتصار خزان حبر طابعتها بعد نفاذه باصابعها بقوة لاستخراج اخر قطرة فيه وكأنها تستخرج بقايا بئر نفطي ، فما يزال التفاؤل سيد الموقف بان الازمة مها طالت لن تستطيع ايقاف مسيرة الحياة والاقليم قادر على تجاوزها بارادته وحكمته وثباته على مبادئه، رغم اننا استبدلنا  تحيتنا الودودة للزميل مدير الادارة كلما التقيناه بالتساؤل التالي (راتب هيا؟) ويجيبنا مبتسما ومحرجا (راتب نيا) ويقهقه الجميع ضاحكين، بينما التعليقات الفكهة تنثال من هنا وهناك، ويستمر مرحنا وتستمر مشاكساتنا الممتعة على الرغم من ان كل الاسعار ازدادات وربما تضاعغت خلال السنوات الاخيرة الا ان رواتبنا واجورنا بقيت محافظة على (ثباتها ومبدئيتها ) فلم تتأثر(بالمؤامرة الامبريالية الاستعمارية) لارتفاع  الاسعار وبقيت ( صامدة) متمسكة بمستوياتها ، مجسدة بذلك المثل الشعبي المصري (الاسعار ولعت ، الا الماهية بقيت على ماهي)  .
ونحن نحتفل (بصمت وتقشف) هذا العام بايقاد الشمعة الثانية عشرة لمجلتنا الحبيبة ، واذ اهنئ من الاعماق جميع الزميلات والزملاء واشد على ايديهم مثنيا على عطائهم المبدع الذي كان وسيبقى ضمانة تواصل صدورها بانتظام دون توقف ، فان الامل يبقى حاضرا باننا سنتجاوز هذه الازمة حتما بالارادة المبدعة وبالعطاء المتجدد وستكون اوضاعنا واوضاع الاقليم عامة (زور باشي) ، وعندها سنحتفل بالشكل الذي يليق بموقع واهمية وفاعلية هذا الجهد الاعلامي الراقي ، وسنغني يومها سوية بفرح ومن الاعماق (الليلة حلوة .. حلوة وجميلة) ، ذلك لأن (من صبر ظفر .. ومن عزم قادر على تفتيت الصخر)،   
 

   

156
   مشاكســـة
 
اللعـــــب عالمكشـــــــوف
  ...............................

  مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
...............................................
رسمت العولمة والثورة التكنولجية وتقنية الاتصالات, خريطة طريق  جديدة امام الانسانية  , واطاحت بقيم ومبادئ واعراف تقليدية, وافرزت قيماً ومبادئ واعرافاً  جديدة اخرى, تبعاً لذلك فقد اصبحت وسائل التعارف والانجذاب العاطفي والصداقة وعلاقات الحب والزواج والطلاق   والتعاملات التجارية وحتى المصالح والمواقف الرسمية والسياسية والندوات والمؤتمرات تتم بيسر وسهولة عبر الانترنت, سواء من خلال الدوائر التلفازية المغلقة او من خلال الايملات الشخصية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها (الفــيس بـــوك) وامسى بامكان اية مراهقة من اية بقعة في العالم ان تعقد بدقائق مئات الصداقات البريئة وغير البريئة مع الجنس الاخر  , واصبح بامكان الجميع ان يتبادلوا بلحظات مختلف المشاعر والصور والرغبات والاسرار الشخصية بل والتنفيس عن رغباتهم وجوعهم بالصوت والصورة   .   
كذلك فقد اصبح بامكان السياسيين والمسؤولين  والبرلمانيين   في مختلف انحاء العالم ان يتبادلوا بلحظات الاحاديث الودية وغير الودية والاقتراحات والنوادر السياسية ومفاجآت الليالي الحمراء والصفراء والبمبي و شروط  العقود والمناقصات والصفقات والمباحثات السياسية رفيعة المستوى واخر اخبار اليسا وهيفاء وهبي ونانسي عجرم,   خدمة للمصلحة  العامة من خلال ضمان مصالحهم ورغباتهم الخاصة  .
تبعاً لذلك فقد تهاوت الاسوار الحديدية التي كانت تقيمها بعض الدول حول نفسها وتدفقت الاسرار والخبايا واختفى العملاء والجواسيس التقليديون بعد ان اصبح بامكان الات التصوير الرقمية وعدسات الموبايلات الذكية والغبية نقل ما يدور سواء في الاجتماعات رفيعة المستوى او في غرف النوم عبر الاقمار الصناعية  , فضلاً عن بروز اجيال جديدة  محسنة من السياسيين والمسؤولين و البرلمانيين ( الثوييـــن) الكفوئين المخلصين الذين يدركون  جيداً خبايا السياسة الدولية ودهاليزها  واساليب  التعامل معها  والحدود والخطوط الحمر  بين ما يجوز... وما لا يجوز على الرغم من ان بعضهم بالاخص في الدول النائمة  والغائمة والمتوسلة والمتسولة على استعداد لعبور كل الخطوط السود والخضر والحمر من اجل مصالحهم السياسية والشخصية  .
تبعاً لذلك فقد تم وضع تسعيرات محددة لكل سر وهدف و موقف وعقد وصفقة ومعضلة وفق بورصة اسعار النفط والذهب في الاسواق العالمية وتحديد نسب هذا المسؤول من ذلك العقد وحصة ذلك المسؤول من هذه الصفقة وايداعها في الحسابات السرية في البنوك الاجنبية جدمة للمصالح (الوطنيــــة) , كما واصبح تبعا لهذا التطور الكبير في عولمة الاتصالات بامكان هذه الدولة او تلك ان تشتري من هذا السياسي او ذاك المسؤول, بالاخص في دول العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر كل ما يلزمها من الاسرار السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية بل وحتى المواقف التي غالباً ما تتناقض مع مصالح البلاد والعباد (باســعار تعاونيـــة) نظرا لافرازات الازمة المالية ، مما وضع سيادة هذه الدولة, وخصوصية تلك.. واستقلال هذا البلد ومصالح ذاك في  مهب الريح على الرغم من آلاف الاغاني الحماسية والاناشيد الوطنية والخطب النارية والشعارات الوطنية والبيانات والتصريحات الصحفية التي لا تكف ليل نهار عن التأكيد على   السيادة والاستقلال والمصالح الوطنية الستراتيجية وعدم تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية في الوقت الذي تمسك في هذه الدول الاقليمية او تلك بكل خيوط المصالح الوطنية في بعض الدول (الثوريـــــة)  .
في ضوء ذلك فقد اصبح من المتعارف عليه في السياسة الدولية انبثاق مجموعات وتكتــلات وكفاءات من الســياسيين والمسؤولين والبرلمانيين, (الثورييــــن) الذين يحملون هموم بلدانهم وقضايا شعوبهم على اكتافهم لعرضها في مزادات السياسة الدولية تحت ستار (المباحثات الودية والمصالح المشتركة وتبادل الاراء والخبرات والتجارب واستقطاب المواقف الاقليمية والدولية لصالح القضايا المصيرية)   .
ووفق هذه اللغة الساسية البليغة ( ذات الاســـتخدام المــــزدوج ), اصبح بامكان بعض هؤلاء السياسيين والمسؤولين العباقرة (المتاجـــرة) بالشعوب والبلاد وبمصالح ومصائر العباد والثروات والاوطان دون خشية من محاسبة الشعوب, او من رقابة البرلمان وفي ضوء ذلك فقداصبحت بعض الدول الاقليمية ودول الجوار محطات اقامة ثابتة لبعض المسؤولين الاحرار وكذلك الفنادق ذات العشر نجوم لمناقشة ابرز المعضلات الوطنية والهموم واتخاذ ربما اخطر القرارات في ادق المعضلات والشؤون الوطنية التي لا يجب بأي حال من الاحوال وتحت اي ظرف او حال ان تخرج خارج الحدود الوطنية وبذلك يحقق بعض هؤلاء المسؤولين (المبدئييـــن) في زياراتهم المكوكية خصوصا لبعض الدول المعنية هدفين رئيسيين ، زيادة ملايينهم وملياراتهم من جهة ، وزيادة اعداد الاطفال غير الشرعيين من جهة اخرى .
فهذا السياسي يناقش مع هذه الدولة صفقات اسلحة ربما تكون فاسدة   بدل  مطالبتها بالكف عن التدخل في شؤون بلاده الداخلية وذاك المسؤول الرفيع يتحول الى (مســتمع مطيـــع) لاملاءات دولة اخرى بدل ان يطالب مسؤوليها   بالكف عن ارسال الاسلحة والارهابيين والمفخخات والعبوات اللاصقة الى بلاده ؤمسؤول ثالث يستجدي دعم دولة اخرى لدعم ترشيحه لمنصب رفيع في بلاده بدل ان يستنكر  قطعها الانهار والجداول عن شعبه, واخر يطلب بمنتهى الرجولة والشهامة ضغط دولة اخرى على التكتلات السياسية في بلاده, لمنحه اصواتها داخل العملية السياسية,بدل ان يطالبها بوقف اغراق اسواق بلاده بالمخدرات والادوية الفاسدة... والاغذية غير الصالحة للاستهلاك  البشري, ورابع وخامس وسادس يطالبون هذا النظام او ذاك بالضغط على الدول المجاورة الاخرى لقبول تسنمه هذه المناصب او تلك بدل مطالبتها بعدم العمل على تحويل مجرى هذا النهر او ذاك مما يهدد وطنه بالجفاف وشعبه بالموت عطشاً.
 ومع ذلك فان جميع السياسيين والمسؤولين, البرلمانيين,  في هذه الدول النائمة وفي تلك الدول النامية ما زالوا يتبارون في المتاجرة بالشعارات الوطنية ويؤكدون حفاظهم على السيادة والاستقلال وحرية القرار الوطني, ويؤكدون تصعيد نضالهم من اجل منع تدخل الدول الاقليمية ودول الجوار بالشؤون الداخلية في الوقت الذي جعلوا فيه بلدانهم ساحات خلفية للدول الاقليمية.
 الى ذلك.. يبدو ان زمن السياسيين المبدئيين العمالقة الذين كانوا يقفون بكامل هيبتهم وقاماتهم الطويلة امام اكبر الدول واعرق السياسيين وهم يستندون الى ثقة شعوبهم، يوشك على الغروب بعد ان بدأ زمن بعض اشباه السياسيين الذين تعودوا على ان يحنوا قاماتهم ورؤوسهم امام الاخرين من اجل اجنداتهم السياسية ومصالحهم الذاتية حتى باتت جباههم توشك ان تلامس الارض وبالطبع فانهم يفعلون ذلك ( تجســيدا للمواقــــف المبدئيـــة وخدمـــة للمصالـــح الوطنيــــة ).
 عجبي واسفي على زمن بات  فيه بعض المسؤولين والسياسيين يحتكمون الى دول اجنبية في قضاياهم المصيرية بدل الاحتكام لشعوبهم التي سلمتهم زمامها ووضعت بين ايديهم مصالحها وأئتمنتهم على  مصائرها!
لقد بدأ اللعب في بعض البلدان النائمة كما يبدو على المكشوف وعيش وشوف.
 

157

مشاكســـة
.............
فضائيــــــات.. أم فضائحيـــــــات؟
.........................................
  مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .................................
لأن الاعلام يمثل عبر مختلف اشكاله وميادينه وبتأثيراته المعروفة، المهنة الأساسية في فن صياغة الرأي العام وتوجيهه، فقد كان في كل زمان ومكان ولا يزال وخصوصا في ميادين الصراعات الساخنة وعلى خطوط التماس الملتهبة، المستهدف الأول من قبل جميع أطراف النزاع، اما بهدف احتوائه وتدجينه وادلجته وامتطائه بشتى اساليب الترغيب والترهيب والاغراءات المختلفة، أم لاغتياله ومحاولة عزله واسكات صوته وقطع لسانه إن اصر على مبدئيته وحياديته واحتكامه للموضوعية المهنية وتمسكه برسالته الاخلاقية، ومن هنا يمكننا ان ندرك الأسباب الكامنة وراء استهداف الاعلاميين عامة والصحفيين على وجه الخصوص، فوفقا لتأكيدات لجنة حماية الصحفيين الدولية، كان عام (2014) اشد الاعوام دموية بالنسبة للصحفيين حيث شهد مقتل (60) صحفيا على الاقل اثناء ادائهم لعملهم، منهم (44) صحفيا تم استهدافهم بشكل مباشر وجعلهم اهدافا للقتل.
واذا كانت الاهداف واضحة ازاء مثل هذه الاستهدافات المباشرة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، ما الاهداف الكامنة وراء محاولات بعض الاجهزة الاعلامية لـ (تعهيــــــر الاعـــــلام) بشكل او باخر وتسويق الفساد ومحاولة تشويه القيم والاخلاق والذوق العالم تحت مظلة لأوسع عمليات التمويه والخداع والبهرجة والتسويق التي باتت تنتهجها عبر (فـــــخ) البرامج الفنية والمنوعة تارة ، والحوارات المباشرة تارة اخرى الاي باتت تنتهجها بعض الفضائيات التي تعرت من ثياب الالتزام لتحول بعض برامجها بجدارة الى (فضائحيات) يمثل الجنس النسبة الاكبر فيها ، في وقت تعج فيه المجتمعات العربية بمختلف المشكلات والتحديات بدءا من الفقر والجوع والبطالة والتشرد واطفال الشوارع، مرورا بالمضايقات والتحرش الجنسي ضد المرأة، وارتفاع نسب العنوسة والطلاق وهجرة الشباب، انتهاءاً بسرقة الاموال العامة وبالصفقات الفاسدة والمشبوهة وهدر ميزانيات الدول وثروات الشعوب على المشاريع الوهمية الى جانب  عمليات الخداع والدجل وغسيل الادمغة التي باتت تمارسها المنظمات الارهابية عبر أوسع وأخطر ايدلوجيات فسادها وانحرافاتها على قطاعات واسعة من الشباب؟
وعلى سبيل المثال، فقد استفزتني وامسكت باهتماماتي بقوة، (دعوات وتأكيدات) احدى العاملات  في المجال الفني العربي قبل ايام، وهي تقتفي خطى الممثلة والمخرجة والسينارست الامريكية المولد عالمية الشهرة والحضور، سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة (انجلينا جولي) التي لم تمنعها حالتها الصحية الخاصة بعد ان قامت باستئصال ثدييها بسبب حملها لجين متحور يكشف عن مخاطر عالية للاصابة بالسرطان، ولا زواجها واضطلاعها بمسؤولية تربية اطفالها الثلاثة، من زيارة مناطق النزاعات الساخنة والاطلاع على اوضاع المهجرين ومعايشة النازحين وشن حملة دولية لاغاثتهم، بل وتبنيها لاربعة اطفال فقراء ومعدمين من كمبوديا واثيوبيا وفيتنام وسوريا، فضلا عن تبرعاتها لصالح الدول الفقيرة والمنكوبة التي بلغت (25) مليون دولار.
اما (الفنانـــة العربيـــــة ) المثيرة للجدل، فقد نافست انجلينا جولي، لكن ليس بتبرعاتها للفقراء، ولا بزياراتها للمهجرين والنازحين، ولا بتبنيها حملة لمكافحة الفساد والفقر والبطالة والتحرش والادمان في بلدها على الاقل، ولا لمساعدة الجياع في جنوب السودان على سبيل المثال الذين تجاوز عددهم الاربعة ملايين جائع وفقا لبرنامج الغذاءالعالمي، لكنها بمنتهى البساطة اطلقت دعوة (ســــتراتيجية نبيلـــــة) من شأنها حل جميع معضلات المجتمع العربي وأزماته ممثلة بأهمية (ترخيـــص بيـــوت الدعـــــارة)، بدل تبنيها لحملة وطنية لدراسة اسباب عزوف الشباب عن الزواج وتشجيعهم على بناء المؤسسات الاسرية بعد ان بلغ عدد العوانس في بلدها (9) ملايين فتاة.   
من جانب آخر اعنلت حالة الاستنفار القصوى في (فضائحيــــة) اخرى ليس لمناقشة مأساة الجياع العرب الذين يرزح منهم سبعة ملايين تحت خط الفقر وكيفية تبني مشروع (قومـــــي) لانقاذهم، وانما بسبب قضية أهم وأخطر بكثير، حيث تم استدعاء اختصاصية بالعلاقات الزوجية، والاستعانة بآراء مختصين آخرين عبر اتصالات مباشرة، لمناقشة حالة عاجلة وخطيرة ومثيرة لسيدة (فاضلــــة) دفعها (الجـــــــوع) والاحتراق الى طلب الطلاق، ليس لكون زوجها بخيلا أو عنيفا ومتسلطا أو لانه يحرّم عليها زيارة اهلها أو لانه يسمهعا كلمات نابية أو لانه يخونها، ولكن لانه (ببســــــاطة) غير قادر على منحها حقوقها الزوجية ( لمرتيـــــن) على الاقل يوميا، في حين اكدت خبيرة العلاقات الزوجية ان المستوى المثالي قياسا الى عمر الزوج الاربعيني هو مرتين اسبوعيا.
في (فضائحيــــة) اخرى، وعبر برنامج فني ممتع سألت مقدمة البرنامج ضيفها بمنتهى الكياسة والحبور، سؤالا واضحا مباشرا غير مستور لاثارة اهتمامات المشاهدين والحضور، (هــــل اقدمـــت علـــى خيانـــة زوجتــــك بعــــد ان خانتــــك؟ أم قبلهـــــــا ؟)، وعندما حاول التهرب من الاجابة، ألحت عليه بلجاجة، (مــــن خــــان الآخــــــر اولا انـــت ام هــــي؟) ولم يتبق الا ان تسأله عن تفاصيل الخيانة، متى حدثت؟ واين؟ ومع من؟ وكم استغرقت؟ وكم مرة مارسها؟ وهل استمتع بها؟ وهل تناول منشطات معينة وتحوطات ضد الايدز ام لا؟، وذلك نظرا لاهمية مثل هذه (الـــدروس التعليميـــــة والقيميــــة) خصوصا بالنسبة للاطفال وللمراهقين، والاهم  انها تسوق انطباعا (تقدميــــا حضاريــــا جديــــدا) ينسف كل قيم واخلاقيات الوفاء الزوجي، مفاده ، ان لا بأس من خيانة احد الطرفين في المؤسسة الزوجية مادام باستطاعة الطرف الآخر (الانتقــــام)  منه بسلاح الجريمة نفسه وبالاسلوب نفسه وممارسة (حقــــه الشــــرعي) في الرد عليه بخيانة مماثلة وهكذا يتساوى الطرفان ويتعادلان وفق مفهوم (لا غالـــب ولا مغلــــوب)، وبذلك تعيد مثل هذه (الفضائحيــــات) انتاج القيم الاجتماعية بطريقة معكوسة، وتحول الخيانة الزوجية امام الصغار والكبار من (جــــريمة عــــار) الى (مأثـــــرة) جديرة بالمباهاة والفخار.
ترى هل انتهت كل معضلات ومآسي وويلات وفواجع المجتمع العربي؟ وهل تمكن (35) مليون جائع عربي من ملء بطونهم الخاوية؟ وهل وجدت (90%) من عوانس سوريا ممن هن في سن الزواج ازواجا لهن؟ وهل تم انقاذ (170) الف مصري من الموت سنويا بسبب التدخين؟  وهل تم انتشال (7) ملايين عربي يسحقون تحت خط الفقر من انسحاقهم اليومي؟ وهل انجز المسؤولون العرب مهمة القضاء على الامية؟ وهل تم تأهيل (40) مليون عربي من ذوي الاحتياجات الخاصة واعادة دمجهم في المجتمع؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟، انتهت كل مشكلات المجتمع العربي ولم يتبق ما تتناوله مثل هذه الفضائيات وبقية اجهزة الاعلام من مشكلات وتحديات الا الدعارة والعلاقات الجنسية والخيانات الزوجية؟
ان كانت الدعارة السياسية التي دأبت بعض (الفضائحيــــات) واجهزة الاعلام على ممارستها في هذه البلاد او تلك، تمثل ادوات فساد وهدم شريرة وخطيرة، فان الدعارة الاجتماعية لمثل هذه الفضائحيات اشد شرا واعمق خطرا، لانها تستهدف قيم وقناعات ومبادئ الانسان في كل مكان.         
 
 
 
 

158
 
مشاكســــة
شــــعوب بليـــــدة
حكومــــات رشــــــيدة
  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................
لعل من مفارقات هذا الزمان المثيرة للاستغراب والاستهجان، ان بعض الشعوب (البلهــــاء) في دول حمقاء، تريد من حكامها ومن حكوماتها ومن برلمانييها ومسؤوليها كل شيء دون أن تفسح لهم المجال لانجاز اي شيئ ، فهي بثرثرتها وضوضائها وبمظاهراتها الفوضوية وبمطاليبها التعجيزية، تحول بينهم وبين انجاز كل المهام الوطنية الستراتيجية.
وبذلك تداخلت المطالب المشروعة بالممنوعة، وتمازجت الحقوق بالعقوق، وغرقت الاولويات في بحار الثانويات واختلط الحابل بالنابل، وما عدنا ندرك من المحق، أهو المسؤول أم السائل؟
ففي خضم تصاعد حالة الشد والجذب بين الشعوب وحكوماتها وضياع الصدق في لجة الكذب، اتسعت قوائم المطالبات الشعبية التي كانت قبل (انجــــــازات) (الصقيــــع العربــــي) تقتصر على الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، لتشمل كل الذي لم يكن بالحسبان.
فهذه الشعوب المدللة (البطرانــــة النعسانــــة) تريد من حكامها الثوريين الامناء كل شيء، من فرص العمل والاجور المجزية والتعليم ومحو الامية، الى المياه الصالحة للشرب والهواء النقي والغذاء غير الملوث وتنظيف الازقة ورفع النفايات يوميا وحل ازمة السكن وحل المشاكل والتحديات والمحن ، وغسيل السجون والمعتقلات  واطلاق سراح الابرياء والبريئات ، وتوفير وسائط النقل وحل الاختناقات المرورية وتوفير الامن والامان حتى لو تطلب الامر تخصيص رجل امن لكل انسان والقضاء على المحسوبية والمنسوبية والوساطات ومحاربة الفساد والمفسدين ومساءلة المسؤولين الفاشلين وتحسين التعليم وتوزيع الكتب والقرطاسية مطلع السنة الدراسية ومنع مهازل الدروس الخصوصية واغلاق مؤسسة (ســوق مريـــــدي الدوليـــــة التزويريـــــة للاعمــــال الخيريـــة) وفروعها العلنية والسرية في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية التي قدمت وما زالت تقدم افضل الخدمات (الانســـانية) باجور (تعاونيــــة) لمختلف المسؤولين بشهاداتها (العلميــــة) التي بامكانها، ربما، منافسة شهادات جامعات اوكسفورد البريطانية والسوربون الفرنسية وجورج تاون الامريكية، خصوصا وان بامكانها ان تجعل من (الاغبيـــــاء الفاشـــلين) علماء متمرســـين وان تمنح (الحمار) شهادة مستشار، او تخفيض اجورها (التعاونيـــة) لتتمكن كل القطاعات الشعبية من الحصول على شهاداتها العلمية بعد ان فاقت شهرتها شهرة أرقى المنظمات الدولية، حيث بلغ عدد الشهادات المزورة في ايران مثلا (3700) شهادة، اما في السعودية فقد سبق أن اقدم (68) دكتور سعودي على شراء شهادات الدكتوراه المزورة من الولايات المتحدة بسعر (8000) دولار (يابـــلاش)، والحمد لله فان بلادنا تخلو تماما من حملة الشهادات المزورة والمحورة باستثناء اعداد متواضعة زوروا شهاداتهم (بحســـن نيــــة)، فوفقا لاحصاءات سابقة لديوان الرقابة المالية تم اكتشاف اكثر من الف شهادة مزورة (فقــــط ) في مديرية واحدة من مديريات وزارة التربية.
كما طالبت وتطالب بعض هذه الشعوب (المدللــــة) حكامها وحكوماتها ومسؤوليها النبلاء، بتحسين اداء المستشفيات الحكومية وجعل الفحص والعلاج مجانيين، بل وافتتاح اقسام خاصة بعمليات التخسيس والتجميل والشد والنفخ والتكبير والتصغير بصورة مجانية من اجل رفع مستويات الرشاقة والجمال لدى جميع النساء وبما يفتن الرجال ويسلب عقولهم ويشبع غرائزهم ويروي ضمأهم ويملأ عيونهم المالحة ويقلل من مستويات الانفصال والطلاق ومن نسب مشاهدتهم لافلام الاغراء وهم يلمسون ان زوجاتهم اصبحن ينافسن هيفاء ونانسي واليسا وغيرهن جمالا وحيوية واغراءً وتوفير مختلف أدوية الضغط والسكر والبوتوكس والفياغرا وبقية المنشطات مجانا.
كما تتضمن قوائم المطالبات الجماهيرية (التعجيزيــــة) للحكومات الثورية تصنيع المواد الغذائية الاساسية لمائدة الطعام اليومية وطنيا بدل استيرادها وفي مقدمتها الطحين والسكر والرز والفجل والطماطم والبقدونس والبصل والحمص والجزر والفلفل والاسبانخ والسلق والريحان واستثناء (الجرجيــــــر) فقط نظرا لفوائده (الزوجيـــــة الحيويــــة)، وكذلك تشجيع الصناعات الستراتيجية محليا والتوقف عن استيراد مفرداتها وفي مقدمتها معلبات الباقلاء والبزاليا والفول المدمس ومعجون الطماطم وسمك التونة والبرغل والحبية والعدس والكجب والشكولاتة والمشروبات الروحية والمثلجات والآيس كريم والمربيات والطراشي، واستثناء (الكافيـــــــار) فقط من قائمة الممنوعات كونه من ابرز المنشطات رغم اسعاره الخيالية نظرا لانعكاساته السحرية وسرعة تأثيراته (الموضعيـــــة)على استقرار العلاقات الزوجية حيث يصل ثمن الكيلو غرام الواحد من الكافيار الخاص الذي يقوم باعداده مواطن نمساوي وابنه لسعر خيالي ربما غير قابل للتصديق وهو (100ألـــف دولار) للكيلو غرام الواحد، اذ يستخدمان في انتاجه سمكة (الالبينـــــو) النادرة، وذلك بخلط بيوضها مع رقائق الذهب من عيار 22 قيراطا،، كما سبق ان عرض نوع اخر من الكافيار السعودي وصل سعره الى (مليــــون ريــــال) للكيلو غرام الواحد، مما يمثل ربما جزءا مهما من الاجابة عن التساؤل المشروع لضحايا الجوع، اين تذهب مليارات الفساد في هذه الدولة وفي تلك البلاد؟ في وقت لايجد فيه المعدمون ونازحوا الكرفانات والخيام  رغيف خبز او ملعقة طعام، كما يفسر احد اسباب كثرة الايفادات   الرسمية الشهرية لبعض المسؤولين من مختلف الدول الى دول اخرى بعينها ، لتجديد نشاطهم (الوطنـــي)واستعادة حيويتهم (الثوريـــة)، والحمد لله فان جماهيرنا (المرفهــــة البطرانــــة) لم تطالب لحد الان باضافة مادة (الكافيــــار) السحرية الى مفردات البطاقة التموينية.
كما طالبت وتطالب بعض هذه الشعوب (البطرانــــة) حكامها ومسؤوليها سرعة وسهولة الحصول على وثائقها الشخصية الثبوتية وفي مقدمتها شهادة الجنسية وبطاقة الاحوال المدنية وجواز السفر ورخصة القيادة دون وكلاء او وسطاء و العمل على اصدار ضوابط تحدد قيمة الرّشا عن كل معاملة وفقا للدخل اليومي للفرد ، اذ من غير المقبول ولا المعقول مثلا ان يتساوى بتكاليف رشوة اصدار مثل هذه الوثائق الوزير والخفير، فضلا عن المطالبة بان يغادر الرؤساء ورؤساء الحكومات والبرلمانيون والوزراء وبقية المسؤولين مكاتبهم المحصنة المكيفة ولو ليوم واحد في الشهر والتوجه الى القطاعات الشعبية لتلمس مدى سعادة شعوبهم وازدهارها وراحتها وتمتعها بالخدمات اليومية ومن اجل تحديد الاساليب الواقعية لمضاعفة حجم رفاهيتها اليومية.
بيد ان العجب العجاب، وما يثير الدهشة والاستغراب، ان هذه الشعوب الجاحدة الفاسدة المدللة وبرغم كل هذه (الرفاهيـــــــة) والسعادة اليومية، التي وفرتها لها الحكومات لا تزال تلح على تطبيق شعارها الامبريالي التعجيزي الخيالي الاستفزازي (التوزيــــع العـــــادل للثـــــروات) رغم علمها بان تلك الثروات الوطنية ربما شملتها قوانين الهجرة الدولية ، وهاجرت الى احد البنوك السويسرية ، وربما تكون في الحقيقة قد غادرت الى دولة اقليمية (صديقــــــة) ، او الى جهة بعينها من مختلف الجهات او انها قد فارقت الحياة.
اخيرا لابد ان اهمس في اذان هذه الشعوب البطرانة الجاحدة البليدة التي لا تقدر جهود و(تضحيـــات) حكوماتها الرشيدة ، ان كنتم حقاً تريدون من مسؤوليكم وحكوماتكم ان ينهضوا بكل هذه المهمات، والانشطة والفعاليات فمتى سيتسنى لبعضهم ممارسة حقوقه (الشـــــرعية) في السلب والنهب والسرقات وجمع المليارات؟           
 

159

مشاكســـــــة

كـــــان لنـــــــا... وطـــــــــــــن

  مال اللــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.coom
................................
ليست كل الامثال ولا كل المواقف ولا كل القيم المتعارف عليها يمكن (تعميمهــــــا) وتصلح لكل زمان ومكان، بل على العكس، فانها تكون في غير موضعها في اغلب الاحيان، وكثيرا ما تجلب للانسان، الكوارث والمآسي والهوان.
فقد تعلمنا منذ الصغر، من بين ما تعلمناه من الامثال الشعبية الاكثر شهرة، المثل القائل (فـــي التأنـــي الســــلامة، وفـــي العجلــــة الندامـــة)، وعلى الرغم من حرص الأهل على تذكيرنا بهذا المثل صباح مساء خصوصا لتأجيل او تسويف مطالبنا الطفولية المتواضعة آنذاك وهم يعززونه بمثل شعبي آخر يقول وباللهجة الشعبية المصلاوية المحببة، (اصبـــر علـــى الحصغـــــم تأكلـــــو عنـــب)، لكننا لم نكن نحظى غالبا مهما كان صبرنا يطول (لا بالحصغــــم ولا بالعنــــب)، ومع ذلك فان الأهل كثيرا ماكانوا يمارسون ازدواجيتهم علينا، إذ كانوا يطالبوننا من جهة بالتأني في مطالبنا، الا انهم من جهة اخرى كانوا يشددون علينا بالاسراع في حل واجباتنا المدرسية، ويؤنبون، بل ويعاقبون كل من كان يحاول (التأنـــــي) في دراسته والبقاء في صفه سنة اخرى.
 وحيث قرعت وتقرع الكثير من القضايا والممارسات في حياتنا اليومية جرس الانذار بشدة وباصوات عالية، محذرة ومنذرة من العواقب والافرازات الخطيرة (للتأنــــي) والتلكؤ في الكثير من ميادين الحياة، وفي مقدمتها الاصابات المرضية عامة والاصابات السرطانية بشكل خاص، ذلك ان التماهل وعدم الاسراع في معالجتها واجتثاثها يمنحها  فرصتها الذهبية للتوسع والتمدد والانتشار في جميع الاتجاهات مما تنعدم معه بالتالي وفي معظم الاحيان امكانية الشفاء، وكذا الامر بالنسبة للافكار والثقافات والايدلوجيات والستراتيجيات المتطرفة والارهابية والهدامة التي تنشط في نشر مفاهيم الاحقاد والكراهية وغسيل الادمغة وتجنيد البسطاء والبلهاء والاميين والجهلاء والسذج وخداعهم باغراءات الشعارات البراقة والوعود الوردية والدفع بهم نحو خنادق الانحراف والهمجية واقتراف الجرائم المؤدلجة، فإن التأني والتماهل في محاصرة هذه البؤر الفسادية الافسادية واجتثاثها يمنحها المزيد من الوقت لاقتراف المزيد من الجرائم الدموية والافعال المخزية وبما يلحق المزيد من الاضرار المادية والنفسية والاجتماعية والبشرية، ويسقط معه وجوبا مضامين ودلالات المثل الشعبي (فــــي التأنــــي الســـــلامة) ويفرض على خارطة الاحداث والمصالح الستراتيجية العليا واقعا ملحا ذلك هو (فــــي التأنــــي الندامــــة.. وفــــي الاســــراع الســــلامة) لتجنب المزيد من الخسائر والكوارث والمخاطر.
في ضوء ذلك احدثت مفاجأة العصر ممثلة بسقوط ثاني اكبر المدن العراقية، الموصل الحدباء، بايدي ارهابيي داعش دون قتال وكأن الامر كان أشبه بصفقة أو تبادل مصالح وملفات أو عملية بيع وشراء أو مقايضة، احدثت، دويا وطنيا واقليميا ودوليا هائلا، اهتزت له المنطقة بأسرها، لاسيما وان تلك المأساة قادت لسقوط دراماتيكي لسلسلة مدن اخرى بايدي ارهابيي هذا الزمن الاسود لتمسي ضحية طوفان حقد اسود من اعتى طوفانات الابادة الجماعية والهمجية الوحشية والقتل والارهاب وقطع الرؤوس والمقابر الجماعية واغتصاب النساء واختطاف الاطفال من بين احضان امهاتهم وسبي الفتيات وبيعهن في اسواق النخاسة وتهجير المكونات الدينية والقومية والاستيلاء على منازلهم واثاثهم وممتلكاتهم باحط الاساليب اللصوصية، وهدم الكنائس و المساجد والجوامع وتفجير المواقع الاثارية واتلاف كل رموز الحضارة واغتيال براءة الاطفال وتمزيق احلامهم الطفولية واجبارهم على الانخراط في دورات ايدلوجية لاحتراف القتل والجريمة وقطع الرؤوس، حيث تم، وفقا لمفوضية حقوق الانسان، تجنيد الف طفل في مدينة الموصل للقيام باعمال ارهابية فضلا عن الاستهداف اليومي المنظم لكل الرافضين لحمامات الدم والإرهاب هذه واعدام الصحفيين والاطباء والعلماء والمثقفين والمفكرين في الساحات العامة، في وقت انغمس اولو الامر الذين كان يفترض ان توحدهم قولا وموقفا وفعلا هذه الكارثة الوطنية حال وقوعها، بالجدل العميق وبالتحقيقات الفضفاضة حول اسباب ومسؤولية هذه الكارثة المأساة، في وقت يسابق فيه المجرمون الزمن لامتلاك المزيد من اسلحة الموت والتدمير ووضع اياديهم اللصوصية على المزيد من الشرايين الاقتصادية وفي مقدمتها المنشآت النفطية واجراء اوسع وابشع تغيير ديموغرافي في المدن التي شاء سوء حظها، بل سوء تخطيط المسؤولين عنها السقوط في قبضتهم الدموية .
وهاهو عام كامل يوشك ان ينتهي منذ ان حلت كارثة سقوط الموصل، ولا تزال التحقيقات حول اسباب ومسؤولية سقوطها تتواصل دون التوصل لنتيجة فعلية وربما ستطول فترة التحقيقات لسنوات عملا بالمثل الشعبي (فــــي التأنــــي الســــلامة وفــــي العجلــــة الندامــــــة) لنكتشف اخيرا ان المسؤول الرئيس ربما كان (جحـــــا) أو (الســــندباد) أو (علـــي بابـــا والاربعيــــن حرامـــــي).
الامر نفسه ينطبق على عملية تحرير الموصل الاسيرة وفك اسرها، فرغم مرور سنة الا ان الاجتهادات والمواقف والتصريحات والخطب والبيانات ما تزال متناقضة سواء على مركزية القيادة ووحدة القرار ام على طبيعة القوى المشاركة ام على التوقيت الفعلي ام على امكانية وطريقة مشاركة قوى دولية او اقليمية، في وقت يسارع فيه الارهابيون الى تحصين مواقعهم وحفر الخنادق واقامة السواتر وتنويع وتحديث ترسانتهم التسليحية، حيث اشارت تسريبات صحفية مؤخرا الى ان هذا التنظيم الارهابي يعد العدة لتحسين قطع سلاح الجو التي يمتلكها رغم تواضعها وصيانتها واعدادها للمعارك القادمة، اذ نشرت تلك المصادر صورا لطائرات ادعت ان الارهابيين استولوا عليها في سوريا، حيث يمتلك هذا التنظيم الارهابي، وفقا لادعاءات تلك المصادر، حوالي عشر طائرات من بينها (ميك واف16 واف15 واف5)، وعلى الرغم من انه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات، اذ ربما تدخل في اطار الحرب النفسية، بيد ان السؤال الكبير والملح والخطير، اما آن الاوان لأن يتوحد الجهد الوطني في بغداد، كما توحد وبسرعة في اقليم كوردستان وحفظ امن الاقليم وسلامة مواطنيه، لاجتثاث هذا السرطان الخبيث قبل ان يواصل امتداداته لابتلاع مدن ومناطق اخرى؟ عندها سوف لن ينفع الندم ولا لطم الخدود أومحاولة تبرئة الذمم، وعندها لاسمح الله، سيهمس هذا الشعب المهجر بحزن وشجن، كان لنا وطن.
 
 

160

مشاكـــــة
ألاطاحــــة بالاقتصـــــاد العالمـــــــــي

  مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .................................
على الرغم من امساك دول بعينها، الى جانب الاتحاد الاوربي، بتلابيب الاقتصاد العالمي بقوة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والصين واليابان، لكن يبدو أن الاوان قد آن، ليشهد هذا الزمان، نهوض الدول النائمة من غفوتها، والسؤوم من سأمها، والغائمة من تحت ظلمات غيومها والمتوسلة من توسلاتها والمتسولة من تسولها، والبائسة من بؤسها واليائسة من دياجير يأسها وهي تقفز من تحت كل خطوط الفقر والحرمان، والبطالة وذل الاستجداء والهوان، لتحطم قيود حظها العاثر، وهي تغادر خانة العالم الثالث والرابع والعاشر متحدية كل الصعاب والمخاطر، مطيحة بمنتهى الاقتدار باقتصاديات الكبار.
فبعيدا عن بناء وانتاج وتسويق وتجارة الغذاء والملابس والجلود والدواء والسيارات، والسفن والبواخر والطائرات والموبايلات والحواسيب والجسور و العمارات وناطحات السحاب والاسلحة والعتاد والاقمار الصناعية والمعدات الالكترونية والاجهزة الطبية، نجحت معظم هذه الدول التي سبق ان كانت ضمن مجموعة (منظمــة دول العالــم العاشـــر بحظهــا العاثــــر) ان تطيح بمنتهى الاقتدار بكارتل اللاعبين الاقتصاديين الكبار، وان تهوي بكل تلك الاقتصاديات (التقليديـــ9ة) لتنشئ بدلا عنها قاعدة عالمية لاقتصاديات حضارية، وفي مقدمتها نجاحها في انتاج ملايين النازحين والمهجرين والارهابيين والجياع والمشردين والعاطلين والمعوقين والمتسولين والمسحوقين والمنحرفين والضائعين والقتلة والمجرمين والسياسيين الانتهازيين والمسؤولين الفاسدين والبرلمانيين المنافقين وسماسرة الشعارات ومشوهي الدين، وكل مستلزمات هذه (الصناعـــات الســـتراتيجية الثقيلــــة) وفي مقدمتها السرقة والفساد والمضاربات بالمال العام وبحقوق الانسان والعقود الوهمية والصفقات الفسادية وبيع الاوطان، وليس أدل على ملامح عصر (الصناعـــات الســـتراتيجية الثقيلـــة) هذا من ممارسات القتلة اللئام، امثال داعش والقاعدة وبوكو حرام، وامتداداتهم وتفرعاتهم وخلاياهم النائمة والناعمة والمستيقظة والمتيقظة والمستفزة والمتحفزة للانقضاض على القيم والاخلاق والاديان والحضارة والفن والثقافة والانسان في كل مكان.
وفي بلادنا العريقة الغنية على سبيل المثال، التي تعتبر بمنتهى الموضوعية واحدة من اغنى الدول النفطية، حيث ورثت الحكومة الحالية واحدة من اثقل التركات والمعضلات الاقتصادية والتحديات الامنية والامراض والمآسي الاجتماعية وملفات الفساد المالية، الا اننا سبق ان استطعنا مع ذلك بهمة بعض السياسيين والمسؤولين (الغيـــارى الامنـــاء الاوفيـــاء النزهـــاء) ان نطيح عبر انتاجنا متعدد الاشكال بكل التجارب والنجاحات الاقتصادية سواء الاوربية منها أم العالمية.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر، وحيث لم تستطع واحدة من افضل الدول الاوربية وهي هولندا ان تنتج  برغم قدراتها الاقتصادية الهائلة الا (2,7% ) فقط من العاطلين عن العمل، تلتها النمسا بنسبة (4,5 ) من العاطلين، ثم المانيا بنسبة (4,8%)، الا اننا استطعنا ان نتفوق بمنتهى الكفاءة على كل هذه النسب الانتاجية المتواضعة ونحن ننجح بانتاج ما نسبته (18%) من المرفهين العاطلين عن العمل وفقا لاحصائيات رسمية في حين تدعي جهات دولية (حســودة حقــــودة) ان النسبة اكبر من ذلك، (وعيـــن الحســـود فيهــــا عــــود).
اما بالنسبة للصناعة الستراتيجية الثقيلة الخاصة بانتاج الفقراء، حيث يختلف موقع خط الفقر من دولة الى اخرى، ففي المانيا التي يمثل فيها خط الفقر اقل من حاجز الالف دولار شهريا، فقد استطاعت انتاج مانسبته (12,2%) فقير خلال الاعوام السابقة، اما في هولندا فقد سجل فقراؤهم (المرفهون) قياسا الى فقرائنا ما نسبته (7%) فقط في حين يمثل خط الفقر في الدول المتسولة والمتوسلة اقل من (60) دولارا شهريا، بمعدل اقل من دولارين يوميا.
 اما نحن، فقد استطعنا وبنزاهة وكفاءة وتضحيات (بعـــض المســــؤولين) ان نطيح وبجدارة بكل هذه النسب (المتواضعـــــة) لنحقق نسبة (انتـــــاج) اعجازية في عدد الفقراء بلغت وفقا لوزارة التخطيط (30%) مع توقعات (تفاؤليـــــة جــــدا) بامكانية رفع نسبة هذا الانجاز (المشـــرف) مستقبلا ليصل  الى (35%) وربما يؤهلنا ذلك دخول موسوعة غينيس للارقام القياسة، خصوصا واننا لم نقف عند المعايير الدولية القياسية لمواصفات (صناعــــة الفقــــــر) التقليدية حسب، بل أدخلنا تحسينات جديدة ليصبح انتاجنا من الفقر من الدرجة الممتازة بعد ان نجح بعض (علمائنــــا وخبرائنـــــا) من السياسيين والمسؤولين في توفير البيئة الملائمة والمستلزمات الاساسية لانتاج اجيال جديدة من هذه (الصناعــــة الثقيلـــــة) ممثلة بـ (الفقــــر المدقــــع) الذي ربما لم تعرفه لحد الآن الالة الصناعية الاوربية اذ نجحنا بانتاج مانسبته (5%) من مجموع انتاجنا الكلي من (مــــادة) الفقر الحيوية هذه، وفقا لجهات رسمية.
اما على صعيد التعليم وحيث فشلت معظم الدول العربية الاقليمية في انتاج نسب قياسية من غير المتعلمين، حيث انتجت فلسطين كمثال بالرغم من اوضاعها المعروفة ما نسبته (3,6%) فقط من غير المتعلمين، تلتها قطر بنسبة (3,7%) فقط ومن ثم البحرين بنسبة (5,4%) فاننا نجحنا بكفاءة عالية في الاطاحة بهذه الارقام المتواضعة بانتاجنا لنسبة (21,8%) من غير المتعلمين بعد ان كانت اليونسكو خلال هيمنة النظام الدكتاتوري قد اعلنت نظافة العراق من الامية.
اما على صعيد الصناعة الستراتيجية لانتاج (اجيـــال محســـنة) من المهجرين والنازحين فقد اوضحت جهات مختلفة (نجاحنــــا) منقطع النظير في رفع انتاجنا الى حوالي ثلاثة ملايين منهم بمواصفات فاقت كل المعايير الدولية من ناحية الفقر والاقامة غير الصالحة وعمليات الفساد التي شابت عقود الكرفانات ومخصصات النازحين والمهجرين المالية، اما بالنسبة لكفاءتنا الانتاجية لبضاعة (الفســـاد) فلنا في شهادة منظمة الشفافية الدولية خير دليل على تفوقنا والتزامنا بالمعايير (الفســـــادية) الدولية احتلالنا بعزيمتنا المركز الثالث بعد كل من السودان وليبيا، في حين تفوقنا على الآخرين بانتاجنا لبضاعة جديدة اسهمت وستسهم في رفاهية الانسان في كل مكان، تلك هي (بضـــاعة الموظفيـــن الفضائييـــــن)، فضلا عن نجاحنا وخلال ولاية الحكومة السابقة في توفير الاجواء والبيئة الملائمة (بفضـــل بعـــض القـــادة المخلصيــــن) لاكبرالمؤسسات الانتاجية وربما اضخمها على الاطلاق لانتاج الارهاب وتصديره ممثلا بسقوط الموصل وسهل نينوى والانبار وتكريت وسواهم بايدي ارهابيي داعش الذين ادخلوا البلاد في منعطف خطير وتسببوا وما زالوا في تواصل هذا النزف الكبير والخطير بالارواح والاموال العامة والمعدات والمؤسسات بعد ان سعى هؤلاء القتلة الى تحويل البلاد الى اضخم مقبرة للمفخخات وللمآسي والنكبات.
امام هذه التحديات، الم يحن الوقت للنهوض ببرنامج وطني حقيقي لاصلاح ما يمكن اصلاحه، وتوحيد الصف ياسادة ياكرام لانقاذنا من هؤلاء الارهابيين القتلة اللئام وبسط الامن  والسلام ؟؟؟... فقــد شـــبعنا حـــد التخمـــة مـــن الوعـــود والشـــعارات والكــــلام .   
 
 
   

161
مشـــاكسة
نامــي جيــــاع الشـــعب نامــــــي
  مال اللــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .................................
أظهر استطلاع حول أسعد عشر دول وأتعسها في العالم، أن بنما امست أسعد البلدان قاطبة، منحّية بذلك الدنمارك التي دأبت مراكز استطلاعات الرأي طيلة سنوات على تتويجها بهذا اللقب،  بحسب نتائج الاستطلاع   الذي اجرته مؤسسة غالوب، وشمل 133 ألف شخص من 135 بلدا، تلتها ثانية جارتها كوستاريكا، فيما تراجعت الدنمارك إلى المركز الثالث، ومن ثم النمسا، فالبرازيل والسلفادور، والاورغواي والسويد وكندا فيما احتلت غواتيمالا المركز العاشر بين سعداء العالم.
اما قائمة الدول العشرة الاشد تعاسة عالميا فقد احتلت المركز الاول فيها وبمنتهى الجدارة سوريا تلتها افغانستان وهايتي ومن ثم الكونغو (الديمقراطيـــــــة) التي  يبدو ان ديمقراطيتها لم تفلح في انتشالها من قائمة التعاسة ، تلتها تشاد ومدغشقر واوغندا وبنين وكرواتيا ثم جورجيا.
وقد تملكتني الدهشة والحيرة معا، بل وانفجر القلق في اعماقي وانا ابحث عن بلادي في نتائج ذلك الاستطلاع الجاد لأسعد وأتعس عشر دول ولم اجدها، لا بين السعداء ولا بين التعساء، وتوقعت بان الجهات الدولية المعنية بالتقييم ربما اذهلها حجم (ســـــعادتنا) التي لا تشابه سعادة أي شعب في هذا الزمان في اية قارة وفي أي مكان وقررت أن تستحدث لنا معيارا دوليا جديدا يليق بسعادتنا (المفرطـــة) بعيدا عن باقي الدول المحبطة والتي لا تجارينا سعادة.
إن ما عزز هذا الاعتقاد في اعماقي هو انني كلما توقفت بسيارتي عند الاشارات الضوئية افاجأ بالعشرات من الاطفال والفتيات والنساء من رعايا هذه الدول السعيدة والتعيسة معا لاسيما من ضمن قائمتي الاكثر سعادة والاشد تعاسة في العالم وهم يتسولون بمختلف الاساليب التقليدية والحضارية، ولم اجد (عراقيـــــا) واحدا بينهم يمارس مهنة التسول بفضل برامجنا وخططنا وستراتيجيتنا الاقتصادية الرائدة الواعدة .
فمتسولو الدول العشر الاشد سعادة في العالم القادمين من بلادهم السعيدة والمرفهة مثل كندا والدانمارك والنمسا والبرازيل جاءوا الينا ليتلمسوا عن قرب تفاصيل سعادتنا المفرطة التي تفوق سعادتهم ولينقلوا جوانب من تجربتنا الى بلدانهم، واصبحوا يمارسون التسول بطريقة حضارية غير مباشرة، كحمل ماسحة بلاستيكية وقنينة تحوي مزيجا من الماء والمنظفات لتنظيف زجاج سيارتك شئت أم ابيت. أو تسويق (العلكـــة) أو بيع الازهار الطبيعية والصناعية بلهجة متوسلة تستفز مشاعرك وتدفعك لشراء مالا تحتاجه منهم، مما يعد في ظاهره (عمـــــلا) مشروعا لا يعاقب عليه القانون ولا (يهيــــن) كرامة من يمارسه رغم انه في باطنه تسولا.
اما متسولو الدول العشر الاشد تعاسة الذين جاءوا ليتعلموا السعادة من سعادتنا ايضا، فما زالوا يمارسون تسولهم بطرقهم البدائية وفي مقدمتها بسط الايدي بمذلة مترافقة مع عزف سيمفونيات البكاء والنحيب والشكوى بادعاءات المرض والجوع واعالة الرضع والايتام والمقعدين.
عندها تيقنت بأن الجهات الدولية المعنية ربما سوف تضعنا في مركز خاص لا تنافسنا عليه أي دولة لا في الرفاهية ولا في السعادة، بعد ان علمت باننا وخلال عام واحد فقط هو عام 2014، فقدنا ميزانية سنة كاملة دون ان يصادق عليها البرلمان ودون ان يدرك اي من المسؤولين أوجه الصرف وتفاصيله وقوائم المصروفات واتجاهات سير تلك التخصيصات ومسارات بعضها الخارجية والى اي من الدول توجهت وفي حسابات اي مسؤول (نزيـــــه) حطت، وجراء أي عقود ربما (وهميــــة) صرفت ولأي عدد من الموظفين (الفضائييــــن) منحت، خصوصا وان مبلغها (المتواضـــــع) لم يتجاوز الـ(140) مليار دولار فقط، وان اي مسؤول معني لم يكلف نفسه البحث (جديـــــا)عن هذا المبلغ (التافــــه) او تقصي خط سيره، او مساءلة المسؤولين عن ضياعه، وبذلك ربما حدثت الجهات الدولية المعنية نفسها قائلة (إن كــان ضيـــاع مثـــل هـــذا المبلـــغ لــــم يهمهـــم ولـــم يؤثـــر علـــى ميزانيـــة واحتياجـــات شـــعبهم فكـــم هــــم مرفهــــون واغنيــــاء وســــعداء؟).
واذ تلمست على ارض الواقع بعض الوقائع، وفي مقدمتها توقعات وزارة التخطيط بارتفاع معدلات الفقر بين مواطني شعبنا الى أكثر من 30%، وأن جزءاً منهم يعيشون في حالة (فقـــــر مدقـــــع)، ادركت لماذا لا اجد بين متسولي الدول السعيدة والتعيسة الذين غزوا بلادنا بحثا عن الرزق الحلال اي عراقي متسول، ذلك لان (الفقـــــر المدقــــع) الذي ضرب نسبة لابأس بها من المعدمين، ربما جعل المصابين به بسبب المرض والجوع والهزال، غير قادرين على النهوض والوقوف على اقدامهم والسير وممارسة التسول لاشباع بطونهم الخاوية خواء الميزانية التي ضربها اعصار الازمة المالية فتأخرت الرواتب وتوقفت المشاريع واشهرت بعض المحافظات افلاسها في بلد العجائب والمصائب والغرائب، واصبحت معها ابيات الجواهري الخالد خير تجسيد لحال المعدمين والمدقعين والمسحوقين والجائعين وربما الكثير من المشردين والنازحين والمهجرين:
نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي ..... حَرَسَــتْكِ آلِهة الطعــامِ
نامــي فإنْ لــم تشــبَعِي ..... مِنْ يَقْظةٍ فمِـنَ المنـــامِ
نامي على زبد الوعـود ..... يُدَافُ في عَسَـل الكــلامِ
 

162
 
رســالة الرئيـــس بارزانـــــي
وحــدة الصــف دفاعـــا عــن اســتقرار البيــت الكوردســتاني

  مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
   .............................
في واحدة من أدق المراحل التاريخية التي يجتازها الاقليم واخطرها، وهو يواجه سلسلة من التحديات الشرسة المباشرة من جهة، وغير المباشرة من جهة اخرى، ممثلة بافرازات الاوضاع الوطنية والاقليمية الملتهبة، جاءت رسالة السيد مسعود بارزاني الى رئاستي برلمان ومجلس وزراء حكومة اقليم كوردستان والى الاحزاب والاتجاهات السياسية والجماهير الكوردستانية، لتضع النقاط على الحروف، ولتجعل الجميع من خلال رسمها الدقيق لحدود وتضاريس خارطة التحديات الفعلية الراهنة، يقف وجها لوجه امام الاخطار المحدقة التي تحاول العبث بوحدة البيت الكوردستاني واستقراره والعمل على تفتيته وفقا لاجندات رغم اختلاف ستراتيجياتها ورؤاها واتجاهاتها وارتباطاتها، الا انها تلتقي جميعا في هدف عدائي معلن تارة ومتخفٍ وراء شعارات ومبررات مختلفة تارة اخرى يتمثل في استهداف استقرار الاقليم ووحدة نسيجه الاجتماعي والعودة به الى تلك الحقب المظلمة التي اصبحت جزءا من الماضي الصعب والمرير، حقب التناحر السياسي والتخلف وتوجيه البنادق الكوردستانية الى صدور الكوردستانيين بدل توجيهها لصدور الاعداء والارهابيين وهدم كل القمم والرموز والنجاحات الحضارية والتنموية التي حققها الاقليم خلال السنوات الماضية وخصوصا نجاحه في انتزاع موقع وحضور حيويين على خارطة السياسة والمصالح والاهتمامات الدولية.
لذلك وبمنتهى الدقة والموضوعية حدد السيد رئيس الاقليم طبيعة هذه التحديات التي تستهدف افشال التجربة الكوردستانية واجهاضها بــ (ظهور طرق دنيئة للوقوف بوجه شعب كوردستان، تتخذ اشكالا مختلفة كالتصريحات الصحفية والمقالات والدعوة لحرب داخلية واثارة الفتن واحياء التفرقة وتقسيم الاقليم الى ادارتين)، مؤكدا ان (هذه ليست حرية للتعبير بل ان جميع هذه المحاولات ماهي الا خيانة للشعب والوطن وتنفيذ للاجندات والسياسات التي ينتهجها اعداء كوردستان(.
 لذلك، اذ جاءت رسالة رئيس الاقليم في هذه المرحلة المصيرية لتقرع جرس الانذار بشدة وهي تؤكد بأن هذه التيارات والاتجاهات غير الوطنية تشكل (مخاوف كبيرة على الامن القومي والوطني لكوردستان وتضع جميع المكتسبات التي حصلنا عليها بالدماء والدموع تحت التهديد)، فانها في الوقت نفسه لم تكتف بتحميل المسؤولية المباشرة وغير المباشرة لكل الاطراف السياسية والرسمية والبرلمانية والجماهيرية ازاء جملة الاخطار والتحديات وحسب، وانما، وهو الاهم، رسمت طريق المواجهة وحددت سبل التصدي لها عبر التأكيد على اهمية دور الجهات المعنية من خلال : 1 ـــ مطالبة برلمان كوردستان وحكومة الاقليم والمدعي العام بتنفيذ واجباتهم في هذا الشأن واتخاذ اجراءاتهم اللازمة ضد هذا التيار اللاوطني والخطير
2 ـــ ضرورة ان تنتهج الجهات المعنية طرقا قانونية ورسمية للحد من نشر هذه الآراء التي تستهدف وحدة الوطن واستقراره وتدعوا الى حرب اهلية داخلية واعادة سياسة الادارتين.
3 ـــ مطالبة جميع الاحزاب والتوجهات السياسية في الاقليم، بذل كل جهدهم للحد من ظهور هذه الاصوات والتوجهات اللاوطنية
4 ـــ مطالبة جماهير كوردستان بعدم السماح مرة اخرى لأمثال هؤلاء في الاستمرار بنشر الفكر العدائي والداعي الى الحرب الاهلية والفتن
5 ـــ توحيد الجهود كافة في سبيل حماية كوردستان ووحدة شعبها.
ان تلمسا مباشرا وموضوعيا للواقع الكوردستاني لابد ان يقف ازاء حقيقتين مذهلتين ترتبطان ببعضهما طرديا على الرغم من تناقضهما، وهما تنامي الواقع التنموي والحضاري والاقتصادي فضلا عن الامن والاستقرار والانفتاح والاستقطاب الدوليين للاقليم، يقابل ذلك تنامي وتصاعد وتنوع التحديات والمشكلات والمواقف العدائية ضده، وكأن نجاحات الاقليم واستقراره وتكثيف حضوره الدولي باتوا جميعا يشكلون حافزا لكل الخائبين والفاشلين وتجار الشعارات وفرسان الفساد لتوحيد صفوفهم وحياكة المزيد من مخططات الاستهدافات المباشرة وغير المباشرة لافشاله واجهاض تجربته خصوصا بعد ان امسى ملاذا آمنا لجميع المضطهدين  والنازحين والمهجرين والهاربين من جحيم العنف والدم والارهاب والاسستهدافات متعددة الاشكال، مما يتطلب فعليا الآن واكثر من اي وقت مضى توحيد الجهد والصف والكلمة والموقف والالتفاف حول رئاسة الاقليم لعبور حزمة التحديات المختلفة هذه واجهاض كل المخططات السود الظاهرة منها والمخفية، الداخلية منها والاقليمية وفي مقدمتها استهدافات تنظيم داعش الارهابي الذي يمثل الاخطر والاصعب على الرغم من الاندحارات الكبيرة والكثيرة التي تلقاها على ايدي السور الامني الكوردستاني الحصين، ممثلا بالبيشمركه الابطال في جميع سوح المواجهة وخطوط التماس، حيث حاول ويحاول الارهابيون القتلة بشتى الصيغ والاساليب القذرة التعويض عن اندحاراتهم المريرة والثأر لفشلهم المريع بمحاولة اختراق السور الامني الكوردستاني بشتى الطرق المنحطة والاساليب الدنيئة، وما استهداف مدينة عينكاوا الجمعة الماضية باحدى مفخخاتهم الا الدليل القاطع على خيبتهم وفشلهم المخزي ومحاولة للتعويض عن جزء من اندحاراتهم في سوح المواجهة مما يتطلب بالمقابل موقفا كوردستانيا موحدا حيويا فاعلا يسمو على كل الخلافات او اختلاف وجهات النظر او الآراء او الاجتهادات.
لقد ضربت مختلف الدول والشعوب الحية افضل الامثلة عبر التاريخ وهي تجمد كل خلافاتها وتعبر فوق كل اختلافاتها عندما تتعرض البلاد لاخطار خارجية، وتوحد صفوفها بارادة واحدة وفعل واحد وباصرار وطني حقيقي على هزيمة الاعداء والمخططات والمشاريع والاستهدافات الخارجية وبعد ان تنتزع الانتصارات وتؤمن حدودها وتحقق أمنها واستقرارها تتفرغ لحلحلة مشكلاتها الداخلية وخلافاتها السياسية، فما احرى شعب كوردستان بأحزابه وسياسيه وكتله البرلمانية وقنواته الاعلامية ومنظماته الجماهيرية بان يحتكم لمصالحه الوطنية العليا وان يجمد كل خلافاته حول جميع القضايا الداخلية ويوحد صفوفه حول قيادته لهزيمة الاعداء المارقين وفي مقدمتهم تنظيم داعش الارهابي وانتزاع النصر المبين ومن ثم التفرغ لحلحلة جميع المشكلات والتحديات والخلافات الوطنية وفقا للمصالح الكوردستانية الستراتيجية العليا وعبر مختلف القنوات القانونية والديمقراطية التي تحفظ للاقليم وحدته ومصالحه وحقوق وحريات شعبه.
ان اعداء الاقليم وعملاءهم سواء في الداخل أم الخارج يمارسون اقذر الاساليب ويحيكون اخطر المخططات من اجل زرع الفتنة هنا والشقاق هنالك والخلافات هنا والاتهامات والتشكيك هناك بغية تفتيت وحدة البيت الكوردستاني وبما يسهل عليهم التسلل تحت شتى الذرائع لاجهاض التجربة الكوردستانية التي استطاعت وبجدارة ان تطبع خطواتها الواثقة الواضحة وحضورها على مسار السياسة الدولية، والرد المباشر والحازم والحاسم والفاعل لا يمكن ان يكون الا بوحدة البيت الكوردستاني، هذه الوحدة التي بامكانها ان تشكل صخرة الصمود الكوردستاني والارادة الكوردستانية والفعل الكوردستاني الواحد الموحد لهزيمة كل هذه المخططات العدوانية الارهابية الشريرة .
اخيرا، إن قوة الاقليم وضمانة انتصاراته تكمنان في وحدته والتفافه حول قيادته التي سبق ان اختبرها وتلاحم معها وائتمنها على مصيره في اصعب الظروف واقساها والكوردستانيون جميعا جديرون بهذه الوحدة.
 

163
مشاكســــــة
النازحــــــون . . .  الســـــــــعداء
......................................
 
  مال اللـــــه فــــــــرج
Malalah –faraj@yahoo.com
.................................
فاجأ أهالي الانبار الكرام العالم كله بمبادرتهم الرياضية الشعبية الملحمية الشاملة التي أذهلت القاصي والداني واطاحت بكل الانجازات الخرافية المتفردة بغرابتها وصعوبتها الموثقة في موسوعة غنيس للارقام القياسية ، المفاجأة جاءت عبر مبادرتهم بتنظيمهم  (ماراثـــــون) مسيرتهم الجماهيرية الشاملة سيرا على الاقدام من الرمادي الى بغداد حاملين امتعتهم بشيبهم وشبابهم ونسائهم واطفالهم، بمرضاهم وبذوي الاحتياجات الخاصة، حاملين ابناءهم ومعاقيهم على ظهورهم، وكبار السن وخصوصا النساء العاجزات على عربات يدوية، ليثبتوا للعالم أجمع وهم يقطعون هذه المسافة الكبيرة بملابسهم العادية وبدون تجهيزات رياضية ودون ان ترافقهم سيارات الاسعاف كما في السباقات والماراثونات الاولمبية المماثلة ، روعة الخدمات النوعية والمستويات العالية من الرفاهية والحياة اللائقة اليومية التي وفرتها لهم الحكومات المتعاقبة ومختلف المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين ومنظمات المجتمع المدني وهيئات وتشكيلات الدفاع عن حقوق الانسان حتى غدوا بمثل هذه المستويات الصحية العالية والمستوى الرفيع من اللياقة البدنية التي أهلتهم ومكنتهم من المشاركة في سباف المشي لمسافات خرافية وتنظيم هذا الماراثون الرياضي الجماهيري العائلي الشامل لقطع المسافة بين الرمادي وبغداد سيرا على الاقدام لاغاظة كل الحاسدين والحاقدين اللئام ولتقديم فروض التبجيل والشكر ومراسم الاحترام لكل مسؤول بار من المسؤولين المعنيين الاخيار الذين وقفوا وراء هذا الانجاز المجيد الفريد الذي حققته جماهير الانبار.
فالى جانب كل انتصاراتنا وملاحمنا وبطولاتنا وماثرنا وانجازاتنا العتيدة التي سبق لها ان ادخلتنا اكثر من مرة موسوعة غينيس للارقام القياسية، سواء بامتلاكنا لاكبر وأكفأ الشبكات الفسادية، او ربما لاكبر عدد من المسؤولين والسياسيين الاغنياء، أم بأضخم الارصدة المليارية المهربة للخارج ام باعداد مؤتمرات المصالحة الوطنية التي كثيرا ما كان بعضها يتحول في الخفاء الى (مصــــارعة ســــياسية)، أم بالملايين من الوعود الانتخابية التي لو تحقق 1% منها لاصبحنا افضل دولة عصرية في العالم أم بالخطب والتصريحات والبيانات السياسية والرسمية، فقد آن الاوان للامساك بانجاز يعلو على كل الانجازات، ولمأثرة تطيح بكل المآثر والبطولات، لذلك فقد استطعنا عبر ملحمة (النـــــزوح ) الرياضية هذه لاهالي الانبار وبجهود المعنيين الاخيار، الاطاحة بالموقع الفريد الذي احتلته (الجزائــــــر) على مدى عقود كونها بلد (المليـــون شــــهيد) لنتفوق عليها باقتدارنا الملحمي ونحن نصبح بلد (الثلاثــــة ملاييـــــن نــــــازح)، من النازحين الاصلاء السعداء.
وتأكيدا لهذا الانجاز الملحمي اكد (جــويل ميلمان)، المتحدث باسم المنظمة الدولية، خلال مؤتمر صحفي، عقد في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أن عدد النازحين في العراق ارتفع خلال السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة 11%، فأي انجاز فريد عتيد مجيد هذا ؟؟ في حين توقعت وزارة التخطيط من جانبها ، ارتفاع معدلات الفقر بين مواطني شعبنا  الى أكثر من 30%  بعد موجات النزوح الجماعية  في عدد من المحافظات،   مؤكدة أن جزءاً من السكان (وربما بسبب ستراتيجيتنا الاقتصادية المتفردة، والعدالة والشفافية في توزيع الدخل، وتطبيق مبدأ التوزيع العادل للثروات، والنزاهة المفرطة لبعض المسؤولين والسياسيين واهتماماتهم غير العادية بالفقراء والمسحوقين والمعدمين) قد تجاوز بثقة وبجدارة واقتدار ، مرحلة (الفقـــر الاعتيـــادي) ليحققوا بجدارة (ملحمة) العيش وفق مستوى (الفقــــر المدقـــــع)، ومن له اذنان فليسمع.
الى ذلك، وبسبب هذه (الرفاهية المفرطة) التي يعيشها النازحون، فقد اقدم قبل ايام فتى منهم في الثالثة عشرة من عمره على الانتحار بشنق نفسه هربا من تلك الرفاهية، وسبق لطفلة في مجمع آخر للنازحين ان توفيت متأثرة بجراح اصابتها نتيجة انهيار المكان الذي كان يأويها وعائلتها جراء عاصفة هوجاء في حين اودت حرائق اخرى بحياة عدد اخر من النازحين (الســـــعداء) في مخيم اخر، وربما من المفارقات في زمن العجائب والغرائب المضحكات المبكيات، ان كل هذا (النعيـــــم) الذي يجني النازحون (خيراتـــــه) المأساوية في حياتهم اليومية انما يقاسون ذلك  وهم  (بكــــل فخــــر) مواطنو واحدة من اغنى الدول النفطية التي فشلت في أن توفر لهم ابسط مستلزمات الحياة اليومية.
بقي ان نطمئن هؤلاء النازحين الابطال الاحرار الذين شاركوا بماراثون المشي من الانبار، انهم بمبادرتهم التاريخية هذه قدموا خدمات جليلة لشبكات (الاســـتغلال والربــــح الحــــلال) وشاركوا بواحدة من أروع المآثر الانسانية النبيلة من حيث يدرون او لا يدرون، ذلك لان النزوح والتهجير في بلادنا يمثل فرصة تاريخية لانعاش ثروات الكثير من المسؤولين الفاسدين الذين سبق ان حددوا بكفاءاتهم الفسادية حصصهم المالية سواء من عقود الكرفانات أم من الاغذية الفاسدة أم من توزيع المبالغ والمخصصات المالية، خصوصا بعد اجتيازهم الدورات التدريبية والتأهيلية والممارسات الميدانية مع نازحي الموصل وبلدات سهل نينوى وغيرهم، فكلما ارتفعت اعداد النازحين، ارتفعت معها بشكل طردي ثروات وارصدة بعض المسؤولين، فكم على امثال هؤلاء النازحين ان يكونوا فخورين وسعداء لانهم يسهمون بنزوحهم وعذاباتهم وغربتهم وضياعهم في تنمية ثروات بعض المسؤولين النبلاء؟ 
اخيرا، احتاجت الصين لبناء ناطحة سحاب تضم (57 ) طابقا وانجازها واعدادها للسكن بجميع ملحقاتها الى (19) يوما فقط، اي بمعدل (3 ) طوابق كاملة في اليوم، ويضم ذلك المبنى (ميني سكاي سيتي) 800 شقة، ومساحات مكتبية تستوعب 4 آلاف شخص، في ضوء ذلك، ترى كم سيحتاج مسؤولونا المعنيون من السنين لبناء وحدات سكنية تستوعب ربع هؤلاء النازحين المعذبين؟ 
 
 
 
 

164
مشاكســــــــــة
.................

 
وجبـــات شـــهية مـــن
ألــــــذ اللحـــوم النســـــائية
....................................
  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 ................................
ضرب اعصار الخوف والهلع بعنف عالم النساء وجعل الذعر يدب في قلوبهن، فاشتعلت عواصف الرفض الزوجي، وحرائق العزوف عن الزواج، وارتفعت معدلات المطالبة النسوية بالطلاق والانفصال عن الشركاء ، متخطية بسرعة زلازلها الجنونية كل درجات مقياس ريختر، بينما اختارت مئات الآلاف من الزوجات السهر طوال الليل الى جانب ازواجهن واعينهن مفتوحة واعصابهن مشدودة وقلوبهن واجفة حتى الصباح وكأنهن يربضن كاللبوات المستفزات، او كالمحاربات المتوجسات وهن يجثمن في المنطقة الحرام عبر ساحة حرب غير معلنة، في حين اختارت مئات الآلاف منهن هجر فراش الزوجية والتمترس لوحدهن داخل غرف مغلقة حتى الصباح وبذلك حرمن انفسهن من رومانسية ومتعة العلاقات الحميمة ومنعن ازواجهن من ممارسة حقوقهم الزوجية، وفي ذهن كل منهن رعب حقيقي من خطر داهم قائم، معتقدات انهن ما ان يغمضن عيونهن حتى يجدن انفسهن، ربما، بين انياب ازواجهن الذين ربما سيتلذذون بمذاق لحومهن الطازجة ومن أي منطقة من اجسادهن تثير شهواتهم وتشبع غرائزهم وجوعهم الانساني والذكوري المركب.
فمثلما تضرب عاصفة شمسية او قنبلة نووية منطقة ما وتشعل فيها حرائق شاملة ، هكذا اشتعلت قبل ايام مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية بمختلف التعليقات المتطرفة والانتقادات الملتهبة التي فجرتها أنباء عن صدور (فتــــوى) ادعى مروجوها بانها تجيز للرجل (أكــل لحـــم زوجتـــه فــي حــال مــا أصابـــه جــوع شــديد وخـــاف علــى نفســـه مـــن الهـــلاك، والأكـــل قــد يشـــمل عضــوا واحــدا مــن جســدها، أو أكـــل الجســد كلـــه ان بلـــغ الجـــوع بـــه مبلغــا عظيمــا ).
وعلى الرغم من مسارعة من نسبت اليه تلك الفتوى الى تكذيب ما نسب اليه واعلان براءته منها جملة وتفصيلا، بيد ان تفاعلاتها الخطيرة تواصلت على مختلف الصعد وعبرت الكثير من النساء عن خشيتهن من تداعياتها، كونها مثلت وتمثل مؤشرا خطيرا وكارثيا حول نمط تفكير البعض (مـــن آكلـــي لحـــوم البشـــر) تجاه المرأة خاصة، وتجاه الانسان بشكل عام، وهذا ما جسدته بشكل او باخر بعض التنظيمات الارهابية على الارض بأقذر الاساليب واعمقها انحطاطا وفي مقدمتها (داعــــش وبوكــــو حـــــرام).
فمن ذبح النساء والرجال وقطع الايدي والارجل مرورا برجم الاحياء حتى الموت واختطاف الاطفال الرضع من بين احضان امهاتهم وانتهاء بالاغتصاب الجماعي للنساء والفتيات وبيعهن في سوق النخاسة كما تباع المواشي او أي سلعة، برز ويبرز واحد من ابشع مسلسلات الابادة الجماعية والانتهاكات الخطيرة للانسان ولكل حقوقه واذلال انسانيته وانتهاك كل القيم والاعراف السماوية والانسانية، فقد انطلقت مع كل هذه الجرائم القذرة فرضية ان تلجأ هذه التشكيلات الدموية لتبني مثل هذه (الفتـــوى) ربما بعد تعديلها وتطويرها واعادة انتاجها بنسختها الجديدة للعمل بها.
ولنا ان نتخيل صور الانتهاكات الفظيعة التي يمكن ان تطيح بالنساء في كل مكان وتجعلهن ضحايا لها، ورغم سخرية الصور الكاريكاتيرية التي احاطت وتحيط بهذه (البدعــــة)، الا ان المرارة تحيط بها من كل جانب كونها تمس انسانية المرأة وكرامتها وحقوقها ودورها الزوجي والاجتماعي والاسري والتربوي اولا واخيرا ، وهي الام والاخت والصديقة والزميلة والحبيبة والزوجة والابنة ومنجم المحبة والحنان، والرحم الدافئ الذي منحنا الحياة وكان لنا الوطن الاول وبوابة اطلالتنا الاولى على الحياة، واذا بالبعض من اجيال عصارة الاثم والانحطاط والهمجية، بدل تكريم هذه الانسانة الرائعة، لا ينفك عن التفكير بأحط اساليب تقييد حريتها وانتهاك انسانيتها واذلال كرامتها وتحويلها الى تابعة ذليلة وخادمة مهانة واداة للمتعة الذكورية وحسب، واخيرا، استباحة نهش لحمها الطازج اذا جاع زوجها، ولنا ان نتخيل لو ان هذه (الفتــوى العجيبـــة الغريبــة مجهولــــة النســب والســبب) تحولت وفقا للاجتهادات الظلامية لهذا التنظيم الارهابي او ذاك الى واقع حال حتى لو جاء بأضيق الصيغ والاشكال، كم من الازواج الذين لا يطيقون زوجاتهم لأي سبب والذين خضعوا لعمليات غسيل الادمغة الممنهجة التي تمارسها هذه التنظيمات الارهابية، سيدعون بعد ان يتمتعوا بحقوقهم الزوجية بانهم يشعرون (بالجـــوع الشـــديد) ذريعة لالتهام لحوم زوجاتهم ومن الاماكن التي يرغبون فيها، وماذا سيكون شعور اي زوجة وهي تستيقظ فجأة من نومها مذعورة بسبب آلام لا تطاق لتفاجأ بزوجها (الجائـــع) ينهش صدرها او خدها او ساقها أو أو أو ؟ وربما يعمد احدهم للانتقام من زوجته التي لا يطيقهــا لاي سبب كان ، بدعــوة زملائه لتناول وجبة  (تكــــة او كبـــاب) من اللحوم النسائية الطازجة، وربما سيبادر من كان متزوجا من اكثر من امرأة بالمطالبة خلال نوبة جوعه المزعومة باعداد وجبة من (المشويـــــات المشـــكلة) من اجساد نسائه جميعا وربما يستثني  منهن الاصغر سنا فقط (لاعتبـــارات زوجيــــة)، اما اذا كان احد هؤلاء من هواة اكل (الباجـــــة) فكان الله بعون الضحية.
بقي ان نعلم ان عدد الرجال في العالم وفقا لاحصائيات الامم المتحدة حول السكان يفوق عدد النساء بــ(85) مليونا، ولو ان عاصفة عاتية من القحط والجفاف والمجاعة الشديدة ضربت العالم واضطر معها كل رجل لاكل لحم زوجته، فان (85) مليوناً من الرجال العزباء المساكين سيموتون جوعا مما يتطلب الامر من الجهات المعنية الاسراع بايجاد آلية دولية لانتاج (المزيـــد مـــن النســاء) لسد هذا النقص الكبير والخطير في الوجبات الغذائية من ارقى واشهى والذ اللحوم النسائية.
ورغم ان كل ما ذهبنا اليه ما هو الا مجرد صور كاريكاتيرية لاوهام وخيالات (فنطازيــة) مستحيلة، الا ان ذلك كله يجب ان يتحول الى حافز حقيقي لفعل دولي مباشر للاسراع باجتثاث كل المنظمات الارهابية التي ربما تكون هي المسؤولة الفعلية عن اعداد هذه (الفتوى) واخراجها وتسويقها لتكون اشبه ببالون اختبار تتلمس عبره ردود الافعال تجاهها، وهي التي اضطهدت وتضطهد الانسان وتتاجر ليس بحقوقه وحرياته فحسب وانما ايضا باعضائه البشرية، قبل ان تتحول مثل هذه الافتراضات الى واقع مأساوي على مسرح الحياة، وعندها سيضيع في خضم مثل هذه الشرور، الخيط والعصفور.
 
 
 

165
 
مشاكســــة
حـــــــرائق . . . الحقائـــــــــــق
....................................
مال اللــــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
..........................................
مثل فراشات ملونة كانت الاكاذيب الرومانسية الشفافة والمقالب الوردية والمواقف التي تفجر قهقهاتنا تتطاير من حولنا في الاول من نيسان، فقد كنا على مدى عام كامل ننتظر هذا اليوم بالذات لصياغة مقالب ربما لم يكن بعضها يخطر على بال، وربما كانت تلك الطرائف والنوادر والمآزق احيانا الذ ما في طفولتنا المشاكسة، وربما لو تواصل ذلك الزمن اللذيذ وبقي على حاله لتجنبنا الكثير من المآسي والويلات والمصائب والنكبات، فكذب يوم واحد في السنة مع فرضية (364) يوماً من المصداقية الحقيقية لهو وفقا لكل الموازين والمفاضلات والاعتبارات خير بملايين المرات من سنوات اكاذيب سوداء تغرق الانسانية بالبلاء ربما تفتقد ليوم واحد من الصدق.
  لكن الزمان قد تغير فعلا، وتغيرت معه خارطة العلاقات السياسية والاجتماعية والشعبية والرسمية وحتى العائلية منها، فاقتربت وتداخلت وتمازجت الاكاذيب بالحقائق حتى ما عاد باستطاعتنا غالبا ان نميز الحقائق من الاكاذيب وبذلك تحولت كل ايام السنة الى الاول من نيسان، ولعل من ابرز اكاذيب هذا الزمان التي طحنت الانسان ووضعت على مسرح المزادات السياسية والمصالح الشخصية المصائر والاوطان، مفردات (المصلحة العامة، والحرية، والديمقراطية، والسيادة، والاستقلال، ومكافحة الفساد، والنزاهة، والشرعية الثورية، والعدالة، والمساواة، وسلطة القانون، والتحرير، والحرب على الارهاب، والتوزيع العادل للثروات، وحقوق الانسان).
فقد ادمن الغالبية العظمى من الرؤساء والملوك والقادة والسياسيين ورؤساء الحكومات والبرلمانيين والوزراء والمسؤولين في كل مكان على التأكيد والتشديد والحماسة الثورية في خطاباتهم وبياناتهم وحواراتهم ولقاءاتهم الاعلامية، التاكيد ، على هذه المصطلحات، وكأن الامم المتحدة ومجلس الامن فيها قد الزما الجميع  بترديد هذه المفردات التي لو طبقت فعلا بارادة ثورية لاختفى الجوع والعنف والبطالة والتشرد والتهجير والفساد والانحراف والجريمة المنظمة من حياتنا ولاغلقت المؤسسات الامنية والشرطوية والقضائية والتدقيقية والاصلاحية والسجون والمعتقلات ابوابها ولتمتعت الانسانية بارفع واروع اجواء الرضا والحرية والسعادة والامن والسلام والاستقرار.
لكن، وا أسفاه فقد بات ما نعيشه في هذا الزمن الذي تداخلت فيه الالوان وتمازجت، وأطاحت فيه المصالح السياسية والشخصية بكل القيم والمصالح الوطنية يثبت العكس تماما، فطوابير الفقراء والجياع والمشردين باتت تزداد وتتناسل بسرعة رهيبة، وبشكل طردي مع تنامي ثروات واموال وممتلكات المسؤولين والسياسين هنا وهناك، وحيث يتمسك هذا القائد الثوري او ذاك بسلطة القانون والنزاهة ويجعلهما الركيزة الاساسية في كل خطاباته السياسية فان ميزانيات سنوية لشعوب كاملة تختفي فجأة في ظلمات الفساد والسرقات الممنهجة والاستحواذ دون ان يتمكن احد من المسك بها او انقاذها او تحديد مصائرها، وكذا الامر عندما تسقط مدينة او دولة او حتى قرية في مستنقع الارهاب، فلن نفاجأ ان شاهدنا،  ان من كان السبب الرئيسي في تلك (الفاجعة الوطنية) هو الذي يسرع للقفز فوق الاحداث والاتهامات والمحاسبة المفترضة، معتليا (صهوة) الاحداث كفارس للتحرير وتقرير المصير، وان من فقد معظم ان لم نقل كل مؤهلات صحته وسلامته الجسدية واصبح مقعدا وبحاجة لمن ياخذ بيده ويساعده على قضاء احتياجاته، لا بأس، واحتكاما (للشرعية الدستورية والثورية) من  تمسكه بكرسي الحكم ،والاصرارعلى ترشيح نفسه لخدمة ناخبيه وعشاقه  ومحبيه حتى وان كان عاجزا عن السير على قدميه، وان من طرده شعبه واطاح به من فوق كرسي الحكم، لا ضير في ان يتحالف مع الاخرين في الداخل والخارج من اجل النصر المبين والعودة ثانية عودة الفاتحين المنتصرين حتى لو كانت عودته  تمر فوق جثث الملايين.
في خضم ذلك، وبمنتهى الشفافية وحسن النية، اكاد اجزم ان معظم القادة والمسؤولين في العالم الذين يشددون على هذه الاهداف والمصطلحات ويمارسون العكس تماما انما يفعلون ذلك بحسن نية ومن منطلق المصالح الوطنية والشرعية الثورية، لسبب بسيط لانهم ينظرون الى شعوبهم عبر نظرتهم لانفسهم ولابنائهم ولعوائلهم.
فالرئيس والزعيم والقائد والسياسي والبرلماني الذي يرى ان ثروته اصبحت بعشرات وربما بمئات المليارات، يعتقد ان شعبه بخير والا ما تحقق له هذا الفائض المادي، وعندما يرى ان ابنه العاق ورغم انه نصف جاهل وربما ابله وعديم المؤهلات والكفاءات قد امسى يملك اسطولا من السيارات الحديثة وشققا وفيلات في عدد من الدول وفضائيات وشركات، يعتقد بان الفقراء قد اغتنوا والجياع قد شبعوا  والمشردين قد وجدوا ماوى لهم والا لما تحقق لابنه العاق ما تحقق، والسياسي الذي  يرى زوجته او ابنته تذهب الى اي مكان بسلام وتعود بسلام وهي   محاطة باسطول من الحمايات الشخصية متنقلة ربما داخل  سيارة مصفحة ، لابد ان يوهم نفسه بتوفر الامن والامان والاستقرار في البلاد وان لاصحة لما يعانيه العباد من جرائم التهديد والابتزاز والاختطاف والمساومة والقتل والتهجير.
اخيرا، بعد ان نجح (الاول من نيسان) في ان يمد سطوته ليجعل كل ايام السنة هنا وهناك حلقات متصلة من الاكاذيب المختلفة، ما احوجنا ان نطالب المنظمة الدولية بتحديد يوم واحد من الصدق في السنة يلزم المسؤولين كافة باحترامه والصدق مع شعوبهم في جميع امورهم، عندها  ستنكشف امر واقسى  الحقائق وستعرف الشعوب من هو الصادق من مسؤوليها ومن هو المنافق، حينها ستندلع من دون شك اوسع واخطر الحرائق.     
 
 
 
 
 

166
 
مشاكســـــــة
آيـــــــدز .. سياســــــي
مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
..............................................
فجأة دوت صرخات ملتاعة من كل افراد الاسرة، أرعبت الجيران واذهلتهم، وربما اصابت بعضهم بالصدمة، بعد ان تناثرت الاخبار ممزوجة بالدمع والنشيج، معلنة اصابة ذلك الرجل الطيب الذي كان يذكر له معظم سكان المنطقة طيبته وبساطته وعراقته وثقافته وسرعة استجابته في اغاثة المحتاجين ومشاركتهم افراحهم واتراحهم، اصابته بذلك الداء الخبيث.
ولعل من اقسى واقذر واخطر التحديات الشرسة والخطيرة التي باتت تنتصب امام الانسان في عصرنا الراهن، وهي تكشر عن انيابها المدببة، محاولة شل مقاومته وتمزيقه والتهامه ببطء تارة، وبسرعة تارة اخرى، وهي تدفع به نحو غياهب نفق النهاية المحتومة بمجرد سماعه باسمها، تحدي السرطان الشرس القادر على بث الرعب في اعماق الكبار والصغار، الخيرين والاشرار، وقتلهم نفسيا قبل الاطاحة بهم جسديا، حتى ان بعض النسوة اخذن عندما يضطررن لذكر اسمه في معرض الحديث عن احد المصابين به، يفعلن ذلك بخوف وتوجس وهن يتهيبن لفظه صراحة، وكأن من يلفظه سيصاب به اوتوماتيكيا، مستعيضات عن ذكر اسمه الحقيقي بكناية (ذلك المرض) حتى أمسى الجميع يدرك ان المسمى الشعبي للسرطان في اللهجة العامية اصبح (ذلك المرض) وقانا ووقاكم الله من شروره وابعده عنا وعنكم وحمى الجميع منه وشفا المصابين به.
 فعلى مدى (35) عاما لم يأل معظم افراد تلك الاسرة المنكوبة جهدا في العمل كل وفق امكاناته لانقاذ حياة ذلك الاب الذي كان يمثل لهم جميعا خيمة محبتهم وهوية انتمائهم وعنوان حاضرهم ومستقبلهم من خلال محاولاتهم المختلفة لمحاصرة امتدادات الوباء السرطاني وانقاذ ذلك الجسد النحيل الذي يكاد  يتهاوى امام الانقسامات السريعة لتلك الخلايا السرطانية التي لم تزدها العقاقير المختلفة الا شراسة وعدوانية وامتدادا الى مختلف اعضائه، بل ان افرازاتها الخبيثة وانقساماتها الدراماتيكية السريعة احدثت شروخا عميقة وانقسامات حادة داخل الكيان الاسري ذاته الذي كاد يتفتت ويتشرذم ويتهاوى ويمسي مثل هشيم تبعثر الرياح ذراته، التي كادت تفقد تماسكها وتلاحمها، بعيدا بعيدا.
اخيرا، بعد حوالي (35) عاما من المعاناة مختلفة الاشكال والانواع، وازاء فشل كل الجهود (الاسرية) لوقف انقسامات الخلايا السرطانية وزحفها وهي تلتهم كل شيء في طريقها مهددة بجعل ذلك الجسد النحيل الذي انهكته (المغامرات السرطانية) يتهاوى مثل جبل الجليد، وفي خضم فشل كل الوصفات والعلاجات والعقاقير المحلية الشعبية منها والعلمية ، برز في الافق بصيص امل عبر الانباء المتطايرة هنا وهناك حول حذاقة (جراح) اجنبي متمرس (باستئصال) الاورام السرطانية الخبيثة بسرعة قياسية وبكفاءة مهنية وبخبرة ميدانية فاصابعه الحاذقة تعرف طريقها الى مركز الداء، ومشرطه المرهف خير من يستأصل الوباء .
وعلى الرغم من (تحذيرات) هذا الطرف او ذاك من التكاليف (الباهظة) لمثل هذه العمليات (الجراحية) وتأثيراتها وافرازاتها على خلايا ووظائف اجهزة الجسم وحواسه الاخرى، لاسيما وان الخلايا السرطانية سرعان ما تصبح اكثر عدوانية وأشد شراسة في ردود افعالها، وبالتالي تمسي اكثر خطورة كلما تعرضت للاشعاع او لمشرط الجراح او لبقية المضادات الاخرى، بيد ان الزمن كان يجري بسرعة لم تجاريها الا سرعة (اتخاذ القرار)، ولم يكن امام افراد الاسرة برغم تباين مواقفهم بين رافض وصامت وموافق ومستنكر ومرحب ومندد ومحذر، الا الرضوخ لقرار صعب في التعامل مع ذاك الجسد العليل، الذي ربما فرض على معظمهم بسبب غياب البديل.
دخل الجراح الشهير غرفة العمليات بعد ان احضر معه كل اللوازم والمعدات والمستلزمات (اللوجستية) وعلى شفتيه ابتسامة تقليدية غامضة تمازجت فيها مشاعر الثقة بالبلاهة باللامبالاة، وتوجه الى المريض مباشرة بعد ان اطفأ السيكارة التي كانت بين شفتيه خارجا، وكأي جراح متمرس قام بعمله بدقة وسرعة، فتح موضع الاصابة بينما كان المريض مستسلما وغارقا بعوالم اخرى وهو تحت تأثير التخدير العام وليس بامكانه ان يقدر او يتوقع ما الذي احدثه مشرط الجراح داخل احشائه؟ وهل اكتفى باستئصال الاورام السرطانية الخبيثة ؟ ام ان مشرطه (المشاكس) اشتط هنا وهناك، او تجول هنا او هناك، او ربما اقتطع جزءا من هنا او جزءا من هناك او ربما (زرع) شيئا هنا وشيئا هناك.
في اليوم التالي وبعد ان استعاد ذلك المريض سيئ الحظ وعيه وشيئا من حيويته، وفيما هو يطلع على نتائج الفحوصات التي اجريت له بعد تلك العملية الدراماتيكية لتحديد نسب ومستويات نجاحها، حضر الجراح الشهير ووقف قرب رأسه وعلى شفتيه ابتسامته التي تشكل مزيجا من البلاهة والجدية والسخرية والثقة بالنفس سائلا اياه بفخر (لقد استأصلت من اعماقك السرطان، فهل انت سعيد؟) اجابه: (كلا، لانك استأصلت السرطان، لكنك نقلت إلي عبر الدماء الملوثة مرض الايدز)، ابتسم الجراح بسخرية وتابع (المهم انني انجزت مهمتي على الوجه الاكمل)، وغادر بلامبالاة مسرعا، فهنالك الكثير من العمليات الجراحية المماثلة بانتظاره.
ترى، كم من دولة في المنطقة اصبح حالها حال ذلك المريض سيئ الحظ، حيث انقذها جراحو السياسة الاقليمية والدولية من سرطان الدكتاتورية، ليزرعوا فيها ايدز الطائفية ؟   
 
 
 
 

167
أدب / شـيئ فـي اعماقــك انكـسر
« في: 16:01 24/03/2015  »
شـيئ فـي اعماقــك انكـسر
.................................
مال اللــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.....................................
بيــــــــن ذاك الســــــأم
وهـــــــذا الضجـــــــــــر
اتلمــــــــس    ...........
فــــــي اعماقـــــــــــــك
شــــــــيئا انكســــــــر
لا تـــــداري عليـــــــــه
ولا تبــــرري .............
بأنــــــــــــه كــــــــــان
قضــــاءا ..... وقـــــــدر
ولا تحاولــــــي .........
مــــــداراة حرجـــــــــك
بالتهـــــرب ..............
مــــن نظراتــــــــي ......
فانـــــــــــــا ســـــــــــــيد
ابجديــــة النظـــــــــــر
فمـــــــــــا عـــــــــادت
حروفـــك مشتعلــــــة
ولا اهاتــــــك ..........
تفتـــــت الصخــــــــــر
ومـــــــا عــــــــــــادت
لهفتــــك ملتهبــــــــة
ومــــــا عـــــــــــــادت
احاسيســـك ..........
كشـــلال عنيـــــــــف
انفجـــــــــر.............
ان رأيـــــت ............
فـــــي غيرتــــــــــي
وعتبــــي ..............
تجريحـــا او مذلـــــــة
فلأننــــــي ............
بعمـــــــق عشــــــقتك
دون كـــــل البشـــــر
واننــــــي ..............
كمـــــــا تعلميــــــــن
أنانـــي فـــي الــحب
امــــا ان اكـــــــــــون
الاول فـي اهتماماتك
او لا أكــــــــــــــــون
ان احسست برهــة
بأنك تضعينني ثانيـــا
بيـــــن البشـــــــــــر
واننـــــي ..............
شـــرقي الرجولـــــة
لا اســـمح لغيــــــري
للحظــــــــــــة .........
ان يســـترق اليـــــك
النظــــــــر ............
فكيـــف ان حـــــــاول
اســـــتمالتك ..........
بشتــــى الاســــــاليب
و الصــــــــــور ؟؟؟؟؟
اليس مـــن حقــــي
ان اتحـــــــول .......
اعصـــــارا ............
او بركانـــــا ..........
غاضبــــا .............
يصطخــب غيــــــرة
ويتفجــــر ...........
فـــــان اعجبـــــــــك
ســــــجن عشقــــــي
وانانيـــــة حبــــــــي
فاهـــــــلا بــــــــــك
مقيمــــــة ...........
بنبــــض القلـــــــب
حتــــى اخر العمـــر
وان رأيـــــت ........
في غيرتي عليـــك
تجريحا ومذلـــــــــة
فلنطو صفحة حبنــا
وامضـــــــي ........
حيثما شـــــــاء لك
القــــــــدر ..........

168
مشاكســــة
وداعـــــا...
ايهـــا الراحـــل بصمــــت
مال اللـــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo>com

جوان، يا جوان، لماذا فجأة اتسعت المسافات بيننا ؟ وابتلعك المدى، وتركتني يا صديقي اصرخ حزينا ملتاعا، (جواااااااااااااااااااااااان)، فتذهب صرخاتي سدى، ويرتد خائبا الي الصدى.
جوان، ايها (الــ ... جـوان) في كل شيء، ايها الصديق الذي ما تبرم يوما من الحياة ومصاعبها، التي ما أناءت أثقالها ظهره، ولا من الصداقة الحقيقية وتضحياتها، وما غضب أو زعل أو اشتكى، وربما كان في اعماقه قد التف بوجعه بصمت الف مرة وبكى، ورغم انك قد آلمتني وأحزنتني وابكيتني برحيلك دون وداع، انماغيابك المفاجئ يا صديقي أوجعني اكثر من أمر وداع.
جوان، يا جوان، كيف سأنظر الى مكتبك الخالي الذي يبكي غيابك ولا تدمع عيناي؟ وكم سانتظرك ايام السبت والاحد والاثنين من كل اسبوع وانت تحمل علبة سكائرك مطلا برأسك من باب مكتبي وعلى وجهك الوديع ابتسامتك المحببة لتسألني بمحبتك وأدبك الجم (حان وقت التدخين، هل نذهب لندخن سيكارة يا ابا اسيل؟)، وكم كان طعم تلك السكائر لذيذا ونحن بين حلقات الدخان نتبادل احاديثنا الودية وطرائفنا البريئة وغير البريئة أحيانا، لنقهقه ضاحكين ونتناسى لدقائق ظروفنا الصعبة وربما مشاكلنا واوجاعنا في لحظات الصداقة الحقيقية الحميمة والتمازج الروحي تلك، كيف يمكنني ان اتخيل غرفة مكتبك الملاصقة لغرفة مكتبي من دونك؟ وكيف سأمد يدي كما كنت افعل كل اثنين وانا اسلمك التحليل السياسي لتصححه وتصطاد بخبرتك وبراعتك اللغوية اخطاءنا واحيانا هفواتنا، ولا اجدك؟ وكيف سامنع اصابعي من التسلل الى علبة دخانك لاقتنص سيكارة كلما احسست ضيقا او تعبا او صدأ موقتا في الذاكرة يحول بيني وبين اكمال مقال ما؟ هل تدرك يا صديقي مقدار الوجع عندما سترتد اصابعي خالية واستدير اليك ولا اشاهد سماحة وجهك وابتسامتك العذبة مثل براءة طفل؟ وهل انسى اشادتك بكل ما اكتبه من مشاكسات ومن تحليلات سياسية؟ خصوصا عندما صححت لي مرة مقالا نقديا عن المسلسل الكوميدي الشعبي (تحت موس الحلاق) وعمق وخصوصية الرؤية الاخراجية لمخرجه الفنان عمانوئيل رسام، يومها اخجلتني فعلا بتقييمك وانت تفاجئني مندهشا: (عرفتك محللا سياسيا رائعا ولم اعرفك ناقدا فنيا بهذه الروعة، لماذا لا تواظب على كتابة النقد الفني؟).
ايه يا جوان، تسع سنوات من العمل المشترك جمعتنا تحت خيمة اسرتنا (صوت الآخر) تمر امامي بكل تفاصيلها مثل الحلم، احاول الامساك بهنيهات منها لاقبلك..لاحتضنك.. لاودعك ..لاحمّلك تمنيات طيبة اودعها لك بنبض القلب ولا استطيع، وها انا احاول استعادة آخر مرة رأيتك فيها وانت تجلس كعادتك كلما دخلت غرفتنا في الدقائق الأخيرة من وقت الدوام على مكتب الزميل (رضا كركوكي) مسؤول القسم الرياضي قرب الباب، تسع سنوات، احاول ان اعثر فيها على خطأ او غضب او زعل او كلمة قاسية او تعبير جارح او نقد غير موضوعي منك او حتى عتاب، فلا اجد طوال تلك السنوات الا انسانا رائعا تمازجت في شخصيته، الوداعة والطيبة  والنقاء والمحبة والتسامح والصداقة الحقيقية التي تفوق الاخوة والمبادرة بمساعدة الآخرين، فأي انسان فقدنا برحيلك؟
ايه يا جوان، هل تعبت يا صديقي فجأة من السفر والترحال، أم اضناك طول الانتظار؟ وقررت في لحظة يأس مريرة ان تترجل عن صهوة الحياة في منعطف حزين وترمي بأحمالك؟ أم ان قلبك المتوجع بصمت الذي اخفيت وجعه عنا طويلا وكابرت آلامه قد ضاق بمعاناته وفي لحظة مجنونة قرر التوقف ليفاجئنا بالرحيل المر لانسان انسان قلما يجود به الزمان؟
جوان .. ايها الراحل بسرعة مثل وميض نجم فاجأنا وهوى بعيدا دون وداع، ايها المسافر في ليل الغربة، ايها الفارس النبيل والانسان النبيل والصديق النبيل الذي أبى الا ان يوفر علينا نشيج ودمع وجراحات الوداع، فقرر ان يحمل آلامه واحزانه وعذابات جراحاته وحده وان يقبض باصابعه على اوجاع قلبه ليكبت صرخاته المتوجعة، ويمتطي فرسه ويرحل بهدوء دون ان يترك لنا لحظات نضمه فيها الى صدورنا ونتلمس جراحه علها تترك رذاذا من طيبته تعلق بنا.
 ايها الزميل والصديق والاخ، ايها الانسان الانسان، أيها (الـــ....جوان) في خلقك ونبلك وصداقتك ومصداقيتك، سيطل علينا نوروز هذه السنة حزينا من دونك، وستبكي شقائق النعمان والنرجس التي ستطرز وجه الارض، زهرة رحلت في غير أوانها، لكنها تركت في أعماقنا عطرا من المحبة والشفافية والنقاء لن يزول ابدا.
اخيرا، يا صديقي الراحل الى الابدية، اكثر من عشرة اعوام وانا اتواصل بكتابة مشاكساتي الاسبوعية ، لم تبكني اية مشاكسة كتبتها من قبل، كما فعلت مشاكسة رثائك هذه فقد ابكتني مرات قبل ان استطيع اكمالها ، فمع كل كلمة اخطها كنت اتخيلك امامي.
ايها الصديق الصدوق ، ايها الانسان الانسان ، ايها (الــ ...... جوان) في كل شيئ ، دعني اذهب الان لاصلي لك واتذكر صمتك الابدي وابكيك بصمت، وانا اردد بأم ووجع ومرارة :
أرثيك ام أبكيك؟ وانا استعيد كل مآثر الاخلاق والطيبة فيك؟
 ..............................................................................

ملاحظــــــــــــة :
...................
المرحوم جوان علي محمد شرف (جوان ميراني) ولدعام 1971 في السويدية ، انتخب نقيبا لصحفيي كردستان سوريا عام 2013 وهو عضو الاتحاد الدولي للصحفيين ، وعمل منذ 2004 مصححا لغويا في مجلة (صوت الاخر) حتى وافاه الاجل قبل ايام اثر نوبة قلبية ، تغمده الرب بوافر رحمته واسكنه فسيح جناته. 
 
 


169

مشاكســـــــة
( نايــم ... ورجليـــه بالشمــس)
مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
مثلما ينفجر صبر الشعوب بركانا هادرا ضد حكامها الفاسدين او الدكتاتوريين او الطغاة المستبدين، وتحاول في كل مرة يتسببون فيها بكوارث ومآسٍ وازمات جديدة، ركلهم على مؤخراتهم واسقاطهم من فوق كراسي الحكم وطردهم خارجا، رغم أن بعضها غالبا ما يحجم في اللحظات الاخيرة وهو يستذكر قوة وتأثيرات واجندات هذه الدولة الاقليمية او تلك الكبرى التي يرتبط بها هذا الحاكم، او ذاك السياسي، هكذا رفع عبود في خضم ثورة غضبه يده بسرعة البرق محاولا أن يهوي بها بقوة ودقة صاروخ عابر للقارات، بعد ان حاول عبور خيباته الماضية، مثل مطرقة حديدية على وجه زوجته بصفعة اولمبية كانت كفيلة بجعل نصف اسنانها تتطاير في الهواء وربما كانت ستدخله تلك الصفعة، موسوعة غينيس للارقام القياسية لو انها اكملت مسارها نحو الهدف، لكن يده سرعان ما توقفت في منتصف الطريق قبل ان تلامس خد زوجته الذي طالما اشبعه لثما وتقبيلا في لياليهما الرومانسية الحميمة، وهو يتذكر وجه والدتها المتجهم العابس الصارم الحازم الحاسم الذي يشابه في تقطيبه، تقطيب قائد قوات في ارض المعركة وهو يوشك ان يصدر قراره المصيري بشن الهجوم الساحق الماحق على العدو الغاشم .
ارتبط عبود بزوجته بعد عودتها من الغربة بقصة حب عنيفة قادتهما الى القفص الزوجي، وما كان يبالي بتصرفات والدتها على الرغم من تحذيرات الكثيرين له من سطوتها وقسوتها وتدخلاتها في كل كبيرة وصغيرة وفي أدق تفاصيل الحياة اليومية لابنتها، تماما مثل تدخلات بعض الدول الاقليمية في هذه المنطقة أو تلك، لكنه لم يعر للامر اهمية رغم قرب سكن والدتها من سكنهم منطلقا في ذلك من المثل الشعبي (صبــــاح الخيـــر يا جــــاري .....  انـــت بـــدارك وانــــا بـــــداري)، وكان حريصا على ان يوفر لزوجته كل متطلباتها وكل مستلزمات السعادة لها وفقا لامكاناته، فقد كان متمكنا، ولم يبخل على زوجته، برغم تدخلات حماته، بل وضع كل شيء بين يديها بعد ان وعدته بأن تنسيه سنوات الحرمان والجفاف العاطفي التي عاشها قبل زواجهما وان تشبع رغباته حبا وحنانا وان تحول حياتهما الى جنة على الارض وان تعوضه كل ما فاته وان تحقق له الامن والسلام والاستقرار.
وعلى الرغم من تلمسه لتدخلات حماته في حياتهما الزوجية منذ الايام الاول لزفافهما، تلك التدخلات التي خرقت بفظاظة كل تحذيراته وتشديداته على زوجته بان (استقلاليتـــــه) مقدسة لديه، وانه يحب ان يشعر بهذه (الاستقلاليـــــة) الزوجية وان يمارسها فعلا داخل بيته ليحس برجولته وبانه سيد البيت وبما يمكنه من ممارسة (ســـــيادته) الاسرية كما يشاء، الا ان حماته بادرت لاقتراح كل تفاصيل حفل الزفاف بما في ذلك قائمة المدعوين واشرفت على توزيع مهام القائمين على الحفل، بل وتدخلت حتى في جزيئيات رحلة شهر العسل.
تحمل عبود كل تلك التدخلات (الحماتيــــــة) على مضض، وكان يمني النفس بأن وعي زوجته ومحبتها له وحرصها على ديمومة وسلامة حياتهما الزوجية سيدفعها للحد من تلك التدخلات وافهام والدتها بلطف ان زوجها يحب ان يشعر (باســـــتقلاليته) الزوجية وان يمارس (ســــيادته) العائلية بعيدا عن اي تدخلات خارجية.
بيد انه مع مرور الايام شعر بعكس ذلك تماما، فقد تغلغلت حماته في معظم تفاصيل حياتهما الزوجية وراحت تتدخل حتى في الاكل والشرب والزيارات وبعد ان كانت توجه ابنتها لاتخاذ موقف ما اصبحت تصدر لها الاوامر وخلال حضوره احيانا مما كان يعني تجاهله وتهميشه، بل ووصل الامر بحماته الى الاستحواذ حتى على ثروتهما ومواردهما ومدخراتها بشتى الصيغ والاساليب وكانها (اســـــتعمار بشــــــري) دون ان تقيم له وزنا، مما جعله يحس (بالتهميـــــش) وهو في بيته.
في خضم ذلك، كان عبود يصرخ دائما بوجه زوجته في نوبات غضبه المجنونة بانها ووالدتها مارستا وتمارسان (الاقصــــــاء) ضده، وانه اذا استمرت بسياستها الطائشة والمنحازة لوالدتها على حساب مصالحهما الزوجية فانه سيضطر للجوء الى ابغض الحلال، لكنه في كل مرة كان يحتد وينفعل ويغلي غضبا ويقرر ان يتخذ موقفا حاسما بوضع حداً لهذا الوضع الشاذ كان سرعان ما يتراجع وهو يمني النفس بولادة طفله البكر الذي ربما ستغير ولادته الكثير من تصرفات زوجته، على الرغم من مرور اشهر على زواجهما دون ان تحدث حالة الحمل مع تأكيد كل الاطباء الذين راجعاهما هو وزوجته بسلامتهما وعدم وجود عارض ما لتأخر الحمل، وما كان عليه الا الانتظار العتيد للحدث السعيد، حتى تفجرت المفاجأة.
فقد عاد عبود ذات يوم الى المنزل وكان الباب مواربا لذلك لم تلاحظ زوجته ولا والدتها دخوله وكانتا تقهقهان ضاحكتين وهما تسخران من سذاجته ومراجعاته للاطباء من اجل الانجاب في الوقت الذي كانت فيه زوجته وتنفيذا لرغبة والدتها تواظب على تناول حبوب منع الحمل حتى لا يأتي طفله ويشاركهما في الاموال والسلطة اللتين وضعتا يديهما عليهما.
عندها صرخ بوجهيهما في ثورة غضبه وهو يرتعش، لم تكتفيا بممارسة (الاقصــــــاء) ضدي لكنكما تحاولان ممارسة (الاخصــــــاء) ايضا.
تهاوى على اقرب مقعد وهو يتمتم مع نفسه المثل الشعبي (نايـــــــــم ورجليــــــــة بالشمــــــس)، ما لبث ان قهقه ساخرا وهو يستعيد في الذاكرة كم من الشعوب في هذه القارة او تلك (نايمــــة ورجليهــــــا بالشمــــس)، وكم من الشعوب او الفئات او المكونات هنا وهناك، لم تتعرض للاقصاء حسب، ولكنها تتعرض ايضا لما يشبه (الاخصاء) وما فعلته وتفعله عصابات داعش الارهابية من ابادة مكونات اساسية الا التطبيق العملي لستراتيجية (الاخصـــــاء) الممنهجة، واخيرا تذكر كم من الشعوب عبر التاريخ تطرد المسؤولين الفاسدين والمزايدين والسراق من الابواب ليعودوا اليها ثانية من الشبابيك.
 
 
 
 

170
مشاكســــــة
عصـــر النعجــة دوللــــي
مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com 
                                                         
على الرغم من خفوت اصوات دوي الانفجارات العنيفة لبراكين الاحتجاجات الملتهبة ولأعاصير الشجب والاستنكار والادانة التي أثارتها تجربة ولادة (دولّلـــي)، أشهر نعجة دخلت تاريخ (الاســـتنساخ) من أوسع أبوابه وهي تتمختر بدلال، نفق الصمت الدولي المطبق بوفاة تلك النعجة المدللة في شباط 2003 وهي في عمر السادسة، بعد ان كادت تضع العالم على بوابة متغيرات دراماتيكية لعل في مقدمتها انقراض مؤسسة الزواج بفعل الاستغناء عن الدور البايولوجي للرجال بالدرجة الاولى في عملية التخصيب وتكوين الاجنة وانتاج اجيال جديدة، الا ان البعض لا يزال يشكك في مصداقية وقف تلك التجارب، معللا ذلك بظهور الكثير من امثال تلك النعجة المدللة في الكثير من البلدان لاسيما النائمة والغائمة والمتجهمة والمتسولة والمتوسلة.
فتلك النعجة العجيبة الغريبة لو قيض لها ان تبقى وتتواصل في عملية الاستنساخ هي واجيالها من بعدها لعاش العالم في دوامة نسخ لاتنتهي ابدا من (نمــــوذج دولّلــــي) الذي كان متطابقا تماما مع النموذج الاصلي سواء في الصفات الخارجية أم الداخلية أم في نمط التفكير والتصرفات لانه ببساطة يحمل الجينات الوراثية نفسها .
اما لو قدر لتلك الابحاث والتجارب ان تطبق على الانسان، لشهدنا سباقاً محموما ومصيريا من قبل الكثير من الرؤساء والزعماء والقادة والسياسيين (التاريخييـــــن) لخوض تلك التجربة الفريدة، التي خاضتها بنجاح منقطع النظير النعجة دولي، باستنساخ انفسهم ربما لعشرات المرات ، ولابتلينا برؤساء وحكام وسياسيين خالدين ابدالدهر ، ومن بينهم ربما ( دكتاتورييـــن او دموييـــن او ســـراقا او فاســـدين) ابديين يتواصلون بنسخهم مدى الحياة بنفس الوجوه (المشرقـــــة) والجباه (الســـمحاء) والأرواح (الملائكيــــة) والمشاعر (الانســــانية) الذين سيفرضون على شعوب الارض (طيبتهـــم ) و (انســـانيتهم) و (نزاهتهـــم ) شئنا ام ابينا.
واذا كانت تجربة (دوللــــي) قد توقفت وانقطعت سلسلة تواصلها عند تلك النعجة التي تمخترت كثيرا وشغلت العالم كثيرا واثارت الكثير من ردود الافعال المختلفة، الا ان بعض القادة والرؤساء والسياسيين (الديمقراطييــــن) ما زالوا يستوحون في تجاربهم الديمقراطية، طبيعة (دوللــــي) وشخصيتها ودلعها وتصرفاتها، وليس ادل على ذلك من التمسك بالمناصب هنا وهناك وتعديل الدساتير والامساك بكل خيوط اللعبة السياسية والقيادية ومحاولة الدخول من الشبابيك عندما تطردهم شعوبهم من الابواب، وذلك لمواصلة ستراتيجياتهم (الثوريــــة) والاصرار على خدمة شعوبهم المسكينة التي لا تطيقهم، من خلال الاستحواذ على المال العام والالتصاق بمقاعد الحكم (خدمـــــة) للمصلحة العامة، حتى لو كانت نسبة 99.99% من شعوبهم لا تريدهم، فان الاحصاءات والانتخابات الجماهيرية الشفافة والنزيهة قادرة خصوصا عندما توضع صناديقها بايد (مخابراتيـــــة) نظيفة ونزيهة ان تظهر بمنتهى الشفافية ان 99.99% من المشاركين في الانتخابات قد صوتوا بـ (نعــــم) للقائد (الاوحــــد) او للزعيم (الضـــرورة) او للبطل (التاريخــــي)، وليس ادل على تلك الديمقراطية الشفافة مثل ضوء الفجر، الرقيقة مثل جناح الفراشة، الصافية مثل حليب الامهات الصادقة مثل اليقين، من اضطرار الكثير من القادة والرؤساء والزعماء ورؤساء الحكومات، الى (التضحيــــة ) براحتهم والبقاء في مناصبهم دون رغبة منهم وانما من اجل خدمة شعوبهم التي تتمسك بهم حد التلاصق والاندماج والانصهار، رغم فساد بعضهم ودكتاتورية الآخر، وارتباط هذا او ذاك باجندات اقليمية وتنفيذ اوامرها وتوظيف ثروات ومصالح وخيرات بلاده وشعبه في خدمتها انطلاقا من التجسيد العملي للمثل الشعبي (الشـــين اللــــي تعرفـــه خيـــر مـــن الزيـــن اللــــي ما تعرفــــه)، حتى لو اغرق هذا (الشـــين) البلاد بالدماء ودفع بها وبالعباد الى اخطر بلاء.
وبذلك، فقد غرقت الكثير من البلاد بنماذج من أمثال النعجة (دولّلـــي) التي على الرغم من انها (لا اصـــل ولا انتمـــاء لهــــا) الا انها تمارس سلطاتها وتفرض وجودها وتنفذ ستراتيجيتها وتلتصق بمقاعدها وتتمسك بكراسيها ما شاء لها البقاء، دون الحاجة لعملية الاستنساخ، ولا مانع من بقاء هذا القائد او ذاك، سواء كان جاهلا أم اميا أم مرتبطا باجندات خارجية ام ناهبا لثروات بلاده ام مفرطا بتراب وطنه أم فاشلا أم مريضا ولا يقوى على السير وادارة شؤونه الشخصية بنفسه من التمسك بكرسي الحكم وادارة البلاد وحكم العباد، تجسيدا لنظرته (الانســـانية) تجاه شعبه، خصوصاً وان الاحداث قد اثبتت بان بعض هذه الشعوب النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة لا تعرف مصالحها وان (كباشــــها) نائمة، او مخدرة او غير مبالية او ربما تم تدجينها  ، والا لما سلمت مصائرها (لنعـــــاج) اشبه بــ(دوللــــي) المدللة التي تفعل ما تشاء وقت ما تشاء، وحتى لا يصبح عصرنا عصر ( النعـــــاج الدولّيــــــات) ربما امسينا بحاجة ماسة لاستنساخ ولانتاج جيل جديد من (الكبـــــاش الثوريــــة) التي بامكانها وقف هذه (النعـــــاج)عند حدها..

171
مشاكســــــة
..............

 
المتســــابقون  مــــــع  المـــــــوت
.......................................

مال اللـــــه فـــــرج
malalah_faraj@yahoo.com

ليس هنالك أسمى من ان يسابق الانسان، اي انسان، بخطاه السريعة الواثقة الموت حاملا حياته على كفيه مغامرا، بل مضحيا بها من اجل ان يهب الحياة للآخرين، لذا فقد استطاع افراد البيشمركه ان يجسدوا بافعال حقيقية على الارض، تطابق التسمية تماما مع الفعل، واستحقوا عن جدارة وسام (المتسابقون مع الموت) أو (السباقون الى الموت ) في ملاحم تصديهم البطولية لواحد من أعتى ادوات الارهاب والابادة الجماعية الذي بات يهدد الانسانية باسرها في كل مكان، ذلك هو تنظيم (داعش) الدموي، لينالوا ذلك الشرف الرفيع، شرف الدفاع عن الانسانية ووجودها حاضرا ومستقبلا في الوقت الذي انكفأت فيه هذه الجهة او تلك على نفسها، وتراجعت هذه القوات او تلك، والتي كانت تفوق البيشمركه عددا وعدة، عن سوح المواجهة، وتخاذل من تخاذل، وهرب من هرب، واكتفت هذه الجهة بالتنديد والتهديد ، وثالثة بالغرق في التهريج الاعلامي ورابعة بالبحث عن مبررات للهزيمة المهينة بدل المواجهة الحاسمة لتلك الشرذمة اللعينة ، في حين واصلت قوات البيشمركه تصديها الحاسم الحازم لقوات القتلة في جميع جبهات المواجهة وخطوط التماس المباشرة وهي تلحق الهزيمة بمصاصي الدماء وبمنتهكي اعراض النساء وبهواة قطع الرؤوس وجز الاعناق هنا وهناك غير مبالية بعظم التضحيات وبعنف وشراسة التحدي ولا بقوافل الشهداء التي تقدمها من اجل اهدافها الانسانية السامية في الدفاع عن الحياة الانسانية ليس في الاقليم حسب وانما في المنطقة والعالم، فكانت ملاحم كوباني وكركوك وزمار وسنجار والكوير ومخمور وسواها، شهادات حية لفعل بطولي لن يسقط من الذاكرة الانسانية ابدا.
واذ كنت اظن خطأ، ان تسمية البيشمركه تعني (الفدائي) الا ان الزميل طارق كاريزي الذي يطيب له ان يمارس اسبوعيا مهمته التي تجعله اشبه بـــ (الطبيب) حاملا بين اصابعه جهاز قياس الضغط، ليقيس به بشفافيته المهنية العالية (نبض الشارع)، صحح تلك المعلومة موضحا لي ان المعنى الحرفي لتسمية (البيشمركه) التي انطلقت خلال ثورة مهاباد عام 1946 كانت تعني (السباقون مع الموت) اي الذي يحاول ان يسابق الموت ويسبقه من اجل حياة الآخرين، وهذا ما جسدته فعلاً قوات البيشمركه امام انظار المجتمع الدولي رغم بساطة اسلحتها التقليدية في تصديها البطولي المبدئي لارهابيي داعش دفاعا عن جميع مكونات المجتمع الكوردستاني بقومياته واديانه وطوائفه وانتماءاته المختلفة، وعن من لجأ اليه من المسيحيين واليزيديين والصابئة وسواهم من المهجرين والنازحين قسرا والفارين من جرائم الابادة الجماعية التي اقترفها المجرمون الاوغاد بحقهم ، لتقدم قوات البيشمركة من خلال مواقفها الباسلة تلك ، الترجمة الحية لتطابق الصفة مع الفعل الحقيقي على الارض، وهي تقدم على مذبح البطولة وفي سوح المنازلة المصيرية الصعبة اكثر من اربعة آلاف من السباقين مع الموت بين شهيد وجريح ومفقود دون ان تمنح العدو الدموي الغادر الجبان عدو الحياة والانسان فرصة كسرها كما كان يحلم، لانها هي التي كسرته والحقت الهزائم المريرة المتكررة بمرتزقته من حثالة القتلة واللصوص ومصاصي الدماء.
ومن بين صور بطولة البيشمركه تبرز قصة (ام الشهداء الثلاثة) عائشة طه عثمان، حيث ذهب اثنان من ابنائها بتاريخ 25/ تشرين الثاني الماضي لتفقد شقيقهما النقيب في البيشمركه المرابط قرب زمار. وخلال وجودهما هناك، اندلعت معركة قاسية مع (داعش)، تملكتهما الحماسة فذهبا مع شقيقهما للمشاركة، واسهموا في تحرير أجزاء من مدينة زمار، لكن الشهادة كانت وسام الشرف الذي ينتظرهم من خلال تعرضهم لانفجار سيارة مفخخة، وهكذا في لحظة واحدة، ضحت عائشة بأولادها مولود وأحمد ونجاد.
هذا مارواه باعتزاز السيد مسعود بارزاني، رئيس إقليم كوردستان في احدى حواراته الصحفية من غرفة عمليات قرب خطوط المواجهة مع التنظيم الإرهابي، مضيفا (قالت أم الشهداء الثلاثة: لا تتألم. هذا شرف كبير لعائلتنا. لدينا ابنان آخران وهما على استعداد للتضحية بحياتهما من أجل كوردستان).
واضاف الرئيس بارزاني مستعرضا صورا من بطولات البيشمركه وتضحياتهم، إن أحد عناصر البيشمركه عندما علم باستشهاد شقيقه وإصابة والده. اتصل بشقيق اخر له كان يرابط هو الآخر على الجبهة وقال له (إذهب مع جنازة شقيقنا وإذا توفي الوالد أدفنه وارجع ولا تتأخر، أما أنا فلن أترك الجبهة).
 و قصة أخرى توقف ازاءها رئيس الاقليم باعتزاز، تلك هي قصة الشهيــد البطل العقــيد أحــمد المزوري المشـــــهور بـ (الشيخ أحمو). حيث اقتربت سيارة مفخخة لـ (داعش)، وتقدم المزوري لوضع العوائق امامها لكن الوقت كان قد فات، أمر جنوده بالانتشار و الانبطاح وصدم السيارة المفخخة بسيارته العسكرية فاستشهد وأنقذ حياة المئات من رفاقه وهكذا تسابق ذلك الشهيد البطل مع الموت متصديا له ليهب الحياة للآخرين.
 ويضيف الرئيس بارزاني حول ثمن الانتصارات الكبيرة التي حققتها البيشمركه على ارهابيي العصر (الثمن باهظ، لكن لا بد من دفعه لأنه دفاع عن وجود أمة وكرامتها. تعرض وجود إقليم كوردستان لتهديد بالغ الخطورة. لكنني أستطيع القول وبثقة إننا كسرنا شوكة داعش وحررنا نحو 17 ألف كيلومتر مربع من الارض التي احتلها. خسائره لا تقل عن ثلاثة آلاف قتيل. أبلغت بغداد وجهات أخرى أننا على استعداد لخوض معركة الحسم النهائي مع الإرهابيين إذا توفر السلاح الثقيل الذي نحتاجه).
وتابع بلهجة حاسمة: (لن نسمح بتكرار ما حدث ولا أن تُستباح مدن وقرى وتقتلع مجموعات، سأكون واضحاً، لن نغفر لمن ذبح الأبرياء وسبى نساء الإيزيديين، ولن نغفر لمن شارك هؤلاء الوحوش وساعدهم، لا أقصد الانتقام أبداً بل أقصد العدالة).
بعد هذا الا تستحق البيشمركه ارفع وسام شرف وهي تدافع عن الانسان في كل مكان وعن الحياة بعظيم التضحيات؟
 
 
 

172
المنبر الحر / مشاكسة اعـلان حـرب
« في: 17:48 19/02/2015  »
 
مشــــاكسة
اعـــــــــــــــلان حــــــــــــــــرب

مال اللـــــــــه فــــــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
...............................................

الزلزال الارهابي الذي فجره اعتى مجرمي العصر باقدامهم على اعدام الاقباط المصريين الابرياء الذين التحقوا بقوافل الشهداء، وقبل ذلك اعصارهم الارهابي الذي هز العالم بعنف ممثلا باحراقهم الطيار الاردني الشهيد معاذ يوسف الكساسبة، مما يعني اضافة جديدة لمسلسل جرائمهم الدنيئة الاخرى التي لا تنتهي ومن بينها قطع الايدي والارجل وذبح المدنيين ورجم النساء وصلب الاطفال ورمي الشباب من فوق اسطح العمارات واحراق الآخرين وهم احياء، وتهديداتهم باشعال حرائق ارهابهم في كل مكان ، ما يعني بلا لبس او غموض بان هذه الجرائم كلها والتهديدات تمثل اعلانا فعليا للحرب على الانسانية كلها.
ولعل من المؤسف حقا والمثير للاستغراب، انه في الوقت الذي يشرع فيه اعداء الانسانية والمحبة والسلام كل اسلحة حقدهم وعقدهم وتخلفهم بمدياتها المفتوحة على كل الشعوب دون استثناء، متخذين من فتاواهم الدموية، التي تحرم كل قيم المحبة والتسامح والتعايش والمغفرة وقبول الاخر التي جاءت بها جميع الاديان السماوية، مبررا لمواصلة تصفية كل من لايتطابق مع افكارهم المريضة في تحد مخجل ومدان لكل القيم والمبادئ السماوية ولكل الاعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية وفي مقدمتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان، فاننا نجد على الجبهة الاخرى، جبهة المواجهة، ان الجدل لايزال محتدما هنا وهناك حول كيفية التصدي لسرطان الارهاب هذا الذي يفتح شدقيه بمنتهى العدوانية والسادية وعقد الحقد والانتقام لابتلاع الانسانية كلها، بدل العمل بستراتيجية واحدة وبارادة دولية واحدة وبفعل دولي واحد لاعلان الحرب على مجرمي الابادة الجماعية الملطخة اياديهم بدماء الابرياء.
لقد خطا المجتمع الدولي خطوتين ستراتيجيتين مهمتين في التصدي لمسلسل الارهاب الداعشي، عبر انبثاق التحالف الدولي وممارسة مهامه في شن الغارات الجوية على معاقل القتلة المجرمين والتي استطاعت ان تحد من حركتهم نسبيا وتوقف تمددهم هنا وهناك، الا ان هذا التحالف بغاراته الجوية فشل في وقف حركة وجرائم القتلة وقطع خطوط مواصلاتهم بين العراق وسوريا، في حين تفجرت الكثير من علامات الاستفهام حول رمي بعض هذه الطائرات او تلك لمساعدات مختلفة لبعض عناصر داعش (بررت على انها تمت خطأ) وحول حرية تحرك ارتال السيارات رباعية الدفع التي تقل قادة هذا التنظيم الارهابي وهم يتنقلون بحرية وفي تضاريس ارضية مكشوفة بين البلدين في الوقت الذي ربما تكون فيه بعض طائرات التحالف وراداراته واجهزة المراقبة الالكترونية يغطون في نوم عميق.
الى ذلك جاء قرار مجلس الامن الدولي الاخير الذي يفرض عقوبات على ممولي الجماعات الارهابية في كل من سوريا والعراق. من خلال التصويت على القرار البريطاني  المرقم (2170) بالاجماع من قبل اعضاء مجلس الامن الذي نص على فرض عقوبات على ممولي تنظيم( داعش) وجبهة النصرة في العراق وسوريا او من يزودهم بالاسلحة، حيث اتخذ القرار تحت احكام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي ضد الدول والجهات والاطراف التي ترد في قرارات المجلس، ليشكل قاعدة صلبة لاجراءات مستقبلية قد تهييء  لفعل دولي موحد لايقاف نزيف الدم ولانقاذ الانسانية من هذا الخطر الارهابي الداهم المحدق بها.
واذ نشيد بهذا القرار الذي ربما جاء متأخرا، لكن في جميع الاحوال فان مجيئه متأخرا خير من ان لا يأتي ابدا، الا ان الواقع على الارض يؤكد بان هذا القرار على اهميته ليس كافيا، ذلك لان عمليات التمويل لهذا التنظيم الاجرامي لا تزال تتواصل في الخفاء باشكال مختلفة وربما كانت دول او جهات بعينها ترفع في الظاهر شعارات محاربة الارهاب وتدعي وقوفها الى جانب التحالف الدولي ضد داعش الا انها في الباطن تدعم هذا التنظيم الارهابي سرا عبر طرف ثالث او رابع ومن خلال منظمات قد تكون انسانية في الظاهر ومتطرفة في الباطن، وبما يتيح لها مكاسب محددة قد يكون منها شراء النفط المسروق من المصافي المختلفة باسعار رمزية وتسويق السلاح والعتاد ومختلف المعدات التي تحتاجها حلقات اعداء الانسانية هؤلاء مما يستدعي بالضرورة العمل الجاد لتجفيف منابع التمويل ومصادره لهذا التنظيم العدواني وفرض عقوبات حقيقية على الدول والمنظمات والجهات التي تموله والتي تسانده والتي تبرر جرائمه والتي لا تستنكر افعاله الاجرامية الدنيئة، والعمل على حجب كل مواقعه الاعلامية وخصوصا تلك التي انشأها هو او عملاؤه على صفحات التواصل الاجتماعي والتي يستخدمها للاتصال بكوادره وابلاغ رسائله وممارسة عمليات غسيل الادمغة واستقطاب المراهقين والمجرمين الى صفوفه.
الى ذلك فان اعمال الاعدامات والقتل والتهجير القسري والاستيلاء على دور المهجرين من مختلف الاديان والطوائف وسرقة محتوياتها تشكل بمجموعها سابقة خطيرة سواء بكونها احدى جرائم الابادة الجماعية وفقا للقانون الدولي، أم بكونها تهديدا للامن والسلم الدوليين سواء في كل من العراق وسوريا وباقي الدول الاقليمية أم للمجتمع الدولي عموما مما يتطلب ومن اجل حماية الامن والسلم تطبيق المادتين (39، و 42) من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ضد تنظيم داعش الارهابي اللتين تنصان على مايلي
(المادة 39):
يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.)
( المادة 42):
إذا رأى مجلس الأمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة 41 لا تفي بالغرض أو ثبت أنها لم تف به، جاز له أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه. ويجوز أن تتناول هذه الأعمال المظاهرات والحصر والعمليات الأخرى بطريق القوات الجوية أو البحرية أو البرية التابعة لأعضاء "الأمم المتحدة).
فهل يسارع المجتمع الدولي بممارسة دوره المشروع المحدد بالفصل السابع من الميثاق الاممي واعلان الحرب على داعش بشكل جدي؟ ام ان لاسواق النفط والسلاح وغيرها اعتبارات ومصالح اقوى من كل ما اسلفنا لدى هذه الجهة او تلك ؟
 
 
 
 

173


دمـــوع فالانتايـــن




مال اللــه فــرج


ســــــاحمل ...
وجعــــــي ....
ولوعتــي .....
وجراحي ..........
هـــــذا المســـــــاء
وزهـــــرة حمــراء
وبطاقــــة حــــــب
حمـــــراء ..
وهديـــة حمـــــراء
كباقــــي العشـــاق
والاحبـــــاء..
وساصطحب مـعي

قلبــــا متوجعـــــا
بلــــــون الدمـــــاء
وســأرتدي ....
ربطــــــــة عنـــــق
حمـــــراء ...
وسـاذهب لمـلاقاة
اغلــى امــــــــراة
بيــــــن النســــاء
ورغــــم يقينـــي
بانهـــــا .....
لـن تاتــي ابـــدا
فقــد امــــــسينا
فـي هذا العالــم
ضائعين مهجرين
غربـــــاء .....
الا اننــــي .....
ســـانتظرها ...
هـــذا المســـاء
لعــــل طيفهـــــا
يزورنــي .......
ويقاســـمني ...
هـــو وفالانتاين
مراسيم الوجع
والبكــــاء .....
هذا المســـــــاء
 

174
 
مشاكســــــــة
................

فـــــــي عيـــــــــد الحـــــــــــب
فالانتاين يشعل حرائق العشاق
 ......................................

مال اللـــــــه فــــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
    ....................................

مثل موكب ملك اسطوري، تحف بجوانبه الاضواء والفراشات الحمر وخفق قلوب الاحباء وآهات العاشقين وعناق المحبين والقبلات المختلسة بين حين وحين وخفق القلوب المترعة لهفة واشتياقا والزهور والدببة الحمر وكلمة (احبـــــــك) مطرزة بالنبض والاشتياق، يشق موكب قديس الحب فالانتاين موكبه البهي في الرابع عشر من شباط من كل عام مبشرا بالمحبة ومفجرا ينابيعها ومؤكدا ان الانسان الحقيقي كتلة من الحب الذي بمقدوره ان يهزم كل ظلمات الاحقاد والبغضاء والكراهية من اجل ان تستمر الحياة ويزهر حاضر الانسانية وعدا مجيدا بمستقبل سعيد.
في هذه المناسبة التي تغادر فيها الكرة الارضية كرويتها لتتحول الى قلب كبير تهمس نبضاته برومانسية وحنان لكل انسان (احبـــك .. احبــــك .. احبــــــك) تنثال في الذاكرة صور وحكايات عن قصص حب عشنا تفاصيلها واخرى كنا شهودا عليها وثالثة اوجعت القلب وادمته باحزانها ومآسيها، ولعل أروعها وأنقاها بل وأصدقها ، تلك القصص والتجارب العاطفية البكر في زمن الطفولة.

اولى تلك القصص كانت لأحد زملائنا في الدراسة المتوسطة وكنا حينها طلابا في الصف الاول في متوسطة الحدباء بالموصل، ورغم صغر سننا الا اننا كنا اكثر نضجا واكبر وعيا من اعمارنا وبالتالي أرهف احساسا واشد جرأة بمشاعرنا، فقد ارتبط  احد زملائنا بقصة حب مع طالبة في مثل سنه، وتواعدا على اللقاء الاول في موقف حافلة نقل الركاب التي ستأخذهما في جولة الى الدواسة، واراد ولاول مرة في حياته ان يرتدي ربطة عنق رغم صغر سنه وحجمه وقصر قامته ولما لم يكن يملك ثمنها البالغ (350) فلسا حسب اسعار محلات (السرجخانـــــــة) آنذاك فقد نظمنا حملة جمع تبرعات (عاطفيــــــة) وجمعنا له نصف سعرها، وقتها كانت حصتي من التبرعات (35) فلسا وهي كل ما كنت املكه.
تأنق زميلنا وتعطر وصبغ حذاءه ودهن شعره وحفظ ابياتا من قصيدة عاطفية وسرق قنينة عطر نسائية نوع (باتـــــــرا) من شقيقته الكبرى كان سعرها انذاك (200) فلس دون ان تعلم ليقدمها هدية لحبيبته وذهب ( قيــــــس) للموعد العاطفي الاول في حياته، وكانت ( ليـــــلاه )بانتظاره حيث صعدا الى حافلة نقل الركاب وجلس الى جانبها ونحن نراقبهما عن بعد ليفاجأ عندما حضر( الجابــــــي) لاستحصال ثمن تذكرتيهما منه بانه لشدة ارتباكه وقلقه وتسرعه قد نسي نقوده المتواضعة في البيت فما كان من حبيبته الا ان تتحمل ثمن التذكرتين لتصبح قصته مثار تندرنا وسخريتنا كلما التقيناه ونحن نهمس له مقهقهين (مصـــــــلاوي ما ينغلــــــب!).
اما القصة الثانية فقد كانت من نصيبي، وكنت حينها في الاول المتوسط ايضا وفي المدرسة ذاتها، وفي احد دروس اللغة العربية كنت احاول كتابة اول قصيدة في حياتي لاهديها لحبيبتي محاولا استرضاءها بعد خصام بيننا، وقد بدأتها بالآتي (حبيبتـــي.. اقتلينـــي حطمينــي.. مزقـــي قلبــي.. احرقينــي.. لكـــن لا تهجرينـــي)، ولم افطن وانا غارق في (شاعريتــي تلــــك وكاننـــي المتنبـــي أو امــــرؤ القيــــس) الى ان مدرسنا العصبي جدا والمتدين جدا جدا، والقاسي جدا جدا جدا (ســيد طـــه) كان يقف ورائي يقرأ ما كنت اكتبه دون ان احس به .
ولم اشعر الا باصابعه تختطف القصيدة بقوة وبصفعة شديدة على وجهي وهو يصرخ بي كالمجنون (ولــــك انـــت بطــــول القنــــدرة وصايـــرلي عاشـــق) ليطردني من الصف في تلك الحصة، لم احزن (لــــذلك العــــدوان الارهابــــي الاهــــــوج)  بقدر حزني على اول قصيدة لي اغتالها (ســيد طـــه) دون رحمة او شفقة.
وفي ذلك الزمن الجميل ايضا الذي مر علينا مثل الحلم ، كنا نتسابق في الاستماع الى واحد من ابرز البرامج الذي كان له مساحة استماع واسعة بين الشباب والشابات في الموصل ذلك هو البرنامج  اليومي (ما يطلبـــه المســــتمعون مــــن الالحــــان والاغانــــي الغربيـــــة  ) الذي كان يذاع في التاسعة مساءا من القسم العربي لاذاعة صوت امريكا ، وكنا نتسابق في ارسال رسائلنا الى الاذاعة على صندوق البريد الخاص بها في بيروت   ونهديها لاصدقائنا والبعض لحبيبته دون ذكر اسمائهن طبعا حرصا على سمعتهن , لكن   زميلنا (روميـــــــو) تهور ذات يوم  واهدى اغنية المطربة (كونـــي فرانـــسس) التي كان عنوانها على ما اذكر ( I  who have nothing but I love you     ) الى حبيبته وجارته (جوليـــت ) وذكر اسمه واسمها ليفجر فضيحة كنت اشبه بعاصفة مدوية قادت الى معركة بين العائلتين ولولا تدخل الحكماء ربما لسالت انهار الدماء على الرغم من (روميـــــو)  انكر بالطبع بانه كان يقصد ابنتهم.   
اما قصة الحب الرابعة فقد كانت عجيبة وغريبة، اذ فوجئنا ذات يوم  بموظفة جديدة منسبة الى دائرتنا، وكانت غاية في الجمال والرقة وتتطاير منها الاناقة والروائح العطرة هنا وهناك لتصيبنا بالدوار، حتى ان أحد الخبثاء علق (ومـــا خفــــي مـــن بقيـــة الروائــــح كــــان اعظــــم).
وفجر اعتدادها بشخصيتها وكبريائها وجمالها الاخاذ سباقا محموما بين رغبات الجميع للاستحواذ على مشاعرها واقامة علاقة عاطفية معها، بل وتراهن ثلاثة من الزملاء على ان كلًّ منهم قادر على استمالتها وجعلها حبيبته، وتنفيذا لرهانهم اتفقوا على ان يجلس كل يوم احدهم الى جانبها في حافلة الدائرة بعد انتهاء الدوام محاولا استمالتها باسلوبه الخاص.
بعد اسبوعين نجح احدهم في اقامة علاقة عاطفية معها وربح الرهان، لكنه بعد ذلك احبها بصدق وجنون كما احبته بل وتقدم لخطبتها، وخلال استعداداتهما للزواج دفعه غباؤه ان يفاخر بنفسه وبتأثيره وقص عليها تفاصيل الرهان، فما كان منها الا ان تنفجر غاضبة وترمي خاتم الخطبة بوجهه وتؤنبه بقسوة وتنهي تنسيبها وتعود لدائرتها الاصلية وباءت كل محاولاته لاسترضائها ومصالحتها بالفشل، فقد اعتبرت تصرفه امتهانا لكرامتها كانسانة وهكذا وضع الغباء نهاية لقصة حب عصماء.
اما قصة الحب الاخيرة فقد كانت لزميل اخر ايضا في احدى المؤسسات الاعلامية، فقد احب زميلته بعنف لكنه احجم عن مصارحتها خشية ان ترده فقد كانت ذات شخصية قوية تفرض احترامها على الجميع.
وكلما كنت اسأله وانا اتلمس لهفته واشتياقه وقلقه: متى ستصارحها؟ كان يجيب في الاول من نيسان، ولما استفسرت ولماذا في هذا اليوم بالذات؟ اجاب لانه يوم الكذب العالمي، فان استجابت خير على خير وان رفضت واحتدت وانفجرت غاضبة، ساحتوي غضبها وادعي بانني كنت امازحها واكذب عليها في يوم الكذب العالمي، ونفذ مخططه فعلا واستجابت له وتكلل حبهما بالزواج، فشتان بين تصرف غبي اهوج وبين تصرف ذكي انضج.

مع اطلالة عيد الحب لا يسعني الا اطلب من فالانتاين ان يملأ قلوب السياسيين والمسؤولين ولاسيما الفاسدين، حبا وحنينا في هذا الزمن الحزين علهم يقفزون فوق تناقضاتهم وينصفون هذا الشعب المسكين .
ولا يفوتني ان اتمنى لكل زملاء الطفولة الرائعين ولكل العشاق المتلهفين ولكل الاحبة الغائبين عيدا مباركا بالمحبة مزدانا بالتوافق والسعادة، ولا انسى ان اردد وانا استعيد في الذاكرة زمن الطفولة الجميل :

رعـــا اللــــه زمنـــا للطفولـــة كــم كــان رائعــــا
وآه مــن ســــباق العمــــر كـــم كـــان مســـــرعا
 
 
 

175
 
مشاكســــــــة
................


زلــــــزال فضيحــــــــة
عقـــــوق الانســــــــان
...........................

مال اللـــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
                                   .................................................

كثرت وتناسلت واتسعت وتنوعت واختلفت وتداخلت وتمازجت الزلازل والاعاصير والعواصف المختلفة التي تهز البلاد وتعصف براحة واستقرار واطمئنان وحقوق العباد، بدءا من زلازل بعض الميليشيات هنا وهناك والانهيارات الامنية والجثث مجهولة الهوية وتحديات وجرائم داعش الارهابية والقتل والاختطاف و(ملاحــــــم) الفساد (البطوليــــة)، وتهريب المليارات دون امكانية القبض على الجناة، حتى عصف الزلزال الاخلاقي الاخير بكل تلك الزلازل ليطغى عليها، وليحطم بقوته ليس مقياس ريختر وحسب وانما كل المقاييس الاخلاقية والاجتماعية والقانونية والانسانية، ذلك الزلزال الذي فجره (اســــود ومغاويـــــــر وابطــــال) حماية مسؤول رفيع الذي استطاع ان يمزق بقوة خارطة حقوق الانسان ويسقط الحرف الاول من (حقــــوق) ويستبدله بحرف (العيـــــن) لتمسي بجدارة (عقوقـــــــا) بدل الحقوق.
وهذا ما اصبح مع الاسف الشديد التوصيف الموضوعي الحقيقي المنصف والامين لممارسات الكثير من المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين في مختلف البلدان في هذا الزمان، وهم يواظبون ويواصلون عبر ستراتيجياتهم (الوطنيـــــة) تسويق شعاراتهم الثورية حول (حقـــــوق الانســـــان) كل على طريقته الخاصة والتي غالبا ما تستهدف اضطهاد الانسان ومصادرة حقوقه وحريته وسرقة ثرواته والالقاء به في هاوية مصير مجهول، وفي وقت تكشف فيه الاحداث عن ان الكثيرين من رافعي شعارات الدفاع عن حقوق الانسان ومتبوئي اعلى المراكز القيادية الحساسة في ميدان حقوق الانسان ربما لم يقرأوا لا مبادئ ولا فقرات ولا بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان، بل ربما كان بعضهم في بعض الدول المستلقية والمستجدية (اميـــــــا) لايجيد القراءة والكتابة ومع ذلك توكل له مهمة قيادة وزارات أو مؤسسات أو دوائر أو منظمات مهمتها الدفاع عن حقوق الانسان ربما ( اســــــتهانة ) بهذه الحقوق نظرا لانعدام الايمان بها، وربما اكراما لهذا الحزب أو ذاك أو ارضاء لهذا التحالف أو ذاك، أو استمالة لهذه الجهة أو تلك، وليس مهما بعد ذلك إن فهم ذلك المسؤول المعني الحقوق بشكل معاكس ام انه بادر إلى تحويرها وتطويرها وتثويرها وتحويلها الى (عقـــــــوق) أو إنه عمل بنصيحة بعض مستشاريه واعتمد القاعدة الشعرية التي تقول (يحـــق للشـــاعر مــــالا يحـــــق لغيـــــره) بعد اعادة هيكلتها وتحديثها وبرمجتها لتصبح (يحــــق للمســــؤول مـــــا لا يحــــق لغيـــــره) أو ربما تصبح في الدول النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة (يحـــق لحمايــــة المســــؤول مـــا لا يحــــق لغيرهـــــا) خصوصا إن كانت تعمل وفق منظومة (حقــــوق الانســـــان)، حيث لا تصبح مهمتها الدفاع عن الانسان واستحصال حقوقه وتمكينه من التمتع بحريته وانما حماية المسؤول والسهر على راحته وتوفير الاجواء والمناخات الملائمة له وفي مقدمتها انسيابية السير لموكبه حتى لو ادى ذلك الى اغراق المواطنين (بزخـــــات ربيعيــــــة كثيفـــــة) من امطار الشتائم والبصاق (الرومانســــية) أو الاعتداء صفعا وركلا ورفسا وشتما على الرجال المكلفين بتطبيق القانون وحمايته، وبتنظيم السير ورعاية حقوق مستخدميه.
 لذلك، وانطلاقا من المهام النبيلة التي يمارسها وزراء ومسؤولو وزارات ومؤسسات الدفاع عن حقوق الانسان وحماياتهم فان الضرورة القصوى للنظام العالمي الجديد القائم على احترام الحريات العامة وقيم ومبادئ حقوق الانسان تتطلب من المنظمة الدولية اضافة فصل جديد سواء الى ميثاقها أم الى بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان يتضمن عبارة (يحـــــق لــــــوزراء حقــــــوق الانســـــان وحماياتهــــم ما لايحـــــق لغيرهـــــم) اكراما لجهودهم وبما يمكنهم من خرق كل القوانين والانظمة والضوابط والتعليمات من اجل الحفاظ على حقوق الانسان وصيانتها، حتى لو ادى ذلك الى اهانة وشتم المواطنين جميعا والاعتداء عليهم، فالمهم بالطبع وبالدرجة الاولى ليس الانسان، وانما صحة وسلامة ومزاج الوزراء المسؤولين عن حقوق الانسان وبما يمكنهم من النهوض بواجباتهم الوطنية والعائلية والشخصية .في تسويق( بضاعـــــــة) حقوق الانسان من خلال حضور كل المؤتمرات والندوات والاجتماعات والرحلات والسفرات السياحية المتعلقة بحقوق الانسان في كل مكان.
في ضوء ذلك، ومن خلال هذه الزوبعة وهذا الاعصار العنيف من الشكوى والتذمر والاحتجاجات التي فجرها ضباط ورجال المرور جراء تعرضهم (للمكـــــــارم) السخية من الشتم والضرب والركل التي وزعها عليهم بمنتهى النبل والاخلاق والعدل والانصاف والمساواة حماية المسؤول الاول المعني (بستراتيجيــــــة) الدفاع عن حقوق الانسان، فاننا وانطلاقا من المسؤولية (الوطنيــــــة) لافراد تلك الحماية الذين نهضوا بواجبهم (الوطنــــــي) على اكمل وجه، يجب ان نطالب اللجنة التحقيقية المشكلة لهذا الغرض، انزال اقصى العقوبات بضباط ورجال المرور الذين تعرضوا للضرب والاهانة والعدوان لانهم اعترضوا وصرخوا وقاوموا وبذلك ازعجوا بصراخهم واحتجاجاتهم تلك افراد الحماية (الابطــــــال) وعكروا امزجتهم وشوهوا سمعتهم، كما نأمل ان يتم تكريم هذه (الكوكبـــــة ) من الابطال الميامين الذين ابلوا احسن بلاء في تعزيز سمعة العراق في ميدان الدفاع عن حقوق الانسان ودحضوا (بمأثرتــــــم) هذه اكاذيب ودجل وبهتان كل تقارير منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.
 
 
 

176
 

مشاكســــة

ضــاع الخيــــط والعصفـــــــور
..................................

مال اللــــــه فـــــــرج
Malaah_faraj@yahoo.com

      في الوقت الذي فضحت فيه صفقة اجهزة الكشف عن المتفجرات واحدة من اضخم صفقات الكذب والسمسرة وجانبا حيويا من واقع الفساد الممنهج الذي تضطلع به هنا وهناك (كفـــــــاءات) وخبرات فسادية رفيعة، فقد تعالت الاصوات والمطالبات بالاحتكام لاجهزة كشف الكذب، في جميع العقود والصفقات، دون ان يأخذ بعض (الســــاذجين) بنظر الاعتبار امكانية (تحويـــــــر) مثل هذه الاجهزة وابطال مفعولها لتصبح عديمة الجدوى، تماما مثل اجهزة كشف المتفجرات الفاسدة التي نجحت في الكشف عن انواع العطور والماكياجات والتوابل والفياغرا، لكنها فشلت في الكشف عن المتفجرات، وربما يقترح البعض استخدامها ايضا رغم (بلاهتهــــــــا) لمعرفة مصير ميزانية عام 2014، وفي التحقيقات الجارية للتوصل الى الاسباب الحقيقية لكارثة سقوط الموصل ومن يقف وراءها.
 لا شك ان اكتشاف جهاز كشف الكذب يعد ثورة حقيقية في ميدان التحقيقات القضائية والادلة الجنائية، وربما مهد الطريق لحل الغاز مئات الآلاف من الجرائم المعقدة والغامضة وهو يجعل اعدادا كبيرة من عتاة المجرمين ينهارون رغم صلابتهم وشراستهم وانكارهم وقدراتهم الفائقة على تضليل العدالة ومحاولات ابعاد الشبهات عنهم، خلال التحقيقات التقليدية، وهم يتصببون عرقا وتزداد دقات قلوبهم قلقا وخوفا عندما يتم ربطهم باسلاك اجهزة كشف الكذب.
بذلك فأن الامر سيكون اشد مدعاة للاثارة والاهتمام لو تم تعميم استخدام هذه الاجهزة الحساسة لكشف الكذب في مختلف الدول ونقلها من غرف التحقيقات الجنائية الى داخل اسوار الحياة الزوجية والعامة والسماح للزوجات بعرض ازواجهن عليها وللازواج بعرض زوجاتهم وحمواتهم عليها وكذلك اخضاع بعض الفنانين والفنانات والموظفين والموظفات والتجار والمقاولين واصحاب معامل ومصانع المواد الغذائية وسواهم لاختبارات هذه الاجهزة، عندها سوف تغرق بعض الدول في بحار من الفضائح وسوف تنكشف اسرار خطيرة وعلاقات وممارسات محرمة وشاذة وحقيرة، وستظهر الانساب الحقيقية، لملايين الاطفال غير الشرعيين وحقائق العلاقات المشينة لاعداد كبيرة من المسؤولين والمدراء العامين بسكرتيراتهم الفاتنات وربما ستنكشف الملايين من عقود الزواج العرفية التي لا تعلم بها الزوجات المخدوعات وكذلك انواع واشكال الغش الغذائي وملايين السرقات والاختلاسات والعقود والصفقات والمقاولات والمناقصات والمشاريع الوهمية وغير المطابقة للشروط   وللمواصفات الفنية وحقائق السجون السرية وحفلات التعذيب (الانســـــــانية) المطابقة للمعايير الدولية وكذلك الخروقات الانتخابية ومزادات التزوير وشراء الذمم والمواقف والاصوات والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان!
في ضوء ذلك ربما تتدخل الاجهزة التنفيذية في هذه الدولة النائمة وفي تلك الدولة الغائمة وحفاظا على (الامــــن الوطنــــي والقومـــي) وتبادر الى التعاقد على اجهزة فاسدة غير قادرة على كشف الكذب، اسوة باجهزة كشف المتفجرات التي دخلت التاريخ من اوسع ابوابه وامست مثار سخرية وتندر القطاعات الشعبية كافة.
في ظل تعقيدات العمليات السياسية وتداخل المصالح الحزبية والفردية وتصاعد التناقضات الوطنية وتنوع الارتباطات الخارجية لشركاء العملية السياسية في هذه الدولة المستلقية وفي تلك الدولة المستجدية فان الامر سيكون اشد اثارة وغرابة وتشويقا فيما لو تم اخضاع معظم السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين في مختلف الدول لاجهزة كشف الكذب، عندها ستظهر فضائح ومطامح وعجائب وغرائب وسوف تكتشف الشعوب في الدول النائمة والغائمة والشاكية والباكية حقيقة (الشــــعارات الثوريــــــة والثـــــروات الشـــــخصية) ومضامين الوعود والتصريحات النارية والبيانات والخطب الحماسية وما الذي يعنيه (التوزيــــع العــــــادل للثــــــروات) وما الذي يقصده هذا السياسي او ذاك من شعار (الشــــراكة الوطنيــــة) ومن (حكومــــة الوحـــــدة الوطنيـــــة) وما اهداف عشرات الزيارات المكوكية لهذه الدولة الاقليمية أو لتلك ومصادر تمويل هذه الاحزاب، وتلك وطبيعة تعهدات هذا السياسي أو ذاك، لهذه الدولة، ولتلك.
والاهم سوف تدرك تلك الشعوب، ان اجهزة كشف الكذب قد مارست عملها بحيادية مهنية وبمسؤولية ونزاهة وتقنية، بعيدا عن التاثيرات السياسية، الاسعار والاثمان الحقيقية لدعم هذه الدولة لهذا المرشح ولدعم تلك الدولة لذلك السياسي ولاصرار ذلك النظام على فرض هذه الكتلة ولجولات ممثلي ذاك النظام الاقليمية والدولية من اجل الترويج لذلك الحزب او لذلك التحالف او لتلك الكتلة او لهذا الائتلاف او لذاك التجمع وسوف تكتشف الشعوب في دول العالم العاشر بحظها العاثر، ان بلدانها وثرواتها ومصالحها وحقوقها وامنها وسيادتها وا قتصادياتها بل وسياساتها ومصائرها وحاضرها وربما مستقبلها تحولت كلها الى (صفقــــــات سياســـــية) في مزادات الدول الاقليمية وان الاثمان الحقيقية لكل تلك المواقف والدعم والتمويل والضغوط والمباحثات والاتصالات تتعدى المواقف (الشخصيـــــة) لهذا المرشح او ذاك وتتعدى المواقف (السياســــية) لهذا الحزب او ذاك وتتعدى التسهيلات الاقتصادية من قبل هذا المسؤول او ذاك الى ماهو اكبر بكثير والى ما هو اخطر بكثير، فالثمن غالبا ما يكون (الســــيادة والمصيــــــر).
وفي ظل اصرار معظم السياسيين في الدول النائمة على تسويق شعاراتهم المزدوجة حول (السيادة الوطنية ومنع التدخل الخارجي والشراكة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية والتوزيع العادل للثروات) يصبح من الضروري استبدال اجهزة كشف الكذب.. باجهزة اخرى لكشف الصدق لعل بعض الشعوب تجد بين سياسييها بعض الصادقين، هذا ان لم يكن جهاز كشف الصدق هو الاخر فاسدا او مرتشيا او مبرمجا من قبل دول الجوار لحماية حلفائهم السياسيين النزيهين الثوريين الاحرار!.
 وبذلك ربما تحتاج بعض الدول الجائعة والخانعة الى اجهزة كشف الصدق للكشف عن حقائق اجهزة كشف الكذب فربما تكون فاسدة أو مزورة أو تعمل بشكل معاكس حيث تجعل الفاسدين صادقين والصادقين كاذبين وعندها سيضيع الخيط والعصفور وسيواصل الفاسدون فسادهم ونهبهم المنظم بكل اطمئنان وسرور وحبور.
 
 

177
مشاكســـــة
 
العـــــــــراق ..
بيــــن النفـــــاق .. والاحتـــــراق
مال اللـــــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com 
                                                     
                                        .........................................                                                                                                                                                                         
الصدمة الباريسية، التي تمازجت فيها المفاجأة بالذهول بالغضب بالحزن بالاستنكار وهزت (ايفـــــل) بعنف وجعلته يميل يمينا ويسارا مثل راقصة الباليه جراء العمل الارهابي الذي طال اسبوعية (شارلي ايبدو) وجعل باريس اشبه بناطحة سحاب تتراقص فوق بركان استطاعت ان تمسك بقوة بتلابيب المجتمع الدولي وان توقف دوران الاحداث الملتهبة المتطايرة هنا وهناك لتشد الانظار الى الحرائق الباريسية التي سرعان ما اخمد لهيبها ومع ذلك بقيت سحب الدخان المتصاعدة من افرازات ذلك الحدث ترسم حدود تأهب واستنفار دوليين لم يسبق لهما مثيل، ربما، الا عندما اقدمت واشنطن على (مزاحهــــا النـــــووي) مع اليابان، وهي تلقي بقنبلتها الذرية (الرومانســـــية ) الاولى في السادس من آب عام 1945 لتداعب هيروشيما بمنتهى الشفافية، ولتقتل بمزاحها ذاك ثمانين الفا (فقــــط) من مواطنيها المشاكسين ولتمسح معالمها (برقــــة مفرطــــة) من الخارطة، وكأن جرس الانذار قد قرع، والعد التنازلي قد بدأ، وطبول الحرب الكونية الثالثة قد بدأت تتأهب لتعزف سيمفونية الموت والعدم والفناء النووي.
سرعة تتابع الاحداث والاتصالات المكثفة بين الرؤساء وتحليق الطائرات ووضع مختلف القوات العسكرية والامنية في حالة الانذار القصوى، ونزوع البعض للبحث عن مكان آمن وتوجه عدسات معظم الفضائيات ووكالات الانباء الى مركز الحدث، والاجتماعات البرلمانية والحكومية والرئاسية والسياسية والمنظمات المدنية الطارئة، واسراع ساركوزي الى لقاء هولاند في الاليزيه وحالة الانذار غير المعلن التي شابت تحركات الاتحاد الاوربي، والتي تمخضت عن اجتماع امني عالي المستوى لوزراء داخلية دول الاتحاد، كان اشبه بالانذار الاخير للحظة الصفر في بدء اتخاذ اجراءات امنية كانت اشبه باعلان الحرب العالمية ضد الارهاب.
تمازج ذلك مع الدعوات المختلفة إلى التضييق على المتطرفين وتشديد الرقابة على المشتبه بهم ومساءلة المنخرطين في صفوف الحركات الارهابية لاسيما في سوريا والعراق بعد عودتهم من جبهات الارهاب، وترحيل الخطرين وطرد المتشددين وفرض الرقابة على مختلف المكالمات الهاتفية بعيدا عن اي احترام للخصوصيات الشخصية وفرض اجراءات جديدة على الوافدين، وسواها الكثير الكثير من الاقتراحات، سواء الواقعية منها والمقبولة أم العنصرية التي تصل في تشددها حد التطرف.
وفي الوقت الذي نؤيد فيه اتخاذ اي اجراءات لمحاصرة البؤر الارهابية واجتثاثها في اي مكان، الا ان العجب الذي يملؤنا دهشة واستغرابا هو هذا الاستنفار الدولي او على الاقل الاوربي بشكل خاص ازاء عملية واحدة جعلت كل التشكيلات الامنية الاوربية تدخل حالة التأهب والانذار القصوى في وقت يشهد فيه العراق وامام انظار المجتمع الدولي ابشع واخطر واوسع عمليات الابادة الجماعية علي ايدي مجرمي داعش ضد مختلف قطاعاته الشعبية، حيث الاعدامات الجماعية وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث والاغتصابات الجماعية للنساء وبيعهن بالمزاد العلني وقتل الاطفال امام اسرهم ورمي الشباب من فوق اسطح العمارات ورجم النساء وتصفية الصحفيين، واعدام الشباب لمجرد انهم عمدوا لمشاهدة مباريات بكرة القدم، حيث افادت وكالة (بترا) الأردنية، إن تنظيم داعش، أعدم الأسبوع الماضي 13 شابا في حي اليرموك غرب مدينة الموصل لمشاهدتهم مباراة كرة القدم بين العراق والأردن في كأس أمم آسيا، اذ قام أفراد من داعش باقتياد الشباب إلى الساحة الرياضية الكبيرة ليتم إعدامهم رميا بالرصاص أمام أنظار العشرات، وقد بقيت جثث الشباب المعدومين ملقاة في العراء ولم يستطع ذووهم سحبها خوفا من القتل على أيدي التنظيم.
من جانبه اكد رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة الامريكية حميد مراد، ان تنظيم داعش التكفيري قام بتحطيم (70%) من البنية التحتية للمناطق التي يحتلها، حيث قام بسرقة المصانع والمعامل وتهريبها الى خارج العراق، وتفجير وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، لاسيما الدوائر الحكومية والمدارس والدور السكنية وسرقة محتوياتها، ونسف الكنائس والجوامع والحسينيات والمزارات، والمواقع الثقافية والاثرية، فضلا عن قيامهم بعمليات القتل والحجز والتهجير والسبي ضد المواطنين العراقيين، كل هذا جرى ويجري في العراق والتحالف الدولي ما يزال غير قادر على وضع حد لشلال الدماء الذي يتفجر يوميا من ابنائه الابرياء، فاين رد فعل الهبة الاوربية والعالمية ازاء مجزرة شارلي ايبدو من المجازر اليومية وحمامات الدم التي تحدث في العراق والتي لولا صمود قوات البيشمركه البطلة وتضحياتها، ربما لغرق نصف العراق على الاقل بالدماء؟
ان العراق مع الاسف الشديد يجد نفسه ازاء تهاون المجتمع الدولي في دعمه بشكل فعال بين سندان النفاق ومطرقة الاحتراق، وان البعض يرى (وربمــــا كـــــان محقــــــا) ان نفاق بعض الجهات الدولية ودعمها الخفي لوجود داعش وصمتها على جرائمه يحقق لها هدفين رئيسين الاول انهيار اسعار النفط،من خلال تهريبه من قبل عصابات داعش وبيعه باسعار مضحكة ، والثاني انعاش سوق السلاح الذي ربما امسى بفعل توترات المنطقة المورد الاكبر لاقتصاديات الدول (المنافقــــــــة) التي تمارس نشاطها في دعم الجانبين، دعما علنيا للدول والانظمة والقوات الي تتصدي لتنظيم داعش الارهابي ، ودعما سريا لداعش، ولا يهمها بعد ذلك من الذي سيكون ضحية لذلك النفاق والاحتراق.
 

178


مشاكســـــة
................

كــــــلاب تحرســــــنا ..
وكـــــلاب تنهشــــــــــنا
مال اللـــــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من المفارقات العجيبة الغريبة، المضحكة المبكية، في هذا الزمان ان يسحب الانسان ثقته من الانسان ويضعها في الحيوان.
فعلى الرغم من كبرياء الانسان ومكابرته واعتداده المفرط غالبا بنفسه وبقيمه (الانســــــانية) التي كثيرا ما تخذله عند مقارنتها بالمميزات (الحيوانيـــــة)، وفي مقدمتها الوفاء وقوة التحمل والتضحية والحفاظ على الامانة واحترام قيم الصداقة وعدم ممارسة الغدر والفساد والجريمة والارهاب، وعدم مقايضة المصالح الوطنية بالمصالح الشخصية وبيع الاوطان بالمزادات العلنية أحيانا وبالمزادات السرية مرارا، الا انه على ما يبدو، ايقن وآمن مؤخرا في الكثير من البلدان بان الحيوان اشد اخلاصا وحفاظا على الامانة من الانسان.
ويبدو انه من هذا المنطلق، وبعد ان فشلت معظم الخبرات والكفاءات (البشريـــــــة)، رغم استخدامها لاحدث المعدات التقنية والاختراعات والاجهزة والمبتكرات العلمية، في الحفاظ على الامن والحياة والسلامة الوطنية، وعلى حيوات وارواح الشخصيات القيادية السياسية منها والبرلمانية والحكومية، فقد ايقنت الجهات المعنية بان لا مناص من الاستعانة بالخبرات والكفاءات والمهارات (الحيوانيــــــة) في ابرز المهمات الامنية بعد ان فشلت الخبرات والكفاءات (البشريــــة) في معظم الامتحانات والممارسات والمهام اليومية.
 وتجسيدا لهذا التحول (النوعـــــي) من الجهد (الانســـاني) الى الجهد (الحيوانـــــي)، اعلنت احدى الجهات المعنية قبل فترة عن وصول (25) كلبا بوليسيا من أصل (100) كلب كدفعة أولى من العقد الذي وقعته مع شركة أميركية، بقيمة  ملياري دينار، مشيرة إلى أن هذه الكلاب (المختصــــة) والتي ربما يحمل بعضها شهادات علمية (حيوانيـــــة) تماثل شهادات الماجستير او الدكتوراه في الاختصاصات الامنية، سيتم نشرها في مداخل العاصمة والوحدات الإدارية المهمة، لحماية المسؤولين والمواطنين معا، هذا ان لم تتم برمجتها من قبل بعض الخبثاء الفاسدين لحماية المسؤولين فقط واهمال امن وسلامة المواطنين.
من جانبه أكد مسؤول رفيع المستوى ، (أنــــا شخصيـــــا) أشرفت على هذا العقد وكنت في الولايات المتحدة برفقة محترفين وقمنا بفحص هذه الكلاب من خلال نشر مادتي (السي فور و التي ان تي) في إحدى المنشآت في الولايات المتحدة وتم اختيار مجموعة من هذه الكلاب من قبلنا بشكل عشوائي حتى لا تكون مهيأة من قبل الشركة، وكان اداؤها جيـــدا جــــــدا).
وتابع موضحا أن (الشركة الأميركية شخّصت وجود حالتين تتعرض لهما هذه الكلاب وهي استخدامها أكثر من الوقت المقرر لها وعدم وجود عناية خاصة بها من ناحية الغذاء)، لافتا إلى أن الجهة المعنية التي ستتولى مسؤولية الاشراف على هذه الكفاءات (الكلابيــــــة) ستأخذ ذلك بنظر الاعتبار.
في ضوء هاتين الملاحظتين (الســـتراتيجيتين) ربما قد يتطلب من المشرفين على رعاية هذه الكفاءات (الكلابيـــة الامنيــــة) النادرة والمتخصصة والفريدة، وضع عقود عمل خاصة بها تحدد الاجازات الاسبوعية والسنوية لهذه الكلاب التي ربما ترغب بقضائها في السياحة والاصطياف في جزر الهاواي او الكناري او على سواحل الريفيرا، والاهم وضع جدول غذائي يومي لها يتضمن تشكيلة منوعة من الفيتامينات عبر انواع الاطعمة والفواكه والمعجنات والمشروبات الغازية والمربيات والمقبلات والمكسرات والمشهيات، واصطحابها اسبوعيا للاماكن الترفيهية كالنوادي والسينمات والتزلج على الجليد لتجديد حيويتها بعد يوم متعب واجراء المساج اليومي لها واصطحابها للساونا وتمكينها من عقد صداقات (كلبيــــة) عبر الانترنت وتوفير جهاز اي باد لكل منها ، وفسح المجال لها    لمغازلة بعضها وتبادل القصائد الرومانسية المرهفة تارة والملتهبة غالبا سواء بشكل مباشر او من خلال موقع كل منها على الفيس بوك.
ويأتي هذا الاجراء الميداني (الذكــــي) في الاعتماد على الكفاءات الامنية الحيوانية بعد ان فشلت اجهزة كشف المتفجرات الفضائية (العبقريـــــة) في كل مهماتها الامنية الميدانية وتركت مئات الآلاف من المواطنين يستشهدون ويصابون بمختلف الاعاقات الجسدية جراء المفخخات والانهيارات الامنية الكارثية، بعد ان تبين ان تلك الاجهزة (الخرافيـــــة) التي كان باستطاعتها وفق مهامها (الرومانســـية) الكشف عن العطور واحمر الشفاه ومساحيق التجميل النسائية وربما الفياكرا وبقية المنشطات الجنسية، اخفقت تماما في الكشف عن الاجهزة والمعدات التفخيخية والتفجيرية مما اسهم في الكثير من الكوارث المأساوية.
ولعل من الغريب والعجيب ان اجهزة كشف المتفجرات تلك التي اعتبرت صفقاتها العجيبة المريبة محليا وربما دوليا من اضخم صفقات الفساد، كانت الكلفة الحقيقية لكل جهاز منها وفقا لما ادعته تقارير اعلامية مختلفة (100) دولار، بينما تم توريده للعراق (وفقـــا لتلك الادعــــاءات) بمبلغ (80.000) ثمانين الف دولار، ولا تزال دوامة البحث لغاية الآن تتواصل عن الرؤوس الفاسدة المفسدة الكبيره التي وقفت وراء تلك الصفقة المثيره.
الى ذلك، وفي الوقت الذي نشيد فيه بهذه الخطوة العملية المتمثلة بالاستعانة بالخبرات الحيوانية بعد فشل الخبرات الانسانية فاننا نتمنى لو ان هذه الطاقات والامكانات والكفاءات الامنية الكلابية الدقيقة النزيهة الحساسة تكون قادرة ليس على كشف المتفجرات حسب، وانما على كشف الملاكات الفاسدة التي تسرقنا وتنهشنا وتغتصب اموالنا وحقوقنا، وتبادر هذه الكلاب (النزيهـــــة الامينــــة) بنهشها كما نهشتنا.
 ولو تم تدريب فصائل معينة من هذه الكلاب على نهش الفاسدين ومن ثم نشرها امام بوابات البرلمانات والحكومات والوزارات ومعظم المرافق والمؤسسات الرسمية في جميع الدول، فان الامم المتحدة ربما ستحتفل بيوم رائع وعظيم ومميز، ذلك هو (اليـــــوم العالمــــي لنهــــش الفاســــدين والســــارقين والمفســــدين) بعدما أمست بعض الشعوب المغلوبة على امرها، تستغيث وهي تكاد تلفظ انفاسها الاخيرة من قسوة (نهـــــش) الفاسدين المسعورين المتمرسين والمحترفين لها.
 
 

179

مشاكســــة

مــن يســـرق رغيفــــا
ومـــن يســـرق وطنـــا
..........................
مال اللــــــه فــــرج
Malalah_faraj @yahoo.com

كانت قصة الحب العنيفة التي جمعت بين زميل وزميلة عزيزين كانا يعملان معنا في الدائرة نفسها، في تسعينيات القرن الماضي من القوة والعمق والعنف بمكان حتى أنها خلفت وراءها بمراحل كل اساطير العشق التي اذهلت الانسانية عبر التاريخ، بدءا من قيس وليلى مرورا بروميو وجوليت وانتهاء بعنتر وعبلة، وكانت مثار دهشة واعجاب ،بل وذهول الجميع، بحيث انها حولت زميلنا الى شاعر مرهف راح ينظم ارق قصائد الحب المشتعلة وجدا، بينما اصبحنا لانجد على شفتي زميلتنا التي كانت لحظتها (سعيدة الحظ) الا اسم خطيبها، وتحركاته ونوادره وحكاياته وغيرته وحبه ووفاءه واستعداده للموت من اجلها ، ولجلب عشرة اطباء متخصصين لها ان هي اصيبت بالزكام او نزلة برد، وكنا نتوقعها اسعد فتاة على وجه الارض قاطبة، من كثرة الوعود والعهود والتمنيات والاحلام التي قطعها لها والتي لاتفوقها عددا وسعة وعمقا الا وعود المرشحين للانتخابات البرلمانية في هذه الدولة او تلك، حتى ايقنا ان قصتهما سوف تدخل التاريخ ليس من اوسع ابوابه حسب وانما من جميع ابوابه التي لانعرف عددها، وفي اعماقنا كنا نحسدهما فعلا على ذلك التوافق الروحي الذي يكاد ان يكون من المستحيلات في زمن المصالح والماديات والانانيات.
بيد ان المفاجأة غير المتوقعة التي اذهلتنا جميعا وهزتنا من الاعماق، ان قصة الحب الاسطورية تلك وقبل ان يكملا العام الاول من زواجهما السعيد تحولت الى معارك ضارية وحولت معها مخدع الزوجية الى ساحة حرب فعلية، اشبه بالحرب الزوجية الثالثة، بسبب خلافات هامشية تحولت بفعل تدخلات الاهل الى معضلات حقيقية دفعتها مرغمة الى اللجوء لابغض الحلال بعد ان كانت تأتي الى الدوام حينا متورمة الوجه من قسوة الصفعات التي تلقتها من ذلك العاشق العنيف واخرى متورمة العينين من شدة مرارة الدمع الذي نزفته، وبعد ذلك الاحتراق ، كان لابد من الفراق.
 عادت الى ذاكرتي تلك القصة المأساة التي حولت مخدع الزوجية من واحة محبة وحنان ورومانسية الى ساحة عنف وحروب زوجية  ، وانا اطالع تقريرا لمديرية حماية الأسرة والطفل اكد وقوع 22 ألفا و442 حالة عنف ضد المرأة، منذ سنة 2010 وحتى تشرين الاول الماضي، اضافة لتسجيل عشرة آلاف و155 حالة اعتداء من الزوج على الزوجة خلال تلك المدة، مقابل ألف و527 حالة اعتداء من الزوجة على الزوج، اي ان المخادع الزوجية شهدت خلال تلك الفترة (11682) معركة حامية ربما استخدمت فيها مختلف الاسلحة البيضاء وقذائف الشتائم من مختلف الاعيرة والمديات الموجهة ليس للازواج والزوجات وحسب وانما للاهل والاقارب والاجداد ايضا واذا كانت الزوجة مشروع أم مستقبلية، ولان (الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق) فاننا بذلك نكون قد هدمنا عبر ذلك العنف الزوجي (11682) مدرسة اخلاقية وتربوية.
في خضم ذلك حاولت ان اتلمس كم مرة كذب اولئك الرجال والنساء على بعضهم خلال فترة الخطوبة، وخصوصا الرجال الذين وعدوا خطيباتهم بتوفير افضل اعشاش المحبة والرومانسية والامن والامان لهن وارفع مستوى من الحياة اليومية وكم قصيدة حب ورسالة عشق واغنية محبة اهدوها لخطيباتهم، وكم مرة ادعى هؤلاء الرجال لخطيباتهم بانهن مدارس الاجيال، وبانهن كنز المستقبل وبانهن خيمة الاسرة السعيدة وضمانتها وبانهن المربيات الفاضلات لابنائهم وبانهن مثار فخرهم امام الآخرين، وبان شعرة واحدة من رؤوسهن تساوي كنوز العالم كلها وبانهن وانهن وانهن، لكن ماان ضمهم عش الزوجية حتى تحولت حدائق المحبة الى صحراء قاحلة جفت فيها المشاعر وطارت من فوق اغصانها بلابل الحب والاحاسيس وتحولت اعشاش المحبة الى ساحة حروب ومواجهات ساخنة، ربما لاتفه الاسباب، فاين العهود؟ واين الوعود؟ واين الاحلام الرومانسية والوعود الوردية؟
في خضم هذه المفارقات الزوجية تحضر في الذاكرة الوعود والعهود والخطب والبيانات والتصريحات النارية من قبل المرشحين للانتخابات البرلمانية في الدول النائمة والنامية، حيث تكون فترة الاستعدادات للانتخابات اشبه بفترة الخطوبة يتسابق فيها المرشحون على تسويق افضل ما يمكنهم انتاجه من الوعود الوردية والاحلام الرومانسية للشعوب المسكينة والمستكينة بدءا من القضاء على الفقر والبطالة وهدم خط الفقر مثلما هدم الالمان جدار برلين وتوفير افضل الخدمات والتوزيع العادل للثروات واجتثاث الفساد والفاسدين والمفسدين ومحاسبة الفاشلين والمقصرين وبناء المساكن للمسحوقين وتوفير ليس رغيف الخبز وحسب وانما ( الكص والكباب والبرياني والباجة والبقلاوة والتوتي فروتي واصابع العروس) للجائعين، لكن ما ان تنتهي المعارك الانتخابية وتسقط من على لافتات الاعلانات الصور الفضائية للمرشحين بابتساماتهم الملائكية، حتى تتحول الساحات البرلمانية في مختلف الدول المتوسلة والمتسولة الى ساحات للمكاسب والامتيازات والمناصب والسفرات والايفادات للاشخاص وللكتل البرلمانية وتبقى حقوق الشعوب الاساسية مهملة منسية بانتظار دورة اخرى للانتخابات البرلمانية لتمسي مرة اخرى مادة دعائية تحيط بها الهدايا والمكارم (الانسانية) من المدافئ والبطانيات والمواد الغذائية تماما مثل فترات الخطوبة العادية التي غالبا ما تتحول من فترة للتعرف على طباع وخصال وعادات ومميزات شخصية الآخر الى واحدة من اخصب فترات الكذب والدجل والخداع التي تجر وراءها المصائب والخرائب وتشعل فتيل الازمات الاسرية والمعارك الزوجية.
 
واذا كانت التقارير الرسمية قد اكدت ان المعارك الزوجية قد ادت الى وقوع (11682) حالة عنف بين الرجال والنساء، منها (10155) حالة عنف رجالية ضد النساء، مقابل (1527) حالة عنف نسائية ضد الرجال، فان في العلاقة بين البرلمانيين المنتخبين الذين (يمثلون) شعوبهم (اصدق) تمثيل في الدول المتسولة والمتوسلة لايمكن بأي حال ان تقع اية حالة عنف من قبل الشعوب ضد ممثليها مهما استأسدوا عليها وسرقوا ثرواتها واهانوا كرامتها وبددوا اموالها، والا اتهم من يقوم بذلك بالخيانة العظمى وبالارهاب وبالعمالة للدول الاجنبية، فاذا سرق الجائع رغيف خبز في بعض الدول ربما يعدم، اما اذا سرق  مسؤول ما الوطن فانه ربما يكرم.   
 

180
 
مشاكســـــــة
وداعــــــــا ......
ايتهــــــا البائســــــــــــة
مال اللــــه فـــرج 
 Malalah_faraj@yahoo.com

ها انت تلملمين بقايا بضاعتك الكاسدة وتحزمين حقائبك استعدادا للرحيل بعد ان خيبت آمالنا وجرحت قلوبنا وطوحت باهالينا واحبائنا وطعنت احلامنا واغرقتنا بدموعنا ومآسينا ودمائنا وشردت اهلنا ووضعت وسط العاصفة وطننا وسرقت ابتساماتنا وجرعتنا مر دمعنا وجعلت نصف شعبنا لاجئا يحمل بقايا متاعه ونزف جراحاته وبكاء اطفاله يطرق ابواب هذه الدولة وتلك بحثا عن اللجوء بينما جعلت النصف الآخر لاجئا في بلده غريبا في وطنه يتخذ من الخيام سكنا ومن احسان المنظمات الدولية موردا لرغيف الخبز المعجون بالعار وبذل التسول والانتظار.
 ايه (2014)، ايتها السنة البائسة اليائسة العابسة المدلهمة المتجهمة، عندما طرقت ابوابنا وحططت على رصيف حياتنا، استقبلناك كأميرة واعماقنا تموج بالآمال الكبيرة، ولم نكن نتوقعك مثل الساحرة الشريرة، تزدحم حقائبك بالمآسي والنكبات والفواجع المريرة، فيا ليتك ما دخلت حياتنا وما سحقت بقسوتك قلوبنا وما شظيت آمالنا وما شردت اهلنا وما قطعت اوصال وطننا وما هويت بسكين غدرك على عنق مستقبلنا وما حفرت خنادق التصادم بيننا وما مزقت حضارتنا وما جعلت حثالة الاغراب القادمين من مزابل العهر والانحطاط والهمجية يستعبدون شعبنا ويهينون اهلنا ويشردون احباءنا ويدنسون مقدساتنا .
 فبماذا نصفك ايتها البائسة اليائسة العابسة؟ وقد كنت السنة الاصعب والاسوأ والاخطر على معظم العباد الذين جعلتهم ينزفون دما ويتشحون بالسواد و يتسولون المساعدات وبلدهم من اغنى البلاد؟
فروائح الخيانات والفساد والتردي العفنة التي أزكمت الانوف بالف اسلوب مستهجن غير مألوف، حولتنا بهمة بعض مسؤولينا (الغيارى) الى ضائعين مهمومين مشردين حيارى، وحولتنا الى اضحوكة الزمان والى مادة دسمة على بعض مكاتب منظمات الاغاثة وحقوق الانسان ومليونان منا مشردون بلا امل.. بلا غد.. بلا استقرار.. بلا امن.. ولا امان.
لقد اضعت ايتها السنة البائسة اليائسة العابسة ميزانية عام كامل كانت تساوي مجموع ميزانيات خمس دول، اختفت وطارت قبل ان تقر، بل وسجلت عجزا فاضحا قبل ان تقر، ليختفي ذلك المبلغ المهول بين طيات المجهول، اما فضيحة الفضائح التي اثارت الماسي والعويل والمناحة، فضيحة سقوط الموصل الحدباء بايدي الارهابيين الدمويين الخبثاء، تلك المأساة المضحكة المبكية فقد اثارت ولا تزال الف سؤال وسؤال و الكثير من التوقعات ومن التكهنات والاتهامات ومن الشجب والاستنكارات، عن دراما السقوط والى اين تتجه رؤوس الخيوط في هذه اللعبة المخزية التي اثارت دهشة واستغراب الاعداء والاصدقاء على حد سواء، وتوالت علامات الاستفهام حول من دفع ومن قبض ومن باع ومن اشترى ومن شارك بالمصيبة ومن اسهم في انتهاك وخيانة وسبي الموصل الحبيبة.
 فقد قادت تلك المأساة الدراماتيكية الى اسوأ المآسي والفواجع والكوارث الانسانية، مكونات اصيلة عريقة تهجر من وطنها وتستباح اموالها واعراضها، واطفال من احضان امهاتهم يخطفون ونساء فاضلات يسبين اصحاب البلاد يهجرون وحثالة المجرمين والقتلة الساقطون القادمين من باكستان والشيشان وافغانستان يأمرون وينهون ويسرقون وينهبون ويستبيحون ويقتلون ويدمرون ويهجرون، والعراقيون الاصلاء النبلاء بين شعاب التشرد والغربة ضائعون.
 ووفقا لمسؤول رفيع في وزارة الهجرة والمهجرين فان اعداد الاسر النازحة والمشمولة بمنحة المليون دينار فقط وصلت الى ( 221.635) عائلة نازحة موزعة على جميع محافظات العراق، واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان متوسط عدد افراد كل عائلة هو خمسة اشخاص فان معنى ذلك ان عدد المهجرين والنازحين يبلغ (1.108.175) مليونا ومائة وثمانية الاف ومائة وخمسة وسبعين عراقيا باتوا مهجرين في بلدهم يعيشون اوضاعا مزرية بدءا من السكن الحقير سواء في الخيام ام في هياكل العمارات غير المكتملة، مرورا بالمواد الغذائية الشحيحة وبعضها غير صالح للاستهلاك البشري وانتهاء بضياع مستقبل الطلبة والشباب وتعرض الجميع للامراض المعدية ووفاة الكثيرين من الاطفال الرضع وكبار السن، فضلا عن الآلاف من الشهداء وخصوصا في قاعدة سبايكر وسواها، بسبب فشل الحكومة السابقة واخطائها القاتلة، وفشل المعنيين في احالة الرؤوس الكبيرة المسؤولة مسؤولية مباشرة عن هذه المآسي والكوارث الى القضاء.
الى ذلك فقد ادى (تسونامي) الارهاب وايدلوجية القتل والتهجير القسري الى خسارة العراق لابرز كفاءاته حيث بلغ عدد ضحايا العنف من القتلى والجرحى خلال شهر واحد وفقا لبعثة الامم المتحدة (يونامي) ما مجموعه (3065) ضحية، مما دفع آلاف العوائل العراقية لطرق ابواب ممثليات الامم المتحدة والسفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية المختلفة سعيا وراء فرصة لجوء انسانية وبحثا عن ملاذ  آمن  تاركين وراءهم وطنهم وطن آبائهم واجدادهم وشواهد تاريخهم وحضارتهم ودورهم وكنائسهم واديرتهم ورموزهم الدينية وذكريات طفولتهم ولهوهم وشبابهم واقاصيص حبهم وعشقهم ورائحة الارض التي عشقوها، وقد ابكاني احدهم وهو يحمل معه في كيس متواضع قبضة من تراب الموصل وكانه يحمل كنزا لا يريد ان يفرط فيه، بل يشم رائحته بين حين وآخر.
لقد حول الارهاب الممنهج حياتنا الى محطة سفر ذات اتجاه واحد واصبحنا نودع يوميا بالاحزان والعبرات المريرة المزيد من الاهل والاصدقاء والاحبة الذين آثروا ان يرموا بانفسهم وسط اعصار الغربة المجهول بعيون دامعة وقلوب تنزف الما، وخلال شهر واحد فقدت من زملائي وزميلاتي خمسة من الاحبة، في حين اكد احد رجال الدين المسيحيين ان معدل المهاجرين الى خارج العراق يبلغ (70) شخصا شهريا يتوجهون الى دول الجوار ومن ثم الانطلاق الى حيث تقودهم الاقدار لينخرطوا وسط فيالق المهجرين والمشردين بعد ان كانوا مواطني واحدة من اعرق الدول واغناها، لكنها السياسة الفاسدة وايدلوجية مقايضة المصالح والمواقف هي التي قادت وستقود لمثل هذه المآسي والكوارث والنكبات.
الى ذلك ايتها السنة البائسة اليائسة العابسة، في خضم ايامك السود التي نأمل الا تعود، ازداد الفقراء فقرا والمسحوقون انسحاقا والمحتاجون حاجة، حيث ارتفعت نسبة الفقراء وفقا لاحصائيات رسمية من 19% الى 30% وتراجع الامن والامان واصبحت المليشيات سيدة المكان وامسى الفساد بحرا ابتلع حقوق وانسانية الانسان والحريات العامة اصبحت معضلة الزمان ومعظم حقوق الانسان وخصوصا في ثروته الوطنية في خبر كان.
وداعا (2014)، احملي حقائبك ايتها البائسة العابسة وارحلي، ودعينا نستقبل (2015) باحلى الامنيات واجمل التمنيات، فربما في هذه السنة تبتسم لنا ولو مرة واحدة هذه الحياة .
 
 

181

 
مشاكســـــة
المــــجد للاغنيـــــــــاء...
والمــــــوت للفقـــــــــراء
                              ..................................
مال اللـــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .................................................
على الرغم من تأكيد وتثبيت وتشديد كل الشواهد والممارسات اليومية في بلادنا وعبر مختلف القنوات (الديمقراطيـــــــة) على حقيقة الموت السريري لوعد وشعار (التوزيــــع العــــادل للثـــــروات) الذي لا يزال يرقد في غرفة الانعاش منذ سنوات، الا انني كنت دائما ازيح هذه التصورات السلبية جانبا واحاول خداع النفس بان مسؤولا معينا او كيانا معينا او تحالفا معينا او رئيسا معينا من الرئاسات الثلاث الذين تعاقبوا على تسنم مسؤولية البلاد منذ رحيل النظام الدكتاتوري المباد، يمكن ان ينتصر في اي لحظة لجهة مصالح العباد وان ينقذ هذا (الامـــــــل) رغم تعقيدات حالته الصحية الميؤوس منها ويخرجه من غرفة الانعاش الى العناية المركزة ويعيد تأهليله ليسير على قدميه بعد ان تحول جسده المسجى داخل غرفة العناية المركزة الى مادة دعائية في جميع الحملات الانتخابية من قبل مختلف القوى السياسية.
لكنني رغم ترقبي وتفاؤلي وايماني بان الحياة ستعود حتما لتدب ثانية في اوصال مشروع (التوزيــــع العـــــادل للثـــــروات) اضطررت مرغما الى الرضوخ للواقع المأساوي وارتداء الزي الاسود حدادا على وفاة ذلك الامل الجميل و(المـــــخدر) الجليل، وربما لن يتبقى الا الاعلان الرسمي عن الوفاة الجسدية بعد الوفاة السريرية ومنح محبيه وعشاقه من الفقراء والمعدمين ومن الجياع والمسحوقين ومن النازحين والمهجرين والمشردين، الشهادة الصحية التي تثبت وفاته الفعلية بوثيقة رسمية.
فقد توفي المرحوم اثر نوبة هوجاء من الالم والقلق والاعياء ادت لاصابته بجلطة مجنونة حمقاء بعد ان سمع بقرار وزارة الكهرباء.
 فقد تناقلت اجهزة الاعلام بفرح وغبطة وابتسام، ادعاءات ادارة احدى المحافظات الجنوبية حول استعداد وزارة الكهرباء (الوطنيـــــة)، لمد خط طوارئ للمحافظات يؤمن لها طاقة كهربائية مستمرة في هذه الاجواء الشتائية على مدى 24 ساعة، ويمكن لكافة المواطنين، الاغنياء منهم والمعدمين، المتمكنين والمسحوقين، التجار والمشردين، اصحاب القصور والمهجرين، المسؤولين والنازحين، المتخمين والجائعين، رؤساء الشركات والعاطلين، الفاسدين والمتعففين الاشتراك به مقابل تسعيرة خاصة.
وقال محافظ المحافظة المعنية، صاحب هذه الخطوة (الجماهيريـــة الذهبيـــة التاريخيــــة) لاجهزة الاعلام بالكمال والتمام، (مدعيـــــا) إن السيد الوزير الهمام، أبدى استعداد الوزارة لاسقاط حيرة المواطنين الحيارى ومد خط طوارئ للمحافظات، يؤمن طاقة مستمرة على مدار جميع الساعات الصباحية والمسائية والليلية وبما يمكنهم من استخدام الفيس بوك والالعاب الالكترونية، ويتيح للمواطنين الفقراء والمعدمين الاصليين والمهجرين الاشتراك فيه مقابل تسعيرة خاصة تختلف (بالطبـــــع) عن الخط العادي ذي الطبع السادي الذي يتلذذ بتعذيب المواطن العادي.
فرحت وعجبت واندهشت من (جـــــرأة وحكمــــة وشجاعــــة وموضوعيـــة وعدالـــــة) هذه الخطوة (الاشتراكيــــة) الذهبية التي جاءت لتزيل كل الفوارق والمميزات الاجتماعية وتنشر العدل والمساواة والاشتراكية كتجربة اولى في احدى المحافظات الجنوبية وربما يتم تعميمها على كل الشعوب والامم والبلاد في الكرة الارضية لتكون احدى ابرز التجارب (الاشتراكيـــــة الذهبيــــة) على مدى مسيرة الانسانية، حيث لافرق بين غني وفقير الا بالتيار الكهربائي، ولافرق بين الجياع والمتخمين الا بقدرتهم على التعامل مع هذا القرار (الوبائـــــي)، الذي لو تم تعميمه على كل وزارات الدولة ومؤسساتها ودوائرها فاننا سنقرأ سورة الفاتحة على ارواح كل الفقراء وهم احياء وسنشيع المعدمين قبل ان يدركهم ويطحن عظامهم الوباء.
ووفقا لعدالة ومنهجية وموضوعية واشتراكية وثورية ونبل وسمو هذا القرار الثوري العصري القهري، فان من حق المواطن الغني في هذه الاجواء الشتوية ان ينعم على مدار الساعة ليل نهار بالدفء والكهرباء، ومن حق الفقير ايضا مادام لا يملك تكاليف الكهرباء ان يموت كمدا وبردا وشقاء لانه لا يملك ثمن التسعيرة (الحكومية المنصفة) للتيار الكهربائي الفضائي ، ومن حق الاغنياء اشعال عشرة (ســــبالت) دفعة واحدة ليل نهار، ومن حق المعدمين ان يتركوا الموت يطرق ابوابهم ويختطف ابناءهم في اية لحظة جراء البرد القارس وهم يسلمون امرهم للواحد القهار... فاذا كان معظم المعدمين والفقراء لايملكون ثمن رغيف الخبز وابسط مستلزمات الغذاء والدواء، من أين سيأتون بأجور الكهرباء؟؟
اخيرا، فان هذا القرار الثوري اطلق رصاصة الرحمة على شعار (التوزيــــع العـــــادل للثــــروات)، ليحل محله شعار (التوزيــــع غيـــــر العــــادل للمآســــي والنكبـــــات)، و.... لقد دشن هذا القرار (الكهربائــــي الوبائــــي) بداية عصر مجيد عتيد مجيد فريد جديد عنوانه:
يعيـــــش الاغنيـــــاء المتمكنيــــن ..... والمـــــوت للفقراء المعدميـــــن.
 
 
 

182
 
مشاكســـــــة
...............

مــــــن يســــرق ... ومــــن يشـــــفق
..........................................
مال اللــــــــه فـــــرج
 malal ah_faraj @yahoo.com
                                             ...............................................

على الرغم من كون بلادنا من البلدان الفقيرة، حيث انها لا تمتلك نفطا كبقية الدول الغنية ولا معادن ولا انهارا ولا اراضي صالحة للزراعة ولا كفاءات علمية ولا جامعات او كليات او معاهد، الا انها استطاعت ان تنتزع لنفسها بهمة (بعــــض) المسؤولين (الغيــــــارى) موقعها المتفرد على خارطة التميز الانساني، وهي تمسك باهتمامات المجتمع الدولي كلما اصابتها كارثة او حلت بها مصيبة او مأساة او نكبة، وهي تمد ايديها متوسلة ومتسولة الدعم الخارجي (الـــذي هـــو مــن حقهـــا) نظرا لفقرها المدقع خصوصا وان بعض المسؤولين النزهاء فيها لا يمتلكون الا (عشــــرات المليــــارات) من الدولارات فقط، وهذا ما دفع دول الجوار للعطف على بلادنا (الفقيــــرة) ومد يد الاحسان لها، وهي التي سبق ان (نجحـــت) بجهود بعض مسؤوليها (الامنـــــاء) ان (تحتـــل) وفقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية التي تتخذ من برلين مقرا لها مكانا بين البلدان الاربعة الاكثر فسادا في العالم الى جانب كل من الصومال والسودان وليبيا خلال العام الحالي، على الرغم من ان ميزانيتنا السنوية التي اختفت بمنتهى (الشفافيـــــة) حتى قبل ان يتم اقرارها وكانت (رحمهـــا اللـــــه) تتجاوز مجموع ميزانيات خمس دول مجتمعة من دول المنطقة، مما دعا دول الجوار الى منحنا (صدقـــة) بلغت (850) مليون دولار لاغاثة النازحين والمهجرين الذين يعيشون اسوأ الظروف واقساها في بلادنا (الفقيــــرة) التي هربت معظم مبالغ ميزانيتها الى جهة مجهولة اسوة بالجثث المجهولة التي يتم (القبــــض) عليها بمنتهى البطولة يوميا، بينما( يفلــــح) القتلة الخائبون (دائمـــا) في الفرار الى جهة مجهولة.
وعلى الرغم من حالة الحزن والاحتقان النفسي التي تنتابني وانا احس بشلال عنيف من الوجع يتدفق في اعماقي كلما مررت باماكن ومحلات سكن النازحين والمهجرين قسرا من مدنهم وقراهم ومنازلهم على ايدي عصابات داعش الارهابية وانا افكر متألما بشكل خاص بالاوضاع النفسية والجسدية لاطفال اهلنا النازحين الذين سيحملون افظع الذكريات واقساها عن طفولتهم المجروحة في وطن عجز عن حمايتهم، وجعل من الخيام والكرفانات وهياكل العمارات وطنا لهم وهم احفاد الحضارات العظمى والتاريخ والعلوم والفنون والاخلاق والقيم والمبادئ والمعارف المشهود لها جميعاً بالاصالة والسمو فامسوا غرباء في وطنهم ومشردين في بلادهم، الا انني امتلأت املا وثقة وعنفوانا وفخرا وانا اطالع تفاصيل مبادرة فريدة مجيدة لانسان صيني فجرت قنبلة من اعنف المشاعر الانسانية قل نظيرها، ذلك هو (شيونغ شيهوا).
و(شيونغ شيهوا) مليونير بسيط في الرابعة والخمسين من عمره، ولد في قرية( شيونغ كينغ)، التابعة لمدينة (شينيو) جنوبي الصين، وكان وعائلته نظرا لفقرهم المدقع يتلقون الدعم والمساعدة من أهالي القرية، واستطاع ان يجعل من فقره المدقع دافعا غير عادي للنجاح، وبعد أن تمكن (شيونغ) من جمع الملايين من خلال عمله في صناعة الصلب، قرر أن يسدد الدين (الانســـاني) لأهالي قريته الذين وقفوا الى جانبه والى جانب عائلته في فقرهم، من خلال إعادة بناء مساكن حديثة على نفقته وتوزيعها عليهم مجانا.
وبادر فعليا قبل خمس سنوات، إزالة جميع الأكواخ والمنازل الطينية في القرية، وقام بنقل سكانها إلى منازل مؤقتة، قبل أن يعيد بناء المنازل الجديدة لهم على الطراز الحديث، لتعود(72) عائلة إلى قريتها وليتمتعوا بنمط فريد من الحياة الفاخرة في منازلهم الجديدة، (تماما كما فعل بعض المسؤولين عن خدمات النازحين والمهجرين لدينا).
الى جانب ذلك، فقد تلقت 18 عائلة كانت الأكثر عونا ومساعدة لعائلة شيونغ في طفولته معاملة خاصة، اذ منح كلا منها فيلا خاصة بها مجانا ايضا في المشروع الذي وصلت تكاليفه إلى حوالي 7 ملايين دولار.
وبعد انتقال جميع العائلات إلى منازلها الجديدة، وعد شيونغ بتقديم ثلاث وجبات طعام يوميا لكبار السن ومحدودي الدخل على نفقته الخاصة.
وأكد شيونغ أنه يحب أن يسدد ديونه بشكل كامل ودائم، لذلك حرص على أن يرد الجميل للأشخاص الذين ساعدوه وساعدوا أسرته عندما كان طفلا صغيرا وفقيرا.
امتلأت املا بالمستقبل، فربما يبادر بعض المسؤولين (الفاسدين) لدينا بالذهاب الى قرية (شيونغ كينغ) ليتعلموا من (شيهوا) طرق واساليب الوفاء لابناء وطنهم، وكيف يردون دين المليارات التي حصلوا عليها من هذا الوطن ومن هذا الشعب اليه، لكنني اخشى ان تتغلب (خبراتهم الفسادية) على قيم (شيهوا) الانسانية، فيتعلم هو منهم ابجدية الفساد وسرقة البلاد والعباد، وعندها سيضيع الخيط والعصفور ولن يفيد الندم لقرون او عصور.
اخيــــرا... شــــتان مـــا بيــــن مــــن يســـرق و بيـــن مــن يشــــفق.
 
 

183

مشاكســـــة
جامعــــة لتخريـــج
وكــــلاء الــــــوزارات

............................
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

بعد ان دخلنا موسوعة غينيس للارقام القياسية في مجالات عديدة وفريدة، فقد كنا الدولة الاولى التي تترجم المشاعر الانسانية النبيلة بابهى صورها ونحن نشرد مواطنينا الاصلاء من خلال ما اقدمت عليه عصابات داعش الارهابية من تهجير سكان الموصل الاصليين وبقية المدن العراقية التي سيطرت عليها لتستقدم حثالة القتلة والمجرمين والساقطين القادمين من قمامة التاريخ لتسكنهم فيها، والبعض لا يزال يتفرج على هذه المبادرة (الانســـــانية).
وكنا من اوليات الدول التي دخلت هذه الموسوعة الدولية ايضا كوننا الاكثر فسادا من خلال النهب المنظم والمتواصل للمال العام بطرق واساليب لا تخطر على بال الآخرين، وآخر (اوســــمة وانجـــازات ومآثــر ومفاخــر) الفساد التي كشف عنها دولة رئيس الوزراء الدكتور العبادي كانت اكتشافه لخمسين الف اسم وهمي في اربع فرق عسكرية، وما خفي كان اعظم.
كما سبق ان انتزعنا موقعنا المشرف في هذه الموسوعة ايضا من خلال نجاح مسؤولينا المعنيين بجعل بغداد وفقا لتقييمات المنظمات الدولية واحدة من (اقــــــذر) العواصم، وعذرا بغداد والف عذر لهذه المنزلة بعد ان كنت على شفتي فيروز (ذهــب الزمـــان وضوعــــه العطــــر).
كما اضفنا (مأثـــــرة) اخرى جليلة الى مآثرنا الحضارية السابقة ممثلة بانتشار الميليشيات في الشوارع بسياراتهم المظللة ذات الدفع الرباعي وخجل بعض الاجهزة الامنية من محاسبتهم او التعرف على وجهاتهم و(انتصاراتهــــم) تزامنا مع عودة اعمال الخطف والقتل وظاهرة (الجثـــث مجهولـــــة الهويـــــة ) التي تمتاز بها بغداد عن كل العواصم الاخرى.
اما عمليات السلب والنهب المنظمة من خلال شرعنة العقود والصفقات وخصوصا ما يتعلق منها بخيم المهجرين والنازحين وقوتهم اليومي ومخصصاتهم المتواضعة فتتم بمنتهى الشفافية والانسانية والقيم النبيلة، فلا بأس ان يختطف الموت المئات من اطفال النازحين من اجل ان تمتلئ بالمال الحرام جيوب عشرات الفاسدين.
اما آخر انجازاتنا الثورية الفريدة التي ستهز الرأي العام العالمي بثوريتها وخصوصيتها وبجدواها الاقتصادية، فتتمثل بالانجاز المتفرد لحكومتنا الرشيدة في منح الدرجات الوظيفية العليا (للفقـــــراء والمســـحوقين والمعدميــــن) بعيدا عن الوساطات وعن المحسوبية والمنسوبية ومن اجل رفع مستوياتهم المعاشية، وبهذا الخصوص كشف احد اعضاء اللجنة النيابية المالية عن وجود (716) موظفا بدرجة وكيل وزير و(4535 ) بدرجة مدير عام، ولنا ان نتصور مقدار رواتب ومخصصات ومبالغ الحمايات والنثريات والايفادات والسيارات والمحروقات التي تتحملها الميزانية العامة لهذا (الفيلـــــق) من الكفاءات الوطنية المتفردة والنادرة بخبراتها العلمية اذ استطاع العراق بفضل عطائهم وعطاء الآخرين من القضاء على العنف والارهاب والجريمة المنظمة والفساد والبطالة والمحسوبية وسرقة المال العام وهدم خط الفقر وتوفير الحد الاعلى من الاستقرار والامان خصوصا لملايين النازحين والمهجرين الذين ملوا من السكن في قصورهم وفيلاتهم الخرافية وآثرو السكن في الخيام وفي هياكل البنايات غير المكتملة وفي الحدائق وعلى الارصفة من اجل ان يشاركوا جياع العالم ومشرديه احاسيسهم ومشاعرهم!     
 ان وجود (716) موظفا بدرجة وكيل وزير يعني بالمحصلة اننا اذا امتلكنا عشرين وزارة على سبيل المثال، فان حصة الوزير الواحد من الوكلاء ستكون (36) وكيلا وهذه سابقة اقتصادية لم تشهد البشرية مثلها عبر التاريخ، وبامكاننا ان نتخيل ان وزارة ، اية وزارة تمتلك (36) وكيلا للوزير ماذا بامكانها ان تفعل ببرامج عملها وماذا ستنتج من مهامها الا اذا كان بعض هؤلاء الوكلاء وكلاء شرف يتسلمون رواتبهم وهم يغطون في نومهم العميق او وهم يروحوا عن انفسهم من عناء العمل في كان او في جبال الالب ولا اعتقد ان كفاءتهم الوطنية تسمح لهم بذلك .
ان هذا الانجاز الثوري التاريخي الكبير والخطير والمثير يحقق لنا هدفين تاريخيين مهمين:
الاول، ان ندخل موسوعة غينيس للارقام القياسية كأول دولة في التاريخ تمتلك هذا العدد الكبير من المؤهلين الكفوئين لقيادة الوزارات المختلفة وتقديم الاستشارات للوزير المعني
والانجاز الآخر امكانية استغلال هذا الكم الكبير من وكلاء الوزارات في اقامة جامعة عالمية لتخريج وكلاء الوزارات ورفد كل الدول الاوربية (بخبرتنــــــا) في هذا الميدان الحيوي.
بيد ان الاهم من هذا وذاك امكانية التوسع الفضائي بهذه التجربة الفريدة العتيدة المجيدة الجديدة وتعيين مليون وكيل لكل وزارة وبذلك نقضي على البطالة والفساد ونحن نوظف عشرين مليونا لاعادة بناء البلاد وبذلك نفقأ عيون كل الحاقدين والحاسدين بانجازنا المبين.
 

184
   
مشاكســــــــــــة
ملابـــــس الامبراطــــــــــور 
     
مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

في زمن غابت عنه القيم وتراجعت فيه الاخلاق واخفت الفضيلة وجهها براحتيها خجلا , وشنقت فيه المبادئ نفسها بحبال الانانية واحنت النزاهة راسها امام اعاصير الفساد التي عصفت بمختلف البلاد ، واكتسحت المدن الفاضحة التي بناها بعض المسؤولين في مخيلاتهم وحولوها الى واقع بممارساتهم  كل اثر لخيالات واوهام واحلام افلاطون حول المدينة الفاضلة ، واختلط  الحابل بالنابل والاخضر بالاصفر واليابس بالعابس ، وامست فيه اطنان التصريحات الكاذبة ربما عشرة اضعاف الكلاب السائبة في ازقة الدول المنهوبة والمسلوبة والجائعة والخانعة،امست وعود وخطب وشعارات المسؤولين الكبار التي تبدو في ظاهرها حادة قاطعة كالسيف البتار ،اما في حقيقتها فلا تعدو كونها وريقات صفراء تلتهمها النيران ، لتمسي بالمحصلة ، اشبه  بفضيحة ( ملابـــس الامبراطـــــور) الدكتاتور التي لا تستر العورات ، ولا تخفي التضاريس ولا المرتفعات والمنحنيات.
ولمن لا يعرف حكاية ، او فضيحة (ملابس الامبراطور) التي اضحكت وابكت وادهشت الناس عبر العصور والتي كانت احدى حكايات منهاج القراءة العربية في المرحلة الابتدائية ، تقول ، ان امبراطورا دكتاتورا في سالف العصر والاوان وضع اشهر خياط في مدينته امام اصعب امتحان ، والقاه بين خيارين مثل المطرقة والسندان ، فاما ان يخيط له ملابسا لم يسبق وان ارتدى مثلها انسان في غرابتها وخصوصيتها وجمالها وتفردها في ذلك الزمان ، والا فان السيف سيجعل راسه في خبر كان.
واذ انتهت المدة التي حددها ذلك الامبراطور العجيب الغريب والدكتاتور للخياط المسكين دون ان يتمكن بالطبع انجاز طلب الامبراطور ، فقد استعان بخياله الخصب ليخدع الامبراطور بالعجب العجاب ، لعل الحيلة والخيال الكذاب ، يفتحان له للنجاة باب.
عندما حضر ذلك الامبراطور في الزمان والمكان ، وسال خياطه عن الملابس الفريدة الجديدة ، راح الخياط يمثل امامه بكل ثقة واهتمام واطمئنان وهو يمسك بين يديه الهواء موهما اياه بانه يمسك الجلباب ، وعندما اعترض الامبراطور بانه لايرى شيئا ادعى له بان الملابس مصنوعة من خيوط الضوء ولا احد يستطيع مشاهدتها الا اذا لبسها الامبرطور حيث تنعكس اشعتها على جسده فيرى الاخرون ما لا يراه من الضوء المكنون.
وهكذا انطلت كذبة ذلك الخياط الذكي على ذلك الامبراطور الغبي  الذي امر بتحديد يوم خاص يعلن فيه للعام والخاص بانه سيكون مخصصا للمناسبة الفريدة وهي مشاهدة الامبراطور بملابسه الجديدة التي فاقت كل الملابس والازياء الامبراطورية والملكية منذ ان وجدت البشرية بخيوطها الضوئية.
في اليوم المذكور حيث غصت الطرقات والساحات والازقة بالحضور وتسابق الجميع لمشاهدة ملابس الامبراطور الجديدة بخيوطها واقمشتها الفريدة ، نزع الامبراطور بالطبع كل ثيابه التقليدية واسلم نفسه بيدي خياطه الاسطوري ليلبسه بنفسه ملابسه الضوئية التي لم تكن الا ضربا من الخيال ربما لم تمر من قبل بفكر او تصور اغبى الاطفال .
ومن ثم خرج ذلك الامبراطور الدكتاتور مختالا بملابسه الجديدة دون ان يحس بفضيحته العتيدة وهو يقف عاريا امام جماهيره المحتشدة وهي تحني رؤوسها اجلالا واحتراما للاطلالة الامبراطورية البهية والجميع يبدون باعلى درجات النفاق دهشتهم واعجابهم واشادتهم بتلك الملابس (الضوئيـــــــة) التي كانت اشبه وفق تحليلاتهم بالمعجزة البشرية.
لكن على حين غرة انطلقت ضحكة طفولية مثل عاصفة هوجاء لتمزق كل الدجل والرياء ، واذ التفت الامبراطور والحاضرون الى مصدر تلك الضحكة المجلجلة التي عكرت صفو وفرح وبهجة وهيبة الذات الامبراطورية ، وانتظروا حتى هدأت عاصفة الضحك الطفولية ، وسالوا ذلك الطفل البرئ عن اي شيئ تضحك ؟ اجاب على الامبراطور ، عندها اقترب الامبراطور منه وساله (ولماذا تضحك علي ؟؟؟) اجابه الطفل (لانك عار  ولا ترتدي اية ملابس) عندها فطن الامبراطور لتلك الخديعة وعلينا تخيل نوع وحجم وشكل العقوبة المريعة التي نزلت بذلك الخياط سيئ الحظ جراء فعلته الشنيعة .
تذكرت هذه الحكاية , وانا استعيد الكم الهائل من تصريحات ووعود وخطب مختلف المسؤولين في هذه الدولة وتلك التي لا تتحقق ابدا بالاخص ما يتعلق منها بالنزاهة والوطنية والمصلحة العامة والمساواة والحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد والتوزيع العادل للثروات والاستقلالية الوطنية واحترام الارادات الجماهيرية .
تلك الخطب والوعود والبيانات والتصريحات الكاذبة المخادعة التي يدبجها لهم مستشارون وخبراء واعلاميون ، باساليب اشبه باسلوب خياط الامبراطور ، وبذلك يجعلونهم من حيث يدرون او لا يدرون يقفون عراة امام شعوبهم الا من اكاذيبهم ومباذلهم وفسادهم وفشلهم .
فما اكثر الاباطرة في هذا الزمان ، وما اكثر الفضائح التي باتت تزكم الانوف بأقذر الروائح. 


   

185
 

تحـــت مـــــوس الحـــــــلاق
حجي راضي يحاول ذبح القاضي .. وعما نوئيل رسام يهرب الى كندا

.......................................................................




مال اللــــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
                                               .....................................

في الوقت الذي تختزن فيه الذاكرة الفنية العراقية الكثير الاسماء اللامعة
ومن الاعمال الدرامية والكوميدية المميزة التي طبعت بصماتها على صفحات التاريخ الفني وحفرت حضورها وتأثيرها العميق في اهتمامات المتلقي ، يبرز واحد من المسلسلات الذي نجح  في الجمع بين الدراما والكوميديا والنقد الاجتماعي محققا اوسع مساحة من المشاهدة الجماهيرية ، ذلك هو مسلسل (تحت موس الحلاق ).
 فقد جمع ذلك المسلسل بين قمتين فنيتين مميزتين هما الفنان سليم البصري مؤلفا ومجسدا لدور البطولة ، وعمانوئيل رسام مخرجا وقائدا لذلك العمل الى جانب قمم اخرى واسماء وكفاءات فنية لامعة 
ان استعادة ذكريات هذا المسلسل الناجح ترتبط بمبادرة رابطة الفنانين والادباء العراقيين في كندا بتنظيم أمسية ثقافية تستضيف فيها الفنان المبدع والمخرج التلفزيوني العراقي الكبيرعمانوئيل رسام .. والذي عرفه الجمهور بأسم (ع.ن.ر) بعد ان قدم الكثير من روائع الدراما العراقية . وذلك في تمام الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الاحد المصادف   30/11/2014 حيث سيحاوره الكاتب والشاعر كريم شعلان
وحيث اقترنت اسماء مختلف الفنانين والشعراء والادباء والمخرجين والكتاب على مر التاريخ باعمال بعينها دون غيرها  اذ اعتبرها  المتلقي الاكثر ابداعا والاشد تميزا والاعمق تاثيرا ، كاقتران اسم الفيلسوف اليوناني افلاطون بالمدينة الفاضلة واسم الكاتب الروسي ليو تولستوي برواية الحرب والسلام وفكتور هيجو بالبؤساء ،وشكسبير بروميو وجوليت ، وجبران خليل جبران بالاجنحة المتكسرة والمنفلوطي بالنظرات ، وفرانسوا ساغان بروايتها مرحبا ايها الحزن ، وتينسي وليامز بمسرحية قطة فوق صفيح ساخن ، هكذا اقترنت اسماء المخرج الفنان عمانوئيل رسام والفنانون سليم البصري وحمودي الحارثي وراسم الجميلي باسم مسلسلهم التلفزيوني الخالد (تحت موس الحلاق) الذي كان يجعل شوارع بغداد شبه خالية اثناء عرضه ، فالكل كان يحرص على العودة لدورهم ليتابعوا عبر حلقات ذلك المسلسل دائم الخضرة مقالب عبوسي مع حجي راضي وبقية كادر المسلسل الذي ما يزال يحظى بمساحة مشاهدة واسعة متى ما اعيد عرضه.
 ولعل ما ميز ذلك المسلسل الذي انتزع بجدارة اهتمامات الجمهور واعجابه , تفاعل قمتين فنيتين مبدعتين هما المخرج والمؤلف الذي جسد دور البطولة بتالق منقطع النظير واستطاع ان يمسك بلهفتنا ومتابعتنا وخوفنا بالاخص عندما كان يمثل دور الحلاق الثمل وهو يمرر شفرته الحادة على عنق زبونه سيئ الحظ سمير القاضي ليجعلنا نحبس انفاسنا وهو يضع القاضي بين الموت والحياة ’ فضلا عن الدور المحوري الرئيسي لقائد العمل المخرج الفنان عما نوئيل رسام الذي استطاع ان يقود بكفاءة فريقا من المحترفين الذين يصعب توجيههم كونهم يعتقدون ان كفاءاتهم فوق النقد والتوجيه ، لكن حضور روحية العمل الجماعي بتفاعل الجميع ذللت تلك الصعاب واسهمت بتقديم عمل ناجح.
من جهة اخرى فان الرؤية الواقعية للمخرج رسام وتعامله المهني باحتراف فني رفيع مع تفاصيل المسلسل وجزيئياته بعد ان عاش كما يبدو تفاصيل بيئته الشعبية المسحوقة وتلمسه لحاجاتها اليومية ولطبيعة معاناتها وعلاقاتها الاجتماعية ببساطتها وصدقها وامتداداتها ساهم في نجاحه بالغوص في اعماق شخوصه واخراج افضل ما لديهم من مواهب وقابليات وكانت الصورة الفنية عبر تسلسل اللقطات وتنوع المشاهد تكاد ان توهمنا بان ما نشاهده من حرارة العلاقات الاجتماعية وسلاسة الحوار وردود الافعال شبه العفوية لم تكن مرسومة على الورق بقدر ما كانت افرازات مخيلة اخراجية مرهفة قادرة على ان تمسك بنا لتوهمنا باننا نعيش داخل بيئة المسلسل فعلا ونرافق شخوصه في منحنيات تلك الحارات الغدادية العتيقة الفقيرة فنتألم لالمهم ونضحك معهم ونتفاجأ بمقالبهم ونتلمس مفاجاتهم وتلك احدى ميزات الخطة الاخراجية والمخيلة الفنية لعمانوئيل رسام ، الذي نجح وفريق عمله بتقديم دراما ساخرة تنقل بشفافية نقدا لبيئة معدمة عبر تفاصيل يومية  تجسد الواقع بصور حياتية حية بعيدا عن الشعارات واللغة الخطابية الممجوجة .
هنا لايفوتني ان اقف ازاء احدى عجائب المسلسل وغرائبه ،نقلها لي   الزميل الصحفي عبد الرحمن الباشا موضحا بانه استمع يوما الى حوار تلفازي اجرته احدى الفضائيات  مع المخرج عما نوئيل رسام اوضح فيه ان الممثل الكبير سليم البصري كان المفروض خلال تاديته لمشهد قيامه بحلاقة زبونه سمير القاضي ان يشرب قنينة ماء على انها قنينة عرق ليبرر حركاته الثملة ، وكان المشهد يقدم على الهواء مباشرة ، لكن الذي حصل ان الممثل صادق الاطرقجي وضع امام البصري قنينة عرق حقيقية وما كان من (حجي راضي ) الا ان يتناول العرق بحسن نية وان يمثل دور السكران وهو ثمل فعلا ويضع بيد مرتجفة شفرة الحلاقة الحادة على حنجرة سمير القاضي الذي اخذ يصرخ مرعوبا بين يديه ( حجي دخيلك حجي .. حجي اللوزة حجي) دون ان يعلم ربما ان البصري كان ثملا فعلا وان المخرج رسام كان في تلك اللحظات المشحونة بالترقب قد وضع يده على قلبه بانتظار ان ينتهي ذلك المشهد الخطير بسلام.       
اما السيرة الذاتية لقائد العمل الفنان عمانوئيل رسام فتشير الى انه كان قد ولد في مدينة  ام الربيعين في/7 تموز /1940 ، وسط عائلة روحية كان من بين افرادها الاب والمربي الفاضل الخوري افرام رسام رحمه الله الذي نحمل اروع الذكريات عنه فقد درسنا مادة الدين في مدرسة المنذرية الابتدائية الملاصقة لكنيسة مار ايشعيا ولم ننج من صفعاته وتوبيخه وارشاداته التربوية والروحية ،والتحق بمعهد الفنون الجميلة عام 1957،وعند تخرجه في 1961، صدر قرار بتعيينه معلماً في الموصل، لكنه رفض الوظيفة رغبةً منه للعمل في المجال الفني.
ولتحقيق حلمه ذاك التحقَ رسام باكاديمية الفنون الجميلة و تخرج منها عام 1964، و فور تخرجه تم استدعائه للخدمة العسكرية الالزامية كضابط احتياط برتبة ملازم ثاني، و قضى خدمته العسكرية في اذاعة القوات المسلحة (التوجيه المعنوي)، و تسرح من الخدمة عام 1966 .
 اخرج الفنان عما نوئيل رسام الكثير من الاعمال الفنية منها ، مسلسل (تحت موس الحلاق )  ، الذي ضم كل من الممثلين : سليم البصري ،حمودي الحارثي، راسم الجميلي، سهام السبتي، خليل الرفاعي سمير القاضي ،قاسم صبحي، عبد الجبار عباس وغيرهم  . ومسلسل (حكايات الايام العصيبة) بطولة: خليل شوقي، طعمة التميمي، فوزية عارف، جواد الشكرجي، مقداد عبد الرضا، حسن هادي. ومسلسل (فتاة في العشرين) 1979، تأليف: صباح عطوان ، تمثيل سامي عبد الحميد، سهام السبتي، عواطف السلمان، سمير القاضي، عبد الواحد طه، سعدية الزيدي. كما اشترك في بطولة فيلم (اوراق الخريف)امام الفنان الراحل سليم البصري ، واخرجه : حكمت لبيب . ومن التمثيليات التي اخرجها : (البوم الذكريات) التي قام ببطولتها و كان مايزال طالباً في المعهد، و هي تدور حول حياته الشخصية.و تمثيلية (ليطة)بطولة :يوسف العاني.وتمثيلية (لو) و التي لم تعرض لأسباب سياسية.
ومن المناصب التي شغلها عما نوئيل رسام ترؤسه لقسم الدراما في  التلفزيون 1979. كما انه احد مؤسسي شركة بابل للانتاج السينمائي والتلفزيوني ، وكذلك شركة عشتار ، وبعدها هاجر الى كندا وهو يعيش حاليا هناك .
   وبالتأكيد ان النجاحات الكبيرة التي حصدها بامتياز مسلسل (تحت موس الخلاق) على مختلف الصعد الفنية منها والنقدية ومساحة المشاهدة الكبيرة لم تكن لتتحقق لولا وجود العناصر الاساسية الثلاثة لكل عمل فني وهي نص جيد وممثلون محترفون ومخرج فنان مرهف الاحساس ملم بجزيئيات العمل وقادر على تجسيد تفاصيله سواء باختيار زوايا الكاميرات ومواقع التصوير او بتحديد حركات الممثلين واداءهم وبيئة العمل والربط الموضوعي بين كل هذه العناصر ليستطيع عبر عمل فني متقن ان يمسك بقوة وثقة باهتمامات المشاهدين  وان يضعهم وسط بيئة العمل ليتفاعلوا معه وكانهم شهودا على تفاصيله ، وهذا ما استطاع ان يحققه بجدارة ونجاح وبامتياز الفنان الكبير عما نوئيل رسام ، فرغم تراكمات السنوات وافرازات تحولاتها فاننا كلما شاهدنا مقاطعا من مسلسل تحت موس الحلاق نحس بان الزمن قد توقف وان عقارب الساعة قد عادت بنا الى الوراء واننا نعيش زمن وبيئة عبوسي وحجي راضي وبقية الكادر التمثيلي ، وتلك احدى دلالات الاعمال الفنية الحية التي لاتموت مهما تعاقبت السنوات على انتاجها.   
تحية للفنان المبدع عمانوئيل رسام ولجميع كادر العمل، وتمنياتنا له بالصحة والسلامة والعمر المديد ، وللجمهور الذي سيكون له فرصة المشاركة بالحوار معه استمتاعا حقيقيا بذكريات فنية معطرة بافرازات حقب تاريخية مهمة من تاريخ العراق فلدى الفنان الكبير رسام الشيئ الكثير الذي لم يقله بعد وربما سيسمعه الجمهور منه لاول مرة .
 مال اللـــه فرج

 

186
مشاكســـة    
ماســـح الاحذيـــة رئيســــا
مال اللـــه فــرج
 Malalah_faraj@ yahoo.com
   
هربا من الصداع الحاد وارتفاع ضغط الدم والانفعالات الاخرى العنيفة التي تسببها لي نشرات الاخبار (الســعيدة) عبر فضائياتنا المجيدة، وهي ما تفتأ على مدار الساعة تنهي خبرا مأساويا حتى تنقل تفاصيل كارثة اخرى وتصول وتجول بين المفخخات والانهيارات والاختطافات والتهجيرات والفساد والسرقات وهيمنة الميليشيات وتهريب المليارات والبطالة وغياب الخدمات وجرائم الذبح والسبي والسلب والنهب من قبل عصابات داعش وبيع النساء والفتيات، حتى باتت نشرات الاخبار، مع الاعتذار للمذيعين والمذيعات ولمسؤولي هذه النشرات من المعدين والمشرفين والمعدات والمشرفات في مختلف الفضائيات، حيث لا دخل لهم بهذه الكوارث والنائبات، اشبه بنشرات المآتم والكوارث والعزاء وعدساتهم تستعرض الجثث والدماء واشلاء الضحايا الابرياء. تشاغلت عن الاستماع لاحدى نشرات العزاء بالغرق في تصفح المواقع الالكترونية ذات مساء ، هربا من ماسينا الوطنية، لاتوقف صدفة وبمنتهى حسن النية ازاء واحدة من اروع التجارب الانسانية التي جعلت من ماسح احذية رئيسا قلب موازين الحكم راسا على عقب واخرج، بلاده بعيدا عن النظريات والستراتيجيات والفساد والصفقات المشبوهة والعمولات، من ضائقتها المالية ليضعها على طريق الرفاهية، وليترك كرسي الحكم رغم تشبث الشعب به وتوسلاته إليه بالبقاء وفي خزانة بلاده فائضا ماليا قدره (200) مليار دولار، في الوقت الذي تحولت فيه بعض الدول الغنية ومنها دول نفطية، الى دول (لفطيـــة) اتى حكامها بشراهتهم (الوطنيــــة) على الاخضر واليابس بستراتيجياتهم (العبقريـــة) التي لا تعرف للاموال والواردات والميزانيات والتخصيصات الا طريقا واحدا لاطريقا سواه يصل بين الخزائن الحكومية ليصب في حساباتهم الشخصية، ولو قدم بعض السياسيين والوزراء والبرلمانيين ورؤساء الحكومات ورؤساء الدول والمستشارين كشفا حقيقيا الى برلماناتهم وشعوبهم حول اموالهم وشركاتهم وعقاراتهم وارصدتهم التي جنوها (بالطـــرق الشرعيــــة) بعد ان (شـــرعنوا) مختلف اساليب الفساد، لاهتزت، ربما، بناية الامم المتحدة في نيويورك جراء الصدمة ولانهارت كانهيار برجي التجارة العالمية في واشنطن.
اما ذلك الرئيس الذي رفعته انسانيته وحرصه ووعيه ونزاهته من ادنى مستويات العمل المهني لتضعه بجدارة على مقعد رئاسة البلاد، فهو الرئيس البرازيلي (لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ) الذي ولد في تشرين الاول عام 1945 وسط عائلة معدمة بمعنى الكلمة، وكانت طفولته قاسية، فقد كان طفلا لأسرة مكونة من 7 أولاد وبنات، سافر أبوه مع ابنة عمه بعد أسبوعين فقط من مولده للبحث عن عمل في سان باولو ثم انقطعت أخباره لتكتشف زوجته أن زوجها تزوج من ابنة عمه بعد أن عاشا قصة حب سرية. ولذلك اضطرت أن تسكن في غرفة واحدة في منطقة فقيرة
بدأ لولا دا سيلفا مشواره التعليمي في سن مبكر، ولكنه توقف عن التحصيل الدراسي في سن العاشرة عندما كان في السنة الخامسة من الدراسة الابتدائية بسبب الفقر الشديد والظروف الصعبة التي كانت تمر بها العائلة.
وقد اضطرته ظروفه الصعبة تلك للعمل كماسح للأحذية لفترة طويلة في الشوارع وكصبي في محطة وقود، ثم حرفيا في ورشة، وبعد ذلك ميكانيكيا لإصلاح السيارات، وبائع خضروات لكن كل تلك الظروف جعلت منه رجلًا قويًا. وانتهى به الحال كمتخصص في التعدين بعد التحاقه بمعمل (فيس ماترا) حيث نجح في الحصول على دورة تدريبية لمدة 3 سنوات من هناك ثم انتمى لنقابة عمال الحديد واصبح رئيسا لها وواصل مشواره حتى انتخب رئيسا للبلاد. ..
حظي الرئيس لولا دا سيلفا بشعبية كبيرة في وخاصة لدى الطبقة الفقيرة وأطلقوا عليه لقب (بطـــل الفقــــراء) نظرًا لعمله البطولي من أجل فقراء البلاد حيث استطاع اقناع العديد من رجال الاعمال والطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء. كما قام بوضع العديد من البرامج الإجتماعية التي أسهمت إلى حد كبير في التقدم الذي حدث في البرازيل. ولم تقتصر شهرته على البرازيل وحسب بل وصلت إلى العالم أجمع حيث قال عنه الرئيس اوباما ( لولا أكثر شعبية منى إنه أكثر شعبية من كل الكرة الأرضية).
عندما فاز دا سيلفا أول مرة برئاسة الجمهورية كانت البرازيل على شفا هاوية ازمة مالية واقتصادية ، وهى الآن اصبحت تتمتع بفائض نقدي يزيد عن 200 مليار دولار واصبحت صاحبة أقل نسبة غلاء من بين دول العالم الثالث.
بفضل المنهج الذي سار عليه لولا دا سيلفا، اصبحت بلاده تحتل المرتبة الثامنة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم كما استطاع اخراج أكثر من 20 مليون شخص من تحت خط الفقر وتحسين حالتهم المادية واطلقت عليه مجلة تايم الامريكية لقب (الزعيم الاكثر تأثيرا في العالم).
اخيرا، رفض هذا الرئيس المثالي تعديل الدستور للاستمرار بحكم البلاد لولاية ثالثة رغم الحاح الشعب عليه قائلا لهم والدمع يترقرق في عينيه (كيف اسمح بعودة الدكتاتورية وانا قد ناضلت ضدها؟ ساكون دائما في الشوارع بينكم) .
ترى كم من الدول المنهوبة والمسلوبة، والمتسولة والمتوسلة، بحاجة الى ماسح احذية مثل لولا دا سيلفا ليكون رئيسا لها، وينهي ازماتها ومآسيها وينصف فقراءها ومعدميها ؟
 
 

187
 
 
مشاكســــــة
عندمـــا تصبــــح
الخيمـــــة وطنــــــا

  مال اللـــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لا يزال بعض المسؤولين (المخلصيــــن) غارقين في نقاشاتهم الملتهبة ليل نهار من دون التوصل الى قرار، والموت والنزوح والتهجير والارهاب والاختطاف والفساد تعصف بالكبار والصغار واضعين البلاد على حافة الاعصار، ولا يزال المسؤولون (الكبــــار) يحاولون تلمس طريق الحوار في وقت يطرق فيه الموت الابواب دون انتظار.
وسط اجواء التدمير والتهجير والابادة والدم والقتل وقطع الرؤوس وجز الاعناق من قبل مجرمي الارهاب، هاهو الشتاء يطرق الابواب وهنالك بحدود ربع مليون عائلة مهجرة طرحت بمعاناتها على اولئك المسؤولين (المخلصيــــن) الف سؤال ينتظر الجواب ، الى متى سنبقى ضائعين مهجرين وسط هذا الخراب؟؟؟ في وقت دخلت فيه حملات واساليب وتخصيصات الاغاثة بسبب الفساد المنظم انفاقا مظلمة حالكة السواد اغرقت بالياس والقنوط العباد، بدءا من عقود الكرفانات التي يشوبها الفساد التي منحت لابناء او اشقاء او معارف هذا المسؤول او ذاك ومرورا بالخيم ذات الاسعار الخيالية والتي ربما يتيح ثمنها الخيالي لكل مهجر مسكين بدل ايجار دار لمدة سنة او سنتين او السكن بفندق حديث في الصين، انتهاء بمهزلة، بل مأساة المواد الغذائية الفاسدة التي تم توزيعها على هؤلاء المنكوبين المساكين والتي كشفت اجهزة الاعلام (العميلــــة الدخيلـــــة) تسلل الجرذان والفئران اليها، اما (صدقـــــة) المليون فان ملفاتها ومنعطفاتها وطرقها الوعرة وتقاطعاتها ونسبها وحكاياتها والطرق الملتوية للحصول عليها ذات شؤون وشجون بعد ان تسلل اليها الفرسان الانسانيون (الفاســـدون)، وفي خضم ذلك كله لا يزال بعض المسؤولين (المخلصيــــن) حائرين وفي نقاشاتهم وحواراتهم غارقين، من اين يبدأون؟ وكيف يبدأون؟ وهل يقرون الموازنة ام لا يقرونها؟ وهل يدفعون مستحقات الاقليم ام لا يدفعون؟ وهل يتصالحون مع بعضهم ام لا يتصالحون؟ وهل يتواصلون بالحشد الشعبي ام يتوقفون؟ وهل يشكلون الحرس الوطني ام يرفضون؟ وهل يوافقون على مشاركة القوات الاجنبية في مساعدتهم لدحر الارهاب ام يرفضون؟ وهل، وهل، وهل؟؟؟ في حين مازال القتلة الارهابيون يسرحون ويمرحون ويسرقون ويخربون ويقتلون ويهجرون ويهدمون كل رموز التاريخ والحضارة الانسانية، وكل المقدسات يستبيحون، وهم في غيهم سادرون وفي ستراتيجية الدم والفجيعة والمآسي والفواحش يتواصلون يدفعون الى الكارثة بالبلاد وينتهكون كل حقوق وكرامات وانسانية العباد.
 فخلال شهر واحد وهو تشرين الاول الماضي ووفقا لبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، استشهد واصيب (4100) عراقي بعمليات العنف التي شهدتها مناطق متفرقة من البلاد، في حصيلة هي الأعلى خلال العام الحالي 2014، ولو استمر مستوى هذا العنف والارهاب اليومي المنظم على ما هو عليه دون ان يبادر المسؤولون المعنيون الغارقون في مناقشاتهم الى حسمه فان معنى ذلك ان العراق سيخسر خلال السنة الواحدة مايقارب الخمسين الف مواطن، وان خمسين الف عائلة سوف تضاف الى قوائم المنكوبين.
اما على صعيد المهجرين الذين يحاول بعضهم رغم عمق الجراح ومرارة المأساة ان يواصل الحياة، حيث عمد بعض الشباب الى اكمال نصف دينهم بالزواج تحت سقوف خيام اللجوء (الانسانيــــة) التي تمثل وصمة عار بوجوه الارهابيين القتلة من جهة وبوجوه الفاسدين ايضا، فان السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا سيقول هؤلاء الاباء الشباب والامهات الشابات لابنائهم في المستقبل عن مكان ولادتهم وعن ذكرياتهم، هل سيقولون لهم ان الخيمة هي الوطن؟ وان تاريخهم وتراثهم وتاريخ ابائهم واجدادهم قد دمر على ايدي الارهابيين وبسبب تقاعس بعض المسؤولين؟ ثم هل فكر بعض المسؤولين الذين ما زالوا غارقين في مناقشاتهم البيزنطية في مشاعر المواليد الجدد الذين سوف يولدون في الخيام؟ ما الذي سيحملونه من ذكرى عن حياة الخيام البائسة في بلد حباه الله بنعم لا تعد ولا تحصى وبثروات لو استغلت على الوجه الاكمل بعيدا عن المحاصصات والفساد والتبذير والسرقات والعقود الوهمية والصفقات المشبوهة لكان بامكانها ان تجعل شعبه من اكثر الشعوب رفاهية ورخاء وسعادة؟
ازاء هذه المصائب والكوارث وفي مقدمتها مآسي المهجرين وجراحاتهم ومعاناتهم، لو ان المسؤولين، او عددا منهم، جاؤوا الى هذه المخيمات وباتوا فيها ليلة واحدة، وعاشوا معاناة الساكنين فيها عن قرب وتلمسوا ذل الحاجة وغياب ابسط مستلزمات الحياة اليومية، لسارعوا، ربما، بالقفز فوق كل خلافاتهم واختلافاتهم وبادروا بحس وطني وبارادة وطنية واحدة الى حسم ماسي النازحين .
اخيرا، يا ايها المسؤولون الغيارى على مصالح البلاد والعباد، هل ترضون ان يختزل اسم العراق وتاريخه وتراثه وعمقه الحضاري بخيمة؟ وهل ترضون ان تتحول الخيمة الى وطن؟ وهل تقبلون ان يوثق في بطاقة الاحوال المدنية وفي حقل محل الولادة اسم (خيمة)؟؟؟ والاهم هل انتم راضون على ان يتحول المواطن، اي مواطن الى لاجئ في وطنه؟
 
ان الامر سادتي بحاجة الى افعال وليس الى اقوال، فلدينا من الاقوال والوعود والتصريحات المختلفة ما لو وزع على سكان العالم اجمع لكانت حصة الفرد الواحد، ربما، عشرة اقوال في اسوأ الاحوال . 
 

188
 

مشاكســـــة
للــــــه يا محســـنين
مال اللـــــه فــــرج
Malalah_ faraj@yahoo.com
 

هل بامكاننا ان نتصور، قوة الصدمة وعنف الاعصار الغاضب الذي يمكن ان يهز بقوة شعوب اقوى الدول الاقتصادية كالولايات المتحدة، على سبيل المثال، او اليابان او المانيا او الصين اوسويسرا، لو اقدمت احداهن على التسول من دولة افريقية واستجداء بائس لعدة ملايين من الدولارات لدعم مشروع انساني، او لاغاثة المشردين في واشنطن، او لتوفير ملاجئ وخيام واكواخ لاطفال الشوارع في مشيكان، او للمتسولين الذين يسكنون تحت الجسور في نيويورك؟ وكيف يمكن أن يكون رد الفعل على تلك الخطوة ( الاســتجدائية ) عبر مختلف الاصعدة الشعبية والسياسية والبرلمانية والاعلامية في ان معا ؟ وكم عدد الكراسي التي ستهتز؟ والرؤوس التي ستسقط؟ وعنف الانقلابات التي ربما كانت ستطيح برموز الدولة وخططها وستراتيجياتها وبرامجها وربما كانت في خضم اعصار غضبها ستقلب منضدة المكتب الرئاسي في البيت الابيض رأسا على عقب لفداحة مثل تلك الاهانة ووضاعتها وتأثيراتها النفسية ومساسها المباشر بالكرامة الامريكية.
بمثل هذه الصدمة اهتزت مشاعري بعنف وانظاري تلاحق تفاصيل خبر يؤكد بان كوريا الجنوبية قد بلغت حدا من التأثر النفسي والعاطفي والوجداني، وربما سكب الملايين من مواطنيها الدمع المريرعلى اوضاع شعبنا البائسة التي امست لا تسر عدو ولا صديق، معلنة عن تقديمها إعانة إنسانية الى العراق بقيمة (1.2 ) مليون دولار، اجل، مليون واحد ومائتا الف دولار، وليس مليارا ومائتي مليونا كما قد يخيل للبعض، وذلك عبر منظمات دولية لاغاثة سكان المناطق التي باتت تعاني من أزمة إنسانية مأساوية بعد تهجيرها القسري اثر تعرضها لهجمات تنظيم داعش الارهابي، في وقت فشلت فيه هذه المأساة العنيفة في هز شعرة واحدة من (انسانية بعض مسؤولينا ووطنيتهم ) فغرقوا في المناقشات البيزنطية العقيمة والملايين من المهجرين يغرقون في جراحاتهم، وغرقوا بضجيج الوعود الخيالية التي لم تلامس ارض الواقع، واولئك المشردون في وطنهم يغرقون في احزانهم، وغرقوا في الفساد الذي طال منحة المليون المتواضعة وصفقات الخيم والكرفانات المخصصة للنازحين ، والمهجرون يغرقون في دموعهم وجوعهم وموت اطفالهم وبمياه الامطار والاطيان التي جرفت خيامهم وعمقت معاناتهم، لتتحول مأساة النازحين الى تجارة ومصدر ارباح جديدة للفاسدين المحترفين الذين تاجروا دائما بمأسينا .
 ولعل من العجيب والغريب، والمثير والمرير، ان تأتي (صدقــــة) المليون دولار هذه التي لم يخجل البعض من (تســــولها) من كوريا، في وقت تمثل فيه بلادنا واحدة من اغنى الدول النفطية ليس في المنطقة حسب وانما في العالم اجمع، خصوصا وانها تمتلك ثاني اكبر الاحتياطيات النفطية عالميا بعد المملكة العربية السعودية، وسبق ان طبل بعض المسؤولين فيها وزمروا وملأوا اجهزة الاعلام صراخا وضجيجا حول ما اطلقوا عليه في حينه (واحدة من اضخم الميزانيات في تاريخ العراق)، لعام 2014 اذ كانت تبلغ حسب تصريح وزارة المالية (مئة وخمسة واربعين مليارا وخمسمائة مليون دولار)، والتي صرفت بدون ان تحظى بالموافقة البرلمانية عليها في مجالات ربما كان بعضها غامضا، فضلا عن ضياع معظمها بين انياب الفساد، بيد ان الاهم من ذلك كله ظهور عجز في واحدة من اضخم الميزانيات الهجينة التي لا تزال تبحث عن الاعتراف بنسبها.
ولمجرد المقارنة بين ميزانيتنا الضخمة التي لا تزال تبحث عن الاعتراف الشرعي بها وميزانيات دول المنطقة فان لغة الارقام تؤكد ان ميزانيتنا التي بلغت (145) مليار دولار وفشلت في توفير الحد الادنى من الخدمات والامن ومفردات البطاقة التموينية تفوقت على الميزانيات السنوية لست دول مجتمعة في المنطقة وهي (الاردن وسوريا واليمن والمغرب والبحرين والامارات) حيث بلغت ميزانيات هذه الدول مجتمعة مايقارب (120) مليار دولار، وعلى الرغم من الفارق الكبير بين الخدمات التي تقدمها هذه الدول لشعوبها وبين انعدام الخدمات لدينا لاسيما وان احدى المنظمات الدولية صنفت عاصمتنا من بين اسوأ العواصم في مجال النظافة والخدمات، الا ان هذه الدول ترفعت عن (تســـول) مثل هذا المبلغ البسيط الذي يشكل في بعض جوانبه (اهانــــة ) لواحدة من اغنى الدول النفطية .
من جانب آخر ادعت تقارير صحفية وهي ترمي بصنارتها في بحر الفساد الذي اصبح وبلا منازع احد ابرز ( معالمنــــا الحضاريــــة) أن مئات المليارات من الدولارات التي بات يمتلكها بعض السياسيين والبرلمانيين بفضل نضالهم (الملحمــــي) في مهماتهم النضالية الوطنية لبناء (العراق الجديد)، حتى أن ثروة احدهم بلغت (24) مليار دولار، وان عددا من اعضاء تحالف سياسي يمتلكون اكثر من (150) مليار، وان قرابة 60% من المسؤولين السابقين لم يلتزموا بتطبيق قانون كشف الذمم المالية .
الى ذلك، اشارت مصادر امريكية الى مسرحية العثور على مبلغ مليار ومائتي مليون دولار يخص العراق كان مخبأ في لبنان، يعتقد بانه عمولة قبضها بعضهم عن صفقات فسادية، مما يطرح سؤالا مهما، ترى كم حجم اموال صفقات الفساد الاخرى التي لم تكتشف لحد الآن ؟
اخيرا، من المخجل، بل المعيب جدا ان يمتلك العراق كل هذه الثروات الطائلة وهو يطفو على بحيرة خرافية من النفط ثم ينتظر ان (تمـــن) او (تعطــــف) عليه دولة ما بمساعدة انسانية بمثل هذا المبلغ التافه، وكأنه يمد يده خجلا كأي شحاذ متوسلا ببقية الدول (لله يا محسنين)!!.
 
 
 

189
مشاكســـــــة
لا تهينـــــوا الكــــــــــلاب
 
مال اللــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

بقدر ما صدم الرأي العام وما زال يصدم ببشاعة الجرائم التي اقترفها ويقترفها الارهابيون بحق الانسانية في كل مكان، وفي مقدمتها بتر اعضاء الانسان وهو حي وذبح الاطفال والنساء امام ذويهم واغتصاب الفتيات وبيعهن كسبايا وتفجير المفخخات وسط التجمعات السكانية وخصوصا في الاسواق والشوارع والاحياء المعدمة لايقاع اكبر الخسائر البشرية، بقدر ما تتملكه الدهشة بوصف البعض لهؤلاء القتلة (بالكــــــلاب)، ذلك لان (الكـــــلاب) كانت وستبقى رمزا شاخصا للوفاء الذي يفتقد أبسط صوره وقيمه ومدلولاته المتطرفون الذين لا يملكون في جعبهم سوى عقدهم السادية وبضاعة الغدر والموت والدم والدمار.
ومن بين اساطير وفاء الكلاب، يحدثنا التاريخ عن اسطورة الوفاء الحيواني ممثلة بالكلب الياباني (هاوتيشكو) الذي ولد في مدينة أوداته اليابانية، و أحضره معه الى مدينة طوكيو في عام 1924 البروفيسور (هيد سابرو إينو ) الذي كان استاذا في كلية الزراعة بجامعة طوكيو.
وكان ذلك الكلب (هاوتيشكو) يرافق البروفيسور إلى محطة قطار شيبويا يوميًا في الصباح عندما يكون ذاهبــًا لعمله، وينتظره يوميًا بعد الظهر عندما يعود في الساعة الثالثة عصرًا فوق الرصيف أمام المحطة، وظل مواظبا على ذلك المنوال يوميًا ليعودا معا الى المنزل وكأنهما صديقان حميمان، حتى تعرض البروفيسور ذات يوم، أثناء إلقائه احدى محاضراته إلى أزمة قلبية أدت إلى وفاته، لكن ذلك الكلب الوفي (هاوتيشكو) ظل مواظبا على عادته اليومية في انتظار صاحبه أمام المحطة فى الثالثة عصرًا.
وقد لاحظ الناس استمرار وجود الكلب، وعرفوا قصته، وكونه ينتظر صاحبه الميت، فراح الكثيرون يطعمونه، وسمح مدير المحطة ببقائه في المحطة بعد أن لاحظ أنه لا يؤذي احدا وخصّص له مكانـًا للنوم، حتى جاء يوم بادر فيه أحد طلاب البروفيسور بأخذ الكلب للإعتناء به، ورغم ذلك، ظل (هاوتيشكو) مواظبا على برنامجه اليومي في انتظار البروفيسور كل يوم الساعة الثالثة عصرًا لمدة تسع سنوات، وفي احد الايام من سنة 1935، وتحديدًا في الثامن من آذار وجدوا ذلك الكلب الوفي ميتـًا في المحطة وفي المكان الذي اعتاد أن ينتظر فيه صاحبه يوميا، واعتزازا بوفاء ذلك الكلب، تم تحنيط جثته والاحتفاظ بها في المتحف الوطني للعلوم في طوكيو وكتبت عن قصته الصحافة اليابانية كثيرًا، وألفت عنه العديد من الكتب، وانتشرت قصته بين الناس في جميع المدن اليابانية إعجابـًا بوفائه وبناءً على ذلك اقيم له عام 1934 تمثالا من البرونز لتخليده، والطريف ان الكلب هاوتيشكو كان حاضرًا أثناء الإحتفال بوضع تمثاله أمام المحطة .
وفي ملحمة وفاء اخرى، رفض كلب من فصيلة الراعي الالماني ترك قبر صاحبه على الرغم من مرور ست سنوات على وفاته، وتوضح السيدة (فيرونكا) ارملة السيد (ميغيل غوزمان) ان كلبهما المسمى (كابتن) هرب من المنزل بعد وفاة زوجها عام 2006 واختفى عن الانظار وظنت العائلة في حينها انه توفي بعد ان فشلت في العثور عليه، الا انهم دهشوا حين ابصروه عند زيارتهم لقبر (غوزمان) رابضا بجوار القبر رافضا مغادرة المكان على الرغم من انه لم يكن يعلم بوفاة صاحبه ولا بمكان دفنه وقد لازم قبر صاحبه طوال ست سنوات لا يفارقه ليل نهار.
واذكر على الصعيد الشخصي ان احد الزملاء اهداني نهاية الثمانينيات جروة صغيرة من فصيلة (الوولف دوك) حال ولادتها وكانت تتغذى آنذاك كما الاطفال على الحليب، وهذه الفصيلة كما هو معروف نتيجة التزاوج بين انثى الكلب وذكر الذئب ولذلك تكون ضخمة وقوية وشرسة، وبعد عدة اشهر وصل ارتفاعها الى المتر تقريبا وامست مثل ذئبة حقيقية وكانت تخيف كل من يشاهدها وخصوصا عندما تطلق عواءها المخيف  كالذئاب تماما، ولكنها كانت رشقية وجميلة وسريعة العدو ومطيعة جدا وتهوى الملاعبة والمزاح وتعشق مشاهدة افلام الكارتون وكانت تجلس امام جهاز التلفاز لتراقب الافلام وتنفعل مع الحركة والموسيقى كما الاطفال تماما وقد اطلقت عليها ابنتي اسم (ليندا).
اذكر أننا ذهبنا ذات مرة الى الحبانية للاصطياف بصحبة بعض الاقارب وللعجلة نسينا ان نوصد  بوابة الدار الخارجية وعندما عدنا بعد بضعة ايام كانت ليندا كالاسد المتحفز تقف منتصبة في منتصف الباب، واكد لنا الجيران بانها لم تبرح مكانها لا ليلا ولا نهارا حتى عدنا رغم الجوع والعطش في تموز اللاهب.
وكم حزنت وتألمت عندما تهورت مرة وضربتها بشدة لانها قامت (بنبش) تراب الحديقة، وكان بامكانها ان تدافع عن نفسها وان تمزقني بلحظات لو شاءت، لكنها انزوت في ركن الحديقة ورفعت احدى قوائمها الامامية اتقاء للضرب المبرح الذي كنت اوجهه لها ، واقسم انها كانت تبكي حزنا والما كالانسان تماما فقد شاهدت الدموع تملأ عينيها، ورغم ذلك جاءت عصرا بينما كنت جالسا اشاهد التلفاز واخذت تتمسح بقدمي وتطلق مواء خفيفا كانها تعتذر وتريد مصالحتي، وعندما ربت على ظهرها بمودة كانت كانها تبتسم فرحة كالاطفال تماما وجلست الى جانبي ووضعت رأسها بدلال على ساقي، ورغم مرور كل تلك السنوات الا انني كلما اتذكرها تحاول دمعة مكابرة ان تنفلت من عيني لموقفها الحميم ذاك المزيج من الوفاء والتسامح والمحبة، هذه المفردات التي بات الكثير من المحسوبين على البشرية يفتقدونها الآن.
بعد هذا هل يستحق الارهابيون والفاسدون والمجرمون وسارقوا قوت الشعب وبائعو الاوطان والمتاجرون بمعاناة شعوبهم ان (نكرمهــــــم) ونطلق عليهم صفة (الكــــــلاب) وهم لا يمتلكون ذرة من قيم ومشاعر ووفاء هذه الحيوانات الوفية؟
لنتوقف عن اهانة الكلاب، ولنبتكر تسمية تليق بما يمارسه هؤلاء (الاذنـــــــاب) من فساد وخراب.
 


190
 
مشاكســـــة
الفاســـــــدون
 الـــــى (الزبالــــــة)

  مال اللـــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  ............................
مثلما يتفنن بعض الحكام والمسؤولين والسياسيين ورؤساء الحكومات والبرلمانيين الفاسدين في شتى انحاء العالم بابتكار مختلف صيغ الفساد والنهب والاستحواذ على المال العام وسرقة رغيف الخبز من افواه الفقراء واستحقاقات المعدمين واليتامى والارامل وتخصيصات البطاقة التموينية ومخصصات الرعاية الاجتماعية ومنح النازحين والمهجرين على تواضعها وضآلتها عبر مختلف اساليب الرشى والتزوير والعقود الوهمية والاسلحة الفاسدة والنسب المئوية والحصص والمغانم و(الهدايا المتواضعة) المختلفة التي لا تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات حسب حجم الصفقات وأقيامها، والتي اتاحت وتتيح لمعظمهم اقامة كارتلات واقطاعيات تجارية وارصدة مالية ومصانع وشركات وفلل وشقق وربما قصورا من تلك الحصص (المتواضعة) في الخارج، فقد تفننت وتتفنن على الجهة الاخرى الشعوب المنهوبة والمنكوبة والمغلوبة على امرها، والمتجرعة بألم لمرها، وصحفيوها واعلاميوها الغيارى في ابتداع الاساليب الانتقادية والصور الكاريكاتيرية والمقالات والتحليلات والمتابعات الصحفية التي تبرز وتوضح وتدين تلك الممارسات الفسادية والاعمال اللصوصية التي غالبا ما يتفنن (فرسانها) بمحاولات اخفائها او تبريرها باغطية شرعية، او الصاقها بشخصيات هامشية والقاء تبعتها على الاخرين ليتسنى لهم التهرب من أية مسؤولية وظيفية أو مساءلة قانونية.
ولعل اغرب واعجب واظرف واطرف واروع وابدع ما ابتكرته مخيلة الشعوب المنهوبة والمنكوبة من اساليب الادانة للفساد والخيانة لمن فرط بالمسؤولية وخان الامانة (التجربة الاوكرانية) التي اطاحت بقوة بفيلم (التجربة الدانماركية) رغم كمية الاغراءات الجسدية الانثوية الصارخة التي جسدتها فيه الفنانة الساخنة (نيكول سابا) والتي فجرت لهفات ورغبات ملايين الشباب وكذلك المسنين الذين تمنوا ان يعود شبابهم لدقائق او للحظات ليخوضوا تلك التجربة الدانماركية المثيرة او أجزاء منها على الاقل، وليجلوا صدأ العمر بتلك المشاهد واللقطات الاثيرة، لتتغلب على الرغم من ذلك (الأوكرانية على الدانماركية) بمدلولاتها وايحاءاتها السياسية سواء بمساحة المشاهدة أم بعمق التاثير.
فقد جسد متظاهرون اوكرانيون غاضبون (التجربة الاوكرانية الجديدة) في التعامل مع الفساد والفاسدين الذين يخونون ثقة ومصالح شعوبهم والاحتجاج على تصرفاتهم المشينة باقدامهم على رمي نائب برلماني من حزب الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش في حاوية للقمامة أمام مبنى البرلمان تعبيرا عن غضبهم.
فقد احتشد المتظاهرون امام مبنى البرلمانِ الاوكراني في السادس عشر من ايلول الماضي وانتظروا ذلك النائب سيئ الحظ (فيتالي زوراسكاي) حتى خروجه من مبنى البرلمان وامسكوا به وأمطروه بالسبابِ واللعناتِ والاهانات ثم ألقوا به في حاويةِ القمامة ورمى عليه احدهم باطار سيارة مستهلك بينما طالبت متظاهرة مسنة السماح لها بركله، وكلما حاول الخروج من قعر حاوية القمامة اعادوه اليها بالقوة ليذكرونه بقذارة مواقفه وقراراته التي لم ترق لهم واعتبروها خيانة للارادة الشعبية . وكانَ (زوراسكاي) صاغَ مشروعَ قانونٍ في كانونَ الثاني الماضي يشددُ بدرجةٍ كبيرةٍ القيودَ على التظاهرِ ضد الحكومةِ كما صاغَ سابقا مشروعَ قانونٍ يجرمُ التشهير، مما اثار حفيظة قطاعات شعبية واسعة واعتبرت تلك الاجراءات تضييقا لحرية التعبير.
في خضم هذه (التجربة الاوكرانية ) الجديدة المجيدة الفريدة في التعامل مع الفساد والفاسدين، يبرز سؤال حيوي ( ماذا لم اعتمدت الامم المتحدة هذه التجربة قانونا ملزما لجميع الدول الاعضاء للتعامل مع الفاسدين من اجل الحاق العار بهم وبفسادهم؟) لاسيما وان مؤشر (بازل الدولي للحوكمة) كشف في تقريره الاخير عن حقائق مذهلة ومحزنة وتشكل كارثة حقيقية حول مستويات الفساد خصوصا في الدول المنكوبة والمنهوبة ومن بينها بلادنا الديمقراطية الثورية التقدمية الاشتراكية الحضارية.
فقد كشف هذا المؤشر العالمي (الامبريالي الرجعي الاستعماري الحاقد الفاسد الذي اغاظته تجربتنا الديمقراطية الناهضة ومستوى الرفاهية الاقتصادية لشعبنا ودقة تطبيقنا لمعايير حقوق الانسان وغياب الفقر والعنف والارهاب والبطالة فحاول نفث سمومه الامبريالية فيها) عن ان العراق يقع ضمن قائمة أضعف عشر دول في العالم بشأن إجراءات مكافحة غسيل الأموال ومستوى الشفافية بحسابات الانفاق العام وضعف السلطة القانونية، والأكثر تعرضا لمخاطر استخدامها في تمويل (الإرهاب).
 ونقلت الانباء الصحفية عن معهد (بازل) الدولي للحوكمة ـ الذي يعنى بإجراءات مكافحة غسيل الأموال في العالم ـ قوله في أحدث تقرير له خلال العام الحالي 2014 : (إن العراق يقع ضمن أضعف عشر دول من بين (162) دولة في الإجراءات المتبعة لمكافحة غسيل الأموال، فضلا عن وجود عوامل أخرى تتعلق بتدني مستوى الشفافية المعمول بها في حسابات الانفاق العام، وضعف السلطة القانونية فيه).
وجاء في المؤشر، ان تسلسل العراق (157) في ذيل القائمة التي تنتهي بالرقم (162) محرزا (8.22) نقطة تضعه ضمن الدول ذات المعدلات الأكثر خطورة بحسب تصنيف المؤشر الذي يدل على ضعف وعدم كفاءة إجراءات مكافحة غسيل الأموال، والعوامل المشتركة الأخرى التي تتضمن معدلات عالية من الفساد الإداري والافتقار إلى قوة السلطة القضائية، وضعف السيطرة على النظام المالي والافتقار إلى الشفافية في المجال العام.
 مشيرا الى ان فنلندا تصدرت القائمة كافضل دولة محتفظة بالتسلسل واحد، محرزة (2.51) نقطة، وبحسب المؤشر تُعد خالية تماما من مخاطر غسيل الأموال نتيجة إجراءاتها الصارمة في هذا المجال، مع تمتعها بنسبة شفافية عالية في الانفاق والتمويل العام مع معدلات فساد واطئة جدا.
يشار الى ان مؤشر (بازل) ليس المنظمة الدولية الأولى التي تضع العراق في ذيل قائمتها، إذ سبق لمنظمة الشفافية الدولية ان اكدت في السابع والعشرين من حزيران عام 2013، بأن العراق يقبع في قعر معدلات الفساد بالعالم، في مجالات إذكاء العنف السياسي والحاق الضرر بعملية بناء دولة فعالة، ونقص تقديم الخدمات الاساسية التي ما يزال العراق فاشلا في توصيلها بشكل كاف، وأن 23% من أبنائه ما يزالون يعيشون تحت خط الفقر، كما شككت المنظمة الدولية في حينها بقدرة حكومة السيد المالكي والتزامها بجهود مكافحة الفساد المستشري في هذا البلد منذ عام 2003... (كان الله بعون حكومة الدكتور العبادي على هذه التركة الثقيلة).
 
اخيرا، فان السؤال الاهم، لو ان التجربة الاوكرانية طبقت في بلادنا، فكم حاوية للنفايات سوف نحتاج لإلقاء الفاسدين فيها؟ ربما سندخل عندها موسوعة غينيس للارقام القياسية بعدد حاوياتنا النفاياتية ؟



191
 
مشاكســــة
بيـــن الكنـــــة والحمــــــاة
مال اللــــــه فـــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

أصبح موقف رئيس الحكومة الذي فشل في اكمال تشكيلته الوزارية خلال اكثر من شهر، بعد أن وعد بأن ينجز ذلك خلال اسبوع واحد، وذلك بسبب عدم توافق الكتل السياسية على اسماء محددة للوزارات الامنية، في وقت باتت فيه البلاد تهتز بعنف بفعل أخطر واشرس اعصار ارهابي يهدد بدفعها نحو كارثة حرب اهلية دموية طاحنة إن لم يتم وبسرعة وعبر فعل جماعي مسؤول اجتثاث جذوره وهدم قواعده وتشتيت جموعه الدموية، حال ذلك الزوج سيئ الحظ الذي وجد نفسه في غفلة من الزمن ضحية بين سندان الكنة و مطرقة الحماة .
فما تريده زوجته تسارع والدته لرفضه والعكس صحيح، وعلى الرغم من محبته لوالدته ولزوجته معا ومحاولاته المستمرة للتوفيق بينهما واغراقهما بالهدايا والرعاية الا ان كل جهوده باءت بالفشل، فحتى خلال لحظات صفائهما الشكلي المصطنع امامه، ومجاملاتهما الباردة لبعضهما الا انه كان يحس دوما بان ابتساماتاهما الباهتة ما هي الا مشروع تامر، وما ودهما المصطنع الا مرحلة استعداد لاعداد مسرح المعركة في غيابه، وحتى قبلاتهما في بعض المناسبات الروحية والعائلية ما هي الا رسائل ملغمة لقادمات المعارك الملتهبة ، ومع تواصل تلك الحرب الضروس غير المعلنة احيانا بين زوجته ووالدته لم يكن امامه سوى خياران لاسيما بعد ان حملت زوجته بمولوده البكر الذي انتظره طويلا، اما تركهما والهرب من لهيب منازعاتهما اليومية التي لا تنتهي، واما البقاء في الجحيم، لعل وعسى ان تتغلب الحكمة يوما وتطفئ نيران خلافاتهما وقد فضل البقاء في الجحيم املا ان تخبو لهيب تلك المعارك يوما .
ان حال السيد رئيس الحكومة الذي قدم برنامج عمل واسعا وطموحا وكان يأمل ومعه كل المخلصين، ان تلتف كل القوى الوطنية حوله لعبور كل هذه التحديات الشرسة التي تحيق بالبلاد، قد اصبح حال ذلك الزوج المسكين الذي وجد نفسه بين سندان الكنة ومطرقة الحماة، او بالاحرى بين ارادة الام وارادة الزوجة اللتين ما اتفقتا ابدا حتى على وجبة الطعام اليومية، مما يجعلنا نطرح تساؤلات مشروعة، لمصلحة من تعطيل اختيار الوزراء الامنيين وخصوصا لحمل حقيبة الدفاع في وقت يخوض البلد فيه واحدة من اعنف المواجهات المصيرية ضد اشرس تنظيم ارهابي؟ وهل لدى البعض مخطط لابقاء الوزارات الامنية بلا وزراء حقيقيين لحين انتهاء الدورة البرلمانية اسوة بحكومة السيد المالكي وتبريرا لاخطائها؟ أم ان البعض يسعى لافشال السيد العبادي وتعطيل برنامجه للحيلولة بينه وبين اصراره على الكشف عن الكثير من ملفات الفساد والصفقات المشبوهة ؟ والحيلولة دون تحديد مصير موازنة العام الحالي التي يدعي البعض وجود عجز فيها، على الرغم من عدم اقرارها لغاية الآن وعدم انتهاء السنة المالية ؟ أم ان الامر برمته يتعلق بالتغطية على ابرز واخطر الملفات التي قادت لاضخم الكوارث في تاريخ العراق الحديث ذلك هو ملف السقوط الدراماتيكي المثير للدهشة وللجدل لمدينة الموصل دون قتال وترك الاسلحة المختلفة غنائم سهلة لتنظيم داعش الارهابي، ومنع اي اصبع الاقتراب من ذلك الملف الحيوي الذي ربما يكشف الكثير من الاحداثيات والاتفاقات والصفقات السرية التي قد تكشف من الذي دفع ومن الذي قبض ثمنا لذاك السقوط المأساوي؟
ان ما يثير العجب العجاب والحيرة المريرة في هذه المرحلة الخطيرة ، ان في هذا الوقت بالذات الذي يجب ان يكون اشبه بسباق ملحمي وربما مجنون للامساك بالارض وغلق كل المنافذ امام تنظيم داعش الارهابي ومنعه من التمدد هنا وهناك وما يستلزمه ذلك كله من الالتقاء على برنامج وطني حقيقي للتصدي لهذا الطوفان الارهابي والقفز فوق كل المصالح والاعتبارات الاخرى ومنح الثقة لمن هو اهل لها لتسنم منصب وزير الدفاع بالذات، الا ان الخلافات ما زالت تتعمق وداعش تتقدم والخلافات تكبر وداعش تمتد والمناقشات تتواصل والمدن توالي سقوطها ايضا والرفض يستمر لهذا المرشح وذاك فاسحا المجال امام عصابات داعش ليس لالتقاط الانفاس حسب وانما لحشد مجرميها لمحاصرة المزيد من المدن.
انه لمن المعيب والمثير للهزء والسخرية، بل وللعار ان اكثر من اربعين دولة اتفقت ربما خلال ساعات على تشكيل تحالف دولي لنجدتنا ومساعدتنا ودعمنا، بل وباشرت باعمال اغاثتنا وارسال طائراتها لقصف مواقع الارهابيين، ونحن ما نزال في خلافاتنا غارقين لم نتفق على تسمية الوزراء الامنيين.
فهل سينتظر بعض سياسيينا (العقـــــلاء) حتى يحاصر الارهابيون المنطقة الخضراء ليشعروا بخطورة البلاء، وعندها لن يجديهم نفعا الصراخ والنحيب والعويل والبكاء؟
 
 

192


بروتوكول للتعاون المشترك بين راديو ريفيل السويسري
وراديـــو الحيــــاة الجديــــدة فــــــي عينكـــــاوة
 ........................................................
توصل راديو الحياة الجديدة في عينكاوة , وراديو ريفيل السويسري الى التوقيع على اتفاقية تعاون مشترك في ختام مباحثاتهما التي استمرت اسبوعا .
ووقع بروتوكول التعاون المشترك عن راديو الحياة الجديدة السيد ماهر عبد الاحد المدير المفوض لمنظمة حياة المحبة في العراق , فيما وقعه عن الجانب السويسري السيد عما نوئيل زهلي المدي الفخري لراديو ريفيل .
وتضمن بروتوكول التعاون المشترك تبادل الخبرات المهنية والزيارات والبرامج المختلفة
وكان السيد عما نوئيل زهلي المدير الفخري لراديو ريفيل قد قدم عرضا مقتضبا حول مسيرة راديو ريفيل منذ تاسيسه في ستينات القرن الماضي وابرز المحطات في مسيرته ونوعية البرامج التي يقوم بانتاجها وخارطة علاقاته الدولية الواسعة مع مختلف المحظات الاذاعية .
من جانبه استعرض السيد مال الله فرج المشرف على راديو الحياة الجديدة ومديره الاداري عرضا عن برامج الاذاعة وتنوعها  وحرصها على  مخاطبة مختلف الاذواق والاهتمامات والمكونات الجماهيرية ومديات بثها ومساحات الاستماع اليها وقدرتها على الرغم من تواضع كادرها على تحديث برامجها واستقطاب مساحات واسعة من المستمعين واهتمامها بالجوانب الروحية والاجتماعية والعائلية والصحية والتراثية وسواها.
كما استعرض السيد لؤي بنيامين , وهو اقدم كوادر الاذاعة والعاملين فيها نبذة عن تاريخ انبثاق راديو الحياة الجديدة ومسيرته عبر خمسة اعوام ’ وابرز ما قدمه من برامج بالاخص في الجوانب الروحية
وتم في ختام حفل التوقيع على بروتوكول التعاون المشترك منح السيد زهلي شهادة فخرية لاختياره مديرا فخريا للاذاعة مع صورة جماعية لمنتسبي منظمة حياة المحبة وكادر اذاعة الحياة الجديدة .   

193
 
مشاكســــــــة

عندمــــا يصبـــــــح
الوطـــــــــن كعكــــــة
  .........................

مال اللــــــة فــــــرج
 
Malalah_faraj@yahoo.com

فاجأتني الكلمة تماما، وظننت انني لم اسمعها جيدا، فركت اذنيّ وانا اصيخ السمع واركز النظر بعيني المتعبتين عبر نظارتي الطبية النفيسة التي حطم سعرها الاسعار في اسواق النظارات الصينية وجعل مستوى الاسعار يتذبذب تماما مثل تذبذب اسعار براميل النفط التي كثيرا ما تحتكم الى خام برنت حيث ارتفع سعرنظارتي الاثرية هذه بشكل جنوني ليتجاوز حاجز الثلاثة آلاف دينار بعد ان كان مستقرا عند مستوى الالفين وخمسمائة دينار وليربك بذلك الارتفاع الجنوني بورصة الاسواق المحلية والعالمية معا وميزانيتي الشخصية والعائلية، خصوصا واننا لم نستلم رواتبنا منذ شهرين وحرمنا تبعا لذلك من وجبات الفلافل والعمبة الشهية التي كانت تمثل طبق العشاء شبه اليومي المفضل بسبب الازمات السياسية لحكومتنا الوطنية الرشيدة العتيدة.
 كان  صدى الكلمة التي سمعتها لا يزال يتردد في اذني الوسطى بعد ان القى به صيوانها على بوابة قناة اوستاكي عندما مسحت زجاج نظارتي الاثرية جيدا من اجل ان يتطابق الصوت مع الصورة وانا ألعن في سري افرازات السنوات الثقال التي كثيرا ما تصيبنا بالزهايمر، الذي كثيرا ما تشتكي منه احدى زميلاتنا، وضعف السمع وسقوط الشعر وترسم على وجوهنا تضاريس خرائط جديدة تعج بالخطوط الطويلة والقصيرة والعميقة المتداخلة مع بعضها، تماما مثل خرائط الشرق الاوسط الجديد، وهشاشة العظام تماما مثل هشاشة الاوضاع الامنية التي باتت تهزنا انهياراتها وعواصفها ليل نهار، مجتهدا ومصرا ومتلهفا لسماع الكلمة التي شككت في حقيقتها ومصداقيتها كلهفة بعض الفنانات اللائي تدفعهن انسانيتهن المفرطة لاستعراض وعرض اكبر مساحة من اجسادهن المغرية وخلفياتهن الطرية وصدورهن العامرة بحب الوطن لاشباع غرائز الجائعين ولاستقطاب اكبر مساحة من المعجبين والمتابعين.
لم يخب ظني ولم يذهب انتظاري عبثا، فقد واصل احد اعضاء مجلس النواب خلال جلسة تاريخية للمجلس العتيد تضاف لجميع جلساته التاريخية السابقة التي فشلت رغم تاريخيتها في اشباع الجياع وفي ايقاف الارهابيين والقتلة الرعاع وفي تشغيل العاطلين وفي اعادة المهجرين وفي اجتثاث الداعشيين، تواصل ذلك البرلماني الثوري في استعراض وجهة نظره (الموضوعيــــــة) بمنتهى اللباقة الفلسفية المجسدة لاروع المصالح والقيم والمبادئ الوطنية في تلك الجلسة التاريخية التي خصصت للتصويت على التشكيلة الحكومية، مشددا ومصرا ومؤكدا على ان يكون لمكونه السياسي حصة في (الكعكــــــــة)  الوزارية.
ما ان لامست اسماعي كلمة (الكعكــــــة) حتى امتلأت احاسيسي املا وفرحا وتفاؤلا، ذلك لان مفردة (الكعكـــــة) هذه مرتبطة في تراثنا الشعبي بالافراح والمسرات والاعراس، لا سيما باعياد الميلاد، وتوقعت ان البرلمان ربما قرر لمناسبة بدء دورته الجديدة ان يحولها الى دورة رومانسية انسانية شفيفة من خلال اقامة اعياد الميلاد لعضواته واعضائه داخل قاعته ليعلم برلمانات العالم الاخرى التي تتحول غالبا الى حلبات للمصارعة الحرة بين اعضائها الذين لا يتورعون عن استخدام اسلحة الدمار الشامل بكل مفردات اللكم والصفع والركل وقذائف البصاق الذكية الموجهة بالليزر وآخر مستجدات الشتائم  واقبحها، ليعلمهم اصول التعامل الانساني الرومانسي، لكنني غرقت في خضم ذلك بالتوقعات حول عيد ميلاد من سيتم الاحتفال به في تلك الاجواء البرلمانية ؟؟ وحدثت نفسي عن روعة ان ينسى البرلمانيون والسياسيون خلافاتهم وتناقضاتهم، ويحولون الاجواء البرلمانية الى اجواء احتفالية وتفاعل انساني باعياد ميلاد رئيس الجمهورية او رئيس البرلمان او رئيس الحكومة، او ربما للاحتفال بانتهاء العنف والارهاب، او بالقضاء على البطالة،  او بهدم خط الفقر الذي يرزح تحته ما لا يقل عن خمس ابناء شعبنا، او بحل ازمة السكن، او بانتهاء عملية التوزيع العادل للثروات، او باجتثاث تنظيم داعش الارهابي، او بعودة جميع المهجرين والنازحين لبلداتهم ومنازلهم.
لكن الصدمة ما لبثت ان هزتني بعنف لتوقظني من احلامي الرومانسية تلك ومن توقعاتي الخيالية، فذلك البرلماني (الثوري) المعني لم يكن  يطالب بـ(كعكـــــة) لعيد الميلاد كما توهمت ’ لكنه بمنتهى الجرأة والشجاعة والاصرار والحزم والعزم والفروسية المبدئية يطالب لمكونه بحصة من (الكعكـــــة الحكوميــــة )، ولنا ان نتصور كيف وبأي منظار من الالتزام الوطني والوعي الوطني والحرص الوطني ينظر بعضهم الى الحكومة، كنظرته الى  (كعكــــة) لابد ان (يلتهـــــم) جزءا منها يكون بمساحة استحقاقه الانتخابي.
عدت بذاكرتي الى ايام الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية الاخيرة وشعاراتها الملتهبة ووعود الكتل والكيانات والاحزاب والتحالفات المختلفة الستراتيجية التي لو تحقق عشرها على ارض الواقع لخلفنا وراءنا سويسرا وهولندا والدانمارك وجميع دول الاتحاد الاوربي بمائة سنة على الاقل، واذا بمثل هذا البرلماني الحصيف الشفيف يميط اللثام عن نظرته التي هي من المؤكد نظرة كيانه الى المسؤولية الحكومية (ككعكــــــة) تستحق الالتهام.
ولست ادري لو ان هذا البرلماني وامثاله الذين ينظرون الى الحكومة (ككعكـــــة) شاء لهم حسن حظهم وربما سوء حظ شعوبهم ان يصبحوا وزراء فبأية صيغة سيكون اليمين الوزاري الذي سيقسمونه؟ وهل سيقسمون على خدمة شعوبهم ام انهم سيقسمون كالآتي ( اقسم بالله العظيم وبشرفي ومعتقدي ان التهم حصتي من الكعكة الحكومية).
بعد هذا وذاك هل ما زلنا نبحث عن اسباب ازماتنا ومشكلاتنا وماسينا وضياع ميزانياتنا وثرواتنا الوطنية الهائلة ومستوى التردي والتراجع في تنفيذ خططنا؟  وهل مازالت بعض الشعوب تتساءل بغباء عن اسباب المصائب والكوارث والبلايا والرزايا ان كانت تمتلك مثل هؤلاء المسؤولين الثوريين العقائديين المبدئيين المناضلين التاريخيين الاوفياء  الاذكياء النجباء؟
 

194
أدب / أنـت ..... يا أنـت
« في: 16:30 21/09/2014  »
أنــــت ..... يا أنــــــــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مال اللـــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبـــــت ...........
شوقــــي اليــــــــك
علــــــى الـــــورق
تصاعــد اللهـــــب
مـــــن فواصـــــــل
حروفــي وكلماتــي
فاشــتعل الـــــورق
ضممــت .........
لهفتـــي بقلبـــــي
اندلعــــت ........
نيران الشوق فيه
فاحتــــرق .......
حاولـــــت .......
أن أضـــم طيفــك
وأغفــــــو ......
فهاجمنــــي .....
مــن كــل الجهــات
الأرق .............
انت ..... يا انـــت
مــــذ عرفتــــــك
ســـلبتني اتزاني
واورثتنـــي ....
اللهفة والانتظار
والقلـــــق ......
اين اهــــرب منك ؟
وانـــت لــــــي ....
الشمس والضـــوء

والمـاء والهــــواء
والليـــل والنهـــــار
والفجــر والغســـق
وانــت لـــي ......
النار والاعصـــــار
والصحــو والمطــر
والخريف والشــتاء
والربيــع المزهــــر
والمساء والشــفق
وكيف ..........
اهـــــرب منـــــــك
وقاربي وشراعي
وايامي واحلامـي
وكـــــل كيانـــــي
ببحـــر هـــــواك
قــــد غــــرق ؟؟؟


195
 

  مشاكسة

مزاح
مع الرئيس
مال اللـــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


  تفاخر الدول والشعوب الراقية المتقدمة بانجازاتها وابداعاتها وابتكاراتها واختراعاتها وبعلومها وفنونها وآدابها، اما الدول النائمة والغائمة والمتجهمة والمتبرمة فليس لها ما تتفاخر به الا فضائحها وفسادها وتخلفها وغياهبها ونكوصها وتراجعاتها المهينة، ولاننا دولة (ناهضة) تتلمس الطريق الى (الديمقراطية) على الرغم من تاريخنا الحافل بأولى ومضات الحضارة الانسانية وشواهدنا على ذلك: آثارنا وتراثنا من سومر الى اكد واشور وبابل لاسيما مسلة حمورابي وتشريعاته القانونية التي لا تزال تومض في الذاكرة الانسانية والتي يحاول همجيو العصر ازالتها وهدمها ومحوها وقطع كل ما تبقى من جذورنا التاريخية المتصلة بها، فان اخطاءنا تبعا لذلك مجرد هفوات، وبلاوينا مجرد شطحات، ومآسينا مجرد عثرات، على الرغم من تحول بعضها الى فضائح بروائح تزكم الأنوف.
ومن بين هذه الشطحات التي حولها (الامبرياليون الحاقدون) الى واحدة من اضخم الفضائح، كانت مبادرة احد موظفينا الحكماء النزهاء المتمرسين الملتزمين في مطار بغداد الدولي التي اقدم عليها بحسن نية من جهة ولاضفاء نوع من البساطة والحميمية على علاقته باحد زملائه الفرنسيين القدامى ربما منذ ان جمعتهما فصول محو الامية، من جهة اخرى، الا وهو الرئيس فرانسوا هولاند .
فقد اقدم ذلك الموظف الذي يبدو من خطه الرديء بانه لا يزال مبتدئا بكتابة وقراءة اللغة العربية وفك رموزها وطلاسمها نظرا لانحداره من أصل فرنسي، وربما جاء ابداعه اللغوي ذاك من خلال اجتيازه احد فصول محو الامية بتفوق مما اهله لاحتلال هذه الوظيفة الحساسة في مطار دولي يستقبل ويودع مئات القادة السياسيين والرسميين والبرلمانيين من مختلف انحاء العالم، اقدم على المزاح مع صديقه القديم الرئيس (هولاند) وربما كان يستعيد في تلك اللحظات ذكرياتهما وتسكعهما سوية في سوق مريدي وممارستها لعبة كرة القدم في الساحات الشعبية في الشعلة او تجوالهما في الشورجة وسوق الغزل او تناولهما وجبة فلافل شعبية مع العمبة في بغداد الجديدة  او مزاحهما في الحي اللاتيني او تناولهما القهوة في الشانزلزيه , فبادر (من طرف الميانة)  بتصوير جوازه الدبلوماسي ونشر صورته على الانترنت بعد ان وضع عليه بصماته اللغوية المثيرة للجدل والاعجاب لركاكتها المفرطة ولقربها من السنسكريتية خصوصا وانه قد ابدع تماما، حد الاعجاز، في كتابة كلمتي (اضطرارية، وموافقة) فكتبهما بطريقته العبقرية (اضطراريسة، وموافقسة) او هكذا خيل لي لدى قراءتي لهما، بل ربما كانت هاتان الكلمتان (شفرة امنية)، غير آبه بحرمة ومشاعر وخصوصية هذا الضيف الكبير الذي قطع آلاف الكيلومترات وحل بيننا في هذا الظرف العصيب ليعلن تضامنه الانساني والاخلاقي والسياسي معنا، فكان ذلك هو جزاؤه عوض ان نقابله بما يليق ليس بمكانته الاوربية والدولية وحسب وانما بما يليق بمبادرته تلك، لكن ذلك الموظف الحصيف والحريص على سمعة العراق والعراقيين اصر عبر محاولته (المزاح) مع الرئيس، على تفجير فضيحة مدوية هزت كل القيم والتقاليد والاعراف والمبادئ الدبلوماسية والاخلاقية معا، وكان يمكن ان تؤدي الى ازمة دبلوماسية وسياسية بين البلدين مما استحق معه عن جدارة وساما رفيعا بعد ان نجح بتلك القنبلة الفضيحة ان يضع اسم العراق على كل شفة ولسان وعلى صفحات التواصل الاجتماعي في كل مكان.
واذا ما اخذنا بالحسبان بقية الفضائح التي أزكمت الانوف بأنتن الروائح ومنها بل ربما في مقدمتها فضائع وفضائح مجرمي داعش الارهابي ومن بينها خطف الاطفال وسبي النساء وهدم دور العبادة وتهجير الاقليات والاستيلاء على دورهم وممتلكاتهم وقطع الرؤوس والارجل ورجم الفتيات وبيع النساء وطمس الآثار التاريخية، لغرقنا ببحر من الفضائح التي يندى لها جبين الانسانية خجلا، اما فضائح ابناء المسؤولين رفيعي المستوى، ومنها اقدام احدهم على ممارسة سلطات والده واصدار الاوامر عن طريق الموبايل وهو خارج البلاد بغلق الاجواء الوطنية بوجه احدى الطائرات المدنية بعد ان فاته اللحاق برحلتها وما تلا ذلك من تبريرات وتسويفات واعتذارات وربما تعويضات سخية للدولة المعنية مما وضع في حينها اسم بلادنا في مقدمات نشرات الاخبار العربية والاقليمية والدولية ربما كأول دولة يقودها ويتحكم بمصائرها ابناء المسؤولين، الامر الذي يشير الى اي مستوى من الرقي والنهوض والاعجاب الدولي وصلت اليه تجربتنا النائمة، عفوا النامية، التي لا تزال تنمو في جميع الاتجاهات لتغطي على كل التجارب والممارسات، لاسيما وان مجرد ابن مسؤول رفيع فيها بامكانه ان يمارس دور قوات امنية لثلاث وزارات مجتمعة فيقدم بمفرده وبكفاءته الخارقة الحارقة على القبض على المجرمين الدوليين الخطرين واستحصال اموال الدولة ووضع اليد على الاسلحة المختلفة غير المرخصة بعد ان فشلت كل القوى الامنية في ذلك، افلا تستحق مثل هذه النماذج تكريما رفيعا يليق بها بعد ان نجحت بابداعاتها المتفردة ان تجعل من البلاد مركزا للفضائح بأنتن الروائح ؟ 
 

196

     شـــــمعة اخـــــرى توقدهـــــا اذاعــــة الحيـــاة الجديــــدة
مسيرة حافلة بالجهد والابداع والعطاء الثقافي والاعلامـي
..............................................................




احتفلت اسرة اذاعة الحياة الجديدة يوم الاحد الرابع عشر من ايلول باطفاء الشمعه الخامسة وايقاد الشمعة السادسة من عمرها , فقد تاسست في مثل هذا اليوم من عام 1999 تزامنا مع احتفال الانسانية بعيد الصليب ’ تعبيرا عن استلهامها عبر ايدلوجيتها الثقافية والاعلامية والتربوية والاجتماعية قيم ومبادئ  السيرة الروحية العطرة للسيد المسيح القائمة على المحبة والتسامح والمغفرة والتضحية وقبول الاخر .
واقامت اسرة الاذاعة بالمناسبة حفلا بمقرها في عينكاوة استذكرت فيه محطات من مسيرة عطائها , حيث القى خلاله السيد ماهر عبد الاحد توفيق المدير العام لمؤسسة حياة المحبة , كلمة عبر البرنامج الخاص الذي كرس بالمناسبة اكد فيها على ان اهم ما في هذه المناسبة هو تزامنها مع حلول عيد الصليب رمز ايماننا وعلامة القدرة الالهية على تحويل الموت الى حياة رغم اننا نشهد في هذه الايام مفارقة عكسية تتمثل في قدرة الانسان على تحويل الحياة الى موت حيث بتنا نقف اليوم امام اكبر تحدي يمثله العجز البشري مقارنة مع القدرة الالهية .
واضاف السيد ماهر عبد الاحد, في مثل هذا اليوم قبل خمسة اعوام شاءت القدرة الالهية ان نشهد ولادة هذه الاذاعة الفتية التي استطاعت ان تستمر بجهود العديد من الاخوات والاخوة من الجنود المجهولين الذين لا يسعني ذكر اسمائهم الذين ساهموا في اصعب الظروف في اغناء مسيرة الراديو المسيحي الوحيد في المنطقة , وكانت صعوبة المسيرة تتجلى في سببين , اولهما محاولتنا البقاء كراديو مسيحي وليس ديني , وثانيهما البقاء كراديو مسيحي مسكوني يخدم الجميع محاولين ان نجعل في اطار ذلك اذاعتنا هذه اذاعة للجميع
واختتم السيد المدير العام لمؤسسة المحبة كلمته بالقول , لعل اصعب مهمة هي ان نخدم الجميع لا ان نرضي الجميع لان ذلك من الامور المستحيلة كما يقول مار بولص ان كنت ارضي الجميع فلست عبدا للمسيح , فالمسكونية بمفهومها  الحقيقي تعني الحفاظ على الارضية المشتركة بين الجميع وليس محاولة ارضاء الجميع .
من جانبه اضاء السيد مال اللــه فرج المشرف العام والمدير الاداري للاذاعة جوانب من مهامها وبرامجها حيث عمدت في سنتها الاخيرة الى احداث تمازج فكري وثقافي بهدف استقطاب جميع قطاعات المستمعين دون استثناء عبر انتهاجها لسياسة الانفتاح الجماهيري من خلال كم كبير من التنوع البرامجي الذي وسع من مديات المساحة السمعية لمختلف القطاعات الاجتماعية , فبادرنا بانتاج برامج خاصة حول حقوق الانسان واخرى حول الامثال الشعبية البغدادية والمصلاوية والحكايا المرتبطة بها والصحة والحياة والطب النفسي.
ويضيف السيد مال اللــه فرج المدير الاداري للاذاعة في استعراضه , كما حرصنا خلال دورتنا الاذاعية الحالية على ان نفرد مساحة واسعة للمرأة , وللاسرة والمجتمع بكل ما يتصل بها من اسرار السعادة الزوجية والمشاكل الاسرية واساليب التربية الحديثة واسلوب التعامل مع المراهقين وكيفية احتواء ازماتهم ولم نهمل ميناءا رقيقا وحيويا وشفافا ذلك هو ميناء المشاعر والاحاسيس الرومانسية بكل مافيه من قصص وحكايات شفيفة وقصائد رومانسية وخواطر وانثيالات انسانية , الى جانب التوقف في محطات الافرازات الدولية عبر برنامج خفيف وموضوعي هو العالم بلغة الارقام.
ويختتم السيد المشرف العام ايضاحاته قائلا : الى ذلك فانه لمما يثير فخرنا واعتزازنا بما قدمناه كان الاهتمام اليومي المركز الذي اوليناه لماساة اهلنا الذين هجرتهم العصابات الارهابية من الموصل واقضيتها ونواحيها عبر متابعتنا لقضاياهم اليومية واحتياجاتهم ووضع معاناتهم امام انظار الرأي العام ومطالبة المجتمع الدولي بتوفير احتياجاتهم واعادة حقوقهم وتلك احدى مهامنا التي نعتز بها وسنواصل عملية النهوض بها وفقا لامكاناتنا الاذاعية , واملنا بفريق عملنا المتواضع بعدده الكبير بعطائه ان نتمكن من استقطاب مساحات اوسع من مستمعينا الافاضل من كل مكان وعلى اختلاف ثقافاتهم وانتماءاتهم عبر فضاء اذاعتنا المفتوح ليكون فضاءا حيويا لتمازج الافكار والثقافات والمواقف ووجهات النظر عبر اسهامة اذاعية اعلامية وثقافية في عملية بناء مرتكزات عالم امن يرفل بالمحبة والسلام وقبول تالاخر ويحترم انسانية الانسان قبل كل شيئ.         
هذا ويمثل راديو الحياة الجديدة , واحة اثيرية مفتوحة على المدى تتيح لملايين المستمعين بمختلف قومياتهم واديانهم وطوائفهم وافكارهم واتجاهاتهم فضاءا حرا لتمازج الاراء والثقافات والافكار والاسهامات والمناقشات والحوارات ووجهات النظر باللغات العربية والكردية والسريانية
ويتواصل  , راديو الحياة الجديدة  مع مستمعيه على مدى (19) ساعة يوميا تمتد منذ السادسة صباحا وحتى الواحدة بعد منتصف الليل , وعبر مساحة استماع نصف قطرها (25) كم تغطي بحدود (3,5) مليون مستمع من خلال اسهامة فكرية واعلامية وثقافية رصينة ومنوعة تحتضن جميع الاطياف الانسانية وتعبرعنها في مسيرة الاسهام في اقامة مرتكزات عالم أمن يفيض محبة وسلاما واستقرارا
ويسهم راديو الحياة الجديدة في تعزيز ثقافة والتسامح والمحبة وقبول الاخر واقامة مجتمع الامن والسلام والاستقرار , عبر اشاعته لاجواء   الحوار والتعايش واحترام الاخر, عالم يحترم انسانية الانسان وخياراته بعيدا عن العنف والارهاب والتهميش والاقصاء والتفرد , وبما يعزز افاق الحريات العامة وقيم ومبادئ حقوق الانسان
كما ان رسالة راديو الحياة الجديدة وايدلوجيته الاعلامية والثقافية تمرعبر باقة عطرة من مختلف البرامج التربوية والثقافية والصحية والروحية والاجتماعية والقانونية والترفيهية والشعبية والاسرية والتراثية التي استطاعت ان تمد شبكة واسعة من التفاعل بينها وبين الاف المستمعين الذين هم رصيد الاذاعة وكنزها الحقيقي.
مبروك لاذاعة الحياة الجديدة احتفالها بايقاد شمعتها السادسة مع تمنياتها لها بمواصلة رسالتها الاعلامية والثقافية والتربوية بنجاح وابداع وتألق.





197
مشاكســـة

فيـــــــــروز   
   
وعندليبهـــــــا الكـــــــذاب

مال اللــــــه فـــــــــرج

Malalah_faraj @yahoo.com

مع قهوة الصباح المرة، ونشيج طفلة مهجرة ربما لم تتجاوز الخامسة من عمرها تتفجر من عينيها دموع مريرة وتسيل على خديها مثل نهرين من اللهب صارخة عبر مايكروفون احدى الفضائيات بصوت حمل كل وجع الغربة والاضطهاد والتشرد وجراحات الطفولة المعذبة، بوجه هذا العالم الذي لا يزال يغط في سباته العميق محاولة ايقاظه بنزف جرحها الطفولي الذي لن يندمل (اريد ان اعود الى بيتي في برطلة والعب مع صديقاتي) ،انثالت في الذاكرة صور متداخلة تقطر الما , للالاف من ابناء هذا الشعب المسالم المتسامح بجذوره الحضارية التي تضرب في اعماق هذه الارض منذ عشرات الالاف من السنين اذ يشع طيبة ويتوهج محبة، وينضح عطاء وابداعا وهم يفترشون باحات الكنائس والمدارس والنوادي والحدائق والارصفة بعد ان اقتلعتهم اعاصير الحقد والبغي والتخلف والانحطاط والهمجية من دورهم ومدنهم وقراهم ملقية بهم على قارعة الطرق، وكل ذنبهم انهم شعب رسول المغفرة والمحبة والتسامح الذي اضاء ظلمات العالم ودياجير النفس البشرية قبل اكثر من الفي عام وهو يؤسس لعالم من المحبة ونكران الذات والتضحية من اجل الاخرين والتعلق بقيم السماء ووصايا الرب وتعاليم الكتاب المقدس حيث يوصي السيد المسيح (احبب لاخيك ما تحبه لنفسك، من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، ليس كل من قال يارب يارب يدخل ملكوت السموات، بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزداد، ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه).
صور مأساوية، وقصص حزينة، وممارسات ارهابية وضيعة جبانة ربما تنأى الوحوش الضارية ذاتها عن اقترافها، تختزنها ذاكرة هؤلاء المهجرين المضطهدين الذين وجدوا انفسهم فجأة خارج سياقات حياتهم اليومية بعد ان القت بهم همجية حثالة المجرمين القادمين من اعماق عصور التخلف والهمجية على قارعة الزمن الرديء غرباء في ارضهم ومشردين في وطنهم اذ احتضنهم اقليم كوردستان، بينما نظراتهم القلقة المتوجعة حائرة بين اتجاهين، الوطن الذي ضاق بطيبتهم في زمن امسى زمنا للعنف والعهر والدم والموبقات واغتيال القيم والاخلاق بلا منازع، وبين بحر الغربة الهائج الذي يفتح ذراعيه لهم ليلتهم بدواماته العنيفة تاريخهم وجذورهم الحضارية وذكرياتهم وملاعب طفولتهم واقاصيص حبهم الرومانسية وحقول عرقهم وعطائهم ، وهم يتزاحمون متدافعين على بوابات دوائر الجوازات والهجرة والمنظمات الدولية والامم المتحدة بحثا عن اي قارب يلقي بهم في بحار الغربة حتى لو حملتهم امواجه الى مصير مجهول سيكون بكل المقاييس واقساها، ارحم من وحشية الارهابيين القادمين من ظلمات عصور الانحطاط والهمجية، ومن غدر بعض شركاء الوطن الاقربين الذين ماأن حلت الفاجعة بجيرانهم الذين قاسموهم افراحهم واحزانهم ورغيف الخبز وحكايات المساء وتحيات الصباح وكانوا لهم بلسما للجراح، حتى كشروا عن مخالبهم وانيابهم بدلاً من ان يبادروا الى حمايتهم والدفاع عنهم واحتضانهم وإذ بهم يتسابقون لنهب دورهم وتقاسم املاك اولئك المهجرين المساكين دون وازع من اخلاق او ضمير ليكشفوا بذلك عن خسة ووضاعة معدنهم الصدئ الرديء.
في خضم ذلك فان هذه الجريمة الدنيئة التي هزت الضمير الانساني بعنف لخستها ووحشيتها ودناءة مرتكبيها تستلزم من جميع المنظمات والهيئات والمؤسسات المعنية وفي مقدمتها منظمات الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان والمسؤولين عن تطبيق القانون الدولي العام وميثاق الامم المتحدة وحماية الامن والسلم الدوليين، المبادرة الى تشكيل لجنة دولية مركزية للالتقاء بهؤلاء النازحين المضطهدين والاستماع الى معاناتهم وتسجيل وتوثيق تفاصيل قصص وصور وحكايات الاعتداءات والاضطهادات والعنف والتنكيل وحيثيات الجرائم الوحشية التي تعرضوا لها والتي يندى لها جبين الانسانية خجلا لوضاعتها وقذارة اساليبها ومن اجل ان تبقى هذه القصص والحكايات شهادات حق وادانة ضد مقترفيها ووصمة عار ابدية تتناقل تفاصيل خزيها وخزي مرتكبيها الاجيال عبر التاريخ، فضلا عن كونها وثائق الادانة الاساسية الحيوية امام محكمة الجزاء الدولية التي يجب ان تلاحق كل من فكر وخطط ودعم وموّل وسهل واقترف جريمة العصر هذه.
مع قهوة الصباح المرة، ونشيج طفلة نزفت وجعها امام الانسانية، وصور المهجرين المتداخلة في الذاكرة، ينساب صوت فيروز يسوق لنا حلما كاذبا واملا من وهم ورجاء من خيال وهو يحاول عبثا تخدير ذاكرتنا المثقوبة بنزيف الغربة (سنرجع يوما الى حينا ... ونغرق في دافئات المنى ... سنرجع مهما يمر الزمان .... وتنأى المسافات ما بيننا).
ويبدو ان عندليب فيروز قد خانها وكذب عليها وخذلها وهو يهمس لها عبر شدوه الصباحي منذ عقود وعقود (سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى ... بان البلابل لما تزل هناك تعيش باشعارنا ... وما زال بين تلال الحنين وناس الحنين مكان لنا).
 
فهل سيبقى للبعض منا بعد كل ماجرى وكان اي ثقة ومكان بجانب من غدر ونهب وخان ... ام سنبقى ضائعين في لجة الزمان نتنسم على البعد ضوع ذكريات الاوطان .. ونخّدر انفسنا بوعود عندليب فيروز التي لا تتحقق ونحن نغرق بالوهم معها ونردد سراب امنيتها (سنرجع يوما الى حينا ونغرق في دافئات المنى .. سنرجع مهما يمر الزمان) وسيمر الزمان ... وستنسانا وستنسى كل ماكان منظمات ولجان وهيئات ومؤسسات الدفاع عن حقوق الانسان .
 

198
 
مشاكسة
وصمــــة عـــــــــــــار

مال اللـــــــه فــــرج

Malalah_faraj@yahoo.com

أحدثت مشاهد التهجير والدماء والرؤوس المقطوعة واطلاق الرصاص على الاسرى المقيدين ورجم الفتيات حتى الموت في الساحات العامة وانتزاع الاطفال من احضان امهاتهم وصلب الشباب واختطاف النساء وسبيهن وعرضهن للبيع كأية سلعة رخيصة من قبل ارهابيي تنظيم داعش احدثت هزة عنيفة في المجتمع الدولي وجرحا راعفا ينزف عميقا في الذاكرة الانسانية التي لم تختزن عبر مسيرتها التاريخية الطويلة مثل هذا التردي الاخلاقي الذي شكل تحديا لكل القيم والمشاعر والحرمات والاخلاق والاحاسيس الانسانية وللحريات العامة والشخصية ولمبادئ حقوق الانسان، ليتحول الى اكبر وصمة خزي وعار ترسم اعمق علامات الانحطاط فوق جبين كل الارهابيين والقتلة الذين استباحوا الانسان، سواء من الذين اقترفوا هذه الجرائم القبيحة المنكرة التي تشكل خرقا وتحديا واهانة لكل القيم السماوية، اوفوق جبين كل من مولهم وساعدهم ودعمهم وساندهم او من حاول تبرير جرائمهم، مما يتطلب بالمقابل موقفا دوليا موحدا لاقتلاع هذه الاشواك الطفيلية السامة من جذورها قبل ان تستفحل لتتحول الى وباء حقيقي يحاصر الانسانية في كل مكان.
 وحتى لا تكون اتهاماتنا تجنيا وادعاءات ربما تابى انسانية البعض المرهفة وموضوعيته تصديقها، نتوقف في بعض محطات الممارسات والانتهاكات الاجرامية الفعلية التي تناقلتها اجهزة الاعلام والمنظمات الحقوقية والمؤسسات القانونية فضلا عن مراكز صنع القرار الدولي لتكون شهادات حية ووثائق ادانة حيوية لمسيرة ملطخة بالدم والخزي والعار.
ــــــ 1 ــــــ

يقول المواطن (حبيب أيوب 75 عاما) الذي لم يكن له في الحياة الا ابنته الوحيدة وهو ينشج بالم: (كانت ابنتي ريتا المتزوجة منذ سنوات تعيش في تركيا، لكنها عادت قبل مدة إلى العراق لتأخذني معها، وصادفت عودتها مع سيطرة (داعش) على الحمدانية، لذا هربنا إلى الموصل ولجأنا إلى بيت أحد الأصدقاء الموصليين المسلمين، واختبأنا لديه أربعة أيام، إلى حين أن يجد دارا لنا وسط المسلمين، لكنه لم يجده فعدنا إلى الحمدانية). وتابع أيوب: (بعد سيطرته على قرقوش مركز الحمدانية، طالب (داعش) عن طريق مكبرات الصوت كل من تبقى من المسيحيين التوجه إلى مسجد قرقوش القريب منا، وإلا سيتم ذبحه، على الرغم من أن الباقين كانوا من المسنين والمرضى، وأكثرنا لا يستطيع المشي، أبلغناهم أننا مرضى وعجزة لا يمكننا أن نأتي فهددونا بالذبح، ثم حملونا في عربات ورمونا عند باب المسجد. ابنتي، ريتا، البالغة من العمر 30 سنة رافقتني إلى المسجد، حيث انتزعوها مني عنوة رغم صراخها ورعبها وتمسكها بي بقوة. ترجيتهم كثيرا وقلت لهم إنها متزوجة وليس لي في الحياة سواها لكن لا جدوى، أخذوها عنوة، ثم سلبوا كل ما لدي من مال ومصوغات ذهبية، وأخذوا جوازي سفرنا وشهادتي الجنسية وكل ما نملك من وثائق. لا أعرف أين ابنتي؟ القس أبلغني أنهم سيبحثون عنها، لكن أين سيبحثون. فقدت ابنتي ولن أراها ثانية، أنا لا أريد أي شيء أعيدوا لي ابنتي فقط).
ــــــ 2 ــــــ

أقدم احد النازحين الايزديين من سنجار على الانتحار في إحدى مخيمات النازحين في منطقة (الديربون). حيث اطلق الشاب (نائف قاسم خلف وهو شاب عشريني متزوج وله طفلة) النار على نفسه من بندقيته، داخل أحد المخيمات المخصصة للاجئين الايزديين صباح يوم 30/آب.. بعد ان فقد اثنين من شقيقاته (خطفا) خلال اقتحام مسلحي داعش لقريتهم مطلع الشهر الماضي.
ــــــ 3 ــــــ

اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم (داعش) قام ببيع نحو 300 امرأة ايزيدية مقابل مبلغ ألف دولار للفتاة الواحدة.
وقال المرصد في تقرير نشر على موقعه الرسمي، إن التنظيم (وزع على عناصره في سوريا، خلال الأيام والأسابيع الفائتة، نحو 300 فتاة وسيدة من أتباع الديانة الأيزيدية، ممن اختطفن في العراق قبل عدة أسابيع، وذلك على أساس أنهن سبايا من غنائم الحرب وفي عدة حالات وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان).
ــــــ 4 ــــــ

تناقلت مواقع إعلامية للمعارضة السورية،، صورة لشابة سورية تدعى (فطوم الجاسم)، ذاكرة أنّ عناصر من تنظيم دولة العراق والشام (داعش) نفذت فيها حدّ (الرجم حتى الموت) لأنها تملك حساباً على موقع الـ(فيسبوك).
 واصدر القاضي الشرعي (لداعش) حكما ضدها (بالرجم حتى الموت)، نظرًا لأن الهيئة الشرعية ترى أن الـ(فيسبوك) والتعامل معه، هو نفس (جرم الزنا)، وفقاً لما ذكرته المصادر.
ــــــ 5 ــــــ

 قام تنظيم داعش، بإعدام 10 أشخاص، بينهم طفلان في مدينة الرقة في دوار النعيم ودوار تل أبيض، وصلب اثنين منهم في دوار النعيم في المدينة.
ــــــ 6 ــــــ

في أبشع صور للعنف الدموي، الذي تشهده سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات، أظهرت مقاطع فيديو، عناصر مليشيات (تنظيم الدولة الإسلامية) وهم يحملون رؤوس ضحاياهم بعد جز أعناقهم، في حين اتهم (الائتلاف) السوري التنظيم الدموي بذبح قرابة 41 من عناصر (الجيش الحر)، أول أيام عيد الفطر، ويبدو ان هؤلاء (الجهاديين) كما يسمون انفسهم احتفلوا باطلالة العيد على طريقتهم بهذه المجزرة بدل الصلاة والاستغفار وطلب الرحمة من رب العالمين.
ــــــ 7 ــــــ

 طالبت المئات من الشخصيات الاعلامية والثقافية والبرلمانية والحقوقية والعلمية والفنية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان والجمعيات والمنظمات القانونية والخيرية من مختلف انحاء العالم، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري السريع لتحرير (2470) امرأة، إيزيدية، مفقودات ومختطفات من قبل عصابات داعش الارهابية، محذرة من الخطر الكبير الذي تتعرض له تلك النساء بأيدي من يدعون انفسهم (بالجهاديين) الذين يتعاملون معهن كعبيد وسبايا للبيع.

 نضع ذلك كله بامانة امام المجتمع الدولي ليقول كلمته... وعسى ان لاتطول اغفاءته.
 

199
مشاكســــة
اتقـــــوا الطاعـــــــون
ايهــــــــا الصامتـــــون

.............................
   
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

مثلما اجتاح وباء الطاعون الاسود اوربا بين عامي 1347 و 1352  بقوة وشراسة وتسبب آنذاك بوفاة ثلث سكان القارة الاوربية ليكون التحدي الاكبر والاخطر والاشد فتكا بالانسانية خلال تلك المرحلة مما دعا المواكبين لذلك الوباء الذين عايشوا أخطاره وتلمسوا امتداداته تسميته بالموت الاسود او بالموت العظيم، هكذا تصاعد وامتد وانقسم وتشعب الطاعون الارهابي الذي اجتاح الموصل وبقية المدن الاخرى سواء في سهل نينوى أم في بقية المناطق الوسطى والغربية من البلاد عبر الانقسامات الاميبية السريعة لخلايا داعش (الطاعونية) الارهابية التي لم تجد خلال اندفاعها السريع وامتداداتها وتمددها على جغرافية البلاد سدودا ولاسواتر ولاموانع لايقاف زحفها الا سد القوى الامنية لاقليم كوردستان وفي مقدمتها قوات البيشمركة في وقت لم تخف فيه هذه القوى الارهابية ومرتزقتها القادمون من اعماق دياجير التخلف والحقد والهمجية في باكستان والشيشان وافغانستان وبقية البلدان اهداف ستراتيجيتها القائمة على الاحتكام للسيف وقطع الرقاب لفرض هيمنتها الارهابية الدموية على المنطقة متوجة ذلك بأبشع الجرائم التي هزت الضمير الانساني بعنف وفي مقدمتها وضع المكونات القومية والدينية  والطائفية بين حد السيف أو تغيير انتماءاتها الدينية قسرا، فضلا عن جرائم التهجير والقتل والاغتصاب واستباحة كرامة وشرف النساء واعراضهن وبيعهن رقيقاً في اسواق النخاسة وسرقة الممتلكات العامة والشخصية وقطع الرؤوس والايدي والارجل واختطاف الاطفال من احضان امهاتهم والاستيلاء على الوثائق الشخصية للمواطنين وعلى ادويتهم الخاصة الى جانب المقابر الجماعية للاسرى.
 بيد ان من العجيب والغريب بل والمريب والمثير للحيرة وللاستهجان ذلك الصمت الاقليمي والعربي المطبق تجاه وباء الطاعون الارهابي هذا الذي لن يستثن احدا وفقا لستراتيجيته المعلنة، ولعل من الغريب ايضا ان تقطع الولايات المتحدة ودول اوربية عشرات الالاف من الاميال لتقف الى جانب الاقليم الذي شكل ويشكل فعليا بوابة الدفاع الستراتيجية وخط المواجهة الملتهب الاول ضد هذا السرطان الدموي الخطير دفاعا عن المنطقة والعالم، ما عدا بعض كلمات المجاملة وعبارات الدعم التي اطلقها البعض على استحياء من هنا وهناك والكل يعلم ان كوردستان امست السد الدفاعي الحقيقي الذي تحمل ويتحمل ضغط القوى الارهابية ويصد هجماتها دفاعا عن امن وسلام الانسانية جمعاء.
ان خطورة هذه الحرب الارهابية التي لا تقف امتداداتها ازاء حدود معينة ولا تستثني حرائقها احدا كانت ولا تزال تفترض جهدا اقليميا وعربيا ودوليا موحدا لدعم الاقليم بكل الطاقات والامكانات المادية والتسليحية والمعنوية فضلا عن المساعدات الانسانية بما يمكنه من الصمود بوجه هذه الحرب الشرسة التي يأمل مجرموها تحويلها الى حرب عالمية ضد كل الشعوب وضد كل القيم الانسانية والحضارية والاجتماعية والدينية من اجل ان يسود الارهاب والتخلف واستباحة معتقدات الانسان وكرامته وخياراته وشرفه واستعباده في كل مكان.
ان هذا الخطر المحدق الذي يكاد ان يفتح الابواب واسعة امام ما يشبه الحرب الكونية الثالثة يجب ان يمسك بتلابيب المجتمع الانساني ويهزه  بعنف ليتحمل مسؤوليته في اقامة حشد دولي قادر على التصدي لهذا الوباء عبر الوقوف الى جانب اقليم كوردستان الذي اثبت على الدوام بانه الحاضنة الانسانية لكل القوميات والاديان والطوائف ووطن المحبة والتعايش والسلام لاطفاء حرائق هذه الحرب الارهابية القذرة قبل ان يتصاعد لهيبها وقبل ان يفلت زمام السيطرة عليها من بين أيدي المعنيين لاسيما وان كل جرائم القتل والدمار والتخريب والهدم والسرقة والارهاب والابادة الجماعية متاحة في الستراتيجية الدموية لهذه العصابات الارهابية، وعندها فان هذه الحرائق لن تستثني احدا وسيعلم الصامتون والمترددون الى اي مصير قاتم سوف يدفعون.
واخيرا.. مجدا وعزا لك يا اقليم كوردستان وانت تدافع عن حياة وشرف وكرامة وانسانية الانسان بمنتهى الصلابة والمبدئية والايمان ضد الظلم والارهاب والاثم والطغيان.
ويا ايها الصامتون.. اتقوا الطاعون
 

200
مشاكســــــة
أحلــــــم
بحكومـــــــات فاســــــدة
مال اللــــــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من العجائب والغرائب والطرائف واللطائف والفواجع والمواجع، ذلك التناقض الواضح الفاضح بين الوعود والشعارات وبين النتائج والانجازات وبين الاقوال والافعال في معظم دول العالم لاسيما في تلك الدول اللاهية والغافية والمسروقة والمحروقة والمتسولة والمتوسلة، حتى اختلط الحابل بالنابل والاخضر باليابس وضاع في خضم المقدر والمكتوب الخيط والعصفور.
 فمنذ ان بدأ وعينا يتشكل وتعرفنا على مواطئ اقدامنا وتلمسنا عن قرب واقعنا ونحن نسمع من جميع الحكومات والملوك والرؤساء والسياسيين والوزراء والبرلمانيين والمسؤولين عامة في مختلف الدول الى برامج طموحة وخطط كبيرة ومخططات غير مسبوقة لبناء الانسان ولتوفير ارفع الخدمات ولاقامة المرتكزات لأروع حياة وللتوزيع العادل للثروات، وما ان تمر السنوات وتنتهي الدورات الحكومية او البرلمانية حتى تفاجأ الشعوب بالعجز المالي وبضياع عشرات وربما المئات من المليارات وبالفساد وتراجع الخدمات على الرغم من ان المسؤولين هنا وهناك هم من أرفع النزهاء وأروع الامناء وأفضل الاكفاء، فأين العلل وما هو الخلل؟ خصوصا وان الجميع عبر ويعبر في تلك الدول عن احترامه للقانون وتمسكه بالقانون وحرصه على التطبيق العادل للقانون وربما يطلق على حكومته او نفسه او دولته تسمية القانون شاء أم أبى الفاسدون.
ففي احدى تلك الدول الديمقراطية الدستورية البرلمانية التي تتخذ اعلى الاجراءات وارفع الضمانات للحفاظ على النزاهة ومحاربة الفساد والفاسدين والرشى والمرتشين ادعى احد البرلمانيين، ان مكتب احد المسؤولين الذي يضم (63) من الموظفين تبلغ مخصصاتهم السنوية (55) مليارا و(191) مليون دينار اي ان الراتب السنوي (المتواضع) لكل واحد منهم ان تم توزيع ذلك المبلغ عليهم بالتساوي بغض النظر عن درجاتهم الوظيفية سيكون  بحدود (876) مليون دينار سنويا ، اي ان الراتب الشهري لكل منهم سيكون اكثر من (73) مليون دينار (فقـــــط) يتقاضونه  بمنتهى النزاهة والكفاءة،  عندها حسدت ذلك الشعب المرفه السعيد على رواتب موظفيه المليونية وعلى مستوى معيشته الخرافية تلك ان كان راتب الموظف بمثل هذا المستوى فبوسعه ان يعيش دون عناء بمستوى حياة الملوك والرؤساء،  لكن عندما عدت الى الوقائع دهشت لمرارة الفواجع , حيث فوجئت بان نسبة الفقر في ذلك البلد الغني الذي بامكانه ان يوفر اكثر من (73) مليون دينار كراتب شهري لموظف من موظفيه تبلغ اكثر من (20%) وان هنالك سبعة ملايين مواطن هنالك يعيشون تحت مستوى خط الفقر وان راتب هذا الموظف المحظوظ الذي ربما يمتلك خبرات فضائية خارقة لا يمتلكها سواه يساوي مجموع الرواتب التقاعدية لــ(292) متقاعدا خدم الدولة كل منهم  لعشرات السنين (ليتمتع)  بعد ذلك براتب تقاعدي قدره ربع مليون دينار وان بامكان كل موظف من اولئك الموظفين (الفضائيين المحظوظين ) شراء اربع دور سكنية برواتبه السنوية في وقت تعيش فيه عشرات العوائل المعدمة المنكوبة في عشوائيات تضم اكواخ الطين والصفيح , فما اروع   مثل هذه (العدالة ) وما ارقى مثل هذا (الانصاف) وما اجمل مثل هذه (المساواة)  ان كانت معلومات ووثائق وارقام ذلك البرلماني صحيحة ودقيقة وحقيقة.
 الى ذلك سبق وان تم  في دولة (ديمقراطية) اخرى العثور في وزارة التربية فيها على ممارسة تربوية فريدة مجيدة تتمثل في اكتشاف (ثروة) من اوامر التعيين المزورة تبلغ احتياطياتها المعلنة ثلاثة آلاف موظف، وفي دولة (برلمانية) اخرى ادعت لجان النزاهة قبل سنوات اكتشافها لـــ (155) كاميرا مراقبة غير اصلية من مجموع (177) كاميرا تم استيرادها من شركة معروفة بمبلغ متواضع لا يتجاوز الخمسة مليارات دينار.
وفي واحدة من هذه الدول النفطية التي لا تزال تغط في الظلام جراء اصابة منظومتها الكهربائية بالشلل التام بفعل فساد ولصوصية اللئام اكد عضو برلماني مستقل ان ما تم صرفه على الكهرباء المصابة بالكساح والعاجزة عن توفير الاضاءة والانشراح تجاوز الــ (30) مليار دولار وهذا المبلغ اكبر من الموازنة السنوية العامة الشاملة ربما لثلاث دول من مجموعة الدول النائمة والغائمة في ظل تنامي واتساع نشاط المافيات الفسادية التي تواصل في تلك الدول انشطتها ( الوطنية ) باغطية حكومية وسياسية لاسيما وان جهود السرقة والمصالح والمغانم والحصص والمكاسب الشخصية والعمولات والعقود الوهمية والاختلاسات والسرقات اسرع واكبر بكثير من جهود التنمية والاصلاحات .
وفي دولة اخرى تتجاوز موازنتها السنوية مجموع الموازنات السنوية لاربع دول من منظومة الدول الشرق اوسطية وبالرغم من نزاهة وموضوعية وشفافية وحكمة وعدالة ودقة المسؤولين والبرلمانيين والسياسيين والوزراء والخبراء والمستشارين والمراقبين والمتابعين والمحللين واللجان البرلمانية والحكومية والرقابية والتدقيقية والقضائية، بيد ان كل هذه القطاعات فشلت رغم نزاهتها وموضوعيتها وشفافيتها وحكمتها وعدالتها ودقتها وتطبيقها للقانون مثل حد السيف على المسؤولين قبل المعدمين وعلى الوزراء قبل الفقراء وعلى الاقوياء قبل الضعفاء في تقديم الخدمات وفي حل المعضلات وفي تنفيذ الوعود والشعارات.
 قال لي زميل تونسي كنت اتحاور معه عبر الفيس بوك حول هذه الاشكاليات إن هذه الشعوب التي جربت (فضائــــــل) حكوماتها النظيفة الشفيفة وعايشت وطنيتها واخلاصها ونزاهتها ولم تفلح في التخلص من ازماتها وفشلت فشلا ذريعا ومريعا في وضع هواء وعود تلك الحكومات وشعاراتها في شباك امنياتها المتواضعة ربما باتت تحلم باقالة الحكومات النظيفة العفيفة وتشكيل حكومات فاسدة بدلاً عنها لعلها تفلح في تحقيق ما عجزت عنه الحكومات النزيهة.
واضاف: لذلك فانني احلم بحكومات فاسدة فربما تنجح هذه الحكومات الفاسدة في الاحتكام إلى 1% من ضمائرها الفاسدة وتخجل من انفسها وتعمد الى تخفيض فسادها ولو بنسبة 10% عندها، ربما تكتفي بسرقة 90% من ميزانيات دولها وتوظيف 10% لخدمة شعوبها فما الذي سوف يتحقق اذا حدث ذلك فعلا ؟
خلال سنة، سوف تتقلص البطالة في هذه الدول بنسة 10% والخدمات سوف تتقدم 10% وتعيين ابناء المسؤولين سوف يتقلص 10% والامن سوف يتحسن 10% والجياع سوف يشبع منهم 10% وخريجو الجامعات العاطلون سوف يجد 10% منهم فرص عمل كل عام وعلى مدى عشرة اعوام سوف تتحقق على ايدي الفاسدين ما مجموعه 100% من جميع الخطط والبرامج والاحلام.
وعلى كل الحكومات النزيهة السلام!
 
 
 

201
مشاكســـة
انهــــــــــــم يذبحوننـــــــــــــــا
فهــــل نسينــــــا العالـــــــــــم
........................................
مال اللـــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
..................................
لم اكن اريد الذهاب , لكنني ذهبت , ولم اكن اريد زيادة بحر الامي المتلاطم والعميق القرار بالام اضافية , لكنني فعلت , ولم اكن اريد ان اعمق احزاني الكبيرة باحزان اخرى مريرة , لكنني مضيت قدما وصعقت , ولم اكن اريد ان اذرف دمعة تخدش رجولتي المكابرة , لكنني رغم مكابرتي وصمتي بالنشيج غرقت, ومع تلمسي لجوانب من فضاعة الوقائع والاحداث المأساوية لشعبي المسيحي اشعر بانني اليوم , الف الف مرة قد ذبحت.
ففي زيارة مع زميلين عزيزين, ( فائز وشوكت ) من مؤسسة حياة المحبة العالمية , رافقتهما خلالها لمعايشة اوضاع قسم من اهلنا النازحين الهاربين من حرب الابادة التي اشعل فتيلها مغول العصر القادمين من عمق دياجير الانحطاط والجريمة والهمجية في الموصل والمدن المحيطة بها في سهل نينوى وتوزيع بعض المساعدات الغذائية المتواضعة عليهم , ترسم الوجوه المتعبة للالاف من المسنين والمرضى من جموع الرجال والنساء والاطفال الذين تقطعت بهم السبل وضاقت امامهم الحياة وتجهمت الدنيا بوجوههم فتجمعوا داخل كنيسة مارت شموني وحواليها وهم يبحثون عن ظل شجرة او عن جدار متهالك او عن سطح مركبة او عن بقايا خيمة ممزقة وعن اي ملاذ اتقاءا للهيب الشمس الذي لا يرحم وعن وجبة طعام متواضعة تسكت صرخات معداتهم الخاوية وعن رشفة مياه قد تطفي شيئا من لهيب الضمأ لوحة ماساوية لأعمق معاني وافرازات المعاناة الانسانية وهم يتساءلون عن المصير المجهول الذي ينتظرهم وعن الضمير الانساني الذي لا يزال غائبا عن معاناتهم بعد ان عمد (فرسان) الحقد والهمجية الى تشريدهم واغتصاب دورهم وممتلكاتهم  واموالهم وحتى ادويتهم الخاصة واوراقهم الثبوتية وهم يخيرونهم ( بمنتهى العدل والاتصاف والفروسية ) بين حد السيف او تغيير معتقداتهم الدينية في هذا الزمن بالذات زمن الحقوق الانسانية والحريات العامة.
فاي حقد واية همجية بل اي استهتار هذا بكل القيم السماوية والانسانية والاخلاقية وحيثيات وبنود القانون الدولي, ان يطرق ابواب بيتك وفي وطنك الذي تمتد جذورك فيه الأف السنين حثالة الجهل والانحطاط والتخلف من اعداء الانسان القادمين من افغانستان او باكستان او الشيشان او من بقية البلدان ليقتلعونك عنوة من وطنك ومن جذورك ومن انتمائك ومن ارضك ومن بيتك ومن ذكرياتك ومن ملاعب صباك وشبابك وليفرضوا عليك تخلفهم وعقدهم وهمجيتهم , متجاوزين  كل الشرائع السماوية والقيم الاجتماعية والمبادئ الانسانية والاحكام القانونية والدستورية الحضارية ليفرضوا احكامهم المزاجية الارهابية التي تتيح لهم اشباع ساديتهم الدموية بجز الرؤوس وقطع الايدي والارجل وسبي النساء وسرقة الاموال العامة والشخصية وهدم التراث والشواخص والشواهد الحضارية والرموز الروحية وفي مقدمتها المساجد الكنائس واحراق الكتب والمراجع التاريخية والاخطر من هذا كله , ادعاءاتهم التي تثير الاستهجان والسخرية والادانة والاستنكار معا بان مجمل جرائمهم الدموية هذه انما هي تنفيذ لارادة الله , فحاشا لله العادل الحق الرحمن الرحيم المسامح الغفور القدوس الكريم ان يتحدث باسمه حفنة من الارهابيين الدمويين القتلة من اعداء الانسانية والقيم والدين ليجعلونك لاجئا في وطنك وغريبا في موطن ابائك واجدادك.
في رحلة ماساوية كفيلة ان تجعل صخور الجبال تتفتت الما وحسرة وحزنا وهي تتلمس واحدة من اعمق عذابات الانسانية بين صرخة رضيع جائع ودموع ام وجدت فجأة نفسها واطفالها على قارعة التشرد ونشيج رجل عاجز عن ان يوفر لعائلته سقفا يحميهم او وجبة طعام تسد رمقهم بعد ان اجبرتهم وحوش هذا الزمن الردئ المسعورة على ترك كل ما يمتلكونه وراءهم , تبرز الكثير الكثير من الاسئلة حول الجهة المسؤولة عن انصاف هؤلاء الضحايا المشردين العطاشى الجياع المتعبين الذين لا يدرون اي مستقبل مجهول ينتظرهم ولا كيف سيتدبرون يومهم وغدهم والذين لا ذنب لهم ليكونوا ضحايا موجة العنف والارهاب والهمجية هذه الا كونهم من اصحاب هذا الوطن وجذوره وبناة نهضته وحملة رسالة المحبة والتسامح والتعايش واصحاب قيم رفيعة ورواد حضارته العريقة , وحول مسؤولية الحكومة المركزية والبرلمان المباشرة عن هذا الشعب المعذب الذي بات يحمل صليب احزانه وعذاباته على ظهره الذي ادمته مواقف الغدر والحقد والتشفي كما حمل السيد المسيح صليبه قبل اكثر من الفي عام على ظهره من اجل خلاص البشرية.
الحضور الحكومي الرسمي والمؤسساتي غائبا كان , والمساعدات الرسمية غائبة , الاعلام الذي يجب ان يضع هذه الماساة الانسانية بكل جراحاتها امام الراي العام العالمي كسيح وشبه غائب , وجبات الطعام المنتظمة والمياه غائبة او متواضعة , المخيمات قليلة , ومنظمات الاغاثة المختلفة غائبة او معدودة, الجهد الانساني الموحد للاغاثة غائب , ممثلوا هذا الشعب المسكين غائبون.
 ما يستحق الاشارة والاشادة مبادرات بعض المنظمات الانسانية في تقديم بعض وجبات الطعام والمياه بشكل مزاجي دون الاتفاق على برنامج مركزي للاغاثة , وحضور بعض رجال الدين والمسؤولين ومبادرة بعضهم بالتعاون مع بلدية عينكاوة لاقامة  مخيم هنا واخر هناك وتبرع اخرين لشراء خيم ومعدات والموقف الانساني الرائع لسكان عينكاوة الاصلاء وبقية الجهات , وكان الاولى تشكيل جهة اشراف مركزية من مختلف الجهات والمنظمات لتنظيم عملية توفير محلات ومخيمات الاقامة ووجبات الطعام والأهم تحديد اتجاهات مصيرهم ومستقبلهم وتنظيم الفعاليات الاعلامية لنقل جوانب من عملية جريمة الابادة الجماعية هذه الى العالم اجمع , ودعوة مجلس النواب العراقي تجسيد تمثيله لهذا الشعب بالقدوم الى كردستان وعقد جلسة طارئة له هنا في اربيل بين المهجرين والمضطهدين المسيحيين ليشعرهم بانه بينهم وبالتضامن الفعلي الحقيقي معهم وليتلمس عن قرب معاناتهم وليعيش ولو لساعة واحدة  جوانب من مأساتهم ومصاعبهم واحتياجاتهم , لكن يبدو للاسف الشديد ان شعبنا المنكوب المضطهد يقبع في واد وبعض ممثليه في واد اخر, في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى توحيد صفوفنا وتمازج خبراتنا وتفاعل امكاناتنا والى جهد علمي واعلامي خبراتي فعال وكفئ قادر على ان يطلق صوتنا عاليا مدويا وان ينقل تفاصيل جريمة الابادة الجماعية هذه الى اقصى زاوية في الكرة الارضية وان يهز بها بقوة وعنف الضمير الانساني ويحولها الى زلزال يهز الرأي العام ويوقظه من سباته ويضعه وجها لوجه امام مسؤولياته القانونية والاخلاقية والانسانية من اجل ضمان حقوق شعبنا اولا ومن ثم من اجل ان تتحول هذه الجريمة الماساة الى وصمة خزي وعار ابديين على جبين الوجوه الكالحة النجسة لكل من اقترفها ومولها ودعمها وشارك بها وضمان ملاحقته قضائيا ووضعه امام محكمة العدل الدولية  , وربما امسى شعبنا المسيحي وهو داخل دوامة هذه المأساة بحاجة الى ممثل بشجاعة ومبدئية وصلابة البرلمانية الاصيلة (فيـــان دخيـــل) لوضع قضية شعبنا امام الرأي العام.
قالت لي امرأة من بين النازحين وهي تحمل رضيعها بين احضانها وعيناها مغرورقتان بالدمع الحزين (اننــا نذبــح .. لقــد فقدنـــا كــل شــيئ .. ما هـــو مصيرنـــا ؟؟؟ هـــل نسينـــــــا العالــــم ؟؟؟)
لا املك الا ان اكرر معها تلك التساؤلات المشروعة واضعها امام المعنيين الحكوميين والسياسيين والبرلمانيين ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان في الداخل , وامام الرأي العام العالمي , وامام الانسانية جمعاء في الخارج:
(  اننـــــا نذبــــح .. فهـــــل نســــينا العالــــــم ؟؟؟ ) . 

202
 
مشاكســة

ســــقوط الحضــــارة
مال اللـــــه فـــرج 
Malalah_faraj@yahoo.com

 
اهتزت احدى ابرز قلاع الحضارة وكنوز التاريخ وموطن القيم الروحية بعنف وخناجر الظلاميين تطعن خاصرتها غدرا ووحشية لتهز العالم معها بقوة وهي واقفة رغم عاصفة الحقد والكراهية التي هبت عليها بروائحها النتنة تأبى السقوط او الانحناء رغم نزفها لخيرة ابنائها البررة وسيوف القتلة من حثالة الهمج واللصوص وقطاع الطرق القادمين من مزابل العهر الظلامي تحز رقبتها وتطرد سكانها الاصليين الذين كان لاجدادهم شرف وضع اللبنات الاولى لمدينة كانت قلعة شامخة من قلاع التاريخ القديم والحديث وصانعة ابرز مآثره لتمسي بحد ذاتها تاريخا بعينه وهي تفاخر الدنيا بقلاعها وآثارها وبكنائسها واديرتها وبمعابدها وجوامعها ومآذنها ونواقيسها.
 واذ بالموصل الحدباء  تمسي في غفلة من الزمن وبعد ان تكالب عليها الشاذون والمنحرفون والساقطون وسماسرة السياسة رهينة بايدي حفنة من الظلاميين مصاصي الدماء وهم يستبيحون خصوصيتها وينتهكون كرامتها ويهدمون حضارتها ويشوهون تاريخها ويفتحون ابوابها امام الغزو الهمجي من قطاع الطرق وقاطعي الرؤوس القادمين من مزابل الشيشان وافغانستان وباكستان المتعطشين للدماء ليمتصوا دماء ابنائها وليفرضوا ايدلوجيات تخلفهم وبلادتهم وعقدهم وساديتهم على احفاد الحضارة والتاريخ وليجعلوا من هذه المدينة، التي كانت ومذ ان وضع الانسان اول لبنة على اديمها تفاخر الدنيا بربيعها الدائم، كومة من المأساة مجللة بالسواد الذي يجسد حلكة اعماق القتلة التي يتمازج فيها الدم بالحقد بالبغض بالانتقام بالكراهية بالسادية تجاه الآخرين ومنعهم من ممارسة حقوقهم الحياتية والاجتماعية والروحية بغية التنفيس عن عقدهم المركبة وخواء نفوسهم البليدة وتخلفهم العقلي وهم يتوهمون انهم وبسيوف الغدر والهمجية المشرعة في ايديهم قادرون على ايقاف نبض الحياة واعادة طلاء الكرة الارضية بلون حقدهم الاسود.
آه ايتها الموصل، لم يأتك (القيظ) وحسب، ولكنها ابواب الجحيم يفتحها الآتون من عصارة التخلف الفكري والحضاري والتاريخي والاجتماعي والروحي والثقافي والانساني عامة تحاول ان تلتهمك في غفلة من الزمن، فما بال هذا العالم المنافق ساكتا، ألم يسمع طرق الاشوريين على بوابة الضمير وهم الذين وضعوا اول لبنة فيك سنة (1080) قبل الميلاد؟ واصابع اشور بانيبال لا تزال تمسك بالتاريخ لتوقظ الذاكرة الانسانية من سباتها وهو يحملها مصير عاصمته وسلامة احفاده بعد ان حصنها في (باب الشمس، وتل قوينجو، وبوابتي المسقى ونركال وتلال التوبة وقليعات).
 

آه يا مدينة الاديرة والمزارات والكنائس والنواقيس والقيم الروحية الاصيلة، اي حقد واية بغضاء بل اية همجية هذه ان يأتي الغرباء من الساقطين والمهووسين وقطاع الطرق من مواخيرهم ليقتلعوا ابناءك الاوائل الاصلاء منك؟ وهم الذين منحوك ارفع القيم الروحية بآثارهم الدينية المجيدة التي كانت ولا تزال وستبقى منابع للخير والنور والتقوى والمغفرة والتسامح والمحبة بين جميع الاديان والطوائف والقوميات، بدءا من اديرة (مار كوركيس الذي شيد عام 1710 م ومار ميخائيل الذي شيد اواخر القرن الرابع الميلادي، والربان هرمز في القرن السابع الميلادي، ودير مار بهنام الذي اسس في اواخر المائة الرابعة للميلاد، ودير شيخ متي الذي تاسس في القرن الرابع الميلادي ،وديرا مار ايليا ومار اوراها، ودير السيدة العذراء الذي تاسس سنة 1858، الى جانب اكثر من عشرين كنيسة لمختلف الطوائف، منها كنائس اللاتين، سيدة النجاة، الطاهرة، مار توما، البشارة، ام المعونة، عذراء فاطمة، مار كوركيس، الروح القدس، ومار يوسف).
وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الاديرة والمزارات والكنائس تمجد اسم الرب وتبشر بتعاليمه وتنثر المحبة والتسامح وهي تدعو المؤمنين الى الالتزام بوصايا الله العشر (أنا هو الرب الهك لايكن لك اله غيري، احفظ يوم الرب، لا تقتل، لاتسرق، لا تزن، لا تشهد بالزور، اكرم اباك وامك، لا تحلف باسم الله بالباطل، لا تشته امرأة قريبك، لاتشته مقتنى غيرك)، فان سماسرة الدجل والدم والشعوذة لا تروق لهم كما يبدو كل هذه القيم السماوية لانها تتقاطع وعقد الدم والجريمة والارهاب التي تسري في دمائهم فعمدوا الى محاولة اقتلاع كل هذه الشواهد والرموز والقيم الحضارية والروحية الجليلة من وطنها التاريخي عبر اوسع واقذر جريمة لتهجير واضطهاد مسيحيي الموصل والاستيلاء تحت قرقعة السلاح والشعارات العدائية والالفاظ النابية والصرخات الهستيرية على دورهم وممتلكاتهم ونقودهم وسياراتهم وملابسهم ولم يستثنوا حتى خواتم الزواج والهواتف النقالة وبطاقات التقاعد، وطردهم سيرا على الاقدام الى خارج مدينتهم الحبيبة.
يقينا ان من فعل هذا وتباهى به ليس من الاسلام والمسلمين وليس من اهالي الموصل الاعزاء بكل دياناتهم وطوائفهم وقومياتهم، لان هؤلاء الاكارم الذين عشنا معهم عقودا من الزمن على المحبة والتكافل والتعاون وتقاسم حلو الحياة ومرها والمشاركة في الافراح والمسرات والنكبات والملمات، اسمى وانبل من قذارات هؤلاء القادمين من وراء الحدود.
ان هدف هؤلاء الغرباء عن التاريخ وعن الانسانية هدم الحضارة واحراق التاريخ واجتثاث الانتماء الحقيقي الاصيل، فقد كانت من بين جرائمهم وانتهاكاتهم اليومية المستمرة التي فاقت في وحشيتها أفعال المغول، اغتيال الشاعر ابي تمام الطائي وتفجير تمثال الموسيقار الملا عثمان الموصلي ونبش قبر المؤرخ ابن الاثير صاحب كتاب الكامل في التاريخ وازالة كل التماثيل الفنية من شوارع الموصل وساحاتها وتحطيم تماثيل الرموز الدينية المسيحية والتهديد بحرق الكنائس وتهديمها.
ان الضمير الانساني الذي هزته بعنف هذه الجرائم البشعة التي تستهدف هدم الحضارة الانسانية مطالب اليوم واكثر من اي وقت مضى مغادرة دائرة الاستنكارات والمهرجانات الخطابية الى ارض الواقع بعمل دولي يضع حدا لكل الستراتيجيات الارهابية الظلامية التي تستهف الانسان ومن خلاله تستهدف الحضارة والتاريخ والحياة.
اخيرا... عذرا كولن ويلسون... ها هي الحضارة تسقط من جديد.
 
 
 
 

203
      
 
مشاكســـة
الانترنـــت
يشــعل الخلافات الزوجيـــة

مال اللـــــه فــــرج
malalah_faraj@yahoo.com


 عندما كنا في مراهقتنا وشبابنا غارقين في التهام كتب محفوظ والمنفلوطي وسارتر وتشيخوف والعقاد وهيجو وجبران ودي بوفوار ومورافيا وكرستي وديكنز وهمنغواي وغيرهم، ونحن نصطحبها معنا اينما ذهبنا كمدمنين محترفين ملتهمين بشراهة كل ما يقع بين ايدينا من قصصهم وحكمهم وتحليلاتهم وانطباعاتهم وتجاربهم ونظراتهم الى متغيرات الحياة وتفاعلاتها , لم نكن لنتصور او يدور في خلدنا للحظة باننا في زمن ما سوف نغادر حريتنا هذه لنمسي اسرى امام شاشة فضية تقيدنا وتشدنا اليها بقوة ساعات الليل والنهار وهي تفتح امامنا عبر شبكتها العنكبوتية ابواب ونوافذ عالم مفتوح على المدى، يضج بكل ما تشتهيه النفس وما تستلزمه مهنتنا العتيدة، (مهنة البحث عن المتاعب) , ليتحول الانترنت شئنا ام ابينا سلاحا ذا حدين، فهو لمن يحتاجه ويحسن استخدامه نعمة النعم، ولمن يسيء ذلك نقمة النقم.
فعبر نوافذ الفن والادب والسياسة والتاريخ والحضارة والاسرة والعلم والمواقع الخبرية اصبح بامكانك ان تبحر وانت جالس في مقعدك الى عالم ساحر يوفر لك كل شيء من حوادث الطلاق وصرعات المشاهير الى السيقان العارية والصدور النافرة والاجساد المثيرة وانواع واشكال العلاقات الزوجية الحميمة ومعارك الفنانين وفضائح بعضهم والانتفاضات الشعبية وفساد بعض الرؤساء والاحداث السياسية، ليسرق منك دون ان تنتبه صحتك وقوة نظرك جراء التحديق الطويل في الشاشة السحرية المضيئة وخصوصا في المشاهد المثيرة التي يعيد البعض مشاهدتها عشرات المرات ليشبع نهمه وجوعه، وليتحول ذلك الى ادمان يومي حقيقي اشعل خلافات الحرائق الزوجية ووضع الكثيرمن الاسر التي كانت مستقرة وجها لوجه اما كارثة ابغض الحلال بعد ان اهمل الكثير من الازواج زوجاتهم واستعاضوا حتى عن حقوقهم الزوجية بمتابعة الافلام الجنسية.
في خضم ذلك , ووقوفا على ارض الواقع اثار التقرير الذي بثته شرطة الإنترنت في إيران هزة اجتماعية عنيفة وهو يؤكد إن موقع (الفيس بوك) وراء ثلث حالات الطلاق فيها، وفيما رصدت الولايات المتحدة حقيقة أن 66% من حالات الطلاق هي بسبب الفيس بوك ايضا! حيث يشارك الرجال والنساء والشباب والمراهقون في علاقات وحوارات ودردشات عامة طويلة ومفصلة تبدأ غالبا في اطار بريء لتنتهي باشكال واوضاع واساليب غير بريئة، وربما يقود بعضها الى فضائح مدوية عندما يتم تبادل صور شخصية غير محتشمة لتتحول فيما بعد الى احدى ادوات جرائم الابتزاز وقد ادى ذلك فعلا الى انتحار العديد من الشابات والمراهقات وانفصال الكثير من السيدات عن ازواجهن.
وتؤكد إحدى السيدات المطلقات بسبب الفيس بوك وهي أستاذة جامعية بالقول: (كانت حياتنا الزوجية مستقرة وهادئة قبل إدمان زوجي السابق على الانترنت والقنوات الفضائية المخصصة للأفلام الاباحية ومواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك حيث كان يقضي ساعات طويلة منزويا بعيدا عنا برفقة حاسوبه الشخصي ولم تنفع معه كل الطرق للعودة الينا بعقله وروحه، فكانت النتيجة الانفصال) , وعلى الصعيد نفسه تؤكد دراسة استطلاعية اجرتها نقابة المحامين الالمان بأن (الخيانة الزوجية على الإنترنت) تشكل اليوم حوالي 25% من اسباب الطلاق.
الى ذلك تحضرني طرفة تقول ان احد الرجال ذهب عصر احد الايام الى المقهى ليفاجأ اصدقاؤه بجروح واصابات بليغة في رأسه ووجهه مع رضوض في يديه وقدميه، ولما سأله زملاؤه عن سبب ذلك مستفسرين منه (هل سقطت من درجات السلم؟ هل صدمتك سيارة؟ هل تشاجرت مع اشخاص معينين؟ هل تم توقيفك في احد مراكز الشرطة بتهمة الارهاب وتم تكريمك بهذا الشكل الانساني الرومانسي الذي يجسد حرص الاجهزة الامنية على تطبيق مبادئ وفقرات الاعلان العالمي لحقوق الانسان؟).
اجابهم: كلا
سـألوه: ما سبب كل هذه الجروح والخدوش  والكدمات اذا؟
اجابهم: لقد عثرت زوجتي اليوم على (الباسوورد) الخاص بحاسبتي.
 ولنا ان نتخيل ما الذي كانت تضمه تلك الحاسبة (المشاكســة).
هذه الطرفة، فجرت في اعماقي تساؤلا افتراضيا، لكنه مشروع:  ماذا لو ان المواطنين في بعض الدول التي اعتاد مسؤولوها على  امتطاء ظهور شعوبهم باسم الديمقراطية عثروا على (باسووردات) حاسبات بعض السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين في بلادهم ، وقاموا  بعرض محتوى تلك الحاسبات   على الملأ واطلاع الرأي العام عليها عبر شاشات الفضائيات والمواقع الالكترونية التي تبحث عن مثل هذه الفضائح بعدسات ميكروسكوبية فائقة الدقة؟
ربما سنغرق في عالم من فضائح ستراتيجية غير متوقعة، وستجد الشعوب الاجابات الوافية عن كل اسئلتها وتساؤلاتها المؤجلة، وستمسك اعداد كبيرة من الزوجات بالادلة الدامغة على خيانات زوجية كن طوال اشهر وربما سنوات يشممن رائحتها فقط لكنهن غير قادرات على الامساك بها، وستنكشف صفقات واختلاسات وعقود فساد لا حصر لها والالاف من عقود الزواج السرية وسيتعرف الالاف من الاطفال مجهولي النسب على ابائهم وامهاتهم الحقيقيون وستنكشف وجوه كانت تختبئ وراء الشعارات وستتوضح اتفاقات مريبة، والاهم ستدرك بعض الشعوب من الذي باعها ومن الذي قبض ثمنها ومقدار النسب المؤية التي قبضها سماسرة السياسة  وآلية توزيع الحصص على بعض (المناضلين).
ازعم ان البعض السياسيين والمسؤولين في الدول المعنية اذا اتيحت له فرصة قراءة  هذه المشاكسة سيسرع لاستبدال (الباسوورد) الخاص بحاسبته، وربما يضع لها (باسووردين اثنين) مختلفين حرصا على (سرية) المعلومات المتعلقة بالمصالح الوطنية الستراتيجية العليا.
 


204
مشاكســـة
كــــذب
المحــــلل السياســـــي

مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


شكلت عملية سقوط الموصل ذات العمق التاريخي والارث الحضاري العريق بمنتهى اليسر والسهولة بايدي تنظيم (داعش) الارهابي دون اطلاق رصاصة واحدة صدمة عنيفة لدى جميع الاوساط الوطنية والاقليمية والدولية، خصوصا وان تلك العملية (الاقتحامية) التي جرت بمنتهى البساطة كانت وكأنها تمت وفق السياقات الدبلوماسية المعروفة لمراسم واتكيتات (الاستلام والتسليم) حدثت لمدينة عريقة اسهمت حضارتها بصنع التاريخ وكانت ولا تزال جزءا منه وشاهدة على وقائعه وكانت وما زالت تفاخر الزمن بصمودها الاسطوري بوجه كل العواصف والاعاصير العاتية، لقوى الظلم والظلام والهمجية التي عصفت بها واحاطتها عبر التاريخ لكنها فشلت في ان تهزها او ان تستبيحها، ومعالم قلعتها الشهيرة، (باشطابيا) التي لا تزال اثارها شامخة على ضفاف دجلة ليومنا هذا شاهدة الزمان تروي قصصا وحكايات واساطير الصمود البطولي للحدباء ام الربيعين عبر التاريخ، بيد ان عملية السقوط الخيالية والسهلة والمريعة لجوهرة التاريخ ولدرة الحضارة هذه وما قادت اليه من مسلسل المتغيرات الماساوية على الارض والتي ما زالت تفاعلاتها تتواصل واستهدافاتها تتناسل وردود افعالها تتصاعد بصور واشكال مختلفة، ادت الى الكثير من تداخلات الاحداث وتشابك المتغيرات وضياع الحقائق باختلاط الحابل بالنابل كما تقول العرب، على الساحة السياسية وظهور طبقة جديدة من المحللين السياسيين الذين ربما لايفقهون الف السياسة من يائها مما اضاع الحقائق وطمس الوقائع واغرقنا في لجة الاجتهادات الشخصية والتحليلات غير المنطقية والافتراضات المضحكة المبكية الى جانب ضياع الاعلام المهني الذي ينقل الاحداث بموضوعية وشفافية وبحرفية عالية ليضعنا في صورة الاحداث او الاقرب اليها على الاقل، حتى ما عاد المواطن البسيط ازاء هذا البحر الهائج من التناقضات الاعلامية الخبرية منها والتحليلية يعرف موطأ قدمية وسط دوامة الفوضى العارمة هذه وبعد ان مر على سقوط الموصل اسيرة بايدي تنظيم (داعش) الارهابي شهرا كاملا دون ان تطرق ابوابها او تتسلق اسوارها لا القوات العسكرية والامنية الحكومية ولا افواج المتطوعين الى اين تسير الاحداث.
 ففي الوقت الذي وعد فيه مسؤولون كبار تحرير الموصل خلال ايام منذرين الارهابيين بتركها والانسحاب خلال (48) ساعة فقد شهدنا في مقابل هذا (الاستعداد والتاهب) القتاليين من قبل الاجهزة الحكومية المعنية تمدد الاخطبوط الارهابي الداعشي الى مدن اخرى، وفي الوقت الذي اعلنت فيه الاجهزة الحكومية مبادرتها لشراء طائرات روسية (مستعملة) لقصف مواقع الارهابيين وتحرير الموصل وبقية المدن من قبضتهم فوجئنا باخبار متضاربة تدعي ان (طائرات السوخوي المستعملة) تم شرائها من احدى دول الجوار وهي اصلا طائرات عراقية كان النظام البائد قد اودعها لديها خلال حرب الخليج الاخيرة واحتفظ بها الجانب المعني معتبرا اياها احدى تعويضات الحرب وتم اعادة طلائها وبيعها لحكومتنا الرشيدة على الرغم من مسارعة الجارة المعنية بنفي تلك الادعاءات في وقت اثارت فيه تلك الصفقة الكثير من التعليقات الساخرة حول امكانية افتتاح فروع لسوق مريدي او لسوق الهرج في موسكو لبيع الطائرات المستعملة، اما الاسئلة الناشزة والساخرة والمتهكمة والمغرضة وغير الموضوعية فقد تركزت حول مكان اقامة مزاد الطائرات المستعملة التي فاز العراق بصفقتها حيث توقع البعض ان يكون في الساحة الحمراء نظرا لاهميته الدولية وعن مبالغها ووسطائها ونسبها المئوية ومن الذي باع ومن الذي اتفق ومن الذي دفع ومن الذي قبض، والاهم عن اسباب فشل وتردد هذه الطائرات (المستعملة) لحد الان في تحرير الموصل وفي طرد الارهابيين منها.
من جهة اخرى وفي الوقت الذي يتحدث فيه هذا (المحلل السياسي) او ذاك عن الانتصارات الحكومية (التي نتمنى فعلا ان تكون حقيقية) على (داعش) وبقية الفصائل الارهابية، نفاجأ باخبار اخرى حول اقامة سواتر ترابية وحفر خنادق حول هذه المدينة او تلك حتى وصلت ادعاءات البعض باقامة مثل هذه التحصينات الدفاعية حول العاصمة ومما عزز تلك الادعاءات غلق الجسور ومنح الموظفين عطلة رسمية خلال انعقاد الجلسة البرلمانية الاولى التي عمقت جراح التناقضات بين الكتل السياسية بدلاً من ان تضمدها وكأن العاصمة باتت تقف على خطوط النار، مما دعا احد المشاغبين للمطالبة بتعميم تجربة العطل الرسمية طيلة ايام عقد الجلسات البرلمانية.
ياتي ذلك وسط فشل اعلامي في مواكبة الاحداث من جهة واستمرار (داعش) في مسلسل جرائمها وتجاوزاتها وانتهاكاتها بدءا من الاعتقالات والجلد وهدم دور العبادة وتحطيم الرموز الحضارية التاريخية العريقة ومصادرة الحريات وفرض الفتاوى المتطرفة على المواطنين وسرقة المحروقات وبيعها للدول المجاورة بل والغاء الاسم التاريخي للموصل ام الربيعين وفتح ابوابها امام حثالة القتلة والمتخلفين من مختلف انحاء العالم في وقت لا تزال الكتل السياسية والبرلمانية غارقة بتناقضاتها وغير قادرة على حسم موقع الرئاسات الثلاث عامة ورئاسة الحكومة بشكل خاص في وقت باتت فيه البلاد تنحدر بسرعة الى الهاوية دون ان يستطيع المواطن تلمس حقائق الاحداث بسبب فوضى الاعلام من جهة وفوضى بعض (المحللين السياسيين) المنافقين والجهلاء وانصاف الاميين.
هذا الواقع المضطرب اعاد الى الذاكرة ما حدث لاحد زملائنا الصحفيين قبل زهاء عشرين عاما فقد كان يكتب تقارير واخبار ومتابعات سياسية على الصفحة الاولى، وكان يشعر بمكابرة وغرور كبيرين لان ما يكتبه كان ينشر تحت توقيع (كتب المحلل السياسي)، لكن الواقعة التي اخرسته وجعلته مثار سخريتنا جميعا وتندرنا كانت عبارة عن خطأ مطبعي بسيط لا اعلم ان كان عفويا او مقصودا من احد زملائنا الخبثاء، فقد ظهر تقريره على الصفحة الاولى ذات يوم تحت عنوان (كذب المحلل السياسي) مما اسقط مكابرته وغروره وجعله يغرق بخجله ونحن نمازحه بخبث  كلما التقاه احدنا بعبارة (كذب المحلل السياسي).
ومع طوفان التحليلات السياسية غير الموضوعية التي باتت تغرقنا اليوم وهي تتناقض مع الواقع جملة وتفصيلا، لسنا نملك الا ان نكرر بحسرة والم الجملة ذاتها (كذب المحلل السياسي) وانا لله وانا اليه راجعون!.   
 
 
 

205

مشاكســـة
ديمقراطيـــة
امتطــــاء الشـــــعوب

مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


وسط لهيب هذا الصيف وتداخل حرائقه، الطبيعية منها والسياسية، لا أحد بات يستطيع التمييز فيما اذا كانت الحرائق الجوية هي التي اشعلت الحرائق السياسية في المنطقة فسقطت مدن واشتعلت معارك وتفجرت وتناسلت واتسعت مآسي الهجرة والتهجير لتلقي بمئات الالاف في مخيمات بائسة تفتقر غالبا لابسط مستلزمات الحياة اليومية ولتمسك هذه الاحداث المأساوية باهتمامات الانسانية وهي توقفها أمام ابشع صور القتل والاعدامات الجماعية لمئات وربما لآلاف الاسرى المقيدين الذين لا حول لهم ولا قوة وهم يتلقون من الخلف رصاصات في الرأس مما شكل ويشكل واحدة من اخطر واقذر واوسع واعمق الانتهاكات المأساوية، بل الكارثية لكل القيم والشرائع السماوية ولكل مواثيق وبنود وبروتوكولات ومعاهدات واتفاقات الحريات العامة والشخصية وفي مقدمتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان، أم ان الحرائق السياسية هي التي قادت للهيب الاجواء هذا مما ادى فعليا الى الاطاحة بأهم واوسع بضاعة كان وما زال يتداولها الجميع حكاما وشعوبا، قتلة وضحايا، ثوارا ورجعيين، تقدميين ومتطرفين، ملوكا ورؤساء، نساء ورجالا، جائعين ومتخمين، فقراء واثرياء، تلك هي موضوعة (الديمقراطيــــة) حتى ما عدنا ندرك اين تقف الديمقراطية من كل هذا؟ واين يقف كل هذا من الديمقراطية؟ والاهم اين تقف الشعوب المضطهدة والمغلوبة على امرها منها.
ففي الوقت الذي رأى فيه اليونانيون القدامى في (الديمقراطيـــة) بانها حكم الشعب فان بعض الحكام الثوريين وبعد آلاف السنين بادروا الى تطويرها واغنائها وتحسينها وتثويرها واعادة هيكلتها وتفصيلها لتغدو أشبه بثوب مصنوع من قماش مطاطي مثل (الستريـــــج) رغم انه يظهر اكثر مما يخفي وخصوصا لتضاريس الاجساد النسوية المتفجرة اغراءا , الا انه من جهة اخرى قادر  على سد جميع الاحتياجات وتلبية جميع القياسات والاذواق والرغبات والهوايات والاتجاهات والسياسات.
 وبذلك فقد نجح هذا القائد الثوري في تحويل (الديمقراطيــــة) من حكم الشعب إلى اضطهاد الشعب بينما حولها حاكم تأريخي آخر إلى سرقة الشعب ورابع حولها الى إرهاب الشعب وخامس ترجمها بركوب (ظهــــور الشــــعب) للوصول الى غاياته واهدافه (الثورية الشريفة) التي لا تدرك كنهها الشعوب البليدة بالطبع والتي لا يرتقي ذكاؤها الى مستوى ذكاء الحكام النزهاء الذين يمتطون ظهورها (من اجل خدمتها وتحقيق اهدافها).
اما القاسم المشترك لجميع هذه (المـــدارس الفلسفيــــة) والتجارب الثورية والاشراقات النضالية والاغناءات العبقرية والالهامات التاريخية للديمقراطيه فقد كان في (الالتصــــاق المصيــري الثــــوري العقائـــدي النضالــي المجيـــد بكرســي الحكـــم العتيـــد مـــن أجــــل تحقيـــق المســـتقبل الســـعيد بمنتهـــى الديمقراطيـــة طبعـــا) سواء من خلال تشكيل أحزاب السلطة الثورية التقدمية النضالية التي تتلخص اهدافها وستراتيجياتها وأعمالها ونضالاتها في تجميل وجوه الحكام والرؤساء وتأمين الاغلبية المطلقة لهم في اي استفتاء او انتخابات ديمقراطية وفق ارفع المعايير الدولية سواء بالترهيب أم بالخداع والترغيب لاعادة انتخاب اولئك القادة الثوريين مرة ومرتين وعشر، وربما مدى الحياة او من خلال تعديل الدساتير وجعل مدة الرئاسة مفتوحة الى ما لانهاية حتى تتيح للقائد التاريخي ممارسة مهامه التاريخية والامساك بقوة بكل المفاتيح الاساسية للبلاد والعباد حتى ان كان مقعدا ولا يستطيع السير على قدميه كما حدث بإحدى الدول الديمقراطية مؤخرا.
 فالرئيس أو القائد أو الحاكم في بعض الانظمة الثورية التقدمية (الديمقراطيـــــة) الشفافة هو كل شيء , فهو رئيس الدولة واحياناً رئيس الوزراء وهو رئيس الحزب أو أمينه العام والقائد العام للقوات المسلحة وهو رئيس مجلس قيادة الثورة وهو العبقري السياسي الأول في البلاد والعبقري الاقتصادي الأول والحاكم العادل الأول وقائد التنمية الأول وبطل مسيرة الاعمار الأول وخبير التكنولوجيا والعلوم الأول والعالم والباحث والمصلح الاجتماعي الأول والمثقف والاديب الأول والرياضي الأول والفارس المغوار الأول والمؤمن الأول والبطل الأول وصانع التأريخ الأول وبالطبع لابد ان يكون المصون الأول والغني الأول والآمر الناهي الأول وبذلك لا بد ان يبقى ذلك الرئيس العبقري الوحيد العنيد الشجاع الصنديد والفارس العتيد الذي لا يمكن ان تجود بمثله الايام ولا الوقائع والاحلام ملتصقاً بكرسي الحكم عاما بعد عام حتى لو اغرق بلاده بالدم والتخلف والتقسيم والتشرذم والارهاب والجوع والظلام.
 وبعيداً عن التشكيك بنزاهة الحكام وأمانة الرؤساء ووطنية القادة ونقاء الزعماء لابد من الاعتراف باننا ما زلنا نجد بعض الحكام والقادة والرؤساء قد التصقوا فعلا بكراسي الحكم (بمنتهى الديمقراطية) لعشرات السنين وبغض النظر عن سياساتهم وعن ستراتيجاتهم وعن انجازاتهم وعن ملاحمهم وعن بطولاتهم وعن صولاتهم وعن مآثرهم وعن عبقريتهم التي لا تدانيها عبقرية اخرى وعن ذكائهم المفرط الذي لايملكه غيرهم وعن قربهم او بعدهم عن شعوبهم فان (ديمقراطية الالتصاق بالكراسي) امست الديمقراطية الأشد اثارة للغضب الشعبي وللاحتقان السياسي الى جانب الفساد والاثراء غير المشروع ومصادرة الحريات وتبذير الثروات الامر الذي قاد وسيبقى يقود الى المزيد من انفجارات العنف والتطرف ومن ثم تسلل الارهاب من وراء الابواب.
 الى ذلك فان من النوادر السياسية الساخنة التي تناقلها الكثيرون على المواقع الالكترونية بأسرع من الضوء تلك التي تقول ان بعض الرؤساء عندما يقسمون اليمين الدستورية لخدمة شعوبهم فانهم يقومون في الوقت نفسه بطلاء كراسي الحكم بانواع نادرة من المحاليل اللاصقة (الصمـــــوغ) قبل جلوسهم عليها والتي تتيح لهم (الالتصــــاق التــــــام) بكرسي الحكم مدى الحياة بكل ما يعنيه ذلك من انتهاك للحقوق وللحريات ومصادرة الثروات ونهب البلاد واستعباد العباد وتحويل الموارد والثروات والمؤسسات الوطنية الى أملاك وثروات شخصية وما خفي من النوادر والطرائف اشد مدعاة للضحك وللبكاء معا ومع ذلك ما يزال بعض الحكام الذي يمتطون ظهور شعوبهم باسم (الديمقراطيـــــة) يبدون استغرابهم ودهشتهم من تسلل العنف والجريمة المنظمة والتطرف والارهاب والانهيارات الامنية والفواجع الوطنية التى تطحن بقسوة معا البلاد والعباد.
 اخيرا ... صدق الشاعر الذي قال :
(ما دخـــل الاعـــداء مـــن حدودنــــا ...... وانمــــا تســــربوا كالنمــــل مـــن عيوبنــــا).
 
 

206
مشاكســـــة
العالــــــــم
فــــي دقيقـــــــة
  مال اللــــه فــرج
   Malalah_faraj@yahoo.com


كثيرة ومختلفة ومتداخلة ومتشعبة هي التحولات والمتغيرات التي تلحق بكرتنا الارضية السريعة الدوران , سواء حول نفسها ام حول الشمس , وكأنها تتعمد الاسراع بدورانها لتثير اعصابنا وقلقنا ولتصل بنا بسرعة قياسية الى ارذل العمر ولتضعنا وجها لوجه امام البوابة الفاصلة بين داري الفناء والبقاء , دون ان تتريث ولو قليلا لتترك لمن يشاء لحظات لمراجعة النفس او التوبة او محاولة تصحيح بعض الاخطاء او الاعتذار لزوجته التي خانها او لحماته التي اضطهدها او للفتيات اللائي خدعهن بادعاء الحب ووعوده وخذلهن بعد تظاهره بحبهن ، قبل ان تتخطى قدماه دار الفناء ودون ان تترك هذه الكرة الارضية المسرعة للسياسيين الكذابين مثلا فرصة الاعتذار لشعوبهم وللمسؤولين الفاسدين الاعتراف بفسادهم وطلب المسامحة من دولهم  .
ازاء كل تلك التحولات السريعة التي يشهدها عالمنا متزامنة مع خطو الزمن المتسارع دائما، هل توقفنا وسألنا انفسنا يوما عن أبرز المتغيرات التي يشهدها عالمنا خلال دقيقة واحدة مثلا؟
باختصار، ان من بين أبرز المتغيرات تلك والاحداث والتطورات التي يشهدها عالمنا خلال دقيقة، هي ولادة (253) طفلا جديدا يدخلون الافراح والمسرات الى قلوب والديهم باطلالتهم الجميلة وبنفس الوقت يرفعون من نسبة الضوضاء في كوكبنا بصرخاتهم الاولى، من بينهم (113) طفلا يولدون في فقر مدقع. في حين تقع (15) حالة اجهاض، وفي الوقت نفسه، يفقد العالم (21) انسانا كل دقيقة بسبب الجوع من بينهم (18) طفلا، و(16) آخرين يطيح بهم السرطان وثلاثة اشخاص يقتلون بحوادث السيارات واثنان بطبح بهم الايدز كما تفقد اسرتنا الانسانية تسعة اشخاص كل دقيقة بسبب التدخين ورغم ذلك فان الدقيقة الواحدة تشهد تدخين (10,159,537) سيكارة، مما يطرح سؤالا ملحا أما آن لبعضنا ان يحتكم لارادته ويتوقف عن تعريض نفسه للموت بانفاس السيكائر وتعريض حياة المقربين منه ايضا للموت بسبب ما يسمى التدخين السلبي؟
وبعيدا عن حالات الوفاة ومآسيها فان العالم يشهد في الدقيقة الواحدة انتاج (117) سيارة وبيع (673) حاسوبا ونشر ثلاثة كتب جديدة وارسال (242,704,302) ايميلا ربما يحمل بعضها عتابا واخرى صورا مثيرة وربما يحمل معظمها اعذب وارق رسائل الحب واللهفة التي تكاد ان تذوب لفرط رومانسية محتوياتها ورقة تعابيرها واخرى تلتهب شوقا لاعزاء طوتهم الغربة وامسوا بعيدين باجسادهم عنا لكن رغم القارات والمحيطات التي تفصل بيننا الا انهم يبقون حاضرين في احاسيسنا بارواحهم ، الى جانب انضمام (420) متصفحا جديدا الى الانترنت.
 اما على الصعيد الانتاجي فان الدقيقة الواحدة من عالمنا المعاصر تشهد استخراج (58,537) برميلا من النفط، يرافق ذلك صرف (3,210,517) دولارا على الجوانب العسكرية وبيع (447) نسخة من نظام التشغيل وندوز، فيما يشهد محرك البحث (Google), (2,500,147) عملية بحث خلال دقيقة،  و(147,338) تغريدة على تويتر، كما يبلغ عدد الساعات المرفوعة على موقع اليوتيوب (35) ساعة ويتم بيع (218) جهازا من اجهزة الايفون والأي باد ومشاهدة (2,388,880) مقطعا من مقاطع اليوتيوب، من جانب آخر فان ثروة اغنى رجل في العالم تزداد في الدقيقة الواحدة (39,000) دولار.
وفي دقيقة واحدة ايضا يشهد عالمنا وقوع خمسة زلازل ويضرب البرق كوكبنا (360) مرة كما تقذف الشمس (60) مليون طن من العناصر المختلفة الى الفضاء وينهمر (31600) طن من الماء في شلالات نياكارا فيما تحدث ستة ملايين من التفاعلات الكيميائية في كل خلية في جسم الانسان وترمش عين الانسان 12 مرة وربما تتضاعف لدي بعض الرجال اذا شاهدوا امراة شبه عارية او مثيرة وربما تتضاعف اكثر لدى بعض السياسيين الفاسدين ان رأوا اكداس المال الحرام جراء الصفقات الفاسدة والوهمية وقد ملأت خزائنهم.
الى ذلك فان العراق بات يشهد في الدقيقة الواحدة آلاف التصريحات من مختلف الجهات والمستويات حول الامن والسلام والرخاء والاستقرار والرفاه الاجتماعي دون ان يشهد تحقيق اي من هذه الشعارات البراقة التي لا تظهر غالبا الا في المواسم الانتخابية وفي مقدمتها التوزيع العادل للثروات التي لم نشهد منها سوى التوزيع غير العادل للمآسي والنكبات. فضلا عن ذلك فإن العراق وهو مالك ثاني اكبر احتياطي نفطي في المنطقة لا يزال يستورد بهمة (الغيـــــارى) المحروقات والمشتقات النفطية وفي وقت يخسر بلدنا فيه ثمانين دولارا في الثانية الواحدة، اي (4800) دولارا في الدقيقة الواحدة نتيجة احتراق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط الخام في الجو دون الاستفادة منه وفقا لتأكيدات نائب رئيس شركة شل النفطية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
من جهة اخرى كان الحدث الاهم والاكبر والاخطر الذي حدث خلال دقيقة وهز العالم بعنف لغرابته هو استيلاء (داعش) خلال دقيقة واحدة على مدينة الموصل دون قتال، رافق ذلك (مهرجـــان)  نزع مئات الالوف من قادة وافراد القوات النظامية المسلحة المكلفة بحماية  الموصل لازيائهم العسكرية وارتداء الدشاديش الشعبية بدلا عنها خلال دقيقة , الى جانب خسارة العراق وربما خلال دقيقة ايضا بحدود نصف مليار دولار استولت عليها (داعش) من البنوك والمصارف هناك الى جانب المعدات والاسلحة والاعتدة والعربات المصفحة والدبابات والتجهيزات العسكرية وغيرها، وكان بامكان ذلك المبلغ لوحده لو وزع على اليتامى الذين هم بحدود أربعة ملايين يتيم ان يوفر لكل منهم مبلغا قدره (125) دولارا، أما لو وزعنا ذلك المبلغ على الشباب العاطلين عن العمل وبحدود خمسة الاف دولار لكل عاطل لشراء سيارة اجرة مستعملة والعمل عليها لوفرنا العمل لنصف مليون رب عائلة.
لكن... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... فغالبا ما تجري رياح السياسيين بما لا تشتهيه سفن الجياع والعاطلين والمعدمين والفقراء والمسحوقين.   
 
 
 

207
مشاكسة
دشداشـــــة
صبـــــغ النيــــــل
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

نزع السيسي بذلته الرئاسية فاهتز العالم اعجابا واشادة واعتزازا به وهو يرتدي بدلها ثيابا عادية لا تميزه بشيئ عن ابناء شعبه, ونزع قادة عسكريون عراقيون كبار بزاتهم العسكرية فتفجر العالم  شجبا وادانة واستنكارا لهم , وهم يستبدلونها (بدشاديش) الجبن والتخاذل والعار, وشتان مابين العار والفخار.
ففي الاولى بادر الرئيس المصري المنتخب على التحرر من بذلته   الانيقة ومعها كل البريستيجات والمظاهر الرسمية , مديرا ظهره لسيارته الرئاسية التي ربما تكون ليموزين او مرسيدس رئاسية مصفحة من تلك السيارات المصنعة خصيصا لوقاية الرؤساء من زخات الرصاص التي قد تصوبها نحوهم اصابع ارهابية او من مسار رصاصة ذكية موجهة بدقة من بندقية  قناص معارض او متطرف , مستبدلا سيارته الرئاسية تلك بدراجة هوائية عادية لا تتمتع باية تحوطات امنية او اسلحة هجومية او دفاعية ومتحولا الى مواطن مصري بسيط وهو يرتدي  ملابسا واحذية رياضية مشاركا الالاف من شباب شعبه في سباق للماراثون على الدراجات الهوائية لمسافة عشرين كم على طريق القاهرة ـــ الاسماعيلية , تشجيعا لاستخدام الدراجات الهوائية في التنقل بدلا من المركبات بغية الاسهام في توفير ما يمكن توفيره من مخصصات الدعم الحكومي للمحروقات من جهة وليؤكد من جهة اخرى وبشكل عملي بانه سيكون بين ابناء شعبه دائما يتحسس معاناتهم ويحس باحتياجاتهم ويشاركهم  امالهم وتطلعاتهم ويؤسس معهم مرتكزات بناء مصر الجديدة.
اما على الجبهة الاخرى حيث شكلت عملية سقوط مدينة الموصل واحدة من اكبر المفاجأت واعمق الكوراث والانهيارات الامنية , خصوصا وهي ثاني اكبر محافظة بعد العاصمة بايدي فصائل   تنظيم داعش الارهابي بدون اطلاق رصاصة واحدة, وهي التي تمتلك من القوى الامنية والعسكرية البشرية ومن المعدات والاسلحة والاعتدة والذخائر والاجهزة والطائرات والدروع وربما من الصواريخ مختلفة الاحجام والمديات والقادة الميدانيين(المتمرسين) من مختلف الرتب ما يمكنها من قوة المجابهة والصمود والمشاغلة والتكتيك والكر والفر واستحداث الخطط البديلة ومسك الارض ربما لشهور ان لم نقل لسنوات خصوصا وان قواتها النظامية متمركزة في مواقع ستراتيجية محصنة ومنيعة, واذا باهاليها وسكانها الذين باتوا ليلتهم تلك وهم في حماية القوات الامنية الحكومية يستيقظون صباحا ليجدوا مدينتهم وقد امست اسيرة بايدي القوى الاخرى التي فرضت سيطرتها الكاملة دون اي وجود للقوى الامنية الحكومية ,التي اختفت وكأنها قطعة من الثلج وذابت او كأنها امتطت صهوة بساط الريح مع علاء الدين واختفت في الافق البعيد دون ان تقيم وزنا لا لشرف الملابس العسكرية والرتب التي تحملها على اكتافها ولا لحرمة ولشرف المسؤولية الوطنية المناطة بها في حماية المواطنين والحفاظ على امنهم وسلامتهم وكرامة المدينة وهيبتها , واذا بهم يفرون هاربين فاتحين ابواب واحدة من اقدم المدن التاريخية في المنطقة واعرقها امام الارهابيين القادمين وكان الامر اشبه بعملية استلام وتسليم او بعملية (التبادل السلمي للسلطة).
بيد ان الادهى والامر ان اولئك (القادة العظام) الذين فروا (بمنتهى البطولة والرجولة والشهامة والفروسية ) على الرغم من ان تحت امرتهم كان مئات الالاف من المقاتلين المحترفين وتخاذلوا امام ثلة ربما لايتجاوز عديدها المئات , سارعوا الى نزع ملابسهم العسكرية وارتداء (الدشاديش الاقتحامية) استعدادا للمنازلة الكبرى, (منازلة سباقات الهروب الاولمبية بالدشاديش الشعبية ) وليسطروا  واحدة من اضخم ملاحم العصر الملحمية في سرعة التنازل عن المواقع والمهمات والمسؤوليات الوطنية والعسكرية, تلك هي ملحمة (ام الدشاديش) وليخذلوا القيادة التي اختارتهم ووضعت ثقتها فيهم وهم يضعونها امام المسؤولية بعد ان خذلوها وغدروا بها واطاحوا بثقتها المبدئية, واذا ببعضهم (وفقا لما ادعته بعض اجهزة الاعلام) يواصل مسيرته الاقتحامية ليطرق ابواب السفارات الاجنبية طالبا منحه اللجوء لاسباب سياسية , وكان الاجدر به ان يطلب اللجوء لاسباب تخاذلية وهو يتأبط وثيقته التاريخية ممثلة (بدشداشته) الشعبية ولو كان الفنان الكبير عبد الحليم حافظ رحمه الله  على قيد الحياة وشاهد هذه الملحمة ربما لاستبدل اغنيته الشهيرة يا اهلا بالمعارك باغنية (يا اهلا بالدشاديش .. يا اهلا بالدراويش).
من يدري ربما يقترح بعض هؤلاء (الابطال الميامين) على الامم المتحدة استبدال البذلة العسكرية بالدشداشة الشعبية فهي اشد تاثيرا في المنازلات الملحمية فضلا عن فاعليتها في توفير مصادر اضافية للتهوية الطبيعية لمستخدميها عند المشاركة في ماراثونات الهروب الجماعية واستحداث يوم عالمي للاحتفال بالدشاديش الشعبية , وربما يقترح البعض على حكوماتهم ان تتضمن القيافة العسكرية لكل قائد عسكري (دشداشة) لاستخدامها في المنازلات الصعبة وفي الاوقات العصيبة .
بل ربما يقترح بعض فرسان الملاحم الهروبية من هؤلاء القادة المتفردين في صياغة صفحات التاريخ الهروبي المبين استبدال النشيد الوطني باغنية (دشداشة صبغ النيل دكومي كومي بطركها ... والهزيمة ربع البطولة وأني بس اندل اندل دربها ) مع الاعتذار للفنان الكبير المرحوم يوسف عمر
اخيرا .. كان الله بعونك .. وحماك الرحمن ياعراق من جميع الدجالين والمزايدين والمتخاذلين وشذاذ الافاق.
امين يا رب العالمين.       

208
مشاكســـــة
نوبـــــــل للتعاســــــة

مال اللـــــــه فـــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

اخيرا, وبمنتهى العزم والارادة والفروسية والروح الوثابة الاقتحامية, (نجحنــــا) في الاطاحة بأحلام كل الدول الشرقية منها والغربية، الشمالية والجنوبية، الفقيرة والثرية، الجائعة والمتخمة في العالم اجمع, سواء الاعضاء منهم في الامم المتحدة ام الذين هم خارج المنظمة الدولية, وحصدنا  بمنتهى الكفاءة المهنية والعزيمة الثورية والارادة النضالية ثمار الجهود والتضحيات الكبيرة والتحديات المريرة بانتزاعنا الموقع الاول بجدارة, في واحد من اهم المواقع الانسانية ليضع الابطال المعنيون بهذا الانجاز التاريخي وكل من كان له (شــــرف) الاسهام بصياغته، اسم بلادنا في مقدمة نشرات الاخبار في مختلف الفضائيات العالمية وعلى صدر الصفحات الاول للصحف والمجلات الدولية العريقة الشقيقة منها والصديقة،  وأن نكون (كشعـــــب حـــــي اصيـــــل) تمتد حضارته لاكثر من عشرة آلاف سنة في عمق التاريخ الانساني وتكفي ثروته ربما لحل مشكلة الجوع في القارة الافربقية برمتها, الخبر الاول على معظم مواقع التواصل الاجتماعي على النت والموضوع الرئيس لمتابعات وتحليلات وتعليقات معظم المؤسسات الصحفية والستراتيجية.
 فقد كشفت دراسة حديثة أجراها معهد غالوب الامريكي للدراسات أن العراق هو (أتعـــــس) دولة في العالم لسنة ( 2013 ) تليه إيران، ثم مصر، بينما احتلت سوريا المركز الخامس، وحل لبنان عاشرا, وفقا لتحليلات هذا المعهد (الامبريالـــــي) الحاقد الذي اغاضته كما يبدو نجاحاتنا منقطعة النظير في القضاء على الفقر والبطالة والعنف والفساد والارهاب والجريمة المنظمة وحرب المفخخات والكواتم والخطف والتصفيات الجسدية, وهو يمسي واحة للمحبة والامن والاستقرار والسلام والحياة الحرة الكريمة السعيدة التي بتنا نحيا في كنفها حيث لم تتجاوز مثلا نسبة الذين اصروا ويصرون على العيش (بســـعادة تامــــة) تحت مستوى خط الفقر  25% فقط, وحيث عدد القتلى جراء اعمال العنف خلال شهر ايار من العام الحالي لم يتجاوز الا الالف انسان فقط وفقا لتقرير المنظمة الدولية, وحيث ارهابيو داعش وسواهم لم يستطيعوا اختراق النقاط والسواتر والاستراتيجيات والخطط والتحوطات والاستعدادات الامنية الا في الرمادي والانبار وديالى والموصل وسامراء والطوز وصلاح الدين, وخارج حزام بغداد, وحيث مجموع الاموال المهربة الى الخارج على ايدي الفاسدين لم يتجاوز المائة والثلاثين مليار دولار فقط بحسب لجنة النزاهة البرلمانية, ورغم هذه الاخفاقات (المتواضعـــة وعديمــــة الاهميــــة) الا ان هذا المعهد (العدوانـــــي) عمد الى محاولة (تشويـــــــه) اشراقات تجربتنا الثورية الرائدة التي تصلح لان تكون انموذجا ومثالا وملهمة لدول العالم الثالث والرابع والعاشر وبقية البلدان ذوات الحظ العاثر بادعاءاته الخبيثة هذه.   
الى ذلك فان منظمة غالوب (الامبرياليـــــة ) هذه التي تقدم  الاستشارات الإدارية والاحصائيات حول الموارد البشرية لمختلف المنظمات والمؤسسات الدولية من خلال أربعين مكتبا لها حول العالم قد اعتمدت في دراستها (المغرضــــة) هذه على استفتاء طرحه المعهد على مواطنين (ربمــــا مــــن عملائهـــــا)  في 138 بلدا في العالم عام 2013 تضمن أسئلة عن مشاعرهم السلبية, وفي ضوء نتائجه تمكن بلدنا بجدارة المسؤولين المعنيين ومن خلال انجازاتهم التاريخية المتفردة ان يحتل صدارة القائمة ويعود ذلك (وفقــــا لادعــــاءات التقريـــــر) الى ما تعانيه بلادنا من مشكلات سياسية، وأمنية وإقتصادية, ومنها  كما ادعى (ارتفاع معدلات البطالة وبطء مشروعات إصلاح البنية الأساسية وسوء منظومة التعليم والرعاية الصحية وهجرة أعداد كبيرة من المهنيين خلال السنوات الماضية هربا من أعمال العنف).
 ان هذا الانجاز (التاريخــي) الفريد الذي نجح عبره مسؤولون (ذوي كفــــــاءة) في (تحويـــــــل) واحدة من اغنى الدول النفطية الى مثال حي للتعاسة (وفقـــــا لهــــــذا التقريـــــر العدوانــــي) امام انظار الانسانية جمعاء, يتطلب منا عدم الاستهانة بمدلولاته (الثوريـــــة) أو (التفريــــط) بقيمه التاريخية والمبادرة الى استثمار هذه (الشـــــهادة) الدولية بمطالبة الجهة المسؤولة والمشرفة على منح جائزة نوبل في مختلف الفروع العلمية والادبية والانسانية المبادرة الى استحداث فرع حيوي آخر يضاف الى بقية الفروع, ذلك هو فرع (جائـــــزة نوبــــل للتعاســــة) وبالتاكيد ستكون اول جائزة دولية في هذا الميدان من حصتنا.
وما اسعدنا والعالم كله يشاهد حينذاك الحدث التاريخي عندما يعتلي (ابطـــال تعاســتنا) منصة التكريم العالمية لاستلام اوسمة العز والشرف والكرامة, ميداليات (نوبــل للتعاســـة ) وربما تطالب قطاعات الشعب كافة بجعل ذلك اليوم الفريد يوم احتفالات وعطلة رسمية ابتهاجا بالحدث المجيد.
وربما يحفز انجازنا الكبير والمثير هذا الامم المتحدة على استحداث يوم عالمي للتعاسة, يتم الاحتفال به سنويا بشكل مهيب حيث تتقاطر الوفود من جميع انحاء العالم الى بلادنا للافادة من تجربتنا الميدانية الرائدة حول التعاسة وربما تتعاقد مع المسؤولين الذين كان لهم شرف تحقيق هذا الانجاز لالقاء محاضرات علمية في الجامعات العالمية وفي معاهد الدراسات الستراتيجية حول مفهوم التعاسة واهميتها واساليب تحقيقها وانعكاساتها على البناء التربوي للشخصية الانسانية الحديثة.
الى ذلك, ربما تعمد المنظمة الدولية لاختيار افضل المسؤولين المساهمين في تحقيق هذا الانجاز الستراتيجي بتعيينهم (ســــفراء للنوايــــــا التعيســــة) علّهم ينجحون فيما فشل فيه من سبقهم من سفراء النوايا الحسنة.
لقد مللنا (الســعادة) ونحن نرتشفها ونستمتع بها صباح مساء خلال الاعوام العشرة الماضية وشبعنا منها حتى فقدنا لذة التمتع بحلاوتها, وآن الاوان لنجرب (التعاســـة) لعلها توحد القلوب والارادات الوطنية للمبادرة الى بناء التجربة الحقيقية وتهدينا سواء السبيل بعد هذا العناء الطويل, وربما تكون الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل من مسيرتنا نحو المستقبل الجميل.
اخيرا.. وفي خضم اعمال العنف متعدد الاشكال التي فرضت نفسها على معظم مساحة وتضاريس خارطتنا الجغرافية مؤخرا وباتت تهز الوطن بقوة مهددة وملوحة بوضع البلاد ومصائر العباد على حافة هاوية اسوأ الاحتمالات ربما ما عاد امامنا ونحن نرصد تداعيات الاحداث اولاً بأول الا ان ندندن مع المطرب عبد الجبار الدراجي (دكتــــور جرحــــي الاولـــــي عوفــــة... جرحـــــي الجديــــد عيونــــك تشوفـــــــة).
 

209
مشاكســــة
قطـــــــة
فــــــوق صفيـــــح ســــــاخن

مال اللـــــه فـــــرج

    Malalah_faraj@yahoo.com

ربما من المفارقات العجيبة الغريبة، أن نشاهد دمعة حزينة تبتسم، وابتسامة جذلى تنشج بصمت، على غرار هذه المتناقضات كانت احاسيس معظم الزملاء والزميلات ونحن نستقبل بلهفة مناسبة ( ســـــعيدة ) ننتظرها سنة كاملة بفارغ الصبر لتطل علينا كل عام، الا انني مع كل تلك المتناقضات ما زلت (متفائـــــلا) باننا    بالرغم من كل تلك الاحباطات، يمكننا ان ندخل موسوعة غينيس للارقام القياسية لنكون شهودا على واحدة من الاحداث المتفردة سواء في غرابتها أم في طرافتها.
فقد (نجحنــا)  وربما لاول مرة في حياة الامم والشعوب في ان نقيم احتفالية (متفـــردة) بعيد ميلاد مناسبة عزيزة علينا بلا شموع ولا حلوى ولا زغاريد ولا كعكة ترتفع طوابقها لتحاكي سنوات عمر المحتفى بها وبدون مياه غازية أو معدنية أو عصير الفراولة وبلا مظاهر احتفالية وورود واضواء ولواصق ومعالم الزينة، لا بل حتى بدون حتى ان نشنف اذاننا المتعبة بتسجيل لاغنية (سـنة حلوة ياجميل) مثلاً او سواها من اغاني اعياد الميلاد!.
 ولعل الادهى والأمر، ان احتفاليتنا كانت حتى بدون اجهزة تكييف حرصا على (صحتنــــا) حتى لا يصاب احدنا (بالزكـــــــام)  في هذا الصيف اللاهب الذي جعلت حرائقه البعض منا يضطر للسير ذهابا وايابا او للجلوس في ممرات الطابق الذي نشغله طلبا لموجات من الهواء الساخن  ولو كانت ملتهبة لتجفف حبات العرق عن جبينه ، بالاخص وان طابقنا هو الاشد سعيرا كونه الطابق الاعلى في بنايتنا، وتبعا لذلك فهو الاقرب الى مركز الشمس وهو المستقبل للحرارة المنبعثة من الطوابق الاخرى التي تليه حيث ترتفع الرياح وذرات الهواء الحارة الى الاعلى بحكم نظرية ارتفاع الساخن وهبوط البارد.
وسط هذا (النعيــــــم) الذي شكل ابرز حلقات وتضاريس احتفالنا ربما تمنى بعض الزملاء في سرهم لو كان بالامكان نقل مراسيم احتفالنا الصامت هذا الى سواحل الريفيرا او جزر الهاواي او الكناري والاحتفال هناك بالمايوهات (الشرعيـــة) التي ربما تتألف من (51) قطعة لضمانة ان تكون مانعة للضوء والماء والهواء والرصاص والضغط والحرارة والتفكير والاحاسيس والبرودة والرطوبة والتلصص، بدل أن يشعر احدنا بانه يحتفل وكأنه بيضة وسط (مقـــلاة زيــــت) أو كأنه (قطــــة فـــــوق صفيـــح ســـاخن).
وربما لو ذهبنا الى تلك السواحل الساحرة باجوائها وجماليتها ورومانسيتها المذهلة لكنا سنتفاجأ بوجود المئات من السياسيين والبرلمانيين ورؤساء الحكومات والوزراء والدبلوماسيين والمسؤولين ذوي الدرجات الخاصة من مختلف دول العالم وقد سبقوناعلى تلك السواحل والذين ربما ادعى بعضهم لزوجاتهم بأنهم ذاهبون الى احدى الدول الافريقية في رحلات عمل شاقة وفي مهمات انسانية، بينما جاءوا ليروحوا عن أنفسهم عناء المهمات الرسمية والواجبات الزوجيةالمملة والروتينية والمفروضة احيانا ، وربما اصطحب بعضهم معه في رحلة العمل اللذيذة تلك ابرز مستلزمات الايفادات الرسمية والمباحثات الستراتيجية والراحة الشخصية ممثلة بسكرتيراتهم الفاتنات اللائي يمتلكن من المغريات (المهنيـــة) واساليب الاقنـــاع (الانثويــــة) خلال المباحثات الثنائية ما يفوق كل الوثائق والمميزات والحصص والنسب المئوية والاغراءات المهنية مجتمعة،  وليعوض اولئك المسؤولون الامناء عناء (المسؤوليات الجسيمة) التي يتحملونها بمنتهى الشرف والامانة والاجهاد النفسي والجسدي جراء (الانجازات التاريخية) التي يحققونها وفي مقدمتها اقامة الكارتلات المالية والاقطاعيات الاقتصادية الشخصية والعائلية بالاموال الوطنية في الدول الاجنبية ومحاولة التعويض عن ذلك التعب الرسمي والاجهاد الزوجي بالهرب الى تلك الجزر الساحرة  وممارسة السباحة بمايوهات (اقتصاديـــة) ربما (غيـــر شرعيــــة)، واحيانا بقطعة واحدة حفاظا على المال العام، وعلى الفقراء والمساكين والمسحوقين والمشردين السلام.
هكذا كان احتفال اسرتنا (اســــرة صـــــوت الآخـــــــر) بالعيد العاشر لميلاد (ابنتنـــــا) المدللة (مجلــــة صـــــوت الاخــــــر)التي نجحت بكل النقاء والطيبة والاحلام الطفولية البريئة التي تتمازج في شخصيتها لتجعلها رغم طراوة عودها، تحمل قلبا كبيرا يتسع للجميع وعقلا ناضجا يستوعب ارهاصات ودفق احاسيس الجميع. في أن تقيم لنا بيتا من المحبة والدفء والتعايش والتفاعل والحوار والطموح المشروع مما جعل بيتنا الصحفي هذا وطنا للابداع توهجت فيه اسماء وتفجرت في رحابه طاقات واعلنت عن نفسها كفاءات ليسهم الجميع كل من موقعه وعبر اختصاصه بصياغة مطبوع اسبوعي امتلك قدرة الصمود والامساك بمستلزمات الصدور المتواصل والمنتظم لعشرة اعوام وبانتاج عمل اعلامي نفخر به على الرغم من انه لا يزال دون طموحنا، فمهما كبرت (صـــــوت الأخــــــر) بمضامينها وبموضوعيتها وبمتابعتها للحدث وبتنوعها وحرية الكلمة فيها وقدرة التعبير عن ابرز الهموم الوطنية عامة وسياسة وتطلعات الاقليم بشكل خاص، لكنها تبقى دون طموحاتنا جميعا ففي اعماق كل منا منجم من الافكار والآراء ووجهات النظر والخطط والطموحات والامال البعيدة التي نأمل ان لا تجعلها الظروف الاقتصادية معلقة في الهواء وهي تصطدم بافرازات المثل الشعبي (العيــــــن بصيـــــــرة واليـــــــد قصيـــــــرة).
في العام الماضي، اقتصر احتفالنا بالعيد التاسع لميلاد طفلتنا (صــــوت الاخــــــر) على قطع كيك متواضعة وقناني مشروبات غازية لضيق ذات اليد ولم ينس الزميل رئيس التحرير ان يعدنا انذاك بتعويضنا في هذه السنة باحتفال رائع ومميز وفخم يليق بالذكرى العاشرة، ولم يكن يدر في خلده ان احتفالنا لهذا العام سيحل في خضم الازمتين النفطية والمالية بين اربيل وبغداد مما تسبب في قطع الرواتب عن موظفي الاقليم وادى الى ان يكون احتفالنا المتواضع بالشكل الذي اشرنا اليه.
لعن الله السياسة عندما تتحول الى سلاح للضغوط وربما للحروب الاقتصادية التي غالبا ما يكون اول ضحاياها المسحوقون والمعدمون.
اما (صـــوت الاخــــــر) فقدرها ان تواصل خطوها الى الامام برغم كل الصعوبات والتحديات لانها ببساطة تحمل رسالة .. وما اروعها من رسالة عندما ترتكز على المحبة والموضوعية والنزاهة وهي تفتح قلبها بمصداقية واعتزاز لجميع الاصوات؟
مبارك ايتها الزميلات وايها الزملاء عيدكم العاشر.. لقد انجزتم الكثير الذي نفخر به .. ولا يزال امامنا الاهم والاكثر وانتم جديرون بانجازه باصراركم وتواصلكم. 
مبارك عطاؤكم المبدع بالاعتزاز ... ومباركة ايامكم بالمحبة.
           
 
 
 
 

210
مشاكســــــــة
خدمـــة الشـــعوب
أم مــــلء الجيــــوب ؟
مال اللــــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

تمر غالبية الامم والدول والشعوب بعملية فقدان الوزن مرتين كلما حانت مواعيد الانتخابات البرلمانية لديها, مرة خلال الفترة التي تسبق الانتخابات حيث تتحول الشعوب بنظر المرشحين الى واحدة من اجمل حوريات العالم عبر الزمن واشدهن فتنة ودلالا واغراءا وحلاوة واثارة , الكل يتسابق على خطب ودها والاشادة بجمالها وعراقة تاريخها ومميزاتها الانثوية المختلفة والاستعداد لان يكون عبدا تحت قدميها ملبيا كل رغباتها وطلباتها فضلا عن التعهد بصيانة حقوقها والحفاظ على اموالها بوسائل تفوق الف مرة وسائل وتحوطات وضمانات ارقى البنوك السويسرية, والكل يقسم بالاستعداد للتضحية بحياته من اجل الدفاع عن حقوقها وصيانة كرامتها وتوفير ارقى انواع الحياة الحرة السعيدة الكريمة الهانئة المرفهة لها ان هي اختارته شريكا لحياتها وزوجا مثاليا لها, والمرة الثانية بعد انتهاء الانتخابات حيث تندلع معارك وحرائق وجولات المباحثات لتشكيل الحكومة.
واذا كانت العلاقات الزوجية الحميمة المثالية المتفانية القائمة على التفاعل المشترك والعطاء المتبادل والاستمتاع بلذائذ الزواج وحرائقة عادة ما تستمر شهرا واحدا عبر ما اصطلح على تسميته بشهر العسل لتخبو بعده رويدا رويدا نيران اللهفة والاشتياق ولتتراجع احاسيس اللهفة والاحتراق ولتهاجر ايضا اسراب فراشات الغزل الرومانسي ولتختفي محاسن ومميزات وفضائل العروس بنظر معظم عرسان هذا الزمان الذين يسدل بعضهم الستار على محاسن وفضائل ومميزات عروسته وشريكة حياته ولا يعود يتذكر الا هفواتها واخطائها وكانه اشبه بالمحقق الامني شرلوك هولمز وهو يمسك بيده عدسة مكبرة للبحث عن اخطاء غريمه (ارسين لوبين ) ,  بدل الوقوف في محطات الفضائل والتضحية والعطاء , فان (شهر العسل) والعلاقات الرومانسية الحميمة بين الشعوب والمرشحين لا تدوم الا ليلة عسل واحدة وربما ساعات عسل ليدير بعدها معظم المرشحين الفائزين وحال اعلان نتائج الانتخابات  ظهورهم لشعوبهم للانهماك بشحذ اسلحة الاستعدادات للمعركة الاخرى الاهم والاصعب تلك هي معركة الاستعدادات الفعلية للامساك بكرسي الرئاسة سواء الحكومية  او البرلمانية.. وهكذا تجد غالبية الشعوب بالاخص في البلدان المسلوبة والمنهوبة والمتوسلة والمتسولة  نفسها بعد الانتخابات حيث تنطفئ جذوة الوعود والاهتمامات والخطب والبيانات والتصريحات والتاكيدات والتشديدات اشبه بعروسة تكاد تغرق بخيبة الامل بعد ان ادار لها عريسها وجهه وظهره وكل اهتماماته بعد ليلة الزواج العاصفة الملتهبة المترعة باعذب الوعود واحلى الاماني وحيث تعيش الشعوب حالة الترقب لمخاض الاحداث تكون المعركة الاهم والاخطر والاوسع قد اشتعلت على مختلف جبهات الكتل والتحالفات والكيانات والاحزاب والتشكيلات والقوائم الفائزة , لتغيب من الاجواء المشحونة بالترقب والانتظار كل الوعود والعهود والخطب والبيانات والتصريحات التي اغرق بها المرشحون شعوبهم ولتبرز بقوة معركة الملفات والمصالح وتبادل الادوار والتلويح بالمواقع وتسويق المغانم والامتيازات والدرجات الوظيفية والمواقع الدبلوماسية, وهكذا تغيب الشعوب التي كانت بالامس العروسة المتفردة بجمالها التي تسابق الجميع لتقديم خاتم الخطوبة والزواج لها, لتحل محلها كرسي الرئاسة لتكون هي العروس المثلى المضمخة بالاغراء والرغبة والمطلوبة من الجميع .
وما بين المباحثات واللقاءات والحوارات والتجاذبات تبرز على السطح الاجتهادات المختلفة والاراء السديدة  والمتخلفة , فهذا يسعى لحكومة اغلبية سياسية واخر يريدها حكومة توافقات وطنية واخرى تلوح باغلبية برلمانية وهنالك اقتراح بشراكة حقيقية وراي اخر حول حكومة عابرة مثل الصحون الطائرة , في وقت تراقب فيه الشعوب بتلهف وانتظار واحيانا بخيبة وانكسار مراحل المباحثات وحسم المواقف والخلافات من اجل ان تتلمس مواطئ قدميها وتحاول توقع اتجاهات سيرها .
وفي مختلف التجارب الديمقراطية والدكتاتورية والثورية والتقليدية والاشتراكية والراسمالية والملكية والجمهورية والرئاسية والدستورية قديما وحديثا نوعان من المسؤولين وفق مختلف درجات المسؤولية , نوع يهدف لخدمة الشعوب , واخر يهدف لملء الجيوب,  بكل الوسائل والاساليب والطرق التي تتيح له استغفال الشعوب وخداع الشعوب وسرقة اموال الشعوب من اجل الاستحواذ على ثرواتها وعائداتها ومصالحها باتجاه ملئ الجيوب حتى لو اضطر لاقتراف ابشع الجرائم ولسلك اقذر واحقر كل الطرق والدروب .
وحيث ما تزال معارك محاولة الامساك بصلاحية ومسؤولية رئاسة وتشكيل الحكومة محتدمة في بلادنا, وحيث ما تزال انظار المواطنين تستحضر مسيرة المرحلة الماضية بكل ارهاصاتها وافرازاتها ومعاركها ومساجلاتها, وفي احيان كثيرة ضياع الوفاق والاتفاق الذي ادى في الكثير من المواضع الى اقسى حالات التبعثر والاخفاق جراء التهميش مرة ومرات جراء التباعد والافتراق, مما افرز اخفاقات وتحديات ومعضلات اغرقت البلاد بالازمات وعرقلت الكثير الكثير من برامج البناء والاستقرار والخدمات, وبعيدا عن كيل التهم لاية جهة من الجهات, فان العراقيين يتطلعون الان بامل وثقة ورجاء الى نمط من المسؤولين الذين يكرسون انفسهم لخدمة الشعوب وليس لملء الجيوب.

211
أدب / كــل ما فـي يناديــك
« في: 22:02 25/05/2014  »

كــل ما فـي يناديــك
مال اللـــه فـــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
.....................
بانتظــــارك أنـــــــا
علـــــى ارجوحـــة
الزمـــــان .........
أمـــــا آن .........
الاوان ............
ان تعـــــــود ......
لقلبـــــــي .........
ايهـــــا الضائـــــــع
فــــــــــي بحـــــــار
الاحــــــــــــزان ؟؟؟
أيهـــــا التائــــــــه
بين جــزر الاوجاع
لا يســتقر خطــــوك
فـــــــــي مينــــــــاء
أو مكـــــان ..........
ومــــــا عـــــدت .....
أعــــــــــرف لـــــــك
مـــــذ افترقنــــأ .....
مســــــتقرا .........
او عنــــــــــوان .....
أمســـيت بعــــدك ....
يا منــى القلــب .....
كــــــرة ..............
بيـــــــن أقـــــدام .... 
الزمـــــان ............
فمــــرة يقتلنــــي....
الشــــــوق ..........
يا حبيبـــي ..........
والـــف الـــف مــــرة
يذبحنــي ........... .
الحرمـــــان ...........
تعــــال ارجـــوك ......
فبعـــــدك .............
حطامـــا امسيت ......
يلتهمنــــي ...........
لهيــــــــب اللهفـــــــة
وتأكلنــــــــي ..........
حرائـــــق الأحــــــزان
تعـــــــال ............
فكـــــل ما اتمنـــــــاه
لحظــــــــــة احتـــراق 
اعانقــك فيهـــــــــــــا
وبعدهـــــــا ..........
فليجرفنـــــا ..........
الطوفـــــــان .........


212
   مشاكسة
سياســــــة

تـــــوم ( أنــــــد ) جيـــــــــري

  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

من بين المحطات الكثيرة، المسرة منها والمريرة، محطتان في حياتي تثيران لدى الآخرين الاعجاب و الاستغراب معا حيث يعتبرهما البعض ( ضعفــــــــاً ) ويعتبرهما آخرون ( ميـــــــــزة ( الاولى، اعجابي الشديد الفريد بشخصيتي توم اند جيري وادماني على متابعة مقالبهما والغرق في عالم لذيذ من الضحك والمرح ازاء مفاجآتهما وكأنني طفل صغير قد امتلك بفرح وسعادة ما يريد صبيحة العيد لاسيما وانني اتخيلهما مرة سياسيان أو برلمانيان، في هذه الدولة أو تلك، يطاردان بعضهما وتارة اخرى اتخيلهما رجلا وحماته يدبران المقالب لبعضهما واحيانا اراهما ازواجا وزوجات يحاولون اشاعة بعض الدفء بشقاوتهما في مخادع ربما باتت تشكو غياب سخونة العلاقات والتفاعلات الرومانسية الحميمة وحرائقها اللذيذة بفعل تراكم جليد النفور الزوجي الذي حول بعض تلك المخادع الى اشبه بساحة حرب باردة.
اما المحطة الثانية التي أثارت وما زالت تثير ردود افعال مختلفة فهي ثقتي الكاملة بالحكومات في كل زمان ومكان وتصديقي لوعودها وانجازاتها حتى لو كانت اسطورية أو خرافية، أو هياكل سرابية لاتربطها بالواقع ىاية خيوط فعلية .
علما أن ثقتي بالحكومات لاتنطلق من خشية سطوتها أو خوفا من ( حنــــان ورومانسية ) اجهزتها الامنية الشفافة لأننا بعد أن اجتزنا عتبة الالفية الثالثة فقد سادت الحرية بأوسع معانيها في جميع البلاد، وتم تطبيق كامل بنود وفقرات الاعلان العالمي لحقوق الانسان على جميع العباد، اما الديمقراطية الشعبية فقد اصبحت سمة هذا العصر الثورية بعولمته وبمختلف خرائط الطريق فيه، حيث امست الشعوب هي التي تأمر والحكومات بمنتهى الطاعة تنفذ.
والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى، وعلى سبيل المثال، فقد سئل احد موقوفي الرأي رهن التحقيق بإحدى دول الصقيع العربي ولم يكن مداناً بعد، من قبل المحقق في اولى جلسات التحقيق الشفافة (التي تراعى فيها دائماً المعايير الدولية في احترام الكرامة الانسانية) وبنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان عند قلع الاسنان، سئل بمنتهى الرقة والادب والاحترام عن (طريقة التعذيب الشفافة) التي يفضلها قبل ان ينام ، وبينما كان ذلك المواطن (العاق طويل اللسان) يفاضل مع نفسه بين الطرق الرومانسية المعروضة عليه. بدءا من (تدليك الفكين) بمساج اللكمات الفنية وقلع الاسنان التي لا يحتاجها باساليب رومانسية الى خلع الاظافر الطويلة لاراحة نفسه العليلة الى حمام السونا بالمياه الثقيلة الى التعليق مقلوبا بالمروحة السقفية لتنشيط ذاكرته الغبية الى تدليك القلب بالصعقات الكهربائية، بادره المحقق بمنتهى الادب ذلك العاق المسكين ، ان كان يرغب بالتدخين؟ وعندما اجابه بالايجاب بادر فورا بأشعال سيكارة، ونظراً لكون يدي ذلك الموقوف المشاغب كانتا مقيدتين، فقد بادر المحقق بكل تواضع وبمنتهى اللطف والانسانية بوضع طرف السيكارة المشتعل بين شفتيه ليجعله يصرخ ويتقافز كطير مذبوح وكانه الممثل (انتوني كوين) وهو يؤدي رقصة زوربا اليوناني. ولم يكتف بتلك (المكرمة الامنية) بل مرر رأس تلك السيكارة المشتعل على مختلف المناطق الحساسة في جسد ذلك المواطن (المشاغب) من اجل تعقيمها وازالة ادران الحقد والكراهية منها.
المهم ان ثقتي بالحكومات في كل زمان ومكان وبوعودها وشعاراتها وبرامجها تنطلق من ايماني الحقيقي بأن اية حكومة ليست بحاجة للخداع أو الكذب أو المماطلة أو التسويف مادامت تمتلك الاموال والعائدات والسلطة والصلاحيات والقرارات التي توفر لها مستلزمات تنفيذ برامجها وخططها ووعودها كافة.
 كما أن هذه الصلاحيات المفتوحة تمنح جميع الحكومات غطاء قانونياً مشروعاً لاعتقال اعداء الشعب والحرية والاشتراكية والديمقراطية، اولئك العاقون من الصحفيين والاعلاميين واصحاب الرأي ذوي (الالسن الطويلة) والتحليلات السياسية ذات الاهداف التخريبية (العميلة) الذين يحاولون التشكيك بنزاهتها وبمصداقية شعاراتها الثورية ومشاريعها الوطنية وهم لايتورعون عن تجاوز حدود اللياقة والادب، مطالبين الحكومات بإطلاع شعوبها على حقائق العائدات الفعلية، ومصير الثروات الوطنية، والموازنات السنوية واوجه الصرف (واللغف) ومبالغ المخصصات الظاهرية والباطنية، ومقدار العمولات التي يتقاضاها هذا المسؤول وذاك سواء عن الصفقات الرسمية الفاسدة منها والوهمية أم على مقدار ارصدة اعضاء الحكومات والاحزاب والبرلمانات والتكتلات والتحالفات في البنوك الاجنبية، دون ان يدرك (اصحاب الالسن الطويلة) لفرط غبائهم ان تلك الارصدة (الشخصية) أو (العائلية) التي تناسلت وتكاثرت واتسعت من خلال استحواذها على الاموال الرسمية انما هي من اجل الشعب ولخدمته، وتم ايداعها باسماء وارصدة شخصية بهدف خداع المخابرات الاجنبية حتى لا تستطيع رصد الاموال الوطنية، ومقدار السيولة النقدية وحركة رؤوس الاموال الحكومية، وبالتالي عرقلة المسيرة التنموية.
وحتى لا اذهب بعيداً عن اصل الموضوع، فقد تناهى الى سمعي مرة خلال البرامج الدعائية للحملات الانتخابية عبر احدى الفضائيات تقييم كبير (للإنجازات التاريخية) المتحققة، وعندما حاولت تلمس تلك الانجازات بعيون غير مصدقة، وجدت العكس تماما، فلا العنف توقف، ولا المهجرون عادوا الى منازلهم، ولا المفخخات صمتت ولا المصالحة تحققت ولا القانون استطاع ان يفرض نفسه.
ادرت مؤشر الستلايت على بقية الفضائيات لأفاجأ بخبر (امبريالي حاقد) يدعي ان عدد اطفالنا اليتامى ما بين 4-5 ملايين طفل، وبآخر يدعي العثور على جثث مجهولة الهوية وبتقرير دولي (غير نزيه) يدعي ان بلادنا على قائمة الدول الاكثر فساداً في العالم، وبخبر آخر ينقل تفاصيل مأساوية مفجعة لأنفجار مفخخة في سوق شعبي.
لعنت هذه القنوات (الامبريالية) الحاقدة التي تتفنن في نقل المآسي والكوارث والمصائب وتدير ظهورها (للانجازات والمكاسب) متجاهلة عن عمد روعة (الجنة الحقيقية) التي تعيش في كنفها مختلف القطاعات الشعبية.
هرباً من (الصداع السياسي المزمن) الذي ينتابني بإستمرار كلما سمعت نشرات الاخبار وبالذات من دول الصقيع العربي حيث جرائم الذبح والجلد والسبي، انتقلت الى احدى القنوات المتخصصة بعرض افلام الكارتون وغرقت بموجة عنيفة من ضحك بنكهة (البكاء) وانا اتابع مقالب (توم آند جيري) فقد تخيلت احدهما يمثل الحكومات .. والآخر يمثل الشعوب.
 
 
 
    

213
مشاكســـــة
مصائــــب وخرائـــــب  زوجيـــــة
مال اللــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
ـــــ 1 ـــــ
عانت كثيرا من زوجها الاول ’ فقد كان شديدا قاسيا متسلطا لايقيم لارائها ولا لاقتراحاتها ولا لابسط حقوقها سواء الزوجية او الانسانية اي وزن رغم ثرائها وطيبتها وعراقة نسبها وتفانيها في خدمته وسكوتها على تهوره وتوفيرها  لكل احتياجاته ومتطلباته وصمتها على اخطائه وانتهاكاته الفضة وتبذيره لاموالها على مغامراته الطائشة  , فقد كانت الحياة الزوجية بنظره عبارة عن زوج يأمر وانثى تطيع ’ ورجل يمارس كل حقوقه ومتطلباته المشروعة, وحتى نزواته غير المشروعة وامرأة لا حقوق لديها الا ما يطيب له ان (يتصدق) به عليها, وكان من الشراسة والهيمنة والتسلط ما جعله يمسك بخيوط كل مخارج ومداخل وجزيئيات الحياة الزوجية بين يديه , فلا وقوف الا باذنه ولا جلوس الا باذنه ولا علاقات عائلية مع الاهل والاقارب الا بموافقته ’ بل انه جعل حتى علاقاته بجيرانه متوترة وسيئة وعدائية من خلال تصرفاته الهوجاء ومغامراته الطائشة واصابته بداء العظمة ورغبة التسلط فيه مما جعلها تعيش (حصارا) انسانيا صعبا.
 واذ شاءت الاقدار ان تزيحه عن دربها , فقد اعتبرت ذلك خلاصا ورحمة وبداية مرحلة جديدة في حياتها بعيدا عن تسلط ودكتاتورية زوج لايرحم وهي تحاول ان تتنفس هواءا نقيا دون رقيب وتتطلع لاستعادة انسانيتها وممارسة حريتها ورعاية ابنائها واعادة وصل خيوط الود والمحبة التي تقطعت مع اهلها واقاربها  و اقامة قنوات الاتصال مع جيرانها واعادة توظيف ثروتها في بناء اسس ومرتكزات حياتها الجديدة وبناء مستقبل اطفالها والتطلع لممارسة انسانيتها وحقوقها كاملة.
 واذ وضع القدر في طريقها رجلا اخر اعتقدت بانه زورق الانقاذ وبانه النقيض تماما عن زوجها الاول وهو يعدها بان يجعلها تعيش في جنة حقيقية وان ينسيها كل احزانها واوجاعها والامها وجراحاتها ويعوضها مافاتها ويسخر كل ما يملكه من اجل اسعادها واسعاد ابنائها , فقد وثقت به لطيبتها واسلمته مصيرها ووضعت بين يديه كل مقدراتها وبنت عليه امالها الكبيرة في تعويضها عن الامها المريرة.
ولكن لان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فغالبا ما تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن , كما ان ليس كل الوعود الذهبية يمكن ان تصبح حقائق واقعية ولان امتحان الحقيقة يختبئ دائما في المسافة بين الاقوال والافعال , فلم تمض سنوات قليلة الا واشتعلت نيران الخلافات لتصل حد الشكوك والتهكم وتبادل الاتهامات والتهجم , واضطرها جحيم الحياة الزوجية الى البحث عن ابغض الحلال في اروقة المحاكم الشرعية.
 في خضم البحث عن الذات, سألتها احدى صديقاتها المقربات عن الفرق بين زوجها الاول وزوجها الثاني ’ اجابتها بعد لحظات من التأملات الحزينة ونشيج من الحسرات الدفينة :
ــــ (الاول جعلني اعيش في جحيم حقيقي)
×  وماذا عن الثاني ؟؟؟
ـــ ( الثاني جعل بتصرفاته وجه الاول ابيضــا)
فما اشبه احوال بعض الشعوب المسلوبة والمنهوبة بحال مثل هذه المرأة المنكوبة ؟ 
ـــــ 2 ـــــ
اعتاد معظم الرجال على ملاطفة زوجاتهم باطلاقهم  تسمية وزير الداخلية , او وزارة الداخلية عليهن للدلالة على تخصصهن بمستلزمات البيت والاطفال وشؤون الاسرة الداخلية ’ وكثيرا ما تسعى (وزيرات الداخلية الاسرية ) للاستحواذ على وزارات اخرى وفي مقدمتها المالية لضمان اقتناء احتياجاتهن وخصوصا من الازياء والعطور والماكياج ودفع تكاليف معاهد الرشاقة وعمليات التجميل والشد والنفخ والتكبير والتصغير ’دون ان يسقطن من حسابهن مبدئية النضال بشتى اساليب وصيغ واسلحة الاقناع الانثوية الرقيقة اللذيذة التي يعرفن كيف يشهرنها خلال اجواء العلاقات الزوجية الرومانسية الحميمة وهن واثقات من فاعليتها للاستحواذ على وزارة الخارجية ايضا بما يضمن لهن التواصل مع مجلس  الامن العائلي عامة ومع امهاتن بخاصة اللائي يمثلن مستشاراتهن الشخصيات في فنون وشؤون العلاقات الزوجية.     
احد الزملاء من الذين استحوذوا بكبريائهم الذكوري على كل الوزارات الزوجية وجرد زوجته من ثلاثة ارباع وزارة الداخلية حيث كان يتدخل في معظم الامور البيتية حتى الطعام والشراب والملبس ’ فوجأ يوما اثناء جلسة عائلية عادية وهو يجيب على استفسار ابنه الصغير عندما سأله (بابا هل سنذهب غدا الى بيت جدي) واجابه مازحا وهو يشير باصبعه الى زوجته , (اسأل وزارة الداخلية),  ليفاجأ بزوجته وهي تنفجر بوجهه مثل قنبلة موقوتة ومثل اعصار مجنون ( ليش انت خليت داخلية لو مالية او قضاء لو دفاع لو غذاء ... اشو كلها كوشت عليها ) 
واضافت بعد ان هدأت عاصفة غضبها والتقطت انفاسها ( كنت اتمنى لو كان لدي مسجل  واسجل  كلامك الرومانسي ايام الخطوبة حول الشراكة الزوجية والعلاقات الرومانسية واحترام الخصوصيات الانسانية والخيارات الشخصية  ووعودك الذهبية   ولاسمعتها لك الان لترى الفرق بين وعود الخطوبة وانت تتطلع للامساك بالمميزات والمصالح والملذات الزوجية وبين افعالك الان بعد الزواج حيث ضمنت الامساك بكل شيئ واصبحت مصائرنا انا والاطفال بين يديك).
 فما اشبه ايام الخطوبة بايام الانتخابات وما اشبه حال بعض الشعوب باحوال مثل هذه الزوجات المضطهدات. 


214
مشاكســــة

الصحفيــــون

وعــــورات المسؤوليـــــــن

    مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

احتفل العالم في الثالث من آيار باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يمثل مناسبة سنوية لقرع جرس الانذار بشدة أمام الاسرة الدولية  وتحذيرها من حرائق الانتهاكات الخطيرة بل والمأساوية التي بات  لهيبها يتصاعد على مختلف الجبهات محاولا التهام حرية التعبير من جهة، ولتذكيرها  بالكثير من الصحفيين الشجعان الذين آثروا الموت أو السجن والتعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية العنيفة على خيانة شرفهم المهني وكانوا بحق  فرسانا اشداء في مهنة البحث عن المتاعب وهم يخوضون غالبا غمار اشرس المعارك واخطرها في مسيرة ملاحقتهم للحدث ووضع الحقائق بمنتهى النزاهة المتفردة امام الرأي العام.
حط الثالث من آيار على رصيف حياتنا في خضم تواصل شلال الدماء الصحفية الذي لا يزال يتدفق بعنف خصوصا على الجبهات الملتهبة وفي مناطق النزاعات المسلحة وفي الدول التي تعيش على وقع افرازات الفوضى السياسية والعنف والارهاب والجريمة المنظمة والمعارك المحتدمة ليخط باللون الاحمر ان صحفيا شجاعا مر تحت وابل القنابل مسرعا واستشهد هنا, وان صحفية جريئة تسللت الى منطقة ملتهبة لتكون اقرب الى الحدث واصيبت هناك, وان مراسلا موضوعيا تعرض للضرب بعنف في هذا الشارع  وان مصورا مهنيا اختطف في تلك الساحة, وان فريقا اعلاميا اعتقل هنا لان اجهزة تصويره المشاكسة اجتهدت في التقاط الحقائق وكشف عوراتها بدقة ونقلها (عارية) الى الرأي العام , وبذلك فانها من وجهة نظر المعنيين (المؤمنين النزهاء الاتقياء) في تلك الدول تكون قد مارست الفسق والفجور والرذيلة السياسية واثارت شهوات وشبق الفقراء والمعدمين وجوعهم  لمشاهد عري الفساد السياسي والبرلماني والحكومي ومتابعة اوضاعه الساخنة التي لا يزال دخانها يتواصل ويتصاعد في مواخير الصفقات الوهمية والعقود الفاسدة والسرقات واحتكار السلطة وتهريب المال العام بواسطة سماسرة متمرسين يعرفون كيف يوفرون الاجواء الرومانسية ومستلزماتها لمواصلة الليالي الحمراء المشتعلة بالرغبات المجنونة في مواخير وحفلات العهر السياسي لانتاج المزيد من (اجيال الفساد) غير الشرعيين الذين يكادون ان يكونوا في بعض الدول هم القاعدة واجيال النزاهة الشرعيين هم الاستثناء, كما يكاد ان يكون الفاسدون في بعض الدول المنهوبة والمنكوبة هم (الاغلبية السياسية) وتكاد ان تكون شعوبهم اقرب الى (الاقلية المعارضة) المعدومة والمحرومة.
  ولتلمس حقيقة الاخطار الجدية المحدقة بفرسان الحقيقة الذين أبوا ويأبون دائماً مقايضة شرفهم المهني بأية مناصب او حوافز او اغراءات اذ هم مستعدون دائما للمخاطرة بحياتهم من اجل الامساك بالحقائق رغم مرارة وخطورة ذلك, يكفي ان نشير الى تقرير لاحدى  المنظمات الدولية اكدت فيه ان نصف الصحفيين الذين قتلوا في العالم، لقوا حتفهم في العالم العربي.
من جانبها اكدت منظمة (حملة الشارة الدولية لحماية الصحفيين)   ان عام (2013) فقط شهد مقتل (139) صحفياً في (29) دولة وهو ما يعد رقماً قياسياً. ويشير التقرير السنوي لمنظمة (مراسلون بلا حدود) إلى ان اربع دول عربية احتلت المواقع الاولى على قائمتها كأسوأ مكان لممارسة العمل الصحفي في مقدمتها سوريا من بين 178 دولة, حيث حصد النزاع الدائر في سوريا  حياة  29  صحفياً عام 2013، مما يرفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا خلال تغطيتهم للنزاع إلى 63، كما شهد هذا البلد اختطاف نحو 60 صحفياً على الأقل، بينما ظل 30 صحفياً في عداد المفقودين، يُعتقد أن معظمهم محتجزون لدى الجماعات المسلحة.
  ان ما يجعل الدماء الصحفية المضمخة بالمصداقية والشجاعة المهنية وشرف المواطنة في الدفاع عن الحقيقة دائمة التدفق يكمن غالبا في مواقفها المبدئية الرافضة لاستخدام الماكياج ومختلف ادوات التجميل الاخرى لاخفاء فساد المسؤولين والتغطية على فشلهم وصفقاتهم المشبوهة وتضخيم (انجازاتهم) سواء الوهمية منها أم تلك التي لايمكن رؤيتها بالعين المجردة لتواضعها ولصغر حجمها مقارنة بالميزانيات الخيالية التي يبعثرها بعض الحكام والمسؤولين والحكومات والبرلمانيين والاحزاب في هذا البلد أو ذاك على مصالحهم وملذاتهم الشخصية من المال العام الى جانب نجاح  ستراتيجية بعضهم في تحويل الوزارات والمؤسسات والدوائر التي يتحكمون فيها من املاك عامة الى اشبه باملاك عائلية, حيث يصر هؤلاء الصحفيون المشاكسون ذوو الالسن الطويلة والكلمات الشجاعة والمقالات الملتهبة والتحليلات الموضوعية الدقيقة على كشف عورات فساد المسؤولين امام الرأي العام دون أن تأخذهم في الحق لومة لائم, وبالتالي فان لا سبيل امام اولئك المسؤولين لاعادة ستر عوراتهم واخفاء عريهم وعهرهم السياسي والمالي والاجتماعي الا اسكات تلك الاصوات العالية وقطع تلك الالسن الطويلة وتهشيم تلك الاصابع المتمرسة التي تنقل بالصوت والصورة والكلمة جوانب وحيثيات وتفاصيل كل الاحداث الملتهبة غير خائفة ولا وجلة من ان تتحول حياتها في لحظة ما الى محرقة من اجل الحقيقة, فما أشجع وأشرف وأنزه أن يرفض فارس الكلمة كل اغراءات ومنافع ورشى الفاسدين ويختار طوعا ان يكون مشروع استشهاد من اجل الفقراء والمسحوقين.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة, لكم المجد ايها الزملاء الشرفاء في كل مكان وانتم تمتطون صهوات الشرف المهني بحثا عن الحقيقة , ومجدا ومحبة لكم شهداء الكلمة الحرة فانتم خالدون في صفحات التاريخ وفي ضمائر شعوبكم وزملاء مهنتكم الذين يواصلون الدرب على خطاكم.
 
 
 
 

215
مشاكسة
لســت مــع .. ولا ضـــد
مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com 

ربما لم تشهد الانسانية عبر تاريخها من قبل صورا مثل صور هذه المشاعر المترعة باروع واصدق وانبل الاحاسيس الوجدانية التي تنافس اجنحة الفراشات برقتها ونسائم الصباحات الربيعية برهافتها وهي تعلن عن نفسها صاخبة متفجرة لتلامس شغاف قلوب اليتامى والارامل والاطفال المعذبين والفقراء والمعدمين مثلما جسدت ذلك مشاعر بعض مرشحي البرلمان عبر جولاتهم (الانسانية)  لمناطق مسحوقة ربما يزرها بعضهم للمرة الاولى واخرون ربما للمرة الثانية خلال اربع سنوات في التفاتة (وجدانية ) هزت المشاعر بعنف وادمت القلوب وافاضت الدمع من العيون, والرأي العام يتابع باهتمام بعض (رســـل الانسانيــــــــة) من هؤلاء المتواضعين وهم يذوبون انسانية ويفكرون بهؤلاء المعذبين مرة كل اربع سنوات ويحملون لهم المواد الغذائية والهدايا مرة كل اربع سنوات ويسالون عن اوضاعهم مرة كل اربع سنوات ويعدونهم بخدمتهم ورفع مستوياتهم وتوفير الخدمات لهم مرة كل اربع سنوات دون ان يسألوا انفسهم مالذي قدموه لهم فعليا خلال تلك الاربع سنوات.
ولعل ما يؤكد ويجسد ويوثق ( مصداقية )هذه الجولات الانتخابية (العفويــــــــة) والتي جاءت لدواع (انسانيـــــــــة) بعيدا عن التسويق الاعلامي للحملات الانتخابية , حيث ان بعض المرشحين من رسل الانسانية هؤلاء لم يصطحب معه في زياراته العفوية للمناطق الشعبية, الا فريقا متكاملا من الاعلاميين , والا عشرة او ربما عشرين كاميرا من مختلف الانواع والاحجام والمواصفات التقنية  لسرعة تسجيل وتوثيق تلك اللقطات الانسانية الحميمة قبل ضياعها والتي ربما لن يجود الزمن بمثلها مع تعليمات صارمة للفريق الدعائي المتخصص عامة وللمصورين على وجه الخصوص بتصوير تلك اللقطات (الانسانية) من مختلف الزوايا لتنقل للعالم اجمع جوانب ربما تحدث للمرة الاولى لبعض المرشحين وهم يقصدون   (اوساطهم) الشعبية ليحتضن كل منهم (بأبوته الحنونة) هذا الطفل اليتيم وليقبل راس تلك الارملة الفقيرة وليواسي هذا المريض وليعد هذا المعوق بكرسي كهربائي متحرك وليلعن ربما قسما من المسؤولين غير الكفوئين لهذا الاهمال غير المقبول الذي تشهده المناطق الشعبية الغارقة بالنفايات وبالمياه الاسنة وبانعدام الخدمات دون ان يسال نفسه بالطبع خصوصا ان كان من الاعضاء البرلمانيين السابقين او من المسؤولين المرشحين الذين سبقوا ان مارسوا المسؤولية مالذي فعله هو بالذات خلال الاربع سنوات لمعالجة كل هذه الماسي والترديات وغياب الخدمات, وربما يكون من بين رسل الانسانية هؤلاء الذي يسعى لدخول البرلمان ثانية بعد ان اذهل الانسانية وهز مشاعر البشرية بعبقريته المتفردة وبمواقفه المبدئية الحازمة الحاسمة برلماني بعينه عندما سئل عن موقفه خلال الدورة الماضية ابان احتدام التظاهرات الجماهيرية العارمة المطالبة بالغاء تقاعد البرلمانيين  اجاب بطريقة ثورية لم يتوقعها ابلغ الثوريين ثورية ولا اشد الدكتاتوريين دكتاتورية ولا اعمق الديمقراطيين ديمقراطية بانه ليس مع الغاء تقاعد البرلمانيين ولا مع الابقاء عليها (فاف تحية والف سلام على ذلك الموقف المبدئي الساطع كشمس تموز والقاطع كسيف عنترة ). 
الى ذلك استنكر واستهجن وثار وازبد احد زملائنا وهو يصطدم برأي زميل اخر اقترح عدم منح الثقة للفاشلين من البرلمانيين القدامى سواء من الذين مضى عليهم دورة او دورتين ولم يحققوا شيئا من وعودهم وبرامجهم وخططهم الورقية التي ما تزال اسيرة ادراج مكاتبهم لم تر النور لانها كما يبدو معدة لمواسم الانتخابات فقط, مشددا على ضرورة ووجوب ان يمنح الشعب المتسرع اولئك الفاشلين فرصة اضافية لينفذوا برامجهم مدعيا ان فترة الاربع او الثماني سنوات لا تكفيهم نظرا لعمق وبطء ومنهجية دراساتهم الستراتيجية للمعضلات الوطنية.
ولما سالناه عن الفترة التي يرى ان اولئك البرلمانيين الذين لم يجققوا شيئا بحاجة اليها بعض وكذلك وبعض المسؤولين الفاشلين المتلكئين لتنفيذ برنامج وطني حقيقي شامل للنهوض الكامل بالبلاد , امسك بقلم وورقة وبدأ بحساب الزمن بكل خشوع وبصوت مسموع.
قال, وفق اجتهادي المتواضع المستند الى تصرفات وطبيعة عمل بعض البرلمانيين الهامشيين مع عميق محبتي واعتزازي بالبرلمانيين والمسؤولين الكفوئين والمخلصين , فانني اعني اولئك الذين لا يوافقون ولا يعترضون الا اذا وجهتهم احزابهم وكتلهم وتحالفاتهم بذلك وكذلك  بعض المسؤولين المتلكئين ايضا فانهم سوف يحتاجون الى مائة عام للقضاء على البطالة والى مائة عام لتوفير الخدمات والى مائة عام للنهوض بالزراعة والى مائة عام للنهوض بالصناعة والى مائة عام لتحقيق التوافق بينهم والى مائة عام للارتقاء بمفردات البطاقة التموينية والى مائة عام لانجاز المصالحة الوطنية والى مائة عام لنزع اسلحة الميليشيات والى مائة عام لبناء وحدات سكنية للفقراء والى مائة عام لتطبيق الدستور والى مائة عام للقضاء على الفساد.
اجابه زميلنا باستغراب , اذا كنا سنحتاج الى الف عام لاجتثاث الفساد فان النفط سيكون قد نضب تماما من البلاد
رد عليه بسخرية, وهل تعتقد ان بالامكان في اي زمان ومكان ان ينصف العباد وان يزول الفساد طالما ان هنالك ثروة سائبة وفرسان فساد في البلاد؟ 
 

216
مشاكسـة
صورتـــان متناقضتــــان
مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

بعيدا عن السياسة ودهاليزها ومصائبها وحقول الغامها , هزت مشاعري بعنف صورتان متناقضتان جسدتا انبل كوامن المحبة    واعمق احاسيس التضحية والوفاء التي يكنها الاباء للابناء والتي قد لايدرك كنهها ابناء هذا الزمان الا بعد فوات الاوان.
 الاولى تميط اللثام عن منجم من الحنان الانساني الابوي جسده رجل صيني في الاربعين من العمر بطريقة اثارت اعجاب واعتزاز وتثمين واشادة كل من اطلع على تفاصيل احساسه المتفرد بمعنى الابوة ومسؤولياتها الانسانية.
فقد دأب الاب الصيني (يو تشاوكانغ ) على حمل ابنه المعاق (تشاو كيانغ) الذي يبلغ الثانية عشرة من عمره على ظهره يوميا في سلة مصنوعة من خشب (البامبو ) والسير به على قدميه لمسافة ثلاثين كيلومترا تقريبا وسط طرق زراعية وعرة لايصاله الى المدرسة من اجل اكمال تعليمه ومن ثم الذهاب الى عمله سيرا على الاقدام ايضا نظرا لفقره ولعدم وجود وسائل مواصلات في تلك المنطقة النائية ومن ثم العودة اليه ثانية لاعادته الى المنزل بعد انتهاء الحصص الدراسية.   
ويعاني الطفل (تشاو كيانغ ) من تقوس في ظهره ومن التواء في اطرافه  ويبلغ طوله تسعين سنتيمترا فقط على الرغم من انه في الثانية عشرة من عمره
وقطع هذا الاب المثالي المقيم في مقاطعة  (يبين) جنوبي غرب اقليم (سيشوان ) عهدا على نفسه بالتكفل بتعليم ابنه مهما كلفه الامر منذ انفصاله عن زوجته منذ تسعة اعوام وعمل على ان لا يتأثر مستقبل ابنه بمشاكله العائلية وبالانفصال عن زوجته املا في ان يصل ابنه رغم اعاقته الى الجامعة ويحقق مهارات تمكنه من ضمان مستقبله والاعتماد على نفسه من بعده حتى لا يقع فريسة احسان وعطف الاخرين الذي قد يجرح كرامته.
وبعد تداول اجهزة الاعلام لقصة (يو تشاو كانغ) وابنه قررت الحكومة المحلية عرض استئجارغرفة سكنية بالقرب من المدرسة لتسهيل مهمة الاب كما قررت ادارة المدرسة تجهيز مكان خاص للطلاب الذين يعانون من مشاكل مماثلة ليتمكنوا من البقاء فيه بعد انتهاء اليوم الدراسي.
اما القصة الثانية فتتعلق برجل افنى عمره في تربية ولده الوحيد ورعايتة وتدليله على احسن ما يكون وحرمان نفسه من الكثير من متع الحياة ومباهجها ليوفر له كل ما يطمح اليه،ورغم وفاة زوجته مبكرا الا انه اصبح لوحيده الاب والام والاخ والصديق, ولم يبخل عليه بعد تخرجه من اقامة مشوع عمل له من ماله الخاص وبناء دار سكن تليق به وتحمل تكاليف تاثيثه ونفقات زواجه وكان يعتبره سنده في شيخوخته.
واذ مرت الايام وشاء القدر ان يطيح السرطان اللعين بالاب المسكين الذي بقي وحيدا بعد استقلال ولده وعائلته بسكنهم عنه , واذ حاول الوالد وهو يجتاز واحدة من اصعب مراحل حياته وهو يصارع المرض وحيدا ممارسة حقه الطبيعي والاقتران بالمرأة النبيلة التي سهرت على راحته خلال مرضه وبقيت الى جانبه وانسته في وحدته ورأى فيها واحة ايامه الاخيرة ممثلة بممرضته الشخصية التي احاطته برعايتها وحنانها ونبلها , بادر الابن (البار) ماان سمع برغبة والده بمنتهى الفروسية والنبل والشهامة وبمنتهى الوفاء برفع دعوى قضائية طالبا فيها  الحجر على والده  مدعيا فقدانه الاهلية ليحرمه من زواجه ومن ممتلكاته وليكون وصيا على ثروته على الرغم من كونه وريثه الشرعي الوحيد.
ما ان تسلم الوالد المسكين  التبليغ القضائي حتى شعر بالارض تميد تحت قدميه فما كان يتوقع او حتى يتصور بان مثل طعنة الغدر هذه قد تأتيه من اعز واقرب واحب الناس اليه , ليسقط صريع السكتة القلبية , وهكذا صرعته خيانة اعز انسان بعد ان عجز عن الاطاحة به السرطان.
 وفي زمننا هذا ما اشبه الشعوب بمثل هؤلاء الاباء الاصلاء.. وما اشبه بعض الحكام والحكومات والبرلمانات بمثل هؤلاء الابناء العاقين الادعياء.           

217


حـــب بــــلا حــــــــــدود

مال اللــــــه فـــرج

آه
لــــــو تنطـــــــــــق
المحيطات والجبـال
ولـــو ينطــــــــــــق
الصخــــــر ........
لـــــو تنطــــــــــــق
الشمس والنجـــوم
ولـــــــــو ينطــــــق
القمــــــر ..........
لــــو تنطــــــــــــق
الفراشات والطيور
ولـــــــــو ينطــــق
الشجـــــــر........
لـــــــو تنطــــــــق
الانهـــار والبحــار
ولـــــــو ينطــــــق
القـــــــدر.........
لهمســــوا باذنــك
ان بركان حبـي لك
يــــا اروع واجمل
قمـــــــر..........
لـــو هاج يومـــا
وانفجــــر .... ..
لغطـــــى .........
بحمـــم اشــــتياقه
الارض والجبــــال
والشجــــــر.... ..
ولأغـــرق بالحــب
كـــــل مليــــــارات
البشـــــــر ....


Malalah_faraj@yahoo.com


218
مشاكسة

أيضحكــــون لنــــا
 أم يضحكـــــون علينــــــا ؟

  مال اللــــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

مثل اعصار مكنون أو بركان مجنون، تفجرت الدعايات الانتخابية للجولة القادمة من الانتخابات البرلمانية بزخم وسرعة واتساع لتكتسح الشوارع والساحات وجدران البنايات والسيارات والاذاعات والفضائيات واعمدة الكهرباء واسطح العمارات والمواقع الالكترونية سواء الاعلامية والخبرية منها أم مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك ازدهت الجسور والانفاق بأرقى  الشعارات الثورية البعيدة عن الكذب والدجل والخداع والنفاق، لانها جميعا انما تهدف إلى خوض هذا السباق لخدمة العراق.
ومعها، ازدانت شوارعنا وساحاتنا واسواقنا ومعظم الحافلات والسيارات التي تصادفنا بأروع وألذ واجمل الابتسامات المرسومة على معظم الوجوه النظرة للمرشحين والمرشحات، مقرونة بالنظرات الحانيات التي تعدنا وفق ادنى التفسيرات والتوقعات برفع مستوى ونوعية مفردات مواد البطاقة التموينية الى مستوى المنتجات الاوربية، مما افرز سؤالا فضوليا  هل سيقابلنا هؤلاء المرشحين بعد فوزهم بنفس هذه الابتسامات؟ أم ان بعضهم سينكرنا بعد فوزه في الانتخابات كما انكر يهوذا سيده المسيح قبل آلاف السنوات؟ أم اننا اذا غامرنا وحاولنا التقرب من مقرات سكن بعضهم ومارسنا شجاعة اسطورية في محاولة طرق ابوابهم سنكون هدفا لبرامج ومراسم ومفردات الاحتفاءات الانسانية (الثورية) الخاصة التي يجيدها بعض افراد الحمايات والتي تراعى فيها جميع بنود ومواد وفقرات الاعلان العالمي لعقوق، (عفوا لحقوق) الانسان وفي مقدمتها ارق انواع التسويفات وبرامج الاستهزاءات والتندرات التي ربما تخدش الكرامات، وبعد اخضاعنا لادق التحوطات التفتيشية والاسئلة الكونية ومحاولة معرفة الانتماء الطائفي والسياسي والعرقي والقومي والديني ومميزات الخريطة الجينية لاجداد اجدادنا سيعتذرون لنا بان البرلماني الهمام لا يزال منذ ايام خارج البلاد لانجاز اعقد واصعب واخطر المهمات الستراتيجية خدمة لاهدافنا الوطنية، في الوقت الذي، ربما، يكون فيه مواصلاً جولاته السياحية لشراء المزيد من الشقق والفلل والقصور والشركات الشخصية وتنمية موارده العائلية، في غياب فاضح لسؤال محدد واضح (من اين لك هذا... يا هذا ؟؟؟).
الى ذلك، فقد تساقطت الشعارات الثورية التقدمية الاشتراكية للمرشحين مطرا على البلاد واغرقت بفيضها العباد مثل مزنة ربيعية باحلامها ووعودها الوردية والعجائبية والتي جعلت معظم الشعوب والدول والامم والاحزاب والتكتلات والحكومات الاوربية تسرع لاستنساخها ولاستعارة قيمها واهدافها من منطلق ايمانها بان هذه الشعارات لو طبقت لأرست دعائم مجتمع انساني جديد مجيد فريد، لا أثر فيه للعنف والارهاب ولا للجوع والفساد ولا للجرائم والانحرافات ولا للتهميش والاستحواذ ولا للصفقات السياسية المشبوهة او للصفقات الغذائية غير الصالحة للاستخدام البشري ولا للاعتقالات التعسفية ولا للعنف والتهجير الطائفي ولا للخلافات الحكومية البرلمانية ولا لفساد ابناء بعض المسؤولين واطلاق ايديهم لسرقة واذلال الآخرين والاستحواذ على حقوق الفقراء والمعدمين والمتاجرة بمعاناة المسحوقين.
ومن بين الاشكال الحضارية العلمية التقدمية المؤثرة للدعايات الانتخابية، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا عديدة وفريدة كان في مقدمتها دعاية انتخابية لمرشح ربما يمتلك هو او أحد اقاربه مطعما لبيع الدجاج المشوي، حيث بادر فريق دعايته الانتخابية (وفقا للمواقع التي تناقلت الخبر) إلى وضع صورته ودعايته الانتخابية على اواني الدجاج المعدة للبيع بعد تغليفها بالسلوفاين كاحدى وسائل الدعاية الانتخابية غير التقليدية ، وقد علق احد الخبثاء قائلا: (اما انه يعد الناخبين في حالة فوزه  بتوفير وجبات من الدجاج المشوي لهم ضمن مفردات البطاقة التموينية، أو انه يعدهم  في حال فوزه بشيهم كالدجاج اذا تجرأوا برفع اصوات الاحتجاج ضد الفساد).
في موقع اخر وضمن الحملات الانتخابية لاحدى المرشحات الفاضلات نشر الموقع صورتين لها على تقويم خاص بها لعام 2014، احدهما يحمل صورتها وهي محجبة والثانية بدون حجاب مرفقا بايضاح لطيف طريف يقول ان تقويمها الاول يستهدف استقطاب الاسلاميين بينما الثاني يستهدف استقطاب الليبراليين، احد الزملاء علق قائلا (لو كنت مرشحا لبادرت إلى اصدار تقويم بعشر صور مختلفة لي، واحدة بالزي العربي والاخرى بالزي الكوردي وثالثة بالزي الآشوري واخرى بالزي الايزيدي واخرى بالزي الكلداني واخرى بالزي التركماني واخرى بالزي الشبكي واخرى بالزي السرياني واخرى بالزي الارمني ولا باس ان اصدر اخرى بالزي الذي كان يرتديه حمورابي، بدل اهمال بقية المكونات مادام الامر قد تحول الى اشبه بعرض للازياء)، اما مرشحة فاضلة اخرى فقد رفعت شعار (انتخبوا مرشحتكم المعلمة الفاضلة لفلذات اكبادكم والداعمة للارامل)، ورغم تقديري العالي لها لاهتمامها بشريحة الارامل التي تستحق الدعم بالتأكيد , الا انني لم افهم لماذا الارامل فحسب، ثم الا تستحق بقية الشرائح الاجتماعية المحتاجة للرعاية ايضا جانبا من التفاتتها  (الانسانية) كاليتامى والمقعدين وذوي الاحتيجات الخاصة ومرضى السرطان الذين لا يمتلكون تكاليف العلاج والمشردين واطفال الشوارع؟
بيد ان ابرز التعليقات واشدها ذكاءً ومحتوى فلسفيا جاءت على لسان احد زملائنا وهو يرصد الابتسامات والضحكات (الملائكية) المرسومة على وجوه بعض المرشحين القدامى الذين كانوا اعضاء سابقين في الدورات الماضية ولم يحققوا شيئا من وعودهم الانتخابية الماضية ومع ذلك اعادوا ترشيح انفسهم ثانية، حيث تساءل بموضوعية مشروعة (لست ادري هل ان بعض هؤلاء الذين فشلوا في تحقيق اي انجاز خلال الدورات السابقة ومع ذلك اعادوا ترشيح انفسهم , هل هم يضحكون لنا؟ أم انهم يضحكون علينا؟).
 
 Malalah_faraj@yahoo.com
 

219
عزيزي الفاضل كمال لازار المحترم
قرأت مقالك الاخير (كفوا عن لعبة النار والدمار) ورغم استمتاعي برشاقة التعبير وغنى المضمون الذي توقف في محطات مختلفة من الفقر , لكنني أؤشر تغاضيه عن القاء مرساته في محطات اخرى ربما تكون اشد سخونة واعمق مدعاة للوقوف فيها ومنها فقر التسامح وقبول الاخر وفقر العدالة في النظر الى الاشياء والاهم الى المكونات الاجتماعية الاخرى وفقر الوعي  التاريخي والروحي مما يقود لمحاولة الغاء ثوابت اساسية وقواعد رئيسية من خارطة التكوينات الوطنية التي نشأت وازدهرت عبر العصور ومحاولة طمس دورها وصهر جوهرها وتغييبها تماما , كما هو حال مسيحيي الشرق اليوم في خضم ما اصطلح على تسميته (بالربيع العربي) وهو الاقرب الى الصقيع الذي يحاول افراغ الشرق من رواد حضارته وبناة اسسه ووهج تاريخه.
الى ذلك ولكي اقترب من المحددات اكثر , فقد ذكرت (إنَّ الفقير الحقيقي، هو الذي لا يعرف كيف يكتفي بما يملك ), وانني اسألك هنا , ان كان ما يملكه لايسد رمقه ورمق اطفاله الجياع مع غياب فرص العمل وتواصل عمليات النزوح والتهجير بسبب الاوضاع والانهيارات والاستهدافات الامنية في الكثير من المناطق الساخنة , مالذي يفعله ؟ وفي العراق على سبيل المثال بحدود خمسة ملايين شخص , وفقا لاحصائيات مختلفة, يعيشون تحت مستوى خط الفقر , بل وهنالك الالاف من العوائل يسكنون اكواخا طينية ويكاد ان يكون المصدر الرئيسي للقمة خبزهم فضلات سلال القمامة والطمر الصحي وسبق ان نقلت لنا عدسات مختلف الفضائيات صورا ماساوية حية من مفردات هذا الواقع المأساوي.
من جهة اخرى ذكرت ان من مميزات الفقر انه ( يكره الفقراء على ممارسة الفضيلة) , عزيزي’ كما تعلم ان الفضيلة هي تمازج بين التربية والاخلاق والقناعة والايمان ’ وهي في حصيلة هذا كله (خيارا وليس اضطرارا) , اما الاكراه عليها فهو ليس من الفضيلة بشيئ , ثم من قال ان (الفقير قصير باع في اقتطاف الملذات) بالاخص عندما تمكنه ظروفه من ذلك؟
عزيزي , كان بودي ان تتوقف في محطات اخرى من الفقر لانها تؤسس لكوارث اجتماعية وتؤدي لافرازات سلبية جمعية ومنها , فقر الضمير وفقر الايمان وفقر الاخلاق وفقر الشجاعة وفقر الكرامة وفقر السياسة ’ ولعل جل مصائبنا وبالاخص ما يتعلق منها بالفساد المالي والسياسي تعود اساسا لفقر الضمير او لتغييب الضمير او تخديره والقفز فوقه.
مع هذه الملاحظات لا انسى ان اشد على يدك واحي رشاقة قلمك  مع عميق اعتزازي
مال اللــــه فرج

220
مشاكسة
يميـــــن الطــــــــلاق
علــــــى العـــــــــــــــراق
  مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

كثيرة وعجيبة وطريفة وغريبة كانت مقررات القمة العربية الاخيرة في الكويت، ولعل في مقدمة مصادفاتها الطريفة، انها حملت الرقم (25) في مسلسل القمم العربية التي ربما لم تحسم عبر مسيرتها (القومية الظافرة)  وخلال (69) عاما من الزمان (25) قضية عربية مصيرية واساسية وحيوية، بل ولا حتى اهم قضية محورية قومية رغم انها تصدرت كل جداول اجتماعاتها العادية والطارئة منذ تأسيسها حتى الآن، الا وهي القضية الفلسطينية، بل على العكس من ذلك فان القضية الفلسطينية اصبحت قضيتين بعد ان انقسمت على نفسها الى قطاعين الا انها مع ذلك عقدت في (25) آذار، وربما اطلقت (25) وعدا قوميا ورديا، ولست ادري هل جاء توافق الرقمين مصادفة؟ ام هو في سياق المفاجئات العربية الكبيرة والخطيرة بل والمريرة احيانا؟
فقد أثارت القمة العربية الستراتيجية القومية المصيرية الخامسة والعشرون الكثير من التساؤلات لكثرة المفاجآت التي احتواها بيانها الختامي الذي اخذنا واخذ العرب المتفائلين جميعا من الذين تابعوا قراراتها المصيرية بشغف وتفاؤل وانشراح وثقة بالمستقبل العربي الزاهر القاهر في جولة سياحية نادرة ابتدأت بالكويت مرورا بمصر وفلسطين ولبنان وسوريا وليبيا واليمن والامارات العربية المتحدة والسودان والصومال وجيبوتي وارتيريا وقطر حتى القت مرساتها في جزر القمر، لكنها لم تدخل الاجواء العراقية الغائمة المغبرة خوفا من ان يفقد ملاح هذه القمة (التاريخية) مسار طائرته القومية ويبتلعها المجهول مثلما ابتلع من قبلها الطائرة الماليزية سيئة الحظ.
ففي بيانها الختامي الذي حمل عنوان (اعلان الكويت) توقف القادة العرب في موانئ كل تلك الدول التي ذكرتها، لكنه رفض وربما تجاهل وربما نسي ان يتوقف في الميناء العراقي ورغم ان العراق يفاخر دائما بانه كان من الدول المؤسسة لهذه الجامعة القومية العريقة وكان له دوره الفاعل والحيوي ليس في اجتماعاتها الدورية والطارئة فحسب وانما كان سباقا في احترام التزاماته المادية وقدم الكثير لدعم القضايا العربية وخصوصا ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية، إلا ان قمة الكويت فاتها، وربما تعمدت استجابة لرغبة هذا الطرف او ذاك، ذكر اسم (العراق) ولو لمرة واحدة في بيانها الختامي الذي تكون من (2387) كلمة. 
 ففي الوقت الذي  ورد فيه اسم الكويت مثلا ثماني مرات وسوريا إحدى عشرة مرة والصومال خمس مرات وجيبوتي ثلاث مرات وجزر القمر اربع مرات وبقية الدول العربية (الشقيقة)، لم يجد العراق كلمة واحدة من بين اكثر من الفي كلمة لتذكر اسمه ، مما جعلني اشك في مشاركة العراق باعمال هذه القمة (التاريخية)، وراحت شتى الاحتمالات ترد على مخيلة فضولي الصحفي.
ولولا انني شاهدت في احدى اللقطات التلفازية الوفد العراقي وهو يحتل موقعه في اجواء تلك القمة العجيبة المهيبة لصدقت احتمالات ان تكون طائرة وفدنا قد ظلت طريقها نظرا لبعد المسافة بين بغداد والكويت او ان تشويشا مخططا جرى على اجهزة الاتصالات فيها جعلها تحط الرحال في كوالالامبور او في جزر القمر. لكن الاحتمال الواقعي والاقرب الى الاقناع كان واحدا من ثلاثة.
إما ان يكون اسم العراق قد سقط سهوا من مسودة البيان الختامي وذلك احتمال وارد في جميع الانشطة المماثلة (لاسيما العربية منها) نظرا للدقة (القومية) الفائقة التي يتم التعامل بها وبالتالي لا داعي للقلق على موقع بلدنا (القومي)، واما ان المجتمعين تأكدوا بان العراق امسى دولة عصرية إنموذجية تنافس سويسرا وهولندا والدانمارك في الديمقراطية والخدمات ومستوى الحياة وحقوق الانسان والحريات العامة والعدالة وسيادة القانون والانتعاش الاقتصادي والفائض النقدي والتطور الصناعي والزراعي والوفاق والتمازج الروحي بين الحكومة والبرلمان وغياب العنف والفساد والارهاب والجريمة المنظمة والتوزيع العادل للثروات وممارسة سيادته الكاملة دون اية محاولة للتدخل في شؤونه الداخلية لا من الدول الاقيمية ولا المجاورة ولا من المجموعة الدولية، وبالتالي فانه ماعاد بحاجة لتضامن اشقائه العرب في اية قضية من قضاياه، بل ان العرب مجتمعين هم الذين بحاجة لتضامنه معهم.
اما التوقع الثالث والاخير الذي لا اتمناه  بأي شكل من الاشكال هو ان تكون الخلافات بين بلدنا والمجموعة العربية، أم بعضا منها على الاقل قد وصلت الى ابغض الحلال، وان (الاشقاء العرب) سواء كانوا مضطرين أم مختارين قد القوا ربما خلال جلسة سرية بيمين الطلاق على العراق بمنتهى النبل والكياسة والاخلاق، فهل شهدت قمة الكويت حادثة الطلاق؟
ثم الم يجد العرب (الاشقاء) قضية عراقية واحدة تستحق التوقف عندها وتأكيد التضامن معنا وابداء الدعم والمساندة او على الاقل الاشادة، حتى لو كان ذلك مثل معظم المواقف السابقة حبرا على ورق وليس باستطاعته حتى تبديد القلق؟       
 
 
 
 
 

221

مشاكسة
الشــــعوب
تقــــدم اســتقالاتها

  مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تزخر مسيرة الانسانية الراهنة باستقالات عجيبة غريبة لقادة ثوريين ولرؤساء حكومات ورؤساء برلمانات ووزراء ومسؤولين رفيعي المستوى,  ربما لاسباب قد يراها البعض (تافهــــة) أو غير منطقية او انها لا تستدعي أن يضحي المسؤول المعني بموقعه ويقدم استقالته , خصوصا عندما يكون نزيها وعادلا وأهلا للمسؤولية وملتزما بالدستور وبشبكة القوانين المختلفة.
رغم كثرة استقالات المسؤولين , بيد ان التاريخ لم يوثق لنا عبر مسيرته ان شعبا من الشعوب قدم استقالته من رئيسه او من حكومته رغم تضجر بعض القادة والرؤساء من شعوبهم النزقة الطائشة المشاكسة التي تود احصاء انفاسهم وتشكك بنزاهتهم وتلوح بمحاسبتهم على مصائر الميزانيات السنوية والعائدات النفطية وطريقة منافسة ثرواتهم الشخصية لسرعة الصوت والضوء في نموها وتناسلها وتحولها الى فلل وقصور وطائرات والى مقاطعات اقتصادية والى النسب الاضخم في الكارتلات المالية العالمية والى حصص كبيرة , سواء في الشركات النفطية أم في شركات الاتصالات الحديثة وفي مقدمتها نوكيا وأبل وكالكسي وغيرها، مما شكل ويشكل ظاهرة خطيرة قد تدفع بعض المسؤولين الى الثأر لكراماتهم بالاستقالة وترك شعوبهم النزقة الطائشة للضياع على الرغم من ان بعض المسؤولين في هذه الدولة او تلك اصبحوا من شدة عشقهم (الرومانســـي) للكراسي التي يجلسون عليها جزءا منها وربما يفكر بعضهم باستحداث مادة لاصقة تتيح لهم الالتصاق بهذه الكراسي مدى الدهر ليستمروا في (خدمـــة) شعوبهم بمنتهى النزاهة والاستقامة والشعور العالي بالمسؤولية.
وتبعا لذلك فهم لم ولن ولا يمكن ان يقدموا استقالاتهم او يتنازلوا عن خدمة شعوبهم (المحظوظـــــة) بهم مهما تعرضت تلك الشعوب على ايديهم للكوارث والفواجع والازمات، مما يضع تلك الشعوب (المحظوظــــة) بأمثال هؤلاء الحكام المبدئيين الثوريين الديمقراطيين الاشتراكيين امام خيارين لاثالث لهما، إما الاستسلام لحكامها الثوريين الملتصقين بكراسي حكمهم، او تقديم استقالاتها من اولئك الحكام وترك اوطانها وحمل متاعها (والتوكل على الله) والانخراط في صفوف المهاجرين الضائعين في متاهات الغربة واوجاعها, مما قد يوثق التاريخ ولاول مرة هجرة شعوب باكملها حتى لا تزعج حكامها.
 الى ذلك تحدثنا الوقائع عن الكثير من الاستقالات العجيبة الغريبة، فقد استقال مسؤول ياباني رفيع بعد أن أوردت إحدى المجلات خبرا مفاده أنه ركب القطار ببطاقة مجانية! واستقال وزير ياباني آخر احتجاجا على تقاعس حكومته عن سن تشريع لإصلاح البريد، ودفعت الصحافة الفرنسية مسؤولين فرنسيين إلى تقديم استقالتيهما إثر انتقادات لهما بإساءة استخدام المال العام! واستقال وزير بريطاني بسبب نفقات الإيجار؛ واستقال وزير استرالي بعد انتقاداته لأنه رقص بالملابس الداخلية! واستقال وزير الزراعة الإسباني بسبب عبارة واحدة قالها، هي ان (الاعتناء بالري كالاعتناء بالمرأة)، واستقال رئيس الوزراء الياباني إثر فشله بالوفاء بعهد انتخابي قطعه للناخبين! واستقالت وزيرة التجارة السويدية بعداعترافها بعدم دفعها لأجور المربيات اللائي كانت مهمتهن رعاية أطفالها الاربعة في منزلها خلال التسعينيات من القرن الماضي، واستقال رئيس وزراء دلهي، أرفيند كيجريوال، بسبب رفض نواب المعارضة في برلمان الولاية تمرير تشريعات مكافحة الفساد التي تقدم بها، واستقال وزير شؤون الهجرة البريطاني مارك هاربر بعد ان علم ان خادمته التي تعمل في منزله كانت تقيم في بريطانيا بطريقة غير شرعية، واستقال وزير العلاقات بين المقاطعات الكندي ورئيس المجلس الخاص للملكة في أعقاب الكشف عن إنفاقه أموالا تعدت السقف المسموح به خلال الحملة الانتخابية .
 بيد أن الاعجب والاغرب كان إقدام وزير الزراعة الياباني على الانتحار بشنق نفسه في مكتبه على خلفية فضيحة (ادارية) في وزارته، مما اضطره لمعاقبة نفسه قبل ان يعاقبه القانون، وذلك بالإنتحار ندما على ما حصل من تقصير في عمله، كما سبق ان استقال وزير النقل والمواصلات الياباني اثر سقوط طائرة يابانية حتى قبل ان يعلن عن تشكيل لجنة تحقيق، وعلل استقالته بالقول أنه ليس بأهلٍ لشغل هذا المنصب , مؤكدا : (ولو كنت اهلا له لما سقطت هذه الطائرة)، واستقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر نيكاس، على خلفية فضيحة فساد، واستقالت وزيرة اخرى في احدى الدول الاسكندنافية اثر توبيخها لاستعارتها علبة مناديل ورقية (كلينكس) من مكتبها الرسمي واستخدامها في سيارتها الشخصية، والقائمة تطول.
يحدث هذا في الدول (المتأخرة) والساذجة، اما في دول العالم الثالث والرابع والعاشر ذات الانظمة الثورية التقدمية الاشتراكية التي تتفنن في رفع الشعارات الروحية والسياسية والاخلاقية حول الصدق والنزاهة والشرف والمساواة والعدل والقانون والالتزام بالدستور فان القادة وورؤساء الحكومات ورؤساء البرلمانات واعضاءها والوزراء وذوي الدرجات الخاصة لا يستقيلون ولا يمكن ان يستقيلوا ابدا مهما حدثت في ازمانهم من ويلات وكوارث ومجاعات ونهب وسلب للثروات ومن فواجع ومن اقتتال ومن بحار الدم ومن الازمات ومن المصائب ومن الكوارث والانهيارات الامنية ومن انفجارات ثورات الربيع والخريف والصيف والشتاء الجماهيرية ضدهم، لأنهم آلوا على انفسهم ان يخدموا شعوبهم بطرقهم الخاصة شاءت تلك الشعوب المبتلية بهم أم أبت.
ولعل المضحك المبكي في مثل هذه البلدان ان مسؤولي النزاهة هم الذين يستقيلون اما المسؤولون الفاسدون فيبقون هم سادة وفرسان الميدان مهما اغرقوا شعوبهم بالويلات والمصائب والكوارث والاحزان.
وهذه ابرز واخطر معضلات الانسان في هذا الزمان.
 

222
مشاكسة
مـــــزاح
بالاســـلحة النوويــــة
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

اثارت الازمة التي فجرتها بقوة طائرة شركة الخطوط الجوية اللبنانية (الميدل ايست) وردود افعالها المختلفة تداعيات (انســـانية) تجاه شريحة مهمة وحيوية ومنتجة ومضطهدة في مختلف المجتمعات بالاخص في الدول النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة والمسلوبة والمنهوبة, التي تتجاوز بحرصها وصرامتها ونزاهتها كل الحدود الطبيعية والمعايير الدولية في تطبيقاتها الميدانية للديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان, مما اثار عجب ودهشة وحيرة الدول والشعوب الاخرى في كل مكان.
وبعيدا عن محاولة تأشير الاخطاء والمسببات والتبريرات والاجتهادات حول تلك الازمة التي كان لها انعكاسات ايجابية تفوق الاف المرات الانعكاسات السلبية الهامشية التي توقف ازاءها المسؤولون بقسوة وقوة وعزم وحسم وتهديد ووعيد, فابرزت تصريحاتهم النارية كل الاثار السلبية بيد ان موجة غضبهم الحازمة العارمة ازاء ذلك التصرف الذي ربما يكون (عفويـــا او غيـــر مقصـــود او لا علاقـــة لـــه بالشـــخص المعنــي لا مـــن بعيـــد ولا مــن قريـــب) فوتت عليهم فرصة الوقوف ازاء الاثار (الايجابيــــة الكبيـــــرة الرائعـــة) لتلك ( المأثـــــرة المفخـــــرة) . 
باختصار, حققت حادثة الميدل ايست ثلاثة انتصارات مدوية ليس للعراق وحسب وانما للمجتمع الدولي باسره.
الانتصار الاول يتمثل في الاعلان الدولي المجاني الذي ربما كانت تكاليفه المادية ستفوق مئات الملايين من الدولارات لو حاولنا تسويقه لكل القنوات والفضائيات والمواقع الالكترونية العربية والعالمية, فقد جعلت تلك الممارسة (الدعائيــــة العفويــــة) اسم العراق يتصدر مقدمة نشرات الاخبار العربية والاقليمية والدولية ويغطي الصفحات الرئيسية للمواقع الاعلامية والخبرية ومواقع التصفح والتواصل الاجتماعي وفي مقدمتها التويتر والفيس بوك بشكل مجاني,  وكل هذه المواقع تعيد وقائع الحادثة (المفخرة) عدة مرات , وبذلك فان من لم يسمع باسم العراق من قبل اتاحت له طائرة الميدل ايست ان يسمع به وان يتعرف على (حضارتــــه وتاريخــــه وتجربتــــه  الديمقراطيــــة), والاهم تفرده ونجاحه وخصوصية ممارسته الثورية في تطبيق شعار (القـــادة الشـــــباب) عمليا وعلى ارض الواقع وربما يمكننا ذلك من دخول موسوعة غينيس للارقام القياسية كوننا البلد الاول عبر التاريخ الذي يتيح لشبابه التحكم (الكترونيـــــا) بحركة الطيران في بلدانهم وهم خارج اجوائها, وبذلك نكون قد حققنا الانجاز الثاني وهي تذكير العالم برؤسائه ومسؤوليه وقادته وسياسييه وبرلمانييه باهمية اتاحة الفرصة امام (القــــادة الشـــباب)  لممارسة مهامهم ومسؤولياتهم القيادية على الارض مباشرة بعيدا عن الشك والقلق والتوجس والروتين القاتل.
اما الهدف الاخير وهو الاهم والاعم,  فانه يتمثل باهمية الوقوف امام بوابة الامم المتحدة في نيويورك وقرع جرس الانذار بشدة امام انظار الجمعية العامة ومجلس امنها وخصوصا امام السيد بان كي مون والخمسة الكبار دائميي العضوية الذين يمسكون بمصير العالم بين ايديهم وطرح واحدة من اقسى الماسي الانسانية امامهم تلك هي مأساة بعض (ابنــــاء المســـؤولين) المحرومين في الكثير من الدول من ابسط حقوقهم الانسانية والاجتماعية.
فحرصا على سمعة ابائهم وامهاتهم الذين يتحملون شرف المسؤوليات الثقيلة على اكتافهم في بلدانهم وخشية ان تسيئ تصرفات بعضهم (العفويــــــة) وتعاملاتهم ( الانســـانية المفرطـــة بالمحبـــة والتواضــــع والالتــــزام القانونــــي والاخلاقــــي) الى سمعة ابائهم المسؤولين وامهاتهم المسؤولات سواء كانوا في الحكومات او في البرلمانات او في المواقع السياسية, فقد بادر اباء  وامهات معظمهم الى مصادرة حريات ابنائهم  والحجر على تصرفاتهم ومنعم من الاختلاط بباقي القطاعات الشعبية, بل وارسلوا ببعضهم الى منافي بعيدة عن اوطانهم ليعيشوا الغربة والامها ومرارتها وشظف العيش وذل الحاجة فيها سواء في جنيف او بيروت اواشنطن اوباريس اولندن اومدريد او روما او جزر الكناري, مما يستدعي من الامم المتحدة الحريصة على تطبيق كامل بنود وفقرات الاعلان العالمي لحقوق الانسان النظر بعين الانصاف الى هذه الشريحة المظلومة من ابناء المسؤولين واجابة حقوقها المهضومة بل وتكريمها بتخصيص يوم عالمي لها اسوة بيم المرأة ويوم الطفل ويوم النضال ضد التمييز العنصري.
ان تخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال وللاحتفاء بأبناء المسؤولين في كل مكان وتمكينهم من ممارسة هواياتهم سيتيح لهم التمتع بانسانيتهم والاندماج في المجتمع وممارسة العابهم البريئة النزيهة المفضلة.
فبعض ابناء وزراء المالية مثلا سيتمكنون في يومهم العالمي ممارسة مهام اباءهم والتصرف بماليات دولهم وشعوبهم وبعض ابناء وزراء الداخلية سيتمكنون من اعتقال اعدائهم خارج سلطات القوانين والانظمة وبعض ابناء وزراء النقل سيتمكنون من التحكم بحركة الطائرات وايقاف القطارات ومنع سير المركبات وبعض ابناء وزراء الخارجية سيعقدون بروتوكولات واتفاقيات التعاون المشتركة حتى مع اعداء بلادهم وبعض ابناء رؤساء الحكومات سيكون بامكانهم اقالة حكومات بلدانهم وتشكيل حكومات اخرى وفق امزجتهم وبعض ابناء رؤساء البرلمانات سيتمكنون من الغاء القوانين التي لا تتوافق وامزجتهم وتشريع اخرى وبعض ابناء وزراء العدل ربما سيطلقون سراح من يشاؤون من السجناء السياسيين وربما الارهابيين او القتلة والمجرمين اما بعض ابناء محافظي البنوك المركزية فسيكون بامكان بعضهم تحويل اموال شعوبهم لارصدتهم الخاصة.
بيد ان الطامة الكبرى ستكون حقا من نصيب بعض ابناء وزراء الدفاع حيث سيكون يومئذ مصير العالم بين ايديهم فقد يرغب بعضهم ممارسة مزاحه (البــــرئ) باستخدام مخزونات ترسانات بلاده من انواع الاسلحة الذرية في مزاحه (العفـــــوي) مع (زملائــــــه) ابناء وزراء الدفاع في الدول الاخرى وتوجيه تحيته اليهم عبر صواريخ ستراتيجية عابرة القارات تحمل رؤوسا نووية لايهم ان كانت ذكية ام غبية , ليرد له زملاءه التحية النووية بافضل منها, عندها سنقرأ على الانسانية السلام حيث ستكون افرازات الكارثة النووية ابلغ من كل كلام  وستنتهي الحياة والامال والاحلام وسيغرق كوكبنا بالظلام على ايدي حفنة من المراهقين (الكــــــــرام) .     
   
 

223


صوتـــك  شــــــلال فــــــرح


مال اللــــه فــــرج


حيــــن حزنـــــت
صوتـــــك ......
شــــــلال فـــرح
انهمــــــر.......
من البعيد البعيـد
علــى صحرائـي
فارتويــــت ...
وحينمــــا ....
جعلتني احزاني
مـــن حياتـــــي
يئســـت ......
اشرقـــــت ...
ابتسامتك بقلبي
وملأتنــي امـــلا
فنسيت يأسي
وضحكـــت ...
وعندمـــا ....
همســت لـــي
أحبــــــك ....
انتزعتنـــي ...
مـن بيــن الامــي
وكغيمــة هائمــة
باعالي الفضــاء
حلقــــت .......
لكــــــن .......
عندمــــا ......
مددت اليد اليك
ولـــــم اجــــدك
انكســـرت ....
واذ ...........
تفجر الاشتياق
وجرحني الفراق
بكـــى القلـــب
فتألمت ........
احتضنت وجعه
وبكيــــت .....

  Malalah_faraj@yahoo.com
  

224
مشــــاكسة
 
أيتهــا المــرأة المضمخة بالمحبة
 والمعطـرة بالتضحيــة والعطــاء ..
معــــذرة فبعضنـــــا لا يســـــتحقك
 مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

يفرد الثامن من آذار شعره الكستنائي الطويل المعطر بطيب الطبيعة مثل شلال من سكر وعنبر، ويكحل عينيه العميقتين عمق اغوار البحار السحيقة، الواسعتين وسع المدى، ليهل بموكبه االبهي مرتديا فستانا تتمازج فيه كل الوان الحياة وتتقاطع وتتلاقى خطوط الموضة عليه لتبرز حسا انثويا بالغ الرهافة مثل فراشة خرافية قادرة على ان تمسك بوجيب قلوب الرجال وتهز مشاعر الانسانية واحاسيسها برفيف اجنحتها لتكتب على صفحة الزمن ان هذا اليوم اصبح يوما نسائيا بامتياز وهو ينثر كل عام عطر مكنوناته واريج خزائنه ليرسم ملامح عيد لرحم الحياة ولواهبتها ولرمز الخصب والنماء والمحبة والعطاء، المرأة التي كانت منذ الازل وستبقى الى الابدية عنوان الحياة الانسانية.
فمنذ ان اقدمت الالاف من النسوة العاملات على تخطي حاجز الخوف والقلق والتوجس والاستسلام وانفجرت ارادتهن عام 1856 وهن يملأن شوارع نيويورك احتجاجا على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل في ظلها، اجبرن السياسيين على طرح مشكلة المرأة العاملة على جدول اعمالهم، ليعدن ثانية في الثامن من آذار عام 1908 للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك وهن يحملن قطعا من الخبز اليابس وباقات الورود في خطوة رمزية لها دلالتها الواضحة واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار (خبز وورود). مطالبات بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء الحقوق السياسية ومنها حق الانتخاب، ونجحن في تكريس الثامن من آذار ليكون يوما للمرأة الأمريكية تخليدا لمظاهرات نيويورك النسوية لسنة 1908، غير أن تخصيص يوم الثامن من آذار كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا في سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من آذار، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة في كل مكان.
واذ نحتفل بعيد المرأة العالمي في مثل هذا اليوم من كل عام، ونحن نحتفي بالرحم الذي منحنا اولى دفقات الحياة وحملنا تسعة اشهر ووفر لنا الحنان والرعاية والمحبة والطعام والشراب والاوكسجين وكان بوابتنا الاولى للاطلالة الاولى على الحياة فانما نحتفل بعطاء وتضحية ورعاية وحنان انسانة لم تكتف ان تكون بيتنا الاول ونحن اجنة في اعماقها لكنها كانت ايضا مدرستنا الاولى التي ربتنا في احضانها وعلمتنا اولى ابجديات الحياة وغرست فينا قيم المحبة والفضيلة والتسامح والايثار والايمان وارادة العطاء والابداع والتفوق وسهرت حتى ننام ومرضت حتى نشفى وعانت شظف العيش حتى نعيش وربما حرمت نفسها من متع الحياة من اجل ان توفر لنا رغيف الخبز وتنازلت عن حقها في الترف من اجل ان توفر لنا ادنى مستلزماته ورضيت ان تبقى في الظل لتدفع بنا الى الاضواء وكان جل سعادتها ان تشاهدنا سعداء وان تتباهى بانجازاتنا وبنجاحاتنا، فاية محبة هذه ان تلغي حضورها من اجل توهج حضورنا واي نكران للذات هذا ان تجوع من اجل ان نشبع، وان تعطش من اجل ان نرتوي وان تسهر من اجل ان نغرق باحلامنا الهادئة الهانئة الجميلة؟
 انها الام والاخت والزوجة والابنة والحبيبة والخطيبة والصديقة والزميلة، هي المرأة هذا الكائن الذي لا يشابهه كائن آخر في العطاء والتضحية والتي ما انصفناها يوما، لاسيما ونحن نحتفل بها يوما وننساها عاما ولا نتذكر طيبتها وتضحياتها وعطاءها وحنانها الا يوم عيدها فقط، بل لعل الاخطر والامر ليس نكران حقوقها وحسب وانما الانحدار نحو مستنقعات اضطهادها وتعنيفها واذلالها وتهميشها ومصادرة حريتها وحياتها وهي واهبة الحياة.
فعلى سبيل المثال سبق ان اعلنت مديرية مناهضة العنف ضد المرأة في احدى المحافظات عن تسجيل (1088) حالة تعنيف ضد النساء خلال عام (2013).
واوضح مسؤول في تلك المديرية، أنه تم تسجيل (ثلاث حالات قتل للنساء وثماني حالات انتحار وسبع حالات شنق و67 حالة حرق و414 حالة اعتداء بالضرب)
وأضاف أن (المديرية سجلت أيضا 228 حالة تهديد و122 حالة تشهير بالنساء وثماني حالات إجبار على الزواج وست حالات خطف و44 حالة غير أخلاقية واربع حالات اعتداء).
هذا فضلا عن حالات الضغط والتمييز والتحرشات والطلاق غير المبرر والاعتداء الجسدي واللفظي وغير ذلك الكثير مما يمثل عقوقا بدل مشاعر العرفان لتضحياتها والاعتزاز بعطائها وبدلاً من احترام ابسط حقوقها.
ان بعض الرجال ان لم اقل غالبيتهم يتعامل مع هذه الانسانة الرقيقة المرهفة المترعة بارق واغنى الاحاسيس والمشاعر الانسانية والتي تمثل رمزا حقيقيا للعطاء والحنان والبذل والتضحية ونكران الذات بازدواجية مدانة، فهي الملكة والاميرة عندما يحتاجها وهي الخادمة الاجيرة عندما تنتفي حاجته اليها, لذلك فان هذا (البعض) لايرنو اليها الا عبر منظار المتعة الحسية كرفيقة فرا   ش ووعاء لذة ملغيا كل ميزاتها وخصائصها وادوارها الانسانية والتربوية والاجتماعية وحقوقها كانسانة لها نفس حقوق الرجل واستحقاقاته ومكانته.
هذا العام وحيث ستقيم في الثامن من آذار كالعادة معظم المنظمات والهيئات والمؤسسات احتفالاتها بعيد المرأة  وتعدد  ميزاتها وتشيد بعطائها وتدعو كما تفعل منذ عقود الى منحها حقوقها وصيانة حريتها والاعتراف بامكاناتها وفسح المجال امامها للتعبيرعن ذاتها وقدراتها وتنمية مواهبها...فان هذه المنظمات ونحن معها وكالعادة، وكما في كل عام سنتذكرناها يوما في العام وسننساها وننسى ماطالبنا به لاجلها بقية أيام العام.
ايتها المرأة في كل مكان.. ياواحة المحبة والحنان.. ويا مرفأ السعادة وضوع المحبة والامان ويا واهبة الحياة لكل انسان في كل زمان، مبارك عيدك.. والف وردة محبة في يومك... معذرة لك.. فبعضنا بجحوده لعطائك لا يستحقك.
 
 
 
 
  

225
مشاكسة
يــوم العــراة العالمـــي
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
ضوء احمر اضاءه الزميل العزيز سعيد يحيى رئيس تحرير مجلة (صـــوت الاخـــــر) من خلال الصرخة المكتومة التي اطلقلها عبر قصته التي حملت  عنوان (مـــاذا لـــو تحـــول هــــذا الكابـــوس الـــى حقيقـــــة) وهو يستعرض تفصيليا دقائق حلم   بطل روايته (ســــيروان) الميسور جدا الذي يعيش في دولة نفطية غنية والذي يفاجأ ذات يوم بمندوبي مختلف الدول الشرقية والغربية وحتى الاقليمية منها وهم يطرقون بوابة منزله ليستعيد كل منهم ووفق قرار اممي ملزم منتجات البلد المعني, ليفاجأ اخيرا وهو في دولة نفطية تتباهى بتلك الثروة وحيدة الجانب بانه لم يعد يملك الا ما يستر عورته فقط بقطعة قماش بيضاء, على الرغم من ان حتى قطعة القماش تلك قد كانت هي الاخرى من صناعة دولة اقليمية الا ان مندوبة الدولة المعنية تنازلت عنها لقذارتها والا لكان قد امسى بعريه الكامل احد ابرز فضائح نشرات الاخبار في جميع الفضائيات.
وبعيدا عن الخوض في غمار النقد الفعلي للحبكة الدرامية والبناء القصصي وبعض الاخطاء التي شابت القصة هنا وهناك, فانني اتوقف امام القيمة الايحائية والجوهر الفلسفي لهذه القصة التي تطرح الواقع محذرة من تداعيات المستقبل في ان واحد, وهي بين هذا وذاك تشعل ضوءا احمرا امام البلدان الغنية بثرواتها الطبيعية وبعائداتها المادية لكنها الافقر بانتاجها الحقيقي وبقدراتها على توفير حتى اولويات ارغفة الخبز لشعوبها, لتطلق عبر تمازج الخيال القصصي بالواقع الحياتي صرخة مكتومة للشعوب المعنية وحكوماتها (انكم بدون الانتاج الوطني الحقيقي عراة وان غطت عوراتكم الان الثروات النفطية لكن ماذا عن المستقبل لو نضبت هذه الثروة مثلا, او  لو ان العالم توقف عن استهلاك النفط  وتحول الى مصادر بديلة؟ الن تصبحوا عراة؟).
في القفز من تلك الاجواء القصصية وايحاءاتها والاقتراب من الواقع وملامسته يبدو ان تلك القيم القصصية تبدو وكأنها قد فصلت تماماعلى مقاساتنا الوطنية في بلد يتباهى مسؤولوه بامتلاكه لثاني اضخم الاحتياطات النفطية في العالم وفي حال تأكدت الاستكشافات الاخيرة ومقادير احتياطييها سيقفز بلا شك الى المرتبة الاولى في احتياطيات هذه الثروة المهولة التي هي في جميع الاحوال كما وصفها الفلاسفة (ان كانت بايدي العقلاء فهي نعمة .. اما بيد الجهلاء فهي نقمة) وما بين النقمة والنعمة هبط الظلام في بعض البلدان وحلت العتمة.
بيد ان المفارقة تكمن في اننا استطعنا (بقوة انتاجنا النفطي) ان نرصد هذا العام اكبر ميزانية مقترحة في تاريخ البلاد تجاوزت الـ(145)  مليار دولار بخمسمائة مليون وهي ربما تعادل الميزانيات السنوية لست دول شرق اوسطية مجتمعة من بينها مصر بكثافتها السكانية المعروفة , ومع ذلك ما يزال الفقر في هذا البلد الغني يمثل نسبة عالية بلغت في عام 2012 مثلا  (38%) وفقا للجنة الحكومية للتخفيف من الفقر الى جانب ما نسبتهم (23%) من المواطنين مازالوا يعيشون تحت خط الفقر اضافة لاكثر من مليون مشرد, في حين يقدر حجم الفساد  وفقا لاحد المواقع الالكترونية بحدود(250) مليار دولار فضلا عن تردي الخدمات وغيابها احيانا وتكدس النفايات ومسطحات المياه الاسنة في بعض الاحياء السكنية.
اما على الجانب الانتاجي الفعلي الذي يمثل احد المعايير الاساسية لقياس مستويات التطور والاكتفاء والرفاهية الاجتماعية ورقي مستوى الحياة, فاننا والحمد لله ما نزال ننعم بمنتجات معظم الدول في العالم بدءا من رغيف الخبز والملابس الداخلية والاحذية والبقدونس والطماطم والزيوت والصوابين وحقن البوتوكس والتاتو وموانع الحمل والمنشطات الجنسية والالات الجراحية وادوية اعادة الشباب وزراعة الشعر الى جانب السيارات بالطبع والطائرت والمخدرات واجهزة التنصت والموبايلات  والماء والكهرباء ومعاجين الحلاقة والبارفانات والمثلجات والبسكويت ولعب الاطفال وشوربة ماجي الدجاج والبقر والساعات السويسرية والحاسبات والشاي والقهوة والجواريب واصباغ الشعر وسواها.
اما انتاجنا الفعلي فلا يشابه اي انتاج دولي اخر فقد تخصصنا بانتاج الازمات وفي اشعال الحرائق بين المكونات وفي كيل الاتهامات وفي شرعنة الفساد وفي تعميق الفروقات الطبقية من خلال الامتيازات الحكومية والبرلمانية بل حتى النفط بدل ان نستخدم فيه سياسة الفوائد الجمعية والوطنية عبر التوافقات الدستورية جعلناه سببا للازمات والتراشقات والخلافات الاقتصادية.
ازاء ذلك يبرز تساؤل (سيروان) الذي استيقظ من كابوسه ذاك مرعوبا (ماذا لو تحول ذلك الكابوس الى حقيقة؟) واصدرت المنظمة الدولية قرارا تاريخيا ملزما يمنح الدول وممثليها حقوق استعادة منتجاتها من الدول التي لا انتاج لها؟ وتم تنفيذ القرار فعلا؟
حتما سيتحول ذلك اليوم في جميع الدول غير المنتجة الى (يوم العراة العالمي) حيث ستجد الشعوب النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة انفسها عارية تماما حتى من ورقة التوت وسيتاح للدول الصناعية فرصة التمتع بمشاهدة فضائح عروض العري الجماهيرية تلك مجانا.
اما السياسيين والبرلمانيين والرؤساء والوزراء والمستشارين واصحاب الدرجات الخاصة حاملي الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجة في تلك الدول فانهم بالتاكيد سيتركون شعوبهم تواجه مصائرها لوحدها وتتعرى وتتحول الى مادة دسمة لفضائح الفضائيات بينما هم ورغم انهم السبب المباشر في تلك الفواجع والمواجع سيحتمون بجنسياتهم الاجنبية وسيتركون شعوبهم تواجه لوحدها مصائرها الماساوية وربما تردد نشيدها الاممي الموحد وهي تحاول سترعريها  دون جدوى (يااهـــلا بالمواجــــع .. يا اهــــلا بالفواجــــــع).             

226
مشاكســة
جــــرس انــــــــــــذار
(لا أحـــــد.. آمــــــن)
مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

جرس انذار مدو قرعته بعنف هيومن رايتس ووتش وهي تكاد تصرخ بوجوه الانسانية جمعاء ان (لا أحـــد.... آمــن)، محذرة عبر تقريرها الاخير حول (انتهـــاك حقـــــوق المــــرأة فـــي نظــــام العدالـــــة الاجتماعيىــــة) من ان مطلق انسان يمكن ان يجد عظامه يوما ما تطحنها عجلات التعذيب الهمجية.
 بيد ان هذه المنظمة اقترفت واحدة من اكبر اخطائها الستراتيجية عبر تقريرها هذا الذي اصدرته في السادس من شباط الحالي واستعرضت فيه على مدى (251) صفحة اعمال التعذيب (الرومانســـــية) التي تتم بمنتهى الشفافية ضد النساء في سجون إحدى الدول (الافريقيــــــة)، لكنها اخطأت وبدل ان تثبت عليه اسم تلك الدولة الافريقية الدكتاتورية المتخلفة وضعت على تقريرها ربما لخطأ عفوي وربما بقصد سيء اسم دولة شرق اوسطية تتباهى بديمقراطيتها وبحقوق الانسان فيها.
و(ادعــــــت) هيومن رايتس ووتش في تقريرها المثير ان تلك السلطات (الافريقيــــــة) تحتجز آلاف السيدات دون وجه حق وتخضع كثيرات منهن للتعذيب وإساءة المعاملة، بما في ذلك الانتهاك الجنسي، مدعية ان القضاء الافريقي الضعيف، المبتلى بالفساد، كثيرا ما يلجأ للاستناد في أحكام الإدانة التي يصدرها إلى اعترافات (منتزعــــــــة) بالإكراه، فضلا عن ان إجراءات المحاكمات تتم دون توفر المعايير الدولية. مما عرض العديد من السيدات للاحتجاز طوال شهور أو حتى سنوات دون اتهام محدد قبل عرضهن على قاض.
وعمد التقرير الى توثيق بعض الإساءات التي تعرض لها عدد من السيدات أثناء الاحتجاز، استناداً إلى مقابلات مع سيدات وفتيات يقبعن في السجون الافريقية ، مع عائلاتهن ومحاميهن، حيث قامت العديد من السيدات الـ27 اللواتي تحدثن مع هيومن رايتس ووتش بوصف انواع من اعمال التعذيب التي تعرضن لها بدءا من الضرب، والصفع، والتعليق في وضع مقلوب والضرب على القدمين (الفلقــــــــــة)، والتعرض للصدمات الكهربية، والاغتصاب أو التهديد بالاعتداء الجنسي أثناء استجوابهن. كما قلن إن قوات الأمن استجوبتهن بشأن أنشطة أقارب لهن من الذكور وليس بشأن جرائم تورطن فيها هن أنفسهن، و(ادعيـــــن) إن قوات الأمن أرغمتهن على التوقيع على اقوال بصيغة اعترافات، بالبصمات في أحيان كثيرة، دون السماح لهن بقراءتها، وقد تبرأن منها لاحقاً في المحكمة.
من جانبها(ادعــــــت) هيومن رايتس ووتش انها سبق ان التقت إحدى السيدات، في احد السجون (الافريقيـــــة) مخصص للمحكوم عليهن بالإعدام وكانت تسير بصعوبة وهي تتوكأ على عكازين. واوضحت للمنظمة إنها تعرضت خلال تسعة أيام الى الضرب والصدمات الكهربية والفلقة، وذلك في آذار 2012 مما أحدث بها عاهة مستديمة، و(ادعــــــت) المنظمة بانها لاحظت عليها كسرا في الأنف، وندوبا على الظهر، و حروقا على الثديين وانها تتفق مع ما زعمته تلك السيدة من تعرضها للإساءات وقد تم إعدامها في أيلول 2013، بعد سبعة أشهر من مقابلتها مع هيومن رايتس ووتش، رغم صدور أحكام من محكمة أدنى درجة تسقط عنها الاتهامات، في أعقاب تقرير طبي يؤيد مزاعمها بالتعرض للتعذيب.
وجدت المنظمة أن قوات الأمن (الافريقيـــــة) دأبت على اعتقال سيدات دون وجه حق، وارتكبت انتهاكات أخرى لسلامة الإجراءات القانونية بحق السيدات اللائي يتعرضن للتهديد بالاعتداء الجنسي أو الاعتداء الفعلي، أمام الأزواج أو الإخوة أو الأطفال في بعض الأحيان..
وفي تسجيل فديوي بالصوت والصورة تناقلته مختلف مواقع الانترنت روت احدى المعتقلات (ما ادعــــــت) بانه جوانب من حفلات التعذيب (الرومانســــية الشفافـــــــة) التي تعرضت لها خلال احدى جلسات التحقيق، ومنها السب والشتم والضرب ووضع قوالب الثلج في ايام الشتاء القارسة على قدميها و من ثم تعريتها واغتصابها، منوهة باسلوب آخر يتمثل في التهديد باغتصاب بنات الموقوفات امام انظار امهاتهن او اغتصاب الموقوفات امام اطفالهن وازواجهن بهدف انتزاع الاعترافات الكاذبة منهن مما يضطرهن للاعتراف بجرائم لم يرتكبنها.
في الوقت الذي تشهد فيه بعض الدول الافريقية المتخلفة مثل هذه الانتهاكات الخطيرة فان سجون ومعتقلات الدول العربية الديمقراطية الثورية على النقيض تماما حيث تراعى فيها ادق تفاصيل الحريات الشخصية ومبادئ حقوق الانسان وتتوفر فيها ساحات كرة القدم والمسابح المغلقة ومناضد البليارد وحمامات الساونا وقاعات الرياضة والانترنت فضلا عن انواع الاجبان الهولندية والكابتشينو والحليب الدسم والشوكولا السويسرية والفواكه المجففة وقاعات الدراسة وصالونات التجميل، حتى ان اسر بعضهم لا تكاد تستطيع التعرف عليهم عندما يسمح لها بالزيارة لكثرة عمليات (التجميـــــــل) التي تتعرض لها وجوههم جراء (اللكمـــــات التدليكيـــــة) وسواها، لذلك فان معظم السجناء في المعتقلات العربية يفضلون قضاء كل اعمارهم فيها كما ان القسم الاكبر، من السياسيين المعارضين منهم على وجه الخصوص يرفضون الخروج منها ولا يغادرونها الا الى قبورهم.
اما السجينات فقد اعتدن في هذه السجون الشفافة مثل الحلم ان يمارسن الى جانب العاب التسلية المختلفة رياضة المصارعة مع (اخوانهــــــم) السجانين والمشرفين على تفاصيل التحقيقات الشفافة ولكنهن خلال تصاعد وتيرة المباريات وسخونتها كثيرا ما يجدن انفسهن من شدة حماســـهن (عاريـــــــات) تتقاذفهن اقدام واحضان (اخوانهـــــــن) من الفريق الخصم فريق الحراس والسجانين والمحققين الذين يجيدون اصول اللعبة جيدا.
الحمد لله، فان سجوننا ومعتقلاتنا النموذجية خالية تماما من مثل هذه الانتهاكات غير الانسانية، حتى ان بعض اعضاء البرلمان رفضوا ولا يزالون يرفضون بشدة ومبدئية المصادقة على (حقــــــوقهم) التقاعدية قبل ان يطمئنوا على (حقـــــوق) السجناء والموقوفين اولا بعد ان اطمأنوا على حقوق المواطنين جميعا، وقبل ان يكملوا زياراتهم لكل المعتقلات النسائية وقبل ان يطمئنوا بان الحليب الطازج الدسم ومشتقاته وبالاخص (قيمــــــر الموصــــــل والحلـــــــة) والكاهي والمربيات متوفرة على موائد الافطار اليومية لكل السجناء والسجينات، فضلا عن الرعاية الصحية والمسابح المغلقة وصالونات الرشاقة والتجميل والقاعات الرياضية ، والفرق الموسيقية وخصوصا بعد ان ابدت احدى السجينات التي تهوى الغناء رغبتها في المشاركة ببرنامج (عــــــرب ايـــــــدل) باغنية (شـــــايف الســــجن شـــــو كبيـــــــر... كبـــــــر الســـــجن بحبـــــــك) والغريب انها اعتذرت عن ذكر اسم الشخص وربما المسؤول الذي تهدي إليه هذه الاغنية.
   
 

227
مشاكسة
نـــــارك...
ولا جنـــــة هلـــــي

  مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من غرائب وخرائب هذا الزمان المدان قدرته الفائقة على جمع الاضداد وانتاج اجيال محسنة من مختلف اساليب السرقة والاحتيال بأغطية شرعية تمتلك فاعلية الحصانة ضد الاجراءات القانونية، الى جانب القدرة الهائلة على الجمع بين متناقضات ثلاثية الابعاد باتت تمثل في معظم البلاد القاسم المشترك لمصائب العباد تلك هي (الثروات والمسؤولين والفساد).
فهنالك في العالم والمنطقة دول تطفو على بحار من الثروات الخيالية، يقابل ذلك مسؤولون يطفون هم ايضا على بحار من الامتيازات والفساد والمرتبات المليونية، بينما تطفو الشعوب الحائرة في تلك البلدان السادرة على بحار من الفقر والجوع والحرمان وهي تفتقد برغم ثراء بلدانها رغيف الخبز والمأوى والامان.
إن افرازات تلك المعاناة كانت اسبابا رئيسة او على الاقل عوامل مساعدة لسقوط افراد وجماعات في مستنقعات الفساد و العنف والتطرف وربما دفعتهم تلك الافرازات لطرق ابواب الارهاب لتواجه مصائر سوداوية مأساوية كارثية تستحقها بالفعل وهي تردد ربما في اعماقها، واقدامها تقودها في طرق الجريمة ومسالكها (نارك ولا جنة هلي) بعد ان ادارت حكوماتها ظهورها لها وتنصلت وربما تلكأت على مدى عشرات السنين في منحها ابسط حقوقها المشروعة في دول تمنح حيتان الفساد الكبيرة الحصانات القانونية المختلفة للهرب والتمتع بمغانمهم الكبيرة بينما تجعل من سلطة القانون سيفا يحز رقاب اسماك الفساد الصغيرة في وقت كان الاولى بتلك السلطات (العادلة النزيهة) الامساك بالحيتان الكبيرة لتكون عبرة للاسماك الصغيرة، لكن مشكلة مثل هذه الدول المتفردة في حكمتها وعبقريتها انها تصب كل اهتماماتها في مناقشة النتائج ومعالجتها دون ان تمنح نفسها فرصة التوقف في محطة الاسباب التي ادت لذلك كله ومناقشتها بموضوعية بعيدا عن فرض الاجراءات القسرية مما وفر ويوفر الذرائع والمبررات لعجلة الفساد ان تواصل دورانها على كل المستويات.
ولأن الطرائف والنوادر والحواديت الشعبية خارقة الذكاء والسخرية والتهكم والازدراء لا تدع مثل هذه الغرائب والخرائب ثلاثية الابعاد تمر دون ان توثق نقدها لها وادانتها الساخرة لابطالها باطرف واظرف النوادر والحكايات التي تشير باصابع الاتهام إلى تلك الرزايا فقد تداولت الذاكرة الشعبية النقدية الذكية مؤخرا حكاية لطيفة حول ممارسات غير نظيفة وباساليب غير شريفة.
 تقول الذاكرة الشعبية في عرضها للقضية عبر حكايتها الكوميدية ان رجلا معدما من مواطني احدى الدول النفطية الثرية التي تتفاخر بثرائها وبعائداتها الكبيرة وبقدراتها (الدبلوماسية) الفائقة في التدخل بشؤون دول المنطقة وشراء المواقف السياسية وتصدير الفوضى اليها وقد قضى جل حياته تحت مستوى خط الفقر يقتات على فضلات الآخرين ويقبع في القعر، عثر ذات يوم مصادفة على مصباح علاء الدين، وما ان فركه باصابعه المتعبة حتى خرج المارد منه اسرع من الصوت والضوء صارخا بوجهه (شبيك لبيك عبدك بين يديك اطلب يا سيدي وتمنى).
 من شدة الخوف والهلع كاد وهو يرتجف على الارض ان يقع   لكنه تمالك اعصابه وبعد ان فكر قليلا كيف يقلب حياته رأسا على عقب ويمسك بقوة بفرصته الذهبية ويكون القائد (التاريخي الاوحد) للكرة الارضية أجاب المارد: (اريدك ان تجعلني ملكا على كل الدول والبلاد والآمر الناهي على كل العباد)، اعتذر المارد عن تحقيق تلك الامنية نظرا لاستحالتها حيث لم يحدث ولا يمكن ان يحدث ان يتحكم انسان واحد بمصير الانسانية ويكون الرئيس الاوحد للكرة الارضية خصوصاً وان الرسل والانبياء لم يفلحوا في بسط سيطرتهم على كل البشرية، عندها ابدل الرجل امنيته المستحيلة وقال للمارد (اذن اريدك ان تقضي على فساد المسؤولين تماما في هذه البلاد وان تنقذ من بين انيابهم ومخالبهم حقوق وثروات ومصالح العباد).
احنى المارد رأسه وفكر مليا ثم رفع عينيه الى سيده ومالك مصباحه واجابه (اعطني اذن وثائقك الثبوتية لاجعلك رئيسا للبشرية).
 فإلى أي درك من الفساد والتسيب واللامبالاة انحدرت حكومات بعض الدول الغنية التي ما انصفت شعوبها وما عدلت وما صدقت في توزيع الثروات الوطنية، وعلى سبيل المثال فان دولة اقليمية نفطية غنية تجاوزت ميزانيتها السنوية للعام الحالي الــ (200) مليار دولار وهو ما يزيد على (22) ضعفا على ميزانية دولة اخرى مجاورة لها، تتمركز ثروتها بايدي مسؤولين معدودين بينما مانسبتة 12% من مواطنيها عاطلون عن العمل و60% يعيشون تحت مستوى خط الفقر و78% لا يملكون مساكن خاصة بهم بل يضطرون للعيش في شقق مؤجرة، في حين تضم قائمة اغنى الاثرياء العرب المكونة من (30) ثريا ثمانية من أثريائها الذين يملكون اكثر من (55) مليار دولار.
بامكاننا ان نتلمس اوضاع الشعوب المنكوبة والمنهوبة في جميع الدول التي تنتهج سواء بسياساتها (الثورية) أم بستراتيجياتها (الديمقراطية) معادلة العصر ثلاثية الابعاد (بلاد تطفو على بحار من الثروات ... ومسؤولون يطفون على بحار من الفساد والامتيازات .... وشعوب تطفو على بحار من الفقر والجوع والازمات) مما يعني ان مثل هذه المجتمعات ستبقى تنزف بشكل أو بآخر المزيد من ابنائها المعدمين المنكسرين اليائسين الذين سيضطرون مرغمين إلى رمي انفسهم وسط جحيم الجريمة والانحراف ولسان حالهم يردد الاغنية الشعبية الشهيرة (عالشوملي عالشوملي... نارك ولا جنة هلي) بعد ان فقدوا في جنات اهاليهم ابسط حقوقهم وتحولت بالنسبة اليهم تلك الجنات الى جحيم، في حين تحولت بالنسبة لبعض المسؤولين الفاسدين الى نعيم، وربما ذلك ما يجعلهم يرددون في انفسهم وهم يمارسون فسادهم (بيتنا ونلعب بيه .. شلهة غرض بينا الناس) .
 

228
مشاكســــة
الانســـــان
كـــــرة قـــــدم بيـــن الحكومــــة والبرلمــــان

مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
بجدارة، وبحماسة واداء قتالي ممتع نجح الفريق العراقي بكرة القدم في اختطاف الاضواء من جميع الاحداث الملتهبة والتفاعلات السياسية الساخنة وفي مقدمتها معركة الفلوجة التي باتت على الابواب، وهو يطيح في المباراة النهائية بغريمه التقليدي الفريق السعودي ليتربع بالهدف الذهبي القاتل الذي سجله لاعبه الشاب (مهند عبد الرحيم) على عرش بطولة آسيا الاولى بكرة القدم تحت سن (22)، وليجعل من اغنيتنا الشعبية المؤثرة (شفتو لاعب بالملاعب يلعب وايده على جرحه) تطيح هي الاخرى باغنية الجسمي (حبيبي برشلوني يموت في برشلونة وانا مدريدي لكن بغير لعيونة).
وفي الوقت الذي جعل فيه هذا الفوز العراقيين يتناسون ازماتهم وكوارثهم وماسيهم ويندمجون بكرنفالات الفرح الوطني العارم الذي وحدهم بعد ان شتتهم الاستقطابات والانانيات والمصالح السياسية، فقد اعادني هذا الفوز الى زمن الطفولة ونحن نمارس لعبة كرة القدم حفاة في الازقة والاحياء الشعبية ونطمح لتقليد عمالقة الكرة العراقية آنذاك وفي مقدمتهم (الكابتن عمو بابا رحمه الله وصخرة الدفاع صاحب خزعل وحارس المرمى حامد فوزي ودكلس عزيز وهشام عطا عجاج وقاسم زوية) وغيرهم.
وعلى الرغم من انني لم اكن انذاك من هواة كرة القدم ولا امارسها الا قليلا بيد ان الفرصة التاريخية كادت ان تضعني بمستوى اشهر لاعبي العصر بيليه وكرويف ومارادونا وميسي ورونالدو وسواهم.
ففي احدى مبارياتنا الشعبية بادرت إلى تسديد كرة طائشة من خارج منطقة الجزاء وشاء الحظ وربما المصادفة التي لا تتكرر ابدا ان تخدع تلك الكرة اللولبية الاعجوبة حارس المرمى لتستقر كالقذيفة في الزاوية العليا اليمنى من مرمى الخصم والتي يصعب على أبطال حراس المرمى العالميين الامساك بها، وسط دهشتي وذهول الجميع الذين راحوا يحسبون لي الف حساب بعد ذلك ويحاصرونني بلاعبين او اكثر ويشلون حركتي كلما خضت مباراة ضدهم رغم انني كنت ادرك جيدا في قرارة نفسي بانني لو تدربت على تلك التسديدة الهائلة (العمياء) قرنا كاملا لما امكنني اعادتها بنفس تلك الدقة، لكنهما الحظ والمصادفة اللذان غالبا ما يصنعان الاحداث التاريخية المتفردة وينجبان ابطالا وهميين ربما كانوا آخر من يصلح للبطولة كما حصل معي .
الى ذلك لو قدر لمدرب نادي ريال مدريد (كارلو انشيلوتي) ان يشاهد تسديدتي الخرافية تلك ربما لاستغنى عن بطل فريقه البرتغالي (كريستيانو رونالدو) ولمنحني نفس راتبه السنوي البالغ (17) مليون يورو والتمتع بمخصصاته وهداياه ومقتنياته الثمينة وفي مقدمتها سيارته الفارهة طراز (لامبور غيني افينتادور ال بي ــ 4) التي تمتلك قدرة الانتقال من الصفر الى سرعة (100 كم/ ساعة) خلال ثلاث ثوان فقط والتي يبلغ سعرها المتواضع (340) الف يورو فقط، اما لو تسنى لمدرب برشلونة (تاتا مارتينو) مشاهدة تسديدتي الخارقة الماحقة الاسرع من الصوت والضوء تلك ربما لبادر إلى الاستغناء عن بطل فريقه الاسباني (ليونيل ميسي) ووضعه على قائمة اللاعبين الاحتياط ولوضع آماله وثقته وطموحه بقدمي الذهبية ولمنحني راتب ميسي المتواضع الذي سيبلغ هذا الموسم (18) مليون يورو فقط الى جانب المخصصات والمنح والهدايا التشجيعية الاخرى وربما لتسنى لي اقتناء سيارة فاخرة تنافس سيارة (ميسي) ماركة (مازيراتي ستراداقدرة 450 حصانا ) والتي بامكانها الانتقال من سرعة الصفر الى 100كم ــ ساعة خلال 4,6 ثانية فقط والتي يبلغ سعرها (175) الف يورو فقط وتحمل الرقم (1010) في اشارة الى رقم قميصه في ناديه الكتلوني وفي منتخب بلاده ، ولتمتعت بالشهرة وبالمعجبات الحسان بدله وربما لسمع العالم كله بساحر كرة القدم الدولي الذهبي الخارق (ميمو) بدلا من ميسي, لكن للاسف الشديد فانني وبسبب ظروف مختلفة ومتداخلة بقيت مشروع (لاعب دولي) لم يتحقق بعد أن شغلني الادب منذ الطفولة والمراهقة ومن ثم سحرتني وسرقتني الصحافة والحمد لله فان رواتبنا ومخصصاتنا ومميزاتنا نحن العاملين في بلاط صاحبة الجلالة امست تفوق رواتب رونالدو وميسي وامثالهما من اللاعبين (الفقراء).
الى ذلك فقد تسربت لعبة كرة القدم الى مختلف تفاصيل حياتنا اليومية، وامست تبعا لذلك معظم الشعوب اشبه بكرات تتقاذفها أقدام المسؤولين خلال مباريات كرة القدم السياسية، فالحكومات تقترح والبرلمانات ترفض، والبرلمانات تشرع والحكومات  ترفض أو تماطل في التنفيذ، وهكذا يتحول المواطنون وقضاياهم المصيرية وحقوقهم وخدماتهم وفرص عملهم ورواتبهم التقاعدية وسكنهم ومأكلهم ومشربهم ورغيف خبزهم الى كرات تتقاذفها اقدام اعضاء فريقي الحكومة والبرلمان.
بيد ان واحدة من اقذر واشنع واخطر مباريات كرة القدم التي يمكن ان تتوقعها مخيلة انسان ما اقدم عليه مجرمو (داعش) في سوريا الجريحة حيث اقدم اولئك الدمويون كما تناقلت تفاصيل تلك الجريمة النكراء مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، على جز رؤوس عدد من المواطنين الذين شاء سوء حظهم الوقوع في براثنهم وتحويلها الى كرات في واحدة من اشنع مباريات كرة القدم وراحت اقدامهم القذرة تتقاذف تلك الرؤوس البشرية المقطوعة وسط صخبهم وقهقهاتهم وكأنهم بذلك ارادوا ان يبعثوا برسالة دقيقة وواضحة الى الرأي العام العالمي حول ابعاد واهداف ستراتيجيتهم الدموية وسط صمت اقليمي ودولي مخز ومدان ومقزز وغريب ومعيب.
على الصعيد نفسه كثيرا ما يتحول فراش الزوجية هنا او هناك من جزيرة حب سرمدي تحيطها الاحلام الرومانسية وتبحر مراكبها الشفيفة باتجاه آفاق حميمة الى واحدة من اعنف ساحات كرة القدم حينما يشير احد الزوجين الى (فاولات) حماته ويسارع الطرف الاخر لرفع البطاقة الصفراء او الحمراء بوجهه ملوحا بطرده من الملعب جراء تعمده اللعب الخشن مما يحول بينهم وبين تسجيل اي هدف لتنتهي المباراة غالبا وفقا لذلك بالتعادل السلبي(بدون اهداف).
في غمرة هذا الانتصار الكروي الكبير، ما تزال الانظار تتجه الى ملعب الانبار حيث تتواصل استعدادات اللحظات الاخيرة لبدء واحدة من اعنف مباريات المرحلة بين القوى الارهابية والحكومة، مباريات مفتوحة على جميع الاجراءات والاحتمالات والخشونة المتعمدة ولا وجود فيها للبطاقات الصفر او الحمر، واذ نقف ويقف كل الشرفاء ضد الارهاب والارهابيين مهما كان شكلهم ولونهم وانتماؤهم الا اننا والرأي العام نخشى من ان تتحول رؤوس واجساد ومصائر المدنيين الابرياء هناك الى كرات قدم بين اقدام المتبارين من الفريقين.
 
اخيرا... لقد امسى الانسان كرة قدم في هذا الزمان، وفي مختلف البلدان، كرة قدم، مرة تقذف به الحكومة، ومرة يقذف به البرلمان!!
 
 
 
 
 
 

229
  مشاكسة
مهــــزلة الزمـــــان
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من الغريب والعجيب في هذا الزمان, الذي جعل القيم والمبادئ وحتى الاخلاق تتشظى في كل مكان , فتصارعت الستراتيجيات وانشطرت التحالفات واختفت التوافقات وحلت محلها الصراعات والانقسامات, ان تلتقي جميع الحكومات الرجعية والتقدمية والديمقراطية والدكتاتورية والاستعمارية والتحررية والملكية والجمهورية والبرلمانية والرئاسية في مختلف الدول النائمة والناهضة والغافية والمستيقظة والمتسولة والمتوسلة والمانحة والمادحة والغنية والفقيرة والصغيرة والكبيرة على قواعد وقيم ومبادئ ستراتيجية غير معلنة , تقوم على مبدأ خدمة الشعوب ورفاهيتها  وصياغة نهضتها وتنمية مواردها وتحديث بنيتها الاقتصادية وتقديم افضل الخدمات لها والحكمة في استخدام اموالها وتنمية واستثمار مواردها,وفق شعارات وبرامج وستراتيجيات اعلامية لبناء قاعدة من القناعات المعينة وتغيير اخرى لاستقطاب ايمان الشعوب وايهامها بانها في ظل هذه الانظمة على اختلاف مسمياتها وايدلوجياتها وستراتيجياتها وبهمة مسؤوليها انما ستعيش عصورها الذهبية رغم الحروب والمنازعات والحرائق المذهبية والطائفية.
في خضم ذلك كله يلتقي معظم , ان لم اقل جميع الرؤساء والمسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء ازاء مفهوم  واحد اشبه بميثاق الامم المتحدة الذي يجمع الجميع على احترامه والالتزام به ووفي الوقت نفسه يحاول الجميع بشكل او باخر وكلما تطلب الامر خرقه او تجاوزه او الالتفاف عليه بمبررات المصالح الوطنية تارة وبمتطلبات الظروف الراهنة اخرى او بادعاء محاباته لنظام دون اخر او استخدامه من قبل الدول الكبيرة لارهاب واضطهاد الدول الصغيرة, وذاك المفهوم الذي يلتقون عليه لا يعدو عن كونه كما يسوقونه (خدمة الشعب).
فهم وفقا لذلك وكما يصرحون وينادون ويملئون اجهزة الاعلام ضجيجا (خدم الشعب) وانهم ما جاءوا الا لخدمته , فهل يمكن لاي شعب ان يجد مسؤولين بمثل هذه القيم الانسانية الشفافة وبمثل هذا التواضع وبمثل هذه التضحية وبمثل نكران الذات هذا وبمثل هذا الاحساس المرهف بمعاناة وماسي الشعوب والمبادرة بالتنازل عن كل الحقوق والاعتبارات الاجتماعية والعمل (خدما) رغم ان البعض يحمل مؤهلات علمية رفيعة , لكنها الانسانية المفرطة التي تجعل البروفيسور مثلا او حامل شهادة الدكتوراه يتبرع بالعمل (خادما), بيد ان الغريب والمريب والعجيب ان معظم المواطنين في مختلف الشعوب لا يسمح لاي منهم بمقابلة (خادمه) او حتى الاقتراب من (الكوخ) الذي يسكنه (خادمه الامين) والا سقط مضرجا بدمائه بعد ان يصبح هدفا لأسلحة فيالق حمايته بتهمة الارهاب او استهداف (خدام) الشعب.
ولعل التاريخ الذي لم يشهد قبلا مثل هذه المفارقة العجيبة الغريبة, بل والمريبة طوال مسيرته سوف يبقى حائرا في كيفية فك رموز هذا الطلسم ومفردات هذه الشفرة , وهو يفاجأ لاول مرة بان اوضاع واحوال واملاك وصلاحيات ومميزات ورواتب ومخصصات وحوافز وموارد (الخدام) في معظم الدول بالاخص النائمة منها والغائمة والمتسولة والمتوسلة لايمكن مقارنتها باي حال من الاحوال باوضاع واحوال ومستوى معيشة (مخدوميهم) , ففي الوقت الذي تغرق فيه الشعوب وخصوصا طبقاتها المعدمة والفقيرة بازمات الفقر والحاجة والبطالة والمرض وتواضع المردودات المالية ويضطر الملايين منها الى السكن في المقابر وفي اكواخ الطين والصفيح والعشوائيات التي تشكو من غياب ابسط انواع الخدمات والجوع والحرمان والبحث عن رغيف الخبز في سلال القمامة والتعرض للاوبئة والارهاب الذي لم يستثن لا المدارس ولا الاسواق الشعبية ولا الشوارع ولا بيوت الله ولا حتى مجالس العزاء جراء غياب التحوطات والاجهزة والضمانات والاجراءات الامنية اللازمة وهم اسياد الاوطان واصحاب الثروات والاموال العامة في بلدانهم , فان (خدامهم) بالمقابل يتمتعون بارقى انواع الحياة وملذاتها ويقتنون الفلل والقصور والشقق والعمارات في مختلف الدول ويتنقلون بسياراتهم المصفحة وسط اساطيل من الحمايات الامنية ويتمتعون بالحصانات وبالرواتب الخيالية والمخصصات الخرافية وبالحصص والامتيازات والصلاحيات المفتوحة وبالتنقل والسفر والايفاد والسياحة والاصطياف على نفقة شعوبهم التي (يخدمونها) بمنتهى النزاهة ويرتادون افضل المصحات والمشافي العالمية, وربما يبادر بعضهم باجراء عمليات التجميل على نفقة الدولة لزوجته او نفخ وشد وتكبير وتصغير بعض تضاريس سكرتيرته لتبدو اشد اثارة واكثر شبها باحدى الفنانات المثيرات, بدل التفكير بازمات (مخدوميهم) من الفقراء والمسحوقين والمعذبين وانقاذهم من ازمات الجوع وانتشالهم من تحت خط الفقراللعين وبناء وحدات سكنية لهم بدل العشوائيات واكواخ الصفيح والطين وتوفير الحد الادنى من الدواء والغذاء والخدمات وابسط مستلزمات الحياة .     
ولعل ما يثير الدهشة والتساؤل ويغتال الامل والتفاؤل , تكرار مثل هذه (المسرحيات) الايدلوجية مع بداية كل ممارسة انتخابية او استفتائية , حيث يبرز (خدام) الشعوب وسط ضجيج مكائنهم الاعلامية وهم يحملون في قلوبهم (اسمى المشاعر الانسانية) وعلى ظهورهم اكياس وعلب المساعدات الانسانية والمواد الغذائية لزيارة (مواطنيهم) وفي يد كلا منهم (طلب تعيين) بدرجة (خادم للشعب) وهم لا يتوانوا من زيارة العشوائيات والمناطق الشعبية والخيام والاكواخ الطينية ويقدموا للفقراء والجياع والمحرومين والمسحوقين المواد الغذائية والمعلبات الاجنبية والبطانيات الصوفية والمدافئ النفطية وعدس ورز وزيوت وحليب ارقى من مفردات البطاقة التموينية وكارتات الموبايلات و(الدشاديش) والملابس القطنية والصوفية وفقا لمناخات العملية الانتخابية , ومعها يقدمون طلبات التعيين بادنى الدرجات الوظيفية (خادم) للشعب.
بيد ان المأساة الحقيقية لا تظهرواضحة جلية الا بعد انتهاء الانتخابات او الاستفتاءات حيث يشهد التاريخ اخطر وافظع عملية خداع يتم عبرها تبادل المراكز (قانونيا ودستوريا) اذ يمسي (خدام الشعوب المزيفون الذين يسيؤون للخدام الحقيقيين) في معظم البلدان سادة , وتصبح الشعوب (خداما)وبذلك يمسي من نصيب الحكام والمسؤولين المعنيين كل الثروات والمكاسب والصلاحيات والامتيازات , اما الشعوب فحصص بعضها تبقى دائما الكوارث والماسي والفواجع والويلات.
 وسيبقى الامر كذلك ما دام غائبا  و معطلا مبدأ الحساب والعقاب والثواب سواء في الحكومات او في البرلمانات ومجالس النواب. 
   


230

مشاكسة
الرضاعــــــة
غيـــــر الطبيعيـــــة
  مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

فجأة تحولت قاعة الصف الرابع الابتدائي الذي كنا تلاميذ مشاكسين فيه في المدرسة المنذرية بالموصل الى ساحة من الفوضى تفوق بصخبها وضجيجها فوضى العشرات من اسواق الهرج بعد ان علمنا بتأجيل امتحان الرياضيات بسبب غياب معلم تلك المادة.
واحتفالا بالمناسبة، اخذ بعضنا يرشق الآخرين بقطع الطبشور، واخرون يتلاكمون واثنان مارسا المصارعة الحرة، وآخر استغل الفرصة ليقلد دور ام العروسة وهو يرفع حنجرته بالهلاهل والزغاريد وانهمك آخرون بتناول قطع السندويج، وآخر تبرع برسم تخطيط على السبورة لحمار ينهق مثبتا عليه اسم احد زملائه لتنشب بينهما معركة حامية الوطيس، أما زميلنا (صبــــاح) الذي كان المحرك الاساسي لكل موجات الفوضى العارمة (غيـــــر الخلاقـــــــة بالطبــــــع) واكثرنا شقاوة ومشاكسات ومقالب وصخبا وعراكا فقد راح يتقافز فوق الرحلات ذهابا وايابا وكأنه بهلوانا متمرسا في السيرك، وقد نجحنا فعلا بمهمتنا نجاجا باهرا في تحويل الصف الى سيرك من الفوضى والانفلات والصراخ والمعارك والقهقهات والمقالب.
في خضم ذلك الانفلات الفوضوي اطل مدير مدرستنا مسرعا حاملا بيمناه عصا الخيزران والغضب يتطاير شررا من عينيه، صعقه المشهد  فوقف مذهولا في الباب للحظات غير مصدق ما يرى، وربما فشل في تحديد الاهداف الستراتيجية التي سيهاجمها اولا فقد اصبحنا جميعا بالنسبة له في تلك اللحظات اهدافا مشروعة، واذ حدد لحظة الصفر وقرر خوض المعركة اطلق تحذيره وشتائمه بسرعة رشاش اوتوماتيكي علينا (كــــلاب .. حميـــــر .. هـــــل هـــــذا صــــف ام اســــطبل ؟؟؟) وانهال على الجميع بالضرب المبرح والشتائم الشفافة متمازجة حيثما أمكن بقذائف البصاق الرومانسية دون ان يستثني احدا وكان نصيب زميلنا (موفـــــق جميــــــل) رحمه الله النصيب الاوفر فقد كان يفوقنا طولا مما جعله هدفا محققا لا تخطئه العصا.
في خضم تلك الصولة العزوم اطلق مديرنا الفاضل شتيمته الشهيرة بوجه احد زملائنا الذي كان اشدنا صخبا (مــن المستحيـــــل ان تكــــون قـــــد رضعـــــت حليـــب والدتــــك .. لان ما فعلتــــه لا يفعلـــــه الا مــن رضــــع حليــــب الحميــــــر).
ومن يومها أدمنا وصف اكثرنا شقاوة وعنفا وصخبا ونشاطا وشغبا وعراكا ومشاكسة وضجيجا براضع حليب الحمير، لايماننا الطفولي آنذاك بان من يرضع حليب الحمير يكون اكثر قوة ونشاطا وتحملا من الانسان، اسوة بالحمير أنفسهم، وبالطبع كانت تلك (الشتيمـــــــة) سببا في الكثير من المعارك الطفولية الفاصلة التي خضنا غمارها انذاك بشجاعة فروسية طفولية.
اما في ميادين العمل فقد استبدل البعض صفة (حليــــب الحميــــــر بحليـــــب المعلبــــــات) وكلما كان احدهم يشاغب ضد زملائه واصدقائه وينكث تعهداته وينافق ويمارس الكذب، كانوا يصفونه ببساطة بانه لم يترب على حليب امه بل على حليب (القواطـــــــي) بكل ما يعنيه ذلك من افتقاده للتربية وللاخلاق الرفيعة وما يعنيه ضمنا من تقديس واجلال لحليب الام ودوره في تربية اجيال صالحة.
ولا يفوتني ان استذكر هنا حملات تشجيع (الرضاعــــــة الطبيعيـــة) التي نهضت بها مختلف المنظمات والمؤسسات المعنية في زمن النظام البائد للتغطية على اثار الحصار الاقتصادي في ايامه الاول الذي تسبب في شحة الحليب الصناعي في الاسواق، في حين اثارت فتاوى (ارضــــاع الكبيـــــر) الكثير من الجدل وردود الافعال المختلفة، فقد تمنى بعض (الخبثـــــاء) تعميمها على الدوائر والمؤسسات لاشباع غرائزهم وجوعهم الجنسي بعد أن حدد ربما كلا منهم في ذهنه هدفه الانثوي بدقة.
الا انني وبعد نصف قرن من شتيمة مديرنا الفاضل حول حليب الحمير، فوجئت بخطئنا الستراتيجي آنذاك عندما اعتبرنا الامر(شتيمة)، فقد اثبتت التجارب العلمية ان حليب الحمير أكثر فائدة من حليب البقر والجاموس والماعز والنوق والنعاج، وبعد ان كنا نتصور ان الجبن الاغلى في العالم مصنعا من حليب الابقار الهولندية المدللة، تبين أن مصدره هو حليب الحمير حيث يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من الجبن المصنع من حليب الحمير الف يورو اي ما يعادل (1255$) الفا ومائتين وخمسة وخمسين دولارا امريكيا، حيث يبلغ سعر الليتر الواحد من الحليب الحميري(40) يورو، وقد اثبتت الدراسات العلمية ان شرب حليب الحمير يحافظ على الرشاقة والجمال والخصر النحيل وصحة القلب وسط توقعات وادعاءات بأن سر جمال ورشاقة الملكة كليوباترا كان تناولها لحليب الحمير واستحمامها به لتفتيح ْبشرتها والحفاظ على نضارتها، ويقال أنها كانت تحتاج إلى ما لا يقل عن 700 انثى حمار لتوفير الحليب اللازم لاستحمامها اليومي، وهو ما تقوم به الآن بعض مراكز التجميل العالمية، بل ان هنالك اتجاها متزايدا في اوربا لاستهلاك حليب الحمير وتم تأسيس مزارع كثيرة لتربية الحمير واكثارها في بلجيكا واليونان وفرنسا وايطاليا وتركيا وغيرها ويستخدم هذا الحليب في صناعة الالبان والاجبان والصابون والعطور ومستحضرات التجميل والمشروبات الكحولية العالمية، وقد وجد الباحثون في جامعة نابولي الايطالية أن حليب الحمير مغذ جدا لأنه يحتوي على لاكتوز أكثر ودهون أقل من حليب البقر. وبه نسبة عالية من الكالسيوم ويساعد في تقليل نسبة الكوليسترول وحماية القلب لأنه يحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية. وخلصوا أيضا الى أن حليب الحمير مشابه جدا لحليب المرأة، وأنه يمكن استخدامه للأطفال الذين لديهم حساسية لمنتجات الأبقار. وقال الباحثون، الذين قدموا نتائجهم في المؤتمر الأوروبي الخاص بالبدانة في تركيا أنه ينبغي تشجيع استهلاك حليب الحمير.
كما استخدم حليب الحمير سابقا في الطب. فمن خصائصه المتعددة المعروفة والتي وصفها أبو الطب أبقراط (460-370 قبل الميلاد) معالجة مشاكل الكبد والأمراض المعدية والحمى ونزيف الأنف وحالات التسمم وتضميد الجروح.
ان الوقوف ازاء الحيوية الكبيرة والنشاط غير الاعتيادي الذي يمنحه حليب الحمير لمن يتناوله، مترافقا مع تأملات واقعية لافرازاته على الارض، ربما يسهم في اماطة اللثام عن سر حيوية بعض المسؤولين الفاسدين وابنائهم المنفلتين في مختلف الدول وهم يمارسون انشطة حيوية مستمرة تفوق انشطة الانسان الاعتيادي الذي تربى على الرضاعة الطبيعية، وذلك في ميادين السرقة والاختلاسات والكذب والدجل والخداع وابرام العقود الفاسدة والوهمية وانتزاع العمولات والقفز مثل البهلوانات على حبال النفاق السياسي وجمع المال الحرام ليل نهار دون تعب او كلل واقامة العديد من اقطاعياتهم الاقتصادية والمالية الخرافية في خارج بلدانهم وامتلاك عشرات وربما مئات المليارات باقصر فترة زمنية وافرازات الربيع العربي الذي تحول في معظم الدول صقيعا خير دليل على ذلك.
ربما سيكتشف الباحثون أن سر هذه الحيوية الفسادية غير الطبيعية المتناقضة مع طاقات الانسان الطبيعية ومع كل القيم الاخلاقية التي تعززها الرضاعة الطبيعية انما يكمن في الرضاعة الحميرية.
 
 
 
 

231
  الابحـــــــــــار
الــى زمــن الطفولـــة
مال اللــه فرج
Malalah_faraj@yahoo.com
) مهداة الى كل اصدقاء ذلك الزمن الجميل)
..............................................
اغمض عيني وابحر عبر الزمن الى الطفولة , واستعيد من الذاكرة وجوه واسماء وشقاوات اصدقا ء واخوة اعزاء طوحت بهم الحياة بعيدا ,ومنهم من رحل , ونهم من اصبحت المسافات اليه بعيدة رغم التصاقهم بشغاف القلب, وفي مقدمتهم الاعزاء , صباح وبدري وجوزيف ونائل وجورج وعامر وموفق ونضال , وأراني بين اولئك الاحبة , ذلك الطفل المشاكس الذي لايتعب من الركض وراء احلامه الطفولية التي كانت تبدو له كالفراشات الملونة  المتطايرة في جميع الاتجاهات محاولا عبثا الامساك بها جميعا مرة واحدة وكأنه يحاول الامساك بالعالم كله بين يديه , ولا يمل في الوقت ذاته من صياغة مختلف المقالب للاصدقاء وتلقي ردود افعالهم , او السقوط في شباك مقالبهم ولا من صخب قهقهاتهم كلما سقط احدهم صريع مقالب الاخرين ومداعباتهم التي لاتضاهيها لذة مهما كان يبلغ من عنفها او تطرفها او قسوتها ما دامت وليدة اعماق طفولية عفوية لا يهمها الا المرح ولا تعرف اللؤم او عدائية التصرفات المقصودة.
 فقد كان هم تلك الطفولة التي كانت تسكننا والمتوزعة بين مقاعد الدراسة في المدرسة المنذرية الابتدائية , حيث نلتقي معلمينا الافاضل وفي مقدمتهم معلم الدين المربي الفاضل الجليل الذي ترك ابلغ الاثر في نفوسنا الاب (الخــوري افـــرام رســــام ) رحمه الله ومعلم الحساب الاستاذ رمزي ومعلم الرياضة الاستاذ ودمن وسواهم ,ونحن نعدو في ساحة المدرسة متنافسين في الجري وفي لعبة  كرة القدم , ونتقافز في الازقة الشعبية الضيقة  في مدينة الموصل , محاولين الامساك بالزمن وانتزاع كل ما نستطيع انتزاعه من المرح والضحك والعبث والالاعيب الطفولية من بين فواصله قبل ان تدور السنوات دورتها وتبتعد بنا عن شواطئ الاحلام والاماني والتخيلات وحتى الاوهام الطفولية لنرنو اليها من بعيد عبر بوابة الزمن ونحاول استعادة بعض من حلاوتها واستنشاق بعض من عبيرها.
في حينها لم يكن يهمنا ان اشرقت الشمس او احتجبت او انها اوت لسريرها مبكرا تاركة الغيوم تتلبد وتنشر ظلالها القاتمة او  تلقي ثقالها واحمالها علينا , فلا برد الشتاء الذي كان يعرف كيف يتسلل الى عظامنا ويجعل هواء الزفير المنطلق من اعماقنا مثل شريط من الدخان الابيض ولا قطع الثلوج الشفافة مثل قطع القطن المندوف وهي ترسم لوحاتها السريالية على الاشجار والجدران ولا لهيب تموز كانوا يستطيعون ثنينا عن ممارسة طفولتنا وعبثها ومحاولاتها الامساك بدفق الحياة او عرقلة جرينا في كل النهارات وفي جميع الاتجاهات فكان تعبنا لذيذا ومقالبنا لذيذة وطرائفنا لذيذة وسخريتنا لذيذة وحتى خلافاتنا ومعاركنا وخصوماتنا كانت لذيذة , ولان مغفرتنا وتسامحنا وطيبة اعماقنا كانت الذ , فكنا ماأن نتخاصم ونلوذ بالزعل والقطيعة ظهرا حتى نلتقي ونتصالح ونعود للعبنا ولهونا وصخب طفولتنا المتفجرة عصرا.
اما ليالي الصيف فقد كان لها نكهتها الخاصة وسحرها ونحن نلتحف الاحلام فوق  سطوح المنازل الفقيرة ونتطلع الى النجوم بدهشة كاننا نشاهدها للمرة الاولى , بينما كانت ليالي الشتاء    تحمل الينا الكثير من الحكايا اللذيذة حول اساطير نسمعها كل شتاء وفي كل مرة تذهلنا ونعجب بها وكاننا نسمعها للمرة الاولى ’ وذلك الطفل العنيد المشاكس المملوء تفاؤلا ورغبة في الامساك بكل احلام العالم دفعة واحدة يسكنني ويطير بي الى الخيال فاتحا ذراعيه واصابع يديه محاولا ان يحتضن العالم كله عبثا وكأنه كان يتوقع برهافة احاسيسه الطفولية ما يخبئه لنا المستقبل من صعاب الحياة ومآسيها وكوارثها واحزانها والام الفراق فيها واثقال همومها والتي ربما طحنت او ستطحن عظام بعضنا وتسحقها تحت دوران عجلاتها القاسية وستجعل بعضنا يتمنى ان يقايض العمر كله او ما تبقى منه بلحظات من ذلك الزمن الذهبي الجميل زمن الطفولة الشفيف مثل الحلم النزق مثل تصرفات المراهقين العذبة مثل القبلة الاولى التي تاتي على حين غرة دون اعداد او استعداد مسبق لتترك لذة المفاجاة على الشفاه التي يكاد يقتلها الحنين واللهفة والاشتياق بعد سنين طويلة لمغامرة مماثلة ولقبلة مماثلة نزقة مفاجئة منتزعة من بين فواصل الزمن المجنون المسرع الى المجهول.
واذ استيقظ فجأة من احلام الطفولة على صوت فيروز وحنجرتها الذهبية تشدو بتوسلات تعيدها لزمنها الطفولي (طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان بلكي ارجع بنت ازغيري على سطح الجيران .. ينساني الزمان على سطح الجيران) , واذ يختفي ذلك الطفل المتخم حيوية والمترع مقالبا والمملوء مشاكسات عن ناظري , ارنو الى الواقع واتلمس ما الذي فعله الزمن بطفل الامس الذي كان مسكونا بحلم الامساك بالعلم كله بين يديه وهو يعدو وراء الفراشات الملونة , لا اجد الا طفلا متعبا انهكه صراعه المضني المتواصل مع الحياة وتحدياتها فمرة تطيح به واخرى يطيح بها ومع ذلك ما يزال واقفا على قدميه يهزأ منها , ورسمت جراحات الغدر التي غالبا ما تأتي من اقرب الناس وربما اعزهم على قلبه , خطوطا عميقة متداخلة ومتقاطعة اشبه بدوامة نزيف لا يتوقف , وامسى يحتضن بدل الفراشات عصورا من الاحزان بين يديه , طفل ربما قد شاخ قبل الاوان وما زالت يداه مفتوحتين غير قادرتين على الامساك بحلم واحد بعد ان تسربت كل الاحلام من بين اصابعه كما كانت تتسرب الرمال من بين ايدينا ونحن نتقاذف بها على شاطئ دجلة , وعبثا حاول التعلق باحدها ليجد نفسه فجأة يكاد يغرق وسط بحيرة من المصاعب والالام والجراحات والتحديات لاحدود لها ولا قرار,ومع ذلك ما يزال يغافل احزانه ويرسل  ابتسامته المحيرة الغامضة المميزة لطفل مشاكس يسكنه ويشده الى الماضي  بقوة ويابى ان يغادر اعماقه, ولا ينفك يتمتم مع نفسه :
رعــى اللــه زمنـــا للطفولــة كـم كـان ممتعا
و آه مـن ســباق العمــر كـم كــان مســــرعا
و آه مــن الــم الفــراق كـم ســيبقى موجعــا
 

232
مشاكسة
خيانـــــة زوجيــــــة
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

  تداخلت فوضى العلاقات الزوجية بفوضى التداخلات السياسية بصخب عمليات التجميل بارتفاع معدلات الفقر والجريمة والطلاق والفساد والمزايدات والمزادات السياسية , لتتشكل عبر ذلك كله ابرز ملامح خارطة التحولات الاجتماعية والسياسية معا .
ففي الوقت الذي شهد فيه العام الماضي اكبر معدلات عمليات التجميل والطلاق على حد سواء, حيث بلغ عدد عمليات التجميل في فرنسا   (60) الف عملية خلال عام وفي الدول العربية بحدود (650) الف عملية تراوحت بين نفخ الشفتين وشفط الدهون وتعديل الانف وتصغير او تكبير الثديين وزراعة الشعر ومعالجة ترهلات الوجه ورفع الحاجبين وتصغير الورك , وغير ذلك , من اجل ارضاء الشريك , وغالبا لاضفاء لمسات من الرشاقة والجمال والتحايل على العمر ومحاولة اخفاء اثار عجلات الزمن عن وجوه كانت نضرة  ومحاولة اعادة نضارتها , رافق ذلك ارتفاع مخيف في حالات الطلاق حيث تشهد محاكم الاحوال الشخصية في مصر مثلا بحدود (250 ) حالة طلاق يوميا ,رافق ذلك رغبة معظم الرجال تحويل ملامح وتضاريس زوجاتهم الجسدية لمستويات اشد اثارة واغراءا ومحاكاة لتضاريس وملامح فنانات شهيرات , غير ابهين بمشاعر الطرف الاخر وهم يمارسون الخيانة الزوجية الذهنيه علنا في علاقاتهم الزوجية الحميمة وكل يتخيل نفسه وهو بين احضان زوجته يمارس حقوقه الزوجية بانه بين احضان الفنانة التي يشتهيها , والعكس صحيح ايضا.     
 رافق ذلك فوضى لا تقل صخبا وضجيجا على الجبهة السياسية المتأهبة لخوض غمار الانتخابات البرلمانية في نيسان القادم , حيث راحت مكائن وعجلات الستراتيجيات الاعلامية والمتغيرات الايدلوجية والشعارات الفضائية تدور بسرعة لتنافس بتغييراتها اضخم عمليات التجميل النسوية ويحاول المعنيون من خلالها اخفاء تداعيات السلبيات والكوارث والاخفاقات الماضية التي فشلت في اقناع المساحة الجماهيرية الواسعة بتبريرات الفشل الذريع الذي شهدته البلاد على مختلف المستويات وفي مقدمته الاخفاقات الامنية والخدمية التي ما تزال تفاعلاتها تتواصل في الجهة الغربية من البلاد  ومحاولة اضفاء ملامح جديدة اشد شبابا واشراقا واثارة واغراءا على احزاب وتحالفات ومكونات بعينها لاستقطاب اهتمام الناخبين ومحاولة الامساك باصواتهم عبر اضخم عمليات الخداع التي تحاول عمليات التجميل السياسية النهوض بها بعد ان اسقطت من حساباتها حقيقة ان عامل الاقناع الاساسي هو الجوهر وليس المظهر , وان المظهر مهما حاول خداع البصر والاستحواذ على اعجاب ورغبة وشهوة النظر فانه قطعا لن يستطيع اخفاء حقائق الجوهر عن البشر , بالاخص وان المواطن العراقي ما عاد بالمظاهر ينخدع او يغتر.
الى ذلك , فجرت امرأة صينية (جميلة) واحدة من اشد القضايا المثيرة للجدل  , بعد ان امست ربما اتعس امرأة بعد ان كانت تلك (الجميلة المغرية المثيرة) ربما اسعد امرأة حيث رفع  زوجها ضدها دعوى قضائية طالبا تطليقها بسبب كونها (قبيحة) وسط ذهول المعنيين الذين لم يروا فيها اية ملامح للقبح , وانما على العكس فقد كانت مثالا للجمال.           
وبدأت مأساة تلك المرأة الصينية التي كانت تعيش حياة زوجية هانئة هادئة سعيدة مع زوجها عندما رزقت بطفلتها البكر ليفاجأ الزوج وهو يراقب نمو طفلته بقبحها الشديد خلافا لزوجته فائقة الجمال , فكيف يمكن ان تكون تلك ابنته ؟ ومن اجل وضع حد لمجمل شكوكه  بادر لاخضاع طفلته لفحوصات الحمض النووي (DNA) والتي اكدت نتائجه بان الطفلة هي ابنته فعلا , ولكنه اكتشف الحقيقة عندما عاد لتصفح الصور القديمة لزوجته التي كانت تخفيها عنه ليكتشف بان زوجته لم تكن جميلة ابدا كما كانت عندما تزوجها , وانما كانت عكس ذلك , وان جمالها الظاهري ذاك كان نتيجة عمليات تجميل بلغت كلفتها اكثر من (96000$) ستة وتسعون الف دولار اجرتها قبل زفافهما بثلاث سنوات, فما كان منه الا رفع قضية طلاق ضدها بتهمة الكذب عليه واخفاء (قبحها) الذي لن تغير عمليات التجميل امتداداته الجينية الورائية التي ستنعكس على ولادة ابناء (قبيحين) , الامر نفسه اصبح مشابها للعملية السياسية التي كانت فائقة الجمال بشعاراتها ووعودها , لكن ما انجبته من قبح الكوارث والسلبيات والفساد  امسى لدى الكثيرين مبررا للطلاق بين دعمهم وبين بعض مكوناتها.
الى ذلك فقد اصبحت عمليات التجميل النسائية والسياسية سيدة المشهد الوطني في المرحلة الراهنة ’ فبعض النسوة اصبحن يغيرن شكلهن الف مرة اما لارضاء ازواجهن او لارضاء طموحاتهن الجمالية بدءا من تغيير الوان واشكال وتصفيفات الشعر , مرورا بعمليات تصغير الانف ونفخ الشفتين والخدين ولون العينين وانتهاءا بتصغير او تكبير التضاريس الاخرى , حتى لم يتبقى من الاجزاء الطبيعية (الاصلية ) لدى بعضهن الا اللسان والاحشاء الداخلية , والامر نفسه انسحب على بعض الاحزاب والتحالفات والمكونات والتكتلات السياسية التي تحاول اخفاء فشلها وخيبتها وخلافاتها ومزايداتها وفساد بعض اعضائها وامتداداتها الخارجية من خلال عمليات التجميل وعمليات الطلاق السياسية التي ارتفعت اعدادها هذه الايام , فهنالك احزاب تنقسم على بعضها ومكونات تتشظى وسياسيون يرمون بيمين الطلاق على احزابهم ويتقافزون بطريقة بهلوانية بين هذا الحزب وذاك بحثا عن فرصة افضل , ومكونات تعتقد ان حقن (البوتوكس) وعمليات الشفط والنفخ وازالة الدهون ومعالجة الترهلات كفيلة بخداع الناخبين واستقطابهم في وقت افرزت فيه الاحداث حقيقة ان المواطنين امسوا اشد فطنة وذكاء من بعض السياسيين البلهاء.
ومثلما صرخ احد الازواج بوجه زوجته التي ادمنت على عمليات التجميل وهي تفاجأه بعد اخر عملية بشكلها الجديد )    لم يبق منك الا رائحتك فقط ), كذلك فان المواطنين ربما سوف يصرخون بوجوه بعض الاحزاب ومرشحيها (لم نلمس منكم الا شعاراتكم فقط ).
اخيرا ربما يخطىئ بعض الرجال في التعرف على زوجاتهم بعد عمليات التجميل , لكن المواطنين لن ينخدعوا قطعا ببعض المكونات حتى لو اخضعت نفسها لالف عملية تجميل , ولن يخطئوا ابدا بين من يخدعهم وبين من يخدمهم.             
 
 
   
 
   
 
 

233

مشاكسة
وعلى الارض السلام
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
   
في اجواء انسانية شفافة، تمازجت فيها الافراح بالاحزان، والابتسامات بالدموع، والقبلات الساخنة بالاحضان الدافئة، والاشواق باللهفة، والحنين بالنشيج والانين والعناق بمن ابعدهم الفراق، لحظة توقفت فيها حركة العالم الصاخبة وصمتت الموسيقى وسكت المغنون وتسمرت اقدام الراقصين على (استيجات) الرقص وارتفع وجيب القلوب وانطفأت كل الشموع والانوار وغرق العالم في لحظات صمت وظلام ورهبة وخشوع، بانتظار الحدث الفريد، وتسمرت عيون الجميع على عقربي الساعة وهما يتبادلان عند الثانية عشرة تماما قبلتهما السنوية الملتهبة ويعانقان بعضهما بالتصاق حميمي دافئ لا يتكرر الا مرة في السنة كأنهما عاشقان في ليلة زفافهما الاولى، ليزفا الى العالم الحدث السنوي المجيد بولادة العام الجديد، تطايرت الاماني والتهاني والتمنيات بين الاهل والاقارب والاصدقاء والأحبة مثل فراشات ملونة , لترسم لوحة انسانية متوهجة بالمحبة لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة، بينما راحت بعض القلوب الحزينة ترنو الى الافق البعيد حيث الأحبة الذين طوحت بهم تحديات الحياة بين القارات وهم يتمنون لو كان بمستطاعهم ان يحتضنوهم ولو  للحظات ويطبعوا على جباههم أحرَّ القبلات حيث تمازج الدمع بالصلوات والرجاء بالدعوات والدموع بالأمنيات.
هكذا حمل عام 2013 حقائبه ورحل تاركا جراحات عميقة وحرائق ملتهبة ومآسٍ وتداعيات مركبة، وفي هذه الاجواء طرق ضيف الانسانية الجديد (2014) ابواب حياتنا ودخل حاملا على ظهره حقيبة ملأى بــ(365) علبة مغلقة على المجال وهو يعدنا بالكثير الكثير الذي نتمنى أن يكون خيرا وفيرا خصوصا للفقراء والمعدمين والارامل واليتامى والمسحوقين، وأن تضم تلك العلب مجهولة المحتوى ما يطفئ الحرائق ويوقف التداعيات ويذلل الصعاب والتحديات ويعيد إلى حياتنا القلقة التي باتت تترنح على كف عفريت نعمة السلام والمحبة والتسامح، خصوصاً ونحن نضع اقدامنا اليوم على بوابة السنة الميلادية الجديدة التي تذكرنا بميلاد رسول المحبة والمغفرة والسلام الذي هز بقيمه ورسالته وسيرته العطرة وتعاليمه أُسس وهياكل كل الستراتيجيات والثقافات والبرامج والسياسات والعلاقات القائمة على الحقد والكراهية والاضطهاد والبغضاء، وغرس محلها المحبة والمغفرة والتضحية والفداء.
ففي الوقت الذي كان فيه المؤمنون في مختلف انحاء العالم يستعيدون تراتيل ملائكة الرب في تلك الليلة المباركة التي غيرت وجه العالم وأخذت بأيدي الانسانية نحو كنوز المحبة الحقيقية: (المجد لله في العلى وعلى الارض السلام ) أبى اعداء السلام الا ان يعبروا عن احقادهم الشريرة ونزعاتهم الهمجية وتعطشهم الحيواني المخزي لدماء الابرياء باراقة المزيد من الدماء ليستحقوا عن جدارة لعنة الارض والسماء، سيما بعد أن خرقوا كل القيم السماوية التي تنهى عن قتل الابرياء.
وإذ بأولئك القتلة القادمين من اعماق عصور الارهاب والهمجية ومن دياجير كهوف التخلف والبغضاء والكراهية يقدمون على اقتراف ثلاث جرائم ارهابية في ثلاث عواصم عربية في وقت متزامن مع احتفالات الميلاد لتهز جرائمهم الشنيعة التي ارتكبتها أياديهم الآثمة الضمير الانساني بعنف عبر مفخخاتهم التي حولت أولها سوق الاثوريين في منطقة الدورة ببغداد الى مسرح للدماء المتناثرة من الاطفال والنساء والرجال، وتولت الثانية التي هزت القاهرة بعنف مستهدفة (مديرية امن الدهقلية) بالمنصورة صبغ المنطقة بالاشلاء والخراب وانقاض الابنية والعمارات، واقدمت الثالثة التي اتخذت من وسط بيروت هدفا لها، على اشعال حرائق الاحقاد حيث تطايرت اجزاء السيارات مختلطة باشلاء البشر وبسحب الدخان ليبعثوا برسالة واضحة المعالم الى المنطقة والعالم مفادها أن الارهاب قادم.
إن تلمس افرازات حرائق كل تلك الجرائم الارهابية، خلال العام الماضي فقط كفيل بأن يضع المجتمع الدولي وفي مقدمته دول المنطقة والعراق بخاصة، امام مسؤولية التصدي وضرورة، بل الزامية، العمل الجمعي من قبل كل الاطراف سياسيين ومسؤولين حكوميين وبرلمانيين واتحادات جماهيرية ومهنية ومنظمات مجتمع مدني وصحفيين واعلاميين ومثقفين ومحللين سياسيين وقوى امنية وقضائية وفي المقدمة علماء ورجال الدين الافاضل، العمل على انبثاق جبهة موحدة عريضة للنضال من اجل السلام، بكل ما يستلزمه ذلك من برامج تثقيفية وتوعية تنطلق من المدارس والمعاهد والجامعات لتواكب مسيرة المجتمع عبر المنابر الروحية   لدور العبادة قاطبة، منطلقين في ذلك من حقائق استهداف الارهاب والارهابيين لجميع الفئات والمكونات والطبقات الاجتماعية، دون تمييز سيما الاطفال والنساء الذين سقطوا ضحايا لاحقادهم وجرائم غدرهم في الشوارع والاسواق والمدارس والمؤسسات ومواكب العزاء، خصوصا وانهم يتحدون ارادة الله عز وجل، بل ويخرقون القيم الروحية والانسانية الجليلة لقوله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم (من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، صدق الله العظيم.
فخلال شهر واحد فقط اطاح الارهابيون وفقا لاحصائيات الامم المتحدة في العراق بـ(2881) مواطنا من بينهم (981) شهيدا و(1900) مصاب، ولو استمر الحال على ما هو عليه فإن الارهاب سيحصد (34.572) عراقيا خلال سنة ان لم يتم تدارك الامر.
إن اقليم كوردستان بقيم المحبة والتسامح وقبول الآخر فيه وحرصه على صيانة الحريات وتوسيع وتعميق مساحة مبادئ حقوق الانسان وضمان حرية المعتقدات والاديان لجدير بأن يكون مبادرا إلى الدعوة لتشكيل الهيئة الاقليمية للسلام ومكافحة الارهاب في المنطقة واحتضان مقرها ايضا، لتكون حافزا لتصعيد وتوسيع الاجراءات والستراتيجيات والخطط والبرامج والدراسات المناهضة للارهاب والداعية الى السلام، وربما تكون مثل هذه المبادرة خطوة حاسمة لانبثاق منظمة دولية تابعة للامم المتحدة وفروع اقليمية ترتبط بها من اجل محاصرة الارهاب والارهابيين وتعزيز اسس السلام والامن الدوليين.
 فهل يشهد عام (2014) احتضان كوردستان للهيئة الاقليمية للسلام؟
 

234

أنا نور العالم
من يتبعني لا يمشي في الظلام
   مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com
 
يتحول العالم في الخامس والعشرين من كانون الاول كل عام ، ابتهاجا بعيد ميلاد المخلص الذي افتدى الانسانية كلها بدمائه الطاهرة  , الى كوكب متوهج بمشاعر البهجة والفرح والايمان,  يسبح في الاضواء الملونه وبالاشجار التي ترتدي ابهى حلل  الزينة وبصور بابا نوئيل وبالالعاب النارية وبمجسدات مختلفة لمغارة بيت لحم حيث ولد الفادي في مكان حقير ليعلمنا ببساطة اولى ابجديات التواضع , متمازجة بقرع نواقيس الكنائس في منتصف الليل وبالتراتيل الروحية الشفيفة   حيث يردد المؤمنون كما رتل ملائكة الرب قبل أكثر من الفي عام في تلك الليلة التأريخية قارسة البرودة التي غيرت وجه العالم وقيمه : (المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة) بينما تنطلق التهاني والتمنيات من أعماق القلوب المؤمنه لتلامس شغاف القلوب الاخرى احتفاء وابتهاجا بعيد ميلاد ذلك النور السماوي المتجسد بشرا, ليكون رمزا لاروع قيم المحبة  والتسامح والفداء والسلام. 
وحيث يتحول  العالم كله , مع اطلالة الميلاد الى لوحة حية للمحبة التي تليق بهذه المناسبة الروحية الجليلة التي قادت العالم الى واحد من ابرز تحولاته الايديولوجية والسايكولوجية والاجتماعية لتنقذه من دياجير ثقافة العنف والظلم والقسر والعدوان والاستعباد والهمجية ولتضيء في جوانبه عبر ومضاتها الروحية ثقافة المحبة والتسامح والفداء والغفران وقبول الاخر والتضحية من اجله , حيث اكد يسوع ان (لا حب اعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه من اجل احبائه) , بل وذهب الى ابعد من ذلك وهو يوصي الانسانية المؤمنة في كل مكان بالتسامح حتى مع الاعداء لاقتلاع بذور الشر والعنف والهمجية وثقافة الانتقام من اعماق البشر , ممهدا الطريق نحو اقامة مجتمع آنساني امن ركائزه الايمان بالله وقيمه السماوية وعنوانه التسامح (احبوا اعداءكم.. وصلوا لاجل الذين يضطهدونكم فتكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات) , فان ذلك كله لحري به ان يجعلنا نقف قليلا ازاء قيم الميلاد وعظمته لنراجع النفس ونسألها اين نحن فعلا من ذلك الكنز العظيم ؟. 
ان تلمس القيم الجليلة للميلاد المجيد والوقوف في محطات السيرة العطرة ليسوع المسيح المتوهجة بأغنى وأثرى الكنوز الروحية التي غيرت وجه الحياة لابد أن يقودنا الى حقيقة الحقائق كلها , بل واروعها , تلك هي ان المخلص الذي افتدى الانسانية بدمه الطاهر وتجسد بشرا ليخلصنا , انما احدث برسالته السماوية     وبتواضعه وبساطته وتضحياته وقيمه وايمانه ثورة حقيقية في حياة الانسان   واخذ بيده الى حيث نور الايمان ولذة التسامح وبهاء التسامي على الانانيات الشخصية وليرشده الى حقيقة أن اقتناء كنوز السماء الخالدة لهو خير الف مرة من السعي نحو اقتناء كنوز الارض الفانية.
فالى جانب عجائب المسيح ومعجزاته في اشباع الجياع واجابة المحرومين ومغفرة الخطاة التائبين (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) وشفاء المرضى والبرص واحياء الموتى فان رسالته السماوية بقيمها الروحية الجليلة كانت وستبقى خارطة طريق حيوية لاقامة مجتمع انساني انموذجي عادل متفاعل على اسس روحية متفردة في انسانيتها وفي سموها الروحي والمادي والاخلاقي وفي نكران الذات والتضحية من اجل الاخرين ولتعبد طريق  التقوى والصلاح والايمان للانسان في كل مكان نحو الخلاص وضمان الحياة الابدية.
ان الهزة العنيفة والتأثيرالعميق الذي احدثته رسالة يسوع وتعاليمه الروحية وسيرته العطرة في الذات البشرية وفي عمق المجتمع الانساني عموما وما رافق ذلك من تحولات ايديولوجية انعكست على طبيعة ايديولوجيات وستراتيجيات واخلاقيات وقيم ومبادئ وتقاليد مجتمعات باسرها انما انطلقت من ايديولوجية احترام الانسان لاخيه الانسان بغض النظر عن معتقداته وانتماءاته وافكاره وتصوراته وخياراته وتصرفاته خصوصا وهو يؤكد: ( أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)                             ، فضلا عن تعاليمه الاخرى التي تمثل تراثا روحيا غنيا بل متوهجا بقيم السماء استطاع ان يحدث ذلك الانقلاب الروحي الكبير في الذات البشرية  وهو يستبدل ارادة العنف والحرب والعدوان والهمجية بارادة المحبة والسلام : (هنيئا لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون.. هنيئا للمضطهدين من اجل البر لأن لهم ملكوت السماوات.. هنيئا للجياع والعطاشى الى الحق لانهم يشبعون.. هنيئا للرحماء لانهم يرحمون هنيئا للمحزونين لانهم يعزون.. هنيئا للمساكين في الروح لان لهم ملكوت السموات .(
 ويضيف في تعاليمه السماوية: (من غضب على اخيه استوجب حكم القاضي.. ومن قال له يا احمق استوجب نار جهنم) ،(سمعتم انه قيل لا تزن.. اما انا فاقول لكم من نظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه فاذا جعلتك عينك اليمنى تخطئ اقلعها والقها عنك لانه خير لك ان تفقد عضوا من اعضائك من أن  يلقى جسدك كله في جهنم) ,(اياكم ان تفعلوا الخير امام الناس ليشاهدوكم والا فلا اجر لكم عند ابيكم الذي في السموات) , (اذا كنتم تغفرون للناس زلاتهم يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم وان كنتم لا تغفرون للناس  لا يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم) ،(انتم ملح الارض فاذا فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح الا لأن يرمى في الخارج فيدوسه الناس) ’ (ليضيء نوركم امام الناس ليشاهدوا اعمالكم الصالحة وليمجدوا اباكم الذي في السموات) , (كل شجرة لا تثمر ثمرا صالحا تقطع وتلقى في النار) , (اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم، فمن يسأل ينل ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له ).
  فما احرانا وما احوجنا في هذه الايام المباركة ونحن نستقبل عيد ميلاد سيدنا ومخلصنا وفادينا ان نتمازج معه ونتحد مع روحه الطاهرة ونتمسك بقيمه ومبادئه لنتمكن من عبور بحور التحديات وعواصفها التي تحيط بنا وبكل المؤمنين من مختلف الجهات بالاخص في شرقنا الملتهب بفعل استشراء التطرف والعنف والارهاب والهمجية تحت مسميات شتى القت وما تزال تلقي بظلالها القاتمة , بل بافرازاتها الاستهدافية الخطيرة على شعب المحبة والتسامح والسلام , اولئك هم اشقاؤنا في الايمان في كل مكان , ولنتخذ من سيرة المخلص العطرة الحافز الابدي والازلي من اجل التمسك بالايمان وفي تعزيز قيم المحبة والتسامح والغفران بيننا اولا وبيننا وبين المحيطين بنا ايضا , فما خلاصنا الا في وحدتنا الروحية والا في تمسكنا المصيري بفادينا ومخلصنا قولا وفعلا وممارسة ونهجا وتضحية واسلوب حياة.
 أخيرا, لنسأل انفسنا ونحن نصلي ضارعين صلاة الميلاد ونردد  تراتيله ونهمس للرب متوسلين من اعماق قلوبنا (اغفر لنا خطايانا كما نحن ايضا نغفر لمن اخطأ الينا) , هل فعلا قد غفرنا لمن اخطأ او أساء الينا ؟ وان كنا لم نفعل ذلك فكيف نطلب من الرب ان يغفر لنا ونحن لا نغفر لبعضنا البعض ؟ ولنقتف خطى المخلص ولنضيء ظلمات حياتنا ودياجير نفوسنا وعتمة قلوبنا بومضات سيرته المتوهجة نورا روحيا سيبقى مضيئا ابد الدهر , وليكن شعارنا كما نصحنا ووجهنا واثرى عقولنا ونفوسنا وقلوبنا يسوع المسيح ( أنا نور العالم , من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة).
و.. عيد ميلاد سعيد   .. وايامكم مضمخة بعطر الايمان ...  وقلوبكم مترعة بالتسامح والغفران ... ولتبقى أعماقكم أيها الأحبة مباركة  ومتوهجة أبدا بالمحبة.
 
 

235


البروفيسور افرام عيسى يوسف :
الحضـارة المسـيحية ما زالـت تمثـل انموذجـا لكـل الشـعوب لأنهـا انموذج للتعايـش وفقـا لمبـادئ حقـوق الانسـان

...........................  
العمود الفقري للحضارة المسيحية هو الحضارة  اليونانية والثقافة المسيحية امتداد للثقافتين اليونانية والرومانية
..............................    
حــــوار : مال اللــــه فـــــرج
malalah_faraj@yahoo.com
................................
يكتسب الحوار مع شخصية فلسفية ثرة , تمتلك من التراكمات العلمية والتاريخية الحضارية اضاءات تمد جذورها بعيدا لتصل ربما الى التكوينات الاولى لومضات اولى الحضارات الانسانية , بعدا فلسفيا تتمازج في جزيئياته روائح التاريخ ووقع خطوات ابرز قادته بالاغناءات الفكرية لفلاسفته بتجليات الفكر الانساني عموما , وهكذا كان حوارنا مع بروفيسور الفلسفة والحضارات الدكتور افرام عيسى يوسف , حامل شهادتي الدكتوراه من فرنسا , الاولى في الحضارات القديمة من جامعة نيس والثانية في الفلسفة من جامعة تولوز فضلا عن كتبه واصداراته العديدة باللغة الفرنسية الى جانب كونه احد الاعضاء المؤسسين للدراسات السريانية في باريس ومدير قسم الشرق الاوسط والمغرب العربي في احدى كبريات دور التشر الفرنسية.
قلبنا سوية صفحات التاريخ القديم وابحرنا معه في قارب الصراحة والتحليلات الوثائقية والافرازات المعاصرة وسط  دوامات المحيط الواسع للحضارة والثقافة المسيحيتين وتراكماتهما المعرفية وابرز تاثيراتهما على الحضارة الانسانية فضلا عن التحديات التي باتت تواجههما، فكان هذا الحوار.
حوار: مال اللـــه فرج

*كيف انبثقت اولى براعم الحضارة المسيحية؟
ـــ ان العمود الفقري الذي يمثل الاساس للحضارة المسيحية هو الحضارة اليونانية العريقة بكل معنى الكلمة، ولنا ان نذكر ارسطو طاليس او افلاطون او سواهما من كبار الفلاسفة اليونانيين لنتأكد بأن البشرية لحد الان لم تنجب اشخاصا بكفاءتهم وبمستوياتهم، انما لشديد الاسف فان الغالبية العظمى من هذا الجيل لم يقرأوا لافلاطون او لارسطو ولا لبقية اعمدة الحضارة اليونانية الذين ابدعو في تنظيم الحياة المدنية وفي بناء اسس القانون، فالمجتمع لا يمكن ان يبنى ويتطور ويتواصل ويستمر ان لم يكن هنالك قانون يحدد لكل فرد في المجتمع حقوقه وواجباته، وحين وجود مثل هكذا قانون يمكن ادارة البلاد بصورة عقلانية.

*اذا انت ترى ان الحضارة المسيحية هي امتداد للحضارة اليونانية.
ـــ بلا شك، لان الديانة المسيحية عندما بدأت فان الاناجبل كتبت اولا باللغة اليونانية وكذلك قانون الايمان الذي اقر سنة 325، فكانت الثقافة اليونانية هي المنبع الاصلي الاول للثقافة المسيحية خصوصا وان اباء الكنيسة هم الذين استخدموا التراث اليوناني وصبغوه بالصبغة المسيحية، ولهذا فاننا نستطيع القول بأن الثقافة المسيحية هي امتداد للثقافتين اليونانية والرومانية.

*كيف نقيم جذور الثقافة المسيحية وتأثيراتها؟
ـــ نلاحظ الى  اليوم بان الحضارة المسيحية انجبت الانسان المعاصر لانها كما اسلفنا امتداد للحضارتين اليونانية والرومانبة على الرغم من تاثيرات الفترة المظلمة من القرون الوسطى ومحاكم التفتيش، لكنها رغم ذلك انجبت الانسان المعاصر بكل معنى الكلمة، لان الانسان عندما بدأ يدرك حقوقه فانه بدأ يتململ ثم ينتفض لاجل تحقيقها وانتزاعها فجاءت الثورة الفرنسية لتكون العمود الفقري لحقوق الانسان حيث تم الغاء نظام الطبقات والعبودية وانواع الاستغلال الذي كان موجودا انذاك لتصبح تلك الثورة مدرسة للحياة ولحقوق الانسان نوعا ما.

*ما تقييمك للامتدادات الحضارية والثقافية والتاريخية للمسيحية في عصرنا الراهن؟

ـــ الحضارة المسيحية البارزة الان في المجتمع الغربي ما زالت تمثل انموذجا لكل الشعوب وليس للغرب وحسب لانها انموذجا للتعايش والعيش المبني على حقوق الانسان وحقوق المواطن والمواطنة الصحيحة،والتي ازدهرت في اليابان وامتدت الى الصين واميركا الجنوبية وحتى الى روسيا التي كانت شيوعية لكنهم بدأوا يفكرون هناك بان هذا هو الاسلوب الصحيح الذي يستطيع الانسان به ادارة حياته الاجتماعية والسياسية بطريقة ديمقراطية.
ان نتائج كل هذه القيم المعاصرة انما انجبتها الديانة المسيحية، لكننا لانشك بالطبع بان هنالك ثقافات اخرى مختلفة، فالعالم الاسلامي مثلا له ثقافته وقسم منها لا يريد ان ينتهج الطريقة الغربية في تشكيل المجتمع الجديد، بل يريد مجتمعا خاصا يستمد جذوره من التاريخ الاسلامي ونحن بالطبع نحترم ذلك ونحترم كل الخيارات الثقافات الاخرى.
*ما ابرز التاثيرات والتحديات


التي تهدد حضارتنا حاليا؟

ـــ هنالك تهديدات كبيرة وشديدة ، لان تقدم وتطور اية حضارة يجعلها بنظر الاخرين تهديدا ربما لحضاراتهم ولثقافاتهم ولنمط حياتهم مما يضعها في دائرة الخطر ويمكن ان تتعرض للانتهاكات والكسر ,فالحضارة اليونانية كانت مثلا في طليعة الحضارات الانسانية لكن مع مرور الزمن حدثت حروب وغزوات ادت لتدهورها , والامر نفسه يمكن ان يحدث الان ويلقي بتأثيراته على التطور الانساني الحالي وعلى الحضارة الانسانية , وفي مقدمة ذلك العنف والتزمت القومي والتطرف الديني , فحيث يكون تزمتا قوميا ودينيا فان من يتبنى ذلك لا يستمع للاخرين ولا يقبلهم ولا يرغب في الاندماج في المجتمع الانساني بصورة جيدة ، ومثل هذه المواقف تؤذي الحضارة المعاصرة وتحاول كسرها.

*هل ترى في العولمة اضافة حضارية ام انها عملية طمس للحضارات الاخرى؟

ـــ العولمة تضم قضايا جيدة لانها تسعى لبناء نظام  مفتوح امام جميع الشعوب , لكن ان تمثل العولمة سيطرة السوق وهيمنة الرأسمالية واذلال الفقير والمسكين والضعيف ، فاننا لا نرغب بمثل هذه العولمة , اما عندما تكون العولمة مشجعة ودافعة للتطور الانساني والاقتصادي والتقني وتمنح الفائدة للجميع فانها تكون محط جذب لاهتمام الجميع , وعلى سبيل المثال احدثت العولمة في المجتمع العصري ثورة تكنولوجية بالاخص في تقنية وسائل الاتصال الحديثة سواء من خلال هذا الكم غير المحدود من القنوات التلفازية أم من خلال الهواتف النقالة او الانترنت واصبح بامكانك ان تحقق بلحظات اتصالا مع ابعد نقطة في العالم بشكل مباشر , وهذا النمط من العولمة هو الذي يحتاجه الانسان لانه فتح الابواب والشبابيك من جميع الجهات وجعل من العالم اشبه بقرية صغيرة بسرعة تبادل المعلومات والاتصالات والاختراعات والابتكارات.

*وقد تكون العولمة قاعدة لواقعحضاري معاصر يلغي ما قبله .

 ـــ بالطبع ، فمن الممكن ان تؤذي العولمة المجتمع الحضاري المعاصر , فكم من الحضارات على مر الاجيال قامت وازدهرت كالحضارة السومرية التي انهارت لاسباب عديدة وكذلك الحضارات الأكدية والاشورية والبابلية واليونانية والرومانية ذلك لان الحضارات اشبه بالشجرة تمتد وتزدهر ويمكن كذلك ان تشيخ وتضمحل مع الزمن لاسباب وعوامل خارجية تؤدي الى انهيارها او تحطيمها او ايذائها.

*مختلف الجهات تدعو الان الى حوار الحضارات, هل بالامكان اقامة حوار حقيقي للحضارات ام انها مجرد دعوات لتحقيق اهداف معينة او لعبور ازمة ما او لاطفاء بعض الحرائق؟
ـــ حوار الحضارات مشروع انساني مهم , لكننا حينما نتحدث عن حوار الحضارات خصوصا بين الشعوب التي هي بحاجة اليه , نجد للاسف الشديد وفي مناطق مختلفة انفجار الصراع بدل الحوار , ومثل هذه الصراعات هي التي تقود الى التطرف , والتطرف بدوره يقود الى العنف , والعنف يؤدي الى حظر كيان الانسان في مقوماته الاساسية.

*اذا كيف بالامكان اعادة احياءحضارتنا وتراثنا في خضم كل هذه التحديات؟

ـــ نحقق ذلك من خلال اعادة بناء الانسان , اذ كيف بامكانك أن تبني الديمقراطية ان كان الشعب غير ديمقراطي؟ان الانسان الديمقراطي هو الذي يبني الديمقراطية لانه الاداة في عملية البناء ،لذلك يتوجب علينا بناء انسان متحضرمتعلم متفتح على الاخرين ،مثقف وواعي يحترم الاخرين ويمتلك مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان ويؤمن بها , ان مثل هذا الفرد هو الذي يبني المجتمع ويستطيع المساهمة في اعادة احياء الحضارة والتراث.

*الا ترى ان التشرذم المسيحي والاستقطابات القومية لمكوناته تمثل اسبابا رئيسية لتشظي حضارتنا وانقطاع السلسلة التاريخية بيننا وبين اجدادنا؟

ـــ طبعا هذا لاشك فيه لان تاريخنا شهد انقسامات عديدة في المسيحية من الجيل الرابع مما ادى لانقسام عدة كنائس وعدة بطريركيات الى شعوب متعددة بحيث ان ذلك الانقسام لم يستطع تجديد ذاته وقاد بالتالي الى الوضع الحالي المأساوي الصعب وبدل ان نتطور ونبني فوق قواعد الماضي فقد اصبحنا نفكر في الماضي العريق اما الحاضر فربما اصبحت عليه علامة استفهام.

*الا ترى ان اليونسكو مقصرة في الحفاظ على رموز حضارتنا التاريخية؟
ـــ اليونسكو مقصرة جدا جدا لانها تحت ادارة الحكومات من خلال ممثليها, ولاول مرة في تأريخها منذ تأسيسها طلبت من احد بناء بلاد الرافدين (أنا) التحدث عن دور الفلاسفة السريان في نقل الفلسفة الى العالم الغربي , وحدث ذلك قبل حوالي  ثلاث سنوات، وقد القيت خطابا حول دور الفلسفة السريانية وقد سرهم ذلك جدا واثنوا عليه لكنهم لم يحركوا ساكنا لاسباب معينة وفي مقدمتها ان اليونسكو تدار من قبل الحكومات التي تمتلك سفراء لها في هذه المنظمة وهم الذين يقررون تنظيم المؤتمرات واللقاءات ونحن للاسف ليس لدينا سفير في اليونسكو ولا امكانية الحوار والدخول الى ذلك المجتمع الحضاري الثقافي وبما يجعل اليونسكو تتبنى قضايانا.

*الا ترى اهمية تحديث نظام اليونسكو باستبدال سفراء الدول مثلا بممثلي منظمات المجتمع المدني؟

ـــ طبعا, انما من الممكن احداث تمازج بين الاثنين , وعلى سبيل المثال تحديد جناح للدول الممثلة في اليونسكو وجناح اخر لممثلي المجتمع المدني او للشعوب الصغيرة لتمثيلها في هذه المنظمة لان الشعوب الصغيرة لا احد يدافع عنها رغم انها غالبا ما تكون الاكثر غنى وثراء وتمتلك قيمة حضارية عريقة , اذ ليس مهما العدد انما الاهم النوعية ، فالخلل في اليونسكو يتمثل في ان الشعوب الصغيرة ليس لها تمثيل  اوجود اواهتمام لتطوير تراثها وثقافتها.

*كيف تقيم اوضاع المسيحيين في الاقليم؟
ـــ وضع المسيحيين في الاقليم يتمثل في حرية العمل والكتابة والتاليف والانشطة المختلفة ، لكن هنالك بالطبع مشكلة لديهم تتمثل في تعددية احزابهم وفي كنائسهم ايضا وكان من الضروري ان يعقد لقاء عام وان يتم حوار شامل ومعمق حتى يكون للاحزاب المسيحية الكلدانية السريانية الاشورية هدفا واحدا معينا وخطابا واحد ،اما الان فان خطابهم مبعثر بصورة عجيبة كما ان الجمعيات المدنية لها مصالحها وافكارها الخاصة وهذا ما يؤدي الى مجتمع ضعيف.

*هل لديكم مشروع او خطة محددة لاعادة اشراقات الحضارة المسيحية؟

ـــ بالطبع كانت لدي عدة طموحات فهل ستنجح في يوم ما؟ اتمنى ذلك وربما سيأتي بعد قرون اشخاص من بعدنا وينفذونها، وعلى سبيل المثال فان احدى امنياتي ان يكون لهذا الشعب الموجود في بلاد الرافدين ويمتلك تراثا حضاريا ثرا جامعة تنجب وتخرج كوادر من المثقفين يمتلكون خصوصية نشر ثقافة السلام والديمقراطية ، لكن للاسف الشديد فان ذلك لم يتحقق لحد الان مع انه بالامكان اقامة مثل هذه الجامعة هنا في عنكاوا تحت مسمى جامعة بلاد الرافدين وتستخدم اللغة السريانية مثلا لان اي شعب يمتلك لغة وحضارة وتاريخا اشعر ان من حقه ان يؤسس جامعة مفتوحة غير طائفية وشعبنا له خصوصيته ويمتلك ثروة حضارية , كانت هذه احدى طموحاتي لكن جهودي بهذا الاتجاه لم تثمر ، الى جانب فكرة اخرى تتمثل في اهمية ان يكون هنا في الاقليم مركز للدراسات والبحوث حول مراجع تاريخنا وحضارتنا يتولى توفير المصادر للباحثين بدل ان يتوجه الباحثون الى باريس ولندن بحثا عن مثل هذه المصادر, هذه مقومات لاي شعب يطمح ان يكون له عز وكرامة.

*ما ابرز ما نحتاجه من اجل احياء وتوثيق ابرز مراحل تاريخنا واشراقاته عالميا؟

ـــ نحتاج جهدا جماعيا حقيقيا وامكانات وكفاءات ومستلزمات مختلفة ’ ومن جانبي حاولت عبر كتاباتي التاريخية وأبحاثي وكتبي تعريف المجتمع الغربي باشراقات تاريخنا وحضارتنا من خلال نشر ذلك باللغة الفرنسية كما ترجمت معظمها الى العربية والتركية ايضا من اجل ان تقف الشعوب الاخرى على تراث هذا الشعب فلسفيا وتاريخيا وحضاريا كما شاركت في تنظيم مؤتمرنصيبين سنة 2010حول مدينة نصيبين وحول اول جامعة تأسست فيها حضره اكثر من 800 شخص من بينهم اشخاص مميزون من العراق ،اما المؤتمر الثاني فقد عقد في ايار الماضي وفي مدينة نصيبين ايضا وتناول خصوصية التعليم في مدرسة نصيبين الشهيرة , كما اشتركت مع عدة اساتذة في تأسيس مجمع للغة السريانية في باريس قبل عشرة اعوام حيث يجتمع سنويا اكثر من 150 استاذا مختصا للقيام بابحاث حول مواضيع تتعلق بتاريخنا كالتواريخ السريانية والعلوم السريانية والعمران السرياني ’ وفي كل مرة نقوم باصداركتاب خاص حول الموضوع الذي خضنا نقاشاتنا بصدده والان اعضاء هذا الملتقى بحدود 120 استاذا من المتخصصين في هذا الميدان.

*هل ترى وجود محاولات دولية  او اقليمية لطمس ارثنا التاريخيوعمقنا الحضاري؟

ـــ هنالك اشارات حول ذلك بخصوصا في الموصل وبغداد والبصرة لاخافة المسيحيين وترويعهم ودفعهم للهجرة وترك دورهم لكن هذا الامر لم نجده في اقليم كردستان ’ بل ان هنالك مؤشرات ايجابية بالنسبة للمسيحيين في الاقليم , وهنالك مؤشرات سلبية خارجه.



236
مشاكسة
ديــوك ودجاجـــات
مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

بعيدا عن السياسة وحقول الغامها , والسلطة وخفاياها واثامها , قرع تحول مثير جرس انذار خطير لما بات ينتظرنا من بؤس المصير.
 حيث يشير نبأ عاجل اننا ربما بتنا نقف على بوابة عصر غريب مريب سيختلط الحابل فيه بالنابل , تتحول فيه الدجاجات الوديعات الى ديكة عنيفة شرسة مفترسة , وكان الله في عون الديكة الحقيقية التي ربما سترضخ صاغرة لسلطة الدجاجات الارهابية وعندها ستختل المعادلة الجنسية وتضيع الحقوق والالتزامات الزوجية.
ففي حالة نادرة وغريبة تحولت دجاجة الى ديك وحاولت التزواج مع باقي الدجاجات ، وراحت تضرب بعنف العديد من الديكة المقاتله وتطيح بهم في جميع النزالات التي خاضتها ضدهم وهي تتمخطر في الشارع ذهابا وايابا وتتحرش بتلك الدجاجة وبهذا الديك وتضرب ذاك مما دفع بالكثير من الديكة الذين كانوا يتباهون بذكويتهم الديكية الهرب من امامها والا تعرضوا للاهانة والاعتداء وربما للاغتصاب امعانا منها باذلالهم.
هذه الواقعة ليست من نسج الخيال وانما هي تحول حقيقي حدث في كركوك . ويوضح صاحب هذه الدجاجة (المتديكة) : (بدأت دجاجتي قبل اكثر من شهر بالتحول الى ديك، وبدأت تصرفاتها تتغير وأخذت الاحظ هذا التغيير بعد ان سمعت صوت ديكين اثنين في الفجر واستغربت أول الامر وظننت انه صوت ديك جاري لاني لااملك الا ديكا واحدا ودجاجة واحدة من نوع الهراتي وهو نوع له قدرات ومهارات قتالية عالية ).

ويضيف ( كنت اضع الدجاجة مع زوجها الديك الهراتي ولاحظت انها كانت تقوم بضربة بقسوة حتى وصل الامر الى ان تسيل الدماء منه وخوفاُ على هذا الديك الذي اعتز به والذي يصل سعره الى (600) دولار قمت بفصل الدجاجة عنه ووضعت كلا منهما في غرفة ورحت اراقب ما يصدر من الدجاجة من تغيرات وتصرفات وامام دهشتي واستغرابي اخذت الدجاجة تصيح كما يصيح الديك وراحت  تمتنع عن وضع البيض عدا (12) بيضة وضعهتا طيلة فترة وجودها معي منذ عام , ومنذ قرابة شهر او أكثر لم تضع اية بيضة, وأخذت حين اضعها مع الديك تهاجمه بضراوة وتضربة بقسوة ).
ويشير صاحب هذه الدجاجة المتحولة جنسيا الى ان دجاجته تلك لم تكن راضية عن جنسها، فبعد أن اعتادت على وضع البيض لمدة ثمانية أشهر ،فجأة وبدون مقدمات تحولت الى ديك ونبت لها عرف قرمزي اللون وبدأت تصيح عند الفجر كما الديكة ، وراحت تتقن دورها الجديد ببراعة وأخذت تتصارع مع الديكة بل وتحاول التقرب من الدجاجات ومغازلتهن واقامة علاقات جنسية و التزاوج معهن , كما انها  اصبحت اكثر عدائية وتهاجم كل ديك تصادفه وتضربه بشراسة ربما لسحق كرامته (الديكية) ولاسقاط هيبته الذكورية امام الاخرين.
ان  هذا التحول الحيواني الخطير ربما القى بافرازاته على نمط الحياة البشرية محدثا الكثير من المتغيرات في العلاقات الانسانية بين الرجل والمرأة , وبعد ان كانت المرأة المرهفة مثل النسمة ,  الشفافة مثل الحلم , الرقيقة كأجنحة الفراشة ضحية للعنف الذكوري الذي يمارس سلطته الاجتماعية وتسلطه الابوي والزوجي عليها ربما لاتفه الاسباب كونها الطرف الاضعف في المعادلتين الاجتماعية والاسرية معا , فقد اخذت سياقات هذه المعادلة في التغير باتجاهات معاكسة , واخذ العنف النسوي يشق طريقه بسرعة وقوة ليلقي بافرازاته على الرجال الذين ربما سيلجأ بعضهم للتحول جنسيا الى صنف النساء تلافيا للاهانات وللعنف النسوي ,ووفقا لنتائج احصائيات امريكيه على مستوى العالم باكمله فان نسبه 28% من النساء اصبحن يضربن الرجال في العالم.
واكبر نسبه كانت في مصر وهي 30% تليها المانيا بنسبه 23%   ثم الولايات المتحدة بنسبة 20%   ,وطبقاً لآخر إحصائية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية المصرية فان 38٪ من الرجال المصريين باتوا يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهم، وهذا ما دفعهم لإنشاء مؤسسات تطالب بحقوقهم.‏
 اما في اقليم كردستان وتزامنا مع بدء الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة , اوضح سكرتير منظمة اتحاد رجال كوردستان  عن تسجيل (163) حالة عنف ضد الرجال في الاقليم من قبل زوجاتهم , من بينها ست حالات قتل للرجال على ايدي زوجاتهم او بمساعدتهن مع 40 حالة انتحار, في حين  سُجلت خلال العام الماضي  خمسة حالات للعنف الجسدي ضد الرجال و41 حالة خيانة زوجية و27 حالة طرد رجال مسنين  و7 حالات استيلاء على الراتب الشهري للزوج وحالة انتحار حرقا وست حالات قتل للرجال على ايدي زوجاتهم , مما يستدعي بالضرورة التوسع باقامة المنظمات الخاصة بالدفاع عن الرجال ضد العنف النسوي.
الى ذلك وفي الوقت الذي تحولت فيه تلك الدجاجة الكركوكية الرقيقة الحالمة الوادعة المسالمة الى ديك دموي عنيف وشرس , فان ذلك التحول الحيواني حفز قطاعات واسعة من الجنس البشري لممارسة التحول ذاته , فبعض المدراء العامين الذين هم اشبه بالديكة الشرسة في دوائرهم ومنازلهم  في هذه الدولة او تلك سرعان ما يتحولون الى دجاجات وديعة امام سكرتيراتهم الفاتنات ويصبحون طوع بنانهن , بينما تتحول سكرتيراتهم الى ديكة شرسة امام الموظفين المساكين , كما ان معظم  المسؤولين بالاخص في دول العالم الثالث والرابع والخامس والعاشر الذين تعودوا على ممارسة ادوار الديكة القوية الحازمة المبدئية الشرسة امام شعوبهم , سرعان ما يتحولون الى دجاجات وديعة مسالمة مطيعة امام رؤساء ومسؤولي الدول الاخرى , ثم يعودون لممارسة الادوار الديكية بمنتهى المبدئية الثورية  ضد شعوبهم داخل حدودهم الوطنية.
 
 


237
مشاكسة
للحكومـــات شــــــؤون
وللشـــعوب شــــــجون
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

أذهلتني وأحزنتني وهزتني بقوة إحصائيات الفقر والجوع والعوز والتشرد وخطوط الفقر الممتدة عميقا وبعيدا في هذه الدولة أو تلك والتي أصبحت تنافس بسرعة تناسلها وانقساماتها الأميبية ليس خطوط الطول والعرض التي تحيط بكرتنا الأرضية فحسب وإنما كل الخطوط الفنية التي رسمتها وترسمها ضربات فرشاة الفنانين بمختلف الوانها سواء على اللوحات الواقعية ام الانطباعية، أو على اللوحات السريالية المجنونة، خصوصاً وانها باتت تنهش الاجساد الغضة    لأطفال بعمر الزهور كثيرا ما تدفعهم عجلات العوز والفقر والحاجة والجوع التي تطحن عظامهم بقسوة للسقوط في مهاوي بيع اعضائهم والتحول الى سلعة في اسواق التجارة الجنسية وممارسة الفساد متعدد الاشكال والسرقة والعنف والانحراف وحمل السلاح على خطوط النار في جبهات القتال الملتهبة، في وقت يعج فيه كوكبنا بمئات الآلاف من منظمات وتشكيلات ولجان وهيئات واتحادات الاغاثة الانسانية وحماية الطفولة ورعايتها والدفاع عن حقوقها وفي مقدمتها حق الحياة.
ففي أحد تقاريرها سبق أن أكدت منظمة الاغذية والزراعة العالمية أن الجوع يقتل انسانا واحدا كل ثانية، ومن بين صرعى الجوع هنالك مليونان وثمانمائة وثمانون ألف طفل يموتون من الجوع سنويا، وفي موازات ذلك وإزاء فواجع ومآسي الموت جوعا، سبق لنائب شركة (شــل) النفطية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا أن أكد بأن العراق يخسر (80) دولارا في الثانية الواحدة (أؤكد في الثانية الواحدة) اي بحدود سبعة ملايين دولار يوميا جراء احتراق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط الخام في الجو بدلاً من استغلاله وتصنيعه والاستفادة منه، مضيفا ان ما يقارب (700,000) سبعمائة الف مقمق (وحدة قياس الغاز وتعني مليون قدم مكعب قياسي) من الغاز تحرق يوميا في الجو.
لقد كان بامكان العراق ان ينقذ كل جياع العالم من الموت لو خصص لكل جائع مشرف على الموت (80) دولارا يوميا لتوفير وجبات غذاء محترمة له بدلاً من ان تحرق هذه الثروة وعائداتها في الجو، خصوصاً وان العراق وبفضل قادتنا الحكماء وستراتيجيتنا العصماء وبعض مسؤولينا الأكفاء أصبح خاليا من الجياع والمتسولين والمشردين والفقراء، بعد أن تمكنا من هدم خط الفقر اللعين باسرع من هدم الالمان لجدار برلين وأمسى مستوى الحياة والخدمات لدينا افضل من اليابان والصين.
فميزانيتنا النفطية المليارية جعلت البطاقة التموينية تزهو بكل المفردات الغذائية المنوعة الصحية، بدءا من الاجبان الهولندية والحلويات السويسرية مرورا بالحرائر والتوابل الهندية وانتهاءً بالكافيار الروسي بأفخر أنواع السيجار الكوبي وبالعطور الباريسية، الى جانب الأسعار الرمزية للدور وللشقق السكنية وللسيارات الالمانية واليابانية والعلاج المجاني للمرضى بارقى المشفيات العالمية وتوفير الكراسي الكهربائية لذوي الاحتيجات الخاصة بصورة مجانية الى جانب تخصيص عاملات خدمة لرعايتهم من مختلف الدول الآسيوية، ولم يعد لدينا من الفقراء الا ما نسبته 30% في محافظات بابل والمثنى وصلاح الدين وذي قار.
 أما المشاغبون الذين ما زالوا يصرون على البقاء تحت مستوى خط الفقر رغم طلبات ومناشدات والتماسات وخطط وبرامج وستراتيجيات وتوسلات المسؤولين لهم لمغادرة مواقعهم فان نسبتهم المتواضعة لا تتجاوز الــ 18% وهم رفضوا ويرفضون كل وسائل واجراءات واغراءات الحكومة للارتفاع الى ما فوق هذا الخط اللعين بهدف احراج حكومتنا الديمقراطية الثورية امام المنظمات الدولية والحد من التاييد الشعبي العارم لها خلال الانتخابات البرلمانية خدمة للمخططات والاهداف والاستهدافات الاجنبية، سيما وأن مسؤولا رفيعا سبق واكد بأن متوسط دخل الفرد لدينا في ضوء هذه الستراتيجية الانفجارية الثورية قد اصبح بحدود الاربعة آلاف دولار شهريا، وربما سيؤهلنا ذلك لنحتل المرتبة الثانية عالميا في مستوى دخول الافراد بعد سويسرا التي تسعى للتصويت على قرار لجعل الحد الادنى لابسط عامل في البلاد اربعة آلاف فرنك سويسري، اي ما يعادل (4445) دولار امريكي.
الى ذلك وفي الوقت الذي نقوم فيه بحرق تلك الكميات الهائلة من الغاز الطبيعي، بادرت الجهات المعنية وفقا لتقارير صحفية إلى عقد اتفاقية اولية مع إحدى دول الجوار لاستيراد الغاز الطبيعي بهدف توفير الوقود لتوليد الطاقة عبر انشاء خط ناقل بين الجانبين وستقوم الجهات المعنية باستيراد (25) مليون قدم مكعب من الغاز يوميا وفقا للأسعار العالمية، ويبدو أن غازنا الوطني ذا رائحة كريهة لا تتحملها انوف فرق العمل في المنشآت التصنيعية ولابد من التخلص منه بحرقه، أما الغاز المستورد فذو رائحة زكية وربما تتم معالجته ومزجه باروع العطور الباريسية وارقاها.
ومن يدري ربما سنفاجأ مستقبلا بقناني الغاز السائل التي نستوردها تحمل اسماء العطور التي نفضلها، فقنينة برائحة كرستيان ديور واخرى تفوح بشذى مدام روشة واخرى برائحة البويزن وشانيل وجفنجي والكريزي هورس وغيرها، من اجل أن تكتمل (رفاهيتنا) الاجتماعية بانواع العطور الباريسية.
 وسيبقى لبعض الشعوب في حكوماتها شؤون وشجون ربما لن تختفي الى يوم يبعثون.           
 
 
 
 

238

مشاكسة
أنحتـــــاج
أمـــــوالا أم رجــــــالا ؟
مال اللـــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com
فضائح الفساد في ميدان الخدمات التي زكمت الانوف وحولت بغداد ومعظم المدن الى مهزلة حقيقية أمام الرأي العام الذي ربما قهقه ضاحكا وساخرا , وبذات الوقت متعجبا ومندهشا من أحوال وأوضاع ومعاناة وماسي واحدة من أغنى الدول النفطية وهي تغرق بالأطيان والأوحال وبالمياه الاسنة في مطلع اولى الأمطار الشتوية , فانها بذات الوقت جعلت فيه مئات الألاف من العوائل المنكوبة التي اغرقت منازلها مياه الفيضان بطريقة لم تكن بالحسبان , تقف على خط الانفجار بعد ان هدتها اجراءات اعادة ترتيب اوضاعها الصعبة ليل نهار وهي تتساءل بحرقة مضمخة بأعمق مشاعر الشجب  والاتهامات والادانات والاستنكارات عن المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين الصغار والكبار الذين فشلوا رغم تفاخرهم وتمتعهم بالميزانية التي تجاوزت المائة مليار في وقاية شعبهم على الاقل من تداعيات الأمطار.
هذه الأزمة المريره في الوقت الذي كشفت فيه صفحات مدانة ومخجلة من اعتى أعاصير الفساد الخطيره التي ما تزال تعصف بقوة في مختلف ميادين الحياة والتي (أهلت) بلادنا لان تنتزع (بكل جدارة)أرفع مكانة على قائمة منظمة الشفافية الدولية  لتكون من بين الدول الثلاثة الأشد فسادا في العالم , فضلا عن نجاح الجهود (الوطنية) المخلصة والمبدعة والكفوءة للمعنيين في هذا الميدان لجعل بغداد (تنتزع) هي الاخرى بمنتهى الجدارة والاستحقاق المرتبة الثالثة وفقا لتقرير اليونسكوعلى قائمة عواصم العالم الأكثر (وساخة) واحتواءا على النفايات , ولتحتل في الوقت نفسه المرتبة الثامنة على قائمة العواصم الاشد تلوثا بيئيا , فان هذه الأزمة (الفضيحة) تحولت الى اشبه بكرة النار راح المسؤولون المعنيون يتقاذفونها بينهم وكل يلقي بالمسؤولية وباللوم على الاخرين عملا بالمثل القائل (للنجاح مليون أب.. أما الفشل فهو لقيط).
الى ذلك , وفي خضم الأزمة التي اشعلت نيران الاتهامات المتبادلة ليس بين المسؤولين وحسب وانما بين اقطاب العملية السياسية , أثار استغراب البعض وتهكم اخرين تبرير مسؤول رفيع عبر اتهامه لما اسماهم بــ(المخاصمين السياسيين) لعمليات تخريب (متعمدة) لمجاري المياه الثقيلة وللبنى التحتية (حيث اغلقوا بعض المجاري وأطفئوا بعض المحطات التي تصرف المياه لاطلاق الاشاعات والدعايات) ومحذرا الذين يستغلون معاناة المواطنين للدعاية الانتخابية, في وقت يبرز تساؤل مشروع وهو ان مسؤولا بمثل هذا الموقع القيادي الحساس والرفيع لا يمكن ان يطلق اتهاماته جزافا , ولابد وانه يمتلك ادلة ووثائقا وحقائقا وقرائنا وبراهين , وان كان يمتلك ذلك كله لماذا لا يعرض مبرزات الادانة ووثائقها امام الرأي العام ليدرك الشعب من الذي يبذر امواله ويخرب مشاريع خدماته ويتاجر بماسيه ومعاناته, ولعل الأغرب والأخطر والأشد خسة ودناءة لو صدقت اتهامات ذلك المسؤول الرفيع التي تكشف الى اي مدى انحطت بعض الجهات (المخربة) وهي توظف اموال العراقيين في انتاج الأزمات التي تسحق الفقراء والمعدمين.
في خضم ذلك , واستنادا الى لغة الحقائق والارقام طالبت احدى البرلمانيات وفقا لوسائل الاعلام رئيس الحكومة باقالة وزير البلديات واحالته الى هيئة النزاهة للتحقيق معه وفقا لتقارير تثبت ان نسب انجاز بعض مشاريع الوزارة خلال السنوات الاربع الماضية بلغت (صفرا) او (2%) وأن أفضل مستوى للانجاز لم يتعد الـ (20%) وفقا لتقارير قالت انها وصلتها من لجنة الخدمات البرلمانية.
ان صدق ذلك فاية كارثة هذه ان يكون انجاز واحدة من ابرز الوزارات الخدمية صفرا ’ او 2% وفي افضل الاحوال 20% , فاين ذهبت الاموال والتخصيصات والرواتب والمخصصات والايفادات والسفرات والمؤتمرات والمباحثات والمكافئات والامتيازات , ان كانت كلها تفشل في تحقيق نسب معقولة من برنامج خدمي معقول ؟ وهل ستتمكن الجهات المعنية من مساءلة المقصرين الفعليين ومحاسبتهم واستعادة الاموال والتخصيصات منهم جراء اخفاقاتهم المهنية ام سيشملهم العفو وفق صفقات المصالح السياسية التي لم تجلب لنا الا المصائب والخرائب والنكبات والماسي والانهيارات؟ ووفقا لذلك هل ستتمكن الجهات المعنية من ملاحقة حيتان الفساد الكبيرة ؟ ام ستكتفي كالعادة بالاسماك الصغيرة؟
سبق لبعض المسؤولين ان طبلوا وزمروا وهللوا وملئوا اجهزة الاعلام ضجيجا حول اضخم ميزانية في تاريخ العراق للعام الحالي والتي تجاوزت المائة مليار , وبشروا العراقيين بالتخصيصات الكبيرة وبالانجازات الكثيرة , وها هي ماسي الواقع تكشف بالوقائع حجم مستنقع الفساد الذي اغرق البلاد والتهم حقوق العباد , فاين ذهبت التخصيصات واين امست اطنان التصريحات واين توارت الوعود والخطب والبيانات بالاخص حول ملف الخدمات؟
واخيرا .. يبقى السؤال الاهم , هل نحن بحاجة الى الاموال ام الى الرجال بعد ان فشل الاثنان في خدمة الانسان ؟
باختصار , اننا بحاجة بدل الفاسدين الى مسؤولين بضمائر حية ونفوس ابية , والى كفاءات محصنة بمخافة الله من الفساد , جديرة بالائتمان على مصالح البلاد والعباد.     
 
 


 

239
  مشاكســة
  أغنــى البـــلاد
وأفقـــــــر العبـــــــــــاد
مال اللـــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com 

هل غيرت اعاصير الازمات الدولية مسارها واتجاهاتها لتضع العالم امام تحد جديد , ذلك هو الثروات النفطية ؟ ولتجعل من هذا العصب الرئيسي للاقتصاد العالمي بؤرة للكوارث والمنازعات بالاخص بعد ان (نجحت) بعض الدول الممسكة بقوة باوسع احتياطيات هذه الثروة الحيوية بامتياز كبير وبكفاءة متفردة , وربما لاول مرة في التاريخ , بجمع الضدين وتحقيق المعادلة المضحكة المبكية , وربما المخزية (أغنى البلاد .. وأفقر العباد).
ففي ليبيا التي اطاحت عبر ثورة ربيعها العربي بدكتاتورها  القذافي في تشرين الاول 2011 ووضعت مصيرها وثرواتها واقتصادها بايدي ابنائها , فشلت وعلى مدى عامين في اطفاء لهيب المنازعات سواء بين الخصوم السياسيين او بين المليشيات التي اصبحت دولة داخل دولة , واخفقت في توظيف ثرواتها النفطية الكبيرة في تحقيق الامن والرفاهية والاستقرار للشعب الليبي على الرغم من أنها تصدر اكثر من مليوني برميل من النفط يوميا ولديها عاشر اكبر احتياطيات نفطية في العالم وتحتل المرتبة السابعةعشرة في انتاج النفط ولا يتعدى تعدادها السكاني الستة ملايين والنصف مليون نسمة فقط.
فما تزال البطالة بحدود 25% والاف العوائل لا يتعدى دخلها الشهري المائة دينار ليبي الى جانب اضطرار عوائل ترزح تحت مستوى خط الفقر العيش في اكواخ من الطين , مما دفع اقليم برقة قبل ايام لاعلان استقلاله النفطي عن ليبيا والمبادرة بانشاء (المؤسسة الليبية للنفط والغاز ) لتكون هذه الخطوة التي عزا السيد (عبد ربه البرعصي) رئيس المكتب التنفيذي لاقليم برقة المزمع اقامته احد اسبابها الى (عجز الحكومة عن التحقيق في سرقات النفط وتركيب العدادات).
اما في السودان , ورغم مرور حوالي ربع قرن على اقدام الرئيس البشير على الامساك بزمام الامور بيد من حديد (بطريقة ثورية ديمقراطية متفردة لا تقيم بثوريتها اي اعتبار لعملية التداول السلمي للسلطة )  , وربما سيبقى ممسكا بالرئاسة لربع قرن اخر وبطريقة ديمقراطية ايضا رغم انف المعارضة والمجتمع الدولي ومذكرة القبض والمحكمة الدولية ’ الا انه فشل فشلا ذريعا في توظيف عائدات الثروة النفطية لبلاده في الارتقاء بالاقتصاد وامتصاص البطالة والقضاء على الفقر والجوع والامية على الرغم من ان عملية البدء بتصدير النفط السوداني قد بدأت قبل خمسة عشر عاما , وتحديدا منذ 1999, فما يزال السودان يمثل الدولة الاولى عربيا بمستوى الفقر الذي بلغت نسبته (46,55%) .
الى ذلك فقد اشعلت الثروة النفطية حرائق الخلافات بين السودان وجنوبه (جمهورية جنوب السودان) منذ الايام الاولى لاستقلاله في التاسع من تموز 2011 بدل الاتفاق على توطيف هذه الثروة وعائداتها لصالح الطرفين خاصة ولصالح كل السودانيين بشكل عام .
وبدل البحث في ميادين توسيع الاستكشافات والانتاج وتحويل ذلك الى صناعة نفطية والى مورد لتامين قاعدة اقتصادية حيوية منتجة وصلت الخلافات بين الجانبين الى خطوة مأساوية القت بافرازاتها السلبية الحادة على الاقتصاد باقدام حكومة البشير على وقف تصدير نفط الجنوب عبر خطوطها الناقلة لتخسر بذلك ربما مئات الملايين من الدولارات كان الشعب السوداني واقتصاده بأمس الحاجة اليها , وفي وقت بلغت فيه مديونية السودان الخارجية (30) مليار دولار , اضافة لاضطرار دولة الجنوب لاقتراض مبلغ (1,5) مليار دولار من الاسواق المحلية والاجنبية لسد احتياجاتها خلال فترة ايقاف عملية التصدير.
في خضم ذلك اوضحت وزارة نفط جنوب السودان ان مبيعات البلاد من النفط الخام بلغت خلال ستة اشهر اكثر من  (1,3) مليار دولار دفعت منها أكثر من (300) مليون دولار الى حكومة البشير عن رسوم التصدير عبر خطوطها الى ميناء بورسودان.
اما في العراق الذي يمتلك ثاني اكبر الاحتياطيات النفطية ويحتل موقع ثاني اكبر مصدر للنفط في منظمة الاوبك بسقف تصديري بلغ (2,5) مليون برميل يوميا محققا عائدات تفوق المائة مليار دولار سنويا في ظل توقعات في ان تكون ميزانيته السنوية لعام 2014 بحدود (176,5) مليار دولار , فما يزال الفقر والبطالة والفوضى والفساد وغياب الخدمات سادة المشهد الوطني حيث اكدت بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) ان ستة ملايين عراقي مازالوا يعيشون تحت مستوى خط الفقر , في حين اغرقت اول (مزنة) من الامطار بغداد بالفيضانات وبطفح المياه الثقيلة والحقت الاضرار بممتلكات الاف العوائل الفقيرة وارغمت الحكومة على اعلان تلك الايام المنكوبة عطلة رسمية لتكشف امام الرأي العام حجم الفساد وحجم العجز الحكومي في ميدان الخدمات, يضاف لذلك اضطرار مئات العوائل للعيش في اكواخ الطين والصفيح والحصول على قوتهم اليومي من مخلفات سلال القمامة في واحدة من اغنى البلاد النفطية.
 الى ذلك فشل البرلمان خلال دورة كاملة في اقرار قانون النفط والغاز بسبب حالات الشد والجذب بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان وغياب النظرة الموضوعية للمصالح الوطنية العليا وستراتجية التوزيع العادل للثروات مما منح احدى دول الجوار منفذا (للتدخل) في هذا الشأن الوطني الحيوي الداخلي باقتراحها الية لتوزيع العائدات النفطية بين الجانبين مما يطرح سؤالا وجيها رغم مرارته (هل ما يزال بعض مسؤولينا اطفالا بنظر هذه الدولة او تلك وبحاجة لوصاية ونصائح الاخرين ؟).
اخيرا ايها السياسيون والمسؤولون الحريصون على مصالح البلاد والعباد , بعيدا عن المزايدات والشعارات تعالوا الى اقليم كردستان الذي بنى ويبني مستلزمات حياته من حصته في الميزانية الرسمية وتلمسوا بانفسكم مالذي حققه وقارنوا بين  واقعه وواقع اية محافظة عراقية اخرى علكم تضعون اصابعكم على الداء .. وتتلمسون طريقكم الى الدواء.             

240


بانتظـــار مــــن لا يأتــــي أبـــــدا




مال اللــــه فــــرج   


 
يا لوجــع الانكســـار
وأنـــــت تعلــــــــــم
أن مــن تنتظــــــره
لــــن يأتـي أبــــــدا
مهما طال الانتظـار
ورغــــم ذلـــــــــك
تفـــرد اشرعـتـــك  
وفــي بحار اللهفة
تواصــل الابحـــار
نحـــــو عزيـــــــز
مــــــن ســــــراب
لايفارقــك ليـــــلا
طيفـــه ...........    
ولا نهــــــــار ....
وفــــي اعماقــــك
مــــن الشــــــوق
بركــــان محتـــدم
ومــــن اللهفـــــة
اعصـــــار ......
وسـادتك اشـــواك
وســــريرك ......
جمـــــــر ونــــــار
فيا لعلقــم الخيبــة
ويا لوجع الانتظار  


 malalah_faraj@yahoo.com

241
مشاكسة
بغــــداد
تغـــــرق مرتيــــــن
مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com
هاهي بغداد الى جانب جراحاتها المأساوية وهي ما تكاد تغفو على وقع أصوات انفجارات ألمفخخات والأحزمة الناسفة , حتى تصحو عليها , لترسم تضاريس واحدة من ابشع لوحات الفواجع الانسانية المصبوغة بنجيع الدماء المتمازجة باوصال الضحايا الشهداء ,وفي مقدمتهم اطفال اختطفهم الارهاب بوحشيتة السادية من بين احلامهم الطفولية ليحولهم بلحظات الى مجرد ذكرى مؤلمة تحز القلوب والضمائر, حتى وجدت هذه العاصمة التاريخية نفسها ضحية للغرق بين طوفانين.
فما ان تم تحديد موعد الانتخابات البرلمانية القادمة , حتى انفجر بقوة واحد من اعنف الأعاصير السياسية , وراحت امطار الاتهامات الغزيرة والخطيرة والمثيرة تتساقط بقوة وبلا توقف على رؤوس السياسيين والمواطنين على حد سواء,وكل من المعنيين يلوح بالكثير الكثير من الاتهامات الكفيلة بوضع المتهمين فيها وراء القضبان بمختلف تهم الخيانة الوطنية واساءة استخدام السلطة واغتصاب المال العام (فيما لو صدقت تلك الاتهامات وقدمت الى القضاء معززة بالادلة والوثائق الحقيقية) , حتى تحولت افاق العملية السياسية الى ساحة حرب يعلوها لهب الحرائق المشتعلة وتتصاعد منها اعمدة الدخان , في وقت يقف فيه المواطن مذهولا ومتسائلا في الوقت نفسه , (ان كانت هذه الجهة او تلك متأكدة من حقيقة اتهاماتها تجاه الجهة المعنية , كيف رضيت بالعمل معها تحت مظلة التوافقات السياسية لحد الان , ولماذا بقيت صامتة لم تكشف اخطاءها او فسادها او خروقاتها او خيانتها الوطنية امام الرأي العام ان كانت فعلا تحتكم في اتهاماتها للمصلحة العامة ؟ ثم اليس السكوت عن اية جريمة او تجاوزا او خرقا للمصلحة العامة يمثل مشاركة فيها ويضع الصامت المعني تحت طائلة القانون؟) , والاهم , هل تندرج عملية (جمع مثل هذه الخروقات والاتهامات والوثائق الخطيرة والمثيرة والاحتفاظ بها وتحويلها الى عود ثقاب لاشعال حرائق حرب الملفات) ضمن اهداف المصلحة الوطنية العليا ؟ ام ضمن اهداف المصالح الشخصية والسياسية والدعاية الانتخابية؟
في خضم اعاصير وفيضانات حرب الملفات والاتهامات السياسية, ابت الطبيعة الا ان تسهم وبمنتهى النزاهة والشفافية في كشف جانب حيوي من المأسي العراقية الكثيرة المتنوعة والمتداخلة لتهمس بأذان معظم المسؤولين ان لم نقل جميعا , ولتشير اليهم بأصابع الاتهام قائلة (كلكم مشاركون في الماساة ومسؤولون عنها سواء بالفعل او بالصمت) .
فما كاد شتاء هذا العام يطرق ابوابنا , ويضع اولى خطواته على اديم حياتنا , ومع أولى بشائر الخير التي جادت بها السماء علينا , ممثلة بتساقط اولى زخات المطر حتى غرقت بغداد وتحولت الى ما يشبه (فينيسا الشرق) مع الاختلاف بالطبع , فغزت المياه الشوارع واغلقت الازقة ومنعت المواطنين من الذهاب الى مقرات عملهم وارغمت الجهات المعنية في ثاني اكبر دولة نفطية الى اعلان اليوم التالي لهذه الكارثة البيئية يوم عطلة رسمية دون ان يجرأ اي طرف من اطراف العملية السياسية على ايقاف حرائق اتهاماته ويسائل المعنيين في الحكومة , اين ذهبت تخصيصات اكبر ميزانية سنوية في تاريخ العراق تفاخرتم بانها بلغت بحدود (118) مليلر دولار ؟ في وقت عجزت فيه هذه الميزانية الخرافية عن توفير ابسط الحقوق الخدمية للمواطنين وفي مقدمتها خدمات المجاري؟بالاخص وأن امانة بغداد سبق ان اعلنت ان تخصيصاتها المالية من ميزانية تنمية الاقاليم لعام 2012 بلغت (600) مليار دينار , خصصت منها (139) مليارا لدائرة مجاري بغداد , فكيف غرقت بغداد اذا وطفحت مجاريها ونجحت مياه اول مزنة شتائية في ان تحاصرها وتوصد منافذها مع وجود هذه التخصيصات المجزية ,والاهم , هل ستواصل الجهات المعنية صمتها كالعادة ازاء مثل هذا التقصير حتى لا تثير حفيظة بعض الشركاء وغضبهم ؟ أم ان الامر من البساطة بحيث لا يستحق المساءلة ؟ ام ان الصمت يندرج تحت طائلة الدعاية الانتخابية ايضا وكسب الاصوات , ثم كيف سيكون الحال لو ان كمية هذه الامطار نفسها تكررت خلال هذا الشتاء عشرين او ثلاثين مرة؟
فيا ايها المسؤولون (الحريصون )على مصالح العراق والعراقيين وعلى الامانة الوطنية التي بين ايديكم , اليس الاجدى من حرب الملفات والاتهامات وكشف عورات هذا وذاك ان تديروا ظهوركم ولو قليلا عن معارككم السياسية وتبادرون للنزول الى الشوارع والى الاحياء الشعبية وتتفقدوا بأنفسكم الاوضاع المزرية لواحدة من اغنى البلدان النفطية ,بالاخص بعد الفضيحة التي سبق لليونسكو ان اعلنتها بحصول بغداد عاصمة بلاد الحضارة والتاريخ والابداع على المرتبة الثالثة من بين اكثر عواصم العالم (وساخة) واحتوائها على النفايات , وثامن عاصمة على مستوى التلوث البيئي.
الى ذلك فان هذا البلد فائق الغنى باحتياطياته النفطية والذي تفوق تخصيصات ميزانيته السنوية مجموع تخصيصات الميزانيات السنوية لاربعة من دول المنطقة , ما يزال ستة ملايين من   مواطنيه اي ما نسبته 18% من سكانه وفقا لتقارير دولية يعيشون تحت مستوى خط الفقر , فضلا عن ان ثلاثة ملايين طفلا من اطفاله , اي ما يعادل ربع اطفال البلد يعملون في مهن لا تتناسب واعمارهم لاعالة عوائلهم بدخل يومي يقل عن الدولارين والعشرين سنتا , وفقا لصندوق الامم المتحدة للطفولة , فأين هذا كله من متابعة مسؤولينا الذين وضع بعضهم مسؤولياته الوطنية وراء ظهره  وانغمس بحروبه السياسية ؟ 



 

242
المســــيحيون
وحـــرب الابــــــادة
مال اللـــه فــرج
 malalah_faraj@yahoo.com

جرس انذار بصوت عال بات يقرعه بشدة الرأي العام العالمي ’ منبها ومحذرا من عمليات الابادة الفعلية التي بات يتعرض لها مسيحيو الشرق ’ والتي تحولت الى ما يشبه مخطط  فعلي  وفق ستراتيجية دموية تستهدف افراغ الشرق من اعرق مكوناته الاساسية التي حملت مشعل الحضارة والتاريخ والابداعات الانسانية بيد ’ ومشعل المحبة والفداء والتسامح والغفران والقيم الاجتماعية والانسانية الرفيعة باليد الاخرى ’ وأسست لفلسفة الحوار والتعايش وقبول الاخر وللتنوع الديني والفكري والحضاري والمذهبي ’ واذا بهذا المكون الاصيل العريق يجد رقبته الان على مقصلة جلادين غوغاء يحلمون بتحقيق عقدهم وامراضهم وايدلوجياتهم الهجينة المنغلقة على نفسها والغريبة عن قيم ومبادئ واعراف المجتمع الانساني ’ تحت بهرجة وضوضاء شعارات دينية , والاديان السماوية الحقيقية التي تلتقي كلها عند حقيقة ان (اللــــه محبـــــــــــــة) براء منهم ومن جرائمهم وساديتهم التي تتلذذ بخنق الاطفال وقطع  رؤوس الرجال وبقر بطون النساء واعدام المسنين وسفك الدماء واضطهاد وتعذيب الابرياء وانتهاك حرمة بيوت الله مما يندى له جبين الانسانية في زمن باتت فيه شعارات الحريات العامة وحقوق الانسان تتقدم على كل الشعارات الاخرى فيا للمفارقة العجيبة الغريبة.
 وازاء فضاعة هذه الانتهاكات والجرائم , يبدو ان جرس الانذار العنيف الملطخ بدماء مسيحيي الشرق   بالاخص في سوريا ومصر وباقي دول المنطقة استطاع ان يهز الضمير الانساني بقوة ويوقظ بعض اصحاب القرار من سباتهم العميق ويخرجهم عن صمتهم ويضعهم امام المأساة وجها لوجه ’ واذا باربعة مؤتمرات حول تهجير مسيحيي الشرق تعقد خلال اسبوع ’ احدها في الاردن واثنان في لبنان والرابع في بلجيكا لتناقش المعضلة ولترفع الاصوات حول المأساة.
واذ وقف المعنيون والمشاركون في هذه المؤتمرات وجها لوجه امام المأزق السوري نموذجا ’ لسخونة الدماء المسيحية التي ما تزال تسفك يوميا هناك واستمرار تدفقها ’ حيث تشير احصائيات غير رسمية اوردتها اجهزة الاعلام الى تدمير (554) كنيسة   وسرقة ايقوناتها الذهبية , وتهجير مليون ومائتي الف مسيحي  الى جانب اغتيال ( 73000) مسيحيا بينهم حوالي (600) راهب وكاهن ومطران ’ فان ذلك كله فتح الابواب امام مناقشات جادة حول معضلة مسيحيي الشرق عموما.
وفي الوقت الذي تمثل فيه هذه المؤتمرات ربما رسائل اطمئنان عاطفية الا انها لاترتقي الى مستوى الفعل الحقيقي الذي بامكانه وقف نزيف الدماء والهجرة والتهجير القسري لمسيحيي الشرق والذي لو استمر لما هو عليه فاننا خلال العشرين سنة القادمة ربما سنكون شهودا على شرق خال من المكون المسيحي ’ ما دامت المعالجات تدور في فلك الشجب والاستنكار والادانة بعيدا عن اي تحرك دولي او اي قرار اممي .
ان الازمة المأساة ’ بحاجة الى ستراتيجية دولية وربما الى قرار دولي ملزم من اجل وقف العنف واحلال السلام , لأن ما يجري يمثل ابادة حقيقية تتنافى وميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان ولكل الاعراف والمعاهدات والشرائع والاتفاقات الدولية التي تضمن حقوق المواطنة والعبادة والتعايش وممارسة الطقوس الدينية  , والا فان الصمت الدولي سيضع حقوق الانسان في مهب الريح ما دام البعض الذي يحول الحقوق الى ابادة وعقوق بامكانه الافلات من العقاب.
واذ نستعيد هنا قول السيد المسيح (طوبــى لكــم اذا عيّروكــــم وطردوكـــم وقالـــوا عليكـــم كــــل كلمـــة شــــريرة مـــن اجلـــي كاذبيــــن. افرحــــوا وتهللــــوا. لان اجـــــركم عظيــــم فــــي الســــموات. فانهــــم هكــــذا طـــــردوا الانبيـــاء الـــذين قبلكــــم ’ انتــــم ملــــح الارض ’ فــــاذا فســــد الملـــح فبمــــاذا يملــــح ؟) ’ فما نزال نؤمن بان الازمة بحاجة الى معالجة حقيقية تنصف الجميع وتحفظ لهم حقوقهم.  
  وبين هذا وذاك لابد من التأكيد على حقيقة ان ما يحدث من اضطهاد ديني وتهجير للمسيحيين انما هو بعيد عن الاسلام الحقيقي وعن المسلمين الاصلاء الشرفاء الذين عشنا معهم بأمن وسلام ومحبة وأمان , واندمجنا واياهم بعلاقاتنا الاجتماعية وشاركناهم مناسباتهم الدينية وشاركونا مناسباتنا وتقاسمنا سوية صعاب الحياة ومرارة الظروف وقسوة التحديات واسمى مشاعر المحبة والمودة والتقدير والاعتزاز ’ وكانوا سندا لنا في النوائب وكنا سندا لهم في الملمات سواء هنا في اقليم كردستان الذي امسى مثالا للتعايش والمحبة وقبول الاخر واحترامه وحرية ممارسة الطقوس الدينية والحريات العامة ’ او في بقية مناطق العراق.
ويكفي ان نشير الى الأيات  القرءانية الكريمة الاتية ’ بسم الله الرحمن الرحيم ’ (مَــنْ قَتَـــلَ نَفْسًـــا بِغَيْـــر نَفْـــسٍ أَوْ فَسَـــادٍ فِــي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَــا قَتَـــلَ النَّاسَ جَمِيعًـــا وَمَـــنْ أَحْيَاهَـــا فَكَأَنَّمَـــا أَحْيَــــا النَّاسَ جَمِيعًــــا )  و ( لا اكـــراه فــي الـــدين قـــد تبيــن الرشـــد مـــن الغــــي ) ’ و(لكـــم دينكـــم ولـــي دينـــي) , صدق الله العظيم , لندرك ان ما يقوم به المتطرفون باسم الدين لا علاقة له بالاسلام الحقيقي الذي يدعو للتعايش والمودة والرحمة ’ وبالاخص وان جميع الاديان السماوية قد اجمعت على ان (اللــــه محبــــــة).        

243
مشاكســة
أفلاطــــــون
والمدينــــــة (الفاضحــــة )
مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com

ونحن نقف على بوابة الاستعدادات الشاملة والمبكرة للانتخابات البرلمانية التي من المتوقع ان تتم في نيسان القادم ’ وحيث تنهمك القوى والاحزاب والتنظيمات والتشكيلات المختلفة بمراجعة برامجها الانتخابية السابقة وتحديثها وتلمس طبيعة (الانجازات) التي حققتها لتحولها الى شعارات تنافسية لاستقطاب الاصوات الجماهيرية الى صناديق الاقتراع ’ فان في مقدمة الانجازات قاطبة سيشمخ انجاز ستراتيجي متفرد لم  تسبقنا اليه اية دولة عبر التاريخ بعد ان نجحنا باقتدار وبتفرد في (اقتحام) موسوعة غينيس للارقام القياسية ونحن ننفرد بتحقيق الحلم الاسطوري للفيلسوف اليوناني الشهير افلاطون الذي راوده قبل (2373) عاما.
 فقد حلم افلاطون وهو يضع اسس جمهوريته الشهيرة عام (360) قبل الميلاد بتحقيق طموحه الكبير بوضع مرتكزات (المدينة الفاضلة) والتي تمنى أن يحكمها الفلاسفة .. وذلك ظناً منه أنهم لحكمتهم سوف يجعلون كل شئ فيها معيارياً ، وبناءاً عليه ستكون مدينة فاضلة فعلا حيث يجد فيها المواطن والمقيم والزائر أرقى وأكمل أنواع الخدمات وبأسلوب حضاري بعيداً عن التعقيد وبعيداً عن الروتين ومن غير تسويف وبعيداً عن سوء التعامل ’ مدينة جديدة ومختلفة عن كل المدن التي عرفتها الانسانية عبر التاريخ  ليس في المظهر العمراني وحسب وانما ’ وهو الاهم ان تكون متميزة في المستوى الحضاري والسكاني والأداء الخدمي الحكومي والخاص وترتكز بالطبع الى اوسع وارفع قاعدة من الامن والاستقرار والامان بعيدا عن اي شكل من اشكال العنف والارهاب ضد الانسان والقسر والظام وتغييب الاخرين او تهميشهم او ممارسة الضغوط عليهم من منطلق ان الانسان هو القيمة العليا في كل زمان ومكان ’ وقد نجحنا والحمد لله في تحقيق حلم افلاطون بعد ان خذله الاخرون باقامة المدينة الفاضلة وفق ستراتيجيتنا الشاملة.
فقد سجل التاريخ بمنتهى الاعجاب ’ بل وبالدهشة والاستغراب ان العراق كان وسيبقى الدولة الاولى في تاريخ البشرية الذي بنى دولة عصرية لا تحتاج لوزارات امنية والدليل ان هذا البلد الذي جسد عمليا وعلى الارض اروع صور وصيغ واشكال ونماذج الامن والسلام والاستقرار استطاع ان يستغني خلال دورة انتخابية كاملة عن جميع الوزراء الامنيين وان يصون ممتلكات وارواح جميع المواطنين ’ اذ لم يشهد شهر تشرين الاول الماضي مثلا الا سقوط (2564) مواطنا (فقط) ضحايا للعنف والارهاب وفق احصائيات وزارتي الصحة والداخلية ’ كان منهم (964) شهيدا و(1600) مصابا ’ اي ان معدل الاصابات السنوية بسبب الارهاب في مدينتنا الفاضلة هو (30768) مواطنا ’ ووفقا لذلك فان معدل الضحايا خلال الاربع سنوات في مدينتنا الفاضلة هو (123072) مواطنا فقط في وقت ربما بلغت فيه الميزانية المالية السنوية للاجهزة الامنية رقما قياسيا. 
  من جهة اخرى ’ وفي ظل استتباب الامن والاستقرار في مدينتنا الفاضلة بشكل لا تماثله الاوضاع الامنية في اية دولة اخرى فقد        قرر مجلس محافظة نينوى ، وفقا لمصادر اعلامية ’مخاطبة قيادة عمليات المحافظة لمنح الصحفيين والاعلاميين هويات حمل وحيازة السلاح للدفاع عن انفسهم ( لافتقار ) مدينتنا الفاضلة  للاجهزة الامنية القادرة على حماية مواطنيها كون دستورنا وستراتيجيتنا وايدلوجيتنا في الحكم لا تعترف بالقوة ولا تحتكم لها بالاخص وان مستوى الامان والاستقرار لدينا يحاكي مستوى الاستقرار في جمهورية افلاطون حيث لم يتعرض للتهديد والعنف والارهاب والتصفية الجسدية في محافظة نينوى فقط الا مكونات معدودة لا تذكر ولا تستدعي اية اجراءات امنية ستراتيجية وهم شرائح الاطباء والمختارين واساتذة الجامعات والصحفيين ورجال الدين والسياسيين والبرلمانيين واجهزة الشرطة والاعلاميين وعمال الخدمات والصاغة واصحاب محلات بيع المشروبات الروحية والتجار وسواهم مما لا يخل ابدا ولو بشكل طفيف بالمعايير الامنية للمدينة الفاضلة.
  الى ذلك تشهد خارطة (الاستقرار الامني) في نينوى تطورا جديدا بدخول معلمي ومدرسي اللغة الانكليزية دائرة الاستهدافات الارهابية المباشرة حيث تناقلت المصادر الاعلامية بتسلم بعضهم تهديدات طالبتهم بترك وظائفهم وتحريمها بذريعة ان الانكليزية (لغة الكفار) والا فان مصيرهم سيكون القتل ’ تزامن ذلك مع تصاعد عمليات الاستهدافات الفعلية ضد معلمي ومدرسي هذه المادة حيث بلغ عدد من قتل منهم تسعة ما بين معلم ومدرس منذ اطلاق التحذير. 
 تزامنا مع قوة (الاستقرار الامني) في مدينتنا الفاضلة كشف مسؤولون محليون في محافظة نينوى أن الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية، تواصل فرض أتاوات على أصحاب المحال التجارية، ومحطات البنزين، والشركات الأهلية، وشركات المقاولات والهواتف المحمولة وحتى على اصحاب البقالات الصغيرة ، ما يدرّ عليها عائدات تُقدّر بثمانية ملايين دولار شهرياً لتمويل انشطتها (الانسانية) ’ رافق ذلك تأكيد مسؤول رفيع في المحافظة بأن جباية الاموال من قبل الجماعات الارهابية والاجرامية تجري منذ سنوات.   
 الى ذلك فان بعض مسؤولينا الافاضل الذين تمكنوا من بناء القاعدة الاهم والاوسع والابرز لمدينتنا الفاضلة لا زالوا مصرين على مواصلة اكمال هذا البناء الاعجازي خلال المرحلة القادمة ’ وربما سيحفزهم نجاحهم الاسطوري بالاستغناء عن الوزراء الامنيين الى الاستغناء مستقبلا عن الوزراء الخدميين عبر تجربة ستذهل كل المخططين الستراتيجيين.
عــذرا افلاطــــون ’ لا فــــرق بيــــن المدينـــة الفاضلـــــة والمدينــــة الفاضحــــة الا بحــــرف واحــــد فقــــط . 

244
أدب / طفولـــــــــة
« في: 12:03 03/11/2013  »

طفولـــــــــة


مال اللـــه فــرج

 
أنهكتنـــي الحيــــاة
وهـــا أنا ابحــــــر
اليــــــك
فدعينــــي اغفـــو
طفـــــلا متعبـــــا
بيـــن ذراعيــــك
وامســـحي
تعــب الســــنين
عـــــن جبينـــي
بأناملـــــك
ونـــزف القلــب
براحتيــــك
واهمســي لـــــي
بأهازيج الطفولة
ما احلــــى
الهمسات الحانية
مــــن شفتيــــــك
علنـــــي
اســـتعيد شيئــــا
مــن طفولتـــــي
وابقــى غارقـــا
بحلـــم ابـــــدي
بيــن راحتيـــك
 

  malalah_faraj@yahoo.com

245
مشاكسة
حمـــدان
بطــل كــــل الأزمــــان
مال اللــه فــرج
 malalah_faraj@yahoo.com   
 
بشرى ليست سارة وحسب ’ وانما خرافية ’ بل واعجازية ’ أدهشت وأذهلت الأنسانية ’ ووضعت هذا العالم المحاصر بمافيات الجريمة والارهاب والعنف والفساد المالي والقضائي والوبائي والبرلماني والحكومي والسياسي والرئاسي على بوابة  عصر جديد مجيد فريد ’ يمثل ثورة حقيقية على أنماط العمل التقليدية ويتميز عن كل التجارب الأمنية والتحوطات والخطط والبرامج الدولية ’ بتقليص النفقات والغاء معظم الوزارات وتحقيق أعلى المستويات في الأمن والاستقرار والحقوق والحريات ’ وسط عالم بلا سرقات وبلا كواتم أو مفخخات وبلا  مأس امنية وكوارث وانهيارات ’ وبأقل التكاليف والأجهزة والتخصيصات’عالم يرفل بالتفاؤل والأستقرار والسلام ويحث الخطا بسعادة وثقة الى أمام .
    فجنبا الى جنب مع التطور الهائل في علم الجينات والخلايا الجذعية ونجاح العلماء الافذاذ في التعرف على تضاريس الخارطة الجينية ومحتوياتها والتغلغل لتفاصيلها وتأثيراتها والعبث بثوابتها واعادة ترتيب أجزائها بهدف انتاج مخلوقات خارقة’ يبدو ان العلماء الأفذاذ قد أطاحوا بأبحاثهم العلمية وبتجاربهم السرية الراهنة بكل التجارب العالمية السابقة ونجحوا نجاحا باهرا مؤزرا في انتاج نموذج فريد لمخلوق خارق عتيد .
 فمن خلال التحليلات الجينية والبحوث والاختبارات الميدانية والتجارب المختبرية على الحوامض النووية لأبرز الشخصيات التأريخية العالمية ووفق ارفع التحوطات السرية نجح فريق البحوث الستراتيجية في استخلاص اهم الخلايا الوراثية من   الحوامض النووية لأبرز تلك الشخصيات ’ولينتج  شخصية اسطورية تتمازج في مكوناتها الجينية المميزات الذكائية والبطولية والعبقرية والاقتحامية والفروسية والعلمية والقوة الجسدية لعنترة بن شداد وجيمس بوند وهرقل وارسين لوبين وشمشون الجبار ودون كيشوت وتايسون وميكي ماوس وجان فالجان ويوري كاكارين ودارتانيان وفاندام وسبارتاكوس وشرلوك هولمز وتوم اند جيري وجاكي شان ومرجان احمد مرجان ’ وسوبرمان ’ ومن خلال ذلك جاءت شخصية (حمدان) مزيجا اسطوريا من الأنس والجان وخلاصة لذكاء وحكمة و بطولات التاريخ عبر كل العصور والأزمان لا يمتلك صفاتها الخارقة و قدراتها الماحقة وذكائها وسرعة انقضاضها أي انسان.
فاولى مهمات (حمدان) الميدانية كانت انجاز معضلة فشلت فيها كل القوى والمعدات والاجهزة الامنية ’ وما كان منه الا ان يستنفر قواه الخرافية  ويهيأ مستلزماته اللوجستية استعدادا لأعتقال أعتى شخصية (مافوية) بعد ان استعصت على كل الأجهزة الأمنية وتحدت كل الضوابط القانونية وهزأت بكل الأوامر القضائية وتجاهلت كل المذكرات الرسمية ’ ورغم ان تلك الشخصية (المافوية) قد استطاعت بسلطتها ونفوذها تشكيل شبه (دويلة) شخصية داخل الدولة الرسمية والأستحواذ على محلات عقارية وتشكيل شركة حماية امنية غير رسمية وغير مجازة بطريقة اصولية ’ ولديها مئات السيارات المهربة وكواتم الصوت وقطع الأسلحة الدفاعية والهجومية ورفضها تسديد ديونها البالغة  بالمليارات بالطرق القانونية ’ ورغم ان مقرها معروفا من قبل كل الجهات الرسمية ورغم اصدار العديد من مذكرات القبض بحقها من الدوائر القضائية الا ان كل القوات الامنية كان تخشى  الذهاب اليها واعتقالها لتمتعها بعلاقات مع شخصيات ومع اجهزة اعلام وفضائيات ولديها شركاء متنفذين ورشاويها تملأ بطون الاخرين.   
ما أن كلف (حمدان) بالقبض على ذلك الانسان ,حتى بادر بمنتهى العزم والشجاعة والايمان لتنفيذ الأمر بعزيمة الأبطال الشجعان  فامتطى مركبته مستصحبا عددا من رجال المهمات الستراتيجية بهدف انجاز تلك المهمة الصعبة ولاحكام السيطرة على كل خيوط اللعبة وذهب اليه مخترقا (اقطاعيته) الحصينة مداهما  شركته بأسرع من سوبرمان ودارتانيان ’وليشاهد تلك الاعداد الكبيرة من السيارات والاسلحة والكواتم والمعدات والعقارات التي حولها لفنادق وربما متنزهات.
اعتقل (حمدان) ذلك الانسان المتمرد الذي تحدى القضاء والقانون بالقوة والطغيان, واخرجه من العقارات التي اغتصبهاواستحصل منه الديون واستعاد قطع السلاح والسيارات , وهكذا حسم حمدان (ام المعارك والملاحم والبطولات) بدقائق معدودات بعد ان عجزت عن ذلك كل الدوائر والمؤسسات الأمنية والوزارات ودون ان تطلق رصاصة واحدة وبلا خسائر او تضحيات.
في ظل هذا الانجاز الخارق الماحق الذي حصل من خلاله مصنعوا (حمدان) على براءة اختراع ’ واصبح بامكانهم تصديره لمختلف الأصقاع فان الجهات المعنية في المنظمات الدوليه باتت تعكف باهتمام على دراسة هذه التجربة الفلكية والغاء كل الوزارات والمؤسسات والدوائر والتشكيلات والفيالق والالوية والفرق العسكرية والشرطوية والامنية ’ والاستعاضة عنها بنموذج واحد من (حمدان ) بطل الابطال وقاهر الانس والجان في كل زمان ومكان .
أخيرا ..  شئت ام ابيت ايها الانسان .. ففي كل زمان ومكان ... لابد ان يكون هنالك انسانا خارقا كالسوبرمان اسمه ...... حمدان.

 
   

   

246
الدعـوة لهــدم الكنائـــس
بيــن المحبـــة والكراهية

مال اللـــه فـــرج
                                                    malalah_faraj@yahoo.com
 
دعا مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله ال الشيخ للمرة الثانية الى هدم وتدمير جميع الكنائس المسيحية الموجودة في شبه الجزيرة العربية .
واذ أحترم رأي هذا الشيخ الفاضل الجليل الذي لا اشك بوعيه ولا  بثقافته وبدقة معلوماته الدينية والتاريخية ’ والا لما ارتقى لهذا المنصب الرفيع الذي يخوله اصدار الفتاوى وهداية الاخرين ’     الا انني اود ان اذكر مقامه الرفيع بحقائق تاريخية يفترض بأنه يدركها افضل وادق مني بالطبع نظرا لموقعه الروحي.
أولا ــ ان المسيحية دين سماوي انبثق منذ اكثر من الفي عام وسبق  ظهور الاسلام باكثر من  خمسة قرون فهو وكنائسه يمثلون أبرز جذور الوجود الحضاري للانسانية في هذه المنطقة وليسوا دخلاء عليها.   
ثانيا ــ ان المسيحيين وتجسيدا لقيم دينهم في المحبة والتسامح واغاثة الاخرين وقبول الاخر ’ بل ومحبته ’ هم الذين حموا المسلمين الاوائل اجداد هذا الشيخ الفاضل عندما توجهوا الى الحبشة واحتموا بملكها النجاشي مما جسد ويجسد عمليا جذور المحبة المسيحية للانسانية جمعاء بعيدا عن اية اعتبارات او اختلافات دينية او قومية او عرقية او طائفية ’ وبالاخص فان تلك الحماية كانت تجسد جذور المحبة المسيحية الاسلامية في زمن الاجداد والتي يفترض ان يفخر بها ويعززها الأحفاد بعيدا عن الكراهية والأحقاد. 
ثالثا ــ ان وصايا الله العشرة التي انزلها الرب على السيد المسيح تنص على :
(1ـ انـــا هـــو الـــرب الهـــك لا يكــن لك الـــه غيـــري. 2 ــ لا تحلـــف باســـم اللــــه بالباطــــل  3ــ احفـــظ يـــوم الــــرب 4 ــ أكــــرم أبـــاك وأمـــك 5 ــ لا تقتــل 6ــ لاتـــزن 7 ــ لا تســـرق 8ــ لا تشهـــــد بالــــزور 9 ــ لا تشتــــه امـــــرأة قريبـــك 10 ــ لا تشتـــــه مقتنــــى غيـــــرك)’ فهل يكون جزاء بيوت الله التي توصي بكل هذه القيم الكريمة  وتعززها في المجتمع الهدم؟ 
رابعا ــ ان السيد المسيح لم يوص بالمحبة فقط (أحــبب لأخيـــك مــا تحبـــه لنفســـك) وانما ذهب لابعد من ذلك حين دعا الانسان لمحبة حتى اعدائه (أحبـــوا اعداءكــــم واحســـنوا لمبغضيكــــــم)   ’ بل وجسد ذلك حقيقة وهو يطلب من الله المغفرة لاولئك الذين عذبوه واضطهدوه واحتقروه وجلدوه وغرسوا اكليل الشوك في رأسه (يا أبتـــي اغفــــر لهــــم لانهــــم لايــــدرون مــاذا يفعلــــون) ’ وغني عن الاشارة الى ان الكنائس المسيحية وهي (بيـــوت اللــــه المقدســــة ) ’ تدعو لهذا كله الذي يمثل فلسفة المحبة الحقيقية والتسامح والمغفرة وقبول الأخر ’ فهل يكون جزاؤها الهدم والتدمير في محاولة لاطفاء ومضات ثقافة المحبة التي تنادي بها؟
خامسا ــ يقول السيد المسيح وهو يدعو للسلام بين البشر : (طوبـــى لفاعلــــي الســــلام فانهــــم ابنــــاء اللـــه يدعــــون) فاين هو السلام من مثل هذه الدعوات؟.
هذا وقد انتقد الكاتب السعودي تركي الحمد هذه الفتوى التي أطلقها مفتي عام السعودية، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، بوجوب هدم جميع الكنائس في شبه الجزيرة العربية متسائلا: “ماذا لو عاملونا بالمثل فهدموا مساجدنا في أمريكا وأوروبا؟ هل نلومهم؟”..
الحمد أضاف :كم نحن بحاجة إلى خطاب ديني وسياسي جديد في هذا البلد. خطاب ديني يحترم عقائد الآخرين ويتعايش معها، وخطاب سياسي يستوعب متغيرات المجتمع.
وحذر من أحداث جامعة الملك خالد واعتبرها مؤشرا خطيرا على أن الحرائق الكبيرة تبدأ بشرارة، والحكيم هو من يحاول إطفاء الشرارة قبل اندلاع الحريق، بالبحث عن الأسباب’. ومن جانبه ندد مجلس الأساقفة النمساويين بشدة بالدعوة التي وجهها مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
ويأتي كلام الحمد بعد ما أثارت دعوة مفتي السعودية لهدم الكنائس بجزيرة العرب استياء المسيحيين وتناولتها الصحف ووسائل الإعلام الغربية كبادرة تهدد وجود ما تبقى من مسيحيي الشرق
  فيا سيدي الفاضل ليتك تتصفح الانجيل المقدس يوما او تذهب   الى احدى الكنائس المسيحية لتقف مباشرة على قيم المحبة وطقوس الغفران والعبادة الحقيقية لله التي تضيئ قلوب المؤمنين وتثري علاقاتهم مع الاخرين وفق ارفع القيم الروحية النبيلة.

وأخيــــرا ... شــــتان يا ســــيدي ما بيـــن نــــور الهدايــــة والبنـــــاء والمحبـــــــة ومــا بيـــن دياجيــــر الاحقــــاد والهـــــدم والكراهيــــــة.
 

247
مشاكسة
رفقــا بالاســـاتذة
مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com
اعصار عنيف من التساؤلات الحادة فجره بقوة رئيس احدى الجامعات (الافريقيــــــة) وهو يهز بغضبه المشروع المشاعر الطلابية والانسانية معا ’ مستفزا الاحاسيس بثورة غاضبة مكتومة لكنها محتدمة بأعماقه ’ عبرت عن مدى اصطخابها وعنفها ’ وهي تشتعل في داخله ’ علامات الاستفهام الحادة التي حفرها تصرفه وكلماته الملتهبة في اليوم الجامعي الاول.
فعلى النقيض تماما من مراسيم الفرح والبهجة والتفاؤل التي تستقبل بها مختلف الجامعات العالمية طلبتها في يومهم الدراسي الاول حيث باقات الزهور واحتفالات الترحيب وكرنفالات التعارف احتفاءا بالخطوة الاولى على اديم العالم الجامعي الساحر اللذيذ الذي غالبا ما يكون ساحة لاروع الصداقات ولاعنف قصص الحب  وذاكرة تختزن بين تلافيفها ارقى العلاقات الانسانية الشفيفة , فضلا عن كونه البوابة الاخيرة للاطلالة على المستقبل والانغماس بالحياة العملية ’ فان رئيس الجامعة ذاك فاجأ طلبته وهو يفتتح عامهم الدراسي الجديد بتقليد عجيب غريب أذهل الحضور جميعا وادهشهم معا.
 فبمنتهى البساطة بادر رئيس تلك الجامعة (الافريقيــــة)  المميزة التي نجحت رغم قصر عمرها في تخريج دفعات من الكفاءات العلمية عبر مختلف الاختصاصات وكانت محط اعجاب الكثيرين وحسد الكثيرين ايضا لمكانتها ولأنضباطها العالي ولنهجها العلمي القويم ’ بادر بهدوء الى خلع سترته ليرتدي عوضا عنها صدرية واقية من الرصاص كتلك التي يرتديها الصحفيون والاعلاميون ومراسلو  الصحف والاذاعات والفضائيات الذين يتواجدون في ساحات القتال ويقفون على مقربة من خطوط النار وهم يقومون بتغطية الاحداث الملتهبة ليكونوا بشجاعتهم المتفردة وباندفاعهم المهني مشاريع فداء واستشهاد من اجل مواكبة الحدث وتوثيقه بمهنية عالية ونقل الحقائق بمصداقية نزيهة محايدة.
وعلى الرغم من كون ذلك الاستاذ الجليل ربما قد دخل كتاب غينيس للارقام القياسية دون علمه كونه ربما اول استاذ في التاريخ يستقبل طلبته في يومهم الدراسي الاول في رحاب جامعة علمية تقع وسط احياء مدنية وفي ظل اجواء الامن والسلم والاستقرار  بصدرية مضادة للرصاص وكأنه في ساحة حرب فعلية وليس في رحاب اجواء جامعية ’ الا انه كما يبدو من حيرة الطلبة واستغراب بعضهم ودهشة الاخرين انما اراد بمبادرته (القتاليـــــة) تلك ان يبعث الى من يهمه الامر برسالة دقيقة ومعبرة وواضحة المعالم عبر حرصه وبذكاء عال على ان تكون رسالته تلك موجهة بدقة ومباشرة الى الهدف تماما.
 باختصار كان فحوى تلك الرسالة يقول( انني على استعداد للشهادة من اجل نزاهتي وعدالتي ومبدئيتي ورسالتي العلمية) ’ ولقد اوقف ذلك الاستاذ الجليل بلحظات حاسمة كل تخيلات وتوقعات ودهشة واستغراب وتأويلات  طلبته الذين اذهلهم منظر رئيس الجامعه وهو يرتدي صدرية مضادة للرصاص وسط الحرم الجامعي عبر مبادرته بعرض جوانب من الحقائق التي ترسم تضاريس واحدة من اخطر الكوارث العلمية واحقرها عندما يسقط بعض الذين فشلوا لأي سبب في عبور مراحلهم الدراسية بنجاح  في مستنقع التهديد بالسلاح في محاورة اساتذتهم الاجلاء وهم يحاولون التغطية على فشلهم وخذلانهم وخيباتهم وربما غباء او عدم مبالاة بعضهم بتحويل الحرم الجامعي من حوار الحضارات الى حوار الرصاصات.
 بشجاعة مبدئية اوضح رئيس تلك الجامعة لطلابه بلهجة يعتصرها الالم وتغلفها المرارة بأنه تلقى تهديدات بالقتل لانه طبق بمهنية ومنهجية وبعدالة ومبدئية قرار الهيئة التدريسية الجامعية المختصة بعدم السماح للطلبة الراسبين في الدورين الاول والثاني العبور الى المرحلة الاعلى ’ بل البقاء في مراحلهم مع منحهم ميزة الامتحان خلال السنة الدراسية الاتية بالدروس التي فشلوا فيها فقط وليس بجميع الدروس ’ كما رفض مجلس الجامعة منح الطلبة الراسبين خمس درجات اضافية لتعديل معدلاتهم ودرجاتهم في المواد التي فشلوا فيها ومنحهم عبر ذلك امتيازا ربما لايستحقونه.
وكان من نتائج وافرازات ذلك الموقف المبدئي الذي يحرم اي نوع من المساومة والتساهل الذي من شأنه الاساءة للكفاءة العلمية والانتقاص من مستواها  الرفيع انفجار موجة من التهديدات والشتائم والمسبات البعيدة ليس عن الموضوعية وحسب وانما المنافية للاخلاق وللقيم الاجتماعية وللعدالة ولحرمة التعليم الجامعي ’ وفي مقدمتها تهديد رئيس الجامعة بالقتل ’ فهل يرغب ذلك المجتمع (الافريقـــــي)   ان تسير جامعاته وفقا لارادات ومصالح وانانيات بعض المتخلفين وتفقد موقعها العلمي الرفيع الرصين ؟ ام ان ما يريده ذلك المجتمع كما المجتمعات الراقية تعزيز القيم العلمية وتحصينها من مثل هذا الابتزاز؟
في الواقع لقد قال ذلك الاستاذ والمربي المبدئي الفاضل كلمته بمنتهى الحزم والعزم والشجاعة وهو يرتدي الصدرية المضادة للرصاص امام طلبته ليوجه عبرها رسالة واضحة ومبدئية جديرة بالتقيم والاحترام والاعتزاز مفادها (لن اساوم على المستوى العلمي لهذه الجامعة الحيوية التي تسلمت امانة رئاستها حتى لو كلفني ذلك حياتي) فاية شجاعة علمية هذه في زمن عزت فيه الشجاعة هنا وانكفأت هناك ؟
وانا اتلمس تفاصيل ذلك الموقف البطولي المبدئي لرئيس تلك الجامعة (الافريقيــــة) حمدت الله ان ذلك يحدث هنالك في (افريقيــــا) حيث الجهل سيد المجتمع وليس لدينا حيث العلم والنهوض الحضاري واحترام الكفاءات العلمية سادة المجتمع ’ اذ لم ينجح الارهاب والانحطاط والتطرف والعنف والجريمة المنظمة لدينا الا في اغتيال (250) استاذا جامعيا (فقـــط) خلال سنة ونصف ’ بعد سقوط النظام البائد ’ كان منهم (34) استاذا جامعيا في مدينة الموصل وحدها وفقا   لاحصائية رابطة المدرسين الجامعيين العراقيين الى جانب اضطرار (1500) اخرين من خيرة الاطباء والكفاءات العلمية ورؤساء واساتذة الجامعات الى الهجرة ومصارعة امواج الغربة وذلها خلال تلك الفترة فقط هربا من العنف والتهديد والابتزاز والقتل والاختطاف.
ولعل من المضحك المبكي اننا في ظل ذلك كله ’ وفي خضم ابشع حالات العنف والتجاوزات والانتهاكات والتهديدات التي ما تزال تحدث في بعض مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ضد الاسرة التعليمية والتدريسية وعمداء المعاهد والكليات ورؤساء الجامعات ما زلنا نردد بنفاق ونحن نتحدث عن هؤلاء الاجلاء(قف للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم ان يكون رسولا).
رفقا باساتذتنا الاجلاء .. والف تحية لهولاء الاكفاء النبلاء .. ورحمة الرب لمن التحق منهم بركب الشهداء.       
       

248
  الحوار الصحفي مع الاب شليمون ايشو خوشابا



مدير مؤسسة دار المشرق الثقافية :
نؤكّد اهمية العمل من قبل الجميع على نشر ثقافة التسامح والمحبة وقبول الآخر وترسيخ قواعد الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان 

هناك مساحة جيدة جداً للحريات الدينية والثقافية في كوردستان

حققنا بالإضافة إلى الندوات والمحاضرات خمس مؤتمرات للغة السريانية و نشرنا ما يقرب من ثمانين كتاباً ونتواصل حاليا باصدار ثلاث مجلات باللغتين السريانية والعربية

 
حــوار : مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com


من بين المؤسسات والرموز والدوائر الثقافية والادبية التي تشمخ عاليا في كوردستان ’ والتي تمثل اضاءات متوهجة على تضاريس الخارطة الثقافية ’ تبرز مؤسسة (دار المشرق الثقافية) في محافظة دهوك ’ والتي تُعنى باللغة السريانية وتراثها وآدابها وثقافتها’ لتكون واحدة من منابع الاثراء الحقيقي للتنوع الثقافي لمكونات الاقليم كافة.
للاطلاع على طبيعة عملها ومهامها التقينا مديرها الاب شليمون ايشو خوشابا ’ واجرينا معه حوارا شاملا حول مسيرة الدار واهدافها وما حققته من اغناءات فعلية للمسيرة الثقافية في الاقليم  وموقفها من حوار الحضارات ونشر ثقافة التعايش وقبول الاخر ومساحة الحريات العامة والدينية على وجه الخصوص في كردستان وابرز الصعوبات التي تواجهها وافاق اهدافها المستقبلية وكانت هذه حصيلة الحوار. 
 

  × ابتداءا متى تأسس مركز دار
      المشرق وما ابرز اهدافه ؟

  ـــ   تأسس رسميا في 30 أيار 2007 أما ابرز اهدافه فهي العناية باللغة السريانية وتراثها ونشرهما وخاصة بين أبنائها
 ومن بين ما قدمه لحد الان  بالإضافة إلى ندوات ومحاضرات  مختلفة وعقده لخمس مؤتمرات للغة السريانية ’ فقد نشرنا لحد الآن ما يقرب من ثمانين كتاباً ونتواصل حاليا باصدار ثلاث مجلات باللغتين السريانية والعربية، (سيمثا) وهي مجلة ثقافية تراثية بالسريانية والعربية، (هَبّاوي) وهي مجلة للأطفال باللغة السريانية، (تراثنا الشعبي) وتُعنى بالتراث الشعبي السرياني وتصدر بالعربية والسريانية.

 × هذا بعضا مما حققتمونه
   لكن مالذي لم تحققونه ؟

ـــ هناك الكثير الذي نحتاج إلى تحقيقه ولا زلنا في أول الطريق...
 ومن بين ما نسعى لتحقيقه نشر اللغة السريانية وتطويرها لتكون لغة كلام وثقافة طيّعة تستوعب مفاهيم العصر لتعبر عن مشاعر وخلجات وأماني شعب عريق لا زال ينبض بالحياة كما كان أجداده بناة حضارة وادي الرافدين وجسرا ناقلا للحضارة والعلوم اليونانية إلى العربية..

 × ما ابرز ما تواجهونه
   من المشاكل والمعوقات؟

ـــ في مقدمة ما نواجهه من الصعوبات تبرز الإمكانية المادية في مقدّمتها ليتصل بها قلّة المختصين والكادر وخاصة في مجال الكتابة بالسريانية..

 × ما دور المركز في اغناء
 مسيرة الثقافة الكردستانية؟

ـــ اللغة السريانية وتراثها عريقان وغنيان حيث تُدرّس السريانية وتراثها في أعرق الجامعات العالمية وتراثها هو تراث هذه المنطقة عموماً ولها آثار كتابية غنية في العلوم والتاريخ والآداب، لكنّ الإهتمام بها في كوردستان لا زال دون المستوى المطلوب، فبالرغم من بدء عملية التدريس بها كلغة التعليم لأبنائها، تفتقر إلى دعامتين أساسيتين لديمومة هذه العملية وتطويرها وهما قسم للغة السريانية في إحدى جامعات الإقليم وأكاديمية تكون مرجعاً علميا لهذه اللغة..

 × كيف ترون دور الثقافـــة
المسيحية داخل المجتمع الكردستاني؟

ـــ الثقافة المسيحية عموماً هي ثقافة إنسانية.. ثقافة تسامح ومحبة واحترام الآخر المختلف وما يخرج عن هذا الإطار فهو ليس منها قط ومرفوض..

 × كيف تقيمون مستوى الحرية   
 الدينيـــة ومـن خلالها الثقافـــة
الدينيــــة فــــي كردســــــــتان ؟

ـــ بالتأكيد هناك الآن مساحة جيدة جداً للحريات عموماً وضمن القانون في كوردستان ونحن مرتاحون لذلك ولكن طبعاً نحتاج إلى مساحة أوسع وهذا مرتبط بالتطور الإجتماعي وخاصة الثقافي والمعرفي لمجتمعنا عموما في كوردستان والجميع معني بنشر ثقافة قبول الآخر والإعتراف بحقوقه باعتبار الجميع أخوة في بيت واحد يشتركون في الحقوق والواجبات لبناء مجتمع راقِ يُضاهي المجتمعات المتقدمة في العالم، كلنا نصبو إلى ذلك..

 ×هل استطاعت الثقافة عامة
و الدينية خاصة في كوردستان
الانفتاح على الاخر وتعزيز قيم
 التعايش المشترك ؟

ـــ نعم هناك خطوات ومحاولات جدّية حتّى من الجهات الأكاديمية في كوردستان لتعزيز التعايش السلمي بل الأخوي بين كل شرائح وفئات الشعب الدينية والقومية والمذهبية لقبول الآخر ونبذ الدونية والكراهية، وأنا أرى تطورًا ملحوظاً في هذا الصدد وكلّنا مدعويين للمساهمة في هذه العملية الوطنية الإنسانية..

 × كيف تقيم مستوى وطبيعة
 التعايش الاخوي في كردستان؟

 ـــ كما أسلف هناك تطورات وإن تكن وئيدة الخطى ولكنها مؤثّرة وبارزة تحدث في المجتمع الكوردستاني وخاصة التطور الثقافي والعلمي مما سيُؤدي حتماً إلى التغيير الإجتماعي نحو مجتمع متعايش سلمياً تسوده مفاهيم قبول الآخر والتسامح والحرية والإعتراف بحقّ القليل العدد ومساعدته ليحتل مكانته تحت سماء الوطن الواحد ويشترك في عملية البناء والتطور عموماً..

 × كيـف ترى حوار
الحضارات والاديان؟

ـــ أرى أن يُعتمد في هذه الحوارات مبدأ احترام الإنسان كأعلى قيمة في الحياة وأن الكل متساوون في الحقوق والواجبات كإخوة في هذا البيت وإخوة في الإنسانية جمعاء، لا إشكال في تنوع الرأي والمعتقد والعادات والتقاليد ما دام الكلّ يحترم الآخر المختلف عنه رأيا وعقيدة وديناً وفي الموروث التقاليدي والتي لا تعيق عملية التعايش الأخوي..

 × كيف تقيم رعاية الاقليم
 وقيادته للحريات الدينية
وللثقافة الدينية ولحرية
الراي عامة ؟

ـــ هناك تطورات ملحوظة ومعتبرة في هذا المجال لا يمكن نكرانها ونحن في كل مجالات الحياة يجب أن ننشد المزيد لخير الشعب عموماً فالطموحات المشروعة لا تقف عند حدّ معين.. وحقيقة نحن نحسّ أنّ القيادات السياسية في الإقليم تعمل ما في وسعها لخير الشعب عموماً وخاصّة للفئات المغبونة، المهم في هذا الصدد ليست مساحة الحريات دستورياً وقانونياً فقط، فما لم تتوفر الحماية الكافية من قبل الدولة فلا يمكن التمتع بالحريات، ونحن هنا في إقليم كوردستان، نحمد الله، ونشيد بحكومة الإقليم والقيادات السياسية لحرصها الشديد على توفير الأمن والأمان، ونأمل أن تعمّ تجربة الإقليم العراق كلّه، فالأمن يكاد يكود مفقوداً في كثير من المناطق خارج الإقليم...

 ×هل ترى ان هنالك ازمة
ثقافة الان ام ازمة مثقفين؟

ـــ أزمة الثقافة مرتبطة بأزمة المثقفين.. على ما يبدو أنّ الأجواء التي تعيشها المنطقة عموماً من إرهاصات سياسية واجتماعية أثّرت وتؤثّر على المساحة الثقافية، حيث قلّة القراء والمهتمين بالشؤون الثقافية عموماً، ولكن لسنا متشائمين كثيراً بهذا الخصوص فلا زالت الساحة الثقافية تَلِد باستمرار ونخصّ بالذكر المؤسسات الأكاديمية في الإقليم فهي في تطور وتزايد وهذا يؤشّر إلى تطوّر مستقبلي نرنو إليه بشوق...

× هل تودون توجيه
 كلمة اخيرة؟

ـــ نؤكّد على اهمية العمل من قبل كل الجهات والمنظمات والمؤسسات والمسؤولين والافراد على نشر ثقافة التسامح والمحبة وقبول الآخر والتزام احترام انسانية الانسان مهما كان لونه او معتقده او قوميته او طائفته او خياراته الاخرى والعمل الجمعي لتعزيز البناء  الحضاري للاقليم على اسس المحبة والتسامح والتفاعل بين جميع الطاقات والكفاءات واحترام الاخر وترسيخ قواعد الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان من اجل ان تزدهر الثقافة بتنوعها الجميل وتتمكن من التعبير بامانة عن مشاعر الانسان واحاسيسه واماله وطموحاته. 
                          .......................................

الأب شليمون إيشوخوشابا
في ســــطور
........................................
1-   من مواليد 1950 سرسنك- دهوك
2-   تخرج من الدراسة الإعدادية/ الفرع الأدبي في بغداد في العام 1972
3-   تم اعتقاله مع مجموعة من رفاقه من قبل سلطات الأمن في 14 كانون أول 1972 لانتمائهم إلى تنظيم سياسي قومي .
4-   انتمى إلى النادي الثقافي الآثوري- بغداد في العام 1973 حيث نشط في النادي وقدّم نشاطات ثقافية مختلفة, وانتخب عضواً للهيئة الإدارية لسنتين متتاليتين 
5-   رُسِم شماساً إنجيليا بوضع يد سيادة المطران مار كيوركيس صليوا في العام 1983 وكان لا يزال في الخدمة العسكرية.
6-   رُقّيَ إلى الدرجة الكهنوتية ببركة ووضع يد نيافة المطران مار كيوركيس صليوا في العام 1989 بعد تقاعده من الوظيفة وعُيّن لرعية مار متي في سرسنك حيث لا يزال كاهن الرعية فيها.
7-   وضع, بمشاركة الأب عمانوئيل بيتو, أضخم قاموس عربي- سرياني باسم(الشعاع ܙܗܪܝܪܐ) وعلى الطريقة الأبجدية وطُبع في دهوك في نيسان 2000.
8-   حقّق ديوان الشاعر خميس القرداحي ونُشر في أربيل(من منشورات نصيبين) سنة 2002.
 
9-   يُدير ومنذ أيار 2007 مؤسسة(دار المشرق الثقافية) والتي أسّسها الأستاذ سركيس آغاجان, حيث تُعنى باللغة السريانية وتراثها وآدابها وثقافتها.
10-   رئيس تحرير مجلة(سيمثا ܣܝܼܡܬ݂ܐ) والتي تصدر عن الدار المذكورة باللغات السريانية والعربية والكوردية والإنكليزية.
11-   رئيس تحرير مجلة(هيزل) الإصدار السرياني والتي تصدر عن مركز(هيزل) الإجتماعي في زاخو.







 

249
مشاكسة
نمــاذج انتخابيــــة
مال اللــه فــرج
                                                malalah_faraj@yahoo.com

كثيرة ومثيرة هي نماذج التصرفات العجيبة الغريبة لبعض مرشحي انتخابات البرلمان في هذا الزمان ’ واذا كان من الصعوبة حصر جميع الاشكال الالوان التي زخرت بها الحملات الدعائية فأننا سنكتفي بثلاثة نماذج ميدانية.
اولى النماذج لمرشح فاضل ’ يبدو انه نسي  أو تناسى ’ وربما يجهل ان البرلماني ضمن جميع القيم والمفاهيم والدساتير البرلمانية انما ينهض بواحدة من انبل واسمى المهام التاريخية ممثلة بقدسية تمثيله المباشر للشعب كله ودفاعه عن مصالح الشعب كله وتحقيق المنافع للشعب كله وسن القوانين والتشريعات التي تضمن حقوق ومصالح الشعب كله وانه طبقا لذلك يجب ان يكون ممثلا وخادما للشعب كله بعيدا عن اي شكل من اشكال التعصب الديني او السياسي او الطائفي او القومي او المذهبي او المناطقي ’ واذا بذلك المرشح الفاضل سمح لنفسه بالقفز فوق كل هذه الحقائق والاعتبارات معلنا بفروسية (نقابية) بانه في حالة فوزه ودخوله البرلمان فانه سيدافع عن شريحة المعلمين وسيتبنى حقوقهم ومصالحهم ’  ما يعني بأنه لا علاقة له ببقية شرائح المجتمع و بحقوقهم وبمطاليبهم وباحتياجاتهم.
ان تلك (النقابية الثورية) المتطرفة والمنغلقة على نفسها لو تم تعميمها والعمل بها فانها من المؤكد ستكون اللحد الذي سوف تدفن في دهاليزه المظلمة كل القيم الديمقراطية التي ناضلت الانسانية من اجلها قرونا طوال وقدمت في سبيلها اغلى التضحيات ’ اذ ما قيمة الانتخابات وما جدواها اذا كان كل مرشح سيكتفي بتمثيل شريحته الاجتماعية او المهنية ’ او دينه او قوميته او طائفته او عشيرته’ وعند ذاك يتحول البرلمان من العملية الانتخابية الى العملية التمثيلية ’ اي ان يختار المعلمون من يمثلهم وكذلك العمال والفلاحون والمهندسون والاطباء والصحفيون واساتذة الجامعات والجزارون وباعة الخضروالفواكه واصحاب محطات تعبئة الوقود والفلاحون والعتالون والشحاذون وبقية شرائح المجتمع وقومياته واطيافه ولتذهب الانتخابات الديمقراطية الى الجحيم , فاي تفكير هذا واي وعي سياسي واية كفاءة برلمانية هذه ؟
اما النموذج الثاني فقد كان لمرشحة فاضلة قفزت بجرأتها الثورية فوق كل اساليب الدعاية الانتخابية ربما انطلاقا من ثقتها المطلقة بنفسها او من ايمانها بان فوزها بات محسوما وبالتالي فانها ليست بحاجة لتلك الدعاية .
وفي الوقت الذي يتسابق فيه المرشحون في جميع انحاء العالم لزيارة القطاعات الشعبية والاحياء الفقيرة واللقاء بالجماهير الغفيرة عبر المناظرات التلفازية والندوات الجماهيرية لايضاح برامج عملهم وخططهم البرلمانية واستعراض مهاراتهم وكفاءاتهم السياسية والاعلامية وقدرتهم على الاقناع والتصدي لمختلف المعضلات لاستقطاب الاصوات ومخاطبة حتى الناخب الواحد في ابعد منطقة ’ بيد ان تلك المرشحة الفاضلة قاطعت حضور تجمع نخبوي كبير اعدت له بكفاءة عالية الجهة التي رشحتها وهي ترفع على مسرح ذلك اللقاء الجماهيري صورة ملونة كبيرة لمرشحتها ربما تجاوز طولها الثلاثة امتار ومع ذلك قاطعت بمنتهى الشجاعة الادبية والثقة بالنفس ذلك التجمع مما وضع الجهة المرشحة لها في دائرة الاحراج والشكوك. 
فمنهم من عزا غيابها الى عدم الثقة بالنفس وبالتالي عدم قدرتها على محاورة الحاضرين ’ ومنهم من ادعى عدم امتلاكها لبرنامج عمل برلماني واضح  ومقنع  وبالتالي فليس لديها ما تقوله , ومنهم من عد ذلك تكبرا وترفعا ’ ومنهم من رأى في غيابها اهانة للحاضرين وعدم احترامها لحضورهم ولاصواتهم فكيف يمنح الناخبون اصواتهم لمن لم يحترم حضورهم؟
 وبغض النظر عن الاسباب الكامنة وراء ذلك التصرف غير المنطقي يبقى السؤال الاهم متى سيتعلم البعض احترام مواعيدهم وقدسية حضور الاخرين لمثل هذه الفعاليات بالاخص وانهم هم من بحاجة لهذا الحضور وليس العكس ’ وان كان وقت تلك المرشحة الفاضلة لا يتسع للقائها بقاعدتها الجماهيرية لماذا لم تتنازل عن ترشيح نفسها لمن تستطيع ان تقوم بهذا الواجب وتحترمه؟ ثم ان من يستهين باناس جاءوا لاجله ويترفع عن لقائهم هل نتوقع ان يتبنى قضاياهم داخل البرلمان ويدافع عنهم ؟
اما النموذج الثالث فقد عمد في دعايته الانتخابية الى توظيف ذكائه الميداني من خلال السعي لتقليد شخصية قيادية دولية معروفة اثارت اعمق مشاعر الاعجاب والاعتزاز في مشارق الارض ومغاربها , تلك هي شخصية رئيس الاورغواي (خوسيه موخيكا) الذي تبرع بــ 90% من راتبه الرئاسي البالغ اثنا عشر الفا وخمسمائة دولار’ لصالح الفقراء والمسحوقين مكتفيا من راتبه الرئاسي بمبلغ الف ومائتين وخمسين دولارا فقط ’ في حين ادعى المرشح الفاضل خلال حملته الدعائية الانتخابية (كما نقل لي احد الزملاء) بانه سيتبرع عند فوزه (بنسبة) من راتبه البرلماني لدعم الفقراء والمحتاجين دون ان يحدد مبلغ الدعم ’ وكأنه بذلك يراهن ليس على عواطف ومشاعر واحاسيس الفقراء (ان كان ذلك صحيحا) ’ بل انه من حيث لا يدري انما كان يراهن على (غباء الناخبين ) وعذرا للناخبين جميعا لان ذكاءهم ارقى وابلغ واعمق وانضج واوسع من افتراضات البعض ’ ولو كان ذلك الناخب الجليل صادقا وجادا فعلا لحدد نسبة الراتب التي سوف يتبرع بها ’ اذ ربما وفق توقعات وتندرات البعض لن يتجاوز مبلغ التبرع الدولار الواحد او الدولارين شهريا او حتى الالف دولار فهل سيحل مثل هذا المبلغ المتواضع مشاكل وازمات ومعاناة الفقراء والمعدمين ؟؟؟ ام ان الامر يتطلب معالجات قانونية داخل اروقة البرلمان لانصاف الفقراء والمحتاجين في كل مكان ؟
على اية حال انني لا اشكك بنزاهة وجدية وكفاءة ونبل اي مرشح ’ انما اؤكد هنا ان الدعاية الانتخابية المؤثرة هي تلك التي تؤمن بوعي الناخب وتخاطب ذكائه’ وبالتالي تراهن على الذكاء وليس على السذاجة والغباء.     
     

250
مشاكســة
حــــــوارات
(بالاحذيــــة الحضاريــــة)
مال اللــه فـرج
   malalah_faraj@yahoo.com
اهتز الضمير العالمي بعنف ’ واشرأبت رؤوس واعناق الملوك والرؤوساء والقادة والسياسيين والبرلمانيين والمنظمات الدولية قاطبة ’ وفي مقدمتها الامم المتحدة التي اعلنت الاستعداد والاستنفار والترقب لحدث انساني مثير خطير ’ وتوجهت انظار كل الشعوب والامم وحكوماتها في القارات الخمس الى العراق لاستجلاء انباء حدث توقع الكثير من المراقبين والمحللين الستراتيجيين بانه ربما سيغير موازين القوى وسيرسم خارطة جديدة ليس للمنطقة وحسب وانما للعلاقات الدولية باسرها ’ وتحولت انظار العالم من تفاعلات الاحداث على الاراضي السورية وترقب الضربة الامريكية لنظام بشار الاسد الى بحيرة النفط الخرافية الهائلة التي تطفو عليها تضاريس الخارطة العراقية التي تجمع فوق ثراها وثرائها مفارقة الضدين (اغنى دولة وافقر واتعس شعب) ’ بعد ان فجرت برلمانية فاضلة قنبلة من العيار الثقيل هز انفجارها جبال القارات  الخمس بعنف وكاد ان يطيح بها ويجعلها تتهاوى مثل جبال الجليد وتردد صداها في العالم اجمع وهي تعد الشعب بمنتهى الجرأة والحكمة والشجاعة والمبدئية والتصميم والاقدام والحزم والجزم والحسم والعزم بتنفيذ واحدة من اروع وافضل واكبر واهم متطلباته الستراتيجية التاريخية  ’وبلحظة واحدة غرق العالم بالتخيلات والتحليلات والتوقعات وغرق العراقيون بالامنيات والتمنيات.
 ولأن ذلك الامر الحاسم الحازم ’ الكبير الخطير جاء في واحدة من اهم التحولات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم ’ فربما توقع المراقبون الدوليون ان يتضمن القرار اعلان وحدة اندماجية مع احدى الدول الاقليمية ’ او عقد معاهدة دفاع مشترك مع موسكو في ضوء صفقة الاسلحة المثيرة للجدل التي هزت بعنف كل الستراتيجيات الدفاعية لحلف شمال الاطلسي برغم ما احاطها من شكوك واتهامات بالفساد ’ او تحول السياسة النقدية من الدولار الامريكي الى الين الياباني او عقد اتفاقية اقتصادية ستراتيجية طويلة الامد بحصر صادراتنا النفطية مع بكين مكافأة لموقفها الداعم لدمشق او الاعلان عن انبثاق كتلة دولية شرق اوسطية تعمل على نقل مقر المنظمة الدولية الى بغداد لتكون تحت رقابتنا المباشرة ضمانا لحياديتها تجاه قضايا المنطقة المصيرية او الاعلان عن ممارسة السوق الاقتصادية الشرق اوسطية المشتركة بقيادة العراق لمهامها الدولية ومنع استيراد البضائع الاوربية من قبل دول المنطقة الا باذن هذه السوق او الاعلان عن انتاج اجيال جديدة من الاقمار الصناعية فائقة الذكاء والتاثير قادرة على تجميد عمل كل الاقمار الصناعية الاخرى وقطع الاتصالات بينها وبين قواعدها الفضائية والارضية معا مما قد يطيح بالانظمة الالكترونية الخاصة باستخدام وتوجيه الاسلحة الستراتيجية ويقلب كل موازين القوى العالمية’ وربما غير ذلك الكثير الكثير من مختلف التوقعات الدولية .
اما على الصعيد الوطني فقد توقع كل من تابع ذلك التصريح من المواطنين البسطاء والمتفائلين جدا جدا وخلال لحظة واحدة ان  وعد الحكومة ربما قد ازف وستتم اخيرا عملية التوزيع العادل لما تبقى من الثروات ’ وراح البعض يفكر في كيفية جمع المستلزمات الاساسية المطلوبة وفي مقدمتها ام الوثائق البطاقة التموينية وهوية الاحوال المدنية ام الفسفورة وشهادة الجنسية العراقية  وبطاقة السكن وتأييد المختار والمجلس البلدي والشهادة الدراسية وشهادة حسن السير والسلوك ووثيقة عدم المحكومية وجواز السفر وربما يفضل بالطبع من يمتلك جنسية اجنبية وجوازا اجنبيا فاصحاب الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجة هم الذين يتقدمون على الاخرين احيانا ’ في حين توقع اخرون ان يتم الاعلان عن حملة لتوزيع دور السكن لمن لا سكن له مجانا ورأى اخرون ان يكون القرار التاريخي بدء تصدير الكهرباء الفائضة الى دول الجوار واعفاء العراقيين من اجور الماء والكهرباء ومفردات البطاقة التموينية بعد رفع مفرداتها الى مائة مادة وتوهم البعض بالاعلان عن تعيين جميع خريجي المعاهد والجامعات وتوقع من توقع بالاعلان عن عرض جميع ملفات الفساد ’ وتوقع المتقاعدون الفقراء الاعلان عن جعل الحد الادنى للتقاعد مليون دينار ’في حين رأى متفائلون منصفون ان الحكومة ربما ستعلن عن بدء الحدث التاريخي بتطبيق قانون من اين لك هذا باشراف دولي وبدءا من اعلى الهرم الحكومي وحتى سكنة اكواخ الطين والصفيح.
ولأن رياح الاحداث وللاسف الشديد اصبحت تأتي دائما بما لا تشتهيه سفن العراقيين ’ فقد اعلنت تلك البرلمانية الفاضلة عن قرارها التاريخي الثوري الحاسم الحازم الشجاع المتضمن ضرب احد زملائها البرلمانيين (بالحذاء) ان تخطت قدماه عتبة البرلمان’ مما سيضطره ربما الى اصطحاب مظلة مغناطيسية مضادة للصواريخ البالستية الحذائية معه لدى دخوله البرلمان ’ فهل هنالك انجاز برلماني وطني واقليمي ودولي يفوق هذا الانجاز الخالد الذي ياتي بعد ان انجز البرلمان جميع مهامه ومسؤولياته فقضى على الارهاب والفساد واستعاد مئات المليارات من الدولارات العراقية المسروقة من الخارج ومعها استعاد جميع الوزراء والمسؤولين الهاربين المتهمين بالفساد  واحال هم للقضاء العادل وقضى على البطالة ووفر كل الخدمات ولم يبق اي عراقي بلا مورد حياتي وبلا سكن وبلا طعام واقام صرح الصناعة وعزز مرتكزات الاقتصاد وقاد البلاد الى الاكتفاء الذاتي ولم يبق ما يتسلى به اعضاؤه في اوقات فراغهم الا ممارسة لعبة التراشق بالاحذية’ بالاخص وقد سبق ذلك اقدام برلمانية فاضلة اخرى بنفس مثل هذا التصرف (الحضاري الثوري الانساني) ضد احد زملائها البرلمانيين.
ترى , ان كان البرلمانيون في جميع الدول هم صفوة الكفاءات التي تستحق ان تمثل شعوبها ومنها ومن تصرفاتها الحضارية الراقية بالاخص في ميدان قوانين وقواعد واداب واخلاقيات الحوار والمناقشات تتعلم شعوبها ’ فمالذي سنتعلمه من بعض برلمانيينا ؟ والاهم هل انتفت وعجزت كل اساليب الردع والعقاب والمساءلة القانونية في ردع ومحاسبة المخالفين والمتجاوزين والمتهمين والمدانين ولم يتبق امامنا الا استخدام اسلحة الردع الحذائية في حل خلافاتنا الطائفية والسياسية والبرلمانية.
 اخيرا ’ لنا ان نتصور اوضاع اي برلمان اخر في العالم لو استبدل لغته الاساسية واستخدم في مناقشاته البرلمانية مثل هذه اللغة (الحضارية) عندها سيدرك الشعب كلما يشاهد اعضاء برلمانه وكل يحمل منهم مجموعة كبيرة من الاحذية بان قاعة البرلمان ستشهد ذلك اليوم واحدة من اشد الجلسات سخونة من عبر المناقشات والحوارات (الحذائية الحضارية ) الملتهبة .     

251
مشاكسة
عندمــــــا
تطيـــــر الفيلـــــة
                                                   
مال اللـــه فــرج
                                                malalah_faraj@yahoo.com

في زمن انقلبت فيه الموازين الأخلاقية، وتغيرت فيه المعادلات الانسانية، وتراجعت فيه القيم والمبادئ أمام ضغط المصالح والانانيات السياسية والشخصية، وراح فيه أراذل البشر من الارهابيين، يذبحون الشرفاء والابرياء والمؤمنين والمسالمين بخناجر احقادهم وسادياتهم الدموية وعقدهم الجنسية الملوثة بعصارة قذارات التاريخ وهم يصرخون بهستريا الدم المجنونة بملئ افواههم الآسنة باسم الله الواحد الاحد في الوقت الذي يلوثون فيه بيوت الله وينتهكونها ويحرقونها، وحيث أمسى طوفان الفساد هو القاعدة وتراجعت النزاهة منكفئة على نفسها حتى تكاد أن تكون في بعض الدول (الديمقراطية جدا، صاحبة التجارب الثورية جدا جدا، وعلى ايدي بعض القادة التأريخيين الشرفاء جدا جدا جدا ) استثناء، تومض من بين تراكمات الفساد وهياكله السود ومساوئه الخطيرة وارهاصاته المريرة تجربة شريفة هنا ومبادرة نزيهة هناك، لتؤكد أن رحم الانسانية لم يصرعه الاحباط بعد ولم يتمكن العقم منه، وأن بويضات الشرف والاستقامة لا يزال بامكانها أن تجد من يخصبها من حوينات القيم والاخلاق والمبادئ المنوية لتمنح الحياة للآلاف من اجنة النزاهة في ارحام الجيل الحالي والاجيال القادمة ولتضع المزيد من الولادات الحية التي تمتلك جينيا الحصانة الاسرية والاجتماعية والاخلاقية والدينية والانسانية ضد كل فايروسات الفساد مهما بلغت قوتها وحدتها وخطورة اسلحتها وعنف هجماتها وسعة اغراءاتها.
واذا كان رئيس الاورغواي (خوسيه ماخيكا) قد ضرب أروع الامثلة ليس في النزاهة حسب، وانما في انسانيته المفرطة وحبه النقي الصادق غير المحدود لشعبه واستحق بجدارة لقب افقر وأسخى رئيس في العالم وهو يتبرع بــ90% من راتبه الرئاسي البالغ اثني عشر الفا ومائتين وخمسين دولارا (وهو اقل من راتب أي عضو من اعضاء مجلس النواب لدينا) ، لصالح الاعمال الخيرية مكتفيا من راتبه بمبلغ (1250$) الف ومائتين وخمسين دولارا فقط، فضلا عن تحويل أجنحة قصره الرئاسي الى مأوى للفقراء والمشردين ولمن لا سكن لهم، مما ادى الى انخفاض معدلات الفساد في بلده الى ادنى مستوياتها وفقا لمؤشر منظمة الشفافية العالمية، فقد انبرت رئيسة افريقية اخرى لتنافس الرئيس ماخيكا في ميدان النزاهة ومحاربة الفساد والانتصار للفقراء والجياع والمشردين والمسحوقين، تلك هي (جويس باندا) رئيسة مالاوي، وهي تجسد عمليا درسا من دروس الوفاء الفعلي للقَسَم الرئاسي.
فما ان استلمت رئاسة البلاد وفي ضوء تلمسها لحالات الفقر والجوع والمعاناة المعاشية لقطاعات واسعة من شعبها حتى بادرت لبيع الطائرة الرئاسية التي سبق لسلفها الرئيس (بينجو وان موثاريكا) ان اشتراها لتنقلاته الرئاسية بمبلغ خمسة عشر مليون دولار، لشراء مواد غذائية أساسية بهدف توفير الطعام لأكثر من مليون مواطن في بلدها يعانون من نقص مزمن في الغذاء، كما تنوي ايضا بيع (35) سيارة مارسيدس تعود للحكومة لتوفير الاحتياجات الاساسية لشعبها.
تأتي صور ووثائق هذه النزاهة والعفة الوطنية المتفردة في الوقت الذي يتسابق فيه بعض المسؤولين في الدول المنتحبة والمستلبة والمنتهكة والمستهلكة بالجري الى امام ضمن مسابقة هدر المال العام، فعلى سبيل المثال، بلغت تكاليف ترميم دار او مقر او مكتب هذا المسؤول او ذاك في بعض الدول اللفطية (عفـــــوا) النفطية ملايين الدولارات في الوقت الذي تتضور فيه الملايين من الفقراء والمعدمين جوعا، و(مبــــادرة) مكتب مسؤول رفيع في دولة اخرى بمفاتحة بعثته الدبلوماسية في دولة صديقة كان ينوي المسؤول المعني زيارتها ربما ليوم او يومين، أو لساعة او لساعتين (بالزامية وضرورة وسرعة وفورية ) بناء دورة مياه شرقية قبل زيارة ذلك المسؤول ليستخدمها (سيادته او سعادته او دولته) خلال زيارته الميمونة احتراما للتقاليد الشرقية ومراعاة للقيم الشرعية دون النظر لكلفة دورة مياه قد لا يستخدمحها (فخامته او سيادته او دولته) الا مرة واحدة، وقد لا يستخدمها ابدا بسبب اصابته ربما بحالة (امساك) بسبب شدة اشتياقه وحنينه للوطن, ودون اي اعتبار للهدر والفساد وحجم المناقصة والعقود وربما الحصص والمغانم والاختلاسات التي ربما ترافق هذا المشروع (الستراتيجي) النوعي المبدئي الضخم الذي سيهز الاوضاع الدولية بعنف ويغير اتجاهات الاحداث وربما يكون القاعدة الصلبة لعملية السلام ليس في الشرق الاوسط حسب وانما في العالم اجمع ’ والسؤال الاهم ماذا لو تطلبت مهام سيادته او سعادته او دولته زيارة عشرة او عشرين دولة خلال سنة واحدة بهدف تعزيز العلاقات الثنائية ’ وكم ستكلف ميزانية الدولة مناقصات عملية بناء هذا الكم من دورات المياه الشرقية ؟؟؟ بل ربما يحفز ذلك العلماء والمخترعين والمبتكرين لاختراع دورة مياه شرقية متنقلة واطئة الكلفة وسهلة الحمل ’ بل ربما يخترعون أيضا نموذجا (متطورا) يستخدم لمرة واحدة ضمانا لعدم الاصابة بالامراض المعدية والسارية كالايدز مثلا.     
الى ذلك لو ان برلمانيينا الافاضل الذين اكدوا ويؤكدون وسيبقون يؤكدون (في خطبهم وتصريحاتهم وبياناتهم الحماسية الملتهبة) عمق محبتهم وتفانيهم وحرصهم وامانتهم ونزاهتهم واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس وبارواحهم ودمائهم من اجل توفير الحياة الحرة الكريمة لشعبهم الذي ما جاؤوا الى البرلمان الا من اجل تمثيله بنبل وشجاعة، والدفاع عن مصالحه بأمانة واخلاص ، لو انهم جسدوا (جـــــــــزءا) من هذه الشعارات عمليا على الارض وبادروا هم ومائتان آخرون من السادة الوزراء الافاضل وذوي الدرجات الخاصة والرواتب الخاصة التي تتجاوز العشرة آلاف دولار التبرع بخمسة آلاف دولار شهريا على سبيل المثال، لصالح الفقراء والمعدمين والارامل واليتامى والمتسولين واطفال الشوارع والمشردين كما فعل الرئيس (خوسيه موخيكا) الذي تبرع بــ 90% من راتبه، لكان بامكان دولتنا (الفقيـــــــرة) ان توفر سنويا مبلغا قدره (31,500,000) واحد وثلاثون مليونا وخمسمائة الف دولار، وهذا المبلغ وحده يكفي لبناء (630) ستمائة وثلاثون وحدة سكنية تعاونية منخفضة الكلفة للفقراء، بكلفة خمسين الف دولار للدار الواحدة، وتوفير السكن اللائق لستمئة وثلاثين عائلة من سكنة اكواخ الطين والصفيح.
ومن يدري ربما يبادر بعض النواب والمسؤولين وذوي الدرجات الخاصة بتجاوز افتراضاتنا (الخياليــــة) هذه والاقتداء بالرئيس موخيكا والتبرع بــ90% من رواتبهم، رغم ايماني بان (بيئتنـــــا التقدميـــــة) ما عادت تصلح لولادة نماذج (متخلفــــة جـــــدا) امثال رئيس الاورغواي، فضلا عن ان موسم (طيــــران الفيلــــــــة) قد انتهى منذ زمن بعيد.

252
.......... القسم الثالث والأخير ..........

من الحوار الصحفي الشامل مع السيد مثال الالوسي

حـــوار : مال اللـــه فــرج
 malalah_faraj@yahoo.com
 

مثـــال الالوســـــي :

العراق كان مسيحيا و المسيحيون هم من اصل العراق وهم قبلي انا العربي وقبل اجدادي
...................................
الرئيس مسعود البارزاني رجل قيم وأخلاق ونجاح الاقليم يمنحنا الامل بالعراق
...................................
الفاشية الدينية   تلغي الانسان وحقوقه  و تلغي التاريخ   وتزور كل شيئ
..................................



في هذا القسم الثالث والاخير من حوارنا الساخن الشامل مع الامين العام لحزب الامة العراقية السيد مثال الالوسي توقفنا امام معضلات مركبة وتحديات خطيرة تواجه العراق وشعبه وفي مقدمتها عمليات التهجير التي يتعرض لها احفاد رواد بناة اولى الحضارات واقدمها ’المسيحيون الذين ما زالت ابداعاتهم تضيئ صفحات التاريخ ’ والفساد ’ والتجربة الرائدة في اقليم كردستان وغيرها الكثير ’ وهو بصراحته المعهودة رسم الاجابات التي رأها مناسبة على جميع علامات الاستفهام ’ متطرقا في الوقت نفسه الى واحدة من اخطر المحطات المثيرة للجدل في مسيرته السياسية.
مال اللــه فــرج
           


-   كيف تنظر لعملية تهجيـــــــر   
-   المسيحيين سواء في الشرق
-    الاوسط ام في العــــــــراق؟

-   
-   هذه هي خطورة الفاشية الدينية ’ وانا تحدثت عن الفاشية الدينية منذ قرابة التسع سنوات وقد اعترض الكثير من زملائي في العملية السياسية على هذه التسمية مع ان الفاشية الدينية موجودة وهذه ألياتها ’ تلغي حقوق الانسان .. تلغي الانسان .. تلغي التاريخ , تزور كل شيئ ’ المكون المسيحي ’ وانا مستغرب من كلمة المكون ’ لان العراق كان مسيحيا ’ المسيحيون هم من اصل العراق قبلي انا العربي الذي جئت الى العراق واجدادي ’ المسيحيون تأريخيا هم موجودون قبل ظهور الدين الاسلامي الحنيف وقبل العروبة في العراق ’ لكن الفاشية الدينية تعترض حتى على المسلمين ’ السني يعترض على الشيعي ’ والشيعي يعترض على الشيعي ’ ومقلد هذا يعترض على مقلد ذاك ’ فالمصالح اصبحت اكبر من القيم ’ سابقا كانوا يتصارعون عقائديا وفكريا وسياسيا والان اصبحوا يتصارعون ماليا.
-   
-   الا ترى بأنه حيث تتقدم المصالـح
-   تتراجع القيم والعكس صحيــــــح؟

-   
-   نعم .. هذا بالضبط ’ وبالتالي ويؤسفني ان اقول هذا ’ المسيحي اصبح اداة ودليل على خطورة الفاشية الدينية والاحزاب التي تدعم هذا التوجه في العراق وغير العراق ’ لكنني ادعو اهلي المسيحيين الى الثبات والصمود ونحن نعرف ان هذه الكلمات عمومية قد لا تشبع ولا تفيد ولكن واقع الحال لا يمكن ان نترك العراق للفاشيين ان يحكموه  وان يزوروا التاريخ كما يشــاؤون.
-   
-   هل ترى وجود ســـتراتيجية فعليـة
-   لافراغ المنطقة من اعـرق واقـــدم
-   سكانها الاصليين وهم المسيحيون؟

-   
-   اكيد ’ طبعا ’ هنالك ستراتيجية واضحة في هذا المجال ’ استهلاك الشعوب داخليا وتزوير التاريخ والحقائق ’ لنفترض ان هنالك شخصا متخلفا  في ردائه وفي مفرداته وفي طريقة جلوسه وفي طبيعة طعامه او متخلف على الاقل عن المستوى الحضاري ويقوم بالتاثير مثلا على كتلة كبيرة في مجلس النواب ’ يفصل ويهدد ويمنح ويعطي ويؤشر كيف يمكن ان يكون هنالك دولة فيها حقوق مواطنة وقانون ومدعي عام وثقافة وانسان ؟ ففي الطرفين السني والشيعي موجودة مثل هذه النماذج رغم قلتها والتي لا تمثل الاسلام الحقيقي بالطبع ولا تريد وجود المسيحي ’ بمعنى اخر لا تريد وجود المواطنة ولا تريد وجود حقوق الانسان  ولا تريد وجود المرأة ولا تريد وجود حقوق المساءلة عن الخطأ والجريمة , وبالتالي فان اول من سيدفع  ثمن مثل هذه النماذج  في العراق هم اهلنا المسيحيون والصابئة واليزيديون واليهود وكل الطوائف الدينية الاخرى’ وانا خائف وقلق على السكوت المريب ’ فكيف لدول الجوار والعالم السكوت عن هذه الجرائم الكبرى؟
-   
-   ما اخطر انواع الفساد 
-   الذي بات يعصـف بنا؟

-   
-   الفساد نتيجة للسلوك ’ والفساد المالي مثلا هو نتيجة للفوضى المالية وعدم وجود الرقابة والادارة ’ ولكن اخطر انواع الفساد عندما تصبح الرذيلة مبررة ’ فالسرقة رذيلة والعمالة رذيلة والقتل رذيلة ’ بل جريمة عندما تصبح مبررة باسم الدين او الوطن او القومية ’ هذا ما قام به صدام ولا ارى فرقا بين جرائم صدام والجرائم الحالية التي يقترفها البعض’ ان ابشع انواع الفساد عندما يفقد الانسان انسانيته ’ واكثرها قسوة وبشاعة وجريمة عندما يسعى اي سياسي الى سلب انسانية المواطن العراقي بحجة الدين والطائفية .
-   
-   هل ترى اننا الان في زمن ديمقراطيــة
-   الدكتاتورية ام دكتاتورية الديمقراطية؟

-   
-   انا لا ارى اسما او مسمى لما يجري في العراق الا ما يشبه المافيات ’ الان لا وجود لوطن ولا وجود لمجتمع ولا وجود لادب ’ هذه فوضى المافيات المتهمة بابشع انواع الاتهامات الخطيرة من العمالة الى السرقة الى عدم الاخلاق الى عدم الدين الى .. الى .. الى ..
-   
-   كيف تنظر لاقليم  كردستان بالاخص
-   في ميدان الحريات وحقوق الانسان؟

-   
-   هي تجربة رائدة على المستوى العراقي مقارنة بما يجري في العراق ومقارنة بما مر على الكرد من مساوئ وجرائم وظلم كبير , واتمنى لهذه التجربة ان تكبر وتتوسع وتصبح اكثر عمقا وتأثيرا ’ واتمنى ان تكون مؤثرة على الساحة العراقية من مساحات جنوب كردستان وحتى البصرة ’ لكن ايضا اقولها بمودة وحب للقيادة الكردية ’ انا افهم الحالة التي تدفع الكردي الى القول ان لافائدة من الاصلاح في بغداد دعنا نصلح ونبني ونطور في الاقليم وهذا سينعكس خيرا على الاقليم وعلى العراق عامة ’ لكن السكوت عن هذه الحكومة سادتي الكرام امر خطير ’ وادعو الاقليم وقياداته صادقا وانبه الى ان من يهدر الدم العراقي في بغداد والبصرة لن يتراجع عن هدره في اي مكان لا في الاقليم ولا خارجه.
-   
-   سبق ان التقيت الرئيس مسعود
-   البارزاني اكثر من مرة مــا ابرز
-   انطباعاتــــك عـــن شـــخصيته؟

-   
-   الاخ مسعود رجل قيم واخلاق في زمن اصبح فيه الواقع السياسي يفتقد الى المصداقية والى الثبات على المبادئ ’ لذا اقول لاهلي الكورد وانا لست منتفعا لا من الرئيس مسعود ولا من القيادة الكردية ولا من اقليم كردستان العزيز , لكنني منتفع من شيئ واحد ذلك هو ان مصدر النجاح في الاقليم يمنحنا الامل بالعراق ’ فالاقليم هو الجزء الناجح من العملية السياسية في العراق وهم الجزء الناجح من العراق الذي بالامكان ان نقتدي به وان نقلده في الاطراف او في الاجزاء الاخرى من العراق .
-   انني اقول لاهلي الكرد ان كل ماقمتم به نتيجة الثورة الكردية وتضحيات المواطن والانسان الكردي على المستويين الاقليمي والعالمي وكل ما تحقق كان بفضل قيمة ومكانة شخصين هما الاخ مسعود البارزاني وجلال الطالباني وحيث ان الاخ جلال يعاني اوضاعا صحية معروفة واعتقد بانه خرج من عالم السياسة ’ فلم يبق لكم ايها الكورد اهلي الاعزاء الا شخصية الاخ مسعود البارزاني ’ كما ان العالم يعرف الكرد من خلال الاخ مسعود ويتعامل مع الكرد من خلاله ’ فاذا كنتم تريدون تعزيز حقوقكم الكردية الانسانية وتطويرها حافظوا على هذا الرجل وادعموه قبل ان تدخلوا في متاهات سياسية انتم في غنى عنها.
   
-   لو عاد الزمن الى الوراء
-   مالذي ستغيره في حياتك؟

-   
-   لو عاد الزمن الى الوراء ساكون اشد قسوة مع نفسي مما كنت عليه ’ انا اشعر بانني خدعت نفسي عندما تخيلت ان وجودي بقرب السيد رئيس الوزراء قد يغير شيئا ’ تلك السنة لا اريد ان اتذكرها رغم انني لم احصل على منافع وحاولت صادقا ان اقدم خدمة لاهلي ولشعبي ولوطني ولحزبي لكنني اشعر بالم كبير لانني كنت قريبا من السيد رئيس الوزراء نوري المالكي.
-   
-   ما اخطر موقف اتخذته
-   ثــــم ندمــــت عليــــه؟

-   
-   اهم موقف اتخذته في حياتي قد يكون بعيدا عن الوطنية وبعيدا عن السياسة وبعيدا عن العراق , لو سألتني , هل كنت مدركا لابعاد زيارتك لاسرائيل ولخطورتها ؟ سأقول لك نعم انا كنت مدركا لابعادها ولخطورتها , وكنت مدركا ان أهلي لن يفهموا ماذا اريد.
-   
-   اذا هل كانت زيارتك تلك
-   مغامــــرة ام  مقامـــرة؟

-   
-   كل شيئ جديد يمكن ان نزجه في هذا الاتجاه , لكني كنت اريد ان اقول حقيقة ولا زلت اريد قولها وهي ان على العراق ان يتحرر ستراتيجيا من اي عبء تاريخي ملزم باتجاه حقوق عربية حتى ان كانت هذه حقوقا فعلية ’ او باتجاه حقوق اسلامية حتى اذا كانت هذه حقوقا فعلية ’ فالدول لا يمكن ان تتحمل اعباء الاخرين ’ علينا ان نخرج من هذا ونستفيد من الميزانيات الفلكية الضخمة لاسعاد المواطن وتطوير العائلة العراقية وتطوير شبابنا وشاباتنا  وبعد نجاحنا سنتمكن من خدمة الاخرين ’ اما ان نكون البقرة الحلوب العروبية الاسلامية وللطائفية والدين والعرب فهذا امر سوف يدفعنا الى متاهات كثيرة .
-   النقطة الثانية وهي عندما ادافع عن اهلي المسيحيين واليزيديين والصابئة واي كان الدين والطائفة الموجودة في العراق علينا ان نتذكر حقيقة لا يمكن لعراقي ان يتناساها الا اذا كان يجهل تاريخه وهي ان يهود العراق كانوا اربعمائة الف يهودي ’ كانوا ولا زالوا موجودين خارج العراق ’ كيف سنتعامل مع هؤلاء العراقيين الذين جنسيتهم العراقية تتجاوز الثلاثة الاف سنة ؟ انا اعتقد انني في زيارتي هذه وفي مساهمتي في مؤتمرمكافحة الارهاب كنت اريد ان اعطي رسائل   لنفسي ولغيري واقول لا خلاص للعراق الا بدولة مدنية تحسب المصالح العراقية بشكل اناني دقيق بعيدا عن الغزل الرومانسي العربي والاسلامي.
-   
-   هل تحمل جنسية وجواز 
-   ســـفرغيــر عراقييــن ؟

-   
-   كلا .. كنت احمل جنسية وجوازا المانيين , لكن احترامي للجنسية العراقية ولوطني دفعاني للتخلي عن تلك الجنسية التي حمتني سنينا طوال ومكنتني ان اعيش انسانيتي كانسان ’ لكنني اتشرف ان اقول وانا حزين ان اقول بانني السياسي الوحيد الذي تنازل عن جنسيته الاجنبية وهي الالمانية.
-   
-   اي الاغاني تحبهــا
-   وترددها مع نفسك؟

-   
-   احب اغنية قديمة لام كلثوم وارددها مع نفسي وهي (اغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبي )
-   
-   اخيرا.. هل تخشى الصحافة؟
-   
-   نعم اخشى الصحافة والاعلام لانني قد اخطئ وقد لا يكون لي مجالا لتلافي ذلك ’ لكن حتى لا اقع في هذه الازمة تعودت ان اقول ما افكر به بشكل مباشر حتى لا اقع في الخطأ. 
 

253
ـــــــــــ القسم الثاني ـــــــــــــ
من الحوار الصحفي الشامل مع السيد مثال الالوسي

حوار : مال اللـــه فــرج
 malalah_faraj@yahoo.com



مثال الآلوسي:
لولا مباركة النظام السوري لما تشكلت الحكومة واكثر طرف مخابراتي مؤثر على الحكومة في بغداد هو المخابرات السورية.
         ................................................
المشكلة هي كيف يقرر مجلس النواب المصادقة على ميزانية في حالة عدم وجود الحسابات الختامية  للميزانية التي سبقتها’
       ....................................................

لماذا نستغرب ان يفشل الملف الامني اذا كان باستطاعتك ان تشتري  اي منصب امني بالنقود ؟
      ....................................................

 اتوقع حصول هزات وتغييرات كبيرة على الساحة الشرق
  اوسطية وما يؤلمني اننا غير متهيئين لهذه الهزات.
......................................................

في هذا الجزء من حوارنا الشامل مع الامين العام لحزب الامة العراقية السيد مثال الالوسي توقفنا في العديد من المحطات الساخنة ومنها مدى تاثيرات المخابرات الاقليمية على الخارطة الساسية ’ وحجم الفساد وموقف العراق من الهزات والمتغيرات التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط وغيرها
مال اللـــه فــرج
 

--   كيف ترى رغبة دولة رئيس الوزراء
السيد المالكي في الترشيح لولاية ثالثة؟

-   مع كل احترامي للسيد رئيس الوزراء لكن مجرد الاعلان بهذا الاتجاه يدل على حقيقة عدم احترام الدم العراقي ولا الميزانية العراقية ولا اراء رجال الدين ولا الاحزاب ولا تاريخ العراق ’ الترشيح لولاية ثالثة على اساس ماذا ؟ فالسياسي عادة يرشح لولاية ثانية او ثالثة ليكمل المشروع الذي بدأه ,فاين هي المشاريع التي بنتها الحكومة حتى تسعى لولاية اخرى لاستكمالها؟ . اذا كان المقصود سرقة الميزانية والفوضى العارمة وهدر الدم العراقي افلا يكفي هدرا للدماء وسرقة المال العراقي ؟ , انا اسال صديقي العزيز نوري المالكي .
-   
-   هنالك مفارقة تتمثل بميزانية
-   قدرها 118 مليار دولار والبلد
-    يعج بالفقر والبطالة ونسبة
-   30% من ابنائه تحت مستوى
-   خط الفقر ,
-   
-   اذا ما اخذنا مقارنة للجزء العزيز من العراق وهو اقليم كردستان فانه يعيش على الميزانية العامة حاله حال اية محافظة عراقية وحاله حال اي مواطن عراقي , هنا عمران وبناء ومحاولات اقتصادية وجامعات وشوارع وخدمات عامة , وهناك فشل , اذا حتى على مستوى الطاقات الوطنية الذاتية الداخلية هنالك علامات استفهام كبيرة ’ لماذا ينجح هذا ويفشل ذاك ؟ طيب ان فشل مرة او مرتين او ثلاثة او اربعة الا يدفعنا هذا الى الشك بان هذا الفشل متعمد وهنالك عدم مبالاة وعدم احترام للمواطن ’ انا اعتقد ان المشكلة ليست فشلا في الميزانية ’ المشكلة هي كيف يقرر مجلس النواب العراقي المصادقة على ميزانية في حالة عدم وجود الحسابات الختامية  للميزانية التي سبقتها’ اي ان لحد هذه اللحظة فان الحكومة العراقية وهي التي تتقدم بطلب الميزانية تشرعن السرقة شيئا بعد شيئ حتى اصبح الامر تراكميا كبيرا ’ ونحن نتحدث الان عن كذا مائة مليار دولار سرقت .
-   
-   هنالك 130 مليـــار دولار تـم
-   سرقتها وفقا  لتقارير أمريكية
-   
-   صدقني المبلغ اكبر من هذا , اي بطل واية هيئة واية مؤسسة واية دائرة حسابات سوف تجلس للبحث الان عن هذه السرقات المتشعبة المتداخلة التي ذهب جزءا منها للوضع الاقليمي على شكل غسيل اموال ودعم للنظام السوري ودعم لحزب الله ودعم محاورا نحن نجهلها جملة وتفصيلا.
-   
-   هل تقصد ان التراكمات المالية  المتبقية
-    من ميزانيات السنوات السابقة لم يتم
-    حصرها او المساءلة عنها ؟؟؟
-   
-   بالطبع لا احد يعرف اين ذهبت ’ وبصراحة نحن نعرف اين ذهبت ’ وحتى نكون صريحين فنحن نعرف مثلا ان مثال الالوسي من هو فوالده استاذ جامعة ووالدته مدرسة ورواتبهما معروفة فكيف يمكن لمثال ان يمتلك بين يوم وليلة عمارات عديدة’ المواطنون كانوا يتحدثون في العالم عن سرقات او اختلاسات بعشرات الالاف ثم اصبحت مئات الالاف والملايين في بعض البلدان ’ اما نحن فاننا نتحدث الان عن مئات الملايين والمليارات ’ وبالتالي فانهم بحاجة الى الميليشيات السنية والشيعية وبالتالي هم بحاجة الى عمليات دجلة والفرات وعمليات الانبار والثأر وسواها ’ هذه المسرحيات المقيتة والفاشية التي عرفناها عبر التاريخ من خلال الفاشية القومية والان فان الفاشية الدينية تصورها بشكل جديد.
-   
-   بلغت ميزانية الامن والدفاع الوطني
-   للعام الحالي اكثر من (1700) مليار
-   دينارمع ذلك فالامن مفقود والانهيارات
-    الامنية متواصلة وخلال شهر تموز
-   وحده سقط حوالي (2300) عراقي
-   بين شهيد وجريح ’ اعلى الميزانيات
-   الامنية واكبر الكوارث الانسانية كيف؟
-   
-   انا اعتقد ان هنالك من يسيس ويسير القوات المسلحة العراقية ويحشدها في الشارع لارهاب المواطن وانا اعي ما اقول ’ اي ان الحكومة تريد ان ترهب المواطنين سنة وشيعة لاستمرار عملية سياسية فاشلة ’ وكان المواطنون سيخرجون بالعصي على المنطقة الخضراء لو لم تكن هنالك اتهامات بالارهاب وبالمادة 4 ارهاب.
-   
-   هل ترى ان المواطن تحول
-   الى رسائل سياسية بين هذا
-   الطرف وذاك ؟
-   
-   نعم تحول الى رسائل سياسية والى رسائل اقليمية والى رسائل تؤكد بان هذه الحكومة غير مهتمة بما يجري , الحقيقة الاخرى هي عندما يكون هنالك فشلا امنيا يتم محاسبة رأس المؤسسة الامنية , اما ما يجري الان فهو الاعتماد على نفس الاشخاص ونفس الرتب ومع الفشل فان الرتب تزداد ’ السيد رئيس الوزراء هو وزير الدفاع وهو وزير الداخلية وهو مدير المخابرات وهو وزير الامن الوطني ’ طيب يا سيدي رئيس الوزراء الا يعني هذا بانك وادارتك قد فشلت في ادارة الملف الامني ؟ثم لماذا نستغرب ان يفشل الملف الامني اذا كان باستطاعتك ان تشتري امر السرية بالنقود واي منصب امني اخر ؟ فكرادة مريم والبتاوين منطقة اغلى من الاخرى بسبب بيع المخدرات في هذه ووجود النوادي الليلية في الاخرى ’ يعني عندما يأتي امر فوج ويدفع ما يسمى بعشرة دفاتر (مائة الف دولار) شهريا الى مكتب قيادي كبير ’ فان قائد الدولة العظيمة ’ القائد المظفر ’ القائد الضرورة الجديد الا يسأله من اين هذا ولماذا تدفع عشرة دفاتر ؟ اذا هنالك كارثة كبرى في الملف الامني لان الهدف الامني اصبح ليس حماية المواطن بل حماية النظام واستمرار الفوضى وارهاب المواطن.
-   
-   هل ترى بان البعض يدفع باتجاه
-   دفع العراق نحو هاوية الحرب
-   الاهلية ووضعه على طاولة التقسيم؟
-   
-   قد يكون هذا او ذاك لكنهم بصراحة يخافون المواطن سنيا كان ام شيعيا ’ لاحظ مثلا ان الحكومة مرتبكة بقضية التظاهرات الشعبية اكثر من ارتباكها بقضية القاعدة والتفجيرات والميليشيات والسرقات ’ فتصور ان مواطنين مسالمين شباب ونساء يذهبون للتظاهر السلمي للمطالبة بالخدمات تحلق فوقهم الهليوكوبترات لارهابهم ويتم اطلاق النار الحي عليهم ويقتل المواطنون بينما الاحزاب العراقية تتفرج ساكتة ’ على ماذا يسكتون ؟ وبالتالي فان من حق المواطن ان يتهم بعض الاطراف السياسية مثلما يتهم الحكومة لانها مسؤولة عن كل الجرائم التي جرت في العراق منذ تولي السيد المالكي الحكم وليومنا هذا.
-   
-   كنت صديقا للسيد المالكي واصبحتما
-   على طرفي نقيض ’ فهل فرقتكما المصالح
-   الشخصية ام الستراتيجيات السياسية؟
-   والله يا اخي كنت اتمنى ان تكون الستراتيجيات السياسية هي السبب ’ لكن بصراحة وبالم كبير ومعذرة فانا لا استطيع التعامل مع من لا يلتزم بتعهداته .
-   
-   ما افضل ايجابيات السيد المالكي
-   وما اسوأ سلبياته ؟
-   
-   للسيد المالكي بالتاكيد ايجابيات كثيرة فهو انسان طبيعي بسيط من عائلة فقيرة ومتواضعة عاش الحاجة المالية وعاش الفقر والظلم , وهذه الايجابيات كان يجب ان تكون محفزا ذاتيا له ’ من جهة اخرى انني اسأل نفسي دائما سؤالا لا اجد الجواب عليه بشكل دقيق ’ وهو من الذي يحكم الان اكثر في بغداد؟ هل هي المخابرات الايرانية ام التركية ام السعودية ام الامريكية ؟ هل هي الموساد ام هي ال (كي جي بي ) السابقة ؟ وعندما استعرض هذه الاسماء المخابراتية الاقليمية والدولية ارى ان اكثر طرف مخابراتي مؤثر على الحكومة في بغداد هو المخابرات السورية.
-   
-   الا ترى انك بهذا منحت المخابرات
-   السورية اكبر من حجمها مقارنة
-   ببقية الاجهزة المخابراتية؟
-   
-   كلا انا لم اعطها حجما اكبر منها ’ فهي جهاز دموي لا يلتزم باية قيمة او اخلاق او دستور او قانون ’ واطراف القيادات السياسية الحاكمة الان في بغداد (ركز على الحاكمة الان في بغداد) كانت لاجئة في سوريا وهنالك في سوريا لديهم ملفات كثيرة , وبهذا الصدد فانني اشير هنا الى زيارة الوفد السوري برئاسة رئيس الوزراء والمعلم وغيره الى بغداد بعد ان وجهنا اتهامات الى النظام السوري في مجلس الامن الدولي واوشكنا ان نتقدم ضده بشكوى رسمية ’ جاء الوفد وجاء معه رجل المخابرات المسؤول عن تجنيد العراقيين في سوريا وهو السيد محمد ناصيف (ابو وائل) وبعد ان وصل الى بغداد وكانت تلك زيارته الاولى والاخيرة انقلبت المعادلة واصبحنا احباء واصدقاء ’ ويجب ان نذكر بانه لولا مباركة النظام السوري لما حدث تشكيل هذه الحكومة ’ فهي التي مارست الضغط على اطراف مدعومين من البعث والاطراف السنية واطراف القائمة العراقية باتجاه تشكيل حكومة السيد المالكي الجديدة.
-   
-   لكن هنالك جهات اقليمية اشد
-   ثقلا وتاثيرا من النظام السوري؟
-   
-   كلا .. كلا .. ايران تلعب في الساحة كلها لكنني اقصد الان التاثير بالقرار الحكومي وانني اعتقد ان السماح لايران بتزويد سوريا بالسلاح وغسيل الاموال ودعم النظام السوري بالاموال ليس تحقيقا لرغبات الايرانيين فقط ولكن ايضا خوفهم من الملفات وما موجود ضدهم فيها لدى النظام السوري ومخابراته.
-   
-   ما افضل وما اخطر وما اسوأ
-   لحظة مررت بها ؟
-   
-   افضل لحظة في حياتي كانت يوم رزقت بولدي ايمن ’ وأسوأ يوم كان في حياتي يوم فقدت ولدي الاثنين ’ واخطر يوم في حياتي عندما رايت ان الانتخابات العراقية زورت جملة وتفصيلا فشعرت بخيبة امل كبيرة وبألم كبير فاق حتى المي على فقداني لاولادي ’ الان عندما اتحدث عن الاحلام والامال والامنيات والطموح والحقوق ارى بانها كلها مسحت بخط واحد عندما زورت هذه الانتخابات ’ فقد كانت الصدمة كبيرة وبدأت انظر الى امريكا بشكل مقيت عندما باركت بشخص السيد اوباما وما يسمى ببعثة الامم المتحدة هذا التزوير الشنيع لصالح المشعوذين السراق القتلة ناهبي العراق.
-   
-   كيف تقيم اتجاهات العواصف السياسية
-    في الشرق الاوسط ؟ وهل بتنا نقف
-   على بوابة رسم خارطة جديدة للمنطقة؟
-   
-   هل هو ربيع عربي ؟ نعم انه ربيع ’ لكن من قال ان الربيع سينتج زهورا في لحظة واحدة ؟ هذه احلام بسيطة جدا بل انها ساذجة اذا ما تخيلنا ان ثورة ما  قادرة بلحظة ان تحول الجحيم الى جنة ’ فالانظمة تركت ثقلا كبيرا ومشاكل كثيرة والمجتمعات الشرق اوسطية غير مدركة لسرعة التحول العالمي والتغييرات الجارية ونحن بالاساس غير مستوعبين حجم التغيير الذي جرى لا على المسرح الداخلي ولا على المسرح الخارجي ولذلك فان النتائج تحتاج لفترة كبيرة كما ان هنالك الكثير من الانظمة لها تاثيراتها  , فنحن مثلا نتجاهل موقف المملكة العربية السعودية و نتحدث عن ايران وعن سوريا وعن تركيا’  فالسعودية دولة عظيمة بمساحتها وبقدراتها المالية وكلها تسمى باسم شخص وعائلته ’ وهذا الشخص وهذه العائلة هم الان مرتبكين وخائفين وسيدفعون بالمليارات وسيقومون باعنف وسائل التامر من اجل زعزعة امن المنطقة وشعوبها ’ الى جانب قطر مثلا وقصة الجزيرة ’ وبالتالي فان الشرق الاوسط تغير بسبب تغير حجم المعلومات ودقتها ’ فقد كنا ايام زمان نبحث عن اذاعة البي بي سي ’ اليوم المعلومات متوفرة لدى الجميع ’ حجم المعلومات اصبح كبيرا وكذلك حجم التغيير ’ هذا التغيير بدأ يفرض نفسه على تكوين الشخصية الشرق اوسطية ’ لذلك مع صغر العالم والحاجة الى المال ووجود الارهاب هل سيتغير الشرق الاوسط نحو الافضل ؟ نعم بالتاكيد ’ فبعد ان كان مصدر المعلومات هو الحاكم نفسه فقد اصبح الان مصدر المعلومات مختلفا لذلك فانني اتوقع حصول تغييرات كبيرة على الساحة الشرق اوسطية ووقوع هزات كبيرة وما يؤلمني اننا غير متهيئين لهذه الهزات.
  

 

254
ـــــــــ القســـم الاول ـــــــــ
من الحوار الصحفي الشامل مع السيد مثال الآلوسي



حوار : مال اللـــه فـــرج
malalah_faraj@yahoo.com
 مثــال الالوســـي :

- اذا اردت ان ارحم هذه الأحزاب اقول بأنها احزاب فاشية متخلفة غير قادرة على استيعات لغة العصر وحاجة الأنسان .
- ان ما يجري في العراق يعني ان لا وجود لعملية ديمقراطية
- اننا نمثل نفس النبرة الفاشية القومية لكن بفاشية دينية جديدة

..................
في خضم حرائق الاحتجاجات وحالة الغليان والادانة الجماهيرية للفشل البرلماني والحكومي في ادارة ابرز الملفات الحيوية وفي طليعتها الملف الامني وملف الخدمات ’ الى جانب اخطبوط الفساد الذي بات يمد اذرعه الى مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها في وقت تقف فيه العملية السياسية في اسوأ منعطفاتها بفعل حالات الشد والجذب وتبادل الاتهامات بين اطرافها ’ حملنا الكثير من علامات الاستفهام الساخنة ووضعتها امام سياسي مثير للجدل عرف بانتقاداته اللاذعة وبجرأته في الاشارة الى الاخطاء والاخفاقات وبالشجاعة في نثر الاتهامات ’ وبالصراحة والتلقائيه في الاجابة على علامات الاستفهام الملتهبة .
مع السيد (مثال الالوسي) البرلماني السابق والسياسي المثير للجدل والامين العام لحزب الامة العراقية  ’ والمعارض سابقا ولاحقا وربما مستقبلا ايضا ’ فتحنا معظم الملفات الساخنة وابحرنا معه في حوار عاصف توقفنا  خلاله في ابرز الموانئ.
  
  مال اللــه فــرج

كيف تنظر الى مثال الالوسي
هذه اللحظة بالذات؟
ـــ ان ما يؤلمني بعدما عبرت الستين وبعدما عبرت اكثر من اربعين سنة من العمل السياسي شعوري بانني بحاجة لأن اراجع الكثير حتى من المفردات والقوانين التي تعلمناها في الصغر فالثقة مثلاً اصبحت كلمة للأسف اذا منحها الأنسان للآخر بشكل مطلق سيتهم بالسذاجة والبلادة، المال العام رفعت عنه القدسية، المال الخاص وحرمة الصداقة والحرمة الأنسانية اصبحت بضاعة الا لدى من احترم نفسه وتربى في عوائل خاصة وتثقف بثقافة خاصة وحماه الله من هؤلاء الذين يقودون موجات غريبة عجيبة في علم السياسة وفي علوم الشؤون الأمنية والستراتيجية في العراق، لذلك اشعر بألم كبير  وأحس بأنني بحاجة ماسة الى ان اعيد الحسابات بدقة اكثر وهذا سيدفعني الى صدام اخطر واكبر مع اطراف كثيرة.
•   هل تشعر بخيبة امل؟
-   نعم اشعر بخيبة امل، لاحظ ايام زمان عندما كان الأنسان يتهم بالسرقة كان شيئاً مشيناً ومعيباً وخطراً ولم يكن هنالك اكبر من هذا العار، الآن اصبح  البعض يتباهون  بالسرقة، هنالك خلل كبير ’ وهذه هي نتائج الفاشية القومية الصدامية وهذه نتائج الحروب التي عشناها داخلياً وخارجياً وهذه نتائج الحكم واحزاب جئت انا معها ’ جئنا سوية لكننا نمثل نفس النبرة الفاشية القومية لكن بفاشية دينية جديدة.
•     متى كانت خطواتك الأولى
•   نحو عالم السياسة ؟
  
-   نحن من السياسيين بشكل عام، وأول ما أثر بي  بصراحة       كان البيان الذي بثته الأذاعة العراقية الذي يقول "قام نسورنا البواسل بقصف مدينة نتانيا" كان شيئاً رهيباً وانا اسمع لأول مرة قيام نسورنا البواسل يعني ان القوة الجوية العراقية، يعني ان الطيران العراقي قام بقصف مدينة في اسرائيل هذا العدو الذي كان يمثل العدو الأساس لنا جميعاً وكان لدي شيئاً من الفرح وهذا ما دفعني للانتماء الى ما يسمى بالعمل الفدائي وكنت احد اعضاء (العاصفة) وهي الجناح العسكري لفتح ’  لكني بعد قليل شعرت بأننا نستهلك وان هنالك شيء خطأ، يعني نحن كعراقيين او الأطراف الأخرى من العرب كنا مقاتلين وننظر الى قيادات لها حفلات وسهرات لا تتناسب مع كلمة (العمل الفدائي) فانسحبت منذ ذلك الحين وبعد فترة بسيطة وبسبب اقاربي من البعثيين اصبحت بعثياً بأرادتي قبل عام 1968 وكنت في حينها طالباً في الثانوية.
•   مالذي كنت تسعى اليه
•   وانت تنتمي لحزب البعث ؟
•   هل كنت تحلم بتغيير العالم؟
-       مع اندفاع الشباب واحلام المراهقة كنت اعتقد مع الكثيرين  بأننا سنتغير وبأننا سنغير ليس الواقع العراقي وحسب وانما سنغير العالم لأنه لم تكن لدينا معلومات ولا ثقافة ولا الادراك لا للمعنى السياسي الفعلي ولا لجوهر العمل السياسي ولا لابعاد العالم الفعلية.
•   متى كان الافتراق بينك
•   وبين الأنتماء الحزبي؟
-   عندما بدأت الأمور الأولى في حزب البعث بعد عام 1968 كانت جميلة وكانت الشعارات والمفردات جميلة للغاية حتى ان كبار الأحزاب العراقية تورطت في تصديق البعث ومنهم الحزب الشيوعي والأحزاب الكوردية والقوميين العرب والحركيين ’ الكل شعر ان هذه الأهداف جيدة وقالوا دعونا نجرب.
•   هل تقصد بأنهم خدعوا بها؟
-   نعم ’ انت كيف يمكن ان تعرف ان من يدعي شيئاً ان كان مجرد ادعاء او حقيقة الا من خلال الممارسة العملية، فسقطت فكرة الجبهة وسقطت فكرة المكونات والمجلس الوطني، وظهرت حقيقة البعث ’ الحزب الفاشي الدموي الذي طارد الجميع بل وحتى ابناءه وافراده واعضائه البارزين الذين قتلهم بأبشع التصفيات وانا من ذلك الحين ادركت حقيقة البعث الطائفي و  حقيقة العصابة الفعلية ’ فتمردت على الحزب وحكمت بالأعدام سنة 1976.
•   عام 2002 شاركت بعملية اقتحام
•   السفارة العراقية في برلين لماذا؟
-   نعم وجهت الشباب واخترنا الأهداف وخططنا لها ونفذناها.
•   ماذا كان دورك وهل كنت تحمل سلاحاً؟
-   كلا، صراحة كنا قد اتفقنا في المعارضة العراقية انا واياد علاوي والأخ اياد ينكر الان هذه الحقيقة ’ او لا يريد ان يتذكر ذلك الأمر.
•   لماذا؟
-   لأن الولايات المتحدة الأمريكية، السيد لاري فيشر الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض قال آنذاك هذه مجموعة مسلحة خطرة على المصالح الأمريكية، ولانه قال ذلك فأن الجميع تبرأوا منا، حزب الدعوة تبرأ منا ببيان حاد شديد اللهجة اتهمنا فيه بالخيانة والحزب الشيوعي ايضاً اتهمنا بالخيانة والمؤتمر الوطني ندد وكذلك بقية اطراف المعارضة العراقية.
•   هل قتل احد في تلك العملية
•   وماذا كان الهدف منها؟
-   كلا لم يقتل احد، وكان هدفنا ان نثبت بأننا شعب حر يريد الحياة وكانت العملية تمثل رسالة سياسية واعلامية وحافزاً لتنظيم صفوفنا على المستوى الميداني وغيره وكان الأتفاق آنذاك ان نحرر ثلاثة سفارات عراقية خلال اسبوع واحد وان نكشف حقيقة ان السفارات العراقية آنذاك ما هي الا اوكار مخابراتية مجرمة ورغم انني استغرب من تلك المواقف الا انني اقول بأننا قمنا بواجبنا ورغم انه لم يكن مطلوباً من المعارضة العراقية ان (تهلهل) لكن ما كان يجب ان يكتب لها في التاريخ بأنها نددت بعملية وطنية عراقية جريئة فقد كنا الأوائل في اقتحام السفارة العراقية المسلحة في برلين.
•   الى جانب برلين اي السفارات
•   الآخرى خططتم لأقتحامها؟
-   ضمن خطتنا كانت هنالك ثلاثة سفارات , وكانت الاولى برلين   ومن ثم امستردام واخيراً فيينا او ستوكهولم وكان بأمكاننا القيام بذلك باستثناء السفارة العراقية في فيينا لأنها كانت محطة مخابراتية قوية وقاسية لذلك وضعنا هدفاً بديلاً لها في حالة اخفاقنا وهي سفارتنا في ستوكهولم.
•   من يطالع مسيرتك السياسية
•   يلمس بأنك تكاد ان تكون دائماً
•   في صف المعارضة فهل ولدت
•   لتكون معارضاً ام ان الهدف
•   استقطاب الأضواء والأهتمام الأعلامي؟
-   كلا انا لم اكن دائماً في صفوف المعارضة ولا اعتقد ان العمل السياسي يتطلب هذا الأمر لأننا لسنا بصدد مواقف عقائدية او مبدئية بل في عمل سياسي كبير لكنني عندما كنت جزءاً من آليات الحكومة او طرفاً من اطراف العمل السياسي الرسمي الحكومي لم اكن احب هذا التعبير ولا حتى اصرح بهذا الشيء ربما لسنة او اكثر فقد كنت المستشار الأول للسيد رئيس الوزراء للشؤون الأمريكية وعضو ما يسمى بالهيئة الوطنية العليا للمصالحة الوطنية السؤال لا حباً بالمعارضة ولكن دعنا نبدأ بالهيئة العليا المستقلة للمصالحة الوطنية كيف تريد لي ان استمر عضو هيئة عليا في هذا العمل السياسي وانا اعرف ان العمل اصبح تسويقاً اعلامياً اكثر مما هو ا رادات واهداف نسعى لتطبيقها لذلك قدمت استقالتي حتى لا أتهم نفسي بأنني اصبحت متهاوناً كثيراً مع حقوق المواطن والوطن.
•   الى اين تتجه العملية السياسية الآن؟
-   هنالك كلمة خطرة وعندما تترجم من الأنكليزية الى العربية فأنها تفقد معناها الحقيقي، فالعملية السياسية هي ترجمة لكلمة انكليزية (political process) (peace process) العملية معناها مهمة طويلة اي انها تبدأ بيوم وقد تنتهي بعد مائة سنة.
•   الا ينطبق ذلك على واقعنا ؟
-   انا لا اعتقد ان الواقع العراقي عليه ان يكون هكذا اما بالنسبة لواقع الحال فمن قال ان البعث كان يمثل العراقيين، رغم قدرة البعث آنذاك وصدام حسين ونظامه على تنظيم مظاهرات مليونية وذلك حشد مهم ’ ومن قال ان مثال او غير مثال الآن في بغداد يمثلون العراقيين ’ وانا اريد ان اسأل لولا وجود الميليشيات ماذا كان سيكون الحال الأجتماعي والأقتصادي والأمني والسياسي مثلاً في مدينة الصدر او في مدينة الشعلة حيث ان واحدة تضم مليون ونصف مليون مواطن والآخرى تضم مليوني ونصف مليون مواطن، يعني هذا الشاب الرائع الذي يريد الحياة سوف يسكت على حكومة تدعي انها شيعية وتظلمه وتدعه بدون ماء ولا كهرباء لا احترام ولا احلام لا امن ولا سلام فقد كان يعيش هو وعائلته في دار مساحتها 140م والآن كبرت العائلة ولم تكبر الـ 140م وكان ممكن ان تحدث الف ثورة وثورة فأنا اعتقد اخي العزيز ان ما يجري الآن ليس عملية سياسية لكن احزاب ’ واذا اردت ان ارحم هذه الأحزاب اقول بأنها احزاب فاشية متخلفة غير قادرة على استيعات لغة العصر وحاجة الأنسان .
•   لكنك لم تستثن احداً ؟
-   كيف لي ان استثني احداً والكل سعيد وفرح بهذه العملية السياسية والغنائم التي تدر عليهم  وعلى افرادهم وعوائلهم، انا لا استثني احداً واستعين بما قاله الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب (ولا استثني احداً).
•   كيف تنظر الى العلاقة بين
•   الأطراف السياسية نفسها؟
-   اطراف مضحكة والعلاقة مضحكة يتهم احدهم البعض بأشد الأتهامات القاسية المعيبة المشينة الجارحة ومع ذلك يتحاضنون ويتبادلون القبلات ويسهرون حتى الصباح ولا ادري ان كانوا يقيمون الصلاة ام يقيمون شيئاً آخر ’ هذا امر معيب ومخجل ولا يمكن للأمر ان يكون بهذه السهولة، صحيح نحن نعيش في اجواء الأعلام الحر لكن هذه اتهامات تصل حد التجريم ويسكت عليها المعنيون، هذا عيب هذا خلل ربما انني لم افهم هذا العالم وما زلت ضمن التقاليد القديمة، ابن عائلة كلاسيكية قديمة، ام ان هؤلاء لا يمثلون العراقيين
-   كيف ترى العلاقة بين الحكومة
-   والبرلمان في ضوء ذلك ؟
-   انا افهم ان العالم الديمقراطي ’ يعتمد اساسا على الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ’ وسمة العمل الدكتاتوري الخلط بين هذه السلطات ووضعها بيد شخص واحد ’ او كتلة واحدة ’ او مجموعة من الافراد ’وما يجري الان في العراق ان لا وجود للفصل بين السلطات ’ فالحكومة هي البرلمان ’ والبرلمان هو الحكومة والقضاء تابع لهذا او ذاك ’ خليط عجيب غريب ’ لذا فان ما يجري في العراق يعني ان لا وجود لعملية ديمقراطية.
-   في ظل ما اشرت له هل هنالك
-   محورا اساسيا يمسك بكل هذه
-   الخيوط ؟
-المصلحة ’ لكن للاسف هي ليست المصلحة العامة ’ ولكنها   مصلحة البقاء في هذه المراكز والحفاظ على ما كسبوا ارضاء للقوى التي جاءت بهم والتي بامكانها ان تهدد اوضاعهم الحزبية او الشخصية او هذه المقاعد ’ وبالتالي تلاحظ ملاحظة مؤلمة وهي ان الوضع الداخلي يهدأ او يرتبك مع هدوء وارتباك دول الجوار فيما بينها .
-هل تقصد باننا نؤثر على
دول الدول الجوار ام العكس؟’
- نحن  عديمو اللون والطعم والرائحة ’نحن مساحة تتاثر بهذا وذاك’ العراق فقد رجالاته الحقيقين الذين هم في الجامعة وفي الادب والفن والزراعة وهم المبدعون وهم الجيل الجديد ’ اما ان يكون شخص واحد يوجه كما يشاء وكما يرى ويحلم ويزعل ويرضى فهذا امر معيب اذا ما تذكرنا باننا نعيش في سنة 2013 .


255
مشاكســة
ضحــــــك
 بطعـــــم البــــــكاء
مال اللــه فــرج
 malalah_faraj@yahoo.com

كثيرة ومثيرة وعجيبة وغريبة هي المواقف البرلمانية (الثوريـــة) ’ وفي مقدمتها الموقف الواضح والدقيق لاحد السادة النواب الذي هز (بموضوعيتـــه ورزانتـــه ونزاهتــــه ونضجــــه ومبدئيتـــه المفرطــــة ) كل الضمائر الوطنية الحية والمشاعر المرهفة والذي جاء على لسان برلماني مبدئي عبر عن موقفه النقدي الشجاع من الحملة الشعبية العارمة المطالبة بتخفيض الرواتب والامتيازات والمخصصات الخيالية للرئاسات الثلاثة ومؤسساتهما والدرجات الخاصة التي تمثل هدرا مشرعنا للمال العام والغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين ليكون انعاطفة تاريخية في المواقف المبدئية الواضحة لنماذج ثورية متوهجة ربما توضح عبر موقفها هذا عظمة واصالة وبطولة المواقف المبدئية لبعض اعضاء هذه المؤسسة التشريعية التي تمثل الشعب وتناضل من اجل  تمتعه بكامل حقوقه المشروعة دون ان تخشى في قول الحق لومة لائم حاقد جاهل فاسد.
  فقد اشار ذلك النائب المحترم في تصريح صحفي الى ان مجلس النواب قد يلجأ الى تخفيض الرواتب التقاعدية للنواب وليس الغاءها , واستدرك هذا البرلماني الشجاع بمنتهى الموضوعية   في التعبيرعن موقفه كما تناقلته الوكالات الاخبارية قائلا : ( هـــذا لا يعنـــي انـــي مــن المؤيديـــن او المعارضيـــن للالغــــاء ’ وانمـــا ما نـــراه مـــن موقــــف النــــواب) ’ تصفيق حار وحاد وشامل وكامل لهذا البرلماني النظيف المبدئي العفيف الذي لا يريد ان يغضب الشعب ولا يريد ان يغضب زملاءه البرلمانيين فاتخذ اشجع واروع وابدع موقف مبدئي عبر التاريخ , الا وهو (موقـــف اللاموقــــف).       
هذا الموقف المبدئي الحاسم الحازم الذي ربما يدفعه  خلال جلسات التصويت البرلمانية ان لا يرفع اصبعه لا تأييدا ولا رفضا حتى لا يغضب احدا ’ والذي يجسد مبدأ الحياد (غيـــر الايجابـــي) بالطبـــع ذكرني بحادثة (تأريخيـــة ) ’ تحولت الى اشهر واظرف طرفة سياسية , ففي زمن القائد الضرورة , وفي ختام احدى الاجتماعات القيادية العليا  سأل (صـــدام) احد اعضاء القيادة الهمـــام :(كـــم الساعـــة الان رفيــــق فــــلان ؟) ’ ورغم ان الرفيق القيادي المعني نظر الى ساعته اليدوية بسرعة البرق دون ان يبالي بالغرب او الشرق الا انه اجاب بارادة ثورية مبدئية فروسية متفردة اذهلت بقية الرفاق وجعلتهم يشرئبون نحوه بالاعناق قائلا : (مثـــل ما تأمــــر ســـــيدي) , فاذا كان هذا هو موقفه (المبدئــي الشـــجاع وهــــو موقـــــف اللاموقــــف ) من مثل تلك القضية الهامشية ’ فكيف وفي اي اتجاه ستكون مواقفه من القضايا المصيرية ؟ وهل يمكن ان نصدق ان يكون لمثل هؤلاء البرلمانيين اية مواقف حقيقية تجاه القضايا الستراتيجية الوطنية؟
اما الموقف الموضوعي الاخر فقد جاء على لسان برلمانية موضوعية بمنتهى الارادة ةالعدالة والواقعية ’ فقد اجابت بصراحة عندما سألت عن مبلغ راتبها الشهري بأنه ( 12900000) اثنا عشر مليونا وتسعمائة الف دينار فقط ’ وبالطبع ’ عدا العديد من المخصصات ربما من بينها مخصصات الاقامة والتنقل والطعام والضيافة والحماية والمنافع الاجتماعية والايفادات والعلاج وغيرها’ مشددة على ان مجموع ما تتقاضاه بعد حسم الضرائب وسواها من الاستقطاعات لا يتعدى (10500000) العشرة ملايين وخمسمائة الف دينارا فقط ’فاين تذهب بمثل هذا الراتب المتواضع ؟؟؟
بيد ان القنبلة (الانسانيــــة ) المثيرة للجدل التي اطلقتها والتي المتنا وابكتنا جميعا وفجرت مشاعر المحسنين وفاعلي الخير الذي استنفروا جهودهم لاغاثتها ونجدتها والتبرع بما تجود به اياديهم الكريمة الرحيمة لمساعدتها كانت تأكيداتها على ان ذلك الراتب المتواضع جدا الذي تحصل عليه من البرلمان والذي لا يتعدى العشرة ملايين وخمسمائة الف دينار (وهـــي تقســـم باللـــه العظيـــم علـــى ذلك) ’ لا يكفيها الا لخمسة عشر يوما ’ مما جعلت دموع الالم والاسف على (معاناتهــــا المريــــرة ) تتدفق شلالات من الحزن والاسى من عيون الفقراء واليتامى والمشردين ومن عيون الملايين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر وسكان اكواخ الطين والصفيح والاف المعدمين الذين يقتاتون على فضلات المطاعم ومكبات الطمر الصحي.
وعلى صعيد هذا الراتب (المتواضـــع ) لهذه البرلمانية الموضوعية التي كشفت بشجاعة قل نظيرها بانه لايسد الا نصف احتياجاتها الشهرية ولولا اعتمادها ربما على مفردات البطاقة التموينية لاضطرت الى استجداء عطف اسرتها لمساعدتها ’ فان (تواضـــع ) هذا الراتب البسيط بالنسبة لرواتب المسؤولين في الدول الاخرى يظهر بشكل جلي لدى مقارنته مثلا براتب الرئيس المصري ’ مع الفارق بالمسؤولية الفعلية ’ فالرئيس المصري  لاينهض ربما بربع ما تنهض به من مسؤوليات ومهام برلمانية ستراتيجية كبيرة وخطيرة بالاخص مشقة عملية رفع الاصابع عند التصويت والتصريحات الاعلامية واصدار البيانات الصحفية.
 فالراتب السنوي للرئيس المصري وفقا لدراسة متخصصة اجرتها جامعة بروكسل العالمية في بلجيكا , وبرغم كل مسؤولياته الداخلية والعربية والاقليمية والدولية لا يتجاوز العشرة الاف دولار سنويا فقط , ( وأؤكــــد ســــنويا ) ’ وهو ما يعادل الراتب الشهري لهذه البرلمانية والذي لايسد احتياجاتها الاساسية الا لخمسة عشر يوما فقط ’ وربما تضطر معظم الايام بعد نفاذ الراتب ’ الذهاب الى البرلمان سيرا على الاقدام ’ فضلا عن الاقتصاد بالمستوى المعاشي وجعل وجبات الغذاء الاساسية لافراد اسرتها بقية ايام الشهر (عمبـــــة وفلافـــــل أو شــــوربة عــــــدس ) ’ ولو كنت محلها لتعاقدت مع مطعم (فالــــح ابـــــو الفلافــــــل) في بغداد الجديدة لتزويدي بلفات فلافل باسعار تعاونية تتماشى وهذه الاوضاع المعاشية المأساوية السيئة لبعض كوادرنا البرلمانية.
   باختصار ’ فان التصريحات الواقعية لهذه السيدة البرلمانية تعني بما لايقبل الشك بانها بحاجة الى ضعف راتبها الشهري ’ اي لواحد وعشرين مليون دينار على الاقل لتوفير احتياجاتها المعيشية الاساسية خلال شهر , (وهــــذا مــــن حقهــــا بالطبـــع ما دامـــت تمثــــل الشـــعب وتدافــــع عــــن حقوقــــه وتتحمــــل اخطـــار ومشقـــــة الذهـــــاب الــــى البرلمــــان والمشـــــاركة بالايفــــادات الـــى معظــــم الــــدول مـــن اجلـــــه ) ’ اي ان راتبها الحالي يمثل رواتب (42) مواطنا من المتقاعدين الذين لا يتجاوز راتب كلا منهم الربع مليون دينار شهريا ’ وان احتياجاتها الاساسية الشهرية تمثل رواتب (84) متقاعدا من هؤلاء المساكين الذين انتخبوها وامثالها للدفاع عنهم ولضمان حقوقهم ولصيانة المال العام الذي هو مالهم ولتوفير الخدمات الاساسية والامن والسلام والاستقرار والرفاهية لهم ’ فمالذي حققته لهم من هذه الحقوق كلها ؟؟؟ وكم مرة زارت الفقراء والمعدمين والمشردين واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة والمعتقلين وساكني اكواخ الطين والصفيح لتعيش ماسيهم وتطلع على ظروفهم المعاشية وتطالب بحقوقهم الاساسية خلال الدورة الانتخابية ؟؟؟
فما اسعدنا ومثل هذه الكفاءات البرلمانية تمثلنا وتقودنا وتحس بمعاناتنا وتدافع عن حقوقنا ؟؟؟
وحقا قيل شر البلية ما يضحك .. بالاخص عندما يتحول الضحك لدى المعدمين والفقراء الى ضحك  بطعم البكاء .               

256
مشاكسة
معادلـــة عكســــية
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

 لعل من بين عجائب وغرائب , بل ومصاعب ومصائب ’ وربما خرائب هذا الزمان الذي طوح بعيدا بالانسان ليلقي به وسط  دياجير الضياع والمعاناة والحرمان ’ تشابك الخيوط وتداخل الالوان , واختلال النظريات وانقلاب البديهيات واحتراق الحقائق أمام الممارسات السياسية والبرلمانية والحكومية العتيدة التي تؤسس لبناء هياكل التجارب  الدولية الجديدة ’ مسوقة عبر مزاداتها واسواقها الاعلامية ’ الشعارات والتخيلات والاوهام والاحلام ’ والخطط والستراتيجيات الفريدة باتجاه اقامة المجتمعات السعيدة , واذا بها تتخبط في مستنقعات الاستحواذات السلطوية والفساد لتبني دكتاتورياتها المالية واقطاعياتها الاقتصادية وكارتلاتها النفطية والتجارية ’ سواء الحزبية منها او العائلية على حساب ثروات البلاد وحقوق العباد ’ واذا بالافرازات الميدانية على الارض ’ بالاخص في الدول المتسولة والمتوسلة ’ ترسم تضاريس خارطة عجيبة غريبة لا تخضع للقوانين والفرضيات ولا للحقائق و البديهيات.
فحيث تتركز معادلات الدخول الاقتصادية والعوائد المالية على حقائق العلاقة الطردية بين ارتفاع معدلات الدخل القومي والناتج الاجمالي مع ارتفاع الرفاهية الاجتماعية ومعدلات الامن والاستقرار وارتفاع نسب المواطنين الذين يغادرون خط الفقر وانعكاس ذلك على اتساع مساحات السعادة الزوجية وتراجع  نسب العنف والطلاق والفراق والانفصال والجريمة والفساد والجنوح والانحراف والازمات الاقتصادية عموما ’لارتباط ذلك كله بشكل او باخر بالعاملين المادي والاقتصادي’ فمعظم الزوجات , على سبيل المثال يكدن ان يطرن فرحا كلما حدثت طفرة في مداخيل ازواجهن سواء بسبب تعديل الاجور وسلم الرواتب الشهرية ام بسبب الزيادات السنوية لان ذلك سيعني ترفا ماديا جديدا و هدايا زوجية فاخرة ’ وربما توفير تكاليف عمليات التجميل المختلفة لهن ’ بدءا من البوتوكس ومرورا بالشد والنفخ وشفط الدهون ’ وانتهاءا بالتكبير والتصغير  والرشاقة والتجميل والاحتيال على  سنوات العمر برفع مستويات الجمال والاثارة والسحر ’ وافرازات ذلك على زيادة استقرار الحياة الاسرية بفعل تجدد وتفجر الرغبات الحيوية في العلاقات الزوجية ’ يواكب ذلك  رفاه ملحوظ للحياة ومستلزماتها اليومية ’ بين مختلف القطاعات الشعبية.
    اما الدول المتخلفة والمتعففة ’ فبرغم مواردها المالية الهائلة وثرواتها الخيالية ’ وانظمتها (الثورية التحررية الديمقراطية) وستراتيجياتها (الفضائية ) الا انها نجحت بفضل بعض سياسييها المتمرسين وبرلمانييها المتفردين وحكامها وقادتها الثوريين ’ بقلب تلك المعادلة رأسا على عقب ’ وحولت العلاقة بين طرفييها   الى اتجاه واحد واعد ينذر بالمزيد من المصائب والخرائب.
ففي الوقت الذي نسعى فيه مثلا لرفع سقف صادراتنا النفطية الى ثلاثة ملايين برميل يوميا ’ وحيث نجحت حكومتنا  الثورية في رصد اضخم ميزانية سنوية للعام الحالي وكانت بحدود( 118)  مليار دولار’ وهي تتجاوز الميزانيات السنوية مجتمعة ربما لخمس من دول المنطقة ’ الا ان الازمات الاجتماعية والامنية والاقتصادية بدل ان تشهد انفراجا ’ ازدادت تعقيدا’ والقت بظلالها القاتمة على الحياة الاسرية والعلاقات الزوجية ’ وسجلت مقاييس العنف والجريمة والارهاب والانهيارات الامنية ارتفاعا غير مسبوق ’ كما ارتفعت معدلات البطالة والفساد والطلاق والفقر ’ ومعا ارتفعت معدلات التصريحات الحكومية التي لا تتحقق   والبيانات السياسية عديمة الجدوى والوعود البرلمانية الخيالية ’ وراحت البلاد تندفع بسرعة نحو كارثة محققة ربما (بفضل) مخططات مسبقة.
وبلغة الحقائق والارقام ’ حتى لا يكون الامر مجرد كلام ’   ارتفعت نسبة الطلاق بسبب الازمات المالية وافرازاتها الاجتماعية والنفسية الى 65% بعد ان كانت في عام 2003 لا تتجاوز 3%’ وخلال يوم واحد اصبحت محكمة احوال شخصية واحدة تنظر ما بين (20ـــ 50) حالة طلاق ’ وبعد ان كان مجموع حالات الطلاق لعام 2004 (28689) حالة طلاق في عموم العراق ’ ارتفع العدد في عام 2009 الى مستوى مخيف ليمسي (820453)  حالة وبالتاكيد فان العدد في ارتفاع مستمر’ رافق ذلك ارتفاع مستويات الفساد بشكل سريع مريع ’ عبرت عنه لجنة النزاهة البرلمانية مؤكدة ان حجم الاموال التي تم تهريبها  خارج العراق بلغ ( 130) مليار دولارمنذ 2003 ’ رافق ذلك هرب (37) مسؤولا من المتهمين بالفساد الى الخارج من بينهم ثلاثة وزراء وتسعة مدراء عامين ’ دون ان تتمكن اجهزة (دولة القانون) من اعتقالهم ’ في حين اكد  مصدر مسؤول في محافظة الانبار ارتفاع نسبة الفساد المالي والاداري في محافظتة الى نسبة 45% في دوائر التربية والتعليم والصحة وشبكة الرعاية الاجتماعية.
على صعيد ذي صلة بلغت نسبة البطالة وفق احصائيات بنك النقد الدولي (39%) ’ وهنالك وفقا لتقارير اخرى سبعة ملايين عراقي يعيشون تحت مستوى خط الفقر في واحدة من اغنى الدول النفطية ’ اما على صعيد الانهيارات الامنية وافرازاتها من الكوارث الانسانية فقد سجلت اشهر نيسان وايار وحزيران فقط استشهاد(2500) مواطن برغم التخصيصات المهولة وربما غير المسبوقة للاجهزة الامنية حيث بلغت الميزانية المالية المخصصة للامن وللدفاع العام لهذه السنة ’ تسعة عشر الفا وسبعمائة مليار ومائتان وستة وتسعون مليون دينار, ومع ذلك فشلت فشلا ذريعا في وقف الانهيارات الامنية ’ وفي اجتثاث القواعد والحواضن والاجهزة والفصائل الارهابية .
الى ذلك فقد عزا تقرير امريكي استمرار نجاح الارهابيين في العراق الى سوء الممارسات السياسية في البرلمان مؤكدا على ان المعلومات الامنية يمكن شراؤها ’ واوضح تقرير موقع (الصفحة الستراتيجية) بأن الفساد مكن الارهابيين في كثير من الاحيان من شراء نقاط التفتيش او الحراس الامنيين وهو ما يعني بالتالي أن المعلومات الامنية الحيوية يمكن شراؤها.
ولعل العجب العجاب والمثير للدهشة والاستغراب ان كل هذا يحدث ونحن في دولة (القانون) فكيف كان سيكون مصيرنا لو كنا في دولة يحكمها المختلسون والارهابيون والفاسدون ؟؟؟     

257
مشاكسة
إعتقــــال
الملابــــس الداخليــــــة
مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

من بين الكوارث والمآسي والنوادر والطرائف والفواجع ومثيرات المواجع، المضحكات المبكيات، في بلد النفط والقحط والعجائب والغرائب والانتكاسات والتناقضات، برزت وتبرز وربما ستبقى بارزة الى اجل غير مسمى، ظاهرتان رئيستان تقدمتا وتتقدمان على ما كل ماعداهما من الظواهر والتحديات والمشكلات والمعاناة والتخبطات والتعقيدات ’ وسوف تبقيان تفرضان وجودهما على تضاريس الخارطة السياسية المزروعة بألغام التقاطعات والملبدة سماؤها بغيوم التناقضات والملوثة اجواؤها بغازات الفساد وباشعاعات ارتباطات البعض (المبدئية النظيفة النبيلة) بالدول الاقليمية خدمة للمصالح (الوطنية)، وهما معضلتا الطاقة الكهربائية والانهيارات الامنية.
فعلى صعيد الكهرباء التي يتسبب دلالها وغيابها واحتجابها في صيفنا اللاهب بشواء المتعففين والمعدمين والفقراء والمسحوقين ’ والتي من المؤمل أن تحل معضلتها ياسادة يا كرام بعد حوالي ستمائة عام، في ضوء تصريحات مسؤول رفيع وديع، صادق حاذق، سبق أن وعد وأكد وشدد بأن بلدنا سيكتفي من كامل احتياجاته الوطنية من الطاقة الكهربائية بحلول عام 2013، وسيصدر الفائض منها في هذا الصيف القائض الى دول الجوار لاغاثة شعوبها المسكينة وحكوماتها الحزينة، لكن عندما حل العام المذكور دون ان يتحقق الوعد المسحور، تبين ان ذلك المسؤول الوديع الرفيع كان صادقا في دعواه وان شعبنا (الجاهل) غير محق في تذمره وشكوكه واتهاماته وشكواه.
فالمسؤول المعني كان يقصد انتهاء الازمة الكهربائية الوطنية بحلول عام (2013) هجرية وليس عام (2013) ميلادية وكان بذلك صادقا وسليم النية، لكن المشكلة تكمن في قلة ادراك هذا الشعب الغارق في الجهل والامية الذي لا يفرق بين التقاويم الهجرية والميلادية، بذلك فان ما عليه الا الانتظار لفترة قصيرة لا تتجاوز الــ (579) سنة هجرية اضافية كي تحل الازمة الكهربائية بمنتهى السلاسة والموضوعية، وبإمكانه التمتع حتى ذلك الحين بـ (579) سنة اخرى من الاجواء المظلمة الرومانسية بالاخص داخل اطار العلاقات الزوجية التي كثيرا ما تؤدي لنتيجتين متناقضتين، هما ارتفاع نسبة الولادات بسبب تفجر الاحاسيس الملتهبة والاشتباكات الرومانسية والمشاعر الحميمة لدى قسم من الازواج والزوجات بالاخص الذين اقترنوا ببعضهم حديثا ، يقابل ذلك ارتفاع نسب المعارك والخلافات بين القسم الآخر من الازواج والزوجات بالاخص ممن مضى على زواجهم عشرات السنوات وممن يسكن مع الحموات.
اما على الصعيد الامني وانهياراته اليومية الكارثية التي اضحكت العالم وابكته وادهشته وأحزنته على هذا الشعب الصابر الحائر الذي تطفو بلاده على بحيرة خرافية من النفط بينما يطفو هو على بحيرة كارثية من الفقر والجوع والبطالة والقحط، والاخطر والامر حصار الموت اليومي الذي يمد أذرعه الاخطبوطية في الشوارع والازقة والساحات والدوائر والمقاهي والوزارات وفي ملاعب كرة القدم الشعبية والمطاعم وألأحياء السكنية عبر المفخخات والكواتم والعبوات ليحصد ارواح العشرات وليزرع المآسي بين مئات العائلات دون ان تبدو في الافق اية اشارة ايجابية، او حتى ومضة تفاؤلية بوقف مسلسل استباحة دماء الابرياء الذين امسوا وقودا وضحايا للخلافات السياسية الحمقاء، في وقت تقف فيه الاجهزة الامنية المهولة شبه عاجزة او مشلولة.
ولعل ما يثير الضحك والتندر على هذه الرزايا والبلايا، وشر البلية ما يضحك، ليس فقط في اجهزة كشف المتفجرات الخائبة التي بدل ان تكتشف المفخخات والمتفجرات المخفية كانت تكتشف التوابل والعطور ومساحيق التجميل النسائية، لكن المثير كان الحس الامني الخطير واجراءاته العبقرية التي تعقب كل الفواجع والكوارث والانهيارات الامنية بدل الجهود الاستباقية والاحترازات والتحوطات وجمع المعلومات الاستخباراتية الذكية التي كان يجب ان تسبق كل جريمة ارهابية وتشل الاصابع الاجرامية قبل ان تضغط على الازرار التفجيرية، واذ بها ربما مغيبة أو غائبة كأية تشكيلات خائبة، حيث تكتفي الجهات المعنية كما جرت العادة الروتينية بغلق المناطق المنكوبة ونقل جثث الشهداء والمصابين، وشن عمليات تفتيش دقيقة بين المواطنين المتواجدين بدل الاستدلال على المجرمين واعتقال الفاعلين الحقيقيين.
بيد أن الادهى والامر تلك الستراتيجية الامنية العبقرية الثورية التي استخدمها بعض رجال الامن الاشداء الأكفاء خلال الانهيارات الامنية التي سبقت اطلالة عيد الفطر السعيد والتي (هزت وهدمت) قواعد ومرتكزات وحواضن الارهاب بعنف وجففت منابعها، حيث بادر بعض رجال الامن إلى الاستيلاء عنوة على موبايلات المواطنين الذين شاء سوء حظهم التواجد في محيط مناطق الانفجارات، والاطلاع على محتوياتها دون اية اعتبارات لما تحتويه من صور ومقاطع فديو عائلية لاحتفالات ومناسبات خصوصية ومن معلومات ومكالمات شخصية، وكأن الارهابيين القتلة والعقول والكفاءات الاجرامية التي تقف وراءهم وتخطط لجرائمهم وتدفعم لاقتراف تلك القذارات من البلاهة والسذاجة والغباء بحيث يبقون متواجدين في مواقع جرائمهم وهم يحملون معهم شيفرات اتصالاتهم السرية والعلنية وأرقام ومحتويات المكالمات الهاتفية التي توثق أفعالهم الارهابية ومواقع شبكاتهم وارتباطاتهم القيادية.
 في ضوء ذلك فاننا بتنا نخشى من تواصل تطورات وتجليات وابداعات واشراقات وابتكارات هذه العبقرية الامنية التي عجزت وتعجز كل نقاط السيطرات والمداهمات والجهود الاستخبارية فيها عن رصد وحصر وكشف وحجز السيارات المفخخة التي بات بامكانها ان تمر بمنتهى اليسر والسهولة من جميع نقاط التفتيش لتصول وتجول بحرية في شوارع العاصمة ولتختار اهدافها بدقة وعناية حتى باتت تنفجر بالعشرات، وتبادر بعد تجربتها الامنية الرائدة في انتزاع موبايلات المواطنين الخاصة وتفتيشها، إلى تفتيش ملابس المواطنين الداخلية بحثا عن أي دليل مادي او معنوي، ثابت او متحرك قد يكون مخبأ ربما وراء هذه الملابس يقود للقبض على القتلة، عندها ستتحول مسارح الجرائم الى مسارح لفضائح تجعل عدسات الفضائيات تسارع لنقل تفاصيلها المثيرة على الهواء صباح مساء.
لكن الفضائح ستكون أشد اثارة لو أن شكوكا عبقرية امنية متفردة حامت حول بقعة ما فوق الملابس الداخلية لاحد المواطنين وبادرت للتحفظ عليها واعتقالها بذريعة ارسالها الى المختبرات الجنائية لتحليلها ومعرفة مكوناتها ومصادرها وترك المواطن المعني يعود الى بيته واسرته بدون ملابسه الداخلية، فكيف سيكون بامكانه ان يقنع زوجته مثلا بانه ارغم على خلعها لدواع امنية لا علاقة لها بالخيانة الزوجية ؟؟؟ وكم من الزوجات يمكن ان يصدقن ان ملابس ازواجهن الداخلية رهينة لدى الاجهزة الامنية ؟؟؟
 أما لو تم تعميم هذه التجربة الفريدة العتيدة بعد نجاحها الساحق الماحق فانه سيتوجب عندها على كل مواطن ان يحمل معه اينما ذهب ملابسا داخلية اضافية تحوطا لمثل هذه الاجراءات (الرومانسية) ’ كما اننا سنشهد عندها تحولا نوعيا في الاستراتيجية الامنية من مطاردة واعتقال القوى والعناصر الارهابية الى مطاردة واعتقال الملابس الداخلية.
 

258
مشاكسة
المصلخــــة العامـــــة

   مال اللــــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

أمسى عصرنا الى جانب الكثير من المميزات التي طبعت بصماتها على نمط الحياة فيه وفي مقدمتها التحولات الديمقراطية والتحررية والتكنلوجية والانتفاضات الشعبية والثورات الربيعية والصيفية والشتائية والخريفية والصقيعية’ والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عصر ( المصلحــــة العامـــــــة ) بلا منازع.
فالقادة والملوك والرؤساء والزعماء ورؤساء الحكومات والبرلمانات والوزراء والسفراء والبرلمانيون والمستشارون والمديرون العامون، العادلون منهم والظالمون والاتقياء والفاسدون، والمخلصون منهم والمخادعون، والصادقون والكاذبون، الانقياء والدجالون والنزهاء والمختلسون، جميعهم يسبقون كل اجراءاتهم وقراراتهم وخطواتهم وتحركاتهم وتعليماتهم وتوصياتهم ومواقفهم بعبارة فريدة مجيدة لا تتغير ولا تتحور ولا تغيب ولا تتقهقر تلك هي عبارة ( بنــــاء علــــى مقتضيـــــات المصلحـــــة العامــــــة).
تبعا لذلك فإن قمع التظاهرات السلمية بالقوة في هذه الدولة (الديمقراطيـــــــة) أو تلك، واعتقال المتظاهرين المسالمين واهانتهم وتعذيبهم بأساليب غاية في (الرومانســـــــية) دون اوامر قضائية او مذكرات توقيف أمنية، إنما يتم وفقا لمقتضيات المصلحة العامة. وتوقيع العقود الوهمية، والمصادقة على الصفقات المشبوهة ومن اردأ المناشئ لقاء حصص ( نزيهــــــة ومشــــروعة) ونسب (شرعيـــــة) انما يتم وفقا للمصلحة العامة، وارتباط هذا السياسي او ذاك بخيوط (حريريـــــــة) بهذه الدولة او تلك ومقايضته لكل مصالح شعبه الوطنية بمصالحه الشخصية وتقديم مصالح الدول الاقليمية على مصالح بلاده الحيوية انما تأتي في اطار فهمه (العبقــــــــري) لمتطلبات ولدواعي المصلحة العامة، وعندما يسرق هذا الوزير ويختلس ذلك المسؤول فانه يفعل ذلك طبقا (للمصلحـــــة العامــــــة) وعندما تغض الجهات المسؤولة النظر عن اختلاساته وسرقاته وتيسر له الظروف المناسبة والاوقات الملائمة لعملية هربه بالجمل وما حمل بجوازه الاجنبي للتمتع بما جنته يداه (مــــن المـــــال الحــــلال) فانما تفعل ذلك خدمة للمصلحة العامة، وعندما يبادر هذا المسؤول او ذاك إلى تعيين ابنائه من انصاف الاميين في الدوائر الهامة والدرجات الحساسة لقاء رواتب ومخصصات وصلاحيات ومغريات خيالية، فانما ينبع ذلك التصرف من حرصه على المصلحة العامة، وعندما تتحول العملية السياسية والبرلمانية والأروقة الحكومية الى ساحات حرب والى مؤامرات ومواقف عدائية وتصريحات كيدية واتهامات وكشف وثائق سرية وملفات فساد بدل التوجه لعبور الخلافات السياسية والشخصية وتقديم افضل الخدمات للمواطنين، فانما ذلك يمر وفق (عبقريــــــة) البعض المتفردة عبر بوابة المصلحة العامة.
ووفقا لذلك عندما تهتز الثوابت الامنية بقوة وتسقط معظم التحوطات وتنهار ابسط ضمانات حماية المواطن امنيا ويحول هذا الطرف او ذاك ارواح المواطنين الى رسائل سياسية عبر المفخخات والكواتم والقذائف والعبوات اللاصقة، فإن انهار الدماء البريئة تلك تصب بنظر مقترفيها من المجرمين والقتلة والسفلة والارهابيين والعملاء المأجورين في خدمة (المصلحــــة العامــــة)، وعندما تعجز تخصيصات بعشرات المليارات من الدلارات والتي تفوق مجموع مبالغ الميزانيات العامة لثلاث سنوات متتالية لدولة مجاورة عن توفير الطاقة الكهربائية برغم اطنان التصريحات والخطب والبيانات والعقود والسفرات والايفادات والتأكيدات بالاكتفاء الذاتي بل وتصدير الفائض من الطاقة الكهربائية للدول الاقليمية في الوقت الذي تتسول فيه الدولة المعنية، الكهرباء من الجيران وباعلى الاثمان، فان ذلك كله ينطلق من مبدأ الحفاظ على المصلحة العامة التي لايفهمها كما يبدو الرعاع والعامة ذوي الافكار السامة، حتى باتت بعض الشعوب في حيرة من امرها في كيفية توصيف وتفسير هذه الحاضرة الغائبة التي تدعى (المصلحـــــة العامــــــــة) والتي امست شماعة لكل اخطاء وفساد واختلاسات وسرقات وآثام وخطايا ورزايا معظم السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين.
في ثمانينيات القرن الماضي كان احد المسؤولين (الثورييــــــن) مولعا حد النخاع بالمصلحة العامة، يردد مصطلحها عشرات المرات في الندوات والاجتماعات وفي لقاءاته بالموظفين والمراجعين على حد سواء، ولم يفته ان يجعل عبارة (بنــــاء علــــى مقتضيــــــات المصلحـــــة العامــــة) تتصدر كل الكتب الرسمية والاوامر الادارية الصادرة عن دائرته، بدءا من منح الفراشين اجازة اعتيادية، مرورا بقوائم الصرف الاعتيادية، وانتهاءا بالعقوبات الادارية.
مرة تأخر سكرتيره الشخصي عن الدوام لنصف ساعة مما دعاه لتوجيه عقوبة الفات نظر اليه تسبقها عبارة (بنـــــاء علــــــى مقتضيــــات المصلحــــة العامــــة) ومرة شكل لجنة مشتريات لاقتناء اثاث جديد لمكتبه (وفقـــــا للمصلحــــة العامــــة ايضـــــا) , كما اصدر امرا اداريا بنقل موظفة متفجرة الانوثة من احد الاقسام الى مكتبه وفق امر اداري تصدرته بالطبع عبارته السحرية ( وفقـــــا لمقتضيــــات المصلحــــة العامـــة) ، ليتسنى له مغازلتها ومداعبتها وفقا للمصلحة العامة بالطبع ، بالاخص بعد ان اصدر لها امرا اداريا تم بموجبه تكليفها باعمال اضافية بعد الدوام الرسمي وفقا لمقتضيات المصلحة العامة , وليتسنى له ممارسة (مصالحه الانسانية العامة ) بهدوء واطمئنان , وكانت كل ايفاداته (السياحية) تتم وفقا للمصلحة العامة، وعندما استبدل سيارة الدائرة التي يستخدمها لثلاث مرات خلال سنة واحدة انما فعل ذلك خدمة للمصلحة العامة.
 مرة اصدر امرا اداريا حول تغيير اوقات الدوام الرسمي وفقا للتوقيت الصيفي وابتدأ الامر كالعادة بعبارته التاريخية الشهيرة (بناءً على مقتضيات المصلحة العامة) ولست ادري هل كان كاتب الطابعة في مكتبه بريئا ونزيها وغير متعمد عندما ابدل ابدل حرف الحاء بحرف الخاء، وأن الامر كان مجرد غلطة وطبعيةحدث بعفوية , أم ان الأمر كان مقصودا ’ بل ومتعمدا؟
ويبدو ان ذلك المسؤول (الثـــــوري) لم يدقق ذلك الامر الاداري جيدا قبل توقيعه ولم وينتبه لذلك الخطأ (الســـــتراتيجي) الذي حول الدائرة الى ساحة لهستيريا الضحك والتندر والتعليقات المختلفة بعد ان تم تعليقه في لوحة الاعلانات ليقهقه الجميع وهم يطالعون عبارة (بنــــاء علــــى مقتضيـــــات المصلخــــــــة العامــــــة).
مع الاسف، فإن بعض السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين الفاسدين في كل مكان في زماننا هذا قد حولوا (مصالحهــــــم) الخاصة، الى (مصالــــــخ) او الاصح (مســـــالخ) يسلخون بها جلود شعوبهم دون خجل او حياء.
 
 
 

259
أدب / أشـــــتاق اليــــــــك
« في: 12:31 07/08/2013  »


أشـــــتاق اليــــــــك



 مال اللـــه فــرج


 
أشــــتاق ........
لصباح أو مســاء
أرتشـــف فيــــــه
قهوتــــي معــــك
أشــــتاق ........
للحظـــــة لقــــاء
أتبـــــادل فيــــــه
الصمــــت معـــك
أشــــتاق ........
لعاصفــة هوجـاء
تحملنـــــا بعيـــدا
لأضيـــــع معـــك
أشــــتاق ........
لفراشـــة بيضـاء
تحمــــــل لـــــــي
ضـــــوع عطــرك
أشــــتاق ........
لذات مســـــــــاء
تطــــرق فيــــــه
البــــــــاب يــدك

 Malalah_faraj@yahoo.com


260
مشاكسة
اعتقـــال القتلـــــى
وافلات القتلــــــــــــــــــة
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

اذا كانت ابرز واغرب واعجب انجازاتنا وملاحمنا وابتكاراتنا وابداعاتنا التي ادهشت الانسانية والامة العربية من محيطها العاثر الى خليجها الحائر قد تجسدت بمأثر عديدة مجيدة فريدة , منها (يا للعجـــب يا للعجـــب ..أغنـــى دولــــة وأفقــــــر شــــعب) و (دولــــــة رومانســـية بلا وزراء امييــــن .. عفــــوا ’ اقصـــد بلا وزراء امنييـــــن) و (دولــــة ميزانيــــة المئــــــات الملياريـــــة بلا طاقــــــة كهربائيـــــة) و (دولـــــة البطاقــــــة التموينيــــة غيـــــر القادرة علــــى الانجــــاب والذريـــــة) رغم كل التصريحات النارية والفحوصات المختبرية والتخصيصات المالية والسفرات السياحية والايفادات الرسمية والعقود الوهمية والعمولات الخيالية ’ فقد برزت الى جانب كل تلك الماثر ’مأثرة جديدة مجيدة ’ تمثلت بنجاحنا الباهر الماهر في السير عكس نظريات واتجاهات وفرضيات وحقائق ووقائع وقوانين وثوابت العالم الامنية التي تؤكد باجمعها على العلاقة العكسية في المعادلة الامنية ’ اذ كلما زادت اعداد ومجاميع القوى الامنية وتخصيصاتها المالية واجهزتها المهنية ’ كلما تراجعت الجريمة وتقلصت مساحة الارهاب وانخفضت معدلاتهما ’ اما نحن فقد نجحنا في عكس هذه المعادلة الامنية الدولية وقلبها رأسا على عقب , من خلال ابداعاتنا المتفردة في تحويلها  من معادلة عكسية الى معادلة طردية ’ وجعل بعض ابطالنا الامنيون بعبقريتهم الفذة طرفيها كالاتي :
(اضخـم الميزانيـــات الماليـــة + أكبــــر القطاعـــــات والعناصــــر والاجهــــزة الامنيــة = أكبــــر الخســـائر البشريـــــة ).
وحتى لا نستغرب ولا نعجب ولا نتهم او نعتب , اكد مسؤول حكومي رفيع بأن هنالك في بغداد وحدها اربع فرق عسكرية وان هنالك اكثر من مليون منتسب في صفوف قوات الجيش والشرطة بما يعني توفر عسكريا واحدا لكل (30) مواطنا ’ اما الميزانية المالية المخصصة للامن والدفاع للعام الحالي (2013) فقد بلغت (19702296000000) دينارا’ وبلغة الحروف والكلمات بلغت تسعة عشر الفا وسبعمائة واثنان مليارا ’ ومائتان  وستة وتسعون مليون دينار ’ ومع ذلك فقد (نجحـــت بأمتيـــــاز) بعض قواتنا وكفاءاتنا وخبراتنا وعقولنا واجهزتنا الامنية نجاحا باهرا وبمنتهى الكفاءة المهنية التي اذهلت العالم وهزت بعنف عقوله الامنية المتمرسة في القبض وبسرعة قياسية على كل ضحايا العنف والارهاب وعلى كل هياكل المفخخات بعد تفجيرها وعلى كل ضحايا الكواتم والعبوات اللاصقة ومنح الجناة فرصا (انسانيــــــة) للهرب خارج مواقع جرائمهم وربما خارج البلاد ليأمن من شرورهم العباد, حيث شهدت هذه (الستراتيجيــــة الامنيـــة الانسانيـــــة الرومانســـية الوطنيـــة الشفافــــة) مؤخرا وبعد نجاحها الكبير والخطير تطورا ايدلوجيا اذهل المتابعين الامنيين والمحللين الستراتيجيين من خلال تعميمها على السجون والمعتقلات حيث تم اختبارها بنجاح في سجني  التاجي وابو غريب وتمخض ذلك الاختبار التاريخي الناجح  بهرب السجناء و اعتقال السجانين المساكين القتلى منهم والجرحى والمعوقين.     
في ظل هذه النجاحات الامنية الملحمية أكدتْ احصائية جديدة عن عدد ضحايا العنف في بلادنا خلال شهر تموز الماضي إن معدل عدد القتلى في اليوم الواحد بسبب اعمال العنف (الرومانسية) وصل الى 25، فيما وصل عدد الجرحى الى نحو 52.
 
 وبحسب إحصائيات للامم المتحدة التي تعتمد على مصادر امنية وطبية عراقية فإن شهر تموز قبل ان ينتهي خلف 719 قتيلا و1581 جريحا وتقدر الاحصائيات والمصادر المحايدة ان عدد الضحايا في تموز فقط كان بحدود الالف انسان.
وبالتاكيد فقد ارتفعت اعداد الضحايا بعد موجة التفجيرات المتتالية في جميع محافظات العراق سيما العاصمة بغداد، حيث سجل مقتل (2500) مواطن خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة التي سبقت تموز الماضي بحسب ارقام الامم المتحدة بينهم 761 في حزيران الماضي, فيما شهد الاسبوع الاول من  شهر تموز مقتل أكثر من 330 شخصا في هجمات في مناطق متفرقة ليعود ويرتفع عدد القتلى في نفس الشهر بعد مرور عشرين يوم منه ليصل لنحو 525 ما يعني أن معدل ضحايا العنف في العراق بلغ نحو 25  قتيلا يوميا , بينما تؤكد المصادر ان احصائية القتلى ارتفعت بعد التفجيرات الاخيرة لتصل الى  حوالي الالف قتيل، أما الجرحى فهم اكثر من الف وخمسمئة مواطن.  وقد نفذت اغلب عمليات العنف بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وانتحاريين، مستهدفة المساجد والحسينيات والمقاهي والاسواق والسجون ونقاط التفتيش  ’ ورغم الاجراءات الفعلية التي تتخذها الجهات المسؤولة لاحتواء الموقف ومحاصرة الارهاب  وقواعده الا ان معادلتنا الوطنية الفريدة المجيدة  (اضخـــم الميزانيــــات الماليــــة + اكبـــــر القطاعــــات والعناصــــر والاجهــــزة الامنية = أكبــــر الخســـائر البشريـــــــة ) ما تزال سيدة الموقف على الارض.
في خضم ذلك وحيث يسارع افراد مختلف القوى الامنية ورجال الانقاذ والطوارئ والاسعاف الفوري لدينا حال سماعهم اصوات انفجارات المفخخات والعبوات وغيرها الى مواقع الاحداث لفرض طوق امني ولاسعاف الجرحى ونقل الضحايا وفق اعلى المشاعر الوطنية وانبلها ’ تحضرني حكاية عن احد مراكز الشرطة في احدى الدول المتسولة والمتوسلة كات يضم مفوضا امنيا (عبقريـــــــا) ’ كان كلما تحدث جرائم قتل او دهس او عنف يسارع مع مفرزته الى مواقع الاحداث الملتهبة لاجراء التحقيقات الاولية ’ وحال وصوله لموقع الحدث كان يتصل لاسلكيا بمدير المركز ليزف له فرحا مستبشرا انباء انجازاته العبقرية وهو يصرخ مبتهجا (ابشــــرســـــيدي ... فقـــــد قبضنــــا علـــــى القتيـــــل ) ويضيف مفاخرا ( وفــــر القاتــــل الــــى جهــــة مجهولـــــــة).
 فالى متى سيتواصل عرض هذا المسلسل الهندي في محافظاتنا المنكوبة ؟ مسلسل القبض على الضحايا وافلات فرسان الارهاب والجريمة والرزايا؟

261
مشــاكسة
العـــــراق يفشـــــل
فــي دخــول موســـوعة غينــس
   مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

بعد نجاحاتنا منقطعة النظير في مختلف المهام الحيوية والقضايا الستراتيجية، خصوصاً في ميدان القضاء على الفقر والجوع والعنف والإرهاب وتوفير مختلف الخدمات والكهرباء على مدار الساعة ونحن نستعد لتصدير الفائض من طاقتنا الكهربائية الى بعض الدول الاقليمية باسعار تعاونية تجسيدا للمثل الشعبي الشهير (حـق الجـار عالجـار)، فقد اذهلنا العالم كله، وادهشنا المجتمع الدولي بجميع مؤسساته، ونحن نحقق وبنجاح ساحق ماحق ’ اروع انجاز بمنتهى الاعجاز، عبر ترجمتنا الأمينة النزيهة الدقيقة الشفافة لمعادلة القرن التاريخية التي اثارت الدهشة والعجب..(أغنـى دولـة.. وأفقـر شـعب) الى جانب مآثرنا المتفردة في النزاهة ومكافحة الفساد ورموزه واجتثاثه من جذوره.
فإضافة لكل انجازاتنا تلك، كشفت لجنة النزاهة النيابية، (وفـــق مصـــادر صحفيــــــة) عن أن حجم الأموال العراقية (المتواضعــــــــة) التي (هربـــــــت) الى خارج البلاد منذ(2003)، يصل الى 130  مليار دولار فقط، وقد تعمدت ان اذكر هذا الرقم المتواضع بارقامه الثلاثة فقط حتى لا أصدم الفقراء والمعدمين من ذوي القلوب النظيفة العفيفة الضعيفة بأصفاره المجردة وعددها الى جانب هذا الرقم أيها الأخيار تسعة اصفار يا أيتها النساء ويا أيها الرجال , بالتمام والكمال، اما لو حولنا هذا المبلغ ( الضائــــع المتواضـــــع) الى العملة العراقية فسوف نغرق بالتأكيد أيها الاحـــــرار في بحيرة الأصفار ’ تماما كما اغرق (بعــــض المسؤوليـــــن النزهــــــاء) من (فرســــان) الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجة البلاد والعباد في بحيرة الفساد، رافق ذلك ملاحقة (120) مسؤولا حكوميا، بينهم (37) مسؤولا هاربا خارج العراق ، منهم ثلاثة وزراء وتسعة مديرين عامين و(25) آخرين بمستويات وظيفية اخرى، على صلة بملفات الفساد المالي والاموال المهربة بالطرق المجربة ،  في وقت اعلنت فيه الأمم المتحدة في حزيران الماضي، ان نسب الفساد  الإداري في العراق في (تزايــــــد مســـــتمر)، مؤكدة ان نحو 60% من موظفي الخدمة المدنية في العراق “عرضوا” اخذ رشـــــــا، فيما اكدت أن نسب الفساد في بغداد اعلى منها في بقية المحافظات، فيما كانت محافظات إقليم كوردستان الاقل نسبة في الفساد، مبينة ان المواطن العراقي يضطر إلى دفع رشوة (اربــــــــع مـــــرات فــــي الســــــنة).
وبعيدا عن الخوض في التفاصيل القانونية والاجراءات القضائية، فإن هذا المبلغ المهدور لو قسم على عدد نفوس العراق البالغ (25 مليونا) لكانت حصة كل مواطن (5200) دولار، ولو افترضنا ان متوسط عدد افراد العائلة العراقية خمسة افراد فإن حصة كل عائلة كانت ستكون (000ر26) دولار، ولو قامت حكومتنا الحكيمة بتخصيص ذلك المبلغ لبناء دور سكنية تعاونية بكلفة (000ر52) دولار للدار الواحدة بمساحة مائتي متر مثلا كما قامت بذلك الكثير من الشركات الاستثمارية في كوردستان لاستطاعت ان توفر السكن اللائق لنصف العوائل العراقية بالكامل التي يعيش معظمها بالاخص من الفقراء والمعدمين والمهجرين , في اكواخ من الطين والصفيح بينما يكتوي الآخرون بلهيب بدلات الايجار العالية التي لا تتناسب ومداخيلهم المتواضعة، فضلا عن ان ذلك المبلغ المهدور كان يكفي مثلا لتوفير كراس كهربائية متحركة لكل ذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الاوسط، اذا افترضنا ان سعر الكرسي الواحدة بحدود الالف دولار فانه كان سيوفر الكراسي لمائة وثلاثين مليون معاق وانقاذهم من مهانة الاعتماد على مساعدة الاخرين.
من جهة اخرى فقد بلغت تكاليف بناء اعلى برج في العالم، وهو برج خليفة الدولي في دبي الذي بلغ ارتفاعه (828) مترا ويضم (1044) شقة سكنية الى جانب المكاتب والمرافق الخدمية والمنشآت المختلفة ومرائب السيارات ويعمل ويقيم فيه بحدود (12000) شخص ويتألف من (200) طابق وبالامكان رؤية قمته من مسافة (95) كم، كلف فقط ملياراً ونصف المليار دولار ، وكان بامكاننا ان نقيم بذلك المبلغ المهاجر (86) برجا مماثلا لنجعل العراق يدخل موسوعة غينس للارقام القياسية بعدد أبراجه الخرافية، كما كان بامكاننا بذلك المبلغ اقامة شبكة كهربائية عملاقة قادرة ربما على انارة الشرق الاوسط كله او نصفه على اقل تقدير.
اما لو حاولنا اقامة ممرات من الدولارات بين الارض والقمر حيث تبلغ المسافة بينهما (000ر363) كم فقد كان  باستطاعتنا ان نقيم بذلك المبلغ ( الضائـــــع المتواضــــــع) (56) ممرا من الدولارات بين بغداد والقمر اذا علمنا ان طول الورقة النقدية من فئة الدولار الواحد يساوي(5ر15)سم وبذلك فإن كل كيلومتر سيحتاج الى (6450) ورقة من فئة الدولار الواحد وتبعا لذلك فإن الممر الواحد بين الارض والقمر سيحتاج الى (483ر935ر341ر2) ورقة نقدية من فئة الدولار الواحد.
اخيرا، ربما كان بامكان ذلك المبلغ الفائض عن احتياجاتنا الوطنية ان يغطي مساحة العراق كلها بالدلارات ويدخلنا موسوعة غينس للارقام القياسية ايضا لكن للاسف، فقد منعنا الفاشلون   والفاسدون والسارقون والمتواطئون مرة اخرى من دخول هذه الموسوعة  العالمية.
اخيرا فأن ما يخفف من هول هذه الصدمة الوطنية ومن عمقها وألمها ان الحكومة الحكيمة بادرت الى تعويض المواطنين تعويضا مجزيا سيذكره التاريخ بأحرف من نور وبخور وحبور من خلال زيادة حصصهم من مفردات البطاقة التموينية العقيمة العرجاء التي فقدت الامل والرجاء في استعادة خصوبتها والتعافي والشفاء.
 

262
مشاكسـة
الربيــــع
 يأتــــي مرتيـــــن
مال اللــــه فــرج    
Malalah_faraj@yahoo.com       
                                                                           
                             
عندما حط الربيع المصري الأول بموكبه المترع بالامال الكبيرة
على ضفاف النيل مطيحا بالرئيس محمد حسني مبارك ’ كان يعد بالتغيير الشامل سواء في البنية السياسية وهي الاهم ’ ام في بقية البنى الاقتصادية والاجتماعية بالاخص بعد ان مهد ذلك الربيع بتحطيم قضبان الحكم الفردي الذي احتجز داخل اقبيته الارادات الشعبية والتطلعات الجماهيرية والحريات السياسية لاكثر من ثلاثين عاما.
وحيث تسلم الاخوان وعلى رأسهم الرئيس مرسي السلطة ’ تحت ضجيج وصخب الشعارات الدينية التي كانت تعد بالعدالة والمساواة واطلاق الحريات واعادة بناء الهياكل الاقتصادية , فان غالبية المصريين الذين صوتوا لمرسي انما كانوا يصوتون لشعارات رسمت امامهم امالا كبيرة بالتغيير الايجابي وبالقيادة الجماعية وباحترام النسيج الاجتماعي والسياسي والديني المصري بكل اطيافه والوانه واتجاهاته’ ولم يكن يدر بخلد مطلق انسان ان ذلك الربيع الذي يعد بمواسم عطاء وتالق للحريات العامة واتساع مساحة حقوق الانسان يمكن ان ينقلب الى شتاء متجمد يوصد كل منافذ ومسارب الامل والتطلع نحو المستقبل ونحو الحرية والنهوض والحياة الحرة الكريمة, لكن هذا ما حدث اخيرا ’ وهذا ما حفز الربيع ليعود ثانية , عاصفا غاضبا مدويا محتدا ليطيح بحكم الاخوان وليضع مرسي وأبرز قياديي حزبه امام المساءلة القانونية , بعد عام واحد فقط من امساكه بزمام قيادة البلاد ,في خضم اعنف اعصار سياسي في تاريخ مصر هزها بعنف وهز معها دول الربيع الاخرى القريبة منها ايضا, فلماذا حدث ما حدث؟
في الواقع ’ وبعيدا عن التحليلات الفلسفية العميقة ووفق استقراء سريع للاحداث على الارض لابد ان يخلص المتابع المحايد للشأن المصري منذ تسلم الرئيس مرسي وقاعدته الاخوانية لمقاليد الحكم ولغاية اعصار الربيع الحالي الى حقيقة ان الاخوان هم الذين اطاحوا بانفسهم ’ وفرطوا بفرصة تاريخية جاءت لهم على طبق من ذهب لكنهم اخطأوا حساباتهم واخطأوا في توقعاتهم واخطأوا تبعا لذلك في تصرفاتهم وفي تعاملهم مع اطياف الشعب المصري وبالتالي فهم من حيث يعلمون او لا يعلمون قد اجهزوا بأنفسهم على فرصتهم التاريخية بايديهم والتي من الصعب ان تتكرر ربما بعد عشرات السنين بفعل افرازات مواقفهم العنيفة في ظل الربيع الحالي , فكيف فرط الاخوان بفرصتهم الذهبية التاريخية تلك وهم الذين لم يكونوا يحلمون يوما ان تاتي بهم صناديق الاقتراع بمثل تلك السهولة الى رئاسة دولة كانت تفرض حظرا على أي تنظيم رسمي لهم ؟
في الواقع فرط الاخوان ورئيسهم بالفرصة التي ربما لن تتكرر بسهولة من خلال موقفين ستراتيجيين تفرعت عنهما بقية الاسباب والاجراءات والمواقف والسياسات الاخرى على الارض, الموقف الاول احساس الرئيس مرسي بانه رئيس للاخوان فقط وليس للمصريين جميعا ’ وعليه ليس طاعتهم وتنفيذ حلقات ستراتيجيتهم حسب وانما تمييزهم عن بقية الشعب المصري واطيافه وقطاعاته من باب الانتماء اولا ومن باب رد الجميل بعد ذلك , وكأنه كان في رعايته المتميزة للاخوان التي فجرت اعمق مشاعر الامتعاض لدى بقية القطاعات كان يستنسخ شعار ( شعب الله المختار) واذا به بدل ان يجعل حزبه (حزب الشعب المختار)جعله(الحزب المحتار) الذي وجد نفسه فجأة يتربع على كرسي حكم اكبر واوسع منه بكثير ’ فلا هو استطاع ان يملأ مساحة الكرسي بانجازات عامة تخدم قطاعات الشعب الكبيرة ’ ولا هو افسح المجال للاطياف السياسية والجماهيرية الاخرى لمشاركته في ادراة دفة الحكم ’ فضاع وسط مساحة كبيرة فشل في ملئها واضاع معه برنامجه وحضوره وتأثيره الجماهيري فامسى اشبه بكرة صغيرة ضائعة وسط ملعب كبير.
اما الموقف الستراتيجي الثاني فتمثل في عملية القراءة الخاطئة من قبل الاخوان لنتائج الانتخابات التي اوصلتهم لرئاسة البلاد ’ اذ تصوروا ان صناديق الاقتراع التي عبروا من خلالها الى الحكم انما منحتهم (تفويضا سياسيا مفتوحا) في التصرف الكيفي او السياسي وفق ايدلوجية حزبهم وحسب ’ بكل ما يعنيه ذلك من اهمال وتغييب وتهميش القوى والقطاعات الجماهيرية والسياسية الاخرى , وفق نظرة ومنهج هو اقرب للنظرة الاستبدادية وللدكتاتورية السياسية التي تحجم وتصادر وتلغي الاخرين’ وبذلك عكسوا انطباعا سواء من خلال تصرفاتهم وبرامجهم وخططهم وهجماتهم على بقية الاطراف والقوى الوطنية , ام من خلال سياسة الرئيس مرسي ’حقيقة انهم ذاهبون لبناء نموذج للدولة الاحادية الشكل واللون والطعم والاتجاه وفق الستراتيجية الاخوانية, مما قاد عمليا الى الاطاحة بكل شعارات الحق والحرية والعدالة والمساواة والتكافؤ الاجتماعي والسياسي التي رفعوها خلال حملاتهم الدعائية التي سبقت الانتخابات ولتكتشف قطاعات جماهيرية واسعة كم كانت مخدوعة بشعارات لا جذور ولا وجود لها على ارض الواقع.
الى ذلك فقد اسهمت سياسات وقرارات الرئيس مرسي بعودة الربيع ثانية , هذا الربيع الذي رفعه من فوق كرسي الرئاسة ووضعه رهن المساءلة والاستجواب , وفي مقدمتها سوء الادارة ومحاولاته اخونة مصر وفرض دستور جديد يكرس ايدلوجية الاخوان رغم رفض قطاعات سياسية وجماهيرية واسعة له ورفضه لمبدأ التوافق الوطني وشن هجوم عنيف على الصحفيين والاعلاميين ووصفهم بمنتهكي القانون والمتهربين من دفع الضرائب , وكذلك على المعارضين ووصفهم بفلول النظام السابق , ترافق ذلك مع انفجار ازمات البطالة وارتفاع الاسعار وشحة المحروقات والركود الاقتصادي وتراجع السياحة التي تمثل عصب الاقتصاد ورفضه اجراء انتخابات رئاسية مبكرة او تشكيل حكومة تحالف وطني , وغيرها الكثير .. مما اسهم في الاسراع بعودة ربيع التغيير ثانية الذي انقذ مصر من السقوط في هوة الاخونة.
الى ذلك فان الخطأ الاكبر الذي ارتكبه ويرتكبه الاخوان بحق انفسهم وبحق تنظيمهم بعد الاطاحة برئيسهم يتمثل بعملية التخندق ضد ارادة غالبية المصريين والاحتكام للعنف مما بعث برسالة واضحة الى المصريين عموما والى الرأي العام العالمي تؤكد سطورها على ايدلوجية العنف والاقصاء والتفرد التي لجؤوا اليها مما يضعهم في خندق الارهاب ويعمق من عزلتهم ومن التوجس الداخلي والخارجي ضدهم وبذلك يوسعون من مساحة الرفض الشعبي لهم بين مختلف القطاعات الجماهيرية بالاخص تلك التي كانت مخدوعة بشعاراتهم الدينية ’ ولعل جرائم بعضهم في القاء عدد من الشباب المعارضين لمرسي من فوق سطوح البنايات الشاهقة  والتي هزت الضمير الانساني بعنف في كل مكان ما يجسد عمق النفق المظلم من الرفض والادانة الذي سار اليه الاخوان بأرجلهم.
وبذلك يضع الشعب المصري بربيعه الثاني وبانتفاضته الرائعة امام كل الحكام تجسيدا عمليا لفلسفة الشاعر الكبير ابو القاسم الشابي عبر ابياته الشعرية الشهيرة العريقة التي يحفظها ربما كل العرب من المحيط الحائر الى الخليج العاثر:
(اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ... ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر) ’ فهل يتعظ الحكام المستبدون والفاسدون والظالمون والسارقون والمتغطرسون ويتقوا الله في شعوبهم قبل ان تزلزل كراسي حكمهم عواصف واعاصير الربيع الذي تصنعه الارادات الشعبية ؟؟؟

 



263
مشاكسة
زعيـــم النزاهــــــة
مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

مرت قبل ايام الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958التي كانت منعطفا حاسما في مسيرة العراق والمنطقة ’ ومن ثم امست البوابة التي افضت بالعراق بعد ذلك الى ساحة المواجهات والمعارك السياسية والانقلابات العسكرية وصراع الايدلوجيات الاقليمية ’ وباطلالة هذه الذكرى تحضر في قلب الاحداث صورة الرجل الذي غير مسار التاريخ ليمسي بعد ذلك جزءا منه ’ وهو يحاول بناء اسس تجربة وطنية مستقلة على خط التماس الملتهب بين اقوى واضخم ايدلوجيتين متناقضتين بعيدا عن الانحياز لاحداهما او السقوط تحت جناحي الاخرى ’ فكان ان انكفأ مضرجا بدمائه قبل ان يستطيع تحويل ذلك الحلم المصيري الى واقع على الارض برغم نجاحاته في وضع الاسس الاولية الراسخة لكيان دولة ناهضة تحاول ان تتنفس حريتها وتدافع عن استقلاليتها بروحية الحياد بمنأى عن صراع الايدلوجيات المحيطة بها ’ ذلك هو الزعيم عبد الكريم قاسم التي ما تزال بعض اثار بنائه الوطني قائمة برغم عواصف واعاصير وعوامل (التعريـــــة السياســــية المتعمــــــدة) التي هبت عليها من مختلف الانظمة والقوى السياسية وحاولت سحقها والغاء ملامحها وتشويه تضاريسها وازالة معالمها ’ ومنها مدينة الطب في بغداد ومدينة (الثــــورة) وقانون الاصلاح الزراعي وقانون رقم (80) الذي مهد لتاميم النفط لاحقا ,ووزارة الاعمار وغير ذلك الكثير.
وعلى الرغم من اتفاق القسم الاكبر من العراقيين على النزاهة المتفردة لذلك الزعيم (الاوحـــــــد) ’ الا ان البعض من محبيه’ ما يزال يحمله المسؤولية عن كل ما اصاب ويصيب العراق من مصائب وكوارث وويلات ’بالاخص الاصطفافات الطائفية وبروز ظاهرة (المراهقـــــة السياســـــية) والعنف والارهاب والجريمة المنظمة والتهجير والاستهدافات والقتل على الهوية , الى جانب انبثاق اخطبوط الفساد الذي بات يمد اذرعه الى مختلف القطاعات والوزارات والمؤسسات حيث لم تنج من شراهته حتى رواتب الرعاية الاجتماعية المتواضعة التي تمثل المورد الرئيس للمعدمين واليتامى والارامل وذوي الاحتياجات الخاصة ,مبررين اتهاماتهم للزعيم (الاوحــــــــد) بطيبته المتفردة ممثلة بتهاونه مع اعداء الثورة والمتامرين عليها والعفو عمن حاول اغتيال الشرعية الثورية ممثلة بزعيم العراق وفق مقولته الشهيرة(عفـــــا اللــــه عمـــا ســــلف)’ مما منحهم فرصة اعادة تنظيم صفوفهم والانقضاض عليه واغتياله عبرانقلاب الثامن من شباط الذي ادخل العراق في دوامة العنف والدم والاعتقالات العشوائية وتصفية فصائل ورموز الحركة الوطنية, وما تلا ذلك من مسيرة العنف والدماء والصدامات التي تواصلت بشكل وباخر ليومنا هذا, فضلا عن اتهامه بتحجيم الحركة الوطنية وتغييب صيغة المشاركة الجماعية في ادارة دفة البلاد وعدم انتهاج ايدلوجية سياسية محددة وغياب البرنامج الوطني الشامل الذي كان بامكانه ان يحتضن كل الطاقات والكفاءات الوطنية , ومحاولته الامساك بجميع خيوط القيادة ومراكز صنع القرار بيديه مما سهل لاعدائه عملية الاطاحة به.
على الجانب الاخر ’ تتوهج بقوة ’ وستبقى تتوهج ابدا في صفحات التاريخ ’ وقبله في ضمائر العراقيين , نزاهة وانسانية وتضحيات ووطنية ومصداقية ونبل ذلك الرجل وعفته التي يتناقل العراقيون دائما بمشاعر الاعتزاز ومضات منها ’ ويكفيه فخرا  وهو زعيم العراق ومفجر ثورته وقائد مسيرة تحوله من طبيعة نظام حكم لاخر , بانه لم يكن وحتى استشهاده يمتلك دارا للسكن خاصة به , بل كان يسكن دارا متواضعة قرب نصب الجندي المجهول سابقا كان قد استأجرها من دائرة الاموال المجمدة منذ عام 1956ولم تكن تحتوي دار الزعيم (وفق ابن اخته السيد رعد عب الجبار) الا على اثاث بسيطة منها حصيرة عادية وثلاجة وستنكهاوس وجهاز تلفاز وفراش عسكري للنوم ’ ولم يطلب من الحكومة مثلا مليار دينار لترميم داره ولا نصف مليار لتأثيثه , ولا ربع مليون دولار لاقتناء سيارة مصفحة ولا فيالق قوات خاصة لحمايته ولا قطعة ارض مميزة بمساحة لا تقل عن ستمائة متر مربع على ضفاف دجلة لانشاء دار سكن لائق له.
 اما مرتبه الشهري فقد كان (180) دينارا فقط وهو راتب رتبته العسكرية , دون ان يتقاضى اية رواتب او مخصصات اخرى كونه رئيسا للجمهورية , وكان يوزع راتبه على الفقراء والمتعففين ’ وعند استشهاده لم يكن يملك الا دينارا وربع الدينار وهو ما تبقى من راتبه , وكان مدينا لدائرة الهاتف في العلوية بمبلغ (13) دينارا عن قوائم المكالمات الهاتفية التي لم يسددها وقامت شقيقته بسدادها عنه بعد استشهاده.
فضلا عن ذلك بادر الزعيم النزيه الى التبرع بقطعة الارض الوحيدة التي كان يمتلكها في مدينة الصويرة التابعة لمحافظة واسط والتي ورثها عن والده لبناء مدرسة لابناء المنطقة عليها لعدم وجود مدرسة في المنطقة.
اما وجبات الطعام اليومية للزعيم فقد كان يؤتى له بها يوميا من بيت اخيه حامد موضوعة في (سفرطاس صغير مؤلف من ثلاثة خانات واحدة للرز والاخرى للمرق والثالثة لدجاجة صغيرة) لقاء مبلغ شهري كان يدفعه لاخته , اما عشاءه فكان يقتصر على (شيشين تكة بلا خبز) لقاء مبلغ (40) دينارا شهريا يدفعه من راتبه لمطعم الوزارة الذي كان يشرف عليه العريف عبود من هبهب, وكان يصر ان يشاركه مرافقوه او ضيوفه او الوفود التي تزوره طعامه المتواضع ذاك.
وروى لي المصور الصحفي الزميل (رشيد الشبلي) وكان حينذاك احد المصورين المرافقين للزعيم في جولاته الليلية ’ بان الزعيم خلال زيارته لاحد المخابز الخاصة في الثالثة بعد منتصف الليل لاحظ ان صاحب الفرن قد رفع صورة كبيرة له على جدار الفرن تعبيرا عن محبتة للزعيم واعتزازه به ’ وبعد ان استفسر عن احواله ومستوى معيشته قال له (يا ابني ان كنت تحبني فعلا قم بتصغير صورتي وعوضا عنها قم بتكبير قطعة الصمون الذي تبيعه ليشبع الفقراء).
  قبل ايام جمعتني وعدد من الزملاء جلسة نقاش سريعة حول نزاهة ووطنية وعفة ذلك الرجل الذي صنع تاريخا ووضع اسس الحكم الجمهوري في العراق, وبعيدا عن تقاطع الاراء واختلافات وجهات النظر فقد اجمع الزملاء على الاشادة بعفته والاعتزاز بنزاهته’ واقترح احدهم اعادة الاعتبار اليه ’ واخر رأى ان تتخذ هيئة النزاهة من صورته شعارا لها ’ بينما اقترح اخر ان تدرج نزاهته ضمن الكتب الدراسية التي تتحدث عن تاريخ العراق الحديث ’ وان يمنح لقب زعيم النزاهة.
واخيرا شتان بين من يصمه التاريخ بعاره .. وبين من يخلده في اروع صفحاته.
   

264
مشاكسة
كـــرة البرلمـــــــان
فــي ملعب الحكومة
مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
انعكس المشهد السياسي بكل تحديات تعقيداته المركبة على الساحة الحكومية , والقى بافرازاته عليها ’ وبما جعل الازمة   ليست مرشحة للتصعيد وحسب ’ وانما مرشحة ايضا لان تكون   العقدة الاخطر والتحدي الاكبر , وربما المعركة الاضخم في تداعيات التفاعلات السياسية سواء بين القوى والاطياف السياسية ذاتها ’ او بين الكتل والتحالفات البرلمانية نفسها ’ او بين البرلمان والحكومة , او بين القطاعات الشعبية من جهة والبرلمان والحكومة من جهة اخرى’  او بين الاطياف السياسية من جانب والكتل والتحالفات البرلمانية من جانب اخر’ وفي خضم  ذلك كله تتوجه أنظارالجميع صوب الكرة التي القاها البرلمان في ملعب الحكومة ممثلة بمشروع قانون المحافظات الذي اقره البرلمان ووضعه (بمنتهى اللطف البرلماني) على مكتب الحكومة ’ ليكون بنظر البعض اشبه بالامتحان الصعب , وبنظر اخرين اشبه بقنبلة موقوتة ’ وبنظر فريق ثالث صفقة بالامكان تمريرها بعد اضافة بعض الرتوش والتعديلات والوان الماكياج عليها ’ والتي يمكن ان تطمس مالايريده البعض وتبرز اشراقة وايجابيات ما يريده اخرون ’ عبر طرفين متناقضين ’ يرى الاول فيه ان مشروع القانون في حالة اقراره فانه سينتزع الكثير الكثير من صلاحيات الحكومة ورئيسها ’ في حين يرى الطرف الاخر بان القانون المعني سيمكن المحافظات من المباشرة  في بناء القواعد الاساسية لنهوضها وتقديم الخدمات المثالية وحلحلة ازمة البطالة  واحتواء الفساد وتقليص مساحة العنف والارهاب واخراج محافظات غنية بمواردها من دائرة الفقر والتخلف والتهميش.
في خضم ذلك استبقت محافظة البصرة ردود الافعال حول مشروع القانون بمواقف شعبية مختلفة ’ تصاعدت بمفردات لغة التعبير فيها الى مستويات خطيرة , وربما كارثية ان هي اقترنت باجراءات تنفيذية على الارض , فقد هدد نواب عنها بغلق المنافذ الحدودية وتعطيل حركة التجارة وعمليات الاستيراد والتصدير وتسويق النفط ’ بل وذهبوا الى ابعد من ذلك وهم يلوحون بقيادة انقلاب مدني سلمي على الحكومة في حال طعنها بمشروع القانون المذكور.
في ضوء ذلك سارعت  لجنة الاقاليم والمحافظات البرلمانية هي الاخرى برفع سخونة الموقف وهي تهدد بالطعن بالدستور في حال لجأت الحكومة الى الطعن بقانون المحافظات غير المنتظمة باقليم ’ متهمة الوزارات بسلب صلاحيات مجالس المحافظات , فضلا عن التلكؤ في تنفيذها للمشاريع المختلفة , ومنوهة في الوقت ذاته الى الشراكة بين الجانبين ’ حيث ستنهض الوزارات وفقا لمشروع القانون بالمهمة الاشرافية من خلال تقديمها لستراتيجيات العمل ’ بينما ستتولى المحافظات مسؤولية ادارة المشاريع.
في خضم هذه الازمة المرشحة للتصعيد والتحول الى شبه معركة برلمانية حكومية مشتركة ’ وبعيدا عن الخوض في مفردات القانون واهدافه واحكامه وتفصيلاته وافرازاته ’ لابد من الاعتراف بالعجز الحكومي والبرلماني معا خلال دورتين في اصلاح خلل الخدمات وفي النهوض بعملية البناء الاقتصادي والتنموي ’ والعجز عن تحويل اضخم الميزانيات السنوية التي تجاوزت المائة مليار دولار الى خدمات فعلية للنهوض بالمحافظات ’ يقابل ذلك تفشي خطير للفساد من جهة وتواضع الدور الرقابي للبرلمان ’ والاهم غياب البرنامج الحكومي العلمي الواضح والمفصل عن عمل كل وزارة , ولعل الاهم من كل ذلك غياب المحاسبة الفعلية سواء من قبل البرلمان او من قبل الحكومة ذاتها للوزارات المختلفة ممثلة بوزرائها وعزل ومحاسبة المقصرين ومكافاة وتقييم الناجحين والمتميزين ’ حتى غدت بعض الوزارات مواقع للوجاهة والراحة والسياحة والنقاهة وليست مواقع لممارسة المسؤولية بمنتهى الحرص والتفاني والنزاهة .
 فهل يعقل أن بلدا غنيا تتجاوز ميزانيته المائة مليار دولار يعيش حوالي( 30 % ) من شعبه تحت مستوى خط الفقر ؟ وأن(9’1)  مليون مواطن ’ وفق تقارير المنظمة الدولية لا يحصلون على ما يكفيهم من الطعام ’ وأن حوالي اربعة ملايين اخرين معرضين لذلك ايضا؟ ,وان هنالك ستة ملايين يعانون من الحرمان الغذائي والضعف؟ الى جانب نشاط انياب الفساد الحادة التي ادت لان يحتل العراق المركز الثالث على قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم بعد الصومال والسودان وفقا لمنظمة الشفافية العالمية ’ في حين اصبحت عاصمتنا بغداد التي كانت (جوهرة المنطقة المتوهجة) الأسوأ من بين العواصم العالمية في ميدان النظافة والخدمات وفقا لمؤشر (ميرسر) الدولي (الامبريالي الاستعماري العدواني غير النزيه وغير الشريف وغير النظيف), هذا في الوقت الذي لا تتجاوز فيه ميزانية اقرب الدول الينا وهي المملكة الاردنية الهاشمية العشرة مليارات دولار.
الى ذلك وفي الوقت الذي تتجه فيه الانظار الى الحكومة حيث كرة قانون المحافظات لا تزال في ملعبها ’ فان من الانصاف ان نؤكد ان المشكلة ليست في القوانين ولا في الصلاحيات ولا في التخصيصات , وانما في الرقابة والمحاسبة ’ وقبلهما في الضمائر الحية وفي الشعور الحقيقي بالمسؤولية الوطنية .
أذ ما قيمة ان نقر قانونا ولا ننفذه ’ ولا نلتزم باحكامه وفقراته ؟ وما قيمة ان نرصد ميزانيات ضخمة ونترك انياب الفساد والرشا والاختلاسات والحصص والعقود الوهمية والصفقات المشبوهة تنهشها؟ وما قيمة القانون والميزانيات الضخمة ان كنا سنأتمن عليهما مسؤولا فاشلا او اميا او يضع مصالحه العشائرية او المصالح السياسية لحزبه فوق جميع المصالح الوطنية؟
واخيرا .. ما فائدة القوانين الثورية والتخصيصات المليارية والكفاءات المهنية في غياب الرقابة الميدانية التفصيلية النزيهة على التنفيذ الفعلي ووفق مبدأ الثواب والعقاب بعيدا عن كل الاعتبارات السياسية والعشائرية والمذهبية والطائفية؟؟؟


265
مشاكسة
أغتيـــال الأحبــــة
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من الطبيعي ان اشد ما يبهج الاسر في كل زمان ومكان تلك الدقائق الممتعة بحميميتها الاسرية التي ينتزعونها من أجندة الزمن ’ ليغادروا انشغالاتهم المهنية وازماتهم الاجتماعية وارتباطاتهم الرسمية ’ وهم  يتحلقون حول اجهزة التلفاز في دورهم ويتابعون برنامجا جماهيريا يستحوذ على اهتمامهم او يروحون عن انفسهم بسفرة قريبة او بعيدة لساعات او لايام او يرتادون ناديا اجتماعيا ليتحرروا من تضاريس دوائرهم ومنازلهم التي ادمنوها وهي تطالعهم ليل نهار, عندها تفرض المحبة العائلية ابهى حضورها وأروع تفاصيلها الانسانية ,والوالدان خاصة يتفانيان في اغراق ابنائهم بحنانهم ومحبتهم ورعايتهم وحكاياتهم وطرائفهم ومشاركتهم العابهم ومسابقاتهم المختلفة حيث لا يعود للاختلافات العمرية أي اعتبار, اما الامر غير الطبيعي فهو ان تتحول هذه المناسبات الاسرية الحميمة بكل رهافة مشاعرها ونبل مكنوناتها وشفافية احاسيسها الى ساحة مأسي مفجعة يتبارى فيها الوالدان من حيث يدريان  او لا يدريان  باغتيال الاحبة الاقرب الى القلوب والنفوس وهم زينة الحياة  الدنيا وبهجتها ....الاطفال .
فقبل ايام اثارني منظر عائلة بعينها كانت تمضي سهرتها اللطيفة باحد النوادي الاجتماعية بمنتهى الحبور والانسجام ’ فرحين  مبتهجين , بالاخص وان الطفلة الصغيرة التي لم تكن تتجاوز ربما الخامسة كانت دائبة الحركة والنشاط والابتسام ’ مثل فراشة ساحرة بملابسها البيضاء تطير هنا وتحط هناك ’ دون ان يشعروا بانفاس الموت التي كانت تتسلل نحوها ونحو اشقائها وتحاصرهم.
بمنتهى البساطة كان الوالد وزوجته يتباريان بتدخين (الاركيلة) وكأنهما يخوضان مسابقة دولية ’ وينفثان كميات كبيرة من الادخنة بوجوه طفلهيما وبوجه تلك الطفلة الفراشة ’ غير ابهين بالسموم القاتلة التي يوجهانها لاطفالهما الثلاثة من اجل لذة انانية عابرة ’في وقت تؤكد فيه تقارير منظمة الصحة العالمية ان التدخين السلبي يؤدي سنويا لوفاة ستمائة الف شخص ’ من بينهم مائة وخمسة وستين الف طفل ’ أي ان التدخين السلبي يغتال يوميا اكثر من اربعمائة وخمسين طفلا بريئا لا ذنب لهم ولا مفر امامهم الا ان يكونوا ضحايا لنرجسية ابائهم وامهاتهم واشقائهم الذين ينفثون دخان سكائرهم واركيلاتهم بوجوههم.
على الصعيد نفسه تؤكدالتقارير الدولية بان التدخين يقتل حاليا اربعة ملايين شخص سنويا واكثر من نصفهم هم من مدخني الاركيلة ’ بالاخص وان التقارير ذاتها تدعي بان تدخين نفس واحد من الاركيلة يعادل تدخين ستمائة سيكارة , فضلا عن ان تدخين الاركيلة التي امست موضة العصر بين شبابنا ونساءنا ومراهقينا يؤدي الى الاصابة بجميع انواع السرطانات والامراض الخطيرة الاخرى.
وبودي من هنا ان اهمس باذن ذلك الرجل الفاضل وباذن زوجته الفاضلة ما ذنب اطفالكما لتجعلونهم ضحايا لنشوة شخصية عابرة وانتما تنفثان سموم السرطانات المختلفة بوجوههم ’ في وقت اردتما فيه الترويح عن انفسكما وانفسهم بتلك السهرة العائلية التي اردتموها ان تكون فسحة من الفرح والمرح والانطلاق والترويح عن النفس واذا بكما تسمحان من حيث تدريان ام لا بأدخنة السرطانات المختلفة بالتسلل الى رئتي كل طفل شارككم بهجة السهرة تلك؟
ويا ايها الاب الفاضل وياايتها الام الفاضلة في كل مكان وانتما تحرصان على تربية اطفالكما تربية نموذجية واسعادهم بشتى الاساليب ’ لكنكما لا تلتفتا لمضار وافرازات التدخين السلبي المباشرة على صحتهم وحياتهم ’ هل تدركان ان عدد ضحايا التدخين لوحده خلال سنة واحدة فاق عدد ضحايا مرض الايدز المرعب الذين توفوا خلال (12) سنة ؟ وأن عدد ضحايا التدخين في العالم بلغ خلال عشر سنوات (43) مليون انسان ’ وان معدل وفيات التدخين سنويا هو ثلاثة ملايين ونصف المليون انسان ’ وبمعدل وفاة مدخن كل تسع ثوان .
ولعل من مفارقات هذا الزمان ’ ان تبلغ قيمة تجارة الدخان العالمية سنويا (407) مليار دولار في الوقت الذي يضرب الجوع فيه سنويا بحدود مليار انسان ولو وزعت مبالغ تجارة الموت هذه على جياع العالم لامنت لكل منهم اكثر من دولار يوميا وعلى مدار السنة وربما يكفي هذا المبلغ المتواضع لتوفير ثلاثة وجبات طعام متواضعة يوميا وطوال السنة لبعضم بالاخص في الدول الفقيرة.
الى ذلك فقد اهدى احد الموظفين الذي كان على طرفي نقيض مع مديره المباشر ’والذي لم يكن يسلم من توبيخاته وعقوباته ولاتفه الاخطاء ’ أركيلة فاخرة واغراه بتدخينها , وام تمض ايام الا وأدمن عليها ’ بحيث اصبح المدير المعني يتفاخر بانه أمسى لا يستغني عنها طوال ساعات الليل والنهار بالاخص عندما يسترخي ليلا لمتابعة البرامج الفضائية ومباريات كرة القدم’ واذ سئل ذلك الموظف عن الهدف من ذلك (النفــــاق الوظيفــــي) الواضح ’ بالاخص وان الجميع يعلم بانه ومديره لا يطيقا ولا حتى يستلطفا بعضهما؟؟؟
اجاب بخبث وهو يبتسم (لقد وضعته على طريق الموت البطئ) ’ ولعله كان محقا .
     


266
مشاكسة
الخــــروج الأســــن
مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

مثلما يعمد الزوج الدكتاتوري الدموي العنيف المتسلط والذي غالبا ما يتحول الى جلاد حقيقي لشريكة حياته ’ بدل ان يكون لها خيمة المحبة والحنان والرعاية التي تستظل بها ’ الى واحدة من احط واقذر المساومات الرخيصة لاشباع ساديته في تخييرها بين  البقاء تحت سياط اضطهاده وعنفه وقسوته وفظاظته في انتزاع حقوقه الزوجيىة وانتهاكاته اليومية النفسية والجسدية , او التنازل عن جميع حقوقها الشرعية والانسانية ان هي رغبت الخلاص من سجن اضطهاده اليومي والاحتفاظ بما تبقى من انسانيتها وصحتها وكرامتها ’ والانطلاق والهرب باشلائها الممزقة النازفة المسحوقة الى فضاءات الحرية ’ وكأني به يساوم الضمير الانساني والقانوني على توفير (ممر امن) له للنجاة ليس بما اقترفت يداه من انتهاكات وجرائم تعذيب نفسي وعنف بدني وحسب ’وانما الاستحواذ ايضا وبكل (فروسية صفاقته)على مكافأة مادية جراء (ما اقترفه) بحق الضحية بارغامها على التنازل عن حقوقها بدل مطالبته بالتعويضات القانونية جراء تلك الانتهاكات التي قد يرقى بعضها لمستوى الجرائم الفعلية.
هذا النموذج الصارخ من أبشع صورالانتهاكات الانسانية التي ما تزال تحدث هنا وهناك ’ حيث تسحق (الرجولة)  بفظاظتها وتسلطها واستهانتها كل رقة ورهافة وشفافية المشاعر والكرامات والحقوق والمشاعر الانسانية الانثوية , يعيد الى الاذهان صور المطالبات المضحكة المبكية لبعض القيادات (التأريخية) التي ما ان تشعر بان الارض راحت تهتز تحت اقدامها بفعل براكين الانفجارات الشعبية ’وان الزلازل القادمة ستسقطها لا محالة ’ حتى تسرع بفتح ابواب المفاوضات مع رموز الزلازل التي تلوح في الافق لاعداد ترتيبات (الخروج الامن) بما يعني سرقة الجمل بما حمل.
 فمنذ ان هزت الاعاصير الشعبية معظم الخرائط السياسية واطاحت بالقيادات (التأريخية) التي اضطهدت وانتهكت وسرقت شعوبها وسلبتها حرياتها وكرامتها وانسانيتها وحقوقها طويلا ’واذ حلت ساعة الحساب والسؤال الشعبي الصعب بانتظار الجواب ’يعمد اولئك القادة الافذاذ الذين لم يشبعوا من فسادهم واختلاساتهم وانتهاكاتهم وجرائمهم واستحواذهم على المال العام ’ وبلا خجل او حياء للمطالبة بترتيبات خاصة لمعادلة (الانتقال السلمي للسلطة) وفق تصوراتهم على الرغم من ادراكهم ووفق اتجاهات التفاعلات السياسية وتطوراتها السريعة المتلاحقة ان خيوط اللعبة قد افلتت من بين اصابعهم ’ وربما لم يعودوا يمتلكون الا المكابرة والعناد ’ ومع ذلك ومن موقع ما تبقى من هيبة الموقع الرئاسي الذي اصبح يرقص على كف عفريت يحاولون فرض (شروطهم) برسم ترتيبات ما اصطلح على تسميته بــ (الخروج الامن) ’ ليحملوا معهم كل ما يستطيعون حمله من الاموال المنقولة ’ وليأمنوا الملاحقات القانونية عما اقترفوه بحق شعوبهم ’ والامساك بالاجواء الامنة والضمانات اللازمة للتمتع هم وعوائلهم واقاربهم سواء بالثروات التي سبق  وان اكتنزوها بارصدتهم المليارية في مختلف البنوك العالمية باسماء مجهولة او بادارة عشرات الشركات التي سبق ان قاموا بتأسيسها من اموال شعوبهم المسحوقة باسماء اقاربهم ’ او باستثمار الاموال والذهب والفضة والمجوهرات التي حملوها معهم او هربوها بمختلف اساليبهم قبل بدء عرمسرحية (الخروج الامن).
وبغض النظر عن التبريرات والاتفاقات والترتيبات والتفسيرات والمبررات السياسية ’ فان التساؤل المشروع هو ضمن اية احكام قانونية يتم منح السراق وربما القتلة والفاسدين ومنتهكي الاعراض والحقوق والكرامات (خروجا امنا) وضمانات بعدم الملاحقة القضائية ’ بل وتكريمهم جراء ما اقترفته اياديهم خلال ممارستهم لسلطاتهم شبه المطلقة بمنحهم حرية التمتع بما سرقوه واستحوذوا عليه من اموال وثروات وحقوق شعوبهم المقهورة في الوقت الذي ترزح فيه الملايين من شعوبهم تحت مستوى خطوط الفقر والجوع والبطالة والتشرد والتسول والامراض والمعاناة ؟ ووفق اية مفاهيم واحكام وفلسفة قانونية نزيهة يتم منح الفاسدين الكبار والسراق الكبار والجلادين الكبار والمتهمين بالارهاب الكبار عفوا قضائيا شاملا ’ في الوقت الذي يزج فيه بالسجون المعدم الذي يسرق رغيفا من الخبز لملئ بطون اطفاله الخاوية ’ او من يسرق بضعة دولارات لتوفير ثمن علبة دواء لوالدته المريضة ’ او من زور البطاقة التموينية مثلا للحصول على حصة اضافية من المواد الغذائية ’ رغم انني لا اسوغ لا السرقات ولا التزوير ولا الفساد في ادنى مستوياتهم ومهما كانت المبررات ’ لان الجريمة واحدة والارادة الجرمية واحدة ’ انما اين العدالة في مساءلة الاسماك الصغيرة وفي العفو عن الحيتان الكبيرة ؟ واين النزاهة في توفير (ممر امن) امام سارقي الاوطان ’ وفي دفع سارقي ارغفة الخبز وراء القضبان ؟ بالاخص وان اعاصير الربيع العربي قد كشفت الكثير من الارقام الخيالية للثروات الشخصية والعائلية التي جمعها بعض القادة (التأريخيون) الذين اطاحت بهم  من خلال اعتصارهم لعرق جباه المسحوقين من مواطني شعوبهم المقهورة وليس من عرق جباههم هم ’ ويبدو ان عرق الخجل قد جف من جباه الكثيرين من القادة(التاريخيين) الذين باتت الارض تهتز تحت اقدامهم وامسوا بدون خجل او حياء يلوحون سواء بشكل مباشر او غير مباشر بـ( الخروج الامن) الذي لا يعدو في حقيقته الا ان يكون (خروجا اسنا).
ان من يطالب بــ (الخروج الاسن) اشبه بسفهاء اللصوص الذين ينطبق عليهم المثل المصلاوي (الحرامي السفيه يقول لصاحب البيت تعال شيلني).   

267
أهــــلا روحانـــــي .. وداعــــــا نجـــــاد
هل ينجح الرئيس الجديد باعادة ايران لاحضان الاسرة الدولية؟
  مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
اخيرا , وفي اعقاب صخب الحملات الانتخابية وشعاراتها ووعودها وعواصفها المختلفة قال الايرانيون عبر صناديق الاقتراع كلمتهم ’ وهم يمنحون ثقتهم لمرشح الاصلاحيين المعتدل (حسن روحاني) الذي استحوذ بجدارة على اكثر من 50% من الاصوات ’ عبر معركة ساخنة وشرسة ليكون الرئيس السابع للجمهورية الاسلامية.
وحيث يستعد الرئيس السابق محمود احمدي نجاد لحزم حقائبه والقاء تحية الوداع ومغادرة مقر رئاسة الحكومة ’ فاسحا المجال امام الرئيس الجديد للامساك بمقود القيادة ’ بعد موافقة المرشد الاعلى علي خامنئي على نتيجة الانتخابات في الثالث من اب القادم ’ فان روحاني وهو يتفرغ لاعادة ترتيب اوراقه التي سترسم تضاريس وحلقات السياسة الايرانية في الداخل والخارج ووفق الاسبقيات التي يراها ’ فانه سيجد نفسه بلا شك امام تحديات متشابكة في الداخل والخارج افرزتها اجراءات وتحركات وقرارات ومواقف سلفه ’ وفي مقدمتها حقل الغام العقوبات الدولية التي حاصرت الاقتصاد الايراني والقت بتاثيراتها المباشرة على المواطنين انفسهم ’ وعزلت الجمهورية الايرانية دوليا واثارت الكثير من التوجسات الخليجية والاقليمية والدولية حول برنامجها النووي المثير للجدل ’ والذي ما يزال يتأرجح بين تأكيدات الجانب الايراني بسلميتة  وبين الادعاءات الاوربية الامريكية باهدافه العسكرية وتهديداته المباشرة لأمن واستقرار المنطقة والعالم  ’ مما يتعين عليه ليس ارسال اشارات اطمئنان للمجتمع الاقليمي و الدولي وحسب ’ وانما السعي لخطوات عملية باتجاه فتح صفحة جديدة من العلاقات الايجابية المشتركة مع الجانبين وبما يدفع بالتاكيد نحو تخفيف القيود الدولية وبناء ارضية من الثقة المشتركة ’ وبما يفضي لازالة التوتر من اجواء هذه المنطقة الحساسة وتعزيز الامن والاستقرار والاجواء الصحية امام تعاون اقليمي بناء يحقق المصالح المشتركة ويبعد شبح اية مواجهات قد تشعل فتيل كارثة حقيقية’ بالاخص وأن روحاني كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي سبق ان قطعت   في أعقاب هجوم الطلبة الايرانيين على السفارة الامريكية في طهران عام 1979 ’ داعيا خلال الحملة ذاتها إلى سياسة أكثر مرونة في المفاوضات مع الدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إلى جانب ألمانيا) لتسوية الملف النووي الإيراني، وباتجاه تخفيف العقوبات.
الى ذلك فان امام الرئيس الجديد مهمات داخلية لا تقل شأنا واهمية عن مجمل التحديات الخارجية ولعل في مقدمتها معالجة الاوضاع الاقتصادية وتعقيداتها جراء العقوبات الدولية التي القت بظلالها على ابرز القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها القطاع النفطي الذي يمثل العصب والمرتكز الرئيسي لاقتصاد البلاد والقطاع المالي والتجاري وبما ادى الى المزيد من التضخم وفقدان العملة الايرانية للكثير من قوتها الشرائية وارتفاع الاسعار وكساد اسواق العقارات والسياحة واختلال ميزان التبادل التجاري ’ الى جانب العديد من الملفات الحيوية الاخرى المتعلقة باهمية العمل من اجل توسيع مساحة الحريات العامة وحقوق الانسان وحرية التعبير والصحافة والاعلام والحريات الدينية على وجه الخصوص وامتصاص البطالة وتوفير المزيد من الضمانات الحياتية للطبقات الفقيرة ’ دون اغفال توقعات الصدام بين الاصلاحيين والمحافظين في جبهات مختلفة بالاخص ما يتعلق منها بالحريات العامة وحقوق المرأة والتعامل مع ملف السياسة الخارجية باتجاه الانفتاح على الولايات المتحدة والغرب عموما ’ في وقت ما تزال فيه الكثير من القطاعات المحافظة وربما المتطرفة تنظر فيه الى واشنطن عبر منظار الشيطان الاكبر.
الى ذلك وحيث تمثل طهران احد اللاعبين الاساسيين الكبار على الساحة الاقليمية ’ فان الانظار تتجه الى ايجابية الدور السياسي الذي يمكن ان تنهض به الجمهورية الاسلامية في عهد روحاني بالرغم من حجم التحديات الداخلية والخارجية ’ مستندين في ذلك الى نهجه الاصلاحي من جهة والى خبرته متعددة الاتجاهات التي تمرس بها ميدانيا منذ انبثاق الثورة الايرانية عام 1979.
فالرئيس الجديد (65) عاما الاب لاربعة ابناء وحامل شهادة الدكتوراة في القانون القضائي والذي يجيد الإنكليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية، سبق ان كان عضوا في مجلس الخبراء منذ 1999، وعضوا في مجلس صيانة الدستور منذ 1999، وعضوا في مجلس الأمن القومي منذ 1989، ورئيسا لمركز الدراسات الاستراتيجية منذ 1992، ونائبا لرئيس مجلس الشورى للدورتين الرابعة والخامسة، وسكرتير للمجلس الأعلى للأمن القومي من 1989- 2005 ، فضلا عن كونه كبير مفاوضي إيران حول برنامجها النووي مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا  اذ عين في عهد رئاسة خاتمي، مفوضًا مع وكالة الطاقة الذرية والغرب   بشأن البرنامج النووي، حيث واجهت إيران آنذاك قرارات صعبة من جانب الوكالة والمجتمع الدولي’وأسندت اليه في العام 2003 مهمة رئاسة الفريق الإيراني للطاقة النووية، و أنيطت به جميع المهمات للتفاوض مع مختلف الأطراف في داخل إيران وخارجها، بتوجيه من الرئيس خاتمي والمرشد الأعلى خامنئي.
ان مجمل هذه ةالمواقع الحساسة التي تبوأها والمسؤوليات الهامة التي نهض بها ’ الى جانب نتاجاته الفكرية الغزيرة والمتنوعة والتي تجاوزت الخمسة عشر مؤلفا من بينها (الامن القومي والدبلوماسية النووية ’ والامن القومي والنظام الاقتصادي في ايران ’ ودور المعاهد في التطورات الأخلاقية والسياسية للمجتمع ’والفكر السياسي الاسلامي ) في الوقت الذي تلقي فيه الضوء على جوانب مهمة من شخصية الرئيس الايراني الجديد ’ وحجم ومساحة الخبرات السياسية والثقافية والدبلوماسية التي يتمتع بها ’ فانها في الوقت ذاته تعزز من ثقة المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي بكفاءة جديدة يمكنها ان تحقق الكثير وان تحدث التوازن المطلوب سواء في العلاقات الايرانية الاقليمية ’ والخليجية على وجه الخصوص ام في العلاقات الايرانية الدولية ’ في وقت يتطلع في الجميع الى ان تشهد المرحلة الراهنة بكل تعقيداتها وسخونة الاجواء فيها صفحة جديدة من الاستقرار الاقليمي والدولي يوفر الارضية الخصبة لازالة التوترات المختلفة والتوجه تحو المزيد من الانفتاح الاقتصادي والتبادل التجاري والجهود المشتركة لابعاد المنطقة عن الصدامات والتدخلات الدولية وبذل كل الجهود من اجل بناء قواعد التنمية المستدامة ’ بالاخص وان ايران بما تمتلكه من مقومات اقتصادية وخبراتية وقوة عمل قادرة على ان تكون الشريك الاساسي في اطفاء لهيب المنازعات الاقليمية وجعل منطقة الشرق الاوسط ليس منطقة سلام وحسب ’ وانما قوة اقتصادية اقليمية تقف على قدم المساواة جنبا الى جنب مع القوى والتكتلات الاقتصادية الدولية الكبرى وفي مقدمتها الاتحاد الاوربي والصين واليابان ’ ان تمكنت هذه المنطقة الحيوية التي تمتلك عصب الطاقة العالمية ان تعبر خلافاتها وتنظم جهودها اقليميا وتوظف امكاناتها المادية والتقنية والخبراتية المشتركة في الميدانين الاقتصادي والتنموي باعتبار احدهما يكمل الاخر.
الى ذلك وفي الوقت الذي توالت فيه ردود الافعال العالمية مرحبة باختيار الشعب الايراني الصديق لرئيسه الجديد ’ حيث كان في مقدمة المرحبين  الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي بعث بتهنئة حارة الى الرئيس المنتخب مؤكدا في الوقت نفسه بانه  سيواصل حض ايران على اداء دور بناء في القضايا الاقليمية والدولية’ فان الولايات المتحدة اعلنت من جانبها انها "مستعدة للتعاون مباشرة" مع طهران حول ملفها النووي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة ان هذا الالتزام "يهدف الى ايجاد حل دبلوماسي من شانه تبديد قلق المجتمع الدولي حول البرنامج النووي الايراني".’كما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان الاتحاد "عازم" على العمل مع روحاني حول الملف النووي لبلاده. من اجل التوصل سريعا الى حل دبلوماسي للمسألة النووية".
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس "أخذت علما بانتخاب حسن روحاني" وهي "مستعدة للعمل" معه وخصوصا حول الملف النووي و"انخراط ايران في سوريا"، مشيدا ب"تطلع الشعب الايراني الذي لا يتزعزع الى الديموقراطية".’اما بريطانيا فدعت من جانبها الرئيس المنتخب الى "وضع ايران على سكة جديدة"، وخصوصا عبر "التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الانسان".’في حين رأى وزير الخارجية الالماني في انتخاب روحاني تصويتا لصالح "اجراء اصلاحات ولسياسة خارجية بناءة"، معربا عن امله في "ان تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليمية".’كذلك اعربت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو عن امل روما في تطوير العلاقات الثنائية وفي قيام حوار بناء بين ايران والمجتمع الدولي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة "ارتياح" روما لكون الانتخابات الرئاسية في ايران تمت بطريقة "سليمة"..
الى ذلك فان خروج الالاف من الايرانيين الى الشوارع ابتهاجا بفوز روحاني انما يمثل انتصارا لارادة التغيير الشعبية واملا في ان تبدأ ايران حقبة جديدة من الانفتاح والاصلاحات والنمو الاقتصادي والعودة للاندماج في المجتمع الدولي بعيدا عن  سياسة الرئيس السابق احمدي نجاد التي يرى فيها الكثيرون تزمتا قاد ايران الى مقاطعة دولية افرزت الكثير من الصعاب والتعقيدات السياسية والاقتصادية عليها ’ فهل باتت طهران تقف على بوابة التغيير الحقيقي نحو الانفتاح والحريات والاصلاحات الحقيقية ؟
هذا ما يأمله الجميع من اجل خير ايران ومن اجل جعل المنطقة منطقة امن وسلام واستقرار.
 


268
مشاكســـة 
هــل فقدنـــــا
موضوعيتنـــــــــــا ؟؟؟
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  فاجأني واستفزني في الوقت نفسه مقال زميل عزيز في الذكرى التاسعة لصدور مجلتنا(صوت الاخر) ’ وانا اتوقع مقالا نقديا متوازنا يضع بحيادية مهنية تواضع ما حققناه جنبا الى جنب مع  اخفاقاتنا واخطائنا على سطح واحد ’ الى جانب ارائه واقتراحاته  وتصوراته لتطويرها ’ محتكما في نتائج التقييم الى ذكاء وتحليل ورؤية القارئ المواكب لمسيرة المجلة. 
وهنا ’ وقبل ان اخوض في التفاصيل ’ لا بد ان احتكم للرؤية الموضوعية للزميل رئيس التحرير الذي اكد في مقاله وبنفس العدد على أن (الصحافة هي المفاجأة) ’ فهل حقق هذا المقال ولو جزءا من المفاجاة والموضوعية ؟؟؟
للاسف فان ما فوجئت به كان الموقف الاحادي الجانب لمقال تنطلق مفرداته من بين تراكمات ثقافة (يعيش ويسقط) وحسب ’ وعلى نمط الشعارات الثورية التي مثلت لعقود افيونا لتخدير الشعوب النائمة والغائمة ’ وحكامها يصرخون بها ليل نهار عبر مختلف اجهزة الاعلام (يعيش القائد وتسقط الامبريالية) ’ حتى لو كان القائد المعني دكتاتوريا او جاهلا او متخلفا او سفاحا ’ وحتى لو كانت الامبريالية لا شأن ودخل لها بمشاكل وازمات تلك الشعوب المقهورة لا من بعيد ولا من قريب.     
فقد ابتدأ المقال بالاشادة المطلقة بانجازات المجلة ’ مستعرضا بطولاتها الخارقة ’بالاخص وانها (غدت مصدرا للتحليل السياسي الذي يستشرف ارهاصات ما قبل وقوع الحدث ومن ثم يقرأ لا حقا معطياته وتداعياته على ارض الواقع) ’ وحيث انني عملت في القسم السياسي منذ اكثر من ست سنوات الا انني بموضوعية وتواضع لا استطيع ومن موقع المسؤولية المهنية ان ادعي بان المجلة رغم تميزها سياسيا احيانا استطاعت ان تكون لوحدها مصدرا للتحليل السياسي ’ بل ربما كانت جزءا يسيرا منه ,اما استشراف ارهاصات الحدث وملاحقته فان الواقع سيسخر منا بالتأكيد ان ادعينا ان اية مجلة اسبوعية حتى لو كانت عالمية تستطيع ان تنافس الانترنت والفضائيات في سرعة الوصول للحدث والاحاطة به وملاحقته وعرض تفاصيله اولا بأول لحظة وقوعه .
ويواصل الزميل العزيز (موضوعيته) المهنية في استعراض جوانب من انجازات مجلتنا , مؤكدا بأنها خلقت (مناخا صحيا لتخصيب اليورانيوم ’ عفوا لتخصيب الحراك المجتمعي في شتى الاتجاهات والمضامير) رغم انني لم افهم (بلاغة) هذه الاشكالية المعقدة ’ بيد ان تساؤلا يفرض نفسه , ان كان الحراك المجتمعي عقيما لماذا لم يلجأ لعمليات اطفال الانابيب بدل ان ينتظر كل هذه السنوات حضور المجلة لتخصيبه ؟
ويضيف ببلاغة متفردة في توصيف بطولات مجلتنا الخارقة التي ربما كانت خافية على جميع القراء والذين فاتهم اكتشافها (حيث بات الشروع بصوغ ثقافة مغايرة هو الخيار الوحيد والبديل عن ثقافة الامس المتهرئة التي طالما شوهت ووأدت تطلعاتها في المهد) ’ ترى اية مسؤولية دولية تاريخية وجسيمة هذه ان تنبري مجلة متواضعة لوحدها لتحمل مهمة صوغ ثقافة مغايرة لوحدها ؟ لو كان الامر بمثل هذه البساطة لاسرعت اليونسكو بغلق ابوابها وايلاء مهمة تغيير الثقافات المتطرفة والتي تحض على العنف والكراهية والارهاب لمجلات بعينها.
ويواصل الاشادة بجوانب اخرى من مسيرة الماثر والانتصارات   التي حققتها المجلة خلال عام واحد فقط , مشددا بانها استطاعت ان تكون (واجهة مشرقة للكلمة الجريئة التي تجلي الصدأ وتزيح الضبابية عن الحقائق التي يريد الظلاميون طمسها ) اما ماهي كنه الحقائق التي يريد الظلاميون طمسها ومن هم هؤلاء الظلاميون فلا احد يعلم ايضا ’ كما انها (تبنت باخلاص وتجرد مهمة التجسير بين الثقافتين العربية والكردية) ’ لو كانت مهمة التجسير بين الثقافات والحضارات يمكن ان تنهض بها مجلة واحدة متواضعه’ ترى ما حاجتنا لحوار الاديان ولحوار الحضارات ولتمازج الثقافات ’ وللمؤتمرات والاجتماعات الدولية بهذا الخصوص ’ اذ يكفي ان نجند اية مجلة للنهوض بتلك المهمة  لينتهي هذا الصراع متعدد الاشكال والاتجاهات وكفى الله المؤمنين شر القتال.
ولم تقف المجلة من وجهة نظر زميلي العزيز ازاء كل ذلك الكم الكبير من المهام الستراتيجية , بل ان ( نجاحها وتميزها يعود لجديتها ولتأصيلها نهجا رصينا يسير على خطى الحلول الوطنية لا على منوال الاختلاف والاشكاليات وتعقيد الحالات البسيطة والعابرة )’ اما ما هي ما هية هذه الحلول ’ اهي سياسية ام اجتماعية ام حكومية ام اقتصادية ام ثقافية ’ فعلى القارئ الذكي ادراكها باحساسه المرهف’ الى ذلك فانه يرى بموضوعية وايمان بأن (صوت الاخر امست المعبر الحقيقي عن الصوت الوطني الذي لا يخشى في قوله للحق لومة لائم) اما من الذي اناط بها شرف تولي هذه المسؤولية الوطنية الجسيمة في ان تكون المعبر عن الصوت الوطني بمفردها واهمال بقية الاصوات الاخرى فلا احد يعلم رغم ان هذا شرف رفيع لايمكن ان ندعيه لانفسنا ’ اذ  اننا يمكن ان نكون احد الاصوات الوطنية الكثيرة وليس الصوت الوطني الوحيد.
بيد ان الطامة الكبرى تكمن في طيات الفقرة التالية (سبق لنا في العام الماضي ان ذكرنا في سياق مقالنا الاحتفالي بذكرى الصدور السابقة ان عدد متصفحي مجلتنا على شبكة الانترنت بلغ رقما تبهجنا كثيرا وها نحن نعيد الكرة اليوم متطلعين الى الرقم الجديد لنجده وقد بلغ رقما ابهجنا كثيرا) اما اين الرقم  القديم الذي يشير الى عدد متصفحي المجلة خلال العام الماضي واين الرقم الجديد الذي يوثق عدد متصفحي المجلة خلال العام الحالي فلا وجود لهما وعلى القراء اللجوء الى أي ساحر اوالى اية قارئة فنجان لتدله عليهما .
الى ذلك فقد اغفل تقييم الكثير من الجنود المعلومين والمجهولين الذي يعملون كفريق عمل واحد سواء في التحرير او في التصميم والاخراج او في التنضيد او في التصحيح ’ وتناسى اسماء اعلامية كفوءة نعتز بعطائها’ فضلا عن ان ذلك المقال غير الموضوعي وغير المتوازن اختزل الكثير من رصيدنا الحقيقي بدل ان يضيف له.
ولا املك الا ان اقول , عذرا للقارئ الكريم عن هفوات ما كان يجب ان تحدث  لاننا نعتبر القارئ اولا واخيرا هو الحكم المنصف والنزيه ’ ولسنا نحن من نقيم عطاءنا .
  واخيرا فان الشجاعة ليست في مدح نفسك ’ لان من مدح نفسه بما ليس فيها فقد ذمها ’ وانما الشجاعة الحقيقية هي في الاعتراف بأخطائنا.             

269
مشاكســــة
ســـــتراتيجية
(عبـــــود) الدوليـــــــة
مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

ربما بات من حق المجتمع الانساني وهو يدور محبطا وسط دوامة تفاعلات الازمات العالمية المركبة التي باتت ملامحها تلقي بظلال سوداوية متشائمة على تضاريس الخارطة الدولية جراء التوقعات بأسوأ الكوارث الانسانية بفعل الصدامات والمواجهات المحتملة وسخونة المواقف والاجواء على اكثر من محور     ومن جبهة ’أن يطيح بالقلق المشروع الذي أحاط به من مختلف الجوانب ’ اثر ظهور ملامح انفراج دولي احدثه بروز ستراتيجية جديدة مرهفة شفافة لحل الازمات ولحلحلة الصراعات ولاطفاء حرائق المواجهات بعيدا عن العنف وسباق التسلح واستعراضات القوة وتحويل المناورات العسكرية في المضايق والبحار والمحيطات ,بالاخص في المناطق الملتهبة لوسائل ضغوط مباشرة عبر المباهاة بعرض اخر افرازات صناعة الموت ممثلة بترسانات الصواريخ الذرية مختلفة الحجوم والمديات والتاثيرات ’ عابرة المحيطات والقارات ’الغبية منها والذكية ’ وفائقة الذكاء وعميقة الغباء ’ لتكون رسائل واضحة تحمل في طياتها اعنف تهديدات الردع من جهة ولاستشراف ساحات المواجهة وتضاريسها على الارض من جهة اخرى .
ولعل ابرز ما في ستراتيجية حل الازمات الدولية الجديدة هذه التي ستضع حدا لكل الخلافات المصيرية وتطفئ لهيب المنازعات على جميع المستويات ’وتنهي ماسي الحصارات و  الاجراءات العقابية ’وتطيح بالبند السابع من ميثاق الامم المتحدة الخاص بالعقوبات وتعزز مختلف العلاقات الاسرية والعشائرية والوطنية والاقليمية والعالمية على اسس جديدة فريدة من التفاهمات الحضارية , ارتكازها على قاعدة حيوية راقية من القيم والمبادئ الانسانية ممثلة بالمصالحات الشخصية.
فعلى انقاض واحدة من أسوأ الازمات السياسية التي عصفت بالبلاد  واقلقت العباد’ وهددت بالاطاحة بابرز الركائز والمقومات والثوابت الوطنية الستراتيجية ودفعها الى المجهول , وفي خضم اعمق حالات الصدمة الحقيقية جراء انهار الدم التي تدفقت في العاصمة لتغطي بتشظياتها معظم المحافظات بفعل دوي المفخخات وكواتم الصوت وانتشار الميليشيات والسيطرات الوهمية وتصاعد الاغتيالات الممنهجة واستهداف شخصيات بعينها وتفشي اعمال العنف والاختطاف والتهديدات والتهجير وغياب الخدمات والتحذيرات الدولية من الحرب الاهلية التي تكاد تطرق الابواب ’ والتي ربما لم تكن بحاجة الا الى اصبع متهور قد يطلق بلامبالاة شرارة صغيرة بعود ثقاب وكانه يشعل سيكارة , جاءت المبادرة الخيرة الاخيرة بالجمع بين قطبين من ابرز اقطاب الخلافات السياسية المتعددة وتوفير اجواء المصالحة بينهما , وسط اشادات واستحسانات وتفاؤلات وتبريكات الاطراف التي سعت وجهدت وعملت وحضرت ذلك الانجاز الكبير والخطير ’ في مسعى نبيل لاطلاق محاولة لتطويق هذه الحرائق والعواصف والاعاصير قبل ان تتداخل وتتفاعل وتتحول الى انفجار قد يؤدي لتشظيات مرعبة مريرة وخطيرة لا احد يستطيع التكهن بافرازاتها الماساوية ولا بنتائجها الكارثية.
وفي اجتماع غابت ’ وربما غيبت عنه قواعد وركائز ومحاور وقوى اساسية فاعلة على الساحة السياسية جرت مراسيم (المصالحة) بين قطبين متنافرين كانت تمتد بينهما حقول من الالغام مزروعة بمختلف الملفات والاتهامات والتي ادت لتعطيل اعمال السلطتين التشريعية والتنفيذية معا ’ جراء تفرغ الجانبان لحشد كل القوى والمؤثرات والمستلزمات والتاثيرات لاقصاء الاخر والاطاحة به ’ مما احدث شللا حقيقيا في الحكومة والبرلمان وادى الى تعطيل البرامج الوطنية وانفجار العنف وضياع المواطن وامنه واستقراره وحقوقه واماله بين صراعات جبهة ملتهبة لا ناقة له فيها ولا جمل ’ وربما كان يتطلع يتطلع البعض في خضمها للاستحواذ على الجمل بما حمل .
وهكذا من خلال ستراتيجية المصالحة انطفأت نيران وحرائق المواجهة وعادت المياه الى مجاريها في وقت يتطلع فيه جميع الفقراء والمعدمين والشرفاء المخلصين الى ان تكون هذه المصالحة الحجر الاساس لانقاذ البلاد ولخدمة العباد ’ بالرغم من التساؤلات المريرة الكثيرة حول مدى مصداقية الاتهامات الكبيرة والملفات الخطيرة التي اثارها احدهما ضد الاخر بالاخص وان  معظمها يتعلق بالقضايا المصيرية وبالمصالح الوطنية ’ وهل سيتم فتحها امام الرأي العام والتحقيق في ملابساتها ام انها ستؤجل للاستفادة منها ربما في جولات مستقبلية اخرى ؟
الى ذلك ووفق هذه الستراتيجية الجديدة لحل النزاعات السياسية والازمات والخلافات الدولية عبر التفاهمات الانسانية ’ بعيدا عن العقوبات والصدامات والمواجهات الدولية ’ فقد اصبح بامكان الرئيسين اوباما ونجاد ربما حل معضلة النووي الايراني بالمصالحة والمسامحة ’ كما اصبح بامكان الرئيس السوري اطفاء حريق الانتفاضة الشعبية بالمصالحة مع المعارضة وبالمسامحة من قبل المعارضة ’ والامر نفسه يمكن ان يحدث بين الرئيس مرسي والمعارضة المصرية وبين ايران والبحرين’ وبين الكوريتين ’ وبين حماس والرئيس عباس وبين اليمين واليسار الفرنسي وبين بوتين والمعارضة الروسية وبين شمال السودان وجنوبه,وبين جميع اطراف ومحاور وجبهات الصراعات والخلافات بعيدا عن الحروب والعقوبات والصدامات.
بيد أن الاهم ان تكون قيم ستراتيجية المصالحة  والمسامحة ثابتة وراسخة ومبدئية لتقود الى نتائج وطنية حقيقية وليست جسرا لمصالح شخصية او لعبور ازمات سياسية , كما كانت (ستراتيجية) (عبـــــود) في الستينات ’ حيث اهمل بيته ومصالح اطفاله وتفرغ لملذاته ورغم انه كان وزوجته على طرفي نقيض من شدة اضطهاده لها وتسفيهه لارائها واذلالها باقسى العبارات وممارسة العنف الجسدي ضدها’ الا انه كان لا يتوانى عن مصالحتها والتغزل بها والاشادة بعطائها كلما رغب بممارسة حقوقه الزوجية ’ ليعود في الصباح الى تعامله الفض والعنيف معها ’ دون ان يلتفت لمصالح الاسرة والاطفال ’ وبالمقابل فقد تعودت هي ايضا ان لا تقدم قوائم طلباتها الا في تلك اللحظات الحميمة ’ حتى تحولت علاقتهما ومصالح كل منهما الشخصية الى ستراتيجية هات وخذ على حساب مصالح الاسرة الستراتيجية.
فهل ستكون هذه المصالحة قاعدة لستراتيجية حقيقية لتحقيق المصالح الوطنية ’ ام انها ستكون نسخة مكررة من ستراتيجية عبود بمصالحها الشخصية؟هذا ما ستجيب عنه طبيعة الاجراءات التنفيذية تجاه الازمات الوطنية.         

270
مشاكسة
حجيك مطر صيف
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

ضاقت الارض بقاراتها الخمس وبمحيطاتها وبحارها وانهارها وسهولها وجبالها ووديانها، بغالبية الشعوب والحكومات، سواء في الدول المتسولة والمتوسلة، أو في تلك التي ضربتها عواصف واعاصير ربيع الثورات والانتفاضات والمتغيرات، وحولتها صقيعا هنا وزمهريرا هناك، أو جعلتها جحيما ملتهبا بالمواجهات الدامية، مما ألقى بتأثيراته على معظم الساحات الوطنية، والعلاقات الوطنية، والمصالح الوطنية فيها ،وحتى على لغات التخاطب المشتركة، ليحولها الى ساحات للمواجهة والى خنادق للاصطدام وسط حوار متنافر غيّر لغة التخاطب في قاعات الحكومة والبرلمان في معظم هذه البلدان وجعلها اشبه بحوار للطرشان، فلا البرلمان يصغي الى الحكومة، ولا الحكومة تستمع للبرلمان، وما بينهما ضاعت حقوق وكرامة الانسان.
فالشعوب ضاقت بتصرفات وأمزجة وفوضى وفساد وعدم مصداقية معظم هذه الحكومات والبرلمانات والكتل والتحالفات، وعدم التزامها بشعاراتها الفلكية التي رفعتها خلال الثورات والتظاهرات والانتفاضات والانتخابات، وبدل ان تحققها فانها  لم تحقق الا المزيد من المآسي والمصائب والكوارث والويلات عوضا عن المكاسب والحقوق والحريات، كما أن الحكومات من جانبها ضاقت ذرعا هي ايضا بالشعوب والبرلمانات والاحزاب والتحالفات، فلا الشعوب تمهلها لتنفيذ برامجها الستراتيجية وهي تتهمها بتقديم مصالحها الذاتية والسياسية على كل المصالح الوطنية، ولا البرلمانات تدعمها في خطواتها الاصلاحية، وهي تتهمها بالانغلاق على المصالح والمغانم والمكاسب القطاعية وتهميش وإبعاد شركاء العملية السياسية، فيما ترى الحكومات في مواقف هذه البرلمانات مواقف عدائية لإفشال كل الستراتيجيات والبرامج الحكومية، وما بين هذا الصراع ثلاثي الابعاد راح سرطان الفساد ينهش بنية وثروات معظم هذه البلاد.
وحيث اثبتت هذه الصراعات، صعوبة، وربما عدم إمكان، تعايش هذه الجهات على مساحة ارض مشتركة بعد أن تصاعدت وتعمقت بينها الخلافات واحتدمت وتناسلت التوجسات والشكوك والاتهامات وتحولت الى مواجهات، خصوصا بين الحكومات والبرلمانات، وحيث ضاقت الكرة الارضية بهذه الخلافات والصدامات، فإن افضل الحلول لكل هذه الازمات ولكل الجهات، بات يتمثل، ربما، في رحيل الحكومات والبرلمانات الى اماكن اخرى لإنهاء معاركهم وصراعاتهم وحسم خلافاتهم وتوحيد كلمتهم وصفوفهم، ومن ثم العودة الى شعوبهم بوحدة ستراتيجيات ومواقف حقيقية وبإرادات وطنية قادرة على التصدي لكل التحديات المصيرية واخراج بلدانهم من دائرة الازمات والصراعات السياسية.
وبعيدا عن الغرق في بحور الافتراضات والتكهنات حول المكان الأروع وربما الكوكب الامتع لحسم هذه التناقضات، فقد جاء زورق الانقاذ بالانباء المثيرة حول فتح ابواب المزادات الدولية لبيع وشراء وايجار واستئجار واستثمار اراضي سطح القمر، وهو انسب مكان شاعري للراحة والاستجمام والسهر’ وحسم الخلافات بالتفكير والعبر، خصوصاً وانه لا يبعد عن الارض الا مسافة (384.403) كم فقط وبإمكان أية مركبة فضائية عمومية نقلهم اليه’ صباح مساء ’ دون مشقة او عناء.
فمنذ أن بادرت إحدى الشركات عرض قطع أراض للبيع على سطح القمر، انهالت عليها طلبات الشراء، ولم يأت الإقبال فقط من عامة الناس بل من المشاهير العالميين أيضا’ امثال توم كروز وباريس هيلتون وجينيفر لوبيز، كما اثارت الفكرة  كذلك اهتمام بعض السياسيين كالرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي سعى لإمتلاك أرض بإسمه الى جانب الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي بادر هو ايضا لشراء قطعه أرض على سطح القمر بكلفة خمسة ملايين دولار أمريكي.
اما آلية البيع فتتم عبر عدة خطوات ابتداءً من حجز الأرض وتحديد موقعها واختيار المساحة التي يتم وفقها تحديد السعر ومن ثم دفع قيمتها، ليتم بعد ذلك إصدار وثيقة التملك بشكل رسمي معتمد ومختومة من الشركة ’وتنص الوثيقة على أن الأرض مملوكة للشخص المشتري وتثبت حقه في إستخراج المعادن في حدود أرضه، وقد بلغ عدد مُلاك الأراضي على سطح القمر أكثر من مليونين ونصف المليون شخص موزعين على 170 دولة حول العالم.
بيد أن المشكلة لا تكمن في تحديد موقع الاستجمام والحوارات بين الحكومات والبرلمانات والكتل والاحزاب والتحالفات، انما تكمن في بنود واشتراطات معاهدة الفضاء الخارجي الدولية لعام 1967 الخاصة بالدفاع عن القمر وعن جميع الاجرام الفضائية الاخرى باعتبارها ملكا عاما للجنس البشري باجمعه مما يفرض استخدام القمر للاغراض السلمية فقط ’وبذلك فان المعاهدة تمنع بشكل صريح إنزال أية معدات عسكرية او اسلحة دمار شامل عليه، مما يعني ان جميع المعنيين من ملوك وزعماء وقادة، وكذلك رؤساء أعضاء الحكومات والبرلمانات والسياسيين ومختلف المسؤولين عليهم ترك فيالق حماياتهم واسلحتهم ومعداتهم ومواكبهم الامنية، قبل التوجه للقمر والتباحث حول مصائر البشر, فهل يروق لهم ذلك والبعض منهم في هذه الدولة او تلك، لا يستمد موقعه الاجتماعي وتأثيره بل حتى سمعته وشخصيته وحضوره الا من خلال هذه الحمايات والمواكب الامنية التي تمثل كل رصيده وكفاءته وميزاته (العبقرية المتألقة) فكريا وسياسيا ومهنيا واجتماعيا وعلميا، ولولاها، ربما، لن يكون الا صفرا على اليسار؟
هذا فضلا عن أن القمر لن يوفر لبعض هؤلاء شعوبا ليذلوها ولا نفوطا ليستحوذوا عليها ولا ثروات وطنية ليسرقوها ولاقوى اقليمية ليكونوا عملاء لها ولا وزارات ليستثمروها لحسابهم ولحساب عوائلهم ولا اسلحة فاسدة ليتاجروا بها ولا سفارات وبعثات دبلوماسية وملحقيات تجارية ليعينوا ابناءهم من انصاف الاميين فيها، فضلا عن توجسهم من تعطل المواصلات الفضائية جراء أية أزمات أو صدامات دولية عندها سيبقون في المنفى هم وعقدهم ومشاكلهم وخلافاتهم وفساد بعضهم، وربما يتحول ذلك اليوم ’ان حدث فعلا ’ الى عيد حقيقي لشعوبهم وقد تخلصت من مفسديها وسراقها ومزوري اراداتها ومضطهديها وربما سيكون باستطاعتها ان تعود لتحكم نفسها بنفسها.
 لكن يبقى التساؤل الاهم: ماذا لو عمدت بعض هذه الحكومات (النزيهـــــة) الى إرسال شعوبها الى المنفى في المريخ مثلا للتخلص من مشاكلهم ومطاليبهم التي لا تنتهي بذريعة (ارهاب الحكومة والاضرار بالمصلحة العامة) بعد ان جعلتهم مشردين وغرباء ومنفيين ومهجرين ومضطهدين داخل اوطانهم. ..عندها ربما ستجعل تلك الشعوب من اغنية (حجيك مطر صيف ما بلل اليمشون، حجيك مطر صيف) نشيدا وطنيا لها تعبيرا عن السعادة التي وفرتها لها حكوماتها واحزابها وبرلماناتها.
 
 

271
مشاكسة
أحبــــك
أيتهـــا الحكومـــة
مال اللـــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
أحبــك ايتهــــا (الحكومــــــة).
فمن يوم ان اقتحمت حياتي مثل مهرة جامحة , وزلزلت احاسيسك كياني كاعصار مجنون ’ وابتسامتك الساحرة  المترعة بأروع المعاني والايحاءات والاحاسيس افقدتني اتزاني وتوازني ’ وفتحت بأعماقي جروحا جديدة عميقة لذيذة رغم نزفها , وامسيت ضائعا بين الشوق واللهفة , فلا بعدك يعيد لي التوازن  والاستقرار ’ ولا قربك يطفئ بأعماقي النار.
خبريني لمن اشكوك كي تطلقي سراحي وترتاحي وتريحينني ؟؟؟ لقد سجنتني مشاعرك داخل عالم مغلق لا ارى فيه الا وجهك ولا اسمع فيه الا صدى انفاسك ولا اتنفس فيه الا رائحتك ’ واذا ما اغمضت عيني ’ لا احلم الا بك , واينما اتوجه بانظاري اجدك امامي , حتى اصبحت بالنسبة لي الاتجاهات الاربعة وكل ما بينهما من الزوايا القائمة والساهمه والمنفرجة والحادة والمستقيمة والمتعرجة والمتشنجة والمتفرجة ’ فقد جعلتني انسى الحروف والكلمات وأخطئ بالتسميات ’ واهذي في الكلام ’ واضيع بين فواصل الايام.
 ففي النهار أيتها (الحكومة) انت امامي , ظلك يرافقني وخيالك يحيط بي وعطرك يحاصرني ’ وفي الليل تملئين فواصل الاحلام واللحظات والثواني وتستوطنين اصغر جزيئيات الزمن الذي يدور بي مثل دوامة من الاحاسيس المخضبة باللهفة والاشتياق , انت مركزها وانت اتجاهات سيرها وانت افقها وانت محورها وخطوط الطول والعرض فيها ,وان اغمضت الجفن للحظات , فانت زائري الوحيد وضيف احلامي العنيد الذي يأخذني الى عوالم متداخلة والى فضاءات بعيدة وكأنني احلق في المدى بجناحي فراشة هائمة حالمة تدور حول النار ولا تعرف الاستقرار.
انت العالم المجهول الذي تاهت خطواتي فيه ’ وأنا كالاسير لم اعد ادري الى اين اسير ’ هل بت أتقدم الى الامام ؟ ام انني اتراجع الى الوراء؟ وهل اتوجه الى الغرب ؟ام الى الشرق الذي اشرقت منه ذات يوم ابتسامتك الملائكية واهاتك المريرة وصمتك الذي يغرقني دائما ببحار الحيرة ؟ ’فكل الاتجاهات تاخذني اليك وكل النجوم تدلني عليك وحتى الطيور المهاجرة ان حاولت اقتفاء اثرها لا تحط الا بين يديك ’ أنت البحر الهائج المجنون الذي شل حركتي واغرقني بدواماته الصاخبة ودفع بي الى المجهول ’ حتى ما عدت المح أية جزيرة او ساحل او ميناء الا عينيك اللتان تعداني هما ايضا بالغرق من جديد في امواج سحرهما العميقة بعد ان اغرقتني مشاعرك ببحر لا قرار له من الاحاسيس الصاخبة المجنونة ’ وكأن القدر قد كتب علي ان اقضي كل ايامي وحياتي غارقا بدوامة الذوبان في حبك والاشتياق اليك واللهفة عليك.
كل اللحظات مشحونة بك وكل الثواني محملة بعبيرك وكل الصباحات والاماسي تحمل صدى همساتك وضحكاتك وايماءاتك وكلماتك واستعاراتك ولهفتك وافراحك واحزانك لتشدني اليك ’ حتى اصبحت بالنسبة لي ايتها الفراشة الحالمة ’السجن والسجان في ان , فانت الضوء والعتمة والقمر والنجمة , والهمس والشمس التي تتسلل من بين قضبان سجني والقمر الذي يرسل انواره الرومانسية في الليالي المقمرة ليملأ وحدتي وانت الفضاء اللامتناهي الذي اسبح فيه والهواء الذي اتنفسه ’ فالى اين اهرب منك؟ واين اختبئ وان غبت عني لحظة اتلمسك فأجدك لصق قلبي تناديني’ واكاد استشعر أحاسيسك الملتهبة تسري مع قطرات الدم في شراييني.
طيفك يتراقص على اوراقي ويعبث بحروفي وكلماتي ويختطف القلم من بين اصابعي ويرسم خطوطا متعرجة ودوائر مغلقة لا مخارج لها , تماما مثل  دوامة الاشتياق واللهفة التي وجدت نفسي ضائعا بين دهاليزها وتقاطعاتها ’ فكلما سمعتك وقرأت كلماتك وتنصت على نبض قلبك وتلمست دمعك تضيع الافكار وتهرب الكلمات واتيه في لجة الفوضى التي تغرق بها افكاري ولا اعود ادري مالذي اكتبه وما الذي امزقه وكيف ارتب جزيئيات حياتي ومستلزمات عملي وارتباطاتي وكيف انجز ما يجب انجازه , وانا الحائر بك والضائع معك في كل الاتجاهات حتى امسيت لي النبض والشهيق والزفير والحياة’ فلا قربك مني يريحني ولا بعدك عني يعيد لي توازني ’ففي بعدك يحرقني الاشتياق , وفي قربك احس بالاحتراق. 
ارجوك أيتها (الحكومة) اطلقي سراحي , او امنحيني اجازة من حبك ولو لدقائق لاستعيد توازني واعيد ترتيب اوراقي وامنعي طيفك من مشاكستي لاغفو بسلام ولو لثوان  فقد حطمني الارق ودمرني القلق ’ ورغم انك السجن والسجان , والخصم والحكم فانني ارفع شكواي اليك , واضع قلبي المعذب بين يديك وارجوك ..ارجوك اخرجي عن صمتك الذي اغرقني واحرقني ودمرني ’ وحاولي ان تنقذيني من الغرق في بحر عينيك قبل ان أرحل وتفقديني.
 انقذيني او اجهزي علي ولا تزيدي قلقي وتعذبيني بصمتك ولا تتركيني هكذا ضائعا في متاهات حبك ....لا تخذليني, اطلقي سراحي .. اعتقيني... رغم انني اعلم  جيدا بانك قدري’ وبانني مهما عدوت هاربا منك فانني من حيث ادري او لا ادري سأعدو اليك ’ ومهما تخيلت بانني سابتعد عنك فانني لن اتوجه الا اليك , فكل الطرقات والاتجاهات والمسارات والدروب تأخذني اليك فقد اصبحت لي مثل الكرة الارضية كل النقاط والمحاور التي تنطلق منك لا تنتهي الا اليك.
فانت القارب والشراع والافق البعيد ’ وانت البحر والميناء والمرسى والموج العنيد , وانا كالطفل المندهش الغارق بدوامة هذه الاحاسيس الصاخبة لا يدري ماذا يريد.
 ملاحظـــــــة :
ــــــــــــــــــــــــ
في الثمانينات عشق احدنا زميلته الصحفية بجنون وكان عندما يتحدث عنها يطلق عليها اسم (الحكومـة) حتى لا يشي باسمها امام الاخرين, وكنا وهي ايضا نتندر بتلك التسمية ’وعندما خاصمته يوما وغرقت بالصمت بعث لها بهذه الرسالة التي أغرقتها بالبسمات والدموع معا ’واعادت المياه بينهما الى مجاريها ’ وقادتهما فيما بعد الى المأذون... , ترى ’ اذا كانت رسالة رومانسية واحدة استطاعت أن تذيب جليد الخلافات العاطفية تلك ’ اليس من المخجل أن تعجز الحكومة الحقيقية الحالية والبرلمان وجميع القوى والاحزاب والتحالفات والكيانات من حل   خلافاتهم واذابة جبال الجليد التي تنتصب بينهم وهم يملكون كل الامكانات من اجل توحيد الجهد الوطني وخدمة هذا الشعب الذي انهكته الازمات اليومية وطوحت بحقوقه التناقضات والانانيات السياسية؟؟؟     

272
مشاكسة
أزمـــات دوليــــة
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

 شعرت في لحظة تجلي وطني بأن قامات كل العراقيين من حقها ان تطاول القمر والنجوم ’   وتطرق ابواب الشمس ’ لتصرخ بها ان هذا هو زمن العراق قد اشرق ’ وان موقعنا وتأثيراتنا العالمية اصبحت ابعد من كل الخيالات واعمق ’وامسىى حضورنا في حل الازمات الدولية اسرع من الجميع وأسبق’ حتى لو كانت بلادنا في بحار الازمات تكاد تغرق.
فبعد ان انجز معظم مسؤولينا الاكفاء ,الذين يعملون كفريق عمل وطني اقتحامي بطولي واحد واعد حل كل الازمات والمعضلات والمشاكل والتحديات’ واعلنوا نظافة العراق من الفقر والجوع والبطالة والفساد والتسول والسرطان والعنف والمفخخات والكاتمات والامية ’ ومن الاعتقالات الكيفية والتعذيب والتغييب والميليشيات والسجون السرية ,وأزالوا اكواخ الطين والصفيح واقاموا بدلها ارقى وأحدث المجمعات السكنية ’ وهدموا كل خطوط الفقر بارادة وطنية ’ وأنجزوا اروع مهمة تأريخية بالتوزيع العادل للثروات بمنتهى العدل والانصاف والشفافية والمساواة ’ فقد ان لهم التفرغ لمسؤولياتهم الاقليمية والدولية.
فبمنتهى الاعجاب والفخر والخيلاء’ تناقلت وكالات الانباء جوانب من المواقف المبدئية لمسؤول رفيع تجاه واحدة من اعقد واهم واخطر المشكلات والمعضلات والازمات الدولية ’ ممثلة بالملف النووي لجيراننا ’الذي اشاع (رغم اهدافه السلميه التي أكدتها مختلف المستويات الرسمية) وبدون أي مبرر الخوف والذعر والهلع غير المنطقي في منطقتنا الاقليمية ’ وبالاخص في دول الخليج العربية والاسرة الدولية ’ باستثناء العراق الذي لا يأبه بمثل هذه الاخطار المزعومة ’ التي يدعي البعض (بغبائه) بأنها ربما ستكون محتملة في لحظة ما جراء أي تسرب اشعاعي غير محسوب او غير مسيطر عليه او غير متوقع ( وهذا يمكن ان يحدث ربما لغالبية المفاعلات النووية في العالم وبالاخص جراء تأثيرات الظواهر الطبيعية كالزلازل مثلا) ’ ؛حيث يستند اطمئنان العراق في ذلك الى العلاقات الستراتيجية والى المصالح المشتركة مع الجارة العزيزة ’التي اثبتت دائما سلامة نواياها تجاهنا وحرصها على مصالحنا قبل مصالحها.
 ووفقا لذلك وانطلاقا من (حسن النوايا ) فان أي تسرب اشعاعي ولاي سبب كان سوف لن يصيب العراق باي خطر استنادا لحقيقتين رئيسيتين ’ الاولى تتمثل في قدرة التكنلوجيا المستخدمة في هذه المفاعلات الحديثة وفائقة الحساسية التي تستطيع ربما برمجة الاشعاعات النووية واخضاعها لسيطرتها وفق نظام الكتروني دقيق قادر على التحكم في اتجاهاتها ومساراتها وبالتالي فلن يكون بامكانها قطعا ان تعبر حدود (الاصدقاء ) اطلاقا ولن تتوجه اليهم ’ أما الحقيقة الثانية وهي الاهم فتكمن في ان هذه المفاعلات النووية تستخدم اشعاعات عالية الذكاء تنافس بذكائها الخارق احدث الاسلحة والصواريخ الدولية الذكية عابرة القارات والمحيطات ’ وبمقدورها حتى وان افلتت من الرقابة والبرمجة الالكترونية ان تميز ذاتيا بين الاعداء والاصدقاء بمنتهى الشفافية ’ وبذلك لا اخطار جدية علينا وعلى بيئتنا حتى لو اقيمت سلسلة من هذه المفاعلات (السلمية الصديقة )على حدودنا ’ما دامت تنافس بوداعتها وطيبتها وشفافيتها براءة ووداعة الاطفال والقطط والكلاب المنزلية الاليفة.
وبذلك فقد اكد المسؤول المعني خلال اجتماعه ومباحثاته الستراتيجية مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وسفير الاتحاد الاوربي على ضرورة اعتماد حلول تضمن (حــــق) جيراننا في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية كما تنص القوانين الدولية ’ مشددا في الوقت ذاته على مسؤولية جيراننا مع الشركاء الدوليين والاقليميين في الحفاظ على عوامل امن واستقرار المنطقة’ وضرورة اعتماد الحلول السلمية التي تحفظ حقوق الجميع , كما جرى خلال اللقاء استعراض معمق للتطورات السياسية في المنطقة والاقليم والعالم ’ فضلا عن التطرق للازمة السورية’ وربما لبقية الازمات العالمية كون بلدنا احد ابرز الخبراء النشطاء واللاعبين الاساسيين في ساحة الازمات الدولية .
الى ذلك فقد غابت مشاكل العراق الهامشية ’ ولم تجد لها موطأ قدم في دقائق وتفاصيل تلك المباحثات الدولية المشتركة ’ وربما كان جدول ذلك الاجتماع مخصصا حصرا لذلك الملف الحيوي مما تعذر معه طرح همومنا الوطنية’ وبذلك لا عتب على المسؤول المعني, اما اذا كان جدول اعمال الاجتماع مفتوحا على كل القضايا                                                                      ولم يرغب ذلك المسؤول الرفيع ازعاج سفراء الخمسة الكبار والاتحاد الاوربي بأزماتنا الوطنية , وبدعوة دولهم وشركاتهم  للمساهمة في اعادة بناء اقتصادنا المتهدم وتاهيل صناعتنا المشلولة وزراعتنا الكسيحة مما ادى لارتفاع نسبة البطالة الى 35% والقى بحوالي ستة ملايين عراقي الى تحت مستوى خط الفقر ’ ولا ان يطلب مساعدتهم في المشاركة باليات ازالة الالغام الارضية من البلاد’ حيث يتصدر العراق لائحة الدول التي تعاني من وجود الالغام الارضية في اراضيها بوجود نحو (26) مليون لغما في اراضيه تمتد على مساحة (1730) كيلومترا مربعا مما يهدد حياة وسلامةحوالي ستة ملايين مواطن ’ كما لم يطلب المساهمة الفعلية او الرمزية على الاقل لاغاثة الاف العراقيين   الذين شردتهم السيول والامطار والفيضانات الاخيرة التي قدرت اضرارها الغذائية الاولية فقط بفقدان العراق ما بين (25-30%) من محصول القمح , ولم يطلب مواقف داعمة ضد تدخل بعض دول الجوار في شؤوننا الداخلية وتأجيجهم للصراعات الطائفية وخروقاتهم لحرمة اراضينا الوطنية وتجاوزاتهم على حصصنا المائية وتلويث مياهنا واغلاق المجاري المائية المشتركة او تحويل مسارها ’ و لم يتطرق ايضا لجهود دولهم في العمل من اجل رفع العقوبات الدولية عن العراق واخراجه من تحت طائلة البند السابع من ميثاق الامم المتحدة’ لان الامور والقضايا والمعضلات الدولية باتت اهم واخطر من ماسينا ومعضلاتنا ومصاعبنا الوطنية , فان الف علامة استفهام كبيرة ستحفر اعمق التساؤلات الوطنية.
وأخيرا... و نظرا لعدم وجود اية اضرار فعلية من قبل هذه الاشعاعات الصديقة (السلمية الداجنة المسالمة) لماذا لا نؤكد عمق احترامنا وتشبثنا وتمسكنا بهذه الصداقة النظيفة النزيهة الحيوية الاخوية المبدئية الستراتيجية مع جيراننا جميعا ونبادر تأكيدا لحسن نوايانا وتجسيدا لقيم الصداقة المشتركة لاستضافة النفايات النووية السلمية (الصديقة) لمن يرغب منهم في اراضينا عملا بالمثل الشعبي (الصديق وقت الضيق) ’ بالاخص وان هذه الاشعاعات (الصديقة المسالمة) لاتؤدي الا لأصابات هامشية منها سرطانات الدم والعظام والالياف والكلى والرئة والثدي وتشويه الكروموسومات والاجنة وتلويث الماء والهواء وتهديد النباتات والحيوانات والثروة السمكية كما ان تأثيراتها الاشعاعية لا تدوم الا مئات الالاف من السنين فقط’ بالاخص وأن سياستنا تنطلق من  ستراتيجية ( حق الجارعالجار). 
 


   

273


مشاكسة
عــــذرا جلالــــة المـــلك


مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 
في هذا الزمن العجيب الغريب ’ زمن الحريات والثورات والانتفاضات التي لم يجلب معظمها الا المزيد من الماسي المصائب والنكبات ’زمن الديمقراطيات  متعددة الاشكال والانواع والالوان وحقوق الانسان والرفق بالحيوان ’ زمن انتهاء عصر الحزب الواحد والقائد الواحد وانبثاق عصر زواج الجنس الواحد , زمن المزايدات البرلمانية والمساومات السياسية والسفاهة الحكومية في الاستحواذ على المناصب والحقوق والثروات الوطنية ’ وتجاوز مرحلة الولاءات الوطنية ومقايضتها بالولاءات الاقليمية ’ بالاخص في الدول المتسولة والمتوسلة والشاكية والباكية , زمن شفافية سلاح الفوضى الخلاقة بأيدي الدول العملاقة التي اعتادت على استخدامه مثل شفرة الحلاقة في تجريح وتشريح كيانات الدول (المارقة) واغراقها بالازمات الخانقة ’ عثرت مصادفة على وثيقة ادانة تاريخية لزمن (الدكتاتورية  الملكية) ’ عدوة الحرية والديمقراطية والمساواة   والعدالة الاجتماعية ’ التي قيدت العراق باغلال العبودية واوصدت بوجهه كل ابواب وشبابيك ومنافذ التقدم والحرية, وحرمته من هدايا الحملات الانتخابية’وخيرات ونعم وفضائل البطاقة التموينية.
الوثيقة التي هزتني كانت باختصار صورة لوثيقة الدرجات المدرسية لجلالة ملك العراق فيصل الثاني رحمه الله لامتحانات نصف السنة للعام الدراسي (1944-1945) عندما كان طالبا في الصف الثالث الابتدائي في المدرسة المأمونية في بغداد.
ولاننا تعودنا ان يكون ابناء المعلمين والمعلمات والمسؤولين هم الاوائل دائما  على صفوفهم حتى لو كانوا بلهاء او اغبياء او لا رغبة لهم بالدراسة عرفانا بجميل وسطوة وتاثيرات اباءهم وامهاتهم ببقية الكادر التعليمي’ اما لو صادف وجود طالبتين بنفس الصف من بنات المعلمات فلا بأس ان تكون واحدة منهن الاولى ’ والثانية اولى مكرر’ احتكاما للشرعية التوافقية ’ فكيف ان كان الامر يتعلق بملك العراق(المعظم) ؟.
 يقينا لو كان موجودا الان ربما لبادر بعض(المنافقين)المخلصين ’باقتراح منحه شهادة الدكتوراه الفخرية وهو في مرحلة الدراسة الابتدائية ’ احتراما للذات الملكية ’ واسوة بنفاق بعض الجامعات الدولية التي دأبت على منح قادة وحكاما وسياسيين ’ بعضهم انصاف اميين شهادات الدكتوراه الفخرية في علوم واختصاصات لا علاقة لهم بها ’ مما منح بعضهم فرصة التباهي بكلمة الدكتور’ والاصرار على ان تسبق اسمه في اجهزة الاعلام كلمة(الدكتاتور)عفوا’(الدكتور).
باختصار’ كانت درجات جلالة ملك العراق ’ الذي لم تكن ترافقه عند مواظبته على الدوام يوميا ’لافيالق حمايات ولا دبابات او اسلحة اوتوماتيكية ولا مدافع جوية  ولا طائرات ولا اساطيل سيارات ولا نعيق الصافرات ولا اية اجراءات امنية كالاتي:
(1ــ القرأن الكريم 9 تسعة درجات ’ 2ــالقراءة 8 ثمانية , 3ـ المحادثة 9,5 تسع درجات ونصف , 4ـ المحفوظات 5’6 ست درجات ونصف ’ 5ـ الرسم 10 عشرة درجات ’ 6ـ الخط 7 سبعة , النشيد 5’6 ست درجات ونصف الدرجة).
وفي الوقت الذي تحصل فيه ربما اغبى تلميذة من بنات المعلمات في بعض المدارس على درجات كاملة بجميع الدروس وذلك بجهود والدتها فان ملك العراق لم يحصل بجهوده الذاتية الا على درجة كاملة واحدة في مادة الرسم فقط. 
تلك الشهادة المدرسية ’ بل الوثيقة التاريخية التي وقعها العلامة والمربي الفاضل   واحد اعمدة اللغة العربية مصطفى جواد رحمه الله صاحب البرنامج الاذاعي الشهير الذي كنا ننتظره بشغف(قل ولا تقل) ونتندر عليه بالاخص قوله ( قل ماءت القطة ولا تقل نونوت البزونة) ’ وصاحب المؤلفات العديدة حول سبل تحديث اللغة العربية وتبسيطها رغم انه تركماني الاصل ’ والذي قال كلمته الشهيرة( جئت لأعلم العرب لغتهم)’ تفجر بواقعيتها وببساطتها ثلاثة ملاحظات اساسية حول اخلاقيات وثقافات وقيم زمن ملكي دكتاتوري رحل ’ وزمن ديمقراطي ثوري أطل.
في دولة عربية تدعي تمسكها بالقيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية الرفيعة ’ رفض الملحق الثقافي تصديق الشهادة المزورة لابنة وزير سابق ومسؤول رفيع لاحق ’  في ضوء تأكيد الجامعة المعنية بان تلك الشهادة مزورة وان الطالبة المعنية لم تدرس لديها وغير مسجلة في وثائقها , وكانت المفاجأة في المكافاة التقديرية التي تم منحها لذلك الموظف النزيه’ فقد فصل من عمله.
وفي المانيا بادرت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ’ الى الاستقالةاثر اتهامها (بالانتحال) وليس (بالتزوير) في اطروحتها للدكتوراه التي حصلت عليها قبل (33) عاما ’ لاستخدامها نصوصا اجنبية دون ان تذكر مصادرها ’ حفاظا على كرامتها لشعورها بالاهانة جراء تلك الاتهامات.
اما في وطننا وبفضل تجربتنا الثورية الديمقراطية فان معاييرالنزاهة سجلت اروع معدلاتها في نظافة العراق من الشهادات المزورة والوثائق المحورة ’باستثناء حالات بسيطة جدا جدا لا تكاد تذكر ’كان منها على سبيل المثال ما سبق ان كشفته لجنة النزاهة البرلمانية عن وجود اكثر من 30 الف شهادة دراسية مزورة في جميع المؤسسات ’مبينة ان من بين حامليها حوالي 2000 مسؤول   كبير من بينهم برلمانيين ووكلاء وزرات و مدراء عامين ’ الى جانب ما سبق ان كشفه مصدر أمني في احدى المحافظات عن وجود  700   وثيقة مدرسية من مجموع 900 وثيقة لطلبة إحدى الكليات الامنية مزورة، وعند رفع مذكرة الى المسؤول كبيرالمعني لاتخاذ ما يلزم بحقهم، برر المسؤول قائلا (انهم اضطروا الى التزوير من أجل خدمة وطنهم   (.                                                                           
من جانب اخر فان بعض المسؤولين الذين فاتتهم فرص الحصول على شهادات الدكتوراه من الجامعات الدولية بفعل انغماسهم في مهمات النضال من اجل (تحرير العراق) من الدكتاتورية ’ استطاعوا تعويض تلك الفرص الضائعة من خلال الدراسة عن بعد في معاهد وجامعات سوق مريدي العالمية والحصول على شهادات الدكتوراه منها في مختلف الاختصاصات لقاء اجور رمزية لا تتجاوز الالف دولار للشهادة.
واخيرا ...عذرا جلالة الملك ’ ما زلنا نشتاق لذلك الزمان الذي كان فيه الانسان’ برغم الدكتاتورية الملكية ...انسان.
 

       

274
مشـاكسة
بطـــون خاويـــــــة
وجيـــوب مثقوبــــة
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

يبدو أن الربيع العربي قد تحول الى صيف ساخن بين معظم الشعوب والحكومات ’ بالاخص في منطقة الشرق الاوسط ’ ولعل ما جرى وما يجري في مصر الذي تمخض ربيعها فأنجب صيفا ملتهبا من المواجهات متعددة الاشكال على مختلف الصعد بين جبهة الرئاسة وحكومتها الاخوانية من جهة ’ وبين جبهة معظم اطياف الشعب المصري من جهة اخرى ’ وكذلك بين النظام الأسدي ومكونات الشعب السوري , الى جانب المواجهات والاحتكاكات والصدامات والتظاهرات والاجواء الغائمة ’ بل والملغمة والمشحونة بمختلف المواقف المتطرفة وردود الافعال الحادة والمتشنجة بين الشعوب وحكامها وحكوماتها واحيانا بين برلماناتها ايضا ’ كما يحدث في تونس والمغرب والكويت والعراق واليمن والأردن وبقية دول المنطقة بأشكال وطرق وأساليب مختلفة ’ ما يؤكد حقيقة الافتراق الكبير بين الشعوب وحكامها وافتقاد اللغة المشتركة بين الجانبين ’ بل وهجرة كل أسس وقواعد وقيم وحتى خيوط الثقة المشتركة مما يعني غالبا استحالة استمرار تعايش الأثنين على سطح واحد.
فالشعوب المحاصرة بالوعود والشعارات والخطط والبرامج والمبالغات التي وصلت حد الاكاذيب السافرة والتي دأبت بعض الحكومات على تسويقها صباح مساء دون أي أفعال حقيقية على على الأرض ’ أوصلت هذه الشعوب الجائعة الضائعة ’ والممتلئة معداتها حد التخمة بالوعود والعهود وبالشعارات والبيانات التي لم تنجح رغم غزارتها وبلاغتها وتنوعها وثوريتها ’ في ان تملأ  بطونها برغيف خبز أسمر أو أسود ’ ولا بقطعة قماش تستر به عورات أطفالها , ولا بسقوف من طين وأبواب من صفيح تقيها مذلة الضياع والنوم في العراء ولا فرصة عمل تحميها من انكسارات الحاجة والفاقة والتسول , ولا أدنى الخدمات الأساسية ’ كل ذلك اوصلها لحافات الاحباط ’ بل ورمى ببعضها في مستنقعات اليأس المريرة التي قد تنتج مواقف وافعال خطيره.
 في حين يقف على ألجانب ألأخر الحكام والحكومات والأحزاب الحاكمة ’ وحتى البرلمانيون وهم يشكون أيضا من الشبع حد التخمة.
 أما تخمتهم فمتأتية من ارتفاع رواتبهم ومن تعدد مخصصاتهم ومن تنوع ايفاداتهم و سفراتهم ومن اتساع حجم عقودهم وصفقاتهم ومن  نسبهم وامتيازاتهم من تلك الصفقات ’ الى جانب ازدهار تجارة بيع المواقف والاتجاهات والولاءات ’ سواء في اسواق التحالفات الداخلية او في أسواق المزايدات الاقليمية ’ وهم يشكون كالعادة من عقوق شعوبهم وعجالتها والحاحها وعدم تفهمها لعظم المهمات الستراتيجية الوطنية الثورية الخطيرة الملقاة لى عاتقهم.
فهذه الشعوب البطرانة النعسانة التي لا تفهم لا بالسياسة ولا بالأقتصاد ولا بأهمية التزاوج بين المصالح الذاتية لحكامها وحكوماتها وبين المصالح الوطنية من اجل التصدي للاستعمار وللأمبريالية وللقوى الأرهابية والرجعية والظلامية ’ تريد أن تمسك بين أصابعها وفي وقت واحد بكل مطاليبها ومكاسبها وأحتياجاتها وحقوقها وطموحاتها القريبة منها والبعيدة ’ ابتداء من رغيف الخبز وحتى الماء والهواء والكهرباء ’ ولا تخجل من أن تتهم حكامها وحكوماتها وبرلمانييها وسياسييها بالتقصير والفساد ’ ناسية ومتناسية ’ عظيم الانجازات المتفردة وروعة المكاسب المتعددة التي حققتها لها حكوماتها المتجددة ’ وفي مقدمتها الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ’ والماء والهواء وحرية التنفس بأمان ’حتى اصبح بامكان هذه الشعوب المتمردة المتشددة ’ان تمارس حريتها في التظاهرات والأعتصامات ورفع اللافتات التي تشجب وتدين وتستنكر ’وتطالب بالماء والكهرباء والغذاء دون ان يتعرض لها حكامها ومسؤوليها الانقياء الاتقياء.
بذلك فان الخلافات الأساسية بين معظم هذه الشعوب وحكامها تكمن بمنتهى البساطة في معضلة متواضعة وهامشية , فالشعوب تريد ملأ بطونها الخاوية اولا من ثرواتها الوطنية , بينما الحكام والحكومات والاحزاب والبرلمانيين والسياسيين هناك يريدون ملأ جيوبهم وجيوب عوائلهم اولا من تلك الثروات ’ وهذا من حقهم من أجل ان يشعروا  بالأستقرار والراحة والتفاؤل وبما يمكنهم من التفكير بافضل الوسائل الكفيلة بملأ تلك البطون الجائعة.     
ومع ذلك فأن بمقدور الشعوب الجائعة الخانعة الضائعة أن تنتظر قليلا وأن تؤجل عملية ملأ البطون الخاوية لعدة سنوات على الأقل ومنح حكامها وحكوماتها الفرصة السانحة والظروف الموضوعية لدراسة اوضاع الاسواق العالمية وانواع الأطعمة الصحية الخالية من الكولسترول وتحديد أفضل المناشيئ العالمية وأعلى نسب الحصص والأمتيازات والهدايا قبل ابرام العقود والصفقات النموذجية التي بأمكانها أن توفر أوسع وأفضل أنواع الغذاء والدواء والماء والهواء والكساء والكهرباء والمربيات والاجبان والمشروبات والمكسرات والحلويات السويسرية والمشاريع وفرص العمل لكل القطاعات الشعبية , وان تحقق لهذه الشعوب أعلى مستويات الرفاهية ’ تماما مثلما حققته لنا البطاقة التموينية  التي ربما ستدخل مستقبلا كتاب غينس للأرقام القياسية ’ كواحدة من أفضل الأساليب الثورية في الفساد والسرقات المنهجية.
بين هذا وذاك فأن المشكلة الاساسية التي تطرحها هذه الشعوب الجائعة الضائعة التي نجحت حكوماتها في ملأ بطونها بالشعارات والوعود الذهبية وبالخطب والبيانات الثورية وبالأدعات والأكاذيب الماسية ’وفشلت فشلا ذريعا في منحها أبسط حقوقها ومطاليبها الوطنية ’ تكمن في انها يمكنها أن تشد الاحزمة على البطون الخاوية الجائعة ليل نهار ’وان تبقى سنة او سنتين اوحتى عقدا بالانتظار ’ حتى تمتلأ جيوب حكامها (الأخيار).
 لكن المشكلة تكمن في أن جيوب بعض اولئك القادة والحكام والسياسيين الاحرار لن تمتلئ ابدا ’لانها اما مثقوبة ’ او عميقة جدا بلا قرار ’ أو مفتوحة على بعض دول الجوار.         

275
مشاكسة
حيتـــــان
الأمـــوال السياســــية
مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

على الرغم من حرائق الشكوك والتوجسات والاتهامات العنيفة المتبادلة بين معظم القوى والقوائم والاحزاب والتحالفات والتكتلات والتشكيلات والكيانات التي استبقت انتخابات مجالس المحافظات واحاطت باستعداداتها وتغلغلت في جزيئياتها ورافقتها في كل خطوة وفي كل حلقة من حلقاتها التنفيذية حتى وصلت معها الى صناديق الاقتراع ’ بيد ان هذه المعركة (الديمقراطية) قد حطت اوزارها ووضعت جميع الاطراف وجها لوجه امام احكام الصناديق الانتخابية التي سترسم تضاريس خارطة العمل السياسي وافاقه واتجاهاته عبر افرازات نبض الجهد الحكومي ذاته الذي سينطلق من بودقة خطط وبرامج وارتباطات وولاءات ورؤية وتاثيرات ووعي هذه المجالس , التي يريدها المواطنون اجهزة تنفيذية لابرز واهم حاجاتهم اليومية بينما يريدها بعض السياسيين ادوات تنفيذية لايدلوجياتهم ولمصالحهم المنظورة منها وغير المنظورة وبوابات للتاثيرات المختلفة في مطابخ صنع وصياغة مختلف القرارات الستراتيجية.
بذلك ’ ما ان اوصدت صناديق الاقتراع فتحاتها واغلقت المراكز الانتخابية ابوابها وحتى قبل ان تبدأ اولى عمليات فرز الاصوات ’ حتى اشتعلت معارك اخرى اقوى واشد عبر اتهامات بالتلاعب والتزوير ووضع عراقيل مختلفة امام مكونات معينة لمنعها من الوصول الى مراكز الاقتراع واخراجها من ساحة المنافسة للاخلال بالمعادلة (الديمقراطية) لصالح جهات اخرى ’ رافق ذلك التلويح برفع شكاوى وتقارير وطلبات بالتحقيق الى مختلف المنظمات الدولية وفي مقدمتها الامم المتحدة حول ما ادعته بعض الاطراف والجهات السياسية من اتهامات بالتجاوزات والانتهاكات والاخطاء والانحياز وعدم النزاهة وعدم الدقة وحجب حقوق قطاعات ومكونات جماهيرية في التصويت ’ مما يحاول رسم ظلال واضحة لاتهامات بالتزوير.
بيد ان الاخطر والاقسى والامر من جميع تلك الدعاوى والسلبيات سواء كانت حقيقية ام مجرد ادعاءات وممارسات ضيقة واخطاء واجتهادات جرى تضخيمها لصالح هذا التحالف او ذاك ’ عملية تفجير واحدة من اكبر فضائح الفساد ممثلة بالاتهامات حول الاموال السياسية التي تدفقت من دول اقليمية للاخلال بالمعادلة الوطنية عبر دعم هذا المكون او ذاك من دول’ابت عليها مسؤولياتها ومبادءها وقيمها ومصالحها واهدافها ومشاعرها (الانسانية) النبيلة النزيهة الا ان تقدم دعمها (الاخوي) لبعض الاطراف والكيانات السياسية تعزيزا للعملية (الديمقراطية) , واحتراما لحرمة(استقلالية) قرارنا الوطني, وتأكيدا للعلاقات الاخوية بعيدا عن (الانانية) الوطنية والاقليمية , وعن أي شكل من اشكال (التدخل) في شؤوننا الداخلية. 
وبعيدا عن اتهام هذه الدولة او تلك ,او اتهام هذا المكون او ذاك في غياب الوثائق الرسمية التي من شأنها ان تؤكد هذه الادعاءات والاتهامات او تنفيها والتي لم تظهر وربما لن تظهر ابدا , وبعيدا عن تسمية من الذي دفع ومن الذي قبض وهل كان الدفع باليورو او بالدولار او بالدينار او بالدرهم او بالتومان او بالفرنك او بالريال او بالليرة , وكم كانت التكاليف الحقيقية لهذه التمويلات (الاخوية) للحملات الانتخابية ’ فان السؤال الاكبر والابرز والاهم (ما ثمن هذا الدعم الاخوي النزيه؟؟؟) , وهل كان مجرد دعم  (اخوي) لمؤسسات سياسية(خيرية) دون مقابل؟؟؟ في زمن لم يعد هنالك فيه أي وجود مهما كان هامشيا او متواضعا في برامج وستراتيجيات واسواق السياسة الدولية للدعم سواء كان ماديا او معنويا دون مقابل ’ بل أن حتى الدول المانحة وهي تقدم مساعداتها (الانسانية) للدول الفقيرة المتسولة والمتوسلة فانها ربما تتطلع لمردودات معنوية وربما تنظر لاهداف بعيدة المدى ’ وفي اضعف الايمان لتسهيلات او ربما لمواقف داخل اطار المنظمات الدولية’ اما صندوق النقد الدولي فانه لا يقدم اية مساعدات اوقروض او تسهيلات دون اشتراطات معينة غالبا ما تلقي بافرازات تاثيراتها على حرية القرار السياسي من خلال الضغوطات الاقتصادية وتقليص الدعم الحكومي لسلع وحاجات محددة والتدخل بمستوى الضرائب والضغط لتقليص الانفاق الحكومي ’ فما نوع وطبيعة التعهدات والصفقات والتنازلات (النزيهة)التي قدمتها الاطراف السياسية (الوطنية) المعنية بمثل هذه المساعدات (الانسانية) وهي تفتح جيوبها امام سيول الملايين من الدولارات والليرات واليوروات والتومانات والدراهم والريالات والدنانير التي تدفقت عليها لدعم حملاتها الانتخابية الوطنية (النزيهة)؟؟؟. 
بيد ان الاهم ’ هل ستتحرك لجان وهيئات وتشكيلات النزاهة لتحديد مصادر الاموال السياسية وتتبع خط سيرها وحصر اقيامها وتحديد الجهات(الخيرية) النزيهة التي استلمتها ؟؟؟ ومن ثم التأكد من ان هذه الاموال لن تمس السيادة والاستقلالية الوطنية وحرية القرار السياسي او الاخلال بالاقتصاد الوطني وبالثروات الوطنية؟؟؟ ام انها ستكتفي كالعادة باصطياد الاسماك الصغيرة وترك حيتان الاموال السياسية الكبيرة تواصل انشطتها (الوطنية) على كل الجبهات من اجل تحقيق المزيد من المكاسب والانجازات   وربما السعي لمنح الدول والجهات التي قدمت دعمها (الاخوي النزيه) لها خلال الانتخابات الاسبقية والافضلية بعملية التوزيع العادل للثروات.
             

276
أدب / اصطبغ البحر بلون عينيها
« في: 22:32 23/04/2013  »
 
اصطبغ البحر بلون عينيها
أقاصيص
مال اللـــه فــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
ـــــ 1 ـــــ
منذ ان حملته سفينة مجنونة لتلقي به في احضان الغربة ’ وهي تحرص يوميا على الذهاب الى ساحل البحر بانتظار عودته ’ وكثيرا ما كانت تغازل طيفه وتهمس له بانفعالاتها ولواعج اشتياقها وهي تتخيل ابتسامته المحببة ترتسم على الامواج المتلاطمة.
 مرة تخيلته من بين فواصل احلام يقظتها الشفيفة ’ يخرج من بين الامواج المتلاطمة فاتحا ذراعيه لها ’ ولم تملك وهي غارقة بحلمها الجميل الا ان تقفز بلا وعي كالمسحورة بكل شوقها ولهفتها المجنونة لاحضانه الدافئة ’ ولم تخرج ابدا بعد ان ابتلعتها الامواج, ومن يومها والبحار اصطبغت بلون عينيها الزرقاوين.   
  ــــــ 2 ــــــ 
كان مستقيما جدا في عمله وفي حياته , مثل الخط المستقيم تماما , لذلك لم يتقاطع مع احد ولم  يتداخل مع احد ولم يحتك باحد , وبقي خطا مستقيما ووحيدا ايضا , وعندما حاصره خريف العمر بزمهريره وقسوته ’ بكى طويلا في وحدته , عندها تمنى لوكان خطا متعرجا او منكسرا او منحنيا لكان الان محاطا بدفئ الاخرين
ــــــ 3 ــــــ
كانت مؤمنة جدا و تخاف الله جدا جدا ,وتحرص على الصلاة بحرارة وايمان  يوميا ’ بنفس الوقت الذي كانت تكذب فيه على الله يوميا.
 فهي تناجي الرب بخشوع مساء وصباح كل يوم بصلواتها الضارعة (اغفر لنا خطايانا كما نحن ايضا نغفر لمن اساء الينا) وهي تدرك في قرارة نفسها جيدا بانها لم تغفر لبعض افراد اسرتها منذ ان اختلفت معهم وقاطعتهم  قبل سنوات ’ ومع ذلك ما تزال تصلي بحرارة وايمان يوميا وتكذب ايضا على الله يوميا.
 

277
  مشاكســــة
شـــــعوب بطرانــــة
وحكومــــــات تعبانـــــــة
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
يبدو ان عصر التقتيات والديمقراطيات وثورة الاتصالات والسرقات والاختلاسات بعشرات المليارات ’ وبيع الاطفال والارحام والمؤسسات والزوجات والوزارات ’ وارتهان ومقايضة الاوطان بابخس الاثمان ’ في دول تمرست بتجارة شعارات هذا الزمان ’ وفي مقدمتها الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان ’ في الوقت الذي ربما نبحث به فيها بادق  الميكروسكوبات عن شعرة واحدة من تلك الحقوق ’ فلا نجد الا الامتهانات والاهانات والاعتقالات والاضطهادات والتعذيب والتغييب والعقوق ’ ماأفرز انفجارات وانشطارات وتمردات وتحديات داخل الاعماق والاخلاقيات السوية للشخصية الانسانية , التي خرجت عن المألوف والمعروف وهي تطالب ملوكها وحكوماتها ورؤسائها وبرلمانييها  واحزابها صباح مساء , دون خجل او حياء ’ بامتيازات فضائية وبمكاسب خيالية ’ حتى كادت المنظمات الدولية ان ترثي لحال الحكومات والبرلمانات وتنحاز الى جانبهم ضد هذه المطالبات, وفي طليعتها ازمة الازمات ممثلة بالتوزيع العادل للثروات ’ بالاخص وان معظم هذه الثروات قد عبر البحار والقارات ’ ومع ذلك فان معظم الاحزاب والقوى والتحالفات والكيانات الثورية في البلدان المنهوبة والمسلوبة بالاخص خلال الانتخابات لا هم لها الا التلويح بالتوزيع العادل للثروات ’ وهم يعلمون يقينا بأن هذه الشعارات قد امست احدى ابرز نوادر وطرائف الانتخابات التي فجرت نتائج معظمها الخذلان والانتحابات.
في خضم ذلك دأبت الشعوب المشاكسة المعاكسة , على وضع حكوماتها ورؤسائها واحزابها وبرلمانييها امام معضلة الذهول بواقعها العاجز المشلول وهي تطالب بقضايا ومكاسب تعجيزية وخيالية.
فهذه الشعوب (النعسانة البطرانة) ’ تطالب بالكثير والخطير والمثير , وفي مقدمته الحرية والكرامة ورغيف الخبز والمياه الصالحة للشرب ’ وجدران وسقوف تأويها ’ودور حضانة ورياض اطفال ومدارس ومعاهد وكليات’ وشوارع مبلطة وشبكات نقل وكهرباء وخدمات بلدية وسهولة مراجعة الدوائر الرسمية والغاء برامج التجسس الوطنية عبر منظومة  المخبر السري ’ والغاء عمليات التوقيف العشوائية ومنحها الفرص المتكافئة في التعيينات الرسمية بما فيها تقلد الوظائف السيادية.
 كما تطالب بتوحيد القوانين وفي مقدمتها سلالم الاجور والتقاعد وتطبيق نفس احكامها وامتيازاتها على الوزراء والخفراء وعلى البرلمانيين وبقية الموظفين وازالة كل الحواجز بين المواطنين وممثليهم البرلمانيين ’ وبين المراجعين والمسؤولين ’ وتوظيف اجهزة الحاسوب وشبكة الانترنت في الدوائر الرسمية لانجاز المعاملات اليومية وليس للتمتع بالافلام الجنسية وبالمشاهد الاباحية ’ والحكم بالاعدام على كل اللوحات (الحضارية) المعلقة في مختلف الدوائر والمؤسسات والتي تصفع كرامة المراجعين بقسوة وهي تكاد تصرخ بهم (المراجعة من الشباك) , واعتماد برنامج حكومي للحفظ المركزي للمعلومات الشخصية وعدم مطالبة المواطن في كل مرة يراجع فيها دائرة حكومية ولاتفه القضايا بعشرين وثيقة رسمية,وادخال بعض طواقم حمايات المسؤولين بدورات خاصة بالاخلاق والمواطنة وحقوق الانسان والقانون والعلاقات العامة , وتعليمهم اصول واخلاقيات التعامل باحترام مع المواطنين بعيدا عن النعيق ونثر الشتائم والبصاق عليهم ’ وملاحقة واعتقال حيتان الفساد الكبيرة قبل الاسماك الصغيرة , وايلاء رعاية واهمية خاصة ومميزة لليتامى والارامل وذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين واطفال الشوارع , وهدم خط الفقر والارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والحيلولة دون تحويل الوزارات والمؤسسات الى املاك عائلية , وتعزيز مبدأ الكفاءة العلمية والخبرة المهنية بدل الانتماءات الحزبية والولاءات السياسية في تسنم المهام والمسؤوليات والمواقع المختلفة, ودعوة المسؤولين والسياسيين وتحالفاتهم واحزابهم الذهاب الى جزر الهاواي واصطحاب المعنيين منهم مفخخاتهم وكواتم الصوت معهم وحسم خلافاتهم هناك والعودة بلا مفخخات وبلا كواتم صوت بعد ان ملت الجماهير نهر الدماء والعنف الذي يحصد يوميا ارواح عشرات الابرياء.
بل ان بعض الشعوب المتطرفة جدا تدعو عبر مطالبها غير المشروعة ’ بعرض الموازنة السنوية العامة واوجه الصرف ورواتب ومخصصات المسؤولين والبرلمانيين والوزراء وذممهم المالية على الرأي العام عبر اجهزة الاعلام ’ في الوقت الذي يقوم فيه بعض الرؤساء والحكام ورؤساء الحكومات والبرلمانيين (تأكيدا لحسن نواياهم) بعرض كل تلك المعلومات الوطنية(السرية جدا) بمنتهى الدقة  والشفافية على دول اقليمية وحجبها  جملة وتفصيلا عن قطاعاتهم الشعبية.
الى ذلك فاننا لو توقفنا بموضوعية امام المهمات الستراتيجية للمسؤولين ’ وفي مقدمتها السعي لضمان (حقوقهم القانونية) من الرواتب والمخصصات المليونية , والامتيازات والنسب والهدايا و العقود والوفود , والسفر والسياحة والايفادات , وترتيب اوضاع عوائلهم وتعيين ابنائهم في الملحقيات الدبلوماسية والتجارية (التي يستحقونها بجدارة كونهم ابناء مسؤولين) ’وشراء الفلل والشقق والقصور في هذه الدولة او تلك واقامة الشركات ’ وعقد الصفقات , وضمان العمولات ,وغيرها الكثير الكثير من المهمات الاستراتيجية ’ لأيقنا بان الفترة الانتخابية البرلمانية والحكومية غير كافية اطلاقا  لنهوضهم بكل هذه الاعباء والمهمات والمسؤوليات والواجبات.
لذلك وانصافا لهم ’ لابد من تمديد الدورات الانتخابية البرلمانية في جميع الدول الديمقراطية والانظمة الوطنية ,وجعلها عشرة اعوام على الاقل  ليتمكن المسؤولون من التفرغ لمدة خمس سنوات لترتيب اوضاعهم العائلية ومصالحم الشخصية , والتفرغ في الخمس سنوات الاخرى لبقية المهام الوطنية ’ فضلا عن ان مثل هذه الفترة ستوفر الوقت اللازم امام هذا المسؤول او ذاك لاعداد احد ابنائه وتدريبه واكسابه الخبرات المطلوبة لاحتلال موقعه من بعده , وذلك سيكون انجازا وطنيا كبيرا لكل الجماهير الشعبية الكادحة والمسحوقة تجسيدا للمثل الشعبي القائل (الشين اللي تعرفه , افضل من الزين اللي ما تعرفه) و(تيتي تيتي .. مثل ما رحتي جيتي). 
 


278
مشاكســـة
فياغــــرا سياســـــية
مال اللــه فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

اشتعلت حرب المنشطات من جديد في الاسواق السياسية مع اطلالة ملامح (تجربــــــة) اخرى من تجاربنا الديمقراطية ممثلة بانتخابات مجالس المحافظات ’ التي تمثل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من هذه (التجــــارب الديمقراطيــــــة ) المختلفة التي تذوقنا طعم ونكهة المئات من انواعها واصنافها  وتلمسنا منشأ وتاثيرات وافرازات واهداف ونوايا وموطن زراعة كل منها ’ منذ ان انطلقت بواكيرها الاولى بقوة وعلانية ’ اثر ازاحة النظام الملكي (بطريقـــــة ديمقراطيــــــة) واغتيال جلالة الملك فيصل الثاني رحمه الله   (بطريقــــة ديمقراطيـــــة ايضـــــا) عام 1958 ليومنا هذا ’ حتى حفظنا كل انواع الديمقراطيات واشكالها ومحتوياتها ’الشرسة منها والهادئة ’ الرومانسية والهجومية ’العدائية والصديقة ’الوطنية والاقليمية ’الاشتراكية والرأسمالية ’العسكرية والمدنية ’الطائفية والميليشاوية ’السياسية والجهادية ’الخجولة والمتحررة.   
 ومع ذلك ما تزال الاحزاب والتحالفات والانظمة والحكومات والبرلمانات تتحفنا كل حين بتجربة جديدة منها ’ حتى امسينا بحق مختبرا للتجارب الديمقراطية , ورغم ذلك فقد فشلنا  فشلا ذريعا في بناء هيكل حقيقي لديمقراطية حقيقية ليس لها مخالب ولا انياب ولا ميليشيات ولا سجون سرية ’ هيكل يستمد تاثيراته وحضوره من قيم حقيقية اصيلة , نتفق عليها جميعا ’ لتنقذنا من حقول ومختبرات التجارب الديمقراطية الشرسة المنافقة المتطرفة العنيفة التي لم يتوان  بعضها عبر مختلف الازمنة ’ عن قطع الالسن والاصابع وحتى الرؤوس بأساليب (ديمقراطيـــــــــة) وبذريعة الحفاظ على الديمقراطية و قيمها والتي البسها البعض الف رداء بالف لون ’ وحولوها من (حكــــــم الشــــــعب) ’ كما ارادتها الفلسفة اليونانية ’ الى اضطهاد الشعب واستغفاله وركوبه وسرقته وابتزازه والمتاجرة بحقوقه كما دأب على ذلك بعض السياسيين والحكام والبرلمانيين والمسؤولين في هذا البلد وذاك ’ بنفس الوقت الذي يملأون فيه اجهزة الاعلام صراخا صاخبا حول الديمقراطية والحرية وحقوق الشعوب والتبادل السلمي للسلطة.   
 في خضم هذا الواقع (الديمقراطـــــــــــي)  تشتعل الاستعدادات الدعائية والشعاراتية المكثفة لانتخابات مجالس المحافظات مترافقة كالعادة مع اوسع المزادات والمزايدات والعروض والاغراءات والامتيازات والتسهيلات التي انتجتها المطابخ الاعلامية لهذا الحزب ولذلك التحالف ولهذا المكون ولذلك المسؤول ’ وهي تغرق الشوارع والساحات العامة وجدران الدور والمحلات والدوائر والمؤسسات واعمدة الكهرباء بطوفان اللافتات والشعارات والوعود الفضية والذهبية والماسية التي حفظها المواطنون عن ظهر قلب لكثرة ترديدها في اجهزة الاعلام ولكثرة رفعها في مختلف المناسبات والممارسات الديمقراطية دون ان يلمسوا أي وجود لها على ارض الواقع حتى امست مثار تندرهم وهم يقارنون بينها وبين واقعهم (الـــــــــــوردي) , والتي لو طبق 10% منها لاصبحت اقتصادياتنا ونمط حياتنا ومستوى معيشتنا وشفافية الحريات ومعايير حقوق الانسان لدينا تتقدم على ما يماثلها في ارقى التجارب الدولية , بالاخص وأن بلادنا تطفو على بحيرات نفطية خرافية ’ ولسارعت معظم الدول وفي طليعتها دول الاتحاد الاوربي لاستجداء اقباس من تجربتنا الفريدة الجديدة العتيدة لأقامة هياكل ومرتكزات تجارب شعوبها على اسسها الفريدة’ ولدخلنا بخيلاء كتاب غينس للارقام القياسية كافضل دولة ديمقراطية وحضارية.
وما بين الحملات الاعلامية والشعارات الدعائية , ازدهرت اسواق المنشطات (الثوريــــــــــة) المختلفة ’ وفي مقدمتها الفياغرا السياسية التي تفوق بفاعليتها وبسرعة تأثيراتها الفياغرا التقليدية بمئات المرات ’ بعد ان اثبتت كفاءتها في تنشيط  ذاكرة  الكثير من السياسيين والبرلمانيين  وفي تحقيقها (انتصـــابا ســــريعا ومذهــــــــــــلا) للمواقف الجديدة التي كانت تشكو من خمول سياسي مزمن بفعل ترهلها الايدلوجي ’ وتغيير القناعات والولاءات ’ وحتى الستراتيجيات ان اقتضت الضرورة ذلك ’ بالاخص وان تفاعلات مكوناتها تستمد تاثيراتها السريعة الحاسمة من مضادين حيويين اساسيين هما الترغيب والترهيب.
ولعل ما شهدته وما باتت تشهده الساحة السياسية من انشقاقات في هذا الحزب او ذاك ومن تغيير القناعات ومن اصطفافات جديدة ومن ولاءات جديدة ومن التحولات السريعة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار’ ومن انبثاق تشكيلات جديدة ومن عمليات الانقسامات الحادة ’ وانهيار قوائم ’ واهتزاز تحالفات ’ وانشطار مكونات , ما يؤكد بجدارة النجاح الساحق الماحق للفياغرا السياسية في محورها الاول ممثلا بسياسة الترغيب والاحتواء وحسم مزادات شراء الاصوات وتسويق المواقف واعادة رسم تضاريس (ديمقراطيـــــــــــة) جديدة استعدادا للمعركة الفاصلة ’ اما من الذي تحمل ويتحمل تكاليف الفياغرا السياسية الباهضة هذه ’ فان امتدادات المواقف واصدائها كفيلة بالبوح بالمصادر الحقيقية للاموال السياسية رغم تشابكاتها الداخلية والاقليمية.
على الجانب الاخر ينشط التأثير الاشد فاعلية وسخونة للفياغرا السياسية ليضع بصماته الواضحة على طبيعة الاستعدادات المحكمة والمبكره للانتخابات المنتظرة ’ سواء من خلال حرب الملفات السوداء ’ والفضائح المالية ’ ومعركة كشف الاوراق ’ او من خلال الاقصاء والتهميش والتلويح باعادة احياء الملفات النائمة وربما تفعيل مذكرات قانونية او امنية ’ دون ان تسقط ايدلوجية الفياغرا السياسية من حساباتها الدور الحيوي والحاسم لديمقراطية (العبــــوات اللاصقـــــة وكواتـــــم الصــــــوت) في اخراج الاصوات (الناشــــــزة) من ساحة المنافسة الحقيقية ’ بالاخص وان الايام الماضية كانت شاهدة على العديد من كفاءة وفاعلية ونتائج هذه الاساليب والممارسات (الديمقراطيــــــــة) التي تمت وتتم وفق ارفع المعايير والمصالح (الاقليميــــــــة).
من يدري ’ ربما ندخل موسوعة غينس من خلال فاعلية  فياغرانا السياسية ’ بعد ان فشلنا في جميع مهامنا الوطنية لنكون المصدر الاول عالميا لهذه المعايير الديمقراطية. 
 
   

279
السيد نــــوزاد هــــــادي
اربيل نهضت من تحت ركام التهميش والتخلف لتمسي بجدارة عاصمة للسياحة العربية
الرئيس البارزاني يشرف شخصيا على جميع المؤسسات ومنها اربيل العاصمة التي امست مركزا حضاريا وواجهة للاقليم
الفساد اينما تذهب وفي اية منطقة من العالم تجده بشكل او باخرلكنني ارى ان ما قدمته محافظة اربيل يمثل مؤشرات ايجابية
ابرز التحديات التي تواجهنا تكمن في الميزانية لانها لا تغطي احتياجاتنا الفعلية ’ فالقدرة التنفيذية لدى المحافظة اكبر من الميزانيات التي تخصص لها دائما.
وزعنا قطع اراضي سكنية للكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة
حـوار : مال اللـــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com


  بات المواطن العراقي القادم من اية محافظة اخرى يشعر بالزهو والاعتزاز ونظراته ترصد ايقاعات الحياة اليومية ومديات التطور التي تطالعه اينما توجه في اربيل ’ واثر كل زيارة لابد ان يلمس زخم المتغيرات السريعة في البناء والاعمار والحركة التجارية والتنموية وسعة وسرعة اقامة الوحدات السكنية وسيادة النظام واحترام القانون  والنظافة وعمليات التشجيروالزهور التي تضفي منظرا جماليا على مدينة استطاعت ان تنهض بقوة من تحت ركام التهميش والتخلف لتنتزع بجدارة عرس عاصمة السياحة العربية لعام 2014 .
ولان وراء كل ذلك تختفي جهودا منوعة ربما غير منظورة ’ فقد طرقنا ابواب محافظة اربيل وابحرنا مع محافظها المهندس الكهربائي نوزاد هادي وعلى مدى ساعة في حوار متشعب توقفنا خلاله في موانئ متعددة حول الخدمات والفساد ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الوحدات السكنية لذوي الدخول المحدودة وسواها ’ وكان هذا الحوار.
مال اللـــه فــرج  
اربيل المستقبل
*كيف تنظر لمستقبل اربيل ؟
-- اربيل بالطبع تطورت وهي تنمو حسب التصميم الاساسي الحديث لها كعاصمة لاقليم كوردستان وبالاخص بعد عام 2003 حيث ان اعادة بناء الدولة العراقية كان على اساس الشراكة الوطنية والحضور الكوردي كشريك حقيقي في هذا البلد حيث تم ولاول مرة ضمن الدستور تثبيت اقليم كوردستان والتعامل معه قانونيا وتحديد نسبة 17% من الدخل الوطني العراقي له ’ فقبل 2003 وبعد الانتفاضة المجيدة لم يكن للاقليم دخلا بهذا المستوى ’ لذلك فان كل المجريات تغيرت ما بعد 2003 ووضعنا كحكومة اقليم كوردستان البورد الخاص الذي كان يتراسه رئيس الوزراء الاستاذ نيجيرفان البارزاني ووزراء البلديات والاعمار والمالية والمحافظ وبلدية اربيل والخاص بتطوير مدينة اربيل ’ حيث اصبحت افكاره ومقرراته الارضية الاولية للتصميم الاساسي الجديد للمدينة ’ بعد ان كانت اربيل وفقا لتصميمها القديم مهمشة تطوقها المعسكرات ’ لذلك فقد استهدفت ستراتيجيتنا خططا جديدة لتطويرها ومنها استحداث مطار اربيل الدولي وتخصيص طريق اربيل كزنزان كمناطق سكنية وتجارية وطريق اربيل كركوك كمناطق جامعية لبناء وانشاء مؤسسات جامعية وتجارية وطريق اربيل مخمور كمنطقة صناعية  وطريق اربيل موصل كوير كمنطقة صناعية غذائية والعمل على تطوير المنطقة التي هي باتجاه صلاح الدين وجعلها مناطق سياحية ذات طابع سياحي سكني تجاري وايضا هنالك خططا لتطوير ما بعد مطار اربيل وصولا الى الزاب الاعلى من خلال انشاء مدن صغيرة.
*ماذا عن الجانب الاقتصادي
والخدمي؟
ــ لقد كان لمطار اربيل تاثيرا ايجابيا كبيرا على مختلف الانشطة بالاخص الاقتصادية والتجارية منها  حيث وفر مرونة كبيرة في التحرك والنمو حيث قمنا ولاول مرة بانشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية لتغذي المدينة بالكهرباء ودخلنا ميدان التعامل مع النفط والغاز ويوجد في اربيل الان في ناحية تل كوركوسك ضمن قضاء خابات اول واكبر مصفى في كوردستان لانتاج المحروقات التي تغذي الاسواق المحلية كما تعاملنا مع الجزء الاهم من المدينة ممثلا بقلعتها التاريخية والمناطق المحيطة بها كتراث اثري حيث ان هنالك نسيجا تراثيا للاحياء القديمة اذ ابرمنا عقدا مع اليونسكو حول كيفية احياء القلعة وتطويرها وتوفير مقومات وشروط قبولها ضمن التراث العالمي.
القلعة التأريخية
*البعض يرى ان عملية ترميم القلعة
واعادة احيائها تسير ببطئ.
ــ الترميم والتطوير يسيران وفقا للمنهاج الذي وضعته اليونسكو وبشكل جيد , ومن جانبنا اعددنا الملف الخاص بها والذي سنعمل على تنفيذه لغاية 2014 وقدمناه الى اليونسكووسنواصل بذل جهودنا كي يتم قبولها بشكل دائمي في التراث العالمي ’ كما ان البرنامج يسير بسلاسة وبشكل منتظم وفقا للجدول الذي وضعته اليونسكو.
*هل هنالك توجيهات محددة للرئيس
البارزاني حول تطوير اربيل؟
ــ بالتأكيد ’ فالسيد الرئيس مسعود البارزاني هو الذي يشرف شخصيا على جميع مؤسسات الاقليم ومنها اربيل كعاصمة للاقليم بالاخص وانها مركزا حضاريا مهما وواجهة للاقليم وهنالك توجيهات وتاكيدات مستمرة من قبل سيادته حول كيفية تطوير اربيل والنهوض بها.
*هنالك ظواهر سلبية في اربيل
ومنها تسول الاطفال التي تمثل انتهاكا
لاتفاية حوق الطفل ’ ما اجراءاتكم لحلها؟
ــ طبعا نحن كأقليم جزءا من العراق ’ وحيث ان هنالك اوضاعا صعبة في المدن الاخرى وفي مقدمتها التحديات الامنية وقلة فرص العمل في الوقت الذي اصبحت فيه اربيل باوضاعها الامنية المستقرة مركزا تجاريا واقتصاديا كبيرا لسي لكوردستان فقط وانما للعراق كله فانها من الطبيعي ان تستقطب العوائل العراقية والايدي العاملة على وجه الخصوص فضلا عن كونها اصبحت ايضا مركزا طبيا حيث يقصدها المرضى من جميع المحافظات للعلاج وبلا شك فان بعض العوائل القادمة الى اربيل تستغل اطفالها في التسول للحصول على مردودات مادية ’ وهنالك لجان خاصة مشتركة بين القائممقامية ودوائر الشرطة لاحتواء المتسولين والسيطرة على هذه الظاهرة ’ كذلك فان بعض الاخوة من اللاجئين السوريين اصبحوا متسولين ويفترض وجود اجراءات مستمرة لاحتواء هذه الظاهرة.



سوء التغذية
*تشير تقارير الامم المتحدة الى ان
26%من اطفال مخمور يعانون بسبب
الفقرمن سوء التغذية كيف تعالجون ذلك؟
ــ بالنسية لمخمور ربما ان تقرير الامم المتحدة يقصد مجمع اللاجئين الكورد الاتراك الموجودين فيه وفق اتفاقية الامم المتحدة , وهم قبل احداث 1991كانوا متواجدين في هذه المنطقة وهم يتمتعون برعاية من حكومة الاقليم ’ كما ان مخمور لا تزال ضمن المناطق الكوردستانية التي التي لم تحسم لحد الان وفقا للمادة 140 من الدستور العراقي ورغم ذلك فهنالك سنويا ميزانية خاصة لتطير هذه المنطقة وقد تغير فعلا الكثير من معالمها الحياتية كما ان الاوضاع في المخيم ليست سيئة لهذا المستوى لانها تحظى بدعم حكومة الاقليم مع انها قانونيا ضمن رعاية الامم المتحدة والحكومة الاتحادية.
*ما طبيعة اهتماماتكم بذوي الاحتياجات
الخاصة وهل تنوون بناء مؤسسات رعاية
لهم او منحهم قطع اراض سكنية؟
ــ تم توزيع قطع اراضي سكنية للكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة وفق تقارير وخطط الجمعية الخاصة بهم ووفقا لقرار مجلس الوزراء والاهتمام بهذه الشريحة التي هي بحاجة لرعاية خاصة اكثر من باقي المواطنين ’ وهنالك ايضا ووفق ميزانية المحافظة مخططا لبناء مجمع لجمعياتهم وهو قيد التنفيذ وفي مراحله الاخيرة الى جانب تخصيص رواتب شهرية لهم.
ــ حصل بعض الوافدين المهجرين
على اراض سكنية وحرم
الاخرون منها هل هنالك
نية لشمول بقية الوافدين بها ؟
ــ من ضمن سياسة حكومة الاقليم عدم توزيع الاراضي السكنية وانما التوجه لحل ازمة السكن ضمن المشاريع السكنية.
السكن للفقراء
*هنالك انباء عن توزيعكم لدور
واطئة الكلفة لذوي الدخل المحدود
ما شروط التوزيع؟
ــ قمنا بتوزيع الشقق السكنية ضمن مشروع هانا ستي على العوائل الفقيرة التي لا تملك دار سكن ولم يسبق ان استفادت من اية قطعة ارض سكنية.
*ما عدد الشقق التي وزعتمونها
وكم كانت كلفها؟
ــ وزعنا اكثر من الف شقة ورغم ان كلفة انشاء الشقة الواحدة تجاوزت الخمسة والخمسين الف دولار الا اننا وفرناها للعوائل المستحقة بكلفة سبعة الاف دولار فقط وعبر اقساط تمتد لعشر سنوات.
*هل هنالك دفعة ثانية من
هذه الشقق ؟
ــ نعم هنالك شقق اخرى تحت التنفيذ الى جانب مشروع سكني يسمى بالمشروع الكوري وهو يوفر اكثر من  خمسة الاف وحدة   وسيتم حال انجازه توزيع وحداته على العوائل الفقيرة ايضا.
*كيف بالامكان الحصول على
الاستمارات الخاصة بطلب التخصيص؟
ــ ستعلن المحافظة في حينه الاسس والضوابط وشروط الحصول على الاستمارات وستجري عملية التخصيص عبر قرعة علنية امام اجهزة الاعلام.
مواقف الجشعين
*بسبب ازمة السكن الحالية عمد    
بعض الجشعين من اصحاب العقارات
الى وضع المستأجرين بين خياري رفع
بدلات الايجار او اخلاء الدور هل بامكانكم
اقتراح مشروع قرار لتجميد دعاوى  
 التخلية لمدة عام مثلا؟
ــ لا يستطيع أي صاحب عقار ان يخلي العقار من مؤجريه بشكل اجباري الا عن طريق المحاكم وبشكل قانوني وبامكان المؤجر مراجعة المحاكم والقضاء هو المخول فقط بسماع هذه الدعاوي.
*كم عدد سكان اربيل حاليا وكيف
تقيم مستوى الخدمات المقدمة لهم؟
ــ اربيل تطورت بشكل كبير جدا ووفقا لذلك تم تحديث وتحسين الكثير من البنية التحتية والخدمات ’ ومع ذلك فهنالك دائما الحاجة للمزيد ’ووفق اخر عملية حصر وترقيم فان عدد سكان اربيل هو مليونا وثمانمائة وخمسة وعشرون الفا ’ هذا كان في السابق والمفروض اجراء عملية احصاء سكاني حديث للوقوف على العدد الحقيقي لان عدد سكان اربيل ارتفع كثيرا الى جانب اعداد الوافدين الذين يقصدونها يوميا سواء من داخل العراق او من خارجه ’ وفي ظل ذلك فان اربيل تحتاج بالتاكيد الى ميزانيات اكبر لتقديم الخدمات بشكل افضل وبنوعية احدث بالاخص وان اربيل ستكون العاصمة السياحية للدول العربية لعام 2014 ’ وهي المدينة المتميزة من بين كل المدن العراقية والتي رشحتها وزارة السياحة في الحكومة الاتحادية وخاضت غمار المنافسة جنبا الى جنب مع بيروت والطائف والشارقة وانتزعت اربيل هذا اللقب لتصبح على موعد مع العرس السياحي الكبير للعام القادم وهذا بحد ذاته يعتبر تقييما للتغييرات الايجابية التي حدثت في هذه المدينة خلال السنوات الماضية بفضل الدعم الذي قدمته لها حكومة الاقليم  مما اوصلها الى هذا المستوى كي تكون الافضل عراقيا وكي تستطيع بغداد ان ترشحها لهذه المنافسة التي تمكنت عبرها من انتزاع هذا اللقب الذي سيترافق مع فعاليات متنوعة وانشطة مختلفة مترافقة مع اجتماع وزراء السياحة العرب في اربيل التي ستتوج عاصمة للسياحة في الدول العربية.



المحافظ والمواطنون
*اين بامكان المواطنين الذين
لديهم شكاوى او اقتراحات او
طلبات مقابلتكم؟
ــ هنا في المحافظة فانا يوميا استقبل المواطنين وبامكان أي مواطن مقابلتي هنا.
*هل سبق ان زرتم دور
الايتام؟
نعم وقد قمنا بالتعون مع الجهات الامريكية بانشاء واحدة من افضل دور الايتام في اربيل لا يوجد ما يماثلها في العراق وهنالك طبعا زيارات مستمرة لهذه الدور الى جانب الرعاية المتواصلة لهم.
*هل في نيتكم انشاء مدينة اعلامية؟
ــ كلا كلا هذا ليس من شأننا الاعلام لدينا اعلاما حرا.
مستوى الفساد
*كيف تقيمون مستوى الفساد
في دوائر المحافظة ومؤسساتها؟
ــ الفساد اينما تذهب وفي اية منطقة من العالم تجده بشكل او باخر’ لكنني ارى ان ما قدمته محافظة اربيل يمثل مؤشرات ايجابية ’ والجانب الايجابي في عملنا اكبر وافضل واعلى مستوى من الجانب السلبي ’ واستطيع ان اقو لان ما تقدمه الدوائر الحكومية في اربيل يمثل جانبا ايجابيا وان ما تم بناءه في اربيل خلال هذه السنوات كان نتيجة قيام دوائر المحافظة بتنفيذه حيث قدمت هذه الخدمات وطورت المدينة وطورت الحياة واقتصاديات المواطن  ’ كما ان كل هذه الاعداد الكبيرة من الدور السكنية وما تحتاجه من خدمات وكذلك المباني العامة والحركة التجارية في المدينة انما تنعكس على قدرة الدوائر التابعة لنا وبالاخص الخدمات البلدية على توفير احتياجاتها من الخدمات الاساسية اليومية واعتقد اننا نجحنا في توفي ذلك ’ ومع كل ما ذكرته من الجهد المبذول الا ان هنالك نسبة معينة من الفساد , واينما ذهبت ولاية منطقة في العالم فانك ستجد فسادا بنسب معينة.
*ما ابرز التحديات التي تواجهكم؟
ــ الميزانية لانها لا تغطي احتياجاتنا الفعلية ’ فالقدرة التنفيذية لدى المحافظة اكبرمن الميزانيات التي تخصص لها دائما.
حوار : مال اللـــه فــرج
تصوير: فاضل فراموش


280
  مشاكسة
ســـــــمسرة سياسية
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com
في خضم الازمات المتداخلة التي باتت تعصف بالكثير من المجتمعات , وجد الملايين في مشارق الارض ومغاربها قبل أيام , فرصة لالتقاط الانفاس ولو للحظات والغرق بموجات من الضحكات والابتسامات عبر المواقف الطريفة التي اثارتها النوادر الرومانسية والاكاذيب البيضاء التي تطايرت مثل فراشات ملونة ابتهاجا باطلالة الاول من نيسان الذي هل حاملا على ظهره حقيبة اكاذيبه ’ وكأن العالم قد تجاوز بمثاليته كل حدود وتضاريس وقيم مدينة افلاطون الفاضلة بعد ان اعلنت الامم المتحدة نظافة كوكبنا تماما من الكذب والكذابين ’ مما استلزم معه الاحتفاء بيوم عالمي واحد في السنة للكذب من اجل اضافة شيئ من الدعابة والمرح على مسيرة الانسانية المثالية الخالية تماما من الغش والكذب والنفاق والفساد والمداهنة والسمسرة والاحتيال والظلم والاضطهاد والتمييز والتهميش والاغتيالات والاختطافات والعبودية والمتاجرة بالنساء والاطفال وبالاعضاء البشرية وبالاعتقالات العشوائية وبالتعذيب وخرق حقوق الانسان وانتهاك انسانية وشرف المعتقلين والمعتقلات. 
وحيث ان العكس هو الصحيح ’ حيث اصبح الانسان في معظم الدول والبلدان يعيش في غابة من الاكاذيب والاستباحات ’ فقد اصبح لزاما على المجتمع الدولي البحث في تحديد يوم سنوي عالمي للصدق ’ يقف فيه الانسان حاكما كان ام محكوما ’ فقيرا ام وزيرا ’ مؤمنا ام ملحدا’ جاهلا ام مثقفا ’جائعا ام متخما ’ نقيا ام فاسدا’ امام نفسه وامام ضميره ’ وامام العالم اجمع ليجاهر بالحقائق كاملة.
عندها سيهتز العالم بقوة ومعه ستهتز الضمائر والقناعات بعنف وستسقط الاقنعة عن الكثيرين كما ستسقط اوراق التوت عن عورات اخرين ’ وستقف الشعوب وجها لوجه امام الحقائق العائمة والوثائق الصادمة , وستتلمس الى أي الجيوب تذهب ميزانيات بلدانها الخيالية وهي تعاني اقسى الظروف الحياتية , ومن الذي يسرقها ويتباكى على مصالحها , والى أي البلدان تمتد اصابع هذا المسؤول وذاك ومن الذي يحرك بعض الحكام الذين امسوا مثل بيادق الشطرنج ’ ومن الذي يتحكم بصنابير انابيب النفط في هذا البلد وذاك وكم يملك هذا البرلماني وذاك من الاموال والشركات والفلل والاسهم والامتيازات وهو يتباكى على المسحوقين ويتاجر برغيف خبز الفقراء والمعدمين ’ واي حاكم او نظام اتفق على قتل شعبه بالاشعاعات وهو يعقد الاتفاقات السرية لتحويل بلاده الى مكب للنفايات النووية , وطبيعة الصفقات المشبوهة التي اعتاد بعض السياسيين والبرلمانيين هنا وهناك عقدها مع دول الجوار والقوى الاقليمية ’ وطبيعة السمسرة السياسية لهذا السياسي او ذاك وهو يصطف يوما مع هذا الحزب وغدا مع غيره ويدعم اليوم المعارضة لينحاز غدا الى   الحكومة ’ حتى تحول بوقا لمن يدفع اكثر ’ بل مهرجا يتقافز على كل الحبال السياسية من اجل مصالحه الذاتية ,في الوقت الذي لا يكف فيه عن الصراخ بشعارات الحرية والديمقراطية والنزاهة والمبدئية والمصالح الوطنية.   
كذلك فان الشعوب ستطلع على المساحات الواسعة بين الاتفاقات والعقود والصفقات المعلنة وبين السرية منها , وستقف على حقائق عدد المرات التي باعها وباع مصالحها بعض الحكام والمسؤولين من اجل مصالحهم الذاتية ’ وستشهد حقائق الوزارات التي تباع بالمزادات السرية او وفق المصالح والامتيازات والصفقات السياسية والشخصية ’ ومن اين تأتي المفخخات ومن يرسلها ومن يستقبلها ومن يفخخها ومن يحدد اهدافها , ومن يوقع الاتفاقات وينقضها بعد ان  يستنفذ مصالحه منها , ومن اين تأتي الاموال السياسية لتمويل الحملات الانتخابية , ومن الذي يزور الانتخابات ويسخر القضاء لاضفاء الشرعية القانونية مدفوعة الثمن عليها , وفضائح المؤسسات التي اصبحت املاكا عائلية واعداد المسؤولين اشباه الاميين الذين لا يحملون مؤهلات علمية او يتخفون وراء الشهادات المزورة والمحورة ويحتلون ارفع المناصب الرسمية’ واعداد القادة والرؤساء والمسؤولين الذين يشتمون هذه الدولة او تلك في العلن لكنهم عندما يقابلون مسؤوليها فانهم من شدة انحناءاتهم تكاد جباههم تلامس الارض’ ومن الذي حول الاديان الى وسائل دعائية وابتزازية لخدمة مصالحه  الشخصية والسياسية . ومن من المسؤولين الذين يحددون رواتبهم وامتيازاتهم بانفسهم , ومن الذي يسطو على الاملاك العامة ويستحوذ عليها باسعار رمزية ’ ومن الذي يتاجر بشعار التوزيع العادل للثروات في الوقت الذي ينهب فيه تلك الثروات’ وما طبيعة الانتهاكات الماسأوية في السجون والمعتقلات , وابعاد الاساليب (الحضارية والانسانية ) في انتزاع الاعترافات ,وغيرها الكثير الكثير من الفضائح والماسي والمصائب والنكبات.
الى ذلك , فان يوم الصدق هذا سيزلزل اركان ربما ملايين الأسر والعوائل عندما سيقف الكثير من الزوجات والازواج على فضائح التفاصيل الحية وبالالوان الطبيعية  لخيانات شركائهم وأبعاد العلاقات (البريئة) بين بعض الازواج وسكرتيراتهم الفاتنات ’ وستعرف الكثير من الزوجات اسباب التعب والخمول الليلي الذي اصبح كثيرا مايصيب ازواجهن والذي ما عادت تجدي نفعا معه عشرات حبوب الفياغرا وسواها من المنشطات’ وسيتعرف مئات الالاف من اللقطاء واطفال الشوارع على ابائهم وامهاتهم الحقيقيون ’ وستظهر الملايين من عقود الزواج السرية ’وستقف زوجات الاف المسؤولين على الاسباب الحقيقية لسفرات وايفادات ازواجهن المستمرة ’ وطبيعة المهام الليلية (الوطنية) التي ينهضون بها في لياليهم الرومانسية.
  عندها وتلافيا من ان تطيح هذه الفضائح بالنظام الدولي برمته   عبر ارهاصات وانفجارات وانفلاتات الربيع العالمي ’ ربما ترى المنظمة الدولية الاستعاضة عن يوم الصدق العالمي بيوم للصمت العالمي ’ حدادا على القيم والحقوق الانسانية والوطنية التي استباحتها وسحقتها المصالح السياسية.   

281
أحاســـيس مجنونــــة

قصة قصيرة

مال اللــه فــرج

 
 كما زارت سندريلا الامير في قصره وهي تستقل مركبتها السحرية على امل ان تعود قبل ان تدق الساعة معلنة انتصاف الليل, تعودت هي ايضا ان تطير اليه مئات المرات يوميا على اجنحة الخيال وهي تبحر في احلام يقظتها ’ حاملة باقة من دمع ووجع تغلفها ابتسامات حزينه ’ لتنثر على رأسه وعلى ابتسامته المميزة ’ كما يحلو لها ان تصفها دائما ’ احلاما بعيدة وامنيات مؤجلة متمازجة ببركان من الاحاسيس يشعل اعماقها ويحولها الى رماد من الاشتياق بين يديه وهي مثل صحراء تنتظر سحابة معلقة في الفضاء علها تسقط ولو قطرات معدودات على صحراء مشاعرها لتبلل رمال حرمانها وتروي عطشها لعل برعما واحدا من الامل ينبثق فيها ’ لكن هذه الغيمة الأمل تأبى ان تلقي بامطارها على قلب يصارع امر أنواع الجفاف العاطفي ’ وهو ضائع  بين غربة الوطن وغربة الاهل وغربة الاحبة الذين طوحت بهم الظروف الصعبة بعيدا ’ وامسوا لا مواعيد ولا أمل أو رجاء ولا أمكنة للقائهم الا على ضفاف حلم مجنون او على اجنحة خيال تائه بين القارات او عبر احلام اليقظة وتداعياتها والتي امست مثل حقنة المورفين تخدر الاحزان والاوجاع وجراحات اللوعة وحرائق الحنين والاشتياق وتهدأها برهة لتعود وتأجج حرائقها ثانية حال الاستيقاظ منها وملامسة الواقع من جديد.
 واذا كانت سندريلا قد نسيت لفرط قلقها وسرعة جريها حذاءها لدى الامير الذي فتح لها ابواب السعادة والامنيات والامال الكبيرة فيما بعد ’ فانها هي الاخرى تعودت كلما زارته في احلامها ان تنسى دائما قلبها لديه’ وشتان ما بين حذاء سندريلا الميت وما بين قلبها النابض بالعشق واللهفة والحياة وبالرغبات المشتعلة المجنونة’ وهي التي لم ترتو لا من احاديثه العذبة ولا من احلامه الشفافة ولا من مشاعره المرهفة المترعة رقة  ولهفة ووجدا   مكتوما لا احد كان يستطيع الاحساس به وتلمس براكينه العميقة المشتعلة التي كانت تقذف حممها بصمت في اعماقه وهي تفور مصطخبة تحت غطاء كثيف من هدوئه واتزانه ووقاره ’ الا هي ’ بعد ان القت امواج الحياة الصاخبة باحدهما في اقصى الشرق والاخر في اقصى الغرب.    
فكم ندمت على أيام او حتى لحظات تسربت من ايديهما مثلما تتسرب ذرات الرمل من بين الاصابع المفتوحة دون ان تملؤها بمشاعرها المتفجرة وباحاسيسها التي كانت تتدفق مثل شلال عنيف لكنها حبستها باعماقها بقسوة ’ وما منحت ولو قطرات منها فرصة التدفق والاعلان عن نفسها ’ وما منحته حتى لذة  الارتواء بلحظة مجنونة وهي تصنع من وقار العقل غطاء لأحاسيسها وقفصا لسجن  عواطفها المتفجرة ’ ومصادرة حرية تلك العواطف والاحاسيس في التعبير عن ذاتها ’ لكنها بعد ان طوحت بهما الحياة بعيدا تلمست كم ظلمت نفسها وكم ظلمته معها ’ ولم تعد تملك الا الدموع ’ والاسى والاسف على فقدان تلك اللحظات المهاجرة والتشبث بأذيال الامل البعيد الذي بات اقرب الى المستحيل في ان تعود تلك اللحظات مرة اخرى , وان تلقاه يوما لتعوضه ولتعوض نفسها ما فاتهما.  
لذلك فقد تعودت في احلام يقظتها وهي تحاول ان تسحق بتخيلات قربها منه وبتمازجهما معا كل اشواك الحرمان ’ أن تهمس له بينها وبين نفسها باعذب كلمات المحبة وبارق تعابير الغزل الشفيف ’ لكنها ما تلبث ان تطرق برأسها خجلا وكأنها تقف امامه فعلا ’ وهي تحس نفسها مثل فراشة مغرمة مبللة بالعشق وبالضوء فاجأها وهي تغرق خياله بالقبلات فاطرقت ساهمة تداري خجلها وخيبتها مثل ’تلميذة صغيرة تقف مرتجفة امام معلمة قاسية لا ترحم بعد ان نسيت واجباتها المدرسية ’ ثم لا تملك الا ان تبتسم بحزن وهي تلامس الحقيقة التي تصدمها دائما بقسوتها وهي انها انما تغازل طيفا اقرب الى الوهم وخيالا اقرب الى السراب ’ ورغم ذلك تعودت ان تحدثه بالالغاز تارة وبالاستعارات اخرى وبالصمت الذي هو ابلغ من كل الكلمات   احيانا’ وهي في اوج ضياعها وتشتتها ووجعها واشتياقها بودها ان تصرخ بكل لغات العالم وبأعلى صوتها احبــــــــــــــك ’ أحبــــــك ’ أحبـــك ’لكنها لا تملك الا ان تهمس بها لنفسها باكية ممزقة وهي تدرك بأنها مهما صرخت فانه لن يسمعها , فبينهما بحار وجزر ومحيطات وبراكين وخطوط طول وعرض واسراب من البط والوز والطيور المهاجرة واميال من الاسلاك الشائكة وجبال ووديان وقارات منسية والاف القيود والاعتبارات التي تقيد حركتها وتشل لسانها وتقتل الصوت في حنجرتها.
رغم ذلك فقد تعودت في احلام يقظتها ان تحس به لصق قلبها ’ بل وعندما تحتدم اشواقها وتغالي في احلامها تتصوره يسير الى جانبها واصابع ايديهما متشابكة وكثيرا ماكانت تحدثه عن همومها وأحزانها وتفاصيل ايامها وهما يقطعان الشوارع المكتظة بالسيارات المسرعة ويواصلان خطواتهما على  الارصفة المزدحمة وتساله  ان كان بامكانهما تناول قدح من قهوة الصباح في هذا الكوفي شوب او ذاك وعندما لا تسمع اجابته تتطلع بدهشة الى يمينها وشمالها لتصطدم بالواقع المر وهي لا تجد احدا يسير معها واذ تنظر لاصابعهما المتشابكة تفاجئ بان اصابعها تتشابك بالوهم رغم انها تكاد تستشعرحرارة اصابعه على كفها.
 تبسم مرة وتبكي بحرقة اخرى وعندما لا حظت زميلتها المقربة تصرفاتها تلك وهي تحدث خيالا وترافق طيفا وتحدث سرابا وتقهقه ضاحكة مع نفسها نصحتها بمراجعة طبيب نفساني قبل ان تتفاقم تلك الاوهام وافرازاتها من المشاعر والاحاسيس وخشية ان تقودها الى الجنون ’ لكنها سخرت منها بل وزادتها عجبا وذهولا  وهي تؤكد لها بانه على البعد يسمعها ويستشعر حرارة انفاسها ويتابع خطوها اينما ذهبت مثل الملاك الحارس كما تستشعره هي ايضا وهي تلمح وجهه في الاشجار والشوارع والساحات والنصب المختلفة وفي اضواء السيارات وعلى شموع الكنيسة التي تقصدها يوميا للصلاة وللدعاء له ليحفظه الرب سالما معافى وليحمه من كل الامراض والازمات والمخاطر حتى يلتقيا ثانية.
فجأة ’ وبعد ايام ممضة من اللوعة والضياع والاحتراق قررت ان تضع حدا لهذه المشاعر المجنونة المحبوسة في اعماقها وان تكتب له صراحة عن خلجاتها ’ وأن تضع كل اوجاعها ولهفتها واحزانها والامها وبراكين اشتياقها ولوعتها وجراحاتها على الورق , بعد ان تعبت من تمازج هذه الاحاسيس وعنفها ومن الوقوف في مرافئ الانتظار لأمل اشبه بالحلم او الخيال يومض في المخيلة لكنه لا يلامس الواقع الا طيفا وسرابا لا يتحقق ابدا.
كتبت له (نهارك جميل كابتسامتك .. صباحك الجميل اغرق اروقتي وعطر صباحاتي فجمعت ورداتي وارسلتها لك لتفوح بعطر القداح ولتقول لك صباح الخير) لكنها رأت ان ذلك لا يعبر عما تريده , مزقت ما كتبت وحاولت ثانية (تلاطمت امواج مشاعرك واغرقت صحراء الصمت فخنقتها واجبرتها على الكلام , وعندها عجز الكلام عن التعبير واكتفى بالاشارات وهذا قمة ....’ اشتقت لك لتلك العبارات القوية الهازمة لكل النائبات ’ اشتقت لصرير قلم يسمع صداه عبر الاثير ولقلب دافئ يموج بالامنيات .. فيا ليتني كنت نسمة من اعصار احساسك).
لكنها عادت لتمزق ثانية ولتكتب من جديد وبلا مقدمات ( كلما اتذكرك .. اضحك وابكي في ان واحد’ اشبه بمجنونة اصبحت ’ فقد كانت تلك اللحظات الهاربة من الزمن والتي لم نشعر بقيمتها عندما كانت ملك ايدينا ’لحظات توقف فيها الزمن وصمتت الافكار وتعثرت النبضات وامتزجت الاحاسيس بين الابتسامات ورذاذ دموع  وحنين واشواق مشاعر لا يمكن وصفها لانها لا تشبه ولا تشابه سواها .. ولعلك مثلي تتألم عندما يسكن قلبك شخص ما ولا تستطيع الوصول اليه الا في الاحلام ’ فتصمت وفي داخلك فيضانات من الاحاسيس وبراكين من الكلمات الصامتة ... فيا لروعة صباحك الذي الذي كان يعطر صباحاتي .. ).
وعادت لتمزق ما كتبت لاحساسها بعدم ترابط المعاني والمواضيع التي كانت مشوشة مرتبكة مثل افكارها التي تحسها عاجزة عن وصف ما تريد قوله ’ وراحت ترسم على الورق اقواسا ونقاطا وخطوطا متقاطعة ودوائر متداخلة مع بعضها والكثير من علامات الاستفهام ,واغمضت عينيها وهي تحلم بارسال رسالتها الغامضة لخيال حبيب لا عنوان له.
في ليلها تلك والتي كانت ليلة الدموع المريرة بامتياز ’ ما ان وضعت رأسها على الوسادة حتى غرقت بلجة من الاحلام الغريبة ’ وكالعادة انتصب طيفه فجأة من بين حلقات احد تلك الاحلام  السريعة المتداخلة ’ وما ان لمحته حتى اشتعلت براكين اشتياقها ولواعج لهفتها , لكنها ما أن راحت تبثه هواها ولهفتها   ووجعها ومعاناتها في بعده ولهفتها عليه حتى ادار ظهره محاولا الابتعاد عنها ’ وتركها وحيدة في صحراء شاسعة وكأنه يحاول معاقبتها على تجاهلها له .
 صدمت لموقفه ’ ترجته ’ حاولت تبرير موقفها توسلت اليه نادته حاولت التمسك باذياله وهي تؤكد له باكية بانها غير مستعدة لفقدانه ثانية ’ فهو حلمها وقدرها ومصيرها ’واقسمت له بانها لن تدعه لغيرها مهما حصل حتى لو اضطرت للاجهاز عليه و على نفسها ’ فاما ان يعيشا معا او يموتا معا ’لكنه لم يلتفت لتوسلاتها ولم يقتنع بمبرراتها ولم يتراجع امام تهديداتها.
صرخت به لكن صوتها بقي محبوسا بداخلها ’ كما انه لم يلتفت اليها وتابع ابتعاده عنها ’ واذ ايقنت ان حلمها الجميل الذي انتظرته طويلا سيغادرها لا محالة  لم يبق امامها الا ان ترفع مسدسا لتضع النهاية له ومن خلاله لعذاباتها.
وعندما اغمضت عينيها واطلقت الرصاص عليه احست بالرصاصات تخترق جسدها وتستقر بقلبها وترديها هي بدل ان ترديه ’ عندها  أيقنت بانها ما تزال تقيم بقلبه .
استيقظت فزعة مرعوبة ’ لكنها تنفست الصعداء عندما ايقنت ان ما مرت به كان مجرد كابوس مخيف  ’ ومن اعماقها شكرت الله على سلامته.
 في الصباح تعطرت وارتدت اجمل ثيابها وقصدت مقهى بعينه وسط المدينة بعد ان  تخيلت وهي غارقة باحلام  يقظتها معه  بانه همس لها واعدا اياها بانتظارها في العاشرة من صباح ذلك اليوم هناك.
ورغم انها عندما ذهبت الى الموعد الوهم لم تجده كما في كل مرة ’ الا ان سندريلا العاشقة الوالهة الضائعة بين اوهام واحلام يقظتها ,واصلت رحلة الغرق في دوامات احلام جديدة ’ وما تزال تدور في حلقة الانتظار الممض لاطلالة وجه حبيب من بين تداعيات الحلم السراب ’ وجه ربما لن يأتي ابدا.
 
    
Malalah_faraj@yahoo.com [/left]

282
 
  مشاكسة
ســـفراء النوايــــا الســـوداء
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com
على الرغم من اعصار الفوضى الذي ما يزال يهز بعنف اركان وقواعد وارضية وسقف وجدران ومرتكزات العملية السياسية التي امست تدور في ظلمات واحد من اصعب مخاضاتها وهي تستقطب اهتمامات الشارع الجماهيري وتمسك بقوة بتلابيب أسوأ التوقعات وأخطرها ’ جراء المساجلات والانقسامات الاميبية السريعة داخل هذا التحالف او ذاك وانبثاق تنظيمات و تشكيلات جديدة وتبعا لذلك بروز مواقف جديدة وتحالفات واصطفافات جديدة ’ وما افرزه ذلك كله من تاثيرات حادة وخطيرة سواء داخل   البرلمان او داخل اطار الاسرة الحكومية التي تشكو اصلا من عدم التجانس بين افرادها واتساع ظاهرة هجرة وزرائها وتلويح اخرون بالمقاطعة والالتحاق بأسراب المهاجرين ’حتى فاق عدد الوزاء الذين قاطعوها عدد الذين ما زالوا يتمتعون بدفئ مقاعدها  الوزارية ’ مما استفز كل القطاعات الشعبية ووضعها في حالة ترقب وربما تأهب لما يمكن ان تقود اليه هذه الفوضى السياسية من كوارث حقيقية بالاخص في ظل تصاعد حمى الانهيارات الامنية سواء بفعل المفخخات او الكواتم او اقتحامات الدوائر والمؤسسات’الا ان حدثين مختلفين تمكنا من سحب البساط من تحت اقدام الشركاء السياسيين والبرلمان والتشكيلة الحكومية وسرقة الاضواء منهم وتركهم يتخبطون في ظلمات تقاطعاتهم وسجالاتهم  وانهماكهم بالاعداد لجولة اخرى من معاركهم الفاصلة ضد خصومهم.
الحدث الاول امسكت به بقوة اصابع انثوية لتستقطب اوسع قاعدة من المتابعات وردود الافعال المختلفة التي تجاوزت خلال اقل من اسبوع الملايين’ تلك هي الانسة رغد عبد الجبار ( مجنونة هيفاء وهبي ) التي شاركت في برنامج (عرب ايدول) لتفجر ربما اعنف ردود الافعال جراء ادائها غير الموفق من جهة والموقف غير النزيه للجنة التحكيم من جهة اخرى’  ولتشعل الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي فيها وبالاخص الفيس بوك واليوتيوب بالاراء والمساجلات والمعارك عبرمختلف الاوصاف المهذبة وغير المهذبة ولتحصد من الاصوات المدافعة والمناهضة اوفق تندر احدهم ضعاف ما حصل عليه مرشحو البرلمانات وحتى الرؤساء في مختلف الدول المتسولة والمتوسلة.
 فقد اكتسح تاثيرها تاثيرات كل الدعايات الانتخابية ’ وهذا ما دفع الاعلامي اللبناني (توني خليفة) الى استباق بقية القنوات الفضائية و الاسراع باستضافتها ووالدتها لاستثمار المساحة الواسعة التي اثارتها والضجة الكبيرة من ردود الافعال التي فجرتها في الترويج لبرنامجه (للنشر).
الى ذلك فانها رغم كل السلبيات التي قيلت بحقها ’عرت موقف لجنة التحكيم التي اكدت افتقارها لابسط معايير النزاهة والتعامل الموضوعي مع الهواة في حين افتقد احد اعضائها ابسط قواعد الادب المهني وهو يغرق بعاصفة من القهقهات الهستيرية الاستهزائية الساخرة وذلك ما حولها من لجنة لرعاية الهواة الى لجنة لاهانة الهواة.
اما الحدث الاخر الذي سرق الاضواء من الساحة السياسية وتداعياتها  فقد تمثل في اعلان مجلس القضاء الاعلى عن اصدار المحاكم المختصة قرارات(وربما احكاما) بحق المتهمين بتضليل القضاء من خلال تقديمهم بلاغات كاذبة في نطاق قضايا (المخبر السري)’ حيث بلغ عدد القضايا المفتوحة للتحقيق بجرائم تضليل القضاء (31) قضية فضلا عن (445) شكوى ضد القائمين على التحقيق ممن يخالفون القانون ويمارسون وسائل غير مشروعة في انجاز مهامهم , مما اعاد من جديد طرح تساؤلات ساخنة ومشروعة عن المسوغات القانونية والانسانية والاخلاقية لاستخدامات (المخبر السري) الذي يمثل ببساطة شبكة تجسس داخلية تحصي على الجميع حركاتهم وعلاقاتهم وانفاسهم عبر تقارير كشفت   الوقائع ان بعضها كان كيديا وادى لكوارث وماسي ضد الابرياء.
وربما يدعي البعض ان عمل شبكة المخبر السري تمثل احدى حلقات الجهد الاستخباري ضد الاوكار والقواعد والادوات والمخططات الارهابية التي تستهدف الحكومة والشعب معا ’ ازاء ذلك فان من حق الشعب ان يتساءل ان كان ذلك حقا فاين حضور وفاعلية ومهنية ووطنية المخبر السري من المفخخات التي تسرح وتمرح وتحصد ارواح المئات من الابرياء وتلاميذ المدارس؟ واين تلك الجهود من القتل اليومي بالكواتم؟ واين حضوره من الاعمال الاقتحامية للوزارات والدوائر.
وان كان المخبر السري يمثل احدى عيون الحكومة الاستخباراتية الامينة النزيهة الساهرة على حماية مصالح البلاد والعباد ’ فهل تلمست هذه العين معاناة الفقراء والمعوزين؟ وهل رصدت كم اسرة اضطرت لبيع اطفالها وكم مواطن اضطر لبيع كليته او     دمائه ليوفروا رغيف الخبز ’ وكم طفلا وطفلة تركوا مقاعد الدراسة وانخرطوا في مستنقعات التسول لاعانة عوائلهم ’ وكم عائلة تعيش على مخلفات الطمر الصحي وكم معوقا لا يمتلك ثمن كرسي متحرك للتنقل به في بلد يطفو على بحيرة خرافية من النفط وترصد حكومته اضخم الموازنات السنوية التي تتجاوز الــ (118) مليار دولار’ وهل نقلت ذلك بمنتهى الامانة والنزاهة الى الحكومة تجسيدا لنزاهتها وموضوعيتها ووطنيتها؟؟؟ ام ان واجبات هذه العين الاستخباراتية المهنية النزيهة كانت تنحصر في جمع الملفات السوداء لتكون سلاحا في المعارك السوداء في الايام السود والتي لم ولا ولن يجن منها الفقراء والمسحوقين والمعدمين الا الكوارث والمأسي السوداء؟؟؟                         
اخيرا فان امام الجهات  المعنية في مختلف الدول (الديمقراطية ) التي تنتهج نفس تجربتنا (الثورية) فرصة تأريخية في عبور هذه المشكلة (الاستخباراتية )الكأداء باعادة تعيين السيئين المدانين منهم سفراء للنوايا السوداء.
 
 

283
مشاكسة
أحذيــــــة
عابــــــرة القـــــــــــارات
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

فجأة حلقت فردة حذاء نسوية في اجواء البرلمان ,لتوقظ الفيلسوف اليوناني الكبيرافلاطون (428- 348 ق . م)   من احلامه الفلسفية المستقبلية حول المدينة الفاضلة التي حاول وضع اسسها قبل اكثر من الفين واربعمائة عام ليشهد ربما عبر ذلك الحدث المتفرد المتجدد والفريد العتيد احدى ابرز التطبيقات العملية لقيم مدينتة الحضارية , من خلال فردة ذلك الحذاء الذكي الذي كان موجها لهدفه المحدد بدقة ربما تنافس دقة صواريخ كروز وذكائها وهو يحمل مفردات رسالة فلسفية حضارية شفافة تنضح بعصارة افرازات وقيم وتفاعلات ودروس وعبر ومضامين حضارة وادي الرافدين التي تمتد لاكثر من سبعة الاف عام في عمق التأريخ.
وسواء اصاب ذلك الحذاء الذكي هدفه ام لا ’ وسواء كان ردا  على اعتداء لفظي عنيف ام انه انطلق لايصال رسالة سياسية فورية لا تحتمل التاجيل ’ ربما يتوقف عليها مصير شعب او سلامة وطن , فانه في جميع الاحوال وضعنا امام حقائق الانزلاقات الحقيقية لهذا الزمن الذي امسى من خلال بعض وسائل التعبير خارج المقبول والمألوف التي اسست لهما الاطر والتقاليد الحضارية وافرازاتها عبرالاف السنين’ وهو ينحدر نحو نزوع متطرف في لغة معظم الخطابات السياسية والبرلمانية والشعبية ,التي باتت تتجه لاستخدام مفردتي العري والاحذية في التعبير عن مواقفها.
  ففي ميدان مخاطبة الرأي العام بلغة العري قامت ناشطات إيرانيات بتعرية صدورهن في وقفة احتجاجية بالعاصمة السويدية ستوكهولم، تعبيرأً عن معارضتهن للحجاب باشراف ناشطات من الحزب الشيوعي الإيراني عبرن عن رفضهن “للعنف” في الجمهورية الإسلامية، لمناسبة يوم المرأة العالمي , حيث كتبت 
  المشاركات في فعالية التعري الاحتجاجية تلك على أجسادهن “إقبالي على التعري وسيلتي للاحتجاج” و”لا للحجاب”،وكانت الناشطة المصرية علياء المهدي قد سبقتهن باحتجاجاتها العارية ضد دستور بلادها , في وقت حققت فيه ناشطات التعري   
   الاوكرانيات شهرة واسعة بعد مشاركتهن بعدد من وقفات التعري احتجاجا  ورفضا لبعض الظواهر السائدة في عدد من الدول من بينها السياحة الجنسية والتمييز على أساس الجنس ووكالات الزواج وغيرها ’ مما ينذر بانتشار ثقافة التعري في     
مختلف البلدلن بالاخص بعد مبادرتهن بافتتاح مقرات لجمعيتهن في باريس وعدد من العواصم الاوربية، وهن يخططن لافتتاح فروع ومكاتب لهن في عدد من المدن الكبيرة، منها نيويورك ومونتريال وسان باولو.
وفي العودة الى ثقافة الحذاء فقد دخل حذاء الاعرابي حنين تاريخ الامثال الشعبية حيث يضرب فشل الخائبين بالحصول على مبتغاهم بـ (خفي حنين) ’كما استوطن حذاء (سندريلا) الشابة الفقيرة مخيلات الاطفال وهي تتزوج الامير الذي استدل عليها من خلال فردة حذائها التي سقطت منها بعد منتصف الليل’ في حين دخل حذاء رئيس مجلس السوفييت الاعلى والسكرتير العام للحزب الشيوعي الروسي الرئيس نيكيتا خروشوف بوابة التاريخ السياسي عندما قام بنزعه من قدمه والضرب به على منصة الامم المتحدة للفت الانظار اليه في عام 1960 ’ وفجر الهرج والمرج في قاعة المنظمة الدولية مما حدا برئيس الوزراء البريطاني هارود مكميلان الرد على تلك الاهانة باهانة اعمق واشد تأثيرا  وهو يخاطب الحاضرين (اعتذر لعدم فهمي اللغة الروسية , ارجو ترجمة ما قاله الرئيس السوفييتي) ’ ويبدو ان ذلك الموقف كان ربما احد اسباب عزل خروشوف فيما بعد اذ لم تشفع له سياسته الاصلاحية وتحسين الاوضاع المادية والافراج عن المعتقلين السياسيين وتطوير الاقتصاد الزراعي وتقاربه مع الرئيس اليوغسلافي تيتو ’ وضربته الكبرى خلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي باعلانه الحرب على الاستالينية وانتهاجه مبدأ التعايش السلمي ’ فتم الاطاحة به عام 1964 ’ ليترك حذاءه بصمة على  صفحات السياسة الدولية.
الى ذلك وفي الوقت الذي تغرق فيه البلاد بالازمات المركبة والمتداخلة ويكاد تغرق وسط تحديات الفقر والبطالة والفوضى السياسية والانهيارات الامنية والفساد والشهادات المزورة  والجريمة المنظمة وانتشار ظاهرة التسول وزيف شعارات الامن والرفاهية والتوزيع العادل للثروات واضطرار مئات الالاف من العوائل على العيش في اكواخ الطين والصفيح وعلى فضلات مكبات الطمر الصحي في الوقت الذي يطفو فيه بلدهم على بحر هائل من النفط ’ فان بعض (نواب الشعب) ما زالوا غارقين بعقدهم ومشاحناتهم الشخصية وحروبهم السياسية بدل الالتفات لهذه التحديات ووضع الحلول المناسبة لها.
وكأن الشعب الذي منحهم الرواتب الخيالية والمميزات والتسهيلات المنوعة والحمايات وقطع الاراضي السكنية وتعيين ابنائهم في الملحقيات الدبلوماسية والجوازات الدبلوماسية والمخصصات المختلفة وغيرها الكثير الكثير من الامتيازات المنظورة وغير المنظورة انما فعل ذلك ليتبادل بعضهم الشتائم والمسبات والشجار واللكمات ومن ثم التراشق بالاحذية الصاروخية ’ وربما نسي البعض نفسه وظن انه جالسا وسط فوضى (خان جغان) وليس في محراب البرلمان.
ان هذا التطور السريع والمذهل في صيغ (الحوار البرلماني) لدى البعض من النقاش الى الصراخ الى الشتائم الى الصفعات الى اللكمات الى الاحذية عابرة القارات , ربما سيدفع اغلبية الحكومات والبرلمانات الى اصدار قوانين وتعليمات صارمة ترغم المسؤولين والبرلمانيين على  نزع احذيتهم الذكية والغبية قبل المشاركة في الاجتماعات الدورية.   
ان امام رئاسة البرلمان مسؤولية التصدي (لثقافة الاحذية الطائره) قبل ان تتحول الى ظاهره , و قبل ان تفتح الابواب امام ربما ثقافات اخرى اشد تطرفا واكثر (خزيا واثارة ووضوحا) في التعبير عن اهدافها حتى لا يختلط الحابل بالنابل ويضيع الخيط والعصفور .
 
 

284
أدب / الحلــــــــــم
« في: 21:24 12/03/2013  »

الحلــــــــــم

مال اللـــه فـــرج


 
لـو كـان للوجــع
 لســـــان  
وفـــــــم
لاخبرك
كيــف يكــــون
العلقــم
وكيـف يحتضـن
الموجوع اوجاعه  
وبـــدل النشيــــج
يبتسـم
وكيــف يـــــداري
المحزون احزانه
دون ان يبدو عليه
 الالــــم
صلبـانا
من العذاب حملتها
يعجز عن وصفها
القرطاس والقلم
جرحتني
ومـــا اشتكـــى
القلــــب
وعذبتني
وما باح
الفــــــم
سئمت جراحاتي
من مكابرتــــــي
ولم اتذمرلحظــة
اوأســأم
هـــي الاحــــزان
اقــدارنا
وعلينا تجرعها
مهمــــــا كــــان
الالــــم
 ان حرمتنا الحياة
ابســـط امانينـــــا
فما يزال بمقدورنا
ان نحلــــــم



Malalah_faraj@yahoo.com

285
مشــاكسة
ســـــلاما
ايتهــا المضطهدة
مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com
كالعادة ,تطل علينا وعلى العالم اجمع واحدة من اكبر مناسبات النفاق الاجتماعي الدولي السنوية ’ واشدها اثارة للعجب العجاب وللدهشة والاستغراب ’ ممثلة باليوم العالمي للمرأة.
ففي هذا اليوم النسوي بامتياز ,تحضر الازدواجية في اوضح اشكالها ومعانيها ’ ففي الوقت الذي تقام فيه اوسع مهرجانات الاحتفاء بالمرأة والاحتفال بها في مختلف انحاء العالم والاشادة بعطائها وبانسانيتها وبدورها التربوي والاجتماعي والمهني والاسري ’ وهي باعتراف مختلف المنظمات الدولية تمثل نصف المجتمع ’ الا ان هذا النصف ما يزال مضطهدا ومعنفا ومهمشا و نصف معطل ’على الرغم من التفوق العددي للنساء على الرجال’وفقا للاحصائيات الرسمية ’ مما يجعلهن يمتلكن الاغلبية العددية المطلقة التي تؤهلهن لرئاسة وتشكيل البرلمانات والحكومات وفقا للتقاليد الديمقراطية ’الا انهن ما زلن في الكثير من البلاد بالاخص المتخلفة والمتعففة محرومات من تخطي عتبات برلمانات بلدانهن ’ او التعلق بأذيال (الكوتة).
وفي الوقت الذي نطلق فيه على هذه الانسانة الرائعة الرقيقة الحالمة الوادعة التي تختزن ارق وارقى وأخصب الاحاسيس الانسانية المضمخة بارهف المشاعر الشفافة ’ والتي كانت لنا جميعا ودون استثناء من خلال رحمها الوطن الاول ونسغ الحياة الاول وقطرة الدم الاولى ونبتة المشاعر والاحاسيس البكر, اروع الاوصاف واسماها التي تستحقها بجدارة ’ وهي الام والاخت والحبيبة والزوجة والصديقة والمربية ورفيقة الدرب في الازمات وبوابة الاجيال نحو المستقبل , والاهم انها واهبة الحياة وعنوان خصبها وتجددها’ الا اننا لا نتورع عن تعنيفها وتهميشها ومصادرة حقوقها والعبث بمشاعرها وخداعها واستغلالها والتشكيك بقدراتها وحجب فرصها الطبيعية والتعامل معها غالبا عبر منظار المتع الحسية وحسب ’ وبذلك فان ازدواجيتنا تجاه هذه الانسانة الرقيقة المترعة باروع المشاعر والاحاسيس والتي اضفت على حياتنا لونها البهيج وطعمها اللذيذ ونكهتها الانسانية ’ وهي تملا قلوبنا عشقا ومكابدة واشواقا ولهفة ولوعة ورغبة وارتواءا ’ تتجلى في اوضح صورها باحتفائنا بها في يومها العالمي’ حيث نحتفي بها يوما ’ ونضطهدها او ننساها طوال   ايام السنة.
وحيث يتألق عالمنا في الثامن من اذار بمعالم الاحتفالات السياسية والرسمية والبرلمانية والاجتماعية وحتى الاسرية احتفاء بعيد هذه الانسانة التي تمثل كنزا للتضحية والعطاء ’ فان المنظمات الدولية نقلت وما تزال صورا مأساوية عن واقع العنف والاضطهاد والكبت والتهميش الذي تعيشه مئات الملايين من النساء في العالم ’ اللائي سحقت انسانيتهن بقسوة وامتهنت كرامتهن وتحولت معظمهن الى بضائع  للمتاجرة بهن في اسواق الدعارة وبيع الاعضاء وتأجير الارحام والاعمال الشاقة والضارة والمرهقة والعبودية الجنسية.
فوفقا لتقارير منظمة العفو الدولية فان اكثر من 20% من نساء العالم يتعرضن للضرب والشتم والتعذيب والاغتصاب من قبل افراد اسرهن او من قبل رؤسائهن في العمل ’ كما ان واحدة من كل خمس نساء تتعرض لاعتداءات جسدية او جنسية ’ وفي الولايات المتحدة تتعرض امرأة للضرب كل (15) ثانية وامرأة للاغتصاب يوميا ’ وهنالك امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء في العالم عانت من مشكلات صحية بسبب تعرضها للضرب او للعنف او للاغتصاب ’وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الاولى بين دول العالم في ضرب النساء بنسبة 30% تليها بريطانيا بنسبة 22% ’ في حين تضطر (45) الف امرأة معنفة في المانيا سنويا اللجوء الى بيوت خاصة لحمايتهن من عنف الرجال (المتحضرين).
ولعل اقسى واخطر وامر انواع الاضطهاد النفسي والجسدي الذي تتعرض له هذه الانسانة التي تهب الحياة وتحول رحمها الى الوطن الاول للاجيال القادمة يتمثل في تحويلها الى سلعة رخيصة للتداول سواء للبيع او للايجار ’ وتشير الاحصاءات الدولية     الى ان هنالك (75) الف امراة من دول امريكا الجنوبية يتم بيعهن للدول الاوربية لممارسة اعمال غير مشروعة كالاستغلال الجنسي وبيع الاعضاء وغيرها ’ واوضحت منظمة الهجرة العالمية انه تم الاتجار بــ(200) الف فتاة من اسيا الوسطى ’ وفي بورما يتم سنويا بيع عشرين الف فتاة صغيرة ’ في حين ازدهرت في دول ومناطق اخرى عملية بيع الزوجات , ومنها احدى المقاطعات الهندية حيث تراوح ثمن بيع الزوجة بين (88—264) دولارا.
من جانبه كشف الاتحاد الاوربي عن ان هنالك (27) مليون انسان تم بيعهم معظمهم من النساء , ولو افترضنا ان ثلثي هؤلاء الضحايا هم من النساء فمعنى ذلك ان هذه الكارثة الماساوية قد اطاحت بكرامة وحقوق وانوثة (18) مليون امرأة  صودرت انسانيتهن وامتهنت كرامتهن بقسوة ليصبحن ضحايا الاستعباد والانحراف وبيع اعضاءهن واجبارهن على السرقة والتسول والعمل الشاق دون مقابل والدعارة وربما استغلالهن كفئران في مختبرات التجارب الخطيرة’ وغير ذلك الكثير الكثير ولعل ما يحدث في مصر من تعرض الناشطات والمشاركات في التظاهرات الاحتجاجية لجرائم التحرشات والاغتصابات الجماعية الممنهجة   ’ وما يحدث في سوريا من تعرض النساء والفتيات المعارضات او زوجات وشقيقات وبنات المعارضين من انتهاكات وعمليات اغتصاب من قبل اجهزة النظام ’ وتعرض الاخريات لنفس الانتهاكات والاغتصابات من قبل ميليشيا التنظيمات الارهابية والمتطرفة ما يقرع جرس الانذار حول اهمية العمل الجماعي الجدي لصيانة انسانية المراة وحقوقها وكرامتها, في ظل حقيقة   عدم كفاية وفاعلية القوانين التي تصدرها الدول لضمان حقوق المراة والدفاع عنها مالم يقترن ذلك بثقافة اجتماعية وبمشاركة جماعية.
في عيدك يا زهرة مسيرتنا وزهو حياتنا وياضوع ارق المشاعرالانسانية المرهفة التي خضبت ايامنا بالمحبة ’ وملأت فواصل ازمنتنا عشقا واحتراقا ولهفة ووجعا لذيذ ا الف باقة ازهار ’ والف الف اعتذار.               

286
أدب / اقــــوى مــن الحــب
« في: 14:56 02/03/2013  »
  
اقــــوى مــن الحــب
قصة قصيرة

مال اللـــه فــرج


حاصرته ’ وتساقطت عليه امراض الشيخوخة وهو يقترب من  الثمانين , ورغم مكابرته واصراره على قهرها وعدم رضوخه لنصائح والحاح ورجاء والتماس وحتى توسلات احب الناس اليه بمراجعة المؤسسات الصحية واجراء التحليلات اللازمة والتقيد بنصائح الاطباء وتوصياتهم وعقاقيرهم ’ الا انه كان دائما يصل بمكابرته تلك حد العناد , وكان يبذل كل جهده ويكبت الامه واوجاعه وحتى احزانه ويهمل علامات المرض غالبا من اجل التمسك بمظهر الشباب وحيويتهم ’ الا ان الامراض هذه المرة تكالبت عليه وكادت ان تسقطه بالضربة القاضية في ذلك اليوم ,لولا لطف الرب ورحمته , ورجاء اعز الناس لديه وهي تضعه امام الامر الواقع وجها لوجه ’هامسة له ( ان اصابك مكروه لا سامح الله اين اذهب ؟ ولمن اذهب؟بل لمن ستتركني؟) وأضافت (ان كنت تحبني فعلا دعني اخذك الان الى المستشفى).
هزته تلك الحقيقة المضمخة بالمشاعر الجياشة , ولم يملك الا الرضوخ لارادتها ’  فخلال أكثرمن خمسين عاما من مسيرة زواجهما بكل افراحها واتراحها وصعوباتها ومشاقها , لا يتذكر انه خاصمها او عنفها او تجاوز عليها الا مرات قليلة ’ فقد كانت مثالا للرقة والحنان والعطاء والتفاني وعدم التذمر أوالشكوى في اصعب الظروف , والاهم انها كانت تحرص على توفير كل اسباب الراحة واجوائها له ومشاركته وجدانيا في كل تفاصيل حياته وحتى في هواياته, بل وكانت تقوم بتدليله  كما تدلل الام وحيدها الصغير وتمسح تعبه اليومي باناملها الحانيات وتجفف قطرات العرق عن جبهته وتحتفظ  له بتسجيلات الاغاني التي يحبها وتسهر بجانب سريره ان اصابته وعكة صحية حتى الصباح , كأنها ممرضته الخاصة ’ وتذكره بمواعيد الدواء .وتقتني له معظم احتياجاته ’ وتختار له ربطة عنقه وتحتفي باعياد ميلاده كانها اعياد ميلادها هي وتفاجأه بالهدايا بين فترة واخرى , وتوفر له افضل العطور وارقاها ’ بل كانت تحفظ المعلومات التفصيلية عن كل تقاريره الطبية , وكانت بالنسبة له الف امرأة في انسانة واحدة , وكان ازاء ذلك كله يشعر بزهو عميق وهو يحس بأنه اشبه بطفلها المدلل.
ابتسم مع نفسه وهو مستسلم لاصابع الطبيب وسماعة الفحص الباردة على صدره تشعره بالقشعريرة ,بينما كان الطبيب يتنصت عبرها لدقات قلبه المتعب , وخلال ذلك راح يستذكر مئات المحطات المضيئة من مسيرتهما المشتركة المزدانة بعطاء ومحبة ورعاية هذه الانسانة الرائعة التي اقدمت بوعي وارادة واصرار وايثار قل نظيره على اذابة كل خصوصياتها بقناعة في ميدان رعايته ومن اجل توفير ما تستطيع توفيره من السعادة والراحة له , فقد تعلمت كيف تشاركه اهتماماته غير العادية في متابعة مباريات كرة القدم رغم انها لاتحس باية علاقة بينها وبين الرياضة , وتعودت على سماع اغاني فيروز لانه يحبها وحرصت على ان تحتفظ بمعظم تسجيلاتها , وتمرنت على لعبتي الشطرنج والطاولة من اجل ان تنافسه فيهما خلال مساءاتهما الجميلة واحبت اكلات بعينها لانه يحبها وجهدت على ان لايخلو البيت من الفواكه والحلويات التي يفضلها ’ بل انها تعلمت تربية البلابل وكيفية الاعتناء بها واقتنت كراسا خاصا لتتعلم ذلك من اجل ان ترضي هوايته تلك , فاية امرأة تشابهها في هذا الزمن ’ فرغم انه تزوجها بشكل تقليدي بعيدا عن قصص الحب الملتهبة التي تزخر بها الافلام والمسلسلات والتي كثيرا ما تنتهي على ارض الواقع بالفشل والافتراق رغم عنفها, الا انها عرفت كيف تملأ كل تفاصيل حياته بحضورها وباهتماماتها وبرعايتها له حتى ايقن بانها امست عنوان حياته وان مشاعره تجاهها امست اكبر من الحب التقليدي واعمق واسمى ’ ذلك هو العشق الناضج المبني على التفاهم والتناغم والرضا والاشباع ’فقد استحقت حبه الناضج ذاك بجدارة بعد ان امست الزوجة والصديقة والعشيقة والممرضة والمربية والاهم المستعدة دوما للعطاء وللتضحية من اجله.
وحيث تلمس الطبيب المختص تذبذب ضغطه وعدم انتظام دقات قلبه فقد نصحه بالرقود في العناية المركزة حتى الصباح , وقبل ان تغادره مسحت على راسه بحنان كطفل مدلل وتمنت له الشفاء ’ بل وسردت على مسامعه طرفة كانت تضحكه دائما رغم انه سمعها عشرات المرات , واضطرت مرغمة لمغادرة المشفى بعد ان اوضحوا لها عدم جدوى بقائها لعدم امكانية مكوثها الى جانبه في صالة العناية المركزة.
ما ان وصلت الدار وانهت اعمالها المسائية حتى اوقدت شمعة تحت صورة كبيرة للسيدة العذراء وركعت تصلي بحرارة وتدعو له من اعماق اعماقها بالشفاء وعيناها مخضبتان بالدمع,  فقد كان حبها وحبيبها وزوجها ورفيق حياتها والقلب الذي احتواها بدفئه وكنز الاحاسيس الذي اغرقها بفيضه فازهرت مشاعرها وتحولت حياتها الى ربيع دائم برغم كل الصعاب والتحديات والاحزان التي تقاسماها سوية ’ باختصار كان كل شيئ في حياتها بل كان فعلا حياتها بدمعها وبابتساماتها.
ما ان انتهت من صلواتها الضارعة وقبل ان تضع رأسها على الوسادة حرصت على ان ترسل له عبر الموبايل رسالة مقتضبة زاخرة باروع الاحاسيس واعمقها قالت له فيها (ما اروعك..كم انت جميل فعلا , حتى في مرضك .. سأصلي من اجلك كي تشفى وتنام بعمق وسلام).
عندما قرأت له الممرضة المكلفة  بمراقبة تطورات حالته الصحية نص الرسالة , شعر بالزهو والسعادة , وبالرغبة في البكاء , فقد كان يكاد ان يتلمس عددالدمعات التي ذرفتها تلك الانسانة الرائعة وهي تكتب كل حرف من تلك الكلمات المفعمة بصدق ونبل اروع الاحاسيس المرهفة , وشعر في تلك اللحظة بان كل الامراض قد غادرته وذهبت بعيدا ’وان ضغطه استقر وخفقات قلبه انتظمت وبانه عاد شابا بكامل قوة الشباب وحيويتهم واندفاعهم , وتمنى لو يستطيع في تلك اللحظة بالذات ان يطير اليها ليحيطها بذراعيه بحنان وليضمها لصدره المتعب وليمسح دموعها واحزانها وقلقها وتوجسها وخوفها بشفتيه , وليهمس لها , ما اروعك ..احبك.. احبك .. احبك بكل ذرة في كياني , احبك كما لم يحب احد مثلي من قبل , فانت مصيري وقدري وجنتي وعالمي الخاص.
في الصباح والطبيب يراجع تفاصيل التقارير المختلفة حول اوضاعه الصحية تعجب وامتلأ دهشة لاستقرار حالته دون ان يتناول حبة دواء واحدة , وعندما علم من الممرضة بنبأ تلك الرسالة الليلية التي اعادت له ابتسامته واستقراره , اجابها بسخرية بان ما تقوله خرافة لا تصدق فقد ولى زمن الاحاسيس التي تصنع المعجزات , واضاف مستهزءا , لو كان الامر كذلك فعلينا ان نتوقف عن معالجة المرضى بالعقاقير المختلفة , وسنكتفي بمنح كل مريض كلمة(ما اروعــــــك) ما دامت هذه الكلمة تمتلك كل هذه القدرة السحرية على الشفاء.
 
  
 Malalah_faraj@yahoo.com

287
مشاكسة
مطبـــات سياســـــية
مال اللــه فرج
  Malalah_faraj@yahoo.com

كثيرة ومختلفة ومتنوعة ومتداخلة هي المطبات التي باتت تحاصرنا في حياتنا اليوميه لتضحكنا مرة ولتدهشنا مرة ولتسرنا مرة , ولتحزننا وتبكينا ربما الاف المرات , حتى امست حياتنا مجموعة متشابكة من المطبات العائلية والاجتماعية والمهنية والسياسية وغيرها الكثير والمثير , بدءا من المطبات الاصطناعية التي دأبت الاجهزة المرورية على اقامتها في مختلف الشوارع والتقاطعات بكثافة غير اعتيادية للسيطرة على تهور بعض المراهقين في قيادة سياراتهم بسرع جنونية , وبذلك ساهمت عمليا باحداث اسوأ الاختناقات المرورية بدل توفير انسيابية مرورية عالية , مرورا بالمطبات التجميلية التي اصابت وتصيب عدد كبير من النساء والفتيات اللائي يدخلن صالات العمليات في المراكز والمستشفيات التجميلية وهن يحلمن بالخروج منها وقد تحولت وجوههن المتعبة التي تركت عليها عجلات الزمن ومصاعب الحياة وافرازات الخلافات الزوجية تضاريسها الى وجوه طفولية نظرة متألقة جذابة تنافس وجه نانسي عجرم والى قوام ينافس قوام اليسا او هيفاء وهبي ,لكنهن سرعان ما يصبن بخيبات امل مريرة عندما يفاجئن بطبيعة التشويهات التي لحقت بهن, وان بعضهن اصبحن ربما اقرب شبها بشارلي شابلن او باسماعيل ياسين ,ليتجرعن بعد ذلك سخرية ازواجهن وتعليقاتهم وتندرهم وهم يواسونهن بمقولة (ضاعت فلوسك يا صابر).
ومن بين المطبات اليومية الطريفة الكثيرة المتداخلة ’ ان احد المسؤولين الذي كان معجبا ’ بسكرتيرته المثيرة ومفتونا بمؤهلاتها الحيوية وبمميزاتها البارزة وبمشاعرها الانسانية وسرعة استجابتها لمستلزمات الاعمال الاضافية خارج اوقات الدوام الرسمي , كثيرا ماكان ينسى نفسه اثر اندماجه بالعمل وينادي(بعفويـــة بريئـــــــة)  زوجته باسم سكرتيرته ,مما اشعل حرائق الخلافات الزوجية التي دفعت زوجته          بوضعه امام خيارين , اما فصل السكرتيرة الجميلة الانيقة المثيرة التي لا ذنب لها , واما ابغض الحلال , وهكذا خسر ذلك المسؤول المتهور مادة السكر من مفردات بطاقته التموينية, في حين ادى مطب عائلي اخر الى اشتعال نيران معركة ضارية بين رجل وزوجته عندما  اكتشف صدفة بانها بدل ان تسجل اسم والدته امام رقم هاتفها في موبايلها الخاص وضعت(ببراءة وحسن نية) امام الرقم صورة (غوريلا مفترسة).
  ومن بين ما تختزنه الذاكرة مطبا فريدا حدث لاحدى زميلاتنا في التسعينات من القرن الماضي ,حيث اضطرتها ظروفها العائلية ذات صباح انتظار خط المواصلات الذي يقلنا الى دائرتنا قرب احد المطبات الاصطناعية وعندما اخبرت السائق بانها ستنتظره قرب المطب الصناعي في ذلك الشارع غرق بموجة من الضحك وسألها مداعبا هل اختفت كل اماكن وعلامات الدلالة ليصبح ذلك المطب اثرا تاريخا او معلما حضاريا بارزا , لكن المفاجأة كانت لدى وصولنا الى الدائرة ونحن ما نزال نتندر بذلك المطب العريق حيث تسلمت امرا اداريا بتعيينها مسؤولة للقسم الذي تعمل فيه ’وبذلك تحول المطب الى موقع للامنيات حيث دأب السائق بتعمد الوقوف عنده يوميا اثناء مرورنا به للحظات وهو ينادينا ضاحكا (وصلنا مطب الامنيات , اطلبوا من الله ان يحقق امنياتكم) ’ بل ان احدهم اقترح عليها ان توقد شمعة قرب ذلك المطب وان تصلي صلاة الشكر لله كلما مرت به,بينما نصحتها زميلة اخرى ان تقدم طلبا الى الحكومة لتحويله الى موقع اثري او سياحي , ومن ثم فقد اطلقنا على ذلك المطب اسم زميلتنا .
الى ذلك فان المطبات السياسية ما تزال وسوف تبقى من اشد المطبات استغرابا ودهشة وسخرية ’ بالاخص عندما يضع مسؤول رفيع نفسه في مطب المبالغة وهو يدعي استقرار الامن ورسوخه ليستيقظ المواطنون بعد ساعات على دوي عشر مفخخات توقع مئات الشهداء والجرحى’ وان يطالب مسؤول اخر بالالتزام بالدستور وهو اول المتجاهلين له ’ وان ينجح دائما المسؤولون الرفيعون المطلوبون للقضاء بالهرب الى الخارج   بجوازاتهم الدبلوماسية , وان يلوح مسؤول معني بالتوزيع العادل للثروات وتمر السنوات دون ان يلمس الفقراء أي التزام حقيقي بتنفيذ تلك الادعاءات , وان يتم بعد عشر سنوات اكتشاف ان مسؤولا قضائيا رفيعا مطلوبا للقضاء بعد ان اصدر عشرات وربما مئات القرارات المصيرية ومع ذلك يستطيع الافلات ولا احد يستطيع التكهن بمصير ما اتخذه من قرارات وهل كانت صائبة وعادلة ونزيهة ام لا, وان يعيش مواطنوا واحدة من اغنى الدول النفطية على(مكارم) البطاقة التموينية , وان ترفع التظاهرات الشعبية  يوميا من سقوف مطالباتها الجماهيرية , حتى ماعاد البعض يفرق بين المشروعة منها والممنوعة.
بيد ان اخطر وامر كل هذه المطبات الخلافات والاختلافات والاتهامات والسجالات بين رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان , فما تريده الحكومة يرفضه البرلمان , وما يصدره البرلمان ترفضه الحكومة , فرئيس البرلمان وكتلته يسعى لاستجواب رئيس الحكومة وسحب الثقة عنه ,ورئيس الحكومة وكتلته يسعون للاطاحة برئيس البرلمان , والشعب بين الاثنين ضائع وحائر وتعبان.
وما بين فوضى العملية السياسية التي ابتلعت كل الجهود والوساطات واطاحت بالمبادرات , تبرز حقيقة موضوعية تلخص اسباب كل هذه المازق والفوضى الميدانية , ممثلة بغياب الثقة بين معظم اطراف حكومة الشراكة الوطنية والكتل البرلمانية ومرجعياتهم السياسية والتي وصلت لمستوى مطالبة البعض بضمانات مكتوبة اثر تنصلهم من تعهداتهم المطلوبة.
لقد قال السيد المسيح عليه السلام (أحب لاخيك ما تحبه لنفسك) اما بعض المسؤولين والسياسيين فان مأزقهم الحقيقي يكمن في تطبيقهم المثل القائل (أحب لاخيك ما تكرهه لنفسك , واكره لاخيك ما تحبه لنفسك) , ولعل هذا هو احد المطبات الخطيرة الذي بات يدفع بالبلاد الى الهاوية , وبذلك فان خلافات السياسيين باتت السبب الرئيسي  لكوارث البلاد والعباد ولمعاناة المعدمين والمتعففين والمسحوقين.   
 

288
مشاكسة
زهايمـــر  ســــياسي
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
لعل من المثير للدهشة والاستغراب والتوجس والارتياب , التطور الكبير والخطير في الجينات الوراثية لقطاعات كبيرة من الشخصيات السياسية والقيادية والبرلمانية في معظم الدول , بالاخص    المنكوبة منها والمسلوبة والجائعة والضائعة , مما ادى بالتالي الى الانتشار المثير والخطير لنوع جديد فريد من وباء (الزهايمر الثنائي) الذي ظهر لاول مرة في عصرنا الراهن الزاهر الباهر , ليضرب بقوة مراكز الذاكرة في عمق التلافيف الدماغية لهذه النخب القيادية الرفيعة , وليمسي بامتياز (زهايمرا سياسيا) , مما اثار اعصارا من الخوف والهلع والذعر والفزع ليس بين ابرز العلماء والاطباء و اختصاصي هذا الوباء وحسب , وانما بين صفوف الاقتصاديين والاجتماعيين ومنظمات المجتمع المدني والطبقات المسحوقة والمحروقة , نظرا لخطورة متغيراته الجينية وسرعة انقسامات خلاياه العصبية وعمق تاثيرات افرازاته الدماغية على طبيعة التصرفات الشخصية بالاخص لمن هم في مواقع المسؤولية.
فداء الزهايمر التقليدي (الاحادي التأثير) ,الذي اكتشف على يد العالم الالماني الذي سمي باسمه عام 1906   يضرب ,كما هو معروف المخ اولا ويتطور ليفقد الانسان ذاكرته وقدرته على التركيز, واذ يعد من اكثر الامراض شيوعا واثارة للقلق مع تقدم السن خاصة في غياب أي عقار فعال باستطاعته وقف عملية التدمير التي يحدثها في الذاكرة , الا انه يمثل ربما انجازا لبعض الازواج والزوجات وهو ينسيهم نكد ومشاكل شركائهم وذكرياتهم الحزينة , وبحسب الاحصائيات فان هنالك قرابة الاربعة ملايين امريكي مصاب بهذا المرض مع احتمال تصاعد عدد المصابين  الى اربعة عشر مليونا في منتصف القرن الحالي ان لم يتم ايجاد العلاج الشافي له.
اما الزهايمر (الثنائي) الجديد , وهو الاخطر والاكبر والأمر ,والذي اطلق عليه بامتياز اسم (الزهايمر السياسي) , حيث كان وما يزال السبب الرئيس لاندلاع الثورات والانتفاضات والاحتجاجات والتظاهرات المليونية المطالبة بالتغييرات الفورية وباسقاط الانظمة والحكومات الدكتاتورية والتسلطية والاحتكارية والفسادية المتشحة بالعباءات الثورية والمتخفية وراء الشعارات التقدمية والمتاجرة بالخطب والايحاءات والبيانات الديمقراطية فأن خطورته تكمن في اتجاهين ستراتيجيين , الاول كونه يضرب من هم في موقع المسؤولية , والاخر كونه ثنائي التاثير وباتجاهين متضادين في الوقت نفسه وبنفس القوة , مما حير العلماء واذهل الاطباء وافزع البسطاء.
فخلال الثورات والانتفاضات والتغييرات السياسية والحملات الانتخابية , عمد ويعمد معظم السياسيين ,بالاخص في الدول النائمة والجاثمة والمنكوبة والمنهوبة الى تسويق افضل ما تنتجه مخيلاتهم الخصبة التي تنافس افضل افلام ومسلسلات الخيال العلمي عمقا وتنوعا ومبالغة , من الشعارات والوعود والتعهدات والخطط والبرامج والبيانات والتصريحات والستراتيجيات الثورية الاقتصادية التقدمية الطموحة التي تضع في مقدمة اهتماماتها خدمة الفقراء والجياع والمسحوقين والمعدمين والعاطلين واليتامى والارامل والمعوزين وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والعاجزين , حتى ليخيل للبعض ان تطبيق عشر هذه العروض الثورية والاهتمامات الانسانية والبرامج الستراتيجية كفيل بجعل كل الدول الاوربية تتدافع على ابواب هذه الدول (الثورية) لتتعلم من تجاربها اسس ونظريات ومفردات الستراتيجيات النهضوية.
لكن ما ان تنجح الثورات والانتفاضات والانتخابات والتغييرات في الاطاحة بتلك الرموز (الدكتاتورية) واحلال النماذج الثورية التقدمية الديمقراطية صاحبة الشعارات والستراتيجيات والملاحم والوعود والخطب والبيانات الملحمية التي هزت بعنف كل الهياكل التقليدية ’ حتى يبرز بقوة وباء (الزهايمر السياسي) بتأثيره الثنائي المباشر ,ليضرب بسرعة ضوئية في تلك الدول المنكوبة والمنهوبة التلافيف الدماغية لقطاعات واسعة من السياسيين والمسؤولين والوزراء والبرلمانيين وليصيبهم بفقدان الذاكرة من جهة وبالنشاط الدماغي الخارق من جهة اخرى واضعا العالم كله امام العجب العجاب والدهشة والارتياب .
فهذا الزهايمر السياسي بتاثيراته الثنائية المضادة يجعل السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين ورؤساء الحكومات المصابين به,ينسون تماما من جهة , كل عهودهم ووعودهم وشعاراتهم وخطبهم وبياناتهم التي قطعوها لشعوبهم وبالاخص ما يتعلق منها بالنزاهة والعدالة والمساواة وسيادة القانون والامن والاستقرار والخدمات ومعالجة الازمات والحريات وحقوق الانسان والبناء الثوري التقدمي الاشتراكي والامانة المهنية والوطنية والاستغلال الامثل للخيرات والتوزيع العادل للثروات واجتثاث الفساد وخدمة العباد.
لكن من جهة اخرى فان هذا الزهايمر اللعين يعمد في تأثيراته المضادة الاخرى الى تنشيط ذاكرة اولئك المسؤولين انفسهم بوتائر تفوق بسرعتها استيعاب المخيلة الطبيعية حول وعودهم الداخلية لانفسهم ولعوائلهم , واذا بهم ما ان يتبوأوا مواقع المسؤولية حتى يبادرون باسرع من الصوت والضوء بعمليات الاستحواذ المنظمة على المواقع والامتيازات والمناصب والاملاك العامة والثروات , والمغانم والحصص والنسب والصلاحيات.
تبعا لذلك ففي الوقت الذي ينهض فيه الزهايمر السياسي بدوره في زيادة غنى المسؤولين وثرواتهم وشركاتهم واملاكهم وارصدتهم المليارية , فانه بالمقابل يزيد الفقراء فقرا والمحتاجين احتياجا والمسحوقين انسحاقا والمعدمين عدما والجياع جوعا والعاطلين معاناة والمشردين تشردا واليتامى والارامل وذوي الاحتيجات الخاصة الما وضياعا , اما ازدهار الاقتصاد والاستغلال الامثل للخيرات والتوزيع العادل للثروات وحقوق الانسان والحريات فتبقى مشاريع مؤجلة ’ وربما اشبه ببضائع موسمية لا تظهر الا في مواسم الانتخابات فقط.
ازاء ذلك فقد اصبح الزهايمر السياسي في هذا الزمن الردئ القاسي اعمق وامر واخطر من كل الفواجع والكوارث والماسي.               
 


289
امــــــرأة
ايلـــــة للســـــقوط
مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 
يالهذا الوجع والاحتراق , بين لهيب اللهفة وبركان الاشتياق ,ويا لهذا السباق , بين البوح والصمت والافتراق.
مثل الفراشة انت , تثيرين الحزن والدهشة والعجب , وانت تدورين حول النار واللهب , وتخترعين ’ لتداري خفق القلب وعذابات الاشتياق الف الف سبب.
تمرحين بغنج مرة وتبسمين ,ومرة بالصمت تغرقين , واخرى تطرقين الى الارض كلما التقت نظراتكما , محمرة الوجه , محرجة خجلى , وبنفس الوقت محترقة جذلى , في كلامك تتلكئين , وفي سيرك تتعثرين , وفي كل خطوة  يمينا ويسارا تتلفتين ولوقع خطواته مثل اجهزة الكشف عن الزلازل تتنصتين ’ تصمتين مرة , ومرة تقهقهين ’ وتسعدين في سرك وتتلذذين كلما نجحت في تصويب سهام نظراتك الخارقة الماحقة الى من تقصدين , بنفس الوقت الذي تتجاهلينه متصنعة عدم الاهتمام به , وبابسط الاشياء عنه تتشاغلين, تحاولين بشتى الاساليب الانثوية اخفاء لهيب حرائقك الداخلية , ومع كل اساليب التمويه  والتضليل والتهرب ومحاولة خداعه وخداع الاخرين , خشية الكشف عن حقيقة احساسك وحبك وسرك الدفين ,الا أن تفاعلا في ثنايا النفس وفي اعماق القلب المتوجع يصوغ حروف الكلمة الواحدة الواعدة التي تلغي الزمان والمكان وتختصر صخب واعصار اروع مشاعر واحاسيس الانسان , والتي فجرت باعماقك اعنف بركان وجعلتك مثل قشة وسط دوامات الطوفان ’وهي بحروفها الاربعة  , اشبه بالجهات الاربعة وأنت من حيث لا تدرين كنت بتصرفاتك واشتياقك ولوعتك ترسمين حروفها الرائعة بارتعاشة الروح الملهوفة المتوجعة وانت وجلة جزعة.
 فالالف تداعبك , فتستطيل مرة وتنحني طورا ’ وتتخابث وتعاند الاصابع ’ وتابى الخنوع والتراجع , والحاء تهمس بسر الحياة ولابد ان تحتوينها وتحفرينها في اعماق الذات , مهما حاولت لهفتك اخفاء بريقها بافتعال الازمات والغرق بين الدمع مرة , ومرة بحرائق الاهات , اما الباء فانها قارة من الاحتراق تتخفى وراء الخجل والحياء مرة , واخرى  بالانقطاع والضياع , اما الكاف فانها تترجم لهفة وشوق ووجع وعذابات الانسان , وما يختزنه من كنوز الاحاسيس ورهافة المشاعر وبحار الحنان في كل زمان ومكان , ومع ذلك فانت تبوحي ولا تبوحي وتشتعلي وتداري اشتعالك وتتوجعي وتتواري وراء وجعك , تكتبيها الف مرة وتمزقين ما كتبت ، ترسمينها بألوان المشاعر الملتهبة  ’ ثم لا تلبثي ان تطمسينها باللون الاسود حتى لا يقرأها الاخرون وحتى لا يكتشفها الحساد والمنافقون.
وفي خضم حيرتك وضياعك ووجعك واحتراقك ولهفتك وفوضى افكارك وقلقك وتوزعك بين البوح والكتمان لا تدرين ان كل شهقة ونبضة وبسمة ودمعة وارتعاشة وتوجس وخوف وقلق ,بل ان كل شيئ فيك , امسى يشي بألاعاصير والحرائق التي تأكل اعماقك وتملأ بالقلق جزيئات اوقاتك وتفاعلات افكارك.
فابتسامتك المصطنعة حب, ونظراتك القلقة حب , وخطواتك المتعثرة حب , وادمانك على قراءة طالعك في فنجان القهوة حب , وقلقك وتوجسك حب , ودموعك حب , والايحاء بالانشغال بقضايا تافهة حب , وسؤالك عن الطقس حب , واعترافك بانك تحبين السير تحت المطر حب ,     والكلمات المتقاطعة التي تحاولين فـك رموزها حب  ,وتسريحة شعرك حب , وبحثك اليومي عن الابراج في الصحف والمجلات حب , واللون البمبي الذي تفضلينه حب , وروائح  الفل والقداح  والعنبر التي تسكرك حب , وقهوتك الصباحية المرة حب , وتجاهلك لمن تحبينه حب , والتهرب من نظراته حب , وافتعالك اللامبالاة  لدى حضوره حب , والتخفي وراء مفردات بعينها في مخاطبته حب .
حتى لكأنك منذ الف عام وعام وانت تحاولين في اليقظة وفي المنام , وفي الحقيقة والاحلام ان ترسلي له كلمة واحدة لكنك في كل مرة تخفقين , وفي اخر لحظة خجلة تتراجعين , وتعودي حزينة تتألمين لتغرقي نفسك في بحار الدمع واللهفة والشوق الدفين , وتبسمين امام الاخرين وانت تحترقين , وتظهري المرح وانت تتوجعين , وتتمنين الف مرة لو ان الهمزة فقط التي تتربع على الحرف الاول من تلك الكلمة تصله وتحرك مشاعره لهدأت براكين اللهفة باعماقك ولنمت قريرة العين بأجواء السعادة تحلمين.
سيدتي , يامزيجا من ضوع الفل والعنبر والياسمين , يا زهرة مبللة بندى العشق الدفين ’ لفرط ضياعك وقلقك واللهفة المشتعلة بأعماقك متمازجة بحرائق الحنين , ولفرط اصطخاب مشاعرك العنيفة كالزلازل والبراكين , ما كنت تدركين , بأنه منذ النظرة الاولى احس كم كنت تحترقين , وانت واقفة امامه شاردة مثل بناية ايلة للسقوط من عنف الزلزال تتأرجحين.       

290
مشاكسة
فالانتـــاين
امـــلأ قلوبهــم حبــا
مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

 يشتعل العالم محبة , وتتوهج القلوب عشقا , وتذوب الانفس  اشتياقا , وتحترق الاعماق لوعة , وتتطاير الملايين , وربما المليارات من بطاقات ومسجات ومكالمات العشق والمحبة واللوعة والمكابدة والاشواق ,واللهفة والحنين والاحتراق , بعيد الحب الذي يصادف في الرابع عشر من شباط ’ تخليدا للتضحية الانسانية المتوهجة بعمق الايمان لشهيد الحب القديس فالانتاين الذي اعدم بقطع رأسه في مثل هذا اليوم من عام 269 م, اثر مخالفته لقرار امبراطور روما كلاوديوس الذي امر بايقاف الزواج ومنعه عن الشباب ليتسنى له تجنيدهم في حروبه , فقد كان المتزوجون يمتنعون عن الانخراط في الجيش وخوض المعارك لعدم رغبتهم في ترك عوائلهم يواجهون من بعدهم مصائر مجهولة وربما مأساوية, في حين ان الشباب العزاب ليس لديهم ما يخسرونه .
وبذلك فان استمرار فالانتاين في اتمام مراسم الزفاف سرا كان انحيازا مبدئيا لارادة السماء تجاه العلاقة الزوجية التي جاءت بها  الاديان والمعتقدات وقدستها , وانتصارا لارادة الحياة وتجددها ’وهذا ما دفعه بايمان وقناعة ,الى ارتقاء سلم الموت بشجاعة, بعد ان نهض بواجباته الروحية والاجتماعية والكنسية , ولسان حاله يردد قول السيد المسيح عليه السلام (ما من حب اعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه من اجل احبائه) ,بينما كانت بطاقات المحبة والاعتزاز والاكبار والوفاء, وباقات الزهور تتطاير حوله من ايادي وقلوب اولئك الشباب الذين كان لهم فخر عقد قرانهم على يديه ’ بينما كانت ابنه السجان الذي كان يحرسه في سجنه بعد ان ربطتها علاقة صداقة معه اثر زياراتها المتكررة له  تقرأ وعيناها مخضبتان بالدمع اخر ماكتبه قبل اعدامه على بطاقة موجهة اليها (مع الحب من فالانتاين).
وهكذا اعدم القديس فالانتاين ’ ليصبح شهيدا للحب ’ وليفتح بموته ذاك ابواب العالم وقلوب ومشاعر واحاسيس الانسانية لتلمس معاني المحبة الجليلة ’ ولتمسي ذكرى ذلك  اليوم واحدة من اروع الايام التي تحفز الانسان في كل مكان رجالا ونساءا على نبذ الكراهية والاحقاد والعداء والبغضاء ومحبة الاخرين.
وفي عيد الحب الذي يمسي بحق كرنفالا لاروع المشاعر الانسانية الشفافة وانبلها وارقها واسماها ’ حيث تتمازج الهمسات الرقيقة بالقبلات المختلسة بالاحضان الملتهبة بالنظرات الوالهة التي تحكي بصمتها قصصا ومواعيد , بالابتسامات الشفيفة على البعد مثل ندى الصباحات المخضبة بانفاس الربيع    بالتهاني الرومانسية بالاغاني العاطفية بالاجواء الحميمة بالمسجات المشتعلة ’ بالمسكولات التي تخفي وراءها ابلغ المشاعر والاحاسيس الملتهبة ’ تكتمل لوحة المحبة المزدانه باللون الاحمر مثل شقائق النعمان لتذكر الانسانية بعظمة التضحية وروعة الشهادة من اجل من نحب.
وفي خضم كرنفال الحب والفرح هذا حيث يغادر الناس كراهيتهم ويرمون عنهم اثواب احقادهم ولو لساعات وهم يذوبون حبا وشوقا وحنينا , ويتبادلون ارق المفردات الرومانسية التي تضج بها قواميس الحب ومعاجمه , يبرز على الطرف الاخر نقيض هذا الكرنفال الانساني العاطفي الشفيف ’ حيث أن معظم السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين ’ في هذه الدولة او تلك ما زالوا وفي ظل اجواء وطقوس عيد الحب يتبادلون فيما بينهم الاحقاد والكراهية والاتهامات والشتائم والابتزازات والتهديدات والتلويح بالملفات السوداء ’ بدل التفرغ لخدمة المعدمين والفقراء ’ وبدل التلاقي على المحبة والتسامح والاخاء ’ مما اسهم ويسهم في تعميق مشاعر الكراهية والانقسامات والبغضاء ويعرقل كل جهود وخطط وبرامج وستراتيجيات الخدمات والنهوض والبناء ’ وبدل تسريع وتائر النهوض و التقدم تتقهقر المجتمعات الى الوراء.
في خضم ذلك يبدو ان امثال هؤلاء السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين , بالاخص في الدول النائمة والجاثمة والمتسولة والمتوسلة التي يطفو بعضها على بحار من الثروات وما يزال فقراؤها يعيشون على الفتات بفعل مثل هذه (الكفاءات) باتوا بحاجة ماسة الى فالانتاين جديد لايهم لونه او شكله او دينه او قوميته او طائفته او لغته او معتقده او انتمائه ,يجتث من اعماقهم كل بذور الاحقاد والانانيات والكراهية والتبعية والفساد والبغضاء وحب التسلط والاستحواذ والغاء الاخرين وتهميش الفرقاء واقصاء الشركاء والنوازع الطائفية والانتقام , ويزرع عوضا عنها ثلاثة عناصر اساسية من ايدلوجية الحب الوجدانية , تلك هي محبة الله , ومحبة شعوبهم , ومحبة اوطانهم , عندها سترحل الكراهية بعيدا وستسود المحبة ويحل السلام وسيختفي الفساد وتستقر وتنهض البلاد وسينعم بالخير والرفاهية والاستقرار والسعادة كل العباد.
الى ذلك وفي الوقت الذي ستتفجر فيه براكين الاشواق في قلوب الاحبة والعشاق , فان ملايين اخرى سترسل اشواقها ولهفتها وتمنياتها للاحبة البعيدين الضائعين بين محطات وموانئ وفواصل هذا الزمن الحزين من المبعدين واللاجئين والمنفيين والنازحين والمهاجرين والمهجرين , محملة بالاهات والنشيج والانين ,وهم يتمتمون بمشاعر الوجع الدفين مع الفنان كاظم الساهر ,مغالبين بقلوب مكابره حرائق الدموع الحائره:
(عيد وحب هاي الليلة الناس معيدين ... لو انت وياي الليلة العيد  بعيدين). 

291
مشاكسة
المــــلك
امـــام القضــــاء
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
هبت رياح وعواصف وأعاصير الديمقراطية لتهز بعنف تضاريس العلاقات الدولية والوطنية والسياسية والأجتماعية , ولم تستثن حتى العلاقات الزوجية الحميمة منها والعادية ’ ولتقيم على انقاض تلك الأنظمة والقوانين والأعراف وحتى العادات والتقاليد البالية ’ هياكل ثورية تتماشى والنهضة الحضارية , فانبثقت أرادة التغيير هنا وهناك , مطيحة بالشتاء الطويل العليل لأنظمة بالية فاسدة ومبشرا بربيع ديمقراطي لأنظمة جديدة واعدة.
  وبعد ان كان الأباء يفرضون خبراتهم وثراء تجاربهم واحترامهم على الابناء ,امسى الأبناء هم الذين يفرضون قلة تجاربهم وجهالتهم وعقوقهم على الأباء , بعد أن فتحوا الأبواب أمام اشكالية القادة الشباب , وبعد ان كان الأزواج اصحاب السطوة والحظوة والكلمة الاغلى والاعلى داخل الاسره , دخلت الزوجات ميدان المنافسة تحت شعار ان الزواج شراكة حرة , وبعد ان كانت الزوجات ضحايا كوارث الطلاق والفراق ,امسى الازواج ضحايا الخلع والقمع والعنف الزوجي ’ بل وذهبت الزوجات الى ابعد من تلك العقوبات وهن يؤسسن جمعيات تحظر منح الرجال حقوقهم الزوجية ان هم اخلوا بالمطالب النسوية , وتبعا لذلك فقد تحولت ميادين الاعتصامات والاحتجاجات والتظاهرات الوطنية من ساحات لارفع  وانبل التقاليد السياسية , الى ميادين للتحرشات الجنسية وللاغتصابات الجماعية , وما حدث ويحدث في ميدان احدى الدول الشقيقة العريقة , من انتهاكات علنية وثقت ونقلت جوانب منها المنظمات الشعبية والاجهزة الاعلامية ما يندى له جبين الأنسانية , وما يضع تلك الانظمة (الربيعية) امام الاتهامات والادانة الفعلية ويحملها كامل المسؤولية بالاخص وانها ما تزال تتمشدق بشعارات الديمقراطية والحريات والحقوق الأنسانية.
الى ذلك وفي الوقت الذي كان فيه اعداد الرؤساء والقادة والمسؤولين الفاسدين في تلك الدول ’ محدودين ومعدودين , فأن اعداد السراق والفاسدين والمرتشين والمتجاوزين على القوانين قد اصبح حتى خارج توقعات المنجمين , ويكفي ان اجهزة الأعلام في الدول الاوربية والمحللين والمراقبين اكدوا في مختلف المناسبات نمو طبقات جديدة من الأثرياء السياسيين والمسؤولين في دول الفقراء والمعدمين ’ وان معظم الفلل والفنادق والعمارات في مختلف العواصم والمدن الأوربية اصبحت من بين املاك اولئك (المناضلين الثوريين) من سياسيين وبرلمانيين ومسؤولين , مما جعل مهنة (النضال والمعارضة ) تدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية كافضل (مهنة عصرية) تدر اكبر الأموال الخيالية , سواء بطرق شرعية ام غير شرعية , ويبقى السؤال الاهم امام البسطاء (الأغبياء) كيف تم تحويل كل تلك الثروات خارج نطاق الانظمة والقوانين والتعليمات؟؟؟
في واقعة حقيقية مازال وسيبقى يحتفظ بها التاريخ  العتيد عن الماضي المتخلف البعيد , ان البنك المركزي العراقي بادر في خمسينات القرن الماضي الى مقاضاة جلالة الملك فيصل الثاني وولي العهد لمخالفتهما تعليماته,
فقد كانت التعليمات (المتخلفة) للبنك المركزي انذاك وفي ظل ذلك الحكم الملكي (الفاسد) قد حددت الحد الاعلى لتحويلات المواطنين من العملة الصعبة عند سفرهم للخارج بما يعادل الــ (750) دينارا فقط ,دون اية استثناءات او زيادات , ولا فرق بين وزير او خفير وبين ملك مشهور او متسول مغمور, لكن جلالة الملك وولي العهد اضطرا لمخالفة تلك التعليمات وبادرا بتحويل ما قيمته الف دينار لكل منهما مما حدا بالبنك المركزي بمقاضاتهما وارسال مندوب الى البلاط الملكي طالبا منهما الحضور او من يمثلهما امام اللجنة القضائية في البنك المذكور لمقاضاتهما بتهمة مخالفة تعليمات التحويل الخارجي , وحضر بالفعل ممثل عنهما واخذ دوره بين بقية المراجعين وامتثل لدفع الغرامة التي فرضت على الملك وولي العهد , بلا وساطات ولا تذمرات ولا اوامر ادارية بمعاقبة محافظ البنك المركزي واقالته واحالته على التقاعد أو للقضاء بذريعة الفساد , او بتهمة التجاوز على الذات الملكية السامية.
قبل سنوات وكنا وقتها نرزح تحت ثقل واحد من اعتى النظم الدكتاتورية نقل لي احد الاصدقاء رحمه الله انه عندما حاول فتح حساب له في احد المصارف لايداع ثمن الدار التي اضطر لبيعها بسبب الحصار ,رفض المسؤول المصرفي المعني انجاز معاملة الايداع الا بعد ان يوضح له رسميا مصدر ذلك المبلغ التافه قياسا للمبالغ الخيالية التي يتعامل بها في هذا الزمن الثوري الديمقراطي اشخاص قد يكون معظمهم مغمورين , وربما دون ان يجرأ أي موظف سؤالهم عن المصادر الحقيقية لتلك الاموال احتراما للخصوصية الشخصية اولا  ,وايمانا بان جميع الاموال الوطنية ذات اصول ومصادر شرعية بالاخص ونحن وفق تقارير منظمة الشفافية العالمية في مقدمة الدول الخالية تماما من جميع الاعمال والجرائم والممارسات الفسادية.
 اما المليارات من العملات الصعبة التي تتدفق من هذه الدول النائمة والساهمة والمتسولة والمتوسلة الى البنوك والمصارف والشركات الاوربية والاقليمية وغالبا ما تهاجرعبر جسور الجوازات الدبلوماسية ’ فانها انما تتم وفقا للقوانين والتعليمات والانظمة الرسمية وخدمة للاهداف والمصالح الستراتيجية الوطنية , فضلا عن ان معظمها تمثل عائدات وارباح (الشركات) النضالية الثورية التي اقامتها في تلك الدول اعرق (الكارتلات السياسية) صاحبة الخبرة والكفاءة والنزاهة الوطنية المتمرسة في ( تصنيع ) وتجارة ارقى الشعارات الثوريه المرحلية منها  والتكتيكية والستراتيجية وفق افضل المواصفات العالمية.
       

   

292
أدب / أوراق عاشـــقة
« في: 23:32 07/02/2013  »
أوراق عاشـــقة
مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
ــــــ 1 ـــــــ
آه منــــــك
وآه عليــك
وألـف ألـف آه مثقلـة بعصــور الحــزن واللوعـــة والشـــوق اليـك ’ أيتــها المـــرأة الحيـــاة ’ يا رائحـــة الفــل والقـــداح والعنبـــر ’ يا ربيعـــا جــاء فـــي غيـــر موعــــده ’ اختصـــر كـــل الفصـــول ’ وحـــط بموكبـــه البهـــي فـــي سويـداء القلــب المثقـــل بالحـــزن والتعــــب والمعانــــاة.
بأيــة لغــة مــن اللوعــة أناجيـــك؟؟؟ وبأيــــة حـــروف مــــن الحنيـــن اصــوغ كلماتــي اليـــك ؟؟؟ وبأي مـــداد مــن اللهفــة ارسـم بركــــان مشاعـــــراشتياقــــي الملتهـــبة لاطلالتـــك المتألقـــــة؟؟؟.
كـــل اللحظـــات مشحونـــة بـك , وكــــل خفقـــات القلـــب تحمـــل ضوعـــك , وكـــل مساحـــات الـــروح تتوهـــج بالــق حضــــورك البهـــي الــــذي أضـــاء ذات يــــوم ظلمـــات أيامـــــي وأضــــاف لعالــــم الحـــزن الـــذي كــــان يصبــــغ بلونـــه كـــل دقائــــق واجـــزاء وتفاصيــــل حياتـــي طعـــــم الامــــل والحيــرة والقلـــق والأرق والانتظـــــار والترقـــــب. 
ـــــــ 2 ــــــ
أنـا والحـــزن
توأمـــــان ...
هــو افتـــرش قلبـــي منـــذ الازل , وأنــا رضيـــت باقامتـــــه الدائمــة التــي احالـــت اعمـــاق القلـــب والـــروح الــى عالــم مــن الاحــزان المتشابكـــة المتداخلـــة المتمازجـــة , عالــــم لا يعـــرش فيــــه الا الحـــزن ولا تنبثـــق فيــه الا براعــــم الحــزن , ولا تحــط علــى اغصانــه الا عصافيـــر الحــزن , ولا تغـــرد فـــي صباحاتــــه الا البلابـــل الحزينـــه ولا تتناســـل فيـــــه الا الاحــــزان.
فيــا لهـــذا الحــزن التــــوأم الــذي ان افتقدتـــه لحظــة اتلمســه لصــق قلبــي , يسافـــر الــى أعمــــاق خلايـــا الــــروح ليمــــد جــذوره اليهــا وليغلفهــــا بافرازاتــــه الوجدانيــــه, وانـا المستسلـــم لـــقدري الحـــزين , انشــــر اشرعتــــي فـــي بـــحار الاحـــزان واتوجـــه بمركبــي المتعــــب الحزيـــن الــذي انهكـــه الابحـــار الطويـــل المضنـــي والعواصـــف والاعاصيــــر نحـــو المجهــــول لمـــدن الاحـــزان ولا القـــي بمرساتـــي الا فــــي جـــزر الاحـــزان.
حتــى اصطبغـــت أيامـــي و احلامــي بلــــون الحــــزن (اللذيـــذ)  وتغمسـت ابجديـــة لغتـــي بمـــداد الحــزن المرهـــف وتلونــت كــل نبضـــات القلـــب وارتعاشـــة الـــروح وفواصـــل الزمــــن بالحـــزن الشفيــــف , حتــى تصـــورت من شـــدة ما ادمنـــت مذاقــــه , ان لحظــــة واحــــدة مـــن الحـــزن لهـــي اروع واحلــــى وامتـــع مـــن كـــل سكــــر العالـــم وافـــراحه وملذاتــه وبهجتــه ومسراتـــه.
وهكـــذا جعلنــا الزمــن الحزيـــن,
انا والحـــزن توأميـــن متمازجين. 
ـــــــــ 3 ــــــــ
مـاذا فعــلت
أيتهـــا المـــرأة الحيـــاة ؟
لتوقفـي دوران الكــون , ولتغيـــري خارطـــة الزمـــن ؟ وهويـــة الاشيـــاء والفصـــول ؟
أي سحـــر , وايـــة قــــوة , واي تأثيـــر لديـــك , لتوقفــي شــلال الحــزن المتفجـــر منـــذ الأزل فـــي اعماقـــي, يـوم اقبلــت , حاملـــة نبـض الربيــع وبهجتــه وأغانيــه وسحـــره وشـدو بلابلــه وخريــر مياهـــه وطلــع ازهـــاره , وانــت تقتحميــن بموكــب الحــب والفـــرح والتفـــاؤل والامـــل أسـوار عالمــي الحزيـــن ؟؟؟
يومهـــا احسست ان الافــــلاك توقفـــت عــن  الــدوران وأن الكــون غيــر مساره وان الكواكــب ارسلـــت اكثـــرها تألقـــا لـــي وأن فرشــاة الحـــزن سقطـــت مــن يــد الزمــن وان الحيــاة فتحــت كـــل نوافـــذها امـــام موكــب الربيــع الـــذي كــان ينبثـــق ويهـــل مــع كـــل خطـــوة مــن خطـــوك وانـــت تقبليـــن نحـــوي.
فيــا للهفتــي , وانــت تطرقيــن ابــواب القلــب الشقـــي.
يا لقلقــي وحيرتــي وخطــوك يقطــع مساحــة الــروح ببهجتــه
ويا لذهولــي وانحبــاـس انفاســي وانامــلك تغـــرس برعــم الامــل فــي صحــراء حزنــي وضياعــي وحرمانــي .
لحظتهـــا احسست بأننــي أخـــوض غمــار معركــة ضاريـــة بيــن الحــزن والفــرح , واننــي الحائــر الضائــع القلــق المتوجــع والمــوزع بيــن حــزن يستوطننــي وبيــن فــرح يشدنــي الــى المجهـــول , لكنــه مجهــول بكــل المقاييس والمعانــي والتوصيفــات والمسميات لذيــذ لذيــذ لذيــذ مــا دام بعيـــدا عـــن الأحـــزان.
كيـف لا , ووجهــك البهــي زورقــي وبسمتك الشفافــة مثـــل الصباحــات المبللـــة بالنــدى البــكر شراعــي وعينــاك العميقتيـن بحــري وامواجــي وافقــي البعيــد البعيــد البعيـــد؟؟؟
فيــا لحيرتــي انــــذاك
ويا لقلقـــي وتوجسي
واطلالتــك المتوهجــة بالمجهـــول تضعنــي فــي ساحــة حــرب ملتهبــة بيــن جبهتيــن ’هـــل استكيـــن لحزنــي الازلــي الــــذي اصبــح تـــوأم روحــي واواصــل التعايـــش مـــع مرارتــه التــي ادمنتهــا حتــى اصبحــت جــزءا مــن كيانــي ؟ ام أنسلـــخ عـــن توأمــي وأتحـــرر مـــن سطوتـــه واقفــز بسرعـــة الــى بحـــر عينيــك وانشــر اشرعتــي لأبحـــر نحــو المجهــــول ؟
وهـــل ... وهـــل ... وهـــل ؟؟؟
يا لحيرتــــي
يا لقلقــــــي
يا للوعتـــي
يا لتوجسي
يا للهفتــي 
ـــــــــ 4 ــــــــ
أيتهـــــا المـــرأة الحلـــــم :
أيتهـــا المـــــــرأة الحيــاة :
يوم وقفت على ناصية القلب ,
كانت اطلالتك ومضة , مسحت احزان العالم وأغرقت زوايا الروح المعتمة بالضياء ’ كانت لحظة اختزلت عصورا من اللهفة واختزنت تأريخا من الشوق المشحون بالترقب الممض, لحظة انبثق فيها حبك مثل عصفور منهك قادم من عمق الزمن مبلل بالعطر والمطر حط على نافذة القلب , نقر عليها بلهفة واصرار , لم يتريث ولم يستكين ولم ينتظر ان افتح له بوابة عالمي الحزين ,كسر زجاج النافذة ودخل , رمى زهرة وخرج , واذا بعالم من البهجة يفترش مساحة القلب المعذب , واذا بالف الف ربيع يورق ’ واذا بالف شمس تشرق واذا بملايين الفراشات تتطاير واذا بالاف البلابل تشدو بأحلى الالحان , وكأن كرنفالا سحريا قادما من خارج الزمن حط بموكبه البهي وسط عالم حزين ليحوله بومضة الى عالم يشتعل حبا وبهجة وتفاؤلا ’ والى فضاء مفتوح على كل الاماني الجميلة والاحلام السعيدة.
لحظتها استفاقت فجأة كل المشاعر والاحاسيس التي كانت تغط في سباتها العميق منذ عصور لتتحول الى عاصفة من الشوق , بل الى اعصار من اللهفة حطم في طريقه كل الحواجز والقيود وحطم كل الجدران والسدود ليشدني اليك عبر عاصفة من المشاعر العنيفة تجاوزت كل الافاق والحدود.
استفاق الانسان المعذب في داخلي ثائرا على احزانه محطما قيود يأسه واستسلامه واغلال ضياعه ولامبالاته منطلقا الى الحرية حيث طيفك يناديه وعيناك تحتظنه وتناجيه , وخفق قلبك يضمه بحنو الامهات , وابتسامتك تعده باروع واحلى والذ الامنيات .
استفاق على يديك الانسان الانسان صارخا بوجه الزمان بفرح وعنفوان  ومشاعرك تلوح له وتعده بعالم من الشوق واللهفة والاحتراق والحنان :
 وداعا للاحزان ...
وداعا للاحزان ...
فهل سيستطيع حقا التحرر من قيود الانكسارات والضياع والاحزان؟ وهل سينصفه الزمان؟ وهل أن له أن يرمي مرساته اخيرا في مرفأ الامان؟؟
 
         


     

293
مشاكسة
فنطازيــــا
الأجـــازات الأجباريـــة
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

 تكائرت وتداخلت وتناسلت واتسعت وتشعبت وتنوعت مختلف الاجازات التي بامكان المواطنين الحصول عليها لتنظيم عملية تسيير احتياجاتهم الأساسية , بالاخص في الدول النائمة والساهمة والمتسولة والمتوسلة , التي ضمنت (حـق) المواطن دستوريا في الحصول على تلك الاجازات بطريقتين حضاريتين.     
اما بمنتهى اليسر والسهولة وبسرعة الضوء والصوت معا ’ كما يحدث عندما يتم منح من يشاء من المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء والمتنفذين وعوائلهم في تلك الدول اجازات البناء والاستيراد والتصدير وتاسيس المعامل والشركات والمستشفيات الخاصة والتحويلات الخارجية وسواها بعيدا عن الروتين وتعقيداته, وهم غالبا ما يكونون جالسين وراء مكاتبهم   , او من خلال مفردات منظومة الرشا والمحسوبية والمنسوبية والتزوير والهدايا والحصص والنسب والمغانم وبقية قنوات ألية ما بات يعرف بهذه الدول بنظرية (الشفافية الفسادية في انجاز المعاملات الرسمية), كما يفعل معظم المواطنين فيها (اختيارا وليس اضطرارا) ايمانا منهم بالديمقراطية والنزاهة والعدالة الاجتماعية ,وما زلت اتذكر باعتزاز باننا عندما كنا نسافر لاحدى الدول الشقيقة كنا نضطر لوضع مبالغ نقدية داخل جوازات سفرنا في نقطة التفتيش الحدودية ونحن نسلمها للمسؤول المعني في تلك الدولة(كهدية) لقاء تاشيرة الجوازات  .
اما المواطنين المتخلفين الذين لا يؤمنون بهذه الاساليب   الحضارية او الذين لا يمتلكون قيمة تسديد فواتير الرسوم الرمزية لألية (الشفافية الفسادية تلك) فعليهم الانتظار حتى  تصلهم اجازاتهم المطلوبة ,على ظهر سلحفاة عجوزعرجاء ربما تكون مصابة بالشلل الرعاشي والايدز والزهايمر وفقدان الذاكرة وعمى الالوان وقد تضل طريقها ولا تصل ابدا فيضيع الخيط والعصفور.
  فمن اجازات البناء والهدم وقيادة المركبات وافتتاح المحلات والمعامل والشركات والتصدير والاستيراد ’ مرورا باجازات الزواج والحمل والولادة والامومة , وانتهاء بالاجازات المرضية والاعتيادية والاجازات الدراسية وسواها يتشكل الهيكل الاساسي للاجازات التقليدية المتعارف عليه في معظم الدول , حيث لم تكن هنالك خلال الزمن المنصرم اية صيغة للاجازات الاجبارية , بل ان الموظف المتهم بالرشا او بالفساد او بالسرقة او بالتجاوز على المراجع الادارية او اية تهمة وظيفية اخرى ’ كان يتعرض للايقاف عن العمل لحين حسم موقفه من قبل اللجان التحقيقية المختصة , فاما البراءة والعودة للعمل مرفوع الرأس , او الادانة والتعرض للعقوبات ومهانة الاحساس.
اما في زمننا الديمقراطي فقد اضيفت الى جدول الاجازات التقليدية اجازات اخرى لعل في مقدمتها  الاجازة (الاجبارية) التي تم منحها لوزراء احدى الكتل السياسية بطريقة رأها البعض غير قانونية بينما رأها اخرون دستورية شفافة استلزمتها المصلحة العامة , وبذلك فقد اثارت ردود افعال متباينة بين مؤيد ومعارض ولكل تفسيراته وتبريراته وتحليلاته ,ولعل في مقدمة ذلك خشية اخرين من ان يفجر هذا (الابتكار الجديد) , مطالبة الرأي العام بتحويله الى قانون دولي ملزم يصدر عن المنظمة الاممية ويتم تعميمه على جميع الدول ليشمل مختلف مناحي الحياة.
وفي ضوء مثل هذا القانون الدولي فيما لو استحدث واصبح نافذا ربما سيكون بامكان الفاسدين في جميع الدول المطالبة بمنح اجازات اجبارية للجان الرقابة والنزاهة والتفتيش والتدقيق ليواصلوا فسادهم بامان ’وسيكون بامكان رؤساء بعض مدراء الشركات العائدة لمسؤولين متنفذين المطالبة بمنح اجهزة الكمارك وفرق التقييس والرقابة والسيطرة النوعية اجازات اجبارية ليتمكنوا من اغراق البلاد بالبضائع الفاسدة , وسيكون بامكان بعض الازواج  منح زرجاتهم اجازات  اجبارية لمدة شهر مثلا وارسالهن الى دور اسرهن لتخلو لهم الاجواء مع صديقاتهم   او حبيباتهم او عشيقاتهم , وبالمقابل ربما ستطالب بعض النسوة منحهن حق فرض الاجازات الزوجية الاجبارية على ازواجهن والامتناع ولاتفه الاسباب عن منحهم حقوقهم الزوجية طوال فترة الاجازة الاجبارية, وسيطالب المحررون في بعض الصحف والمجلات بمنح رؤساء ومدراء وسكرتيري التحرير اجازات اجبارية للتمتع بحرية نشر مقالاتهم كما هي بدون حذف او تحوير   , رغم ما قد يثيره بعضها من ردود افعال عنيفة , ولنا ان نتخيل طبيعة وشكل ولون وطعم العلاقات الزوجية والعائلية وحتى الاجتماعية في حال سريان قوانين الاجازات الاجبارية ومدى الفوضى التي ستعصف بالمجتمع.
الى ذلك فان سريان مفعول ظاهرة الاجازة الاجبارية على عدد من الوزراء , قد يمنح البرلمانات صلاحية منح الحكومات اجازات اجبارية محددة او مفتوحة ’ وربما يدفع ذلك ايضا الشعوب   الى استخدام حقوقهم الدستورية بمنح البرلمانات اجازات اجبارية مفتوحة مما سيشرع الابواب امام اسوأ الاحتمالات واخطرها ويضع البلدان المعنية في مهب الريح.
الى ذلك وفي خضم الاحداث الدراماتيكية المتأزمة التي تشهدها البلاد من خلال التظاهرات الصاخبة المطالبة بالاصلاحات وما رافق بعضها من عملية اطلاق الرصاص على المتظاهرين مما ادى لاستشهاد واصابة العشرات ’ يبرز تساؤل مشروع :من الذي منح القوات الامنية (الاجـــازة) بفتح النار على المتظاهرين العزل؟؟؟
وان كان البعض قد استبق التحقيقات وادعى بان الحكومة هي التي فعلت ذلك , وأنا استبعد ان تكون الحكومة قد فعلته لانها تمتلك بالتاكيد من الحكمة والوعي والتعقل ما يجعلها تترفع عن ذلك لانها خلاف ذلك تكون قد حشرت نفسها في زاوية ضيقة   ,اما ان كانت تلك القوات او فرد منها  قد  اجتهد ومنح نفسه  (اجــــازة) اطلاق النار,فانه  بذلك يجسد ظاهرة خطيرة بعدم الالتزام وبعدم الانضباط وبعدم الطاعة وباللامبالاة ’ ومثلما اطلق  الرصاص على المتظاهرين اليوم فانه  في الغد سوف لن يتورع عن منح نفسه ايضا (اجــــازة) باطلاق الرصاص على الحكومة ذاتها , مما يستلزم تحقيقا دقيقا واجراءات حاسمة تصون حرمة الدماء الوطنية , فاية قطرة دم تراق من الجانبين تمثل خسارة وطنية’ وفي جميع الاحوال يجب ان تصمت لغة العنف وتنهار وان تتقدم لغة الحوار.
       

294
مشاكسة
نريــــده
زواجـــا  كاثوليكـــيا
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تثير براكين التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات المتفجرة هنا وهناك والتي امست صيفا ملتهبا تجاوزت حرارته درجة الغليان على الرغم من تسميته بالربيع العربي الكثير من التساؤلات والاستفسارات وردود الافعال والتوقعات والتحليلات حول الاسباب الحقيقية والكوامن الاساسية والافرازات المحركة لهذه البراكين التي فرضت نفسها بقوة ونجحت في احداث الكثير من التغييرات في تضاريس الخارطة السياسية في المنطقة وما يزال في جعبتها الكثير والمثير والخطير.
ولعل في مقدمة الاسباب الرئيسية التي استطاعت الامساك بقوة ببراكين المشاعر الجماهيرية الخاملة والنائمة والساهمة ونزع مسمار الامان عنها ودفعها لاحداث هذه الانفجارات العنيفة التي عصفت بالانظمة هنا وهناك واسقطت كراسي واطاحت بقادة وزعماء وغيرت اسس وقواعد اللعبة السياسية ’ نزوع معظم القادة والمسؤولين والبرلمانيين والسياسيين هنا وهناك الى الانحياز لما يشبه عقود الزواج المؤقتة , بين ستراتيجياتهم وقيمهم ومبادءهم ووعودهم وعهودهم وشعاراتهم الثورية المعلنة خلال الانتخابات الديمقراطية والرجعية على حد سواء , وبين افعالهم وممارساتهم واساليبهم ومناهجهم , في وقت تحتم فيه عليهم كل القيم الوطنية والمبادئ الثورية والمصالح الجماهيرية ان يكون ذلك الزواج بين الشعارات والتطبيق أشبه بزواج  كاثوليكي ابدي لا تنفصم عراه يلزم المسؤولين بتنفيذ شعاراتهم ووعودهم وبرامجهم تجاه شعوبهم ما داموا في ميدان المسؤولية ويمنعهم من التملص من مسؤولية تنفيذ تلك الشعارات الوردية الثورية الفضائية الطموحة التي غالبا ما يوهمون شعوبهم بها ثم يتحينون الفرصة المناسبة بعد تبوأهم المواقع التي سعوا اليها لرمي يمين الطلاق عليها.
فالزواج الكاثوليكي وفق الشريعة المسيحية يعتبر واحدا من اصعب عقود الزواج وربما يعتبره البعض اقساها نظرا لكونه زواجا ابديا لا انفصام فيه مدى الحياة الا بوفاة احد الطرفين اوفي حالات نادرة بطريقة معقدة ووفق اشتراطات محدودة ربما تقف الخيانة الزوجية في مقدمتها مما يؤدي الى الحكم الكنسي بالتفريق غالبا كونه يقوم وفق الفلسفة المسيحية على قاعدة ان (ما يجمعه الله لا يفرقه انسان).
في خضم ذلك فان من يعايش ويواكب ويتلمس حجم الشعارات الثورية والوعود الخرافية والبيانات البلاغية خلال الحملات الانتخابية (الديمقراطية) التي يلعب خلالها المال السياسي والهدايا والهبات والرشا والدعم الخارجي والتلويح بالمناصب والوظائف وحملات توزيع البطانيات وكارتات الموبايلات والمسدسات والمواد الغذائية الدور البارز في تعميق ديمقراطيتها ونزاهتها وحرية الاختيار فيها , لابد ان يتوقع بان منظومة الشعارات تلك ومجموعة الوعود تلك لو نفذت فانها بالتاكيد سوف تغير وجه العالم كله وتضاريسه وعلاقاته ومستوياته الاجتماعية ولن تقتصر تأثيراتها الثورية على شعب واحد وحسب او على دولة  واحدة بعينها.
فمن شعارات كفالة وحماية الحريات العامة والشخصية واحترام مبادئ حقوق الانسان والقضاء على الفقر والبطالة والفساد والتسول والجريمة المنظمة مرورا ببناء القاعدة الاقتصادية وشبكة الخدمات وتعزيز سيادة القانون والعدالة في تبوأ المناصب والدرجات الوظيفية وتعزيز منظومة الحماية والرعاية الاجتماعية ورعاية اليتامى والارامل وذوي الاحتياجات الخاصة وصيانة حرية الرأي والتعبير والبناء والتعمير وتوفير السكن والارتقاء بالصحة والتعليم وانتهاء بالتوزيع العادل للثروات والتبادل السلمي للسلطة واحترام حقوق كافة المكونات الاجتماعية وسواها من الوعود والعهود والشعارات والبيانات تتشكل في مخيلة البسطاء والسذج والمساكين صور مبهرة مؤثرة للواقع الخيالي الخرافي الذي ينتظرهم على ايدي فرسان الشعارات وصناديد حملات الانتخابات,لكن ما ان يفوز اولئك الفرسان بالمواقع والمناصب الحيوية حتى تظهر النوايا والاهداف والمعادلات الحقيقية وهم يتبرأون من شعاراتهم ويرمون بيمين الطلاق على خطاباتهم ليكتشف الخائبون المخدوعون الساذجون ان زواج اولئك المسؤولين من شعاراتهم كان زواجا مؤقتا اشبه بزواج المتعة وسرعان ما نفضوه بعد ان قضوا حاجاتهم ووصلوا الى غاياتهم.
وعلى ارض الواقع وفي ظل تلك الستراتيجيات الثورية الديمقراطية الاشتراكية التقدمية , فان المسؤولين يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا , واعداد السياسيين الذين ينضمون لقوائم نوادي اصحاب المليارات تتسع وبنفس الوقت تتسع اكثر اعداد المعدمين الذين يسقطون يوميا تحت مستوى خط الفقر’ وبينما يضطر ابناء الفقراء لترك الدراسة لاعانة اسرهم فان ابناء المسؤولين يتنقلون في ارفع واغلى المدارس الاهلية وفي احدث السيارات الفارهة والحمايات الخاصة, اما الحريات العامة والشخصية ومبادئ حقوق الانسان والامن والاستقرار والسكن والخدمات والتبادل السلمي للسلطة والقضاء على البطالة والرعاية الاجتماعية والصحية ورعاية اليتامى والارامل والمشردين وذوي الاحتياجات الخاصة والتوزيع العادل للثروات فانها تمسي احدث نكات المسؤولين والحكومات وأبرز نوادر السياسيين والبرلمانات , ولو ان لجان وهيئات وتشكيلات النزاهة في هذه الدولة او تلك احصت بدقة ما كان يمتلكه هؤلاء قبل تسنمهم لمسؤولياتهم وقارنت بين ما يمتلكونه الان ربما لاكتشفت فضائح قد تطيح روائحها النتنة العفنة بجميع سكان كوكبنا.
   عليه ومن اجل الزام جميع السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين بوعودهم وعهودهم وخطاباتهم وخططهم وبياناتهم وشعاراتهم فأننا نطالبهم ان تكون علاقاتهم بتلك الوعود والشعارات اشبه بعقد الزواج الكاثوليكي الذي لا انفصام فيه مما يلزمهم بتنفيذ كل تلك الشعارات الثورية والوعود الوردية والعهود النضالية وبما يجتث الفساد والفاسدين والانتهازيين والوصوليين ويضع المسؤولية بين ايدي المسؤولين النزهاء المخلصين , عندها ستطمئن نفوس الفقراء والمعدمين وتهدأ البراكين.
لكن المفارقة لو ان بعض المسؤولين الانتهازيين في هذه الدولة او تلك ممن رضخوا لعقود الزواج الكاثوليكية بينهم وبين شعاراتهم الثورية تقدموا حال تسنمهم المسؤولية بطلب فسخ تلك العقود بذريعة الخيانة الزوجية , وربما بذريعة صيانة المصالح الوطنية , عندها سينطبق على شعوبهم المثل العراقي الشهير (تريد ارنب , اخذ ارنب .. تريد غزال , اخذ ارنب)       

295
مشاكسة
المعارضــة العاريـــــة

مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com
على الرغم من ردود الافعال المختلفة التي اثارتها ناشطة عربية ثورية أبية في التعبير بطريقة حضارية فريدة جديدة مجيدة عن احتجاجها ضد مسودة الدستور الجديد لبلادها باقدامها على خلع ملابسها كاملة والتظاهر عارية تماما امام سفارة بلادها في السويد بمنتهى العزيمة والاصرار والتحدي والروح الرياضية العالية الوثابة الزاخرة باروع المشاعر (الوطنيــة) في معركة النضال والتحدي وهي تقدم على واحدة من اروع واخطر واسمى وابلغ وافدح (التضحيات) الجسام عبر التاريخ القديم والحديث عبر تضحيتها بعرض جسدها بتضاريسه المختلفة عاريا امام انظار الملايين ومنحهم فرصة التمتع  بتلك المشاهد الثورية  المجانية الراقية بعيدا عن الاسفاف والاثارة الرخيصة, دفاعا عن القضية العادلة لشعبها ووطنها, الا ان تلك التضحية الحضارية الانسانية الوطنية الثورية التقدمية اثارت الكثير من التوجسات والقلق والمخاوف الحقيقية , بل الذعر والهلع بالاخص في الدول المتخلفة التي لم تعتد بعد على مثل هذه الاساليب (الحضارية الانسانية المرهفة الشفافة) في التعبير عن المواقف النضالية المبدئية وعن وجهات النظر والاراء الشخصية الحرة التي كفلتها منظومة القوانين  والمواثيق والوثائق الدولية وفي مقدمتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي امسى في ظل هذه المبادرة التاريخية لابد من تعديله واضافة بند جديد الى مجموعة بنوده  الخاصة بحرية التعبير ينص على حرية التعري في الشوارع والدوائر والمؤسسات والوزارات ووسائط النقل والاماكن العامة للتعبير عن الاحتجاجات والاراء والمواقف ووجهات النظر بمنتهى الحرية والديمقراطية والشفافية (وهل هنالك شفافية ابلغ واوضح من وقوف الانسان عاريا بمرتفعاته ومنخفضاته وارتجاجات كنوزه امام الاخرين)  , والتأكيد على الزامية ان تكفل الدول والحكومات هذه الحرية الشخصية التي تمثل احدث الحقوق المضافة للاعلان العالمي لحقوق الانسان.
ان توجس وخوف وذعر ورعب الدول والشعوب والاحزاب والحكومات والقوى السياسية في الدول (المتخلفة) من هذه المبادرة (الحضارية) ينطلق من خشية تعميمها لتصبح ممارسة عامة في كل الاحتجاجات السياسية والوظيفية والبرلمانية والمدرسية والاسرية والاجتماعية, ولنا ان نتصور مسلسلات الفضائح التي ستتكفل الفضائيات العربية بالاخص تلك الملتزمة      بميثاق (الشرف الاعلامي ) بنقلها على مدار الساعة عن الاحتجاجات الجماهيرية العارية ضد الحكومات وعن الاحتجاجات البرلمانية العارية ضد الكتل الاخرى وعن الاحتجاجات الطلابية العارية ضد الاسئلة الامتحانية الصعبة في المدارس والمعاهد والجامعات , وعن الاحتجاجات النسائية العارية ضد الازواج الذين يرفضون منح زوجاتهم حقوق اجراء عمليات التجميل والشد والنفخ والتصغير والتكبير, عندها سيكون العري في مجتمعاتنا هو القاعدة ’ والاحتشام في الملبس هو الاستثناء , وسوف تعلن معظم معامل وشركات الاقمشة والخياطة ودور الازياء , ونوادي العراة افلاسها وسيضطر الازواج المحافظون الى الاستجابة لكل طلبات زوجاتهم وطاعتهن طاعة عمياء خشية لجوئهن الى الاعتراض والاحتجاج عبر هذا الاسلوب الثوري التقدمي الحضاري الفريد العتيد وسنعيش في مجتمعات احتجاجية عارية بين فضائح لا تعد ولا تحصى ولا تخطر ببال وسوف تعم الفوضى وتضيع الانساب ويختلط الحابل بالنابل وربما سيجهل معظم الاطفال في العالم اباءهم الحقيقيين.
رغم كل هذه التوقعات الكارثية السوداوية لحرية التعبير باسوب التعري (الحضاري) بيد أن هنالك جانب ايجابي كبير بامكانه ان يحدث ثورة حقيقية في البنية الاجتماعية فيما لو تبنته المنظمة الدولية وكفلته القوانين والانظمة الوطنية , وامسى تقليدا ملزما لكل الدول والحكومات والانظمة في العالم اجمع ’ ويقوم هذا الجانب ببساطة على اصدار قانون دولي بلا اية استثناءات ينص على فرض عقوبة التعري الاجباري على كل القادة والرؤساء والزعماء ورؤساء الحكومات ورؤساء البرلمانات والوزراء والبرلمانيين ورؤساء الاحزاب والسياسيين والسفراء وكل المسؤولين والموظفين الذين يمارسون الكذب والدجل والخداع والفساد على شعوبهم والذين يتملصون من وعودهم وشعاراتهم واتفاقاتهم والذين يسرقون المال العام ويفشلون في النهوض بواجباتهم والذين يخفقون في تنفيذ خطط وزاراتهم ومؤسساتهم والذين ينفذون اجندات اجنبية ضد بلدانهم والذين يقايضون مصالح شعوبهم بالاموال والمصالح الخارجية والذين يوظفون المواقع الرسمية لمصالحهم الذاتية والعائلية والذين يوظفون الاموال العامة لشراء الذمم والاصوات في الانتخابات البرلمانية والذين يحولون الجيوش والقوى الامنية لادوات لامزجتهم الشخصية ولحمايتهم الذاتية .
بيد أن هذه الفضائح (القانونية) ستكون اشد سعة وعمقا ووقعا في مراكز الشرطة وفي مراكز الاحتجاز والتوقيف وفي السجون والمعتقلات حيث ستقف الشعوب والرأي العام على فضاعات الاعتقالات العشوائية والانتهاكات (الرومانسية) واعمال التعذيب(الشفافة) في معظم هذه الدول النائمة والتي تراعى فيها دائما ارقى الاساليب الحضارية المرهفة في تطبيق  مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان , بدءا من الاغتصابات وانتهاك الكرامات والكي باعقاب السكائر في المناطق الحساسة وغير الحساسة وقلع الاظافر والاسنان وتحطيم العظام والمعنويات على ايدي خبراء متمرسين بمبادئ واسس قوانين التعذيب الدولية , عندها ربما سيمسي اعداد العراة في هذه الدول ضعف اعداد المحتفظين بملابسهم , وسوف تختفي كل او معظم هذه الخروقات والانتهاكات وجرائم وممارسات الفساد .
 لكن المشكلة الحقيقية تكمن في المعضلة الديمقراطية البرلمانية ذاتها التي تمنح  للاغلبية السياسية والبرلمانية في معظم الدول حقوق تشكيل الحكومات , عندها سيتمكن العراة الفاسدون من اعادة تشكيل حكومات (نموذجية) على مقاساتهم ووفق مصالحهم واشتراطاتهم وايدلوجيات اجنداتهم , (وكأنــك يا ابـــو زيــــد ما غزيــــت) و (تيتـــي تيتـــي مثلمـــا رحتـــي جيتـــي).       

 

296
مشاكسة
رفاهيـــة
بـــلا حـــــــدود
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
عجبت واندهشت واستغربت من هذه التظاهرات الصاخبة التي تعم معظم المحافظات مطالبة بالخدمات والاصلاحات و مهددة في الوقت نفسه بالاطاحة بحكومة الشراكة الوطنية والمكاسب والانجازات التي وفرت لكل العراقيين ارفع مستويات العيش الرغيد والواقع السعيد وانواع الخدمات الخيالية ومختلف الضمانات المادية والمعنوية والرفاهية الاقتصادية التي لا تحلم بعشرها ربما ارقى الشعوب الاوربية.
فقد انتشلني احد السادة اعضاء البرلمان من غفوتي وكبوتي ومن جهلي وجهالتي ومن تواضع معلوماتي وثقافتي ومن عدم مواكبتي للتطورات الرائعة في وطني ودولتي خلال مؤتمر صحفي وعبرنسخة من وثائق اكد بانها حقيقية صادرة من جهة رسمية ولا علاقة لها بوثائق ومستندات وشهادات سوق مريدي التزويرية ’ ضمت ارقاما فلكية لم تعتد عليها بعد ذاكرتنا المتخلفة الرجعية حول الرواتب (المتواضعـــــة) لبعض الدرجات الوظيفية التي ربما توضح للرأي العام جزءا متواضعا من حجم الانجازات والخدمات والمستويات الاجتماعية الراقية لحياتنا اليومية التي حققتها البرامج والخطط والستراتيجيات الحكومية لكل القطاعات الشعبية مما يؤهلنا لاقتحام موسوعة غينيس للارقام القياسية.
فقد اشار السيد عضو البرلمان من بين جملة ما اشار اليه مؤكدا ان هذه الارقام الرسمية هي ضمن موازنة العام الحالي عام 2013 المالية السنوية , بان عدد موظفي احدى اللجان التابعة لمكتب مسؤول رفيع هو (130) موظفا , يتاقضون رواتب متواضعة جدا ولا تخطر حتى على بال الفقراء والتعساء والمحرومين والمنكوبين والمتسولين والجائعين ’ وربما يترفع حتى العاطلون عن العمل وباعة النفط وعتالو الشورجة والباعة المتجولون من التعيين فيها نظرا لتواضع رواتبها ومخصصاتها , حيث بلغت تخصيصاتها السنوية وفق وثائق عضو البرلمان المعني وتأكيداته فقط (193,19,000,000) وبلغة الكلمات , اذ ربما يسقط منها صفر مشاكس او يقفز اليها صفر اخر معاكس ’ فان مجموع هذه المخصصات السنوية هي فقط (مائة وثلاثة وتسعون مليارا ومائة وتسعة واربعون مليون دينار).
أي ان مجموع الرواتب السنوية لكل موظف متفان فيها ان قسمنا هذه التخصيصات عليهم بالتساوي سيكون                          (  1,485,761,538 ) دينارا , وبلغة الكلمات فان كل موظف فيها سيتقاضى سنويا مليارا واربعمائة وخمسة وثمانين مليونا وسبعمائة وواحدا وستين الفا وخمسمائة وثمانية وثلاثين دينارا , ان كانت هذه المخصصات هي للرواتب فقط وليست لاجهزة ومستلزمات اخرى , وفي ضوء ذلك فان الراتب الشهري او التخصيصات الشهرية لكل موظف ستكون (123,813,461 ) مائة وثلاثة وعشرين مليونا وثمانمائة وثلاثة عشر الفا واربعمائة وواحد وستين دينارا , ووفقا لذلك فان الاجر اليومي لكل موظف سيكون (4,127,115) اربعة ملايين ومائة وسبعة وعشرين الفا ومائة وخمسة عشر دينارا , أي ما يزيد عن مجموع الرواتب التقاعدية الشهرية لثمانية متقاعدين يتقاضى كل منهم ربع مليون دينار شهريا , وتبعا لذلك فان اجرة ساعة العمل الواحدة ستكون ( 687,852 ) ستمائة وسبعة وثمانين الفا وثمانمائة واثنين وخمسين دينارا , واجرة عمل الدقيقة الواحدة ستكون(11,464) احد عشر الفا واربعمائة واربعة وستين دينارا فقط , أي ان كل موظف من هؤلاء الموظفين التعساء الفقراء المغضوب عليهم عندما يدخن سيكارة واحدة يوميا اثناء العمل الخطير المثير الكبير الذي يمارسه وخلال خمسة دقائق فقط فانه سيكلف خزينة الدولة عن تدخين السيكارة الواحدة (57,320) سبعة وخمسين الفا وثلاثمائة وعشرين دينارا لهدره خمس دقائق دون عمل او انتاج فعلي , فما بالكم لو ان نصف الموظفين قام كل منهم بتدخين عشر سكائر يوميا خلال العمل؟ عندها سيهدرون من خزينة الدولة (37,258,000) سبعة وثلاثين مليونا ومائتين وثمانية وخمسين الف دينار يوميا  , اذا افترضنا دقة هذه الارقام واوجه صرفها.
ويبدو ان الجهات المعنية وتجسيدا للعدالة والحق والمساواة ومبدا تكافؤ الفرص المثبتة في الدستور قد قامت بالاعلان عن هذه الدرجات الوظيفية في مختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى المواقع الالكترونية كما اصدرت ملصقات جدارية وقامت بارسال مسجات على الهواتف المحمولة لجميع العراقيين تحث من تتوفر فيه شروط التعيين المطلوبة التقدم لاشغال هذه الوظائف ورغم مرور المدة القانونية لقبول طلبات التعيين الا ان أي  خريج من خريجي  الجامعات والمعاهد من العاطلين والذين يعملون سواقا لسيارات الاجرة او باعة ارصفة او عتالين او باعة متجولين لم يتقدم لاشغال هذه الدرجات الوظيفية نظرا لثقل عملها الشاق ولتواضع رواتبها ومخصصاتها
مما اضطر ربما الجهات المعنية التماس السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين لتعيين اقاربهم او اصدقائهم بدل اللجوء للاستعانة بالايدي العاملة الاجنبية لاشغال هذه الوظائف التقليدية وبذلك انقذت البلاد والعباد من كارثة الفراغ الوظيفي في هذه اللجنة الحيوية التي ربما لن تنهي عملها بعد مليون عام .
  ان الكثير من رؤساء الدول و الحكومات لو سمعوا بمثل هذه الامتيازات والمخصصات لاستقالوا من مناصبهم وقدموا طلبات رسمية للتعيين بهذه الدرجات الوظيفية ’ كما ان لدى الجهات الحكومية فرصة تاريخية لفض جميع الاعتصامات والتظاهرات والاحتجاجات سلميا لو بادرت بتوحيد جميع رواتب الموظفين ومساواتها برواتب اعضاء هذه اللجنة عملا بالمساواة التي نص عليها الدستور , وبذلك تتحقق الرفاهية الاجتماعية وفق اعلى مراتبها الميدانية. 
 

297
صبــــاح
الفــــل والعنبـــــر
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 
بكلمــات
متــرددة خجلــى
همست
مرتبكــة جذلــى :
صبــاح الفـــــل
والياســمين
والعنبــــــــر
صبــــاح الــورد
والسكـــــــر
واذا بالهمـــوم
تنجلـــــي
وبسـحب الاحـــزان
تتقهقـــــــر
واذا بالربيـــع
يهـــل باسمــــا
واثــق الخطــــوة
يتمخطـــــــر
واذا بالحيـــرة
تشـــل لسانـــه
فاحاسيســــه 
مــن معانــــي
كــــل الكلمــات
اعمــق واغــــزر
ابتسم بصمــــت
وحسبــــــه
 ان لغــة الصمـت
ابلــــغ تعبيـــــــرا
مـن كـل اللغـــــات
واقـــــــــــدر
ويكفيـــــــه
غبطـــة وزهـــــوا
ان صباحــــــــه
بضوع  أحاسيسها
تعطـــــــــر


298
مشاكسة
وعلى الارض السلام
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com
دقت الساعة عشر دقات , ودقت دقتين , وغرق العالم بصخب مشاعرالمهنئين , وبجنون مشاعر العشاق والمحبين ’ ووسط تطاير الامنيات مثل فراشات ملونة و تبادل التهاني والقبلات    والاماني والصلوات والدعوات الصالحات ’ المتمازجة بالاهات و  الدموع والحسرات , والنظرات الشاردة الحزينة الى الافق البعيد لتحتضن بلهفة كل الاحبة الذين طوحت بهم اعاصير الازمات والقت بهم على ارصفة الغربة والمعاناة , حزم عام (2012) حقائبه ورحل ’ فاسحا المجال امام موكب عام جديد أطل , ما تزال حقائبه مقفلة على المجهول ’ في وقت استقبله الجميع   بالترنيمة الملائكية التي انطلقت لحظة ميلاد رسول المحبة والمغفرة والسلام , السيد المسيح عليه السلام (وعلــى الارض الســلام).
المفارقة المضحكة المبكية ونحن نقف على بوابة عام جديد اننا       مازلنا نردد بأمل ورجاء ما بدأنا بترديده منذ الفي عام (وعلى الارض السلام) دون ان نتقدم خطوة واحدة الى الامام , حيث ما يزال هذا السلام اشبه  بسراب الاحلام , وما زال بعض تجار وسماسرة السياسات والحكومات والبرلمانات هنا وهناك  يسرقون الثروات والمناصب والمغانم والامتيازات ويغتالون الامن والاستقرار والسلام ويقايضون ثروات الشعوب بالازمات والجوع والفقر والمعاناة ومعسول الكلام ، وهم يلوحون كالعادة بشعارات  الامن والرخاء والاستقرار والرفاهية والسلام وبالتوزيع العادل للثروات في وقت تعيش فيه بعض الشعوب على التسول واستجداء الصدقات وتقتات على الفتات وهي تمتلك انواع الثروات.
 فوفق تقارير منظمة الاغذية والزراعة العالمية هنالك (868) مليون انسان في العالم يعانون من جوع مزمن , وهنالك مليونان وثمانمائة وثمانون الف طفل يموتون من الجوع سنويا , اما على الصعيد العام فتشير الاحصائيات الى موت شخص واحد كل ثانية في العالم جوعا سواء بشكل مباشر او غير مباشر ’هذا الى جانب ملايين المشردين والمتسولين واطفال الشوارع وسكان المخيمات والذين يقتاتون على فضلات  الطعام وضحايا الحروب  والمنازعات والمهجرين وضحايا الاتجار بالاطفال وبالاعضاء البشرية , وفي الوقت الذين يموت الفقراء جوعا وحرمانا وقد ينقذ بعضهم رغيف خبز ’ فان بعض الاثرياء المتاجرين بالقيم الانسانية يبذرون على نزواتهم الكثير دون الالتفات للجائع والفقير , وفي هذا الاطار تناقات اجهزة الاعلام تسابق وتنافس زوجات بعض المسؤولين العرب والاجانب في تبذير الاموال على الماكياجات والعطور والازياء وعمليات التجميل , وعلى سبيل المثال اقتنت زوجة مسؤول عالمي وقلدتها زوجة مسؤول عربي ملابس داخلية بمبلغ خمسين الف دولار ’ في وقت ربما تضطر فيه نسوة فقيرات الاستغناء عن ملابسهن الداخلية لتوفير كسرة خبز لاطفالهن ’ وفي الوقت الذي يموت فيه مليونان وثمانمائة وثمانون الف طفل من الجوع سنويا فان الكثير من الاغنياء والرؤساء والمسؤولين والسياسيين والبرلمانيين يموتون من التخمة ومضاعفاتها ومن سرطانات البروستات جراء الافراط ليل نهار في العلاقات الجنسية غير الشرعية.   
 ولعل ما يثير الهزء والسخرية في هذا العالم الذي يتاجر بشعارات السلام والرفاهية ان ميزانيات وتخصيصات تجارة السلاح والموت تفوق ميزانيات الغذاء والدواء والتعليم ’فكثيرا ما تكون ميزانيات الغذاء محددة وعلنية والميزانيات العسكرية مفتوحة وسرية.   
في خضم ذلك لابد من الاشارة الى شعاع امل انساني ضئيل   
   حيث اقدم عام 2010 كل من الملياردير بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت ووارن بافيت أغنى أغنياء العالم لعام 2009 وثالث أغنى الأغنياء لعام 2012 بالتبرع بنصف ثرواتهما 
للجمعيات الخيرية واليوم بلغ عدد الملياردريه الذين حذوا  حذو غيتس وبافيت 92 مليارديرا , منهم غوردن مور وهو أحد مؤسسي شركة (انتل) و تيد ترنر مؤسس المحطة الإخبارية العالمية “سي إن إن” ولاري إليسونوهو أحد مؤسسي شركة البرمجيات العملاقة (أوراكل) والمخرج الأمريكي الشهير جورج لوكاس وهو مخرج فيلم حرب النجوم (Star Wars) وغيرهم الكثير من الأغنياء.
اما على الصعيد العربي , حيث الالتزام بالقيم الدينية والروحية والانسانية    والتكافل الاجتماعي , خلافا للمجتمعات الغربية (المفككة المنحلة) التي لا يقيم معظمها وزنا لهذه القيم الرفيعة فان الاحصائيات اثبتت امتلاك اغنى خمسين مليارديرا عربيا لثروة بلغت  مائتان واربعة وخمسون مليار وخمسمائة وعشرة ملايين دولار , يقابل  ذلك وجود (275) مليون جائع في افريقيا والشرق الاوسط دون ان نستمع الى خبر بتبرعهم بعشر هذه الثروات للجياع وللاعمال وللجمعيات الخيرية اسوة باغنياء العالم , في وقت اقتنى فيه ملياردير عربي اغلى وافخم  طائرة خاصة أشبه بقصر طائر بقيمة خمسمائة مليون دولار,وبلغت كلفة بعض ديكوراتها الداخلية المغطاة  بالذهب ستون مليون دولار, كما ادعت تقارير اخرى ان الراتب الشهري لمسؤول عربي يعادل رواتب ستة الاف موظف في تلك الدولة واكثر من (100) ضعف راتب الرئيس الامريكي باراك اوباما.
و في العراق الذي يمتلك ثاني اضخم الاحتياطيات النفطية فقد اشارت تقارير احصائية الى ان 20% من سكانه (يتمتعون) بالعيش تحت مستوى خط الفقر, اما (روعة) الخدمات ونزاهة القائمين عليها فقد كشفت تفاصيلها امام العالم اجمع الامطار (الامبريالية) الاخيرة التي اغرقت بغداد , وربما سيدعي بعض السياسيين او المحللين من عباقرة هذا الزمن انه ربما اسهمت (القوى المعارضة للحكومة) والمرتبطة باجندات خارجية عميلة بهطولها بغية احراج  الحكومة واسقاطها.
وبذلك فقد حول بعض اللئام في العالم شعار(وعلى الارض السلام) الى (وعلى الارض الكلام ) , فهل سيكون هذا العام عام الكلام ؟ ام ان بمقدور مسؤولينا تحويله الى عام للسلام والوئام وتحقيق الاحلام والركض الى الامام؟
           
 
 

299
مشاكسة

حكومــــــة
نصــــف الأزمـــــات
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
كثيرة وخطيرة وكبيرة ومريرة وحيوية وستراتيجية ومصيرية المهمات والخطط والبرامج والمسؤوليات التي نهضت بها  حكومة الازمات والتحديات والتناقضات خلال ما مضى من السنوات , فأنجزت ما انجزت وحققت ما حققت , وانفقت ما انفقت من مئات المليارات , ورغم كل ما بنته وما شيدته وما حققته من المكاسب المادية والانجازات الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية والاصلاحات الحيوية والمحافظة على حياة البطاقة التموينية , وما اصدرته من الاف البيانات والخطب والتصريحات والتوضيحات وما خاضته من المعارك والمساجلات في مواجهتها للتحديات , وما قامت به من الرحلات والايفادات والبحوث والاجتماعات والتقارير والدراسات , وما عقدته من الاتفاقيات والصفقات ومن العقود والوعود والعهود والمناقصات , الا انها لم تنجح الا في حل نصف الازمات.
 فقد نجحت نجاحا باهرا ماهرا في النهوض بواجباتها تجاه القوى الاساسية الستراتيجية (المحركة للمجتمع) من مسؤولين وسياسيين وبرلمانيين , فضمنت حقوقهم ورواتبهم وتقاعداتهم  وحرصت على توفير مستلزمات راحتهم ومقومات استقرارهم  ومخصصاتهم وايفاداتهم وامتيازاتهم وحماياتهم , وحل ازمات سكنهم وخدماتهم وتنقلاتهم وانجاز معاملات تعيين ابنائهم وربما تحمل نفقات وتكاليف كلاب حراستهم , وربما جعلت من المنطقة الخضراء بالخدمات والامتيازات والنظافة والنظام ومرافق التسلية والراحة والاستجمام نموذجا (لدويلــــــة) صغيرة تثير العجب والدهشة والحيرة.
ولعل ما يثير العجب العجاب والحيرة والاستغراب والاحباط والاكتئاب , البون الشاسع الواسع والفرق المريع والفظيع بين المنطقة الخضراء وما يجاورها ويحيط بها من اقصى شمال العراق الى اقصى جنوبه من المناطق السوداء ’ باستثناء اقليم كردستان الذي اصبح رئة يتنفس عبرها الصعداء من يقصده , ويأسف على مغادرته من يغادره , ولعل غرق بغداد مدينة الحضارة والرشيد والتاريخ والعلوم والفنون والقيم والاباء بالمياه الاسنة في اول زخة مطر شتائية وانعدام الخدمات وانتشار الانقاض فيها والقاذورات  في وقت نمتلك فيه من الثروة النفطية والعائدات والخبرات والطاقات والتخصيصات المليارية ما يمكن المسؤولين الميدانيين المخلصين من تحويل العراق الى جنة فعلية’ لكن وللاسف الشديد ما يزال العراق بهمة بعض الغيارى في حكومة المنطقة الخضراء منطقة معتمة متخلفة سوداء.
الى ذلك , فأن الحكومة عبر اهتماماتها المركزة المكثفة الفريدة العتيدة بالمنطقة الخضراء نجحت في حل نصف التحديات والمشاكل والازمات , وما يزال النصف الاخر من التحديات والمشاكل والاخفاقات يعصف ببقية المناطق السوداء الغارقة  بازمات البطالة والماء والكهرباء والتسول وانعدام الامن والامان والخدمات وازمات السكن والغذاء والامية والفساد والروتين الرسمي والخروقات الامنية والشهادات المزورة وانتشار اكواخ الطين والصفيح وتجارة الاعضاء البشرية وعيش قطاعات واسعة من الفقراء على مكبات الطمر الصحي وتوفير لقمة عيشهم من مخلفات سلال القمامة ,الى جانب الاختناقات المرورية وطفح المياه الاسنة وانعدام النظافة وانتشار القاذورات في الشوارع والساحات العامة وتردي الخدمات الصحية وتواضع وربما انعدام الرعاية والخدمات الاساسية للارامل واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ممن لا مورد ولا معيل لهم , في دولة تحتل المرتبة الثانية في ضخامة الاحتياطيات النفطية ’ وتعتبر من بين اغنى الدول ’ وتمتلك اعلى الميزانيات السنوية ومع ذلك يعاني شعبها مثل هذه الازمات المأساوية.
في خضم ذلك يبدو اننا بحاجة ماسة الى حكومة اخرى تتولى مهام ومسؤوليات المناطق الرمادية والسوداء , بعد ان تخصصت الحكومات السابقة بالمنطقة الخضراء ، حكومة ميدانية لا حكومة مساجلات اعلامية , حكومة مصالح وولاءات شعبية لا حكومة مصالح وارتباطات وولاءات سياسية , حكومة يتلمس وزراؤها ومسؤولوها نبض المواطن الفقير وحاجات الكبير والصغير ومعاناة اليتامى والارامل والعاطلين ومأسي النازحين والمهجرين وعذابات سكان اكواخ الصفيح والطين واحتياجات المرضى والمشردين واطفال الشوارع والمتسولين.
نحن بحاجة لحكومة للمناطق السوداء يكون وزراؤها بقلوبهم البيضاء بين شعبهم صباح مساء ابوابهم بلا حواجز وبلا سماسرة وبلا ادعياء مشرعة امام الجميع بلا استثناء يمتلكون صلاحيات المعالجة الفورية واجتثاث مواطن الداء وتحديد العلاجات والدواء وسرعة التخطيط والانجاز والبناء , حكومة يهتم اعضاؤها بحل المشاكل والازمات الوطنية اكثر من اهتماماتهم بالايفادات الرسمية , ويسعون للتخفيف عن معاناة القطاعات الشعبية اكثر من سعيهم للاستحواذ على المخصصات والمغانم الشخصية ويفخرون بتوفير الدرجات الوظيفية للكفاءات الحقيقية اكثر من فخرهم بالتعيينات العائلية ويجاهدون بتطبيق النظام بدل تجارة الشعارات واسهال الكلام .
نريد حكومة ميدانية قوية كفوءة فاعلة قادرة على تحويل المستنقعات السوداء الى جنة بيضاء يفخر بها السياسيون والبرلمانيون والوزراء قبل المعدمين والفقراء, عندها سنفخر حقا وسنغني جميعا بتفاعل وطني وجداني حقيقي :
(جنة جنة جنة .. والله ياوطنا .. يا وطن ياحبيب يا بو تراب الطيب حتى نارك جنة).       

300
  مشاكسة
ويـن رايـح ويـن
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
كثيرة وعديدة ورفيعة ومتميزة ومتفردة هي الاوسمة الدولية التي استطعنا انتزاعها انتزاعا في كافة المجالات وعلى مختلف الصعد والمستويات ,خلال مسيرتنا الثوريــــة الديمقراطية التحررية التجددية التصاعدية ,والتي اثارت دهشة وعجب الاصدقاء , وحسد ورعب الاعداء , وتحولت الى اوسمة عز وفخر على صدور بعض المسؤولين المعنيين الثوريين المجاهدين المبدئيين المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله والشعب والوطن والضمير والاهل والاقارب والابناء والاحفاد والاصدقاء عليه, و واصلوا بعطائهم الاسطوري المجيد العتيد الفريد , الليل بالنهار وتحدوا الصعاب الكباروحققوا ما تعجز وما عجزت عنه الدول المتقدمة والاقطار سواء في الغرب الذي يسابق بتطوره الرياح او في الشرق الهائم النائم الذي لا يفرق بين المساء والصباح والذي ما زال اسير ثقافة الخيل والسيوف والرماح. 
فعبر الحملات الانتخابية العنترية والدعايات الفلكية والوعود العسلية والبيانات والخطب النارية والبطولات السياسية والادعاءات الثورية بالتوزيع العادل للثروات الوطنية والخطط والبرامج الورقية التي اوهمتنا وخدرتنا وخدعتنا بطموحاتها وخططها الايدلوجية وهي تدعي سعيها ودأبها ونضالها وعطائها ومبدئيتها واصرارها الثوري على تحويل البلاد الى واحدة من اروع التجارب والبلدان من اجل اسعاد الانسان ,وبالاخص فقراءنا وأراملنا وأيتامنا , تلك الوعود والخطب والبيانات الورقية التي لو نثرناها هنا وهناك لغطت ربما نصف مساحة الكرة الارضية , حلمنا بان بلادنا التي كانت ضحية القبضة الدكتاتورية والحصارات الدولية والفقر والجوع والدوران في فلك البطاقة التموينية , قد ان الاوان لها لتنهض وتنفض عنها غبار كل افرازات جراحاتها المأساوية, واننا في زمن الحرية والديمقراطية والتحالفات السياسية وحكومة الشراكة الوطنية والخطط والبرامج والايدلوجيات الاقتصادية والقوانين والرؤى والمواقف والمبادرات والرقابة البرلمانية, وتوسع عمليات المسح والاستكشاف والاستخراج والتسويق لثرواتنا النفطية وفي ظل الميزانيات المالية المليارية التي تجاوزت الميزانيات السنوية لاربع دول اقليمية , سوف نتمتع ببناء تجرية تفوق بروعتها وحداثتها وثوريتها وقوة ومتانة اقتصادها ورفاهية ورخاء ومميزات وحقوق وكرامة ومستوى حياة مواطنيها ,الصين واليابان وسويسرا  والولايات المتحدة الامريكية وكل دول المجموعة الاوربية, وان الفقراء والمضطهدين والمعارضين والمعدمين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الانسان في الدول الاوربية سوف يتدافعون ويتزاحمون ويتسابقون في طرق ابواب دولتنا الحديثة السعيدة وتجربتنا الحضارية العتيدة طلبا للعمل او للجوء الانساني والسياسي.
  ولأن احيانا كل ما يتمناه الشعب يدركه بالاخص عندما تجري رياح السياسة والحكومة والبرلمان بأسرع مما تشتهيه سفن الانسان , فقد صدمت تجربتنا الرأي العام بانجازاتها الخارقة وبماثرها وافرازاتها الساحقة ومكاسبها وملاحمها وانتصاراتها الماحقة, فاستحق المسؤولون عن تلك الملاحم والانجازات والمائر والبطولات بجدارة ارفع اوسمة الفخروالتقييمات واروع الاشادات.
فالى جانب وسام منظمة الشفافية الدولية الذي منحته لنا تكريما لنجاحنا بانتزاع الموقع الرابع بين عشر دول عربية هي الاكثر فسادا الى جانب احتلالنا الموقع (170) على قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم التي تبدأ من الافضل الى الاسوأ والتي تضم (176) دولة , فقد توالت  نجاحاتنا الاسطورية المماثلة على مختلف المستويات ,  فاختارت منظمة (ميرسر)العالمية التي تعنى بجودة مستويات المعيشة عاصمتنا (بغــــــداد) لتكون واحدة من اسوأ مدن العالم من حيث مستويات المعيشة , واحتلت بجدارة  مسؤولينا الثوريين المعنيين الموقع (221) بين مدن العالم التي تبدأ من الافضل الى الاسوأ , الى جانب ذلك صنف تقرير (امبريالي صهيوني حاقد ولئيم)  صادر عن الامم المتحدة (بغــــداد) في المركز الثالث بين العواصم الاسوأ (الاوسخ)على مستوى الخدمات والنظافة في العالم , وربما سوف نتمكن بهمة الغيارى المخلصين من المسؤولين الثوريين الميدانيين من انتزاع المركز الاول العام القادم ليفاخروا العالم كله بنجاحهم التاريخي في جعل عاصمة الرشيد والحضارة والفن والشعر والجمال (اوسخ) عاصمة دولية بلا جدال.
الى جانب ذلك فقد انتزعنا بجدارة ثورية وبارادة حديدية المركز السابع دوليا على قائمة الدول الاكثر تهديدا لحقوق الانسان ,الى جانب كوننا واحدة من الدول الاشد خطرا على حياة الصحفيين , وربما نحن ايضا من بين الدول التي تمتلك اكبر مواكب حمايات للمسؤولين التي تقطع الطرقات ,وتلقي بالشتائم (الرومانسية) على المواطنين , وتضم الى جانب اضخم واوسع حقول الابار النفطية اكبر واوسع واعمق مناجم الشهادات المزورة والوثائق المحورة , وربما نحن (الاروع) عالميا ايضا على صعيد التعيينات حيث اصبح  وفق تقاليدنا (الثورية) وبعيدا عن الاجراءات الروتينية , بامكان معظم المسؤولين تعيين الابناء والاحفاد والاقارب وحتى الاصدقاء من متواضعي الكفاءة والثقافة والخبرة والمؤهلات بافضل الدرجات.
  الى ذلك فان بغداد , هذه العاصمة التاريخية الحضارية التي تمتد عميقا في التاريخ الانساني والتي وصفتها فيروز بــ ( ذهب الزمان وضوعه العطر) و قال عنها الباحثون والرحالة والمؤرخون بان الذي لم يزر بغداد لم ير العالم قد غرقت باول زخة مطر وتحولت الى بحيرة من المياه الاسنة بعد ان تمازجت في شوارعها وساحاتها مياه الامطار بالمياه الثقيلة , بالرغم من التخصيصات المليارية والتصريحات النارية والبطولات العنترية والوعود الثورية والصفقات الخيالية والمناقصات والايفادات والمميزات التي تتمتع بها معظم (الكفاءات) , وربما اصبحت تجسد المثل القائل (تسمع ببغداد خير من ان تراها).
فألف تحية والف الف وسام للمسؤولين (الثوريين) المعنيين الذين اوصلونا بنزاهتهم الى هذا المستوى الدولي (الرفيع) سواء منهم من نهب وهرب او من لا زال يسير (بنزاهته) على نفس الدرب.
في ظل ذلك ليس لنا الا ان نغني مع زكية جورج (ويـن رايـح ويـن .. ويـن العهـد ويـن)
 

         
   

301
مشاكسة
خــذوا الحكمـــة
مــن افـــواه  الـ...
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
افرزت الاحداث الملتهبة  وطنيا واقليميا ودوليا اوضاعا وتحولات اجتماعية قلقة ومستفزة ’ بالاخص وانها نقلت خارطة العالم لتضعها على فوهة بركان لا احد يستطيع التكهن باللحظة التي سوف يستيقظ فيها من سباته ويلقي بحممه , بعد ان بات هذا البركان يتململ هنا ويتثائب هناك وكأنه كائنا حيا يستعد للنهوض من نومه ليستقبل نسيمات صباح جديد ما تزال تضاريسه في طي المجهول ’ جاعلا عدة كراسي تهتز بعنف وقوة تحت بعض الحكام والملوك والامراء والقادة والرؤساء التأريخيين الثوريين الجالسين عليها رغم ثوريتهم وانسانيتهم وعطاءهم وتضحياتهم وعفتهم وانصافهم وشفافيتهم ونضالهم وخدماتهم الجليلة لشعوبهم وتوزيعهم بأنفسهم الثروات بمنتهى العدل والانصاف على الفقراء والمتعففين وعلى كافة المواطنين ’والذين توهموا بانهم قد نجحوا خلال سنوات حكمهم واستقطاباتهم وشعاراتهم وخطبهم وبياناتهم في جعل تلك الكراسي التي يجلسون عليها اشد من الجبال رسوخا لا تقوى كل عواصف واعاصير وزلازل وبراكين العالم حتى لو اجتمعت على هزها بعد ان حصنوها بالذهب والفضة ورصعوها باللؤلؤ والمرجان وبشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وعززوا قواعدها بعشرات وربما مئات المليارات من الدولارات والعمولات والحصص والصفقات من المال (الحــــلال), واذا بها تتحول بسرعة هنا وهناك الى قشة في مهب الريح لا تدع المجال لاحدهم كي يهدأ ويستريح ’ بفعل موجات الغضب الشعبي ’ وارادة التغيير والتحرير التي اشعلت اعنف الحرائق الوطنية وغيرت معالم الكثير من الخرائط السياسية ’ وما تزال تهدد بالانتشار السريع والمريع على تضاريس الخارطة الشرق اوسطية لتغير معالمها التقليدية.
هذا الواقع بمتغيراته افرز اجواء سياسية ملتهبة في البيوت والمعامل والمدارس والاسواق والمعاهد والجامعات وفي صالونات التجميل والصيدليات ومراكز الرشاقة وعيادات الاطباء , وحمامات النساء ليشد الجميع الى مفردة (الســـياســــة) ’ حتى امسى الجميع صغارا وكبارا ’ نساء ورجالا ’ شيوخا وشبابا يتنفسون سياسة ويأكلون سياسة ويشربون سياسة ويدورون في فلك المصطلحات السياسية ’ بل ان بعضهم حول بعض الاسماء والرموز السياسية الى مسميات للتندر والمرح والفكاهة ’ فمنهم من اطلق اسم احد السياسيين الفوضويين على زوجته واخرى اطلقت اسم (تاتشر) على حماتها  واخر اطلق اسم سياسي متزمت على زميلته واخر اطلق اسم احد اقطاب القوى السياسية ذات الطابع الديني على رئيسه في العمل ’ لتتطاير النوادر والنكات عبر هذه التشبيهات والمسميات.
في خضم هذه العدوى (السياسية) اشتكت احدى الزميلات  من عدم اهتمام زوجها بمتابعة دروس وواجبات ابنائهما في المدرسة ’ علقت زميلة اخرى (موخوش سياسة) ’ لكنها عندما استطردت في الحديث وسألتها عن (سياسته) تجاهها بالذات ’ ابتسمت واجابت بعفوية (عال العال) وضحك الجميع بصخب بالاخص اولئك الذين فسروا بمنتهى الخبث تفاصيل السياسة الزوجية الحميمة تلك وفق خيالاتهم وتصوراتهم الخصبة ’ مما جعلها تغرق في بحر من الخجل ’ بينما نصح احد الزملاء مسؤول القسم الثقافي باهمية تغيير (سياسة) القسم والاهتمام بنشر النتاجات المسرحية الى جانب الاهتمامات الادبية والفنية الاخرى , وعندما اشتكت احدى الزميلات امتناع طفل شقيقها عن الذهاب الى الحضانة , نصحتها زميلتها بضرورة تغيير (سياستهم) معه.
هذا زمن تغلغلت فيه السياسة الى ادق تفاصيل حياتنا اليومية والى جزيئات بنائنا النفسي ’ فالجزار اصبح يفلسف الاوضاع السياسية   وهو يقطع اوصال الخروف ويربط بين ارتفاع اسعار اللحوم وبين الخلافات البرلمانية وبين رغبة البعض بتشكيل حكومة اغلبية سياسية , والطبيبة النسائية ربما تتحدث عن الاسباب السياسية وراء ارتفاع اسعار عمليات التجميل والشد والربط والتصغير والتكبير  وهي تخضع مريضتها الحامل للفحص بالسونار في محاولة لتحديد جنس الجنين الذي تحمله في احشائها , واما سائق التاكسي تبرع وشرح لزميلي اسباب الازمة الحالية بين الاقليم والحكومة المركزية مؤكدا وجود اصابع خارجية تشعل هذه الازمات الوطنية للتغطية على ازماتها الداخلية , والحلاق اكد وهو يشذب ذقن زبونه ان معظم الازمات مفتعلة وان خيرات العراق تكفي الجميع لكن هنالك بعض السياسيين الفاسدين الذين يعيشون على الازمات ولهذا لا يريدون للشعب ان يستقر حتى لا يكتشف سعة فسادهم وعمقه وحتى لا يحاسبهم ولا يطالب بحقوقه,.
اخيرا ’ اضطررت قبل ايام تحت ضغط الحاح مستمر لتلبية دعوة شخصية من قبل زميل عزيز لتناول العشاء في احدى النوادي الاجتماعية’ حيث بالغ في الحفاوة ووفر لنا نحن الاثنين ما يكفي لعشرة اشخاص وبعد ان غرق في الشراب رمى بنفسه في بحر السياسة الواسع وراح يدلي بتحليلاته (الستراتيجية)  وخلص الى حلول ونتائج منطقية لكل الازمات الدولية , متوقفا ومحللا لازمات الجوع والديون اليونانية ومشكلة دول اليورو والنووي الايراني والازمة السورية والازمة اليابانية الصينية ومعرجا على البنيوية والمدرسة الفنية الانطباعية ولم تسلم من تحليلاته وانتفاداته حتى كرة القدم البرازيلية , وفي خضم تجلياته وتوهجاته السياسية ’ توقف باهتمام واسهاب امام معضلة الازمة السياسية بين الاقليم والمركز , معرجا على قيادة عمليات دجلة وافرازاتها , وكان يكرر دائما مصطلح (قيادة عمليات نجلة)  وكلما صححت له اسم المصطلح عاد ليكرر خطأه مما اثارعجبي واستيائي فقد كنت اظنه ساخرا او مازحا او متهكما رغم جديته الواضحة ’ لكنني غرقت بالضحك عندما علمت ان (نجلــــة) هو اسم زوجته وربما يكون في ذلك اليوم قد تشاجر معها وبقي اسمها بين شفتيه يردده دون وعي.
بيد انه لعجبي اكد وهو ثمل على محورين اساسيين واقعيين ’ الاول لوخلصت النوايا لحلت بسلاسة جميع المعضلات والقضايا , والثاني , لو احترم الدستور لانحسمت كل الاشكالات والأمور.   
واخيرا خذوا الحكمــة من افواه الـ.....
 
     
 
 

       

302
مشاكسة
مشــردون
في القصـر الرئاسـي
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعلها واحدة من مفارقات وتضادات وتجليات وعجائب وغرائب وخرائب هذا الزمان الذي سلبت افرازاته من معظم قادة وملوك ورؤساء وزعماء ومسؤولي الدول والبلدان انسانية الانسان فراح بعضهم  يتلذذون بسرقة واضطهاد وسحق الانسان تحت اضخم لافتات وشعارات وخطابات ومهرجانات الدفاع عن حقوق الانسان ’ وهم يشيدون من ثروات وحقوق شعوبهم جبالا من الذهب والفضة والمرجان ’ ان يظهر رئيس ادهش الانس والجان ليكون فارس الفرسان وهو يمسك بصولجانين متضادين براقين ليكون في وقت واحد اغنى وافقر رئيس مفجرا ثورة حقيقية في القيم الرئاسية وليثير حنق وغضب واستهجان وحقد معظم المواقع القيادية باجراءاته وقراراته ومواقفه وممارساته اليومية وهو يفتح ابواب القصر الرئاسي لايواء المشردين ويتبرع ب90% من راتبه الشهري للفقراء والمعدمين بدل ان يسرق شعبه ويستحوذ من كل صفقة على الملايين كما يفعل العشرات من الرؤساء الثوريين الديمقراطيين المبدئيين وسماسرة العقيدة وتجار الدين.
 هذا الفارس القادم من اعماق عصور الظلام والهمجية والذي لم يتأقلم بعد على القيم والعادات والتقاليد والاطر والبرستيجات الرئاسية (الحضارية) هو باختصار (خوسـيه موخيكا)  الثوري السابق الذي سبق ان اصيب بالرصاص وتجرع مرارة الاعتقال والتعذيب على مدى 14 عاما ’ ليصبح رئيسا للاورغواي بعد ان منحه شعبه ثقته في الانتخابات الرئاسية  ليمسك بزمام الرئاسة منذ الاول من اذار عام (2010) مفجرا برئاسته واجراءاته ومبادراته غير التقليدية عواصف من الاعجاب واعاصير من الدهشة والاستغراب وهو يتلمس نبض شعبه ويشاركه همومه ويرفض التميز الرئاسي على حساب العهد الاساسي’ فلم يشيد قصورا اسطورية تحت الماء ولا مسابحا خيالية تثير العجب ارضيتها مطلية بالذهب ’ ولم يأمر بتصنيع طائرة رئاسية له او سيارة مصفحة خاصة من الذهب والفضة مقاومة للرصاص ’ وليس لديه موكب رئاسي تغلق عند مروره الشوارع    وتتوقف حركة السير والمرور ولا ترافقه فيالق من الحمايات ينثر افرادها الشتائم الرومانسية على رؤوس المارة وقذائف البصاق احيانا وهم مدججين بمختلف الاسلحة والدروع وبالقاذفات والصواريخ والمدافع المضادة للطائرات وكمامات ومستلزمات الحماية من الغازات السامة والقنابل القذرة والحرب الجرثومية وكأن المسؤول المعني ذاهب الى ساحة حرب عالمية.
هذا الرئيس قد يبدو بنظر البعض (متخلفا) لانه لم يفكر كما الرؤساء والملوك والقادة والسياسيون الثوريون وحتى بعض البرلمانيين في الدول المتوسلة والمتسولة بضمان مستقبل ابنائه واحفاده ’واحفاد احفاده’ واحفاد احفاد احفاده من المال العام ومن حصص الجياع والارامل والايتام’ بل على العكس من ذلك ’ مع اقتراب الشتاء وجه دوائر الرعاية الاجتماعية بتحويل بعض اجنحة القصر الرئاسي لايواء المشردين من ابناء شعبه في حالة عدم كفاية مراكز الايواء الاجتماعية لايوائهم ’ وسبق ان استضاف في قصره الرئاسي امرأة واطفالها المشردين لحين انجزت دائرة الرعاية الاجتماعية توفير السكن لهم.
هذا الرئيس (المتخلف) الذي يتبرع بـ 90% من راتبه الشهري للاعمال الخيرية ولا يتقاضى الا  (1250) دولارا من راتبه البالغ (12500) دولار يعيش في بيت ريفي متواضع ولا يدخل القصر الرئاسي الا في المهام الرسمية التي تتطلب ذلك فهو بين شعبه دائما ’ تماما مثل بعض سياسيينا ووبرلمانيينا ومسؤولينا في المنطقة العربية الذين يصرون على قضاء الاعياد مع اليتامى بدل متابعة صفقاتهم ,و(الويك اند) مع سكان اكواخ الصفيح والطين بدل السياحة والاصطياف مع عوائلهم في فيينا وبرلين ,حرصا منهم على  معايشة ظروفهم القاسية وتلمس معاناتهم واجابة طلباتهم.
 كما ان اغلى ما يمتلكه الرئيس (المتخلف) خوسيه موخيكا هي سيارته الشخصية الفوكس واكن بيتل القديمة والتي  لا يتجاوز ثمنها الـ ( 1950) دولارا ’ وهو لا يمتلك حسابات مصرفية وليس لديه ديونا وبفضل رئاسته (المتخلفة) هذه احتلت الاورغواي وفقا لمنظمة الشفافية الدولية المرتبة الثانية على قائمة الدول الاقل فسادا في العالم ’ مثلنا تماما حيث حققنا نحن نجاحنا الباهر الفاخر القدير والمنقطع النظير وبكل جدارة ومهاره ’ وبعزيمة واصرار وتضحيات المخلصين في انتزاع المركزالثاني على قائمة الشفافية الدولية لاكثر الدول فسادا وعنادا وكسادا ’ بالاخص ونحن  لا نمتلك الا ثلاثين الف شهادة مزورة ومحوره فقط وفقا للاحصاءات الرسمية.
ترى ماذا كان سيكون مصير هذا الرئيس (المتخلف) لو حاولت احدى الدول النائمة او الساهمة الاستفادة من خبراته وكفاءته وامانته المهنية وعينته لديها ’ رئيسا او خبيرا او مستشارا او باحثا او مشرفا او مدققا في هيئة النزاهة المركزية مثلا ’ واتاحت له حرية وحصانة الاطلاع على كل التقارير والعقود والمناقصات والصفقات الحكومية والميزانيات والتخصيصات الوزارية والتحويلات والودائع والارصدة البنكية  وخط سير الحرائق الذكية والشهادات والوثائق التزويرية والثروات والذمم المالية والعلاقات والارتباطات والتمويلات الخارجية؟
ربما سينذهل بتجربتها الحضارية ’ويندهش بانجازاتها الملحمية ويفقد ذاكرته وقواه العقليه ويعود سيرا على الاقدام الى الارغواي وهو يدندن مع نفسه    بأغنية الفنان سعدون جابر  (عيني عيني ’ عيني عيني ’ لا تعاشر البد ذات والماله تالي مثل اليلم الماي يرد جفة خالي) 

303
مشاكسة
خــارج التغطيــــة
مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com
كان من عادة معظم المسؤولين والمدراء العامين في زمن النظام السابق عند نقلهم من دوائرهم الى دوائر اخرى المبادرة بالاهتمام غير العادي بمسألة (ستراتيجية) على جانب كبير من الاهمية (الوطنيـــة) والخطورة والحساسية والحميمية الشخصية ممثلة باتخاذ الاجراءات اللازمة والسريعة لترتيب عملية نقل الملاك الخاص من الموظفين الشخصيين الذين كانوا يعملون معهم الى دوائرهم الجديدة وهم غالبا ,السائق والسكرتير وعامل الخدمة (الجايجي ) ’ حيث كان بعضهم يتفاخر بطريقة ونوعية الشاي والقهوة والدارسين التي يعدها عمال الخدمة لديهم اكثر من تفاخرهم بانجازاتهم وبنجاحاتهم المهنية.
 اما السكرتير فيمثل كاتم الاسرار الشخصية للمسؤول المعني سواء المتعلقة منها بعلاقاته المهنية او العائلية او النسوية والعاطفية , فضلا عن مسؤولياته المباشرة في توفير المستلزمات والاحتياجات والمتطلبات اليومية لعائلة رئيسه وفي مقدمتها التسوق ووسائط النقل وحجز مواعيد الاطباء وصالونات التجميل لافراد العائلة السعيدة وحتى مواعيد التلقيحات الدورية لكلاب الزينة التي كانت تستكمل بها عوائل بعض المسؤولين برستيجها امام الاخرين ’ نظرا لانشغال المسؤول المعني بمهماته الوطنية الثقيلة وبعلاقاتة النسائية الحميمة وبنزواته الشخصية الاثقل من كل مهماته الاخرى ,في حين يمثل السائق الخاص صمام الامان في معرفة اماكن وتنقلات المسؤول وافراد عائلته واصدقائه وصديقاته وربما عشيقاته ’ وبذلك فقد كان حلقة حيوية ومهمة في الدائرة الضيقة التي تحمي اسرار المسؤولين وتصون خصوصياتهم.
 لكن كثيرا ما كان بعض المسؤولين عندما تطيح بهم عواصف واعاصير سياسية او مهنية او تلقي ببعضهم امام المساءلة يفاجئون بمعظم اسرارهم الشخصية الحميمة والمثيرة منشورة مثل الغسيل القذر على حبال اللجان التحقيقية ’ ليكتشفوا بعد فوات الاوان غباءهم في عدم تلمسهم للقنوات والخيوط السرية التي كانت تربط بين بعض موظفيهم الشخصيين وكاتمي اسرارهم بالدوائر الامنية وبما اتاح وضعهم داخل (التغطية اليومية) وفتح كل ملفاتهم الشخصية وعرض فضائحهم الفسادية.
اما مسؤول دائرتنا في تلك الايام فقد تميز عن معظم المسؤولين الاخرين بمبادرته ومنذ اليوم الاول لاستلامه لمهامه بنصب نظام مراقبة تصويرية في جميع طوابق الدائرة من خلال تثبيت كاميرات مراقبة تعمل على مدار الساعة ’ مما اثار دهشة وغضب وحنق واستهجان واستنكار وتندر جميع العاملين بلا استثناء.
بيد ان اعصار الاحتجاجات ازداد حدة وعنفا جراء اجتهادات وتفسيرات وتوقعات وتصورات وادعاءات الموظفين المختلفة ’ فمنهم من ادعى ان هذه الكاميرات الظاهرية وضعت للتغطية وان هنالك اجهزة تصوير اخرى بالغة الدقة والتمويه مخفية في الطوابق والغرف والمكاتب ’ وادعى اخر بزرع اجهزة تنصت وتسجيل حتى داخل اجهزة الهواتف التي كنا نستخدمها ’ بيد ان اعنف تلك الاجتهادات والتوقعات والادعاءات جاءت على لسان زميلنا احمد الذي توقع ان تكون هنالك اجهزة تصوير مخفيه حتى في دورات المياه مما اصاب الزميلات خاصة بهستريا الذعر والرعب وامتنعن في ضوء تلك التوقعات والنصائح عن استخدام دورات المياه لفترة طويلة تجنبا للفضائح.
 وتبعا لذلك فقد سجل مؤشر القبلات المختلسة والمغازلات اليومية الملتهبة والمصافحات العنيفة التي تعصر الايادي بشدة وتكاد ان تحطم الاصابع وتعبر عما يعجز عنه اللسان  بين المحبين والعشاق والمعجبين في الدائرة انخفاضا ملحوظا ’ كما توقفت  عملية تداول النكات والنوادر السياسية والجنسية معا وتراجعت عملية انتقاد المسؤول المعني و(شرشحته) وشتمه من قبل اعدائه , لكن اعاصير الشتائم  والانتقادات كانت تتفجر بقوة وعنف ما ان تعبر خطوات المنتسبين بوابة الاستعلامات حيث نصبح وفق توصيف الزميلة جميلة بضحكتها المحببة(خارج التغطية) حتى اصبحت عبارتا خارج التغطية وداخل التغطية من ابرز الطرائف اليومية ’وعندما اقترحت احدى الزميلات رفع الامر الى الجهات الامنية لاجراء تحقيق حول تلك الانتهاكات المدانة للخصوصيات الشخصية للمنتسبين سخرت منها زميلة اخرى مدعية ان مسؤولنا لم يكن ليجرأ على نشر نظام المراقبة ذاك لو لم يحصل مسبقا على الموافقات الامنية بالاخص وان الكثير من مختلف المستويات الامنية كانوا يراجعون الدائرة انذاك.
تذكرت ذلك مع اندلاع حرب الملفات السرية بين بعض المسؤولين في الداخل والخارج والكشف عن جوانب من مباحثات واحاديث شخصية والتلويح بعرض الكثير من المواقف السرية والحوارات والاراء التي طرحت في لقاءات واحاديث خاصة للنيل من هذا السياسي او من ذاك المكون مما يعني ان الجميع ربما في هذا الزمن الديمقراطي الذي ازدهرت فيه شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان قد اصبحوا, وفق توصيفات الزميلة جميلة (تحت التغطية).
بيد ان الغريب والعجيب ’ ان هذه التغطية الشاملة باجهزتها الالكترونية التصويرية والتنصتية والتسجيلية عالية الحساسية وبالغة الدقة قد فشلت وما تزال تسجل فشلها الذريع والمريع في تغطية الصفقات المشبوهة والعقود الوهمية والاختلاسات والفساد وسرقة المال العام وتنفيذ الاجندات الخارجية والعمولات والاعتقالات العشوائية والسجون السرية ,ولعل ملابسات ومداخلات صفقة السلاح الروسية ونجاح المسؤولين الفاسدين دائما في الهرب بغنائمهم الى الخارج ما يؤكد (النجاح الوطني ) في عملية (تدجين) اجهزة التغطية الالكترونية التي اصبح باستطاعتها ان تحدد اشكال والوان الملابس الداخلية للمواطنين العاديين وما وراءها والاهداف والمرامي الظاهرة والمخفية في المقالات النقدية للصحفيين المشاكسين ’ لكنها تفشل دائما في الكشف عن الاختلاسات المليارية للمسؤولين الفاسدين.
في ضوء ذلك يبدو ان جميع المواطنين اصبحوا داخل التغطية ربما لدواع (امنية).. بينما بقي الاخرون خارجها لدواع (وطنية). 
 
     

 

304
طفـــــــولة مشاكسة
مال اللـــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
ساهما وشارد الذهن في الدائرة كنت ’ عندما فجأة وضعت اوراقي جانبا وضحكت , اندهش الزملاء وشاركهم فضولهم الاصدقاء ’ وظنوا ان حادثا سعيدا  قد حصل او ان خبرا فريدا قد اطل , وراح بعضهم يمطرني بالاستفسارات والتهاني , واخرون بالتساؤل والتمنيات والقبل , وما دروا ان طفلا مشاكسا كنت قد نسيته قبل اكثر من خمسين في اعماقي ما يزال كل لحظة يقلب ذكرياتي واوراقي ويشعل حرائق لهفتي واشتياقي , كان في تلك اللحظة يعيد ترتيب مشاكساته الطفوليه لزملاء الدراسة الابتدائية في مدرسة المنذرية في مدينة ام الربيعين الابية ,الذين لن يأتوا ابدا بعد ان فرقتهم الحياة  وطحنت معظمهم الماسي والازمات وطوحت بهم مختلف التحديات في جميع الجهات , ومع ذلك ما يزال ينتظرهم بلهفة منذ عشرات السنوات ’ رافضا  ان يصدق بأن عامرا قد اختطف وقتل وان نائلا قد دهس وان موفقا قد مات ’ وان نزارا وصباحا ومؤيدا تائهون ضائعون في مختلف القارات وان زمن الطفولة الجميل الذي طوته السنوات ’ هيهات ان يعود ثانية هيهات.
 


305
مشاكسة
حتى السمج بالماي
يبجي على حالي
مال اللـــه فـــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

قبل عشرين عاما لم تكن زميلتنا هيفاء في المؤسسة التي كنا نعمل بها انذاك من اكلي لحوم البشر او الخراف او الدجاج او البقر ’ لكنها كانت من المدمنات على شراء وشي وطبخ واكل السمك , لفوائده الجمه , رغم ان رائحته قد تطرد الخالة والعمه. 
وتبعا لذلك كانت تعشق اغنيتا صديقة الملاية (يا صياد السمج صيد لي بنيه) , والهام المدفعي( اشلون انام الليل وانت على بالي حتى السمج بالماي يبجي اعلى حالي ) ’ وتحفظ عن ظهر قلب اسماء معظم الاسماك وانواعها من البني والشبوط والزبيدي والبز والحبار والتونة والسلفر والكطان والكارب والسردين والرنجة والروبيان والميزوري والصبور’ وطريقة شي وطبخ ونكهة وطعم كل منها , كما كانت تحفظ جميع الامثال المتعلقة بالاسماك بدءا من ( مثل السمج مأكول مذموم .. مرورا بالسمكة فاسدة من رأسها وليس من ذيلها .. ومن أكل السمك ملك , و مثل السمج حاير لا هو حاط ولا هو طاير ’والسمك مثل الفريك لا يحب الشريك , ومثل السمك لا صاحب ولا صديق , والسمك دواء وغذاء , ويتقلب مثل السمكة , والاسماك الكبيرة تاكل الاسماك الصغيرة , وقلبه قلب السمكة), وتستطيع ان تحدد بدقة الذ جزء من جسمها الذي يطلق عليه (لقمة الصياد) ’ وكانت ترى في السمك العراقي الحي دواء وغذاء وشفاء ’ وتعد السمك المستورد المجمد’ نقمة وبلاء ’ وتبعا لذلك كانت على استعداد للتحدث عن الاسماك منذ الصباح حتى المساء دون كلل او عناء.
بيد ان الألطف والأظرف انها كانت تطلق على الزملاء والزميلات اسماء الاسماك ’ فرئيس التحرير كان بالنسبة لها سمكة قرش لا يتورع عن التهام كل من يقف في طريقه او يحاول ازاحته عن موقعه رغم تواضع كفاءته المهنية ’ وعندما كانت تستمع لوقع قدميه صباحا وهو متوجها لمكتبه كانت تشبه خطواته بالغارات الجوية المعادية الخطيره التي ادمنا عليها في تلك الايام المريرة وتهمس هازئة محذرة وكأنها تذيع بيانا حربيا (غارة .. غارة .. انتباه القرش يتوجه الى مكتبه .. القرش يتوجه الى مكتبه ..حول) , وكان الجميع بالطبع يغرق بهستيريا من الضحك الصاخب مما لفت انتباه سمكة القرش المعنية مرة وبدل ان تتوجه الى مكتبها توجهت الى  قسمنا الذي كان غارقا بعاصفة من الضحك تحولت اعصارا ونحن نشاهد القرش المعني امامنا ’ اما هيفاء فقد راحت بكل هدوء تراجع المقالة التي بين يديها وكأنها لم تكن مسؤولة عن تفجير عاصفة الضحك تلك ’ وعبثا حاول القرش معرفة سبب هستريا الضحك تلك رغم تلويحه بالعقوبة الجماعية ’ فقد خمن كما يبدو ان اعصار الضحك ذاك كان يمسه شخصيا.
  اما مدير التحرير فقد كان بالنسبة لها مثل سمكة التونة , ومثل بعض المسؤولين المدجنين(لا يحل ولا يربط)’ في حين وصفت رئيس احد الاقسام بالكوسج الذي لا مانع لديه من التهام الجميع وخلعت على زميلة اخرى فائقة الاناقة لقب السمكة الذهبية التي تسر الناظرين شكلا لكنها فارغة مضمونا ’ وحسب تعبير زميلة اخرى: (الله يستر عليها من برة هلله هلله ومن جوة يعلم الله)’ اما أي نوع من الاسماك كانت تطلقه علي شخصيا فلم تبح به لي لحد الان رغم علاقتنا الوثيقة وصداقتنا العميقة ’ لكن الجميع بالنسبة لها كانوا اسماكا في بحيرة واحدة.
قبل ايام التقيتها صدفة قرب قلعة اربيل ’ بعد ان فرقتنا الظروف (الديمقراطية) ’ وكان فرحنا فرح سمكتين التقيتا فجأة بعد ان اطاحت بهما الاعاصير وفرقتهما دوامات البحر العاصفة , وعندما سالتها مازحا عن حال واوضاع الاسماك هذه الايام ’ اجابت بحسرة ان هنالك طفرة سمكية وراثية سياسية خطيرة ومريره ’ ادت بتغيراتها الجينية الى تحول بعض الاسماك المجهرية الطفيلية الشريرة الى حيتان شرسة خطيرة راحت تلتهم بشراهة كل الاسماك الصغيرة , أما كواسج الفساد لم تبق شيئا للعباد.
ونحن نقلب صفحات لذيذة من تلك الذكريات السمكية ’ سألتها بخباثة   صحفية (هنالك مثل سمكي كنت ترددينه دائما يؤكد ان السمكة فاسدة من رأسها وليس من ذيلها , فاين موقع العملية السياسية من مثل هذه الامثال السمكية؟).
  اطلقت زفرة طويلة قبل ان تجيب :(هذا المثل لا ينطبق على العملية السياسية لدينا لانها والحمد لله ليس لها رأس  ولهذا تجدها ضائعة تتخبط في جميع الاتجاهات وتضرب بزعانفها يمنة ويسرى مثل السمكة التي التهمت سم الزهر لكنها مع الاسف وبدل الرأس اصبحت تمتلك مئات وربما الاف الذيول).
ثم راحت تدندن دامعة العينين (اشلون انام اليل وانت على بالي .. حتى السمج بالماي يبجي اعلى حالي)’ ولم اعلم هل كانت تبكي متألمة لانها استذكرت مرارة الماضي الذي رحل أم فرحا بالحاضر (الــــــرائع) الذي أطل؟       

306
مشاكسة
اليدري يدري
والما يدري دعوه لا يدري

مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
في سابقة هزت الاوساط الشعبية والرأي العام بعنف فاق بقوته وتاثيراته وافرازاته وعنفه اعصار ساندي الذي ضرب الولايات المتحدة مؤخرا, اقدم مجلس الوزراء الموقر على اتخاذ قرار خطير ’مرعب ومرير, ليفجر الكثير من ردود الافعال المترعة بالذهول والصدمة والمرارة وخيبة الامل, وبالاخص من قبل الفقراء والمعدمين والمسحوقين وذوي الدخل المحدود وابواب الرزق المسدود , ممثلا بالعمل على رفع اجهزة ادامة الحياة عن (ام الوثائق والحقائق البطاقة التموينية) التي ترقد منذ سنوات في غرفة الانعاش ’ و(قتلهـــــا) بسلاح (المـوت الرحيـم) , بدل التأني والتعوذ من الشيطان الرجيم  ’ بعد ان اخفقت كل العقاقير والمضادات الحيوية التي اغرقتها الجهات المعنية  بها لانقاذها من سرطان الفساد الذي نخر عظامها واستشرى منذ 2003 ولحد الان ’ وذلك لأن جميع العقاقير التي قدمت لها كانت اما فاسدة أومنتهية الصلاحية ومن مناشئ رخيصة ’ فضلا عن ان تلك الاجراءات لم ترق للتداخل الجراحي لاستئصال سرطان الفساد , وانما اقتصرت على المسكنات والمهدئات والمنومات في الوقت الذي كانت فيه خلايا السرطان الفسادية تواصل انقساماتها الملعونة بسرعة مجنونة لتمتد الى كل عضو في جسدها المتعب النحيل ملتهمة المليارات ولتتركها مجموعة عظام منخورة يغطيها جلد تملؤه التقرحات والتشققات والالتهابات والاورام الخبيثة.
 ثم توالت الاخبار وتضاربت حول تجميد قرار الالغاء مرة , والتريث مرة اخرى ’ والتكهن بتصويت المجلس الموقر على الغاء ذلك القرار الذي تحول الى اعصار من الرفض والشجب والادانة والاستنكار’ كما توالت الاعتذارات من مختلف المستويات حول القرار وكأن مجلس الوزراء عندما اتخذه كان في واد والشعب في واد اخر.
  وبالعودة الى الضحية (البطاقة التموينية) التي سماها بعضهم بأم العراقيين , واطلق عليها اخرون  أم الفقراء والمسحوقين فقد سعت على مدى واحد وعشرين عاما لتوفير اساسيات لقمة العيش ورغيف الخبز لكل العراقيين بالاخص في اصعب ظروف الحصار الدولي  واقساها.
   وعلى الرغم من قسوة ذلك الحصار الخانق والهيمنة الدكتاتورية وفساد   النظام البائد وعزلته  الدولية واستحواذه على الواردات الوطنية وتبذيرها على مغامراته وملذاته الشخصية والعائلية واسعار النفط المتدنية والتي بلغت في كانون الثاني من عام 1999 مثلا (16$) ستة عشر دولارا فقط للبرميل الواحد وتواضع الميزانية العامة التي ربما لم تكن تتجاوز في ذلك العام الخمسة عشر او العشرين مليار  دولار , غير ان تلك البطاقة السحرية استطاعت ان تواجه كل تلك الظروف الصعبة مجتمعة وان تخترق التحديات لتوفر للعراقيين اثنا عشر مادة منها (الرز , الطحين , الزيت , السكر , الشاي ’ مساحيق الغسيل , الصابون , الحليب المجفف للكبار , الحليب المجفف للاطفال , البقوليات , معجون الطماطم ’ شفرات الحلاقة).
بيد ان من العجيب والغريب , بل والمريب , ان تتراجع البطاقة التموينية وتنكمش على نفسها وان تصاب بالجفاف والعقم وان تفقد ابناءها الاثني عشر واحدا تلو الاخر ’ في زمن الحرية والديمقراطية وحكم الشعب وحقوق الانسان والانفتاح والدعم الدوليين والميزانيات الخيالية التي فاقت المائة مليار دولار ’ حتى لم يتبق لها من ابنائها الطيبين الا اربعة فقط هم (الرز , السكر , الطحين ’ الزيت) بفعل سرطان الفساد ’ ليكتشف العراقيون الشاي عديم اللون والطعم والرائحة مرة والمخلوط بنشارة الحديد والخشب مرة اخرى , والرز العفن والزيت الفاسد المنتهي الصلاحية والطحين الذي اقامت حشرة (القمل) بين ذراته مجمعات سياحية وغذائية لها ولعائلتها ولاقاربها , في حين وقف العالم كله باعجاب وذهول ودهشة امام واحد من اجرأ الممارسات الديمقراطية وارفعها ممثلة بتهريب مسؤول رفيع عن مفردات البطاقة التموينية بعد اتهامه بالفساد و باختلاس المليارات الى الخارج و محاكمته غيابيا واصدار الحكم ببراءته وهو خارج العراق بعد ان هدد ولوح ربما بكشف وفضح اسماء وملفات حيتان كبيرة كانت ضالعة معه في شبكة (نزاهتــــة الوطنية).
بيد ان الاغرب من ذلك كله كان محاولة استصدار الحكم بالموت على ام الفقراء وام الوثائق وام المسحوقين بذريعة التخلص من الفساد الذي احاط  بها’ بدل العمل على الغاء الفساد ومحاربته ’ ومن يدري ربما نشهد مستقبلا وفق هذا التصور والمعالجة (الثورية الحاسمة) الغاء المستشفيات والخدمات الصحية ’ والتقاعد والضمان الاجتماعي والخدمات البلدية والماء والكهرباء والنقل العام والمدارس والمعاهد والجامعات والجوازات بذريعة انتشار الفساد فيها وعدم القدرة على اجتثاثه.
وحسنا فعلت الحكومة باقتراحها  الاولي تخصيص مبلغ خمسة عشر الف دينار لكل مواطن تعويضا عن مواد البطاقة التموينية  في حال الغائها’ حيث سيصبح بامكان كل عراقي ’ وفق هذا الكنز الاسطوري العيش برفاهية واستخدام خادمة اسيوية وتأسيس شركة انتاجية والتمتع بالعطور الباريسية والشكولاتة الهولندية ومعلبات الكافيار الروسيه وشراء سيارة حديثة وفيلا سياحية في احد المنتجعات السويسرية وتوفير ما يتبقى في حسابات بنكية.
وصدق المثل القائل : (اليدري يدري .. والمايدري دعوه لا يدري فذلك افضل له من الصداع والضغط والسكر وربما الجلطة والسكتة والهذيان وفقدان الذاكره ان درى وفكر .. وتفكر).


307
أدب / مكــــــــــابره
« في: 19:20 16/11/2012  »


مكــــــــــابره



مال اللــــه فـــرج  



يـارب ..
لا اطلـب منـك
أن تحمـل عنـي
صليــب همومـــي
 و أحزانـي..
مهمـا أنهكنـي ثقلـه
وجـرّح ظهـري..
وأدمانـي ..
لكننـي اسـألك
أن تعــزز
ارادتـي وتحملـي
وأن تعمـق
فـي قلبـي
ايمانـي..
لأواصـل السـير
فـوق الاشـواك
رغـم النـــزف
منتصــبا
تغطـي
ضحكتي المجلجلة
نزيـف احزانـي
وتهـزأ مكابرتـي
بغـدر الزمـان
 


Malalah_faraj@yahoo.com

308
مشاكسة
احبـــك
ليـــــش مــــا أدري
مال اللـــه فـــرج
  Malalah_faraj@yahoo.com

في خطوة اثارت مشاعر غضب واستنكار واستهجان وتنديد كل القطاعات الشعبية وبالاخص المسحوقة منها والمحروقة ’ اقدمت نائبة برلمانية على محاولة هـــدم وردم وتدمير وتفجير كل اسس وركائز البنى التحتية والمتوسطة والفوقية والستراتيجية والتأريخية والمصيرية للعلاقات القومية العربية ’ باقدامها جهارا نهارا على اشهار سلاح الانتقادات النارية ضد واحد من اجرأ واهم وابرز القرارات الثورية القومية الستراتيجية الذي اتخذته حكومة (الشــراكةالوطنيــــة) في واحدة من ابرز منعطفاتنا الثورية ’ بعد ان انجزت كل برامجها الخدمية وخرائط الطريق السياسية وخططها الاصلاحية واقامت ابرز واعلى واوسع واهم الصروح الاقتصادية على قاعدة احدث مرتكزات البنى التحتية.
فقد بادرت تلك النائبة البرلمانية الموقرة , بالاستنكار وفتح النار على اهم وابرز قرار اتخذه مجلس الوزراء بعد ان اشبع الجياع وانصف الفقراء ممثلا باغاثة ثلاثة دول شقيقة وتقديم مساعدات ومنح مالية لها بقيمة (25000000$)     خمسة وعشرين مليون دولار فقط  كما ادعت ’ اعتزازا بالعلاقات القومية التاريخية في هذه المرحلة المصيرية , في وقت تجاهد فيه حكومة (الشــــراكة الوطنيـــــــة) لابرام عقود دولية لتنفيذ مشاريع البنى التحتية بالديون الوطنية من خلال رهن ثروتنا النفطية لتسديد مستحقات الشركات الاجنبية.
 ولست ادري ما سبب غضب وعتب هذه البرلمانية الابية في وقت انصفت فيه الحكومة كل الفقراء والشركاء والمحتاجين واشبعت الجياع واليتامى والمشردين ’ واقامت مجمعات السكن الحديثة لسكان اكواخ الصفيح والطين ’ وضمنت الحياة الكريمة للمتسولين والمسحوقين ووفرت فرص العمل لجميع الخريجين وغير الخريجين العاطلين , حتى اضطر أحد المسؤولين الرفيعين بعد احتواء جميع الكفاءات واصحاب الشهادات في الوظائف الرفيعة في مختلف المؤسسات بعيدا عن التمييز والوساطات والولاءات الى تعيين خريج اعدادية بمنصب مديرعام من اجل ان يسهم في دفع المسيرة الى امام وربما سندخل مستقبلا كتاب غينس للارقام القياسية اذا تواصلنا بهذه الستراتيجية الثورية في معالجة وامتصاص البطالة الوطنية وربما نضطر عندها لتعيين خريجي محو الامية في ارفع الوظائف الحيوية واستيراد العمالة الاسيوية للخدمات البلدية .
فقد حسمت الحكومة الحكيمة كل المشاكل والتحديات الجديدة منها والقديمة واخرست بانجازاتها الستراتيجية كل الابواق والاقلام والافواه اللئيمة , ولم يتبق  لدينا وفق البيانات الرسمية (المحايدة والمنصفة)  الا سبعة ملايين عراقي فقط ما يزالون (بارادتهم الطوعية) يعيشون تحت مستوى خط الفقر ويقتات الكثير منهم على المخلفات الغذائية في سلال القمامة واماكن الطمر الصحي بحثا عن الفيتامينات المجانية , حيث يقيم الكثير منهم ايضا في اكواخ الطين والصفيح ’ وبحسب الاحصاءات الرسمية (المنصفــــة) ايضا لم يعد لدينا من العاطلين الا ما نسبته (16%) فقط ’ ومن الفقراء الا (11%) فقط , ومن اليتامى اربعة ملايين فقط ومن الارامل مليوني ارملة فقط ’ اما المتسولين والمشردين واطفال الشوارع الذين لا مأوى لهم وذوو الاحتياجات الخاصة وبالاخص المقعدين الذين لا يمتلكون اثمان الكراسي المتحركة فربما يتجاوز اعدادهم المليون انسان غارقين في ازماتهم ومعاناتهم واحزانهم يتطلعون الى اية يد كريمة والى أي اجراء يلتفت الى اوضاعهم المزرية وينقذهم او يخفف عنهم معاناتهم اليومية , ومع ذلك وخلافا لكل الانظمة والحكومات العربية القومية المبدئية فان لدينا من يرى ضرورة ان تتقدم التزاماتنا (القوميـــــــة)  على كل همومنا ومأسينا ومتطلباتنا واحتياجاتنا الوطنية.
وباستعراض سريع للحقائق على الارض ’ فان هذا الدعم (القومي) المتواضع   ’والبالغة قيمته (25000000$) خمسة وعشرون مليون دولار , لو وزع على     العاطلين من خريجي الكليات والمعاهد والذين ربما يضطر بعضهم للعمل عتالين او باعة ارصفة او باعة نفط متجولين وبواقع خمسة الاف دولار لكل منهم لبدء مشروع متواضع او لشراء سيارة اجرة متواضعة والعمل عليها لوفرنا به فرص العمل المناسبة لخمسة الاف عاطل ومن خلالهم لخمسة الاف عائلة , ولو وزعنا هذا المبلغ على المقعدين من ذوي الاحتياجات الخاصة لاقتناء كراسي كهربائية لائقة متحركة لهم وبواقع الف دولار للكرسي الواحد لانقذنا خمسة وعشرين الفا منهم من معاناتهم اليومية ومن ذل طلب المساعدة من الاخرين , ولو وظفنا هذا المبلغ لشراء ماكنات خياطة للارامل وللنساء العاطلات وبكلفة مائتي دولار للماكنة الواحدة لوفرنا العمل اللائق لمائة وخمسة وعشرين الف امرأة عاطلة ’ ولو حاولنا بهذا المبلغ المتواضع ادخال البهجة والسرور لقلوب الاطفال اليتامى واطفال الشوارع وهم على ابواب الشتاء بشراء بدلات (قوطا) جديدة لهم بسعر خمسين دولار للبدلة الواحدة لاستطاعت , حكومة (الشرا كــــــة الوطنيـــــــة) اكساء نصف مليون يتيم وانقاذهم من اوضاعهم المهينة وادخال الفرح والمرح الى قلوبهم الحزينة , وووووو.
اخيرا فان هذا القرار التأريخي القومي الثوري الحاسم المجيد ربما سيجعل معظم الفقراء والجياع والمعدمين والمتسولين يرددون فرحين مبتهجين وهم يتمتعون بكل هذه الانجازات والمكاسب اغنية الفنان رياض احمد رحمه الله بمنتهى الحرارة والحماسة:   
(احبك ليش ما ادري .. ما ادري .. مرة اسأل عيوني .. ومرة عيوني تسألني , احبك ليش .. ليش ما ادري ما ادري).
       

309
مشاكســـة
رصاصـــة الرحمـــة
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  أصبح حال حكومتنا وبرلماننا وسياسيونا الضائعون في دوامة الاجتهادات والمتناقضات والسجالات والتوجسات والافتراقات والاختراقات والامزجة والخلافات وهم يحاولون تلمس أي طريق يخرجهم من نفق الازمة السياسية المظلم ’ حال الضائع في صحراء شاسعة تحت اشعة الشمس اللاسعة ’ لاماء فيها ولا خضراء ولا انسان ولا حيوان ولا بوصلة لتحديد الاتجاهات ولا دليل بامكانه عبر فراسته تلمس تضاريس الطرقات ’وبذلك ينطبق عليهم في دوامة تخبطاتهم التي طالت دون ان يتفقوا على حل او قرار او اتجاه او معيار يأخذ بأيديهم الى الاتفاق والاستقرار’ المثل القائل (ان كنت لا تعرف الى اين تذهب فكل الطرق تؤدي الى هناك).
فبعد ان طبل المطبلون وزمر المزمرون وهلل المهللون لحكومة (الشراكة الوطنية) التي رأى البعض فيها في حينها وفق ارفع التصريحات والخطابات الثورية ’ حكومة انقاذ ’ وعدها اخرون حكومة مصالحة ومسامحة ووصفها من وصفها بحكومة التوازنات والتنمية والكفاءات وخلع اخرون عليها تسمية حكومة البناء واعادة الاعمار ورأى فيها من رأى بانها حكومة كل الاطياف السياسية لتحقيق الاهداف الوطنية , اذا بها تتحول مع مرور الايام وتبخر الاحلام وبامتياز الى حكومة التناقضات والازمات والاخفاقات الوطنية ’ بعد ان فشلت في حلحلة العقد والازمات المستعصية ’ بل وانجبت الكثير من الازمات والتعقيدات الجديدة بدل ان تحلحل التحديات والمشاكل القديمة العديدة.
فعلى مر الاسابيع والاشهر والسنوات , اندلعت التناقضات وانجبت الكثير من الخلافات التي تناسلت بسرعة لتتحول الى ازمات , ومن ثم الى معارك وسجالات ’ وغابت التوافقات الوطنية اللطيفة لتحل محلها الاتهامات السياسية العنيفة , وهكذا تحولت ساحة البناء واعادة الاعمار الى ساحة للحرب والعنف والدمار والتهديد بكشف الملفات والاسرار ’ وبدل ان يتوافق الجميع على برامج التنمية والخدمات ’ انشغلوا بالصراعات وبتبادل الاتهامات , وبدل ان يعملوا لاجتثاث الارهاب والفساد ’ تمترس معظمهم في خنادق التفرد واثارة الاحقاد , وبدل العمل على اعادة بناء الاقتصاد المهدم والبنى التحتية , عمل البعض على توسيع مساحة الخلافات الهامشية ’ وبدل معالجة البطالة والفقر واعادة المهجرين ’ انهمك البعض في كيل الاتهامات والتجريح للاخرين ’ دون أي اعتبار لمصالح وحقوق واحتياجات الفقراء والمعدمين الذين رضوا من ثرواتهم بعدس البطاقة التموينية على امل تحسن الاوضاع الاقتصادية وانجاز ولو (1%) من الوعود الفلكية للحملات الانتخابية .
لكن العجيب والغريب ’ وربما المريب ايضا , المبادرة باطلاق رصاصة الرحمة على حكومة (الشراكةالوطنية) وهي ترقد في غرفة الانعاش بانتظار الاسعافات السياسية السريعة ومتعددة   الاشكال التي نهضت بها مختلف الكتل والتحالفات والشخصيات باتجاه رأب الصدع وايقاف نزيف السجالات والتداعيات واعادة ترميم جسور العلاقات الوطنية المشتركة بالاخص بين بغداد واربيل وفقا للدستور ’ واعداد مسرح الاحداث المفضي للخروج من الازمة التي الحقت افدح الضرر بالبلاد واقلقت العباد من خلال السعي لعقد المؤتمر الوطني الذي كما يبدو سيولد ميتا ’ هذا ان ولد فعلا ومناقشة برنامج الاصلاحات السياسية الشاملة الذي لوح به التحالف الوطني طويلا وامسى قاعدة وارضية وهدفا لمختلف اللقاءات والاجتماعات والتصريحات والمواقف والاجتهادات التي استمرت شهورا, ليأتي في خضم ذلك من يحاول اجهاض كل تلك الاجتماعات والمباحثات التي عقدت على اعلى وارفع المستويات بالدعوة لتشكيل حكومة اغلبية سياسية (وكأنك يا ابو زيد ما غزيت) دون أي اعتبار لا للاتفاقات السابقة وفي مقدمتها اتفاقية اربيل التي افضت لتشكيل الحكومة واخراج العملية السياسية من عنق الزجاجة ولا لجهود اللقاءات والاجتماعات والمباحثات التي عقدت على ارفع المستويات وفي طليعتها الرئاسات الثلاث’ مما يعني فعليا اطلاق رصاصة الرحمة على حكومة الشراكة الوطنية وتشييعها الى مثواها الاخير.
ومع كل الاحترام والاعتزاز والتقييم لكل الاراء والاقتراحات والمواقف السياسية والبرلمانية والحكومية التي تتصدى للازمة بما فيها اقتراح الذهاب الى حكومة الاغلبية ’فان التساؤلات التي تطرح نفسها بقوة ووضوح ’ هل ستكون الحكومة الجديدة سواء كانت حكومة اغلبية او اقلية زورق الانقاذ للحكومة الحالية من مازقها وضمانة لعدم مساءلتها من قبل البرلمان على اخفاقاتها وسلبياتها وعدم قدرتها على النهوض ببرنامجها الوطني ؟ بعد ان تكون تشكيلتها قد انفضت وذهب كل وزير او مسؤول الى سبيله ؟ ثم ان استبدال الحكومة بحكومة اخرى يعني بداهة فشل الاولى بكل طاقمها مما يعني اخضاعها للمساءلة ’ فهل ان الحكومة الحالية مستعدة للمساءلة ؟ وهل ان البرلمان متوافق على مساءلتها؟ وهل يعني تشكيل حكومة جديدة سلاحا لتهميش قوى واطياف سياسية معينة ؟ ام انه يعني اغلاق ملفات الفساد والاخفاقات والعقود والصفقات المشبوهة  والخروقات والانهيارات والكوارث الامنية وغياب الخدمات والكهرباء وسواها ؟ والتنصل من الوعود والعهود الوطنية ومن الاتفاقات السياسية والبدء من جديد من نقطة الصفر’ بدل معالجة الامر واقامة الف جسر وجسر بين المكونات السياسية للعمل برؤى ستراتيجية باتجاه تحقيق ارفع المصالح الوطنية.
في خضم ذلك كله يبقى المواطن المسكين الضائع في دوامة الازمات منذ سنين يغني لكافة السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين  بقلب منكسر حزين :
   (ياللـي نسـيتونا يمتـى تذكـــرونا).
       
 

310
مشاكسة
كلـــــب
حراســــة البرلمـــــان
مال اللـــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

 في الوقت الذي اطاحت فيه الانهيارات والخروقات والماسي والفواجع والكوارث الارهابية بواحدة من اضخم صفقات الفساد الامنية ’ ممثلة بأجهزة الكشف عن المتفجرات التي كانت الى جانب اسعارها الخيالية حيث تعاقد على شرائها بعض الخبراء النبلاء الاوفياء الاصلاء النجباء بسعر تعاوني, كان وبحسب اللهجة العامية العراقية (أخـــو البــــلاش) اذ تجاوز سعر القطعة الواحدة من ذلك الجهاز السحري المضحك المبكي الاربعين الف دولار وفقا للتقارير الصحفية الامبريالية الاستعمارية الخبيثة , في حين ان سعره الحقيقي وفقا لمصادر رسمية بريطانية كان بحدود الخمسة والعشرين دولارا فقط , الى جانب شفافيته المفرطة وعدم تمكنه من الكشف عن أي نوع من المتفجرات باستثناء العطور والتوابل ومواد مكياج وتجميل السيدات , فقد اقتنع المسؤولون كما يبدو بضرورة الاستفادة من التجارب العالمية في القضايا الامنية والاعتماد على الكلاب البوليسية الخاصة من خريجي الدورات الامنية المكثفة , والتي لا تعرف كما الانسان الغش والخداع والفساد والكذب والمحاصصة والرشا ’ ولا تميز في عملها ونزاهتها ومصداقيتها ومهنيتها العالية بين الوزير والخفير, ولا توقف نواب الكتلة الفلانية وتخضعهم لادق عمليات الشم والتفتيش المفصل وتغض الطرف عن برلمانيي كتلة اخرى تحت أي مسوغ او ذريعة.
وفي هذا الصدد تم التعاقد مع مسؤولي احد الكلاب الخاصة بهذا المجال الحيوي للقيام بهذه المهمة التي عجزت عنها الكفاءات والخبرات البشرية والاجهزة والمعدات الالكترونية , حيث كشف مصدر من داخل مجلس النواب ان البرلمان سبق ان تعاقد مع شركة امريكية للكلاب البوليسية تابعة لاكاديمية (كلوبــــل) المتخصصة في مجال الامن التي تمتلك معهدا لاكثار هذه الكلاب وتدريبها ’لتوظيف احد كلاب الحراسة المتمرسين لحماية البرلمان وتم في العقد تحديد      الراتب الشهري للكلب المعني بخمسة الاف دولار فقط ولثماني ساعات عمل في اليوم , حيث تبلغ حصة هذا الكلب ابن الكلب ثلاثة الاف دولار ينفقها على نفسه وعلى زوجته الكلبة الوفية وعلى جرائهما المدللة الذين ربما يواصلون دراساتهم التاهيلية العليا في ارقى المعاهد والجامعات الحيوانية وربما يشيد لهم منتجعا متواضعا في دافوس او في الريفيرا او في جبال الالب او في جزر الكناري للسياحة والراحة والاستجمام , ويوفر ما يتبقى في احد المصارف الفيدرالية ضمانا لمستقبل العائلة الكلبية, في حين تستقطع الشركة المعنية بالتوظيف الفي دولار من مبلغ العقد لتوفر للكلب السعيد السكن الملائم والطعام والفواكه والحلويات والمعجنات والكبتشينو والكورن فليكس والكرواصون والكافيار ومعدات الرياضة والرشاقة والعطور الباريسية والرعاية الصحية والنزهة والنقل ومشاهدة افلام الثري دي والتزحلق على الجليد الاصطناعي والكوافير والحمام الزيتي والجاكوزي والضمانات الاجتماعية واجهزة الايفون والايباد وخط الانترنت الخاص بموقعه على الفيس بوك للتواصل مع اصدقائه الكلاب .
 وعلى الرغم من ان الراتب الشهري لهذا الكلب ابن الكلب المحظوظ يساوي مجموع الرواتب الشهرية لعشرين متقاعدا يستلم كل منهم ما قيمته مائتين وخمسين دولارا ,الا ان هذا الاجراء يبقى عمليا وحيويا وحضاريا رائعا ,يعبر عن المواكبة الفعلية للتحولات الدولية الستراتيجية في هذه القضايا المصيرية.
 بيد ان الامر كان سيكون اشد مدعاة للفخر والاعجاب والاعتزاز وابلغ فائدة لو تم بالفعل نشر قوات وافراد خاصة من فصائل هذه الكلاب المدربة فائقة الدقة وعالية الخبرة وواسعة الكفاءة والمهنية في مداخل جميع الوزارات والدوائر والمؤسسات والهيئات والمنظمات والاحزاب ومجالس المحافظات والسفارات والملحقيات والهيئات الدبلوماسية والمطارات , بامكانها عبر حاسة الشم فائقة القوة والحساسية لديها ان تشم روائح الفساد والرشا والعقود الوهمية والصفقات الفاسدة والحصص المالية والمحسوبية والمنسوبية والارتباطات الخارجية والتمويلات الاجنبية والتصريحات الكاذبة والشهادات المحورة والوئائق المزورة والمزايدات البرلمانية والسياسية والمصالح المالية واعداد الشقق والفلل والشركات والمعامل التي تملكها هذا المسؤول او ذاك بطرق واساليب غير شرعية في الداخل والخارج , وتقوم هذه الكلاب التي لا تعرف المحاباة ولا الخداع ولا التمييز بين هذا وذاك ولا المجاملة على حساب الحقائق وشرف الامانة المهنية بالتمسك باذيال هؤلاء الفاسدين ومنعهم من دخول دوائرهم ربما ستكون اشد فاعلية من جميع لجان وهيئات النزاهة والرقابة والعدل والتدقيق والتحقيق في العالم اجمع , والاهم ربما ستكون هذه القوة الكلبية الخاصة العامل الحاسم بيد الحكومة للقضاء تماما على الفساد وتنظيف البلاد والحفاظ على اموال ومصالح وحقوق العباد.
وعندها سينكشف المستور,وتظهر خفايا الشرور وعمليات التجاوز على القوانين والدستور ’ وسيتعرف العراقيون ربما على خفايا مذهلة عن اخطر انواع وشبكات الفساد وخيوطها وارتباطاتها وقادتها وادواتها وغنائمها ومفرداتها , وسيتلمسون الاسباب الحقيقية الظاهرة والخفية لازمات الماء والكهرباء والخدمات والانهيارات الامنية والاختطافات والتعيينات والاستحواذات والاسلحة الكاسدة والمواد الغذائية الفاسدة وغيرها الكثير والمثير والخطير.
عندها ,عندما سيتوسل ويستجدي المرشحون الفاسدون اصوات القطاعات الشعبية  في الانتخابات البرلمانية , ربما سيغني العراقيون لهؤلاء الذين سرقوا منهم رغيف الخبز والامانة والامان:
     (لســـه فاكــــر ... كــــان زمــــان)   
 

311
مشاكسة
شـــرعنة الفســـــاد

مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

كثيرة وكبيرة ومريره وخطيرة ومبتكرة وعجيبة وغريبة انماط وانواع واشكال واحوال وطرق واسس واساليب وخيوط واخطبوطات  الفساد التي نخرت البلاد وسلبت حقوق العباد , والتي مكنتنا من ان ننتزع بكل فخر وجدارة المركز الثالث لاكثر البلدان فسادا في العالم ضمن تقارير وتحليلات ورصد ومتابعات منظمة الشفافية الدولية عبر مجساتها الميدانية.
 فعلى الرغم من ان العراق يمتلك ربما اضخم التشكيلات الحكومية المنوعة المختصة بالتصدي للفساد ومكافحته واجتثاثه , بدءا من هيئة النزاهة ولجانها وتشكيلاتها    وفيالقها الميدانية مرورا بلجنة النزاهة البرلمانية وبدوائر المفتشين العامين في جميع الوزارات والدوائر وانتهاء باللجان التدقيقية والتفتيشية والرقابية والحسابية وديوان الرقابة المالية وسواها , ومع ذلك فان فيالق النزاهة  وفرقها وتشكيلاتها وفروعها ولجانها الميدانية , فشلت وتفشل دوما في اصطياد الحيتان الكبيرة , مكتفية بالاسماك الصغيرة.
ولعل ازدهار(مجموعة شركات سوق مريدي الثقافية الدولية) وفروعها في المحافظات واتساع وتعدد انشطتها (الوطنيــــة) في انتاج الوثائق المحورة والشهادات المزورة ما يؤكد عظمة دورها الريادي في تطورنا الفسادي, حيث سبق للجنة النزاهة البرلمانية ان اماطت اللثام عن وجود اكثر من (30000) ثلاثين الف شهادة دراسية مزورة في  مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها , مبينة وجود اكثر من (2000) الفي مسؤول عراقي كبير ممن هم بدرجة نائب في البرلمان او من هم بدرجة وكلاء وزارات او مدراء عامين او اعضاء في مجالس المحافظات ممن زوروا شهاداتهم وهم الان يتمتعون بمناصبهم وبرواتبهم الرفيعة.
يأتي ذلك الى جانب اتساع ظواهر العقود والصفقات  التسليحية والغذائية الفاسدة وسهولة هرب معظم المسؤولين الفاسدين من ذوي الجنسيات المزدوجة والولاءات الوطنية المزدوجة بغنائمهم الى الدول التي اقسموا لها يمين الوفاء على حساب وفائهم لاوطانهم الاصلية التي تنكروا لترابها وسرقوا ثرواتها مما مثل ويمثل دليلا قاطعا على سعة الفساد الذي يضرب البلاد وسهولة افلات الرؤوس الكبيره من المساءلة المريره.
 بيد ان الاكبر والاخطر من طرق واساليب الفساد التقليدية هذه , الابتكارات الفسادية  الجديدة التي ابتدعتها المخيلة العبقرية الخصبة لبعض المسؤولين , مما اتاح ويتيح لهم الحصول على الحصص الكبيرة من (الكعكة العراقية) دون اية مساءلة قانونية وبصورة طبيعية وعادية وعلنية , بل وممارسة فسادهم العلني بحماية الانظمة والتعليمات والقرارات (الثوريـــــــة) , من خلال (شــــرعنة الفســـــاد) رغم انف القوانين والعباد.
في هذا الصدد العجيب والمريب , تناولت المواقع الالكترونية بدهشة خبر (الانجـــاز التأريخــــي) الفريد المجيد الذي نشرته احدى الصحف اليومية على صدر صفحتها الاولى , والمتضمن مكسبا وطنيا غير مسبوق لحل ازمة السكن الخانقة باسلوب وطني حضاري ديمقراطي ثوري تقدمي اشتراكي , تمثل بالنجاح التاريخي المبين للجهات المعنية في بيع القصور الرئاسية  في المنطقة الخضراء لمسؤولين   كبار , باسعار تعاونية وبالتقسيط المريح , بدل الاهتمام  بتوفير السكن لسكان اكواخ الصفيح.
وفي هذا الصدد اوضح عضو في اللجنة المالية البرلمانية ان دائرة عقارات الدولة  سبق ان قامت بتشكيل لجنة خاصة لبيع القصور الرئاسية في المنطقة الخضراء لمسؤولين كبار في الدولة , حيث وضعت اللجنة شروطا (قانونية وطنية) تنص على ان يدفع المشتري (المسؤول) اقل من ربع المبلغ والباقي يتم تقسيطه على مدى عشرين عاما , مشيرا الى ان اللجنة المالية البرلمانية طلبت من دائرة العقارات اطلاعها على تفاصيل عملية البيع لكن الدائرة لم تتجاوب معها.
ولم توضح التقارير الصحفية كيف سيتمكن هؤلاء المسؤولون (الفقــــراء) الذين ربما قد ساهم بعضهم  بتحديد اسعار تلك القصور بأنفسهم من دفع مقدمتها  واقساطها , وهل سيضطرون لبيع حصصهم من مواد البطاقة التموينية لتسديد اقساط القصور الرئاسية ؟ ام ان بالامكان ان تبادر جهات اقليمية (باقراضهــــم) الجزء الاكبر من تلك الاقساط المالية بدوافع(اخويـــة وانســـانية). 
من جانبه اكد نائب برلماني اخر هذه المعلومات موضحا (ان العقارات قي المنطقة الخضراء قد بيعت بطريقة لا تتفق  مع المعايير المعروفة حيث لم يتم الاعلان عنها وخصصت لمسؤولين كبار من الاحزاب المتنفذة الذين استحوذوا عليها واشتروها باسعار رمزية , معتبرا ذلك فســــــادا كبيـــــــرا), مضيفا (ان عدم تسليط البرلمان الضوء على هذا الفساد يعود لتورط جميع الكتل البرلمانية فيه).
حسنا فعل المشاركون والمتورطون بهذا الانجاز التاريخي , فهم قد وضعوا نصب اعينهم الاولويات الوطنية الستراتيجية اولا وقبل كل شيئ وفي مقدمتها توفير الراحة والامتيازات والرواتب والقصور الرئاسية والحصص والمغانم والايفادات للمسؤولين ليتمكنوا من خدمة المحرومين والمعدمين والمسحوقين.
وهكذا اثبتت وتثبت بعض اطراف حكومة (الشراكة الوطنية) نزاهتها المنقطعة النظير في التوزيع العادل للثروات على كل الشرائح والمكونات , فللمسؤولين وللسياسيين الكبار ولابنائهم المواقع القيادية والرواتب الخيالية والدرجات السيادية والوظائف الدبلوماسية والقصور الرئاسية , وللفقراء والمعدمين عدس البطاقة التموينية.
و... (يافــؤادي لا تســل اين الهـــــوى ....كـــان صرحا مـــن خيــــال فهــــوى).
 


312
مشاكسة
مؤسســات مصلاويــــة   
للبنــــى التحتيـــــة   
مال اللــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

اعادتني تداعيات مشروع قانون  البنى التحتية الذي اشعل الكثير من الجدالات المحتدمة العقيمة ومن حرائق التوجسات والاتهامات السقيمة ’ والتوقعات السلبية خشية الغرق قي بحار المديونية الدولية ’ الى خمسينات القرن الماضي ’ حيث الزمان غير هذا الزمان والانسان غير هذا الانسان وايادي معظم  العباد لم تتلوث بعد بقذارات الرشا والفساد ’اذ كانت صباحات الموصل الجميلة ’ معطرة باروع مشاعر المحبة النبيلة ’ بين كل القوميات والاديان والطوائف الاصيلة ’ فلم يكن هنالك تطرف ولا اقصاء ولا مفخخات ,  ولا اختطاف ولا تهجير ولا كاتمات ’ولا اختناقات مرورية ولا انهيارات امنية ولا مواكب لشخصيات رسمية يتولى افراد حماياتها نثر شتائمهم الرومانسية على محتلف القطاعات الشعبية .
 في ذالكم الزمن الجميل ’ و في شارع النبي جرجيس الذي تشرف باحتضان اول حافلة حكومية لمصلحة  نقل الركاب حملت الرقم (واحد)وكانت  تسير متمايلة متمخترة مثل البطة وفق خط (مستشفى- محطة) , كان هنالك صاحب محل متواضع عامر بالمواد الغذائية على اختلافها رغم صغر مساحته اسمه(يونس) ان لم تخن الذاكرة المشاكسة التي كلما احتجتها اجدها متجهمة عابسة .
 طبقت شهرة (يونس) وسمعته المحلة لحسن تعامله وصدق مقاصده وذكاء تصرفه ’ فقد كان قادرا على ان يسوق في اليوم الواحد من البضائع المختلفة ما يتجاوزعشرة اضعاف ما يسوقه غيره من اصحاب المحلات المجاورة , بالاخص وانه استخدم في تسويقه لبضائعه اسلوبي البيع بالعاجل وبالاجل على حد سواء, موظفا دبلوماسيته العالية في اقناع من يدخل محله لشراء علبة دخان مثلا بشراء العديد من البضائع الاخرى حتى وان كان لا يملك السيولة النقدية الكافية في حينها لان سجل البيع بالاجل بين يديه على مدار الساعة ’ اما المصائب المالية التي تصدم المستهلكين فكانت تتفجر في نهاية الاسبوع بالنسبة للعاملين بالاجور اليومية او الاسبوعية في القطاع الخاص ’ ونهاية الشهر بالنسبة لموظفي الحكومة حيث يتزاحمون على محل (يونس) لتسديد الديون المتراكمة عليهم وغالبا ما ينزفون معظم رواتبهم ويظطرون لتدوير ما تبقى للاسابيع وللاشهر القادمة مما يجعلهم مكبلين بالديون على مدار السنة .
وعلى الرغم من كون ذلك الانسان الرائع(يونس) لم يكن يقوم باضافة اية فوائد على ديون زبائنه مهما تاخروا في السداد الا انه عرف كيف يستنزف معظم مواردهم المالية ويكبلها بالديون المتواصلة.
اليوم ربما سيعيدالتاريخ نفسه ’ لكن بصورة اعمق واخطر واشد ماساوية من مديونيات بعض افراد وعوائل ذلك الزمن الجميل لبائع المواد الغذائية(يونس) رحمه الله , من خلال مشروع قانون البنى التحتية الذي ينص على الدفع بالاجل للشركات التي سيتم التعاقد معها لتنفيذ سلسلة المشاريع الستراتيجية المختلفة ومن خلال موردنا الاقتصادي الوحيد ممثلا بالنفط  وعلى مدى سنوات طويلة دون ان تتوضح قيمة الفوائد العادية الواجب دفعها من جهة والغرامات التاخيرية من جهة اخرى ’ والاهم عدد السنوات التي سنرهن بها ثروتنا النفطية لدى هذه الشركات التي سوف لن تتسامح معنا مثل (يونس) بالطبع وتتنازل عن الغرامات التاخيرية ’ بالاخص وان اسعار النفط عرضة للتراجع وللتقلبات الحادة وللهزات العنيفة لاسباب دولية واقليمية سياسية واقتصادية متداخلة ومختلفة ’ الى جانب تأثيرات الفائض النفطي على اسعار السوق العالمية جراء عدم الالتزام بالحصص المقررة سواء في اوبك أو سواها.
 فمالذي بامكاننا فعله ان ضربت اسواق النفط موجة حادة من الكساد وتراجع سعر البرميل  النفطي الى نصف مسوياته الحالية؟ وباية طريقة سنسدد ديونا قد تتضاعف فوائدها وتمتد فتراتها لتكبل اقتصادنا على مدى العشرين سنة القادمة مثلا’ هل نسلم مفاتيح ابارنا النفطية الى الشركات العالمية ونستريح ونضع مصير هذا الشعب في مهب الريح؟ ام نحاسب الحكومة التي ابرمت هذه العقود والاتفاقيات والتي ربما تكون قد رحلت بعد انتهاء فترة ولايتها وعاد اعضاؤها من حملة الجنسيات المزدوجة كل الى بلده الثاني ليستثمر هنالك امواله وارصدته وثروته(المتواضعة) ؟ عندها سينطبق علينا المثل القائل(لا حظت برجيلها ولا اخذت سيد علي).
فيا ايها الحريصون على مصالح وحقوق وثروات ومستقبل البلاد والعباد ’ ليس امامكم الا طريقين , اما التعاقد بالعاجل وعدم تكبيل العراق بالديون الجديدة بالاخص وانه ما يزال مكبلا بالديون القديمة ’ واما البحث عن شركات تعمل باخلاقية المصلاوي الاصيل السيد (يونس) النبيل ’ لا تفكر باية اضافات تاخيرية على الديون الحكومية  , والا فان العراقيين سوف يخسرون حتى مكرمة الحكومة الرمضانية السنوية ممثلة بعدس البطاقة التموينية.         

313
قانون قد يغرق العراق بالديون
مشروع البنى التحتية وتداعياته الوطنية وفق نظرة موضوعية
       
مال اللــه فــرج
 Malalah_faraj”yahoo.com

تقف العملية السياسية في العراق هذه الايام امام واحد من  اخطرمنعطفاتها حيث تتشابك الخيوط والخنادق وتتقاطع الاراء والتوجهات , وتعيش المواقف السياسية ومن ثم البرلمانية تصادمات وتوجسات وسجالات جعلت الاجواء الوطنية مدلهمة بغيوم التناقضات مما امسى معه جميع الشركاءغير قادرين على تلمس مخرج للازمة يرضي جميع الاطراف.
ولعل ما عمق من التعقيدات السياسية واسهم في انفجار التناقضات الحادة من جديد بين مواقف الكتل والتحالفات المختلفة عرض مشروعي قانوني العفو العام والبنى التحتية على البرلمان في وقت ما يزال فيه الشرخ كبيرا وعميقا بين اطراف الحكومة والتشكيلات السياسية , في اعقاب الزلزال السياسي الذي طالب بحجب الثقة عن حكومة دولة رئيس الوزراء تحت طائلة الاتهامات بالتفرد في اتخاذ القرارات وتهميش الاخرين والتنصل من الشراكة الحقيقية مما افضى في دوامة البحث عن مخرج للازمة الى التلويح ببرنامج الاصلاحات الشاملة من جهة  وبعقد المؤتمر الوطني الذي طال انتظاره من جهة اخرى.
عدم الثقة
ولعل اخطر ما بات يواجه العملية السياسية الان اجواء التشاؤم وعدم الثقة حيث راحت معظم الاطراف تشكك بجدوى الاجتماع الوطني وببرنامج الاصلاحات ايضا , مما انسحب بشكل حاد ومباشر على مشروع قانون البنى التحتية الذي عرضه السيد المالكي على البرلمان ولم يحظى بالموافقة بعد , بالاخص وان البعض رأى فيه حبل انقاذ للحكومة من الغرق في اخفاقاتها الامنية والسياسية والخدمية من جهة , فضلا عن كونه احدى الوسائل المباشرة للاستقطاب الشعبي استعدادا للانتخابات القادمة, بينما يرى فيه اخرون محاولة لتكبيل العراق الذي لم يتمكن بعد من الايفاء بالديون المترتبة عليه جراء السياسات الطائشة للنظام السابق بديون جديدة وارتهان الموارد النفطية التي تشكل الشريان الرئيس لعائدات العراق لصالح الشركات الاجنبية جراء الدفع بالاجل لفترات طويلة.
في خضم ذلك فقد  كثفت الجهات والتحالفات التي تقف وراء مشروع البنى التحتية من اتصالاتها وتصريحاتها وحملاتها السياسية والبرلمانية والاعلامية للتأكيد على الجوانب الايجابية للقانون وانعكاساته على صعيد خدمة المواطن في معظم المجالات كالصحة والطرق والتربية والتعليم والسكن الى جانب توفير مئات الالاف من الوظائف للعاطلين عن العمل.
والتزاما بالمصداقية في النظر الى هذا المشروع المثير للجدل لا بد من الوقوف في محطتي الجوانب الايجابية كما يراها المناصرون له والجوانب السلبية كما يراها الرافضون والمشككون به من خلال استقراء سريع لابرز ردود الافعال وبما يضع المواطن والمتابع في صورة الواقع المحايد بامانة وموضوعية.
المنافع والايجابيات
يؤكد ائتلاف دولة القانون والتحالف الوطني والمؤيدون والداعمون لمشروع البنى التحتية وحتى بعض المستقلين والمحايدين والمراقبين والمحللين , ان من بين ابرز ايجابيات المشروع :
 ـ حل مشكلات السكن والصحة والتعليم ودعم الفقراء.
ـ توفير اكثر من 750 الف فرصة عمل للعاطلين بما يؤدي لامتصاص نصف البطالة تقريبا.
ـ الزام الشركات الاجنبية المنفذة على ان يكون نصف العاملين فيها على الاقل من الايدي العاملة العراقية بما يؤدي لاكسابها مهارات اضافية.
ـ عمل الشركات سيكون تحت مراقبة الوزارات المعنية واللجان البرلمانية المختصة التي تضم مندوبين من جميع الكتل السياسية.
ـ القانون سينقذ العراق من اهم المشاكل التي يعاني منها ممثلة بتردي الخدمات والمشاريع الفاشلة والمتلكئة وهدر المال العام والفساد وغيرها.
ـ تفعيل القانون سوف يسمح بقيام بنى تحتية راسخة تسمح بنهوض البلاد في الميادين كافة.
ـ الريع المتحقق من فعاليات هذا القانون سيكون رافدا يصب في خدمة البلاد.
ـ ارباح مشاريع القانون سوف تفوق خسائره لانه سيحل المشاكل المستعصية ومصادر تمويله من العائدات النفطية لن تؤثر على العراقيين كثيرا خاصة ان كان هامش ربح الشركات صغيرا والتسديد سيكون طويلا وربما يمتد الى ربع قرن.
ـ الشركات المنفذة ستكون مؤمنة من قبل دولها لصالح العراق وان اي فشل او اخلال بالاتفاقات وبالعقود المبرمة ستكون هنالك دولة ضامنة ملزمة بتعويض العراق عن اي ضرر يصيبه.
ـ مشروع القانون سيتضمن بناء نحو سبعة الاف مدرسة الى جانب مواجهة شحة المياه وتطوير القدرات الزراعية وسيربط العراق بين اسيا واوربا من خلال موانئه التي تحتاج لتطوير كبير الى جانب تخصيص خمسة مليارات دولار لقطاع السكن.
ـ عدد المشاريع التي سيشملها القانون ونوعياتها ستحقق عوائد للبلاد مثل الموانئ والزراعة والمشاريع النفطية.
الجوانب السلبية
على الجانب الاخر حدد المشككون بالقانون والرافضون له وعدد من الخبراء الماليين والاقتصاديين ابرز الافرازات والجوانب السلبية التي يتوجسون منها وفي مقدمتها:
ـ الدفع المؤجل قد يغرق العراق بالديون لفترات طويلة.
ـ الصيغة الحالية للقانون والتي تطالب بميزانية قدرها 38 مليار دولار مع عدم وجود ملامح واضحة لطبيعة المشاريع التي ستتعاقد عليها الحكومة يمثل بابا من ابواب الفساد لا يجب تمريره.
ـ اضرار القانون اكثر من فوائده لاعتماده على الية الدفع بالاجل بالاخص وان العراق ما يزال مثقلا بالديون التي خلفها النظام السابق ومن الافضل عدم الدخول في مجازفة من هذا النوع مرة اخرى من خلال الاقتراض من المؤسسات الدولية.
ـ هنالك صعوبة في تمرير القانون بسبب ضعف المؤسسات الحكومية الادارية والمالية التي اخفقت على مدى السنوات الماضية في تنفيذ مشاريع الاستثمار في ظل الفساد المستشري فيها ومن الاهم تنفيذ حزمة اصلاحات داعمة للقانون.
ـ لا يمكن للبرلمان ان يضع اموال النفط رهينة لمشاريع الدفع بالاجل لانها ملك للشعب العراقي الذي لا يرضى بان يكبل اقتصاده بسبب عدم ضمان الظروف الدولية.
ـ القانون بضبابيته هذه يمكن ان يجعل من العراق ساحة لرواج غسيل الاموال وهذا ما يمثل تهديدا للاقتصاد العراقي.
ـ المشروع يربط العراق بمديونية كبيرة تثقل كاهل اقتصاده وتعرضه للابتزاز السياسي مستقبلا,
ـ يتميز العراق الان بمستويات عالية من الفساد ونفس هذه الاداره سيكون لها الدور الاكبر في احالة المشاريع سواء الى الشركات العراقية او الى الشركات الاجنبية والاشراف على عملها وهذا يعني ان الفشل سيكون نصيب هذه المشاريع بسبب الاشراف الفاشل وسوء الادارة.
ـ وجود ثغرات يمكن من خلالها التعاقد مع شركات وهمية ووسيطة يمكن ان تستحوذ على حصة الاسد من تلك المشاريع ولتكون بالتالي بابا للصفقات السياسية.
ـ مبلغ الفوائد المترتب على العراق غير معروف فضلا عن عدم معرفة المشاريع التي سيتم انجازها.
ـ العراق ليس بحاجة لهذا القانون لان المبالغ التي بقيت من السنوات الماضية بالامكان استخدامها بديلا عن الاقتراض الخارجي بالاخص وان غالبية الوزارات لم تصل الى نسبة 50% من انجاز مشاريعها الاستثمارية منذ اكثر من ثمانية سنوات.
ـ على الحكومة الاعتماد على الدفع المباشر والابتعاد عن هذا القانون الذي سيغرق العراق ويكبله بالديون على مر السنوات المقبلة.
ـ التعاقد بالاجل باعتباره شكلا من اشكال الدين بغض النظر عن طرق تسديده سواء بالنفط او غيره يعني زيادة مديونية الدولة.
ـ ما ضرورة ومبررات اللجوء الى الاستدانة في الوقت الذي لا تكاد تصل فيه نسب انجاز الموازنة الاستثمارية الى نصف المبالغ المخصصة لها الى جانب وجود فوائض لايرادات النفط يمكن الاستفادة منها في التمويل نتيجة لارتفاع سعر بيع برميل النفط بما يقارب العشرين دولارا عن السعر المعتمد في الموازنة؟
ـ الارباح التي سوف تجنيها الشركات كبيرة وان عملية التسديد بالاجل من قبل الحكومة سيرهن النفط العراقي وهو المصدر الوحيد للبلد سنوات طويلة لصالح شركات اجنبية تستطيع من خلال ارتهان النفط العراقي العبث باقتصاد البلد وبسياسته الى جانب  التقلبات التي يشهدها السوق النفطي متاثرا بالاحداث الاقليمية والدولية ومصالح الشركات المستثمرة فيه.
ـ  الدفع بالاجل سيشكل ديونا سيادية سوف تثقل كاهل البلاد وتقيدها.
الخوف والتوجس من صفقات فساد كبيرة قد ترافق ابرام العقود مع الشركات الاجنبية واستحواذ شركات تابعة لمسؤولين او لسياسيين عراقيين على معظم الصفقات تحت لافتات واسماء وهمية او من خلال تقاسم عوائد الصفقات الفاسدة مع بعض الشركات الاجنبية او الاتفاق على مواصفات رديئة خلافا لما يتم الاتفاق عليه في العقود الرسمية.
اهمية القانون
في خضم هذه المواقف والرؤى والتصورات التي اخذت غالبا شكل التحديدات المعمقة , لابد من الاعتراف بالاهمية الستراتيجية لبرنامج حقيقي علمي واقعي دقيق ومفصل لاقامة مرتكزات البنى التحتية في بلد يئن من قسوة التخلف في الخدمات وانكفاء الاقتصاد وتوقف عجلة الانتاج وغياب الزراعة وضيق المساحة التي يتحرك عليها القطاع الخاص وهو لا يملك في تسيير حياته اليومية الا شريانا اقتصاديا واحدا هو النفط الذي يمثل عماد البلاد وثروة الشعب وضمانة الحاضر والمستقبل , فهل يجوز مع كل الامتيازات والمكاسب الذي يلوح بها الداعمون لمشروع قانون البنية التحتية , رهن شريان الحياة الوحيد هذا لشعب بكمله لدى الشركات العالمية لسنوات قد تمتد ربما الى ربع قرن وفق تصورات البعض؟
ثم لماذا الدفع بالاجل في الوقت الذي يمتلك فيه العراق تراكمات من اموال الخطط الاستثمارية لمعطم الوزارات التي فشلت خلال الثماني سنوات الماضية من تحقيق 50% من خططها , فاين ذهبت تلك الاموال ؟
خطة دقيقة
ثم اذا اراد البرلمان اقرار مثل هذا المشروع الاستراتيجي اليس من المفترض ان تكون امامه خطة دقيقة متكاملة تحدد بدقة خارطة المشاريع وكلفها التخمينية واسبقيات التنفيذ سواء بالنسبة للمحافظات او بالنسبة للقطاعات الشعبية وضمانات التنفيذ ونشرها في وسائل الاعلام المختلفة لكي يطلع الشعب وهو صاحب الاموال العامة والمستهدف من قبل مرتكزات البنية التحتية على تفاصيلها بدل تخويل الحكومة بصرف مثل هذم المبالغ الضخمة على مشاريع شبه مجهولة من جهة وارتهان ثروة العراق الوحيدة من جهة اخرى؟ وما الضمانة من ان لا يعمد بعض السياسيين والمسؤولين للاستحواذ على ما يمكن استحواذه عبر شركاتهم وشركات ابنائهم واقاربهم؟ ثم لماذا لا يكون الدفع بالعاجل بدل الدفع بالاجل وتكبيل العراق بديون جديدة.
ان هذا المشروع شئنا ام ابينا يؤكد من جانب اخر فشل الحكومة في برامجها التنموية والاستثمارية طوال السنوات السابقة , سواء بسبب العنف او الفساد او التقاطعات السياسية او عدم امتلاكها برنامجا علميا وستراتيجية حقيقية للتنمية واعادة بناء البلد او بسبب المحاباة والضغوط السياسية والاقليمية التي حمت الفاسدين وضمنت عدم محاسبتهم , وبدل ان تعمد الى محاسبة الوزارات والمؤسسات الفاشلة فانها تحاول الان كما يرى البعض الهرب من تلك الازمات والاخفاقات عبر التلويح بهذا المشروع الذي قد يغرق العراق بالديون.
   ان امام الحكومة فرصة ثمينة لاعادة تقييم الواقع بشكل موضوعي ومعالجة الازمات والاخفاقات ومحاسبة الفاشلين وشل قدرات الفاسدين واعادة الشراكة الوطنية الحقيقية بما يجعل كل القوى الوطنية ارادة واحدة مشتركة في تحمل المسؤولية وبما يمكنها من تنفيذ هذا المشروع الستراتيجي بالدفع العاجل وتوفير جزء من احتياجاته المالية من خلال جملة اجراءات لعل في مقدمتها تقليص الانفاق الحكومي ورواتب ومخصصات وسيارات وحمايات وسفرات وايفادات المسؤولين الكبار ,وعدم الانجرار للمقامرة بالمورد الوطني الوحيد ممثلا بالنفط , والا ما ضمانة ان لا ينتقل الفساد الحالي الى تفاصيل هذا المشروع ومشاريعه, وما ضمانة بقاء الحكومة الحالية خلال الفترة القادمة ليحاسبها البرلمان ان كان هنالك فسادا في العقود او اخفاقا في الية التنفيذ او عدم التزام بالمواصفات الفنية او بالمواعيد المحددة للانجاز؟ هذا ان اردنا النظر الى الامر بموضوعية وعبر المصلحة الوطنية , اما ان اراد البعض من مشروع القانون تحقيق مكسب شخصي او دعاية انتخابية فان الامر سيختلف بالتأكيد.   
   


314
  مشاكسة
الحيتـــان الكبيــــرة
مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

 
أشتعلت المناقشات البرلمانية مؤخرا حول قضيتين اساسيتين، مشروع قانون العفو العام، ومشروع البنية التحتية التي تتجاوز تخصيصاتها ثلث الميزانية السنوية.
وعلى الرغم من اهمية البنى التحتية التي يمكن ان تمثل مشروع إنقاذ وطني حقيقي من معظم الازمات الاساسية، بالاخص وانه يعتمد التمويل بالآجل وربما يوفر اكثر من نصف مليون فرصة عمل الا انه واجه ردود افعال ومواقف برلمانية متباينة.
 ولعل من العجيب والغريب ان يتم طرح القضيتين معا وبتوقيت محكم رغم محاولات البعض الايحاء بعفوية التوقيت دون التوقف امام الترابطات الموضوعية بين العفو العام عن السراق والفاسدين وابطال العقود الوهمية والحصص والصفقات المليارية وبين إطلاق برنامج شامل للبنى التحتية بتخصيصات تتجاوز الثلاثين مليار دولار، في وقت ما زال العراقيون فيه يتندرون ويتحسرون بألم على ضياع حوالي (37) مليار دولار على قطاع الكهرباء دون ان ينعموا بالضياء.
من جانب اخر يأتي مشروع قانون العفو العام في وقت تكثف فيه الجهات الرقابية والتحقيقية وفي مقدمتها هيئة النزاهة العامة ولجنة النزاهة البرلمانية جهودهما لكشف الكثير من ملفات الفساد الكبيرة والخطيرة التي أدت لهدر، ربما، مئات المليارات من الاموال العامة وتقديم المتورطين فيها الى القضاء، وفي مقدمتها صفقات السلاح والطائرات والغذاء واجهزة (السونار) المضحكة المبكية الخاصة بالكشف عن المتفجرات والتي ادى فشلها لحدوث العشرات من الانهيارات والفواجع والمآسي الامنية التي ادت لسقوط  الآلاف من الشهداء والمصابين والمعاقين بعد ان كلف الجهاز الواحد منها خزانة الدولة (54) مليون دينار عراقي، اي ما يعادل حوالي (43.200) ثلاثة واربعين الفا ومائتي دولار، في حين اكدت الخارجية البريطانية ان سعر هذا الجهاز الاضحوكة لا يتجاوز الــ (25) دولارا، اي ان المبلغ الذي  حصل عليه الفاسدون  عن كل جهاز كان (43.125) ثلاثة واربعين الفا ومائة وخمسة وعشرون دولارا من اموال هذا الشعب المسكين الحزين، ولو افترضنا ان تلك الصفقة التاريخية المجيدة العتيدة تضمنت استيراد الف جهاز فقط فان مجموع المبالغ التي ذهبت لجيوب وخزائن وارصدة الفاسدين ومظلات حمايتهم الحكومية والسياسية ستبلغ (43.125.000) ثلاثة واربعين مليونا ومائة وخمسة وعشرين الف دولار، اما لو كان حجم تلك الصفقة عشرة آلاف جهاز فان حصة الفاسدين سترتفع الى (431.250.000) اربعمائة وواحد وثلاثين مليونا ومائتين وخمسين الف دولار ،وهذا المبلغ وحده كان يكفي لبناء حي سكني متواضع لعوائل الفقراء والمعدمين التي تسكن اكواخ الصفيح والطين قوامه (8625) ثمانية آلاف وستمائة وخمسة وعشرون دارا اذا كانت كلفة الدار الواحدة خمسون الف دولار.
الى ذلك اوضح مسؤول برلماني رفيع في لجنة النزاهة البرلمانية احالة ثلاثة ملفات فساد تم انجازها من بينها ملف اجهزة كشف المتفجرات الفاسدة الى الجهات المعنية لاتخاذ الاجراءات القانونية معززة بــ (9003) تسعة آلاف وثلاث وثائق، مؤكدا ان مسؤولين وشخصيات رفيعة في الدولة متورطون بها، في حين اكد مسؤول برلماني آخر في لجنة النزاهة البرلمانية ايضا تعرض اللجنة وهيئة النزاهة والسلطة القضائية لضغوط سياسية من قبل شخصيات تنتمي الى احزاب سياسية ومن قبل متنفذين حكوميين بهدف توفير الحماية للمتهمين بالفساد ممن ينتمون الى تلك الاحزاب.
في خضم ذلك يتصاعد الجدل داخل قبة البرلمان ويتشعب حول مشروع قانون العفو العام وحول تخصيصات البنى التحتية، جهة تؤيد إقرار قانون العفو العام وترفض إقرار تخصيصات البنى التحتية وفق مبرراتها الخاصة، وجهة ترى العكس ولها مبرراتها ايضا، في حين يرى برلماني انه ربما سيتم التوصل الى حل وسط لأقرار المشروعين معا ضمن صفقة سياسية واحدة، وفق مقولة السيد المسيح: اعطـو ما لقيصـر لقيصـر وما للــه للـــــه.
الى ذلك فإن اصرار البعض على إقرار قانون العفو العام بالتزامن مع إقرار تخصيصات البنية التحتية غير المسبوقة ربما ينطلق لديهم من اهمية اعداد الادوات اللازمة للاستحواذ على ما يمكن الاستحواذ عليه من هذه التخصيصات الضخمة من خلال العقود الفاسدة والوهمية والصفقات المشبوهة والمواصفات الرديئة والنسب المئوية والعمولات وسواها، وخير من يفعل ذلك بالطبع الخبرات الفسادية التي يقبع  بعضها وراء القضبان والتي تمرست بمثل هذه (التخصصات)  المهنية طويلا، لذلك لابد من اطلاق سراحها لتعود لممارسة دورها(المهني الوطني ) بمنتهى الدقة والخبرة والكفاءة  .
وهكذا وكالعادة لم ولن يظهر خلال مسرحيات الفساد القادمة الا ممثلو الكومبارس بينما الممثلون والمخرجون والمستفيدون الاساسيون الكبار يمارسون كالعادة فعلهم وسطوتهم وادوارهم من وراء الستار.
 وهكذا ايضا ستبقى صنارتا لجنة وهيئة النزاهة لا تصطادان  الا الاسماك الصغيرة، اما حيتان الفساد الكبيرة فلم ولا ولن تستطيع شباك النزاهة كالعادة الوصول اليها. 
   

315
مشاكسة 
صولــة فريـــدة
في بغــداد الجديـــدة
مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com
من مجرة شمسية , وربما من كوكب بعيد غامض تلتف تضاريسه الديموغرافية بالمجهول , انطلقت ذات ليلة مركبة فضائية تومض انوارها الملونة وتنطفئ على وقع عقارب الساعة , متوجهة بسرعة مذهلة نحو كوكبنا العتيد السعيد الذي كان رغم ملايين الجياع والمشردين والعاطلين والمضطهدين فيه , يتمايل طربا مع توسلات فيروز وهي تحاول اقناع حبيبها بانها أحبته في الصيف واحبته في الشتاء , بينما اضطرت مرغمة للتوقف  عن حبه في فصلي الخريف والربيع  لأنها ذهبت لتكون جارة  للقمر , في حين كانت ام كلثوم تسائل حبيبها باهاتها المترعة وجدا ورغبة ونشوة وارتواءا , هل رأى الحب سكارى مثلنا ؟.
في تلك اليلة التي كانت فيها الارض كعادتها سكرى , والتي تشابه احدى ليالي الف ليلة وليلة بغرابة احداثها وغموض نهاياتها , واصلت تلك المركبة انطلاقتها نحو كوكبنا , وما ان اخترقت غشاءنا الجوي حتى اطلقت انوارها البيضاء  قوية ساطعة لتجبر كل من كان يتابعها على اغماض عينيه وهي تهبط رويدا رويدا امام بوابة اضخم مراكز الابحاث الفضائية الدولية بعد ان تمكنت اجهزتها الكهرومغناطيسية الاشعاعية من شل جميع اجهزة الاتصالات الارضية فائقة الدقة والسرعة سواء في الكومبيوترات والرادارات اوفي اجهزة الرصد والتحسس المختلفة بما فيها اجهزة الكشف المبكرعن الزلازل والاعاصير والبراكين والفيضانات والدروع الصاروخية , ولتمسي كرتنا الارضية بقاراتها الخمس ومحيطاتها وجيوشها واسلحتها الهجومية منها والدفاعية والاعتراضية , التقليدية  والنووية الارضية منها والجوية , الثابتة والمتحركة والمحمولة جوا او على الغواصات والمدمرات وعابرة القارات رهينة تلك المركبة الفضائية الصغيرة الشريرة الخطيرة , التي ما ان حطت على سطح كوكبنا السكران الحيران الذي كان في تلك اللحظات المصيرية ثملا يتمايل طربا مع سيد مكاوي وهو يشدو  باغنيته التي اسكرت الملايين , (ما تسبنيش انا لوحدي افضل احايل فيك , ما تخليش الدنيا تلعب بية وبيك , خلي شوية عليه وخلي شوية عليك) , حتى فتحت بوابتها الالكترونية لينزل منها ثمانية مخلوقات قصار القامة مدججين بالاسلحة والمعدات طول كل منهم لا يتجاوز ثلث قامة الانسان الاعتيادي توزعوا بطريقة قتالية حيث بقي اربعة منهم في اعلى درجات التأهب والاستعداد   لتأمين الحماية للمركبة ولفريقها الانتحاري فيما دخل الاخرون مختبر الابحاث والتجارب الفضائية العالمية بكل تؤدة وثقة بالنفس.
وعندما حاول احد رجال الشرطة الذي شاء سوء حظه التواجد صدفة في المكان القيام بواجبه واخراج مسدسه ’ فان حزمة اشعاعية ذكية واحدة كانت كافية لشل حركته , واسقاطه ارضا , وهكذا سرقت تلك الكائنات الفضائية الذكية ما جاءت لاجله من البحوث والدراسات والخرائط والبرامج السرية ببساطة , مستقلة مركبتها  الفضائية لتقفل عائدة الى كوكبها ثانية وكأنها كانت تقوم بنزهة عادية.
فيلم الخيال العلمي ذاك الذي شاهدناه قبل اكثر من عشرين عاما , تكرر قبل ايام , لكن بنسخة عراقية جديدة ومحدثة في منطقة بغداد الجديدة المكتظة بالسكان وبالسيطرات وبالقوى والاجهزة الامنية المختلفة المدججة بالاسلحة والمعدات, فقد توقفت في وضح النهار سيارات مدنية بارقام واضحة معلومة يستقلها فصيل  من (الكوماندوز الابطال) الذي يماثل ابطال فرقة ناجي عطا الله شجاعة وبطولة واقتحاما , امام دار احدى العوائل العراقية , وتوزع أفراده على مجموعتين بكامل اسلحتهم وعتادهم , مجموعة قامت بقطع الطريق واطلاق النار في الهواء لبث الرعب في صفوف  السكان والمواطنين ولتأمين الحماية للمجموعة (الاقتحامية) , في حين اقتحمت المجموعة الاخرى بكل عنفوان البطولة العراقية والشهامة العراقية والقيم العراقية والاصالة العراقية  دار تلك العائلة العراقية وقامت بسرقة اموالها ومحتويات الدار, ومن ثم المبادرة باحراق تلك الدار الامبريالية الاستعمارية التي كانت السبب الرئيس في عرقلة العملية السياسية وفي انعدام الماء والكهرباء وتردي الخدمات ,   ببطئ وتروي دون ان تهرب خوفا او وجلا او خجلا , وكانها كانت قد امنت مقدما (حياديـــــة) القوى والجهات الامنية  المسؤولة في تلك المنطقة الحيوية وقطاعاتها وعدم تدخلها في تلك (المهمة الوطنية النضالية الثورية) الخاصة , حيث بقي اولئك (الابطال الميامين) يحاصرون الدار المشتعلة حتى تأكدوا من احتراقها تماما ,عندها استقلوا سياراتهم  بمنتهى الثقة والهدوء وراحة الضمير وغادروا المكان دون ان تطلق ضدهم رصاصة واحدة ودون ان تحاول اللحاق بهم ولو سيارة شرطوية او امنية واحدة على الاقل ذرا للرماد في العيون , وربما حضرت بعد وقت مناسب من انسحاب (ابطال فرقة ناجي عطا) العراقية تلك بعد اتمامها صفحات مأئرتها الوطنية الجليلة تلك بنجاح ساحق ماحق  والتأكد من سلامة جميع افرادها , أعداد من سيارات الشرطة المدججة بالسلاح واسراب من سيارات المطافئ التي لم تجد بالطبع ما تقوم باطفائه  , وربما تم التحفظ على العائلة المرعوبة المنكوبة ومحاسبتها لعدم اتصالها بالشرطة (الوطنيــــة) في الوقت المناسب , بل ربما سوف يدون ضابط التحقيق الذكي النبيه بمنتهى الدقة المهنية والشجاعة الامنية في تقريره الذي سوف يرفعه الى رؤسائه خلاصة ذكية لانجازاته البطولية مؤكدا ومتفاخرا ومتباهيا: (قبضنا على الدار المحترقة وفر الجناة الى جهة مجهولة).
وهكذا بفضل هذه الشجاعة والمبدئية الامنية المهولة , امست مصائر معظم العراقيين مجهولة.       

316
مشاكسة
رفقــــــا
بالمناطـــق الســــــوداء
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
بعيدا عن التحريض الاعلامي وعن المقاصد السيئة والاهداف الخبيثة , أرى أن من حق حكومة الشــــراكة الوطنية , والانجازات الوطنية ’ والملاحم والانتصارات الوطنية , والنزاهة الوطنية والعدالة الوطنية , والديمقراطية الوطنية ’ مساءلة ومحاكمة ومحاسبة اولئك الحاسدين المنافقين المشاغبين الحاقدين من بعض الصحفيين والاعلاميين والمراقبين غير النزيهين الذين يصطادون  في  مياهنا الاسنة التي عكرتها ولوثتها وسممتها مياه البزل والفضلات والمواد المشعة لاحدى دول الجوار صاحبة الامر والنهي والقرار , التي تومؤ فتطاع من قبل بعض الضباع.
  فهؤلاء الصحفيين والأعلاميين ذوي الألسن الطويلة والأقلام (العميـــــلة) يغمضون عيونهم ويصمون اسماعهم عن انجازات ومكاسب ومحاسن ومفاتن حكومة الشراكة الوطنية التي دخلت التأريخ من اوسع أبوابه بغزواتها الجهادية ضد النوادي الاجتماعية , يصر بعضهم على تسميتها , رغم كل هذه الصفات والالقاب والانجازات الوطنية , بحكومة (الشــــراهــــة الوطنيــــة) , متأثرين بالشراهة (الوطنيــــة)  النزيهة لبعض المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء والفرقاء بجهودهم المحبطة , وبشفافيتهم المفرطة   في ابتلاع كل ما تصل اليه اياديهم النظيفة العفيفة من الاموال العامة والاملاك العامة والصفقات العامة والعقود العامة , وتدجينها بطرق واساليب (شــريفة) واعادة غسلها لتصبح اموالا خاصة ,  حلالا  زلالا , بالأخص من قبل بعض ذوي الجنسيات المزدوجة وجوازات السفر المزدوجة والمواقف المزدوجة والولاءات الوطنية المزدوجة , فمنهم من اختلس وأحرق وسرق وهرب , ومنهم من ما يزال يواصل مسيرته على نفس الدرب , مواصلا جهوده العبقرية ونضالاته الوطنية بالسلب والنهب , فعلى ايديهم النظيفة وبجهودهم الشريفة عقمت البطاقة التموينية وتراجعت الخدمات الأساسية وغابت الطاقة الكهربائية وتناسلت شبكات الفساد الوبائية .
لهذا فان من حق الحكومة الحكيمة الكريمة الرحيمة , مقاضاة الاقلام اللئيمة التي تتناسى انجازاتها التأريخية وعدالتها الثورية ونزاهتها السياسية , ولا تهتم الا باخفاقاتها الهامشية واخطائها الشكلية , فقد نجحت الحكومة في جعل المنطقة الخضراء جنة تثير الفخر والخيلاء , في حين ما تزال المناطق السوداء تبحث عن الماء والكهرباء , وفي الوقت الذي منحت فيه البرلمانيين على ضفاف دجلة قطع اراض سكنية فانها بالمقابل منحت الفقراء حصة عدسية , وفي الوقت الذي منحتهم وعوائلهم جوازات سفر دبلوماسية فانها منحت المتقاعدين البطاقات الذكية , وفي الوقت الذي فسحت فيه  المجال امام  خريجي الجامعات للعمل بكل حرية باعة متجولين في الاسواق الشعبية , فانها فسحت المجال امام ابناء معظم السياسيين والمسؤولين بتبوأ ارفع المناصب في السفارات والملحقيات الدبلوماسية , وبذلك وبغيره الكثير الكثير من المثير والمرير تحققت ارفع صور النزاهة الحقيقية والعدالة الاجتماعية لجميع المكونات والخبرات والكفاءات العراقية على ايدي حكومة الشراكة الوطنية.
في خضم هذه الانجازات الملحمية تناقلت مؤخرا الانباء الصحفية معجزة اضافية للحكومة الحكيمة , ممثلة بانجاز وزارة الاعمار والاسكان لتصاميم المبنى السكني لمجلس النواب في مطار المثنى بمساحة (140) الف متر مربع     
  بكتلتين رئيسيتين احداهما لسكن البرلمانيين والاخرى لسكن موظفي المجلس دون التطرق للكلفة الكلية ولا لحجم الرشا والحصص والنسب المؤية.
  ويتوقع ان يضم المبنى المكون من (17) طابقا المخصص للشقق السكنية لاعضاء البرلمان بالطبع , نفس الخدمات النموذجية التي سبق ان وفرتها الحكومة الثورية للمجمعات السكنية التي شيدتها في جميع محافظات ومدن وأقضية العراق للفقراء واليتامى والارامل والمعدمين ولذوي الاحتياجات الخاصة  وفي مقدمتها  المسابح والكافتريات والقاعات الرياضية وقاعات الساونا وغرف الخدمات والسيطرة ومواقف السيارات ومدينة العاب ونوادي ومرافق ترفيهية ’ وربما يتم لاحقا انشاء مضمار لسباق السيارات ورافعات للسقوط الحر وقاعات داخلية للتزلج على الجليد وقاعات سينمائية (ثري دي) لتسلية ابناء البرلمانيين والمسؤولين اسوة بابناء الفقراء والمعدمين المدللين الذين عافت انفسهم الوجبات الغذائية الصحية التي توفرها لهم البطاقة التموينية ’ وقرر معظمهم اللجوء لسلال القمامة والطمر الصحي بحثا عن وجبات شهية من بقايا الاطعمة العفنة غير التقليدية حفاظا على رشاقتهم ولياقتهم البدنية.
   تزامنا مع هذا الانجاز الوطني الفريد المجيد ’ اكد الجهاز المركزي للاحصاء بوزارة التخطيط ان عدد العراقيين الذين يقبعون بالرغم من كل هذه الانجازات والمكاسب والخدمات والامتيازات تحت خط الفقر هو ستة ملايين وتسعمائة الف مواطن بنسبة تقدر بنحو 22’9 %من سكان العراق , وان 40% من سكان المحافظات هم من الفقراء وان  57% من نسبة العراقيين الذين هم في سن العمل لا يزالون خارج دائرة النشاط الاقتصادي وهم عاطلين عن العمل ويبحثون عن اية فرصة للعمل دون جدوى , حيث تمثل النساء العاطلات ما نسبته 87%من العاطلين ’ كما ان  33% من الاسر العراقية (المرفهــــــــة) غير مرتبطة بشبكة المياه الرئيسية ’ و35% من الاسر السعيدة تعاني من عدم ارتباط منازلها بشبكات الصرف الصحي ’ ولم يتطرق ذلك التقرير الحكومي بالطبع لا الى عدد المتسولين ولا الى عدد اطفال الشوارع ولا الى عدد العوائل التي تسكن اكواخ الصفيح والطين ولا الى عدد العوائل التي تمثل مكبات الطمر الصحي المصدر الرئيس لغذائها اليومي ’ في دولة تطفو على بحيرات خرافية من النفط والفساد معا  , وتتجاوز ميزانيتها السنوية ميزانيات اربع دول مجتمعة من دول المنطقة تتمتع شعوبها بالماء والكهرباء والخدمات والمستويات الحياتية الراقية ’او الجيدة على أقل تقدير مقارنة بالجنة الحقيقية التي تجري من تحتها انهار النفط التي نعيش بكنفها.
اخيرا .. يا حكومة المنطقة الخضراء , رفقا بالمناطق السوداء. 
   

317
مشاكسة
الارهـــــاب الرومانسـي
مال اللـــه فــرج
 malalah_faraj@yaho.com
فجأة أزفت ساعة الصفر ’ لتضع حدا لاستعدادات وتأهبات وتدريبات واستطلاعات ومراقبات ودراسات وتحليلات واقتراحات وخطط واستحضارات استمرت اسابيعا وربما اشهرا تركزت حول اعداد تفاصيل الخطة الهجومية الساحقة الماحقة   التي ستغير نمط كل الخطط العالمية والستراتيجيات الهجومية ’ لجرأتها ودقتها وعقدها الاقتحامية من جهة ’ ولاهمية الهدف وخطورته ’ولخطورة الاسلحة غير التقليدية التي يمتلكها ’والتي ربما تكون انواعا مختلفة من اسلحة الدمار الشامل’ مما يهدد المصالح الوطنية والاقليمية معا. 
ومن اجل بلورة ستراتيجية حيوية ’ وخطط تكتيكية ديناميكية ميدانية عملية فقد تمازجت الخبرات الوطنية بالنصائح والارشادات الاقليمية ’ وتداخلت المصالح الستراتيجية في صياغة الاهداف التعبوية وفي تحديد مسار العمليات الهجومية ضد الاهداف الاساسية عبر منهجية محكمة لتفاصيل الخطة الميدانية  ’ بل ربما ارتكزت تلك الاستحضارات التعبوية والاستعدادات المنهجية الى توجيهات ونصائح وارشادات وتقييمات وتحديدات ورؤى وتوجهات وافكار وسياسة وستراتيجية وتجارب ونصائح وتحذيرات وتعليلات ومسوغات واشتراطات واملاءات دولة صديقة ’ تفوق تأثيراتها الفعلية تأثيرات كل الدول الشقيقة ’ على اصحاب القرار من بعض القادة الاحرار والسياسيين الاخيار.
وهكذا ماان انتهت الاستعدادات وانجزت التهيئات وتمت الاستحضارات ’وحددت بدقة الاهداف المركزية للصولة التاريخية ضد الاعداء المارقين ’ حتى بدأت لحظة الشروع الاقتحامي ضد العدو الانهزامي ’ وعلى وقع المارشات العسكرية والاناشيد الوطنية الحماسية التي كانت اشبه باناشيد( احنة مشينة مشينة للحرب ) و(عالساتر هلهل شاجوري) والتي اعادت للذاكرة الوطنية مرارة تلك الايام المأساوية الحبلى بالدماء والشهداء ’ بدأت صولة الفرسان ضد الظلم والطغيان .
لكن اللطيف والظريف ’ والعجيب والغريب والمريب ’ ان تلك   الملحمة الوطنية التاريخية التي ربما تكون مخططة ومدعومة من قبل قوى اقليمية ’ لم تستهدف الارهاب والارهابيين ’ ولا الفساد والفاسدين’ ولا التزوير والمزورين ’ ولا المسؤولين المختلسين ولا السراق وعصابات الاختطاف ومقرات المختطفين ’ ولا مهربي العملات الصعبة ومستوردي الاغذية المنتهية الصلاحية ’ ولا سراق النفط الاقليميين ولا من قطعوا المياه عن شعبنا الصابر الحزين ولا ضد من اغتصبوا الاملاك الحكومية والذين حولوا وزاراتهم ومؤسساتهم الى شبه املاك عائلية ’ ولا من استوردوا الاسلحة الفاسدة والطائرات المستهلكة واجهزة كشف المتفجرات المضحكة المبكية ’ ولا ابطال الحصص والمغانم والمكاسب والمليارات الشخصية على حساب المواد التالفة والمتواضعة   للبطاقة التموينية التي انتهكت برداءتها ومحدوديتها الحقوق الغذائية لكل القطاعات الشعبية ’ ولا ابطال وفرسان  العقود الكهربائية الفاسدة الذين اغرقوا بفسادهم العراق بالظلام منذ اعوام.
   صولة الفرسان الميامين التي اذهلت كل المراقبين الدوليين لماثرها وشجاعتها ومبدئيتها ونزاهتها ورومانسيتها وشفافيتها والتزامها بحقوق الانسان بعيدا عن   
عن الظلم والطغيان ’ استهدفت بكل عنفوان ’ (النوادي الثقافية والاجتماعية) بدل استهدافها لمقرات ومواقع وتجمعات المجاميع الارهابية   .
ومن خلال ما عرضته الصحافتان الالكترونية والورقية ’ فقد استهدفت الصولة التاريخية ’ وبمنتهى الشفافية (المجرمين الارهابيين القتلة الاشرار في تلك الاوكار) عبر خطة هجومية محكمة ابتدأت بعملية الاقتحام البطولية ومحاصرة تلك الاوكار(الثقافية والاجتماعية) ومن ثم  اطلاق العيارات النارية في الهواء لزرع الخوف والذعر في صفوف (الاعــــداء) ’ لتبدأ بعد ذلك مرحلة الشتائم الرومانسية نظرا لتأثيراتها النفسية ضد العدو ’ تلتها مرحلة البصاق الشفاف الذي يترجم حجم وعمق وكمية وفاعلية سلاح (الحقد الانساني) لدى (ابطــــــال) الصولة التاريخية ’ لتبدأ بعد ذلك الصفحة العتيدة من تلك الصولة المجيدة   ممثلة بعملية تحطيم الاثاث والمناضد والمقاعد والموجودات بطريقة رومانسية شفافة ’ والمبادرة ايغالا في ترجمة ابلغ صور (التسامح الديني والمذهبي والتالف الوطني) بعيدا عن اي شكل من اشكال الحقد الدفين على الرموز الدينية برفع صورة الشخصية المسيحية النبيلة الرفيعة الدولية (الكاردينال عما نوئيل دلي) من على الجدار بطرقة رومانسية وتحطيمها (بمنتهى الاحتـــــــرام) تحت الاقدام والبصاق عليها بطريقة غاية في الادب والاخلاق والقيم والمبادئ الانسانية الرفيعة التي يتمتع بها اولئك (الشجعان الميامين) والتي ترجمت بابلغ صورة مدى احترامهم للاديان وللمكونات الوطنية وللرموز الدينية ’ في حبن تمثلت الصفحة الاخرى من  صولة الفرسان التأريخية ’ القادمين من عمق دياجير الحقد والظلام والهمجية ’ بالاعتداء الرومانسي المباشر على (القتلة المارقين) الذين شاء سوء حظهم التواجد في ذلك اليوم في نواديهم (الرسمية المجازة من سلطات دولة القانون) بالانابيب البلاستيكية(الصوندات) وبالرفسات المجنونة وباعقاب البنادق والمسدسات وبالعصي الكهربائية والهراوات ’ رافق ذلك بالطبع البصاق (الاخوي الوطني) والشتائم (المهذبة) التي ترجمت (بعمق قذارتها) القيم التربوية والاسرية والاجتماعية (الرفيعة) لاولئك الابطال الصناديد الذين سيبنون باخلاقياتهم الرفيعة تلك العراق الجديد السعيد’ بالاخص بعد ان اختتموا صولتهم العجيبة الغريبة  تلك ’ بالمهمة الاروع والاهم ممثلة بسرقة اموال تلك النوادي (الارهابية) التي كانت كما يبدو مثار حفيظة وحقد احدى الدول الاقليمية.
ان الاخطر من ذلك كله على خطورة وعمق الجراحات التي خلفها في النسيج الوطني ’ الصرخات الهستيرية لاحد اولئك الضباط (الابطـــــــــــال) المدججين بالسلاح بوجوه المواطنين المسيحيين العزل اصحاب الوطن والحضارات والتاريخ وقيم المحبة والاخاء والتسامح ’ وبمنتهى الحقد والتعصب كما نقلت ذلك اجهزة الاعلام الوطنية عن شهود عيان : ( شعدكم اهنا ؟ متروحون يم اقاربكم بالسويد لو باستراليا) ’ مما يترجم الاهداف الحقيقية   لتلك الصولة (الفروسية)ممثلة بمحاولة افراغ العراق من احد اقدم وابرز مكوناته التاريخية والحضارية والانسانية الوطنية.
 بيد ان المثير للعجب العجاب وللسخرية والاستغراب تاكيد مسؤول امني رفيع بان تلك الاقتحامات والانتهاكات والاعتداءات والاهانات (البطولية الوطنية) التي هزت الرأي العام لقسوتها ’ قد نفذت كما ادعى : (بكفاءة وبمهنية وباحترام كامل لحقوق الانسان) .
ويبدو ان هذا المسؤول الفهيم العليم لا يفرق لفرط ذكائه بين الحقوق والعقـــــــوق’ لذلك له ولكل (مقــــــدام) ساهم بهذا الاقتحام الف وسام والف الف تحية وسلام.       
 
 

318
مشاكسة
شـــــوربة الحكـــــــــومة
مال اللـــه فــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
اهتز العراقيون فرحا وطربا وسعادة  قبل شهر رمضان ’ بالاخص ذوي الدخول المحدودة وابواب الرزق المسدودة ’ بالخبر السعيد وبالانجاز المجيد ’ كما ابتهج  لفرحنا الاصدقاء ’ واشتاط غضبا وحزنا وحقدا وحسدا الاعداء ’ بالنقلة النوعية الاقتصادية والغذائية التي ستحدث في المجتمع العراقي خلال شهر رمضان المبارك ’ في ضوء تصريحات المسؤولين ووعودهم بالعمل على اضافة مواد جديدة الى مفردات البطاقة التموينية العامرة بكل مالذ وطاب من اللحوم والاجبان والفواكه والاعناب’ رافق ذلك اجراءات عاجلة وهامة وواسعة ومباشرة لجميع المسؤولين المعنيين الكبار والصغار ’ وهم يدخلون استنفار التحدي الخطير من اجل الانجاز الكبير ’ وفي المقدمة الجنود المجهولين والمعلومين والاصلاء والبدلاء وحتى الاحتياط منهم في فيلق وزارة التجارة الفدائي لتنفيذ الامر الغذائي’ بالاخص وان ميزانيتنا السنوية تتجاوز المائة مليار دولار ’ مما يؤهلها لتوفير اجود انواع الغذاء والشراب والكافيار للعراقيين الاخيار.
وبالفعل ابتدأت عملية الاتصالات الفورية الثورية المباشرة سواء عبر الانترنت اوعبرالسفرات والرحلات  للوفود الفنية والغذائية والمالية والرقابية المتخصصة مع كبريات الشركات العالمية في اجواء من الموضوعية والسرية حيث انهالت العقود والعروض والاسعار والمواصفات والنوعيات ومواعيد الاستلام ’ ومعها التوصيفات والتحديدات الدقيقة للامتيازات والتسهيلات والاغراءات والحصص والنسب والهدايا والاستضافات والمكارم والخصومات ’ لتبدأ بعدها الجولة الاهم ’ تلك هي اعلان نهاية المناقصات التي تمت باعلى درجات (السرية) حفاظا على المصالح الوطنية ’ والمباشرة عبر اللجان المهنية المتخصصة المتفحصة ’ بفتح العروض ودراسة العطاءات واستبعاد الشركات غير الملتزمة بالمواصفات بالاخص على صعيد النوعيات ’ والمفاضلة بين الامتيازات والتسهيلات ’ والاهم مواعيد وصول الشحنات بدقة وفقا للتوقيتات.
وبينما كان الفقراء والمعدمون غارقين في احلام اليقظة والتوقعات ’ وهم يمنون الانفس باضافات نوعية لمفردات البطاقة التموينية تتناسب وتصريحات المسؤولين الكبار ’ واهتمامات السياسيين الاحرار والبرلمانيين الاخيار ’ الذين يؤكدون في جميع المناسبات على السعي لتقديم افضل الخدمات للمواطنين والمواطنات ’ وبين الاحلام الوردية الكثيرة للطبقات الفقيرة بالاجبان والعصائر واللحوم الحمراء والبيضاء والفواكه والمعلبات والخضار ’ عبر ميزانية المائة مليار التي ربما هي الاعلى بالنسبة لميزانيات معظم دول الجوار ’ جاءت المكرمة (التأريخية) لتطيح بكل تلك الاحلام الوردية والتوقعات الخيالية ’ ولتحدث معا صدمة وطنية ’ وهزة اقليمية.
اذ لم تتعد الاضافة النوعية الثورية التاريخية الفريدة المجيدة لمفردات البطاقة التموينية العتيدة خلال الشهر الفضيل الا ربع كيلو غرام من العدس لكل مواطن لمساعدته في توفير اناء من شوربة الحكومة الحكيمة الرحيمة ومن اجل ان يتذكرها ويتذكر افضالها ومكارمها في توفير هذه المادة الحيوية التي ربما اضطرت   من اجل توفير تخصيصاتها المالية حجب المخصصات (المتواضعة) عن الوزراء والبرلمانيين والمحافظين والمسؤولين والمستشارين والخبراء ورؤساء واعضاء مجالس المحافظات ’ وبذلك استحقت الحكومة الحكيمة وهي توفر طبقا دافئا من شوربة العدس لكل انسان خلال شهر رمضان الدعاء لها ليل نهار بطول البقاء   ومواصلة رعايتها للمعدمين والفقراء’ عسى ان  توفر لنا في رمضان القادم تشريب الباقلاء.
الصدمة الوطنية بهذه المكرمة التاريخية ’ في الوقت الذي تحولت في جميع القطاعات الشعبية الى مادة دسمة للتندر والسخرية حول (كرم وفضائل وانجازات وملاحم وعطاءات وبطولات حكومة الشراكة الوطنية) حيث بادر البعض بتوثيق هذه المكرمة التاريخية بالتقاط صور تذكارية مع الحصة العدسية ’ فانها بالمقابل احدثت هزة اقليمية ,
فقد سارع المواطنون حال استلامهم لحصصهم من ثرواتهم الوطنية ممثلة بالحصة (العدسية) التي كانت عبارة عن (250) غراما من حبات معدن العدس الثمين الذي فاقت اسعاره وفق تقييمات مسؤولينا الذهب والماس في الاسواق العراقية ’ وحيث ان تلك الكمية ووفق الوصفة الطبية الغذائية لمسؤولي الحكومة الوطنية يجب ان تكفي المواطن شهرا كاملا من اجل القضاء على كل الامراض السارية والمعدية والخطيرة والحقيرة والضارة وفي مقدمتها  امراض انتقاد الحكومة والتظاهر ضدها وكشف مواطن الفساد فيها , فقد سارع المواطنون لاقتناء الموازين الخاصة بالذهب نظرا لحساسيتها ولدقتها من اجل تقسيم الـ (250) غرام من مادة العدس على ثلاثين يوما لتكون حصة كل يوم من ايام الشهر الفضيل (8,34) غراما تماما ’ وحيث لا تتوفر في العراق كل هذه الاعداد من موازين الذهب الحساسة لوزن ذرات العدس السحرية ’ فقد اضطر العراقيون  لاستيرادها من دول الجوار ’ مما خلق هزة اقليمية عنيفة ’ وتوهم البعض لسذاجته ان الحكومة العراقية الحكيمة  اقدمت على عملية التوزيع  العادل للثروات الوطنية على القطاعات الشعبية على شكل سبائك ذهبية ’ دون ان يدري ان الثروة العدسية باتت اغلى وانفس واندر من السبائك الذهبية ’ بل ربما وفرت فعلا هذه الشحنة (العدسية) لبعض الفاسدين سبائك ذهبية.
قديما قيل ’ تمخض الجمل ’ وربما الجبل فولد فأرا ’ والحمد لله ان حكومتنا عندما تمخضت هذا العام ’ فانها ولدت عدسا , رغم انف الحاقدين اللئام .           
   

319
 مشاكسة
زيجات افتراضية
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
امست عجائب وغرائب هذا الزمان بين النساء والرجال تفوق احيانا التصور والخيال ’ بالاخص في ميدان العلاقات العاطفية والزوجية الى جانب العلاقات السياسية والسلطوية ’ بل لعل الاغرب والاعجب عندما تتداخل العلاقات العاطفية والسياسية معا فيعشق السياسيون السلطة بجنون ’ ويعقد المسؤولون قرانهم على المال العام ’ لنقرأ في ظل ذلك على الشعوب وحقوقها السلام ’ حتى بتنا نقف على بوابة زمن مفتوح على ماكان في الماضي غير مسموح ’ وبتنا نعيش غير المتوقع بعد ان كنا على تقاليدنا المتواضعة نتقوقع ’ وفي مقدمة ذلك حمى صرعات الزواج  غير التقليدية ’ وغالبا غير الواقعية التي امست سمة هذا العالم السريع المتغيرات والمتناقضات والذي امسى في ظل ثورة المعلوماتية والاتصالات عالما بلا جدران يلقي بافرازاته الثقيلة غالبا على كاهل الانسان ’ واذا بدوران الارض يبدو اكثر اسراعا وضغوطات الحياة تتناسل وتتضاعف تباعا والتعقيدات اليومية  تمسي اكثر اتساعا.  
فبعيدا عن الزيجات الشرعية العريقة المعروفة’  وزيجات الانترنت والدم والموبايل والمسجات ’ والرسائل المنمقة بارق التعابير العاطفية والمشاعر الرومانسية ’ والكلمات التي لا تعدو ان تكون غالبا مجرد جسور للملذات ’ ووعود لا تتحقق لاطفاء لهيب الرغبات ’ فاجأنا البعض   بزيجات غريبة عجيبة ’ ربما تفتح الافاق امام ممارسات مريبة .
ومن بين الصرعات الزواجية الكثيرة واشكالها المثيرة اقدام مجندة  أمريكية على اعلان زواجها من برج ايفل ضمن مراسيم احتفالية تليق بالمناسبة  الرومانسية بحضور حشد من اصدقائها بعد ان وقعت بغرامه ’ في حين اقدمت السويدية ايجا رييتا (54) عاما على الزواج من جدار برلين وبادرت عند هدمه بجمع اجزاء منه والاحتفاظ بها ورفضت رفضا قاطعا طلاق اشهر الجدران والزواج بانسان ’ اما الكوري لي جين فقد وقع في غرام وسادته واعلن على الملأ زواجه منها  بعد ان رسم عليها وجه امرأة حسناء  والبس صاحبة الصون والعفاف  فستان الزفاف’ في حين اقدمت  الامريكية ليندا بعد فشلها في اربعة مشاريع زفاف على الاقتران بكلبها ماكس واقامت حفلا بالمناسبة ارتدت خلاله فستان الزفاف وتجملت بكامل حليها واناقتها في حين ارتدى الكلب سعيد الحظ الذي اقلع في ذلك اليوم عن هواية العض بدلة  زفاف رسمية فريدة تليق بالمناسية السعيدة  ’ من جانبه طلب الامريكي روس هيوارد  رسميا من سلطات  مدينتة الموافقة على زواجه من مهرته ميسي التي يعشقها ’ لكن طلبه رفض لصغر سن الزوجة التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها.
اما ابلغ صور الانانية والنرجسية الزوجية في اختيار الشريك الاخر فقد جسدها الصيني ليو لي ( 39) عاما باعلانه الزواج من نفسه في حفل  حضره اكثر من الف مدعو ’ في حين تمثلت اغرب حالات الزواج باعلان زفاف رضيع لم يتجاوز الاحد عشر شهرا على رضيعة لم تتجاوز الثلاثة اشهر في بنغلادش لوضع حد لعداء امتد لعشرين عاما بين قبيلتي العروسين بسبب نزاع على ملكية ارض زراعية ’ اما الانكليزي توماس بار فقد تزوج عشر مرات خلال سنة واحدة بعد وفاة زوجته وكان يبلغ (112) عاما.
عبر بوابة هذه الزيجات العجيبة الغريبة ’ باتت تلوح في الافق ملامح زيجات اخرى اعجب واغرب ما تزال في طور الزيجات السرية ممثلة بزيجات المسؤولين غير المعلنة على وزاراتهم ومؤسساتهم ’ وزيجات بعض الرؤساء على مقاعد حكمهم ’ وزيجات بعض السياسيين على اموال وخزائن وحقوق وثروات  شعوبهم ’ ولعل الاسوأ ما في هذه الزيجات محاولة القائمين عليها جعلها اشبه بالزيجات الكاثوليكية الابدية التي لا تنفصم عراها حتى الموت ’ في حين تحلم شعوبهم المغلوبة على امرها ان تكون زيجات بعض حكامها اعلى كراسيهم أشبه بزيجات المسيار او المتعة او المصياف او المطيار او اي نوع اخر يمكن ان ينتهي عقده وتزول اثاره بفترة محددة بدون تسويفات معقدة .
والا كيف نفسر اصرار بعض الحكام على الالتصاق بمقاعدهم لازمان مفتوحة رغم ارادة شعوبهم التي لا تطيقهم ورغم التظاهرات والصدامات اليومية وانهار الدماء؟ وكيف نفسر التصاق المسؤولين والوزراء في هذه الدولة وتلك بوزاراتهم ؟ وادمان هذا السياسي او ذاك بالاستحواذ على العقود والمناقصات وحصص الصفقات واقامة كارتل من الشركات التي تنهب موارد الشعب؟
ان الخشية الكبرى ليست من هذه الزيجات التي ما تزال سرية ’ لكن الخشية الحقيقية من مبادرة بعض هؤلاء المسؤولين باصدار تشريعات وانظمة (تحلل) بموجبها هذه الزيجات الفاسدة وغير الشرعية وتجعلها مشروعة وعلنية ’ عندها ربما سيتزوج وزراء المالية من خزائن بلدانهم ووزراء النفط بابار نفوط شعوبهم وامناء العواصم والمحافظون بمدنهم والوزراء بوزاراتهم والمدراء العامون بمؤسساتهم  ورؤساء الحكومات  بموارد شعوبهم ’ وعندها ربما لن يتبقى  للفقراء  حتى عدس البطاقة التموينية العرجاء.  

320
مشاكسة   
قبلة الحمار الملتهبة


مال اللــه فـرج

malalah_faraj@yahoo.com

 من بين الملاحم البطولية العربية التاريخية  العبقرية متعددة الالوان والاحوال والاشكال والمـأرب والخرائب والوقائع والفظائع والبدائع ’ التي باتت تزخر بها التحولات الثورية الديمقراطية ذات الخصوصية القومية  ’ في ظل الربيع العربي وحرائقه وانجازاته وخرائبه التي سحقت كل النظريات ومسحت كل الانجازات ومحقت كل الابداعات وتجاوزت كل المبتكرات وفاقت كل الاعجازات والتقنيات والتطورات الانسانية ’ وهي تبشر بالتجربة الاجتماعية والاخلاقية والفكرية والعلمية والاقتصادية والفنية العربية الجديدة المجيدة ’ برزت ( ملحمـــة صولـــة الفرســان ضــد الظللـــم والطغيــــان) لقرية (الدهشــــور) المصرية التي اكدت موقف سكان هذه القرية المبدئي البطولي الحازم الحاسم الفروسي الشجاع  ضد المعتدين الرعاع ’ حيث هب ابناؤها  من الرجال والنساء والشباب والاطفال والشيوخ والمقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة الابطال ’ للانتصار لقميص مسلم مؤمن تقي نقي نظيف عفيف ضد العدوان الغاشم الحاسم الخبيث اللئيم الذي شنته (مكـــواة) قبطية لئيمة مشاغبة شريرة حاقدة في محاولة مقصودة منها للاساءة لسكان القرية المسالمين من اقارب واصدقاء واحباء صاحب القميص المحبوب المنكوب ’ مما ادى لاشتعال معركة فاصلة ساحقة ماحقة ومواجهات جماهيرية دموية استخدمت فيها مختلف الاسلحة التقليدية وغابت عنها الاسلحة الستراتيجية والذرية والصواريخ عابرة القارات الذكية منها والغبية بسبب حظر استخداماتها  وفقا  للقرارات الدولية التي تسعى لتقييد ارادة النهوض والحرية للامة العربية .
اعادت هذه الملحمة الثورية الوطنية البطولية الخارقة الماحقة الى ذاكرتي صور احداث اخرى مشابهة مقاربة جليلة اصيلة متفردة في تفاصيلها حكيمة في معانيها عميقة في فلسفتها الانسانية متوهجة بقيمها الاجتماعية مجسدة اروع وابدع صور التلاحم والتأخي والتمازج والمحبة والتكافل والتكامل بين ابناء الوطن الواحد والتاريخ الواحد والمصير الواحد والنسيج الاجتماعي الواحد والتراب الواحد والمستقبل الواحد الواعد .
 فقد سبق لحمار في احدى القرى العربية ان تسلل من مزرعة صاحبه العربي بعد تناوله صدفة حبة فياغرا دون قصد ’ كانت قد سقطت من صاحبه على العشب ’ متوجها  الى مزرعة جاره العربي لمغازلة جارته الحمارة المراهقة الجميلة التي تعيش في تلك المزرعة ’ ولكن صاحب الحمارة الفاتنة الحسناء كان بالمرصاد لذلك الحمار المتهور الجبان العاشق الولهان الذي تجرأ على خرق حرمة مزرعته وعبور السدود والحدود ومحاولته المس  بالشرف الحماري الرفيع ’ وما ان حاول  ذلك الحمار العاشق الولهان طبع قبلة حمارية ملتهبة على وجه حمارته الفتان ’ حتى انتصب صاحبها وزمجر كالاسد الهصور واستل سلاحه لردع العدوان الاثم والشرور وهو يعدو صارخا ولسان حاله يقول (لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم).
وعلى الرغم من هرب الحمار المسكين خائفا مذعورا ’ وهو يشدد ويؤكد لصاحبه وللحاضرين بلغة اليقين بانه لم يمس الشرف الحماري الرفيع باذى وانه انما اكتفى بنصف قبلة ملتهبة وحسب ’ وان تلك الحمارة المراهقة الجميلة ما تزال تحتفظ بشرفها الرفيع وبعذريتها سالمة بدون خياطة او ترقيع ’ الا ان طرفي النزاع من البشر (العقــــــلاء) تناسوا علاقات الجيرة والمواطنة والتالف والمودة والعلاقات الاجتماعية محتكمين لاسلحتهم وخاضوا معركة فاصلة اسفرت عن العديد من الاصابات ’ بينما كان العاشقان الحميريان الموصومين بالغباء يتفرجان على الصدامات والاصابات والدماء ’ وهما مندهشين متعجبين من (حكمــة) البشر(العقـــــلاء).
وفي العودة الى احداث قرية (الدهشــور) المصرية فقد تناقلت الاخبار انباء عن الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين المسلمين والاقباط على خلفية احتراق قميص مواطن مسلم يعمل كهربائيا فيما كان يقوم بكيه مواطن قبطي ’ وادت المواجهات الدامية التي اشعل فتيلها القميص والمكواة الى وفاة الشاب صاحب القميص والى احراق ثلاثة منازل قبطية ’ وهرب وتهجير الاغلبية مما اضطر الشرطة الى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الجانبين ’ في حين هدد المسلمون الثائرون بالعمل على تهجير جميع الاقباط من القرية جراء جريمتهم المخزية ’ بعد ان انساهم القميص المحترق كما يبدو المواطنة وحقوقها والعلاقات الاجتماعية وشراكة الوطن والتاريخ والتضحيات المشتركة التي قدمها المسلمون والمسيحيون على حد سواء , في حرب 1948 وفي العدوان الثلاثي عام 1956 وفي حرب 1967 وفي حرب اكتوبر 1973 وفي ازاحة النظام البائد ’ وكيف امتزج الدم المصري المسلم والمسيحي في الدفاع عن مصر ’ وقايضوا ذلك التاريخ الطويل المشترك بقميص مسلم احرقته مكواة قبطية دون اي قصد سيئ بالتاكيد ’ وكان بالامكان احالة تلك المكواة  الجانية للقضاء لتنال جزاءها العادل بدل سفك الدماء من قبل هؤلاء (العقـــــلاء).       
       ترى ان كان مجرد احراق قميص خارجي بمكواة وبشكل عفوي قد ادى لمثل هذه الافرازات والماسي والكوارث والمصادمات والثأرات بين ابناء الوطن الواحد ’ مالذي كان سيحدث لو ان مكواة قبطية اخرى احرقت ملابس نسائية داخلية اثناء كيها بطريقة عفوية ؟ ربما كان سيشن امثال هؤلاء (العقــــلاء) حملة شعواء لتهجير كل الطوائف المسيحية من الدول العربية بالضد من كل قيم التسامح والتاخي والسلام التي جاء بها الاسلام .
 
 


321
رئيس المجلس الوطني السوري
لا خروج  امن للاسد فالشعب يريد محاكمته
نسعى لحكومة وطنية مدنية ديمقراطية تعددية تفصل ما بين الدولة والدين
لمسنا من الاخ مسعود البارزاني دعما ومساندة وتضامنا مع ثورتنا
المسيحيون جزء اسا سي من النسيج الوطني السوري والمسيحية جزء من الهوية الثقافية والحضارية السورية
ندرس حاليا فكرة تشكيل حكومة في المنفى
حالات الاغتصاب الجماعي التي اقترفها النظام كثيرة وتم رفع وثائقها الى المنظمات الدولية
اذا تحررت حلب فان الاوضاع ستكون مهيأة للمعركة الفاصلة
لابد من ضمانات بعودة السلاح بعد سقوط النظام الى المستودعات العسكرية
توقفنا كثيرا عند تصريح  السيد المالكي الذي اكد فيه بان النظام السوري لن يسقط وتساءل  لماذا يسقط
نشعر ان الروس قد اتخذوا من الورقة السورية اداة لتحقيق مكاسب






حوار : مال اللــه فــرج
 
Malalah_faraj@yahoo.com

الحوار مع شخصية متفردة في اهتماماتها , متنوعة في ثقافتها ’ متعددة في مسؤولياتها ’ والاهم انها في مركز الحدث الساخن  ’ تتمازج في سماتها قيم الفلفسة بقيم النضال باسس الحضارات وتداعياتها بالاشراقات الروحية للاديان بالهم الوطني ’ وهو يشارك في الدفاع عن مصير شعب وصياغة اسس مستقبله ’ انما يمثل فرصة ثمينة لان يجد الاتسان عامة والصحفي خاصة نفسه في صلب الحدث الملتهب الذي تصنع فيه حلقات مهمة من التاريخ  الحديث ’وربما في قلب المعارك السياسية الضارية وهو يحاول الامساك بالحدث الملتهب بين يديه.
 هكذا كان حوارنا الشامل والساخن مع السياسي السوري الدكتور عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري وأحد مؤسسيه , ورئيس لجنة الدفاع هن حقوق الانسان فيه.
والاستاذ عبد الباسط  مواطن سوري كردي من مواليد محافظة الحسكة عام 1956 ’ حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة , واستاذ الحضارات القديمة ’ وصاحب العديد من المؤلفات منها ’( المسألة الكردية في سوريا نصوص منسية من معاناة مستمرة للاكراد السوريين ’ وذهنية التغييب والتزييف .. الاعلام العربي نموذجا ) اضافة الى مجموعة من المقالات حول تأريخ الاديان والفكر السياسي ’ مما يعني اننا كنا نقف ازاء شخصية مترعة الخبرات غنية التجارب ثرية وعميقة المحتوى متنوعة الاهتمامات لسبر اغوارها والوقوف عبها في محطات مهمة وربما مصيرية  من التاريخ السوري الجديد الذي يصنع في اتون اشس المواجهات المحتدمة على كل الجبهات ’ وبالاخص العسكرية وعمقها السياسي.   
ببساطة ومودة استقبلنا في جناحه باحد فنادق اربيل , بلا حماية ولا مرافقين  ,fgh  حتى سكرتيرا شخصيا ’  وعلى الرغم من برنامجه المكثف ولقاءاته واجتماعاته متعددة المستويات الا انه كان حريصا على ان يكون هذا الحوار الذي امتد حتى منتصف الليل ’ شاملا وصريحا وقادرا على نقل جوانب مهمة من المتغيرات الحيوية المتسارعة على الساحة السورية واتجاهات الاحداث في هذه المرحلة العاصفة والمصيرية التي تجتازها سورية وهي تقف على مفترق الطريق وتجتاز ,احدة من اصعب واخطر منعطفاتها السياسية وهي تخوض صراعها المصيري بين نظام امسى من مخلفات الماضي يحاول التشبث بها عبثا وبين حاضر يشدها الى الحرية والمستقبل.. فكان هذا الحوار :
مال اللــه فـرج




ما ابرز تضاريس الخارطة السياسية
على الساحة السورية الان بين النظام
 والمقاومة؟

ــ بالنسبة للاوضاع السائدة الان على الساحة السورية’ هنالك ثورة مستمرة منذ عام ونصف كلفتنا الكثير ’ لدينا اكثر من عشرين الف شهيد وعشرات الالاف من المفقودين والجرحى والمعتقلين الى جانب اكثر من مليون ونصف من النازحين داخل الوطن اضافة الى اكثر من نصف مليون لاجئ في دول الجوار ’ لكن اذا عدنا للاوضاع الداخلية فاننا سنلاحظ بانه على الرغم من كل هذه التضحيات والعذابات والخسائر فان الشعب السوري مصمم على المضي في هذه الثورة ’ ثورة الحرية والكرامة ’ كما ان النظام هو الاخر من جانبه مصمم على قمع هذه الثورة بقوة السلاح حيث يقوم بقصف المدن والبلدات السورية بالدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية والطائرات المروحية ’ بل ان حتى الطائرات الحربية بدأت تدخل في المعارك ’ الى جانب ذلك فانه يرتكب ابشع المجازر في العديد من المناطق ’ لكن اللافت ان ميزان القوى في الفترة الاخيرة بدأ يأخذ منحى اخر ’ اذ ان هنالك تركيزا في مدينة حلب تحديدا ’ الجيش الحر دخل هذه المدينة وهو يريد ان يحررها ’ وحلب بما تتمتع  به من مكانة خاصة فهي العاصمة الاقتصادية لسوريا وهي المدينة الثانية الى جانب موقعها القريب من الحدود التركية ’ كل هذه المسائل تمنحها اهمية خاصة ’ بمعنى ان معركة حلب ستكون الفاصلة وهي ستؤثر بلاشك في تحديد ملامح المستقبل القريب وتحديد ميزان القوى’ الجيش الحر يحقق طبعا النجاحات على الرغم من عدم التوازن بالامكانيات الا ان ارادة الدفاع عن المدينة وتحريرها من براثن النظام ارادة قوية جدا ونحن من جانبنا في المجلس الوطني السوري نقوم بدعم الجيش السوري الحر بما نمتلكه من امكانيات ’ ونحن لواثقين بان النصر في نهاية المطاف سيكون حليف شعبنا.
 
هل يخضع الجيش السوري الحر
لتوجيهاتكم ولقيادتكم ام ان هنالك
 لجان تنسيقية متخصصة بينكم وبينه؟

ــ التواصل بيننا موجود فقد نسقنا العمل بيننا ضمن مكتب الارتباط الذي يضم ممثلين عن الجيش الحر وعن المجلس الوطني السوري ’ لكن امام التطورات الاخيرة وزيادة حدة الانشقاقات كان لابد من تنظيم العمل بشكل افضل ’ حيث ان لدينا حاليا الى جانب الجيش الحر القيادة المشتركة والمجلس العسكري ’ والتواصل بيننا وبين هذه الهيئات والمؤسسات موجود  ونحن الان نسعى في سبيل تنظيم العمل بصورة موحدة حتى تكون هنالك قيادة واحدة للعمل العسكري  وهذه القيادة ترى ان القيادة السياسية ستكون للمجلس الوطني السوري ’ ونقول بالنسبة للثورة السورية هنالك ثلاثة اضلاع ’ الاول هو الضلع الدفاعي الذي يمثله الجيش الحر وبقية الفصائل التي تعمل في الميدان العسكري الى جانب الضلع الثوري الذي يخص الحراك الشبابي والحراك الثوري ’ والضلع السياسي هو الذي يمثله المجلس الوطني السوري.

طالبتم سابقا تزويد الجيش السوري
الحر باسلحة ثقيلة ’ هل هنالك استجابة
دولية في الوقت الذي ما تزال فيه واستطن
ضد تسليح الجيش الحر بالاسلحة الثقيلة؟
ــ نحن لم نطالب بالاسلحة الثقيلة ’وانما طالبتا باسلحة دفاعية في المقام الاول ’ طالبنا باسلحة نوعية مضادة للدروع وللدبابات تحديدا وللطائرات لان  الجيش الحر يقوم بتحرير المدن الا انه بعد ذلك تتعرض هذه المدن والبلدات الى الى قصف وحشي مركز من قبل المدفعية والدبابات والطائرات ’ لذلك فنحن بحاجة الى هذه الاسلحة من اجل ان يتمكن الجيش الحر من الدفاع عن نفسه والاحتفاظ بالمناطق التي يتم تحريرها ’ فطالما ان المجتمع الدولي لم يصل بعد الى مرحلة اتخاذ قرار تحت الفصل السابع ’ هذا الفصل الذي سيضع كل الخيارات على الطاولة ’ لابد من دعم الشعب السوري ليتمكن من الدفاع عن نفسه ’ وهذا حق مشروع وفق سائر القوانين والشرائع.


 
اين وصلت جهودكم في دفع المجتمع
الدولي لفرض مناطق حظر للطيران
وتوفير الملاذ الامن للثورة وللمدنيين؟

ــ نحن نطالب بهذه المناطق ونعتقد بان اجتماع وزراء الخارجية العرب كان متفهما لهذا التوجه ’ لاننا لا يمكن ان نسمح بقتل المدنيين السوريين باستمرار ’ فاما ان يتم فرض مناطق للحظر الجوي الامنة ليتمكن المدنيون والمنشقون من التوجه اليها في مأمن ’ او ان تكون هنالك اسلحة دفاعية نستطيع بها الدفاع عن المناطق التي يتم  تحريرها من عصابات الاسد.

اعلن الاخوان المسلمون عن
تشكيل ميليشيا خاصة بهم ’
ما عدد الميليشيات الموجودة
على الساحة الان وهل هي
 موحدة؟

ــ نحن لسنا مع تشكيل ميليشيات ’ ونطالب الجميع بان تكون الجهود مشتركة ’ ونحن نعمل الان ميدانيا في سبيل تشكيل المجالس العسكرية للمحافظات وهذه المجالس هي التي تعمل تحت اسماء الجيش الحر والتنسيق بينها لابد ان يكون على اكمل وجه  ’ قد تتشكل بعض القصائل المستقلة اذا صح التعبير ’ لكننا نقول نحن في سوريا باعتبارها بلد متعدد القوميات والطوائف والمذاهب لا بد ان ناخذ هذه المسألة بعين الاعتبار ولا بد ان يكون هنالك ضبطا لمسألة السلاح ’ وعلينا ان نعلم الى اين يذهب هذا السلاح وكيف يستخدم ومن هي الجهات التي سوف تستخدمه ’ وبعد عملية السقوط لا بد ان تكون هنالك الاليات التي من شأنها ضمان عودة هذا السلاح الى المستودعات التي تخص الجيش السوري.
 
كيف تقيمون موقف اقليم
كردستان وموقف الحكومة
 العراقية من الثورة السورية؟

ــ لعله ليس سرا ان هنالك نوع من التمايز بين موقف الاقليم وموقف الحكومة العراقية ’ بالنسبة للاقليم وفي لقاءاتنا المتعددة مع الاخوة المسؤولين فيه ’ وخاصة مع الاخ الرئيس مسعود البارزاني رئيس الاقليم  نتلمس دعما ومساندة لثورة الشعب السوري وتعاطفا معها ودعمها ’ اما بالنسبة للحكومة العراقية فحقيقة هنالك اشارات متباينة ’ فبالنسبة للاخ وزير الخارجية فقد التقينا به وكان موقفه داعما ’ وفي خطابه الاخير امام مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة كان موقفه متميزا وكان موضع ارتياح ’ الا ان احيانا بعض التصريحات التي تصدر ’ مثلا كالتصريح الذي صدر من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي والذي جاء فيه بان النظام السوري لن يسقط ولماذا يسقط ’ هذا التصريح توقفنا عنده مطولا ’ الى جانب ذلك عدم السماح للاجئين السوريين بالدخول الى الاراضي العراقية على الرغم من انهم تنازلوا عن هذا التوجه فيما بعد ’ لكن هذه التصريحات والتصرفات تثير لنا اكثر من علامة استفهام واستغراب ’ لكننا نقول دائما ان العلاقة بين سوريا والعراق هي علاقة تكاملية واواصر التواصل بين الشعبين الشقيقين العراقي والسوري هي قوية جدا وقديمة قدم التأريخ ونامل ان يعاد النظر ف المواقف التي نعتقد بانها لم ترتق بعد الى المستوى المطلوب فيما يخص دعم ومساندة ثورة الشعب السوري ’ وهنا اود ان اقول باننا لايمكن ان نكون ضد الدكتاتورية في العراق وان نغض النظر عن الدكتاتورية في سوريا ’ فالدكتاتورية هي دكتاتورية والديمقراطية هي ديمقراطية وعلى الشعوب ان تتفهم معاناة الشعوب الاخرى ’ خاصة انها قد منيت بتجربة مريرة في ميدان التعرض لماسي وكوارث الحكم الدكتاتوري.


 
هل تتوجسون من افرازات
سلبية من الموقف التركي؟

ــ بالنسبة للموقف التركي لابد ان نتوقف قليلا ’ فنحن نرتبط مع تركيا بحدود برية طويلة تمتد لاكثر من 800 كم ’ والتداخل السكاني بيننا قائم الى جانب المصالح الاقتصادية الهامة هي الاخرى والتي لابد ان تؤخذ بنظر الاعتبار’ ان لتركيا بطبيعة الحال حساباتها ’ فهي دولة اقليمية كبيرة تراقب عن كثب ما يجري في سوريا لان ذلك سوف يؤثر على اوضاعها الداخلية شئنا ام ابينا ’ وبالنسبة لي فان التوجس حاليا لا وجود  له ’ وحقيقة لم نلمس من الجانب التركي الا الدعم والمساندة لثورة شعبنا وقد وقفت تركيا الى جانب شعبنا من خلال ايواء اللاجئين وتمكين المعارضة السورية من عقد المؤتمرات والاجتماعات المتعددة ’ هذه كلها تمثل علامات ايجابية تبين ان تركيا ماضية في موقفها النساند لثورة شعبنا.

 كيف ترون قرار مجلس الامن
 الدولي الاخير غير الملزم؟

ــ نعتقد ان هذا القرار هام خاصة بعد ان اوصدت الافاق امامنا في مجلس الامن الذي ما زال يعمل بموجب القواعد التي تعود للحرب العالمية الثانية ’ هذا القرار يؤكد بان هذا النظام فاقد للشرعية الدولية حيث ان اكثر من 133 دولة وافقت على هذا القرار ’ كما انه يمثل احراجا للروس وللدول الاخرى التي تساند هذا النظام ’ طبعا ان الخطوة الثانية لهذا القرار لابد ان يبنى عليه من خلال مجموعة اصدقاء سوريا ومن خلال التحرك القادم للجامعة العربية  بالتعاون مع مجموعة اصدقاء سوريا

البعض يرى في استقالة المبعوث
الاممي كوفي عنان ما قد يفتح الطريق
امام عمل عسكري محتمل كيف ترى ذلك؟

ــ بالنسبة لمبادرة عنان فاننا منذ البداية كانت لنا ملاحظات حولها لكننا مع ذلك التزمنا بها استجابة لرغبة عربية ودولية ومع ذلك كنا نقول اننا في عهد هذه المبادرة فقدنا الكثير ’ الان وامام اعلان كوفي عنان فشل مهمته فان ذلك ربما يفتح الطريق امام جهود دولية جديدة لتقديم مبادرة اخرى ترتقي الى المستوى المطلوب ’ وفي حالة العجز فان معنى ذلك ان الخيار الاخر هو ايضا قائم ’ لان الموقف الدولي بدأ يتلمس مخاطر الوضع في سوريا وهذا ما نبهنا اليه منذ البداية وقلنا ان السوريين اذا فقدوا الامل بالمجتمع الدولي وفي الجامعة العربية فانهم سوف يعتمدون على قواهم الذاتية وربما يدفع ذلك بالبلاد الى حرب اهلية شرسة وان الاثار السلبية لهذه الحرب سوف لن تنعكس على داخل الوطن السوري فقط ولكنها ستمتد الى الجوار الاقليمي ’ لذلك لاحظ بان الموقف الدولي بدأ يتلمس خطورة الموقف وهنالك تصريحات من اكثر من مسؤول غربي تؤكد بان هنالك توجها لاتخاذ موقف حاسم لمعالجة هذه الازمة ’ نحن نقول حتى الان ان المجتمع الدولي يقوم بادارة الازمة وليس بمعالجتها.
 
هل ترى امكانية ان يبادر المجتمع
الدولي بمقايضة  الموقفين الروسي
والصيني لتحييدهما على الاقل؟

ــ طبعا هذا ما نتمناه وندعو اليه بالاخص بالنسبة الى  روسيا تحديدا  ’ فقد كنا في موسكو وتحاورنا مع الروس في كل شيئ  ’ لكم هذا التمسك الروسي يجعلنا نشعر احيانا بان الروس قد اتخذوا من الورقة السورية اداة  لتحقيق مكاسب او للوصول الى بعض المطالب في اماكن اخرى ’ وقلنا لهم صراحة باننا نرغب بافضل العلاقات بين الشعبين الروسي والسوري ولكن ليس على حساب  الدم السوري ’ نحن نعلم بان روسيا دولة عظمى وليس لدينا الرغبة ولا القوة على مواجهتها ’ولكننا نقول ان احترام المصالح الروسية ينبغي ان يكون بالموازاة مع احترام تطلعات الشعب السوري الناجمة عن حاجات داخلية خاصة بالمجتمع السوري وليس كما يروجون بامها نتيجة لتدخلات خارجية.

مالسيناريوهات التي تراها
الان امام الرئيس الاسد ’ وهل
ترى بانه قد يطلب اللجوء الى
روسيا اذا سقطت كل الاوراق
من يده؟

ــ بالنسبة للسيناريوهات المختلفة ’فان خطوة الاصلاحات قد اغلق
الباب عليها وهو نفسه قد اوصل البلاد الى هذه الوضعية ’ اما بالنسبة للخروج الامن فانه في وقتنا الراهن لم يعد مقبولا ’ الان الشعب السوري يطالب بمحاكمة بشار الاسد وزمرته لان هذه الزمرة تقوم بقتل السوريين بصورة منهجية منذ عام ونصف ’ لذلك نحن نقول بان رحيل هذه الزمرة عن الحكم يمثل المقدمة لاي حل يمكن ان يطرأ مستقبلا ’ اما ان يلجأ الى روسيا او غيرها’ طبعا هذه مسألة تبحث تفصيليا في حينما نصل الى هذا الوضع ’ لكن الان كل الامور تتجه نحو التصعيد ’ وكلما ازدادت وتيرة القتل كلما اصبحت الافاق امام النظام مسدودة اكثر.
 
كيف تفسرون اختفاء الرئيس
الاسد عن الواجهة الاعلامية
وعن الظهور العلني حيث تتم
توجيهاته عبر بيانات خطية؟

ــ بالنسبة للحالة السورية منذ بداية الازمة لحد الان فان هنالك دائما غياب لبشار الاسد وزمرته ’ لكنه يظهر بين الحين والاخر ليؤكد بانه موجود لكن منذ عام ونصف في سوريا فانه لا يعتمد اي حل  سوى الحل القمعي ممثلا بقتل السوريين والسوريات وقصف المدن والبلدات السورية بكل انواع الاسلحة

المسيحيون يتوجسون من اعمال
عنف او اضطهاد  ضدهم ’ كيف
ترون توجسهم؟

ــ النظام هو الذي يروج لمثل هذه الاوهام ’ انخن نقول ان المسيحيين هم جزءا اساسيا من النسيج الوطني السوري ’ والمسيحية هي جزء من الهوية الثقافية والحضارية السورية ’ ونحن عندما نقوم بعملية طمأنة للمسيحيين فانما نفعل ذلك لاحتياجاتنا الوطنية ’ وهذا يمثل بالنسبة لنا واجبا وليس منة ولا نفعل ذلك لارضاء هذا الطرف او ذاك.




هل استخدم النظام فعلا
جرائم الاغتصاب الجماعي
سلاحا ضد الثوار على
نطاق واسع؟

ــ حالات الاغتصاب موجودة بكثرة وكذلك حالات قتل الاطفال وهي موثقة وتم رفعها الى المنظمات الدولية.

كم كان عددها؟

لا يحضرني العدد الدقيق لكن الضحايا بالمئات  ـ
 
هل لديكم اجراءات محددة
واستباقية لمنع سوريا من
الانزلاق الى هاوية الانفلات
الامني بعد سقوط النظام؟

ــ نحن في المجلس الوطني السوري كنا قد تقدمنا الى مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس بخارطة طريق للمرحلة  الانتقالية ’ وبعد ذلك توافقنا مع الاطراف الاخرى في المعارضة السورية خلال المؤتمر الذي عقد في القاهرة قبل شهر تقريبا حيث توصلنا في الجامعة العربية الى خارطة من هذا القبيل تحدد الاوليات التي من شأنها ان تمكننا من تجاوز المرحلة الانتقاليى باقل الخسائر ’ ونحن الان في المجلس الوطني السوري نعد اوراقا حول جملة الملفات وفي مقدمتها الملف الامني والاقتصادي والاجتماعي والدستوري وغيره.

هل في نيتكم تشكيل
حكومة في المنفى؟

ــ خطط المرحلة الانتقالية التي توافقنا عليها تنص على تشكيل مثل هذه الحكومة ’ وفي الاجتماع الاخير لمجلس وزراء الخارجية العرب تم التأكيد على ضرورة تشكيل مثل هذه الحكومة ’ ونحن الان نقوم بدراسة هذه الفكرة من خلال التواصل مع مختلف الاطراف والفصائل ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية من اجل ان نصل معا الى تشكيل حكومة او سلطة او ادارة ’ لا يهم الاسم وانما الوظيقة , وان تكون حكومة قوية قوية قادرة على ضبط الامور والا سنكون امام جملة من الحكومات الضعيفة الهزيلة الامر الذي سيعقد الوضع اكثر ولن يحل المشكلة.
 
هل تخشون  ان تسقط الحكومة
في فخ الاسلام السياسي وتقييد
الحريات  ؟

ــ القوى الاسلامية موجودة في سوريا ’ وشعبنا بطبيعته متدين ’ لكن في سوريا علينا ان نفصل بين التدين وبين الاسلام السياسي  ’ لدينا جماعة الاخوان المسلمين  وهي مفصل اساسي من فصائل تعمل معها في المجلس الوطني السوري ’ لكن التوافق موجود بيننا ’ ونحن نؤكد على الحكومة الوطنية المدنية الديمقراطية التعددية التي تفصل ما بين الدين والسياسة
 في هذه اللحضات ما ابرز
نقاط ضعف النظام والمقاومة؟

ــ بالنسبة لنقاط ضعف النظام فان هذا النظام بدأ يتاكل من الداخل وحالات الانشقاق عنه تزداد وهو في مأزق اخلاقي كبير ’ هذا النظام عندما يقوم بقتل الاطفال واغتصاب النساء وقصف البلدات والمدن فان كل هذه الاشياء تمثل نقاط ضعف قضلا عن انه يعيش عزلة دولية حقيقية وهو يمتلك ترسانة اسلحة قوية في مواجهة الشعب الاعزل ’ وبالنسبة للجيش الحر فانه يواجه هذا النظام باسلحة بسيطة مقارنة مع الترسانة  القمعية التي يمتلكها  النظام ’ لكننا نمتلك عاملا قويا يتمثل بالارادة القوية والايمان بحتمية النصر.

 البعض يرى ان انقرة ربما
تكون قلقة من امكانية تمتع
اكراد سوريا بحقوقهم القومية؟

ــ نحن تباحثنا حول هذا الموضوع وادينا وثيقة وطنية حول القضية الكردية في سوريا ’ وفي معظم حواراتنا نقول أن هذه القضية هي شأن داخلي سوري طالما ان الامر لا يصل الى الانفصال ’ ولا يوجد اي فصيل كردي سوري يطالب بالانفصال ’ وبالطبع فاننا نتفهم هواجس انقرة ’ لكن في نهاية المطاف فان هذا الامر شان وطني داخلي سوري.
 
اين ومتى ستكون المواجهة
الحاسمة مع النظام ؟ على
مشارف حلب ام في قلب دمشق؟

ــ اذا تحررت حلب فان دمشق ساكون مهيأة

سبق للرئيس الاسد ان هدد
باحراق المنطقة كيف ترون ذلك؟

ــ الانظمة الدكتاتورية هي نفسها في كل مكان ’ فصدام حسين هو الاخر كان يهدد ’ والقذافي ايضا كان يهدد والنظام السوري يقوم  باحراق البلد وتدميره لكننا نقول ان الشعب السوري سيضع حدا في نهاية المطاف لبشار الاسد الذي لم ولن يمتلك الشرعية قط.

هل يمتلك النظام اسلحة
كيمياوية فعلا؟

ــ هذا ما اعترف به هو بنفسه بان هذه الاسلحة موجودة لديه وهنالك اكثر من تقرير يؤكد امتلاكه لمثل هذه الاسلحة.

لماذا يسمي البعض الثورة
السورية الثورة اليتيمة؟
ــ طبعا هذا المصطلح استخدم لاننا قد تركنا لمصيرنا بكل اسف خاصة في الاشهر الاولى حيث مرت سبعة اشهر ولم تتحرك الجامعة العربية ولم يتحرك المجتمع الدولي  على الرغم من ان الجميع كانوا يراقبون عمليات القتل.
 
هل ستكون  الشخصية التي
ستقود الحكومة الانتقالية 
عسكرية ام مدنية؟

ــ توجهنا في المجلس الوطني السوري ان تكون الشخصية التي تقود هذه الحكومة شخصية مدنية لاننا عانيتا الكثير من الحكومات العسكرية ونحن نقول ان هذه الشخصية لا بد ان تتوافق عليها فصائل المعارضة والمجالس الثورية والعسكرية حتى  تكون ضمن توافق الجميع وتكون شخصية قوية تتمتع بدعم وطني كبير الى جانب ذلك نرى ان هذه الشخصية لا بد ان تكون من الشخصيات المعارضة الملتزمة باهداف الثورة السورية منذ بدايتها؟

اي ان تكون ملتزمة ايضا بوجود
القومية الكردية كثاني قومية
في سوريا ؟

ــ طبعا بالنسبة لنا في المجلس الوطني السوري لدينا  وثيقة وطنية حول القضية الكردية وهذه الوثيقة تؤكد على ضرورة الاعتراف الدستوري بالهوية القومية للشعب الكردي وبحقوقه القومية الى جانب الغاء العمل بالسياسات التمييزية والاجراءات الظالمة المطبقة بحق الشعب الكردي .
 
في ختام حوارنا هذا هل
تود توجيه كلمة ما؟

ــ بهذه المناسبة اود ان اتوجه بالشكر الى الاخوة في الاقليم وخاصة الاخ رئيس الاقليم لدعمهم المستمر لثورة شعبنا ونامل ان نتمكن من الخلاص  قريبا من هذا النظام لتكون العلاقات على افضل الوجوه بين سوريا والعراق ولصالح الشعبين في البلدين. 

حــوار : مال اللــــه فــرج
عدسة : فاضــل فراموش
 
   

322

مشاكسة
احـراق المسـتقبل
مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com
كثيرة ومريرة هي المضحكات المبكيات في هذا الزمن الذي امسى بامتياز , بالاخص في الدول المسروقة والمصعوقة والمحروقة , والبائسة واليائسة  والعابسة , زمن العجائب والغرائب والخرائب ’ ولعل من ابرز هذه الغرائب جهل بعض حكومات هذه الدول وربما اميتها وربما عدم مبالاتها وربما حسن نواياها  في التصرف (الثوري السلبي)  بثروات شعوبها , من خلال سياساتها الاقتصادية (الحكيمة العقيمة) التي تصب جملة وتفصيلا في عملية (اعدام الامل واحراق المستقبل) بروح تفاؤلية رياضية وتحت مظلات مزركشة بكل الوان الطيف الشمسي , من المزايدات السياسية والشعارات الوطنية والقومية والاقليمية وربما الدولية الثورية.
لذلك وفي الوقت الذي تباهت وتتباهى فيه حكومتنا الرشيدة السديدة بانجازاتها النفطية الخرافية في رفع سقف الاستكشافات والاستخراجات, ومضاعفة العائدات المالية , دون ادنى  اهتمام   بالبنية الاقتصادية , حتى تحولت الحكومة الى مجرد بائعة نفط مثلها مثل باعة النفط الاطفال الذين يجوبون الشوارع والازقة بعرباتهم البدائية المتواضعة التي تجرها خيول مسنة هدها التعب والامراض المزمنة , والفارق الوحيد بين الاثنين ان الحكومة تبيع نفطها في الاسواق العالمية ’ في حين يبيع الاطفال نفطهم في الاحياء الشعبية , بعيدا عن الوساطات والرشا والعقود الفسادية والحصص والنسب المؤية , في خضم ذلك ’ فجرت احدى الشركات العالمية حقائق رقمية حول حجم الهدر اليومي في ثرواتنا الوطنية.
ففي هذا الميدان الحيوي , كشفت شركة شل الهولندية ان العراق (الثوري التقدمي الاشتراكي) , صاحب اروع واعرق وادق وافضل الستراتيجيات الاقتصادية في المنطقة , يخسر500  مليون دولار يومياً , بسبب ما يتم حرقه من ثروته الغازية المتصاعدة من  حقوله الجنوبية دون الاستفادة منها.
 واكد المدير التجاري للشركة ان ما ينتج من الحقول النفطية الجنوبية الثلاثة والتي تشمل حقل الرميلة وأبو غرب المرحلة الأولى والزبير يبلغ مليارا و100 مليون متر مكعب من الغاز ,  وان ما يستثمر منه هو فقط 400 مليون ، في حين يحرق 700 مليون متر مكعب بدون الاستفادة منه . موضحا "ان إحراق 700 مليون تعني تلوث بيئي بما يعادل 400 مليون طن من انبعاث ثاني اوكسيد الكاربون وبما يعادل  تشغيل ثلاثة ملايين سيارة يومياً"، مؤكداً ان خسارة العراق من حرق هذه الكمية تبلغ 500 مليون دولار يومياً.
وبعيدا عن التلوث وافرازاته المرضية الخطيرة’ وفي لغة الحسابات البسيطة , ( ان كان هذا الرقم واقعا وحقيقة) , فان العراق يخسر سنويا جراء احراق هذه الكمية من ثروته الغازية وتحويلها الى شعلةاولمبية ازلية ضخمة  دائمة الاحتراق ليلا ونهارا ما قيمته (182,500,000,000) مائة واثنان وثمانين مليارا وخمسمائة مليون دولار, اي ان كل عراقي   يخسر سنويا بفضل هذه العبقرية الاقتصادية الرشيدة العتيدة (7300) دولا ر, ولو وزعنا هذا المبلغ على اليتامى والارامل الذين يبلغ تعدادهم بحدود ستة ملايين ارملة ويتيم لاصاب كل منهم (30,416)ثلاثون الفا واربعمائة وستة عشر دولارا , اما لو وزعنا هذا المبلغ المهدور بلا فوائد ولا عوائد على العوائل العراقية التي (اختارت بملئ ارادتها ) ان تعيش في القعر , تحت مستوى خط الفقر ’ وهي وفق التقارير الاعلامية , بحدود ثمانية ملايين عائلة لاستطعنا ان نوفر لكل عائلة دخلا سنويا قدره (22812) اثنان وعشرون الفا وثمانمائة واثنا عشر دولارا , ربما كانت هذه المبالغ (المتواضعة) كافية لاخراجها من تحت مستوى خط الفقر ووضعها بنفس مستوى هذا الخط اللعين الجاثم فوق رؤوس الفقراء والمعدمين  , ولو انفقنا هذا المبلغ لاغاثة الجياع في العالم البالغ عددهم مليار جائع وفقا للتقارير الدولية لاستطعنا توفير وجبة طعام يومية تشبع كل الجياع بقيمة نصف دولار للوجبة الواحدة.
اما لو حولنا هذا المبلغ الى دولارات من فئة الدولار الورقي الواحد الذي يبلغ طوله (16,5) سم , وقمنا بلصق هذه الاوراق النقدية فئة الدولار الواحد طوليا , وبمعدل سبعة دولارات للمتر الواحد , أي ما يساوي سبعة الاف دولارللكيلومتر الواحد لحصلنا على شريط خرافي من الدولارات يبلغ  طوله (26,071,428) كم , ستة وعشرون مليونا وواحد وسبعون الفا واربعمائة وثمانية وعشرون كيلو مترا , ولو صنعنا من هذا الشريط حزاما حول الارض البالغ محيطها (40072) كم لاستطعنا ان نلف الكرة الارضية كلها من شرقها الغاضب الى غربها العاتب  باكثر من (650)  شريطا من الدولارات , اما لو مددنا هذا الشريط من الدولارات الضائعة حول قطر الكرة الارضية المار بخط الاستواء والبالغ طوله (12614) كم لحصلنا على (2066) خطوط من الدولارات كل منها بطول قطر الارض , و لو مددنا شريط   الدولارات بين الارض والقمر حيث تبلغ المسافة بينهما (365000) كم ’ لحصلنا على طريق من الدولارات يربط بين الارض والقمر بواحد وسبعين ممرا ذهابا وايابا , وربما كنا سندخل من خلاله موسوعة غينس للارقام القياسية كاول دولة في التاريخ تملك طريقا من الدولارات, بواحد وسبعين ممرا بين الارض والقمر لاغاضة كل البشر, بعد ان اصبحنا بفضل هذا الهدر ربما العباقرة الأول في اغتيال المستقبل .   
 


323
مشاكسة
رؤسـاء
فـي المــزاد العلنـي
مال اللــه فـرج
 malalah_faraj@yaho.com

في الوقت الذي انجب  فيه الربيع العربي صيفا سياسيا ملتهبا , اشعل حرائق ما زال لهيبها يتصاعد هنا وهناك , وما زالت الاجواء وافرازات الاحداث تنبؤ بالمزيد منها ’ حيث ازدهرت الاسواق بالبضائع (الديمقراطية) وراحت معظم المكونات والاحزاب والتحالفات والمنظمات والهيئات والكيانات , المتطرفة منها والمتفتحة ,اليسارية واليمينية , الدينية والعلمانية , الرجعية والتقدمية , الوطنية والعميلة , تتسابق لحجز امكنة لها في الماراثون الدولي باتجاه الديمقرطية التي قلبت الطاولة على الزعماء والرؤساء والقادة التقليديين , واطاحت بالكثير منهم , وجعلت الاخرين يقفون متأهبين على لائحة الانتظار عبر اعصار المتغيرات الذي سحب كراسي الحكم من تحتهم وهيأها لثوار ومناضلين وقادة ورؤساء من طراز جديد , منتخبين من الشعب مباشرة , اتت بهم صناديق الاقتراع ربما بنزاهة سياسية لم تعرف نتائجها نسب فوز اكثر من 60% في افضل الاحوال , بينما كانت نسب الانتخابات (اليمقراطية) الماضية في معظم هذه الدول الديمقراطية لا تقل عن 95% في اسوأ الاحوال , ومهما كانت الشعوب خلال تلك الانتخابات الديمقراطية , ناقمة او نائمة او غاضبة او عاتبة او جائعة او ضائعة او مترددة او مشردة او متوجسة او متحسسة , وسواء شاركت في الانتخابات او قاطعتها وسواء مارست حقوقها او رفضتها , فان النتيجة (الديمقراطية)  كانت مسبقا معلومة , ونسب الفوز العالية كانت محسومة.
بيد ان في خضم الربيع السياسي هذا ومتغيراته وقيمه الديمقراطية التي انتجت قادة ديمقراطيين وفق ارفع الاساليب الديمقراطية , انبرى عضو الكونكرس الامريكي الجمهوري العريق (فرانك وولف) ليفجر قنبلة مدوية من العيار الثقيل بالتزامن مع الفوز الديمقراطي لجماعة الاخوان المسلمين الرئيس الديمقراطي الدكتور محمود مرسي في الانتخابات المصرية الديمقراطية , مدعيا وجود صفقة ديمقراطية بين الولايات المتحدة والاخوان , تمثلت بدعم مادي بلغ خمسين مليون دولار قدمته واشنطن للحملة الانتخابية الديمقراطية لمرشح الاخوان , مقابل تعهدات الطرف الاخر باحترام المواثيق والمعاهدات الدولية عامة واتفاقيات كامب ديفد على وجه الخصوص , مما اثار ردود افعال مختلفة بالاخص وان بعض المواقع الالكترونية (غير الديمقراطية) سوقت هذا الخبر (غير الديمقراطي) بعناوين غير ديمقراطية , بل ومتطرفة , مدعية ان واشنطن (اشترت) الدكتور مرسي بخمسين مليون دولار.
ربما كان هذا الخبر غير الديمقراطي محرفا او مفبركا او مدسوسا او مختلقا او مزيفا او مقصودا بهدف الاساءة الى الجماعة ومحاولة النيل من حياديتهم ومن استقلاليتهم الوطنية , وربما كان يحمل شيئا من الحقيقة  , لكن الاهم من صحة الخبر او زيفه انه يفتح الابواب واسعة امام عصر سياسي دولي جديد , وامام صناعة جديدة , تلك هي صناعة الرؤساء وفق معايير ومقاسات واتجاهات وشروط ومميزات ورغبات ومواصفات محددة , مما يعد في حقيقته انتصارا للشعوب , ولنهجها الديمقراطي.
وربما يتم مستقبلا الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومن افرازات التقنيات الخارقة , ومن تجارب الحكومات الالكترونية , في صناعة رؤساء ثوريين تقدميين ديمقرايين اليين , اشبه بالريبورتات الالية , تتم برمجتهم وفق رغبات شعوبهم ووفق قوانين ودساتير بلدانهم وخصوصياتها القومية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , عندها لن ينحاز الرئيس الالي في هذه الدولة او تلك , لا الى حزبه ولا الى قوميته ولا الى طائفته , وسيكون ممثلا حقيقيا عادلا لكل ابناء شعبه , وربما سوف يختفي الفساد والعقود الوهمية والشهادات المزورة والاعتقالات العشوائية والسجون السرية وانتهاكات حقوق الانسان والحريات العامة في هذه الدول , وسوف يكون احتلال الوظائف العامة حسب المؤهلات العلمية والكفاءة الحقيقية وسوف لن يستحوذ ابناء وبنات المسؤولين من انصاف الاميين في هذه الدولة او تلك على الوظائف السيادية والقيادية والدبلوماسية والحساسة التي لا يستحقونها , كما لن يحتاج الرئيس الالي لا الى  فيالق حماية ربما تكلف الخزينة المركزية مئات الملايين من الدولارات سنويا , ولا الى سيارات مصفحة ولا الى مخصصات نقل وطعام وسكن وضيافة ولا الى هدايا ومخصصات وهبات للصديقات والعشيقات وغيرها من الاحتياجات , وستختفي الليالي الحمراء من حياة هؤلاء الرؤساء وتصبح كلها بيضاء.   
والاهم ان الرؤساء الاليين سوف لن يضطروا الى الكذب على شعوبهم ولا الى تبرير اخطائهم وهفواتهم ونزواتهم , ولن يكونوا أغطية للفاسدين او مظلات للفاشلين وسوف تكون محاسبتهم لشعوبهم مثل حد السيف , عندها لن تتلكأ الخدمات ولن تنتهك الحريات ولن تقيد الحقوق ولن تهدر الميزانيات السنوية على الاهواء الشخصية ولن تقوم بعض الاحزاب (الديمقراطية) بالاستحواذ على الثروات الوطنية من خلال تحويل الوزارات والمؤسسات الرسمية الى املاك عائلية .
 لكن الطامة الكبرى والفجيعة العظمى لو نجحت احدى الدول الاقليمية في سرقة مفاتيح الرؤساء وبرمجتهم الالية , عندها ربما ستترحم البشرية عامة والشعوب المعنية خاصة على الرؤساء التقليديين , الذين كانوا (يشترون) الرئاسة بخمسين مليونا , ولا يغادرونها الا وفي جيوبهم خمسين مليارا على الاقل . 

324
 
نحو برنامج وطني لمعالجة الازمة وليس القفز فوقها
  مال اللــه فــرج*
malalah_faraj@yahoo.com
على الرغم من ان الاعصار السياسي العنيف الذي اثارته الازمة الراهنة بكل تعقيداتها وامتداداتها والتي كانت بامتياز ولا تزال من اخطر الاعاصير التي هزت الكيانات السياسية  والقطاعات الشعبية بعنف مهددة بالكثير من الافرازات الخطيرة على حاضر العراق ومستقبله ’ قد استنفر جهود جميع المكونات والتحالفات باتجاه العمل لتطويق لهيبه واطفاء حرائقه , بيد ان كل الجهود المتسارعة التي تداعت لها مختلف القوى والكيانات والتحالفات السياسية لم تفلح في احتواء التداعيات  السلبية للازمة التي ما تزال تتفاعل هنا وهناك , رغم تبدل موقف هذا الطرف وتراجع ذاك وتريث هذا التحالف واصرار ذاك وتوجه هذا الكيان لطرح بديل للمعالجة وخروج ذاك من دائرة المواجهة سواء بفعل قناعات متأخرة او تأثيرات محددة او مقايضات سياسية لملفات ولقضايا معينة  او التلويح بمغانم ومكاسب شخصية او باجراءات عقابية , وربما التعرض لضغوط خارجية , لكن القاسم المشترك لكل هذه المواقف المتباينة كان وبتحليل واقعي ابتعادها , وربما فشلها في بلورة حل وطني موضوعي شامل يضمن مناقشة الاسباب ومعالجتها من جهة ومن ثم التوجه لرسم ملامح الحل الواقعي الذي يرضي جميع الاطراف او غالبيتها على الاقل.
بفعل ذلك كله ’ هدأ اعصار الازمة قليلا , رافق ذلك تباطأ سرعة الجهود السياسية الملتهبة الساعية لحجب الثقة عن السيد المالكي والتي كانت قد وصلت   ذروتها قبل مغادرة السيد رئيس الجمهورية البلاد لغرض العلاج ’ نتيجة التحولات التي شهدتها بعض المواقف السياسية بفعل عوامل ومستجدات مختلفة , لعل في مقدمتها سياسة التحييد والاحتواء التي مارسها التحالف الوطني وبالاخص دولة القانون تحديدا ’ ومن ثم التوجه الى التلويح ببرنامج الاصلاحات الشاملة ’ لكن الازمة لم تضع اوزارها تماما ’ وما تزال تفاعلاتها تتواصل متلمسة ابواب البرلمان الذي من المتوقع ان بقيت الامور على حالتها الراهنة ان يشهد عاصفة سياسية اخرى باطار برلماني لاعادة اذكاء حرائق سحب الثقة عبر بوابة استجواب السيد رئيس الوزراء ’ وربما مساءلته , على الرغم من الجهود المكثفة لتحالفه السياسي من خلال العمل باتجاه تقييد معركة الاستجواب الدستورية والتي يمكن ان يتعرض لها اي مسؤول في اية دولة ديمقراطية في العالم ’ والسعي لتحويلها الى استضافة , للتهرب من المساءلة اولا واسدال الستار عليها , ولمنح السيد المالكي حرية مساءلة الاخرين وربما محاسبتهم بدل ان يتعرض هو نفسه للمساءلة البرلمانية كما يطمح خصومه , او على الاقل منحه فرصة استعراض الانجازات  والمكاسب التي حققها برنامجه الحكومي , ورسم مبررات الاخفاقات هنا او هناك ’ وقد يمنحه ذلك فرصة ثمينة في كيل الاتهامات الى بعض خصومه السياسيين , مما قد يفجر ازمة او ازمات اخرى اعمق واخطر واوسع مدى بدل حل الازمة الراهنة وتعبيد الطريق امام الحكومة لتستعيد الشراكة الوطنية الحقيقية بين مكوناتها السياسية واقتناص فرصة التفرغ لبرنامج وطني حيوي شامل لخدمة العراقيين واجابة احتياجاتهم الاساسية بعد أن خيم القلق والتوجس والجمود الاقتصادي وتلكؤ الخدمات على اجواء المشهد الوطني طويلا. 
   في خضم هذه الاجواء العاصفة التي كانت تنذر بشتى الاحتمالات وما تزال تنذر ببعضها , وبعد تمكن سياسة الاحتواء وتحييد هذا الطرف او ذاك من امتصاص زخم اعصار حجب الثقة وتحويله الى عاصفة ’ طرح التحالف الوطني خيار الاصلاحات لاحتواء العاصفة ’ وبالتاكيد فان اي طرف او مكون او تحالف سياسي لا يمكن ان يقف ضد الاصلاح ’ ان كان على الاقل وفق المعايير التالية :
1 ــ ان يكون اصلاحا وطنيا حقيقيا شاملا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية والحكومية والاجتماعية ’ وان لا يقتصر على جانب واحد ’ او محدد من قبل الجهة الداعية للاصلاحات.
2 ــ ان لا يقتصر على وجهات نظر واراء وتحليلات وتوصيفات جهة او جهات معينة ’ بل يجب ان يضم كل الفرقاء السياسيين واراءهم واقتراحاتهم وتحليلاتهم ورؤاهم للازمات والمشاكل .
3 ــ ان يكون برنامج الاصلاحات , اذا اريد له ان يكون برنامجا وطنيا شاملا ’ وليس مجرد جسر لعبور ازمة معينة , مفتوحا لمناقشة كل القضايا من اجل ازالة كل التداعيات والملاحظات السلبية والشروع من نقطة انطلاق ايجابية متفق عليها من قبل جميع المكونات.
4 ــ ان تكون المشاركة في البرنامج حرة ومفتوحة امام جميع الفرقاء السياسيين بدون محددات او شروط مسبقة. وان يخصص فيه محور اساسي حول الفساد السياسي والمالي والاداري, وكشف الجهات المتورطة فيه .
5 ــ توفير الاجواء الايجابية لطرح جميع اوراق العمل وضمان حرية المناقشات الموضوعية والاراء والمواقف ووجهات النظر امام جميع المشاركين مع احترام جميع الاراء والطروحات وعدم استبعاد هذا الرأي واستهجان ذاك والتنديد والاقصاء وتسفيه الاراء الاخرى ما دامت ضمن الاعراف والقيم  الدستورية ووفقا للاساليب الموضوعية والحضارية.
6 ــ ان لا يكون برنامج الاصلاحات مجرد وقفة هامشية امام نتائج الازمة ومحاولة رسم افاق الحركة المستقبليه , بل من الاهمية بمكان ان يكون محطة وطنية موضوعية لاستعراض الاسباب والكوامن الحقيقية التي تفاعلت وافرزت الازمة وتعقيداتها ومعالجتها لضمان عدم تكرارها او بروز اي من افرازاتها مستقبلا وبما يمثل عائقا قد يكون خطيرا امام مسيرة الاصلاحات , فالاهم مناقشة اسباب الازمة قبل الوقوف في محطة نتائجها وافرازاتها.
7 ــ لعل الاهمية الستراتيجية الاساسية لفاعلية البرنامج الوطني الشامل للاصلاحات وضمانات  نجاح مراحل وخطوات تنفيذه تكمن اولا وقبل كل شيئ بالعمل الجدي الموضوعي الميداني الحكيم والمسؤول لازالة الغام الاحتقان السياسي واطفاء حرائق الاتهامات المتبادلة وردم هوة الخلافات وانهاء السجالات الاعلامية وتنقية الاجواء بين جميع الفرقاء , والتأكيد على ان الخلافات السياسية والاختلافات في وجهات النظر لا يجب باي شكل ولا باية صيغة ان تتحول الى عداوات واستهدافات شخصية وبالتالي تصبح العملية السياسية ومصالح البلاد والعباد رهينة ردود الافعال المتشنجة وغير الموضوعية , من خلال تغليب مفاهيم الضربات الانتقامية مما قد يدخل البلاد في متاهات الصراعات الشخصية بعيدا عن المصالح الوطنية.
8 ــ اتاحة الفرصة كاملة امام اطراف الازمة كافة وبالاخص تلك المطالبة بسحب الثقة والمدافعين عن اداء السيد المالكي وفي مقدمتهم العراقية والتحالف الكردستاني والتيار الصدري ودولة القانون , لاستعراض الازمة واسبابها وتعقيداتها بشكل شمولي دقيق ’ وتلمس موضوعية وقانونية ودستورية المواقف المختلفة منها , والعمل على حسم افرازاتها دستوريا وبما يرضي الاطراف المعنية بالاخص وان جميع الفرقاء السياسيين يؤكدون على الدوام التزامهم بالدستور واحترامهم له , فمن حق الاطراف المعنية التي اتهمت السيد المالكي بالتفرد والتوجه نحو الدكتاتورية وتهميش الدستور والشركاء الاخرين ان تستعرض المواقف والاجراءات والقرارات الصادرة عن السيد رئيس الوزراء والتي بنت عليها اتهاماتها تلك , كما ان من حق السيد المالكي ان يستعرض مواقفه وقراراته ويرد بوثائقه على اتهامات الاخرين وملاحظاتهم , من اجل بلورة الحقائق وتنقية الاجواء ومعالجة نقاط الخلاف , والشروع الحقيقي بالبرنامج الوطني الشامل للاصلاحات , وبخلاف ذلك فان اي برنامج وطني مهما كان متواضعا او طموحا لن يكتب له النجاح بسبب تشرذم المواقف السياسية وغياب الفعل السياسي الموحد الداعم للاجراءات الحكومية.
9 ــ ان برنامج الاصلاحات الوطنية , بما انه يهم العراقيين جميعا ويتعلق بحاضرهم ومستقبلهم , فان الجهة المكلفة بوضع مسودة او مشروع او ورقة العمل الاساسية يجب ان تضم كل الفرقاء السياسيين او ممثليهم , وعدم فرض رؤى مكون بعينه او تحالف محدد , وابقاء الاخرين خارج اطار المشاركة الحقيقية في وضع ارضية الاصلاحات.
10  ـ ان مشاركة كل الاطراف السياسية في وضع مسودة برنامج الاصلاحات الوطنية الشاملة , فضلا عن اكتسابه الصفة الوطنية الحقيقية التي لا احد يستطيع التشكيك بها فانه من جانب أهم سوف يلزم جميع الاطراف الوطنية سياسية وحكومية وبرلمانية في تنفيذ فقراته كل من موقعه وحسب مسؤولياته , والاهم من ذلك كله تحديد التوقيتات الزمنية لتنفيذه والاجراءات والجهات الضامنة للتنفيذ حتى لا يكون عرضة للنقض او التجاهل او التنصل عن تنفيذه مثلما سبقه من الاتفاقات.
       الى ذلك , فان على الفرقاء السياسيين في مثل هذه الازمات المصيرية محاورة بعضهم البعض مباشرة بعيدا عن الخبراء والمستشارين ونصائح واراء وانتقادات الاخرين التي غالبا ما تعقد الازمات بدل حلحلتها بسبب اراء بعضهم المتطرفة ’ ولو كنت مثلا محل دولة رئيس الوزراء السيد المالكي لبادرت بزيارة اخي رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني وديا بعيدا عن الاجراءات والمراسم البروتوكولية والحساسيات السياسية لمناقشة الازمة وتداعياتها مباشرة ولتلمس الحلول الواقعية والدستورية للخروج من دهاليزها في اجواء اخوية ’ دون الانتقاص من موقعه كرئيس للحكومة ما دام جميع الفرقاء السياسيين شركاء في العملية السياسية , فضلا عن ان الاستقرار السياسي بعيدا عن الازمات يعد شرطا اساسيا لتوفير القاعدة الصلبة والمناخات الايجابية امام اية حكومة لتنفيذ برنامجها الوطني ’ مما يستوجب على رؤساء الحكومات الجادين والساعين لخدمة شعوبهم في كل زمان ومكان البحث اولا وقبل كل شيئ عن الاستقرار السياسي وتعزيزه باستمرار حتى لو اضطر بعضهم احيانا لتقديم تنازلات معينة من اجل تنفيذ برامجهم الوطنية الطموحة, من جانب اخر فان من المهم التاكيد على حرمة الحقوق العراقية في كل شبر من البلاد وعدم السماح  المساس بها تحت غطاء الخلافات السياسية  وردود الافعال المتشنجة
  , كما يجب احترام حرمة الخصوصية الوطنية في جميع الازمات بالاخص السياسية منها وعدم السماح بتدخل الامتدادت والتاثيرات والضغوط الاجنبية فيها التي تزيد من تعقيداتها غالبا او تحاول ترجيح طرف بعينه على حساب الاطراف الاخرى ’ بالاخص وان جميع الاطراف والقوى الخارجية تسعى لضمان مصالحها اولا حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الوطنية للدول والشعوب الاخرى.
بين متشائم ومتفائل ’ وراض وممانع وبين من يعلق امالا على الاصلاحات وبين من يرى ان لاجدوى منها ’ تبقى المشكلة قائمة ان لم يتم مناقشة اسبابها بموضوعية ونزاهة وتلمس مسارات الحلول الدستورية لها قبل الجلوس الى طاولة الاصلاحات التي يلوح بها التحالف الوطني ,وفي جميع الاحوال فان التساؤل الحيوي والمشروع هو هل يريد التحالف الوطني أن يصنع من برنامج الاصلاحات جسرا باتجاه واحد يوفر لممئله السيد المالكي عبور ازمة الاستجواب التي ربما تفضي لحجب الثقة؟ ام يريده برنامجا شاملا للاصلاح الوطني الحقيقي في جميع الميادين بالاخص السياسية منها ؟
ان اراده برنامجا حقيقيا فان اولى ابوابه وفقراته والمدخل اليه يجب ان يكرس لمناقشة اسباب الازمة ومعالجتها ليتسنى بعد ذلك التفرغ للاصلاحات الوطنية الحقيقية الشاملة باجواء صحية بعيدا عن الحساسيات والتقاطعات السياسية , وبخلاف ذلك فان اية محاولة للقفز فوق الازمة دون حلحلتها سوف لن يؤدي الا الى السقوط في دوامات سياسية جديدة ربما تدفع المشهد الوطني الى تعقيدات ومتاهات اكثر عمقا واشد خطورة.


325
مشاكسة
خرائب
الدنيا السبع
مال اللــه فـرج
malalah_faah@yahoo.com
في زمن مضى وانقضى لم يكن يعرف فيه الانسان التكنولوجيا الحديثة ولا قوانين الاقتصاد ولا فائض القيمة ولا حرية التجارة ولاتراكم الخبرة ولا بحيرات النفط واباره الخرافية التي تدر على  بعض القادة التأريخيين والسياسيين المحنكين والبرلمانيين العفيفين والسماسرة الدوليين , في بعض الدول المتوسلة والمتسولة والعابسة والبائسة واليائسة, المليارات دون عناء او شقاء لتضاعف ثروات القادة والمسؤولين الاذكياء والسماسرة الاغبياء , ولتعمق معاناة وماسي الفقراء , ولم يكن الانسان انذاك قد عرف بعد الطاقة الذرية واستخداماتها , وثورة الاتصالات وافرازاتها والرافعات العملاقة والبرمجة الالكترونية والابراج الخرافية  وناطحات السحاب والاقمار الصناعية والقصور الملكية تحت المياه البحرية والسياحة الفضائية ولا الطائرات والصواريخ الذكية والغبية , في ذلك الزمن الغابر العابراستطاع اجدادانا من القادة والسياسيين والبناة والمخططين والمهندسين والاقتصاديين بالاعتماد على خبراتهم الذاتية وامكاناتهم البدائية وتصوراتهم الشخصية , انتزاع اعجاب العالم ودهشة الانسانية وهم يمسكون التأريخ بجدارة واقتدار ليحفروا على صفحاته بكل عزيمة واصرار , ماثرة من اروع ماثر الابداع والفخار , فكانت الجنائن المعلقة في زمن القائد التاريخي نبوخذ نصر واحدة من عجائب الدنيا السبع التي اذهلت النظر والسمع وادهشت البلاد والعباد قبل الميلاد.
اما في عصرنا الراهن , عصر الانجازات الاعجازية بفترات قياسية , فقد استطاع الاحفاد التواصل مع ابداعات الاجداد ولكن بطريقة معاكسة , وباساليب مشاكسة , لينتزع لنا بعضهم بكل كفاءة واقتدار واحدة من مهازل وفضائح وخرائب ومصائب العالم السبع بعد ان انتزع اجدادنا العظماء واحدة من ابرز عجائب الدنيا السبع.
فقد تناقلت الاخبارعن مصادر مختلفة ان مجموع ما تم صرفه على  كهربائنا الشحيحة الكسيحة التي دخلت كما يبدو سن اليأس وفقدت كل احساس بلغ (37) مليار دولار ,  دون ان يبدو في الافق حلا موضوعيا عمليا سريعا مقنعا للازمة وسط صيف لاهب ربما ستتعدى درجة الحرارة الظريفة اللطيفة فيه الخمسين درجة مئوية لتقطع اكثر من نصف المسافة بينها وبين درجة الغليان الفعلية , دون ان تصيب بعض المسؤولين عن هذا الملف بالخجل او الغثيان والذين ربما سيعمد بعضهم وعوائلهم الى الاصطياف في في كندا او اليابان او في جزر الكناري او لبنان ولا يهم ان احترق ملايين الفقراء بنصف درجة الغليان.
ان هذا المبلغ وحده لو تم استثماره في التعاقد مع جمهورية الصين الشعبية مثلا لشراء مولدلت كهربائية منزلية متواضعة نوع (تايكر ام الحبل) سعة (اربعة امبيرات) والتي يعرفها الفقراء في بغداد وبقية المحافظات جيدا اذ كان سعرها يتراوح بين (50 ــ 60) دولارا في الاسواق المحلية, فان عقدا لشراء مليار مولدة مثلا ربما سيخفض سعرالشراء الى (37)   دولارا للمولدة الواحدة فقط من بلد المنشأ , ولو قسمنا المبلغ الذي صرف على الكهرباء لدينا وهو (37) مليار دولار على قيمة المولدة الواحدة لاستطعنا توفير مولدة لكل عائلة في العالم اذا علمنا ان عدد سكان العالم يبلغ سبعة مليارات نسمة وربما اكثر بقليل , واذا كان متوسط عدد افراد العائلة الواحدة سبعة اشخاص, اما لو قسمنا هذا المبلغ المتواضع على سكان العالم قاطبة لكانت حصة كل فرد اكثر من خمسة دولارات, اي ان بامكاننا ان نقيم وليمة عالمية وان نوفر وجبة غذاء شهية لكل  سكان العالم بسعر خمسة دولارات للوجبة , و لو تم توزيع هذا المبلغ على (25) مليون عراقي لكانت حصة الفرد الواحد من ابناء شعبنا( 1480 ) دولارا , اي ان حصة العائلة المكونة من خمسة اشخاص ستكون (7400) دولارا , اما العوائل سعيدة الحظ والتي تتكون من عشرة افراد فان حصتها ستكون (14800) دولار من هذه المبالغ التي ذهبت ادراج الرياح بسبب الحصص والنسب والهدايا والمزايدات والعقود الفاسدة والصفقات الوهمية التي نجحت في الابقاء على الكهرباء كسيحة شحيحة , دون امل او رجاء بالتحسن و الشفاء.
الى ذلك فقد ادعت مصادر خبرية ان شركات فرنسية سبق وان قامت في عام (2007) ببناء محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية في ليبيا بكلفة مليار دولار فقط للمحطة الواحدة وبقدرة انتاجية بلغت (1300) ميكا واط لكل محطة وبسقف تنفيذي  قدره سنة واحدة فقط , اي ان المسؤولين عن قطاع الكهرباء لدينا , وفق هذه المصادر ان كانت دقيقة , كان بامكانهم بناء (37) محطة توليد كهربائية مماثلة وبقدرة انتاجية تبلغ (48100) ميكا واط , ربما كانت ستكفي لاضاءة العراق والشرق الاوسط كله ومجموعة الدول الافريقية , اذا ماعلمنا ان مجموع الطاقة الكهربائية المنتجة في العراق الان هي بحدود (4800) ميكا واط.
وفي مقارنة بسيطة مع الدول المجاورة , فان مجموع المبالغ التي تم صرفها على قطاع الكهرباء والبالغة (37) مليار دولار تفوق الميزانيات السنوية العامة لست دول مثل المملكة الاردنية الهاشمية التي تبلغ ميزانيتها السنوية بكهربائها وخدماتها ومحروقاتها المستوردة ورواتب موظفيها ومتقاعديها وتكاليف الغذاء و الدواء والبناء والاستثمارات والتنمية والدفاع والايفادات وبقية الحاجات والمستلزمات اليومية بحدود (6) مليارات دولار فقط وفق التقارير الصحفية.
في خضم هذه النجاحات الكهربائية الثورية الطموحة المتفردة والمميزة التي اذهلت الاصدقاء وفجرت سخرية الاعداء , يبدو اننا بتنا نسير على خطا اجدادنا العظماء حقا الذين اقاموا في العراق احدى ابرز شوامخ عجائب الدنيا السبع , ولكن بشكل معاكس ومشاكس , فقد نجح بعض الغيارى الكفوئين  المخلصين المتمرسين بقدراتهم الكبيرة وبعبقريتهم القديرة ومن خلال تجربة الكهرباء المريرة بتحويل العراق من وطن لاحدى عجائب الدنيا السبع , الى وطن ربما لاحدى مصائب وخرائب الدنيا السبع. 

                       

326
مشاكسة

حمايات المسؤولين

مال اللـــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com
ضمن انجازاتنا واخفاقاتنا ’ وماثرنا وماسينا  ’ وانتصاراتنا وكبواتنا ’ وملاحمنا ومذابحنا ’ واشراقاتنا واخفاقاتنا ’ ونهوضنا وتراجعاتنا , والتي تشكل بتلاحماتها وبتفاعلاتها وبترابطاتها  ابرز سمات تجربتنا الديمقراطية الفريدة المتفردة الجديدة المجيدة التي ما تزال كقدر الطعام  تطبخ محتوياتها وقيمها على نار التجاذبات السياسية منذ عشر سنوات دون ان يستطيع احد التكهن بطعمها ومذاقها او بوقت نضوجها , تناقلت الصحافة البيضاء والصفراء والسوداء والحمراء والخضراء والبرتقالية والبمبية , نبأ انجاز واعجاز ثوري ربما سيهز العالم باسره وسيغير خارطة العلاقات الاقتصادية وسيضع وراء ظهره كل المحاولات العقيمة والترقيعات السقيمة التي حاولت عبرها المنظمات الدولية السياسية والاقتصادية بالياتها التقليدية حل اخطر تحد يواجه الدول والشعوب ممثلا بازمة البطالة التي ترمي بالاف العاطلين يوميا في مستنقعات الانحراف والجريمة والبلايا والرزايا.
فقد ادعت الانباء ان تكاليف الحماية الشخصية لمسؤول رفيع واحد واعد تبلغ (138) مليون دولارسنويا , وبعيدا عن فرضية ان يكون هذا الرقم والخبر صحيحا او ادعاء او يقينا او مبالغا به , ربما من حق المسؤولين الرفيعي المستوى والمتفردي المحتوى في ظل صراعات القوى بالاخص في الدول النائمة والساهمة والغائمة والعائمة والمتسولة والمتوسلة والعابسة والبائسة والتي ما تزال ديمقراطياتها جديدة وانظمتها (الثورية) وليدة, ان  يكون لهم مثل هذه الحمايات لمواجهة الاخطار والتحديات والاستهدافات اليومية الارهابية ’ لكن التساؤل الموضوعي يكمن حول أحقية الرئاسات الثلاث وهي اعلى سلطة قيادية في الدولة وانطلاقا من مبدأ التكافؤ والمساواة والعدالة في المطالبة بنفس هذا المستوى من الحماية الشخصية , عندها سيكون المبلغ الاجمالي لحماياتهم الشخصية(414) مليون دولار سنويا , اما لوطالب نواب الرئاسات الثلاثة وعددهم ستة اشخاص بثلاثة ارباع الحماية الشخصية لهذا المسؤول الرفيع الوديع , فان مجموع مبالغ الحماية الشخصية السنوية سترتفع الى (1035)  دولار , اي ان المبلغ سيكون مليارا وخمسة وثلاثون مليون دولار.
اما لو طالب عشرين وزيرا من الوزراء مثلا , وكذلك اعضاء البرلمان الذين  سينخفض عددهم بعد خصم الرئيس ونائبيه الى (322) نائبا, بنصف مخصصات الحماية الشخصية السنوية للمسؤول الرفيع لكل منهم ’ فان مجموع المبالغ (المتواضعة)   التي ستصرف على الحمايات الشخصية سنويا سيكون فقط  , (24633)  اربعة وعشرين مليارا وستمائة وثلاثة وثلاثين مليون دولار , وسيكون مجموع مبالغ الحمايات الشخصية خلال الدورة الانتخابية لاربع سنوات (98532) مليون دولار ’ اي ثمانية وتسعون مليارا وخمسمائة واثنان وثلاثون مليون دولار فقط ’ بدون اخطاء او مبالغة او شطط ’ وهو يساوي بالطبع ,او يقارب الميزانية السنوية لكل المواطنين والقطاعات والبنى الفوقية والتحتية والعقود والصفقات الفضائية ومفردات البطاقة التموينية ورواتب الرعاية والحماية الاجتماعية ومخصصات الايفادات الترفيهية للمسؤولين والقوى السياسية وحصص الميليشيات (الوطنية).
 
وفي العودة الى مخصصات وتكاليف الحماية الشخصية السنوية   للمسؤول الرفيع والبالغة (138) مليون دولار امريكي اصلي حقيقي غير مزور ولا محور , فان تكاليف الحماية الشهرية الشخصية له ستكون (11500000) احد عشر مليونا ونصف المليون دولار ’ وطبقا لذلك ستكون تكاليف الحماية اليومية (383333) ثلاثمائة وثلاثة وثمانون الفا وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون دولارا , اي ان تكاليف الحماية للساعة الواحدة ستبلغ (63888) ثلاثة وستون الفا وثمانمائة وثمانية وثمانون  دولارا , اذا اعتبرنا يوم العمل ست ساعات , وطبقا لذلك فان الدقيقة الواحدة من الحماية الشخصية للمسؤول المعني ستكلف الميزانية (1065) دولارا’ اما بالعملة المحلية ’ فان الدقيقة الواحدة من الحماية الشخصية ستكلف الدولة (1319600) مليونا وثلاثمائة وتسعة عشر الفا وستمائة دينارا عراقيا فقط ’ وهذا المبلغ يكفي لاشباع (2639) متسولا بوجبة دسمة من فلافل (فالح ابو العمبة) الشعبية الشهيرة   اذا كان سعر الوجبة خمسمائة دينار فقط , لكن الحمد لله لان العراق اصبح خاليا تماما  من الجياع والمعدمين والمتسولين بفضل سياستنا الثورية ووعودنا السياسية ورقابتنا البرلمانية وسخاء بطاقتنا التموينية ومكارم الرعاية الاجتماعية.
من جانب اخر ’ لو افترضنا ان طول قامة المسؤول المعني يبلغ (175)سنتيمترا اي ما يعادل (69) انجا , وعرضه (40) سنتيمترا ’ اي ما يعادل (16) انجا , فان مساحة قامته المعرضة للاخطار ستكون بحدود (1104) انجا مربعا ’ وبذلك فان تكاليف حماية الانج المربع الواحد من قامة ذلك المسؤول سنويا ستكون (125000) دولارا ’ اي ان كلفة حماية الانج  المربع الواحد خلال  شهر واحد ستكون (10416) دولارا. 
 في خضم هذا العرض الأعم يبقى السؤال الأهم , ماذا لو طالب بربع  هذه الحماية الشخصية وكلاء الوزارات والمحافظون ورؤساء واعضاء مجالس المحافظات ومدراء المستشفيات ورؤساء الجامعات ورؤساء الاحزاب ورؤساء الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ورؤساء  الفيالق والفرق والالوية ومسؤولو الحريق والدفاع المدني , عندها ربما لن تكفينا كل الموازين المليارية وانتاج الابار النفطية ورهن البنى التحتية وايجار موانئنا الدولية وبيع خطوطنا الجوية والتنازل عن مفردات البطاقة التموينية , لتامين رواتب ومخصصات الحمايات الشخصية التي ستقضي على البطالة بطريقة حضارية وتعزز الاجواء الامنية لحكومتنا الوطنية.
 وبذلك ’ ليس مهما ان يقتل الجوع والعطش والامراض و حرارة تموز اللاهبة والتلوث الفقراء والمسحوقين والمعدمين ’ لان الاهم تأمين ارواح وسلامة المسؤولين , والا من الذي سوف يقودنا ويحمينا ويصون كرامتنا ويمثلنا ويقوم بالتوزيع العادل للثروات علينا ؟؟؟

327


مثـــــال الالوســـــي :

وزارة الكهرباء مقسمة بين احزاب اساسية وخيراتها تذهب إلى هؤلاء

مجلس النواب مستهدف لانه الجهة التي تستطيع ان تراقب وتسحب الثقة






حـوار : مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yaoo.com
- القسم الثاني والأخير-
في هذه الجولة من حوارنا الساخن مع السيد مثال الآلوسي، رئيس حزب الامة العراقية، توقفنا في موانئ ومحطات ملتهبة، كالاجواء المحيطة بالعملية السياسية، وتلمسنا وجهة نظره حول مدى ثقة المكونات السياسية بوعود السيد المالكي ومستويات الحريات العامة وحقوق الانسان.. فضلاً عن ملامح الحلول الافتراضية للخروج من الازمة.
كما لم يفتنا ان نستطلع انطباعاته حول نتائج لقائه ومباحثاته مع   رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، والنظرة المشتركة تجاه الازمة والحلول المطروحة، وآفاق المستقبل، وكان هذا الحوار:
مال اللــه فـرج
مفارقة غريبة
*شعب فقير بلا خدمات واحزاب
وسياسيون في غاية الثراء، كيف
ترى ذلك؟
-ما هي الخيانة العظمى وما هي دلالاتها وما هو مصطلح الجريمة اليوم؟ انها باختصار انسان يستحوذ على الملايين، ومئات الملايين، بل تعدينا ذلك الى المليارات من حقوق الآخرين.
*كيف تقيّم مستوى الحريات
 العامة في العراق؟
-لا توجد حريات، هذه هي المشكلة يا اخي العزيز، لو كانت لدينا حريات، ولو كان الصحفي مصاناً وحراً في حركته وفي تفكيره، وفي طرح آرائه، ولو كان للمواطن حق التعبير عن آرائه وافكاره وعقائده ودينه وعباداته، لما اشتكينا، فمشكلة الكهرباء مثلاً إن لم تحل اليوم فستحل غداً، لكن المشكلة تكمن في ان لدينا خللاً أساسياً كبيراً، لا حريات ولا قانون يحمي المواطنين، حتى القوانين التي تشرع الآن للصحفيين ولحرية الرأي قوانين مضحكة، قوانين تعبر عن النزعة الانفرادية التفردية التسلطية التي لا تحترم اية قيمة دستورية او ديمقراطية، الدولة تريد ان تشرع قوانين تمنع بموجبها كل شيء اسمه حرية رأي او حرية انسان، او حرية تظاهر، او حرية صحافة.
*دأبت الحكومة في خضم الازمة
 الراهنة على رفع شعار الاصلاحات
، هل بالامكان تنفيذ اصلاحات حقيقية؟
-الاصلاحات تحتاج الى الرؤية والمعلومة والنية والارادة، ونحن لا توجد لدينا معلومات، لان الدولة بلا ارقام احصائية، الاصلاح يحتاج الى احصائيات والى منطق علمي والى ارادة نزيهة، الذي لا يؤتمن على المال الرخيص، كيف يؤتمن على وطن؟
*هل ترى بان هنالك مواقف
 مزدوجة لبعض البرلمانيين
والكتل السياسية؟
-طبعاً، بسبب الخوف وذلك لعدم وجود حرية رأي، والمسألة الآن ليست معكوسة على المواطن وحسب ، لكنها الآن تلقى بثقلها على السياسيين والبرلمانيين، فالخوف كبير والرهبة كبيرة والتهديد خطير والمغريات كثيرة، دعني أقول لك، ان بعض الاطراف قد انسحبت من قائمة معروفة وكبيرة في العراق وعملت تحت اسم جديد، وهي الان تدعم السيد نوري المالكي، بالطبع فقد منحهم دوراً في المنطقة الخضراء، وفي الكرادة، قيمة كل دار تتراوح بين مليونين الى ثلاثة ملايين دولار وسيارات مصفحة، وسخاء في المال، بمعنى آخر، التهديد، اي اذا لم تسر وفق هذه المغريات فالسيف قادم.



ملفات الفساد
*الا ترى ان بعض الضغوطات التي
 تمارس , انما تمارس بسبب وجود
ملفات فساد؟
-قد يكون ذلك صحيحا ، لكن لاحظ ان من يستطيع ان يمارس الفساد المالي الفعلي هو الحاكم، اية ميزانية بيد النائب حتى يستطيع ان يسرق؟
*بعض النواب سعوا للحصول
 على صفقات وعقود وامتيازات؟
-كل ذلك اذا حدث فانما يكون من خلال شريك كأن يكون وزيراً في الحكم، او مكتب السيد رئيس الوزراء، اذاً الفساد الفعلي غير موجود لدى النواب واحياناً اسمع ارقاماً مضحكة، تدعي ان راتب النائب العراقي سبعون او اربعون او ثلاثون مليوناً، هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق فأنا، راتبي الشهري مثلاً ستة ملايين دينار.
*لماذا؟ وكم يبلغ راتب عضو البرلمان ؟
-راتب عضو البرلمان (12) مليون دينار، اما بالنسبة لي فقد حصلت على الراتب التقاعدي ولم يتم إضافة خدمتي السابقة عن الفصل السياسي في حين انني حكمت بالاعدام عام 1976، وطردت من الدولة، واخجل ان اذهب الى الدولة واطلب اضافة خدمتي السابقة، مثلما خجلت ان أقدم طلباً لتعويضي عن داري التي تم تفجيرها، ومثلما خجلت ان اقدم طلباً للحصول على قطعة الارض السكنية المخصصة للبرلمانيين ، وبالتالي قررت ان أرفض استلام قطعة الارض المخصصة لي من مجلس النواب، فاذا كانت الارض تمثل وسام الشكر من المواطنين ومن الدولة لما قدمناه ، فنحن لم نقدم شيئاً، فهل هذا وسام ام دليل العبث.
الشهادات المزورة
*ما نسبة السياسيين والبرلمانيين
 والمسؤولين الذين يحملون شهادات
 دراسية مزورة؟
-ليست لدي هكذا احصائية، وبصراحة لا اصدق ان هنالك سياسياً يحمل شهادة مزورة، لان السياسي بطبعه ليس بحاجة الى شهادة، فنضاله هو شهادته، والاصوات التي يمنحها له المواطنون بعشرات الآلاف هذه هي شهادته، انا لا اعتقد ان السياسي بحاجة الى ان يزور، وإن أقدم على التزوير فهذه الطامة الكبرى، ومع هذا فانا انظر الى الامور بحسن نية، واقول لا يوجد مزور في مجلس النواب العراقي، لكن لاحظ ان هنالك حملة شرسة للتشكيك بمجلس النواب العراقي، من اشاعات العقود، الى اشاعات التزوير وغيرها، قد يكون فيها شيء من الصحة، لكن مجلس النواب مستهدف لانه الجهة التي تستطيع ان تراقب وتسحب الثقة.
* اكثر من مائة مليار دولار ميزانية
 العراق وهي تفوق ربما ميزانيات
خمس دول مجتمعة في المنطقة
ومع ذلك فالعراقيون بلا خدمات ولاكهرباء؟
- وزارة الكهرباء مقسمة بين احزاب اساسية، احزاب بغدادية و جنوبية، وخيراتها تذهب إلى هؤلاء، ولن يتم إعمار او توفير كهرباء في العراق الا اذا تم طرد كل المدراء العامين و وكلاء الوزارة  , ناهيك عن الوزير، الفساد هناك، الوزارة مقسمة، هذا لي وهذا لك، وهذا لهذا الحزب وذاك لذاك الحزب، وللاسف هذا الذي يجري، وبالتالي فان لدينا دولة العصابة، دولة الحاكم، دولة السرقة، وهذا سيكون على حساب المواطن، ليس مائة مليار وحسب، ولكن لنتحدث عن خمسمائة مليار دولار وهذا هو الرقم الذي استلمته الحكومة ومع ذلك فإن جميع الخدمات معدومة، ان الارقام الفعلية التي نعرفها ان البنك المركزي العراقي يقوم بتصريف يومي للعملة الصعبة، وصلت ارقامها إلى (560) مليون دولار تباع في البنك المركزي العراقي من الذي قام بشرائها؟ من هو هذا البطل فينا الذي يمتلك هذا العدد من الدنانير وقام بشراء الدولارات، يجب ان يجيب على ذلك السيد نوري المالكي.
حل الازمة
* ما الحل الذي تريده للازمة؟
- نحن نرحب بالانتخابات دائماًَ، لكنها بحاجة إلى قانون وإلى مفوضية للانتخابات، والاثنان غير موجودين، فالمفوضية القديمة حلت، ولا تمتلك صلاحية فعلية اذاً ليس لدينا اي مستقبل، والمستقبل قد يكون مجهولاً وهذا امر خطير، الحل، واقولها بصراحة، على التحالف الكوردستاني، والتيار الصدري، والقائمة العراقية سحب وزرائهم من الحكومة، هذا هو الحل.
* كيف كان لقاءك بالسيد مسعود البارزاني؟
- كالعادة، كان لقاءً ودياً، صريحاً مبنياً على الصراحة وعلى دقة الحديث حول القضايا المطروحة، وكان هنالك قلق كبير على العراق، وقلق كبير على مجلس النواب العراقي وعلى وحدة البلد وامن الدولة، قلق كبير على الخدمات ونحن في ازمة كبيرة وهذا ما اخذنا به في مناقشاتنا.
* هل بحثتم الافرازات الخطيرة للازمة؟
ام تلمستم اسلوب حلها؟
- بحثنا في كل الامور، عما جرى، وعمّا يجب ان يجري، وتبادلنا وجهات النظر، وكان هنالك تطابقا في الآراء وفي الرؤى وفي التقديرات وفي المعالجة، وهذا ليس بغريب لاننا كلنا نتعايش في ظروف واحدة وفي وطن واحد.
* هل كان الرئيس البارزاني متفائلا
ً ام متشائماً حيال الازمة؟
- انا  دائماً ارى السيد مسعود البارزاني متفائلاً، لان المناضلين الذين عاشوا الحياة بمعناها الصحيح لايخشون الازمات، لذا فانني أراه دائماً متفائلاً وثقته عالية بنضاله القومي وبمواقفه المحقة، ونحن ايضاً ثقتنا عالية بنضالنا وحقوقنا وبأهمية حماية هذا الوطن والمواطن وبالتالي فان ثقتنا عالية بان الحق اقوى من اي باطل.
* كيف رأيت تقييمه للازمة؟
- هذا ليس تقييم اليوم، وبالتالي فانه ليس تقييم امتحان، سبق وأن كان لي شرف لقاء الاخ مسعود اكثر من مرة، وكنا قلقين ونتابع بحرص ودقة اتجاهات الاحداث، والاخ مسعود كان يعتمد دائماً مبدأ او قناعة، دعنا نفكر في الافضل بتفاؤل، دعنا نثق بما يقوله الآخرون ونعطيهم الفرصة، لكنه الآن وصل إلى قناعة، كما وصل اليها الشركاء الآخرون، بالاخص في التحالف الوطني ومنهم الاخوة الصدريون، بعدم وجود مجال للتجربة من جديد، وبالتالي نحن ندعم الاخ مسعود البارزاني في قناعاته وفي رأيه بأن لامخرج من الازمة السياسية الا بتفعيل الدستور ومجلس النواب العراقي وطرح مشروع سحب الثقة.
* هل ترى ان المشكلة تكمن في
السيد المالكي أم في المستشارين
الذين حوله؟
- اعتقد ان نوري المالكي رجل طيب في عقليته وفي سلوكه واحتال عليه البعض، وهو فسح المجال لهم وعاش قصة العظمة والتآمر ونظّر له المنظّرون من حزب الدعوة من اللاعراقيين بقصة الحق الالهي، وانا على ثقة بان التقارير التي تصله كلها كاذبة، والمشكلة ان البعض يكذب ثم يصدق كذبته، ان الاصلح لنوري المالكي واقولها كاخ لانني احب المالكي ولا اكرهه ونحن جميعاً في الأصل لا نكرهه، الاصلح ان يخرج من هذه الحكومة فيعي مافعل وخطورة مافعل، ويبقى كمواطن سياسي عراقي حاله حال اي سياسي عراقي آخر.
* كيف تقيمون مستوى الحريات
العامة وحقوق الانسان في الاقليم؟
- في الاقليم ظهرت حركة معارضة سياسية وحزبية وانتخابية، ودخلت الانتخابات وفازت بعدد من النواب وهذا دليل على ان هنالك مساحات سياسية للمعارضين في الاقليم، كما ان هنالك حرية للانسان، وانا كمواطن اعيش في اقليم كوردستان، لا اصطحب حماية معي إلى اي مكان اذهب اليه، اما في بغداد فانني احتاج إلى حمايات كثيرة، كما لاحظت ان الكثير من السياسيين ومن القياديين في حكومة الاقليم يتجولون هم وسائقو سياراتهم فقط، وقد التقيت الكثير منهم في الشوارع وفي المطاعم الشعبية ونحن سعداء بذلك، والأهم اذا اردت ان تحكم كسياسي على اي شيء عليك ان تنظر إلى النتائج، فالاقتصاد هنا، وحملة الاعمار والجامعات، كلها علامات ايجابية، علامات نجاح، وبالتالي فمن حق الاخ مسعود البارزاني ان يقول للسيد نوري المالكي، هذا ما فعلناه وما حققناه نحن، تعال وافعل مثلنا.



العاصمة الاقتصادية
* هل ترى ان اربيل تمتلك مقومات
 التحول إلى عاصمة اقتصادية للعراق؟
- هي الآن العاصمة الاقتصادية الاولى،  وانا اتحدث عن عشرة مليارات دولار تمر إلى المحافظات العراقية الاخرى عن طريق اربيل، لذلك نلاحظ كيف ان الاخ نوري المالكي يسعى شخصياً إلى خلق ازمة وطنية عراقية قومية، واقتتال قومي فعلي، فمع كل مافعله صدام الذي قال عن البيشمركة، العصاة والجيب العميل، واطلق مسميات كثيرة، لكن صدام ومن قبله لم يتجرأوا على القول بان هنالك صراعاً عربياً كوردياً، بينما الآن هذا هو طرح الحكومة، الحكومة تريد هذا الصراع، وهي تعيش على الخلافات والصراعات لانها لاتمتلك شيئاً تقدمه، معرض اربيل افضل من معرض بغداد من خلال حجم ونوعية الدول والشركات المشاركة فيه، في حين ان بغداد هي العاصمة، ومعرض بغداد هو المعرض الدولي العريق، الاقتصاد هنا يسير ويتطور، وهناك الاقتصاد لا يسير الجامعات هنا في الاقليم بمعيار عملى وهناك بمعيار الميليشيات والاسئلة التي تباع والغش، واستاذ الجامعة هنا معياره علمي، وهناك الواسطة هي التي أتت به، وبالتالي فإن النجاحات الموجودة هنا في كوردستان، هذا الجزء العزيز من العراق، نتمنى ان تنعكس على بقية المحافظات، الطقوس الدينية هنا مقدسة، المسيحي يمارس عبادته وكذلك السني والشيعي والايزدي والصائبي، وفي عينكاوة لاحظت لافتة باسم جمعية المندائيين، ولو كانت هذه اللافتة موجودة الآن في بغداد لفجرت، الايزدي يقتل في بغداد، بحجة انه يعبد الشيطان وقتله حلال، والمسيحي يهجر وكأنه ليس ابن الوطن الاصيل الحقيقي قبل ان نأتي نحن العرب او المسلمين إلى العراق، في بغداد دولة اللامعايير وهنا اقليم المعايير، وبالتالي فان المستقبل هنا واضح، اكثر مما هو عليه في اية منطقة اخرى من العراق.
* اخيراً، كيف بالامكان الحفاظ على
 وحدة العراق في مثل هذه الاجواء العاصفة؟
- ان نفعّل العمل الديمقراطي، وان يسود القانون والعقل والمنطق وان نحشر الغيبيات في الزاوية المسموح لها ان تعيش فيها، اقصد الزاوية الطبيعية، انا اعتقد ان علينا ان ندرس التاريخ العراقي بعناية وحكمة وضمير ونعيد كتابته من جديد حتى نعيد بناء هذه الدولة العراقية، فنحن لسنا جزءاً من العالم الاسلامي، نعم نحن مسلمون، لكننا لسنا جزءاً، بمعنى اننا تابعون لمركز ما، انا لست جزءاً تابعاً لطهران ولا للرياض ولا للثورة الاسلامية ولا للأزهر، ونحن لسنا جزءاً تابعاً للأمة العربية، نحن دولة عراقية اقدم من كل هذه الدول، وحضارتنا اعمق من كل هذه الحضارات وحقنا مشروع بالحياة، ندعو إلى السلام والعقل والمنطق، هذا هو طريق البناء، لقد آن الأوان لكي نطرح نفسنا بشكل صحيح، كما ان الاعلام الكوردي مطالب ان يقدم الحقائق عن الاقليم واثقاً من نفسه ومن طموحاته، وان لا يخجل من ان هذا العراق يتكلم اللغة العربية وليس الكوردية فقط، فليحّدث الاقليم باقي العراق بلغته الاخرى حتى تفهم الناس الامور ولا نسمح لمن يحاول الاصطياد في المياه العكرة، أو يدفع العراق إلى متاهات خطيرة.
حـوار : مل اللـه فـرج
تصوير :  فاضل فراموش

     
 


328
مثـــال الآلوســـــي

لاضمانات بتنفيذ الدستور وبتفعيل البرلمان وبانتخابات وطنية الا بعزل المالكي





حــوار: مال اللــــه فـــرج  
malalah_faraj@ yahoo.com
ـــــــ القسم الاول ــــــ
في خضم تواصل الازمة السياسية وتداعياتها، وإفرازاتها على نبض الحياة اليومية للمواطنين الذين باتوا يرون فيها إنحداراً نحو الكارثة ما لم يتم حسمها دستورياً، بعيداً عن الاستهدافات السياسية والشخصية ومنهجية تصفية الحسابات، إلتقينا سياسياًَ عراقياً معروفاً بصراحته الحادة، وجرأته في تشخيص الاخطاء، والاشارة إلى الحقائق معاً، وتلقائيته في رسم الاجابات الوافية على علامات الاستفهام الساخنة دون رتوش، وذلك لإستقراء تحليلاته للازمة وتداعياتها وفق ثراء تجربته السياسية، ومحاولة تحديد ملامح اتجاهاتها وتداخلات المشهد العراقي، وكان حوارنا هذا مع السيد مثال الآلوسي رئيس حزب الامة العراقية، حوار الصراحة في محاولة لإستقراء إتجاهات العاصفة السياسة التي توشك أن تتحول الى إعصار ربما يهز بعنف وبقوة الكثير من الركائز السياسية , وربما يجعل بعض التحالفات تتشظى وتغرق في خلافاتها لتظهر تحالفات جديدة ، وكان هذا الحوار:
مال اللــه فـــرج
 
الازمة واسبابها
* كيف ترى اسباب الازمة السياسية
الراهنة وتداخلاتها ومن السمؤول عنها؟

- الازمة السياسية الحالية لم تكن بنت اليوم ولا الامس بل ابتدأت هذه الازمة في منتصف الفترة الاولى لحكم السيد المالكي، ففي السنتين الاوليتين كان الامر واضحاً، لدينا شخص يحب الانفراد، انفعالي، يعيش نظرية المؤامرة، وبالتالي كنا في ورطة كبيرة، لكن الكل كان يسعى إلى تمرير الامور وتفسير الخطر بحسن نية وبالاحلام التي يمكن تنفيذها غداً او بعد غد، وهكذا مر الوقت علينا مروراً خطراً، إن رأس الازمة الأساس أن هنالك حزباً حاكماً في العراق، ورأس الازمة الاساسية ان هذا الحزب الحاكم كما كان اسلافه من حكام العراق يؤمنون بنظرية الحزب القائد والحزب الاوحد والحزب الواحد وشمولية الطرح، وهذه هي المشكلة الاساسية الموجودة في العراق.
 
* اذا كان هذا تأشيركم للفترة الاولى من
حكم السيد المالكي لماذا تم التجديد له
واختياره ثانية؟

- لان الكثيرين اعتمدوا حسن النية، واعتبروا ان هنالك مرحلة جديدة والكل هم بناة في هذه الدولة العراقية، وبالتالي تم الخلط بين الطموح والاحلام والتغاضي عن حقيقة الواقع المرير، المالكي كان يعد وعوداً كثيرة، يعد ببناء مؤسسة حرفية فنية ويعد بانه سيبني اقتصاداً عراقياً يستثمر المليارات والميزانيات الكبيرة لصالح المواطن، كما ان المواطنين يتذكرون كيف وعد بتحسين بالكهرباء ووعد بتصدير الكهرباء الفائضة كما وعد بامور كثيرة، لكن لم ينفذ السيد المالكي اياً من وعوده، وهذه هي الطامة الكبرى.

 

افرازات الازمة

* ما أبرز إفرازات الازمة السياسية
الحالية وتأثيراتها على حياة العراقيين؟
- لاحظ ان المواطن العراقي اليوم في خطر كبير، العراق في خطر كبير، عندما تصبح القيم والقوانين والدولة سائبة، ضائعة، مرتبكة فما حال المواطن؟، يقال بإن احد السياسيين الكبار عندما شرحوا له حال الفساد سألهم: هل القضاء بخير؟ اجابوا: نعم. القضاء بخير، فرد اذاً الدنيا بخير، القضاء لدينا ليس بخير، الاقتصاد حالته من سيء إلى اسوأ، لاتوجد دولة في الدنيا لاتوجد لديها اوراقاً وارشيفا وحسابات ختامية، نحن ليس لدينا ذلك.
 
*هل تقصد بالحسابات الموازنة
المالية والحسابات الختامية؟

- نعم.. اقصد الموزانة المالية، إذ لايستطيع اي سياسي في العراق، لا رئيس البرلمان ولا رئيس الجمهورية، ولا السادة الوزراء ولا اعضاء مجلس النواب أن يقولوا بانهم يعلمون او لديهم نسخة من البروتوكول، او من وثيقة حول نتائج زيارات السيد رئيس الوزراء الى مختلف دول العالم، عندما ذهب إلى ايران وإلى دول كثيرة، نحن لانعلم بنتائج الزيارات، هذه القضايا كلها سرية.
 
* الم يكن يستعرض امامكم نتائج
زياراته ومباحثاته الخارجية؟

- كنا نسمع اموراً رسمية لكننا لم نر محضر اجتماع، المفروض اذا كان هنالك سياسيون عراقيون وشراكة وطنية ومجلس نواب، على الاقل هنالك محضر رسمي حول المباحثات ونتائجها لكي يطلعوا عليه، حتى يعرفوا دقائق الامور، هذه كلها امور سرية في الدولة، حتى الحسابات الختامية سرية في الدولة.
 
* الم تعلن لحد الآن اية حسابات
ختامية لاية سنة؟

- لم تعلن أية حسابات ولن تعلن، لأن هنالك من يفكر بأن العراق ومن فيه هم ملك لهذا الشخص، وبالتالي دخلنا في حقوق الحر والعبد، اذن كلنا عبيد لشخص يتخيل انه يمتلك الشرعية الالهية في الحكم.
 
*إذن أنت تقصد بأن الدولة العراقية
لحد الآن لاتملك موازين مالية سنوية
ختامية والبرلمان لايعرف اوجه صرف
الميزانيات السنوية؟
- اقصد ان الدولة العراقية الحالية والحكومة العراقية الحالية تعمل بسياسات المافيا ورأس العصابة ورأس العائلة، الذي يتصور ان الآخرين لايحق لهم ان يعلموا شيئاً، وان الشركاء الآخرين لاعلاقة لهم ولا يجب ان يعلموا بشيء.
اعتراف

* دولة القانون إعترفت على لسان
 احد نوابها باستخدامها ضغوطاً
على بعض البرلمانيين، كيف ترى
نوعية هذه الضغوط؟

- الامر مخجل ومخزي لانها آليات صعاليك الشوارع وليس ابناء الشوارع، وحتى الصعاليك الموجودون في الشوارع لايتعاملون بهذه المفردات، المواطن يجهل المنطقة الخضراء ومايزال يجهلها، السيد نوري المالكي وعدنا قبل الانتخابات بانه سوف يفتح بوابات المنطقة الخضراء بعد الرحيل الامريكي، لكن ماحدث كان العكس تماماً، فقد إزدادت قطعات الوحدات المتواجدة في المنطقة الخضراء، وازدادت الاجهزة الامنية فيها، واقول لك عن دراية، بين نقطة تفتيش ونقطة تفتيش اخرى لاتتجاوز المسافة بعض الاحيان العشرين متراً ، هنالك مثلاً نقطة تفتيش الانضباط العسكري، ونقطة تفتيش اللواء (56) لواء بغداد، ونقطة تفتيش اخرى لجهاز امن لانعلم لمن يتبع، هذه كارثة، فالذين هم من المرضي عنهم ولديهم باجات، بإمكانهم ان يعيشوا حياة شبه طبيعية، اما غير المرضي عنهم من السياسيين، واقولها وليسمع المواطن، لايحق لهم إدخال قنينة ماء من خارج المنطقة الخضراء إلى داخلها، الا بموافقة القائد العام للقوات المسلحة، هذه مهزلة، القائد العام للقوات المسلحة يوافق على نقل ماء لسياسي او لوزير او لعضو مجلس النواب، هذه ليست دولة، هذه مهزلة مابعدها من مهزلة، ناهيك عن الممارسات غير المؤدبة بحق النواب الذين لديهم مواقف سياسية من السيد نوري المالكي فقد يهان هو او تهان عائلته عند دخوله إلى داره، هذه الممارسات رخيصة لم يقم بها حتى صدام.
 
* ما ملاحظاتك حول اسلوب ومنهجية
 إدارة السيد المالكي للحكومة؟

- ابرز ملاحظة كما وصفتها مرة، هنالك على الاقل حكومتان في العراق، الحكومة الأمنية التي تملك النقود والميزانية ووزارة الامن والدفاع والداخلية والمخابرات وأجهزة امنية نجهل حتى مسمياتها، انا اتحدى السياسيين العراقيين ان يذكروا لي اسماء كل الاجهزة الامنية على الرغم من ان كلمة (التحدي) هي كلمة معيبة، لكن هذا هو الواقع.
تشكيلات سرية

* هل تقصدون وجود تشكيلات
امنية سرية غير معروفة؟

- طبعاً.
 
* لا ارتباطاً ولاتنظيماً ولاتمويلاً؟

- اجل.. ولانعرف كيف تعمل ولا مهماتها، ماهو مكتب الجهاز الامني للسيد رئيس الوزراء، ماهو هذا المكتب؟ هل هو الحرس الخاص! هل هو حرس من نوع معين، من الذي يموله، ومن أية ميزانية، ماطبيعة الرتب والدرجات التي فيه، هل هي رتب جيش أم شرطة، أم مدنيين؟! ماهي ارتباطاته وبأية جهة؟ نحن لانعرف ولا يوجد شخص بالدولة يعرف، يمكن السيد ابن اخت نوري المالكي وزوج بنت نوري المالكي، او ابن نوري المالكي، يمكن ان يكون هؤلاء على إطلاع ويمكن الا يكونوا، ولانعلم كيف تسير الامور.
 
*ما ضمانات تنفيذ الدستور والاتفاقات
 السياسية والالتزام بهما؟

-لا ضمانة إطلاقاً لتنفيذ هذه الاتفاقيات وصيانة الدستور، ولا ضمان لتفعيل مجلس النواب، ولا ضمان حتى بانتخابات وطنية قادمة، الا اذا تم عزل السيد نوري المالكي حتى يشعر الجميع بان هنالك ديمقراطية، وأن هنالك رقابة ومحاسبة وان الديمقراطية لا تعني بأننا ملك لهذا او ذاك.

 

الوزارات الأمنية
*لماذا تعطلت عملية إشغال الوزارات
 الأمنية؟ هل هنالك خشية من إنقلاب
عسكري مثلاً؟

-لايوجد شيء أسمه انقلاب عسكري، هكذا كان يفكر صدام منذ اليوم الاول، إنقلاب عسكري ومؤامرة، وبهذه الذريعة قام بتصفية جميع اعدائه، وتصفية جميع المواطنين، وبهذه الذريعة قام بتصفية حزبه وحتى عشيرته، لا يوجد شيء أسمه مؤامرة، من يتآمر على من؟ المتآمر الاول هو السيد نوري المالكي، الانقلابي الاول الذي إنقلب على الدستور وعلى مجلس النواب وعلى اتفاقيات الحكومة التي أبرمت ومن خلالها تشكلت الحكومة هو السيد نوري المالكي، اعتقد ان لدينا هوس وجنون العظمة، ولدينا هوس وجنون التشكيك، وكل هذه الاشياء لا يحتاجها الانسان الواثق من نفسه بتصوري، لكن الفشل العام والسرقات والفضائح الكبرى هي التي تدفع البعض لان يعيش جو المؤامرة وعقلية تصفية الآخرين.
 
*الجولة الاولى من محاولة سحب
 الثقة عن السيد المالكي انتهت
كيف ترى ملامح الجولة الثانية
التي ستكون تحت قبة البرلمان؟

-لم تنته الجولة الاولى كما تفضلت، وذكرت، لكن الذي حدث وواقع الحال الامر موجود دستورياً لدى السيد رئيس الجمهورية، وبإمكانه ان يطلب سحب الثقة من السيد نوري المالكي. اما الحالة الدستورية الثانية فهي ان نذهب الى مجلس النواب العراقي، ويستدعى السيد رئيس الوزراء وتتم مواجهته بالاسباب والتساؤلات الموجودة لدى المستجوبين وتتم عملية التصويت، هذان هما الطريقان الدستوريان الموجودان لدينا..
 
ضغوط خارجية
*لكن عدداً من الموقعين سحبوا
تواقيعهم تحت ضغوط مختلفة؟

-الضغوط خارجية اخي العزيز، وعلى جميع العراقيين  على السني والشيعي والعلماني وغيرهم، التهديدات والمغريات كثيرة، والارهاب خطير حين يقتل الانسان وتسجل القضية ضد مجهول، انني اتحدث بأمانة الواقع الذي اعرفه.
 
*ما طبيعة الخيارات المطروحة الآن
 امام السيد المالكي وامام الجهات
المطالبة بسحب الثقة عنه؟

-اول خلل دستوري هو خلل كبير وجرم كبير، ان نسمع من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي يقول، انا القائد العام للقوات المسلحة، وكل قيادات الجيش والشرطة والأمن والمخابرات والوزراء تابعون لي، أين نحن استاذ نوري؟ حتى نكون تابعين لك؟ ثم انك لا تفهم في الشؤون الأمنية، وقد فشلت سواء لسوء حظك ام لسوء حظ الآخرين، بسبب الخليط الذي اخترته معك في هذه الخطط، الخطط فشلت، الى متى يدفع المواطن العراقي الدماء بسبب هذا التعصب الموجود؟! حقيقة نحن لانبني قوات مسلحة لحماية المواطن او الحدود، نحن نبني قوات مسلحة لحماية المنطقة الخضراء والسيد رئيس الوزراء لا غير.
 

 

حلول وسطية
*هل ترى في الافق إمكانية التوصل
 لحلول وسطية مع بقاء السيد المالكي؟

-اذا ما توصلوا الى حلول وسطية، والآن السيد المالكي يتوسل وانا اعلم ما اقول، يتوسل في مخاطبته للآخرين من العرب والكورد والمعارضين والتيار الصدري، يتوسل لديهم للحفاظ على مركزه، لكن حتى لو حافظ على مركزه، سنعود الى هذا المربع مرة اخرى بعد فترة زمنية لاننا نعلم بأن الوعود لن تنفذ والمواطن في أزمة كبيرة، البعض يتخيل ان المشكلة هي صراع اتفاقات، كلا هذا غير صحيح، نحن قلقون على مصير هذه الدولة والتاريخ يسجل من هم رجالات هذه الدولة اليوم، وكلنا سنسقط اذا لم نستطع تفعيل العمل الديمقراطي لحماية المواطن وتفعيل القانون.
 
*هل ترى في تلويح المالكي بسحب
 الثقة عن النجيفيين السيدين اسامة
 رئيس البرلمان  واثيل محافظ نينوى
ضربة إستباقية؟

-هذا لعب شوارع، فقبل ايام كان اسامة النجيفي مهماً، وكان اثيل النجيفي طيباً، لاحظ انه ما أن بدأ الحديث عن سحب الثقة، حتى بدأ هجوم شرس على السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني وتشكيك وهجوم ووعيد من قبل دولة القانون ومن يحيط بالسيد رئيس الوزراء لكن بعد ان رفض السيد رئيس الجمهورية إرسال رسالة سحب الثقة اصبح السيد رئيس الجمهورية بنظرهم هو الرجل الوطني القومي العظيم المخلص حامي الدستور، هذه الاساليب رخيصة لا تليق بالعمل السياسي، ولا تليق حتى بمستوى الاطفال.
تمسك بالسلطة

*تمسك السيد المالكي بالسلطة
 هل هو حق دستوري ام تهميش
لارادة الآخرين؟

-انا اعتقد ان افضل من عبر في الاجابة على سؤالك الكريم هو الاستاذ علي الاديب وزير التعليم العالي وهو مفكر حزب الدعوة، وهو احد المنظرين وأكبر القياديين في حزب الدعوة، حيث قال: (هذه ارادة إلهية ان نكون في الحكم)، لاحظ اننا خرجنا من منطق الفشل والانتخابات والدستور الى الإرادات الالهية، الى حكم الكنيسة لاوربا في العصور المظلمة والتي دفعت اوربا بسببها الكثير والكثير، ما المقصود بالإرادات الالهية؟ طيب، وهذا الناخب اليس له ارادة؟ والدستور اليست له إرادة، والقانون اليست له إرادة، اذا الآن كل الجرائم او كل الحسنات او كل الخطايا او كل الاعمال ستفسر بارادات الهية، انا اعتقد ان هذا ظلم وبالتالي نحن في متاهة كبيرة اذا لم نتخلص من العقلية الفاشية المتسلطة الخارجة عن كل المنطق الانساني.
 
ملاحقات قضائية
*هل ترى ان السيد المالكي يخشى
 من الملاحقات القضائية في حال
سحب الثقة عنه؟

-صدقني كما اعلم لا توجد أية نية لملاحقة نوري المالكي او الاساءة اليه، لكن القانون سيلاحقنا جميعاً، يجب ان ندرك باننا لسنا فوق القانون، يجب ان ندرك اننا وعوائلنا وابناؤنا ومن يعمل لدينا لسنا فوق القانون، من يريد ان يؤسس لنفسه حالة خاصة اعتقد باننا يجب ان نعطف عليه وأن نرسله لاحد الاطباء لمعالجته.
 
*فيما لو تم التوصل الى حلول
وسطية تضمن بقاء المالكي
كيف ترى شكل العلاقة بينه
وبين خصومه السياسيين؟

-لا توجد حلولاً وسطية، ومن سيقبل بحلول وسطية سوف يكون بين أمرين، اما ان يكون تحت ضغوطات مرعبة كبيرة، وعلينا ان نحمي النواب والسياسيين من مثل هذه الضغوطات، او يكون قد قام بصفقة لصالح شخصه او لصالح حزبه، وهذا ايضاً لا يجوز، الا تكفي الصفقات في هذا الوطن؟ الا يكفي ان نعقد الصفقات الحزبية والشخصية، والمواطن يذبح يومياً؟ انا اعتقد يكفي، وبالتالي لا اعتقد بوجود حلول وسطية، الحل الوسطي، ان يستقيل السيد المالكي.
 
استقالة المالكي
*واذا لم يستقل السيد المالكي
 وبقي في موقعه، هل ترى باننا
 على ابواب جولة جديدة لتصفية
 الحسابات؟

-تصفية الحسابات إبتدأت منذ فترة، قتل المواطن في السجون دون ان نعلم كيف قتل، إن كان مجرماً أم غير مجرم هذا قرار القاضي، لكن السؤال هو كيف قتل؟ اتهامات لا نعرف كيف تسير، تصفية الحسابات بدأت، سياسيون كبار وعلى مستوى رئاسات لا يستطيعون ان يتحركوا في بغداد بأمان، تصفية الحسابات بدأت، وهذا يجب ان يدفعنا الى شيء، وهو ان لكل لعبة نهاية، وهذه اللعبة يجب ان تنتهي.
 
*هل هنالك سجون سرية في العراق؟

-انا اعرف، كانت لدينا سجون سرية وحتى اجيب بشكل منصف اقول لك لا يوجد شخص في هذه الدولة يستطيع ان يجيبك على سؤالك وهذه هي الطامة الكبرى.
 
حقوق الانسان
*كيف تقيم مستوى حقوق الانسان
 في العراق؟
-لا يوجد شيء أسمه حقوق الانسان في العراق ولا بالحد الادنى، لان الانسان صنف في العراق في هذا النظام، في هذه الحكومة، وفق مستويات: المقربون، المعصومون من الخطأ هم الحكام وبالتالي هنالك طبقات، ثم تأتي الطائفية، وهنالك أمور اخرى، انا لا اعتقد بهذا كله، حقوق الانسان هي التي تساوي بين جميع البشر، بين كل المواطنين، واسمح لي لن اجيبك على حقوق الانسان، هل لدينا شيء أسمه المواطنة العراقية، نحن لازلنا نتحدث عن التوزان السني والشيعي والكوردي والتركماني وكل المسميات، الكريمة. والتوازن في الدولة، لماذا لا يكون المعيار هو المواطن وثقافته وعلمه وخبرته، هذه الغيت، بالمناسبة الدستور العراقي يقول يمنع وجود الاحزاب الطائفية في العراق، هذا نص دستوري واضح، الاحزاب الطائفية والاحزاب العنصرية ومنها حزب البعث، استغلت الطائفية ابشع استغلال، ومن الخطأ ان نتخيل ان الشيعة في عيش كريم فالشيعي العراقي يعاني اليوم كما يعاني اي مواطن لان حق المواطنة الغي، وحق الانسان الغي والقانون الغي والمعايير التي تبني الدولة الغيت، وبالتالي نلاحظ مأساة ابناء الجنوب من الحلة الى كربلاء الى النجف الى العمارة والناصرية الى الديوانية، هنالك معاناة كبيرة وهذا الذي دفع التيار الصدري ايضاً لان يقف هذا الموقف.

 
*اغنى دولة وافقر شعب كيف
 تنظر لهذه المفارقة؟

-جريمة كبرى، لان كل خيرات العراق الآن تصب في اتجاهين او ثلاثة، الاول الفساد الكبير الذي يسيطر على مفاصل الاقتصاد العراقي، ثانياً، الحكومة العراقية وفسادها، وما اعظم فساد هذه الحكومة! ثالثاً، ان خيرات العراق كلها تصب في دول الجوار، او في دول بعينها لمصالح معينة، لذلك تلاحظ طهران تستقتل وتقاتل من اجل الابقاء على هذه الحكومة.

حـــوار : مال اللــــه فــرج
عدسة : فاضل فراموش


329
مشاكسة
أغنى دولـــة
وأفقــر شـعب
مال اللـــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com
     اصبح حال الحكومة التي ما تزال ترفع شعار (الشراكة الوطنية),  التي حولتها الاحداث وافرازاتها والمصالح ومستلزماتها والخلافات وتقاطعاتها بامتياز الى حكومة (مصارعة سياسية) , لا يسرعدو ولا صديق , بعد ان امست مثل التائه في الصحراء الشاسعة الذي لا يدري الى اين يسير بعد ان اضاع الدليل وفقد بوصلة الاتجاهات وامست كل الطرق امامه غائمة ولا توصل الا الى المجهول في الوقت الذي ما تزال فيه الحكومة تصابر وتكابر محاولة طمأنة نفسها  القلقة وربما خداعها بانها ما تزال تسير في الاتجاه الصحيح , عملا بالمثل القائل (ان كنت لا تدري الى اين تذهب ... فكل الطرق تؤدي الى هناك) لكن مالذي ينتظر الحكومة التائهة والشعب القلق هناك ؟ هذا هو السؤال الاهم للجمهور الاعم.
     لقد جاء تشكيل الحكومة قبل سنتين على قاعدة (الشراكة الوطنية) او هكذا تمنى او اراد بعض الشركاء السياسيين على الاقل , في حين علق الفقراء والمعدمون والذين تحت خط الفقر كانوا يرزحون كل امالهم على حكومة ائتلافية تضامنية تكافلية حقيقية , قادرة على النهوض بابرز واهم الاعباء الوطنية , وفي المقدمة انعاش الاقتصاد وانصاف الفقراء وتوفير الخدمات والغاء الاجراءات الاستثنائية وتوفير الخدمات الاساسية وفرص العمل وتوظيف العائدات النفطية في خدمة القطاعات الشعبية وتهديم خط الفقر كما هدم المصريون من قبل خط بارليف وكما هدم الالمان جدار برلين وكما هدم الصينيون هياكل الاقتصاد التقليدية ليرتقوا ببلادهم من حظيظ الدول المتسولة وليرتفعوا بها الى مصاف الدول المانحة , لكن لان ما كل ما تتمناه االشعوب المغلوبة على امرها تدركه , بالاخص عندما تجري رياح السياسيين بما لا تشتهيه سفن المعدمين ,فقد خابت الامال وتبخرت الاحلام وتراجعنا بدل التقدم الى الامام , عندما تحولت الشراكة السياسية الى مصارعة سياسية اشتعلت فيها حرب الاتهامات والتلويح بسحب الثقات بدل الاحتكام للدستور في حل الخلافات والعمل على الالتزام بالاتفاقات.
      فبدل ان ينشغل المسؤولون سواء في الحكومة او البرلمان او في مختلف التشكيلات السياسية بمتابعة المستلزمات اليومية لسائر القطاعات الشعبية انشغلوا بخلافاتهم السياسية , وبدل ان يبنوا المصانع والمعامل والشركات الانتاجية , انشغلوا بالمعارك الجانبية وبالتصريحات النارية , وبدل العمل على انتشال المعدمين من تحت خط الفقر اللعين ,اصبحوا  بخلافاتهم غارقين , وبدل الاهتمام بخريجي المعاهد والكليات , انشغلوا باصدار البيانات الهجومية والتصريحات , وبدل ان يعمدوا لتوفير الامن والاستقرار لكل العراقين سمحوا لكل عائلة الاحتفاظ بقطعة سلاح ليكون في متناول الاطفال والمراهقين , وبدل ان يهتموا بانعاش الزراعة هاجموا بعضهم بضراوة وفضاعة  , وبدل رعاية الارامل الايتام  ملئوا بضجيج معاركهم وسائل الاعلام , وبدل ان يوفروا الكهرباء والخدمات , راح معظمهم يجري وراء المغانم والامتيازات , وبدل ان يوفروا فرص العمل للفقراء احتفظوا بها للاقارب والاصدقاء , وبدل ان يقفزوا فوق خلافاتهم ويتساموا على تقاطعاتهم ويعمدوا لتغليب مصالح العراقيين على مصالحهم ويعملوا بروحية فريق العمل الواحد من اجل حاضر ناهض ومستقبل واعد , وسعوا من مساحات الخلافات والتباعد , وبدل ان يحتكموا في خلافاتهم للدستور ادار معظمهم له الظهور , وهكذا اصبحنا اضحوكة للعالم مرتين , مرة لاننا حققنا ربما لاول مرة  في التاريخ مفارقة (اغنى دولة .. وافقر شعب ) فبالرغم من اننا نحتل الموقع الدولي الثاني في اكبر الاحتياطات النفطية الا ان ثلث شعبنا يعيش تحت مستوى خط الفقر , ومرة اخرى لاننا حققنا ايضا مفارقة (اخطر دولة ديمقراطية يحاصرها العنف والاعمال الارهابية  تفشل على مدى سنتين  في ملئ الوزارات الامنية بالكفاءات الوطنية ) , فهل عقمت الارحام العراقية ؟ وهل انكفأت الكفاءات الامنية ؟ ام ان المزادات والمزايدات السياسية عقدت وعطلت الخيارات الحكومية ؟ ام ان هنالك ما تزال خشية من عودة زمن الانقلابات العسكرية ؟ ام ان  لهذه القضية الحيوية اراء وامتدادات واجتهادات ومواقف وضغوط وخيارات اقليمية؟
      الى ذلك لا بد من الاعتراف بان حكومة (المصارعة السياسية) حققت انجازات رائعة لامعة بفضل خلافاتها وتقاطعاتها ومعاركها وحروبها الاعلامية ’ فقد اصبحنا بفضل نضالها وستراتيجيتها البلد الاول ربما في الشهادات الدراسية المزورة , والبلد الثالث على قائمة الدول الاكثر فسادا , ومن بين الدول الاشد خطورة على حياة الصحفيين , والبلد الديمقراطي الاول الذي يفشل في تسمية الوزراء الامنيين على مدى سنتين , والبلد الاول الذي يعترف فيه البرلمانيون بفشل خمسة من اهم وزاراته الخدمية والانتاجية دون اية مساءلة قانونية , والبلد الاول الذي يدار فيه اكثر من ثلاثة الاف منصب حكومي بدرجة مدير عام بالوكالة , والبلد الاول الذي تحذر فيه اصوات برلمانية من جفاف ابرز رافديه الحيويين بعد اقل من عقدين دون اجراءات عملية  , والبلد الاول الذي لا يخول فيه معظم مسؤولي الدولة وكلاء عنهم للتوقيع على معاملات المواطنين عند غيابهم , والبلد الاول الذي تعاني فيه اغنى المحافظات النفطية من سوء الخدمات اليومية ومن الفقر والبطالة والتلوثات البيئية وانعدام المياه الصحية , والبلد الاول الذي تقبض فيه يد واحدة على جميع المسؤوليات الامنية والحكومية .
      فالف تهنئة لاطراف المصارعة السياسية بهذه الانجازات التأريخية.
 


330
الهدنة المؤقتة
لن توقف العاصفة
  مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com

في الوقت الذي يرى فيه  بعض السياسيين والبرلمانيين , بالاخص من بين صفوف دولة القانون بان المرحلة الاولى من المعركة السياسية الضارية حول سحب الثقة من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي قد وضعت اوزارها , في ظل البيان الرئاسي لفخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني الذي اوضح فيه عدم الحصول على النصاب القانوني لعدد الاصوات البرلمانية اللازمة لسحب الثقة بعد ان طلب عدد من النواب سحب تواقيعهم , تزامن ذلك مع تأكيدات احد اعضاء دولة القانون بممارسة أئتلافه تاثيرات على الكتل المطالبة بسحب الثقة عن السيد المالكي مما دفعهم لسحب تواقيعهم , فان استعدادات هذه المعركة السياسية الشرسة على الجبهة الاخرى , جبهة الساعين لحجب الثقة , لم تنته بعد , بل على العكس من ذلك فان احد الاقطاب السياسية الداعية لسحب الثقة , اكد بان المعركة الحقيقية  قد بدأت الان , مما يلقي مزيدا من الاضواء على سيناريو المرحلة الثانية من هذه  المعركة الحاسمة التي ستكون ساحتها المشتعلة بالتاكيد تحت قبة البرلمان .
ان ما يدفعنا لتوقع شراسة وضراوة الصفحة الثانية من المعركة القادمة والتي ربما ستكون اشد عنفا واوسع مدى , وربما تدفع الاطراف المعنية الى استخدام اسلحة الملفات الساخنة ينطلق من التصريحات والتسريبات الاعلامية من هذه الجهة او تلك حول امتلاكها ملفات فساد  وادانة وتورط جهات معينة بخروقات قانونية , وما الى ذلك من اسلحة لم تدخل ساحة المواجهة لحد الان , ربما تعمد في حال استخدامها لتحييد اشخاص معينين او اخراج بعض البرلمانيين من دائرة الصراع , او اسكات اصوات سياسية اخرى تحت طائلة سواء تحت طائلة الترغيب والترحيب , او تحت طائلة التهديد والابتزاز والترهيب , مما يلقي مزيدا من الضوء على ستراتيجيات بعض المساهمين في حكومة (الشــــراكة الوطنيـــــة) الذين انغمسوا في سياسة تصيد الاخطاء وتجميع الخروقات واعداد ملفات الادانة ضد (شركائهــــم) لاستخدامها  في مثل هذه المواجهات والمعارك بدل عرضها امام الشعب في حينها ووضعها تحت تصرف القضاء .
ان مثل هذه الستراتيجية السياسة التي تنتهج اسلوب تجميع الاخطاء على الشركاء ووضعهم بين مطرقة التهديد وسندان الابتزاز في اللحظات الحاسمة , في الوقت الذي تهدم فيه ابسط مقومات ومبادئ الشراكة الحقيقية , انما تؤكد بما لايقبل الشك غياب اهم عنصر من عناصر الشراكة الوطنية المثلى ممثلا بالثقة المفقودة بين اطراف العملية السياسية .
 ان كل مؤشرات المرحلة الماضية وافرازاتها ومعطياتها تؤكد غياب الثقة , بل انعدامها تماما مما ادى الى ظهور حالات التوجس والشك والريبة في العلاقات السياسية وقاد بالتالي الى احداث شروخ  عميقة في بنية البناء السياسي لم تفلح كل الخطب والبيانات والاجتماعات الثنائية والثلاثية والرباعية والشاملة ولا المباحثات ولا التصريحات ولا المصافحات ولا الابتسامات البروتوكولية امام العدسات الفضائية ان تعالجها ولا ان تردم الهوة الكبيرة من الشكوك وعدم الثقة التي اتسعت يوما بعد اخر بين الاطراف السياسية , مما انعكس ذلك وبشكل حاد على مسيرة عمل الحكومة بافرازات سلبية كما اكد ويؤكد بعض الشركاء السياسيين والتي كان في مقدمتها كما يرون عدم تنفيذ الاتفاقات السياسية وبالاخص اتفاقية اربيل التي افضت لتشكيل الحكومة , واطلاق رصاصة الرحمة على المجلس الاعلى للسياسات الاستراتيجية , والفشل الذريع في تسمية الوزراء الامنيين بالرغم من الكوارث والانهيارات الامنية التي عصفت بالبلاد وهزت الشارع العراقي بعنف واهدرت دماء مئات الابرياء , واغفال الالتزام بالدستور وعدم اشراك بقية الاطياف السياسية في دائرة صنع القرار , والامساك بيد واحدة بمختلف الملفات الامنية والحكومية والعسكرية والخدمية , مما اعتبره الشركاء الاخرون تهميشا وابعادا والتفافا على الشراكة الحقيقية , والتوجه نحو التفرد في ادارة البلاد وفي رسم السياسة العامة وفي اتخاذ القرار بعيدا عن القيم والمبادئ والاعراف الديمقراطية .
بذلك وفي الوقت الذي تعثرت فيه جميع الوساطات لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء كافة , وتقطعت سبل اللغة السياسية المشتركة , وانهارت قنوات الاتصال بينهم , والتي كان يجب ان تحافظ على ديمومتها بما يمكن من بقاء خيوط حيوية لتبادل الافكار والمواقف والاراء والملاحظات والتصورات والاقتراحات لتجاوز الازمات , كما فشلت كل الجهود على تعددها واختلاف مصادرها في عقد المؤتمر الوطني الذي طال انتظاره شهورا دون جدوى , بسبب الاجتهادات مرة وبسبب سقوف المطالبات مرة اخرى وبسبب الاشتراطات المسبقة , وبسبب التحذيرات من طرح هذا الملف او ذاك , مما فاقم من حجم الازمة وتعقيداتها وادى لافتقادها الى زمن محدد للمعالجة الفعلية وادخلها في النفق المظلم مما وضع الاطراف السياسية المعنية امام اجراء دستوري لم يتبق امامهم وفق تصوراتهم وافرازات العملية السياسية سواه , ممثلا بالعمل على سحب الثقة من رئيس الحكومة بعد ان فشلت كل الجهود لجمعهم سواء على طاولة مستديرة او مثلثة او مربعة او مستطيلة
 بذلك فقد ادخلت  هذه المرحلة القلقة من المناوشات السياسية وحرب سحب الثقة وتبادل الاتهامات البلاد في نفق مظام من التوجس والترقب والركود الاقتصادي والتلكؤ في تننفيذ البرامج الخدمية والتنموية وانشغال الاطراف الحكومية والسياسية في جزيئيات المواجهة الساخنة وتلقي سهام الاتهامات والاستعداد للرد عليها , بدل الانشغال في معالجة ملفات الخدمات والسكن والكهرباء والبطالة والتنمية والشباب والاستثمارات والامن ومواجهة التطرف والارهاب والفساد وتلوث المياه ومحاسبة الوزارات الفاشلة ومعالجة اوضاع المتقاعدين والارامل واليتامى واطفال الشوارع والموقوفين على ذمة التحقيقات منذ فترة طويلة دون حسم اوضاعهم وخريجي المعاهد والجامعات والزراعة والصناعة ودعم النشاط الخاص ومنظمات المجتمع المدني , ومنع التوقيف الكيفي بتهمة الاشتباه بدون مذكرات واجراءات قانونية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على وضع وتبني ستراتيجية  وطنية علمية شاملة للنهوض بالبلاد , وبالتالي اضاعت هذه الازمة فترة زمنية طويلة وهامة كان بالامكان استثمارها في انجازات حقيقية , كما كان بالامكان حسم كل هذه الصراعات دستوريا , اما من خلال عقد المؤتمر الوطني الذي اصبح سرابا يتراءى للعين دون ان تطاله الاصابع , او من خلال اللجوء الى البرلمان وطرح كل الامور والمشاكل والقضايا بانفتاح وموضوعية ومصداقية وفقا للوثائق والحقائق والتصويت على سحب الثقة في ضوء ذلك كله , عندها كان سيقف الجميع وجها لوجه امام الشرعية الدستورية في حجب الثقة او تعزيزها وفق مبررات ووقائع وملفات وحقائق ووثائق وادلة هذه الجهة او تلك بعيدا عن الاهواء والامزجة والاتهامات الشخصية والضغوط المختلفة .
ان ما عمق من امتدادات الازمة ووسع من تشعباتها , تحولها بنظر البعض من اطارها الدستوري الديمقراطي الى استهداف شخصي , وعبر هذا المنظار الذي يناقضه الواقع تماما ذلك لان جهود واجراءات سحب الثقة انصبت على الموقع الرسمي لدولة رئيس الوزراء كونه رئيسا للوزراء  وليس على اساس شخصي كونه السيد نوري المالكي او سياسي كونه رئيسا لحزب الدعوة , فان تخندقات ذلك البعض وتصرفاته وتصريحاته ومواقفه  كانت تنبع من الدفاع عن شخصية دولة رئيس الوزراء والتعبير عن الولاء المطلق لها وشن  حرب شعواء ضد الشخصيات والاطراف الساسية والبرلمانية الاخرى  , وهذا ما حول الازمة الى حرب شخصية عبر تصرفات ذلك البعض , وادى بالمقابل الى تخندق هذا الطرف الى جانب السيد المالكي ورفض اية صيغة لا لسحب الثقة دستوريا وحسب وانما حتى التفكير ياستبداله او حتى استجوابه , كما دفعت بعض الاطراف الاخرى من الجانب الاخر الى التصرف ذاته , ولعل الخطر الاكبر في ذلك تحويل الاجراءات والممارسات الدستورية والديمقراطية الى حروب واستهدافات شخصية , اذ من حق البرلمانيين وفي اية دولة برلمانية دستوريا سحب مساءلة رئيس الحكومة والتوجه للتصويت على حجب الثقة عنه في ضوء ذلك  سواء وفق الاغلبية المطلقة او البسيطة دون الانغماس في المعارك الشخصية تجسيدا لمصالح البلاد الستراتيجية  .
ان الافرازات الخطيرة لذلك كله تتمثل في توسيع الاختلافات بدل البحث عن المشتركات , والاخطر تعميق مشاعر عدم الثقة بين الاطراف المعنية مما سيطبع مسيرة العمل اللاحقة بين ااشركاء السياسيين ان بقيت المواقع والمسؤوليات على حالها بالتوجس والريبة والشكوك بمختلف الاجراءات والمواقف التي قد تتخذها الحكومة او هذا الطرف او ذاك حتى لو كانت تتعلق بالمصالح الوطنية تماما , مما يستلزم بالضرورة وقبل التفكير باية خطوة لاحقة العمل الجدي على عقد مؤتمر او اجتماع مصارحة وعبور ما يمكن عبوره من ازمة عدم الثقة والاتهامات المتبادلة وتصفية الاجواء وتنقية  ما يمكن تنقيته من ترسبات الازمة والاتفاق الجمعي في تغليب المصالح العليا للبلاد على كل المصالح الذاتية والسياسية , ورغم ان ذلك قد يبدو مستحيلا او على الاقل غاية في الصعوبة في ظل الترسبات الهائلة من الاتهامات والاتهامات المتبادلة , لكن وفي جميع الاحوال لا بد من الحريصين على مصير البلاد ومستقبلها ووجودها وتجربتها ومصالح شعبها المبادرة بهذا الاتجاه وعدم ترك البلاد ربما امام الاعصارالسياسي القادم ليهزها بعنف , وربما يؤدي الى انهيارات كارثية.
في خضم ذلك فان الجهود الرامية لحجب الثقة لم تنته بعد وما زالت تفاعلاتها تتواصل على مختلف الجبهات , ذلك لان اي مخرج للازمة لم تتحدد ملامحه بعد , واي اجراء لحسم ولو نسبة متواضعة من تلك التراكمات لم  يتم , وكل الذي حصل انتهاء الجولة الاولى دون حسم الثقة بسبب عدم الحصول على الاصوات اللازمة دستوريا , وفق بيان فخامة السيد رئيس الجمهورية , لكن التساؤل الموضوعي هو ماذا لو نجح الساعون لحجب الثقة في جمع الاصوات البرلمانية المطلوبة في الايام القادمة , وبعد زوال فاعلية الضغوط الداخلية الخارجية ؟ وما ذا لو انتقلت المعركة في صفحتها الثانية الى البرلمان وبصيغة الاستجواب لدولة رئيس الوزراء واتفقت الاغلبية على سحب الثقة ؟ وربما السؤال الحيوي والجوهري والاساسي  يكمن فيما اذا شاءت الظروف السياسية والدستورية استمرار السيد المالكي في رئاسة الحكومة , كيف سيكون شكل ولون وطعم وطبيعة العلاقة مع الاطراف الاخرى التي سعت لحجب الثقة عنه , وهل سيتمكن الجانبان من العمل معا وبينهما هذا الكم الهائل من الملاحظات والانتقادات والاتهامات , ام ستتحول برامج الحكومة والاحزاب والتحالفات الى سياسة وساحة حرب لتصفية الحسابات لن تنتهي الا بنهاية المرحلة الانتخابية ؛ حرب لن يكون ضحيتها الا المواطن نفسه.
اخيرا ,  هل افتقد العراق الحكمة والحكماء الذين بامكانهم اطفاء هذه الحرائق والعبور بالمصالح الوطنية الى ضفة الامان والاستقرار وبما يجنب السفينة الوطنية الاعاصير والدوامات السياسية ؟ ام ان منهجية التمسك بالشخصيات والمصالح السياسية ستعلو على كل المصالح الوطنية الستراتيجية ؟


 


331
مشاكسة
ســــــياسـة
جـــــر الحبــــل
مال اللـــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com
   اعادتني المعركة السياسية الساخنة لسحب الثقة من الحكومة والتي اصبحت اشبه بلعبة جر الحبل الرياضية بين فريقين متنافسين , رغم بعد بعض أطرافها عن الروح الرياضية , نظرا لسعة وتنوع الاتهامات من جهة , ولخطورة الاسلحة المستخدمة فيها من جهة اخرى , اعادتني هذه الازمة وتداعياتها الى اكثر من نصف قرن الى الوراء , يومها كنا طلابا في المدرسة المنذرية الابتدائية الواقعة في محلة المكاوي في الموصل الحدباء , قريبا من نهر دجلة الخير الذي يوشك ان يجف , وربما سيجف حتما وفق تأكيدات التقارير البرلمانية بعد عقدين من الزمن بفضل سياستنا الوطنية الاقتصادية (الحكيمـــــة) وبفضل (المواقف الانســــانية النبيلـــــــة) لبعض الاشقاء والاصدقاء في محيطنا الاقليمي الذين يحاولون تأكيد مشاعرهم (الانسانيـــــة النبيلــــة ) تجاهنا بحجبهم وتقليصهم لحصتنا المائية من جهة , بينما يحاول اخرون صرف المليارات لتحويل مسار نهرنا العظيم الى دولة شقيقة اخرى انتصارا للقيم والمبادئ والاهداف (القوميـــــــة) الشريفة , وبهدف ابادة شعبنا بطريقة انسانية حضارية ناعمة بسلاح العطش الرومانسي بدل الاسلحة الهمجية الفتاكة , بينما نحن ما نزال نحتفل بالعرس القومي التأريخي الكبير الخطير الذي نجحنا باقامته رغم انف المزايدين والاعداء المارقين ممثلا باستضافة القمة العربية التي فشلت كالعادة في عبور او على الاقل تجميد الخلافات العربية العربية , متناسين ومكابرين ومتغاضين عن انصال بعض الخناجر العربية (الاصيلــــــة) القصيرة منها والطويلة التي ما تزال تطعننا في الظهر بارادة عربية خدمة للاهداف القومية.
     أعود لاستذكر مسابقة جر الحبل التي نظمها بيننا انذاك معلم الرياضة صباح يوم شتائي قارص , موضحا لنا قبل تلك المباراة الحاسمة  بان تلك  المسابقة ستكون بين الناجحين من جهة وبين الراسبين من جهة اخرى , ولست ادري اية حكمة في ذلك , لكن المفاجأة كانت ان اعضاء فريق الراسبين كانوا طوال القامة وممتلئي الاجساد واصحاب قوة وبأس تفوق فريقنا الذي كان فريق الناجحين والمستضعفين بامتياز , فقد كنا جميعا صغارا وقصار القامة او متوسطيها في احسن الاحوال , وربما كنا نمثل الفقراء والمعدمين , بينما كان الفريق الاخر اشبه بالسياسيين الاغنياء والمسؤولين المترفين .
      قبل بدء تلك المباريات الحاسمة وبينما كان المعلم يستعد لصنع عقدة في وسط الحبل كان اعضاء الفريق  الاخر يتوعدوننا بالفشل والعذاب وينصحوننا بالانسحاب ويهددوننا بهزيمة ساحقة ماحقة , بل ويسخرون منا , حيث تساءل احدهم (متى كان بامكان العصافير هزيمة الاسود ؟).
       بينما كانت الاستعدادات تتواصل  لاعداد ساحة المنازلة , كنا مصرين على الفوز  او الصمود لاطول فترة على الاقل رغم ان  معادلة القوة كانت تميل الى جانبهم محتكمين الى ثقتنا بأنفسنا .
     ولان مفاجأت اللحظات الاخيرة كثيرا ما تقلب كل التوقعات وتعيد ترتيب موازين القوى , وكثيرا ما تخرج المنافس الاول من ساحة الصراع خائبا , فقد كانت عقولنا الصغيرة تعمل بطاقتها القصوى , ومع قناعتنا بالهزيمة لو خضنا تلك المعركة غير المتكافئة باطرها التقليدية , الا اننا ووفق اقتراح اللحظة الاخيرة الذي خرق مخيلتي بقوة وسرعة وعنف وحط في دوامة انفعالاتي في البحث المشروع عن مخرج مشرف من الازمة , لم يبق لنا مجالا  للمناقشة ولا  لخيار اخر , وكانت سرعة الموافقة عليه كسرعة موافقة البرلمان على قانون تقاعد البرلمانيين وعلى تخصيص قطع اراض سكنية مميزة لهم على ضفاف دجلة وعلى منحهم وعوائلهم غير الدبلوماسية جوازات سفر دبلوماسية , أما نسبة الموافقة على ذلك القرار المصيري فقد اطاحت بنسب فوز بعض الرؤساء والحكام العرب في الانتخابات الرئاسية (الديمقراطية) التي غالبا ما تتجاوز نسبتها الـ 90% من شعوبهم التي لا تطيقهم , حيث كانت الموافقة 100من اعضاء الفريق % وبمنتهى الديمراطية والشفافية والروح الرياضية بعيدا عن التهميش  والابعاد والقسر والتنديد والاقصاء او التلويح بالاعتداء اوالاعتقالات الليلية و بالسجون السرية , وكانت الخطة الوحيدة العتيدة الفريدة , خطة اللحظات الاخيرة في مواجهة القوة الشريرة تتلخص في اشهار سلاح  الحكمة  في مواجهة القوة ’ والفكر مقابل الكر والفر وصمود الارادات في مواجهة غرور العضلات .
     ما ان حلت اللحظة الفاصلة والمعركة الشاملة ,وامسك كل فريق باحد طرفي الحبل , وبينما ارتفعت قهقهات السخرية والتندر من الكبار الفاشلين ضد الصغار المتفوقين المستضعفين ,وما ان اطلق معلم الرياضة صافرة البداية , حتى تجذرت اقدامنا بقوة خارقة في الارض الترابية ونحن نبدأ مبارياتنا المصيرية , بينما كان الفرق الاخر يحاول سحبنا اليه بشدة وكانه يطلبنا ثأرا تأريخيا , وحسب خطتنا الستراتيجية , كنا جميعا نردد بصوت جماعي , (واحـــد , اثنيــــن ,  ثلاثـــــة) , وما ان وصلنا للرقم خمسة حتى فاجأنا خصومنا بافلاتنا الحبل من بين ايدينا ,ليسقط الفريق الاخر على الارض , مذهولا مصعوقا في الفخ الذي رسمناه له بحكمة , وسط قهقهات معلم الرياضة الذي اعلن فوزنا الاكيد على خصمنا العنيد , رغم اعتراضات الخائبين الاقوياء على فخ المتفوقين الضعفاء .
      يومها اطلق معلمنا الجليل جملته المشهورة (الحكمة غلبت القوة) ,مضيفا  ( كنت ادرك الفارق الكبير بين الفريقين , لكنني اردت ان اعلمكم ان القوة ليست كل شيئ , وربما لا تمثل شيئا امام الحكمة , وان الحكماء لا بد ان يغلبوا الاقوياء مهم كانت المعركة غير متكافئة ومهما كات المواجهة شرسة) .
      فهل يحتكم اطراف المعركة السياسية التي تعصف بالبلاد الان الى الدستور والحكمة لازالة هذه الغمة ؟ ام سيصرون على دفع البلاد والعباد الى مزيد من الظلمات والعتمة ؟

 

332

مشاكسة
الغـــاء الحكومــــــة

  مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com

  يبدو أن تجربتنا الثورية الحيوية الاشتراكية المتجددة التي استطاعت ان تطيح بعنفوان الارادة والتجديد والتحديث فيها، بكل ما سبقها من التجارب الانسانية  القديمة والحديثة، باتت اليوم بفضل ابتكاراتها وافكارها ومخططاتها ونضج وتفرد تجاربها الحكومية والبرلمانية والسياسية، باتت مؤهلة لان تحفر في مسار أحدث التجارب الدولية وارقاها مرتكزات تجربة جديدة عملاقة خلاقة لم يسبق للانسانية ولعلماء ولعباقرة ولمتخصصي الهياكل الدولية ولا لأصحاب نظريات البناء القانوني والاجتماعي والفلسفي والستراتيجي لسمات وملامح الدولة العصرية ان فكروا فيها، او طرقوا ابوابها، او تلمسوا قيمها واهدافها، لانها تمثل طريقا عراقيا خاصا وخالصا في بناء التجارب الدولية المعاصرة، يقوم، وربما لاول مرة في التأريخ الانساني على مبدأ (إلغاءالحكومات)، وبذلك نكون قد خلفنا احدث التجارب الدولية المعاصرة، ممثلة بالحكومات الالكترونية وراءنا ربما بمائة سنة ضوئية، لنصبح اول دولة عصرية بدون حكومة فعلية , وانما تقودها الارادة والخبرة الشعبية.

      فبعد نجاحنا المجيد الفريد العتيد في المرحلة الاولى من مشروعنا الجديد، ممثلا في الاستغناء عن الوزراء الامنيين، وادارة هذه الوزارات الحيوية الى جانب المئات من دوائر الدولة المختلفة بالوكالة، حل الان كما يبدو توقيت تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المشروع التأريخي العملاق لتحدث نقلة نوعية في العراق، ممثلة بوضع وزارات حيوية اخرى على قائمة الالغاء ومنعها من الاستمرار والبقاء كخطوة جديدة على طريق اقامة تجربتنا العتيدة.

        وفي هذا الصدد دعت احدى الكتل البرلمانية بعد تأكيدها بفشل حمسة وزارات حيوية , دعت الى حل علمي عبقري لمعالجة هذه الوزارات الفاشلة وفق اجراء ثوري تقدمي حيوي ربما سوف يمسي مستقبلا تقليدا عالميا في هيكلية بناء الدول الحديثة، بعد ان ننتزع من المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية ذات الصلة براءة اختراعه.

      باختصار، لم تدع هذه الكتلة الى محاسبة الوزراء المعنيين في الوزارات الفاشلة واستبعادهم واستبدالهم هم والفريق القيادي العامل معهم من خبراء ومستشارين ومتخصصين ومخططين ستراتيجيين ومدراء عامين ومشرفين ومراقبين وفرسان العقود الوهمية وابطال الصفقات الفسادية والعمولات الدولارية والحصص والنسب المئوية ، ولم تقترح هذه الكتلة (الذكية) باجراءاتها الثورية استعادة مجمل الرواتب والمخصصات والامتيازات والمغانم والمكتسبات ومخصصات النقل والحماية الضيافة واللطافة والظرافة التي تسلمها هؤلاء الوزراء وفرقهم القيادية منذ تسلمهم زمام المسؤولية لحد الان بسبب فشلهم الذريع في النهوض بالمسؤولية  وعدم قدرتهم على حمل الامانة، التي كما يبدو كانت ثقلية عليهم وفشلوا في حملها لرقتهم وشفافيتهم وعدم تعودهم على اجوائنا السياسية الساخنة، لكن هذه الكتلة انتهجت معالجة اعمق حلا واوسع تأثيرا وانجع نتائجا وفق تصورها ، حيث طالبت بموضوعية واصرار وقناعة بالغاء هذه الخمس وزارات الخدمية والانتاجية المهمة والحيوية  وهكذا نتخلص دفعة واحدة وبعملية جراحية (ذكيــــــة) من هذا الوباء بلا علاج او دواء .

      فمالذي تعنيه هذه المطالبة (العبقريـــــة) الثورية العلمية التقدمية الاشتراكية الحيوية الفريدة المجيدة، بل والجديدة في تأريخ وتجارب وتراث ومسيرات الحكومات والبرلمانات ؟

      انها تعني اننا بتنا نقف على أبواب عصرنا التقدمي العتيد بتوجهنا الفريد نحو إلغاء الحكومة بعد ان اثبتت وزاراتها الحيوية هذه فشلها، فاذا اضفنا اليها فراغ الوزارات الامنية من وزرائها الفعليين منذ تشكيل الحكومة ليومنا هذا، فان كل التوقعات تشير الى اننا نسير بكل همة واصرار في الطريق الصحيح في تخطي كل التقاليد والممارسات التقليدية باتجاه مشروعنا الحضاري لالغاء الحكومة ما دمنا سنقوم بالغاء كل الوزارات الفاشلة تباعا بدل تقويمها ودعمها ومعالجة خللها واخطائها.

      ان الغاء الوزارات سيعني بالتأكيد صيانة حقوق الشعب ومصالحه من خلال توزيع ميزانيات ومخصصات وصرفيات الوزارات الملغية عليه مباشرة، ليقوم كل مواطن بتأمين الخدمات اليومية التي يحتاجها بنفسه وفي مقدمها الخدمات البلدية والماء والكهرباء والمنتجات الزراعية والصناعية والدراسة وبناء المساكن وحفظ الامن والنظام والسفر الى جزر الاحلام.

      ان الغاء الوزارات، سيؤدي بالتأكيد الى إلغاء الحكومة، اذ ما مبرر وجودها دون اجهزتها التنفيذية ممثلة بوزاراتها المختلفة؟ وربما لن يحتاج المواطنون في ضوء هذا المشروع الحضاري الجديد الا الى باعة نفط لتسويق نفطنا الى الخارج  وقبض ثمنه، الى جانب كادر محاسبي يقوم بتوزيع  عوائد الثروة النفطية على المواطنين بالتساوي ووضع حصة كل مواطن في حسابه البنكي الخاص به ليتصرف بحصته المالية  وفق رغباته واحتياجاته العائلية .

   وهكذا نتخلص من فساد المسؤولين ومن فشل الوزارات والمستشارين ومن معارك السياسيين والبرلمانيين ومن تسويف ووعود الحكومات وربما نحقق  بهذه الخطوات حلمنا الخيالي في التوزيع العادل للثروات.
 


333
أدب / عندما يبكي الرجال
« في: 12:57 02/06/2012  »


عندما يبكي الرجال

فرج مال الله


 

(الى الصديق الذي رحل في غير أوانه.. طارق ابراهيم شريف)


(1)
أرثيكَ..
أم أبكيكْ؟
ام أعزي
النفسَ الملتاعةَ
فيكْ
يا راحلاً
في غير أوانكَ
كل المكرمات
الطيبات.. فيكْ

(2)
خمسة وأربعون
مذ عرفتكَ
إنصرمتْ
وشلالات محبتك
الصاخبات.. ما توقفتْ
شمعةُ وفاءٍ كنت
ماخبا ضوءُها
لحظة ..
وما إنطفأتْ
كُل لحظات الوفاءِ
كُنتَ بها..
وكأنما الوفاء
مكرمة..
لغير امثالك
ما صُنِعَتْ

(3)
يا طارقا
لو تعلم
نبأ الفجيعةِ
ما صَنعَ؟
وكيف هزني (الباشا)
ذلك الصباح الحزين
ملتاعاً.. جزعا
(رحل طارق)
واجهش
يكفكف الادمعا
آه..
ايها الراحل دون وداعٍ
كم كان رحيلك
مسرعا
وكم كان
وقع المصيبة
علينا موجعا .

(4)
يا طارقاً..
آه.. لو تعلمْ
اية جراح
خلفها رحيلك..
واي علقمْ
وكيف يهمي الحزن
مطراً باعماق الرجال
ويحفر جرحاً راعفاً
من الحسرة والألم
وكيف تضيع الكلمات
ويعجز عن الرثاء
القلمْ
وانت..
خير من روَّض الكلمات
واستل القلم.

(5)
لو كان للصداقة
عنوان..
لقلت طارقاً.
لو كان للوفاء
مرادف
لقلتُ طارقاً.
لو كان للأمانة
والنزاهة والمكابرة
والايثار وصف
لقلت طارقاً
فقد كنت
في كل هذه القيم
أسماً.. وعلما
وفارساً..
بالمكرمات سما

(6)
آه.. يا طارق
طيفك مازال
وسيبقى
على اوراقي
ومنضدتي..
وضحكاتك.. وملاحظاتك
في ضميري.. وذاكرتي
رحلت..
لكن حضورك
سيبقى
يعمق شوقي
ويفجر لهفتي

(7)
آه..
من هذا الزمن
الغادر..
وآه..
من حزن عنيف
مكابر..
وألف.. ألف آه
من شوقي اليك
من حزني عليك..
ايها الغائب.. الحاضر.


   malalah_faraj@yahoo.com
ايار ــــ 2012   اربيل

334
مشاكسة
ثوريـــــون ..
و ثورجيـــــــــــــة
مال اللـــه فــرج
malalah_faraj@ahoo.com

       لعل من العجيب والغريب , في هذا الزمن المريب , زمن المتناقضات والمزايدات , والازدواجيات والمساومات, والبطولات الساحقة  والعنتريات  الماحقة , والانجازات والملاحم والمكاسب والانتصارات التي لا وجود لمعظمها الا في القصص الخيالية وفي الحكايا الخرافية , وحيث تتواصل الثورات والانتفاضات وسقوط الحكام وتغيير الحكومات , زمن الانتحابات التي عادة ماتلي الانتخابات , وديمقراطيات شراء الذمم والاصوات بالمدافئ والبطانيات, والتظاهرات والاحتجاجات , والاعتصامات والازمات , التي غالبا ما تفشل في هز نخوة البرلمانات , والخطب والبيانات والتصريحات والتلميحات والاتهامات , زمن الحروب الخفية تحت مظلة الشراكة الوطنية , والقبضات والسياسات الدكتاتورية تحت الخطب والشعارات الثورية  , زمن اكذوبة التوزيع العادل للثروات , بعد الانتهاء من التوزيع غير العادل للماسي والنكبات , حيث يزداد المسؤولون في هذه الدولة وتلك , غنى وثراء ويزداد الفقراء فقرا ونزفا وعناء , تبرز المفارقة العجيبة الغريبة في استخدام مفردة (الثـــــــــورة) بالاخص بعد ان تراجع الثوريون الحقيقيون , وتقدم الصفوف الثوريون المزيفون , وبعد ان كان  امثال (جيفـــــارا وغانـــــدي ومانديـــــــلا)   على اصابع اليد الواحدة يعدون , اصبح المنافقون والمخادعون والفاسدون والسارقون والمختلسون والغشاشون والطبالون والمداحون والمزيفون والطفيليون والكذابون والدجالون (الثوريــــــون) لا يعدون ولا يحصون , ولعل ما بتنا نشهده من تحولات دراماتيكية مأساوية فظيعة مريعة  للثورات  الجماهيرية والانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية ,  وأسر بعضها من قبل  اللصوص  و(البلطجيــــــة) ما يؤكد سقوط الربيع العربي مجندلا بصقيع الفساد والسبي , على ايدي المحترفين من سراق الثورات وسماسرة الشعارات وفرسان العنتريات وتجار المزايدات الوطنية الذين لا يتحركون الا بتوجيهات خارجية كونهم رغم ثوريتهم (الشكليـــــــة) اشبه بالريبورتات الالية ,  برمجتهم اجنبية , وازرارهم تديرها اصابع  اجنبية , ومع ذلك لا يخجلون من مزايداتهم الوطنية وضجيجهم الصاخب حول اهدافهم وبرامجهم وسترايجياتهم (الثوريــــة).

       في خضم هذا التداخل و التمازج والتلاصق والتفاعل والاندماج بين (الثوريـــــون) و(الثورجيـــــــة) يبرز تساؤل حيوي (مـن ايــن انبثقــت اصـــلا مفــــردة الثـــــورة) التي قلبت الموازين واطاحت بالقيم  وبالعلاقات التقليدية وغيرت  وجه العالم الذي استفاق فجأة ليجد نفسه في قلب العاصفة وفي زمن الثورات متعددة الاشكال والالوان والمذاق والاهداف والستراتيجات والارتباطات , حتى امست (الثــــورة) بالف شكل وبالف تسمية , ابتداء من ثورة العبيد مرورا بثورات الازواج والزوجات والحموات التي عادة ما تفجرها المناقشات الحامية حول عمليات التجميل والشد والنفخ والتصغير والتكبير , وانتهاء بثورات الجياع , الى جانب الثورة الطلابية والثورة الجنسية والثورة التحررية والثورة التكنولوجية والثورة النسائية , وثورة الموضة التي جعلت بثوريتها سراويل الجينز لدى المراهقات تزداد نزولا والتيشيرتات الشفافة تزداد صعودا لتظهر المزيد من مساحات اللحم الابيض المتوسط ,الى جانب  الثورة المرتدة والثورة التقدمية والثورة الرجعية وحتى الثورة الدكتاتورية , وثورة الاتصالات وثورة المعلوماتية وثورة الفيس بوك والفضائيات وثورة الكليبات التي  حملت الى العالم من  الاثارة والفضائح وعري الاجساد ما عجزت عنه كل الثورات الاصيلة والمضادة .

     وعلى الرغم من ان مفردة (الثـــــورة) ربما تكون مشتقة من (الثــــور) نفسه , نظرا لقوته وبأسه وثورة غضبه التي ان تفجرت تزلزل المكان وترعب الحيوان وتخيف الانسان , الا ان المفارقة العجيبة الغريبة تكمن في ترفع (الثورجيــــــة) من الانتساب للاصل الحقيقي   للثورة , واصرارهم على انهم (ثـــــوارا) وليسوا (ثورجيـــــة) ربما لقرب هذا المصطلح
   من  مصطلح (البلطجيـة) , لذلك فانك لو جاملت   أي سارق او مختلس او منحرف او منافق او فاسد ووصفته (بالثــــوري) لاغرقك باحترامه ولوضعك فوق رأسه , اما لو جازفت ووصفته (بالثورجـــــي) لسحقك تحت اقدامه , على الرغم من تشابه وتمازج المصطلحين , وانحدارهما ربما من مصدر واحد  و هو (الثــــــور) .

          لقد كان جدنا الاكبر الفيلسوف الاغريقي ارسطو طاليس (384 ــ   322) قبل الميلاد , ربما ساذجا او متفائلا او حسن النوايا , على الرغم من ثقافته الواسعة وبلاغته المتفردة وتحليلاته الموضوعية واهتماماته المتعددة وثراء تجربته وتنوع اختصاصاته وخصب خيالاته وقدرته الفائقة على سبر اغوار النفس البشرية  وتلمس نبض العلاقات الاجتماعية , وهو الذي تتلمذ على يد افلاطون ومعلمه سقراط واثرى تجربة الاسكندر الكبير بعلمه الغزير , وهو يحدد مفردة (الثـــــورة) ومفهومها بشكلين نمطيين فقط , الاول التغيير الكامل للدستور , والثاني تعديل الدستور الموجود اصلا , وربما لم يكن يدر في خلده ابدا ان الانسانية وفي ظل ذلك الرقي والعلاقات الاجتماعية المثالية التي  كانت سائدة قبل اكثر من الفي عام سوف تتراجع الى مثل هذ الزمن الرديئ , الذي امسى فيه الثوريون الحقيقيون في معظم الدول والمجتمعات النائمة والغائمة يقبعون في ظلمات النسيان  وليتقدم الصفوف هنا وهناك الفاسدون والمزايدون والمنافقون الكبار, الذين يجيدون ارتداء اقنعة الثوار.

     ومع ذلك فان الشعوب ما تزال قادرة بوعيها وحسها واحساسها ونباهتها وفطنتها وذكائهاان تفرق بين (الثورييــــن والثورجيـــــة)رغم ضجيج وصخب وتداخل الشعارات الثورية .
فالثوريون , هم المستعدون دائما لحمل شعوبهم على روؤسهم لايصالها الى  بر الامان , اما الثورجية فهم الذين يركبون شعوبهم  للوصول الى غاياتهم ويستعبدون الانسان ويسرقون الاوطان .

     وشتان ما بين المضحين من اجل الانسان , وما بين مستغلي الانسان وسارقي الاوطان .

335
 
مشاكسة
التقـــــــــدم
الـى الـــــــــــوراء
مال اللـه فـرج

malalah_faraj@yahoo.com

       من حق العالم كله ان ينظر الينا بدهشة وذهول واستغراب بعد ان تمكنا بكفاءاتنا وارادتنا وموضوعيتنا وعلميتنا واصالتنا (طبعا ليس المقصود هنا الفنانة السورية المثيرة للجدل اصالة نصري) ومنهجيتنا وعبقريتنا وحنكتنا السياسية والرسمية والدبلوماسية والاقتصادية والتنموية والأهم التخطيطية ان ننتزع بجدارة اعجاب كل التجارب العالمية , سواء في الدول النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة والغافية واللاهية والديمقراطية والدكتاتورية , ام في الدول المستيقظة والمتأهبة والراكضة والزاحفة والمتقدمة والمتطورة والمصدرة والمستوردة , وامسى من الصعوبة بمكان ان تستطيع جميع هذه البلدان مواكبة حركتنا وتقدمنا وجرينا السريع في كل مكان , وفي جميع الاتجاهات او فهم سراديب ومنعطفات ودهاليز ومبتكرات وستراتيجية وتوجهات واتجاهات تجربتنا الخاصة مما يؤهلها وباقتدار ان تنافس وتسابق وتسبق كل الدول الناهضة والراكضة ربما  بمئات السنوات الضوئية اذا ما تواصلنا بنهجنا الخاص في بناء تجربتنا الثورية الديمقراطية بعد ان فشلنا سابقا بأقامة  (نهجنا الخاص في بناء الاشتراكية ) .

      فتجربتنا الثورية الاشتراكية الديمقراطية التقدمية الشفافة القائمة على (الشراكة الوطنية) و (التوافقــــات السياســـــية)و(الرقابـــة البرلمانيـــــة)  و(الالتزامات الدستوريــــــة)والتي لا تشابه في لونها وطعمها وشكلها ومسيرتها و(انجازاتـــــها) و(تناقضاتـــــها)وتعدد مراكز القوى وصياغة القرار فيها اية تجربة اخرى استطاعت وباقتدار ان تطيح بحوالي( 99%) من المجتمع الدولي لتحتل بمنتهى الكفاءة والاقتدار الموقع الثالث في قائمة الشفافية العالمية لاكثر الدول فسادا كما سبق ان احتلت وبكفاءة ايضا المرتبة الاولى على قائمة اخطر الدول بالنسبة للصحفيين المشاكسين ذوي الالسن الطويلة الذين لاهم لهم الا كشف الفساد وتعكير راحة المسؤولين الفاسدين الذين جاءوا لخدمة المصلحة العامة لكنهم اختصروا كل الاجراءات (الروتينيــــــة) ووضعوا المصلحة العامة في جيوبهم وحولوا ميزانياتها لارصدتهم الشخصية وطوروها وحدثوها وحولوها من مصالح عامة الى مصالح عائلية خاصة في خطوة ثورية غير مسبوقة من اجل سهولة ادارتها والحفاظ عليها من عبث العابثين ومن فساد الفاسدين.

       ففي دولةاسكندنافية متأخرة منغلقة معقدة عنصرية لا تمتلك انهارا وبحيرات خرافية من النفط لكنها مع ذلك توفر للاجئي الدول الثورية النفطية  الغنية الفارين اليها هربا من (رفاهيــــــة ) بلدانهم (التقدميـــــــة) المسكن والمأوى والضمانات المختلفة والرعاية الصحية وفرص التعليم والنقل والمأكل والملبس وعلب الدخان وتكاليف تأثيث شققهم مجانا .

       اما في بلادنا النفطية الغنية التي تتباهى بالسعي لتجاوز حاجز تصدير الثلاثة ملايين برميل نفط يوميا  يعيش حوالي ثلث السكان تحت مستوى خط الفقر ويحتار معظم المتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة والعوائل المتعففة واطفال الشوارع في كيفية توفير رغيف الخبز وسقف متواضع يأوون تحته.

       وفي دولة اسكندنافية متأخرة عنصرية اخرى انفجرت عاصفة الادانة ضد اضخم عمليات الفساد في تأريخها عندما اقدمت عمدة المدينة وهي عضوة برلمانية ورئيسة حزب على ملئ خزان وقود سيارتها الخاصة مستقطعة الثمن من دفتر بطاقات دفع حكومية مما اضطرها تحت تلك الضغوط والاتهامات الى تقديم استقالتها , اما في تجربتنا الثورية ونحن نحتمي بالقانون (فــــي دولــــــة القانـــــــون) فان المئات من الوزراء والوكلاء والمدراء العامين ومن مختلف الدرجات الوظيفية ينهضون سنويا بارفع واجباتهم (الوطنيـــــــة)في استباحة وسرقة عشرات المليارات من المال العام سواء من خلال الاختلاسات التقليدية المباشرة اومن خلال الصفقات الفاسدة والعقود الوهمية والحصص الشخصية ويهرب بغنائمه من يهرب  من ذوي الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجة الى الخارج على اجنحة جوازه الاجنبي ويحتمي بحصانته من يحتمي ويستظل باغطية الحماية السياسية من يحتمي وينتظر العفو العام من ينتظر , في وقت تسقط فيم من الحسابات الختامية  للموازنة العامة عشرات المليارات (ســـــــــهوا)ومع ذلك فاننا ما نزال نواصل  تقدمنا الخطابي والشعاراتي الملحمي الى الامام في حين (تتقــــــدم) تجربتنا واوضاعنا  وانجازاتنا ومكاسبنا الثورية وبسرعة جنونية ولكن الى الوراء.

      وفي دولة (رجعيــــــــة)اخرى عندما وصلت احدى المواطنات المريضات الى عاصمة بلادها اتصلت بشرطة المطار واوضحت لهم بانها لا تملك سكنا للاقامة ولا اقاربا ولا اموالا فما كان من رجال الشرطة (الكســــالى الاميـــــون المتخلفــــــون) الا الاسراع باجراء اتصالاتهم بالجهات المعنية ولم تمض الا ثلاثة ساعات حتى كانت تلك  المواطنة(المتجنســـه) قد استقرت في سكن مناسب وحصلت على معظم احتياجاتها , في حين يفترش الشوارع في دولة نفطية(ثوريــــــــة) غنية تمتلك ثاني احتياطي نفطي عالمي الالاف من المتسولين والمعوقين واطفال الشوارع وكبار السن واليتامى والارامل بملابسهم الرثة وهم يمدون ايديهم بذلة وانكسار مستجدين احسان الاخرين  , ولعل الاقسى والامر اضطرار سيدة لبيع ابنتيها لتوفير لقمة العيش والسكن لبقية ابنائها.

     في الدول الاستعمارية المارقة يوظف الملاك الطبي كل دقائق الدوام الرسمي لاستقبال المرضى وعلاجهم وتخفيف الامهم , اما في بلادنا التقدمية فان المريض في بعض المؤسسات الصحية الرسمية ربما يضطر للانتظار نصف ساعة او ساعة كاملة حتى يفرغ هذا  الطبيب او تلك الممرضة من تناول وجبة  طعام خلال الدوام الرسمي , او وجبة قهوة مع حكايات النميمة النسائية , وهناك يبادر البروفيسور الاختصاصي  بمنتهى الانسانية والتواضع لنزع احذية مرضاه من ذوي الاحتياجات الخاصة بيديه مبتسما ليزرع الثقة والاطمئنان في اعماقهم , اما في مستشفياتنا ومستوصفاتنا فيبادر بعض (اشبـــاه الاطبــــــاء) من المتدربين بالصراخ والزعيق باوجه المرضى متجاوزين اداب المهنة والاداب العامة ايضا وما على المريض الا الصمت وتحمل مثل هذه (الاعتـــــداءات) السافرة خشية ان يتطور الصراخ الهستيري الى ما هو اشد اهانة واعمق ايلاما وتجريحا , ومن المخجل والمعيب والمؤسف والمحزن والمدان والمرفوض  في الوقت نفسه صمت بعض الاطباء عى خروقات وتجاوزات واهانات زملائهم للمرضى المساكين , بل ودفاعهم عن تجاوزاتهم امام اللجان التحقيقية مما يفقد مهنة الطب النبيلة التي يمارسونها قيمها الانسانية بعد ان تجرد منها امثال هؤلاء من اشباه الرجال واشباه الاطباء الذين اساؤوا ويسيئون بتصرفاتهم المخجلة والمدانة هذه الى كل الاطباء الحقيقيين .

      من جانب اخر وفي بقية الدول والتجارب الديمقراطية تكون نتائج صناديق الاقتراع الحكم والفيصل في تشكيل الحكومات التي لا تحتاج الا الى ساعات وربما الى ايام قلائل لتشكيلها, في حين احتاجت تجرتنا (الديمقراطية)الى اراء قضائية لتفسيراحكام الدستور(الغامــــض) واحتاج الفرقاءالسياسيون الى سنة كاملة لتشكيل الحكومة وقضت الحكومة التي ما تزال (ناقصــــــة) اكثر من سنة حتى تختار وزراءها الامنيين الذين ما يزالون في عالم الغيب والغموض .

      في ظل مثل هذا الواقع القلق المضطرب والمستقبل المجهول , يبرز التساؤل المسؤول الى أي حال على ايدي بعض سياسيينا ومسؤولينا سنؤول؟؟؟
 


336
مشاكسة

فضائــــح تربويـــــه
مال اللــه فـرج

malalah_faraj@yahoo.com

    بعد ان امتلأت الصحافة والمواقع الالكترونية وتقارير الفضائيات   
بانجازاتنا وابتكاراتنا وابداعاتنا وملاحمنا وماثرنا (الفساديــــــة) المالية والادارية, التي مكنتنا من انتزاع المواقع المتقدمة على لائحة منظمة الشفافية العالمية لاكثر الدول فسادا في العالم جنبا الى جنب مع الدول الاكثر  (تقدمــــــا) في هذا المجال الحيوي , مثل الصومال ومينمار وجيبوتي , تمكنا من انتزاع مواقع ملحمية اخرى في ميدان اخر ابرز واهم لانه يتعلق بالبناء الستراتيجي للقوى الوطنية المنتجه ,وللكفاءات العلمية وللطاقات الفكرية , ولقادة المستقبل , هذا ان بقي لنا مستقبل حقا , ممثلا بالقطاع التعليمي والتربوي وبالاخص الجامعي منه الذي يمثل الخطوة الاخيرة للعبور من الميدان الدراسي  الى الميدان العملي , بعد ان ارتضينا , او ارتضى لنا الو الامر منا , ان نترك العالم كله   يسابق الزمن الى الامام , بينما نعدو بكل قوانا الى الوراء , تجسيدا  لنظرية (خالـــف تـــعرف).

     فقد نجح بعض مسؤولونا التربويون بخبراتهم وكفاءاتهم وابداعاتهم في اغناء المعاجم العلمية , والستراتيجية التربوية بادخال مفردات جديدة مبتكرة عليها لم تكن مستخدمة سابقا في هذه المعاجم والخطط والبرامج الدراسية والعلمية والتربوية والجامعية , مما يستحقون عليها بجدارة (بــــراءات اختــــراع)علمية , بعد ان اجتازت مفرداتهم (الابداعيـــــة) بنجاح منقطع النظير كل المعايير والاختبارات الدقيقة في مختبرات التقييس والسيطرة النوعية وامست في متناول الاستخدامات الفعلية.

       ففي الوقت الذي تستنفر فيه كل الجامعات العالمية واعرقها واقدمها وافضلها , ومعها طلبة الصفوف المنتهية وعوائلهم واصدقاؤهم انفسهم للاحتفال بالحدث العلمي السنوي الاهم, ممثلا باحتفالات التخرج للصفوف المنتهية التي ستكون الحد الفاصل بين وداع المرحلة الدراسية بكل ارتباطات الصداقة والزمالة وذكرياتها الدراسية والعاطفية والانسانية الشفافة الرائعة التي تبقى غالبا محفورة على جدار القلوب والتي لا ولن تتكرر ابدا , وبين استعدادهم لوضع اقدامهم على رصيف الحياة العملية بكل صخبها وضجيجها ومعاناتها ومسؤولياتها , حيث ستبعد المسافات بينهم وسوف يتزوج من يتزوج , ويهاجر من يهاجر , ويكمل دراسته من يكمل ويرمي نفسه في بحار الغربة  من يرمي بحثا عن فرصة عمل مناسبة في دول بعيدة , وربما لن يلتقي معظمهم الا صدفة او في المناسبات المتباعدة , ولن يحملوا معهم الا الذكريات الطلابية المضمخة بقيم المحبة , تتحول احتفالات التخرج الى كرنفالات فرح اشبه بالاعراس وسط بحار صاخبة من التهاني والدموع والامنيات المغلفة بمشاعر الوداع الاليمة للبيت الجامعي وللاسرة الجامعية وللقصص والحكايا الجامعية الشفافة مثل الحلم , ومع القاء قبعات التخرج في الهواء الى الاعلى ابتهاجا وفرحا , تتمازج ارقى المشاعر الانسانية بين رؤساء وعمداء واساتذة الجامعات والمعاهد وبين طلبتهم واسرهم بعد ان منحوهم عصارات خبراتهم وتجاربهم وعلومهم وليفخروا ويفاخروا الزمن بامانتهم العلمية في نقل خبراتهم وتجاربهم الى  قادة  المستقبل.

     اما لدينا فان الاستعدادات والتصرفات  في بعض جامعاتنا قد سبقت كل هذه الاحتفالات العالمية وبرامجها في ابتكار الاساليب والفقرات والاليات  المتجددة المنوعة التي تتميز بغرابتها وبهجتها  وروعتها سنة بعد اخرى, فقد نجح بعض الاساتذة (التربويــــون) في ادخال مفردات واوصاف ودرجات( تربويـــة وعلميــــة)جديدة في مقدمتها (الســـاقطون  ,الحميــــر,الزمايــــــل) ليصفوا بها الطلبة المتخرجين بدل منحهم شهادات ( البكالوريوس) التي تمثل استحقاقهم العلمي .

      بهذا الصدد , تناقلت معظم المواقع الالكترونية المختلفة بالصوت والصورة لقطات حية لرئيس احدى الجامعات العراقية  المعروفة وهو يشارك طلبته الخريجين افراحهم واحتفالاتهم وبهجتهم ومسراتهم وفخرهم بيوم تخرجهم على طريقته الخاصة , فقد اقتحم المكان هو وحمايته , وبدل ان يهنئهم  مزق بالونات ولافتات الحفل , وبدل ان يمنحهم الدرجات العلمية التي يستحقونها , فقد منحهم لقب (الساقطـــــون) كما منح ممثلهم الطلابي لقب (الحمــــــار) بعد ان كانت هذه الجامعة العريقة تخرج خيرة العلماء والاطباء المتميزين , قبل ان يقدم رئيس الجامعة الجديد هذا باستبدال تلك الدرجات والالقاب العلمية بهذه التسميات (الشارعيــــــــة).

     ترى اذا كانت هذه هي مفردات لغة رئيس الجامعة في هذا الحرم العلمي الراقي , مالذي تبقى من مفردات تنتهك انسانية الانسان  وكرامته للجانحين والساقطين الفعليين من ابناء الشوارع , والاهم هل يمنحه موقعه (العلمــــي والتربــــــوي) هذا صلاحية مثل هذه التجاوزات ؟؟؟ وان كان هؤلاء الطلبة هم كما وصفهم فعلا , كيف يسمح لنفسه ان يكون رئيسا لجامعة تضم (حميـــــرا وساقطيـــــن) , ولو كان احد ابنائه او احدى بناته بين هؤلاء الخريجين الذين قلب  ابتساماتهم وافراحهم بالتخرج الى دموع واحزان هل كان سينعتهم بمثل هذه الصفات ؟ والاهم هل هكذا يجب ان نتعامل مع قادة المستقبل وامله ؟

       الى ذلك وفي فضيحة (تربويــــــة) اخرى , سبق لعميد احدى الكليات التقنية ان عمد الى تجسيد نظريته العلمية والاجتماعية والاخلاقية , داخل الحرم الجامعي بمنع جلوس الطالبات مع الطلاب الا من كان منهما حاملا لعقد زواج , في حين سبقهم في عملية منح مثل هذه الالقاب (العلميـــــة الخاصــــــة) مسؤولا تربويا رفيعا عندما وصف المعلمين بـ (الحميــــــر) مطيحا بكل قسوة بكل قيم الاحترام والتقدير والتبجيل والاعتزاز التي غرستها في اعماقنا الستراتيجية التربوية القديمة (المتخلفــــــة) منذ اكثر من نصف قرن من الزمان عبر بيت شعري بليغ يليق حقا بمعلمينا ومربينا الافاضل الذن سوف نبقى نحمل بوفاء واعتزاز افضالهم التعليمية والتربوية في اعماق قلوبنا وضمائرنا :
 (قــف للمعلـــم وفـــه التبجيــــلا .. كــاد المعلـــم ان يكــــون رســولا).

     الطلاب واجهزة الاعلام وضعوا الكرة في ملعب المسؤولين , وعسى ان لا تطول التحقيقات و الاجراءات , لتنافس اجراءات التوزيع العادل للثروات. 



 

337

مشاكسة

خبيــر .. ولكــــن

مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com

      في دولة من مجموعة الدول النائمة والساهمة والحالمة والغائمة , في زمن تميز بكثرة سقوط الوزارات وتشكيل اخرى , سارع الوزير الجديد في احدى الوزارات     
 الحيوية وعلى الرغم من انه لم يمض عليه في عرينه العتيد الا يومين اثنين ,  الى التكشير عن انيابه وشمر ساعديه وزمجر بعصبية واستدعى على الفور منتسبي الشؤون المالية والعقود والمناقصات , وناقش معهم عبر اجتماع مغلق , تفاصيل خطتهم الستراتيجية ,  وشروط وتعليمات عقودهم الاستيرادية واسماء وعناوين واختصاصات والتزامات عملاءهم في الدول العربية والاقليمية والاوربية , ومهماتهم اليومية , وتوقف طويلا باهتمام امام المناقصات والصفقات وحجم الطلبيات ,  وكأنه خبير وليس وزير , بعد ان اذهلته  سعة  حجم الاستيرادات  السنوية , وهزته بعنف حجم الالتزامات والدفوعات النقدية ,  وقرر وفقا لذلك حاجة الشؤون المالية لتخصصات وخبرة وكفاءة شخصية استشارية تعزيزا للنزاهة والشفافية .

      وبعد ان القى محاضرة (تاريخية) حول اهمية الامانة والنزاهة والدقة والرقابة الميدانية  في الحفاظ على المال العام وصيانته من عبث وهدر وسرقات واختلاسات الفاسدين اللئام ,  وعد كادره المالي  برفده بخبير ذا مستوى عالي , مؤكدا بان لديه شخصية نادرة متمرسة ذات طراز خاص  , دقيقة خبيرة , مرهفة الاحساس , مؤهلة متمكنة مستفزة الحواس , لدعم وقيادة هذا القسم الحساس .

    ما ان انفض الاجتماع وهدأت المناقشات وانتهت الاستفسارات , وعاد الموظفون الى مكاتبهم , حتى احتدمت مناقشاتهم , وتوسعت وتعددت تصوراتهم  , وتنوعت وتباينت توقعاتهم , حول الشخصية الفريدة لتلك الكفاءة المالية الجديدة التي وعد السيد الوزير باستقدامها لاحداث الثورة العلمية  المالية والنقلة النوعية  , واستحداث الستراتيجية الابداعية وفق ارفع الستراتيجيات والمعايير العلمية بعيدا عن الهدر والاختلاسات والحصص والرشا والمغانم الشخصية , وبعيدا عن الصفقات الفاسدة والعقود الوهمية , بما يصون الامانة ويحافظ على المصالح الوطنية .

      وما بين التصورات والتوقعات والافتراضات حول تلك الكفاءة الفريدة الجديدة , ومحاولة تحديد ملامحها العلمية والخبراتية العتيدة ادعى احدهم بانها لابد ان تحمل الدكتوراه في اصول التعاملات التجارية , وعبر عن اسفه وألمه لان  ظروفه العائلية لم تمكنه من الحصول لا على الدكتوراه الطبيعية , ولا حتى الفخرية التي اصبحت من حصة الملوك والرؤساء والمسؤولين , في حين توقع اخر بان تكون هذه الكفاءة المهنية خبيرة باحدى المنظمات الدولية , وتساءل اخر , ربما يكون خبيرنا الجديد مستشارا في الامم المتحدة  , او في احدى وكالاتها المتخصصة , في حين توقعت  احدى المدققات ان يكون المعني مسؤولا في احدى الشركات عابرة القارات , واضافت زميلتها بانه ربما كان يعمل في الجامعة العربية , في حين افترض  اخر  ان يكون مستشارا او خبيرا ماليا في الاوبك .

    انفض الاجتماع الذي خصص لتشريح شخصية المسؤول المالي الجديد دون ان يتوصل المجتمعون لتحديد ملامحه الحقيقية , وانغمسوا في اليومين التاليين بالمناقشات المستفيضة وبالتوقعات حول راتبه ومخصصاته وصلاحياته ومهماته وطريقة عمله وستراتيجيته , فمنهم من ادعى بانه سوف يستلهم في ستراتيجيته  المالية الخطوط العريضة  لتجربة السوق الاوربية المشتركة وبما يؤهله لكسب المعركة , وبما يتماشى وتحرير التجارة واقتصاد السوق , بينما شدد اخر على انه سيعتمد التجربة الصينية التي اكدت  تفوقها على كل التجارب الدولية بنجاحها في تحويل الصين من دولة متسولة الى دولة مانحة , ورأت موظفة اخرى بان ستراتيجيته المالية ستعكس بالضرورة ملامح التجربة الامريكية لانها توقعت بانه خريج احدى الجامعات الامريكية , ورأى اخر بان تجربة مجموعة العشرين ورؤاها ستكون الاقرب نظرا لحيويتها في احتواء الديون وفي التعامل مع الازمات المالية الدولية  .

    وفي كل هذه المناقشات والافتراضات واستعراض التجارب العالمية لم تخطر ببال احدهم الستراتيجيات الشرقية لابرز الاسواق المالية والاقتصادية  وفي مقدمتها   (الحمرا) و (الشورجة ) و(شارع الهرم ) و(مريدي) و(الحميدية) مما يعد اهانة لكل هذه التجارب المالية والاقتصادية العربية العريقة.

     بعد يومين من الانتظار والمناقشات والاستعدادات والمناظرات والاراء والمماحكات والنوادر والطرائف والتوقعات , حل رجل المهمات , واستاذ الستراتيجيات , ومذلل العقبات , وخبير التعاملات الدولية والشؤون المالية والاقتصادية , وبعد ان انهى جلسة مجاملة قصيرة مع السيد الوزير , التف المعنيون حول رئيس   القسم تسبقهم لهفتهم لقراءة الامر الوزاري المنتظرلتعيينه والذي جاء فيه :
(تقرر تعيين السيد فلان الفلاني مستشارا للشؤون المالية   ومشرفا على لجان العقود والمناقصات والمشتريات وفتح العطاءات  بدرجة خاصة) .

      اندهش الموظفون وعقدت الحيرة السنتهم , فلم تكن هنالك اية اشارة الى شهاداته الدراسية ولا الى درجته العلمية ولا الى خبراته المهنية .

    بعد زوال تاثيرات الصدمة , تمالك رئيس القسم اعصابه وحطم حاجز التردد وتوجه الى مكتب الوزير سائلا السكرتير عن شهادة هذا المستشار الجديد العتيد المجيد الفريد السعيد .
اجابه السكرتير بلهجة  عتاب اخوية وابتسامة ساخرة على شفتيه كانه يقرر حقيقة لا جدال فيها :
وهل يحتاج شقيق زوجة السيد الوزير الى وثائق وشهادات ؟

338
رئيس اتحاد عمال اربيل :
نطالب بتشريعات حديثة تضمن حقوق عمالنا

عمال القطاع الخاص بلا مؤسسات ثقافية او تأهيلية او نواد اجتماعية او رياضية وبلا اراض سكنية
نناشد الحكومة مساواة عمال القطاع الخاص بكافة حقوق ومكاسب وامتيازات اخوانهم في القطاع العام
اعدنا (32) عاملا الى العمل بعد فصلهم من قبل احدى الشركات الامريكية
طالبنا البرلمان شمول العمال بالاراضي السكنية وبسلف الزواج والمصرف العقاري لكن لحد الان لم يتحقق ذلك


حــوار : مال اللـــــه فـــرج
 malalah_faraj@yahoo.com



عشية الاستعدادات العالمية للاحتفال بالاول من ايار، عيد العمال العالمي، وبغية تلمس الواقع العمالي في الاقليم، وازماته ومشاكله واحتياجاته، عبر تنظيمه النقابي، طرقنا دون موعد مسبق، ابواب اتحاد نقابات عمال اربيل، ونثرنا حول السيد عمر اسماعيل عزيز، رئيس الاتحاد، أسئلتنا واستفساراتنا في حوار مباشر دون استعدادات مسبقة , تناول أبرز جوانب العمل وحقوق العمال، وفي مقدمتها الضمانات المختلفة ومستوى الاجر وضحايا الفصل التعسفي والحد الأدنى للرواتب التقاعدية، ومدى استجابة حكومة الاقليم ووزارة العمل لمطاليبهم المشروعة.
بحس نقابي والتزام موضوعي، وجرأة وصراحة في الاشارة الى مواطن الخلل اجاب على علامات الاستفهام الحادة بل والساخنة أحياناً.. ووضع النقاط على الحروف.. وكانت هذه حصيلة حوارنا:
 
*هل لنا بتلمس خارطة
الواقع النقابي في اربيل؟

-ابتداءً لابد من الاشارة الى ان اتحادنا تشكل في عام 1992، ويضم حالياً اربعين الف عامل موزعين على سبع نقابات مهنية هي النفط والكهرباء، الصناعة والميكانيك، الخدمات العامة، الزراعيين، الغزل والنسيج، البناء والمشاريع الانشائية، ولدينا (200) لجنة نقابية لكافة فروع العمل والانتاج، تمارس مهامها موقعياً وهي منتخبة من قبل العمال مباشرة، واتحادنا يمثل جميع العمال على اختلاف قومياتهم وأديانهم وانتماءاتهم السياسية ويدافع عن حقوقهم ويتبنى كل مطاليبهم المشروعة دون تمييز.



 
*ما طبيعة علاقاتكم بأرباب
العمل في القطاع الخاص؟

-علاقاتنا ليست جيدة، ولدينا مشاكل كثيرة مع اصحاب العمل، ومن الاسباب الرئيسة لسوء العلاقة بيننا وبينهم طبيعة عمل ومهام لجنة الضمان الاجتماعي، حيث يحاول معظم أرباب العمل منع هذه اللجنة من اللقاء بالعمال ميدانياً، ويصرون على ان تكتفي اللجنة بلقاء ممثلي شركاتهم ومعاملهم في المكاتب الادارية للحصول على المعلومات المطلوبة حول عدد العاملين لديهم، وفي الوقت الذي يعمل فيه مثلاً بأحد مرافق العمل بحدود (200) عامل، فان صاحب العمل او ممثليه او محاميه الخاص يدّعون بان مجموع العاملين لديهم هو ثلاثون عاملاً فقط، بغية عدم شمول العدد الاكبر من هؤلاء العمال باشتراكات وحقوق الضمان الاجتماعي ومن اجل ان لا تتحمل الشركة تسديد حصتها من اشتراكاتهم ومن استحقاقاتهم هذه وفقاً للقانون، وبالتالي فان مثل هذه المواقف من قبل أرباب العمل حرمت وتحرم الكثير من العمال في الاقليم من حقوقهم التقاعدية ممثلة برواتب الضمان الاجتماعي.
  
*الا توجد لجان تفتيشية في
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
 لمراقبة مثل هذه المخالفات
 ومعاقبة مرتكبيها؟

-نعم، هنالك لجان تفتيشية في الوزارة، ونحن نفاتحها دائماً حول هذه القضايا، لكن أصحاب العمل من جانبهم يقومون بمعاقبة العمال الذين يطالبون بحقوقهم، وهم يمارسون ضدهم الفصل التعسفي ويعمدون الى عدم تجديد عقود عملهم عند انتهائها، لذلك فان لدينا عمالاً في مشاريع كبيرة ومهمة يعملون بلا عقود ووفقاً لشروط صاحب العمل، ومع الاسف فان هنالك اعداداً كبيرة من عمالنا مازالوا غير واعين وغير مدركين لطبيعة حقوقهم وفقاً للقوانين النافذة، ويفترض بجميع العمال المطالبة بعقود عمل وفق شروط واضحة ومحددة، تضمن لهم حقوقهم.

*هل هنالك صيغة الزامية من
 وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
لاصحاب المعامل والشركات لتوقيع
عقود عمل للعاملين لديهم؟

-وزارة العمل تسعى لذلك، وهنالك قانون لكن لا احد يلتزم به، لدينا في الاقليم قانون العمل رقم (71) لسنة 1987، ولدينا قانون التنظيم النقابي رقم (52) لسنة 1987، ولدينا قانون الضمان الاجتماعي الذي نعمل وفقه الان المرقم (39) لسنة 1971، وجميع هذه القوانين كما تلاحظون قديمة ولا تتماشى مع المتغيرات ومع الاوضاع والظروف وعلاقات العمل الحالية، لذا يجب استبدالها وتشريع قوانين جديدة، او تعديلها لتلائم علاقات العمل وحاجات العمال وحقوقهم، اننا بهذه المناسبة نطالب برلمان الاقليم ومجلس الوزراء بتشريع قانون عمل جديد لضمان حقوق العمال ومعالجة هذه المشاكل.
  
*كم يبلغ الحد الأدنى لرواتب
 وأجور العمال في القطاع الخاص؟

-لا يوجد اي تحديد للرواتب والأجور، وهي تختلف بين قطاع وآخر، وبين شركة واخرى، وغالباً ما يتم تحديدها من خلال عقود العمل الموقعة بين الطرفين، وعلى سبيل المثال، فان الاجر اليومي لعمال البناء والمشاريع الانشائية يتراوح بين (25-80) ألف دينار يومياً، لذلك فاننا نطالب بقانون يلزم اصحاب العمل كافة بتوقيع عقود نظامية للعاملين لديهم لضمان حقوقهم.




*ما عدد العمال الذين تعرضوا
 للفصل التعسفي هذا العام؟

-سأضرب لك مثلاً، هنالك شركة أمريكية مختصة بالتجهيزات النفطية بالقرب من عينكاوة، قامت قبل اسبوع بفصل (32) عاملاً، بعد انتهاء عقود عملهم في 1/4 حيث رفضت الشركة تجديدها، ويعود السبب الى ان مسؤولي الشركة سبق ان وعدوا العمال شفهياً، بمنحهم زيادات سنوية تبلغ مائتي دولار لكل عامل، لكن عند انتهاء عقود عملهم في 1/4 فان الشركة لم تف بوعدها في منح تلك الزيادة للعمال مما حدا بالعمال الرد على تنصل الشركة من وعودها بالتوقف عن العمل، واعلان الاضراب لمدة يومين، وقد بادرنا لمعالجة النزاع، بتشكيل لجنة من اتحادنا ووزارة العمل ودائرة الضمان وبعد مباحثات موقعية لاكثر من ساعتين توصلنا مع الشركة الى حل وسط بمنح العمال زيادة قدرها مائة دولار خارج العقد، وتجديد عقود العمل، وتحديد ساعات العمل اليومية بثمان ساعات منذ الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، وتمتع العمال بعطلة اسبوعية، حددت بيوم الجمعة من كل أسبوع، ومنح أجر مضاعف لكل من تضطره ظروف العمل للعمل في العطلة الاسبوعية، وتحديد نسبة. 150% من الاجر اليومي لساعات العمل الاضافية، وقد تمت اعادة جميع العمال الى اعمالهم بعد ان هددنا في حالة الاصرار على فصلهم برفع الدعوى الى محكمة العمل.
 
*هل تشاركون كاتحادات عمالية
 في عملية التخطيط الاقتصادي
 في الاقليم؟

-كلا.. ليست لدينا اية علاقة بالانشطة الحكومية.

*هل لديكم مؤسسات للتأهيل
المهني بالتعاون مع وزارة العمل؟

-لدينا.. لكننا لسنا راضين عنها، ويجب استقدام خبراء من الخارج لتأهيل عمالنا وفق دورات متخصصة على مدى شهر او شهرين ولمهن معينة.

*هل تقصد عدم وجود
 دورات تأهيلية منتظمة؟
 
-نعم.. لا توجد دورات منتظمة، ولا يوجد تنسيق معنا بنسبة 100%.

*كم عدد العمال المضمونين
 في اربيل؟
 
-(13) ألف عامل.



*ما مستوى الحد الأدنى
لرواتب الضمان الاجتماعي؟
 
-بعد خدمة فعلية لمدة عشرين عاماً، يستحق العامل المضمون راتباً تقاعدياً نسبته 80% من أجوره الحقيقية، لكن للاسف الشديد فان عمالنا عندما يقومون بتسديد اشتراكات الضمان الاجتماعي، يبادرون لاخفاء حقيقة أجورهم ورواتبهم، وعلى سبيل المثال فان بعض العاملين الذين يتقاضون رواتب شهرية قدرها خمسمائة ألف دينار يدّعون عند دفعهم اشتراكات الضمان ان رواتبهم بحدود مائتي الف دينار فقط حتى لا يضطروا لدفع اشتراكات عن كامل رواتبهم الحقيقية وهذا ما يلحق بهم أفدح الضرر عند احتساب رواتبهم التقاعدية.

*هل لديكم مؤسسة للتثقيف
العمالي حول الانتاج، وبيئة
وعلاقات العمل، واصابات
العمل ودور العمال في دعم الاقتصاد؟

-لدينا فقط ما يختص بالضمان الاجتماعي، لكننا نبادر أحياناً بتنظيم ورش عمل وحلقات نقاشية، اما مؤسسة للثقافة العمالية تنظم دورات تخصصية مختلفة فلا وجود لها.
 
*هل لديكم مؤسسة لاحتضان
المواهب العمالية المبدعة
 وتنميتها وتطويرها في مجالات
الفنون والاداب والمسرح والصحافة
 والرياضة وغيرها؟

- كلا... لكن كان لدينا نادٍ للعمال استولت عليه وزارة العمل وفق القرار (155).

* هل نقدم وزارة العمل
دعماً مالياً لاتحادكم؟

-كلا.. ليس لدينا اي دعم مادي من الوزارة ونحن نعمل وفق التمويل الذاتي من اشتراكات العمال، كما ان الانتماء للعمل النقابي ودفع الاشتراكات من قبل العمال طوعي وليس اجباري.
 
*من اين تستلمون رواتبكم
ومخصصاتكم؟

-من الاشتراكات العمالية، وخلال السنة الماضية لم تكن الاشتراكات كافية لتوفير الحد الأدنى.

*ما حجم الفساد في بيئة العمل؟

-حتماً هنالك فساد مالي، لان بعض أرباب العمل يرغمون عمالهم على التواصل بالعمل ايام الجمع والعطل الرسمية، وبعد ساعات العمل المحددة وفق العقد دون ان يدفعوا لهم أجراً عن تلك الاعمال الاضافية أحياناً، وبعض العمال يضطرون للاذعان وعدم الشكوى او الاعتراض خوفاً من تعرضهم للفصل التعسفي، والسبب عدم وجود قانون نرتكز اليه لمعالجة مثل هذه الحالات.
  
*هل يتقاضى العاملون في
الاعمال الخطرة والمرهقة
والضارة مخصصات خطورة؟

-اذا كان ذلك منصوصاً ضمن عقد العمل.

*ما دوركم في منع عمالة الاطفال؟

-لدينا القرار رقم (71) لسنة 1987، ومع ذلك فان عمالة الاطفال موجودة، وعلى سبيل المثال إذهب الى المستشفيات وسوف تشاهد اطفالاً باعمار 14 او 15 سنة يعملون في هذه الاماكن الخطرة، إذهب الى مستشفى رزكاري وسوف تشاهد اطفالاً يعملون بالتنظيف ضمن عقود وبرواتب متواضعة تتراوح بين 200-300 ألف دينار شهرياً، وقد بادرنا الى رفع عدة طلبات حول ذلك، لكن العمال انفسهم يطلبون منّا عدم اثارة الامر لانهم فقراء وأسرهم بحاجة الى رواتبهم، مما يضطرنا الى السكوت أحياناً، رغم ان هؤلاء الاطفال لا يتقاضون مخصصات خطورة بالرغم من تعرضم لمختلف الاصابات الخطرة وفي مقدمتها الامراض المعدية والاشعاعات.

*هل تكرمون العمال المبدعين
 والمتميزين؟

-رغم اننا نعمل وفق التمويل الذاتي، ووارداتنا المالية متواضعة، ومحدودة، الا اننا بادرنا في الاول من ايار من العام الماضي لتكريم مائة عامل من اربيل، وقدمنا دعماً مالياً لعدد من العمال المحتاجين وكبار السن.
  
*هل تمارسون حضوراً او
 نشاطاً في منظمة العمل الدولية؟
 
-نحن لا نشارك في انشطتها حيث يمثلنا الاتحاد العام لنقابات عمال الاقليم فيها.
 
*كم تبلغ رواتبكم ومخصصاتكم
ومن الذي يحددها؟

-راتبي الشهري هو (900) ألف دينار اضافة لمخصصات نقل قدرها (150) ألف دينار، اما راتب عضو الاتحاد فهو (450) ألف دينار اضافة لمخصصات نقل قدرها (35) ألفاً، والاتحاد العام هو من يحدد هذه الرواتب.

*هل فكرتم ببناء مدينة
عمالية لذوي الدخل المحدود
 من العمال او توزيع قطع
 اراض سكنية لهم؟

-طلبنا من البرلمان شمول عمال القطاع الخاص بنفس امتيازات ومكاسب عمال القطاع العام، ووفقاً لذلك طالبنا بسلف الزواج وبسلف المصرف العقاري للعمال.. وبتخصيص قطع اراضٍ سكنية لهم، لكن لحد الان لم يتحقق ذلك على الرغم من استمرار مطالبتنا هذه، لدينا الان عمال لا تتجاوز رواتبهم او أجورهم الـ(25) ألف دينار يومياً، ويقومون باعالة عوائلهم، ولا يملكون دوراً او اراضٍ سكنية، كيف بإمكانهم دفع بدلات ايجاد الدور التي يستأجرونها؟ لذلك.. فانني اعود واكرر باننا طلبنا من الحكومة لكنها لم تستجب لنا.

*هل تقدمون اعانات مالية
 للعمال في حالات الزواج
والولادة والمرض والوفاة؟

-نحن لا نملك امكانيات مالية لتقديم مثل هذه الاعانات، لكن العمال المشمولين بالضمان الاجتماعي يحصلون على مثل هذه الاعانات.
مسيرة المطاليب
*كيف ستحتفلون في
الاول من ايار؟

-سوف يكون احتفالنا عبارة عن مسيرة عمالية تتوجه الى برلمان الاقليم لتقدم مذكرة بمطاليبنا.

*ما الذي تطمحون
لتحقيقه للعمال؟

-نريد شمول عمال القطاع الخاص كافة بالضمان الاجتماعي، وتخصيص اراضٍ سكنية لهم ورفع الحد الأدنى لأجورهم.. ومنحهم سلف الزواج ورفع الحد الأدنى للرواتب التقاعدية.



حــوار : مال اللـــــه فـــرج
عدسـة : فاضـــل فـرامـوش

339
مشاكسة
عبـــــدال .. يا عبــــــدال
متى ستنصلح الاحــوال؟

مال اللـــه فـــرج
malalah_faraj@yahoo.com

      تناقلت الأجيال من بين النوادر والأمثال والقصص التي توثق تناقض الأقوال والأفعال قصة رجل كان يدعى (عبـدال ) , ربما أصبح واقع حال ومثلا يضرب حول ازدواجية  بعض (الرجــال )  , بالاخص بين صفوف بعض القادة (التأريخييــن) والسياسيين (المبدئييـــن) والمسؤولين النزهاء الأمناء (الصادقيـــن) .

     فقد كان (عبــدال) , كما تروي الحكايات , مزيجا من الخبث والدهاء , والمكر والمراوغة والخداع , قادرا بمواهبه الكلامية وبحججه البلاغية ان يخدع البسطاء وان يحير الأذكياء وان يبتز المساكين والفقراء , وقد كان لا يفرغ من خدعة الا ليبدأ بأخرى , ومن بين خدعه , تعوده على  استغلال عملية تنقل المسؤولين في القضاء الذي كان يسكنه ليوهم المحيطين به من البسطاء والفقراء بانه على معرفة وعلاقة وصداقة وثيقة وربما صلة قربى بعيدة بالمسؤول الجديد , وانه تبعا لذلك بامكانه ان (يستغل .. او يغتنم .. اويوظف  ) علاقته (الوهميـــة) تلك ليقضي لهم حاجاتهم ويسهل  انجاز معاملاتهم وينفذ طلباتهم , لقاء مبالغ ومنح وهدايا وعطايا , وتاكيدا لذلك كان يذهب  أمامهم بقلب من حديد الى المسؤول الجديد , ولكن بدل ان يقدم له طلبات المواطنين  كان يدعي بانهم خولوه بنقل مشاعر محبتهم وتقديرهم واعتزازهم وتمنياتهم له بالموفقية في مهامه الجديدة العتيدة , ومن ثم يرفع له طلباته الشخصية بعد ان  يتعمد  الانحناء أمامه طويلا , كما تعود بعض القادة (الكــــبار) والمسؤولين (الاخـــــيار) في  بعض الدول المتوسلة والمتسولة والنائمة والعائمه على الانحناء  وراء الكاميرات , لكنهم يبدون أسودا هصورة شامخة ماحقة متفرسة مفترسة أمام عدسات الفضائيات وخلال التصريحات , وبالطبع لا أحد كان يستطيع ان يسال (عبــــدال) عن مصير معاملته بعد ان اوهمهم بانه وضع المعاملات كلها امام المسؤول المعني , مدعيا بانه وعده خيرا بعد دراستها.
وشاءت الظروف ان يكتشف سكرتير القائمقام في ذلك القضاء (لعبــــة عــــــبدال) , وقرر ايقافه عند حده , وجاءته الفرصة على طبق من ذهب عندما تم استبدال القائمقام القديم بقائمقام جديد , وكالعادة ادعى عبدال بان القائمقام الجديد من اطراف عشيرته وانه يعرفه جيدا ويثق به وقد ارسل  باستدعائه  شخصيا للتعرف على احوال القضاء واحتياجات المعوزين والفقراء  .

      جمع كالعادة وجهاء المنطقة وطلباتهم وتقدمهم جميعا لتهنئة القائمقام الجديد , دون ان يعلم بتفاصيل (الفـــــخ) الذي نصبه له بمنتهى الدقة والعناية  السكرتير المعني الذي اوضح لرئيسه تفاصيل (لعبـــة عبـــــدال).

      ما أن دخل عبدال الى القائمقام الجديد لتهنئته حتى صرخ به غاضبا (اجئت لتهنئني ؟ ام لتتاجر بي بادعاءاتك الكاذبة ؟ ) وقبل ان يتيح له فرصة الكلام انهال عليه بالشتائم واللكمات وطرده شر طرده .

           ما أن خرج  (عبدال) واوصد باب غرفة القائمقام وراءه حتى بادر برسم ابتسامة كبيرة على وجهه واكد لوجهاء القضاء وهو يعيد ترتيب هيئته (الم اقل لكم انه يحبني ويثق بي جدا , لقد اغرقتي بقبلاته العنيفة حتى تورم وجهي) .

      ان حال بعض القادة (التاريخييــــن ) والسياسيين (المبدئييـــن )  والمسؤولين (المحنكيــــن) قد اصبح حال (عبــــــدال) المسكين بالاخص في بعض الدول النائمة والغائمة والمتوسلة والمتسولة  , خلال زياراتهم المكوكية ومباحثاتهم المصيرية وتصريحاتهم النارية التي تحمل من الازدواجية الشيئ الكثير وتخفي في ثناياها الواقع المرير .

       فكثير من القادة والرؤساء والسياسيين والمسؤولين (المبدئييـــن العظمـــــاء) عندما كان يتم (استدعاءهـــــم ) من قبل رئيس هذه الدولة الصديقة او الشقيقة  , بصيغة تتطابق تماما وصيغة استدعاء المدير العام لأحد موظفيه الصغار لتوجيهه او لعتابه وربما لتوبيخه او التلويح بمعاقبته , كانوا يسارعون لحزم حقائبهم واعداد ملفاتهم وترتيب اوراقهم وتهيأة اعذارهم , تحت ضجيج الادعاءات بــ(الزيــــارات الرســــمية )  تلبية  (للدعــــوات الرســــمية)  وبذريعة (المباحــــثات الثنائيـــــة ) ومن ثم طرح القضايا (المصيريــــــة) والاتفاق على (برامــــج العمـــــل المشتركــــــــة) .

       بعد ان ينحنوا طويلا وبعد ان يعتذروا طويلا وبعد ان يحاولوا التبرير طويلا , وبعد ان يستمعوا الى الاوامر والتوجيهات والى النصائح والارشادات والى اللوم والامتعاضات وربما الى التجريح والتقريع والتهديدات والتلويح بالاقالة والاطاحة والاستبدال والعزل  , يخرجون بعد انتهاء المباحثات مبتسمين ومؤكدين في دعاواهم وتصريحاتهم وبياناتهم (نجــاح المباحـــثات الثنائيـــــة) التي تمت باجواء (اخويـــــة ) ومشددين على (تطابــــق وجهــــات النـــــظر) تجاه جميع او معظم القضايا المشتركة , واحترام (الخصوصيــــــة الوطنيـــــة ) وتاكيد الدعم الذي حصلوا عليه للقضايا المصيرية .

      لعل من الطرائف السياسية ان مسؤولا سابقا في احدى الدول النائمة سبق وأن تم استدعاءه من قبل دولة (صديقــــــة ) وعندما حاول ان يوضح امرا ما خلال المباحثات (الثنائيــــة المتكافئــــة المشتركــــــة الشفافـــــة) , زجره رئيس الوفد (الصديـــــق ) بعنف وأمره بالصمت قائلا (لقـــد استدعيــــناك لتستمــــع اليــــنا فقــــــط  ) .

   وهكذا انتهت (المباحثــــات المشتركــــــة) , ليخرج (ذلك المسؤول من تلك المباحثات كالعادة أسدا ) وليوضح للصحفيين وللرأي العام امام عدسات الفضائيات جوانب مهمة من تلك المباحثات المصيرية وعمق تفهم الجانب الاخر لاهتمامات وقضايا ومواقف بلاده والاتفاق على برنامج عمل مشترك يستند على الاحترام المتبادل لسيادة وخصوصية وخيارات واستقلال كل طرف للطرف الاخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .

وعبدال .. ياعبدال.. متى ستنصلح هذه الاحوال ؟؟؟


340
مشاكسة
وعـــاظ الســلاطين

مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com

              في الوقت الذي اصبحت فيه السياسة علم العلوم وهي تضم مختلف الاختصاصات العلمية والانسانية والاجتماعية من جهة , وتستهدف تعزيز مرتكزات الحاضر و رسم تضاريس المستقبل وملامحه من جهة اخرى , وفق ستراتيجيات مرنة قادرة على التعامل مع كل المستجدات المتوقعة منها والمفاجئة ,  والاحاطة بها وتطويع المتغيرات  في الاوضاع الدولية بالاخص المتفجرة منها والخطيرة واحتوائها ,   وتوفير  ما يمكن  توفيره من ضمانات صيانة البلاد وحماية العباد من مختلف البراكين والاعاصير والهزات الاقتصادية والسياسية والعسكرية  الاجتماعية العنيفة , وهي بذلك تحولت الى تركيبة علمية متمازجة من الخبرات المتراكمة والاختصاصات المختلفة   والكفاءات والابداع والقدرة على القراءة الدقيقة للاحداث وتوقع اتجاهاتها وردود افعالها وتأشير افتراضات دخول تأثيرات جديدة في ساحة الصراع , كل ذلك في اطار من المرونة الدبلوماسية والقدرة على المناورة وقراءة اوراق الاطراف الاخرى ورسم مسارات الحسم بما يمنح الجهة المعنية جدارة الامساك بقوة بمفاتيح الصراع وادارته بكفاءة علمية متمازجة مع التراكم الخبراتي والمعلوماتي لتحقيق حزمة الاهداف المطلوبة , الا ان (علم السياسة وادارة الازمات) في الدول النائمة والغافية واللاهية والمتثائبة والمتوسلة والمتسولة , ما يزال أسير عقد المواقف الشخصية والاجتهادات الأمية والافتراضات غير الواقعية وافرازات الانفعالات  الانية والمبادرات العشوائية مما قاد ويقود هذه الدول الى المزيد من الهفوات والازمات والمشاكل والانتكاسات و المزيد من الصراعات والتراجعات في عالم سريع المتغيرات يحث الخطى الى الامام بسرعة مذهلة .

      في ضوء ذلك فان من يتحمل المسؤولية المباشرة عن مثل هذه الازمات  وافرازاتها في هذه الدول الغافية واللاهية هم  القادة والسياسيون اولا الذين لم يحسنوا اختيار خبراءهم ومستشاريهم , ومن ثم الخبراء والمستشارين انفسهم , الذين ربما لا يملك بعضهم ابسط المؤهلات  الدراسية او الخبرات العلمية  واتجاهات الافرازات الدولية  ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالعلوم السياسية ولا بقواعد العلاقات الدبلوماسية ولا بفنون مواجهة الصراعات واحتواء التوترات وادارة الازمات .
       فبعضهم ربما لا يحفظ سطرا واحدا من ميثاق الامم المتحدة , لكنه يحفظ ملحمة (بـــوس الــــــواوا) بكل  تفاصيلها الجسدية المثيرة , واخرون لا علاقة لهم بالقانون الدولي لكنهم على علاقة وثيقة بمأثرة (كبد كبد ..كبدبد ..فدوة اروح الهالخد ) , واخرون لا يفرقون بين شخصيتي بان كي مون , وكوفي عنان لكنهم يملكون فراسة وخبرة فنية عجيبة غريبة في التعرف على الفنانات دون النظر لوجوههن من خلال تفحصهم الدقيق لتضاريس اجسادهن المثيرة  ,  وتبعا لذلك ربما لا تجد  في قواميس بعضهم الا اقذر مفردات الشتائم المعدة بعناية للاعداء والخصوم السياسيين , وابلغ تعابير المديح والثناء  للقادة والمسؤولين .

       ان وجود انصاف الاميين , وانصاف الكفوئين , وانصاف المثقفين , وانصاف المؤهلين , وانصاف المتمرسين , من وعاظ ومداحي السلاطين كخبراء ومستشارين , لانهم من اخوة واقارب واصدقاء ورفاق المسؤولين , في دول العالم الثالث والرابع والخامس والعاشر بحظها العاثر , قاد وسيقود الى العديد والمزيد من  المصائب والمصاعب  و الازمات  والصراعات والمشاكل والتحديات , لانهم يشعلون الحرائق بدل اطفائها ويزيدون المشاكل تعقيدا بدل حلحلتها , ويصعدون المواجهات بدل احتوائها , ويعززون اقدام مرؤوسيهم على الاخطاء بدل نصحهم بالعدول عنها , ولا يملكون الا الاشادة والتصفيق والمديح والهتاف والثناء  لكل خطوة ولكل بادرة ولكل اجراء ولكل خطاب ولكل موقف ولكل كلمة ولكل حرف يتفوه به المسؤول المعني حتى لو كان ذلك يقود الى كوارث وطنية مصيرية .

      بل ان بعضهم يذهب الى ابعد من ذلك في تبني  افكار ومواقف وهفوات واخطاء واجتهادات وخطايا وعقد المسؤول المعني وفلسفتها والدفاع عنها وشن حروب اعلامية وسياسية ضد الجهات الاخرى وتعقيد الاوضاع بدل حلها واشعال الخلافات بدل محاصرتها ودفع الاوضاع الى حافة الهاوية بدل احتوائها وتسويق  الشتائم والاتهامات والتجريح والاساءات بدل تغليب اللغة الدبلوماسية والمصالح الوطنية وتقريب وجهات النظر السياسية .

ان مراجعة منهجية محايدة لمسيرة الازمات والاحتقانات والصدامات والخلافات في هذه الدول النائمة والعائمة , سيقود بالتأكيد الى السبب الوحيد والاكيد لهذه الازمات ممثلا في ضلوع بعض (وعــــــاظ الســـــــلاطين) من الخبراء والمستشارين من انصاف الاميين وانصاف الكفوئين بمعظم ازمات السياسيين والمسؤولين , كما ان هذه المراجعة ربما ستكشف حقائق ماساوية مذهلة عن حجم الفساد بين هذه الفئة (المنتقاة) , وربما سنجد مستشارا  بدون مؤهلات يقدم (استشاراتـــــه العبقريـــــــة) لواحدة من ابرز القيادات السياسية , وربما سنجد راسبا في الدراسة الاعدادية يعمل ممثلا (رفيــــــعا)  لبلاده  في ارفع  المنظمات الدولية , وربما سنجد احد مزوري الشهادات  الجامعية يعمل (خبيــــــرا ستراتيجـــــــيا)  باحدى الدوائر الحيوية  .

اخيرا فان معظم الكوارث والماسي والمصائب والازمات ليست في اخطاء الرؤساء والسياسيين , انما الكوارث تكمن في وعاظ السلاطين .



341
مشاكسة
رواتب الرؤســاء
ورواتب الفقـــراء
مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com

                  قبل ان تنفض اعراس وافراح وولائم واحتفالات ومكاسب  ومغانم   وانتصارات ودعوات وقبلات وتمنيات قمة بغداد العربية , التي كانت كالعادة مثل جميع القمم التي سبقتها قمة (تاريخية ثورية مصيرية متفردة ) في نوعية الحضور وفي مستوى الوعي والشعور والمشاركة والتاخي والتــأزر والاحساس العالي بالمسؤولية القومية وبالتحديات المصيرية التي تواجه الامة العربية والاصرار على احداث نقلة نوعية وانعطافة تأريخية واضافة قومية في العمل العربي المشترك الذي ما يزال منذ ان تاسست الجامعة العربية العتيدة الفريدة ولحد الان غارقا في بحر الظلمات رغم انه يشق طريقه بصعوبة بالغة في جميع الاتجاهات , جلسنا في مقهى شعبي نتابع جوانب من اعمال ونتائج وملاحم وانتصارات قمة القمم التي ستفجر العزائم والهمم وستحل كل  الازمات و ستغرق الامة بالخيرات والنعم .

      فجأة ارتفعت حرارة المتابعة وصمتت سيمفونيات الملاعق الصاخبة وهي تمزج الشاي والسكر في الاقداح وتوقف الجميع عن مواصلة مباريات لعبتي (الطاولة.. والدومنة) بينما كان (الدوشش الارهابي المتطرف) يلفظ انفاسه الاخيرة بين اصابع صاحبي , وتوجهت الانظار والاذان والمشاعر المرهفة بترقب واهتمام نحو شاشة التلفاز التراثي المتعب الذي ربما كان شاهدا على احداث اكثر من عقدين من الزمن والمذيع يزف بحماسة ثورية اشبه باغنية (احنه مشينا مشينا للحرب) بشرى الحدث السعيد والانجاز المجيد ممثلا بولادة اعلان بغداد الذي ولدته القمة التاريخية بعد مخاض سياسي عسير مرير .

      وللاسف الشديد لم يتحمل مشاهدة معاناة المخاض والام الوضع  الكثير من الملوك والرؤساء والقادة العرب بفعل احاسيسهم المرهفة ففضلوا بمنتهى الالتزام القومي والشعور العالي بالمسؤولية والحرص على الاهداف القومية والتزاما بميثاق العمل العربي المشترك وادراكا لحجم المسؤوليات القومية الملقاة على عواتقهم واستجابة لدواعي التصدي القومي المشترك للاخطار والتحديات التي تواجه الامة عدم حضور القمة ومخاضها الصعب وولادتها المتعسرة واكتفوا  بممثلين عنهم لتقديم التهاني بالمولود الجديد ممثلا باعلان بغداد العتيد  الذي ضم (49) توصية وقرارا واخفق في تجاوز حاجز الخمسين قرار .
      وفي متابعة منهجية تفصيلية دقيقة فقد وقف المشاهدون والمتابعون على كمية الجهد  الكبيروالتعب العميق والشاق الذي بذله قادة الامة ورؤسائها في المناقشات الساخنة والجدال المحتدم والعرض المسهب والايضاحات الميدانية وعرض التجارب القطرية والقومية ومقارنتها بالتجارب العالمية , الى جانب القبلات الرئاسية والمجاملات البروتوكولية وتبادل المشاعر وعرض الازمات واستيضاح المواقف وربما استجداء المساعدات والعتب الاخوي لقلة الزيارات ومحاولة اعادة الحرارة للعلاقات الباردة وربما المتجمدة بين هذه الدولة الشقيقة وتلك حتى تمكنوا بساعات محدودة الالمام بكل مشاكل وعوامل وقضايا وخبايا وتحديات وتطلعات ومستلزمات وحاجات الامة والعمل العربي المشترك موثقين ذلك بخارطة طريق عربية حيوية لحلحلة جميع المشاكل الانية والمستقبلية وعبور كل الازمات  المصيرية عبر(49) بندا في وثيقة اعلان بغداد التاريخية التي لو طبقت لتقدمت (الامة العربية) على كل الامم والتجارب الدولية ولسارعت الولايات المتحدة وسويسرا وروسيا الاتحادية ودول الاتحاد الاوربي الى الانضمام لجامعة الدول العربية للاستفادة من خبرتها الميدانية ومن اجراءاتها الثورية في بناء التجارب القومية الانسانية على اسس حضارية ولقدم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلبا للعمل مستشارا فيها.

      وقد ترجمت الوثيقة الختامية خلاصة قومية تأريخية مصيرية للدعم العربي الكبير الخطير الاثير لبغداد التي احتضنت هذا المحفل الستراتيجي الذي سيغير خارطة  واسس وتضاريس وفاعلية العمل العربي المشترك ووضعه على قضبان السكة الحديدية الجديدة التي ستوصله بزمن خرافي الى تحقيق كامل الاهداف العربية , فبعيدا عن القضايا الهامشية التي يحتاجها العراق الديمقراطي الجديد وهو يعود لحاضنته العربية والتي لم تلتفت لها قمة بغداد وفي مقدمتها اسقاط الديون العربية وحاجة العراق لخبرات واستثمارات اشقائه ومستلزمات التنمية واعادة التمثيل الدبلوماسي على اعلى المستويات وضبط الحدود واعادة تاهيل البنى التحتية والقروض طويلة الاجل بفوائد رمزية والمساهمة بانعاش الاقتصاد  العراقي عبر مساهمات عربية ووضع حد للفتاوى التي تشجع وتدعم العنف والارهاب في العراق تحت اغطية واهداف مختلفة وتبني جهدا عربيا موحدا مشتركا لتحرير العراق من قيود العقوبات الدولية المفروضة عليه وفق البند السابع من الميثاق الاممي , فقد انتخى الاشقاء العرب ليقدموا للعراق ثلاثة قرارات تأريخية ستراتيجية مصيرية حاسمة لم يكن يحلم بها تمثلت في تحية بغداد لاختيارها عاصمة للثقافة العربية , وتوجيه الشكر لفخامة رئيس الجمهورية لادارته الحكيمة لاعمال القمة , والامتنان لبغداد على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال .

    حال انتهاء  المذيع الثوري من تلاوته لفقرات اعلان بغداد التفت الينا شيخ متعب وقور متسائلا  بلهجته الشعبية (ما افتهمنا اكو زيادة بالرواتب لو لا ؟) غرق الجميع بعاصفة من الضحك اذهلت الرجل المسكين , وسرعان ما اجابه احد الحاضرين (عمي تقصد رواتب الرؤساء ؟ لو الفقراء ؟) هز الرجل يده مستغربا وهو يتمتم  (عمي همه الرؤساء هم يحتاجون رواتب ؟؟؟) .   
 


342
 
  مشاكسة
كذبــــــة
الحب في نيســــان

مال اللــه فــرج 
malalah_faraj@yahoo.com

          على الرغم من اختلاف التحليلات والوقائع والتاكيدات حول منشأ وموطن وزمن الانطلاقة الاولى لكذبة الاول من نيسان , وعلى الرغم من مئات الفتاوى والتوجيهات والنصائح والارشادات التي حرمتها وهاجمتها ولعنتها ودعت الى مقاطعتها وشجبها والابتعاد عنها , بيد ان الاول من نيسان , شئنا ام ابينا سوف يبقى يحمل على منكبيه كذبته السنوية هذه اشبه بالهوية الشخصية وبالبطاقة الكذابية اسوة بالبطاقة التموينية التي لا يتم زواج ولا طلاق ولا ولادة ولا بيع او شراء ولا انتقال ولا تعيين ولا دخول المدارس واداء الامتحانات ولا استخراج جواز سفر ولا ايجار ولا شراء او رهن عقار من دونها , فهي ام الوثائق وحقيقة الحقائق , بالاخص بعد ان تم تعميمها دوليا واصبحت في مقدمة الوثائق التي يجب ان يقدمها طالبوا اللجوء السياسي والانساني من العراقيين الى السلطات الدولية المعنية لاثبات عراقيتهم , كونهم شعب الله المحتار الضائع بين غربة الوطن والديار وغربة الدار والجار.

      وفي العودة الى الاول من نيسان واكاذيبه الطريفة اللطيفة مثل الفراشات الربيعية الملونة التي تحط على اغصان القلب الذابلة واذا بها تخضر وتستعيد حيويتها وتدب فيها الحياة ثانية بينما الضحكات المجلجلة تنطلق من القلوب اثر طرائف نيسان واكاذيبه ومقالبه وخدعه ونوادره  لتتحول الى قهقهات تعيد للوجوه العابسة نضارتها وللقلوب الحزينة فرحها وللنفوس الجريحة المتالمة بهجتها ولو للحظات , على الرغم من تحول بعض تلك الاكاذيب الى كوارث حقيقية بفعل سوء التصرف وعدم تقدير حساسية المواضيع المطروحة وافرازاتها وردود الافعال العنيفة لها .

     وبين هذا وذاك يبقى الاول من نيسان سوقا عالمية مفتوحة لترويج مختلف البضائع العاطفية والاسرية والسياسية والحكومية والاجتماعية , بل وواحدا من ابرز وانجع وانجح اساليب الاختبارات العاطفية التي اعتاد البعض على ممارستها بذكاء , فقد تعود بعض الشباب الخجولبن والمترددين على انتظار الاول من نيسان واغتنام حلول يوم الكذب العالمي ليصارح كل منهم زميلته التي يحبها بصمت بمشاعره وهيامه او باعجابه واشواقه او بتمنياته وطلباته , فان صمتت او ابتسمت او اطرقت  برأسها الى الارض خجلا او استجابت فذلك جل ما يتمناه ليواصل طريقه الى النهاية , اما ان غضبت وزمجرت واستنكرت وابرقت وارعدت وصرخت وهددت وتوعدت , عندها سيحتوي (الازمــــة) بابتسامة خجلى او مجلجلة , مدعيا بانه انما كان يمزح معها , فاليوم هو الاول من نيسان والامر كله لا يتعدى كذبه او طرفة او مجاملة ضمن اكاذيب الاول من نيسان.
   
       كذلك الامربالنسبة لمعظم الازواج الذين يسبغون في هذا اليوم ارق تعابير المحبة الكاذبة على حمواتهم اللائي لا يطيقنهن وبالنسبة لمعظم الزوجات اللائي ينثرن ابلغ مشاعر الود نفاقا على رؤوس امهات واخوات ازواجهن .

      وما بين طرائف ونوادر واكاذيب البسطاء في الاول من نيسان , فان من الملاحظ غياب خطب ووعود وتصريحات وانجازات وبيانات ومكارم الملوك والقادة والسياسيين والرؤساء الميامين في هذا اليوم العتيد الفريد , ربما لان معظمهم ادمنوا الكذب على شعوبهم طوال العام بالاخص عندما يسوقون شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة والنزاهة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص والشخص المناسب في المكان المناسب واستقلالية القضاء والتبادل السلمي للسلطة وحرية الرأي والتعبير وعدم وجود اية معتقلات اوسجون سرية وعدم وجود اي نوع من انواع التعذيب لسجناء الرأي والمعارضة  الا ضمن المعايير الدولية وحقوق الانسان وعلى ايدي (خبـــراء متمرســـين) ووفق ضوابط لا تخدش الكرامة ولا تنتهك الشرف ولا تمرغ انسانية السجناء بوحول السادية الاسنة لانها تطبق (اتفاقيات التعذيب الاقليمية والدولية ) بارفع معدات واجهزة وادوات التعذيب الالكترونية الحديثة المقرة دوليا والمجازة من قبل لجان ومنظمات   (الدفاع عن عقـــــوق الانسان)  وبمنتهى الشفافية التي تجعل اقوى السجناء شكيمة واشدهم عزيمة وتحملا ولا مبالاة يلعن اليوم الذي ولدته فيه امه , ويعترف (طوعيـــــا) بكل الجرائم والانتهاكات التي اقترفتها  البشرية منذ بدء الخليقة ومقرا كذلك (مختــــارا وبملئ ارادتـــه)   بمسؤوليته الكاملة عن كل الجرائم التي سوف تقترف في القارات الخمس منذ الان وفي كل حين والى يوم الدين.

       في  ظل ذلك كله فان الامم المتحدة لو بادرت لاستحداث جائزة نوبل للكذب , يقينا باننا سوف ننجح بانتزاعها ربما لعقود من الزمن بهمة وارادة ووطنية وكفاءة بعض مسوؤلينا الافذاذ الذين مكنونا بكفاءتهم من انتزاع المرتبة الثالثة لاكثر الدول فسادا في العالم وفق تقارير منظمة الشفافية الدولية , والذين تفوقوا في ابرام العقود الوهمية  ومارسوا اروع الصولات في الصفقات الفسادية ونجحوا  نجاحا منقطع النظير في استيراد الاجهزة الفاسدة لكشف المتفجرات باضعاف اسعارها دون ان تستطيع تلك الاجهزة الاضحوكة الكشف عن اصبع واحد من المتفجرات , بالاخص وقد اصبحنا ربما الدولة الاولى في حملة الشهادات المزورة ,  بعد ان اصبح خريجو معاهد سوق مريدي وجامعاته وحملة شهاداته المزورة بالاخص ربما من السياسين والبرلمانيين الوزراء والوكلاء والمستشارين والسفراء والبرلمانيين والمدراء العامين وذوي الدرجات الخاصة ينافسون حملة الشهادات الحقيقية من خريجي المعاهد والجامعات الرسمية.
 
      وما بين الاكاذيب والطرائف والنكات , ما تزال وستبقى كذبة (التوزيع العادل للثروات) سيدة الايام والاشهر والسنوات . 

343
مشاكسة
لا مـكان للفقــــــراء
مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com
        يلتئم عرس القمة العربية في عاصمة الحضارة والفن والثقافة والتاريخ والعلوم واساطير الف ليلة وليلة والرشيد ودار السلام والمبدعين الأعلام , والتي كانت دائما كما تغنت بها صاحبة الحنجرة الذهبية الفنانة الاصيلة فيروز ( بغــداد و الشــعراء والصـــور ..  ذهــب الزمــان وضوعــــه العــــطر) وسط اجواء وطقوس ومراسم احتفالية تليق بهذا الحدث التاريخي , وبهذا العرس القومي الذي سيقتصر منهاج احتفالاته على المنطقة الخضراء وسيحرم من فقراته المعدمين والفقراء في عموم المناطق الرمادية والسوداء بعد ان تم منحهم عطلة رسمية يقضونها شاءوا ام ابوا مع اطفالهم وعوائلهم , حيث لا مكان لهم كالعادة على موائد واهتمامات واجتماعات وحوارات واحاديث وطرائف ونوادر القادة والرؤساء على الرغم من ان جميع هذه المؤتمرات تعقد تحت لافتات وادعاءات وشعارات تنادي بالعمل لاجل الفقراء ولخدمة الفقراء وللارتقاء بمستوى الفقراء .

        ومع التئام هذا المحفل القومي العربي التأريخي الكبير الذي يفترض بأنه سيلم  ويحتضن ويناقش ويستعرض خلال ساعات محدودة وعبر تقارير  معدودة هموم ومعضلات وقضايا وازمات ومشاكل واخطار وتحديات واحتياجات ومستلزمات واوضاع وحاجات وتطلعات بحدود (240) مليون عربي من المحيط العاثــــــر الى الخليج الحائـــــــر, فانه لمما يرسم علامة استفهام كبيرة حول سلبية الشارع الشعبي العربي الذي ما يزال منشغلا بالربيع والصقيع مديرا ظهره لهذا الحدث السياسي الرئاسي القومي (المصيري) الذي ربما سيغير شيئا من تضاريس التأريخ العربي والحاضر العربي ويرسم خارطة جديدة للمستقبل العربي , بالاخص وأن هذا الحدث  يعقد لاجل الشارع العربي نفسه , ويتداعى لاحتواء ازماته القومية ولحل مشاكله المصيرية الستراتيجية الكبرى , وفي مقدمتها , كما اكد ذلك الامين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي (القضية الفلسطينية , والاوضاع في سوريا والصومال , ومساعدة اليمن , وانشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط )  بعيدا عن المشاكل والازمات الداخلية .

         اما القضايا (الهامشـــــية والشكليـــــــة) والبسيطة وغير المهمة الاخرى وفي مقدمتها البطالة والامية والجوع والفقر وازمة السكن والغذاء والحريات العامة وحقوق الانسان ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة والرعاية الاجتماعية والتنمية العربية المستدامة وحرية انتقال الايدي العربية العاملة بين (اقطار الامة الواحدة الواعدة) والتكامل الاقتصادي والسوق العربية المشتركة واستعادة رؤوس الاموال العربية المهاجرة واعادة توظيفها في ميادين التنمية القومية وخطط وبرامج انتشال ملايين العرب المعدمين والمتعففين الذين امسوا (متعفنيـــــــن) لعمق معاناتهم من تحت مستوى خط الفقر وهجرة الشباب العربي والكفاءات العربية المختلفة والغاء تاشيرة  السفر بين  اقطار وابناء (الامة الواحدة) والعملة العربية الموحدة , فلا شأن لقمة الرؤساء بها , كونها شؤون ( هامشـــــــية ) لا مكان لها على جدول اعمال القضايا والتحديات القومية (المصيريــــــــــــــة) .

      في ظل هذا الجهد العربي المميز الذي نهض وينهض به القادة والرؤساء العرب بمنتهى الحرص القومي والوعي والمسؤولية التاريخية , والذي تواصل منذ توقيع ميثاق الجامعة العربية في الثاني والعشرين من اذار عام (1945) وليومنا هذا فقد تجاوزت انجازات العمل العربي المشترك حد الطموح بمراحل وحققت اضعاف ما نص عليه ميثاق الجامعة واهدافها وقراراتها وتوصياتها وبياناتها .

      وفي مقدمة تلك الانجازات المصيرية والنجاحات التأريخية , الارتفاع (المشـــــرف) لمستوى الفقر في الوطن العربي ليصل الى حوالي (85%) , وارتفاع نسبة الامية العربية الى (45%) ثلثاها من النساء , كما تجاوز العاطلون عن العمل حاجز الثلاثين مليون عاطل , واضطرار اكثر من مليوني انسان في مصر وحدها العيش في المقابر , ناهيكم عن المشردين واطفال الشوارع وسكان اكواخ الطين والصفيح والعوائل التي تضطر لبيع اطفالها , والاخرى التي تعودت على تأمين طعامها اليومي مضطرة من فضلات المطاعم ومكبات الطمر الصحي والذين ربما تبلغ اعدادهم بالملايين في (امـــة) تطفو معظم (اقطارهــــــــــــا) على بحيرات خرافية من النفط , وتعد المنتج والمصدر الاول للنفط عالميا وترتبط (بميــــثاق قومـــــــــي) .

      ولعل من المثير والخطير ومن اللطيف والطريف ان تؤكد الاحصاءات والدراسات الاقتصادية والمالية على ان استثمار(1%) فقط من الاموال العربية المهاجرة خارج (الاقطـــــار العربيــــــــة) في المشاريع العربية كفيل بالقضاء على الفقر العربي , فما بالكم لو تم استثمار (10%) مثلا من هذه الاموال العربية في التنمية والمشاريع العربية ولمصلحة التنمية والجماهير العربية ؟ تساؤل نضعه امام القمة العربية .
   
 مع هذا وذاك ما زلنا نتطلع  , حتى لو بعد مائة عام الى يوم ربما يجد فيه المعدمون والفقراء مكانا لهم في قمم واجتماعات ومؤتمرات القادة والزعماء والرؤساء .

344
مشاكسة
لا مـكان للفقــــــراء
مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com

        يلتئم عرس القمة العربية في عاصمة الحضارة والفن والثقافة والتاريخ والعلوم واساطير الف ليلة وليلة والرشيد ودار السلام والمبدعين الأعلام , والتي كانت دائما كما تغنت بها صاحبة الحنجرة الذهبية الفنانة الاصيلة فيروز ( بغــداد و الشــعراء والصـــور ..  ذهــب الزمــان وضوعــــه العــــطر) وسط اجواء وطقوس ومراسم احتفالية تليق بهذا الحدث التاريخي , وبهذا العرس القومي الذي سيقتصر منهاج احتفالاته على المنطقة الخضراء وسيحرم من فقراته المعدمين والفقراء في عموم المناطق الرمادية والسوداء بعد ان تم منحهم عطلة رسمية يقضونها شاءوا ام ابوا مع اطفالهم وعوائلهم , حيث لا مكان لهم كالعادة على موائد واهتمامات واجتماعات وحوارات واحاديث وطرائف ونوادر القادة والرؤساء على الرغم من ان جميع هذه المؤتمرات تعقد تحت لافتات وادعاءات وشعارات تنادي بالعمل لاجل الفقراء ولخدمة الفقراء وللارتقاء بمستوى الفقراء .

        ومع التئام هذا المحفل القومي العربي التأريخي الكبير الذي يفترض بأنه سيلم  ويحتضن ويناقش ويستعرض خلال ساعات محدودة وعبر تقارير  معدودة هموم ومعضلات وقضايا وازمات ومشاكل واخطار وتحديات واحتياجات ومستلزمات واوضاع وحاجات وتطلعات بحدود (240) مليون عربي من المحيط العاثــــــر الى الخليج الحائـــــــر, فانه لمما يرسم علامة استفهام كبيرة حول سلبية الشارع الشعبي العربي الذي ما يزال منشغلا بالربيع والصقيع مديرا ظهره لهذا الحدث السياسي الرئاسي القومي (المصيري) الذي ربما سيغير شيئا من تضاريس التأريخ العربي والحاضر العربي ويرسم خارطة جديدة للمستقبل العربي , بالاخص وأن هذا الحدث  يعقد لاجل الشارع العربي نفسه , ويتداعى لاحتواء ازماته القومية ولحل مشاكله المصيرية الستراتيجية الكبرى , وفي مقدمتها , كما اكد ذلك الامين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي (القضية الفلسطينية , والاوضاع في سوريا والصومال , ومساعدة اليمن , وانشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط )  بعيدا عن المشاكل والازمات الداخلية .

         اما القضايا (الهامشـــــية والشكليـــــــة) والبسيطة وغير المهمة الاخرى وفي مقدمتها البطالة والامية والجوع والفقر وازمة السكن والغذاء والحريات العامة وحقوق الانسان ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة والرعاية الاجتماعية والتنمية العربية المستدامة وحرية انتقال الايدي العربية العاملة بين (اقطار الامة الواحدة الواعدة) والتكامل الاقتصادي والسوق العربية المشتركة واستعادة رؤوس الاموال العربية المهاجرة واعادة توظيفها في ميادين التنمية القومية وخطط وبرامج انتشال ملايين العرب المعدمين والمتعففين الذين امسوا (متعفنيـــــــن) لعمق معاناتهم من تحت مستوى خط الفقر وهجرة الشباب العربي والكفاءات العربية المختلفة والغاء تاشيرة  السفر بين  اقطار وابناء (الامة الواحدة) والعملة العربية الموحدة , فلا شأن لقمة الرؤساء بها , كونها شؤون ( هامشـــــــية ) لا مكان لها على جدول اعمال القضايا والتحديات القومية (المصيريــــــــــــــة) .

      في ظل هذا الجهد العربي المميز الذي نهض وينهض به القادة والرؤساء العرب بمنتهى الحرص القومي والوعي والمسؤولية التاريخية , والذي تواصل منذ توقيع ميثاق الجامعة العربية في الثاني والعشرين من اذار عام (1945) وليومنا هذا فقد تجاوزت انجازات العمل العربي المشترك حد الطموح بمراحل وحققت اضعاف ما نص عليه ميثاق الجامعة واهدافها وقراراتها وتوصياتها وبياناتها .

      وفي مقدمة تلك الانجازات المصيرية والنجاحات التأريخية , الارتفاع (المشـــــرف) لمستوى الفقر في الوطن العربي ليصل الى حوالي (85%) , وارتفاع نسبة الامية العربية الى (45%) ثلثاها من النساء , كما تجاوز العاطلون عن العمل حاجز الثلاثين مليون عاطل , واضطرار اكثر من مليوني انسان في مصر وحدها العيش في المقابر , ناهيكم عن المشردين واطفال الشوارع وسكان اكواخ الطين والصفيح والعوائل التي تضطر لبيع اطفالها , والاخرى التي تعودت على تأمين طعامها اليومي مضطرة من فضلات المطاعم ومكبات الطمر الصحي والذين ربما تبلغ اعدادهم بالملايين في (امـــة) تطفو معظم (اقطارهــــــــــــا) على بحيرات خرافية من النفط , وتعد المنتج والمصدر الاول للنفط عالميا وترتبط (بميــــثاق قومـــــــــي) .

      ولعل من المثير والخطير ومن اللطيف والطريف ان تؤكد الاحصاءات والدراسات الاقتصادية والمالية على ان استثمار(1%) فقط من الاموال العربية المهاجرة خارج (الاقطـــــار العربيــــــــة) في المشاريع العربية كفيل بالقضاء على الفقر العربي , فما بالكم لو تم استثمار (10%) مثلا من هذه الاموال العربية في التنمية والمشاريع العربية ولمصلحة التنمية والجماهير العربية ؟ تساؤل نضعه امام القمة العربية .
   
 مع هذا وذاك ما زلنا نتطلع  , حتى لو بعد مائة عام الى يوم ربما يجد فيه المعدمون والفقراء مكانا لهم في قمم واجتماعات ومؤتمرات القادة والزعماء والرؤساء .

345
القمـة تطـرق الابـواب ..
 فكيـف سـيكون الجـــــواب ؟ 



مال اللــــه فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

      على الرغم من الاستعدادات المكثفة التي نهضت وتنهض بها مختلف الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها الجهد الدبلوماسي المكثف والمبرمج بمدياته الواسعة لاستضافة الحدث السياسي الابرز ممثلا بالقمة العربية في بغداد نهاية الشهر الحالي وما يمثله هذا الحدث من بوابة تمهد لعودة العراق تحت الاضواء وعلى الساحة العربية ليمارس ثقله ومسؤولياته ودوره القومي الى جانب اشقائه بغض النظر عن القرارات والتوصيات التي سوف تتمخض عن القمة المنتظرة وعن مستوى الحضور والتاثير لقمة تجد نفسها في قلب العواصف السياسية بفعل اعصار المتغيرات على الساحة العربية , بيد ان تعقيدات الاوضاع السياسية العراقية ومتاهاتها وتناقضاتها امست تهدد بالفعل ان لم يتم تداركها في الوقت المناسب بعكس صورة سلبية , وربما غير مقبولة وغير مشرفة عن مستوى الوعي السياسي والحرص الوطني , مما سوف يختزل من رصيد العراق عربيا ودوليا ويضعف من ثقله وتاثيره ودوره وسمعته وهذا ما لا يتمناه اي عراقي غيور على سمعة وطنه وعلى مصالح وكرامة شعبه .
 
       في خضم الاستعدادات المكثفة للقمة  لا احد من العراقيين يستطيع ان ينكر وجود تقاطعات ومشاكل واتهامات ومصادمات وخلافات حادة وعميقة بين اطراف العملية السياسية القت بافرازاتها ليس على المشهد السياسي المعقد اصلا ولكن وهو الاخطر والاهم ان هذه الافرازات السلبية القت بكوارثها على الحياة اليومية للمواطنين عموما وعلى الفقراء والمعدمين وذوي الدخول المحدودة بشكل حاد بل وماساوي .

      فبدلا من ان تنشغل الحكومة والبرلمان وشركاء العملية السياسية كفريق عمل واحد يمثل العراقيين بكل اطيافهم واتجاهاتهم برسم وتنفيذ الخطط والبرامج ذات العلاقة المباشرة بحياة المواطنين اليومية وفي مقدمتها توفير الخدمات الحيوية المختلفة واعادة بناء المرتكزات الاساسية  للبنى التحتية وتحديث الاقتصاد ورفع المستوى المعاشي للمواطنين وانتشال حوالي ثلث العراقيين من تحت مستوى خط الفقر وتوفير فرص العمل والاهتمام بالشباب وخريجي الجامعات والمعاهد وتنمية المحافظات والاقاليم واجتثاث الارهاب والجريمة المنظمة ومافيات الفساد التي تستبيح المال العام وتعزيز المؤسسات الديمقراطية والحريات العامة وفي مقدمتها حرية الصحافة وحقوق الانسان ووضع حد للاعتقالات العشوائية واطلاق سراح غير المدانين واحداث نقلة نوعية في المجتمع العراقي , نجد وللاسف الشديد انشغال معظم هذه الاطراف والمكونات بالصراعات الثنائية وتبادل الاتهامات والتخطيط للتهميش والاقصاء والتفرد ومحاولات الاطاحة بالاخرين في وقت تتحدث فيه جميع الاطراف عبر بياناتها وتصريحاتها ولقاءاتها الاعلامية عن المصلحة العامة وحقوق الشعب وتدعوا للارتقاء بالمجتمع وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد حتى امست الشعارات الثورية في واد .. والافعال والممارسات والمواقف الحقيقية في واد اخر .
 
        لقد ادت افرازات المشهد السياسي تلك الى عرقلة مسيرة الانجازات والاصلاحات , والى انكفاء البرنامج الوطني والى فسح افاق واسعة امام الارهاب ليعيد تنظيم صفوفه وتجديد فاعليته وممارسة استهدافه المنظم والواسع لمختلف القطاعات الرسمية والشعبية والسياسية على حد سواء , فضلا عما اتاحته تلك الصراعات المعلنة والخفية من ظروف مناسبة لتنامي الفساد المالي والاداري بشتى صوره واشكاله , وبدل ان يلمس المواطن تقدما في الخدمات والضمانات ومستوى الحياة فانه على العكس من ذلك لم يلمس الا التراجعات والاخفاقات والمزيد من الماسي والكوارث الامنية  والاجتماعية المختلفة .

      وبينما كان بعض المسؤولين يزدادون غنى وثراء , فأن معظم الفقراء ازدادوا فقرا ومعاناة وانسحاقا , ولعل من اقسى انواع المذلة الوطنية والاجتماعية والاسرية ان يعمد عدد من الاباء والامهات (رغم محدودية اعدادهم) الى بيع اطفالهم , فلذات اكبادهم لتوفير لقمة العيش ومستلزمات الحياة الضرورية لبقية افراد العائلة في بلد يطفو على بحيرات هائلة وربما خرافية من النفط وفي وقت انشغل وينشغل فيه معظم السياسيين بصراعاتهم واتهاماتهم ومصالحهم وبحثهم عن المزيد من النفوذ والمواقع والمكاسب .

     ولعل من المخجل والمشين في الوقت نفسه ان بعض الدول التي كانت قبل عقود وعندما كان العراق دولة ناهضة رائعة ومركزا حضاريا مؤثرا كانت اشبه بقرى بدائية لكنها امست اليوم دولا متقدمة ومراكز اقتصادية مهمة , بينما تراجع العراق خجلا  منكفئا على نفسه ليصبح اشبه بدولة بدائية مهدمة محطمة متأخرة يحاصرها العنف والفساد والارهاب ويكتنفها الظلام غير قادرة برغم مواردها الضخمة على توفير الكهرباء والخدمات الاساسية (الضرورية والمستوى اللائق من الحياة لشعبها مما يضع فعلا كل الاطراف المعنية في دائرة المسؤولية للنهوض بهذا الواقع الماساوي والانشغال كل من موقعه وحسب مسؤولياته باعادة بناء العراق الجديد بدل الانشغال بالصراعات السياسية التي لم ولن تقود الا الى التراجع المهين , وذلك يفترض من الجميع ( سياسيون وبرلمانيون ومسؤولون حكوميون ) تحمل هذه المسؤولية  المصيرية الثقيلة المشتركة بروحية وايمان وارادة الفريق الوطني الواحد على طريق المستقبل العراقي الواعد .
 
     ان القمة العربية تكاد تطرق الابواب , فكيف سيكون الجواب ؟؟؟  هل سنرحب بها ونستقبلها موحدين ام مشتتين ؟ وهل سنطرح امامها برنامجا وطنيا ستراتيجيا ورؤية موحدة ؟ام سنصدمها بمشاكلنا وتقاطعاتنا وخلافاتنا واتهاماتنا السياسية ؟

    ان الشارع العراقي وفي ظل الواقع الذي اشرنا اليه بات يتوقع مواقف سلبية متوجسا من ان يحاول البعض توظيف مشاركته وحضوره الى القمة ولقائه بضيوف العراق لطرح ازماته السياسية الخاصة ومحاولة استمالة هذا الجانب العربي او ذاك الى جانبه على حساب المشروع الوطني وفي مقدمة ذلك الخلافات بين العراقية ودولة القانون , ومعضلة الهاشمي وازمة الوزارات الامنية وتهميش هذه الجهة او تلك وقضية الاقاليم واغطية الفساد وسواها من المعضلات التي تمثل هموما وطنية داخلية لا يصح باي حال طرحها على ضيوف العراق , ذلك لان ساحتها الطبيعية هي الحوار الوطني , في حين تشكل الهموم العربية والاقليمية واتجاهات الاحداث في ظل المتغيرات السياسية والتكامل العربي والاخطار والتهديدات الاقليمية والاتفاقيات الدولية والتنمية العربية المستدامة  وحرية انتقال الايدي العربية العاملة وتخفيف الاعباء الكمركية وتبادل الخبرات وسواها من الهموم القومية المواضيع الاساسية على جدول القمة العربية بعيدا عن القضايا الداخلية .
 
     وحيث كان الشارع الشعبي عامة والسياسي على وجه الخصوص يتطلع لالتئام المؤتمر الوطني قبل عقد القمة العربية لاطفاء لهيب الخلافات ووضع حد للاتهامات ومعالجة معظم القضايا العالقة وفي مقدمتها الوزارات الامنية وقضية السيد الهاشمي والخلافات بين اطراف العملية السياسية والاتهامات بالتهميش والاقصاء وادعاءات التفرد والدكتاتورية والاخلال بمبدأ الشراكة الوطنية وباتفاقية اربيل  من اجل بلورة موقف وطني موحد يكون داعما للموقف العراقي داخل القمة بوحدته فضلا عما يتيحه من توفير امكانات النجاح للقمة , الا ان تعذر عقد المؤتمر الوطني قبل القمة يتطلب جهدا على جبهة اخرى يتمثل بضرورة الاتفاق المبدئي الشامل بين جميع الفرقاء السياسيين على تجميد كل الخلافات والتقاطعات ووقف الحملات الاعلامية وتأجيل الصراعات وتبريد سخونة الاتهامات بينهم واستقبال القمة بروحية فريق وطني عراقي موحد قادر على ان يسمو فوق قضاياه ومشاكله ومطاليبه وتقاطعاته السياسية خدمة للقضايا المصيرية الوطنية  العليا .
 
       في هذا الاطار ومن بين المواقف والتصريحات السياسية المختلفة اكد السيد فرهاد امين الاتروشي , النائب عن ائتلاف الكتل الكوردستانية على ان البروتوكولات الدبلوماسية لا تسمح بطرح القضايا الداخلية لاي بلد ضمن القمة العربية وانما يتم فقط طرح القضايا الاساسية المتعلقة بالدول ومن بينها الخلافات الدولية , في حين رجح النائب عن ائتلاف العراقية عثمان الجحيشي طرح المشاكل الداخلية للعراق ضمن جدول اعمال القمة في حال عدم حسم الخلافات قبل انعقادها , معربا عن امله في ان لا تصل الامور الى هذه المرحلة وحل الخلافات قبل عقد القمة , اما النائبة عتاب الدوري , عن العراقية ايضا فقد اوضحت ان قائمتها تبني امالا كبيرة على انعقاد المؤتمر الوطني قبل قمة بغداد مما يعطي صورة ايجابية للشارع العراقي وللدول المشاركة في القمة حول استقرار المشهد السياسي العراقي , لافتة الى انه اذا لم نحل مشاكلنا الداخلية , فكيف سنحل مشاكل الاخرين ؟ مطالة جميع الجهات المعنية وخاصة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني بتقديم موعد عقد المؤتمر الوطني لكي يستعيد المشهد السياسي عافيته , ولكي نقول للعـالم ان العـراق عاد يمارس دوره الريادي كباقي الدول .
     الى ذلك وحيث ما تزال قضية الهاشمي وتعقيداتها تفرض نفسها بقوة على المشهد السياسي أكد التحالف الكردستاني أنه لا يدافع عن شخص نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، بل يسعى إلى حماية العملية السياسية في العراق، مشيرا إلى أن الهاشمي لم يتوجه إلى إقليم كردستان بناء على دعوة من الاقليم .  وانتقد    “التصريحات التي أتهمت فيها كتل سياسية التحالف الكردستاني بالدفاع عن الهاشمي”.وأوضح أن “الكردستاني يعتقد أن القضايا جميعها مرتبطة ببعضها البعض”، مؤكداً على أن “قضية الهاشمي ملف قضائي، لكن القضية أخذت بعدا سياسيا وهي مرتبطة بمسألة الخلافات القائمة بين إئتلافي دولة القانون والقائمة العراقية”.مضيفا أن “الكردستاني لا يدافع عن شخص متهم بقضايا إرهاب، لكن التحالف يدافع عن الشراكة الحقيقية في العراق”.
       في خضم ذلك كله فأن العملية السياسية في العراق تقف وهي تستعد لاستقبال هذا الحدث الكبير امام الامتحان الحقيقي لقدرتها حول تجاوز خلافاتها وصراعاتها او تأجيلها على الاقل واستقبال ضيوف العراق بفريق عمل وطني موحد يسمو على كل خلافاته الذاتية وليعمل الجميع تحت شعار مركزي واحد هو ( العـــــراق اولا ) فهل سيجتاز سياسيونا هذا الامتحان بامتياز ؟؟؟ ام ان لمواقف البعض وخياراته ومصالحه وحساباته قول اخر ؟؟؟
 

346
نيجيرفان رئيسا وعماد نائبا
 نحو حكومة الاصلاحات والحريات وتحديث الاقتصاد


مال اللــه فـــرج

Malalah_faraj@yahoo.cim

     في ظل الترقب الشعبي والسياسي لانبثاق حكومة الاقليم بدورتها الجديدة , شهدت الساحة السياسية تحركات ولقاءات واجتماعات ومباحثات مكثفة على اعلى المستويات وعلى مختلف الصعد من قبل السيد نيجيرفان البارزاني مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني لرئاسة الحكومة خلفا لحكومة الدكتور برهم صالح المنتهية ولايتها.

     وقد استهدفت تلك الحركة الدؤوب اقامة اوسع قنوات الاتصال مع مختلف القوى والاحزاب والمنظمات والقطاعات الشعبية الكوردستانية للاستماع الى ارائها وتصوراتها واقتراحاتها للمرحلة القادمة فضلا عن افتتاح قنوات الاتصال الالكترونية  .عبر الشبكة  العنكبوتية ومن خلال مواقع الفيس بوك وبقية المواقع  بهدف الاستماع بشكل مباشر الى نبض الشارع الكوردستاني وتوجهاته وتطلعاته بمختلف شرائحه الاجتماعية ومستوياته الثقافية مما يجسد حرصا حقيقيا من لدن السيد نيجيرفان البارزاني على ان يكون لكل مواطن في الاقليم موقفه ورأيه وانطباعاته وملاحظاته واقتراحاته , وربما من خلال ذلك مشاركته بالحكومة التي تؤكد جميع تحركاته واتصالاته على انه يتمنى ويريدها ويسعى فعلا لان تكون حكومة قاعدة شعبية وسياسية عريضة , عبر الطموح بان تكون حكومة كل مكونات الاقليم وقطاعاته واحزابه ومنظماته والاهم جماهيره العريضة .
     في خضم هذه الاستعدادات المكثفة لأسمتزاج  اراء ومواقف الشارع الكوردستاني , كلف السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان ،  يوم الاربعاء 7/3/2012 ، السيدان نيجيرفان بارزاني وعماد أحمد بتشكيل الكابينة السابعة لحكومة إقليم كوردستان.
  وسلم الرئيس بارزاني في مراسيم خاصة السيدان نيجيرفان بارزاني وعماد أحمد القرار رقم 59 لسنة 2012 والصادر من رئاسة الإقليم حول تكليفهما بتشكيل الحكومة، متمنيا  لهما النجاح والتوفيق , وبذلك سيكون امامهما بعد تكليفهما رسميا مدة ثلاثين 
   يوما لتشكيل حكومة الاقليم السابعة وتقديمها الى البرلمان الكوردستاني لنيل الثقة .
 
     على الارض وفي ظل التحركات الواسعة التي نهض بها السيد نيجيرفان البارزاني لتمهيد الطريق امام حكومة تمثل مختلف مكونات والوان واتجاهات الطيف الكوردستاني , وفي ظل الاحداث العراقية والكوردستانية وافرازاتها المختلفة فان المتابعين والمراقبين والمحللين السياسيين على وجه الخصوص يتوقعون ان ترتكز الحكومة الكوردستانية المقبلة على محورين اساسيين :
الاول سعة التمثيل السياسي والشعبي بالاخص وان السيد نيجيرفان البارزاني اكد في مناسبات مختلفة حرصه على ان تكون حكومته حكومة ممثلة لجميع الاطياف والالوان والاتجاهات الكوردستانية ودعم ذلك بمبادراته فعليا وعلى الارض القيام بشبكة اتصالات واسعة ومباشرة استمزاجا لاراء المكونات الكوردستانية كافة .

      اما المحور الثاني والذي لا يقل اهمية عن سعة وشمولية التمثيل السياسي والشعبي فيرى المراقبون بانه سيتمثل ببرنامج واسع وشامل وموضوعي للاصلاحات الفعلية , بكل ما يعنيه ذلك من محاربة الفساد المالي والاداري وتحرير الاقتصاد الكوردستاني من النمطية التقليدية والعمل على تحديثه والاهتمام بالتصدي للفقر والبطالة وتوسيع مديات وافاق التنمية وفسح المجال واسعا امام الشباب الكوردستاني ليحتل موقعه في عملية البناء الطموح سواء من خلال الخطط والبرامج التأهيلية او من خلال توفير فرص العمل المناسبة عبر سياسة تنموية علمية طموحة من جهة , والانفتاح على النشاط الخاص ودعمه وتطويره من جهة اخرى ,  والعمل على تقليص مساحة الفقر فضلا عن التوجه الذي لابد منه لتنويع مصادر الاقتصاد الكوردستاني وتوسيع مساحة الممارسات الديمقراطية وحقوق الانسان وضمان وتعزيز وتوسيع الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الصحافة التي تمثل المجسات النقدية الميدانية النزيهة في كشف الخلل والفساد وتأشير الممارسات الضارة والسلبية التي تتقاطع والمصلحة العامة , وبما يقود في ضوء ذلك كله لجعل الاقليم كما تتطلع لذلك مكوناته كلها مركزا حيويا مهما من المراكز الاقتصادية في المنطقة .

     الى ذلك وفي الوقت الذي اكدت فيه معظم القطاعات الشعبية  ثقتها بحيوية وقدرة الحكومة المقبلة على مواجهة التحديات المختلفة وتنفيذ برنامج حكومي ميداني طموح سواء في ميدان الاصلاحات وما يتصل به او في ميدان البناء وتحديث البنية الاقتصادية الكوردستانية , او في ميدان الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة وسواها من المهمات الستراتيجية الاخرى , فأن موقفها هذا ينطلق من ثقتها بخبرة وكفاءة رئيس الحكومة المقبلة وحركته الميدانية وانفتاحه على جميع الخبرات والكفاءات والتجارب المحلية والاقليمية والدولية وتفاعله معها وسعيه ودأبه لتحقيق اضافة نوعية لمسيرة عمل الحكومة وبما يحقق امامها مواكبة فعلية لمختلف التجارب الاقليمية والدولية .
      الى ذلك فان الحكومة الكوردستانية المقبلة وهي تستعد لخوض غمار حرب حقيقية في ميدان الاصلاحات والبناء والتحديث والتصدي للفساد ووضع الطاقة الكوردستانية المناسبة في المكان المناسب وصيانة وتعزيز وتوسيع الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان تبقى بحاجة ماسة الى كل طاقة والى كل قلم والى كل فكر وفكرة والى كل كفاءة والى كل ابداع والى كل مشاركة نزيهة مخلصة  والى كل رأي وملاحظة وجهد لتنفيذ برنامجها ولتحقيق الانتصار الكوردستاني الحاسم ضد كل الازمات والعقبات والتحديات التي تواجهها الحكومة وبما يمكنها من تلمس نبض الشارع الكوردستاني دائما ونبض الفقراء والمعوزين وذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الدخل المحدود واليتامى والارامل واطفال الشوارع  قبل هذا وذاك , ويقينا الحكومة المقبلة قادرة فعلا ان تنهض بكا هذه المهام الحيوية فيما لو اعتمدت برنامجا علميا واقعيا دقيقا بتوقيتات محددة وبحلقات تنفيذية مؤهلة وعبر كفاءات علمية ميدانية متمرسة , كما ان  كل اطياف المجتمع الكوردستاني قادرة ومؤهلة على توفير الارضية الصلبة امام حكومة تستمع فعلا انبض حياتها اليومي وتحس معاناتها واحتياجاتها و بما يمكنها من انتزاع الانتصار الحتمي بانجازات فعلية حيوية على الارض عبر الوحدة الجماهيرية الكوردستانية الحقيقية الراسخة الملتفة بقناعة وثقة حول الحكومة المقبلة .


347
مشاكسة
المـــــرأة الحيـــــــاة

مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

     في مراسم احتفالية تحمل من الازدواجية والنفاق الاجتماعي والسياسي والأسري الشيئ الكثير , تنهال باقات الورود وبطاقات التهنئة وأرق التعابير الرومانسية وابلغ قصائد المحبة وانفس الهدايا على النساء في كل مكان , وتنظم المهرجانات الخطابية الحماسية والمؤتمرات , وترفع معالم الزينة ابتهاجا بعيد المرأة الذي يطل في الثامن من اذار متزامنا مع اطلالة الربيع ليذكر الانسانية ربما بالعلاقة الجدلية بين فصل الخصب والنماء , وبين المرأة التي تمثل رمز ونبع العطاء , بالأخص وهي الأم والاخت والخطيبة والزوجة والابنة والحبيبة والصديقة ورفيقة الدرب والحياة , بل هي البيت الاول , والوطن الاول , ودفق الحياة الاول الذي جرى في عروقنا , وفضاء الحنان الاول الذي احاط باجنتنا ورحم الامان الذي حملنا   شهورا وكان لنا مأوى التكوين وبوابة اطلالتنا الاولى على صخب الحياة وضجيجها وتعقيداتها وازماتها وأفراحها وأتراحها .

   واذا كانت المرأة , هذه الانسانة الشفافة مثل الحلم , المرهفة  مثل الزنبقة النبيلة نبل القيم الرفيعة الرقيقة مثل الفراشة التي تطرز صباحاتنا بالمحبة ومساءاتنا بالدفئ والامل وتملأ ايامنا بحيوية دافقة ومحفزة للتواصل والعطاء السخية مثل شلال لا تنضب مياهه ولا يتراجع زخمه المعطاء تستحق بجدارة كل هذا التقييم   , فأن لمن الغرابة والازدواجية ومن المؤشرات النفاقية ان نتذكر عطاءها ونقيم تضحياتها يوما واحدا في السنة وننسى او نتناسى ذلك كله طوال (364) يوما , بل لعل الادهى والامر ان تتمثل ازدواجيتنا الاجتماعية والسياسية والاسرية باعترافنا بأنها (مدرسة القيم  .. ونصف المجتمع .. والطاقة المربية للاجيال والمحركة للاسرة والمجتمع .. ورفيقة الدرب والكفاح والصابرة والمضحية في الظروف الصعبة ) ومع ذلك نستنكر ونستهجن مطالبتها بحريتها ونتنكر لحقوقها ونمنع عنها حقها في المساواة بشريكها الرجل حتى في القضايا الهامشية فكيف بالقضايا الجوهرية والستراتيجية ,  بل وننتهك انسانيتها ونمارس التمييز بينها وبين الرجال في فرص الحياة والعمل والأجر ونوصد الابواب بينها وبين تبوأهـا للمواقع القياديــة والسيادية الرفيعة .

       في ظل ذلك فأن الاحصائيات والوثائق المختلفة ترسم واقعا مأساويا كارثيا مخيفا تعيش فواجعه وافرازاته الجسدية والنفسية والاجتماعية الخطيرة المرأة في مختلف الدول المتقدمة والمتأخرة على حد سواء حيث ما تزال القبضة الذكورية غير الموضوعية وغير المنصفة والنظرة المتدنية  تلقي بظلالها القاتمة على حياة النسوة واوضاعهن في كل مكان عبر القمع والتحرش والاغتصاب والعنف الاسري والاتجار بهن وتشويه اعضائهن وارغامهن على الزواج القسري وتحويلهن الى مجرد بضاعة جنسية للمتعة واشباع الغرائز في اسواق الدعارة الدولية مما يمثل انتهاكا صارخا  وامتهانا قاسيا لحقوقهن ولحريتهن ولانسانيتهن .

     واحتكاما للغة الارقام تشير الاحصائيات الرسمية من بين الكم المأساوي الكبير والمفجع والمخيف للجرائم وللانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الى ان ( اكثر من نصف مليون امرأة يمتن سنويا بسبب مضاعفات الحمل والولادة .. كما ان 95% من ضحايا العنف في فرنسا هن من النساء .. و33% من النساء المصريات يتعرضن للضرب من قبل ازواجهن .. وان 700,000 امرأة تتعرض للاغتصاب في الولايات المتحدة سنويا .. وان 147 امرأة تتعرض   للاغتصاب يوميا في في جنوب افريقيا   .. وان رجال الشرطة البريطانية يتلقون مكالمة استغاثة كل دقيقة من نساء يتعرضن للعنف المنزلي .. وان اكثر من 16,000 جريمة اغتصاب وقعت في الهند خلال سنة واحدة .. وفي بولندا تسقط 10,000 امرأة سنويا ضحايا لشبكات الدعارة في دول الاتحاد الاوربي .. وفي روسيا الاتحادية تتعرض 36,000 امرأة للضرب يومياعلى ايدي ازواجهن ..و في اسبانيا تقتل امرأة كل خمسة ايام على يد زوجها او شريكها .. اما في بريطانيا فتقتل امرأتان اسبوعيا على ايدي ازواجهن وشركائهن .. وفي فرنسا تتعرض 25,000 امرأة للاغتصاب سنويا .. وان 80% من اللاجئين حول العالم هم من النساء والاطفال وان 85% من مناطق النزاع تتعرض فيها النساء للبيع وللاتجار بهن .. وفي النيجر تجبر 76% من النساء على الزواج قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة ..أما في رواندا فقد تعرضت حوالي نصف مليون امرأة للاغتصاب خلال الابادة الجماعية  وفي دولة اخرى تعرضت 97% من النساء المتزوجات لتشويه اعضاءهن التناسلية .. وغيرها الكثير الكثير من الانتهاكات المختلفة ).

      ان الازدواجية في التعامل مع المرأة  تبرز من الحلقة الاجتماعية الاصغر ممثلة بالاسرة صعودا الى قمة الهرم السلطوي ممثلة بالانظمة والحكومات والبرلمانات , فالاسرة في معظم المجتمعات تفضل الولادات الذكورية على الانثوية , وفي الكثير من المجتمعات يبرز التمييز الصارخ القائم على نوعية الجنس بين الاطفال , فيمنح الاطفال الذكور كل ما يتمنونه بينما تحرم الاناث في طفولتهن من كل ما يحتجنه , كذلك فأن الشاب المقبل على الزواج يعد خطيبته بأن يجعلها ملكة على مملكته وقلبه ورفيقة لدربه وشريكة   لحياته , لكن ماأن يتزوجها وتخبو لواعج  الرغبة قليلا ويصبح الزواج وظيفة تقليدية حتى يعود لدوره السلطوي ويحاول ان يحول شريكته من ملكة كما وعدها الى خادمة وعبدة ومربية وطباخة ومربية ومدبرة منزل عليها كل الواجبات وليس لها اية حقوق , وألة  مستفزة ومتأهبة ليل نهار لتلبية رغباته وتوفير احتياجاته وملذاته دون التفكير بانسانيتها او باحترام ابسط حقوقها  او رغباتها واجابة احتياجاتها او حتى الاستماع لارائها .وكأنها ماكنة انسانية تعمل بالريمونت كونترول يجب ان تكون جاهزة ومتأهبة في اية لحظة وعلى اتم الاستعداد  للاستجابة لمتطلباته وملذاته ونزواته , وبعد ان كان في ايام الخطوبة يدندن لها كلما يراها باغنية (هل عندك شك بأنك احلى واغلى امرأة في الدنيا ) فأنه بعد الزواج وبعد ان تخبو نيران الرغبات وتهدأ عواصف اللهفات يبدل نغمته وكلماته والحانه ويردد على مسامعها رائعة أم كلثوم (لســـه فاكـــــر) .  

      اماعلى الصعيد الاجتماعي , فان قدر المرأة ان تكون وراء الرجل دائما سواء كان عظيما ( وراء كل عظيم امرأة  ) او كان فاشلا ولئيما , الازدواجية نفسها تنسحب على الانظمة والحكومات والبرلمانات التي تملأ الدنيا ضجيجا اعلاميا عبربياناتها واحتفالاتها وندواتها ومؤتمراتها حول حقوق المرأة وحريتها ومساواتها دون ان تتقدم خطوة واحدة نحو توثيق ذلك بقرارات ملزمة او بتفعيل القرارات والانظمة التي تتخذها بهذا الصدد لذلك تبقى مختلف القرارات التي تنصف المرأة حبرا على ورق او مجرد ارشيف في مكاتب الحكومات والوزراء , ومع ذلك ما يزال المسؤولون في كل مكان يملئون وسائل الاعلام ضجيجا حول نصف الطاقة الاجتماعية المعطلة ممثلة بالمرأة دون ان يبادروا لانصاف هذه الطاقة المعطلة وتدريبها وتأهيلها وتوظيفها ووضعها في المواقع التي تستحقها .
      المرأة وقضيتها وحريتها وحقوقها يا سادتي  تستلزم برامج توعية وتثقيف منذ الصغر ذلك لان التعليم في الصغر كالنقش على الحجر وبحاجة الى افعال وليس الى اقوال .. والى قرارات وليس الى بيانات .. والايمان بها والنظر اليها والتعامل معها كانسانة , وليست كألة جنسية مهانة .

في عيدك سـلاما ايتها المرأة الحياة
سلاما ايها الرحم الذي منحنا الحياة .
   
 


  

348
مشاكسة
رسائل سلبية
الى القمة العربية
مال الله فرج
malalah_faraj@yahoo.com

 اذا كان شر البلية ما يضحك , وشر العلاقات الزوجية ما بنيت على التشكيك والشك والتشكك , وشر العملية السياسية ما يربك , فما الذي سيخطر على البال وكيف سيكون سيؤول المأل اذا اجتمع كل هذا المحال في واقع الحال ؟؟؟, واي ضحك سيكون بنكهة البكاء وبأي شكل سيكون البلاء ؟؟؟  , والى اية كوارث وماسي سوف يدفع بنا السياسيون والبرلمانيون والمسؤولون الحكوميون , اذا استمروا على هذا النهج يسيرون  , و في  فوضى  المواقف والتصريحات والقرارت المتناقضة يغرقون ؟؟؟ 
فقد تعددت وتباينت واختلفت الوان واشكال وصيغ ومواقف وقرارات واهداف واتجاهات الحكومة والبرلمان والعملية السياسية ونحن نقف على بوابة استضافة القمة العربية , حتى باتت ستراتيجيتنا ومواقفنا وسياستنا وقراراتنا بتناقضاتها وخلافاتها وصراعاتها عديمة اللون والنكهة والطعم والرائحة , مثل شاي البطاقة التموينية وبقية سلعها الهجينية قبل ان تصاب تلك البطاقة الحزينة بالعقم وتتوقف عن تسويق الشاي المستعمل والردئ ونفايات الدول الاخرى للمواطنين المساكين الذين لا يحصلون من عائداتهم النفطية الا على اردأ السلع الغذائية .
ففي خضم الاستعدادات لاحتضان القمة العربية التي يصر البعض رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها على تسميتها بالقمة التأريخية او المصيرية او الثورية او الحاسمة  بالاخص وان العمل العربي يعيش واحدة من اصعب مخاضاته وتحولاته ومتغيراته وافرازاته وما يستلزمه ذلك من وحدة كل المواقف السياسية والحكومية والبرلمانية وحتى الشعبية لتوفير المناخات الطبيعية ولارسال الرسائل الايجابية المحفزة لاستقطاب حضور الملوك والقادة والرؤساء العرب الى بغداد بكل ثقة واعتداد وفي مقدمة ذلك العمل على توفير اعلى مستويات الامن والاستقرار , الا ان على العكس من ذلك نجد ان العديد من الرسائل السلبية قد انطلقت من مركز استضافة هذا الحدث (التأريخي) بالذات بدل الحرص على توجيه الرسائل الايجابية المطمئنة , فأية فوضى هذه ؟؟؟ وهل المطلوب طمأنة القادة العرب ام افزاعهم ؟؟؟ وهل المطلوب انجاح القمة ام افشالها ؟؟؟ وهل المطلوب وحدة الموقف الوطني ام تبعثره ؟؟؟ والا ما معنى هذه الرسائل السلبية في هذه المرحلة المصيرية ؟؟؟
رسائل ثلاث تقف في مقدمة الرسائل السلبية الموجهة للقمة العربية اولها الاعمال والتفجيرات الارهابية المجنونة التي عصفت ببغداد والعديد من المحافظات الاخرى مؤخرا واوقعت العشرات من الشهداء والجرحى وما رافقها من ردود افعال سياسية متطرفة احيانا تمثلت بتبادل الاتهامات حول مسؤوليتها بل واتهام جهات سياسية ضالعة ومشاركة في العملية السياسية بها فما الذي سيقوله الرأي العام العربي والقادة العرب ورئاسة الجامعة العربية عن دولة تريد احتضان قادة العمل العربي وهي تعيش هذه الاخطار والتحديات الامنية بل وتبادل الاتهامات اليومية بين شركائها ومحاورها واطرافها  حول مسؤولية الضلوع بهذه التفجيرات والسؤال الحيوي الاهم هل بامكان هذه الفوضى السياسية والامنية في دولة بلا وزراء امنيين ان تضمن الامن الشخصي للملوك والامراء والقادة والرؤساء ؟؟؟
اما الرسالة السلبية الثانية الموجهة للقمة العربية فتتمثل بالانقسامات والصراعات والخلافات الحادة بين شركاء العملية السياسية والتي تصاعد لهيبها في ظل افرازات قضية نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي وفشل كل الاطرف السياسية في احتواء الازمة او ايقاف افرازاتها وتداعياتها على الاقل ,  مما قاد لافشال الجهود المختلفة لعقد المؤتمر الوطني الذي لا احد يستطيع مع كل هذا الكم الكبير والمخيف من التقاطعات والاتهامات السياسية ان يتكهن بموعد عقده في حين تشير معظم الدلائل وفي ضوء هذه الصراعات الحادة الى انه ربما سيتحول في حالة انعقاده الى ساحة حرب سياسية ماساوية وربما كارثية بدل ان يكون محطة للمصالحة الوطنية , وبذلك فان قضية الهاشمي بالذات تشكل الرسالة السلبية الثانية للقمة العربية , رسالة مفادها هل تصلح دولة فشلت في توحيد صفوف سياسييها على ان تكون عاصمة وساحة ومحطة ومركزا لتوحيد الجهد العربي ؟؟؟ وربما السؤال الاهم الذي سيكون مثار تندر بعض الاطراف العربية هو : اية قمة عربية هذه التي يمكن ان تستضيفها دولة يضطلع فيها نائب الرئيس بقيادة المجاميع الارهابية ضد شعبه هذا ان كانت الاتهامات الموجهة اليه مؤكدة وصحيحة بموجب احكام قضائية منصفة ومحايدة ونزيهة وعادلة وقاطعة , وهل سيأمن القادة العرب على انفسهم في دولة يمارس فيها واحد من ارفع المسؤولين الحكوميين الارهاب ؟؟؟
بيد ان اوضح واهم واخطر الرسائل السلبية الموجهة للقمة العربية انطلقت ولشديد الاسف من البرلمان نفسه الذي صوت على صفقة شراء سيارات مصفحة لاعضائه في الوقت الذي تتسارع فيه مختلف الجهود الوطنية وعلى مختلف الصعد لاستضافة القمة العربية ولتعزيز الانطباعات لدى الشارع العربي ولدى الحكومات والقادة العرب ولدى الجامعة العربية بتحسن الاوضاع الامنية واستقرارها وبالتالي جدارة وكفاءة واستعداد بغداد لاستقبال قادة الامة , واذا بقرار البرلمان غير الحكيم ينطلق في الوقت القاتل ليجسد انطباعا سلبيا بل وليمثل رسالة سلبية مفادها (اذا كانت الحكومة العراقية غير قادرة على حماية ارواح برلمانييها الا بالسيارات المصفحة فهل ستكون مؤهلة فعلا وقادرة فعلا على توفير الحماية لضيوفها من القادةالعرب والوفود المرافقة ؟؟)
ترى اما كان الاجدر بالبرلمان الذي بعث بقراره المتسرع العقيم وغير الحكيم هذه الرسالة السلبية  التأني وتأجيل قراره  لما بعد انعقاد القمة ؟؟؟ ام ان القمةالعربية لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد فهي شأن حكومي وأن انتزاع السيارات المصفحة الشخصية اهم بكثير من انجاح القمة العربية , والاهم الا يوجد في البرلمان مستشار حكيم  كان بامكانه ان يقترح تأجيل مثل هذا القرار الثوري المصيري الستراتيجي الخطير لما بعد مؤتمر القمة المثير من اجل ان نوصد الابواب امام أي تفسير سلبي شرير .
 اخيرا ان كان المعنيون لا يعلمون بابعاد وتأثيرات رسائلهم السلبية على القمة العربية , فتلك مصيبة , اما ان كانوا يعلمون ويتعمدون فالمصيبة ادهى واكبر واخطر وامر .
 

349
مشاكسة
اولاد الخنازيــــــر
مال اللــــه فــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com


      تعقيبا على مشاكستي المنشورة  تحت عنوان ( الستراتيجية الحليبية لحل الازمات الدولية)  المتضمنة فتوى (شـــــــرعية) لمفتي سوداني  (حرم فيها زواج شاب وشابة اذا تناولا ايس كريم مشتركة وكانت تحتوي على مادة الحليب)  ردود افعال متباينة كان من بينها  رد فعل قارئ اطلق على نفسه اسم (عاشــــق الصمت) قال فيه :       
  ما ان قرأت تلك المشاكسة حتى ادركت بأن مشكلتي الحقيقية قد انتهت وانني بت اقف على بوابة حل موضوعي وبطريقة هادئة و (شــــــرعية) لن  تحرجني امام زوجتي بالاخص بعد ان اعدت قراءة  تلك المشاكسة التي وفرت لي الحل السحري الذي بحثت عنه طويلا وانتظرته طويلا عدة مرات حتى حفظت كل ما جاء بها استعدادا للمعركة المصيرية الفاصلة واسرعت بوضع تلك المشاكسة امام زوجتي  .

ويتابع : 
وللعلم فان اصل مشكلتي تكمن وراء رغبتي في الزواج ثانية من احدى زميلاتي في العمل وهي شابة انيقة وجميلة ومثقفة واجتماعية ومتحدثة لبقة , والاهم انها تضج بانوثة ملتهبة كفيلة باذابة جليد كل الرغبات النائمة ,  رغم انها تصغرني بأكثر من عشرين عاما  , ورغم انني لم افاتحها صراحة باعجابي ولا برغبتي في الزواج منها الا  انها جعلتني اشعر بانها ستكون جزيرة الحب والرغبة والاحلام الرومانسية التي ستعيدني سنوات  الى الوراء وتفجر ينابيع شبابي الخاوية من جديد وتحتوي كل رغباتي الملتهبة وتروي ظمئي بالاخص وانا اريدها بالحلال , لكن المشكلة كانت تكمن دائما في زوجتي وام اولادي الاربعة التي تزوجتها بعد قصة حب عنيفة ابتدأت على مدرجات الجامعة وانتهت  امام المأذون  وما عزز رباط الزوجية بيننا ارتباطنا الروحي بأطفالنا من جهة وحرصها فوق  العادة على توفير كل متطلبات الراحة والسعادة الزوجية والشخصية لي وقد وقفت الى جانبي في كل العقبات والصعوبات وتحملت الكثير سواء من اساءات اهلي في سبيل الحفاظ على حياتنا المشتركه  .. او في عبور الازمات المالية وعندما كنت اصاب بعارض صحي  كانت تسهر الى جانبي حتى الصباح كما تسهر الام امام سرير وحيدها الرضيع عندما يمرض بل وذهبت الى ابعد من ذلك نبلا وتضحية وهي تؤكد استعدادها   للتبرع باحدى كليتيها لي عندما اصبت بعجز كلوي لولا ان الانسجة لم تكن متطابقة بيننا , ومع ذلك همست باذني وهي  جادة وصادقة (لوأنك كنت بحاجة الى عيني الاثنتين لتبرعت بهما لك ويكفيني ان اسمع صوتك وان احس بانفاسك)  لذلك كان من الصعوبة ومن المحرج بل ومن غير المنطقي وربما من المستحيل ان افاتحها بابغض الحلال او ان استشرها  حول رغبتي بالزواج من اخرى لابدو عديم الوفاء رغم ان ذلك من حقي شرعا  لانني اعرف جيدا  انها سترفض ذلك  , فكرامتها  لن تسمح لها ان تتحول الى زوجة (احتياط ) او الى زوجة ثانية او الى مجرد جسد عند الطلب فهي تحبني بعنف كما احببتها لكنها في الوقت نفسه ابية النفس بعنف ومتمسكة بكرامتها بعنف ايضا وربما لن تغفر لي تلك (الرغبة المجنونة التي قد تأخذ بنظرها شكل  نزوة  جنسية)  ابدا ان انا اقدمت عليها .. لذلك كانت تلك (الفتوى)  تمثل الحل السحري الشرعي الوحيد كما اعتقدت , بل انني رأيت بأنها قد ( فصلت) على مقاسي حقا ومتطابقة مع ظروفي الاسرية , بل مع رغبتي تماما   .

ويضيف (عاشق الصمت) :
كنت ادندن مع نفسي باغنية (كبد .. كبد .. كبدبد فدوى اروح الهالخد )  وانا استعيد تقاطيع زميلتي المثيرة و ارقب في الوقت نفسه بتمعن ردود فعل زوجتي  على تقاسيم وجهها الذي اتعبته الحياة ومعاناتها وتربية الاطفال ومتطلباتي الشخصية ومصاعبها الصحية حتى باتت تبدو اكبر من عمرها الحقيقي وهي تقرأ تفاصيل المشاكسة التي اعتقدت بانها ستكون قارب الانقاذ (الشرعي) لي , فكانت تبتسم تارة وتتجهم اخرى وتقطب حاجبيها وتفتح بؤبؤيها العسليين على سعتيهما ,وعندما فرغت من القراءة سالتها بلهفة داخلية وبلامبالاة ظاهرية  (ما رأيك بهذه الفتوى؟) اجابت على الفور وكأنها كانت بانتظار تساؤلي ذاك (وانت ما رأيك؟) اجبت ببراءة ظاهرية لم تخدعها وانا احبس خفقات قلبي (لقد تناولنا نفس حليب البطاقة التموينية منذ سنوات) اجابت (اكمل مالذي تريد الوصول اليه؟) اجبت (وفق هذه الفتوى الشرعية ان كانت جادة  فقد اصبحنا محرمين على بعضنا اذ اصبحنا اخوة بالرضاعة لأننا تناولنا نفس الحليب من نفس المصدر)  قالت ضاحكة (تقصد من نفس البقرة أي ان جميع الابقار والعجول الذين تناولوا الحليب نفسه من نفس البقرة المعنية قد اصبحوا اخوتنا واخواتنا بالرضاعة حسب فتوى هذا المفتي الجليل  الذي تريد الاحتكام لفتواه ).. واضافت بحدة وبجدية (من هي التي  فضلتها علي بعد هذه السنوات الطويلة وتريد الزواج منها ؟؟)  رغم انني اقسمت لها اغلظ الايمان كذبا بانني لا ابغي الزواج من اخرى وانني فقط اردت التأكد من صحة هذه الفتوى حتى لا نقع في الحرام الا انها تابعت (هل نسيت ايها الذكي المؤمن اللبيب لو كانت هذه الفتوى شرعية حقا كيف سينظر الشرع والمجتمع والدين الى اطفال هم  ــ لا سامح الله ــ ثمرة علاقة او زواج بين اثنين محرمين على بعضهما؟؟؟) صمت وغادرت مسرح المناقشة منكسرا خائبا  بينما عمدت هي الى رفع صوت جهاز التلفاز على الاخر حيث كان الفنان سعدون جابر يشدو صدفة  باغنية (عيني  عيني  لا تعاشر البت ذات والماله تالي ) وبالطبع كانت رسالة مباشرة وبليغة وردا جارحا بل مهينا  .

 واضاف : من جانب اخر لو فكرت يا اخي بشكل واقعي بهذه الفتوى الشرعية وانت  تستطلع بنظرة متفحصة تصرفات وخروقات وفساد  بعض السياسيين والبرلمانيين والوزراء والروؤساء وحتى المدراء العامين ورؤساء لجان العقود والمناقصات والمشتريات في بعض الدول واقدام بعضهم على بيع الاوطان واخرين على سرقة المال العام ومتاجرة الاخرين بالشعارات الوطنية لتحقيق مأربهم الشخصية ونفاق بعضهم السياسي وتضحية اخرين بالقيم والمصالح الوطنية وبثروات ومصائر شعوبهم خدمة لمصالحهم ولمصالح  الدول الاجنبية ربما لاقتنعت فعلا بان بعضهم قد تناول حليب ثعالب واخرون تناولوا حليب ذئاب وبعضهم ربما تشي تصرفاته بأنه قد رضع حليب الخنازير.
   

350
مشاكسة
ليلــــة حــــب
عاصفـــــــــــــة
  مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

        مثما يتساقط  رذاذ الثلج على العاشقين ولا يزيدهم الا دفئا والتصاقا وهم يكابرون ويتحايلون على البرودة القارصة التي تخترق ملابسهم وتتسلل الى العظام احيانا , بالجري مثل الاطفال حينا وبالضحك تارة وبدعك كفيهما الواحد بالاخر او باستعادة الذكريات اللذيذة والمواقف الطريفة , هكذا انثالت علي الذكريات البعيدة الهاربة من بين ادراج الزمن الجميل ليلة احتفال الانسانية عامة والعشاق والمحبون على وجه الخصوص بعيد الحب وهم يستعيدون نبل ( فالانتايـــــن ) وتضحيته الكبيرة من اجل ان تنتصر المحبة وتندحر الكراهية , انثالت الذكريات رذاذا من الاشتياق واللوعة والحنين ومن اللهفة والوجع الدفين ومن البسمة المجروحة المغلفة بالحزن الشفيف الذي يحفر له مسارا من اللهب في سويداء القلب ليعيد تفجير الاف البراكين العاطفية التي انطفأت منذ سنين مجددا نشاطها البركاني في لحضات لتعود تقذف حمم وحرائق الذكريات .

        ففي غمرة الاستعدادات الانسانية لاطلالة عيد الحب حيث تتحول الطبيعة الى كرنفال محبة يتألق باللون الاحمر رمزا للتضحية المتمازجة بالمشاعر الملتهبة وتحل الحيرة ضيفة من القلق تحط رحالها على ارصفة  القلوب الوالهة لتزيد العشاق والمحبين حيرة على حيرتهم في بحثهم عن طقوس واساليب وتفاصيل مبتكرة ورومانسية وشفيفة  وغير تقليدية للتعبير عن مشاعرهم في الوقت الذي تستطيع فيه ربما التفاتة واحدة اوايماءة سريعة او ابتسامة خجلى او نظرة مضطربة او مصافحة عجلى او وردة حمراء  او حتى الصمت الخجول ان يبوح  بفيضانات عاتية من المشاعر الملتهبة  ابلغ الف مرة مما يمكن ان تعبر عنه كل قصائد العشق ومعلقاته ودواوينه وكل رسائل الشوق وكل كلمات المحبة ....  حط على بريدي ايميلا بالمناسبة مترعا باسمى واروع واعمق وابلغ وارهف مشاعر المحبة واللهفة والوفاء جاء فيه :

 (ان أحبـك مليـون انسـان  فأنـا واحـد منهـم .. وان احبـك انسـان واحـد فهـو أنـا .. امـا ان شـعرت يومـا بـأن لا احـدا بات يحبـك  بعنـف ومـودة ووفــاء مثلـي  .. فأعـلم  بأننـي قـد توفيـت )  .

      ولولا ان ذلك الايميل كان مذيلا بتوقيع (صديــــق الطفولـــــــة) لاستعرضت اسماء جميع الزميلات وغير الزميلات اللائي مررن بحياتي منذ عقود ... الا ان ذلك الزميل العزيز الذي تخفى وراء المجهول فجر في   ذاتي  اعمق مشاعر الحنين لزمن الطفولة الجميل مثل الحلم , المرتبك مثل القبلة الولى , النزق مثل مهرة مشاكسة, الملتصق في كل ذرة من حنايا الروح والقلب مثل ختم الحب الاول   وحول تلك الليلة الى ليلة حب عاصفة انثالت فيها  ذكريات واحدة من انبل واحلى وانقى واروع واصدق واغنى واطهر واسمى واغزر مرحلة من مسيرة الانسان في كل زمان ومكان تلك هي مرحلة الطفولة البريئة المشاكسة بمشاعرها النبيلة العفوية العنيفة العميقة الصادقة الخالية من كل الاحقاد والانانيات وامراض الكبار التي لم يتلوث بها الصغار .

      تذكرت بلهفة مرحلة الدراسة الابتدائية اللذيذة بكل تفاصيلها نهاية الخمسينات في مدرسة المنذرية الابتدائية في محلة  المكاوي في الموصل الملاصقة لكنيسة (مار اشعيا)   وأنا استعيد في تلك الليلة لهونا وعدونا واستنفارنا ايام الامتحانات ومقالبنا ضد بعضنا واحلامنا المتطايرة هنا وهناك  ولأدلف عبر رحلة الذكريات الممتعة رغم المها الى الصف الخامس الابتدائي راكضا كالعادة بعد قرع الجرس اليدوي الكبير الذي كان  معلقا على حائط الساحة اشبه بناقوس الكنيسه لأجد الزملاء (صباح حبيب  ,,وجوزيف وديع,, وجورج فرحو,, ونضال فرج,, ونائل متي,, وموفق جميل,, ونائل اسطيفان,, وبدري نوئيل ,,وجورج فرنسو ,,وعامر اسكندر وغيرهم ) كل على رحلته والصف كالعادة ساحة فوضى تتمازج في اجوائه القهقهات وتبادل المقالب والطرائف وكأننا في سوق (الهرج) لكن ما ان كان يطل كل من  المدير عادل سفر او الخوري افرام رسام  رحمه الله  او الاستاذ رمزي معلم الرياضيات والاستاذ ودمن معلم الرياضة  حتى كان يسود الصمت وتختفي المقالب وتضيع ( الخباثات الطفولية) .

    ومهما حاول المعلمون الافاضل انذاك بصرامتهم وقسوة اجراءاتهم العقابية ان يتعرفوا على مثيري اللغط والفوضى لمعاقبتهم الا انهم لم يفلحوا في ذلك ابدا فقد كان جميع  التلاميذ اطفالا لكن بقامات رجولية فلم نخدع بعضنا ولم نخن بعضنا ولم نمارس النفاق ضد بعضنا ولم نشي ببعضنا ولم نزايد على بعضنا كما يفعل معظم السياسيين (الكبار) في هذا  الزمن الرديئ  .

      وعندما كان احد المعلمين الافاضل يرسل مراقب الصف الى غرفة الادارة لجلب (عصا الخيزران) لمعاقبة احدنا كان المراقب يقوم باخفاء العصا بدل جلبها ويعتذر من المعلم مدعيا بانه لم يجدها.. ورغم ان المعلمين كانوا يدركون تماما حقيقة الامر الا انهم كانوا يتغاضون عنها ذلك لان هدفهم كان التربية والتقويم وليس العقاب والانتقام فكانوا جديرين بكل الاعتزاز والاحترام  .
     كانت الايام في ذلك الزمن الجميل احلى رغم الفقر والحاجة .. والشمس كانت اشد حنانا رغم حرارتها والصباحات الموصلية اكثر روعة وزخات الامطار اشد روعة والاطفال اكثر نضجا ووعيا وتحملا للمسؤولية واقل عدوانية والاسر اشد تراحما ومحبة والعلاقات الاجتماعية اشد نبلا وقوة وكانت الفتيات بظفائرهن وجدائلهن الطويلة ووجوههن الخالية من المساحيق اكثر اشراقا وجمالا وكن بخجلهن العفوي اعمق تاثيرا ومهابة وكانت مجرد ابتسامة انثوية خجلى تكفي لاغراق القلوب بزخات فرح منعشة مثل زخات المطر الربيعية الموصلية وكان الحب الذي طرق ابواب قلوب معظمنا مبكرا , نقيا ومقدسا ومصيريا ومتانيا  وخجولا رغم كثرة قصصه وتنوعها ...فقد كانت الثقافة زادنا والقراءة هوايتنا وكنزنا فلم تكن هنالك تلفزيونات ولا موبايلات ولا مسجات ولا انترنت ولا ماسنجر ولا فيس بوك وكانت ساحة المنازلة بيننا هي الثقافة وكان نزالنا حول ماذا قرأ كل منا وبذلك عرفنا جبران خليل جبران ورافقناه في اجنحته المتكسرة وفي ارواحه المتمرده وفي دمعته وابتسامته وشاركناه دموعه والالم الذي اعتصر قلبه وهو يقف ازاء قبر سلمى كرامة  , كما شاركنا المنفلوطي في نظراته وعبراته واستلقينا معه تحت ظلال الزيزفون   وتجولنا مع نجيب محفوظ في خان الخليلي وعرفنا اولاد حارته وكيف عبثت الاقدار بشخوصه وغيرهم الكثير الكثير مما اسس   لنضج طفولتنا مبكرا واسهم في رسم ملامح شخصيتنا وانعكس على شكل ولون وطعم مشاعرنا وعلاقاتنا العاطفية وكانت رسائل الحب الرقيقة خطوطا بالقلم الرصاص تحت جملة رومانسية او قصاصة صغيرة تخبأ بعناية تحت غلاف كتاب تستعيره بنت الجيران او وردة ترمى باهمال متعمد في الساعة السابعة والنصف صباحا من يد عاشق في مكان محدد عبر الطريق الذي تسلكه حيبته في طريقها الى المدرسة وهو يرقبها عن بعد تنحني لتلتقط وردة مهملة لا يعرف سرها الا من رماها ومن التقطها .

     وقد اكد لي  احد  زملاء الطفولة بانه امضى سنة كاملة يعير جارته الطالبة التي احبها بجنون الكتب المدرسية وقصص جبران والمنفلوطي والعقاد  دون ان يجرأ على مصارحتها حتى تمنطق بالشجاعة مرة ووضع خطا بالقلم الرصاص تحت احدى العبارات العاطفية وعندما استعاد الكتاب بلهفة كانت هي قد رسمت له علامة تعجب ومن هناك بدأت قصة حبهما  , بينما حفر زميل اخر تارخ اول لقاء مع من احبها وتزوجها على احدى قوائم مظلة انتظار مصلحة نقل الركاب التي كان ينتظرها تحتها مقابل مدرستها الثانوية واكد لي مرة بانه عندما زار المكان بعد عشرين عاما وجد اسميهما ما زالا محفورين هناك رغم تقادم الزمن وعادت به الذكرى الى تلك الايام الحبلى بالمشاعر والعلاقات النبيلة ولم يملك الا مسح دمعة مكابرة حزنا على ضياعها .. . بينما زميل اخر انسته لهفته وهو يذهب الى اول موعد حب في تلك الايام نقوده وفوجئ بذلك وهو يجلس الى جانبها في احدى حافلات مصلحة نقل الركاب فما كان منها الا ان تتحمل ثمن تذكرتيهما وغيرها الكثير من قصص الحب الرومانسية الشفافة التي كانت نهايات بعضها سعيدة بينما طوحت بالاغلبية عواصف الفراق العاتية ... رحمة الله على الروح الطاهرة لمن رحل ,, وسلاما على البعد لمن بقي .

      بين عيد حب يمضي واخر يعود السنا بحاجة لعيد خاص بالمحبة بمعانيها النبيلة الجليلة الواسعه ؟ عيد نتصالح فيه مع انفسنا اولا ومن ثم نتصالح فيه مع احباءنا ومع اقاربنا ومع جيراننا ومع اصدقائنا الذين شاءت ظروف الحياة او المصالح الانانية او التصرفات الخاطئة ان تبذر الخلافات والخصام والزعل بيننا وبينهم ؟من اجل ان تسود المحبة وتهاجر اكراهية ؟

      في عيد الحب ليس لي الا ان اهدي كل اصدقاء الطفولة وكل من عرفتهم في مسيرة الحياة وردة ليس مهما ان تكون حمراء اوبيضاء لكن الاهم انها تحمل مشاعر محبة حقيقية وان اردد وانا استذكر زمن الطفولة الجميل الذي جعلني اعيش ليلة حب عاصفة مع وقائعه ومحطاته وتفاصيله التي حفرت حضورها على جدار القلب :

رعا الله زمنا للطفولة كم كان مسرعا
واه من فراق الاحبة كم كان مــوجعا
   

351
مشاكسة
الستراتيجيــة الحليـــبية
لحـل الازمـات الدوليــــة
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

في الوقت الذي بات فيه العالم يقف وجهاً لوجه امام عواصف الازمات العاتية وافرازاتها الخطيرة التي تهدد باشتعال مواجهات ساخنه هنا، وبصدامات ملتهبة هناك بالاخص مع تواصل عوامل واخطار التصعيد في الازمة النووية الايرانية وتداعيات مضيق هرمز من ناحية، وتواصل تفاعلات زلزال الربيع العربي الذي هز الشرق الاوسط بعنف من ناحية اخرى، وماتزال تفاعلاته تواصل نشاطها الزلزالي محدثة الكثير من التغييرات في هيكلية المنطقة وتضاريسها السياسية والايدلوجية ، ومهددة بالمزيد من الازمات والصدمات التي ربما تقود لكوارث مأساوية اشد عنفا واعمق خطورة ، أفتى شيخ وقور صبور، ومفتي معروف من السودان بفتوى تأريخية، بإمكانها ان تحدث تغييراً جذرياً في العلاقات العائلية والاجتماعية والدولية على حد سواء ، وان تطفأ لهيب الازمات ونيران الصدامات وان توقف الحروب والمنازعات، وان تضع العالم على بوابة عصر جديد من التفاهمات والتوافقات ومن الانسجام والسلام والوئام .

       وملخص هذه الستراتيجية السحرية تتمثل في استخدام (الحليــــــب) في فض المنازعات الدولية، وفي الاحتكام للروابط والعلاقات (الاخويــــــــــة) بعيداً عن العقوبات الدولية وعن التلويح بالمواجهات العسكرية، وعن اللجوء لعوامل الردع في توجيه الضربات الاستباقية، وفي استخدام الصواريخ الغبية والذكية واللجوء للأسلحة التدميرية في فرض الاشتراطات والقرارات الدولية .
       هذه الستراتيجية (الانســــانية) التي ستجنب الانسانية كل الكوارث، والمآسي والحروب والمواجهات العسكرية واخطار المنازعات الدولية، بطلها مفتي سوداني جليل، تصدى بفتوى موضوعية لهذا الواقع العليل، ليضع اللبنة الاساسية لستراتيجية تاريخية ستكفل للانسانية الامن والسلام والاستقرار .. وتجنبها الحروب والدمار.
ففي معرض اجابة هذا (المفتــــي)  الجليل، على اسئلة الطلبة والطالبات الشرعية في احدى الجامعات السودانية حول حكم الشرع تجاه طالب وزميلته الطالبة في الجامعة المذكورة،  وهما يتبادلان تناول قطعة (ايس كريـــــــــم) مشتركة قال:
( اذا لم تكن الايس كريم تحتوي على حليب، فما عليهما من شيء، اما ان احتوت على حليب، فإن زميلته ستكون اخته بالرضاعة، ولايحق له الزواج منها).
 في الواقع سررت وحزنت، كما عجبت واندهشت لهذه (الفتــــــــوى) الشرعية التي ستغير شكل ولون وطعم العلاقات العائلية، والدولية على حد سواء.. بالاخص لو بادرت المنظمات الدولية ومراكز صنع القرار وفي مقدمتها الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لتبنيها واعتبارها قاعدة اساسية في العلاقات الاسرية والدولية معاً.
      على الصعيد العائلي... وفي ضوء هذه (الفتـــــــوى) الشرعية، من وجهة النظر السودانية فإن من حق كل الرجال العراقيين، او معظمهم على الاقل، والذين لايطيقون زوجاتهم المبادرة بتطليقهن فقد اصبحن كأخواتهم وهن محرمات عليهم (وفق هذه الفتوى السودانية )، بعد ان مضى على العوائل العراقية، رجالا ونساء سنوات وافرادها يتناولون نفس حليب البطاقة التموينية علامة (المدهـــــش) الذي تم تصنيعه من نفس المصدر.
      كذلك... فإن نصف سكان بغداد... او المنصور على الاقل اصبحوا اخوة (بالرضاعـــــة) وفق هذه الفتوى بعد تناولهم ولسنوات نفس الايس كريم من محل مثلجات (الـــــــرواد) الذي يحتوي على الحليب نفسه... وبالتالي فإن من حق الازواج الذين لايطيقون زوجاتهم، المبادرة الى تطليقهن وفق هذه الرؤية (الشرعيـــــــــة) بعد ان اصبحن محرمات عليهم بغض النظر ان كان مصدر الحليب المستخدم في صناعة ذلك الايس كريم من البقر او النعاج او الابل او الماعز او كان حليبا صناعيا وربما من مصادر اخرى .
        اما على الصعيد الدولي... فقد اصبح بإمكان الامم المتحدة اطفاء لهيب جميع الحروب والمنازعات، دون الاضطرار للتدخلات العسكرية المسلحة، او لتطبيق العقوبات الواردة في البند السابع من ميثاقها، من خلال اعتماد ستراتيجية (الحليــــــب) الجديدة..
        ويكفي ان تجعل الرئيسين الامريكي باراك اوباما، والإيراني محمود احمدي نجاد يتناولان وجبة (آيس كريـــــــــــم) مصنوعة من مصدر حليب واحد حتى يصبحا اخوين.. وبالتالي بإمكانهما حل ازمة النووي الايراني بالتفاهمات الاخوية بدل العقوبات الاقتصادية والتلويح بالمواجهات العسكرية!
       الامر نفسه، ينطبق على العملية السياسية العراقية الغارقة بأزماتها وتفاعلاتها وتصادماتها... بالاخص ونحن نقف على بوابة المؤتمر الوطني، لذلك.. فإن امام اللجنة العليا المكلفة بالاعداد للمؤتمر... فرصة تاريخية لاطفاء لهيب كل الخلافات السياسية من خلال المبادرة بتقديم وجبة (آيس كريـــــــم) مصنوعة من مصدر حليب واحد الى جميع الفرقاء السياسيين.
      عندها سوف يتحولون من اعداء... الى اخوة اوفياء.. وازاء ذلك  ستزول الخلافات المستعصية بين المالكي وعلاوي.. وسوف يتم احتواء ازمة الهاشمي.. وسوف يتم الاحتكام ليس الى الدستور وحسب.. وانما الى العلاقات الاخوية والى الثوابت الاخوية والى المصالح الاخوية، وفق هذه (الستراتيجيـــة الحليبيـــــة) بعيداً عن الانانيات السياسية .
        بيد ان الامر الاشد مدعاة للاهتمام هو امكانية ردم هوة الخلافات بين حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس.. من خلال وجبة (آيس كريــــــــــم) شهية... والامر نفسة بين الفلسطينيين والاسرائيليين...
      فبعد ان فشل الحكام العرب جميعاً خلال اكثر من نصف قرن في نضالهم البطولي التاريخي الملحمي الثوري الكبير في تحرير فلسطين.. وفي التوصل لاتفاقية سلام رغم اطنان المذكرات والخطب والبيانات والاجتماعات والقرارات والتضحيات.. والبطولات وحيث فشلت كل الستراتيجيات في حل ازمة الازمات ومعضلة المعضلات، فقد جاء دور (الستراتيجية  الحليبيـــــة) الاخوية لحل كل المنازعات الدولية.
     ويكفي ان تجمع الامم المتحدة، الاسرائيليين والفلسطينيين على وجبة (آيس كريــــــــــم) تأريخية مشتركة حتى يصبح الطرفان اخوة... وينجحوا بحل المعضلة الفلسطينية  بالحوارات  الاخوية والتفاهم بدل الحرب والتصادم.
   وهكذا... ستمارس ( ستراتيجيــــــةالحليـــــب ) دورها في اعادة الوطن السليب.

352
  مشاكسه
فتيــــات
بالمــــزاد العلنـــــي

مال اللــــه  فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

 يبدو اننا نسير ولا نعلم الى متى سوف نبقى نسير ضد مسيرة الانسانية وضد قوانين التطور الاقتصادي وضد تراكم رأس المال ونموه وضد التجارة الحرة وضد جدلية العرض والطلب وضد ستراتيجيات الدول المنتجة والمصدرة للنفط  وضد فائض القيمة وضد سعر السوق وضد الاقتصاد الحر وضد تنويع مصادر الدخل الوطني وضد كل النظريات والقوانين والتجارب والفرضيات والبديهيات الاقتصادية والاهم ضد الاستغلال الامثل للثروات وضد التوزيع العادل لها .

فمنذ التشكيلة الحكومية السابقه والمواطن لا يكاد يسمع من معظم المسؤولين وعلى مختلف مستوياتهم وعبر جميع تصريحاتهم وخطبهم وبياناتهم ومناقشاتهم وتقاريرهم ومؤتمراتهم الصحفية الا استعراضات خطابية رنانة حول (الانجازات ) الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والمعاشية ويتلفت هنا وهناك فلا يجد الا الفقر والبؤس والبطالة وتردي الخدمات وانكماش البطاقة التوينية وتلوث البيئة والمياه وتوقف الصناعة وتراجع الزراعة يرافق ذلك جدلية اقتصادية جديدة خارقة مبدعة تتمثل في العلاقة العكسية بين نمو ثروات ودخول وممتلكات وشركات وامتيازات ومخصصات ومغانم وارصدة معظم المسؤولين يقابل ذاك تردي وتراجع المستوى المعاشي للفقراء والمعوزين الذين يسقط منهم يوميا الالاف تحت مستوى خط الفقر مما اضطر بعض العوائل الفقيرة لعرض فلذات اكبادها في المزاد العلني وبيع بعض اطفالها ذكورا واناثا لتوفير لقمة العيش لبقية افراد العائلة ولتظهر ولاول مرة في العراق ظاهرة الاتجار بالاطفال في بلد يطفو على بحيرة خرافية من النفط ويتفاخر بانه يحتل المرتبة الاولى في الاحتياطايات النفطية عالميا وربما سيضاف لنا انجاز جديد اخر لنصبح الدولة الاشد والاكثر فوضى وفسادا  والاوسع فقرا وربما ايضا سنصبح الدولة الاولى عالميا في بيع الاطفال من اجل لقمة العيش فيما اذا تواصلت هذه السياسة الاقتصادية الثورية (الحكيمة ) واذا ما تفاقمت هذه الاوضاع الاليمة .
ففي الوقت الذي يتباهى فيه المسؤولون المعنيون بالعمل في سياستهم التصديرية على تجاوز حاجز الثلاثة ملايين برميل  من النفط يوميا بما يؤمن عائدا (وطنيا) يوميا قدره ثلاثمائة مليون دولار في حالة ثبوت اسعار النفط العالمية عند مستوى المائة دولار للبرميل فقد تناقلت وسائل الاعلام بمرارة تفاصيل نبأ مفجع حول اضطرار ارملة    عراقية من محافظة ميسان إلى بيع اثنتين من بناتها الست بأقل من مليوني  دينار، لتبني بثمنهما غرفة لبناتها الأخريات تقيهن لهيب الشمس وصقيع  الشتاء، ولتطعمهن بما تبقى من ثمن فلذتي كبدها، فيما تنتظر البنت الثالثة  دورها   للضياع في متاهات الغربة وعذابات الاضطهاد وربما الانتهاكات الجنسية الفضة لطفولتها الغضة .

حدث ذلك الى الشمال من مدينة العمارة حيث تقبع عائلة فقدت معيلها مؤلفة من ست بنات لتجد الأم التي ناهزت الستين من العمر نفسها أمام  تحد كبير يتمثل في حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها.
وبعد أن طرقت جميع الأبواب دون جدوى،  اضطرت مجبرة على بيع اثنتين من بناتها   واحدة مقابل 800 ألف دينار والأخرى مقابل مليون.
من اشترى الفتاتين تزوجهما بالرغم من أن إحداهما في الحادية عشرة   والثانية في الثانية عشرة وتؤكد الام المفجوعة وهي تنتحب بإنها اضطرت إلى ذلك لأنها لا تستطيع توفير أي شيء لهما. وتابعت والدموع تنهمر من عينيها إن ابنتها الثالثة ستلتحق بركب شقيقتيها حيث ستضطر إلى بيعها بمبلغ مليون دينار لتوفير  المستلزمات الضرورية لباقي افراد تلك العائلة المنكوبة .

 في واقعة اخرى سبق ان نقلتها صحيفة (الجارديان) البريطانية قبل عامين اضطر رجل عراقي عاطل عن العمل لبيع طفله الذي لم يتعد التاسعة بمبلغ (300) جنيه استرليني ليوفر بثمنه لقمة العيش وعندما علمت الوالدة المنكوبة بالماساة اقدمت على الانتحار  .
الى ذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول امني تأكيده في حينها بأن (تجارة) بيع الاطفال تشهد بيع
  ما لا يقل عن 15 طفلا عراقيا شهريا وان هناك ما لا يقل عن 12عصابة تمارس تجارة بيع الاطفال بأسعار تتراوح ما بين 200 إلى 4 آلاف دولار للطفل الواحد وان أهم الدول التي يباع فيها هؤلاء الأطفال الذين انتزعوا من طفولتهم عنوة ومن احضان عوائلهم هي سورية وتركيا وبعض الدول الأوروبية ومن بينها بريطانيا.

على الصعيد نفسه سبق ان  نشرت صحيفة سويدية تحقيقاً عن سوق لبيع وشراء الأطفال في العراق في شباط عام 2008، بعد  أن تخفت صحفية سويدية وزميلاً لها   في سيارة قديمة ليتابعا  عن قرب سوقا كبيرة لبيع الأطفال بالصورة والصوت.
وأكد الصحفيان من خلال تقريرهما وجود سوق لبيع الأطفال الرضع والمراهقين   الأمر الذي أبكى القراء والمشاهدين لحظة نشره على الصحف والتلفاز السويدي!! وعرض التليفزيون السويدي فتاة في الرابعة مدعيا بانها بيعت بمبلغ 500 دولار،
ان احصاء ميدانيا لاعداد الاطفال المتسولين والمتسربين من المدارس واليتامى والمشردين واطفال الشوارع سيضعنا حتما امام واحدة من اخطر واوسع الماسي الانسانية في واحدة من اغنى الدول النفطية . 
 في ظل هذه الماسي فان الالاف من الفقراء والمعدمين الذين انحدروا الى تحت مستوى خط الفقر واتخذوا من مكبات الطمر الصحي موردا اساسيا للقمة العيش ومن اكواخ الصفيح والطين ملاذا سكنيا مأساويا يتساءلون عن نوابهم من البرلمانيين وعن مسؤوليهم الحكوميين وعن قادتهم السياسيين وعن (عباقرتهم) الاقتصاديين الذين اغرقوا بوعودهم (الثوريــــــــــــــــــــــة) البلاد ولكنهم انشغلوا بمكاسبهم عن مأسي وحقوق العباد وتركوا الطفولة تباع بالمزاد  .
ورغم كل هذه المأسي والنكبات ما زلنا نمني النفس (باكذوبــــــــــــــــــــــــــة) التوزيع العادل للثروات .
 


353
مشاكسه
الدســتور
 وكشــف المسـتور
مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

        لعل من الطرائف والغرائب , واللطائف والعجائب , ان اولى الشرائع والقوانين , انبثقت وانطلقت من ارض الرافدين , على يدي  ملك الملوك وسلطان السلاطين وابو الانظمة والقوانين , حمورابي الشامخ الابي عبر مسلته الشهيرة التي اضاءت بقيمها البلاد ورسخت القانون وانصفت العباد وها نحن بعد الاف السنين ما زلنا نبحث عن  عدالة القوانين وانصاف القوانين ونزاهة القوانين ومصداقية القوانين وفاعلية القوانين ولا نجد في ظل دولة المؤسسات والقوانين الا فقراء مسحوقين وسياسيين مرفهين , والا معدمين مظلومين ومسؤولين معظمهم ظالمين ,  والا متعففين نزيهين ومتنفذين فاسدين  .
     بيد ان من الاطرف والاغرب والالطف والاعجب  ان يصبح الدستور و هو ابو القوانين ومرجع الوزراء والسياسيين وحجة  الاغنياء والمعدمين وموضع احتكام الحكام والمحكومين مظلة وتجارة وذريعة  بأيدي المزايدين من السياسيين  والبرلمانيين والقادة والمسؤولين .
     فالجميع يؤكد ان مرجعيته الدستور , والجميع يؤكد احترامه للدستور والتزامه بالدستور , والجميع يؤكد ان مواقفه تنطلق من احكام الدستور , والجميع يدعو الاخرين للالتزام بالدستور ومع ذلك فلا وجود على ارض الواقع من الدستور الا القشور  .
     بعيدا عن الانشائيات والاتهامات والافتراضات وقريبا من الوقائع والحقائق والادلة والوثائق
والمواقف والممارسات فقد نص الدستور الذي كشف كل المزايدات والنفاق  المستور  من بين ما نص عليه في مادته التاسعة ( اولا ) الفقرة ( ب ) على  ( يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة ) في حين شهد العالم باسره قبل ايام  ( اروع تطبيق ) لهذه المادة فقد اجرت احدى التنظيمات السياسية وتحت سمع وبصر دولة المؤسسات والقانون استعراضا عسكريا وبالاسلحة لميليشياتها العسكرية في الشوارع العامة وبنقل مباشر على مختلف الفضائيات ولعل الاغرب والاخطر تصريحات مسؤولين سياسيين بان بعض المشاركين في ذلك الاستعراض ( الميليشاوي )  هم من منتسبي الاجهزة الامنية جاءوا باسلحتهم الحكوميه للمشاركة بتلك المسيرة الميليشاويه تاركين مهامهم ربما في حفظ الامن والنظام وفي التصدي للعنف والارهاب وفي متابعة المفخخات والكواتم واللاصقات ليثبتوا ان شرف انتمائهم السياسي اقوى ربما بالف مرة من شرف الانتماء الوطني وربما ( صفقت ) دولة المؤسسات وانحنت امام دولة الميليشيات ومع ذلك ما يزال السياسيون والبرلمانيون والمسؤولون يصرون على اننا في دولة ( القانــــــون ) .
     اما المادة السادسة عشرة من الدستور فقد نصت في البند الرابع منها على ان (   تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين وتكفل الدولة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك ) ان استفتاء سريعا لاعداد ابناء واقارب واحفاد المسؤولين من وزراء وسياسيين وبرلمانيين الذين يحتلون معظم الوظائف السيادية والقيادية والدبلوماسية والدرجات الخاصة والملحقيات التجارية والمواقع العسكرية والامنية وجيش المستشارين من انصاف الاميين ومن انصاف المثقفين برواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم الخيالية انما يؤكد بما لا يقبل الشك ( عظمة ودقة النزاهة والوجاهة ) في العدالة وتكافؤ الفرص .
       اما المادة الثامنة عشرة من الدستور التي تتحدث عن الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجة فقد نصت في البند الرابع منها على انه ( يجوز تعدد الجنسية للعراقي , وعلى من يتولى منصبا سياديا او امنيا رفيعا التخلي عن اية جنسية اخرى مكتسبة وينظم ذلك بقانون ) ويبدو اننا لسنا بحاجة لمثل هذا القانون من اجل اتاحة الفرصة ( الانسانية ) امام جميع الوزراء والمسؤولين الفاسدين وسارقي المال العام وقوت الشعب الهرب بسرقاتهم بكل يسر وسهولة الى الخارج وهم يحتمون بجنسياتهم المزدوجة وبولاءاتهم المزدوجة وبجوازاتهم الاجنبية كما سبق ان حدث وما يزال وسوف يبقى يحدث بنجاح منقطع النظير .
    في جانب اخر نصت المادة الثانية والعشرون في البند الاول منها على ان ( العمل حق لكل العراقيين بما يضمن لهم حياة كريمة ) اما اين يمكن الحصول على هذا ( الحــــــــق ) فلا احد يعلم والدليل مئات الالاف من خريجي الجامعات والمعاهد العاطلين عن العمل الذين كما يبدو رفضوا فرص العمل اللائقة التي وفرتها لهم دولة  المؤسسات وفضلوا  العمل كعتالين او كباعة متجولين في الطرقات.
     اما المادة الثلاثون من الدستور فقد نصت في فقرتها الاولى على ان ( تكفل الدولة للفرد وللاسرة وبخاصة الطفل والمرأة الضمان الاجتماعي والصحي والمقومات الاساسية للعيش في حياة حرة كريمة تؤمن لهم الدخل المناسب والسكن الملائم ) وللامانة فان المسؤولين في مختلف الوزارات ذات العلاقة وبالاخص العمل والشؤون الاجتماعية قاموا ويقومون بانفسهم بزيارات شبه يومية الى جميع العوائل ( المتعفنة )   وتقديم الرواتب المجزية والدعم والمساعدات المختلفة  لهم فضلا عن ان البطاقة التموينية توفر لهم خمسين نوعا من اجود المواد الغذائية والحلويات والمربيات والفواكه والملابس والخضار والمشروبات كما ان جميع الاطفال العراقيين يتمتعون بالضمان الاجتماعي وقد بادرت الدولة بتوفير السكن الحديث والملائم لكل العوائل من ذوي الدخل المحدود ومنحت مبلغ ( مليوني دولار ) مساعدة لمن يرغب باجراء   الترميمات  واعمال الصيانة على منزله اسوة   بالمسؤولين الاخرين لكن للاسف الشديد فان هذه العوائل ( المتعفنة المتمردة المشاكسة )  رفضت السكن بهذه الدور الحديثة  واصرت على البقاء في اكواخ الطين والصفيح لتكون قريبة من مراكز اعمالها الملاصقة لمكبات الطمر الصحي للحصول على بقايا الطعام العفن والملوث لتملأ به معدات اطفالها الخاوية .
     من جانب اخر فقد نصت المادة الثانية والثلاثون على ان ( ترعى الدولة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع   ) ويبدو ان الدولة وتجسيدا لقيمها الانسانية فضلت تاهيل ابناء المسؤولين من انصاف الاميين وقامت ( بدمجهم ) في الوظائف القيادية السيادية الراقية الحساسة بدل تاهيل المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة .
وهكذا في ظل الدستور .. ضاع الخيط والعصفور

354
مشاكسه
فضـــــائح
 حـــــرب الملفــــــات
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com
من يتابع مسيرة وافرازات العملية السياسية هذه الايام , وعمق وتنوع الاتهامات المختلفة فيها بين شركاء الامس واعداء اليوم لابد انه سيتخيل نفسه وكأنه يتابع احدى حلقات المسلسل الكارتوني توم اند جيري بكل مقالبه  واحداثه  الخيالية , فشركاء الامس واطراف العملية ( الوطنيــــه ) الذين سبق ان اقسموا جميعا عند توليهم مهام قيادة العملية السياسيه سواء في اطار السلطة الرقابية والتشريعية ام في اطار السلطة التنفيذية نسى او تناسى معظمهم كل المهمات الوطنية والحقوق والمصالح الشعبية واداروا  ظهورهم لاحتياجات الفقراء والمعدمين ولحاجاتهم الاساسية وانشغلوا عنها بمصالحهم السياسية وبمغانمهم الشخصية وبامتيازاتهم الوظيفية وبمسؤولياتهم الرسمية التي حولها بعضهم وربما غالبيتهم الى مسؤولية شخصية لا يسمح لاي طرف التدخل بها او التقرب من اسوارها او محاولة المشاركة في تحمل جزء ولو بسيط او هامشي من تبعاتها وبذلك تحولت معظم الوزارات والدوائر والمؤسسات الى املاك عائلية والى اقطاعيات سياسية لهذا الحزب او ذاك لا يسمح باي حال من الاحوال ولا باي شكل من الاشكال التدخل في امورها او انتقاد اخطائها او اقتراح البدائل الايجابية لسلبياتها ولعل المسرحية او المهزلة او المبادرة ( التاريخيــــــة ) التي لم يشهد التاريخ بمثلها من قبل واشك في انه سيشهد بمثلها في المستقبل والتي اثارت عجب وعتب ودهشة وسخرية وتندر الرأي العام في الداخل والخارج تلك هي ( مســـــرحية ) اليد الواحده التي امسكت ولا زالت تمسك بكل المسؤوليات الامنية تماما مثل السلطة الابوية المطلقة داخل الاسره خير دليل على عملية اطلاق الرصاص على الشراكة الوطنية وتحويلها الى استحواذات سياسية والى مظلة للمغانم والمصالح الفئوية والقطاعية على حساب المصالح الستراتيجية الوطنية ومع ذلك فان بعض الاطراف السياسية لم تزل تملأ الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية   بشعارات وادعاءات الشراكة الوطنية والمصالح الوطنية والقضايا الوطنيه والحقوق الوطنيه والواجبات الوطنيه والانجازات الوطنيه والاجراءات الوطنيه والمهام الوطنيه والاعتبارات الوطنيه والامانة الوطتيه , وعندما يبحث المواطن البسيط عن حقيقة او مفردة واحدة من هذه المفردات ( الوطنيـــــــــــــــــه ) فانه لا يجد الا المصالح والمغانم والامتيازات والحصص والصلاحيات السياسيه .
ولعل هذه الاستحواذات والاصطفافات والمصالح والمغانم والتفردات هي التي كانت وراء الانهيارات السريعة والخطيرة والمثيره  للعملية السياسيه ولتشظي هيكلية حكومة ( الشراكـــــة الوطنيــــه ) التي رأى فيها البعض حكومة هيمنة وتفرد و ( شراهــــــــــة سياســــــه ) تحت لافتة الشراكة الوطنيه مما ادى الى الانسحابات والتقاطعات والتخندقات وتفجر اعنف واخطر الاتهامات وعلى اعلى المستويات التي لم يسبق ان مرت بها اية حكومة من الحكومات وفي مقدمتها اتهام رئيس الحكومة بالتسلط والتفرد والدكتاتوريه واتهام نائب رئيس الجمهوريه بدعم الانشطة الارهابية فاين اصبحت الشراكه الحقيقيه ؟؟؟ واين امست المصالح الوطنيه ؟؟؟ والاهم مالذي حققته هذه التشكيلة السياسيه للقطاعات الشعبيه وهي منشغلة بحروبها الذاتيه تحت مظلة ( المصالح الوطنيه) ؟؟؟
ولعل المثير والخطير في خضم هذه الحرب الساحقة الماحقه التي تشابه في معظم تفصيلاتها حلقات مسلسلات افلام الكارتون الشهيرة وفي مقدمتها مسلسلي  توم اند جيري وميكي ماوس حيث الكل يجري وراء الكل ونصب المكائد له ومحاولة الايقاع به تسابق معظم اطراف الصراع لشحذ معظم الاسلحة الهجومية لكسب هذه المعركه ( المصيريــــه ) بعد ان اثبتت الاسلحة الدفاعية عدم جدواها وفي مقدمة ذلك اشهار اسلحة ( الملفــــات الساخنـــــــه ) المتعلقه باخطر القضايا واشدها سخونة مما يثبت بما لا يقبل الشك ان هذه الحكومة لم تكن ابدا حكومة شراكة وطنيه كما يدعي بعض اطرافها ولكنها كانت حكومة تجميع اخطاء وقضايا وملفات سياسية استعدادا للحرب المصيريه والا ما معنى الاحتفاظ بملفات خطيره ربما تتعلق بارواح المواطنين ومصائرهم وحقوقهم طوال هذه الفترات ان لم تكن حلقه في مخططات مسبقه ووفق تخطيط مسبق ؟؟؟
الى ذلك ومع تلويح كل طرف بكشف ملفات الطرف الاخر فان من حق الشعب كله الذي أأتمن هذه الاطراف على مصيره ومصالحه ان يعرف مخلصيه من مضلليه ومبدئييه من منافقييه والمدافعين عنه من المتاجرين به ولعل في عقد لقاء  ( تأريخـــــي ) مباشر مفتوح على كل الفضائيات وفتح جميع الملفات هو السبيل الامثل للوقوف على جميع الحقائق والاتهامات وكشف جميع الجرائم والفضائح والانتهاكات .. عندها سيعرف المواطنون جميعا اين تذهب مئات المليارات وحقائق العقود الوهمية والصفقات ولماذا تتردى الخدمات ومن اين يتسلم هذا المكون او ذاك التعليمات والتوجيهات وكيف تجتاز المفخخات كل نقاط التفتيش والسيطرات ومن يستورد ويمول  كاتمات الصوت واللاصقات ومن اين تستلم بعض الاحزاب والميليشيات الدعم والتمويلات ومن اين وكيف نمت وتناسلت وتضاعفت املاك واموال بعض الشخصيات والاحزاب والمكونات حتى امست بعشرات المليارات من الدولارات وما حصة هذه الجهة وتلك من الصفقات والمناقصات وما اعداد انصاف الاميين وانصاف الكفوئين من ابناء واحفاد واقارب المسؤولين في الوظائف الخاصة والدبلوماسيه والسيادية التي حرمت منها الكفاءات الوطنيه ولماذا لا تستطيع لجان وهبئات النزاهه الامساك بحيتان الفساد الكبيرة والاكتفاء بالاسماك الصغيره  وغيرها الكثير والخطير من هذا الواقع المرير.
اعتقد ان معظم اطراف ( الشراكـــة الوطنيــــــه ) سيحتكمون عندها الى ( التصالـــــــح ) اتقاء لهذه ( الفضائــــــــح ) فالصلح يا سادة يا كرام في مثل هذا المقام سيد  الاحكام .. وعلى الفســـــاد السلام  .         

355
 

مشاكســه
عــلاء الديـن
ومصباحــه السـحري الأميــن
مال اللـه فـــرج
  malalah_faraj@yahoo.com

      بعد ان فشلت الحكومة والبرلمان، في اطفاء لهيب الحرائق والنيران، وفي تحقيق التوازن والسلام والأمن والأمان.. وفي كشف ملفات الفساد، وتعزيز النزاهة وانصاف العباد.. والأحتكام لمصالح البلاد.. وبعد ان انهارت التوافقات والتفاهمات، وطوحت المصالح السياسية بحكومة الشراكة الوطنية، وبعد ان تعذر على البرلمان عقد جلساته، وعلى مجلس الوزراء مناقشة قوانينه وملفاته، وبعد ان تحولت العملية السياسية من (محـــراب) لخدمة الجماهير الشعبية الـى ( ســاحة حــرب ) فعلية بأسلحة الملفات السياسية، وبعد ان فشلت جميع الجهود والوساطات، وسقطت معظم المساعي والأجتهادات، وبقيت التناقضات والتوجسات والأتهامات سيدة الموقف (الوطني) على مختلف المستويات وفي جميع الأتجاهات، فأنه لابد من حل (سحري) يضع النقاط على جميع الكلمات، ويطفئ حرائق المنازعات، ويضع الحقائق امام جميع القطاعات.
      لذلك.. ونحن نطبع اولى خطواتنا المتوجسة توجس السياسيين من بعضهم.. القلقة كقلق الفقراء والمعدمين على حقوقهم ومصالحم ومصائرهم المتعثرة تعثر البرلمانيين في خططهم وبرامجهم المتعلقة بحياة جماهير شعبهم، على رصيف عام جديد، يبدو اننا فعلاً امسينا بحاجة فعلية الى ارادة حقيقية لا تتأثر بالمصالح والأزمات والمكاسب السياسية لحل ازمتنا الوطنية، ارادة نزيهة مستقلة قوية  ، لا تنتمي لهذه الجهة الحكومية ولا لتلك الجهة البرلمانيةو لا تنحني امام الأغراءات المادية والمعنوية، ولا تؤثر فيها الوساطات والضغوط السياسية، ولا الشعارات والأستقطابات الطائفية، ولا التهديديات والأبتزازات ( الميليشياويـــــــة ) تعمل بروح وطنية وبدوافع وطنية، وبنزاهة وطنية خدمة للقيم والمبادئ والأهداف والمصالح الوطنية بعيداً عن التدخلات الدولية والضغوط الأقليمية والمصالح الفئوية او الحزبية او الطائفية او السياسية او الشخصية.
     ولعل خير من يصلح لهذه المهمة الوطنية بكل تحدياتها واخطارها المصيرية، هو    )عــــلاء الديــــن ) بمصباحه السحري الأمين، الذي بأمكانه ان يكشف بنزاهة وموضوعية وبدقة ومبدئية، حجم وادوات وقيم واتجاهات  وارتباطات وشبكات ومحطات واساليب ومخططات الفساد والفاسدين، والسراق والمرتشين، والسماسرة والمنافقين، في الوزارات والسفارات والملحقيات والمؤسسات الحكومية، وحجم وطبيعة وعناوين وارتباطات الأغطية السياسية التي غالباً ما تمثل المظلة الحقيقية لحماية مختلف الممارسات الفسادية والعقود الوهمية والصفقات غير النظامية، والرواتب والمغانم والمخصصات والحصص والمكاسب والأستحواذات غير القانونية.
     كذلك فأن بأمكان ( عـــلاء الديـــن ) ومصباحه السحري النزيه الأمين ان يكشف طبيعة العلاقات والمصالح والصفقات والملفات والتمويلات والعلاقات السياسية، وحقائق برامج الأحزاب والقوائم والكتل والأئتلافات وارتباطاتها الداخلية والخارجيه ومصادر تمويلاتها الحقيقية، وحقائق ارتباطاتها الأقليمية والدولية ونزاهة بعضها.. وعمالة بعضها.. ومصداقية بعضها.. ونفاق بعضها.. ومبدئية بعضها.. وازدواجية بعضها.. وايمان بعضها بدورها الوطني لخدمة المصالح والأهداف الوطنية.. وايمان البعض الآخر في التستر بالشعارات الوطنية لخدمة مصالحها واهدافها السياسية، على حساب المصالح الوطنية!
     وربما سيكون بأمكان ( عـــلاء الديـــن ومصباحــه الأميـــن ) ان يكشف للعراقيين، سياسيين ووزراء وفقراء ومعدمين.. حقيقة مصائر الموازنات السنوية الوطنية التي تفوق موازنات اربع دول اقليمية.. وحجم الأنفاق الفعلي على الخدمات.. وحجم الأنفاق الحقيقي على الفساد والملذات.. وحجم السرقات والأختلاسات.. وربما سيكشف الأسباب الموضوعية لطبيعة الخلل الذي يحيط بالطاقة الكهربائية، وبالبطاقة التموينية، وبتردي وغياب الخدمات الأساسية. وبالأساليب "غير الموضوعية" في التعيين بالدرجات الوظيفية بالأخص القيادية والدبلوماسية. واقتصارها على ابناء واقارب الأقطاب السياسية والقوى البرلمانية، والتأثيرات الحكومية، واغلاق ابوابها بأوجه الكفاءات الوطنية الحقيقية.
      وربما سيعمد ( عــــلاء الديــــن ومصباحــه الأميـــن ) الى محاولة كشف مصير "الأربعين مليار دولار" التي سقطت سهواً من موازنة تنمية العراق، ولم تفلح الجهود الوطنية في تحديد خط سيرها ومحطتها النهائية!
     لكن الأخطر والأهم، لو حاول ( عــلاء الديـــن ومصباحـه الأميــن ) الأقتراب من الخطوط الملتهبة ومن القضايا الساخنة، ومن المعضلات المصيرية، ليكشف عن مزادات بيع بعض الوزارات السيادية، وعن حجم املاك وعقارات وشركات ومؤسسات بعض الأحزاب والشخصيات السياسية ومستويات ومصادر ثرواتها الخيالية في المصارف والبنوك الأجنبية.. وحقائق الأدوار والضغوط والصفقات والتفاهمات الداخلية والعربية والأقليمية والدولية التي ابقت وطننا على مدى عام كامل بدون وزارات امنية وحقائق ( الملفـــات ) التي تمتلكها الجهات السياسية لأشهارها ضد بعضها في معاركها ( الذاتيــــــة ) بعيداً عن ( المصالــــح الوطنيـــــة ).
   من يدري.. ربما يعجز علاء الدين ومصباحه الأمين في كشف الفساد والمفسدين.. نظراً لتنوع وتشابك المصالح والقضايا والجهات والتمويلات والأمتدادات ولتنوع ( الأقنعــــــة ) والشعارات وتعرضه للأبتزاز والضغوطات وللتهديدات والأغراءات.. وربما يسقط هو ومصباحه الأمين، في شباك الفساد والفاسدين.. ويضطر ( لرهـن ) مصباحه ومبدئيته ونزاهته وموضوعيته وحياديته لدى احد التحالفات او المكونات او القوى او الأحزاب الثوريه، ليتحول الى سلاح ضد بقية التحالفات السياسية، عندها.. سيضيع الخيط والعصفور.. وسنبقى نبحث عن الحقيقة، عقوداً ودهور .. ان خذلنا علاء الدين.. ومصباحه الأمين..
     فيا ايها الحريصون والثوريون والمناضلون المبدئيون احسموا بمبدئية خلافاتكم واعبروا بحار تناقضاتكم واحتكموا للحقائق قبل ان ينفذ صبر العراقيين وتشتعل الحرائق .


356
مشاكسه
ملك
لا يمــلك ثمـــن ســــياره
مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
في زمن حولت فيه بعض الاحزاب السياسية في هذه الدولة النائمة وفي تلك الدولة الغائمة ايدلوجيتها ( النضــــاليه ) وشعاراتها ( الثوريـــــــــه ) من الحفاظ على المال العام وتنميته والسهر على عدالة توزيعه الى ايدلوجية سرقة المال العام وتمويل رؤسائها وقيادييها وانشطتها ( الوطنيـــــــــة النبيـــــــلة الشريفـــــــــه ) منه وتحويل الميزانيات الحكومية السنوية من برامج التنمية والخدمات الاجتماعية الى برامج ( الخدمــــات والمصالــــــح السياســـــــية ) يرافق ذلك سباق بعض الملوك والقادة والرؤساء ( التأريخييــــــن ) في تنمية ثرواتهم وعقاراتهم وشركاتهم واساطيل سياراتهم وفيالق حماياتهم وممتلكات ابنائهم واحفادهم , بل وتفاخر هذا الملك او ذاك الرئيس او الامير او الوزير او السفير ببنائه قصرا اسطوريا تحت الماء من اجل ان يحس بلذة الاقامة في ( اعمــــاق البحـــــــــار ) بعيدا عن ازمات ومشاكل الفقراء ( الاشـــــــرار ), وفي الوقت الذي يفاخر فيه هذا المسؤول او ذاك في هذه الدولة او تلك  بامتلاكه حوضا للسباحة ارضيته مطلية بالذهب الخالص رغم انف شعبه المتجهم العابس , وفي الوقت الذي يصبح فيه ذلك السياسي الفقير وذلك المستشار الخفير وذلك البرلماني الاجير اغنياء كبار وفي مقدمة المناضلين الاحراربين ليلة وضحاها وبين صفقة وسواها فان الوثائق والحقائق تقود ذاكرتنا الى صفحة من ماض جميل .. شتان ما بينه وما بين الحاضر المخزي العليل .
في العراق يوثق السيد ( فـــــؤاد عــــــارف ) الذي كان مرافقا للملك غازي واقعة مهمة جسدت جانبا من شخصية ملك العراق ذاك بكل عفته والتزامه بالقانون واحترامه له الى جانب بساطته بالاخص وان ملك العراق لم يكن لديه سيارات مصفحه ولا مرافقين من القوات الخاصه ولا فيالق حمايات لا اجنبية ولا محلية ينثر افرادها شتائمهم على المارة والسواق الاخرين ولا طائرات عمودية تحوم حول موكبه اينما ذهب ولا مدافع ضد الطائرات ترافقه   لانه ببساطه لم يكن له موكبا رسميا لكنه كان يتجول مع مرافقه فقط تحيطه محبة شعبه واحترامه .
يقول السيد فؤاد عارف : ( في يوم من ايام بغداد الصيفية كنا جلالة الملك غازي وانا وحدنا في سيارته وكنت جالسا الى جانبه وهو يقود السيارة بنفسه بلا حرس ولا حمايه وفجأة قبل وصولنا الى ( اوروزدي باك ) في شارع الرشيد توقف وقال : لي اذهب كاكه عارف الى صاحب هذه الشركه واسأله عن سعر تلك السيارة المعروضة لديهم .. وفعلا كانت هنالك سيارة سبورت شبابية رياضية مكشوفة  .. ترجلت من السيارة وبقي الملك وحده فيها بانتظاري , وعندما سألت وكيل الشركه عن سعر السيارة اجابني بانه ( 1550 ) دينارا واستدرك ان بامكانه ان يخفض من سعرها لجلالة الملك بين عشرة الى عشرين دينارا فقط ’ وعندما عدت لجلالتة  واخبرته بسعرها صمت قليلا وسألني : كاكه فؤاد كم لديك من النقود فأجبته بأنني لا املك الا ( 150 ) دينارا جمعتها من رواتبي خلال سنوات .. وعندما عدنا الى القصر استدعى جلالته والدته وخالاته وعماته وطلب منهم اقراضه ما معهم من نقود .. ولم يكن مجموع المبلغ الذي معهم الا ( 350 ) دينارا ومع المبلغ الذي اقترضه مني جلالته اصبح مجموع المبلغ الذي معه ( 500 ) دينارا فقط .. حيث بقي الملك حائرا في كيفية اكمال بقية المبلغ   .
ويضيف السيد فؤاد عارف : ( عندها اقترحت على جلالته ان يطلب بقية المبلغ من وزير المالية , وعندما حضر الوزير الى القصر مساءا اوضحت له طلب مولانا فاجابني :
   ــ  (  وفق اي قانون اصرف المبلغ لجلالته ؟؟؟ فقانونا لا يجوز لكون   مولانا يمتلك سيارتين واحدة رسمية والاخرى شخصية , الا اذا اراد مولانا ان نخرج عن القانون حينها ستكون كل الخزينة تحت تصرفه , لكن مولانا علمنا على الالتزام بالقوانين وهو ابو القانون )  .
ويتابع عارف : ( كان كلام الوزير كالقنبله وسط صمت رهيب خيم بعدها على المكان .. ومن ثم بادر جلالة الملك بالاعتذار على مدى خمس دقائق كاملة من وزير الماليه ..ورافقه الى الباب عند مغادرته ثم عاد ليعاتبني بشده .. وبعد اسبوع وكنا سوية ايضا  جلالة الملك وانا في سيارته واذا بنفس السيارة التي رغب جلالته بشرائها يقودها احد اثرياء مدينة السليمانية ويدعى ( عبدالله لطفي ) وقد اسرع الملك وطلب مني سؤاله بكم اشتراها وقد توقف ذلك الشاب وترجل من السيارة وجاء وسلم على جلالته وعندما سألته عن سعرها اجاب بانه اشتراها بالامس بمبلغ ( 1550 ) دينارا وبعد ان عرف سبب سؤالي عن سعر السيارة عرض تقديمها هدية الى جلالة الملك والح كثيرا لكن جلالة الملك رفض قبولها  ) . .
ترى لو عاد جلالة الملك غازي رحمه الله الى الحياة الان هو ووزير ماليته   وتفاجأ بدقة التزام هذا المسؤول او ذاك في هذه الدولة او تلك بالقوانين وعفة بعضهم بالاخص وان بعض المسؤولين الكبار في بعض الدول النائمه هم الذين يحددون رواتبهم بانفسهم وربما مخصصاتهم وامتيازاتهم ايضا وان اربعين مليار دولار سقطت من صندوق تنمية العراق ( ســــهوا ) ولا احد يعرف مصيرها لصغر حجمها وان مسؤولا رفيع المستوى انفق على اعمال ترميم منزله ومكتبه الرسمي اكثر من ملياري دينار من المال العام  ... وان .. وان ... وان .. ربما كانا سيصابان بالسكتة القلبية وهما يتفاجئان بمثل هذه ( الرفاهيـــــــــه ) التي تجاوزت كل الضوايط الماليه والمصالح الوطنيه .   

 .

   

357
في عيد ميلاد السيد المسيح:
 المجد لله في العلا وعلى الارض السلام والمسرة الصالحة لبني البشر

   كتب: مال الله فرج


 
يتحول العالم في الخامس والعشرين من كانون الاول كل عام ابتهاجا بعيد ميلاد السيد المسيح (ع) الى كوكب متوهج بمشاعر البهجة والفرح والايمان يسبح بالاضواء الملونه وبالاشجار التي ترتدي ابهى حلل  الزينة وبصور بابا نوئيل وبالالعاب النارية وبمجسدات مختلفة لمغارة بيت لحم حيث ولد المخلص متمازجة بقرع نواقيس الكنائس في منتصف الليل وبالتراتيل الروحية الشفيفه حيث يردد المؤمنون كما رتل ملائكة الرب في تلك الليلة التأريخية التي غيرت وجه العالم وقيمه (المجد لله في العلا وعلى الارض السلام والمسرة الصالحة لبني البشر) بينما تنطلق التهاني والتمنيات من كل القلوب المؤمنه احتفاء وابتهاجا بعيد ميلاد رسول المحبة والسلام المعلم والمخلص والفادي السيد المسيح عليه السلام.
 
لوحة محبة
وحيث يصبح  العالم اشبه بلوحة حية للمحبة والى واحد من اروع واوسع وابهى كرنفالات الفرح التي تليق بهذه المناسبة الروحية الجليله التي قادت العالم الى واحد من ابرز تحولاته الايدلوجية والسايكولوجية والاجتماعيه لتنقذه من ثقافة العنف والقسر والهمجية ولتضيئ في جوانبه ثقافة المحبة والتسامح والفداء والتضحية من اجل الاخرين وقبول الاخر حيث اكد يسوع المسيح ان (لا حب اعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه من اجل احبائه) بل وذهب الى ابعد من ذلك وهو يوصي الانسانية المؤمنة في كل مكان بالتسامح حتى مع الاعداء لانتزاع بذور الشر والعنف والهمجية وثقافة الانتقام على طريق اقامة مجتمع انساني امن ركائزه الايمان بالله وقيمه السماوية وعنوانه التسامح (احبوا اعداءكم.. وصلوا لاجل الذين يضطهدونكم فتكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات)، فانه لمما يضيف للمجتمع الكوردستاني خاصة روعة وبهاء وقيمة روحية  عليا انه كان دائما مجتمعا متمازجا بكل مكوناته بمحبة ويرتكز في قيمه الروحية الى ثفافة الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الديانات والعقائد والانتماءات واحترام الاخر وقبوله ومشاركة جميع مكوناته لبعضها في جميع المناسبات كاسرة واحدة وهم فعلا كانوا في السراء والضراء وفي المحن والظروف الصعبة والتحديات اسرة واحدة وسيبقى هذا المجتمع المبارك بالأيمان والمحبة اسرة كوردستانية واحدة على الدوام تفاخر الدنيا بقيمها وعلاقاتها المصيرية وتفاعلها بل تمازجها الروحي والاجتماعي والاخلاقي. 
 
تميز كوردستاني
ولعل ما يضيف لكوردستان فخرا وعزا بل وتميزا تحولها في جميع الاعياد والمناسبات بالاخص الدينية منها الى ومضة فرح ومشاركة وجدانية وها هي تستقبل اعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية بمعالم الاحتفال والاحتفاء والفرح فمعالم الزينة واشجار الميلاد ببهجتها وقيمها والاضواء وصور بابا نوئيل في الشوارع والازقة والساحات العامه متزامنة مع اجراس الكنائس ومتمازجة مع مشاعر وعبار ات التهاني والتبريكات، فهذا الوطن المبارك وطن الجميع وهذا الفرح فرح الجميع وهذه المناسبة الروحية العطرة مناسبة الجميع  وان هذا التألف وهذا التفاعل وهذه المشاعر لم تأت من فراغ لكنها نتاج معايشة وجدانية لكل مكونات المجتمع الكوردستاني مسلمين  ومسيحيين وأيزيديين وسواهم  لبعضهم البعض وهم الذين عاشوا الظروف الصعبة سوية وتقاسموا رغيف الخبز سوية وقدموا التضحيات وقوافل الشهداء سوية وحملوا البندقية الكوردستانية في اعالي الجبال وتصدوا لقوى الشر والهمجية ولقسوة الطبيعة سوية واقاموا صرح كوردستان الحديثة سوية وهاهم يواصلون البناء الجديد سوية ايضا.
 
شعب حضاري
لذلك فان من حقهم ان يباهوا العالم ويفاخروا ويتفاخروا بهذا الواقع وبهذه المحبة بهذا التفاعل والمشاركة الوجدانية سواء باعياد الميلاد أم بقية المناسبات فقد اثبتوا للعالم اجمع انهم شعب حضاري مبدئي واحد موحد يستحق الحياة ولعل شهادة الحبر الاعظم بابا الفاتيكان وهو يقول لرئيس الاقليم السيد مسعود بارزاني خلال استقباله له في الفاتيكان كما اكد ذلك المطران الجليل ربان القس في احد حواراتنا معه: (سمعنا بان كوردستان اصبحت فردوسا) لهي  خير شهادة بل هي شهادة التأريخ على السمعة الدولية التي باتت تحظى بها كوردستان بفضل قيم المحبة والتعايش الاخوي واحترام الاخر وخياراته والعدالة والمساواة وحرية العبادة والانتماء وباقي الحقوق والحريات العامة التي نمت وازدهرت وتعززت واتسعت وشمخت بارادة ورعاية ونضال الرئيس مسعود بارزاني وكل الخيرين في الاقليم وهذا ما جعل كوردستان الملاذ الامن لكل من قصدها من مناطق العراق ومحافظاته الاخرى هربا من العنف والاضطهاد وبحثا عن الامن والامان وبالاخص المسيحيين الذين راوا فيها موطنا حقيقيا للتسامح والمحبة وحرية العبادة والعدل والحريات العامه.
 
احداث دخيلة
واذ يحز في النفس ان نستذكر في هذه الايام المباركة بالمحبة وبقيم السلام التي تميزت بها رسالة السيد دانوها عدم تكرارها لانها دخيلة فعلا على القيم الروحية والاجتماعية لهذا المجتمع الامن فان احد اسبابها ربما يكمن في جهل اولئك الذين حاولوا اشعال نيران الفتنه والاساءة لكل الكوردستانيين بقيم وبتعاليم السيد المسيح وبثراء التأريخ المسيحي المبني على سمو المحبة وجلال التسامح والتفاني من اجل الاخر بالاخص وان السيد المسيح يؤكد في هذا المجال بالذات (من سخرك ان تمشي معه ميلا فامش معه ميلين , ومن طلب منك شيئا فاعطه، ومن اراد ان يستعير منك شيئا فلا ترده خائبا ) لذلك لا يسعنا الا ان نقول لهؤلاء كما قال السيد المسيح (يا ابتي اغفر لهم لانهم لا يدرون ما يفعلون) ولعلهم سوف يندمون يوما على ما اقترفته ايديهم ضد وطنهم وتاريخه وسمعته وحضارته وضد اخوانهم في الايمان بالله وضد شركائهم في الوطن والذين كان لهم شرف بناء اولى الحضارات الانسانية في هذا الوطن المبارك ولعل الاثار التاريخية التي ما تزال بقاياها شامخة لحد الان سواء الكلدانية أم السريانية او الاشورية وغيرها خير شاهد ودليل على روعة العطاء الحضاري الذي اضاء العالم بقيمه وثرائهالمسيح الاحداث المؤلمة التي حدثت في زاخو ودهوك والتي يأمل جميع الكوردستانيين الاصلاء الشرفاء المؤمنين الذين.
 
قيم الميلاد
وفي العودة الى القيم الجليلة للميلاد المجيد فلا شك ان المسيح (ع) احدث برسالته الانسانية والروحية وبتواضعه وبساطته وتضحياته وقيمه وايمانه ثورة حقيقية في حياة الانسان وقيمه واخذ بيده الى حيث نور الايمان ولذة التسامح وبهاء التسامي على الانانيات الشخصية وبناء كنوز السماء الخالدة الباقيه لهو خير الف مرة من كنوز الارض الفانية. فالى جانب عجائب المسيح ومعجزاته في اشباع الجياع واجابة المحرومين ومغفرة الخطات التائبين (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) وشفاء المرضى والبرص واحياء الموتى فان رسالته السماوية بقيمها الروحية الجليلة كانت وستبقى خارطة طريق لاقامة مجتمع انساني نموذجي على اسس روحية متفردة في انسانيتها وفي سموها وفي نكران الذات من اجل الاخرين فيها لتكون طريقا معبدا للانسان في كل مكان للخلاص وللحياة الابدية.
 
رسالة يسوع
ان الهزة العنيفة والتأثيرالعميق الذي احدثته رسالة يسوع (ع) وتعاليمه وسيرته العطره في الذات البشرية وفي عمق المجتمع الانساني عموما وما رافق ذلك من تحولات ايدلوجية انعكست على طبيعة ايدلوجيات واخلاقيات وقيم ومبادئ وتقاليد مجتمعات باسرها انما انطلقت من ايدلوجية احترام الانسان لاخيه الانسان بغض النظر عن معتقداته وانتماءاته وافكاره وتصوراته وخياراته وتصرفاته بالاخص وهو يؤكد: (عاملوا الاخرين  مثلما تريدون ان يعاملوكم به، هذه هي خلاصة الشريعة وتعاليم الانبياء)، فضلا عن تعاليمه الاخرى التي تمثل تراثا روحيا غنيا بل متوهجا بقيم السماء استطاع ان يحدث ذلك الانقلاب الروحي الكبير في الذات البشرية وفي مقدمتها: (هنيئا لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون.. هنيئا للمضطهدين من اجل الحق لان لهم ملكوت السماوات.. هنيئا للجياع والعطاشى الى الحق لانهم يشبعون.. هنيئا للرحماء لانهم يرحمون هنيئا للمحزونين لانهم يعزون.. هنيئا للمساكين في الروح لان لهم ملكوت السموات).
 ويضيف في تعاليمه السماويه: (من غضب على اخيه استوجب حكم القاضي.. ومن قال له يا احمق استوجب نار جهنم) (سمعتم انه قيل لا تزن.. اما انا فاقول لكم من نظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه فاذا جعلتك عينك اليمنى تخطئ اقلعها والقها عنك لانه خير لك ان تفقد عضوا من اعضائك من أن  يلقى جسدك كله في جهنم) (اياكم ان تفعلوا الخير امام الناس ليشاهدوكم والا فلا اجر لكم عند ابيكم الذي في السموات) (اذا كنتم تغفرون للناس زلاتهم يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم وان كنتم لا تغفرون للناس  لا يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم) (انتم ملح الارض فاذا فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح الا لان يرمى في الخارج فيدوسه الناس) (ليضيئ نوركم امام الناس ليشاهدوا اعمالكم الصالحة وليمجدوا اباكم الذي في السموات) (كل شجرة لا تثمر ثمرا صالحا تقطع وتلقى في النار) (اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم، فمن يسأل ينل ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له).
 
اسمى التبريكات
اخيرا ونحن نحتفي بعيد الميلاد المجيد ونستعيد  السيرة الايمانية العطره للسيد المسيح(ع) بكل ثراء قيمها الروحية ومبادئها الانسانية فاننا نغتنم هذه المناسبة لنتقدم للمسيحيين كافة في كوردستان والعراق والعالم اجمع باسمى التبريكات والتهاني سائلين المولى ان يمن علينا وعلى الانسانية جمعاء بالامن والسلام والاستقرار وان يجنب العراق الماسي والويلات وان يبقي كوردستان وطنا للمحبة والتاخي والامن والاستقرار والسلام
مال اللــــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



358
المطــران ربــــان القــــــس :
الواقــع الآمـن والمسـتقر فـي كوردســتان يمثــل النهـــج السياسـي المبدئـي للرئــيس مســعود البارزانــي






اثبتت كوردستان خلال السنوات الماضية بأنها فعلا المكان الامن لكل الذين قصدوها وبالاخص المسيحيين
علينا ان نصلح الثغرات التي تجعل من المسيحيين واليزيديين والكاكائيين واخرين كانهم يأتون بالدرجة الثانيه او الاخيره
دعائي ورجائي وتمنياتي ان نتحرر من الانتماء المتطرف ان كنا مسيحيين او مسلمين ولنعط ما لقيصر لقيصر .. ولنفصل الدين عن الدوله
يجب ان لا يكون الدستور تحت صبغة واحده فيظلم الاخرون وتغمط حقوفهم
ونحن نستقبل عيد الميلاد المجيد فأن رسالتي هي رسالة محبة وسلام ولنرتل مع ملائكة الرب المجد لله في العلا وعلى الارض السلام
قال البابا سمعنا ان كوردستان اصبحت فردوسا فاجابه البارزاني اننا نحاول ان نجعل الجميع فيها سعداء وامنين مؤكدين على قبول الاخر
عندما ينظر الانسان الى اخيه الاخر من خلال الديانه سوف يكون مبتعدا عنه لانه سوف يرى نفسه الافضل
الاحداث المؤسفه كانت صرخة لكل من يعيش في كوردستان لكي يصحو من غفوته ومن تماديه ونسيانه للاخر
ما اطيب ان نعيش سوية ويشارك بعضنا بعضا الامه وافراحه ويأتي المسلم ليعزي اخيه المسيحي ويذهب المسيحي ليعزي اخيه المسلم .. ويشارك كل كوردستاني اخوته في مناسباتهم
حـوار: مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
احدثت الاعمال المؤسفة التي وقعت مؤخراً في دهوك و زاخو وسميل وغيرها.. جراحات مؤلمة في اعماق عموم مكونات المجتمع الكوردستاني، هذه المكونات الابية الشريفة التي سارعت ليس لاستنكارها وحسب وانما لاحتواء افرازاتها وضمان عدم تكرارها حفاظاً على هوية كوردستان التي تفاخر دائماً، بقيم المحبة والتفاعل واحترام الآخر.
للوقوف على وجهة نظر دينية مسيحية، ازاء ذلك كله، التقينا عبر الهاتف شخصية دينية كوردستانية مرموقة، كان لها دائماً حضورها الروحي والاجتماعي، ونظرتها النقدية وثراء تحليلاتها، ذلك هو المطران ربان القس، الذي توقف معنا في جميع موانئ هذا الحوار الحيوي، بل وحدد بدقة وموضوعية، جوانب من اسباب الازمة، ورسم وفق رؤيته الواقعية مسارات احتواء افرازاتها- ولم ينس والاخوة المسيحيون يستعدون لاستقبال مناسبة روحية عزيزة تلك هي عيد ميلاد المعلم والمخلص والفادي السيد المسيح عليه السلام ، ان يوجه رسالة محبة وسلام للانسانية جمعاء وهو يستعيد تراتيل ملائكة الرب في تلك الليلة المباركه ( المجد لله في العلا وعلى الارض الســــــــــلام )  .. وكان هذا الحوار.
 



المحبة والتأخي
* كيف تنظرون لقيم المحبة والتآخي والتسامح في المجتمع الكوردستاني؟
- جمال حياتنا يكمن في مدى محبتنا للآخر لكي نقدر ان نقول لله اننا نعرفك ونحبك ونعبر بذلك عن قيمنا الروحية ومشاعرنا الدينية، هذا ماكلنا نريد ان نعيشه في هذه البقعة التي نحبها، كوردستان العراق، والسنوات الماضية اثبتت للجميع بأن كوردستان فعلاً هي المكان الآمن لكل الذين قصدوها، بالاخص في خضم الاحداث المريرة التي عانى منها العراقيون وبالذات المسيحيون عندما هجروا.. ومنهم من تم اختطافهم وظلموا فأين التجأوا؟ ان قسماً منهم تركوا العراق وهم الآن خارج وطنهم وآخرون رجعوا إلى قراهم القديمة التي غادروها قبل اربعين سنة اثر الاحداث التي وقعت بعد سنة 1961، بعد ان تحدثت عن الصفات التي تميز كوردستان وهذا الشعب المبارك الذي يعيش منذ سنين وقرون طويلة، ولم يكن الاختلاف الديني سبباً في محو الفئة التي اصبحت قليلة بعددها لكنها كبيرة بافعالها، اي انني أقصد المسيحيين الذين عاشوا مع اخوانهم الكورد، ونسمي ذواتنا نحن الكوردستانيين... ماحدث ليس جواباً لما نريده اليوم، بل يناقض تماماً مانريده نحن الكوردستانيين جميعاً.. والشهود على ما اقول كثيرون، سيما وان الغربيين والاجانب عموماً اقتنعوا تماماً ومن خلال تلمسهم لواقع المجتمع الكوردستاني، ان كوردستان فعلاً هي المنطقة الآمنة فتوجهت اليها الشركات العملاقة وانطلقت واستثمرت في هذه البقعة التي لو قارنّاها مع مانراه ورأيناه في البقاع الاخرى من العراق لقلنا شتان مابين الثرى والثريا، ان هذا الواقع الآمن المستقر في كوردستان انما يمثل النهج السياسي لما يريده الرئيس مسعود بارزاني، وهو ماوعد به الرئيس البارزاني، وهو ماتحقق، وفي احد لقاءاته مع الحبر الاعظم بابا الفاتيكان، قال له البابا سمعنا ان كوردستان اصبحت فردوساً، فابتسم واجابه، لا اعرف ان كانت فردوساً ام لا لكننا نحاول ان نجعل الجميع فيها سعداء وامنين وفرحين، ونؤكد على قبول الأخر.
الاحداث المؤسفة
* كيف ترى الاحداث المؤسفة التي حدثت في زاخو مؤخراً إذا؟
- ماحدث ربما يؤكد ان كثيرين من اعداء كوردستان يريدون ان يشوهوا هذه الصورة التي الفناها والتعايش الاخوي الذي اختبرناه في اصعب الظروف، واختبره كذلك الذين تركوا بغداد والمدن الاخرى من العراق وعادوا إلى كوردستان ليعيشوا هذا الواقع الامن المستقر، اليوم هنالك اسباب كثيرة يتحدث عنها الكثيرون.. ليس فقط ان ننادي بالتعايش الاخوي وبقبول الأخر وان نتحدث في القنوات الفضائية او المحلية لكي نخرج من افواهنا هذه الكلمات الجميلة المنمقة والفصيحة عندما نقول كلنا أخوة، وكلنا كذا وكذا، ولكن هنالك اسباباً لماذا وصل الأمر بنا لأن نرى ماحدث في زاخو ودهوك واماكن اخرى؟ ان علينا اليوم ان نقوم بقراءة صحيحة، واقعية، وهي ان الافكار الجديدة التي ليست فقط تؤثر في فئة من المجتمع تدين بالدين الاسلامي ولكن هنالك افكاراً دخيلة اتت ايضاً وجعلت كذلك المسيحيين احياناً يبتعدون عن هذا الطريق وكذلك المسلمون لكي يتعايش ويعيش الأخوة مع بعضهم البعض، عندما ابتعد الكثيرون عن بعضهم، واخذ كل منهم ينادي ويتحمس لديانته ولقوميته، وما اكثر القوميات وما اكثر الذين ينادون بها من اجل ارباك الاوضاع... هنالك الخلل الرئيسي الذي يؤذي هذا المجتمع الذي غالبيته يدين بالاسلام، ونقول نحن ككوردستانيين، دائماً أحبذ هذه الكلمة لكي لاابتعد عن اخوتي بقية الكوردستانيين، هي ان هذه المجموعة الصغيرة بعددها، لكنها بافعالها كانت كبيرة وان التاريخ شاهد لما بذله أباؤنا لخدمة هذا الشعب، لا اتهم احداً، ولكن هنالك افكاراً دخيلة، هنالك تمويل من كثيرين، هنالك منظمات تأتي بنية ربما تكون صادقة في كلامها، ولكن النتائج السلبية عندما يكون المسيحي متقوقعاً على نفسه ويعزل نفسه ولايتفاعل مع اخيه المسلم ويبقى متقوقعاً على ذاته، ويصبح الأخر غريباً عنه وان كانا يعيشان ويأكلان معاً في هذا المجتمع.
وكذلك المسلم الذي يتحمس في دينه وينسى ذاته وينسى الماضي الأليم وقد عانى الامرين مع اخيه المسيحي والأيزيدي والصابئي والكاكائي، لاننا كلنا نكون اسرة وطنية واحدة ونعيش في بيت واحد نسميه العراق وعندما ينظر الأخر إلى اخيه الأخر الذي يعيش معه من خلال الديانة سوف يكون مبتعداً عنه لأنه سوف يرى نفسه الافضل والشواهد على ذلك كثيرة.. وبالاخص فأن الدستور العراقي الذي كنا نعيش تحت مظلته، اعتبره دستوراً ينظر نظرة فوقيه إلى من هو ليس مسلماً، والبرامج التي تعودنا عليها في مدارسنا، هي برامج اعتبرها محرضة في كثير من الاحيان في خطابات بعض رجال الدين ان كانوا بالذات مسلمين تدعو إلى ان يعتبر نفسه في هذا المجتمع كأنه الاول ومن الدرجة الاولى وكثير من الجهلة الذين يسمعون هذا الخطاب يتحمسون في ذاتهم وبأن سلاح الدين عندما يستعمل يكون امضى واقوى من أي سلاح أخر سياسياً، او ادبياًَ، ان من يخاطب بلهجة تحريضية مستخدماً الدين سيؤدي إلى خلق نتائج وخيمة في المجتمع، وكذلك عندما يقول الأنسان انا ولا الأخر، تكون الاحقاد كامنة في القلوب، وعندما تكون ايضاً هنالك ايدي خفية، فأنها تشحن الأخر، وعندما تتوفر اجواء التنفيس عن هذه المشاعر الحماسية بالتأكيد فأن النتائج تكون وخيمة، وهذا ماشاهدناه عندما احرقت هذه المحال، وعندما لم يحترم القانون، لأن الذي كان قد افتتح دكاناً او محلاً سياحياً، كان قد أجيز، وحصل على اجازة ولم يكن دخيلاً او تجاوزاً على هذا الحق الذي شرعه القانون والدستور، وهناك اصبح الأنسان كأنه يعيش في غابة فاستعمل العنف وتخطى كل الحدود الحمراء عندما اهان ذاته، وبالذات كان خنجراً مسموماً وجه إلى خاصرة كوردستان.
 



ماالحل؟؟؟
* سيادة المطران.. ماالحل في نظرك؟
- علينا ان نغير الثغرات التي تجعل المسيحيين والايزديين والكاكائيين وأخرين، كأنهم يأتون بالدرجة الثانية او الأخيرة، وعلينا ان ندرك ان كل شخص معتز بديانته، معتز بافكاره، ان كان هذا يحترم الانسان ويحترم الأخر ولايتخطاه ويظلم الأخر، لاننا هنا كأن العراق وكوردستان فسيفساء جميلة من جميع الديانات والقوميات والانتماءات.. ومايعطي جمالاً وجمالية لهذا التعايش المتنوع، لذلك فان تلك الاحداث المؤسفة كأنها كانت صرخة لكل من يعيش في كوردستان لكي يصحو من غفوته ومن تماديه في هذا الشأن ونسيان الأخر، وكل من كان وراء ماحدث، فأن هنالك القانون وليس من حقي ولا من حق أي شخص النظر او الحكم.. هنالك القانون.. وهنالك القضاء.. وماحدث كان حافزاً لكي نصحو جميعاً، ونضع ايدينا في ايدي بعضنا ونقول من اجل المحبة، ومن اجل التعايش والأخوة، واحترام الأخر، ومن اجل حقوق الانسان وعدم الحكم على الأخر من خلال الدين، ان كنا مسيحيين وان كنا مسلمين أم يزيديين، العراق عراقنا جميعاً وكوردستان كوردستاننا جميعاً، وعلينا ان نجعل كوردستان واحة للراحة، واحة للمحبة، وللتعايش الأخوي، وعلينا ان تبتعد عن التسميات التي ابعدتنا عن بعضنا عندما نقول هذا مسلم وهذا مسيحي، وكلامي ورجائي هذا ليس لاخوتي المسلمين فقط، كلامي موجه ايضاً لكل المسيحيين ان كانوا رجال دين وان كانوا رجال سياسة بأن لايتقوقعوا على ذواتهم وتكون الاذاعات والفضائيات دائماً كأننا لانعرف الا انفسنا... على العكس نحن شعب واحد سواء كنا مسلمين ام مسيحيين، لانعبئ ذواتنا.. ولا نقوي ذواتنا وكأننا ننتظر الغرب او ننتظر الأخرين لكي يأتوا إلى نجدتنا، بل نجدتنا هي في ذواتنا وفي اخوتنا، وعقلانيتنا عندما نقطع دابر هذه المشاكل، ان ماحدث فقاعة ولا نضحي بما حصلنا عليه في البرلمان وفي الوزارات وفي هذا التقدم وفي هذه البحبوحة من العيش، وليتذكر جميع الذين قاموا بهذه الاعمال غير المقبولة، المراحل الصعبة والمظالم التي عاشوها وعشناها جميعاً قبل الانفال وبعدها، وقبل الانتفاضة وبعدها.. وذلك الفقر المدقع الذي كان يخيم ويهيمن على كوردستان ولم يكن بمقدور احد بالأخص من الذين كانوا فقراء ان يوفر ابسط مستلزمات حياته، لكنه اليوم قد حباهم الله الفرصة للعيش الآمن الجيد بفضل الخيرين في اقليم كوردستان.
 
تعزيز الايجابيات
* كيف يمكن تعزيز هذه الجوانب الايجابية التي اشرت اليها في كوردستان؟
- علينا ان نربط ذواتنا في النضال الذي حقق ذلك في كوردستان، والذي حققه بالذات رمز كوردستان القائد له الملا مصطفى البارزاني بقيمه الانسانية الرائعة، وبرعايته لكل اطياف ومكونات المجتمع الكوردستاني، ولم يقل هذا مسلم او هذا مسيحي لذلك فان كل الكوردستانيين ومن كل المشارب كانوا معه وناضلوا معه إلى ان نجحوا في رفع الظلم عن هذا الشعب على اختلاف تنوعه الديني والثقافي، علينا ان نتماسك وان نحب بعضنا بعضاً ولنثمن ماكنا قد حصلنا عليه، ولنقل بان هذه الصفحة السوداء التي يجب ان نمحوها من تاريخنا في كوردستان لايجب ان تكون هي شعاراً وفرصة وحجة للذين يكنون الحقد لكوردستان، بل يجب ان نقول لهم لا تنظروا الينا من خلال ماحدث فذلك هو الشر وهذا الشر يزال بفعل الخير وبالطيبة وبالاخوة وبالتسامح وبان ننظر إلى الأخر لا من خلال النظرة الدينية الضيقة، ولكن من خلال السمو والتسامي والعطاء والمواطنة والمحبة والتعايش المشترك، وكل من ظلم ودمر وخرب لابد ان ينال جزاءه وفقاًَ للقانون، وهنالك فئة تضررت ونتطلع إلى رئيسنا الاستاذ مسعود بارزاني لكي يعوضو ويعود الحق إلى اصحابه وربيعنا هو ربيع كوردستان ولا نتباهى بربيع الأخرين، ولنجعل كوردستان مرة اخرى واحة آمنة، ولا نعود إلى الفوضى التي كنا ومازلنا نراها في بقع اخرى في العراق وحوالينا.
 


* كيف تنظر إلى اقليم كوردستان؟؟
- اقليم كوردستان هو بيتنا جميعاً، وهذا البيت نحن كلنا بامكاننا ان نبنيه، وهذا الخلاف الذي قد يحدث احياناً لنزيله، ودعائي ورجائي، واتمنى والكل يتمنى ان نتحرر من الانتماء المتطرف ان كنا مسيحيين أم مسلمين، ولنعط لقيصر مالقيصر، ولنفصل الدولة عن الدين عندئذ نعزز نور الدين في حياتنا جميعاً ليتفرغ رجل الدين لمهماته الروحية، فكلنا رجال دين، وكلنا مؤمنون، وليكن لكل مؤمن مايريده، ولكن لتكن السياسة للسياسيين وليس لرجال الدين، وليفصل الدين عن الدولة، وليكن دستور العراق ودستور اقليم كوردستان واحداً، دون مظلة واحدة تحت ديانة الاكثرية، ليكن تحت غطاء واحد بحيث يشمل المسلمين والمسيحيين والأيزيديين وكل الأنتماءات الاخرى وان لايكون دستور تحت صبغة واحدة فيظلم الأخرون وتغمط حقوقهم، وهذا هو أحد أسباب التي ينظر من خلالها إلى المسيحيين والأيزيديين والكاكائيين والأخرين من منظار الاغلبية في كوردستان إلى الأخرين نظرة قد تلحق عواقب وخيمة.
 
رسالة سلام
* هل تود ان توجه رسالة ما ونحن نقف على أعتاب الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح؟
- رسالتي هي رسالة محبة واخوة وسلام لاسيما في هذه الايام ونحن ننتظر عيد الميلاد، ونردد كما رتل ملائكة الرب(المجد لله في العلا... وعلى الارض السلام) والنية الصادقة لكل فاعلي السلام، هذه هي الرسالة المسيحية ورسالتي ورسالة كل انسان مسيحياً كان ام مسلماً، ما اطيب ان نعيش سوية ويعيش الاخوة وهم يتقاسمون الخبز مع بعضهم وكذلك احزانهم والامهم وافراحهم، ويأتي المسلم ليعزي اخاه، ويذهب المسيحي ليعزي اخيه المسلم، ويشاطر كل كوردستاني اخوته في مناسباتهم، عندئذ تعود كوردستان كما نريدها جميعاً نموذجاً متوهجاً للمحبة والتعايش الاخوي في هذا الشرق الاوسط وفي العراق بالذات ويشار الينا بالبنان ويقال عنا انظروا اليهم كم يحب بعضهم بعضاً لأن الله محبة.
 



359
مثــال الآلوســـي:
غالبيـة الأحـزاب يتـم تمويلـها مـن سـرقة المـال العــام واسـتغلال مـوازنات الدولـــة




   
حـــوار : مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

ـــــ  القسم الثاني والاخير  ـــــ

في هذه الجولة من حوارنا الملتهب والشامل مع السياسي المثير للجدل، رئيس حزب الأمة العراقيه السيد مثال الآلوسي، توقفنا عند محطات حيوية حول العملية السياسية في العراق، وسبل إنقاذها من جمودها وتخبطها، وفتحنا صفحة تمويل الأحزاب وحل الميليشيات وفقاً للدستور، وأبعاد أزمة الثقة والتوجس سواء بين شركاء العملية السياسية أم بين الحكومة ذاتها مما قاد الى فراغ امني حقيقي، وغياب الوزراء الأمنيين في وقت تقف فيه منطقة الشرق الأوسط على أبواب تحولات سياسية عميقة، وربما تنزلق الى هاوية التصادم الفعلي بين أبرز الستراتيجيات فيها.
وهو بمرونته، وتلقائيته.. بل وبحدة توصيفاته رغم دقتها مما يحولها الى اتهامات فعلية، رسم إجاباته على كل علامات الاستفهام ووثق رؤيته الذاتية للأحداث.. وكانت هذه حصيلة الجولة الثانية والأخيرة من حوارنا معه:

 
 
مال اللـــه فـــرج

*ما مصادر تمويل الأحزاب
 او بعضها؟

 
-الأمر الطبيعي ان تكون الأحزاب فقيرة لان مصادر تمويلها تكون عادة الاشتراكات والتبرعات، وهذه الواردات محدودة.
 
*لكن الواقع غير ذلك؟

-الواقع المؤلم ان غالبية الأحزاب ولا أقول كلها يأتي تمويلها من السرقة، وفي بداية الأمر من أموال المخابرات، اما الان فمن خلال سرقة المال العام واستغلال موازنات الدولة، يعني بين يوم وليلة أصبح حزب الدعوة، من حزب فقير، مذبوح وصلوخ، مهجر، وهم كلهم زملاؤنا وأهلنا، اصبح لديهم قصور وممتلكات وقنوات تلفزيونية والى آخره، من اين هذا؟ من رواتبهم؟ وكذلك الحال ينطبق على الأحزاب الاخرى
.
*اذاً انت تنفي وجود
تمويل خارجي لبعض
الأحزاب؟


-لا اعتقد انهم الان بحاجة للتمويل الخارجي، لان بين أيديهم موازنات بحالها، فالحديث الان عن ستين او سبعين ملياراً، وعن موازنات صرفت ولا انتاج في الشارع، لا شارع ولا حديقة ولا مدرسة ولا أي شيء، فالسارق الكبير ليس بحاجة للتمويل الخارجي.

*نص الدستور صراحة
 على حل الميليشيات،
أين اصبح هذا النص؟


-يعني هو الذي يكذب على الله عز وجل ويستغل اسم الله، والذي يكذب على القانون والذي يقتل جاره هل يحترم الدستور؟ لن يحترم هذا الدستور، ولن تحل الميليشيات لان من يحكم في بغداد اليوم هي الميليشيات نفسها.
 
*هل تخشون ان يؤدي
الانسحاب الأمريكي الى
 تقسيم بغداد مثلاً على
 أيدي الميليشيات كمناطق
 نفوذ لهذا الحزب او ذاك
 او لهذه الطائفة او تلك؟


-الميليشيات تريد ان تحكم في واقع الحال في محافظات كثيرة، وفي بغداد هنالك مناطق سكنية كبيرة بين مليون الى مليوني انسان هي تحت سيطرة هذه الميليشيات، الانسحاب الأمريكي، وخوف السيد رئيس الوزراء وخشيته من خسارة هذه المكاسب، وهو ان يكون رئيس وزراء هذا يعني سلطة ميليشيات واضحة، وسيطرة واضحة على اهم واكثر المناطق السكنية كثافة في بغداد، سينتفي حتى شكل الدولة، وكلمة وجود الدولة.



 
*دولة بدون وزراء أمنيين
 لمدة سنة، كيف ترونها؟


-دولة ميليشيات، ودولة عصابات ودولة خوف ودولة الحاكم فيها يخاف من نفسه، هذه مشكلة، رئيس الوزراء يخاف من نائبه، ونائب رئيس الوزراء لا يصدق رئيس الوزراء، فعن اية حكومة نتحدث إذاً.

*هل هنالك أزمة ثقة ام
توجس ام مصالح سياسية
 تقف وراء جمود العملية السياسية؟


-لاحظ اخي، هنالك حقيقة ذكرها الاعلام الحكومي والحزبي والعراقي والاقليمي، تلك هي ان هذه الحكومة قد شكلت بعد ان وافقت سورية عليها، وذكرت بالاسماء من الذي سيكون وزيراً وايضاً بعد المباركة الايرانية، مسؤول المخابرات مستشار بشار الاسد المدعو محمد ناصيف تحرك وتدخل، كيف؟؟ إذاً هنالك مجندون، واصدقاء قدامى دعنا نقل حتى لا نجرح الآخرين، وكذلك في جيش القدس قاسم سليماني، هذه الحكومة هي نتاج لارادات مخابراتية سورية ايرانية وايضاً خليجيين سعوديين، كذلك فان تركيا لاول مرة تدخل على الساحة العراقية من خلال هذه الحكومة دخولاً مباشراً.

*إذاً انت ترى ان هذه الحكومة
 هي حكومة توافقات اقليمية؟

 
-هي حكومة مخابرات اقليمية في تلك الدولة ومجرمين وارهابيين حتى على المستوى العالمي، قاسم سليماني شخص ارهابي دولي، وكذلك محمد ناصيف، وبالتالي لا تستغرب ان يكون الارهابيون والمفسدون والسارقون والميليشيات هي التي تحكم الان في بغداد، انني افهم العراق بانه دولة اتحادية بين العرب والكورد مع احترامي للقوميات الاخرى، هاتان هما القوميتان الرئيستان، وكنت اتحدث ومازلت، بانني اتمنى وجود كونفدرالية واضحة، دولة اتحادية واضحة بين قوميتين لنبني ولنتنافس على البناء وليحفز احدنا الآخر، لكن الذي يجري الان، ان هذا يريد اقليماً مسيحياً، وذاك يريد اقليماً لشعب الانبار، وذاك اقليماً لشعب العمارة، هل هذه دعوات عقلاء؟ هذه دعوات متخلفة بعيدة عن الدولة الحضارية.
 
*كيف تقيمون التصريحات
والاتهامات حول بيع وزارة
الدفاع خلال المرحلة الماضية؟

 
-هل هذا الأمر سر؟ ان وزير الدفاع السابق لم ينتج شيئاً! والذي سبقه ايضاً لم ينتج شيئاً؟! هل هذا بسر ان الموازنات اختفت، هل هذا بسر ان يستخدم السارق اوراق السرقة، سارق يهدد سارقاً، وكاذب يهدد كاذباً، هل هذا بسر! هل هذا بسر ان ايران ضخت (150) مليون دولار في هذه الانتخابات، هل هذا بسر ان قطر، هذه الدولة الناشئة الصغيرة المتواضعة بعدد سكانها وبطاقاتها ومساحتها، وهي مركز السلفية والوهابية، وحتى الارهاب، تأتي وتضخ الملايين في العراق حتى يصبح لها وزن سياسي هذا ليس سراً، هم لا يريدون وزارة دفاع ولا وزارة داخلية، ولا يريدون وزارة عدل، ولا يريدون دستوراً، كل هذه المفاهيم والقيم الانسانية الحضارية تمثل خطراً على المتخلفين والمجرمين والسارقين، ولا أتحفظ ان اقول العملاء لدول الجوار.

*هل يمارس العراق سياسته
الخارجية بحرية؟ ام تحت ضغوط
 اقليمية؟


-لا وجود لسياسة عراقية خارجية، انني أسأل احياناً من هو وزير الخارجية في العراق؟ السيد رئيس الجمهورية؟ السادة نواب رئيس الجمهورية؟ السيد رئيس الوزراء التي كلها صفقات سرية، السيد وزير الخارجية؟ رؤوساء الأحزاب؟ من هو وزير الخارجية!؟




*ما أبرز ثلاثة قرارات او مواقف
اتخذتها ثم ندمت عليها؟


-ندمت لانني لم اكمل دراسة الدكتوراه، اما القرار الثاني الذي ندمت عليه فهو بيعي للكثير من املاكي وبسرعة لكنني كنت مضطراً لاننا حزب نمول انفسنا من طاقاتنا الذاتية ومن مصادرنا الشخصية.
 
*ألم تتلقوا دعماً خارجياً؟

-لم اتلق في حياتي أي درهم، وبالتأكيد لا يوجد (تومان) ولا ليرة سورية، ولا دولار، الدعم الوحيد الذي حصلنا عليه هو من طرف عراقي وكان لفترة زمنية محدودة، وتسلمناه من حزب عراقي هو احد الأحزاب الكوردية.

*الى أين تتجه المنطقة
في ظل الربيع العربي
والمتغيرات السياسية؟


-الربيع العربي متعة وانت تشاهد الشباب طموحين حالمين بارادات قوية وتحد كبير رغم الدماء التي سالت، والدماء التي تسيل الان في سوريا، فهي متعة، خطورة الربيع العربي تأتي نتيجة الانظمة الدكتاتورية القمعية، هو عدم وجود قيادات سياسية حرفية، وبالتالي فان المتعة هي ان هنالك من يدعو الى حرية الانسان، حرية الرأي، رفض الدكتاتورية، لكن هنالك سؤالاً مهماً، كم تحتاج هذه المجتمعات، والدول والشعوب العربية من وقت لبناء دولة عصرية، وهل تكون هنالك دولة عصرية بالأصل؟

*هل بالامكان تجنب كوارث
الصدامات في الشرق الأوسط
 وتحويل المنطقة الى منطقة سلام؟


-نعم.. هذا المفروض ان يكون هدفاً سياسياً وانسانياً، ان دعاة الحرب هم دعاة الجنون، انا لا أريد ان احارب ايران، ولا تركيا، ولا اسرائيل، من يدع الى الحرب يدع الى استغلال البشر كادوات لتحقيق اهداف سياسية وهذه جريمة كبرى، لذلك فأنني اعتقد ان علينا البحث في آليات بناء السلام وهذا هو الطريق الصحيح، وبالتالي فان الادارة الفلسطينية عندما تبحث عن السلام فان هذا امر عظيم، لكنني اعتقد اننا بعيدون عن السلام لان السلام لا يأتي من خلال الرغبات والتمنيات بل بحاجة الى امر واقع، الى عمل والى تطوير المناهج التربوية حتى يحترم الانسان اخاه الانسان، السلام بحاجة الى نمو اقتصادي حتى لا تنعكس الازمات الداخلية الاقتصادية على هذا المشروع الجميل، وبحاجة الى دول داعمة، انا لا اعتقد باننا قريبون من السلام، وبالتالي، كنت انتقد مشروع الرئيس اوباما لانه مشروع حالم.. مشروع جميل لكن الواقع بعيد عن هذا ولن يكون هنالك سلام مع وجود سيطرة الأحزاب الفاشية أياً كانت، قومية أم دينية، ولن يكون هنالك سلام مع ارادة بناء الجيوش الجرارة.
 
*هل هنالك استئثار بعملية
صنع القرار الوطني؟ ومن
الذي يستأثر به؟


-اليوم لا يوجد قرار وطني، يوجد استئثار بقرارات الحكومة، نعم.. هنالك استئثار واضح من قبل السيد نوري المالكي، حيث اصبح حزب الدعوة ونضاله العظيم ورفاقه، رهينة لاخطائه ولرغباته ومن معه، العراق الان كله يعيش في خطر بسبب هذه النزعة الانفرادية.
 
*هل هنالك عدالة في توزيع
 الوظائف والمناصب والدرجات
 والمسؤوليات؟


-هناك جريمة كبرى، الوظائف المفروض ان تكون لمن يستحقها، والمناصب أي المسؤوليات يجب ان تكون لمن لديه الخبرة ولديه ادوات النجاح ودليل النجاح وهذا غير موجود.


*ما السبيل لانقاذ العملية
 السياسية في العراق من
 جمودها ومن تخبطها؟


-ان نلتزم بالدستور مع كل اخطائه ولا كمال الا للكتب السماوية وقرآننا الكريم الذي نقدسه، هنالك الكمال، والله سبحانه وتعالى هو الذي يصون ويحفظ هذا القرآن، أي أن الالتزام بالدستور، هو احترام الرأي الآخر، احترام الانسان، تفعيل العمل الديمقراطي، التداول السلمي للسلطة، صديقي نوري المالكي، اعلنها صراحة وعلناً، من الذي يستطيع الوصول حتى نعطيها، هذه مفردات ما يسمى بالشقاوات ايام زمان، والشقاوات لم يكونوا في ايام زمان محترمين، ولا الان.

*هل ترى ان العراق يتجه لبناء
 قاعدة ديمقراطية ام لبناء قاعدة
 دكتاتورية؟


-الان الحكومة ديكتاتورية، والكل يخشى هذه الحقيقة.
 
*متى بامكان العراق ان يقف
 على قدميه ويستعيد عافيته؟


-عندما يكون فيه حاكم واقف على قدميه ويسيره المنطق والعقل والضمير، عندما ندرك ان هنالك دولة مؤسسات فهنالك في فرنسا مثلاً من قال انا الدولة، وابتلينا بصدام الذي كان هو الدولة، كنت تذهب الى المستشفى لتفاجأ بعبارة أهلا بك في مستشفى صدام، تذهب الى المدرسة بابا صدام، والان عدنا لذات الشيء، القائد العام للقوات المسلحة، هنالك عقل اخي العزيز، وهنالك جهل، القائد العام للقوات المسلحة وكأنه شيئ عظيم، القائد العام للقوات المسلحة يمكن ان يكون ضابطاً، هو وزير الدفاع، وهو الداخلية، وهو رئيس الوزراء... الخ.

*أخيراً هل تود الاشارة الى
ملاحظة ما لم نتطرق اليها؟


-اتمنى ان نوجد الآليات الفعلية لانقاذ العراق، ضمن الوطن والانسان، والمواطن أمانة، وفي تقييمي المتواضع ان الآليات الصحيحة هي الآليات الديمقراطية والدستورية، اتمنى على الاطراف السياسية ان يبتعدوا عن حصة المناصب والمنافع، واسقاط هذه الحكومة لا يعني أمراً عدوانياً باتجاه اخينا نوري المالكي، تفعيل العمل الديمقراطي، توزيع المسؤوليات، هذا ليس بعيب، نوري السعيد كان رئيساً للوزراء، ثم أصبح وزيراً للداخلية وخرج من الحكومة وعاد اليها، وكذلك الأمر في العالم كله، لماذا نحن نعيش خارج الزمن؟ هذا هو الطريق السليم، الابقاء على هذه الحكومة سيأتي بدماء، وستسيل دماء عراقية، كوردية، عربية، من الانبار من العمارة من البصرة، وهذا هو الجنون بعينه.

حــــــوار : مال اللـــــــه فـــــــرج



360
المنبر الحر / مشاكسة الصدمه ..!!
« في: 20:44 09/12/2011  »
مشاكسة
الصدمه ..!!
مال اللــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

 صدم الملايين في الداخل والخارج بصور الاحداث المأساوية المحزنة والمروعة والمدانة التي انفجرت مثل عاصفة هوجاء من العنف والهمجية   لتطال  مرافق ومؤسسات عامة وخاصة في زاخو ودهوك وسميل وغيرها   حاملة في ثناياها سموم رياح سوداء تحاول احداث شرخ عميق في مجتمع امن ناهض، يفخر ويفاخر بقيمه الروحية والاجتماعية وباخلاقياته النبيلة وبعلاقاته الانسانية المطرزة بالمحبة والتآخي والتسامح وقبول الاخر وهو يسعى جاهداً لبناء تجربة حضارية تستند الى الركائز الديمقراطية والشراكة الحقيقية واحترام خيارات الاخرين والاحتكام لسيادة القانون والدستور، بعيداً عن القسر والكراهية والعنف والعنف المقابل.

       ولعل الصدمة الاعمق والاشد ايلاماً لم تكن بسبب الخسائر المادية رغم اضرارها الفادحة فبالامكان تعويضها، لكن الصدمة الاعنف والاقسى كانت لمشهد هؤلاء الاطفال والصبية والفتية والمراهقين الذين تعرضوا لابشع جريمة انتهاك لطفولتهم عبر تعريضهم لادلجة عنف وغسيل ادمغة على ايدي ربما قادة ورموز الفوضى الذين نجحوا في مسح شخصياتهم الانسانية السوية وفي مصادرة طفولتهم وتمزيق احلامهم والتأثير على قناعاتهم وفي سلب اراداتهم وخياراتهم وتجنيدهم وتحويلهم الى اشبه بقطعان منفلته هائجة لاتقيم للقانون وزناً ولا للمواطنة اعتباراً ولا للمصالح الوطنية قيمة، وكأنهم قنابل موقوتة تم برمجتها وتوقيتها وتوجيهها في ساعة الصفر الى ساحات واهداف محددة لتقوم بهدم وتخريب جوانب حيوية من الواجهة الحضارية والسياحية والاقتصادية للاقليم والاساءة لسمعته الدولية فضلا عن التخريب النفسي وهو الاعمق والاقسى الذي الحقته (مؤامرة العنف) تلك بمكونات اساسية تاريخية واصيلة وشريفة وابية من مكونات المجتمع الكوردستاني كان لها حضورها منذ فجر التاريخ في بناء الحضارة والقيم الانسانية بالاخص وانها حفيدة رواد اولى وارقى حلقات الحضارة والتاريخ والقيم والمبادئ في هذه الارض المعطاء.

      ان هذا الهدم المتعمد والادلجة التخريبية العنيفة التي مارسها رموز العنف وقادته ضد البناء النفسي والروحي والفكري لهذه الشخصيات الطفولية والفتية الغضة، محاولين الغوص لاعماقها واقتلاع كل قيم الخير والمحبة والتسامح والتراحم والتالف والتآخي والتفاعل الانساني مع شركاء الوطن وقبول الاخر واحترامه والايمان بالمواطنة الحقه بكل ما تستلزمه من شروط والتزامات وبالقيم الروحية السماوية الاصيلة النقية المفعمة بالمحبة والتراحم والتفاعل الانساني والعمل على بذر نقيضها تماماً وفي مقدمتها العنف والانغلاق على الذات وانكار حقوق الاخرين ومصادرة حرياتهم وحقوقهم وخياراتهم يمثل واحدة من اخطر الجرائم الانسانية التي تستهدف تسويق ايدلوجيات تخريبية واجندات هدامة وسرقة طفولة ونقاء واحلام وواقعية وحقوق جيل بأكمله ومصادرتها وتحويله الى قنابل موقوتة والى ادوات هدامة ضد المجتمع ومكوناته مما ينبغي بل يحتم على اولي الامر الوقوف ازاءه بعمق لدراسة اسبابه واهدافه وتوجهاته والجهات والاطراف الضالعة فيه وانعكاساته السلبية على مستقبل الاقليم شعباً ووطناً ومصيرا ، والاهم مداواة جراحه ووقف نزيف الالم فيه وتوفير مقومات شفائه ومعافاته بما يضمن ايقاف تفاعلاته السلبية والحيلولة بينها وبين احداث شرخ في النسيج الاجتماعي لشعب كان ارادة واحدة في النضال وارادة واحدة في التضحية وارادة واحدة في الشهادة كما بقي ارادة واحدة في البناء واعادة الاعمار وتعزيز الركائز الديمقراطية والاقتصادية والحضارية الاساسية لنهضة كوردستان الحديثة .

     ان الخطر الحقيقي ليس فيما حدث رغم فداحة الخسائر وعمق المأساة لكن الخسارة الحقيقية فيما يمكن ان يحدث، لو تواصلت هذه الايدلوجيات الهدامة الخطيرة في دورانها وفي استقطاباتها وفي برامجها وفي استهدافاتها المباشرة في التأثير على عقول وافكار وارادات وتوجهات وخيارات جيل كامل من الاطفال والفتية والصبية والمراهقين وتغيير قناعاتهم بضغوط مختلفه والسيطرة على افعالهم وتحويلهم الى قنابل عنف موقوتة، عندها سنجد انفسنا امام جيل يريد ان يهدم كل شيء.. بدل ان ننشأ واعيا مثقفا منفتحا على تجارب الاخرين .. جيلاً يبني الحضارة والحياة  ويحترم القانون وخيارات الاخرين والمؤسسات الديمقراطية والتشريعية والتنفيذية ، وشتان مابين ساعد يبني ومابين اصابع تهدم.

   ان هذا الاقليم الآمن المستقر والمعافى الذي ينعم بالسلام والمحبة والذي امسى واحة استقرار للعراقيين جميعا الفارين من جحيم العنف والارهاب وهو يحث الخطا الى امام لمواكبة العالم المتحضر.. وليكن جزءاً من منظومة العالم الحر المتطور لم يحقق ذلك جزافاً... ولا صدفةً .. ولا بيسر وسهولة ولكنه حقق ذلك بدماء كل ابناءه البررة على اختلاف انتماءاتهم ومعتقداتهم من المسلمين والمسيحيين والصابئة واليزيديين وغيرهم فالكل ضحى والكل اعطى.. والكل نزف والكل تقاسم رغيف الخبز في الايام الصعبة مع الاخرين والكل دفع ضريبة الدم من اجل ان تتحرر كوردستان وتشمخ بالمحبة وتزهو بوحدة ووعي وتلاحم ابنائها.. ومن اجل ان تنهض كوردستان.. ومن اجل ان تستعيد عافيتها ومن اجل ان تنتزع حضورها على الخارطة السياسية الاقليمية والدولية... ومن اجل ان ترمم اقتصادها وان تبني حاضرها وتعبد الطريق الى مستقبلها... لذلك فإن مسؤولية الجميع التصدي لكل ريح سوداء تحاول ان تعصف بهذا النسيج الاجتماعي المتلاحم المتماسك او ان تستهدف اية حلقة من حلقاته.. من اجل ان تبقى كوردستان كما كانت دائماً وطناً يحتضن ابنائه ومكوناته بالمحبة والاخوة والالفة .

    لقد حدث ما حدث واحدث من الخسائر المادية والنفسية ما احدث .. لكن الاهم ان لا يتكرر ما حدث وتلك مسؤولية كل الاحرار والشرفاء الذين يستظلون براية المحبة والانتماء الحقيقي في كوردستان ويباهون بتلاحمهم الزمان .
 


361
مثــال الآلوســــــي:
يجـب ان لانسمح لاوبامــا ان يهــرب وان يتخــلى عـن مسؤولياتــــه الدوليـــــة تجـــاه العــــــراق




الأخ مسعود بارزاني اذا نطق بكلمة إنما ينطق بصدق وهو آخر سياسي عراقي يتمتع بقيم وثوابت انسانية
ايران وتركيا وبقية الدول الاقليمية لديها جيوشا جرارة والصراع سيكون قاسيا والعراق في الوسط سيكون ساحة معركه
العملية السياية انتهت بل ماتت على ايدي السياسيين العراقيين
كل من يقل ان العراق يمتلك مقومات حفظ الامن والدفاع عن سيادته وحدوده فهو مجنون وكاذب ويدفع بالعراق الى التهلكه
اعداد الميليشيات السياسية في العراق بعدد المجرمين والصعاليك والخارجين على القانون
هذه فرصة عظيمة لايران ولتركيا ولبقية الدول الاقليمية التي ترى في العراق فراغا اقتصاديا وامنيا وستراتيجيا وتحاول ان تملؤه
انا مع اتفاقية عسكرية واضحة مع الولايات المتحده تتحدد بقاعدتين او بثلاثة قواعد عسكرية ضمن ضوابط عراقية
لا اشعر بان هنالك مقومات دوله في هذه العملية السياسية بنتائجها الحالية
زعماء الميليشيات يريدون انسحابا اميركيا لبسط سيطرتهم على الانسان

    حـوار : مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@ yahoo.com
( القسم الأول )

في الوقت الذي يقف فيه العراق والعراقيون على بوابة حدث مصيري ساخن، ممثلاً بالانسحاب الامريكي نهاية العام الحالي واستعادة السيادة الوطنية كاملة على الرغم من عدم جاهزية القوات العسكرية العراقية وفق تأكيدات مختلف المصادر السياسية والفنية؛ فان الكثير من المخاوف ومن التوجسات تبرز حول الفراغ الأمني الذي سيخلفه الانسحاب بالأخص في ظل المتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط عبر بوابة هذه المعضلة بالذات..رسمنا علامات الاستفهام  في حوارنا الملتهب والصريح وفي معرض البحث عن اجابات شافيه او قريبة من الواقع على اقل تقدير التقينا مع سياسي عراقي معروف بدقته في تشخيص الأسباب وفي تحليل الاوضاع السياسية وفي تحديد  طبيعة الافرازات فيها على ارض الواقع .. وفي نثر الاتهامات هنا وهناك.. ذلك هو الأستاذ مثال الآلوسي رئيس حزب الأمة العراقية، الذي تجاوب مع دعوتنا للحوار وفتح لنا قلبه، وأجاب بموضوعية وإسهاب.. وبمصداقية وصراحة، بلا حدود.. على أسئلتنا.. وكان متفاعلاً.. دقيقاًَ.. وواقعياً أيضاً بل وجريئا في التعبير عن افكاره ومواقفه .. وكان هذا الحوار:
مال اللــــه فـــرج

العملية السياسية

الى أين تتجه العملية السياسية الان ؟
-رسمياً لدينا دولة، ورسمياً لدينا مجلس نواب وسلطة قضائية، وسلطة تنفيذية، ورسمياً، والحديث للجميع، ان العراق دولة ديمقراطية تعددية ودستورية، هذا الكلام كله رسمياً، لكنني لا اشعر ان هنالك مقومات دولة في هذه العملية السياسية بنتائجها الحالية، لأننا نحن فعلياً بعيدون عن آليات الديمقراطية، فالقضاء غير مستقل والبرلمان والسلطتان التشريعية والتنفيذية بعيدتان عن هذا المعنى، الحكومة بعيدة عن منطق الحكومة التي لديها سلطات تنفيذية، اختلطت الأمور، اما الى أين تسير العملية السياسية، فان العملية السياسية قد انتهت، بل ماتت على أيدي السياسيين العراقيين.
 
اذا كانت العملية السياسية قد ماتت كما
 تقول فما الذي نطلقه على ما يجري الان ؟

 
-هذه جريمة سياسية.. هذه جريمة وطنية، وهذه جريمة إنسانية، وجريمة بحق الاقتصاد والتربية، ما يجري الان، كأننا نعاني من غزو وحشي لارادات ولأفكار في دولة تحكمها الميليشيات، اية عملية ديمقراطية نتحدث عنها؟ دولة تحكمها الانفعالات لهذا الحاكم ولحكومته المنهارة، هذه نتائج الفشل، نتائج عدم وجود قناعات بالعملية الديمقراطية، وهذه نتاج الاحزاب الفاشية كلها.
 
القضية الحيوية الساخنة الان هي الانسحاب
 الامريكي، كيف ترون صورة الاستعدادات
 العلنية والخفية لهذا الانسحاب ؟

-كل من يقل ان القوات المسلحة العراقية جاهزة لحفظ أمن وسلامة المواطن والوطن فهو بين أمرين، اما ان يكون جاهلاً، وأما ان يكون متعمداً لتسويق بضاعة كاذبة، كل الخبراء العراقيين العسكريين المتحررين من سلطة السيد رئيس الوزراء وسلطة الميليشيات وسلطة الأحزاب الخاضعة لايران وسوريا، كلهم يقولون ان القوات المسلحة بحاجة الى وقت، وكل عاقل يدرك ان هنالك دولتين جارتين لديهما جيوش كبيرة ومطامع واضحة علنية، مواقف الحكومة التركية واضحة، وكذلك مواقف الحكومة الايرانية واضحة، ونحن لا نملك قدرات لحماية الحدود، ولا وجود لجيش نظامي في العراق، بالمناسبة فان وجود جيش يعني وجود توازن، ووجود توازن يعني وجود سلام، حيث لا يمكن لاحد الطرفين المجازفة بمغامرة كبيرة، وبعدم وجود هذا.. فان المنطقة داخلة الى حروب على حساب المواطن العراقي.
 


استعدادات الانسحاب

على الأرض كقوى سياسية وكأحزاب وكتحالفات
 كيف ترى استعداداتها العلنية والخفية وكيف
 تتوقع ان تكون لما بعد الانسحاب ؟

-الأمر واضح في تصوري، وأتمنى ان أكون مخطئاً، صديقي دولة السيد رئيس الوزراء، يسير في طريق خاطئ، كنا نبرر له الأخطاء ونقول هذا هو انتاج المستشارين، وهذا هو أنتاج الأطراف السياسية الاخرى المرتبكة، واقع الحال، وهذا ما أبعدني عن الأخ المالكي بعد ان كنت اقرب المستشارين له في الشؤون الخارجية وهو صديقي وكنا نلتقي كثيراً، السيد نوري المالكي يريد ان يصنع دولة اسلامية بقيادة حزب الدعوة وبقيادته الشخصية وبسيطرته على حزب الدعوة ودولة ديكتاتورية بعيدة عن كل مفاهيم الدولة الفعلية وهذه جريمة كبرى، الذي لا استطيع ان افهمه لماذا الجميع خائفون من الانسحاب من هذه الحكومة؟ التحالف الكوردستاني يمثل كتلة سياسية كبيرة وأصيلة في مجلس النواب، السيد رئيس الجمهورية له مهام سياسية ودستورية، العراقية، هذه القائمة الكبيرة تحولت الى قائمة طائفية راضية بما يجري، طيب اذا انت جزء من الحكومة اذاً عليك تحمل المسؤولية، استمرارك في هذه الحكومة انا لا افهمه، هذا غير ان تكون الحكومة ناجحة ومبدعة والمواطنون بخير.. وانا لا اشاهد ذلك، وبين ان تكون الحكومة فاشلة فينسحب.
انا افهم ان الأخوة في اقليم كوردستان والتحالف الكوردستاني في بغداد، عليهم ضغوط كثيرة، واحد هذه الضغوط، الكورد يخشون ان يتهموا عربياً عراقياً وطنياً بانهم فتتوا وحدة العراق، وهذه التزامات ادبية وأخلاقية عالية، لكن ما المبرر لبقية الاطراف الموجودة في الحكومة السكوت عن الفساد المالي والاداري والفوضى العارمة، نحن قادمون على شبه حرب أهلية، وللاسف الذي يقود هذه الحرب الأهلية الحكومة واطرافها، فالسيد نوري المالكي يتخيل انه من خلال البندقية يستطيع ان يحل مشكلات البصرة والانبار وصلاح الدين وكوردستان والى آخره، هذه الحكومة قائمة على اصرار على تجاوز كل القيم القانونية.
 
كيف ترى صورة الاستعدادات
 الاقليمية لهذا الانسحاب ؟

-هذه فرصة عظيمة لايران ولتركيا ولسوريا وللاردن وللسعودية، دول الاقليم كلها ترى في العراق فراغاً اقتصادياً وأمنياً وستراتيجياً، وبالتالي فانها تحاول ان تملأ هذا الفراغ وتستفيد منه، وهذا على حساب الدولة العراقية وعلى حساب أمن وسلامة ووحدة الوطن وسلامة الانسان.
وقد قالوها علناً، رئيس النظام الايراني السيد احمدي نجاة قالها علناً، اذا تنسحب امريكا نحن مستعدون ان نملأ الفراغ، لماذا تملأ الفراغ يا أخي، اليس لدينا دولة ؟ ولماذا هذه النزعة الشريرة ؟ كذلك الحال بالنسبة للجارة تركيا، الان في الدولة الديمقراطية في الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا، التي تريد ان تصبح جزءاً من اوربا، تريد اعادة السلطة العثمانية بثوب جديد، فاذاً، النتائج مرعبة، الانسان في العراق وفي الشرق الأوسط قادم على حرب طاحنة.
 

 


واقع العراق
هل يمتلك العراق بتصوركم مقومات حفظ
 الأمن بالداخل والدفاع عن سيادته
 وحدوده الخارجية ؟

-كلا أطلاقاً، وكل من يقل هذا، فهو مجنون وكاذب ويدفع بالعراق الى التهلكة.
 
ما اعداد الميليشيات السياسية
 في العراق حالياً ؟

-اعداد الميليشيات السياسية في العراق على عدد المجرمين والصعاليك والخارجين على القانون والمرتطبين بهذا وذاك ومن يباع ويشترى، كل من يخرج عن القانون.. كل من قتل الانسان هو الذي أسهم في الجريمة.. هو الذي يخضع لارادات خارجية، هم صعاليك خارج منطق الانسانية والسياسة والوطنية.
 
هل ترى ان الانسحاب الامريكي سيدفع
 بالعراق الى بوابة حرب أهلية ؟

-هذا جزء من الخطر.. والجزء الثاني منه هو الحرب الاقليمية، سيحدث هذا، وهو الان يحدث، وبدأت بداية الحرب، عندما الحكومة تعمد علناً لاعتقال مواطنين وتدعي بان هنالك مؤامرة، طريق الكذب هو طريق الدمار، خروج ارادات الدولة عن السلوك الطبيعي سيأتي بنتائج غير طبيعية، انا اعتقد ان السيد رئيس الوزراء بدأ الحرب، وقد بدأها باتجاه الجنوب، والحكومة تكذب باتجاه الكورد وبأتجاه المحافظات العراقية وبأتجاه شركائها، وتكذب باتجاه مجلس النواب، هذه الحكومة حكومة كذب وحكومة جريمة!!
 




قضية كركوك

كيف ترون افرازات الانسحاب على
 قضية كركوك وعلى المادة (140)
 وعلى قضية تشكيل الاقاليم ؟

 قلنا للقيادات الكوردية وهم اهلنا واحباؤنا , وتناقشنا معهم عبر سنوات وحذرنا من كذب هذه الحكومه , هذه الحكومة لا تعد .. وان وعدت لا تصدق , هنالك اناس مجانين يتخيلون انه من خلال الكلاشنكوف بامكانهم فرض ارادتهم على الاخرين ’ وفرض سياسة الامر الواقع ’ السيد نوري المالكي تحديدا ’ وهذا شيئ يؤلمني ان اتحدث عن زميل وعن صديق , لن يتراجع عن اشعال حرب عربية كورديه عراقية حتى يسوق هذه البضاعة ( وطنيا ) من الجنون الفاشي العربي والاسلامي , يعني سياسي يريد ان يبقى في الحكم وان يبسط سلطته رغم الفساد المالي والاداري والفوضى من خلال الدم العراقي , وهذا ما فعله صدام .   
 
ما البديل للانسحاب الذي يحفظ
 سيادة العراق وكرامته وحقوقه ؟

-البديل ان يبحث العراق لاننا لا نملك مؤسسة عسكرية تخلق التوازن أي انها تخلق السلام، نحن لا نريد حرباً، نحن دولة داعية سلام، ايران وتركيا لديهما جيوش جرارة، وحتى بقية الدول الاخرى مثل الأمارات والسعودية واسرائيل لديهما جيوش جبارة، والصراع سيكون قاسياً، فهنالك تهديدات بمسح أحدهما للآخر من الخريطة، العراق في الوسط سيكون ساحة معركة.. العراق بوضعه الحالي سيكون احد العناصر المشجعة على الحرب، وأنني أتساءل اذا اندلعت هذه الحرب بهذه الاسلحة المتطورة وهذه القوى الجرارة.. هذا يعني بانه سيكون لدينا مئات الاف الضحايا  من دول هذه المنطقة.. بل قد يصل الامر الى مليون او مليوني ضحية، لذلك فان على السياسيين ان يحملوا هذا السلوك الايراني والتركي والتبعية العراقية لسوريا ولطهران وللسعودية ولغيرها على محمل الجد.. لان هذا الامر يهدد أمن وسلامة مئات الالاف بل الملايين من العراقيين ومن ابناء المنطقة.
 
ما الحل في مواجهة ذلك ؟
-الحل ان نفعل المنطق، ان لا نكذب، ان نفعل العملية الديمقراطية، ان يدرك السيد نوري المالكي وغيره، ومثال الآلوسي ان الفصل بين السلطات هو طريق النجاح للدول المتحضرة، ان ندرك ان لا نستخدم الدين في غير مقاماته الروحية النبيلة لاننا لسنا وكلاء الله في الارض، ان ندرك ان آليات النجاح بيد الحرفيين، ان السياسي اداري، قد يكون ستراتيجياً، وقد يكون منظراً، لكن المهندس هو الحرفي، واستاذ الجامعة هو الحرفي.
 
الدفاع المشترك

الا ترى ان الحل لذلك هو في
عقد اتفاقية دفاع مشترك مع
 الولايات المتحدة مثلاً ؟

-لا حل.. ولا مجال للتفكير بشيء آخر، الولايات المتحدة الامريكية دولة لها مصالح في المنطقة ونحن لدينا مصلحة في استغلال هذه القوة او الاستفادة من هذه القوة العسكرية والعلمية والمالية والدبلوماسية لحماية العراق من متاهات نحن غير قادرين على مواجهتها.
 
اذاً انت مع عقد اتفاقية دفاع مشترك ؟
-انا مع اتفاقية عسكرية واضحة تتحدد بقاعدتين او ثلاث قواعد عسكرية ضمن ضوابط عراقية، ضمن ثمن تدريب الجيش وانشاء الجيش العراقي، ونقل العراق من دولة متخلفة من بين هذه الاهواء والفتاوي السنية والشيعية، والسنة والشيعة براء من هذا، الى دولة عصرية، ان زعماء الميليشيات يريدون انسحاباً امريكياً حتى يبسطون سيطرتهم على الانسان، زعماء الفساد وعصابات المافيا السياسية وغيرها لا يريدون امريكا، وبصراحة أقول لك هو أحلى يوم.. ويوم الفرحة الكبيرة سيكون في العراق، عند السارق وعند المجرم.. وعند التابع لهذا وذاك هو يوم الانسحاب الامريكي.. لان الوجود الامريكي بمعنى آخر هو عيون أجنبية ترصد وتنظر، أي انها تحدد الكذب وتحدد الجريمة وهي على الاقل توثق ذلك تاريخياً، يجب ان لا نسمح لاوباما ان يهرب وان يتخلى عن مسؤولياته الدولية باتجاه العراق، يجب ان نخرج العراق من البند السابع، هذه الحكومة ادعت وصفقت وهللت وكذبت ان احدى اتفاقياتها، وثمن الانسحاب الامريكي هو الخروج من البند السابع، لذلك اعتقد ان علينا ان نفكر بعلاقة ستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية على مستوى الجامعات والاقتصاد وتطوير النفط العراقي الذي هو المورد الوحيد وعلى مستوى حماية سيادة العراق، وان لا يكون هنالك فراغ في العراق تملؤه هذه الدول الشريرة المحيطة به.
 
الا ترى اهمية ان تكون مثل هذه
 الاتفاقيات متكافئة وعلى قدم
 المساواة، وليست بصيغة التبعية مثلاً ؟

-بصراحة لا يوجد هكذا كلام.. هذا كلام نثر وكذب سياسي وخطابات رنانة، دولة امريكا.. دولة كبرى، الاقتصاد الامريكي يتجاوز الـ40% من رأسمال الاقتصاد العالمي، قوتها العسكرية تستطيع ان تجتاح اوربا كلها، لذلك علينا ان نكون واقعيين، فليس عيباً ان ندرك حقيقة ان بامكاننا ان نحقق اهدافنا من خلالها، انني كسياسي أؤمن بان الاقتصاد هو عمود الدول وهو آليات النجاح للمجتمع والانسان، فهذا الزمن هو زمن الاقتصاد وزمن المعلومات وزمن الجامعات، نعم.. اريد سيادة عراقية مطلقة، لكن اعطني دولة في العالم تملك هذه السيادة المطلقة باستثناء الولايات المتحدة وروسيا والصين.
 

 

السياسة الامريكية

ربما يفسر البعض موقفك هذا 
على انه تسويق للسياسة الامريكية ؟

-انا لا احترم هؤلاء الذين يعملون لصالح امريكا، ولا احترم هذه الادارة الا نهزامية التي تدعي قيم الديمقراطية وستدخل المنطقة في حرب طاحنة بسبب ضعف الرئيس اوباما، نعم.. اريد علاقة مع الولايات المتحدة ، وليس مع الادارة الامريكية، هذا فرق، أي اننا يجب ان نبني العلاقات بين الجامعات العراقية والجامعات الامريكية، بين المؤسسات العراقية والمؤسسات الامريكية، لكننا لسنا تابعين لا للرئيس ولا لغير الرئيس.. التابعون لهم هم جزء من الذين يحكمون الان في بغداد.
 
ما انطباعاتكم عن شخصية
 الرئيس البارزاني ؟
-الاخ كاكه مسعود لديه مشكلة كبيرة! وهو انه لا يكذب ولا يحترم الكاذبين، الاخ مسعود اذا نطق بكلمة إنما ينطق بصدق ونحن نعيش في زمن الكذب، والاخ مسعود قائد قومي كوردي وزعيم عراقي وهو يريد ان يبتعد عن كل محاولات الصدام لانه يدرك ان القتال لا يأتي بخير، وهنالك اندفاع كبير لابنائنا في كوردستان وتطلع الى البناء والتطوير، وتأثروا بالانفتاح وبالاستقرار وبالرخاء الاقتصادي، لذلك فان الاخ مسعود بارزاني هو آخر سياسي عراقي يتمتع بقيم وثوابت شخصية وانسانية.
 
كيف تقيمون الدور الوطني
للسيد البارزاني  ؟

-اتفاق اربيل اقام قنوات للحوار وادام الثقة بين الاطراف السياسية، واستطاع السيد مسعود بارزاني جمعهم لثقتهم به، لكن الاتفاق فشل بسبب عدم التزام الآخرين به، لان السيد نوري المالكي لا يلتزم بشيء والعراقية تحولت من خطابها الوطني الى خطاب طائفي، وبرنامج الحكومة معدوم، فماالذي يفعله لهم الرئيس البارزاني؟

حــــوار : مال اللــــــه فــــــــرج

 

362
مشاكسه
ريشـــــــه
 بوســـــط ريـــــح
مال اللــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
     فجأة انفجرت الخلافات بين بعض المحافظات والحكومة قوية مدوية مثلما تنفجر الخلافات الزوجية دون سابق انذار ليتفاجأ الازواج بحرائقها بعد ان تعمد بعض الزوجات الغاضبات في لحظة يأس الى نزع مسمار الامان عن قنابل الخلافات المؤجله ليدعنها تتفجر قوية عنيفة اشبه بالزلازل ..ساخنة ملتهبة اشبه بالبراكين بعد ان نفذ صبرهن سواء من تجاهل او تمادي او اهمال ازواجهن لهن وبعد ان فاضت كؤوس صبرهن وتحملهن ليجعلن ازواجهن كما يقول الفنان سعدون  جابر (ريشة بوسط ريح لا تثبت على الكاع ..لا تقبل اتطيح ).. وهن يضعن شركائهن امام خيارين .. اما الحقوق واما ابغض الحلال .
      هكذا اصبح اليوم حال العلاقة  بين عدد من المحافظات المطالبة بالتحول الى اقاليم وبين الحكومة التي وجدت نفسها وجها لوجه امام  مطالبات هذه المحافظات دفعة واحدة وكأنها قنابل موقوتة انفجرت في وقت واحد مطالبة الحكومة الايفاء بالتزاماتها او بالعمل على انتزاع استقلاليتها بالاحتكام للدستور والتحول الى اقاليم بفعل ضغوط ثقيلة ومعقدة فشلت الحكومة الغارقة بتناقضات اطرافها وبصراعاتها وبمعاركها السياسية في حلها او حلحلتها على الاقل وفي مقدمتها الاهمال وتردي الخدمات وقلة التخصيصات والبطالة ومصادرة حرية قراراتها وصلاحياتها الاداريه والتردي الامني وعدم انصافها في التعيينات وعدم اشراكها في صنع القرار والاعتقالات العشوائية وغيرها   مما وضع الحكومة امام تحد خطير ومباشر ينذر بانفلات هذه المحافظات من تحت خيمة سيطرتها الادارية والاقتصادية على الاقل .
     وما بين التصريحات والتلميحات والبيانات والتبريرات والوعود والتهديدات   يبرز واقع مأساوي تعيشه معظم المحافظات في وقت يمثل فيه العراق واحدا من اغنى الدول النفطيه وفي مقارنة بسيطة  فان  حجم ميزانيتنا السنوية   ستتجاوز وفق تصريحات المسؤولين المائة مليار دولار خلال عام 2012 في حين لم تتجاوز ميزانيات اربع دول مهمة من دول المنطقه مجتمعة هي سوريا ولبنان ومصر والاردن الخمسة والسبعين مليار دولار وفق مصادر اعلاميه لنتلمس عبرهذه المقارنة وربما المفارقه الحجم الحقيقي لميزانيتنا المذهله بارقامها الخيالية مقارنة بالواقع الخدمي والاقتصادي والاجتماعي البائس سواء في بغداد او في بقية المحافظات  .
    ان بامكاننا وفق هذه المقارنه بين ميزانية مذهلة وبين واقع بائس   ان نتخيل حجم الفساد .. وحجم الاهمال .. وحجم المصالح الشخصية من قبل بعض المسؤولين ..  وحجم المزايدات السياسيه .. وحجم الصراعات الكتلوية  وحجم الهدر في الاموال العامه مما انعكس ذلك كله بالمحصلة على مستوى الاداء ونوعيته ومساحته وجديته   وادى بالتالي الى مثل هذه الصور البائسه والواقع المأساوي لمحافظات متخلفة بائسة يائسة مهدمة تئن من الفقر والاهمال في دولة من اغنى الدول النفطية لكن واقعها هو الاشد مأساوية وبؤسا وتخلفا  ومواطنوها هم الاشد فقرا وحاجة ومعاناة حتى امست بعض محافظاتنا الغنية بثرواتها الطبيعية كالبعير الذي يحمل   على ظهره ذهبا لكنه ربما لايجد قبضة من الاشواك اليابسة ليملأ بها معدته الخاوية .
      ان الواقع يؤشر بلا شك الفشل الذريع للحكومة في الايفاء بوعودها تجاه المحافظات ..وفي احداث النقلة الحضارية فيها ولو في مستوياتها الدنيا وفي توظيف هذه العوائد المالية الضخمه لاجتثاث ملامح البؤس والمعاناة   واحداث واقع متطور يوفر ابسط حقوق واحتياجات مواطنيها  .. فهل يعقل ونحن في هذا الزمن الذي يقف فيه الانسان على بعد خطوة واحدة من التمتع بالسياحة الفضائية وربما يتم لاحقا التفكير باقامة الفنادق والمنتجعات السياحية في الفضاء الخارجي وعلى الكواكب الاخرى ان تسكن بعض  عوائلنا في الخيام وفي اكواخ الطين والصفيح وان تفتقد محافظة كبيرة وغنية ومهمة مثل الانبار الى فندق مناسب لاقامة ضيوفها كما اكد ذلك احد مسؤوليها ؟؟؟.
     ان من يزر بعض المحافظات لابد ان يصطدم بعنف بواقع مرير لمحافظات ربما امست خارج الزمن وهو يتلمس غياب الخدمات وتحول المياه الثقيلة الى مسطحات اسنة لانتاج اخطر انواع الفايروسات الوبائية   واضطرار الاف الاطفال لمغادرة طفولتهم ومدارسهم وممارسة التسول  الى جانب   البطالة التي نهشت انيابها بقسوة طموحات خريجي المعاهد والكليات في فرص العمل   وحولتهم الى باعة نفط على عربات فولكلورية تجرها الحمير او الى عتالين او باعة متجولين في وقت يتمتع فيه معظم المسؤولين بارفع الامتيازات ويسجلون فيه ارقاما قياسية في حجم الثروات وفي المغانم والصلاحيات وفي اعداد المستشارين والحمايات وفي السفر والايفادات لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في اغاثة المحافظات وفي توفير ابسط الخدمات .
       وفي الوقت الذي ربما لا يجد فيه طفل متسول في احدى هذه المحافظات ثمن وجبة غداء متواضعة   فان مسؤولا رفيعا لا يتوانى عن صرف اكثر من ملياري دينار من الاموال العامة لترميم داره ومكتبه ولو صرف هذا المبلغ ( المتواضع ) لتوفير وجبة طعام للاطفال المتسولين مؤلفة من الفلافل والعمبه بسعر الف دينار للوجبة الواحدة لاشبع اكثر من مليوني جائع .
         ان حال بعض محافظاتنا المتخلفة والتي تشكو من قلة التخصيصات المالية ومن غياب الصلاحيات الادارية ومع ذلك فان الحكومة تطالب ملاكاتها الاداريه بالعمل على تنفيذ برامجا واسعه اصبح كحال المرأة التي خاطبتها حماتها في المثل الشعبي المعروف قائلة :
 ( كرصة خبز لا تكسرين .. باقة فجل لا تحلين .. وأكلي حتى تشبعين )  
      بيد ان الغريب والعجيب ان المطالبين بالاقاليم يؤكدون ان مطالبتهم حق دستوري كما ان الرافضين يدعون ان رفضهم ينطلق من احكام دستورية فهل سينجح الدستور في كشف المستور ؟؟؟  


363




مديـرة القبـول المركـزي :

سـياسـة القبـول فـي جامعـات الاقلـيم  مسـتقلة وعادلـة وخاضعـة للضوابـط 100%


خمسة الاف طالب وطالبة من خريجي الدراسة الاعدادية سيكونون خارج اسوار التعليم الجامعي هذا العام
مدة الاعتراض على نتائج القبول المركزي اسبوعان
جامعـة كوردسـتان افضـل جامعـه فـي الاقليـم
لم يحظى ابناء المسؤولين باية رعاية خاصه او مفاضله او تمييز عن الاخرين وجميع الطلبه خضعوا لنفس الشروط والمعايير
بامكان الطلبة المقبولين في الجامعات العراقية الاخرى الانتقال الى جامعات الاقليم
التعليم العالي في الاقليم بحاجة الى ستراتيجية علمية وفق المعايير الجامعية الدوليه
لدينا مختبرات لحد الان يرثى لها
يجب ان لا يصل اي شخص الى اي موقع الا بالكفاءه .. لكن الذي يحدث للاسف التملق وربما النفاق
جامعة كوردستان لا توفر المادة العلمية للطلبة وحسب .. لكنها تنمي شخصيتهم ايضا

 
ًحــــوار : مال اللـــــه فـــرج

Malalah_faraj@yahoo.com

تزامنا مع بداية العام الجامعي الجديد.. حيث تتوجه انظار عشرات الالاف من خريجي الدراسة الاعدادية في الاقليم الى دائرة القبول المركزي متلهفين لاعلان نتائج القبول في المعاهد والجامعات المختلفة وفبل اعلان نتائج القبول المركزي لخريجي الدراسة الاعداديه في الاقليم في المعاهد والجامعات التقينا الدكتورة جــــــوان جـــــــلال شـــريف مديرة القبول المركزي منذ (12) عاماً وهي بذلك تعتبر مهندسة وضمير وخبيرة هذا الموقع الحيوي.. وخضنا معها حواراً شاملاً حول التعليم الجامعي في الاقليم ومشكلاته وآفاقه، واحتياجاته وسبل النهوض به وحاصرناها باكثر من خمسين سؤالا ساخنا واستفزازيا احيانا .
وهي بروحها الايجابية وتفاعلها وثراء تجربتها الميدانية،  .. بل وحرصها غير المحدود على النهوض بالامانة التي بين يديها على اكمل وجه .. وهي كما اثبتت مسيرة (12) عاماً أهل لها.. اجابت على جميع استفساراتنا واشرت بجرأة وموضوعية مواطن الخلل ورسمت بحرص كبير افاقاً عملية لمستلزمات تطوير التعليم الجامعي في الاقليم و محددة بمهنية علمية ابرز ما يجب توفيره من اجل النهوض به .. وكان هذا الحوار:

 
مال اللــــه فــــرج
   
خلال (12 ) عاما من المسؤولية كم 
تحددين نسبة التطور في نظام القبول
المركزي ؟


ــ البداية كانت بسيطة عندما تسلمت المسؤولية عام 1999 وكانت الاوضاع في الاقليم انذاك صعبة وكان عدد الطلبة قليلا وكنا نلجأ لتثبيت المعلومات بطريقة يدوية تقليديه ولذلك كنا نستعين بموظفين من رئاسة الجامعه ومن بقية الكليات لغرض ادخال المعلومات في استمارات القبول المركزي وكان ذلك يستغرق منا شهرا كاملا الى جانب التدقيق اليدوي ايضا , لكن قبل سنتين بدأنا بنقلة نوعية من خلال الاستعاضة عن التدقيق اليدوي بالتوثيق الالي للمعلومات حيث حدث ذلك خلال الكابينه الخامسه عندما كان السيد نيجيرفان البارزاني رئيسا للوزراء اذ قمنا بشراء اجهزة خاصة بضمنها سكنرات سريعة ومتطوره وخلال العام الماضي لم تستغرق العملية اكثر من يومين بعد ان كانت سابقا تستغرق شهرا وخلال ثلاثة ايام كنا قد انتهينا من ادخال المعلومات حول الخريجين كافة في الاقليم وتدقيقها بدون اية اخطاء  , اي ان المعلومات كانت دقيقة ومتطابقة 100% الى جانب سرعة الانجاز حيث تبلغ وفق الاسكنرات الموجودة لدينا ( 90 ) استمارة في الدقيقه لذلك فقد انجزنا الاستمارات خلال العام الماضي بثلاثة ايام فقط رغم ان عدد الخريجين كان كبيرا , اما في هذه السنه فان القبول المركزي كان على شكلين التقديم المباشر من خلال الوزارة والتقديم من خلال الانترنت  ونحن هنا في القبول المركزي كنا ندقق المعلومات لان اية تجربة جديده لا بد ان ترافقها بعض الاخطاء وفي هذه السنة انجزنا العمل خلال عشر ساعات فقط  والنتائج كانت ممتازه واصبح لدينا فريقين فريق يعمل على الستيكر وفريق يعمل  على الانترنت الجامعي وقمنا بعد ذلك بجمع عمل الفريقين لاستخراج النتيجه التي كانت اكثر دقة .
   
كم كانت نسبة الخطأ ؟

لم يكن فيها اية نسبة للخطأ والحمد لله فقد اكملنا عملنا ويمكننا اعلان النتائج في اية لحظة .

*ما أفضل وما أسوا ما موجود
في نظام القبول المركزي؟


-افضل ما في القبول المركزي انه يحقق العدالة المطلقة لانه يتعامل مع جميع الطلبة باسلوب واحد، بالنسبة للدرجات ولخطط الكليات والجامعات ولخيارات الطلبة انفسهم، هذه القواعد الثلاث تطبق على جميع الطلاب، وتحقق العدالة للجميع، اما بالنسبة للاسوأ، فان الكثير من الطلبة يشكون من عدم قبولهم في الكليات والاقسام التي يرغبون بها، وفي الواقع فان المشكلة الأساسية في الاقليم هي ان جميع الطلبة او معظمهم على الأقل لو تركنا لهم الخيار لاختاروا المجموعة الطبية، واذا لم يوفقوا في ذلك فان خيارهم الثاني سيكون المجموعة الهندسية، وبعد ذلك العلوم وسواها.. اما طلبة الاداب فان معظمهم يفضل قسم اللغة الانكليزية، اما طلبة الفرع الادبي فان اكثر من 90% منهم يفضلون القانون او السياسة، او التاريخ هذا يعني ان الطالب هنا لا يحدد ماذا يريد، لكنه يسير وفق ما يمليه عليه الأهل، واعتقد لو ان احد الطلبة حصل على معدل 90% واراد الانتساب لكلية أدنى فان أهله لن يدعوه يفعل ذلك، لكن بدأ المجتمع ولو بشكل ضئيل يتقبل رغبة الطلبة، مثلاً كنت أحاول تحفيز الطالبات للانخراط في قسم التمريض لان التمريض عندنا ضعيف وكن يرفضن.. لكن الان تغيرت الصورة قليلاً كذلك فان الاقسام الزراعية مشلولة لدينا لان الطلبة لا يرغبون التقديم لها.. فهم لا يرون فيها أي مستقبل لهم في حين انهم يرغبون التقديم لقسم الكومبيوتر مثلاً لان فرص العمل لهم بعد التخرج متوفرة.. وهكذا.
    
*متى سيتم الاعلان عن نتائج
 القبول في الجامعات؟

 
-خلال هذا الاسبوع.

*ما عدد الطلبة الذين ادوا
 الامتحانات النهائية وما عدد
الناجحين منهم؟


-الذين ادوا الامتحانات النهائية لجميع الفروع في الاقليم هم بحدود مائة الف طالب وطالبة، اما الناجحون منهم في الفرعين العلمي والادبي فهم بحدود (34) ألف طالب.
   
 
*خطة القبول المركزي هل
ستستوعب جميع الناجحين؟


-كلا.. بالتأكيد سوف يكون هنالك فائضون لان عدد المقاعد المتوفرة في الجامعات والمعاهد هي (29) الف مقعد دراسي.

*وماذا عن العام الماضي؟

-العام الماضي اول وجبة للقبول كانت (24) الف طالب، اما العدد النهائي للمقبولين فوصل الى (29) الف طالب وطالبة او ربما اقل.
 
*أي ان عدد المقبولين خلال
العام الماضي وهذه السنة
هم ذات العدد بدون زيادة؟


-لكن الطلبة الناجحين العام الماضي كانوا بحدود (42) ألف طالب.
 
*هذا يعني ان زهاء خمسة
الاف طالب من الخريجين هذا
 العام سوف يكونون خارج أسوار
 الجامعة؟


-بالتأكيد
 
ومالذي سوف يفعلونه ؟

ــ نحن اداة تنفيذية .. وهذه سياسة الحكومه او الوزارة والحكومه يجب ان توفر لهم العمل وليس نحن .

*اليس من أبسط حقوق
الطلبه حق التعليم؟


-بالتأكيد.
 
*إذاً، أين هذا الحق؟

-يجب ان نحدد حقوق الطالب بالتعليم الى اية مرحلة.
 
*التعليم الجامعي على الأقل؟

-لماذا التعليم الجامعي؟
 
*لان الطالب لن يجد فرصة عمل
 ما لم يكمل دراسته الجامعية،
 فما قيمة ان يتخرج من التعليم
الثانوي دون ان يجد فرصة عمل،
 بالاخص امام  سيل الشهادات
 وارتفاع المستوى العلمي في
 العالم كله.. وربما ان خريجو
 الجامعات بعد سنوات لن يجدوا
 فرصة عمل، لان اصحاب شهادات
 الماجستير سوف يحظون بها.


-نحن مرتبطون بخطة القبول التي تأتينا من الجامعات والمعاهد.
 
 
 
* نحن كأقليم مقصرون في عدم
 زيادة نسبة قبول الطلبة في
الجامعات تماشياً مع نسبة
 الخريجين؟


-لكنك اذا قارنت عدد المقبولين هذه السنة مع العام الماضي فان هنالك زيادة بحدود الف مقعد دراسي.
 
*كم طالباً خضع للامتحانات
النهائية العام الماضي؟

 
-(80) ألف.




*وهذه السنة (100) ألف يعني
 مع زيادة الطلبة عشرين ألفاً..
 فان الزيادة في المقاعد لم
تتجاوز الالف مقعد ؟


-يجب ان تأخذ نسبة النجاح ايضاً بنظر الاعتبار فمثلاً العام الماضي عدد الناجحين كان (42) الف طالب، في حين نجح هذا العام (34) ألف طالب.
 
*هذه مشكلة أكبر ان
تتراجع نسبة النجاح هكذا؟


- فعلاً .. المشكلة قائمة
 
* الا ترين اننا بحاجة لاعادة نظر في هذه القضية بالذات وتوسيع نسبة قبول الطلبة؟
- بالتأكيد، الآن لدينا جامعات كثيرة، وهذه السنة لدينا جامعات زاخو و كرميان، وحلبجة وجامعة اخرى، اربع جامعات جديدة لكن عدد الطلبة المقبولين فيها ربما اقل من القبول عندما كانت هذه الجامعات كليات فقط، والسبب ان هذه الجامعات في مرحلة النشوء وعدد الاساتذة قليل، كما ان قسماً من الاساتذة الذين يحملون شهادة الماجستير سافروا الى الخارج لاكمال دراسة الدكتوراه وامست مواقعهم خالية، مثلاً جامعة كرميان عندما كانت كليات فقط، كانت تستقبل اكثر من الف طالب، لكنها الآن تستقبل (500) طالب فقط اي  استيعابها  انخفض 50%.
 
* على الوزارة المعنية
معالجة هذا الخلل؟


- بالتأكيد.. بالتأكيد.. هذه سياسة الوزارة ويجب ان تعالجها.
 
* بالنسبة للطلبة غير المقبولين
ماذا سيكون مصيرهم.. هل
 يتوجهون للجامعات الاهلية؟

 
- طبعاً هنالك جامعات اهلية ولها خططها، والآن اعتقد انه توجد في اربيل بحدود عشر جامعات اهلية.
 
* هنالك جامعات امريكية و بريطانية
 ولبنانية وغيرها هل تتطابق معاييرها
 مع معايير الجامعات الاصلية في
 بلدانها او مع المعايير الجامعية الدولية؟


- هذا السؤال يجب ان يوجه الى مديرية التعليم الاهلي لانهم المشرفون على هذه الجامعات.
 
* وبشكل شخصي هل تعتقدين
 انها مطابقة لتلك المعايير؟

 
- كلا.. لا اعتقد. 
 
* كم ستكون مدة الاعتراضات
 على نتائج القبول.. وما طبيعة
 ألية الاعتراضات؟


- مدة الاعتراضات اسبوعان من تاريخ اعلان نتائج القبول، الخطوة الاولى على الطالب ان يبادر للتسجيل في الكلية او المعهد الذي رشح اليه ويقدم اعتراضه وفق التعليمات المحددة، اذا كان معدل الطالب ضمن المعدلات المقبولة، واذا كان قد ثبت اختياراته قبل الاختيار الذي ظهر اسمه فيه، فيحق له الاعتراض، وتقدم الاعتراضات لقسم التسجيل في الجامعات ويرسل لنا من قبلهم.
 
* هل يحق لخريجي المحافظات
 الآخرى خارج الأقليم التقديم
لجامعات الأقليم؟


- كلا.. لكن في حالة ان رغبوا النقل من جامعاتهم بعد قبولهم الى جامعات الأقليم فيحق لهم النقل وحسب درجات الأقليم والشروط الموجودة فيه كذلك فان عملية الاستضافة في جامعات الأقليم موجودة، لكن في نطاق ضيق.

الا ترين التعليم العالي في
 الأقليم بحاجة الى ستراتيجية
 علمية وفق المعايير الدولية
بعيداً عن الامزجة والاجتهادات
 الشخصية؟

 
- بالتأكيد. . وعلى ان لا تخضع للامزجه .
 
* ما اسوأ ما في التعليم العالي
 وما افضل ما فيه؟


- مثلما نوهت انت.. المفروض ان تكون هنالك سياسة وزارة وليست سياسة وزير، اذ لايجوز عندما يتم استبدال الوزير ان ينقلب كل شيء رأساً على عقب، المفروض عندما نضع اللبنة الاولى ان نضعها بشكل صحيح ونواصل البناء فوقها، وليس ان نضع اللبنة الاولى وبعد ان نبني فوقها يأتي وزير جديد ويبدأ من جديد، المفروض عندما يكون هنالك شيء صحيح فيجب ان نستمر عليه، اما الخطأ فعلينا ان نصححه قدر الامكان. . اما ان نأتي ونهدم كل شيئ ونقول ان كل شيئ كان قبلنا فهو غير جيد ونحن فقط الذين بامكاننا ان نفعل اشياء جيده فهذا غير صحيح , لاننا اذا استعرضنا تأريخ تطور العلوم فكم من الشعوب ومن الحضارات التي اضافت الى العلوم لبنة لبنه هل كان العلم قبلا بهذه الصورة ؟ بالطبع كلا , لقد بدأت الحضارة من ارض بلاد الرافدين ثم جاءت الحضارة الاسلاميه والثورة الصناعية وغير ذلك الكثير من التراكمات حتى اصبح العلم بهذه الصورة , فالعلم هو ارث لكل شعوب العالم  مثلما ارى وليس ارثا لشخص او اثنين او لشعب او شعبين ولا يمكن لاي شعب ان يدعي ان هذا ىالتراث العلمي ملكه لوحده .. هذا شيئ غير ممكن فكل شخص في هذه الدنيا اضاف شيئا عبر حياته مهما كان بسيطا  لان العملية تراكميه بكل تأكيد .

لكنك لحد الان لم تعطنا
نتائج القبول المركزي ؟


ــ صحيح لانني لا املك صلاحية الاعلان عن النتائج الا بعد استحصال الموافقات الرسمية بالاعلان عنها

لماذا لم تحصلي على الموافقه
في حين ان النتائج جاهزة ؟


ــ لم احصل على الموافقه لان السيد الوزير غير موجود وهو موفد بمهمة رسمية .

ما هي افضل ثلاثة جامعات
 في الاقليم ؟


ــ  هذا التقييم ليس من اختصاصي .. انا لا استطيع ان اقيم الجامعات .





ما رأيك من خلال مستوى
التدريس والنتائج ؟


ربما اذا حاولت ان اقيم الجامعات فانني سوف انحاز الى جامعتي , جامعة صلاح الدين .

لا اريدك ان تتحيزي بل انني
اريد وجهة نظرك ؟


ــ جامعة صلاح الدين طبعا هي جامعة عريقه .

ايهما الافضل جامعة كوردستان ام
جامعة صلاح الدين ؟


بالتأكيد ارى ان جامعة كوردستان  هي افضل جامعه  .

وبعد جامعة كوردستان ؟

ــ جامعات صلاح الدين والسليمانية ودهوك , لان احد مؤسسي جامعة دهوك كان معنا في القسم واعرف عن قرب كم كانت بداياتهم بسيطه .. والان اذا تشاهد جامعة دهوك فانك ستشاهد جامعه يمكن ان نفخر بها .
 
 
* ما أفضل ثلاث جامعات عراقية؟

- بالتأكيد جامعة بغداد، وجامعة الموصل، ويجوز البصرة  .

واذا كان التقييم يشمل
جامعات الاقليم ايضا ؟


 جامعة بغداد وجامعة كوردستان , الشيئ الجيد في جامعة كوردستان انها لا توفر فقط المادة العلمية للطالب لكنها تبني شخصيته ايضا الى جانب اللغة الانكليزيه .. ونرى الطلبه كم يكونون خجولين عند دخولهم الى جامعة كوردستان لكن بعد التخرج نرى ان الطالب باستطاعته ان يواجه المجتمع وان يتحدث بجرأة  وهذا ما يعجبني في جامعة كوردستان .

* هل جامعة كوردستان معترف بها؟


- طبعاً.. هي جامعة حكومية.

هل هنالك رقابة على اساتذة الجامعات
اذ ان بعضهم لا يلتزم بالساعات المقرره
للمحاضرات واخرون كثيرو التغيب  والبعض
لا يلتزم بالمادة العلمية المقرره ؟


ــ المفروض ان توجد رقابه .. وهذا السؤال يجب ان يوجه الى الجامعات مباشرة .

بعض الجامعات الاهلية يتم الغاءها بعد عام
دراسي مما يضع مصير الطلبه في مهب
الريح هل يجوز ذلك ؟


ــ بالطبع ان مصير الطلبه هو الذي يهمنا لان اي خلاف قد يحدث حول الجامعه لا يجوز ان يكون الطالب ضحية له فاذا كان اداء الجامعه سيئا لماذا تم اجازتها واذا كان ادائها جيدا لماذا لا ندعها تستمر وفي جميع الاحوال فان المفترض ان لا يتضرر  الطالب من اي اجراء يخص اية جامعه .

ما مدى مطابقة جامعات الاقليم
لمعايير الجامعات الدوليه ؟


ــ كيف بامكانك الحكم على معايير الجامعه وتقتنع بان هذه الجامعه متقدمه ؟ ان ذلك يتم من خلال مستوى البحث العلمي فيها .. وكم يمكن ان تخصص من الميزانيات للبحث العلمي , لنأخذ الميزانية المرصودة لاية جامعه من الجامعات وكم نسبة التخصيصات فيها للبحث العلمي عند ذلك استطيع ان احدد المستوى الحقيقي لتلك الجامعه 
هل تعنين انك لا تستطيعي
ان تحددي ذلك لي الان ؟


ــ ماذا اقول لك اذا كانت لدينا مختبرات لحد الان يرثى لها
.
اذا نحن لا زلنا متخلفين من   
من الناحية العلمية ؟


ــ انا اتحدث عن مختبرات الفيزياء لانني استاذة فيزياء , المختبرات لدينا في حالة يرثى لها


هل ذلك بسبب الفساد
ام لقلة الخبرات ؟


ــ لا اعرف .. لا استطيع تحديد السبب , اذا تريد تطوير البحث العلمي .. اذا تريد تقدم علمي فعلا فعليك  صرف النقود .
 
* هل حظي ابناء المسؤولين
 والسياسيين برعاية خاصة او
 بمفاضلة عن الآخرين وفق ضغوط
سياسية او حكومية؟


- ابداً.. خلال (12) سنة في هذا المكان لم تمارس اية ضغوط علي.. 
.
الم تحدث وساطات مثلا ؟

ــ الوساطات لم ولا اقبلها بالمره وهي لم تحدث الا من قبل اشخاص عاديين , الشيئ الجيد في القبول المركزي انه منذ اللحظة الاولى عندما استلمت مسؤولية القبول اكدت على ان القانون هو الذي يجب ان يطبق وطبقت ذلك على نفسي قبل ان اطبقه على الاخرين , وعلى سبيل المثال فأن ابنة اخي عندما تخرجت من الاعداديه كان مجموعها ( 434 ) درجه وتم قبول الطلبه في القسم المسائي في كلية الادارة والاقتصاد لمن كان مجموعهم ( 435 ) درجه اي ان الفارق كان درجة واحده ولم اقبلها علما ان والدها كان عميدا لكلية الادارة والاقتصاد وارسلناها الى جامعة جيهان الاهليه وتخرجت منها , اننا طبقنا القانون والتعليمات على انفسنا اولا  حتى يدرك المواطنون بان القانون يطبق على الجميع .. وثق لغاية اليوم لم يضغط علي اي شخص او اي مسؤول لكن كان هنالك شيئا واحدا وهو قبل خمس سنوات او اكثر  كان هنالك قبولا في قسمي القانون واللغة الانكليزية القسم المسائي تحت بند قبول خاص وكانت العملية محدودة للغايه وانتهى ذلك .
هل نستطيع القول ان سياسة القبول سياسة
مستقله وسياسة عادلة 100%  وخاضعة للضوابط
100% ولا يمكن خرقها باي شكل من الاشكال ؟


ــ ثق .. في جميع الاحوال لم نقبل اي طالب الا وفق استحقاقه .. وللامانه فان المسؤولين الكبار لم يتدخلوا ابدا ولم يتصلوا ولم يفرضوا علينا اي شيئ , بل بالعكس كانوا يشجعوننا على الدوام على عدم قبول اية ضغوط علينا .

ما مستوى الفساد المالي
والاداري في الجامعات ؟


ــ لا ادري ولا امتلك اية معلومات .

الا تعتقدين ان جامعات الاقليم
بحاجة الى تحديث مبرمج حتى
 لا نتخلف عن الركب الجامعي الدولي
وحتى تتخلص من تقليديتها ؟


ــ انا مع ان تتخلص الجامعات من تقليديتها لكن يجب ان يكون ذلك وفق خطوات مدروسه خطوة خطوه لان التغيير الراديكالي لا ينفعنا , نحن بحاجة الى خطوات متتالية علينا ان نبدأ بخطوة صحيحه ونبني عليها خطوة اخرى وهكذا اذ لا يمكن ان نسير خمسة خطوات الى الامام ثم نتراجع ست خطوات الى الوراء ... الجامعات يجب ان تتطور والبحث العلمي يجب ان يرصد له مبالغ جيده واذا تسألني عن رأيي اقول ان المبالغ المرصوده للطلبة لتغطية دراساتهم خارج الاقليم وخارج العراق شيئ جيد لكنني كنت افضل ان يتم رصد نصف هذا المبلغ لانعاش الجامعات لان اوضاع جامعاتنا ليست جيده جدا ومختبراتنا متعبه ونتساءل لماذا لا نستطيع استيعاب هذه الاعداد من الطلبه ؟ لانه لا توجد قاعات ولانه لا توجد مختبرات , طيب لماذا لا توجد مختبرات ؟ لو ان نصف هذه الميزانيه رصدت لتطوير جامعاتنا اعتقد ان الوضع كان سيكون افضل .

ما نوع المحفزات بالنسبه لطلبة
الدراسات العليا ؟


المحفزات هي تعديل الرواتب الى جانب تحمل حكومة الاقليم لمصاريف الدراسه .

اين تضعين الجامعات الكوردستانية
بالنسبة للجامعات العالميه ؟


ــ ببساطه يمكنك الدخول عبر الانترنت وتشاهد ليس جامعات كوردستان فقط ولكن الجامعات العراقيه اين اصبحت .. في القائمه التي تضم افضل ( 100 ) جامعه عالميه لم تكن فيها الا جامعة عربية واحده هي جامعة القاهره وكانت في نهاية القائمه ولكن لا توجد اية جامعة عراقية .

هل نطمح ان تحتل احدى الجامعات
العراقية والكوردستانيه موقعها ضمن
قائمة افضل الجامعات العالميه ؟

ــ نتمنى ذلك .

لماذا لا نعمل بدل التمنيات ؟

ــ هذا هو السؤال لماذا لا نعمل .

لماذا لا نستقدم اساتذة جامعيين
من الخارج بنسبة معينة سنويا
لتطوير مستوى التدريس الجامعي ؟


ــ لماذا لا اذا كان ذلك سيؤدي لتطوير الجامعات بشرط ان نستقدم اساتذة اكفاء وليس اساتذة تقليديين لالقاء المحاضرات وحسب .. يجب اولا تطوير مراكز البحوث في الجامعات وكذلك تطوير الاساتذه لان بعض الاساتذه ينجزون بحوثا لاجل الترقية فقط  وليس لاجل تطوير المستوى الجامعي لانهم محملين باعباء دراسية كثيره   
تطوير التعليم
 
* ما ابرز ثلاثة اشياء نحتاجها
لتطوير التعليم الجامعي؟


- اولاًَ.. تخصيص مبالغ للبحث العلمي وفق موازنات كافية، الشيء الثاني، الكل يعلم بأننا انقطعنا فترة طويلة عن الركب العالمي، الحصار الاقتصادي والحروب المستمرة، والأقليم كان يرزح تحت حصارين، هذه الاسباب ادت بالاستاذ الجامعي الى الانكفاء، ولم تكن تصلنا ورقة واحدة، لذلك مع وجود الانترنت و سهولة الحصول على المعلومات.. الا اننا نحتاج الى تدريب للاساتذة، ليس عمداء ورؤوساء اقسام فقط يذهبون، بل يجب ان يكون للاساتذة حصتهم لانهم الاساس وليس الشخص الاداري فقط .
 
* وثالثاً؟

-  يجب ان تكون هنالك عدالة بحيث اننا عندما نرسل اي شخص للدراسة او لمؤتمر علمي يجب ان لا يقتصر ذلك على شخص او اثنين او ثلاثه والبقي ينتظرون بلا نتيجه .. علينا ان نبتعد قليلا عن هذا الاسلوب في ايفاد الاشخاص الذين يحظون باعجابنا فقط .. اما الذين لا يحظون باعجابنا فلا نوفدهم  رغم انهم يمكن ان يكونوا الافضل والاحق بالايفاد .

هل تعنين الزامية الاحتكام
 للكفاءه في الايفادات ؟


اجل الكفاءة يجب ان تأخذ دورها في اي مكان , يجب ان لا يصل الشخص الى اي موقع ان لم يكن كفوءا , لكن الذي يحدث للاسف التملق وربما النفاق هو الذي يلعب دوره .. النفاق وتخصيص المبالغ .. اعتقد ان عملية تطوير الاساتذه اذا اخذناها بشكل جدي فبامكان جامعاتنا ان تتقدم لاننا لسنا اقل من الاخرين , انا من الذين درسوا في بريطانيا  وثق بان الطلبة العراقيين كانوا افضل من بقية الطلبه الموجودين هناك

كانــــــوا ؟

ــ وما زالوا لو تذهب الى المستشفيات البريطانية سوف تشاهد ان العراقيين يحتلون المواقع المتقدمه وكذلك في المانيا وامريكا وبقية الدول الاوربيه   وفي مختلف المجالات
  وعلى سبيل المثال فأن الفريق العلمي الذي قام باستنساخ النعجة (دولي) كان يضم دكتورة عراقية وهي من العناصر الاساسية التي شاركت وهي الدكتورة منيرة افارسياك.. لدينا كفاءات عراقية في كل الدول المتقدمة، لكن للأسف لايتم الاستفادة منهم هنا في بلدنا.
 
هل تودين اضافة ملاحظة ما
او التطرق لموضوع لم نتطرق اليه ؟


ــ وهل تركت شيئا لم تتطرق اليه ؟

حوار  :  مال اللـــــه فـــرج



364
مشاكسة
جامعــــــة
 الشـــــكوك العربيــــــة
مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

نجح الاوربيون في رمي طوق النجاة الى اليونان وانقاذها من الغرق في بحار الديون وفي الازمة الاقتصادية  باتفاقهم على شطب نصف ديونها وبذلك استطاعوا محاصرة الازمة وايصاد الابواب امام حرائقها والحيلولة بينها وبين امتداد السنة لهيبها الى بقية الدول الاعضاء  .

     بنفس الوقت نجحت الجهود العربية في نشر غسيل فضائح الرؤساء العرب وابنائهم الذين اطاحت بهم تداعيات الربيع العربي على حبال الفضائيات والمواقع الالكترونية في الوقت الذي فشلت فيه هذه الجهود القومية  (( الاصيلـــــه ))في اغاثة الجياع  وفي اكساء العراة  وفي اطفاء ربع الديون العربية بين الدول المفرطة في الغنى وبين الاخرى المفرطة في الفقر  .

   كذلك فقد نجحت الجهود العربية بامتياز في اثبات براءة  رمز الارادة القوميه والوحدة العربية الفنانه هيفــــــاء وهبـــــي من شريط الفديو (( الامبريالي الصهيوني الرجعي )) الدنيء الذي ظهرت فيه وهي تقبل ابن العقيد القذافي بعد ان اثبتت اجهزة المخابرات العربية واللجان الفنية والمختبرية وتحليلات الحمض النووي ان من ظهرت في الشريط  (( المدســـــــوس )) كانت شبيهة الفنانة المذكورة وبذلك سجلت الجهود العربية انتصاراً تأريخيا مجيداً جديداً يضاف لانتصاراتها الملحمية في الوقت الذي فشلت فيه فشلاً ذريعاً في اطفاء لهيب ربع الخلافات العربية ــ العربية وفي تحقيق عشر الاهداف القومية اعربيه لكنها نجحت في انتاج وتسويق الاف الاغاني والاناشيد الحماسيه التي تتحدث عن الامجاد العربية وعن الوحدة العربية وعن التاريخ العربي والحضارة العربية وعن الانتصارات العربية والتي لو وظف ريعها لدعم الدول العربية الفقيرة ربما لتغير حال هذه الامة التي تتغنى بوحدتها التي ما تزال سرابا ليل نهار في الوقت الذي تمزقها فيه تناقضاتها.

     ولعل من الغريب والطريف ان الاتحاد الاوربي الذي تشكل بعد ست سنوات من انبثاق الجامعة العربية عام 1945 ويضم 27 دولة ورغم انه يتحدث بـ (( 23  )) لغة رسمية الا انه استطاع القفز فوقه ولم يستطع حاجز اللغة وسواه من الحواجز الاخرى عرقلة جهود الوحدة الحقيقية في القرارات والمواقف وفي تبني ستراتيجية اقتصادية موحدة انتجت السوق الاوربية المشتركة وعبرت الحواجز الكمركية والغت تاشيرات التنقل ووحدت الجهد الاوربي في حين ان جامعة الدول العربية التي تضم ((22)) دولة و اربعة مراقبين ورغم انها تتحدث بلغة رسمية قومية واحدة الا انها فشلت فشلاً ذريعاً في توحيد صفوف الدول الاعضاء  ومواقفهم وقراراتهم حيث اخفقوا وعلى مدى (( 66 ))  عاما  وهم يتحدثون لغة واحدة وينتمون الى قومية واحدة   ويجمعهم تاريخ واحد ومصير مشترك كما يؤكدون في تبني ستراتيجية اصلاحية اقتصادية موحدة قادرة على النهوض بالمجتمع العربي ومعالجة ازمات الفقر والجوع والبطالة والامية وبذلك بقي حلم (( الســـوق العربيــــــة المشتـــــــركة )) معلقا على جدران الامال المستحيلة  تماما مثل حلم (( الوحـــــدة العربيــــــــــة ))  .

    فلا الاغنياء العرب اشبعوا جياع الامة.. ولا المترفين منهم اغاثوا فقراء الامة ولا الحكام انفسهم تجاوزوا خلافاتهم الشخصية تجاه بعضهم واحتكموا للمصالح القومية  لانهم او بعضهم على الاقل غير مؤمنين بها اصلا لذلك بقي الشارع الشعبي العربي الذي يعيش افرازات تناقضات حكامه يملأ بطون فقرائه بالاناشيد   والاغاني   والخطب والشعارات القومية الحماسيه التي لها اول وليس لها اخر, والتي ليس بمقدورها ان تشبع جائعاً او ان تكسي عارياً او ان توفر فرصة عمل لعاطل او ان تعلم امياً او ان تستصلح شبراً من الارض او ان تبني مصنعاً او ان تعالج مريضاً او ان تستأصل وباءاً.

     في ظل هذه التناقضات العربية _العربية فشلت الجامعة العربية في جميع تطلعاتها وامالها واهدافها وبرامجها القومية وبقيت نداءات وبيانات وقرارات وتوصيات القادة العرب التي عادة ما يتخذونها (( بالاجمـــــاع )) رغم تناقضاتهم ومشاحناتهم وتوجسهم من بعضهم حفاظاً على  ((الهيبـــــــة القوميــــــــة )) حبراً على ورق.

     فلا التكامل الاقتصادي تحقق ولا الحواجز الكمركية رفعت ولا التنقل بين ((  اقطـــــار )) الامة   الواحدة اصبح يسيراً ولا انتقال الايدي العاملة اصبح سهلاً ولا العملة العربية توحدت ولا العائدات المالية الضخمه للبلدان النفطية وجدت طريقها الى التنمية العربية المستدامة في الاقطار الفقيره وبقي الجياع العرب يزدادون جوعاً  والفقراء العرب يزدادون فقراً والعاطلون العرب يتضاعفون عدداً والاثرياء العرب يزدادون ثراءا لأن الاموال العربية كانت تظل طريقها دائما الى البنوك والمشاريع والشركات العربية لكنها تعرف طريقها جيداً الى البنوك والشركات الاوربية ومع ذلك ما يزال الحكام العرب يتغنون  بالامجاد العربية وبالمصالح العربية والاهم بالمصير العربي المشترك .. في حين ان الجماهير العربيه  تبحث بادق اجهزة السونار المتطورة عن منجز واحد من هذه المنجزات القومية فلا تجد الا السراب ذلك لان الحكام العرب لم يتفقوا كما يبدو عبر تاريخهم القومي الحافل (( بالامجــــاد والانتصـــــارات ))   الا على قرار ستراتيجي تاريخي قومي  ثوري واعد واحد  وهو انهم  (( اتفقــــوا ا علــــى ان لا يتفقــــــوا )).

     لعل ذلك ما يفسر مواقفهم المتناقضة من التحولات السياسية الراهنة وافرازاتها في المنطقة فحيث يراها البعض (( ربيـــعاً عربيــــا )) فان البعض الاخر يراها (( صيفـــاً  )) ملتهباً ينذر بحرائق كثيرة واخرون يرون فيها (( خريفاً  )) ينذر بتساقط اخرين مثل تساقط اوراق الشجر ويفسها اخرون (( بشـتاء ))  ينذر بعصر جليدي  من الفوضى السياسية والاقتصادية والامنية لا مكان فيه للضعفاء والفقراء والمعدمين.

     وبين هذا وذاك وحيث فشلت الجامعة   في انجاز خطوة واحدة من مبادئها واهدافها وتطلعاتها   القوميه بسبب سيادة مشاعر الشك والريبه والتناحر وعدم الثقة والتوجس بين الحكام  العرب ربما امست الامة العربية بحاجــة لانبثاق جامعــة جديــدة تعبر باصدق وادق صورة عن الواقع العربي الراهن تلك هي (( جامعــــة الشكــــوك العربيـــــة )) .
     و ...  امجـــاد يا عـــرب امجـــــاد.


365
مشاكسة
مصالحـــــه ..
 ام (( مصالخـــه )) ؟؟؟
مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل مخاض العراق في بناء تجربته  ((  الديمقراطيـــة  )) الفريدة الجديدة, لم ولا ولن يشابهه اي مخاض سياسي اخر سواء في صعوبته او في تعقيداته او في فوضويته التي اطاحت بمنتهى الجدارة بكل الستراتيجيات والثوابت والاعراف والقيم والمبادئ الدولية القانونية منها والانسانية واحتكمت الى المزاجية والمصالح السياسية والاجتهادات الشخصية لتمسي هذه التجربة الفريدة كمن يخطط  لبناء ناطحة سحاب دون اسس حقيقية على الارض .
       ولعل في مقدمة ذلك سعي القوى السياسية والاجهزة المعنية  لرأب الصدع بين المكونات الاجتماعية و السياسيه و((اجتثاث)) ثقافة العداء والتهميش والتفرد  والاقصاء ومعالجة جراحات الماضي واعادة ترتيب  اوضاع البيت العراقي من الداخل عبر العمل الجدي لمعالجة جميع التناقضات وردم هوة الصراعات ومحاولة توحيد الجهد الوطني بالاحتكام  للمواطنة بعيداً عن المصالح الفئوية والسياسية والشخصية  .
        ولاجل ذلك انطلقت بقوة وضجيج كبيرين  شعارات المصالحة الوطنية التي  تبلورت فيما بعد بوزارة مختصة بغية توحيد الجهد الوطني في مواجهة تحديات العنف والارهاب والجريمة المنظمة من جهة والنهوض باعباء البناء الجديد من جهة اخرى ولعل شعار  (( الشـــراكة الوطنيـــــــــة )) الذي ما يزال بعد سنوات يبحث عن مضمونه الحقيقي دون جدوى ما يؤشر فعليا بعد المسافة بين الشعارات وتطبيقاتها الفعلية على الارض بفعل محاولات الهيمنة هنا.. والاقصاء هناك.. والتهميش هنا.. والالتفاف هناك والتفرد هنا والتطرف السياسي هناك.. مما جعل حالنا حال من فقد الخيط والعصفور معــــا .
          بيد ان الاخطر والامر التحول الخطير  لـــ((المصالحــــة الوطنيـــــة)) الى ((  مصالخــــــــــة )) وطنية من خلال الاجتهادات تارة والاهداف السياسية تارة اخرى ومن خلال الامزجة تارة والقصد الواضح في الاقصاء تارة اخرى بالاخص في استهداف  الكوادر والملاكات العلمية الوطنيه في وقت يشكو فيه العراق من اغتيال اكثر من خمسة الاف من كوادره العلمية من الاطباء والمهندسين ورؤساء واساتذة الجامعات والصحفيين والاعلاميين والمفكرين فضلاً عن هجرة عشرات  وربما مئات الالاف من هذه الكفاءات الى خارج الوطن هربا من العنف والجريمة المنظمة تارة ومن الاستهداف المقصود والمحدد غالبا لاهداف وغايات شتى لتعيش الغربة والضياع مما ادى الى تردي المستويات العلمية  وبروز ظاهرة الشهادات المزورة التي امست رصاصة الرحمة التي قضت على اخر الامال الوطنية في الاعتراف بالشهادات والوثائق العلمية العراقية في الخارج بالاخص وان هنالك اتجاهاً ((تربويــــــــا))  عبقريا فريدا بمنح الطلبة الراسبين فرصة ثالثة لاداء الامتحانات  النهائيه وربما تتطور هذه   الفرصة لتصبح محاولة رابعة وخامسة وعاشره  لنقرأ ايها الكرام على المستوى العلمي في بلادنا السلام.
      في خضم ذلك تناقلت أجهزة الاعلام انباء  الصولة العلمية الوطنية التاريخية الحاسمه للوزارة المعنية وتجسيداً لقيم ومبادئ واهداف ((المصالحـــة الوطنيـــة))  بالاقدام على فصل (( 140 )) استاذاً جامعياً وموظفاً من جامعة واحده  بذريعة شمولهم باجراءات هيئة ((المســـــاءلة والعدالــــــة)) مما دفع المحافظة المعنيه التهديد بقطع التيار الكهربائي والمشتقات النفطية عن بغداد والمحافظات فضلاً عن استقالة رئيس الجامعة  احتجاجاً على هذا الاجراء الثوري الفريد العتيد في ترجمة قيم وتفاصيل ((المصالحـــة الوطنيـــــة)) في خضم تساؤل مشروع وهو ان كان هؤلاء حقا مشمولين بهذه الاجراءات (( القانونيــــــــه )) فلماذا لم تطبق عليهم خلال السنوات الماضيه ؟؟؟ وهل من المعقول والمقبول والواقعي والمنطقي قطع ارزاقهم وحرمان عوائلهم من مواردهم الاساسيه ؟؟؟.
        ان هذا الاجراء  ((الوطنــــي الجــــــديد المجيـــــــد )) لو طبق على جميع المحافظات (( باستثناء اقليم كردستان بالطبع الذي جسد فعلياً وعلى الارض ليس قيم المصالحة الوطنية فحسب ولكنه جسد اروع قيم   المحبة والتسامح والتاخي ))  فان معنى هذا ان ما لا يقل عن ((  2100 )) كفاءة عراقية وادارية من مختلف المستويات والاختصاصات قيد الاطاحة بها من مختلف الجامعات  عبر التنفيذ المزاجي للمصالحة الوطنية باجراءات غاية في (( الثوريــــــــة والشفافيـــــة ))  في وقت يشكو فيه الواقع التربوي والجامعي في العراق من شحة الكوادر والكفاءات العلمية اما لو تم تطبيقه على جميع الوزارات والدوائر والمؤسسات فسوف تكون الكارثه الحقيقيه بافراغ هذه المؤسسات من اصحاب الكفاءات الحقيقيه وبما يفسح المجال ربما امام ذدي الشهادات المزوره لاحتلال مواقعهم .
       أما التشكيك بهذه الكوادر بذريعة  ضلوعها  بجريمة ((  تبعيث )) التعليم فاننا لابد ان نتساءل متى كانت النظريات والقيم والمبادئ والاتجاهات العلمية تخضع للتسييس وفق هذا الاتجاه السياسي او ذاك؟؟ وكيف يمكن مثلاً ان يجعل اي استاذ من هؤلاء الاساتذه  من قاعدة ارخميدس وقوانين نيوتن واقتصاد السوق والانشطار النووي والتفاعلات الكيمياوية والفلسفة اليونانية ومسرحيات شكسبير وبدائل الطاقة وقصائد المتنبي والمعري وعلوم الفضاء وجراحة القلب والانترنت وتخطيط المدن ولوحات دافنشي وفائض القيمة اسلحة واجهزة ومعدات فكرية وعلمية للترويج لحزبهم   والاهم اين المصالحة الوطنية الحقيقية من مثل هذه الاجراءات (( التربويــــــــــــــة ))   .
      لقد سقط وانتهى النظام البائد بكل تأثيراته  منذ اكثر من ثمانية اعوام وبتنا احوج ما نكون الى المصالحة الوطنية  الحقيقيه من اجل تضميد جراحاتنا ورأب الصدع بين القوى السياسية وتعزيز وتعميق الوحدة الوطنية على اسس حقيقية من خلال المساءلة  والعداله الجاده التي يجب ان تطبق على الجميع دون استثناء  بالاخص على قتلة العراقيين سابقا ولاحقا والفاسدين وسارقي المال العام والمزايدين السياسيين والمتاجرين بالمصالح الوطنية الستراتيجيه وسماسرة الدول الاقليميه , وتطبيق المساءله بحق من تثبت ادانته باية جريمة ووفقاً للطرق  القانونيه والقضائية وتطبيق العدالة وانصاف من لم تتلطخ يديه بدماء شعبه والاحتكام لقيم التسامح والتاخي وعبور الماضي وجراحاته وماسيه بدل مثل هذه الاجراءات التي تمثل النقيض تماما للمصالحة الوطنية بل تحول المجتمع الى حلبة (( للمصارعـــــــــــــة  )) الوطنية وربما ستتطور مع الزمن ليطالب البعض  بمواصلة اجراءات الاجتثاث ضد ابناء واحفاد المشمولين بالمساءلة والعدالة واحفاد احفادهم الى يوم الدين .
       ترى اذا كانت المصالحة الوطنية لا تستهدف هذه القطاعات الشعبيه الوطنيه  وسواها فهل تستهدف المصالحة مع الصومال وجيبوتي وجزر القمر.
       اخيراً ايها الغيورون على العراق وسلامته وحقوقه ومصالحه وحقوق ابنائه  ان العراق بات الان واكثر من اي وقت مضى بالاخص وهو يواجه اخطر التحديات المركبه واشرسها بحاجة فعلا لمصالحة وطنية حقيقية والحيلولة دون ان ينزلق لاية تخندقات او استقطابات سياسية وغير سياسيه لن تؤدي الا الى المزيد من الماسي والكوارث والانشقاقات والنزف الوطني وعلى الجميع التصدي بالارادة الوطنية الحازمه والحاسمه لكل من يحاول تحت اية ذريعة او غطاء او ربما اجتهاد تحويل المصالحه   الى (( مصالخــــــــة )) او الى (( مصارعــــــــــة )) وطنية لا تخدم الا الاجندات  والمصالح الخارجية على حساب المصالح الوطنيه  .
      فشتان ما بين المصالحــــــــــــه والمصالخــــــــــــه .
 

366
مشاكسة
وزارات
انســـانية متنقلـــــه
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

هزني بعنف الموقف الانساني الكبير لمسؤول رفيع ابى ألا ان يستذكر مع اطلالة العيد السعيد بتألم وتأثر شديد اخوانه في الانسانية واشقائه في الوطن والدين من الفقراء والارامل واليتامى والمعدمين, وقرر ان يدخل البهجة الى قلوبهم اجمعين بتصرف انساني مبين.
       ووفق ما تناقلته اجهزة الاعلام في هذا المقام مبادرة المسؤول الهمام بتوظيف ((جــــزء يسير)) من المال العام لخدمة الارامل والايتام بعيداً عن الشعارات والخطابات والتصريحات ومعسول الكلام.
     وبدلا  من ان يقتطع ((جــــــزءاً)) ولو متواضعاً من ثرواته وامواله ومن رواتبه ومخصصاته واجوره وممتلكاته لمساعدة اشقائه في الوطن والدين من الفقراء والمتسولين والجائعين ومن القاطنين في اكواخ الصفيح والطين ومن العاطلين والمشردين ومن المهجرات والمهجرين فان مشاعره الانسانية اكتشفت ان الاموال الحكومية ربما اكثر فائدة واعمق معنى وتاثيراً من امواله الشخصية في التعبير عن مشاركته الانسانية لظروف ومعاناة هذه الشرائح الوطنية.
          امتشق صلاحياته الدستورية بمنتهى الامانة والفروسية وابى الا  ان يجسد مشاعره الانسانية ومشاركته الوجدانية لهذه الشرائح الوطنية وبادر بطلب تخصيصات مالية فورية ووضعها في ظروف بريدية ولم ينسى ان يثبت على كل ظرف من تلك الظروف المحتويه على تلك المساعدات النقدية عبارة وجدانية بمنتهى الشفافية ((هديــــــــــة فلان الفلاني )) وسلمها لرفاقه في المسؤولية لتوزيعها على تلك الشرائح الاجتماعية وبذلك ربما سجل سبقاً انسانياً في التقاليد والاعراف الدولية والانظمة والمبادئ والتطبيقات القانونية عبر براءة اختراع وطنية حول كيفية توظيف الاموال الحكومية في الحملات الدعائية السياسية والشخصيه باغطية انسانية.
         السؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو تم تعميم  (( بــــراءة الاختـــــراع ))   هذه على كل الدول النائمة والنامية والمتسولة والمتوسلة والجائعه والضائعة وفق جميع المستويات الحكومية والبرلمانية والسياسية بحيث يصبح وفقاً للقوانين والانظمة والاحكام الدستورية من حق كل رؤساء الجمهوريات ورؤساء الحكومات ومجالس النواب ومن حق كل وزير وبرلماني ورئيس حزب سياسي اقتراض او اقتطاع او استلام  او المطالبه بحصص  ومبالغ معينة في مختلف المناسبات الوطنية والقومية والدينية من   
الوطنية والقومية والدينيه من الخزينة المركزيه ووضعها في ظروف بريدية وتثبيت عبارة ((هديـــة فـــــلان الفلانــــي)) عليها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وعلى الارامل واليتامى والمسحوقين وعلى المهجرين والمتسولين وعلى العاطلين والمتعففين دون ارقام واحصائيات ودون دلائل وشواهد ومستمسكات حول الاسبقية والاحقية والاشد حاجة من هذه الشرائح والمكونات.
       ترى هل سيشبع الجياع تماماً ويكتسي العراة ؟؟؟ هل سيكتفي اليتامى والارامل و يستقر المشردون والمشردات و هل سوف تنتهي ماسي المتسولين والمتسولات بمثل هذه المبادرات ؟؟؟.
    ثم الاهم من هذا وذاك اذا كان كل مسؤول سوف يبادر بتجسيد مشاعره الانسانية ومشاركته الوجدانية بهذه المساعدات ((الشـــــــخصية)) من الاموال الحكوميه فما فائدة وجود وزرات للعمل والشؤون الاجتماعية سواء في الدول الفقيرة او الغنية وما فائدة خطط وستراتيجيات وبرامج الرعاية الاجتماعية اذا كان كل مسؤول بامكانه ان يتحول الى  ((  وزارة انسانية متنقله ))  لتوزيع المساعدات المالية من الميزانيات الحكومية؟؟؟
     ثم اين قيم العدالة والمساواة في شمول ((بعــــض)) المحتاجين بهذه ((المكـــــارم)) الانسانية وحرمان الغالبية منها؟؟ وهل ذهب المعنيون بالتوزيع الى مكبات الطمر الصحي التي اقام حولها العديد من العوائل المتعففة وهي بالاحرى ((متعفنــــــة لفرط فقرها وافتقارها لابسط مقومات الحياة الانسانيه )) اكواخ الطين والصفيح وهي محرومة من ابسط حقوقها في الخدمات العامة وللمياه الصالحة للشرب لتقديم المساعدات لها   ؟؟؟.
     بيد ان التساؤل الاخطر والامر ماذا لو ان قسماً من هذه المساعدات الوجدانية ذهب الى غير اهدافها ((الانسانيــــــــه ؟؟؟ .   
      اليس من الافضل والاجدر والاهم والاروع لو ان المسؤولين عامة وممثلو الشعب خاصة سواء في البرلمانات او مجالس النواب او مجالس الامة  في هذه الدول الضائعه والجائعة بادروا بتلمس حجم الفاجعة وغادروا ولو ليوم واحد في الشهر مكاتبهم المكيفة وتنازلوا عن هواياتهم المفضلة بالتصريحات الصحفية وفي استعراض اناقاتهم وبلاغاتهم الخطابية امام العدسات الفضائية وذهبوا الى هذه الاحياء الشعبية ليتلمسوا بانفسهم اوضاعها المأساوية وليثبتوا بانفسهم اعداد الجياع والعراة والمتسولين والعاطلين والمقعدين والارامل واليتامى والمشردين والمهجرين وفق ارقام واحصائيات ميدانية ومن ثم صياغة ستراتيجيات وطنية للنهوض بهذه الشرائح الاجتماعية بدل هذه المعالجات الانية الفردية في المساعدات المالية وتوظيف المال العام للدعايات الشخصية تحت اغطية انسانية.
       اخيراً ايها السادة الكرام ان القاعدة العلمية والانسانية والوطنية تقول
,
((بدل ان تنثر المساعدات المالية اعمل لاقرار الضمانات الاجتماعية .....وبدل ان تساعد متسولاً جد له عملاً  )).
 

367
مشاكسة
اجراءات صاروخيــه
واخــــرى سـلحفاتيــه
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل اشد ما يثير الشعوب ويستفزها في مختلف الدول الناميه والنائمه ويشعل نيران الغضب وثورة العتب في اعماقها تصريحات بعض مسؤوليها الرفيعي المستوى الذين اختصروا جميع قواميس اللغات وحددوا المسؤوليات الممنوحة والصلاحيات المفتوحة لهم بكلمة واحـدة ((  يجــــــب  ))  .
فهؤلاء المسؤولين بالاخص في الدول المستجدية والمستلقية والمتسولة والمتوسلة الذين عادة ما يرتدون افخر الملابس من اعرق دور الازياء الاوربية في الوقت الذي ربما ترزح فيه نسب مأساوية من شعوبهم المبتلية بعبقريتهم القيادية تحت خط الفقر والذين يضع معظمهم ارقى العطور الباريسية في الوقت الذي تزكم فيه الروائح النتنة لطفح المياه الثقيلة معظم الاحياء الشعبية وفي الوقت الذي يبذر فيه بعضهم الاف الدولارات على تربية وتدريب وعلاج كلابهم المدللة فأن عشرات الالاف من اطفال شعوبهم يبحثون في سلال القمامة عن كسرة من بقايا رغيف  خبز ملوث ومهين لملئ معداتهم الخاوية وفي الوقت الذي ربما يصرف بعضهم المليارات من الخزينة الحكومية لتأثيث منازلهم ومكاتبهم  يعيش فيه الالاف من المعدمين في اكواخ الطين والصفيح وفي الوقت الذي يبادر معظم هؤلاء المسؤولين بتوظيف ابنائهم واخوانهم واقاربهم في ارقى الدرجات الوظيفية استثناءاً من شروط التعيينات المركزية فأن انياب البطالة والفقر والعوز والتشرد تنهش الاف الكفاءات العلمية يتبجح هؤلاء المسؤولون بالمصالح الوطنية وبالشعارات الوطنية بالاهداف الوطنية وبالامانة في صيانة المسؤولية الوطنية وليس في جعبتهم السياسية والرسميه من الصلاحيات التنفيذيه الا كلمة    (( يجــــب )) الســـــحرية.
      فهذا المسؤول الرفيع عندما يزور عدداً من السجون والمعتقلات ويصطدم باثار افظع اعمال التعذيب والانتهاكات يعتصر الالم قلبه وهو يصرخ بغضب ثوري ((يجـــــب)) معاقبة كل المسؤولين عن هذه الانتهاكات و ((يجــــب)) تطبيق معايير حقوق الانسان و ((يجـــــب)) توفير الاجواء النموذجية في دور (( الاصـــــلاح )) هذه وهكذا يشبع السجناء بوجبة دسمة من كلمة ((يجــــب)) وربما تكون حصة كل سجين منهم مائة قطعة من هذه الكلمة السحرية دون ان يتبع ذلك اية اجراءات فعلية تنفيذيه .
     ومسؤول اخر عندما يفاجئ بالتظاهرات الحاشدة وبالاعتصامات الصاخبة المنددة بغياب الخدمات وبطفح المياه الثقيلة وبالمستنقعات وبتلال القمامة لا يتوانى عن الاحتكام لحسة الوطني وتثبيت موقفه الثوري وهو يصرخ باعلى صوته بانه ((يجـــب)) معاقبة المسؤولين عن هذا الاهمال واخيراً (( يجــــب )) النهوض بالخدمات على افضل وجه وحال .
      والمسؤول الرفيع الاخر عندما يفاجأ بالمئات من امهات وزوجات واخوة واخوات وابناء الالاف من المعتقلين دون اوامر قضائية ودون مذكرات قبض اصولية وبقاءهم في المعتقلات لاكثر من سنتين وربما لثلاثة سنوات دون محاكمات ودون توجيه تهم محددة اليهم فانه يبادر بالصراخ الثوري بالم وهو يحبس بصعوبة دموعه تأثراً ((يجـــــب)) الاسراع بحسم كل الملفات والقضايا ((يجــــب)) اطلاق سراح المعتقلين الابرياء فوراً ((يجــــب)) عرض الموقوفين على القضاء العادل   ((يجـــب)) معاقبة المسؤولين عن هذه الماسي  وتمر الايام والاسابيع والشهور دون ان تجد الاف الـــــ (( يجـــب )) من ينفذها  .
  وهكذا تتوالى المواقف ((الثوريـــــة)) في دول ((المؤسسات)) الديمقراطية كل المسؤولين رغم خلافاتهم السياسية والعقائدية والايدولوجية والمهنية يلتقون عند كلمة ((يجـــــب)) السحرية في وقت يتساءل فيه المواطنون بمرارة احياناً وبهزء  وسخرية غالباً, اذا كان كل المسؤولين يلتقون عند كلمة ((يجــــب)) مما يؤكد قناعاتهم القاطعة بالاصلاح فمن المسؤول عن التنفيذ  ؟؟؟ من المسؤول عن تحويل هذه الـــــ ((يجــــب السحريـــــة)) الى اجراءات تنفيذية  ؟؟؟
       اذا كان المسؤولون انفسهم الذين بايديهم مقاليد الامور والمسؤوليات والمهام والصلاحيات يكتفون فقط باطلاق هذه الكلمه التي اصبحت مكملة للوعود الانتخابية التي اصبحت لا تتحقق ابداً, فهل ينتظر هؤلاء المسؤولون العباقرة الافذاذ ان تهبط كائنات خرافية من الاجرام الفضائية لتنفيذ معاني ودلالات واهداف هذه الكلمة السحرية في الوقت الذي يحتلون فيه ارفع المواقع القيادية السياسية والتشريعية والرقابية والتنفيذية ؟؟؟
       قبل اكثر من عشرة اعوام تفاجأ مسؤول رفيع باحدى الدول الامبريالية الحاقدة خلال مروره باحدى التقاطعات باختناقات مرورية ولانه كما يبدو كان ((اميـــــاً)) ولم يكن يدرك المفعول السحري لكلمة ((يجــــب)) الثورية فقد اتصل بمسؤولي الطرق والجسور الذين حضروا على الفور الى موقع ذلك التقاطع المزدحم ووجههم  بلغته الرجعية الامبريالية قائلاً ((اريـــد هنـــا جسســـرا فوريـــاً)) ويقال ان الجسر نفذ باقل من اسبوع اما كم عدد الفرق الهندسية والاليات والخبرات الاستشارية وفرق الفحوصات المختبرية والايدي العاملة التي نفذته فلم يكن ذلك  من اختصاص   المسؤول ((الامي)) الذي لم يكن يدرك في حينها المضامين السحرية لكلمة ((يجــــب)) التسويفيــــــة فكم من المسؤولين بمثل تلك الروحية نحتاج ؟؟؟.
      المثير والعجيب والغريب بل والمريب ان طلبات معظم المسؤولين في الدول النائمة والسائمة والغائمة حتى وان كانت احياناً غير منطقية وربما غير قانونية الا انها تنفذ باسرع من الصوت والضوء بعيداً عن تسويفات كتابنا وكتابكم وتعليماتنا وتعليماتكم وضوابطنا وضوابطكم وغالبا  ما يتم صرف وتحويل ملايين وربما مليارات الدولارات لهم وفق مكالمات هاتفية لحين صدور او وصول الموافقات   التحريرية اما استحقاقات المواطنين وطلباتهم المشروعة فانها غالباً ما تظل طريقها الى الاجراءات التنفيذية بسبب التعقيدات الروتينية والاجتهادات الشخصية.
وحيث تنجز معاملات معظم المسؤولين الثوريين الاكفاء باوامر هاتفية فورية عصماء فان معاملات واستحقاقات بعض المواطنين ايها الاعزاء يتم تداولها ونقلها على ظهور سلاحف عمياء.
ً


368
مشاكسة
رفقــــــا
 بهــــذا الحمـــــار
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

يبدو اننا بتنا نقف على بوابة عصر جديد مجيد من المتغيرات المختلفة بالاخص في موازين القوة والقيادة والتفكير وتقرير المصير ولعل اغرب ما نشهده فيه انكفاء السطوة الانسانية وبروز القوة الحيوانية وتراجع تفرد الانسان وسلطته امام تقدم الحمـــــــــار وسطوته.
فبعد ان كان الانسان المقتدر المتمدن المتحضر يتفاخر بترويضه للحمير واستغلاله لطاقاتها وقدراتها وتوظيفها لخدمته فان العصر الجديد الذي بدأت ملامحه وتضاريسه وســماتـه تبدو واضحة جلية يشهد بل يبشـر بظهور ( قيادات حميريــــة  ) جديدة بامكانات وطاقات فريدة ستغير كل قوانين الحياة التقليدية بافكارها ونظرياتها وخبراتها الحميرية لتقود الانسان الى بر الامان ولترسم له مسارات حياته الجديده بعد ان اخفقت جميع سياساته وبرامجه وستراتيجياته العتيدة وهكذا بعد ان كان الانسان يقود الحيوان سيصبح الحيوان هو الذي يقود الانسان.
وبعيداً عن المبالغة والتهويل والتزمير والتطبيل  وبلغة حقيقية وببساطة واقعية وحتى لا يعتقد البعض ان هذا ضرب من الخيال او المبالغة او المحال وانه انتقاص من قيم وكرامة القادة الابطال وامتهان لانسانية الانسان ولرجولية الرجال لابد ان نقف امام الحقائق وبلغة الوقائع والوثائق.
فقد اقدمت مدينة ((فارنا)) البلغاية مطلع هذا الاسبوع كما نقلت ذلك يا سادة يا كرام مختلف اجهزة الاعلام على ترشيح ((حمــــــار)) لمنصب ((عمدة المدينة)) لخوض   الانتخابات التي سوف تجري في الثالث والعشرين من تشرين اول الحالي ولعل الاغرب والاهم اعلان اللجنة المركزية لانتخابات البلديات رسمياً قبول ترشيح الحمــــــــار السعيد.
واكد حزب ((مجتمع بلغاريا الجديد)) الذي رشح الحمار ((ماركــــو)) للمنصب انه سيكون من ابرز منافسي العمدة الحالي للمدينة ((كيريل يوردانوف )) للفوز بالمنصب دون ان يبدي لا العمدة الحالي ولا للحمار ماركو الذي ربما سيكون عمدة المستقبل اي اعتراض او امتعاض من منافسه او اية مشاعر سلبية تتعلق بالكرامة مثلاً!
وشدد اعضاء في الحزب على ان ترشيحهم للحمـــــار لهذا المنصب لانه لا فرق بينه وبين العمدة الحالي ( يوردانوف )  فكلاهما  ( مطيع لسيده ) وان العمدة الحالي يوردانوف خادم مطيع لسيده رئيس الوزراء البلغاري (  بويكو بوريسوف ) .
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده حزب ( مجتمع بلغاريا الجديد )  لتدشين الحملة الاعلامية لمرشحه العنيد الحمار ماركو التي بث التلفزيون لقطات منها اكد ( انجل داينكوف )  قائد حملة الحزب لترشيح الحمار ان الحمار ماركو يتفرد بمميزات كثيرة عن بقية المرشحين لمنصب العمدة ابرزها امتلاكه لشخصية قوية فضلاً عن انه لا يسرق ولا يكذب ويعمل بجد.
وعن سبب اختيار ((ماركــــو)) تحديداً اوضح اعضاء الحزب ان الحمار هو ثاني اهم حيوان اليف في بلغاريا بعد الكلاب كما ان ((ماركـــــو))  ً ولد في العاشر من تشرين الثاني عام 1989 وهو اليوم الذي سقط فيه الدكتاتور البلغاري تيودور جيفكوف فضلاً عن ان هذا المرشح يزيد سنه عن العشرين عاماً مما يعني انه قد بلغ السن القانونية التي تؤهله للترشيح وان على سكان فارنا الاختيار بين العمدة الحالي والحمـــــــــار.
يبدو ان ( الرفاق ) في حزب مجتمع بلغاريا الجديد وهم يمضون قدماً في دعم مرشحهم الساخن الحمار ماركو لهذا المنصب الرفيع ربما لم يفطنوا للاخطار الحقيقية وللمتغيرات الخطيرة التي يدفعون المجتمع الحيواني اليها.
ففي مجتمع اختفت من معظمه الاخلاق والقيم والمبادئ وحل محلها سرطانات العنف والتطرف والنفاق والانانيات والاحقاد والكذب والخداع والسرقة و السمسرة السياسية والفساد والاختلاسات وخيانة الامانات ومقايضة الاوطان  بالمكاسب   
الشخصية والسياسيه كان عالم الحيوان وعالم الحمير على وجه الخصوص يمثل الجانب الاخر تماماً حتى امسى الحمير عناوين بارزة للتحمل والصبر والامانه .   لذلك فان فوز ماركو بمنصب العمدة وبعيداً عما سوف يمثله فوزه من مهانة واستهانه وادانه لكل المسؤولين غير النزيهين في العالم من سياسيين منافقين ومن برلمانيين مخادعين ومن رؤساء فاسدين ومن وزراء مرتشين  فان هذا المنصب سوف يضع العمدة الجديد  ( ماركـــــــو ) امام مخاطر وتحديات حقيقية وامام امتحان صعب لصموده ونقائه ومبدئيته وعفته ونظافة حوافره بالاخص وانه سيكون شاهداً ربما على الفساد الحقيقي لاعداد كبيرة من المسؤولين وانه سيتلمس بنفسه حجم العقود الوهمية والصفقات الفسادية والاساليب التزويرية والاختلاسات اليومية وامتهان الانسان وبيع الاوطان بابخس الاثمان وتكالب المسؤولين هنا والبرلمانيين هناك على تعيين ابنائهم من انصاف الاميين بارفع المواقع الوظيفية وباعلى الرواتب والاجور والمخصصات الخيالية .
وعندها ربما سوف تهتز او ربما تتراجع ( حصانته الحميريــــــــه ) امام هذه الامراض والاغراءات ( البشريه )      وتتقلص ( مبدئيتــــة  الحيوانيــــــه) ازاء  حجم المغانم والمنافع والاختلاسات ( الانسانيه ) ويعمد الى تقليد السياسيين المنافقين والبرلمانيين المخادعين والرؤساء والقادة الفاسدين وكبار الموظفين المرتشين ويبادر الى تعيين ابنائه  ( الكـــــرره ) واقربائه ( الحميــــــر ) في جميع المفاصل القيادية ضماناً لفوزه في الانتخابات البرلمانية.. ومن يدري ربما يتأهل في حملته الانتخابية المقبله لخوض المنافسات الرئاسية وربما يفوز ويكلف بتشكيل اول حكومة ( حميريــــــــة ) ليوجه بذلك اقوى الصفعات التاريخية لكل الاحزاب الغارقة في الفساد والتي انتهكت حقوق وكرامة العباد وتاجرت بسيادة ومصالح البلاد.
ان جمعيات واتحادات ومنظمات الدفاع عن الحيوان في كل مكان مدعوة لانقاذ ((ماركو)) ومنعه من السقوط في مستنقعات عقد وامراض وانانيات وفساد الانسان.
اخيراً ايها الاخوة البلغار رفقاً بهذا الحمار.

369
مشاكسة
وظائــف شــاغـــرة
مطلــــــــوب وزراء
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

أمست معضلة الوزراء الامنيين في حكومة تتقاذفها عواصف التحديات والخروقات والكوارث والانهيارات الامنية اشبه بقصص وحكايات الف ليلة وليلة.
فمثلما كان شهريار يستمع يومياً الى شهرزاد وعلى مدى الالف ليلة وليلة وهي تداعب خيالاته واحاسيسه ولهفته المشتعله  بقصة جديدة من قصصها المثيره فان رئيس الحكومة ربما اصبح يستمع يومياً من هذه الكتلة ( الشهرزاديــــة ) او تلك الى ترشيحات جديدة للوزارات الامنية  الخالية من وزرائها منذ تشكيل الحكومة نهاية العام الماضي ولحد الان دون ان يقتنع بهذا المرشح او ذاك لتتوالى حكايا وقصص رفض الوزراء الامنيين مثلما توالت وتواصلت حكايات الف ليلة وليلة وربما ستصل حكومتنا الثورية التقدمية الديمقراطية الانفتاحية ( بتناقضاتها الوطنــــــيه )  بعد ان فشلت في تجسيد شراكتها الحقيقية على ارض الواقع كما وصل شهريار من قبلها الى اليوم الالف والى الخيار الالف والى الجلسة الالف والى جولة المناقشات الالف قبل ان تحسم الحكومة خيارها  , او يضطر مجلس النواب الذي ما يزال مستمتعاً بالتفرج على هذه المسرحية السياسية التي امست تنافس وبجدارة مسرحية الزعيم  عادل امام ( شاهد ما شافش حاجة  ) على الرغم من ان ((325)) شاهداً برلمانيا قد شاهدوا كل حاجة فيها وامسوا شهوداً على كل تفاصيلها التي حولت حكومة الشراكة الوطنية الى حكومة ( التناقضات الوطنيه )  الى المبادرة  بوقف عرضها فوراً ويحسم امره ويتخذ قراره اما بعزل الحكومة التي فشلت فشلاً ذريعاً في الوفاق والاتفاق ولم ينجح بعضها الا في المجاملات والعناق واما بالغاء الوزارات الامنية التي امست مثل اللوحات السريالية كل طرف يفسرها  من زاويته ويريدها وفق مصالحه السياسية.
فقد ادى الفراع الامني طوال هذه الفترة الى كوارث وماسي ونكبات وانهيارات امنية خطيره وما زالت الحكومة مترددة تلفها الحيره  فلا هي استطاعت الامساك بالوضع الامني بيد كفوءة قديرة ولا هي استطاعت ايقاف هذه التداعيات الخطيرة!
فقد عادت وبنجاح ساحق  الجثث مجهولة الهوية الى الظهور وتطورت اساليب العنف والجريمة والارهاب باستهدافها للعشرات دفعة واحدة  ولنسف مجموعة من الدور دفعة واحده ولممارسة اساليب الاختطاف والابتزاز والقتل والنهب و السلب وامست العبوات اللاصقة والمفخخات وكواتم الصوت عنواناً كبيراللكوارث الامنية وتحدياً بارزاً لحكومة  ( الشـــــراكة  الوطنيــــــة  ) في وقت ما تزال فيه المباحثات الماراثونية حول هذه الوزارات الحيويه تصطدم بالنقاشات والتوجسات والافتراقات والاخفاقات والتناقضات السياسية.
ولعل التجاهل والتساهل والتماهل في عدم حسم هذه الوزارات الاساسيه بارادة وطنية مبدئية يعود لقناعة بعض اصحاب القرار بان هذه الوزارات اصبحت شكلية ورمزيه بل وعديمة الجدوى والاهمية في ظل الاوضاع والظروف الاقليمية   و الداخلية ذلك لان لا قصف ولا تهديدات ولا خروقات ولا استنزافات ولا اية تدخلات من  قبل دول الجوار في شؤوننا الداخليه فهذه الدول ( الراقيه في تعاملاتها الاقليميه )   تحتكم دائماً في تعاملها معنا للغة  ( المحبة والشفافية والحوار ) وبذلك فقد امسى امننا الخارجي مستقرا و مستتباً تماماً كما ان الكوارث الامنية في الداخل لا تستهدف المسؤولين الا لماماً والمنطقة الخضراء تعيش استقراراً وسلاماً حيث ان لغالبية السياسيين والمسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء والمستشارين اعداداً من المركبات المصفحه ومن فيالق الحمايات الشخصية المدججة باحدث الاسلحة الاوتوماتيكية وليس للمواطنين الا رحمة الرحمن  وحمايته الالهية , لذلك لا حاجة الى الاسراع في حسم الوزارات الامنية!
وحيث اخفقت كل الجهود والوساطات والمباحثات واللقاءات والاجتماعات والترشيحات في حسم هذه الوزارات اذ يبدو ان ثلاثين مليون عراقي قد فشلوا بنظر معظم الكيانات والتحالفات السياسيه في بناء مثل هذه الكفاءات الوطنيه التي ترضي جميع الاراء والاذواق والمصالح والاتجاهات والارتباطات كماعقمت ارحام   
 العراقيات عن انجاب مثل هذه الاختصاصات مما اوقع الحكومة والبرلمان والكتل السياسية في دوامة الحيرة والتخبطات المريرة فلم يعد امام الجهات المعنية الا الاتجاه نحو المحافل والمنظمات الدولية لحسم هذه المعضلة المصيرية .
   بسهولة واختصار وباجراء ربما يرضي توجهات واعتراضات وتقاطعات الصغار والكبار يبدو اننا بتنا نقف امام حل واحد وامل واعد يتمثل في المبادره بنشر اعلان هام بكل اللغات و بجميع الصحف العالمية وعبر جميع الفضائيات العربية والدولية تحت عنوان ( وظائــــف شــــاغرة.. مطلـــوب وزراء امنييـــــن ) وربما يبادر بعض المسؤولين بتحديد شروط معينة للقبول اضافة للكفاءة المهنية بل ربما يكون الشرط الاساسي لمن يتقدم لاشغال هذه الوظائف هو  ان يكون المتقدم ( لا يــرى ولا يســــمع  ولا يتكلم ) واذا وقع الاختيار عليه بعد اجتيازه امتحان الكفاءة بنجاح واصبح وزيراً سواءاً للداخلية او للدفاع او للامن الوطني فان عليه ان يخضع لبرمجة محدده بحيث لا يستجيب الا لجهة واحدة ولا يعمل الا وفق ارادة ومصالح جهة واحدة ولا يخضع الا لتوجيه جهة واحدة .
 و من يدري ربما يمن علينا هذا الاعلان الحيوي بوزير للدفاع من الصومال وبوزير للداخلية من جيبوتي وبوزير للامن القومي من جزر القمر .
 وفي جميع الاحوال ربما اصبح حالنا ونحن نعيش هذه الانهيارات والماسي والكوارث اليومية في ظل غياب الوزارات الامنية يشبه حال احد الفنانين المصريين  الكبار الذي قال مرة بلهجته المصرية المحببة :
( أنا اعيـــط... والحكــــومة  تستعبط )

370
مشاكسة
مستشـــارو  الشـــتائم
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تميزت تجربتنا الديمقراطية عن سواها من التجارب العالمية, المتقدمة منها والمتأخرة الناهضة منها والنائمة الديمقراطية منها والرجعية الدكتاتورية منها والانفتاحية بالكثير من الاساليب والسمات الثورية التي اطاحت بقوة واعتداد بكل الاساليب الرجعية والممارسات الدكتاتورية.
      وفي ظل هذه التجربة الفريدة المجيدة امتلك كل فرد حريته بلا حدود وبلا ضوابط  او قيود اشخاصاً واحزابا ومسؤولين ومؤسسات حتى  ضاعت معظم الحقائق واختفت اهم الوثائق واختلط الحابل بالنابل وانكفأ العلماء وشمخ الجاهلاء وساد المتهورون هنا وتراجع هناك العاقلون .
      فشعاراتنا الثورية ما زالت تتقدم بسرعة خارقة حارقة الى امام مخلفة وراءها جميع الشعارات الثورية لكل الامم والدول والشعوب بالف  سنة ضوئية ومع ذلك ما زلنا نتصدر بكل حزم وعزم قائمة الدول الاكثر فساداً في وقت تكفي فيه وعود وعهود وخطابات وبيانات وتصريحات مسؤولينا النارية لو نفذت لاشباع كل جياع العالم ولاكساء كل عراة العالم ولاغناء كل فقراء العالم ولحل كل ازمات العالم ولتحويل كوكب الارض الى واحد من افضل المنتجعات السياحية الكونية المذهلة ومع ذلك ما يزال الملايين في بلادنا المرفهه تحت خط الفقر... وما زال مئات الالاف من خريجي الجامعات ضائعين على ارصفة البطالة والطرقات وما زال تردي الخدمات يمثل واحدة من اعقد المعضلات.
    ولعل ما ادى الى هذه الافرازات والمصائب والويلات غياب الثقة والتجانس بين الكتل السياسية والبرلمانية والحكومية وفشلها في الاتفاق على القضايا المصيرية بفعل التزام معظمها بتوظيف المصالح الوطنيه في خدمة  مصالحها السياسية والشخصية .
    ففي ميدان التصريحات والبيانات فان الجميع وطنيون مبدئيون مخلصون مناضلون ووراء الكواليس فأن معظمهم وراء مصالحهم يتسابقون حتى اصبح بعض المسؤولين لدينا ربما بالف وجه وبالف موقف وبالف خيار و ما يفرقهم اعمق مما يجمعهم وما يعمق خلافاتهم اوسع مما يوحد اتفاقاتهم حتى ما عدنا ندرك حقاً الى اين تتجه سفينة العملية السياسية وسط بحر العواصف والظلمات الى اليمين او الى اليسار الى الشمال ام الى الجنوب الى الامام ام الى الوراء على الرغم من ان الشارع الشعبي الذي خاض ويخوض اعنف واوسع التظاهرات مطالباً بالتغيير والاصلاحات وبالكهرباء والبطاقة التموينية والخدمات يؤكد ان لا خطوة الى امام ولكن على العكس في كل يوم   تتراجع الحكومة والعملية السياسية وهذه التجربة ( الثورية ) عشرات الخطوات الى الوراء.
بيد ان ما يثير الدهشة والاستغراب ان ابتسامة سياسيينا ومسؤولينا عند لقاءاتهم ببعضهم امام العدسات الفضائية اكبر من الكرة الارضية لكن ما ان يفترقوا حتى  تتفجر خلافاتهم وانتقاداتهم و تشتعل معاركهم التي تؤكد عمق تناقضاتهم السياسية فهذا المسؤول يفتح النار على ذاك  متهماً اياه بالفساد والاخر يهدد بفتح ابواب جهنم الحمراء ضد خصومه الجهلاء وثالث يلوح يفتح كل ملفات التزوير والاختلاسات ان لم تتوقف ضده الاتهامات ورابع يهدد بمساءلة المسؤل الفلاني واخر يهدد بفضح اسرار الارتباطات الخارجية والتمويلات الاقليميه لهذه الجهة السياسية او تلك.. اما الجهات الرقابية فانها تنفي علمها برواتب ومخصصات بعض المواقع القيادية ومع ذلك فانها تصادق على ذممهم المالية وما بين الاتهامات والمعارك والحروب الشخصية تضيع الحقوق والمصالح الوطنية وتغيب الحقائق والوثائق الرسميه عن الجهات الرقابية ومع ذلك فان المسؤولين  صامدون وراسخون ومتفائلون دائما وواثقون من سلامة وثورية وتقدمية وانجازات ومكاسب العملية السياسية.
      ولعل الادهى والامر والاخطر والاشرس لغة المعارك الهجومية الساخنة بين المسؤولين التي حيرت الجماهير وادهشت المراقبين حتى يخيل للمحللين المحايدين ان لدى البعض منهم مستشارون متخصصون بالشتائم الدبلوماسيه وافتعال الازمات واعداد  جداولا بالاتهامات الجاهزه وعبارات التجريح الشخصية ضد الاطراف الاخرى  والا ما معنى ان نسمع ونقرا بعد كل اجتماع وبعد كل لقاء وبعد كل مساع حميدة بين ابرز اطراف العملية السياسية بيانات ملتهبة واتهامات ساخنة بل وشتائم دبلوماسية وكاننا في ساحة حرب حقيقية  ولسنا في معترك العملية السياسية.
فهذا المسؤول يؤكد في بياناته عدم ثقته بذلك المسؤول  ومع ذلك فانه يصافحه بحرارة وربما يقبله بمودة غير طبيعيه في لقاءاتهما المشتركة   وذاك يتهم هذا المسؤول بالفساد ومع ذلك يواصل عمله تحت خيمته بعناد لان المنافع والمكاسب والمغانم تتقدم على جميع الخلافات والتقاطعات وألا لماذا لا يقاطع هذا وذاك العملية السياسيه ان كانت لديهم هذا الكم الكبير والخطير من الانتقادات ومن الوثائق ومن الملاحظات السلبية عليها ؟؟
   في خضم هذه الفوضى السياسية فان السؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو عمد جميع المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء الى تجميد خلافاتهم والترفع عن اتهاماتهم وايقاف تصريحاتهم وتاجيل بياناتهم الهجومية الناريه و شتائمهم الدبلوماسيه لمدة شهر واحد فقط.. والاتفاق على ان يكون هذا الشهر شهر العمل الجماعي المشترك لصالح العراق   والعراقيين بعيداً عن الفساد والفاسدين والمفسدين ؟؟؟ وماذا لو عمد هؤولاء لاقالة مستشاري الشتائم والحروب الدبلوماسية والمعارك الاعلامية من مكاتبهم ؟؟؟
       اعتقد جازماً بان غربان الخلافات سوف تهاجر بعيداً وان مسيرة العملية السياسية سوف تشهد حيوية واستقرارا وتجددا وتجديداً وسوف تفرز المسيرة بالتأكيد   المخلصين من المزايدين  والمنافقين والفاسدين .
ا      ن معظم مسؤولينا اليوم بحاجة الى مستشارين يمتلكون من المرونة والثقافة والخبرة السياسيه والدبلوماسيه وفنون ادارة الازمات ما يمكنهم من احتواء اعقد  الازمات والمواقف المتشنجه وامتصاصها وتعزيز الالفة والتلاحم والمحبة والسلام   وليسوا بحاجة لمستشارين  انصاف اميين حاقدين لئام لاهم لهم الا اشاعة الفتنة  واشعال الازمات وتفجير المشاكل والخصام.


371
مشاكسة
لنــدن
 عاصمـة العـــراق الاقتصاديـــة
مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

يبدو ان المستوى الرفيع من الامن والاستقرار الذي تحقق في بلادنا بفضل حكومة  (الشراكة الوطنية ) ــــ التي تحولت في بعض الدول النائمة والغائمة الى حكومة شراهة وطنية تلتهم كل الموارد المالية والعائدات النفطية ــــ والمستويات الرفيعة من النهوض الاقتصادي والرفاه الاجتماعي وانعدام البطالة والفقر والتسول ونجاحنا المنقطع النظير في توفير افضل انواع ومستويات الخدمات المختلفة وفي مقدمتها الطاقة الكهربائية وبركات البطاقة التموينية وتفردنا في اجتثاث الفساد وجذوره وفروعه ومافياته والذي اضطر تحت ضغط  نزاهة المسؤولين  والسياسيين وامانتهم الى حزم حقائبه والرحيل نهائياً  عن بلادنا مما اضطر رئيس هيئة النزاهة العامة الى الاستقالة بعد ان دحرت هيئته الفساد واقالت الفاسدين واطاحت بالمرتشين ولم يعد امامه ما يفعله مما يستلزم من الحكومة والبرلمان رفع دعوى قضائية عاجله امام المحاكم الدولية ضد منظمة الشفافية العالمية التي وضعتنا ظلماً وعدواناً في المرتبة الرابعة وفق تصنيفها السنوي لاكثر الدول فساداً  في العالم ناسية و متناسية ومتجاهلة نزاهة مسؤولينا وكفاءتهم وحرصهم المنقطع النظير على توظيف كل دينار وكل دولار في ميزانيات وزارتهم ومؤسساتهم ودوائرهم في مكانه الصحيح لخدمة المصالح  العامة ( والخاصه )  بل ومبادرة بعضهم في وضع اموالهم وممتلكاتهم وثرواتهم وجهود ابنائهم واقاربهم واسرهم ومصالحهم وشركاتهم ومؤسساتهم الخاصة في خدمة المصلحة العامة حتى بات الرأي العام مندهشاً من خصوصية هذه التجربة الثورية الرائدة بالاخص وان المحللين والمتابعين والمراقبين  المحايدين لم يعد بامكانهم ان يفرقوا في بعض الوزارات والمؤسسات  بين الاموال العامة والاموال الخاصة بالاخص وان بعض المسؤولين النزيهين ولشدة نزاهتهم و عمق حرصهم وامانتهم باتوا يتصرفون  بالاموال العامه كما يتصرفون باموالهم الخاصة.
يبدو ان هذا كله قد جعل من بغداد ((عاصمة دولية)) دائمة الحراك والنشاط فهي  باتت تستقبل وتودع يومياً عشرات الوفود الاقتصادية والسياسية والسياحية والبرلمانية والاعلامية والثقافية والفنية وتستضيف مئات الندوات والمؤتمرات والدورات وورش العمل من مختلف انحاء العالم مما تسبب في ارباك حركة الطائرات والقطارات وحدوث الاختناقات المرورية وعدم قدرة الفنادق الحديثه  وناطحات السحاب الجديده التي شيدتها حكومتنا الثوريه الديمقراطية التقدميه  ودور الاستراحة والشاليهات وحتى العقارات والشقق الخاصة استيعاب هذا الزخم العربي والدولي الكبير الذي تشهده ( بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر ) كما غنت لها فيروز سابقا و التي اصبحت اليوم قلعه المجتمع الدولي بتطورها ونظافتها ونهوضها ورقيها وبريقها وثورة الاعمار والبناء فيهاوسرعة وتنوع الخدمات المختلفة حتى امست الوفود والمجاميع السياحية التي تزورها للتمتع باجواء وليالي الف ليلة وليلة الرومانسيه والشفافه مثل الحلم على شواطئ دجلة الخير تنافس اعداد الوفود السياسية والبرلمانية والحكومية والثقافية التي تزور فرنسا وايطاليا ولبنان والدانمارك وسويسرا وجزر هاواي والكناري وشلالات نياكارا ولعل ما ضاعف من كثافة التوجه الدولي نحو بغداد نجاح المسؤولين المعنيين فيها في استضافة وعقد وتنظيم الدورات والندوات وورش العمل والمؤتمرات المختلفة بكفاءة مشرفة .
و في ضوء هذا الزخم العربي والدولي لم يعد بامكان مسؤولينا وسياسينا وبرلمانينا عقد مؤتمراتهم واجتماعاتهم وندواتهم وورش عملهم في عاصمتهم الحبيبة التي تحولت لمحطة استقطاب دولية و جذب سياسي عالمي بل وربما لعاصمة اقتصادية وسياسية وفنية وثقافية لكل الشعوب والامم والثقافات والاتجاهات والقوى والحكومات والاحزاب والمنظمات مما دفع بالمسؤولين العراقيين لنقل انشطتهم الى الدول والعواصم الاخرى بعد ان ضاقت بغداد بهم .
فقد اصبحنا نسمع مثلا  بمؤتمر عراقي للمصالحة الوطنية في انقرة واجتماعات تحضيرية عراقية في روما ومؤتمر للتعدين في لندن وجولة من التراخيص النفطية العراقية في عمان وورشة عمل اعلامية عراقية في بيروت ومؤتمرا حول حقوق الانسان في اوسلو وغيرها الكثير الكثير  وبذلك اصبحت التجربة العراقية  تجوب العالم  لتنقل ثقافتنا وحضارتنا وتجربتنا الثورية بالاخص في ميدان الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الصحافة والتعبير والتي راح ضحيتها لحد الان بحدود ((400)) صحفي واعلامي كان اخرهم الشهيد هادي المهدي الى مختلف الدول والامم والشعوب.
كذلك فقد اصبحنا ما ان نثبت مؤشر جهاز استقبال البث الفضائي على اية فضائيه  حتى نفاجأ اما بمسؤول عراقي او برلماني او بسياسي عراقي يتحدث عبر هذا البرنامج او ذاك من لندن بالذات حتى باتت هذه العاصمة الضبابيه العاصمة البديلة للعاصمة العراقية بالاخص وان معظم المسؤولين العراقيين بادروا لشراء شقق وفلل ودور وربما عمارات في هذه العاصمة ونقلوا اليها اموالهم وانشطتهم وجعلوا منها مقر اقامه دائمه لعوائلهم ومحطة راحة واستجمام لهم في كل عطلة ومناسبة ولعل اضخم زخم عراقي شهدته لندن كان خلال عطلة عيد الفطر المبارك حتى تحولت لندن الى بغداد الثانية.
من يدري ربما عمد او سوف يعمد بعض المسؤولين الذين حصلوا على قطع اراضي سكنية مميزة على ضفاف ( دجلة  ) الى بيعها والسكن على ضفاف التايمز بدل البقاء في بلادهم و تطوير عاصمتهم وتوظيف اموالهم فيها.
  وربما يدفع هذا النشاط السياسي والاقتصادي والمالي العراقي الكبير الذي تشهده لندن الجهات المعنية الى العمل في المرحلة الاولى على ( توأمة ) العاصمة العراقية مع العاصمة البريطانية ومن ثم الاتفاق في المرحلة الثانية على جعل لندن عاصمة العراق الاقتصادية بعد ان جعلوا من بغداد عاصمة دولية بلا منازع .

372
مشاكسة
نريــد
حكومـات فاســـــدة
مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من ابرز اسباب ماسي وكوارث وانهيارات ومعضلات ومشاكل ومخاطر وتحديات الدول النائمة والغائمة (( انســــانيتها )) المفرطة ومشاعرها المرهفه   وتعاملاتها الشفافة مع الاحداث.
      فهي دائماً ما تضع حسن النيات في مواجهتها لأسوأ التصرفات والرحمة بالمجرمين والارهابيين فوق المساءلة والقوانين والعفو عن المزورين بدل القصاص العادل من هؤلاء المخادعين والرأفة بالسراق المختلسين واصحاب العقود الوهمية بدل اخضاعهم للاجراءات القانونية ومسامحة اصحاب الصفقات الفاسدة بدل اخضاعهم للانظمة السائدة.
       لذلك فان هذه الحكومات التي تمتلك ( كنـــــــــوزا ) من النزاهة والمصداقية والشفافية والمشاعر الانسانية والامانة الوطنية فشلت وتفشل وسوف تفشل دائما في محاسبة الفاسدين وفي حل ازمة العاطلين وفي مساءلة المزورين وفي انصاف المعدمين وفي اقتلاع الفساد وفي صيانة امن البلاد وسلامة وحقوق وثروات ومصالح العباد.
    ففي هذه الدولة او تلك يتم حرق الوزارات والمؤسسات والدوائر والمديريات لاتلاف الشهادات المزورة والعقود المحورة وصيانة مصالح وسمعة وكرامة الشخصيات السياسية والحكومية الكبيرة على حساب حقوق الجماهير الغفيره  باجراءات عبقرية قديرة وبذلك يمارس الفساد الحكومي دوره (( الشــــــريف )) في حماية الفساد السياسي النظيف اللطيف.
       ففي واحدة من هذه الدول تكتشف هيئات ولجان النزاهة من بين الفساد و المخالفات اليومية والهدر في الثروات النفطية تعرض ( 50% )  من الوقود المخصص لمحطات توليد الطاقة الكهربائية الى السرقات المنهجية خدمة للقضايا الوطنية.
     وفي دولة اخرى يتم العثور في وزارة التربية على ممارسة تربوية فريدة مجيدة تتمثل في اكتشاف ((ثـــــــروة )) من اوامر التعيين المزورة تبلغ احتياطياتها المعلنة ثلاثة الاف موظف تم تعيينهم باوامر ادارية مزورة صادرة من مكتب الوزير وما خفي من اوامر التعيين التزويرية في بقية الوزارات  (( غيـــــر التربويـــــــه )) ربما يفوق بالمئات هذه الاحصائية.
     وفي دولة اخرى تكتشف لجان النزاهة في وزارة المالية وجود ((155)) كاميرا غير اصلية من مجموع ((177)) كاميرا تم استيرادها من شركة معروفة بمبلغ متواضع لا يتجاوز الخمسة مليارات دينار.
      وفي واحدة من هذه الدول النفطية التي ما تزال تغط في الظلام جراء اصابة منظومتها الكهربائية بالشلل التام بفعل فساد ولصوصية اللئام اكد عضو برلماني مستقل ان ما تم صرفه على الكهرباء المصابة بالكساح والعاجزة عن توفير الاضاءة والانشراح هو ((27)) مليار دولار وهذا المبلغ اكبر من الميزانية السنوية العامة الشاملة لاحدى دول المنطقة ومع ذلك لم ينفع بتأهيلها واعادة الحياة اليها حيث طالب رئيس الحكومة بهدف اصلاح هذه المنظومة ((المشــــــــؤومة)) بتخصيص مبلغ ((30)) مليار دولار للاربع سنوات القادمة لاصلاح الشبكة الكهربائية النائمة التي تعيش اوضاعاً مأساوية فلا هي ميتة ولا هي حية ليبلغ مجموع ما سيتم        صرفه على هذه الكهرباء المشلولة ((57)) مليار دولار دون وجود بارقة امل بشفائها من امراضها المزمنة وعودتها لحالتها الطبيعية في ظل تنامي واتساع نشاط المافيات الفسادية التي تواصل انشطتها (( الوطنيــــــــة )) باغطية حكومية وسياسية بالاخص وان جهود السرقة والعمولات والمصالح والمغانم والحصص والمكاسب الشخصية  والعقود الوهميه والاختلاسات والسرقات اكبر بكثير من جهود الاصلاحات  .
    وفي دولة اخرى تتجاوز الميزانية السنوية لتلك الدولة النفطية اكبر من مجموع الميزانيات السنوية لاربع دول من منظومة الدول الشرق اوسطيه وبالرغم من نزاهة وموضوعية وشفافية وحكمة وعدالة ودقة المسؤولين والبرلمانيين والسياسيين والوزراء والخبراء والمستشارين والمراقبين والمتابعين والمحللين واللجان البرلمانية والحكومية والرقابية والتدقيقية والقضائية بيد ان كل هذه القطاعات فشلت رغم نزاهتها وموضوعيتها وشفافيتها وحكمتها وعدالتها ودقتها وتطبيقها للقانون مثل حد السيف على المسؤولين قبل المعدمين وعلى الوزراء قبل الفقراء وعلى   الاقوياء قبل الضعفاء  الا انها فشلت في تقديم الخدمات وفي حل المعضلات وفي تنفيذ الوعود والشعارات.
     فلا البطالة اختفت ولا الخدمات توفرت ولا الكهرباء عادت ولا البطاقة التموينية تطورت ولا ادنى مستويات الامن والامان توفرت وبقيت المفخخات والعبوات اللاصقه  وكواتم الصوت والاستهدافات والاغتيالات والاختطافات سيدة الشارع بلا منازع.
     لذا فان هذه الشعوب التي جربت ((فضــــــائل)) حكوماتها النظيفة الشفيفة وعايشت وطنيتها واخلاصها ونزاهتها ولم تفلح في التخلص من ازماتها وفشلت فشلاً ذريعاً ومريعاً في وضع هواء وعود الحكومات وشعاراتها في شباك امنياتها المتواضعة ربما ستطالب باقالة الحكومات النظيفة العفيفة وتشكيل بدلاً عنها حكومات فاسدة لعل هذه الحكومات الفسادية تفلح في تحقيق ما عجزت عنه الحكومات الوطنية.
      فربما تنجح هذه الحكومات الفاسدة في الاحتكام لــــ 1% من ضمائرها الفاسدة وتخجل من انفسها وتعمد الى تخفيض فسادها ولو بنسبة 10% عندها ربما تكتفي بسرقة 90% من ميزانيات دولها وتوظيف 10% لخدمة شعوبها فما الذي سوف يتحقق اذا حدث ذلك ؟؟
     البطالة سوف تتقلص بنسة 10% والكهرباء سوت تتحسن 10% والخدمات سوف تتقدم 10% وتعيين ابناء المسؤولين سوف يتقلص 10%      والبطاقة التموينية سوف تزداد مفرداتها 10% والامن سوف  يتحسن 10% والجياع سوف يشبع منهم 10% وخريجوا الجامعات سوف يجد فرص عمل منهم 10% وعلى مدى عشرة اعوام سوف تتحقق على ايدي الفاسدين جميع الاحـــــــلام .
 وعلى الحكومات الســـــلام .

373
 




ـــــ  حســـن العلــــــوي  :

خســائر العـــراق بســبب حـروب صــدام ومغامـــراته لا تقدر بالامـــوال ولا بالــدور السياسـي وانمــا بضيــاع  وطــــن

صــدام وقــــع اتفاقـــــية اذار ثــــم تأمـــر علــــيها
برزان خطـط لمجــزرة تصفيـــة نصـــف اعضــاء القيـــاده ونفذها بمــــوافقة صـــدام
الانفــــال تجســيد لـــواحد مـــن مشـــاهد القيــــامه لنظـــرية المــــــوت
مبررات اعدام الاخرين كانت متوفره دائما لدى صدام
كان صدام يعمل وفق نظرية التوقيع والغاء التوقيع فيوقع على الاتفاقيات عندما يكون ضعيفا ويعود لالغاء توقيعه عندما يكون قويا
في زمن صدام كان هنالك وطن بلا حريه وبعد صدام هنالك حريه لكن من الصعوبه البحث عن الوطن
كنت شاهدا على هروب ( عمر دبابه ) من السجن والتحاقه بثورة ايلول

حـــــوار : مال اللـــــه فـــــرج
  malalah_faraj@yahoo.com

ــــ القسم الثاني ـــــ

في القسم الثاني من رحلة حوارنا الساخن مع الكاتب والسياسي والبرلماني رئيس كتلة العراقية البيضاء في مجلس النواب (  حســــن العلـــــوي  )، واصلنا فتح اشد الملفات اثارة للجدل في تلك الايام المصيرية الصعبه  عبر استعراض لأبرز مواقف وقرارات رئيس النظام البائد صدام حسين، ولعل في مقدمة ذلك موقفه من اتفاقية آذار وسبب تخليه عنها، بل وتأمره عليها بعد ان كان قد اعتبرها ( حـــدثاً تاريخــــــياً ) وانجازا وطنيا ستراتيجيا  وما مضامين ( نظـــــرية  التوقيـــــع ) التي كان يعمل بها؟؟ وهل اراد صدام ارهاب الكورد، ومن خلالهم ارهاب العراقيين جميعاً عبر مجزرة الانفال التي راح ضحيتها اكثر من (180) الفاً من الشهداء الكورد العراقيين؟ والأهم ما طبيعة وحجم الخسائر المادية والمعنوية التي الحقها صدام بالعراق بسبب حروبه ومغامراته العسكرية؟ وغيرها الكثير الكثير.. وذلك من خلال استقراء دقيق لآراء وتحليلات العلـــــوي الذي ربما كان في مرحلة ما قبل 1979 الاقرب الى صدام..
 
مال اللـــــه فـــرج

* هل كان صدام صادقاً
 عندما وقع أتفاقية اذار
ام ان ذلك كــان منـاورة
 سياسية؟

 
 
- لم المس منه في حينها بأنها كانت مناورة فقد كنت حاضراً عند التوقيع على الأتفاقية وعند ذهابنا الى كلاله وكنت في حينها  مديراً للصحافة حتى اننا كدنا ان نتعرض لحادث عندما حاولت المروحية التي كانت تقلنا الهبوط في منطقة الغام.
وعند عودتنا من (كلاله) طلب مني صدام كمدير للصحافة اعداد قانون جديد للصحافة خلال 24 ساعة وتغيير قانون المطبوعات بما يؤدي لالغاء امتيازات الصحف القائمة بهدف الغاء امتياز اصدار جريدة “النــــــور” والسماح باعادة اصدار صحيفة الزعيم البارزاني “التآخـــــي” اذ سبق ان قمنا بتعديل القانون بما يؤدي الى اصدار صحيفة “النـــــور” والغاء اصدار “التآخـــــي” حيث جرت هذه الامور على يدي ولمرتين، وقد اقترحت عليه السماح بأصدار الصحيفتين معاً، لكنه قال لي ان من اراد علاقة صحيحة مع الكورد فيجب ان تكون علاقته صحيحة مع مصطفى البارزاني، وهذا الحديث وثقته في كتابي “دولة الاستعارة القومية” سنة 1993.
 
* اذاً مــــن الــذي تآمـــر 
 على أتفاقية آذار برأيك؟

 
- صـــدام.
 
* صـــــدام؟؟؟
 
- نعـــــــم.




 
* لماذا وقعها ولماذا
 تآمــــــر علـــــــــيها؟

 
- كان لدى صدام نظرية انا الذي اكتشفتها، تلك هي مبدأ الغاء التوقيع، وهي نظرية تقول، مادمت انا الذي اوقع فانني قادر على الغاء  توقيعي وقد ناقشته في هذا الموضوع عدة مرات، واوضحت بأننا لا يجوز ان نلغي تواقيعنا، اجابني : كلا، ان قمت بالتوقيع خلال الظروف  التي كنت بها ضعيفاً فلماذا لا الغي التوقيع عندما اصبح قوياً   ؟ وفي هذا الموضوع سألني مرة بعد نجاح الثورة الايرانية، حسن سأقول لك سراً، أنا سألغي معاهدة الجزائر، فما الذي سيقوله السوريون الآن؟ واضاف ان السوريين يقولون عنا وفق كراس صادر في سوريا ان اتفاقية الجزائر خيانة قومية ووطنية، ماالذي سيقولونه عندما نلغيها قلت: سيقولون ايضاً خيانة وطنية وقومية، قال: لماذا؟ اجبته بأنهم سيقولون ان صدام مع الشاه العميل وقع، ومع الأمام الخميني الوطني الغى التوقيع، فأجاب لماذا لا ينظر اليها على انني كنت ضعيفاً عندما وقعتها، ولم نكن نملك اطلاقة مدفع واحدة نستخدمها ضد الكورد وكان يمكن للكورد ان يفعلوا ما يشاؤون لذا قمت بالاستغاثة بالشاه لضربهم، والآن انا في ظرف قوي وايران ضعيفة، وما الذي بامكانها ان تفعله؟ سوف الغى الاتفاقية، من جانبي  .
وقد سبق ان كتبت ان لدى صدام نظرية التوقيع والغاء التوقيع.
 
* لكن هذا لا يجوز  لا اخلاقيـــا   
 ولا سياسيا ولا يجب ان يكـون   
 على حساب الثوابت والمبادئ   
  الوطنيه وربما يمكن ان تفعــل 
 ذلك دولة ما ضد اخرى رغـم ان
 ذلك يلغي مصداقيـــة الدولــــه
 التــي قـــد تلجـــأ اليه في اطار
المخادعــه السياسـيه، ولكــن
 لا يجوز بأي حال ان تستخدمه
 دولة ضد شعبها؟

 
- صدام يلغي التوقيع مع اقرب الناس اليه.
 
 
 
* جرائـم الابادة الجماعيـــة ضــــد
 الكــورد فـــي الانفـــال هل أرادها
 صــدام وسـيلة انتقـام من الكــورد
 ام عملية أرهاب ام أرادها رسالة؟

 
- ما أراد اي شئ، وانما هي تعبير عن نظرية خاصه به وهي “الموت نظرية عمل” والانفال تجسيد لواحد من مشاهد القيامة لنظرية الموت.



* بالنسبة لمجـزرة  أعــــدام
   نصــــف اعضــــاء القيـــــادة
     في تموز 1979، انت ذكــرت
     ان صدام منذ شباط مـن ذلك
     العام كـان يخطط للأســـتيلاء
     على السـلطة، فمن نفذ تلك
    المجزرة تحت ذريعة المؤامره؟

 
- برزان هو الذي خطط لتلك المجزرة و هو الذي نفذها بموافقة صدام وهنالك جانب مهم لها لا يعطي التبرير لصدام بتنفيذ مجزرة دموية، وقد كنت وقتها في لندن ووجه لي سؤال في مؤتمر صحفي فيما اذا كان صدام سينفذ احكام الاعدام ضد من ادعى مشاركتهم، فيما اسماها بالمؤامرة فأجبتهم: كلا، واوضحت لهم بأنني لا اعرف تفاصيل المؤامرة ولكني اكدت بأن ذلك لن يحدث، لأن الذي يحدث عادة في التاريخ ان اي رئيس دولة يتسلم الحكم  او اي ملك يتوج، فان الخطوة الاولى التي يخطوها هي الغاء احكام الاعدام بحق كل المحكومين وضربت لهم امثلة، فكيف يمكن لصدام ان يبدأ حكمه بمجزرة، وقلت ان هذا لم يحدث في التاريخ الا في عهد “سليم ياغوس” السلطان الجبار او الجلاد عندما افتى بأن عليه ان يقتل جميع اقربائه حتى لا يفكر احد بان يرثه، وقلت الا ذا  اراد صدام ان يفعل ذلك وهو لا يعمل بهذه النظرية.
 
 
 
* متى كـان الفــراق بينك
 وبين صدام ولماذا وكيف؟

 
- بعد عودتي من لندن وضعني قيد الاقامة الجبرية لمدة ستة اشهر قبل اعتقالي ولم يكن ذلك يؤثر في لأنني مغامر، ورغم ان الرئيس الاسد سبق ان حذرني من العودة الى العراق وقال لي، هذه مغامرة الى حد الحماقة، وقال لي  تعال الى سوريا، لكني رفضت.
 
* كيف حدث ذلك؟

- اتصل صدام هاتفياً في بيتي، وكنت خارج البيت، ووجه بأن اتصل به حال عودتي. وعندما عدت في منتصف الليل اتصلت به، سألني اين كنت، وأضاف: لقد خسرت وجبة عشاء معي.. وقد احتفظت لك بمهمة، اجبته لا اريدها، وناقشته نقاشاً قوياً جداً بالهاتف وقد اكبر تلك المناقشة واحترمها لكن مع ذلك لم يدعها تمر مرور الكرام حيث قام بعد يومين باعتقالي، وبقيت معتقلاً لمدة شهر وادعى بانه ليس هو من اعتقلني.
 
* ما قصة الشريط الصوتي الذي
 بثته الفضـــائيات حــول الاتصـال
 الهاتفي معــك مـن قبل شـخص
 مدعياً بأنه صدام؟

 
- نعم.. اتصل بي شخص قلد صوت صدام ومن جانبي جاريته كثيراً، وهي رسالة اراد مرسلوها الافصاح عنها.
 
* هل كان الحكم باعدام صدام
 حكــماً قضــائياً ام سياسياً ام
 الاثنين معاً؟


- اريد ان اقول لك شئياً، لو ان اي شخص من اقرباء صدام اراد القيام بانقلاب فان صدام سوف يعدمه، وأحد هؤلاء عدنان خير الله، مبررات اعدام الآخرين لدى صدم متوفرة.
 
* كم تقدر خسائر العراق المادية
 والمعنوية بســبب حــروب صدام
 ومغامراته العسكرية؟


- الخسارة لا تقدر لا بالاموال ولا بالدور السياسي وانما بضياع وطن، في زمن صدام كان هنالك وطن بلا حرية، وبعد صدام هنالك حرية لكن من الصعوبة البحث عن الوطن، دور الوطن انتهى.. دور الاقتصاد انتهى، وسبب ذلك كله الحروب وليس التغيير.
 
 
 
* في علاقتك بصدام هل
 شعرت يوماً انك اقتربت
كثيراً من الخطوط الحمر؟


- كل علاقتي بصدام كانت قريبة من هذه الخطوط لأننا كنا نتحدث عن قضايا لم يكن يتحدث بها مع الآخرين، وقد عرفت ذلك عندما كنت اتحدث مع عدنان الحمداني عن بعض تلك القضايا فقد كان يسألني بدهشة، كيف تتجرأ على قول ذلك معه، ومرة قلت لصدام: “انت طوال عمرك تعرضي يعني (شقاوة)، لكنك اخذت تتحدث حديث المثقفين من اين تعلمت ذلك، من الذي علمك؟؟” هذا الكلام موجود في مجلة الف باء ضمن موضوع 100 ساعة مع صدام حسين.. وانا اقول له انت كنت “شقاوة.. بلطجي.. من الذي علمك الثقافة”
 
* وبماذا اجابك؟
 
- قال اصبت بالدسك (أنزلاق فقرات) لفترة شهرين تمرضت وتفرغت وقتها للقراءة.. لقد كان رده ضعيفاً.
 
* هل سبق ان اشـــتركت
 في محاولة لأغتيال صدام
 او تصفيته؟


- عندما التحقت بالمعارضة، نعم.. لم اشترك لكنني استمعت الى محاولة ولم تنجح، كان هنالك دبلوماسي ايراني رفيع، عرض على كارلوس وبوساطتي وفي منزلي في سوريا مسألة اغتيال صدام فردعه كارلوس ردعاً وقال انا لست اجيراً ولا مرتزقاً وكان ذلك في عام 1986.
 
 
* لوعـــاد بـك الــزمن الـى
 الــوراء وســمح لك بأعـادة
 ترتيب حياتك ما الـذي كنت
 ستزيله مـــن حياتــــك وما
الذي كنت ستضيفه لها؟

 
- لم اندم على دخولي لحزب البعث على الاطلاق ولم اندم على خروجي منه.
 
* هل انصفك الآخرون؟
 
- المفروض ان الانسان هو الذي ينصف نفسه ولا ينتظر ان ينصفه الآخرون، المتنبي هو الذي انصف نفسه عندما قال (وتركك في الدنيا دوياً) كأنما تداول سمع المرء انامله العشر، انت ستترك اثراً في الدهر تتحدث به الاصابع او تستمع الى حديثك الاصابع وليس الاذان. ما تتركه هو الذي ينصفك.


* ماذا عن موقفك من القضية
 الكـــــــوردية؟


- عرفنا القضية الكوردية وكتبت عنها قبل خمسين عاماً عندما ضمنا سجن جلولاء انا ومجموعة من البعثيين مع مجموعة من القياديين في حزب البارتي (الديمقراطي الكوردستاني) وكان رئيسهم عمر مصطفى (عمر دبابة) ومن هنالك انطلقت ثورة ايلول 1961 !! وانا كنت شاهداً على هروب عمر دبابة من السجن والتحاقه بالثورة الكوردية التي اعلنت بعد التحاقه ومن هناك بدأ نضالي من اجل الشعب الكوردي وهذه خمسون سنة.
 
حــــوار : مال اللـــــه فــــــرج

374
مشاكسة
وما خـفي
 ربمـا كان اعـــظم
مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

انفجرت بقوة فضيحة العقود الكهربائية التي ابرمتها الجهات الحكومية المعنية مع شركات وهمية بمبلغ مليار وسبعمائة مليون دولار وتفاعلت واتسعت، واصبحت مثل كرة النار واخذت كل جهة تسارع برميها    نحو الاخرى... وراح المسؤولون     
 يتسابقون في عرض التبريرات والايضاحات وادلة البراءة من  هذه العقود غير الشرعيه بعد ان تسابق بعضهم في السابق سواء للتوقيع عليها او لتزكية تلك الشركات الوهمية التي اظهرت العراق وحكومته بمظهر    (( الســذاجة )) كما اظهرت بعض مسؤوليه بمظهر (( البلاهـــه )) امام المجتمع الدولي والا كيف يفسر الرأي العام تعرض دولة تمتلك جيوشاً من الخبراء والمحللين و المتابعين والمتخصصين والدبلوماسيين والمراقبين الى مثل هذا الفخ الفضائحي، وبهذا المبلغ الضخم، الذي لو وزعناه على العراقيين جميعاً وزراء وفقراء.. مسؤولين وعاطلين  جياع ومتخمين ، لأصاب كلا منهم 68 دولاراً اذا افترضنا ان عدد سكان العراق 25 مليوناً اي ما يكفي لشراء مولدة كهربائية صغيره لكل مواطن نوع (( تايكر  )) التي يعرفها الفقراء جيدا والتي تكفي لتوليد الطاقة الكهربائيه للضرورات المنزلية الاساسيه وتشغيل مبردات الهواء في هذا الصيف اللاهب على اقل تقدير .
اما لو وزعنا هذا المبلغ الذي كان سيذهب ادراج الرياح لولا عناية المولى.. ووطنية بعض المخلصين على يتامى العراق البالغ عددهم اربعة ملايين يتيم، لكانت حصة كل يتيم   425 دولاراً و لو وزعنا هذا المبلغ على ارامل العراق وبحدود مليوني ارملة فان حصة كل منهن ستكون 850 دولاراً.
ان هذه العقود الوهمية والشركات الوهمية التي بامكانها ان تخدع جيشاً من المسؤولين والمستشارين والمتابعين والمختصين تجعلنا نتساءل بمرارة ان كان بامكان حفنة من المحتالين تأجير شقة في هذه الدولة او تلك ووضع اسماء مكاتب شركات وهمية عليها وطبع وثائق باسماء شركات وهمية وارسال وفود وهمية تقدم مثل تلك العروض الوهمية لتفوز بمناقصات حقيقية بمليارات الدولارات... فما هي مسؤولية ومهام واعمال الوزارة المعنية وخبراؤها.. وما هي مهمام ومسؤوليات واعمال السفارات المعنية وجيوشها من الدبلوماسيين ومن الملحقين التجاريين والاعلاميين والعسكريين والثقافيين والفنيين الذين ربما يعرف بعضهم اماكن وبرامج الملاهي والبارات ويجهل اماكن الشركات والسفارات!!
ثم الم يكن بامكان اي مسؤول وربما اصغر مسؤول سواء في وزارة الكهرباء، او في امانة مجلس الوزراء، او في هيئة الطاقة او في اي جهاز او دائرة او تشكيل حكومي معين، ان يتصل عبر الانترنت وبلحظات بسفاراتنا وبقنصلياتنا و ببعثاتنا الدبلوماسية والتجارية في الدول المعنية للتدقيق والتمحيص والاستدلال حول حقائق هذه الشركات والاستفسار من الجهات ذات العلاقة في تلك الدول حول اجازاتها ومشروعية عملها قبل الاقدام على التعاقد معها ووضع   المليارات من دولارات العراقيين في مهب الريح ؟؟؟ ام ان الحصص والامتيازات والهدايا والنسب المئوية عن هذا العقد او ذاك، تجعل كل الطرق سالكة امام توقيع مثل هذه العقود في وقت مايزال فيه العراقيون يأملون بتحسن الطاقة الكهربائية ولو بنسبة 1% وبتحسن مفردات البطاقة التموينية ولو 1% وتحسن الخدمات ولو 1% دون اي امل او رجاء.. بينما ملياراتهم تضيع هنا وهناك.. على ايدي حفنة من المحتالين الدوليين باستطاعتهم خداع حكومات بأكملها بعدة اوراق مزيفة وبشقق متواضعة تحمل عناوين شركات وهمية!
ان كان هذا قد حدث على الصعيد الخارجي.. فان ما حدث ويحدث على الصعيد الداخلي من الفساد والهدر المالي ربما ادهى وامر.
وفي هذا المجال كشف النائب المستقل في مجلس النواب ورئيس لجنة النزاهة البرلمانية خلال الدورة السابقة الشيخ صباح الساعدي عن واحدة من عمليات (التبذيــــــــر الكبــــــــــرى) التي ربما يفسرها البعض فساداً جرت خلال عهد حكومة السيد المالكي السابقة وادت لفقدان خط سير (( 25  )) مليار دولار.
يقول الشيخ الساعدي (( في الفترة السابقة اي حكومة المالكي رقم واحد  سحبت 25 مليار دولار من خزينة الدولة، من مصارف الحكومة في وزراة المالية ولم تقم بسدادها او تغطيتها او اعطاء الكشوفات حولها )) .
 ويضيف (( كلما طالبنا بالحسابات الختامية التي توضح كيفية اداء الحكومة في الجانب المالي وكفاءتها في ادارة الاموال وصرفها بما يتناسب مع حجم الخدمات لم نلق اذاناً صاغية من الحكومة بل نجد تجاهلاً كبيراً لعمليات صرف الاموال )).
ترى ان كانت مثل هذه الفوضى المالية تمارس من قبل الحكومة في الداخل فما بالنا بالعقود التي تبرم  مع الشركات الوهمية في الخارج.
وهل تعجز الحكومة تغطية هذه الــ 25 مليار دولار بالكشوفات والايصالات التي توثق جوانب الصرف (الشـــــرعية) لها هذا اذا كانت قد صرفت بطرق شرعية واصولية ولخدمة القضايا والاهداف الوطنية وبخلاف ذلك فإن من حق الشعب والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني والصحافة واجهزة الاعلام وكل المؤسسات اما مساءلة الحكومة عن هذا المبلغ الذي لو وزع على 25 مليون عراقي لكان حصة كل فرد الف دولار!! او التوجه نحو تشكيل فريق حكومي برلماني شعبي للبحث عن هذا المبلغ الضائع الذي ربما سقط  سهواتحت مكتب موظف مهمل دون ان ينتبه له نظرا لصغر حجمه !!!
وفي جميع الاحوال... فان عقود الكهرباء فجرت فضيحة ربما سوف تؤدي لكشف المزيد من الفضائح المالية.
 وما بين هذا وذاك قد يكون السكوت اسلم ... لان ماخفي ربما كان اعظم.

375




حســن العلـــوي :

أنا صنعــت صــــدام رئيســـــا

أنا مدين للفقر وللبؤس وللجوع وللبيت الصغير الذي كانت تسرح فيه البهائم فيما وصلت اليه

أسوأ ما في صدام انه كان يعتبر الموت نظرية عمل فكان يقطع الرأس والخبر معا

أنا على خطا المتنبي والجواهري في سعيي نحو الصعاب

قال صدام اذا كنا خائفين من قتل حردان فلماذا قتلناه ؟ وما اهمية قتله اذا لم يعرف الناس بأننا نحن الذين قتلناه

صدام عقد معي اتفاقا ضمنيا على ان اصنع منه رئيسا

احلامي كانت رهن يدي فما اردت شيئا الا وحققته .. ولم اضع قدمي على موقع الا واخذته

قلت لصدام منذ الان انا الذي احدد ما يفعله صدام حسين وليس صدام هو الذي يحدد ما افعله

اولى خطوات حملتي لاعداد صدام للرئاسه كان تقريرا احتل (18 ) صفحه في مجلة الف باء

كان انتمائي للبعث فكريا وليس تنظيميا لذلك لم اتدرج في الحزب ولم احضر أي مؤتمر حزبي

حــــوار : مال اللـــــه فــــرج
  Malalah_faraj@yahoo.com



ــــ القســـم الاول ــــ

حسن العلوي .. الصحفي والكاتب والسياسي  الذي أثار
الكثير من الجدل  المحتدم ومن وجهات النظر  الساخنه و الأراء المتباينه سواء بكتاباته ومواقفه من الاحداث المختلفه ام بعلاقته القريبة والطيده مع رئيس النظام السابق صدام حسين قبل ان يقع الطلاق السياسي بينهما عام  1979  و  انضمامه الى المعارضة بعد تلك  ألاحداث    المأساويه في تموز من ذلك العام و التي شهدت تصفية دموية لحوالي نصف أعضاء القيادة البعثية بذريعة المؤامرة ليشق صدام عبر مسيرة الدماء فيها طريقه الى الرئاسة على انقاض حكم البكر،  حسن العلوي الذي كان شاهدا ميدانيا على تلك الفتره الحبلى بالاحداث والمتغيرات وواحدا من اللاعبين الاساسيين على مسرحها كان ضيف حوارنا الذي امتد وتشعب حيث توقف  خلاله في محطات ساخنة واخرى ملتهبة عبر استذكارات شخصيه لصيقة بالواقع الى جانب استعادة وجدانيه لطفولته ولابرز العوامل والمؤثرات في تكوين شخصيته .
    فمن بين معاناة الجوع والفقر والعوز بدأت طفولة العلوي الذي  فتح عينيه على تناقضات الحياة ومشاقها     مطلع الثلاثينات في كرادة مريم   ببغداد لعائلة فقيره ماديا لكنها كانت غنية في ميدان الكلمة والمعرفه بامتلاكها مكتبة ضخمه تزخر بكتب التراث والفقه واللغه غرست في اعماقه منذ الطفوله  احلاما كبار لتكون الثقافة زاده والمعرفه سلاحه والفكر والتراث والادب جسرا لعبور التحديات المركبة تلك نحو افاق تحقيق ذاته وانتزاع موطأ قدم له في زمن يعج بالمتغيرات السريعه  وبالتحديات المختلفه..لذلك ما زال بعد اكثر من نصف قرن يردد بأعجاب قصائد المتنبي ويستذكر روائع الجواهري ويستشهد بأبيات المعري والحطيئه وامرؤ القيس ويتخذ من سير الخلفاء الراشدين نبراسا وهو ينحت في معترك السياسة الصاخب طريقه ويستعيد معضلات تلك الايام المصيريه الصعبة منها والذهبيه عندما كان الاقرب فيها الى صدام حيث ما لبثا ان وقفا على مفترق الطريق لينخرط في المعارضه ليكون شاهدا على احدى محاولات تصفية صدام حسين وهو الذي قاد حملة اعداده   للرئاسة كما يؤكد ذلك ليتحول بعدها  للكتابه حول (( العراق دولة المنظمة السريه )) و (( المؤسسه السريه لحزب البعث )) بعد ان كان قد افرد 18 صفحة في مجلة الف باء التي رأس تحريرها للاشادة بصدام تحت عنوان (( 100 ساعه مع صدام حسين )) ومن ثم كتابه (( دماء على نهر الكرخه )) .
   وما بين هذا وذاك من الاحداث والوقائع كان هذا الحوار :
مال اللــــه فـــــرج

 
*من هو حسن العلوي
 بنظر حســن العلـــوي؟


-ما فكرت بأمر صعب الا وأدركته، انا على خطا المتنبي والجواهري في سعي نحو الصعاب، ولهذا اردد قول معروف الرصافي (وتكره نفسي كل عبد مذلل فقد كرهت حتى الطريق المعبدا)، انا أكره الطريق المعبد واحب الطريق الوعر ولهذا سميت ابني البكر اكثم، واكثم هو الطريق الصعب الوعر، والمتنبي تحدث دائماً عن ركوب الصعاب (ومن ركب البحر استقل السواقي)، وانا راكب البحار لا استقل السواقي السهلة.
 
*هل هذا غرور...  أم
    ثقة كبيرة بالنفس؟

 
-هذا هو الواجب الذي يحتمه علي العمر وقد بلغت الثامنة والسبعين، واجد نفسي وأنا في الثامنة والسبعين كما وجدتها قبل خمسة وخمسين عاماً او ستة وخمسين حين دلفت الى منطقة الحيدر خانة ابحث عن جريدة لأنشر فيها أول مقال لي بعنوان (الفتاة والنصيب) كان ذلك عام 1954، كنت أدعو فيه الى حق المرأة في الاختيار.


 
*ما الجوانب المشــرقة
 والمظلمة في طفولتك؟

 
-ما كان مظلماً هو سبب الإشراق، وحياة البؤس والجوع انا مدين لها.. انا مدين للجوع.. مدين للبؤس و مدين للفقر ومدين للحصير و مدين للبيت الصغير في البستان حيث كانت البهائم تدخل وتسرح وتمرح في بيتنا وتخرج اذ لا أسوار تمنعها من ذلك، تلك ان كانت تسمى حياة مظلمة بائسة، فأنني أقول أنها كانت سبب إشراق هادي العلوي وسبب نجاح شقيقه حسن.
 
*اذا كان الفقر بالنسبة لك
 جســراً الى المســتقبــل
 وتحـــدي المســتحيـــــل؟

 
-والا كيف تفسر ان محلة كاملة فيها اكثر من مائتي شاب باعمار متقاربة لم تستطع ان تخرج من الجامعة سوى اثنين هادي العلوي وحسن العلوي وهما أفقر من كانا في الحي؟
 
*ما الذي تمنيتــه في
 طفولتك ولم تحصـــل
 عليه، وما الذي فعلته
 وندمت عليه؟


-ما أردت شيئاً الا وحققته، لم أضع قدمي على موقع الا وأخذته، أحلامي كانت رهن يدي، وقد حققت ما أريده.
 
*بواكير الوعي السياسي
 متى انبثقت لديك، وكيـف
 كان خيار البعث؟

 
-صنعته ثانوية الكرخ بعد ان دخلتها وعمري 14 عاماً، او أقل، وكان ذلك في عام 1948 وفي ذلك العام تفجرت القضية الفلسطينية وكانت ثانوية الكرخ ملتقى القوميين ولم تكن في الكرخ ثانوية سواها، وعندما أقول الكرخ فأنني اقصد المحمودية واليوسفية وابو غريب والطارمية والتاجي والعليمية، لهذا فانها كانت اقرب الى جامعة، وكنا نخرج في مظاهرات على جسر الشهداء القريب منا ومن هنالك الى الاعدادية المركزية ثم الى شارع الرشيد، لذلك فان ثانوية الكرخ صنعت بواكير اتجاهاتي السياسية، علاوة على هادي العلوي واتجاهات اوربية خالصة.
 
 
 
*متى بدأت علاقتـك
بصدام حسين واين
 ومن خلال من؟

 
قبل صدام حسين بدأت رحلتي مع حزب البعث حين انتميت اليه  بين عامي 1953-1954  وكنت طالبا  في الثانوية الشرقيه التي انتقلت اليها من ثانوية الكرخ  وهناك التقيت مع حزب البعث وكان مسؤولي (( احمد حسين الربيعي )) شقيق الدكتور عبد المجيد حسين صاحب المستشفى الشهير في الكراده ومن  هناك بدأت رحلتي مع الحزب     لكنني لم أدخل في صلب التنظيم، فقد كان انتمائي فكرياً وليس تنظيمياً ولهذا لم ادخل أي مؤتمر حزبي طيلة بقائي في حزب البعث منذ عام 1954 وحتى خروجي منه، ولم أصبح أكثر من عضواً فيه، طيلة ربع قرن لانني لا ادخل هذا المدخل ولم أكن ازاحم الآخرين على التنظيم وقضايا التنظيم، لانها نوع من الاسر وهي تصادر حريتي، وتأخذ مني الكثير، ولهذا كانوا يعتبرونني غير منضبط وهذا ما أبلغني به صدام عندما قال لي هل تريد ان تعرف رأي رفاقك بك ؟ أجبته نعم ما هو. قال: يقولون عنك غير منضبط، قلت له وأنت ماذا تقول؟ قال: صحيح، لكن السبب لا احد يتحدث عنه، وأضاف صدام: سوف أخبرك لماذا أنت متمرد وغير منضبط، وقال: أنت تشبه ماكنة القطار هذا الذي نحن الان في أحدى عرباته وقد صنعه الألمان لكي يسير بسرعة 200 كلم في الساعة، ثم صنعنا له السكة التي تتحمل سرعة 80 كم في الساعة، فاذا استخدم القطار طاقته في السير بسرعة 200 كلم فالسكة التي تحته سوف تتحطم وسوف يسقط القطار بمن فيه، لذلك على القطار ان يتنازل عن سرعته ويخفضها من 200 الى 80 كلم، أنت هذا.. أنت طاقتك وقوتك مثل قطار الـ 200 كلم، موضوعاً على سكة لا تتحمل أكثر من 80 كلم.
وكان بذلك يقصد الموقع في الحزب وفي الدولة، عندها سألته: ومن يصنع السكة في الحزب، اجاب: لست وحدي وانما هنالك آخرون.. وعندنا ايضاً رئيس وأمين سر الحزب، وعندما يستقيم الامر (يقصد عندما يصبح صدام رئيساً)، فستكون انت في المكان التالي، وحدد المكان، ففهمت امرا  وهو انه عقد معي عقداً بما سميته فيما بعد بنظرية (التخادم السياسي) و صدام يأخذ بنظرية التخادم السياسي، أي انك تقدم لي خدمة وأقدم لك خدمة.
  
*ماذا عن نظرية التخادم
 الســياســي هـــذه؟

 
-على سبيل المثال، فانه يقترح على الاتحاد السوفيتي عقد معاهدة معه، يقول لهم، انا أخدمكم، اعترف بألمانيا الشرقية، ارتبط بمعاهدة معكم، اكبر من معاهدة بورتسموث مع بريطانيا وأوسع، لكن بشرط ان لا تسمحوا بالتآمر علي ولا تسمحوا بالإعلام الشيوعي ضدي ولا بتنظيم معاد في الداخل ضدي، وان تتعاونوا معي على مستوى المخابرات وتقوموا بتسليحنا، اذاً هذا تخادم سياسي.. وصدام كان يستخدم  نظرية التخادم السياسي  معي شخصيا  عندما قال لي انت غير منظبط بسبب كذا وكذا فقد اراد الوصول الى هذه النقطه التي وعدني بها سابقا (( ان مكانك هو كذا وكذا عندما يستقيم الامر )) أي عندما يصبح صدام رئيسا للدوله .
 
*متى كان ذلك؟

-سنة 1979، إذاً صدام يريد ان يكون رئيساً للدولة، هذه كانت الرسالة، وقلت له فهمت كل شيء ومنذ اليوم سأبدأ أمراً، قال: ما الذي ستبدؤه أجبته: نتحدث بعد ذلك، وعندما وصلنا الى فسحة خضراء ومددنا بساطنا وانطرح صدام على البساط ووضع رأسه بين يديه وهو مضطجع كان ينظر الى غلاف مجلة ألف باء وهي تحمل صورة الرئيس البكر مع الرئيس اليوغسلافي تيتو، وقال: حسن لماذا لا تكتب مقالاً عن الرؤوساء والزعماء المرضى الذين يقودون العالم، واضاف: كم أبرة زرقت في دماء تيتو حتى يتمكن من الوقوف لمدة ربع ساعة في المطار، قلت له: الامر يشمل صاحبنا الشايب، كم أبرة زرق البكر حتى يقف ايضاً؟! قال: لم يكن الامر بهذا الحد، اذاً هو كان يريد القول ان البكر مريض، لكنه لم يقل ان البكر مريض، بل قال ان تيتو هو المريض، ومعنى ذلك، انتبه يا حسن العلوي الى الرؤوساء المرضى الذين يقودون العالم، ومعنى ذلك ان البكر هو مريض ولا يصلح لان يقودنا.



*كانت رسالة واضــــحة
 فمتى كان ذلك تحديدا ؟

 
-كان ذلك في الاسبوع الذي وصل فيه الامام الخميني الى ايران وكان ذلك الحديث على الحدود الايرانية يوم 14 شباط 1979، وكنت مع صدام ومعنا آخرون، لكن ذلك الحديث كان معي، وقلت له: لقد فهمت الامر، عليك الان ان تستلم الامر، قال: لم يصل الامر الى هذا المستوى فالبكر لا يزال، قلت له: كلا.. كلا، لقد فهمت القضية، ومنذ الان انا الذي احدد ما يفعله صدام حسين، وليس صدام حسين يحدد ما الذي افعله انا، لان انا لا عمل لي سوى صناعة الرئيس فأذا  رضيت فلنبدأ، قال وهو يبتسم (لا اتحمل مسؤولية الصدام مع الآخرين)، قلت له ان جولتنا هذه هي حملتنا للرئاسة، فأجب على كل سؤال لم تجب عليه سابقاً وتقبل أي سؤال صعب، وانا لي الحق التدخل حتى في ربطة العنق وحتى في الملابس التي ترتديها، وعليك ان تغير ملابسك منذ الان، عليك ان تضع على رأسك الان اليشماغ لأننا في منطقة الأهوار، وعندما تذهب الى كوردستان عليك ارتداء الزي الكوردي، لأنك زعيم العراق والعراق فيه كورد.. وعندما تذهب الى النجف عليك تأدية صلاة الشيعة، وعندما تذهب الى أبي حنيفة صل صلاة السنة، قال: الأفضل ان لا اصلي لا هنا ولا هناك، فبدأت الحملة.
 
 
 
*هــل اقتنــع صــدام بان
 تكـــون مســؤولاً عــن
 حملته ووفق ما طرحته؟

 
-قبل وكان مطيعاً، ولهذا قمت بنشر تفاصيل ذلك اللقاء معه على مساحة (18) صفحة، في مجلة الف باء  وأحدث ذلك خللاً في المبدأ الإعلامي القائم على التوازن.
 
*هل تقصــد التحقيـــق
 الذي حمــل عنوان 100
 ساعة مع صدام  حسين؟


-أجل.. لكنه لم يكن تحقيقاً، بل كان حملة.
 
*متى كان أول لقاء
 بينك وبين صدام؟


-في عام 1963، كنا في جريدة صوت الجماهير، وجاء شاب غير أنيق وذو ملامح قاسية وكان محسوباً على التنظيم الفلاحي ولم يكن له شأن، وكان مدير تحرير الجريدة انذاك  طارق عزيز وكنت في حينها من أهم كتابها شاهدته هناك لأول مرة، اما بعد 1968 فلم أكن قريباً منه، بل كنت ثقافياً وفكرياً مع الأخ المرحوم عبدالخالق السامرائي، وصدام كان في المكتب التعرضي، أي في مكتب المواجهة، وقد بدأت لقاءاتنا في عام 1975 عندما أصبح رئيساً للمكتب الثقافي محل عبدالخالق السامرائي وبعد ان امضيت عقوبة التجميد من الحزب لمدة سنتين بعد اعتقال وسجن عبدالخالق السامرائي عام 1973، وبدأت التقي مع صدام الذي أعجب بي منذ أول لقاء واتصل بي هاتفياً بعد اللقاء ليلاً، وجرى حديث خاص بيننا، وكان دائماً يتحدث معي دون علم أعضاء المكتب الثقافي لأنني لم أكن عضواً في مكتب الثقافة والإعلام.
    
*كم مرة التقيت صـدام  
وما أسوأ تلك اللقاءات؟

 
-التقينا كثيراً، وسأغامر في الجواب وأقول أنني شخصياً مع صدام كنت اشعر بالراحة التامة والامان ولا اشعر ان هنالك لقاء سيئاً، وكان يقدر وضعي لانني كنت على خلاف دائم مع مكتب الثقافة والاعلام، وقد قال لي مرة! حسن اذا مرة رفاقنا في الثقافة والاعلام أحبوك فأنت لست حسن العلوي، لذا دعهم لا يحبونك، واضاف: أفضل شيء فيك انهم لا يحبونك، فأدركت كيف كان ينظر الى بعضهم باستثناء طارق عزيز فقد كان يحترمه ويثق به.

مالذي اعطاه لك صدام
وما الذي اخذه منك  ؟


ــ اخذت منه التجربة الميدانيه للحكم وادارته فقد كان قائدا ميدانيا بطريقة عجيبه يصرف الامور والازمات بطريقة (( المرجله )) وعلى سبيل المثال قام  البوليس البريطاني بعد حادثة اغتيال احد الاشخاص في لندن بالتصدي لدبلوماسيين عراقيين وركلهم من الخلف على مؤخراتهموظهرت تلك الصورة المهينه في التلفزيون وما كان من صدام الا رد الاهانه بمثلها من خلال رفس الدبلوماسيين البريطانيين المماثلين الموجودين في بغدادوتسريب الصور الى وسائل الاعلام لذلك فقد تعلمت منه الكثير في ادارة الازمات .

  
 
*ما ذكرته يمثل الجوانب
 الايجابية، لكن ما أســوأ
 ما في شخصية صــدام؟

 
-أسوأ ما في صدام انه كان يعتبر الموت نظرية عمل، وهي نظرية تركية تقوم على المثل التالي (أقطع الرأس وأقطع الخبر) وصدام كان يقطع الرأس ويقطع الخبر بينما ان ذلك خطأ، لانك عندما تقطع الرأس يأتي الخبر ولا يقطع بل يصنع، و كان يؤمن بنظرية (الموت) وهذا الموضوع لا يمكن ان أستسيغه فقد كان عندما يذكر ضحاياه لا يرف له جفن ولا تختلج عضلة في وجهه أبداً، واذكر ناظم كزار والمسكين عبدالخالق السامرائي، وحردان التكريتي عندما تمت تصفيته حيث كنت في وقتها معاون المدير العام لوكالة الانباء العراقية، وكنا في المطار لاستقبال جنازة حردان الاتية من الكويت، وكنت احاول احاكة الدسائس على وزارة الاعلام وعلى مكتب الاعلام واحرض صدام عليهم، وفي احدى تلك المحاولات قلت لصدام ان البيان الصادر حول اغتيال حردان يشير كأنما نحن الذين وراء العملية، كيف ومن الذي كتبه؟ ففاجأني صدام قائلاً: انا الذي كتبته، عندها صمت، فاكمل الحديث قائلاً: اذا كنا خائفين من قتله لماذا قتلناه؟ وما اهمية قتله اذا لم يعرف الناس بأننا نحن الذين قتلناه؟ ليكن هذا درساً للآخرين، نقتله ثم نستقبله وندفنه وليعرف ذلك الآخرون.

حـــوار : مال اللـــــه فــــرج

 


376
مشاكســــة
البرلمـــان
 بحاجـــــة الــى برلمــــان
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

في جميع الدول ذات الانظمة البرلمانية يمثل البرلمان ارادة الشعب ووكيله والمدافع عن حقوقه وممثله في صيانة امواله والحفاظ على ثرواته   ووارداته وممارسة الرقابة على جميع المؤسسات واصدار القوانين التي تحفظ الحقوق والحريات وصيانة استقلالية القضاء وانتخاب رؤساء الحكومات ومنحها الثقة واقرار برامجها ومتابعة حركتها واخضاعها للمساءلة وللاقالة ايضاَ ان فشلت او انحرفت او هوت في مستنقعات الفساد.
   فالبرلمان الحقيقي هو ضمير الشعب و هو صوته   الذي يجب ان يعلو على كل الاصوات وارادته التي يجب ان تخضع لها جميع  الارادات  والموقف الستراتيجي الذي يجب ان تدعمه  جميع المواقف اما ان يشعر البرلمان بالتهميش او بالتجاوز او بعدم الامتثال لارادته او عدم الاحترام لقراراته عندها لا يعود برلماناً بل يمكن ان يكون مؤسسة  في وزارة   وربما دائرة في مؤسسه وعليه عندها  اما ان يصارح الشعب ويحتكم اليه واما ان يتنازل بعد اخفاقه في حمل الامانة وتركها  لبرلمان حقيقي يستطيع ان يمثل ارادة الشعب الذي انتخبه ووضع فيه ثقته وأولاه مقدراته ووضع بين يديه  حاضره ومستقبله ومصيره.
  ففي حوار شامل اجرته احدى الفضائيات مع رئيس البرلمان العراقي السيد النجيفي ونشرت جوانباً مهمة منه ((الصوت الاخر)) ازال مسامير الامان عن الكثير من القضايا المتفجرة وترك تشظيات التساؤلات الساخنة ترسم علامات الاستفهام هنا وهناك حول حقائق الدور الرقابي والتشريعي للبرلمان باعتباره السلطة المركزية العليا الذي تفرعت منه وعنه بقية السلطات.
وفي مقدمة ما اثاره السيد النجيفي عشرة محاور لابد من الوقوف امامها باهتمام
1.   عدم نجاح الشراكة السياسية.
2.   عدم تقاسم السلطة بصورة حقيقية.
3.   عدم توزيع مراكز القوى في البلد بموجب نتائج الانتخابات .
4.   ليس هنالك شراكة حقيقية.
5.   هنالك أطراف تتمسك بمراكز مفصلية اساسية في السلطة ولا تقبل ان يشاركها احد بها.
6.   طلبنا مثول الاخ رئيس الوزراء في البرلمان لطرح قضايا مختلفة ولم يحضر على مدى شهر ونصف.
7.   اصدرنا عدداً من القرارات لكنها لم تنفذ.
8.   العلاقه غير مستقرة بين البرلمان والحكومة.
9.   الجيش هو الذي يتصرف بيد عسكرية مطلقة ودون محاسبه
أما القنبلة العاشرة وهي الاكبر والاخطر والاشد أنفجاراً والاكثر دوياً فقد كان تأكيده على ان ((هنالك نوع من التهميش للبرلمان ولدوره الاساسي في البلد)) .
 ازاء ذلك لابد ان يصاب كل عراقي بالذهول والاحباط والمرارة والضياع والخوف من بعض السياسيين الضباع ....فاذا كان البرلمان وهو السلطة العليا في البلاد ..وهو ممثل الشعب وصوته وارادته (( مهمشا )) فالى اين سوف يذهب المهمشون واي الابواب يطرقون ؟؟ والى من سوف يشتكي المعذبون ؟؟ والى اي الابواب سوف يتجه العاطلون ؟؟ومن اية جهة سوف يطالب المواطنون بالخدمات والكهرباء وفرص العمل والبطاقة التموينيه  ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين والمرتشين ان  كان برلمانهم المنتخب راح ينتحب وهو يشكو ((التهميش)) وعدم احترام قراراته فلا رئيس الحكومة يستجيب لدعواته   المتكررة له بالحضور امامه ولا القوانين التي يصدرها تنفذ وبذلك فان الشعب ومصالحه والوطن وحقوقه باتوا ضائعين حقا  بين حكومة لا تمتثل للبرلمان وبين برلمان عاجز لا يستطيع فرض حضوره ومواقفه وقراراته على الحكومة.
وبين هذا وذاك اصبحت الشراكة غائبة والحقوق ضائعة والجيش يتصرف بيد عسكريه مطلقة وأطراف تتمسك بمراكز مفصلية اساسية في السلطة ولا تقبل المشاركة في خضم ذلك كله بات سرطان الفساد يتكاثر  بسرعة فضائية والحرائق تطال الوزارات والمؤسسات الحكومية لتحرق العقود والصفقات والشهادت المحورة والوثائق المزورة وتنتشر الاغطية السياسية لحماية الشبكات الفساديه و تتحول السلطات والبرلمان الى ميدان لحوار الطرشان فلا البرلمان ينصف الحكومة ولا الحكومة تستجيب للبرلمان بالاخص بعد ان فشلت كل الجهود والبرامج والوساطات والخطط والاتفاقات والدعوات والمبادرات في جعل الكتل السياسية تعبر بحار الخلافات وتقفز فوق التناقضات وتتنازل عن القليل من الامتيازات وتدير ظهورها للانانيات والمصالح السياسية وتغلب القضايا والمصالح الوطنية حتى اصبحت العملية السياسية تدور في  دوامة الحروب والنزاعات الشخصية دون اي اعتبار للحقوق والمصالح والمعاناة الجماهيرية والخاسر الاكبر   في ذلك كله هي الاوطان وهو الانسان   الذي اوكل مصيره الى البرلمان واذا بالبرلمان بحاجة الى برلمان.
 



377
مشاكسة
دولــة
بـــوزارة واحـــــده
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

على الرغم من اننا كنا اول دولة في التاريخ تخوض تجربة كبيرة وخطيرة, اذهلت الاعداء وانتزعت اعجاب الاصدقاء..واستقطبت دهشة الاغنياء والفقراء بالاستغناء عن الوزراء الامنيين والاستعانة عنهم بالوكلاء والخبراء والمستشارين  بعد ان اصبحنا اقوى دولة اقليميه بالاخص وامست كل الجهات  والدولية تهابنا والجهات الاقليمية تحترم خياراتنا ودول الجوار  تتفانى ((في صيانة حدودنا)) وفي احترام سيادتنا واستقلالنا وخياراتنا وتزودنا بمنتهى الدقة والشفافيه بأكثر  من حصصنا المائية وفق ادق الموازين والقوانين والمعايير الدولية رغم تدخلاتنا بشؤونها الداخليه وقصفنا (( الاخوي )) لقراها الحدوديه  وقطعنا الانهر المشتركه عنها بيد ان نجاحنا المذهل والمنقطع النظير, في الاستغناء عن الوزراء الامنيين دون ان يؤثر  ذلك على امننا الداخلي والخارجي ولا على امن وسلامة وحياة المواطنين بالاخص وان  (( بارومتر العنف )) لدينا  لم يسجل   خلال شهر حزيران الماضي اخلالاً بالمعايير الدولية المقبوله في هذا الميدان الحيوي وفق تصنيفات الدول الاكثر امنا وامانا اذ لم نفقد خلال الشهر المذكور الا بحدود  ((270)) شخصاً اي بحدود تسعة اشخاص يوميا عدا المصابين من الجرحى والمعوقين اي بمعدل سنوي قدره  (( 3285 )) ضحيه اذا استقرت اعمال العنف بكواتم الصوت والعبوات اللاصقه الصديقه وغيرها عند مستوياتها (( الدولية )) المقبولة هذه .
 بيد ان  هذا النجاح التاريخي المؤزر والمطور دفع احدى الكيانات السياسية  للمطالبة بتطويره واغنائه وعصرنته من خلال دعوتها لالغاء الوزارات الامنية بعد ان تلمست النتائج الايجابية للخطوة الثورية بادارتها بالوكاله على صعيد توفير الاموال و العمالة وربما ستنجح العملية السياسية مستقبلاً الى جانب نجاحاتها الباهرة في توفير الكهرباء والخدمات ومواد البطاقة التموينية في تخريج مسؤولين متمرسين باستطاعة اي منهم ادارة عشرين وزارة بالوكالة وتوفير الايدي العاملة الوطنية والكفاءات العلمية للمهام الستراتيجية بالاخص وان المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية العليا ما زال في مخاضه العسير بانتظار عملية قيصرية بعد ان تعقدت واستحالت عملية الولادة الطبيعية له وسيكون بالطبع بحاجة الى خبراء ستراتيجيين ولمستشارين ومحللين ومتابعين كفوئين.
 لذلك ومن منطلق المسؤولية الوطنية فان على جميع الهيئات والمؤسسات والمنظمات الشعبية التضامن والوقوف مع هذه الجهة السياسيه والمطالبة بالغاء الوزارات الامنية بعد ان اثبتت الوقائع والذرائع والوثائق والحرائق باننا لسنا بحاجة الى هذه الوزارات ((البروتوكوليه )) التي لا مهام فعلية لها ولا انشطة امنية تمارسها بالاخص وان الامن الداخلي مستتب والامن الخارجي اكثر استقراراً واستباباً بعد ان تكفلت احدى الدول الصديقة  بملئ الفراغ الامني وحماية حدودنا من الداخل والخارج ومساعدة مؤسساتنا وربما  تبادر الى التحدث بالنيابة عنا في المحافل الدوليه بعد ان اثبتت امانتها وحرصها واخلاصها وتفانيها في تصدير معظم احتياجاتنا من المفخخات والمتفجرات وكواتم الصوت والعبوات اللاصقة والزيوت الفاسدة والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية وبعد ان قطعت معظم الانهار والروافد المائية  المشتركه عنا  بهدف تعقيمها وتنقيتها وتصفيتها ثم اعادة ضخها الينا  ثانية حفاظاً   على البيئة وعلى الصحة العامة وعلى سلامة مواطنينا لذلك  الى جانب مقترح الجهة السياسية المعنية بالغاء الوزارات الامنيه  فاننا بحاجة لالغاء وزارات اخرى, انجزت مهامها ونفذت برامجها وحققت خططها المرحلية والستراتيجية وما عدنا بحاجة الى خدماتها وفي مقدمتها وزارة الكهرباء التي انجزت انارة العراق كله والدول المجاورة وبفعل ((الفولتية العالية))  لتيارنا    الكهربائي المستمر ليل نهار دون خلل او عطل او انقطاع فان الوحدات الكهربائية الفائضة عن حاجتنا الوطنية وعن حاجة الدول الاقليمية بادرت الى ((  الترويح )) عن نفسها لتتحول الى تماسات كهربائية فائقة الذكاء والفعالية اشعلت الحرائق واتلفت الوثائق في مختلف الوزارات والمؤسسات ونهضت بواجباتها (( الوطنية )) على اكمل وجه في اتلاف الشهادات المزورة والوثائق المحورة والعقود الوهمية والصفقات الفسادية حفاظاً على هيبة وكرامة وسمعة بعض الاطراف الحكومية والبرلمانية والسياسية.
كذلك لا بد من الغاء  وزارة البلديات بعد ان وفرت المياه والخدمات وعبدت ونظفت وشجرت كل الشوارع والساحات.
كما يجب التخلي عن وزارة حقوق الانسان بعد ان نظفت السجون والمعتقلات وفرضت قيم الحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان على السجين والسجان ومنعت المداهمات الكيفيه والاعتقالات العشوائيه وحدثت اساليب التعذيب المنهجيه وما عاد بامكان اي خبير التفريق بين الحقوق والعقوق كذلك الامر بالنسبة لوزارة التجارة التي وفرت افضل انواع المواد الغذائية من افضل المناشئ العالمية وحولت بعيداً عن الفساد والخداع زيت الطعام الفاسد الى وزارة الدفاع لاستخدامه وقوداً للدبابات وللطائرات بعد تنصلت من مسؤوليته جميع الجهات والامر نفسه ينطبق على وزارة الهجرة والمهجرين التي اعادت كل النازحين والمهجرين وضمنت حقوقهم وحضرت مئات المؤتمرات دفاعا عنهم واعادت لهم منازلهم  ووفرت لهم احتياجاتهم .
    ربما سنكون بعد الغاء جميع الوزارات بحاجه لوزارة واحده فقط هي (( وزارة المسؤولين )) للسهر على راحتهم ومتابعة حصولهم على امتيازاتهم وتنظيم السفرات السياحية لعوائلهم جراء انشغالهم ليل نهار بواجباتهم واعداد ابنائهم لاحتلال الدرجات الخاصه في الداخل والخارج حتى لو كانوا  بلا شهادات وبلا كفاءات وبلا مؤهلات .
    بذلك سندخل التأريخ من اوسع ابوابه  بتجربة رائده كأول دوله تديرها وزارة واحده .



378




  مثــــال الالوســــي :

هنالك من يريد الانفراد بالسلطه خلافا للدستور

هذه الحكومه متهمه بالفساد المالي ويجب احالة الفاسدين الى القضاء
هنالك مؤسسات غير قانونيه وغير دستوريه متهمه بقمع المواطنين  
لا يمكن لاحد ان يسرق من الموازنه العراقيه الا بغطاء حكومي
يجب الالتزام بالدستور للتأكيد على ان لاعودة للدكتاتوريه ولا عودة للفاشيه

 حــوار : مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com

في مرحلة تعمقت فيها التعقيدات السياسية واتسعت فيها خلافات الفرقاء السياسيين وباتت الامور تنذر بالوصول الى طريق مسدود في ظل الخروقات الامنية، وتدني مستوى الخدمات وتواصل الاحتجاجات الجماهيرية، وفشل كل الاطراف في الاتفاق على الوزراء الامنيين، وتصاعد الاتهامات بين هذه الجهه وتلك والتلويح بسحب الثقه من الحكومه والذهاب لانتخابات مبكره  كان لابد من استطلاع اراء السياسيين حول هذه التعقيدات وآفاق الخروج من الازمة.
محطتنا الحوارية هذه المره، كانت مع السياسي العراقي المثير للجدل سواء بتصريحاته النقدية او باتهاماته المباشره، بل وبتحليلاته الموضوعية ووجهات نظره الساخنه التي لا تجامل جهة ولا تسثني مسوؤلاً، ذلك هو السيد مثال الآلوسي، رئيس حزب الأمة، اتصلنا به، وعبر الهاتف، تسنى لنا ان نستحوذ على دقائق  من وقته لنقف واياه عند ابرز تعقيدات العملية السياسية وتقاطعاتها، وازمة الثقة بين اطرافها، ومبادرة الرئيس البارزاني واتفاقية اربيل وضمانات الالتزام بها والفساد وغيرها من القضايا الساخنة.
 
* الى أين تتجه العملية السياسية
 بنظركم في ظل الصراعات المتواصلة
 بين العراقية ودولة القانون وفشلهما
 في تجاوز خلافاتهما ؟

 
- بصراحة المشكلة هي اكبر مما يعلن عنه، أو يتم الحديث عنه، المشكلة هي ان اتفاقية اربيل كانت اتفاقية وطنية لبناء مرتكزات دولة، وما يجري الآن هو ان الحكومة والتحالف الوطني ودولة القانون يفسرون اتفاقية اربيل على انها الضوء الاخضر لوجودهم في السلطة، والانفراد بها، وكل الاطراف السياسية الآن، داخل مجلس النواب وخارجه والاحزاب الوطنية في قلق كبير بأن هنالك من يحكم ويريد ان ينفرد بالسلطة وهذا مخالف للدستور والاعراف الديمقراطية ويخالف اتفاق اربيل الذي كان برعاية الاخ رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني الذي استطاع جمع مختلف الاطراف نتيجة تأثيره السياسي الكبير وثقة الاطراف السياسية بمواقفه ونضاله، لكن للأسف هنالك طرف لا يلتزم بشئ لا بتطبيق اتفاقية اربيل ولا بتطبيق الدستور وهذه هي مشكلة السياسيين الذين يريدون بناء الدولة العراقية الجديدة.
  
 
* ما ضمانات تطبيق اتفاق اربيل؟
 
- الضمانات واضحة، السيد رئيس الوزراء، هو رئيس مجلس الوزراء، ويجب ان يكون هنالك نظام داخلي للمجلس وهذا ما نفتقر اليه لحد الآن، وأتفاقية اربيل تشير الى ضرورة ايجاد نظام داخلي لمجلس الوزراء حتى تكون هنالك حكومة تدار بشكل واضح وصريح لأن هنالك مؤسسات غير قانونية وغير دستورية ولا يوجد لها اي غطاء منها قيادة عمليات بغداد، هذه مثل قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص في حينه، ومنها قيادة مكافحة الارهاب، حيث لا يوجد اي غطاء قانوني او دستوري لهذه القطعات التي اصبحت متهمة بقمع المواطنين واعتقالهم بشكل عشوائي.
ان الضمانات تكمن في اننا يجب ان نكون ملتزمين بالدستور وبالمعايير والمفاهيم الديمقراطية لتأكيد ان لا عودة للفاشية، ولا عودة للدكتاتورية ولا يمكن ان يستغل طرف سياسي او طائفي اي ظرف للاستئثار بالسلطة، الضمان هو في ان نرتقي الى مستوى ادراك ان العراق بلد ديمقراطي فدرالي والحكومة فيه دستورية وبنظام برلماني، وعلى السيد نوري المالكي ان يدرك هذه الحقائق.
  
 
* هل ترى ان السبب الرئيسي
 لهذه التقاطعات هو غياب الثقة
 بين الاطراف السياسية؟


- الثقة يا سيدي تأتي من خلال الرقي الاخلاقي الدستوري في هذا الميدان، وبالتالي فأن عدم الالتزام بالدستور يعني انعدام الثقة، وان انعدام الثقة واضح  في هذا الشأن وللأسف ان اطرافاً معينة تتبجح بأن لديها وزراء وكأن المسألة هي مسألة نفوذ، وما سمعناه من السيد رئيس مجلس النواب في التلويح  بتشكيل اقليم للسنة، فأن هذا يهدد الامن القومي العراقي ويهدد وحدة العراق، وهنالك محاولة لأفتعال ازمة عربية كوردية بشكل مبطن من شأنها تفريق المواطنين من جديد وتسيل الدماء من جديد على حساب القيم والثوابت الوطنية.

 

* هل ترى في ظل الاجواء الراهنه
 ان العملية السياسية قد وصلت
الى طريق مسدود، ولابد من الذهاب
 الى انتخابات مبكرة؟

 
- الانتخابات المبكرة اسلوب يستعين به الحاكم ويستعين به السياسي والمواطن ويستعين به من يلتزم بالدستور، ومن يخشى الانتخابات المبكرة انما هو نتيجة الهفوات الكبيرة الموجودة في كيانه او طريقة تعامله، انا اعتقد اننا وصلنا الى طريق مسدود ويجب العودة الى الشعب واحترام ارادته وقيم الدستور، ورفض الانتخابات هو الدليل والاشارة الى اننا نريد الانفراد بالسلطة وقيادة العراق الى متاهات جديدة ولا يجوز ان نعرض العراق وشعبه الى مثل هذه المتاهات والى مثل هذه السيطرة الخارجية على القرار العراقي.
  
 
* كيف تنظرون للقصف الايراني
 للاراضي العراقية داخل اقليم
 كوردستان؟

 
- جريمة كبرى بحق العراق، وبحق الموقف الاقليمي ودعاة السلام في المنطقة، وبحق القانون الدولي، هذا القصف الايراني لأقليم كوردستان لا يمكن ان يفسر الا انه انتهاك للالتزام السياسي والدولي.
 
* كيف تقيمون مستوى الفساد
 المالي والاداري في العراق؟


- الفساد المالي والاداري يؤكد حقيقة ان الجهلة لديهم مساحات اكبر من المثقفين، وان الخارجين على القانون لديهم مساحات وشخصيات قيادية، ولا يمكن لأحد ان يسرق من الموازنة العراقية الا بغطاء حكومي، هذه الحكومة متهمة بالفساد المالي ويجب ان يحال الفاسدون الى القضاء العادل ضمن ثوابت الدستور والقانون بعيداً عن الصفقات السياسية الطائفية المهيمنة.
 
حــــوار : مال اللـــــه فـــرج

379
مشاكسة
شرطـي
 لكـل مواطـن
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من الغرابة والطرافة واللطافة والظرافة ان يشعر كل مواطن بالاخص من البسطاء والمستقلين والبعيدين عن الانتماءات السياسية في الدول الرجعية والدكتاتورية والارهابية والقمعية ذات الحزب الواحد   والنظام الواحد والقائد الواحد واللون والطعم والمذاق الواحد ان في اعماقه ((شرطي امن))    يراقب تصرفاته وهواياته وعلاقاته واتجاهاته   وارتباطاته ومشاعره, ويحصي عليه خطواته وكلماته وانفاسه وربما الوان وانواع ملابسه الداخلية التي يجب ان  تكون ضمن المواصفات الحكومية وان لا تخالف الانواع المسموح بها حتى لا تتحول هذه البلدان (( الثورية  )) الى اسواق   للدول الامبريالية وحتى لا تستخدم هذه الملابس الامبريالية في نقل وتهريب الشعارات والبيانات والاشاعات التحريضية المعاديه .
وفي خضم ذلك كان ومازال المواطن المستقل المستقيم الحليم في مثل هذه الدول ذات اللون والطعم والمذاق والقائد والحزب الواحد مستفزا ومستنفرا ودقيقا وحذرا   في الفاظه وفي اختيار اصدقائه وفي مشاهدة المحطات الفضائية التي لاتثير حفيظة النظام وفي استعمال وسائل اتصالاته وفي انتقاء طرائفه ومراجعتها الف مرة للتاكد بانها لا تحمل مضموناً سياسياً  لا رجعياً  ولا تقدمياً لا ثوريا ولا امبرياليا لا يساريا ولا يمينيا لا انفتاحيا ولا متطرفا لا دينيا ولا الحاديا .
كذلك فانه كثيراً ما يكون اشد دقة في انتقاء تعابير الغزل الشفافة سواء مع حبيبته او خطيبته وحتى في مخدعه الزوجي خوفاً من زلة لسان في لحظة حب عاصفه او في هنيهة  حنان ملتهبه  فلربما (( للابواب والنوافذ والحيطان )) عدسات ومايكروفونات واذان اشد دقة الف مرة من تنصت الجيران ولانه فشل ويفشل دائماً في ((  رشوة )) شرطي الامن الذي باعماقه فان ذكاءه الفطري  دفعه لمصادقته من خلال الدقة المفرطة في التصرفات والكلمات وعدم التعرض للانظمة والاحزاب والحكومات.
اما في بعض الدول التقدمية الثورية  الديمقراطية  التحرريه التي تحترم الحريات وحقوق الانسان والتي تحتكم الى الارادة الشعبية والبرلمان فما زال الانسان وفي هذا الزمان بحاجة ايضاً الى ((شرطي امن)) ليحصنه ويساعده ويعلمه ويحميه من شرور السقوط في هوة الفساد والفاسدين والارهاب والارهابيين والاختلاس والمختلسين ومن اجل ان يعيش بسلام و بامن وامان.
ولعل ما يبرر ذلك اعلان ناطق   باسم مجلس القضاء الاعلى عن ان شهر حزيران الماضي فقط شهد اعتقال ((33380)) شخصاً حيث تم اعتقال ((24)) الفاً في مطلع حزيران و ((9157)) نهاية الشهر المذكور اي بمعدل اعتقال يومي بلغ  ((  1112,6 )) انسان في ظل دولة القانون والامن والامان ولو استمر الوضع على ما هو عليه فان معدل  الاعتقالات السنوية ستشمل ((400560)) انسان وخلال عشر سنوات فان مجموع الاعتقالات سيكون اربعة ملايين وخمسة الاف  وستمائة  شخص من المدانين والابرياء على حد سواء مما يستلزم التفكير الجدي بستراتيجية توفير ((شرطي)) وطني لكل انسان ليحصنه من الجريمة ويحذره من السقوط والخذلان حفاظاً على الامن والامان.
لكن الامر سيكون اشد ظرافة ولطافة لو تم شمول كافة المسؤولين والوزراء والسياسيين والبرلمانيين والمدراء العاميين والمستشارين في جميع الدول بالاخص النائمه والعائمه والمتسوله والمتوسله بهذه الستراتيجية الجديدة الفريدة في الرقابة الشخصية وتعميق وتخصيص شرطيا لكل منهم بهدف تعميق الحصانة الذاتية  لديهم والحيلولة بين الفاسدين واساليبهم  (( العبقرية ))  في الاستحواذ على الحقوق والامانات والاموال والمصالح الوطنيه   بالاخص في ظل الخروقات الامنية والاختلاسات المالية والصفقات الوهمية والعقود غير الشرعية والحرائق الذكية التي وحدها تستطيع الاستدلال على الشهادات   والعقود المزورة والوثائق المحورة وتقوم بالتهامها في لحظات حفاظاً على (( هيبة  )) الفاسدين و ((وجاهة )) المختلسين  و ((كرامة )) بعض السياسيين والبرلمانيين المتورطين وشبكات مافيا العقود من الفاسدين والمفسدين وحتى لا يتمكن الامناء والشرفاء من السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين المخلصين من القاء   القبض على المجرمين الحقيقيين وتحديد المستفيدين الفعليين.
في ضوء ذلك كم ((  شرطياً ))  نزيهاً مبدئياً امينا مخلصاً وطنياً شجاعاً نحتاج لمرافقة ومراقبة كل نموذج من مثل هذه النماذج الفاسدة وكم شرطيا  نموذجياً نحتاج لمراقبة   شبكات الفساد التي تسرق البلاد وتلتهم حقوق العباد وكم شرطياً من هؤلاء نحتاج من اجل منع الحرائق الذكية ومن اجل وقف انتهاكات حمايات بعض المسؤولين ضد الكوادر الصحفية ومن اجل فضح الوشايات الكاذبة والحد من الاعتقالات العشوائية ومن اجل منع ذوي الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجة من العبث بالمصالح الوطنية وحقوق الفقراء والمعدمين بصفقاتهم الوهمية ومن اجل الحد من الصفقات السياسية والمصالح الشخصيه على حساب المصالح الوطنية.
يقيناً لو ان كل مواطن كان بحاجة لتوعيتة وتعميق حصانته الى شرطي او شرطيين فان بعض المسؤولين والسياسيين الفاسدين لا يكفي احدهم ربما الف شرطي لتلقينه مبادئ نقاء الضمير وعفة الروح ونظافة اليدين.


380
الشــيح صبـــاح الســـــاعدي :

بعض الاحزاب الاسلامية والعلمانيه تحاول احراق المؤسسات لاخفاء فساد قادتها واعضائها

  حكومة المالكي السابقه سحبت  (25 ) مليار دولار من خزينة الدوله ولم تقم بسدادها او تغطيتها

هنالك جهات تعارض الاجرءات القانونيه التي تطال وزراء وشخصيات معروفه

حـــــوار : مال اللـــــه فــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com



 
 بلا شك ان الوقوف امام ملفات الفساد يعني الوقوف امام واحدة من اخطر واوسع وابرز التحديات الحقيقيه المباشره التي تهدد حاضر العراق ومستقبله بكل ما يعنيه طوفان الفساد الخطير هذا من استحواذ قلة فاسده على اموال وحقوق شعب باكمله ولعل ما يزيد الفساد المالي والاداري خطورة مظلات الحمايه التي يتمتع بها بعض الفاسدين من الجهات السياسيه المعنيه حتى بات الفساد السياسي توأم الفساد المالي وسلاح حمايته والدفاع عنه .
 للوقوف ازاء ابرز ملفات الفساد كان لا بد من محاورة شخصية على علاقه وثيقه بمحاربة الفساد ومتابعة ملفاته الساخنه لذلك حرصنا على ان يكون حوارنا في هذا المجال بالذات مع  البرلماني المعروف الشيخ صباح الساعدي، رئيس لجنة النزاهه في مجلس النواب في دورته السابقه والذي اثار الكثير من القضايا الساخنه وفتح بجرأه ملفات الفساد في وزارة التجاره وطالب بأحالة الفاسدين الى القضاء .
 عبر الهاتف ورغم رداءة الاتصال وكثافة مهام الشيخ الساعدي ومسؤولياته الا انه منحنا دقائق ثمينة من وقته وكان هذا الحوار الهاتفي معه : 
 
 
* كيف ترون دور الفساد في
الـتأثير على العملية السياسية
 وعلى مستوى الخدمات المقدمة
 للمواطنين؟


- الفساد المالي والاداري، وحتى السياسي يمثل المعوق الاساس لواقع التنمية في العراق وعلى الخدمات وبناء مؤسسات الدولة، كما يعيق عملية التحول الجديد في مستوى تقديم الخدمات، وبالتالي فأن مثل هذا التوجه الكبير لبعض الاطراف السياسية في صراعها للاستحواذ على السلطة لحماية الفاسدين وممارسة الفساد السياسي بشكله الواسع يؤثر على مسيرة محاربة الفساد.
 
* ما طبيعة الضغوط السياسية
والحكومية من اجل اخفاء ملفات
 الفساد والحيلولة دون فتحها؟

 
- طبعاً كل المشتركين في بناء وتشكيل الحكومة من الاحزاب الحاكمة اليوم في العراق تخشى من عملية كشف وفضح ملفات الفساد سواء كانت في الحكومة الحالية أم في الحكومات السابقة لانها تدرك ان كشف هذه الملفات سوف يؤثر على سمعتها وعلى قدرتها في التأثير على القرار السياسي لهذا نجد انها تمارس ضغوطاً كبيرة اما على القضاء او على الجهات الاخرى من اجل غلق الملفات وكما هو واضح في قضية ملفات وزارة التجارة وغيرها من الملفات، وهنالك اليوم مذكرة القاء قبض على وزير في الحكومة الحالية، وكان وزيرا  للتجارة وكالة في الحكومة السابقة، ومجلس النواب لا ينفذ مذكرة القبض هذه، في الوقت الذي يرفعون فيه شعار دولة القانون ودولة المؤسسات واستقلالية القضاء والتأكيد على الدفاع عن نزاهة القضاء، لكنهم لا يرضون ان يحتكموا الى القضاء، أي ان هنالك اليوم طبقة اعلى من القانون، اعلى من القضاء، اعلى من المؤسسات، ان ممارسة الضغوط المختلفة على هذه الجهات وعلى مجلس النواب وهيئاته ولجانه وبالاخص لجنة النزاهة، عرقلت استجواب ومساءلة مسؤولين في مجلس النواب، وان هذه القضايا تؤثر بشكل كامل على عملية مكافحة الفساد، وان تقارير منظمة الشفافية الدولية التي تصدر بين فترة واخرى وضعت العراق في تصنيف الدول الاكثر فساداً في العالم.
 
* بالنسبة لحرائق الوزارات
 هل ترى انها مخططة
 ومتعمدة ام انها عفوية؟

 
- في عام 2008 بعد الحريق الذي اصاب وزارة النفط والبنك المركزي العراقي حذرنا وبشكل كامل، قلنا ان هنالك اتجاهاً اليوم لحرق المؤسسات والدوائر والوزارات لاخفاء ملفات الفساد، واليوم هذه الحرائق التي تحصل في وزارات الصحة او الداخلية او التعليم العاليم او غيرها انما هي محاولة لاخفاء الوثائق التي تدين المسؤولين والتي تكون ادلة دامغة على فسادهم، والتي تطيح برؤوس هؤلاء المتسلطين على المال العام، لأننا نعتقد اننا اليوم ان استطعنا المحافظة على مثل هذه الوثائق فانما نحافظ على ادلة قضائية قاطعة على الفساد ونوثق مرحلة تاريخية من مسيرة العراق ونؤشر من كان فيها من الفاسدين ومن هم المخلصون لهذا البلد، كما انها تكشف زيف ادعاءات بعض الاحزاب الاسلامية والعلمانية وغيرها مما كانت توجه وتنادي بالوطنية وببناء الدولة ومؤسساتها وانها ضد الفساد وضد الفاسدين في حين انها تحاول ان تحرق المؤسسات بما فيها من اجل اخفاء فساد اعضائها وقادتها، ان جميع هذه الوثائق والاوراق التي تدين الاحزاب والمسؤولين هي تراث سياسي يجب ان نحافظ عليه.
 



 
* سبق ان تحدث رئيس
 مجلس النواب عن اختفاء
 "40" مليار دولار لم تظهر
 تفاصيل صرفه في
الحسابات الختامية للموازنة
اين وصلت التحقيقات بهذا
 الصدد واين اختفى هذا المبلغ؟

 
- طبعاً القضية متعلقة بمصدرين اساسيين، البند الاول يتعلق بمبلغ "17,5" مليار دولار، اختفى في زمن الحاكم الامريكي برايمر ما بين عامي 2004 و2005، المبلغ دخل الى صندوق التنمية العراقي وخرج هذا المبلغ من الصندوق لكن ليس هنالك وضوح كيف خرج وكيف صرف هل قدم لأحزاب ام لشخصيات، هل اقيمت به مشاريع وهمية، هل صرفه الحاكم المدني بول بريمر، ام صرفته القوات الامريكية ام صرفته الاحزاب المتحالفة مع الامريكان، هذا الامر لغاية الآن غير واضح ولهذا فان هنالك لجنة من مجلس النواب تم تشكيلها لتدقيق هذا الامر والتحقق منه.
الجانب الآخر يتعلق بما يقارب "25" ملياراً، سحوبات سحبتها الحكومة في الفترة السابقة اي حكومة المالكي رقم واحد، سحبت "25" مليار دولار من خزينة الدولة من مصارف الحكومة في وزارة المالية ولم تقم بسدادها او تغطيتها، او اعطاء الكشوفات حول آليات صرفها، وبالتالي فان هذا المبلغ الثاني الذي يجب ان يعالج ولم يعالج على مدى السنوات السابقة وكلما طالبنا بالحسابات الختامية التي توضح كيفية اداء الحكومة من حيث الجانب المالي وكفاءتها في ادارة الاموال وصرفها بما يتناسب مع حجم التحديات، لم نلق اذناً صاغية من الحكومة بل نجد تجاهلاً كبيراً لعمليات صرف الاموال.
 
* هل تعرضتم بسبب
 مواقفكم في كشف
 الفساد لتهديدات او
لضغوط سياسية؟


- طبعا ًهنالك ضغوطات كثيرة وكبيرة تمارس ضدنا، وتصلنا تهديدات بين فترة واخرى بالتصفية السياسية والجسدية ولكن هذه التهديدات لم ولن تؤثر على مواقفنا وسوف نقاوم اي تهديد ونواصل مسيرتنا من اجل محاربة الفساد وخدمة العراقيين.
 
 
* ما ابرز ملفات الفساد
المطروحة الآن؟


- هنالك عدة ملفات فتحت واخرى قيد الفتح. منها ملف وزارة التجارة، وملف جولات التراخيص لشركات الموبايل، وملف تهريب سجناء من اعضاء القاعدة وملف وزارة الكهرباء والاموال المصروفة على قطاع الكهرباء، وهكذا سوف تفتح ملفات الفساد تباعاً.
 
*  الكثير من ملفات الفساد
 فتحت لكن اين المتهمون،
 واين هي الادانة الحقيقية؟

 
- نحن نفتح الملفات، ونقدم الوثائق والادلة الى الجهات القضائية التي تصدر مذكرات القاء قبض على المتهمين، ومن ثم عليها متابعة الاجراءات اللاحقة.
 
* هل تعتقد ان الاجراءات
 القضائية سوف تطال
 الحيتان الكبيرة؟

 
الحقيقة هنالك جهات تعارض الاجراءات القانونية التي تطال شخصيات معروفة ووزراء في الدولة، ونحن نعمل من اجل ان تطبق الاجراءات على جميع المتهمين بغض النظر عن انتماءاتهم ومواقعهم.

حـــوار : مال اللـــه فـــرج

 


381
مشاكسة    
الغــــاء الــــــــوزراء
مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

مثلما كنا عبر جميع حلقات ومحطات واضاءات وملاحم ومعارك وماثر ومفاخر وحقب  ومراحل وفواصل التاريخ رواداً في الفكر والثقافة والعلوم والفنون والبناء والقضاء و في اغناء المسيرة الانسانية باروع الاشراقات الحضارية فقد امسينا اليوم الاحفاد الاصلاء الامناء على ارث  الاجداد وسنصبح ربما افضل خلف لافضل سلف.
     وها نحن نقدم اليوم للبشرية نماذج مضيئة عن عبقريتنا وتجاربنا الذاتية التي  ستطيح بلا شك بكل التجارب العالمية في مختلف جوانب الحياة اليومية لتجعل من تجربتنا الوطنية مناراً ومثالاً ومدرسة و دليلاً ونهجاً لكل الانسانية المعذبه.
     فقد كنا اول من اخترع الحرف وعلم الانسانية الكتابة والقراءة وفتح امامها ابواب الثقافة وامسينا اليوم باضاءاتنا العبقرية وبتواصلاتنا الثقافيه وبتجاربنا الوطنية وبالهاماتنا الروحية وبانظمتنا التقدمية وبممارساتنا الديمقراطية وببرامجنا الثوريه  موطناً لاوسع قطاعات الجهل والتخلف والامية وفق التقارير الدوليه .
     وكنا اول بلد اهدى الى البشرية  اولى القوانين الاجتماعية عبر مسلة حمورابي التي اضاءت المدن والجبال والروابي  بالثقافة القضائية واغنت مختلف  التجارب الانسانية وامسينا الان رواداً في الاختلاسات والفساد والجرائم المالية وتزوير الشهادات والوثائق الدراسية وفق تقارير منظمة الشفافية الدوليه  وفي اشعال الحرائق الذكيه لاخفاء الادلة الجرميه و الوثائق التزويريه والحصص والعمولات  المليارية ومغانم العقود الوهميه ووثائق استيراد الاسلحه والدروع والمعدات العسكريه الفاسده والمواد الغذائيه المنتهية الصلاحيه  .
       وقد سبقتنا في مجالات كثيره مختلف التجارب الدوليه التي بامكانها ان تشكل  حكوماتها خلال ساعتين لكننا ربما سنحتاج لسنتين وربما لعقدين لتشكيل الوزارات 
 الامنيه هذا  ان تنازلت وتواضعت واتفقت الكتل والاحزاب السياسية ووافق بعضها ولو لمرة واحدة على تغليب المصالح الوطنية على مصالحة السياسة وربما الشخصية وفي هذا الاطار الحيوي فقد سجلنا سابقة عبقرية وتجربة وزارية بل اضاءة حكومية متفردة ومتجددة وساطعة ورائعة في ميدان ترشيق الوزارات والحفاظ على الاموال والمخصصات والاستغناء عن الوزاراء وتوظيف رواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم لدعم الفقراء.
        وبهذا الصدد فان مبادرة الحكومة في الاستغناء عن الوزراء الامنيين وممارسة مناصبهم بالوكالة بدل الاصالة من قبل رئيس مجلس الوزراء بسبب خلافات السياسيين الفرقاء مما اثلج قلوب المعدمين والفقراء كفيلة بان تتحول الى تجربة عالمية رائدة بافاقها الواعدة وربما سوف ينكب على دراسة جوانبها واثارها وافرازاتها ومميزاتها ونتائجها ونجاحاتها وافاقها وفوائدها المختصون والمحللون الستراتيجيون والسياسيون والاقتصاديون والمراقبون الدوليون وربما يتم مستقبلاً  اصدار قرار اممي بالغاء الوزراء والاستعانة بدلاً عنهم بالوكلاء بالاخص و  ان بعض الوزراء في الدول النائمة والغائمة والحالمة والمتوسلة والمتسولة ينطبق عليهم المثل القائل ((ان حضر لا يعد,وان غاب لا يفتقد)) وفي مقدمتهم اولئك المشغولين منهم بتحويل وزاراتهم الحكوميه الى املاك عائلية وتسخيرها لبناء شركاتهم واقطاعياتهم الاقتصادية على حساب العقود الوهمية والصفقات الخيالية والبضائع المنتهية الصلاحية.
       من يدري ربما تشهد الدول الغارقة في سباتها وتناقضاتها وجهلها وفسادها مستقبلاً رئيسا للحكومة يرفع شعاراً ثورياً تقدمياً اشتراكياً نهضوياً ستراتيجياً مبدئياً في اعلان الحرب على الوزراء وفي الانتصار للمعدمين والفقراء وينفذ بفروسية اقتحاميه سياسة الالغاء والاقصاء ضد جميع الوزراء.
     ومن اجل نجاح تجربته  الثورية ووضعها تحت رقابته الشخصية فانه ربما يقوم باداراة كل الوزارات بالوكالة ويكون في الوقت نفسه رئيساً للحكومة ووزيراً لكل الوزارات ومسؤولاً مسؤولية مباشرة عن جميع القطاعات عندها سوف تتقلص النفقات وتتضاعف الواردات وتنتعش الخدمات وتتصاعد الاصلاحات.
      ان تنفيذ ستراتيجية الغاء الوزراء سيعني بكل تاكيد توفير رواتب الوزراء ومخصصات الضيافة والقيافة والسفر والايفاد وحصص العقود والصفقات واساطيل السيارات ورواتب ومخصصات فيالق المستشارين والسواق والحمايات ومخصصات المشاركة في الندوات والمؤتمرات وفي الحلقات النقاشية والمباحثات الثنائية وسوف يدخل رؤساء الحكومات العتيدة الذين سيقومون بتطبيق هذه التجربة الفريدة   التاريخ وربما تقيم لهم شعوبهم تماثيل في زحل والمريخ.
      لكن هذه التجربة العتيده الجديدة والفريدة   ستكون اكثر اثارة للاهتمام ربما لمائة عام لو ان عملية تنفيذ ستراتيجية الاستغناء عن الوزراء تتم بعد   ان تصادق البرلمانات الشعبية على الميزانيات السنوية وتقر وفقاً لذلك رواتب الوزراء ومخصصاتهم وامتيازاتهم ولو عمد احد رؤساء الحكومات مثلاً بعد عملية اقصاء الوزراء الى المطالبة برواتب ومخصصات وامتيازات جميع اولئك الوزراء الذين يقوم  بمهامهم وكالة بالاخص اذا بادر قبل ذلك الى رفع عدد الوزارات الى مائة وزاره عندها ربما سوف يصبح خلال عام   اغنى واشهر مسؤول تتغنى بامجاده الانام  .
           وعلى الفقراء والمعدمين والايتام السلام.
 
 


382
فرهــاد عــوني :

الرئيـس البارزانـي اكـد للنقابـة بانـه لـن يوقـع علـى قانـون يحـد مـن حريـة الصحـافة

بعـض الصحفييــن يقفـون ضــد النقابــه
 
تعاون الوزارات والمؤسسات مع الصحفيين في كشف الفساد ليس بالمستوى المطلوب
نيجيرفان بارزاني دعمنا 100% عندما كان رئيسا لحكومة الاقليم
اتهم الصحفيين بعدم الاستجابه للدورات المهنيه وبعدم الاستفاده منها
الدكتور برهم صالح وعدنا بجعل الراتب التقاعدي للصحفيين نصف مليون دينار
قلة من القضاة وعدد لا يستهان به من منتسبي الداخليه لا يتعاونون مع النقابه
لم يستطع صحفيو الاقليم التصدي للفساد لان الكثير من الاتهامات كانت تبنى على اسس غير واقعيه

  حـوار: مال اللـــه فــرج
 malalah_faraj@yahoo.com




في هذا القسم الثاني والاخير من حوارنا الملتهب، حوار الصراحة مع الزميل فرهاد عوني نقيب صحفيي كوردستان وهو يقف على ابواب المؤتمر العام الثالث للنقابه و  يستعد لمغادرة البيت الصحفي، تابعنا فتح ابرز الملفات المتعلقة بالعمل الصحفي وفي مقدمتها تحديد الاشخاص والجهات التي دعمت النقابة والذين وقفوا ضدها..وفشل النقابة في اقامة مجمع اعلامي لتأهيل الصحفيين، واسباب توتر علاقات النقابة بعدد من المؤسسات الصحفية ومدى تفاعل الوزارات والمؤسسات مع الصحفيين لكشف الفساد، واخطر ما يتعرض له الصحفيون.. وغير ذلك الكثير من القضايا والمسائل المتعلقة بالعمل الصحفي، وقد اجاب على اسئلتنا..بصراحته المعروفه وبدقته المعهوده وكنت احس في نبراته شلالا من الحزن الشفيف ودموعا مكابره تأبى الاعلان عن نفسها والما بحجم الم من سيغادر مضطرا  دفأ عائلة احبها واندمج في كل تفاصيل حياتها وعاش افراحها واحزانها ومعاناتها وتطلعاتها اليوميه ليكون هذا الحوار، الذي ربما سيكون آخر حوار له قبل تركه البيت الصحفي، وثيقة تاريخية لمرحلة مهمة من مسيرة النقابة.

 
* أين جهودكم لأقامة مجمع اعلامي
 لتأهيل الصحفيين ولاستضافة الوفود
 الصحفية؟

 
- اننا كنقابة لا نملك بناءً خاصاً بنا فكيف نفكر بهذا المشروع؟
 
* لكن هكذا المشروع يمثل صرحا
 اعلامياً حضارياً للاقليم؟

 
- موازنتنا لا تسمح بذلك فهي موازنة متواضعة.
 
* لماذا لا تسهم حكومة الاقليم بذلك؟

- طلبنا ذلك من حكومة الاقليم قبل ثلاث سنوات لكنها لم تستجب.
 
* علاقاتكم الصحفية ببعض المؤسسات
الاعلامية متوترة ومقطوعة لماذا؟


- هنالك اسباب شخصية فيما يتعلق بهذه النقطة، وفيما يتعلق بي لأنني عملت في المجال الاعلامي لحزب معين او لمؤسسة معينة، وهذه الامور لا تخضع للنقاش لأنها مسألة شخصية.
 
* نحن لا نتطرق للمسائل الشخصية،
لكنك تمثل جميع صحفيي الاقليم وجميع
 المؤسسات الصحفية، وكان يجب عليك
 ان تعبر هذه الخلافات ولتكن خارج العمل
 النقابي؟


- أنا انسان شرقي ولم استطع تجاوز تلك القيود.
 
* منذ خمس سنوات وانتم كنقابة، وانت
كنقيب لم تزر مجلة الصوت الآخر وفي
 ذكرى تأسيسها لم ترسلوا حتى برقية
 تهنئة لماذا؟

 
- في هذه المسألة لنا رأي في مجلس النقابة بأن لا نزور مؤسسة صحفية دون غيرها من المؤسسات الصحفية، وانت تعرف انه في كوردستان هنالك اكثر من (350) مؤسسة صحفية فكيف باستطاعة مجلس النقابة زيارة تلك المؤسسات الصحفية سيما وأن الشخص الوحيد المتفرغ في النقابة هو النقيب فقط.
 
* هل تكلفكم شيئاً برقية التهنئة او
باقة الزهور ان ارسلتموها لأية مجلة
 او مؤسسة صحفية؟


- هذا ليس من مهام النقابة، اننا نقابة صحفيي كوردستان، اي اننا نزور الصحفيين المرضى ونطالب الجهات المعنية بمساعدتهم ونساعد الصحفيين وعوائل شهداء الصحافة، ونزور الصحفيين المتقاعدين ونمد لهم يد المساعدة، لكن زيارة المؤسسات الصحفية ليست من مهماتنا.
 
* كم يبلغ راتبك او مخصصاتك المالية
 من النقابة ومن الذي يحددها؟

 
- بموجب النظام الداخلي وعلى ضوء قرار المؤتمر العام الثاني للنقابة فان مجلس النقابة هو الذي يحدد مخصصات النقيب ونائب النقيب والسكرتير واعضاء مجلس النقابة، وقبل هذا التاريخ، اي منذ تأسيس النقابة لغاية سنة 2003، كنا نعمل دون مخصصات وبلا راتب وبلا اي شئ آخر، لكن منذ المؤتمر الثاني للنقابة وبناء على قرار المؤتمر تم تخويل مجلس النقابة بمنح النقيب واعضاء مجلسها مخصصات محددة، والراتب الذي اتقاضاه من النقابة حتى هذه اللحظة هو (350) الف دينار لا غيرها.


 
* يتهمك الصحفيون باحتكار الايفادات
 وعدم اشراك الصحفيين بها؟

 
- اضرب لي مثلاُ، ان هذه الايفادات وعلى مدار السنة لا تتجاوز الدورة او الدورتين لشخص واحد او لشخصين، وانا منذ سنة لم اسافر، وفي آخر دورة تم ترشيح عضو من فرع الموصل لنقابة صحفيي كوردستان وكانت حول السلامة المهنية في المغرب وانني لحد هذه اللحظة لم اشارك في ايةدورة مهنية في الخارج، كل ما هنالك كنت احضر مؤتمرات وفق دعوات شخصية وبالاسم، وعندما يتم حصر حضور مؤتمر ما بقادة النقابات فقط، فأنني لست معنياً بارسال صحفيين، لأن على مؤسساتهم الصحفية ايفادهم بدورات مختلفة، لكن مع هذا نحن نهتم بأعضاء النقابة، واذا كانت هنالك دورات معينة للصحفيين، فان اعضاء فروع النقابة هم الذين يستفيدون من هذه الايفادات.
 
* لماذا لم تتوسعوا بعقد بروتوكولات
 تعاون مشترك مع الاتحادات والنقابات
 الدولية لتبادل الخبرات والوفود والدورات
 الصحفية؟


- كانت هنالك لقاءات مع اكثر من 25 نقابة على مدار السنوات الثلاث وطالبنا بافتتاح دورات صحفية مشتركة في كوردستان وخارجها لكن اياً من النقابات لم تستجب لطلبنا، كل ما هنالك استجابة لطلبنا من قبل الفيدرالية الدولية للصحفيين بفتح دورات لهم في كورستان، وهنا اقول بصراحة كاملة ان صحفيي الاقليم لم يشاركوا بمثل هذه الدورات، وحالياً هنالك دورة حول السلامة المهنية وتم استقدام خبير دولي مع ممثل للفيدرالية الدولية، وبالتأكيد فان هذه الدورة تكلف الكثير ولكن لم تكن هنالك استجابة من قبل الصحفيين الا باعداد قليلة وبضغوطات وبوساطات معينة.
 
* هل هنالك مسافة بين النقابة
 والقاعدة الصحفية؟

 
- كلا.. هنالك مسافة بين الصحفيين وبين الاستفادة من هذه الدورات، وهذا ما نلمسه على ارض الواقع وقبل حوالي الشهر عقدنا دورة على قاعة مجلس النقابة ولم يستجب للمشاركة فيها اكثر من ستة صحفيين، وهذا ما الوم به الصحفيين، ولكن عندما سمع البعض بان هنالك قروضاً مالية للصحفيين في بغداد انهالت عليّ مكالمات المئات من الصحفيين حول هذا الموضوع.

*اذا انت تتهم الصحفيين بعدم
 الاستجابه والاستفاده ؟

ــ بالتأكيد من الدورات الصحفيه ؟

 
* ما ابرز ثلاث شخصيات او جهات
 دعمت النقابة ووقفت الى جانبها؟


- عن قناعة وجدانية وبشكل صريح وبدون خوف او وجل او مجاملة، الاخ مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان كان معنا عندما رفضنا قانون العمل الصحفي الذي صدر عن برلمان كوردستان لانه كان يحتوي على مواد وفقرات تلحق الضرر بالعمل الصحفي، وعندما واجهنا سيادته وشرحنا له موقف النقابة وملابسات الموضوع، قال لنا بالحرف الواحد “لن اوقع على قانون يحد من حرية الصحافة” وهذا موقف مشكور.
اما الشخصية الثانية فقد كان الاستاذ نيجيرفان بارزاني عندما كان رئيساً لحكومة اقليم كوردستان خلال التشكيلة الخامسة، فقد دعمنا مادياً ومعنوياً، وكنا نرسل له طلبات الاخوة الصحفيين المرضى للمعالجة خارج العراق وكانت استجابته 100%، الشخصية الثالثة هو الدكتور برهم احمد صالح رئيس مجلس الوزراء الحالي، ففي لقاءات معه كان مستجيباً وفيما يتعلق بالراتب التقاعدي للصحفيين الذي لم يتجاوز 108 آلاف دينار لحد هذه اللحظة، وطالبنا بتعديله عدة مرات، وفي تاريخ 15/6/2011 وعدني برفع سقف الراتب التقاعدي للصحفيين الى (500) الف دينار، وربما سوف يتم خلال ايام تنفيذ ذلك.
 
* وما ابرز ثلاثة مسؤولين او ثلاث
 جهات او مؤسسات وقفت ضد النقابة؟


- هنالك نوعان من الذين لا يتعاونون مع النقابة، الطرف الاول هم قلة من القضاة وعدد لا يستهان به من منتسبي وزارة الداخلية وقسم من صحفيي كوردستان.
 
هل تقصد ان بعض الصحفيين
 يقفون ضد نقابتهم ؟

ــ نعــم
 
* هل تعتقد ان الصحفيين في الاقليم
 استطاعوا التصدي للفساد بطرق
 مهنية بعيداً عن الاتهامات الشخصية؟

 
- كلا، لأن الكثير من الاتهامات كانت تبنى على اسس غير واقعية وبدون الاعتماد على الوثائق والمستمسكات.
 
* ما مدى تعاون الوزارات والمؤسسات
 مع الصحفيين في مهامهم للكشف عن
 الفساد؟


- ليس بالمستوى المطلوب.

ما مستوى الفساد المالي والاداري
 في النقابه ؟


ــ  عندما تخضع مالية مجلس النقابه الى نوعين من التدقبق من قبل لجنة خاصه  تابعه لوزارة الماليه الى جانب وجود مستشار مالي من وزارة الماليه على رأس المدققين في نقابة صحفيي كوردستان فان هذا يمنع من وجود اي نوع من الفساد او الحد الادنى منه بالنسبة لمالية النقابه وبالرغم من هذا فأنا شخصيا اعتبر الزميل اكــد مــراد المسؤول المالي للنقابه امتدادا لعبد الكريم علكه وزير مالية الشيخ محمود الحفيد وحسقيل ساسون اول وزير ماليه للحكومة العراقيه بحرصه ذلك لان الرجل حريص بمنتهى الحرص ودقيق في تعامله مع الماليه ولم نرى اي من النقابات او من المنظمات او من الاحزاب السياسيه منذ قرن واحد استطاعوا تقديم تقاريرهم الماليه الى مؤتمراتهم قبل عقد تلك المؤتمرات بشهور وعرضها على اعضاء المؤتمر للطعن فيها او لطلب ابضاحات حول بعض ابوابها او فقراتها  لم نرى ذلك الا في نقابة صحفيي كوردستان فماليتنا مكشوفه وشفافه ونحن نتعامل حسب القوانين المرعيه مع مالية النقابه وهنالك تقييمات للوضع المالي للنقابه من قبل المؤتمرين الاول والثاني حيث اكد المؤتمرون بأن مالية النقابه بأيدي امينه وان النقابه تعاملت مع مواردها بشكل امين.
 
هل سبق ان تعرضت الى تهديدات
او ضغوط بسبب موقعك المهني ؟

ــ كــلا .

* هل سبق ان حاول مسؤول او جهة ما تقديم رشوة لك او للنقابة؟

- كلا.. باستثناء حالة واحدة، حيث راجعتنا احدى المنظمات ولا اريد ان أذكر اسمها قبل اربع سنوات عندما كنا منشغلين بعقد مؤتمرات وندوات حول قانون العمل الصحفي قبل تشريعه وعرضت علينا مبلغاً مالياً كبيراً لتمويل تلك المؤتمرات والندوات وبدون ان نقدم لهم اية ايصالات او وثائق حول طبيعة الانشطة التي سوف نمولها من ذلك المبلغ، وقد رفضنا ذلك رفضاً قاطعاً لهم ولغيرهم لتسلم دينار او دولار واحد من اية منظمة منذ وجودنا على رأس النقابة.
 
* هل كانت تلك المنظمة داخلية؟


- كلا.
 
* اذاً كان ذلك المبلغ رشوة لقاء
 مواقف سياسية معينة؟


- بالتأكيد.. او للتأثير او شراء مواقف معينة لكننا اكبر وارفع من مثل هذه التصرفات.
 
* هل انت على استعداد لأجراء
 مناظرة تلفزيونية  مباشرة ومفتوحة
 مع من يتهم النقابة بالتقصير مهنياً؟


- انا على استعداد ليل نهار ليس للمشاركة في مناظرة تلفزيونية واحدة، ولكني على استعداد لعقد المئات من المناظرات الصحفية التلفزيونية الفضائية اينما كانت.

علاقاتكم مع نقابة الصحفيين العراقيين
 شبه مقطوعه او بارده نوعا ما لماذا ؟


ــ ليست شبه مقطوعه ولكن لنقل انها بارده فقد كنا قد ابدينا دعمنا لنقابة الصحفيين العراقيين في مؤتمر الفيدراليه الدوليه عندما عقد في اسبانيا  ودعمنا مرشح النقابه الزميل مؤيد اللامي للحصول على مقعد في اللجنة التنفيذيه للفيدرالية الدوليه ولكن عند احتفالنا بعيد الصحافة الكورديه لم نتلق منهم برقية تهنئه .

هل ارسلتم لهم دعوه ؟

ــ ارسنا لهم دعوه ولم يحضروا ولهم اسبابهم .
 
* الكثير من الصحفيين العراقيين
 يتعرضون لانتهاكات ولاعتداءات
 من قبل حمايات المسؤولين كيف
 تنظرون لذلك؟


- نحن ندين اي اعتداء على اي صحفي وفي أي مكان، وفي اية بقعة من كوردستان ومن العراق ومن العالم، وشجبنا دائماً مثل تلك الانتهاكات عبر بياناتنا وبلاغاتنا، واخطر حالة نشهدها في العراق الآن هي تعرض الصحفيين للانتهاكات و للاعتداء من قبل حمايات المسؤولين و من قبل قوات الشرطة النظامية.
 
* وانت تستعد لمغادرة البيت
الصحفي وقد كنت احد بناته
الاساسيين، هل توجه كلمة
 لزملائك الصحفيين؟


- عندما اترك النقابة اقول بانني سوف اعيش مطمئناً وانام مطمئناً وآكل مطمئناً لأن جهودي في هذا المجال منذ  اليوم الاول لتأسيس النقابة لغاية هذه اللحظة قد اثمرت.. فقد خدمت الصحفيين وعملت على ترسيخ حرية الصحافة بكامل قواي.. ان عملي واجتهاداتي ونضالي في هذا الدرب لم تبق لي صاحباً، ومع هذا فأنني ادعو الصحفيين لأن يكون وجدانهم هو الذي يمثلهم، وان يكون مثلهم الاعلى الاستقامة، الاستقامة، ثم الاستقامة .
* هل تود اخيرا اضافة ملاحظة ما ؟

ــ انني اترك العمل النقابي ولكنني لن انفصل عن العمل الصحفي كالكتابة والقراءه ومتابعة الزملاء وحضور الندوات  وانني سأترك العش المهني مرتاح البال ومرتاح الضمير .

حــــوار : مال اللــــه فـــرج


383
فرهـاد عـوني :

نسبة الطارئين على العمل الصحفي 65% وهم يستولون على حقوق الصحفيين الحقيقيين





غياب عقود العمل يعرض الصحفيين للفصل التعسفي
لم تسع النقابه لتزويد الصحفيين بسيارات صالون بالاقساط المريحه ولا بقروض ماليه بدون فوائد ولا باجهزة حاسوب باسعار مدعومه
هنالك جهل في الاداء الامني يؤدي الى تعرض الصحفيين للضرب ومصادرة اجهزتهم
نسبة كبيره من الصحفيين لا يلتزمون بالاخلاقيات الصحفيه ولا بميثاق الشرف الصحفي
النقابه اخفقت في تشريع قانون او ضوابط تلزم المؤسسات الصحفيه بتوقيع عقود عمل لمنتسبيها
ابرز ما حققناه قانون العمل الصحفي وتوزيع الاراضي والمساعدات على الصحفيين وطبع انسكلوبيديا الصحافه الكورديه
اخفقنا في اعداد كادر نقابي محترف 100%
النقابه فشلت في تحديد الحد الادنى لاجور الصحفيين
اعددنا ورقة عمل للمؤتمر القادم لغربلة الصحفيين والحد من عدد الطارئين
مساعدات بقيمة 179 مليون دينار شملت 537 صحفيا[/color][/center]
 

  حــوار : مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com


القســــم الاول

اردناه حواراً ساخناً بمستوى سخونة الاجواء الصحفية واراده هو “ملتهباً”.. هكذا كانت حلقات حوار الصراحة والمكاشفة والاتهامات مع الزميل فرهاد عوني نقيب صحفيي كوردستان وهو يستعد لمغادرة البيت الصحفي عبر المؤتمر العام الثالث للنقابة بعد دورتين مليئتين بالعمل والنجاحات هنا.. والاخفاقات هناك.
فتحنا غالبية الملفات الساخنة، وتوقفنا ازاء الكم الكبير من الطارئين على العمل الصحفي وتأثيراتهم المادية والمعنويه على الصحفيين المهنيين الحقيقيين، وغياب عقود العمل مما يعرض الصحفي للفصل التعسفي الى جانب الانتهاكات والاعتداءات والغرامات الماليه ضد الصحفيين، وفشل النقابة في شمول صحفيي الاقليم بسلف مالية بلا فوائد وبسيارات بأسعار مدعومة وبالاقساط وبأجهزة حاسوب.. وغير ذلك الكثير الكثير من الاسئلة الحادة والمشاكسة رغم واقعيتها.
وهو بمرونة عالية، وبتفاعل مهني حقيقي حاول احتواء جميع علامات الاستفهام، بل اقر بشجاعة بمشروعية بعض الاتهامات، لكنه وهو الصحفي المهني المتمرس، لم ينس ان ينثر التبريرات هنا والايضاحات والاسباب الموحية هنا وهناك.. بل وترحيل بعض القضايا الحيوية الى المؤتمر القادم.
فضلاً عن ذلك لم يتراجع الزميل عوني عن تسمية الاشياء بمسمياتها.. وعن تحديد الجهات المتهمة بالانتهاكات وتلك الداعمة للعمل الصحفي ....وكان هذا الحوار الذي اهم ما تميز به انه كان حوارا حرا بلا قيود مفتوحا على كل التساؤلات بلا قيود :
  
  
* كيف تقيم مستوى
العمل الصحفي في الاقليم؟

 
ــ انا لست راضياً عن واقع العمل الصحفي في كوردستان، اذ بالرغم من عمل النقابة ومناشداتنا وتنظيمنا لدورات مهنية، واستقدام الخبراء من الخارج الا ان العمل الصحفي في كوردستان ما زال يراوح في بداياته الاولى لأن الصحفي في الاقليم لا يعتمد على الوثائق بل يكتب ما يشاء، وبالرغم من وجود قانون العمل الصحفي رقم 35 لسنة 2007 الا ان غالبية الصحفيين لا يلتزمون بمواده وفقراته كما ان نسبة كبيرة من صحفيي كوردستان لا يلتزمون بالاخلاقيات الصحفية ولا بميثاق الشرف الصحفي الصادر عن الفيدرالية الدولية للصحفيين، ما ادى الى بروز ظاهرة غير طبيعية في العمل الصحفي، لذلك وبالرغم من الاصدارات الصحفية اليومية الكثيرة الا اننا نفتقد للاحتراف الصحفين وهذا ما نعاني منه، الا اننا مع ذلك متفائلون بأن السنوات القادمة ستعلمنا دورساً نحن بحاجة لها.
 
* وماذا عن مستوى اداء النقابة؟

- بالنسبة للعمل النقابي، فهو مازال اسيراً لبعض الطروحات السياسية، كما ان المزاج الشخصي يتحكم بسلوكياته، الى جانب عدم وجود قادة نقابيين بالمستوى المطلوب في هذا الوسط، هذا ما يخص العمل النقابي عامة في كوردستان، اما فيما يتعلق بنقابة صحفيي كوردستان فهذه النقابة، واقولها عن قناعة وجدانية ونقابية تامة، بأنها النقابة الوحيدة التي تتميز عن النقابات والمنظمات الاخرى كونها اولاً نقابة مهنية، ثانياً انها لم تنحز لأية جهة سياسية في كوردستان، ثالثاً هنالك استقلالية لعملها النقابي والوطني، وهي النقابة الوحيدة التي تجمع بين دفتيها جميع صحفيي كوردستان من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، من اقصى القومي والديمقراطي الى اقصى الاسلامي وبأختلاف الاتجاهات السياسية والقومية والدينية وهذا ما ترونه في مجلس النقابة فالمعارضة وجميع الأحزاب والاتجاهات السياسية ممثلة فيه، وان قراراتنا تخضع للنقاش لساعات طويلة وان 95% من قراراتنا تصدر بالاجماع، وهنالك مسائل اخرى تناقش وتأخذ طريقها الى التنفيذ بالاغلبية.
 

 
* ما عدد الانتهاكات التي
 سجلتها النقابة ضد الصحفيين؟

- هي ليست بالكثيرة، وربما تصل لحد هذه اللحظة الى (25) حالة خلال السنوات الثلاث الاخيرة، اغلبها سببه اتهامات باطلة نتيجة عدم الاعتماد على الوثائق في نشر الاخبار والتقارير المختلفة، وهنالك تجن على القانون وعدم التقيد بنصوصه فيما يتعلق بالرد، والاخطر من ذلك عدم مثول الصحفيين امام المحاكم عندما يتم استدعاؤهم.
 
* أنا اقصد الاخطار والانتهاكات
 والاعتداءات التي تعرض لها
 الصحفيون انفسهم؟

 
-   هنالك كما هو معروف تقارير نصف سنوية تصدر عن لجنة الدفاع عن حقوق صحفيي كوردستان التابعة للنقابة، باللغتين العربية والكوردية وتنشر على موقع النقابة في الانترنت وترسل الى جميع الجهات المعنية بارتكاب تلك الانتهاكات بحق الصحفيين،
-   
ما اخطر تلك الانتهاكات ؟

  في غالبيها هنالك انتهاكات من قبل اجهزة وزارة الداخلية، الاسايش والشرطة، وهذا يعود الى سببين، الاول جهل هذه الجهات بمواد وفقرات قانون العمل الصحفي وعدم احترامهم لتلك الفقرات والمواد القانونية، وثانياً هنالك جهل في الاداء الأمني، مثل مصادرة اجهزة التصوير من الصحفيين او ضربهم بناء على تصرف معين ومعاملة الصحفي كمعاملة المخالف او المتظاهر، وهذان العاملان هما السبب الرئيس في خلق المشكلات بين الصحفيين وبين اجهزة وزارة الداخلية.
 
* هل استطاعت النقابة الحد
 من هذه الانتهاكات؟

 
- اقول صراحة اننا حاولنا وسنحاول مستقبلاً وأستطعنا التأثير على مجمل هذه الانتهاكات بمقدار 30-35% وبالرغم من عقد المؤتمرات والاجتماعات المشتركة بين الشرطة والنقابة ومجلس القضاء لكن مازالت هنالك انتهاكات ترتكب بحق الصحفيين.
 
 
 
* موقف وزارة الداخلية ومدى
 استجابتها لمناشدة النقابة
 كيف كانت؟

 
- وزارة الداخلية وبناء على امر من رئاسة الاقليم شكلت لجنة مشتركة بينها وبين النقابة لدراسة المشكلات والتعرف على اسبابها، وتم اعداد تقرير بهذا الشأن لكن مع ذلك استمرت الانتهاكات مرة اخرى.
 
* ما ابرز ثلاثة اشياء حققتها النقابة؟

- الانجازات كثيرة، لكن أبرزها كان اعداد قانون العمل الصحفي الذي يعتبر من الانجازات الكبيرة للنقابة، وتم تقييم النقابة من قبل الفيدرالية الدولية كونها اعدت ثلاثة مشاريع قوانين، قانون العمل الصحفي وقانون صندوق تقاعد الصحفيين في كوردستان وقانون نقابة صحفيي كوردستان. وتم تشريعها من قبل برلمان كوردستان، اما الانجاز الثاني فكان توزيع ما يقارب الألف قطعة من الاراضي السكنية على الصحفيين دون مقابل، وثالثاً مساعدة الصحفيين في حالات المرض او العوز او السفر، وخلال السنوات الثلاث الاخيرة تجاوزت هذه المساعدات 179 مليون دينار استفاد منها 537 صحفياً.
 
* ما ابرز ثلاثة اشياء لم
تحققها النقابة ولماذا؟


- لم نستطع خلق كادر نقابي محترف 100% لأسباب كثيرة منها سياسية واجتماعية ووظيفية، والذين رشحوا انفسهم لمجلس النقابة لم يكونوا نقابيين بدرجة كاملة مع احترامي لهم، فهم مناضلون وصحفيون جيدون وذوو اخلاق فاضلة، لكن قسماً منهم لم يخلق للعمل النقابي، ولقد حاولت شخصياً مع زملائي الآخرين تكريس المفاهيم النقابية لديهم لكننا لم ننجح 100%، لهذا ادعو اعضاء المؤتمر العام الثالث لنقابة صحفيي كوردستان عند اختيارهم للنقيب ولاعضاء مجلس النقابة واللجان ان يفرقوا بين شيئين، العمل النقابي والرغبات الشخصية، وارجو ان يكونوا انتقائيين باختيار نقابيين مستقلين في اتخاذهم للقرار بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والقومية والدينية.
الشئ الثاني الذي لم تحققه النقابة هو عدم بناء مقر خاص بها بالرغم من الوعود التي اعطيت للنقابة لكننا لم نستطع تحقيق هذا الأمل باقامة بناء متكامل يضم قاعات للتدريب والحلقات النقاشية على غرار مقر نقابة الصحفيين المصريين واترك هذا الحلم مع تركي للنقابة، ولا انسى هنا ان اشير الى انجاز كبير هو طبع انسكلوبيديا الصحافة الكوردية التي أعدها الزميل جمال خزندار والانجاز الآخر شراء قطعة الارض التي كان يسكنها الصحفي المبدع الرائد حسين مكرياني في مدينة رواندز وسيتم بناء متحف عليها بمبادرة من السيد نيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
اما النقطة الثالثة التي لم تتحقق فهي عدم استطاعتنا الــتأثير على جميع الصحفيين للأيمان بكون نقابة صحفيي كوردستان نقابة مهنية 100% وهنالك اصوات وانتقادات هنا وهنالك، لكن ليطمئن الصحفيون بأن هذه النقابة لحد هذه اللحظة هي نقابة مهنية مستقلة ولا تخضع لأي قرار آخر.
 



  
* هل خضع اعضاء مجلس
 النقابة للقرعة في توزيع
الاراضي السكنية عليهم،
 ام تم منحهم قطع اراض
 مميزة خارج القرعة؟


- اقول ان اعضاء مجلس النقابة في دوراتها المختلفة، لم يمنح احد منهم اية قطعة ارض سكنية
 
* اين حقوقهم كصحفيين؟
 
- سبق ان اتخذنا قراراً منذ عام 2000 بأن يكون اعضاء مجلس النقابة خارج اطار توزيع الأراضي وان الاراضي يجب أن تخصص للاعضاء العاملين خارج مجلس النقابة.
 
* انت الم تحصل على قطعة
 ارض سكنية من النقابة؟

 
- كلا.. ولا اي عضو آخر من مجلس النقابة.
 
* ما عدد صحفيي الاقليم عامة
 وما نسبة الصحفيين الحقيقيين بينهم؟

 
- ربما هنالك صعوبة في الاجابة على هذا السؤال لكن عدد الصحفيين العاملين لحد الآن (5160) صحفياً عاملاً.
 
* كم عدد الصحفيين الحقيقيين؟
 
- لن اعتبرهم جميعاً صحفيين حقيقيين لأن الظروف السياسية والاجتماعية ومسائل اخرى، خلقت طفيليين على الصحافة او طارئين عليها.
 
* كم نسبة هؤلاء الطارئين
 في النقابة؟

- كثيرة.
 
* كم.. هل تستطيع تحديد
 عددهم او نسبتهم؟

 
- اتصور ان نسبة الصحفيين الطارئين على العمل الصحفي في كوردستان تصل الى 65%.
 
* تقصد ان هؤلاء الطارئين
 الـ65 % يستولون على حقوق
 الصحفيين الحقيقيين الذين لا
تتجاوز نسبتهم الـ 35%؟

 
- بالتأكيد.
 
* اين اذاً دور النقابة في تنقية
 العمل الصحفي من الطارئين عليه؟

 
- هذا ليس من مهام النقابة لأن هنالك مؤسسات صحفية وصحفاً ومجلات تصدر يومياً بشكل متزايد، والعاملون فيها وفق القانون يخضعون لشروط محددة لقبولهم في النقابة وعندما تتوفر الشروط الثلاثة وهي تزكية من قبل المؤسسة الصحفية، وتثبيت العنوان الوظيفي الذي يحمله، وتكريس نفسه للعمل الصحفي، لذلك فأننا لسنا مسؤولين عن كثرة اعداد الصحفيين، قانون نقابة صحفيي كوردستان الذي صدر في 22 نيسان سنة 1998، أي قبل ثلاثة عشر عاماً، هذا القانون هو المسؤول عن قبول الاعداد المتزايدة من الصحفيين في عضوية النقابة.
 
* لكن من مهام النقابة ومن
 صلاحياتها ومسؤوليتها تشكيل
 لجنة مهنية لتحديد مدى صلاحية
 هذا الصحفي او ذاك، اذ ربما يسطو
 بعض بعض هؤلاء الطارئين على  
 مقالات من الانترنت وينشرها باسمه
 او  يقومون بنشر مقالات يكتبها سواهم؟

 
ــ اعترف هنا بصراحة بأن واقع العمل السياسي والحياة السياسية في كوردستان هو الذي يمنع فرز الاعداد الحقيقية للصحفيين او قبولهم في النقابة.

* هل تتعرض النقابه لضغوط
  سياسيه ؟

 
ــ كلا النقابه لا تتتعرض ولا تخضع لضغوط سياسيه لكنها تراعي وهنالك فرق بين الخضوع وبين المراعاة , مثلا لنفرض جدلا انك ان حاسبت اعدادا معينه من الصحفيين في مؤسسه اعلاميه تابعه لجهة معينه فيجب ان تفرض نفس الشروط على جهات اخرى وهذا ما يخلق لنا مشاكلا ...لكننا لمعالجة ذلك بادرنا  
لاعداد ورقة عمل مع زميلي سكرتير النقابة لطرحها على المؤتمر القادم والتي سوف تحد من كثرة الصحفيين وتؤدي الى غربلة الصحفيين وتحديد الحقيقيين منهم والطارئين على المهنه، واقول لحد هذه اللحظة وبالرغم من كثرة عدد الصحفيين البالغ (5160) صحفياً ولكن في انتخابات ممثلي المؤتمر لم يدفع اكثر من ثلاثة الآف صحفي اشتراكاتهم.
 
* كثرت الادعاءات حول وجود
 سواق حافلات وعمال خدمات
 وعمال بناء يحملون هويات
 نقابة الصحفيين؟

 
- نحن نتعامل مع قبول طلبات الانتماء للنقابة وفق قانون العمل الصحفي فأن توفرت تلك الشروط وخاصة كتاب التأييد من المؤسسة الصحفية فنحن لا نسأل عن هوية او خلفية الصحفي السياسية او الاجتماعية، فربما هنالك شرطي أو عامل يمارس العمل الصحفي، وانا اعرف صاحب محل في تيراوه يمارس في الوقت نفسه العمل الصحفي في احدى المؤسسات الصحفية ليلاً، وكتابة الريبورتاجات الصحفية.

*لكن من الشروط الاساسيه
 لتحديد الصحفي المهني
 الحقيقي والعضو العامل في
 النقابه هو ان يتخذ من الصحافه
    مهنة رئيسية له .

 
ـ صحيح لكن في الواقع  لذلك فأنه يضطر الى اللجوء لممارسة عمل اخر لكي يستطيع فأن الصحفي هنا ليس باستطاعته العيش على راتبه الصحفي توفير المستلزمات الاساسيه لحياته اليوميه .
 
* نقل عن احد الاعضاء البارزين
 في مجلس النقابة قوله بان
 عامل البناء الذي لا يجد عملاً
 له يذهب ويصبح صحفياً.. هل
 اصبحت الصحافة في الاقليم
 مهنة من لا مهنة له؟

 
- لست مع هذا الرأي، لأنه يجب ان يتوفر في كل صحفي الحد الادنى من المؤهلات،الكتابة وصياغة الخبر وغير ذلك.!

 

 
* النقابه متهمه بانها فشلت
  فب تحديد الحد الادنى
  لرواتب الصحفيين بما
 يتناسب ومهامهم والاخطار
  التي يتعرضون لها ؟

ـ
  بالنسبة للحد الادنى للراتب الصحفي لا يوجد قانون او نص معين ضمن فقرات قانون العمل الصحفي بتحديد الحد الادنى لرواتب الصحفيين فالمؤسسات الصحفيه التابعه للاحزاب سواء كانت معارضه او مؤيده حكوميه او غير حكوميه تخضع لشروط مؤسساتيه بحته .

انتم كنقابه اين دوركم ولماذا
 لم تشكلوا لجنه خاصه لهذا
 الغرض؟


 ـ لسنا في موقع نستطيع فيه ان نؤثر على المؤسسات الصحفيه لتحديد الحد الادنى لرواتب الصحفيين كما ان هنالك تلكؤ من قبل المؤسسات الصحفيه ومن قبل الصحفيين انفسهم بعدم وجود عقود عمل بالرغم مما هو وارد في قانون ممارسة العمل الصحفي لكن المؤسسات الصحفيه لم تلتزم بهذا البند من القانون بتنظيم عقود عمل للصحفيين .

* اليس هنالك غطاءا قانونيا
 يفرض ابرام عقود العمل على
المؤسسات الصحفيه ؟


   ـ اجل هنالك غطاء قانوني لكن النقابه ليست هي المسؤوله عن محاسبة تلك المؤسسات.

لكن النقابه هي الطرف
 الاساسي لان القانون
ينص على ان تكون
عقود عمل الصحفيين
موقعه من قبل النقابه ؟


ــ لكن لحد هذه اللحضه لم يقدم اي صحفي شكوى الى النقابه حول هذا الموضوع
.
*كذلك فان النقابه من جانبها
 لم تخطو خطوة واحده باتجاه
 تشريع او استصدار اي تعليمات
 او ضوابط تلزم المؤسسات
 الصحفيه بتوقيع عقود عمل
 للصحفيين ؟


ــ في العام الماضي تم استقدام
خبيرا من قبل الفيدراليه الدوليه للصحفيين اسمه المستر اوفا من الدنمارك حيث مكث اسبوعا في الاقليم واقمنا ندوة مفتوحه على مدى ثلاثة ساعات خصصت لمناقشة تنظيم عقود العمل وتم في ضوء نتائج الندوه مخاطبة جميع المؤسسات الصحفيه لتنظيم قود عمل للصحفيين العاملين لديها لكن لحد هذه اللحضه لم تلتزم المؤسسات الصحفية بذلك ولا يوجد ضمن قانون نقابة صحفيي كوردستان فقرة تتيح لها محاسبة تلك المؤسسات وهذا ما يمكن معالجته ضمن المؤتمر القادم .
 
*الا تعتقد ان غياب مثل هذه
 العقود يؤدي الى تعرض
 الصحفيين للفصل التعسف ؟


      ــ بالتأكيد ..بالتأكيد
.
لماذا لم تتعاونوا مع برلمان
 كوردستان لفرض مثل هذه العقود ؟

 
ــ اننا لم نقدم على هذه الخطوه لحد هذه اللحظه لانه لم تبرز ظاهره لحد الان وفي المؤتمر القام سوف نعالج المسائل التي لم نتوصل الى تحقيقها .
* في قانون ممارسة العمل
 الصحفي غرامات ماليه تصل
 الى خمسة ملايين دينار بحق
 الصحفيين الا تعتقد  ان هذا
 حكما قاسيا بحق الصحفي
الذي يمارس عمله ؟


ــ في بعض الاحيان يعد هذا المبلغ كبرا ولكنه في احيان اخرى يعد هذا المبلغ صغيرا . فعند نشر خبر كاذب فهذا المبلغ كبير ولكن عندما تساق الاتهامات جزافا ضد الرموز السياسيه والوطنيه والرسميه فهذا المبلغ صغير لكن لدينا ملاحظات على قانون العمل  
     الصحفي الصادر عن برلمان كوردستان وهذا ما نتركه امام اعضاء المؤتمر القادم لاننا لا نفرض رأيا معينا فيما يتعلق بهذا الموضوع والابواب مفتوحه للصحفيين لمناقشة ذلك وسوف يتم اعداد ورقة عمل لمناقشتها في المؤتمر ورفعها في حالة اقرارها الى برلمان كوردستان لتعديل قانون العمل الصحفي في ضوء ما يرد فيها .

* لماذا لم تسع النقابه لمنح
 الصحفيين سلفا مالية من
 حكومة الاقليم بدون فوائد
 ولاجل طويل وتخصيص
 سيارات صالون لهم بالاقساط  
وتزويدهمباجهزة حاسوب بالاقساط
 وباسعار مدعومه من الحكومه
 لمساعدتهم في اداء مهامهم ؟


 ـــ لم نستطع او لم نفكر حى هذه اللحظه بهذه المسائل لاننا كنا منشغلين بالبناء الاساسي للنقابه وعملها المهني لكن يمكن للمجلس الجديد تبني تلك المشاريع .    
  

 حــــوار : مال اللــــه فــــرج
   


384
د. محمود عثمان
 الخلافات السياسية بين علاوي والمالكي ألقت بتأثيراتها السلبية على العراق كله
العملية السياسيه تمر بأســـوأ ازماتها
   حــوار: مال اللــــه فــــرج
malalah_faraj@yahoo.com
       



في خضم تصاعد الخلافات واتساع المسافة بين أبرز قطبي العملية السياسية، الدكتور المالكي، والدكتور علاوي، مما القى بافرازات سلبية على مختلف مجالات الحياة، واثر بشكل مباشر على الخدمات وحقوق ومصالح المواطنين، وادخل العملية السياسية في واحدة من أسوأ أزماتها.. بالأخص بعد فشل جميع الجهود التي سعت لإزالة جليد الخلافات بين الطرفين، في خضم ذلك كان لابد من استطلاع آراء شخصية سياسية معروفة، ومحايدة، حول الأزمة السياسية وآفاقها.
الدكتور محمود عثمان الشخصية السياسية الوطنية المعروفة، والقيادي في التحالف الكوردستاني، والبرلماني البارز المعروف بمرونته وصراحته، وتحليلاته   الموضوعية الدقيقة، كان ضيف حوارنا.
وعبر الهاتف، ورغم انشغالاته الكثيرة، استطعنا ان نقتنص منه دقائق توقفنا فيها معه في أبرز محطات ومآزق العملية السياسية.
 
 إلى أين تتجه العملية السياسية في ظل
 هذه الخلافات والتقاطعات؟

-العملية السياسية في ظل الظروف الراهنة سوف تبقى تدور حول نفسها ولا احد يعرف إلى أين تتجه، الكل يتحدث عن حكومة شراكة وطنية لكن أين هي هذه الشراكة، البعض لديهم برامج مختلفة وآراء مختلفة، لكنهم ليسوا شركاء.. لذلك فأنهم لا يستطيعون التعايش مع بعضهم، لا هم يستطيعون العمل كشركاء حقيقيين، ولا هم يوافقون على ان الأغلبية تكون الحكومة والباقي معارضة، لذلك فان الأوضاع باقية كما هي الان.
 
يبدو انك غير متفائل؟
-أخي من أين يأتي التفاؤل إذا كانت الأوضاع تدور حول نفسها.. منذ أشهر وهم لا يستطيعون الاتفاق، ولا يستطيعون التأسيس لحياة برلمانية معقولة، المفروض قسم يعارض والآخر يحكم وهذا ما هو معمول به في مختلف أنحاء العالم، نحن نريد جميعنا ان نحكم، والأغلبية لا يوجد بينهم أي تفاهمات كيف يحكمون إذا، والخاسر الوحيد في كل هذه الدوامات هو المواطن المسكين.
 
هل هذا يعني ان المصالح السياسية
 أخذت تتقدم على المصالح الوطنية؟

-ياريت ان تكون المصالح السياسية ولكن يا أخي أصبحت المصالح الشخصية هي التي تتقدم على المصالح الوطنية، مع الأسف أصبح الأمر غير مقبول، يومياً ذات الأحاديث والاجتماعات والمواقف، بينما المواطنون يشكون من ضعف مستوى الخدمات ومن عدم استقرار الأوضاع الأمنية، إلى جانب المشكلات والتحديات الداخلية والخارجية.. هل من المعقول ان تتم إدارة البلاد بهذا الشكل.
      
هل تعتقد ان تباين المواقف من الانسحاب
 الأمريكي يشكل أحدى هذه الأزمات؟

-طبعاً.. بالتأكيد.
 
كيف يجب ان يكون الحل لهذه
 الأزمة السياسية وفق تصوراتك؟

-الحل يجب ان يكون وفق مبادرة من يمتلك الغالبية البرلمانية ومقدرته على التجانس بين مكوناته، ويستطيع العمل كفريق واحد متجانس، فان عليه ان يشكل الحكومة ويصبح الباقون في جانب المعارضة، هذا هو الحل، حتى قبل تشكيل الحكومة، أما ان تسهم جميع الكتل في الحكومة ويدعون بأنهم شركاء، لكنهم في الحقيقة ليسوا شركاء، بالتأكيد لن نصل إلى نتيجة كما ان نتائج ذلك ستكون سلبية كالواقع الذي تعيشه العملية السياسية الان.. لذلك لا يوجد حل، وفي مختلف انحاء العالم هنالك حكومة.. وهنالك معارضة.



 في غياب المشاركة الحقيقية الان وفي
غياب الوزارات الأمنية، هل تعتقد ان هنالك
 التفافاً على المعايير الديمقراطية والاتجاه
 نحو محاولة الانفراد بالحكم؟

-نعم.. حدث مثل ذلك.. مثلاً قبل يومين الدكتور المالكي قال خلال كلمة له باحد المؤتمرات في بغداد، نحن لسنا شركاء، لان أحدنا لا يقبل الآخر كشريك، هو يدرك هذا ويتحدث عنه، كذلك فان الدكتور علاوي قد تحدث في مؤتمر ايطاليا... وأضاف محمود ماداموا هم ليسوا شركاء، ولا يستطيعون العمل مع بعضهم لماذا لا يصبح احدهم معارضاً من اجل ان تحسم هذه المعضلة وان تتجه الجهود لخدمة الشعب وان تبرز حياة برلمانية سليمة وهم مع الأسف لا يوافقون على ترتيب أوضاعهم كشركاء حقيقيين، ولا يوافقون ان يحكم احدهم والاخر يعارض، بالنتيجة إلى أين نتجه؟ هل نبقى في هذه الفوضى؟ هذا ليس منطقا ًواقعياً، مع الأسف ليس هنالك منطق مقنع ومقبول.
 
في ضوء تصريحات النجيفي حول تشكيل
 اقليم سني ومعركة الأقاليم في بقية المحافظات
، هل هنالك نية لتشكيل أقاليم فعلية ام أنها
 محاولة للتغطية على عجز الحكومة والبرلمان
 في تقديم الخدمات؟

-هو بالطبع تحدث عن الأقاليم بحجة ان السنة مهمشون، فما داموا مهمشين فأنهم سوف يحاولون تشكيل اقاليم، أي ان تلك الدعوة لم تكن منطلقة عن قناعة بأهمية تشكيل الأقاليم لكنها رد على التهميش، في حين ان المالكي يقول بانه لا يوجد أي مكون مهمش وإننا كلنا متساوون، من هنا يظهر ان لكل شخص آراءه ومواقفه ومبرراته، حتى ان تشكيل الأقاليم كان مسيساً، خضعت دعواته للخلافات السياسية والطائفية، لذلك فان الدعوات الحالية حول الأقاليم وفق هذه التأثيرات السياسية لن تأخذ منحى قانونياً ودستورياً سليماً، وسوف تؤثر عليها القضايا السياسية والطائفية والصراعات والخلافات، ولن يكون وفق ما نص عليه الدستور، لأنه سيكون خاضعاً للتسييس.
 
*ما مدى تأثير الخلافات بين علاوي والمالكي
 على العراق وعلى إقليم كوردستان؟

-تأثيراتها بالطبع سلبية على العراق بشكل عام، ومن ثم على الإقليم، وكلما طالت هذه الخلافات كلما ازدادت تأثيراتها السلبية بالأخص على المواطن.
 
*هل تعتقد ان هذه الخلافات أخذت
 تدفع بالأوضاع نحو انتخابات مبكرة
؟
- الانتخابات المبكرة بحاجة إلى تهيئة واستعداد فكيف إذا لم يكن هنالك إحصاء.. ولا قانون للأحزاب، كذلك فان الانتخابات مازالت عرضة للخلافات هذه الأمور وغيرها يجب ان تتم تسويتها قبل الانتخابات، التي ربما لن تغير الواقع.
 
هل ترى في ضوء هذه التعقيدات ان
 العملية السياسية تمر بأسوأ أزماتها؟

- فعلاً العملية السياسية تمر بأزمة، ومنذ الانتخابات السابقة نحن في أزمة وهي متواصلة حيث تبرز في كل يوم مشكلة، اشد التعقيدات الان هي الوزارات الأمنية التي أثارت الخلافات، الانسحاب الأمريكي أدى إلى نشوب خلافات، الأزمة السياسية أثرت على كل شيء تقريباً لذلك فان عملية حل المشكلات أصبحت صعبة في ظل هذه الأزمات.


حــوار : مال اللــــه فــــرج

385
مشاكسة
الحيـــتان الكبيــــرة
والاســــماك الصغيــره
مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
        في الوقت الذي تطفو فيه بعض الدول والبلدان على بحيرات هائلة وربما خرافية من النفط.. فأن بعض الدول النائمة والغائمة والمتوسلة والمتسولة، تطفو هي الأخرى على بحار، ولكن بحار من نوع آخر، فهي تطفو على بحار من الجهل والكسل والتخلف والفوضى والفساد مما يسهل على السراق والفاسدين بالأخص الذين يحتمون بأغطية ومظلات سياسية او برلمانية او حكومية اقامة امبراطورياتهم الفاسده  وسرقة البلاد والأستحواذ على حقوق ومصالح وثروات العباد.
     ومن بين بعض قضايا الفساد "الصغيــــــرة" التي عجزت عن كشفها ربما لسنوات "المايكروسكوبات" الحكومية والبرلمانية والسياسية "الكبيــــــرة" وفائقة الدقة والموضوعية والشفافية والنزاهه التي تنجح دائماً في اصطياد الأسماك الصغيرة، و لكنها تفشل دائما في الأمساك بالحيتان الكبيرة التي غالباً ما تستخدم جوازاتها الدبلوماسية او الأجنبية في الأفلات من الشباك الرقابية والتدقيقية والقضائية،  قضية كشف عنها تصريح مسؤول رفيع المستوى في لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب لأجهزة الأعلام، ممثلة باكتشاف "19,000" تسعة عشر الف وظيفة وهمية في وزارتي الداخلية والدفاع فقط مؤكداً بأنه سيقوم بالكشف عن الشخصيات "الوطنية الثورية التقدميه " المتورطة في تعيين تلك الأسماء الوهمية، هذا ان لم تتعرض  تلك الجهود البرلمانيه في كشف الفاسدين وملاحقتهم، وكالعادة كما في بعض الدول النائمة والعائمة الى "ضغوط سياسية" ونصحها او تهديدها بعدم اثارة تعقيدات اتهامية امام العملية السياسية،  حرصا على الشراكة الوطنية، من مثل هذه "المخالفات الروتينية" التي بالأمكان تجاوزها ربما "بالتوافقات" او "بالصفقات" او "بالمحاصصات" والقاء التهم على "الأسماك الصغيرة" التي كثيراً ما تكون ضحايا لخطايا وخروقات وجرائم الحيتان الكبيرة.
     وفي العودة الى الـ "19,000"  تسعة عشر الف وظيفة وهمية في وزارتي الدفاع والداخلية فأن ذلك يعني ان معدل الوظائف الوهمية في ضوء ذلك في كل وزارة ستكون "9,500" تسعة آلاف وخمسمائة وظيفة وهمية.
     ولو افترضنا، ان لدينا عشرة وزارات  فقط تمارس هذا النوع النزيه والنبيل والراقي من "النشــــاط الوطنـــــي" في دولة القانون وبقية الوزارات نقية امينة نزيهة، فأن ذلك يعني وجود "95,000" خمسة وتسعون الف وظيفة وهمية ذهبت وتذهب رواتبها الى جيوب وحسابات واقطاعيات شبكة من المسؤولين الثوريين المناضلين .
      ولو افترضنا ان معدل راتب كل درجة من هذه الدرجات "الوهميــــــــة" هو نصف مليون دينار شهرياً، فأن مجموع المبالغ المهدورة  والمسلوبة والمختلسة من "ميزانية الدولة" سوف تبلغ شهرياً  سبعة واربعون ملياراً وخمسمائة مليون دينار، اي ان مجموع المبالغ المختلسة خلال سنة واحدة تحت مظلة "الوظائف الوهمية" ومن قبل هذه "الكفاءات الوطنية" سوف يبلغ "570" مليار دينار على ايدي شلة من "المناضلين الأحرار" الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن والشعب والضميــــــــــــر عليه وسوف يتضاعف المبلغ خلال سنتين ليصل الى ترليون ومائة واربعين مليار دينار بجهود هؤلاء المناضلين الاخيار  .
   ان هذا المبلغ الذي استحوذ عليه بعض المسؤولين "الأتقياء الأنقياء الشرفاء" لو وزع على ايتام العراق المساكين الذين يقدر عددهم بمليوني يتيم ، والذين ربما يفتقر بعضهم او معظمهم  لرغيف خبز ولسقف من الطين، ناهيك عن رعاية وحنان الوالدين، فأن حصة كلاً منهم كانت ستكون "570" الف دينار.
   بعيداً عن حسابات المبالغ المفقودة والأجراءات والتحقيقات المعهودة فأن السؤال الأهم.. الا يتحمل هؤلاء المسؤولين الاتقياء الانقياء ، المسؤولية المباشرة، عن الخروقات الأمنية وعن اجهزة الكشف عن المتفجرات الفاسدة وعقود التسليح الوهميه ، وعن مئات الكوارث الأمنية التي اصابت وتصيب العراقيين، بسبب تلك الخروقات الأمنية من جهة، والأستحواذ على اموال درجات وظيفية وهمية كان يجب ان تحتلها كوادر مهنية مؤهلة وكفوءة وتستحق ان تمارس دورها المهني بكل نبل وشرف ومبدئية وطنية.. وربما كان سيكون بأمكان بعض تلك العناصر منع بعض الخروقات والأنهيارات و "الكوارث الأمنية".   
   ثم الى اين ذهبت  وتذهب تلك المبالغ والى اين اتجهت وتتجه ، هل ذهبت الى جيوب مسؤولين محددين ، ام   لدعم احزاب سياسيه، ام   لتمويل ميليشيات ومنظمات ارهابيه ، ان الف علامة استفهام يجب ان ترسمها اللجان التحقيقية التي لا نشك بنزاهتها ان لم تتعرض لضغوط سياسية امام هذه العناصر التي استباحت اموال   الوزارات وبالاخص الأمنية منها ، وساهمت سواء من حيث تدري ام لا تدري في حدوث هذه الخروقات الامنيه وافرازاتها من الكوارث والماسي والفواجع والفضائع والشهداء والجرحى والمعوقين !
   وفي كل الأحوال، يبقى السؤال الأهم.. هل سوف تتمكن اللجان والجهات المسؤولة من القبض على الحيتان الكبيرة؟ ام ان الأغطية التي تتمتع بها هذه "الكفاءات الفسادية القديرة" سوف تمكنها من القاء تبعات كل جرائمها الخطيرة، على عاتق الأسماك الصغيرة!   


386
ميسـون الدملوجـــي:

نسـعى لاسـتجواب المالـكي حـول الفسـاد والخروقـات الأمنيـة




  حوار : مال اللــه فــرج
    malalah_faraj@yahoo.com

في ظل تصاعد الخلافات والتقاطعات السياسية، بالاخص بين ابرز محوري العملية السياسية، وهما (العراقية) و(دولة القانون) وتكهنات البعض بوصول العلاقة بينهما الى طريق مسدود مما ينذر بشتى الاحتمالات وفي طليعتها الذهاب الى الانتخابات المبكرة في حال فشل مشروع حكومة الشراكة الوطنية؛ طرقنا ابواب (القائمة العراقية) لاستطلاع حقيقة موقفها من الاحداث.
عبر الهاتف، حاورنا القيادية في القائمة العراقية والمتحدثة الرسمية باسمها النائبة البرلمانيه (ميسون الدملوجي) ورسمنا حولها بسرعة علامات استفهام ساخنة حول جدية القائمة في الدعوة لاستجواب رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي أولاً.. وحول حقائق الادعاءات بنية الدكتور علاوي لاعتزال العمل السياسي وموقف العراقية من تصريحات السيد اسامة النجيفي الاخيرة وتلويحه باقامة اقليم سني .. وكان هذا الحوار:
 
 
اتجاهات العملية السياسية

*الى أين تتجه العملية السياسية
 في ظل تصاعد الخلافات بين القائمة
 العراقية ودولة القانون؟

-في الوقت الحاضر الحوارات متوقفة بالكامل ونحن بانتظار الاجتماع القادم لرئيس الجمهورية.
 
*بالنسبة للدكتور اياد علاوي يقال
انه خارج العراق والبعض يدعي
 بانه محبط من العملية السياسية،
 وربما هو في طريقه لاعتزال العمل
 السياسي، أين الحقيقة في هذا؟

-هذه اشاعات فارغة الى حد النخاع، اياد علاوي حارب الدكتاتورية على مدى عقود طويلة قبل اكثر السياسيين الموجودين اليوم.
 
*أين اصبحت اتفاقيات اربيل في
 ظل هذه التقاطعات؟

-مازالت اتفاقيات اربيل غير مكتملة، ونحن نشعر انها لم يتحقق منها شيء حتى الآن.
 
*ما موقف العراقية من تصريحات
 السيد اسامة النجيفي الاخيرة
 وتلويحه باقامة اقليم سني؟

-تصريح اسامة النجيفي لم يكن مثلما فسره البعض، وتم استغلاله، واسامة النجيفي معروف بوطنيته وبحرصه على وحدة العراق، وهذا الامر ليس بجديد.
 
التقاطعات السياسية

 

*بالنسبة لتصاعد التقاطعات
 السياسية الا ترين بانها تعرقل
 عملية تقديم الخدمات للمواطنين؟

-كلا.. بالعكس، هذه التقاطعات السياسية هي الضمانة لكي لا يتحول العراق الى دكتاتورية جديدة والى حكم الفرد الواحد، علينا ان نقف بقوة لمنع هذا الامر.
 
*ما هو السيناريو المتوقع
 لحسم هذه الخلافات ومتى؟

-نحن بانتظار اللقاء بالسيد جلال الطالباني.
 
*متى يكون هذا اللقاء؟
-لست أدري، لم يحدد بعد.
 
*لماذا لم تحسم هذه الخلافات
 وفق اتفاق اربيل بالاخص
 ما يتعلق منها بمجلس
 السياسات الاستراتيجية؟

- هنالك مماطلة واضحة ومحاولة لايجاد الاعذار لكي ننتهي بالدكتاتورية والفردية في الحكم.
 
ترشيق الوزارات

*هل انتم مع عملية ترشيق
 الوزارات ام ضدها؟

-هي الوزارات غير مكتملة أساساً، ولحد الان لا يوجد وزراء أمنيون، كمبدأ نريد ان تكون هنالك وزارات مرشقة.. لكن لا نعرف ما هو المطروح.
 
*هل تتجهون فعلاً لاستجواب
 السيد المالكي؟

-نعم.. نسعى لاستجواب السيد المالكي حول الخروقات الأمنية وحول الفساد.
 
*هل هنالك استجابة
 من البرلمان للاستجواب؟

-نعم.. استجابة قوية.

حــوار :  مال اللــه فــرج

387
مشاكسة
ارهـــاب حكومــي
مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لاننا في دولة القانون فان علينا جميعاً المسؤولين قبل المواطنين ان نحترم القانون وان نمتثل للقانون وان نطبق القانون وان ننحني للقانون وان نعزز القانون وان نصون  القانون  لنستطيع بعد ذلك ان نحتمي بالقانون.
         لكن المصيبة الكبيرة المعيبة, والطامة الاكبر والاخطر لو ان هذا ((القانــــــون)) انتهك   من قبل حماتة بالذات و لو اصبح هذا القانون عرضة للخروقات ً والتجاوزات والسخرية والاهانات ولو اصبح تبعاً لذلك ضعيفاً ذليلاً عاجزاً مهاناً ولو اصبح هذا القانون بحاجة الى حماية بدل ان يحمينا وبحاجة الى حراسة بدل ان يحرسنا وبحاجة الى احترام بدل ان يفرض احترامه علينا وبحاجة الى انصاف بدل ان يكون خيمة وقوة وملاذ انصافنا عندها ستضيع الحقوق وينتشر الفساد والعقوق  وسوف يسرح اللصوص والقتلة و يمرح الارهابيون والمجرمون بحرية وسوف يسرقون ويخربون وينهبون ويسلبون ويقتلون ويسرقون ويهدمون وينتهكون ويخطفون ويعذبون دون خوف من ((القانــــــــون)) ما دام حماة القانون لا يقيمون وزناً لهذا القانون وما دام حماة القانون هم انفسهم ينتهكون هذا القانون.
         وفق هذه التراجيديا العنيفة المخيفة تناقلت اجهزة الاعلام الصرخة العالية التي اطلقها مرصد الحريات الصحفية حول واحدة من اخطر الانتهاكات القانونية التي اقدمت عليها جهاراً نهاراً وامام انظار مختلف القطاعات الشعبية احدى الحمايات الامنية (( البطلـــــــه )) .
         ففي هذا الاطار تناقلت اجهزة الاعلام جوانب وافية من ((الاستعراض الامني الوطنـــــي الكبيـــــــر)) الذي كانت بطلة حلقاته ((منظومـــــــة)) حماية احد المسؤولين الرفيعي المستوى   حيث كاد   هذا القانون  ان يصبح في حينه (( جثـــــــــة )) مجهولة الهوية وضحية ((لابطــــــال)) معروفي الهوية لم يكونوا يستقلون سيارات ((مجهولــــــــة)) بل كانت سياراتهم معلومة   ومميزة ولم يفروا الى جهة مجهولة لكنهم ذهبوا باعتداد وبطولة وشهامة  الى ((جهــــــة معلومـــــــة))  .
         وقد نقل مرصد الحريات الصحفية عن مدير عام شبكته انه اثناء عودته بمعية فريقه الصحفي بعد احياء جوانب من مراسيم الاحتفال بعيد الصحافة العراقية أنهم  فوجئوا بعناصر من حماية مسؤول رفيع المستوى يقومون بالاعتداء على مفرزة من رجال المرور من بينهم ((ضــــابط برتبــــــة عميـــــــد)) حاول تنفيذ واجباته المرورية بدقة وامانة وانضباط بمنع موكب ذلك المسؤول الرفيع من مخالفة قوانين المرور والسير بعكس الاتجاه مما اربك حركة المرور في تلك الساحة المهمة وسط بغداد وحيث حاول ذلك الفريق الصحفي ((ســيء الحــــــظ)) القيام بواجباته المهنية في توثيق ونقل ذلك (( الحــــدث الوطنـــــي الكبيــــــر))  بامانة وتصوير افراد تلك المجموعة الامنية ((الابطـــــال الصناديـــــــد)) وهم يصولون بجرأة اقتحامية على ((الاعــــداء الحاقديــــــن  عميــــد المـــــرور ورجالــــه المساكيـــــــن )) ويعتدون عليهم ويطلقون العيارات النارية في الهواء ابتهاجاً بذلك الانتصار التاريخي المؤزر الذي حدثت تفاصيله وحلقاته امام انظار ومراقبة المسؤول الرفيع المستوى فقد شهدت اتجاهات تلك ((الحــــــرب الوطنيـــــة المصيريــــــــة)) تحولاً نوعياً بتوجيه افراد الحماية الامنية الابطال لاستهدافاتهم نحو  ذلك الفريق الصحفي المشاغب والمشاكس والذي لاهم له الا نقل الحقائق وقاموا وفق بيان المرصد بضرب الصحفي وزميله المصور والاستيلاء بالقوة على اجهزة الموبايل والمستمسكات الشخصية وبطاقات العمل الصحفي ومبالغ نقدية كانت بحوزة الصحفيين (( الارهابييــــــن العمـــــــلاء )) الذين يجب تطهير (( البيئـــــــــــــــة )) منهم ومن شرورهم هم ورجال المرور الذين يحاولون دون خجل او حياء تطبيق قوانينهم المرورية على المسؤولين اسوة بالمواطنين .
         وعلى الرغم من مسارعة ذلك المسؤول الرفيع بمحاولة احتواء افرازات ذلك  ((المهرجـــــان القتالـــــي  الاستعراضــــــي الكبيـــــــر)) باصداره  بياناً اعتذر فيه بشجاعة من رجال المرور نافياً تعرض الفريق الصحفي لفقرات ذلك العدوان (( الوطنـــــي الامنـــــي الاغـــــــر)) لكن السؤال الاهم مالذي فعله ذلك المسؤول الوطني في ممارسة مسؤولياته الوطنية وفقاً للقسم الذي اداه في احترام القانون   والنظام ورعاية مصالح الشعب وصيانة الامانة والقام بواجباته القانونية والاخلاقيه في حماية الضحايا الابرياء من عدوان افراد حمايته ذلك العدوان الذي يمثل (( ارهابــــــا حكوميــــــــا ))  ضد الشعب وضد الحكومه وضد القانون ؟؟؟.
          وبعيداً عن الاعتذار الورقي الذي لا يسمن ولا يغني ولا يعيد للقانون المهان هيبته لان كرامة من اهينوا لا تعادلها ولا تعيدها تعويضات  ربما بمئات الملايين     فان هذا العدوان الذي حاول (( تنظيــــف البيئــــــة )) من رجال المرور والصحفيين يمثل وقبل كل شيء ثلاثة اعتداءات متصلة على السيد رئيس مجلس الوزراء.
        الاعتداء الاول كون السيد المالكي هو رئيس ائتلاف ((دولــــــة القانـــــــون)) واي اعتداء على القانون يمثل اعتداءا عليه  .
         والاعتداء الثاني هو لكون السيد المالكي  وزيراً لوزارة الداخلية وكالة وماحصل من اعتداء على رجال المرور يمثل اعتداء على وزارة الداخليه و عليه بالذات لانه يتحمل مسؤولية حماية عناصر ومنتسبي الوزارة  والدفاع عن حقوقهم وكرامتهم وضمان سلامتهم اثناء ادائهم لمهامهم ولواجباتهم  .
       والعدوان الثالث, لكون السيد المالكي رئيساً للحكومة وقد اقسم امام البرلمان على حماية الشعب وحقوقه واحترام القانون وسيادته لذلك فان اي اعتداء على ابناء الشعب هو اعتداء معنوي عليه.
       الى جانب ذلك فان هذا الاعتداء يمثل اعتداء على مجلس النواب مجتمعاً كون هذا المجلس   يمثل العراقيين جميعاً واي خرق للقانون واي عدوان على الشعب هو عدوان على الجهة الرقابية والتشريعية وعلى ممثلي الشعب.
فهل سينهض المعنيون بمهامهم في حماية القانون ومحاسبة المسؤولين   عن هذه الخروقات والانتهاكات  المخجله والخطيره التي لم تبق  للقانون حرمة ولا هيبة ولا فاعلية.
       ام ان القانون يجب ان يطبق على الشعب فقط انطلاقاً من نظرية ((يحق للمسؤولين ما لا يحق لغيرهم )) وفي مقدمة ذلك  السير عكس الاتجاه والاعتداء على العناصر الامنيه المكلفه بتطبيق القوانين والانظمه واهانة المواطنين وخرق القوانين ؟؟؟ .
 .

 

388
مشاكسة
عمليات
التجميل السياسية
مال اللـــه فـــــرج
 malalah_faraj@yahoo.com

ظاهرتان بارزتان تقدمتا على جميع الظواهر والاحداث والتحولات والافرارزات والمتغيرات في المنطقة لتكونا السمة المميزة لعام 2011.
       الاولى تحول هذا العام بالذات الى عام الانتفاضات والاحتجاجات والتظاهرات والمطالبة بالتغييرات واجتثاث الفساد والاصلاحات   مما ادى الى سقوط انظمة   وتصدع اخرى ونجاح الجماهير المسحوقة في فرض مواقفها وحضورها وتأثيراتها على الشارع السياسي, بعد ان بقيت عقوداً من الزمن مهمشه تماماً ووقوداً للحروب والمنازعات والازمات ومادة دسمة للشعارات الثورية وللوعود الخيالية السلطويه  التي لا تتحقق ابداً وامست الان القوة المحركة للاحداث والتحولات و صياغة التأريخ .
      اما الظاهرة الثانية فهي النقيض تماماً للظاهرة الاولى ممثلة بعدم الاكتراث السياسي والتحولات الثورية والانتفاضات الجماهيريه تلك هي ظاهرة سرعة انتشار عمليات التجميل بين النساء والرجال على حد سواء كمثل انتشار النار في الهشيم وتسابق النسوة والفتيات المطلقات والارامل والمراهقات والشابات والزوجات والحموات, ومن مختلف الاعمار على تغيير ملامح وجوههن وتضاريس اجسادهن سعياً لان يصبحن نسخة متطابقة من الفنانات المشهورات ومن ملكات الجمال الفاتنات واملا في ان يصبحن شبيهات نانسي  او اليسا او هيفاء او نجوى او جوليانا جولي  .
     وبهذا الصدد اكدت الاحصائيات المختلفة ان المرأة اللبنانية التي كانت دائماً السباقة في ميادين الاناقة والموضه والاتكيت اصبحت السباقة ايضاً في هذا الميدان (( الحيوي )) بعد ان خضعت 55% منهن لعمليات التصغير والتكبير والشد والنفخ والنحت وتغيير معالم الوجه وملامحه والجسد وتضاريسه مما ادى فعلاً الى  ارتفاع نسبة النساء الجميلات بشكل لافت وتراجع وانحسار وربما انقراض نسبة النساء ذوات الجمال المتوسط او الاعتيادي واختفاء الدميمات باستثناء اللائي لا يمتلكن ربما اجور هذه العمليات  .
       هذا التغيير الجمالي حفز الرجال ايضا للتسابق على اجراء هذه العمليات بهدف  اصلاح ما افسده الدهر وربما ما افًسدته النساء وسعياً لتنشيط رجولتهم الشكلية في تحدي مباشر لاحكام وقوانين وافرارزات العمر التي ربما سلبت بعضهم رجولتهم البايولوجية   .
   ان هذا التسابق المجنون الذي ربما سوف يصبح الحدث الاول خلال العام القادم بات ينذر باختفاء التنوع الجمالي والمميزات  الانسانية والاتجاه نحو نماذج     واشكال محددة   من الجمال و من المميزات الانسانية وهو يحول المجتمعات الى مجتمعات نسوية جميلة رقيقة تشع انوثة وعذوبة ودلالاً ومجتمعات رجولية تشع رشاقة واناقة ووسامه وربما لن يجد السائح الاجنبي الذي سوف يزور بعض البلاد العربية بعد سنوات الا نسخاً مكررة من نانسي   واليسا وهيفا ونجوى   وغيرهن من الفنانات الفاتنات والمثيرات اللائي سوف يسجلن حضورهن على المسرح الفني والامر نفسه سوف ينطبق على الرجال الذين ربما سيكونون نسخاً مكررة ربما من وائل كفوري وحسام الرسام وعمرو دياب ومهند بطل المسلسلات التركيه وسواهم.
      لكن الطامة الكبرى في هذا التحول الانساني الكبير نحو نماذج جمالية محددة من النساء ومن الرجال سوف يكون في كيفية تعرف الرجال على زوجاتهم و النساء على ازواجهن والشاب على خطيبته والفتاة على خطيبها  ان كان الجميع متشابهين وربما سيضطر بعض الرجال والنساء على وضع علامات سريه للتعرف على بعضهم البعض و سوف يختلط الحابل بالنابل وسوف تتمازج الولادات وتضيع الانساب وتتكرر الخيانات المقصوده وغير المقصوده و الاخطاء اليومية في العلاقات الزوجية وربما سوف لن يتم التعرف على الزوجات والازواج والابناء الا بتحليلات الحامض النووي بيد ان الرابح الاكبر في هذا التحول  الجمالي ربما ستكون الحموات اللائي سوف لن يكون بمقدور ازواج بناتهن التعرف عليهن.
      غير ان الاخطر من ذلك كله ربما سيكون الفشل الذريع والاحباط المرير الذي سوف يصيب الاجهزة الامنية في كيفية التعرف على المجرمين الحقيقيين وسط هذا التشابه الكبير بين الرجال والنساء حيث ستنقل عدسات كاميرات المراقبه الامنيه صورا لرجال متشابهين تماما ولنساء متشابهات وسوف يجعل ذلك من السهل جدا على البعض استخدام جوازات سفر اشباههم ووثائقهم في السفر والتهرب من المسؤوليات القانونيه وفي العلاقات العاطفيه وفي الزواج والطلاق .
       ربما الاهم والاخطر من ذلك كله يكمن في توجه ((فيروس عمليات التجميل)) نحو   القطاعات الاهم في المجتمع ليضرب  بعنف السياسيين والبرلمانيين ورؤساء الحكومات والوزراء والمسؤولين  عندها سوف تضيع الميزانيات السنوية وتسرق الاموال العامة وينتشر الفساد وتصبح عمليات الاختلاس سمة معظم الحكومات الفاسدة وسوف لن يصبح المسؤولون والبرلمانيون والسياسيون من ذوي الجنسيات المزدوجه والولاءات المزدوجه في هذه الدولة او تلك  بحاجة الى استخدام جوازات سفرهم الاجنبية للهرب الى خارج البلاد بعد ان يسرقوا اموال البلاد و العباد ذلك لانه سيكون من الصعب التعرف عليهم بالاخص ان كان الوزراء جميعاً نسخة من مهند ((بطل مسلسل العشق الممنوع)) وان كان البرلمانيون نسخة من حسام الرسام وان كان السياسيون نسخة من وائل كفوري عندها سوف     
 تمتهن البلاد وتضيع الحقوق وتستباح المصالح الوطنية وسوف تباع مقدرات  بعض الدول النائمة والغائمة والعائمة والمتوسلة والمتسولة علناً في مزادات الدول الكبرى .
      عليه فان امام الامم المتحدة مسؤولية تأريخيه في اصدار اتفاقية دولية ملزمة بمنع جميع الحكومات من اجراء عمليات التجميل لرؤسائها ووزرائها وسياسييها ومسؤوليها والا فانهم سوف يضعون انفسهم تحت طائلة البند السابق من الميثاق الاممي .
  اخيرا على الرغم من ان الجمال مثل المال نعمة لكنه ربما يتحول على ايدي البعض الى نقمة فهل سوف تشهد بعض الدول الملتهبه عمليات تجميل جماعيه بين ابرز الفئات السياسية والحكوميه تهربا من الاحتجاجات وثورات الغضب الجماهيريه ؟؟؟.


389
مشاكسة
وزارة الدفـــــاع
 في المــــزاد العلنــــي
مال اللــــه فـــرج
malalah_faraj@yahoo.com
في خطوة اعتبرها البعض استفزازية وعدها اخرون ابتزازية ووصفها هذا وذاك بانها غير منطقية وغير قانونية, فاجأ الكونكرس الامريكي ((الصـــــديـــــق)) الاوساط الشعبية والسياسية والحكومية بمطالبتة للعراق بالمساهمة في دفع تعويضات ماليه عن خسائر القوات الامريكية الصديقة فيه بعد ان ((تبرعـــــــت)) الحكومة  الامريكية ((الصديقــــــــــــــــــة)) انطلاقاً من مواقفها ((الانسانيـــــــــة النبيلــــــــــــــــة)) باشاعة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في كل مكان باجتياح العراق واسقاط النظام الدكتاتوري البائد فيه دون تخويل او غطاء (( اممــــــي )) بذريعة البحث عن (( اسلحــــــة الدمــــــار الشامــــــــل )) التي اختفت بفعل ساحر شاطر او جني ماهر ولم تستطيع لا لجان التفتيش الدولية ولا خبراء المخابرات المركزية الامريكيه تحديد اماكنها او العثور عليها او الامساك بها.
       وقد ترتب بفعل اخطاء تلك الحرب (( الصديقــــــــة )) النظيفة  اللطيفه التي اجتثت الدكتاتوريه وزرعت بذور الحريه والديمقراطية تهديم البنية التحتية العراقيه ونهب واستباحة واحراق المؤسسات الحكومية وحل المؤسسات والاجهزة الامنية وترك السفلة واللصوص وقطاع الطرق والحواسم وارهابيو بعض الدول الاقليمية ((الشقيقـــــــــة و الصديقــــــــــة)) يمارسون ابشع احقادهم الانحطاطيه في هدم وتخريب واحراق البنية العراقيه و تقطيع اوصال الممتلكات العراقية تحت سمع ونظر ومراقبة الدبابات الامريكية ((الصديقـــــــة)) التي جاءت لنا بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وعادت بنا الى غابر العصر والزمان وتركت الحكومات المتعاقبة في حيرة من امرها وفي تدابيرها وفي اجراءاتها حول كيفية معالجة ذلك الكم الكبير من الحرائق والعوائق  ومن الخراب والدمار الذي الحق بالعراق افدح المأسي والاضرار.
         وبعيداً عن ((الفلسفــــــة السياسيــــــة)) والادعاءات والتبريرات السياسيه وبلغة الارقام الواقعية فان تكاليف القوات الامريكية في العراق التي طالب عضو الكونكرس الامريكي النائب الجمهوري ((دانا روهر ابايشر)) الحكومة العراقية بتحمل جزء منها كانت تبلغ (( 4,4 )) مليار دولار شهريا عام ((2003)) لتصل الى ((12)) مليار دولار شهرياً خلال عام  2008 .
        وبذلك فقد بلغت القيمة الاجمالية لتكاليف القوات الامريكية في العراق طبقاً للمصادر الامريكية وفي مقدمتها تقرير اللجنة الاقتصادية المشتركة التابعة للكونكرس الامريكي ((1,8)) ترليون مليار دولار.
        وتفصيلياً تضمنت تلك التكاليف المبالغ المخصصة رسمياً لتغطية العمليات ومنها  اجور العنصر البشري بفئتيهم الجنود والمرتزقة وكلفة العتاد الحربي والمعدات العسكرية من بينها ((2000)) الفي دبابة طراز ابرامز ومركبات قتالية طراز سترايكر وبرادلي و((43)) الف عربة مختلفة الانواع بينها ما يزيد عن ((18)) الف عربة هامفي واكثر من ((700)) طائرة  ومالاً يقل عن ((140)) الف طن من المعدات واللوازم القتالية والتي اصبح منها بحدود 50% خارج اطار الخدمة.
      ونظراً لكون المصدر الرئيسي والذي يكاد ان يكون المصدر الوحيد للاقتصاد العراقي بعد انهيار النظام البائد هو النفط فقط فان دفع تكاليف هذه القوات ((الصديقــــــة)) سيكون بالتأكيد من ايرادات النفط العراقي بعد ان انهارت الصناعه وتوقفت الزراعه وتراجعت السياحه وتلوثت الانهار وما عادت تصلح حتى للسباحه.
       ولو افترضنا ان كمية تصدير النفط العراقي هو بمعدل ثلاثة ملايين برميل يومياً وبسعر ثابت هو مائة دولار للبرميل الواحد من النفط الخام  علماً ان اسعار النفط عرضة للمتغيرات  سواء بفعل العرض والطلب ام  بفعل الازمات السياسيه والمنازعات الدوليه او بفعل الركود الاقتصادي فان دخل العراق اليومي من النفط سيكون ((300000000)) ثلاثمائة مليون دولار يومياً اي ما قيمته ((9000000000)) تسعة مليارات دولار شهرياً.
       وفي ضوء ذلك فان معدل الواردات العراقية من النفط سيكون ((108)) مليار دولار سنوياً.
       ولو قسمنا مبلغ االنفقات العسكرية الامريكية في العراق التي يطالب الكونكرس الامريكي الجانب العراقي بتحملها او تحمل نصفها على الاقل والبالغة ((1,8)) تريليون مليار دولار فان على العراق ان يستمر لمدة (( 17 )) عاماً بدفع كامل وارداته النفطية الى الحكومة الامريكية الصديقة اذا استمر سعر البرميل الواحد من النفط الخام مستقرا على معدل المائة دولار.
      اما لو انخفض سعر برميل النفط الى ((50)) دولار للبرميل الواحد فان على العراقيين ان يدفعوا كامل وارداتهم النفطية لمدة ((34)) عاماً الى الحكومة الامريكية ((الصديقــــــة )) لقاء موقفها الانساني الكبير في اجتثاث الدتاتوريه وفي تصدير الحرية والديمقراطية والعولمة وحقوق الانسان و مساعدتنا في تشكيل الحكومة العراقية والبرلمان وتصدير همبركر ماكدونالد الينا بدل همبركر (( ابو يونان  )) الذي كان احد معالم شارع السعدون ايام زمان .
        اما لو حدثت الكارثه  وانخفض سعر برميل النفط الى ((25)) دولارا  للبرميل الواحد فعلينا نحن وابنائنا واحفادنا تقديم صك مفتوح بوارداتنا النفطية  كاملة الى الحكومة الامريكية  (( الصديقــــــة )) لمدة ((68)) عاماً.
      وعلينا خلال هذه الــــــ (( 68 )) عاما  ان لا نأكل ولا نشرب ولا نتزوج ولا نقتني ملابسا ولا نسافر ولا نمرض ولا ندخن ولا نعالج انفسنا ولا نتناول شاي الحصة التموينيه عديم اللون والطعم والرائحه ولا نبني دورا او حتى اكواخا للسكن ولا نطالب بالخدمات ولا ننتظر الكهرباء ولا نستخدم المولدات ولا نطمح بالانترنت والفيس بوك والتويتر ولا ننتظر مواليدا جددا ولا نستخدم الموبايلات ولا الحافلات او السيارات ولا نحلم  لا بالغد ولا بالمستقبل لاننا بلا موارد وبلا عمل وبلا مستقبل  بل علينا ان نكتفي  بتناول شعارات الحرية والديمقراطية والتعدديه السياسية وان نشيد صباح مساء بالصداقة الامريكيه التي انقذتنا من الدكتاتوريه بمنتهى النزاهة والشفافيه .
       بيد ان السؤال الاهم من يجب ان يدفع لمن ؟ ومن  يجب ان يعوض من؟ ومن يعوض عوائل الاف الشهداء والجرحى العراقيين والمفقودين والمغيبين والمعوقين وضحايا الانتهاكات الانسانيه والاعتداءات الجنسيه وفظائع معتقل ابو غريب وغيره  و تلويث البيئه بالماد والاسلحه المشعه والتسبب باصابة المئات وربما الالاف من العراقيين بالامراض السرطانيه والولادات المشوهه وتدمير البنية التحتيه ونهب المؤسسات والمعامل والوزارات والاموال العراقيه التي هي اموال العراقيين جميعا المنقولة منها وغير المنقوله ؟.
        بعد هذا وذاك اعتقد ان الحل العملي الموضوعي بدل دفع هذه المبالغ الفضائية  والتفريط بوارداتنا النفطيه التقدم بطلب الى الحكومة الامريكية (( الصديقــــه )).
لشراء وزارة الدفاع الامريكية التي ربما لو وضعت في المزايدة العلنية قد لا تحصل على ربع هذه المبالغ الخيالية.
 


 
 

390
مشاكسة
تخفيضـــــات  بأسعار
 الشـــهادات المـــــزوره
مال اللـــــــه فـــــــرج
 malalah_faraj@yahoo.com
ربما نحن اول دولة في التاريخ على الارض وفي المريخ نجمع الاضداد ونغتال قيم الاجداد و نتفاخر بالامجاد وبفروسية عنترة بن شداد في الوقت الذي نستهين به بمصالح البلاد وننتهك فيه حقوق العباد.
         ونحن ايضاً ربما اول دولة ترفع فيه شعار دولة القانون في زمن بات فيه المزورون لا يعدون ولا يحصون وامست فيه الشهادات الدراسية المزورة تنافس باعدادها قطع غيار  سيارات البرازيلي المحورة حتى ما عاد بامكان المسؤولين المبدئيين النزيهين التصدي للمزورين الذين باتوا في كل مفاصل الدولة والوزارات والسلك الدبلوماسي يتغلغلون وبوثائقهم المزورة يتفاخرون وبحقوقهم يطالبون بل ويحذرون ويهددون ويرعدون ويتوعدون داخل اسوار ((دولــــة القانـــــون)) .
       وفي هذا الميدان كشفت عضو في البرلمان عن حقائق ووثائق حول وجود مسؤولين رفيعي المستوى في  عموم مفاصل الدولة سابقين وحاليين يحملون شهادات ووثائق دراسية مزورة  ومحورة بعضهم بدرجة وزراء واخرون بدرجة وكلاء وزارات وايضا بدرجة مستشارين وخبراء وبدرجات خاصة ومدراء عامين اضافة لاعضاء في البرلمان ربما هم الاكثر صخباً وضجيجاً وادعاء في في الدفاع عن العدالة والقانون وحقوق الانسان وربما   يجوبون الدول والبلدان بجوازات سفرهم الدبلوماسية متفاخرين بشهاداتهم الدراسية (( الوضيعة )) التي تحمل اختام ارقى الجامعات العالمية الرفيعة الصادرة من دوائر واقسام سوق مريدي (( التزويرية  )) باسعار تعاونية.
       ان طوفان الشهادات الدراسية المزورة والوثائق المحورة بات يهدد كل الكفاءات العلمية والوثائق الحقيقية والشهادات الجامعية في الداخل والخارج بالاخص بعد ان اكدت التقارير والمتابعات والتصريحات والتدقيقات الرسمية والاعلامية نجاح (( فايروس )) التزوير في اختراق معظم المفاصل الحساسة والرفيعة في الدولة وفي مقدمتها رئاسة مجلس الوزراء والبرلمان والنزاهة والقضاء والوزارات الامنية  والخدميه والمعاهد والجامعات والملحقيات والسفارات والمنظمات العربية والدولية.
     واذا كان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة السابقة قد كشف  عن وجود ((2842)) شهادة مزورة في الدراسات الصباحية فقد تناقلت الاخبار ايها المناضلون الاحرار عن مصدر امني في البصرة  انجاز تأريخي اخر بالكشف عن ((700)) وثيقة مدرسية مزورة من مجموع ((900)) وثيقة لطلبة احدى الكليات الامنية فقط اي ان حوالي ((80 %)) منتسبي تلك الكلية شهاداتهم ووثائقهم مزورة ولنا  ان نتلمس  حجم وفاعلية ودقة وموضوعية ونزاهة وعدالة وحيادية الاجراءات الامنية  (( القانونيه )) لممارسات هذه الكوادر والقيادات الامنية التي دخلت هذا السلك الحيوي بوثائق مزورة في تعاملها مع المواطنين وفي استعدادها وتفانيها وتضحياتها من اجل تعزيز الامن والاستقرار والامان واحترام حقوق الانسان .
         في ظل هذا الطوفان من الشهادات المزورة والوثائق المحورة فقد عرف الكثير من المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين طريقهم الى سوق مريدي وفروعه التزويرية بعد ان ظلوا طريقهم الى الاحياء الشعبية وساهموا في اشتعال اسعار الوثائق والشهادات الدراسية التي تجاوزت في بعض الاحيان الخمسة الاف دولار بالاخص ان كانت ((الاختام والتواقيع)) التي سوف توضع عليها تحمل اسماء جامعات عالمية مرموقة ولان القاعدة الاقتصادية العالمية تعتمد في كل زمان ومكان على معادلة ((العرض والطلب)) فان اسعار ((مريدي)) التزويرية شهدت وتشهد اوج ازدهارها مع اقتراب الاستعدادات والترشيحات للانتخابات البرلمانية ولانتخابات مجالس المحافظات حيث يصبح بامكان بائع الفلافل الراسب في الدراسة المتوسطة  مثلا ان يحصل على شهادة البكالوريوس في الزراعة والراسب في الابتدائية ان يحصل على البكالوريوس في العلوم الدينية والراسب في الاعدادية ان يحصل على الماجستير والدكتوراه في مختلف العلوم الانسانية مادام باستطاعته ان يدفع ثمن التزوير والتحوير.
       بيد ان الاسعار الملتهبة لتلك الوثائق والشهادات قد تراجعت بعد ان حصل الكثير من البرلمانيين والوزراء والوكلاء والمستشارين والمدراء العاميين والملحقيين التجاريين والثقافيين وممثلوا العراق في المؤسسات و المنظمات الدولية ممن لا شهادات علمية حقيقية  لهم على هذه الشهادات التحويرية باسعار تنافسية فتراجع الطلب وامسى  الان محدداً بطالبي التعيين في الاجهزة الامنية وفي الدوائر الحكومية لذلك قد تلجأ ((مؤسسة سوق مريدي الدولية)) في ظل ازمة الكساد التزويرية الوطنيه هذه الى اجراء تخفيضات بنسبة 50% على الشهادات والوثائق المزورة . 
        وحيث باتت بعض القوى السياسية تلوح بالانتخابات المبكرة فان مطابع واجهزة تصوير واختام (( سوق مريدي الدولية )) بدأت استعداداتها الوطنيه لاستقبال موسم الانتخابات وفق اوسع التحضيرات لدفع المزيد من الاميين ومن الراسبين ومن الفاشلين الى مفاصل المواقع القياديه عبر شهاداتهم ووثائقهم التزويريه التي ستطيح كالعاده  بكل الكفاءات الوطنية  الحقيقيه .
       بعيداً عن التأويلات والاتهامات فان الكرة ما زالت في ملعب الحكومة   فهل سوف تتمكن من الامساك بالحيتان التزويرية الكبيرة ام ان سنارة نزاهتها ستكتفي بالاسماك الصغيرة ؟؟؟

391
مشاكسة
 
فضائـــــح
الاحذيــــــة الذكيــــــــة
مال اللـــــــه  فــــــــرج
malalah_faraj@yahoo.com

في الوقت الذي ما تزال فيه الدول النائمة و الغائمة واليائسة والعابسة والمتوسلة والمتسولة والقانعة والخانعة والمستجدية والمستلقية غارقة في سباتها وفي تناقضاتها وفي معاركها وانقساماتها وفي عقدها وازماتها وفي تخلفها المريع الشنيع فان قطار الدول الناهضة والراكضة السريع ما زال يواصل سباقه الاسطوري الخيالي المجنون خارج الاوهام والظنون لا ينتظر المتكاسلين ولا النائمين ولا المتخلفين ولا المزايدين تاركاً وراءه التخلف والغباء حاملاً من يستقله الى عصر التقدم والذكاء.
      فبعد الصواريخ الذكية والكومبيوترات الذكية والكاميرات الذكية والسيارات الذكية والنظارات الذكية والساعات الذكية جاء دور الاحذية الذكية التي ستضع الشعوب والمجتمعات والحكومات والقادة والسياسيين والبرلمانيين والمسؤولين امام تحديات حقيقية و ربما امام معضلات عائلية وامام مواقف وقرارات واخطار مصيرية.
     ففي هذا الاطار تناقلت الاخبار قيام شركة امريكية بانتاج احذية ((ذكيــــــــة)) ذات تقنيات حيوية تحتوي على نظام تحديد المواقع ((GPS)) الذي يتيح تحديد موقع اي شخص يرتدي هذا النوع من الحذاء  بدقة وذكاء مما يساعد الاباء على تتبع خطوات الابناء  والازواج على  تتبع خطوات زوجاتهم والزوجات لخطوات ازواجهن والرجال لخطوات ومواقع حمواتهم والمسؤولين لمواقع موظفيهم وعامة الشعب لخطوات قادتهم وبرلمانييهم ووزرائهم ومدرائهم ومستشاريهم ومسؤوليهم.
     ان هذا الحذاء الذكي يتصل بالهاتف المحمول ويعرض امام الاباء تحرك اطفالهم بدقة حيث يقدم هذا الحذاء ((فائــــق الذكــــــاء)) الذي ربما   سيكون نظراً لدقته الفائقة في تحديد ((موقعــــــه)) اذكى واصدق من بعض السياسيين المبدئيين في هذه الدولة البائسة او في تلك الدولة العابسة الذين يغيرون مواقعهم ومواقفهم وخياراتهم وقراراتهم وتحالفاتهم بسهولة حيث يقوم هذا الحذاء خارق الذكاء الذي اطاح بكل اجيال الغباء بارسال اشارات خاصة عند تعرض الطفل او الشخص الذي يرتديه للخطر كالسقوط في مكان ما او تعرضه لازمة ما.
       ومن بين مميزات هذا الحذاء الذكي الذي يبدو انه اذكى واكثر نباهة ونزاهة من الكثير من المسؤولين في هذه الدولة المتسولة او تلك المتوسلة الذين يلجئون بمنتهى الغباء لحرق وثائق وسجلات وملفات وبيانات وزارتهم ومؤسساتهم حتى لا تنكشف سرقاتهم واختلاساتهم وفسادهم في حين ان الحرائق المتعمده تظهر دوما ما وراءها  اقدام هذا الحذاء الذي ربما يصبح مستقبلاً سلاحاً بايدي المعدمين والفقراء باصدار انذارات  في حالات الطوارئ او عند تعرض من يرتديه لأي مأزق لذا فان هذه الاحذية ((الذكيــــــة)) ادق واشد فاعلية ومصداقية  ونباهة وذكاء من اجهزة كشف المتفجرات الغبية التي استوردها بعض المسؤولين المعنيين (( المخلصيــــــن )) بالملايين وفشلت فشلا ذريعا في اصطياد مفخخة واحده وبقيت المفخخات تحصد ارواح العشرات .
       فبامكان هذا هذا الحذاء العجيب الغريب ان يتحول الى طبيب نظراً لقدرته على قياس درجة الحرارة ومعدل ضربات القلب وسرعة النبض ويقوم هذا الحذاء الفائق الذكاء الذي هزم معظم السياسيين والمسولين الاغبياء في الدول الغارقة بشخيرها وبتخلفها وبفسادها  بارسال هذه المعلومات الى هواتف الاباء والمراقبين والمعنيين بدقه دون ان تفلح الرشاوي ومخططات الفساد في تزييف المعلومات او في تحريف البيانات  .
      ان هذا الحذاء  رغم اهميته وفعاليته وعجائبه وغرائبه وطرائفه سيكون بالتأكيد اكثر اهمية واشد فاعلية واعمق غرابة وطرافة لو تم تزويده  باجهزة تصوير رقمية ترسل صورها لحظة بلحظة عبر الاقمار الصناعية الى الدوائر المعنيه عندها سيدخل العالم عصر الحروب والفوضى والمواجهات والفضائح السياسية والرسمية والاجتماعية والزوجية والعاطفيه بالاخص اذا انخدع بعض القادة   والحكام والرؤساء  والبرلمانيين والسياسيين والمسؤولين والموظفين وحتى الرجال العاديين والنساء المسؤولات والعاديات وبادروا  بارتداء هذه الاحذية فائقة الذكاء بحسن نيه في تحركاتهم اليومية.
       عندها سوف لا يستطيع هذا الحاكم او ذاك المسؤول انكار وجود المعتقلين السياسيين في السجون  السريه  سواء تلك التي تقع فوق الارض او تحتها لان اجهزة تصوير الاحذية الرقمية ستنقل صور المعتقلين و مواقعهم واساليب التعذيب  المنهجيه الحديثة ضدهم التي تتم عادة وفق ارفع قيم الشفافية  ووفق ارقى المعايير الدولية في احترام حقوق الانسان وشرفه وكرامته من قبل السجان .
       كما لن يستطيع هذا السياسي او ذاك بعد الان ان يدعي انه ذاهب الى تلقي العلاج في دولة اوربية فيما هو يتلقى التعليمات والرشاوى السياسية من دولة      شرقية.
      ولن يستطيع هذا البرلماني او ذاك في هذه الدولة او تلك ان يدعي انه في جلسة مفاوضات مصيريه بينما هو يترنح ثملاً في احدى الملاهي الليلية.
   ولن يستطيع هذا المدير العام  او ذاك ان يدعي انه يشارك في اجتماع هام بينما هو ينهب المال  العام و يغازل سكرتيرته الحسناء بكل فروسية واباء دون خجل او حياء  .
     غير ان الفضائح والفضائع ستكون على اشدها بين الزوجات والازواج فالكثير من الخفايا سوف تظهر وربما في مقدمتها ستظهر الانساب الحقيقيه لالاف الاطفال  غير الشرعيين و العلاقات غير الشرعيه وحقائق الاف الزيجات السريه والكثير من الحرائق سوف تشتعل وشلالات الدموع سوف تنهمل وسوف تتضاعف بالتاكيد حالات الخلع والقلع والطلاق والفراق وسوف تتكشف الحقائق المريرة وتظهرالنوايا والممارسات الحقيرة وستدخل معظم المجتمعات في اعمق واخطر الخلافات و المنازعات والصدامات .
      لذا لن نستغرب لو اصدرت بعض الانظمة ((الثورية التقدمية التجدديه العقائديه الانفتاحيه الاشتراكية)) اوامرها بمنع دخول هذه الاحذية الذكية الى بلدانها المثاليه اتقاء لفضائحها المخيفه ولحرائقها العنيفه .
فمثل هذه الاحذية الذكية لا تلائم على اية حال الدول الغبية.




392
مشاكسة
معـــــــارضة
 أم مقايضــــــــة ؟؟؟
مال اللـــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

يبقى السؤال الاهم والاكثر اثارة لماذا تبقى الدول النائمة غارقة بنومها لا تستيقظ منه     ؟؟؟.. والدول المتسولة غارقة باستجدائها.. والمتوسلة غارقة بتوسلاتها والغافية غارقة بشخيرها في الوقت الذي تطرق فيه التحولات الديمقراطية والمتغيرات الثورية والاحتجاجات الجماهيرية ابوابها وتهز هياكلها بعنف .. حيث تهوي انظمة دكتاتوريه وتنهض على انقاضها انظمة يفترض انها ثورية نضالية.
     لعل ابرز الاسباب في بقاء بعض الدول النائمه غرقه بسباتها ونومها العميق تكمن الى جانب اسباب موضوعية احيانا وغير موضوعية غالبا  بايدلوجية ((المقايضـــــــــة)) التي تنتهجها معظم الاحزاب الثورية والاشتراكية والديمقراطية والنهضوية والتجددية والحيوية والانفتاحية والانتفاضية والجماهيرية التي غالباً ما  (( تقايــــــض )) ستراتيجية النضال من اجل الفقراء والمعدمين بستراتيجية الاستحواذ على المناصب والمراكز والاموال والمسؤوليات خدمة لمصالح  بعض منتسبيها من السياسيين المناضلين  .
       فما ان تهوي الانظمة الدكتاتوريه القمعيه الاستغلالية الاستبدادية الرجعيةالفوضوية الدموية الارهابية التسلطية وتحل محلها الانظمة الثورية التقدمية  النضاليه التجدديه التقدميه التي جاءت  وفق شعاراتها وخطاباتها لاحترام الانسان ولزرع الطمأنينة والامان ولاشاعة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة في كل مكان ولتطبيق كامل بنود وفقرات الاعلان العالمي لحقوق الانسان.. وتجاوز جراحات وماسي ايام زمان وتنفيذ مفردات ستراتيجية ثوريه لم تكن بالحسبان ولا ترد بالخاطر والوجدان ومن اجل تعزيز الايدولوجية الثورية والسياسة الانفتاحيه والقيم الديمقراطية لا بد وفق تصوراتها ووجهات نظرها ومصالحها من الاعتماد على كفاءة  ((  منتسبيـــــــها  )) المناضلين ووعي المناضلين وخبرات المناضلين وعطاء المناضلين وامانة المناضلين حتى لو كانوا غير ملائمين وغير مؤهلين وغير مثقفين وربما انصاف اميين ذلك لان مدرسة النضال السياسي بالذات كفيلة بتخريج كفاءات (( ثورية اقتحامية فروسية علميه مهنيه ميدانيه )) قادرة على الامساك باصعب المهمات وممارسة اخطر المسؤوليات وادارة ابرز  واعرق واهم الوزارات.
     وبذلك لا بأس في بعض الدول النائمه والغائمه والعائمه والساهمه من ان يمسك بائع الفلافل الذي ربما لا يحمل الا شهادة الدراسة الابتدائية بمفاتيح الاقتصاد ليكون مسؤولاً عن اقتصاد البلاد وغذاء العباد ولا بأس من ان يحمل سائق التاكسي حقيبة النقل والمواصلات ليكون مسؤولاً عن الحافلات والموانئ والسفن والطائرات  والقطارات ولا بأس من ان يكون خريج الزراعة وزيراً للاسكان والاعمار  نظراً لروحيته في التحدي والاصرار ولا بأس من ان يكون بائع النفط وزيراً للطاقة والمحروقات نظراً لخبراته الميدانية وكفاءاته النفطية وان يصبح الراسب في الدراسة الاعدادية مستشاراً في ارفع المنظمات الدولية وان يمسي تاجر العقارات خبيراً في الدبلوماسيات وان يتحول مسؤول البريد والتبليغات الحزبية الى وزير للعمل والشؤون الاجتماعية وان يصبح مسؤول الخلية الصدامية وزيرا للداخلية ومسؤول جباية الاشتراكات الحزبية وزيراً للمالية بعيداً عن الشهادات والاختصاصات العلمية والكفاءات الوطنيه الحقيقيه  فمن حق هؤلاء المناضلين الذين قضوا في اتون النضال ربما عشرات السنين ان  يتقاضوا ثمن نضالهم وأن يصبحوا وزراء ومدراء ومستشارين وبذلك تتحول الحكومات  الثورية التقدمية الديمقراطية الاشتراكية النهضوية في بعض الدول النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة من حكومات كفاءات وطنية الى حكومات ولاءات سياسية.
     اما القسم الاكبر من امثال هؤلاء  (( المناضلين ))  المبدئين الاصلاء فلا بأس من ان يكونو في البرلمان اعضاء كذلك فان معضلات الوثائق والشهادات الدراسية بالامكان تجاوزها عبر ((الدوائر والمؤسسات التزويرية)) فلكل درجة علمية ثمن ولكل ختم ثمن ولكل شهادة ثمن ولكل وثيقة ثمن وبامكان خريج الدراسة الابتدائية او المتوسطة او الاعدادية ان يحمل شهادات الماجستير في العلوم الاجتماعية او الدكتوراه في العلوم التاريخية على الرغم من ان معظم الناضلين من حملة الشهادات التزويرية يفضلون الحصول على الشهادات الزراعية.
      لكن الادهى والامر والاخطر والاشر ان  لا يكتفي هؤلاء المناضلين بالاستحواذ على هذه المواقع بشتى التبريرات والحجج والذرائع لكنهم يعمدون الى ادخال اسماء ابنائهم و بناتهم واخوانهم واخواتهم ومعظم اقاربهم في قوائم النضال ليصبحوا  ببساطه وبرمشة عين مناضلين عقائديين وليستحوذوا على معظم الوظائف السياسية بغمضة عين ولو اجرت هيئات النزاهة والتدقيق في معظم هذه الدول النائمة احصائيات واستبيانات بشكل شفاف ودقيق لانتابتها الدهشة والاستغراب من نتائج التدقيق والاستجواب ولصدمت بعشرات الالاف من الوثائق والشهادات المزوزرة من المسؤولين المزيفين وربما سوف تستطيع الامساك بالاسماك الصغيرة لكنها قطعاً لن تستطيع الاقتراب من الحيتان الكبيرة      .
       ولعل المثير للعجب العجاب ان مساحة النضال بعد سقوط الانظمة الدكتاتوريه القمعية الارهابيه  الاستبدادية تتسع باستمرار لتضم الاف المنافقين والمزورين والمنتفعين على حساب المناضلين الحقيقيين فالذي هرب من البلاد حتى لا يؤدي الخدمة العسكرية اصبح لاجئاً سياسياً والذي هرب بسبب السرقة والاختلاس اصبح مناضلاً سياسياً ومن سجنوا ربما لاسباب اخلاقية او لجنح وجرائم عادية او بسبب السرقة والاعتداء على الغير اصبحوا سجناء سياسيين ومناضلين عقائديين وثوريين مبدئيين  يطالبون بجميع حقوق وامتيازات المناضلين الحقيقيين الذين ضحوا بانفسهم وبارواحهم وبدمائهم وبسلامة واستقرار عوائلهم من اجل الملايين.
ومع ذلك ان كان هؤولاء المطالبين بالمكاسب والامتيازات وبالمغانم والمسؤوليات والمواقع والوزارات مناضلين او اشباه مناضلين فانهم قد حولوا قيم النضال الحقيقية من النضال لاجل الحرية والديمقراطية واقامة التجارب الثورية الى النضال من اجل المغانم الشخصية.
       وبذلك فانهم حولوا المعارضة  الثوريه الى ((  مقايضة )) شخصيه  وبدلاً من اعادة بناء البلاد وانصاف  العباد واشاعة العداله ومحاربة الفساد فانهم سيعيدونها   بانانياتهم  ربما الى اسوأ ما كانت عليه في عهود الظلم والاستبداد.
       الى ذلك فان تحول المعارضة  الى (( مقايضة)) سوف يدفع ربما ببعض المؤسسات الدولية لاقامة معاهد وكليات خاصة (( للنضال ))  لتخريج المناضلين والمناضلات و المعارضين والمعارضات ما داموا بعد سنوات سوف يصبحون وزراء ووزيرات.
    وشتان ما بين المعارضه النبيلة.. والمقايضة الذليلة.


393
مشاكسة
يا للــي نسيتونا
 يمتــــى تذكــــــرونا ؟
مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

     حولت الافرازات الديمقراطية, والانشطارات السياسية والعلاقات الضبابية المتذبذبة بين اركان وركائز واطراف ومحاور ودعائم العملية السياسية المجتمع الى خلية سياسية من الطراز الاول فامسى الجميع سياسيين وامسى الجميع خبراء ستراتيجيين وامسى الجميع محللين ومنظرين, ومع ذلك فان الجميع في الفوضى والمتناقضات غارقون  .
      فعمال النظافة واساتذة الجامعات و الباعة المتجولين والموظفين والمتقاعدين  ومعلمي الرسم والرياضة ومدربي الرقص الشعبي وباعة الخمور وعتالي الشورجه وجباة اجور الماء والكهرباء وعاملي البدالات والمهندسين والمصورين والجزارين والفنانين والفنانات وموديلات الكليبات والراقصات والدلالات ومنظفي المجاري و عمال الخدمات والشحاتين والشحاتات امسوا كلهم يتحدثون بالسياسة ويتجادلون في التحالفات والتفاهمات والتقاربات والخلافات والتناقضات بين الكتل والاحزاب والتحالفات والكيانات ويشرحونها ويحللونها ويتوقعون انفراجا هنا وتعقيدا هناك ويتحدثون عن السرقات والفساد والاختلاسات ويؤكدون ان الهدر طال مئات المليارات و مع   علمهم بكل هذه الافرازات والتناقضات الا انهم يخدعون انفسهم بقرب الانفراجات وينتظرون بصبر واناة التوزيع العادل للثروات هذا ان بقي مع هذه المستويات المخيفه في اعمال وجرائم التزوير والفساد والسرقات شيء من الثروات.
        رغم كل هذا الوعي السياسي واهتمام معظم الطبقات والفئات بهذه التحولات الديمقراطية والاجراءات الثورية والافرازات السياسية الا انهم ما زالوا منقسمين  بين مصدق ومكذب ومشكك ومبرر وناقد وحاقد وموضوعي وفوضوي حول اتجاهات العملية السياسية التي اغرقت البلاد والعباد بالاماني والتمنيات والشعارات والتبريرات والتحالفات والتجاذبات والافتراقات والاخفاقات والمباحثات واللقاءات  دون ان يستطيع هؤلاء القادة الثوريون و السياسيون المحنكون والعباقرة الستراتيجيون ردم هوة هذه التناقضات او عبور الخلافات او اطفاء لهيب الصراعات او الاتفاق على المواقف والستراتيجيات فمعظمهم منغمسون في مصالحهم الذاتية تحت شعارات المصالح الوطنيه ومعظمهم يقدمون اهتماماتهم السياسية على المصالح والحقوق الشعبيه ومعظمهم  يتاجر بالشعارات المصيرية.
فلا الخدمات تقدمت خطوة الى الامام ولا الكهرباء استطاعت ان تطيح بالظلام ولا القوات الامنية استطاعت بسط الامن والاستقرار والسلام ولا الرعاية والدعم والمساعدات عرفت طريقها للفقراء والارامل والايتام ولا فرص العمل توفرت للعاطلين والعاطلات   ولا البطاقة التموينية استطاعت توفير الحد الادنى من المفردات ولا النزاهة استطاعت الاطاحة بالحيتان الكبيرة من السارقين والسارقات ولا البرلمان والحكومة استطاعا عبور بحر الظلمات واختصار المسافات وبقيت الخلافات سيدة كل الخطوات والاجراءات.
وما بين كل هذه الفوضى والتناقضات تبرز الاجتهادات وتتعمق الخلافات وتتسع المسافات وتبدو في الافق اسوأ الاحتمالات رغم تعدد المسميات وتنوع التحالفات لحكومة الجدل العقيم والاخفاقات .
      فلا حكومة الوحدة الوطنية ولا حكومة الشراكة الوطنية ولا حكومة الاستحقاقات الدستورية ولا حكومة التوافقات الكتلوية ولا حكومة المحاصصات الطائفية استطاعت ان تعبر الخلافات السياسية وان تخطو خطوة واحدة باتجاه الاصلاحات الحقيقه  وبقيت الشعارات والاتهامات والافتراضات والوعود والبيانات سيدة  كل التناقضات وبقيت الانجازات وعودا معلقه في الهواء  وها نحن بعد اكثر من خمسة اشهر على تشكيل الحكومه ما زلنا عاجزين بسبب الخلافات السياسية عن اختيار وزراء للوزارات الامنية والامساك بقوه بهذه الملفات الحيويه ...وبقينا تبعا لذلك
 عاجزين عن توفير الخدمات والاصلاحات الاقتصادية وعن معالجة الفقر والبطالة والمشاكل الاجتماعية وعن محاسبة الفاسدين واعادة الاموال المهدورة للخزينة المركزية وما زالت المفخخات و كواتم الصوت والاختطافات والاغتيالات والاستهدافات تحاصر كل القطاعات وتستهدف كل الفئات وتزرع الموت والرعب والفوضى في مختلف المحافظات وما زال العراقيون ينتظرون انقضاء مهلة المائة يوم ليتلمسوا مسيرة وحقيقة ونتائج الاصلاحات التي الزم بها رئيس الحكومة كل الوزارات في وقت تشير فيه مختلف الشرائح والقطاعات عبر غالبية التوقعات الى شكوكها حول الاصلاحات وحول جدية  المساءلات والمحاسبات لوزراء تحميهم الاحزاب والكتل والكيانات وربما سوف تؤدي التفاهمات الى نجاح الجميع في تلك  الامتحانات ذلك لان نظام العبور متاح امام جميع الوزارات.
         في خضم ذلك وفي غمرة الفوضى السياسية واستشراء اعمال التزوير و الفساد والمصالح الانانيه وتصاعد الهدر في الثروات الوطنية وغياب الشراكة الحقيقية لا يسع الفقراء والمعدمين والمعدمات والعاطلين والعاطلات الذين انتظروا طويلا وعانوا طويلا  وصبروا طويلا  وصدقوا الوعود والبيانات والخطب الحماسية والشعارات الا ان يناشدوا الحكومة والبرلمان الغارقين معظمهم بالمعارك والمساجلات والتناقضات والاتهامات  والرواتب والمخصصات والسفر والايفادات وبالمغانم  والامتيازات الا ان يهدونهم اغنية رضا علي  :
((ياللي نسيتونا يمتى تذكرونا .... يمتى نجي على البال وتساعدون الحال.. يمتى ..يمتى .. يمتى  تذكرونا )).
واخيراً صدق بحق البعض المثل القائل :
( اسمعت لو ناديت حياً ولكن ......؟؟؟)  .


394
مشاكسة

البــــغال
أفضــل مـــن اشــــباه الرجـــــال

مال اللـــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

في غابر الزمان وفي سالف العصر والاوان قبل ان تنبثق الامم المتحدة, وقبل ان تظهر المنظمات المتطرفة والمتشددة وقبل ان تتبلور اتفاقيات التجارة الحرة وحقوق الانسان وقبل ان تعرف مختبرات التقييس والسيطرة النوعية والايزو طريقها لخدمة الانسان وقبل ان ينقل الانترنت والفيس بوك والتويتر بلحظات الافراح والماسي والاحزان, وقبل ان تحول ثورة تكنولوجيا الاتصالات  المحيطات والقارات الى قرية صغيرة بامكان سكانها تناقل تفاصيل القضايا المصيرية الخطيرة بلحظات حتى اصبح في ظل هذا التطور العلمي  بامكان الفارس العاشق عنترة بن شداد العبسي وهو يكر ويفر ويقاتل الاعداء بيد ان يرسل باليد الاخرى الى حبيبته عبلة اهاته واشواقه وقبلاته عبر  (الايفون ) ليطمئنها بان    المشاهد  الساخنه في معظم الاغاني العربيه والسيقان العاريه والصدور نصف العاريه في جميع الكليبات   ( المحافظه ) لم تثر اهتماماته ولم تشغله عنها ولينزع من قلبها الشكوك والظنون وهو في اوج معاركه وصولاته يبثها عبر جواله  حبه المكنون  وغرامه المجنون هامسا باحد ابيات معلقته الشهيره (  يا دار عبلة بالجواء تكلمي  ......وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي ) ...قبل هذا كله كان الزمان مثل ساعة سويسريه في علاقاته الاجتماعيه وفي فعالياته اليوميه بعيدا عن امراض وفساد الثورة التكنولوجيه .
 ففي تلك الازمان المفعمة بالامن والامان كانت القبائل الاوائل  في الجزيرة العربية المترامية الاطراف تعتمد في تجارتها المنوعه والمنظمة على رحلتي الصيف والشتاء عبر قوافل بغال تجوب الفيافي والوديان لا تحرسها الا ثلة من الكلاب وفرسان  على ظهور خيولهم المطهمة الاصيلة مسلحون بالسيوف لايها بون الاخطار ومأسيها ولا مفاجات الصحاري وضواريها. 
ولم يكونوا يحملون هواتف ثريا ولا موبايلات ولا يرسلون في كل لحظة لاسرهم  ولحبيباتهم المسجلات الملتهبة شوقاً وهم يسافرون غربا وشرقا ولا يتمنطقون باسلحة اوتوماتيكية ولا بدروع واقية صربيه ولا برمانات يدوية ولا باجهزة فاسده لكشف المتفجرات ولا يمتطون سيارات مدرعة و لم يكن لدى تجار ( زمان ) لا هواتف ثابتة ولا متنقلة ولا فاكسات ولا خطوط انترنت ولا بريد الكتروني ولا جيوش من الخبراء  والمستشارين  والمنافقين  ولا فيالق من الحمايات و المرافقين ولا شهادات دكتوراه اجنبيه  لا مزوره ولا محوره  ولا حقيقيه , ومع ذلك كانت   تجارتهم مستمرة ومستقره  وصفقاتهم منتظمة ودقيقة وتعاملاتهم في صلب النزاهة والحقيقه  فما اشتكت عبلة لعنترة يوما  عن تاخر وصول الكحل اليمني لعينيها الواسعتين وما اشتكى عنترة من عدم وصول السيف القوقازي  الذي تعاقد عليه منذ شهرين  وما اشتكى هذا التاجر اوذاك من تاخر التوابل الهندية او الاقمشة الباكستانية او الحبوب المصريه او ادوية الحشائش الصينية او الحرائر الدمشقيه  فقد كانت البضائع كلها تصل على ما يرام  بأمان و سلام  .
لم تكن شحنات الشاي السيلاني الفاخره التي تثير العجب ممزوجة بنشارة الخشب   اوبالاصباغ المسرطنة ولم تكن الحبوب ملوثة بالمبيدات ولم تكن التوابل ممزوجة بالتراب.
اما الان وفي ظل ثورة الاتصالات والرقابة والمختبرات ودقة الفحوص المختبرية والتحليلات وانتظام حركة  السفن و القطارات والشاحنات والطائرات وسرعة السفر والايفادات فقد اصبح بامكان التاجر الشاطر   الجالس في بغداد ان يطلع  بلحظات على بضائع الهند والسند والصين وكل البلاد  وان يختار افضل النوعيات بلحظات وان يحدد الكميات المطلوبة بلحظات وان يتفق على الاسعار بلحظات وان يحدد مواعيد وصول الشحنات بلحظات  دون ان يغادر مقعده او يطفأ شاشة حاسبته ومع كل هذه التطورات  والامكانيات والمميزات والتسهيلات فان بعض المسؤولين ((الكفوئين  النزيهين الشرفاء الانقياء والاتقياء )) في بعض الوزارات والمؤسسات  استطاعوا بذكاء وعبقريه ان يقلبوا الواقع والوقائع وافتعال المبررات والذرائع فما عادوا يعترفون بهذه التطورات بل اداروا ظهورهم لهذه الامتيازات وحولوا التسهيلات الى تعقيدات فمن اجل ابرام صفقة ((زيت الطعام)) وفق البطاقة التموينية لا بد من لجان تجارية ولجان تدقيقية ولجان مختبرية ولجان رقابة نوعية ولجان مقارنة الاسعار بالاسواق التجارية العالمية.
ورغم ذلك كله لابد من تشكيل لجان للسفر والايفادات لزيارة هذه البلاد والاطلاع على نوعية المواد حفاظاً على اموال الشعب وعلى  مصالح الشعب وعلى غذاء الشعب وعلى صحة الشعب .
وفي رحلات السندباد في تلك البلاد تتم الصفقات وتحدد الهدايا و العمولات والنسب والمميزات   والعطايا والامتيازات و تتوسع الارصدة وتتناسل العقارات على حساب الصفقات وبذلك ورغم كل تلك اللجان النوعية والوفود المهنية والرقابة الميدانيه والعقود الخيالية فاننا ما زلنا نستلم صفقات من الزيوت الفاسدة والشاي الفاسد ومن المواد المنتهية الصلاحية بل والتي تحمل الموت لابنائنا واطفالنا وهي تحتوي على اصباغ وعلى مواد مسرطنة.
لعل ما يثير الدهشة والعجب العجاب ومع مليارات الدولارات التي تهدر على البطاقة التموينية ما زال الفساد سيد المفردات الغذائية فلا المواد وصلت سالمة ولا الصفقات وصلت في الاوقات المحدده فلا الرقابه كشفت الفاسدين الكبار ولا النزاهه استطاعت محاسبة المسؤولين الكبار اما المختلسين الصغار فانهم وحدهم دائما في مرمى النار.
ففي نهاية شهر نيسان من هذا العام استلم المواطنون حصة شهر تشرين الثاني من العام الماضي   من مادة الطحين.
اما مفردات البطاقة التموينية التي تمثل عصب الحياة لمعظم العوائل العراقية فقد تقلصت وتراجعت وترشقت وتباطئت وانكمشت حتى غدت مادتين فقط  في زمن  الثوار الاحرار بعد ان كانت عشرة مواد في زمن الدكتاتورية والحصار ..... فهل     عقمت البطاقة التموينية ودخلت لسن اليأس وعدم الانجاب ام ان الفساد اصبح سيد المبررات والاسباب ؟؟؟
لقد اضطرت تعقيدات البطاقة التموينية عنترة بن شداد ان يغير خطابه العاطفي الى خطاب غذائي وبدل ان يبث عبلة حبه وغرامه وقصائده العاشقة اصبح يسألها في مسجاته عن الحليب والرز والشاي والعدس وينصحها بعدم تناول شاي الحصة التموينية لاحتوائه على 70% من نشارة الخشب والتراب وعلى اصباغ مسرطنة ربما تمنعها من الانجاب .
 ويذلك فقد اثبتت مسيرة الاحداث ان تجارة قوافل البغال التي كانت تحرسها الكلاب ايام زمان افضل الف مرة من تجارة هذا الزمان ومن صفقات هذا الزمان ومن فساد هذا الزمان لاننا بتنا في هذا الزمان نفتقد اهم ما يمتلكهما الانسان  وهما ((الضمير والوجدان)).
لقد كانت حقا البغال والجمال اشد امانة وافضل دقة وحرصا  من بعض اشباه الرجال .

395
مشاكسة
وزراء يركضـــــــون
وفـــــقراء ينتظــــرون
مال اللــــــه فــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
   في مختلف الدول، بالأخص النائمة منها والغائمة والغارقة والمارقة، والساهمة والحالمة.. والخانعة والجائعة، والمتوسلة والمتسولة، كان ابرز ما في المشهد اليومي للحياة وايقاعاتها.. وللسياسات وافرازاتها ولطبيعة العلاقات الأجتماعية وفوارقها الطبقية، يتمثل بماراثون الفقراء وهم وراء لقمة العيش في كل الاتجاهات  يركضون... وبأغنياء ومسؤولين ووزراء يتابعون ذلك المشهد اليومي و يتفرجون .
   اما اليوم فقد استطاع العراق بسياسته الثورية، وبستراتيجيته الحيوية ان يبدل الواقع ويقلب الأوضاع والمواقع، ويحول المتفرجين الى متسابقين، والمتسابقين الى متفرجين..
   وبذلك.. فلأول مرة ربما في تاريخ الدول والشعوب سوف تظهر الأخفاقات على الملأ.. وتتكشف العيوب.. ولأول مرة شهد و يشهد العالم ماراثوناً عجيباً غريباً، يركض فيه الوزراء.. ويراقبهم.. ويتفرج على ماراثون ركضهم المعدمون والفقراء... فعبر واحد من اهم الأمتحانات امام الوزراء والوزارات، من اجل تقييم عمل الحكومة ومستوى اداء هذه "الكفـــــــــاءات" اطلق رئيس الوزراء اطلاقة البداية لماراثون المائة يوم امام جميع الوزاء "الأكفـــــــاء" في الثامن والعشرين من شباط من اجل ان يتلمس المواطنون والبرلمانيون والمراقبون والصحفيون والمتابعون والمحللون  حجم الكفاءات وحجم الأخفاقات.. ومصداقية الوعود والشعارات امام حقائق النتاشج و الأنجازات، على  امل ان يحدد   هذا الماراثون الفاشلين والناجحين.. الأمناء والفاسدين.. المخلصين والمدعين.. المتخاذلين والمبدعين .. المساومين والمبدئيين الكفوئين والمزايدين .
   ولأول مرة، يرى الفقراء والمعدومون  الذين طحنهم الفقر والمعاناة وعمقت ازماتهم البطالة والازمات  وغياب الكهرباء وتردي الخدمات فترة المائة يوم  ربما  اطول من الف الف عام.. .... ويراها الوزراء اسرع من كل الأيام.. وفي ضمائر وقلوب ونفوس المتسابقين، والمتفرجين معا الكثير من الامال و الأحلام ..... و لأن عند الأمتحان يكرم المرء او يهان فأن الجميع بأنتظار نهاية هذا الأمتحان!
   بيد ان السؤال الأهم.... وعلامات الأستفهام الأعم.... هل هناك حقا خططا وبرامجاً محددة لجميع  الوزارات؟؟؟ وهل هناك ارقاماً واحصائيات؟؟؟ وهل هناك مؤشرات دقيقة ومهمات؟؟؟ وهل هناك معاييراً وشروطاً، وضوابطاً ومحددات؟؟؟ وهل لدى البرلمان، نسخاً موثقة من تلك الخطط و البرامج والستراتيجيات ؟؟؟ من اجل ان تكون الأنجازات حقيقة، واساليب المساءلة والأمتحان دقيقة وواقعيه ؟؟؟!
   واذا كانت تلك الخطط الوزراية الحيوية، "ان وجدت" محروسة في مكاتب وخزائن سرية كيف بأمكان الشعب وممثلوه في البرلمان.. ان يحددوا مستوى ما تحقق ؟؟؟ واخفاق من اخفق  ؟؟؟ وهل بادر البرلمان   بتحمل مسؤوليته الرقابية و تشكيل لجان مهنيةوفق الاختصاصات الوزاريه لتطلع على الخطط المهنيه ولتحدد بعد ذلك بنزاهة وموضوعية، حجم الأنجازات وحجم الأخفاقات.. حتى لا يظلم الكفوئين.. وحتى لا يكافأ الفاشلين؟؟؟.
   ام ان عملية المكاشفة والمحاسبة والمراقبه والمساءله ، ستخضع لبيان حكومي بلغة الشعارات والأشادات والتبريرات والافتراضات .. بعيداً عن لغة الارقام والاحصائيات و الحقائق والأنجازات  ؟؟؟.
   
   لقد انقضت من ماراثون الأنجازات "65" يوماً، ولم يتبق  امام الوزراء الا "35" يوماً لأعلان نتائج الأمتحان، في وقت تناقلت فيه، بعض وسائل الأعلام الأمبريالية، ادعاءات واكاذيب وافتراءات تضليلية، لتشويه نقاء وصفاء تجربتنا الثورية.
   فقد نقلت بعض هذه الصحف ( الصفراء والسوداء والحمقاء ) عن مسؤول رفيع ان مسؤولين كفوئين نزيهين ناجحين مخلصين رفيعي المستوى يخططون للهرب خارج العراق هم وعوائلهم ، قبل انقضاء مدة المائة يوم هرباً من احراجات واخفاقات ونتائج وافرازات الأمتحان.. الذي يكرم فيه المرء او يهان !
   الى ذلك.. فأن البعض يرى ان هذا الأمتحان سوف يمر بخير وسلام وبمحبة وتفاهم ووئام.. وسوف يجتازه الجميع بنجاح وفلاح.. ولن يكون هنالك فاشلين.. ولا فاسدين.. ولا مكملين.. ولا راسبين.. بل ان الجميع سيكونون بأمتياز ناجحين، ذلك لأن في مقدمة من يجب ان يؤدي هذا الأمتحان.... ايها الساده وايتها السيدات  ربما رئيس الحكومة بالذات، لأنه يتحمل فعيا وزر و مسؤوليات اربع من اهم واخطر الوزارات، فهو وزيراً للدفاع وكالة.. ووزيراً للداخلية وكالة.. ووزيراً للأمن الوطني وكالة.. والقائد العام للقوات المسلحة اصالة! فهل سيؤدي الأمتحانات عن كل هذه الوزارات التي فشلت في اسكات كواتم الصوت والقاء القبض على المفخخات ؟؟؟ وفي حماية المواطنين والمسؤولين من العبوات اللاصقه والاغتيالات ؟؟؟ ام ان في الأفق  مهلة جديدة للاختبارات وخطة بديلة للأصلاحات ؟؟؟. وهل سوف يتحقق الامن والامان خلال هذه المائة يوم و تعود الكهرباء وتستقيم الخدمات ..وتنتهي البطاله ..وتمتلئ البطاقة التموينيه بافضل المفردات ..وتختفي كواتم الصوت والمفخخات ؟
   في خضم ذلك.. وفي الوقت الذي ينشغل فيه "32"" وزيراً من مجموع "43" وزيراً في اضخم تشكيلة وزارية ربما منذ فجر التاريخ وحتى الآن في اعادة ترتيب اوراقهم ومراجعة خططهم والاشراف الميداني على مشاريعهم والسعي الفعلي لتحقيق انجازاتهم وتقديم ما يمكن تقديمه من الخدمات لشعبهم  ، فأن بعضهم ربما ينشغلون و في مراجعة امتيازاتهم وغنائمهم الشخصيه  وفي تفحص اموالهم وارصدتهم الماليه وفي استشارة عوائلهم حول تحويل املاكهم وممتلكاتهم الى البنوك الاجنبيه و المفاضله بين السفر او البقاء.
          الى جانب ذلك فأن هنالك "11" وزيراً يمارسون مهامهم بأمان.. ويتمتعون برواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم بأمان.. ويمارسون حياتهم العائليه وعلاقاتهم الوزارية بأمان.. ويواصلون سفراتهم وايفاداتهم وجولاتهم بأمان....   لأنهم خارج هذا الامتحان.. فهم   بأختصار "وزراء بلا وزارات" فهم وزراء شرف وبروتوكولات ومحاصصات وترضيات.. لذلك فهم غير مشمولين لا بالانجازات ولا بالاخفاقات ولا بالخطط ولا بالستراتيجيات ولا بالتحضير لهذه  الأمتحانات!
   ومع ذلك.. فقد يكون هذا الأمتحان  ربما اول امتحان.. سوف ينجح و يكرم فيه الجميع.. ولا احد فيه  سوف يرسب او يفشل او يهان لان ما   سوف يتحقق ربما سيكون  فوق طموح وتصور الانسان .    

396
مشاكسة
حكـــــومات
الشــــــراهة الوطنيــــــــة
مال اللــــــه فـــــــرج
malalah_faraj@yahoo.com
لعل من بين ابرز افرازات معظم التجارب (الديمقراطيـــــــــة) في الدول النائمة والساهمة والغائمة والعائمة، انبثاق مواثيق القوى والاحزاب السياسية وعهودها ووعودها وبياناتها واجنداتها وستراتيجياتها التي تدعي فيها استعدادها  لخدمة شعوبها  وحملها فوق رؤوسها، واعتبار المصالح الوطنية (امانـــــــــــة) مقدسة، وخطوطاً حمر لايجوز تجاوزها... ودأبها في صيانة (المـــــال العــــــــام) والحفاظ على القيم الوطنية والاهداف الوطنية والسيادة الوطنية والاستقلالية الوطنية والثروات الوطنية، عبر تحالفات سياسية وطنية لاتهمش ولاتستبعد ولاتهمل ولاتقاطع ولاتستثني احداً، عبر الاتفاق على تشكيل حكومات ائتلافيه وطنية تمثل بارفع واروع القيم الثورية (الشــــراكة الوطنيـــــــة).
لكن... وللاسف الشديد سرعان ماتتحول بعض مكونات حكومات الشراكة الوطنية، الى حكومات (شـــــراهة وطنيـــــــة) تريد ان تستحوذ على كل شيء وتستأثر بكل شيء وتضع ايديها على كل شيء، وتلتهم كل شيء  دون ان تترك للشعوب اي شيئ تحت اغطية وذرائع وشعارات (المصــــــالح الوطنيـــــة) ووفق ستراتيجية (احمنـــي..واحميـــــك) او (غطنــــي واغطيــــك) .   
ووفق هذه الشبكة الواسعة من المصالح المتبادلة ومن (الشــــــراكة المصيريـــــة) بين هذه الكتله وتلك وبين هذا السياسي وذلك المسؤول.. وبين هذا البرلماني وذلك الوزير.. وبين هذا المستشار وذلك الوكيل في هذه الدوله وتلك  تتوزع الصفقات والعقود الوهمية، وتمتد المصالح الفسادية.. وتتبعثر العوائد الوطنية، وتغرق الاسواق بالمواد المنتهية الصلاحية، وتتناسل وتتوالد وتتسع الاموال والاقطاعيات الاقتصادية الشخصيه في الدول الاجنبية، وتتحول معظم الاموال العامة في الدول النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة الى اموال خاصة.
واذا كانت احدى الدول الامبريالية الرجعية قد اطاحت باحدى وزيراتها لمجرد انها (تجــــرأت ) على ملئ سيارتها الخاصه بالوقود وفق الكوبونات المخصصة لسيارتها الرسمية  فإن حكومات (الشــــــراهة الوطنيــــــة) في الدول الثورية التقدمية الديمقراطية كفيلة بمظلات  حماياتها السياسية والرسمية والبرلمانية   بحماية من يسرق من اعضائها ومن شركائها نصف الاموال العامة ومن يقايض ربما كل المصالح العامة بمصالحه الخاصة ما دامت المصالح مشتركه والحصص محدده .
وربما بل وهكذا تتيسر لهذا المسؤول او ذاك اذا انتشرت روائح فساده .. واذا ضاقت حلقة الاتهامات والادانات حوله   (ســـــبل الانقـــــاذ ) عن طريق الايفادات الرسميه تحت غطاء (المصلحـــــة العامـــــة) ليهرب هو وغنائمه من (الامــــوال العامـــــــة) هذا ان لم يضطر بكل اقتدار واباء.. وشرف وكبرياء لاشهار (جــــــــواز ســــــفره الاجنبــــــي) والتنكر لجنسيته الاصلية بعد تحقيق مآربه واهدافه (الوطنيـــــــة الجليلــــــه) والاسراع بامتطاء صهوة (بســــاط الريـــــــح) لينعم بالثروة (الحــــــــلال) التي جمعها بالجهد الحلال .
وامثال وشواهد وقصص وحكايا مثل هذه (الشــــــراهة الوطنيــــــــة) في هذه الدوله او تلك لاتعد ولاتحصى.. ولعل مسلسل الاتهامات والاستدعاءات والتحقيقات ضد رؤوس ورموز النظامين التونسي والمصري بجرائم الفساد والاستحواذ على المال العام والكسب غير المشروع وشعوبهم تصارع الفقر والجوع خير دليل على تفشي ظاهرة (الشـــــراهة الوطنيــــــــة) التي لاحدود تحدها.. ولا قيود تقيدها.
واذا كانت عمليات (الاســـــتحواذ العائلـــــــي) في بعض الدول المتوسلة والمتسولة على الوزارات والدوائر والمؤسسات تمثل اوضح جوانب سياسة (الشـــــــراهة الوطنيـــــــــة) فلا يكتفي المسؤول او الوزير او رئيس الحكومة مثلاً بممارسة (دوره الوطنــــــــــي) في (الشـــــــراهة الوطنيـــــــة) وحسب لكنه يستعين ايضا بخبرات وكفاءات افراد عائلته عبر تعيين ابنائه  واخوانه  وابناء عمومته  واقارب زوجته وازواج بناته  خبراء او مستشارين او مدراء في مكتبه الخاص ، لمساعدته  في اتمام الصفقات التجارية وفي ابرام العقود الوهمية.. وفي (جبايــــــــــة) الحصص والنسب.. وفي التعاقد مع الجهات الاجنبية عملاً بالمثل القائل (الاقربــــــون اولــــــى بالمــــــعروف)  وبذلك فإن مسلسل الفساد في بعض هذه الدول قد اطاح بكل المسلسلات المكسيكية والعربية والتركية وفي مقدمتها مسلسل العشق الممنوع  عبر مسلسل ( الشعب المفجوع ) .
واذا كانت فضائح الشاي الفاسد  ، والزيت الفاسد.. والحليب الفاسد.. واجهزة كشف المتفجرات الفاسدة وغيرها الكثير الكثير.. تشكل ابرز الحلقات الدرامية في مسلسل (الشــــــــراهة الوطنيــــــــة) فإن في عبقرية ووطنية وثورية ونزاهة ونباهة (مســـــــؤول رفيــــــــع)   في الاستيلاء (المشـــــــروع) بطرق (قانونيــــــــة) على عقار رسمي لاتتجاوز مساحته الــ (3600) متراً مربعاً، بسعر خيالي  ما ينبغي الوقوف ازاءه بكل اجلال واحترام.. والاستفادة من دروسه العظام في اغناء ظاهرة (الشــــــراهة الوطنيــــــــة) ودفعها الى امام.
فقد تمكن ذلك المسؤول النظيف العفيف الظريف اللطيف .. من (ترميــــــــــم) ذلك العقار كما تناقلت الاخبار، بالاموال الحكومية، بكل نزاهة ومسؤولية.. وبمبلغ لايتجاوز الخمسين مليون دينار فقط، ثم عاد وباع العقار لنفسه (بعيـــــداً عــــن تعقيــــــدات المزايـــــدات العلنيــــــة  ووســــاطاتها وحصصــــها ورشـــــاويها ).. اجل باعه  لنفسه بكل امانه بمبلغ ( ســـــتين مليـــــون دينــــــار فقـــــــط ) وبما ان ذلك الموظف الثوري التقدمي الاشتراكي الديمقراطي النزيه.. قد رمم  الدار بمبلغ (50) مليوناً  من الاموال العامة فذلك يعني انه اشترى من الدولة عقاراً مساحته  اكثر من (3600) متر مربع بمبلغ عشرة ملايين دينار فقط واذا علمنا ان سعر المتر المربع الواحد من الارض في تلك الدولة النفطية الديمقراطية الاشتراكية بحدود المليون دينار.. فإن سعر الارض فقط سيكون (3,600,000,000) ثلاثة مليارات وستمائة مليون دينار اما اذا كان سعر المتر الواحد من تلك الارض نصف مليون دينار فأن سعرها سيكون ( 1,800,000,000 ) مليارا وثمانمائة مليون دينارعلى اقل تقدير مما يمثل وفي كل الاحوال اضافة نوعية حديثة ومتطورة وحيوية وثورية الى ستراتيجيات وبرامج عمل حكومات (الشــــــراهة الوطنيــــــــة).
بذلك فان الامر سيكون اكثر مدعاة للاثارة  .. لو بادر بعض الوزراء   في هذه الدولة النائمة او في تلك الدولة الغائمة الاستفادة من هذه (الخبــــــرة العبقريـــــــــة) والاقدام على نقل تلك التجربة (الاقتصاديـــــــه) لبلدانهم وبيع وزاراتهم لانفسهم عندها ستطيح تجربة (الشــــــراهة الوطنيـــــــة)  بكل  التجارب  الاقتصادية العالمية.

397
مشاكسة
انــــــذار عاجـــــــل..!
مال اللـــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
نداء عاجل وجرس انذار بصوت مدو يجب ان يقرع  بقوة  وبشده وعنف امام مئات الالاف من المتظاهرين  وامام الفقراء والمعدمين وامام الخريجين العاطلين الذين ملئوا بتظاهراتهم الصاخبة   خلال الاسابيع الماضية ساحات  المدن وشوارعها وازقتها وفروعها و حاصروا مجالس محافاظاتها مطالبين بالخدمات والاصلاحات ومحاربة الفساد وانقاذ البلاد وانصاف العباد.
         فلا حاجة بعد اليوم للتظاهرات ولا للمسيرات ولا للاحتجاجات ولا للمطالبات ولا للشعارات والهتافات ذلكم لان الجهات المسؤولة بادرت لمعالجة الاوضاع المشلولة عبر تجربة عظيمة مهولة ستنقل مجتمعنا نقلة نوعية       
 افضل الف مره من كل المطالبات الشعبيه وسوف تجعل كل البلاد والتجارب والانظمة والشعوب الامريكية والاسيوية والافريقية والاسترالية والاوربية تقف مذهولة مشدوهة امام تجربتنا الثوريه التي سترتقي بمستوى دخل الفرد فوق كل المعايير الاسس والقواعد والتعليمات والانظمه الدولية.
ففي تصريحات صحفية اوضح احد اعضاء مجلس النواب جوانب من  هذه التجربة الثورية  الانسانيه التي ستقلب رأساً على عقب كل الموازين الدولية في ميدان المعايير والانظمة والقوانين المالية في احتساب وتحديد الرواتب الحكومية بما   يحقق الكفاية والعدالة الاجتماعية وارفع مستويات الرفاهية.
فقد اكد عضو مجلس النواب ان هنالك ((100)) موظف يتقاضون مخصصات قدرها ((223)) مليار دينار وبلا شك فان هذه المخصصات سنوية لان الميزانيات الرسمية سنوية ولانني ضعيف جداً في مادة الرياضيات وفي الحسابات بشكل خاص فقد اعدت جمع وطرح وضرب وقسمة هذا العدد للتأكد فعلاً من انه يحتوي على ((تسعة اصفار)) بعد الرقم ((223)) وبذلك فان رواتب ومخصصات الموظف الواحد في هذه اللجنة  التي كما يبدو قد تم استيراد اعضائها من الفضاء الخارجي ومن المجرات والكواكب الاخرى  يبلغ ((2230000000)) ملياران ومائتان وثلاثون مليون دينار خلال السنة وفي ضوء ذلك فان راتبه الشهري سيكون ((185833333)) فقط مائة وخمسة وثمانون مليوناً وثمانمائة وثلاثة وثلاثون الفا وثلاثمائه وثلاثة وثلاثون ديناراً وهو يساوي رواتب ((743)) موظفاً يتقاضى كلاً منهم ((250)) مائتين وخمسين الف ديناراً شهرياً. ..علما ان اول ميزانيه للدولة العراقيه اقرت خلال السنه الماليه 1021 ـــــ1922 كانت (( 4290975 )) اربعة ملايين ومائتان وتسعون الفا وتسعمائه وخمسة سبعون دينارا .
ولو صح هذا الراتب الشهري الفضائي او الخرافي او ما فوق التصور الواقعي لكل الفقراء والمعدمين (( لانني ما زلت غير مصدق قيمة هذا الراتب الذي صدمني بتواضعه )) فأنه يكون قد تفوق بجداره على رواتب جميع الرؤساء ورؤساء الحكومات الحاليين واسقطهم بالضربة الفنية القاضيه ذلك لان هذا الراتب المتواضع جدا لا يساوي بالدولار الا ((156163$ )) فقط مائة وستة وخمسون الفا ومائة وثلاثة وستون   دولارا ..في حين اكدت بعض وسائل الاعلام ان الرواتب الشهريه لابرز الرؤساء ورؤساء الحكومات هي كما يلي :
 الرئيس الامريكي اوباما  يتقاضى (( 33335 )) دولارا  شهرياً ... اما رئيس وزراء ايرلندا فيتقاضى  (( 36166 )) دولارا امريكيا شهرياً ... في حين يتقاضى رئيس وزراء بريطانيا (( 30916 )) دولارا  شهرياً ...  اما رئيس الجمهورية الفرنسي ساركوزي فان راتبه يبلغ (( 28833 )) دولارا  شهرياً ... و المستشارة الالمانية ميركل تتقاضى  (( 26500 )) دولارا  شهرياً ... اما الرئيس الامريكي السابق "بوش  فقد كان يتقاضى عندما كان رئيساً " (( 45000  )) دولارا  شهرياً .. في حين ان  الرئيس الروسي ميدفيديف يتقاضى  (( 9583  )) دولارا  شهرياً ... ويتقاضى رئيس الوزراء الكندي (( 20500  )) دولارا  شهرياً ... ويبلغ راتب رئيس الوزراء الياباني (( 20300  )) دولارا  شهرياً ...  ويتقاضى رئيس الوزراء الاسترالي (( 19000 )) دولارا  شهرياً ... واخيرا فأن الراتب المتواضع حقا الذي يتقاضاه  الرئيس الصيني  لا يتجاوز الــ (( 340 ))  دولار شهرياً !! .
وبذلك فان مقارنة حسابية بسيطه ومباشره لرواتب هؤلاء الموظفين الفضائيين تظهر على سبيل المثال وبعيدا عن الحسد لانهم بالتأكيد استحقوا هذه الرواتب عن جدارة مهنية نادره وبعرق جباههم ان الراتب الشهري لكل موظف (( ان صحت هذه الرواتب فعلا )) يساوي  حوالي  خمسة اضعاف الراتب الشهري للرئيس الامريكي باراك اوباما  و اكثر من خمسة اضعاف راتبي  رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ... كما ان هذا الراتب يساوي حوالي ثمانية اضعاف الراتب الشهري لرئيس الوزراء الياباني ... و اكثر من ثمانية اضعاف راتب رئيس الوزراء الاسترالي .... واكثر من (( 15 )) ضعفا لراتب الرئيس الروسي ميدفيديف .... واخيرا فان هذا الراتب الخرافي يساوي  اكثر من (( 338 )) ضعفا لراتب الرئيس الصيني البالغ (( 340 )) دولارا عدا المخصصات  والتسهيلات والامتيازات الرئاسيه  التي يتمتع بها الرئيس الصيني بالطبع  .
ولانني من هواة التفاصيل الدقيقة احياناً فقد بادرت انطلاقاً من فضولي الصحفي, بقسمة الراتب  الشهري للموظف الواحد من هؤلاء الموظفين المائة القادمين من الفضاء الخارجي فتبين لي ان رواتبه ومخصصاته الاسبوعية تبلغ ((42884615)) اثنان واربعون مليوناً وثمانمائة واربعه وتمانون الفا وستمائة وخمسة عشر ديناراً وبما ان عدد ايام الاسبوع خمسة ايام عمل فعلية فان مخصصات ورواتب الشخص الواحد اليومية من افراد هذه اللجنة الكونية تبلغ ((8576923)) ثمانية ملايين وخمسمائة وستة وسبعون الفاً وتسعمائة وثلاثة وعشرون ديناراً ولنتصور اي نعيم واي مستوى معيشي واية رفاهية ان يتقاضى اي موظف اكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون دينار في اليوم الواحد.
في ضوء ذلك فان هذا الموظف   القادم من المجرات الاخرى يتقاضى في الساعة الواحدة ((1429487)) مليوناً واربعمائة وتسعة وعشرون الفا واربعمائه  وسبعة وثمانون ديناراً على اعتبار ان ساعات العمل اليومية الفعلية في دوائر الدولة ست ساعات اي ان هؤلاء الموظفين المائة يتقاضى كل منهم خلال دقيقة العمل الواحدة ((23825)) ثلاثة وعشرون الفاً وثمانمائة وخمسة وعشرون ديناراً .. و في الثانية الواحدة ((397)) ثلاثمائة وسبعة وتسعون ديناراً... (( ان كانت عمليات القسمه التي اجريتها وراجعتها مئات المرات صحيصة فعلا )) وعين الحسود فيها الف عود.
في ضوء ذلك ان كانت هذه الرواتب حقيقيه فعلا  (( لانني ما زلت لم استوعب حقيقتها ))  فان مجموع رواتب ومخصصات افراد هذه اللجنة الفضائية المائة خلال الدورة الانتخابية وعلى مدى اربع سنوات سيكون ((892000000000)) ثمانمائة واثنان وتسعون مليار دينار فقط  (( ان لم اكن مخطئا بعدد الاصفار ))  وبذلك :
1.   لو انشأنا بهذا المبلغ مساكن شعبية للعوائل الفقيرة التي ما تزال تسكن في اكواخ من الصفيح وبكلفة مائة مليون دينار للدار الواحدة لوفرنا السكن اللائق لـ ((8920)) عائلة.
2.   لو استوردت حكومتنا الثورية بهذا المبلغ كراسي كهربائية للمعوقين من ضحايا العنف والمفخخات وبقيمة مليون دينار للكرسي المتحرك الواحد لوفرنا حياة عملية واملاً وتفاؤلاً واستقراراً لـ ((8920)) عائلة من عوائل المعوقين.
3.   لو انشأنا بهذا المبلغ بدل تخصيصه لمائة موظف فضائي دوراً لرعاية الايتام في المحافظات بكلفة مليار دينار للدار الواحدة لاستطعنا بناء ((892)) داراً للايتام بمعدل ((50)) داراً في كل محافظة.
4.   لو انشأنا بهذا المبلغ دور حضانة للاطفال العراقيين بكلفة نصف مليار دينار لكل دار لتمكنا من انشاء ((1784)) حضانة وبمعدل ((99)) حضانة في كل محافظة.
5.   لو وفرنا بهذا المبلغ قناني مياه صحية معقمة لسكان بعض احياء محافظة البصرة المحرومين من المياه العذبة الصالحة للشرب وبسعر ((250)) دينار للقنينة الواحدة لاستطعنا توفير ((3568000000)) ثلاثة مليارات وخمسمائة ثمانية وستون مليون قنينة ماء ربما تكفيهم لحين انجاز ((المشاريع الستراتيجية لتحلية المياه))
6.   لو خصصنا هذا المبلغ رواتب شهرية لاطفال الشوارع وبمعدل خمسين الف دينار للطفل الواحد فاننا سوف نستطيع دفع رواتب سنة كاملة لــ ((486666)) اربعمائة وستتة و ثمانون الفاً وستمائة وستتة وستين طفلاً محرومين من الحنان والطعام والملابس والرعاية والسكن والتعليم و لانقذناهم من ذل الجوع ومهانة التسول.
من يدري ربما تفكر الجهات المعنية بتعميم هذه التجربة, تجربة الرواتب الخيالية   على جميع موظفي  الدولة عندها لا حاجة للمطالبة بالاصلاحات ولا بالخدمات ولا باجتثاث الفساد لان هذه المليارات كفيلة بان تحول لون الحياة كما تقول الفنانة الراحلة سعاد حسني الى لون ((بمبي)) بالاخص وان الدنيا ربيع والجو بديع .
 لذلك فانني اعتقد ان المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات بحاجة لتغيير ستراتيجيتها من المطالبة بالاصلاحات الخدمية والماء والكهرباء والبطاقة التموينيه الى المطالبة بالرواتب والمخصصات المليارية فهي  اجدى واهم واسرع وافضل في تحقيق كل الاماني والاحلام الورديه لكل القطاعات الشعبيه  .
ومع ذلك ما يزال بعض الصحفيين المشاكسين والمتظاهرين (( الحساد )) يدعون وجود فساد ... لكن الحمد لله فان بلادنا خاليه من الفساد والدليل هذا المستوى من الرفاهيه التي يتمتع بها العباد .
 اخيرا لو كنت عضواً في هذه اللجنة  الفضائيه لاشترطت مواصلتها بهذه المهام لمائة عام رغم انف الحاسدين اللئام .


398
مشاكسة
زواج
 بالســـيارات المصفحــــــة
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من ابرز اسباب وسمات الازمات السياسية التي غالباً ما تتحول الى ازمات شخصية بين شعوب ودول العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر تلك الحرب المشتعلة الاوار ليل نهار بين جبهتين ملتهبتين جبهة المسؤولين القابضين على السلطة بقوة وعنف ومبدئية وبارادة  حديدية وجبهة الصحفيين والاعلاميين المشاغبين المشاكسين الممسكين بشدة باهتمامات ومتابعات الرأي العام, وما بينهما يقف المواطن على خط النار حائراً في اتخاذ القرار هل يصدق المسؤولين ووعودهم الذهبية وتصريحاتهم الماسية التي غالباً ما تقترب من الاحلام الرومانسية محلقة بجناحي التفاؤل بعيداً عن الاحداث والوقائع والمعطيات الواقعية؟ ام يصدق الصحفيين ومتابعاتهم الميدانية واخبارهم وتسريباتهم وملاحقاتهم وتقاريرهم وتحليلاتهم الذكية.
       فمنذ سنوات ومختلف المسؤولين الصغار والكبار من اليمين واليسار يتحدثون عن الامن   والرفاهية وعن استقرار الكهرباء والخدمات الاساسية وعن التوزيع العادل للثروات واغناء البطاقة التموينية وعن القضاء على البطالة والفساد والرشا والمحسوبية ولم يلمس المواطنون الذين اغرقتهم تلك التصريحات بالاحلام الوردية الا الوعود والتصريحات النارية والا الخطابات والبيانات الثورية فلا الامن تحقق ولا الخدمات توفرت ولا الكهرباء تحسنت ولا الثروات بعدالة وزعت ولم تتحسن البطاقة التموينية وما زال الفساد سيد الموقف في معظم الوزارات والدوائر الحكومية.
     اما السلطة الرابعة فما زالت تنشر وتكتب وتتابع وتحلل وتؤكد وتتوقع وتتهم دون ان تستطيع ان تغير الواقع مهما امتلكت وعرضت من الادلة  والوقائع وما زال المواطن متأثراً بين الاثنين ضائعاً بين الطرفين تائهاً بين الجبهتين الملتهبتين.
قبل ايام اكد مسؤول رفيع المستوى ان العراق اصبح اليوم البلد الاول استقراراً في المنطقة بعد ان كان البلد الاول في تصدير الارتباك الامني في وقت تشير فيه التقارير والاحصائيات والوقائع والارقام والمشاهدات ان العراق عامة وبغداد خاصة (( والتي تتمتع بهذا الواقع الامني )) هي العاصمة الاولى باعداد الحواجز الكونكريتية الواطئة والجدران الكونكريتية العالية والشوارع المغلقه والحواجز والسيطرات   والمفارز الامنية وباعداد فصائل الحماية الشخصية التي ترافق مواكب الوزراء والبرلمانيين والسياسيين الصغار والكبار.
       على صعيد هذا الاستقرار الامني الفريد المجيد الجديد سبق لمصدر في مجلس النواب ان  اكد بأن عدد حماية مسؤول رفيع واحد تتجاوز العشرة الاف عسكري وبامكاننا ان نتخيل خطط واساليب واجراءات الحماية عندما يحاول هذا المسؤول الرفيع زيارة وزارة او مؤسسة او برلمان فربما يتيم اعلان منع التجوال ونشر اسلحة مضادة للدرع والطيران وربما تحلق في الاجواء طائرات حربية او مروحية لتأمين الحماية الجوية .
       من جانب اخر كشف عضو في مجلس النواب عن توجه عدد من النواب لاستلاف    مبلغ مائة مليون ديناراً بهدف تعزيز حماياتهم الشخصية ((برغم استقرار الاوضاع الامنية)) بشراء سيارات مصفحة.
        في الوقت نفسه سربت احدى المواقع الالكترونية ادعاءات صحفية حول نية  البرلمان بعقد صفقه  بمبلغ    خمسة وسبعون مليار دينار لشراء سيارات مصفحة لاعضائه ولو صحت هذه الادعاءات فان هذا المبلغ يعني تخصيص ((230)) مليون دينار لكل عضو برلماني علماً ان اسعار السيارات المصفحة تتراوح بين ((250-600)) الف دولار وقد احتل العراق في السنوات الماضية المركز الاول في استيراد هذه السيارات المصفحة بالاخص وان بعض المسؤولين  والسياسيين الرفيعي  المستوى بادروا لاقتناء اكثر من سيارة مصفحة بفضل استباب الاوضاع الامنية وعدم وجود مفخخات او عبوات لاصقة او ارهابيين او ا حزمة ناسفةاو مسدسات كاتمة للصوت.
       ولو صحت ادعاءات ذلك الموقع الالكتروني حول صفقة الــ ((75)) مليار دينار المخصصة للسيارات المصفحة والتي انتفت الحاجة اليها بالتاكيد في ضوء    تاكيد المسؤول الرفيع بان العراق اصبح البلد الاول في الاستقرار الامني في المنطقة فان هذا المبلغ بالذات لو وزع على العراقيين البالغ عددهم ((25)) مليون شخص فان نصيب كل عراقي من مخصصات هذه الصفقة سيكون ثلاثة الاف دينار.
اما لو وزع  المبلغ على اربعة ملايين يتيم فان حصة كل يتيم  ستكون ((18750)) ثمانية عشر الفاً وسبعمائة وخمسون ديناراً و لو وزع على مليون ارملة عراقية فستكون حصة كل منهن خمسة وسبعون الف دينار.
     من يدري... ربما سيدفع ((استقرار الاوضاع الامنية))   بعض المسؤولين لاقتناء المزيد من هذه السيارات المصفحة وربما سنشهد في المستقبل تحولاً شعبياً شاملاً لشراء هذه السيارات  (( العملية الرخيصه )) للتباهي بها  بعد ان تتم عملية التوزيع العادل للثروات وربما سيذهب الموظفون الى دوائرهم بسيارات مصفحة وسوف يهدي الخطيب خطيبته سيارة مصفحة وربما سيذهب الطلبة الجامعيون وطلبة المدارس الابتدائية والثانوية ورياض الاطفال الى جامعاتهم ومدارسهم ودور حضاناتهم بسيارات مصفحة بل ربما تدفع الاوضاع الامنية ((المستقرة والمزدهرة والمتطورة)) تحول حفلات الاعراس ومواكب الزفاف الى استخدام السيارات المصفحة .
     و ربما سيضطر بعض الازواج (( الابطال ))  مستقبلاً الى دخول غرف نومهم بسيارات مصفحة اتقاءاً لقذائف زوجاتهم الغاضبات ولاطلاقات حمواتهم المشاكسات.


399
مشاكسة
مســـــــؤولون
ومعدمـــــــــون
مال اللــــــــه فـــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لان ((  وعــــــــــد الحـــــر ديــــــن )) كما يقولون فقد انجز معظم القادة (( الاخيــــــــار )) والمسؤولين  (( الاحــــــــرار ))  بالاخص في الدول النائمة والغائمه والساهمه والعائمه والغافيه واللاهيه والمستلقيه والمتسوله والمتوسله و (( المكبســــــله )) كل او على الاقل معظم وعودهم وشعاراتهم وتعهداتهم الماسيه وخططهم وبرامجهم الذهبية التي رفعوها في  حملاتهم الانتخابية عبر بياناتهم وخطبهم الحماسية وتصريحاتهم النارية ولم يستخدموا بالطبع لا الترغيب ولا الترهيب ولم يوزعوا مدافئ ولا مبردات ولا مولدات ولا ملابس ولا كارتات موبايلات ولا بطانيات ولا مواد غذائيه ولا دولارات ولم يطرق  بعضهم  ابواب (( ســــوق مريــــــدي وفروعـــــه في المحافظات وفي بقية الدول والعواصم والمدن والحارات)) للحصول على الوثائق (( المحــــوره )) والشهادات الدراسية  (( المـــــزورة )) وكان ان ((انتزعـــــوا)) ثقة شعوبهم بجدارة وحراره  وما تظاهرات الغضب والعتب التي تعم معظم العواصم والمدن العربية الا خير دليل على تلك   ((  الجــــدارة )) و(( الشـــــطاره )) التي فجرت مشاعر المحبة تجاههم بكل هذه  الحرارة.
     لذا لم يبق  امام هؤلاء القادة الثوريين والمسؤولين التاريخيين بعد ان (( وعـــــدوا واوفوا وتعهدوا والتزمـــــوا وصدقوا ما عاهــــدوا انفســـــهم و شـــــعوبهم عليـــــه )) وكانوا فرساناً حقيقيين في الالتزام والصدق والنزاهة وحفظ الامانة الا ان يلتفتوا قليلاً لانفسهم والا ان يتفرغوا قليلاً  لعوائلهم ليوفروا جزءاً ولو يسيراً من حقوقهم ومن احتياجاتهم ومن مستلزمات حياتهم اليومية عملاً بالمثل القائل (( ان لنفســـــك عليـــــك حــــــق )).
       لكن من العجيب والطريف ان ((حقـــــــوق)) بعض هؤلاء المسؤولين والقادة والرؤساء والوزراء والبرلمانيين والخبراء والمستشارين والسياسيين في تلك الدول النائمه والعائمه  سرعان ما تتناسل وتتعدد وتتوالد وتنقسم وتتضاعف مئات وربما الاف المرات باسرع من سرعة الصوت والضوء معاً ولتمتد تلك ((الحقـــوق المتواضعــــــة)) الى كل الاتجاهات والفضاءات ولتتوسع   ولتتكاثر   لتصبح بعد ذلك حيتاناً تبتلع معظم  حقوق الفقراء والارامل واليتامى والمعدمين والمشردين والعاطلين الذين باتوا يبحثون عن اجزاء صغيرة من حقوقهم بالمايكروسكوبات الفضائية فلا يجدون الا بيانات حماسية ووعودا رومانسية وخطبا وتصريحات نارية بامكانها ان تملأ الكرة الارضيه باجمل الكلام لكنها تعجز ان توفر لأي جائع ملعقة طعام  .
     في ظل كل تلك التراكمات  من الماسي والاحباطات التي تشهدها الدول النائمة والغائمه في مختلف القارات فاننا ما زلنا بالف الف خير وما زالت احوالنا افضل الف مره من الغير.
    فقد احدثت المخصصات المالية الفخمة الضخمة التي تم توزيعها على المواطنين ((البطرانيـــــن)) تعويضاً لهم عن نقص مفردات البطاقة التموينية التي لا احد يدري اين تذهب تخصيصاتها المليارية والبالغة ((15000)) خمسة عشر  الف دينار لكل عراقي يمتلك هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية وبطاقة السكن و  ((ام الوثائــــــق)) البطاقة التموينية احدثت ثورة اقتصادية واجتماعية ليس في نمط الحياة وانما في مستوياتها حتى باتت معظم الدول الاوربيه تحسدنا على مستوى الرفاهيه التي بتنا نتمتع بها بفضل هذه المبالغ الماليه .
      فقد ارتفع معظم الفقراء فوق خط الفقر واشترى معظمهم دوراً سكنية لائقة واقتنى اخرون سيارات حديثة وسافر من سافر للراحة والاستجمام في بلاد العم سام وتزوج عشرات الالاف من الشباب والشابات واسس اخرون المعامل والشركات واقتنى البعض المزارع والعقارات ومع ذلك ما يزال عدد من ((البطرانين)) والمشاغبين ينظمون مسيرات الاحتجاجات مطالبين بالاصلاحات وهم يدعون ان مبلغ   الخمسة عشر الف دينار لا يسد احتياجاتهم الكثيره ولا يحقق طموحاتهم الكبيره .
       وبهذا الصدد يدعي مشاغب من البصره ان هذا المبلغ الخيالي لا يكفي الا لشراء ثلاثة طبقات من البيض حيث ان سعر الطبقة الواحده خمسة الاف دينار في حين يدعي مشاغب اخر من اربيل ان المبلغ لايكفي لشراء ((كيلو غراماً واحداً من اللحوم)) التي يبلغ ثمنها هناك  ستة عشر الف دينار للكيلو غرام الواحد بينما يدعي مشاغب اخر من بغداد  بان المبلغ لا يسد اجرة التاكسي من شارع الربيعي الى المنصور ذهاباً واياباً حيث تبلغ الاجرة كما يدعي عشرون الف دينار مع ذلك فان هذا المبلغ خطوة من الامنيات بالتوزيع (( العــــــــــادل )) للثروات .
        على الطرف الاخر تناقلت اجهزة الاعلام عن ((مصــدر نيابي)) البدء بتسليم (( نـــــواب الشـــعب )) سلفة متواضعة جداً قدرها مائة مليون دينار فقط لكل عضو الى جانب الاراضي السكنية ومخصصات الاقامة البالغة  ثلاثة ملايين دينار في حين حصل موظفوا البرلمان الذين هم عادة من (( عامـــــة الشـــــعب ولــــم يتم تعيين اي موظـــف منــــهم  لا بالواســــطة ولا بالتزكيـــــة الحزبيـــــة ولا بالتأثيـــــرات السياسيـــــــة )) على سلفة قدرها خمسين مليون دينار فقط وربما تفكر حكومتنا الثورية بتعميم هذه الامتيازات على جميع الدرجات الوظيفية في كل الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكوميه انطلاقاً من مبدأ التكافؤ والمساواة والعدالة الاجتماعية.
       ان منح مخصصات  سكن مقدارها ثلاثة ملايين دينار لكل عضو من اعضاء مجلس النواب البالغ عددهم ((325)) عضواً يعني باختصار صرف  مبلغ  قدره   تسعمائة وخمسة وسبعون مليون دينار شهرياً اي ما مجموعه احد عشر  مليارا وسبعمائة مليون دينار سنوياً ليكون هذا المبلغ خلال الدورة الانتخابية لاربع سنوات (( ســـــتة واربعـــــون ملياراً وثمانمائة  مليون دينار وهو يكفي بالتأكيد لبناء فندق حديث لاقامة جميع اعضاء البرلمان مدى العمر  .
      اما مخصصات السلفة البالغة  مائة مليون دينار لكل عضو فانها ستكلف الخزينة   اثنان وثلاثون ملياراً وخمسمائة مليون دينار هذا عدا المخصصات الاخرى لنواب الشعب وفي مقدمتها النقل والحماية والضيافة والايفادات ))  وهذا من حقهم قانونا وكان الجميع سيباركه لهم وسيشيد بعطائهم  لو ان ماتحقق على ايديهم من الانجازات والخدمات الاساسيه  يضاهي تلك الحقوق والرواتب  والامتيازات ))  هذا الى جانب ربما حصص البعض الاخر من المسؤولين من العقود والصفقات والامتيازات والتسهيلات وسواها .
      ولان معظم الدول النائمة والغائمه والمتسوله والمتوسله والشاكيه والباكيه  قد تعودت على ((حرائــــق ذكيــــــة)) تندلع اغلبها في نهاية الدورات البرلمانيه في معظم الوزارات بالاخص المالية والتجارية والاقتصادية وفي البنوك المركزية لتاكل ((بحسن نيـــــة)) معظم العقود والصفقات وسجلات السلف والمنح والديون والامتيازات والتسهيلات فان هذه الحرائق الذكية  تقوم دائما بواجباتها تجاه كل وثائق الفساد المالية والادارية في الدول (( الديمقراطيـــــــــه )).
       الى ذلك وفي الوقت الذي تخصص فيه الجهات المعنية هذه المبالغ الواقعية لممثلي الشعب اليس من حق الشعب نفسه  وقبل ممثليه باعتباره صاحب الثروات ومصدر السلطات الحصول ولو على 10% من هذه المنح والسلف والتسهيلات و الامتيازات ام ان ((العولمــــــة)) والنظام الدولي الجديد حددا بقوانينهما العادلة والمنصفة والثوريه والاشتراكيه والتقدميه  الثروات والمخصصات والامتيازات  للمسؤولين والشعارات والوعود والخطب الحماسية للمعدمين ؟؟؟؟.


400
مشاكسة
جمعـــة البشــــــائر
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com
ما بين الضياع المرير بين جمعة الغضب وجمعة العتب وجمعة الكرامة وجمعة الندامة وجمعة الاعتذار وجمعة الانحدار وجمعة السجين وجمعة الفاسدين وجمعة الضياع وجمعة الضباع وجمعة المعدمين وجمعة المتخمين وجمعة الرحيل وجمعة البديل وجمعة الخدمات وجمعة الاختلاسات تلوح الان في الافق القريب تباشير يوم حبيب تلك هي قرب اطلالة جمعة الانجازات والانتصارات جمعة العدل والمساواة جمعة الحقوق والحريات جمعة الكهرباء والخدمات جمعة التوزيع العادل للثروات.
   فمن خلال دورة الافلاك و حركة النجوم والغيوم وتراجع الاجرام وتقدم الاخرى الى امام وتقارب الزهرة مع المريخ وثورة زحل على كل المصائب والعلل وعبر جلسة المصالحة الفضائية بين جميع الابراج الفلكية ونجاح مساعي برج الجوزاء في عقد قران الاسد على العذراء ونجاح السرطان في وضع اخطاء واختلاسات برج العقرب في الميزان ونجاة الجدي من مؤامرات الحيتان وقناعة برج الجوزاء بعدم جدوى المطالبة بالكهرباء وايمانه بالمثل الشائع الرائع ((اشعل شمعة واذرف دمعة خير  الف مرة من ان تلعن الظلماء وتصدق وعود الكهرباء)) فقد ان الاوان لاجابة كل الطلبات وتحقيق  كل الامنيات و اتاحة كل الحريات واحترام كرامة وشرف وحقوق الانسان في كل سجن وموقف ومعتقل ومكان.
        و بذلك تبشرنا الافلاك والابراج والمحللون والمنجمون والسحرة والفلكيون ان يوم الجمعة القادم سيكون اليوم الحاسم في حياة الانسانية لانه سيكون جمعة الانجازات والمكاسب و الحرية لكل البشريه .
         ففي جمعة البشائر التي ستكون بالنسبة لكل القادة الثوريين والرؤساء التاريخيين ولكل البرلمانيين والوزراء والسياسيين ولكل رؤساء الاحزاب والمسؤولين ولكل الخبراء والمستشارين ولكل الحراس والسجانين جمعة لتنظيف القلوب وتنقية السرائر وغسيل العقول والضمائر   ستصدر قرارات  ومواقف واجراءات وقوانين وتعليمات   سوف تسعد كل الفقراء والمعدمين وكل سجناء الرأي والصحفيين وكل المظلومين والموقوفين وكل الاشقياء والمعذبين وكل الجياع والعاطلين وكل الارامل واليتامى والمشردين وكل المضطهدين والمهجرين.
      ففي هذا اليوم العتيد المجيد ربما سوف يعتذر القادة الثوريون والرؤساء التاريخيون لشعوبهم عن اخطائهم وزلاتهم وعن تعاليهم وكبريائهم وعن ظلم بعضهم وبطشهم  وقسوتهم وعن تفرد بعضعم وتمسكهم بالسلطة بأسنانهم وبأظافرهم وعن تحويل الاموال والممتلكات العامة الى اموال وممتلكات خاصة وعن عشرات وربما مئات المليارات التي خرجت من الخزائن الوطنية لتستوطن خزائنهم الشخصيه او العائليه في البنوك الاوربية وعن شركاتهم وقصورهم ومزارعهم ومنتجعاتهم وعن اموالهم التي تناسلت وتكاثرت حتى امست اقطاعيات ماليه لا احد يدرك اصولها وفروعها ولاي مدى امتدت واتسعت وتوالدت وتشعبت حتى باتت تعادل عشرات اضعاف الميزانيات السنوية لشعوبهم.
     وفي هذا اليوم الفريد المجيد الذي ربما يفكر البعض في تحويله الى يوم عيد سوف ربما  سينصف هؤلاء القادة التاريخيون والرؤساء الثوريون ورؤساء الاحزاب المناضلون والبرلمانيون الصادقون فقراءهم  وسوف يعلنون بمنتهى الشفافية والدقة والموضوعية لهيئات النزاهة ولهيئات الرقابة ولهيئات التدقيق والمحاسبة وعبر مختلف اجهزة الاعلام حجم اموالهم واملاكهم و ارصدتهم ومنابعها واصولها ومصادر تمويل احزابهم  الثوريه  واتجاهات واهداف اجنداتهم السياسية.
       وفي جمعة البشائر جمعة تنقية القلوب والضمائر سوف يعمد المسؤولون لاقالة الفاسدين  ( باستثناء ابنائهم واخوانهم واقاربهم بالطبع ) ومحاكمة المرتشين ومحاسبة الظالمين ومساءلة الفاشلين وسوف يفتحون ابواب السجون السرية ونصف السريه قبل العلنية امام كل الهيئات الدولية والمنظمات الانسانية وسوف يطلقون سراح الابرياء ويعتذرون للمظلومين الضعفاء وسوف يحاسبون بمنتهى الانصاف والعزم والدقة والحزم كل الجلادين الاشرار الذين انتهكوا شرف وكرامة وحقوق وانسانية سجناء  الرأي الاخيار وسوف يوفرون للسجناء انواع الحلوى والكبتشينو والفواكه والخضار بدل تعذيبهم وكيهم بالنار وسوف يعيدون الثروات والارصدة والاموال والذهب والفضة التي هربها بعض المسؤولين والبرلمانيين والوزراء والمستشارين والدبلوماسيين والسياسيين والسفراء والملحقيين التجاريين الذين يعدون على اصابع اليد للخارج لتوزيعها على المعدمين والفقراء والجياع والمشردين .
    وسوف يتعهد المسؤولون بالاخص المحافظين الاحرار ورؤساء واعضاء مجالس المحافظات والبلديات الاخيار بالعمل الجدي والفوري  لايصال المياه الصالحة للشرب وخدمات المجاري والكهرباء لكل احياء وازقة الفقراء   وسوف يعرضون على الرأي  العام اسماء وشهادات وكفاءات واختصاصات ومواقع ابناء واخوة واقارب السياسيين والبرلمانيين والوزراء  والمسؤولين الذين اغتصبوا مواقع الكفوئين المستقلين الفقراء وسوف يحاسبون اصحاب الشهادات المزورة والكفاءات المزورة والوثائق المزوره والشعارات المزورة والوعود المزورة والانجازات المزوره  والمكاسب الوهمية المزورة.
وفي جمعة البشائر سوف يتبرع الرؤساء والسياسيون والوزراء والبرلمانيون والمستشارون والمسؤولون  بنصف رواتبهم الخيالية لاغاثة القطاعات الشعبية ولاغناء ودعم البطاقة التموينية وسوف يتنازلون عن حماياتهم وعن اساطيل سياراتهم ليزوروا الاحياء الشعبية ((زنكة.. زنكة))  سيرا على الاقدام وهم يحملون على ظهورهم الكريمه اكياس و اكداس الهدايا ليوزعونها  بانفسهم على الفقراء واليتامى مثل بابا نوئيل وليتلمسوا بأنفسهم الماسي والمعاناة الحقيقية  لهذه الشرائح الاجتماعيه وسوف يسهمون بانفسهم في رفع الحواجز والانقاض وفي رصف الشوارع وتوفير الخدمات وتقديم الرعاية للارامل واليتامى وفي توفير الرعايه الانسانيه لذوي الاحتياجات الخاصة والكراسي الكهربائية للمعوقين والخبز والطعام للمعوزين وسوف تكون هذه المبادرات الديمقراطية احدى ابرز سمات جمعة البشائر التاريخية.
    اخيراً في جمعة البشائر التاريخية سوف تتم عملية التوزيع العادل للثروات على القطاعات الشعبية ولا تنسى عزيزي القارئ ان تصطحب معك كل الاوراق والوثائق والمستمسكات الثبوتية واهمها وفي مقدمتها  ( ام الوثائق ) البطاقة التموينيه  .
    بقي ان اوضح لكم اعزائي القراء ان جمعة البشائر ستصادف الاول من نيسان وان كل ما ذكرته ليس الا احلام ((بطران)) لمناسبة كذبة نيسان ومن يدري ربما يصدق نيسان ولاول مره في هذا الزمان .


401
رئيس اللجنة القانونية في برلمان كوردستان:
الرئيس البارزاني أيد مطالب المتظاهرين ووجه بدراستها والاستجابة لها

موقف المعارضه داخل البرلمان كان سلبيا دائما ورفضت 95% من المشاريع
هنالك مطالب سياسيه لا يمكن التعامل معها الا عبر حوار وطني شامل
حركة التغيير حاولت استغلال تظاهرات السليمانيه لاهداف سياسيه
دعونا وفدا من المتظاهرين لاجراء حوار شامل لكن الوفد لم يأت لحد الان
الـــدور الرقابــــي للبرلمــــان ما زال ضعيـــــفا
الرئيس البارزاني اكد بانه لايوجد رئيس دائم ولا حزب دائم ولكن يوجد شعب دائم
هنالك خطــــوات متخـــذه لمكافحــــة الفســــاد لكنها ليست كافيــــــه
لا يمكن باي حال من الاحوال وفي جميع التجارب الديمقراطيه ان تفرض الاقليه مواقفها على الاغلبيه داخل البرلمان




   
حوار: مال اللــــــه فـــــــــرج         
    Malalah_faraj@yahoo.com
في خضم افرازات التظاهرات ومسيرات الاحتجاج التي شهدتها محافظة السليمانية والمطالبة بالاصلاحات المختلفة والتي تمثل احدى ابرز سمات التجربة الديمقراطية في الاقليم التي كفلت للجميع، حرية وحقوق التظاهر السلمي والتعبير والرأي. كان لابد لنا ان نطرق ابواب برلمان كوردستان، لتلمس الصورة الحقيقية لموقفه من هذه التظاهرات .
السيد "شيروان الحيدري" رئيس اللجنة القانونية في البرلمان، مكننا من ان نفتح معه بمنتهى الموضوعية والشفافية ابرز الملفات الساخنة، وفي مقدمتها طلبات المتظاهرين.. وموقف المعارضة، واجراءات البرلمان حول مكافحة الفساد.. ودور حركة التغيير في البرلمان ومواقفها من مشاريع القوانين وغيرها الكثير الكثير.. وكان هذا الحوار 

مال اللــــــه فـــــرج

 
 في ظل الظروف الراهنة والتظاهرات الأخيرة
 كيف تقيم التجربة الديمقراطية في الأقليم؟

-الديمقراطية وبشكل شمولي وفي العالم كله تسير بمراحل، واقليم كوردستان حرص على بناء التجربة الديمقراطية فيه، ولكنها بحاجة الى مراحل ومستلزمات اخرى لتعزيزها، وابرز ما نحتاجه اليوم هو الحوار الوطني بين كل الاطراف السياسية بهدف الوقوف على افضل الصيغ والاساليب لخدمة الاقليم وتعزيز بنائه الحضاري مع التأكيد على عدم تجاهل اي طرف سياسي في مثل هذا الحوار.
حدثت مؤخراً تظاهرات مطالبة بالاصلاحات،
 كيف تقيمون تعامل السيد مسعود بارزاني
 كونه رئيساً للاقليم مع هذه التظاهرات؟

-الرئيس البارزاني اكد على نقطتين، الاولى، ان هنالك تظاهرة في السليمانية وهنالك مطالب مشروعة، وقد ايد تلك المطالب ووعد بدراستها والاستجابة لها واتخاذ ما يلزم لتنفيذها، اما الجانب الثاني فان هناك مطالب سياسية لا يمكن التعامل معها الا عن  طريق حوار وطني، وقد اكد برلمان كوردستان في تعامله مع المطالب المكونه من ( 17 ) نقطه على ضرورة اجراء هذا الحوار الوطني
مع الاطراف السياسيه بغية وضع النقاط على الحروف ومن بينها ضرورة اعادة النظر ببعض القوانين ذات البعد السياسي .

 


ما ابرز ما ورد في هذه النقاط؟
-ابرزها تجريم وتحريم العنف في المظاهرات والتجاوز على مقرات الاحزاب،و الممتلكات العامة، سواء كان هذا المقر للحزب الديمقراطي الكوردستاني او لحركة التغيير أو لغيرها كما اكد البيان على ضرورة عدم القاء القبض على اي شخص بسبب قيامه بالتظاهر، واكد على ضرورة الاسراع باحالة المتهمين بقضايا العنف والتجاوزات على المحاكم المختصة، الى جانب نقاط اخرى منها ضرورة مساءلة الحكومة، وقد تم فعلاً مساءلة الحكومة يوم 9/3 حيث رد رئيس مجلس الوزراء على جميع التساؤلات جملة وتفصيلاً كما ورد في وسائل الاعلام، الى جانب التأكيد على تشكيل لجنة برلمانية للقاء بالمتظاهرين والاستماع الى مطاليبهم مباشرة وفعلاً تم تشكيل هذه اللجنة، وقامت بزيارة السليمانية ومقابلة المتظاهرين الذين سلموها مطاليبهم، ثم قامت بتصنيفها حسب الجهة المطالبة من برلمان وغيره.
هل يعني هذا  ان البرلمان اتخذ خطوات عملية؟
-نعم.. اتخذ البرلمان خطوات جريئة في هذا المجال، وفي مقدمة ذلك اللقاءات المباشرة بالمتظاهرين، ثم كان من المؤمل ان يأتي وفد من المتظاهرين الى برلمان كوردستان للقاء مع رئاسة البرلمان غير ان هذا الوفد لم يأت لحد الآن وربما عدلوا عن الحضور، وأود ان اوضح بأنه كانت هنالك مطاليب سياسية تدخل في اطار الحوار الوطني بين الاحزاب والقوى السياسية في الاقليم، ولا يمكن حلها تحت قبة البرلمان ما لم يكن هنالك اتفاقات سياسية مسبقة بشأنها.
هل حاولت المعارضة دعم المطاليب المشروعة
داخل البرلمان؟ ام انها وقفت موقفاً سلبياً؟
-حركة التغيير او (المعارضة) قدموا مشاريعهم ولدى ملاحظة تلك المطاليب، وجدنا ان بعضها ورد نصاً في مطاليب المتظاهرين، وهذا يعني ان مطالب المتظاهرين قد تم خلطها بمطالب سياسية، اي انهم ارادوا استغلال تلك التظاهرة لأهداف سياسية والدليل على ذلك ما ذكرناه سابقاً.
هل ترى في جانب من هذه التظاهرات تدخلات
سياسية لتصفية حسابات سياسية مثلا ً؟
-لا استبعد هذا ابداً.
هل تعتقد ان أخفاق المعارضة داخل
 البرلمان دفعها لمحاولة نقل المعركة

خارج البرلمان؟
-في جميع البرلمانات هنالك اغلبية وهنالك اقلية، وهذا واقع ديمقراطي، ويقوم على مبدأ احترام رأي الأقلية من قبل الاغلبية، وعلى الاقلية الالتزام بقرارات ومواقف الاغلبية، ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان تصبح المعارضة عندما تكون اقلية بديلاً للاغلبية داخل البرلمان، وعلى المعارضة الحقيقية المؤمنة بالديمقراطية دعم القرارات التي تخدم الشعب.
هنالك نوعان من المعارضة داخل البرلمانات،
 معارضة ايجابية تتبنى برامجاً للاصلاح ومعارضة
 سلبية تهدف الى ايصال البرلمان والحكومة
 الى طريق مسدود، كيف ترون المعارضة

داخل برلمان الاقليم؟
-المعارضة منذ البداية حتى هذا اليوم كانت معارضة سلبية، لأن موقفها داخل البرلمان وداخل اللجان البرلمانية كان الرفض المطلق لكافة المشاريع، واقول لك صراحة ان نسبة 95% من المشاريع التي قدمت كان موقف المعارضة منها سلبياً، اذاً كيف يمكن التعامل مع معارضة سلبية بهذا الاتجاه.

 


*ما ابرز مطالب المعارضة؟
-البيان الذي صدر من قبل حركة التغيير صريح وواضح حول ضرورة حل البرلمان وضرورة حل الحكومة واعادة الدستور لتتم صياغته مجدداً، وانني ارى ان هذه المطالب يجب مناقشتها ضمن المؤسسات التشريعية والدستورية، لأن الشعب هو الذي انتخب هذا البرلمان وان البرلمان المنتخب ديمقراطياً هو الذي منح الثقة لهذه الحكومة وبالتالي فان اية مطالبه لحل الحكومه او للبرلمان يجب ان يكون من خلال المؤسسات الدستورية وهذا ما اكد عليه السيد مسعود بارزاني في رسالته السابقة وفي لقائه مع جماهير اربيل يوم 11/اذار، اذاً الشعب هو الذي يحدد ممثليه في البرلمان وفي بقية المؤسسات الدستورية، ولا يجب لأحد الانقلاب على المؤسسات الدستورية والقانونية وحل هذه المؤسسات، حيث انهم لا يملكون هذا الحق، بل ان الشعب وحده يملك هذا الحق. كذلك.. فأن الرئيس البارزاني اكد بأنه لا يوجد هنالك رئيس دائم، ولا حزب دائم، ولكن هنالك شعب دائم.
*احد مطالب المتظاهرين كان محاربة الفساد
 واجتثاثه كيف تقيمون الاجراءات البرلمانية
 والحكومية بهذا الصدد؟

-اقول لك صراحة هناك خطوات متخذة لمكافحة الفساد لكنها ليست كافية، لذلك فأننا نرى ضرورة ان يقوم البرلمان بواجبه في هذا المجال وان تقوم حكومة الاقليم بواجبها، وكذلك الاطراف المعنية في مكافحة الفساد، لأن هذه احد مطالب المتظاهرين ونحن نؤيده ونرى ضرورة تفعيل كل المؤسسات لمكافحة هذه الظاهرة في الاقليم.
*اين وصلت اجراءات تشكيل هيئة النزاهة
 في الاقليم؟

-قانون هيئة النزاهة.. تمت القراءة الاولى لمشروعه في البرلمان، وتقارير اللجان المختصة جاهزة، ونحن بانتظار اعلان هيئة الرئاسة عن برنامجها السريع لوضع هذا القانون موضع المناقشة.
*كيف تقيمون فاعلية الدور الرقابي للبرلمان
 على الحكومة؟

-اقول بكل صراحة الدور التشريعي للبرلمان دور مشرف، لكن ارى ان دوره الرقابي ما يزال ضعيفاً، وهنالك ارادة جدية لتفعيل هذا  الدور واعتقد ان التطورات الاخيرة التي حدثت في البرلمان فيما يتعلق باستجواب رئيس مجلس الوزراء، تمثل البداية لتفعيل الدور الرقابي للبرلمان
*الاترون ان احد اسباب التظاهرات وجود
 مسافة بين البرلمان وبين القطاعات
 الشعبية؟؟ البرلمان لم يذهب الى القطاعات
 الشعبية ولم يحدد احتياجاتها.. ولم يعش
 معاناتها؟

-اللجان البرلمانية هي داينمو البرلمان مثلما تعرفون، وهي مكلفة بالقيام بالزيارات الميدانية لمختلف الشرائح الاجتماعية، وقد قامت بذلك وقدمت تقارير غنية من اجل قيام الحكومة والبرلمان بأتخاذ ما يلزم لخدمة المواطنين.
*هل ما يزال الحوار بينكم وبين المتظاهرين
 متواصلاً ام مقطوعاً؟

-بالنسبة للبرلمان.. اللجان البرلمانية ألتقت بالمتظاهرين، وبالطلاب وباساتذة الجامعات ورجال الدين وغيرهم.. وان  مطاليبهم كافة قد رفعت الى البرلمان وتم تصنيفها لكن اود ان اوضح بأنه لا يمكن تنفيذ هذه المطالب بحزمة واحدة، انما هنالك مطالب آنية، وأخرى مستقبلية، وأن البرلمان ما يزال في تماس مع المتظاهرين ومع الحكومة لتنفيذ تلك المطاليب.
*هل اصدر البرلمان بياناً حول اجراءاته
 في تلك المطالب؟

-نعم.. البرلمان اصدر عدة بيانات، ولكن قراره المتضمن "17" نقطة هو دليل حرصه على مطالب المتظاهرين.. ودليل حرصه على ان  يكون في تماس دائم مع المتظاهرين والوقوف على مطاليبم، واعتقد ووفق الرسالة الاخيرة للسيد رئيس الاقليم، فانه قد قام بوضع آلية لكي يمكن الاجتماع بالبرلمان وبالحكومة ومشاركته لنا لوضع الآليات للوقوف على مطاليب المتظاهرين.
*ما ابرز ما تقترحونه لاحتواء الازمة؟
-الذي اقترحه ضرورة اجراء حوار وطني بين الاطراف كافة من اجل التوصل لمعالجة موضوعية لكل القضايا العالقة في الساحة الكوردستانية، وجمع شمل الاطراف السياسية.
*هل لدى البرلمان خطة عمل لاستضافة
 الوزراء ومساءلتهم حول اخفاقاتهم؟

-اعتقد ان رئاسة البرلمان قد وضعت برنامجاً شاملاً في الفصل التشريعي الحالي بغية حضور الوزراء لايضاح برامجهم وبالامكان ايضا اجراء الاستجوابات خلال الفصل التشريعي الحالي وفقا للفانون .

حــــوار :  مال اللـــــــــه فـــــرج
تصويــــر  :  سيد فخر الديــــــــن
     ..
 


402
  مشاكسه
مجالـــــــس رائــــــــده
وشــــــعوب فاســـــــده
   مال اللـــــه فـــــرج
malalah_faraj@yahoo.com
        فوجئت واندهشت واستغربت وصدمت من صخب وكثافة واتساع حجم التظاهرات والمسيرات والهتافات والشعارات والاحتجاجات التي ملأت الشوارع والساحات في احدى المحافظات , مطالبة ومناشدة وموجهة ومشددة على ضرورة والزامية   مساءلة ومحاسبة واقالة ومحاكمة المسؤولين الفاسدين والمزورين  والمرتشين والفاشلين الذين اخفقوا في تقديم الخدمات للمواطنين . 
       جاءت تلك التظاهرات والاعتصامات والمناشدات والمطالبات في الوقت الذي اثبتت فيه الحقائق والوثائق والوقائع والذرائع والادلة والبراهين على العكس من ذلك نزاهة وامانة واستقامة وموضوعية وفاعلية المسؤولين وتجني المتظاهرين الغاضبين المتحاملين عليهم مما وضع ويضع الحكومة وجهاً لوجه امام مسؤوليتها الدستورية ومهامها الثورية في انصاف المسؤولين الصادقين  الامناء الاتقياء النزيهين المتقين المظلومين وفي معاقبة   ومساءلة و محاكمة واقالة المتظاهرين الغاضبين الحاقدين الحاسدين المشاكسين المشاغبين الذين يحاولون الاساءة للمسؤولين والسعي لتطبيق البند السابع من ميثاق الامم المتحدة بحق اولئك المتظاهرين وتشديد الحصار   الاقتصادي ضدهم وحرمانهم من ( عدس )   الحصة التموينية عقاباً لهم على تظاهراتهم الاحتجاجية بل ونفيهم خارج البلاد ليكونوا عبرة لكل الشعوب والعباد ومن اجل ان يستتب الامن والسلام وتواصل مسيرة (الانجازات) تقدمها الى امام بعيداً عن صخب المزايدين اللئام الذين لا يجيدون الا تجارة الادعاءات وتسويق الاتهام ضد المسؤولين المخلصين الكرام . 
        فقد اكدت الانباء الاعلامية والصحفية عبر مصادرها العلنية والسرية ان مجلس تلك المحافظه المعنية وبعد ان أنجز كل المسؤوليات والمهام الثورية وجسد كل الوعود الانتخابية وحقق طفرة حضارية نوعية وعزز كل القيم والمبادئ الديمقراطية ونفذ كل الخطط والبرامج المرحلية والمتوسطة والستراتيجية وعبد كل الشوارع الفرعية و الرئيسه  وشمل كل المحتاجين بالرعاية الاجتماعية وبعد ان قضى تماماً على البطالة والامية وعالج اوضاع الارامل واليتامى ووفر الطاقة الكهربائية واوصل المياه الصالحة للشرب وخدمات المياه الثقيلة وبقية الخدمات البلدية لكل المناطق الشعبية وبعد ان تفوق بانجازاته على كل الدول العربية والاقليمية و الاوربية ، قرر بمنتهى الحرص والمسؤولية ابراز الوجه الحضاري والتاريخي لتلك المحافظة الابية .
     وبذلك فقد قرر مجلس المحافظة في ضوء الدراسات العلمية والاقتراحات الموضوعية والتقارير  والمسوحات الميدانية والحاجات الاساسية اقامة نصب يخلد ويوثق ويبرز ويظهر ويمجد تاريخ المحافظة بمبلغ زهيد ضئيل قليل قدره (مليـــــار دينــــــــار) رغم كيد الحاقدين الاشرار .
        اجل ..(مليــــــار دينـــــــار) فقط  الكلفة التخمينيه  للجدارية التأريخيه التي يطالب مجلس المحافظة بانجازها وفق ارفع المقاييس والمعايير والقيم والمعاني والمدارس الفنية وربما تبرز خلال مرحلة التنفيذ استثناءات واضافات وتعديلات واغناءات تستوجب زيادة التخصيصات ربما الى مليارين او ثلاثة او الى عشرة مليارات لتكون هذه الجداريه  جديرة حقاً بتجسيد عظمة الانجازات الحضارية في زمن هذه المجالس الثورية التقدميه الاشتراكيه التحرريه الديمقراطيه .
       ولا يهم بعد هذا وذاك ان تجاوز عدد الاميين والاميات في تلك المحافظة 20 او 30 او ( 40% ) ولا يهم ان يرتفع مستوى البطالة الى ( 50% ) ولا يهم ان ينحدر تحت مستوى خط الفقر( 20% ) من سكانها وربما اكثر وان يعيش مرارة الجوع والتسول المئات او الالاف من العوائل وان تغرق مياه الامطار والمياه الثقيله الشوارع والطرقات وأن يحيط الفساد والرشا بكل التعاملات في مختلف الدوائر والمؤسسات وأن تتكدس النفايات في الساحات وتغيب الكهرباء في اليوم اكثر من عشر ساعات وأن تصاب البطاقة التموينية بالعقم وتتراجع المفردات وتزداد ارصدة بعض المسؤولين الانقياء  عشرات المليارات وان تصبح الدوائر والمؤسسات املاكاً عائلية واقطاعيات لبعض المسؤولين ويفترش الاطفال في بعض المدارس الارض لقلة الرحلات المدرسية ويبحث المئات وربما الالاف عن لقمة العيش في سلال القمامة ويبحث الفقراء الذين لا سكن لهم عن مأوى من الصفيح لاتقاء زمهرير الشتاء وعواصفه ولهيب الصيف وحرائقه فالاهم من ذلك كله بنظر تلك المجالس العبقريه انشاء جداريات تاريخية توثق وتخلد انجازات مجالس المحافظات الثورية .
         ان ذلك المبلغ المخصص لبناء هذه الجدارية التاريخية الثورية الاشتراكية التقدمية الحضاريه العولميه  بامكانه ان يوفر فرص عمل  شريفة لائقة لعشرين الفاً من نساء المحافظة العاطلات عن العمل فيما لو قام مجلس المحافظة بشراء ماكنات خياطة بسعر خمسين الف دينار للماكنة الواحدة ولعشرة الاف ارملة عاطلة عن العمل ان كان سعر ماكنة الخياطة مائة الف دينار .
     كما ان هذا المبلغ بامكانه ان (يكسي) عشرين الف يتيم ببدلات جديدة مستورده قيمة كل منها خمسون الف دينار .
       و هذا المبلغ ايضا بامكانه ان يوفر وجبة طعام دسمة لــ (333333) ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين الفا وثلاثمائه وثلاثة وثلاثين متسولا جائعاً ان كان سعر الوجبة ثلاثة الاف دينار وبامكان هذا المبلغ ان يبني اربع مدارس او رياض اطفال لاطفال المحافظة            بكلفة ( 250 ) مليون دينار لكل مدرسة .
  المشكله الحقيقيه ماذا لو اقترح احد اعضاء هذه المجالس الثوريه التقدميه الاشتراكيه الحضاريه عدم الاكتفاء بهذه الجداريه وانما تطوير هذه الستراتيجيه الجداريه باقامة جداريات على عدد اعضاء مجالس المحافظات بحيث تقام لكل عضو وامام منزله جدارية خاصة به تحمل صورته الشخصيه بالحجم الطبيعي وبالالوان الزاهيه وتوثق ملاحمه النضاليه وصولاته البطوليه وايفاداته الخارجيه وشجرته العائليه ورواتبه ومخصصاته ومغانمه الشخصيه وسيكون الامر اكثر اثارة لو وثق كل عضو من اعضاء مجلس المحافظه حجم املاكه وثروته وارصدته في المصارف الداخليه وفي البنوك الاجنبيه وحصصه من العقود والمناقصات الثوريه .
          كما سيكون الامر اشد اثارة ايضا لو قام المتظاهرون الفاسدون المشاكسون باقامة جداريه وطنيه ستراتيجيه  في المحافظه المعنيه تحمل كوثيقة للتأريخ اعداد الفقراء والمعدمين واعداد اليتامى والارامل والجائعين واعداد المشردين في المحافظه والمتسولين والعاطلين واعداد خريجي الجامعات الذين يعملون باعة متجولين واعداد ابناء واقارب المسؤولين من انصاف الاميين الذين يحتلون دون وجه حق مواقع الكفوئين وصور واعداد العوائل التي تسكن بيوت الصفيح واكواخ الطين واسماء واعداد وصور المسؤولين المرتشين والفاسدين والمزورين والفاشلين واعداد ورواتب ومخصصات حمايات المسؤولين وشعارات ووعود المسؤولين ورؤساء واعضاء مجالس المحافظات الثوريه خلال حملاتهم الانتخابيه  ومقارنتها ( بالانجازات   الفعليه ) .
       ومع ذلك فان هذا الشعب الجاهل الجاحد الذي لايدرك مصالحه ما زال يصرخ مطالباً باقالة ومحاسبة ومحاكمة هذه المجالس الثورية التقدميه الاشتراكيه  التي تجاوزت بستراتيجياتها الخدمية والاقتصادية كل التجارب العالمية .
 
 


403
مشاكسة
  ديغــــــــول
والدكتاتوريــــــة الثوريـــــه
مال اللـــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

اظهرت الأحداث الملتهبة على الساحة العربية البون الشاسع بين ستراتيجيات الحكام وبين تطلعات الجماهير و عمق التناقضات الفعلية بين الأنظمة  ( الثوريــــــة ) .. وبين الشعوب ( الفوضويـــــــة ) التي لا تستحي ولا تخجل من المطالبة ببعض حقوقها المشروعة والتي ربما تعتبرها بعض الانظمه غير مشروعة، وفي مقدمتها رغيف  خبز وسقف بيت متواضع، وفرصة عمل..ومياه صالحه للشرب وحرية الرأي والتعبير، وحصة متواضعه اشبه بالحصة التموينية من ثرواتها الوطنية التي تدر عشرات وربما مئات المليارات على بعض الحكام الأتقياء الانقياء النزهاء المناضلين الثوريين الصالحين، الذين اعتاد بعضهم حفاضا على الامانة الوطنيه وعلى المصالح الشعبيه  وضع تلك العائدات الماليه والثروات الوطنيه في خزائنه العائلية صيانة لها من الأطماع الشعبية  ( الهمجيــــة ) .. ومن التطلعات الجماهيرية (البرجوازيــــــــــة ).
كما ان هذه الأحداث التي  تغذيها كم ادعى احد القادة التاريخيين الثوريين ومن ثم عاد واعتذر مطاطاً الرأس والجبين الدوائر الأمبريالية والأستعمارية، عدوة الحرية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية، كشفت من جانب آخر حقائق مذهلة حول ( الدكتاتوريــــــة الثوريـــــة )  لبعض القيادات التاريخية، التي تحاول جاهدة كما تدعي الحفاظ على اموال الشعب، وكرامة الشعب، وحقوق الشعب، ومصالح الشعب وحرية الشعب.. ومؤسسات الشعب.. واموال الشعب وحاضر الشعب ومستقبله حتى لو رفضها كل الشعب وحتى لو اضطرت للتضحية بكل الشعب، والقضاء على كل الشعب من اجل ان تبقى قيادتها التاريخية الثورية الشجاعة العبقرية، متسلطة على رقاب الشعب  ، بالأخص وانها تدرك مصالح الشعب افضل من الشعب نفسه.. وترعى مصالح الشعب.. افضل من الشعب نفسه.. وتحافظ على حقوق الشعب افضل من الشعب نفسه وترسم له مستقبله كما تريد شاء ام ابى الشعب كله.
وهي في اصرارها على مواصلة فرض قيادتها التاريخية ترتكز وفق تبريراتها ومسوغاتها  وتفسيراتها وتنظيراتها وفلسفتها الى ( الشرعيـــــة الثوريــــــــة ) والى ( الدستوريـــــــة الثوريــــــة  ) والى القيم الثورية.. والمصالح والمغانم والصفقات الثورية حتى لو اضطرت بعض تلك الانظمة ( الثوريــــــه )  لحماية   (  شرعيتــــــها الثوريــــة ) لاستخدام   اخطر اسلحة ( الدكتاتوريــــــة السلطويــــــة. ) . والاستعانه بالمرتزقة و القتله و ( البلطجيـــــــة  ) لحماية تلك  ( الشرعيـــــــة الثوريـــــــــة ) العجيبة الغريبة المريبه التي تتيح لها مواصلة هيمنتها ( التأريخيـــــه ) تحت اضخم حملات الشعارات الثوريه والخطب الحماسيه والوعود الفضائيه . 
ففي الوقت الذي تشهد فيه احدى الدول الأفريقية تظاهرات واحتجاجات و مواجهات  ملتهبة بين السلطة ( الثوريـــــــــة ) وبين الأرادة الجماهيرية التي ملت من الدكتاتورية الثورية المسلطة على رقابها ومصالحها ومصائرها وحقوقها وحرياتها وثرواتها لأكثر من اربعين عام وآن لها ان تستيقظ بعد ان شبعت وعودا واحلام   لتزيح الظلام.. ولتتطلع الى امام.. واجهتها  ( الشرعيــــــة الثوريـــــــة )  التي لا احد يعرف من اين استمدت تلك الشرعية الزائفه التي اكدت زيفها وبطلانها جموع التظاهرات الصاخبه الرافضه لهيمنتها  بأنواع الأسلحة التدميرية، وبالمدافع والطائرات الحربية وكأنها تقود حرباً عالمية ضد كل القطاعات الشعبية، مؤكدة ومجددة ومشددة على تمسكها بسلطاتها القيادية التاريخية حتى آخر قطرة دم من شعبها الذي  وفق تصوراتها لا يدرك مصالحه ولا يعرف حقوقه، والجاحد الكافر بنعم قيادته.
اما في الدول الأمبريالية الأستعمارية، التي لا تعترف بالقيادات التاريخية، فيحدثنا  التاريخ من بين وقائعه واحداثه   عن محرر   فرنسا  من النازية   وباني نهضتها الحضارية، القائد والسياسي والعسكري العبقري شارل ديغول الذي كان النقيض  تماما لبعض تجار ومدعي ( الشرعيـــــة الثوريــــه ) ، فذلك القائد والمناضل والسياسي البارع الذي ولد في مدينة ليل الفرنسية عام 1890 وتخرج من المدرسة العسكرية عام 1912 وعين جنرالا  لفرقة عسكرية عام 1940، والف عدداً من الكتب حول الأستراتيجية والتصور السياسي والعسكري وقاد بلاده ضد الأحتلال النازي بعد ان ترأس في كانون الثاني 1943 اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني التي اصبحت في عام 1944 تسمى بالحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية، ليصبح بعد تحرير بلاده اول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسه .
ذلك الرئيس الذي صنع مجد فرنسا الحديث.. والذي كان الفرنسيون يعتبرونه قائد وبطل ورمز فرنسا الحرة، استقال من منصبه بصمت وهدوء لأن 52% من شعبه لم يوافقوا على اصلاحاته!
ففي 27 نيسان 1969 اجرى الرئيس الفرنسي ديغول استفتاء حول جملة اصلاحات مصرحاً  قبل الأستفتاء بأنه سوف يستقيل من منصبه ان لم توافق فرنسا على اقتراحاته ولانه كان يؤمن حقيقة بأن الشعب هو مصدر السلطات فانه لم يعرض اقتراحاته الاصلاحيه  على البرلمان الذي هو الممثل الشرعي للشعب دستوريا لكنه فضل واصر على عرضها امام الشعب مباشرة عبر استفتاء شعبي شامل ومباشر .
في 28 نيسان، اظهرت نتائج الأستفتاء ان (52,41 % ) قالوا لا.. بينما صوت ( 47,59% ) بنعم لأصلاحات ديغول.. وهكذا سقطت اقتراحات محرر فرنسا وباني نهضتها الحديثة.
الغرابة والطرافة ان ديغول لم يلجأ لا (  للشرعيــــة الثوريـــــة  ) ولا للشرعية الدستورية ولا للأغلبية النيابية ولا للضغوط السياسية، ولا للشعارات الفضائيه ولا للخطب الحماسية لتغيير نتيجة الاستفتاء كما يفعل بعض القادة ( التاريخيـــــــون ) في هذا الزمن عندما يريدون تزييف ارادات شعوبهم وفرض مواقفهم !
بعد عشر دقائق من منتصف الليل، صدر عن ديغول بياناً مقتضباً، بكلمات قليلة.. لكنه  هز  فرنسا بقوة وعنف، قال فيه :
( اعلن توقفي عن ممارسة مهامي رئيساً للجمهورية ويصبح هذا الأمر نافذاً عند ظهر اليوم 29 نيسان 1969) ليتولى الرئاسه بعده جورج بومبيدو  .
هكذا اختفى محرر فرنسا وباني مجدها من المسرح السياسي بصمت وهدوء.. لم يأخذ معه اموالاً ولا قصوراً ولا شركات ولا صفقات ولم يتمسك بالسلطة بأسنانه واظافره ولم يحاول تعديل الدستور ليمدد ولايته .. ولم يجند المخابرات والقوى الأمنية    لتجعل نتيجة استفتائه  ( 99’99 %)  ولم يجن كما جنى احد الزعماء العرب  ثروة شخصية تعادل ستة اضعاف ميزانية فرنسا ( حيث اكد موقع ويكيليكس ان ثروة احد القادة الثوريين التأريخيين الافارقه تقدر بــ131 مليار دولار وهي تعادل ستة اضعاف ميزانية بلده لسنه 2011 البلغه 22 مليار دولار ) لكنه انحنى لأرادة الشعب الفرنسي.. فأحنى له شعبه هاماته محبة واحتراماً واعتزازاً!
 وقد توفي ذلك القائد العبقري والسياسي المحنك شارل ديغول بعد اعتزاله الرئاسه بسنة واحده وتحديدا مساء التاسع من تشرين الثاني عام 1970  تاركا وصيتين متواضعتين :
الاولى ان لا يحضر جنازته رؤساء ولا وزراء ولا سياسيون ....اما وصيته الثانيه فأن لا يحفر على قبره الا جملة واحده هي :  ( شارل ديغول 1890 _1970 )  وبذلك اثبت ذلك القائد الانسان ان الانسان الحقيقي هو الذي يمنح للمنصب الرئاسي قيمته وليس العكس .
اما في المنطقة العربية فما تزال يعض الانظمة الثوريه تفرض سلطاتها الثوريه على شعوبها بقوة الدبابات الثوريه والقصف الجوي الثوري وبقية الاسلحة الثوريه وهي تصف الجماهير الرافضه لتسلطها الثوري باروع الصفات الثوريه  ( كالجرذان والفئران والعملاء والخونه والارهابيين والبلطجيه ) والتوعد بسحقهم ( بالاحذيــه الثوريــــه ) لانهم ( تجــــرأوا ) ورفعوا اصواتهم مطالبين ببعض حقوقهم دون خجل او حياء    .. فما تزال )  الدكتاتوريــــــــــة   الثوريـــــــــــة ) تمارس دورها التاريخي في محاولة  ( ترويـــــض ) الأرادات الشعبية  واسكات الاصوات الجماهيريه وتكبيل حرية الصحافة الموضوعيه ومواصلة  (الاســـــــتحواذ )  `على الثروات الوطنية وتكديسها في  خزائنها العائليه  وفق ارفع المعايير  ( الثوريـــــــــــــــه ) . 

404
مشاكسة
((40)) مليـــــار
خرجــت.. ولــم تعـــد
مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

مثلما تسقط قطعة الحلوى الصغيرة من ايدي الأطفال الصغار في الأسوااق المكتضة، ووسط زحام  الشورجه او شارع النهر او ((اوروزدي بـــاك ))  الذي كان يزهو ايام زمان في ظل الدكتاتورية والحرمان.. وتضيع في الزحام او تسحقها الأقدام، هكذا بمنتهى البساطة والعفوية وحسن النية، وفي ظل الديمقراطية والحرية والشفافية الثوريه ، والأمانة الوطنية، والرقابة البرلمانية والنزاهة المالية.. سقط مبلغ (( ضئيــــل )) قليل  لا يكاد يرى بالعين المجردة لصغره وتفاهته بحيث لم يلتفت لاختفائه احد ولم تدقق في اختفائه لا الكوادر الحسابيه ولا التدقيقيه ولا التفتيشيه ولا الرقابيه .
    فقد سقط سهوا من صندوق تنمية العراق، مبلغ لايتجاوز الـ  (($40,000,000,000" )) فقط ( اربعــــون مليـــار دولار )، اجل اربعون مليار دولار  وفق التصريحات الأعلامية لرئيس مجلس النواب والذي حرصاً منه على معرفة التفاصيل والأسباب، واين اختفى ذلك المبلغ وغاب  بادر ورغم تفاهة وضآلة وتواضع ذلك المبلغ الشرير بتشكيل  (( لجنتين تحقيقيتين)) متخصصتين.. لتقصي خط سير ومصير هذا المبلغ المشاكس.. الذي ربما غافل حراسه.. وسار في الأتجاه المعاكس وهرب مثل اللصوص واللئام من (صنـــدوق التنميــــة) تحت جنح الظلام ليفجر باختفائه عاصفة من التساؤلات واعاصير من الاتهامات والملايين من علامات الاستفهام .
وعلى الرغم من ( جديــــة)  رئيس البرلمان في تقصي خط سير ذلك المبلغ الهارب السائب الجبان الذي ربما نفذ جريمته (( الشنـــعاء)) السوداء بالتعاون مع جهات مجهولة.. تستخدم كالعادة سيارات مجهولة ولديها حسابات مصرفية مجهولة، بأرقام سرية مجهولة.. في بنوك ومصارف مجهولة.. وفي دول مجهولة.. ووفق صكوك وتحويلات مجهولة ليهرب.. او ليتم تهريبه الى جهة مجهولة.. تماماً مثل الجثث المجهولة التي تكون دائماً ضحايا لمجاميع مجهولة، فأن التحقيقات ربما سوف تبقى ايضا مجهولة.. لأن نتائجها ربما لن تفضي الا الى دوامات وحقائق مجهولة.
ورغم تلك الدوامات والتقاطعات والتداخلات الا ان رئيس البرلمان ملؤه الأصرار على مواجهة التحديات والأخطار.. والسعي لكشف الحقائق و الأسرار ومعرفة مصير هذا المبلغ الضائع المتواضع بالتعاون مع وزارة المالية وهيئة الرقابة المالية، واللجان البرلمانية، رغم انه استدرك (( بأطمئنان))  واتزان وبمشاعر تفاؤلية حول مصير هذه الأموال الوطنية موضحا ومبينا ومستدركا ومخففا من وقع الصدمه  (( بالتأكيد هي مصروفة بأتجاه معين.. لكنها لم تظهر لدينا في الحسابات)) اما لماذا لم تظهر في الحسابات فلا احد يدري من البرلمانيين والبرلمانيات ومن المدققين والمدققات ومن الاختصاصيين والاختصاصيات .
ومع ذلك فأن علينا ان نطمئن الى ان مجلس النواب سوف يناقش كل الاسباب و يطرق جميع الأبواب.. وفي جميع الأحوال سوف يحقق في مصير هذه الأموال، اما متى سوف تظهر نتائج هذه التحقيقات.. فربما لن يعرف ذلك الا المنجمون والمنجمات والا السحرة والساحرات ان كان  مصيرها سيكون  مصير ما سبقها من القضايا والتحقيقات!
ان هذا المبلغ الضائع التمواضع البالغ اربعين مليار دولار، ربما يكون لصغر حجمه قد سقط (( سهواً)) وبحسن نية، تحت مكتب مسؤول هنا او هناك.. او نسيه موظف مهمل في درج منضدته لأننا لو قسمناه الى (( شــدات )) وبلغة السوق الى (( دفاتــــر دولاريــــه )) قيمة كل  دفتر  عشرة آلاف دولار.. فأنه سيكون بحجم (( 4,000,000)) اربعة ملايين شدة، وعلينا ان نحاول التخيل كم   سوف نحتاج لنقل هذه الكمية المتواضعه من الأموال من الشاحنات والرجال !
اما لو حولنا هذا المبلغ الى شريط طولي.. وقمنا بلصق الدولارات واحداً بالآخر ونظراً لكون طول الورقة النقدية من فئة الدولار تساوي(( 15,5)) سم فأن كل متر سوف يساوي سبعة دولارات..وكل كيلو مترسوف يساوي سبعة الاف ورقه فئة دولار واحد اي اننا سوف نحصل من عملية لصق ((40))مليار دولار على شريط من الدولارات طوله (( 5,714,285 كم )) خمسة ملايين وسبعمائه واربعة عشر الفا ومائتان وخمسة وثمانون كيلو مترا من الدولارات.. اي ما يعادل شريطاً يغطي المسافة بين بغداد ومحافظة نينوى البالغه 400 كم (( 14285))  اربعة عشر الفا ومائتين وخمسة وثلاثين مرة.. اما لو فرشنا شريط الدولارات من محافظة نينوى في اقصى الشمال.. الى محافظة البصرة في اقصى الجنوب مروراً بالعاصمة بغداد والتي تبلغ مسافتها بحدود الألف كيلومتر.. فأننا سوف نحصل على حزام من الدولارات المتصلة يلف المسافة بـــ ((5714)) خمسة الاف وسبعمائه واربعة عشر مرة ولو نثرنا هذا المبلغ على العراق كله ربما سيغطي كل مساحة العراق ويزيد !
لذلك.. لن نستغرب من ضياع هذا المبلغ.. واختفائه بهذا الشكل المفاجئ نظرا لصغر حجمه !
اما لو وزعنا هذا المبلغ على ذوي الدخل المحدود.. الذين لا يملكون دار سكن.. وبواقع (100,000 $) مائة الف دولار لكل عائلة لشراء دار متواضعة في احدى المناطق الشعبية فأن هذا المبلغ المتواضع الضائع سيكفل توفير دور سكن لـ (400,000) اربعمائة الف عائله  !
و لو وزعنا هذا المبلغ على العاطلين عن العمل وبحدود عشرة آلاف دولار للعاطل الواحد لشراء سيارة اجرة يوفر من خلالها لقمة العيش لأطفاله.. فأننا نوفر بهذا المبلغ الذي ما يزال مصيره مجهولاً فرص العمل لـ "4,000,000" اربعة ملايين عاطل.
اما لو صرفنا هذا المبلغ الضائع، لأعداد وجبة طعام عالمية لكل الشعوب الآسوية والأفريقية والأمريكية والأوروبية والأسترالية قوامها ((لفة فلافل وعمبه من مطعم فالح ابو الفلافل الشهير في بغداد الجديده مع قنينة مياه غازية ))،  و بكلفة دولار واحد للوجبة الواحدة، فأننا سنتمكن من توفير ستة وجبات طعام لكل فرد من سكان العالم البالغ تعدادهم ستة مليارات انسان.. وسوف يتبقى لنا فائضاً مالياً قوامه اربعة مليارات دولار لوجبة شاي و كبتشينو وقدح من القهوه  بعد هذه الوجبات الشعبيه الدسمه .
ولو وزعنا هذا المبلغ المتواضع والذي يعادل ميزانية اربعة دول عربية مجتمعه خلال عام كامل وهي ( سوريا والاردن واليمن والبحرين   ) على الشعب العراقي كله لاصبح نصيب كل فرد  ( 1600 $) الفا وستمائة دولار اي ان نصيب العائله المكونه من خمسة افراد سيكون ثمانية الاف دولار اما حصة العائله المكونه من عشرة اشخاص فسيكون ( 16000 $ ) سته عشر الف دولار .
كذلك فقد كان بامكان المسؤولين الحريصين النزيهين النبلاء الامناء الاتقياء  بناء اربعين برجا من اعلى واغلى واحدث الابراج في العالم كبرج دبي الذي يمثل اعلى  واحدث برج في العالم بارتفاع يصل الى 828 متر وبكلفة بناء بلغت مليار دولار فقط  وتدعي بعض التقارير الاعلاميه انه يتسع لمائة الف شخص تقريبا ولو صدقت هذه الادعاءات فان بامكاننا ان نوفر اروع واغلى واحدث سكن لاربعة ملايين انسان فيما لو وظفنا هذا المبلغ الضائع في عملية بناء اربعين برجا مثل برج دبي .
وبما ان القوانين المالية، والضوابط الحسابية، والرقابة المالية.. والرقابة البرلمانية والأساليب العلمية لم تفلح كلها في العثور على تلك المبالغ المليارية 
 
فأننا نقترح اما اللجوء الى (( الفــــوال )) او تنظيم حملة عمل شعبي للبحث عن هذه الأموال.

405
مشاكسة
شـــعوب ( بطرا نـــــــــــــه )
وحكومـــات ( تعبانـــــــــــه )

مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

        كشفت الانتفاضات والثورات والمسيرات والتظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات التي اجتاحت معظم العواصم  والجامعات والمدن والشوارع والساحات والمؤسسات والمجتمعات العربية عن حجم الخلل وطبيعة الامراض والعلل وانعدام الثقة وغياب لغة التفاهم المشترك بين تلك الشعوب ((البطرانـــــة)) وبين حكوماتها الثورية التاريخية التقدمية النهضوية الديمقراطية الاشتراكية الحيوية  (( التعبانــــه )) .
      فهذه الشعوب ((البطرانة))   ناكرة الجميل تريد من حكوماتها ( التعبانة ) كل شيء فرص العمل اللائقه  والاجور المجزيه , والخدمات, والضمانات والامن والاستقرار ,والسلام والماء والكهرباء والطعام   وحرية التعبير والكلام والبطاقة التموينية والوحدات السكنية في وقت بذلت فيه بعض تلك الحكومات الثورية والبرلمانات التقدمية والرؤساء التاريخيون والقادة المناضلون اقصى جهودهم في  العمل الشاق على جبهتين ملتهبتين جبهة الوعود والعهود والخطب الحماسية   والبرامج الخيالية والستراتيجيات الفضائية والشعارات الثوريه التي لو تحقق  1%  منها  على ارض الواقع لسبقت الدول المعنيه كل  الدول الاوربيه بمائة سنه ضوئيه  .
      اما  الجبهة  الثانيه وهي الاهم فهي جبهة الاستحواذ المنظم من قبل بعض القادة الثوريين والرؤساء التأريخيين والمسؤولين الديمقراطيين وعوائلهم  على الاموال العامة وعلى المصالح العامة وعلى الوظائف العامة وعلى الثروات العامة وعلى الممتلكات العامة وتحويل ذلك كله الى ارصدة عائلية في البنوك والمصارف الاجنبية خدمة للقضايا ( المصيريه )  حتى امسوا يمتلكون كل شيئ  في حين لا يمتلك الفقراء والمعدمين وعموم الشعوب اي شيئ في وقت تنص فيه جميع الدساتير الثورية والرجعيه التقدميه والدكتاتوريه الرأسماليه والاشتراكيه الديمقراطية والقمعيه على ان الشعوب هي مصدر السلطات وصاحبة الثروات ومع ذلك فانها في معظم الدول لا تملك اي شيئ بينما يمتلك القاده والرؤساء كل شيء مما فاقم من ازمة الثقة بين الحكام والمحكومين ووسع المسافة بين المسؤولين الثوريين وبين المعدمين  المشاغبين (( البطرانين )) الذين لم تشبع بطونهم اطنان الوعود والشعارات ولا الخطب الحماسية والبيانات فنظموا الاف التظاهرات والاعتصامات مطالبين بفرص العمل وبرغيف الخبز وبالخدمات وبالاصلاحات وبالتوزيع العادل للثروات . 
       المشكلة  الحقيقيه تكمن في ان بعض القادة الثوريين والرؤساء التاريخيين وبعض الاحزاب الحاكمة والاجهزة السلطوية العائمة تتوهم ان الشعوب بمنتهى السذاجة والبلاهة والغباء وانها هي وحدها صاحبة الفطنة والعبقرية والذكاء وان بامكانها ان تسوق كل فسادها وفشلها وخيباتها وسرقاتها على المعدمين والفقراء تحت الشعارات الثورية الفضفاضة الحمقاء في وقت اثبتت فيه الحقائق والوثائق والوقائع والاحداث ان الشعوب وحدها هي منبع ومنجم الفطنة والحكمة والقيم والذكاء و انها ان صمتت او امهلت او كابرت او تحملت وصبرت فانما تفعل ذلك بمنتهى العزة  والكبرياء وبارفع معاني الشرف والاباء لانها تدرك جيداً طبائع واخلاق وقيم وامكانات الحكام والمسؤولين وتعلم علم اليقين من هم المخلصين ومن السارقين ومن الصادقين ومن المخادعين ومن الاكفاء ومن الفاشلين ومن النزهاء ومن المتاجرين ومن الذي يتاجر بالشعارات ومن الذي يحافظ على الامانة ويصون الثروات.
       ولعل ما يثير الهزء والسخرية والدهشة والتساؤل ان ينبري هذا المسؤول الرفيع   او ذاك في هذه الدولة او تلك وهو الذي يمسك بين اصابعه بمقاليد الامور بالتاكيد بمنتهى الحبور في خطبة الحماسية وفي بياناته  الثورية وفي مؤتمراته الصحفية على وجوب النهوض بالخدمات ومعالجة المشاكل والاخفاقات والتوزيع العادل للثروات ومواجهة البطالة والتحديات والارتقاء بمستوى   المعدمين والفقراء دون ان يسأل نفسه ان كان وهو  المسؤول الرفيع يطالب بتحقيق ذلك كله وبين يديه الثروات والصلاحيات والاوامر والمسؤليات  فمن الذي سوف يحققه ومن المسؤول عن تحقيقه؟؟ اليس هو وبقية المسؤولين ام انه يطلب من الشعب الذي اوكل له مصيره وثرواته ومصالحه وحقوقه ان يحقق ذلك بنفسه .
       والاهم اذا كان كل  ذلك يجب تحقيقه لماذا لم يحققه وهو المسؤول الرفيع  والثوري الوديع ام انه يحاول بذلك تسويق اعمق انواع الغباء بين اوساط المعدمين الاذكياء الذين يلاحظون ويراقبون ويتابعون بلا شك العلاقة الطردية في المعادلة المأساوية ممثلة  بازدياد ثراء المسؤولين بسرعة جنونية وتضاعف معاناة الفقراء والمعدمين بسرعة جنونية وما بين طرفي هذه المعادلة غير المنصفة وغير العادله  تتحول الاموال العامة  والممتلكات العامه والوزارات والمؤسسات العامه والعقود العامه والصفقات العامه والسيارات العامه الى اقطاعيات خاصة وتبعا لذلك تتهاوى الخدمات وتتضاعف الازمات  وتتناسل التحديات  ويهوي الفقراء تحت   مستوى خط الفقر بالمئات !
       في الوقت نفسه ينبري مسؤول رفيع اخر في هذه الدولة او تلك بدعوة العباد لشن حرب لا هوادة فيها على الفساد دون ان تشمل تلك الحملة بالذات اسرته واقاربه وامواله وممتلكاته وشركاته وارصدته  التي ربما تتجاوز عشرات المليارات التي جمعها بسرعة فضائيه بارفع صيغ (( الامانه والنزاهة الوطنيه )) دون ان يسمح لاحد ان يتعرف على مصادرها الحقيقيه    ومع ذلك يواصل  تسويق الشعارات الثوريه حول النزاهه والامانه الوطنيه ولعل احداث تونس ومصر و(( الجماهيريه )) سوف تكشف حقائق  مذهله حول النزاهة القياديه في الحفاض على الامانة الوطنيه   
        على الصعيد نفسه فان من المثير للدهشة والاستغراب ان يلجأ زعيم او رئيس او مسؤول او قائد قوى سياسية لها حصة الاسد في الحكومة  و البرلمان في بعض البلدان الى دعوة الجماهير الابية للمشاركة في الاحتجاجات الجماهيرية ضد الحكومة ((الديمقراطيه )) للمطالبة بالخدمات وبالاصلاحات وبحل المشاكل والازمات دون  ان يسأل نفسه مالذي يفعله ممثلو حزبه في الحكومة والبرلمان وان كان ضد هذا الخلل الخطير والتقصير الكبير لماذا لا ينسحب من الحكومة ومن البرلمان ولماذا لا يحاسب الحكومة والبرلمان ولماذا لا يعمد الى تثوير الحكومة والبرلمان ويطالب بالعدالة وبالمساواة و بحقوق الانسان ؟؟

واخيرا ياايها المعدمون و الفقراء اشكروا القاده والمسؤولين والرؤساء لانكم ما زلتم تتنفسون مجانا الهواء وتفترشون الارض وتلتحفون السماء.

406
مشاكسة
فقـــــــراء
 المنطقـــــة الخضـــــــراء

مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

        فجأة وبدون سابق انذار انطلقت الزغاريد من بيت جارنا ابو يوسف, ومع تلك الزغاريد تسابقت اقدام النساء الفضوليات نحو ابواب منازلهن  وكأنهن في ماراثون دولي  لاستطلاع الخبر السعيد قبل غيرهن  بينما ابطأ الرجال في الخروج لمعرفة اسباب وكوامن ودوافع  هذه الافراح العائلية.
      وخلال لحظات ارتسمت الالاف من علامات الاستفهام  بين النسوة حول ماهية ((الحدث السعيد)) الذي اشعل مهرجان ( الهلاهل ) و الزغاريد    .
      وقبل ان تقرر النسوة الفاضلات الحريصات على مشاركة بعضهن في جميع المناسبات تشكيل وفد نسائي رفيع لزيارة ام يوسف وتقديم اعطر التبريكات والتهاني والتعبير عن اصدق التمنيات والاماني انفجرت التوقعات واشتعلت التكهنات والتصورات والافتراضات .
      احداهن رأت ان السبب الرئيسي لهذه الزغاريد العالية عودة الابن الاكبر  ( يوسف ) من السويد بعد غربة وهجرة استمرت خمس سنوات حاملاً ما لذ وطاب من بلاد الاغراب ليدخل بها البهجة والافراح لقلوب الاهل والاحباء .
     لكن ( خبيرة اجتماعية ) اخرى استبعدت ذلك الحدث السعيد كونها لم تسمع صوت محرك أية سيارة تقف في باب الجيران  بالاخص وان اذنيها ادق من اجهزة تنصت المخابرات المركزية الاميركيه وعينيها أدق من اجهزة تصوير الاقمار الصناعيه  مضيفة بخبراتها التقنية وكأنها المدير العام للاتحاد العالمي للنقل الجوي بان مواعيد وصول الطائرات الاتيه من السويد لا تكون قبل الثانية عشر ليلاً بالأخص وان معظم اقربائها هناك وكلما قدموا الى العراق بعد طول الفراق فان مواعيد وصولهم لا تكون الا بعد منتصف الليل.
       جارة اخرى توقعت ان تكون اصوات الزغاريد ابتهاجاً بخطبة ابنتهم رشا مما دعا جارة اخرى الى التعبير عن غضبها واسفها واتهامها لام يوسف بعدم الوفاء ان كان الخبر صحيحاً لانها لم تخبرها بذلك خلال جلسات النميمه النسائية اليوميه . 
        اما ام كوركيس فقد تفتق توقعها عن ان  زوجة الابن  الاوسط لأم يوسف وهي حامل في شهرها السابع ربما تكون قد انجبت لكن جارة اخرى سارعت لنفي الخبر لانها شاهدت الزوجة الحامل صباحاً وهي تقوم بنشر غسيلها على سطح الدار.
       اما خبيرة الاتصالات النسائية التي لا تفتها شاردة او واردة فقد رأت بخبرتها الميدانية ان سبب هذه الزغاريد ربما يكمن في حصول ابو يوسف على قطعة ارض سكنية من مديرية البلدية  .
     وبينما انهمكت النسوة في اقتراح نوع الهدية الجماعية التي لا بد ان يسرعن   بشرائها وزيارة ام يوسف مساء اليوم نفسه للتهنئة و التبريكات وتقديم الهدية والتمنيات والوقوف على سر الحدث السعيد في ذلك اليوم المجيد كنا نحن الرجال  قد اتخذنا قرارنا فأبا يوسف   
   صديقنا وجارنا وحبيبنا ولابد ان نقف الى جانبه في هذه المناسبة السعيدة والفريده  وان نشاركه افراحه وان نعبر له عن مشاعرنا بهذا الحدث السعيد المجيد الذي لم نكن نعرف كنهه بعد.
    طرقنا الباب واستقبلنا ابو يوسف باجمل مشاعر المحبة والترحيب وقادنا الى صالة الاستقبال وهو يبتسم كمن قد توقع مقدماً سبب الزيارة.
بعد ان جلسنا ... وقبل ان يقوم بواجب الضيافة بادره احدنا : الف الف مبروك ابو يوسف والله فرحنا لكم من القلب وكان عليك اخبارنا قبل الان لنصطحب معنا هدية  تليق بكم وبالمناسبة.
قبل ان يجيب بادره اخر : والله لقد فوجئنا باصوات الزغاريد وثق بان فرحكم هو فرحنا وان مناسبتكم هذه هي مناسبتنا.
اجابه ثالث : اخي ابو يوسف ان شاء الله كل ايامكم افراحاً ومسرات.
اما الرابع فقد تساءل :
   *هل عاد يوسف من السويد؟
•   كلا
*هل رزقت المحروسة بطفل
•   كلا
*هل تمت  خطوبة رشا ؟
•   كلا
*هل حصلت على قطعة ارض سكنية من البلدية؟

•   كلا
     اذا  ما سبب فرحة وزغاريد ام يوسف قل لنا ولا تتركنا مذهولين لنشارككم الفرحة.
عندها ابتسم ابو يوسف بفرح واجاب : اليوم يوم عيد  ..اليوم .. يوم سعيد .. اليوم  .. يوم فرح ومرح .. اليوم .. يوم تاريخي مجيد اليوم ...يوم فريد لان ما حصل اكبر واهم وابرز واوسع واعمق من كل ما ذكرتمونه.
        تابع ابو يوسف وسط ذهولنا  : اليوم حققت كل امالي وطموحاتي العائليه وامنياتي الشخصيه   اليوم حصلت على حقوقي كاملة من الثروة الوطنية.
    وسط  تعجبنا ودهشتنا من هذا الذي يقوله ابو يوسف غادرنا الرجل مسرعاً ليأتي بعد لحظات حاملاً بين احضانه ((خمسة قناني بلاستيكية مملوءة بمادة زيت الطعام))                وضعها على المنضدة   ليشاهدها الجميع.
    وقبل ان نسأله ما هذا اجاب :
هذه حصتنا من البطاقة التموينية لهذا الشهر فبعد ان كنا نستلم في زمن الدكتاتوريه شهريا  اكثر من عشرة  مواد اصبحنا في زمن الديمقراطية نستلم مادة واحدة  فقط.
     وتابع ابو يوسف : لقد تفاجأت ام يوسف عند عودتي من وكيل المواد الغذائيه  بان حصة كل فرد من العائلة هي علبة زيت واحدة فقط  وعليه ان يعيش عليها شهرا كاملا ولا يتناول خلال هذا الشهر في وجبة الفطور الا ملعقة زيت صغيرة واحده  ومثلها في الغداء  واخرى في العشاء  فاطلقت زغاريدها السعيدة ابتهاجا  بهذه الفرحة المجيدة وبهذه الانجازات التموينية  الرائعة الفريدة التي حققتها حكومتنا الرشيده  وقبل ان نعلق على ما حدث واصل ابو يوسف تعليقاته الللاذعة قائلا :
        سوف اتبرع بهذا الزيت لفقراء المنطقة الخضراء لعل احدهم يحس بمعاناة المعدمين والفقراء في المناطق السوداء .
 


407
مشاكسه
ثــــــروة الرئيــــــــــــس

مال اللــــــــه فــــــــرج
malalah_faraj@yahoo.com


 

تبقى رواتب ومخصصات وثروات القادة الثوريين والرؤساء التاريخيين في الدول النائمة من اخطر واهم وابرز الاسرار الوطنية الستراتيجية التي تمثل خطاً احمراً لايجوز لاحد الاقتراب منه او التعرف عليه او حتى محاولة توقع حقائقه المخفيه ، لانه وفق الدوائر الامنيه والمخابراتيه  يرتبط بالامن الوطني والقومي وبمصالح البلاد العليا مما يتطلب ان تبقى هذه الاسرار الوطنيه بالغة الاهميه طي الكتمان دائما , ولعل زلزال تونس الذي اطاح بإبن علي وبركان مصر الذي مازال يهز بعنف كرسي الرئاسة قد كشفا حقائق مذهلة عن الثروات ( المتواضعـــــــــة ) للرئيسين وعائلتيهما في وقت تتراكم فيه الديون الخارجية لبلديهما من جهة، ويتهاوى الملايين تحت مستويات خط الفقر في بلديهما من جهة اخرى ويعيش عشرات الملايين تحت وطأة هذه الانظمة الديمقراطية التي  تنادي بالديمقراطيه وترفع شعارات الديمقراطيه وتتنفس الديمقراطية وتأكل الديمقراطية وتشرب الديمقراطية وتتاجر بالديمقراطيه دون ان يستطيع الفقراء والمعدمين والجياع تذوق الطعم الحقيقي لهذه الديمقراطية  العجيبة الغريبة الفريدة التي تحولت في الدول النائمة والعائمه والغائمه الى ديمقراطية الرؤساء في سرقة الفقراء و في اضطهاد الشعوب و ملأ الجيوب.

       وقبل ان ندخل بوابة ثروة الرئيس المصري حسني مبارك التي قدرتها اجهزة الاعلام المختلفة بين ( 55 ــ 70 ) مليار دولار، في الوقت الذي تعاني فيه مصر من مديونية خارجية بلغت (  24 ) مليار دولار لابد من التوقف في محطة طريفه خفيفة   لطيفة مشابهة، تلك هي ثروة احد الاثرياء العرب المعروفين !

        فعلى احد المواقع الالكترونية الطريفة الظريفه بادر احد المتابعين الحاسدين لهذه الثروات المتواضعة  بصياغة احصائية طريفة لثروة (الوليد بن طلال) البالغة   ثلاثون مليار دولار وفق تأكيد  ذلك المتابع الحاسد .

       يقول ذلك القارئ المتابع والمحلل الرائع في حقائقه الحسابية وتحليلاته الذكية :
(هل تصدق ان امبراطورية ثروة الوليد تبلغ كما قرأت مؤخراً ( 30 مليار دولار ) ولكي تعد (  أي تحسب ) من واحد الى مليار وعلى اعتبار ان العدد الواحد يستغرق منك ثانية واحدة فقط لعده فإنك تحتاج الى ( 32  ) سنة متواصلة بلا توقف للانتهاء من العد !

       وان هذه الثروة البالغة ( 30 ) مليار دولار تعادل( 112 ) مليار ريال سعودي ولتسهيل هذه المهمة سنعتبر ان هذه الثروة تساوي ( 100 ) مليار ريال سعودي فقط.

       ولو قمنا بتحويل هذه الثروة الى ريالات واردنا عد هذه الريالات البالغة ( 100 ) مليار ورقة بحيث يستغرق عد الريال الواحد ثانية واحدة فقط فإننا سوف نحتاج الى (3215) سنة متواصلة ليل نهار بلا توقف ولو لثانية واحدة لكي ننتهي من عد آخر ريال في ثروة الوليد.

        ولو قمنا ب (رص) هذه المائة مليار ورقة فوق بعضها على اعتبار ان (سمك) الريال الواحد يساوي (0,1) ملم تقريباً فإن ارتفاع ثروة الوليد سيبلغ عشرة الاف كيلومترا  فقط، اي مايعادل  المسافة بين القاهرة والاسكندرية مضروبة في (40) مرة.
 
      ولو قمنا بــ (رص) هذه الـ ( 100 ) مليار ورقة بجوار بعضها عرضياً، اي وضع ريال الى جانب ريال وعلى اعتبار ان عرض الريال الواحد يساوي  (6 ) سم تقريباً فإن طول هذه الثروة سيبلغ  ( 6 ) مليون كيلومترا فقط، اي مايعادل المسافة بين الارض والقمر (15) مرة حيث ان المسافة الحقيقية بين الارض والقمر هي ( 400 ) الف كم تقريباً.

       ولو قمنا بوضع هذه المائة مليار ورقة في رزم، وكل رزمة تتكون من مائة الف ورقة فإن عدد الرزم المطلوبة سيكون مليون رزمة على اعتبار ان حجم الرزمة الواحدة يساوي ( 81 ) الف سم مكعب اي مايعادل ( 81  ) الف متر مكعب فقط، ولاستيعاب هذه المليون رزمة نحتاج الى خزانة هائلة طولها وعرضها وارتفاعها حوالي  ( 43 ) مترا مكعبا تقريباً اي اننا نحتاج الى (1265) غرفه لاستيعاب هذه الثروة طول وعرض وارتفاع كل غرفة ( 4  ) امتار مكعبه فقط .

        من جانب اخر فإن الوليد بن طلال لو وزع ثروته على كل سكان الارض البالغ عددهم ( 6 ) مليار شخص تقريباً فإن كل فرد من العالم سوف يحصل على (16) ريال ونصف اي انه يستطيع ان يعطي لكل فرد من سكان العالم مصروفاً يومياً يساوي ريال واحد لمدة 16 يوماً.

         واذا افترضنا ان الراتب السنوي للموظف العادي هو بحدود (16) الف ريال سعودي، فإنه لكي يصل الى ثروة الوليد فإنه يحتاج الى تجميع كل رواتبه لمدة (6) مليون سنة اي 60 الف قرن من الزمان اي منذ عهد آدم عليه السلام وحتى الان بشرط ان لاينفق مليماً واحداً خلال هذه القرون حتى يستطيع ان ينافس الوليد بن طلال.

        ولكي تستطيع في سنة واحدة ان تصبح (وليداً) آخر فإن مرتبك يجب ان يكون (5000) خمسة آلاف جنيها مصريا في الثانية.

        اما اذا قمنا بربط ريالات الوليد طولياً ببعضها البعض فإننا سوف نحصل على (حزام) نستطيع ان نلف به الكرة الارضية بأكملها (330) لفة فقط حيث ان محيط الارض هو (40800) كم.

       بذلك فإن ثروة الرئيس مبارك التي تقدر وفق اجهزة الاعلام الامبرياليه الاستعماريه الحاقده بـ (60) مليار دولار لو وزعت على جميع سكان الارض فقراء واغنياء مسؤولين ومعدومين عمالاً وفلاحين فإن حصة الفرد الواحد منها سيكون (10) دولارات ، اما لو قمنا بتحوبلها الى ريالات سعوديه  وربطها حول الكرة الارضيه على شكل حزام فإننا نستطيع ان نلف به الكرة الارضية بأكملها (660) لفة.

     اما لو وزعناها على كل شعب مصر وهو بحدود (80) مليون انسان.. فسوف يحصل كل مواطن على (750) دولاراً... اما لو وزعناها على عشرة ملايين مصري عاطلين عن العمل فستكون حصة كل عاطل منهم (6000) سنة آلاف دولار .

وعين الحسود بيها الف عود.



408
مشاكسة
حكـــــــــام
ملتصقــــــــون بكراســـــــيهم
مال الله فرج
Malalah_fara@yahoo.com

تجاوزت  حالة الاحتقان السياسي في هذه المنطقة الحيوية من العالم درجة الغليان, 
لتعبر عن نفسها بانفجارات جماهيرية مدوية, وبزلازل سياسية عنيفة هزت تونس ومصر بقوة ورفعت درجة الغليان في الجزائر والاردن واليمن مهددة بامتداد حرائقها الى دول اخرى وحكومات اخرى والى المدن والشوارع  والساحات بالاخص وان اسبابها وعواملها ما تزال تواصل تفاعلاتها  وافرازاتها على مختلف الجبهات والمستويات  فلا الجياع شبعوا ولا العاطلين توظفوا ولا الفقراء والارامل واليتامى انصفوا ولا العاطلين والخريجين وجدوا فرص العمل  ولا الفاسدين ردعوا ولا الاصلاحات نفذت ولا الثروات الوطنية وزعت ولا الازمات حلت ولا الوعود تحققت ولا الحقائق على الشعب عرضت ولا الشعارات البراقه الى اعمال حقيقية  ترجمت.
         لذلك فان افرازات الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيريه  و الانفجارات السياسية في الوقت الذي اطاحت فيه بالحكومات واسقطت الوزارات  وفضحت الفساد والاختلاسات جاءت لتؤكد ان ((زمن الانقلابات)) العسكرية الذي كثيرا  ما كان يبشر بولادة  (( القادة التاريخيين الثوريين المناضلين )) قد ولى وان زمن الانتفاضات الشعبية وثورات الجياع  والفقراء والمعدمين والعاطلين بات يطرق الابواب ويلهب حماس الشيوخ والنساء والشباب بالاخص بعد ان تحولت ((الديمقراطية)) على ايدي بعض الحكام الثوريين والرؤساء المناضلين والقادة التاريخيين الى تجارب مختلفة والى انماط متباينة والى صيغ وقيم يتم تفصيلها وفق مقاسات  وامزجة ورغبات واتجاهات وهوايات واختصاصات وارادات هذا الحاكم او ذاك.
       ففي الوقت الذي رأى فيه اليونانيون القدامى ( الديمقراطيــــه ) بانها حكم الشعب فان بعض الحكام الثوريين وبعد الاف السنين  بادروا بتطويرها واغنائها وتحسينها وتثويرها واعادة هيكلتها وتفصيلها لتغدوا أشبه  بثوب مصنوع من قماش مطاطي مثل  ((الستريج)) قادرة على سد جميع الاحتياجات و تلبية جميع القياسات والاذواق والرغبات والهوايات والاتجاهات والسياسات وبذلك فقد نجح هذا القائد الثوري في تحويل الديمقراطية من حكم الشعب الى اضطهاد الشعب بينما حولها حاكم تأريخي اخر الى سرقة الشعب ورابع حولها الى ارهاب الشعب وخامس ترجمها بركوب  ((ظهور الشعب)) اما القاسم  المشترك لجميع هذه (( المدارس الفلسفية )) والتجارب الثورية والاشراقات النضالية والاغناءات العبقرية والالهامات التاريخية للديمقراطيه  فقد كانت في (( الالتصاق المصيري الثوري العقائدي النضالي المجيد على كراسي الحكم )) سواءاً من خلال تشكيل احزاب السلطة الثورية التقدمية النضاليه  التي تتلخص  اهدافها وستراتيجياتها وأعمالها ونضالها في تجميل وجوه الحكام والرؤساء وتأمين الاغلبية المطلقة لهم في اية عمليات استفتاء  او انتخابات  ديمقراطية وفق ارفع المعايير الدولية سواءا بالترهيب او بالخداع والترغيب لاعادة  انتخاب اولئك   
       القادة الثوريين مرة ومرتين وعشره و مدى الحياة بنسب لا تقل عن ((  90%  )) او من خلال تعديل الدساتير وجعل مدة الرئاسة مفتوحة الى مالانهاية أو من خلال اقرار التشريعات  الثورية الديمقراطية التقدميه  الشفافة والنزيهة التي تتيح للقائد التاريخي ممارسة مهامه التاريخية والامساك بقوة بكل المفاتيح الاساسية للبلاد والعباد.
      فالرئيس او القائد او الحاكم في بعض الانظمة الثورية التقدمية الديمقراطية الشفافة هو كل شيئ فهو رئيس الدولة واحياناً رئيس الوزراء وهو رئيس الحزب او امينه العام والقائد العام للقوات المسلحة وهو رئيس مجلس قيادة الثورة وهو العبقري  السياسي الاول في البلاد والعبقري الاقتصادي الاول والحاكم العادل الاول وقائد التنمية الاول وبطل مسيرة الاعمار الاول وخبير التكنولوجيا والعلوم  الاول والعالم والباحث والمصلح الاجتماعي الاول والمثقف والاديب الاول والرياضي الاول والفارس المغوار الاول والمؤمن الاول والبطل الاول وصانع التأريخ الاول و بالطبع لابد ان يكون المصون الاول والغني الاول والامر الناهي الاول  وبذلك لا بد ان يبقى  ذلك الرئيس العبقري الوحيد العنيد الشجاع الصنديد والفارس العتيد الذي لا يمكن ان تجود بمثله الايام ملتصقاً على كرسي الحكم لمائة عام.
       وبعيداً عن التشكيك بنزاهة الحكام وامانة الرؤساء ووطنية القادة ونقاء الزعماء لابد من الاعتراف بحقوق الشعوب في الحرية و في الحياة وفي ابسط الاحتياجات اليومية وفي مقدمها رغيف الخبز والسكن وفرصة العمل والتوزيع العادل للثروات والمساواة في تقلد الوظائف وحرية التعبير وحق الاطلاع على حجم الايرادات و الثروات الوطنية ومصادرها الحقيقيه واوجه الصرف القانونيه فارادة الحياة هي ارادة التجديد  الى جانب الابداع والتطوير وفي تلمس لبعض جوانب الخارطة السياسية في المنطقة وتحولاتها وافرازاتها واتجاهاتها نجد ان بعض الحكام و القادة والرؤساء قد التصقوا فعلا على كراسي الحكم لعشرات السنين وبغض النظر  عن سياساتهم وعن ستراتيجاتهم وعن انجازاتهم وعن ملاحمهم وعن بطولاتهم وعن صولاتهم وعن ماثرهم وعن عبقريتهم التي لا تدانيها اية عبقرية اخرى وعن ذكائهم المفرط     
   الذي لايملكه غيرهم وعن قربهم او بعدهم عن شعوبهم فان  (( ديمقراطية الالتصاق بالكراسي )) امست الديمقراطية الاشد اثارة للغضب الشعبي و للاحتقان السياسي الى جانب  الفساد والاثراء غير المشروع ومصادرة الحريات وتبذير الثروات .
      الى ذلك فان من النوادر السياسية الساخنه التي انتقلت على المواقع الالكترونية باسرع من الضوء تلك التي تقول ان بعض الرؤساء عندما يقسمون اليمين الرئاسية لخدمة شعوبهم فانهم يقومون بطلاء كرسي الحكم بانواع نادرة من المحاليل اللاصقة ((الصموغ)) قبل جلوسهم عليها و التي تتيح لهم ((الالتصاق التام)) بكرسي الحكم مدى الحياة بكل ما يعنيه ذلك من انتهاك للحقوق وللحريات ومصادرة الثروات ونهب البلاد واستعباد العباد وتحويل الموارد والثروات والمؤسسات الوطنيه الى املاك وثروات شخصيه وما خفي من النوادر والطرائف اشد مدعاة للضحك وللبكاء معا .
         وشر البلية يعرفه الجميع  .                   

409
مشاكسه
أكاديميــــــــــة الفســــــــاد
مال اللـــــــه فــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

        اوقفني مشاكسه واستفزني  واثار مشاعري ودهشتي  النجاح الساحق الماحق الرائع الساطع الذي حققه بعض  مبدعــــــــو شعبــــــــنا الاماجـــــــــد ) خلال العام الماضي في احد ابرز واهم الميادين الحيوية للركائز الاقتصادية بعزيمة رجوليه وبارادة وطنية وبمثابرة حديديه  والذي سيشكل طفرة نوعية عتيده  مجيده في حياتناالجديده السعيده .
        نجاح وانجاز ومكسب  وملحمة ومأثرة وتفرد لم يحققه ربما من قبلنا اي شعب ولا اية دولة ولا اي نظام  ولا اية تجربة من التجارب الاشتراكية او الرأسمالية, الديمقراطية او الدكتاتورية, الملكية او الجمهورية, ذلك لان النمو في اي ميدان من ميادين الطاقة او الاقتصاد او الدخول الوطنيه  مهما بلغ من مستوى عال لا يمكنه ان يحقق وفق أعلى درجات الطموح خلال عام وفي مثل هذه الازمات الدوليه بالاخص في الميادين والقطاعات الماليه ، مهما شق طريقه الى امام، اكثر من 10% وفق افضل مقاييس الفرص المتاحة اما نحن ولتشهد الانسانيه وليشهد التاريخ منذ عصوره الحجريه ولغاية عصوره الحضاريه بأن ما حققناه وفي ظل ازماتنا الوطنيه والازمة الاقتصادية الدوليه  في عام 2010 برغم المصاعب والتحديات والصعوبات  يمثل قفزة نوعية بارادة فولاذية خرقت كل مبادئ  ومقاييس  العلوم والنظريات والتطبيقات والقوانين الاقتصاديه وان انجازاتنا الفريدة المجيده  تمكنت من التحرر من القيود الماليه ومن الجاذبية  الارضية لتحقق انطلاقة فضائية بنسبة اعجازية بلغت 300% مما اذهل العلماء والاصدقاء وأطاح بصواب وتوازن الحاقدين الاعداء .
        فقد تناقلت اجهزة الاعلام المختلفة بكل فخر واعتزاز واجلال واكبار تفاصيل الحدث الجبار ووقائع ومفردات هذا الانتصار الذي اثلج صدور الاصدقاء الاخيار واثار حقد الحاسدين الاشرار ممثلاً بتصريحات هيئة النزاهة العراقية التي اكدت وشددت واوضحت وزفت لنا وللعالم اجمع بشرى الزيادة التأريخية    لاعداد المحالين من موظفي المؤسسات الحكومية الى المحاكم بتهم الفساد  حيث بلغت في عام 2010   ثلاثة اضعاف الاعداد المسجلة في عام 2009 اذ  سجلت الهيئة لغاية كانون الاول/ 2010 اكثر من سبعة الاف مطلوب بينهم (234) بدرجة مديرعام فاعلى وتمت احالة (2523) متهماً بقضايا فساد مختلفة بينهم نحو (193) موظفاً بدرجة مدير عام فاعلى و(115) من مرشحي الانتخابات المناضلين الاحرار الذين قدموا  وثائق محوره و شهادات مزورة.
         واعلنت الهيئة ان قيمة الفساد المالي الذي شهده العراق عام 2010 تجاوزت المليار دولار حيث تمت ادانة (709 ) من المسؤولين بينهم (75) مسؤولاً بدرجة مدير عام و (9) بدرجة وزير من مجموع (874) تمت احالتهم الى المحاكم بقضايا الفساد واوضحت هيئة النزاهة ان قيمة المبالغ التي طالها الفساد من اموال البلاد و العباد بلغت  خلال عام 2010 تحديداً تريليوناً و (135) مليار دينار منها 4% جرائم رشوة و 18% جرائم اختلاس و22% جرائم اضرار باموال الدولة و 37% جرائم تزوير منوهة بوجود اكثر من (1400) مطلوب بالفساد  .
       ان مبلغ جرائم الفساد البالغ ترليوناً و (135) مليار دينار الذي  تم اختلاسه بارادة وعزيمة وشجاعة وفروسية وبطولة نخبة مميزة  من الموظفين (الخيرين) النزيهين العفيفين الشرفاء الافذاذ الابطال الميامين  المناضلين  جدير بان يجعلنا نقف عنده طويلا  لانه يمثل (اضافة نوعية) لاقتصادنا الشامخ الذي يحث الخطا سريعاً الى المستقبل لنرى بنظرة سريعة مالذي كان بامكان الفقراء والمعدمين والجياع والارامل والمعوقين واليتامى والعاطلين عن العمل فعله بذلك المبلغ المتواضع الضائع المتواضع لو كان بين ايديهم .
1. لو منحنا كل خريج عاطل عن العمل مبلغ  خمسين مليون دينار للبدء بمفرده او مع عدد من زملائه ببناء مشروع انتاجي خاص  ينقذه من البطاله لوفرنا بذلك المبلغ (22,700) اثنين وعشرين الفاً وسبعمائة فرصة عمل للعاطلين من خريجي المعاهد والجامعات .
2. لو قسمنا ذلك المبلغ الضائع على العوائل المتعففة التي لا تملك دور سكن لها  والتي يسكن معظمها الخيام او الاكواخ الطينيه وفق حصص متساوية مقدار كل حصة مائة مليون دينار لشراء دار متواضعة في المناطق الشعبية لوفرنا الدور السكنية لــــ   (11,350) احد عشر الفاً وثلاثمائة وخمسين عائلة بما يمثل حيا سكنيا جديدا وربما اكثر .
3. لو منحنا من ذلك المبلغ خمسة ملايين دينار لكل شاب عاطل لشراء سيارة اجرة والعمل عليها بدل مهانة العمل كعتالين في اسواق الشورجه او جميله او بدل العمل كباعة متجولين لوفرنا فرص العمل المناسبه  لــــ (227,000) مائتين وسبعة وعشرين الف شاب ً عاطل.
4. لو منحنا كل  مريض مقعد من ذوي الاحتياجات الخاصه مبلغ مليون دينار لشراء كرسي كهربائي متحرك يعوضه عن معاناته لانقذنا بهذا المبلغ المختلس والضائع (1,135,000) مليوناً و مائة وخمسة وثلاثين الف معوق من معاناتهم القاسيه ومن الاحراج الذي يحسه بعضهم عند طلبه الاخرين لمساعدته في التنقل حتى داخل داره .
5. لو وظفنا ذلك المبلغ للاسهام في اغاثة جياع العالم لامكننا اطعام ثلاث وجبات  محترمه خلال يوم واحد لـــ (113,500000) مائة وثلاثة عشر مليوناً وخمسمائة الف جائع بكلفة عشرة الاف دينار لكل ثلاث وجبات.
6. اما لو وظفنا ذلك المبلغ المهدور لتوفير الغذاء للمتسولين والجياع والشحاذين من اطفال الشوارع في العراق فاننا كنا سنتمكن من توفير ثلاث وجبات يومية دسمة وخلال عام كامل لــــ (310,958) ثلاثمائة وعشرة الاف وتسعمائة وثمانية وخمسين طفلاً وطفله من عموم محافظات العراق ولانقذناهم من ذل التسول واخطار الانحراف وامتهان الكرامة ولاغنيناهم عن مذلة البحث في سلال القمامه عن فضلات الطعام في الوقت الذي يطفو فيه بلدهم على بحيرة خرافية من النفط .
7. لو منحنا النساء الارامل والعاطلات عن العمل مبلغ مائة الف دينار لكل منهن لشراء ماكنة خياطة  كهربائية حديثه لتمارس مهنة الخياطه وتوفر مصدر عيش شريف لاطفالها لكنا وفرنا بذلك المبلغ فرص عمل لــ (11,350,000) احد عشرة مليوناً وثلاثمائة وخمسين الف امرأة ولانقذناهن من متاهات الحاجة والضياع.
         الى ذلك فانني، ونحن نقف على بداية العام الجديد, عام 2011 والذي سوف تتواصل فيه بالطبع همة وغيرة وعطاء ونضال و فاعلية وحيوية وابداع وتميز هذه الطاقات الوطنية (الفسادية) النادرة  الخلاقه التي صدقت ما عاهدت الشرف والضمير عليه بالاخص وانها تضم  بين صفوفها نخبة ممن هم بدرجة مدير عام و ممن هم بدرجة وزير ادعوهم لمضاعفة عطائهم المجيد الفريد العنيد ليتجاوزوا حاجز انجاز نسبة الـــ (300%) الذي حققوه  عام 2010 في ميدان الفساد الى مصاف ربما انجاز جديد يليق بفرسان الفساد الغر الميامين قد يصل بهمة الغيارى المخلصين  منهم الى 500% واغتنم     هذه الفرصة لاهنئهم على ملاحمهم الوطنية الفريده هذه  واشد على اياديهم النظيفة العفيفه واطلب منهم وباخلاقهم وقيمهم الفروسية الاصيلة ان يحكموا الشرف والقيم والاخلاق والمبادئ والضمير وان يتبرعوا بنصف (ارباحهم الحلال) هذه لافتتاح اول اكاديمية دوليه ( للفســـاد )  متخصصة بهذه الفروع الانسانية الاقتصادية الاخلاقيه النادرة ولتكون معلما حضاريا في هذا الزمن الصعب وانجازا فريدا يضاف الى انجازات سوق مريدي وفروعه الذي نجح نجاحا متفردا في منح الخائبين والراسبين وانصاف المثقفين ارفع الشهادات العلميه في مختلف فروع العلوم والاداب .
      تهانينا  للفاسدين الوطنيين الثوريين النبلاء وبالاخص المدراء العامين منهم والوزراء.. وتعازينا للعاطلين والجياع والارامل واليتامى والمعدمين و الفقراء!.
 


410
مشاكسة
عـــود ثقـــاب
قــــرب برميـــل البــــــارود
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com
   زلزال الجوع والغضب الهائل والعنيف الذي فجره "البو عزيزي" في تونس فأقال الرئيس واجبره على الهرب، واسقط الحكومة واطاح بالقيود المختلفة التي كانت تقيد الحريات ووضع البلاد على طريق التغيير الذي ما تزال آفاقه مجهولة، ما يزال يتفاعل ويلقي بأفرازاته الأحتجاجية هنا وهناك وفي هذه الدولة وتلك كأنه عود ثقاب قرب برميل بارود ينذر بأشتعال الشارع العربي بحرائق ربما تطيح بالكثير من الرؤساء والأحزاب والحكومات وتكشف الأغطية عن افضع وامر انظمة ومؤسسات الفساد وعن  ساليبها في  نهب رغيف وثروات وحقوق المعدمين، ووضعها في خزائن  بعض المسؤولين.
   في ظل ذلك ينهمك المراقبون والمتابعون والمحللون الستراتيجيون في تتبع خط سير الهزات الأرتدادية العنيفة لذلك الزلزال الذي ايقظ بدويه الهائل الرؤساء والحكومات والشعوب على حد سواء، بالأخص وان العوامل المحركة له باتت مشتركة بين جميع شعوب المنطقة بشكل او بآخر وفي مقدمتها الجوع والفقر والبطالة والفساد وتدني الخدمات او انعدامها والتفرد في السلطة والألتصاق على مقاعدها لعشرات السنين .. وغياب الديمقراطية الحقيقية والعدالة والمساواة والحريات العامة والتوزيع العادل للثروات واضطهاد الأنسان.. واستلابه بدل رعايته وضمان حقوقه الى جانب الأثراء الفاحش والسريع لبعض  المسؤولين وابنائهم واقاربهم واحفادهم.. يقابل ذلك الفقر المدقع للمسحوقين والمعدمين الذين يسقط منهم يومياً الآلاف في القاع متجاوزين بمعاناتهم ادنى مستويات خطوط الفقر والجوع.
   يحدث ذلك كله.. في ظل وجود الحكومات "الثوريــــــــة" والدساتير "الديمقراطيــــــة" والقادة "المناضلــــــــون" ورؤساء الحكومات "النزيهــــــــون" والوزراء "العادلــــــــون" والبرلمانيون "العفيفــــــون" ومع ذلك فقد كانت على الدوام تتضاعف وتتسع بسرعة ضوئية ثروات الأغنياء والوزراء والرؤساء، وبأسرع منها كانت تتسع وتتعمق معاناة الفقراء، مما دفع المحللين والمراقبين توقع هزات ارتدادية في معظم الأنظمة العربية وهذا ما بات يلوح في الافق فعلا .
   الى ذلك، اسرع بعض القادة والرؤساء والحكومات لمحاولة احتواء الأزمة، واجراء عمليات "تنفيــــــــس" و "ترقيــــــــع" للأحتقان الشعبي قبل ان يصل مرحلة الأنفجار في محاولة لنزع فتيل التحديات المشتركة، فقلل هذا الحاكم اسعار المحروقات ووزع ذاك المنح والمساعدات.. ووعد ثالث بالتصدي للبطالة.. ووجه آخر الأهتمام بالسكن.. وامر من امر بخفض اسعار الخبز، ووعد آخر بدراسة خفض الضرائب.. في وقت ما تزال فيه معظم الأنظمة "الثوريـــــــــــة الديمقراطيـــــــــة" تحكم قبضتها على شعوبها منذ عشرات السنين في واحدة من اروع "التجارب الديمقراطية" التي تحتكر السلطة بأرقى الأساليب الديمقراطية.. وتحور الدساتير بأروع القيم الديمقراطية.. وتمارس تسلطها وديكتاتوريتها "الديمقراطيــــــــــة" بمنتهى القيم والمفاهيم الديمقراطية، فالرئيس مبارك مثلا يحكم شعبه منذ ثلاثين عاماً بمنتهى "الديمقراطيــــــــــــة" وكذلك الرئيس البشير يمارس حكمه "الديمقراطــــــــــي" منذ 22 عاماً، اما الأخ العقيد القذافي فأن "ديمقراطيـــــــــة حكمــــــــه" ابتدأت منذ الأول من ايلول عام 1969 ولا احد يعلم متى وفي اي ميناء سوف  تلقي هذه "الديمقراطيـــــــــة الفريـــــــــدة" مرساتها! في حين ان ديمقراطية الرئيس زين  العابدين لم تستمر الا 23 عاماً قبل ان تقول الجماهير كلمتها المدوية بتلك الديمقراطية.
   بذلك.. فأن مشكلة معظم الحكام الثوريين والقادة التاريخيين والرؤساء المناضلين في المنطقة، تتمثل في قرائتهم لنتائج الازمات فقط وفي اهتمامهم بها  وفي محاولاتهم احتواء  تلك النتائج  وحسب دون اية محاولة جادة للتقرب من الأسباب الكامنة ورائها، ودراسة الأفرازات التي ادت اليها.. ومحاولة اصلاح التراكمات المعقدة التي فجرتها وبذلك تبقى الاسباب قنابلا موقوته قابله للانفجار في اية لحظه !
   ان الشعب الجائع.. لا ينتظر ان تشبعه اليوم.. وتتركه للجوع ثانية غداً، وان العاطل عن العمل لا ينتظر ان تعده بفرصة عمل من الدرجة العاشرة.. بينما من هم اقل منه كفاءة وخبرة وربما درجة علمية من اقارب المسؤولين وابنائهم، يتمتعون بالدرجات الخاصة وبالرواتب الخاصة، وبالمخصصات الخاصة، وبالصلاحيات الخاصة، وبالمغانم الخاصة، وبالاستثناءات الخاصة، ومع ذلك فأن معظمهم يسرق الأموال العامة، ليضعها في خزانته الخاصة!
   ان اهم المطالب الأساسية في الشارع الشعبي تتمثل في الديمقراطية والحريات واحترام الدستور والقوانين والأصلاحات.. ومحاربة الفساد والأختلاسات، والتوزيع العادل للوظائف والثروات.
   فهل يستطيع اي حاكم ثوري، او رئيس تقدمي مضى على تسنمه المسؤولية اكثر من عشرين عاماً ان يصارح شعبه عن القيم الحقيقية للديمقراطية التي جعلته يلتصق بكرسي الحكم طوال هذه الفترة!
   وهل يستطيع ان يعلن للشعب ما الذي كان يملكه هو وعائلته قبل ان يفرد سيطرته الديمقراطيه على البلاد وقيادة العباد وما الذي يملكه الآن!
   وهل يستطيع ان يصارح شعبه بالمستويات الحقيقية للفساد.. وهل يستطيع ان يجري كشفاً بعدد ابناء واقارب واحفاد المسؤولين الذين تم تعيينهم في الوظائف والدرجات الحساسة بالواسطة بعيداً عن العدالة وعن مبدأ تكافؤ الفرص.
   وهل يستطيع ان يقدم كشفاً للشعب عما يمتلكه اعضاء قيادته ووزراء حكومته من اموال وعقارات وسيارات وشركات في الداخل والخارج.. وان يسألهم بنزاهة وانصاف من اين لك هذا!!
   وهل.. وهل.. وهل؟؟
   ام ان هذه الحقائق بأجمعها تمثل خطوطاً حمر.. لا ينبغي ولا يسمح ولا يجوز بأي حال من الأحوال للفقراء والمعدمين الأقتراب منها، حرصاً على المصلحة العامة.
   الى ذلك.. فأن الزلزال التونسي العنيف.. ما يزال يعد بهزات ارتدادية ربما اشد عنفاً وقادمات الأيام ربما ستكون حبلى بالمتغيرات.. على مختلف المستويات. 

411
مشاكسة
رئيـس ينــعم بالحريــــــر
 وفقــــراء يتناولــــون لحـــوم الحميـــــر 
مال اللـــــه فــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
         لعل من العجيب والغريب ومن المشين والمهين ومن المفارقات المضحكات  المبكيات ان تأخذ عملية التسول والاستجداء اشكالاً وانماطاً واساليباً تثير الشفقة والرثاء بعد ان تحولت من مهنة يضطر لممارستها بمنتهى الخجل والحياء المعدمون والجياع والفقراء الى مهنة يمارسها دون خجل او حياء بعض القادة والرؤساء بمنتهى الاعتداد والمكابرة والكبرياء.
          ولعل ما يثير العجب العجاب ويسلب العقول والالباب, ان  بعض القادة الثوريين والرؤساء التاريخيين والحكام المبدئيين التقدميين الاشتراكيين الذين يفوزون دائماً بنسب تتراوح بين 89% لغاية 99,9% من اصوات شعوبهم التي لاتطيقهم غالباً والذين يحاولون الظهور دائماً بمظاهر الابطال الغر الميامين في كل عصر وحين وبالعبقرية الفكرية والاقتصادية والسياسية   لا يتورعون عندما يشعرون بان زمام الامور باتت تفلت من بين اصابعهم وان سياسات القهر والاضطهاد والتجويع والاعتقالات والترويع ما عادت قادرة على اسكات اصوات الجائعين او تكبيل ارادة الفقراء والعاطلين حتى يسارعوا الى حمل ما تيسر من ثروات شعوبهم ليكونوا اول الهاربين وليطرقوا ابواب هذه الدولة او تلك مستجدين اللجوء كما المتسولين بعد ان كانوا يتقدمون صفوف القادة الثوريين والرؤساء التاريخيين.
           قبل ايام وخلال ثورة الجياع والفقراء والعاطلين وقف الرئيس زين العابدين يوزع العهود والوعود على الثائرين محاولاً احتواء ثورة الفقراء والمعدمين واعدا بسياسة الانفتاح واطلاق الحريات والتعيينات للخريجين والخريجات, و بالخبز والسكن وفرص التأهيل والعمل للعاطلين والعاطلات ومحاربة الفساد والرشا والاختلاسات ومحاسبة الفاسدين والفاسدات واطلاق حرية التعبير والاعلام ورفع الرقابة عن الافواه والاقلام وبالعديد من الاجراءات الثورية والقرارات التاريخية والاصلاحات الستراتيجية.
          يبقى السؤال الاهم في ذلك الخطاب العجيب الغريب, لماذا يا سيادة الرئيس وانت ((الثوري الحريص))   لم تفعل ذلك كله منذ ان قبضت على السلطة قبل اكثر من عشرين عام ؟؟ ولماذا تجاهلت الفقراء والمعدمين كل هذه الاعوام؟؟ ولماذا كممت الافواه وملأت السجون و حجرت حرية الاعلام والاهم لماذا رضيت ان يكون اقربائك وحاشيتك في افضل وارفع مقام؟؟ ولماذا رضيت لشعبك ادنى واسوأ مقام؟؟    .
            لكنه قبل ان يحقق اي من تلك العهود والوعود وقبل ان يطلق الحريات ويكسر القيود وقبل ان ينفذ حرفاً من الاصلاحات.. او نقطة من تلك الشعارات وقبل ان يجف حبر الكلمات استقل طائرته الرئاسية وجاب بها مختلف الدول العربية والاوربية متسولاً اللجوء هارباً من البلاد والعباد فهذه الدولة رفضته واخرى تجاهلته وثالثة منعته ورابعة بالوقود زودته وخامسة تحت اشتراطات محدده قبلته.
           ومن المؤلم والمؤسف انه في الوقت الذي كان فيه ذلك الرئيس الثوري الاشتراكي التقدمي الذي جاء الى الحكم بعد ان اطاحت ثورة الجياع بالرئيس السابق الحبيب بورقيبة   فان ثورة الجياع نفسها هي التي اطاحت به ايضاً دون ان يتعلم من دروسها ومن معانيها ومن معاناتها ومن قسوتها بعد أن اغدق ارفع المناصب والمواقع على اقاربه واقارب زوجته وعلى حاشيته ربما من انصاف الاميين او من انصاف الكفوئين ونسي الشعب الذي جاء من اجل انقاذه حتى بلغت  البطالة في زمنه نسبة مخيفة قدرت ب 20% جلها بين الكفاءات الشبابية من خريجي  المعاهد والكليات الذين باتوا ضائعين في بلدهم وهم يعيشون على هامش الحياة بينما اقرباء الرئيس وحاشيته ينعمون بالمناصب والثروات.
         ولعل ما يزيد الالم الماً الحسرة حسرة ان تنقل صحيفة تونسية معروفة جزءاً من مأساة الشعب التونسي وبالذات    من مأساة فقرائه ومعدميه فيما يتعلق بالغذاء بالذات.
فبينما كان الرئيس وزوجته واقربائه وحاشيته والمسؤولين والاغنياء ينعمون بكل ما لذ وطاب كان عشرات الالاف من ابناء الشعب يصارعون هم وعوائلهم واطفالهم الجوع الذي لازمهم وهم يبحثون في سلال القمامة ومن خلال مهانة التسول عن بقايا  طعام   اما العوائل الاخرى من الطبقات الفقيرة والمعدمة ايضاً والتي تملك موارداً مالية متواضعة جدا فقد استعاضت عن اللحوم البيضاء والحمراء المعروفة بلحوم الحمير.
            اجل ..حيث اكدت احدى الصحف التونسية بتاريخ   19-4 2010 ان استهلاك لحوم الحمير بات يلقى رواجاً كبيراً في تونس نظراً لرخص اسعارها مقارنة ببقية اللحوم حيث يبيع جزاروا هذه البهائم ((13)) طناً من لحوم الحمير للعائلات الفقيرة محدودة الدخل ويربحون اضعافاً مضاعفة من هذه التجارة واوضحت الصحيفة ان الاحياء الشعبية الفقيرة حول العاصمة تونس هي ابرز مستهلك للحوم الحمير نظراً لرخص ثمنها حيث ان ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم الحمار لا يتعدى الخمسة دنانير تونسيه اي ما يساوي حوالي الثلاثة دولارات ونصف الدولار في حين يتجاوز سعر الكيلو غرام الواحد من لحوم الخراف والابقار الاربعة عشر دينارا تونسيا اي ما يعادل اكثر من عشرة دولارات  ونصف الدولار  .
           وتؤكد الصحيفه ان عملية ذبح الحمير التي يشتريها الجزارون من سوق الدواب ويستهلكها الفقراء كانت  تتم تحت اشراف صحي وان مصادر طبية لا ترى مانعاً من استهلاك لحوم الحمير حيث لا انعكاسات صحية صنارة لها وهذا ما يؤكد ان حكومة الرئيس الثوري التقدمي الاشتراكي زين العابدين بن علي كانت على علم بان فقراء الشعب كانوا يتناولون لحوم الحمير مضطرين هرباً من الموت جوعا هم واطفالهم وبدل ان تعمد الى معالجة ذلك الخلل الكبير وتوفر المستويات الدنيا من الحياة الحرة الكريمة لهم فانها على العكس وفرت عملية ذبح ((صحيه)) لتلك الحيوانات  وتركت فقراء الشعب يتناولون لحوم الحمير بينما الرئيس وعائلته وحاشيته يتناولون لحوم الغزلان وينعمون بالثروات والحرير وربما ما خفي كان ادهى وامر بكثير.
ومن يدري لعل هذا الرئيس  ( المناضل ) والقائد ( العادل ) لو بقي في منصبه ربما لاضطر فقراء شعبه ((في ظل الرفاهية المفرطة)) التي وعدهم بها   لتناول ما هو ادنى من لحوم الحمير.
          بعد هذا وذاك لقد اشعلت تونس شرارة ثورة الجوع وعدم الخنوع فهل يتعظ القاده والرؤساء وينصفون الفقراء.


412
مشاكسه
أحـــــــلام ممنـــــــــــوعه

مال اللــــــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


         فاجأني عدد من القارئات الفاضلات والقراء الافاضل بايميلاتهم الساخرة والمستفزة والمتهكمة والمتألمة والمتطرفة حول مشاكستي (تشــــــييع جثمـــان حقـــوق الانســــان) وكأنما تلك المشاكسة قد نكأت جراحات الكثيرين واثارت شجون المتابعين واطلقت السنة الصامتين  فكتب منهم من كتب وواصل صمته من صمت وعلق بسخرية مضحكة مبكية من علق واقترح البعض الكثير من الاجراءات المتطرفة بينما صاغ اخرون تعليقاتهم اللطيفة بتعابير ظريفة.

         القارئة  ( امـــــال ) من السويد قالت في ايميلها :  نقرأ ونسمع ونشاهد مثلما ذكرت في مشاكستك ان اكثر الانظمة (التقدميـــــة) والحكومات (الديمقراطيــــــة) والقادة (الثوريـــــــون) والرؤساء ( التاريخيـــــون ) بالاخص في دول العالم الثالث الذين هم الاكثر ضجيجاً اعلامياً في العالم كله حول حقوق الانسان واحترام الانسان والحفاظ على كرامة الانسان وصيانة حرية الانسان والاقرار بخيارات الانسان وتوفير فرص العدالة والحق والمساواة امام الانسان هم الاكثر اضطهاداً للانسان وتعسفاً للانسان وظلماً للانسان وملاحقة للانسان وتقييداً لحرية الانسان ومصادرة لكل حقوق الانسان.

            وتواصل القارئة ( امــــــل ) وما السجون العلنية والسرية وستراتيجيات الاعتقالات الكيفية وبرامج التعذيب المنهجية الا الدليل على (مصداقيــــــة) تلك الشعارات (الثوريـــــــة) ولانني لا اشك لحظة بنزاهة ومصداقية وعدالة مثل هؤلاء القادة التاريخيين والرؤساء الثوريين فانني اعتقد ان فهم بعضهم الخاطئ لحقوق الانسان نابع من جهلهم واميتهم بالقوانين والحريات العامه وبالاخص ما يتعلق منها بحقوق الانسان  لذلك اقترح على الامم المتحدة افتتاح دورات تاهيلية لمحو (الامية القانونيـــــة) لبعض قادة ورؤساء الدول الثورية الديمقراطية هذه من اجل ان يتعلموا الف باء حقوق الانسان ويوجهوا السجان بالرأفة  وبألشفافية في منهجية تعذيب الانسان بالاخص عند قلع العيون والاسنان وعند تكسير وتهشيم العظام و الاضلاع وقطع اللسان.

       ويرى القارئ (نــــــوري) من المملكة المتحدة   ان بعض الانظمة والحكومات والقادة والرؤساء قد يفهمون حقوق الانسان على انها حقوق السلطة في استعباد الانسان  واضطهاده ومصادرة حقوقه لذلك فانهم بدلاً من ان يطبقوا  بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان فانهم يطبقون بكل فخر وتباه  وبكل سرور وحبور ستراتيجيات استعباد الانسان  واضطهاد الانسان واستباحة حقوق وكرامة الانسان  وهكذا تتحول على ايديهم حقوق الانسان الى عقوق الانسان.

        اما القارئة ( رائــــــده ) من سوريا فتقول انتم ايها الصحفيون ملأتم وتملئون العالم ضجيجاً حول حقوق الانسان وكأنكم تحاولون الامساك بالسراب وتقرعون ابواباً لا مجيب من ورائها والتي هي حقوق الانسان وهنالك كما قرأت مؤخراً (120) مليون انسان معظمهم من الاطفال والنساء  هم ضحايا جرائم الاتجار بالبشر وهنالك في احدى الدول الافريقية امرأة تغتصب كل (26) ثانية اكرر كل (26) ثانية اضافة الى العنف الزوجي والتمايز في الاجر وفرص العمل وغيرها الكثير الكثير من الانتهاكات المختلفه التي تسنهدف المرأه بشكل خاص فاين هي حقوق الانسان في هذا الزمان.

         اما القارئة (عفـــــاف) من البصرة فتقول انني اتابع واحترم كل ما يكتب عن حقوق الانسان ولكنني اؤكد هنا ان الف قول في الميزان لا تساوي عملاً واحداً فلماذا لا تحولون شعاراتكم ومقالاتكم وتحليلاتكم الى عمل حقيقي الى منظمات حقيقية على الارض داعمة لحقوق الانسان , وتتابع (عفــــــاف) يا اخي توضح التقارير المختلفة وجود مليون  ارملة على الاقل واربعة ملايين يتيم وربما مليوني معاق و 30% من المواطنين تحت مستوى خط الفقر فاين حقوق هؤلاء ونحن واحدة من اغنى البلدان النفطية ؟؟؟ اليس حق الحياة في مقدمة حقوق الانسان؟ من يوفر الحد الادنى من الحياة  لهؤلاء في ظل انتشار الجوع والتشرد و البطالة والفساد والتزوير؟.

        اما القارئ (محمــــد) من الاردن فيروي في ايميله حادثة ( بســــيطة جـــــدا جـــــدا )   قائلاً:
في احدى الدول النائمة والغائمة والجاثمة والعائمة والساهمه كما تسميها في مشاكساتك علا صراخ احد السجناء جراء عمليات التعذيب الشفافة التي كان يتعرض لها والتي تراعي فيها دائماً معايير التعذيب الدولية ومنهجية الصعق الكهربائي الشفافة وعمليات قلع الاسنان او تحطيمها بانسانية مفرطة فما كان من زملاء ذلك السجان (المثالــــــي) الا ان ينهالوا صفعاً وركلاً وبصاقاً على مختلف انحاء جسد ذلك السجين المسكين لانه (وفـــــق تبريراتهــــــم) قد ازعجهم بصراخه الوحشي الهستيري اثناء التعذيب وكأنما كان يجب عليه ان يقهقه ضاحكاً وهو يصعق بالتيار الكهربائي او ان  يعزف لهم سمفونية بحيرة البجع اثناء تحطيم اضلاعه او قلع اسنانه.
ويضيف (محمــــد) متهكماً: الا ترى معي في ضوء هذه الصورة  الحقيقية ( للديمقراطيــــــه وحقـــــوق الانســـان )اهمية المبادرة بانشاء جمعية او منظمة دولية في مثل هذه الدول الثورية الاشتراكية الديمقراطية التقدمية التحررية مهمتها الدفاع عن حقوق السجان بدل الدفاع عن حقوق الانسان؟.

 اما القارئة ( يســــرى) من مصر العربيه فقد علقت قائلة:
لقد خسرنا كل حقوقنا فالجوع والبطالة والفقر والاعمال المرهقة والضارة وعدم المساواة بالاخص التعيين في الوظائف العامة ناهيك عن فقدان الامن والاستقرار والتعرض لمختلف انواع التحرش والاعتداءات والاغتصاب, وسرقة الاعضاء البشرية كلها موجودة في الدول التي تتحدث عنها باوصاف معينة ودون ذكر اسمائها لذلك لم نعد نملك من حقوقنا الا الحلم فقط ونخشى ان تعمد بعض الانظمة (الديمقراطيـــــــة) مستقبلا الى تفتيش (احلامنـــا) الامبريالية في يوم ما  واعتقال اصحاب الاحلام المتطرفه التي لا تنسجم وسياسات الانظمه ومنعنا من ان نحلم الا وفق تصور الانظمة و شروط الحكومات عندها ربما ننسى منظمات الدفاع عن حقوق الانسان ونبحث عن منظمات للدفاع عن احلام الانسان التي ربما ستصبح ممنوعة على الانسان في كل مكان.


413
صدام داخل وخارج
 قفص الاتهام


القاضي رائد جوحي :

اموال طائله دفعت لأفشال محاكمة صدام واغتيال قضاتها

لم يمارس الامريكيون اي ضغط للاسراع باعدام صدام والقرار كان عراقيا 100%
هنالك مؤامرات نسجت عبر المحيطات والبحار لافشال تجربة المحاكمه
اولى رسائل محاكمة صدام كان مفادها عدم امكانية افلات اي نظام يضطهد شعبه من العقاب
عقدة محاكمة صدام كانت تتمثل في كيفية السيطره على المتهم حتى لا تتحول محاكمته الى محاكمه سياسيه
ما مدى مطابقة محاكمة صدام للمعايير القانونية الدوليه ؟؟؟


   

حـــــــوار : مال اللــــــــه فـــــــــرج
   Malalah_faraj@yahoo.com


 
( القسم الثالث والأخير )

في هذا القسم الأخير من حوارنا مع القاضي رائد جوحي ، حاولنا  دخول  دائرة الأسئلة والافتراضات الملتهبة، وفي مقدمتها، هل حاول الأمريكان مثلاً ممارسة ضغوط معينة للإسراع في اجراءات عملية إعدام صدام  حسين ؟؟؟ ربما رغبة منهم في إخفاء أحداث او أسرار خطيره  قد تتعلق بتزويد صدام بالمعلومات الستراتتيجيه خلال الحرب العراقيه الايرانيه واسماء الشركات التي كانت تزود العراق في حينه بالمعدات والاسلحة الكيمياويه واسرار قصف حلبجه بالغازات السامه والموقف الامريكي انذاك من تلك الجريمه الى جانب الموقف الامريكي قبل غزو الكويت وهل كانت العمليه فخا تم اعداده بدقه بالاخص وان الاعلام تحدث في حينها عن اللقاء الذي ضم صدام حسين والسفيره الامريكيه قبل الغزو  والتي فهم صدام من حديثها عدم ربما اكتراث او تدخل الولايات المتحده بالشؤون العراقية الكويتيه مما اعتبره صدام حسين في حينها ربما ضوءا اخضرا شجعه على اجتياح الكويت خلافا لكل الاعراف والمواثيق والمعاهدات  العربية والدوليه وهل كانت هنالك اسرار عربيه او امريكيه او دوليه كان لابد ان تختفي وتلفظ انفاسها الاخيرة باختفاء صدام  عن المسرح السياسي والتسريع باعدامه ؟!
والأهم.. هل كان قرار إعدام صدام وخلال أيام العيد بالذات قراراً خاطئاً؟ أم صائباً.. قانونياً.. أم سياسياً؟ أم  انه كان أجراءً قانونياً تحت ضغط سياسي؟ وكم كانت نسبة مطابقة تلك المحاكمه للمعايير الدوليه ؟؟؟
بتلقائيته المعروفة.. ومواكبته الميدانية للأحداث.. وبتحليلاته الواقعية، بالأخص من وجهة النظر القانونية، مكننا القاضي رائد جوحي، قاضي تحقيق المحكمة الجنائية العراقية العليا ان نفتح جميع هذه الملفات.. وان يجيب عليها، ويوضح ربما الكثير من المعلومات المثيرة للجدل والمواقف والتحليلات المختلفة، وفي مقدمة ذلك.. الأموال الدولية التي صرفت من أجل تعطيل عمل المحكمة وربما محاولة إنقاذ صدام من حبل المشنقة، بالأخص وان تلك المحاكمة كانت رسالة واضحة ودقيقة ومباشره لجميع الحكام في المنطقة وفي العالم.
تعالوا معنا.. ندخل بوابة الحلقة الأخيرة من حوار الصراحة هذا :

 
مال اللـــــه فـــــرج
 
 
*كم نسبة مطابقة محاكمة صدام
 حسين للمعايير الدولية برأيك؟


-دعني أكن منصفاً، وأتحدث عن المعيار الدولي، بشكل كامل، المحكمة الجنائية العراقية العليا لم تكن اختراعاً من لا شئ، وإنما سبقتها تجارب أخرى، مثل تجربة يوغسلافيا ورواندا، وسيراليون، لذلك فقد تمت الاستفادة من تلك التجارب كافة، وأخذنا قوانين تلك التجارب، وقواعد الإجراءات فيها وبنينا المحكمة على هذا الأساس، متخطين ومتجاوزين الأخطاء التي ارتكبت في تلك المحاكم، لذلك فقد كنا نعمل على ان يكون المعيار، وخصوصاً معيار حقوق الإنسان وحقوق المتهمين على أعلى مستوى، ودعني أضرب لك مثلاً في ذلك، ففي محكمة يوغسلافيا لم يكن للمت?م حق الدفاع عن نفسه، اي ان ميلوزوفيتش كان عليه أن يختار أما أن يتولى هو الدفاع عن نفسه، ا وان يتولى المحامي ذلك، انظر إلى المحكمة الجنائية العراقية العليا، فقد أعطت الحق للمتهم بمناقشة الشهود في مرحلة التحقيق، بالدفاع عن نفسه، وأعطته الحق بالصمت وعدم الكلام وهذا يعتبر دليلاً ضده، أما في المحكمة، فقد أعطت المحكمة العراقية الحق للمتهم بمناقشة الشهود أيضاً والدفاع عن نفسه أيضاً في المحاكمة، وأعطت الحق لمحامي المتهم ان يقدم لائحة دفاع عن موكله في المحاكمة، وأعطت الحق للمتهم بتقديم وثائق وشهود دفاع في المحاكمة، ولوكيل المتهم بجلب وثائق وشهود دفاع في التحقيق وفي المحاكمة، ضع هذه المعايير مقارنة مع معايير سيراليون ورواندا ويوغسلافيا وانظر الى أي مدى وصلنا في احترامنا لحقوق المتهمين.
 

 

 
*هل تعتقد ان صدام كان متيقناً
من أنه سوف يصل إلى حبل
المشنقة؟ أم كان يمتلك بارقة
 أمل في الإفلات منه؟

 
-قناعتي الشخصية، كان يفترض بصدام عندما رأى ان المجتمع الدولي قد  سلمه للقضاء العراقي ان يوقن بأنه سيأخذ جزاءه العادل أمام القضاء العراقي وعليه ان يسلم بذلك.
 
كيف كانت معنوياته لحظة
سماعه النطق بالحكم؟

*

-سوف اعكس لك الصورة، صدام حسين حكم ثم جاء برزان ابراهيم ايضاً، برزان دخل المحكمة وهو يخطب وبمجرد أن قال له القاضي أسكت أصبر، اسمع القرار، سكت، إذاً كانت هنالك حالة من عدم التوازن بينهما، ناهيك عن الخطابات السياسية، لكن كان هنالك حالة من عدم التوازن داخلياً.
 
*كيف كان يقضي وقته داخل
 السجن؟


-بالقراءة والرياضة لقتل وقت الفراغ لأنه لم يكن يختلط ببقية المتهمين.
 
*هل ترون ان الحكم بإعدامه
 شنقاً كان طبيعياً أم أنه كان
 يجب ان يعدم رمياً بالرصاص
 كونه كان القائد العام للقوات
 المسلحة ؟


-كلا.. كلا.. القانون بين طريقة الإعدام، قانون أصول المحاكمات الجزائية وقانون العقوبات.. الخ، هذه القوانين بينت ان آلية حكم الإعدام، تنفذ بالإعدام شنقاً حتى الموت، نحن رجال قانون وعلينا ان نحترم القانون.
 
*الا ترون ان إعدام صدام خلال
 أيام العيد كان خطأ، وأدى ذلك
 إلى التعاطف معه، وكان الأفضل
 تنفيذ حكم الإعدام بعد العيد ؟

 
-بالنسبة لهذه التوقيتات، ترفع يد المحكمة عن القضية بعد ان يصدر فيها قرار الهيئة التمييزية، وهذا الموضوع الهيئة التنفيذية في البلاد وليس من اختصاص الجانب القضائي، فالتوقيتات وآليتها يفضل ان يسأل بها الجانب التنفيذي.
 
 


*أنت من وجهة نظرك كقاض
 ومواطن، الا ترى انه كان من
 الأفضل إعدامه بعد العيد ؟


-انا من وجهة نظري كان يجب ان نستفيد من محاكمة صدام والمحكمة الجنائية العراقية العليا وهذه المحاكمات للارتقاء بالمستوى القانوني وحتى الاجتماعي، لكن دعني لا ادافع عن شخص، دعني أعيد لك تاريخ تلك الأيام حيث الإرهاب في 2005 و2006 وأنت زن الأمور، لو كنت أنت في مقام دولة رئيس الوزراء، وازن ما بين الإعدام والإرهاب الذي كان يقتل يومياً ألف شخص أو ألفي شخص وكانت هنالك مراهنات وإشاعات حول هروب صدام وغير ذلك، لذلك فان الجانب السياسي ينظر إلى الاستقرار العام في هذه المسألة أكثر مما ينظر إلى الجوانب الأخرى.
 
 
*هل كان قرار الإعدام خلال
 ايام العيد قراراً قانونياً؟ ام
 سياسياً؟ أم إجراء قانونياً
تحت ضغط سياسي ؟


-هو قرار تنفيذي، من الجهة التنفيذية والقانون رسم الآلية ونفذت بهذه الطريقة وكل القرارات القانونية محترمة.
 
*الا ترى ان السرعة التي تمت
 بها عملية الإعدام ربما اخفت
الكثير من الأسرار الوطنية
والعربية والدولية ؟


-المسألة ليست مسألة أسرار، بل هي حقوق وقانون وتنفيذ قانون.. القانون أعطى آلية، اذا ما صدر حكم وصدق تمييزاً، فبالإمكان تنفيذه، هذه الإجراءات القانونية لا يوجد فيها اي خلل قانوني.
 
*هل مارس الأمريكيون تدخلاً
او ضغوطاً لإعدام صدام بسرعة
 لإخفاء أسرار او معلومات معينة
 مثلاً ؟


-أبداً.. لم يكن الموضوع يتعلق بالأمريكان، بل كان الموضوع عراقياً 100%.
 
*حول لحظة إعدامه تسربت
 الكثير من الادعاءات كيف
 تصفون تلك اللحظات ؟


-انا تابعت اللحظات التي كانت قبل الإعدام لكن الغرفة او المكان الذي نفذ فيه الإعدام لم أذهب اليه، بل تابعته من على شاشة التلفاز، وكنت أفضل شخصياً عدم ظهور صورة الإعدام على شاشات التلفزيون، لان الإعدام وفق القوانين يتم بين ايام معينة وكان بالامكان الاكتفاء بنشر خبر يفيد بتنفيذ حكم الإعدام بالمدان او المحكوم عليه، ولتصديق الخبر كان بالامكان اظهار الجثة في وقت آخر بعد ان تسلم إلى ذويها.
 
*هل كنت موجودا لحضة تنفيذ
 حكم الاعدام مع صدام ؟ ام كنت
 قبل إعدامه معه في  السجن ؟؟؟

 

 
-لم أكن موجوداً لحظة الإعدام في المكان الذي تم فيه الإعدام.. وكذلك لم أكن موجوداً قبل التنفيذ في السجن الذي اقتيد منه إلى مكان الإعدام.
 
*ما انطباعاتك عن شخصية
صدام، هل كان خلال مسيرته
يحاول التعويض عن عقدة
 نفسية ما ربما عاشها في
 طفولته؟

 
-اعتقد ان المدان صدام كان يعمل على قتل وازاحة كل من يقف في طريقه والقضاء على كل صوت حر من شأنه المناداة بعمل ديمقراطي او استحقاق وطني او اي شئ آخر.
 
 
*لو أعيدت محاكمة صدام، هل
 هنالك اجراءات أخرى كنتم
ستتخذونها؟

 
-انا اعتقد على مستوى التحقيق الذي كنت مسؤولاً عنه، ناهيك عن الموضوع الذي ركزت عليه في البداية وهو اظهار فلسفة النظام السابق في ارتكاب الجريمة، ليس لدينا أكثر مما قدمنا بحقيقة الحال لاننا بذلنا قصارى جهودنا واستنفذنا الكثير من الوقت والمبالغ والمستلزمات الاخرى في هذه العملية.
 
*ما الذي اضافه لك صدام  حسين
بمحاكمته، وما الذي اخذه منك ؟

 
-اضافت لي عملية التحقيقات والمحاكمة خبرة جديدة وكبيرة في ميدان التحقيق في الجرائم الدولية لان التحقيق في الجرائم الدولية يختلف عن التحقيق في الجرائم العادية، فنحن هنا نتحدث عن جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب، وهذه بحاجة إلى معرفة فلسفة النظام الذي ارتكبها، وكذلك المعيار الدولي وعناصر الجريمة الدولية، وهي تختلف كلياً عن عناصر الجريمة المحلية البسيطة، وهذا فتح أمامي عالماً جديداً للبحث، لذلك فإنني اوضحت لك في تعريفي للهوية الشخصية في بداية حوارنا انني حصلت على الماجستير في 2010، لذلك بعد ان حصلت على الخبرة المهنية وطورت المستوى العلمي البسيط الذي كان لدي في القانون الجنائي الوطني وفي القانون الجنائي الدولي وشعرت بإنني اديت واجبي، وجدت ان من المناسب ان أضيف على هذه الخبرة العملية خبرة اكاديمية فذهبت إلى الولايات المتحدة ودرست القانون الجنائي الدولي.. والقانون الدولي الانساني وحصلت على درجة الماستر مع مرتبة الشرف في واحدة من اكبر الجامعات العالمية في هذا المجال، وهذا فتح أمامي باباً جديداً في العمل القانوني الدولي.
 
*وما الذي أخذه منك صدام
 حسين  بمحاكمته؟ هل أخذ
 منك الاستقرار.. الأمان..
 هل اعطاك الخوف.. التهديد..
عدم الاستقرار ؟




-العراق بلد العراقيين.. وكل العراقيين يعملون اليوم من اجل استقرار العراق، اما موضوع عدم الاستقرار وغير ذلك.. فالحمد لله والشكر انا عراقي واعيش حياتي مع بقية العراقيين في الحال الذي يعيشون فيه.
 
 
*أبرز معضلة واجهتكم، هل كانت
 تطويع صدام للاعتراف مثلاً ؟!

 
-تكلمت عن (21) طناً من الوثائق سيدي الفاضل، وكانت هذه الوثائق واضحة جداً تبين آلية ارتكاب الجريمة وتعزز الدليل المباشر بين الفعل والنتيجة، لكن عقدة المحاكمة شأنها شأن كل المحاكمات الدولية هي في كيفية السيطرة على المتهم حتى لا تتحول المحاكمة من اطارها الجنائي إلى اطار سياسي، كما كانت العملية في محاكمة ميلوزوفيتش وغيرها.
*إذاً كان يحاول ان يحول المحاكمة إلى محاكمة سياسية؟
-طبعاً.. طبعاً.. لكننا عملنا على ان نضعها في اطارها القانوني حصراً.
 
*ما أبرز انطباعاتك السلبية والايجابية
 عن المحاكمة؟ كقاض ميداني خاض
 المعركة ؟


-السلبيات ممكن ان يبينها الخبراء او المقيمون او المحللون، وانا اعتقد ان المحاكمة كانت نقطة تحول في منطقة الشرق الاوسط ككل وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص، وفي العراق بشكل خاص جداً في كونها تحمل بين طياتها اول تجربة في محاكمة رأس نظام، هذا بحد ذاته، ووفق معيار دولي، وباعتراف عدد كبير من الخبراء الدوليين، اعتمدت أعلى مستويات الشفافية في هذا الموضوع، وهذا بحد ذاته نقلة نوعية في عالم القضاء العراقي.
 
 
*هل ترى ان محاكمة صدام
كانت رسالة لبقية الانظمة
في المنطقة مفادها أن أي
نظام يضطهد شعبه لا يمكن
 ان يفلت من الملاحقة والعقاب ؟

 
-هذه من أولى الرسائل، وانا لا اخفيك سراً، كانت هنالك مناقشات وراء الكواليس على ان تعمل الجامعة العربية على تأسيس المحكمة الجنائية العربية آجلاً ام عاجلاً، لكن الجانب السياسي في الموضوع أخذ مأخذه، ان من أولى الرسائل التي بعثتها محاكمة صدام مفادها ان من يرتكب الجريمة كائناً من يكون، رئيساً ام مرؤوساً، فانه سوف يخضع للقانون، ولا يمكن ان يفلت من القانون، نظرية الافلات من العقوبة ذهبت مع الريح سيدي الكريم منذ ايام نورنبيرك، نحن نرى نورنبيرك ومحاكمات النازيين وطوكيو ومحاكمات اليابانيين، نرى يوغسلافيا ومحاكمة ميلو?وفيتش، نرى سيراليون، كمبوديا، رواندا، والان البشير، هذا دليل.. ولاكن واضحاً، هنالك قادة كبار في المجتمع الدولي حالياً لا يستطيعون السفر إلى بعض الدول لان هنالك مذكرات قبض بحقهم في تلك الدول، وبالتالي فان المتهم سواء كان رئيس دولة أم نائباً للرئيس أم وزيراً أم مسؤولاً، إذا ما ارتكب جريمة فان الاختصاص القانوني العالمي سوف يلاحقه، فعليه ان يكون أمام حالتين، اما ان يحترم نفسه ويؤدي واجباته بكل شفافية وحيادية واذا ارتكب جريمة عليه ان يحترم القانون ويمتثل امام القانون؛ ا وان يبقى اسير منزله في دولته.
اضرب لك مثلاً، البشير رفضت احدى الدول الافريقية استقباله لأنها موقعة على اتفاقية روما لتسليم المجرمين، واخبرته انه فيما اذا حط رحاله في ارضها فسوف تقوم بتسليمه إلى القضاء الدولي، فالبشير اصبح اسير بعض الدول الان، ولا يستطيع الذهاب إلى دول بعينها، وهذا فضل من الله، وفضل في القانون الجنائي الدولي وفي القانون الانساني، ان المتهمين مهما علت مناصبهم لن يفلتوا من الحساب اذا ما ارتكبوا جرائمهم.
 
 
*هل كانت هنالك جهود دولية
 تبذل وراء الكواليس لافشال
 هذه الرسالة ؟

 
-سيدي الكريم.. هنالك أموال طائلة دفعت لافشال المحكمة الجنائية العراقية العليا، وهنالك أموال طائلة دفعت لاغتيال قضاة المحكمة الجنائية العراقية العليا، ومؤامرات نسجت عبر المحيطات وعبر البحار لافشال هذه التجربة، لكن فضل الله وعزم الرجال الذين عملوا في هذه المحكمة، واصرار المجتمع الدولي الذي ساعد هذه المحكمة.. ودعم الحكومة حقيقة، كل هذه العناصر ساعدتنا بشكل أو بآخر على ايصال رسالتنا والوصول تقريباً إلى بر النهاية في مسيرتنا الحالية.
 
*متى ابتدأت بعملية التحقيقات
 ومتى انتهت من المحاكمة ؟

 
-بدأت بفتح الملفات في منتصف ايار من عام 2004 او بالاصح في الثلث الثالث من ايار، والتحقيق لم ينته لحد الان، وقبل ايام قمت باحالة قضية البارزانيين، تصفية عشيرة البارزانيين ولم تنته التحقيقات حيث انه ما تزال هنالك قضايا معينة، اما القضايا الرئيسة فقد انتهت تقريبا ًفي المحكمة.
 
*وبالنسبة لما يخص صدام ودوره
في هذه القضايا ؟

 
-فيما يخص صدام، تمت احالته بقضية الانفال وكانت قد احيلت في منتصف 2006 في حزيران، وكانت أيدينا قد رفعت من التحقيق معه في تلك القضية.
 
 
*في الختام.. هل تود اضافة
ملاحظة ما ؟!

 
-اود اضافة نقطتين أساسيتين، الأولى، يجب ان يحترم القانون وان ينظر إلى تجارب الانظمة السابقة بنوع من الجدية بالنسبة لمن هم يقبضون على زمام السلطة في اي بلد سواء في العراق أم في غيره، النقطة الثانية، يجب ان نعمل بقوة وبدون توقف على تطوير جوانب احترام حقوق الانسان في العراق على أقل تقدير، حتى يعامل اي فرد على انه مواطن في المجتمع العراقي له ذات الحقوق وعليه ذات الواجبات وأمامه الفرص نفسها.. وليس على أساس كونه ابن فلان او ابن علان، وان لا تكون لدينا فئوية في هذا الموضوع.. هذه النقاط انا اركز عليها حقيقة وأمل ان يوفقنا الله للعمل في ضوئها وتطويرها باذن الله.


حــــوار : مال اللـــــــه فــــــــرج
عـدسة : سيد فخرالدين



414
مشاكسة
منظمــــــة الدفـــــاع
عـــــن حقــــوق المزوريـــــن
مال اللــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


  كثرت وتزايدت واتسعت وتشعبت وتضاعفت وتمددت القرارات الثورية والرجعية, الاشتراكية والرأسمالية ,القانونية والمزاجية ,التقدمية والفوضوية الرئاسية والبرلمانيه , الستراتيجية والهامشية ,الفردية والجماعية, بالاخص في دول العالم الثالث والرابع والخامس  والثامن بهدف تحقيق المجتمع المستقر الامن كل وفق تجربته الفريدة في الحياة الحرة الجديده.

          ورغم هذه الجهود والقرارات الثورية من قبل الانظمة الديمقراطية بيد ان ملامح الحياة الجديدة السعيدة, ما تزال مجهولة وبعيدة برغم كل الاجراءات الثورية السديدة والجهود المضنية العتيدة.

           فالجياع ازدادوا جوعاً والمتخمين ازدادوا تخمة والفقراء تساقطوا تحت اخر خط من خطوط الفقر واصبحوا في القاع بينما الاغنياء ازدادوا غنى وعزاً في كل البقاع والمعدمين ازدادوا معاناة بينما المسؤولين ازدادوا رفاهية وثروات والعاطلين ما زالوا في متاهات البحث عن فرصة عمل ضائعين , بينما ابناء الحكام والرؤساء والوزراء والمسؤولين والسياسيين ما زالوا في نعم وامتيازات الوظائف الحساسة والدرجات الخاصة والجاه والثروات والرحلات والايفادات والامتيازات والمنح والمكافئات واللذات منعمين , وخريجوا الجامعات واصحاب الشهادات ما زالوا باعة متجولين    بينما اصبح  ربما معظم حملة شهادات (( سوق مريدي  )) موظفين مسؤولين

          والغريب والمريب والعجيب ان جميع هذه الانظمة الثورية والحكومات التقدمية وجميع القادة التاريخيون والرؤساء التقدميون يتحدثون  بمنتهى الحماس عن العدالة والمساواة وعن التضحية ونكران الذات وعن الحقوق والقوانين والحريات وعن احترام الشهادات والكفاءات وعن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مهما كانت العراقيل والعواقب حتى باتت بعض الشعوب تتخيل انفسها في بلاد  العجائب والغرائب فالقوانين والمواقف والشعارات والدساتير والتصريحات شفافة بيضاء والوقائع والممارسات قاتمة سوداء.

            ومن بين هذه العجائب والغرائب تناقلت اجهزة الاعلام انباء احد القرارات الثورية التاريخية المجسده  للاصالة والتسامح والعدالة الاجتماعية ممثلاً بالعفو عن مزوري الوثائق والشهادات الدراسية الذين (( اغتصبوا )) حقوق الاخرين بشهاداتهم المزوره ربما من اجل ان يتمكن المزورون من الاسهام (( الوطني )) الجدي في بناء دولة المؤسسات و القانون..

    ان هذا القرار الثوري الوطني التاريخي الشجاع ¸الذي انصف هؤلاء الابطال الميامين ((السباع  )) الذين استطاعوا بمنتهى الالتزام القيمي و الاخلاقي العميق ان ينتزعوا بشجاعة منقطعة النظير ادهشت المبصر والبصير فرصهم الوطنية في تقلد الوظائف الحكومية وربما في شغل درجات دبلوماسية او مهمات مالية او مسؤوليات اقتصادية او مواقع قانونية عبر (( عبقريتهم   التزويرية )) قد اسهموا بقصد وعن سابق ارادة وتصميم في تصديع الهيكل القانوني السليم فاغتصبوا فرص الاف الخريجين وتمتعوا باموال الفقراء والمعدمين وربما مارسوا الفساد والغش والسرقات والاختلاس متعمدين وربما الحقوا الضرر بالانظمة والقوانين وربما اتهموا الموظفين النزيهين بالفساد وهم في مقدمة الفاسدين.

      الى ذلك فان العفو عن هذه الشريحة (( الوطنية الشجاعة )) التي استطاعت ان تجعل من وثائق وشهادات سوق مريدي و فروعه في المحافظات المنافس الساخن لارقى الجامعات العالمية عبر قدرته فائقة الجودة في الميادين التزويرية والاكتفاء باعفائهم من وظائفهم يطرح الف سؤال وسؤال عن مصير المال العام الذي تمتع به هؤلاء الفرسان الشجعان طيلة السنوات السابقة وعن حجم الفساد الذي مارسوه طيلة السنوات السابقة وعن طبيعة ما اصبح  ربما يمتلكه      
  بعضهم من المصالح والشركات والدور والعمارات والامتيازات والعقود والصفقات وحجم رؤوس الاموال التي حققها هؤلاء الفرسان  الشجعان بشهاداتهم المزورة وبوثائقهم المحورة وباساليبهم الاحتيالية المتطورة والسؤال الاهم هل يمتلك هذا الرئيس او ذلك المسؤول الهمام صلاحية العفو و التنازل عن المال العام الذي استحوذ عليه هؤلاء المزورون خلافاً للقانون ؟؟؟.

        اما علامة الاستفهام الكبرى فتتمثل في مدى جدية ودقة وواقعية ومنهجية وعدالة واستمرارية وموضوعية الاجراءات القانونية في ملاحقة وضبط واعتقال كل الكفاءات التزويرية وهل شملت هذه الحملة الوطنية جميع الدرجات الوظيفية وجميع السفارات والوزارات والملحقيات والبعثات الدبلوماسية وهل شملت عمليات التدقيق والتمحيص والمتابعة والمراجعة كل المعينين مسؤولين وبرلمانيين ووزراء ووكلاء وخبراء ومستشارين ؟ ام ان حصانة البعض لا يجب ان تقترب منها اجهزة المفتشين و المدققين والمحققين  ؟.



        في خضم هذه القرارات الثورية والمكاسب والانجازات التاريخية فان من حق شريحة (( المزورين الوطنية )) هذه المطالبة بحقوقها الاجتماعية والمبادرة بتشكيل منظمة من منظمات المجتمع المدني للدفاع عن حقوقها المغتصبة جراء طرد اعضائها من وظائفهم التي حصلوا عليها بجدارة وكفاءة قابلياتهم التزويرية بالاخص بعد ان تكاثرت وتناسلت واتسعت منظمات المجتمع المدني التي لو استمرت على هذا الاتساع فسيصبح لكل مواطن مستقبلا منظمة خاصه به  من هذه المنظمات.

      ان بامكان (( شريحة المزورين)) هذه بعد اطلاق سراحها اعادة تنظيم صفوفها و اجراء اتصالاتها مع المنظمات المثيلة في الدول الصديقة والشقيقة وعقد مؤترها التأسيسي الاول لتشكيل منظمة دولية اسوة بمنظمة الدفاع عن حقوق الانسان باسم (( منظمة الدفاع عن حقوق المزورين )) وربما  تستطيع مستقبلا تنظيم صفوفها في هذه الدولة او تلك لخوض الانتخابات البرلمانية  وربما الرئاسيه بادعاء انها احد فصائل المعارضه (( الوطنيه )) المضطهده        وربما تحقق فوزاً ساحقاً ماحقاً بفضل الاموال (( الحلال )) التي تستطيع بها تمويل حملاتها الانتخابيه  بالاخص وان معظم الدول النائمة والغائمة والمتسوله والمتوسله بدأت تشهد اتساعاً غير مسبوق في ميادين التزوير والاختلاس والفساد الذي بات  يهدد باغراق البلاد والعباد.

تهانينا   للمزورين باطلاق سراحهم .
وتعازينا لاصحاب الشهادات ببطالتهم وضياعهم .


415
صدام داخل وخارج
 قفص الاتهام




القاضـــي رائــــد جوحــــــي :
صـدام كان فـي سـجن خمـس نجـوم يمــارس الرياضــه والقــراءه ويدخــن الســيجار الفاخــــر

لم يتعرض لاية عملية او محاولة تعذيب او اعتداء من اية جهة اوشخص
اضرابه عن الطعام كان للفت الانظار ولتحقيق بعض الطلبات
لم يأبه للمقابر الجماعيه ولم يتأثربأعداد الضحايا ولم يعتذر عن تلك الجرائم
كان صدام تحت حراسة مشدده لكنه كان يرسل رسائل من خلال المحاكمات
صدام لم يكن من الشخصيات التي تفكر بالانتحار..لانه كان متشبثا بالحياة
كان شرها للغايه في طعامه وكان يفضل وجبة الكباب العراقي
كان معتقلا في موقف لا يمكن لاحد الوصول اليه لذلك فأن عملية هروبه كانت مستحيله


     
حـــــوار : مال اللـــــــــه فــــــــرج
Malalah_faraj @yahoo.com

(القسم الثاني)

مدخــــل

في هذا القسم من الحوار الشامل حول تفاصيل التحقيقات مع رئيس النظام السابق صدام حسين، ومنهجية المحاكمات، نفتح مع القاضي رائد جوحي، قاضي المحكمة الجنائية العراقية العليا، ملفات مهمة، حول علاقة صدام  حسين برموز نظامه داخل قفص الاتهام.. وحول ادعاءاته بتعرضه للتعذيب أو الاعتداء، وأسباب إضرابه عن الطعام، وفيما إذا تعرض القاضي جوحي إلى ضغوط سياسية أو أمنية أو تهديدات إرهابية خلال سير المحاكمات، والاهم.. هل حاول صدام الهرب من سجنه؟!
باستعادة دقيقة للأحداث، وبمسوؤلية مهنية قانونية عالية، حاول القاضي رائد جوحي، توثيق جوانب مهمة من تفاصيل تلك المحاكمة المثيرة للجدل التي ربما أرسلت رسالة واضحة المعالم لكل الانظمه الدكتاتوريه القمعيه ولكل الحكام المستبدين ربما كان مفادها ان كل من يستبيح دماء ومصالح وحريات وحقوق الشعوب لا يمكنه بعد الان الافلات من القانون  ومن ثم من العقاب في حالة ادانته وكانت هذه أبرز موانئ الحوار:

                                                                       
مال اللـــــه فــــــــرج




*كيف كانت علاقة صدام برموز
 نظامه داخل قفص الاتهام؟ هل
 كان له  اي تأثير عليهم؟


-كان واضحاً أنهم كانوا يخشونه حتى وهم في قفص الاتهام، للتاريخ اذكر شيئاً، فقد وجدت أن بعضهم كان من الهشاشة بحيث انه كان يخشى صدام بل ان بعضهم كان ينظر إليه قبل ان يتكلم، وكأنه يأخذ الأذن منه بالكلام، كانت هنالك خشية منه، خشية حقيقية.

*هل تعتقد انه تعرض للتعذيب
في سجنه فقد اشتكى من
 ذلك، أم ان الامر كان ادعاءً؟


-كان صدام يقطن في موقف أو سجن خمس نجوم، الخدمات والرعاية اللتان كانتا متوفرتين له وللموقوفين كافة في المحكمة الجنائية العراقية، لم تكن متوفرة لأبناء الشعب العراقي، ففي الوقت الذي كانت فيه الكهرباء تقطع (12) ساعة يومياً عن الشعب العراقي مثلاً، كانوا هم ينعمون بالكهرباء على مدى 24 ساعة، المواطن العراقي كانت تصعب عليه الرعاية الطبية يومياً من قبل طبيب عام وأسبوعياً من قبل أطباء متخصصين، بينما كانوا هم يتناولون وجبات الطعام التي يتناولها أغنى العراقيين المكونة من اللحوم الحمراء والبيضاء، وسواها، كما تم توفير الاجهزه الرياضية لهم، أي أنهم كانوا يعيشون كما أسلفت في سجن ذي خمس نجوم، كل وسائل الراحة وحقوق الإنسان كانت متوفرة لهم بشكل كامل، ومنها الماء الحار والتدفئة وأجهزة التلفاز.

*هل تعرض صدام لعملية أو
 محاولة ضرب أو اعتداء من
 أية جهة أو شخص؟


-مطلقاً.. أبداً.

*لماذا اضرب عن الطعام إذاً؟

-هذه قضايا سياسية يلجأ إليها المعتقلون وكذلك الموقوفون بين حين وآخر لإثارة الرأي العام أو لتحقيق بعض الطلبات أو لقضية أو لموقف معين، فالهدف منها كان غايات شخصية ليس ألا.

*كم محامياً ضمت هيئة الدفاع
 عن صدام؟


-المحامي الرئيس بالطبع هو خليل الدليمي أما البقية فقد كانوا محامين فرعيين، والهيئة الأخيرة كانت تضم زهاء (12) محامياً.

*من أفضل محام دافع عن صدام
 ومن كان أسوأهم؟


-أقول وللأسف ان المحكمة الجنائية العراقية العليا لم يقف أمامها محام يدافع أو يناقش بشكل قانوني، وان جميع محامي صدام كانوا يلجئون إلى الفلسفة السياسية بعيداً عن فلسفة القانون على الرغم من ان أملي الكبير كان ان يقوموا ببناء دفوع قانونية أكثر من الدفوع السياسية، وان يقدموا النصيحة القانونية الصحيحة لموكلهم لان المحامي أو المستشار القانوني مؤتمن على موكله بتقديم النصيحة والاستشارة القانونية الكاملة له.



*هل تعرضت شخصيا لضغوط
 سياسية أو أمنية أو إرهابية
 خلال سير المحاكمات أو لضغوط
دولية مثلاً؟


-حقيقة لم نتعرض لضغوط دولية، وأنا عندما قررت العمل في المحكمة الجنائية العراقية العليا كنت أتوقع كل شيء، لان ما أقدمنا عليه هو بناء فلسفة قانونيه، وكنا نتوقع أن تكون هذه المسألة تاريخية في العراق وان الطريق لن يكون مفروشاً بالورود أبداً، لكن المهم كان التواصل، ولقد سقط عدد كبير من زملائي ومن الموظفين العاملين معي شهداء، إلا أننا كنا نتحفظ ونحافظ على سرية تلك الأمور حتى لا تكون هنالك ردود أفعال سلبيه، فقد فقدت اعز زملائي القاضي برويز حيث قتل أثناء التحقيق مع ابنه، وعدد كبير من الموظفين الذين كانوا يعملون معي اغتيلوا أيضاً، لكن والحمد لله أدينا المهمة التي أوكلت إلينا بالشكل الصحيح، وبالشكل القانوني الكامل.

*خلال المحاكمة كان صدام
 يبدو متماسكاً مندفعا قادراً
 على خوض النقاش والحوارات
 الساخنه مع هيئة المحكمه
 فكيف كان وراء الكواليس؟


-انت صحفي، ودعني أعيدك إلى نقطة معينة، انظر إلى صدام في 2005 أو في سنة 2006 أثناء المحاكمة، وانظر إليه عام 2004 أثناء التحقيق، وبالتأكيد هنالك صور كثيرة منشورة له، وسوف تدرك حتما من خلال نظرتك الفاحصة كيف كانت  شخصية صدام خلال التحقيق، وكيف كانت شخصيته خلال المحاكمة، هنالك فرق كبير وواضح.

*هل تعني ان صدام كان
 منهاراً  عندما كان وراء
الكواليس وبعيداً عن الأضواء.


-لا استطيع ان أقول انه كان منهاراً، بل كان يحاول ان يدافع عن نفسه بشكل أفضل خلال التحقيقات، أفضل مما كان عليه خلال المحاكمات، ففي المحكمة حاول ان يذهب الى الخطاب السياسي، لكن في التحقيقات كنا نسعى للحفاظ على الجانب القانوني، ولم نسمح في التحقيق إطلاقاً بأي شيء خارج إطار السؤال القانوني.

*عندما عرضتم عليه أرقام
 الضحايا في المقابر الجماعية
 ماذا كان رد فعله؟


-لم يكن آبهاً، ولم يعتذر عن تلك الجرائم مع الأسف، صور القبور الجماعية كانت مؤلمه جدا، ومأساوية، ولو لم نكن متمرسين بالعمل التحقيقي والقانوني لوصفتها بوصف آخر، لكن مع الأسف عندما كانت تعرض عليه حيثياتها ويسأل عنها لم يكن آبهاً، وأنني أأسف لشيء، فهو كان يصنف نفسه كرئيس لهذا الشعب ولا يأبه لأبناء الشعب، إذا كان رب الأسرة لا يأبه لأبنائه فكيف يكون أباً؟




*هل حاول  صدام الهرب
 من سجنه؟


-لم أكن مسؤولاً عن الحراسة، لكنه كان تحت حراسة مشددة، وكان يحاول إرسال رسائل سواء من خلال سير المحاكمات او من خلال   المحامين، لكننا كنا مهيئين لهذه المسألة، كان صدام  معتقلا في موقف لا يمكن لأحد أن يصل إليه بسهولة، لذلك فان فرصة هربه  كانت غير ممكنة ان لم تكن مستحيلة.

*كم مرة التقى بأفراد عائلته
خلال المحاكمة؟
   

-لم يقدم  اي فرد من افراد أسرته طلباً لمواجهته، لكنه كان يلتقي دورياً مع محاميه بشكل أسبوعي ونصف شهري، وكانت تصله رسائل من أسرته بشكل دوري.

*بعد صدور الحكم بإعدامه
 هل اتخذتم تحوطات معينة
 لمنعه من الانتحار أن حاول ذلك
؟

-صدام لم يكن من الشخصيات التي قد تفكر بالانتحار، لأنه كما اعتقد كان متشبثاً بالحياة، وكنا مؤمنين ومتيقنين بأنه لن يقدم على الانتحار ، لأنه لو كان يفكر بذلك لإقدم على قتل نفسه في الحفرة التي القي القبض عليه فيها، أو لواجه القوات التي ألقت القبض عليه، لكنه لم يفعل، وعندما القي القبض عليه كان بحوزته مسدسه  الشخصي ورشاشة كلاشينكوف.

*هل كان لصدام طلبات خاصة؟

-نعم.. طلب توفير السيكار  من افخر الانواع له، نوع هافانا وتم توفيره له، كما طلب توفير جهاز سير رياضي ووفر له أيضاً.

*أي من رموز النظام كان الأكثر
 تضامناً معه وأي من رموزه كان
 غير مبال.. وغير مقتنع؟


-كان هنالك خوف من صدام من قبل المتهمين، وكان الكثير منهم يخشى المساس به في تلك الفترة، ويبدو كمن كان قد  أرعبهم ولم يكن هنالك تماس مباشر بينه وبين بقية المعتقلين.. لكن كانت هنالك مشادات وكلمات نابية بين بعض الموقوفين والبعض الآخر.

*كيف كانت شهيته للطعام
 خلال المحاكمة؟


-كان شرهاً للغاية.. وكان يفضل وجبة الكباب العراقي والرز العراقي.



*هل برز خلال المحاكمة شهود
 زور، أو شهادات ملفقة أو بعيدة
 عن الواقع؟


-الحمد لله في شهود الإثبات كانت لدينا مثلاً في قضية الأنفال (800) شهادة و(400) إفادة للضحايا، أي ما مجموعها (1200) لم يبرز منها أية شهادة غير حقيقية أو غير واقعية أو شهادة زور، كذلك فان شهود الدفاع الذين قدموا في قضية الدجيل ثبت بأنهم شهود زور وفي ذات المحاكمة وقد اعترفوا بذلك وتم فتح قضية بحقهم، وقد حاول الدفاع تلفيق قضية للمدعي العام بان (احضر سيدي –CD- مدمج ادعى فيه ان المدعي العام جعفر الموسوي قد حضر أحدى المناسبات وانه يفتقر للحياد القانوني)، وقد أثبتت الحقائق ان الشخص الذي كان حاضراً تلك المناسبة لم يكن الأستاذ جعفر الموسوي وإنما شخص قريب الشبه به وتم إحضار ذلك الشخص إلى قاعة المحكمة.

*هل ترون أنكم كنتم تحاكمون
 جزءاً من تاريخ العراق المظلم
 عبر تلك المحاكمات ؟


-انا لم أكن انظر الى الموضوع على انه جزء من تاريخ العراق المظلم، التاريخ تاريخ، لكنني كنت انظر إلى الموضوع من زاوية أننا كنا نحاكم حقبة زمنية كاملة، وأيديولوجية فكر فاشي، وأهداف المحكمة لم تكن فقط عملية قانونية وإنما كانت أيضاً ثقافة اجتماعية وثقافة لحقوق الإنسان في الوقت نفسه، لذلك أصررنا على ان تكون المحاكمات وجلسات التحقيق علنية وأمام أنظار الناس من أجل تثقيفهم، ومن أجل ان يعلم الناس بان هنالك حقوقاً لكل متهم يجب ان  يتم احترامها حتى وان كان ذلك المتهم  صدام، أو بارزان أو طه ياسين رمضان أو علي حسن المجيد، الحقوق يجب ان تحترم، وعلينا تأسيس فلسفة اجتماعية، فلسفة قانونية تؤكد على حقيقة أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته بأدلة قاطعة وبقرار بات من المحكمة، هذه الفلسفة يجب أن ترسخ في المجتمع العراقي، وفلسفة قوانين حمورابي يجب ان تستمر، ونحن نظهر ان النظام ألبعثي كان نظاماً ذا فلسفة إجرامية ضد فئات من المجتمع، دينياً وقومياً واجتماعياً، ليرى المجتمع الدولي ماهية النظام الذي كان يحكم العراق ومحاكمة الأشخاص في ارتكاب الجريمة، وحتى يرى المجتمع العراقي في الوقت نفسه ما نوع الجرائم التي ارتكبت ضد أبناء شعبه، في قضية تصفية البارزانيين مثلاً، وفي قضايا الأنفال، وفي قضايا تصفية الأحزاب الدينية والعلمانية، حتى ان هنالك منهجية في ارتكاب تلك الجرائم وكانت هنالك فلسفة في تصفية العقول والشخصيات العراقية وكانت تتابع في داخل العراق وخارجه، ويتم تصفيتها،ـ هذه إذاً كانت سياسة، وهذه السياسة منهجية لتصفية هذا العقل، إذاً تلك العملية لم تكن وليدة ساعتها بل كان هنالك تخطيط مسبق وتفكير مسبق وتنفيذ وأدوات للتنفيذ، إذاً كانت هنالك فلسفة فكلنا نعمل على إظهار هذا الموضوع.



*كم قاضياً تولى التحقيق
 مع صدام حسين ومحاكمته؟


-مثل صدام أمامي وأمام جملة أخرى من قضاة التحقيق، زهاء (6) قضاة تحقيق، ومثل أمام هيئتين في المحاكمة، الهيئة الأولى والهيئة الثانية في قضية الدجيل والأنفال، والهيئة الجنائية تتكون من خمسة قضاة، وهنالك هيئتان من عشرة قضاة، وحصة الأسد في التحقيق كانت لي، لأنني بدأت معه منذ البداية، وعندما أنجزنا القضيتين الرئيستين وهما الدجيل، الأنفال، مثل صدام أمام قضاة التحقيق في قضية 1991 وتصفية الكورد الفيليين.

حــــوار : مال اللـــــــه فــــــــرج
عدســة : ســيد فخــر الديــــن
بقية الحوار في القسم الثالث والاخير



416
مشاكسة
تشــــييع جثــمان
حقـــــوق الانســــــان
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.co

           لعل من العجيب والغريب  واللطيف والطريف ان تحتفل الامم المتحدة والحكومات والانظمة والملوك والمنظمات والرؤساء  والانظمة والوزارات والقادة التاريخيون والثوريون والاشتراكيون والدكتاتوريون والرجعيون في العاشر من كانون الاول الحالي بالذكرى الثامنة والستين لاقرار بنود وعهود وفقرات و منطلقات الاعلان العالمي  لحقوق الانسان بينما الشعوب في مختلف البلدان تتلفت  الى كل مكان ولا تجد الا عقوقا للانسان و الا اظهادا للانسان  والا ملاحقة للانسان والا اتجارا  بالانسان حتى امست الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان في معظم البلدان طرفة هذا الزمان.

          ولعل من المفارقات  المضحكات المبكيات ا ن الدول والانظمة والحكومات التي تغتال الديمقراطية   وتنتهك الحقوق والحريات هي الاكثر ضجيجاً اعلاميا في الخطب والبيانات وفي الوعود والتصريحات وفي اقامة الاحتفالات والمهرجانات حول الديمقراطية والحريات, في الوقت الذي تبحث فيه شعوبها بأدق  عدسات المايكروسكوبات عن ذرة من العدل والحقوق والمساواة لكنها  لاتجد الا التقييد والتمييز والتكبيل والفساد والملاحقات والاعتقالات ومصادرة الحقوق وخنق الحريات.

          ففي بلدان ما زالت تتاجر بشعارات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان ما زال قادتها وملوكها ورؤساؤها يتمسكون بايديهم وارجلهم وباظافرهم واسنانهم بمنتهى الديمقراطية بكراسي الحكم الرئاسية منذ عشرة او عشرين وربما منذ  ثلاثين عام خدمة للصالح العام عبر دساتير مطاطية تدرك جيداً كيف ((تفصــــــــل)) الديمقراطية وفق رغبات وارادات و امزجة وقياسات الحكام وكيف تضمن بقاءهم في السلطة هم وابناءهم واحفادهم ربما لالف عام.

            وفي بلاد اخرى تدعي انها تحترم الديمقراطية وحقوق الانسان يضرب ويهان في الشوارع اعضاء البرلمان لانهم ببساطة يحاولون الدفاع عن حقوق الانسان حتى ما عاد البرلمان برلمان   ومع ذلك فان الاذاعات والصحف والفضائيات واجهزة الاعلام ما تزال تتحدث عن الانجازات التاريخية العظيمة لاولئك الحكام في ميدان حقوق الانسان.

             وفي دول اخرى وبلدان ما تزال السجون والمعتقلات واجهزة القمع والتعذيب والاضطهاد والتغييب اكبر من كل كلمات وبنود وفقرات واهتمامات واهداف الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وما زال السجان يمارس ((ديمقراطيتـــــــــه)) السادية في تحطيم العظام والاضلاع و قلع الاسنان وقطع اللسان وفي اقامة حفلات التعذيب ((لشــــــواء الانســـــــــان)) على نار هادئة  (( كالخرفــــــــان )) ومع ذلك فان شعارات حقوق الانسان تغطي جدران السجون والمعتقلات ومكاتب المسؤولين الديمقراطيين في كل مكان.

             وفي بلاد الحرية والديمقراطية والانظمة الثورية والتحولات الاجتماعية والثروات النفطية ما تزال الاغتيالات والملاحقات والتهجير والاقصاء والتهميش سادة الموقف في كل مكان فالثقافة مطاردة... والحريات مطاردة.. والنوادي الاجتماعيه مطارده وكذلك الرسم والموسيقى والتماثيل والفنون والالحان و الطوائف والاديان.

             اما الفساد والاختلاسات والنهب المنظم والاختلاسات والسرقات وتزوير الوثائق والشهادات والعقود الوهمية والصفقات والاستحواذ على العائدات والثروات فقد اغرقت البلاد واغتصبت حقوق العباد ومع ذلك ما تزال الخطب والشعارات تتوالى بكل الالوان واللهجات واللغات حول الحرية والعدالة والمساواة.

           ولعل من المثير للدهشة والاستغراب ان تدعي الحكومات الوطنية والمحلية في هذه الدول الديمقراطية سعيها لحماية الانسان وتحقيق الاستقرار والامان في الوقت الذي يضطهد ويطارد وينتهك ويقتل فيه الانسان حتى غدا مصطلح ((قام مسلحون مجهولون يرتدون ملابس مجهولة ويستقلون سيارات مدنية مجهولة ويستخدمون اسلحة   مجهولة باغتيال مواطنين امام اجهزة الامن المجهولة وفي الشوارع المجهولة وامام انظار الناس المجهولة والهرب الى جهة مجهولة )) احد ابرز سمات الانظمة الديمقراطية والحكومات الديمقراطية في هذه البلدان الديمقراطية.

              بيد ان الاخطر والامر والاشد فجيعة وايلاماً ان تقدم هذه الجهات المجهولة والايادي المجهولة بممارسة ديمقراطيتها المجهولة في القتل والملاحقة والتهجير ومع ذلك فان الحكومات والحكام والمحافظين والوزراء وقادة الاجهزة الامنية الاكفاء كلهم مازالوا يتحدثون عن قدراتهم الخارقة الحارقة في السيطرة التامة العامة على الاوضاع الامنية وعلى الحريات والحقوق المدنية في وقت ما زالت فيه هذه القوى الظلامية تنفذ ابشع حملات التهجير المأساوية بحق العوائل المسيحية التي تمثل المكون الاساسي والحفيد الشرعي للحضارة الانسانية ومازالت المسرحية الوطنية الامنية الكوميدية التراجيدية المأساوية تتواصل بنجاح منقطع النظير  بفصولها الخطيرة وبحلقاتها المريرة تلك هي مسرحية المجموعات المسلحة المجهولة التي ترتدي ملابس مجهولة وتحمل اسلحة مجهولة وتستخدم سيارات مجهولة وتواصل جرائمها امام اجهزة الامن الخجولة في اقتحام المساكن  المسيحية المعلومة وتخييرها العوائل المؤمنة المظلومة بين التهجير أوالاختطاف والقتل والتدمير وكأن الاجهزه الامنيه والمسؤولين ابطالا محترفين في مسرحية شاهد ما شافش حاجه .

           ومع ذلك فان الحكومة ووزراء العدل وحقوق الانسان والمحافظين والاجهزة الامنية والبرلمان منهكون في اقامة المؤتمرات وتشكيل اللجان دفاعاً عن ثروات وحريات ومصالح وحقوق الانسان في الوقت الذي يتلفت فيه الانسان في كل مكان بحثاً عن الامن والامان ولا يجد الا العنف والتهجير والدم والاحتقان في كل زاوية ومكان.

          ولعل من العجيب والغريب ان الامم المتحدة والحكومات وهم يحتفلون بالذكرى الثانية والستين لحقوق الانسان لم يلتفتوا الى حقائق ان ثروات الرؤساء والملوك والقادة والسياسيين والبرلمانيين قد تضاعفت مئات وربما الاف المرات   بينما ازداد الفقراء فقراً وانسحاقا  ومعاناة وهم اصحاب الحقوق والاوطان و الثروات.
 
         لذلك وفي الوقت الذي تحتفل فيه الحكومات والانظمة والمنظمات بذكرى صدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي فشل كما يبدو فشلا ذريعا في انصاف الانسان فان من حق الشعوب  بعد ان تحولت تلك الحقوق في معظم الدول الى كوارث ومصائب وعقوق  ان تدعو  الامم المتحدة لتحديد يوم عالمي لتشييع جثمان حقوق الانسان.
 
 

417
 
صدام داخل وخارج قفص الاتهام
القاضي رائد جوحي يروي تفاصيل الاجراءات التحقيقية وفظائع المقابر الجماعيه
اسوأ اللحظات التي مر بها صدام عندما مثل امام القضاء وايقن ان القانون سيأخذ مجراه
قواعد الادانه ارتكزت على ((21 )) طنا من الوثائق و ((280 )) موقعا للقبور الجماعيه
في 30 -6-2004 استلمنا المتهم صدام حسين وخلال 24 ساعه باشرنا بالتحقيقات الاولية معه
الجهات العراقيه لم تصرف درهما واحدا في عمليات البحث عن القبور الجماعيه
بنينا قاعدة معلومات الكترونيه لدراسة وتحليل ستة ملايين وثيقه عمل فيها ((175 )) من قضاة التحقيق والمدعين العامين والمحققين
تلقيت تهديدات كثيره والقضاء العراقي فقد اكثر من ((30 )) قاضيا
اقمنا مدنا متكامله وبسرية تامه في الصحراء ضمت مقرات سكن وانترنت ومختبرات وشبكة اتصالات عبر الاقمار الصناعيه
اكبر المقابر الجماعيه كانت في الحضر وضمت قبورا منفصله للرجال والنساء وللاطفال
افظع المناظر مأساوية كان جثة طفل رضيع قتل بأحضان والدته وزجاجة الحليب كانت ما تزال في فمه
القسم الاول
   
   حــــوار : مال اللـــــــه فـــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com







مدخــــل
في الوقت الذي اثارت فيه محاكمة رئيس النظام السابق ردود افعال متباينة، بل وعنيفة غالباً وهي تكشف حقائق مأساوية عن فظائع المقابر الجماعية التي غيبت الاف العراقيين، وفي مقدمتها جرائم الانفال التي راح ضحيتها اكثر من (180) الفاً من الرجال والنساء والاطفال الكورد ولم ينج حتى الرضع من مآسيها، فان ما كان يجري وراء الكواليس من استعدادات مختلفة وتحقيقات قضائية ومن عمليات جمع الوثائق والادلة الجنائية ما سيبقى يثير رغبات الملايين للوقوف على تفاصيل ربما اهم وابرز عملية محاكمة لنظام كان مثار        جدل المنطقه والعالم وتحمل وزر واحدة من اكبر عمليات الابادة الجماعية 
لتوثيق جوانب مهمة من ذلك، التقينا   القاضي رائد جوحي قاضي المحكمة الجنائية العراقية العليا الذي نهض بمهمة رئيس قضاة التحقيق في مواجهة رئيس النظام السابق صدام حسين وقاد ميدانياً فرق التقصي والبحث عن المقابر الجماعية واشرف على دراسة   (21) طناً من وثائق الادانة و تحليل ستة ملايين وثيقه ، واستطاع بخبرته القضائية في ميدان القانون الجنائي وبالتزامه القانوني ان يفشل محاولات رئيس النظام السابق في تحويل تلك  المحاكمة التي استحوذت على اهتمام ومتابعة الملايين من محاكمة جنائية الى محاكمة سياسية، غير مبال بالضغوط التي تعرض لها ولا  بالتهديدات التي حاصرته... على مدى ثلاث ساعات وبضيافة وحضور الاستاذ الفاضل زهير كاظم عبود الذي نعتز به كثيرا تواصل الحوار وتشعب حول تفاصيل دقيقه فتحنا خلاله معظم ملفات التحقيق الساخنه وكان القاضي رائد جوحي بخبرته القضائيه وبروحه الشبابيه وبتلقائيته وتجاوبه الذي نقدره عاليا ما مكننا من الخوض في جميع التفاصيل واشباع فضولنا الصحفي  لتكون حصيلة حوارنا كالآتي :
مال اللـــــــه فــــــــــرج

   من بوابة هويتك الشخصيه
 سندخل ساحة الحوار فمن انت ؟

انا القاضي رائد جوحي قاضي المحكمه الجنائية العراقيه العليا من مواليد بغداد عام 1971 بكالوريوس قانون من جامعة بغداد  سنة 1993 وخريج المعهد القضائي في بغداد ايضا عام 2002 وماجستير في القانون الدولي من الولايات المتحده الامريكيه عام 2010 من هواياتي الرياضه وبالذات كرة السله اضافه الى القراءه  بشكل متواصل والمشاكسه في الكتابه 
كيف بدأت الاستعدادات لعملية
 تشكيل المحكمة التي تولت محاكمة
 رئيس النظام السابق صدام حسين؟

-دعني أتكلم بصراحة، انا لم اكن جزءاً من الهيئة او الجهة التي كانت تختار الهيئة القضائية، لكن في تلك الفترة، كنت قاضياً في المحكمة الجنائية المركزية، وقد تكون عملية التدقيق او الاختيار قد سبقت هذا الامر، لا اعلم، في بداية 2003 كنت قاضياً في النجف، بعد ذلك نقلت الى بغداد، وفي 2004 تحديداً كنت اشغل منصب قاضي تحقيق في المحكمة الجنائية المركزية، واتصل بي احد الاشخاص رحمه الله وكان قاضياً ايضاً، اغتيل على ايدي زمرة من الغادرين الخونة وابلغني بان هنالك شائعات تدور حول امكانية ان العب دوراً في المحكمة الجنائية المختصة في تلك الفترة، انا في الحقيقة فوجئت لأنني لم ابلغ من قبل، واعتقد كانت هنالك مجموعة اسماء لأشخاص دخلوا دورة معينة، كذلك... فان طرفاً ثانياً قال لي ان اسمك بدأ يتردد، اجبت بأنه لم يتصل بي احد واوضحت له بأن هنالك اسماء اخرى كثيرة، لكنه قال نعم، لكن عدداً كبيراً من القضاة بدأ يعتذر اما خشية او لأسباب خاصة بهم لا نريد الخوض في تفاصيلها، لكن وقع الاختيار عليّ في وقتها، وسألني، هل لديك مانع، اجبته: كلا.. ليس   لدي اي مانع لأنني مؤمن بالعملية القضائية في العراق.
في اي تاريخ وقع الاختيار عليك؟
 ومن الذي بلغك؟

_تم اختياري في الثلث الثالث من شهر ايار من عام 2004، والذي بلغني بالاختيار كان الاستاذ الفاضل قيس هاشم رحمه الله امين مجلس القضاء.
 

 


ماذا كان رد فعلك عندما تم
 تبلغيك رسمياً بالمهمه؟

-دعنا نكن واقعيين، لكل شئ بداية، انا عندما عملت محققاً كان لدي حب بالقضاء الجنائي. ثم عملت قاضياً، وقاضي تحقيق حيث سبقت هذه القضية قضايا كبرى عملت فيها، وعلى سبيل المثال، كانت هنالك قضية تتعلق بالفساد الاداري في محافظة النجف في عام  2003 والقينا القبض في تلك الفترة على محافظ النجف أول محافظ بعد سقوط النظام وكان مبلغ الفساد لا يقل عن خمسين مليون دينار عراقي في تلك الفترة، وقياساً بالوقت الحاضر لم يكن المبلغ كبيراً، لكن الجريمة جريمة سواء كان مبلغ الفساد ديناراً واحداً، أم مليون دينار ليس هنالك فرق، اضافة لوجود مسألة في غاية الأهمية في تلك الدعوى،و هي خرق حقوق الانسان حيث استغل المحافظ في تلك الفترة نفوذه باحتجاز اشخاص ابرياء، بلغنا بالامر وانتقلنا فور الابلاغ الى موقع الاحتجاز وفعلاً وجدنا الاشخاص المحتجزين موجودين وقمنا باخلاء سبيلهم، وباشرنا بالاجراءات التحقيقية ضد المحافظ والتي اوصلتنا الى قضايا فساد اخرى، والقي القبض عليه وتم التحقيق معه وتمت ادانته والحكم عليه في تلك الفترة.
 
اذاً انت كنت مقتنعاً عندما تم
 تبليغك وقبلت بالمهمة؟ الم تخف
 من تلك المهمة وفي تلك الفترة بالذات؟

-والله استاذ فرج.. اذا كان القاضي يخشى من القضية المنظورة امامه فعليه ان يترك منصة القضاء ويذهب الى منزله.
 
 لكن بعض القضاة اعتذروا 
-اجل.. لكن لكل قاضٍ ظروفه الخاصة، بينما انا لدي قناعتي الشخصية، القاضي قاض، لا يجزأ ولا يصنف، واذا ما وضعت امامه قضية وليس هنالك سبب وجوبي او جوازي باستشعار الحرج في نظر القضية، فعليه ان يقوم بواجبه وكانت قضية التحقيق مع صدام وبناء الهيكل التحقيقي للمحكمة الجنائية العراقية العليا.. تعتبر الى جانب انها شرف وطني؛ مهمة تاريخية في بناء فلسفة قانون في البلد وفي احقاق الحق، واظهار تاريخ القضاء العراقي والقانون العراقي، ويجب ان لا ننسى ابداً ان القانون والقضاء والفقه القانوني قد خرج من هذه الارض، ومسلة حمورابي قبل ثلاثة الاف سنة وضعت القوانين، وحالياً هنالك 282 نصاً قانونياً محفوراً على حجر التالوك في فرنسا كل تلك النصوص علمت الانسانية وعلمت الحضارات معنى القانون، فهذه الاصالة القانونية الاولى من اين جاءت؟! جاءت من العراق من بلاد الرافدين، هذه الفلسفة كانت مزروعة في اعماقي شخحصياً.. اما مسألة التحقيق وبناء القضايا التحقيقية مع صدام او غيره كنت اعتقد انها سوف تشكل نقلة، او انعطافة نوعية في القضاء العراقي لأنه لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط ودول العالم الثالث وفي البلدان العربية تجري محاكمات عادلة لرئيس دولة بغض النظر، وبدون احكام مسبقة، وهذا اساس تاريخي ممتاز للعراق وللقضاء العراقي.

 

  ما ابرز الاستعدادات التي اتخذت من
 اجل محاكمة عادلة ودقيقة لصدام ؟

-لنكن امناء ونعط لكل ذي حق حقه، المحكمة أسست بارادتين، ارادة عراقية وطنية، ورغبة امريكية عالمية مع هذا الاتجاه.
كان المجمتع الدولي ممثلاً بالولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا واستراليا يصب جل اهتمامه على الجوانب الامنية والفنية للمحكمة، وسوف اتطرق تباعاً الى مراحل التحقيق لأن الناس لا تعلم ما الذي جرى وراء الكواليس وخلال التحقيق بشكل خاص، يمكن ان الناس شاهدوا جلسات المحاكمة، لكن كيف وصلت هذه الأمور الى المحاكمة سوف اوضح تباعاً هذه النقاط، ولا انسى هنا ان اذكر ان حكومة الدكتور علاوي كان لها الفضل الكبير في وضع الأسس الاولى وفي توفير الجانب الأمني والاهتمام بالجانب القضائي، بعد ان وضعت حكومة الدكتور علاوي اسس هذا الموضوع، اي اساس العمل، والبناء الاساسي لتأسيس محكمة بهذا المستوى، جاءت حكومة الدكتور الجعفري واكملت ما تم وضعه في تلك الفترة بتوفيرها جوانب امنية وجوانب سكنية مؤمنة للقضاة العاملين في هذه المحكمة.
اما جوانب المحاكمات والمحكمة والمباني فقد كانت المحكمة ومكتب الارتباط للولايات المتحدة الامريكية والسفارة البريطانية تساعدان كثيراً في هذا الموضوع، فيما يتعلق بالمبنى المحصن لأجراء المحاكمات والدورات لان العراق منذ ثلاثين سنه كان منغلقا على     ً     نفسه،و هنالك تجربة دولية، والعراق كان بعيداً عنها، كان المدعون العامون والقضاة من بريطانيا ومن الولايات المتحدة الامريكية على تماس مباشر في قضية يوغسلافيا وفي قضية سيراليون وقي قضية رواندا، ساعدونا كثيراً في هذا الموضوع، وقد نظمت دورات في لندن وفي روما للارتقاء بالمستوى التحقيقي والقضائي بشكل عام او للتعريف باهم المعايير الدولية في المحاكمات العادلة، وفي تحديد القضايا التي يمكن ان ينظرها المجتمع الدولي في مثل هذا النوع من المحاكمات. فقد تم توفير دورات خصوصاً للاخوة قضاة الجنايات في انكلترا وفي ايطاليا لأكثر من مرة فضلاً عن الاخوة قضاة التحقيق والمدعين العامين في ذات السياق، كان هنالك دورات، وتهيئة متكاملة، اثناء عملية التحقيق.


 
هل تعني ان التحقيق مع صدام
 بدأ قبل الاستعدادات؟

-نعم... بدأنا في التحقيق قبل هذه الاستعدادات لاننا بصراحة كلفنا بالامر وقبلنا به وبدأنا ببناء الدعاوى، فقد كنت رئيساً لقضاة التحقيق للمحكمة الجنائية العراقية العليا على مدى دورتين، وعملنا على تدوين اقوال الشهادات واقوال الضحايا و جمع الادلة ووثائق بحجم ((21 )) طنا , أؤكد يا استاذ فرج (( 21 )) طنا لاحظ انني اتحدث عن اطنان من الوثائق الى جانب ((280 )) .
   موقعاً جغرافياً لقبور جماعية، كل موقع يحتوي ما بين 8_10 قبور، وكل قبر يحتوي على ما لا يقل عن (80) جثة او رفاتاً.
هذه العملية وضعنا ستراتيجية عمل لها كرئيس قضاة تحقيق، اول عملية كانت وبهدف تغطية البلد جيولوجياً وتحقيقياً شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، قمنا بفتح مكاتب، مكتبين في اقليم كوردستان لأن جرائم النظام السابق كانت كثيرة في الاقليم، مكتب في السليمانية وآخر في اربيل، مكتب السليمانية كان يغطي السليمانية وكركوك والمناطق المحيطة بهما ومكتب اربيل كان يغطي اربيل ودهوك والمناطق المحيطة بهما، كذلك فأن مكتب البصرة كان بغطي المنطقة الجنوبية، ومكتب النجف يغطي منطقة الفرات الاوسط، اما مكتب بغداد فقد كان يغطي المركز، ومركز التحقيق الرئيس في مقر المحكمة، اما من جهة الوثائق، فقد تم نقلها الى موقع سري جداً للغاية، اما لماذا سرية الموقع بالنسبة للوثائق، لأنه كان هنالك من يراهن على افشال عملية المحكمة وكانت هنالك اموال طائلة من المحيط الاقليمي والمعادين للعملية القانونية والديمقراطية في العراق والمعادين للمحكمة بحد ذاتها، بحيث كانت هنالك مبالغ مرصودة لتصفية القضاة في هذا الموضوع، لذلك نقلنا تلك الوثائق الى مقر رسمي وسري وقمنا باستنساخها بأربع نسخ لكل وثيقة.
 
   كم استغرقت عملية استنساخها واستخراج
 الوثائق المهمة والتي تشكل دلائل ادانة؟

قمنا بتشكيل فريق ضخم يتكون من مائتي شخص منهم خبراء دوليون من المختصين بعملية فرز وتصنيف الوثائق وبينهم (( 120 )) عراقيا   .
 
هل كانت الوثائق حصراً بمراسلات
 القصر الجمهوري ام ببقية الجهات الامنية؟

-الوثائق كانت عبارة عن ارشيف ديوان الرئاسة المتكامل، اما لماذا اخترت انا بأن نضع اليد على ارشيف ديوان الرئاسة في ذلك الوقت؛ لأني كنت اعلم ان ديوان الرئاسة ترده نسخة من كل مخاطبة تصدر من الامن والمخابرات والامن الخاص والاستخبارات والعمليات العسكرية وبالتالي حتى لا نشتت بحثنا، بل نأخذ المصدر الرئيس للوثائق والمعلومات، وفعلاً عملنا على هذا الاتجاه 
وتم تصنيف هذه الوثائق من قبل فريق متخصص حيث كنا دقيقين جداً في تعيين العاملين في ذلك الفريق، وقسمنا اولئك العاملين الى اربع مجاميع رئيسة.
الاولى مهمتها تصنيف نوعية الوثائق ما بين عادية وغير عادية، المقصود بالوثيقة العادية ورقة ليست لها اية صلة بالعمل القانوني او القضائي، اما الفريق الثاني فكانت مهمته تصنيف الاوراق القانونية ما بين اوراق ممكن ان تفيد المحكمة والورقة التي لا تفيد المحكمة.. اما الفريق الثالث فقد كانت مهمته تصنيف هذه الوثائق ما بين وثيقة ممكن ان تسخدم كدليل وأخرى لا تستخدم كدليل.
اما الفريق الرابع فكانت مهمته تصنيف الوثائق حسب القضايا التي كنا قد انشأناها واسسناها، الفريق الرابع ايضاً مع متخصصين دوليين كان يقوم بعمل مسح الكتروني للوثيقة ولبناء قاعدة معلومات الكترونية، وتدخل تلك الوثائق في قاعدة المعلومات الالكترونية، في نهاية عام 2006 تمكن الفريق الذي كان يعمل تحت اشرافي من مسح و الاستفادة من ستة ملايين وثيقة الكترونية، هذه الوثائق كانت تدخل قاعدة المعلومات، وكان هنالك (25) قاضي تحقيق و (16) مدعياً عاماً و (60) محققاً، وزهاء (70-75 )) مساعدا    قانونياً،جميعهم لديهم مدخل الى قاعدة المعلومات تلك.
بمعنى آخر ان القاضي اوالمدعي العام او المحقق او المساعد القانوني لا يحتاج الذهاب الى مقر الوثائق للاطلاع عليها، وانما كان بوسعه بمجرد استخدام اسم المستخدم وكلمة السر الدخول الى قاعدة المعلومات الخاصة بالمحكمة والاطلاع على الوثائق، التي صنفت حسب القضايا، فسهلنا هذه العملية، وفي عام 2006 كانت لدينا ستة ملايين وثيقة الكترونية.
من جانب آخر فان الاستعدادات الاخرى كانت على ذات المستوى وكنا نعمل بذات المستوى ، كانت جميع الفرق تعمل بمستوى واحد، المكاتب التحقيقية كانت منتشرة في الاقليم هنا وفي الجنوب تدون اقوال الشهود واقوال الضحايا وتقوم بالمسح الجغرافي وتجري الكشوف على اماكن الحوادث بينما كنت اقوم انا بادارة العملية في بغداد، واتنقل اسبوعاً في كوردستان وآخر في الجنوب واسبوعاً في الوسط وكنا على اتصال.



 
ماذا عن المقابر الجماعية؟
_ كان لديّ فريقا للمقابر الجماعية يقوم بالتنسيق مع مكاتب حقوق الانسان في الاتحاد الاوروبي وفي الولايات المتحدة الامريكية، حيث حصلنا على (280) موقعاً مصوراً بالستلا يت لقبور جماعية في العراق، وقمنا بتصنيف هذه المواقع حسب الجرائم التي ارتكبت بمساعدة خبراء من صربيا والبوسنة، وغيرهما، كانت المشكلة الاساسية تكمن بعد تصنيفنا لهذه القبور الجماعية وحصولنا على وثائق تشير الى هويات اولئك الضحايا في تلك القبور، هي كيف نقوم بفتح تلك القبور، كان ذلك في عام 2005، اي في قمة الارهاب، كانت هنالك قبور في نينوى والسماوة والعمارة والمحاويل، وكان علينا بناء فريق متكامل لكل موقع، حيث ليس بالامكان ان نذهب يومياً الى هذه المواقع والعودة منها ونجلب معنا ممثلين عن وزارات الصحة وحقوق الانسان والخبراء الدوليين، والمساعدين، لذلك قمنا ببناء مدنا متكاملة في الصحراء، لم يكن اي شخص يعلم بذلك، وانا اتحدى اي مسؤول في الدولة العراقية كان يعلم بهذه الحقيقة، كنا نبني مدناً كاملةً في الصحراء، مزودة بالماء والكهرباء وخطوط الانترنيت والحمايات وكرفانات للسكن والطعام وللمختبرات العاملة والخبراء وغاز ونفط وبانزين واتصالات عبر الاقمار الصناعية.
 
*هل كان هنالك تفهم ودعم من
 الجهات المعنية؟؟

-من هي الجهات المعنية يا سيدي؟ دعني اخبرك بصراحة، حول عملية القبور الجماعية وفتحها لم تصرف الحكومة العراقية عليها درهماً واحداً، لكن تلك المبالغ حصلنا عليها اما من الولايات المتحدة الامريكية او من الجانب البريطاني او من بعض المنظمات الدولية.
بالمناسبة، وللتاريخ لا بد ان اذكر شيئاً حتى الامم المتحدة على الرغم من مشروعها الانساني ومبادرتها في ميدان حقوق الانسان وانصاف الضحايا، الا انها امتنعت عن تقديم اي عون الى المحكمة، في ايام كوفي عنان وانا مسؤول عن كلامي كانت هنالك دورة تدريبية و راسلناهم  وكنت انا من ضمن المراسلين المدعين العامين في محكمة يوغسلافيا للاشتراك في تنسيق الاعمال بيننا وبينهم والاستفادة من الخبرات، صدر تعميم ورسالة من كوفي عنان شخصياً الى جميع المدعين العامين برفض تقديم اي مساعدة للمحكمة الجنائية العراقية وبالتالي اكملنا المشوار بمساعدة خبراء بريطانيين وامريكيين واستراليين.
انا شخصياً دخلت مفاوضات في الامم المتحدة فقط لاحضار فريقها للمساعدة او تقديم الخبرة، لكن عذرهم الدائم كان ان العراق يعمل بعقوبة الاعدام، وان الامم المتحدة ترفض عقوبة الاعدام، لذلك هم لا يستطيعون تقديم المساعدة، وكان ردي لهم ان مهام الامم المتحدة انسانية ووطنية وهي ابعد من جزئيات بسيطة في القوانين، فيمكن ان تكون هنالك مساعدات في مجال الخبرة الوطنية، وفي ميدان حقوق الانسان وعلينا الابتعاد عن الجانب القانوني لكني كنت احصل على نفس الجواب دائماً.
فبالنسبة للقبور الجماعية، كان هنالك دعما من المنح الامريكية والبريطانية وكنا نبني مجمعات في الصحراء كما اسلفت، واستطعنا ان نفتح مقبرة الحضر التي ضمت ضحايا الانفال، ومقبرة السماوة التي ضمت ايضاً ضحايا الانفال، وهذا يوضح  منهجية وستراتيجية العمل المنهجي في قتل ضحايا قضايا الانفال حيث ان النظام كان يعتقلهم في قراهم وبيوتهم وينقلهم الى معسكرات ومن ثم الىمقابر  في الحضر او في السماوه كما فتحنا مقابرا جماعية في البصره و        العمارة تتعلق باحداث قضية 1991، التي اصطلح على تسميتها بالانتفاضة الشعبانية، فتحنا مقابر اخرى ايضا في الحلة ولعدم وجود امكانيات مالية، ولأن الخبرات العراقية في هذا المجال قليلة فقد كنا نستعين بخبرات دولية وبتقارير دولية.


 
*ما اكبر المقابر الجماعية التي قمتم
 بفتحها؟ وكم عدد الضحايا فيها؟

-نحن لا نستطيع فتح جميع القبور، لكن مع ذلك كانت مقبرة الحضر من اكبر المقابر الجماعية التي قمنا بفتحها هي ومقبرة السماوة مقبرة الحضر الجماعية كانت منظمة بشكل عجيب غريب، فقد كانت فيها قبور للنساء، واخرى للاطفال الرضع، وشاهدت منظراً لا يمكن ان يغيب عن خيالي في المقبرة الجماعية في منطقة الحضر، منظر لطفل لا يتجاوز عمره الشهرين الى ثلاثة اشهر، وجدناه هيكلاً عظمياً، وكانت زجاجة الرضاعة ما تزال في فمه كان مدفوناً بحضن والدته، وعندما فتحنا القبر، ذلك المنظر لا يمكن ان انساه في يوم من الايام، وكان هنالك قبور للرجال واخرى للنساء وقبور للاطفال، مابين 5-17 سنة، تلك كانت اكبر مقبرة وجدنا فيها منهجية وبشاعة القتل والاجرام الذي مارسه النظام السابق، ناهيك عن مقبرتي العمارة والمثنى.


 
* متى التقيت لاول مرة
 بصدام وكيف كان اللقاء؟

- انا تسلمت صدام من المعتقلات الامريكية وقمنا بتسليمه للمعتقلات العراقية، طبعاً هناك الاعتقال القانوني والاعتقال الفعلي المادي، الاعتقال القانوني، صدام نقل قانوناً من المعتقلات الامريكية الى العراقية بتاريخ 30/6/2004، لكن لأسباب امنية والكل يعلم في تلك الفترة كانت هنالك صعوبة في توفير الحماية الكاملة خصوصاً للموقوفين على ذمة المحكمة وهم من ضمن قائمة المطلوبين الـ(55) فوفرنا حماية امريكية ودولية في تلك الفترة للقيام بعملية الاحتجاز والتوقيف بشكل فني، والتحقيق ابتدأ خلال 24 ساعة اي في  1/7/2004 .
 
*كيف كانت هيئة صدام، هل كان
 مكابراً ام منهاراً ام لا أبالياً، ام
 كان يعتقد ان بامكانه الافلات؟

- صدام في تلك الفترة كان يعتقد بان هذه المحاكمات ستكون على شاكلة المحاكمات الصورية التي كان يقوم بها النظام السابق الى ان تفهم بان هنالك حقوقاً له كمتهم، وانه تحول الى متهم، ولديه الحق بان يحصل على المساعدة القانونية ومناقشة الادلة، عندئذ اخذ بالهدوء النسبي، اما موضوع المكابرة فلا، لان صدام اثناء التحقيق كان مسيطراً عليه سيطرة كاملة من قبل قضاة التحقيق ومن قبلي تحديداً في الفترة الاولى حيث كنت اقوم بالتحقيق معه باستمرار، وكان يعلم جيداً بانه متهم امام القضاء العراقي وليس له اية صفة اخرى غير هذا.. ولا يمكن ان نتعامل معه لا بأعلى ولا بأقل من هذا الموضوع، هو متهم تحترم حقوقه وعليه ان يحترم ويمتثل لاوامر المحكمة، وليس له أكثر من ذلك.
 
*هل سبق ان التقيت به
 قبل سقوط النظام؟

-كنت اشاهد صدام على شاشات التلفاز ولم التق به مطلقا، لكن للتاريخ أذكر، أنه وقع المرسوم الجمهوري بتعييني قاضياً عندما كان رئيساً للنظام السابق.
 
*هل حاول خرق القواعد
 القانونية أثناء التحقيق؟

-حاول كثيراً ان يخرق القواعد القانونية وان يستخدم المحكمة كمحطة لارسال رسائل، او تقديم خطابات سياسية، صدام من العاشقين للكاميرا، لكن القاضي في تحجيم هذا الامر يلعب دوراً كبيراً، كثيرون شاهدوا شخصية صدام في التحقيقات، وشخصيته كانت تختلف كثيراً عما ظهر خلال المحاكمة.
 


*ما أسوأ اللحظات التي مر بها صدام؟
-بتقديري الشخصي ان أسوأ اللحظات التي مر بها هي عندما مثل امام القضاء، لانه وان حاول ان لا يظهر ذلك.. لكنه لحظتها علم وايقن بانه مواطن عراقي كاي مواطن، وان القانون سوف يأخذ ما أخذه منه إذا أثبتت الادلة بانه قد ارتكب هذا الفعل او ذاك وهذا ما جرى، لان شأنه كان شأن اكثر رؤوساء المنطقة العربية الذين لا يعتقدون بأنه في يوم من الايام سوف يكونون تحت طائلة القانون.



 
*هل حاول ان يخرج المحكمة
 من اطارها القانوني وتحويلها
 الى محاكمة سياسية؟

-نحن نتكلم عن محكمة قانونية، لكن دعني اوضح ان القانون الجنائي الدولي الذي يقترن بالقانون الدولي الانساني في ذات الوقت يحاكم مرتكبي الجرائم الكبرى وهم شاغلو مناصب عليا، اي انه يحاكم السياسيين، والسياسيون في كل العالم سلاحهم لسانهم، ولو تلاحظ ميلوزوفيش في يوغسلافيا، وحتى الان قضية الرئيس السوداني عمر البشير سارية وهو، لا يحاول الان التصدي للموضوع بشكل قانوني، بل بشكل سياسي، فأكيد هم يحاولون العمل على الجانب السياسي بعيداً عن الجانب القانوني لكن يجب، وأقول كعضو في المجتمع الدولي وفي المنظمات الدولية ان نعمل على تطوير جانب القانون الدولي الانساني والمحاكمات العادلة، يجب ان يعلم الجميع بمن فيهم رؤوساء الدول ان الاوان قد آن ليكونوا تحت طائلة القانون، وهنالك مبدأ، عالمية القانون الجنائي، ليس هنالك اي شخص سواء كان رئيس دولة أم مسؤولاً يستطيع ان يفلت من العقاب اذا ما ارتكب جريمة يحاسب عليها القانون مستنداً في ذلك الى صلاحياته كرئيس دولة، هذا الامر قد انتهى، الحصانة التي يحملها رفعتها عنه نورنبيرك، والحصانة هي لخدمة المواطن ولخدمة الشعب وليست لارتكاب الجرائم.
 
*هل تلقيتم تهديدات او محاولة
 رشوة او ضغوطاً ما خلال
 محاكمة صدام او قبلها؟

-التهديدات كانت كثيرة، وللعلم فان القضاء العراقي فقد أكثر من (30) قاضياً لحد الان، اغتيلوا لانهم قضاة، ليس لانهم تصدوا لقضية معينة، اما انا على المستوى الشخصي، الحمد لله، فيمكن ان الارادة الالهية انجتني من مجموعة من هذه العمليات .
نهاية القسم الاول من الحوار
حوار : مال اللــــــه فـــــرج
عدسة : سيد فخر الدين.

418
مشاكسة
وزارة الكـــــلاب

مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

من بين افرازات زمن العجائب والغرائب والخرائب  والنوائب, ظهرت  تقاليد وممارسات  جديدة ربما ستطيح بكل العلاقات القديمة  لترسم ملامح تجربة   فريدة ستنقل الانسان المعذب والمغيب من عبودية اخيه الانسان الى الى عبودية الحيوان.

        فبعد ان نفذت جميع الحكومات والاحزاب و البرلمانات في جميع الدول الكبيرة والصغيرة الغنية والفقيرة المانحة والمادحة الديمقراطية والدكتاتورية جميع مبادئ وبنود ووعود وعهود واتفاقيات ومعاهدات حقوق الانسان ولم يعد هنالك فقيراً ولا جائعاً ولا مطارداً ولا لاجئاً ولا مهجرا ولا مضطهدأ ولا عارياً ولا متسولا ولا دكتاتورا  ولا ظالما ولا مغتصبا للسلطة ولا سجينا ولا  سجان ولا تعذيب في المعتقلات او تحطيم للاسنان ولا تخديش او امتهان لكرامة وشرف الانسان فالثروات اصبحت في جميع  البلاد والاوطان ملكا للانسان والحكومات والاحزاب والرؤساء والبرلمان اصبحوا في خدمة الانسان والحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والرفاهية امسوا طوع البنان و لم يتبق  امام الانسان الا العمل الدولي الجدي الجماعي دفاعا عن حقوق ورفاهية الحيوان.

      لذلك انطلاقا من هذا المبدأ الانساني النبيل وتحقيقاً لهذا الهدف الحيواني الجليل بادرت عائلة احد السادة  المسؤولين في احدى الدول النفطية التي تحتل ارفع المواقع الفسادية على لائحة منظمة الشفافية الدولية  بادرت تلك العائلة الجليلة النبيلة التي تسكن كعادة معظم المسؤولين في دول العالم العاشر بحظها العاثر في اوربا  هربا من التأخر والعنف وتردي الخدمات في بلدانها اقدمت على تعيين حارس شخصي ليس لها ولا لابنائها ولا لحراسة قصرها المنيف فلذلك كله ربما طواقم حراسات خاصة اما هذا الحارس الذي استاجرته لساعات فهو لحماية وحراسة ورعاية ومداعبة  وملاعبة كلبها المدلل اثناء تغيبها عن المنزل ربما لساعات.

      فقد اعتاد كلبها المدلل على الاجواء العائلية   وعلى مشاهدة الافلام الكارتونيه والرياضة والسباحة والقفز ومتابعة دروس الموسيقى والرقص الرومانسي  وربما  يجيد كأصحابه رقصة التانغو او ماكرينا او الفلامنكو او زوربا كما يحرص على متابعة صفحته الشخصية على الانترنت ((الفيس بوك)) وتبادل الصور والرسائل العاطفية مع اعداد كبيرة من كلاب المسؤولين الاخرين المدلـله في مختلف انحاء العالم لذلك فان بقاء ذلك الكلب المدلل لوحده ساعة او ساعتين لربما يصيبه   بالاحباط واليأس والانكماش  والملل والانطواء والعزله وربما يشعر بالجفاف العاطفي اما الملايين من الفقراء والمرضى وكبار السن والمعاقين الذين لا يجدون مأوى للرعايه ولا لمسة حنان ولا رغيف خبز من ثرواتهم المهدوره ولا سقفا من صفيح وجدرانا من الطين تقيهم واطفالهم لهيب الصيف وزمهرير الشتاء الذي لا يرحم فلا بأس اذا اصيبوا باليأس  والاحباط والجوع والامراض النفسية  وبالجفاف العاطفي مادام بعض المسؤولين في مثل هذه الدول النائمة والغائمه والمتسوله والمتسوله  يولون كل عنايتهم للحيوان ويهملون الانسان.

         اما ذلك الحارس الشخصي اللطيف النظيف الذي يجب ان يمتلك شهادات صحية رسميه تثبت سلامته البدنيه من الامراض المعديه حتى لا يصيب الكلاب المدللة   بامراضه فان عليه ان يتقن فن ملاعبة الكلاب حتى لا تصاب بالاكتئاب ومعرفة هواياتها   المفضلة وانواع الحليب والشكولاتة والجبس الذي تفضله كما يجب ان يلم باوقات  طعامها و راحتها ومواعيد نومها  واستحمامها  ونوع الشامبو الذي تفضله واوقات  سماعها للموسيقى واي السيمفونيات التي تثير احاسيسها المرهفه و الافلام الرومانسية  التي تفضلها واوقات الرياضة الكلبية وانواعها حتى لا تصاب هذه الكلاب المدللة بالبدانة والترهل لذلك فان اجورهذا الحارس الشخصي للكلاب  تبلغ   عشرين دولارا في الساعة  فقط اي ما يعادل   مائة وستون دولارا في اليوم بمعدل ثمانية ساعات عمل اي ما يعادل مائة وتسعون الف دينار يوميا اي ان الراتب الشهري لحارس هذه الكلاب الاوربيه المدللــه الشخصي يبلغ خمسة ملايين وسبعمائة الف دينار شهريا.

         في الواقع اشفقت على افراد حمايات المسؤولين والوزاراء والبرلمانيين والسياسيين في دول نفطية وهم يتعرضون لاخطر انواع الاستهدافات والعنف والارهاب بل ويضطرون لنثر اقبح واقذر الشتائم يوميا على رؤوس المواطنين وسواق المركبات لشق الطريق لمواكب المسؤولين الذين يقومون بحراستهم   وهم في خضم هذه الاخطار مجتمعة لا يتقاضون شهريا اكثر من مليون دينار في حين يتقاضى الحارس الشخصي لكلب عائلة المسؤول المدلل والذي لا يحمل السلاح ولا يواجه العنف  والارهاب حوالي ستة اضعاف رواتبهم هذا عدا المخصصات والمكافئات التحفيزية والتشجيعية بالاخص ان كان الكلب المدلل راضيا عن حارسه   ورفع  بحقه تقريرا او توصية الى المسؤول   بلغته الكلبية الخاصه التي يفهمها بعض المسؤولين جيدا سواء  بهز ذيله او بنظراته اوبنباحه اللذين لا  يخطئ معانيهما المسؤول اللبيب الذي ربما كثيرا ما يخطئ في فهم حقوق والتماسات وطلبات وحقوق المواطنين لكنه لا يخطئ ابدا في فهم حاجات كلب الاسرة المدلل واجابة طلباته بدقة وسرعة وبمنتهى السرور والحبور والتاكيد على الخدم والحشم والمربين والمرافقين ومسؤولي التغذية والطعام بالالتزام التام في عدم تقديم وجبات من المواد الغذائية المحلية للكلاب العائلية خوفا من سوء الهضم وفقدان الشهية وتراجع مناعتهم الصحية و انكماش حالتهم النفسية ويجهد ربما نفسه في توفير الحليب  والكابتشينو الهولنديه  وانواع الشكولاتة السويسرية والمعلبات واللحوم والاجبان   من ارقى المناشء العالمية لكلب العائله العبقري المدلل  احتراما منه لحقوقه  الحيوانية اما في هذه الدولة او تلك فلتذهب الى الجحيم كافة الحقوق الانسانية.

          في خضم ذلك فقد اوضحت احدى الدراسات الدولية وفاة طفل بسبب الجوع كل عشرة دقائق بالاخص في القارة الافريقية بينما بعض المسؤولين في بعض الدول النفطية والافريقيه والعربيه  يبذرون اموال شعوبهم والثروات الوطنيه على كلابهم العائليه .

       من يدري في ضوء الجوع والمرض والهزال والتشرد الذي تعيشه الاف الكلاب السائبة في الدول النائمة والغائمة ربما تفكر المنظمات الدولية المعنية  بالدفاع عن حقوق الحيوان بتبني قرار ملزم للبلدان بانشاء وزارة خاصة لحماية  الكلاب  ورعايتهم كونهم الاقرب للانسان كخطوة اولى لانشاء وزارات اخرى مختلفه تعنى بحقوق مختلف انواع الحيوانات استفزازا  ربما لمؤسسات ومنظمات ووزارات الدفاع عن حقوق الانسان التي اثبتت عجزها وفشلها في معظم البلدان في ميدان حماية الانسان .
       ومن يدري ربما تبادر بعض الانظمه الديمقراطيه الثوريه الاشتراكيه التقدميه بافتتاح معاهد وكليات ودراسات عليا لتخريج كفاءات اختصاصيه لرعاية وحماية وتدريب الكلاب العائليه بدل المعاهد والجامعات العلميه التي اثبتت فشلها في توفير فرص العمل المناسبه للكفاءات الوطنيه.

419
رئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان:
الاتحاد يتمتع بالدعم المعنوي ويفتقر للدعم المادي
هنالك فجوة من جانب واحد بيننا وبين مديرية الثقافة السريانيه
 وجود الأتحاد بثقله وبنخبه في كوردستان رسالة قوية حول حالة التعايش الأخوي وقبول الآخر
فتحنا الابواب على مصراعيها ومددنا ايدينا الى وزارة الثقافه والشباب في الاقليم ونحن بالانتظار
كنا نأمل ان تكون المديرية العامه للثقافة السريانيه اكثر تفهما لنا واكثر تعاونا معنا
المسيحيون وغير المسيحيين في الاقليم يمارسون شعائرهم الدينيه بحريه 100%
الاتحاد لا يمتلك موازنه ماليه ولا تخصيصات ثابته
لم تكن هنالك استجابة واضحه لطلبنا بالتخصيصات الماليه من قبل المديريه العامه للثقافة السريانيه
ابرز معوقاتنا ظاهرة الهجره والتمويل فالهجره اثرت على تركيبة المجتمع العراقي وعلى النخب المثقفه
هنالك تفهم لحقوق الانسان ولحقوق الفرد في المجتمع الكوردستاني وهذه الحقوق بحاجه الى دعم سياسي واداري




حـــــوار : مال اللـــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

بين العمل في ميدان حقوق الأنسان والأدب، والمشاركة في المؤتمرات الدولية والأعلام، ومنظمات المجتمع المدني والصحافة تتشكل ابرز الاهتمامات و السمات الشخصية، لرئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان روند بولص وهو الشاعر والكاتب، وعضو الهيئة الأدارية لجمعية الثقافة الكلدانية، ومسؤولها الأعلامي وعضو الهيئة الأدارية للمركز الأكاديمي الأجتماعي ومسؤول لجنته الثقافية والأجتماعية وعضو نقابة صحفيي كوردستان وسكرتير تحرير جريدة (بيث عنكاوة) والمدرس المختص في مادة حقوق الأنسان. الى جانب الكثير من المواقع والمسؤوليات الأخرى.
التقيناه  في حوار معمق حول واقع عمل اتحاد الأدباء والكتاب السريان.. وابحرنا معه في رحلة نقدية شاملة حول مهام الاتحاد ومشاكله ومصادر تمويله وملامح شبكة علاقاته بالاتحادات وبالمنظمات الثقافية المختلفه ومشاريعه وتطلعاته المستقبليه وحرية حركته واستقلاليته وطبيعة علاقته سواء بوزارة الثقافة والشباب في الاقلبم او بالاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الى جانب انطباعاته عن  قيم التسامح والمحبة في المجتمع الكوردستاني، وحول مديات الحريات الدينية والقومية في الأقليم، وتوقفنا بكثير من الأهتمام ازاء واقع الأتحاد واهدافه وانجازاته ومعاناته وهو بتفاعله ومرونته اجاب بصراحة وموضوعيه على مختلف المحاور والتساؤلات وكان هذا الحوار :  .

مال اللـــــــه فــــــــرج

* ما ابرز اهداف الأتحاد؟
- الأتحاد هو مؤسسة ثقافية من مؤسسات المجتمع المدني، ويهدف بالدرجة الرئيسية لتوفير المناخ الثقافي المناسب امام الأمكانيات والمواهب الأدبية للتطور والتفتح والأبداع، كذلك نسعى الى نشر الثقافة السريانية من أدب ولغة وشعر وابراز دور هذه الثقافة في الحضارتين العراقية والأنسانية، ونسعى للوصول الى افضل صيغ التعاون بين الأتحاد والأتحادات المماثلة داخل العراق، الى جانب الأهتمام بنشر الكتب والترجمة وعقد المؤتمرات، حيث كان اقليم كوردستان البيئة الحاضنة لهذا الأتحاد، واقمنا مهرجانات ومؤتمرات ادبية وشعرية ذات مستويات عالية، اكاديمية وبحثية، وقمنا بأستضافة العديد من الباحثين والمهتمين من اساتذة الجامعات والأكاديميين من داخل العراق وخارجه، ومن مختلف القوميات المتآخية في العراق.
* متى عقدتم آخر مؤتمراتكم؟
- في ايار من العام الحالي في محافظة دهوك برعاية السيد رئيس وزراء الأقليم الدكتور برهم صالح، وتواصل على مدى ثلاثة ايام، وتضمن بحوثاً ودراسات نقدية للشعر السرياني وقراءات شعرية الى جانب اجراء انتخابات جديدة لانتخاب هيئة ادارية جديدة للأتحاد، وتم خلال هذا المؤتمر انتخابي رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب السريان، وحظي المؤتمر بتغطية اعلامية جيدة.


* ما ابرز ما حققتمونه للأدباء والكتاب السريان؟
- يعتبر الأتحاد اداة ثقافية وادارية اولاً لجمع المثقفين والنخب في اطار اداري قانوني معين بعد ان كان المثقفون مبعثرين هنا وهناك، وتوفير المناخ المناسب لهم لابراز مواهبهم وكفاءاتهم من خلال تنظيم المهرجانات الشعرية والمؤتمرات الأدبية في ميدان القاء البحوث والدراسات، ودعمهم في طبع نتاجاتهم الى جانب تعزيز العلاقات الثقافية داخل الأتحاد وخارجه مع الأتحادات المماثلة في العراق، هذا ابرز ما حققناه، لكن كان هنالك تقدم احياناً وتأخر في احيان اخرى في هذا المجال حسب الأمكانيات والظروف المتاحة وبشكل عام يعتبر الأتحاد منجزاً ثقافياً حضارياً وطنياً نعتز به نحن الأدباء والكتاب السريان لانه يمتد على طول الخارطة العراقية ويضم هذه النخب الثقافية ويهتم بها لابراز دور الثقافة واللغة السريانية في الحضارة العراقية والحضارة العالمية.
* هل في اجندة الأتحاد تقديم الدعم المادي
 للكتاب والأدباء السريان لمساعدتهم في
 طبع نتاجاتهم؟

- الأتحاد لا يملك المستلزمات المالية لطبع النتاجات الثقافية والأدبية، ولكنه يمتلك علاقات مع مؤسسات ثقافية ودور طباعة ومع جهات رسمية ثقافية لتبني اصدارات الأتحاد وطبعها على نفقتهم، ويلعب الأتحاد دور التنسيق والوسيط بين المؤسسات الثقافية والأتحاد لطبع الأصدارات الأبداعية للأدباء والكتاب في الأتحاد.
* من الذي يمول الأتحاد؟
- بصراحة ليس لدينا اي تمويل من اية جهة بشكل منتظم، ولكن عندما ننظم النشاطات المركزية للأتحاد، ومنها المؤتمرات الثقافية والأدبية والمهرجانات الشعرية، نقوم بتحديد الموازنة اللازمة ورفعها الى وزارة الثقافة او الى مجلس الوزراء في الأقليم، ونسجل شكرنا بشكل خاص لوزير الثقافة السابق في الأقليم الأستاذ فلك الدين كاكه يى الذي تبنى تمويل مؤتمر الأدب السرياني السادس في اربيل، وكذلك الجهات الرسمية في الأقليم التي كانت دائماً متعاونة معنا جداً في تمويل هذه النشاطات حيث تمكنا لحد الان من تنظيم ستة مؤتمرات ادبية في مختلف محافظات الأقليم وفي اقامة المهرجانات الشعرية، لكل تلك النشاطات كان هنالك دعم من المؤسسات الرسمية الحكومية.
* هل تقصد بأن الأتحاد لا يملك موازنة محددة؟
- نهائياً.. ليس لدينا لا موازنة مالية محددة، ولا تخصيصات ثابتة، ونحن حالياً بصدد الحصول على هذه التخصيصات اسوة باخوتنا في اتحاد الأدباء الكورد.
* لماذا لاتطالبون اذاً بتخصيصات
 مالية اسوة بهذه المنظمات؟

- بصراحة، نحن طالبنا بذلك.. وطالبنا بشكل رسمي بعد حصولنا على الموافقة الرسمية من وزارة الداخلية للعمل بشكل رسمي، واستحصلنا اجازة العمل هذه في الأقليم بشكل رسمي، وتم توجيه كتابنا من وزارة الداخلية الى وزارة الثقافة، التي احالت طلبنا الى المديرية العامة للثقافة السريانية، ولكن للأسف لم يكن هنالك استجابة واضحة حتى الآن.
* أذاً انتم تطالبون بان يعامل الأتحاد
 معاملة منظمات المجتمع المدني؟

- نعم.. نحن اصلاًاحدى مؤسسات منظمات المجتمع المدني ذات اهداف ثقافية، ولنا تأريخ طويل، وانجازات في هذا المجال ونضم هذه النخبة المثقفة، يجب ان نعامل كأبناء البلد اسوة ببقية الأتحادات مثل اخوتنا في اتحاد الأدباء الكورد.

 

* اذاً أنتم تتمتعون بالدعم المعنوي..
 وتفتقدون الدعم المادي؟

- بالضبط.. أنني اعتقد انه ما يزال هنالك عدم وضوح لعمل الأتحاد في الأقليم، لان الأتحاد تأسس عام 1972 في بغداد، ولكن ثقل الأتحاد حالياً هو في الأقليم  وغالبية منتسبي الأتحاد حالياً هم من اقليم كوردستان، كما ان نسبة 60% من قيادة  الأتحاد الحالية هي من المثقفين من ابناء كوردستان، لذلك نرى من حقنا المشروع ان يكون لنا تخصيصات مناسبة لادامة نشاطاتنا.
* ما طبيعة علاقاتكم بوزارة الثقافة في الأقليم؟
- وزارة الثقافة هي مؤسسة رسمية، ونحن مؤسسة مجتمع مدني، ولكن لابد ان يكون هنالك نوعا من التنسيق والتعاون في هذا المجال، نحن فتحنا الأبواب على مصاريعها ومددنا أيدينا الى وزارة الثقافة ونحن بالانتظار.
* ما طبيعة علاقاتكم بوزارة الثقافة
 العراقية، وهل تتلقون اي دعم منها؟

- ليس لنا اية علاقة معها… ولا نتلقى اي دعم منها، لكن لنا علاقة مع الأتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ونتبادل المشاركة في النشاطات، ونحن نعتبر انفسنا فرعاً من الأتحاد العام للأدباء والكتاب.
* لماذا لم تحثوهم على تقديم الدعم المالي لكم؟
- نحثهم على ذلك.. لكنهم يعتذرون بعدم وجود تخصيصات معينة لهم.. وان تخصيصاتهم ضئيلة جداً، و هذه الأعذار وغيرها التي سئمنا منها
* هل تمارسون انشطتكم بحرية
 ام أن هنالك تدخلاً بعملكم؟

- نمارس الى حد كبير نشاطاتنا بحرية تامة ولكن حالياً هنالك استحدثت المديرية العامة للثقافة السريانية، كنا نأمل ان تكون هذه المديرية اكثر تعاوناً معنا وأكثر تفهماً.
* هل هنالك فجوة بينكم وبين
 مديرية الثقافة السريانية؟

- نعم.. هنالك فجوة من جانب واحد.. ونطالب بعقد اجتماع مع المدير العام للثقافة والفنون السريانية كهيئة ادارية للأتحاد عندما يرفض المدير العام استقبالنا كهيئة ادارية منتخبة، لكنه يستقبلنا كأشخاص فأن هذا عدم اعتراف بشرعية الأتحاد، بالرغم من أننا نمتلك الشرعية في العراق وفي الأقليم بكتاب رسمي صادر من وزارة الداخلية ونسخة منه في وزارة الثقافة.
* كيف تنظرون لقيم التسامح
 والمحبة في المجتمع الكوردستاني؟

- طبعاً مجرد وجود هذا الأتحاد بثقله وبنخبه في اقليم كوردستان وممارسته لنشاطاته المبدعة والكبيرة في عقد المؤتمرات الأدبية والمهرجانات الشعرية، هذا بحد ذاته اشارة قوية، ورسالة قوية حول حالة التعايش الأخوي وقبول الآخر في اقليم كوردستان، لان هذا الأتحاد تأسس في بغداد، لكن ثقله الآن في اقليم كوردستان، وهو يضم النخب المثقفة من جميع القرى والمحافظات العراقية ومن اقليم كوردستان، واصبحت قاعدته الآن في الأقليم ونشاطاته ايضاً.
* كيف تقيمون واقع الديمقراطية والحريات
 العامة وحقوق الأنسان في الأقليم؟

- طبعاً انا أحمل شهادة اكاديمية في حقوق الأنسان، ان ما تحقق في اقليم كوردستان يمثل خطوة ايجابية، ونأمل ان يتحقق المزيد في مجال حقوق الأنسان، وما موجود في اقليم كوردستان من مؤسسات ومنظمات مدنية تمتلك من الفاعلية اكثر مما هو موجود في بقية مناطق العراق.



* هل ترون ان ما تحقق هو انعكاس لرؤية
 القيادة السياسية للأقليم في هذا المجال؟

- هنالك تفهم لحقوق الأنسان ولحقوق الفرد في المجتمع الكوردستاني، وهذه الحقوق بحاجة الى دعم سياسي واداري، وطالما ان هذا التفهم موجود، مع هامش من الديمقراطية، فمن الذي يصنع الديمقراطية ان لم تكن الأحزاب السياسية والقادة السياسيون، بمعية منظمات المجتمع المدني التي تمارس دورها في التوعية وفي الضغط بهذا الأتجاه، بالتأكيد للقادة في اقليم كوردستان دور فعال في هذا المجال.
* ما طبيعة علاقاتكم باتحاد الأدباء الكورد؟
- نحاول تعزيز وتطوير العلاقة معه، وهذا احد اهدافنا.. وتمت دعوة شعراء وادباء كورد للمشاركة في معظم فعالياتنا، ونحن بصدد اقامة نشاطات مشتركة معهم.
* هل ترون ان المسيحيين في الأقليم يمارسون
 طقوسهم الدينية وحقوقهم القومية بحرية؟

% المسيحيون وغير المسيحيين في الأقليم يمارسون شعائرهم الدينية بحرية 100  وهنالك انتعاش في اقامة المؤسسات الثقافية، ولكن هنالك مسألة دعم هذه المؤسسات وتفعيلها وتوفير الدعم المادي لتنفيذ انشطتها.
* هل حاولت اية جهة التدخل في
 عملكم او فرض مواقف معينة عليكم؟

- من خلال عملنا في اقليم كوردستان ومن خلال نشاطاتنا لم يكن هنالك اي تدخل في عملنا نهائياً.. ولم نلمس الا الدعم والأهتمام والرعاية، ولكننا نحس فقط بالغبن لعدم وجود تمويل شهري او ثابت اسوة ببقية الأتحادات مثل اتحاد الأدباء الكورد طالما نحن موجودون هنا.
* الا ترون اهمية اصدار مجلة
 شاملة تعنى بالأدب المسيحي؟

- كان لدينا اصدار سابق وتوقف لشحة التمويل، وكان في نيتنا انشاء موقع الكتروني ومجلة واصدار دوري واصدار موسمي، لكننا نعمل بالممكن..
* ما ابرز معوقاتكم؟
- أولاً، ظاهرة الهجرة، ومن ثم التمويل، فالهجرة اثرت على تركيبة المجتمع العراقي وعلى النخب المثقفة وكان في الأتحاد نخب مثقفة مهمة هاجرت الى الخارج ونحاول التواصل معها، كذلك فأن الأوضاع الأمنية خارج الأقليم لها اثرها السلبي على عمل الأتحاد ومشكلتنا الرئيسية هي التمويل، اي لابد من وجود تمويل معقول يغطي النفقات الأدارية للأتحاد.. وان يكون للأتحاد مقر وتقنيات معينة، ونحن حالياً نعتمد على امكاناتنا الذاتية.



* ما طبيعة علاقاتكم بالأتحاد
 العالمي للأدباء الكلدان؟

- علاقاتنا ممتازة، وهذا الأتحاد تأسس حديثاً والزميل حبيب تومي هو رئيس الأتحاد وهو في اوسلو، وله ممثل في اقليم كوردستان، ونشارك في نشاطاته ويشارك في نشاطاتنا.
مال اللــــه فــــــرج



420
مشاكسة

مــن ايـــن لـك هــــــذا ؟؟؟
مال اللــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

حفر مسؤول رفيع المستوى في هيئة النزاهة التي تمثل احدى ابرز انجازات ومكتسبات وثمار التجارب الثورية الديمقراطية التقدمية والنهضوية في العالم الف علامة استفهام قد تكون بنظر البعض مشروعة وربما تكون في نظر الاخرين غير مشروعة ربما لانها تحاول الاقتراب من خطوط حمر لايجوز الاقتراب منها بتاتاً فكيف بمن يحاول ليس الاقتراب منها فحسب وانما لمسها او محاولة اقتراف جريمة بشعة من جرائم (( الخيانــــــة العظمــــى )) بالقفز فوقها .

       بيد ان علامة الاستفهام الاهم والابرز والاشد سخونة والاعمق اهمية والاكثر خطورة تمثلت في  (( توضيـــــح  ذلك المســــــؤول )) وبمنتهى البساطة والظرافة واللطافة ان قانون النزاهة الذي يمثل خلاصة النزاهة الوطنية في ملاحقة الفساد والفاسدين واللصوص والسراق والمختلسين يعجز ببساطة عن مساءلة كبار السياسيين والمسؤولين ليس خوفاً ولا مجاملة ولا تبريراً ولا مهادنة  ولا نفاقا ولكن باختصار لان القانون ناقص وسوف يبقى ناقصاً الى ما لا نهاية ان شاء الله مثل (( الافعـــــال الناقصــــــة )) في لغتنا العربية الجميلة وذلك حفاظاً على هيبة الديمقراطية ووجاهة المواقع القيادية وسلامة العملية السياسية  .

       الحلقة الناقصة في قوانين وفعاليات وانجازات وخطط وبرامج وبيانات ومتابعات وتحقيقات واجراءات هيئات النزاهة تتمثل بغياب سؤال بسيط ((  عبيـــــط ))  مفاده : (( مـــن ايــــــن لك هـــــــــذا ))؟؟؟

      اي ببساطة واختصار ايها المناضلون الاحرار, فان بامكان هيئة النزاهة ان تطالب كل المسؤولين و القياديين وكل الساسيين والبرلمانيين وكل الوزراء والوكلاء والمستشارين بكشف ذممهم المالية  بمنتهى الصراحة والدقة والشفافية حفاظاً على المصالح والثروات الوطنية لكي يطمئن كل الفقراء والمعدمين اصحاب الثروات الحقيقيين بان ثرواتهم بايد امينة وبان اوطانهم بايد امينة وبان الحرية  والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان بايد امينة على الرغم من ان معظم هذه الايادي الامينة لا تختار الا ابناء واقارب الوزراء والسياسيين والبرلمانيين والمسؤولين حتى لو كانوا انصاف مثقفين او انصاف اميين للوظائف الخاصة وللدرجات الخاصة وللمواقع الخاصة سواءاً في الوزارات او في السفارات او في القنصليات او في المنظمات الدوليه  او في الملحقيات التجارية بالذات ذلك لان هذه الملحقيات هي الاهم والابرز والاعمق والاجدى في تقديم الخدمات وفي ابرام العقود والصفقات وفي اجابة جميع الاحتياجات الوطنية فضلاً عن منافعها الشخصية ولعل في عقود المواد الغذائية الرديئة خلال ما مضى من السنوات و صفقات الشاي عديم اللون والطعم والرائحة خير شاهد على عبقرية وكفاءة وشفافية وامانة ونزاهة وخبرة وعفة ومصداقية بعض الكفاءات العبقرية في النهوض بالواجبات والمهمات والمسؤوليات الوطنية.

      ولقد لمس المواطنون بانفسهم نزاهة وعدالة و موضوعية و مصداقية وشفافية لجان التعيينات التي تعرف طريقها تماماً الى ابواب المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين لكنها تجهل تماماً طرقات وابواب الفقراء والمعدمين الذين ما يزال عشرات وربما مئات الالاف منهم من اصحاب  الكفاءات ومن خريجي المعاهد والجامعات في مختلف الاختصاصات وفي جميع  المحافظات اما عتالين او باعة متجولين او مهاجرين و في بلاد الغربة ضائعين!

     الى ذلك فقد كشف مسؤول النزاهة الرفيع بحواره التلفازي البديع عن خلل كبير وعن نقص خطير عبر سؤال متواضع صغير (( ما فائـــــدة النزاهـــــــة والــــذمم الماليـــــة ان كانت عاجـــــزة عــــن معرفـــــة مصــــادر الامــــوال الشخصيــــة الخياليــــــة))؟؟؟

      ان باستطاعة هيئات ومؤسسات وتشكيلات وتفرعات ولجان وفرق النزاهة ان تعبر كل الخطوط السوداء والبيضاء والزيتوني والبرتقالي والصفراء والخضراء ولكنها عجزت وتعجز وربما سوف تبقى ربما عاجزة لسنوات عن الاقتراب من الخطوط الحمراء  وبذلك سوف تبقى تدور في دوامة السرقات والاختلاسات وجرائم الفساد المتوسطة والصغيرة وتعجز عن دخول دائرة القضايا الستراتيجية الكبيرة.

      ولعل هيئات ولجان وتشكيلات النزاهة فرحة مستبشرة فخورة بقدرتها وكفاءتها وموضوعيتها وحرصها وبمهنيتها وشفافيتها وشجاعتها و روحها الاقتحامية وهي تطلب من المسؤولين كافه دون محاباة او مجاملة او استثناء بالكشف بمنتهى الشفافية والمصداقية عن ذممهم المالية؟

       ولقد كشفت النزاهه وتكشف وسوف تبقى ربما تكشف هذه الذمم المالية بمنتهى الموضوعية وسوف يقرأ الاغنياء والفقراء المسؤولون والعاطلون المثقفون والاميون البرلمانيون والباعة المتجولون الجائعون والمتخومون الموالون والمعارضون المختلسون والنزيهون ان الرئيس الفلاني و الوزير الفلاني والسياسي الفلاني والبرلماني الفلاني والسفير الفلاني والمحافظ الفلاني والملحق التجاري الفلاني قد كشفوا عن ذممهم المالية بمنتهى الدقة والموضوعية والنزاهة والشفافيه .

      اما المبالغ الحقيقية لتلك الذمم المالية فسوف تبقى طي الكتمان لا يجوز ان يعلم بها عدا النزاهة انسان  اما اذا اكتشفت هيئة النزاهة بان ما يملكه المسؤول الفلاني من عقارات وشركات وسيارات ومصالح ومصانع واموال يمثل مليار ضعف وارداته المالية الحقيقية   فليس من حقها وليس من اختصاصها وليس من مسؤوليتها وليس من صلاحياتها  ان تسأله (( مــــن ايــــن لك هــــذا )) فالقانون ببساطه  لا يجيز لها هذا السؤال الفضولي المشاكس وعليها ان تسير في الاتجاه المعاكس وتقول للمسؤول المعني  (( مبــــروك لك هــــــــذا )).

      على صعيد متصل.. ذكرت التقارير الصحفية ان منظمة الشفافية الدولية الامبريالية الاستعمارية وضعت بلدنا في المرتبة (( 175 )) ضمن الدول الاكثر فساداً في العالم في القائمة التي تضم ((178)) دولة وهذا يعني لو اننا قفزنا في كل عام درجة واحدة في معايير النزاهة الدولية فاننا بعد ((174)) عاماً ان شاء الله سنكون الدولة الاولى في النزاهة والنقاهة والحفاظ على المال العام يا ساده يا كرام .

     اي ان امام بعض الفاسدين والسراق والمختلسين ((174)) عام لمواصلة سرقاتهم واختلاساتهم وهدرهم للمال العام.

    اخيراً عذراً  لهيئة النزاهة فقد عانت الكثير وتحملت الكثير وحققت الكثير في هذا الظرف الخطير و لكن ما يزال امامها الكثير الكثير.


421
مشاكسة
المســـيحيون
وعبقريــــــة خطـــــة حمايتــــهم
مال اللــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
احدثت تجربتنا الثورية الديمقراطية التقدمية الاشتراكية النهضوية التحررية زلزالاً عنيفاً في اسس التجارب الدولية ومرتكزاتها  وذلك بقيمها الرائدة  الواعده التي اصبحت فوق كل شفة ولسان و مطمح كل انسان وغاية كل حكومة وبرلمان.
    فهذه التجربة الرائدة الواعدة التي اطاحت بالعنف والجريمة والفساد والارهاب والخراب  , امست تؤسس لمفاهيم دولية جديدة عبر اسس وقواعد سديده سوف تطيح بكل التجارب القائمة سواء في الدول المستيقظة او النائمة وسوف تجعل العولمة وتحرير التجاره واقتصاد السوق وكل الخطط والبرامج الامنية والسياسية والاقتصادية  مخلفات تراثية من الماضي البعيد لا ترتقي لمستوى تجربتنا الثوريه الحالية     
    فتجربتنا الرائدة الواعدة الصاعده استطاعت بكفاءة واقتدار وبعزيمة واصرار ان تختزل كل التجارب والعجائب والمصاعب والمصائب في ان واحد  بموقف صامد في جميع مناحي الحياة وعبر مختلف المسؤوليات والمهمات والمستويات.
    فهي ربما اول تجربة رائدة واعدة صاعده صامده تتعامل بانسانية ووطنية وبشفافية مفرطة باعلى قيم المودة والمحبة والتصالح والتسامح مع ذوي الجنسيات المزدوجة والانتماءات المزدوجة والولاءات المزدوجة وجوازات السفر المزدوجة و تسمح لهم بتقلد ارفع المناصب     وفي الوزارات أهم الحقائب وتسمح لمن اخطأ منهم بقصد شريف وباهداف نبيلة وبنوايا سليمة وهو يختلس ((بمنـتهى الشرف و الامانــــة)) مليارات الدولارات المخصصة ربما للبطاقة التموينية  اوللخدمات باستخدام جوازه الاجنبي في عبور الحدود دون مساءلة او قيود.
      ونحن ربما اول دولة يتقاضى فيها البرلمانيون اعلى الرواتب والمخصصات والامتيازات  البرلمانية واعلى الرواتب التقاعدية بعد ربما اقصر خدمة وظيفية  فعليه الى جانب جوازات السفر الدبلوماسية العائلية وقطع الاراضي السكنية.
   ونحن ربما اول دولة في العالم تمتلك ثاني الاحتياطيات النفطية وتشكو عجزاً في الميزانية والالاف من سكانها يبحثون في سلال القمامة عن بقايا الوجبات الغذائية والالاف من خريجي الجامعات عاطلين على قارعة الطرقات ونحن ربما اول دولة في الوعود السياسية وفي الشعارات واخر دولة في الانجازات وتقديم الخدمات واول دولة تتعهد وتعد منذ سنوات بالتوزيع العادل للثروات دون ان يتمكن الفقراء من شم رائحة تلك الثروات.
       الى جانب كل هذه المكاسب والانجازات التي تمثل السجل الحقيقي لكفاءة واقتدار ونجاح التجارب والحكومات فقد استطاعت تجربتنا الرائدة الواعدة ان تطرق بقوة ابواب الامن والاستقرار وان تصيغ اروع نظرية امنية بكفاءة واقتدار لتضع العالم اجمع امام تجربة جديدة رائدة وليده وامام عبقرية امنية فريدة ستجعل كل الدول والشعوب امنة مستقرة سعيدة.
     ففي ظل جرائم استهداف المسيحيين التي هزت الضمير الانساني بعنف باسلوبها القذرالمشين وفي الوقت  الذي عجزت فيه الحكومة بأجهزتها الامنية العبقرية الميدانيه التي تتمتع باعلى مستويات الكفاءة والجاهزية القتالية عن توفير الحماية لهم فان الفكر الامني العبقري تفتق عن حل موضوعي اطاح بكل النظريات الامنية والاستخبارية والقتالية في العالم اجمع ممثلاً بالسماح لكل عائلة مسيحية بالاحتفاظ بقطعة سلاح مرخصة داخل منزلها للدفاع عن نفسها وكأن الحكومة بذلك تحل هذه العقدة المستعصية وتبرر عدم قدرتها على حماية هذا المكون الاساسي العريق والعميق  من مكونات المجتمع العراقي .
     بيد ان السؤال الذي يطرح نفسه امام هذه العبقرية الامنية المتفردة ماذا لو جاء الارهابيون بسيارات امنية حكومية وهم يرتدون ملابس امنية حكومية ويحملون اجهزة اتصال امنية حكوميه  واسلحة امنية حكومية كما يجري عادة وطرقوا الابواب ودخلوا الدور المسيحية بذريعة تفتيشها واقترفوا مجازرهم ضد العوائل المسالمة وفروا كالعادة بسيارات مجهولة  الى جهة مجهولة فما  فائدة قطعة السلاح تلك  وكيف وباي اسلوب ستدافع العوائل عن انفسها  ؟؟؟
       ان  هذا القرار الوطني الثوري العبقري المبدئي التاريخي الحكيم والشجاع يعيد الى الاذهان الاستهدافات الارهابية التي تعرض لها الصحفيون واساتذة الجامعات والكفاءات العلمية المختلفة والصاغة وغيرهم حيث كانت تنطلق الدعوات والنداءات في خضم كل استهداف بالسماح لمنح تلك الكفاءات اسلحة شخصية مرخصة للدفاع عن أنفسها وكأنما الارهابيون  سوف يحذرون كل شخص يستهدفونه قبل اطلاق الرصاص عليه من اسلحة كاتمة للصوت برفع سلاحه ومبارزتهم وفق قواعد واخلاقيات فرسان القرون الوسطى لكن شتان ما بين الفرسان النبلاء الذين يواجهون خصومهم وجهاً لوجه وما بين جرذان الغدر الجبناء الذين يستخدمون اخس اساليب الغدر الجبانه  ولعل ما حدث في كنيسة سيدة النجاة وهم يفاجئون المصلين الابرياء العزل بالرمانات والرشاشات  خير شاهد على اساليب غدر الجناة.
  ان استمرار هذه العبقرية الامنية المتفردة في مثل هذا التعامل غير المسؤول مع الملف الامني ربما سوف يؤدي بالتالي الى تسليح كل قطاعات افراد الشعب دفاعاً عن انفسهم بعد ان اثبتت الحكومة عجزها وفشلها في القيام بهذه المهمه .
   وسوف نشاهد في ظل ذلك  ربما النساء والعمال والموظفين والفلاحين و طلبة الجامعات والمعاهد والاطباء والطبيبات والسواق والممرضات والباعة المتجولين وعمال الخدمات وربما تلاميذ المدارس الابتدائية كل يحمل مسدسه الشخصي في حقيبته المدرسيه دفاعاً عن نفسه بينما الحكومة منشغلة بالدفاع عن نفسها وتحصين مقراتها ونظرة واحدة الى اعداد الحمايات الشخصية لكل برلماني او وزير او مسؤول امني او قائد سياسي ولابنائهم سوف تكشف الخلل الواضح والفجوة الكبيرة بين حماية المسؤولين وبين حماية الفقراء والمعدمين .
        في ضوء ذلك فان اندلاع اي نزاع عشائري او حتى اسري بين الجار وجاره سوف يؤدي ربما الى معارك صنارية بمختلف الاسلحة النارية تحول الازقة والشوارع الى ساحات حرب خرافيه اما اذا اندلعت الحروب الزوجيه بين الازواج والزوجات وبمشاركة الحموات فان الامر سيكون اشد اثارة بالتأكيد وربما ستنطبق على بعضها اغنية الفنان كاظم الساهر  ((   بيني وبينك حرب كلمن يشيل سلاح تقتلني لو اقتلك ... بالحالتين ارتاح )) لكن الامر سيتحول الى حدث مأساوي وربما الى كارثة وطنية بالتاكيد لو وقع مثل هذا النزاع المسلح في ملعب لكرة القدم بين المشجعين الملتهبين حماسا خلال مباراة حاسمه .
    ومن يدري ربما تعمد العبقرية الامنية والاقتصادية في ضوء ذلك مستقبلاً الى الغاء المفردات الغذائية من البطاقة التموينية وتوزيع بدلاً عنها مسدسات ورمانات يدوية واعتدة ومدافع رشاشة على القطاعات الشعبية لحماية انفسهم ضد الهجمات الارهابية.
      ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه اذا كان كل مواطن معنياً بحماية نفسه ما مبرر وجود وزارة الداخلية وباقي الاجهزة والتشكيلات الامنية ؟؟؟. ولماذا لا يتم الغاء الوزارات والتشكيلات الفاشله الغير قادره على النهوض بواجباتها وتوزيع ميزانياتها ورواتب ومخصصات وزرائها وموظفيها عن المواطنين ما دامت عاجزة عن النهوض بمسؤولياتها ؟؟؟
   وربما  السؤال الاهم ما مبرر وجدوى وجود حكومة لا تستطيع تأمين الامن لمواطنيها والدفاع عنهم ...؟؟؟
       و...عيش وشوف .





422
مشاكسة
فائــــض
 أم عجــــــز  مالــــــي ؟؟؟
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com
في الوقت الذي كان فيه الموظفون والمتقاعدون والفقراء الذين يتسلمون اعانات ومساعدات الرعاية الاجتماعية ينتظرون ان تلتفت الحكومة اليهم لمناسبة اطلالة العيد السعيد عيد الاضحى المجيد وتترجم ابتهاجها وجماهير الشعب كافه باخراج الازمة السياسية من عنق الزجاجة وعبور الخلافات والتقاطعات والتناقضات التي امتدت لثمانية اشهر عبر جلسة البرلمان التي سبقت اطلالة العيد وذلك بصرف منحة مالية لهم لمناسبة العيد   لادخال الفرحة والبهجة لعوائلهم مهما كانت قيمتها متواضعة فاجأنا مسؤول حكومي رفيع المستوى ببشرى مالية ضخمة وهو يتوقع بتحليلاته الاقتصادية والمالية الرفيعة الدقيقة ان تشهد ميزانية الدوله التي تمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم عجزاً خلال العام القادم قدره ((25)) مليار دولار ليطيح بكل البيانات والشعارات والتصريحات الماليه و النفطية السابقة التي اكدت وشددت وعبرت ووعدت بارتفاع الصادرات النفطية وارتفاع العائدات المالية وانعكاس ذلك على الرفاهية الاجتماعية في زمن ما زالت فيه البطاقة التموينية تشهد تراجعاً مذلاً الى ادنى مستوياتها مع تدني الخدمات وانتشار البطالة وارتفاع الاسعار وازمة السكن الخانقه .... ولعل من الطريف والعجيب والغريب في بلد تتفاعل فيه كل هذه الكفاءات الاقتصادية والمالية العبقرية بالثروات الطبيعية بالصادرات النفطية بالتصريحات السياسية ان نستعيد تصريحات سابقة تناقلتها اجهزة الاعلام المختلفة اشارت فيها الى وجود فائض نقدي في ميزانية ((2009)) بلغ ((50)) مليار دولار اي ما يعادل ثلثي الميزانية وذلك ربما  بسبب  الفشل الذريع لعدد من الوزارات والمؤسسات في تنفيذ برامجها وعقودها وفي تقديم خدماتها وفي ترجمة خططها الى واقع عملي في الوقت الذي  نجحت فيه تلك الوزارات والمؤسسات نجاحاً تاريخياً باهراً ساحقاً ماحقاً متوهجاً منقطع النظير في صرف رواتب ومخصصات ومستحقات ومنح ومغانم ومكاسب وزرائها ووكلائها ومستشاريها كما انها نجحت نجاحاً باهراً في تنفيذ ربما اوسع برامج الايفادات والزيارات والسفرات واللقاءات والندوات والمؤتمرات التي تمت خارج العراق على مختلف المستويات دون ان تستطيع حل عقدة الخدمات وتنفيذ برامجها.
ان اي مواطن عادي لا يمتلك عبقرية بعض مسؤولينا وخبرائنا ومستشارينا الماليين والاقتصاديين ولا علاقة له بهذه الميادين وبمقارنة بسيطة لابد ان يتساءل اين اصبح مبلغ الــ ((50)) مليار دولار الذي كان فائضاً عن الميزانية وهل تم استنفاذه كاملاً ومن ثم تجاوزه ليصبح العجز ((25)) مليار دولار؟؟؟
ان مجموع المبلغين يعني أن مبلغ الـــ ((75)) مليار دولار قد ذهب ادراج الرياح بفضل سياستنا المالية الحكيمة وبفضل تخطيطاتنا الاقتصادية العبقرية.
وان مجموع المبلغين يمثلان تقريباً ميزانية العراق خلال عام واذا كان الامر كذلك فمن حق اي مواطن بسيط ان يتساءل اذا كان العجز ((75)) ملياراً فاين اصبحت الواردات النفطية وكيف تشكلت ميزانية عام((2010)) ومن اين سوف توفر الحكومة  القادمه القاعدة المادية لميزانية عام ((2011)).
في جميع الاحوال ونظرة الى الانفاق الحكومي المتواضع على صعيد الرواتب والمخصصات والحمايات والامتيازات والايفادات سواءاً للبرلمان او للحكومة بالاخص وان رواتب عضو البرلمان كما اكدت ذلك احدى الوسائل الاعلامية لا يتجاوز ال ((32)) مليون ديناراً شهرياً فقط لا يمثل شيئاً ازاء هذه المبالغ الضخمة فان الانظار تتجه حقاً الى السبب الرئيسي لهذا الهدر الاقتصادي غير الواقعي وغير المبرر الذي تسببه مخصصات  البطاقة التموينية و رواتب ومخصصات الرعاية الاجتماعية ورواتب المتقاعدين العاديين .
لذلك وبهدف الحرص على الاموال العامة ومنع العراق من الاقتراض من صندوق النقد الدولي ومن الدول النفطية الغنية وفي مقدمتها الصومال والسودان واريتيريا وجنوب افريقيا وجزر القمر وجيبوتي بشروط  مجحفة لسد العجز المالي العراقي الذي سوف يبلغ ((25)) مليار دولار ً  فاننا ندعو الى تبني خطة اقتصادية ستراتيجية محكمه تضمن مضاعفة رواتب البرلمانيين ومخصصاتهم واعداد حماياتهم لتمكينهم من فرض رقابتهم البرلمانية على الموارد المالية الوطنية بطريقة ميدانية نزيهة ومحكمة وكذلك مضاعفة رواتب ومخصصات وحمايات وسيارات الوزراء والوكلاء والمستشارين والدبلوماسيين وذوي الدرجات الخاصه لتمكينهم من تنفيذ خططهم الطموحة وتجديد حيوية الاقتصاد من خلال السفرات والايفادات كما نطالب بتجميد تخصيصات البطاقة  التموينية لمدة خمس سنوات وتجميد رواتب واعانات الرعاية الاجتماعية ايضا وتقليص رواتب موظفي الدولة العاديين من درجة رئيس ملاحظين فادنى الى النصف ودعوة المتقاعدين من غير البرلمانيين الى التبرع بنصف رواتبهم لدعم الميزانيه وسد العجز المتوقع  وتشجيع منظمات المجتمع المدني على الاقتراض من مثيلاتها في الدول الافريقية ودول العالم الثالث والرابع والعاشر لدعم المشاريع المتوقفة التي فشلت بعض الوزارات في تنفيذها وذلك لانشغال وزرائها بالايفادات والسفرات والمؤتمرات الدولية وفي شراء الشركات والفنادق العقارية في الخارج.
وكل ميزانية ونفطنا وشعبنا وعبقريتنا الاقتصادية بالف خير.
 

423
مشاكسة
اســـــئلة مشـــروعـة
لقضــــايا غيـــر مشــــروعـــة
مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

فاجأني في سوق القلعة   قارئ ، غزا الشيب رأسه، وحفرت عجلات الزمن اخاديدها على وجهه الذي اتعبته السنين  ، لكنها لم تفلح في سرقة الأبتسامة المرحه من فوق شفتيه.

رحب بي بحرارة  ، وصافحني بقوة وهو يستذكر مشاكساتي في الصوت الآخر، وفي بعض المواقع الالكترونيه ويهمس  (( لقــد عرفتـــــك من صـــورتك ومشاكســـاتك )) واخجلني بتواضعه وادبه الجم، وهو يأبى الا ان يدعوني لتناول فنجان من الشاي في مقهى قريب.

لكن ما ان استقر بنا المقام، حتى فاجأني بأطلاق قذائف انتقاداته الحادة، بصيغة اسئلة مشروعة، حول قضايا ملتهبه و شائكة وغير مشروعة!

قال، انني اقرأ كل ما يكتبون من انتقادات ساخنه تترجم نبض الشارع ومعاناة وتساؤلات وخيبة امل المواطنين    ،  ، وفي الوقت الذي احيي فيه جهودكم    وكتاباتكم  حول الفساد بالذات، الا انني اعتقد انك لم تقل كل الحقائق التي تعرفها ، لكن تذكر ان العراقيين يقرأون تحت السطور وخلفها ويتوقعون ما لم يكتب ايضا ًفهم من الذكاء ما يمكنهم من قراءة حتى نوايا المسؤولين الخفيه واهداف زياراتهم المكوكية المعلنه والسريه . واضاف: لقد اثرت قضايا هامة حول الفساد، بالأخص تلك المتعلقة بتقارير هيئة النزاهة، لكن يبدو ان  هنالك خطوطا حمر.. لا تريدون تجاوزها   ، والعراقيون يدركون حجم الأخطار التي تعرضتم  وتتعرضون لها كصحفيين واعلاميين .. ويقدرون ذلك فأنتم مستهدفون اكثر من غيركم .

و سألني: هل تستطيع هيئة النزاهة التي كشفت الكثير الكثير من حالات الفساد ان تعبر الأسلاك الشائكة والحواجز الكونكريتية والخنادق والبنادق والمصفحات والحرس الخاص المدجج بالسلاح، لتوجه اتهاماتها لهذا السياسي و لذاك البرلماني، ولهذا المسؤول حول مصادر امواله واملاكه وثرواته واسلحته وسياراته وارتباطاته وعلاقاته ؟!

وهل تستطيع هيئة النزاهة ان تقول للعراقيين كم تبلغ رواتب الرئاسات الثلاث ونوابها وكم تبلغ مخصصاتهم ، وكم تبلغ منحهم وكم تبلغ  حصصهم وكم تبلغ تكاليف اقاماتهم وتنقلاتهم وكم تبلغ مخصصات الضيافة لديهم وكم تبلغ اعداد حماياتهم  ومخصصات هذه الحمايات.. وكم تبلغ مخصصات المنافع الأجتماعية وكيف صرفت ولمن صرفت، وهل خضعت لضوابط وتعليمات قانونية ام صرفت بصورة مزاجية ووفق الاجتهادات الشخصيه ؟

وهل تستطيع هيئة النزاهة رغم جهودها وجهادها.. ان تعلن للعراقيين العاطلين عن العمل   اعداد ابناء واخوة واقارب المسؤولين الذين تم تعيينهم في درجات خاصة وفي وظائف رفيعة،   سواء في الوزارات والمؤسسات ام في السفارات والملحقيات او في المنظمات والهيئات الدوليه لتمثيل العراق في تلك الهيئات في الوقت الذي ربما لا يستطيع بعضهم لجهله وانعدام كفاءته ان يمثل نفسه وكم يتقاضون من رواتب ومن اجور ومخصصات ومن المنح والمكافئات ؟ .

وهل تستطيع هيئة النزاهة يا اخي الكريم، ان تقول لنا، وهي تؤكد كشف الذمم المالية للمسؤولين ان توضح بأرقام محددة اقيام تلك الذمم؟؟؟ وما الذي كان يمتلكه المسؤول الفلاني، او البرلماني الفلاني، او السياسي الفلاني، قبل توليه المسؤولية وكم اصبحت مداخيله واملاكه، وعماراته وسياراته وشركاته، وارصدته في الداخل والخارج بعد توليه مسؤولية الموقع الذي يحتله ؟؟؟

وهل تستطيع هيئة النزاهة ان تصارح الشعب، بالمبالغ التي استلمها الوزير الفلاني خلال فترة استيزاره كرواتب ومخصصات، ومنح ومكافآت، واجور ضيافة وحراسة وايفادات وسكن وتنقلات ومحروقات،  ، وكذلك ميزانية وزارته، واين انفقها وكيف انفقها، وما الذي حققه من برنامج عمل وزارته، وهل كانت لديه خطة محددة، ام ان عمله كان وفق المزاجية و (( حســـــن النيــــــة )) وما نسبة ما حققه من خطة الوزارة، وما نسبة الأخفاق ولماذا اخفق، ليتلمس العراقيون عن كثب واقع الأنجازات والأخفاقات معاً وليعرفوا اي الوزارات الناجحه واي الوزارات الفاسده والفاشله والخائبه ؟!

وهل تستطيع هيئة النزاهة ان توضح وبأحصائية دقيقة اعداد الدور والعمارات والفنادق والشركات والفلل التي اشتراها المسؤولون العراقيون في الخارج ومن اين جاءوا بهذه الأموال (( المتواضعــــــــــة ))؟؟؟

وهل تستطيع هيئة النزاهة ان تخير كل برلماني او مسؤول او وزير، او مستشار او اي موظف من ذوي الدرجات الخاصه و من ذوي الجنسيات المزدوجة وجوازات السفر المزدوجة، والولاءات المزدوجة بين الأحتفاظ بجنسيته الأجنبية ومغادرة السلطة التي يجب ان تكون حصرا ًمن حق  العراقيين الاصلاء اصحاب الانتماء الواحد والولاء الوطني الواحد، او ان يتنازل عن جنسيته الأجنبية، لقاء البقاء في السلطة! او على الأقل تجميد عملية استخدام جنسيته الأجنبية وجواز سفره الأجنبي لحين خروجه من السلطة ضمانا لعدم قيام الفاسدين والمختلسين والسراق من حملة الجنسيات الاجنبيه وجوازات السفر الاجنبيه من استخدام جوازاتهم تلك في الهرب بغنائمهم واختلاساتهم وسرقاتهم الى تلك الدول التي يحملون جوازاتها بعد سرقتهم للاموال العامه ؟.

وهل تستطيع هيئة النزاهة او اية جهة رسمية او برلمانية ان ترغم اعضاء مجلس النواب الذين انتخبهم الشعب ليمثلونه، على مغادرة اسوار قصورهم العالية وزيارة المناطق الشعبية مرة واحدة في الشهر على الأقل ليعيشوا معاناة الشعب الذي انتخبهم بدل قضاء جل اوقاتهم في الدول الاوربيه وفي دول الجوار ؟؟

وهل تستطيع هيئة النزاهة او اي جهة اخرى، وفي مقدمتها وزارتا حقوق الأنسان والعدل، منع الأعتقال الكيفي، والكشف عن السجون السرية، ومنع التعذيب وانتهاكات حقوق الأنسان، واطلاق سراح الأبرياء   وتقديم فرسان التعذيب والانتهاكات الخطيره للعداله وأن تسال وزارة حقوق الانسان عن مغزى وجودها ورواتبها ومخصصاتها وميزانيتها مع وجود هذه الانتهاكات الخطيره التي كشف جوانب خطيرة منها مجلس النواب بالذات في تقارير مؤلمة حول اعمال التعذيب والاغتصاب والانتهاكات المختلفه .

وهل تستطيع هيئة النزاهة او اية جهة اخرى ان تمنع مواكب ابناء المسؤولين من ازعاج المواطنين بأساطيل سيارات ابائهم   وهل تستطيع منع حمايات بعض المسؤولين من نثر الشتائم والأهانات المختلفة على المواطنين في الشوارع المختلفه اثناء مرور مواكب المسؤولين (( حفظهـــــــم اللـــــه ))؟

وهل تستطيع هيئة النزاهة او القضاء او البرلمان او الحكومة او اية جهة، ارغام الكتل   والكيانات الفائزة على تنفيذ البرامج التي لوحوا بها خلال حملاتهم الأنتخابية حرفياً، وكذلك منع بعض الأحزاب والمنظمات وحتى الأشخاص من تلقي الدعم من اية دولة اجنبية ضماناً للألتزام بشرف المسؤولية الوطنية والمصالح الوطنية ومنع اي شكل من اشكال التدخلات الأجنبية.

وهل.. وهل.. وهل؟؟

•   عندما اجبته بعدم استطاعتي الأجابة على تساؤلاته هذه لأنني لست حكومة ولست برلماناً ولست هيئة نزاهة، ولست سياسياً، اجاب بأستخفاف من اسأل اذاً؟ نانسي عجرم ام هيفاء وهبي؟
•   
•   ثم استدرك، كونك صحفياً.. أريدك فقط أن تسأل  الحكومة متى سوف تتم عملية التوزيع العادل للثروات التي سمعنا بها منذ سنوات ؟؟؟.. قبل عيد الأضحى القادم ام بعده ؟؟؟
•   
•     ثم قهقه ضاحكاً واسرع بالخطوات .. وتركني غارقاً في التأملات.     

424
مشاكسة
مهرجـــان الفســـــاد
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

ببساطة  وبمنهجية عالية , زفت لنا هيئة النزاهه  بشرى تتويجها لثلاثة  وزارات ولثلاثة محافظات ولثلاثة دوائر رسمية حققت خلال شهر ايلول الماضي ارفع انجاز وطني باحتلالها المواقع الاولى  في ميدان الفساد المالي وتحديداً تعاطي الرشا   .

فبكل جدارة واستحقاق وبعيداً عن الاستعانة بالخبرات الاجنبيه وباعتمادها على امكاناتها وخبراتها الذاتية   تمكنت وزارة البلديات والاشغال العامة  ان تنتزع المركز الاول في ميدان تقاضي الرشا بنسبة بلغت 8,13% تلتها وزارة العدل  بنجاحها   المنقطع النظير في احتلال المركز الثاني في سباق الفساد وتقاضي الرشا بنسبة 7,46% في حين احتلت وزارة التجارة,    بتفاني ووطنية  بعض موظفيها المركز الثالث بتحقيقها نسبة رشا بلغت 7,33% مما يستلزم تكريم هذه الوزارات الحيوية الميدانية الكفوءة عبر مهرجان وطني كبير اعتزازاً واكباراً وتقديراً وتثمينا واشادة بجهودها الوطنية الذاتية في تصدر بقية الوزارات وانتزاعها المراكز الاولى المتقدمة في ميدان تقاضي الرشا.

وعلى الصعيد نفسه وفي هذا الميدان الحيوي الكبير الذي ربما يؤهلنا لدخول كتاب غينس للارقام القياسية   احرزت ثلاثة محافظات  بنزاهة بعض مسؤوليها  المراكز الثلاثة الاولى في هذه الماثرة الجليلة لتنتزع بجدارة اوسمة الفساد والرشا في منافسة حامية ملتهبة فقد نجحت محافظة بابل بشجاعة وفروسية بعض موظفيها في انتزاع المركز الاول من باقي المحافظات في ميدان تعاطي الرشوة بنسبة بلغت 13,04% في حين احتلت محافظة النجف  المركز الثاني بتقاضي بعض دوائرها نسبة رشا بلغت 12,49% اما الجهود الميدانية والمكثفة لبعض دوائر محافظة ذي قار فقد اهلتها لانتزاع المركز الثالث    بنسبة رشا بلغت 9,09%  .

وفي هذا الميدان الحيوي الذي يمثل انجازاً فريداً لتجربتنا الديمقراطية ولنزاهة بعض مسؤولينا في الحفاظ على المال العام استعداداً لملحمة ((التوزيع العادل للثروات)) التي لا احد يستطيع التكهن في اية الفية سوف تكون,  و  مالذي سوف يتبقى من هذه الثروات مع تواصل ((ملاحم)) النهب والاختلاسات والرشا وعمليات التهريب المنتظمة فان جهود العاملين المخلصين والمنتسبين النزيهين في ثلاثة مؤسسات تمكنت هي الاخرى من انتزاع مواقع متقدمة لها في ملحمة الفساد الوطني بجهودها الذاتية ودون الاستعانة بالخبرات والكفاءات الاجنبيه.

وفي هذا الاطار تكللت جهود بعض المعنيين في مديرية التسجيل العقاري في محافظة بابل ((التاريخية)) الامينة على تاريخنا وتراثنا واصالتنا بانتزاع المركز الاول في هذا الميدان الحيوي مسجلة رقماً قياسيا فريداً ربما سوف يطيح بكل ارقام الفساد العربية والاقليمية والدولية حيث بلغت نسبة تعاطي الرشا من قبل بعض منتسبيها الاشاوس 68,38% في حين انتزعت مديرية بلدية كربلاء المركز الثاني بمنتهى الكفاءة والجدارة والفروسيه بتقاضي رشا بنسبة 21،67  وتكللت جهود بعض مبدعي مديرية ضريبة النجف بانتزاع المركز الثالث بنسبة تقاضي رشا بلغت 34,33% .

اما على مستوى دوائر ومؤسسات العاصمة   وفاعليتها في هذا ((العرس الوطني المجيد)) فقد كان وسام البطولة الذهبي من حصة مصرف الرافدين فرع دور الضباط الذي انتزع بجدارة   وتضحيات وماثر بعض منتسبيه   الموقع الاول على العاصمة بنسبة تعاطي الرشا بلغت 22,58% ولا شك ان وزارة المالية لن تنسى هذه الجهود الخلاقة ولا بد ان تكرم هذه الكوكبة من المبدعين الذين رفعوا اسم المصرف والوزارة عالياً, ليكونوا مثالاً وقدوة للاخرين هذا ان تسنى التعرف عليهم ذلك لان فاعلي الخير امثالهم لا يحبون الظهور تحت الاضواء بل يصرون على ان تكون ممارساتهم الانسانية وفضائل الخير التي يقومون بها طي الكتمان وبعيداً عن الاضواء.

اما مستشفى اليرموك التعليمي وتحديداً قسم التوليد فقد اصر هو الاخر على ان يكون له موقعه في هذا الانجاز الوطني التاريخي العتيد واستطاع بجهد جهيد وبصمود عنيد وبعطاء فريد ان ينتزع المركز الثاني على جميع دوائر ومؤسسات بغداد من خلال نجاح بعض منتسبيه برفع نسب الرشا التي يتقاضونها الى 16,13% في حل تمكن مجاهدوا مستشفى بغداد التعليمي من  انتزاع  المركز الثالث بنسبة رشا بلغت 11,82% وبلا شك فان حصول مستشفى اليرموك على الميدالية الفضية   وانتزاع مستشفى بغداد التعليمي الميدالية البرونزية في سباقات دورة الفساد الاولمبية الوطنية هذه سوف يحفز وزارة الصحة لتثمين وتكريم هذه الجهود الخيرة التي ساهمت في رفع رأس الوزارة عالياً.

وفي هذا الاطار الحيوي نفسه ووفق تقارير  هيئة النزاهة فان ((25475)) مواطناً, اقروا بدفع الرشا خلال تعاملهم مع دوائر ومؤسسات الدولة المختلفة للفترة في نيسان 2009 لغاية ايلول 2010 من مجموع ((280743)) مواطنا شملهم الاستبيان لكن الادهى والأمر والمثير للامر ان تشهد فترة ثمانية اشهر فقط احالة ((1751)) متهماً الى القضاء   من بينهم ((117)) متهماً بدرجة مدير عام فاعلى بتهم فساد مالي بلغت ((359)) مليار دينار لو قسم هذا المبلغ فقط  على العراقيين جميعاً وبواقع ((25)) مليون مواطن  لكانت حصة المواطن الواحد ((14360)) ديناراً فما بالنا ببقية السرقات والاختلاسات التي لم تكتشف, وبالمبالغ الاخرى التي تم ويتم تهريبها الى الخارج تحت اغطية ومظلات من الحماية السياسية ومن قبل بعض المسؤولين من حملة الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجه وجوازات السفر الاجنبية الذين يهربون بها او يتم تهريبهم الى الخارج وتتم محاكمة بعضهم غيابياً وربما الحكم ببراءتهم غيابيا ايضاً.
 
ومع كل هذا الفساد والاختلاسات ما زلنا نصدق بسذاجه الوعود والشعارات وننتظر التوزيع العادل للثروات.  



425
مشاكسة
اجهـــــزة  كشف الصدق...!
مال اللــــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

فجرت عملية اكتشاف اجهزة  كشف الكذب ثورة حقيقية في ميدان التحقيقات القضائية والادلة الجنائية, وهو يمهد الطريق لحل الغاز ربما مئات الالاف من الجرائم المعقدة والغامضة وهو يجعل اعداداً كبيرة من عتاة المجرمين الحقيقيين   رغم صلابتهم وشراستهم  وانكارهم وقدراتهم الفائقة على تضليل العدالة ومحاولات ابعاد الشبهات عنهم ينهارون خلال التحقيقات التقليدية, ويبدون خائفين وجلين و هم يتصببون عرقاً وترتفع دقات قلوبهم قلقاً وخوفاً عندما يتم ربطهم باسلاك اجهزة كشف الكذب.

وبذلك فان غالبية المجرمين كانوا يسقطون صرعى الخوف   قبل ان يمارس الجهاز مهمته خلال جلسات الاستجواب المنهجية الدقيقة والمعقدة, وكانت قطرات العرق على وجوه بعضهم, وارتفاع  درجة حرارة اجسامهم. ورعشات الخوف  في نبرات اصواتهم وقلقهم ......   
  والوجل على اصابعهم تشي بالحقيقة قبل ان تنطق بها السنتهم وقبل ان يقول الجهاز كلمته الفصل مما ادى الى كشف الاف الجرائم الغامضة واماطة اللثام عن الاف القضايا المعقدة.

بذلك فأن الامر سيكون اشد مدعاة للاثارة والاهتمام لو تم تعميم استخدام هذه الاجهزة الحساسة لكشف الكذب ونقلها  من غرف التحقيقات الجنائية الى داخل اسوار الحياة الزوجية والعامة والسماح للزوجات بعرض ازواجهن عليها والسماح للازواج بعرض زوجاتهم وحمواتهم عليها وكذلك اخضاع بعض الفنانين والفنانات وبعض الموظفين والموظفات والتجار والمقاولين واصحاب معامل ومصانع المواد الغذائية وسواهم على هذه  الاجهزه   عندها سوف تغرق بعض الدول في بحار من الفضائح وسوف تنكشف   اسرار خطيرة وعلاقات وممارسات محرمة وشاذة وحقيرة, وستظهر الانساب الحقيقية, لملايين الاطفال غير الشرعيين وحقائق العلاقات المشينة لاعداد كبيرة من المسؤولين والمدراء العاميين بسكرتيراتهم الفاتنات وربما ستنكشف  الملايين من عقود الزواج العرفيه التي لا تعلم بها الزوجات المخدوعات و كذلك انواع واشكال الغش الغذائي وملايين السرقات والاختلاسات  والعقود والصفقات والمقاولات والمناقصات والمشاريع الوهمية وغير المطابقة للشروط وللمواصفات الفنية وحقائق  السجون السرية وحفلات التعذيب (( الانســـــــانيه )) المطابقة للمعايير الدولية وكذلك ستظهر للعيان 
 كل اشكال الخروقات الانتخابية ومزادات التزوير وشراء الذمم والمواقف والاصوات والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان!

في ضوء ذلك ربما تتدخل الاجهزة التنفيذية في هذه الدولة النائمة وفي تلك الدولة الغائمة وحفاظاً على ((الامن الوطني والقومي)) وتبادر بالتعاقد على اجهزة فاسدة غير قادرة على كشف الكذب,ا اسوة باجهزة كشف المتفجرات والمفخخات الفاسدة التي استوردها بعض مسؤولينا الاشاوس والتي نجحت نجاحاً باهراً وعظيماً و منقطع النظير في كشف العطور والتوابل ومساحيق التجميل النسائية. وفشلت فشلاً ذريعاً في الكشف عن اصبع واحد من اصابع الديناميت او من مادة ((   ((T.N.Tمما جعلها مثار هزء   وتندر وسخرية الشارع الشعبي, ولا احد يدري كم من الدولارات كلفت تلك الاجهزة ((المسالمة)) ولا من الذي اختبرها ومن الذي ايد صلاحيتها ومن الذي تعاقد عليها, ومن الذي دفع الثمن ومن الذي قبض, والى اي الجهات ذهبت الحصص والعمولات.
الى ذلك وفي ظل تعقيدات العملية السياسية وتداخل المصالح الحزبية والفردية وتصاعد التناقضات الوطنية وتنوع الارتباطات الخارجية لشركاء العملية السياسية في هذه الدولة المستلقية وفي تلك الدولة المستجدية فان الامر سيكون اشد اثارة وغرابة وتشويقاً فيما لو تم اخضاع معظم السياسيين لاجهزة كشف الكذب, عندها ستظهر فضائح و مطامح وعجائب وغرائب وسوف تكتشف الشعوب في الدول النائمه و الغائمة والشاكيه والباكيه حقائق ((الشعارات الثورية والثروات الشخصيه)) ومضامين الوعود والتصريحات النارية والبيانات والخطب الحماسية ومالذي يعنيه ((التوزيع العادل للثروات)) ومالذي يقصده هذا السياسي او ذاك من شعار ((الشراكة الوطنية)) ومن ((حكومة الوحدة الوطنية)) وما اهداف مئات  الزيارات  المكوكية لهذه الدولة الاقليمية او لتلك ومصادر تمويل هذه الاحزاب وتلك وطبيعة تعهدات هذا السياسي او ذاك, لهذه الدولة ولتلك.

والاهم سوف تدرك تلك الشعوب ان مارست اجهزة كشف الكذب عملها بحيادية مهنية وبمسؤولية ونزاهة وتقنية, بعيداً عن التاثيرات السياسية,  مستوى الاسعار, والاثمان الحقيقية لدعم هذه الدولة لهذا المرشح ولدعم تلك الدولة لذلك السياسي ولاصرار ذلك النظام على فرض هذه الكتلة ولجولات ممثلو ذلك النظام الاقليمية والدولية من اجل الترويج لذلك الحزب او لذلك التحالف او لتلك الكتلة او لهذا الائتلاف او لذلك التجمع وسوف تكتشف الشعوب في دول العالم العاشر بحظها العاثر , ان بلدانها وثرواتها ومصالحها وحقوقها وامنها وسيادتها و  اقتصادياتها بل وسياساتها ومصائرها وحاضرها وربما مستقبلها تحولت كلها الى ((صفقات سياسية)) في مزادات الدول الاقليمية وان الاثمان الحقيقية لكل تلك المواقف والدعم والتمويل والضغوط والمباحثات والاتصالات تتعدى المواقف ((الشخصية)) لهذا المرشح او ذاك و تتعدى المواقف ((السياسية)) لهذا الحزب او ذاك وتتعدى التسهيلات الاقتصادية من قبل هذا المسؤول او ذاك الى ماهو اكبر بكثير والى ما هو اخطر بكثير, فالثمن غالباً ما يكون ((السيادة والمصير)).

وفي ظل اصرار معظم السياسيين في الدول النائمة والغائمه على تسويق شعاراتهم المزدوجة حول ((السيادة الوطنية ومنع التدخل الخارجي والشراكة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية والتوزيع العادل للثروات))الذي ربما يتحول بنظر بعض السياسيين الاحرار الى التوزيع العادل لتلك  الثروات على دول الجوار وحيث اصبح الكذب بين سياسيي ومسؤولي بعض الدول هو القاعده والصدق هو الاستثناء النادر  لذا  يصبح من الضروري استبدال اجهزة كشف الكذب.. باجهزة اخرى لكشف الصدق لعل بعض الشعوب تجد بين سياسييها خمسة او عشرة سياسيين صادقين  هذا ان لم يكن  جهاز كشف الصدق هو الاخر فاسداً او مرتشياً او مدجنا او محورا   
او مبرمجاً من قبل دول الجوار لحماية حلفائهم   السياسيين النزيهين الثوريين الاحرار.

426
مشاكسة
اللـــعب عالمكشــــــوف
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

رسمت العولمة والثورة التكنولجية   وتقنية الاتصالات, خارطة طريق  جديدة امام الانسانية  , واطاحت بقيم ومبادئ واعراف تقليدية, وافرزت قيماً ومبادئ واعرافاً اخرى, تبعاً لذلك فقد اصبحت وسائل التعارف والانجذاب العاطفي والصداقة وعلاقات الحب والزواج والطلاق تتم بيسر وسهولة عبر الانترنت, سواءاً من خلال الايملات الشخصية او عبر مواقع ((الفيس بوك)) وامسى بامكان اية   مراهقة من اية بقعة في العالم ان تعقد بدقائق مئات الصداقات البريئة وغير البريئة مع الجنس الاخر  , واصبح بامكان الجميع ان يتبادلوا بلحظات مختلف المشاعر والصور والرغبات والاسرار الشخصية  .
 
كذلك فقد اصبح بامكان السياسيين والمسؤولين  والبرلمانيين   في مختلف انحاء العالم ان يتبادلوا بلحظات الاحاديث الودية وغير الودية والاقتراحات والنوادر السياسية ومفاجئات اليالي الحمراء والصفراء والبمبي و شروط  العقود والمناقصات والصفقات والمباحثات السياسية رفيعة المستوى واخر اخبار اليسا وهيفاء وهبي ونانسي عجرم,   خدمة للمصلحة  العامة      .

تبعاً لذلك فقد تهاوت الاسوار الحديدية التي كانت تقيمها بعض الدول حول نفسها وتدفقت الاسرار والخبايا واختفى العملاء والجواسيس التقليديون بعد ان اصبح بامكان الات التصوير الرقمية نقل ما يدور حتى في غرف النوم عبر الاقمار الصناعية  , فضلاً عن بروز اجيال جديدة  محسنة من السياسيين والمسؤولين و البرلمانيين  الثوريين الكفوئين المخلصين الذين يدركون  جيداً خبايا السياسة الدولية ودهاليزها  واساليب  التعامل معها  والحدود والخطوط الحمراء بين ما يجوز... وما لا يجوز على الرغم من ان بعضهم بالاخص في الدول النائمة  والغائمه على استعداد لعبور كل الخطوط الحمر من اجل مصالحهم الشخصية  .

تبعاً لذلك فقد تم وضع تسعيرات محدده لكل سر وهدف و موقف وعقد وصفقة ومعضلة وفق بورصة اسعار النفط والذهب في الاسواق العالمية, واصبح بامكان هذه الدولة او تلك ان تشتري من هذا السياسي او من ذاك المسؤول, بالاخص في دول العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر كل ما يلزمها من الاسرار   السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية بل وحتى المواقف التي غالباً ما تتناقض مع مصالح البلاد والعباد مما وضع سيادة هذه الدولة, وخصوصية تلك.. واستقلال هذا البلد ومصالح ذاك في مهب الريح على الرغم من الاف الاغاني
   الحماسية والاناشيد الوطنية والخطب النارية والشعارات الوطنية والبيانات والتصريحات الصحفية التي لا تكف ليل نهار عن التأكيد على   السيادة والاستقلال والمصالح الوطنية الستراتيجية و العمل على عدم تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية في الوقت الذي تمسك في هذه الدول الاقليمية بكل خيوط المصالح الوطنية  .

في ضوء ذلك فقد اصبح من المتعارف عليه في السياسة الدولية انبثاق مجموعات وتكتلات وكفاءات من السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين, الذين يحملون هموم بلدانهم وقضايا شعوبهم على اكتافهم لعرضها في مزادات السياسة الدولية تحت ستار ((المباحثات الودية والمصالح المشتركة وتبادل الاراء والخبرات والتجارب واستقطاب المواقف الاقليمية والدولية لصالح القضايا المصيرية))  .

ووفق هذه اللغة الساسية البليغة (( ذات الاستخدام المزدوج )), اصبح بامكان بعض هؤلاء السياسيين والمسؤولين العباقرة ((المتاجرة بالشعوب والبلاد والثروات والاوطان دون خشية من محاسبة الشعوب, او من رقابة البرلمان وفي ضوء ذلك فقداصبحت بعض الدول الاقليمية ودول الجوار محطات اقامة ثابتة لبعض المسؤولين الاحرار وفنادق ذات عشرة نجوم لمناقشة ابرز المعضلات الوطنية والهموم واتخاذ ربما اخطر القرارات في ادق المعضلات والشؤون الوطنية التي لا يجب بأي حال من الاحوال وتحت اي ظرف او حال ان تخرج خارج الحدود الوطنية.

فهذا السياسي يناقش مع هذه الدولة صفقات اسلحة ربما تكون فاسدة   بدل  مطالبتها بالكف عن التدخل في شؤون بلاده الداخلية وذاك المسؤول الرفيع يتحول الى ((مستمع مطيع)) لاملاءات دولة اخرى بدل ان يطالب مسؤوليها   بالكف عن ارسال الاسلحة والارهابيين والمفخخات والعبوات اللاصقة الى بلاده ؤمسؤول ثالث يستجدي دعم دولة اخرى لدعم ترشيحه لمنصب رفيع في بلاده بدل ان يستنكر  قطعها الانهار والجداول عن شعبه, واخر يطلب بمنتهى الرجولة والشهامة ضغط دولة اخرى على التكتلات السياسية في بلاده, لمنحه اصواتها داخل العملية السياسية,بدل ان يطالبها بوقف اغراق اسواق بلاده بالمخدرات والادوية الفاسدة... والاغذية غير الصالحة للاستهلاك  البشري, ورابع وخامس وسادس يطالبون هذا النظام او ذاك بالضغط على الدول المجاورة الاخرى لقبول تسنمه هذه المناصب او تلك بدل مطالبتها بعدم العمل على تحويل مجرى هذا النهر او ذاك مما يهدد وطنه بالجفاف وشعبه بالموت عطشاً.
 
ومع ذلك فان جميع السياسيين والمسؤولين, البرلمانيين,  في هذه الدول النائمة وفي تلك الدول الغائمة ما زالوا يتبارون في المتاجرة بالشعارات الوطنية ويؤكدون حفاظهم على السيادة والاستقلال وحرية القرار الوطني, ونضالهم من اجل منع تدخل الدول الاقليمية ودول الجوار بالشؤون الداخلية في الوقت الذي جعلوا فيه بلدانهم ساحات خلفية لتلك الدول .

 الى ذلك.. يبدو ان زمن السياسيين المبدئيين العمالقة الذين كانوا يقفون بكامل هيبتهم وقاماتهم الطويلة امام اكبر الدول واعرق السياسيين وهم يستندون الى ثقة شعوبهم يوشك على الغروب بعد ان بدأ زمن بعض اشباه السياسيين الذين تعودوا على ان يحنوا قاماتهم القصيرة اصلاً ورؤوسهم امام الاخرين من اجل مصالحهم الذاتية حتى باتت جباههم توشك ان تلامس الارض وبالطبع فانهم يفعلون ذلك (( خدمة للمصالح الوطنية )).

 عجبي واسفي على زمن بات  فيه بعض السياسيين يحتكمون الى الدول الاجنبية في قضاياهم المصيرية بدل الاحتكام لشعوبهم التي سلمتهم زمامها ووضعت بين ايديهم مصالحها وأئتمنتهم على  مصائرها!
لقد بدأ اللعب في بعض البلدان النائمه كما يبدد على المكشوف
 وعيش وشوف. 

427
مشاكسة
تمـــاس كهربائــــي
ام فســـــاد وبائـــــي ..؟
مال اللــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
سندخل التاريخ من اوسع ابوابه, على الرغم من ان احدا لم يستطع لحد الان تحديد عدد الابواب الحقيقية لهذا التاريخ وقياساتها ومواقعها كيما نتمكن من تحديد الباب الاوسع و((حجــــــزه)) لندخل منه قبل ان يحجزه اعداؤنا الامبرياليون  ومنظمات العفو الدولية والدفاع عن حقوق الانسان والشفافية العالمية التي تحاول بتقاريرها ((الملفقـــــة واتهاماتها الزائفــــــــــــه )) حول السجون والمعتقلات السرية واعمال التعذيب والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان, وتفشي الفساد واستهداف العلماء والصحفيين واساتذة الجامعات حجب استحقاقاتنا  ومصادرة فرصتنا في   الدخول الى التاريخ من اوسع ابوابه.

فقد اعتادت معظم الشعوب النائمة والغائمه والعائمه والساهمه والفقيرة بملايينها الغفيرة وباوضاعها المريرة ان تسمع في مختلف المناسبات الوطنية والقوميه   من قياداتها التاريخية هذا الوعد العظيم ((بدخــــــول التاريـــــخ مـن اوســــع ابوابــه)) وعلى الرغم من  ان هذا الوعد   لم يستطع على عظمته  وروعته وسعته ان يشبع جائعاً او يكسي عرياناً او يوفر فرصة عمل مناسبة او حتى غير مناسبة لعاطل واحد او ان يبني كوخاً طينياً لعائلة مشردة واحده , الا انه ينجح دائما في سلب عقول   الفقراء والمعدمين وجعل اكفهم تشتعل بالتصفيق وان يجعل حناجرهم   تنطلق بالهتافات التي تشق عنان السماء تحية للقادة التأريخيين الذين ادمنوا تسويق الشعارات الثوريه والوعود الخياليه التي تعجز دائما عن ملامسة ارض الواقع .

 ففي الوقت الذي يعيش فيه السياسيون والمسؤولون والحكام والوزراء الصامتون في هذه الدولة او تلك فوق مستوى خط الغنى الفاحش بفعل (( نزاهتهــــــــــم المفرطـــــــه ))   ,  فأن هؤلاء الفقراء والمعدمين والجياع الذين يشقون عنان السماء بهتافاتهم يرزحون   تحت مستوى خط الفقر ربما بعشرات الامتار   دون ان يدرك احدهم اين هي ابواب التاريخ هذه التي يعدهم بدخولهم منها قادتهم التاريخيون ومن الذي يحرسها, وما طبيعة الوثائق ونوعية جوازات السفر المطلوبة لدخولها, وهل ستكون عملية الدخول وفق الحروف الابجدية ام وفق البطاقة التموينيه  وهل سيتاح للعاجزين والمسنين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة دخول التاريخ قبل سواهم ام ان حمايات القادة والمسؤولين, والسياسيين والوزراء والبرلمانيين سوف تفسح الطريق لمواكب المسؤولين لدخول التاريخ قبل غيرهم, وربما لن يتركوا هم وعوائلهم واقاربهم واعضاء احزابهم  مكاناً للفقراء والمعدمين والعاطلين والجياع واليتامى والارامل والمعوقين, حيث سيجدون انفسهم خارج اسوار التاريخ وهم الذين اوصلوا قادتهم على اكتافهم لابوابه, كما وجدوا انفسهم في الحياة خارج استحقاقاتهم المشروعة وهم الذين اوصلوا قادتهم ومسؤوليهم على اكتفاهم وباصواتهم الى مواقع القيادة والمسؤولية من خلال صناديق الانتخابات التي غالبا ما تتحول في الدول النائمه والغائمه الى صناديق انتحابات بفعل النتائج غير الموضوعيه والالتفافات الذكيه .
 
مع ذلك فاننا بالتاكيد سوف ((ندخـــل التاريــــخ مـن اوســـــع ابوابــــــه)) بفضل بعض المسؤولين العباقرة الذين  تمكنوا بعبقريتهم الفذة, ان يتجاوزوا كل الاختراعات العلمية  الحديثة, وافرازاتها التكنولوجية المتطورة بالاخص في ميدان ((تطويـــــــع القـــــوة الكهربائيــــة)) لاهداف سامية نبيلة, بعد ان كان استخدام الكهرباء يقتصر على ميادين تقليدية بدائية متواضعة لا تتعدى الانارة وتوليد الطاقة للمحركات وتشغيل عجلة الاقتصاد وتحلية المياه وتعذيب السجناء والخصوم السياسيين, وانتزاع الاعترافات من المتهمين والمعتقلين سواء كانوا مجرمين او ابرياء  والذين   تكفي ربما صعقات كهربائية معدودة, على المناطق الحساسة في اجسادهم   لان يقروا بمسؤوليتهم عن جميع الجرائم التي وقعت في قارات العالم الخمس منذ فجر التاريخ لحد الان بالاخص وان تلك ((الصعقـــــات الكهربائيــــــة)) تراعى فيها دائما افضل المعايير الدولية   ومبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان .

باختصار...   تمكن بعض العباقرة, من تحويل ((الطاقــــة الكهربائيــــة)) من طاقة تقليدية غبيــــــــــــه الى (( تمـــــاس كهربائــــــي فائــــــــق الذكــــــــاء )) اصبح بامكانه وبالاخص خارج اوقات الدوام الرسم ان ((يقفــــــز)) من اي مصدر كهربائي   ليتسلل بكل خفة ورشاقة الى  طوابق  معينه والى  غرف  محدده بالذات بالاخص تلك التي تحتوي على الميزانيات المالية وعلى العقود الوهمية والفاسدة وعلى الصكوك المزورة وعلى المناقصات والصفقات وعلى صرفيات واختلاسات وفساد هذا المسؤول او ذاك ليحرقها  بمنتهى اليسر والسهوله وليمحي ((بمنتهــــى الشفافيـــــة  )) كل معالم الجرائم والاختلاسات    وهكذا تضيع الوثائق وتغتال الحقائق وتتواصل الحرائق .

ولعل ((الذكـــــاء المفــــــرط)) لهذا التماس الكهربائي سوف يخوله لانه يكون سلاح المستقبل  الحاسم والفعال, بالاخص بعد نجاحه الدقيق والكبير في اختيار الطوابق المطلوبة والغرف والاقسام المطلوبه وكذلك الملفات والوثائق المطلوبة لاحراقها دون ان يترك وراءه ادلة او وقائع او بصمات.
 
فقد التهم كما سبق ان تناقلت اجهزة الاعلام حريقان امبرياليان حاقدان كبيران مبنى وزارة الصحة, بعد ان اختار التماس الكهربائي بذكائه الخارق ربما الطوابق التي تحتوي على ملفات استيراد الادوية والمستلزمات الطبية حتى لا تتمكن لجان النزاهه ربما من معرفة مناشئ استيراد ربما الادوية الفاسده والمنتهية الصلاحيه واقيام تلك الصفقات والعقود والمسؤولين عن استيرادها وحصصهم في حين أجهز ((تمـــــاس كهربائــــي ذكـــــــي )) اخر في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ربما على وثائق ومستندات صرف رواتب ومساعدات الرعاية الاجتماعية التي ربما كانت تذهب لغير مستحقيها  وتضل طريقها وبدل ان تذهب الى الفقراء والمعدمين فانها كانت تسلك طرقات بعض الاحزاب والميليشيات والمتنفذين اما ((التمــــاس الكهربائـــــي)) الذي ضرب البنك المركزي في شارع الرشيد فربما قام  ((باعــــــدام)) مئات الملفات والصفقات والصكوك ((الشرعيــــــة وغيــــر الشرعيـــــــه ))  وسلف ومنح, بعض المسؤولين ((الفقـــــراء)) الذين اضطروا الى الاقتراض من البنك المركزي ربما مئات المليارات فقط لتغطية صفقاتهم المتواضعة, وبعد ان عجزوا عن تسديدها وربما لعدم رغبتهم بالتسديد قام التماس الكهربائي بدوره الوطني الخلاق في  اتلاف تلك الوثائق لتضيع الحقائق  .

 اما حريق وزارة التجارة فربما تكفل فيه ((هـــــذا التمــــاس الكهربائــــي فائـــــق الذكـــــــاء ))   في اتلاف عقود استيرادات المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك البشري من جهة و((العمـــــــولات المتواضعــــــــة)) لبعض المسؤولين والامر نفسه حدث في ((وزارة النفـــــط)) ولا احد يدري هل التهمت النيران ((بفعــــل التمـــــاس الكهربائــــي)) عدداً من  العقود النفطية ام انها امتدت الى المكاسب الشخصية كذلك فقد نهض التماس الكهربائي بمسؤولياته الوطنيه على اكمل وجه في وزارة الدفاع حيث العقود التسليحية الكبرى والامتيازات الاكبر وربما يستمر في مواصلة مهماته الوطنية النبيله في بقية الوزارات والمؤسسات (( لتنظيفـــــها )) من الفساد قبل تشكيل الحكومة الجديده.

ولعل المثير والغريب والمريب ان هذا التماس الكهربائي الذكي رغم عفويته  وذكائه ووطنيته فشل في اشعال حرائقه العفويه في حقائب السياسيين اثناء توجههم الى دول الجوار واثناء عودتهم منها حتى لا تعرف شعوبهم مالذي حملونه معهم من مخططات وصفقات وتعهدات ومالذي استلموا مقابل تلك الخدمات (( الوطنيـــــــة الجليلــــــــه )) كما فشل التماس الكهربائي رغم ذكائه المفرط في التسلل الى خزانات المسؤولين والسياسيين والى شركاتهم ومصانعهم وقصورهم وفللهم والى ارصدتهم في البنوك الاجنبيه حتى لا تنكشف الحقائق ولا تذاع اسرار الوثائق .
لقد فشلت الكهرباء في انارة بيوت الفقراء والمعدمين, لكنها نجحت نجاحاً باهراً في اخفاء اختلاسات وسرقات وفساد المسؤولين الفاسدين....ومن يدري ربما بتنا نقف على بوابة ثورة شامله من الحرائق تلتهم بشراهه جميع العقود والصفقات والمناقصات والوثائق لتختفي الادله ولتضيع كل الحقائق .
 
 

428
مشاكسة
سـذاجة المخرجيــن
 وذكـــــاء  المتفرجـــــين 
مال اللـــــــه فـــــــرج
malalah_faraj@yahoo.com
هزني وهز الملايين بعنف ومرارة ذلك المشهد المأساوي التراجيدي الحزين الذي بثته احدى الفضائيات وتناقلته بسرعة البرق وباهتمام  غيرمسبوق مئات المواقع على شبكة الانترنت ليصبح مادة رئيسية في معظم المواقع بالاخص عبر المناقشات المستفيضة, والاراء الساخنة لمواقع ((الفيــــس بــــوك)) وربما فجر لفرط مأساويته الدمع الغزير المرير من عيون الملايين الذين تابعوا بشغف واهتمام تفاصيله في مشارق الارض ومغاربها.

ولم يكن ذلك المشهد التراجيدي الانساني الذي سوف يبقى ((محفـــــــــوراً)) في ذاكرة الزمن  والتاريخ والانسانية الا مقطعاً من حوار تلفازي ساخن وغريب وعجيب وجريء مع مسؤول رفيع   ربما يمسك بين يديه بعض امور الحل والربط وبعض مفاتيح اللعبة السياسية و بعض خيوط الفعاليات الاقتصادية و ربما له حضوره في تحديد بوصلة اتجاهات البناء والاعمار و في صلاحيات صياغة  واتخاذ القرار.

ويبدو ان ذلك ((الحـــــــــوار التاريخــــــــي)) الشفاف كان ثلاثي الابعاد من اجل ان يشد انتباه البلاد والعباد, ويثير غيظ وغضب الخصوم الحاقدين والحساد وربما كان يجري في المكتب الرسمي الانيق العريق لذلك المسؤول   الذي شد ((ببلاغتـــــــــه و بمصداقيتــــــــه وببساطتـــــــــه وتواضعـــــــــه)) الجميع الذين كانوا يتابعون لقاءه التاريخي ذاك بمنتهى الاهتمام والانسجام بعد ان امتنعوا لفرط اندماجهم  عن الحركة والكلام.

وفجأة وفي خضم ذلك الحوار انقطع التيار الكهربائي امام دهشة المشاهدين وحيرة المحللين, وتساؤل المراقبين السياسيين وزحف الظلام على شاشة  تلك القناة الفضائية ليتساءل المذيع ((العبقــــــــــري)) الذي اذهل المشاهدين والمتابعين والمراقبين والمحللين السياسيين (( بتلقائيتـــــــــه )) وهو يتساءل بدهشة واستغراب ((هـــــــل تنقطـــــــــع الكهربـــــــاء لديــــــــــكم؟؟؟)) ليرد المسؤول ببالغ الحزن والالم والمعاناة  التي لم تستطع الاحاطة بها ووصف مشاعر الحزن فيها ابلغ التعابير والكلمات ((اجــــــــــل فنحـــــن مشمولـــــــون بالقطــــــــع المبرمــــــــج اســــــوة بالمواطنيــــــــن)) مما جعل دموع الحزن والاسى تغرق عيون المشاهدين وبالاخص الفقراء والمعدمين حزنا و تأثراً على اوضاع ومعاناة  اخوانهم المسؤولين.

وتابع ذلك المسؤول بتواضعه الجم وصف ذلك الحدث المريع ((هـــــــذه ليســـــت المـــــرة الاولـــــــى فاثنـــــــاء استقبــــــالي لدبلومــــاسي اجنبـــــي رفيــــــع انقطــــــعت الكهـــــــرباء ايضـــــــاً خــــــلال مباحثاتـــــــنا)) ويبدو ان ((المخـــــــــرج العبقــــــــــري)) لهذه التراجيديا المأساوية قد نسي في حمى اخراجه ان يقطع الكهرباء ايضاً عن مايكروفونات الصوت لتبدو ((المســــــــرحية))  اكثر واقعية في حدودها الدنيا ومقنعة على اقل تقدير فقد ((اظلمـــــــت)) صور المتحاورين قليلاً رغم ان قسمات وجهيهما كانت واضحة تماماً في حين بقي الصوت واضحاً ولم يتأثر بذلك ((الانقطـــــــــاع الكهربائــــــــــي)) الذي اريد له ان يكون ((مبرمجـــــــاً)) لكنه ظهر   وكأنه ((مدبــــــــرا )) وبذلك ضحك المشاهدون   والمحللون السياسيون بعمق  على ذلك  الانقطاع الكهربائي  ((المبرمـــــــــج )) الذي بامكانه ان يقطع التيار  عن ((الصـــــــــورة)) فقط ويعجز عن قطعه عن ((الصـــــــوت)) الذي بقي متواصلاً واضحاً قوياً مجلجلا , ولم يقل لنا المخرج العبقري لذلك اللقاء, هل يعمل الصوت ومايكروفوناته بالقوة الذرية, او الشمسية او من خلال توليد   الكهرباء بقوة الرياح, او عبر طواحين الهواء؟؟؟.

وفي تلك الاجواء ((المظلمــــــــــة)) واصل المذيع   اسئلته ((الاستفزازيــــــــــــة)) (( اليســـــــت لديـــــــــكم مــــــــــولدة؟؟؟)) ليجيب المسؤول بحسرة والم وحزن ابلغ من حزن اليتامى والارامل والجياع والفقراء والعاطلين عن العمل والمعدمين والمعوقين والمخطوفين والمهجرين والنازحين ((يبــــــــــدو ان المولــــــــــدة عاطلـــــــــة)) ويضيف بلهجة اشد مأساوية ((الامـــــــــر نفســـــــــه يحــــــدث عنـــــدما اذهــــب لزيـــــــارة اهلـــــي حيـــــــث تنقطـــــــع الكهـــــــرباء   والمولـــــده عاطلــــــه )).

ولست ادري لماذا لم يقترح ذلك ((مقـــــــدم البرنامـــــج الذكـــــــــي الــــذي كــــــان يديـــــــــر الحـــــــوار )) في حينها الانتقال هو وكاميرات البرنامج الى ذلك ((الحــــــــي الشعبــــــي المعــــــــدم)) الذي تسكن فيه عائلة ذلك المسؤول لينقل على الهواء مباشرة وبالالوان ((المستـــــوى المعاشـــــــي الحقيقـــــــــي ))   لعائلة ذلك المسؤول  وليشاهد المتفرجون  على الطبيعه كم شارعاً  ربما تم اغلاقه ((لضمــــــان الامــــــــن والامـــــــان)) لهم وكم اعداد ربما السيارات المصفحه واعداد الحمايات والحراس الشخصيين المدججين بالاسلحة المختلفة والحواجز الكونكريتية وربما المدافع الرشاشة التي تحميهم, واعداد خطوط الكهرباء وانواع المولدات الكهربائية المتوفرة لهم ((التـــــــي لا يمـــــــكن ان تكــــــــون كلــــــــها عاطلــــــــة)) الا اذا تعرضت لمؤامرة امبريالية استعمارية حاقدة!
 
بل ربما سوف يكشف ذلك المذيع الذكي والمخرج العبقري ان عائلة ذلك المسؤول الرفيع الوديع, بطاقم حماياتها وحاشيتها ومرافقيها, او معظم افرادها على الاقل هم خارج العراق يقضون هذا الصيف الصيف الحارق في احد المنتجعات السويسرية او الفرنسية مما ((يؤكـــــــــد تصريحـــــــــات المســــــــؤول)) بعدم وجود مولدات كهربائية لديهم اذ  ما حاجتهم الى المولدات في تلك المنتجعات؟؟؟

و لنتصور اي تواضع وترفع و بساطة ان تعيش بعض عوائل المسؤولين بهذا المستوى من الفقر وشظف العيش وهي لا تمتلك ((خمســــــــين دولاراً)) لشراء مولدة ((صينيــــــــــة)) جديده نوع تايكر (( ام الحبــــــــل )) وهي تقاسي الحر والمعاناة في الوقت الذي يتقاضى فيه معظم المسؤولين عشرات وربما مئات الالاف من الدولارات .
 لذلك نقترح على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية شمول  عوائل المسؤولين المتعففين  برواتب الرعاية الاجتماعية و نقترح على هيئة النزاهة او وزارة الماليه انشاء صندوق للتبرعات لتزويد عوائل المسؤولين بالمولدات .
 ويا ايها المخرجون ((الاذكيــــــــــــــاء)) ان المشاهدين ليسوا بهذا الغباء.     

429
مشاكسه

ان كنت لا تستحي
فافعـل ما شـئت!
مال اللــــه فــــرج
malalah_faraj @yahoo.com   
   

يبدو ان الامة العربية استطاعت بفيض عبقريتها وحكمتها وثوريتها وحرصها وديناميكيتها,   ان تتقدم كل الامم.. وان تطيح بكل التجارب الدولية وتتربع دون منازع على عرش التجربة الحضارية التقدمية  الافضل والانضج والاروع بعد ان تخطت كل التحديات وعبرت كل العقبات ووضعت كل اشكال التخلف وانواعه وراء ظهرها واوصلت جماهيرها الى ذروة الرفاهية والانتعاش الاقتصادي والامن والاستقرار والشفافية  والديمقراطيه وحقوق الانسان والحيوان معا وفق ارقى المعايير الدولية  !

فلم يعد هنالك فقر, ولا بطالة ولا فوارق بين الطبقات.. ولا جهل ولا امية ولا فساد مالي او اداري ولا بطالة ولا حيتان كبيرة تاكل الاسماك الصغيرة, ولا اطفال شوارع   ولا عنوسة ولا عنف ضد النساء ولا فوارق في   الحقوق وفي فرص العمل  ولا جرائم  شرف ولا سرقات ولا اموال حكومية تهرب الى الخارج.. ولا عقود وهمية ولا سجون او معتقلات ولا تطرف ولا ارهاب ولا تشبث بالسلطة بالاسنان والاظافر ولا  امتهان   للمعارضة ولا حفلات تعذيب صاخبة للسجناء السياسيين ولا استغلال للنفوذ ولا توريث للسلطة او تبادل قسري لها ولا عشوائيات ولا جياع يبحثون عن بقايا طعام عفنه في مكبات الصرف الصحي  .

   فقد تحققت الوحدة العربية  وتوحدت العملة العربيه واصبح التكامل الاقتصادي واقعاً حقيقياً وتوحدت الجوازات القطرية بجواز عربي واحد وتمت ازالة الحدود الاستعمارية  الامبريالية المصطنعة والغيت التعريفة الكمركية وتحررت الاراضي العربية  واصبحت اغنية (بــــوس الـــــــــواوا) النشيد الوطني الحماسي الذي يتلى صباحا وقبل بدء الدوام الرسمي في المدارس والمعامل والوزارات والجامعات ومراكز الشرطه و في  كل مكان وانتزعت الصحافة العربية حريتها ومارس الاعلام العربي دوره  الحيوي الرقابة على الحكومات و في نقل الحقائق كاملة الى الجماهير العربية وفي كشف الفساد السياسي والمسؤولين الفاسدين  فاسقط جدران غرف النوم و بادر بنقل تفاصيل ما يدور فيها عبر الفضائيات وبذلك اسهم ويسهم بفاعلية في بناء اجيال المستقبل  بناء ثوريا اشتراكيا عقائديا قيميا وفق الخصوصية القومية للامة العربيه بالاخص بعد ان اقدم بعض مقدمي ومقدمات البرامج على تحويل برامجهم الى استفتاء للرأي العام حول ابرز القضايا الساخنه المتعلقه بالمستقبل العربي وبالمصير القومي لهذه الامة  العريقة العتيقة   .

ففي برنامج سياسي فني اجتماعي جماهيري فكري علمي وحدوي ثقافي جريئ وخطير وحساس وبالغ الاهميه ,   استطاعت مقدمته الجريئة    الثورية الاقتحامية ان تشعل اهتمام المشاهدين في مشارق الارض ومغاربها وأن   تلهب حماس العوائل والمراهقين  والمراهقات ونجحت نجاحاً ساحقاً  ماحقا  في جعل الاباء والامهات, يذوبون خجلاً امام اطفالهم  اثناء متابعتهم لمفردات برنامجها وهي  تفجر قضايا حيوية  بلا حدود ولا قيود ولا حواجز ولا فواصل ولا جدران وان تحولها الى قضايا رأي عام  لابد ان يفكر بها كل انسان عربي قبل ان ينام  .

وجراة هذه الاعلامية الفارعة الرائعة لا تتوقف ازاء القضايا التقليدية   فهي لا تسأل عن (ازمــــــــة البطالـــــــة) ولا عن (ازمــــــــــة الديمقراطيــــــــة) ولا عن رغيف الخبز ولا عن مئات الالاف من الجياع والمعدمين الذين يبحثون عن لقمة العيش في سلال القمامة و لا عن   معاناة  اطفال الشوارع الذين يتعرضون يومياً لابشع   الانتهاكات الجنسيه والاعتداءات الجسديه ولا عن المرأه وتهميشها وتسليعها ولا عن هجرة الشباب وضياعهم ولا عن بعض الحكام واغتصابهم  للسلطه وللثروات الوطنيه   لكنها بمنتهى البساطة والشفافية والابتسامة الملائكية تدخل دائرة (القضـــــايا الفوميـــــــة المعاصــره الاشـــــــد سخونـــــــة)   لتحاول ان تصوغ منها قضية رأي عام ولتطلق قذائفها الموجهة بدقة وعناية نحو الهدف تماما  وهي تسأل من تستضيفه بمنتهى  البساطه والعفويه  المخططه والمدروسه   :

(هـــل انـــت مــــع او ضــــد زواج المثليين)  ؟؟؟؟؟
 وعلى ملايين الاباء والامهات بعد ذلك ان يوضحوا لاطفالهم الفضوليين ماذا يعني مصطلح ( المثلييـــــن ) وكيف يمكن ان يتزوج اثنان من جنس واحد وكيف بالامكان الحفاظ على دوران الحياة واستمرارية الجنس البشري متمازجة مع كل الخيالات الطفولية الخصبه التي ترى في ذلك كله اشكاليات تتناقض وكل القيم التي  سمعوا او قرأوا  عنها او تعودها  .
 
وبدل ان تسأل ضيفها عن البطالة وعن مئات الالاف من خريجي الجامعات العاطلين وعن الكفاءات التي لا تجد فرصة عمل لها , فانها بابتسامة ( ملائكيـــــــــــة ) وبطريقة مهذبة وذكية, مخططة ومدروسة ومقصودة (تمـــــط) شفتيها المغريتين حرصا  منها على ان يصل سؤالها (التاريخـــــــي المصيــــــري) لاسماع جميع المشاهدين والمشاهدات بشكل خاص  ,و توجه اليه استفساراً حيوياً  يتعلق ربما بمصائر ومستقبل ملايين الفتيات  المحافظات وغير المحافظات ذلك هو :
 
(هــل انــــت مـــــع او ضـــد غشـــــاء البكــــارة الصينـــــي ؟؟؟؟ ) .
ربما يبتسم بعض المشاهدين من الرجال ببلاهة وربما يخجل اخرون  وهم يجلسون بين عوائلهم بينما تحمر وجوه المراهقات وهن يحاولن الاشاحة برؤوسهن بعيداً عن هذه (الشاشـــــة الاخلاقيـــــة الرفيعـــه ) للايحاء لابائهن ولأمهاتهن  بعدم سماعهن ذلك السؤال الحيوي المتعلق بالمصير القومي  للامة العربية برمتها .

ولا احد يدري ربما كم قبض (كـــــادر البر نامــــــج) وربما مسؤولو  تلك القناة من الشركة الصينية المصنعة لهذا (الغشــــاء الفضيحـــة) لقاء الترويج له بهذا الشكل  المفضوح وربما   دفعت جهات اخرى من اجل التسويق (لهــــــذا الغشــــــاء) وتحويله الى قضية رأي عام  على المستوى القومي  عبر اخضاعه لعملية استفتاء مفضوحة ومن يدري ربما تعمد قنوات اخرى مستقبلاً الترويج لهذا (الغشــــــــاء المصيــــــري) الذي فاق باهميته غشاء الاوزون بتوزيعه على مدارس الفتيات وعلى الجامعات (باسعـــــار مدعومـــــة) تعزيزاً للقيم وللاخلاق العربية الاصيلة  .

 بل ربما يشهد الاقتصاد العربي تحولا جذريا من انتاج النفط وتسويقه الى انتاج  ( غشـــــاء البكـــــــارة  العربـــــــي ) بدل الصيني واحتكار تصنيعه وتسويقه من اجل ان يكون العرب سباقون في هذا الميدان الحضاري والاخلاقي وهكذا سوف يتحول المجتمع العربي من الانفتاح الاقتصادي الى الانفتاح الاخلاقي ومن الانتعاش المادي الى الانتعاش الجنسي بكل ما يمكن ان يحدثه ذلك من تراجع الوازع القيمي والاخلاقي وضعف الحصانه الاجتماعيه والاخلاقية لدى يعض الفتيات وهن قد يضربن في لحظة ضعف او نشوة ملتهبة مجنونه بكل التحفظات عرض الحائط امام اغراءات الطرف الاخر ويتساهلن في الاستسلام مادام المنقذ الحضاري موجود ذلك هو الغشاء الصيني الذي بامكانه ان يعوضهن ما يفقدنه في لحظة ضعف اوطيش او رغبة او تساهل او جنون وربما ستعمد البعض منهن الى الاحتفاظ باعداد ملائمة من هذا الغشاء في حقائبهن بدل الشكولاته ضمانا لحالات الطوارئ  .

وفي ضوء ذلك فان الرجال الشرقيين المحافظين ربما سوف يطلبن من زوجات المستقبل قبل الاقتران بهن اجراء فحوصات سريرية خاصه لمعرفة ان كانت اغشيتهن طبيعية ام صينية ام تايلنديه بدل فحوصات الدم والايدز وهكذا سيترك المجتمع العربي معركته الفاصله ضد الفقر والجوع والتخلف والدكتاتوريه لينشغل بمعركة اخرى  اجدى واهم تلك هي الحرب  ضد   اغشية البكارة  الاصطناعيه او الاقرار بها و الانتصار لها بأعتبارها انجاز  ( حضــــــاري ) ان خسر الحرب ضدها بالاخص وان العرب في هذا الزمن قد تعودوا على خسارة معظم حروبهم المصيريه  .

الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل ذهبت تلك المذيعة الرشيقة الانيقة العريقه الى ابعد من (الغشـــــاء) لتثير قضايا رأي عام اشد سخونة وحيوية واكثر التصاقاً بالمصير القومي عبر استفتاءات اخرى وهي تسأل ضيوف برنامجها :

(هــــل انـــــت مـــــــع ام ضـــــد المساكنـــــة )؟؟ .
وعلى المجتمع العربي المحافظ ان يستعد لتفشي المساكنه بين النساء والرجال بدون قيود  الزواج التقليدي وتعقيداته وربما يتطور هذا النقاش الاخلاقي المسؤول مستقبلا لتسويق ( المساكنـــــه ) كأحدى الحلول الواقعية الممكنه او كأحدى الخيارات المقترحه  لمشكلة العنوسه التي باتت تمثل احدى ابرز المشاكل والتحديات الاجتماعية في المجتمع العربي دون ان تبادر اية سلطه او اية حكومه للتصدي لها ودراسة اسبابها وفي مقدمتها الفقر والبطاله وهجرة الشباب ووضع الحلول الحقيقية لها وفق الاطر الاخلاقية  والاقتصادية والاجتماعيه .

ولعل السؤال او الاستطلاع الاخطر كان يختبئ في ثنايا السؤال التالي الذي طرحته على ضيوفها ايضا  :

(هـــــل انــــت مــــــع ام ضــــد الأم العـــــزباء )؟؟ .
وياله من انجاز ثوري اشتراكي اخلاقي تقدمي سوف يتحقق في المجتمع العربي  ان استطاعت هذه القناة وهذه المقدمه  ان يحولانه الى قضية رأي عام ايضا  حيث سنجد  ربما ملايين الفتيات العربيات الشابات والمراهقات العازبات وهن يحملن ثمرة متعتهن خارج مؤسسة الزواج على اكتافهن وهي عبارة عن ملايين الاطفال الذين لا يعرفون ربما من هم اباءهم وهكذا نغرق المجتمع العربي بالابناء مجهولي النسب او باللقطاء وربما بأبناء الحرام بلا ذنب جنوه   , فهل هنالك اخطر من مثل هذه الدعوات والتحديات التي تستهدف المجتمع وروابطه ومثله واخلاقياته في الصميم ؟؟؟؟ .

لعل كل تلك الاسئلة ( البريئــــــــه  جــــدا جــــــدا ) رغم سخونتها وخطورتها واستهدافاتها الواضحة انما كانت مدخلا وتمهيدا للسؤال او للاستطلاع المركزي الاخطر والاهم الذي صاغته بمبرر واضح فاضح لاتخفى اهدافه ومراميه على المشاهد الذكي  وهو :

 
(هـــــل انــــــت مــــــع او ضــــــد ممارســـــة المـــــرأة للدعـــــــارة مــــن اجــــل تربيــــة اطفــــــــالها ) ؟؟؟ .
بالتاكيد ان المشاهدين يدركون   اي عملية تسويق منظمة ومخططه ومدروسه  هذه الدعوه المغلفه بالتساؤل الذي حاولت ان تجعله يبدو بريئا وعاديا لـــ (ا لدعـــــــــارة) في المجتمع العربي   من خلال محاولة تحويلها الى قضية رأي عام  يدعمها في ذلك الغشاء الصيني في وقت بقيت فيه كل المؤسسات الاعلامية والحكوميه والاجتماعيه والسياسيه والبرلمانيه والدينيه صامته وكأن الامر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد وكأنها بذلك تحاول شرعنة ( الدعـــــــــاره وممارســـــــة البغـــــــاء ) امام النساء الفقيرات او اللائي هن بحاجة ماسة للمال تحت غطاء وذريعة تربية الاطفال بدل ان تناقش دور الانظمة والحكومات والدول في الرعاية الاجتماعيه وفي توفير فرص العمل والاجر المجزي للنساء العاطلات لتربية اطفالهن بدل اغرائهن بالسقوط في الرذيله وبيع اجسادهن وفق مبررات منحطه تتقاطع وكل القيم الاجتماعية والدينيه فمتى كانت الرذيله تنتج اجيالا سوية ومتى كان ابناء وضحايا الرذيله يجدون فرصا لائقة ومحترمه في مجتمعاتهم بالاخص الشرقية المتزمته ؟؟؟؟.
ترى الى اي (منحـــــدر اخلاقــــــــي) يحاول هؤلاء (النبـــــــلاء  ) دفع القيم الاجتماعية والتربوية والاخلاقية اليه وهم يسعون لتسويق الدعارة بذريعة التربية .
 
اما حقوق الانسان والديمقراطية و العنف العائلي و  تحرير المرأة والتنمية والعدالة   والمساواة في فرص العمل و معاناة مئات الالاف من العوائل التي تسكن المقابر والعشوائيات وغيرها الكثير الكثير فلا علاقة لهؤلاء (الاعلامييــــن الملتزمين بشرف المهنة واخلاقياتها  )   فالاهم من كل هذا وذاك.. الترويج للمساكنة.. والدعارة.. وغشاء البكارة الصيني  .
 وصدق من قال :
 
ان كنت لا تستحي فافعل ما شئت.!!!
 


430
مشاكسه 
مــن أيــــن لــــك
 هــــذا الحمـــــــار ؟؟؟
مال اللـــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

غيرت العولمة وافرازاتها خارطة العلاقات الدولية على مختلف الاصعدة الاجتماعية والسياسية والرسميه ، وعلى الرغم من انها ضاعفت من سرعة جري الدول الراكضة الى الامام طامحة للامساك بناصية المستقبل قبل غيرها، موظفة في سبيل ذلك عصارة افرازات اخر التطورات العلمية بتقنياتها المختلفة، فإنها بنفس الوقت ضاعفت  من   جانب آخر من سرعة شخير الدول الغارقة بنومها وتخلفها وتناقضاتها، الا انها مع هذه الفوارق بين الدول الراكضة  والدول النائمة، افرزت عاملاً مشتركاً بينهما   ممثلاً بولادة اجيال محسنة من الخبث والخداع والفساد السياسي والمالي والاداري، بأشكال حديثة، واساليب منوعة وانماط مبتكرة ووفق مخططات غاية في الدقة وعالية الفعالية في الاستحواذ على الاموال العامة، وتوظيفها لتنمية الموارد الخاصة، بل ان البعض من هذه (الكفـــاءات الوطنيــــــة النـــــادرة) في بعض الدول الغارقة في شخيرها ذهب الى ابعد من ذلك بنجاحه الساحق الماحق والمنقطع النظير في تحويل الوزارات والمؤسسات والدوائر والاملاك العامة الى (امــــــلاك عائليـــــــــة) او الى (نصـــــــــــف امــــــلاك عائليـــــة) على الاقل ان بقيت في جبينه (قطــــــرة مــــــــن الحيـــــــــاء) .

وفي ضوء ذلك انسحقت بقسوة (الطبقــــــات  المتوســــــطة ) ، تماماً في بعض المجتمعات، وهي الطبقات الاهم والاكثر حيوية في مرتكزات البنية الاجتماعية لأنها تمثل ( قـــــــــوة العمــــــل الحقيقيـــــة) وعصب الاقتصاد والطاقات المنتجة، مما ادى الى تلاشيها... وتمحور بعض المجتمعات حول طبقتين فقط، طبقة غنية وفاحشة الثراء غالباً، تمتلك كل شيء تقريباً، وطبقة فقيرة معدمة، تحت مستوى خط الفقر لاتمتلك شيئاً، بالاخص في دول وبلاد غنية ، وربما نفطية، تتغنى حكوماتها... وسياسيوها ومسؤولوها ليل نهار بالعدل والمساواة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروات في وقت لايجد فيه الفقراء والمعدمون الا توزيعاً (مجحفــــاً) لكل تلك الشعارات والمسميات والخطب والبيانات، وهم يلمسون (تقاســــــــــــم) المناصب والمواقع، والمغانم والمصالح والمنافع والاراضي والمخصصات بين السياسيين والاغنياء والمسؤولين واحياناً البرلمانيين والوزراء، اما هم، فليس لهم الا المآسي والشعارات والعوز والبيانات والجوع والمعاناة والبطالة والفقر والنكبات .

بذلك فقد شهدت معظم التجارب المعاصرة في دول العالم الثالث والرابع والخامس والعاشر بحظها العاثر بروز اجيال محسنة من السياسيين الثوريين الاشتراكيين التقدميين، ومن المسؤولين المناضلين والطموحين ومن البرلمانيين المبدئيين الحاسمين ومن الوزراء والوكلاء والمدراء العامين والمستشارين النزيهين المخلصين الذين ( تناســـــوا ماعاهــــــدوا شعوبهــــــــم عليــــــــه) لكنهم صدقوا (ماعاهــــــدوا انفســـــهم وعوائلهـــــــم عليــــــه) ونجحوا نجاحاً باهراً بفترة وسرعة قياسية، فاقت سرعة جميع متسابقي الجري السريع في جميع دورات الالعاب الاولمبية منذ انبثاقها ولحد الآن في ميدان الغنى الفاحش، وامتلاك الشركات والمؤسسات والمصالح والاقطاعيات الاقتصادية والارصدة المالية في معظم البنوك الاجنبية وذلك من خلال (التزامهــــــم الاخلاقــــــــي) بالمسؤولية الوطنية و(حرصهــــــــــم العالــــــــي) على الامانة الوطنية التي وضعتها شعوبهم بين ايديهم ومن خلال توظيف طاقاتهم وقدراتهم وامكاناتهم وكفاءاتهم الخارقة والاهم من خلال تحكيم (ضمائـــــــرهم الحيـــــــــة) في الحفاظ على المال العام وفي ( الامانــــــــة المفرطــــــــة ) في صيانة شرف المسؤولية وفي الحرص غير المحدود على تقديم (افضـــــــــل الخدمـــــــات والامتيــــــــــازات) لعوائلهم واقاربهم (واســـــــوأ الخدمـــــــــات) لشعوبهم .

الى ذلك فقد شهدت معظم الدول والشعوب، زيادة مفرطة في الاعداد الهائلة للمسؤولين والسياسيين الذين يرتقون يومياً، الى فوق مستوى الغنى الفاحش يقابل ذلك الزيادة المفرطة في الاعداد الهائلة من عامة الشعوب الذين ينحدرون يومياً بقسوة الى تحت مستوى خط الفقر اللعين الذي يلتف حول رقاب الفقراء والمعدمين .

في ضوء ذلك وبفعل جرس الانذار الذي قرعه بقوة الفقراء والمعدمون، تنبهت الدول الناهضة والغافية والراكضة واللاهية والمسرعة والنائمة الى ذلك...و سارعت لاستصدار القوانين والتشريعات والانظمة والتعليمات، واللجان والهيئات، وتشكيلات الرقابة والتفتيش، والمحاسبة والتدقيق، وفي مقدمتها (هيئــــات وتشكيـــــــلات النزاهــــــــة) وقبلها قوانين (المســــــاءلة) وبالاخص قانون (مـــــن ايـــــن لــــك هــــــــذا) !

ولعل المثير للدهشة والحيرة  والاستغراب ان الحيتان الكبيرة في الدول الغائمة واللاهية والنائمة والمتسولة والمستجدية والمستلقية، كانت تنجح دائماً في التخلص من  شباك هذه اللجان ، بفضل علاقاتها وتأثيراتها ومصالحها.. وخبرائها، ورشاويها الضخمة وقدراتها الخارقة على المراوغة وحماية انفسها بألف خط دفاعي .. في حين لم تكن تسقط في  شباك المساءلة  الا الاسماك الصغيرة التي لاحول لها ولاقــــوة !

ولعل ابلغ مثال حول هروب الحيتان الكبيرة، وسقوط الاسماك الصغيرة في الشباك ماعمدت اليه احدى الدول النائمة ابان ( حمـــــى التأميــــــــم ) التي اجتاحت بعض الدول في النصف الثاني من الالفية الماضية، فبدل ان تؤمم الشركات الكبيرة، ورؤوس الاموال والمصالح الضخمة،   عمدت الى تأميم (مقــــاه) شعبية لاتتجاوز مساحة كل منها اربعة او خمسة امتار مربعة، كما أممت (قـــــــوارب صيـــــــد ) الصيادين   الفقراء اما المسؤولون الكبار.. والسياسيون الكبار فإن بعضهم واصل سرقاته ببرودة اعصاب وهدوء وثقة لا حدود لها  في الداخل وتوظيف امواله واستثمارها  وادارة مصالحه في الخارج، دون ان تطاله (عصــــا التأميــــــــم) التي هوت بقسوة على ظهور الفقراء والمعدمين !

كذلك فقد نشطت لجان وهيئات وتشكيلات النزاهة   في هذه الدولة او تلك  في ملاحقة الفاسدين والمرتشين ومزوري الوثائق والشهادات، وسارقي المال العام، ولصوص المناقصات والعقود الوهمية وابطال المشاريع الخدمية السيئة والمتاجرين بقوت الشعب ، وفي الوقت الذي نجحت فيه نجاحاً باهرا و منقطع النظير في مساءلة صغار الموظفين وربما  من الفقراء والمعدمين او من ضحايا المسؤولين ، في هذه الدولة او تلك فإن الحيتان الكبيرة.. من ذوي المناصب الكبيرة.. والعلاقات الكبيرة.. والتأثيرات الكبيره  والاموال الكبيره والمواقع الكبيره  ومن حملة الجنسيات المزدوجة.. وجوازات السفر المزدوجة والولاءات المزدوجه ، استطاعوا الهرب بغنائمهم ومغانمهم .. واختلاساتهم وحصص صفقاتهم المشبوهة الى الخارج   بل ان بعضهم  تمت محاكمتهم و ( اعلان براءاتهم وهم خارج البلاد بعد ان فروا ربما بغنائمهم ) في ظاهرة عجيبة غريبه لم تعرفها الا الدول النائمه والغائمه  حيث تتم ولاول مرة ربما في تأريخ القضاء ( النزيــــــه ) وفي تأريخ الحكومات ( النزيهـــــــه ) السماح للمتهمين بالسفر الى الخارج بمنتهى الحريه واتخاذ اجراءات محاكمتهم واصدار الاحكام بحقهم وهم ليسوا خارج اقفاص المحاكم وحسب وانما خارج حدود بلدانهم في واحدة من احدث واروع الممارسات (  الديمقراطيـــــــــــه ) ولعل مثل هؤلاء المتهمين وهم يسمعون تلك الاحكام ( العادلـــــــة النزيهــــــه ) التي صدرت بحقهم وهم خارج بلدانهم غرقوا بضحك متواصل على تلك السذاجة السياسيه , اما السياسيون والبرلمانيون والمسؤولون الحكوميون الكبار.. فإن    هيئات ولجان وتشكيلات النزاهه في هذه الدولة المتسوله وفي تلك الدولة المتوسله تخشى الاقتراب من اسوارهم.. ولاتمتلك جرأة طرق ابوابهم! لكنها تكتفي بالقول بمنتهى الشجاعة والمسؤوليه  ان هذا المسؤول او ذاك.. قد كشف عن ذمته المالية !

اما كم كان مبلغ هذه الذمم المالية الان وكم كانت  قبل ان يتسلم هذا المسؤول او ذاك مسؤوليته فلا احد يعرف.. وما الذي يملكه الان فلا احد يدرك ذلك وكم الفرق بين الذمتين و من اين جاء ذلك الفرق الخرافي الشاسع الواسع ... فلا احد يستطيع ان يحدد ذلك ! وكم من الفنادق والقصور والسيارات والفلل  والشركات ورؤوس الاموال والحصص في كبريات الشركات العالمية العملاقه والارصده الماليه التي يمتلكها هو وافراد عائلته في الدول الاوربيه فهي سر من اسرار الامن الوطني التي لا يجوز ولا ينبغي لاحد الاطلاع عليها او معرفة قيمها او مصادرها ( الشريفــــــــه ) .

ولعل من الغريب والطريف والظريف  في بعض الدول الثورية الاشتراكية التقدمية، ان شعوبها لاتعرف ولا يجوز ان تعرف قطعاً مقدار رواتب ومخصصات القيادات العليا خشية من (الحســــــد) وعين الحاسدين الفقراء   فيها الف عود!

الى ذلك.. وبعد فشل هيئات ولجان النزاهة في هذا الدولة او تلك في ملاحقة السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين الفاسدين ربما تلجأ.. لتشريع قانون (مـــــن ايـــــــن لك هــــــــذا) وتبدأ بتطبيقه فعليا  بمنتهى الدقة والشجاعة والعزم والحسم.. على العتالين والسواق والمعدمين، وعلى الباعة المتجولين !!

وبدل ان تسأل  أي مسؤول  فاسد من اين لك هذه المائة  مليار  ؟؟؟ ربما تسأل بائع النفط الفقير  الجوال :

  مــــن أيــــــن لـــك هــــــــذا الحــــــمار ؟؟؟



431
مشاكسه

دعــــوة للضحــــك
فــي اجـــواء حزينـــه
  مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj @yahoo.com

اثارت مشاكستي الاخيرة تداعيات مختلفة لدى قارئة فاضلة اطلقت على نفسها اسم (عليـــــــاء) معبرة عن مشاعرها برسالة الكترونية مفصلة   لتثير في اعماقي الف سؤال والف علامة استفهام حول الامل واليأس  والانفراج والانغلاق والواقع المرير وامكانية الهروب من الازمات نحو افاق اللامبالاة, تجاه وطن يقاوم التشظي بعناد, وشعب يواصل السباحة بعنفوان وهو يكاد يغرق في بحر التحديات المركبة بأمواجه العاتيه وبدواماته العنيفه .
 
تقول (عليــــــاء) لقد اندهشت تماماً وانا اقرأ مشاكستك الاخيرة حول (المستقبل) بعد ان صدمتني بكل مشاكساتك السابقة رغم  فلسفتها وايحاءاتها  ومحاكاتها للواقع وتحليلاتها المريرة وكأنك لا تستسيغ الا الحديث عن الفواجع و الماسي والتحديات والكوارث والنكبات حتى خيل لي بانك ممثل النكبات الدولية والماسي العالمية .

لذا فقد سررت وانا اقرأ عنوان مشاكستك الاخيرة (هــــــؤلاء مستقبـــــل العـــــــراق) وخيل لي انك ابدلت اسلوبك اليائس المرير  , باسلوب متفتح مليء بالامل والتفاؤل لانك تتحدث عن المستقبل لكنني فوجئت بانك حتى بحديثك عن المستقبل فقد ابيت الا ان تحاصره باليأس  والاحباط وانت (تبشــــــر)  المتفوقين الاوائل في امتحانات البكالوريا لهذا العام بالبطالة وفي افضل الاحوال بالعمل (باعـــــــة متجوليــــــن) بعد تخرجهم.

وتضيف  , عليك يا اخي بالابتسام والتفاؤل فالحياة جميلة   والابتسامة تحرك جميع عضلات الوجه وتجدد الشباب وتفتح الطريق امامك لقلوب   الاخرين  وبالاخص الجنس الاخر , وتجعل فرصتك في الزواج افضل ان كنت عازبا وتجعل حياتك الزوجية غاية في السعاده ان كنت متزوجا  كما ان الضحك ينشط عضلات القلب  والحجاب الحاجز وينشط الدورة الدمويه ويمنع عنك امراض الجلطة والسكتة وتصلب الشرايين ويطيل العمر  ويبعد عنك امراض وملامح الشيخوخه ويزرع التفاؤل حولك  .. ولو كنت رئيسة للتحرير لوجهت لك عقوبة كلما شاهدتك عابساً متجهما  ولمنحتك مكافاة مادية كلما شاهدتك مبتسما منشرحا  .

وتضيف (عليـــــــاء)   ان التجهم والعبوس واليأس والتذمر  اسباب رئيسة لامراض الضغط و الازمات القلبية والسكر وضمور العضلات والموت المفاجئ  , وفي تقصير الاعمار وهي تجعل الوجه مكفهراً شاحباً مترهلا وتؤدي الى ظهور هالات سوداء حول العينين و تقود الى الشيخوخة المبكرة .

فان كنت شاباً فان حظك وانت متجهما وعابسا سيكون معدوماً في اقامة اية علاقة عاطفية مع اية فتاة حتى لو كانت غير جميله وبلا مؤهلات  كما ان فرص الزواج سوف تكون شبه معدومة امامك الا اذا التقيت فتاة محبطة مثلك عندها سوف ينطبق عليكما المثل الشائع (وافــــــق  شـــــن طبقــــــة) ويا لها من (كارثــــــة) انسانية ان حدثت بين رجل يائس وبين امرأة محبطة  عندها ربما سيكون امامكما فرصة تأريخيه لاقامة منظمة اليأس والاحباط العالميه .. اما ان كنت متزوجاً, فان التجهم سيكون احد الاسباب المباشرة للخلافات  وللمعارك الزوجيه وسيصبح عشكما ساحة مفتوحه للحرب الزوجية الملتهبه دائما  وربما يقود ذلك لفشل الزواج الا اذا استطاعت زوجتك المسكينه اجبارك على الانخراط في دورة خاصه لتعليم الضحك والتفاؤل والابتسام .
 
اما ان فشلت المسكينه في تغيير طباعك اليائسه المحبطه فان ذلك  سوف يجعل   زوجتك تنفر منك وتلعن اليوم الذي وافقت فيه على الارتباط بك وسيجعل وجهك يشيخ بسرعة ويتطلب منك ربما اجراء الكثير من عمليات التجميل الباهضه التي ربما لا يتحمل نفقاتها دخلك الصحفي ,    ويبدو لي انك ربما لا تجيد رواية النوادر و الطرائف.. وربما لا تستسيغ الاستماع اليها حتى لا تضطر للضحك.. وكانني بك تحمل هموم العالم كله فوق رأسك وانني اسالك اخيرا وكن شجاعاً في قول الحقيقة  .. بربك كم مرة ابتسمت او ضحكت في حياتك, ثم هل تعلم ان لدى بعض الشعوب (المتحضرة) مهرجانات خاصة بالضحك؟.

في الوقت الذي اعبر فيه عن اعمق مشاعر المحبة والاعتزاز بهذه القارئة المرهفة بطلة دورة التفاؤل العالمية ورئيسة اتحاد الضحك العالمي  والتي لا اعرف هل هي طبيبة نفسانيه ام اختصاصية جراحه عامه ام هي رئيسة جمعية البسمه العالميه اقول لها لو ان هذه الشعوب المتحضرة التي تقيم مهرجانات سنوية للضحك والفرفشة تطلع على اوضاعنا واحوالنا وماسينا والفوضى التي تحيط بنا من كل جانب والفساد الذي يحاصرنا  حتى اصبح حالنا حال اغنية الفنان سعدون جابر   (خلانــي وقتــــي ويـاك ريشــــة بوســــط ريــــح لا تثبــــت علـــى الكــــاع لا تقبـــل اتطيــــــح) فان هذه الشعوب سوف تضحك لماسينا وتخبطنا وضياعنا وخلافاتنا وتخلفنا  وتناقضاتنا وبلاهة بعضنا  وفقرنا ونحن نستجدي بفضل حكومتنا (الوطنيـــــه) المساعدات الدوليه ونحن  من اغنى الدول النفطية في العالم لكن ضحكها سيكون بطعم البكاء المرير المرير المرير .

فهل نضحك ام نبكي واخر تقارير الامم المتحدة  يشير الى ان ربع العراقيين يعيشون تحت مستوى خط الفقر حيث لا يتجاوز دخلهم اليومي الدولارين فقط وعليهم ان ينتظروا و البسمات على وجوههم التوزيغ العادل لثرواتهم بعد الف عام  ان شاء الله ان بقيت هنالك ثروات مع مستويات الفساد والنهب والسلب والاختلاسات والعقود الوهميه وعمليات التهريب المنظمه واستحواذ بعض انصاف الاميين من ابناء واقارب بعض السياسيين والمسؤولين على فرص المتفوقين والكفوئين ونحن نرمي بالاف الخريجين الى شريحة العاطلين  .

وهل نبتسم وفي العراق مليونا ارملة وخمسة ملايين طفل يتيم وعشرات الالاف من المشردين. وهل نبتسم ونسبة البطالة بين الشباب وفق احدث التقارير الدولية بلغت 30% اما خريجو الجامعات فان معظمهم اما عتالون في سوق الشورجة واما سائقو سيارات اجرة او باعة متجولين اما الغالبية منهم فيسعون الى الهجرة  بعد ان عزت عليهم الحياة الامنة المستقرة, وعزت عليهم فرص العمل المناسبة واغلقت بوجهوهم ابواب الرزق في وطنهم الغني بكل شيء الا في العدالة والمساواة والامن والكرامه  وتكافؤ الفرص.

وهل نبتسم و بلادنا تحتل المرتبة الثانية على قائمة اكثر الدول فساداً واولى الدول في استهداف الصحفيين والعلماء  واساتذة الجامعات والاطباء والمفكرين؟.

وهل نبتسم والكهرباء غائبة والمياه الصالحة للشرب اما شحيحة او مقطوعه  في هذه الاجواء اللاهبة واطراف العملية السياسية كل يفهم الديمقراطية ويطبقها وفق مزاجه   فعطلوا الحكومة و البرلمان..  وادخلوا البلاد في نفق الصراعات وربما يلجئون اخيراً   الى ( لعبــــة المحيبـــس ) لاختيار رئيس للحكومة؟.

وهل نبتسم والمسؤولون الاغنياء يزدادون غنى   والفقراء   يزدادون فقراً والالاف منهم يبحثون عن لقمة العيش بين فضلات القمامة وفي مكبات الصرف الصحي واعداد العوائل المتعففه والمتسولين في ازدياد مخيف ؟.

ان الضحك   في خضم هذه الاوضاع  (الرومانســـــية )يشبه تماماً حالة محكوم عليه بالاعدام عندما تم وضع حبل المشنقة حول عنقه اثار ذهول الحاضرين ودهشتهم وهو يغرق بموجة هستيرية من الضحك المتواصل  .
 
ولما ساله الجلاد عما يضحكه اجاب ببلاهة: ان حبل المشنقة يدغدغ عنقي.. مع ذلك فانني ونزولاً عند تحليلات (عليــــــاء) الذكية التمس  من حكومتنا الوطنيه اضافة حبوبا خاصة بالضحك الى مواد البطاقة التموينيه من اجل ان ( نرغــــــم ) الفقراء على الشعور بالسعاده  واقترح على الوزراء وروؤساء المؤسسات والدوائر تخصيص الربع ساعه 
الاولى من الدوام  الرسمي لممارسة الضحك والابتسام يوميا واجباريا من قبل جميع الموظفين بغض النظر عن اوضاعهم النفسيه كيما يحسوا بطعم السعادة الحقيقيه التي هم فيها .

 واخيرا  التمس  من الزميل رئيس التحرير دراسة امكانية منح المحررين مخصصات  خاصة بالضحك الذي غالباً ما سيكون بطعم  البكاء  يا عزيزتي علياء .
 

432
مشاكسة
هــــــــــؤلاء
 مستقبـــــل الـــــــــعراق
مال اللـــه فــــرج 
Malalah_faraj@yahoo.com

بعيداً عن الخطابات والشعارات والهتافات وعن سيمفونيات ((بـــــوس الـــــــواوا و العنب العنب العنب  وبحبــــك يا حــــــمار )) وبعيداًً عن مزايدات بعض السياسيين واستعراضات بعض البرلمانيين... وفساد بعض المسؤولين وعنتريات ابناء بعض المسؤولين المدللين , استطاع ثلاثون عراقياً وعراقية معظمهم ربما من الفقراء والمعدمين ان يهزموا الظلام وان يوقدوا الف شمعة امل في ظلمات هذا الليل الطويل المدلهم الذي حاول ان يجعله بعض السياسيين المزايدين والمسؤولين الفاسدين والمتاجرين بمصير الشعب وبلقمة عيشه وثرواته ليلاً دامساً حالكاً طويلاً لا نهاية له اشبه ببحر من الظلمات تتلاطم فيه امواج الفساد والتناقضات والمعارك السياسية والبرلمانية والحكومية والامتدادات والمصالح الخارجية لتغرق كل سفن الامل والتفاؤل في بحار اليأس والقنوط .
ففي خضم هذا الواقع المرير الذي يحاول الاجهاز على امال العراقيين وتطلعاتهم نحو الاستقرار والامن والسلام والحياة الحرة الكريمة ممثلاً بالانفلات الامني هنا وهناك وباخطبوط الارهاب الذي يحاول مد اذرعه الاجرامية الملطخة بالموت والدم والدمار الى كل مكان وبتشظيات العنف والجريمة المنظمة وغياب الخدمات وانقطاعات التيار الكهربائي ورداءة مفردات البطاقة التموينية... والاخطار المحدقة من كل زاوية استطاع هؤلاء الشباب من بغداد واربيل والبصرة ونينوى والسليمانية وديالى ودهوك وكربلاء ومن  بقية محافظات العراق واقضيته ونواحيه وقراه ان يجسدوا قوة وعزيمة وجدارة الارادة العراقية التي لا تعرف المستحيل    .
  ثلاثون شاباً وشابة يمثلون ارادة وعزيمة وتاريخ وحضارة وشموخ واصالة وابداع وتألق وحيوية العراق  ليست لديهم سيارات خاصة حديثة ومصفحة تقلهم الى مدارسهم.. ولا حمايات شخصية تفتح الشوارع والطرقات امام مواكبهم   وتنثر شتائمها على المارة المساكين وربما لا يمتلك بعضهم اجرة سيارة تاكسي تقله لمدرسته.. مما كان يضطره لاستخدام سيارات النقل العام رغم اخطار العبوات اللاصقة التي تمثل اروع ((الهـــــدايا الانسانيـــــة)) المرسلة الينا  من بعض دول الجوار وليس لديهم خدماً ولا غرفا  او مكاتب مكيفة.. وربما كان بعضهم يغادر منزله منذ الفجر ليتسنى له الوصول الى مدرسته في الوقت المحدد ترافقهم صلوات ابائهم ودعوات امهاتهم وذلك الخوف والتوجس وحرائق القلق بين جنبات افراد عوائلهم كلما غادروا منازلهم وكلما سمع الاهل القلقون المتلهفون انباء عن انفجار عبوة هنا او مفخخة هناك او عملية مداهمه هنا او اختطاف جماعي هناك او سقوط صاروخ ضال هنا او انفجار عبوة لاصقة هناك  بل ربما لم يكن بعضهم يمتلك جهاز موبايل ليطمئن عائلته على سلامته عند حدوث احدى هذه الاستهدافات ومع ذلك فان هؤلاء الشباب والشابات تحدوا ذلك كله وراهنوا على ارادتهم بل على نقاء حليب امهاتهم بل على عراقيتهم وربحوا بكل جدارة الرهان. 
  ثلاثون عراقياً وعراقية استطاعوا رغم مرارة كل هذه المعوقات واخطار التحديات التي اشرنا اليها وتردي الخدمات وغياب الكهرباء ان ينكبوا   على دروسهم ومناهجهم في شتاء قارص لا يرحم وفي صيف ملتهب تجاوزت حرارته الخمسين وبدون كهرباء وربما تواصل بعضهم مع دراسته وتحضيراته الامتحانية على ضوء الشموع او الفوانيس  لينتزعوا عزاً ومجداً ومأثرة لانفسهم ولاسرهم ولعشائرهم ولكل العراقيين.
ثلاثون شاباً وشابة  استطاعوا ان يقهروا كل التحديات وان يدخلوا امتحان البكالوريا للدراسة الاعدادية هذا العام بفروعها كافه بارواح متوثبة وارادة حديدية وثقة عالية بالنفس ليحققوا نسب نجاح هائلة ومذهلة ورائعة بل اعجازية قياساً الى ظروف البلاد العصيبة والى ظروفهم العائلية القلقة وهم يحصلون على معدلات شبه كاملة تراوحت بين (( 99,83% و 50, 98% )) وفي مقدمتهم  فخر العراق والعراقيين الطالبة ((هديـــــر ســــعد دانيــــال)) من اعدادية الشهيده مارت شموني في برطله  التي انتزعت بجدارة المركز الاول على خريجي الفرع العلمي في  العراق كافة وحصلت على 100% في جميع الدروس باستثناء الكيمياء الذي حصلت فيه على 99% وبذلك كان مجموعها ((599)) من اصل المجموع الكامل البالغ (( 600 )) درجة و كان معدلها ((99,83%)) فاستحقت هي وزميلاتها وزملائها المتفوقين في مختلف المحافظات تهاني وتبريكات واشادة وفخر العراقيين  جميعا .
ان هذا الانجاز العلمي الكبير ليمثل في حقيقته, وقياساً الى ظروفه الصعبة انجازاً عالميا يجب ان يكون موضع  دعم واحتضان واسناد كل المسؤولين .     
 كما ان هذه النخبة العلمية الخيرة تمثل مشاريع علماء ومفكرين ومخترعين في مختلف الاختصاصات وهي جديرة برعايتنا جميعاً من اجل تمكينها من الامساك بناصية الحاضر وبزمام المستقبل.
ان على الحكومة المقبلة التفكير جدياً برعاية هذه النخبة العلمية التي تمثل دماءاً متجددة في شرايين الحياة العراقية وان تضمن لها ولكل المتفوقين الفرص الملائمة لاكمال مسيرتها العلمية ومن ثم ضمانة وضعها في المكان المناسب الذي يليق بها وبمستوياتها العلمية الرفيعه  حتى لا تتحول هذه الكفاءات  بعد تخرجها كما الالاف من خريجي الجامعات الى  افواج من العاطلين او الى باعة متجولين, بدل اعدادهم ليكونوا قادة للمستقبل  فاعلين ومسؤولين ومؤهلين وحتى لا يضطر معظمهم الى هجرة الاوطان و الضياع في بحار الغربة والحرمان.
من يدري..  ربما سوف يتخرج هؤلاء المتفوقون من كلياتهم بعد اربع سنين.. ليتفاجئوا بأن الحورارت حول تشكيل الحكومة ما زالت محتدمة بين السياسيين, وعمليات توزيع الوظائف والمناصب مستمرة على ابناء المسؤولين ربما من انصاف الاميين وانصاف المثقفين عندها ربما لن يحضوا بفرص التعيين وربما  يصبحون عندها رقماً جديدا يضاف لارقام العاطلين. 

433
مشاكسه
وعند الخادمة الخبر اليقين!

مال اللــــه فـــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

لعل ذلك  الخطأ  كان الاكثر فداحة الذي وقع فيه ذلك المدير العام سيئ الحظ  , لكنه خطأ وقع وما يزال يقع فيه معظم الوزراء والمسؤولين في الدول النائمة والغائمة والمستلقية والمستجدية  والمتسوله والمتوسله الذين يرون في المسؤولية الحكومية التي بين ايديهم (امـــلاكا  شخصيــــة ) وليست امانة وطنية  و وفقاً لذلك فانهم يوظفونها , لخدمة مصالحهم العائلية, بمنتهى البساطة والعفوية وراحة البال ونقاء الضمير .

فالابناء الذين ليست لهم اية علاقة وظيفية بدوائر ووزارات ومؤسسات ابائهم يمارسون  مسؤوليات وسلطات ابائهم وربما يتجاوزونها احياناً, تحت مظلة (المسؤوليــــــة الاعتباريــــــــة) كما ان زوجات بعض المسؤولين لابد ان يعرفن ادق تفاصيل الموازنات العامة لوزارات ودوائر ازواجهن وابواب الصرف ومستويات رواتب ومخصصات الموظفين, وعدد المنتسبين والمنتسبات والمطلقين والمطلقات والمتزوجين والمتزوجات والعوانس والعزاب واعداد واعمار الشابات والشباب وبرامج وجداول الدورات والسفرات والايفادات والعقود والصفقات , وربما ان بعضهن يقمن بدس (انوفهـــــن الطويلــــــــة) حتى في خطط و ستراتيجيات وبرامج دوائر ازواجهن بالاخص وان بعضهن يمتلكن حاسة شم  حساسة و بعيدة المدى, تنافس حواس شم الثعالب والصقور والفئران, لكنها   غالباَ ما تفشل في التقاط (روائـــح دخـــان وحرائــــق ولهيــــب العلاقــــات غيـــر الشرعيــــــة  ) لازواجهن الا بعد فوات الاوان وبعد ان تكون تلك العلاقات قد اثمرت اطفالا غير شرعيين او تحولت الى زواج عرفي   .

وفي ضوء هذا التعامل (الموضوعـــــي النزيــــــــه) مع  المناصب الوطنية, بمنظار (الامــــلاك الشخصيـــــة) فان السكرتير الخاص للمسؤول المعني غالباً ما يتحول (ان اراد الحفـــــاظ علـى مركــــــزه) الى سكرتير خاص لأسرة المسؤول وعليه   ان يكون حريصاً جداً, كحرصه على وظيفته في وضع (طلبــــات العائلـــــة الكريمــــة) وفق سلم الاولويات الستراتيجية التي تتقدم ويجب ان تتقدم  على كل الطلبات الخاصة بالعمل واجابتها فوراً  و الا فانه يضع مصيره الوظيفي في مهب الريح.

ووفقاً لذلك, فان على السكرتير المعني, او السكرتيرة المعنية تأمين تنقلات افراد العائلة الكريمة من البيت الى الاسواق او المدارس والنوادي والمسابح  ومعاهد الرشاقة   وصالونات التجميل, والزيارات العائلية وتوفير مستلزمات (المائــــدة اليوميــــــة للعائلـــــه الكريمـــــه) بكل ما يعنيه ذلك من توظيف سائقي الوزارة او المؤسسة لخدمة عائلة المسؤول فضلاً عن تنسيب عاملات الخدمات والنظافة بوجه خاص للاعتناء بدور المسؤولين على الرغم من انهن يتقاضين رواتبهن من الحكومة وليس من هذه العوائل المصونة.

في خضم ذلك يبرز الخطأ الفادح الذي ارتكبه ذلك المدير العام وما زال يرتكبه الكثير من الوزراء والمسؤولين والمديرين العامين في الدول النائمة والغائمه والساهمة   والعائمه ممثلاً (بتنسيب) عاملات النظافة والخدمات من دوائرهم للعمل  كخادمات في بيوتهم, مما اتاح ويتيح لهن الاطلاع عن كثب على ادق التفاصيل  والاسرار العائلية  وحتى الحميمة احيانا للمسؤولين وعوائلهم وامزجتهم وهواياتهم ومشاكلهم واسباب خلافاتهم  .

ونظراً للعلاقات الحميمة بين معظم اولئك الخادمات و بين سكرتيرة   المسؤول   المعني  فان بيوت اولئك المسؤولين واحياناً  حتى غرف نومهم  تصبح مفتوحة امام سكرتيراتهم, ومن خلالهن امام معظم الموظفات المقربات منهن, لتمسي  بيوتاً وغرف نوم بلا جدران, بعد ان تمارس النميمة النسائية دورها كواحدة من ابرز وكالات الانباء   الفضائحية, بالاخص في ضوء (الاضافــــــــات) الوافية   على نص الخبر من اجل ان يصبح اكثر اثارة واشد تشويقاً.. ولا يفوتني ان اشير هنا الى ان احدى السكرتيرات في احدى المؤسسات الحكوميه وفي ضوء مؤهلاتها الخبرية السريعة والمثيرة وقدرتها على الاضافات الفضائحية, فقد اطلق عليها زملاؤها وزميلاتها لقب (رويتــــــــرز )  وكثيراً ما كانوا يتندرون عند محاولاتهم معرفة اوضاع المدير العام بعبارة (وعنـــــد رويتـــــرز الخبــــر اليقيـــــن).

ومشكلة ذلك المدير العام   انه بادر بتنسيب احدى عاملات الخدمات في المؤسسة للعمل في بيته  وكانت تتمتع بعلاقةحميمة مع سكرتيرته وبذلك فان ادق تفاصيل   حياته الزوجية كانت تبث  حال حدوثها عبر الخط الفضائحي الساخن بين الخادمة والسكرتيرة لتتحول بعد ذلك الى مفردات في برنامج التثقيف اليومي في منهاج النميمة النسائية.

ولعل ميزة ذلك المدير العام التي بقيت لصيقة به, كانت  عشقه غير المحدود للمثل القائل (رحـــــم اللــــــــه امـــرئ عمـــــل عمــــلاً فاتقنــــــه) وكان يردد ذلك في لقاءاته وندواته واجتماعاته مع العاملين كافة ويؤكد على مضمونه وعلى اهمية الالتزام به , بل انه وجه بخط عدد من اللوحات الانيقة الجميله الكبيره والملفته للنظر  تحمل ذلك المثل, وقام بتوزيعها على اقسام المؤسسة , ولانه كان هادئاً..مسالماً.. يمتلك قدرة احتواء الاخر دون غضب او انفعال فقد فوجئت سكرتيرته الخاصة وفوجأ موظفو السكرتارية.. وهو يدخل  مكتبه صباح ذلك اليوم غاضباً محتداً, كانه عاصفة هوجاء او اعصار مدمر, وكان الاشد غرابة انه امر سكرتيرته بحدة وغضب برفع اللافتة التي سبق ان وجهها بتعليقها  فوق مكتبها والتي تحمل مثله الشهير والاثير  (رحـــم اللـــــه امـــــرئ عمـــل عمـــــلا    فأتقنـــه) وان هي الا لحظات حتى كان الخط الساخن يصل السكرتيرة بالخادمة للاستفسار عن اسباب تلك العاصفة العاتية الهوجاء  .
 
اما سبب ذلك كما نقلت تفاصيلــــــه الدقيقــه الخادمــــــــة ( الامينــــــه ) فقد كان لوحة زاهية تحمل المثل الاثير اعلاه لدى المدير العام  سبق ان علقها في غرفة الضيوف بالذات اعتزازاً بمدلولاتها وتعبيرا عن التزامه بها امام زائريه .. لكنه فوجأ ذلك اليوم بان وجبة الطعام التي اعدتها زوجته كانت شديدة الملوحة ويبدو ان المسكينة اضافت الملح مرتين الى الطعام دون ان تدري  وبدل ان يغضب   ويعاتبها قام بكل هدوء برفع اللوحة التي تحمل مثله الاثير من غرفة الضيوف وعلقها في المطبخ لتكون احدى صيغ الاحتجاج الحضارية على زوجته لعدم اتقانها الطبخ .

ويبدو ان الزوجة الفاضلة ارادت ان يكون ردها هي ايضاً حضارياً  مباشرا لكن بمفعول اشد اهانة وسخونة وابلغ دقة وتأثيرا وعنفا وربما تجريحا مقصودا للكرامة الذكوريه ..   فبادرت برفع تلك اللوحة من المطبخ والتي تحمل مثله الشهير والدقيق ( رحــــم اللــــــه امــــــرئ عمـــــل عمـــــــــــــلا فاتقنــــــــه ).. وعلقتها فوق رأسه في (غرفـــــــة النــــــــوم) لتفجر عند عودته ليلا  زلزالاً عاتياً من الغضب الزوجي  كاد ان يصل بالجانبين الى الطلاق حيث اصر وبعنف على  ( ان يتقـــن عملــــه فــــي تلك الليلـــــة بالـــــذات ) لكن الزوجة الفاضله رفضت ذلك واستمرت في سرد (  خيبـــــاته السابقـــــه ) ولم تكتف بذلك بل عيرته بخيث والدته وغيرتها منها ورد عليها مذكرا اياها ببخل والدتها وطول لسانها وهكذا تحولت المعركة بينهما من معركة شخصيه الى معركة عائليه استمرت الى ساعات متأخره  حيث تم نقل تلك المعركه الزوجية الفاصله بخصوصيتها و بتشظيات    تفاصيلها المثيرة الى السكرتيرة الاثيرة وصدق من قال :
 
( وعنــــد الخادمـــــة الخبــــــر اليقيــــــــن ) .

ترى كم من المسؤولين والوزراء والسياسيين في هذه الدولة النائمه وفي تلك الدولة الغائمه بحاجه لأن يعلق الشعب فوق رؤوسهم في دوائرهم ووزاراتهم هذا المثل بعد ان اهدروا اموال الشعب عبثا ودون ان يحققوا شيئا ؟؟
 اما خصوصياتهم الشخصيه فتبقى من اختصاصات زوجاتهم بالتاكيد .


434

مشاكسة
مهافيــــف
علـى البطاقـــة التموينيـــه
مال اللــــــــه  فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

ارغمت حرارة تموز الملتهبة وهي تتجاوز الخمسين الحكومة على التفكير بخفض ساعات الدوام الرسمي، لكن هذه الحرارة العاليه ، فشلت  في اذابة جليد الخلافات والتناقضات والاتهامات والافتراضات بين الاطراف السياسية.

ففي وقت اطاحت فيه الكهرباء بوزيرها.. فغاب الوزير.. وغابت الكهرباء.. وانفجرت فيه ازمة المحروقات من جديد في العاصمة بغداد.. لتضع المواطن بين تحديين ملتهبين.. هما غياب الكهرباء والبنزين معاً، فلا الكهرباء توفرت لتسهم في تقليل حرائق الاجواء التي قطعت اكثر من نصف المسافة بينها وبين درجة الغليان.. ولا البنزين توفر ليسهم في دوران المولدات المنزلية المتواضعة لشعب يمتلك واحدة من اضخم الاحتياطات النفطية في العالم.. لكنه عجز ويعجز عن فهم حقيقة مايجري، في بلاد غنية، عزت عليها الكهرباء.. وفي بلاد نفطية.. عز فيها النفط.. وعلى السياسيين الذين صرخ ويصرخ معظمهم ليل نهار وفي مختلف اجهزة الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، بأنه جاء من اجل الشعب.. ولخدمة الشعب، ولرفاهية الشعب ولتحقيق امال وتطلعات الشعب ان يهبط من مكتبه المكيف ويسير في شوارع بغداد المنهكه وان يزور المناطق الشعبيه  ليتلمس بنفسه مباشرة حقائق معاناة كبار السن والمرضى والمتزوجين الجدد  الذين تحول شهر العسل لديهم الى شهر خصام ومعارك وزعل  .. والاطفال الرضع  وبالاخص حديثي الولادة جراء هذه الحرارة الملتهبة وليدرك جيداً، مالذي تعنيه خدمة الشعب بعيدا عن الشعارات وعن التصريحات وعن الخطابات السياسيه !

في ظل ذلك.. وبدل ان  يتجاوز السياسيون خلافاتهم وتناقضاتهم فأنهم تجاوزوا  الدستور.. بل وخرقوه واطاحوا به في خلافاتهم على المناصب السيادية.. وعلى المقاعد الحكومية.
ولم يتسن  لهم الاتفاق على رئاسة الحكومة.. ولأن اهدافهم  ( النبيلــــة )، تصب بالتأكيد في خدمة الشعب ومصالحه، فقد قرروا كما يبدو العمل بالمثل القائل (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة) وهم بالتأكيد حريصون على ان لايتعجلوا في موقف ربما يندمون عليه.

ولقد مرت اكثر من اربع اشهر على عملية الاقتراع، وهم مازالوا غارقين في نقاشاتهم وفي تصريحاتهم وفي حواراتهم وفي لقاءاتهم، وفي اتهاماتهم.. وفي خطبهم وبياناتهم .. وفي زياراتهم المكوكية الخارجية ( خدمة للمصلحة العامة ).. وعلى الشعب الانتظار.. حتى لو مرت  سنوات.. وهم في جدال وحوارات ونقاشات لأن المهم (المصلحة العامة) التي (تحرم) كما يبدو وفق الاعراف والمواثيق والمعاهدات السياسية المعاصرة اية عملية تنازل او تقارب وعلى كل سياسي بالاخص قطبي المعادلة اللذان يطالب كل منهما برئاسة الحكومة.. التمسك بمواقفه، بل التصلب بموقعه.. وعلى الشعب الانتظار حتى يستكمل   الحوار!
وماضير ان احترق الشعب بحرارة الجو.. او بلهب الانتظار.. فبعد عام او عامين او عشرة.. لابد ان يأتي القرار!
العجيب والغريب والمثير في الامر ان جميع الفرقاء السياسيين يتحدثون ويؤكدون ويشددون  ويدعون الى تشكيل حكومة (شراكــــة وطنيــــة) يشارك فيها الجميع دون استثناء اي كتله او تحالف او طرف.. ومع ذلك فإن حكومة الشراكة الوطنية ما تزال في غياهب المجهول، لأن العملية السياسية ماتزال بانتظار هذه الولادة المتعسرة التي لا أحد يعرف متى سوف تتم.. وكيف سوف تتم.. واين هو (الطبيب البارع) الذي بإمكانه انجاز هذه الولادة.. فضلاً عن ان الجنين المنتظر مايزال في غياهب المجهول و لا أحد يدري هل سيكون مولوداً طبيعياً.. ام معوقاً.. بعد ان تدخلت معظم الاطراف الاقليمية في حقن  اطراف العملية السياسية بالمنشطات!

فلا هذه الجهة بادرت.. ولا تلك الجهة تنازلت.. ولا هذا الكيان تقدم خطوة.. ولا ذاك الكيان خفض من سقف شروطه.. ولا هذا الطرف أقر (بالشرعيـــة الانتخابيــــة) ولا ذاك الطرف أقر ( بالشرعيـــة الدستوريـــة) ومع ذلك مايزال الجميع يتحدث عن (حكومة وحدة وطنية.. وحكومة شراكة وطنية) فلا الوحدة انبثقت.. ولا الشراكة تمت.. ولا معاناة المواطنين تراجعت.. ولا الاوضاع استقرت.. ولا الكهرباء توفرت.. ولا معجزة تشكيل الحكومة حلت!

وما بين حرائق الشارع الشعبي.. وجمود الشارع السياسي، شهدت الرحلات الجوية (على الرغم من تشييع جنازة الخطوط الجوية العراقية الى مثواها الاخير ) تصاعداً ملحوظاً بين العراق والدول الاقليمية، كل يبحث مع هذه الدولة أو تلك (العملية السياسية) وكل يستجدي (الدعم النزيه) من  هذه الدولة او تلك للعملية السياسية، وكأنما (عمليتنا السياسية) قد وضعت في المزاد العلني.. او كأنها اصيبت بنكبة فضائية او فيضانية.. وباتت بحاجة للمساعدات الاقليمية.. او لعملية انقاذ في وقت لم نسمع ولم نقرأ ولم نر في حياتنا ان (دولة ما) اقليمية او جارة او صديقة او شقيقة، شرقية او غربية، دكتاتورية او ديمقراطية، رجعية او تقدمية، ملكية او جمهورية، قد حملت يوماً همومها السياسية الينا او استشارتنا في اوضاعها الداخلية او استأنست بارائنا في عملية تشكيل  حكومتها!

ومع ذلك فإن الجميع، وبالاخص اولئك الذين ادمنوا هذه الزيارات الشفافة ومازالوا يراهنون على السيادة الوطنية والاستقلالية الوطنية، وحرمة القرار الوطني- وخصوصية العملية السياسية.

الى ذلك.. ومن خلال هذه الجهود السياسية في الانفتاح على الدول الاقليمية.. لحل ازمتنا السياسية، يبدو ان العراق مقبل على حدث تاريخي كبير، يتمثل في تشكيل (حكومة اقليمية) تمثل وتقود دول المنطقه وان اهداف هذه الزيارات والجولات والمباحثات من قبل مختلف الاطراف السياسية، تستهدف قبول ترشيحات دول المنطقه لعضوية (الحكومة الاقليمية) التي سوف يترأسها العراق بالتأكيد.

لكن.. يبقى السؤال  الابرز والاهم.. من سيترأس هذه (الحكومة الاقليمية) في ظل عملية (جر الحبل) بين قطبي العملية السياسية!!

اخيراً.. تسنى لأحد الزملاء قراءة (مسودة) هذه المشاكسة قبل نشرها.. نظر الي  ملياً وقال لي معاتباً بلهجته الشعبية المحببة:

(أخي بدل هاي الفلسفة الي ما تشبع جوعان.. اكتب كول للحكومة.. لو يصلحون الكهرباء. لو يلغون وزارة الكهرباء.. ويوزعون بمخصصاتها مولدات او على الاقل مهافيف على الناس  بالبطاقة التموينية) وأضاف:
(الناس الجوعانين  كاتلهم الحر..والسياسين الشبعانين في جر وعر)!
من يدري.. لعله كان محقاً بذلك!!

435
  مشاكسه
عـصــر
 الحميــــر الذكيـــــــه
  مال اللــــه فـــــــرج
Malalah_fara @yahoo.com
لعل من ابرز مفاجات وتأثيرات دورة كأس العالم بكرة القدم لعام 2010  , ان نتائجها باتت تنذر بتحولات   دولية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الزوجية, و ربما تمتد هذه التحولات الى المدارس والمعاهد والجامعات والمحاكم والمستشفيات وربما تلقي بتأثيراتها ايضاً على العلاقات العاطفية الحميمة بذات الوقت الذي قد تمتد فيه الى العلاقات الدولية لتصيب بتاثيراتها الامم المتحدة, ووكالاتها المتخصصة ومجلس الامن الدولي ومحكمة الجزاء الدولية و الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحاكم الاحوال الشخصية والحكومات والاحزاب ومنظمات المجتمع  , لتعيد رسم  حدود وتفاصيل وتضاريس خريطة المجتمع الانساني برمته . المدني
ففي مفارقة عجيبة غريبة مذهلة مضحكة استطاع الاخطبوط البريطاني المولد, الالماني الجنسية وهو في قفصه الزجاجي ان يسرق الاضواء في اضخم مونديال احتضنته القارة السمراء, ليصبح وبجدارة بطلاً لكأس العالم لعام 2010 بدون منازع بعد ان استحوذ على اهتمامات  ومتابعة وتعليقات مئات الملايين من المشاهدين في قارات العالم الخمس .
فبعد ان كانت جميع التوقعات والمراهنات او معظمها على الاقل تصب لصالح الفريق الالماني وترجح فوزه على نظيره الاسباني, وقف الاخطبوط الدولي الشهير(بـــول) ليناقض كل التوقعات والرهانات والتحليلات الكروية   وهو يشير قبل يوم واحد من تلك المباراة الحاسمة  الى فوز اسبانيا .
وكانت المفاجأة الكبرى التي هزت الشعب الالماني بعنف وكذلك هزت معظم متابعي مجريات المونديال والمراهنين على الفريق الالماني تتمثل بالفوز المستحق الذي خطفه الاسبان بجدارة وخيبة الامل التي حصدها الالمان في خسارتهم غير المتوقعة التي حولت تلك الليلة بالذات الى ليلة للحزن والدموع والاهات وربما سوف تدخل التاريخ   وهي تحمل اسم (ليلــة الاخطبــوط بـــول) الى جانب ماسي الملايين من المراهنين الذين الحق بهم (بـــــــول ) خسارات ماليه كبيره .   
ان بزوغ نجم (الاخطبــــوط بـــول) في مونديال 2010, ودقة توقعاته    ربما ينذر بولادة ملامح عصر جديد ذلك هو عصر (الاخطبوطــــات) ولن نتفاجأ, لو شهدنا بعد ايام سباقاً جنونياً بين ابرز عملاقين اقتصاديين في العالم وهما اليابان والصين في تحولهما السريع من تكنولوجيا الصناعات الالكترونيه الى  ميدان (الخلايا الجذعية) لانتاج اجيال محسنة من (الاخطبوطــات) عالية الدقة والذكاء والقدره على تحديد مصائر البلاد والعباد والدول والحكومات والاحزاب والمؤسسات والزوجات والازواج والفنانين والفنانات بعد ان يتم تعديلها جينياً وتطوير قدراتها الخارقة للارتقاء بقدراتها الفائقه من ميدان   (التوقعــــات) الى ميدان ( الاحكــام القاطعــــة ) وفي ضوء ذلك.. قد تبادر الامم المتحدة لاستخدام (الاخطبوطــــات الذكيــــة) في حل المنازعات الدولية وقد تتجه الدول الديمقراطية لاستخدام اخطبوطاتها في حسم معضلة تشكيل  الحكومة واختيار رئيس الوزراء بعيداً عن التناقضات والمساجلات والمعارك الدستورية واستجداء دعم دول الجوار لهذا المرشح او ذاك .
 وفي عصر الاخطبوطات لن يضطر رعايا بعض الدول الى الانتظار ربما شهوراً للحصول على سمة الدخول لهذه الدولة او تلك اذ بامكان الاخطبوط المختص ان يحسم ذلك بلحظات, كذلك لن تطول عملية احتجاز بعض المشتبه بهم دون محاكمات لان  بامكان (الاخطبوط الامني الذكي) تحديد المذنبين   والابرياء وربما سيكون بامكان المحاكم الاستعانة بالاخطبوطات ايضاً لاصدار الاحكام العادلة والنزيهه على المتهمين ولن تحتاج المنظمة الدولية للطاقة الذرية الى لجان للبحث والتفتيش والتقصي   حول حقائق واخطار البرامج النووية لهذه الدولة او تلك, وفيما اذا كانت هذه البرامج تستخدم لانتاج الاسلحه الذريه او لانتاج وتوليد الطاقة الكهربائيه  اذ يكفي ان تستشير   (اخطبوطها الذري الذكي) ليكشف لها الحقائق كاملة كذلك فأن تسلل الاخطبوطات    الى الحكومات ومسيرة عملها.. سوف يضع حداً لتخبط لجان وهيئات النزاهة في تحديد فساد هذا السياسي او ذاك بالاخص وان لجان النزاهة في بعض الدول النائمة تخشى الاقتراب من اسوار بعض السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين الذين يحظون بمظلات من الحصانات والحمايات المختلفة وتكتفي بالجري وراء من لا حماية له . كثيفه
كذلك.. فان هذه (الاخطبوطات) الذكية, بأمكانها ان تحدد حقائق ارتباطات بعض القوى والاحزاب السياسية في هذه الدولة او تلك.. ومصادر تمويلها.. وابعاد ايدولوجياتها المخفية واجنداتها السرية   وسوف تكون ايضاً اداة  حيوية في التحكم   بالاقتصاديات الدولية وبالتجارة العالمية .
وربما ستقول كلمتها الاخيرة ايضاً في المستشفيات والمؤسسات الصحية والخدمات والقبول في الجامعات والتعيينات في الوظائف الحساسه والملحقيات الدبلوماسيه  وسوف توجه باخطار العمليات التجميلية وربما سوف تكون احدى الوسائل او الاجهزة الحيه قي تحديد اجناس الاجنه في ارحام النساء و في الكشف عن الجوازات والوثائق والبطاقات التموينية المزورة .
كذلك فان عصر (الاخطبوطـــات الذكيــــــة) سوف يفرض نفسه بقوة على العلاقات الزوجية وقد تستطيع النساء عبر (اخطبوطاتهن الخاصة ) الكشف عن اكاذيب ازواجهن وعن حقيقة علاقاتهم غير البريئة وفضائح الاطفال غير الشرعيين كذلك سوف يكشف الازواج حقائق مشاعر الحموات وحقائق الاسرار العائلية التي كثيراً ما تصبح مادة دسمة في حفلات (النميمة النسائية) وسوف تستعيظ المراهقات عن قراءة اكواب القهوه لمعرفة مواعيد وصول فرسان احلامهن فوق صهوات خيولهم البيضاء بعد ان تأخروا كثيرا باستشارة اخطبوطاتهن الذكية .
يبدو ان (عصر الاخطبوطات) بات يقف على الابواب وربما نشهد بين مونديال افريقيا ومونديال البرازيل القادم.. في 2014 ولادة عصر (الاخطبوطات) وربما يكون ذلك مقبولاً بعد ان فتح الاخطبوط بول بوابة الانتقال لذلك العصر .
لكن الامر سيكون اشد دهشة واكثر غرابة,   لو شهدنا في المونديال القادم فريقا كرويا يصطحب معه (الحــــمار جـــــون) مثلا لاستشارته في نتائج مبارياته مع بقية الفرق  عندها ربما سيتحول العالم من عصر ( الاخطبوطــــــات الذكيـــــة ) الى عصر (الحميـــــــــر الذكيـــــــة) وسيكون المشهد مثيراً بلا شك فيما لو استخدمت بعض الدول بعد ذلك (الحميــــــر) في رسم مسارات سياساتها الداخلية والخارجية ... وفي تعيين المسؤولين واقالتهم وفي ملاحقة الفاسدين والمرتشين وسارقي قوت الشعوب وفي تعيين المستشارين والدبلوماسيين وربما سوف تتسابق العوائل الغنيه بأقتناء انواعا محسنة ونادره من الحمير الذكيه ( الفل اوتوماتيك ) بينما ستكتفي العوائل ذاات الدخول المتوسطه بشراء الحمير الصينية الرخيصه .
ومن يدري ربماتنجح الحمير الذكيه حيث اخفقت الطاقات البشريه العبقريه في بعض الدول الثورية التقدمية الاشتراكية التحررية النهضويه .....



436
حوار صحفي مع الدكتور كاظم حبيب /2  


الدكتــور كاظــم حبيــب:
تكريم اقليم كوردستان لي هو تكريم لكل العرب الذين شاركوا الشعب الكوردي نضاله واسهموا في التضامن معه ودعمه


علينا ان نتعلم الديمقراطيه لا ان نتشبث بكرسي الحكم ونقول اخذناها ولن نعطها لان هذا سيئ جدا
زيارات الرئيس البارزاني الخارجيه مفيده لانه لا يبحث قضايا كوردستان وحدها بل يشارك ايضا في بحث قضايا العراق
العراق بحاجه الى ربع قرن او اكثر لكي يستطيع ان يسير سيرا طبيعيا
معركة رئاسة الوزراء بائسه وغير سليمه ولا تؤدي الا الى فراغ يستمر الى فتره غير قصيره ويساعد القوى الارهابيه علىتصعيد ارهابها في العراق
انني ارى ان فرصة المالكي يجب ان تضيع لان سلوكه السياسي غير سوي وهذه الطريقه التي اختارها لفرض نفسه غير سليمه ومؤذيه
اشكر الشعب الكوردي اولا واشكر الانصار والبيشمركه ورئاسة اقليم كوردستان وحكومة الاقليم
انا لست مع علاوي ابدا لانني اعرف طبيعته واعرف سياسته وتصرفاته
نحن لا نمتلك الديمقراطيه الامنه ولا الحريه الامنه نحن بحاجه الى حريه امنه والى ديمقراطيه امنه
احد اعضاء القائمه العراقيه قال ما لم ناخذ استحقاقنا سوف افضح الفساد في حكومة المالكي هذا خطأ فادح ومشاركه في الجريمه وفي الفساد
الرئيس البارزاني شخصية سياسية وطنية عراقية كوردية ذو تاريخ وطني مجيد

 حـــوار : مال اللـــه فـــرج  
Malalah_faraj @yahoo.com              
                  
القسم الثاني
 في هذا الجزء من حوارنا الشامل مع الدكتور كاظم حبيب حاولنا الاقتراب من المواضيع الاشد سخونة  بل وحاولنا دخول دائرة اللهب ضمن المشهد العراقي الذي يعيش ربما اصعب مخاض سياسي بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة وسط دوامة التقاطعات والتجاذبات والافتراضات بل وحتى الاتهامات غالبا لنلقي مرساتنا في اتون معركة رئاسة الوزراء المشتعله بين ابرز قطبي العملية السياسيه وهما الدكتور نوري المالكي والدكتور اياد علاوي ومدى فرصة كل منهما للامساك بشرعية تشكيل الحكومه لنرسم امامه علامة استفهام كبيره في ضوء مقال سابق له كان بعنوان (( هل اضاع المالكي فرصته )) لنقفز عبرها الى السؤال الاهم هل نحن بحاجه لحكومة انقاذ وطني ؟؟؟ ولنرسم بعد ذلك علامة استفهام اكبر بين دكتاتورية الديمقراطيه  وديمقراطية الدكتاتوريه اين نقف الان والاهم الى اين يسير العراق ؟؟؟؟ بمرونته المعروفه وبلغة تحليليه تستند الى الوقائع وتستمد من افرازات المشهد الساسي الراهن وتداخلاته الشواهد والادله رسم الدكتور حبيب اجاباته ليضع عبر وجهة نظره التي نحترمها النقاط على الحروف وفي الاتي حصيلة القسم الثاني والاخير من حوارنا مع الدكتور كاظم حبيب
    مال اللـــه فـــرج  
 
  
*كم مرة التقيت الرئيس مسعود
 بارزاني وما انطباعاتك عن شخصيته؟
 
-التقيت به عدة مرات في كوردستان وهو شخصية سياسية وطنية، وقومية كوردية، له سمات عراقية، أسهم في النضال الطويل، وهو  من عائلة مناضلة، قدمت الكثير من الضحايا، كما انه شخصية واعية مثقفة، اتمنى له الخير والنجاح في عمله، واتمنى ان يحقق مع الشعب الكوردي الطموحات التي سعى اليها شعبه، وان يلعب دوراً اكبر في نشر الحرية والديمقراطية والامن والاستقرار في كوردستان، وفي تنشيط الحكومة لصالح تنفيذ مهامها وبرامجها.
 
*كيف ترى معطيات زيارة الرئيس
 البارزاني لعدد من الدول الاوروبية
 وتركيا وانعكاسات ذلك على الاقليم
 وعلى العراق؟

-زيارات السيد مسعود بارزاني رئيس الاقليم مفيدة في كل الاحوال لانه لا يبحث فيها قضايا كوردستان وحدها بل يشارك ايضا في بحث قضايا العراق لان همه ليس كوردستان فقط بل هو العراق ايضاً، وبالتالي فان لهذه الزيارات اثراً ايجابياً جداً، لان هذا الاقليم اصبح له موقع مشهود في العراق وفي العالم وهو يحظى باحترام الجميع وبالتالي فانه يستطيع ان يقيم علاقات جيدة مع الدول الاخرى من خلال وجود دولة عراقية وهو جزء منها وايضاً فانه يمنح حافزاً للاقاليم الكوردستانية الاخرى بان النضال الذي خاضه الشعب الكوردي في العراق حقق نتائج أيجابية وأصبح الآن له موقع وبالتالي يدفع بالقوى الكوردستانية في بقية الأجزاء الى ان تحتذي بهذا النضال وبما تحقق في أقليم كوردستان العراق لصالح الشعب الكوردي، الشعب الكوردي قدم ضحايا هائلة لكي يحقق هذا، والشعوب الاخرى ايضا لم تحقق ما كانت تسعى اليه الا عبر هكذا نضال وانا اعتقد ايضا ان الشعب الكوردي في المناطق الاخرى، في عموم اجزاء كوردستان يناضل في سبيل هذه الحقوق واتمنى ان يكون نضاله قائماً على أسس سليمة لكي يستطيع ان يحقق النتائج الايجابية التي تحققت في كوردستان العراق.
 
*كيف ترى معركة رئاسة
 الوزراء في العراق الان؟

-معركة بائسة، معركة غير سليمة ولا تؤدي الا الى فراغ يستمر لفترة غير قصيرة ويساعد القوى الارهابية على تصعيد ارهابها في العراق وتؤثر سلباً وتقتل المزيد من البشر، نحن بحاجة الى وعي وينبغي ان نحترم الاستحقاق الانتخابي وان نساعد على تمشية الامور لان الاستحقاق الانتخابي لا يعني ان هذا الرجل سيحقق ما يريد، بل يمنحه مجلس النواب الفرصة لكي يحاول وعندما يفشل يأخذ الاخر فرصته لكي نتعلم الديمقراطية لا ان نتشبث بكرسي الحكم الذي جلسنا عليه ولا نقول (أخذناها ولن نعطيها) هذا سيء جداً جداً، ويذكرني بما قاله قبل ذلك صدام، وهذا هو الجانب الخطر في العملية السياسية، ان من يأتي يريد ان يبقى دوماً، أي انه لا يحترم الديمقراطية ولا التداول السلمي الديمقراطي للسلطة عبر الانتخابات والمجالس النيابية.

*هل ترى ان هنالك مؤامرة خارجية
 بصيغة تحالفات دولية او اقليمية
 ضد العراق؟
 
-بطبيعة الحال هنالك نشاطات اقليمية ودولية ولكن المهم كيف نتعامل نحن مع هذه الامور... كيف ينبغي لنا ان نرفض هذه التدخلات ونتعاون فيما بيننا لنصل الى النتائج الافضل، لا ان نصبح ادوات في أيدي الجيران والدول الشقيقة والدول الكبرى، علينا ان نتوصل الى قناعة بأننا ينبغي ان نستند الى برنامج وان يكون هنالك  قاسم  مشترك فيما بيننا عند ذاك سنجد الشخص المناسب لتبؤ ذلك الموقع، اما ان نتصارع كالديكة فان نتائج ذلك ستكون سلبية جداً.
 
*سياسيون يرتفعون  فوق
 مستوى الغنى الفاحش وفقراء
 ينحدرون الى تحت خط الفقر في
 واحدة من اغنى الدول النفطية،
 كيف ترون ذلك؟
-دعني اقول لك ان المعايير والقيم التي سادت في فترة البعث السابقة غيرت الكثير من القيم السليمة في المجتمع العراقي والمعايير السليمة والاخلاق السليمة، هذه الامور ينبغي ان تتغير، كانت هنالك مظاهر فساد في الزمن الملكي ولكنها تحولت الى نظام عمل، له آليات.. سرقة ونهب وفساد، محسوبية ومنسوبية هذا لا يحارب بسهولة، بل ينبغي ان نتضامن من الأسفل ومن الأعلى لكي نستطيع تهديم هذا الفساد، وتحويله الى نظام آخر، هذه العملية معقدة جداً، وصعبة جداً وما لم نبدأ بانفسنا لا يمكن ان نصل الى الآخرين، اي ان كل شخص عليه ان يرى نفسه كيف يجب ان يسهم في عملية مكافحة الفساد وبالتالي فأن النظام السياسي الموجود هو الذي ينبغي ان يأخذ على عاتقه هذه المهمة فعندما نرى الفساد يجب ان لا نسكت عنه.
قبل ايام قال أحد الأشخاص من القائمة العراقية وهو (جمال بطيخ) ما لم نأخذ استحقاقنا، سوف افضح الفساد في حكومة المالكي، هذا خطأ فادح، هذه مشاركة في الجريمة وفي الفساد، وهذا اخطر ما في الأمر، هو يعرف ولا يتحدث عنه، ويقول ان لم تعطني هذا فأنا سوف افعل هذا، هذا سيء جداً لذلك أنا اعتقد ان الفساد موجود في كل العراق تقريباً، وينبغي ان يحارب بصرامة وحزم، هنالك الكثير من الوسطاء بين المواطنين الفقراء وبين المسؤولين يتقاضون رشاوي مختلفة لايصال طلبات الناس وهناك الكثير من الموظفين تعالوا على بشر كانوا اصدقاءهم.. والآن اصبحت لديهم سيارات تطلق زماميرها امامهم ووراءهم (همر وممر) هذه كلها اصبحت سيئة جداً، وتؤذي النظام السياسي، تؤذي النخبة السياسية وتبعدها عن المجتمع وعن الناس، ولي اصدقاء هنا وهناك اراهم كيف يتصرفون، والله اشمئز من هذا الوضع لانه ليس من تقاليد الثوري الذي كان يناضل هنا أو في الخارج.
 
* سبق ان كتبت مقالاً بعنوان
 (هل ضيع المالكي فرصته في
 رئاسة الحكومة؟) والآن ماذا ترى
 هل اضاع فرصته أم مازال متشبثاً بها؟



- أنا اعتقد بانه مازال متشبثاً وسيبقى ولكني أرى ان فرصته ينبغي ان تضيع، السبب في ذلك لان سلوكه السياسي غير سوي، في قناعتي الشخصية هذه الطريقة التي اختارها لفرض نفسه طريقة غير سليمة، مؤذية، لا تقدم نموذجاً لانها طائفية، تعبر عن طائفية وموقف طائفي سياسي غير سليم، أنا لست مع علاوي ابداً لأنني اعرف طبيعة علاوي واعرف سياسته واعرف تصرفاته، أنا اقول كيف نتعامل لكي نستطيع ان نعلم، اذا كان رب البيت بالدف ناقراً فشيمة اهل البيت كلهم الرقص. كان النظام فاسداً، وكان النظام غير ديمقراطي فأصبحنا كلنا غير ديمقراطيين، ولكن اذا نعمل بصيغة ديمقراطية فأننا سنحول الآخرين الى ديمقراطيين.
 
* ما ابرز نجاحات واخطاء
 الحكومة المنتهية ولايتها؟

- هي فعلت مسائل لطيفة جداً في المجال الأمني، ولكنها ارتكبت اخطاء كبيرة جداً في المجالات الأخرى، وبشكل خاص لم تقرن القول بالفعل، لم تقرن السياسة بالأقتصاد، ولا بالتثقيف والتنوير، لم تقرن الأمن بالخدمات الأجتماعية العامة، ولا مسائل مكافحة الفساد كما ينبغي بمكافحة البطالة وتوفير العمل للمواطنين، كل هذه الأمور موجودة لكنها عملت شيئاً مهماً جداً وهو الأمن لفترة معينة، ولكنه كان امناً هشاً بكل معنى الكلمة ومازلنا نجد امامنا يومياً موتى، هذا الجانب فشل لانه لم يستكمل بالجوانب الأخرى، وإلا لكنّا قضينا على القاعدة التي ينطلق منها الأرهاب.
 
* كيف تتوقع ان تكون عملية
 الحسم بين علاوي والمالكي؟

- ينبغي ان تحسم في مجلس النواب، وأتمنى ان تنشأ تحالفات سليمة وعقلانية ولصالح الديمقراطية لكي تعالج المشكلة، من يرد ان يسمع فليسمع صوت الحكمة وصوت العقل وصوت الشعب، لان الشعب يريد ان يتخلص من هذا الوضع ومن هذه المنافسة البائسة، يريد ان يصل الى نتائج، وان تشكل حكومة لكي تمارس عملها لا ان يكون هنالك فراغ سياسي طويل.
 
* هل نحن بحاجة الى حكومة
 انقاذ وطني؟ ام الى برنامج
 انقاذ وطني؟

- نحن بحاجة الى برنامج سياسي اقتصادي ثقافي اجتماعي بيئي جيد، وستراتيجية واضحة في هذه المجالات عند ذاك نستطيع ان نقول ماذا نريد، وان نشكل حكومة تسهم في انقاذ هذا الوضع وفي اخراجه من الأزمة الراهنة التي يعيشها المجتمع والدولة والحكومة، نحن بحاجة الى وعي سليم لما ينبغي ان يحصل في العراق بمعزل عما يريده الجيران ولكن مع ذلك يجب ان نأخذ بالأعتبار الجيران لاننا لا نستطيع ان نهرب منهم وسوف يبقون جيراننا.. كيف نتعامل معهم وكيف نحقق علاقة عقلانية ومتوازنة معهم لا أن نخضع لهم ولا أن يخضعوا لنا نريد الأستقلالية في عملنا وفي نشاطنا.

* بين دكتاتورية الديمقراطية
 وديمقراطية الدكتاتورية اين
 نحن الآن؟
 
- نحن لا نمتلك الديمقراطية الكافية، ولا نمتلك الحرية الكافية، وأنا اتحدث عن العراق كله، واحياناً عندما يتحدث المرء قد يجد نفسه في القبر بعد ذلك! نحن لا نريد ذلك.. نحن نريد حرية نحن بحاجة الى حرية آمنة والى ديمقراطية آمنة نريد للأنسان، عندما يتحدث ان لا يخشى احداً، وعندما يتحدث خطأ أو يتجاوز يقدم الى المحاكمة، هذا هو ما نحتاجه.
 
* الى أين يتجه العراق؟

- الآن لا يزال بين مدينتي نعم... ولا.. أي انه لا هنا.. ولا هناك.. مازال في العمل من اجل وضوح الرؤيا.. مازال بحاجة الى فترة غير قصيرة، الى ربع قرن أو اكثر لكي يستطيع ان يسير سيراً طبيعياً حقاً، لانه ينبغي عليه ان يغير القاعدة الأقتصادية،و القاعدة الأجتماعية والوعي الأجتماعي.
 
* هل ترى ان العراق يهدر ثرواته؟

- طبيعي.. اليوم.. البارحة.. اليوم أكثر من الأمس.
 
* اخيراً.. مالذي يعنيه تكريم
 اقليم كوردستان لك؟

- أنا اشكر الشعب الكوردي اولاً وقبل كل شيء، اشكر الأنصار والبيشمركة الذين كنا معهم، واشكر رئاسة اقليم كوردستان وحكومة الأقليم ووزارة الثقافة والرياضة والشباب في الأقليم، واشكر كل الأصدقاء الذين تحدثوا عني بكلمات طيبة، واشكر جميع الناس الذين شاركوا بهذه اللقاءات وفي هذا التكريم.
هذا التكريم ليس لي وحدي، بل هو لكل العرب الذين شاركوا الشعب الكوردي نضاله وأسهموا في التضامن معه ودعمه، هذه حقيقة، نحن لم نكن ننتظر شيئاً وحتى الآن نحن لا ننتظر شيئاً، نحن نريد ان ينهض هذا الشعب كما نهضت الشعوب الأخرى وأن يقف على قدميه مرفوع الرأس هذا هو كل ما نريده للشعب الكوردي، ان يكون مزدهراً متحضراً كما هو، قادراً على السير بخطوات جديدة وان يشارك في بناء العراق كله.. لا أن يهمش كما همش سابقاً، بل ان يشارك مشاركة فعالة واصيلة وحقيقية مع بقية مكونات الشعب العراقي في بناء هذا الوطن المشترك، الآن لدينا دولة اتحادية ينبغي ان تعزز وان تتقوى وان تنتشر فيها الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان وحقوق المرأة، وينبغي الفصل ما بين الدين والدولة، وينبغي ان تكون هناك دولة مدنية ديمقراطية حديثة واتحادية، هذا ما نسعى اليه.

حــــــوار : مال اللـــــــــه فــــــــرج

437
الدكتـــور كاظــم حبيــب:

الرئيس البارزاني شخصية سياسية وطنية عراقية كوردية ذو تاريخ وطني مجيد
كنت اصلي في البيت صلاة المسلمين وفي المدرسه صلاة المسيحيين
لو قدر لنا ان نتظاهر الان لتظاهرنا من اجل نزع السلاح في الشرق الاوسط
كنت سياسيا وحكم علي بتهمة التشرد
عندما سألت ما هو الله تلقيت صفعة قويه
السجن صعب جدا للشاب بالاخص عندما يكون عاشقا
عندما كنت في الزنزانة الانفراديه وسمعت صوت المطربه وحيده خليل بكيت وانا اتذكر احبائي
لو القيت نظرة على الشارع العراقي لرأيت فئرانا كثيرة تلعب لان القطط غائبه
تركت كرسي الاستاذيه في الجامعة الجزائريه والتحقت بصفوف المقاتلين الانصار في جبال كوردستان


حـوار : مال اللـه فـــرج
Malalah_faraj @yahoo.com



(( القســـم  الاول ))

الحوار مع شخصية متجذرة في تاريخها ثرة في نضالها متنوعة في اهتماماتها سخية في عطائها.. والاهم عميقة  في ثراء تجربتها السياسية والمهنية والاجتماعية والثقافية والاهم واسعة الامتدادات في قاعدتها  الجماهيرية، بقدر ما يتيحه ذلك الحوار من لذة الغوص في اعماق مثل هذه  التجربة الفريدة بقدر ما يفتح افاقاً رحبة وفرصة للوقوف ازاء خصوصية مسيرة  غنية توهجت.. وتحدت.. وصمدت.. واعطت ....وضحت ... وابدعت.
الدكتور كاظم حبيب، ذلك الانسان الانسان  الذي تتمازج في تجربته رائحة خنادق النضال المبكر بصخب المظاهرات الطلابية بعفونة زنزانات الاعتقال الانفرادي، برائحة سياط الجلادين بظلمات غرف التعذيب بلذة المناشير والاتصالات السريه بالخوف والتوجس والاجتماعات الحذره  والتخفي والهرب من تلصص المخبرين السريين والتنقل بين مختلف السجون والمعتقلات بعيدا عن الاحبه وصوت وحيدة خليل يقرع جدار القلب بقوة ولوعه مفجرا بأعماقه الف بركان للحزن الشفيف وهو يذكره بالاحبة خارج القضبان فيتفجر شوقاً ولوعة.. ودمعاً..ولهفة ... واصراراً على النضال.. انما يمثل تجربة نضالية انسانية تاريخية ثرة وهو الطفل المتفتح على اولى تناقضات الحياة.. و ربما كان اصغر سياسي يقود تظاهرة صاخبة  ضد والده،الى جانب جمعه التواقيع في حركة انصار السلام ضد الفناء النووي، وضد انتاج واستخدام الاسلحة الذريه  تاركا كرسي الاستاذية في الجامعة الجزائريه ليحمل السلاح مقاتلاً بين صفوف الانصار في جبال كوردستان من اجل انتصار الديمقراطية الى جانب اخوانه البيشمركة... التقتناه بعد ان حظي بتكريم رفيع من قبل اقليم كوردستان.. واجرينا معه حواراً شاملاً حول تداعيات الماضي.. وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل..وتوقفنا في الكثير من موانئ حياته المترعه بكل تلك التجارب الانسانية الغنيه وكان هذا الحوار :

مال اللـــــه فــــرج

 
*اذا دخلنا من بوابة الطفولة كيف
 نجدك في طفولتك... مشاكساً ام
 مسالماً ام عدوانياً؟


-لم أكن مشاكساً او معانداً، كنت حقاً طفلاً اعتيادياً، مسالماً ولكن اذا ما اعتدي علي كنت لا اقبل ذلك وارد عليه بما يستحق.
هذا من جانب، الجانب الثاني في طفولتي كان يتعلق بالمدينة، فقد كانت المدينة حزينة وباكية دوماً، وهذا انعكس على حياتنا، وبالتالي كنا نبحث ونحن اطفال عن اللعب وعن السباحة في نهر الحسينية، لذلك فان طفولتنا لم تكن شيقة او مرحة، كنا نحاول ان نمزح ولكن ذلك كان صعباً بسبب وضع المدينة ومع ذلك كنا اطفالاً لا نحس بالكثير بل نتفاعل مع الوضع ونأمل ان نجد فرصة للسفر هنا او هناك ولكن الظروف لم تكن سهلة.
 
*هل كانت في طفولتك ثمة محطة
 ما تتمنى العودة اليها؟

 
-نعم.. انا كنت افكر دوماً في الكثير من الامور بعضها لا يمكن كتابته، وقد سألت اخي مرة، لماذا أصلي في البيت صلاة المسلمين، ولماذا أصلي في المدرسة صلاة المسيحيين؟ فقد كنت في مدرسة مسيحية في بيروت وانا في الصف الرابع الابتدائي، فقال لي، هذان دينان وكل منهما يقدس الله، ويوحده وانت لا تؤدي شيئاً خاطئاً تصلي هنا وتصلي هناك، وقد سألت مرة اخرى من هو الله؟ فلم احصل على اجابة سوى صفعة قاسية، وكان ذلك الجواب كافياً لان اسكت الى أن أعي الامور بصيغة اخرى.. مع ذلك كانت الطفولة جميلة وممتعة لانه لم تكن هنالك مسؤولية.
في أحد أيام عام 1946 كنت اتجول، اذهب الى بيت أختي، في الطريق شاهدت مدرسة الفيصلية في منطقة العباسية، كان زوج اختي مدرساً هناك، فوجدت اناساً يرتدون الملابس الكوردية، انا لم أكن اعرف ان تلك الملابس كوردية، ولكنها كانت لا تشبه ملابسنا، والرجال كانوا طوال القامة، فعدت الى البيت وسألت والدي، قلت له اليوم رأيت مجموعة من الناس غريبون عنا، رأيتهم يرتدون ملابس مختلفة وفي هذه المدرسة، قال والدي، اجل.. هؤلاء (اكراد من الشمال.). من كوردستان، اكراد مظلومون من كوردستان، جاءوا بهم لوجود حركة هناك ضد الحكومة، بهذا التعبير البسيط ادركت بان هنالك مشكلة، وانا في الحادية عشر من عمري، وقد بقيت تلك الحادثة تجول في بالي حتى كنت في المرحلة الثانوية اقوم باصدار نشرة باسم (المعلمين) واخرى باسم (السراج) احد الاساتذة من الكاظمية، يدعى عبدالرسول معصوم، كتب مقالاً عن مصيف سولاف وذكر كلمة الكورد.. وكذلك كلمة كوردستان وهو مدرس جغرافية من الكاظمية، وتكرست لدي كلمة (كوردستان) وكان بودي ان أرى هذه المنطقة، الى ان اصبحت بيشمركة فيها.
 
*لعلك كنت اول سياسي يقود
 تظاهرة ضد والده كيف حدث ذلك؟

 
-هذا صحيح.. فقد كنت في الثانوية، وكان والدي يملك ماكينتي ثلج وماكنة طحين، وبالتالي كنت ادرك أن والدي كان مشاركاً مع اصحاب معامل الثلج في احتكار الثلج لغرض فرض سعر معين على المستهلكين، وعندما اخبرت المنظمة الحزبية بأنني سوف اقود المظاهرة، حذروني من ان والدي سوف يعاقبني بالضرب، ولكني اصررت، وبالفعل اجبرنا اصحاب معامل الثلج ومن بينهم والدي على بيع قالب الثلج بعشرين فلساً بعد ان اراد المحتكرون تحديد سعره بمائتي فلس، وتم فرض ضريبة على والدي قدرها (200) دينار.. ولكن والدي لم يزجرني، فقط قال لي لعنك الله.
 
 

*هل كنت سياسياً ام مشرداً؟
 فقد حكم عليك كما علمت بتهمة التشرد؟

 
- نعم حكم علي بتهمة التشرد، كنت سياسياً بطبيعة الحال، واعمل في ميدان السلم والديمقراطية، وعضواً في اتحاد الطلبة، وكنا نقوم بجمع تواقيع المواطنين وكان رجال الامن يطاردوننا ولم نكن نهتم بهم.. ولكن عندما حكم علينا بتهمة التشرد كان ذلك الحكم غريباً مؤلماً، فقد كانت لدينا دور وعوائل، انا وصديقي جاسم الحلوائى، كلانا يملك بيتاً يعيش فيه مع عائلته ولكن مع ذلك حكم علينا بالتشرد.. الحاكم كان لا يصدق لذلك حكم علينا بالسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ لانه لم يكن يريد ان يصدر حكماً علينا بالتهم السياسية، ذلك لان والدي كان معروفاً اجتماعياً بالمدينة، حتى في عام 1952 عندما قدت مظاهرة كان السيد هاشم الخطيب أمام جامع السنة في كربلاء كان لدى المتصرف (المحافظ) فقرأ الأخير امامه قائمة بأسماء المتهمين وعندما وجد اسمي معهم ادعى بانني لم اكن في المظاهرة بل كنت في منزله مع ابنائه، وقد انقذني من المحاكمة ومن الحكم.
  
*رحلة السجون والاعتقالات ما الذي
 اخذته منك وما الذي اضافته لك؟


-السجن شيء سيء ومرير خاصة بالنسبة للشباب، ينبغي ان لا نجعل الامور هينة عندما يكون عمر الأنسان بين 18-19 سنة ويسجن يكون السجن صعباً جداً، خاصة عندما يكون الانسان عاشقاً، صعب جداً، انا كنت اصغر سجين.. وكنت عاشقاً، كانت لدي صديقة في تلك المدينة، ولذلك كانت فترة السجن صعبة، لكن حياة السجن فيها جانب آخر، وهو العيش المشترك مع اناس آخرين، الحكايات المشتركة.. الحوارات المشتركة، التضامن المشترك، التعاون في العمل، انك تؤدي عملاً، ان تطبخ وان تغسل ملابسك، هذه كلها جميلة، ولكن ينبغي ان لا نجمل حياة السجون لان فيها اعمال تعذيب وضرب واعتداءات وعذاب نفسي خاصة عندما يتم وضعك في السجن الانفرادي، وانا قضيت فترة غير قليلة في الانفرادي ومازالت اتذكر عندما غنت المطربة وحيدة خليل في الثامنة مساء وانا في الانفرادي اغنية (انا وخلي تسامرنا وحجينا) كانت رائعة وكانت حزينة جعلت الدموع تتساقط من عيني، مع ذلك فأنني اعبرها مدرسة للتربية وللتثقيف السياسي.
 
 
*في حركة انصار السلام قدتم
 مظاهرات ضد سباق التسلح
 والجرائم ضد الانسانية، الان
 لو اردتم قيادة مظاهرة جماعية،
 ضد أي التحديات ستكون؟


-الان عندما نريد ان نتظاهر، فأننا سنتظاهر من اجل نزع السلاح في الشرق الاوسط ومن اجل حل المشكلات بطرق ديمقراطية وتفاوضية كما في قضية فلسطين والقضايا الاخرى، كما في قضية الكورد في تركيا وايران وسوريا، او من اجل معالجة القضايا العراقية بطرق سليمة وتفاوضية، ولكن على القوى السياسية الديمقراطية ان تدرك ان الوصول الى الجماهير يأتي من خلال الالتزام بقضاياها، الأعتصام دفاعاً عنها، الأضراب، التظاهر، الاحتجاجات السلمية الديمقراطية المختلفة لكي نصل الى اهدافنا، وعندما لا تمارس القوى الديمقراطية هذه الاساليب فسوف يستولي عليها اشخاص آخرون، ولدينا مثل شعبي يقول  (عندما يغيب القط يلعب الفأر)، وبالتالي نحن أمام هذه الحقيقة لو القيت نظرة على الشارع العراقي ستجد ان هنالك فئراناً كثيرة تلعب والقطط غائبة.
 
*لجوؤك الاول الى كوردستان
 متى كان وما الذي اثاره فيك؟

 
-في الحقيقة انا لم الجأ الى كوردستان، انا كنت استاذاً في جامعة الجزائر وكنت مشرفاً على التنظيم الحزبي (الشيوعي العراقي) في تلك الدولة بداية الثمانينيات.. وكنت اقوم بارسال بعض الانصار من العراقيين والعراقيات الى كوردستان للنضال من اجل القضية الكوردية ومن اجل الديمقراطية في العراق، وكنت اطلب منهم ان يكونوا واعين لما يفعلونه، فانهم لن يذهبوا الى اوروبا ولا الى الرقص ولا الى الراحة والاستجمام.. بل الى النضال، وفي طريق النضال يمكن ان يستشهدوا، وبالتالي عندما كنت اقوم بهذا العمل كان علي ان اكون احدهم، لذلك تركت الجامعة، وقد انزعج الجزائريون لذلك اذ كيف اترك الجامعة ولدي كرسي الاستاذية في قضايا الاقتصاد والتخطيط واقتصاديات البلاد العربية، لكنني قررت ذلك.. وارسلت عائلتي الى المانيا وغادرت بارادتي الى كوردستان، علماً ان المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي لم يكن يريدني ان اذهب لانهم كانوا يريدون المحافظة علي، ذهبت بارادتي وبقيت في كوردستان سنوات وكان نضالاً جميلاً وتجربة غنية لا يمكن الاستغناء عنها، وقد تعرفت على اشخاص كثيرين وتعلمت منهم الكثير، عقدت صداقات مع الكثير منهم، وحتى الان أحتفظ بصداقات ممتازة مع الكثيرين.
 
*ما اصعب المواقف التي مررتم بها
 خلال النضال في جبال كوردستان؟

 
-اصعب المواقف عندما كنت اسمع سقوط شهيد، سقوط انسان مناضل، وكان الامر يصبح اكثر الماً وصعوبة عندما كنت اسمع ان ذلك الشهيد كان بالامكان انقاذه ولكنه استشهد لاسباب خاطئة، بسبب اخطاء ارتكبناها هنا وهناك، واصعب تلك الايام عندما كنت اشاهد القوى الديمقراطية العراقية وهي تتصارع فيما بينها وتتقاتل ويقتل من الطرفين او من الاطراف كلها، الدماء التي سالت في كوردستان على أيدي المجرمين كانت كبيرة وغالية جداً، ولكن تلك التي سالت فيما بين المناضلين انفهسم كانت اكثر قسوة على النفس وعلى الانسان.
 


*كتابك (الفاشية التابعة في العراق)
 من الذي احرقه ولماذا؟

 
-هذه قصة قديمة، هذا الكتاب عندما اصدرته كنت مدركاً بأنه سيفجر اشكالية لانني كنت اريد ان امنع القوى الديمقراطية العراقية، بما فيها الحزب الشيوعي العراقي عن التفاوض مرة اخرى مع البعث، ولذلك اصدرت ذلك الكتاب واوضحت فيه لماذا اقول ذلك فاشي، ليس من الناحية الاقتصادية، ليس دولة احتكارية.. ليس دولة متقدمة، ليس دولة رأسمالية كبيرة ولكن الاساليب السياسية كانت فاشية، ولانها ايضاً كانت ترتبط بقوى رأسمالية كبرى بعلاقات معينة سميتها (الفاشية التابعة) لانها تريد ان تحقق ما عجزت الدول الرأسمالية عن تحقيقه في العراق، وقد طبعنا من ذلك الكتاب 500 نسخة قرأه بعض الشيوعيين القياديين ووجدوه كتاباً جيداً، ولكنه يختلف عن رؤية الحزب فقرروا عدم توزيعه ولم يقرروا حرقه، المكتب السياسي لم يقرر حرق الكتاب بل عدم توزيعه، لكن الرجل الذي قام بحرقه، قال ماذا افعل به، وقام باحراقه، وكان اول كتاب يحرق من قبل الحزب الشيوعي العراقي واتمنى ان يكون آخر كتاب يحرق لانه ليس هنالك أي سبب لحرق أي كتاب في العالم واياً كان، قد يكون مفيداً بعكس ما مكتوب فيه وكان ذلك خطأ فادحاً.
 
*بين حرب الانصار والان كيف
 ترى صورة كوردستان؟


-أولاً كوردستان كانت مهمشة وشعبها ايضاً كان مهمشاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وبيئياً وثقافياً، كان يبذل جهداً لكي يتثقف ولكي يتعلم ولكن كانت هنالك عوائق، وذلك ايضا كان يعاني منه الجنوب والوسط، لان الحكومات كانت مهتمة باشياء اخرى، وعندما كنت تنظر الى المدن كنت تجد خرائب وأطلالاً، الريف كان متخلفاً ومتعباً ومع ذلك اتعبوه اكثر بحروبهم وباجرامهم وبضربهم للقرى والارياف والمدن وتهجيرهم القسري للبشر، ذلك كله الحق الاذى باقليم كوردستان وبالمناطق الاخرى، ولكن الان شيء آخر، اولاً جاءت الى الحكم في كوردستان احزاب وطنية كوردستانية عراقية وعملت من اجل اعادة اعمار كوردستان، الان اجد ان هنالك جهداً كبيراً يبذل في اربيل بشكل خاص واصبحت مدينة عامرة تتطور تدريجياً وخاصة المناطق الجديدة، وهي حسب قناعاتي بحاجة الى تعمير افضل للمناطق الكادحة والريفية والشعبية، اما البنية التحتية فقد بدأت تتحسن كثيراً ولكن ما ينقص كوردستان هو كيف نعتني بالزراعة لكي نجعل منها قطاعاً مهماً وكيف نعتني بالصناعة لكي نحولها الى قطاع اقتصادي متقدم ونحقق تراكماً لرأس المال ونطور الثروة الاجتماعية ونحول الاقتصاد الريعي القائم على النفط الخام الى اقتصاد متوازن ومنتج وليس استهلاكي، فالآن تستنزف اموال كوردستان والعراق عبر التجارة والاستيراد ويريدون تحويل كوردستان الى مركز تجاري لكن يجب تحويلها الى مركز انتاجي وتجاري وهذا هو المهم.


 
*بالاخص وان في كوردستان بيئة
 زراعية وسياحية وصناعية؟

 
-بالضبط تماماً.. فلدينا في كوردستان النفط والغاز ويمكن ان نحول كوردستان الى مركز لاقامة الصناعات البتروكيمياوية لدينا كبريت ومعادن اخرى بالامكان تطويرها صناعياً، لدينا ارض زراعية، صحيح لدينا مياه محدودة واحياناً الجيران غير الاوفياء يقطعون الماء عنك او يقلصونه او يقصفون المدن والقرى والارياف الاهلة بالسكان، انت محاصر احياناً من اطراف اربعة، ليست كلها حبيبة اليك ولا هم احباؤك وبالتالي ينبغي ان تطور لقد مررنا بتجربة قاسية جداً، علينا ان نتعلم منها لا ان ننساها وبالتالي كيف نحول اقتصاد كوردستان الى اقتصاد منتج، انا لا اقول يتم ذلك في سنة او سنتين، ولكن علينا ان نبدأ، وان بدأنا سنصل ان كوردستان تستطيع ان تمول العراق كله بالزراعة من منتجات الخضروات والفاكهة والكثير من المحاصيل الاخرى وهي الان ومع الأسف تستورد كل شيء حتى الخيار والطماطم واللبن، اربيل مشهورة بلبن اربيل وحتى وزارة الدفاع في بغداد كانت تعرف بـ(مقابل لبن اربيل)، الان لا تجد الا قليلاً من لبن اربيل في الاسواق لان المستورد ينافس المحلي، اذاً كيف نعمل من اجل الارتقاء بكوردستان؟ من خلال الانتاج.

حــــوار : مال اللــــه فــــرج

438


المطـــران ربـان القـــس:
البابا يصلي من اجل العراقيين جميعا لكي يهبهم الرب السلام
الرئيس مسعود بارزاني يؤكد دائما ان احدى عينيه ساهره على المسيحيين والاخرى على الاقليم
رسالة المسيح التي تجسدها الكنيسه هي المحبه والتسامح وقبول الاخر
بعض الاحزاب التي تدعي بأنها دينيه تستعمل الدين للوصول الى مارب سياسيه
اقليم كوردستان الثاني عالمياً وفق معايير الامم المتحدة في النظام واحترام حقوق الانسان
اتمنــى ان يفصــل الديــن عــن السياســه
المسيحيون بحاجه الى الامن والاستقرار والمحبه وقبولهم وقبول الاخر



حــــوار: مال اللـــــه فـــــرج
 Malalah_faraj @yahoo.com

كيف هي اوضاع (البيت المسيحي) من الداخل؟ بالاخص
بعد مجزرة (طلبة بغديدا) والتهديدات التي ما تزال تتواصل بالاخص لمسيحيي الموصل وكنائسهم، وما موقف الحبر الاعظم بابا الفاتيكان من هذا كله؟
عبر هذه البوابة دخلنا اجواء الحوار الشامل مع احدى الشخصيات الدينية البارزة والمعروفة بمواقفها الروحية والاجتماعية الدقيقة والشجاعة، ذلك هو المطران (ربان القس) مطران اربيل والعمادية للكلدان، و.. توقفنا معه في ابرز الموانئ.. وفي مقدمتها الحريات الدينية والعامة في الاقليم وموقف الرئيس البارزاني والقيادة الكوردستانية ازاءها.. ومحاور الخلافات داخل البيت المسيحي..
وكان هذا الحوار:

مال اللـــه فــــرج

اوضاع المسيحيين
*كيف ترى اوضاع المسيحيين
 في اقليم كوردستان؟
     
- سبق ان صرحت سابقا ، وحسب ما أراه،فأن اوضاعهم  افضل مما كانت عليه سابقاً، فهنالك مزيد من الاستقرار، و هنالك تطورات وحياة اكثر هدوءاً في كوردستان سيما الوفاق الكوردستاني بعد الانتخابات، وما يتعلق بالمسيحيين لم نر يوماً اية مضايقة من اية جهة كانت، ربما قد تقع احياناً بعض الخلافات الشخصية، لكن بفضل السلطة التنفيذية والممثلة بالاستاذ مسعود بارزاني والاخرين الذين يقومون بمهماتهم نرى بان اقليم كوردستان يتمتع بالامن والاستقرار والهدوء، ولم نر اشياء قد اضرت بالذات باي مواطن، وحصراً بالمسيحيين.
 
*كيف تقيمون واقع الحريات الدينية
 في الاقليم؟

-الحريات الدينية متوفره و كل شخص حر في ان يعبر عنها، وكنائسنا تؤدي مراسيمها الدينية بحرية فهنالك بث تلفزيوني  للشعائر الدينيه وهنالك كثيرون يكتبون بكل حرية يعبرون عن افكارهم بدون مضايقة،و نتمنى المزيد دائماً ليأخذ كل شخص دوره في المجتمع.
 
*كيف ينظر الرئيس البارزاني والقيادة
 الكوردستانية الى المسيحيين؟

-دائماً، صرح ويصرح السيد مسعود بارزاني (لنا عينان، عين ساهرة على المسيحيين، والاخرى على اقليم كوردستان والعالم، ومن يؤذي مسيحياً واحداً، فقد آذانا جميعاً)، وهو دائماً   بهذا الحرص، وقد عبر عن ذلك بمواقفه ولقاءاته لمرتين مع البابا بندكتوس السادس عشر، وكذلك عندما يلتقي بالمسيحيين ورجال الدين، وقد التقيته عدة مرات ووجدت فيه محبة لكل مكونات المجتمع الكوردستاني.
*كيف ترون واقع الحريات
 العامه في الاقليم ؟

-انت ترى ذلك بعينيك فانت تذهب بحريه حيثما تشاء وتكتب ما تريده، ومطلوب منك ومني ومن كل فرد احترام القانون، فعندما نحترم القانون ونطبقه عندئذ نكون احراراً، فالواقع هو الذي يعبر عن نفسه، وبعيداً عن المزايدات نقولها ان اقليم كوردستان مختلف كلياً عن مناطق كثيرة، فالعيش فيه والامن والاستقرار مكفولة للجميع، والشهادة على ما اقول آن الاف المسيحيين الذين اجبروا على ترك بغداد والموصل وجنوب العراق،  اين ذهبوا؟ لقد أتوا الى اقليم كوردستان.
وهنالك تقييم للاقاليم حسب الام المتحدة، عندما تمر عدة سنوات على منطقة تسمى اقليماً، يتم تقييمه، وقد جاء اقليم كوردستان بالمرتبة الثانية عالمياً بعد اقليم الباسك وفق معايير النظام واحترام حقوق الانسان واحترام الاخر، ونتمنى ان نكون افضل مما نحن عليه الان.

الاحزاب المسيحية
*هل ترى ان الاحزاب الدينية
 المسيحيّة سبب بعثرة الصف
 المسيحي؟

-ليس لنا احزاب دينية، وهناك في العراق بعض الاحزاب التي تدعي بانها دينية لكنها تستعمل الدين للوصول الى مآرب سياسية وتمنياتي بان يفصل الدين عن السياسه هذا ما نصبو اليه، وان يكون اقليم كوردستان نموذجاً للعراق وللعالم كله، بان يفصل الدين عن السياسة، لا نقول بان ليس لنا وان لا يكون لنا رأي في السياسة لان الانسان مجبر بان يعبر عن افكاره ويعيش ضمن هذا الواقع الذي نعيشه ولكن ان ينخرط باسم الدين في السياسة فهذا خطأ فادح.
 
*كيف تقرأون اتجاهات الاوضاع
 المسيحية بعد مجزرة بغديدا..
 وتواصل تهديد المسيحيين
 والكنائس في الموصل وبغداد؟

-نحن في حينه تحدثنا، وتحدثت انا بالذات وعبرت عن وجهة نظري، هنالك أيد خفية وتعمل متحدة مع الذين يريدون شراً للعراق ان كانوا في الموصل او في بغداد، وليس فقط المسيحيون الذين يستهدفون، ولكن هنالك الالاف من العراقيين مستهدفون، وكل يوم نسمع عن استهدافات مختلفة، ويجب ان لا ننسى باننا نعتبر العراق كتلة واحدة وجسداً واحداً، واذا تألم أي جزء منه كما يقول مار بولص فان كل الجسد يتألم، فما حدث في الموصل، كان هنالك تخطيط وفئة مارقة خارجة عن القانون ممتلئة حقداً ضد هذه النخبة من الطلبة الذين كانوا ذاهبين لاغتراف العلم لكي يخدموا هذه المنطقة التي يعيشون عليها، ولكن الشر كان ينتظرهم، فقد استشهد شخصان وجرح الكثير وقد كان لأقليم كوردستان الدور الفاعل في استقبال الجرحى ومعالجتهم وفي ارسال بعضهم الى تركيا، وهنا لابد ان نشكر رئيس اقليم كوردستان الاستاذ مسعود بارزاني على تلك الرعاية، السبب فيما يحدث يتطلب ويجب ان يكون للعراق حكومة قوية لا تنظر فقط الى فئة معينة، بل عليها ان تتنازل عن مصالحها ونظرتها الشخصية وانتماءاتها الحزبية لكي تفكر بمصلحة العراق والعراقيين، كما يحدث في الاقليم ونتمنى ان يكون ذلك في اية بقعة من العراق وما نراه في كوردستان هو نموذج متقدم.. ولكن نتمنى ان يكون افضل مما هو عليه الان.




مؤتمر مسيحي
*هل ترون أملاً في عقد مؤتمر
 مسيحي وطني شامل من أجل
 الوحدة المسيحية في العراق؟

-ان مثل هكذا مؤتمر ان اردنا له النجاح ان يكون مهيئاً له من ناحية المحبة الاخوية وقبول الاخر، انا لا اريد ان أبعد المسيحيين عن شريحة مهمة في المجتمع، نعيش في بقعة نسميها كوردستان، واعيش في العراق و في أي مكان كنت، علي ان افكر في اوضاع المسيحيين ودورهم في مجتمعهم ، لا ان اعزل المسيحيين ليعيشوا في مجموعة صغيرة متقوقعة على ذاتها.. بل ليكن المسيحي كذلك مرشحاً وطنياً.. يرشحه اخوه العربي، يرشحه اخوه العراقي ان كان في كوردستان او في العراق عامة سواء ليشغل مناصب او ليكون عضوا في البرلمان، وان لا يأخذ موقعه من خلال مقاعد يمن بها على المسيحيين تسمى (كوتة) ونقول لهم هذه حصتكم، عندها لن يكونوا فاعلين، ولكن عندما يعملون كقوة واحدة في العراق عندئذ يكونون في البرلمان قوة فاعلة و لا يهم ان كان عضو البرلمان  مسيحياً او مسلماً، كوردياً او عربياً، فهو عراقي لخدمة العراقيين جميعاً، وان كان في كوردستان فهو كوردستاني على مختلف دياناته او انتمائه، وفي بريطانيا وامريكا لا يقولون هذا كاثوليكي او غير ذلك، بل يقولون هذا بريطاني وهذا امريكي، والدليل على ذلك ينظرون الى الكفاءة، واوباما لم تكن جذوره امريكية وكان من بقعة اخرى، وعندما أهل واقتنع المواطنون به، فرض نفسه ليس كدكتاتور ولكن الشعب هو الذي اختاره، يا ليت اليوم نقول هذا العراقي مؤهل من اية منطقة كان، من اجل ان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب.
 
*ما أبرز نتائج زيارتكم الى
 بعض الدول الاوروبية؟

-عندما قمت بزيارة اوروبا، وبالذات بعد مشاركتي بمناسبة احياء ذكرى ميلاد القائد البارزاني مصطفى في (بلي) من خلال محاضرة القيتها حول التسامح الديني، عبر استعادة القيم التي عاشها البارزاني في منطقة بارزان، فقد ذهبت الى النمسا ثم الى روما والتقيت بالكاردينال (ساندري) ونقلت له صورة عن مشاركة جمعية خيرية في اقليم كوردستان بمد يد الاعانة لاكثر من 280 عائلة مسيحية في حوض نينوى من تلسقوف وباطنايا والقوش حيث تم توزيع المساعدات عليهم.. وفي 17/3 التقيت بالبابا، وتحدثت اليه عن واقع الكنيسة، وما نعيشه في كوردستان، وقد عبر كما يفعل دائماً عن اهتمامه بالعراق، وجميع العراقيين هم في فكر البابا واهتماماته ويصلي لاجلهم، ثم انتقلت الى مدينة تورينو، ومن هناك ذهبت الى باريس واقمت القداس مع المطران (بو) في الكنيسة القديمة مقابل متحف (اللوفر) وفي 21/3 ولمناسبة ذكرى نوروز اقمت القداس للجالية العراقية وبالذات للكلدان الذين هاجروا من تركيا ومن العراق في كنيسة مار توما في (صال صيلي) والتقيت ببعض المسؤولين من المعهد الاوروبي للتطوير والتنمية الذين يعملون في منطقة العمادية للتطوير الزراعي.. وعدد من المسؤولين من منظمات اخرى.

 


موقف البابا
*كيف كانت ردود افعال قداسة
 البابا على ما يتعرض له المسيحيون
 في الموصل؟

- في هذا الصدد اكد البابا قبل توجهه الى قبرص واليونان بأنه يتابع اوضاع المسيحيين ليس في العراق وحده بل في الشرق الاوسط عموما وانه يصلي من اجل العراقيين جميعا لكي يهبهم الرب السلام  وقال حول زيارته : بأننا نذهب الى هنالك ليس كسياسيين، بل هي تواصلاً لما قمت به في الاردن والشرق الاوسط ولبنان وتركيا، وسازور المكان الذي كان قد ولد فيه القديس برنابا، ومار بولص، وعلى اثارهم انا احج الى هذه المنطقة،وذلك لانقل الشهادة المسيحية، ولست هنا لاقوم بافعال سياسية، ولكن لأنقل محبة المسيح للجميع، ولنشاطر الاخرين من بقية الديانات بان نعمل من اجل تقدم البشرية بالذات في هذا العصر الذي يتنكرون فيه لله والعولمة التي اتت  تقوم بمحاولة خرق الديانات لاقامة ديانة جديدة يسمونها ديانة العصر الجديد، فهذه شهادة على ان البابا يعرف جيداً ما يحدث في الشرق الاوسط، وسوف يكون لنا مؤتمر لجميع مطارنة الكاثوليك يبدأ في العاشر من تشرين الاول القادم وينتهي في الرابع والعشرين منه، وكلنا كمطارنة سوف نشارك فيه، بالاخص وان هذا المؤتمر يخص المسيحيين وبقاءهم في الشرق الاوسط وطبيعة المشاكل التي يعانون منها،
 
حاجات المسيحيين
*ما الذي يحتاجه المسيحيون
 في العراق؟

-يحتاجون الأمن والاستقرار والمحبة وقبولهم وقبول الآخر.
 
*هل انت متشائم ام متفائل
 حول مستقبل المسيحيين
 في العراق؟

-دائماً على الانسان ان يكون متفائلاً لان الله هو معنا، وسوف يتراجع الشر لان لكل شر نهاية والغلبة دائماً للخير، وطوبى لفاعلي السلام، فأينما كانت حكومة قوية ومسؤولون يضعون القانون نصب اعينهم هناك سيكون الامن والاستقرار، والغد مشرق لان اشراقة المسيح الحي بيننا، تقول لنا لا تخافوا فانا سأبقى معكم، والكنيسة ستكون قوية ان كان مؤمنوها واعين، وكل منهم يأخذ دوره في هذا المجتمع ليكون خميرة ونوراً وملحاً وانا متفائل بان الغد بارادة الله والخيرين سيكون اكثر اشراقاً وننسى هذه المعاناة التي مررنا بها.
حـــــوار: مال اللــــه فــــرج


439
مشاكسة
الولايـــات
المتـحدة العراقيـــــــة !
مال اللـــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

على الرغم من ((النكبــــة))  القاسية التي لحقت بنا واصابت الملايين بالصدمة والذهول ..واطاحت بامالنا واحلامنا في الحصول على عرش   مسابقة ((ســـتار اكاديمــي)) بسبب ((المؤامــرة السياســـية)) التي نسجت خيوطها الدول الامبريالية الاستعمارية المارقة ونفذت حلقاتها فنانة معروفة استطاعت ان تحجب عن المتسابقه العراقية فرصة الفوز بالمركز الاول  , بيد ان العقل الوطني الستراتيجي المبدع , استطاع ان يعوض ذلك كله وان يمسك بقوة ((بتلابيـــب)) فرصتنا التاريخية  لازاحة كل الدول العظمى,   والامساك بمفاتيح القرار الدولي لنقول للعالم اجمع باننا قادمون وبقوة الى مسرح الاحداث   ولتشهد الانسانيه نهاية التفرد الامريكي و بداية عصر دولي جديد  سوف يكون بالتأكيد عصر ((الولايــات المتــحدة العراقيـــــــــــة))!

فقد زف بعض المسؤولين الستراتيجيين المبدعين  قبل ايام انباء الفشل الذريع المريع لكل ستراتيجيات وبرامج وخطط وتجارب السياسات الامنية الدولية بدءاً من الاسلحة والصواريخ الذكية والغبية واجهزة الكشف عن المفخخات والمتفجرات وعن المسؤولين الفاسدين والمسؤولات الفاسدات, وعن الصفقات الوهمية والرواتب المليارية وزفوا لنا ايضاً فشل اسلحة واجهزة الليزر والاشعة الحمراء والخضراء والبمبي  والبنفسجية في الكشف عن المعدات والعناصر الارهابية لذلك فقد قرر هؤلاء المسؤولون بافكارهم العبقرية ان ينحوا جانباً كل الاسلحة التقليدية, وان يستنبطوا خطة امنية فضائيه جديده تطيح بكل الخطط  والتجارب الدولية  للتصدي لكل التحديات الارهابية, وتنفيذا لذلك فقد اقترحوا بناء جدار عازل فاصل بارتفاع اربعة امتار حول بغداد يمتد ربما عشرات او مئات الكيلومترات لحمايتها من الارهابيين و والارهابيات ومن المفخخين و المفخخات, معلنين بذلك تشييع جنائز كل الخطط الامنية السابقة وكل الوعود والتصريحات وسقوط كل التحوطات والاستراتيجيات والاجهزة  التي انفقنا  عليها الملايين وربما المليارات من الدولارات.

يأتي هذا الاقتراح  الفريد المجيد العتيد بعد انتهاء صلاحية سور الصين العظيم الذي بني قبل حوالي الثلاثة الاف سنة وامتد لمسافة ((6700)) كم وانتهى العمل فيه سنة ((204)) قبل الميلاد لكنه اصبح امام التقنيات العسكرية الحديثة الموجهة بالاقمار الصناعية والليزر وامام الرؤوس النووية والصواريخ الغبية والذكية عابرة القارات والموجهة باجهزة تصوير ومعدات عالية الدقة والحساسية عاجزا عن تقديم اية حماية دفاعية للصين ليتحول الى معلم  تاريخي سياحي من عجائب الدنيا السبع.

كذلك فان تفكيرنا   باقامة هذا النمط الدفاعي العجيب الغريب, ياتي بعد ان شهد العالم انهيار واحد من اقوى السواتر الدفاعية خلال الالفية الماضية ممثلاً بخط بارليف الذي اقامته اسرائيل بعد حرب 1967 على الضفة الشرقية لقناة السويس بارتفاع يتراوح بين 20_22 متراً, وبطول 12 كم وبكلفة 500 مليون دولار رغم ما كان يحويه من نقاط الحراسة المحصنه  البالغة ((20)) نقطة ومن مرابض الدبابات والمدافع الرشاشة واجهزة الرصد والمراقبة والتصوير والانذار المبكر, لكنه انهار مثل ذوبان الثلج امام القوة الهجومية المصرية في السادس من تشرين الاول عام 1973 بعد ان تم اختراقه من 81 موقع, وازالة ثلاثة ملايين متر مكعب من ترابه في اقل من ست ساعات, وبذلك فقد احيل ذلك الخط الدفاعي الستراتيجي على التقاعد بعد فشله الدفاعي المهين !

اما الجدار الاشهر وهو جدار برلين الذي كان يمثل الحد الفاصل ومنطقة التماس المباشرة في ان واحد بين المعسكرين الغربي والشرقي والذي سبق ان تم اقامته في 13- اب- 1961 فقد انهار في 19 -11- 1989 بأرادة الشعب الالماني الذي  اعاد  توحيد بلاده وليتحول  ذلك الجدار العنيد الى ذكرى من الماضي البعيد   .

ورغم هذه  التجارب ...وسواها فان اصرار بعض القادة الامنيين ينطلق كما يبدو  من ستراتيجية بعيدة المدى.. تتمثل في السعي لازاحة اكبر قوة دولية عن مقعدها القيادي والتربع مكانها.. من خلال اقامة ((الولايــات المتحـــــدة العراقيــــــــة)).

ذلك ان عملية بناء السور حول بغداد.. لا تؤكد سقوط كل النظريات والستراتيجيات الامنية الحديثة وحسب والعودة الى عصر السواتر وربما القلاع وحماية المدن بالسيوف والرماح ومقاومة ((العدو الارهابي)) الغاشم ((بالمنجنيق)) كما فعل ((اجدادنا)) القدامى فحسب ولكن الاهم في حال نجاح هذه الستراتيجية الامنية ((فائقــــــة الذكـــــاء)) حول بغداد امكانية تعميمها على كل المحافظات  والمدن ايضا  وربما يتطلب ذلك منح ((مجالس المحافظات)) استقلالية سياسية واقتصادية وامنيه بما يمكنها من ادارة شؤونها بنفسها وعقد تحالفاتها الدولية دون الرجوع الى المركز واصدار تاشيرات دخول لكل محافظة مستقبلاً لتطوير هذه التجربة الرائدة وربما اصدار عملة خاصة وجوازات سفر خاصة وبطاقات تموينية خاصة بها,

 عندها ربما تبادر الامم المتحدة بالدعوة لعقد مباحثات سلام لاعادة توحيد هذه المحافظات التي سوف تتطور بالتاكيد لتصبح (( ولايــــــات )) وجمعها تحت راية دولة اتحادية ديمقراطية ثورية اشتراكية قوية واحده.. تلك هي ((الولايــــات المتحــــده العراقيــــة  )) التي ستطيح بالتاكيد بسيطرة وتفرد الولايات المتحدة الامريكية على السياسة الدوليه و ربما ستضطر عندئذ معظم الدول الكبرى وفي مقدمتها روسيا والصين والمانيا وامريكا واليابان  لعقد اتفاقيات امنية ثنائيه مع ((الولايــــات المتحــــدة العراقيـــــة)) للدفاع عن هذه الدول ضد اطماع وتهديدات واستفزازات الدول الاقليمية المجاورة لها بالاخص وقد مهدنا لهذه التجربه الفريده بحل الخطوط الجوية العراقيه وربما يفكر البعض مستقبلا  بأقامة شركات  نقل عملاقه بدلا عنها لنقل المسافرين بين الولايات العراقيه على ظهور الجمال كونها اقل تكلفة واكثر امانا واشد جذبا للسياحه .

وفي خضم ذلك كله تبقى علامة الاستفهام الساخنة والملحة :

   من الذي ســوف ينفـذ هذا الجــدار ويقبض الثمـن  ؟؟؟
   وهــل يمكـن ان يتحــول  الى صفقــة سـياسـيــــة  ؟؟؟


440
مشاكسة
رئيــــــس
مــــدى الحيــــــاة
مال اللــــــه فــــــرج
malalah_faraj@yahoo.com

ساعترف اليوم حاسدا وحاقدا  بكل شجاعة وفروسية ,على الرغم من انني لست فارسا و لا اجيد امتطاء الخيل لاكون فارساً تقليدياً حقيقياً , فقد فعلتها مرة وكنت طفلا وسقطت عن صهوة ذلك الحصان المشاكس الذي لم ادرك لحد الان هل كان جواداً عربياً اصيلاً كجواد عنترة بن شداد, ام كان ((بغـــلاً)) امبريالياً عدوانياً, اذ رماني بكل خفة ورشاقة وروح رياضية عن ظهره واقنعني من يومها بأن (( فروســية القلـــم ))ربما افضل واجدى لامثالي من فروسية الخيل على الرغم من ان اخطارها الجديه بالاخص في بعض الدول النائمه والغائمه والغافيه واللاهيه والمتسوله والمتوسله اشد وامر واقسى ربما بالاف المرات من اخطار فروسية الخيل , فسقطة الجواد قد تكسر يدك او ساقك وقد توصلك الى المستشفى اما سقطة القلم واللسان فقد تذهب بك الى وراء القضبان او وراء الشمس ويكفي ان نشير هنا الى ان احدى التجارب (( الديمقراطيـــــــه )) ابتلعت بحدود ثلاثمائة صحفيا وصحفيه .
     
اعود ثانية لاعترف  بانني كنت حاقداً ولئيماً   .. عندما حسدت الرئيس الامريكي باراك اوباما على راتبه الشهري الذي اعتبرته في حينها خياليا وفضائيا وغير واقعي ولا يتناسب مع دخول بعض خريجي الجامعات الذين يعملون كباعة متجولين في بورصة (( الشـــــورجه )) العالميه وانا اقرأ باحدى المواقع الالكترونية بان هذا الرئيس الذي يمسك بمفاتيح العلاقات الدولية يتقاضى  راتبا شهريا قدره ((  45 )) الف دولار امريكي.

يومها ذهلت واندهشت واصبت بالصدمه , واسرعت الى حاسبتي المتواضعه  لاعرف كم يبلغ راتب الرئيس اوباما بالدينار العراقي الذي يمثل مركز الثقل في الاقتصاد العالمي وفي التعاملات النقدية الدوليه حيث لم تهز موقعه انهيارات ((اليورو)) العاصفة, وحيث ان سعر صرف الدولار الامريكي كان وما يزال  ((1118)) دولارا مقابل الدينار العراقي , عفوا اقصد (( 1118 )) دينارا لكل دولار, فقد ذهلت من الرقم الخيالي الذي ظهر على شاشة الحاسبه و  الذي كان (( 50,310,000 )) خمسون مليوناً و (( 310 )) الاف دينار اي ان راتب اوباما السنوي يساوي (( 000 ,  270 , 603 )) ستمائه وثلاثة ملايين وسبعمائه وعشرون الف دينار  وكم تمنيت مع نفسي لحظتها  ان اكون رئيساً بدل اوباما ولو لثلاثة اشهر فقط دون صلاحيات ودون مسؤوليات وحتى دون مخصصات ودون ايفادات  ودون سيارات او طائرات رئاسيه ودون اية امتيازات ودون حتى وجبات طعام ((رئاسية)) وانا على استعداد لتناول شوربة عدس البطاقه التموينيه بثلاث وجبات يوميه طيلة ممارستي لمهامي الرئاسيه ولأدخر تلك الرواتب الخياليه لشراء دار متواضعة جديدة بعد ان خذلتني سنوات خدمتي العتيده في تحقيق تلك الامنية السعيدة البعيده.

لكنني دهشت اكثر بل وتفاجأت وانا اقرأ على ((الانترنت)) ايضاً والذي سيصبح السبب الرئيسي لمعظم حالات الفراق والطلاق ولامراض الضغط والقلب والسكر والفقرات والصدمات  والازمات القلبيه والنفسيه وعدم الانجاب .. حيث قرأت ان رواتب بعض المسؤولين في بعض دول العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر تبلغ عشرات ومئات أضعاف راتب الرئيس الامريكي الذي يمسك بزمام الدولة الاقوى التي تتحكم بالقرارات والمواقف والسياسات  وبالمصالح الدولية  .

وقد ادعت تلك الاخبار الامبرياليه الاستعماريه الارهابيه الحاقده ((التي ربما تكون ملفقة وعارية عن الصحة))  ان الراتب الشهري لمسؤول رفيع المستوى باحدى هذه الدول يبلغ اكثر من ((44)) ضعفاً بالنسبة لراتب الرئيس الامريكي حيث يتقاضى شهرياً ((  2,000,000)) مليوناً دولار فقط! اجل والله (( فقـــــط )) .
 
شعرت  بزلازل وبراكين واعاصير تسونامي وهاييتي ونيوزيلندة مرة واحدة تقرع   صدري وتطرق رأسي بقوة  و لولا ((لطف الرب)) لانفجررأسي وتشظى ربما لمليوني شظية بعدد دولارات الراتب الشهري لذلك المسؤول الرفيع ان كان ذلك الراتب صحيحا وليس افتراضيا, 
ذلك ما جعلني اشعر بالخجل لمشاعر الحسد تجاه اوباما وقررت ان اعتذر له بروح رياضية وبفروسية صحفية, وبكل اللغات واللهجات العامية العراقية والافريقية والكوردية والامريكية والعربية واليونانية والسنسكريتية.

  قفزت الى حاسبتي بسرعة البرق  لاقف بدقة وبدافع الفضول لا غير على رقم هذا الراتب الخيالي الفضائي  بالعملة العراقية, ولقد ذهلت فعلاً لعدد الاصفار التي اخطأت في عدها عشرات المرات, واعدت عمليات الضرب والجمع والقسمة عشرات المرات... ومسحت زجاج نظارتي الطبية عشرات المرات وابدلت بطارية الحاسبة خمس مرات لاتأكد من ان الرقم الظاهر على شاشتها هو فعلاً مقدار الراتب الشهري لهذا المسؤول الرفيع وانه لا توجد هنالك مؤامرة سياسية او فضائية او اقليمية او ارهابية او دكتاتوريه تحاول زيادة عدد الاصفار.
 
لقد تسمر على شاشة الحاسبة   الرقم ((2,236,000,000)) اي مليارين و ((236)) مليون دينار وتبعاً لذلك ((ان كـــان الرقـــم صحيــــحاً)) فان راتبه السنوي سيكون ((  24)) مليــون دولار  , اما راتبه خلال الاربع سنوات فسيبلغ (( 96 )) مليــون دولار, اي ما قيمته   (( 111,328,000,000 )) مائة واحد عشر ملياراً و ((  328)) مليون دينار فقط .. اجــل فقــط (( لا غيـــــر )) .

لقد اذهلتني صدمة الاصفار.. وجعلتني اشك في نزاهة وموضوعية ودقة وحيادية هذه الحاسبة ((الامبريالية)) اللئيمة, وخشيت ان تكون احدى دول الجوار قد ((تلاعبت)) بها واعادت برمجتها وفق مصالحها ((الاقليمية))  , وبادرت من اجل حسم التوقعات ((البريئة والخبيثة)) معاً الاتصال باحد اصدقائي الضليعين بالرياضيات  وحسابات الربح والخسارة والجدوى الاقتصادية والرأسمال الثابت والمتحرك, وبورصة الاسعار وشروط بنك النقد الدولي على الرغم من  انه يتاجر بالملابس المستعملة ويمتلك ((رغم شهادته الجامعية)) عربتان خشبيتان من عربات الباعة المتجولين يعمل على احداهما بنفسه ((ويستثمر)) الثانية   بتاجيرها للاخرين   وربما لو اتيحت له الفرصة لاطاح بانشتاين   وحصد كل جوائز نوبل ولاستطاع ربما حل ازمات جميع الدول المستجدية والغافيه والمتوسله والمتسوله.

اعطيته الرقم المطلوب بالدولار, وطلبت تفصيلاته بالدينار ورجوته ان لا يستعين لا ببورصة وول ستريت ولا ببورصة طوكيو.. وان يعتمد فقط على بورصة ((الشـــورجة)) فهي الادق والاضمن لانها تمثل عصب الاقتصاد العالمي.
 
   ان هي الا لحضات حتى اكد لي بثقة ((اقتصادية)) ومهنية عالية بان الراتب الشهري لذلك المسؤول هو فعلا كما ظهر على حاسبتي الحجريه وان مجموع رواتبه  لاربع سنوات تبلغ فعلاً ((111,328,000,000)) مائة واحد عشر ملياراً, وثلاثمائة وثمانية وعشرين مليون دينار, واضاف مازحاً ((لو انني كنت مسؤولا وامتلك هذا المبلغ, لاحتفظت بنصفه ولاشتريت بنصفه الاخر البالغ ((55,664,000,000)) خمسة وخمسون مليارا وستمائة واربعة وستون مليون دينار سيارات اجرة مستعملة بقيمة ((5,000,000)) خمسة ملايين دينار لكل سيارة, ولوزعتها على ((111817)) شاباً عاطلاً عن العمل لانقاذهم وعوائلهم من العوز والفقر والبطالة.

واضاف بامكان   هذا الراتب ان يبني اكثر من  ((111)) مدرسة نموذجية او ربما اكثر من ((250)) مدرسة اعتيادية, او ان يوفر (( 380, 113,  1)) مليونا ومائه وثلاثة عشر الفاً وثلاثمائه وثمانين ماكنة خياطة للارامل واسر الشهداء وضحايا الارهاب اذا افترضنا ان سعر الماكنة الواحدة مائة الف دينار ولم ادعه يسترسل في حديثه وفي تحليلاته ((السوقية)) تلك اذ اغلقت موبايلي الحجري وانا اتمتم مع نفسي ماذا كنت سأفعل لو كنت املك مثل  هذا المبلغ الخيالي ؟؟؟؟ .

لو كنت فعلا املك هذا المبلغ لأشتريت جزيرة نائية في واحد من المحيطات و لأصبحت رئيسا مدى الحياة دون انتخابات ولا استفتاءات ولا اعتراضات ولا صفقات سياسيه ولا تحالفات اندماجيه بالأخص وانني سوف اضمن اولا واخيرا عدم تدخل دول الجوار والقوى الاقليميه وسأرفع بالتأكيد شعار التوزيع العادل للثروات وهكذا ابقى رئيسا مدى الحياة . 

 






441
مشاكسة
دول راكضـــــه
ودول غارقـــه بشخيرهــا
مال اللــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

اثار رئيس الوزراء البريطاني ((جوردن براون)) الاعجاب والاشادة والتقدير من جهة والدهشة والاستغراب والانتقادات من جهة اخرى في تعامله مع نتائج الانتخابات البريطانية الاخيره حيث رأى  البعض تصرفه حضارياً  ديمقراطياً عقلانياً ذكياً منطقياً شجاعاً , في حين راه اخرون ِِانهزاميا تخاذلياً تراجعياً غير منطقي وغير مبرر في الوقت الذي ليس ليس لاحد حق الحكم عليه  الا الشعب البريطاني نفسه , تلك الانتخابات التي اعلنت نتائجها بعد ساعات قلائل من انتهائها بعيداً عن معارك الشكاوي والاتهامات وطرق ابواب الدول الاقليمية والمحاكم الدولية ومحاولات التلاعب والتزوير والاقصاء والتهميش وشراء الاصوات في المزايدات العلنية والسرية و (( مسجات )) التهديد والترغيب وحروب تمزيق شعارات ولافتات وملصقات هذا المرشح او ذاك وبعيداً عن توزيع البطانيات   والمواد الغذائية والملابس وكارتات الموبايلات او التلويح بعدم الاعتراف بنتائجها ان لم تكن لصالح فلان او علان .
فقد رأت الدول الرأسمالية الامبريالية الاستعمارية الحاقده  عدوة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي تمسك بقوة بزمام الاقتصاد العالمي , وباتجاهات السياسة الدولية والتي لا (( تفقه شيئاً)) في(( الديمقراطية الحقيقية الحديثة لدول العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر)) التي تقوم على اغتصاب السلطة بالانقلابات   او توريث السلطة او الاستحواذ على السلطة سواء من خلال تعديل الدساتير او تزوير المعايير او عمليات التحوير والتطوير , فقد رأت تلك الدول الناهضة الراكضة في تصرف ((براون)) وتقبله المرن والهادي لهزيمته امام خصمه وتخليه عن ((كرسي))   رئاسة الحكومة ببساطة وشفافية اشبه ((بالرومانسية السياسية)) موقفاً حضارياً وعقلانياً ومنطقياً وتفاعلياً شجاعاً عبر من خلاله عن الايمان الحقيقي بالديمقراطية وعن الاحترام العميق لارادة الشعب البريطاني التي عبرت عنها صناديق الاقتراع , وعن حرص مبدئي على المصالح الوطنية البريطانية العليا , بالاخص وانه لم يهدد ولم يتوعد , ولم يحاول اجتثاث او تهميش او ابعاد خصومه ولم يستجد  لا الدعم الاقليمي ولا النصائح والارشادات والتدخلات الخارجيه , ولم يشكك او يتهم او يرفض او يعترض او يدعي وجود تلاعب او تزوير او تحوير بل اكتفى ببرنامجه الانتخابي مراهناً على ستراتيجية حزبه وعلى وعي شعبه وخياراته محترماً ذلك كله مذعناً للنتيجة بروح رياضية ومتخلياً عن رئاسة الحكومة ببساطة وسهولة اثارت اعجاب وتقدير واشادة واعتزاز كل الدول الامبريالية والاستعمارية الناهضة والراكضة التي رأوا فيها قمة ((النزاهة السياسيه)) .
اما الثوريون والاشتراكيون والتقدميون والديمقراطيون والمتحررون والعقائديون والنهضويون والمتشددون والعلمانيون في دول العالم الثالث والعاشر فقد رأوا في ذلك الموقف  ((بلاهة سياسية)) بالاخص وان بعضهم تعود تجسيداً لمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والتبادل السلمي للسلطة  على الامساك ((بكرسي السلطة)) لعشرات السنين  بيديه وقدميه وباسنانه واظافره وهو على اتم الاستعداد ((بمنتهى الحزم الثوري)) التضحيه  بكل خصومه ((الدكتاتوريين)) وبنصف شعبه من الفقراء والمعدمين بارفع الطرق والاساليب ((الديمقراطية)) من اجل مواصلة التمسك ((بكرسي الحكم)) الساحر     انطلاقاً من ايمانه العميق بانه خير من يجسد ((الديمقراطية)) ومن قناعته ((الثورية)) بان لا احد غيره يستطيع ادارة شؤون البلاد والعباد حتى لو اغرقها بالسجون  والفوضى والفساد .
في ضوء ذلك فقد رأت بعض الدول الثورية والاشتراكية والتقدمية والديمقراطية والنهضوية والتاريخية والتحررية والعقائدية والشعبية النائمة والغافية والمتثائبة والمستلقية والغائمة واللاهية والمستجدية والمتسولة والعابسة والراقصة في موقف براون تصرفاً انهزامياً تراجعياً تخاذلياً , لانه استسلم  للنتائج (( غير الموضوعية )) وغير النزيهة وغير الدقيقة والبعيدة عن الحقيقة بيسر وسهولة وبرودة اعصاب , ولم يعترض او يشتكي او يطرق الابواب ولم يطعن بالوثائق ولم يشكك بالحقائق ولم يلجأ للمحكمة الاتحادية او القضائية او التمييزية .. ولم يطالب بتدويل القضية او التلويح باللجوء الى المنظمة الدولية لاعادة العملية الانتخابية ولم يطالب بالعد اليدوي او الحجري ولم يحاول الاحتكام للدستور او الالتفاف على الدستور او اعتماد التفسيرات المختلفة للدستور كما انه لم يلجأ الى مصيدة الشراكة الوطنية او الحكومة الوطنية او ((الاغلبية الانتخابية)) او ((الاغلبية البرلمانية)) مما عده هؤلاء تنازلاً عن حقوقه ((الدستورية)) وتفريطاً بالمصالح الوطنية وتشويهاً للديمقراطية الحقيقية وللقواعد الانتخابية التي تتيح له الف مرة الافتراض والاعتراض ففي بعض الدول النائمة يمارس بعض الحكام الف طريقة وطريقة في تفسير الدستور وفي تحوير الدستور وفي تطوير الدستور وفي تغيير الدستور بما يتيح لهم البقاء  ((ديمقراطيا)) ودستورياً على كراسي الحكم عشرات السنين ومن ثم ممارسة  (( الانتقال السلمي للسلطه )) عبر التوريث والتحديث حفاظاً على المصالح الوطنية وتعزيزاً للديمقراطية وتجسيداً للحرية والثورية والاشتراكية وبما يعزز ثرواتهم العائليه واقطاعياتهم الاقتصادية  .
ولهذا امست الانتخابات والدساتير في الدول النائمة والغائمه  ملاذاً وسلاحاً ووسيلة للحاكمين ونقمة وبلاء وكوارثا للمعارضين والمعدمين .
وشتان ما بين التبادل السلمي للسلطة وما بين محاولات الاحتفاظ القسري بالسلطه وما بين التنازل عن كرسي الحكم وفق شروط وشرعية واستحقاقات الانتخابات وما بين الالتصاق بكرسي الحكم عشرات السنوات.
لهذا فان الدول الاستعمارية الامبريالية  الراكضه سوف تبقى متواصلة في نهوضها وفي جريها السريع نحو المستقبل .
ولهذا ايضاً سوف تبقى الدول النائمة متواصلة في سباتها وفي شخيرها وفي صراعاتها وفي تناقضاتها وفي   الدوران في حلقة خلافاتها ومصالحها وانانياتها السلطوية المفرغة .
وشتان ما بين متراجع نحو الظلماء
 و ما بين راكض نحو الشمس والضياء
 

442
  مشاكسه
دكتــــــور
 جرحـــي الاولــي عـوفــــه
مال اللـــــه فــــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com
منذ ان وضعت الحرب الانتخابية العراقية الديمقراطية اوزارها ، وتبلورت نتائجها الاولية بالطريقة المعروفة التي وضعت بايدي الاربعة الكبارالذين فازوا بأعلى عدد من المقاعد البرلمانيه مسؤولية وصلاحية ودستورية حسم معركة (تشكيــــــل الحكومـــــــة) ، تراجعت الشعارات الثورية واختفت الوعود الفلكية وتهاوت صور المرشحين ولافتاتهم وملصقاتهم من على منصاتها وتوارت  عن الانظار تلك البرامج الوطنية الستراتيجية الطموحة التي كانت مزدانة باروع التعهدات بالعمل على معالجة كل التحديات والمشكلات والازمات وتوفير الخدمات ومعالجة الفقر والبطالة ، وكانها كانت (كـعكـــــة) عيد  ميلاد العملية السياسيه حيث كانت  تزينها شموع الشعارات الثورية والوعود الوطنية والتعهدات الفلكيه التي لا تتحقق ابدا لكنها سرعان ما انطفأت لتحول اعراس الانتخابات الديمقراطية الى سوح للحروب السياسية سعياً نحو تشكيل (الحكومــــة الوطنيـــــة). وكما في كل مرة يحتكم فيها الفقراء والمعدمون الى (حســــن نواياهـــم) ليصطدموا في نهاية كل الاعراس الديمقراطية بخيبة الامل كذلك فقد اصطدموا هذه المرة ايضاً بخيبة امل مريرة بلور ملامحها الكثير من السياسيين  بتبادلهم الاتهامات القاسيه مع  شركاء العملية السياسية وبالتالي محاصرتهم باللوم الجماهيري لاهتمامهم بالسعي نحو التربع  على كرسي الحكومة واهمال الشعب وقضاياه ومعاناته وازماته   واحتياجاته وهو الذي اوصلهم باصواته وبتحديه للموت والدم والارهاب الى سدة المسؤولية ، فاذا ببعضهم يضع كل الاهداف الوطنية البراقة التي سوقها خلال الانتخابات وراء ظهره ممتشقاً حسامه لانتزاع (كرســـي الحكومـــــة) سواء بالتحالفات او بالتوافقات او بالمساومات او بمحاولات العزل والاقصاء او بالتلويح بالانسحاب من هنا وتشكيل التحالف الاكبر هناك او باللجوء الى القضاء للانشغال بدعاوى الخروقات الانتخابية جرياً وراء محاولة (تغييـــــر) المواقع الانتخابية او من خلال التلويح بتدويل المعضلة العراقيه . وهكذا اشتعلت الحرب السياسية على مختلف الجبهات وتصاعدت حدة الاتهامات ولم يعد مهماً لدى هذه الجهة او تلك ان تشكلت الحكومة الان او بعد شهر او بعد دهر فالاهم هو عدم الاحتكام (للتسامــــح الوطنــــي ) وعدم الرضوخ (للتوافـــق الوطنـــــي) وعدم الانجرار (للشراكـــــــة الوطنيـــــة)  وعدم الاعتراف بطاولة الحوار المثلثة او المربعة او المستطيلة او المستديرة . وتبعاً لذلك انهالت العروض والاراء والاقتراحات والافكار والنصائح  والارشادات  بالتروي والحكمة والحذر في محاولات (وطنيـــــــة) جادة لاطفاء لهيب المعارك السياسية التي خلفت مساحة واسعة من الفراغ الامني مما مكن المفخخات والعبوات الناسفة واللاصقة والاحزمة والمتفجرات من استباحة دماء قطاعات شعبية واسعة وهي تؤدي فريضة الصلاة  الى جانب اتاحة الفرصة امام قوات امنية (فضائيــــــة) قادمة من الكواكب البعيدة، ترتدي الملابس الامنية الرسمية وتتمنطق بالاسحلة الامنية الرسمية  وتستقل المركبات الامنية الرسمية وتستخدم الاجهزة الامنية الرسمية لتقوم بمداهمة الدور السكنية  وابادة عوائل باكملها ومن ثم العودة بمركباتها الفضائية المجهولة الى الفضاء الخارجي مستغلة دخان حرائق المعارك السياسية التي حجبت كما يبدو عن البعض (الرؤيـــــة الوطنيــــــة) من الجهات الاربع ولم يعد يرى الا كرسي الحكم الساحر.
 ولان (خدمــــة ) هذا الشعب العظيم تقف في اولويات من يحاول الامساك (بمقـــــود)   قيادة الحكومة المقبلة والتي ما تزال متعسرة الولادة بسبب المخاض السياسي الصعب جراء الغام التناقضات، فان بعض اولئك السياسيين الثوريين التقدميين الديمقراطيين ما زالوا يمتشقون اسلحتهم استعداداً لاضخم المعارك الوطنية الفاصلة دفاعاً عن(خياراتهـــــم الوطنيـــــة) الممثلة بكرسي الحك  حتى لو ادى ذلك الى خسارة نصف القطاعات الشعبية  من الفقراء والمعدمين بسبب الفراغ الدستوري والحكومي والامني الذي وفر ويوفر افضل الظروف امام تجار وسماسرة الارهاب والموت والدمار باقتراف المزيد من مجازرهم الدموية التي هزت الضمير العالمي بعنف لكنها كما يبدو فشلت فشلا ذريعا    في تقريب وجهات النظر بين بعض السياسيين.الى ذلك وحيث فشلت اقتراحات هذه الجهة او تلك بتقاسم منصب رئاسة الوزراء بين رئيسي القائمتين اللتين حصلتا على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية ، كما فشل اقتراح (منــــــح) احدهما رئاسة البرلمان والاخر رئاسة الوزراء ، وتلافياً لمواصلة الدوران في حلقة مفرغة من الاعتراضات على النتائج الانتخابية وعلى  اعمال التزوير والتبرير والتحوير التي شابتها مما ينذر بمواصلة الاعتراضات الى ما لا نهاية، فان هنالك اقتراحاً سحرياً يطفئ للحرب نيرانها ويضع الامور في نصابها ويمنح لكل الكيانات حقوقها ويحقق لكل التحالفات تطلعاتها . ويتمثل هذا الاقتراح (غيـــــــــر الموضوعــــــي) بدعوة جميع الكتل والتحالفات والكيانات والقوائم والاحزاب لتسمية ممثليهم لرئاسة (مجلــــس الــــــوزراء) والعمل على اخضاع الاسماء ( (لقـــــرعة  علنيـــــــة) عبر الفضائيات لسحب اسماء المرشحين ارئاسة الحكومه والعمل على تقليص مدة ولاية رئيس مجلس الوزراء من اربع سنوات الى (اسبـــــوع واحـــــد فقـــــط)، وهكذا سوف يصبح لدينا خلال الاربع سنوات القادمة (208) رؤساء للوزراء خلال الدورة الانتخابية وبذلك سوف تتوفر الفرصة لاول مرة في التاريخ لكل شركاء العملية السياسية (لتـــــذوق حــــــلاوة) هذا المنصب الرفيع الذي سيتيح للبعض تجربة كل امكاناته لبناء العراق الجديد السعيد، كما سيتيح للبعض الاخر الفرصة التاريخية لبناء مستقبله الشخصي والعائلي الجديد المجيد السعيد . وبالطبع سوف تضيع الاموال والواردات وسوف يفشل المسؤولون والعباد في وضع اليد على الفساد وسوف يضيع الاخضر بسعر اليابس ولن يبقى اي سياسي ربما متجهما او عابساً وسوف يتمتع (208) رؤساء للوزراء برواتب خيالية وبالمخصصات الفلكية وبالحمايات الشخصية وبالجوازات الدبلوماسية وباساطيل السيارات الحكومية وبالايفادات والزيارات الرسمية كما سيواصل الفقراء والمعدمون والجائعون والعاطلون والنازحون والمهجرون  تمتعهم بالخطب الثورية وبالشعارات الحماسية وبالاغاني الوطنية ولسان حالهم يردد :
 دكتور جرحي الاولي عوفه ...
 جرحي الجديد عيونك تشوفه.


443
مشاكسة
ســجناء
 بــلا حــــدود
مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تكاثرت وتناسلت وانقسمت وتوالدت واتسعت وتشعبت منظمات المجتمع المدني بالاخص في الدول النامية واللاهية والشاكية والباكية والراقصة والعابسة حتى فاق عددها عدد  قرارات وبيانات ونداءات الجامعة العربية التي فشلت على مدى اكثر من نصف قرن في تحقيق التضامن العربي , وفي توحيد الصف العربي , وفي شد انتباه عشر العرب اليها , في حين نجحت كليبات اليسا وهيفا ونانسي في شد انتباه ولهفة ورغبة ومتابعة كل العرب من المحيط الى الخليج   .

فبعد ان كنا نسمع بمنظمة ((اطباء بلا حدود)) فقط ,   اصبحنا الان نسمع بعشرات , بل ربما بمئات المنظمات بلا حدود في زمن العولمة والديمقراطية واقتصاد السوق والتبادل ((القسري ))  للسلطة الذي انصاع هو الاخر لقوانين التحديث وابدل ستراتيجيته وارتدى  زي (( التبادل السلمي للسلطة )) .. حتى ما عادت بعض الشعوب في الدول النائمة والغائمة والعائمة على بحار الفساد تدرك هل ان ما يجري في بلدانها (( تبادلا سلميا ام تبادلا عسكريا ام تبادلا قسريا)) للسلطة , بالاخص وان ((اسواق)) الانتخابات ((الديمقراطية الشفافة النزيهة)) التي غالبا ما تتم تحت الرقابة الدولية.. والمعايير الدولية والشفافية الدولية .. والقوانين الدولية , اتاحت وتتيح ((حرية )) شراء الاصوات .. وحرية تقديم الهدايا ((النزيهة )) وحرية الاستفادة من ((الخبرات الاقليمية)) والاهم حرية الطعن بالنتائج .. وحرية استصدار قرارات اعادة الفرز والعد اليدوي في المجتمع البدوي  والاهم حرية اجتثاث واستبعاد وتهميش وادانة بعض المرشحين الفائزين الذين تثبت الوقائع والوثائق والحقائق دائما بعد انتهاء الانتخابات انهم اعداء الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان .. مما يؤدي بالتالي الى الانتصار الساحق الماحق للديمقراطية في استبعاد القوائم الرجعية والدكتاتوريه  فالمهم انتصار الديمقراطية والمهم الحفاظ  على الديمقراطية والمهم .. الدفاع عن الديمقراطية حتى لو بقى بعض القادة والرؤساء والزعماء التاريخيين في الدول النائمة والغائمة بين ثلاثين الى اربعين عاماً فوق رؤوس شعوبهم .. وحتى لو قام بعضهم ((بتثوير وتحديث وتطوير وتعمير الديمقراطية)) وتحريرها من (( التبادل السلمي للسلطة )) الى (( التوريث السلمي للسلطة )).

في ظل ذلك تناسلت واتسعت وانقسمت وتوالدت وتشعبت  المنظمات ((الديمقراطية)) التي لا حدود لها فالى جانب ((اطباء بلا حدود)) اصبحت هنالك منظمات ((صحفيون بلا حدود )) و (( جائعون بلا حدود)) و((مفكرون بلا حدود)) و((مطلقات بلا حدود)) و((عوانس بلا حدود)) و ((سجناء بلا حدود)) و ((سياسيون بلا حدود )) و ((مفكرون بلا حدود))  و ((فاسدون بلا حدود)) و ((مفلسون بلا حدود )) و((منافقون بلا حدود )) و ((سراق بلا حدود)) و (( عاطلون بلا حدود )) .

بيد ان الاهم والاقسى والاخطر والامر في جميع هذه المنظمات (( الديمقراطية)) التي تمثل المجتمع المدني وتدافع عن اهدافه واتجاهاته .. وتسعى ((لانتزاع)) حقوقه انبثاق منظمة اوسع واضخم واخطر واشد فاعلية من مئات وربما من آلاف المنظمات المختلفة تلك هي منظمة ((سجون بلا حدود)) التي تمثل احدى ارقى افرازات ((الديمقراطية)) الحقيقية في بلدان العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر، 

وبذلك فقد شهدت تلك ((السجون اليمقراطية السرية)) انطلاقاً من اهدافها ((الأنسانية النبيلة)) ارقى انواع العلاقات والممارسات والرعاية الديمقراطية الشفافة بدءاً من ((الأعتقال الديمقراطي)) العشوائي مروراً ((بالتوقيف الديمقراطي)) ومن ثم وجبات التعذيب اليومية التي تطبق على مدار الليل والنهار وفق اروع وارفع المعايير الديمقراطية الدولية التي تراعى فيها دائما حقوق الأنسان بعيداً عن الظلم والهمجية والطغيان.

فأعمال الكي الديمقراطية لاتتم الا بسكَائر ديمقراطية وفي اشد مناطق الجسم اثارة للديمقراطية كذلك فأن الكيبلات الحديدية والمطاطية الديمقراطية التي تستخدم في اعمال التعذيب الديمقراطية يراعى ان تكون ضرباتها الشفافة الموجعة غاية في الديمقراطية كما ان عمليات قلع الأسنان والأظافر الديمقراطية لاتتم الا بأجهزة ديمقراطية وكذلك فأن اعمال الصعق الكهربائي الديمقراطية لاتتم الا عبر تيار ((ديمقراطي)) والأمر نفسه ينسحب على عمليات تحطيم العظام والأضلاع بطرق ديمقراطية ووفق المعايير الدولية  ، والأهم من هذا وذاك ان عمليات الأغتصاب وانتهاك شرف وكرامة اعداء الديمقراطية لاتتم الا بأساليب ديمقراطية شفافة لاتخدش الحياء ولا تنتهك رجولة الرجال ولا تمتهن انسانية الأنسان.

في ضوء تلك ((الأجراءات الديمقراطية)) الشفافة التي تراعى فيها احكام القوانين والدساتير والأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية والأمزجة والأجتهادات ((والأبتكارات)) الشخصية لحراس وقوات ومحققي السجون السرية فأن السجناء اعداء الديمقراطية يبادرون دوماً واحتراماً لتلك التعاملات ((الديمقراطية)) وخجلاً من تلك الرعاية الأنسانية الأعتراف بكل الجرائم التي ارتكبت ضد الديمقراطية وضد الأنسانية وضد الحرية وضد الأشتراكية منذ زمن قابيل وهابيل الى يوم الدين.

ان التوسع بهذه ((الجنائن الديمقراطية السرية المغلقه )) والتي هي امتداد طبيعي للجنائن المعلقه  سوف يؤدي بالتالي الى ((تعقل)) اعداء الحرية والديمقراطية والثورية والأشتراكية وعدم مطالبتهم بحقوقهم وثرواتهم الوطنية وسيتركون لحكامهم طوعاً الثروات والأمتيازات والمغانم والمكاسب والعائدات وسوف يكتفون بملئ بطونهم بالوعود والشعارات والخطب والبيانات وسوف يكتفون بالتصفيق والهتافات .
من يدري ربما تستدعي مسلزمات الحفاظ على ((الديمقراطية)) في الدول النائمة والغائمة والشاكية والباكية والعابسة والراقصة الى تبني ستراتيجية دولية لأقامة سجون سرية في كل الوزارات والمدارس والجامعات والمطارات والمؤسسات والمستشفيات والدوائر الحكومية ورياض الاطفال  لأعتقال واعادة تهذيب وتدريب واعداد وتأهيل اعداء الحرية والديمقراطية.
عندها سنكون فعلاً بحاجة الى منظمة دولية تنافس الأمم المتحدة شعارها :

(( سجون وقيود بلا حدود لسجناء بلا حدود )).   


444
مشاكسة
عيــن الحســـود
 فيــها الـــف عــود
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com
على الرغم من ان جارتنا الامية البسيطة الطيبة ,((هدية)) كانت تعيش في مستوى معاشي وحياتي جيد , نظراً لثراء زوجها الذي كان تاجراً في الشورجة , الا انها كانت حريصة جداً جداً على كل شيئ بالاخص ما يتعلق منه بالنقود ((حـد البخـــل)) كما انها كانت دائمة   ((التبرم)) من ارتفاع الاسعار التي كانت بنظرها ((خـــرافيـــة ولا تطــاق)) وهي كانت تفكر ربما الف مرة قبل ان تقدم على شراء اي شيء   محاولة ان توحي لمن حولها بالحاجة والفاقة رغم ان الجميع كانوا يدركون الحقيقه  , مدعية انها لا تستطيع ان توفر الحد الادنى من حاجات الحياة اليومية ,حتى كان يخيل لنا انها ربما تتردد عشرات المرات قبل ان تشتري كيلوغراما واحدا من البصل .. او من الطماطم متهمة الباعة المتجولين بانهم ((سراق محترفين )) وتبعاً لذلك كان بامكانها ان تجادل وتتناقش ((بـــروح ديمقراطيـــــة)) لنصف ساعة باعة الفواكه والخضر بهدف تخفيض مبالغ ضئيلة من سعر   الجزر او الخيار او الباذنجان.. وكان الجيران يتندرون على بخلها  زاعمين بان الفواكه غالية الاسعار ممنوعة من دخول بيت ((هديـــة)) .
وعلى الرغم من ان جميع سكان المحلة كانوا يدركون جيداً ثراء عائلة ((ام قحطان)) الا انهم جميعاً كانوا يتظاهرون يتصديقها عندما تعزف امامهم سمفونية ((فقر الحال وضيق ذات اليد)) وعندما تدعي بانها تضطر لشراء ملابساً لاطفالها من(( البالات  )) في وقت كان فيه زوجها ((ابو قحطان)) رحمه الله لا يتوانى عن توفير كل متطلبات الحياة الميسورة ويلومها دائماً على سلوكها ذاك . 
وعندما كنا نتمازح معه حول ادعاءات زوجته بالحاجه وبخلها ومناقشاتها الساخنة مع الباعة المتجولين كان يقهقه عالياً مؤكداً ان تصرف زوجته ينطلق من عقدة داخلية ((خوفاً من الحسد)) فهي كانت دائما ما تردد ((الحســود لا يســـود)) ((عيــن الحســـود فيها عــــود)) وتتلو التعويذات وتضع على ابواب الغرف ((ام الســـبع عيــــون)) .
يبدو وبعد مرور ذلك الزمن الطويل والجميل ان سياسة ام قحطان ((العائليـــــة)) تلك رحمها الله قد تسللت الى العولمة , والى مختلف الانظمة بالاخص في الدول النائمة والغائمة واتخذت منها بعض دول العالم العاشر بحظها العاثر , ثوابت ستراتيجية في سياساتها الاقتصادية بهدف ذر الرماد في العيون , وخلط الاوراق وطرد الحسد عن ثرواتها ووارداتها , لذلك امست تلك الدول دائمة الشكوى والتذمر والاستجداء وخوض المعارك الطاحنة من اجل ان تبقى ضمن قائمة التسول الدولي .
فعلى سبيل المثال لا الحصر , فان العراق الجديد العتيد الناهض المتحرر الذي استطاع ان يحطم الدكتاتورية وان يمضي قدماً في بناء مرتكزات تجربته الديمقراطية وان يحرر اقتصاده من هيمنة الحكام الدكتاتوريين المتسلطين الفاسدين , وان يضعها (( امانــــــــــــة )) بايدي الثوريين الشرفاء المخلصين ما يزال وعلى مدى اكثر من ست سنوات يطرق ابواب الدول المانحة , ويستجدي الدول الغنية, ويجهد نفسه من اجل ((الاستدانـــــة )) من صندوق النقد الدولي في الوقت الذي يطفو فيه على بحيرة خرافية من النفط جعلته مالكاً لثاني اضخم احتياطي نفطي في العالم, وربما ينتزع المركز الاول مع استكشافاته المستقبلية , ومع ذلك فأنه  ما يزال يتسول المساعدات ربما لابعاد العيون الحاسدة عنه .
ووفق لغة الارقام , فقد بلغت ميزانية هذا البلد النفطي الناهض المتحرر لعام ((2010)) ما قيمته ((72,4)) مليار دولار وهي تتجاوز مجموع ميزانيات اربعة دول عربية مجتمعة هي سورية والاردن ومصر ولبنان .
فقد بلغت ميزانية كل من سورية ((16 )) ملياراً والاردن ((7,6)) ملياراً ومصر ((36,5)) ملياراً , اما لبنان فقد بلغت ميزانيته ((6,2)) ملياراً , وبذلك يصبح مجموع ميزانيات هذه الدول الاربعة مجتمعة ((66,3)) مليار دولار , اي ان ميزانية العراق وحدها تتفوق على ميزانيات هذه الدول الاربع مجتمعة بمبلغ (6,1)) مليار دولار في الوقت الذي يبلغ فيه عدد سكان مصر العربيه حوالي ثلاثة اضعاف عدد نفوس العراق  ولعل من يزور العراق ((المتــــقدم)) ومن يزور هذه الدول ((المتأخـــــرة)) سوف يلمس بنفسه المستوى المعاشي والاقتصادي والخدمي و مستوى الرفاه الاجتماعي الذي ((يميــــز)) تجربتنا الناهضة عن تجارب ومستوى معيشة هذه الدول .
فقد استطعنا عبر هذه الميزانيات الضخمة التي تجاوز مجموعها خلال الاربع سنوات الماضية (( 300)) مليار دولار ان نحقق انجازات تاريخية ومكاسب خيالية وخدمات فضائية وفي مقدمتها بناء مسبح نموذجي بقياسات اولمبية لابناء المسؤولين في المنطقة الخضراء , وفي تاهيل متنزه الزوراء وفي زيادة رواتب المتقاعدين والبرلمانيين والوزراء .
 وتبعا لذلك فقد اصبحت  الكهرباء عال العال , والبطاقة التموينية بافضل حال , والخدمات بروعتها تقارب الخيال والبطالة اختفت ولم تعد تخطر ببال وقد اقمنا جنة حقيقية بمواردنا النفطية وقلعة للمساواة والديمقراطية بارادتنا الثورية ولم يبق  في بلادنا عاطل او جائع او عطشان او فقير او متسول او عريان , حتى اصبحت بلادنا مطمحاً لكل انسان ومع ذلك , واتقاءاً لحسد الحاسدين ولكيد الكائدين , ولحقد الحاقدين سوف نبقى نستجدي مختلف الدول ونتسول منها ذراً للرماد في العيون ... حتى نغرق العراق بالديون
 و ... عين الحسود فيها الف عود .
 



445
مديـر مركـز الجواهـري في بـراغ :

الرئيس مسعود بارزاني والجواهري كانا يرتبطان بعلاقات مودة ومحبة واحترام
التهديد الذي القى بالجواهري في متاهات الغربه انطلق من داخل سلطة عبد الكريم قاسم ومن خارجها
المفارقة المفرحة المحزنه ان يحتفي الكورد بشاعر العرب الاكبر وتنساه مدينته
الرئيس مسعود بارزاني زار الجواهري ثلاث مرات بمنزله في دمشق وابى بتواضعه ان يرد له الجواهري الزياره
وصف الجواهري وفاة زوجته الثانيه وهو في التسعين بسقوط سقف البيت
دبلوماسي اشتراكي ابلغ الجواهري بأن حياته مهدده
اقليم كوردستان انصف الجواهري بتميز واقام له تمثالين في اربيل والسليمانيه
رغم انه كان يخشى الموت ويكرهه الا انه تمنى لو يستطيع شراؤه عندما اقعده المرض والشيخوخه
لا يمكن الحديث عن معنى من معاني الانصاف للجواهري من قبل الاحزاب التي وصلت الى السلطه
حصيلة ابداع الجواهري ((200 )) قصيده بأكثر من (( 25 )) الف بيت
لقب شاعر العرب الاكبر اطلقه عليه الدكتور علي جواد الطاهر
 حــوار : مال اللـــه فـــرج
     Malalah_faraj@yahoo.com
 
مدخــل

بين الثورة والغربة والحزن واللوعة والمرأة والتحدي والرفض واللهفة والحب الشفيف مثل الحلم تارة والمجنون مثل مهرة جامحة تارة اخرى والحنين الممض الى (دجلة الخير) تشكلت سمات شخصية (شاعر العرب الاكبر) محمد مهدي الجواهري، عملاق الشعر وعموده الذي أحس باعمدة منزله تتهاوى واحداً أثر الآخر وهو يفقد احباءه واحدا اثر الاخر ، واصفاً رحيل زوجته الثانية وهو في التسعين بـ(سقوط سقف البيت).
تاريخ ثر من الفكر والثورة والمكابرة والرفض والابداع والمعاناة ونزيف الغربة المتواصل الذي كان ينهمر مثل زخات المطر المتواصل بأعماقه ويغلف معظم قصائده بالحزن واللوعة معا، توقفنا في محطاته.. وقلبنا بعضاً من اوراقه لنشم ضوع انسان انسان هزم التحدي وصارع الغربة والشوق والمعاناة ولهفة القلب المشدود بخيط الحنين الى بغداد والى (دجلة الخير) بالذات، لكنه وهو الذي حارب على كل الجبهات بشفافية الكلمه وبرهافة المعنى وبرشاقة القصيدة الوالهة المقاتله انهزم في صراعه مع الغربة و الموت ليحتضنه ثرى (دمشق) بعد ان ترجل عن صهوة مهرته الجامحه.
في حوار ثر متعدد الاتجاهات مع الزميل والصديق و الذي سبق ان جمعنا عملنا الصحفي المشترك ونحن نترسم خطواتنا الاولى في بلاط صاحبة الجلاله قبل نحو اربعين عاما ونطبع اولى بصماتنا الصحفيه على صفحات مجلة الفكاهة مع نخبة خيره من الزملاء الشباب الرائعين انذاك الاستاذ (رواء الجصاني) مؤسس مركز الجواهري الثقافي في براغ ومديره استقلينا (سفينة الذكريات) وتوقفنا في أبرز الموانئ المتعلقة بسيرة وحياة وصراع (شاعر العرب الاكبر) بالاخص وانه رافقه لاكثر من عشرين عاماً.. وكان شاهداً اميناً على الظروف والاحداث التي مر بها الجواهري وكان هذا الحوار:


مال اللــه فــرج



*متى تأسس مركز الجواهري
 الثقافي؟ وما أبرز اهدافه؟

 
-بعد رحيل الجواهري عام 1997، برزت الحاجة لتوثيق ابداعاته ومنجزاته الفكرية والثقافية، وبدأت مجموعة من أصدقاء الجواهري ومحبيه التباحث في كيفية الحفاظ على تراثه الانساني، وبعد انشطة ثقافية حول الجواهري هنا وهناك.. تبلورت الفكرة لدينا عام 2002 وبادرنا بتأسيس منظمة مدنية باسم (مركز الجواهري الثقافي في براغ) بحكم كون الجواهري عاش في براغ لمدة ثلاثة عقود منذ 1961-1991، ونظم خلال تلك الفترة نحو خمسين قصيدة، لعل من أبرزها كما هو معروف (دجلة الخير) و(قلبي لكوردستان) وفي رثاء الزعيم العربي جمال عبدالناصر و(المتنبي فتى الفتيان) كلها كانت من قاعدة عطاء الجواهري في براغ على سبيل المثال.
اضافة لذلك وبحكم القرابة الوثيقة معه (وهو خالي كما تعرفون) كنت معنياً ومكلفاً ومسؤولاً عن اقامته وعمله ونشاطاته وتحركاته وعلاقاته منذ عام 1979 وحتى رحيله الى الشام عام 1991، لذلك فقد توفرت لدي المئات من الوثائق الخاصة والشخصية والصور والكتابات، وضعتها باجمعها تحت تصرف المركز ليصبح الان المركز الوحيد المسؤول عن تراث الجواهري وتاريخه ومنجزاته وصوره وغير ذلك من الوثائق.
 
*ما أبرز ما حققه المركز؟ وما
 الذي تطمحون لتحقيقه مستقبلاً؟

 
-تدير المركز نخبة متطوعة من محبي الجواهري واصدقائه دون مقابل لابراز المنجز الثقافي العراقي عامة، وليس الجواهري وتراثه وحسب، وكنا نطمح ان يتعدى هذا النشاط براغ الى اوربا، ولكن بحكم محدودية الجانب المادي، ونحن نتباهى بأننا لم نتلق أي دعم لحد الان، برغم مختلف الانشطة التي قمنا بها، باستثناء مرة واحدة تلقينا دعماً من وزارة الخارجية العراقية ولم يكرر ذلك ولحد الان، برغم مراسلاتنا ومخاطباتنا للمؤسسات الثقافية، وللمسؤولين السياسيين ولقاءاتنا المباشرة مع المسؤولين، وانا تحدثت مباشرة مع (السيد   جلال الطالباني) ووعد خيراً واوعز أمامي الى عدد من المتابعين او المرافقين له، لكن لا احد يعلم سبب عدم الاستجابة، وكتبنا ايضاً للسيد وزير الثقافة مفيد الجزائري الذي كان هو احد العاملين مع الكادر الاعلامي لمؤسسة بابلون ويبدو انه حينما اصبح وزيراً انشغل بقضايا اخرى، كما تحدثت مع شخصيات اخرى، وعلى سبيل المثال مع السيد عمار الحكيم مباشرة، ومع الاستاذ هوشيار زيباري باعتباره وزيراً للخارجية، على اية حال انني احاول ان اجد مبرراً لانشغال المسؤولين بمهمات كبيرة.
 
 


*هل تفكرون بتحويل مركز الجواهري
 الى مؤسسة لرعاية الشعراء الشباب مثلاً؟

 
-هذا كان ضمن برنامجنا الذي قدم بشكل رسمي الى المؤسسات الثقافية الجيكية التي اجازت المركز وايضاً تحضرني ملاحظة، ان ما قدم من الجيك لرعاية المركز برغم محدوديته هو اكثر بكثير مما قدمته السلطات والمؤسسات والشخصيات الثقافية في العراق، وكان ضمن برنامجنا وضمن النظام الداخلي والدستور الذي اجيز المركز في ضوئه، ان يكون مركزاً للتبادل الثقافي ليس فقط عن الجواهري وانما ايضاً ان يتوسع شيئاً فشيئاً حتى يغطي الكثير من الفعاليات الثقافية المختلفة.
 

*كيف تقيمون اهتمام اقليم
كوردستان بالجواهري؟

 
-في مقالة صحفية سابقة ذكرت ان من المفارقة المفرحة والمحزنة ان يحتفي الكورد بـ (شاعر العرب الاكبر) في أبرز مدينتين لهم وهما اربيل والسليمانية في حين ان مدينة النجف التي ولد فيها وخرج منها الجواهري يعد فيها المسؤولون لكن لا احد يعلم متى ستنفذ الوعود، وفي بغداد ايضا ًهنالك تصريحات ووعود واهتمامات تطلق منذ سبعة اعوام والى الان لا يوجد أي اجراء تنفيذي، صحيح جرت بعض المهرجانات او اللقاءات، لكن الشعوب المتحضرة تقاس بمدى اهتمامها بمثقفيها ورموزها وشخوصها الابداعية.
 
*كيف تقيم مشاعر الجواهري
تجاه الكورد؟


-لدينا مشروع للكتابة حول (الجواهري والكورد وكوردستان) وبالمناسبة فاجأني الزميل الاستاذ طارق ابراهيم شريف بان لديه ذات الفكرة والتوجهات وانني من خلال اعدادي لهيكل هذه الدراسة حضرت اكثر من مناسبة، والى جانب قصيدته (قلبي لكوردستان يهدي) الشهيرة فان هنالك جملة من المواقف الفكرية والنظرية والقناعات التي باح بها الجواهري علناً في مواقفه الى جانب الشعوب المناضلة، وسوف نوثق في مشروعنا هذه المواقف ومنها مشاركته في مهرجان (بيره ميرد) وتوثيق قصيدته عن الشاعر الكوردي الشهير (بيكه س) ومراسلاته مع الزعيم الكوردي الراحل ملا مصطفى البارزاني وعن علاقات الصداقة التي كانت تربطه بالسيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني وعن زيارات الرئيس مسعود بارزاني الى دمشق وزياراته للجواهري في بيته، وانا شخصياً حضرت ثلاثاً من تلك الزيارات، التي كانت زاخرة بالمشاعر والمناقشات وتبادل الآراء والمودة والمحبة المشتركة.

 


*باعتباركم شاهداً على تلك الزيارات
 كيف وجدتم علاقة الجواهري بالرئيس
 مسعود بارزاني؟

 
-تعدت تلك العلاقة الاطر السياسية الى علاقة احترام ومحبة، حتى ان الجواهري كما اذكر قال للرئيس مسعود بارزاني بالحرف الواحد: (اخجلتني بتواضعك وباهتمامك بزيارتي)، وقد أبدى الجواهري رغبته في رد الزيارة، لكن الرئيس مسعود أعتذر بكل تواضع.. وهذا اللقاء كان في سوريا عام 1987، ولدينا صور فوتوغرافية متفردة توثق لقاء (كاكه مسعود) بالجواهري.
 
*كيف كان ينظر الجواهري
 لشخصية السيد مسعود بارزاني؟


-كان الجواهري يتابع باهتمام المعلومات والنشاطات التي كان يقوم بها السيد مسعود بارزاني بشكل استثنائي ومتميز، وعلى العموم كما يعرف الكثيرون ان الجواهري كان موضوعياً في تقييماته لا يتسرع ولا يبالغ، وكان يجد في سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني عموماً مواقف متزنة ومتأنية ومنفتحة أنني اسجل ذلك للتاريخ، وبالتأكيد فان احترام الجواهري وتقديره لمواقف الديمقراطي الكوردستاني انعكاس لمواقف وسياسة رئيس الحزب السيد مسعود بارزاني، وكان يقول كم يحتاج العراق الى شخصيات مثل الرئيس مسعود ليتخلص من ازماته ومن مشكلاته، وقد كرر ذلك بعد زيارة الرئيس مسعود له عدة مرات.
 
*كم بلغ عدد زيارات السيد
 مسعود بارزاني للجواهري؟


-انا شخصياً حضرت ثلاث زيارات في بيت الجواهري في الشام خلال الثمانينيات.
شخصية الجواهري

*من الذي اطلق على الجواهري
 لقب (شاعر العرب الاكبر) ومتى؟


-سبق ان اطلقت على الجواهري عدة القاب منها شاعر العراق الاكبر وشاعر الامة الاكبر لكنه كان يفضل هذه التسمية (شاعر العرب الاكبر) وهذا اللقب بتقديري اطلق من قبل الدكتور علي جواد الطاهر، في مطلع الستينيات، وأخذ اللقب بالانتشار حتى اصبح حقيقة لا يختلف عليها اثنان، حتى من قبل الذين لا يحبون الجواهري شخصياً، لانه هضم في السنوات الطوال بحكم مواقفه المتنورة،ظلم من قبل الاخوة المتدينين المتشددين، ظلم من قبل القوميين المتشددين وظلم من قبل اليساريين المتشددين، و مع ذلك فقد باتت قامة الجواهري عموداً يقيس عبرها الشعراء والادباء مقاساتهم.



 
*من من شعراء المعلقات ترى
 ان الجواهري كان امتداداً له؟
 ومن من الشعراء الان يمكن ان
 يكون امتداداً له؟

 
-لم يكن الجواهري معجباً كثيراً بالمعلقات، لكنه كان يؤكد في اكثر من تصريح وموقف قربه واقترابه من البحتري والمعري والمتنبي.
 
*ومن ترون انه يمكن ان يكون
امتداداً له؟


-هذه اشكالية بدأت ولن تنتهي، لانه كما كتب الكثير انه بعد الف عام ظهر الجواهري بعد المتنبي، فكم نحتاج لظهور جواهري جديد.

*ما أبرز حالات قوة الجواهري
 وحالات ضعفه؟

 
-سأجيبك ببيتين من شعره يقول:
عجيب امرك الرجراج         لا جنفاً ولا صددا
تضيق بعيشة رغد               وتحسد كل من رغدا
ولا تقوى مصامدة             وتعشق كل من صمدا
هو يقول عن نفسه لست ثابتاً في موقف ولن اثبت لان الحياة متغيرة،وثبات الرأي عند موقف معين لا يعني الا التقولب والجمود.
  
* ما أخطر ما مر به الجواهري؟

- كانت الغربة، ليست بمعناها الجغرافي، وانما بمعناها الأنساني ذات تأثير قاس عليه وهو يقول في ذلك:
يا غريب الدار لم تكفل           له الأوطان دارا
يا غريب الدار ناغي الشعر       يحضك الحوارا
سامح القوم انتصافاً              واختلق منك اعتذارا
علهم مثلك في                   مفترق الدرب حيارى
كانت الغربة.. والشعور بالهضمية هو الأخطر، فقد كان عند رحيل الأحبة صامداً، وفي التهديد لا يخاف، لكن اقسى ما كان يعاني منه شعوره بأن ما قدمه لهذا البلد حصد جزاءه اغتراباً وأن يبقى حتى اليوم بعد وفاته في ثرى دمشق وتجد انعكاسات ذلك في عشرات من القصائد والمواقف.
 
 

* هل تعرض الجواهري للتهديد
 قبل ان يرمي نفسه في متاهات الغربة؟


- التهديد الذي دفع به لان يقرر الأغتراب هو ما سجله في ذكرياته من أن هنالك مجموعة، وهنالك محاولات من داخل سلطة عبد الكريم قاسم ومن خارجها للنيل منه، وكما يثبت بأنه ابلغ بشكل شبه رسمي من احد دبلوماسيي أحد البلدان الأشتراكية بأن حياته مهددة بالخطر، ومعروف كيف كانت الأوضاع في أعوام 1960، 1961، ولذلك.. واهتماماً من الدول الأجنبية بالمثقفين والمبدعين، وجهوا له دعوة لزيارة المانيا الديمقراطية، واغتنم الجواهري فرصة انعقاد مؤتمر تكريم الأخطل الصغير (بشارة الخوري) في لبنان، وأطلق هضميته بصرخة كبيرة ثم توجه الى المانيا، ودعي صدفة الى الجيك، ويبدو أنه طاب له المقام، فبقي هنالك ما بقي، وبالمناسبة فإنه في بدايات خروجه قال هذه القصيدة الأنسانية المعبرة في تكريم بشارة الخوري:
ابشارة وبأي ما شكوى           اهزك يا حبيبي
شكوى الغريب الى الغريب       ام القريب الى القريب
هل صك سمعك بأني             من رافدي بلا نصيب
في كربة وأنا الفتى الممراح        فراج الكروب
وأذكر ان أحد الصحفيين اللبنانيين كتب في حينها أنه عندما يخرج الجواهري من العراق فأستقرأوا ما سيكون عليه العراق!
 
* ماذا عن موقف النظام السابق
 من الجواهري؟


- كانت هنالك مضايقات لافراد عائلته، فقد اعتقل ابنه كفاح وعذب تعذيباً (مناسباً) واستدعيت ابنته (خيال) الى التحقيق ثم تمت مطاردة ابناء عم الجواهري بحجة تبعيتهم لأيران واراد النظام اثارة الأحقاد الطائفية مجدداً ومعروف كيف كان موقف الطائفيين المتشددين منه في العشرينيات، وبرغم كل عنفهم وقساوتهم وبرغم كل جرائمهم، يبدو ان الجواهري كان يرهبهم امام الرأي العام العربي والعالمي اذا ما تعرضوا له بشكل مباشر.
 
* ما عدد دواوين وقصائد الجواهري الشعرية؟

- بالنسبة لدواوين الجواهري فأن المجموعة الكاملة التي صدرت وكانت أكثر دقة، آخرها في لبنان عام 2000 بخمسة اجزاء، قصائده بحدود 200 قصيدة، اما ابياته الشعرية فتعددت (25) ألف بيت شعري، اما دواوينه فقد جمعت كلها في مجموعته المؤلفة من خمسة اجزاء عدا مذكراته التي صدرت في جزئين الأول صدر سنة 1989.
 
* متى شعر الجواهري ان قبضة
الحزن كانت قوية وقاسية عليه؟


- ابرز خمس مآس عائلية عانى منها الجواهري كانت استشهاد شقيقه جعفر ووالدته وهو في الغربة. وزوجته الأولى (أم فرات) سنة 1939، ورثاها بقصيدة مؤثرة حيث كان في بيروت وسمع بوفاتها وهي شابة بعد.. والرابعة وفاة شقيقته الوحيدة ودفنت في الشام، والأخيرة وفاة زوجته الثانية، وقال: كنت اتحمل كل تلك المآسي لأنني كنت قوياً.. أما مأساته الأخيرة بوفاة زوجته الثانية فقد هزته بعنف إذ كان في التسعين من عمره.. وقال (لقد سقط السقف) وبدأت منذ تلك المأساة صحته بالتدهور.
 
* هل كنت معه في لحظاته الأخيرة؟
 
- مع الأسف اقول بأنني لم استطع نفسياً ان اتحمل مرأى عذاباته ومعاناته في سنته الأخيرة.

* ما الذي اوصى به قبل وفاته؟
 
- الى جانب الوصية العائلية حول ما لديه من ارث محدود، فقد اوصى ان يدفن في دمشق قرب شقيقته وزوجته.

* هل كانت الغربة عاملاً للأبداع
 لدى الجواهري أم بحراً للأحزان بلا حدود؟

 
- هو تحدث عن ذلك، مؤكداً ان الشاعر ما لم تلم به احداث جسام لا يستطيع ان يبدع، واحياناً سواء كان يقصد المزاح أم الصدق كان يقول انه من محاسن عبد الكريم قاسم انه دفعه للخروج من العراق لينتج ما انتج من ابداع ثر، فكانت تهزه الأحداث فيهزها بقصيدة.

* أين تضع الجواهري في السياسة
 ام الأدب ام المرأة أم الغربة ام الوطن ام الحب؟


- هو موجود في ذلك كله، بالأخص في الجانب الأنساني
 
* ما ارق بيت شعري تحفظه عن الجواهري؟
- بيت يقول فيه:

 
ما شاء فليكتب عني الدهر اني  لا ابالي
                      ان كان خصرك في اليمين وكان كأسي في الشمال
  
* ما الذي كان يكرهه ومالذي كان يحبه؟
 
- الشيء الذي كان يكرهه بشكل مباشر ويخشى منه ويفكر به دائماً كان الموت، وهو يعبر ببيت شعري عن ذلك الموقف قائلاً:
    أنا اكره الموت اللئيم وطيفه
                      كرهي لمقاتل كذاب
ذئب ترصدني وفوق نيوبه
                     دم اخوتي واحبتي وصحابي
 مع كرهه الشديد للموت بيد ان المفارقة المؤلمه انه كان يتمناه في ايامه الاخيره وكان يقول   ( الا موت هنالك فأشتريه) كان يريد ان يتخلص من معاناته وكان يؤمن بالمثل الصيني (ولدوا فتعذبوا فماتوا) وفي ايامه الأخيرة كان يشعر بأنه اصبح عبئاً ثقيلاً، قدماه لا تحملانه.. فبدأ يضيق بتلك المعاناة وهو يسحب أو يحمل أو يقوم الآخرون بأطعامه وكانت تلك المعاناة بالنسبة له ربما اصعب من الموت.

* متى توقف عن نظم الشعر؟

 
- سنة 1993، عندما كتب رسالة شكر الى منظمي المسابقة الثقافية والجائزة التكريمية للمثقفين في استراليا، فقد دعي ولم يستطع الذهاب فأرسل لهم قصيدة شكر وتقدير لمنحهم اياه وسام التكريم الثقافي لعام 1993.

 

* كان الجواهري نقيباً للصحفيين
 العراقيين ورئيساً لاتحاد الكتاب
 والأدباء هل انصفته الجهتان؟

 
- الأجابة معقدة، لكنني اظن انهم لم يستطيعوا ان ينصفوا انفسهم حتى الآن، فهل يستطيعون ان ينصفوا الجواهري؟
 
* هل انصفته الحكومة العراقية؟
 
- لا يمكن الحديث عن معنى من معاني الأنصاف للجواهري من قبل الأحزاب التي وصلت الى السلطة ولاسباب ارى انها متداخلة، من ابرزها انها لا تحتمل افكار الجواهري التنويرية والتوجيهية والأنهاضية فلهم ما يعذرهم بتقديري.
 
* هل انصفه اقليم كوردستان؟
 
- الى حدود كبيرة وبتميز وتفرد، وقد تجاوز الشعب الكوردي وقيادته وسلطته الحدود المطلوبة، إذ لم يكن مطلوباً منها ان تقيم تمثالين للجواهري في كل من اربيل والسليمانية وأنا اذكر دائماً عبر الفضائيات والصحافة هذا الأهتمام.. صحيح ان الجواهري كتب قصيدة حول الكورد.. ولكن هل تستحق القصيدة كل هذا التقدير والوفاء؟ أظن ان هذا نابع عن طيبة الشعب الكوردي ووفائه وتقاليده.

آهــة الغـــربة

اخيراً.. ترجل فارس الشعر العربي الذي ملأ الدنيا ضجيجاً عن جواده.. رحل الجواهري غريباً.. ودفن في الغربة.. بعيداً عن (فراتيه) وعن (دجلة الخير) وكأني به في (جواهره الشعرية) وفي رحيله يرسم لوحة للألم والحزن والمعاناة.. ممزوجة باللوعة والعتاب والمكابرة.. وهو يشدو بألم:
 
يا ابن الفراتين قد (تنكر) لك البلد
 و(كنت) فيه الصادح الغرد
لكنه سيبقى جزءاً حياً خالداً من سفر التأريخ والحضارة والثقافة والأبداع الانساني على مر الزمان وستبقى قصائده دررا متوهجة بالابداع وبرهافة الاحاسيس والبلاغة والمعاناة .. فالتأريخ لا يموت ولا يمكن ان يموت .
 
حــــوار : مال اللـــه فــــرج
عدسة : فاضــل فرامــوش
 Malalah_faraj@yahoo.com



446
مشاكسة
حكومـــــــــة طينيـــــــــه
مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

قلبت العولمة المعايير الدولية التقليدية رأسا على عقب وادخلت رياح التغيير الى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية  والفنيه وحتى الاسرية حيث اطاحت بعجلة القيادة الزوجيه من ايدي الازواج ووضعت سلاح ((الخلع)) بايدي الزوجات وعززت سياسة ((الاقتصاد في النفقات)) لاحتواء الازمة الدوليه حتى جعل الاقتصاد ملابس الفنانات تضيق على اجسادهن ولم تعد تستطيع ان تستر الا اقل  القليل منها في حين توارت الاغاني الرشيقة الانيقة الرقيقه  للقبانجي والغزالي  ولمحمد عبد الوهاب ولسيدة الشرق لتحل محلها اغاني ((الفرقعة و الطرقعة والقرقعه )) وفي مقدمتها الاغاني التي تمجد العنب والتفاح والخوخ والحمير والحناطير ومستلزماتها من اللمز والغمز والهز واكل الوز.
 
كذلك فقد اطاحت العولمة بخارطة العلاقات الدولية فغيرت مفاهيمها واسقطت تقاليدها, واقامت قيماً سياسية جديدة فتراجعت المبادئ والسيادة الوطنية هنا وهناك امام زحف المغانم الشخصية والمكاسب الحزبية المرتبطة بالمصالح الاقليمية .
 
وبعد ان كانت عاصمة اي بلد تمثل مركز القرار ومركز الثقل السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي فيه فضلاً عن كونها ((بيت الحراك السياسي الوطني )) الذي كان في السابق لا تتعدى اتصالاته ومباحثاته ومناقشاته واراؤه واقتراحاته وصفقاته ومساوماته واتفاقاته الجدران والحدود الوطنية باي حال من الاحوال وتحت اي ظرف او ضغط او سبب او مسوغ , فان بعض (( سياسيي )) هذا الزمن بالاخص في الدول النائمة والغائمة والمتثائبة والمستلقية والمتوسلة والمتسوله والمستجدية الذين قذفت بهم امواج المصالح السياسية على شواطئ المسؤولية فامسكوا بتلابيبها بشدة في غفلة من الزمن تجاوز بعضهم كل القيم والتقاليد والمصالح الوطنية , وتطلع بنظراته الى ما هو ابعد واهم من عواصم بلدانهم, واشرأبوا  باعناقهم الى خارج الحدود , نحو((عواصم اقليمية   بعينها )) لتكون البوصله لاتجاهاتهم والمحرك لانشطتهم و الموجه لخطواتهم على حساب حرية وكرامة وحقوق ومصالح  وخصوصية شعوبهم .
 
وبعد ان كانت السيادة الوطنية مرتبطة بشرف وبقيم وبمبادئ كل السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين ومنظمات المجتمع المدني وصناع القرار في مختلف الانظمة والازمنة والعصور وهم يرون بل ويجمعون على ان(( السيادة الوطنية)) خطوطاً حمرا  , لا يجب باي حال وتحت اي ظرف او ضغط او مسببات او مبررات او مسوغات تجاوزها من قبل اية جهة او هيئة او حكومة او حزب او مصالح اقليمية او دولية فقد تحولت الخطوط الحمر لتلك السيادة الوطنية , على ايدي بعض السياسيين المعاصرين حديثي الولادة والخبرة والتجربة في الدول النائمة والغائمة الى ((ضوء اخضر)) بامكان مختلف المصالح الاقليمية تجاوزه وقتما تشاء وبعد ان كانت العلاقات الاقليمية في خدمة المصالح الوطنية, فقد استطاع بعض فرسان السياسه بصولاتهم الاقتحامية الاطاحة بها ووضع المصالح الوطنية في خدمة العلاقات والسياسات والمصالح الاقليمية لدولة معينه حتى تحولت بفعل هذه التقاليد العولمية بعض الدول الثورية الاشتراكية النهضوية الديمقراطية المتحررة ذات السيادة والاستقلال في دول العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر الى ((ساحات خلفية)) لسياسات وعلاقات ومصالح هذه الدولة او تلك وامست بعض هذه الدول الاقليمية مركزا للاستشارات المركزية لدول بعينها , وهكذا ضاعت وتهاوت وانصهرت وذابت وتلاشت ((السيادة الوطنية)) امام المصالح الفرديه المرتبطه بخدمة المصالح الاقليمية على ايدي بعض فرسان ((السياسة الدولية)).
وهكذا شهد العالم واحدة من اكبر واضخم واوسع وابرز ((الهجرات السياسية)) الجماعية الى الدول الاقليمية استعداداً   للانتخابات البرلمانية بهدف الحصول على الدعم المادي والمعنوي والخبراتي والتوجيهي (النزيـــــــه ) حتى خيل للبعض ان الانتخابات ( الوطنيــــــه ) قد تحولت الى انتخابات (  اقليميـــــه ) بالاخص وان ( مزادات ) الدعم  المالي والسياسي والدعائي ,  قد شهدت سخونة غير مسبوقة , ترجمتها سعة وتنوع الحملات الدعائية غير المسبوقة ونوعية ((الهدايا الانسانية)) التي قدمها المرشحون للناخبين والتي لم يكن ينقصها الا عبارة ((صنع في ........... ؟؟؟))
 
وبذلك فقد جاءت النتائج ((الواقعية )) للانتخابات ((الديمقراطية )) تتويجاً لارقى المعايير ((الدولية)) و (( النزاهة الاقليمية )) .
 
لكن الادهى والامر ان هذه ((الهجرة  السياسية  )), لم تتوقف باعلان النتائج الانتخابية , بل ازدادت سعة وكثافة بعد الانتخابات ... وتسابق السياسيون والبرلمانيون والتحالفات والكيانات والقوائم والجبهات الى (( عاصمة  اقليمية))   ليحولوها الى ((مطبخ سياسي)) للتشاور والتباحث والمداولات... وعرض الافكار والطروحات ... بدل ان يفعلوا ذلك في وطنهم .. وداخل اسوار عاصمتهم وبين ابناء شعبهم وجماهيرهم ومع ذلك فما زالت خطب وشعارات وبيانات وتصريحات وتأكيدات كل الاحزاب والتحالفات والتكتلات والكيانات تلتقي عند ((الســـيادة الوطنيــــة)) والتصدي للتدخلات الخارجية بيد ان الاخطر من ذلك الجولات المكوكية لمختلف المسؤولين على نفقة الدولة بالطبع , في مختلف الدول الاقليمية للتباحث واستطلاع وجهات نظر واراء واقتراحات وتطلعات وربما ((شروط )) هذه الدول حول تشكيل ((الحكومة)) وكأننا بصدد تشكيل ((حكومة اقليمية)) لابد ان يكون لكل دولة من هذه الدول التي لم يسبق لها ان استشارتنا حكومتها , رأيها وموقفها وخياراتها حول لون وطعم وشكل وموقف واتجاه ((حكومتنا الوطنية)) التي ربما يحاول البعض عبر هذه الاتصالات ((النزيهة))  تحويلها خدمة لمصالحه ولمصالح الجهات التي مولت ((بكــل نزاهـــــــة)) حملته الانتخابية من حكومة ((وطنيـــــــة )) الى حكومة (( طينيـــــــــة)) تتلقى الارشادات والتوجيهات والنصائح وربما الاملاءات من دول بعينها .
 
عندها يا سادة يا كرام ..
 لنقرأ على ((الســـــيادة)) السلام .

 


447
مشاكسة
جنــة جنــة جنــة
واللــه يا وطنــــا
مال اللــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

انطفأت حرائق المعارك الانتخابية التي احرقت بدعاياتها الضخمة وغير المسبوقة ربما مئات المليارات من الاموال النظيفة والملوثة والقذرة (( الفائضــــــــــة ))   عن حاجات العراق الناهض وعن حاجات العراقيين المرفهين الذين هدموا خط الفقر كما هدم الالمان من قبلهم جدار برلين , واصبحت اغنيتهم الوطنية والعاطفية المفضلة والموحدة التي يتغنون بها في مختلف مناساباتهم العامة والخاصة ((جنــــــة جنـــــة جنـــــــة واللــــــه يا وطــــــنا )) بعد ان وفرت لهم برامج وخطط وشعارات ووعود وتصريحات وتأكيدات وبيانات وخطب البرلمانيين والمسؤولين والاحزاب والكيانات السياسية المختلفة خلال المرحلة الماضية ارفع مستوى من الرفاهية والرخاء الاقتصادي , والحريات العامة والضمانات والخدمات المختلفة والعدالة في توزيع المناصب وفي تقلد الوظائف العامة دون الحاجة لكتب التوصية او التزكية من هذا  الحزب او ذاك حتى باتت شعوب الارض قاطبة تحسدهم على هذه التجربة الرائدة .. وعلى هذه الرفاهية السائدة .

ان هذا التطور الهائل الذي تحقق بعطاء الحكومة والبرلمان والاحزاب والتحالفات خلال المرحلة الماضية والذي حول العراق الى (( جنــــــــــة حقيقيـــــــــــة )) خالية ونظيفة تماماً من اي نوع من الفساد المالي والاداري , وهدر الثروات الوطنية وتزوير الوثائق والشهادات   بهدف تولي المناصب الرفيعة وتحويل الوزارات ومؤسسات الدولة الى املاك عائلية , وتبذير الميزانيات على السفر و الايفاد وتعيين كوادر لا تمتلك الا ادنى الكفاءات باعلى الرواتب والدرجات والمخصصات مما حفز ذلك بعض البرلمانيين القدامى الذين رشحوا انفسهم للدورة الجديدة .. للتاكيد خلال حملاتهم الانتخابية على مواصلة ((ذات النهــــج والمســـيرة والمشــــــوار )) الذي ما تزال نكهته  المميزه على السنة العراقيين , وما تزال مكاسبه تستوطن ضمائرهم واحاسيسهم واعماقهم , وراحوا يطالبون بتغيير النشيد الوطني بانشودة ((جنـــــــة جنــــــة جنــــــة واللـــــــه يا وطـــــــنا )) تخليدا للجنة الحقيقية التي يعيشون في كنفها .

كذلك فان هذه ((الانجــــازات التاريخيــــة  والمكاســــب الاجتماعيــــة والانتصـــــارات والملاحـــــم والماثـــــــر الوطنيــــــة )) سواء تلك التي حققها البرلمان بصلاحياته التشريعية والرقابية التي مارسها باعلى درجات الكفاءة والحرص والدقة والامانة والحزم  الثوري مما جعل المسؤولين في الحكومة يتلفتون اثناء سيرهم يميناً ويساراً خشية العيون والمجسات البرلمانية الرقابية الدقيقة التي نافست اجهزة كشف المتفجرات والمفخخات بدقتها المتناهية , او تلك الانجازات التي حققتها الحكومة بصلاحياتها وسلطاتها ومسؤولياتها التفيذية المباشره ممثلة بتجاوز معظم الوزراء والمسؤولين لخططـهم و برامجهم المختلفـة بنسب تجــاوزت 150 % بالاخص بعد اعلان منظمة الشفافية الدولية خلو العراق من اي نوع من انواع الفساد المالي والاداري وتربعه على عرش الدولة الاولى في النزاهة بالاخص وان هيئة النزاهة لم تكتشف ضمن ملاكها الا  بضعة موظفين فقط   استخدموا (( بنزاهتهـــــم المفرطــــة )) شهادات مزوره   .
على الجانب الاخر فان هذا التطور الهائل الذي يمثل قفزة نوعية ربما يحفز المنظمات الدوليه   الى الدعوة لاعلان عام 2010 عام العراق لتتعلم منه كل الشعوب وكل التجارب وكل الانظمة    اسس وقواعد وثوابت ومرتكزات   وقيم اقامة المجتمعات الديمقراطية التي بامكانها ان تجعل وبكفاءة عالية واحدة من اغنى الدول النفطية , الدولة الاولى في التسول واستجداء المساعدات الدولية وتحويل الاستقلالية والسيادة الوطنية الى ساحة مفتوحة للعواصف والاعاصير والمصالح الاقليمية .

وفي هذا الاطار , ما ان انطفات حرائق المعارك الانتخابية الضارية حتى اندلعت حرائق اخرى اقسى وامر غطى لهيبها العلاقات الزوجية والسياسية معاً , اشعلت فتيلها النتائج الانتخابية التي اطاحت بامال وطموحات بعض المرشحين وجعلت الملايين التي بذروها على دعاياتهم الانتخابيه  في مهب الريح  , وفي الوقت نفسه هدمت استقرارهم العائلي , ورفعت من مستويات امراض الضغط والسكر والقلب لديهم كما رفعت من معدلات الطلاق ايضا بين عوائلهم  .
 
 فقد اظهرت النتائج الانتخابية على صعيد المرشحين الخاسرين  , حصيلة كارثية مثيرة للدهشة والاعجاب وللتندر والاستغراب ربما لم تحدث سابقا في اية انتخابات برلمانية في العالم تمثلت  وفق احصائية اعلامية بحصول ((166)) مرشحا على صوت واحد فقط لكل منهم اي بمعنى   ادق ان هذه (( الكفــــــــاءات الوطنيـــــــــة النادره )) لم تحظ  على الاقل بثقة عوائلها وأن هؤلاء المرشحين لم يحظوا بثقة زوجاتهم وابنائهم على الاقل  مما فجر الخلافات الزوجية وادى الى اندلاع المعارك الاسرية والتلويح بخيارات الطلاق امام الزوجات وبالعقوبات الاقتصادية امام الابناء وبالمقاطعة امام الاقارب والاصدقاء رافق ذلك حصول عدة مئات من المرشحين اصحاب ذات الكفاءات الوطنيه على صوتين الى ثلاثة اصوات فقط .

اما  على الجانب السياسي فقد عمد  مختلف المرشحون الفائزون ومختلف الكتل والكيانات والتحالفات الى نقل (( مطابخهـــــــم السياســـــــية )) الى الدول الاقليمية في واحدة من اضخم (( الهجـــــرات السياســـــية )) البرلمانية الى الخارج في محاولات شفافة ورومانسية ونزيهة لاستطلاع اراء الاصدقاء حول التحالفات البرلمانية والاستفادة من خبراتهم النزيهة التي (( لا تشـــكل ضغــــوطاً ولا خرقـــــاً ولا تدخــــــــلاً في شـــؤوننا الداخليــــة )) في بلورة شكل ولون وطعم ونكهة و مذاق و اتجاهات  الحكومة المقبلة تطبيقاً لشعار ((الصديــــق وقــــت الضيـــــق)) على الرغم من ان هذه الدول ((الصديقة منها والشقيقة )) لم يسبق لها ان استشارت حكومتنا الوطنية باي شان من شؤونها الداخلية ومع ذلك وتجسيداً لسيادتنا واستقلالنا وخياراتنا وخصوصيتنا لا بد من استشارتها عملا بالمثل القائل حق الجار على الجار .
ان عودة نفس التشكيلة البرلمانية والحكومية السابقة , وبقاء نفس التقاطعات السياسية والتناقضات بين الحكومه والبرلمان وتواصل نفس مستويات الفساد وغياب الخدمات وانشغال بعض المسؤولين بالغنائم  والصفقات وبالمخصصات والايفادات ربما يدفع قطاعات واسعة من العراقيين الى اعادة النظر بقناعاتهم والمطالبة بتغيير النشيد الوطني واعتماد اغنية انوار عبد الوهاب بدلا عنه  (( عـــــد وانا اعــــــد وانشـــــوف ياهـــــو اكثــــــر همـــــــوم )).



448
الاسـتاذ جـورج منصـــور:

الرئيس مسعود بارزاني يؤكد دائماً إن المساس بالمسيحيين هو مساس به

تجربة اقليم كوردستان في التاخي والتسامح الديني يجب ان يحتذى بها
انا كمسيحي اطالب بالكشف عن قتلة المسيحيين في العراق وتقديمهم للقضاء وعدم تسويف الامور
مؤتمر التسامح الديني شهد حضورا كوردستانيا مميزا ونقاشات وحوارات مهمه لتفعيل دور التسامح في العراق
السيد نيجيرفان بارزاني كان حريصا على تقديم كل العون للمسيحيين وبناء المجمعات السكنيه لهم وايواء العوائل النازحه
يجب على الحكومة الاتحاديه ومحافظة نينوى كشف الاوراق كامله وبشكل شفاف حول المتورطين باستهداف المسيحيين
المسيحيون يمارسون طقوسهم وحقوقهم الدينيه بحرية كامله في الاقليم
المسيحيون يجب ان لا يكونوا ضحية للعمليه السياسيه
استتباب الاوضاع في العراق ومواصلة العملية الديمقراطيه لسيرها الى الامام هي من اولوياتنا جميعا
مستقبل المسيحيين في العراق مرتبط بمستقبل العراق
   حــوار : مال اللـــه فـــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com




الحوار مع شخصية متنوعة الاهتمامات ، عميقة الكفاءات ، متفتحة ومراقبة ومواكبة وناقدة للأحداث مثل شخصية الإعلامي والناشط السياسي والبيشمركة “جورج منصور” بقدر ما يمتلكه من عمق، إلا أنه يأخذ بالحوار إلى مركز الحدث بدقة وسلاسة بعيداً عن التعقيدات أو التبريرات أو محاولات الدوران حول القضية من خارجها دون الوقوف في مركزها.
لمناسبة العيد السعيد .. عيد القيامة المجيد الذي يمثل أوج الاحتفالات الروحية للعالم المسيحي لارتباطه  طقوسه الدينية بالمعجزة الإلهية في قيامة السيد المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماوات.. التقت “الصوت الآخر” الشخصية المسيحية المعروفة الأستاذ جورج منصور ، الوزير السابق لشؤون منظمات المجتمع المدني في حكومة الإقليم ، وسفير السلام العالمي ورئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في كندا والمستشار الأول للمنظمة الدولية للهجرة في جنيف والبيشمركة الذي قاتل في صفوف حركة الأنصار الكوردستانية ومدير عام الفضائية العراقية عام 2003 ،ومؤسس قناة عشتار الفضائيه ومديرها العام عند تأسيسها وفتحت أمامه ملف المسيحيين في الإقليم .. وحقوقهم .. وكذلك استهدافهم في نينوى ومناطق أخرى من العراق .. وطبيعة مشاركته بأعمال مؤتمر التسامح الديني في العراق الذي عقد في بيروت مؤخرا.. وكان هذا الحوار:
 
مال اللـــــه فـــــــرج

ظروف المسيحيين
* والمسيحيون يحتفلون بعيد قيامة المسيح (ع)
 كيف تقيمون ظروفهم في الإقليم؟

- المسيحيون في الإقليم تختلف ظروفهم عن ظروف المسيحيين في بقية أنحاء العراق، وهذا متأت من التفهم الكامل من قبل القيادة السياسية الكوردستانية لأوضاع المسيحيين ولأهمية التضامن معهم ومساعدتهم وجانب من ذلك ينطلق من أن الكورد أنفسهم عانوا من اضطهاد غير طبيعي ولهذا فإنهم يتضامنون مع بقية القوميات والطوائف الصغيرة التي ما تزال تناضل أو تسعى من أجل بعض حقوقها في العراق الذي يجب أن يكون مظلة لجميع مكوناته .
فالمسيحيون في إقليم كوردستان مصانون من حيث الحقوق، ولا أحد ينسى التأكيدات الدائمة لرئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني في: أن المساس بالمسيحيين يعني المساس بنا، وهذا موقف مهم ويبني عليه المسيحيون ثقتهم في بناء أمنهم في كوردستان لهذا لجأ إلى الإقليم الآلاف من المسيحيين من المناطق الساخنة في العراق، وما تزال أبواب الإقليم مفتوحة لهذا الكم الكبير من المسيحيين النازحين، وليس فقط المسيحيين ، بل هنالك إحصائيات تؤكد إن هناك أكثر من “36” ألف عائلة من الشيعة والسنة والمسيحيين والتركمان والصابئة وغيرهم نزحوا إلى إقليم كوردستان ، وقد فتحت حكومة الإقليم مجالات العمل والمدارس والمعاهد والجامعات أمامهم لكي يشعروا أن الإقليم هو بيتهم أيضاً وهم مصانون فيه.
التسامح الديني
* كيف تقيمون طبيعة التآخي والتسامح
 الديني في الإقليم؟

- هذه مسألة مهمة جداً ، لأن قضية التسامح و التآخي في إقليم كوردستان يجب أن يحتذى بها كتجربة طوال السنوات الماضية فالكوردي كان يعيش في ذات القرى مع أخوته وجيرانه المسيحيين ولم تحدث بينهم اشكالات تذكر ، وكذلك فإن حكومة الإقليم لم تكن بشكل عام متحيزة إلى الجانب الكوردي ضد الجانب المسيحي بل حاولت باستمرار حل أية إشكالات أومسائل هامشية قد تقع وكان رئيس الوزراء السابق السيد نيجيرفان بارزاني حريصاً على تقديم كل العون للقرى المسيحية في مناطق سهل نينوى ودهوك وزاخو وقدم فعلاً الكثير في بناء المجمعات السكنية لأيواء الكثير من العوائل التي نزحت إلى الأقليم.
 
* في ظل ذلك هل ترون إن المسيحيين
يمارسون طقوسهم وحقوقهم الدينية في
 الإقليم بحرية وبشكل كامل ؟

- بدون شك ، إن المسيحيين لم يتعرضوا في يوم ما إلى شيء يهدد ممارستهم لحقوقهم وطقوسهم الدينية في الإقليم ، بل أن الكنائس كانت مفتوحة ولم تتعرض لأية مضايقات أو تدخلات على العكس كان هنالك اهتمام واضح لطقوسهم ونحن اليوم في عيد القيامة، شاهدت نقلاً مباشراً لمراسيم القداس الذي أقيم بمناسبة عيد القيامة في إحدى كنائس الإقليم من قبل إحدى الفضائيات الكوردية، وهذا يؤكد أن هنالك اهتماما في هذا الجانب.

 


رعاية الرئيس البارزاني
* كيف تقيمون رعاية الرئيس مسعود
 بارزاني للمسيحيين؟

- كما ذكرت أن الرئيس البارزاني كان نصيراً وأخاً كبيراً للمسيحيين ، وهم يعتبرونه أباً وأخاً كبيراً ، ولهذا فهم لا يهابون شيئاً  يمارسون حقوقهم وطقوسهم بحرية في إقليم كوردستان.
 
* تشابكت وتداخلت الاتهامات حول استهداف
المسيحيين في الموصل ، من المسؤول عنها؟

- طبعاً هذا الموضوع اخضع للبحث كثيراً ووجهت أصابع الاتهام لهذه الجهة أو تلك، لكن من هو المستفيد من استهداف المسيحيين وقتلهم!
بالتأكيد إن المستفيدين من ذلك هم الذين يريدون زعزعة الأمن، أنا الذي أطلبه وطلبته سابقاً في تصريحاتي ، هو أنه يجب على الحكومة الاتحادية وعلى محافظة نينوى أن يكشفوا الأوراق ويقدموا بشكل صريح وشفاف من يقتل المسيحيين ، لأن التعتيم على هذه القضية ليس في مصلحة العراق و لا في صالح أحد ، وبالتالي سوف توجه الاتهامات إلى هذه الجهة أو تلك بدون إدانة وبدون ثوابت ، لكن قبضوا فعلاً على بعض المتورطين فليكشفوا من هم هؤلاء ، ومن أية جهة هم ؟؟؟
وأنا فعلاً كمسيحي أطالب بوجوب الكشف عن الجناة وتقديمهم للقضاء العادل وليس تسويف الأمور بطريقة لا تخدم أحداً .
 
دماء الأبرياء
* هنالك ادعاءات بأن الكشف عن الجهات
 المتورطة باستهداف المسيحيين سيؤدي
 إلى إرباك أو خلل في العملية السياسة ،
 هل هذا مبرر مقبول أن تقوم سلامة العملية
 السياسية على حساب دماء الأبرياء ؟

- أنا أعتقد بأن المسيحيين يجب أن لا يكونوا ضحية للعملية السياسية في العراق ، يعني هذا المكون الصغير المسالم الأصيل في العراق لماذا يجب أن يكون الضحية في المناطق الساخنة مثل الموصل ، أنا أكرر مرة أخرى لو تم الكشف عن الجناة أو بعضهم على أقل تقدير لتمكنا من تحليل الأمور والقول من هو الذي يستهدفهم.
 
* هل ترون أن حماية المسيحيين هي مسؤولية
 الحكومة الاتحادية والأجهزة الأمنية في نينوى ؟
 
- بالتأكيد .. لذلك فإنني أقول لماذا لم يستهدف المسيحيون في إقليم كوردستان، لماذا يعيشون بأمان في الإقليم ، ولماذا هم يستهدفون في المناطق الأخرى من العراق التي هي تحت سيطرة الحكومة الاتحادية ، وأيضاً تحت سيطرة محافظة نينوى ، يدل على إنه ليس هناك حماية جيدة لهذا المكون المسيحي ، وأن من يستهدف المسيحيين يهدف إلى زعزعة الأوضاع ورمي الاتهامات على جهة أخرى وهذا شيء غير صحيح بدون وجود أدلة ووثائق حول هذا الموضوع .



 
مؤتمر التسامح
  *شاركتم قبل أيام بأعمال مؤتمر التسامح
 الديني في العراق ما طبيعة المؤتمر ؟

- هذا المؤتمر نظمه معهد الدراسات الإستراتيجية العراقية بالتعاون مع منظمة (بل) الألمانية في العاصمة اللبنانية وشارك بأعماله العديد من الشخصيات المهمة ، في مقدمتهم رجال الدين المسيحيون والمسلمون سنة وشيعة والصابئة والشبك وكذلك الايزيديون ، كما حضر المؤتمر شخصيات من البرلمان العراقي ومن الإقليم وبحث العديد من المواضيع كان منها محاضرات حول مظاهر اللا تسامح والعنف وموقف الدولة منه والتشريعات الكفيلة بالحد من أخطار الصراعات الدينية والطائفية والوسائل التي يجب اتخاذها لحماية مكونات الشعب المختلفة وموقف القضاء والقانون الدولي ودور منظمات المجتمع المدني من اللا تسامح الديني والاجتماعي وتجارب المجتمعات المختلفة والعوامل المولدة للتوترات وسبل حلها . وقد افتتح المؤتمر رئيس المعهد العراقي الدكتور فالح عبد الجبار وليلى الزبيدي مندوبة منظمة بل الألمانية .
 
*هل كانت هنالك جلسة خاصة برجال الدين؟

- نعم .. وقد شارك فيها السيد نائل الموسوي أمين عام المزارات الشيعية ، والسيد رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية ، ورئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في كركوك الدكتور لويس ساكو ورئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ ستار جبار الحلو والسيد مدير عام الأوقاف الايزدية خيري بوزاني .
كذلك كانت هنالك جلسة خاصة حول دور الدولة والسلطة التشريعية وقد شاركت فيها بدراسة عنوانها “التسامح الديني والاجتماعي ، إقليم كوردستان نموذجاً” كما شارك فيها السادة مدير مركز كارينجي للشرق الأوسط الدكتور بول سالم والنواب يونادم كنا وحنين القدو وثابت شاكر وميسون الدملوجي .
 
*ماذا عن وجهة النظر العراقية ؟

- في جلسة خصصت لطرح وجهة النظر العراقية واللبنانية ، شارك المفكر الإسلامي رضوان السيد والباحث في مركز الأهرام للدراسات وحيد عبد المجيد ، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين الدكتور شيرزاد النجار ومدير مركز دراسات فلسفة الدين عبد الجبار الرفاعي والكاتب حازم صاغيه .
أما في الجلسة الخاصة بموقف القضاء الدولي إزاء العنف المذهبي والطائفي فقد تحدث رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد مدحت المحمود وأستاذ القانون الدولي في جامعة بيروت العربية الدكتور محمد المجذوب وممثل الجمعية الثقافية الكلدانية في الإقليم السيد راوند بولص والسفير حسين سنجاري .

حضور كوردستاني
*كيف تقيمون الحضور الكوردستاني
 في هذا المؤتمر؟

- كان لإقليم كوردستان حضور فاعل في المؤتمر بحضوري شخصياً كوزير سابق لمنظمات المجتمع المدني في الإقليم وحضور عضو البرلمان السابقة السيدة بخشان زنكنة ومدير عام شؤون الايزدية في وزارة الأوقاف ، والدكتور شيرزاد النجار الأستاذ الجامعي في جامعة صلاح الدين والسفير حسين سنجاري وراوند بولص ممثل جمعية الثقافة الكلدانية وآخرين حيث خاض المشاركون على مدى يومين نقاشات وحوارات مهمة حول تفعيل دور التسامح في العراق بعد أن اختل ميزان القوى وتعمقت هذه المشكلة نتيجة الظروف غير الطبيعية التي مرت على العراق والسعي لوضع آليات مناسبة لكيفية تفعيل قضية التسامح الديني والاجتماعي.. وخرج المؤتمر بتوصيات ستتم صياغتها لاحقاً لتقدم إلى البرلمان الجديد، كما تم تشكيل لجنة لمتابعة التوصيات بالتعاون مع الحكومة القادمة  والبرلمان القادم.
 
*ما أبرز القرارات والتوصيات؟
 
-التأكيد على متابعة تنفيذ القرارات.. وعلى الشراكة في العراق، وموضوع حماية المسيحيين والمكونات الأخرى، وكذلك المصالحة بين المكونات التي حدثت مشكلات بينها، مثل الايزدية في مناطقهم والشبك.


 


 
تهجير المسيحيين
*هل توقف المؤتمر بشكل خاص أمام
 عملية تهجير المسيحيين؟

-توقف أمام هذه المشكلة، وقد قدمت أوراق عمل في هذا المجال، والشيء المهم ان المؤتمر توقف أمام جوانب كثيرة تتعلق بمشكلة التهجير، ومنها دور القضاء في موضوع التسامح، ودور منظمات المجتمع المدني والبرلمان والحكومة في التسامح والحد من العنف في العراق.
 
*هل أولى المؤتمر اهتماماً لمسألة
تحديث الخطاب الديني؟

-بالتأكيد.. وقد جرت مناقشات في هذا المجال واتسمت أجواء المؤتمر بشفافية عالية لان الحضور كانوا على مستوى متميز مما قاد الى نقاش هادئ وعلمي بعيداً عن السجالات غير المجدية، وتم وضع النقاط على الحروف واعتقد ان الجميع خرج من هذا المؤتمر رابحاً لأنهم جاءوا بروحية ان النتائج التي سوف يتمخض عنها المؤتمر ستكون لصالح العراق.
 
*كم تقدرون عدد المسيحيين المهجرين
 في الخارج؟

-ليست لدي إحصائية في هذا المجال لكنني شخصياً أتوقع بان العدد لا يقل عن (300) ألف شخص.
 
*ما موقفكم من الدعوات بمنح المسيحيين حكماً ذاتياً؟
 
- اعتقد ليس فقط المسيحيون، انما اية قومية وفق الإعلان العالمي لحقوق الانسان من حقها ليس التمتع بالحكم الذاتي وحسب، وانما بحق تقرير المصير، هذا ما تقوله الشرعية والقوانين الدولية وفي مقدمتها قوانين حقوق الإنسان، لكن كم هو هذا المطلب عملي بالنسبة الى وضعنا الان، أنني اعتقد ان استتباب الوضع في العراق وسير العملية الديمقراطية الى الأمام هو من أولوياتنا جميعاً، كمسيحيين ايضاً، لكنني أحياناً أرى ان رفع بعض الشعارات يكون مضراً عندما لا ترفع في الوقت المناسب لها.
 
مستقبل المسيحيين
*كيف تتصورون مستقبل المسيحيين في العراق؟

-مرة اخرى أقول ان مستقبل المسيحيين في العراق مرتبط مع مستقبل العراق، وأنا متفائل بان مستقبل العراق يسير في الاتجاه الصحيح وان كان ببطء وما زال العراقيون يقدمون التضحيات، لكن مستقبل المسيحيين سيكون جيداً في العراق، واعتقد بعد ان يستقر الأمن هناك الكثير من الكفاءات والقدرات ورؤوس الأموال الموجودة من المسيحيين في الخارج يمكن أن تعود للعراق وتستثمر فيه وتقدم كل إمكانياتها للعمل داخل العراق، والمسيحيون نراهم اليوم مشتتين في أصقاع العالم لكنهم ينتظرون فقط ان يستتب الأمن من أجل ان يسهموا في بناء العراق.
وهنالك ميزة خاصة بالمسيحيين هي التصاقهم بالوطن، التصاقهم بجذورهم، لكن عندما يتم تهميشهم واستهدافهم وعندما يشعرون ان الحكومة ليست مهتمة بالقدر الكافي بأمنهم واستقرارهم ورفاههم فمن المؤكد انهم سوف يأخذون طريقهم الى بلدان العالم الاخرى.
 
*هل في نيتكم الدعوة لعقد الدورة القادمة
 للمؤتمر في إقليم كوردستان؟
 
-نعم.. هذا الأمر تم طرحه على المؤتمر والجلسة القادمة ممكن ان تكون في بغداد مثلاً او في إقليم كوردستان.


مال اللــــــــه فـــــــــرج


449
مشاكسة
مسمـــار
 فـــي مقعـــــــد  برلمانــــي

مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
فجرت النتائج الأولية  للأنتخابات البرلمانية   قنبلة من العيار الثقيل وهي تزيح قوائم ومرشحين وتقدم   عليهم قوائم ومنافسين اخرين وبذلك اضاعت اثمان ربما مئات الآلاف من البطانيات ومن الفانيلات ومن الأحذية وكارتات الموبايلات والمسدسات والمواد الغذائية التي وزعها المرشحون الخاسرون على   الناخبين المعدمين  مما قد يدفع بالمرشحين الخاسرين لأقامة ائتلاف سياسي برلماني وطني جديد استعداداً للأنتخابات القادمة يحمل اسم (ائتــلاف ضاعــت فلوســك يا صابــر)، او ربما يقوم هؤلاء الخاسرون بعد ان خسروا  ميزانياتهم المالية الضخمة التي رصدوها للدعايات الأنتخابية لرفع طلبات الى الحكومة الجديدة لتعويضهم كونهم ( مــن متضــرري الحكومــة السابقــة ) .
لكن الأدهى والأمر ان خارطة الأنتخابات ونتائجها تحديداً قد كشفت العديد من الأوراق المستتره  ومن اسرار وخفايا بعض  المرشحين ودعاياتهم الأنتخابية كما اصابتهم تلك النتائج بالصدمة   بعد ان  فوجئوا بأن عدد الأصوات التي حصلوا عليها بقدر اصوات عوائلهم فقط مما اصابهم بأمراض الضغط والسكر والكأبه وداء باركنسن ودفع بعضهم الى التشكيك بنزاهة وشفافية ومصداقية وعدالة وقانونية الأنتخابات التي افقدتهم نتائجها آمالهم العريضة واطاحت بأمنياتهم الكبيرة بأقامة ربما امبراطوريات مالية ضخمه  واحرقت ربما مئات الآلاف من دولاراتهم ولم يتبق  لهم بعد ان قالت الأنتخابات كلمتها الا عزاءاً وحيداً يتمثل في عرض افلام وثائقية  خاصة توثق حجم دعاياتهم الأنتخابية التي كانت تغطي الشوارع والساحات العامة والتي اصبح مصيرها سلال القمامة والأستعداد منذ الآن للجولة الأنتخابية القادمة التي ربما تسنح فيها الفرصه لبعضهم بعد اربع سنوات بالحصول ولو على (مســمار) في مقعد انتخابي بعد ان فشلوا في الحصول على مقعد كامل لعلهم يستطيعون استغلال هذا (المسمار) البرلماني في صفقاتهم التجارية.
اما على الساحة السياسية فقد كان اعصار النتائج اشد واعنف واكثر تاثيراً من الناحيتين الأيجابية والسلبية واظهر ازدواجيات ومواقف واماط اللثام عن مفهوم خاص (للديمقراطيــــة) لدى البعض الذي يرى فيها ديمقراطيةً حقيقة ويدافع عنها بأسنانه واظافره عندما تصب في مصلحته الخاصه اما ان كانت تصب في مصلحة غيره فلا بد ان تكون بنظره واحدة من ابشع انواع الدكتاتوريات في العالم .
واذا كانت المواقف قبل اعلان النتائج قد تمحورت حول فريقين اساسيين كانا في   مقدمة المتنافسين واكثرهم حركة وضجيجاً اعلامياً ووعوداً سياسيةً، فريق يؤكد على نزاهة الأنتخابات وشفافيتها ومطابقتها للمعايير الدولية، مشدداً على ان الأنتهاكات والخروقات ومحاولات التلاعب والتزوير محدودةً ولا ترقى لمستوى التأثير على  النتائج وبالتالي فليس هنالك اية  دواع  قانونية لأعادة العد والفرز   منطلقاً في ذلك من ثقة مطلقة بالنتائج التي ستصب في مصلحته بلا شك بعد ان رتب اوراقه الدعائية جيدا  يقابل ذلك موقف الفريق الآخر الذي حذر من التلاعب والتزوير مهدداً برفع الشكاوى الى المنظمات الدولية والى المحكمة الدستورية وملوحاً بمساءلة المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات واخضاعها للتحقيق، فقد احدثت النتائج الأنتخابية هزةً عنيفة في المشهد السياسي وقلبته رأساً على عقب.
فالفريق الذي كان يؤكد على شفافية الأنتخابات ونزاهتها ومصداقيتها وتمسكه بنتائجها راح بعد اعلان النتائج وفشله في اكتساح الاصوات واحرازه الموقع الاول يشكك بعدالة الأنتخابات وبنزاهتها داعياً الى اعادة العد والفرز اليدوي وملوحاً برفع الشكوى الى المحكمة الدستورية في حين ان من كان يشكك بنزاهة الأنتخابات قبل اعلان النتائج ويهدد المفوضية بالمساءلة، تمسك بالنتائج التي وضعته في موقع متقدم  كتمسك الغريق بطوق النجاة داعياً الطرف الآخر الى الأعتراف بالنتائج بروح رياضية والرضوخ  لها والتبادل السلمي للسلطة.
وما بين مؤيد ورافض.. ومشكك ومبارك.. ومبتسم وعابس.. وفائز وخاسر اندلعت على الجانب الآخر حملة من الشكاوي والقضايا والملاحقات ضد مرشحين (وطنييــــن ونزيهيـــن ومخلصيـــن) كانوا يرون في المقعد البرلماني جسراً الى الجنة الموعودة والى السعادة الحقيقية واداةً لتحقيق كل الأحلام والأماني الكبيرة التي اخفقت (امكانياتهــــم المتواضعـــــه) في تحقيقها ولجأوا سعياً وراء هذا الحلم الى الاستدانه من   التجار مبالغ طائلة  لتمويل دعاياتهم الأنتخابية مقابل وعودهم للتجار في حالة فوزهم ودخولهم البرلمان ربما بالعقود والصفقات والمناقصات وبالتسهيلات المالية وربما بتعيين ابنائهم من انصاف الأميين ملحقين تجاريين في السفارات العراقية في الخارج، لكن ما ان اعلنت النتائج حتى كانت مثل القشة التي قصمت ظهور المئات من اولئك المرشحين الخاسرين الذين ادركوا بأنهم (اضاعـــوا الخيــــط والعصفـــور) فأختفى بعضهم عن الأنظار وتوارى الآخرون في مناطق مجهولة وشد آخرون الرحال خارج العراق تاركين التجار واصحاب رؤوس الأموال الذين مولوا حملاتهم الدعائية يندبون حظهم ويطرقون ابواب القضاء بعد ان ذهبت اموالهم ادراج الرياح وتبخرت احلامهم بالعقود والصفقات والمناقصات والتسهيلات المختلفه   .
من يدري ربما كان بعض اولئك الذين حلموا (بالمقعـــد البرلمانـــي) على استعداد لبيع كل شيء من اجل مصالحهم الشخصية، الوزارات والمؤسسات والمعاهد والجامعات وآبار النفط من اجل ان يقيم كل منهم امبراطوريته المالية خارج العراق، مستغلين (حصاناتـــهم البرلمانيـــة وجـــوازات سفرهــــم الدبلوماسيــــة) في وضع الأيدي على كل شيء وتهريب كل شيء وتحويل العراق الى (بضاعـــة فـــي المــــزاد العلنــــي) بالأخص وان الأنباء تتحدث عن سفر برلمانيين سابقين الى الخارج هرباً من المساءلة القانونية بعد زوال حصاناتهم البرلمانية.
ان امام البرلمان الجديد والحكومة المقبلة مسؤولية تاريخية في فتح كل الملفات امام الشعب ليقف على الحقائق الكاملة وليتلمس بنفسه من الذي كان عراقياً حقيقياً في الدفاع عن مصالح العراقيين وحقوقهم وثرواتهم  ومن الذي كان سمساراً حقيقياً في المتاجره بتلك الحقوق والثروات حتى لا تتواصل ظاهرة ( الفســــاد ونهب العراق ) تحت الشعارات الوطنية  الزائفه في اي مفصل من مفاصل المسؤوليه.

450
مشاكسة
دولة المؤسسات
ام دولة المسدسات ؟؟؟
مال اللــــه فــــرج
  Malalah_faraj @yahoo.com
انتهت المعركة الانتخابية التي احترقت بلهيب دعايات مرشحيها ربما المليارات من الدولارات التي كان بامكانها بدل تبذيرها على الصور الشخصية واللافتات الملونه  والملصقات العملاقة التي اصبح مصيرها ((ســلال القمامــة)) ان تشبع الجياع وان تكسي العراة وان تفرح اليتامى وتوفر الكراسي المتحركة لالاف المقعدين وان تنشأ مدارس جديدة للتلاميذ الصغار الذين ما يزال بعضهم يفترش الارض في القرى البعيدة, ومع ذلك فان تداعيات الحملات الانتخابية و افرازاتها ما زالت تتواصل وتتناسل وتتفاعل في ضمائر ووجدان واحاسيس العراقيين جميعا الذين اذهلتهم ((محرقــــــــــة)) الاموال الضخمة هذه.
واذا كان بعض المرشحين قد ارتضى لنفسه ان يكون اشبه بسلعة وهو يطبع صوره  وابتسامته الملائكيه على القداحات وقطع الملابس المختلفة وبالاخص على (( الفانيــلات )) وعلى اكياس التبضع البلاسـتيكية مرفقة بدعـوات التوسـل     
    و استجداء المواطنين لانتخابه بدل ان يعبرعن(( وطنيتـــــه المفرطـــة)) تلك بالتبرع بتلك الاموال المهدورة لدور الايتام والعجزة وللمعوقين وللعوائل المتعففة التي ملات بطونها خلال الاربع سنوات الماضية بالشعارات الثورية وبالخطب الحماسية وبالوعود الوطنية التي لا تتحقق ابداً فان البعض الاخر من المرشحين ذهب في دعاياته الانتخابية الى ابعد من ذلك واخطر عبر توظيف الاموال الضخمة لعسكرة المجتمع بدل انعاش اقتصاده واطفاء حرائق ازماته .
وفي هذا الاطار تناقلت اجهزة الاعلام باهتمام كبير مبادرة مسؤول رفيع وقيامه  بتوزيع هدايا تحمل اسمه على قطاعات واسعة من العشائر تحفيزاً لهم لانتخابه ومنحه اصواتهم في المعـــركة الانتخابيــة ولم تكن تلك الهــدايا التحفيزية كتبا ولا 
 حقائب ولا  ملابسا ولا اغذيه ولا اجهزة ستلايت ولا الات تصوير رقمية ولا اقلاماً مذهبة ولا العابا للاطفال ولكنها باختصار كانت عبارة عن ((مســدســات)) ... اجــل (( مســـدسأت )) في وقت ملأت فية الحكومة والبرلمان والاحزاب والتحالفات والكيانات ومنظمات المجتمع المدني الفضاء واجهزة الاعلام ضجيجا وشعارات ودعوات وخطب وبيانات وتصريحات وتاكيدات حول اهمية العمل الجماعي لتعزيز الامن واستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون ونزع اسلحة المليشات وكل الاسلحة غير الحكومية واقامة المجتمع المدني .
 وبغض النظر عن المبالغ الخيالية  لتلك الهدايا ((الفتاكـــة)) والمصدر الحقيقي لتكاليفها الباهضة , وهل هو من المال العام ؟؟؟ ام من الاموال السياسية ((النزيهـــــة)) المخصصة للحملات الانتخابية , بالاخص وان مسؤولاً برلمانياً  ادعى بان سعر المسدس الواحد من تلك الهدايا ((الانســـانية)) يبلغ في الاسواق المحلية ((ثلاثـــة الاف دولار )) اي ان ثمن المسدس الواحد يكفي  لشراء ((ستة حاسبات وتوزيعها على الطلبة )) او ما يكفي ربما لتوفير رأس مال متواضع وفرصة عمل لأي خريج جامعي عاطل عن العمل وان توزيع عشرة الاف مسدس من هذه الهدايا ((الوطنيــــة)) مثلا ربما تكفي اسعارها لبناء ((100)) مدرسة نموذجية جديدة تعلم ابناءنا القراءة والكتابة , بدل ان تحفزهذه(( المسدسات)) في اعماق بعضهم سباق الموت والدم والمأتم والماسي والكوارث والثأرات التي لا تنتهي و التباهي بالقوة بدل التباهي بالحكمة .
من جانب اخر فان هذه الهدايا الانتخابية ((القتاليــــة)) اثارت وتثير علامة استفهام حادة وساخنة وملتهبة وكبيره  هل نحن بصدد اقامة المجتمع المدني ام بصدد عسكرة المجتمع ؟
ان خطورة وتداعيات وافرازات وابعاد وتوقعات ونتائج هذه المبادرة الثورية الاشتراكية الانسانية الانتخابية ((المتفردة  )) لا تكمن في انها تنطلق من مسؤول رفيع قام بتوزيع ((الهدايا التسليحيـــــة)) على قطاعات واسعة ومهمة وحيوية من مجتمع يتنازعه العنف والارهاب ومحاولات الاقصاء والتهميش والجريمة المنظمة وترويض الصحفيين ومحاولات احتوائهم او اسكات اصواتهم والفساد والتاثيرات الخارجية والفقر والبطالة وغياب الخدمات , وفي وقت اصبح فيه هذا المجتمع احوج ما يكون فيه الى الامن والسلام والاستقرار بعد ان نزف خيرة ابنائه وشبابه وطاقاته وحسب انما الخطورة الحقيقية لهذه ((الظاهــــرة)) تكمن في انعكاساتها وتداعيات واخطارعملية تعميمها اقتداء بهذا المسؤول الرفيع .
ترى الى اية هاوية سحيقة سوف يسرع بخطاه هذا المجتمع الذي تتنازعه العواصف والاعاصير السياسيه والى اية كارثة مأساوية مجنونة سوف ينحدر اليها لو بادر البرلمانيون والوزاء والسياسيون والمسؤولون والاحزاب والمؤسسات   والمنظمات والجامعات والمعاهد والكليات والمدارس الاقتداء بهذه المبادرة وتوزيع ذات ((الهدايا القتاليــــة)) على مختلف العاملين والطلبة والموظفين وهي تحمل اسماء المسؤولين الذين يقومون بتوزيعها تخليداً لادوارهم ((الوطنيـــــــــه)) .
والسؤال الذي يطرح نفسه , ماذا لو اصبحت عملية توزيع المسدسات ((تقليعة)) وماثرة وطنية يتسابق الجميع لتقليدها حيث يقدم الاباء المسدسات لابنائهم عند نجاحهم ويقدمها الازواج لزوجاتهم والشباب لخطيباتهم والشابات لامهاتهن عند احتفالهن بعيد الام     .
وهكذا سوف تختفي الزهور والحلويات   وكل انواع الهدايا في المناسبات الاجتماعية المختلفة لتحل محلها ((المسدسات )) بجميع الالوان و الاحجام والمديات والاهم الفاعلية السريعة في القتل .
ترى اية مصائب وماسي وفواجع سوف تحدث في مجتمعنا الذي ما يزال نزيفه يتواصل جراء العنف والارهاب والجريمة المنظمة , لو حدثت اختلافات ساخنة في وجهات النظر بين صديقين او سوء تفاهم بين عائلتين او مشاجرة بين جارين او بين عشيرتين والكل يحمل في حزامه مسدساً .
وكم من المسدسات العادية والمتطورة والمدوية وكاتمة الصوت سوف تقول كلمتها برصاصات لا ترحم الطفولة ولا الشباب ولا النساء ولا الاباء ولا الامهات وهل سوف نستبدل لغة الحوار بلغة الرصاص .
ترى هل يسعى بعض المسؤولين لاستبدال ستراتيجيتهم الهادفه لاقامة دولة  المؤسسات بمحاولة اقامة دولة المسدسات

451
مشاكسة
النزاهـــــة .. والبلاهـــــــة
مال اللــــــه  فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تكاثرت وتناسلت وتوالدت واتسعت وامتدت وتشعبت وتنوعت هيئات ولجان ومؤسسات وتشكيلات وتفرعات النزاهة  بسرعة فائقه لكنها اخفقت في مجاراة سرعة اثراء بعض   المسؤولين في   الدول النائمة والغائمة والمتجهمة والمتسولة والمتوسلة والذين عادة ما يدخل معظمهم البرلمان والوزارات والمؤسسات وهم ربما لا يمتلكون شيئاً لكن بعد فترة وجيزة من ممارستهم لمسؤولياتهم (( الوطنيــــــــــــــــــه ))  بمنتهى الشــــــرف والاســـتقامــــــــة والنزاهـــــــــــــه فانهم يضعون ايديهم على كل شيء ويستحوذون على كل شيء ويمتلكون كل شيء مما يجسد ويؤكد ويوثق قابلياتهم ((القياديـــــــــــة)) الفذة حتى لو كان بعضهم لا يحمل الا شهادة الدراسة الابتدائية ,فقد اصبح بامكانه الحصول  من ((ســـــوق مــــريدي)) وفروعه التزويرية التخصصية على ارفع الشهادات من ارقى الجامعات العالمية .

وهكذا اصبح بامكان هذه ((الطـــاقات)) القيادية ان تمارس كفاءاتها العلمية   في ((ترويض)) المسؤوليات المختلفة وتطوير الحلقات الاقتصادية   المتخلفة والارتقاء بها وبما يمكنها من تحطيم الحواجز والقيود الروتينية والعقبات القانونية وتسجيل انتصاراتها التاريخية وملاحمها البطولية في تحويل الاموال العامة الى اموال خاصة تجسيداً لستراتيجياتها الثورية في ((تحريــــــــــر الاقتصــــــــاد))  !

في ظل هذا السباق الجنوني من قبل بعض المسؤولين في الدول المتسولة والمتوسلة والغافية واللاهية والمتثائبة  والغارقة في شخيرها , في الاستحواذ على الاموال العامة , فقد شمرت  لجان النزاهة عن سواعدها وشحذت اسلحتها وارتدت ((قيافتها العسكرية)) وامتطت صهوات خيولها الاصيله    لخوض المعركة   الفاصلة ضد الفساد والفاسدين , و ملاحقة المختلسين والمرتشين والمتاجرين بمصالح البلاد والعباد لكن المثير والخطير في هذه اللجان الثورية الاقتحامية يكمن في نجاحها التاريخي المؤزر في كشف السرقات الصغيرة وفشلها في ملاحقة السرقات الكبيرة وقدرتها على الامساك بصغار المرتشين وفشلها في القبض على كبار السارقين , وقدرتها على محاسبة صغار الموظفين , وعدم قدرتها على الاقتراب من ابواب الحكام والقادة والسلاطين مما ينذر بتواصل سرطان الفساد وهدر ثروات وحقوق العباد في مختلف البلاد
 
 ولعل المثير للعحب العجاب , والدهشة والاستغراب ان هيئات ولجان وتشكيلات الرقابة والنزاهة في الدول المستيقظة والمتقدمة والناهضة والراكضة تراهن على شفافية وعدالة ودقة وصرامة تطبيق الانظمة والقوانين وعلى نباهة وذكاء    المواطنين في متابعة الفساد والفاسدين وفي كشف رواتب واجور ومرتبات العاملين والحكام والقاده والمسؤولين امام الصحافة والاعلام وامام الرأي العام دون الخشية من عقاب او مساءلة او عتاب لان رواتب جميع المسؤولين  محددة وفقاً للضوابط والقوانين والشعب كله يعرف مقدار راتب الوزير والغفير ورواتب القادة والرؤساء والحكام ومخصصاتهم ومقدار املاكهم وثرواتهم واموال واملاك وذمم البرلمانيين والموظفين العاديين وهكذا تتحقق الشفافية وتتعزز المصداقية وتسير الفعاليات والانشطة الحكومية بصورة طبيعيه .

ام في الدول النائمة والساهمة والغائمة والمستلقية والمستجدية والمتسولة والمتوسلة, فلا احد يعرف مقدار الرواتب والمخصصات  ولا الاجور والثروات ولا الاملاك والشركات ولا المزارع و العقارات التي يمتلكها القادة والحكام والرؤساء الا هيئات ولجان النزاهة التي تحرص على اخفاء تلك الاسرار في حرز امين بعيداً عن انظار الحاسدين والحاقدين, وعن انظار الفقراء والمعدمين ,   وبالاخص عن انظار الصحفيين الفضوليين   .
   
وفي هذا الاطار وكما تناقلت ذلك اجهزة الاعلام فان رواتب ومخصصات الرئاسات الثلاث بلغت (( ملياراً و 113 مليوناً و 148 الف دولار )) دون تحديد للراتب الحقيقي لكل موقع من مواقع المسؤولية وتؤكد احدى عضوات اللجنة المالية في مجلس النواب ان هذه اللجنة التي تمثل العين الرقابية للشعب كله , لا تعرف التفاصيل الدقيقة لتلك المخصصات .
 
واضافت ممثلة الشعب بانها لا تملك ارقاماً دقيقة حول رواتب ومخصصات رئيس الجمهورية او احد نوابه او رئيس الوزراء , وانهم عندما توجهوا بالسؤال عن ذلك الى وزارة المالية اثناء المناقشات البرلمانية حول الموازنة المالية فان ممثل الوزارة لم يزودهم باجابة واضحة وحقيقيه.

وتضيف ممثلة الشعب في البرلمان بانهم سألوا موظفاً كبيراً في وزارة المالية عن مقدار راتب السيد رئيس الجمهورية وفيما اذا كان ((ستون مليون )) مثلاً فرد عليهم بان راتبه اكثر من ذلك لكنه لم يحدد الرقم الحقيقي والامر نفسه بالنسبة لرواتب   بقية الرئاسات و نوابهم .. مما يفتح الابواب امام مخيلات البعض الخصبة لتوقع مقدار الرواتب الحقيقيه , وربما تكتشف هيئة النزاهة او اية جهة رقابية اخرى طريقة افضل لمعرفة هذه الرواتب من خلال تصميم     لعبة ((للكلمات المتقاطعة)) توزع مع مفردات البطاقه التموينيه واجراء مسابقه وطنيه بين جميع القطاعات الشعبيه حول  محاولة معرفة هذه الاسرار الخطيرة في دولة القانون والشفافية والديمقراطية والمصداقية والرقابة البرلمانية !

 المشكلة لا تكمن في الرواتب والمخصصات والاجور .. لكنها تكمن في مصداقية الاجهزة الرقابية وفي مقدمتها لجان وتشكيلات وهيئات النزاهة ففي حين تراهن في بعض الدول المتطورة والمتقدمة   على ذكاء المواطن ونباهته فان هذه اللجان تراهن في الدول النائمة والغائمة على سذاجة المواطن وبلاهته في الوقت الذي تؤكد فيه المعطيات والوقائع بان المواطن يمتلك من الفطنة و الذكاء ما يمكنه من معرفة كل الحقائق

 ويبدو ان  لجان النزاهة في الدول الغائمة والنائمة والمستجدية والمستلقية والمتسولة والمتوسلة قد غيرت ستراتيجيتها من كشف كل الحقائق للمواطنين الى الحفاظ على اسرار واملاك ورواتب ومخصصات المسؤولين ودفنها في حرز امين
 
ولذلك فان الحيتان واسماك القرش الكبيرة ستواصل التهام ثروات وحقوق الاسماك الصغيرة .


452
مشاكسة
دعايات المرشـــــحين
وانطباعــات المواطنين
مال اللــــــه فــــــــرج      
Malalah_faraj@yahoo.com
فجرت الحملات الانتخابية لبعض المرشحين ردود افعال عنيفة وساخرة وناقدة احياناً ومندهشة ومتحمسة ولاذعة وهجومية احياناً اخرى؟ وبالاخص مبالغة بعض المرشحين في طباعة ونشر ملصقاتهم وصورهم الشخصية باحجام كبيرة فاقت حجم الانسان الاعتيادي وكانهم عمالقة المستقبل المجهول في حين اثارت الابتسامات ((الملائكية)) العريضة والنظرات ((الغامضة)) لبعض المرشحين التي ربما تخفي ورائها الاف الخطط والبرامج والاهداف والمشاعر والنوايا والاماني التي لا يدرك كنهها بالطبع الا اصحابها اثارت الكثير الكثير من الافتراضات والتوقعات والتكهنات والتساؤلات في الشارع الشعبي , حتى ذهب احد  المواطنين ((البطرانين)) الى ابعد من التكهنات حول معاني تلك   النظرات الغامضة القاتلة الثاقبة لبعض المرشحين مقترحاً على وزارة التجارة ((التي ضربت في الماضي اعلى واروع الامثلة في النزاهة)) الى التعاقد مع احدى الدول المتقدمة لصناعة لعبة الكترونية خاصة بالكلمات المتقاطعة يتم توزيعها على المواطنين مع مفردات البطاقة التموينية لتسليتهم بحل الغاز  ابتسامات ونظرات المرشحين , لكن فات هذا المواطن (( باقتراحه العبقري)) ان الاهم ليس ترجمة النظرات الثاقبة والابتسامات الملائكية لهذا المرشح او ذاك , لكن الاهم محاولة اكتشاف ما في داخله وماذا يستوطن تلافيف دماغه وطيات ضميره , بالاخص وان الاحداث الماضية اكدت ان البعض قد منح ((ضميره الوطني)) اجازة دائمية بينما ربما يفكر اخرون باحالة ((ضمائرهم على التقاعد)) لاسباب مرضية بعد ان اتعبتها فعلاً التقاطعات والمواقف المتناقضة والقرارات الانانية والمزايدات السياسية وعمليات عرض تلك ((الضمائر)) للبيع او للايجار في مزادات المصالح و المغانم الشخصية .

وفي هذا الاطار اثارت مشاكستي    التي حملت  عنوان ((الشاهد الذي رأى كل حاجة)) الكثير الكثير من اهتمامات القراء وانتقاداتهم وردود افعالهم وتعليقاتهم المرحة احياناً والقاسية في احيان  اخرى بالاخص وان معظمهم استعادوا في تعليقاتهم وعود وخطابات وحملات بعض المرشحين, حيث حطت على بريدي الالكتروني العديد من الايميلات الساخرة والناقدة والمتسائلة والمتهمة والمستفهمة  .

فقد علق احد القراء على ابتسامة احد المرشحين العريضة بقوله ((لست اعلم هل يبتسم لنا ام انه يضحك علينا )) في حين قالت قارئة اخرى  (( اموت واعرف كم ثمن البدلة التي يرتديها هذا المرشح ؟ ومن اي دار من دور الازياء الاوربية اقتناها وهو يتحدث عن دعم الفقراء وتوفير حاجاتهم الاساسية في حين ان ثمن بدلته ربما يكفي لاشباع 50 عائلة فقيره))

قارئ اخر سخر من وعد احد المرشحين بتخصيص نصف راتبه البرلماني للفقراء في حالة فوزه بالانتخابات   قائلاً ((لو كنت مكانه وفزت بالانتخابات لتنازلت عن كل راتبي للفقراء لان صفقة واحدة من العقود التجارية التي يمكن ان احصل عليها بتأثيراتي البرلمانية ربما تساوي الف راتب برلماني )) , في حين حاولت قارئة اخرى ان تفسر النظرات الثاقبة لاحد المرشحين قائلة ((ان نظراته الصارمة تقول اذا حصل البرلمانيون في الدورة السابقة على قطع الاراضي السكنية وجوازات السفر الدبلوماسية فاننا سنحاول   في حالة فوزنا تقاسم الابار النفطية ))   و قالت قارئة اخرى ان الكل يتحدث عن دعم الفقراء والمعدمين اما في الواقع فان هذا الدعم لا يذهب الا للمسؤولين .

قارئ اخر قال  بودي ان يزور بعض المرشحين او المسؤولين البصرة ثغر العراق الذي كان باسماً وجعلته الازمات وفساد بعض المسؤولين وسرقاتهم للاموال العامه   متجهماً عابساً ليروا في اي حال من الماسي وتردي الخدمات والفوضى والبطالة تعيشها البصرة رغم الميزانيات الضخمة ورغم انها تطفوا على بحيرة من النفط مضيفاً ((لقد حول اهمال المسؤولين وفساد بعضهم  هذه المدينة من البصرة الى الحسرة ...   , ومع ذلك فانني اتمنى ان يفوز بالانتخابات من ينقذ البصرة من الهم والحسرة )) .

قارئة اخرى تساءلت , سمعت في وسائل الاعلام ان ميزانيات دعايات بعض المرشحين فاقت ميزانيات محافظات باكملها , فمن اين يا ترى تدفق عليهم هذا المال ((الحلال )) واين هيئة النزاهة , وهل تم يا ترى اجتثاث قانون ((من اين لك هذا ))

قارئ اخر قال رغم كل افرازات الماضي وكل الاخفاقات والفساد وتردي الخدمات الا انني متفائل بان الدورة القادمة ستكون فاعلة ومتميزة , وانني بذلك اراهن على وعي المواطن الذي لمس بنفسه حقائق الكيانات والمرشحين وخفايا الشعارات والسياسيين ولا بد ان يختار الاصلح .. هذا اذا لم ينسحق هذا ((الاصلح)) تحت اقدام الكيانات صاحبة الاموال الكثيرة والنفوذ والامكانات الكبيره .

قارئة اخرى قالت , لو كنت محل هيئة النزاهة لاجبرت كل المرشحين على ان يتبرعوا بنصف ميزانيات صورهم وملصقاتهم وحملاتهم الانتخابية للفقراء والمعدمين , او على الاقل فرض وجبة طعام كضريبة للفقراء عن كل صورة او ملصق يتم رفعه عندها ستتحقق المشاركة الفعلية حقاً بين المرشحين وبين الفقراء والمعدمين الذين اصبحوا مادة دعائية في مزادات المرشحين .
قارئ اخر قال بسخريه  انه لمما يثير الغرابة والسخرية والتساؤل والاستهجان دفعة واحده ان جميع اعضاء البرلمان السابق الذين رشحوا انفسهم ثانية للدورة القادمه والذين لم يحققوا اي شيئ للفقراء راحوا في دعاياتهم الانتخابيه يعدون الشعب والفقراء خصوصا بتحقيق كل امالهم وطموحاتهم خلال الدورة القادمه وانني اسألهم اين كنتم خلال الدورة الماضيه ولماذا لم تحققوا وعودكم هذه خلال الاربعة سنوات الماضيه ام انكم تعتقدون ان العراقيين ساذجين وسوف ينخدعوا ثانية بوعودكم الزائفه والتي لا تتحقق ابدا .

قارئة اخرى اقترحت ان تقوم هيئة النزاهة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات باستيراد اجهزة الكترونية تكشف خفايا واهداف ونوايا المرشحين الحقيقية والمصادر الفعلية لتمويل حملاتهم الانتخابية من اجل ان يتعرف المواطن على حقائق كل مرشح , لكنها استدركت بان هذه الاجهزة ربما تكون فاسدة مثل اجهزة كشف المتفجرات عندها سيضيع الخيط والعصفور ,اما اذا عملت هذه الاجهزة كما يجب .. فلعل نصف المرشحين سوف يصابون بالسكتة القلبية .




453
مديـرة هيـئة انتخـابات الاقليـم وكالـة:
لم تصلنا ايـة شـكوى حـول استخدام الأمـوال العامـة او الأمـوال السياسـية فـي الانتخـابات

لم يحاول اي كيـان او اي حـزب او ايـة جــهه التدخـل بعمـلنا او تقديـم رشـاوي لهيئتـنا
عمليـة الاجتـثاث احدثـت ارباكا لكنها لن تؤثـر على العمليـة الديمقراطيـه في الانتخابات البرلمانيـه
لا وثائـق ولا شـهادات دراسـيه مـزوره لمرشـحي الاقليـم
مواصفـات فنيـه عاليـه لصناديـق واوراق الاقتراع ضمانا لعدم التزويـر
لم يتم استبعاد اي كيان سـياسي او اية قائـمه من الترشـيح في كوردسـتان
حبر الاقتـراع ذو مواصفات فنيـه تمنع ازالتـه باستخدام اية مواد كيمياويـه
حكومة الاقليم تدعمنا حسب طلبنا ونحن نلجأ لطلب المساعده في الجانب الامني
لا اعتقد بأن التدخلات الاقليميه سيكون لها دور يذكر في التأثير على الانتخابات
خمسـة عشـر مليـون دينار غـرامـة لاحـد الكيانات السـياسـيه

   حوار: مال اللــه فــرج
  Malalah _faraj @yahoo.com
مدخل



مع تصاعد سخونة الاستعدادات للانتخابات البرلمانية القادمة، وتداخل الاتهامات والافتراضات والتوقعات برنين جرس الانذار الذي تقرعه هذه الجهة او تلك حول تأثيرات الأموال السياسية لهذه الدولة الاقليمية وتلك على نزاهة وشفافية وعدالة وديمقراطية الانتخابات، كان لابد من وقفة مباشرة وتلمس دقيق لتضاريس خريطة الاستعدادات الفعلية لهيئة الانتخابات في اقليم كوردستان للتعامل مع هذا الحدث الحيوي الذي سيلقي بتأثيراته المباشرة على  حاضر  العراقيين و على  مستقبلهم ايضا  .
ولاجل وضع النقاط على الحروف وتلمس تداخلات الواقع الانتخابي وتفاعلاته، طرقنا ابواب هيئة انتخابات الاقليم، ورسمنا كل علامات الاستفهام الحادة والساخنة امام السيدة (تارا عبدالله ميديا)، مديرة هيئة انتخابات الاقليم وكالة، وفتحنا كل الملفات وخضنا في جميع الاحتمالات والاتهامات..بالاخص ما يتعلق منها باحتمالات التزوير في اي مفصل من مفاصل العملية الانتخابيه وتأثيرات المال السياسي والتدخلات الاقليمية والرشاوى والشهادات المزوره واحتمالات دخول البلاد قوائم اقتراع مزوره وغيرها الكثير الكثير من التساؤلات التي تشغل اهتمامات الناخب العراقي وهي بمرونتها العالية وتفاعلها ومصداقيتها، بل وتجاوبها الايجابي رسمت الاجابات على كل علامات الاستفهام بموضوعية وواقعية وكان هذا الحوار:[/size]
 
مال اللـــه فــــرج

خريطة الانتخابات
*ما أبرز تضاريس خريطة الانتخابات في الاقليم؟
 
-بالنسبة للمرشحين، لدينا في اربيل (134) مرشحاً عن (11) كياناً سياسياً، وفي دهوك (83) مرشحاً عن ثمانية كيانات سياسية وفي السليمانية (164) مرشحاً عن تسعة كيانات سياسية، اما عدد الناخبين بشكل اجمالي لمحافظات اقليم كوردستان فانه يتجاوز المليونين و400 ألف ناخب.
*ما عدد الكيانات او القوائم التي تم استبعادها ولماذا؟

-لم يتم استبعاد أي كيان سياسي ولا اية قائمة عن الترشيح في اقليم كوردستان.
*ما عدد الاعتراضات التي تلقيتموها؟
 
-نحن في هيئة انتخابات اقليم كوردستان تسلمنا ثلاث شكاوي وتم ارسالها الى المكتب الوطني للبت فيها، ولم نتسلم اية نتائج بصددها.
*ما عدد المرشحين الذين شملهم الاجتثاث في الاقليم؟

-ليس لدي معلومات بهذا الخصوص.
*من يمتلك هذه المعلومات؟

-اعضاء مجلس المفوضين او الادارة الانتخابية.
تدقيق الوثائق

*هل دققتم الوثائق والشهادات الدراسية للمرشحين
 وهل قمتم بتسليم هذه الوثائق لهيئة النزاهة للتأكد من صحتها؟
 
-تدقيق الوثائق والشهادات تم من قبل لجنة خاصة تم تشكيلها في المكتب الوطني في بغداد وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي في اقليم كوردستان وفي الحكومة الاتحادية، والتعامل مع هذه الوثائق والشهادات تم من قبل هذه اللجنة وليس لدي معلومات عنها.
*كم عدد الوثائق المزورة التي تم الكشف عنها
 واستبعاد اصحابها من الترشيح؟
 
-في الاقليم لم اسمع بوجود مرشحين قدموا وثائق مزورة.
*ما عدد العقوبات التي اتخذتموها بحق
 الكيانات والاشخاص وما طبيعة هذه العقوبات.

-العقوبات التي تم اتخاذها لحد الان هي عقوبات تتعلق بالحملات الانتخابية للكيانات السياسية، وهي تتجاوز العشر عقوبات على مستوى العراق وتم فرض غرامات مالية بحقها.
*على مستوى الاقليم هل تم فرض عقوبات؟

-نعم.. كانت هنالك غرامات مالية.
* ما مقدار اعلى عقوبة تم فرضها في الاقليم؟

_ خمسة عشر مليون دينار
 


 *كيف سارت الدعاية الإنتخابية في الإقليم وما أبرز خروقاتها؟
 
-الدعاية الانتخابية في الاقليم كانت جيدة الا ان قسماً من الكيانات السياسية بدأت بالحملة قبل انطلاقها بشكل رسمي، كما ان قسماً آخر تمارس حملاتها الانتخابية على شكل مهرجانات وحركة كثيفة من السيارات وتؤدي احياناً الى ازعاج المواطنين وإلى عرقلة حركة السير في الشوارع وذلك يمثل تجاوزاً على حقوق المواطنين.
*هل المسيرات السلمية الراجلة او من خلال السيارات تمثل اعتداءًَ على حقوق المواطنين؟
-نعم.. اذا أدى احتفال احد الكيانات الى وقف السير، او منع المواطنين من الحركة او وقف حركة المرور في شارع معين فان ذلك يعتبر خرقاً .

الأموال العامة
*هل تأكدتم من عدم استخدام الأموال العامة
 في الدعاية الانتخابية وكذلك الجوامع والمساجد والكنائس؟

-هنالك توجيهات خاصة للحملة الاعلامية للكيانات السياسية وهنالك قواعد سلوك تم توقيعها من قبل جميع الكيانات السياسية بعدم استعمال المال العام وعدم استعمال المؤسسات الحكومية ودور العبادة في الدعاية الانتخابية، وفي حال خرق أي كيان سياسي لهذه الضوابط فانه يتم فرض غرامات بحقه.
*وهل حصلت خروقات؟ هل لاحظتم مثلاً توظيف
 المال العام للدعاية الانتخابية؟

-لم تصلنا لحد الان اية شكوى تتعلق بتوظيف الأموال العامة في الحملات الانتخابية.
* هل هنالك اموالا سياسية ارسلت من
 الخارج لدغم مرشح ما او للترويج لكيان معين ؟

_ ليس لدينا علم بذلك .
* الم يحصل ذلك ؟
_ كلا لم يحصل ذلك .

*ما مواصفات صناديق الاقتراع وما ضمانات
 عدم اختراقها او تزويرها؟

-تم تصميم صناديق الاقتراع وفق معايير دولية وهنالك خبراء دوليون من الامم المتحدة ومن المنظمات الدولية اشرفوا على ذلك وهم شركاء لنا في العملية الانتخابية، واشرفوا على وضع المواصفات الفنية لصناديق الاقتراع وتم تصنيعها خارج البلاد ضماناً لعدم تسرب المواصفات عالية الجودة والدقة التي تتميز بها.
*ما أبرز المواصفات الفنية لبطاقات الاقتراع لضمان عدم امكانية تزويرها؟
-أهم ما في بطاقات الاقتراع تنوعها، حيث تم تصميم بطاقة خاصة لكل محافظة، لان هذه الانتخابات ستكون متعددة الدوائر، وكل محافظة تمثل دائرة انتخابية لذلك تم تصميم بطاقات الاقتراع وفق تسلسل الكيانات السياسية وتحمل بطاقة الاقتراع لكل محافظة اسماء الكيانات المرشحة لتلك المحافظة.

*هل اتخذتم الاحتياطات الكافية عند نقل بطاقات
 الاقتراع لضمان عدم تسرب بعضها او سرقتها
 ومن ثم استخدامها من قبل كيان ما؟

-بطاقات الاقتراع سيتم توزيعها قبل موعد الانتخابات بفترة قصيرة جداً، وعند نقلها فان هنالك خطة امنية دقيقة جداً تم وضعها بمساعدة خبراء دوليين لحماية هذه المواد الحساسة.

قوائم مزورة

*ما ضمانات عدم ورود قوائم انتخابية مزورة
 سواء من خارج الاقليم أم من خارج العراق؟

-تم تصميم اوراق الاقتراع بصيغة وبمواصفات فنية يستحيل معها تزويرها او تقليدها كما ان هذه المواصفات سرية لا يتم نشرها وليس هنالك مجال للتلاعب بها.
*هل تكون عملية فرز الاصوات يدوية ام الكترونية؟

-ستكون عملية الفرز يدوية.
*ما ضمانات عدم التزوير عند اجراء عملية
 فرز الاصوات من قبل بعض المكلفين بعدها؟
 
-في كل مركز انتخابي عندما يتم عد الاصوات هناك ممثلون للكيانات السياسية المشاركة الى جانب ممثلي الاعلام المحلي والدولي، ومراقبين محليين من منظمات المجتمع المدني ومراقبين دوليين ايضاً، وفي السابق كان هنالك ممثل عن كل ائتلاف بغض النظر عن عدد الكيانات السياسية التي يمثلها، لكن الان المفوضية صادقت على ان يكون لكل كيان ممثل داخل كل مركز.
*ما عدد المراقبين الدوليين الذين سيراقبون
الانتخابات في الاقليم؟


 


-المراقبون الدوليون يتم تسجيلهم في المكتب الوطني وفي المكتب الاقليمي في كوردستان ولم نتسلم لحد الان آخر البيانات حول هذا الموضوع، ولكن هنالك ثلاث منظمات دولية تم تسجيلها على مستوى الأقليم، وتسعة مؤسسات إعلامية تم تسجيلها على مستوى الإقليم، وهنالك أيضاً تسع مؤسسات غعلامية تم تسجيلها واعتمادها في مكتب الأقليم.
* ما ابرز الجهات الدولية التي ستكون
 ضمن فريق المراقبين الدوليين؟

- الأتحاد الأوربي حيث تم تسجيله رسمياً في المكتب الوطني وقام ممثلوه بزيارتنا أكثر من مرة، ولديه فريق خاص من المحللين سوف يقوم بمتابعة الأنتخابات عن كثب وتوثيق المعلومات ورفع تقارير دولية بهذا الخصوص الى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة، وعن السفارات والقنصليات والمنظمة الدولية للمساعدة الأنتخابية ومنظمة الشفافية الدولية والجامعة العربية وسواها.
* ما مدى تأثير عملية الاجتثاث على ثقة المجتمع
الدولي بالمعايير الدوليه لهذه الانتخابات ؟

_ موضوع الاجتثاث احدث ارباكا في بداية الامر ولكن كمجمل لا اعتقد انه سيؤثر على العملية الديمقراطيه او على العملية الانتخابية الجاريه حاليا
* هل استطعتم توفير الحد الأدنى من المعايير الدولية؟

- نعم.. وانني راضية جداً عما تم توفيره من المعايير الدولية، وبالأخص وجود المراقبين الدوليين معنا في العمل، كذلك فأن صناديق الأقتراع واوراق الأقتراع كلها تمت وفق تصاميم ومعايير دولية، وجميع الأجراءات تمت صياغتها بمساعدة الفريق الدولي.
* هل حاول كيان ما أو حزب أو أية جهة التدخل
 في عملكم؟ أو فرض أي شيء عليكم؟
 
- كلا.. لم يحدث ذلك مطلقاً.
* هل حاولت حكومة الأقليم التدخل في عملكم؟
- كلا.. مطلقاً.
* هل حاولت جهة ما تقديم  رشوه او هدايا بصيغة رشوه لكم ؟
_ كلا
 
* ما طبيعة ونوع الدعم الذي تلقيتموه من حكومة الأقليم؟

- حكومة الأقليم تدعمنا حسب طلبنا نحن، ونحن نلجأ اليها دائماً لتقديم المساعدة في الجانب الأمني وتوفير الحماية للمراكز الخاصة بالأقتراع والعد والفرز وحماية مواد الأقتراع التي تأتينا من بغداد براً أو جواً واعادة المواد ايضاً الى بغداد.
* هل هنالك خلافات بينكم وبين هيئة النزاهه حول
 وثائق المرشحين ؟

_ نحن لا نتعامل معهيئة النزاهه لان هيئة النزاهه يتم التعامل معها على مستوى المفوضيه او المكتب الوطني او الاداره الانتخابيه
•   هل كانت هنالك خلافات على مستوى
•    المكتب الوطني مع هيئة النزاهه؟
•   
_ لم اسمع بشيئ كهذا
خطة امنية
* هل هنالك خطة امنية لحماية المرشحين والناخبين؟
 
- بالنسبة لخارج المراكز الأنتخابية فأن فرض الأمن هو من مسؤولية حكومة الأقليم وحماية المواطنين بشكل عام، وفي داخل المراكز الأنتخابية فأن هنالك فرقاً خاصة من وزارة الداخلية لحمايتها، وليس بأستطاعة حتى القوى الأمنية الدخول الى داخل المراكز، كذلك فأن الأسلحة يمنع دخولها الى مراكز الأقتراع لأي شخص كان، حتى المراقبين الدوليين لا يحق لهم ادخال حماياتهم الشخصية اذا كانت هذه الحمايات تحمل اسلحة.
* ما ضمانات عدم ممارسة الناخب لحقوقه الأنتخابية
اكثر من مرة؟ الا يمكن ازالة حبر الأنتخابات بأستخدام
 مادة كيمياوية محددة؟
- حبر الأنتخابات تم تصنيعه وفق مواصفات فنية ومعايير دولية خارج البلاد، وهنالك لجان فنية خاصة لاجراء التجارب على نوعية الحبر ومواصفاته، وتعريضه لأنواع المواد الكيمياوية للتأكد من عدم امكانية ازالته وفي حالة فشل هذه التجارب فأنه يتم اعادة تصنيعه بمواصفات أدق.
أما بخصوص التصويت مرتين، فأن ذلك لا يمكن تحقيقه، نظراً لاعداد سجل الناخبين على مستوى المحطات وليس المراكز فقط، فكل محطة داخل مركز انتخابي لديها سجل انتخابي بحيث ان أسم الناخب يكون في محطة معينة ولا يتكرر في محطة اخرى لذلك لا يستطيع الناخب التصويت لمرتين.
* كم تتوقعين ان تكون نسبة مطابقة هذه الأنتخابات
 للمعايير الدولية؟

- بصراحة أنني متفائلة جداً واعتقد ان هذه الأنتخابات ستكون ناجحة كما كانت الأنتخابات السابقة وتتطابق مع المعايير الدولية بشكل جيد جداً.
* هل تتم عملية فرز الأصوات في الأقليم أم في بغداد؟

- عد الأصوات سيكون هنا في اربيل في كل مركز... وهنالك مركز للعد والفرز في كل محافظة.. وهذه المعلومات سوف تنقل الى مركز العد والأحصاء في المكتب الوطني في بغداد لجمعها واحتسابها على مستوى العراق.
* هل تم تحديد وقت الأقتراع؟

- اجل.. منذ الساعة السابعة صباحاً، وحتى الساعة الخامسة عصراً.
تزوير النتائج
* ما ضمانات عدم تعرض نتائج الأقتراع للتزوير
 عند عملية نقل استمارات الأقتراع الى بغداد؟

- الأستمارات سوف يتم نقلها تحت حماية امنية شديدة جداً وسوف يسمح لوكلاء الكيانات السياسية بمرافقة قافلة النقل لغاية وصولها الى المكتب الوطني مما يتعذر على أي شخص التلاعب بها.
* كيف تعاملت المفوضية العليا مع عمليات شراء
 الأصوات في بقية مناطق العراق من خلال المال
 السياسي وتوزيع الهدايا والملابس والأحذية والمواد الغذائية؟

- ليس لدي علم بذلك.
* لكن العديد من وسائل الأعلام تطرقت الى
 دور المال السياسي في شراء الأصوات.

- ليس لدي علم بهذا.
* هل حدث ذلك في الأقليم؟
 
- في الأقليم لم اسمع بذلك، ولم تصلنا أية شكوى بهذا الخصوص.
* هل تتوقعين ان تكون هذه الأنتخابات انتصاراً للديمقراطية؟
 أم أن التدخلات الأقليمية سوف تؤثر على نزاهتها؟
 
- عملية الأنتخابات هي عملية ديمقراطية بحد ذاتها وأنني متفائلة جداً.
* الن يكن للتدخلات الاقليميه دور في الانتخابات ؟

_ لا اعتقد بأنه سيكون لهل دور يذكر
  *كيف تقيمين حجم تأثير المال السياسي على
 الانتخابات بالاخص وان بعض الرموز السياسيه
 قامت قبل الانتخابات بزيارات لعدد من دول الجوار
 لاعادة ترتيب اوراقها   ؟

_ هذه الشؤون تخص الكيانات السياسيه ونحن لا نتدخل بها ولا علاقه لنا بها ونحن كمفوضيه هيئة محايده نقوم بمهمة اجراء الانتخابات ونشرف عليها ونحن جهة محايده  لا نتدخل بما تفعله الكيانات السياسيه خارج القطر او داخله
•   انا لا اشكك بنزاهتكم ولكن الا ترين ان مثل
•    هذه الزيارات تحاول التأثيرعلى نتائج الانتخابات ؟
•   
 _  لا علاقه لي بهذا الموضوع الذي هو خارج نطاق عملي


حــوار :  مال اللــــه فــــرج
عدسة : فاضــل فــراموش’

 
 


454
مشاكسة
شــهر العســل
وســـنوات البصــــل
مال اللـــــه فـــــــرج    
Malalah_faraj@yahoo.com
قبل ان يطل ((فالانتاين)) هذا العام برأسه ويحط بموكبه   ويشعل الحرائق في القلوب .. ويملأ بالورد الاحمر الشرفات والدروب .. ابتدأت مراسيم شهر العسل بين المرشحين و الناخبين وذلك بانفجار الحملة الانتخابية , حيث انتشرت ملايين اللوحات والشعارات والصور الشخصية التي تحمل معها ارق الدعوات والمخاطبات والبرامج الستراتيجية التي اطاحت بمراسيم ومعاني ولهفة واشواق ودلالات وقيم ((عيد الحب )) ليقيم بعض المرشحين على انقاضة بمبالغاتهم في وعودهم الفضائيه وفي شعاراتهم الفلكيه التي لا تتحقق ابدا ما يشبه ((عيد الكذب )) وشتان ما بين    الحب والكذب.
فقد سبق لغالبية المواطنين في معظم الدول الفقيرة والاجيرة , والنائمة والعائمة والواقفة والزاحفة , والمتسولة والمتوسلة , ان عاشوا ابرز واكبر وازهى واعذب وارق واغرب البرامج والستراتيجيات والوعود والعهود والشعارات التي  تسبق الحملات الانتخابية التي تخاطب المواطن باعذب الكلمات وتوجه له ارق الدعوات وتؤكد له بانه القيمة العليا وانه سيد القرار ومالك الثروات وانه هدف وغاية كل الاهداف والستراتيجيات وان القائمة الفلانية او العلانية سوف توظف كل جهودها من اجل اسعاده وسوف تتحدى المستحيل من اجل رفاهيته واستقراره وانها سوف تغرقه في بحار العسل لكن ما ان ينتهي ((شهر العسل )) الانتخابي حتى تبدأ فصول العذاب وايام المرارة والانتظار والخيبة والاكتئاب .
ويلتفت المواطنون يميناً ويساراً , شرقاً وغرباً ..شمالاً وجنوباً , بحثاً عن ((قطرة واحدة )) من بحر العسل الذي وعدهم به بعض الناخبين الا انهم لا يجدوا الا ايام  القهر وسنوات البصل .. وكما في   معظم الدورات الانتخابية , يدركون بعد فوات الاوان .. انهم كما في كل مرة كانوا ضحية لبعض الحملات الدعائية التي تبعد شعاراتها وستراتيجياتها الفلكية عن ارض الواقع ربما بالف سنة ضوئية وان بعض المرشحين الاذكياء الاوفياء انما هم خبراء ومحترفين  
 في تحويل الستراتيجيات والاهداف والشعارات , من خدمة القطاعات الشعبية الى خدمة المصالح الشخصية   وبعد ان كانوا في حملاتهم الانتخابية يرفعون شعار المواطن اولاً , والمواطن دائماً .. والمواطن ابداً فانهم داخل البرلمان وبعد فوزهم باتوا  يرفعون شعار البرلمانيون اولاً البرلمانيون دائماً البرلمانيون ابداً وهكذا تتحول معظم الستراتيجيات لخدمة البرلمان وتدير ظهورها للانسان !
وفي هذا الاطار , فان بعض السياسيين , الامناء وبعض البرلمانيين الاوفياء في الدول النائمة والغائمة والمتوسلة والمتسولة الذين استطاعوا ((بكفاءتهم ونزاهتهم ووطنيتهم    وعفتهم )) وبمستوياتهم العلمية العالية وبشهاداتهم الدراسية الرفيعة التي ربما يكون بعضها صادر من ارقى جامعات ((مؤسسة سوق مريدي))  العريقه في تزوير الوثائق والشهادات الجامعية استطاعوا ان يقتحموا بمنتهى الجدارة الحياة السياسية والبرلمانية كانوا لا يمتلكون شيئاً .. وكان الشعب يمتلك كل شيء وفق الدستور والقانون ولكن بعد سنوات النضال القصيرة , والتي لم تكن بالطبع مريرة اصبحوا يمتلكون كل شيء وما زال الشعب الذي يمثلونه لا يمتلك اي شيء سوى ثروات هائلة من الشعارات وملايين الاطنان من الوعود والتصريحات اما المكاسب والانجازات والسكن والخدمات والارتقاء  بمستوى الحياة وتطوير التعليم   والاقتصاد والجامعات ومبدأ تكافؤ الفرص   والعدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروات فانها سوف تبقى مجرد شعارات ستراتيجية لكل المواسم والحملات الانتخابية .
لقد بدأت قبل ايام حملات الدعاية الانتخابية , وازدهدت الشوارع باللافتات والشعارات والملصقات الجدارية والبرامج والاهداف والخطط الفلكية وبالعبارات والكلمات والدعوات الثورية والرومانسية وانتشرت ملايين الصور الشخصية للالاف من مرشحي القوائم الانتخابية بابتساماتهم التي تختفي وراءها الاهداف والنوايا الحقيقية  و لا احد يدري الا المرشح نفسه هل يبتسم هذا المرشح لما سوف يجنيه من المغانم والمكاسب الشخصية ؟ ام انه يسخر من بساطة وسذاجة بعض القطاعات الشعبية التي تصدق وعوده وشعاراته وابتساماته الملائكية ؟؟؟
على اية حال ابتدأ ((شهر العسل))  بين المرشحين والناخبين وتسابق معظم   المرشحين   للاشتراك بماراثون الجري السريع نحو ابواب الناخبين, حاملين(( هداياهم )) الانسانية من مدافئ وبطانيات واكياس الرز والسكر والزيت التي ربما يكون بعضها قد تسرب من حصص البطاقة التموينية , حتى بات بعض الفقراء والمسحوقين يتمنون ان تتكرر هذه الانتخابات كل شهر ليتمتعوا بهذه ((المعونات   الانسانية)) من مختلف التحالفات والجبهات والائتلافات والاتحادات والتوافقات الوطنية .
ولعل الغريب والطريف والمثير في بعض هذه الحملات الانتخابية , ان بعض المرشحين في الدول النائمة والغائمة الذين كشفوا بكل نزاهة وشفافية ومصداقية ومبدئية , عن ذممهم المالية فاجأوا كل القطاعات الشعبية     بان تكاليف ((حملاتهم الانتخابية)) من صور ولقاءات وبرامج وملصقات جدارية تزيد بعشرات المرات عن ((ممتلكاتهم المالية)) التي افصحوا عنها للجان النزاهة وللهيئات الرقابية و لعل تكاليف صور وملصقات بعضهم التي تعدت الملايين كانت كافية لاشباع الاف الجياع والمعدمين .
لقد ابتدأ شهر(( العسل)) وربما   سوف تعقبه كما في كل الانتخابات النزيهة الشفافة المطابقة للمعايير الدولية , و المجسدة للارادة الشعبية في دول العالم الثالث والرابع والخامس والعاشر بحظها العاثر سنوات ((البصل)) بعد ان تنتهي الانتخابات وتتوقف الحملات ... وترفع الشعارات والملصقات والخطابات الثورية والرومانسية وتحل محلها مسيرة العمل الفعلية وبعد ان كان المرشحون يتسابقون على ابواب الناخبين حاملين ((هداياهم)) الانسانية خلال شهر ((العسل)) فان سنوات ((البصل)) سوف تشهد  سباق الناخبين على ابواب المرشحين حاملين همومهم و معاناتهم اليومية.
ومثلما يدير بعض الازواج ظهورهم لزوجاتهم بعد شهر العسل فان معظم المرشحين الفائزين سوف يوصدون ابوابهم ويديرون ظهورهم للناخبين بعد الانتخابات ليتفرغوا لجني المغانم والمكاسب والامتيازات
 وهكذا سوف ينتهي شهر العسل لتبدأ بعده سنوات المعاناة و البصل .
 


455
مشاكسة
شــــاهـــد
 ((شــاف كــل حاجـــــة ))
مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

عذراًً ((للزعيم)) عادل امام فان كان هو ((شاهداً ما شافش حاجة )) فان في بعض الدول النائمة و الغائمة والمستجدية والمستلقية والمتوسلة والمتسولة شهودا ً(( شــافوا كــل حاجــــة )) وبالاخص المزايدات   السياسية والمساومات الوطنية والصفقات البرلمانية   التي تعقــد   علــى حســاب المصالح الستراتيجيــة   لمعدمـي وفقـراء و مسحوقي القطاعات الشعبيــة الذين يهوي الالاف منهم يوميا  تحت مستوى خط الفقــر   و مع ذلك فانهم يلتمسون لممثليهم   العذر .

فمع انتهاء الدورة الانتخابية ,  اشتعلت حرب الانتقادات وتصاعد لهيب الاتهامات بين اعضاء البرلمان  , واتفق معظم البرلمانيين على ان البرلمان لم يحقق ما هو مطلوب .. ولم يجلب الرخاء والاستقرار والطمأنينة للقلوب , ولم ينصف الفقراء .. ولم ينفذ خطط   الاعمار والبناء  , لكنه بشجاعة الابطال  الميامين انصف   البرلمانيين ونجح نجاحاً تاريخياً مؤزراً بمنحهم الامتيازات والرواتب المجزية, والمخصصات والجوازات الدبلوماسية والحصانات وقطع الاراضي السكنية في حين اغرق مشاريع قوانين الفقراء  بالاقتراحات والملاحظات  والتدقيقات والتمحيصات والاجتهادات   والتأجيلات    .
 
وبهذا الصدد اتهم مسؤول رفيع في هيئة رئاسة البرلمان بعضاً من النواب بعرقلة قرارات كثيرة وربما هامة وخطيرة , كانت ستصب في خدمة المعدمين ,   وكان اخرها عدم اقر ار الموازنة وتعطيل الفقرة الحادية والعشرين التي كانت ستوفر فرصة عمل لــ ((115 )) الفاً من العاطلين  .
 
اما الراتب الفضائي التقاعدي الذي خصص لرئيس البرلمان السابق والبالغ وفق المصادر الاعلامية والبرلمانية ((40)) الف دولار شهرياً  وهو ما يزيد باكثر من ثلاثة اضعاف على  الراتب التقاعدي للرئيس الامريكي الاسبق بل كلنتون فقد اكدت بصدده احدى البرلمانيات بأنه  كان سيكون مقبولاً لو ان راتب الموظف في الدولة العراقية كان عشرة الاف دولار شهرياً     .

مسؤول رفيع اخر اكد بان قانون العفو العام , تسبب في ايقاف الملاحقات القضائية بحوالي ((700)) قضية فساد لمسؤولين كبار دون ان يشير الى استعادة المال العام الذي لا يمكن لاحد التنازل عنه او التفريط به لانه من ضمن اموال وثروات وحقوق العراقيين جميعا .

ويوضح مسؤول رفيع في مجلس النواب جوانب مهمة من مسيرة ((الفساد ))  بقوله ((كان الفساد السبب الرئيسي في تأخير اعادة اعمار العراق والبنى التحتية والقطاعات الخدمية وقطاعات التنمية الاستثمارية والاقتصادية على مدى السنوات الماضية حيث ترصد ميزانيات ضخمة قدرت خلال السنوات الثلاث السابقة باكثر من ((250)) مليار دولار بالاضافة الى ميزانية 2009 , لكن المواطن لم يرى اي اثر, فلو وزعت تلك المبالغ على المواطنين بشكل مباشر لكان حالهم غير حالهم الان )) .
 
وفي تصريح لمسؤول رفيع اخر في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اكد ان دائرة المفتش العام في الوزارة كشفت عن ((2842)) شهادة مزورة   رافق ذلك ادعاءات بسحب احدى المنظمات الدولية لاعترافها بالشهادات العراقية , في حين اثبت استطلاع اجرته احدى لجان النزاهة على عينه من المواطنين , ان 90% منهم قد دفعوا رشاوى عند مراجعتهم لاحدى الدوائر .

اما احد نواب الرئاسات الثلاث فقد كشف في تصريح صحفي عن تخصيص مبلغ ((11 )) مليون دولار سنوياً له في باب ((المنافع الخاصة )) لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين ومنظمات المجتمع المدني , مما يعني ان تخصيصات ((المنافع الخاصة)) للرئاسات الثلاث ربما تتجاوز ((100)) مليون دولار سنوياً توزع يمينا وشمالا على الفقراء والمعدمين   وعلى منظمات المجتمع المدني , خلافاً لكل الانظمة الاشتراكية والرأسمالية والرجعية والثورية والامبريالية والاستعمارية والدكتاتورية والديمقراطية  التي تنظم مثل هذه الصرفيات وفق ضوابط قانونيه ولا تدعها ((اموالاً سائبة)) وفق الاجتهادات القياديه وفي وقت يفرض ســؤال ملح وســاخن جدا نفسه وهو اي فقير او متسول او مسحوق او معدم باستطاعته ان يطرق ابوب رئاسة الجمهوريه او رئاسة الحكومه او رئاسة البرلمان ليطلب مساعدة او احسانا ؟؟؟.

وعلى صعيد اخر اكدت التقارير الاعلامية الرجعية الدكتاتورية الاستعمارية العميلة وفق مسؤول في هيئة النزاهة ان هنالك ((100)) موظف في احدى المديريات  يتقاضون ما مجموعه ((152)) مليار و ((262 )) مليون دينار مما يعني عملياً ان رواتب ومخصصات كل موظف في هذه اللجنة تبلغ اكثر من مليار ونصف المليار دينار , ولا احد يعلم وفق اي قانون او ضوابط او تعليمات تم تعيين هذه ((الكفاءات النادره)) وما هي مستوى شهاداتهم ومؤهلاتهم وطبيعة اختصاصاتهم , وهل تم الاعلان عن هذه الدرجات الوظيفية في اجهزة االاعلام المحلية عملا بمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعيه ؟؟؟ ام انها تمــت وفق المعايير (( الشخصية   )) ؟
     .
لكن القنبلة المدوية كانت تلك التي فجرها مسؤولون في اللجنة المالية داخل القبة البرلمانية الذين دعوا الى تخفيض رواتب الرئاسات الثلاثة والوزراء والبرلمانيين الى النصف لانصاف العراقيين
 
في ضوء ذلك فان السؤال الذي يطرح نفسه بشدة ويرسم علامات الاستفهام بحدة , اذا كان تقاعد رئيس مجلس النواب ((40)) الف دولار شهرياً فكم تبلغ رواتب اعضاء الرئاسات الثلاث ؟ ووفق اي قانون او نظام او ضوابط او تعليمات تم تحديد رواتب هذه الدرجات وهل تم تحديدها وفق التوافقات ام وفق الكفاءات ام وفق الشهادات ام وفق التفاهمات ام وفق المعادلات ام وفق الاحتياجات ام وفق الترضيات ام وفق الامزجة والاجتهادات؟

في خضم ذلك ما زالت مهرجانات الشعارات الثورية للمعركة الانتخابية تتواصل وعمليات الفساد وهدر المال العام تتناسل .

وما بين الوثائق والحقائق , والوقائع والذرائع والتبريرات والتسويفات , والشعارات والمزايدات ما زال بعض المسؤولين والسياسيين  ((الاذكيـــــــاء)) يعتقدون ان المواطن ((شــــاهد ما شافـــش حاجـــــة)) في الوقت الذي يؤكد فيه الواقع ان المواطن هو ضمير التاريخ الحي .. وهو :
((الشــــاهد الــذي شــــاف كــل حاجــــة )) .

 
 
 

456
مشاكسة
مــــزادات
 التحالفات السياســـــية
مال اللــــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

مثلما لكل تجارة اسواقها , ولكل بضاعة مستهلكيها , ولكل منتج موسمه , ولكل خصام اسبابه ولكل قصة حب مناخاتها ولكل طلاق مبرراته ولكل طيش وتهور دوافعه ولكل سرقة واختلاس وفساد مغرياته , كذلك فان للتحالفات والتجاذبات والتوافقات والافتراقات والتصادمات السياسية مواسمها واسبابها ومبرراتها سواء كانت مقنعة او غير واقعية , ستراتيجية او مرحلية سنوية او دائمية بالاخص وان بعضها في الدول النائمه والغائمه اصبحت ترتكز الى المصالح  بعد ان وضعت المبادئ وراء ظهورها  ووضعت المصالح والمغانم نصب عيونها.
 
فمثلما تنتعش تجارة بعض المحاصيل الزراعية في الصيف وتختفي في الشتاء ومثلما تتوثق العلاقات الزوجية الحميمة في الشتاء وتفضي الى مزيد من التوافقات العاطفية والمشاعر والتفاهمات الرومانسية وتؤدي بالتالي الى زيادات كبيرة في اعداد الولادات الجديدة بالاخص في الدول المتسولة والمستجدية كما اكدت على ذلك معظم الاحصاءات السكانية التي اشارت الى تصاعد الزيادات المفرطه للولادات في موسم الشتاء عنها في موسم الصيف اللاهب باستثناء البطاقة التموينية التي اصابها العقم المبكر متعدد الاشكال وما برحت تفقد المزيد من موادها دون ان تبشرنا بمولود جديد لا صيفاً ولا شتاءً كذلك فان الخلافات الزوجية تسجل في معظم البلدان بالاخص النائمة والعابسة والمتجهمة ارتفاعاً مخيفاً في فصل الصيف مما يؤدي فعلاً الى مضاعفة حالات الفراق والخلع والطلاق .
 
ولان لكل قاعدة شواذ , فان جرائم السلب والنهب والاختلاسات والفساد والرشا والتزوير وتحويل الاموال العامة الى اقطاعيات اقتصادية خاصة تمثل في دول العالم العاشر بحظها العاثر حالة الاستثناء فهي مستمرة  صباح مساء , صيفاً و شــتاءً من قبل بعض المســؤوليــن   ((الامناء)) في كل الاشهر والمواسم , على مدار العام بل انها تسجل ارتفاعاً ملحوظاً ايام الاعياد والعطل الرسمية نظراً لغياب الاجهزة الرقابية عكس الخلافات الزوجية التي تشتعل طوال ايام الاسبوع لكنها تهدأ وتتلاشى ايام    العطل والاعياد الرسمية التي تتمازج فيها القيم الوطنية بالمشاعر الرومانسية  .  ووفق هذه ((القاعدة المناخية)) التي تلقي بتأثيراتها على بورصة مختلف الانشطه  السياسية والعائلية والرسمية والعاطفية , فان مزادات الشعارات والستراتيجيات والمدافئ والبطانيات وكارتات الموبايلات واكياس الطحين والمواد الغذائية وقوافل المساعدات ((السياسية الانسانية)) تزدهر وتتالق هي الاخرى عادة قبل الانتخابات البرلمانيه  في مختلف الدول النائمة و الغائمة والساهمة والعائمة والحالمة والجاثمة وتزداد كثافة الوفود السياسية التي تزور الاحياء الشعبية حيث يسعد الفقراء ربما لاول مره بمشاهدة الكثير من المسؤولين الاتقياء الذين يحرصون ربما كل اربع سنوات على زيارة المعدمين والمعدمات والسؤال عن احوالهم و اوضاعهم وتفقد مستوى معيشتهم والمشاركة الانسانية الوجدانية في معاناتهم وماسيهم وكوارثهم كما لا يبخلون عليهم بمواساتهم والتاثر على اوضاعهم وشمولهم بمساعدات منظمات ((الاغاثة السياسية)) التي لا تفتح ابوابها عادة الا في المواسم الانتخابية تأكيداً لانسانيتها ولمبادئها ((الوطنية )) يرافق ذلك مهرجانات الشعارات والبرامج والخطط والستراتيجيات التي لو نفذت فعلاً على ارض الواقع بكل المضامين والوقائع لغرقت دول العالم الثالث والرابع والعاشر ذات الحظ العاثر بالسعادة والرفاهية ولتحولت من دول متسولة الى دول غنية وبدل ان تستجدي الاغنياء كانت  ستمنح مساعداتها  الخيالية للفقراء.
 
على الصعيد الاخر تشهد الساحات السياسية في هذه الدول حراكات ولقاءات وستراتيجيات ومخططات وتأكيدات واجتماعات وتفاهمات ساخنة وغير مسبوقة بين مختلف اقطاب الحركات السياسية لبلورة ((جبهات)) وطنية ثورية تقدمية , فتتهاوى تحالفات .. وتنبثق جبهات .. وتتغير توافقات وتسقط ارتباطات وتختفي شعارات وتولد شعارات وفق حاجة المرحلة ورغبات الاستقطابات , وتعمل ((المطابخ )) الاعلامية والدعائية لمختلف الاحزاب والكتل والتوافقات باقصى الطاقات على ((تجميل )) بعض الوجوه السياسية و ((تلميع)) بعض الستراتيجيات الوطنية , ((وتحديث)) الاهداف والخطط المرحلية , لاستقطاب المزيد من القطاعات الشعبية .
 
وما بين هذه الاستعدادات لمعركة الانتخابات , تبدأ معارك ((التحالفات)) بين الكتل والتوافقات   والاحزاب والكيانات وصولا لاقامة اوسع ((الجبهات)) تحت مختلف اللافتات والستراتيجيات والاهداف والمسميات وكلها دون استثناء تدعو للوحدة الوطنية ولتعزيز الحرية والديمقراطية .. وللحفاظ على الثروات الوطنية .. ولانصاف القاعدة الشعبية وللاهتمام بالفقراء والمعدمين , 
 وهدم خط الفقر اللعين والتوزيع العادل للثروات .. ومحاربة الفساد والرشا والاختلاسات , و التوزيع العادل للثروات وتحقيق المصالحة الوطنية وازالة كل الحواجز والقيود والفوارق الطبيعية واعادة الخصوبه الى البطاقة التموينيه.
 
وما ان تفوز هذه   ((الجبهات )) الوطنية وتهدأ المعارك الانتخابية وتحتل مقاعدها داخل البرلمان .. حتى ينسى معظمها الامن والامان ويدير ظهره لقضية الانسان ولا يسمع  الفقراء والمعدمين ربما اية جبهة او ائتلاف او تحالف يتبنى قضايا المسحوقين  او  ملاحقة الفساد و الفاسدين, او حل ازمة الخريجين او تعيين العاطلين    اوالتوزيع العادل للثروات او معالجة عقم البطاقة التموينية او الاهتمام بتوفير الخدمات للاحياء الشعبية , بعد ان تحولت ستراتيجيات معظم  (( الجبهات )) والتوافقات والائتلافات والكيانات والتحالفات في الدول النائمة و الغائمة والباكية الشاكية والمستجدية من ستراتيجيات لتحقيق الاهداف والقضايا والمصالح الوطنية , الى ستراتيجيات للمنافع الفئويه وللمغانم والمكاسب السياسية .

وهكذا تبقى امال واماني وتطلعات وحقوق الفقراء واليتامى والارامل والمشردين   مشاريع مؤجلة  ربما الى يوم الدين .


457
مشاكسة 
منظمـــة دول
(( بــوس الـــواوا ))
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تبقى للدول النائمــة والحالمــة والجاثمـــة والعائمــة والغائمــة خصوصياتها الوطنية  وستراتيجياتها الفضائية التي لشدة تداخلاتها وتقاطعاتها وتمازجها ومنعطفاتها الثورية التاريخية التقدمية الاشتراكية لا احد يستطيع تلمس اهدافها او التكهن باتجاهاتها المصيرية , او تحديد برامجها وقيمها الثورية جراء تداخل الخنادق والعوائق وتناقض الشعارات والتأكيدات والتصريحات.

فمعظم السياسيين والبرلمانيين والوزراء والمسؤولين في هذه الدول الغائمة والجاثمة والمستلقية والغافية سواء كانوا عباقرة او اميين , متيقظين او مسطولين , ناجحين او فاشـلين , اكفاء او غير كفوئين , نزيهين او مختلسين , عقائديين او فوضويين , مخلصين او مزايدين , يمينيين او يساريين  فأنهم يخططون في جميع الاتجاهات , وينثرون مختلف   الشعارات ويصدرون الاف البيانات ويعقدون مئات المؤتمرات ويخوضون اعنف المناقشات بأدعاءات تنفيذ ستراتيجيات البناء والاصلاحات التي لو طبقت فعلا وفق شعاراتهم وادعاءاتهم  لغيرت وجه العالم وعلاقاته وتضاريسه الاجتماعيه وستراتيجياته الاقتصاديه  .

لكن .. ما ان تنتهي دورة الانتخابات وتنفض التحالفات .. وتسقط   الوزارات وتتفرق الكيانات 
وتستقيل الحكومات , فان المواطنين والمواطنات يحملون بايديهم احدث ((المايكروسكوبات)) بحثاً عن المكاسب والانجازات فلا يجدون لا بناء ولا اصلاحات ولا مشاريع ولا نتاجات ولا مدارس جديدة او معامل او شركات وتبقى جميع تلك الوعود والعهود شعارات معلقة على جدران الستراتيجيات  الفضائيه التي لا أحد يستطيع في الدول النائمة والغائمة التكهن باية الفية وفي زمن اية حكومة وطنيه سوف يتحول عشر هذه الشعارات والتصريحات والستراتيجيات الى حقائق ومشاريع وانجازات .
 
ففي هذه البلدان الغائمة والنائمة تداخلت الخنادق وضاعت الحقائق واحترقت الوثائق, فلجان وهيئات وتشكيلات ومؤسسات النزاهة المسؤولة عن محاربة الفساد والفاسدين والتزوير والمزورين , والسارقين والمختلسين .. تكتشف فجأة في هذه الدوله او تلك  عشرات المزورين بين صفوف مو ظفيها ((النزيهيين)) وعشرات الوثائق والشهادات المزورة , داخل ملفاتها  المغبرة , وتغرق في بحار الحيرة والعذاب .. والقلق والاضطراب, هل تحارب الحيتان الكبيرة ؟ ام   تتفرغ  للاسماك الصغيرة ؟
 
اما بعض المسؤولين النزيهيين     الذين افصحوا عن ذممهم المالية بمنتهى الامانة والشفافية في هذه الدولة النائمة , وفي تلك الدولة الجاثمة , فقد اصابوا الرأي العام بالذهول بميزانيات دعاياتهم   الانتخابية التي تجاوزت بمسافات خيالية ذممهم المالية , ولا احد يعرف من اين اتت هذه الاموال التي تكاد ان تكون ضرباً من الخيال .. على الرغم من ان الكثيرين يستطيعون التكهن بالمصادر (( النظيفـــة  ))  لتلك  الاموال بطبيعة الحال.

وهكذا تتواصل امطار المكاسب والانجازات  في دول العالم العاشر بحظها العاثر وبعد عشرات المفخخات والايام الداميات ومئات الشهداء والشهيدات والاف الجرحى والجريحات وبعد فيض التحليلات والتصريحات والتأكيدات بأن الاجهزة الامنية تمتلك ارفع وادق وافضل ((السونارات)) ومعدات الكشف عن القنابل والمتفجرات والتبريرات بان السبب الرئيسي لتلك الاختراقات الدامية عدم ارتداء المفارز الامنية للقفازات المطاطية مما يؤثر على المنظومة الالكترونية لذبذبات تلك الاجهزة عالية الدقة والحساسية تتكشف الحقائق وتؤكد الوثائق بان تلك الاجهزة  (( الفاســـدة )) التي بامكانها اكتشاف العطور والمكياج والبخور عاجزة عن كشف المتفجرات والمفخخات ولا احد يعلم كم كانت مبالغ تلك الاجهزة والصفقات وكم كانت حصص  الذي ابرمها و الذي استوردها ومن الذي زكاها ومن الذي  رفض ومن الذي قبض.

ولعل من المفارقات والمميزات والخواص والامتيازات في دول العجائب والمتناقضات انها استطاعت لاول مرة ربما في التاريخ القديم والحديث تطبيق شعار ((حاميها حراميها)) بارفع الاشكال والاحوال بعد ان اكتشفت بعض الدول النائمة والغائمة وجود ((عصابات فنيه))   داخل منظوماتها الامنية وفق مختلف الاختصاصات المهنية, واحدة للتزوير والتحوير واخرى للالتفاف والاختطاف وثالثة للمداهمات والابتزازات ورابعة للرشا والاتاوات   .

وتطبيقاً للديمقراطية والشفافية والمصداقية فان المعارك في هذه الدولة النائمة وتلك ما تزال محتدمة على كل الجبهات بين مسؤولي النزاهة ومسؤولي الانتخابات , فالاولى تريد تدقيق وثائق وشهادات المرشحين والثانية تريد الحفاظ على الوثائق التي ربما يكون بعضها مزورا  في حرز امين بعيداً عن انظار واسماع الصحفيين  الفضوليين , ولا بأس ان ينتزع المزورون مقاعد النزيهيين وان يستحوذ الاميون على حقوق الكفوئين وان يحجب تجار الشعارات فرص وحقوق الوطنيين مما ينذر ببقاء الدول النائمة تغط بسباتها  وبشخيرها الى يوم الدين .

وهكذا في الوقت الذي تواصل فيه مختلف الدول  (( الامبريالية والرجعية والاستعمارية ))  تقدمها الى الامام وتعزز الرفاهية لشعوبها والتقدم والامن   والسلام فان هذه الدول النائمة والغائمة والزاحفة والجاثمة تواصل تمسكها بستراتيجاتها الذكية الثورية العبقرية التقدمية , وفي مقدمتها ستراتيجية ((بـــوس الـــــــواوا )) التي تدعو  المواطنين كافة للبحث عن الـــواوا المجهول  في متاهة التصريحات والمزايدات والشعارات دون ان يستطيع احد العثور على هذا ((الــواوا)) بالطبع والذي يمثل وعود وعهود وشعارات وستراتيجيات السياسيين والمسؤولين و الذي لا وجود له لا على ارض الواقع ولا  حتى في اغنية هيفاء وهبي لانها لم تحدد مكانه وتركت ذلك لتوقعات المشاهدين الاذكياء  ولخيالاتهم الخصبة .

في ضوء ذلك فان امام الدول النائمة والغائمة والحالمة والجاثمة والمستلقية والمتثائبة و المتوجعة والجائعة والمتراجعة والزاحفة والمستجدية والمتوسلة والمتسولة فرصة تاريخية لتحدي كل المنظمات والهيئات والاتحادات الدولية والاقليمية وفي مقدمتها الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الاوربي والافريقي ومنظمة عدم الانحياز باقامة منظمة ثورية اشتراكية تقدمية جديدة تحمل اسم (( منظمـــــة بـــوس الـــــواوا)) العالمية للدول والامم والشعوب النائمة , والتي ربما ستبقى نائمة من المهد الى اللحد .


458
مشاكسة
حكــومات
تركـــب شـــعوبها
مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

لعل من ابرز مشاكل وسلبيات وماسي ومصائب ومصاعب ومعاناة ومعوقات وعثرات وتحديات الدول النائمة والغائمة والمتكاسلة والمسترخية والمستلقية والعابسة والمتجهمة والمتبرمة والشاكية والباكية والمستجدية , الفرق الواسع والبون الشاسع بين نظرات ونوايا وتطلعات الشعوب والحكومات كل الى الاخر .

فالشعوب الغنية والفقيرة , الصغيرة والكبيرة في دول العالم الثالث والرابع والخامس والعاشر ذات الحظ العاثر تمارس حسن ظنها بالحكومات وتصدق وعودها وعهودها وايماءاتها وخططها وبرامجها وتصريحاتها وتلفيقاتها وتلميحاتها ولفها ودورانها وتسسويفاتها وتخبطاتها وتاكيداتها وتشديداتها وادعاءاتها بالعمل على تطبيق الحرية والديمقراطية والعدالة والتنمية والمساواة وحقوق الانسان واتاحة الفرص المتساوية للجميع   وانعاش الاقتصاد وتحقيق رفاهية العباد ومحاربة الفساد والفاسدين  وانصاف الفقراء والمعدمين وهدم خط الفقر   اللعين الذي تحول في بعض الدول على ايدي بعض الحكام المزايدين الى اطول واعلى واعرض من سور الصين .

اما بعض المسؤولين في حكومات هذه الدول الغائمة والنائمة والمتسولة والمستجدية   فانهم غالباً ما يراهنون على سذاجة وطيبة وبساطة شعوبهم , وتبعاً لذلك , فانهم يوظفون امكاناتهم الخارقة الماحقه الساحقه  في استغلال تلك الطيبة والبساطة  في اقامة هياكل الامال   والامنيات والخطط والبرامج والستراتيجيات   التي لو تحققت فعلا فان الفقراء والمعدمين والعاطلين والمسحوقين والمنسحقين والمشردين والبائسين واليائسين والمحرومين في العالم كله سوف يعيشون سعداء مرفهين  بالاخص وان ثروات بعض الدول المتسولة والمتوسلة والمستجدية , تكفي الاغنياء والفقراء والمتخمين والمعدمين  و الحكام و المحكومين لكن لان ليس كل ما تتمناه الشعوب تدركه فان رياح الحكومات والمسؤولين تجري غالباً بما لا تشتهيه سفن الجياع والفقراء والمعدمين .

و هكذا ما ان تنتهي بعض الحكومات والبرلمانات من دوامة الانتخابات وتمسك بمصائر البلاد والعباد وبزمام الحكم وبمفاتيح الايرادات والعائدات والثروات , حتى تتبخر الاحلام الرومانسية والشعارات الفلكية والوعود الماسية وخطط الانقاذ الستراتيجية    للقطاعات الشعبية لتحل محلها , خطط ودراسات وبرامج ومشاريع  قوانين الامتيازات والصلاحيات والمغانم والمكاسب والمخصصات وجداول السفرات والمؤتمرات والايفادات ,   وهكذا تصحو بعض الشعوب  الفقيره على الحقائق المريرة , وبعد ان كانت تتأمل وفق وعود وعهود وتصريحات وتاكيدات وتشديدات المسؤولين   بانهم انما جاءوا ليخدمونها اذا بهم يركبون ظهورها      وبدل ان ينتشلونها من تحت خط الفقر يحفرون لامالها وحقوقها الف قبر وقبر !!!

وهكذا تبدا في بعض الدول النائمة عمليات الاستحواذ على كل شيء من قبل بعض المسؤولين .. وترك مصالح وحقوق الفقراء والمعدمين و فتح  الابواب والافاق والامتيازات والصلاحيات والمغانم والمكارم والدرجات الوظيفية والمواقع الدبلوماسية امام ابناء المسؤولين الذين ربما يكون بعضهم   انصاف اميين وهكذا تدور الايام دورتها , وبعض الحكومات غارقة في امتيازاتها , والقطاعات الفقيرة تصارع اقدارها , والاعداد التي تهوي منها يوميا تحت مستوى خط الفقر تتضاعف اعدادها , وربما يحفز ذلك الواقع المهين بعض العباقرة   المسؤولين الى التفكير باقامة المزيد من خطوط الفقر لاستيعاب الجياع والمعدمين     .
 
ومع ذلك , فان الشعوب  بنواياها الحسنه تجاه المسؤولين   ما تزال رغم ما يصيبها من معاناة وماسي ووباء وبلاء ودمار تلتمس لحكوماتها ولبرلمانييها ولوزرائها ولمسؤوليها المبررات والاعذار , وتتحلى بالصبر الجميل ليل نهار لعلهم بعد ان ينتهوا من معارك المغانم ومن حروب المصالح والامتيازات وبعد ان يضاعفوا ثرواتهم وقصورهم وشركاتهم   ويستحوذوا على كل الامتيازات يلتفتون لمعاناتها ويتلمسون جراحاتها ويوفرون ولو الحد الادنى من احتياجاتها .
لكن يمر عام اثر عام  ومع كل يوم تتبخر الاحلام وتنتهي الدوره   الانتخابية وتنحل التشكيلة الوزارية ويغادر مواقعهم المسؤولون , الفاسدون منهم والمخلصون... الناجحون منهم والفاشلون.. الامناء منهم والمختلسون .. العباقرة منهم والاميون .. الحريصون منهم والمزايدون دون مساءلة او عتاب ودون تحقيق او حساب وهكذا يضيع الاخضر بسعر اليابس ويختلط الابيض بالاسود والحابل بالنابل وتضيع الوثائق وتتعالى الحرائق وتطمس الحقائق ويحتفظ كل مسؤول بما جنته يداه دون ان يسأل احد عن ما تحقق من برنامج هذا الوزير او ذاك ومن خطط هذا التحالف او ذاك ومن وعود هذا الحزب او ذاك ... فيتمتع الفاشلون بمغانم لا يستحقونها .. والمختلسون بالاموال التي اختلسوها .. والفاسدون بالثروات التي اغتصبوها بينما يغرق الفقراء بالوعود والشعارات التي صدقوها .

وتدور الايام دورتها وتبدا الانتخابات البرلمانية من جديد   , وربما يتسابق الفاشلون والمزايدون والفاسدون والمنتفعون وتجار الشعارات لخوض غمارها قبل غيرهم من الامناء والشرفاء  والكفوئين  والنزيهين , ليسوقوا نفس الشعارات الذهبية ونفس الوعود النضالية ونفس التعهدات الفضائية التي لا تتحقق ابداً مراهنين كما في كل مرة على طيبة وسماحة ونبل ونقاء سرائر الشعوب وربما يفوزون مرة ثانية وثالثة ورابعة ليواصلوا تحت بريق الشعارات مسيرة الفساد   والاختلاسات وحصد المغانم والمكاسب والامتيازات بينما شعوبهم تواصل انحدارها تحت خط الفقر بالمئات .. وهي ما زالت تامل ان تشمل في يوم من الايام , ولو بعد الف عام بــ ( 1% ) من حصصها وحقوقها بثرواتها الوطنية التي كثيراً ما تهدر على المصالح الشخصية .

ولسوف تتواصل هذه المسرحيات المضحكات المبكيات بين الشعوب والحكومات في معظم الانتخابات ما دامت ديناصورات السياسات وحيتان المصالح وتجار الشعارات لا يخضعون لسؤال او جواب .. ولا لمساءلة او عقاب

459
مـــدير بلديـــــة عينــــــكاوة




   للرئيس البرزاني الفضل في حماية المسيحيين والاقليات كافة .. وتعزيز قيم  المحبة والتسامح.

   جذور عينكاوة التاريخية تعود لاكثر من 1600 عام وفي ظل انتفاضة 1991 بدأت نهضتها الحديثة .
   الوافدون الذين حصلوا على قطع اراضي سكنية لديهم موافقات سابقة من مجلس الوزراء .
   النظام البائد عرقل تطور عينكاوه ومنع البناء العمودي فيها
   طبيعة التاخي والتسامح في المجتمع الكوردستاني تمتد بعيداً في عمق التاريخ.
   نقر بان هنالك واسطة وعشوائية في التعيينات .
   الرئيس البارزاني يؤكد دائما بان كوردستان قلبا مفتوحا لكل الوافدين اليها.
   نعم .. هنالك مواطنون حصلوا على اراض سكنية وهم خارج العراق.
   اولينا نظرة انسانية لذوي الاحتياجات الخاصة بشمولهم بتوزيع الاراضي.
   نطمح لجعل عينكاوه مركزا لكل المسيحيين في العراق ورمزا للتسامح  والمحبه وقبول الاخر
   التصميم الاساسي لعينكاوة يضم مستشفيات ومدارس ومركز للاسعاف الفوري وجامعة.

حـــوار : مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
مدخـــل

يبقى لمدينة عينكاوة , هذه الواحة الكوردستانية الامنة الوادعه التي تغتسل بالضوء وتتوهج بالايمان والتي يتمازج فيها عبق التاريخ بشفافية القيم الروحيه  بنهضة الحاضر بكنوز المحبة والتاخي والتسامح و بطبيبة اهلها يبقى لها طعمها ونكهتها الخاصة, وهي تضع الماضي المتخلف وراء ظهرها .. وتفتح للضوء الف نافذة , وهي تحت الخطا نحو المستقبل بامل وثقة وعزيمة وتفاؤل.
عينكاوة .. هذه المدينة الشفافة مثل الحلم الشامخة بالايمان شموخ جبال كوردستان المزهوة بتاريخها وبقيمها وبقوة ونقاء علاقاتها الاجتماعية عادت بقوة الى الاضواء خلال الايام الماضية في اعقاب عملية توزيع وجبة جديدة من الاراضي السكنية على سكانها مما اثار الكثير من الارتياح لدى من شملتهم عملية التوزيع بينما اثارت هذه العمليه الكثير الكثير من مشاعر الجدل والاعتراضات وعلامات الاستفهام الحادة لدى الاخرين الذين لم يحصلوا على قطع اراضي سكنيه والذين خذلتهم قرعة التوزيع   حيث  اخذت تلك الاحتجاجات والاعتراضات احياناً شكل الاتهامات
للبحث عن الحقيقة , ووضع النقاط فوق الحروف ورسم الاجابات الفعلية على الارض حول مختلف علامات الاستفهام التقينا  المهندس ((فــرهاد منصــور ماربيـــن)) مدير بلدية عينكاوة وفتحنا امامه جميع الملفات ونقلنا اليه مختلف الاتهامات والادعاءات وعلى مدى حوالي الساعتين , خضنا حواراً ساخناً حول مجمل هذه الادعاءات والاتهامات وعلامات الاستفهام الحادة وبمصداقية وتفاعل رسم السيد مدير البلدية الاجابات الموضوعية على علامات الاستفهام الحادة الساخنة وكانت هذه هي حصيلة الحوار :
مال اللـــه فـــــرج





   متى تأسست عينكاوة ؟
  
   عينكاوة بلدة قديمة في التاريخ وتأسيسها يرتبط بتأسيس مدينة اربيل , لكونها مدينة تاريخية وتراثية قديمة فقد ورد اسمها في عدة مراجع تاريخية ولكونها تبعد ثلاثة كيلومترات عن مركز اربيل فان وجودها مرتبط بوجود قلعة اربيل والدليل على ذلك ان تاريخ انشاء الكنيسة القديمة فيها يعود الى ما قبل 1600 سنة اي بحدود سنة((400)) ميلادية , وهذا التاريخ موثق على جدران الكنيسة التي نقش عليها تاريخ انشاء الكنيسة وتاريخ ترميمها فعينكاوة , عميقة في التاريخ , عمق مدينة اربيل وهنالك ايضاً اثار اخرى منها التل الاثري الذي كان يضم وفق الدراسات التاريخية قصر الملوك الذي حكموا هذه المنطقة.

   متى بدات نهضة عينكاوة؟

   مدينة عينكاوة كانت مظلومة من قبل جميع انظمة الحكم في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية واسباب ذلك سياسية وفنية , ومن تلك الاسباب ان حدودها واراضيها كانت تقع ضمن معسكر اربيل , وضمن مطار اربيل الدولي الحالي , حيث كان هذا المطار المدني في زمن النظام البائد يستخدم لاغراض عسكرية , ولكون المدينة محاذية لهذا المطار وحدودها ملاصقة له فقد صدرت العديد من الاوامر من قيادة مجلس الثورة المنحل منعت كل انواع التطور في المدينة بحيث منعت اجازة البناء لعدة طوابق ومنعت حتى اجازات ترميم البيوت كما تم مصادرة عشرات الدونمات من الاراضي العائدة للبلدية وضمها الى الاسكان العسكري انذاك لتوزيعها على الضباط والمراتب العليا لغرض ادارة المطار العسكري الذي هو في حدود بلديتنا ولذلك تم منع كل انواع التطور ولغاية سنة 2003 فان عينكاوة كانت عبارة عن قرية منظمة , صحيح انها كانت نظيفة ومنظمة لكن كان لها سمات القرية لمنع البناء والتطور فيها وبالذات البناء العمودي, وقد بدأ النمو والتطور فيها بعد الانتفاضة المجيدة عام 1991 وبعد تشكيل حكومة الاقليم وبرلمان الاقليم وبالذات في سنة 1996 بدأ العهد الجديد لهذه المدينة من خلال الاهتمام الكبير الذي ابدته حكومة اقليم كوردستان اعتباراً من الكابينة الاولى لغاية الكابينة الخامسة والذي كان له الدور الاساسي في تطوير مدينة عينكاوة , وظهور طابعها الحضاري .


                                      رعاية الرئيس البارزاني
   كيف تقيمون رعاية الرئيس مسعود البارزاني للمسيحيين     ؟


   لدي وجهة نظر شخصية , فكثيراً ما يتحدث الاخوة عن معاناة الشعب المسيحي في مدن بغداد والموصل والبصرة وبقية المحافظات ويتساءلون لماذا هذا الاستهداف للمسيحيين وتكون اجابتي بسيطة وواقعية وهي لانهم في تلك المحافظات ليس لديهم انساناً اسمه مسعود البارزاني نحن في كوردستان نمتلك انساناً اسمه مسعود البارزاني كان له الدور الاساسي في حماية المسيحين والاقليات دون تفرقة بين الاقليات الاخرى التي تعيش مع القومية الكوردية في اخوة ومحبة وتسامح .

   كيف تقيمون طبيعة التاخي والتسامح في المجتمع الكوردستاني وما مساحة الحرية المتوفرة للمسيحين ؟
   التسامح والتاخي في اقليم كوردستان ليس وليد هذا اليوم وانما له جذوراً عميقة في العلاقة التاريخية التي تربط القوميات كافة وهي ممتدة عبر الاجيال وهي نتاج الحكمة التي كان يتصرف بها اجدادنا لغرض المحافظة على هذا التماسك وعلى هذا التسامح الذي انتج مجتمعاً متكاملاً متسامحاً يستطيع فيه كل انسان ان يتقبل اخيه الانسان بغض النظر عن انتمائه وعن لونه وشكله , وفي ظل ذلك فان المسيحيين يمارسون حقوقهم الكاملة في الاقليم .

   
   
توزيع الاراضي

   كم مرة قامت البلدية بتوزيع الاراضي السكنية على المواطنين ؟
   بعد عام 1998 بدات حملات التوزيع بعد كل ذلك الكبت الذي كانت المدينة تعانيه في ظل الانظمة البائدة , فقد كانت هنالك حاجة ماسة لتطوير المدينة التي كانت محصورة في بقعة ضيقة هي عينكاوة القديمة وتم البدء بعملية توسيع المدينة بعدة جهات  وكان لدعم حكومة الاقليم الدور الاساسي في تطوير المدينة والبدء بايصال الخدمات الى القطع السكنية التي تم توزيعها قبل ان يبدأ المواطنون بالبدء في بناء دورهم عليها .

   ما هي الظوابط التي تم اعتمادها في توزيع قطع الاراضي السكنية ؟

   من وجهة نظري الشخصية وهذا ما عملنا عليه ان لكل مواطن عراقي حسب الدستور وحسب القوانين الحق في امتلاكه لدار سكن يعيش فيها هو وعائلته , لذلك فانني لا افضل الضوابط التي تقوم على اساس الخدمة والادارة والمحسوبية وعلى اساس اي شيء كان , فهذه الضوابط بصراحة لا تنسجم مع التطور العمراني الذي نطمح في الوصول اليه , لذلك فانني كنت من الداعين الى توزيع الاراضي حسب الحاجة الى , يعني كل رب اسرة متزوج وله اطفال , حتى لو كان عمره عشرين او ثلاثين سنة فهو بحاجة الى ان يكون له منزلا , ان اي انسان لا يشعر بالانتماء الى وطنه ان كان لا يملك فيه منزلاً .
   اذا كان لدى المواطن داراً او قطعة ارض هل من حقه الحصول على قطعة ارض سكنية ؟
   اذا كان يمتلك ملكاً خاصاً قام بشرائه بشكل تجاري فان ذلك لا يؤثر على نيله لاستحقاقه من الدولة سواء كان موظفاً في الدولة   ولديه خدمة او طبيباً او مهندساً , فنحن بدانا التوزيع على اساس الحاجة, خصصنا للكسبة اي  للذين يعملون في القطاع الخاص او الذين يعملون عمالا في الشوارع خصصنا لهم قطع اراضي سكنية لانقاذهم من بدلات الايجار ومن صعوبة الحياة فالانسان عندما يسكن بالايجار في وطنه يعتبر وكأنه  في دولة غريبة وليس في وطنه.




معاناة الوافدين

   هل تم شمول الوافدين بالتوزيع؟
   الوافدون بصراحة كانت لهم معاناة كبيرة في المدينة بسبب الايجارات , لكون المدينة تضم مكاتب ومقار الشركات الاجنبية والقنصليات مما ادى الى ارتفاع  ايجارات العقار فيها الى جانب اسباب ومشاكل الهجره التي يعانون منها كالاسباب  الاقتصادية وسواها التي تدفعهم الى الهجرة , والسبب الاهم هو الاضطهاد وهو من اقسى الاسباب التي تجبر الانسان على الهجرة , لذلك فان اقليم كوردستان فتح ابوابه امام الاخوة الوافدين الذين هجروا من المحافظات المختلفة وكثيراً ومراراً كرر السيد مسعود البارزاني بان كوردستان قلباً مفتوحاً لكل الوافدين ولكل القادمين الى كوردستان , وحاولنا مراراً سواء عن طريق المنظمات او غير ذلك مساعدة هؤلاء الوافدين , وسنحاول في المستقبل شمولهم لكنهم الان لم يشملوا بالتوزيع .
   لكن البعض من الوافدين حصلوا من خلالكم على اراضي سكنية؟
   الذين كانت لهم موافقات سابقة من رئاسة مجلس الوزراء حصلوا على قطع اراضي , ولكن الوافدين عبارة عن ((1800)) عائلة وافدة الى عينكاوة من جنوب ومن وسط العراق نحاول ان نحل لهم مشاكلهم بصراحة , خاصة مشاكل السكن فبالمستقبل ان شاء الله هنالك دراسات حول هذا الموضوع وان يتم حل مشكلة السكن.

ادعاءات واتهامات

   لكن هنالك ادعاءات واتهامات بان بعض الوافدين حصلوا على قطع اراضي دون موافقة مجلس الوزراء ؟
   لا يمكن تسجيل اي قطعة ارض في الطابو او في التسجيل العقاري دون موافقة مجلس الوزراء , لان ليس للبلدية اية صلاحية لتسجيل اية قطعة دون ان يكون لصاحبها موافقة من مجلس الوزراء.


   هنالك اتهامات بان حصة الاسد في توزيعالاراضي كانت للعاملين في البلدية, كيف تنظرون الى ذلك؟
 
   موظف البلدية هو مواطن يسكن البلدة وله حق كحق اي مواطن اخر يسكن المدينة وموظفوا البلدية ماشاء الله كثيرون وكلهم لديهم عوائل وتنطبق عليهم الضوابط والشروط .

   هل لديهم افضلية او اعفاء من بعض الشروط ؟

   كلا .. هنالك بعض القرارات  صادرة من مجلس الوزراء بان يمنح كل موظف بلدية قطعة ارض اذا كان لديه خدمة لمدة خمس سنوات و للمهندس سنة واحدة, فهنالك ضوابط في هذا الموضوع بالنسبة لموظفي البلدية.

   هنالك موظفين في البلدية حصلوا على قطع اراضي وخدمتهم اقل من خمس سنوات ؟


   نحن بالدرجة الاساس اعتمدنا على القاعدة الزوجية, فكل موظف متزوج لم يتم احصاءه بالنقاط وانما اخذنا القاعدة الزوجية كاساس ومنطلق في التوزيع .

الزوج .. الزوجة

   هنالك عوائل حصل فيها كل من الزوج والزوجة على قطعة ارض لكل منها  كيف تم ذلك ؟

   هذا لا يجوز , لكن احتمال ان يكون خلال القرعة ظهر اسم الزوج و الزوجة ولديهم موافقة , لكن قبل التسجيل سوف يتم تدقيق جميع الاسماء, وعلى كل شخص ظهر اسمه في القرعة , جلب تعهد خطي مصدقاً من قبل كاتب العدل يتعهد فيه بانه هو وزوجته لم يسبق لهما الحصول على قطعة ارض في اقليم كوردستان.

   هل ستطالبون الزوج والزوجة باصطحاب هويات الاحوال المدنية للتأكد من عدم استفادتهما كليهما من التوزيع ؟

   بالتأكيد .. عند التسجيل يجب على الزوج والزوجة احضار الهويات التي تثبت ذلك.. وسوف يتم سحب قطع الاراضي من المخالفين لان القرعة ليست تسجيلاً , اما مراسيم التسجيل فأنها تبدأ بعد شهر من اجراء القرعة , وسوف يتم تبليغ جميع المستفيدين باحضار وثائقهم الثبوتية وتعهدات مصدقة من كاتب العدل , تثبت انه لم يكن مستفيداً من حكومة الاقليم سابقاً بخلافه سوف يتم سحب القطعة , وتغريمه مبلغ ستتة ملايين دينار , او انزال عقوبة السجن به.

   هنالك اتهامات بان البعض حصلوا عل قطع اراضي سكنية وهم مقيمون اصلاً خارج العراق كيف حصل ذلك؟

   هنالك بعض الاشخاص الذين حصلوا على قطع اراضي سكنية وكانوا منتمين لاحزاب سياسية ناضلت من اجل الوصول الى هذا اليوم وهنالك تقريباً ((20)) شخصاً منتمين الى الحزب الشيوعي العراقي انذاك , هاجروا من الاقليم تحت وطأة الاضطهاد والغارات الكيميائية سنة 1988 غادروا البلد وتوجهوا الى المهجر هؤلاء بصراحة لهم الحق , لانهم هم كانوا ركيزة هذا اليوم الذي نعيشه الان ولا اجد فيها اي شيء ان تمنح لهم اراضٍ لانهم اعطوا ما هو كفاية لوطنهم .

مدة الاعتراضات

   الكثير من المواطنين اعترضوا على قصر مدة الاعتراضات ذلك لان فترة الثلاث ايام لا تكفي بالاخص لمن كان في اثناء القرعة خارج الاقليم؟

   لاسباب فنية , نحن فتحنا باب الاعتراض لكي ندقق بالمواطنين الذين ربما يكونوا قد اصابهم الغبن بهذه العملية , او انهم لم يراجعوا البلدية في حينها لذلك حددنا فترة ثلاثة ايام بالنسبة للمواطن في الاقليم وهي فترة جدا مناسبة لنتمكن من من حل مشاكلهم بسرعة.


   هنالك اتهامات بان البعض حصل على اكثر من قطعة ارض في السابق والان ايضا خصوصاً من موظفي البلدية هل ستـدققون في ذلك ؟

   انا اتحدى اي شخص ان يثبت على اي موظف بلدية بانه حصل على اكثر من استحقاقه بكونه استلم قطعة ارض سكنية له اسوة ببقية زملائه , اننا في الواجهة .. لذلك فان هنالك اتهامات بعيدة عن الواقع , فانا ادعو  هؤلاء لتقديم الاثباتات القانونية والملموسة في الموضوع فالاتهام الشفهي لا ينفع في الدوائر الحكومية , وانما الاتهام التحريري بثوابت وبمستمسكات تثبت ما يقولونه , فان هنالك اجراءات قانونية ان لم تحدث فان سوف تحدث في الجهات الاكبر من البلدية .

اتهامات لموظفي البلدية
   هنالك اتهامات لاحد موظفي البلدية بانه حصلعلى قطع اراضي لجميع افراد عائلته ؟

   يجوز .. لان هذا المواطن مواطن , قد يجوز ان معظم افراد عائلته هم اطباء ومهندسين وموظفين في الدولة , فكل انسان هو شخص يمثل نفسه.

   هل هنالك نظرة انسانية لذوي الاحتياجات الخاصة في توزيع الاراضي ؟


   نحن وزعنا قطع اراضي  للمعوقين , ودافعنا عنهم كثيراً لكوني واحداً من هؤلاء المعوقين فقد وزعنا لهم ضمن هذه الوجبة وضمن الوجبات القديمة ولدي تحفظاً على حكومة الاقليم حول قضية التوزيع لذوي الاحتياجات الخاصة , وهي عندما تمنح لذوي الاحتياجات الخاصة قطعة ارض سكنية كونه معوقاً , فانه يعتبر مستفيداً مما يضيع عليه حقه الاساسي كمواطن لذلك فانني اناشد حكومة اقليم كوردستان اعادة النظر بهذا الامر , لانه عند منحه قطعة ارض لحقه كمواطن , اي عندما نمنح شيئاً للمعوق يجب ان لا نصادر حقه كمواطن , وانني  اناشد رئاسة مجلس الوزراء اعادة النظر بهذا الموضوع ورفع الغبن عن هؤلاء الذين هم اصلاً مظلومين لكونهم يتحملون مشاق عوقهم .




لجنة تحقيقية
   هل في نيتكم تشكيل لجنة تدقيقية او تحقيقية للتاكد من سلامة شروط التوزيع؟

   عملية التوزيع اصلاً ضمن لجنة , وبعد التوزيع هنالك لجنة التسجيل مكونة من عشرة اعضاء بمستويات عالية , من ضمنهم مستشارين من رئاسة مجلس الوزراء ومن وزراة البلديات ومدير ناحية   عينكاوة والبلدية وهنالك عشرة اشخاص كلجنة للتدقيق بعد القرعة وعندما ننتهي من كل هذه الامور سوف تتم المباشرة بالتسجيل , وحتى اذا تم تسجيل القطعة باسم اي مواطن فان للحكومة الحق في سحبها اذا ظهر اي خلاف في ذلك .


   هل لديكم معلومات موثقة على الحاسبة الالكترونية للتأكد من عدم حصول اي شخص على قطعتي  ارض ؟

   نعم.. لدينا معلومات موثقة على السي دي , حول اسماء الاشخاص المستفيدين , واضافة الى ذلك سوف نوجه كتباً الى بلديات دهوك وسوران واربيل , والى كل البلديات في محيط اقليم كوردستان لغرض التأكد من كون ان هؤلاء الذين حصلوا على قطع اراضي سكنية لم يكونوا سابقاً من المستفدين من هذه البلديات .
   هل هنالك ضوابط محددة لمنع بيع الاراضي خلال فترة معينة حتى لا تتحول عملية التوزيع الى قضية تجارية؟

   بالظبط هنالك دراسة في المجلس البلدي وقمنا بتطبيقها قبل فترة , تنص على حجز القطعة لمدة خمس سنوات ورفع الحجز في حالة بنائها ليكون الهدف هو البناء وتقليل ازمة السكن وليس التجارة بالاراضي .
   ما طبيعة ومستوى الفساد المالي والاداري في البلدية بالاخص الوساطة في التعيينات؟

   انني ادعو   جميع الدوائر ولجان الرقابة بالتوجه الى البلدية والتدقيق في السجلات ان المبالغ التي تصل الى البلدية يتم التصرف بها عن طريق اللجان المختصة ... وانا اتحدى ان يكون هنالك اي فساد في ادارة اموال البلدية .

تعيينات بالواسطة
   وماذا عن التعيينات بالواسطة؟

   هنالك واسطة في التعيينات , وهنالك عشوائية في التعيينات لا انفي ذلك لان التعيينات يجب ان تكون عن طريق وزارة التخطيط , ونحن خلال سنوات لم يكن لدينا وزارة تخطيط , لان قضية التعيين تتم على اساس الملاك .

   الا ترون ان عينكاوة بحاجة الى مستشفى للولادة والى مركز للاسعاف الفوري والى كليات او معاهد؟

   نحن في التصميم الاساسي لمدينة عينكاوة لدينا مستشفيين كبيرين حيث خصصنا مساحة ((20)) دونماً لمستشفى عام و (( 25)) الف متر مربع لمستشفى اخرى وهنالك مكاناً مخصصا لمستشفى الطوارئ, والولادة , كذلك انا غيرت تصميم المدارس وخصصنا مساحة ((200)) الف متر مربع للمدرسة الواحدة بحيث نجمع الروضة والمدارس والمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية سوية, وهذا يحقق قضايا اجتماعية مهمة هي التوثيق والتواصل بين الاجيال , كذلك خصصنا مكاناً للجامعة في عينكاوة والتنفيذ يعتمد على الميزانية التي تخصص للمدينة .. ومن جانبنا قدمنا خطتين الاولى لثلاث سنوات والاخرى لخمس سنوات وننتظر الموافقة عليها .

   هل نستطيع ان نبشر الوافدين بانكم سوفتشملونهم بتوزيع قطع الاراضي السكنية عليهم ؟

   انا شخصياً غير مرتاح لاننا لحد اليوم لم نتمكن من توفير السكن لهم ولم نتمكن من امتصاص المشاكل بالنسبة لاهالي المنطقة ايضاً لهم هذه المشاكل بالنسبة للسكن .. لكن الحمد لله فان 90 % من اهالي المنطقة تمت استفادتهم في هذه الوجبات الاخيرة فالمرحلة القادمة هنالك دراسة وتخطيط لهذا الموضوع .

نظرة تفاؤلية

   مالذي تنوون تحقيقه في عينكاوة؟


   عينكاوة مدينة قديمة ولها جذوراً تاريخية , وهي مجتمع متطور .. ويمتلك طاقات وقدرات في جميع المجالات الفكرية والفنية والرياضية والتجارية وسنحاول ان نطورها في جميع الاتجاهات وان نصل بها  الى   مستوى المدن المتحضرة, وبصراحة نطمح بان تكون تجمعاً ومركزاً لكل المسحيين في العراق , بالاخص وانها اصبحت قبلة لكل المسيحيين في العراق , لذلك نحاول ان تكون عينكاوة مدينة نموذجية في اقليم كوردستان نسهم في بنائها على اساس التسامح وقبول الغير , وعلى اساس الفكر الانساني الصحيح الذي لا مكان فيه للطائفية او التحزب الضيق او الافكار المريضة , نحاول ان نصل الى هذا المستوى , ونحاول ان نطور المدينة في هذا الاتجاه .

حـــوار : مال اللــــه فـــــرج
عدســة : صابر ســـــوركان
     


 





460
مشاكسة
الرجال ذاهبــــون
النســاء قادمـــات
مال اللـــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

هل بدأ عصر النساء في الشروق ؟ وهل بدأ عالم الرجال بالانكفاء والانحدار
والتراجع والغروب  ؟
 
وهل سوف نشهد عالماً بشعر ذهبي وبغرة على الجبين اشبه بعلامة الاستفهام وبوجه انثوي نضر ربما تختفي شيخوخته او   نزعته الهجومية او معالمه العدائية تحت تمازج  الوان المكياج وبعينين خضراوتين تحت حواجب ((التاتو)) الدقيقة وبشفتين اضفت عليهما حقن ((البوتوكس)) انتفاخاً واغراءا وجاذبيه  وبقوام ممشوق اعادت صياغة تضاريسه عمليات الشفط والنحت والنفخ حتى غدا مركز استقطاب للنظرات الوالهه , بدل عالمنا الذكوري بكل هيبته وصرامته وجديته ودكتاتوريته ؟.
 
ان ما يثير هذه التساؤلات ليس التشكيك ابدا بحقوق النساء وبقدراتهن ومهاراتهن وميزات بعضهن وبالاخص (( الدبلوماسية)) الفريدة في الامساك بمراكز القرار من وراء الستار حتى غدت معظم القرارات الزوجية والعائلية والسياسية والحكومية واحياناً حتى المصيرية منها في هذه الدولة او تلك تتخذ في غرف النوم او في مخادع العلاقات غير الشرعية مما حولها الى مطابخ للقرارات الحكومية و السياسية  .
 
لقد تغلغلت المرأة في كل مكان وهذا من حقها لكونها نصف المجتمع لكنها نجاوزت هذا النصف بمسافة كبيره  وان اي  استطلاع لاية جامعة او مستشفى او مصرف او وزارة او دائرة او مؤسسة سوف يظهر نتائج مذهلة عن التفوق الكبير لاعداد النساء على الرجال ولعل ما يعمق هذه (( الازمة الرجالية)) التقارير الدولية التي اكدت الزيادة الكبيرة في الولادات الانثوية والتراجع الكبير في الولادات الذكورية , مما ينذر فعلاً بكارثة حقيقية على صعيد التوازن البشري تهدد (( بانقراض الرجال )) وبسيادة النساء مما يستلزم ومنذ الان اقامة منظمات   دولية تعنى بحماية الرجال من الانقراض .

ولعل من المثير للغرابة والطرافة معاً ان الرجال رغم قلة اعدادهم في الدوائر والمؤسسات فان اغلبهم يمثل  الطاقة العاملة والمحرك الحيوي للفعاليات الاقتصادية والانتاجية المختلفة , بينما بعض الطاقات النسوية لا تنفك عن استغلال وقت العمل لتعديل المكياج ولممارسة (( النميمة النسائية )) ولقراءة الطالع في اقداح القهوة وفي حل الكلمات المتقاطعة  وتبادل المعلومات حول انباء اخر المعارك الطاحنه شبه اليوميه مع الحموات  وفي الرهان على الزميلات الاخريات حول عدد عمليات النفخ والشفط والتخسيس والتكبير والتصغير التي اجرتها هذه الموظفة او تلك على تضاريس جسدها ومدى تطور العلاقات العاطفيه بين هذه  الموظفه وذاك الموظف .

بذلك استطاعت المرأة بجدارتها الانثوية ان تطيح بــ (( سي السيد))  ارضاً وان  تمضي قدما في مواجهة الرجل وتحدي سلطاته.
 
ففي احدى الدول العربية سجلت وزارة العدل ارتفاعاً مخيفاً لدعاوى (( الخلع)) التي تقدمت بها الاف النساء ضد ازواجهن ربما   بادعاءات ((الشخير))  اثناء النوم , او البخل , او عدم الاهتمام بكلاب او قطط الزوجة او عدم الموافقه على اجرائهن لعمليات التجميل او عدم مجاملة حمواتهم , في حين افادت التقارير في دولة اخرى حدوث حالة طلاق كل نصف ساعة , وفي احدى دول المغرب العربي سجل القضاء ((700)) دعوى رجالية ضد الزوجات بسبب اعتداءاتهن بالضرب المبرح على ازواجهن وربما كان العدد الحقيقي لضحايا العنف الزوجي من الرجال المساكين المسالمين اكبر هن ذلك بكثير ,وهكذا امست   النعومة الانثوية ترتدي بزة القتال وتحول المخادع الزوجية الى ساحات حرب فعلية ضد الرجال  بدل المودة والتراحم ..  واذا بالاظافر والاسنان الانثوية   تتحول الى اسلحة للدمار الشامل .
 
الى ذلك .. فقد دعت احدى الكاتبات العربيات الى  اتاحة الفرصة امام المرأة للزواج من اربعة رجال في ان واحد اسوة بحقوق الرجل الشرعية , في حين دعت احدى الفنانات عبر احدى الفضائيات   المرأة الى الامتناع  عن منح الرجل لحقوقه الزوجية متى شاء , ومنحه تلك الحقوق عندما تشاء هي مما يهدد فعلا باعادة رسم ستراتيجية جديدة للعلاقات الزوجية تنتفي منها المشاركة الوجدانية ويحل محلها التفرد الانثوي , وتحول الرجال تبعاً لذلك من ازواج ومشاركين حقيقيين في العلاقة الاسريه و الزوجية الى موظفين لدى الزوجات و رهن اشاراتهن   .

في العراق استطاعت (( امرأة )) بامكاناتها الانثوية  الاطاحة بكل الكفاءات الذكورية في ميدان السرقة والاختلاس , ففي الوقت الذي ربما لم تتجاوز فيه سرقات اعرق المختلسين   المتمرسين الملياري دينار , فان هذه الموظفة (( المجتهدة   )) نجحت في اختلاس (( 17 )) مليار دينار مما قد يدخلها كتاب غينس للارقام القياسية ويؤهلها لافتتاح اكاديميه خاصة لتعليم الرجال مبادئ واصول الاختلاسات .

على صعيد اخر تم اقامة اول مصرف  باحدى المحافظات  تديره النساء ويتعامل مع النساء فقط , في خطوة ثورية اشتراكيه تقدميه لفك الارتباط بين الجنسين .. وربما تتطور هذه (التجربة الرائدة) مستقبلا نحو ستراتيجية كاملة لتخصيص شوارع للرجال واخرى للنساء وحافلات نقل للرجال واخرى للنساء وربما تخصيص مدن للرجال واخرى للنساء وما على الازواج ان رغبوا لقاء زوجاتهم الا التوجه نحو(( ارض محايدة)) وخلال ايام واوقات محددة وباشراف هيئة   من الامم المتحدة لضمان سلامة الطرفين.
 
  لكن بصيص الامل للرجال في ذلك كله تمثل بقرار احدى مجالس المحافظات   بالزام(( عضوات المجلس))بتعيين ((محرم)) من الرجال لهن , وربما يتطور الامر الى تعميم تجربة (( المحارم الرائدة)) في المدارس والمعاهد والاسواق والمستشفيات والجامعات والشوارع, حينئذ ستختفي البطالة الذكورية ويتحول الرجال من قادة وبناة للمجتمعات الى (( بودي كارد )) للاوانس والسيدات  ومع ذلك ما تزال جمعيات الدفاع عن حقوق المرأه في كل مكان تواصل الصراخ والضجيج ورفع الشعارات وعقد المؤتمرات دفاعا عن حقوق النساء في الوقت الذي اصبح فيه الرجال في بعض المناطق هم الاكثر حاجة لجمعيات ومنظمات تدافع عن حقوقهم ضد التسلط والجبروت والعنف الانثوي.

و بذلك ربما بتنا نقف على بوابة عصر نسائي حقيقي تديره حكومات نسويه ومن يدري .. ربما تحقق الحكومات النسوية من السلام والعدالة والاستقرار والحقوق والحريات العامة والشخصية ما عجزت عن تحقيقه الحكومات الذكورية .
 
ورغم توجسنا وشكنا وقلقنا ... لابد من الاعتراف بان المراة  هي النسمه والضوع والواحة وسيمفونية الحنان   و هي بعد هذا وذاك اجمل واروع ما في حياتنا .


461
مشاكسة
حــــرائــق
العـــام الجديــــد
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com
   اشتعلت اجواء العالم بقاراته الخمس , وعجزت اضخم اجهزة المطافئ الستراتيجية عن اطفاء لهيب الحرائق التي اندلعت في القلوب ساعة الصفر لتشعل العالم كله عشقا ومحبة وولها ولهفة , بعد ان تدفقت المشاعر الانسانية كالسيل الجارف وانفجرت كما العاصفة التي تستيقظ فجأة من سباتها العميق لتهز العالم بقوة ولتمسك بتلابيب القلوب بعنف , واذا بالقارات الخمس تكاد تغرق في طوفان المشاعر الانسانية الحميمة المشتعلة .
مليارات المصابيح الملونة كالحلم حولت العالم الى كرة مضيئة متوهجة بتداخل الالوان , وملايين الاشجار الغارقة بمعالم الزينة في الشوارع والساحات العامه امست كحبات اللؤلؤ تطرز مساحة الارض , ومليارات المسجات الملتهبة عشقا ولهفة والقبلات المتوقدة وجدا , والاحضان الدافئة والمصافحات المرتعشة والمشاعر الحميمة وعبارات المحبة والغزل الشفيف والامنيات المتناثرة مثل الفراشات الملونة تمازجت كلها بانهار الدموع الملتاعة في العيون الملتهبة حنينا وفي القلوب الواجفة لهفة لان تشم روائح الاحبة الضائعين في زحام الغربة , كلها تفاعلت وتمازجت وتداخلت مع بعضها لترسم لوحة الاحتفاء الانساني باطلالة العام الجديد وهي ترسم طقوس استقبال عام  يحمل على ظهره حقيبة مليئة بالمجهول .
وبين لحظة رحيل عام وولادة اخر وصرخات واهازيج وابتسامات ودموع وضحكات استقبال العام الجديد اشعل المحبون والعشاق والزوجات والازواج والاخوة والاخوات والابناء والاصدقاء والاحبة في مشارق الارض ومغاربها ملايين الحرائق التي اذابت جليد الكثير من الخصومات والخلافات وتحدت برودة الطقس القارص والثلوج المتناثرة هنا وهناك وجعلت درجات حرارة المشاعر والقلوب والاحاسيس الملتهبة تتجاوز اعلى درجات الحرارة على كل المقاييس المئوية والفهرنهايتية , بل ان اهتزازات القلوب الوالهة المترعة شوقا ولهفة وحنينا وحنانا وهزاتها الارتدادية تجاوزت  كل الدرجات على مقياس ريختر مما يرسم علامة استفهام بعمق وسعة ومعاني وقيم  هذه الاحتفالات والمشاعر الانسانية النبيلة السامية الشاملة , هل كانت الانسانية بهذه اللوحة الرومانسية تعلن انحيازها للمحبة والمودة والتسامح والمغفرة والسلام والوئام التي بشر بها المسيح ؟ وهل ارادت ان تبعث عبر احتفالاتها ومشاعرها وامنياتها وتمنياتها وخفق قلوبها رسالة الى كل اعداء الحياة والحرية والتاخي والسلام والى كل التطرفين وهل كانت تريد ان تؤكد بان ارادة الحياة اقوى من الارهابيين والمزايدين والمغامرين والقتلة اللئام ؟ وان السلام افضل من الخصام وان الخلافات الدولية لا يجب باي حال ان تضع مصير الانسانية وسط حقل الغام؟
في خضم هذه الاحتفالات تتمازج دعوات وتمنيات الرؤساء والقادة والملوك والاغنياء بدعوات وتمنبات  العاطلين والمعدمين والفقراء , وعلى الرغم من ان معظم القادة والرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات وحتى الوزراء والاغنياء والسياسيين والبرلمانيين في بعض الدول ليسوا بحاجة الى دعوات او تمنيات كما اليتامى والارامل والمعدمين والمعدمات لانهم يأمرون فيطاعون , ولأن كل ما يطلبونه ملك ايديهم من الثروات الى القصور الى الاملاك الى العقارات الى اساطيل السيارات والى الشركات عابرة القارات , فأنهم مع ذلك ينثرون تمنياتهم ويطلقون شعاراتهم ويخدرون الفقراء والمسحوقين بوعودهم وعهودهم وتاكيداتهم وتشديداتهم بان هذا العام بالذات سيشهد افضل واكبر واهم وابرز النجاحات والانجازات والانتصارات وان فرص العمل ستتوفر للعاطلين والعاطلات وان هنالك خططا ستراتيجية لاستيعاب الخريجين والخريجات , وان هذه الدولة وتلك ستبني للفقراء الدور والشقق السكنية والمجمعات , ويمر عام اثر عام والفقراء يسمعون نفس الكلام , ويعيشون نفس الاحلام التي لن تتحقق ربما بعد الف عام بينما تثبت الايام ان الاغنياء والمسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء هم اللذين يزدادون في بعض الدول  ثراءا فوق ثراء  والفقراء يزدادون فقرا وحاجة ومعاناة وانكفاء 
لذلك فان خير التمنيات والدعوات في هذا العام بالذات ان ينفق القادة والملوك والرؤساء والحكومات ورؤساء الاحزاب والسياسيون والبرلمانيون والمسؤولون والوزراء في هذه الدولة وتلك 90 % من مخصصاتهم ورواتبهم ومغانهم وامتيازاتهم ومكاسبهم على انفسهم وان يتنازلوا عن 10% فقط للمعدمين والفقراء .
وعلى الحكومات التي غالبا ما تعجز عن الالتزام بوعودها الذهبية وتنفيذ عهودها الفلكية وتجسيد شعاراتها الخيالية العمل بمصداقية على تنفيذ 10 % فقط من تلك الخطط الستراتيجية , وعلى المسؤولين الفاسدين والمختلسين والسارقين الاكتفاء هذا العام   بـ 90% من مبالغ اختلاساتهم وسرقاتهم وترك الـ 10 % لتنفيذ الخطط والبرامج المتعلقة بالمحرومين والعاطلين والمعدمين والمشردين والارامل واليتامى والمقعدين .
وعلى الوزراء الفاسدين في هذه الدولة او تلك الاكتفاء بتعيين ابنائهم واقاربهم من انصاف الاميين في 90 % من الدرجات الوظيفية في وزاراتهم وترك العشرة بالمئة من تلك الوظائف لمستحقيها الحقيقيين من الفقراء الكفوئين ومن حملة الشهادات والخريجيين .
ان امام الامم المتحدة وفق هذه الدعوات والامنيات والتطلعات فرصة تاريخية لجعل عام 2010 عام الانسانية والانجازات الحقيقية بالنسبة للقطاعات الشعبية بالزام المسؤولين الفاسدين بتقليص فسادهم 10 % والزام الموظفين المختلسين بتخفيض اختلاساتهم 10 % والزام السياسيين بتقليص شعاراتهم الزائفة 90 % والزام بعض الحكومات بتقديم خدمات حقيقية لشعوبها بمقدار 10 % فقط.
عندها , وعلى مدى العشرة اعوام القادمة ربما ستختفي المشاكل والازمات , وسيجد المشردون مأوى والعاطلون عملا وسيشبع الجائعون والجائعات وستعم السعادة وتتحقق الامنيات .

462
مشاكسة
( تيتانــك ) الامنيــات
 وســط  بحــر الظلمــــات
مال اللــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

   ها هو عام 2009 يحزم حقائبه ويرحل ... بعد ان وعدنا بالامل , لكنه أغرقنا باليأس .. ولوح لنا بالانفراج لكنه سوق لنا انفلاونزا الخنازير والدجاج.... وأوهمنا بالاماني والانتصارات ولم يخلف لنا الا الفساد والازمات وجعل رحلة حياتنا مثل رحلة ((تيتانك)) الاسطورية غارقة في بحر الظلمات فلا هي استدارت وعادت ادراجها ولا هي تحدت مصيرها  وواصلت  ابحارها نحو جبل ((الفساد)) فاما  ان تقتلعه .. او تتهاوى شهيدة عند سفحه حتى أصبحنا مثل الريشة كما يقول الفنان سعدون جابر   ((خلاني وقتي وياك ريشة بوسط ريح .. لا تثبت على الكاع .. ولا تقبل اتطيح)) هكذا جعلنا عام 2009 سفينة ضائعة في بحر الظلمات محاطة بامواج واعاصير الازمات تبحث عبثاً عن قارب النجاة محاولة التعلق (( بقشة)) الانتخابات .
فقد حط عام 2009 على رصيف حياتنا حاملاً حقيبة  مترعة بالامال العريضة   للفقراء في الحصول على سقف طيني يأويهم  ورغيف خبز يشبعهم  وبابا من الصفيح يحميهم .. لكن تلك الامال العذبة كعذوبة وعود بعض السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين التي لا تتحقق ابدا , لم تستطع ان ترى النور لان المسؤولين كانوا منشغلين بالعمل على تحقيق الاهداف الستراتيجية بدل معالجة الاوضاع الشعبيه .
وهكذا بدل ان يفتح عام 2009 حقيبته   المليئة بالاحلام والامال والتمنيات حمل معه وهو يستعد لمغادرتنا عشرات الحقائب المليئة بالانفجارات والتناقضات والايام الداميات والازمات والتناحرات والاستهدافات والاغتيالات والاختطافات والسرقات والاختلاسات التي فاقت في بعض الدوائر والمؤسسات عشرات المليارات في وقت لا تكف فيه الحكومة والبرلمان وبعض الاحزاب والتحالفات عن مواصلة تسويق الشعارات  حول المكاسب والانجازات   التي يستطيع المسؤولون وحدهم رؤيتها بالعين المجردة في حين لا يستطيع الفقراء رؤيتها باضخم واحدث التلسكوبات  الفضائيه .
واحقاقا للحق   لا بد من التأكيد على ان في مقدمة انجازات عام 2009 كان نجاح بعض المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين في هذه الدولة النائمه او تلك في مضاعفة ثرواتهم وامتيازاتهم   .. وبناءهم المزيد من القصور والفيلات وتوسيع حجم تجارتهم وامتلاك المزيد من الشركات ومواصلة تعيين ابنائهم و اقاربهم في المواقع الحساسة وفي السفارات والملحقيات والحصول على المزيد من المغانم والمواقع والمكاسب والحصانات .
كما تعززت سياستنا الخارجية واصبحنا نقف على قدم المساواة مع بقية الدول الاقليمية .. ولاننا نؤمن بالديمقراطية وبالحوار والاساليب الدبلوماسية في حل  المشاكل والازمات الدولية فقد صمتت كل اجهزتنا الامنية وقواتنا العسكرية في مواجهة اطماع واستفزازات واعتداءات احدى الدول الاقليمية التي احتلت احد  ابارنا النفطية وذلك حفاظا على ((علاقاتنا الاخوية)) مما سيشجع هذه الجارة الاقليمية النزيهة الامينه على احتلال ربما جميع ابارنا النفطية والوصول بقواتها ((الصديقة)) مستقبلا حتى حدودنا الغربية لان الاهم من سيادتنا ومن استقلالنا ومن ثرواتنا ومن مصير وطننا ومن حقوق ومصالح وثروات شعبنا ومن سمعتنا الدولية هوالحفاظ على سلامة وديمومة علاقاتنا الاقليميه .
كذلك فان في مقدمة انجازاتنا الوطنية الستراتيجية التاريخية التي هزمت الازمة الاقتصادية الدولية واستقطبت اهتمامات الدول الاوربية حتى تناقلت صور ذلك الانجاز التاريخي ومميزاته وفوائده وعظمته وخواصه عدسات الفضائيات والاقمار الصناعية , فقد كان نجاحنا المؤزر بافتتاح مسبح حضاري اولمبي نموذجي في المنطقة الخضراء ليلهو  بمياهه المعقمة الزرقاء ابناء المسؤولين والوزراء وليسعد برؤية صوره ابناء المعدمين والفقراء .
كما نجحنا نجاحا باهرا متالقا ومنقطع النظير في غض النظر عن بعض المسؤولين ((النزيهين)) وعدم محاسبة اصحاب الشهادات المزورة وتجار الوثائق ((المحورة )) حتى اصبحت بعض الشهادات ((العالمية)) تحمل اختام الاسواق ((المريدية)) المعروفة بخبراتها وكفاءاتها الدولية في ميدان الاختصاصات التزويرية واصبح من السهل على المضمد الصحي مثلا ان يحصل على الماجستير في الشؤون الاقتصادية وعلى موظف الاستعلامات الحصول على   الدكتوراه في العلاقات الدولية وعلى الراسبين في الدراسة الثانوية ان يصبحوا خبراء   في الشؤون   السياسية .
كما شهد عام 2009 نجاحا باهرا وحاسما ومتالقا وكبيرا في السكوت عن عدد من المسؤولين والبرلمانيين اللذين ابوا الكشف عن ممتلكاتهم وثرواتهم وذممهم المالية حفاظا على سمعتهم الوطنية وخشية اطلاع الاخرين على ((فقرهم المدقع )) وعلى اوضاعهم  المعاشية ((المزرية))  .
كذلك فقد انتزعنا نجاحاً ستراتيجياً منقطع النظير في توفير الحماية الامنية للمسؤولين السياسيين والبرلمانيين وفشلنا في حماية المواطنين من الفقراء والمعدمين الذين اصبحوا   اهدافاً سهلة للارهابيين   .. في حين اصبحت اعداد اجهزة حماية مواكب بعض المسؤولين تفوق ربما اعداد الحمايات مجتمعة لرؤساء اليابان والمانيا والصين .
 كما  شهد عام 2009 نجاحا باهرا في الابقاء على اعداد العاطلين خارج اسوار التعيين وفي الابقاء على اعداد المعدمين تحت مستوى خط الفقر اللعين وفي الترشيق الاجباري للبطاقة التموينية بفقدانها الحليب والسكر وتأخر وتذبذب وصول الطحين وامتناع الوزراء والمسؤولين المعنيين عن زيارة الاحياء الشعبية واستطلاع حاجات ومعاناة المواطنين , وما زالت النفايات والمياه الاسنة تغرق احياء الفقراء المساكين .
رحل عام 2009 .. تاركاً سفينة الامنيات ضائعة وسط   بحر الظلمات ..فهل سينجح عام 2010 في قهر التحديات ؟ وفي جعل ((الانتخابات )) بوابة او زورقا  لعبور الازمات  ؟؟؟.

463
القنصـل الفرنسـي العام في أقليم كوردســتان:


- الرئيـس البارزانـي يمثل التحـدي التأريخـي والأمـل والمستقبـل للشــعب الكـــوردي

- ميلاد المســــيح حدث تأريخي وديني كبير والمســيحيون كانوا موجوديــن فــي العــــراق مـع وجـود المســـيح

العلاقات التجاريه بين فرنسا واقليم كوردستان ضعيفه اما العلاقات الثقافيه فهي جيده
اهنئ الفقراء بحلول العام الجديد واتضامن معهم واتمنى ان تفتح ابواب الامل امامهم
اصعب ذكرياتي عندما كنت طبيبا في جبال كوردستان عام 1982 ورأيت الكثير من الجرحى الكورد من ضحايا قصف  طائرات نظام صدام جاءوا بهم محملين في جرار زراعي
انني قلق جدا واوجه اسئلتي الى جميع المسؤولين ذوي المستويات العاليه في الاقليم
كنت مراقبا للانتخابات الرئاسية والبرلمانيه في الاقليم والتي جرت بصورة جيده لكن ما صدمني عدم وجود المساواة في الحملات الانتخابية الصحفيه
العلاقات الفرنسية العراقيه تسير بشكل جيد وهنالك اتفاقيات مشتركه بين الجانبين
نجحت في جعل فرنسا بوابة للاتحاد الاوربي الى كوردستان وهنالك اليوم اكثر من عشر قنصليات اوربيه في الاقليم
هنالك معارضه داخل البرلمان الكوردستاني وهذا شيئ جيد  جدا وسنرى ما هي امكانات المعارضه ومالذي ستقدمه


حــوار :  مال اللــه فـــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com  
  

 
مدخـــــل

رغم تباعد المسافة بين الطب والعمل الدبلوماسي الا أن خيطاً رفيعاً يوصل بينهما.. واذا كان الطبيب يحاول منح الحياة للمرضى.. فان الدبلوماسي الناجح يحاول فتح قنوات ونوافذ جديدة للحياة امام شعبه من خلال تواصله في اقامة جسور الحوار والتعاون مع المجتمع الدولي.
واذا كان من الصعوبة غالبا الجمع بين المهمتين الا أن شخصية فرنسية متميزة استطاعت ان تفعل ذلك بنجاح... ذلك هو الدكتور (فريدريك تيسوت) القنصل الفرنسي العام في الأقليم (58 عاماً) الذي ولد في الجزائر وزار كوردستان طبيباً قبل أكثر من ربع قرن.. وعايش الشعب الكوردي في اشد المراحل صعوبة وفي خضم تعرضه للقنابل الفسفورية من قبل طائرات النظام البائد وتنقل في الجبال.. وأسهم في معالجة ضحايا تلك الحرب الهمجية، ليصبح بعد ذلك قائداً للدبلوماسية الفرنسية ومهندسها في الأقليم. فأية ذكريات... وأية انطباعات وأية حقائق يحملها هذا الفارس الذي مازال يصول في الساحة الدبلوماسية برغم وضعه الخاص وينتزع لفرنسا موقعا متميزا وحضورا مؤثرا في هذه المنطقه الحيويه والمهمه على الخارطة الدوليه.
عبر حوار ممتع ومتشعب.. امتد لأكثر من ساعتين فتحنا مع الدكتور (تيسوت) الذي يعتز بكونه صديقا للشعب الكوردي معظم الملفات السياسية والأقتصادية والثقافية والدبلوماسية الحيوية والساخنه .. وهو بمرونته العالية وبشفافية ومصداقية رائعة.. تفاعل معنا واجاب على اسئلتنا بواقعية وصراحه.. وكان هذا الحوار:
مال اللـــــه فـــــرج
 
الزيارة الأولى
 
* متى كانت زيارتك الأولى الى كوردستان؟
- في شباط 1980، وكنت أعمل طبيباً وبقيت لمدة سنتين، زرتها بعد ذلك في مهمات صغيرة، وفي عام 1991 جئت الى هنا وبقيت عدة اشهر على الحدود التركية الأيرانية.
 
* متى بدا اهتمام الحكومة الفرنسية بالقضية الكوردية؟
- في 1991 زار السيد بيرنار كوشنار كوردستان وفي ضوء تلك الزيارة، أتخذت فرنسا مع المجتمع الدولي القرار الأممي (688) الذي منح كوردستان الحماية وتم منع الطيران على المنطقة، كما تم تثبيت الحزام الأمني، وفي آب 2007 قررت فرنسا افتتاح قنصليتها هنا في اربيل بعد زيارة السيد كوشنار واريد ان أذكر بان السيد كوشنار خلال زيارته الى كوردستان في عام 1974، ألتقى بالمرحوم مصطفى بارزاني، وكان حينذاك يعمل في منظمة اطباء بلا حدود، ومن خلال ذلك تعرف الفرنسيون على كوردستان.
 
* كيف تقيمون نضال الشعب الكوردي من اجل حقوقه القومية؟
- الكورد منذ سنوات يطالبون باحترام حقوقهم والأعتراف بها، واليوم يوجد (52) عضواً كوردياً في البرلمان العراقي ورئيس جمهورية العراق هو كوردي ايضاً وكذلك وزير الخارجية السيد هوشيار زيباري وغيره.
وكوردستان هي اليوم اقليم وله برلمان كوردي وهناك رئيس للأقليم وهو كوردي وايضاً توجد في الأقليم حكومة كوردية، ويتم تدريس اللغة الكوردية والصحافة والأعلام باللغة الكوردية، هذا كله شيء جيد.. وثمرة نجاح النضال الكوردي.
 


فرنسا وكوردستان
 
* ما تقييمكم لحجم وطبيعة العلاقات الفرنسية الكوردية.. والفرنسية العراقية عامة؟
- انا كممثل للحكومة الفرنسية، وأنا القنصل العام هنا، أتمنى ان تكون العلاقة بين فرنسا وبين اقليم كوردستان أوسع مما هي عليه الآن، علاقات التنسيق والعلاقات الثقافية بين فرنسا وبين اقليم كوردستان جيدة وواسعة، أما العلاقات التجارية فأنها ضعيفة.
 
* بالنسبة للعلاقات الثقافية كيف تقيمون دور المركز الثقافي الفرنسي في الأقليم؟
- المركز الثقافي الفرنسي افتتح في 14/7 بحضور السيد مسعود بارزاني وفيه معرض صوري، وهو يقوم بتنظيم دورات لتعليم اللغة الفرنسية وقبل مدة نظم المركز مهرجاناً حول السينما الفرنسية، كما تم منح (71) استاذاً من الأقليم زمالات دراسية الى فرنسا الى جانب العلاقات بين الجامعات الكوردستانية والجامعات الفرنسية، كما حصل (105) أشخاص على شهادة الماجستير في الأدارة والأقتصاد في الجامعة اللبنانية الفرنسية هنا ويشارك في تدريس هؤلاء الطلبة اساتذة فرنسيون كذلك تم تسجيل اسماء (300) طالب كوردي في أحدى الجامعات الفرنسية.. وفي مجال الآثار فقد جاء خبراء فرنسيون الى هنا وستقوم فرنسا بأنشاء البيت الزراعي داخل قلعة اربيل لكي يكون مركزاً للبحوث العلمية للمنطقة كلها كما افتتحنا مدرستين فرنسيتين في اربيل والسليمانية وسيحصل طلابهما على البكالوريا الفرنسية ويتعلمون اللغات الكوردية والعربية والفرنسية والأنكليزية، كذلك في مجال الأعلام فان المركز يصدر صحيفة شهرية اسمها (لوموند دبلوماتيك) مترجمة الى الكوردية وكما ترون فأن لدينا نشاطات ثقافية كبيرة.
 
العلاقات الأقتصادية
 
* وماذا عن العلاقات الأقتصادية؟
- في الجانب الأقتصادي فأن السادة رئيس مجلس الوزراء والوزراء يتصلون بنا ويطلبون منا نقل التكنولوجيا الفرنسية والكفاءات الفرنسية الى هنا من اجل بناء المستقبل الكوردستاني وجلب الشركات الفرنسية وتشجيعها للعمل هنا، وقد اتينا بعدد من الشركات، خاصة في المجال الزراعي وهو المجال الأهم في كوردستان كذلك في مجال المياه والري والمياه الصالحة للشرب، ومعالجة النفايات، وقد قدمت الشركات الفرنسية مقترحات الى حكومة الأقليم ولكن هنالك مشكلة وهي انها من الصعب ان يعطوا لنا جواباً، لماذا؟؟؟ وتساءل: لماذا يطلبون ذلك، وليس هنالك جواب؟ لا أدري هل هنالك مشكلات مادية. أو تكنولوجية؟ أم هي عدم الثقة بالشركات الفرنسية؟
 
* هل توجه اسئلتك هذه الى مجلس الوزراء؟
- اوجه اسئلتي هذه الى جميع المسؤولين في الأقليم ذوي المستويات العالية... ويجب ان تذكروا هذا... لأنني قلق جداً، أنا لا أفهم السبب، لان الذين طلبوا مني ذلك هم مسؤولون بمستوى عال واعطينا لهم مقترحات تحدد احتياجات الأقليم، وكل هذه الأمور ليس لها شفافية والآن المسؤولون هنا اخبروني بانهم يريدون بناء شبكة مواصلات داخلية (ترام) داخل المحافظات الثلاث اربيل ودهوك والسليمانية، ومع ذلك لا توجد أية اضبارة، ولا يوجد اي عرض، وفي هذا المجال بالذات فأن فرنسا تمتلك شركات عالمية ومختصين، ومثال على ذلك القطار السريع، وايضاً قالوا لي ان الحكومة تريد بناء خطوط السكك الحديد من زاخو الى الحدود الأيرانية، اين الملف؟
 
وزارة المواصلات
 
* من الذي طلب منك ذلك؟
- الناس في الوزارات.
 
* من هم هل تستطيع تحديدهم؟
- وزير المواصلات، ليس الوزير الجديد بل الوزير في الحكومة السابقة.. ليس هنالك مشكلة، لكن عندما نطلب منهم الملف، لا يوجد أي ملف.. ولا يوجد أية اقتراحات قالوا لي.. نعم.. نعم.. سوف نعطيك الملف الخاص بالمشروع، غداً.. غداً.. هل هم لا يريدون اعطاء الملف لي لعدم ثقتهم بي؟ الا يثقون بالفرنسيين.
 
* اعتقد ان الثقة بك حقيقية لانك ممثل الحكومة الفرنسية ولست تاجراً؟
- في ذات الوقت ان الحكومة والسلطة في الأقليم الذين طلبوا مني استقدام الشركات الفرنسية، وقد جاءت فعلاً، ففي معرض اربيل الدولي كان يوجد خمسون ممثلاً للشركات الفرنسية.
 
* في السابق كان الأقتصاد في خدمة السياسة أما الآن فقد اصبحت السياسة في خدمة الأقتصاد.
- السياسة الكوردية ايضاً في خدمة الأقتصاد، لانهم يريدون تطوير اقليمهم، لكن يوجد هنالك شئ، الأقتراحات التكنولوجية العالية التي تقدمها الشركات الفرنسية ليست متعادلة مع الشركات الأقل كفاءة لان اعمال الشركات الفرنسية ذات نوعية عالية ومستوى عال، وعندما تريد حكومة الأقليم خوض تجربة البناء من خلال الشركات الخاصة، فان البناء الذي يبنى لابد ان يكون عمره ما بين 30-50 سنة ليس مثل بناء بعض الدور حيث ان صنابير المياه تتكسر بعد مرور سنة، واعطيك مثالاً حول احد الأسواق الحديثة الجديدة الذي انجز قبل مدة قصيرة في اربيل فأنك ان ذهبت اليه ستلاحظ ان مياه الأمطار تتسرب اليها... ان الكورد لابد ان يبنوا مستقبلهم على أسس قوية فالطرق يجب ان تكون صلبةوكذلك البنايات والسدود يجب ان تكون صلبة.


فرنسا والعراق
* وماذا عن العلاقات الفرنسية- العراقية؟
- الرئيس ساركوزي زار بغداد، ورئيس الوزراء الفرنسي زار بغداد والسليمانية ووزير الخارجية الفرنسي زار العراق ثلاث مرات، ان العلاقة بين فرنسا والعراق تسير بشكل جيد، وهنالك عقود كثيرة تم التوقيع عليها.. وخلال المباحثات بين الرئيسين ساركوزي والطالباني تطرقا الى المركز العلمي الذي سوف تقيمه فرنسا في قلعة اربيل، وفي ذات الوقت تحدثا حول البيت الزراعي في اربيل والذي سيكون وراء القنصلية مباشرة، وفي مجال العدالة ايضاً، التقيت بالسيد وزير العدل وقد شاركت فرنسا في تاهيل وتدريس كوادر وزارة العدل من خلال الدورات الخاصة لتحسين النظام القضائي... ان مستقبل كوردستان سيبنى إذا سادت حقيقة العدالة فالمستقبل يبنى مع العدالة.
 
شاهد على الديمقراطية
* كنت شاهداً على الأنتخابات الرئاسية والبرلمانية في الأقليم في تموز الماضي ما هي انطباعاتك عنها؟
- كنت مراقباً.. وقد جرت تلك الأنتخابات بصورة جيدة، وأنني اعتبر نفسي صديقاً للكورد، ولهذا فأنني اقول رأي لأصدقائي بصراحة.
 
* الشعب الكوردي ايضاً يعتبرك صديقاً حقيقياً له وهو يعتز بصداقتك.
- اقول ان الأنتخابات جرت بصورة جيدة، لكن هنالك شيئاً صدمني، فخلال الحملة الأنتخابية لم تكن داخل الصحافة مساواة في الحملات الأنتخابية، فهناك صحافة مرتبطة بالأحزاب فأذا كنت أنا في جهة المعارضة واردت ان اعبر عن رأي فهو صعب جداً فلم يكن هنالك توازن مستقر في الصحافة، ولكن الأنتخابات جرت بصورة جيدة، وأنا كنت مسروراً بالنتائج الأنتخابية، السيد مسعود بارزاني هو الرئيس الشرعي وانتخب من قبل الشعب، وفي الأنتخابات البرلمانية كنت افضل ان تكون وفق القائمة المفتوحة وهذه هي معنى الديمقراطية في النتيجة، هنالك معارضة داخل البرلمان وأنا ارى هذا شيء جيداً جداً، والآن سنرى ما هي امكانات المعارضة وما الذي تقدمه.
 
اللقاءات بالبارزاني
* كم مرة ألتقيت الرئيس البارزاني؟
- لا أتذكر كم مرة ألتقيته ولكنها كثيرة وفي المرة المهمة التي ألتقيت فيها بالسيد مسعود بارزاني كانت في 1992 مع السيدة دانيال ميتران وعدد من الصحفيين، وأجمل صورة لي مع الرئيس البارزاني عندما استقبل عدداً من رفات الشهداء الكورد من ضحايا الأنفال في مطار اربيل الدولي.
 
* ما انطباعاتك عن شخصية الرئيس البارزاني؟
- شخصية الرئيس البارزاني تمثل التحدي التأريخي، وهو يحمل في شخصيته الأمل والمستقبل للشعب الكوردي بصورة جيدة، ولابد ان يوثق ذلك كله في العراق الحالي فهذا مهم جداً.
 
* كيف تنظر الى دور الرئيس البارزاني في اقامة المؤسسات الدستورية وبناء الأقليم؟
- الآن لديه دور اساسي لانه رئيس الأقليم وفي ذات الوقت هنالك برلمان يمثل الشعب ولابد ان ينهض بدوره في بناء المؤسسات في مجال العدالة وحرية الصحافة وحل المشاكل الأنتخابية والعلاقة مع بغداد وايضاً في مجال احترام حقوق الأنسان وايقاف العنف ضد النساء، ومراقبة ماذا يجري في السجون، هذا هو دور اعضاء البرلمان هنالك رئيس للأقليم.. وهناك برلمان.. ولو ان هنالك رئيساً فقط بدون برلمان معنى ذلك لا وجود للديمقراطية.
 
* لفرنسا دور كبير داخل الأتحاد الأوربي، هل تعمل على توسيع علاقات الأتحاد الأوربي مع أقليم كوردستان؟
- أنا اقدم قنصل في الأقليم الآن واقدم ممثل دبلوماسي في كوردستان، استقبلت الكثير من السفراء الأوروبيين، كانوا ياتون لاستشارتي في افتتاح قنصليات لهم في كوردستان وكنت اشجعهم واحثهم على ذلك. واليوم توجد اكثر من عشرة بلدان اوربية لها ممثليات في الأقليم، وعملت كثيراً لاقناعهم فضلاً عن أنني قنصل فرنسا.
 

بوابة اوربا للأقليم
* هل نجحت في جعل فرنسا بوابة للأتحاد الأوربي الى كوردستان؟
- اجل بالضبط، الألمان الأيطاليون، الجيك، النمساويون، الهولنديون، السويديون، الأسبان فتحوا ايضاً ممثليات، ولا أتذكر الآخرين.. هؤلاء كلهم ممثلون في الأقليم.
* ما اصعب ذكرياتك في الأقليم؟
- اصعب ذكرياتي، عندما كنت طبيباً في جبال كوردستان ورأيت في عام 1982 الكثير من الجرحى جاءوا بهم محملين على جرار زراعي وعالجت فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً وهم من ضحايا قصف نظام صدام بالطائرات... مستخدماً قنابل فسفورية، وكانت تلك الضحية مفتوحة البطن ومصابة بحروق فوسفورية قاتلة في عموم أجزاء جسمها.. وكانت تلك الأصابات مستمرة في أحداث الحروق داخل جسمها ولم يكن لها اي امل أو امكانية في الشفاء وقد كانت تتعذب وتعاني بشكل مؤلم ورهيب وأنا ساعدتها على الموت وقد كان ذلك شيئاً رهيباً وقد شاهدت الكثير من تلك المآسي.
 
ابادة الكورد
* الشعب الكوردي في العراق تعرض لابادة حقيقية سواء من خلال الأنفال أم من خلال القصف الكيمياوي، هل كان الأهتمام الدولي بحجم هذه المآسي؟
- اعرف ان هنالك الكثير من المنظمات الكوردية والأوربية تريد ان يتم الأعتراف بهذه المآسي التي اصابت الكورد كأبادة جماعية وبعض المنظمات تجري مفاوضات مع حكوماتها للأعتراف بهذه المآسي كابادة جماعية.
* كيف تقيمون مسيرة العملية السياسية الآن في العراق؟
- برأي انها تجري بصورة جيدة يوجد برلمان ودستور وحكومة، وتوجد ايضاً انتخابات، الآن الصراع يجري داخل البرلمان وهذا شيء مهم جداً، في جميع بلدان العالم هنالك اختلاف في وجهات النظر داخل البرلمان أما عندما تخرج هذه الخلافات خارج البرلمان وتتحول الى معارك بالقنابل فهذا شيء سيء، واعرف بانه سوف تجري انتخابات شرعية في السابع من آذار القادم كما جرت من قبل والعراقيون شاركوا في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت بصورة جيدة تقريباً، وهكذا ستجري الأنتخابات وسيكون هنالك برلمان جديد وحكومة جديدة مثل جميع البلدان الديمقراطية في العالم، بالطبع هنالك قوى اخرى لا تريد ان تجري الأنتخابات بصورة جيدة يستخدمون القنابل.. لكنهم سوف يخسرون.
 
المادة 140
* كيف تنظر الى عملية تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي؟
- حل مشكلة كركوك لابد ان تتم من خلال الدستور ووفقاً للدستور ولابد من تطبيق المادة 140، ولابد ان تتم داخل وفي قلب البرلمان نقاشات ومفاوضات، وقد يحدث سوء تفاهم ولابد ان تجري نقاشات جدية وان يجلس الجميع حول طاولة مستديرة لكي يناقشوا عملية تطبيق هذه المادة.
* كيف تنظر لمستقبل اقليم كوردستان؟
- أنا متفائل كثيراً، وكوردستان ستصبح وفق ما سيفعله ويقدمه الشعب والحكومة معاً.
 


ميلاد المسيح
* كيف تنظر لميلاد السيد المسيح عليه السلام؟
- هو حدث تأريخي وديني كبير، قطاعات واسعة في هذا العالم ترى هذا الحدث مهماً جداً وأنا اعتبر ان العراق القريب من ولادة المسيح يضم مسيحيين وكانوا موجودين في العراق مع وجود السيد المسيح، هم عراقيون وقبلاً كانوا في بلاد مابين النهرين، بلاد الرافدين، وهم يعيشون هنا منذ قرون وقرون، وهناك البعض يدعون بان المسيحيين هم ليسوا من شعب العراق ويريدون تهجيرهم خارج العراق... البلاد لا تبنى على اساس هوية دينية، وعندما نحدد هذا مسيحي، هذا يهودي، هذا مسلم، فأن هنالك حرباً سوف تنشأ، لذلك يجب ان تكون النظرة متساوية لجميع المواطنين بعيداً عن الأنتماء الديني، لهذا اختارت فرنسا ان تكون جمهورية علمانية لان لا علاقة لها بالدين وليست مرتبطة بالدين؟
* العام الجديد على الأبواب كيف ترى صورة العلاقات الفرنسية العراقية خلال العام الجديد؟
- سوف تتعزز العلاقات وستكون بمستوى جيد وهنالك اتفاقيات تم توقيعها بين فرنسا والعراق وسوف يتم تطبيقها وبالتالي تتعزز تلك العلاقات بين الجانبين.
 
تهنئة للفقراء
* لمن تود ان تقدم التهنئة لمناسبة حلول العام الجديد؟
- اهنئ في السنة الجديدة الفقراء وأتضامن معهم وكذلك المرضى والذين يعيشون حالات صعبة، الآن المنطقة غنية وقبل ايام تم اكتشاف بئر نفطية، وهنالك سيارات اسعارها تفوق الخمسين ألف دولار وهناك اناس لديهم ثروات كبيرة وكثيرة، وآخرون لن تكون اوضاعهم في السنة القادمة افضل من هذه السنة لانهم فقراء منسيون، لذلك ونحن نضع سياسة بناء البنية التحتية لابد ان نفكر بالفقراء من الرجال والنساء، أتمنى ان تفتح ابواب الأمل امام هؤلاء في السنة القادمة هذا مهم جداً.
 
حــــــوار: مال اللــــه فــــــرج
عدســــة : صابـــر ســــوركان



464
مشاكسة
عندما تـدوي الفضائـــح
وتقـف الحقيقــة عاريــه
مال اللـــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

الشكر والمحبة والاعتزاز والتثمين والتقدير والتبجيل والاشادة والثناء والمودة والعرفان لكل العباقرة الابطال المخلصين الميامين الذين سجلوا مأثرة جديدة ستذكرها لهم  الاجيال , بعد أن نجحوا نجاحا باهرا   منقطع النظير .. ليس في هزيمة السرطان والايدز و انفلاونزا الخنازير التي ربما تتحول مستقبلا الى انفلاونزا الحمير وتؤدي الى كارثة ((حميرية ))   ولا في القبض على الفاسدين والمختلسين وسارقي قوت الشعب , ولا في تحسين الخدمات والكهرباء والقضاء على البطالة ولا في اعادة المهجرين والنازحين واعانة اليتامى والارامل و المعدمين   , ولكنهم   حققوا   انجازا فريدا سوف يدخلهم  التاريخ من جميع ابوابه ونوافذه   .

فقد نجحت بعض العقول الامنيه المتوقدة وبفترة قياسية لا تتجاوز الخمسة أشهر فقط , في جعل نصف أيام الاسبوع   ((أياما دامية )) ولم يبق أمامنا  الا أربعة ايام فقط لتصبح بهمتهم النضالية الفذه      كل أيام الاسبوع (( داميـــه ))    بالاخص وان التضحيات التي رافقت هذا الانجاز التأريخي هامشية لا تذكر قوامها ((1854)) ضحية من بينها ((354)) شهيداً , وبحدود ((1500)) مصاباً .. بما يعني فجيعة ((1854)) عائلة عراقية فقط     .

فقد ضرب الاعصار  الاول ((    الاربعاء الدامي  )) بغداد  الجريحة في التاسع عشر من اب عبر سلسلة انفجارات ارهابية ادت لاستشهاد ((95))  عراقياً واصابة بحدود ((550)) اخرين لتتفجر عاصفة من الاحتجاجات   والاستنكارات   والادانات   رافقتها حملات تبادل الاتهامات بين الاجهزة الامنية المعنية , لتهدأ هذه العواصف (( الكلامية )) الساخنة والوعود (( بالتغييرات الامنية )) والتعهدات (( بالقبض على الفاعلين)) وتقديمهم الى العدالة بعد ثلاثة او اربعة ايام من انفجار الازمة دون اجراءات ملموسة على الارض , لتتكرر بعد حوالي شهر وتحديدا بتاريخ 25 تشرين الاول الماساة نفسها لكن في يوم   اخر هو ((الاحد الدامي)) الذي فجع بدمويته (( 632)) عائلة عراقية اخرى باستشهاد ((132)) من افرادها واصابة بحدود((500)) اخرين لتتكرر نفس الاسطوانات المشروخة في الشجب والادانة والاستنكار والوعد والوعيد والتهديد والتلويح بالمساءلة , وبالاقالة والمحاسبة , ولتمرهذه   العاصفة كما سبقتها عاصفة الاربعاء الدامي بسلام وامان واطمئنان .
وهكذا .. ما أن حل الثامن من كانون الاول الحالي الا وحمل معه يوما داميا اخر هز بقوة وعنف قلوب وجراحات وضمائر واحاسيس العراقيين جميعا ليسجل ((الثلاثاء الدامي)) مأساة دموية جديدة أدت الى فجيعة ((577)) عائلة عراقية اخرى باستشهاد ((127)) عراقيا واصابة بحدود (( 450)) اخرين .

المثير للدهشة والعجب العجاب ان نفس الاسطوانات القديمة دارت هنا و هناك ونفس الوعود والعهود والتصريحات والتوضيحات والتهديدات بالمساءلة والاقالة تكررت دون فعل حقيقي على الارض .

في خضم ذلك كله راحت كل جهة امنية تلقي اللوم على الجهة الاخرى وتتنصل من المسؤولية في وقت يضج فيه العراق بانواع مختلفة من التشكيلات والاجهزة والمؤسسات الامنية التي ربما تفوق باعدادها وميزانياتها ما هو موجود في الدول الكبرى .

ورغم وجود اجهزة ((السونار)) المتطورة في مختلف السيطرات ونقاط التفتيش الامنية في شوارع العاصمة فان المفخخات ما زالت تصول وتجول مما جعل العراقيين يتساءلون بمرارة   عن جدوى هذه الاجهزة   فهي في الوقت الذي تكشف فيه بدقة وكفاءة عالية وجود (( العطور واداوات المكياج)) في الحقائب النسائية وانواع التوابل الهنديه وربما تستطيع بدقتها المتناهية تحديد الوان ملابسنا الداخلية, الا انها فشلت فشلا ذريعا في الكشف عن اطنان المتفجرات في السيارات والشاحنات الملغمة التي تحصد ارواح العراقيين و هي تتهادى بحرية في ساحات العاصمة وشوارعها وتجتاز امنة مطمئنة عشرات السيطرات ونقاط الحراسة والتفتيش الامنية .

ولعل من المثير والغريب ان يبرر احد المسؤولين الامنيين فشل اجهزة ((السونارالامنيه بالغة الحساسية )) في كشف المواد المتفجرة في الشاحنات الملغمة الى عدم ارتداء من يستخدم هذه الاجهزة ((  القفازات المطاطية)) مما يؤثر على قوة واتجاهات ذبذباتها ؛ ترى ان كان هذا الامر صحيحا لماذا لم يتم اقالة و محاسبة هؤلاء الذين ساهموا بهدر دماء العراقيين بسوء استخدامهم لهذه الاجهزة منذ الكارثة الاولى في يوم الاربعاء الدامي , أم ان هذه الدماء رخيصة وارخص من محاسبة موظف امني يسئ استخدام اجهزته , وهل يجب ان تبقى حياة الاف العراقيين   معلقة بالقفازات المطاطية ؟

على اية حال ما تزال سخونة الاتهامات والتبريرات  والمساءلات والاتهامات والتسويفات والقاء اللوم على الاخرين محتدمة.. وربما تتمخض     عن قرار ثوري شجاع باقالة مسؤول امني واحد او استبداله باخر ليكون كبش الفداء لمأساة وطنية تتحمل كل لاجهزة الامنية المعنية مسؤوليتها المباشرة وكل الاجهزة البرلمانية والحكومية والسياسية وزر غياب التخطيط الامني  المتكامل والعمل الجماعي .
في ظل ذلك ربما لم نعد بحاجة الى اجهزة سونار تكشف انواع وماركات العطور النسائية وانواع التوابل الهندية والوان ملابسنا الداخلية , لكننا بحاجة ربما الى سونارات تكشف دواخل وتوجهات وضمائر  و انماط تفكير وتخطيط بعض المسؤولين عندها ستتفجر الفضائح بدوي هائل وستقف الحقيقة عارية امام الجميع .
فيا ايها المسؤولون الامناء على سلامة العراق والعراقيين 
ناقشوا العيوب والخروقات الامنية بموضوعية واصلحوها .. قبل ان تصبح كل ايامنا دامية .

465
مشاكسة
مســا بقة الجــــري الســـريع
بيــــن الناخبيـــن و المرشـــحين

مال اللــــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
لعل في مقدمة المتغيرات التي أفرزتها الثورات التحررية التي اجتاحت عالمنا المعاصر و أنتشرت باسرع من سرعة هرب بعض المسؤولين المختلسين والفاسدين الى الخارج وغيرت قيم ومفاهيم ومفردات الاحاديث اليوميه لعموم الطبقات الاجتماعية تمثلت في التسويق الاجتماعي والسياسي والحكومي والشعبي والبرلماني والاعلامي لمفردة (( الديمقراطيــــة )).

فهذه ((الديمقراطية )) تغلغلت بسرعة مذهلة في جميع أوردة وشرايين ومفاصل  حياتنا اليومية بدءا من العلاقات المهنية وانتهاءا بالعلاقات الزوجية فالمدير العام يمارس ((ديمقراطيته)) على سكرتيرته الشهيه بطريقته الخاصه , والموظف يمارس ((ديمقراطيته)) على المراجعين بالمماطله والتسويف وفق عقده الشخصيه ومزاجه الخاص  والزوج والزوجة يتبادلان الديمقراطية الحميمة الشفافه  في معاركهما اليومية الديمقراطيه التي كثيرا ما تؤدي الى تشريد اطفالهما بطريقة ديمقراطية أيضا.

كذلك فقد أمست الديمقراطية في بعض الدول النائمة والغافية والزاحفة والمتثائبة ستارا سميكا يخفي وراءه أخطر أنواع الفساد , وفشل هذا الوزير او ذاك والصفقات السياسية والعقود المشبوهة والسرقات المنظمة والاختلاسات المبرمجة وتنفيذ الأجندات الأجنبية , وعملية تحويل السلطة الى املاك خاصة, وجعل الوزارات مؤسسات عائلية وبقاء بعض القادة والرؤساء التاريخيين عشرات السنين فوق مقاعدهم بطريقة ديمقراطية شاءت شعوبهم أم أبت , وفرضهم للاحكام العرفية بطريقة ديمقراطية  وبنائهم المزيد من السجون الديمقراطيه لمعارضي سياستهم الديمقراطيه التي كثيرا ما تدفع بالبلاد الى كوارث ومأسي ديمقراطيه .

فحلم ((الديمقراطيـــة)) الذي كان    بعيد المنال , واصبح في متناول الشعوب والحكام معا الان أخفق بفضل ((حكمة وعبقرية)) بعض الحكام والسياسيين الذين أجادوا في احتوائه وترويضه في اشباع الجياع وفي اكساء العراة , وفي انصاف الفقراء وايجاد فرص العمل للعاطلين ,وفي رعاية اليتامى والأرامل وفي توفير الخدمات الاساسية وتحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية بالأخص بعد أن نجح بعض اولئك المسؤولين ((العباقــــرة)) نجاحا باهرا ومنقطع النظير في تحويل الديمقراطية من ((حكـــم الشـــعب)) الى(( لجـــم الشــــعب)) واحكام القبضة الحديدية عليه.

ولعل من أبرز وأروع وأثمن وأغلى وأهم الافرازات الديمقراطية , الانتخابات البرلمانية التي تحولت الى في الدول النائمة الى مسابقة من شوطين , بين الناخبين والمرشحين , وفق مبدأ تبادل الادوار تجسيدا ((للديمقراطية)) وتحقيقا للمساواة والعدالة الاجتماعية.
ففي شوط المسابقة الاول , يقوم مرشحوا القوائم والاحزاب والتكتلات والتحالفات والكيانات في هذه الدولة أو تلك بالجري السريع نحو الناخبين بسرعة ((250)) كم في الثانية بهدف الامساك بهم قبل غيرهم واستمالتهم وخطب ودهم ورضاهم والتأثيرعلى قناعاتهم وضمان أصواتهم عند الاقتراع.

ويشهد هذا الشوط من المسابقات عادة , واحدا من أضخم مزادات ومهرجانات و  معارض وعروض الوعود السياسية والشعارات الثورية والمزايدات الفضائيه  والتلويح بالتعيينات في  الدوائر الرسمية والزيارات المكثفة للمناطق الشعبية , وتوزيع الاعانات والمواد الغذائية على الفقراء والهدايا التقديرية الثمينة على الأغنياء , الى جانب العروض الحية لمهرجانات المشاعر الانسانية التي تكاد تصل ببعض المرشحين والمرهفين جدا والانسانيين جدا جدا .. والمتأثرين جدا جدا جدا , الى حد ذرف الدموع حزنا على ماسي الفقراء , وأسفا على غياب الخدمات الاساسية عن أحيائهم السكنية والما لطفح المياه الثقيلة التي تغرق شوارعهم الضيقة  بل ان بعض الناخبين يغامر بصحته ويتحدى انفلاونزا الخنازير ويقوم بتقبيل الناخبين الفقراء واحدا واحدا لاظهار عمق (( محبتــــه النزيهــــــه )) لهم والتي لا تظهر الا في موسم الانتخابات فقط  .

ولا بأس من ان يصب بعض هؤلاء المرشحين المرهفي الاحاسيس , جام غضبهم على تلك الحكومات المهملة الغارقه  في الفساد وفي الامتيازات والتي ادارت ظهورها للفقراء والمعدمين واسبغت كرمها ورعايتها على الاهل والمقربين  حيث

يرافق ذلك القسم الساطع والوعد القاطع بالعمل على تغيير هذه الاحوال المأساويه  والاوضاع  المريرة ومعالجة كل الازمات والامراض والاخفاقات والكوارث الخطيرة في حالة فوز هذا المرشح وا تلك القائمة او ذاك التحالف .

وربما تصر بعض الأحزاب والكتل والتحالفات في هذه الدولة النائمة او تلك على اجراء مثل هذه الانتخابات البرلمانية التاريخية الشفافة النزيهة , في فصل الشتاء تحديدا ذلك لأن الميزانية المالية المطلوبة لشراء وتوزيع البطانيات والمدافئ النفطية على الفقراء , أفضل الف مرة من شراء وتوزيع المبردات والمراوح الكهربائية والمكيفات وربما ((السبلتات)) على الناخبين فيما لو جرت هذه الانتخابات في فصل الصيف اللاهب .

وهكذا تتواصل مهرجانات وفعاليات وفقرات ومسيرات حملات ((الدعم الانساني)) و ((الاغاثة الاجتماعية)) و (( التبرعات الخيرية )) مترافقة مع حملات التوسلات والتحذيرات والدعايات والتهديدات والخطب والشعارات طوال الشوط الاول من هذه المسابقات وحتى اقفال صناديق الانتخابات .

أما بعدأن تحط الحملات الانتخابية الديمقراطية الشفافة أوزارها ... ويفوز من يفوز ويفشل من يفشل وينسحب من ينسحب وينتحب من ينتحب فيبدأ الشوط الثاني من هذا السباق الانتخابي الديمقراطي الفريد , وبعد أن كان ((المرشحون)) في الشوط الاول هم اللذين يجرون باتجاه الناخبين بسرعة ((250)) كم في الثانية فان الامور تنقلب رأسا على عقب في الشوط الثاني حيث يبدأ الناخبون بالجري وراء المرشحين الفائزين بسرعة 1000 كم في الثانية حاملين همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم وبين اصابعهم اوراق طلباتهم المشروعة التي وعدهم المرشحون بحلها وحسمها كلها خلال الحملة الانتخابية بعد فوزهم لكنهم لن يجدون بعضهم ولن يستطيعوا الامساك بهم ابدا.

فالطرقات الى مقرات سكن بعض نواب الشعب في هذه الدولة او تلك مزروعة بالكتل الكونكريتية وبالاسلاك الشائكة و فصائل  الحماية الابطال ... والحراس الشخصيون الصناديد يقفون وقفة الاسود المستفزه اصابعهم على زناد اسلحتهم الاوتوماتيكية وهم على اهبة الاستعداد لاطلاق النار بسرعة ودقة متناهيتين ضد اي هدف متحرك رجلا كان او ذبابة يحاول الاقتراب من أسوار ((نائب الشعب وممثله)) وبذلك صدقت قارئة الفنجان وهي تؤكد ((لكن سماءك ممطرة ... وطريقك مسدود مسدود)).

اما اذا حاول المواطن المسكين , عبور كل الحواجز والسواتر ونقاط الحراسة والتفتيش , ومعوقات وتسويفات وعراقيل وروتين ومزاجية هذا الموظف او ذاك .. والوصول الى  مقر عمل ذلك المسؤول البرلماني الرفيع فانه لن يجده حتما .. ولن يستطيع الامساك به ..ذلك لان الاجتماعات البرلمانية ساخنة ونقاشات اللجان متواصلة والحراك السياسي على أشده والعملية السياسية تعيش مخاضها الصعب فضلا عن الايفادات والدعوات والسفرات والزيارات لهذه الدولة او تلك .. والتي تجعل بعض المسؤولين الذين يحملون قضايا شعوبهم على ظهورهم ليل نهار يقضون من اوقاتهم  خارج اوطانهم  أكثر من الاوقات  التي يقضونها داخل بلدانهم..
  .
وما على هذا الناخب المسكين الحزين الا أن يحتفظ بطلبه لاربع سنوات اخرى حيث يبدأ الشوط الاول من مسابقة الانتخابات الديمقراطية ثانية لعله يحظى بممثله العتيد  حاملا لأطفاله ملاعب العيد عندها  ربما يتم اللقاء السعيد .

 


466
مشاكسة
الحــيتان الكبيــــرة
مال اللـــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

   عمدت معظم الانظمة الدكتاتورية  والقمعية   في مختلف الدول الغنية والفقيرة   , وبهدف امتصاص نقمة شعوبها على فسادها ومغامراتها وطيشها ونزواتها وتبذيرها للاموال العامة على مصالحها الخاصة الى تشريع قانون ((مــن أيــن لك هـــذا)) .

لكن ذلك القانون الذي اراده اولئك الحكام المتسلطون  واجهة  شكلية   لاخفاء  فسادهم    في حين اراده الفقراء والجياع والعاطلون والمعدمون   سيفا حقيقيا للنزاهة يطيح بهياكل الفساد والفاسدين كثيرا ما كان يشكو من الكساح  و شلل الاطفال ومن ضبابية الرؤيا والضغط والسكر والفقرات والصداع وتضخم عضلة القلب والفشل الكلوي  .

وتبعا لذلك فان ذلك القانون كان  يفشل دائما في مطاردة الحيتان الكبيرة   والامساك بها ومساءلتها عن جرائم فسادها واختلاساتها واستحواذها على المال العام  , و كان يكتفي بالاطباق على الاسماك الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة باستثناء من كانت السلطة ترغب في ازاحته عن طريقها  .. وتبعا لذلك .. فان ذلك القانون العادل الفاصل النزيه كان كثيرا بل و دائما ما يفلح في اصطياد المعارضين مهما بلغت نزاهة بعضهم  ويفشل في التقرب من اسوار وابواب الموالين مهما اتسع حجم فسادهم .

وحيث تفجرت ارادة الحرية وانتصرت   فقد عمدت معظم الانظمة الديمقراطية التحررية  الاشتراكية التقدمية الثوريه  الى ((رجــــم )) ذلك القانون الرجعي الدكتاتوري المتخلف ,وأنشأت محله لجانا وهيئات ومؤسسات ودوائر وتشكيلات للنزاهة والامانة والمساءلة والعدالة لمحاصرة الفساد والفاسدين , واصطياد الاختلاس والمختلسين والاطاحة بالرشا والمرتشين .

 وعلى الرغم من النجاح الباهر و المنقطع النظير  للفاسدين والمختلسين والمرتشين في الهروب بغنائمهم الى خارج الحدود سالمين امنين , اما بفضل جوازاتهم الدبلوماسية ... واحيانا بفضل حصاناتهم البرلمانية .. وغالبا تحت مظلة ازدواجية الجنسية , فان مجمل هذه القوانين , نجحت نجاحا باهرا في معظم الدول النائمة والغائمة والغاضبة والعاتبة والمستلقية والمتثائبة في الاطباق على الاسماك الصغيرة لكنها فشلت فشلا ذريعا ومتواصلا في التقرب من الحيتان والكواسج واسماك القرش الخطيره  التي تحتمي بالمظلات الحكومية و السياسية والبرلمانية و الامنية الكبيرة , وهكذا انتقلت فايروسات الفساد من الانظمة الدكتاتورية الرجعية الفردية الى الانظمة الثورية الديمقراطية التقدمية , بكل يسر وسهولة مثل عملية التداول السلمي للسلطة بعيدا عن القوة والاستحواذ والانقلابات العسكرية تلك الانقلابات التي رغم قسوتها وبطشها فانها لاتنجب دائما   الا القيادات ((  العبقرية  )) التي تصنع (( الحقب التاريخية )) .

في ضوء هذه التجارب الثورية الديمقراطية التقدمية التي حققت المساواة والعدل والحرية , والاحتكام  لصناديق الاقتراع وللنتائج الانتخابية , والتي كفلت عبر معاركها الانتخابيه  لكل البرلمانيين والسياسيين ورؤساء التكتلات والتحالفات ورؤساء الحكومات والبرلمانات والوزراء والمسؤولين , الفاشلين والناجحين في مختلف الدول حق تسويق  خططهم وبرامجهم ومشاريعهم ووعودهم وشعاراتهم الانتخابية بهدف الاستحواذ على أصوات المواطنين وثقتهم ومن ثم تبوأ المسؤوليات القيادية والمراكز السيادية والمواقع الرئاسية والمهمات البرلمانية و الحقائب الوزارية وتقاضي رواتب ومميزات ومخصصات ومغانم ومكاسب وامتيازات تلك المواقع فانه وعلى الجانب الاخر يصبح من حق شعوبهم دستوريا وقانونيا واخلاقيا ومهنيا , مطالبة اصحاب هذه المواقع الوفاء بالتزاماتهم وتجسيد شعاراتهم وتحقيق برامجهم وتنفيذ وعودهم التي اكدوا عليها سواء في تصريحاتهم او في خطاباتهم او في برامجهم وحملاتهم الانتخابية او في خططهم و بياناتهم السياسية .

وعلى هيئات ولجان وتشكيلات النزاهة والمساءلة والتحقيق والعدالة  في هذه الدوله او تلك, تقع المسؤولية المباشره     في مراجعة تلك البرامج والوعود .. ومطابقتها مع الواقع والتدقيق والتحقيق فيما كان يمتلكه زيد أو عمرو او احسان او حسان من الاموال والسيارات والاطيان قبل تسلمه مهماته الثورية ومقارنتها بما بات يمتلكه   بعد اربع سنوات من تحمله المسؤولية وتوثيق مواقع ووظائف واملاك وثروات افراد عائلته بين الفترتين ومساءلته بمنتهى الشفافية والالتزام والحزم والعدل والاحترام عن مصادر هذه الثروات والاملاك والقصور والارصده والسيارات والشركات وهل يمكن ان يكون ذلك كله من الرواتب والمخصصات   .

عندها ربما سوف تتكشف في هذه الدولة حقائق محزنه وفي تلك ماسي مخجله  وربما سوف تزكم روائح  الفضائح النتنه في بعض الدول الانوف وتحدث في الواقع السياسي خسوفا وكسوف    وسوف يلمس المواطنون في هذه الدولة الثورية وفي تلك الدولة الاشتراكية , كم كانوا مخدوعين بالشعارات , وكم كانوا مستغفلين بالخطابات   .. وكم كانوا انقياء واتقياء عندما صدقوا الوعود والبيانات كما سوف يلمسون حقائق الحيتان والكواسج و اسماك القرش الكبيرة .. وحقائق بعض الاحزاب والشخصيات والتحالفات والقوى الشريرة , وصفقاتها المشبوهة وتعاملاتها المريره, وطبيعة الصفقات النزيهة والحقيرة ..  , ومن الذي كان مخلصا وابيا وشريفا وامينا على المسؤولية ومن الذي سرق واختلس وتاجر بالمصالح الوطنية , ومن الذي وظف قدراته وكفاءته وامكاناته لدعم وتعزيز العملية السياسية ومن الذي حول الاموال الحكوميه لخزانته الشخصية , وجعل المصلحة العامة في خدمة  مصالحه العائلية .

في ضوء هذه الحقائق والوثائق , والوقائع والفظائع , ربما تعمد هيئات وتشكيلات ولجان النزاهة   , الى تكريم المخلصين والمجتهدين   والامناء والاصلاء والاوفياء الذين صدقوا ما عاهدوا الله وشعوبهم واوطانهم وضمائرهم واحزابهم عليه , وربما     تعمد ايضا الى محاسبة ومقاضاة الفاشلين والمزايدين والفاسدين والمختلسين الذين تاجروا بمعاناة شعوبهم وبمصالح اوطانهم وعمقوا جراحت الفقراء والمعدمين دون وازع من ضمير او رادع من قيم ودين .

لكن المفارقة في هذه الدولة او تلك لو عمدت لجان النزاهة بعيدا عن الصمت والمجاملة الى استعادة الرواتب والمخصصات والامتيازات والسرقات والاختلاسات ومصاريف الحفلات والاستضافات وتكاليف السفر والايفادات وحصص العقود والصفقات وتكاليف الحمايات والسيارات من الفاشلين والفاشلات عندها سوف تسجل هذه الدول اعلى نسب الاصابات  بالذبحات والسكتات والصدمات والجلطات وسوف تشهد سوح المعارك الانتخابية وجوها  شابة باسمة جديدة وغيابا لبعض الوجوه العابسة التقليدية العتيدة .

فهل ستنتفض لجان العدالة والنزاهة والمساءلة في هذه الدولة او تلك  انتفاضتها التاريخية  الفاصلة القديره  ضد الحيتان والكواسج الكبيره ؟؟؟ ام انها ستبقى مغلولة اليدين مقطوعة اللسان سجينة في اقبية السلطان ؟؟؟

467
مديــر المـرور العــام فـي أقليــم كوردســتان:

لا ترحيــل ولا تســقيط  للســيارات القديمــة

اجهزة الكترونيه لرصد السيارات التي تتجاوز السرعة المقرره
بامكــان المواطن اداء امتحان السياقه بسياره اوتوماتيــك
حجز السائق المخالف هي اخر عقوبه نلجأ اليها

مدير عام العلاقات والاعلام:
(( 13367 )) عدد ضحايا الحوادث المروريه في اربيل منذ عام 2003 من ضمنهم (( 1712 )) حالة وفاة
   حــوار: مال اللـــه فـــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com

                   


 
مابين وجود أجهزة تصوير الكترونية لرصد السيارات التي تتجاوز السرعة المقررة على هذا الشارع او ذاك وتغريم سائقيها.. وخوف الفقراء، وذوي الدخل المحدود من ترحيل او تسقيط 
سياراتهم الهرمة ذات الموديلات القديمة، ورغبة معظم الاوانس و السيدات الراغبات في الحصول على أجازة قيادة المركبات أداء الامتحان بسيارات ذات محول سرعة (كير) اوتوماتيك تشكلت علامات استفهام الحوار الصحفي الذي رغبنا في اجرائه مع السيد مدير المرور العام في الاقليم
حملنا اوراقنا.. وأسئلتنا.. ووضعناها على مكتب اللواء (رزكار علي عزيز) مدير المرور العام، وخضنا معه على مدى ساعة كاملة حواراً معمقاً حول الواقع المروري، واجازات السوق، والغرامات، والتصوير الالكتروني وسواها..
كما لم ننسى ان نرسم بعض علامات الاستفهام امام مدير عام الاعلام والعلاقات في مديرية المرور العامه في الاقليم العميد قادر صديق محمود وكان هذا الحوار:

مال اللـــه فــــرج

 
الواقع المروري

*كيف تقيمون واقع الشارع المروري
 في الإقليم الان؟

 
-بالنسبة للشارع المروري لا يخفى عليكم انه بعد سقوط النظام البائد في 2003 اصبحت عملية تنظيم المرور عملية صعبة في أرجاء العراق بسبب الاستيراد العشوائي المفتوح للسيارات، لكن والحمدالله بجهود الضباط والمنتسبين كافة تمكنت هذه المديرية ومن خلال المديريات التابعة لها السيطرة على تنظيم المرور في الاقليم وكما تلاحظون ان الواجب الاساسي لهذه المديرية، هو تنظيم حركة السير بالدرجة الاولى والحفاظ على أرواح المواطنين، وعكس صورة حضارية لشعبنا في تطبيق القوانين المتوافقة مع القوانين العالمية.
*هل ترون ان الحوادث المرورية في
 تصاعد ام في انحسار؟


-الحوادث المرورية ترتبط احياناً بالظروف الجوية وهي تزداد بالطبع في فصل الشتاء، كما انها ترتبط ايضاً بطبيعة الشوارع والطرقات ولكن بصورة عامة رغم ازدياد عدد السكان وازدياد عدد المركبات والعجلات نستطيع ان نؤكد ان الحوادث قد تراجعت وعلى سبيل المثال أدت حوادث المرور في عام 2003 الى وفاة (311) شخصاً في اربيل فقط بينما انخفض هذا الرقم الى (195) في عام 2008، اما بالنسبة للحوادث المروعة فلم تقع الا حادثتان فقط، واحدة في محافظة السليمانية واودت بحياة (18) راكباً.
 
أكثر المخالفات

*ما هي أكثر المخالفات المرورية؟
 
-الوقوف في الاماكن الممنوعة والسير في الاتجاه المعاكس، والمخالفة الثانية تكثر في الشوارع العريضة التي خصصت لها شوارع خدمية، وقد لاحظت ان الشوارع الخدمية في اربيل والسليمانية تستخدم بكثرة للسير في الاتجاه المعاكس والعقوبات عبارة عن غرامات، والغرامات المالية مثبتة في قانون رقم 86 لسنة 2004.
 
*ما الذي فعلتموه للحد من الحوادث المرورية؟
 
- نحن لا نقف مكتوفي الأيدي، بل أننا من خلال أجهزتنا المرورية وتكثيف الرقابة في الشوارع والتقاطعات نحاول تقليل المخالفات وحث سواق المركبات على الالتزام بالاشارات والضوابط المرورية، ذلك لان هدفنا ليس معاقبة المخالفين بل هو توعية مستخدمي الطرق سواء كانوا سائقين أم مواطنين بعدم ارتكاب المخالفات ذلك لان المخالفات لا تقتصر على سائقي المركبات فقط، بل ان المشاة ايضاً يرتكبون مثل هذه المخالفات، لذلك فان التوعية أهم من الغرامة في الحد من المخالفات.

مراقبة الكترونية

*لاحظنا مؤخراً عملية تحديد سرعة المركبات
 في معظم الشوارع والتأكيد على وجود مراقبة
 الكترونية لرصد السيارات المخالفة، هل هنالك
 فعلاً رقابة الكترونية؟

 
-نعم.. هنالك أجهزة مراقبة سرعة السيارات في بعض الشوارع الداخلية وفي بعض الطرق الخارجية وان العاملين في مديريات المرور يستندون الى صور الاجهزة الالكترونية في تحديد السيارات المخالفة للسرعة المحددة.
 
*هل لمستم التزاماً من سائقي
 المركبات بالسرعة المحددة؟


-انا شخصياً لاحظت التزام سواق السيارات في الطرق الخارجية، مثلاً طريق اربيل-مصيف صلاح الدين لاحظت التزام المواطنين بالقيادة وفق السرعة المقررة وقد حدد القانون رقم 86 لسنة 2004 غرامة هذه المخالفة بـ(30) الف دينار، وأؤكد للمواطنين وللأخوة السائقين ان هذه الاجهزة الالكترونية موجودة، وقد تم نصبها.. وهي تعمل ولكن عملية ايصال كتاب التبليغ بالمخالفة والغرامة الى السائق المخالف ربما تستغرق وقتاً، لكن عند مراجعة المواطن للدوائر المرورية سواء عند تجديد سنوية السيارة، ام نقل ملكيتها سوف يواجه بالمخالفة.

مراقبة متنقلة

*لاحظنا على طريق مصيف صلاح الدين
 مفرزة مرورية في الجزرة الوسطية تقوم
 بتصوير المركبات بشكل يدوي، مما عزز
 الشكوك لدى المواطنين بعدم وجود تصوير الكتروني؟


-هنالك مراقبة متنقلة وأخرى ثابتة، المراقبة الثابتة موجودة وربما تكون مخفية، والمراقبة المتحركة تطبق من قبل مفارز مرورية في الاماكن المختلفة.
 
*هل هنالك مكافأة محددة لرجل المرور الذي
 يحقق جباية كبيرة في الغرامات؟

 
-نحن نكافئ رجل المرور الجيد دون الرجوع الى الغرامات، الى جانب ذلك فان 25% من مجموع مبالغ الغرامات توزع على المنتسبين.
 
*هنالك غرامات بحق من لا يلتزم بحزام الأمان
.. وهنالك غرامات بحق من يستخدم الموبايل
 اثناء قيادته المركبة، لكن لا توجد غرامات بحق
 من يرمي اعقاب السكائر والنفايات من نوافذ
 السيارات ويشوه نظافة وجمالية الشوارع لماذا؟


-الحقيقة ليس بامكاننا تعقب جميع السيارات لرصد مثل هذه الظواهر، ولكن ذلك يرتبط بوعي المواطن نفسه وعلى المواطن الالتزام بنظافة مدينته، ونأمل من المواطنين الابتعاد عن مثل هذا التصرف.

لا ترحيل للسيارات

*هل هنالك قرارا بترحيل السيارات القديمة
من الإقليم او بتسقيط موديلاتها؟

 
-كلا.. لا يوجد قرار بترحيل السيارات.. لكن هنالك ترقين السيارة وتسقيطها.. وتسجيل سيارة جديدة بدلها حسب رغبة مالك السيارة، وأؤكد.. انه لا يوجد قرار الزامي بالترحيل.
 
*معظم اصحاب المركبات يشكون من عملية
 الفحص الالكتروني لمركباتهم.. فهل ينطبق هذا
 الفحص على جميع الانواع والموديلات؟

 
-الفحص الالكتروني ينطبق على جميع السيارات، واحب ان اطمئن المواطن ان اجراء الفحص الكترونياً وبشكل سليم هو لمصلحة السائق بالدرجة الاولى لانه يوفر شروط المتانة والأمان.
 
تحديث الامتحان

*هل لديكم نية لاستبدال او تحديث الامتحان
الخاص بالحصول على أجازات قيادة المركبات؟

 
-لدينا مركز متقدم تم انشاؤه من قبل الشركات الكورية، وسنحاول العمل به قريباً وذلك لمصلحة المواطن بالدرجة الاولى.
*النساء يشكين من امتحان الميكانيك عند
 تقدمهن للحصول على أجازات السوق ويدعين
 بأنه ليس من اختصاصهن تصليح السيارة في
حالة حصول عطل فيها في الشارع.. فهل في
 النية تخفيف صعوبة امتحان الميكانيك على السيدات؟


-نحن لا نطلب من السيدة ان تقوم بتفكيك محرك
 السيارة او تصليحه، لكن لابد ان تلم ببعض الخلل
 البسيط في السيارة، مثلاً تبديل (بلك) او أنبوب
 البانزين المطاطي المرتبط (بالكابريتر).
 
*حتى هذه القضايا البسيطة لا تستطيع المرأة
 القيام بها؟


-هذه الأجراءات الامتحانية متبعة في جميع أنجاء العراق، ونحن نطبق القوانين العراقية، والحالة الموجودة في اربيل كالحالة الموجودة في الديوانية.

الامتحان الاختياري

*معظم السيارات الحديثة يتم تصنيعها (بكير)
 اوتوماتيك لكن الامتحان هنا يتم بسيارات (كير)
 عادي والنساء بشكل خاص يتذمرن من الامتحان
 بسيارات ذات (كير) عادي لماذا لا يكون الامتحان
 بسارات ذات (كير) اوتوماتيك، او حسب الرغبة؟

 
-نحن في كل اعمالنا نفكر بمصلحة المواطن ونؤشر عند الامتحان باي نوع من هذه السيارات في أجازة السوق بان هذا الشخص له الحق في قيادة سيارة ذات (كير) اوتوماتيكي او عادي والمواطن حر في اختيار نوع السيارة التي يرغب في أجراء الامتحان بها، عادي او اوتوماتيك..
 
*إذاً من حق النساء الان أجراء الامتحان بسيارات
 ذات (كير) اوتوماتيكي؟

-نعم..
 
*تقصد انه يمكن للمواطن الان اختيار نوع السيارة
 التي يرغب أجراء الامتحان بها؟

-نعم.
 
*ما الذي فعلتموه من أجل تعريف الطلبة بانظمة المرور؟
 
-من الضروري جداً تعريف المواطن بقانون المرور وافضل بداية ان تكون هنالك محاضرات في الدراسة الابتدائية، والمفروض بوزارة التربية ان تقوم بذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية لتهيئة المحاضرين لهم في هذا المجال ابتداءً من الدراسة الابتدائية وصعوداً للمراحل الاخرى.
 
رواتب متواضعة

*يتحمل رجل المرور من المصاعب والأخطار
 والإصابات أكثر من غيره وفي مقدمة ذلك
 لهيب الصيف وبرد الشتاء الا ترون ان راتبه
 بحاجة الى إعادة نظر ليتناسب الاجر مع
 الجهد المبذول؟


-اذا نظرنا الى عمل رجل المرور والى مسؤولياته ومعاناته وتعبه، فان الراتب المخصص لرجل المرور قليل جداً، الرواتب الاسمية لمنتسبي الشرطة هي أقل من بقية الرواتب، وفق معلوماتي فان أقل راتب عند تعيين خريجي الدراسة الابتدائية هو (140) ألف دينار، اما رجل الشرطة فان اول تعيين له هو براتب (113) ألف دينار فقط، تم تعويضنا بمخصصات الخطورة وما شابه، لكن حتى هذه التعويضات قليلة، رجل المرور، ورجل الشرطة بشكل عام يستحق راتباً أعلى لتأمين مستلزمات معيشته، ربما ينسجم والمخاطر التي يتعرض لها والمهمات التي ينهض بها سواء في حر الصيف ام في الشتاء وفي ساعات الليل المتأخرة.

محاسبة المسؤولين

*هل يتم محاسبة المسؤولين وسواقهم عند
عدم امتثالهم للاشارات المرورية؟

 
-القانون يطبق على الجميع.
*هل هنالك دورات قانونية واخرى حول حقوق
 الإنسان لرجال المرور؟


-بشكل عام مثل هذه المحاضرات موجودة في كلية الشرطة، ولكن هذه المحاضرات لبقية رجال المرور قليلة.
*الا ترون أهمية تقليص عقوبات حجز السواق
 المخالفين الا في حالات الضرورة القصوى؟


-عقوبة الحجز تتم وفق احكام القانون، وهي آخر ما نلجأ اليه.
*هل تخضع السيارات الحكومية للغرامات
 عند ارتكاب سواقها مخالفات مرورية؟

-السيارات الحكومية حالها حال بقية السيارات وهي تخضع للعقوبات والغرامات ذاتها.
 
 
تقاطع عينكاوة

*بعض التقاطعات بحاجة ماسة لاشارات
ضوئية مثل تقاطع عينكاوة، متى سيتم
 تحديث هذه التقاطعات؟


-وزارة الداخلية لم تبخل في توفير ما نحتاج اليه من علامات واشارات ضوئية وسواها.. وهذه العملية مستمرة حسب طلب المديريات والهندسة المرورية.
 
*هنالك فتحات مرورية خطرة وقاتلة يمكن ان
 نسميها فتحة الموت لخطورتها.. مثل فتحة
 الجزرة الوسطية المقابلة لشارع المطار لماذا
  لا يتم غلقها وجعلها قبل فتحة المطار تلافياً للحوادث؟


-هذه الاعمال مشتركة بين دوائر المرور والبلديات، فالجهة المنفذة لإقامة الفتحات او غلقها هي البلدية بناءً على توجيه من هندسة المرور.
 
*هل تودون إضافة ملاحظة ما؟

-الالتزام بالأنظمة المرورية ظاهرة حضارية، لذلك نحن نناشد الأخوة المواطنين الالتزام التام بقانون المرور وباشارات رجل المرور من أجل المحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم.
 
مدير الإعلام

وبهدف تلمس دور الإعلام في التوعية المرورية، والاسهام في تجسيد الستراتيجية المرورية الهادفة الى تحقيق انسيابية عالية، وسير بلا حوادث، التقينا مدير الإعلام والعلاقات في مديرية مرور الإقليم العامة العميد (قادر صديق محمود) الذي اوضح لنا جوانب أساسية من دور الإعلام المروري قائلاً:
-من الطبيعي ان دور الإعلام المروري في العالم اجمع، مهم جداً في توعية مستخدمي الشارع سواء من الأخوة سائقي المركبات ام من الأخوة المارة، لكن للاسف فان علاقاتنا هنا مع القنوات الاعلامية، ومع التلفزة خاصة ضعيفة جداً، ولا يتعاونون معنا للاسف، وعدم التعاون يؤدي الى ارتفاع اعداد ضحايا حوادث السير بسبب تواضع عملية التوعية المرورية، لأننا كاعلام مروري لا نمتلك قناة تلفزيونية او محطة إذاعية للتواصل مع المواطنين وتوعيتهم.
 
*لماذا لا تبادرون باعداد وبث برنامج مروري
 من أحدى القنوات التلفازية المحلية؟

 
-كان لدينا برنامجا مروريا متخصصا  وتم ايقافه وسوف اوضح الاسباب في حينها.
 
*هل تحاولون إعادة ذلك البرنامج؟
-من الضروري، لان القنوات الإعلامية الاخرى تطالبنا بذلك نظراً لتواضع حجم الوعي الجماهيري بانظمة المرور، لان مهمتنا الحفاظ على أرواح جميع مستخدمي الطريق من خلال التوعية التلفازية والإذاعية والصحفية.
 
*معنى ذلك ان الإعلام المروري لم يستطع
 الحد من الحوادث المرورية؟

 
-نحن باستطاعتنا توجيه سائقي المركبات والمارة، لكن القنوات الاعلامية لا تساعدنا في ذلك، هذه هي أساس المشكلة بالنسبة لنا وقد بادرنا قبل فترة بمفاتحة أحدى القنوات التلفازية المحلية لتقديم برنامج مروري من خلالها لكنها لحد الان لم ترد على طلبنا.
 
علاقات عدائية

*البعض يرى ان علاقات بعض رجال المرور بسائقي
 المركبات علاقات عدائية كيف ترون ذلك؟

 
-ان لا أرى الامر هكذا.. لكن القانون عندما يطبق ضد المخالفين فان هؤلاء ربما يحملون مشاعر الحقد ضد رجل المرور الذي يطبق القانون.. وهذا يدل على عدم وعي وثقافة المخالفين، لكننا كرجال مرور حريصون على تنفيذ قانون المرور 100% خدمة للمصلحة العامة.
 
*كم عدد السيارات في الاقليم؟
 
-أرتفع عدد السيارات بشكل كبير، ما أدى الى اختناقات مرورية من جهة والى تلوث بيئي من جهة اخرى، مما يتطلب من الجهات المعنية اتخاذ اجراءات مختلفة لمعالجة ذلك.. ففي الإقليم الان (297988) سيارة عدا السيارات الحكومية منها (122443) سيارة خصوصية و (44212) سيارة أجرة الى جانب (131333) سيارة حمل.

ضحايا مخيفة

*كم بلغ عدد ضحايا الحوادث المرورية
 منذ 2003 لحد الان؟

 
-للاسف الشديد أدت الحوادث المرورية في اربيل وحدها ومنذ 2003 لغاية النصف الاول من هذا العام الى (13367) مواطناً، حيث توفى (1712) مواطناً، وجرح (11655) مواطناً، ان هذا الرقم كبير والمأساوي والمخيف يجب ان يحفز الجميع للتوعية المرورية والالتزام بقوانين السير والمرور حتى لا نفقد أي مواطن جراء الحوادث المؤسفة لان اصابة أي مواطن هي خسارة للإقليم وللعراق كله.
 
*ما الذي تقترحونه من أجل مرور آمن
 خال من الحوادث؟

 
-أقترح تأسيس معهد مروري لرفع كفاءة رجل المرور من جهة، ولتعزيز كفاءة المحاضرين لتوعية سائقي الحافلات والمركبات بمضامين قانون المرور وتطبيقاته وتوعية طلاب المدارس وجميع الشرائح الاجتماعية بالقوانين والانظمة المرورية وأهميتها، بل ضرورة الالتزام بها، كما أدعو جميع الاجهزة الإعلامية الى التعاون معنا من أجل مرور آمن بلا حوادث.
 
حــوار : مال اللـــه فــــرج
عدسة : صابــر ســوركان

468
مشاكسة 
دورة
الألعــــــاب السياســـية
مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

على غرار دورة الالعاب الاولمبية وبطولات الشباب الاسيوية وكأس الكؤوس الاوربية استطاعت الأحزاب في الدول ((الديمقراطية))  استحداث دورة جديدة مميزة سحقت وهزمت واطاحت بأهدافها وألعابها   بكل الألعاب والدورات والمسابقات الاولمبية وبالأخص وانها مفتوحة على كل الاعمار و الكفاءات  و الاختصاصات و الحضارات والاخلاقيات والاتجاهات وعلى كل الانتهازيين و الشرفاء ومحدودي الثقافة والعلماء   وعلى المزايدين  والنزهاء  وعلى الوطنيين والعملاء .. وعلى الطائشين والعقلاء وعلى الاغنياء والفقراء تلك هي ((دورة الالعاب السياسية)) للحصول على كأس الكؤوس ((البرلمانية)).
فما أن تنتهي الدورة ((البرلمانية)) التي غالبا ما تكون مدتها في غالبية الدول  أربع سنوات أسوة بدورات كأس العالم بكرة القدم     حتى تدخل الاحزاب والقوى والتحالفات والكيانات في معظم  الدول الديمقراطيه  حالة الانذار القصوى عبر معسكرات اعداد ايدولوجية  استعدادا لدورة الالعاب السياسيه بعيدا عن اية شروط او لوائح   اولمبية وبعيدا عن رقابة رابطة النزاهة الدولية  حيث تبادر معظم الجهات المشاركة بشحذ  أسلحتها الهجومية والدفاعية وابتكار أساليبا جديدة في الحرب النفسية و هي اذ تستعيد مفردات معاركها  الانتخابية السابقه فان معظمها وللاسف الشديد لا تتوقف عند أخطائها الخطيرة .. ولا تريد ان تتعلم من اخفاقاتها المريرة وعلى وقع الحملات الدعائية التي لو وزعت تخصيصاتها الماليه على كل الفقراء لأشبعتهم وعلى كل المتسولين لأراحتهم وعلى كل المرضى لشفتهم وعلى كل اليتامى لأفرحتهم وعلى كل المحتاجين لكفتهم وعلى كل العراة لكستهم وعلى وقع الاناشيد الحماسية والخطب النارية والشعارات الفلكية ... والوعود الفضائية , والملصقات الجدارية وصور المشاركين في مسابقات دورة الالعاب السياسية بابتساماتهم الملائكيه  التي تملآ جدران الساحات والشوارع والكنائس والجوامع  تتسابق في ادعاءاتها ودعواتها ووعودها وتأكيداتها وتشديداتها حول التزامها واصرارها على توفير الحياة الحرة الكريمة ومعالجة كل المشاكل والازمات والاوضاع السقيمة ..و على وقع تلك الحملات والوعود الذهبيه تبدأ المسابقات وتخفق الرايات في سوح المنازلات وتلتهب وتتصاعد الحملات .
وهكذا تبدأ مسابقات الشعارات البراقة والوعود الرقراقة...و المشاعر الرومانسية لاستمالة القطاعات الجماهيرية وفي مغازلة العاطلين والمعدمين وفي تكثيف الزيارات الميدانية للأحياء الشعبية هذه الزيارات ((الدورية)) التي لا تتم غالبا الا مرة كل اربع سنوات من قبل مرشحي القوائم والكيانات والاحزاب والتكتلات والقوى والتحالفات  , رغم ان معظمهاا مفضوحة الأهداف والنيات فيتالم المرشحون (( المرهفون جدا )) لاوضاع الفقراء البائسة في الوقت الذي يدرك فيه الفقراء  جيدا كم كانت قلوب بعض هؤلاء قاسية وايديهم يابسة ووجوههم عابسه.
وفي خضم هذه الزيارات ((الاخوية)) والمشاعر ((الرومانسية)) وتصنع الغضب والالم  لتلك الاوضاع الماساوية وانعدام الخدمات الاساسية في تلك الاحياء الشعبية , تبدأ حملات ((الاغاثة والمساعدات الانسانية)) التي لااحد يدري مصادر تمويل  بعضها   هل هي من ايرادات الفساد (( الشرعيه )) ام من ايرادات الاختلاسات (( الوطنية ))  ؟ ام هي من ضمن المساعدات (( ا   النزيهة الاخويه  )) لبعض الدول الاقليمية .
فللعوائل المسحوقة الطحين والرز والشاي التي ربما تكون فائضة من استيرادات البطاقة التموينية وتم تحويلها وتوظيفها للحملات الانتخابية بطريقة شفافة وديمقراطية   وللفقراء الاحذية الصينيه والبطانيات ولقطاع الشباب اجهزة ((mp3)) وكارتات الموبايلات وللطلبة الحقائب و ((القرطاسيات)) وللمرضى الادوية والمهدئات اما الدولارات فهي حصرا لأصحاب النفود والتأثيرات .
أما    في سوح المنازلة المحتدمة ضد الاحزاب والقوى والتيارات والتحالفات فتتنوع الاسلحة (( الديمقراطيه )) واساليب المواجهات (( الوطنيه )) في مسابقات دورات الالعاب السياسيه  بين الترغيب والترهيب وبين الاحتواء والعداء وبين الترويض والتقويض وبين الحروب الاعلامية والادعاءات العدائيه وبين التشهير والاتهامات وبين كشف الاوراق القديمة والارتباطات اللئيمة وخلال مسابقات (( دورات الألعاب السياسية  )) ) فان كل الاسلحة متاحة خدمة للمصالح ((الوطنية)) بدءا من الصفعات التقليدية , مرورا باللكمات غير القانونية وانتهاءا بالضرب ((تحت الحزام)) للحفاظ على   ((مصالح الشعوب))  فيسقط في ساحة الصراع من يسقط .. ويرضخ للتهديدات (( الديمقراطية الشفافه )) من يرضخ وينسحب  من السباقات من ينسحب وينتحب على ضياع مبالغ الدعاية الانتخابية من ينتحب ويستند الى الدعم الاقليمي ((النزيه)) من يستند ويتحد مع غرماء الامس من يتحد .
ولعل من المضحك المبكي , ومن المثير للدهشة والحيرة والغرابة والتساؤل والاستهجان ان بعض القوى والتحالفات , وبعض الاحزاب والائتلافات المبدئيين جدا  في هذه الدولة النائمة او تلك   يرفعون دائما و في  كل دورة انتخابيه نفس الشعارات التي حفظتها الجماهير جيدا عن ظهر قلب وفي مقدمتها : 
  العدالة والحرية والديمقراطية وتوفير فرص العمل وحقوق الانسان والسيادة والقانون والامن والامان .. والارتقاء بمستوى الخدمات .. وتعيين العاطلين والعاطلات   والتوزيع العادل للثروات في وقت يتساءل فيه المواطنون بحيرة ومرارة لقد رفعتم كل هذه الشعارات قبل أربع سنوات؟ فأين الوعود الذهبية وأين التعهدات ؟   واين الانجازات , واين فرص العمل و والبناء والاعمار والخدمات ؟ واين السكن واين التوزيع العادل للثروات ؟ ولماذا لم تنفذوا ذلك منذ اربع سنوات ؟
المفارقة في دورات   الالعاب السياسية تكمن في ان الشعوب تراهن دائما  على   نقاء سرائرها وثقتها باحزابها وقادتها ومسؤوليها وبرلماناتها وهي اذ تثق بوعودهم وتختارهم ممثلين  لها وعنها , انما توقع لهم على ورقة بيضاء   كبياض قلوبها وضمائرها ونياتها وسرائرها متوقعة أن يصون ((ممثلوها )) الثقة ويحفظوا الامانة .
لكن (( وهنا الطامة الكبرى ))   فأن بعض تلك الاطراف ((النزيهة جدا )) في هذه الدولة النائمة أو تلك تراهن على استغلال طيبة الشعوب وثقتها وتوظف  ((توكيلات ا )) شعوبها  البرلمانية لخدمة مصالحها الذاتية وبدل ان تنمي ثروات شعوبها فانها  تنمي ثرواتها العائلية .
وهكذا تتحول الانجازات الوطنية الى انجازات ومكاسب وامتيازات وثروات شخصية  وتنتهي  كل  دورة من دورات  (( الالعاب السياسية )) بالنتخابات البرلمانيه  لتبدأ بعدها مرحلة المعارك الانتخابيه  استعدادا لدورة جديدة   لتتكرر فيها  غالبا نفس الخطابات والشعارات والوعود الذهبية ونفس الاحباطات وخيبات الامل الجماهيريه .
   

469
مشاكسة
البقرة ... والوزير ... !
مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 
   استطاعت بقرة امبريالية استعمارية رجعية لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالحوار الشفاف ولا بالتداول السلمي للسلطة ولا بالمصالحة الوطنية ولا بالحراك السياسي , ولا باحترام الاخر , ولا بحقوق الانسان الاطاحة بالوزير , في حين فشلت كل اعداد القتلى والجرحى وعواصف الفساد و الرشا و المحسوبية والمنسوبيه والصفقات السياسية المشبوهة في هذه الدول او تلك  و تحويل الاموال العامة الى اموال خاصة وجعل الوزارات املاكا عائلية في الاطاحة بالمسؤولين المعنيين والوزراء الفاسدين   الذين يقفون وراء ذلك الكم الكبير من الفساد الذي هدم البلاد واستباح  حقوق العباد في هذه الدوله او تلك !
   واذا كانت حالة (( الهياج )) التي اجتاحت تلك البقرة اللعوب التي ربما ضاقت من سمنتها المفرطة ومن امتناع صاحبها عن اجراء عمليات التجميل العصرية لها , فافلتت من يده   وتوجهت الى سكة الحديد طلبا للانتحار تحت عجلات القطار المجنونة  وادت  بتهورها ذاك الى كارثة قطاري (( العياط )) في مصر وتداعياتها   ومن ثم   الاطاحة بوزير النقل والمواصلات فان سؤالا محددا يطرح نفسه بقوة :
   اذا كانت عملية سقوط (( 54 )) ضحية بين قتيل وجريح قد ادت الى الاطاحة بالوزير المعني , على الرغم من ان سبب الحادث كان بقرة هائجه , وعاملا ترك  برج المراقبة  خاليا قبل حضور زميله المناوب وبذلك فان مسؤولية الوزير المعني كانت مسؤولية ادبيه وليست   تنفيذية  مباشرة , فكم من الوزراء ومن المسؤولين الامنيين  كان ينبغي أن تطيح بهم كارثتا يومي الاربعاء   والاحد الداميين اللتين تسببتا في استشهاد واصابة اكثر من الف مواطن      ,  بالاخص و ان الاسباب المباشرة لتلكما المجزرتين   كانت تتمثل في الخروقات الامنية  وليست بفعل بقرة لعوب اصابها مس من الجنون , وادى هياجها غير المخطط وغير المتوقع وغير المحسوب الى وقوع تلك الكارثة التي هزت مصر بعنف .
   ان المعادلة الموضوضعة في الاطاحة بوزير جراء سقوط (( 18 )) قتيلا في كارثة قطاري ((العياط)) تستلزم ووفق المعايير القانونية و الدولية  والاهم وفق المعايير الاعتباريه   , الاطاحة باكثر من ثلاثين الف وزير ومسؤول امني جراء سقوط اكثر من (( 600 )) الف مواطن على مدى السنوات الماضيه وفق الاحصائيات الرسميه  بسبب اعمال العنف والارهاب والخروقات الامنيه والجريمه المنظمه  لكن بعض المسؤولين في هذه الدولة النائمه او تلك قرروا كما يبدو البقاء في مناصبهم ومواصلة عبقرياتهم وتجاربهم وخططهم الامنيه الذكيه جدا جدا حتى لو ادى ذلك الى التضحيه بنصف الشعب.
     .
   ففي الوقت الذي أطاحت فيه ((54 )) ضحية بالوزير المعني , فان الاف الضحايا في دول اخرى فشلوا في هز شعرة واحدة في في رؤوس بعض المسؤولين خلال عشرات وربما المئات من الكوارث , وبدل أن يبادر هذا المسؤول او ذاك بتحمل مسؤولية اخفاقاته وعجزه وفشله  بمنتهى الشجاعة وتقديم استقالته والتنحي عن المسؤوليه  فان بعضهم    يبادر  بفتح النار على الاخرين في محاولة مكشوفه للتملص من المسؤولية عبراثارة غبار الاتهامات حتى لتبدو تلك الكارثة ((يتيمة)) أو(( لقيطة)) لا أحد يعترف بنسبها او بانتسابها اليه   وهكذا تضيع الحقائق وسط  لهيب الحرائق وتهدر دماء الابرياء في دهاليز   (( اللجان التحقيقية )) التي تعودت في بعض الدول النائمة ان لا تنهي اعمالها ابدا وان لا توجه اصابع الاتهام   ابدا لمنتسبي الكيانات والتحالفات القوية حرصا على سلامة (( العملية السياسية )) وبذلك و من اجل الامساك بالحقائق .. لابد من استيراد ((الاف البقرات)) من نوعية بقرة ((العياط)) في مصر التي يبدو انها ادق وأكثر فاعلية من كل اجهزة التصوير والتحسس الالكترونية في الكشف عن الاسلحة والمتفجرات و الاهم انها تمتلك القدرة على الاطاحة بالمسؤولين الحقيقيين عن الماسي وعن الكوارث وعن الازمات وعن الفساد.
   لذلك فان امام الدول النائمة و بالاخص تلك التي تعصف بها اعمال العنف والجريمة والارهاب فرصة تاريخية للاستغناء عن كل اجهزة التصوير الالكترونية والمتحسسات التي تعمل بالاشعات الحمراء والبيضاء والسوداء والبنفسجية  والصفراء  , وباجهزة الرادار ورقابة الاقمار الصناعية التي فشلت جميعها في كشف ((الشاحنات المفخخة)) واستبدالها , بقطعان من البقرات ماركة  ((العياط)) نظرا لدقتها و لفاعليتها ولكفاءتها الحيوانية
   وعلى المواطنين وسواق المركبات في الدول النائمه ان لا يتفاجئوا   اذا   شاهدوا بقرات ((يقفن)) في مفارز ونقاط التفتيش  والسيطرات الامنيه , بالاخص وان هذه ((الحيوانات)) الاليفة لا تعرف الكذب والغش والخداع ولا النفاق والرشا  والتنصل من المسؤولية ولا الصفقات السياسية المشبوهة ولا تسكت على الخروقات الامنية ولا تحاسب او تجامل هذه الجهة او تلك على حساب المصالح الوطنية العليا ولا تبيع ارواح المواطنين الابرياء بحفنة من الدولارات
   لكن المشكلة تكمن في تساؤل حقيقي ماذا لو انتبه الارهابيون او السياسيون او الاعداء   الى حيوية هذا ((السلاح البقري)) الخطير و ودقته وفاعليته   .. وقاموا بتطويع هذه ((البقرات)) ايدلوجيا واخضاعها لعمليات غسيل الادمغة  وتدريبها جيدا لتنفيذ مخططاتهم !
   عندها ربما  سنشهد صراعا مباشرا بين (( البقرات))الامنية و (( البقرات )) الارهابية  وبما يتيح    لبعض المسؤولين  الامنيين التفرغ لتوسيع   مغانمهم و امتيازاتهم و  صفقاتهم السياسية والتجارية و   المالية و    ربما سيتركون للابقار مسؤولية الشؤون الامنيه  وبذلك ربما تمسي مستقبلا  مصائر البشر   بأيدي البقر  .


470
مشاكسة
(( 6 )) مليمترات للفقــراء
مال اللـــــه فــــــرج
malah_faraj@yahoo.com

في خطوة ثورية اشتراكية شجاعة , فتحت ابواب التاريخ و نوافذه امام اجراء رائد وغير مسبوق في انصاف المبدعين والمتميزين وذوي الانجازات العلمية والفنية والثقافية والبحثية والطبية المتفردة في خصوصيتها وفي اهميتها وفي فائدتها للانسانية ممثلة بتكريم هؤلاء (( العظماء )) وهم احياء,  بعد ان اعتادت بعض الدول النائمة تكريمهم بعد وفاتهم , حتى لا يصيبهم الغرور , ولا يضربهم ايدز العظمة ولا تعديهم انفلاونزا التكبر والطغيان اقدمت احدى الدول التقدميــة التحرريــة الثوريــة الاشتــراكية على تحطيم تلك التقاليد البالية بتكريم (( كوكبة )) متقدمة من مبدعيها الافذاذ المناضلين وهم احياء تخليدا لعطائهم التأريخي المتميز  .
وقد بادرت تلك الدولة الثورية التقدميه   الناهضة بتجسيد عدالتها الوطنية , وقيمهاالاشتراكية واهدافها التحررية التي تستهدف الارتقاء بالمجتمع ومعالجة مشاكله واخفاقاته وعقده وازماته بتطبيق نهج وقيم ومبادئ ومعاني واطر وقواعد المسا واة بمنتهى العدل والحسم والممارسة الثورية الاصلية والمبادئ الاشتراكية الطليعية التي تجاوزت كل النظم والتجارب و الستراتيجيات الاشتراكية  التي عرفتها الانسانية بالف سنة ضوئية من خلال نضالها وجهادها وحرصها على انصاف الفقراء والمعدمين واليتامى والعاطلين والارامل والمسحوقين وردم كل الفوارق الطبقيه التي تفصل بينهم وبين الاغنياء والموسرين  وبينهم وبين الوزراء والمدراء والمسؤولين .
فبعد سنوات وسنوات من النضال المرير ومن التأمل والتفكير ومن الاستعداد الكبير تبلورت اسس وقيم ومرتكزات  واهداف والية (( الاشتراكية الجديدة))   بالارادة العنيدة , لتكون (( تاج)) الانجازات المجيدة في الغاء الفوارق الطبقية واقامة مجتمع العدل والمساواة والرفاهية .
 
وعلى وقع المارشات العسكرية والشعارات الثوريه والمهرجانات الفنيه والخطب الحماسيه والتصريحات
النارية والاناشيد الوطنية والهلاهل والدبكات والرقصات الشعبية قررت الحكومة الثوريه  تكريم (( كوكبة )) من المبدعين التاريخيين المتميزين الذين هزموا التخلف   والعبودية واقاموا صرح التجربة الحضارية الديمقراطية على انقاض الظلم والطغيان والدكتاتورية .
ولم تكن هذه (( الكوكبة )) المبدعة المتميزة التي استحقت التكريم لانها صنعت التاريخ ودخلت عنوة من اوسع ابوابه لا كوكبة علماء ولا مخترعين ولا قادة ولا مفكرين ولا رواد فضاء ولا فنانين ولا علماء ذرة ولا صحفيين ولا فلاسفة ولا ادباء ولا اقتصاديين متميزين لكنها (( كوكبة نادرة )) من المدراء والوزراء والمسؤولين .
فقد قررت تلك الحكومة الثورية التقدمية الديمقراطية عبر ستراتيجيتها الاشتراكية ازالة الفوارق (( الطبقية )) عبر ((تكريم )) وزرائها بقطع اراضي سكنيــة مميزة  مساحة كل منها (( 600)) متـــر مربع  لتضــاف هــذه (( الهدية المتواضعة )) الى كنوز  وقصور بعضهم الخيالية في الداخل والخارج والى رواتبهم الفلكية والى مخصصات سفرهم وايفاداتهم وحماياتهم وضيافتهم ونزهاتهم و سكنهم واساطيل سياراتهم والى مستعمراتهم المالية في البنوك الاجنبية التي فشلت كل اجهزة و هيئات ولجان النزاهة في الوصول اليها .
اما ذلك الشعب المسكين الذي هوى ربعه الى تحت مستوى خط الفقر بسبب (( الرفاهية المفرطة )) التي يعيش في كنفها , واما المليون والنصف مليون عاطل وملايين الفقراء والمعدمين واليتامى والارامل والمسحوقين وذوي الدخول المحدودة والذين لا يملكون في وطنهم شبرا واحدا ولا حتى مليمترا واحدا من الارض التي نزفوا العرق والدماء دفاعا عنها فتكفيهم الشعارات البراقه والوعود الرقراقه والخطب الحماسيه .
في خضم ذلك لا احد الا الحكومة  الثورية الرشيدة بالطبع  يدري سبب هذا (( التكريم التاريخي )) وما طبيعة الملاحم والماثر والبطولات والانجازات والاعجازات والاعاجيب والعجائب والغرائب والاختراعات والابداعات والانتصارات التي حققها افراد هذه الكوكبة من الوزراء والمدراء ليستحقوا هذا (( التكريم)) الذي اصاب الفقراء والمعدمين بالمفاجأة والذهول والصدمة واليأس والمرارة وخيبة الامل والاحباط دفعة واحدة , وهم يشاهدون كل الشعارات الثورية حول الديمقراطية والاشتراكية و المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة والتوزيع العادل للثروات تتهاوى كلها امام ستراتيجية تعميق الهوة بين الفقراء والوزراء .
فقد جاء قرار الحكومة التأريخي  بتكريم الوزراء رغم اعصار الفساد المالي والاداري الذي يضرب بقوة معظم وزاراتهم ورغم فشل بعضهم واخفاق معظمهم في تنفيذ خططهم وبرامجهم ورغم تواصل العنف والجريمة المنظمة والخطف والقتل والتهديد وغياب الخدمات وارتفاع معدلات البطالة والفقر المدقع , وبروز ظاهرة الاتجار بالبشر وبيع الاطفال لعدم تمكن ذويهم من اعالتهم واستمرار عمليات تهريب النفط والاثار وانقراض الزراعة والصناعة وتراجع مفردات البطاقة التموينية والثروة المائية والسمكية وتواصل معاناة ملايين المهجرين الضائعين على ارصفة الغربة واستهداف الكفاءات الوطنيه وتواصل انتهاكات حقوق الانسان بالاخص في السجون والمعتقلات ومصادرة الحريات وتهميش واستهداف المكونات الاساسية وبروز ظاهرة الايام الداميه في التقويم الوطني بالاخص وقد اصبح لدينا يومان داميان هما يومي الاربعاء والاحد الداميين واذا بقي مستوى الفساد الامني على ما هو عليه فسوف تصبح لا محالة كل ايام الاسبوع دامية .
وللحقيقة والتاريخ لا بد ان نوثق وبامانة بان ابرز ما حققه بعض الوزراء والمدراء والمسؤولين هو السباق الماراثوني للحصول على المكاسب والمغانم والامتيازات والايفادات بحثا عن العقود والعمولات الجديدة وتحويل بعض الوزارات الى (( املاك عائلية )) وزيادة قصورهم وارصدتهم وشركاتهم في الخارج وتعيين ابنائهم واقاربهم في الوظائف العليا التي لا يستحقونها والتخندق في المنطقة الخضراء بدل الزيارات الميدانية  للاحياء والمناطق الشعبيه وتلمس معاناة وحاجات البائسين والمعدمين و الفقراء .
الف مبروك قطع الاراضي السكنية المميزة لهذه الكوكبة المؤمنة المضحية المناضلة التي صدقت ما عاهدت الله عليه .
واقتراحنا للحكومـــة     الثورية الديمقراطية الاشتراكية التي هزمت افكار وخطط ومبادئ وستراتيجيات كل النظريات الاشتراكية لماركس ولينين وماو باشتراكيتها الفذة هذه ان تغمر الفقراء بعطفها (( الابوي ))   وان تتعطف   بشمول الارامل واليتامى والفقراء والعاطلين والمعدمين والمهجرين بتكريم الوزراء والمديرين .
وسيكتفي كل فقيـــر بقطعــة ارض متواضعه مساحتها فقــط (( سـتة مليمتـــرات   )) عن حصتــه مــن عمليـــة (( التوزيـــع العـــادل للثــــروات )).


471
مشاكسة
 خرائب الفساد السبع
مال اللــــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   شغلت الدنيا واضاءت التاريخ عجائب الدنيا السبع، وها هي الدول النائمة والغافيه والمسترخية والمستلقية والمتثائبة والخائبة تثبت للعالم اجمع بأنها  الاجدر   في (تحطيم) ابواب التاريخ ونوافذه والدخول اليه عنوة، بانجازات وابداعات وملاحم خارقة ماحقة ساحقة   وجديرة   بالاطاحة بعجائب الدنيا السبع.
•   وفي الاتي رصدا لابرز حرائب الفساد السبع التي افرزتها المرحله وربما ما خفي هو الاكبر والاخطر:
1
•   في الوقت الذي كشفت فيه التقارير الرسمية في احدى الدول الثورية الاشتراكية الديمقراطية التقدمية ان ربع سكان البلاد يعيشون تحت مستوى0 خط الفقر، فقد سارعت الاجهزة المختصة لقرع جرس الانذار واعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة، وعقد اجتماعات وندوات ومناقشات ومؤتمرات ومباحثات على اعلى    المستويات من اجل انقاذ ربع الشعب المسكين من تحت خط الفقر اللعين!
•   وهكذا.. توالت الاجتماعات والدراسات و القرارات ( الاشتراكية التأريخيه ) على وقع الاناشيد الحماسية الثوريه.. وكان قرار الانقاذ الثوري الاول يتمثل في وقف التعيينات الحكوميه فورا باستثناء ابناء المسؤولين بالطبع والاجهاز على امال العاطلين والمعدمين والفقراء.. اما القرار   التاريخي الثاني فكان (تكريم) الوزراء والمدراء بقطع اراضي سكنية بمساحة ( 600 ) متر مربع للوزراء وبمساحة ( 400 ) متر مربع للمدراء..  .
•   وهكذا.. بقي الفقراء المساكين تحت خط الفقر اللعين.. وصعد الوزراء والمدراء.. درجة اخرى في سلم المترفين.
2
•   في الوقت الذي تتفاخر فيه الدول الناهضة بالمبدعين والمتميزين والمخترعين والمبتكرين... فإن الدول النائمة هي الاخرى تتفاخر ولكن على طريقتها الخاصة، بالفساد والفاسدين!
•   وفي هذا الاطار دأبت (هيئة النزاهة) في احدى تلك الدول على اصدار احصائيات شهرية حول مستوى تطور الفساد والرشى، واكدت في احد تقاريرها ان اربعة دوائر (حكومية) استطاعت بشجاعة منقطعة النظير خلال شهر ايلول ان تنتزع مراتب (الشرف) باعتبارها اكثر الدوائر في العاصمة تعاطياً (بالرشوة)، واولى تلك الدوائر التي تقدمت على سواها (بهذا الشرف الرفيع) كانت دائرة بلدية احدى المناطق حيث بلغ مستوى الرشوة فيها 50% تلاها احد مصارف الدم   بنسبة رشوة بلغت 26.47% في حين جاء ثالثاً   (مصرف حكومي) آخر وبنسبة رشوة بلغة 24.21% اما دائرة الضرائب فكانت حصتها من رشاوي المراجعين 21.15% .
•    .
3
•   اكد مسؤول رفيع   في مجلس نواب احدى الدول النائمة، ان لديه مستندات تثبت ان حكومته هي الاكثر فساداً في تاريخ الحكومات التي سبقتها، موضحاً انه عثر في ملفات هيئة النزاهة في بلاده على  625 قضية تحقيقية تتعلق بوزراء ووكلاء وزارات ومدراء عامين وموظفين في الحكومة، منوهاً بأن هذا العدد من الفاسدين لم يكن موجوداً في الحكومات السابقة واكد بأن تقرير ديوان الرقابة المالية لعام 2008 والنصف الاول من عام 2009 كان صريحاً بوجود الفساد في مكاتب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب وجميع الوزارات وبعض اعضاء مجلس النواب! الف الف مبروك بهذا الانجاز التأريخي وبهذا الشرف الوطني الرفيع.
4
•   في خطوة ثورية نارية اقتحامية شجاعة انتقد مسؤول رفيع جداً في احدى الدول المتثائبة افتقار بلاده الى انظمة وسياسات مدروسة! بما يعني ان الفوضى والارتجال والمزاجيه هم سادة الموقف في جميع مفاصل الدولة الحيويه
•   ترى.. مالذي فعله هذا المسؤول بالذات لمعالجة هذا الخلل الخطير الذي يؤشر وجود فوضى في كل شيء! ولماذا اذاً يتقاضى الرواتب الخيالية والمخصصات الفلكية... ويصول ويجول في المناسبات وفي التصريحات وفي الزيارات المكوكية لهذه الدولة وتلك! وينعم بمخصصات الحماية والضيافة والسكن والايفاد ويمارس دوره ( القيادي ) ... ام انه ينتظر من الفقراء والمعدمين والعاطلين عن العمل والمتقاعدين.. وخريجي مراكز محو الامية ان يبادروا بوضع سياسات وانظمة  علمية مدروسة!
5
•   احدى (خرائب الفساد السبع) الغريبة كشف عنها موظف مسؤول في احدى الدول النائمة بالطبع، موضحاً حيثياتها بالقول (اثناء التدقيق في شهادات الموظفين في احدى الوزارات اكتشفنا وجود عائلة كاملة بين الموظفين، مكونة من مجموعة اشقاء واولادهم يعملون في الوزارة، الامر الذي اثار شكوكنا وبعد التحقيق تبين لنا ان احدى الموظفات عمدت الى تعيين هذه العائلة في الوزارة مقابل وعد من احدى افرادها بالزواج  منها ). علاج فعال للقضاء على البطاله والعنوسه معا

6
•   في واحدة من اشد الاساليب ديمقراطية واعمقها ثورية في تجاوز القوانين والضوابط والتعليمات (المتخلفة) التي لاتتماشى مع روح العصر  ، كشف مسؤول في احدى الدول النائمة، عن ممارسة ثورية حقيقية اطاحت بالاشتراكية وبالانظمة الرأسمالية معاً، حيث يقوم المسؤولون الكبار في تلك الدوله بتحديد رواتبهم بأنفسهم، اما صغار الموظفين فإن جميع الانظمة والقوانين والتعليمات المتخلفة والصارمة والقاسية والدقيقة يجب ان تطبق بحقهم عند منحهم الدرجة الوظيفية او عند تحديد رواتبهم حفاظاً على المصلحة العامة وعلى النزاهة والامانة الوطنية والوظيفية.
7
•   طالبت لجنة النزاهة في برلمان احدى الدول (الاشتراكية) خفض رواتب المسؤولين في السلطة التنفيذية واخضاعها لقانون الخدمة المدنية، بالاخص وان رواتب بعض الدرجات الوظيفية العليا وفق مصادر اعلامية امبريالية استعمارية حاقدة يتجاوز الخمسين مليون ديناراً شهرياً في وقت يعيش فيه ربع سكان تلك الدولة (الاشتراكية الديمقراطية الثوريه التقدميه) تحت خط الفقر والالاف منهم يبحثون عن لقمة العيش في مكبات الطمر الصحي وفي سلال القمامة.
اخيــــــراً
•   الحمد لله رب العالمين.. الذي جنب بلادنا الفساد والمفسدين والفاسدين والظلم والظالمين والرشا والمرتشين والاختلاس والمختلسين ومنحنا مسؤولين نزيهين مؤمنين مثاليين (نفخر) ببعضهم الى يوم الدين!

472
مشاكسة
 
عينان زرقـاوان
وشــعر غجــري مجنــون
مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   فشلت كل جهودي ومجادلاتي ووثائقي واعتراضاتي وتوضيحاتي وتاريخي وتاريخ آبائي واجدادي وتعبهم وعرقهم ومعاناتهم التي نزفوها على اديم هذه الارض الطيبة في اقناع الموظف المعني بعراقيتي   وشرعية انتمائي.
•   وعلى الرغم من اني لا املك عينين زرقاوتين وسع المدى، تنافسان بزرقتهما مياه   المتوسط والهادي والاطلسي مما قد يغري الحسان بالسباحة في مياههما والغوص في اعماقهما لانتشال رسالة عبد الحليم حافظ التي ماتزال تحت الماء، كما انني لا املك شعرا ذهبياً غجرياً مجنون يسافر في كل الدنيا، ولا ارتدي (شورتاً) حضارياً تقدمياً  انفتاحياً شبابياً عولمياً طوله (5سم) ولا (تي شيرت) بدون اكمام ((cut يحمل عبـــارة ((follow me   او ( I love  you )
او (Touch me) ولا اضع على اذني سماعات (mp3) واتراقص في خطواتي على صخب اغاني مايكل جاكسون ولا احمل على كتفي العاري وشماً لحورية البحر او لعقرب الصحراء، او لحية برأسين، و لم استعرض انكليزيتي الركيكة العرجاء  كما دأب على ذلك بعض الفنانين والفنانات وبعض المسؤولين والمسؤولات سواء من خلال المؤتمرات الصحفية او من خلال اللقاءات التلفازية، لنكتشف بان مجموع مايحفظونه من المفرادت الانكليزية لايتعدى عدد اصابع اليد الواحدة وفي مقدمتها الثلاثية المعروفة (yes, no, ok) وعلى الرغم من لوني الاسمر الداكن وشعري الاجعد وعيناي العسليتين وبشرتي التي احرقتها الشمس وملابسي العادية التقليدية  المتواضعة ودفتر  نفوسي القديم الصادر وفق احصاء عام 1957،       ، الا انني فشلت في اثبات عراقيتي.
•   شعرت بالمهانة والآسى والاسف، والقلق والخذلان واليأس والاحباط والمرارة دفعة واحدة، وانا اقف على ارضي وارض آبائي واجدادي واجداد اجدادي وصولاً الى حمورابي   وانا اطالع نظرات الشك وربما الريبة في عيني ذلك الموظف الشهم الاصيل الامين على الامانة التي بين يديه والدقيق مثل حد السيف في تطبيق   التوجيهات  والتعليمات الصادرة اليه  ، حيث لم تشفع كل وثائقي التي قدمتها اليه ولا استمالاتي في تجاوزه لتلك التعليمات (الصارمة) قيد شعرة، وفشلت باقناعه بعراقيتي الكامله، فقد كان الرجل الذي احترمته كثيراً لمبدئيته وجديته وعدم (مساومتي) كما يفعل بعض المسؤولين مع المراجعين في هذه الدائرة او تلك، يطبق (القانون) بالاخص وهو في (دولة القانون).
•   لم تفلح هوية الاحوال المدنية الجديدة (ام الفسفورة) ولادفتر النفوس القديم الصادر قبل اكثر من خمسين عاماً، ولا شهادة الجنسية العراقية الصادرة عام 1966، اي قبل (التحرير وحملات التزوير) ولا بطاقة السكن، ولاهوية الدائرة الصحفية التي انتمي اليها.. ولاهوية نقابة الصحفيين ولا تأييد السكن الموثق بختم المختار والمصدق من مديرية الناحية باقناعه بعراقيتي الكامله، بل طالبني (بأم الوثائق) الذكية التي تكمل عراقيتي الناقصه و التي بامكانها ان تميز الجينات الوراثية للعراقيين عن غيرهم.. وان تفرق بين حوامض (DNA) العراقية عن بقية الحوامض الامريكية والايرانية والبريطانية والصومالية والفرنسية والهندية وان تحدد سلالة كل عراقي وانحداره  العشائري والطبقي والقومي والديني والطائفي وان تحدد لون عينيه ونوع بشرته وخاصية شعره وبإمكانها ان تكشف فيما اذا كان الشخص المعني قد اجرى عمليات تجميل لاخفاء عيوبه وعلاماته المميزة وتجاعيد وجهه.. وتغيير بقية تضاريس جسده بهدف خداع الحكومة، ام انه مازال يحتفظ بكل خواصه الطبيعية، وخصائصه الوراثية، وميوله السياسية، وربما بإمكان (ام الوثائق) الذكية هذه ايضاً قراءة افكار المواطن ، وترجمه مايدور في اعماقه، وتحديد آفاق مستقبله، ومعرفة فيما اذا سيكون مواطناً صالحاً لايعارض الحكومة ولايطالب بحقوقه ولايخالف الدستور، ولا يدعو لمحاسبة الوزراء الفاشلين او محاكمة المسؤولين المختلسين والسياسيين المتاجرين بمصالح البلاد والعباد، ام انه سيكون مشاغباً، معارضاً، مشاكساً، يشهر باخطاء الحكومة واخفاقاتها، وبفساد المسؤولين وانحرافاتهم، ويدافع عن  الفقراء والمظلومين، ويفضح صفقات ومزايدات بعض البرلمانيين ويعرقل (المصارعة الوطنية) ويؤثر على مسيرة (العراك السياسي) ويؤلب المواطنين والمواطنات ويحثهم على المطالبه بالتوزيع العادل للثروات.
•   تفاجئت من دقة   ( ام الوثائق ) الذكيه التي هزمت وسوف تهزم جميع الوثائق الغبية، وفي الوقت الذي اندهشت فيه تماماً من قدرتها على تحديد الخارطة الجينية والحامض النووي والصفات الشخصية للمراجعين والفقراء استغربت من عدم قدرتها كشف السرقات المليارية لبعض المسؤولين الاجلاء، تماماً مثل المجسات الامنية التي بامكانها ان تكتشف سلسلة المفاتيح في جيوب المواطنين... لكنها تفشل في كشف اطنان المتفجرات في شاحنات الارهابيين المجرمين، والامر نفسه ينسحب على الكاميرات فائقة الدقة لهيئات النزاهة ولجانها التي بامكانها ان تصور رشا وفساد صغار الموظفين، وتخفق في تصوير الحصص والمغانم والعمولات والرشاوي الضخمة لكبار المسؤولين!
•   على اية حال ايقنت تماماً ان على العراقيين اليوم اتلاف جميع وثائقهم الثبوتية التقليدية الغبيه ، والاحتفاظ فقط بــ (أم الوثائق الذكية) التي تسمى البطاقة التموينية، حيث لازواج ولا طلاق ولا ولادة ولاتعيينات ولا انتخابات ولاتقاعد ولاسفر ولا ايفادات ولامدارس ولاجامعات ولا اجازات سوق للمركبات ولا نفط ولا غاز ولا اجازة هدم او بناء ولا الحصول على الحقوق عند (التوزيع العادل للثروات) بدونها!
•   وربما ستصبح مستقبلاً وثيقة السفر المعتمدة دولياً بدل الجوازات الحالية... وربما يقترح احد البرلمانيين مستقبلا وفقا لذلك تغيير اسم الجمهوريه ليصبح
•    (جمهورية البطاقة التموينية)!


473
مشاكسه
النزاهــــــه
بحاجـــــة الى نزاهـــــــه

مال اللـــــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
•   لعل من المضحك المبكي، والمثير للدهشة والاستغراب والشفقة والسخرية معاً، ان يكتشف فارس الفرسان وقاهر الظلم والطغيان وهو يحث الخطا نحو ساحة الحرب والامتحان، ان سيفه مكسور، وان فرسه عرجاء وانها بدل ان تعدو الى الامام.. تتقهقر الى الوراء... وانها تسير به نحو الاتجاه المعاكس لساحة الحرب والشرف والاباء التي اقسم ان يخوض غمارها بكل ارادة وعزيمة وكبرياء وان يعود باكاليل النصر بفخر واباء  بعد ان يدحر الاعداء..
•   كذلك.. استعدت لجان وهيئات ومؤسسات  النزاهة في الدول الغائمه النائمه والمتشائمه  جيداً، واستنفرت قواتها جيداً، ورسمت خططها جيداً، وتلمست تضاريس ساحة المنازلة شبراً شبراً، واستطلعت بخطوطها وتنظيماتها واجهزتها وكوادرها الاستخبارية حجم وخطط وامكانات واسلحة واساليب الجبهة المعادية وامتداداتها وتفرعاتها وصيغ عملها ومساحة تأثيراتها ومراكز نفوذها ونقاط تمركزها ومكامن القوة والضعف فيها ومواسم واماكن انشطتها قبل ان تقرر خوض حربها الفاصلة ضد العدو المارق وتحدد ساعة الصفر لهجومها الساحق الماحق.
•   فهذه النزاهة النزيهة، وفي اللحظة التي قررت فيها خوض معركتها الفاصلة ضد الفساد والفاسدين والرشى والمرتشين والاختلاس والمختلسين، وفي الوقت الذي كان فيه فرسانها يتمنطقون باسلحتهم الهجومية الذكية ويمتطون ظهور خيولهم المطهمة الاصيلة العربيه على وقع اناشيد المعركة التي كانت تصدح في كل مكان وفي مقدمتها (الله اكبر فوق كيد المعتدي) و (يا اهلاً بالمعارك) و ( ثوار  ثوار لاخر مدى ) و اذ عزموا على شن هجومهم التاريخي الماحق الساحق الخارق الحارق الاسرع ضد (الفساد) من الجهات الاربع، وهم يقسمون على اقتلاعه من جذوره وانقاذ البلاد والعباد من شروره، واحراق اصوله، وتنظيف السفارات والوزارات والملحقيات  والمؤسسات من اصابعه وذيوله، اكتشفوا فجأة، انهم يمتطون جياداً مريضة  هرمة عرجاء لاتصلح لاستعادة حقوق العباد و لخوض معركة (الفساد) الفاصلة لانها اصلاً مصابة بفايروس (الفساد) فضلاً عن ان هذه (الجياد) التي تم (تزكيتها) واختيارها (فكرياً وعملياً) جيداً، والموثوق بكفاءتها ونزاهتها وشرفها وحرصها وامانتها جداً جداً جداً، كانت تتراجع بفرسانها نحو الاتجاه المعاكس بدل التقدم الى الامام  وكأنها مبرمجة الكترونياً او منومة مغناطيسياً، او معدة اعداداً ايديولوجياً لتخذل فرسانها ميدانياً.
•   لذلك وبعد سنوات من هذه الحرب الفاصلة ضد الفساد التي شغلت تحضيراتها واستعداداتها وتفاصيلها وانباء حملاتها الملحميه و (ملاحمها) المصيرية البلاد والعباد، وبعد اطنان من التصريحات النارية، ومئات الاجتماعات العلنية   والسرية، والدراسات الستراتيجية والمذكرات والاراء والاقتراحات الثورية، ووجهات النظر العلمية، وبعد صرف عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات الامريكية على الدورات والاجهزة الالكترونية وكذلك التوظيف والتوظيب والتدريس والايفادات والمباحثات والاستعانة بالخبرات الاجنبية واستيراد الكمبيوترات الذكية، واجهزة التحسس والات التصوير الفضائية التي بامكانها ان تصور من ابراج المنطقة الخضراء رفيف اجنحة ذبابة عرجاء فوق سور الصين العظيم قبل ان يلتهمها عنكبوت مخابراتي لئيم، فجأة اكتشفت هذه الهيئة النزيهة، بعد كل هذه الاستعدادات والدورات والاستحضارات والايفادات والمصروفات وهي تحاول خوض غمار حربها الفاصلة ضد الفساد، ان وباء الفساد ينخرها من الداخل.. وان سرطان الفساد ينهش احشائها.. وان ايدز الفساد قد فتح   ابوابها واخترق تحصيناتها ، وان انفلاونزا خنازير الفساد قد ضربتها بقوة، وانه كان الاجدر بها قبل خوض معاركها الضارية ضد الفساد ان تجتث الفساد من داخلها قبل ان ينهشها سرطانه، لتؤمن ظهرها من غدره.. ولتأمن شره.. اذ من غير المعقول ولا المقبول ان نتوجه الى ساحة المعركة... وقوات العدو داخل اسوارنا!
•   لذلك.. في الوقت الذي كان فيه المواطنون يتطلعون الى ان تطيح قوات النزاهة ولجانها ومستشاروها وفنيوها واجهزتها وخبرؤها  ومقاتلوها الشرفاء... بكل الفاسدين في السفارات والوزارات والدوائر والملحقيات والمؤسسات  قبل ان يسرقوا حقوق وثروات العباد.. ويهربوا كالعادة الى خارج البلاد.. بالاخص وان معظمهم من ذوي الجنسيات المزدوجة.. والجوازات المزدوجة.. والمصالح والولاءات المزدوجة.. والضمائر المزدوجة، ضمير ميت يسرقون به العراق، وضمير يبارك لهم هذه الازدواجية في الولاءات، وهذا النفاق، فقد فوجأ الجميع بالقنبلة المدوية التي فجرتها النزاهة بالذات.. والتي اصابت الشرفاء والنبلاء الوطنيين المخلصين والفقراء والمعدمين بالصدمة والدهشة والاستغراب.
•   فبكل رجولة وفروسية وشجاعة ومهابة وشهامة، اعلن مصدر رفيع في هيئة النزاهه عن اكتشاف وطني جديد ومثير، مهم وخطير، يفوق باهميته اكتشاف  بئر نفطي يضاف لآبارنا المستباحة من قبل دول الجوار ( الحريصة على مصالحنا وحقوقنا ووحدتنا الوطنية )، وقد تمثل هذا الانجاز التأريخي الفريد الجديد السعيد ،   بالنجاح التاريخي الثوري الاشتراكي المجيد لهيئة النزاهة في اكتشافها لــ (38) موظفاً من موظفيها بالذات بينهم مدير عام يحملون وثائق دراسية مزورة وقد بادرت حال اكتشافها لهذا الانجاز المجيد بوضع اسماء هؤلاء (الفرسان) النزيهين الذين حملوا بكل شرف وفروسية ومبدئية شعار الحرب ضد الفساد، ضمن (قائمتها السوداء) على الانترنت ليكونو مرجعاً ستراتيجياً من مراجع (الشرف والامانة والنزاهة) في العالم اجمع.
•   في خضم ذلك.. جاء تأكيد مسؤول رفيع في لجنة النزاهة لمجلس النواب بأن الادعاءات بوجود عبوة ناسفة داخل قاعة الاجتماعات في المجلس انما جاءت لتعطيل جلسة الاستجواب التي كانت مخصصة لاستجواب وزير الكهرباء مطالبا السيد  رئيس الوزراء بسحب جواز الوزير المعني وايقاف كل سفراته حتى ينتهي استجوابه ضماناً لعدم تكرار هروب المسؤولين المتهمين بالفساد هم وغنائمهم الى خارج البلاد الى جانب الكشف عن وجود (400) حالة ازدواج وظيفي في محافظة ذي قار وحدها والقبض على عصابة امنية تسرق المواطنين بدل حمايتهم.. ورفض عودة ملحقيين تجاريين في الخارج خوفاً من مساءلتهم حول الفساد.. وغيرها الكثير الكثير... لتبين وتوضح وتؤكد هذه اللجنة  مدى الصعوبات الحقيقية التي يواجهها قارب النزاهة وسط امواج بحار الفساد واعاصيرها.
•    في ظل هذه ( الرفاهية الوطنية )    هل اصبحت  لجان ومؤسسات وهيئات النزاهة في الدول النائمه  بحاجة الى نزاهة!!

474
مديــرة القبــول المـركــزي:

لاتوجد اية استثناءات لقبول ابناء المسؤولين او أي طالب وجميع الخيارات مفتوحة أمام الطلبة
هذا العام سيشهد قبول جميع الخريجين في الكليات والمعاهد
هنالك تدقيقا  في الجامعات الاهليه لضمان عدم قبولها طلبه بوثائق مزوره
جامعة كوردستان ستكون ضمن قائمة الجامعات العالميه حال تخرج اول دفعة من طلبتها
ستراتيجية التعليم العالي في الاقليم متحركه لكنها ليست بمستوى الطموح
لم يحاول أي شخص تقديم رشوه لنا من اجل التلاعب بشروط القبول
خصصنا 5%من المقاعد في جامعات الاقليم لطلبة المحافظات الوسطى والجنوبيه
الفرق في معدلات القبول بين الجامعات الاهلية والرسميه ربما يفوق العشر درجات
مدة الاعتراضات على القبول عشرة ايام بعد اعلان التتائج
لا يوجد أي قبول خاص ولا توجد اية استثناءات من شروط المعدل


حـوار : مـال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


أنفجر اعصار القلق السنوي عنيفاً هذا العام في اعماق عشرات الآلاف من خريجي الدراسة الاعدادية في الإقليم لحظة الإعلان عن النتائج ومازالت دوامته تتصاعد بانتظار نتائج القبول المركزي في التعليم الجامعي الذي سيكون الحد الفاصل بين احلام المستقبل.. وبين الخطوة الأولى على طريق الامساك بالحلم وتحويله الى حقيقه.
 
قلق مشروع بلا شك.. ولهفة مبررة.. ونفوس قلقة.. وقلوب واجفة.. ومعها توقعات الأهل وحيرة ولهفة الانتظار المريرة لنتائج القبول التي تهثل مفتاح بوابة الامل نحو المستقبل!
 
(الصوت الآخر) تلمست هذا القلق الطلابي والعائلي المشروع، وحملت مشاعر الطلبة وقلقهم وتوقعاتهم حول خريطة القبول.. ووضعت ذلك كله أمام الآنسة (جوان جلال شريف) المدير العام للقبول المركزي في حوار موضوعي معمق امتد لاكثر من ساعة.. فتحنا خلاله ملف شروط القبول ومدة الاعتراضات.. وتوقفنا في  واقع الجامعات الأهلية واجورها وشروط القبول فيها ولم نهمل في حوارنا محطة على جانب كبير من الاهميه ممثلة في الاستثناءات التي يدعي البعض وجودها بالاخص لابناء المسؤولين حيث اكدنا وشددنا على هذا الموضوع الحيوي بالذات   بتجاوب كبير.. ومرونة عالية.. وبكفاءة مهنية وخبرة ميدانية تمتد لعشر سنوات، اضاءت هذه الإنسانة الكفوءة.. بحيويتها وبصراحتها كل منعطفات الأسئلة.. ورسمت بدقة الاجابات العلمية والواقعية عليها.. ومكنتنا من تلمس خريطة وتضاريس ستراتيجية التعليم الجامعي.. وكان هذا الحوار:


مـال اللـــه فــــرج
 
ستراتيجية التعليم

*من الذي يضع ستراتيجية التعليم الجامعي في الإقليم؟
 -وزارة التعليم العالي، من خلال مجلس الوزارة الذي يتشكل من السيد الوزير والمستشارين ورؤساء الجامعات ورئيس الهيئة والمدراء العامين الى جانب استشارة ذوي الاختصاص.
 
*التعليم الجامعي يرتبط بحاجات المجتمع من المهارات
 الأساسية الا تعتقدين ان وزارة التعليم العالي لا يمكن
 بمفردها ان تحدد حاجات الإقليم، بالاخص وان هنالك
 حاجة لكوادر علمية مؤهلة حسب طبيعة عمل الوزارات
  والمؤسسات الاخرى واحتياجاتها، فهل هنالك استشارات
 لبقية الوزارات والدوائر

  
 -بالتأكيد.. حتى بالنسبة للقبول المفروض ان الجامعات عندما تضع اختصاصات القبول في أي قسم من الاقسام يجب ان يكون ذلك في ضوء استشارة وزارة التخطيط وبقية الوزارات حسب حاجة الإقليم الى التخصصات، وهذا ما حصل عندما كانت وزارة التربية بحاجة الى مدرسين في بعض الاختصاصات مثل الفيزياء والكيمياء، الرياضيات، اللغة الانكليزية، حيث بادرنا لتخصيص نسبة للاقضية والنواحي، ومازالت هذه الحالة موجودة ولهذا السبب نرى ان كليات التربية موجودة في سوران وكلار وزاخو، وآكري وغيرها من المناطق بحيث انها تغطي احتياجات وزارة التربية، وفي ضوء تحديث ستراتيجية وزارة التربية فقد أصبح معلمو الدراسة الأساسية للصفوف التسعة الأولى هم من خريجي الكليات وليسوا من خريجي المعاهد.
 
*إذاً، انت ترين ان ستراتيجية التعليم الجامعي متحركة
 ووفق الحاجة؟

 -بالتأكيد، هذه الستراتيجية متحركة حسب الحاجة، لكنها ليست بالمستوى.
 
*هل تقصدين أنها ليست ضمن طموحكم؟
 -هي ليست ضمن طموحنا بالتأكيد، لانه عندما نضع الخطة يجب ان نقوم باستبيان حول حاجة الوزارات، اذ لا يجوز ان ينحصر عملنا في تخريج الطلبة ومنحهم الشهادات الجامعية ليكونوا بعد ذلك ضحايا البطالة الحقيقية او البطالة المقنعة، لذلك يجب ان يكون هذا الشيء موجوداً، لكن لحد الان ليس بمستوى الطموح.



دراسات واحصائيات

*بالنسبة لهذه الستراتيجية هل لديكم دراسات
 ميدانية واحصائيات علمية دقيقة حول نسبة
 زيادة خريجي الدراسة الاعدادية سنوياً لتوفير
 المقاعد الدراسية لهم؟

 - نسبة الزيادة موجودة وهي ترتبط بعدد السكان، لكن هنالك فرقاً بين سنة واخرى فنلاحظ مثلاً ان نسبة النجاح في سنة من السنوات مرتفعة جداً، مثلاً العام الماضي كانت نسبة النجاح كبيرة، اما هذه السنة فأن نسبة النجاح كانت أقل وهذا الامر خاص بوزارة التربية، كما نلاحظ الان ان الطموح الاكبر للطلبة هو في المجموعين الطبية والهندسية والكثير من الطلبة يلجؤون الى التأجيل ان كانت معدلاتهم لا تؤهلهم لهاتين المجموعتين، والان هنالك قرار في وزارة التربية حول تحسين المعدل، أي ان الطالب الذي ينجح في جميع الدروس ويكون معدله 80% بامكانه تقديم طلب لتحسين المعدل.. وخوض الامتحانات خلال السنة القادمة، وبامكانه الاستفسار حول هذا القرار من وزارة التربية.
 
خارطة القبول

*كيف نتلمس أبرز سمات خارطة القبول
المركزي لهذا العام؟

 -القبول هذه السنة، اتصور ان الخطة الموجودة جيدة جداً بالنسبة لاعداد الطلبة، فهذه السنة بلغ عدد الطلبة الخريجين من الدراسة الاعدادية العلمي والادبي (26803) طلاب وطالبات وهو أقل من عدد خريجي العام الماضي.
 
*هل سيتم قبول جميع خريجي هذا العام في
 التعليم الجامعي؟

 -حسب الخطة، فان لدينا حوالي (26) ألف مقعد دراسي.
 
*كم ستكون نسبة غير المقبولين؟
 -لا توجد نسبة لغير المقبولين، واعتقد ان نسبة القبول هذا العام ستكون 100% لان ثمانمائة طالب يمكن توزيعهم على جامعات الإقليم ومعاهده.. ولن يكون هنالك أي اشكال في القبول.
 
*كيف ستكون خارطة معدلات القبول بالنسبة
 للمجموعة الطبية والهندسية وسواهما؟

 -القبول المركزي لا يحدد المعدلات، نحن لا نحدد المعدلات، المعدل يتحدد بثلاثة عوامل أولاً رغبة الطلاب أنفسهم، ومن ثم المعدلات الموجودة، وأخيراً خطة القبول في الكلية او القسم الذي يرغب فيه، فمثلاً كلية الطب عندما تقبل (120) طالباً فهنالك احتمال بأن يكون هنالك ثلاثة الاف طالب يرغبون في التقديم وأكثر، هنا سيتم قبول (120) طالباً وفق المعدلات الأعلى.
 
*الم تحددوا مستوى الحد الادنى او الحد
 الأعلى لهذه الكليات؟

 -كلا.. نهائياً، لأننا مثلاً اذا وضعنا معدلاً للقبول في الطبية بمعدل 95% فأعلى فان هنالك احتمالاً ان يتم قبول (100) طالب فقط، بالنسبة لنا.. نأخذ أعلى الدرجات نزولاً للاقل حتى يتم اكمال سد شواغر القبول في الكلية الأعلى.. لنتحول بعد ذلك للكلية ذات المستوى الأقل وهكذا.
 
*هل معنى ذلك ان جميع الخيارات مفتوحة أمام الطلبة؟
 -نعم.. كل الخيارات مفتوحة أمامهم.



 
السلبيات والايجابيات

 
*ما أبرز سلبيات وايجابيات خطة القبول لهذا العام؟
 -أنا أحس ان بعض الكليات او بعض الاقسام لم تكن خططها بحجم مساحات استيعابها الكامل للطلبة بل أقل، وان طاقاتها الاستيعابية أوسع، على سبيل المثال فان أحدى الجامعات خلال العام الماضي بعد ان قدمت خطة الاستيعاب لديها.. وبعد ان حدث اشكال عدم قبول اعداد من الخريجين، اعلمتنا نفس الجامعة ان بامكانها قبول الف طالب آخر وأكثر، لماذا لم يذكروا هذا من قبل، هذه الاشكالات موجودة.
 
*يقال ان مستوى معدلات الخريجين لهذا العام
 كان  متواضعاً، فهل سيؤثر ذلك على مستوى القبول؟

 -كلا.. لان المعدلات العالية موجودة ففي الفرع العلمي في اربيل فان أكثر من 100 طالب حصلوا على معدلات أعلى من 95% واذا أخذنا بنظر الاعتبار بقية المحافظات ربما يكون العدد أكبر، لكن فعلاً الملاحظ ان معدلات هذا العام ليست بمستوى معدلات العام الماضي.
 
*متى ستعلن نتائج القبول؟
 -مازلنا نعمل على أكمالها.. لكن للاسف لحد الان فان وزارة التربية لم تقدم لنا الاستمارات والسيديات الخاصة بها.. على الرغم من ان اتفاقنا معها كان ينص على ان تقدم لنا ذلك في موعد اقصاه 10/9 لكن اليوم هو 29/9 ولحد الان نحن لم نتسلَّم الاستمارات.. هنالك محافظة كاملة لم تقدم المعلومات لحد الان وهي محافظة دهوك.. اما اربيل فقد قدمت نصف الاستمارات، وأكثر من (10) مدارس في السليمانية قدمت معلوماتها ووثائقها بعد 10/9.
 
*هل هنالك استثناءات لأبناء المسؤولين؟
 -كلا.. أطلاقاً.. واقولها بكل أمانة.. لا يوجد أي استثناء لاي شخص.



 
القبول الخاص

*ما نسبة القبول الخاص استثناء من شرط المعدل؟
 -لا يوجد أي قبول خاص ولا يوجد أي استثناء من المعدل أبداً.. خلال الاربع سنوات الاخيرة لا يوجد أي قبول خاص.
 
*هل هنالك استثناءات للقبول في المجموعة الطبية؟
 -كلا.. اطلاقاً.
 
*هل هنالك بروتوكولات للتعاون مع الجامعات الاجنبية
 تسمح بقبول نسبة من الطلبة استثناء من شروط القبول؟

 -كلا.. لكن لدينا اتفاقاً مع دائرة القبول المركزي في بغداد ينص على تخصيص نسبة 5% من المقاعد الجامعية في إقليم كوردستان لطلبة المحافظات الوسطى والجنوبية، كذلك تلك الجامعات تخصص بالمقابل 5% من مقاعدها لطلبة الاقليم، اما بالنسبة لتنقلات الطلبة فان النقل متوفر أيضاً وبامكان الطالب الذي يرغب بالنقل من جامعات الوسط او الجنوب الى جامعات كوردستان فان ذلك يتم وفق آلية النقل في بغداد.
 
*هل هنالك تدخل من قبل اية جهة في عمل مديريتكم
لخرق الضوابط المركزية لقبول طلبة معينين؟

 -كلا.. اطلاقاً.
 
لا تمايز بين الطلبة

*هل هنالك تمايز في الشروط لقبول الطلاب والطالبات؟
 -كلا.. لكن هنالك افضلية للطالبات في القبول بالنسبة لكليات التمريض حيث ان خطة القبول تتضمن قبول 75% من الاناث و 25% من الذكور كذلك بالنسبة لمعلمات الروضة، مخصصة للاناث فقط.
 
*هل فكرتم بافتتاح اقسام للطب النفسي؟
 -كلا.. لكن لدينا أقساماً بعلم النفس.
 
*بعد نجاح الإقليم في استخراج النفط وتصديره
 هل بادرتم لافتتاح اقسام تخصصية بالصناعات النفطية؟

 -نعم.. في جامعة كويه لدينا قسم للنفط في كويه وآخر في زاخو، علماً ان عملية افتتاح اقسام جديدة تتم حسب الحاجة اولاً، وفي ظل توفر امكانات الدراسة فيها من الاساتذة الاختصاصيين الى المختبرات والمستلزمات الدراسية الاخرى.
  
*الاتجاه الدولي يتمثل في تعزيز دور القطاع
 الخاص في الاقتصاد العالمي هل فكرتم
 بافتتاح اقسام حول التسويق والتجارة وادارة الاعمال؟

 -هنالك الان جامعات أهلية، بالنسبة لنا فان ذلك ضمن سياسة الوزارة في القبول المركزي ويمكن ان تسأل السيد الوزير عنها.
  
*على الرغم من كون السياحة تمثل احدى ثروات
 الاقليم الستراتيجية الا ان الاختصاصات السياحية
 في التعليم الجامعي ما تزال محدودة او شبه معدومة؟

  -كلا.. هي موجودة، ولدينا معهد في اربيل حول الفندقة والسياحة، يخرج سنوياً أكثر من (100) طالباً، ولدينا قسم جديد حول جغرافية السياحة، مهمته وضع خرائط سياحية للمناطق السياحية في كوردستان لتسهل على السائح تنقلاته ودلالات المناطق السياحية.
  
جامعة كوردستان

*على الرغم من كون جامعة كوردستان متميزة
 جداً، الا ان هنالك اشاعات بأنها غير معترف بها
 دولياً هل هذا صحيح؟

 -كلا.. احب ان اؤكد شيئاً واحداً، اذا كانت هذه الجامعة رسمية حكومية كيف تكون غير معترف بها.
  
*ما الموقف منها على الصعيد الخارجي؟
 -على الصعيد الخارجي، فان اية جامعة يتم افتتاحها فأنها تدخل في قائمة الجامعات العالمية في ضوء قوانين محددة، ولا يمكن تقديم طلب لادخال اية جامعة في قائمة الجامعات العالمية الا بعد تخرج أول وجبة من طلبتها، وجامعة كوردستان لم تخرج بعد اية وجبة لانها جامعة حديثة، وعند تخرج اول وجبة فيها من الطلبة فانها مباشرة تقدم طلباً للانضمام الى قائمة الجامعات العالمية وهذا شيء معروف.
 
*وهل سيتم الاعتراف بها؟
 -بالتأكيد.. بالتأكيد.
 
*هل فكرتم بافتتاح اقسام خاصة للطالبات بما
 يتناسب واهتمامات المرأة، مثل الازياء والماكياج
 والديكور وغيرها؟

 -هذ الامر بحاجة الى دراسة يجب ان تعدها كلية الفنون الجميلة.
 
*هل تم العمل بنظام العبور في الجامعات؟
 -نظام العبور غير موجود، لكن سنوياً يتم اعداد أحصاء في الوزارة يطلب فيه من الجامعات اذا كان احد الطلاب راسباً في درس واحد فقط، فانه تتم دراسة هذه الحالة.. اذا كان العدد كبيراً يمكن اعادة نظام العبور، نظام الجامعات سوف يتبدل، سوف يعملون وفق الاسلوب الاوربي، الطالب يتم تحميله بالمادة التي يرسب فيها، ويشترط عليه ان يداوم فيها ويؤدي كذلك الامتحان فيها.. ليس مثل العبور.. بحيث ان الطالب لا يتآخر عن الدراسة، وهذا الامر قيد الدراسة في الوزارة.
  
مدة الاعتراضات
*ما المدة الزمنية المتاحة امام الطلبة
 للاعتراض على نتائج القبول؟

 -المفروض ان مدة الاعتراض عشرة ايام بعد الاعلان عن النتائج لكن بعض الطلبة تتواصل اعتراضاتهم لمدة شهر.. ونحن نتجاوب معهم، و 90% من الاعتراضات ليست في محلها أي غير قانونية، وهنالك تعليمات خاصة بالاعتراضات، بعض الطلبة يدعي عدم معرفته بكيفية ملأ الاستمارات في الوقت الذي وفرنا فيه ثلاثة (فلترات) لايضاح ذلك كله، وهي المدرسة، ومديرية التربية ومراكز الارشاد، ومع ذلك فأننا نتفهم مشاكل الطلبة واعتراضاتهم.. ونحاول مساعدتهم وفق الضوابط.
 
*هل تعتقدين ان الطلبة الذين حصلوا على
 معدل 60% من الممكن قبولهم في الكليات؟

 -كلا.. لا اعتقد.
 
ضوابط الجامعات الأهلية
 *هل تخضع الجامعات الأهلية لنفس ضوابط القبول؟
 -المجموعات الطبية والهندسية نفس الحالة، يعني الطالب في المجموعتين الطبية والهندسية يجب ان يكون معدله أكثر من 80%.
  
*معنى هذا ان هنالك فرقاً بحدود أكثر من عشر
 درجات أقل من الجامعات الرسمية؟

 -طبعاً هنالك فرق في المعدلات وهذا موجود بالتأكيد على ضوابط القبول الاخرى مثلاً ضمن دروس الاختصاص هي نفس الحالة، مثلاً المجموعة الطبية يجب ان تكون لديهم في دروس الفيزياء والكيمياء والبايولوجي أكثر من 70% وان يكونوا ناجحين في الدور الاول في هذه التخصصات.
  
*هل هذا ينطبق على الجامعات الأهلية؟
 -نعم.. هذا بالنسبة للمجموعة الطبية، اما بالنسبة للمجموعة الهندسية فيجب ان يكون الطالب حاصلاً على درجات اكثر من 70% في دروس الفيزياء والرياضيات وان يكون ناجحاً فيهما منذ الدور الاول، وهي نفس الضوابط في الجامعات الأهلية الفرق بين الاثنين هو في المعدل، وعلى سبيل المثال فان اقل درجة قبلت في كلية العلوم قسم البايولوجي العام الماضي 91% في حين ان معدل الحائز على 91% يمكن ان يقبل في الجامعات الأهلية بكلية طب الاسنان.
  
*هل تعتقدين ان الفرق سيكون عشر درجات
 بين الكليات الرسمية والأهلية؟

 -نعم.. هذا موجود في كل مكان.. وهناك احتمال ان يكون الفارق أكثر من عشر درجات.
  
*هل هنالك رقابة ميدانية من أجل ان لا يكون هنالك خرق لهذه الضوابط في الجامعات الأهلية؟
 -بالتأكيد.. هنالك مديرية خاصة في وزارة التعليم العالي، اسمها (مديرية التعليم الأهلي) مهتمها مثل هذه الرقابة، الى جانب مراقبة المستوى العلمي.
  
فرص الاغنياء

*الا ترين ان الجامعات الأهلية تمنح فرصة للطلبة الأغـنياء غير الكفوئين.. وربما غير الاذكياء أحياناً على حساب فرص الطلبة الفقراء؟
 -انا معك 100% لان الكليات الأهلية تستوفي اجوراً بحدود ثلاثة ملايين او ثلاثة ملايين دينار ونصف، وبذلك فانه حتى الطالب المتوسط الحال لا يستطيع الالتحاق بمثل هذه الكليات والجامعات.
  
*نحن لسنا ضد الجامعات الأهلية لانها عامل مساعد،
 على ان تكون بنفس المستوى العلمي وبنفس
الضوابط والشروط.. حتى لا يشعر الطالب الفقير
 بانه مظلوم وان لايشعر بان هنالك تمايزاً بينه
 وبين زميله الطالب الغني؟

 -بالنسبة للمستوى العلمي، المفرض ان وزارة التعليم العالي تراقب هذا المستوى، بالنسبة للفرص، فان الفرص متاحة للطلبة الأغنياء اكثر من الطلبة الفقراء في الجامعات الأهلية اما بالنسبة للجامعات الحكومية فان الفرص متساوية.
  
*هل بامكان الجامعات الأهلية قبول طلبة
 معينين استثناء من شروط المعدل؟

 -لا اعتقد.. قي الأقل بالنسبة للمجموعة الهندسية والطبية.
  
*وبالنسبة لبقية الكليات؟
 -البقية يقبلون بمعدلات قليلة.. لا استطيع ان احدد كمية المعدلات.. يمكن ان توجهوا هذا السؤال الى الدكتور هيمداد في الوزارة.
  
*هل هنالك تدقيق على الجامعات الأهلية
 لضمان عدم قبولهم طلبة بشهادات مزورة؟

 -بالتأكيد.. يجب ان يكون ذلك.. والوزارة تقوم بهذا الشيء.
  
أجور الجامعات الأهلية
*من الذي يحدد أجور الدراسة في الجامعات
الأهلية؟

 -المفروض ان تكون بالاتفاق مع وزارة التعليم العالي.
  
*هل حاول بعضهم ان يقدم لكم رشوة من أجل
 التلاعب بالقبول؟

 -كلا.. لم اواجه هكذا حالة نهائياً.
  
*ما الذي تتمنين تحقيقه؟
 -نحن الان نحاول تقديم دراسة لتطوير القبول المركزي فعلى سبيل المثال أرى من الاجحاف ان لا يقبل طالب توجهه علمي 100% في القسم الذي يريده من أجل درجة او درجتين ويتم قبوله في اللغات، نريد عملية تخصص أكثر.. ودراسة امكانية تحديد ذلك منذ المرحلة الاخيرة في الدراسة الاعدادية.. وهنالك الان توجه في العالم اجمع حول المدارس التخصصية.
  
*هل نستطيع ان نبشر على لسانك جميع
الخريجين بقبولهم هذا العام في الدراسة الجامعية؟

 -نعم.. ان شاء الله تعالى.
  
*متى ستعلن نتائج القبول؟
 -في الشهر العاشر.
  
*في منتصفه مثلاً؟
 -لا استطيع ان احدد.  
 
حـوار : مـال اللــــه فــــــرج  
عدسـة : صابـر ســـوركــان

475
مشاكسة
هــل تـــود
 ان تصبــح مليارديـــراً ؟؟؟
مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
•   هل تود ان تصبح مليارديراً ؟؟؟
•   ربما سوف ينظر الفقراء الى هذا التساؤل الاستفزازي بلا مبالاة بعد ان خذلتهم جميع القوى والاحزاب والشخصيات والحكومات والتحالفات والتكتلات واعضاء البرلمان الذين رفعوا جميعاً شعار التوزيع العادل للثروات.
•   فقد انتظر الفقراء طويلاً ووقفوا على اهبة الاستعداد لاسـتقبال موعـد ( التوزيع العادل للثروات ) وهم يحملون معهم جميع الوثائق والادله والمستمسكات التي تثبت عراقيتهم، بدءاً من البطاقة التموينية التي اصبحت سـيدة كل الوثائق الرسمية بلا منازع مروراً بهوية الاحوال المدنية ( ام الفسفورة ) وشـهادة الجنسية العراقية وبطاقة السكن وتأييد المجلس المحلي والقسم البلدي وختم المختار، والشهاد ة الدراسية وشهادة التطعيم ضد مرض انفلاونزا الطيور والخنازير والقطط السمان وفئران الفساد وشهادة حسن السير والسلوك مصدقة من سوق مريدي وفروعه في المحافظات، بيد ان ذلك الموعد المنتظر لم يحن.. والثروات ماتزال في مخازن وزارة التجارة لم توزع بعد، وربما يتم توزيعها ان بقي منها شيئاً خلال الالفية القادمة.
•   في ظل هذا الواقع، ربما يظن البعض انني بهذا التساؤل الاستفزازي اسعى لتسويق وصفة خيالية كوصفات بعض الدجالين الذين يتاجرون ببساطة البسطاء وبجهل الجهلاء وبيأس اليائسين وبمعاناة المرضى، عبر محاولاتهم تسويق امكاناتهم الروحية والشفائية ( الدجلية ) الخارقة عبر عدد من الفضائيات التي احترفت الغش والكذب والشعوذة وخداع البسطاء وايهامهم بقدرة دجاليها على حل عقدهم وشفاء امراضهم ومعالجة مشاكلهم.
•   اذ يكفي ان يتمتم (الدجـال) المعالج ببعض الكلمات غير المفهومة مترافقة بالنظرات الحادة، وبالايحاءات المثيره ،  ليبطل سحر الارواح الشريره  وحقد وحسد  بعض الانفس الحقيرة، ويستأصل الاورام السرطانية ويفتح قنوات اوستاكي و فالوب ويزرع الاجنة في الارحام السقيمه  ويشفي المرضى من الايدز ومن سرطان الدم ومن امراض الغدد اللمفاوية والنخامية والتهاب الكبد الفايروسي والشلل الرعاشي والفشل  الكلوي والعجز الجنسي  ، وتصلب الشرايين وتضخم عضلة القلب وانفلاونزا الطيور والدجاج والضفادع والاسود والفيلة والخنازير وهو على مسافة آلاف الكيلومترات من المريض الذي يعالجه والذي لم يشاهده ابداً وبذلك فإن المجتمع العربي خاصة بات يقف اليوم امام مفترق  تحول خطير من الاعتماد على كفاءة الاطباء الاختصاصيين الذين تمرسوا بالعلم والمعرفه  وبالخبرات العمليه عشرات السنين الى الانسياق لشعوذة الدجالين.
•   على اية حال فإن امام من يرغب  في ان يكون مليارديراً، طريقان لاثالث لهما
•   اما ان يصبح ( دجالا ) ويتفق مع احدى هذه الفضائيات على  تسويق شعوذته للمرضى والبسطاء والجهلة والمحبطين والمصابين بالامراض المستعصية او الاتجاه للطريق الآخر.. طريق العز والرفاهية والامجاد والسفر والسياحة والايفاد والتحدث باسم البلاد، والمتاجرة بحقوق العباد.. رغم انف كل الحاقدين والانتهازيين والحساد.
•   ويكفي لمن يشاء ان يبادر بخوض المعترك السياسي، بالاخص بعد ان اصبحت الساحة السياسية مفتوحة امام كل من هب ودب، من كل حدب وصوب.. فضاعت السياسة.. وضاع السياسيون الحقيقيون في خضم امواج الانتهازيين والمزايدين  والطارئين.
•   وبذلك... فإن امام من يشاء فرصة ذهبية لتشكيل حزب ( معارض ) من افراد اسرته واقاربه وعشيرته واصدقائه، وابناء محلته، تحت اسم ( وطني براق ) وتحت لافتة شعارات ثورية اشتراكيه علمانيه ساخنه تدعي النضال من اجل  الوقف الفوري  للعنف  و انهاء المحاصصة الطائفية وتطبيق القانون وتكافؤ الفرص ومحاسبة الفاسدين والفاشلين والمرتشين واصلاح الكهرباء واحترام الدستور وحماية المال العام والحفاظ على ثروات البلاد وتوفير السكن الملائم للفقراء والمعدمين ولذوي الدخل المحدود والاهم التأكيد ثم التأكيد.. ثم التأكيد  على ( التوزيــع العــادل للثروات ) رغم علمه ان الثروات الوطنية ربما تكون قد نضبت بفعل نزاهة وامانة وشطارة بعض المسؤولين الافذاذ.. وان ديون البلاد قد تضاعفت.. وان الابار النفطية قد قسمت.. وان المناصب قد وزعت.
•   وما عليه الا ان يشن هجوماً عنيفاً على جميع الاحزاب والتحالفات والقوى والتكتلات اليمينية منها واليساريه الدينية والعلمانمية، الاشتراكية والرأسمالية الثورية والانتهازية، الوطنية والعميلة وان يتهمها كلها سواء كانت نزيهة وامينة وعفيفة ومبدئية او خلاف ذلك بفشل ستراتيجياتها و فوضى برامجها وسقوطها في مهاوي الفساد المالي والاداري وارتباطها بالدول الاقليمية وبالقوى الاجنبية وتنفيذها للاجندات الخارجيه و ان يتهمها ايضا بتلقي الدعم المالي واللوجستي والسلاح والعتاد من جميع الدول المتامره على البلاد وفي مقدمتها الصومال وجيبوتي وجزر القمر وساحل العاج .
•   ولابد ان يشن هجوماً عنيفاً على جميع دول الجوار وان يطالبها باحترام البلاد  وحقوق وارواح  العباد وان يهددها برفع الشكاوى ضدها الى الامم المتحدة ومجلس الامن ومحكمة الجزاء الدولية، وان يبادر لاصدار صحيفة تنطق باسم حزبه الثوري الديمقراطي التقدمي الديناميكي الاشتراكي الوحدوي الوطني ، يهاجم عبر صفحاتها (الوطنية) الحكومة والبرلمان والوزارات والمؤسسات والاحزاب والسفارات والملحقيات والقنصليات  ويدعو بشكل متوافق و منافق لاحترام حقوق الانسان في كل موقف وسجن ومعتقل وفي كل قرية وقضاء ومكان .
•   اما الخطوة التالية.. فتتمثل في الزيارات المكوكية لدول الجوار ومحاولة الايحاء بتأثيره الجماهيري وبثقله السياسي وبتحالفاته وارتباطاته العديدة وبدوره المحوري في التوازنات السياسيه وفي المصارعه الوطنيه وفي الترتيبات الانتخابيه وفي الكتل البرلمانيه ، ولا بأس ان يوحي لهذه الدولة او تلك ان بإمكانه ان يكون (رجلها القوي) داخل البلاد وفي الهيمنه على العباد  سواء من خلال الدفاع عن مصالحها او تبني خططها وبرامجها، عندها سوف تنهال عليه  ( العملة الصعبة ) وبالاخص (الخضراء) منها دعماً لبرامجه الوطنية ولمواقفه (المبدئية) ولنزاهته السياسية.
•   في ظل ذلك.. واتقاء لشره ولسلاطة لسانه ربما يسعى هذا الطرف السياسي او ذاك لضمه الى تحالفه.. وربما التفكير بمنحه (حصة) تتناسب ومقوماته واهدافه وبرامجه الثوريه داخل  حكومة الوحده الوطنيه.. وفسح المجال امام ابنائه لتعيينهم مستشارين او ملحقين تجاريين في السفارات المختلفة بغض النظر عن شهاداتهم وكفاءاتهم وخبراتهم !
•   وربما لاتمض فترة قصيرة بعد ذلك .. الا ويصبح مليارديراً حقيقياً... ومسؤولاً ثورياً.. ومناضلاً وطنياً... ومركزاً من مراكز القوى.. ولايهم ان كان امياً او بلطجياً او سمسارا سياسيا او متاجرا بمصالح البلاد وبحقوق العباد.
•   وهكذا تستمر مآسي ومهازل الدول النائمة.. حيث تتواصل فيها معاناة المعدمين والفقراء.. وتزداد فيها ايضا  اعداد المليارديرية من السياسيين الطارئين ومن انصاف الثوريين والدخلاء.

476
نقيـب صحفــيي كـوردســـتان:
اعترف بوجود ثغرات في قانون العمل الصحفي
هنالك خروقات كبيره للقوانين التي تحمي الصحفيين
الحكومة العراقيه ونقابة الصحفيين العراقيين مسؤولان عن عدم وجود قانون لحماية الصحفيين
الانتماء العشوائي للصحافه بدون ضوابط يهدد رصيد وحقوق الصحفيين الحقيقيين
هنالك امزجه في التعامل هع الصحفيين وهنالك طرد كيفي وعلاقات خاصه ليست مبنيه على اساس القيم المهنيه مطلقا
قسم من رؤساء المؤسسات الصحفيه يعيش في ابراج عاليه
عدد صحفيي الاقليم تجاوز ال ( 4500 ) صحفيا ونحن بصدد غربلة هذا العدد
بامكان أي شخص لا علاقة له بالصحافه الحصول على اجازة اصدار صحيفه او مجله
الصحفيون يتهمون النقابة بأحتكار الأيفادات
ربما انني مقصر في زياراتي الميدانيه للمؤسسات الصحفيه
حـوار : مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

حوار ساخن ومعمق وصريح، اشعلنا خلاله حرائق الأتهامات المهنية المباشرة والمتداخلةحول الزميل فرهاد عوني نقيب صحفيي كوردستان وحاولنا رسم واقع العمل الصحفي وأزماته وتحدياته سواء من خلال الخروقات والأنتهاكات المختلفة للقوانين وللحقوق الصحفية ولهذه المهنة النبيلة ذات الدور والمسؤولية والتأثيرات المعروفة على الرأي العام من قبل الطارئين عليها مما اساء ويسيء للصحفيين المهنيين الحقيقيين.
 
عشرات الأسئلة الحادة حاصرنا بحرائقها الزميل  نقيب الصحفيين، لكنه  فتح امامنا بمرونته واستجابته وصراحته وتفاعله المهني ساحة واسعة لحوار معمق، امتد لأكثر من ساعة أستطعنا خلاله وضع الأجابات على علامات الأستفهام كافة  وسط اجواء من المحبة والتفاعل وشجاعة وحرص الزميل النقيب على الاجابه على جميع الاسئله بلغة الواقع والحقائق على الرغم من ان البعض رأى في بعض الاسئله وعلامات الاستفهام اسئلة استفزازيه وكانت هذه هي حصيلة هذا الحوار الساخن :
     
 


 
الخروقات والتحديات

 
•   كيف ترى الخروقات والتحديات التي يواجهها
•    الصحفيون في الأقليم وفي العراق بصورة عامة؟

 
- طبيعة الخروقات تختلف من الأقليم الى المركز وبالنسبة للخروقات في أقليم كوردستان وكما تعرفون فأن هنالك القانون رقم 35 لسنة (2008) قانون العمل الصحفي في كوردستان الذي يحمي الصحفي ويوفر حصانة له، وبموجب هذا القانون، لا يمكن المساس بحرية الصحفي فيما يتعلق بعمله الصحفي، فهو مصان في عمله المهني ولا يمكن التجاوز عليه من قبل الدوائر الأمنية والقضائية الا بعد علم الصحافة وخارج العمل الصحفي، وفيما يتعلق بالعمل الصحفي لا يمكن التقرب من الصحفي، وكذلك فأن مصادر المعلومات مفتوحة امام الصحفي بموجب القانون ولا يمكن ايقاف صحيفة أو منعها عن الصدور أو سحبها من الأسواق وكذلك بالنسبة لشروط الأجازة، فقد قضينا على مسألة الأجازة عندما كانت تمنح من قبل وزارة الثقافة في أقليم كوردستان، لكن في الوقت الحاضر بمجرد مراجعة النقابة بامكان الصحفي ان كان صاحباً للأمتياز أو رئيساً للتحرير الحصول على رقم الأعتماد بدون دفع أي مبلغ.
 
 
•   هل تقصد ان بامكان أي شخص الحصول على
•    اجازة اصدار مجلة أو صحيفة حتى لو لم يكن صحفياً؟

 
- نعم.. لا توجد أي استثناءات يتعلق بهذا الموضوع وربما يؤخذ على النقابة أو على القانون من هذه الناحية، لان المفروض ان الصحفي هو الذي من حقه الحصول على هذا الأعتماد.
 
 
التجاوز على الصحافة

 
•   هل يجوز ان نجعل عملية الحصول على اجازة اصدار صحيفة
•    هكذا بشكل عشوائي وان نجعل من مهنة الصحافة مهنة
•    لمن لا مهنة له؟

 
- كما ذكرت فأن أحد المآخذ على القانون هو هذه المسألة وربما نحن اخطأنا بطرح هذه المسألة بهذا الشكل، لان هنالك كثيرين يقدمون طلبات للحصول على ارقام اعتماد لأصدار صحف من النقابة بدون مزاولتهم لمهنة الصحافة.
 
 
•   ان من يستخدم هذه الصحف ربما
•    يكون طارئاً على العمل الصحفي؟

 
- صحيح.. لكن اذا نظرتم الى الدول الأوربية فالشخص هنالك يمنح رقم الأصدار بمجرد تسجيله في أحدى الدوائر البريدية أو أي مكان آخر وأصبح ذلك تقليداً، لذلك لم نبق على أي حاجز حول حرية الصحافة، او أجازة الصحف من النقابة فالكل احرار فيما يفعلون، ولكن..
 
 
•   هل تتفق معي على أن هذا الأمر
•    يمثل ثغرة في القانون؟

 
- أنا شخصياً.. نعم اعترف بان هذه ثغرة.. وتوجد ايضاً ثغرات اخرى وربما سوف نقدم مشروعاً لتعديل القانون بعد ان نشخص الثغرات الحقيقية الموجودة فيه.
 
 
تراجع الحريات الصحفيه

 
•   هل ترون ان الحريات الصحفية في العراق
•    أخذت تشهد تراجعاً خطيراً الى الوراء؟

 
- فيما يتعلق بالحريات الصحفية في العراق، كما ترون وصل عدد الشهداء من الصحفيين الى ما يقارب (300) شهيد وهناك تراجع في حرية الصحافة كما تسمعون هذه الأيام فيما يخص مسالة الرقابة، وحجب بعض المواقع الألكترونية مما ادى الى تظاهرة شاملة للصحفيين والمثقفين في بغداد بشكل سلمي رداً على هذه الأجراءات، وكما هو معروف لا يوجد أي قانون أو تشريع ينص على حرية الصحافة أو حماية الصحفيين العراقيين.
 
 
•   ولكن الدستور العراقي نص على حرية التعبير،
•    ومع ذلك فأن الحرية ما تزال مقيدة، والصحفيون
•    ما يزالون ملاحقين.

 
- لحد الآن هذا مثبت في الدستور، ولكن لم يصدر لحد هذه اللحظة أي قانون يعالج هذه المواد الدستورية؟
 
 
* مسؤولية من غياب مثل هكذا قانون؟
 
- مسؤولية الحكومة العراقية بالتأكيد... ومسؤولية نقابة الصحفيين العراقيين التي لم نلمس منها وجود إصرار بالنسبة لهذه المسألة على عكس ما موجود في الأقليم حيث كنا نجري لمدة ثلاث سنوات بين برلمان كوردستان وبين الجهات المعنية بقصد تشريع القانون.


 
 
انتهاك الحريات

 
•   الا ترون ان مبادرة أي مسؤول حكومي
•    أو سياسي برفع دعوى قضائية ضد
•   الصحفيين انما يضئ اللون الأخضر
•   امام الآخرين لانتهاك حرية الصحافة؟

 
- مسالة تسجيل شكوى او دعوى لا تعتبر تقييداً لحرية الصحافة لان الصحافة حرة، والصحفي يكتب ما يشاء وبأمكان المواطن اللجوء الى القضاء لرفع دعوى وللدفاع عن نفسه وهذا لا يمنع الصحفيين من مزاولة مهنتهم.
 

* ما هي ضمانات الصحفي في الأقليم؟

 
- ضمانة الصحفي في الأقليم هي أولاً القوانين، وفي مقدمتها قانون نقابة صحفيي كوردستان رقم 4 لسنة 1998، وقانون العمل الصحفي، وكذلك قانون المطبوعات الصادر بتعديلاته سنة 1993، كل هذه القوانين تشكل حاجزاً امام أي تجاوز يرتكب ضد الصحفي.
 
 
خروقات قانونية

 
•   أليست هنالك خروقات لهذه القوانين
•    وتجاوزات عليها؟

 
- بالتأكيد.. لكن لا استطيع القول بان هنالك تجاوزاً ولكن هنالك خروقات بسبب عدم ألمام البعض وعدم تعميم القوانين لحد الآن على الدوائر المعنية.
 
 
•   ما أسوأ ما موجود بنظركم في قانون ممارسة
•    العمل الصحفي والذي تودون معالجته؟

 
- هنالك بعض الثغرات، مثلاً ثغرة الغرامات، برأينا كمجلس نقابة فأن المبالغ المقررة في القانون كغرامات من خمسة ملايين الى عشرين مليوناً، ومن مليون الى خمسة ملايين، بأمكاننا القول ان فيها بعضاً من المبالغة ويرى البعض  نظراً لعدم وجود عقوبات الحبس والتوقيف ضد الصحفي فيجب زيادة مبالغ الغرامات، الا أننا نرى عكس ذلك لأن الأقليم يتجه لمنح الحرية لجميع المواطنين، والأنتخابات الأخيرة برهنت على أن بأستطاعة المواطن القفز فوق جميع المشكلات.. أما الثغرة الثانية فهي مسألة الأداب العامة.. حيث ان بامكان المحاكم مقاضاة الصحفي على هذه المادة، (مادة الأداب العامة) عندما يتجاوز على مسألة معينة وقد تم مؤخراً استدعاء رئيس وصاحب امتياز جريدة (رووداو) حول هذه المسالة وكنا نفضل وجود هذه العبارة في القانون رقم 35 لكن نتيجة إصرار الزملاء الصحفيين وبعض اساتذة الجامعات تم القفز على هذه المسألة.. إلا أننا نرى ان من الضروري وجودها في القانون لحماية الصحفيين عند نشرهم قصيدة أو صورة بهذا الشكل أو ذاك.
 

حقوق الصحفيين

 
•   اشرتم في تقريركم الأخير حول واقع
•   العمل الصحفي في كوردستان الى
•    خروقات كثيرة ضد الحريات الصحفية،
•   هل ترون ان هنالك تجاوزات على حقوق
•    الصحفيين وخرقاً للقانون؟

 
- التقرير منشور باللغتين العربية والكوردية، وقد تم ذكر جميع المسائل المتعلقة بالحريات الصحفية والتجاوزات التي حصلت، وكذلك الخروقات التي حدثت.
 
 
•   هنالك اشكالات تصل احياناً حد التناقضات
•    بين قانون ممارسة العمل الصحفي وبين
•    الأحكام القضائية، لماذا؟ ومن المسؤول؟

 
- تطبيق القانون يحتاج الى فترة زمنية معقولة لكي يصبح القانون واقعاً عملياً.. لان قسماً من الحكام مع الأسف ولغاية نهاية شهر ايار الماضي لم يصلهم نص القانون وخاصة في الأقضية والنواحي، ومن جانبنا نظمنا سيمناراً عاماً للسادة وزراء العدل والداخلية ولمنتسبي وزاراتهم ولمدراء الشرطة والآسايش ولجمع من رؤوساء التحرير لمعالجة مثل هذه المشاكل وقد توصلنا الى نتيجة مفادها بأن هنالك خللاً لحد الآن في تعميم القانون وفي استيعابه.
 
 
أخطر الأنتهاكات

 
•   ما أخطر ما تعرض له الصحفيون
•    في الأقليم من انتهاكات؟

 
- لا يمكن القول بان المسائل التي حدثت تعتبر من الخروقات الخطيرة فكل ما هنالك خروقات بسيطة واحياناً تجاوز على القانون ولكن لم تصل الى مستوى خطر.
 
 
•   الأعتداء على الصحفي بالضرب
•    واعتقاله وسجنه وتغريمه
•    الا تعتبرونها خروقات خطيرة؟

 
- لم تصل الأمور الى تهديد حياته بالخطر ولكن صارت تجاوزات.
 
 
* والأعتداء على الصحفي الا يعرض حياته للخطر؟
 
- تمت ادانة كل هذه المسائل من قبلنا.
 
 
•   الأعتداءات التي يمكن أن تصيبه
•    بالعوق أليست خروقات خطيرة؟

 
- الأعمال الخطيرة تعني تهديد الحياة... وهذه خروقات وتجاوز على القانون.
 
 
•   عندما يتم الأعتداء على الصحفي انما
•    يكون ذلك بسبب موقعه المهني وصفته
•    الصحفية.. وليس بسبب كونه انساناً عادياً؟

 
- بالتأكيد احياناً يحصل سوء فهم أي ان الجاني لا يقصد الأعتداء على الصحفي بسب كونه صحفياً وانت تعرف ان المجتمع عشائري ولم يستوعب لحد الآن القانون فمسالة التهديدات الخطيرة هي كما تحدث الآن في بغداد... مسألة التهديد بالحياة.
 
 
* نحن نتحدث عن الخروقات الكبيرة.
 
- نعم.. هنالك خروقات كبيرة ونرجو ان لا تتكرر.




 
هوة نقابية

 
•   هنالك مسافة بينكم وبين نقابة الصحفيين
•    العراقيين، لماذا هذا التباعد ومتى يتم ردم هذه الهوة؟

 
- صراحة العلاقات التي كانت سائدة بيننا وبين نقابة الصحفيين العراقيين كانت علاقات تعاون وتفاهم وود، ذهبت مع الشهيد شهاب التميمي عند استشهاده.
 
 
* لماذا؟
 
- لان الشهيد شهاب التميمي كان له خلفية سياسية وطنية وكان يدرك عمق العلاقة بين الكورد والعرب وبين جميع مكونات الشعب العراقي وبحسه السياسي والوطني كان يعرف مقدار ما تلعبه نقابة صحفيي كوردستان في وسط اقليم كوردستان في الدفاع عن الحريات الصحفية، وكان حضوره الدائم الى الأقليم في مناسبات عديدة وآخرها خلال المؤتمر الثاني لنقابة صحفيي كوردستان وكلمته الرائعة المشهورة التي دافع بها عن وجود نقابة صحفيي كوردستان وعن حقوق شعب كوردستان وكذلك امنياته بتعزيز التعاون بين النقابتين، وكان يؤكد دائماً في جميع المناسبات في الداخل والخارج على عمق العلاقة وعلى أهمية تقويتها ولكن بعد استشهاد التميمي لم نلمس وجود مثل ذلك التعاون والروحية، فبالرغم من تكرار دعواتنا للأخوة نقيب الصحفيين العراقيين لزيارة كوردستان بغرض التنسيق والتعاون حسب بنود الأتفاقية التي وقعناها قبل سنوات، لكنهم لم يلبوا لحد هذه اللحظة دعواتنا.. ونحن نجهل السبب في ذلك.
 
 
* لماذا لم تذهبوا انتم أليهم؟
 
- لأنهم لم يدعونا للمشاركة في مناسباتهم.
 
 
•   متى بالأمكان تجاوز هذه الثغرة
•    الكبيرة في العمل الصحفي في العراق؟

 
- نحن نحاول ونتمنى ونعمل من اجل تقوية العلاقة مع زملائنا في مجلس نقابة الصحفيين العراقيين، وربما يكون لنا لقاء مشترك معهم في تشرين الثاني القادم في عمان وربما نستغل ايضاً وجود الفيدرالية الدولية للصحفيين لبحث كل هذه الثغرات الموجودة في العلاقة بين النقابتين.
 
 
انتماء عشوائي

 
•   الا ترون ان فتح الأبواب امام الأنتماء
•    العشوائي لمهنة الصحافة قد سجل
•    ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الصحفيين
•    غير المهنيين وغير الكفوئين والذين لا
•    علاقة لهم بالصحافة؟

 
-  ربما ادت هذه التسهيلات الى كثرة عدد الصحفيين، فعدد الصحفيين في الأقليم حتى هذه اللحظة تجاوز (4500) صحفي ونحن بصدد غربلة هذا العدد ولكننا لم نصل الى ثوابت ملموسة، وربما سنعد ورقة عمل لمعالجة هذه المسالة المهمة في المؤتمر القادم.
 
 
البعض يدعي ان الصحافة في الأقليم اصبحت
 ساحة لكل من هب ودب.. كما أنها اصبحت مهنة
 لمن لا مهنة له، بالأخص وان بعض رؤوساء التحرير
 يعينون اشخاصاً لا علاقة لهم بالعمل الصحفي
 ويزودونهم بتأييدات الى نقابتكم لقبولهم اعضاء فيها؟ *

 
- للأسف هذا موجود، فقسم من المؤسسات الصحفية لا تزاول اعمالها وفق الضوابط المهنية وأنما يزكون العاملين لديهم سواء كانوا صحفيين أم عاملين في الحقل الأداري، وقد صادفتنا الكثير من هذه الحالات ولكن وجود الفلترات الثلاثة في قبول الأعضاء قد يحد من ظاهرة الجري للحصول على هوية نقابة صحفيي كوردستان.
 
 
هيبة الصحافة

 
•   كيف نعيد للصحافة هيبتها وخصوصيتها
•    وللصحفي موقعه وتأثيره؟

 
- الزمن أولاًَ، تعديل القوانين الموجودة ثانياً، وثالثاً ادراك المؤسسات الصحفية ومن وراءها ومع الزمن أن بالأمكان اعادة الأعتبار لمهنة الصحافة وللصحفيين الحقيقيين.
 
 
*ذكرتم ان عدد الصحفيين في الأقليم (4500)
 عضو.. كم تعتقدون نسبة الصحفيين غير
الحقيقيين من هذا الرقم؟

 
- سؤال  صعب لا يمكن الأجابة عليه بهذا الشكل في الوقت الحاضر.. لكن ربما نبحث ذلك في مجلس النقابة وفي ضوء ذلك نصدر قرارات وضوابط معينة.
 
 
* لكن النسبة غير قليلة؟
 
- بالتأكيد.. بالتأكيد
 
 
•   هنالك ود مفقود بينك وبين المؤسسات
•    الصحفية.. فلا هم يشاركون في مناسبات
•    النقابة ولا النقابة تشارك في مناسباتهم، لماذا؟

 
- الود موجود مع بعض المؤسسات الصحفية، والود مفقود مع مؤسسات اخرى، والسبب يعود الى العلاقات الشخصية وانعكاساتها على الطرفين، فنحن كنقابة لا توجد لدينا حواجز في التعامل مع المؤسسات الصحفية، فنـزورها ونهتم بشؤون منتسبيهم الأعضاء في النقابة وبزيارتهم في مناسبات معينة، ولكن مع الأسف هنالك تجاهل من قبل بعض المؤسسات الصحفية ينظرون الى النقابة كونها خارجة عن الأطار العام وعن الخط العام الذي كانوا يتصورون ان تكون النقابة بموجبه اداة طيعه للسلطات في الأقليم، وقسم من المؤسسات الصحفية الأهلية ينظرون الى النقابة على اساس كونها من مؤسسات سلطات الأقليم وأنا اقول لا هذا ولا ذاك، فالنقابة ليست جزءاً أو انعاكساً لسياسة سلطات اقليم كوردستان وانما تعتبر نفسها موجودة لدى المؤسسات الصحفية حزبية كانت أم حكومية، ينظر كل واحد حسب منظاره الى النقابة، ولكننا كنقابة وكأعضاء في الفيدرالية الدولية ولنا قوانينا، ولنا ثلاثة مشاريع قوانين قدمناها الى البرلمان وصدرت كقرارات، نحن نقابة مهنية لا تميز بين احمر واسود وبين شخص وآخر، وأنها المظلة الحقيقية لجميع الصحفيين الكوردستانيين باختلاف اتجاهاتهم السياسية والقومية والدينية والمذهبية ولا توجد في كوردستان منظمة بهذه السعة بهذا الحجم الكبير تضم كل هذه الفسيفساء الموجودة في المجتمع الكوردستاني.


 
اتهامات

 
 
•   اذاً أنتم تتهمون رؤوساء المؤسسات
•    الصحفية بتوتر هذه العلاقة وقطعها؟

 
- بالتأكيد.. لان قسماً منهم يعيش في ابراج عالية.
 
 
•   لماذا لم تبادروا انتم بأقامة هذه العلاقة
•    بزيارتكم الميدانية من اجل متابعة حقوق
•    الصحفيين؟

 
- نحن لم ننقطع عن زيارة هذه المؤسسات، ومسؤولو المكاتب الأعلامية للجهات السياسية موجودون بشكل أو بآخر في تشكيلات النقابة بدءاً من المجلس وانتهاء بالفروع والمكاتب، ولكن هنالك بعض العقد من البعض تتحكم في سلوكياتهم المهنية.
 
 
•   منذ سنتين لم اشاهدك تزور
•    مجلة الصوت الآخر؟

 
- ربما هنالك خلل في هذا الموضوع، فأنا أعتز بمجلة الصوت الآخر ولي علاقات مع اغلبية العاملين فيها.
 
 
•   أذاً أنت مقصر في زياراتك الميدانية
•    للمؤسسات الصحفية؟

 
- ربما
 
* الصحفي يريد ان يشاهدك الى جانبه؟
 
- نحن بجانبه وابواب النقابة مفتوحة امام الصحفيين وهواتفنا كذلك، وأنا مقل في زياراتي كوني اخشى التفسيرات السياسية المعينة.
 
 
احتكار الأيفادات

 
•   الصحفيون يتهمون النقابة بعدم اشراكهم
•    في برامج الأيفادات خارج العراق ويرون ان
•    هذه الأيفادات اصبحت حكراً على مجلس
•   النقابة وعلى اعضاء معينين لماذا؟

 
 
- لا توجد لدينا ايفادات مطلقاً، والمشاركة في المؤتمرات هي للقادة النقابيين سواء في العالم العربي أم الشرق الأوسط وعندما تحدث مرة أو مرتين في السنة فلا يمكن ارسال صحفي من أية مؤسسة لتمثيل النقابة، فالدولة مثلاً يمثلها رئيس الجمهورية والنقابة يمثلها نقيب الصحفيين أو من يخوله، وهذه مسالة بروتوكولية ليست بيدي ولا بأيدي الصحفيين ولكن ان كانت هنالك دورات  فأننا سوف نرسل صحفيين من خارج مجلس النقابة وقد ارسلنا صحفيين في سفرات الى ايران والى الأردن، وأكرر لا توجد لدينا دورات خارجية وأنما مؤتمرات على صعيد القمة.
 
 
•   بعض الصحفيين يشكون من عدم حصولهم
•    على اراض سكنية هل توقفت عملية توزيع
•    الأراضي على الصحفيين؟

 
- نحن لسنا بدولة، نحن نقابة ونحاول بشتى الوسائل الحصول على قطع من الأراضي سواء في أربيل أم السليمانية أم دهوك، ولقد حصلنا حتى هذه اللحظة لما يقارب الألف قطعة سكنية تم منحها للصحفيين بدون مقابل، ولكنكم تدرون مسألة المشكلات الفنية وكثرة الطلبات.. فلا يمكن اسعاف طلبات الصحفيين بين سنة أو سنتين، والنقابة مستمرة في جهودها وآخر وجبة هي الآن قيد التنفيذ ضمن قائمة تضم (189) صحفياً، وهنالك مطالبات اخرى ونحن بصدد اعداد استمارة خاصة سوف نقوم بتوزيعها على فروع النقابة وسوف نفاتح رئاسة اقليم كوردستان لشمول الصحفيين كباقي المواطنين الآخرين.
 
 
•   كم صحفياً رهن التوقيف او السجن
•    حالياً، وما موقف النقابة منهم؟

 
- لا يوجد أي صحفي حالياً في التوقيف أو في السجن.
 
 
مؤسسات صحفية عشوائية

 
•   كيف اصبح من حق البعض الذي لا علاقة له
•    بالصحافة اقامة مؤسات صحفية وما دور
•   النقابة في ذلك؟

 
- القانون يسمح للمواطن المقيم في كوردستان بأقامة مؤسسات صحفية وبأصدار الصحف والمجلات بدون أي قيد.
 
 
•   الصحافة مهنة صناعة وتوجيه الرأي العام،
•    هل يجوز تركها بأيد لا تفقه ذلك وغير
•    متخصصة وربما تسيء استخدامها؟

 
- طالت اسئلتك كما طالت المشكلات التي تحدث أو الموجودة في المجتمع الكوردستاني، فنحن كما ذكرت نحتاج الى سنين ونحتاج الى فهم عام لدور النقابة وكذلك لعمل الصحافة، فالصحافة في البلدان المتطورة تعتبر حاجة يومية ولكن في مجتمعنا لا تعتبر لحد هذه اللحظة حاجة ولم تسهم بالشكل الكبير في صياغة الرأي العام.
 
 
* ما ابرز اخطاء الحكومة ضد الصحفيين؟
 
- لا استطيع اتهام  الحكومة بشكل مطلق وانما هنالك دوائر ومؤسسات حكومية تتعامل من باب التجاهل أو من باب عدم الألمام بقانون العمل الصحفي تتعامل مع الصحفي، في الوقت الذي لمسنا فيه من اعلى القيادات في حكومة اقليم كوردستان التجاوب وكانوا هم المشجعين لصدور قانون العمل الصحفي.



 
استجابة الجهات المعنية


•   كيف تقيمون تعامل واستجابة الجهات
•   المعنية مع تقاريركم حول الحريات الصحفية؟

 
- بالنسبة لهذه التقارير نحن نقابة ولسنا سلطة تنفيذية نصدر التقارير نصف السنوية بعد ان تعدها لجنة الدفاع عن حقوق الصحفيين، وتدرسها اعلى قيادة من نقابة صحفيي كوردستان وهي مجلس النقابة، باللغات الكوردية والعربية والأنكليزية ونرسل نسخاً الى السيد رئيس الأقليم والى السادة رئيس البرلمان ورئيس الحكومة والى الوزارات والى المكاتب السياسية للأحزاب، وكذلك لمجلس القضاء العام والى الفدرالية الدولية للصحفيين.
 
 
•   هل تلمسون استجابة من بعض الجهات
•    لمعالجة بعض الخروقات الواردة في التقرير؟

 
- نعم.. نعم.. هنالك بعض الأستجابات عندما سئلنا بعد نشر التقرير الأخير حول بعض الملابسات التي حدثت وقد وضحنا لهم ذلك ووعدونا بمعالجة تلك الأخطاء.
 
 
•   هل أنتم راضون عن دور وزارة حقوق
•    الأنسان في الدفاع عن الحريات الصحفية؟

 
- وزارة حقوق الأنسان على حد علمي وزارة فعالة لم تترك ثغرة في هذا المجال.
 
 
حقوق الأنسان


•   عندما يتعرض صحفي الى الأنتهاك
•    أو الأعتداء هل تبادر وزارة حقوق
•    الأنسان بالوقوف الى جانبه؟

 
- هذه مهمة نقابة صحفيي كوردستان أولاً.
 
 
* كحقوق انسان وليس كصحفي؟
 
- على أية حال هذا عملنا، ولانهم يعرفون ان هنالك جهة تدافع عن الصحفيين ربما لا يقتربون من عملنا.
 
 
* هل هم غائبون عن هذه الساحة؟
 
- لا استطيع القول انهم غائبون لكنهم يتركون المسألة للجهة المختصة وهي نقابة الصحفيين.
 
 
•   ما ابرز الأخطار التي تهدد
•   الصحفي الكوردستاني؟

 
- كل اما أستطيع قوله ان المجتمع الكوردستاني قد سبق مراحل انضاج هذه المسألة ولهذا نلاحظ اخطاء وتسيبات وتجاوزات.
 


 
جرائم الفساد

 
•   هل أصبح الصحفي الكوردستاني مؤهلاً
•   لكشف الفساد؟ وهل اصبحت الجهات
•   الحكومية تتقبل ذلك أم تقف ضده؟

 
- بالنسبة للشطر الأول فقد ساهمت الصحافة في كشف بعض اوجه الفساد في المجتمع الكوردستاني وتهيئة الرأي العام في هذه المسالة، أما بالنسبة للشطر الثاني حول كيفية المعالجة فأن هنالك وعوداً من أعلى المستويات لمعالجة مسألة الفساد منذ الآن.
 
 
•   هنالك تمايز في اجور الصحفيين ورواتبهم
•   ، وهنالك صحفيون يعملون بلا عقود وهم
•    معرضون للفصل في أية لحظة.. أين دور
•    النقابة في ذلك؟

 
- فيما يتعلق بهذه المسالة، هنالك مادتان في القانون احداهما تقول يجب على المؤسسات الصحفية ابرام عقد بينها وبين الصحفي، فأذا لم تكن هنالك عقود فهذه مخالفة للقانون، وبالنسبة لفصل الصحفي من عمله فهنالك بند يمنع المؤسسات الصحفية الفصل الكيفي بالنسبة للصحفيين، ولكن لحد الآن لم أسمع بدور النقابات سواء كانت في الشرق الأوسط أم في بلدان اخرى بتحرير اجور الصحفيين مع المؤسسات الصحفية، وذلك يعود للصحفي نفسه عندما يوقع عقداً مع المؤسسات الصحفية.
 
 
طرد كيفي

 
•   ان ذلك يتم احياناً وفق امزجة رؤوساء
•   المؤسسات وليس وفق الكفاءة الحقيقية.

 
- بالتأكيد.. هنالك امزجة وهنالك طرد كيفي، وهنالك علاقات خاصة ليست مبنية على اساس القيم المهنية مطلقاً.
 
 
* وهذا ما يجب على النقابة ان تتداركه.
 
-   ربما.. ربما.. ولكن وضع النقابة في الوقت الحاضر لا يسمح بذلك لان المجتمع الكوردستاني وكذلك المجتمع الصحفي لم يستوعبا لحد هذه اللحظة أهمية ودور النقابة في هذه المسألة، وربما نحتاج الى سنوات.
-   
حــــوار : مـال اللـــــــه  فــــــــــرج
عدسـة : صابـر ســـــــوركــان

477
رئيسـة منظمـة أسـتيره للأطفــال:
عتبي على وزراء التربية والصحة والعمل وحقوق الإنسان
اين حقوق الطفل في كوردستان اذا كان الوزير لا يحضر ولا يرسل ممثلا عنه
انشأنا صندوقا خيريا لمعالجة الاطفال المرضى ولمساعدة الاطفال الفقراء
احتفلنا بعيد رأس السنه مع الاطفال اليتامى حتى لا يشعرون بالوحده
تعاون وزارة حقوق الانسان ليس بالمستوى المطلوب ووزارة العمل لا تتعاون معنا
مستعدون لمعالجة الاطفال المرضى من جميع محافظات العراق
للاسف الشديد لا توجد مدارس للاطفال المعتقلين او المحتجزين مع امهاتهم
مشكلاتنا كثيرة وعملنا يزداد ومنحتنا المالية قليلة جدا
اولينا اهتماما خاصا بالاطفال المتسولين وعالجنا اوضاع الاطفال المشردين
لا يوجد ضرب للاطفال في المدارس لكن هنالك عنف لغوي من خلال الشتائم
يجب تأسيس وزارة خاصة بالطفل خلال الحكومة القادمه

حـوار : مـال اللــه فـــرج
 عدســة : صا بر ســوركان

 
 
 
لاسباب متداخلة.. ولاهداف وغايات مختلفة بعضها انسانية خيرية حقيقية، واخرى شخصية وثالثه  مادية، انتشرت منظمات المجتمع المدني هنا وهناك، وانقسمت وتكاثرت حتى اصبح تعدادها بالمئات وربما بالالاف، واتخذت لها مسميات واهدافاً وشعارات وعناوين براقة، لكن الهدف المعلن لها جميعاً هو الدفاع عن حقوق الانسان من خلال تبني حالات معينة وشرائح معينة على الرغم من ان بعضها شكليه واخرى لا نسمع بها الا في المناسبات واخرى لا عمل لها الا اصدار البيانات في المناسبات المختلفه.
 
من بين هذه الحقوق الانسانية  التي تدعي معظم منظمات المجتمع المدني تبرز حقوق الأطفال و لتلمس حجم ودور ومصداقية بعض هذه المنظمات زارت (الصوت الآخر) منظمة (استيره للأطفال) في اربيل، والتقت رئيستها الآنسة سيران صلاح في حوار شامل حول حقوق الطفل الكوردستاني ودور المنظمة في رعاية الأطفال اليتامى والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
 
بصراحة وواقعية تستحقان الاعتزاز والاشادة  معا اجابت على أسئلتنا، وفتحت امامنا ملف الانشطة الميدانية، ورسمت بشجاعة وموضوعيه علامات العتب امام بعض الوزراء والمسؤولين لتواضع دورهم ودعمهم للمنظمه وكان هذا الحوار.


مـال اللـــه فـــــرج


رعاية الأطفال
*متى تأسست المنظمة وما أبرز أهدافها؟
 -تأسست منظمتنا رسمياً في (4/4/2004) حيث تمت اجازتها من قبل وزارة الداخلية، لكن قبل هذا التاريخ عملت لفترة طويلة في ميدان الأطفال ورعايتهم والمطالبة بحقوقهم، أما أبرز أهداف المنظمة فهي رعاية الأطفال وتقديم الخدمات اللازمة لهم، فمنظمتنا هي منظمة خيرية غير سياسية وغير حكومية وغير مستفيدة، وتعمل في مجال الأطفال الذين هم بحاجة الى المساعدة سواء كانوا مرضى أم من ذوي الاحتياجات الخاصة أم المعوزين أم غيرهم ومساحة عملنا هي العراق كله وليس اقليم كوردستان وحده، وهنالك اتصالات مع منظمتنا من بغداد ومن ديالى وبعقوبة لعلاج الأطفال المرضى الى جانب اهتمامنا ومساعدتنا لاطفال عوائل النازحين من بقية المحافظات الى الاقليم.
 
*ما مصادر تمويل المنظمة ودعمها؟
 -على الرغم من كون منظمتنا خيرية الا انها مع الاسف لا تحظى بدعم مادي من المنظمات العالمية في الوقت الذي لا تملك فيه اية منظمة في الإقليم برامج خاصة لرعاية الأطفال ودعمهم باستثناء منظمتنا.
 
*إذاً ما مصادر تمويلكم؟
 -لدينا منحة بسيطة من حكومة الإقليم وهي مخصصة لدفع إيجار المقر واحتياجات الإدارة ولرواتب العاملين.. وما يتبقى يذهب لاحتياجات المنظمة وبرامجها.. والان نحاول التنسيق مع بعض المنظمات العالمية ومنها منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة امريكية اخرى اختصاصها معالجة التشوه الخلقي لدى الأطفال فيما يسمونه (شفة الأرنب) وخلال السنوات الثلاث الاخيرة تمكنا من افتتاح عيادة طبية خيرية للأطفال، ولدينا لجنة طبية للاشراف عليها وقد تمكنا من ارسال (33) طفلاً مريضاً الى خارج الاقليم للعلاج.
 
*كم عدد أعضاء المنظمة؟
 -بحدود (15) منتسباً.
 
*ما هي اختصاصاتهم؟
 -لدينا محامية، وباحث اجتماعي، وطبيب، وصحفي ومحاسب، ومجموعة من الشباب والشابات متبرعين للعمل الخيري ضمن المنظمة، وابوابنا مفتوحة لكل من يرغب الأسهام في الاعمال الخيرية.
 
*من الذي يحدد رواتب ومخصصات العاملين؟
 -لدينا نظام في هذا المجال، الهيئة التأسيسية مثلاً مكونة من خمسة اشخاص، ولدينا ايضاً الهيئة الإدارية، ومن جانبنا نستفسر من وزارة المالية حول الرواتب والدرجات الوظيفية والاختصاصات.. وفي ضوء ذلك يتم تحديد الرواتب والاجور.


 
رئيسة بلا مخصصات
*كم هي رواتبهم ومخصصاتهم؟
 -بالنسبة لي كرئيسة جمعية فأنني متبرعة ولا اتقاضى أي راتب.. لأنني من مؤسسيها.. وانا موظفة في وزارة الثقافة، وتقريباً متفرغة للعمل في المنظمة.
 
*كم متوسط رواتب ومخصصات اعضاء الهيئة الإدارية؟
 -تقريباً جميعهم متبرعون للعمل، ومعظمهم لا تزيد مخصصاتهم عن (250) ألف دينار شهرياً، والحمد الله ان هدفنا هو خدمة الأطفال.
 
*ما أبرز ما حققته المنظمة؟
 -استطيع القول ان هذه السنة هي سنتنا لانها سنة خير فقد حصلت منظمتنا على جائزة التمدن من قبل وزارة منظمات المجتمع المدني كأفضل وأنشط منظمة في مجال الأطفال حيث أرسلنا عدداً من الأطفال للعلاج في الخارج.
 
*وما أبرز ما تسعون لتحقيقه؟
 -أعلنا عن تأسيس صندوق خيري لمعالجة الأطفال المرضى ولرعاية ومساعدة الأطفال الذين ينتمون لعوائل فقيرة، حيث أعلنا في (9/7/2009) خلال احتفال خاص حضره مجموعة من السادة الوزراء والمنظمات والعوائل، اعلنا عن افتتاح هذا الصندوق، وقد بدأت التبرعات تصل الى الصندوق، فمحافظة اربيل مشكورة تبرعت بمبلغ عشرة ملايين دينار، كذلك وصلتنا تبرعات من وزارة الثقافة ومن وزارة منظمات المجتمع المدني كما تبرع الاستاذ خسرو الجاف، وتبرعت شخصيات اخرى، والصندوق مفتوح لاستقبال التبرعات.. من جانبي اسجل عتبي على بعض السادة الوزراء الذين وجهنا لهم الدعوة لكنهم لم يحضروا ولم يرسلوا ممثلين عنهم، لان هذا الصندوق خيري وكان يجب على الأقل أرسال ممثلين عنهم.
 
عتاب للوزارات
*مَنْ مِنْ الوزارات التي لم تحضر والتي تعاتبينها؟
 -مع الاسف، اسجل عتبي خاصة على وزارة التربية التي لم تبعث بممثل لها ولم تتبرع وكذلك وزارات الصحة والعمل، وحقوق الإنسان وارجو ان تسجل عتبي عليها، اين حقوق الطفل في كوردستان، اذا كان الوزير لم يستطع الحضور وكان يجب في الأقل ان يرسل أي ممثل عنه.
 
*كيف ترين اهتمام حكومة الإقليم بحقوق الطفل الكوردستاني؟
 -حكومة الإقليم تهتم بالطفل، ورئيس الحكومة يؤكد على ضرورة الاهتمام بالأطفال، لكن بعض الادوات والاجهزة التنفيذية لا تهتم بذلك، واحياناً ربما لا تتم دعوتنا كمنظمة الى المؤتمرات التي يتم عقدها.
 
*ما طبيعة علاقاتكم بمنظمات حماية الطفولة في الاقليم؟
 -ليست بمستوى جيد، وهناك العديد من منظمات رعاية الطفولة.
 
*لماذا لا توحدون جهودكم لخدمة الطفولة؟
 -حاولنا جمع كل المنظمات التي تهتم بالطفولة في مركزنا، وقد حضر الاجتماع ممثلو البرلمان ووزارة الداخلية وجميع المنظمات ودعونا الى توحيد جهودنا، لكن لم نلمس اية استجابة من بقية المنظمات ومع ذلك فأننا نواصل جهودنا لتوحيد هذه المنظمات من أجل أن تكون جهودنا أكثر فاعلية.



العلاقة مع العوائل
*ما طبيعة علاقاتكم بعوائل الأطفال؟
 -علاقاتنا قوية جداً بالعوائل، ويومياً يحضر الى منظمتنا عدد من عوائل الأطفال المرضى او الذين لديهم مشكلات اجتماعية طلباً للمساعدة.

*انتم كمنظمة هل تقومون بزيارات لعوائل الأطفال؟

 -طبعاً.. لدينا زيارات ميدانية لجميع محافظات كوردستان، وقد حققنا منذ تأسيس المنظمة لحد الان اكثر من الفي زيارة للعوائل وزرنا العوائل التي تضررت منازلها من القصف التركي على الحدود وسجلنا احتياجاتهم واحتياجات الأطفال بالذات.
 
*لماذا انتم غائبون عن اطفال الشوارع؟ وما الذي فعلتموه لاجلهم؟
 -أولينا اهتماماً خاصاً بالأطفال المتسولين في الشوارع، ودافعنا عنهم.. وقمنا بزيارات وجولات ميدانية في الشوارع، والمعامل وفي مكب النفايات.. وطالبنا الجهات المعنية بتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تحرم عمل الأطفال دون سن (14) عاماً.. كما تحرم عمل الأطفال في الاعمال السامة والمرهقة والضارة وفي الاعمال الليلية.
 
*هل عالجتم مثل هذه الظواهر؟
 -طبعاً، عالجنا اوضاع الأطفال المشردين، وخلال السنة الماضية وقبل يومين من الاحتفال بعيد الطفل العالمي تم اعتقال (20) طفلاً مع امهاتهم واحتجازهم في احد مراكز الشرطة، وقد قمنا بزيارتهم.. وطالبنا باطلاق سراحهم.. وعقدنا ندوة مشتركة نقلت بشكل حي من قبل احدى المحطات التلفازية، وقد تجادلت في الندوة مع مدير الشرطة بسبب اعتقال أولئك الأطفال، ووفرنا للأطفال الموقوفين الطعام والشراب والعناية.. وتابعنا قضيتهم حتى تم اطلاق سراحهم في العاشرة ليلاً.. ولم نذهب الى منازلنا.. الا بعد اطلاق سراح الأطفال المحتجزين استجابة لجهودنا.. ولاعتصامنا قرب مركز الشرطة حيث نفذنا اضراباً لحين الافراج عنهم، وهذه الظاهرة ماتزال باقية، وعلينا ان نواصل جهودنا مع الحكومة من اجل القضاء على ظاهرة الأطفال المشردين واطفال الشوارع.
 
الأطفال اليتامى
*ما الذي قدمتم للأطفال اليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة؟
 -لدينا تنسيق جيد مع المؤسسات المعنية برعاية الأطفال اليتامى ونقوم بمساعدتهم مالياً ومعنوياً، ونوفر لهم احتياجاتهم كما ننظم لهم سفرات ترفيهية الى مختلف المناطق السياحية والاثرية، وقبل سنتين نظمنا لهم حفلاً لمناسبة حلول العام الجديد، واحتفلنا معهم، لان جميع العوائل كانت منشغلة باحتفالاتها اما اليتامى فليس لديهم من يحتفلون معهم، نظمنا حفلاً لهم وجعلنا (بابا نويل) يوزع الهدايا عليهم.. وقد فرحوا جداً، وسوف نعمل على مواصلة هذه الاحتفالات معهم حتى لا نتركهم يشعرون بالوحدة.
 
*بالنسبة للأطفال في المواقف والسجون والاصلاحيات ما هو دوركم في رعايتهم؟
 -تابعنا شؤون هؤلاء الأطفال ونظمنا لهم دورات تثقيفية واخرى حول حقوق الطفل وعلم النفس، ولدينا برنامج لفتح دورة على مدى ثلاثة أشهر، وبمعدل يومين في الاسبوع، يشارك فيها اطباء نفسانيون وباحثون اجتماعيون، وكوادر قانونية في مجال حقوق الأطفال.


 
عنف السجون
*هل يتعرض الأطفال في السجون او الاصلاحيات الى عنف معين والى معاملة قاسية؟
 -أحياناً.. المعاملة هناك ليست مثل المعاملة في البيت.. والأطفال رقيقون ومرهفون وبحاجة الى الحنان والى المعاملة الإنسانية.
 
*هل طالبتم بتحسين ظروفهم في الاصلاحيات؟
 -طبعاً طالبنا.
 
*هل تحسنت معاملتهم قليلاً؟
 –طبعاً.. لكن ليس ضمن الطموح.
 
*الأطفال الذين هم في المعتقلات والاصلاحيات وهم في سن الدراسة كيف توفرون لهم الدراسة؟
 -طبعاً يجب افتتاح مدارس لهم.. لكن مع الاسف لا توجد مدارس.. وهنالك اطفال محتجزون مع امهاتهم ولا ذنب لهم.. وهنالك مجموعة اطفال لديهم مشكلات قانونية في السجون، ان وجود الأطفال مع امهاتهم في السجون او المعتقلات يمثل خطأ وخطراً كبيرين، لان السجن يضم معتقلات بتهم مختلفة، اخلاقية وغيرها.. وحاولنا مع الجهات المعنية حل مشكلات هؤلاء الأطفال.
 
*أين أنتم من تنفيذ أتفاقية حقوق الطفل؟
 -نحن نراقب جميع الامكنة التي يوجد فيها الأطفال للتأكد من تطبيق حقوقهم، وقد تجادلت بشدة مع عدد من المسؤولين لوجود خروقات وكذلك انتهاكات للاتفاقية.
 
عمالة الأطفال
*الأتفاقيات الدولية تحرم عمل الأطفال، ما الذي فعلتموه لمنع عمالة الأطفال؟
 -باعتقادي يجب أولاً محاسبة الآباء والامهات الذين يرغمون أطفالهم قسراً على العمل مقابل أجور متدنية، لأنهم السبب المباشر في عمالة الأطفال.
 
*هل لديكم احصائيات بعدد الأطفال المشردين واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة في الإقليم؟
 -كان لدي مشروع في هذا المجال وانا احاول تنفيذه منذ سنتين، لكن هذا المشروع بحاجة الى تخصيصات مالية كبيرة، فنحن في هذا المجال بحاجة الى باحثين اجتماعيين، وكوادر، وسيارات.
 
*باختصار أنتم كمنظمة تفتقرون لهذه الإحصائيات؟
 -أجل.. ليست لدينا إحصائيات.. لان هنالك فرقاً في التعامل مع المنظمات.. لو كان الاهتمام بمنظمتنا  بمستوى الاهتمام بالمنظمات الاخرى لتمكنا من القيام بمثل هذه الإحصائيات، هنالك تقصير في هذا المجال.



وزارات غير متعاونة
*هل تقصدين ان الوزارات لا تتعاون معكم؟
 -لا يتعاونون.. مثلاً وزارة العمل عندها تمييز في التعامل مع المنظمات وهي تهتم بمنظمة واحدة فقط مع الاسف وقد ارسلت وزارة العمل مثلاً مجموعة من موظفيها للعمل في تلك المنظمة في حين أنهم يتقاضون رواتب من الحكومة، كذلك فان هنالك مجموعة من السيارات الحكومية تعمل لتلك المنظمة.
 
*تقصدين ان وزارة العمل لا تتعاون معكم؟
 -كلا.. لا تتعاون.
 
*ومستوى تعاون وزارة حقوق الانسان؟
 -ليس بالمستوى المطلوب.. هم مقصرون معنا، أنني صريحة جداً، وقد سبق ان تشاجرت مع عدد من الوزراء من أجل حقوق الأطفال ومصالحهم.
 
*هل ترين أهمية انبثاق وزارة خاصة بالطفل؟
 -طبعاً.. يجب ويجب ان تؤسس وزارة خاصة بالطفل خلال الحكومة القادمة، وانا اؤكد ثانية على ضرورة تأسيس وزارة خاصة بالطفل، وسبق ان دعونا لتأسيس برلمان خاص بالأطفال.. وذهبنا الى البرلمان حول هذا الخصوص لكن البرلمان لم يستجب لنا، خلال الدورة الماضية.
  
المتاجرة بالأطفال
*ما الذي فعلتمونه لمنع المتاجرة بالأطفال؟
 -جريمة المتاجرة بالأطفال موجودة، احتمال ان تكون قليلة لكنها موجودة، وهذا الموضوع حساس جداً، عندما نحاول معالجة مثل هذا الموضوع، فأننا نفتقد وجود الأدلة.
 
*هل هنالك استغلال جنسي للأطفال؟
 -البعض يدعي وجود ذلك، لكنني لم المس ذلك، وهذا الموضوع حساس جداً.. وهنالك بعض العوائل يعانون من هذا الموضوع لكن الآباء والامهات لا يتحدثون عن ذلك بل ينكرون وقوع مثل هذه الجرائم لانهم يحاولون معالجة مثل هذه الجرائم بطرق سرية وشخصية اما عن طريق الحلول العشائرية او عن طريق الانتقام.
 
*ما الذي فعلتمونه لتنمية مواهب الأطفال الفنية او الرياضية او العلمية؟
 –فتحنا العديد من الدورات في مجال الحاسوب والموسيقى للأطفال بصورة مجانية، كما أقمنا بعض الدورات في المناطق السكانية ذات الكثافة بالنسبة للأطفال من أجل توفير مشقة النقل لمن لا يستطيع توفير وسائط نقل، وهي دورات مناطقية.
  
العنف الأسري
*ما الذي فعلتمونه لحماية الأطفال من العنف الأسري؟
 -قمنا بزيارات ميدانية لمجموعة من العوائل التي لا تمتلك وعياً ثقافياً او تربوياً جيداً، ووجهنا الآباء والامهات حول التربية الحديثة، وأهمية رعاية الأطفال وحمايتهم من العنف داخل الأسرة كذلك نظمنا دورات تربوية في بعض المجمعات السكنية، وتم خلالها حث العوائل على عدم ضرب الأطفال وعدم دفعهم للتسول وعدم زجهم في ميادين العمل، وصيانة طفولتهم كما قمنا بمراقبة بعض المدارس التي تستخدم العنف ضد الأطفال، وقد تبنينا على سبيل المثال قضية احد الأطفال الذي تعرض للضرب في مدرسته وأدى ذلك لكسر يده، وجلبنا تقارير المؤسسة الصحية وقابلنا السيد وزير التربية الذي شكل لجنة تحقيقية، التي توصلت الى وجود عمليات ضرب للأطفال وعقوبات أخرى وقد تم معاقبة مدير المدرسة والمعلمة وكذلك المشرف.
 
العنف المدرسي
*كيف تقيمين العنف ضد الأطفال في المدارس؟
 –الحمدالله الان لا يوجد ضرب ضد الأطفال لكن هنالك عنف لغوي، اقصد هنالك شتائم، ويجب العمل على التخلص منها.
 
*هل تساهمون في علاج الأطفال المرضى من بقية المحافظات العراقية؟
 -نعم.. نحن على استعداد للمساهمة في علاجهم من هذا الصندوق الخاص بعلاج الأطفال المرضى.
 
*ما أبرز ما تعانون منه؟
  -مشكلاتنا كثيرة.. لان عملنا يزداد يوماً بعد آخر، ولكن المنحة المالية المخصصة لنا قليلة جداً.
 
*كم تبلغ منحتكم الشهرية؟
 -لا أستطيع ان أخبرك بها لأنها متواضعة وقليلة وهي من خصوصيات منظمتنا، هنالك تمييز بين منظمة واخرى.. وعلى سبيل المثال هنالك منظمات لديها سيارات.. ومنظمتنا ما تزال تفتقد لسيارة.. شكراً لكم ولمجلة الصوت الآخر.. وشكراً لأي إنسان يهتم بالطفل ويرعاه.. لان الطفل يعني المستقبل.
 
متطوعة إنسانية
في مقر المنظمة التقينا الآنسة جوان فرهاد كلالي أحدى المتبرعات للعمل التطوعي المجاني في خدمة الطفولة، خريجة الدراسة الإعدادية، وتستعد للانتساب للجامعة، تقول عن تطوعها للعمل: أنني أحب الأطفال واجد نفسي قريبة لهم.. لذلك تطوعت للعمل في المنظمة منذ حوالي شهرين، وعلينا ان نبدأ بالطفل ان أردنا بناء حياة جميلة وجيدة، وعند تخرجي من الجامعة سوف أعمل على التخصص في هذا المجال، بالأخص وان لدي برنامجاً للعمل في رعاية الطفولة.
 
*ما أبرز ما لفت نظرك في المنظمة؟
 -هنالك تميز عن بقية المنظمات الاخرى في الاهتمام بالطفل، ونشاطها جيد وميداني.
 
*ما أبرز مشكلات الطفولة التي تحاولين معالجتها؟
 -جميع المشكلات مهمة.. لكن الأهم ان نبدأ في معالجة كل مشكلة خطوة خطوة، والأهم معالجة المشكلات العائلية ضد الأطفال ومنع العنف وتعويد الطفل على المحبة والتسامح من خلال توعية الوالدين قبل كل شيء.
 
*ما ملاحظاتك عن عمل المنظمة؟
 -العمل جيد.. والعاملون يعملون باندفاع لكن المشكلة ان التمويل المادي قليل.. لو كان أعلى.. لكان العمل أيضاً أوسع وأفضل وهنالك منظمات لديها امكانات مالية جيدة لكنها لا تعمل وانا أطلق عليها اسم المنظمات الميتة، وهي تتاجر بقضايا الأطفال.  
 
حـــوار : مـال اللـــــه فـــــــرج
تصويــر : صابـــر ســـوركــان

478
مشاكسة
الحــرب 
 البصــراوية الثالثــــــة
مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
•   فجأة اندلعت الحرب في البصرة، وغطت حرائقها وسحب دخانها على كل الأزمات الدولية وفي مقدمتها احداث صعدة والسودان والصومال والنووي الأيراني وافغانستان، بعد ان امسكت هذه الحرب بقوة بأهتمامات الرأي العام العالمي، وجعلت الرئيس اوباما يستيقظ من نومه مذعوراً، ويعدو في ممرات البيت الأبيض بملابس النوم ليهاتف من مكتبه البيضاوي عبر الخط الأحمر الساخن   الرئيسين الروسي والصيني، وليطمئن بأن هذه الحرب الضروس التي اندلعت فجأة في البصرة لن تدفع بأصابع اي رئيس للضغط على ازرار الأسلحة النووية، وليؤكد لهما بأن الولايات المتحدة الأمريكية رغم وجود قواتها   في العراق  ، الا انها   لا يد لها في اندلاع هذه الحرب المجنونه ، وانها لا ترمي استغلالها مطلقاً لتغيير خارطة موازين القوى الدولية او نصب قواعد ستراتيجية لها في خور الزبير ووعدهما بدعوة غداء في نيويورك قوامها وجبة دسمه من شوربة عدس البطاقة التموينيه خلال الدورة السنويه للامم المتحده
•   واكد الرئيس الأمريكي للرئيسين الروسي والصيني ان بلاده سوف تسعى بالتعاون مع حليفها القوي وشريكها الستراتيجي في حلف (شمال شط العرب) ممثلاً بمجلس محافظة البصرة لأحتواء هذه الحرب المفاجئة واطفاء حرائقها ومنع لهيبها من الوصول الى الدول الأخرى او تهديد (مترو دبي) الذي بات يمثل التحدي الأقتصادي المباشر والخطير (لمترو البصرة الدولي) الذي يوشك مجلس المحافظة على تدشينه قريباً ليربط البصرة بدول الخليج كافة، وليكون معلماً حضارياً جديداً يضاف الى الأنجازات العلمية والتقنية والأقتصادية الستراتيجية التي انجزها المجلس العتيد منذ تسنمه مسؤولية مجلس المحافظة وفي مقدمة ذلك، نجاحه بأقامة اضخم مشروع دولي لتحلية مياه شط العرب بأستخدام ( احدث التقنيات الليزرية  ) مما دفع بمعظم الشركات العالمية الى التسابق لتقديم عروضها للأستفادة من هذا المنجز الدولي المتقدم وتوقيع اتفاقيات دولية لنقل هذه المياه فائقة الجودة     الى مختلف دول العالم و بالأخص الى الصين واليابان وكوريا  والساحل الشرقي للولايات المتحدة مما يمثل تحدياً حقيقياً لخط ( ناباكــو ) الدولي لنقل الغاز الطبيعي فضلاً عن نجاح المجلس بأقامة واحدة من اوسع محطات توليد الطاقة الكهربائية في العالم يكفي انتاجها  لأنارة قارة بكاملها، مما حدا بمجلس المحافظة تجسيداً للعلاقات القومية المصيرية وتعزيزاً للتكامل الأقتصادي العربي، واستجابة لنداء  مجلس الجامعة العربية بالموافقة على تزويد دول مجلس التعاون الخليجي بالكهرباء المستمره  مجاناً خلال الخمسين عاماً القادمة، نظراً لتراجع مواردها وعائداتها المالية بسبب الأزمة الأقتصادية الدولية من جهة وهبوط اسعار النفط من جهة اخرى.
•   فقد اذهلت هذه الحرب الضروس التي اندلعت بين عضوين رفيعي المستوى من اعضاء مجلس المحافظة عجب ودهشة واستغراب وقلق ورعب وخشية وتساؤل وحيرة اهالي البصرة بالأخص بعد النجاحات التاريخية التي حققها مجلس المحافظة بفترة قياسية اذهلت العالم اجمع ومراقبيه ومحلليه السياسيين والستراتيجيين والأقتصاديين والماليين والاجتماعيين ، وجعلت سويسرا وهولندا واليابان والولايات المتحدة ودول الأتحاد الأوروبي قاطبة تبدو متخلفه جداً جداً ازاء النهضة الحضارية (البصراوية) الجديده  وفي مقدمة ذلك اعادة اعمار مدينة البصرة وفق احدث التصاميم العلمية والفنية والهندسية  والجمالية في ميدان التخطيط العمراني من خلال تشييد البصرة الحديثة على اعمدة شامخة من الخرسانه بحيث تبدو بناطحات السحاب فيها و بأضوائها الملونة في الليالي المقمرة وكأنها سيدة البحار، وتبعاً لذلك فقد اصبح بأمكان سكان طوكيو وموسكو وجيبوتي وبكين وجزر القمر وباريس واسمرة وانقرة وموناكو مشاهدتها وكأنها كرة كبيرة من الأنوار تسبح في شط العرب، هذا الى جانب احاطتها بشبكة واسعة من الطرق السريعة الحديثة وبحدائق غناء وبناطحات سحاب وبمجمعات ىسكنية حديثه تسد حاجة الانفجار السكاني للالفية الثالثه  وتصدير نفاياتها الى الدول الفقيرة والنامية والأحتفال بالقضاء على البطاله  بتوظيف آخر مواطن كان عاطلاً عن العمل وشمول الأرامل واليتامى والمعوقين وكبار السن والمطلقات  بالرواتب والمخصصات والأغذية والرعاية الصحية مجاناً، مع منحهم بطاقتي سفر مفتوحتين   سنوياً لزيارة دول العالم المختلفة، فضلاً عن توفير احدث الوحدات السكنية المكيفة والسيارات الحديثة مجاناً للموظفين ولذوي الدخل المحدود الذين تقل مواردهم الشهرية عن العشرة آلاف يورو. ، 
•   في ضوء ذلك، فقد اندلعت هذه الحرب الضروس بهذه الطريقة المفاجئة والعنيفة بين مسؤولين رفيعين في مجلس محافظة البصرة والتي اثارت خوف وقلق المجتمع المدني بأسره،لاسباب تتعلق بحقوق الانسان 
•   فبعد ان اتم المجلس معظم مهماته وفي مقدمتها القضاء على الفساد المالي والأداري           وعلى العنف الطائفي وعلى تدخل دول الجوار وعلى البطاله وعلى تهريب النفط وعلى الفصل التعسفي وعلى الاعتقالات العشوائيه وعلى الصلاحيات المطلقه لابناء السياسيين والمسؤولين وعلى اساليب تدجين المصلحه العامه وتحويلها الى مصالح خاصه وعلى محاولات تكميم افواه الصحفيين وملاحقتهم   ، فقد بادر المجلس للمطالبة بتنفيذ آخر ما تبقى من حقوق الأنسان البصري الذي يعيش وسط هذه الرفاهية الخيالية، ممثلة بحرية موظفي الدولة في اطلاق (لحاهم) في الدوائر الرسميه.
•   وقد نشبت حرب طاحنة داخل مجلس المحافظة بين مؤيد وصامت ومعارض وفي حين هدد البعض بالأحتكام الى الدستور.. والى الامم المتحده والى  مجلس الأمن الدولي  ، فقد اقترح آخرون اصدار تشريع خاص يجيز ( اطـــلاق اللحــى ) بأعتبار ذلك حقا من حقوق الأنسان..  .
•   وبينما تسير البصرة العريقة نحو الكارثة، فأن مجلس محافظتها الهمام  ما زال منشغلاً بعملية جمع التواقيع لأقرار مشروع القانون المذكور.. مما يتطلب اقامة تماثيل من الذهب الخالص لرواد هذا الأنجاز الثوري التاريخي المتفرد في اهميته الوطنيه والقومية والانسانيه .. الى جانب تمثال السياب.
•   وحقاً صدق من قال:
•    "عـــرب ويــن.. وطنبـــورة ويــــن.."   

479
مشاكسة
بغــــــــداد
 والانقــاض والحفـــــر
مــال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   ارغمتني الظروف على الابتعاد عن بغداد، وفي خاطري مازال يصدح صوت فيروز الشفيف مثل انسياب صوت ام عراقية حنون تهدهد طفلها قبل ان ينام ( بغـــداد والشعراء والصور.. ذهب الزمان وضوعه العطر) متداخلاً بلهفة الغزالي وهو يسأل راهب الدير (هل مرت بك الابل؟؟) متمازجاً بشلال حزن السياب وهو يصهل في كل الازمنة والعصور ( ليس سوى العــراق.. ليس سوى العـــراق ).
•   ومع كل زمجرة قذيفة وزخة رصاص في بغـــداد وتحطم زجاج هذه العمارة او تلك وانفجار مفخخة وانهيار هذه الدار او تلك، ونزف الدماء البريئة على الارصفة والشوارع، وتطاير اشلاء الجثث وهرولة الاقدام الملتاعة الى مشرحة الطب العدلي  بحثا عن الاعزاء الذين اغتالتهم ( هـــدايا ) دول الجوار، تبقى قلوب العراقيين في الداخل  والخارج  تنزف دما وحسرة ولوعه وتبقى عيونهم مسمرة على شاشات الفضائيات التي جعلت من مآسينا وجراحاتنا وعذاباتنا ونزفنا الذي لايتوقف تجارة مربحة للتسويق الاعلامي متعدد الاشكال والارتباطات والاهداف.. في وقت يحس فيه كل العراقيين الشرفاء بالاحتراق وهم يرون بغداد المثقلة بالجراح  يتواصل نزفها و  تترنح عماراتها ويشٌرد سكانها وترتفع اعداد الثكالى والجرحى والارامل واليتامى والشهداء والمعوقين والمشردين فيها، وهي التي كانت ام الدنيا التي تضمد جراحات الآخرين، واذا اليوم ببعض اولئك (الاخــرين) الذين رضعوا من خيراتها يستلون خناجر الغدر لقطع شرايينها.
•   في خضم ذلك كله اكاد اتلمس صوت فيروز تخنقه العبرات.. وصوت الغزالي تحشرجه الزفرات، وصوت السياب برغم جراحاته يحتضن بغداد ويصهل من بين الدم والحرائق والانهيارات ( ليس سوى العـــراق... ليس سوى العـــراق ).
•   آه.. والف  الف آه يابغداد.. ما خلف اللصوص والقتلة وقطاع الطرق فيك الا الخرائب والحرائق والدمار والاكفان والدماء، وكأنهم عصارة قذارات كل الازمنة والعصور، نهضوا من مزابل انحطاطهم وقذاراتهم الملعونة ليحيطوا ببغداد الحلم والعلم والفكر والتاريخ والقيم والدين والحضارة والفنون والآداب، محاولين تقييدها بسلاسل حقدهم وطعنها بخناجر غدرهم، الا تبت ايديهم فبغــــداد ستبقى درة الزمان مهما احاطت بها حرائق الحقد والارهاب.. ومهما تكالبت عليها الافاعي والذئاب.
•   لكن رغم حقد وخسة وغدر الاشرار فقد تفاءلنا بهمة المسؤولين الاخيار في ازاحة ظلمات الاهمال والتخلف وصياغة اشراقة النهار ببغداد الحبيبة بعيداً عن الفساد وعن الصفقات المريبة، في ظل الوعود والعهود وبرامج الانتخابات والشعارات وميزانيات البناء واعادة الاعمار بعشرات ومئات المليارات.
•   لكن.. رحل ليل.. وانقضى نهار.. وتوالى بعده اكثر من الف نهار.. ولم يلمس سكان بغداد اي نبض للبناء والاعمار، فقد جاء مجلس المحافظة وذهب وجاء مجلس جديد.. ولم يلمس المواطنون اي تغيير جديد... في عهد المجلس العتيد، فلا الشوارع بلطت.. ولا المطبات رصفت.. ولا الخدمات انتظمت، ولا التجاوزات رحلت.. ولا الجزرات الوسطية تشجرت.. ولا المياه الآسنة سحبت ولا الاختناقات المرورية اختفت، ولا السيطرات الامنية الى الانسيابية اهتدت.
•   ففي مختلف مناطق بغداد ومنها بغداد الجديدة وزيونة والغدير وساحة ميسلون وغيرها  جزراً وسطية تملؤها الانقاض والقاذورات وشوراع مغلقة واسيجة دور متربة وارصفة مكسره ونفايات في كل مكان.. وباعة اسماك متجاوزين حولوا (بامزجتهم الشخصية) شارع الغدير الرئيسي الذي كان واحداً من اجمل واروع وارشق شوراع بغداد في الرصافة الى (مسالخ وافران) في الهواء الطلق لسلخ الاسماك وشيها ورمي اشلائها على الارصفه، لتملأ المكان بروائحها النتنة، وجزرات وسطية كانت فيما مضى حدائق خضراء.. تحول بعضها الى اسواق لبيع الماشية في الهواء الطلق، بينما حولها البعض الآخر وفق مزاجه الى ساحة لوقوف السيارات لقاء اجور (يغتصبها) من المواطنين عنوة، وارصفة وشوارع ممزقة تملؤها الحفر والحجارة.. اما الهواتف الارضيه.. فلا وجود لها.. ولا احد يدري مافائدة وجود دوائر البدالات.. وماطبيعة عملها ولماذا يتقاضى مدراؤها وفنيوها ومنتسبوها رواتبهم ان كان لاعمل لهم.. وان كانت الهواتف لاتعمل!
•   يقيناً ان اي مسؤول معني بهذه الخدمات لم يكلف نفسه بزيارة هذه المناطق والا لما تراجعت الى هذا المستوى الخطير من التخلف والخراب والكآبة وغياب الخدمات فالايفادات الى الدول الاوربية والتمتع بالسياحة ( الانثويه )    خير الف مرة من زيارة المناطق الشعبية وتنفيذ البرامج الخدمية.
•   ان من حق المواطن ان يتساءل عن جدوى وجود مسؤولين مختصين رفيعي المستوى.. وعن جدوى وجود اجهزتهم الفنية وملاكاتهم البشرية وعن جدوى رواتبهم الخيالية ومخصصاتهم وحماياتهم واساطيل سياراتهم وتنقلاتهم وايفاداتهم ومؤتمراتهم وتصريحاتهم ان كانوا لايفعلون شيئاً لخدمة المواطنين.
•   والاهم.. اين البرلمان ولجانه الخدمية واين معاركه وتصريحاته الناريه  ولماذا لايبادر بتشكيل لجان ميدانية للقيام بزيارات موقعية وتوثيق تراجع الخدمات والتخلف ومعاناة المواطن اليومية قبل المطالبة بالجوازات الدبلوماسية وبقطع الاراضي السكنية.
•   آه .. والف الف آه يابغداد.. لقد حولك بعض المسؤولين غير الكفوئيين الذين ادمنوا الجلوس في المكاتب المكيفة والتنقل بالسيارات المكيفة وحضور المؤتمرات المكيفة في الخارج بدل تلمس معاناتك.. وتضميد جراحاتك، حولك اهمالهم من (بغداد الشعراء والصور) الى (بغداد المياه الآسنة والحفر).
•   ان الانتخابات تطرق الابواب وعندها سيكون لكل هذه الافرازات المأساويه المؤلمه الف سؤال.. بحاجة لآلف جواب.

480
مشاكسة
عمـليـــات
التجميـــل السياســيـه
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   فشل المحللون الستراتيجيون في تفسير تغييرات عالمنا المعاصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل فلا العلاقات السياسية بقيت على مبدئيتها، ولا العلاقات الزوجية بقيت محتفظة بخصوصيتها، ولا الاسرار الحكومية بقيت محافظة على حرمتها، ولا المصالح الوطنية الستراتيجية العليا بقيت محتفظة بحصانتها بعد ان استباحتها المصالح الانانية والمزايدات السياسية.
•   فقد انتهكت الموبايلات الحديثة بكاميراتها ومسجاتها حرمة كل الاسرار الزوجية وتحولت (ببلوتوثاتها) الى وكالة انباء مجانية لنقل تفاصيل احدث العلاقات العاطفية الى الرأي الشبابي والمراهقي  العام مقرونة باضافات مثيرة وفق خيالات وتصورات والهامات وخصوبة افكار النميمة النسائية بعبقريتها التشويقيه و التي باستطاعتها ان تنسج من نظرة، او ابتسامة تفاصيل قصة عاطفية ملتهبة تفوق  بمآسيها وكوارثها وعجائبها وامتداداتها وتداخلاتها  احدث الافلام الهندية، وربما تحول تلك النميمة النسائية عبر تقاريرها (البلوتوثية) النظرة او الابتسامة الى (زواج عرفي) ولربما الى اطفال غير شرعيين  تماماً مثل المخيلة الخصبة لبعض المحللين السياسيين العباقرة في عالمنا المعاصر الذين ان سمعوا بهزة ارضية في الشرق فانهم يتوقعون انهياراً سياسياً في الغرب!
•   تبعاً لذلك فقد تغير العالم كثيرا .. و لم يبق  بعض الرجال رجالاًً، ولا بعض النساء نساءاً، ولم يبق  بعض السياسيين والمسؤولين والوزراء ورؤساء الحكومات في بعض الدول النائمة وفق اشتراطات والتزامات وقيم ومميزات ومواصفات وحدود وتوصيفات مواقعهم ومسؤولياتهم وصلاحياتهم كما نصت عليها الدساتير وكما حددتها القوانين بعد ان اصبحت عملية تعديل الدساتير  في بعض الدول النائمه اسهل من رشقة فنجان شاي في ( قهـوة عـزاوي) وعملية تغيير القوانين او القفز فوقها او تعطيلها او تجميدها او التحايل عليها اسهل من قيام القوى الامنية في هذه الدولة النائمة او تلك المكلفة بحماية الحكومة بسرقة الحكومة بدل حمايتها.
•   وهكذا رحلت الرومانسية من اجواء العلاقات العاطفية وحلت محلها المصالح الانانيه  كما رحلت القيم المبدئية من ساحة العلاقات السياسية وحلت محلها المكاسب والمغانم الشخصيه ، وبينما كان فارس الفرسان في ما مضى من العصور والازمان  يفكر الف مرة، ويحمر وجهه خجلاً مليون مرة، ويؤجل قراره الحاسم مليار مرة، قبل ان يضع على وجهه قناع الجرأة وهو يقدم رجلاً ويؤخر اخرى اثناء مسيرة الالف ميل للبوح بحبه لمن غيرت مسار حياته وضاعفت من خفقات قلبه.. ورفعت معدلات الحرارة والضغط والسكر لديه، وهو يتعثر بخطوه ويكاد يختنق بكلمة ( احبــك ) خجلاً.. فإن حواء هذا الزمان اختصرت ذلك كله وامست من الجرأة والشجاعة الادبية والاجتماعيه ما يؤهلها بالمبادره  لاتخاذ قرارها تجاه من تعجب به ربما بثانية واحدة، وترسل له عبر مسج هاتفها كلمة ( احبـــك ) بربع ثانية، وربما تلتقي بفارسها بعد خمس دقائق وربما يتفقا على الارتباط خلال ساعة واحده وعلى الانفصال بعد يومين بعد ان يكونا قد شاركا في زيادة الكثافة السكانية ربما .
•   ووفقاً لذلك رحل الاستقرار عن الحياة الزوجية وحلت فوضى الانفصالات بدله  ورحلت المبادئ من معترك العلاقات السياسية وحلت المصالح محلها.. وهاجرت القيم وحلت الانانيات، وبعد ان كان معظم المسؤولين ورؤساء الاحزاب والحكومات في هذه الدولة او تلك يحتكمون  الى الشعب والى التاريخ والى الاخلاق والى السمعة الوطنيه والى العمل الجدي والى الحركة الفعلية على الارض والى مسيرة النضال لخدمة المصلحة العامة، فان بعضهم اخذ ينظر الى المصلحة العامة بمنظار مصالحه الشخصية وآخرون بمنظار المصالح الحزبية والسياسية  الضيقة وهم يرون في  مواقعهم  القيادية الحساسة فرصة تاريخية ربما لاتتكرر في تطويع المصلحة العامة واستغلالها وتوظيفها لخدمة مصالحهم الخاصة، وفي تنمية ثرواتهم في الداخل والخارج وفي اقامة امبراطورياتهم المالية والاقتصاديه  وفي توفير المواقع الحساسة لابنائهم وبناتهم ولاخوانهم واخواتهم ولاحفادهم وحفيداتهم، فضلا عن توظيف مواقعهم ومسؤولياتهم وصلاحياتهم للنيل من خصومهم و للايقاع بمنافسيهم وللاجهاز على كل من تسول له نفسه الوقوف في طريقهم وعرقلة ( طموحاتهم الوطنية الشريفة المشروعه ) او كشف سرقاتهم وابتزازهم وفسادهم.. وهم يحاولون ( تجميـــل ) انحرافاتهم وفسادهم وفشلهم بالشعارات والوعود البراقة وبمحاولات تغيير تشكيلة تحالفاتهم و تبديل اسمائها وعناوينها حتى اصبحت ( عمليات التجميــل ) النسائية والسياسية سيدة الموقف.
•   فالمرأة اصبحت تغير شكلها الف مرة، اما لارضاء زوجها او لارضاء طموحاتها الجمالية عبر عمليات تصغير انفها ونفخ شفتيها وخديها، وتبديل لون شعرها وعينيها وتغيير بقية تضاريسها حتى لايتبقى احياناً من طبيعتها الانثوية السابقه  الا لسانها ( الذي كثيرا ما يكون السبب المباشر لكل الازمات الزوجيه )... واحشائها الداخلية.
•   الامر نفسه انسحب على بعض الاحزاب والكيانات والتكتلات والتحالفات السياسية في هذه الدولة النائمه او تلك.. وهي تخوض ( عمليات تجميل ) مختلفة في كل مرة تقترب فيها مواعيد الانتخابات محاولة بعمليات التجميل هذه اخفاء فشلها وخلافاتها وفساد بعض اعضائها ومزايداتها وتفريطها بالمصالح الوطنية  العامة، وتحالفاتها المشبوهة احيانا... وامتداداتها الخارجية وهي تعتقد ان ( حقـن البوتــوكس) او ( الكورتيــزون ) او عمليات الشـفط والنفــخ كفيلــة بخداع الجماهير التي اكتوت بنيران مزايداتها، وازدواجية تعاملاتها وتفريطها بالمصالح الوطنية العامة وتسخيرها لخدمة مصالحها الخاصة.
•   ومثلما صرخ احد الرجال بوجه زوجته التي فاجأته بشكلها الجديد بعد عمليات التجميل:
•   (( لم يبقى منك الا رائحتك  ))،  كذلك فإن المواطنين في هذه الدولة او تلك اصبحوا يصرخون بوجوه بعض احزابهم السياسية:
•   ((لم يبق  منكم ... الا شعاراتكم ووعودكم الخيالية الفضائية التي لاتتحقق ابداً والتي لن تخدعنا ابدا  ))
•   ربما يخطئ الرجل في التعرف على زوجته بعد عدة عمليات تجميل، لكن الشعب هيهات ان يخطئ في التمييز بين من يسرقه وبين من يضحي لاجله بين من يخدمه وبين من يتاجر بمصالحه  حتى لو اجرت بعض الاحزاب الف عملية تجميل..
•   فالمظهر.. لن يستطيع ابدا  خداع الاخرين   عن حقائق الجوهر مهما حاول الاختفاء وراء عمليات التجميل والتضليل .

481
مشاكسة
عبوســي
تحــت مــوس الحـــلاق
مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
•   يبدو ان المسلسل الكوميدي الشهير " تحت موس الحلاق " استطاع الأطاحة بكل المسلسلات التركية والهندية والمكسيكية والبرازيلية والعربية، وان يمسك بقوة بأهتمامات القادة ورؤساء الحكومات والسياسيين والبرلمانيين في هذه الدولة النائمة وتلك.
•   وعلى الرغم من ان "عبوسي" لايملك عيون نانسي ولا جمال اليسا ولا اغراء هيفا  ولا دلع ماريا ولا حنجرة نجوى، الا انه استطاع ان يستحوذ "  على هذا الأهتمام شبه الدولي المنقطع النظير،   من قبل المسؤولين في الدول النائمة والملتهبة بعد ان وجدوا فيه مقومات       الخطة الستراتيجية الدولية للقضاء على الأزمات والمشاكل والتحديات والأرهاب معاً، في اعقاب فشل كل قوانين مكافحة الأرهاب في الأمساك بأبن لادن، وفي هزيمة القاعدة، وفي احتواء المتشددين والمتطرفين، وفي اطفاء حرائق العنف والأرهاب والتفجيرات والمفخخات والعبوات اللاصقة وافرازاتها المأساوية في افغانستان وباكستان واليمن والعراق والصومال والسودان وغيرها.
•        .
•   في الواقع ان الحل لا يكمن في "عبوسي" الذي اطرب وابهج واضحك قطاعات واسعة وهو يترنح على اغنية "جوزي تجوز عليَ وانا لسة الحنة بأيديَ" لكن الحل يكمن في افرازات شخصيته في ذلك المسلسل الكوميدي، بالأخص في حلقته المشهورة حول "محو الأمية".
•   فعبوسي، كان مداناً وهو نائم  .. وكان مداناً وهو غائب ، وكان مداناً وهو صامت  .. وكان مداناً وهو مريض ، وكان مداناً وهو يشكو من الأسهال الشديد.. وفي خضم كل تلك الأتهامات التي الصقت به فقد تحول "عبوسي" الى "شماعة" لتعليق كل الأخطاء والجرائم والخروقات والمشاكل والمعارك والأزمات عليها في كل بقاع الارض فأن وقعت كل تلك الأزمات في القطب الشمالي او الجنوبي فأن السبب هو "عبوسي" حتى لو كان تائهاً في صحراء نجد.. او مقيماً في مستشفى ابن رشد للأمراض العصبية او يحاول الأنتحار بالقفز من قمة برج ايفل هرباً من مضايقات حجي راضي، او من نكد حماته او من رداءة مواد البطاقة التموينيه وربما تخلصا من الحاح زوجته التي ماانفكت تطالبه ليل نهار باجور عمليتي تجميل لنفخ شفتيها ولشد وجهها  ذلك لأن اتهام "عبوسي" يحمي  بعض المسؤولين   من صداع البحث عن الفاعلين الحقيقيين.. وربما لكشف المستور الذي ليس من مصلحة البعض كشفه حتى لا تتعكر مياه العملية السياسيه    ، اذ ان اتهام "عبوسي" حتى لو كان بريئاً، خير الف مرة من اثارة غضب اي تحالف او شريك سياسي او اية  جهة اقليمية  ربما تكون   ضالعة بكل الأحداث الدموية والمآسي والكوارث التي قد تحدث في اية بقعة من العالم.
•   شخصية "عبوسي عادت لتنتصب  بقوة ثانية  في عالمنا المعاصر  ، وبعد ان كان " عبوسي " المتهم الرئيسي والوحيد في كل ما يحدث من مشاكل وماسي وازمات، فقد احتلت " الصحافة " اليوم موقعه، واصبحت المتهمة الوحيدة   في كل الخطايا والبلايا والجرائم والحروب والأنفجارات والتحديات والتوترات الدولية والمشاكل والأزمات في طول الكرة الأرضية وعرضها، وعليه باتت عملية  احتوائها اوالتخلص منها بنظر البعض مهمة وطنية وقومية وانسانية جليلة، لذلك لابد من تقييدها او ملاحقتها او اضطهادها او الحجر عليها او قطع لسانها ان تعذر قطع رقبتها.
•   في خضم ذلك، لابد ان ننحني بمنتهى الأحترام والأعتزاز والثناء والأشادة والمحبة والتقدير     لأي مسؤول ثوري تقدمي اشتراكي  سواء في آسيا او افريقيا او امريكا اللاتينية يبادر بطرد الصحفيين المشاكسين ذوي الألسن الطويلة من الأجتماعات والندوات والمؤتمرات بعد ان تعودوا على  نقل  سلبيات الحكومات و اكاذيب وادعاءات الفساد.. وامتنعوا عن نقل انجازات ومكاسب وانتصارات القادة الثوريين التي من المؤمل ان تتحقق خلال الألفية القادمة او التي تليها ان شاء الله.
•   كما يجب على جميع الأمم والشعوب، ان تنحني اجلالاً واحتراماً واكبارا  لأي قائد امني همام في اية قارة وفي اية دولة حاول ويحاول تبرير خيبته وفشل قواته في محاصرة العنف والأرهاب، بأتهام الصحفيين والأعلاميين نظراً لسرعة وصولهم الى قلب الاحداث االتي ربما تقع في جبال بورا تورا،  او في قمة افرست او في القطب المنجمد الشمالي ونقلها الى الرأي العام مباشرة دون اخذ موافقته، وكأنه يلمح بذلك الى علم هؤلاء الصحفيين المشاكسين  بساعة الصفر وبموقع الحدث قبل وقوعه، وبدل الأعتراف بالخيبة وبالفشل الأمني.. لابد من توجيه الأتهام الى " عبوسي ".
•   وبذلك.. فأن هؤلاء الصحفيين الأمبرياليين المشاكسين الفاسدين عملاء الأستعمار واعداء الحرية والديمقراطية  الذين لا هم لهم الا المخاطرة بحياتهم، والمقامرة بأرواحهم والتضحية بمستقبلهم ومستقبل اطفالهم وعوائلهم من اجل وضع "الحقائق كاملة" امام الرأي العام قد اصبحوا السبب الرئيسي للمشاكل الدولية برمتها وفي مقدمتها الأزمة المالية.. والركود الأقتصادي وارتفاع حرارة الأرض والجفاف وذوبان ثلوج القطب الشمالي، وطلاق الفنانات ورداءة مواد البطاقة التموينيه    وخسارة فريق "الصوت الآخر" بكرة القدم      .
•   كما ان هؤلاء الصحفيين المشاكسين اكدوا  دائما بأنهم ما زالوا وسوف يبقون متمسكين بحصانتهم المهنية   ضد مختلف مخططات " التدجيــن " التي تحاول بعض الأنظمة وبعض الحكام فرضها عليهم نظراً لكونهم اسرع من الريح في ملاحقة الأزمات وادق من عدسات الميكروسكوبات الفضائية في ملاحقة الفساد وكشف الضالعين فيه وامضى من انصال السيوف في المطالبه باحترام حقوق الانسان. وهم في سبيل ذلك اصبحوا مشاريع شهادة واكفان تسير على قدمين.
•   ولأنهم اصبحوا وفق ذلك السبب الرئيسي لكل انواع الصداع الذي يصيب السياسيين الخائبين والمسؤولين الفاشلين و الموظفين الفاسدين والمرتشين في قارات العالم الخمس، والذين يسعون الى تحويل الصحفيين من فرسان متطوعين في خدمة الأنسان.. الى مداحين في قصر السلطان، فأن ملامح الزمن القادم في اجندات بعض الدول النائمة ربما تتبلور اجراءاته في "تحديث" الجامعات والكليات والمعاهد الصحفية والأعلامية و " تثوير " مناهجها.. والأستعاضة عن تخريج الصحفيين  المهنيين التقليديين.. بتخريج وجبات محسنة من مداحي السلاطين.

482
مشاكسة
مطلـــوب رأســـك
ايتــها المهــــرة الجامحـــة...!
مال اللــــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
•   جامحة كانت ومشاكسة منذ ولادتها.. وجامحة ستبقى دائماً.
•   هذه المهرة التي تشرب الريح.. وتسابق الزمن في كل الأتجاهات وهي في الأزمات الدولية الحاده  حاضرة وفي الحروب تتقدم المقاتلين لتقف على خطوط التماس  ، وفي الكوارث تحط الرحال في قلب الحدث .. وفي المنازعات والأزمات الاقليمية  تحرص على ان تكون في دائرة النار، وكأن قدرها ان تكون هكذا، برق يضيء.. وومضة تزيح الظلمة.. وصهيل يملأ المكان.
•   رأسها مطلوب.. ودمها مهدور.. في كل زمان ومكان.. ملاحقة هي.. وفرسانها ملاحقون، وهم يدركون جيداً ان اسنة الرماح وانصال السيوف وحد الخناجر تطارد خطوهم.. وتقتفي اثرهم.. وان مصائرهم اما ان يكونوا طعماً للحيتان.. او معلقين فوق اعواد المشانق على ابواب السلطان.
•   لا يأبهون بالسيوف التي تطاردهم، ولا بالخناجر التي تغوص في خاصراتهم، ولا بالحديد    والنار الذي ينتظرهم في هذه الدولة النائمة او تلك.. حيث المصير المرعب وراء الأسوار في اقبية الأمن وفي زنازين المخابرات، ولا بالتيار الكهربائي الذي يحول اجسادهم لأرجوحة من نار في حفلات التعذيب الديمقراطية الشفافة التي تراعى فيها دائماً المعايير الدولية  ( لعقــوق  )   الأنسان.
•   يطأون الأخطار.. ويستهينون بالحرائق التي تحاصرهم.. يسيرون على الجمر، ويقتحمون حقول الألغام لا تحد زحفهم الخطوط الحمر لهذه السلطة "الديمقراطية" او تلك.. ولا يوقفهم طاعون الأضطهاد والملاحقة او انفلاونزا الدكتاتوريه و الفساد السياسي.. ولا يثنيهم الموت الذي يحاصرهم من جميع الجهات  فقد تعودوا على حمل اكفانهم على اكتافهم وخلفوا معادلة الموت والحياة وراء ظهورهم من اجل الأمساك بالحلم.
•   ومن غيرهم اجدر بالأمساك بذلك الحلم الذي يحمل اسم "الحقيقة"؟ ومن غيرهم الأجدر بحمل اسمائهم التي تحفظها ضمائر الفقراء والمعدمين والمناضلين الحقيقيين والثوريين والمسؤولين النزهاء الصادقين، والمدونة في سجلات الدوائر الأمنية محاطة بالخطوط الحمر، والمدرجة في دوائر الجوازات والمخافر الحدودية على قوائم المطلوبين والممنوعين من السفر.
•   انهم.. الصحفيون.. وانها الصحافة
•   جميع الدول النائمة والمستيقظة والمتثائبة، القوية والضعيفة، الغنية والفقيرة، الدكتاتورية والديمقراطية، الرجعية والتقدمية، الرأسمالية والأشتراكية تؤكد الدساتير فيها على احترام حرية التعبير، وكل القادة والرؤساء والملوك والأحزاب والبرلمانات والوزارات والمؤسسات والتحالفات والكيانات يرفعون شعارات صيانة حرية الصحافة، واحترام الصحفي، وتمكينه من اداء رسالته المهنية ويذهب بعضهم لأحاطته (بالحصانة الصحفية).
•   لكن هذه (الحصانة) اصبحت في بعض الدول النائمة مثل الملابس المطاطية لبعض الفنانات (المحتشمات) تظهر من تضاريس الجسد ومنعطفاته وجباله ووديانه اكثر مما تخفي.
•   ففي دولة (مستيقظة) تحترم (الحصانة الصحفية) حكم القضاء على (صحفي) اهان رئيس الدولة بغرامة مالية ربما لا تتجاوز الـ (30) فرنكاً، مع وقف التنفيذ.
•   وفي دولة (ديمقراطية) من مجموعة الدول النائمة، تدعي احترام الصحافة وحريتها! حكم القضاء على صحفي (تجرأ) على التشكيك بصحة الرئيس بالسجن لثلاث سنوات مع غرامة مالية، بذريعة ان (جريمة) التشكيك تلك (تهدد المصالح الوطنية الستراتيجية العليا) وتخدم المخططات العدوانية للمخابرات الأجنبية، وتعرض الأقتصاد لهزة عنيفة، وتوقف الأستثمارات الأجنبية، وتخل بالتوازن الدولي، وتربك التعاملات التجارية وتزيد من حالات الطلاق، وتشجع على الأرهاب وترفع من حالات الرسوب في الدراسة الثانوية، وتضاعف حالات زواج المتعة والموبايل والأنترنيت بين طلبة وطالبات الجامعات، وتقلل مناسيب المياه وتغذي الخلافات الطائفية وتزيد من مستويات العنف الأسري ضد المرأة وترفع معدلات الهجرة والبطالة لدى الشباب وتزيد اعداد المطلقات والعوانس وتحد من تسويق  كليب اغنية (بوس الواوا)  التي تمثل المورد الأساسي لأقتصاد البلاد ولرفاهية العباد، بالأخص وان توقف تسويق كليب  اغنية (بوس الواوا) سوف يربك العلاقات الزوجية وسوف يجعل الأزواج والزوجات يهملون اطفالهم وواجباتهم واسرهم .. وينشغلون عن كل مهامهم اليوميه  في البحث عن شيء آخر يقبلونه بدل (الواوا).
•   بذلك.. فأن حرية التعبير والحصانة الصحفية اصبحت في عصرنا الثوري التقدمي الانفتاحي  ضحية نظرتين مختلفتين.. نظرة الدول المستيقظة التي ترى في رسالة الصحافة ودورها المهني في كشف الفساد والخلل والفشل والتخلف سواء في السياسة او الحكومة او البرلمان او الأقتصاد، عملاً نبيلاً يستحق الدعم والأحتضان لأنه يمكن الجهة المعنية من تلمس هذه الأخفاقات ومعالجتها، مما وضع الصحافة فعلاً في المنزلة التي تستحقها، سلطة رابعة تراقب كل السلطات الأخرى وتكشف اخطاءها خدمة للمصلحة العامة، في حين ترى بعض الدول النائمة في الصحافة المهنية الحرة، اداة امبريالية رجعية تآمرية عدوانيه  حاقدة مأجورة مهمتها فضح الحكومة والحكام والمسؤولين  وكشف عوراتهم، مما يستوجب معه.. ملاحقتها واضطهادها و قمعها.. واعتقالها.. وترويضها.. او قطع لسانها!
•   والى ان تستيقظ بعض الدول النائمة من سباتها.. وترتقي الى مستوى الدول المستيقظة.. سوف تبقى الصحافة مهرة جامحة مطاردة.. وسوف يبقى رأس الصحفي المهني مطلوباً.. وسوف تبقى الأصوات النشاز للفاشلين والفاسدين والمزايدين ترتفع مطالبة بقطع لسانه.
•   وحتى تصل الدول النائمة الى هذا المستوى من الأدراك والوعي والممارسة الفعلية في احترام الصحافة وتتويجها سلطة رابعة، فأن على الصحفيين هنا وهناك  دراسة وتحليل التفاعلات الفنية.. والمعطيات التاريخية، والدلالات الثورية، والأنبعاثات الفسيولوجية والأرتدادات الفيزيائية والمضامين الوطنية والقوميه  لنشيد العصور النهضوية :
•   "يا بط  يا بط  اسبح بالشط..."

483
مشاكسة
انفــلاونــــزا
 الفساد السياسي
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   مثلما تطورت الأنفلاونزا اللعينة من الأنسان الى الطيور ثم الى الخنازير، هكذا ايضاً تطور الفساد في الدول النائمة والمتثائبة، من (الواسطة) في تعيين الأبناء والأخوة والأخوات والأقارب في المواقع التي لايستحقونها، الى الفساد المالي والأداري والأختلاسات بعشرات المليارات، ومن ثم الى الفساد السياسي الذي بات يضرب مثل الأعصار المجنون بقوة وعنف في كل الأتجاهات ليهدد تجارباً واحزاباً وتحالفات سياسية ودولاً بأكملها.
•   واذا كانت منظمة الصحة العالمية لم تزل غير متأكدة بعد فيما اذا كانت انفلاونزا الخنازير قد عبرت الخط الأحمر، واصبحت تأخذ شكل الوباء فعلاً، فأن الفساد السياسي قد عبر في هذا البلد وذاك كل الخطوط الحمر والسود والبرتقالية والليمونية والبمبية، ليتحول الى ( وباء ) سياسي حقاً.
•   فقد انقسمت جينات هذا الوباء الخطير الذي يهدد حاضر الدول ومستقبلها، ووجود ومصائر شعوبها بسرعة مذهلة، ربما اسرع من سرعة نميمة بعض النساء، وافشائهن لمشاكلهن واسرارهن الزوجية للآخرين واحراج ازواجهن غالبا  بالاخص عندما تتعلق تلك النميمه بالعلاقات الحميمه ، وربما اسرع بألف مرة من بعض مراسيم الزواج العرفي والمتعة والموبايل والأنترنيت، ومن زواج الجامعات، حيث اصبح بأمكان الطالب في جامعة ما، وفي دولة ما ان يتزوج زميلته في درس الأدب ويطلقها في درس الرياضة، وان يعود ليتزوج ثانية في درس الأنفتاح الأقتصادي.
•   وهكذا... تسارعت امتدادات الفساد السياسي واتسعت خطواته، وتعددت انقساماته وتنوعت اتجاهاته واصابت اعراضه معظم القوى السياسة في هذه الدولة النائمة او تلك ليمسي في ظل تحليلات ومتابعات ودراسات وتقديرات وتأكيدات معظم المحللين السياسيين، وباءً حقيقياً يهدد كل التجارب السياسية التي تقف في طريقه، ومن خلالها يهدد مصالح الأنسان وحقوقه في كل مكان.
•   واذا كانت اصابات هذا الوباء الخطير قد ظهرت وتناسلت وتطورت وانقسمت واتسعت خارج الحدود، وضرب اعصارها بمختلف عواصفه حدودنا من كل الجهات وهو يحمل الينا المشاعر والرومانسية والأنسانية الشفافة النبيلة من الأشقاء والأصدقاء معاً، الذين اقسموا، ومازالوا يقسمون، وسوف يبقون يقسمون الى يوم الدين ( بشرفهم وقيمهم ومعتقداتهم ) بأنهم حريصون جدا  على امننا وسيادتنا واستقلالنا ومصالحنا، وانهم لم ولا ولن يتدخلوا بشؤوننا الداخلية، فأن من المثير للدهشة والغرابة حقاً ان نجد ( المساعدات الأنسانية النزيهة ) لهؤلاء الأشقاء والأصدقاء قد تحولت الى وباء حقيقي في الداخل، له امتداداته وله القواعد الحاضنة لديمومته وتطوره، وله اهدافه المعروفة في هدم كل شيء وتخريب كل شيء، وسرقة كل شيء، وفي المقدمة من ذلك كله  استهداف الأنسان والأرض والقيم والمبادئ والمصالح والمصير في خضم واحدة من اعنف واشرس واخطر زلازل واعاصير ( الدعارة السياسية ).
•   واذا كانت ( الهدايا والمساعدات الأنسانية ) للأشقاء الأعزاء والأصدقاء الأوفياء قد تنوعت بين الأغذية الفاسدة والأسلحة المختلفة والسكائر المسرطنة، والمسدسات كاتمة الصوت والعبوات اللاصقة والأدوية منتهية الصلاحية، وحبوب الصداع المتفجرة والتي  نجح بعضها فعلاً في حصد ارواح مئات وربما آلاف العراقيين الأبرياء في المدارس والمساجد والأسواق والكنائس وفي حافلات النقل العام وفي الشوارع والساحات العامة ارضاءً لهذا الجار ( النزيه جدا جدا ) ولذلك الجار  ( الشهم جدا جدا جدا ) ولأشباع شهواتهم المجنونة للدم العراقي الزكي الذي سبق ان تدفق مراراً لحماية امن بعضهم  وكرامتهم ووجودهم فأن هذا (  التدخل الشريف والنزيه ) في شؤون العراق الداخلية قد اتخذ اتجاهاً خطيراً جداً، بأستهدافه الكنائس ومن ثم الحسينيات والجوامع ودور العبادة قاطبةً بهدف اشعال فتنة طائفية، وحرباً مأساوية بين ابناء الوطن الواحد من خلال حفنة مأجورين لأشباع شهوة استباحة الدم العراقي الزكي لسماسرة الدعارة السياسية الذين يقبعون خارج الحدود!
•   ربما يكون ذلك كله متوقعاً، ومقبولاً من اعداء بثياب اصدقاء.. ومن ساقطين بثياب اشقاء مخلصين، ولكن من غير المتوقع ومن غير المبرر والمقبول، ان تجد تلك المعادلات والأهداف والخطط والستراتيجيات والسياسات والأجندات الأجنبية الخارجية مواطن اقدام  لها في الداخل، فيعطل العملية السياسية من يعطلها.. ويحاول افشال برامج الحكومة الأصلاحية، والخدمية من يحاول، وينبري هذا الحزب او ذاك وهذا التحالف او ذاك  لحماية الفاسدين والدفاع عنهم.. وينبري من ينبري للدفاع عن تدخلات هذه الدولة او تلك بذرائع تثير الغرابة والأستهجان بحجج عدم وجود ادلة، وكأن الجهة المعنية عندما ترغب بتنفيذ مخططاتها التمزيقية داخل دولة ما تأتي على ظهور الخيل حاملة راياتها وهي تصرخ بأعلى صوتها: جئنا للتدخل في شؤونكم وتخريب بلدكم.
•   بيد ان الأخطر من هذا وذاك محاولات زرع الشقاق والفتنة بين اطراف العملية السياسية، ومحاولة اشعال  حرب  التوجس والشكوك والفرقة وعدم الثقة بين الحكومة والبرلمان، وكأنهما في ساحة حرب.. فلا الحكومة توافق على استجواب الوزراء الفاشلين والفاسدين، ولا البرلمان يصادق على ميزانيات الحكومة والقوانين الضرورية لمواصلة مسيرة البناء والأعمار!
•   وهكذا.. تتسلل ( الدعارة السياسية ) الخارجية وكما يرغب الاعداء ويخططون  من ثغرات اخطائنا وتوجسنا وعدم ثقتنا.. وهكذا.. تنتهك حقوق الأنسان وتضيع الأوطان.
•   فيا ايها الحريصون على شرف الأمانة، وعلى قيم المسؤولية.. والأمناء على الأنسان والأوطان.. انتم اليوم امام الأمتحان..
•   وفي الأمتحان.. يكرم المرء.. او....   

484
مشاكسة
أعطــنا
خبــزاً..وكـرامــةً.. وعــدالــة

مـال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   ربما نحن اكثر شعوب الارض قاطبة ولعاً بالحروب ، وربما   ولدنا من رحم ( حرب مصيرية ) ومازلنا نحمل جيناتها جيلاً بعد جيل ، ولأن الحرب لاتقتصر على حمل السلاح وحسب ، ولكنها يمكن ان تشتعل في اي مكان بدءاً من الاسواق الشعبية مروراً بالمقاهي وانتهاءاً بالمخادع الزوجية.
•   فقد تتحول لعبة الدومينو في احدى المقاهي الشعبيه من مباراة تسليه الى مباراة لتبادل الاتهامات والى معركة بالالفاظ  (  الرومانسيه  )  وقد تتحول عملية شراء البطيخ  في احد الاسواق الشعبيه الى معركة ديمقراطيه اذا تجرأ المواطن على الاعتراض على رداءة  البطيخ وغلاء اسعاره  كما قد ترتفع حرارة الغزل الرومانسي غالباً بين الزوج والزوجة ، سواء بسبب انقطاعات التيار الكهربائي ، او رداءة رز البطاقة التموينية او لشدة طول السنة بعض الحموات.. او بسبب عمليات التجميل التي اصبحت القاسم المشترك لهموم وطموحات وتطلعات معظم  النساء.. واختلاف امزجتهن عن الرجال.. فالزوجة تريد لعملية التجميل ان تضفي على وجهها براءة القسمات الطفوليه  لفنانة معينة ،  بينما   ( عنترة بن شداد )  يريد لزوجته ان تكون اقـرب الى فنانات الاغراء شكلا  وتضاريسا  لعلها تطفئ بعض حرائـق رغباتـه المجنونـه مما يهدد غالباً بنقل هذه المعارك  الزوجية الطاحنـة  الى  محكمـة   ( العدل الاسرية )  التي غالباً ماتمارس  فيها الحموات ادوار المدعي العام ومحامي الدفاع ورئيس المحكمة في آن واحد ، عندها يدرك الزوج بعد فوات الاوان  كم  كان واهماً وساذجاً عندما غامر وخاض معركة كان يدرك جيدا ًمنذ البدايه  انها معركة خاسرة ، ومع ذلك فإن (  رجولته )  ابت عليه الا ان يخوضها وماعليه بعد ذلك الا ان يدفع فواتير العقوبات الاسرية وفق البند السابع من ميثاق الامم المتحدة صاغراً  اسوة ببعض الدول على الرغم من كون شرارة تلك الحرب الزوجية الفاصلة ، قد انطلقت من الطرف الآخر، ومع ذلك فإن قوات الحموات متعددة الجنسية وقفت الى جانب الضعف الانثوي الذي يعرف دائما كيف يقود السذاجة      الذكورية الى فخ العقوبات !
•   الى ذلك فإن حروب الاستفتاءات والدساتير والانتخابات والاحزاب والكيانات.. والمرشحين والمرشحات ولجان حقوق الانسان اشتعلت في هذا الزمان ولن تنطفئ   ما دامت  ( الديمقراطيه ) هي البضاعة الاكثر رواجا في المزادات السياسيه في هذا العصر   ولعل من المضحك المبكي ان معظم الانظمة والاحزاب والرؤساء   والقادة ، اصبحوا  يملئون    الفضاء ضجيجاً  حول     الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان... و مع ذلك ماتزال هذه الشعارات مطاردة ومضطهدة ومعتقلة وراء القضبان  في اغلب البلدان! ومازالت حقوق الانسان الاساسية في طي النسيان فبعض الرؤساء المناضلين والقادة الثوريين يرون في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان املاكاً خاصة في خزائنهم و اصنافا شهية  يطرزون بها موائدهم وتعابيراً رنانة يتفاخرون بها في خطبهم و افخاخا    سياسية للايقاع بالساذجين من معارضيهم وهكذا تأتي نتائج الاستفتاءات الجماهيرية الثورية الديمقراطية التاريخية العبقرية المصيرية دائما ، بنسبة 99% لصالح هذا الرئيس التاريخي وذلك القائد الثوري حتى لو ان 90% من المواطنين  قاطعوا الاستفتاءات الثورية.. وحتى لو قال 99% منهم.. كلا للقمع والارهاب والدكتاتورية  ذلك لان الاجهزة الامنية و  المخابراتية الحريصة على الحرية والديمقراطية والنزاهة وحقوق الانسان  كفيلة بأن تجعل النتيجة (  99.99% )  حفاظاً على العملية السياسيه و على  شرف المسؤولية ودعماً للقيادة التاريخية.
•   واذا كانت تلك الاستفتاءات الديمقراطية قد تحولت في الاحاديث والهمسات السرية و في الجلسات الشعبيه  الى طرائف ونوادر سياسية تثير الاستهجان  والادانه  والسخرية ، فقد جاءت ( موضة )  تغيير الدساتير لتكون البدائل العصرية لتلك الاستفتاءات التاريخية.
•   فالزعيم الثوري والقائد الهمام والبطل التاريخي العقائدي المغوار يقسم في اول خطاب له  وفي مطلع الكلام.. بأنه سيكون كالسيف القاطع والنور الساطع في احترام الدستور وبالفعل ما ان يستلم مسؤولياته الرئاسيه  حتى يكون فعلاً سيفاً قاطعاً في تمزيق الدستور وفي فلسفة كل الجرائم والاختلاسات والفساد المالي والادراي والسياسي لافراد عائلته ولاقاربه و لاتباعه  واول مايلجاً اليه احتراماً لتلك الوعود والعهود ( تطوير )  الدستور وبالذات ( تعديل ) مايتعلق منه بتمديد الفترة الرئاسية بما  يتيح له دستورياً البقاء في السلطة   ماشاء له الزمان لتعزيز العدل والحرية وحقوق الانسان فلا التبادل السلمي للسلطة يعنيه ولا التبادل القسري مادام قد احكم الطوق حول رقبة الانسان    .
•   في جلسة شعبيه  تطرق احدهم الى الدستور... والى المعارك الفاصلة حول التغيير والتعديل والتعليل    و التفصيل والتفعيل.
•   حمدان فضل التفعيل وعدنان انحاز الى التغيير و سلمان رأى الالتزام والابتعاد عن الخصام وموحان طالب بالتفصيل بحيث تكون كل المواد والفقرات واضحة ومفصلة لا لبس فيها ولا اجتهاد.. ولا ظلم ولا اضطهاد.. ولاتقييد لحريات و حقوق العباد.. حتى لو بلغت صفحات الدستور مليون صفحة فالاتفاق   على حد تعبيره خير الف مرة من الافتراق!
•   احدهم كان بليغاً جداً وواضحاً جداً جداً وعملياً جداً جداً جداً اذ  قال بوقار كمن يدلي بأخطر قرار :     عندما تغيب المصالح وتحضر المبادئ وعندما تخلص النفوس والنيات  وتكون الضمائر شاهدة على السرائر فإن كلمات ثلاثة  كافية لان تحيط بكل الامنيات وتنصف  جميع المكونات من اديان وطوائف و  قوميات و يكفي للدستور ان ينص على ( الخبز والكرامة والعدالة ) للجميع.
•   صمت الجميع وكأنهم اقتنعوا فعلاً بهذه الفلسفة البسيطة وهمس احدهم:  (  فعلاً    اعطني خبزاً وكرامة وعدلاً )  هذا يكفي   ووفق هذه الكلمات يمكن وضع كل القوانين والانظمة  والضوابط والتعليمات التي  تترجم فلسفة الدسيور .
•   وفي الوقت الذي ظننا فيه ان حرب الاراء والشعارات والمواقف والمزايدات قد انتهت بادر حمدان بالاعتراض (  لتكن الكرامة قبل الخبز  )  عارضه موحان  (  كلا بل الخبز اولاً  )  و تدخل  سلمان صارخا   (  لاهذا ولاذاك العدالة قبل كل شيء ) .
•   وهكذا اشعلت ثلاث كلمات واحدة من اعنف حرب الاعتراضات       
 

485
رئيس مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات :

*الرئيس البارزاني دعا إلى الأشراف الدولي على الانتخابات والى وجود مراقبين دوليين.

*النتائج الأولية ستعلن في نفس يوم الانتخابات
.
*أوراق الاقتراع غير قابلة للتزوير وللاستنساخ أطلاقاً لاحتوائها رموزاً سرية
.
*الخروقات الخطيرة لأي كيان سياسي ستعرضه لعقوبة الحرمان من الانتخابات.

*لم ولن تخضع المفوضية لأية ضغوط سياسية وأنني متفائل بعدم حدوث هكذا ضغوط.

*90% من الشكاوى جاءت من محافظة السليمانية ولم تحدث خروقات تستوجب حرمان أي كيان سياسي.

*الحكم على نزاهة الانتخابات ومدى التزامها بالمعايير الدولية سيكون بأيدي المراقبين الدوليين وفي مقدمتهم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

*التقرير الأخير لمفوضية الاتحاد الأوروبي أكد أن الإجراءات على الأرض مازالت وفق المعايير الدولية.


حـــوار: مـال اللـــه فــــرج
عـدسـة: صابــر ســـوركان




كيف تبدو اللقطة الصحفية الاخيرة لبانوراما الانتخابات في كوردستان التي بدأت تقترب من يوم الحسم؟ وما طبيعة اللمسات الاخيرة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات على هذه اللوحة التي ستمسك نتائجها بمستقبل الإقليم، وهل هنالك ثغرات في هذا الاجراء او ذاك  ربما يخرق المعايير الدولية   ؟!! وهل هنالك توقعات او حتى مجرد شكوك بتسرب اوراق الناخبين او تزويرها، وهل؟ وهل؟ وهل؟
كل علامات الاستفهام هذه، حملناها ووضعناها امام المايسترو الذي يمسك بين يديه بتفاصيل كل الحلقات التخطيطية والتنفيذية والاشرافيه ، ذلك هو السيد ( فـــرج الحيـــدري )  رئيس مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاهم.. تساؤلات المواطنين المشروعة حول موعد اعلان النتائج.. بمرونة عالية تفاعل معنا.. وبتلقائية وحيادية وكفاءة مهنية اجاب على اسئلتنا.. وكان هذا الحوار:

اللمسات الاخيرة
*كيف تقيمون اللمسات الاخيرة على استعداداتكم للانتخابات؟
-لغاية هذه اللحظة فان  الامور تسير  وفق الجداول الزمنية التي وضعتها المفوضية واجراءاتها على الارض، وقد استكملنا تقريباً جميع الاجراءات وسوف يجري التصويت الخاص في يوم (23/7) كما ان معظم المواد الانتخابية وصلت الى اربيل، ونحن في الحقيقة راضون عن سير العملية مع التوقيتات الزمنية ومع الاجراءات اللازمة من جميع الجوانب، وان شاء الله   سوف تنجز الانتخابات يوم (25/7).
*هل رفدتم غرفة العمليات بكادر اضافي من بغداد؟
-نعم في البداية كان لدينا طاقم يعمل هنا في الإقليم، ومع اقترابنا من موعد الانتخابات ارتأت المفوضية ان تكون هي ايضاً في الميدان، وقد وصل قبل ايام جميع اعضاء مجلس المفوضين، وكذلك فان موظفين كثيرين من جميع الاقسام موجودون هنا، سواء في ميدان الاتصال الجماهيري او العمليات او بناء القدرات، او قسم الشكاوي كل هذه الاقسام هي الان متهيئة وموجودة، وطبعاً هنالك تنسيق متواصل بيننا وبين غرفة العمليات في بغداد، سواء من خلال الاتصالات الهاتفية او من خلال الايميلات، ولحد هذه اللحظة لا توجد اية شوائب او مشاكل تقف في طريق تنفيذ الانتخاب في اليوم المحدد.
يوم الانتخابات
*ما الذي تتوقعونه في يوم الانتخاب؟
-نحن الان في مرحلة حملة اعلامية للكيانات السياسية ونستطيع ان نقول ان هنالك نوعاً من التوتر لدى بعض الكيانات السياسية في طريقة تعاملها مع الحملات الانتخابية لها وللاخرين واليوم خلال اجتماعنا طلبنا من الكيانات السياسية ان تحث اتباعها وجماهيرها على عدم التطرف لان ذلك يؤدي الى حدوث مشاكل، اولاً على مجمل العملية الانتخابية، وثانياً بالنسبة للكيان السياسي فقد يتعرض الى عقوبة وربما يحرم من المشاركة في الانتخابات، لكنني اعتقد ان هذه الامور طبيعية في بلد كبلدنا العراق يعيش تجربة ديمقراطية حديثة، ومازالت الكثير من الجوانب العاطفية والنفسية والاجتماعية تؤثر في نظرة المواطنين الى الانتخابات، في حين نجد في الدول المتحضرة ان المواطنين وجمهور الكيان السياسي ينظرون الى البرنامج السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي لهذا الكيان السياسي الذي يرغب في التصويت له.
أنني اعتقد ان هذه الامور جداً طبيعية لاننا في مرحلة تحول ديمقراطي ولسنا في مرحلة ديمقراطية وبالتالي فان ما يحصل من امور الان هي تحصيل حاصل، واعتقد ان الامور تسير بشكل جيد لانه اذا اخذنا بنظر الاعتبار عدد الكيانات السياسية المشاركة الان مقارنة بالعدد الذي شارك في مجالس المحافظات فان العدد لا يتجاوز 5% لان هنالك كان (502) كياناً سياسياً في حين ان هنا مجرد (20) كياناً سياسياً مع أربعة ائتلافات وهنالك كان لدينا ما بين (14.000-15.000) مرشح في حين ان هنا عدد المرشحين اقل بكثير، وبالتالي فأنني اعتقد ان الامور ستسير ان شاء الله   بشكل جيد ولا اتوقع حدوث أي شيء غير طبيعي.
أبرز الخروقات
*ما أبرز الخروقات التنظيمية في الحملات الانتخابية التي وصلتكم؟
-وصل الينا عدد كبير من الشكاوي، معظمها كان يتعلق بالملصقات وتمزيقها، وتجاوز بعض الكيانات السياسية على الاخرى، لكن معظم الشكاوي جاءت من محافظة السليمانية، حيث ان 90% من الشكاوي كانت من هناك وبقية الشكاوي كانت من محافظتي دهوك واربيل، واعتقد ان الجميع يعرف سبب هذا التشنج الموجود في محافظة السليمانية.
*هل تم حسم هذه الشكاوي؟
-تم حسمها بحدود ( 20 ) الى ( 30 )   شكوى من هذه الشكاوي وتمت معاقبة معظم الكيانات التي تجاوزت بغرامات مالية، وقد حذرنا من استمرار الكيانات السياسية في التجاوز وعدم الالتزام بالضوابط التي وضعتها المفوضية، لان ذلك سيدفعنا لاتخاذ اجراءات اشد من الاجراءات الحالية، وانا ذكرت ان المفوضية تأخذ في الاعتبار الوضع العام للمواطنين وحالاتهم النفسية، وبالتالي فأننا لا نريد اتخاذ قرارات صارمة بحق كيانات سياسية ربما لا تقصد الاساءة للكيانات الاخرى، لكن بحكم المرحلة وحداثة التجربة الديمقراطية وعدم فهمها لمجموعة الضوابط او الالتزام بهذه الضوابط فان ذلك قد يدفعهم لارتكاب بعض التجاوزات، لكن اليوم بالذات اصدرت المفوضية بياناً  أكدت فيه ان استمرار أي كيان سياسي بالتجاوز وتكرار ارتكابه للمخالفات مرة اخرى عند ذلك سوف تكون العقوبة اشد وقد تؤدي الى حرمان الكيان السياسي من المشاركة في الانتخابات.



لا ضغوط ولا تدخلات
هل تعرضت المفوضية لضغوط سياسية او لتدخلات من أي نوع سواء من اربيل او من بغداد؟
-ان احد اسباب ديمومة هذه المفوضية وقوتها، هو انها لم تخضع ولن تخضع لاية ضغوطات سياسية، من حق أي كيان سياسي ومن حق اية جهة سياسية ان تطرح اراءها ، لكن هذه الاراء ليس   بالضرورة ان تنعكس على عمل المفوضية، فالمفوضية تقف على مسافة واحدة من جميع الكيانات السياسية، واؤكد اطلاقاً واطلاقاً أنَّ هذه المفوضية لم تخضع لاية ضغوط ومتى ما وجدنا ان هنالك ضغوطاً لدرجة انها قد تخرجنا عن حياديتنا عند ذلك سنقول مع السلامة لهذه المفوضية.. وانا اعتقد بأنني متفائل بعدم وجود مثل هكذا قضايا.
*هل تتوقعون ان يبرز خرق قد يؤدي الى حجب حق الترشيح لاحد الكيانات او لاحد المرشحين؟
-كل شيء في العملية الديمقراطية وارد وفي مسيرة العملية الانتخابية، ولكننا سنعمل من اجل ان لا يحصل هذا الشيء.
*هل تقصد ان مثل هذا الخرق لم يحصل لحد الان؟
-اجل لم تحصل لحد الان خروقات تستوجب حرمان أي كيان سياسي من المشاركة، ولكنني اكدت بأننا كلما نقترب من العد التنازلي للانتخابات فان بعض الكيانات السياسية او جماهيرها قد تخرج عن الاطار المرسوم لها وبالتالي قد تخرق القواعد وتعرض نفسها لمثل هذه العقوبة.
المراقبون الدوليون
*كم تتوقعون ان يصل عدد المراقبين الدوليين خلال الانتخابات؟
-وصل لحد الان الى (300) مراقب وانا اتوقع ان هذا العدد في تزايد لانه مازالت هنالك فرصة متوفرة، والكثير من دول العالم ابدت رغبتها في المشاركة، وخلال الايام القليلة القادمة سوف يتسلمون هوياتهم.
*كم تقدر النسبة المئوية لتطبيق المعايير الدولية في هذه الانتخابات؟
-نحن نطبق المعايير الدولية بكل امكاناتنا، وقبل ثلاثة ايام كان لدي اجتماع مع جميع سفراء الاتحاد الاوروبي، وتقرير مفوضية الاتحاد الاوروبي كان يؤكد بان الاجراءات على الارض مازالت وفق المعايير الدولية ولم يحصل أي خرق لذلك.
تعاون الإقليم
*كيف تقيمون تعاون الإقليم حكومة ومنظمات معكم؟
-بامانة أقول لك، الحكومة بشخص رئيس الوزراء ومجلس النواب بشخص رئيس المجلس قدَّما لنا جميع المساعدات التي نحتاجها ومنحانا جميع التسهيلات، وحصلنا على جميع الاستثناءات التي نحتاجها من مجلس الوزراء، وتم استثناؤنا من احكام قانون الموازنة لسنة 2008 و2009 وهما متعاونان معنا، والجهات والامنية ايضاً متعاونة معنا، وتمَّ توفير جميع المستلزمات التي تسهل عملنا.
*هل سبق ان التقيتم بالرئيس البارزاني؟
-نعم.
*كم مرة؟
-مرتين.
*كيف تنظرون الى شخصيته.
-الحقيقة وبأمانة أقول لك ان الرجل من دعاة ان يكون هنالك اشراف دولي، وان تكون هنالك مراقبة شديدة على الانتخابات، وكان يؤكد على ضرورة وجود مراقبين دوليين، وكان يؤكد على ضرورة التزام الاحزاب والكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات بالضوابط التي وضعناها، وأنني اتحدث عنه الان كرئيس للاقليم وليس كمرشح، فالرجل بأمانة طلب منا ان نكون صارمين تجاه أي كيان سياسي بما فيه كيانه السياسي وبما في ذلك شخصه، اذا كان هنالك تجاوز على الضوابط.
ضمانات عدم التزوير
*هل اتخذتم الاجراءات اللازمة لضمان عدم تزوير الاوراق الانتخابية؟
-اوراق  الاقتراع اولاً هي غير قابلة للتزوير لانها  في عملية طباعتها  اصعب من طباعة العملة،  و هي تحتوي على رموز سرية لا يمكن اكتشافها اطلاقاً، كما لا يمكن تزويرها اطلاقاً، حتى اذا اراد او حاول أي شخص استنساخها فلن يستطيع لان الورقة المستنسخة سوف تكون مشوهة وغير واضحة وغير قابلة للاستعمال، لان الاوراق مطبوعة بطريقة فنية خاصة عند استنساخها فان النسخة المستنسخة سوف تكتب عليها كلمة (copy) كوبي اوتوماتيكياً.. وهذه الاوراق طبعت خارج العراق وقد وصلت الينا جميعها وهي مغلفة ومختومة بالشمع الاحمر ولا احد يستطيع التقرب منها.
*هل هنالك ضمانات بعدم تسربها قبل الانتخابات؟
-الان هي موجودة وقد وصلت الى المخازن المخصصة لها في المحافظات الثلاث وتحت حماية شديدة ولا احد يستطيع الوصول اليها.
*هل نستطيع ان نؤكد بأنه لن يكون هنالك أي تسرب لاوراق الاقتراع؟
-اطلاقاً.
اعلان النتائج
*فرز الاصوات واعلان النتائج هل سيتم في اربيل ام في بغداد؟
-العد والفرز سيكونان هنا في محطات الاقتراع وسنحاول جهد امكاننا اعلان النتائج الاولية التي ستكون قابلة للتغيير في يوم الاقتراع بعد عد الاوراق وفرزها وسوف تلصق النتائج الاولية على ابواب مراكز الاقتراع لمدة ساعة حتى يستطيع المواطنون او الكيانات السياسية من معرفة نتائجهم الاولية في الاقل وهذه النتائج سوف تكون قابلة للتغيير كما ذكرت بالاخص اذا كانت هنالك عمليات تزوير او الغاء محطات، كذلك نتائج التصويت الخاص لن تكون محسوبة في ذلك الوقت، هذه ستكون فقط نتائج اولية مبدئية.
*الا يمكن تسرب الاوراق الانتخابية من بلد المنشأ الذي طبعت فيه؟
-كلا.. كلا.. اطلاقاً، هذه الشركات عالمية ولها مسؤوليات، وكما حدث في الانتخابات السابقة.
*هل لديكم ضمانات بهذا الخصوص؟
-نعم.. نعم.. مثل هذه التسريبات اذا حدثت فأنها تعتبر من الجرائم الكبرى في العالم.
*اعود فأؤكد هل لديكم ضمانات بعدم تسريبها؟
-نعم.. نعم.. لانه حتى العجينة التي تصنع منها الاوراق الانتخابية هي عجينة خاصة لا احد يستطيع تسريبها.





الحكم على النتائج
*من الذي سيقرر بعد الانتخابات مدى مطابقة الانتخابات للمعايير الدولية؟
-الذي سيقرر ذلك المنظمات الدولية الموجودة والمراقبون الدوليون الموجودون والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، في كل دول العالم هنالك معايير خاصة، ولحد الان هم يوثقون ذلك بتقاريرهم اليومية ولحد الان فان الإجراءات المتخذة هي وفق المعايير الدولية وبكل شفافية.
*هل اتفقت كل هذه الجهات على معايير محددة لتقييم مركزي موحد، ام ان لكل جهة طريقتها في التقييم؟
-كل مراقب من حقه ان يقدم تقريره الخاص، وكذلك كل منظمة وكل جهة مسؤولة عن تقاريرها وبالتالي فان النتيجة ستكون وفق التحصيل العام، وسيقال هل كانت الانتخابات وفق المعايير الدولية ام لا.
استعدادات الإقليم
*كيف ترون استعدادات الإقليم وإجراءاته لهذه الانتخابات وفق نظرتك النقدية؟
-أستطيع أن أقول أنها جيدة جداً.
*متى تتوقعون أن تعلن نتائج الانتخابات؟
-سنحاول جهد الامكان ان تعلن في اليوم الأول  في نفس اليوم النتائج الأولية، او في اليوم الثاني، ثم بعد ذلك ستكون هنالك فرصة للطعون التي ترد من الكيانات السياسية وكذلك الشكاوى التي ترد يوم الاقتراع، هذه جميعها يجب ان ننظر فيها، وبعد ان تنتهي المفوضية من النظر في الطعون، تعلن النتائج النهائية.
*هل تود إضافة أية ملاحظة؟
-نعم.. أريد ان أقدم شكري الجزيل لكل وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة للدور الريادي الذي تمارسه في إنجاح العملية الديمقراطية في العراق وفي الانتخابات الماضية والانتخابات الحالية وفي الانتخابات القادمة.
         
حـــوار: مـال اللــــه فــــرج

486
الســـيده حمديــه الحســيني

أســباب فنيــة أجلــت الاســتفتاء علــى الــدســتور وليســت هنالــك أيــة ضغــوط ســياســيه

ممثل الســيد مســعود البارزانــي ســحب الشــكوى المقدمــه ضــد احــد المرشــحين

خمســون مــراقبا دوليا والفــي مراقــب من منظمات المجتمع المدني  ( 1200 ) وكيل سـياسي يراقبون نزاهــة الانتخابات

وردتنــا زهــاء  ( 136 ) شــكوى اغلبهــا مــن محافظــة الســليمانيه

لا وجــود لاي تدخــل فــي عملنــا مــن أيــة جهــه
   
حوار: مال اللـه  فــرج/
 عدسة: صابر سوركان


في خضم الأستعدادات لانتخابات برلمان كوردستان، ورئيس للأقليم في الخامس والعشرين من تموز الحالي، وعلامات الأستفهام حول تأجيل الأستفتاء على دستور الأقليم الذي كان مقرراً له أن يتم في يوم الأنتخابات، ألتقت (الصوت الآخر) وللمرة الثانية السيدة (حمدية الحسيني) رئيسة ادارة الأنتخابات في أقليم كوردستان، وطرحت امامها علامات الأستفهام تلك، والأهم استقلالية المفوضية ونزاهتها، والموقف من تأجيل الأستفتاء على الدستور وكان هذا الحوار.
 
 
ابرز المشكلات

* كيف تسير عملية الأستعداد للأنتخابات؟ وما ابرز المشكلات التي تواجهكم؟
 
- استعداداتنا تتواصل في جميع الأتجاهات، وأهم ذلك ما يتعلق بالجانب الأداري، حيث نتواصل في عميلة تعيين موظفي الأقتراع.
وطبعاً تم اختيار الكادر من خلال القرعة وبحضور وكلاء الكيانات المختلفة. وسوف تتم عملية التعاقدات معهم تدريبهم على العمليتين الأنتخابيتين اللتين هما انتخاب برلمان كوردستان العراق، وانتخاب رئيس الأقليم، اما بالنسبة للجانب العملياتي فسوف يتم خلال الأسبوع المقبل تسلم اوراق الأقتراع والمواد اللوجستية الحساسة المتمثلة بحبر الأقتراع والأقفال والأمور الأخرى وترد هذه المواد جميعها من خارج العراق وسوف يتم توزيعها ضمن مواصفات المعايير الدولية.
 
* ماذا عن صناديق الأقتراع؟
 
-صناديق الأقتراع هي اصلاً موجودة لدينا في الأقليم، كان هنالك نقص فيها وتم تداركه، وجميع الأستعدادات تسير على خير ما يرام وبشكل جيد، ولم نعان من اية عراقيل، بل بالعكس حكومة الأقليم والوزارات كافة متعاونة معنا بشكل جيد جداً.
 
خريطة الترشيحات

* هل طرأ تغيير على خريطة الترشيحات؟ هل هنالك انسحابات جديدة؟
 
- كلا.. انظمتنا تمنع أية عملية انسحاب أو اندماج خلال هذه الفترة خصوصاً بعد اجراء القرعة وبعد تسليم قوائم الأقتراع الى المطابع، حيث تنتهي وتتوقف أية عملية انسحاب أو اندماج، وهنالك طلبات قدمت ألينا بهذا الخصوص، لكن وفقاً لآلياتنا فأن مجلس المفوضين رفض أية عملية انسحاب أو أندماج.
طبعاً بالنسبة للأئتلافات بقي عددها ثابتاً وهو خمسة ائتلافات، ومجموعها مع الكيانات هو (24) اما عدد المرشحين فهو خمسة مرشحين لرئاسة الأقليم ولم تتم أية عملية انسحاب، والحملة الأعلامية انطلقت يوم 10/7 وهما حملة مكثفة جداً نستهدف منها اعلام الناخب بكيفية الأقتراع، وما هي الوثائق التي بامكانه ان يصطحبها عندما يذهب الى صناديق الأقتراع وايضاً حث الناخب على المشاركة في هذه العملية.
وتتضمن الحملة الأعلامية مشاركة الفضائيات ومسامع اذاعية والملصقات واصدار ملحق باللغات الكوردية والعربية والتركمانية، الى جانب الندوات والأنشطة الصحفية المختلفة والفرق الجوالة، باختصار هنالك حملة اعلامية واسعة ومكثفة نهضت بها المفوضية من أجل حث الناخبين على المشاركة في الأنتخابات.
 


الشكاوي والمخالفات

* ما عدد الشكاوي التي وصلتكم وما ابرزها وما اجراءاتكم؟
 
- وصلتنا زهاء (136) شكوى لحد الآن اغلبها ورد الينا من محافظة السليمانية بالذات تتركز حول وجود مخالفات لحزب ما اثناء حملته الأنتخابية، وجميع هذه الشكاوي تناولت موضوعاً واحداً وهي ليست بالأهمية الكبيرة.
 
* هل تتعلق بتمزيق ملصقات مثلاً؟
 
- تعليق ملصقات في منطقة مثلاً هي خارج ضوابط المفوضية وخارج الضوابط التي وضعتها البلدية، وكذلك عملية وجود شباب يقومون بغلق شوارع بهدف اثارة الفتنة، وغير ذلك وهذه الأمور يجب التثبت منها، وكلها مرفقة بأدلة ومثبتة على (سيديات) وان علينا في ضوء ذلك التأكد من الجهة التي ينتمي اليها هؤلاء لاتخاذ الأجراءات القانونية وأن معظمها تتركز حول موضوع واحد، وهي ليست ذي أهمية كبيرة، وهي خروقات هامشية وليست اساسية.
 
شكوى ممثل الرئيس

* ماذا بالنسبة لشكاوى المرشحين؟
 
- بالنسبة للشكاوى المقدمة من قبل المرشحين، كانت لدينا شكوى مقدمة من قبل ممثل السيد مسعود بارزاني ضد احد المرشحين، بسبب مقال نشر حول السيد رئيس الأقليم، على أثر تحقيق صحفي نشرته احدى المجلات، وقام المرشح المعني بنشر الأساءة الى السيرة الذاتية للأستاذ مسعود بارزاني، وقد اتخذت المفوضية اجراءاتها وتم تدوين افادة ممثل المرشح المعني، لكن ممثل السيد رئيس الأقليم قدم طلباً بسحب هذه الشكوى والموضوع الآن معروض امام مجلس المفوضية لاتخاذ القرار بشأنه، وقد استكملت المفوضية جميع التحقيقات ولم تصدر قرارها لحد الآن.
 
طبيعة العقوبات

* ما طبيعة القرار أو العقوبة في مثل هذه الحالات؟
 
- القرارات والعقوبات تتعلق بحجم الشكوى ونوعيتها وجسامتها، وهو من اختصاص مجلس المفوضية ولا استطيع البت به، لكن العقوبات المتعارف عليها تتعلق بصلاحية المفوضية بأصدار غرامات مالية تتراوح بين المائة ألف دينار ولغاية خمسين مليون دينار.
 
* الا يمكن ان تتعدى العقوبة الغرامات المالية، الى عقوبة حجب ترشيح المعتدي؟
- هذا الأمر يتعلق بجسامة المخالفة، فأذا كانت المخالفة جسيمة جداً، عندها يمكن ان تؤدي الى قرار المفوضية بسحب المصادقة من كيان أو سحب المصادقة من مرشحين، ولكن هذا الامر يتعلق بجسامة المخالفة.
 


لا ضغوط سياسية

* هل هنالك ضغوط معينة تقف وراء قرار المفوضية بعدم امكانية اجراء الأستفتاء على دستور الأقليم في 25/7؟
 
- بالنسبة لتأجيل الأستفتاء على دستور الأقليم، فقد وردنا طلب بتأجيل الأستفتاء بناء على قانون صادر من مجلس برلمان كوردستان العراق واثناء الأستعدادات لاجراء هاتين العمليتين الأنتخابيتين فان المفوضية بذلت جهودها كافة واتخذت جميع الأجراءات لاجراء الأستفتاء يوم 25/7، ولكن بناء على التقارير التي قدمها الفريق الدولي وكذلك تلك التي وصلت الينا من الأدارة الأنتخابية، قسم العمليات والأقسام الأخرى، فقد ابدوا عدم امكانية اجراء عملية الأستفتاء على الدستور في 25/7 لاسباب فنية، لذلك تم اتخاذ القرار بتأجيل عملية الأستفتاء على الدستور، في الحقيقة نحن ننفي وجود أية ضغوط سياسية على المفوضية، فالمفوضية لديها معاييراً دولية تعمل بموجبها، اما الأنتخابات فأنها تسير بشكلها المقرر وحسب ما مخطط لها.
 
عمل مستقل

* هل المفوضية مازالت تعمل بشكل مستقل ومحايد أم ان هنالك تدخلاً في عملها؟
 
- بالتأكيد.. مازالت المفوضية تعمل بشكل مستقل ولدينا فريق دولي معنا من اجل مساعدة المفوضية في الجوانب الفنية، كما أن عملنا الآن يخضع لمراقبة (50) خمسين من المراقبين الدولييين، ومن قبل منظمات المجتمع المدني حيث ان هنالك أكثر من (2000) مراقب وأكثر من (1200) وكيل سياسي كل هؤلاء الى جانب وسائل الأعلام يراقبون عملنا واجراءاتنا، فاي تدخل من اية جهة في عملنا لا وجود له، وفي ختام الأنتخابات، فأن الفريق الدولي والمراقبين الدوليين سوف يوثقون انطباعاتهم، وقناعاتهم بنتيجة الأنتخابات، وسوف يؤكدون، هل ان عملنا كان وفق المعايير الدولية أم لا، وتقاريرهم هي التي سوف تمنح الشرعية لهذه الأنتخابات واقصد بها الشرعية الدولية.
 
صناديق الأقتراع

* ماذا عن صناديق الأقتراع هل تم تصنيعها حديثاً؟

 
- صناديق الأقتراع تم تصنيعها منذ انتخابات عام 2000، وهي قديمة وما زالت المفوضية تحتفظ بعدد جيد منها، وبالتالي فأن أي نقص لهذه الصناديق يتم جلبها من المحافظات الأخرى.
 
وأضافت:
اتمنى ان تكون هذه الأنتخابات نموذجية على مستوى الأقليم وكذلك على مستوى العراق، يشهد الجميع بنـزاهتها وشرعيتها ونجاحها، وأتمنى من الجميع الألتزام بأنظمتنا واجراءاتنا من اجل عدم تسجيل أية مخالفات ضد أي كيان واتمنى من المواطنين المشاركة في هذه الأنتخابات المهمة من اجل ترسيخ الديمقراطية في الأقليم وفي العراق عامة
حـــوار : مال اللـــــه فــــرج

487
مشاكسة
مـدرســة المشــاغبيــن
مـال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   قضيتان هزتا الرأي العام بقوة وعنف في مصر والعراق، واستطاعتا ان تمسكا باهتمامات الاغنياء والفقراء معاً، وكذلك باهتمامات اولئك الضائعين بين الاثنين... فلاهم  من الاغنياء... ولا هم من المعدمين   والفقراء بعد ان سحقت التطورات الاقتصادية المذهلة ( الطبقة المتوسطة ) بقسوة وهدمت اركانها.. وجعلت الاغنياء معلقين في الفضاء... ينعمون بما لذ وطاب.. وجعلت الفقراء يهبطون الى حيث المصائب والمصاعب والبلاء!
•    فرغم    مرور اكثر من  (  64  )  عاما على انبثاق  الجامعة العربيه بأهدافها القومية المعروفه  الا انها فشلت فشلا ذريعا في توحيد الصف العربي والكلمة العربيه والجوازات العربيه والعملة العربيه والمواقف والاهتمامات والسياسة العربيه وحتى الخلافات العربيه  وبقيت   الوحدة العربيه غارقة  بغيوم  التناقضات والخلافات والمنازعات والتوجسات والاتهامات على الرغم من ( نجاح ) الجامعه  التاريخي في عقدها لــ (  32    ) قمة عربية على مستوى الرؤساء،  لكنها مع ذلك فشلت فشلا ذريعا في توحيد الصف العربي  الا ان  قضية مقتل مغنية واحدة، استطاعت ان توحد الشارع المصري... وتمسك باهتمامات الرأي العام   العربي ، وان   توحد توجهات الفقراء والاغنياء وهم يتابعون عن كثب مسلل مقتل المطربة ( سوزان تميم ) الذي امتدت حلقاته وتواصلت احداثه.. وفي الوقت الذي كاد فيه ان يصل الى ( حلقتة النهائية ) ويسدل الستار عليه .. بعد ان حكم على المتهمين بالاعدام.. الا ان للمخرج كان رأياً آخر.. فقد تفتقت عبقرية ( الدفاع ) عن حل ربما يكون سحرياً، وعن ( خطة للانقاذ ) ربما تكون جهنمية، ممثلة بالطعن والنقض اولاً ومن ثم محاولة استمالة واسترضاء والد الضحية، لشراء ( دم المغدورة ) بمبلغ تافه لايتعدى (700) مليون دولار على شكل  (دية) تسربت الاخبار عن مفاوضاتها التي تجري (بسرية تامة) في بيروت.
•   ولو تحقق ذلك.. وارتفع مبلغها الى (ملياري ) دولار فقط    ، فقد يمكن لهذا المبلغ التافه بنظر الاغنياء... والخيالي والفضائي بنظر الفقراء.. ان يسقط حبل المشنقة. عن رقاب المتهمين . وان يطيح بالاعدام وان يمهد الطريق مستقبلا ،  ربما لاغتيال   مليون (تميم) مادامت اثمان الدماء والقتل والموت متوفرة لدى البعض!
•   على الجانب الآخر، شغل المسلسل الفسادي الكبير بحلقاته المتداخلة واحداثه المركبة.. وامتدادات  خيوطه الى الخارج... وتهديداته بالكشف  عن المشاركين الحقيقيين والمحرضين الحقيقيين... والمساندين الحقيقيين والمستفيدين الحقيقيين الذين ربما مازالوا  في الظل ، شغل الرأي العام العراقي، الذي نسي كل مشاكله ومعاناته ومآسيه.. وتحدياته وتوحد في متابعته الميدانية المفصلة لفريق ( ستار اكاديمي التجاره ) الذي امتد وتشعب واستطال.. حتى هبت العواصف الترابية.. التي اسدلت الظلام الترابي على بغداد وماحولها متزامنه مع العواصف البرلمانية من جهة.. ومع التحذيرات الحكومية من جهة اخرى... ومع الملاحظات الحادة الخفية والسرية لهذه الجهة السياسية او تلك... بضرورة غلق هذا الملف قبل ان تنفتح كل صفحاته الخفيه و  تنكشف الحقائق المخزيه ... حفاظاً على الوحدة الوطنية، وعلى سلامة العمليه السياسية.
•   وهكذا ما ان انجلى غبار هذه العواصف المتداخلة.. حتى فوجأ متابعو حلقات هذا المسلسل ( الهندي ) بنقل بطل المسلسل.. واطلاق سراحه بكفالة ماليه .. ومن ثم تسربت الانباء حول ( اقالة ) قاضي التحقيق المكلف بالتحقيق  معه  لرفضه    توفير الايس كريم المطعم بالموز والفراولة للمتهم باعتناره متهما مهما جدا  (  V  I  P  ) ، مما يعد خرقاً خطيراً  لحقوق الانسان  ولحقوق الموقوفين  في باقي السجون والمعتقلات... وهكذا ما عاد باستطاعة متابعي المسلسل معرفة التفاصيل... لكن ربما  باستطاعتهم توقع النتائج، اما الافراج والبراءة لعدم كفاية الادلة، وتقديم مكافأة مجزية له  ( اعتزازا بانجازاته الوطنية الجليله ) ، بعد قبول استقالته او ان نسمع به ( مغـرداً ) من احدى   الدول الصديقة التي يحتفظ بجوازها   الحبيب  الثمين في جيبه وهكذا... يسدل الستار ... وتحفظ  الاسرار 
•   على الجانب الاخر تواصل حكومة الوحدة الوطنية جهودها العلمية والمختبرية والتحليلية والتطبيقية لانتاج اجيال محسنة من المسؤولين العباقــره  بعد  ان كشف عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب عن ترشيح مسؤولين وموظفين كبار ومقربين من القادة السياسيين سفراء للعراق على الرغم من ان بعضهم  وكالعاده لايتمتعون الا بالحد ( الادنى ) من المواصفات ومن بينهم كفاءات متدنية ومع ذلك فإنهم  سوف يمثلون بكفاءاتهم  العظيمة هذه  الوطن في الخارج احسن تمثيل .
•   ان هذا الحدث التأريخي  يميط اللثام عن الجهود الحكومية المبدعة لانتاج اجيال محسنة من المسؤولين من خلال مدرسة فكرية وسياسية عبقرية تقوم على مبدأ ان التسلسل الجيني والمنطقي للتطور البشري يقوم على مبدأ انتقال  الصفات و ( المميزات ) الجينيه من الاباء الى الابناء والاحفاد  وبذلك فان ابن المسؤول لابد ان يكون مسؤولاً وابن الوزير لابد ان يكون في المستقبل وزيراً .. وابن الغفير لا يصلح الا ان يكون غفيراً... وابناء الفقراء المعدمين لا يصلحوا الا ان يكونوا  معدمين فقراء مثل ابائهم ... اما سلالات الاغنياء فإنها سوف تبقى تتواصل وتتناسل ولا تلد الا اجيالاً محسنة من الاغنياء!
•   ووفق هذه ( المدرسة العبقرية ) فإن ابناء المسؤولين حتى لو كانوا عديمي الكفاءة والمهارة وفاقدين لكل المواصفات المطلوبة... فإنهم لابد ان ينخرطوا في ( مدرسة المسؤولية ) ويتمرسوا بالعمل مرة في الاقتصاد.. واخرى في السياسة.. وثالثة في السلك الدبلوماسي.. وسوف يتحسنون بلاشك بعد الف عام  وان كثرت عثراتهم وان تضاعفت اخطائهم.. وان ازدادت خيبتهم... ويكفي انهم ابناء مسؤولين ولانهم كذلك فلا مانع من ان يتحول البلد بامكاناته وقضاياه وحقوقه وثرواته ومصيره  على ايديهم الى ( حقل تجارب ) من اجل   انتاج اجيال محسنة من المسؤولين العباقره .
•   اما الفقراء والمعدمين... فبإمكان ابنائهم تحسين اوضاعهم بالتدريب في فروع مدرسة ( العاطلين والمتسولين ) او في اكاديمية  ( الباعة المتجولين ) سواء في فرع الشورجة او في فرع البياع او في فرع بغداد الجديدة... او في فرع ساحة ميسلون.. وسوف يتخرجون بالتأكيد  باعة متجولين عاجلاً ام آجلاً وان امتلكوا ارفع الكفاءات واعلى الشهادات!  وبامكان المتفوقين منهم اكمال دراسة الماجستير والدكتوراه في  (  مدرسة المشاغبين  )
•   بذلك فإن امام لجنة النزاهة فرصة تاريخية حقيقية، لانتاج مسلسل كوميدي درامي عاطفي رومانسي  جديد يفوق بأهميته وبعدد حلقاته وبمساحة مشاهديه مليون مرة، مسلسل ( ستار اكاديمي التجارة ) لو بادرت بفتح ملف حقائق وفضائح وكفاءات وانجازات وملاحم وبطولات بعض  ( ابناء المسؤولين ) في السفارات والملحقيات... والوزارات والدوائر والمؤسسات لانها ستكتشف حتما  ( كفاءات فضائية ) خرافيه  وعينات علمية نادرة... وطرقاً واساليب جديدة في ( النصب الشفاف ) و ( الاحتيال الرومانسي ) وفي ( الفساد  المشروع  ) خدمة للمصلحة العامة بالتأكيد .
•   عندها لابد من تكميم افواه كل   المشاغبين الاشرار حفاظاً على كرامة بعض المسؤولين  ( الاخيار )  وعلى حرمة الاسرار...

488
مطــران اربــيل والعــماديــة للــكلـدان:

نـريـد ان نتـخلـص مــن هــذه الكلمات   الثـلاث ((  كـلداني سـرياني اشـوري  )) وعليـنا ان نقول نحن   ((   ســـورايا  ))  وهــي تسـميـة قـومـــيه

الدســتور الكردسـتاني جاء مفاجئا لكثيرين حاولوا تفريق هذا الشـعب وهو واحد بحضارة واحده  وبتراث واحد وبدين وايمان واحد وبمعموذية واحده

ان لم تكن الاحزاب والطوائف المسيحية متحدة مع بعضها فسيكون هنالك ثغرة في ان يقبلنا الاخرون

نتمنى انتــخاب الســيد مســعود بارزانــي لانــه ضمانة كوردستان
رسالتي هي رســالة متواصله لرســالة المسيح الذي يريدنا ان نكون دائما محبين ومتسامحين ونزرع المحبه

الرئـــيس البارزاني ينظر للمســـيحيين نظرة الاب والاخ والصديق ؛ نظرةالمحبة والحرص على وحدتهم وحقوقهم

الاحزاب والطوائف المســـيحيه مدعوة الى توحيد نفسها بالمحبه
الرئيـــس البارزاني دعا المســيحيين الى الوحدة والتســامح والى تقرير مصيرهم بأنفســهم

الكلمة التي اطلقها على المســـيحيين كافة هي  ((  ســـورايــا  )) عوضا عن تســميات كلداني او سـرياني او اشــوري

كان انجازا كبيراعندما رفعت واوات العطف بعد ان حاول البعض من المســيحيين ســواء كانوا رجال دين او مســؤولين حزبيين ان يفرقوا هذا الشــعب ولكن القراركان للدســتور الذي جعلنا شــعبا واحدا
 حــوار: مــال اللــه فــرج







 
 
 
أين يقف الأقليم بقيادته السياسية والحكومية وبتعامله وممارساته اليومية من حرية الاديان، ومن مبادئ الأنفتاح على الآخر، ومن تعزيز قيم المحبة والتآخي والتسامح والمساواة؟
وفي ضوء ذلك.. كيف ينظر المسيحيون الى موقعهم في خارطة المكونات الكوردستانية والى حاضرهم ومستقبلهم وهم بين الأفتراقات القومية ووشائج الوحدة الدينية.
(الصوت الآخر) ألتقت شخصية دينية مسيحية معروفة تتمازج فيها ثراء الوعي الأجتماعي الوطني، بثراء الموقع والثقافة الروحية بغزارة وغنى التجربة الميدانية، ذلك هو المطران (ربان القس) مطران اربيل والعمادية للكلدان، الذي كان مثقلاً بهموم الوحدة المسيحية ومنشرحاً ومتفائلاً في الوقت نفسه بالدستور الكوردستاني الذي يرى فيه انتصاراً وتعزيزاً للوحدة المسيحية ذاتها.
وما بين طبيعة العلاقات بين المكونات الدينية في الأقليم، والمشاركة المسيحية في الحكومة وانطباعاته عن شخصية الرئيس البارزاني خلال لقاءاته المتعددة به، والأنتخابات القادمة وحرية الطقوس الروحية المسيحية امتد النقاش وتشعب.. لتكون هذه هي الحصيلة:

مـال اللــه فــرج

 
 
علاقات المكونات الدينية

* كيف تنظرون لطبيعة العلاقات بين المكونات الدينية في الأقليم؟
 
- اهلاً وسهلاً بكم، وأنا سعيد بالتحدث الى (الصوت الآخر) وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، في ان اتحدث، لان رسالتي هي رسالة متواصلة لرسالة المسيح الذي يريدنا ان نكون دائماً محبين ومتسامحين، وان نزرع المحبة.. ان الطوائف الدينية مدعوة بالذات الى توحيد نفسها بالمحبة، وبالذات الأحزاب المسيحية والطوائف المسيحية ان لم تكن متحدة بعضها مع بعض عندئذ يكون هنالك ثغرة في ان يقبلنا الآخرون.. اليوم لا نرى حالات مثلما كنا نراها سابقاً، ولن استعمل ولا استعمل هذه الكلمة: ان اقول هذا مسيحي وهذا مسلم وهذا ايزدي، ولكن اقول اليوم ان خطاب وحديث الآخرين عن الآخر هو خطاب قبول الآخر وعدم رفضه وهي بوادر للمحبة والتسامح والأخوة وبالذات انني اليوم ادعو اخوتي المسيحيين من كل الطوائف أن تتحد فيما بينها، واليوم ما سمعنا في اقليم كوردستان بانه جمعنا عندما حاول البعض ان يفرقوا ويقولوا تسميات القومية الكلدانية، والقومية الآشورية والقومية السريانية، اتى الدستور الكوردستاني مفاجئاً لكثيرين حاولوا ان يفرقوا هذا الشعب وهو واحد كما ذكرت دائماً واذكر في الكتابة وفي الحديث مع وسائل الأعلام المختلفة باننا شعب واحد وحضارة واحدة وتراث واحد ودين وايمان واحد ومعمودية واحدة، ونريد فيما بيننا ان نتحد وان ننسى خلافاتنا لكي ينسى الآخرون ايضاً خلافاتهم معنا، فكيف يتعامل معي أخي المسلم عندما يراني لا أعيش بمحبة ووفاق مع أخوتي المسيحيين بسبب التسميات الطائفية والدينية والنظرة الضيقة، فيقول لي مسيحكم يدعوكم دائماً والأنجيل يدعوكم دائماً بان تكونوا محبين بعضكم بعضاً وهذا شعار المسيحية بان ننبذ الخلافات وان تكون هنالك رعية واحدة وراع واحد.
 
اوضاع المسيحيين

* كيف ترون اوضاع المسيحيين في الأقليم؟
 
- لا اريد ان اجزأ شعب كوردستان الى مسيحيين والى كورد مسلمين وآخرين، أيزديين لكننا نعيش ضمن هذه المجموعة التي تسمى المجموعة الكوردستانية باختلاف انتماءاتها ودياناتها، نحن فوقنا قانون يجب ان نحترمه، وهناك حقوق وواجبات، حقوق علينا ان نحصل عليها وواجبات علينا ان نؤديها فلا فرق ما بين كوردي وعربي ومسيحي أو (سورايا) كما اسمي الكلمة التي أتداولها دائماً عوضاً عن ان استعمل كلمة كلداني سرياني آشوري، وكما تحدثت دائماً وأكدت نحن نسمى (سورايا) وهي كلمة للتعبير عن القومية وهي (سورايا مشيحايا).
 
 
* هل يمارس المسيحيون شعائرهم الدينية بحرية في الأقليم؟
 
- بالطبع، ذكرت هذا وبامكان أي واحد يشك في ذلك، وخاصة اولئك الذين يأتون من الخارج سواء كانوا اجانب أم مغتربين ليروا بام اعينهم بأن ابواب الكنائس مفتوحة وهناك كنائس وهناك مسيرات روحية كما قمنا ونقوم بها وتجمعات شبابية وتعليم وصحافة وتلفزيون والقنوات الفضائية غير المسيحية تأتي لتنقل الأحداث والقداديس والأحتفالات والمناسبات الدينية، وهذه دلالة على اننا احرار في كوردستان، وكما قال اليوم دستور اقليم كوردستان الكل أحرار في دينهم، وكل شخص حر في اختيار ما يريده وفي ضميره والضمير يتحكم، والقانون يتحكم علينا.
 
المشاركة المسيحية

* هل أنتم راضون عن المشاركة المسيحية في الحكومة وفي باقي الحلقات الأدارية؟
 
- أنا لا أنظر الى تبوأ المناصب أو الوظائف سواء في اقليم كوردستان أم في العراق عبر هذا المنظار الديني، أو القومي، لكن اقول الكفوء يحتل موقعه، سواء كان مسلماً أم مسيحياً أم ايزيدياً أم كوردياً أم عربياً، لا ان يعطي هذا الموقع لفلان لانه مسيحي.. أو للأخرين.. لكن على الأنسان مهما كان ان يثبت جدارته وكفاءته في تولي الوظائف المختلفة.
 
* كيف تقيمون رعاية رئاسة الأقليم والحكومة للمسيحيين في الأقليم؟
 
- مرة اخرى اقول بأن الحكومة تنظر الى الجميع من خلال نظرة واسعة بانهم كلهم مواطنون وكلهم يعيشون تحت راية اقليم كوردستان وتدعو الجميع بأن يعملوا ما بوسعهم لاعطاء صورة حقيقية للتسامح والمحبة والأحترام، والنهوض بهذه البقعة العزيزة (كوردستان) لكي تكون نموذجاً للعراق وللعالم كله، وعلى الجميع ان يبذلوا ما بوسعهم، وحكومة كوردستان ترعانا واقول أنها تدللنا اكثر من الآخرين وترعانا وكأننا بحاجة الى هذه الرعاية، ولكن انا اقول دائماً، أنا اريد ان ابين ان كنت متمكناً بان احصل على منصب، لاقوم بخدمة اقدر عليها فالقانون يجب ان يرعى الجميع، فهناك الأنتخابات وهناك الأقتراع، وعلينا ان نتحرر يوماً من الأنتمائية العشائرية والقلبية والدينية وان نكون مواطنين متساوين لنتنافس وهذا حق مشروع على المناصب ان كانت رئاسية وان كانت وزارية أم وظيفية، الأمكانية هي التي تقرر اهلية هذا الشخص لاشغال منصب يصبو اليه ويتمناه.


الحقوق القومية

* هل يمارس الكلدان والسريان والآشوريون حقوقهم القومية بحرية؟
 
- من يقدر ان ينكر انهم يمارسون حقوقهم، أنهم احرار في الأختيار لا بل انهم أنشقوا كثيراً وانشغلوا بامور اعتبرها غير بناءة اضاعوا مشيتهم واضاعوا انفسهم ببعض الكلمات الفارغة وكانوا مدعوين لان ينكروا هذا كله ليكونوا كتلة واحدة في اقليم كوردستان والعراق ليؤدوا هذا الواجب متحدين وليس متشرذمين متحابين ولا مبغضين بعضهم بعضاً، أو متباعدين بعضهم عن بعض، واليوم هم احرار، ولكنني ادعوهم مرة اخرى الى الأتحاد ونبذ الخلافات وعدم الصعود على اكتاف الاخرين ليكونوا ضحية كلمات فارغة والفاظ لا تقدم بل تؤخر.
 
* هل ساعدت او تساعد حكومة الأقليم في بناء الكنائس وترميمها؟
 
- نعم.. وكل ما حدث في اقليم كوردستان سواء من بيوت أم قرى اعيد بناؤها وكنائسها ومدارسها فأنهم قطعة وجزء من هذا الشعب في اقليم كوردستان ونتمنى ان يكون المسيحيون قد وصلوا الى هذه النقطة بأنه محكوم عليهم بان يتحدوا، والا فسوف يضيعون انفسهم.
 
بناء الكنائس

* هل هنالك خطر أو قيود على بناء الكنائس في الأقليم؟
 
- لم أر ولم اسمع بهذا، وحريتنا مفتوحة واستطيع القول بأننا احرار في بناء كنائسنا بدون ان نرى أية صعوبة في ذلك.
 
* هل هنالك تدخل من قبل الحكومة في ممارسة الشعائر الدينية المسيحية؟
 
- كلا، ولم اشاهد يوماً غلق ابواب الكنائس او يأتى لنا بكتاب يلزمنا بقراءته وهذا كان يحدث أيام النظام البائد عندما كانت الخطابات والمواعظ في اقليم كوردستان حتى الكنائس كانت في بعض الأحيان تراقب ويجبر رجال الدين احياناً بقول هذا الشيء، وطبع هذا الشيء وحذف ذلك الشيء والمساجد بالذات كانت تراقب مراقبة مباشرة وتفرض عليها بعض الخطابات.
 
* كم مرة التقيتم بالرئيس البارزاني وما انطباعاتكم عن تلك اللقاءات؟
 
- مرات عديدة التقيت الأستاذ مسعود بارزاني رئيسنا، ونتمنى ان ينتخب مرة ثانية، والشعب لن يرى افضل من اخينا وعزيزنا مسعود بارزاني، واعرفه منذ مدة طويلة وقد التقيته مرات ومرات وزارني في قرية (كومانا) مرتين في عامي 1991 و1992 والتقيته في مناسبات كثيرة وفي اماكن اخرى.
 
شخصية الرئيس

* ما هي انطباعاتكم عن الرئيس البارزاني؟
 
- أنه اخ عزيز وهبة من السماء اعطي لنا، وهو يسلك نهج ابيه في توحيد اقليم كوردستان، وزرع المحبة والتعايش والأخوة ونبذ البغض، وقد دعا امس في المؤتمر الصحفي الجميع بان يكونوا متسامحين وان لا يشهر احد بالآخر في هذه الحملات الأنتخابية للرئاسة والبرلمان، وكلنا علينا ان نستمع اليه لانه اخ عزيز واب عزيز يسلك وينهج نهج البارزاني مصطفى الذي احببناه واحبه الشعب واليوم نعيش في ظل ما ضحى لاجله بيشمركتنا الذين سبقونا في النضال من اجل كوردستان، وما نعيش في ظله اليوم هو بفضل الذين بذلوا دماءهم بأختلاف طوائفهم وانتماءاتهم ولن ننساهم، وعلينا ان نعمل ونصلي لاجلهم وان لا ننسى من تركوا وراءهم وان يكونوا معززين محترمين.
 
* هل ترون ان الرئيس البارزاني يمثل الضمانة الحقيقية لكل مكونات الأقليم؟
 
- رأينا ذلك ليس في الأقليم فقط، لكنه هو الذي وفق وجمع الذين كانوا يتخاصمون في بغداد، وساعد في تكوين البرلمان العراقي وحكومة بغداد وزرع الوئام والمحبة، وهو عنصر الخير الذي تمكن ان يدخل قلوب الآخرين من ابوابها الواسعة بمحبته وابتسامته وبساطته، وهو الأنسان الذي لم نر حقداً أو كرهاً في تعامله مع الآخرين، وحديثه كان دائماً صريحاً ومقتضباً ومباشراً، وهذا هو نهجه حيث ان الدبلوماسية الملتوية لا وجود لها في حياته السياسية، وهو يناضل دائماً من اجل شعبه ولا يضحي بهذه المكتسبات التي ورثها من الذين سبقوه، وبالذات من والده الراحل مصطفى البارزاني، فأنه كما قلت هبة اعطيت لنا في هذه الأزمنة حيث أنه تمكن ان يوحدنا في اقليم كوردستان وكذلك في العراق.
 
نظرة البارزاني للمسيحيين

* كيف ينظر الرئيس البارزاني الى المسيحيين؟
 
- ينظر اليهم دائماً نظرة الأب والأخ والصديق ويحبنا دائماً ويريد وحدتنا وما رأيناه أنه كان العنصر الذي دعا المسيحيين الى عدم التجزئة وان يرفعوا واوات العطف عندما يصدر دستور اقليم كوردستان، دعانا جميعنا الى الوحدة والتسامح وانتظر كثيراً، وقال لن اقدر ان اقرر، بل انتم الذين تقررون مصيركم لانني لست المقرر لكنني ادعوكم لان تتحدوا، واليوم سمعناه ورأيناه في أعلان مسودة دستور اقليم كوردستان لانه كان انجازاً كبيراً عندما رفعت واوات العطف وحاول البعض من المسيحيين سواء كانوا رجال دين أم مسؤولين عن الأحزاب، حالوا ان يجزئوا هذا الشعب ولكن القرار كان للدستور الذي جعلنا شعباً واحداً ونريد ان نتخلص من هذه الكلمات الثلاث، (سرياني، كلداني، آشوري) وعلينا ان نقول نحن (سوراي) وهي تسمية قومية، ولو سألت أي شخص مسيحي صغيراً كان أم كبيراً سواء في اقليم كوردستان أم في العالم سيقول لك أنا (سورايا .. مشيحا....) أي انا سورايا مسيحي، ولم نقل سابقاً هذه الكلمات التي نستعملها الآن والتي اصبحت (موضة) في هذه الأزمنة الأخيرة من بعد الأنتفاضة، ومنها كلداني، والقومية الكلدانية والقومية الآشورية والقومية السريانية، كلها ألفاظ لا تجدي نفعاً، تفرق ولا تقرب ولا توحد فنحن نتمنى ان نرجع الى هذه الكلمة التي يستعملها الجميع وهي كلمة (سوراي) وهي الدلالة على قوميتنا.


 
دعم المهجرين

* هل انتم راضون عن دعم الأقليم للمسيحيين المهجرين من بقية انحاء العراق؟
 
- الدعم هو ان المسيحيين يجب ان يؤمنوا بتربة ارضهم وان كانوا يريدون الحفاظ على هويتهم فأن عليهم المحافظة على هذا الدعم عندما اعيدت قرانا وبنيت مرة اخرى، هذا اكبر دعم وكذلك اولئك الذين اتوا وتركوا كل شيء في بغداد والموصل والبصرة، أين استقروا؟ لقد استقروا في اقليم كوردستان، وهذا دعم كبير لهم.. وهناك من حصل على وظائف أو اصبح رجل اعمال، أو اشترى بيوتاً ويمارس التجارة، لا فرق بين من يعيش في اقليم كوردستان وبين من التجأ الى الأقليم بعد أن قست الظروف عليه.
 
* كيف تنظرون الى التجربة الديمقراطية في الأقليم؟
 
- الديمقراطية هذه ستكون نموذجاً للعراق كله، حياة يجب ان نحياها ونعيشها في داخلنا، كثيراً ما نستعمل كلمة (الديمقراطية) لكن الديمقراطية حياة هي تعود، هي تربية، هي زرعها وغرسها وتكوينها وتعليمها في حياتنا اليومية وليس فقط ان ندعي بها الديمقراطية تعني ان احترم الآخر، وان لا ارفض الاخر وان اقبله وأن لا أستخدم في خلافي مع الآخر الا الطرق القانونية، لكننا اليوم لم نتحرر بعد من هذه القبلية والعشائرية والأنتمائية والنظرة الدينية الضيقة والكثرة للتغلب على الآخرين هذه الأشياء تجعلنا كأننا نعيش في غابة، لكن في اقليم كوردستان هنالك دائماً التسامح والمحبة واحترام القانون ونبذ الأخذ بالثأر وعدم اللجوء الى القتل ونبذ الاخر، وهناك القانون الذي هو الحكم الفاصل في جميع الخلافات والمتخالفين.
 
حقوق الأنسان

* كيف تقيمون حقوق الأنسان والحريات العامة في الأقليم؟
 
- حقوق الأنسان هي معركة صعبة يجب ان نعيشها في حياتنا اليومية ان كان الرجل مع المراة، والمراة مع الرجل، والأباء مع الأبناء، والأولاد مع آبائهم وكذلك في المدرسة وفي العمل هناك دائماً التسامح والمحبة، يجب ان يكون خطابنا ان كنا في الكنائس أو في المساجد، أو من مواقع المسؤولية الأخرى، ان تكون سمة كلامنا دائماً سمة المحبة والتسامح، فعندما ترى بلداً متسامحاً مسالماً يعيش دائماً في امان وعكس ذلك عندما ترى القانون بعيداً، وشريعة الغابة هي المتنفذة عندئذ كل شيء يصبح مباحاً ويصبح الأنسان ذئباً لاخيه الأنسان ورسالتي دائماً هي أن ادعو الآخرين لان يكونوا محبين لبعضهم وان نتمسك بمواطنتنا، فالمسلم هو أخي والمسيحي هو أخي، والأيزدي هو أخي، ولا انظر للأنسان لا من خلال دينه ولا من خلال قوميته، بل انظر اليه من خلال انتمائه ووطنيته، فبقدر خدمته وتفانيه من اجل تربته عندئذ اقول انه عظيم، امام عيني وامام الله وامام الشعب والقانون.
 
* كيف تنظرون للأنتخابات البرلمانية ولأنتخابات رئاسة الأقليم؟
 
-   ننظر اليها بتفاؤل.. بالأخص وان الرئيس البارزاني اوصى بان لا يكون هنالك تدخل من أي طرف سواء من قبل (الآسايش) وهو الجهاز الأمني، أو من قبل الشرطة أو البيشمركة أو من قبل أي شخص، وعدم استعمال العنف من قبل أي شخص ضد الآخر وقد اوصى بأن تكون الأنتخابات وصناديق الأقتراع هي الحكم الفصل، وأن يكون كل فرد حراً في منح صوته لمن يريد وان يكون الضمير هو المتحكم والحكم على كل شخص.
-   
آفاق المستقبل

* أخيراً.. كيف تنظرون الى المستقبل؟
 
- المستقبل لا ننتظره، بل نقوم بصنعه يوماً بعد يوم، فعندما يكون كل شخص ملتزماً ومؤمناً ومضحياً بوقته وحياته من اجل تقدم هذا البلد ويزرع المحبة والأخوة والتسامح ولا ينتظر من ألاخرين ومن الحكومة ان يفعلوا شيئاً وان يسأل نفسه انا ماالذي بامكاني ان افعله في حياتي اليومية دون أن ينتظر الآخر ان ينوب عنه، عندئذ يقول كما ربيت وكما علمت وكما عشت، سوف احصل على مستقبل أنا تعبت فيه وليس مستقبل انتظره ولم اتعب به فياتي بما لا اشتهيه.
 
حــوار_ مـال اللـــه فـــرج
عدســة صابــر ســوركـان

489
مشاكسة
مســاعدات  انســــانيه
جــــدا جـــدا جـــدا
مـال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   منذ سقوط النظام البائد، وبعض  (  المغرضين والدجالين والمزايدين والساذجين وتجار الشعارات الوطنية واصحاب الضمائر المريضة والنفوس السوداء  )  يحاولون الاساءة لجيراننا الاعزاء الاوفياء، عبر الايحاء بكل السبل والطرق والوسائل بعداء دول الجوار لنا مدعين زوراً وبهتاناً تدخل  هذه الدول النبيلة النزيهه بالشأن العراقي في الوقت الذي شهد فيه العراق واحدة من اضخم حملات الاغاثة الانسانية في التاريخ من قبل دول الجوار الصديقة والشقيقة كل حسب امكاناته، ودرجة محبته.
•   واذا كان البعض من دول الجوار قد فعل ذلك تجسيداً لانسانيته المفرطة ، فأن البعض الآخر فعل ذلك لرد قسم من   من ديون العراق وافضاله عليه يوم كان العراق ينثر امواله يميناً ويساراً  لإغاثة اصدقائه واشقائه.
•   ووفق ( ارفع القيم ) والالتزامات الاخلاقية والانسانية   تدفقت المساعدات المختلفة على العراق والعراقيين ، من دول الجوار ( النبيله  )  بدءاً من المواد الغذائية الفاسدة ، والادوية الملوثة والمنتهية الصلاحية مروراً بالمجرمين والارهابيين والقتلة واللصوص، وانتهاءاً بالمفخخات والمتفجرات والعبوات الناسفة واللاصقة والمسدسات كاتمة الصوت والقاذفات والالغام والصواريخ مختلفة الانواع  والاحجام  .
•   وهكذا حول هؤلاء ( الاصدقاء و  الاشقاء ) المخلصين والاوفياء العراق الى  بحيرات من الدماء و الوزارات والمؤسسات  الى هياكل محترقة وبيوت العراقيين الى مآتم ومراثي حتى وصل عدد الارامل الى مليوني ارملة ، وعدد اليتامى الى خمسة ملايين يتيم وفق احصائيات منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة، وبات العراق واحداً من اكبر الدول التي تستهلك القماش الابيض والاسود، الابيض لاكفان الشهداء ، والضحايا.. والاسود للارامل واليتامى   .
•   ومع كل تلك ( المساعدات الانسانية النبيلة ) التي لم يشهد لها العالم مثيلاً عبر تاريخه الطويل ، فإن (  الحاقدين والدجالين والمزايدين وتجار الشعارات الوطنية والمنافقين واصحاب الضمائر الميتة والصحفيين )  ذوي الالسن الطويلة مازالوا يصرون على اتهام دول الجوار بالتدخل في شؤوننا الداخلية في الوقت الذي اظهرت فيه كل المؤتمرات التي عقدت لهذه الدول المبدئية الثورية الابية سواء كانت في  انقرة او عمان او شرم الشيخ او القاهرة صفاء سرائرها.. ونقاء ضمائرها  ونزاهة مواقفها سواء من خلال تصريحات مسؤوليها بعدم  تدخلهم  في شؤون العراق الداخلية، او من خلال المصافحات الحارة والقبلات الساخنة التي تبادلتها  وفود هذه الدول مع الوفود العراقيه امام عدسات  الفضائيات، وكانت بحق في معظمها نسخاً محسنة من قبلة ( يهوذا ) التي سلم بها المسيح لأعدائه.
•   وفي اطار هذه ( المساعدات الإنسانية النبيلة ) فقد اعرب شرفاء واحرار احدى دول الجوار عن استعدادهم لتوسيع دائرة مساعداتهم الانسانية (  بملئهم  للفراغ الامني  ) في العراق في  حالة انسحاب القوات الاجنبية متعددة الجنسية منه ، ربما لانجاز واحد  من انبل اهدافهم الانسانية واشرفها وهو ( تحرير العراق من نصف العراقيين ) المشاغبين والمشاكسين والمتمسكين بوطنهم ، ومع ذلك فإن بعض المنافقين والمغرضين والمزايدين فسروا ذلك الموقف الاخلاقي الانساني النبيل ( تدخلاً ) في شؤوننا الداخلية.
•   في خضم هذا كله، فإن الاخيار والابرار والشرفاء والاتقياء والانقياء والمخلصين والنزيهين سواء في  مجلس النواب او في  الحكومة او في الكيانات والتحالفات السياسية مازالوا يؤكدون ويصرون ويقسمون  على عدم تدخل هذه الدولة او تلك في شؤوننا الداخلية وان لا ادلة ولا شواهد ولا قرائن ولا وثائق ولا  مستمسكات على هذه التدخل ( المزعوم ) وربما ان هذه الاسلحة والمتفجرات والصواريخ والعبوات الناسفة، يقوم بتهريبها الى العراق فريق ميكي ماوس وتوم آند جيري من الكواكب الاخرى.
•   وفي كل مرة يتم فيها اكتشاف الاسلحة المختلفة، والعبوات الناسفة التي تحصد ارواح العراقيين، وتعمق جراحاتهم ومآسيهم وتضيف الى اعداد الارامل واليتامى العشرات فإن الاجهزة الامنية  المختصة تحجم  كالعادة عن  ذكر مصدر ( معدات الموت ) الإنسانية تلك، مكتفية بالتأكيد بأنها من (احدى دول الجوار) حتى اصبح هذا المصطلح ( الذكي ) مرادفاً لمصطلحات الجثث مجهولة الهوية، والمجرمون مجهولوا الهوية.. والسيارات المجهولة التي بإمكانها ان تهرب دائماً  بعد اقتراف  الجرائم الى جهات مجهولة.
•   بيد ان ما اثار ادانة وحنق وقلق وتساؤل واستنكار واستهجان  العراقيين، ماتناقلته اجهزة الإعلام مؤخراً حول دخول ( الهدايا الإنسانية لدول الجوار ) منعطفاً خطيراً، حيث نقلت شبكة (......) الاخبارية بتاريخ 23/6/2009  تأكيدات لمصادر مطلعة في وزارة النفط العراقية حول دخول مواد متفجرة صغيرة الحجم وغريبة الشكل وغير مألوفة سابقاً الى العراق، وهي عبارة عن ادوية ( كبسولات ) وحبوب ( براسيتول ) موضحاً ان هذه المتفجرات الصغيرة تستخدم لاستهداف صهاريج الوقود ومحطات التعبئة حيث توضع هذه المتفجرات في خزانات الوقود لتنفجر بعد فترة قصيرة جراء تفاعلها مع الوقود.
•   واشارت هذه المصادر الى ان الكميات الداخلة هي اكثر من (300) شريط، وحيث ان كل شريط يحتوي على عشر كبسولات متفجرة، فأن هذه الكمية ( المتواضعة ) من (المساعدات الإنسانية المتفجره ) كافية لتفجير ثلاثة آلاف سيارة بسائقيها وبركابها .
•   ومع خطورة هذا الاستهداف ( الانساني ) الدنئ فإن هذا المصدر الوطني الشريف رفض كالعادة الكشف عن اسم الدولة الصديقة او الشقيقة التي ارسلت مساعداتها (الانسانية) هذه لتحصد المزيد من ارواحنا مما يضعه تحت طائلة المسؤولية الوطنية المباشرة.
•   وفي وقت مايزال فيه بعض البرلمانيين المخلصين والسياسيين النزيهين و المسؤولين الشرفاء يخوضون حرباً ضروساً، ضد بعض العراقيين الاشرار الذين يتهمون دول الجوار بالتدخل بشؤوننا الداخلية.
•   في خضم ذلك.. فان السؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو تسللت هذه الادوية المتفجرة الى الاسواق وتناولها المرضى !
•   والاهم! ماذا لو قامت الدولة المعنية بتحسين نوعية هذه (المساعدات) الإنسانية الشريفة لتشمل المعلبات والآيس كريم، والحلوى وحاولت اغراق الاسواق العراقية بها ؟
•   والسؤال الحيوي، لو ان العكس هو الذي حدث، ولو ان العراق هو الذي قام بمثل تلك الاستهدافات الدموية الارهابية الم تكن الدولة المستهدفة قد بادرت لاعلان الحرب علينا، الم يكن مسؤوليها قد هرولوا بملابسهم الداخلية الى مجلس الامن الدولي لاستصدار قرارات  العقوبات ضدنا ؟ الم يكونوا قد سارعوا لتقديم طلب بإحالة المسؤولين العراقيين الى محكمة الجزاء الدولية بتهمة الابادة الجماعية ؟ فلماذا التكتم على مثل هذه  الدول المارقة اذاً؟ ولماذا الصمت على جرائمهم واستهدافاتهم.. ام ان  صمت البعض  غالباً مايكون مدفوع الثمن؟
•   اللهم وفق الاخيار.. من دول الجوار،
•    وقنا حقد وغدر وخسة الاشرار.

490
رئيسة ادارة الأنتخابات الكوردستانية:

لم تتعرض المفوضية لأية ضغوط لاستبعاد اي مرشح أو اي كيان

صناديق الاقتراع ستكون شفافه وبامكان المعنيين التأكد من عدم وجود اوراق مسبقه فيها

على ديوان الرقابة الماليه التأكد من عدم استخدام اموال الدوله للدعاية الانتخابيه

لم يتم استبعاد ايا من المرشحين لكن احدهم انسحب طوعيا

اوراق الناخبين تضم مواصفات سرية ولا يمكن لاية جهة محلية او اجنبية تزويرها

مجلس المفوضين لم يصادق على قائمة ((  هيـــوا  )) في ضوء اعتراضات مجلس الامن القومي ولا علاقه لحكومة الاقليم بذلك

نسنطيع التأكيد بان الانتخابات تسيــر 100%  وفق المعايير الدوليه

وضعنا جدولا عملياتيا وخططا تفصيليه بمساعدة الفريق الدولي للامم المتحده

لا يوجد اي تدخل من اية جهة في عمل المفوضيه

جهات دولية وعربية واسلامية لمراقبة الانتخابات في مقدمتها الامم المتحده والاتحاد الاوربي والجامعة العربيه ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمات المجتمع المدني

اشترطت الدعاية الانتخابيه عدم استخدام المساجد والشعارات الدينيه او اتهام الكيانات او المرشحين بالطائفية او بالعنصرية او بالارهاب

                                                                        حـــوار: مـال اللــه فــرج
 


 
* في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي لأنتخابات رئاسة الأقليم والبرلمان الكوردستاني في دورته الجديدة المؤمل اجراؤها في الخامس والعشرين من تموز، فأن عملاً مهنياً دقيقاً وواسعاً وحيوياً تتسارع ايقاعاته هو الآخر، منطلقاً من (خلية الجهد العملياتي) التي تمثلها بكفاءة عالية المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات ومحطتها الميدانية في الأقليم التي تمثل جهداً حقيقياً مسؤولاً في جميع الأتجاهات من اجل انتخابات قانونية في غاية الشفافية والنـزاهة ووفق ارفع المعايير الدولية تجسيداً لطموح يتطلع الى مشاركة فعالة تقترب من 100%.
* وراء هذا العمل الميداني الكبير بحيويته المتفاعلة تقف خلية مهنية متوافقة ومتفاعلة ومتجانسة، تدرك دقة مسؤولياتها جيداً، وتحرص على النهوض بها بمستوى الأمانة والأعتزاز، هي السيدة (حمدية الحسيني) ماجستير في القانون الدستوري، عضو مجلس المفوضية العليا للأنتخابات في العراق، والمكلفة برئاسة ادارة هذه الأنتخابات والأشراف عليها.
* من بين الأجتماعات المكثفة، ولقاءات الدبلوماسيين، ومنظمات المجتمع المدني ومتابعة كل تفاصيل العمل الميداني وحلقاته المختلفة انتزعناها لنصف ساعة فقط، كانت كافية لترسم لنا بخبرتها المهنية وتجاوبها حدود خريطة الأستعدادات والأنتخابات وكان هذا الحوار:
 
                                                                                              مـال اللــه فــرج
 
تقييم الأستعدادات

* كيف تقيمون استعدادات المفوضية للأنتخابات؟
 
- وضعنا قبل حوالي الثلاثة اشهر جدولاً عملياتياً، يتضمن التوقيتات الزمنية لتنفيذ مراحل الخطة الخاصة بالأنتخابات في الميادين الأدارية والأعلامية والأمنية وغيرها وبالتالي فقد وضعنا في كل جانب من هذه الجوانب خطة تفصيلية وفق جدول زمني بمساعدة الفريق الدولي للأمم المتحدة وبالتالي فأن عملنا وفق تلك الخطط والتوقيتات يسير على ما يرام وصولاً الى يوم الأقتراع.
 
* هل كانت التعبئة الجماهيرية وفق تصوراتكم كافية؟
 
- بالحقيقة ان اشارات عملية تسجيل الناخبين، وعملية تحديث سجل الناخبين اعطتنا اشارات ودلالات على اهتمام الناخب في اقليم كوردستان بهذه العملية الأنتخابية، اذ إنها كانت من اكبر عمليات التسجيل في العراق منذ عملية تحديث سجل الناخبين التي تمت في عامي 2005 و 2007، حيث أن العدد الذي سجل لم يتم تسجيله مسبقاً، وهو عدد كبير جداً، حيث تم تحديث معلومات (720) ألف ناخب ولو اعتبرنا ان كل ناخب يراجع عن عائلة عدد افرادها (3) فان العدد يصل الى (2.100.000) مليونين ومائة الف، أي ما يعادل 80% من مجموع الناخبين بادروا للتأكد من وجود معلوماتهم في هذه السجلات.
 
* كم تتوقعون ان تكون نسبة الأقبال على الأنتخابات؟
 
- اذا اخذنا بنظر الأعتبار عملية تحديث سجل الناخبين والأرقام التي حصلنا عليها، فأن ذلك يوفر لنا دلالة واضحة عن وجود اهتمام حقيقي للمشاركة في العملية الأنتخابية، لان الذي يبادر بتحديث البيانات الخاصة به، سوف يحضر 100% في يوم الأقتراع ويدلي بصوته، لذلك فانني اتوقع ان الأقبال سيكون جيداً جداً.
 
* كم تقدرين نسبة الذين سيشاركون في الأقتراع؟
 
- بما أن نسبة التحديث 80% فأنني اعتقد ان نسبة المشاركة لن تقل عن 80%.
 
 
شروط الدعاية

* ما ابرز شروط الدعاية الأنتخابية؟
 
- الكثير من الضوابط تم وضعها بموجب قانون تعديل انتخاب برلمان اقليم كوردستان، ومن ضمنها، عدم استخدام ممتلكات الدولة مثل الأبنية والسيارات وموازنة الدولة واموالها... وعدم جواز استخدام النفوذ الوظيفي لغرض الدعاية الأنتخابية أو استخدام المساجد ولا الشعارات الدينية لغرض الدعاية الأنتخابية، كذلك لا يجوز خلالها الأتهام أو الطعن بكيان او بمرشح آخر من خلال اتهامه بدون وجه حق بالطائفية أو بالأرهاب أو بالعنصرية وغيرها.
 
الكيانات المتنافسة

* كم عدد الكيانات المتنافسة وهل تم استبعاد بعضها ولماذا؟
 
- الكيانات المسجلة لدينا هي (24) كياناً من ضمنها الأئتلاف وهي مستوفية لشروط الأنتخابات، تم الأعتراض على احد الكيانات وهو قائمة (هيوا) على ما اعتقد.
 
* ما السبب؟
 
- الأعتراض هو من قبل مجلس المفوضين طبعاً. ولم تتم المصادقة عليه بسبب ورود معلومات من وزارة الأمن القومي في بغداد، اكدت عدم توفر شروط المصادقة في هذا الكيان.
 
* هل  تقصدين ان حكومة الأقليم لا علاقة لها بالموضوع؟
 
- نحن لم تردنا معلومات من حكومة الأقليم، بل ان المعلومات التي وردت الى مجلس المفوضية في بغداد، هي معلومات وردت من مجلس الأمن القومي من بغداد، ومجلس المفوضين في بغداد هو الذي اتخذ القرار وبالتالي فان العملية هي استناداً للقانون، وهو ان لمجلس المفوضين الحق في المصادقة على كيانات ورفض كيانات اخرى حسب توفر الشروط القانونية، طبعاً ان قرارات المجلس هنالك آلية لمراقبتها، وبالتالي بالأمكان الطعن فيها بموجب القانون، يعني مجلس المفوضية عندما يصدر قراراً، فان الهيئة القضائية الأنتخابية في محكمة تمييز اقليم كوردستان لها السلطة في حالة اعتراض أية جهة على قرارات المجلس ان تطعن بقرارات المجلس وتستأنف ذلك امام هذه الهيئة التي هي هيئة مستقلة وتم الأعتراض من قبل هذا الكيان امامها ولكن الهيئة القضائية حسب معلوماتي صادقت على قرار مجلس المفوضين بالرفض.
 
انسحاب مرشح

* بالنسبة للمرشحين المتنافسين على رئاسة الأقليم، هل تم استبعاد احدهم ولماذا؟
 
- كان عدد المرشحين الذين تقدموا (6) ستة مرشحين، ولكن في اليوم الأخير حضر احد المرشحين، وطلب الأنسحاب، وقد قدم طلباً رسمياً بالأنسحاب، وادارة الأنتخابات وافقت على طلبه.
 
* هل لمست المفوضية ضغوطاً سياسية أو رسمية أو من اية جهة كانت لاستبعاد كيان سياسي أو أي مرشح لرئاسة الأقليم من المنافسة؟
 
- كلا.. كلا.. ابداً، بالنسبة لنا فأننا نعمل وفق السياق القانوني، ونمارس عملنا بكل حرية وعندما نحتاج لأي امر نلجأ للحكومة ولمجلس الوزراء وللبرلمان من اجل تذليل العقبات التي تعترض عملنا.
 
* هل تقصدين عدم ممارسة أية ضغوط عليكم؟
 
- نعم.
مراقبون دوليون

* هل هنالك جهات دولية او عربية او محلية لمراقبة صحة سير الأنتخابات وحياديتها؟
 
- نعم.. نعم.. بالتأكيد، فقد تم لحد الآن مفاتحة أكثر من (140) جهة من السفارات والقنصليات والمنظمات الدولية، منها الأتحاد الأوربي، والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الأسلامي، وغيرها من اجل مراقبة الأنتخابات، وتجري الآن مفاوضات بين جامعة الدول العربية وبين المفوضية من اجل تحديد الفريق الذي سوف يحضر من الجامعة العربية، وكذلك حضر العديد من ممثلي السفارات الى مقر المفوضية هنا.. ومنهم ممثلو السفارات الألمانية والأمريكية والفرنسية، وما زالت الأتصالات والمفاوضات مع السفارة اليابانية والتركية والسويدية والروسية وغيرهم لتحديد الفريق الذي سوف يحضر لمراقبة عملية الأنتخابات، وحضرت كذلك سفيرة الأتحاد الأوربي وتم اجراء المفاوضات معها وطلبت حضور فريق منهم.
* وماذا عن الأمم المتحدة؟
 
- الأمم المتحدة ايضاً سوف تشارك بنسب ممتازة، هذه الفرق العربية والدولية سوف تقيم عمل المفوضية والأجراءات والأنظمة وبالتالي آليات العمل الخاص بالأنتخابات، ومن خلال تقاريرهم سوف يكون بالأمكان الحكم على الأنتخابات.
 
* كيف تراقب المفوضية نـزاهة الأنتخابات وعدالتها؟
 
- بالنسبة لنا، نحن نطرح آلياتنا من خلال مكاتبنا في المحافظات، وهنالك لقاءات مستمرة مع منظمات المجتمع المدني، ومع الكيانات السياسية وممثليها من اجل عرض آخر مستجدات العمل الأنتخابي، والأجابة على اسئلتهم واستفساراتهم ومعرفة ما يجول في اذهانهم، ومن خلال المراقبين والوكلاء والممثلين، ومنظمات المجتمع المدني، ومن خلال طروحاتهم، يتبين لها مدى صحة عملها أو عدمه، ونحن كمفوضين فقد شكلنا على سبيل المثال لجاناً لرصد الدعاية الأنتخابية.
 
 
لا وثائق مزورة

* هل عثرتم على شهادات او وثائق مزورة بالنسبة للمرشحين؟
 
- قانون الأنتخابات البرلمانية لم يشترط أية شهادة بالنسبة للمرشحين، اشترط فقط معرفة القراءة والكتابة، وعليه فليست هنالك شهادة نطلبها من المرشحين.. كل الذي طلبه القانون هو القراءة والكتابة وهذا الأمر لا يتعلق بشهادة معينة.
 
* هل ترون ان ملاك المفوضية كاف لانجاز المهمة بشكل طبيعي؟
 
- الملاك المتوفر هنا غير كاف، لذلك تم الأستعانة بفريق من الموظفين من مكتب المفوضية في بغداد، ومعنا ايضاً فريق دولي من اجل تقديم الدعم والمعونة لنا، والآن وصلنا الى المرحلة الأخيرة وهي التهيئة ليوم الأقتراع، ولحد الان فأن اجراءاتنا واستعداداتنا جيدة.
 
* ما طبيعة الأجراءات الأمنية لضمان العملية الأنتخابية بامان وسلام؟
 
- تم الأتصال بالسيد رئيس الوزراء الذي وجه بتشكيل لجنة امنية عليا برئاسة السيد وزير الداخلية وعضوية الجهات الأمنية المختصة في الأقليم، وتم عقد اجتماعات مشتركة معهم وقد قدموا لنا التسهيلات لحماية مراكز التسجيل وجرى وضع خطة امنية لحماية مراكز الأقتراع وايضاً حماية اوراق الأقتراع ونتائج الأقتراع، وهنالك تنسيق على مستوى عال معهم لتوفير الأمن لعملية الأنتخابات؟
 
فرز الأصوات

* هل سيتم فرز الأصوات في اربيل ام في بغداد؟
 
- عملية فرز الأصوات ستتم في داخل كل محطة انتخابية، كل مركز اقتراع يحتوي على عدة محطات، وسيقوم مدير المحطة بعد ذلك بارسال نتائج عملية الفرز الى بغداد وفق خطة معينة تضعها المفوضية وبمساندة القوات الأمنية، وعليه فان هذه النتائج سيتم تجميعها فقط في بغداد، عملية الفرز تتم داخل المحطات ولكن تجميع هذه النتائج وتوحيدها بالنسبة للأقليم كلها ستتم في بغداد لدينا مركز لعد وتدوين وجمع النتائج في بغداد وبموجب ذلك سيتم جمع كل النتائج وبمساعدة الفريق الدولي من اجل ان تكون هذه النتائج صحيحة.
 
* هل ستكون عملية اعلان النتائج من اربيل ام من بغداد؟
 
- لحد الآن لم يصدر قرار حول مكان الأعلان عن النتائج.
 
* ما الأحتياطات والأجراءات التي اتخذت لضمان ان تكون صناديق الأقتراع خالية تماماً عند بدء العملية الأنتخابية؟
 
- بالنسبة لنا وضعنا آليات لمراقبة المحطات التي سوف تحتوي على صناديق الأقتراع، ومن بينها، مشاركة وكيل عن كل كيان سياسي داخل كل محطة من محطات الأقتراع، كذلك فأن من حق منظمات المجتمع المدني ارسال مراقبين عنها بعدد المحطات، وستراقبها وسائل الأعلام كما أن المراقبين الدوليين ليتأكدوا بان صناديق الأقتراع خالية من اية اوراق قبل فتحها، فضلاً عن كون الصناديق شفافة وبالأمكان مشاهدتها أو اذا كانت تحتوي على ورقة واحدة وهذا يسهل عملية المراقبة وبحضور الجميع، لذلك لا يمكن الطعن بذلك.
 
مواصفات سرية

* هل تتوقعون وبأي شكل من الأشكال محاولات التدخل في الأنتخابات.. ومحاولات تزويرها من قبل أية جهة اجنبية؟ مثل طبع استمارات ترشيح مزورة؟
 
- نحن لدينا آلية خاصة في طبع أوراق الأقتراع، وسوف يتم طبعها وفقاً لمواصفات دولية، بالنسبة للأوراق الخاصة بأنتخاب رئيس الأقليم، وبرلمان كوردستان العراق، حيث ستقوم بطبع هذه الأوراق شركات عالمية، وتحتوي على مواصفات سرية لضمان عدم امكانية تزويرها.
 
* هل هذا يعني عدم امكانية تزوير اوراق الأنتخابات أطلاقاً.
 
- هذا صحيح لانها تحتوي على علامات سرية لا يمكن كشفها.
 
 
تعاون الحكومة

* كيف تقيمون تعاون حكومة الأقليم معكم؟
 
- التعامل مع حكومة الأقليم جيد جداً، والأتصالات بيننا سهلة جداً، وتبادر حكومة الأقليم لتوفير أي شيء تحتاجه المفوضية، والعمل يسير بصورة طبيعية ولا توجد هنالك أية عراقيل، بالعكس هنالك تعاون تام من جانبهم.
 
* ما هي ابرز المشكلات التي واجهتكم؟
 
- ابرزها كانت قلة عدد كادر الهيئة وتم اسناده من قبل المكتب الوطني والفريق الدولي وكذلك عدم توفر الموازنة إلا في وقت متأخر.. وقد تلافينا ذلك من خلال قيامنا بكل الأجراءات الأدارية التي لم تكن تتطلب نفقات مالية.
 
* هل هنالك تدخل في عملك من أية جهة؟
 
- كلا.. لا يوجد أي تدخل، مع الأشارة الى أن ممثلي السفارات عند حضورهم يوجهون لنا اسئلة حول كل حيثيات العمل الصغيرة والكبيرة لانهم يريدون التأكد ان العملية الأنتخابية تتم بطريقة صحيحة وفق المعايير الدولية، لانهم في ختام العملية سوف يصدرون تقارير وهل هي تمت وفق المعايير ام لا..
 
* هل نستطيع القول ان الأنتخابات سوف تسير 100% وفق المعايير الدولية؟
 
- الأرجح ستكون كذلك، ونتمنى ان نصل الى نسبة 100% في تنفيذ العمل.
 
حــوار _  مـال اللـــه فـــرج

491
مشاكسة
حــرائـــق الفســاد
مـال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   بسرعة مذهلة تطورت ( الانفلاونزا ) اللعينة، واتسعت حدتها وخطورتها وامتدت مساحة اخطارها وتأثيراتها.
•   ففي الوقت الذي كانت فيه انفلاونزا الانسان الاعتيادية (سلمية) فإن انفلاونزا الطيور كانت عدوانية، اما انفلاونزا الخنازير فقد اصبحت هجومية وكارثية، ارغمت مئات الملايين من البشر على وضع كمامات التنفس على انوفهم حتى غدت الشوارع في بعض البلدان الاوربية مثل المستشفيات المتنقلة او صالات عمليات في الهواء الطلق، و بتنا نخشى ان ينتج هذا المرض اللعين اجيالاً اخرى اشد فاعليه وكارثية وفتكاً بالانسان فيما لو انتقل الى القطط والكلاب والخيل والمواشي والقوارض والاسماك والذباب، عندها ستحاصر الشعوب بالانفلاونزا من البر والبحر والجو.. وربما يطيح المرض  بمئات الملايين ويقضي على الكثافة السكانية و ينهي ازمتي الغذاء والسكن ويكون عاملاً مساعداً للرئيس الامريكي في حل الازمة المالية العالمية والركود الاقتصادي.
•   بشكل متوازي ٍ تماماً مع هذا التطور الدراماتيكي الخطير لفايروس الانفلاونزا، شهدت انفلاونزا الفساد في الدول النائمة دورة تطور هائلة هي الاخرى، وانتقلت تأثيرات الفساد واساليبه وخططه وبرامجه واستهدافاته، من مرحلة الاختلاسات البسيطة بعشرات الملايين من الدولارات، الى مرحلة الاختلاسات ( المليارية ) رافق ذلك تطور اساليبه الخبيثة من تقديم الرشاوي لاخفاء معالم الفساد وشراء صمت الآخرين، الى مرحلة هجومية اشد خطورة وفاعلية وفي مقدمتها احراق الوزارات  والمؤسسات ذات العلاقة، و تحديداً الطوابق والاجنحة والغرف التي تضم العقود وحساباتها ومواصفاتها، والمناقصات واسماء لجان المناقصات ( النزيهة ) لتحترق معها فضائح الحصص المشروعة وغير المشروعة، والنوعيات الرديئة، والسمسرة والرشا.. والسجلات والقوائم والايصالات ونتائج التحليلات المختبرية واسماء شبكات الفساد في الداخل والخارج، واعوانهم ومساعديهم.. وادلة الاتهام ووثائقه وقرائنه ومستمسكاته.
•   وبذلك.. فإن ( فرسان الفساد ) اصبح بإمكانهم الوقوف امام المساءلة البرلمانية او التحقيقات القضائية بكامل اناقتهم وشجاعتهم ووقارهم ونزاهتهم وابتساماتهم العريضة واثقين بأن جرائمهم الفسادية مازالت تحت السيطرة، مادامت الادلة والعقود والمراسلات والتعاقدات والشروط المجحفة، ونتائج التحليلات المختبريه قد احترقت ( بشكل عفوي ) غير مقصود اطلاقاً، اما بفعل تماس كهربائي ( برئ ) او بفعل عقب سيكارة سقط من بين اصابع مراجع مجهول ( بحسن نية ) وهكذا يصبح من حق الفاسدين قانوناً رفع دعاوى قضائية مطالبين بالتعويض بمئات الملايين من الدولارات ضد كل من سولت له نفسه الخبيثة التشكيك بنزاهتهم او تخديش امانتهم او الاساءة لحرصهم الوطني.
•   ولذلك وفي ضوء مساءلة البرلمان لفريق ( ستار اكاديمي التجارة ) وحلقات هذا المسلسل الدراماتيكي ونهايته (الهندية) التي ماتزال مجهولة بعد ان صمتت اللجان التحقيقية والنزاهة والقضاء معاً، ولم نعد نعرف هل اثبت القضاء ادانتهم ام انهم ( فرضوا ) براءتهم، فإن حرباً جديدة باتت تلوح في الافق لحماية الفاسدين ولالحاق الهزيمة بجيوش النزاهة والرقابة والتحقيق والقضاء والمساءلة البرلمانية، تلك هي ( حرب الحرائق ) وما حدث في احدى الوزارات التي يرى كثيرون ان حرائقها كانت مدروسة جداً، ومخططة جداً جداً، ومقصودة جداً جداً جداً، وإن الهدف كان (محدداً) تماماً، فإن هذه الحرائق باتت تهدد بالتناسل والتوسع والامتدادات والانقسامات السريعة ربما اسرع من انقسامات الخلايا السرطانية لتحيط الجهد الوطني الشريف والمسؤول في مكافحة الفساد باللهب والدخان وهكذا تختفي الادلة الجرمية وتحترق وثائق الفساد، ومعها تحترق اعصاب المواطنين ومصالحهم وحقوقهم.. ويبقى الفاسدون يتمخترون بسيرهم  ويتاجرون بشعاراتهم، وينعمون بمغانم فسادهم. !
•   بيد ان الاهم من ذلك كله تزامن حرائق الفساد مع انبثاق صوت برلماني شجاع مطالباً الاحزاب والكيانات السياسية الكشف عن مصادر تمويلها الحقيقية.. وبذلك فجر ذلك البرلماني من حيث يدري او لا يدري قنبلة من العيار الثقيل ربما تفوق بقدرتها التفجيرية وبقوتها وتأثيراتها كل القنابل الذكية والغبية، الذرية والهيدروجينية، العنقودية والمفرغة، لانها لو تم نزع مسار الامان عنها، ودار صاعق البارود دورته فإنها ستهز  الضمير الوطني بعنف.. وسوف تزلزل كيانات وتسقط اخرى، وتفتح بوابة للفضائح السياسية ربما اكبر بمائة مرة من بوابات قصور وقلاع بعض المسؤولين في الداخل والخارج.
•   وربما سيقف العراقيون ان تم فعلاً كشف مصادر التمويل الحقيقية امام حقائق خطيرة ومفجعة ومأساوية ومخزية ومحزنة وكارثية وذات روائح نتنه، وسيتلمس العراقيون بأنفسهم حجم الفساد السياسي.. والتهريب.. والاستحواذ على الثروات الوطنية.
•   بل ربما سوف يلمس المواطنون كم مرة باع هذا السياسي (النزيه) وذلك الحزب (العقائدي) العراق.
•   بل ربما سوف تكشف مصادر التمويل (الشفافة) و (النقية) كنقاء حليب امهات بعض الفاسدين، حجم العمليات (القيصرية) التي اجريت في بعض دول الجوار لازالة (الضمائر الوطنية والانسانية) من جماجم بعض السياسيين ومعها سيعرف القاصي والداني، من دمر العراق، ومن تحالف مع اعداء العراق.. ومن وقف ويقف وراء استهداف وتخريب العراق ومن فرط بالعراق، ومن رهن مصالح العراق.. ومن باع العراق.
•   عندها ربما سيصاب الملايين من المساكين والفقراء والمعدمين والشرفاء والمخلصين بالسكتة القلبية والذبحة الصدرية، والجلطة الدماغية.. وبأمراض الضغط والسكر والفشل الكلوي.,
•   لذلك.. ومن اجل مصلحة العراق.. والحفاظ على الوفاق.. وصيانة العملية السياسية من الاختراق.. ربما  يرى  بعض  (  الرفاق) انه لابد من حرق بعض الادلة والوثائق والاوراق
•    وغلق القضيه  حفاظا على  ( المصالح الوطنيه  ) 

492
مشاكسة
قـيس وليلــى
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   ثورة انثوية شفافة تفجرت عبر الايميل الذي ارسلته لي القارئة ( مـوج ) من بقعة ما في هذا العالم الصاخب الواسع الذي حولته ثورة الاتصالات وفي مقدمتها الانترنت الى قرية صغيرة والى بيوت بلا جدران، بعد ان تسللت عدسات احدث البرامج الكمبيوترية الى الشوارع والمراقص والنوادي وغرف النوم واصبح بإمكان ( ليلى ) وهي في صحراء نجد ان تراقب خطوات ( قيس ) في لندن او باريس وترصد نظراته  التي قد يغامر باختلاسها الى الحسان  وتوبخه عبر ( الجات ) او تنشر فضائحه  وغسيله القذر عبر ( الفيس بوك ) .
•   ثورة القارئة ( موج ) الشفافة مثل الحلم تتهمني بزيادة تعاسة القراء فوق تعاستهم وهموم العراقيين فوق همومهم.. ومعاناة الفقراء والمعدمين فوق معاناتهم ، عبر مشاكساتي حول الفساد والاختلاسات وهموم البطاقة التموينية وعذابات العاطلين عن العمل وجراحات المهجرين ودعتني الى مغادرة هذا التشاؤم ولو لمرة واحدة، والكتابة عن المشاعر الرومانسية الشفافة بين آدم وحواء... وعن احلام المشتقبل والتفاؤل وعذوبة الحب العذري الراقي بين قيس وليلى واستعادة جزالة وثراء اللغة الشعرية المعلقات السبع و في قصائد ابن الملوح العاطفية وهو يهيم في الصحراء ويقبل الاطلال ويقسم عند جبل التوباذ رغم مرور السنوات  بأن ( ليلى لم تزل بعينه طفلة لم تزد عن امس الا اصبعاً ) وهو يتخابث على عمه بحجة طلب النار ( لاختلاس ) نظرة الى ليلى تنسيه هموم الدنيا كلها.. رغم ان عمه كشف بذكائه مكيدته و عاتبه بحزم وقسوة وغضب ( امضي قيس. امضي.. أجئت تطلب ناراً؟ ام جئت تشعل البيت نارا؟ )
•   اشعلت ( مـوج ) النيران في قلبي وفي خاطري.. وهي تعيدني الى الماضي  الجميل حيث كان قيس يغامر  بحياتـه ( لاختلاس ) نظرة من محبوبته ... في حين ان  فرسان اليوم الاماجد من  (  بعض الوزراء والمسؤولين ) مستعدون للتضحيه بمصالح شعب بأكمله من خلال   اختلاس ( المليارات )  وبينما قيس الامس ... كان مستعداً لاحراق نفسه من اجل نظرة من عيني ليلى الواسعتين فإن ( قيوس ) اليوم ممثلين ببعض السياسيين الافذاذ المخلصين لامانع لديهم من ( احراق بلد بأكمله ) من اجل مصالحهم الانانية وإكراماً لعيون دولة اجنبية وليس مهماً ان تحترق بنيران فسادهم عشرين مليون ( ليلى ) فقد ولى بنظرهم زمن الشفافية والرومانسية والغيرة الوطنية وحل محله زمن الفساد والمزايدات والاختلاسات واللصوصية وخدمة القوى الاجنبية.
•   فكيف بقيس.. وليلى تتناول قهوة الصباح مرة بلا سكر.. بعد ان تعطل وصول حصة السكر في البطاقة التموينية بسبب اختلاسات لصوص ( التجارة ) واستحواذهم  على حصصهم من الرشاوي والنسب المئوية بعد ان فرضوا على كل طن من السكر تستوردها الحكومه باموال الشعب  رشوة قدرها اربعون دولاراً، وكيف بليلى وهي تنتظر على احر من الجمر عودة قيس بعد ان ادى انفجار مفخخة مجنونة عليه الى تشويه وجهه الرجولي الجميل وفقدانه الذاكرة... وبدل ان يهيم على وجهه حباً وعشقاً وولهاً في الصحاري والوديان وهو يصوغ احلامه ومشاعره قصائد شفافة مثل قطرات الندى في الصباحات الربيعية... اذا به يطرق ابواب المستشفيات بحثاً عن العلاج الشافي، وكيف بليلى، ان تسمع نبض قلب قيس الذي شاء سوء حظه.. ان يتهمه ( المخبر السري ) بالارهاب ليخلو له الجو للفوز بقلب ( العامرية ) واذا به من حيث لايدري، بين ايدي قوات امنية ( بطلة ) داهمت كوخه.. وفي دهاليز تحقيق رومانسيته انسته قصائده.. وفي خضم تحقيقات ( انسانية ) شفافة، حطمت ضلعين من اضلاعه.. وعشرة اسنان من فكيه وانتزعت تسعة من اظافره ، واحرقت وجهه وصدره.. واوصلت التيار  الكهربائي الى انحاء جسمه.. واستباحت كل شيء فيه حتى شرفه ، واضطر ( للاعتراف ) بأن (عمه) مسؤول خليته الارهابية وانه مسؤول عن كل الجرائم التي حدثت في الصحراء العربية منذ فجر التأريخ ولحد الان وانه المسؤول عن كل الجرائم التي ستحدث منذ الان ولغاية انتهاء العالم  لكنه ورغم شدة التعذيب وقسوته.. الا ان ( بقايا رجولته ) ابت عليه الاعتراف على حبيبته.. وهو يهمس مع نفسـه   ( يقولون ليلى في العراق مريضة.. ياليتني كنت الطبيب المداويا ) وفي الوقت الذي هو بحاجة فيه لألف طبيب.. وللعلاج ربما  بالخلايا الجذعية.
•   لقد فشل المحققون في ايجاد الادلة والشواهد والشهود والقرائن التي تدين ( قيس بن الملوح ) بالخيانة ولم يجدوا على ( الموبايل ) الصخري الذي يحمله.. الا ( مسجات عاطفية ) وقصائد ملتهبة لم تكتمل.. ومواعيد لم تتحقق... وخفقات قلب توشك ان تتوقف اسى و لوعة وحزناً، وبعد   اشهر من (  التحقيقات الرومانسية ) التي مسحت ملامحه (الصحراوية) حتى بات من المستحيل ان تتعرف ليلى العامرية عليه... اطلقوا سراحه وعاد سيراً على قدم ونصف.. الى الصحراء متوكأ على آلامه.. باحثاً عن خيمة (ليلى) عبثاً فقد هجرها الارهابيون.. ورحل الركب ومعه (حادي العيس) ورحل الزمن الجميل ورحلت المشاعر والقصائد وانطفأت النيران التي كانت مشتعله في المواقد.. وتبعثرت الدلال هنا وهناك وتغيرت خارطة الازمان وحلت محل الجمال الدبابات والمجنزرات والسيارات المصفحه .
•   ومع ذلك، فإن قيس ياعزيزتي ( مــوج ) لم يزل يحتفظ بذاكرته وعنفوان فروسيته ورشاقه قصائده ويجول الصحراء بحثاً عن ( ليلـى ) المريضة ليعالجها.. وهو يتمتم مع نفسه ( يقولون ليلى في العراق مريضة.. فقلت ان العراق كله مريض ).
•   ومع ذلك... فإن ( قيس لم ييأس ) ومازال يهمس بعنفوان المحبة ونقائها وزخمها ( الا ايها الليل الطويل الا انجلي ) وسوف ينجلي الليل حتما .. ويرحل الغرباء واللصوص والسارقون... وسيعود الركب.. وستعود ليلى.. وسيعود الزمن الجميل مادام صوت ( السياب ) مازال يصهل فينا كالريح .. عراق.. عراق... عراق.. ليس سوى العراق  ليس سوى العراق.

493
مشاكسة
انفـلاونــزا خنازيــر الفسـاد
مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   هزت ( انفلاونزا خنازير السفاد ) المجتمع الانساني بعنف، ووضعته امام تحد لعدم وجود مضادات حيوية لهذا الوباء الاخطبوطي الذي بات يعصف بقوة وبعنف بالدول النائمة عامة، وبالطبقات الفقيرة والمعدمة على وجه الخصوص التي لا حول لها ولاسلطة ولاقوة ازاء بعض الاغطية السياسية الثقيلة التي تمتلك من القوة والفاعلية والمتانة ما يؤهلها لامتصاص كل الافرازات والاجراءات القانونية، والقضائية والحيلولة بينها وبين الخنازير البشرية التي تحمل فايروسات انفلاونزا الفساد في جيناتها الوراثية غالباً.
•   ولعل واحدة من اشرس المعارك واشدها ضراوة التي خاضتها الحكومات ضد انفلاونزا خنازير الفساد تمثلت في حلقات المسلسل الدراماتيكي لوزارة التجارة التي حولها هذا الفايروس اللعين من وزارة توفر قوت الشعب الى وزارة تنهب قوت الشعب ورغم التحقيقات الاولية وكذلك الاستجوابات التي حاصرت المسؤول الغذائي الاول داخل قاعة البرلمان والاجراءات القضائية ومذكرات القبض والتحقيق وهرب هذا المسؤول او ذاك قد اجمعت على وجود افرازات كثيفة لروائح فساد نتنه تزكم الانوف  لكن ربما تثبت التحقيقات ان المواد الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك البشري كانت تستوردها مخلوقات فضائية من الاجرام والكواكب الاخرى وان المسؤولين عن الاختلاسات وحلقات الفساد المختلفة هم ميكي ماوس بالتعاون مع توم اند جيري.
•   انما  الاهم هل تحولت وزارة  التجاره الى ( صاعق البارود ) الذي بات يهدد بتفجير الوزرات والمؤسسات والدوائر والملحقيات التجارية في الخارج على رؤوس الفاسدين والمختلسين وسراق قوت الشعب من خنازير انفلاونزا الفساد!
•   وهل ان مساءلة السيد الوزير ( الدكتور ) المحترم، امام  البرلمان وسيادته يواجه بكل شجاعة وبطولة ورباطة جأش سيل الاسئلة ( المحرجة والخبيثة ) التي كانت ترسم ملامح الاتهامات الحادة والمباشرة، استطاعت ان تسقط كل الضمانات والحصانات والحمايات والستائر والاغطية والخنادق وخطوط الدفاع التي كان يحتمي وراءها بالاخص وان ( عدوى ) الاتهامات انتقلت اسرع من انتقال عدوى انفلاونزا الخنازير من وزارة التجارة لتطال وزارات اخرى  ووزراء ومسؤلين آخرين حيث اطاحت هيئة النزاهة وخلال يوم واحد فقط بــ ( 33 ) مسؤولاً الى جانب وجود ( 53 ) موظفاً بدرجة مدير عام فما فوق بين المتهمين بالفساد فيما اكد مسؤول رفيع في هيئة النزاهة ان عدد الموقوفين على ذمة ( ايدز الفساد ) منذ الاول من كانون الثاني 2009 لغاية الاول من ايار بلغ ( 266 ) موقوفاً فيما بلغ عدد المحكومين في قضايا الفساد خلال الفترة ذاتها و بموجب احكام صادرة عن هيئة النزاهة ( 42 ) مداناً.
•   في خضم هذه الحملة الوطنية الشاملة والتي يأمل الجميع عدا المتورطين بالفساد بالطبع ان تكون حقاً وفعلاً شاملة وحقيقية وحيوية وعادلة لاتجامل فاسداً ولاتحابي حزباً، ولاتتجاهل مختلساً فإن البعض من حاملي ( فايروس ) انفلاونزا الفساد سارع لحزم حقائبه وتلمس جواز السفر في جيبه، واطمأن الى وجود ( الجنسية الاجنبية ) في محفظته ووقف على اهبة الاستعداد للهرب في ضوء ذلك فإن المعدمين مازالوا يتسائلون هل ان هذه ( الحرب العالمية ) الثالثة عن الفساد ( حقيقة ) ام انها لا تعدو كونها ( مسرحية سياسية ) لتحقيق حزمة اهداف ومكاسب متداخلة ، بالاخص وانها تتزامن مع التلويح بتعديل وزاري مما قد يعني ابعاد وزراء متهمين بالفساد ومطالبين بالمساءلة امام البرلمان قبل مساءلتهم ، مما يوفر لهم حماية قانونية بغطاء غير مقنع!
•   فيما يرى آخرون ان هذه الحملة كان لابد منها لاستعادة ثقة الشارع الشعبي بالحكومة وبإجراءاتها الحاسمة ولذلك كان لابد من البحث عن ( كبش الفداء ) لاقناع الفقراء بان الحكومة جادة في الضرب على ايدي جميع الفاسدين والمفسدين والمختلسين ولم يكن كبش الفداء الا فريق ( وزراة التجارة ) الذي نافس فريق ( ستار اكاديمي ) في النجومية الاعلامية والفنية وفي الاستعراضات الصحفية والتصريحات والوعود الخيالية قبل ان يسقط مترنحاً مثل الثيران الاسبانية في حلبات المصارعة تحت وطأة الادلة البرلمانية ووثائق النزاهة الرسمية
•   وهكذا اصبح مصير فريق ( ستار اكاديمي التجارة ) في مهب الريح، فهرب من هرب.. وتوارى عن الانظار من توارى، وسقط وهو في طريقه الى احدى دول الجوار التي كانت المورد الرئيسي للمواد الغذائية الفاسدة الينا من سقط ، في حين سيق مدرب الفريق ورئيس الاكاديمية الى القضاء ، وهو يتلمس جواز سفره الاجنبي الذي خذله هذه المرة ويقسم بكل الايمان وبكل اللغات بأنه شريف ونزيه وبريء ( وعسى ان يكون بريئاً ) في الوقت الذي ماتزال فيه بعض مخازن ( اكاديمية التجارة للفنون الغذائية ) تعج بالمواد الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك البشري.
•   الى ذلك... فإن حملة اخرى مكملة لهذه الصفحة بالذات، بدأت فعلاً ضد عدد من حاملي فايروس انفلاونزا خنازير الفساد، الذين يحتلون مواقع ( الملحقين التجاريين ) في الخارج.. بعد ان كشفت التحقيقات الاولية مع فريق ( ستار اكاديمي التجارة ) تورطهم بفساد مالي بملايين الدولارات مع رئيس الاكاديمية ورغم صدور اوامر ومذكرات قضائية بحقهم الا انهم مازالوا يرفضون العودة للدفاع عن انفسهم ضد التهم الموجهة اليهم.. وهم بذلك انما يؤكدون التهم بدل نفيها!
•   وهكذا تقف حكومة الوحدة الوطنية وجهاً لوجه امام مصداقيتها في الحرب العالمية الثالثة ضد ايدز الفساد وفي العمل الجاد لمحاربة فايروس انفلاونزا الخنازير البشرية ، قبل ان يفتك بالبشرية.

494
البرلمانية العراقية ميسون الدملوجي:

 لو كان راتب الموظف في الدولة العراقيه عشرة الاف دولار شهريا لكان تقاعد رئيس مجلس النواب مقبولا

هنالك تقصير كبير في البرلمان في السنوات الثلاثة الماضيه ولم يحقق ماكنا اطمح اليه

بسبب المحاصصات الطائفيه ما ان توجه اصابع الاتهام الى اي وزير بالفساد حتى تهب طائفته او قوميته بتادفاع عنه

مخصصات رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهوريه ورئاسة مجلس الوزراء والرواتب والمكافات لم تعرض سابقا على مجلس النواب وبقيت مجهوله

ما يؤلمني ان المواطن العراقي يرمي باللوم كله علىالبرلمان وينزه الحكومه من عيوب كثيره

هل يسير البرامان العراقي نحو التوافق ام نحو التصادم 

يجب حسم الخلافات العالقة بين اربيل وبغداد بالحوار وبكشف الأوراق بطريقة شفافة


حوار مال اللــه فــرج

 
لأن اللقاء بالبرلمانيين العراقيين بالأخص في هذه المرحلة الشائكة التي تتداخل فيها الأخطار والتحديات.. بالمعاناة، وبالتطلعات الشعبية، يمثل فرصة لتناول الهموم الوطنية فقد اغتنمنا لقاءنا بالبرلمانية والناشطة النسوية والثقافية، ميسون الدملوجي لنحاصرها بعلامات استفهام ساخنة بعمق جراحات ومعاناة، ومآسي وعذابات العراقيين الذين مازالوا متمسكين بقارب (الديمقراطية) في خضم الأعاصير السياسية والأمواج العاتية لتداخلات مشاكل مفتوحة على المدى.
بثقة عالية بالنفس.. وبمصداقية وشفافية وبشجاعة متفردة في الأشارة الى مواطن الخلل والفساد، اجابت على اسئلتنا وتوقفت معنا بموضوعية في موانئ الخلافات البرلمانية.. والفساد.. والملفات العالقة بين اربيل وبغداد.. من اجل ان نضع الحقائق كاملة امام الشعب بلا رتوش
مع ملاحظة ان هذا الحوار جرى قبل مساءلة السيد وزير التجاره امام البرلمان وقبل بدء تصدير  النفط من اقليم كوردستان

مال اللـــه فــــــرج 




   
تصادم أم توافق

* كيف ترين واقع البرلمان العراقي الآن؟ هل يسير نحو التصادم أم نحو التوافق؟
- أنا اعتقد ان البرلمانيين سوف ينتهون الى توافقات مهما اختلفوا فيما بينهم لانهم يدركون خطورة الصدام وخطورة ان لا يتفقوا في النهاية، فمهما اختلفوا، عليهم ان يجدوا اتفاقات فيما بينهم بما يخدم مستقبل العراق ومستقبل المواطن العراقي. هناك تقصير كبير في البرلمان في السنوات الثلاث الماضية، اذ لم يحقق ماكنا نطمح اليه، ولكن ربما اهم ما حصل ان هنالك تقارباً بين المكونات السياسية للشعب العراقي اكثر مما سبق بكثير.
* كيف تقيمين دور المرأة داخل البرلمان؟ غائباً أم مهمشاً أم ضعيفاً أم فاعلاً؟
- أعتقد ان البرلمانيات لا يقللن حرصاً عن زملائهن ولا يقللن فعالية ونـزاهة وعملاً عن زملائهن، لكن المشكلة انهن يغبن، وفي حوار مع رئيس مجلس النواب السابق الدكتور المشهداني وهو مشهور بصراحته، قال، مازلنا لا نجد للمراة دوراً، الا أن تكون امرأة، مادامت امراة هناك فهذا دورها يكفي، بينما النساء هن أكثر حضوراً في جلسات مجلس النواب.
الأكثر فاعلية في عمل اللجان، لهذا فأنني اعتقد ان الأعلام لم يمنح للمراة داخل البرلمان حقها
.
اتهامات للبرلمان

* الشارع الشعبي يتهم البرلمان بانه سريع جداً في اقرار امتيازات اعضائه وبطيء جداً في اقرار القضايا الحيوية؟
- هذا لا ينطبق على البرلمان.. فأنا اتفق مع الشارع العراقي في هذا الأمر فالأمور الحيوية هي التي عليها خلافات اكثر، قضايا المنافع يتفق عليها ليس فقط البرلمان، ولكي نكون منصفين فأن الأمر ذاته ينطبق على الحكومة ايضاً، لكن ما يؤلمني وما هو مؤسف ان المواطن العراقي يرمي اللوم كله على البرلمان وينـزه الحكومة من عيوب كثيرة ومنها اقرار المخصصات لاعضاء الحكومة.
* البرلمان فشل فشلاً ذريعاً في استدعاء ومساءلة أي وزير فاشل وأي مسؤول فاسد، لماذا؟
- بسبب المحاصصات الطائفية الموجودة، فما ان توجه اصابع الأتهام الى أي وزير بالفساد حتى تهب طائفته وقوميته للدفاع عنه او لنصرته بالرغم من أن بعض الوزراء يؤثرون بشكل مباشر على الأوضاع المتردية للمواطن العراقي، أحد الوزراء وقع (120) نائباً على طلب استدعائه الى مجلس النواب، وثارت ثائرة من يقف الى جانبه ولم نستطع ان نكلمه أو نحاسبه على شيء.
 
راتب خيالي

* هل تعتقدين ان تخصيص راتب تقاعدي لرئيس البرلمان العراقي السابق  يفوق 300% الراتب التقاعدي للرئيس الأمريكي الأسبق كلنتون يتناسب مع ما يتقاضاه الموظف العراقي العادي؟ أو مع المبالغ المخصصة للأيتام العراقيين؟
- كلا.. كلا بالتأكيد، نحن سمعنا ان الراتب التقاعدي لرئيس مجلس النواب، وهو على فكرة يساوي الراتب التقاعدي لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء ايضاً، هو (38) مليون دينار شهرياً وهو راتب عادي.
* عفواً.. ولكن قيل أنه خمسون مليون دينار.
- الحقيقة ان الراتب لم يمر على مجلس النواب، أنا اطلعت على هذا الرقم من الأعلام وبالتحديد من الدكتور فؤاد معصوم الذي اعلنه في راديو سوا وهو (38) مليوناً.
* لكن اعضاء من مجلس النواب قالوا ان ما يتقاضاه رئيس مجلس النواب هو اربعون الف دولار شهرياً، أي بحدود خمسين مليون دينار.
- مهما كان الرقم، هو مبلغ عال بكل الأحوال لو كان راتب الموظف في الدولة العراقية هوعشرة آلاف دولار شهرياً، مثلما يحدث في دول الخليج لكان تقاعد رئيس مجلس النواب معقولاً، لكن هنالك فرقاً كبيراً بين ما تتقاضاه الدرجات الخاصة لاسيما اعضاء الحكومة واعضاء مجلس النواب... والموظف في الدولة العراقية. فهذه الفجوة يجب ان تردم بطريقة أو بأخرى.
في موازنة 2009 تم تخفيض هذه المخصصات، وعلى فكرة فان مخصصات رئاسة مجلس النواب، ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، الرواتب والمكافآت لم تعرض سابقاً على مجلس النواب وبقيت مجهولة، لكن في هذا العام تم الأطلاع عليها وتقليصها، كما أن هنالك فرقاً كبيراً بين راتب عضو مجلس النواب، نحن نتسلم ثمانية ملايين ونصف المليون دينار في الشهر وبين نواب رئيس مجلس النواب ايضاً وكذلك بين الوزير ورئيس مجلس الوزراء، يعني هنالك اضعاف من الفروقات بين الرواتب، لكن مع ذلك يبدو أن الراتب وحده لا يكفي، لانه حتى هؤلاء الذين يتقاضون هذه الرواتب التقاعدية العالية يرغبون بالعودة الى العمل.

توزيع الثروات

* كل السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين يتحدثون منذ خمس سنوات عن التوزيع العادل للثروات على المواطنين، متى يتم توزيع الثروات؟
- هنالك فشل كبير في رسم ستراتيجية اقتصادية للعراق، وهذا ضمن الفشل في رسم أية ستراتيجية مستقبلية عراقية، هذه الستراتيجية ترسم من قبل مجلس النواب والحكومة يداً بيد، كما أن هنالك دوراً للأعلام وأنَّ هناك دوراً للمجتمع الدولي، ولمنظمات المجتمع المدني التي هي حلقة وصل مع المجتمع، لكن رأس الهرم يتمثل في الحكومة ومجلس النواب، وعدم وجود توافقات ورؤية مستقبلية يشترك في رسمها الجميع هو السبب، ما زلنا في أول الطريق في هذا الشأن، لهذا تجد اننا نتكلم عن قصور في النظرة الى المرأة والأرامل والأيتام والتجارة والثقافة والأقتصاد ولكل شيء فليست هنالك ستراتيجيات.
*المواطن يتهم المسؤولين بالهيمنة على الوظائف العامة لابنائهم واقاربهم، كيف تقيمين هذا الفساد؟
- نعم.. هذا موجود، المحسوبيات التي كنا نقرأ عنها في ازمنة غابرة عادت بشكل اكثر مما عرفناه بكثير، مثلاً وزير يعين ابنه مديراً عاماً، أو مدير مكتب كأن الوزارات تحولت الى عشائريات صغيرة، هذا موجود وأنا اعتقد ان هذا جزء من الفساد الأداري ويجب ان يحاسب عليه أي مسؤول
.
غياب البرلمان

* امام هذا الطوفان من الفساد أين دور البرلمان اذاً؟
- ما زالت الثقافة العشائرية سائدة في السياسة العراقية ولاسيما في العقدين الأخيرين، لكن حتى في النظام السابق لا اعرف (بأستثناء الدكتاتور صدام) لا اعرف وزيراً عين أبنه بموقع مدير عام، وأنا كنت من المعارضين للنظام السابق، ولكن هذه حقيقة تقال، ما يحدث اليوم ليس له تبرير ولا استطيع تبريره، يعني اذا كنت صادقة مع ضميري لا استطيع تبرير ذلك.
* في ظل النظام البائد كان العراق محاصراً، وكان سعر برميل النفط لا يتعدى (15) دولاراً، وكانت مواد البطاقة التموينية بحدود عشر مفردات والآن في ضوء الأنفتاح والدعم الدوليين وفي ظل اسعار النفط التي وصلت الى (140) دولاراً للبرميل فأن مفردات البطاقة التموينية تراجعت الى ثلاث أو اربع مواد، ما موقف مجلس النواب من ذلك؟
- هو الوزير الذي حاولنا استدعاءه واستجوابه ولم يحضر.
* ومتى يحضر ان شاء الله؟
- التأريخ لا يهمل مقصراً، ومن لا يحاسب اليوم سوف يحاسب في الغد.
* كيف تقرئين الأنهيار الأمني في بغداد والموصل وبقية المحافظات؟
- أجد فيه خطورة كبيرة، وأتمنى على الحكومة العراقية ان تنتبه الى هذه الخطورة ولا تجد تبريرات غير واقعية، نحن بحاجة الى مصالحة وطنية حقيقية، بحاجة الى الحد من تدخل دول الجوار في الشأن العراقي والى اشراك الجميع في العملية السياسية نحن بحاجة ايضاً الى توازن في العلاقات وهذا غير موجود، بحاجة ايضاً الى توزيع الثروات الذي تفضلت به، لا نريد ان نخلق من يلجأ الى الأرهاب لسد لقمة العيش وهناك حاجة لادماج الصحوات بشكل حقيقي، كل هذا لم يتحقق لحد الآن، لكنني اتمنى على الحكومة ان تتخذ الخطوات اللازمة لكل هذا
.
مساءلة رئيس الوزراء

* هل تتوقعين ان يعمد البرلمان الى استدعاء السيد رئيس الوزراء لمساءلته حول اخفاقات الحكومة؟
- يبدو ان هذا الأمر صعب في الوقت الحاضر، سبق ان تمت استضافة السيد رئيس الوزراء أكثر من مرة اما استجوابه فما زال لم يحدث.
* استضافة وليس استجواباً؟
- نعم.. استضافة وليس استجواباً.
* متى يتم حسم الخلافات العالقة بين الأقليم والحكومة؟
- هذا يتم بالحوار وبكشف الأوراق بطريقة شفافة وبالأستماع الى المخاوف، كلنا لدينا مخاوف، المواطن العراقي لديه مخاوف من الماضي والحاضر والمستقبل، مالم نستمع الى هذه المخاوف المشتركة ونحاول ان نحلها بشكل جماعي فأن هذه الخلافات سوف تستمر، انا وجدت استياءً كبيراً في الأقليم من استحواذ الحكومة الأتحادية على صنع القرار وربما بالحوار والأنفتاح تحل هذه الأزمات الموجودة في الوقت الحاضر، هنالك انعدام ثقة واضح بين الحكومة الأتحادية والأقليم.
* الا ترين ان البرلمان يجب ان يلعب دوراً اكثر فاعلية في تقريب وجهات النظر؟
- بالتأكيد.. لكن مجلس النواب نفسه يقع في هذا المطب، مطب الخلافات وانعدام الشفافية والحوار المفتوح
.
الخلافات النفطية

* بالنسبة للعقود النفطية، فان حكومة الأقليم تؤكد أن تصدير النفط من الأقليم عائداته سوف تصب في الخزينة المركزية وهذا ما يمثل مورداً وطنياً مضافاً، لماذا الرفض اذاً، اذا كان تصدير نفط الأقليم سيتم بغطاء حكومي ولمصلحة العراقيين جميعاً؟
- كلا.. هذا لن يتم وفق غطاء حكومي وهذه هي المشكلة، وزارة النفط الأتحادية تشعر انها مبعدة عن مركز العقود، وأنا اعتقد ان أحد اخطاء الأقليم ان يبعد نفسه عن المركز، هو سيكون مفاوضاً اقوى اذا كان جزءاً من بغداد، كما تعرفون ان اية شركة نفطية تريد ان تستكشف النفط في أية منطقة من مناطق العراق حينما تتفاوض مع بغداد هي تتفاوض مع عاصمة لها ثقلها في العالم اما أن تتفاوض مع اقليم فسوف يخسر الأقليم نفسه وسيخسر العراق انا اعتقد ان الحل هو في اتفاق الطرفين على أن لا يغيب الأقليم أو المركز في هذه المفاوضات
   
حوار مال اللـــــه  فـــــــــرج
عدسة صابـــر ســوركان


495
مشاكسة
قراء مشاكسون
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   فجرت مشاكستي الاخيرة ( دكتوراه بالفساد ) ردود افعال واسعة بين القراء.. وحطت على بريدي الالكتروني عشرات ( الايميلات ) الساخرة والناقدة والمتطرفة والمتشائمة والمتفائلة، كل ينظر الى ( الفساد ) من زاويته الخاصة!
•   وفي الوقت الذي اقترح فيه احد القراء من السويد بإسلوبه المتهكم ضرورة (استغلال) هذه الكفاءات (الفسادية الوطنية) لانعاش الاقتصاد  العراقي الوحيد الجانب،  وفتح منافذ جديدة لتكون عاملاً مساعداً للثروة النفطية من خلال اقامة جامعة دولية على غرار الجامعات  الدوليه المعروفه تحمل اسم (جامعة الفساد الدولية)، يحاضر فيها الاساتذة المتخصصون بعلم الفساد من حملة شهادتي الماجستير و (الدكتوراه) وهم على حد زعمه ربما يكونون قد اصبحوا  كثيرين في العراق فإنه يؤكد ان ابناء الفقراء لن يكون بامكانهم منافسة ابناء بعض المسؤولين والوزراء واجتياز (اختبار الكفاءة) للالتحاق بهذه الجامعه  لأن لا كفاءة لهم في هذا الميدان الحيوي، وفي هذا العلم الجديد، بينما سيتمكن ابناء (الحيتان الكبيرة) من اجتياز ذلك الاختبار بكفاءة عالية، نظراً لشهادات (الممارسة) التي يحملها آبائهم واقاربهم.. ونظراً لممارستهم التدريب العملي في وزارات ومؤسسات اهاليهم وذويهم... وهكذا سيبقى الفقراء (خائبون) في كل شيء، وسينتزع العراق موقع الريادة في الامساك بفرع حيوي جديد من فروع العلوم الانسانية الجديده  ذلك هو (علم الفساد) وسوف يتسابق وزراء ومسؤولوا الدول النائمة وابنائهم للانضمام الى هذه الجامعة العريقة.. بل ربما تفكر جامعة الدول العربية بالاستفادة القومية منها.. وافتتاح  فروع لها في معظم الدول العربية.
•   قارئة اخرى من البصرة، اقترحت ان يتم الحكم على المسؤولين عن استيراد شحنات الشاي  الغير صالح للاستهلاك البشري، بتناول خمس وجبات من هذا الشاي بالذات يومياً، وعلى مدى خمسة اعوام على الاقل .. لكي يحسوا بما فعلوه بالشعب العراقي، في حين اقترح قارئ آخر من بغداد تحويل هذه (المسرحية) على حد تعبيره الى واقع من خلال اخضاع الفاسدين وسارقي قوت الشعب الى محاكمة علنية عادلة ونقل وقائعها مباشرة عبر الفضائيات ليكون ذلك درساً للحيتان الكبيرة الاخرى، ولاثبات مصداقية الاجراءات الحكومية الحاسمة والفعلية ضد الفاسدين والمفسدين.
•   قارئ آخر من فيينا اقترح ان يبادر كل العراقيين بتقديم طلبات بالمساءلة والحق العام ضد  الفاسدين في وزارة التجارة الذين سوقوا لهم وبثرواتهم الوطنية المواد الفاسدة مؤكداً بأن من حق كل عراقي رفع دعوى مستقلة للمطالبة بالتعويض الشخصي من هؤلاء وهكذا نحاصر الفاسدين بثلاثين مليون دعوى   وبثلاثين مليون  قضية وبثلاثين مليون طلب تعويض وعلى منظمات وجمعيات الدفاع عن حقوق الانسان ونقابة المحامين تبني هذه الطلبات.
•   مواطنة من ديالى تؤكد انها لم ولا يمكن ان تقتنع بهذه (المسرحية) فقد سبق ان اتهم وزراء وبرلمانيين بالفساد وبالاختلاسات  ومع ذلك استطاعوا الهرب الى خارج العراق وقضية الداييني وملابساتها اكبر دليل، وتؤكد بأنها سوف لن تتفاجأ فيما لو اختفى الوزير المتهم بالفساد بعد مسرحية اعادة طائرته واحتجازه لان ذلك حدث من قبل ... والاهم لان وراء ه  شبكة واسعة ربما من المستفيدين الكبار.
•   اما من بغداد فيقول احد القراء كان الله في عون السيد رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي، فبحيرة الفساد كبيرة وافاعي الاختلاسات كثيرة والمعركة حاسمة وخطيرة.. وعليه ان يكون حازماً وحاداً مثل نصل السيف في قطع دابر الفساد   قبل ان يبتلع البلاد ويخطف لقمة عيش العباد، في حين تعبر مواطنة  اخرى من الموصل عن دهشتها لبرودة اعصاب واناقة احد الوزراء المتهمين بالفساد ولامبالاته وابتسامته العريضة وهو امام المساءلة البرلمانية، وكأنه كان ذاهباً الى حفلة زفاف او الى جلسة سمر مع الاصدقاء، وتضيف لعل البرود وهذا الاتزان وهذه اللامبالاة، كانت تنطلق من ثقته بأن الحيتان الكبيرة سوف تتكفل بحمايته وان لا احد يستطيع الاقتراب من (اقطاعية الفساد) الخاصة به.
•   قارئ اخر من بغداد ويبدو انه من حملة شهادة الدكتوراه، طالب بأسلوب حاد ومتشنج من حملة شهادة الدكتوراه الخروج في تظاهرات حاشدة، والمطالبة بسحب شهادة الدكتوراه من كل من يحمل هذه الشهادة العلمية الرفيعة ويمارس الفساد، لأن هؤلاء الفاسدين انما يسيئون (بلصوصيتهم الوضيعة) هذه الى القيم العلمية والانسانية لهذه الشهادة والى الاساتذة الافاضل الذين يحملون هذه الشهادة بكفاءة وجداره واستحقاق.
•   مواطنة اخرى لم تفصح عن الدولة او المدينة التي تسكنها، تؤكد ان ماحدث في وزارة التجارة ربما يكون بداية الغيث.. وماخفي.. وما سيأتي سيكون اقسى واعظم وعبرت عن املها باستمرار المعركة ضد الفساد وعدم استثناء اي فاسد ومنع الاغطية السياسية من حماية اي مسؤول وعبرت عن قلقها وعن حزنها ويأسها ازاء احدى تقارير لجنة النزاهة الذي اشارت فيه الى مستويات مخيفة من الفساد في دوائر الدولة بلغت ( على حد وصفها) 80% معبرة عن خشيتها من  ان يتم القضاء على الفقراء والجياع والشرفاء والنزهاء قبل القضاء على الفاسدين، في حين اقترح مواطن آخر لقطع دابر الفساد وشرايينه واوردته اصدار قانون او قرار ملزم يمنع منع باتاً تعيين ابناء واخوة واقارب المسؤولين والوزراء في الوزارات والدوائر التي يعمل ابائهم فيها  وفي المؤسسات التابعة لها لان سلطات الابناء المدللين  في الدوائر اصبحت اكبر من سلطات آبائهم الوزراء.
•   وفي حين يرى قارئ آخر ان الاطاحة بالفاسدين في وزارة التجارة يندرج في اطار الدعاية الانتخابية و كان لابد من (التضحية) بفريق الفساد هذا لاهداف سياسية! تقول القارئة (بنت العراق) لقد جلب هؤلاء الفاسدين  العار لهم ولعوائلهم واعشائرهم وللاحزاب والكيانات التي ينتمون اليها ولست ادري مالذي سوف يفعلونه يوم لا ينفع مال ولا بنون  لكنني اقول لهم  ان لم تستح فافعل ما شئت.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

496
مشاكسة
دكتوراه بالفساد
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   قلبت بعض الدول النائمة المقاييس والمعايير والضوابط والاعراف والقوانين رأساً على عقب ، ففي الوقت الذي تحتل فيه الكفاءات العلمية في الدول الامبريالية الاستعمارية الرجعية دورها في تطوير انماط الحياة اليومية واختزال الزمن عبر ثورة الانجازات والاختراعات والابتكارات وصيغ العمل التي تدفع بالمجتمع الى امام، فإن بعض الكفاءات ( العلمية ) في الدول النائمة تختط لنفسها نهجاً ومنهجاً واسلوباً يعاكس نهج واسلوب الدول الامبريالية سواء في الاهداف الستراتيجية او في الاساليب التنفيذية.
•   فحملة شهادات الدكتوراه  مثلاً في تلك الدول الامبريالية الاستعمارية  يوظفون جهدهم وجهودهم وكفاءاتهم وخبراتهم وتجاربهم واوقاتهم وعصارة وخلاصة علومهم لاعداد اجيال المستقبل القادرة على الامساك بزمام السياسة والاقتصاد والدولة والمجتمع وفق ارقى صيغ التعامل والكفاءة والابداع الانساني.
•   اما في بعض الدول النائمة فإن بعض حملة شهادات ( الدكتوراه ) يوظفون كل طاقاتهم وكفاءاتهم وامكاناتهم لاشاعة الفساد ، والاستيلاء على المال العام وبناء امبراطوريات اقتصادية خيالية خاصة بهم وبعوائلهم على حساب خيانة الامانة التي بين ايديهم بعد ان ( يروضوا ) ضمائرهم على النوم العميق، ولربما يلجئون ( لاغتيال ) تلك الضمائر سريرياً ، بحيث لاتعود تملك من (الضمير) الا حروفاً ميتةً تشير الى شيء لاحاجة لصاحبه به.
•   وفي هذا الاطار تتناقل الاخبار ووسائل الاعلام في هذه الدولة النائمه  او تلك وقائع وحوادث مثيرة للاستغراب وللاستهجان معاً في ميدان الفساد والرشا والسرقات والاختلاسات واحتكار المناصب والوظائف والمواقع الحساسة في هذه الوزارة او تلك وفرض الاتاوات و(الحصص) و (النسب المعينة) على كل كمية من هذه المادة او تلك يتم استيرادها  من قبل الحكومة بأموال الشعب ولمصلحته... لكنها لاتصل اليه الا بعد استقطاع ( رسوم الفساد ) منها ، وربما بعضها لايصل ابداً لأن بعض الشحنات ( تضل ) طريقها وبدل ان تدخل مخازن الوزارة فإنها تدخل مخازن هذا التاجر او ذاك، حتى تحولت بعض الوزارات في هذه الدولة النائمة او تلك الى بورصة للمساومات على حصص الفقراء في سوق الفساد وفق تسعيرة مرتبطة ببورصة اسعار الدولار في الاسواق العالمية.
•   ولو كان ابطال هذه الملاحم الوطنية في الفساد متعدد الاشكال والصيغ فقراء او معدمين او اميين لهانت الامور قليلاً ولحاول الفقراء بطيبتهم  ايجاد الاعذار والمبررات لهم تحت طائلة الحاجة اوالجهل  او الجوع او العوز او المرض، لكن الغريب والعجيب والمثير للتقزز ان بعض من يقوم بذلك هم من المتخمين والاغنياء والادهى انهم من حملة الشهادات العالية، ومن حملة الجنسيات الاجنبية، وربما كان بعضهم من اكثر المسؤولين تظاهراً بالورع والتقوى   و التقيد بالقيم الدينية النبيلة الرفيعة مظهراً، ومناقضتهم  لها سلوكاً.
•   والا ما معنى ان تحتفي هذه الوزارة الحيوية او تلك في هذه الدولة النائمة او تلك بأمانة ونزاهة وعفة وشرف وزيرها الهمام الذي حول الوزارة الى ساحة خلفية لاملاكه الشخصية واطلق فيها ايدي اشقائه واقاربه وابنائه، بصلاحيات مفتوحة تتيح لهم الاستحواذ ( على الجمل بما حمل ).
•   وما معنى ان تخفق لجان وهيئات وتشكيلات وفيالق وخبراء ومستشاري  لجان النزاهة في هذه الدولة او تلك في كشف الفساد ومحاصرته قبل ان يبتلع المليارات لمجاملتها كبار المسؤولين ولمراقبتها الدقيقة لصغار الموظفين واخفاقها  في محاصرة ومحاسبة هذا المسؤول الرفيع او ذاك واحالته الى القضاء، ذلك لان امانته وقيمه ومبادئه ونقاء سيرته وعفته وشهامته ووطنيته والتزامه الاخلاقي و(ضميره الحي ) لم تسمح له ولبطانته العائلية الا بالاستحواذ علي ( ملياري  دولار فقط ) مثلا في حين كان يمكن للدولة المعنية بهذا المبلغ المتواضع بناء خمسمائة مدرسة واغاثة اربعة ملايين طفل يتيم او مساعدة مليون ارملة.
•   وما معنى ان يخول هذا الوزير المخلص الامين او ذاك في هذه الدولة او تلك صلاحياته المطلقة لاشقائه وابنائه ربما من انصاف الاميين ليهيمنوا على كل شبر وعلى كل حركة وعلى كل ورقة وعلى كل مفصل وغرفة ومنضده  في الوزارة ،  فهم يعينون ويفصلون يعاقبون ويكافئون، ويمنعون من دخول الوزارة من يشاؤون  تحت ذرائع ومبررات مختلفة تندرج كلها تحت شعار (المصلحة العامة) ويستخدمون سيارات واجهزة ومعدات واموال الوزارة في خدمة مصالحهم ومآربهم وعوائلهم فضلاً عن الامساك بقوة بزمام العقود والصفقات والتعاملات والمناقصات والامور المالية بأيدٍ من فولاذ.
•   وما معنى ان تلقي الاجهزة الامنية الحاقدة في هذه الدولة او تلك القبض على ابن هذا الوزير النزيه او على شقيقه ( بتهم كيدية باطلة ) وهو يستقل سيارة (الوزارة) بعد ان حولها الى مستودع متنقل للذهب ولاكداس العملات اثناء توجهه ( بموكبه الرسمي مع حرسه الخاص ) الى الخارج في مهمة ( انسانية نبيلة ) لاغاثة الاطفال الافارقة الجياع المشردين.
•   الى ذلك فقد نجحت الدول النائمة والمتثائبة والغافية والغارقة بشخيرها وفي فسادها وتخلفها في شق وحدة وهيبة وكفاءة وقدسية وسمعة ونبل الشهادات العلمية بكفاءة واقتدار وبنجاح منقطع النظير.
•   ففي الوقت الذي يسعى فيه حملة شهادات الدكتوراه في الدول الامبريالية الاستعمارية الحاقدة اللئيمة استثمار شهاداتهم الرفيعة تلك في اقامة  اكاديميات علمية راقية في النزاهة وفي التطور وفي الارتقاء بالمجتمع وفي اعداد جيل كفأ قادر على تحمل المسؤولية فإن بعض الوزراء والمسؤولين من حملة شهادات الدكتوراه في الدول النائمة سعوا ويسعون عبر ممارساتهم الوطنية الخلاقة الشريفة النزيهة ممارسة الفساد واشاعة الفساد وتطوير الفساد وحماية الفساد سعياً لاقامة اكاديمية خاصة بالفساد بإمكانها منح شهادات ( الدكتوراه ) بالفساد لمن يجتاز مراحلها الدراسية بتفوق، وشتان ما بين الاكاديميات العلمية واكاديميات الفساد... وربما نشهد مستقبلاً على ايدي هؤلاء (  العباقرة ) شهادات  فسادية علمية رفيعة، فهذا يحمل الدكتوراه بالاختلاس وذلك يحمل شهادة الدكتوراه بالتزوير وآخر بالعقود الفاسدة.
•   وفي جميع الاحوال حمداً لله لأن بلادنا خالية من الفساد والفاسدين ومن الاختلاس والمختلسين...!

497


وزير حقوق الانسان
 
اشرنا حالات تعذيب في السجون وشكلنا لجانا خاصه        لمعاقبة الذين مارسوا التعذيب
نحن 100% مع موقف الرئيس البارزاني في معاقبة من تثبت ادانته باقتراف خروقات لحقوق الانسان
تحققت تغييرات جديه في كوردستان في مجال السجون والعنف ضد المرأه
رئيس الحكومه اصدر امرا لاعلان اسماء الذين تمت معاقبتهم بسبب خروقاتهم لحقوق الانسان
خلال الكابينه الخامسه زرت شخصيا كوزير السجون مرة واحده
ليس هنالك سياسة لخرق حقوق الانسان لكن هنالك ساوكا فرديا لاشخاص يقومون بذلك
لا يوجد في الاقليم سجناء سياسيين ولا سجونا خاصه
شكل رئيس الحكومه لجنة من الداخليه والاسايش ومن وزارتنا لمتابعة تنفيذ توصيات منظمة العفو الدوليه


 
   
حوار: مال الله فرج   
عدسة: صابر سوركان


اثار تقرير منظمة العفو الدولية حول بعض الخروقات والانتهاكات التي أشرها لحقوق الانسان في الاقليم، ردود افعال مختلفة، وفي مقدمتها، تثمين الموقف المبدئي لرئيس الاقليم، ودعوته لاجراء تحقيق شفاف، ومعاقبة كل من تثبت التحقيقات ضلوعه فيها.. وبهدف استقراء موقف الجهة المعنية مباشرة بهذا الموضوع الحيوي، ممثلة بوزارة حقوق الانسان، طرقت (الصوت الآخر) ابواب الوزارة، والتقت الدكتور شوان محمد عزيز وزير حقوق الانسان عبر حوار معمق، ابحرت معه في معظم القضايا الساخنة المتعلقة بحقوق الانسان والانتهاكات التي اشرها تقرير منظمة العفو الدولية، وكان هذا الحوار:
                                                                                                        مال الله فرج
تقرير العفو الدولية
*كيف تقرأون التقرير الاخير لمنظمة العفو الدولية حول حقوق الانسان في الاقليم؟
-التقرير هو حول سنة 2008، وهذا اول تقرير تصدره منظمة العفو الدولية حول حقوق الانسان في الاقليم في ضوء الزيارة التي قام بها وفد المنظمة في ايار من العام الماضي الى كوردستان العراق، ونحن وفرنا لهم جميع التسهيلات للاطلاع ولابداء آرائهم حول جميع القضايا وخاصة ما يتعلق بحقوق الانسان، والتقرير يشير الى ان هنالك تقدماً في اوضاع حقوق الانسان بصريح العبارة وبجملة ذكرها في التقرير، ويحدد هذا التقدم بعدة نقاط منها اطلاق سراح مئات الاشخاص في اقليم كوردستان العراق، كانوا قد سجنوا بدون تهمة بسبب قضايا الارهاب، بسبب ما كانوا يمثلونه من خطر على اقليم كوردستان، كما ان هنالك قوانين عراقية تم تغييرها، وصدرت قوانين جديدة في اقليم كوردستان العراق مع تعديل قوانين اخرى عراقية اخرى تم تعديلها في الاقليم، ويشير التقرير ايضاً الى وجود منظمات غير حكومية نشطة في كوردستان العراق وآليات جديدة لمراقبة حقوق الانسان منها استحداث مديرية خاصة في وزارة الداخلية لمتابعة العنف ضد المرأة، كما يشير التقرير صراحة الى علاقة الحكومة مع المنظمات غير الحكومية وخاصة وزارة حقوق الانسان وبتشكيل البورد الاستشاري الذي يضم معظم المنظمات غير الحكومية الفعالة في كوردستان العراق، وكذلك المنظمات العالمية ومن ضمنها اليونامي واليونسيف حيث انهما اعضاء في هذا البورد الاستشاري لمناقشة موضوع حقوق الانسان من وجهة نظر الحكومة والمنظمات غير الحكومية. هذه هي النقاط الايجابية التي يذكرها التقرير في بدايته، وبعد ذلك يأتي الى الانتقادات حول اوضاع حقوق الانسان ونحن بصورة عامة، أولاً، نولي اهمية لكل منظمة عالمية تصدر تقريراً حول حقوق الانسان في أقليم كوردستان ونقوم بدراستها والاستفادة منها فاذا كان هنالك نقد ايجابي نحاول تعزيز هذه الايجابيات، وبالمقابل معالجة السلبيات من خلال العلاقة مع هذه المنظمات.



حقوق الانسان
*في ضوء هذا التقرير كيف تقيمون واقع حقوق الانسان في الاقليم؟
-كتقرير عالمي انا استند عليه، فهو قد اكد بان هنالك تغييرات وهنالك خطوات ايجابية تحسن في حقوق الانسان، ومن خلال تجربتي لثلاث سنوات في التشكيلة الخامسة، ان هنالك تغييرات جيدة قد تحققت في أقليم كوردستان في مجال السجون والعنف ضد المرأة والعلاقات مع المنظمات العالمية ومجلس حقوق الانسان في جنيف، وفي مجال تغيير القوانين التي صدرت خلال الثلاث سنوات الاخيرة، وفي مجال المطبوعات التي اصدرناها، وايضاً هنالك الانجازات والخطوات التي لم تكن موجودة من قبل، هذه الاشياء الان قد وجدت، لذلك نحن نقول بأن هنالك تقدماً في حقوق الانسان وفق هذه الاساسيات.
حقائق أم توقعات *هل ترون ان التقرير احتوى على حقائق موثقة ام على توقعات وحالات تضخيم لخروقات معينة؟
-أولاً، ليس هنالك سياسة لخرق حقوق الانسان هذا شيء معروف، ولكن هنالك سلوكاً شخصياً لاشخاص يقومون بذلك، ولنا اتصالات مستمرة مع منظمة العفو الدولية واتصالاتنا يومية، ومن خلال المعلومات التي زودناهم بها وضعوا هذا التقرير، لذلك فان المعلومات التي وضعوها في التقرير هي نتيجة زيارة قاموا بها بأنفسهم ولقائهم عدداً من الاشخاص، نحن كوزارة حقوق الانسان زودناهم بها الى جانب أن خلافنا الوحيد مع منظمة العفو الدولية، يتعلق بان هذه المعلومات التي اكدوا عليها في تقريرهم قد حدثت قبل سنوات وليس الان.
تجاوز الخروقات
*وهل تم تجاوز هذه الخروقات؟
-بالتأكيد نحن زودناهم بمعلومات وقد اوضحنا لهم بان هنالك اسماء لاشخاص اشاروا اليها في تقريرهم لم تحصل في عام 2008 وانما حصلت في عام 2004 هذه احدى نقاط الخلاف بيننا، ذلك ان معلوماتهم قديمة وليست جديدة، والمفروض ان جميع الخروقات والانتهاكات التي يتحدثون عنها في تقريرهم قد حدثت في عام 2008، لان تقريرهم يحمل عنوان (تقرير حول اوضاع حقوق الأنسان في اقليم كوردستان العراق لسنة 2008).
*خلال الاربعة اشهر الاولى من هذا العام كم مرة قمت بزيارة السجون والمعتقلات؟
-نحن كوزارة حقوق أنسان، نزور (السجون) مرة كل أسبوعين. كما أن هنالك (12) مديرية خاصة منتشرة من زاخو الى عقرة الى دهوك الى السليمانية الى حلبجة الى خانقين الى كفري، هنالك موظفون مختصون خريجو الكليات القانونية ولهم خبرة في هذا الميدان، مختصون بالسجون يقومون كل اسبوع بزيارة السجون الموجودة في الاقليم ويرفعون بها تقارير الينا كل اسبوعين ونحن بدورنا نجمع هذه التقارير ونقوم باصدار تقرير موحد كل ثلاثة أشهر حول اوضاع السجون بصورة عامة، وهذا احد واجبات وزارة حقوق الانسان وهي مراقبة السجون بصورة مستمرة.
زيارة يتيمة
*انت شخصياً سيادة الوزير كم مرة قمت بزيارة السجون هذا العام؟
-أنني خلال هذه الثلاث سنوات مرة فقط زرت جميع السجون الموجودة العائدة الى الآ سايش والعامة العائدة الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والى وزارة الداخلية.
*تقصد انك زرت كل سجن مرة واحدة فقط؟
-نعم.. خلال التشكيلة الوزارية الخامسة أنني شخصياً، كوزير زرت السجون مرة واحدة.
*الا تعتقد ان زيارة واحدة للسجون كل ثلاث سنوات لا تكفي؟
-كلا.. انا اعتقد انها تكفي لان عيون الوزارة موجودة، وانا مستعد اذا كان هنالك ما يتطلب زيارة السجون، مثلاً الان هنالك تغييرات ايجابية في السليمانية، ولدي الان برنامج لاقوم بزيارات لسجون الآسايش في السليمانية واربيل ودهوك.
حالات تعذيب
*خلال زياراتكم للسجون هل وقفتم على خروقات محددة لحقوق الانسان وعلى انتهاكات أوتعذيب؟
-اذا تابعتم التقارير الصادرة عن الوزارة مثلاً هنالك حالات تعذيب نحن اشرنا اليها واسماء معتقلين موجودين عند البوليس وليس عند الآسايش، وتابعنا الموضوع وتشكلت لجان خاصة وتم معاقبة الذين قاموا بالتعذيب حسب القوانين الموجودة في اقليم كوردستان، وقبلاً لم نكن ننوي اعلان اسماء الذين تم معاقبتهم، ولكن الان صدر امر من رئيس الحكومة لاعلان اسماء هؤلاء الذين تمت معاقبتهم بسبب خروقاتهم لحقوق الانسان.. مثلاً هنالك تقصير في توفير الادوية في السجون، وهنالك السجون الموجودة في الاقليم ليست سجوناً، فهنالك محطة للقطار او معسكر استخدم كسجون، هنالك قرارات، لذلك فأن هذا ايضاً نعتبره خرقاً لحقوق الانسان، وهنالك قرارات تم اتخاذها لبناء سجون حديثة في اربيل والسليمانية وبناء مراكز توقيف وتم البدء ببنائها، وسوف ينجز بعضها في تموز من هذا العام.
*هل تقصد تحويل السجون الى مراكز اصلاح؟
-بالتأكيد.. السجن أساساً يجب ان يكون مركزاً للاصلاح، واذا لم يكن السجن نموذجياً وحسب المواصفات العالمية لا يمكن ان يكون هنالك اصلاح، لذلك اولاً نبدأ بالبناء، ومن ثم تأتي مسؤولية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في اربيل من اجل ان تكون السجون اصلاحية وليس فقط لسجن المتهمين.
*هل هنالك رقابة صحية وزيارات دورية من قبل الاطباء للسجناء والمعتقلين؟
-المفروض ان يكون هنالك في السجن مركز صحي، وادوية، ولكن هنالك تقصيراً وقد ذكرنا ذلك في تقاريرنا.
واقع السجون
*بعد هذه الزيارات كيف تقيم واقع السجون الان؟
-اعتقد ان هنالك تحسناً في السجون بنسبة 100% لانه لا يوجد الان أي شخص في سجون اقليم كوردستان مسجون بدون تهمة، كل السجناء والموقوفين سجنوا او اوقفوا بتهمة وبأوامر قضائية من الحكام، ولديهم محامون وأهلهم واقرباؤهم يعلمون باماكن سجنهم او توقيفهم، ومعظم هؤلاء تنتهي مدة سجنهم او توقيفهم بالوقت المحدد، واذا كان هنالك حالات تعذيب فأننا نتابع ذلك ونرفع تقاريرنا الى الجهات المعنية أي ان هنالك تغييراً جدياً واضحاً في اوضاع السجون في اقليم كوردستان العراق، ونحن لانتابع ذلك فقط باعيننا، لكننا نتمنى ايضاً من أي شخص من خارج الحكومة ومن الصحافة ومن المنظمات العالمية اذا وجد أي خرق او اية شكوك ان يتصل بنا حتى نعمل جميعاً سوية لتحسين اوضاع السجون لان عيون العالم تتوجه كلها الان الى اقليم كوردستان، لان شعب كوردستان من اكبر ضحايا خرق حقوق الانسان، لذلك فان اصدقاءنا في الخارج كلهم يتطلعون نحو اقليم كوردستان ويتوقعون منا انجازات اكثر في الدفاع عن حقوق الانسان وبالتالي فان اجراءاتنا يجب ان تكون اسرع واكثر جدية.
قتل النساء
*اشرتم في احد تصريحاتكم الى انخفاض مستوى العنف او قتل النساء من 40 الى 10 نساء شهرياً الا تعتقدون ان هذه النسبة مازالت مرتفعة؟
-بالنسبة لي، وبالنسبة لنا كوزارة حقوق الانسان حتى حالة واحدة شهرياً نعتبرها حالة مرتفعة، لكن التصريح الذي اشرت اليه انت حول انخفاض قتل النساء من 40 الى 10 هذا تغيير، لكن مسألة العنف ضد المرأة هي ليست مسألة خاصة باقليم كوردستان، بل هي مسألة موجودة في العالم كله، لكننا الان كحكومة لنا سياسة واضحة لمتابعة العنف ضد المرأة ومحاربته لان احدى القضايا الاساسية هي قضية العنف ضد المرأة في الاقليم، ولذلك نحن تعاملنا مع هذا الموضوع بجدية كاملة حتى رئيس الحكومة شخصياً فأنه يشرف بنفسه على متابعة هذا الموضوع وهنالك كل ثلاثة أشهر اجتماع خاص في مجلس الوزراء حول العنف ضد المرأة، ويشرف عليه رئيس الحكومة شخصياً.
العنف ضد الصحفيين
*يتعرض الصحفيون الى العنف باستمرار فهل هنالك تنسيق بينكم وبين نقابة صحفيي كوردستان لمحاصرة هذا العنف ومعالجته؟
-نعم.. نحن مع تقرير منظمة العفو الدولية حول خرق حقوق الصحفيين، على الرغم من صدور قانون جيد حول العمل الصحفي وحقوق الصحفيين في اقليم كوردستان في تشرين الاول من عام 2008 إلا أن هذا القانون لم يطبق 100% كما كنا نرغب، حيث حدثت خروقات ضد الصحفيين ونحن تدخلنا كوزارة حقوق الانسان، وحتى رئيس الحكومة تدخل في بعض الحالات وقد تم معالجة بعضها، وبعضها كانت نتيجة لدعوى قدمت من المحاكم ومن المدعين العامين وأدت الى خرق لحقوق الأنسان بالنسبة للصحفيين، ونحن كوزارة لحقوق الانسان ورئيس الحكومة ايضاً تدخلنا لحل تلك الأشكالات، وهذا القانون جيد، ونحن نفخر به، لكنه بحاجة الى وقت لكي يطبق لان الخروقات حدثت بسبب تطبيق الحكام القانون وفق حالات حدثت قبل صدور القانون الحالي الذي ليس له اثر رجعي.
دعوة الرئيس البارزاني
*كيف تقيمون دعوة الرئيس البارزاني لاجراء تحقيق شفاف حول أية خروقات لحقوق الانسان واخضاع من تثبت ادانته بارتكاب هذه الخروقات الى المساءلة؟
-نحن مع موقف الرئيس البارزاني 100% لاجراء هذه التحقيقات، ولم تصدر هذه الدعوة من السيد رئيس اقليم كوردستان فقط وانما صدرت من رئيس الحكومة ايضاً، وقد عقد اجتماع خاص حول هذا التقرير وشكل رئيس الحكومة لجنة من قبل وزارة حقوق الانسان والآسايش ووزارة الداخلية لمتابعة هذا الموضوع، وتنفيذ جميع التوصيات الواردة في هذا التقرير من قبل الجهات المعنية، وقد اكملنا نحن كوزارة ملاحظاتنا ورفعناها الى رئيس الحكومة لابداء رأيه بصددها، وهذه التوصيات سوف توزع على الآسايش وادارات السجون لتطبيقها.
*ما أخطر الانتهاكات لحقوق الانسان التي ترونها في الاقليم؟
-العنف ضد المرأة، هو من الخروقات الواضحة لحقوق الانسان، عمل الاطفال في الشوارع هو خرق لحقوق الانسان، الفساد الاداري الموجود في اداء بعض مؤسسات اقليم كوردستان وبعض الخلل في عمل المدعي العام.
المؤسسات الأمنية
*هل ترون ان بعض المؤسسات الامنية تعمل بمعزل عن التوجيهات القضائية، وبمعزل عن حقوق الانسان، وبشكل كيفي؟
-هذا كان قبل توحيد الادارتين، لكن الان بعد توحيد الادارتين لا يستطيع أي عنصر امني القاء القبض على أي شخص الا عن طريق المؤسسات الحكومية ووفق القوانين الموجودة وعن طريق مباديء حقوق الانسان.
*هل ترون ان المؤسسات الامنية وبالاخص المشرفة على التحقيقات وعلى السجون والمعتقلات بحاجة الى دورات متخصصة حول حقوق الانسان لضمان احترامها لهذه الحقوق؟
-ونؤكد أن الموظفين الذين يعملون في المجالات التي ذكرتها بحاجة الى دورات والى خبرة والى استخدام تكنولوجيا العصر الحديث، هذه من القضايا الاساسية التي نحن نؤكد عليها باستمرار ونعمل على توفيرها.
جرس إنذار
*هل تعتقدون ان تقرير منظمة العفو الدولية قرع جرس الانذار حول انتهاكات فردية تتم دون علم السلطات المعنية؟
-كلا.. انا لا اعتقد ذلك.. لاننا كوزارة حقوق الانسان اشرنا الى هذه الخروقات من قبل، ولم تكن في التقرير اشياء جديدة، لكن انتقادنا للتقرير كان حول نقطتين أساسيتين، حيث اشاروا الى وجود سجناء سياسيين، نحن انتقدنا ذلك، وأكدنا لهم عدم وجود أي سجين سياسي في اقليم كوردستان العراق وانما المسجونون هم فقط الذين لهم علاقة بالارهاب.
*هل تقصد عدم وجود سجناء سياسيين في الاقليم؟
-بالتأكيد.. واذا كان لدى أي شخص اية معلومات خلاف ذلك فعليه ان يزودنا بها ونحن سوف نتابع الموضوع، والنقطة الثانية التي انتقدناها، اشارتهم في التقرير الى وجود سجون خاصة، لا تعود الى الحكومة، ونحن تحديناهم حول هذا الموضوع وطلبنا منهم اذا كانوا يدعون بوجود سجون خاصة تزويدنا بمواقع هذه السجون للتحقيق بصددها والاعتراض الثالث كان حول زمن المعلومات التي تضمنها التقرير وهي معلومات قديمة وليست جديدة، وبصورة عامة فأن التقرير ايجابي وجيد.
اختفاء الاشخاص
*هل اثارت منظمة العفو الدولية قضية اختفاء بعض الاشخاص؟
-نعم.. اثاروا هذا الموضوع، ونحن قبل التقرير زودناهم بالمعلومات حول اسماء الاشخاص الواردة في التقرير، ومنهم اسماء اثنين ممن وردت اسماؤهم كنا قد سلمناهم الى السلطات الامريكية.
*تقصد انهما لم يتم تصفيتهما كما ادعت المنظمة؟
-كلا.. كلا.. هم موجودون لدى القوات الامريكية ورغم معلوماتنا الموثقة تلك... الا انهم ذكروا تلك الاسماء في عداد المختفين..
*سيادة الوزير ماذا بعد تقرير منظمة العفو الدولية؟
-التوصيات الموجودة سوف ترسل الى الجهات المعنية لتطبيقها، وسوف نتابع هذا الموضوع، وكذلك التقارير التي سوف تصدر مستقبلاً لانها تلعب دوراً مهماً في تحسين اوضاع حقوق الانسان في أقليم كوردستان.
 
                                                                                              حوار  مال الله فرج

498
مشاكسة

 
حكومات

تقودها عائلات

 
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   في بادرة سوف تقلب موازين وأسس وتقاليد العلاقات الدولية رأساً على عقب وتقيم صرحاً متفرداً لتجربة دولية معاصرة، اطاحت دول العالم الثالث بالتجارب التقليدية في ادارة الدولة، مستحدثة بدلها تجربة معاصرة،  حطمت القيم البالية في امساك الوزراء انفسهم بمفاتيح ومقاليد ومسؤوليات الحكومة كل حسب اختصاصه، و فتحت الآفاق امام ( تحمل جماعي عائلي ) لهذه المسؤوليات الجسيمة.
•   فقد استطاعت بعض الدول النامية والنائمة والمستلقية والمتثائبة والمتسولة والمستجدية والغارقة بشخيرها  وتخلفها وفسادها ان تضع ذلك كله وراء ظهورها وان تطيح بالنظريات الاشتراكية والرأسمالية معاً وبالعولمة واقتصاد السوق، وان تعيد صياغة ( الديمقراطية ) وفق نظرة شمولية تتيح توظيف ( المسؤولية العائلية الجماعية ) في ادارة الدولة.
•   فما ان ينتهي هذا الوزير او ذاك، في هذه الدولة النائمة او تلك من اداء اليمين القانونيه ، وهم يقسم ( بشرفه وقيمه ومبادئه ) على الولاء للوطن، والاخلاص للشعب ، وصيانة الامانة والحفاظ على المال العام واحترام القضاء وسيادة القانون والعدالة، ويعود الى احضان عائلته محملاً بعلب الحلويات ابتهاجاً بالمناسبة السعيدة ، حتى تكون العائلة بانتظاره لتدارس مفردات تنفيذ (اليمين القانونيه ) التي اقسم عليها بشرفه وقيمه ومبادئه!
•   وعلى الفور... يعقد ( مجلس العائلة الدولي ) اجتماعاً عاجلاً وفق البند السابع من ميثاق الامم المتحدة لتحديد ( الجهات المارقة ) في الوزراة التي تسلم سيادة الوزير مسؤولياتها والتي تهدد الامن والسلم الدوليين، لاتخاذ العقوبات الرادعة ضدها، وصيانة ( المصلحة العامة ).
•   ولأن ( مجلس الامن العائلي ) لابد ان تترأسه الزوجة الفاضلة وبحضور ( مستشارة الامني الداخلي ) والدتها بالطبع ( ومستشار الامن الخارجي ) والد السيد الوزير، او شقيقه الاكبر فإن القرارات ووفق ( العملية السياسية ) لابد ان يتم اتخاذها بالتوافق حرصاً على ( العراك السياسي ) وعلى ( المصارعة الوطنية ) وبالشكل الذي يعزز الموقف العائلي الموحد، ضد اية تدخلات خارجية في امن الوزارة الداخلي.
•   وبعد ان يستعرض السيد الوزير، مهمات الوزارة، وصلاحياتها وعلاقاتها واتصالاتها وخططها وبرامجها وموازنتها السنوية، والمراكز الحساسة فيها، والدرجات الوظيفية الخاصة، وتلك المتعلقة بالمكتب الخاص والقلم السري، ومديرية الاستيراد والتصدير، ودائرة العقود والمناقصات تبدأ المفاوضات الصعبة والمضنية بين العائلتين الثوريتين، عائلة السيد الوزير من جهة وعائلة زوجته من جهة اخرى حول توزيع المناصب الحساسة وفق ( الدستور العائلي )  و (المحاصصة العشائريه )  اسوة بالعملية السياسيه .
•   وهكذا ما ان يحط السيد الوزير اولى خطواته في الوزراة، حتى يكون ( الطاقم العائلي ) قد سبقه اليها  ليهيئ  له اجواء   الاستقبال اولاً، ولتوفير ضمانات ( الامن الشخصي ) لسيادته  ثانياً، وفي مقدمة ذلك ( استبدال اثاث المكتب القديم  بالكامل حتى لو كان قد تم شراؤه قبل يومين ) وشراء اثاث ومستلزمات جديدة بدله ولا بأس ان ينقل اثاث المكتب القديم الى مسكن السيد الوزير او الى مساكن احد اقربائه بعد ان يتم بيعه له ( بسعر تعاوني ) وبمزايدة صورية.
•   ومنذ اليوم الاول تبدأ عملية ( الاستحواذ العائلي ) على الوزارة فاشقائه وابنائه، وابناء عمه واشقاء زوجته وابناء عمها.. وابناء خالاتها.. والمقربين وحتى الابعدين.. لابد ان يكون لهم حضورهم في ( وزارة الشعب ) حتى لو كانوا بلا اية مؤهلات، ليصبح في الوزراة خمسين ( عدي ).
•   وهكذا تنتشر ( القوات العائلية متعددة الجنسية ) في طوابق واقسام وغرف الوزراة حيث لاتسير معاملة، ولايوقع عقد، ولايتم الاعلان عن مناقصة ولايتم شراء ورقة واحدة الا بعلم وموافقة ( القوات العائلية متعددة الجنسية ) ومن خلالها لضمان استقطاع حصتها منها ( وفق الدستور العائلي  ) فلكل معاملة ثمن، ولكل عقد نسبة، ولكل توقيع تسعيرة وفق البورصة اليومية لسعر الدولار، وحتى تسهيل مقابلة ( السيد الوزير ) من قبل المواطنين او التوسط لوضع اية عريضة اليه سعر وثمن حسب نوع المذكرة واهميتها.
•   ومن اجل ان تكون هذه الدائرة العائلية ( مغلقة تماماً ) ولضمان عدم حصول اي خرق اجنبي فيها، فلابد ان يعين السيد الوزير اشقاءه او ابناءه حتى لوكانوا انصاف اميين مستشاريين بصلاحيات مطلقة.. وملحقين  تجاريين في الخارج ينهضون بأسمى مهمة وطنية شريفة، تتمثل باستحواذهم على العقود الخاصة بالوزارة وتصدير المواد الفاسدة المنتهية الصلاحية، والغير صالحة للاستهلاك البشري وعلى ( القوات العائلية متعددة الجنسية ) داخل الوزراة  ممارسة مسؤولياتها الوطنية الشريفه في  استلام تلك الشحنات ووضع الاختام المختبرية واختام لجان الفحص المختصة عليها التي تؤكد صلاحيتها وتسويقها رسمياً.
•   وهكذا بامكان مثل هذه الوزارة ( العائلية النموذجية ) استيراد اسوأ المواد، وبأقل الاسعار... وبيعها بأعلى الاسعار من اجل ان تنمو وتتوسع ثروة المجلس العائلي للسيد الوزير في الخارج طبعاً، اما في الداخل فإن ذمته المالية سليمة وطبيعية وبعيدة عن الفساد، في الوقت الذي تزداد فيه املاكه من القصور والفلل والشقق والشركات والفنادق واساطيل السيارات والارصدة بمختلف العملات    في البنوك الاجنبية في الخارج ، بينما تزداد معاناة ومآسي وازمات الفقراء والارامل واليتامى والمعدمين في الداخل.
•   ومع  ذلك فإن هيئات ولجان وخبراء النزاهة لن يستطيعوا مساءلة الوزير المعني او اتهامه بالفساد لانه لايملك شيئاً في الداخل اما املاكه الاسطورية في الخارج فهي بالتأكيد من تعبه ومن عرق جبينه ومن  ( الرزق الحلال ).
•   وهكذا تصبح الوزارات ( املاكاً خاصة للعائلات ) وتسهم  ( مجالس العائلات ) في قيادة ( الحكومات ) وتبقى الشعوب في دائرة الفقر والجوع والمعاناة.


499
الناشطة السياسية والبرلمانية بخشان زنكنة
انا غير  راضية عن دور كل الاحزاب بالنسبة لقضية المرأة
هناك منظمات نسويه نسمع بأسمائها فقط
لا يجوز تحريض التساء ضد الرجال
تعامل الاحزاب مع برامجها بخصوص المرأه دون مستوى الطموح
يجب ان يكون هنالك فرز بين السجينات اذ كيف يمكن وضع المتهمات بالبغاء مع متهمات بقضايا بسيطه
ابرز تعديل قانوني تحقق لصالح المرأه كان الغاء العذر المخفف لجرائم قتل النساء ببواعث الشرف
اية محاوله لوضع قضية المرأه وكأنها ضد الرجال خطأ وخطر كبيرين
لدينا نساء مؤهلات لرئاسة البرلمان والحكومه والاحزاب اذا تم منحهن الفرصه
لا يجوز تحريض النساء ضد الرجال لاننا  نريد بناء مجتمع مستقر خال من العنف
حوار: مال اللــه فرج
   
 
 من بين اوار النضال المحتدم وركام المعارك الملتهبه على كل الجبهات السياسيه والاجتماعيه والثقافيه دفاعا عن الحريه والديمقراطيه وحقوق الانسان ، ومن رحم المعاناة والتحدي تومض ارادة الانسان جنينا بزي مناضل يحمل القضية على كتفيه مصيرا غير قابل للمقايضه ولا للمساومه ، يطأ اللهب بقدميه محاولا عبور ساحة التحدي الحبلى رغم ادراكه يقينا ان فرص الموت فيها غالبا اضعاف فرص الحياة
من بين هذه الخنادق المتداخله والمترعه بالمخاطر والتحديات تتشكل سمات امرأة كوردستانيه من هذا الزمان الصعب ، تحمل على شفتيها علقم السنين العجاف ، وعلى لسانها شهد الامل وفي قلبها وروحها الايمان بحتمية الانتصار لقضية الانسان ولحقوق المرأه والاصرار على مواصلة الطريق حتى النهايه
انها المناضله والناشطه السياسيه والبرلمانيه والبيشمركه والمدافعه عن حقوق الانسان والمرأه السيده ( بخشان زنكنه )
 عضو اللجنه المركزيه للحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكوردستاني ، رئيسة لجنة المرأه في برلمان كوردستان التقيناها في حوار شامل حول المرأة الكوردستانيه  وهمومها وطموحاتها ومعاناتها عبر اسئله ساخنه ومستفزه ومتحديه وكانت هذه حصيلة  الحوار 
 
مال الله فرج


الحقوق والحريات
*ماالمسافة بين المرأة الكوردستانية وبين حقوقها وحريتها؟
-لا يزال امام المرأة الكوردستانية شوط كبير حتى تصل الى كامل حقوقها الانسانية ولذلك عوامل كثيرة، منها موضوعية خارجية عن ارادتها ومنها عوامل تتعلق بنا، وكما تعرفون لا يمكن عزل قضية المرأة واوضاعها عن اوضاع المجتمع بشكل عام، الاقتصادية منها والسياسية والاجتماعية والموروث الثقافي والثقافة السائدة، ولا يزال تجاه المرأة الكوردستانية قانونياً، تمييز ضدها، معظمها كما هو معروف قوانين عراقية، هنالك مواد من بعض القوانين تم تعديلها من قبل برلمان كوردستان لصالح المرأة، ولكن لا تزال هناك الكثير من المواد فيها تمييز ضد المرأة.
*انتم كاحزاب ومنظمات ما الذي فعلتموه لتصحيح ذلك؟
-لعبت المنظمات والاحزاب دوراً كبيراً بعد الانتفاضة مباشرة واول ما فكرت به المرأة الكوردستانية والحركة والمنظمات النسائية والاحزاب والنساء في الاحزاب، العمل على تعديل بعض القوانين وطرحت هذه المسألة الى الرأي العام، وعندما تم انتخاب برلمان كوردستان حاولت توحيد مطاليبها وقدمت مشروعاً الى البرلمان آنذاك، لكن الاجواء السياسية في تلك الفترة مع الاسف لم تكن متجاوبة، بحيث لم يستطع البرلمان اقرار تلك التعديلات، لكن قسماً من التعديلات التي تمت بشكل اساسي كان بعد عام 2003 بعد ان استقرت الاوضاع الداخلية، استطاع البرلمان اقرار قسم من هذه التعديلات على عدد من القوانين بتأثير هذه النضالات النسائية ونضالات الأحزاب والقوى الديمقراطية وأبرز تعديل تم كان على قانون العقوبات حول القتل ببواعث الشرف الذي كان يعتبر عذراً مخففاً للمدان، برلمان كوردستان الغى ذلك، الان لا يوجد أي عذر مخفف لاية جريمة قتل، سواء سميت جريمة قتل ببواعث الشرف او غيرها، هذه باعتقادي خطوة  مهمة جداً.
التطبيق القانوني


*الاهم.. هل يطبق القانون فعلاً.. بحق كل من ارتكب جريمة قتل بحق المرأة؟
-مع الاسف.. هذا القانون بقي فترة طويلة أصلاً غير فاعل بسبب وجود ادارتين وقد انبثقت حركة نشيطة من اجل تفعيل هذا القانون، وبطلب من لجنة المرأة في برلمان كوردستان، عقد البرلمان جلسة خاصة حول جريمة القتل باسم الشرف وتم دعوة الوزراء المعنيين وتمت مناقشة تقرير خاص حول جرائم قتل النساء بذريعة الشرف وكيفية التعامل مع القتلة من خلال المعلومات التي استطعنا الحصول عليها.. وبدأت فعلاً بعد ذلك حملة نشيطة من قبل المنظمات ومن قبل الحكومة التي بادرت لتشكيل لجنة عليا لمتابعة التصدي لظاهرة العنمف ضد المرأة وانبثقت مديرية في وزارة الداخلية لمتابعة العنف ضد المرأة، وهي تتابع جرائم قتل النساء باسم ال
قانون العقوبات
هناك ايضاً قضايا اخرى، مثلاً في قانون العقوبات هناك مادة عن تأديب الزوجة، برلمان كوردستان رفع فقرة تأديب الزوجة وان اكبر تعديل باعتقادي هو الذي جرى على قانون الاحوال الشخصية في 2008 حيث تواصل العمل حوله لمدة ثلاثة اعوام، وهذا كان مطلب الحركة النسائية منذ انبثاق الانتفاضة، لان المرأة تدرك والمنظمات النسائية تدرك، انه عندما يكون هنالك تمييز ضد المرأة قانوناً، يعني ذلك ان التمييز سوف يكون شرعاً، والعنف ايضاً سيكون شرعياً، فابرز تعديل قانوني في اقليم كوردستان حصل وعلى مدى ثماني جلسات واثارت كل المجتمع، ولحد الان لم يمر أي قانون استطاع ان يفجر مثل هذه الاثارة داخل المجتمع.
المرأة والبرلمان




*هل كان دور المرأة في البرلمان حيوياً ام شكلياً؟
-أنني اقول ان دور المرأة كان حيوياً جداً داخل البرلمان، خاصة في ميدان المناقشات الساخنة التي جرت حول تعديلات قانون الاحوال الشخصية، حيث كان المجتمع باسره منشغلاً بتلك المناقشات ومتابعاً لها وذلك من خلال الدور الحيوي للمرأة داخل البرلمان وخلال المناقشات.
*ما زالت بعض الناشطات النسائية يؤكدن عدم رضائهن عن هذه التعديلات؟
-انا ايضاً غير راضية، لانها لا تلبي طموح المرأة الكوردستانية لكنها خطوة جيدة جداً، أنا شخصياً، والناشطات اللاتي تتحدث عنهن مع قانون مدني تكون فيه المرأة والرجل متساويين في الحقوق كمواطنين يتمتعان بنفس حقوق المواطنة، ولكن في هذا المجتمع الذي تتفاعل فيه عوامل كثيرة متناقضة احياناً لم تستطع البرلمان ان يحقق افضل مما قدمه، بالاخص في ظل التصويت، والاغلبية والاقلية واحترام الديمقراطية.
اتهامات سياسية
*الاحزاب والتنظيمات السياسية متهمة بأنها تتخذ من المرأة ديكورات وواجهات اعلامية كيف ترين ذلك؟
-أنا شخصياً غير راضية عن دور كل الاحزاب بالنسبة الى قضية المرأة، الاحزاب هي التي تمتلك برنامجاً تغييرياً للمجتمع فيفترض بهم ان يكون دورهم اكثر نشاطاً في هذا المجال.
*هل تقصدين ان دور الاحزاب غير فاعل؟
-دورهم ليس بالمستوى المطلوب، ان أغلبية احزابنا في اقليم كوردستان هي احزاب ديمقراطية، تتبنى الديمقراطية في برامجها وفي اساليب عملها وفي اعلاناتها في خططها وفي تركيبها التنظيمي، لكن عندما تأتي الى الواقع تلاحظ ان هنالك عدداً قليلاً من الاحزاب التي لديها نساء في القيادة، لماذا؟
الاحزاب.. والمرأة
*هل طالبت المرأة بحقوقها داخل الاحزاب؟
-طبعاً، كيف لا تطالب المرأة بحقوقها! يجب على الحزب ممارسة التمييز الايجابي، كذلك هنالك حالات يتعامل فيها الحزب مع النساء بمجاملة مخلة، هذ ايضاً مرفوض، المطلوب توفير الفرص امام المرأة ومراعاة ظروفها لكن بلا مجاملة.
*ما نتيجة المواقف السياسية؟
-كنتيجة.. انني اقول نحن جميعاً مقصرون تجاه المرأة عندما نرفع شعاراً برفع نسبة تمثيل المرأة في البرلمان الى (30%) يجب ان تكون اول المبادرين في تنفيذ هذه الـ(30%) هي الاحزاب وان تبادر لتهيئة نساء في تنظيماتها ما يساوي ضعف او ثلاثة اضعاف الـ(30%) حتى عندما تحتل المرأة هذه المواقع يكون المجتمع على قناعة بان المرأة تستطيع بدون (كوته) ان تحتل دورها في البرلمان.
اتهامات للاحزاب




*البعض يتهم التظيمات النسوية داخل الاحزاب باستقطاب المرأة من اجل الكسب الحزبي وليس بهدف النضال لتحقيق طموحاتها واهدافها؟
-انا ذكرت ان تعامل الاحزاب مع برامجها نفسها بخصوص المرأة لا يزال دون مستوى الطموح.<o:p></o:p>
*لماذا لا تتيح الاحزاب الفرصة امام المرأة لتبوأ مواقع قيادية؟
-من هي الاحزاب، الحزب عبارة عن برنامج وفكر والفكر لديه تنظيم يضع برنامجاً حول ترجمة ذلك الفكر، لكن الرجال الموجودين في الاحزاب، ولا استثني حزباً، حتى الحزب الذي انتمي اليه، هم من هذا الواقع ومن هذا المجتمع، لقد مضى علي في الحزب وفي العمل السياسي اكثر من (45) عاماً لكنني لا استغرب هذه المواقف من المرأة، هذا هو مجتمعنا.
* بعد هذه السنوات الطويلة هل انت راضية عن مستواك الحزبي؟

- أنا في قمة قيادة الحزب.
* أنت في اللجنة المركزية، لكنك لست في المكتب السياسي.
-.....
عدم ثقة
* هنالك اجواء من عدم الثقة بين المراة الكوردستانية وبين المنظمات النسوية لماذا؟
- أنني شخصياً أثق ببعض المنظمات النسائية وليس بها جميعاً، توجد منظمات نسوية لعبت وما تزال تلعب دوراً جيداً في طرح قضايا المراة واثارتها بحيث تجعلها قضية مجتمع وقضية برلمان وقضية حكومة.
* هل المراة الكوردستانية بنظرك مؤهلة لرئاسة البرلمان ولرئاسة الوزراء ولرئاسة الأحزاب؟
- وفق قناعتي الشخصية، نعم، هناك نساء مؤهلات اذا تم منحهن الفرص، وانا اعتقد ان المراة اذا منحت فرصة ومسؤولية قيادة هذه المواقع السياسية فانها ستؤدي دورها ليس اقل من الرجل، لا بل أنها سوف تؤدي المسؤولية بشكل افضل.
تحريض ضد الرجال
* بعض وسائل الأعلام شوهت قضية المراة وشاهدنا امراة على الفضائيات تدعو لتدريب النساء على ضرب ازواجهن؟
- قبل فترة سمعت وشاهدت من على احدى شاشاتنا في كوردستان اتهامات مختلفة، القضية ليست بين المراة والرجل هي قضية اجتماعية وهي مسؤولية المجتمع كله، وضع القضية وكأن الرجل هو عدو المرأة خطر جداً ولنلاحظ ان أول من دافع عن قضية المراة بحكم واقع المراة في مجتمعاتنا هم الرجال نحن نريد بناء مجتمعنا مستقراً خالياً من العنف، فهل يجوز تحريض المراة لضرب زوجها؟
تعدد الزوجات
*ومع ذلك فان موقف معظم النساء مع منع تعدد الزوجات لاسباب موضوعية.
- هنالك احدى المنظمات ملأت الأجواء صراخاً مدعية ان البرلمان اقر تعدد الزوجات، انني على ثقة بان هؤلاء وامثالهن لم يقرأن قانون الأحوال الشخصية، لو قرأن قانون الأحوال الشخصية الرقم 188 لسنة 1959 سيلاحظن ان ذلك القانون يسمح بتعدد الزوجات وفق شرطين، الأول الكفاية المالية والثاني المصلحة المشروعة، اذا كان هنالك نص قانوني مضت عليه خمسون سنة، لماذا يتهمون برلمان كوردستان الآن بأقرار تعدد الزوجات.
* هل زرتم كناشطات نسويات وسياسيات النساء المعتقلات واطلعتن على حقوقهن واحتياجاتهن؟
- طبعاً.. نحن كلجنة المراة في البرلمان نقوم بزيارات سنوية الى السجون.
* زيارة سنوية واحدة هل تكفي؟
- احياناً يصادف يوم الأم مثلاً، سنوياً لدينا زيارات لمتابعة اوضاع السجينات.
معاناة السجينات
* ما ابرز معاناة النساء السجينات؟
- يجب ان يكون هنالك فرز بين النساء وفق تهمهن ويجب عدم خلطهن جميعاً، هنالك متهمة بسرقة مثلاً، برنامج الأصلاح لامثال هؤلاء يجب ان يختلف عن برنامج لأخريات متهمات بالبغاء مثلاً ومحترفات، وبأستطاعتهن التأثير على المتهمات الأخريات بتهم بسيطة، وبذلك بدل ان نعالج المشكلة فأننا نعمقها، ويفترض ان تكون سجوننا مراكز للأصلاح ولأعادة تأهيل هؤلاء الناس، هؤلاء بشر، وكل انسان معرض للخطأ اخطاؤهم كانت بمستوى جرائم، لكنهم لن يبقوا الى ابد الآبدين مجرمين.
* كيف تنظرين لحرية المرأة؟
- لا استطيع فصل الحرية عن الألتزام، يجب ان تكون الحرية في اطار الألتزام، أي ان حريتي عندما تبدأ فانها تنتهي عند حرية الآخرين يجب ان تكون هناك حرية واعية وملتزمة، انا اطالب بحريتي كأنسانة واناضل من اجل ان تكون حقوقي مع الرجل متساوية.
 
 
حوار مال الله  فرج

500
مشاكسة
الحكومات
العراقية المتحدة
مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com

•   ربما لأول مرة تقف الاسرة الدولية بكل تاريخها وعباقرتها وسياسييها ومنظريها ومحلليها الستراتيجيين مذهولة معجبة امام ملحمة العصر التاريخية البطولية الكبرى التي تحققت في العراق الديمقراطي التعددي الحر السعيد المجيد الجديد والتي فاقت بصولاتها العزوم وبصفحات المجد والعز والاقدام والفروسية فيها كل المعارك المصيرية الفاصلة في التاريخين القديم والحديث وهي تسجل سبقاً وفتحاً وتفردا   وطنياً قل نظيره سواء على صعيد (العراك  السياسي) او على صعيد (المصارعة الوطنية).
•   فلأول مرة في التاريخ (تنجح) مجموعة امنية  قتالية صغيرة بعددها وعدتها، لكنها كبيرة بافكارها ومبادئها وقيمها وبالتزامها (الوطني والعسكري  والاخلاقي ) في انتزاع (النصر المبين) بعد ان اصطفت  بكل شموخ وشرف واباء حول ( قائدها الرمز ) مستلهمة من (  سيادته ) العزم والبطولة والروح والاقتحامية وعبقرية التقاليد القتالية الحديثة لتصوغ  للعراق   ولدول العالم الثالث والرابع والخامس والسادس على التوالي ( نصراً مؤزراً ) سوف يخلده التايخ في اروع صفحاته وسوف تذكره الاجيال بفخر، وسوف يتناقل اعجازه الابناء والاحفاد كما سوف تحرص كل الاكاديميات العسكرية والامنية والقتالية والدفاعية والهجومية والستراتيجية على تدريس مفرداته وقيمه ، وبذلك سوف يصبح العراق فعلاً اول (مصدر) للستراتيجيات الامنية القتالية الحديثة في زمن التحديات الاقليمية والدولية.
•   فقد نجحت ثلة من ابناء العراق ( البررة ) بتوفير الحماية الامنية لاحد السادة الوزراء وسيادته يواصل خدمة الشعب ليل نهار، وتوفير قوت الفقراء واليتامى والارامل، بكل شرف ونزاهة وامانة استطاعت هذه (المجموعة الامنية) الامينة على مبادئها واهدافها الوطنية الرفيعة ان تحبط كل  مخططات قوى الشر والهمجية والظلم والضلالة والظلام وان تمنع بمنتهى العزيمة والشجاعة والبطولة والاصرار (قوات الحكومة الامنية) و (اوامرها القضائية) من تنفيذ مذكرات القاء القبض على المتهمين بالفساد وتبذير المال العام والاستحواذ على حقوق الشعب والمتاجرة برغيف خبزه ولقمة عيشه لأن اولئك المتهمين ( ببساطة ) هم ( اشقاء الوزير ) وعدد من المدراء العامين في وزارته.
•   وهكذا تمكنت هذه ( الفئة الامنية المؤمنة ) من توفير الحماية الامنية لاشقاء الوزير ولبقية افراد طاقم ( النزاهة المهنية والوطنيه ) المتهمة ( بالفساد ) مع ان مبالغ الفساد (المتواضعة) ربما لاتتجاوز عشرات او مئات الملياات فقط... مما لايستوجب معه هذا المبلغ المتواضع المساس (بكرامة ونزاهة وسمعة ) هؤلاء  ( المخلصين ) .
•   وهكذا استطاعت حماية الوزير ( البطلة ) وهي تدافع بكل شرف وفروسية واباء  عن (المصلحة العامة) ان تصد القوات الحكومية (الباغية) وان تردها  على اعقابها وان توفر (للمتهمين وسارقي  قوت الشعب )  مظلة كثيفة من الحماية الامنية مكنتهم من (الهرب  البطولي الشريف) من السلطات القضائية والاختفاء في  السراديب والمخابئ المكيفة والمحصنة، والبعيده عن الانظار حتى ينجلي غبار (معركة النزاهة) وحتى يتمكن هؤلاء (المتهمون  النزيهون) من (الهرب) بغنائمهم وفسادهم واختلاساتهم الى خارج العراق ليواصلوا (نضالهم الاخلاقي الوطني الشريف ) من هناك بعد ان قدموا للعراق وللعراقيين (خدمات جليلة) وبذلك لن تجد هيئة النزاهة بعد ذلك ربما الا (تقارير) و (وشايات) والا (شهادات) والا (ارقام تتحدث) عن (اختلاسات وطنية شفافة) ربما بمئات المليارات وعقوداً وهمية وصفقات فاسدة من المواد التي لاتصلح للاستهلاك البشري دون ان تجد الجناة او المتهمين بالطبع لان شبكة المصالح السياسية والمادية اقوى لدى البعض من القضاء ومن القانون ومن العداله  ومن الحصانة والمصالح الوطنية.
•   ان هذه الملحمة البطولية التي تجسد التحول النوعي التاريخي الخطير في مسار (الطوق الامني) المكلف بتوفير الحماية الامنية المشروعة للوزراء والمسؤولين وتحوله الى طوق امني لحماية (الفاسدين  والمختلسين والمتهمين والمرتشين والمتاجرين بمعاناة الشعب وبمآسيه وبلقمة عيشه )  وتحول ولاءات هذه الحمايات من الحكومة والقانون والنظام والمصلحة العامة الى ولاءات شخصية للوزراء والمسؤولين حتى لو اضطرها ذلك لفتح النار على القوات الامنية الحكومية وعلى هيئات النزاهة ولجانها وتعطيل القضاء وتضليل العدالة ومنع المخولين من تنفيذ اوامر وقرارات ومذكرات القاء القبض على المطلوبين تمثل ظاهرة خطيرة ( وهي اشبه بعصابات داخل الحكومة ) مما يضع العراق امام تحول دراماتيكي خطير اذا لم يتم تدارس الامر وتداركه على اعلى المستويات والتعامل معه بانضباط عال وبحزم حقيقي وبمسؤولية ومساءلة وطنية صارمة لاتقيم وزناً للتجاذبات السياسية ولا للمصالح الحزبية ولا للولاءات الشخصية فدولة القانون لايبنيها ولايحميها الفاسدون و الخارجون على القانون.
•   ان هذا التحول الدراماتيكي الخطير بات يطرق ابواب الدولة بقوة، بالاخص بعد ان اعن مجلس النواب رغم فشله المتكر في مساءلة الفاشلين والفاسدين عن عزمه هذه المرة على استدعاء مجموعة من السادة الوزراء للمساءلة بتهم الفساد مما قد يدفع بعض الفاسدين فعلاً لترجمة ( النسخة الاصلية ) للملحمة الفروسية الامنية التي خاضت صولتها العزوم تلك الوزارة ( النزيهة ) مما يعني تمترس الفاسدين في خنادق حماياتهم الامنية الخاصة، وتخندق المختلسين  في دهاليز وزاراتهم ووقوف معظمهم اهبة الاستعداد (للهرب الشريف والمشروع) بغنائمهم وهكذا ربما تتحول بعض الوزارات والمؤسسات الى دول مستقلة بمسؤوليها الفاسدين وبحمايتهم الامنية الشجاعة وهكذا سوف نمتلك عشرات الحكومات داخل الحكومة.
•   عندها سوف تضطر الحكومة الشرعية لعقد اتفاقيات ثنائية، وبروتوكولات مشتركة وتبادل الوفود مع حكومات الوزارات وعقد المؤتمرات النوعية الرفيعة للتباحث بشؤون الامن الاقليمي داخل العراق بالاخص بعد ان يضطر العراق في ظل هذا التطور النوعي التاريخي الكبير لتقديم طلب الى الامم المتحدة،  لتغيير اسمه الى (الحكومات العراقية المتحدة).
•   هذه ان بقيت (متحدة) فعلاً في ظل الفساد والفاسدين ومزايدات بعض السياسيين!

صفحات: [1] 2