عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - عبد الغني علي يحيى

صفحات: [1]
1
من الذي ينتهك سيادة العراق p.k.k  أم تركيا و إيران؟

عبدالغني على يحيى
   قيام مقاتلى حزب العمال الكردستاني p.k.k  في الأيام 17-18-19- من شهر أذار 2019  بالهجوم على الفوج الاول من اللواء 72 التابع لقيادة عمليات نينوى وقتل جنديين عراقيين اثار مزايدات لدى اطراف عراقية من شيعية وسنية دفعت بها للتباكي على سيادة العراق واستقلاله وطالبت بطرد مقاتلي الحزب المذكور من سنجار وعدوا بقاءه فيها انتهاكاً واعتداء على سيادة العراق وكرامة جيشه، في حين وكما يعلم الجميع ومن بينهم قائمقام سنجار الشرعي محما خليل ان الحكومة العراقية تدفع منذ سنوات رواتب اولئك المقاتلين ويقول مزاحم الحويت رئيس مكتب العشائر العربية في غرب دجلة ان عدد اولئك المقاتلين بربو على 5000 مقاتل و انهم مزودون بالاسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع ومدرعات.. الخ. بلا شك ان هذه الاسلحة وصلتهم بواسطة الحكومة العراقية لأضعاف حكومة اقليم كردستان من جهة والحكومة المحلية العربية السنية الكردية في محافظة نينوى وخلق حالة دائمة من العداء بين حكومة اقليم كردستان وبين p.k.k . من جهة اخرى الا ان السحر كما يقال ( انقلب على الساحر) وها هي الحكومة العراقية تتشكى من p.k.k وتتهمه بأنتهاك استقلال العراق، وهكذا فان الحكومة العراقية وقعت في البئر التي حفرتها لخصومها: حكومة كردستان وحكومة نينوى المحلية. وفوق هذا فأنها  مازالت تتعامل من موقع لا مبدئي انتهازي مع p.k.k اذ لم يكن اثيل النجيفي محافظ نينوى السابق على خطأ حين  قال: ان مفاوضات تجري بين الحكومة العراقية و p.k.k لأجل ارضاء الاخير، - ننصح الاخير بدورنا ان يفك  ارتباطه مع بغداد ويصوب فوهات بنادقه الى الحكومة التركية  ويحسن علاقاته مع اشقاته الكرد العراقيين وغيرهم.-
كل هذا وسط مزايدات الحكومة العراقية على سيادة العراق هذه السيادة المنتهكة اصلاً من جانب الحكومة التركية الفاشية التي تدعم بحق داعش كما صرح بذلك قبل ايام رئيس جمهورية التشيك، ولها اكثر من ( 20) قاعدة ونقطة عسكرية داخل العراق منها في العمق العراقي مثل قاعدتها في بعشيقة وبامرني ونقاط عسكرية في ( سيدكان) و ( برادوست) ليس هذا فحسب بل ان طيرانها الحربي يقوم بشه يومي بقصف المناطق والقرى الحدودية. ومن اشكال محاربتها للعراق اعلانها عن ملء سد اليسو المقام على دجلة في حزيران المقبل هذا فضلاً عن عشرات من المواقف والتصرفات المنتهكة لاستقلال وسيادة العراق وعلى مدى 3 عقود من الان، واذكر كيف انتهك احمد داود اوغلو الوزير التركي الاسبق حرمة الاراضي العراقية في طريقه الى جنوب كركوك، في حين ان الضجة التي اثيرت حول دخول دونالد ترامب ليلاً الى قاعدة عين الاسد لم يحصل مثلها عندما دخل داود أوغلو الاراضي العراقية، اذ طالبوا فقلد طالبوا بانسحاب القوات الامريكية من العراق ولم يطالبوا بانسحاب الاتراك منه.
نعم لقد اقام المتباكون على سيادة العراق الدنيا جراء حادث بسيط وطاريء في سنجار وعدوه خرقاً لسيادة العراق من جانب p.k.k في حين  تراهم ساكتين عن قتل تركيا للعشرات من العراقيين على مدار العام.
ان ايران كما تركيا تنتهك باستمرار سيادة العراق، والامثلة على ذلك لا تحصى فقبل ايام طالبت بتطبيق اتفاقية الجزائر 1975 والتي تنتقص من سيادة العراق واستقلاله وتسلبه مساحات واسعة من الاراضي العراقية والثروات النفطية والمائية كذلك وهي التي قطعت (40) رافداً نهرياً عن العراق وقصفت مرات مناطق داخل كردستان العراق مثل كويسنجق، الا يعد ما تقوم به ايران انتهاكاً للسيادة العراقية فلماذا السكوت عن انتهاكاتها؟ والى متى المزيادة على سيادة العراق والوطنية العراقية باحكام العراق واتهام p.k.k بخرقها وانتم الذين جئتم به وقمقتم بنشرهم في سنجار واقامة اوثق العلاقات بينه وبين الحشد الشعبي؟ كفاكم ذلا وخنوعا وركوعا امام الانتهاكات الايرانية والتركية لسيادة العراق واستقلاله .

2
متى تعترف الولايات المتحدة بسيادة كورد العراق وسوريا على اراضيهم المحررة؟

عبدالغني علي يحيى
   قال دونالد ترامب (ان الوقت قد حان لكي تعترف الولايات المتحدة بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان) لقد كان هذا القول منه متوقعاً بعد مضي (52) عاماً على الاحتلال الاسرائيلي للهضبة تلك والذي رسخ من الامر الواقع وسيلي اعترافها المؤكد بالسيادة الاسرائيلية اعتراف حليفاتها كذلك وبالتدريج، مثلما يتم الاعتراف الان وبالتدريج ايضاً بأروشليم القدس عاصمة لاسرائيل بعد اعتراف واشنطن بها قبل اكثر من سنة، وعندي ان هذا التطور يستجيب للامر الواقع ونتيجة لتعنت وعناد سوريين على امل ان تتوصل دمشق الى القناعة نفسها التي دفعت بمصر قبل نحو 40 عاماً للاعتراف باسرائيل وبفضله استعادت قناة السويس وشبه جزيرة سيناء بعد أن عجزت عن استردادهما بالقوة و الحرب. ولو كانت سوريا قد انتهجت نهج مصر لكانت تستعيد بدورها هضبتها المحتلة، الا ان عنادها وتغنتها حالا دون ذلك فكان ما سيكون الاعتراف بسيادة اسرائيل عليها، واذا واصلت ( سوريا) سياساتها المستجيبة لمصالح ايران فانها ستخسر المزيد في المستقبل ولصالح اسرائيل طبعاً، بالرغم من انها ستضطر في النهاية وتعترف باسرائيل مثل اعتراف مصر والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية بها، ولكن من غير استرداد الجولان.
هنا يلح السؤال التالي على الاجابة والذي يشكل بيت القصيد في هذا المقال: لماذا لا تعترف الولايات المتحدة بسيادة حكومة جنوب كردستان ( كردستان العراق) والادارة الذاتية في غرب كوردستان ( كوردستان سوريا) على وطنيهما المحرر بعد أن نجحت الاولى في اقامة نظام ديمقراطي عادل وممارسة سيادتها على معظم جنوب كردستان ومن غير ان يعلن ومنذ عام 1961 عام اندلاع الثورة الكردية التي عمقت من تمسك الكرد بالحرية والاستقلال، بحيث اصبح من الصعب ان لم اقل من المستحيل ان يقبل بالحكم العنصري الدكتاتوري العراقي بعد ان مضت 58 سنة على ثورته. والقول نفسه ينسحب على الادارة الكردية في غرب كردستان التي مضى على قيامها نحو 8 اعوام اثبتت خلالها بأنها الانسب على البقاء وليس حكومة الحرب والاحتلال السورية.
أعيد السؤال: لماذا لاتعترف الولايات المتحدة بسيادة حكومة كردستان في جنوب كردستان والادارة الكردية في غرب كردستان على اراضيهما المحررة وتضم الى الاولى المناطق الكردية المغتضبة ( المتنازع عليها) والتي تقارب ثلث مساحة كوردستان. وتعيد الى الثانية جميع الاراضي التي اغتصبها الحزام الاخضر السوري من الكرد وبذلك سيتم وضع حد لأخطر المشاكل والصراعات في العالم واللتان تفوقان الصراع الاسرائيلي- العربي ضراوة وشدة و بما لايقاس، ففي الصراع الكردي- العربي سواء في العراق او في سوريا استخدم السلاح الكيمياوي والانفال والمذابح الجماعية وهدم 4500 قرية كردية ومقتل اكثر من 182000 انسان في الانفال وحدها..الخ من المظالم التي لا تعد في حين لم يشهد الصراع العربي – الاسرائيلي مأسي ونكبات مروعة كالتي شهدها الصراع العربي الكردي في العراق وسوريا. اليس الاولى بترامب الاعتراف بسيادة الكرد في العراق وسوريا على اراضيهم المحررة من الاعتراف بسيادة اسائيل على الجولان. مع تمنياتنا بحل عادل للصراع العربي  الاسرائيلي؟ ان للكرد اضافة الى قضيتهم العادلة وكونهم اكبر امة في العالم تفتقد الحرية والسيادة فضل كبير على العالم كونهم كانوا وما زالوا في طليعة المقاتلين ضد الارهاب والحقوا الهزيمة بداعش في العراق وسوريا. الا يستحقون والحالة هذه ان يكافؤأ على ضيعهم ويتم الاعتراف بسيادتهم على ارضهم؟ اليس من المخجل القول: كردستان العراق او تركيا او ايران أو سوريا على غرار الصومال البريطاني والفرنسي .. الخ ؟
لن يسود السلام في الشرق الاوسط ما لم تقر واشنطن بسيادة الكرد على كامل ترابهم الوطني وعلى جميع أراضيهم المحررة وغير المحررة؟ ان الانصاف والحكمة يقضيان باتخاذ واشنطن لقرار جريء وشجاع ينص على الاعتراف بسيادة الكرد على وطنهم وبالاخص وكخطوة اولى في جنوب كردستان وغربها. ترى الم يحن الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بسيادة الكرد على وطنهم المجزأ المقسم ظلما وعدواناً؟

3
كركوك تئن تحت وطأة النفاق والاكاذيب الكبيرة للمجموعة العربية والجبهة التركمانية العراقية.

عبدالغني علي يحيى
  كردستانية كركوك مدينة ومحافظة وكونها جزءاً لايتجزا من كردستان امر مفروغ منه، ليس بلغة الارقام والجغرافيا والحوادث التاريخية الكردستانية انما بلغة الارقام والوقائع العثمانية التركية وبلغة الارقام العربية العراقية الملكية ايضاً، دع جانباً كتابات الرحالة وغيرهم. تقول دائرة المعارف العثمانية ( الانسكلوبيديا) بعد احصائية سكانية اجرتها عام 1898، ان الكرد يشكلون 75% من سكان كركوك، فيما العرب والتركمان والمسيحيون واليهود الكرد فيها يشكلون 25% ولو قمنا بتقسيم النسبة 25% على المكونات غير الكردية، نجد ان كل مكون منها وعلى حدة يشكل 6% من سكان كركوك انذاك ووفق دائرة المعارف العثمانية ( ملاحظة قمت قبل شهور من الان بنشر الصفحة 3846 المستلة من دائرة المعارف العثمانية الخاصة بالاصطفاف السكاني في العديد من الصحف العربية والكردية الالكترونية، وكذلك في مقابلة تلفزيونية اجرتها احدى الفضائيات معي).
اما لغة الارقام والوقائع العربية العراقية الملكية، فلقد ذكرت من خلال انزه احصائية سكانية في العراق جرت عام 1957 ان عدد الكرد في كركوك كان 178000 نسمة والعرب 47000 نسمة والتركمان 43000 نسمة وان الكرد كانوا يشكلون ما نسبته 52% من سكان كركوك وان العرب والتركمان والمسيحيين 48% فقط، وصحح احدهم النسبة التي اوردتها بان نسبة الكرد كانت 66% وعندي ان هذه النسبة هي الاقرب الى النسب التي اوردتها دائرة المعارف العثمانية، ليس  هذا فقط بل ان من مجموع 80 مرشحاً لمجلس النواب العراقي في العهد الملكي كان المرشحون الكرد 63 شخصا والبقية ال 17 من  العرب والتركمان والمستقلين، وكان من بين المستقلين، عدد من الكرد، ولا يغيب عن البال، انه لو لا التعريب والتهجير القسري للكرد من كركوك مدينة ومحافظة لكانت النسب التي اوردتها الانسكلوبيديا العثمانية واحصاء عام  1957 العراقية باقية على حالها اليوم، وفي حال عودة المهجرين الكرد الكركوكيين من الذين ما زالوا يقيمون في محافظتي اربيل والسليمانية والذين في المهاجر، لكانت النسب الحالية لكل من العرب والرتكمان تؤكد ما اوردته وستنخفض نسبة العرب والتركمان في حال اعادة العرب المستوطنين الى مدنهم ومناطقهم السابقة رغم صدور قرار حكومي عراقي بذلك بعد عام 2003 ولكن مع وقف التنفيذ من قبل الحكومات الشيعية التي لم تتوقف عند عدم تنفيذ القرار المذكور بل راحت تفتح ابواب التعريب من جديد. ان تعريب كركوك لم يبدأ في ظل حكومة البعث 1968- 2003 بل قبل ذلك بكثير فعلى سبيل المثال كان قضاء الحويجة في الزمن العثماني وبدايات العهد الملكي يحمل اسماً كردياً هو  شيروانه كما كانت اقضية ومدن اخرى ايضاً تحمل اسماء كردية وبالاخص في محافظة ديالى فعلى سبيل المثال حل الاسم العربي الخالص محل الاسم الكردي ديلتاوا وجلولاء محل الاسم الكردي كولاله،  والمقدادية محل شهربان.. الخ وفي ظل الحكومة البعثية تحولت كركوك الى ( التاميم) واتروش الى الطليعة.. الخ ان الامثلة والادلة على كردستانية كركوك مدينة ومحافظة امر لايحتاج الى دليل، منها مثلاً فوز قائمة التاخي الكردية في انتخابات مجلس محافظة كركوك ب 26 مقعداً من مجموع  الـ 41 مقعداً ولولا العرب المستوطنون الذين لم ترحلهم الحكومة الشيعية من كركوك بعد عام 2003 لكانت مقاعدهم في مجلس محافظة كركوك ومعهم التركمان اقل بكثير من ال 15 مقعداً الحالية.
  لم يكن الصراع على كركوك، صراعاً تركمانياً حكومياً عراقيا بل كان وما يزال صراعاً بين الكرد والحكومات العراقية ويعلم الجميع ان احد الاسباب الرئيسية لاندلاع ثورة ايلول الكردية مجدداً في عام 1974 كان بسبب كركوك، كما ان سقوط كركوك في انتفاضة عام 1991 كان على يد البيشمركة والجماهير الكردية وتكرر المشهد عام 2003 وبالطريقة نفسها ايضا.
في مناظرة تلفزيونية بيني وبين النائب التركماني في البرلمان العراقي فوزي اكرم ترزي من كركوك علق هذا على الاحصائيات العثمانية والعراقية التي ذكرتها بانها (خيال) ! وهكذا وبجرة قلم  اتهم الانسكلوبيديا العثمانية و ( الوقائع العراقية الرمسية) والمئات من  كتب الباحثين التي اكدت ما دونته، اتهمها جميعاً بالخيال، ولكن من غير ان يأتي ولو بمثال واحد مقنع لأثبات ما وصفه بالخيال واذ يتنكر المسؤولون التركمان للوقائع والارقام التاريخية، فالملاحظ  في النخب العربية تنكرهم للتعريب قديماً وحديثاً وتهجيرهم للكرد ومصادرة دورهم واراضيهم، وهم اذ يعجزون في الرد على الارقام والامثلة والوقائع التي ذكرتها وغيرها من  وقائع لم اذكرها تراهم يقدمون على اكاذيب كبيرة صارخة منها مثلاً  اتهامهم للكرد باجراء تغيير ديموغرافي في كركوك ، لجعل الكرد  يتفوقون عددياً على بقية المكونات، في حين لايحتاج الكرد الى كمل هذا الاجراء كونهم كانوا وما زالوا يشكلون الاكثرية الساحقة من كركوك ( مدينة ومحافظة) والذي لجأ دون خجل الى الاجراء العنصري ذاك هم حكام بغداد السنة السابقون وحكام بغداد الحاليون. واذا امعنا الفكر في هذه التهمة، تهمة لجوء الكرد الى التغيير الديموغرافي لوجدنا تقوم على امرين اثنين او كليهما وهما منتهى اللا اخلاقية من ورائها (التهمة)- او منتهى الجهل بالسياسة وحقائق التاريخ، فهم لم يضعوا ببالهم ان التغيير الديموغرافي يحتاج امولاً هائلة هي فوق طاقة حكومة اقليم كردستان او الحزب الديمقراطي الكردستاني اللذان يعانيان الامرين في توفير رواتب البيشمركة والموظفين وتوقف مئات المشاريع منذ عام 2014 بسبب عدم صرف حصة الاقليم  من الموازنة المالية العامة، والبالغة اي حصة الاقليم 17% وما يحصل عليه الشعب الكردي من الموازنة يكاد يكون بمثابة (قوت لايموت) في وقت يتطلب التغيير الديموغرافي اموالاً طائلة اذ كرس صدام حسين كل واردات النفط لاجل التغيير الديموغرافي والتي تمثلت في منح كل عائلة عربية مبلغ 10000 دينار سويسري اضافة الى قطعه  ارض سكنية وتعيين المستوطنين في دوائر الحكومة وشركة النفط... الخ من اغراءات لا تعد ولا  تحصى. نعم ان التغيير الديموغرافي لنقل شعب الى مكان ومحل شعب اخر يقضي بتوفير المليارات من الدولارات- وهذا فوق طاقة الكرد بل من صناعة حكومات تعوم فوق بحار من النقود والاموال على غرار حكومة البعث السابقة التي حرمت مواطنيها من العيش الكريم، بصرف اموالهم على التغيير الديموغرافي والحروب كما ان الحكومة الحالية تسير وفق نهج حكومة البعث فب احداث تغيير ديموغرافي مثل ماورد بخصوص تعديل قانون الجنسية العراقية بغية تغليب العنصر الشيعي على غيره من العناصر..الخ
 لما تقدم هل سمع احد عن نزوح  مواطني كردستان ولأي سبب كان الى المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك، ام ان العكس هو الصحيح اي النزوح المتواصل لسكان المناطق المتنازع عليها ومناطق غير متنازع عليها مثل محافظات صلاح الدين والانبار. الخ الى اقليم كردستان طلباً للرزق والامان، هل سجل نزوج من المناطق المتنازع عليها الى المناطق الخاضعة للحكومة العراقية؟ ثم هل حصل وان طالبت حكومة الاقليم او الحزب الديمقراطي الكردستاني، مواطنين كرد بالهجرة الى كركوك أو اية مدينة او منطقة متنازع عليها؟ هل ينزح الكردي في المحافظات الخاضعة لحكومة اقليم كردستان وهو المتمتع بالامن والاستقرار والعيش الرغيد الى مناطق خاضعة للحكومة العراقية تفتقر الى الامن والاستقرار وتعاني من الجوع والفقر الامرين في وقت نجد فيه ان كردستان تقدمت باشواط كبيرة على العراق كافة، ان الهجرة غالباً مانتم لاسباب امنية واجتماعية، وان الذي يلبي التغيير الديمغرافي نزولاً عند ارادة الحكومات هم الناس الفقراء الجياع، وفي كردستان لا وجود لهكذا ناس اطلاقاً فالجميع في بحبوحة من العيش الى حد كبير مقارنة ليس بسكان العراق بل وحتى بسكان الدول المجاورة. في عام 2008 حدث نزوحان للمسيحيين من الموصل الى كردستان والمناطق الخاضعة لنفوذ البيشمركة  ولم يتجه اي مسيحي الى الوسط والجنوب من العراق وقبله بعام اي في عام 2007 نزح الاف الايزيديين من الموصل بينهم نحو 800 طالب الى اقليم  كردستان ومناطق نفوذ البيشمركة بعد المذيحة التي نفذت بحق 24 عامل ايزيدي بريء في حي التاميم بالموصل ولم يتوجه  اي منهم الى المناطق الخاضعة للحكومة العراقية، ليس هذا فحسب بل ان المئات من الايزيديين الذي يعملون ببغداد غادروا الاخيرة الى كردستان .
   على المجموعة العربية والجبهة التركمانية في كركوك الكف عن ترديد الكذبة المفظوحة ممارسة الكرد للتغيير الديموغرافي في كركوك أو اية مدينة ومنطقة متنازع عليها.
   في اظهار استيانة اللامبرر والمصطنع والمثير للسخرية والتهكم تهديد الاتحاد الاسلامي التركماني بالنزوح الى خارج كركوك رداً على عودة البيشمركة والادارة الكردية المحتملة الى كركوك. ان المرء لا يسعه الا ان يواجه ذلك  بالسخرية اذا علمنا انه منذ اكثر من عقدين من السنين وكما بينا فان النزوح من المناطق المتنازع عليها ومحافظات سنية هو الى كردستان وليس العراق، وكما رأينا في الامثلة التي عرضتها وان اي نزوح محتمل لسكان كركوك لهذا السبب أو ذاك فانه سيكون الى كردستان فقط، وعند استيلاء داعش على الموصل عام 2014 فان الموصليين وبمئات الالوف توجهوا الى كردستان. هنا يودي ان اتساؤءل لوحصل مكروه لسكان كركوك، لا سمح الله، الى اين يتوجهون ياترى؟ اليس الى كردستان؟ وليس غير كردستان من ملاذ لهم. ومنذ اعوام عندما تضيق السبل باهالي الموصل وكركوك ومدن في ديالى وحتى باهالي الانبار وصلاح الدين فانهم يلجؤون الى كردستان معززين مكرمين.
ومن التهم التي لا اساس لها من الصحة، اتهام ارشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية لحزب العمال الكردستاني p.k.k باشتراكه مع داعش في نصب كمين للحشد الشعبي التركماني قبل فترة في قضاء مخمور الواقع بين الموصل وكركوك والذي ذهب ضحيته (37) شخصا من ذلك الحشد بين قتيل وجريح . لقد اقحم الصالحي p.k.k في العملية ارضاءً لتركيا ليس الا، علماً انه بعد اتهامه ذاك قام الطيران الحربي التركي بقصف مكثف ومركز لمنطقة الزيبار في قضاء عقره وكان متوقعاً ايضاً ان يشمل القصف مخيم اللاجئين الكرد- الاتراك في مخمور، هذا في وقت يكاد لا يمر فيه يوم، دون ان يتعرض الحشد الشعبي الى هجمات شبه يومية في الانبار وصلاح الدين وديالى وجنوب الموصل ومن غير اتهام p.k.k بذلك. على الجبهة التركمانية ان تكف عن دور الدليل والمخبر لتركيا واذا كانت حريصة على مصلحة العراق فما عليها الا ان تطالب تركيا بسحب قواتها من كردستان العراق والتوقف عن اعتداءاتها على شعبها ومن تهمهم الباطلة الظالمة والتي ترقى الى الاكاديب الكبيرة و المكشوفة المفضوحة قولهم ان تنصيب محافظ كردي لكركوك سيدخل الاخيرة في ازمة جديدة خطيرة وان اضطهاداً للتركمان والعرب سيتوج ذلك هذا في وقت ان الكرد يتبؤون منصب محافظ كركوك منذ عام 2003 والى يوم 16 – اكتوبر -2017 ولم يحصل خلال ذلك اضطهاد للعرب والتركمان ولم تظهير اية ازمة، فلماذا ستظهر ازمة وسيضطهد التركمان والعرب اذا تم تنصيب محافظ جديد لكركوك؟ خلفا لمحافظها السابق الدكتور نجم الدين كريم ؟ اضف الى ما ذكرت استغرب من قول الجبهة المذكورة من ان منصب محافظ كركوك استحقاق تركماني ترى من اين جاءت الجبهة بهذا الاستحقاق،  والتركمان اقلية في كركوك فهم اقل من الكرد والعرب في ان، ثم  ان نتائج الانتخابات هي التي تقرر لمن يكون منصب المحافظ لذا فان اكثرية سكان كركوك واكثرية المقاعد في مجلس المحافظة هما اللذان يحددان من الذي يتسلم منصب المحافظ.
لذا فان اكثرية سكان كركوك واكثرية المقاعد في مجلس المحافظة هما اللذان يحددان من الذي يتسلم منصب المحافظ. ومن جهلهم بالامور والديمقراطية واحقية الاكثرية مطالبتهم بتوزيع المناصب الامنية وغيرها على اساس النسبة 33% لكل من مكونات كركوك كرداً وعرباً وتركماناً، ترى هل يصح ان يتمتع الكرد بالنسبة تلك جنباً الى جئب التركمان وهم اربعة اضعاف التركمان وما يقارب 3 اضعاف العرب؟
كلمة اخيرة، على التركمان ان يعلموا ان افضل جار لهم هم الكرد وان الكرد اقرب اليهم من اي مكون اجتماعي عراقي اخر وهم اخوة للكرد. قبل سنوات حدثني صديق تركماني من تلعفر، قائلاً: ان تركمان تلعفر يتخذون من كردستان بوابة للاتصال بالعالم الخارجي، وفي مستشفيات دهوك بكردستان نعالج جرحانا ومن كردستان تصلنا المفردات التموينية وليس عن طريق الموصل وان الخروج من تلعفر والدخول فيها يتم عبر كردستان وان تلعفر تنعمت بالاستقرار والامن يوم كان لواء للبيشمركة سمي بلواء خورشيد يحرس امن المواطنين واستقرارهم ولما صدر امر من بغداد يقضي بنقل اللواء المذكور من تلعفر، فان جماهير تلعفر التركمانية هبت معترضة على ذلك الامر. ولاننسى ان اول من رفض اطلاق مصطلح الاقلية على التركمان والاشوريين كان مسعود البارزاني .. الخ من المواقف النبيلة للشعب الكردي حيال التركمان، فلماذا كل هذا الحقد غير المبرر على الكرد؟ والى متى لا يميز التركمان اصدقائهم عن اعدائهم، ولمصلحة من معاداتهم للكرد على طول الخط؟

4
كل الطرق تؤدي الى ( تقسيم العراق)

عبدالغني علي يحيى
     
  نظم مركز دراسات الاسلام والشؤون الدولية في جامعة (صلاح الدين زعيم) التركية ورشة عمل في الاونة الاخيرة حول ( التحديات التي تواجهها الموصل وافاق المستقبل) و ادلى المشاركون فيها اراء متبانية منها مطالبة اثيل النجيفي محافظ نينوى السابق بتدويل الموصل، كأحد الحلول ( المهمة التي يجب البحث فيها واشراك المجتمع الدولي فيه من خلال تدويل قضية الموصل). لكن هرمزلو المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب اردوغان سرعان ما خالفه الرأي قائلاً: ( ان المكونات العراقية من عرب وتركمان وكورد تحتاج الوصول الى قناعة بأن الحل في تعايش بعضها مع بعض .. الخ) وما يشبه نقض النقيض فان مشاركاً اخر في الورشة وهو عثمان علي تقدم برأي مغاير لرأي هرموزلو لما قال: ( ان مسألة جلوس العراقيين بعضهم مع بعض لأتخاذ قراراهم قد فات اوانها) وعندي ان ما تفضل به راي سديد وتوجه رشيد يتلاش امامه ويتبخر كل المشاريع الساذجة الداعية الى الابقاء على الوحدة العراقية والتي هي قسرية بأمتياز. ولقد حملت تلك المشاريع مسميات شتى مثل ( المصالحة الوطنية ) و ( المشروع الوطني ) و ( التسوية السياسية).. الخ اذا اصبح من الماضي فعلاً تحقيق عيش مشترك وتفاهم بين العراقيين كما غاب التواصل بينهم بالمرة سيما بين المكونات الثلاثة: الشيعة والكرد والسنة. علماً ان عدم التواصل بينها كان شبه معدوم منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وبمرور الايام راح يتجذر ويقوى سيما بعد عام 2003 عام سقوط النظام العراقي البعثي. وسبق لكاتب هذا المقال قبل نحو 8 اعوام من الان وان اشار في مقال له نشر في صحيفة ( الشرق الاوسط اللندنية) تحت عنوان ( العراق مقسم على 3 وان لم يعلن) والان فان عدم التواصل بين العراق بين العراقيين اقوى من اي وقت مضى وذلك نتيجة لأبقاء الوحدة القسرية على العراق . اذ ان التفكك والنزعة الى الانفصال تجاوزا ( التقسيم على 3) وجاءت التطورات تعلن تقسيم المجزأ ايضاً الى جانب تقسيم الكل فالبصرة وكركوك ونينوى.. الخ راحت تطالب بالاقلمة وجعلها، المحافظات تلك اقليماً مستقلاً مع مطالبة بعضها بأن يكون لها كذا وكذا وزير في الحكومة المركزية أو ان يحكمها ابناؤها دون غيرهم، هذا فضلاً عن مقترحات كالمطالبة بتأسيس دولة دينية في النجف وكربلاء على غرار دولة الفاتيكان الدينية المسيحية، فالمطالبة بأنشاء محافظة تركمانية- تلعفر- وايزيدية- سنجار – ومسيحية – سهل نينوى.
بلا شك ان الدعوات والمطالبات تلك بالاقلمة وتأسيس محافظات على اسس دينية وعرقية ناجمة عن التهميش و الظلم المسلط على ابناء تلك المحافظات وجعلهم يعيشون في دوامة من الفقر والعوز والحرمان، لذا يرون ان الخلاص من الجحيم ( العراق) الذي يعشونه يكمن في الاقلمة والانفصال فالكرد الذين كانوا يطالبون بالحكم الذاتي قبل اكثر من (50) سنة نجد البصريين قد تجاوزوهم في مطالبته بالاقلمة. وفي البصرة حل شعار نفط البصرة للبصريين بعد ان كان الشعار سابقاً. نفط العرب للعرب.. الخ من المتغيرات الرافضة للوحدة القسرية . ولا يغيب البال ان ابسط صيغ الحكم المحلي وفي بلدان القهر والظلم سيؤدي تلقائيا وفيما بعد الى المطالبة بالاستقلال والسيادة، فمثلما يطالب عرب ( الصحراء الغربية) بقيادة البوليساريو بالانفصال والاستقلال عن المغرب العربي، كذلك يطالب البصريون اليوم وهم شيعة بنوع من الاستقلال عن العراق الشيعي، واليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي. ان المناطقية اصبحت حقيقة واقعة وتتعمق باستمرار فالدعوة هذه الايام الى اقلمة البصرة تفوق بعشرات المرات الدعوات اليها في الشهور والسنوات الماضة. لكن التطورات ومسار الاحداث على ارض الواقع شيء وموقف الحكومة في العراق والدول المجاورة للعراق: ايران، تركيا، سوريا وبقية الدول الاخرى كذلك ومعهما القوى الاستعمارية العظمى: امريكا وبريطانيا بالاخص شيء اخر ولقد نجلى ذلك في القمع الوحشي للحكومة العراقية لدعوة الكرد الى الاستقلال بوطنهم ورأينا كيف ان العراق جرد جيشاَ بقيادة الجنرال الايراني قاسم سليماني لاحتلال كركوك واخماد المطلب الكردي المشروع لنيل الحرية والاستقلال وشارك العراق في توجهه كل من ايران وتركيا والدول الاستعمارية الغربية وبالاخص بريطانيا التي ما اسست الوحدة العراقية القسرية الا لتثبيت مصالحها. عدا المطلب الكردي العادل الذي سحقته بساطيل العسكر العراقي فان مطلب شعب البصرة (الاقلمة) سبق وان رفض وسيرفض بقوة في المستقبل المنظور بالرغم من انه ( المطلب ) مطروح الان بقوة، وسترفض الاقلمات الاخرى، ان جاز القول.
عدا ما ذكرت فان هناك افكار ومشاريع عدا الرئيسية لتقسيم العراق، من شانها ان تمزق المشروع المنقذ للجماهير العراقية ومن هذه المشاريع سعي ايران الى تحقيق الهلال الشيعي الذي من شأنه وفي حال تنفيذه ونجاحه ان يقضي على امال وامنيات الملايين من العراقيين الكرد والسنة وغيرهما كما ان مطالبة بعضهم باقلمة كركوك ونينوى ستصدم حتماً بالمادة (140) الدستورية، لأن المطالبة باقلمة هاتين المحافظتين تعني تجاوزاً واعتداء على حقوق الكرد القومية الامر الذي لن يقبلوا به، وفي كل الحالات فان الامور تسير باتجاه تقسيم وتفكيك العراق وتجزئته، بما فيها تجزئة الجزء ايضاً وعلى ذكر تجزئه الجزء فان تطبيق المادة (140) في نينوى مثلاً الى جانب سعي بعضهم لاقليم نينوى وان اختلفاً فأنهما يلتقيان في تجزئه نينوى. عليه فان تطبيق تلك المادة يجب ان يسبق المطالبة بالاقلمة بالنسبة للمحافظتين.

انذاك يكون مطلب الاقلمة عادلاً.

لما تقدم نجد ان لامناص من تقسيم العراق وكل الحلول والمطالبات الصحيحة منها وغير الصحيحة تقوم على تقسيم هذا البلد. وان الحملة للتخلص من الوحدة العراقية القسرية لم تعد تقتصر على المكونات بل تعدت الى كتاب مقالات الرأي. الكاتب العراقي رشيد سلمان كتب يقول : ( ان الشيعة يحفرون قبورهم بايديهم) بسبب من تمسكهم بالوحدة العراقية القسرية ووصفهم ( بالاغبياء والمغفلين والجهلة) لانهم ( يؤمنون بوحدة العراق ويعملون المستحيل في سبيل ذلك مع ان العراق مقسم لدولة كردية واخرى محافظات تابعة للخليج الوهابي- على حد قوله ويحكم الكاتب السياسي سجاد تقي كاظم على ان ( العراق المركزي مشروع لدولة فاشلة غير قابلة للاستمرار والاستقرار).
ويزداد باستمرار عدد المفكرين وكتاب مقالات الرأي من المنادين بتقسيم العراق لتخليص شعوبه من الظلم و الطغيان والاستغلال. اما المدافعون عن وحدة العراق القسرية فهم المستفيدون من خيراته من دون وجه حق وعلى راس المستفدين دول تركيا وايران والاردن ومصر والدول الاستعمارية بريطانيا وامريكا على وجه الخصوص. ليس لدى هؤلاء حل للقضية العراقية باستثناء المطالبة بابقاء الوحدة القسرية العراقية.


5
بؤس الفكر السياسي اليساري والقومي  العروبي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
 
عبدالغني علي يحيى
الاستاذ Aljawadi Abdelwahed  المحترم
بعد التحية:
سررت بردك على مقالي ( مجداً للجيشين الكردستاني والامريكي.. هل من الحكمة والانصاف معاداتهما؟) لأثارته لدي افكاراً قوت وعززت من أرائي  في المقال المذكور وكما سنرى، وبذلك اكون لك شاكراً، واليك ردي:
1-   ان تمجيدي لأمريكا وجيشها ليس لأنهما يحميان كردستان و نظامها الديمقراطي منذ عام 1991 انما لاسباب كثيرة منها: أنه بفضل ذلك النظام انطلق المعارضون الشيعة و السنة وغيرهم من العراقيين من كردستان المحمية امريكياً لأسقاط النظام العراقي السابق، واسقاط امريكا فيما بعد لأبشع نظام دكتاتوري عرفه التاريخ الحديث، فأقامتهم لنظام ديمقراطي تعددي في العراق رغم النواقص التي تخللته. عليه والحالة هذه على العراقيين ان يشكروا الامريكان بكرة واصيلاً وبالاخص الشيعة منهم اذ بفضل امريكا ولأول مرة في التاريخ اصبحوا سادة بلدهم، ولولا الامريكان لما كان حلمهم التاريخي يتحقق، واذا كان الكرد قد نالوا نظاماً متواضعا فلا ننسى ان الشيعة حصلوا على دولة مستقلة بواسطتهم عليه  اتساءل: من الاولى بتمجيد الامريكان الشيعة أم الكرد؟ ومع ان المكسب الكردي من اسقاط الامريكان للنظام  السابق  متواضع كما اسلفت مقارنة بالمكسب الذي حصل عليه الشيعة الا ان الكرد سيذكرون الفضل الامريكي بكل فخر واعتزاز مثلما لم ينسوا ولن ينسوا افضال اخرين عليهم: الاتحاد السوفيتين السابق الذي اوى البارزاني مصطفى  و 600 من رفاقة الثوار. كما لن ينسوا افضال ايران الشاهنشاهية أولاً ثم الجمهورية الاسلامية ثانياً رغم اساءتهما للكرد الاول عام 1975 والثاني في  16 – اكتوبر – 2017، كما لن ننسى مشاركة تركيا في حماية كردستان وجعلها من ابراهيم الخليل اطلالة يطل الكرد من خلالها على العالم الخارجي رغم اساءتها المتكررة لكرد شمال وغرب وجنوب كردستان بشكل شبه يومي، ويشكر الكرد ايضاً: فرنسا و المانيا وايطاليا وكندا.. الخ من الدول الاوروبية والامريكية على مساندتها للنظام الديمقراطي في كردستان، ان الكرد يقيمون عالياً كل من مد يداً بيضاء اليهم، عكس بعضهم من حكام العراق الذين يتنكرون ليل نهار للفضل الامريكي والغربي عليهم.
2-   قبل ايام على كتابة هذا الرد اعلن الامريكان انهم سيسحبون قواتهم من العراق ساعة مطالبة الحكومة العراقية بذلك، اذكر انهم في عام 2011 سحبوا قواتهم بناء على طلب من الحكومة العراقية. اعود  لاتساءل: كم محتل للعراق من عثمانيين وصفويين ومغول وامويين.. الخ وعدوا بسحب قواتهم من العراق بعد احتلالهم له؟ الستم معي اذا قلت ان الامريكان  هم  ارحم المحتلين بالعراقيين من سائر المحتلين الذين سبقوهم في احتلال  العراق؟
3-   تذكيرك لي بهجوم امريكا الذري على اليابان 1945 وحروبها في اقطار الهند الصينية 1975 وقبلها لتخطئة تمجيدي ذاك من ثقافة الستينات اليسارية والقومية العروبية التي فات زمانها واثبتت خطأها. لأن هناك قبل تلك الحروب الامريكية في شرق اسيا من فاق امريكا في الجرائم، اذكرك ان عدد ضحايا الحروب الامريكية في هيروشيما واقطار الهند الصينية وكوبا... الخ لن يرقى الى 1% من الجرائم  التي ارتكبتها الثورة  الثقافية في الصين حيث بلغ عدد ضحاياها اكثر من 60 مليون انسان قتلوا ظلما في عقد الستينات من القرن الماضي، ولا ترتقى جرائم الامريكان، وهي مدانة طبعاً، الى جرائم اليساري بول بوت في كمبوديا والذي اباد مليوني انسان خلال اعوام قليلة جداً من حكمه، ثم ان جميع ما ارتكبتها امريكا من جرائم هي دون جرائم الانفال والمقابر الجماعية وهدم 4500 قرية كردية... الخ  ففي الانفال وحدها ابيد نحو 182 الف انسان كردي ليس هذا فحسب بل ان جرائم دول الاستعمار الحديث: بريطانيا، فرنسا، اسبانيا.. الخ لا تصل بدورها الى 1% من جرائم دول الخلافات الاسلامية بحق الانسانية، جرائم دول: الخلفاء الراشدين، الاموية، العباسية، العثمانية، الصفوية.. الخ من الدول الاسلامية، واذا قلبنا صفحات التاريخ لا نجد الا قلة من الدول لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة لم ترتكب  المجازر بحق دول وشعوب اخرى وحتى ضد شعوبها، فلماذا التذكير بجرائم الامريكان فقط والتي هي دون المئات من الجرائم للدول وبكثير سواء  في الماضي او الحاضر.
4-   وفي معرض ردي على  aljawadi abdelwahed اذكر من ثقافة الستينات التي مازالت مهيمنة على الالاف من العراقين، التهويل من اخطاء وجرائم الانكليز ونوري السعيد والعهد الملكي في العراق، في وقت ان الذين قتلوا على يد الانكليز والعهد الملكي لايقارن اطلاقاً بعدد الذي قتلتهم النظم الجمهورية  كافة بدءاً من الجمهورية الاولى، جمهورية قاسم، وانتهاء بالجمهورية السادسة. على سبيل المثال لم يتجاوز عدد الشيوعيين الذين اعدموا اوقتلوا في العهد الملكي ال 15 شخصاً في حين اغتيل منهم في الموصل وحدها وامام سمع وبصر حكومة قاسم ويتشجيع منها نحو 400 شيوعي وصديق لهم في السنوات الاولى من عمر انقلاب 14 تموز 1958 هذا فضلاً عن مقتل واغتيال عشرات اخرين في كركوك وبغداد.. الخ ومن ضمن التهويل ذاك، الحديث عن  السجون في العهد الانكليزي والملكي والمبالغة في بشاعة نكرة السلمان والسجون الاخرى، ووصف النكرة بباستيل العراق، دون أن يعلموا ان النظم الجمهورية خصوصاً الاولى والثانية وما بعدهما لم تلغ ( نقرة السلمان) وبقية السجون الاخرى، فالنظام الجمهوري الاول زج بنكرة السلمان من الشيوعيين اضعافاً مضاعفة للذين زج بهم النظام الملكي في ذلك السجن، ولم يلغ هذ السجن الا في عهد متاخر وفي اوائل حكم البعث الثاني.  وبعد سقوط الملكية تم فتح سجون جديدة كبيرة مثل سجن ابو غريب وسجن الناصرية الحالي.. الخ دع جانباً القول من تحول العشرات من الاماكن في طول البلاد العراقية وعرضها الى مقابر جماعية ضمت عشرات الالوف من الرجال والنساء والاطفال.
نعم ليس هناك من وجه للمقارنة بين النظام الملكي واحتلال الانكليز المباشر وغير المباشر للعراق وبين النظم الجمهورية العراقية الرهيبة والمتوحشة المتعطشة للدماء، بل  ليس هناك من وجه للمقارنة بين نوري السعيد  والحكام الجمهورين الذين تعاقبوا على الحكم في العراق من بعده، ان نوري السعيد والمحتلين الانكليز حماية سلام مقارنة بهم.
5-   ومن ثقافة الستينات التي مزقت المجتمع العراقي اعتبار الاقطاعيين خونة وجزءاً من الاستعمار، رداً على هذه الثقافة اقول ومن شعارات الستينات الفجة والساذجة ( العامل اخ الفلاح عدوهما الاستعمار والاقطاع) من غير ان يعلموا ان الاقطاعيين وطبقة ملاكي الاراضي من مكونات المجتمع العراقي وهم كانوا ومازالوا طبقة منتجة بل ان كثيراً من ابناء هذه الطبقة انضموا الى الاحزاب الوطنية كالشيوعي والديمقراطي الكردستاني والبعثي في النضال ضد الدكتاتورية. لا تستغبروا من كلامي اذا قلت ان مخالفة الشرائع والقوانين ظلم وانتزاع الاراضي من الاقطاعيين والملاكين من قبل حكومة قاسم وفيما بعد حكومة البعث واعطائه لاخرين ظلم، ترى هل هناك ظلم اكبر من الظلم الذي لحق بالاقطاعيين وملاكي الاراضي عندما انتزعت قطع من اراضيهم من قبل الحكومة ووزعت على الفلاحين ؟ بأي حق انتزعت الاراضي منهم؟ ولم تتوقف مفاهيم الستينات عند هذا الحد بل انها راحت فيما بعد لتتزع المعامل والمصانع من اصحابها وتأميمها واوغلت في الهمجية اكثر عندما اقدمت على تأميم الطب واهانت الاطباء..
6-   بعد التنمية الانفجارية في العراق في أواسط السبعينات من القرن الماضي وتراجع شريعه انتزاع الاراضي والمعامل.. الخ من اصحابها، وبعد تفشي الفساد باشكاله بعد سقوط النظام السابق عام 2003 اغتنى عدد كبير من اصدقائي اليساريين والماركسيين السابقين من كرد وعرب وغيرهم، وصاروا يملكون عشرات ومئات الدونمات من الاراضي وشيدوا معامل وبنوا فنادق.. الخ واصبحوا مليونيرية ومليار ديرية ( بالدولار) وما زالوا يزيدون من ثروائهم واموالهم،.
 ذات يوم جمعتني الصدفة ببعض منهم وطرحت عليهم فكرة التأميم والاصلاح الزراعي وشعار من اين لك هذا؟ سيما وانهم  بزوا الاقطاعيين القدامي والبرجوازيين والراسماليين السابقين باشواط لا تعد في الغنى وجمع الثروة، فاتاني ردهم بالرفض القاطع سريعاً وكادوا يتهمونني بالجنون. بهذا لا اغالي اذا قلت انه كان حراماً معالجة الفقر والتخلف في الريف بالاصلاح الزراعي سواء في عهد قاسم اوصدام حسين ومعالجة الفقر  والتخلف في المدن بتاميم المعامل والمصانع والطب.. الخ، ولقد فشلت التجربتان فيما  بعد فشلاً بيناً، فبعد الاصلاح الزراعي زادت هجرة الفلاحين الى المدن وها هي الاراضي الزراعية في العراق تتحول باستمرار الى دور سكنية، اما المعامل و المصانع فقد شهدت توقفا مخيفاً بسبب المفاهيم التي سادت في  الستينات والسبعينات وتطبيق حكام العراق، قاسم، عارف، صدام لها، لقد اساءت حكومات اولئك الى الاقطاعيين والفلاحيين و العمال والبرجوازيين ايما  اساءة وما عليها الان الا ان تعيد  النظر في سياساتها  المدمرة تلك وتقوم قبل كل شيء  بتعويض الملاكين واصحاب المعامل وترد اراضيهم اليهم وترفع الغبن عنهم وتشرع في الوقت عينه بتحسين اوضاع العمال والفلاحين والكادحين ولكن بأسلوب اخر غير الاسلوب الذي نفذته الحكومات السابقة التي اتيت على ذكرها، مثل توفير العيش الكريم للشرائح الفقيرة وسن قوانين لحمايتها ورفع اجورها ولا  اخفي على احد ان التحسن الذي طرأ على احوال الالاف من ابناء هذه الشرائح لم يكن بفضل الاصلاح الزراعي ولا التأميم لاموال الافراد، بل بفضل امور اخرى لامجال لذكرها هنا. حرم الله الدم والميتتة ولحمم الخنزير في القران. وارى ان التمتع بخيرات اراضي الملاكين وبأي شكل كان حرام مثل الدم والميتة ولحم الخنزير.
صح ان الاقطاعيين بفضل نفوذهم المالي استغلوا الفلاحين.
وظلموهم لعقود – وليس كل الاقطاعيين طبعاً، وان الاستغلال الذي مارسوه بحق الفلاحين بدخل في اختصاص المحاكم الجنائية ويجب ان يعاقبوا عليها وفق القانون اما انتزاع الارض منهم فأنه عقاب جماعي مرفوض من كل الشرائع الدينية والدنيوية.
7-   ومن ماخذي على ثقافة الستينات في القرن الماضي جعل الصداقة مع الاتحاد السوفيتي السابق والخروج من حلف بغداد والكتلة الاسترلينية وتطبيق الاصلاح الزراعي والتأميم( عدا تاميم النفط) ..الخ من المفاهيم الاخرى، مقياساً للوطنية والديمقراطية، ذلك المقياس الذي كان عقيماً وخاطئاً من الفة الى يائه وفوق هذا فان انصاره اوقعوا انفسهم في التناقض والازدواجية، مثال  ذلك ان نظام قاسم كان لديهم وطنياً لأنه طبق المقياس وبكل نواقصه فقانون الاصلاح الزراعي الذي اصدره حرم نصف فلاحي العراق من الاراضي، ولم يقدم على توقيع معاهدة صداقة مع السوفيت  بالمقابل ظل صدام حسين دكتاتوراً فاشياً ومشبوهاً متهماً بالوصول الى الحكم بقطار امريكي في نظرهم رغم  انه كان ملتزماً بذلك المقياس اكثر من التزام عبدالكريم قاسم به في اصداره لقانون رقم 90 في مجال الاصلاح الزراعي وتأميم النفط، ودخوله في معاهدة صداقة مع السوفيت، فلماذا اصبح قاسم وطنياً وهو لم يطبق الا القليل من ذلك المقياس في حين حرم صدام من الوطنية بعد ان طبق  المقياس بما يزيد على ال 100%؟
8-   وفي اطار ثقافة العقدين المذكورين من القرن الماضي بل وعقود سبقتهما ايضا. مبالغة القوميين العرب من ناصريين وبعثيين من عدد فتلاهم الذين اتهموا الشيوعيين بالموصل به وكانوا  برددون باستمرار بان الافا من القوميين والبعثيين المشاركين في تمرد  الشوف عام 1959 قتلوا كل ذلك لكي يبرروا اغتيال العشرات من الشيوعيين وانصارهم لا غير، وانكشفت كذيتهم ومبا لغتهم في عام 1964 عندما اقاموا احتفالاً ضخماً في ملعب ( قضيب البان) بالموصل تخليداً لقتلاهم وتمجيداً بهم وتنديداً بالشيوعيين، واصدروا بياناً بالمناسبة لم يتضمن سوى اسم 65 قتيلا لهم، بعض منهم قتلوا برصاص جنود حكومة قاسم، وبعض باطلاقات عشوائية، علماً ان جميع من قتلوا من اولئك القوميين في الشوارع والاحياء قتلوا على يد الجماهير الغاضية، مع ادانتي لعملية قتلهم الوحشية، كان على المحاكم ان تبت في قضاياهم وليس الشارع،  وشتان بين 65 قتيل والمبالغة الكبرى الاف القتلى. وتندرج مبالغة الرد علي في الثقافة عينها، فالكل يعلم ان البيشمركة وصفوا كمقاتلين نيابة عن العالم ضد داعش وهم في تحرير هم لمسافة 1050كم من الاراضي من داعش ومشاركتهم الفعالة في تحرير الساحل الايسر من الموصل قدموا نحو 1500 قتيل فقط ولم يبالغوا في عدد قتلاهم مثلما  فعل اولئك القوميون. والذي رد علي. حين قال بمقتل عشرات الالوف من الحشد الشعبي!
9-    ان استيلاء الزعيم عبدالكريم قاسم والضابط اليساريين والقوميين  على السلطة يوم 14-7-1958 يعد ضمن الانقلابات العسكرية التي انتزعت السلطة بطريقة غير شرعية، ولقد حكم علم السياسة منذ عقود على الانقلابات العسكرية كافة بالخطأ بما فيها انقلاب 14 تموز 1958 لأنه وقع من وراء ظهر الشعب ولاننسى ان جميع الانقلاب العسكرية في العراق والعالم كانت كارثية لهذا السبب نجد ان الحكومات الديمقراطية الحالية تدين الانقلابات وتدعو اما الى اعادة الحكومة السابقة أو تحديد سقف زمني لاجراء الانتخابات وتأسيس حكومة ديمقراطية وتختلف الثورات عن الانقلابات، لأنها اي الثورات تشارك طبقات الشعب عنها: ثورة اكتوبر الثورة الصينية، الثورة الفرنسية، الثورة الجزائرية، الثورة الكردية .. الخ ولكن لاننسى ان معظم الثورات تلتقي مع الانقلابات في جوانب من الخطأ كونها محاولة غير شرعية ايضا. لاصقاط السلطة وبالاخص الثورات الطبقية، وكما وقف العالم على كارثية الانقلابات: بقي ان نعلم ان الثورة الصينية في الستينات قتلت 60 مليون صيني وابادت ثورة اكتوبر على يد ستالين مئات الالوف وفي الجزائر اعوام التسعينات ذبح وقتل عشرات الالوف من البشر.. الخ
ان اعتراف اليساري باخطائه لن ينال من صواب فلسفة كارل ماركس، وان فتح ( الحوار المتمدن) الباب امام مختلف الاقلام لا يعني انتفاصاً لها. بل انه سر نجاحها وكسبها للمئات من الكتاب والملايين من قرى وبالرغم من اخطاء الثورة الصينية، الا ان دعوتها الى ( ان تتفتح الازدهار وتتبارى مختلف المدارس الفكرية) في حينه كانت صحيحة ولو كانوا يعتمدوتها كمنهج وممارسة لما قتل  ال 60 مليون انسان اثناء ( الثورة الثقافية) التي حطمت حتى الشطرنج بحجه وجود الملك فوق رقعتها. علما ان القيادة السوفيتية عابت ذلك الشعار الصيني.



6
مجداً للجيشين الكردستاني والامريكي.. هل من الحكمة والانصاف معاداتهما؟

عبدالغني علي يحيى
    في صيف عام 1970 كنت محرراً في صحيفة ( التأخي) لسان حال الحزب الديمقراطي الكردستاني p.d.k ومتواجداً في الموصل. وبناءً  على طلب من رئيس تحريرها المرحوم جرجيس فتح الله المحامي بأن ارافق المرحوم ادريس البارزاني في جولة له تفقد خلالها مدناً واقضية ونواحي في محافظتي نينوى ودهوك. وكانت محطته الاولى بعد مدينة الموصل في زيارته هي بلدة تلكيف التي كانت انذاك بدرجة ناحية ولما دخلناها كان في استقبال موكبه في تلكيف جمهور غفير من الاهالي وافراد من ضواحيها يتقدمهم مدير الناحية وبد الى الجميع فرحين مسرورين بالزيارة وبالاخص مدير الناحية وفيما بعد اذكر من بين الاسئلة التي وجهها البارزاني اليه، السؤال: كيف الوضع الان في تلكيف؟
ورد عليه مدير الناحية والابتسامات لاتفارق شفتيه: الوضع ممتاز سيما الامني، فبعد ان كان الشرطي لوحدةه يحمي القانون و الامن والاستقرار في الناحية، فان البيشمركة بعد صدور بيان اذار 1970 يشارك اخاه الشرطي في حماية امن واستقرار المواطنين، لذا فان الحوادث الامنية اصبحت نادرة للغاية !!
اذا علمنا ان من شروط تقدم الامم وتحسن احوالها المعيشية و بلوغها الرفاهية، لاننسى ان الاعوام 1970- 1974 في محافظتي نينوى وكركوك بشكل خاص والعراق بشكل عام كانت اعوام خير واطمئنان ورفاهية بالنسبة للعراقيين، كل ذلك بفضل البيان المذكور ومشاركة البيشمركة في حماية الامن والسلام، نعم لن ينسى العراقيون السنوات الثمينة تلك في حياتهم ففيها امم النفط، وفيها  رسخت البنى التحتية للعراق وانجز الاستقلال التام للعراق وتوجت تلك السنوات مباشرة بالتنمية الانفجارية في البلاد.
 عودة البيشمركة لنينوى وكركوك ومناطق اخرى بعد سقوط النظام العراقي عام 2003 كانت العودة الثانية لها، وكان من المتوقع ان يجني السكان ثمار تلك العودة التي ساعدتهم في البدء الى الانصراف الى الاعمال المنتجة ورفع الغبن الذي لحق بهم في ظل النظام البعثي الذي زج بهم في الحروب واشكال الدمار بعد أن سلمهم السيف وابعد عنهم المحرات، الا ان الذي حال دون استفادة الاهالي من العودة الثانية للبيشمركة هو معارضة تحب موصلية مهيمة على الموصل للبيشمركة بعد ايام واسابيع قليلة لعودتها الى الموصل وكركوك والمناطق التي استقطعها التعريب من كردستان. وما زال الاعتراض قائماً على عودتهم الى كركوك للمرة الثالثة من قبل ( المجموعة العربية) و ( الجبهة التركمانية) لقد ذكرتني المعارضة هذه للبيشمركة عام 2003 في اموصل وهذا العام 2019 في كركوك بزيارة المرحوم ادريس البارزاني التاريخية بحق الى الموصل عام 1970 وحديث مدير ناحية تلكيف الذي نص على انه بفضل مشاركة البيشمركة للقوات الامنية العراقية فان استقراراً مدهشاً ساد ليس تلكيف والموصل انما كل العراق لمدة (4) سنوات واكثر نتيجة الاقرار بالحكم الذاتي لكردستاني وانهاء الحرب فيها والذي ساعد في نهاية المطاف على سد الطريق بوجه الانقلابات العسكرية في العراق وعلى الضد على ماكان عليه الحال في الاعوام بين 1958 و 1968 السابقة على اتفاقية اذار وساهمة البيشمركة في توطيد الامن والسلام.
فالاعوام العشرة تلك شهدت (4) انقلابات عسكرية دموية وبمعدل انقلاب عسكري واحد كل سنتين مرة وبين انقلاب واخر كان يجري احباط محاولة انقلابية بين حين واخر ومن بين الانقلابات الشهيرة، انقلابات:  14 تموز 1958 و 8-2-1963 و 4-11-1963  ايضاً و 17-30 تموز 1968. نعم بفضل تمكين البيشمركة من ممارسة دورها فان الحروب والانقلاب العسكرية تراجعت وولت وخطا العراق اهم خطواته في مجال تحقيق الاستقلال الناجز والتمتع بثرواته ومن بينها ثروته النفطية، غير انه ما أن ادار الحكام ظهرهم للشعب الكردي وللثورة الكردية وقوات البيشمركة بعد اتفاقية الجزائر عام 1975 واذا بالبلاد العراقية تدخل في نفق مظلم من الفاشية و  الحروب الدولية واستئناف الحرب على كردستان.
بعد سقوط نظام الحرب والفاشية عام 2003 انتشرت قوات البيشمركة والاساييش الكردية الى جانب الجيش الامريكي في محافظتي نينوى وكركوك وامتد نفوذ الجيش الامريكي الى بقية المحافظات العراقية الاخرى. و نتيجة لذلك ثم القضاء على مظاهر الحرب والدكتاتورية وعسكرة المجتمع العراقي، وعدا الامن الى والسلام من جديد الى تلكم المحافظتين وبقية المحافظات العراقية، وتمكنت قوات البيشمركة والاساييش الكردية ان تحمي وبجدارة مناطق انتشارها خصوصاً في محافظتي نينوى وكركوك ومدينتي الموصل وكركوك.وتفانى الجيش الامريكي بدوره في الدفاع عن العراق والعراقيين سيما في المدينتين المذكورتين ومنذ عام 2003 والى الان فان هذا الجيش قدم نحو 5000 شهيد و 32000 جريح لاجل تمتع العراقيين بالسلام والديمقراطية والعيش الرغيد. الا ان الامر كما تبين لاحقاً لم برق للجهلة و العنصريين ومن في قلوبهم مرض من الذين جلبوا الويلات في الماضي والحاضر على الشعوب العراقية ، وكان حقدهم على البيشمركة رغم كونها جزءاً من منظومة الدفاع العراقية يفوق بكثير وما يزال حقدهم على الجيش الامريكي. بدليل وهذا على سبيل المثال.
زار وفدان موصليان عام 2003 مصيف صلاح الدين والعاصمة اربيل واجتمعا بالقادة الكرد، وفي اربيل التقى الوفد الثاني بالمرحومين سامي عبدالرحمن ومحافظ اربيل انذاك: اكرم منتك والح الوفدان على القادة الكرد سحب قوات الليشمركة ليس من الموصل فحسب بل من كل محافظة نينوى واذكر من بين اعضاء الوفد الثاني الدكتور الطبيب ادريس الحاج داود وكان من قادة الحزب الاسلامي لقد نصب الوفدان انفسهما ممثلين عن سكان الموصل في وقت لم يكن هناك من احد لينتخبهم ويتحدثون باسم الموصل، وكان خطأ كبيراً من القيادة الكردية في صلاح الدين واربيل استقبالهم واثبتت الوقائع فيما بعد انهم لم يكونوا يمثلون الموصل، والدليل على ذلك هو مطالبة مجلس محافظة نينوى المنتخب من الشعب الموصلي وفي منتصف شهر شباط 2019 بعودة قوات البيشمركة الى الموصل وطرد الحشد الشعبي منها عليه فان العداء للبيشمركة في الموصل لايعبر عن موقف اهاليها بل عن موقف زمرة شوفينية حاقدة، انظر الى التقاطع بين الوفدين غير المنتخبين وبين  مجلس محافظة نينوى المنتخب من قبل الشعب. في الموقف من  البيشمركة، القول عينه ينسحب على كركوك، اكثرية وتتمثل بالكرد  الساكنين فيها واقلية تتمثل بعرب التعريب والجبهة التركمانية، الاكثرية الكردية تطالب بعودة الاساييش والبيشمركة الى كركوك والاقلية العربية التعريبية والجبهة التركمانية تعارض هذه العودة، الاكثرية الكردية في كركوك وثقتها واثبتتها الوثائق ولغة الارقام والاحصائيات التركية  العثمانية والعربية العراقية الملكية، تقول دائرة المعارف العثمانية ( الانسلكوبيديا العثمانية في احصاء سكاني لها اجرته عام 1899 وفي الصفحة 3846 واحتفظ بالصفحة وسبق لي وان عرضتها على شاشة احدى الفضائيات العربية العراقية ، ورد ان 75% من سكان  كركوك هم من الكرد و25% منهم هم من العرب والتركمان والمسيحيين واليهود. ولدى الجميع في لعراق فان الاحصاء السكاني والتعداد العام للسكان في عام 1957 هو من اصح و انزه الاحصاءات السكانية في تاريخ العراق، ورد في التعداد السكاني لكركوك 178000 كردي و47000 عربي و 43000 تركماني وان 52% من سكان كركوك هم من الكرد و 48% من العرب والتركمان والمسيحيين. وتقول الوثائق انه من 80 مرشحاً لعضوية مجلس النواب العراقي في العهد الملكي كان 63 منهم كردا وال 17 الاخرين هم من العرب والتركمان والمسيحيين والمستقلين، وثبت فيما بعد انه كان من بين المستقلين عدد من الكرد، وبعد عام 2003 فان المحافظ المنتخب عبدالرحمن مصطفى كان من الكرد ، وفي انتخاب مجالس المحافظات كان عدد اعضاء مجلس محافظة كركوك 26 كردياً مقابل 14 عربياً وتركمانيا. عليه يجب الاخذ بارادة الاكثرية الكردية في كركوك عملاً بالديمقراطية وحقوق الانسان والاعتراف بكردستانية كركوك فالاصرار على عودة البيشمركة و الاساييش الكردية اليها.
لقد برهنت الوقائع مقبولية ومرغوبية البيشمركة لدى اهالي مدينة الموصل فبالاضافة الى مطلب مجلس محافظة نينوى المنوه عنه بعودة البيشمركة واجلاء الحشد الشعبي انه بعد ظهور الارهاب في الموصل عام 2003 فان الالاف من الشبك الشيعة والمسيحيين والايزيديين فروا من الموصل الى المناطق الخاضعة للبيمركة في بعشيقة وبرطلة وتلكيف وبغديدا (قرقوش) وكرمليس، في وقت لم يلجأ اي من الفارين الى المناطق الخاضعة للحكومة العراقية في عام 2008 شهدت الموصل موجتي نزوح للمسيحيين الى مناطق نفوذ البيشمركة ولم يلجأ اي مسيحي اثناء ذلك الى المدن الخاضعة للحكومة العراقية وقبل ذلك بنحو عام ، وبعد المجزرة التي ارتكبها الارهابيون بحق 23 عاملاً ايزيدياً في حي التأميم بالموصل، فان 5000 ايزيدي من كسبة وعمال وطلاب الجامعات نزحوا الى كردستان ومناطق نفوذ البيشمركة، حتى الايزيديين العاملين في بغداد تركوا الاخيره وعادوا الى مناطق نفوذ البيشمركة. ان لجوء الموصليين من عرب موصليين ومسيحيين وايزيديين وشبك الى مناطق سيطرة البيشمركة سابق على احتلال داعش للموصل يوم 10-6-2014 وتقول الاحصائيات ان ما يقارب 200000 شخص من تلك الفئات الاجتماعية نزحوا الى كردستان ومناطق نفوذ البيشمركة.
عملياً ومن خلال اكثر من حادث فان الموصليين وما زالوا يفضلون وفضلوا العيش في كردستان على العيش في العراق فضلوا حماية البيشمركة لهم على دونها من الحمايات وكانوا وما زالوا محقين في تفضيلهم واختيارهم. وتعد مطالبة مجلس محافظة نينوى بعودة البيشمركة الى مدينة الموصل وعموم محافظة نينوى الى جانب مطالبتهم بمغادرة الحشد الشعبي للموصل، تعد تطوراً ايجابياً وتحولاً في عقل وموقف الانسان الموصلي ولو جاء متأخراً بعض الشيء اذ كان عليهم ان يطالبوا بالانضمام الى كردستان التي تقدمت باشواط كبيرة على العراق في مختلف المناحي، وكان من المحتم ان تتقدم الموصل كما كردستان في مختلف المناحي ايضاً، فيما  لو كانت قد طالبت بالانضمام الى كردستان وبدل من مطالبة بعض من المتعصبين العنصريين بمغادرة البيشمركة للموصل ومحافظة نينوى، كان على جماهير الموصل والنخب المثقفة والواعية فيها الاصرار على ضم الموصل الى كردستان التي كانت ايام زمان مقراً لولاية الموصل- ولاية كردستان.
ان مواقف النخب السنية العنصرية في الموصل العدائية للبيشمركة والجيش الامريكي بعد سقوط النظام السني في العراق يوم 9-4-2003 كانت من اسباب  ظهور ( القاعدة) و ( داعش) و كل المنظمات الارهابية على غرارهما، فالضغوط المستمرة على البيشمركة للانسحاب من الموصل والتصدي بين ان وان  للقوات الامريكية، لم تكن بريئة ولم تكن وطنية كما يعتقد بعضهم، بل كانت مديرة مقصودة ومشبوهة لاجل احلال الارهاب محل البيشمركة والجيش الامريكي، اذ بعد انسحاب البيشمركة من الموصل، رأينا كيف ان المنظمات الارهابية بدأت بالانتشار والسيطرة على  الموصل الى ان انتهت باحتلال داعش الموصل يوم : 10-6-2014 ان الذين كانوا يلحون على انسحاب البيشمركة من الموصل كانوا ينسقون مع الارهاب ظانين ومعتقدين، ان ذلك كفيل باعادة السنة الى الحكم في العراق، وهنا مكمن  الخطاً الذي حول السنة الى اداة طيعة بيد الارهاب لتدمير السنة سكانا ومدنا وقصبات وقرى، ان السنة الذين وقفوا وراء الحملات لاخراج البيشمركة من الموصل يتحملون مسؤولية ماجرى للموصل ولاهل السنة عموماً في العراق . وفي تتبعي لاحداث الموصل وقفت على حقائق منها ان الذين نادوا باخراج البيشمركة من الموصل كانوا في طليعة مستقبلى احتلال داعش للموصل و التعاون معه، ويكاد التاريخ يعيد نفسه، فها هم عرب كركوك وتركمانها في معاداتهم للبيشمركة ومنع عودتها الى كركوك اثبتوا انهم نسخة طبق الاصل للموصليين الذين قاوموا سلطتي البيشمركة والجيش الامريكي في الموصل، وما على جماهير كركوك التواقة الى السلام والعيش المشترك الا ان تهب بوجه الساعين الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء، ان الرافضين لعودة البيشمركة الى كركوك، داعشيون قتله ارهابيون 100% لقد اضاع الموصليون واهل كركوك والى حد كبير العراقيون اجمع فرضاً ثمينه بعد سقوط النظام العراقي السابق في نيسان 2003 اذ كان عليهم المطالبة الدائمة ببقاء الجيش الامريكي في العراق وفتح قواعد عسكرية له فيه وببقاء قوات البيشمركة الكردية في محافظات نينوى وكركوك والاجزاء الكردية في محافظتي ديالى وصلاح الدين. كان على العراقيين ان يحذو حذو اليابانيين والالمان والكوريين الجنوبين في الترحيب بالجيش الامريكي وتوقيع اتفاقيات معه تقضي باقامة قواعد امريكية في العراق لعقود من السنين، ان العراقيين ليسوا اكثر وطنية من اليابانيين والالمان.. الخ من الشعوب التي تتواجد القواعد والقوات العسكرية الامريكية في اراضيها وليسوا اعقل منهم واثقف. ولا يغيب عن البال انه بفضل بقاء الجيش الامريكي في بلدانهم فانهم تقدموا في المجالات كافة، وكان من الممكن ان  يستفيد العراقيون من تجارب اليابانيين والالمان والكوريين.. الخ ويكيفوا انفسهم مع الجيش الامريكي ويمتنعوا عن التحرش به او مطالبته بالانسحاب من العراق والقول نفسه بالنسبة الى البيشمركة التي طالبوا باخراجها وما زالوا في كركوك يمتنعون عن عودتها.
في عام 2003 والاعوام التي تلته التقيت بالعشرات من الموصليين من مختلف الاصناف والاعمار، فلم القى متذمراً من البيشمركة أو الاحزاب الكردية .ولا اجانب الحقيقة اذا قلت، ان مواطني الموصل من شدة فرحهم بالبيشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني فان العديد منهم من اهالي الموصل واريافها كانوا يزورون الفرع (14) ل: p.d.k مطالبين المسؤولين في p.d.k بفتح مقرات للحزب والبيشمركة في قراهم وعلى ان يتحملوا هم نفقات المقرات في مجالات الايجار والماء والكهرباء.. الخ مرددين ابداً انهم مرتاحون من البيشمركة لأنها لاتجبر الناس على الدخول في صفوفها وذلك على الضد من الجيش الشعبي السابق الذي كان يرغمهم على حمل السلاح والتوجه الى جبهات القتال ضد ايران وفيما بعد ضد الكويت . يكفي ان نعلم ان اكثر من 200،000 موصلي هربوا من الارهاب في الموصل الى مدن اربيل ودهوك والسليمانية و ذلك قبل احتلال  داعش للموصل باعوام ولم يتوجهوا اطلاقاً الى بغداد والمدن الخاضعة للقوات الامنية العراقية.
ومن المواقف الانسانية النبيلة والصادقة للشعب الكردي و احزابه وقوات البيشمركة ازاء المعارضين العراقيين من شيعة وسنية احتضانها لهؤلاء المعارضين وحماية مقراتهم وفعالياتهم ولا نغالي اذا قلنا ان معظم القادة العراقيين الحكوميين الحاليين من شيعة وسنة من الذين تولوا المسؤوليت في العراق منذ عام 2003 كانوا يقيمون في كردستان وفي حماية ورعاية البيشمركة  ولسنت ادري لماذا يدير بعض  من ناكري الجميل هذه الحقيقة ويوقومون  باستفزاز البيشمركة والشعب الكردي على مدار العام.
ان قوتان عسكريتان رئيسيتان وبدرجة اولى حررتا العراق من الدكتاتورية والحرب والفاشية  الا وهما:  البيشمركة والجيش الامريكي فللبيشمركة فضل في مقارعة النظام العراقي في انتافاضة اذار عام 1991 حين حررت كركوك وتوابعها وكذلك خانقين وسنجار والشيخان...الخ ولعبت الدور الاكبر في تحرير المناطق المتنزاع عليها أو المستقطعة من كردستان. وكانت في طليعة القوات التي دخلت كركوك والموصل ..الخ  فلماذا كل هذا الحقد عليها وهي منذ عام 2003 تعتبر جزءاً من منظمة الدفاع العراقية تتلقى روابتها واسلحتها منها؟ أو لم تحرر البيشمركة مسافة 1050 كم ن داعش واحالت دون وقوع كركوك في قبضة داعش في حين عجزت القوات العراقية عن حماية الموصل وسلمت اسلحة نحو 6 فرق عسكرية الى داعش.
اعود الى مطالبة عرب سنة موصليين بعد عام 2003 الى مطالبة البيشمركة بالانسحاب من الموصل وعموم محافظة نينوى والى ممانعة عرب سنة من كركوك من عودة البيشمركة الى كركوك بعد مغادرتها لها في 16 اكتوبر 2017 وبعد تجريد العراق لحملة عسكرية ظالمة بقيادة قاسم سليماني والمئات من الجنود الايرانيين لاحتلال كركوك واقول ان كلاهما النخب العربية الشوفينية في الموصل وعرب التعريب والعنصريين من الجبهة التركمانية المعادين للكرد في كل الظروف والاجواء للكرد، ان  هؤلاء لا يختلفون عن النخب الطائفية الشيعية العراقية وقادة الحكم في طهران، لقد كان على العرب السنة وبالاخص عرب كركوك ان يصنعوا ببالهم احتضان كردستان لاكثر من 200,000 عربي سني فروا من الموصل بين اعوام 2003 – 2014 ومن بعدهم نزوح اكثر من مليون عربي سني اليها بعد احتلال داعش للموصل يوم 10-6-2014 دع جانباً القول ترحيب القيادة الكردية وعلى رأسها الرئيس مسعود البارزاني بنازحي محافظة الانبار السنية بمعزل عن شرط الكفيل الذي لوحت القيادة العراقية بوجههم عندما حاولوا دخول بغداد واختطف نحو 3000 منهم، من السنة في نقطة سيطرة بين بغداد والانبار، ان جميع السنة الذين لجؤا الى كردستان منذ عام 2003 من اطباء ومهندسين ومدرسين ورجال اعمال وو .. الخ يمارسون اعمالهم في كردستان وبكل حرية ويعقدون مؤتمراتهم في اربيل بين فينة واخرى.
في مقال سابق لي نشر شهور من الان وفي الحوار المتمدن قلت ان الانكليز والامريكان كانوا ارحم المحتلين بالعراقيين، فالانكليز اسسوا الدولة العراقية وحرروا شعبها من الاحتلال العثماني اثناء الحرب العالمية الاولى، وفيما بعد اي بعد اي في عام 2003 حرر الجيش الامريكي شعوب العراق من اعتى نظام دكتاتوري وفاشي في العالم، فاسقطه وسلم العراق الى الشيعة. وفي كلت الحالتين بقي العراق الدولة في حين لم يتمتع العراق بالاستقلال والدولة المستقلة على يد المحتلين المسلمين كالعثمانيين و لصفويين ولا المحتلين الشرقيين كالمغول مثلاً. لقد حكم العثمانيون العراق ما يقارب ال 400 عام ولم يفكروا حتى بمنحهم حكماً ذاتياً. في عام 2010 زرت فنلندا وعدد من مدنها مثل هلسنكي ولاهتي وغيرهما، اللافت اني وقفت على حب واحترام شديدين لدى الشعب الفنلندي لمؤسس الدولة السوفيتية فلاديمير لينين، ولما استفسرت عن سر ذلك. قالوا: لقد منحنا لينين الاستقلال والسيادة بعد ان ذقنا مرارات الاحتلالين السويدي والقيصري الروسي). لذا على الشعوب العراقية ان تكون وفيه للانكليز ومن بعدهم الامريكان فلولاهم لكان العراق جزءاً من الدولة التركية الحالية مثل الاسكنندرونة وشمال كردستان...الخ لقد كان الخطأ الاكبر للامريكان بعد قضائهم على النظام الدكتاتوري الفاشي في العراق هو الابقاء على الجيش العراقي وقواته المسلحة الاخرى، اذ ان التجربة والعقل والحكمة كانت تقضي بان يعامل العراق بعد اسقاط ذلك نظام معاملة المانيا واليابان ومنعه بناء جيشه، فالعراق كما المانيا والبابان خاض جربين خليجيتين مدمرتين وفي كلتيهما كان البادء والمعتدي مثلما كانت المانيا واليابان قد خاضت حربين عالميتين غير عادلتين. الا انهما منعا فيما بعد من تشكيل الجيش وتنمية قدراتهما العسكرية، ولو كان المجتمع الدولي يسمع لهما بذلك، لكانت البشرية تدخل في حرب عالمية ثالثة- عليه اكرر ان من اخطائها ايضاً انسحابها من العراق تلبية لأمر من اوباما في مطلع عام 2011 ومن الاخطاء ايضاً عدم اقدامها على تقسيم العراق الى ثلاث دول: شيعية وكردية وسنية ما ابقى على الباب مفتوحا امام الحروب والصراعات الداخلية المسلحة.
هذه هي اخطاء الامريكان الكبيرة
في متابعتي للرافضين لبقاء الجيش الامريكي في العراق، تبين لي، ان قادة الجيش العراقي من المحترفين والمهينين من امثال رئيس اركان الجيش الفريق الركن عثمان الغانمي واللواء نجم الجبوري قائد عمليات نينوى.. الخ غير متحمسين لرحيل القوات الامريكية من العراق. فلقد اشادة الاول اكثر من مرة بدور القوات الامريكية. في مكافحة الارهاب وتدريب القوات العراقية وتسليحها واستقبلوا نبئ فتح مقر لقوات حلف الاطلسي في العراق بشكل اعتيادي كما ان اللواء نجم الجبوري اشادة في اخر تصريح له الى حاجة العراق الماسة لقوات التحالف الدولي.
بالمقابل فان المطالبين بسحب القوات الامريكية ومنع عودة قوات البيشمركة الى المناطق المستقطعة من كردستان، هم النفر الذي يفتقد الثقافة العسكرية والحرفية والمهينة العسكرية من قادة فصائل الحشد الشعبي الفوضوية امثال: ابو مهدي المهندس وقيس الخز علي وهادي العامري، ان هؤلاء يعملون على الحاق الدمار بالعراق، ومثلما كان صدام حسين مدنياً غير عسكري لايفقه من الامور العسكرية شيئاً ولو كان يفقه مبادئها الاولية لما كان يزج جيشه في معركة خاسرة ضد جيوش 31 دولة تحركت لدحر قواته من الكويت بسهولة لقد اثبت هذا الدكتاتور جهله بالامور العسكرية وفي حينه اذكر كيف ان الخبراء والقادة العسكريين من عرب واجانب ردوا تحديه لجيوش 31 دولة تلك الى انه كان مدنياً غير ملم بالعلوم العسكرية. ان المطالبين بانسحاب القوات الامريكية من العرق وعدم السماح  لقوات البييشمركة بالعودة الى المناطق الكردستانية المستقطعة هم نسخ مكررة من صدام حسين، وعلى العراقيين سد الطريق امام المغامرين الطائشين الجهلة من الذين يقفون على الضد من التواجد العسكري الامريكي في العراق ومن عودة البيشمركة الى المناطق تلك.
على امتداد تاريخ العراق الحديث والقديم، لم يكن هذا البلد خالياً من التواجد العسكري الاجنبي فيه بل كان ومنذ عام 630 للاحتلال الاسلامي العراق والى يومنا هذا مسرحاً لاكثر من 13 احتلالاً اجنبياً متتاليا له واذا اضفنا الاحتلالات الحالية لتركيا وايران وداعش له واضفنا اليه الانقلابات العسكرية التي وصفها الباحث القدير د.رشيد الخيون بالغزوات الداخلية وقمنا بتقسيم الاعوام بين 630 و 2014 على عدد الاحتلالات لتنيبن لنا ان العراق كان ينتقل كل نحو (50) سنة مرة من هذا المحتل الى ذاك، عليه والحالة هذه يمقدورنا القول ان العراق كان محتلاً طوال تاريخه ولم ينعم بحكومة وطنية قط اي ان القول بانعدام الوطنية لدى العراقيين صحيح، و ليعم المعارضون للتواجد العسكري الامريكي، انه في اللحظه الحالية هناك قوات اجنبية تعود للعديد من الدول في العراق، تركية، ايرانية، امريكية، استرالية، ايطالية، فرنسية، بريطانية واخرى لمنظمات مثل: داعش، حزب العمال الكردستاني، رجال الطريقة النقشبندية، القاعدة .. الخ.
 ان تصور خلو العراق يوماً ما من القوات الاجنبية ضرب من الخيال ولتبدأ الوطنية العراقية الصحيحة والمصلحة العراقية الصحيحة من تقدير واحترام دور الجيش الامريكي والولايات المتحدة ودور البيشمركة والشعب الكردي ومنح كردستان الاستقلال والسيادة باقصى سرعة. ولن تستقيم امور العراقيين الا بتحالف ابدي مع امريكا والاعتراف باستقلال كردستان العراق والاشادة بدور وبتفاني البيشمركة والجيش الامريكي.



7
موجة جديدة قديمة من المشاريع السياسية والتنظيمية للحيلولة دون الانهيار الحتمي  للعراق

عبدالغني علي يحيى
    في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم 24-2-2019 للدكتور أياد علاوي رئيس حزب ائتلاف الوطنية العراقية، ورد ان العراق والمنطقة يعيشان حالة من الفوضى والانقسام. هنا لا يسعني الا ان أوافقه على ما قاله وعلى أن داعش في مرحلة بدأت ملاحمها. لكني اخالفه بقوة في كيفية مجابهة ما ينتظر العراق و المنطقة في اقتراحه تشكيل تنظيم جديد باسم ( المنبر العراقي) الذي قال عنه: انه ليس حزباً بل كيان يتحالف مع كيانات ومنظمات واسعة لم يذكرها بالاسم، يتألف منها المنبر العراقي، ومن بين الشخصيات المنضمة الى المنبر وائل عبداللطيف وهو شخصية مرموقه طبعاً، غير ان علاوي شاء أم أبا فان المنبر الذي دعا اليه، حزب أو يكون ظلاً وواجهة لحزبه وربما لاحزاب اخرى تشاركه المسعى وفي تقييم للمنبر العراقي جاء : انه يهدف الى اصلاح النظام القائم في العراق وبناء مؤسسات الدولة ! في وقت لايحتاج فيه العراق الى مزيد من الاحزاب بعد أن تم تسجيل اكثر من 350 حزباً ومنظمة سياسية لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قبل اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية يوم 12-5-2018.
لا أريد أن احكم بالموت على المنبر العراقي مثلما حكم عليه السياسي العراقي عزت الشابندر  وهو مصيب واقول ان غاية نبيلة تقف وراء دعوته للمنبر العراقي مثلما هي دعوته للمصالح الوطنية التي كمشروع لم يكن يتعدى مشروعاً سياسياً. وليس الدكتور علاوي وحده صاحب مشروع سياسي ويدعو منذ ما يقارب العقد ونصف العقد و بين فترة واخرى، انما هناك اخرون من اصحاب  المشاريع السياسية منهم الشيخ جمال الضاري ( المشروع الوطني) وخميس الخنجر ( المشروع العربي) والسيد عمار الحكيم ( التسوية السياسية) والدكتور غسان العطية ( موطني) .. الخ من المشاريع التي ولدت جميعها ميته واثبتت فشلها ولم يهتم بها أحد وكأنها لم تكن .عليه فان التوجه لأيجاد و تأسيس تنظيمات جديدة يعد استمراراً وتتمة للمشاريع الخاطئة العقيمة تلك وتؤكد فشل الاحزاب و سياساتها التقليدية في العراق، واستغرب من البون الشاسع بين المشاريع التي ذكرتها وبين الدعوات لتأسيس تنظيمات جديدة فالمصالحة الوطنية طرحت كمشروع في صيف عام 2003 مثلاً وطرحت المشاريع الاخرى في اوقات متفاوتة. ان التخبط الفكري والسياسي المتمثل في ( المشاريع) التي ذكرتها كان لا بد ان يجد انعكاساً له في الحياة الحزبية والتنظيمية في العراق، مع توقعي في أن يحذو اصحاب المشاريع تلك حذو د. علاوي في السعي لتأسيس تنظيمات جديدة على غرار ( المنبر العراقي) وان يتحول المسعى الى ظاهرة تجعلنا امام تخبط وتمزق جديدين في حياتنا السياسية والحزبية. اذ تزامنا مع دعوة علاوي دعا رائد فهمي سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي في ندوة اقيمت له في المانيا واخرى في فرنسا الى ( اعادة نشاط التيار الديمقراطي) بعد أن ساق المبدرات نفسها للدكتور علاوي، حين قال ( باحتمال وقوع انفجارات شعبية لا يمكن السيطرة عليها) و ( ( أن القوى المدنية والديمقراطية مبعثرة) على حد قول فهمي.
كلاهما: د. علاوي ورائد فهمي واصحاب المشاريع التي نوهت اليها في محاولاتهم ينطلقون من الاخلاص للشعب و البلاد بلا شك، وغالباً ما نجد المشاريع والصيغ التنظيمية براقة جذابة ولكن السذاجة والجهل تحيطان بها على الضد من المصلحة الحقيقية للشعب والبلاد. ونرى في مساعيهم الدوران في فلك لم يأت بجديد، واذكر الاثنين علاوي وفهمي واصحاب المشاريع السياسية، انهما تأخرا كثيراً في الاعلان عن مسعاهما الخطأ، فقبل اكثر من عامين تردد ان بعضهم عمل جاهداً بتاسيس تنظيم عابر للطائفية، وكأن التنظيمات القائمة جميعها طائفية أو عنصرية وتعليقاً مني على ذلك قلت في حينه وكررت القول: ان الباحثين عن صيغة لعبور وتجاوز الطائفية قد ينجحون في ايجاد وصنع صاروخ عابر للقارات والمحيطات، الا انهم اعجز ما يكون عن تاسيس تنظيم عابر للطائفية، لقد سقطت المشاريع التي تقدموا بها وسقطت الاحزاب ال 350 التي  شكلوها كاحزاب ظل وواجهة والتي تلاشت، تلاشي فقاعة الصابون، واتوقع المصير نفسه للمنبر العراقي وللتيار الديمقراطي، وكل الافكار على غرارهما، ولا شك ان كل حزب ظل أو واجهة، يؤسسه هذا الطرف أو ذاك، حزب كارتوني مزيف لن يحقق اي هدف للحزب الام أو الموجه، واذا تعذر على الاحزاب الام تحقيق تغيير في الواقع السياسي للعراق فان احزاب الظل والواجهة الكارتونية ستظل اعجز عن تحقيقه. هل فاز حزب الظل أو الكارتوني طوال الاعوام الماضية ولو يمقعد واحد في البرلمانين العراقي والكردستاني؟ وبالكثرة هذه الاحزاب التي تثقل كاهل خزينة الاحزاب الام. وأضيف ان احزاب الظل بما فيها ( المنبر العراقي) ستكرس الاحباط في النفوس وتعمق من الفساد والتزوير وهي من اشكال الفساد.
يكفي ما لدينا من احزاب ومشاريع سياسية، واذا اراد السياسيون العراقيون الوصول الى حل ينهي المعاناة العراقية، اشير عليهم أولاً واخيراً يتبني حق تقرير المصير للشعوب العراقية:  الكرد والسنة والشيعة واقامة 3 دول مستقلة محل الدول العراقية القسرية وليعلموا انه بدون هذا الحل فان كل شاريعهم السياسية والتنظيمية مالها السقوط ومزبلة التاريخ، وان اي مشروع سياسي وتنظيمي يتقدمون به لن يساوي فلساً اذا خلا من الحل الذي ذكرته في ختام هذا المقال.

8
حل لغز وضع العراق لموارده وامواله في خدمة الاردن وتركيا ومصر وايران

عبدالغني علي يحيى
تحت عنوان ( المملكة الاردنية المدللة) نشر الكاتب السياسي العراقي رشيد سلمان مقالاً انتقادياً لاذعاً ضد حكومة عادل عبدالمهدي بسبب ما اعتبره، تنازلا للاردن من جانب العراق والتفريط بالمصالح العراقية لأجل انعاش الاقتصاد الاردني وترفيه شيعه، اعقبه فيما بعد بمقالين في الاتجاه نفسه. ومن جانبي فقد وقفت عند طروحاته التي تفضح الخنوع العراقي للاردن وذلك خلافاَ لكل المباديء الوطنية. عداه فان كاتباً عراقياً سياسياً اخر هو احمد كاظم تناول الموضوع ذاته ومن زاوية انتقادية ايضاً ومما قاله: ان ( عادل عبدالمهدي وهب للاردن مالا يملكه) واضاف: ( ان زيارات الوفود الاردنية الى العراق لاتنقطع و كان هذا القول منه سابقاً على اهم زيارة اردنية للعراق مؤخراً الا وهي زيارة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى بغداد يوم 13-1-2019 تلبية لدعوة تلقاها من رئيس جمهورية العراق د. برهم احمد صالح. وكانت قد سبقت زيارته، زيارة اخرى لوفد اردني كبير برئاسة عمر الرزاز في 28-12-2018  وعضوية نحو 8 وزراء في مختلف الاختصاصات وعاد الوفد الى بلاده بعد توقيعه لعدد كبير من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والصناعية والنفطية، زيارة الرزاز للعراق جاءت باقل من اسبوعين للزيارة التي قام بها ملك الاردن، وكانت زيارة الرزاز قد سبقتها زيارة اخرى لرئيس وزراء الاردن السابق هاني الملقي بنحو اسابيع قليلة. عليه لا اغالي اذا قلت ان الزيارات الاردنية المتوالية الى العراق وضمن فواصل زمنية قصيرة راحت تثير المتتبعين لها.
 والمراقبين للاحداث السياسية واخذت الدهشة والاستغراب تمتلك الجميع، فعلى سبيل المثال زار طارق الحموري وزير الصناعة والتجارة والنموين الاردني ووفد ضم عدداً من الشخصيات العراق في يوم الاثنين 28-1-2019 وفي اليوم عينه وصل بغداد رجائي المعشر نائب رئيس الوزراء الاردني واجتمع مع فؤاد حسين وزير المالية العراقي، وبعد يوم واحد على زيارته استقبل ثامر غضبان وزير النفط والغاز والطاقة العراقي يوم 29-1-2019 هالة زواتي وزيرة النفط الاردني. هذا ويكاد لايمر يوم دون ان تذكر الاخبار زيارات واتفاقيات بين الاردن والعراق من قبيل ( ان الاردن تستفيد سنوياً 3 مليارات دولار من مشتقات العراق النفطية 31-1-2019) و ( عبدالمهدي: بغداد اتفقت مع عمان على خفض اسعار شحنات النفط المتجهة الى الاردن مقابل تسهيل استيراد العراق للسلع كان ذلك في يوم 31-1-2019 ايضاً و ( وثيقة تسربت: العراق قرر الغاء الرسوم الكمركيه  على البضائع الاردنية في 30-1-2019.
عدا كتاب مقالات الرأي المحتجون على العلاقات غير المتكافئة بين العراق والاردن، فان سياسيين وبرلمانيين عراقيين، يشاطرونهم الرأي ففي 30-1-2019 قال اعضاء في البرلمان العراقي: ان خسائر مبكرة الحقت بالعراق من الناحية المالية جراء مد انبوب النفط من حقل الرميلة النفطي في البصرة الى  ميناء العقبة الاردني. وورد في ملاحظات اولئك البرلمانيين ( ان تكاليف نقل (10) الاف برميل نفط يوميا يصل الى اكثر من 100 الف دولار سيدفعها العراق يومياً) يذكر ان طول الانبوب هو 1700 كم كلفته 17 مليار دولار، ثم ان انشاؤه لن يكلف الاردن اي مبلغ)!! في الوقت الذي يتحدث فيه بمرارة، الوطنيون العراقيون عن العلاقات غير المتكافئة بين العراق والاردن لصالح الثاني طبعاً، نجد الاشخاص من الجانب الاردني يعبرون عن اغتباطهم  وفرحهم بالاتفاقيات الموقعة بين العراق والاردن، اذ وصف عبدالحليم البستنجي عضو الهيئة الادارية لاتحاد مقاولي الاعمار الاردنية) اتفاقية تم توقيعها مؤخراً بين البلدين لمنح الاخيرة عقوداً بموازاة نظراتهم العراقيين على ( انها فرصة ثمينة ارسلت من السماء) اما احمد يعقوب رئيس اتحاد مقاولي الاعمار الاردنية فقد قال: ان قطاع الاعمار في الاردن سيشهد طفرة نوعية بعد هذه الاتفاقية)! وجاءت زيارة الملك عبدالله الاخيرة للعراق( لترسيخ الاتفاقيات)! التي وقعها الرزاز وزاد عليها اتفاقيات اخرى وقعها مع الجانب العراقي من قبل ان يغادر العراق عائداً الى بلاده) وينطلق الكتاب والسياسيون العراقيون من المحتجين على علاقات بلادهم غير المتكافئة مع الاردن من التذكير بالعداء الاردني للعراق مثل مساندة الاردن للعراق في حربه على ايران 1980-1988 بدرجة اولى وبدرجة ثانية على احتضان الاردن للمعارضة العراقية البعثية وغير البعثية كذلك ضد النظام العراقي الحالي وعلى راس المعارضين السيدة رغدة صدام حسين التي تتخذ منذ اعوام الاردن مركزاً رئيساً لنشاطاتها ضد النظام الشيعي في العراق. وعلى امتداد الاعوام بين 2003 و 2019 الحالي فان الاردن ظل ثابتاً على موقفه الداعم للمعارضين البعثيين ولعل من ابلغ الاهانات الاردنية للعراق تلك الاهانة التي وجهت اليه بمناسبة ذكرى اعدام صدام حسين في هذا العام 2019 وحبر الاهانة لم يجف بعد ان جاز التعبير واذا بالملك عبدالله الثاني يزور العراق ويستقبل استقبال الابطال وكأن شيئاً لم يحدث. واذ يسود العراقيين حزن والم شديد نتيجة الاتفاقيات على اشكالها بين العراق والاردن، فان الاردنيين على النقيض منهم اذ قال عمر الرزاز ان ( العراق رئة الاردن) وفي الوقت نفسه قال وزير التجارة الاردني : ( العراق وافق على الغاء 541 سلعة اردنية من الضريبة الكمركية) بلا شك ان هذه الخطوة من العراق هي لغرض انعاش الاقتصاد الاردني وهكذا نجد كيف ان حكام العراق يضحون بمصالح ومستقبل وارواح العراقيين لكي ينعشوا الاقتصاد الاردني والرفاهية لشعبه.
ان المتابع للزيارات الاردينة  وخروجها باتفاقيات كثيرة مع العراق، يرى ان هذه الزيارات ممنهجة ذكية وواعية لمراقبة مسار العلاقات بدقة ورقابة ان جاز القول فهاني الملقي عندما وقع مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع العراق من ابرزها اعفاء 300 سلعة اردنية من التعرفة الكمركية، وكان من مهام زيارة الرزاز مراقبة سير تطبيق الاتفاقايات تلك وتفعيلها والقول عينه صدر بحق زيارة الملك عبدالله. وفي كل زيارة هناك ما يشبه جس نبض- للعراق فبعد اعفاء 300 سلعة اردنية هن الرسوم الكمركية. واذا باتفاقية اخرى تنص على اعقاء 541 سلعة اردنية اخرى من جانب العراق. وعندي ان زيارة الملك عبدالله لم تكن لاجل توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية فقط، لأن زيارة الرزاز لم تدع ثغرة الا وملأتها بحيث لم تبقي مجالاً دون شموله بالاتفاق، عليه ما معنى ان يقوم الملك بزيارة الى العراق بعد ايام قليلة من زيارة الرزاز؟. لقد زار الملك عبدالله العراق لتحقيق امرين اثنين وهما: مسالة احتضان الاردن لاكبر احتفال بمناسبة اعدام صدام حسين هذا اولاً وثانياً للتباحث في قضية الوفود العراقية الثلاثة الى اسرائيل والتي دفعت باوساط عراقية الى القول ان كلا من الملك عبدالله والرئيس التركي يقفون وراء هذا التطور ويشجعان في المضي قدماً لاجل تطبيع العلاقات مع اسرائيل. ان الاتفاقايت على انواعها التي يوقعها الاردن مع العراق تتابع من قبل القادة الاردنيين وعلى ارفع مستويات لتلافي اي تصدع او اهمال في اية فقرة منها.
لقد كان متوقعاً ان تنطلق صحوة وطنية عراقية ضد العلاقات العراقية – الاردنية، وها هي الصحوة بدأت بالظهور، قال النائب حسن سالم رئيس كتلة صادقون النيابية في البرلمان العراقي: ان الاتفاقية الاقتصادية المبرمة بين العراق والاردن هي مؤامرة اقتصادية لتدمير اقتصاد العراق) و ( الاتفاقية التي تنعش الاقتصاد الاردني وتلحق الضرر باقتصاد البلد وتدمر القطاع الخاص الذي يتعرض الى ابادة وتفشي البطالة لأبناء الشعب العراقي) مضيفاً: ان هذه الاتفاقية التي تقدم خيرات بلدنا الى بلد كالاردن الذي يقابلنا باحتضانه لعائلة النظام  المقبور وازلامه والبعثيين وكذلك احتقار- المواطن العراقي والتعامل معه بطائفية عند سفره الى الاردن).
اما النائب عبدالامير التعيبان وفي اطار تلك الصحوة فقد طالب الحكومة العراقية بالغاء مد انبوب النفط العراقي من البصرة الى العقبة مبيناً انه ( الاجدر بها ان تباشر بمد انبوب النفط المدفوع الثمن الى السعودية والذي يوصل النفط العراقي الى سواحل البحر الاحمر في السعودية واختتم اقواله ( المطلب اصبح  مطلباً شعبياً لايمكن التراجع عنه مهما كانت النتائج) وورد في متن هذا الخبر ان قبائل الجنوب تطالب باستبدال مشروع مد انبوب النفط الى الاردن باخر للسعودية).
الصحوة التي اشرت اليها يبدو انها في تزايد، اذ دخل على الخط قيس الخزعلي امين عام عصائب اهل الحق الذي قال: ( نؤكد مرة اخرى على ضرورة ان ينطلق العراق من مصالحه في علاقاته مع الاخرين، وهذا يشمل كل دول الجوار بما فيها المملكة الاردنية الهاشمية واضاف: لذلك يجب ان تكون التسهيلات التي يقدمها العراق على اساس وجود منفعة مقابلة)!
وابدى عبدالسلام المالكي النائب في البرلمان العراقي عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية يوم 1-2-2019 مخاوف لجنته من  الاتفاق بين العراق والاردن واصفاً اياها بانه ( غير شفاف) وقال: ان هذا الخط سيمنح الاردن قائدة مالية تعادل نصف ميزانيتها السنوية، واضاف ان زيارة الملك كانت بالاساس لتفعيل هذا الخط الذي سيدعم نصف ميزانية الاردن بحيث ان ماتحصل عليه الاردن سنوياً من هذا الانبوب 3 مليارات دولار في وقت ان موازنتها هي 6 مليارات دولار. ورداً على تحالف استراتيجي مع الاردن من خلال هذا الخط انه (كلام غير دقيق).
تأسيساً على ما اورده عبدالسلام المالكي نقول: ان  رئيس جمهورية العراق اخطأ لما اشاد بزيارة الملك الاردني للعراق حين قال عن الزيارة : ( انها تعزيز لشراكة طويلة الامد) و ( الاردن هو العمق الاستراتيجي للعراق)!. وهكذا اصبح بقدرة قادر الاردن الصغير الذي يوصف بالشحاذ ( عمقاَ استراتيجياً للعراق) الذي، اي العراق كان يوصف من قبل النظام البعثي السابق (بحارس البوابة الشرقية للامة العربية ) والكل يعلم ان العمق الذي اشار اليه رئيس جمهورية العراق، كان بحق عمقاً استراتيجياً لاعداء العراق وليس العكس، يقول النائب عبدالامير الدبي من البرلمان العراقي: ( الاردن لم ترد الجميل للعراق بل على العكس من ذلك عملت على جمع كل من يعمل ضد العراق والعملية السياسية) و ( ان عمان جمعت كل من  يعمل ضد العراق) صدق الدبي. لقد داب قادة العراق الحاليون منهم بالاخص على التقليل من وزن العراق والتصغير من شأنه امام الاردن في حين ان الواقع عكس ذلك يقول عمر الرزاز: ( العراق رئة الاردن) قال ذلك يوم 28-12-2018 وفي اليوم نفسه صرح وزير التجارة الاردني: ( العراق وافق على اعفاء 541 سلعة اردنية من الضريبة الكركية) وفيما بعد قال الملك عبدالله: ( نحن دائماً على تواصل مع العراق من اجل فتح الاسواق لمنتجاتتا)!! الاردن بحاجة الى العراق وليس العكس، والعراق تحول الى عمق استراتيجي للاقصتاد الاردني ان جاز القول.
بعد اللقاء الذي ثم بين رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ورئيس الوزراء الاردني عمر الرزاز في طريبيل وعلى الحدود العراقية الاردنية الذي نجم عنه وضع الاتفاقايات حيز التنفيذ، فان  بوسع الاردن ان ينام قرير العين ولم تجد معه نفعاً كل الاحتجاجات العراقية على تلك الاتفاقيات وكل العلاقات غير المتكافئة بين الدولتين اذ بعد وضع الاتفاقيات حيز التنفيذ يوم 2-2-2019 ليس هناك من قوة قادرة على الوقوف بوجهها الان وما على العراقيين الا ان يبكوا حظهم العاثر. بعد ان دفعتهم حكومتهم الى فخ لا يمكن الفكاك منه.
من بعد الاردن فان الدولة الثانية المستفيدة من علاقاتها مع العراق هي تركيا، وهي علاقات غير متكافئة ايضاً اصبحت من الثوابت منذ عقود، بل منذ حصول تركيا على استقلالها عام 1923 رغم ان استقلال العراق يتقدم بسنتين على استقلاه تركيا واعوما كثيرة على استقلال الاردن كذلك، غير انه رغم ذلك فان العراق وضع اقتصاده وقدراته المالية في خدمة الدولتين.
في السبعينات من القرن الماضي، نشرت صحيفة طريق الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي خبراً في صفحتها الاولى،مقتبساً من صحيفة تركية. وكان الخبر اشبه مايكون بالذم تحت ستار المدح، ونصه: ان الصحيفة التركية لامت اطرافاً تركية لتهجمها على العراق بين فينة واخرى مذكرة اياهم انه لولا العراق، لتوقفت حركة سير السيارات في تركيا ولتوقفت المعامل والمصانع وكل اشكال الحياة في الدولة التركية.. الخ اوردت طريق الشعبي الخبر من باب الطعن بالحكومة العراقية البعثية التي كانت قد وضعت خيرات العراق تحت تصرف الاتراك، اسوة بالحكومات العراقية السابقة، الملكية والعهد الجمهوري الاول. وعهود تلته، نعم ان الحياة استمرت في الدولة التركية وما يزال بفضل المال العراقي مثلما هي مستمرة في الاردن، ان الاموال العراقية المقدمة الى تركيا اضافة الى المعونات الامريكية حالت دون انهيارها  ووقوعها في نطاق نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق. أو كانت تقسم بين شعوبها. في وقت كان وضع العراق انذاك بافضل من وضع تركيا بكثير، ومع هذا تم ربط العراق بالعديد من الاتفاقيات الجائرة مع تركيا بحيث ضمنت حصولها لعقود من السنين على نسبة من النفط العراقي، وكان من المقرر ان يتزوج الملك فيصل الثاني فتاة تركية تدعى فضيلة وذلك قبل انقلاب 14 تموز 1958 عليه واسقاطه، ومن الوان الخنوع العراقي لتركيا، والتي لاتحصى، ان طائرة عراقية من نوع ميك قصفت عام 1962 قرية تركية عن طريق الخطأ فما كان من الطائرات التركية الا ان تطارد تلك الطائرة وتسقطها بين مدنيتي شقلاوه وهيران بمحافظة اربيل في العام نفسه وهكذا بدلاً من ان تتقدم تركيا باحتجاج وتستدعي السفير العراقي لديها فانها نفذت العمل الانتقامي ذاك.
في وقت سابق من القرن الماضي نشرت مقالاً في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية تحدثت فيه عن العلاقات غير المتكافئة بين العراق وتركيا واوردت فيه امثلة لاتعد حول اللاتكافؤ في تلك العلاقات، وفي المقال ذاك ومقالات اخرى لاحقة حول الموضوع نفسه قلت: ان الحكومات العراقية مهما اختلفت في هوياتها- ملكية ام جمهورية يسارية ام يمينية قومية: بعثية او ناصرية، سنية او شيعية ديكتاتورية أو شبه ديكتاتورية فان من واجبها مراعاة الجانب التركي والتنازل له على طول الخط، وسحبت القول فيما بعد على الاردن ايضاً. ان العلاقات غير المتكافئة بين الدولتين: العراق وتركيا كانت وستبقى من الثوابت. وبودي القول ان العلاقات العراقية- التركية لم تتراجع وتتدهور في اي يوم من الايام رغم الاهانات التركية الدائمة للعراق واحتلالها لاجزاء واسعة منه، كذلك القول بالنسبة للعلاقات الاردنية – العراقية والتي ترصعها اهانات اردنية شتى للعراق على مدار العام وبالاخص في العهد الشيعي منذ 2003 والى هذا العام 2019 .
مثلما يحتج كتاب لمقالات الرأي على النهب الاردني للثروة العراقية وتحرش الاجهزة الامنية الاردنية ومن منطلقات طائفية بالزوار العراقيين في الاردن، فان كتاباً اخرين يحتجون على تركيا لدوسها السيادة العراقية تحت الاقدام فضلاً عن فرضها لعلاقات غير متكافئة مع العراق. يقول الكاتب العراقي سالم لطيف العنبكي: ( اوقفوا سرطان الاحتلال التركي للاراضي العراقية لئلا يشمل الموصل وكركوك وسط هذا السكوت والاهمال اذا لم  تستطيعوا اليوم من ازاحة القوات التركية التي تحتل اراضي العراق في بعشيقة أو حولها فسوف تزحف هذه القوات ووفق المخطط المرسوم لها نحو الموصل وكركوك: الهجوم على المحتلين الاتراك اليوم اسهل واقل خسارة بالارواح والممتلكات والدمار من الهجوم عليه غدا... الخ وقبل العنبكي كان الدكتور خالد القوغولي قد ندد بالاحتلال التركي للعراق.
ان العراق محتل منذ سنوات من قبل الجيش التركي، وحجم هذا الاحتلال كبير جداً اذا علمنا ان 20 قاعدة عسكرية تركية تنتشر في اجزاء واسعة داخل الحدود العراقية ويترسخ الاحتلال هذا باستمرار بحيث بصعب ازاحته في المستقبل. وفي ظل هذا الاحتلال الشنيع بامل فاتح يلدز سفير تركيا لدى العراق في أن يصل حجم التبادل التجاري مع العراق الى 20 مليار دولار سنوياً!! وفي ظل هذا الاحتلال ايضاً يقوم المسؤولون العراقيون بزيارات متتالية الى تركيا ففي شهر اب 2018 زار حيدر العبادي تركيا وبتاريخ 11-10-2018 زارها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي. وبتاريخ 4-1-2019 زار الدكتور برهم صالح رئيس جمهورية العراق تركيا ومما قاله: اننا نحتاج الى شراكة استراتيجية مع تركيا!! نعم شراكة استراتيجية مع المحتل للاراضي العراقية والمنتهك ليسادته واستقلاله.
ثمة قواسماً مشتركة بين نهابي وسراق الاموال العراقية اتراك واردنيين وايرانيين منها زياراتهم المتتالية للعراق، فمثلما زار قادة اردنيون بارزون العراق من المقرر ان يزور رجب طيب اردوغان العراق في المستقبل القريب لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية حتماً. ومثلما يطالب الاردن وايران باعفاء بضائعهما من التعرفة الكمركية أو تقليل الضرائب عليها، فان تركيا بدورها تخذو حذو الدولتين في مجال رفع او تخفيض الرسوم الكمركية يقول فاتح يلدز: ( الضريبة المزدوجة التي تفرضها بغداد هي اكبر المعوقات امام التبادل التجاري) نزولاً عند الطلب التركي هذا واثناء زيارته لتركيا قال برهم صالح: ان بلاده ستتوقف عن هذا الاجراء وبعد عودته الى العراق – ازيلت النقاط الكمركية في كركوك اي ازيلت الضريبة الكمركية المزدوجة. وقبل هذا سبق لأهالي الموصل وكركوك وحكومة اقليم كردستان ايضاً وان طالبوا بازالة السيطرات الكمركية في الموصل وكركوك الا ان الحكومة العراقية لم تنزل عند مطالبهم بل نزلت صاغرة عند المطلب التركي ونفذ برهم صالح الوعد الذي قطعه على الاتراك.
بعد عودته من تركيا الى العراق مباشرة وبسرعة قياسية.
 بعد انهيار نظام صدام حسين السني عام 2003 كان الاعتقاد السائد ان العراق سيعيد النظر في علاقاته مع الدول التي ساندت نظام صدام حسين وبالاخص الاردن ومصر اللذان كانا قد دخلا في تحالف مع العراق سمي ( بالتحالف الرباعي) وكان واضحاً ان ذلك التحالف تشكل لدعم العراق ضد ايران، لكن تأكد فيما بعد خطأ ذلك الاعتقاد، اذ انتهج العراق الشيعي السياسة ذاتها للتي انتهجتها حكومة صدام حسين حيال الاردن ومصر، اذ تمتعت مصر بالنفط العراقي وبأسعار رخيصة تفضيلية بل ان العلاقات بين العراق ومصر راحت تترسخ في مجالات كثيرة، كل ذلك تصالح  مصر بدون شك ولم تتغير المواقف العراقية حيال مصر وظلت مثلما كانت في عهد السادات ومبارك ثم محمد محمد مرسي الاخواني والان مع حكومة عبدالفتاح السيسي نفس الوضع ونفس الحالة في العلاقات العراقية- التركية والعلاقات العراقية – الاردنية.
قد لا يصدق الكثيرون بان اعتراف مصر باسرائيل واقامة علاقات دبلوماسية و بينهما كان حجر الاساس لبناء علاقات عراقية – مصرية فبعد اعتراف  مصر باسرئايل فتح العراق ابوابه امام اكثر من 3 ملايين عامل وموظف مصري للعمل في العراق قبل الحرب العراقية الايرانية بأعوام قلائل واثنائها. وكانت حجة العراق في حينه، انه استقدم العمالة المصرية لسد الفراغ الذي سيحصل جرا، الحرب مع ايران الا ان الحجة تلك تعد باطلة امام وجود الملايين من العمال الاردنيين والفلسطيين والسوريين واللبنانين العاطلين انذاك، بل ان الكرد الذين رفضوا المشاركة في الحرب العراقية – الايرانية كان يقدورهم ان يملاوا ذلك الفراغ  المنوه عنه، الا ان الحكومة العراقية وبأمر من الغرب، لجأت الى الاستعانة بالعمالة المصرية لانجاح التطبيع بين مصر و اسرائيل وانقاذه من السقوط والفشل عبر بعث النشاط في الاقتصاد المصري وهكذا راحت العمالة المصرية في العراق تبعث بالاموال العراقية وبالعملة الصعبة الى مصر، وساهمت هذه التحويلات ايما مساهمة في انعاش الاقتصاد المصري وانجاح التطبيع بين مصر واسرائيل وكما نعلم ان مصر وكما الاردن قامت بدعم العراق ضد ايران على امتداد اعوام الحرب العراقية – الايرانية وبلغ الدعم اوجه في قيام ( التحالف الرباعي) الذي ضم مصر ضد ايران. والملاحظ للتقارب العراقي مع الدول: الاردن، مصر، تركيا دون سائر الدول العربية والاسلامية الاخرى ان الدول الثلاث هذه من اقرب الدول الى امريكا واسرائيل لذا فان هناك قاسماً مشتركاً اعظم وراء رسم العلاقات بين العراق والدول هذه الا وهو الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الامريكية. وربما كان يعتقد البعض ايضاً بانه بانتهاء الحرب العراقية- الايرانية، فان علاقات العراق مع كل من مصر والاردن وتركيا تأخذ منحى اخر. كان يتراجع العراق عن تقاربه مع المحور الموالي لأمريكا، لكن هذا الاعتقاد ايضاً توج بالفشل اذ ان علاقات العراق وفي العهد الشيعي مع تلك الدول اخذت بالرسوخ اكثر. والذي اثار التساؤل لدى العراقيين قبل غيرهم موخراً هو قيام الحكومة العراقية بقطع رواتب تقاعديه للمصريين الذين كانوا ومازال بعضهم يعمل في العراق. علماً ان الرواتب التقاعدية للمصريين تحالف القوانيين العراقية ( الرواتب التقاعدية للمصريين بدون مسوع قانوني) كما قال خبير بالشؤون المالية كونهم ان المصريين ( معينين بعقود وفتية) و ( أن العامل المصري تسلم راتباً مقطوعاً يفوق راتب العامل العراقي مضاعف ومعفي من الاستقطاعات التقاعدية فضلاً عن ذلك فان وفداً عراقياً سارع الى مصر لاستكمال اجراءات الصرف وعلى جناح السرعة خشية من سن الجانب العراقي قوانين أو اتخاذ اجراءات تحول دون صرف الراتب التقاعدي والغائه، تزامناً مع هذا التحرك السريع والمشبوه، هناك مشروع مد انبوب نفطي من العراق الى مصر عبر الاردن والعقبة وهو الان قيد التفيذ وبموافقات اولية من قبل البرلمان العراقي. وكالة شفق نيوز الكردية علقت على التحرك المصري اقليمياً وقالت ( مصر تتحرك اقليمياً للفوز بقطعة من كعكة اعمار العراق) هذا ولقد تسلمت مصر اولى شحنات النفط الخام العراقي في 15-12-2019 كما قال عايد عز الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول. هناك اوجه تشابه كثيرة على الصعيد الميداني بين  المستفدين من المال العراقي، فعلى سبيل. عندما اشتد الجدل و الرفض لقطع الرواتب التقاعدية للعمال المصريين فان وفداً عراقياً وكما ذكرت زار مصر لاستكمال الاجراءات الاصولية لانجاز قطع الرواتب التقاعدية للعمال المصريين وفي الاونة الاخيرة عندما توسعت دائرة الاحتجاجات على الانبوب النفطي الممتد من حقول الرميلة النفطية في البصرة الى ميناء العقبة الاردني، وقفنا على حين غرة ودون مقدمات على اجتماع عقد بين رئيس الوزراء الاردني والعراقي على الحدود بين البلدين لوضع الاتفاقيات بين البلدين حيز التنفيذ!! وذلك في مسعى منهما لقطع اية تحركات وطنية عراقية قد تلغي  تلك الاتفاقيات.
هنا بودي أن اتساءل: لماذا كل هذا الكرم الحاتمي العراقي لكل من الاردن ومصر وهما دولتان معترفتان باسرائيل وسبق لهما وان شاركتا بنشاط في الحرب العراقية الايرانية الى جانب العراق ناهيكم من ان الاول يحتضن المعارضة العراقية البعثية للاطاحة بنظام الحكم الحالي في العراق وعودة البعث والسنة الى الحكم. ويشمل الكرم الحاتمي ذاك الدولة التركية المحتلة للعراق والتي تقوم بقصف شبه يومي للعراق ومن دون رحمة ولها 20 قاعدة عسكرية في مختلف انحاء المنطقة الشمالية من العراق. في حين لم نشهد تعاملاً عراقيا مماثلاً مع سوريا كأن يعاد مد الانبوب النفطي الذي كان يمتد سابقاً من كركوك الى ميناء بانياس السوري على البحر الابيض المتوسط؟ وكما نعلم ان سوريا حليف استراتيجي للعراق ودخلا في شبه حلف تجسد في لقاءات دورية بينهما ومعهما ايران وروسيا. أو تعلمون لماذا؟ الجواب بسيط جداً وهو ان لسوريا في الماضي والحاضر مواقف متصلبة ضد اسرائيل والغرب، لذا فان العراق وبسبب من ذلك حول في الماضي انبوب نفط بانياس الى تركيا ليمتد من كركوك الى جيهان التركي ولو انها كانت اي سورية قد اعترفت باسرائيل اسوة بتركيا ومصر والاردن لكان انبوب بانياس يمتد من جديد اليها ولفسح المجال امامها للتمتع بالعلاقات غير المتكافئة للعراق مع جيرانها( استدراك كاتب المقال ليس ضد اسرائيل اطلاقاً ويكن لها الود والاحترام كونها الدولة الديمقراطية العلمية المتقدمة الوحيدة في المنطقة ويتمنى ان تقوم جميع الدول العربية ولااسلامية بالاعتراف بها بدل معاداتها من خلال متاجرتها الرخيصة بالقضية الفلسطينية).
لقد كانت الدول: تركيا والاردن ومصر بعد اعترافها باسرائيل تعتمد على المعونات الامريكية في تسيير امورها، وهنالك دول اخرى في العالم مشمولة بتلك المعونات منذ ايام الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو. وكان متوقعاً ان تنتقل تركيا للدوران في الفلك السوفيتي نظر لمجاروتها للاتحاد السوفيتي سابقاً اذ ان جميع دول جواز الاتحاد السوفيتي تحولت الى الشيوعية باستثناء ايران وتركيا وكوريا الجنوبية وذلك بفصل تحالفها مع امريكا والاستفادة من تلك المعونات، كما ان الامريكان كانوا يخشون من وقوع الاردن في فلك التيار العروبي انو حدوي الناصري والبعثي وبالتالي دخوله في علاقات مع الاتحاد السوفيتي تلقائياً، وكما قلت فان علاقات العراق بالدول العربية والاسلامية المعترفة باسرائيل والسائرة في الركاب الامريكي وفتح خزانته امامها ستقوى وتبقى وكما كانت من الثوابت. ان صداقة الدول العربية والاسلامية مع امريكا تظل ناقصة مالم تعترف باسرائيل.
اعود الى المعونات الامريكية تلك والتي لابد وانها تثقل واثقلت كاهل الامريكان وعبئاً ثقيلاً عليهم فانهم وجدوا في العراق دول اخرى  ايضاً نفطية غنية لتخفيف ذلك العبء. وليقدم اي العراق ترواته بالمجان لتلك الدول، ولن اجانب الحقيقة اذا قلت، ان النفط المتدفق الى تركيا عبر انبوب كركوك جيهان و انبوب:  الرميلة- العقبة وانبوب العقبة- مصر سيكون ملكاً خالصاً لكل من تركيا والاردن ومصر، ترى لماذا رضي الحكام العراقيون من ملكيين وجمهوريين بالاملاءات الامريكية وقبلها البريطانية؟ الجواب بسيط ايضاً. ان نظمهم جميعها كانت صنيعة بريطانيا اولا وامريكا ثانيا ومن يهيمن ويدير سياسة بلد ما  فانه يهمين اوتوماتيكياً فيما بعد على اقتصاده وخيراته ويفعل بهمامايشاء. كل الحكومات العراقية لم تكن وطنية اما انكليزية او امريكية ومنذ عام 2003 دخلت ايران على الخط نفسه وراحت تتحكم بمايشبه النصف من الدولة العراقية. والثروة العراقية.
رغم دخول ايران في وقت متأخر في نادي التمتع بالثروة العراقية ونيل حصتها منها. وخارج سياقات دخول الدول التي عرضنا لها، الا ان العلاقات غير المتكافئة بينها وبين العراق تحث الخطى سريعاً لكي تكون من الثوابت. اذ ضربت جذورها عميقاً وبشكل محكم. يقول ماجد شنكالي عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية في البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني : ( ان ايران سيطرت على السوق العراقية من خلال ادخال البضائع والسلع عبر منافذ اقليم كردستان واضاف : ( ان المعامل والبضائع العراقية لايمكن ان تنهض  في ظل وجود السلع الاجنبية الايرانية) تزامناً مع ما قاله اعلن عن عقد اجتماع ايراني مع هفال ابوبكر محافظ السليمانية لفتح معبر فرعي للتبادل التجاري بين كردستان وايران. وكان الجانب الايراني الذي اجتمع معه هو وفد تجاري اداري و اقتصادي ايراني. وبالمناسبة هذه اكد ايريج مسجدي سفير ايران لدى العراق ( ضرورة صنع المنتجات الايرانية في العراق) و اشار سعد الله مسعوديان القنصل الايراني العام في السليمانية الى ( ارتفاع التبادل التجاري بين ايران  وكردستان بنسبة 20% وعلى ذكر التبادل التجاري بين البلدين قال مسؤول في حركة التغيير الكردية: ( لا وجود لمصطلح تبادل تجاري بين ايران والعراق لأن الاخير تحول الى سوق للمنتجات الايرانية) وان هذا الكلام يصح سحبه على التبادل التجاري بين العراق وكل من تركيا والاردن ومصر كذلك. اذ ليس للعراق ما يصدره الى تلك الدول وكلما في الامر انه يستورد منها. وبالرغم من العقوبات الامريكية على ايران. تقول مصادر كردية بنقل نفط كركوك بالصهاريج الى ايران من كركوك وبمعدل (30) الف برميل من النفط الخام يومياً. وتراقب ايران عن كثب العلاقات الاقتصادية والتجارية للعراق بالعالم الخارجي فعلى سبيل المثال وصل العراق بتاريخ 14-12-2018 وفد تجاري امريكي واذا بوفد ايراني يصل بغداد بعد يومين من وصوله  ان ايران في استحواذها على السوق العراقية تنافس تلك الدول مجتمعه ورداً على قيام الاردن والعراق باقامة منطقة صناعية مشتركة على الحدود المشتركة بينهما فان مسجدي قال ( بصنع المنتوجات الايرانية داخل العراق)!! ومازلنا في وارد الحديث عن العلاقات التجارية والاقتصادية العراقية الايرانية التي باتت تزحف على التفاصيل ان  جاز القول ففي محافظة المثنى العراقية تم تسريح عشرات العمال العراقيين من مصفاة للنفط بعد استبدالهم بعمال ايرانيين. وبالمناسبة اعلن العامل العراقي سعد رشيد عن صدمته ( من قسوة الاجراء الذي قطع ارزاق عراقيين  من اجل تشغيل عمال ايرانيين)! وفي مصفى كربلاء للنفط سرح الاف العمال العراقيين بعد استبدالهم بعمالة اجنبية ايرانية- مصرية. ان شركات  النفط اشغلت عمالة اجنبية مصرية بدل العراقية لديها. ان ايران ماضية في كردستان وجنوب العراق ايضاً للاستحواذ على الموارد العراقية. في مؤتمر صحفي عقد للفريق الركن رشيد فليح قائد شرطة البصرة اتهم الاخير استخبارات دولة جارة وصفها بالاقرب للعراق حالياً- في اشارة الى ايران – بأنها تحاول الاستحواذ على اهم موارد العراق) ومع الاعلان عن قرب زيارة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني يوم 4-1-2019 على راس وفد تجاري ايران كبير ويوم 6-1-2019 اقليم كردستان ولقد زارهما فعلاً وقفت على تسريب خبر مفاده ان العراق سيعفي البضائع الايرانية من الرسوم. ومع وصول وزير الخارجية الايرانية الى العراق ذكر اعلان ايران عن ربط سوريا بها بسكك حديد في العراق. وان هناك اتفاقية استراتيجية كبرى من 13 بنداً ستوقع بين العراق وايران.
بين العراق وايران الان  على الحدود بين اقليم كردستان العراق وايران اكثر من 7 منافذ حدودية للتبادل التجاري و الاقتصادي، فلمحافظة ايلام ايرانية وحدها 3 منافذ حدودية مع العراق هي: مهران، وجنكوله وجيلات. وعلى ذكر اعفاء العراق البضائع الايرانية من الرسوم. يضطر حكام العراق الى ممارسة الكذب والنفي، اذ على اثر ذلك فان موظفاً عراقياً كبيراً قال : ( لا توجد اي اعفاءات من الرسوم الكركمية لاية دولة وانما  الكل مشمول بالتعرفة الكركمية رقم 22 لسنة 2010. يبدو ان المسؤول العراقي نسي تصريح هاني الملقى باعفاء 300 سلعة  اردنية من الرسوم وفيما بعد 541 سلعة اردنية اخرى من الرسوم الكركية فقرار رئيس جمهورية العراق بعد عودته من تركيا بالغاء الضريبة المزدوجة نزولاً عند مطالب الاتراك.
قارئي الكريم
 امل اني وفقت في حل لغز وضع العراق لمواردة النفطية و غيرها في خدمة الدول: تركيا، الاردن، مصر، ايران وانعاش اقتصادها وعلى حساب جوع وحرمان الشعوب العراقية من تلك الواردات.


9
(الوردة البيضاء) حصان طروادة إلى مسيحيي سهل نينوى والعراق في عيدهم المجيد

عبدالغني علي يحيى
وصفت وسائل اعلام عراقية إعطاء من سمتهم بمتطوعي الحشد الشعبي من الشبك السنة والشيعة والتركمان والعرب والأيزيديين وردة بيضاء اضافة الى رسائل (محبة) وهدايا الى مسيحيين في كنيستين للسريان الأرثذوكس ببلدتي برطلة وبعشيقة في سهل نينوى كتعبير لأولئك المتطوعين عن محبتهم للمسيحيين، اضافة الى ذلك ردد أصحاب الوردة كلمات من الكتاب المقدس: (المجد لله في العلى وفي الناس المسرة وعلى الأرض السلام) مع هاشتاك (أحنه_نحبكم).
كان ذلك في الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم: 25/12/2018 وبعد أنتهاء القداس في الكنيستين مباشرة.
حدث ذلك وسط أرتفاع شكاوى المسيحيين وأنصارهم من الكرد من مظالم رهيبة طبقت بحق المسيحيين في العراق، ففي اليوم نفسه قال النائب السابق في البرلمان العراقي عن المسيحيين جوزيف صليوه: (أنه تم ألاستيلاء على 60000 عقار للمسيحيين وبالأخص في وسط العراق وجنوبه من قبل المسؤولين في الحكومة طبعاً) وفي اليوم نفسه أيضاً ورد في بيان لوزارة الأوقاف في حكومة أقليم كردستان: (ان الحشد الشعبي اسكن العشرات من العوائل الشيعية في أراضي المسيحيين بسهل نينوى) بل وفي اليوم نفسه أيضاً، جاء في تقرير نشرته صحيفة (الصنداي تلغراف) اللندنية: (ان المسيحيين يواجهون خطر القتل بشكل شبه يومي في العراق) اما مؤسسة المونيتور الأعلامية الامريكية الشهيرة فلقد أشارت إلى (أن تردي الوضع الأمني في الموصل يحول دون عودة المسيحيين إلىيها).
كل هذه الشهادات التي ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر أدليت في يوم واحد. اليوم الذي زار فيه الكاردينال بيترو بارولين رئيس وزراء الفاتيكان إلى العراق لمشاركة المسيحيين فرحتهم بالعيد وزار سهل نينوى ضمن جولة قام بها في مناطق كردستانية وعراقية، رغم أن مسيحيي بغداد حسب وسائل الأعلام غلب عليهم الحزن في عيديهم بسبب من (هجرة ومغادرة الآلاف من اقربائهم واصدقائهم العراق إلى المهاجر هرباً من القتل والذبح والأذلال).
منذ الأحتلال الاسلامي للعراق في حدود عام 630م فأن المذابح والانتهاكات وحملات الأبادة بحق المسيحيين لم تتوقف إلى يومنا هذا، وان مجرد القول (العراق المسيحي) ثم العراق دولة إسلامية يؤكد صحة ما ذهبت إليه من تعرض المسيحيين الى حملات إبادة بربريه في مختلف القرون إلى ان صاروا بمرور الأيام (أقل من الأقلية) وإلا كيف يتحول بلد مسيحي برمته إلى إسلامي ان لم يكن ذلك بحد السيف؟. إن ما تعرض ويتعرض له المسيحيون من ظلم وجور واضطهاد الآن وفي الماضي القريب والبعيد (تقشعر لها الابدان ويشيب لهولها شعر الولدان) – عبارة دارجة – ليس في العهود الغابرة المظلمة فحسب إنما في العهد الحالي المضىء – عهد الحريات وحقوق الأنسان.
في عام 1933 وقعت مذبحة رهيبة أزهقت أرواح نحو 8000 مسيحي اشوري في سهل سميل بمحافظة دهوك على يد الجيش العراقي ( الباسل) بقيادة الجنرال بكر صدقي العسكري وكان من المتوقع ان يزداد عدد القتلى لولا هروب الاف من المسيحيين الى خارج العراق هرباً من المذبحة. وفي ايام الاغتيالات في الموصل بين عامي 1959 و 1963 فان العشرات من المسيحيين اغتيلوا  بتهمة التعاطف مع الحزب الشيوعي العراقي بالرغم من ان معظم الذين اغتيلوا لم يكونوا اعضاءً في الحزب وكما فر الالاف من الاشوريين من مبذحة ( سميل) فان الالاف من المسيحيين هربوا من الموصل الى اربيل ودهوك وبغداد هرباً من الاغتيالات وبعد انقلاب 8 شباط 1963. أعدمت سلطات الانقلاب العشرات من المسيحيين، بينهم 3 مسيحيين من تلكيف اعدموا بشكل علني وتم اجبار الاهالي للحزوج من منازلهم لمشاهدة عملية الاعدام وارغموا على التصفيق للاعدام، وصفقوا والدموع تسيل من عيونهم وفي العام نفسه اعدم مواطن مسيحي من القوش وبالصورة نفسها لعملية اعدام التلكيفيين الثلاثة. وبين الاعوام 1960 – 1963 شيد المتعصبون من المسلمين السنة في الموصل جامعاً في تلكيف  وعينوا رجل دين مسلم حاقد على المسيحيين امامً وخطيباً للجامع المذكور، ولما لم يكن هنالك مسلمون في تلكيف لحضور صلاة الجمعة. فان  المتعصبين المسلمين في الموصل كانوا ينقلون المصلين بالسيارات من نوع ( باص) الى تلكيف لأداء صلاة الجمعة في جامعها. وفي الموصل بنوا امام كل كنيسة أو بالقرب منها جامعاً، فامام كنيسة ( الساعة) الشهيرة شيدوا مسجداً بمئذنتين لا يبعد عن الكنيسة تلك سوى عددا من الامتار، وفي الساحل الايسر من الموصل وبالقرب من ( سوق النبي) بنوا مسجداً على بعد امتيار من كنيسة، وسمي المسجد، جامع أل زكريا.. الخ
 اضافة الى ماذكرت فان المسيحيين بين العامين المذكورين عاشوا حياة رهيبة قاسية على يد عصابات الاغتيالات التي كانت تنتزع منهم الاموال فالاعتداء على نسائهم و بفاتهم كذلك، ان ذاكرتي تحتفظ بصور اليمة عن عذابات المسيحيين الى حد أرى أن من المخجل ذكرها.
بدءاً من السبعينات في القرن الماضي فان اضطهاد المسيحيين في العراق عامة والموصل خاصة ( ملاحظة: اكثرية مسيحيي العراق تقيم في الموصل ومحافظة نينوى) اتخذ صوراً واشكلا عدة منها: اجبار المسيحيين في الاحصاء السكاني لعام 1977  على تصحيح قوميتهم  وسجلوا عربا خلافا لأراداتهم في دوائر الاحوال المدينة، ومنع المسيحيون من شراء الدور والعقارات في الموصل بالاخص وتسجيلها باسمائهم في دوائر التسجيل العقاري ( الطابو) ليس هذا فحسب بل اضطهدوا بسبب اسمائهم القومية ما جعل الالاف منهم يطلقون اسماء عربية على مواليدهم الجديدة مثل: سالم، زهير، لؤي.. الخ  التي حلت محل اسمائهم القومية: بولص، حنا، مرقس.. الخ واذكر كيف ان مدرسة الراهبات في محلة ( الموصل الجديدة) كانت تتعرض وراهباتها الى الرشق بالحصو والحجارة والمسبات والكلمات النابية المعيبة ضد الراهبات من جانب مراهقي المحلة تلك، الى ان اغلقت المدرسة فيما بعد. واذكر انه بعد سقوط النظام العراقي عام 2003 فان مدرسة 11 اذار الابتدائية الكردية في الساحل الايسر من الموصل والتي شيدت بعد صدور بيان 11 ادار عام 1970 ثم اغلقت واعيد افتتاحها بعد سقوط النظام البعثي يوم 9-4-2003 الا انها وبعد الافتتاح مباشرة فانها ومعلميها وتلامذتها تعرضوا الى الرشق بالحجارة وهنافات مثل: ( ان التعليم في مدرسة 11 اذار هو بلغة الكفار.. الخ) واغلقت المدرسة للمرة الثانية والى هذا اليوم.
ان ظاهرة اضطهاد المسيحيين والفتك بهم بدلاً من أن تتراجع وتتقلص وتتوارى بعد سقوط نظام البعث في 2003 فانها اتسعت واستفلحت بشكل اشد من ذي قبل للاسف، ففي محافظة البصرة ووفق احصائية وارقام اطلعت عليها عام 2005 ورد ان 56% من مسيحيي البصرة غادروا المدينة والمحافظة والان لم تبق سوى نسبة ضئيلة من المسيحيين فيها، وقبل اعوام سعت السلطات الى اقامة احتفالية بمناسبة عيدالميلاد في محافظتي الديوانية وبابل فلم تعثر سوى على عدد ضئيل من المسيحيين لايتجاوز اصابع اليدين ومن 3 عوائل عوائل احدها في بابل والعائلتان الاخريتان في الديوانية بعد ان كان عدد  المسيحيين قبل سقوط النظام البعثي نحو 70000 مسيحي ومسيحية في المحافظتين. وقبل نحو 3 أعوام تم بناء كنيسة في محافظة ديالى وعند افتتاح الكنيسة لم يكن بين حضور حفل الافتتاح حتى مسيحي واحد وعلم الحضور فيما بعد ان جمييع مسيحيي ديالى قد غادروا ديالة تحت ضغط من الارهاب المزدوج الداعشي والشيعي الاسلامي. علما انه بين عامي 2003 و2018 اغتيل في العراق ما يقارب 2000 مسيحي من رجال ونساء واطفال وذبح نحو 11 من رجال دينهم في الموصل كما دمرت كنائس كثيرة لهم.
في العهود السابقة على العهد الشيعي الذي بدأ بعد سقوط البعث في عام 2003 كان عدد المسيحيين في العراق ما يقارب المليونين وكانوا يشكلون القومية الثالثة بعد العرب والكرد في العراق ، وليس التركمان الذين كانوا يشكلون القومية الرابعة بحق. وها أن عدد المسيحيين اليوم لايتجاوز ال 450000 يقطن معظمهم في كردستان ومخيمات النازحين والالاف منهم هاجرو الى الغرب ولم تقدم الحكومة العارقية ولو على خطوة واحدة لايقاف هجرتهم وانصافهم ورد حقوقهم المغتصبة اليهم. بل انها امعنت في ايزدرائهم واضطهادهم لحملهم على الهجرة والاستيلاء على دورهم وممتلكاتهم ومع خلو العراق والشرق المسلم التدريجي وباستمرار من المسيحيين، فان الغرب المسيحي يحتضن الملايين من المسلمين اللاجئين وتشيد لهم الجوامع والمساجد باستمرار.
يخطيء من يعتقد ان اضطهاد المسيحيين صناعة حكومية فقط، اذا لا اغالي ان المجتمعات الاسلامية هي اشد ظلما وقسوة من حكوماتها الدكتاتورية ضد المسيحيين واتباع الديانات الاخرى من يهود وايزيدية وبهائية وصابئة وقوميات مغلوبة على امرها كالكرد والبلوش وعرب الاهواز والاذريين. في صغري وفيما بعد في شبابي، كنت وأنا اسير ايام الجمعة في شوارع الموصل، أسمع الخطباء من ائمة الجوامع وخطبائها في خطبهم ليوم الجمعة يكفرون اليهود والمسيحيين من خلال مكبرات الصوت وكانوا يفضلون اطلاق مصطلح ( النصاري) في الطعن بالمسيحيين، واذكر ايضاً كيف أن شكيمة ( شكر وحليب حزة بالصليب) وبصوت عال تطلق عند مرور قس أو مسيحي في اسواق المدينة، وكان الاحتفار لتلكيف واهلها شديداً دونه اي احتفار وحقد اخر ولتبرير التحرش بأهلها واهانتهم ، فان المتعصبين كانوا ينسبون القول( تلكيف استقلالوخ دين محمد بطالوخ) ! في وقت لم يحدث قط في السابق والان وأن تجرأ مسيحي على الاساءة الى الاسلام ، كما كانوا اي المتعصبين يتحدثون عن تلكيف بصورة غير مباشرة وكأنها مبغى في قولهم: ( تل الكيف) .. الخ من صور الحقد والاستفزاز ضد المسيحيين. ولا ننسى ان اضطهاد الحكومات للمسيحيين ولغيرهم من أتباع الديانات الاخرى يقوم على اضطهاد المجتمعات الاسلامية للمسيحيين والكرد ايضاً، فالحكومات العراقية السابقة والحالية مارست الاضطهاد وبحق القوميات غير العربية ومعتنقي الديانات غير الاسلامية بعد ان وقفت على رغبة مكوناتها  الاجتماعية التي تشكل القاعدة الاجتماعية لتلك الحكومات في اضطهاد القوميات واتباع الديانات غير العربية الاسلامية، فالفرهود الذي طبق بحق اليهود ببغداد قبل نحو 80 عاماً اسفر عن نهب ممتلكاتهم وقتل مايزيد على 100 منهم لم تقم بها الحكومة  الملكية بل ان  المجتمع هو الذي قام به، وعملاً بالموقف المجتمعي الاسلامي العروبي، رحلت الحكومة الملكية اليهود الى اسرائيل بعد الاستيلاء، على اموالهم وممتلكاتهم كان ذلك في عام 1943 ولو لم  تجد حكومة البعث 1968 – 2003 الرغبة لدى العرب والعشائر العربية في الاستيلاء على أراضي الكرد ومدنهم لما كانت تلك الحكومة تقدم على ترحيل الكرد من مناطقهم وبالاخص في كركوك لاسكان العرب فيها، ان العرب الذين ارتضوا وما زالوا لانفسهم السكن في اراضي وقرى الكرد لم يكونوا حكومة  ولا مسؤولين حكوميين انما مواطنين من المكون العربي، الذين لو لا وجود رغبة لديهم للاستحواذ على أراضي الكرد، لما كانت حكومة البعث تقوم بتعريب معظم المناطق الكردية الموسومة اليوم بالمتنازع عليها ومنذ عام 2003 . لهذا على المسيحيين والكرد والتركمان ان لايميزوا بين الحكومات العراقية وبين مكوناتها الاجتماعية وهذا الواقع المفروض على المسيحيين والكرد موجود منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 والى يومنا الحالي. وان ما يحصل ضد المسيحيين والكرد والتركمان من سلب واغتصاب لأراضيهم ونهب لممتلكاتهم نتاج توافق وتطابق بين ساسات الحكومة ورغبات وتطلعات المجتمعين الشيعي والسني وبالاخص الشيعي. ان التمييز بين الحكومة ومكونها الاجتماعي في ساساتهما ضد المكونات المغلوبة على امرها، خطأ جسيم ناهيكم من أنه يتم عن سذاجة وجهل. عليه على المسييين والحالة هذه أن لا يصدقوا ( الوردة البيضاء) والرسالات المحبة و التضامن الكاذبه ولا الزيارات التي يجريها الحكام الى كنائسهم ومنازلهم للاطمئنان الكذب عليهم، ان اصحاب الوردة البيضاء اشبه ما يكونون بالصياد في الحكاية الشعبية الذي كان يذبح الطيور ويذرف الدموع عليها، ومع تقديم الورقة  البيضاء ورسائل ( المحبة) والكلمات المعسولة المحذرة من قبل متطوعي الحشد  في سهل نينوى، تم اسكان عشرات العوائل العربية الشيعية في اراضي المسيحيين بسهل نينوى.
عقب الدعوات الساذجة عن التعايش السلمي بين المسلمين و المسيحيين وتبادل كلمات المحبة والتعاطف الكاذبة، وتهنئة المسحيين بعيدهم المجيد فان المتعصبين واعداء التعايش سرعان ما كشروا عن اسنانهم وانيابهم ضد المسيح والمسيحيين، اذ طلع  علينا مفتي الديار الاسلامية في العراق الشيخ مهدي بن أحمد الصميدعي وهو رجل ديني سني مسلم يوم 27-12-2018 اي بعد يومني من العيد ليقول : ( لا يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية ، ولا تقديم التهنئة الى المسيحيين ولا المشاركة في الاحتفال بعيدهم) وورد في اليوم نفسه نشر قول منسوب الى ابن القيم ما نصه:  ( من هنأ النصارى في اعيادهم كمن هناهم في السجود للصليب).

ولم يكن الصميدعي وحده معارضا للمسحيين وتهنئتهم أنما كان المتهجمون اكثر على مقدسات المسيحيين وجرح مشاعرهم في عيدهم ( وبأي حال عدت ياعيد) اذ شاركه في التهجم مثال الحسناوي خطيب جمعة الصلاة المركزية في البصرة ، وهو من المنتمين الى التيار الصدري) الذي دعا الى عدم شراء ملابس بابا نوئيل وشجرة الميلاد وبموقفه الجاهل والعنصري والطائفي هذا فأنه خالف السيد مقتدى الصدر وتياره الصدري الذي وقف موقفاً مشرفاً من تصريحات الصميدعي اذ استنكرها وفنذها واتهم علاء الموسوي رئيس الوقف الشيعي المسيحيين ( بارتكاب الرذائل) في مولد عيسى (ع) قائلاً: ( أن المسلمين تأثروا بهم) ومن بين الذين جرح مشاعر واحاسيس المسيحيين النائب عن تحالف ( الفتح) في البرلمان العراقي الشيخ عبدالامير التعيبان الذي زار كنيسة بمناسبة العيد المذكور وخرج من زيارته باطلاق اهانات فظيعة وجارجه للغاية ضد المسيحيين لما طالب بتعديل الدستور لأجل اقبال المسيحيات على  الزواج حصراً بالشيعة وهناك امثلة اخرى على تجاوزات رجال الدين الشيعة والسنة والبرلمانيين الشيعة على المسيحيين والذين بفتاواهم وخطبهم حول العيد على المسيحيين من نعمة الى نقمة ان ثقافة اضطهاد المكونات الاجتماعية المسلمة على المكونات غير المسلمة يتحملها بدرجة رئيسة رجال الدين الاسلامي من امثال الصيدعي والحسناوي ومن بعدهم السياسيون المسلمون من امثال التعيبان. الذين ربوا الجماهير المسلمة البريئة على اضطهاد واحتقار غير المسلمين
ختاماً اذ يشكر الجمهور المسلم من شيعة وسنة على ابداء تضامنهم مع اخوتهم المسيحيين واحتجاجهم على فتاى الشر والجهل. غير اني ارى ان كل ذلك غير كاف ويدخل في خانة ( اضعف الايمان) اذا بقيت عقارات وممتلكات المسيحيين مغتصبة في الوسط والجنوب وواصل الحشد الشعبي الاستيلاء على أراضيهم في سهل نينوى.. الخ من المظالم والخروقات والانتهاكات الجارية بحقهم ، وارى ايضاً ان المطالبة باعادة الحق المغتصب الى المسيحيين افضل بكثير من توجيه رسائل المحبة اليهم والزيارات الى كنائسهم وبيوتهم.

10
إلغاء مجالس المحافظات أم إلغاء العراق دولة وبرلماناً وحكومة؟

عبدالغني علي يحيى
   مساء 23/12/2018 تصاعدت الدعوات بعضها لتمديد مجالس المحافظات وبعضها لألغائها، وذلك بمناسبة إنتهاء المدة القانونية لها ففشلها في تقديم الخدمات وغيرها، ولقد غلبت الدعوات لألغائها على تمديدها الذي وصف باللاقانوني وعد أي قرار لها بعد أنتهاء تلك المدة باطلاً لا قانونياً. واتهمت المجالس هذه ومعها الحكومات المحلية العراقية دون استثناء بارتكاب الفساد والسرقة وخرق القانون ومن بين المتهمين لها وانتقادها النائب في البرلمان العراقي علي البديري ونواب آخرين أعضاء  المجالس ودون أستثناء أيضاً بتقاسم موارد الدوائر الحكومية فيما بينهم وبيع الدرجات الوظيفية..الخ من أشكال الفساد. وفي خضم هذه الدعوات أميط اللثام عن فضائح الحكومات المحلية في بغداد والبصرة والنجف..الخ من فساد وسوء إدارة وان (10) محافظين تنحو عن مناصبهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
بلا شك ان العيوب والمساوىء التي تعاني منها الحكومة المركزية في العراق تجدها جلية وبقوة في مجالس المحافظات العراقية والحكومات المحلية. وعندي ان منسوب الفساد والخروقات في الحكومات المحلية أعلى منه في الحكومة المركزية، رغم الأراء بقصر عمر الحكومة العراقية الجديدة. واعتبار البرلمان الذي انبثقت عنه مزوراً. ولا شك كذلك ان الحكومات المحلية في أية دولة تعتبر بمثابة البنية التحتية للحكومة المركزية او القاعدة الأدارية لها ، ان جاز القول وبانهيارها تنهار الحكومة المركزية ، وها هو الشعب من برلمانيين ومواطنين يطالب بالغاء مجالس المحافظات في العراق والذي يجر بالتالي إلى المطالبة بالغاء واسقاط الحكومات المحلية، دع جانباً القول ان المتظاهرين المحتجين سبق وان طالبوا مراراً بالغاء مجالس المحافظات واحالة اعضائها ورؤساء الحكومات المحلية إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل ، وسجل اكثر من مرة قيام المتظاهرين بأقتحام مقرات الحكومات المحلية ومجالس المحافظات وكانت الشرطة بالمرصاد لهم امام ابواب المقار مستخدمة الغازات المسيلة للدموع واحياناً الرصاص الحي والقتل والاعتقال وتغيب النشاطين ضد الثائرين على حكومات ومجالس المحافظات عن الأنظار.
وتأتي المطالبة بألغاء مجالس المحافظات وسط أزمات حادة تعصف بالعراق وحكومته المركزية غير المتكاملة بحيث راح الجميع مقتنعاً بزوال مبررات بقاء العراق دولة وبرلماناً وحكومة ..الخ من مفاصل أخرى فالعراق اشبه مايكون بالخاضع للفحوصات السريرية وراقد في غرفة الانعاش ان صح التعبير ولم تنفع المحاولات لانقاذه من موته المحتم ولن تنجح وراح الكل يصفون سيئاته على وزن أفعل : اسوأ نظام تعليمي أسوأ جواز سفر أسوأ مكان للصحفيين والأسوأ في مجال الأمن والاستقرار ..الخ ويكاد لايمر أسبوع دون ان يكشف عن سيئات وعلى وزن افعل له. أو تطلق احكام رهيبة بحقه.
 بتأريخ 21/12/2018 ورد في تقرير لمركز الدراسات الدولية الاستراتيجية الأمريكية عن العراق مايلي:
(العراق مفلس تقريباً ، ويواجه أزمة اقتصادية هائلة ولديه حكومة من اكثر الحكومات فساداً في العالم ).
ويخطيء من يعتقد ان بالأمكان انقاذ العراق مما يعانيه وهنا الكلام موجه إلى اصحاب المشاريع الساذجة لأصلاح الوضع العراقي . إلى الشيخ جمال الضاري و (مشروعه الوطني) والدكتور اياد علاوي و( المصالحة الوطنية ) والسيد عمار الحكيم ( التسوية السياسية ) وخميس خنجر (المشروع العربي) والدكتور غسان العطية (مبادرة موطني) ..الخ من مقترحات ومشاريع فجة وعقيمة في أن لعلاج مريض (العراق) مفروغ من موته وإستحالة شفائه، بل أن جميع المشاريع والافكار المطروحة من قبيل تلك التي ذكرتها واخرى لم اذكرها تطيل من الأزمات والمأسي العراقية وتعمقها مالم يتصدرها حل الغاء العراق دولة وحكومة وبرلماناً وجغرافية وحدوداً سياسية . الأمر الذي يمتنع معظمهم ان لم نقل جميعهم من اصحاب القرار وغيرهم ليس العمل به بل حتى التفكير به (واكثرهم للحق كارهون) . نعم اصحاب المشاريع والعواصم بغداد ودمشق وانقرة وطهران وواشنطن (للحق كارهون).
ومع إقتراب العراق من نهايته المحتومة . وسبق لكاتب هذا المقال في مقابلة اجرتها معه فضائية NRT  بعد الأنتخابات البرلمانية العراقية في 12-5-2018 وان قال : ان البرلمان الحالي وهو الابن الشرعي لاضخم عملية تزوير صارخة وكذلك الحكومة المنبثقة عنه، سيكونان آخر برلمان وحكومة في تأريخ العراق الموحد القسري . ولن يجدي أي مسعى للحيلولة دون حدوث ذلك . وها هي الآراء والتصريحات للقادة السياسيين وغيرهم في الداخل والخارج تلتقي مع رأي بصورة غير مباشرة . فالسيدة حنان الفتلاوي زعيمة كتلة إرادة لوحت ( بفشل حكومة عبدالمهدي وانهاء العملية السياسية) أما رجل الدين المسيحي الأب فادي فلقد حذر يوم 23-12-2018 (من ظهور مرحلة أخرى في البلاد تكون أشد خطورة) وعند السياسي المعروف بهاء الأعرجي ( مابعد تشكيل الحكومة أشد سوءاً) وكان الباحث العراقي القدير د.واثق الهاشمي مبدياً شكوكه بوضع أفضل بعد تشكيل الحكومة وقبل ذلك بشهور كان قد تنبأ من ان تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق 6 أشهر ، وكان تنبؤه في محله. ورأى المرجع الديني محمد جواد الخالصي امام جمعة الكاظمية قبل أكثر من اسبوع في خطبة له بان ( العراق ماضَ نحو التجزئة) وهذا ما يأمله العراقيون للخلاص من كابوس اسمه العراق . وقبل هؤلاء وغيرهم من الذين ابدوا باراء وتنبؤات مماثلة ، اطلق دونالد ترامب جملته الشهيدة : (أقسم بثلاث حافلات مليئة بالقرآن والانجيل والتوراة ان العراق لن ينعم بالأستقرار أبداً ) صدق ترامب . لكنه مع ذلك يناقض نفسه ويقع في الأزدواجية وقبله الرؤساء الامريكان السابقون: اوباما وكلينتون وبوش ، حين يؤكد بأستمرار على دعم الحكومة العراقية بالمال والسلاح والخبرات التي على خطى المشاريع والافكار الفاشلة التي عرضت لها فمثلما تساهم تلك المشاريع والافكار في اطالة المأسي والعذابات للعراقيين ، فأن المعونة الامريكية للعراق اطالة للمأسي عينها. وليست مجالس المحافظات والحكومات المحلية وحدها يجب ان تلغى بل البرلمان والحكومة المركزية والجمهورية والعراق أيضاً. وإلى الابتعاد عن كرة الحق والازدواجية في التعامل مع الشأن العراقي.
 العراق الى زوال وفناء.

11
من سجل الثأر والانتقام الطائفي الشيعي السني في العراق قديماً وحديثاً
 
عبدالغني علي يحيى
   قبل نحو عامين أو يزيد بقليل تشكلت في كربلاء محكمة غريبة من نوعها لمحاكمة الخليفة الاموي يزيد بن معاوية بتهمة قتلة للأمام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) واخرين من أقربائه وصحبه من أل البيت، ولم تكن المحكمة أو المحاكمة شائعة أو ما يشابهها، وعلى قدر علمي انه تم توكيل محامين للدفاع عن المتهمين، واضفى سكوت السلطات عليها صفة الرسمية بل أن بعضاً من وسائل الاعلام الرسمية قامت بتغطية خبر تشكيل المحكمة تلك وكذلك الاحكام التي صدرت عنها، وتذكرت في حينه حادث اعفاء، بابا الفاتيكان وحاضرة الفاتيكان اليهود من دم السيد المسيح (ع) وذلك في عام 1964، واذكر عامذاك كيف ان المجتمع الدولي وممثلي الديانات كافة، باستثناء الدول العربية والاسلامية واعلامها التي احتجت على البابا و الفاتيكان سواء بسواء. ومن الصحف التي تهجمت عليهما صحيفة الثورة العربية العراقية التي كانت تنطق باسم الاتحاد الاشتراكي العربي اذ نشرت كرايكاتيراً ساخراً مستهزئاً بالقرار البابوي، وفي الكارتير كان المسيح وبيده مسدس وقد صوب فوهته على رأسه وفي اسفل الكاريكاتير كتب: اذا لم يقتله اليهود فمعنى ذلك انه انتحر !! في وقت يرد الاسلام رواية مقتله. وفي كاريكاتير اخر للصحيفة نفسها بابا الفاتيكان جالس بين الصليب وكيس مملوء بالنقود متردداً بين العودة الى الصليب (الدين) والرشوة ( النقود) . وحذت معظم الصحف العربية في العراق و خارجه حذو الصحيفة العراقية ( الثورة العربية) وراحت تنشر تعليقاتها الساخرة وكاريكاتراتها السوقية المبتذلة، واذا لم تخني الذاكرة فان بابا الفاتيكان انذاك كان المرحوم يوحنا بولص الثاني الذي عرف فيما بعد ينصرته لقضايا الفلسطينين وكل مظلومي العالم. وبعد مرور اكثر من (40) عاماً على الحادث ذاك وفي اجواء التقدم في مختلف المجالات في العالم وانتشار الوعي والثقافة، قام نفر من الجهلة والظلاميين من الذين في قلوبهم مرض والحقودين بالتصدي للتعايش الشيعي – السني والتقارب بين الامم بتشكيل محمكة ومحاكمة يزيد بن معاوية على فعلته  وقتله للحسين في واقعة الطف رغم مضي اكثر  من 1000 عام  على حادث مقتل  الحسين (ع). وسبق تشكيل المحكمة المهزلة قيامي بنشر مقال دعوت فيه المراجع الدينية في النجف وكربلاء بأن الوقت قد حان باعفاء يزيد من دم الحسين وذلك على غرار ما قام به بابا الفاتيكان الذي عفا عن اليهود، الا ان اي مرجع ديني شيعي لم يكلف نفسه مشقة الرد على أو اخذ المقال على محمل من الجد لأنهاء الخصومة التأريخية المزمنة بين الشيعة والسنة. وقبل شهور من الان كانت لي عودة الى الموضوع نفسه وكررت اقتراحي أو طلبي ذاك من جديد، وهنا أيضاً لم القى سوى أذاناً صماء لقلوب متحجرة وعقول متخلفة أذ لم يرد علي أحد على الرغم من استحسان العديد من قراء المقال للموضوع الذي طرحته، ولكن ليس على مستوى لصحف و الاعلام. وبدلاً من ان تخفف التطورات المدهشة في العالم و نشر الافكار النيرة ومباديء حقوق الانسان من حدة التوتر الطائفي وقفت على تراجع وتقهقر للعقل الجمعي الشيعي وللعقل والجمعي السني كذلك الذي بارك ( القاعدة)  وفيما بعد ( داعش) للفتك بالشيعة وقتلهم وذبحهم وكأنهما اصحاب العقلين الجمعيين في واد  والعالم المتحول المتمدن في واد، فلقد نهض الحقد الطائفي من نومه وراح يحصد ارواح مئات الالوف من البشر ليس في العراق فحسب بل في جميع العالمين العربي والاسلامي وبدرجات متفاوته، وكان الحقد ذاك في العراق على اشده وما يزال فعلى سبيل المثال اذكر في عام 2006 كيف ان عصابات طائفية شيعية داهمت مئات العوائل السنية ببغداد وقتلت من كل عائلة فرداً من افرادها مانجم عنه قرار الالاف من الستة الى كردستان والمحافظات السنية والى دول سنية كالاردن ومصر ودول اوروبية ايضاً. في توقفي عند العقلين الطائفيين: الشيعي والسني المتخلفين المحتجرين، توصلت الى كشف اخر، وهو التحجر الدائم والمترمت ابداً لعقول رجال الدين السنة والشيعة وعدم ارتقائهم الى عقول رجال الدين المسيحيين واليهود وحتى البوذيين. وبلغت سخرية المسلمين انفسهم من هذه العقول، حد النكات، وشر البلية ما يضحك كما قبل ومن النكات، وهذا على سبيل المثال: ان شاباً اضطر الى اجراء عملية جراحية مكلفة تقدر بـ 11 الف دولار وساعة معرفة والده بذلك، فان اصدقاءه ومعارفه نصحوه بالتوجه الى رجال الدين في الجوامع والمساجد وجهرة المؤمنين المتدينين، ونزل الرجل عند نصيحتهم، فلم يحصل سوى على 100 دولار، ونصحه اخرون من اصدقائه ايضا بالتوجه الى البارات والنوادي الليلية، فنزل عند اقتراحهم ايضاً، وهنا فانه سرعان ما حصل على تبرعات مالية قدرت ب 15 الف دولار من الخمارين والسكارى خلال ساعة زمنية واخذ المبلغ ولسانه يعجز عن شكرهم، وهنا طالبه احد الحضور بان يدعو لهم ولرواد البارات بالهداية والتوبة، الا ان الرجل قال باعلى صوته ابتهل الى الله القدير، ان  لا يهديكم، فتعجب القوم من كلامه ولما سألوه عن السبب قال: لو عادوا الى الهداية لتحجرت قلوبهم ومامتت ضمائرهم مثل اهل الجوامع ورجال الدين المسلمين!!
بعد حادث قيام الصحفي العراقي بقذف جورج بوش الابن بحذاء تذكرت قصة لصلاح الدين الايوبي، الذي لم يكن طائفياً ضد الشيعة عندما قضى على الدولة الفاطية في مصر، فأنه توجه الى الموصل السنية لمعاقبة حكامها وبسط نفوذه على المدينة، وكان من عادة ذلك الزمان، ان يتبارز فارسان من المعسكرين المتحاربين، وتقدم فارس من جيش صلاح الدين الى سور الموصل وطلب المنازلة والمبارزة، الا ان اي فارس من داخل السور لم يستجب له وعوضاً عن ذلك وجه اليه احدهم داخل السور ضربة مؤلمة بواسطة حذاء ضخم كسر راسه وجعل الدماء  تسيل من راسه ووجه بغزازه، ولما عاد الى معسكر صلاح الدين ذهل الاخير من منظر فارسه ولما سأل واجابوه أمر جيشه بالانسحاب قائلاً: عار مقاتلة قوم يحاربون بالاحذية!!
لما قام جند صدام حسين بقصف مدفعي لقباب كربلاء المقدسة روى بعضهم كيف ان قائد العملية المدعو حسين كامل قال وهو يقصف كربلاء وقبابها، انا الحسين وانت الحسين، قالها باستهتار وبعد نحو اربعين عاماً على الحادث المذكور قصفت المدفعية العراقية للحكومة العراقية جامع النوري في الموصل اثناء الحرب على داعش، كما ونسف مسجد النبي يونس وو...الخ لقد كان ذلك انتقاماَ من قصف قباب كربلاء من قبل صدام حسين!! ولم تتوقف الطائفية عند تحويل الموصل الى خرائب وانقاض وهدم جوامعها ومساجدها اثناء الحرب على داعش، بل ان الحقد الطائفي استمر ففي كانون الاول 2018 تشكى سياسيون وبرلمانيون سابقون من الموصلين من حرمان الموصل من استحقاقاتها الانتخابية وحرمانها من اية وزارة مع تخصيص 1% من الموازنة العامة للموصل..الخ من تجاوزات على الموصل صنفت على الطائفية!!
ومن اشكال الثأر الطائفي الذي نفذه الطائفيون من الشيعة بحق السنة، فعندما قام صدام حسين في عقد الثمانينات من القرن الماضي في حربه على ايران والشيعة، بتجفيف الاهوار واقتلاع اشجارها ونباتاتها وتركها جرداء ومحشة في اطار اجراء لمنع القوات الايرانية من استغلالها ودخولها للعراق، وكان متوقعاً ذلك سيما بعد احتلال ايران للفاو واجزاء اخرى من العراق وبقيت الاهوار عند الحالة التي فرضها صدام عليها، الى ان ثم ملؤها بالمياه من جديد واعيد الحياة اليها بعد زوال نظام صدام  ليس هذا فحسب فقد جعلت الاهوار ضمن التراث العالمي وبسرعة واعتقد الكثيرون ان عملية ابادة الاهوار مرت دون تأر طائفي غير انه وقبل ايام وفي هذا الشهر كانون الاول 2018 قامت جهات في الحكومة الشيعية الحالية بقطع الالاف من اشجار النخيل في حزام بغداد السني رغم احتجاج اصحابها السنة وصراخهم قائلين انها كانت تشكل مصدر رزق لهم وتشويها لجمالية العاصمة العراقية فاذا لم يكن قطع اشجار النخيل في الحزام السني ذاك حصراً عملاً طائفياً فكيف يكون العمل الطائفي ياترى؟ في وقت هنالك مناطق اخرى في العراق تشتهر باشجار النخيل كالبصرة ومعظم المدن الشيعية الجنوبية فلماذا لم تقطع الاشجار هناك؟ ان عملية قطع اشجار النخيل لم تكن عفوية بل متعمدة متقصدة كما قال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق وتدخل في باب الحرب الطائفية وانتقاماً من قيام صدام حسين باقتلاح اشجار ونباتات الاهوار.
رغم مرور قرون على وفاة صلاح الدين الايوبي وعقود على منكرات صدام حسين، فان الثأر الطائفي منهما لم يتوقف مع الفارق بين الاثنين ( صلاح الدين) و ( صدام) بل مازال مستمراً وسيبقى مستمرا في الايام والاعوام المقبلة، ففي هذا الشهر ايضاً نشر كتاب شيعة مقالات تهاجم صلاح الدين الايوبي وتتهمه بالدكتاتور..الخ من الاوصاف الرهيبة والامثلة تتوالى، احتلال جامع الارقم في الموصل والعبث بمحتوياته واتخاذه مقراً للمحتلين له من افراد الحشد الشعبي، فبذل مساعي لتحويل جامع الخلفاء السني ببغداد الى موقع استثماري وحرمان نينوى السنية العربية والكردية من تستعها بوزارة.. الخ
ان العقل الجمعي لرجال الدين الشيعة وامتناعهم عن اتخاذ اية تدابير للحد من الطائفية وقبرها لايختلف في شيء عن العقل الجمعي الطائفي السني والعقلان الجمعيان وجها الطائفية في العراق، ولا يتقدم عليهما العقل الجمعي المسيحي واليهودي والبوذي فحسب انما العقل الجمعي الكردي كذلك، والا ما معنى اعفاء القادة الكرد للبعثيين الذين اجرموا بحق الكرد لعقود، من حرق وهدم لقراهم 4500 قرية وتسليط الانفال عليهم وقتلهم ل 82000 كردي في عمليات الانفال ودفنهم في مقابر جماعية، اضافة الى عمليات التعريب والتهجير ضد الكرد ومع كل هذا فان القادة الكرد بعد انتفاضة عام 1991 وتحرير ما يقارب من ثلثي كردستان ان القادة الكرد والشعب الكردي انتهجوا مبدأ ( عفا الله عما سلف) والذي اي المبدأ كان وما يزال من اسباب استقرار الامن والسلم الاجتماعي في كردستان، والكل يعلم ان ما ارتكبه يزيد بحق الحسين لا يرقى الى 1% من ما ارتكبه صدام حسين بحق الكرد، وتجاوز التسامح الكردي المبدأ المذكور، الى احتضان عشرات الالوف من سنة الموصل والانبار وصلاح الدين من الهاربين من داعش والاضطهاد الطائفي وتوفير العيش الكريم لهم، واذكر انه عندما فرض الحكام الحاليون شرط الكفيل على نازحي السنة من الانباريين وغيرهم لقاء السماح لهم بدخول بغداد فان مسعود البارزاني سجل موقفاً في التسامح حين اعلن عن قبولهم بدون شرط الكفيل.
أن أول من أيقظ الفتنة الطائفية في هذا العصر بعد أن كانت نائمة لسنوات وعقود، هو صدام حسين  اثناء حربه على ايران عام  1980 عندما نعت الفرس بالمجوس وأساء حتى الى الرموز الفارسية المفكرة  من امثال ابي نؤاس وعمر الخيام، كما لم  يتورع عن ارتكاب مجازر بحق الشيعة في الدجيل وقصف قباب كربلاء ثم تدمير الاهوار والقضاء على الزرع والنسل فيها.. الخ من أفعال طائفية مقيتة بأمتياز، وبدلاً من دفن الفتنة التي ايقظها بسلوكه المشين، فان عصابات ( القاعدة ) و ( داعش) التي تتخذ من السنة قاعدة اجتماعية لها ومنذ عام 2003 فلقد بعثت بالفتنة من جديد ودمرت عشرات الحسينيات وقتلت العديد من رجال الدين الشيعة من جانب اخر فان الميليشيات الشيعية على اختلاف قادتها ومسامياتها ساهمت من جانبها بايقاظها وبشكل جد لافت، وتكاد اعمالها الطائفية الاجرامية لا تعد ولاتحصى ولجأت الى الانتقام والثار لحوادث مرت عليها قرون وعقود، فالانتقام من تدمير صلاح الدين الايوبي الدولة الفاطمية بمصر، دفع بالميليشيات الشيعية والنظام الحاكم في العراق الى تدمير متعمد لمدينة الموصل وتحويلها الى خرائب وانقاض وذلك باستخدام الاسلحة الثقيلة  والتدميرية ضدها من مدافع وطائرات حربية ودبابات، خلاف لوعد لهم بعدم استعمالها ضد المباني اثناء معركة تحرير الموصل من  داعش. لقد كانت الحرب ضد داعش عام 2017 تقترب من نهايتها ولم تكن هناك حاجة لاستخدام أسلحة الدمار العراقية الرهيبة لقصف الموصل مثلما لم تكن هنا لك حاج لاستخدام السلاح الذري من قبل الامريكان ضد هيروشيما وناكازاكي يوم 5-8-1945 اذ كان امبراطور اليابان يتهيأ للاستسلام عليه فان جريمة تدمير الموصل تضاهي جريمتي: الهجوم الذري على هيروشيما والقصف الكيمياوي لحلبجة عام 1988، عام اقتراب الحرب العراقية – الايرانية على نهايتها. ومن اشكال الثأر والانتقام الطائفي قيام السلطات العراقية في كانون الاول الحالي من هذا العام عام 2018 بقطع اشجار النخيل في حزام بغداد السني غير ابهة باحتجاجات اصحابها السنة وقولهم انها كانت تشكل مصدر رزق لهم، ناهيكم من تشوية عملية قطع تلك الاشجار لجمالية العاصمة العراقية.


12
سياحة في الحكومات العراقية: المركزية، وكردستان، وتصريف الاعمال، والمحافظات.
 
عبدالغني علي يحيى
ان أزمة تشكيل الحكومة المركزية في العراق هي أم الازمات العراقية ان جاز القول، اذ بعد كل انتخابات تشريعية، تحتدم الخلافات بشأنه وتستغرق شهوراً تدار الامور خلالها من قبل حكومة تصريف الاعمال التي صارت أمراً واقعاً اذا علمنا انها تأخذ الربع من السنوات بين انتخاب برلمان واخر (4 سنوات). ومن اكثر الازمات خطورة في تأريخ تشكيل الحكومات المركزية في العراق، أزمتا عام 2010 و 2018 فأزمة تشكيل الحكومة المركزية للعام 2018 على عتبة الدخول في شهرها الثامن، ولا يستطيع أحد التنبؤ بحلها في مطلع العام الجديد 2019 وحتى الذي انجز منها محل طعن ونقد، فبين  الوزراء ال 14 الذين تمت المصادقة عليهم وزراء يحملون شهادات مزورة أو متهمين بالفساد و الارهاب لذا فان الموافقة على الوزارات الثمان المتبقية والحالة هذه ستكون محفوفة بالمخاطر وعرضة للهزات، ويسمي بعضهم الحكومة الحالية بالعرجاء، فيما وصف اخرون حكومة البصرة المحلية ب (النصف ردن) اعود الى الازمة الحكومية الاولى والتي حلت بصورة مؤقته اثر مبادرة تقدم بها البارزاني عام 2010 وسميت مرة بمبادرة اربيل واخرى بمبادرة البارزاني، والتي نجحت ولكن على حساب ضرب اهم فقرة في الديمقراطية الا وهي ازاحة اكثرية علاوي وتنصيب اقلية المالكي، دع جانباً ضرب المطالب الكردية ال 19 وكذلك مطالب الاطراف الاخرى عرض الحائط فيما بعد اذ لم  تتحقق اي من تلك المطالب، بالرغم من قيام الكرد فيما بعد باختزال مطالبهم الى 7 مطالب عام 2013 بعد زيارة قام بها نيجيرفان البارزاني الى بغداد، وكاد التأريخ ان يعيد نفسه فاثناء زيارة مسعود البارزاني الاخيرة الى بغداد الحت عليه اطراف كثيرة تقديم مبادرة، ولو كان البارزاني يوافق على مطالب تلك الاطراف، لكان التاريخ يعيد نفسه في التداعيات، اي تهميش المطالب كافة وصعود فئة متشددة موالية لايران الى الحكم. من تجربة مبادرة البارزاني لعام 2010 يتبين، ان المبادرات سيكون لها مفعول المسكن لاغير، وما يليها أمر وأقسى.
وليست أزمة تشكيل الحكومة المركزية بعد كل انتخابات تشريعية الازمة الوحيدة في العراق فهنالك ازمات اخرى مثل أزمة تشكيل حكومة اقليم كردستان ايضاً بالرغم من انها اخف وقعاً وضرراً من أزمة تشكيل الحكومة المركزية، فبعد مرور نحو 3 اشهر على الانتخابات البرلمانية الكردستانية في 25-9-2017 الا ان الحكومة لم تتشكل الى الان ومن الارجح ان تتشكل في العام المقبل 2019 وقد لا تتشكل في بدايته، والمخاوف من عودة الاقتتال الداخلي الى الاقليم تنمو وتتزايد جراء التأخير في تشكيلها، وتبقى ازمة تشكيل حكومة كردستان نتاجاً وانعكاساً لأزمة تشكيل الحكومة المركزية فسلبيات الاخيرة واشكالاتها تنعكس على حكومة اقليم كردستان وتتحمل الاخيرة قسطاً كبيرا منها، اذا علمنا انها تتقدم في الديمقراطية على الاولى مسافة زمنية تقدر ب 11 عاماً، ولكن بدلاً من ان يغدو النظام الديمقراطي في كردستان يحتذى به  ويؤثر ايجاباً على نظام الحكم المركزي، فان الاخير بات يؤثر عليه بعد ان القى بفساده وخروقاته على الوضع في كردستان بعفوية وغير عفوية اذ لا بد ان تكون لبغداد وطهران اليد الطولي في احداث كردستان، فحكومة كردستان منذ تشكيلها تعاني محاصصة و لكن من نوع اخر وهو العمل بمبدأ المناصفة او الفيفتي فيفتي، واذا كان بعضهم يرد الازمات  العراقية الى المحاصصة الطائفية والعرقية، فان الازمات الكردستانية ترد الى المناصفة التى نتج عنها اقتتال الاخوة 1994-1998 فبقاء الادارتين في اربيل والسليمانية غير موحدتين والقول نفسه بالنسبة لقوات البيشمركة، واخيراً اطالة تشكيل الحكومة الكردستانية التاسعة فهاهي حكومة تصريف الاعمال الكردستانية على عتبة الولوج في شهرها الرابع وعلى مشارف العام الجديد 2019 من غير ان تلوح في الافق بوادر تشكيل الحكومة، ولا اعتقد انها ستتشكل في وفت مبكر من العام المقبل، وان تشكلت فانها كما حكومة المركز تكون ( عرجاء) أو كما الحكومة المحلية في البصرة ( بنصف ردن) فالصراع بين الاطراف الكردية على أشده وسط الاكثار من المقولات: اتفقنا على وحدة الصف الكردي وكانت نتائج المباحثات مثمرة وو.. الخ  وغالباً ما نجد انتقالاً لأزمات وامراض حكومة المركز الى حكومة كردستان مثال ذلك وجود عدد من الوزارات في الحكومتين تداروكالة. عداهذا النقص، هناك تناقضات عميقة تظهر بين حين وحين بين الحكومتين والبرلمانيين ( العراقي والكردستاني) مثال ذلك صوت البرلمان الكردي بالاجماع على نتائج الاستفتاء على استقلال كردستان في حين رفض البرلمان العراقي تلك النتائج، وقام البرلمان العراقي بالمصادقة على تخفيض حصة حكومة كردستان من الموازنة المالية العامة من 17% الى 12% في حين رفض البرلمان الكردستاني ذلك التخفيض بقوة وما يزال يصر على النسية الاولى 17% في وقت نجد للشعب الكردي ممثلين عنه في البرلمان العراقي، فتصوروا برلماناً ( برلمان كردستان) يعكس مطالب الشعب الكردي واخر ( البرلمان العراقي) يرفضها بالرغم من انه يعتبر ممثلاً عن الشعوب العراقية بما فيها الشعب الكردي.. الخ من التقاطعات الاخرى  وليكن الله في عون شعب بين برلمانين يمثلانه، احدهما ضد الاخر!! تلي الحكومتين المتناقضتين في بغداد واربيل، حكومات المحافظات المحلية والتي تخضع شاءت ام ابت الى التأثيرات السلبية للحكومة المركزية فقط، ولنا على ذلك امثلة كثيرة فأسباب الصراعات في حكومات البصرة ونينوى وبغداد.. الخ من المحافظات الاخرى هي الاسباب عينها للصراعات في الحكومة المركزية، ففي حكومات المحافظات، كما في حكومة المركز، بيع وشراء للمناصب دع جانباً الفساد والشبهات حول اعضاء حكومات المحافظات من شهادات مزورة وفساد واتصال بالارهاب، والصراع في حكومات المحافظات غالباً ما يكون اشد من الصراع داخل الحكومة المركزية، ويوهم من يعتقد ان السرقات الكبرى تحصل في الحكومة المركزية فقط والاصح انها في حكومات المحافظات، وكلما ابتعدنا عن العاصمة حيث حكم القانون افضل الى حدما وتوجهنا الى خارجها نجد عداً تنازلياً لحكم القانون في مراكز المحافظات واالاقضية والنواحي ليس هذا فحسب بل ان الازمات التقليدية نجدها حاضرة حتى في مجالس الاقضية، فعلى سبيل المثال بلغ التناطح على منصب قائمقام المقدادية في محافظة ديالى حد الاحتكام الى السلاح واطلاق النار على دار القائمقام واعضاء في مجلس القضاء وانتشار المسلحين في كل مكان هناك.
لن تحل الازمات باستكمال كابينة عادل عبدالمهدي ولا تخلي محافظ البصرة عن منصبيه كما يعتقد بعضهم وبسذاجة ولن يستتب الامن والاستقرار بنصب اكثر من 120 الف الة تصوير في شوراع بغداد ولا ببناء جدار عازل طوله اكثر من 600 كيلومتر على الحدود مع سوريا. ولن تستقيم امور العراق الا بتقسيمه على 3 شعوب: شيعة وسنة وكرد، واذا لم يتم حل الاشكالات وفق رؤيتي هذه فما على العراقيين الا الاستعدادات لانقسامات اكثر وحكومات اكثر ومظالم ومأسي اكثر.


13
3 شعوب 3 اوطان 3 حكومات 3 جيوش في العراق المقسم على 3

 
عبدالغني علي يحيى
.. و 3 اعلام و 3 أنا شيد وطنية .. الخ من 3 علماً أن كلاً من العراق وايران وتركيا وامريكا ودول أخرى كذلك وقفوا بشدة ضد الاستفتاء على استقلال كردستان في 25-9-2017 ولم يكتفوا بذلك بل انهم ترجموا كلماتهم الجارحة بحقه الى افعال وأعمال وقمع وحشي عندما قام الجيش العراقي والحشد الشعبي يوم 16 اكتوبر 2017 بقيادة قاسم سليماني بغزو واحتلال كركوك والمناطق المتنازع عليها والذي اسفر عنه مقتل وجرح العشرات وتشريد ما يقارب 200,000 شخص من كركوك وعشرات الالاف من طوزخورماتو الى محافظتي اربيل والسليمانية، اضافة الى ممارسات وحشيه اخرى رافقتها في طوزخورمتاو وسنجار ومخمور بلغت حد هتك الاعراض والتعذيب والسلب والنهب، وتجاوز القادة العراقيون واعلامهم توجيه التهديد والوعيد والويل والثبور ليهددوا تلميحاً وتصريحاً بالقضاء على الكيان القومي الكردي المتواضع في اقليم كردستان، وراح الكارهون لأستقلال كردستان وحرية شعبه يرددون (العراق واحد لايقبل التقسيم على اثنين) و ( العراق لا يتجزأ ولن نسمح بتقسيمه)، واغلقوا المطارات والطرق سبعياً منهم الى احداث وضع شبيه بالوضع الذي ساد كردستان عام  1975 على اثر توقيع اتفاقية الجزائر بين الشاه وصدام حسين وما تبعه من تهجير وحرب كيمياوية ومقابر جماعية فيما  بعد من غير أن يدركو ان العراق لم يكن مقسماً على اثنين فقط  وذلك منذ عام 2003 بل على 3 فعلياً وعملياً ومن غير الاعلان عنه والى الان. كاتب هذا المقال نشر مقالاً قبل نحو (10) اعوام في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية تحت عنوان (العراق مقسم على 3 وان لم يعلن) مدعوماً بالادلة والحجج والامثلة وقلت فيه، ان الجنوب الشيعي يختلف عن الشمال الكردستاني أرضاً ومذهباً ولغة وعادات وتقاليد، كما يختلف الاثنان: الجنوب الشيعي والشمال الكردستاني عن ما اصطلح على تسميته بالمثلث السني اي المحافظات ذات الاكثرية السنية: الانبار، صلاح الدين، ديالى، نينوى وحزام بغداد ايضاً، والمثلث بدوره يختلف عن الجنوب الشيعي والشمال الكردستاني ارضاً ومذهباً ( مذهباً بالنسبة للشيعة) ولغة ( بالنسبة للكرد ..الخ من الاختلافات، ناهيكم من أن معظم اراضيه صحراوية، لكن هذا لايعني ان اسباب العيش فيه تنعدم، ففيه ثروات كثيرة، معدنية وزراعية وحيوانية. ومما قلته ايضاً وما أزال مصراً عليه، ان لكل من الاقاليم الثلاثة شعبها وحكومتها وجيشها بل علمها ونشيدها الوطني.. الخ من الخصوصيات والمميزات المتنافرة التي راحت تشتد وتقوى وتترسخ  منذ عام 2003 على وجه الخصوص، فمنذ ذلك العام، اخذت المنطقة السنية تفرغ من الكرد والشيعة وعاد الالاف من الكرد من المحافظات السنية الى محافظات كردستان والشيء نفسه حصل للشيعة الساكنين في والمثلث السني بعد أن ضاقت بوجههم سبل العيش والبقاء نتيجة ارهاب القاعدة وفيما بعد داعش، اذ ذبح الكثيرون من الكرد والشيعة سيما في الموصل ومدن اخرى في المثلث السني حتى السيارات التي كانت تحمل لوحات اربيل والسليمانية ودهوك منعت من دخول الموصل، وكان المسلحون يطلقون النار عليها حال وقوع أعينهم عليها في الشوارع و الاحياء ولقد كانت مغامرة قيام كردي أو شيعي بزيارة المثلث الذي وصفه بعضهم بمثلث الموت والذي قامت فيه حكومة القاعدة فداعش فيما بعد التي اصدرت تعليماتها وقواتيها من قبل تسعير البضائع وفرض الضرائب، وكانت الحكومة هذه مختلفة جداً عن حكومة كردستان والحكومة الشيعية صاجة النفوذ في الجنوب، كما ان كلت الحكومتين الكردستانية والشيعية كانت مختلفتين عن حكومة الوسط والمثلث السني ووصل الامر بحكومة الوسط والمثلث غير المعلنة حد تصدير النفط واقامة النقاط الكمركية وما يشبه التجنيد الالزامي، واقبل الالاف من الشباب السني يتطوعون في صفوف القاعدة وداعش بعد ذلك وذكرت الاحصاءات التقديرية بان نسبة المنضمين الى داعش بعد عام 2014 بلغت 90% في المناطق الريفية واكثر ن  52% في المناطق الحضرية، ولو لم تتحول العشائر السنية والنسبة تلك من الحضريين السنة الى قاعدة اجتماعية لداعش لما تجرأ الاخير يوم 10-6-2014 على احتلال معظم مناطق وارياف وبلدات السنة خلال ساعات وايام قائلا، وهكذا احتل داعش في غضون ايام قلائل اكثر من ثلث العراق، وكما تعلمون فأن محافظة . الانبار وحدها تشكل ما يقارب الثلث من العراق.
ان مسلحي داعش والقاعدة ورجال الطريقة النقشبندية.. الخ من الفصائل السنية المسلحة كانوا وما زالوا يعتبرون جيشاَ للشعب السني في وطنه المثلث السني وحكومة في ان معاً له كره السنة ام قبلوا  ضمن حدودهم الاجتماعية، هذا هو الواقع السني من غير  ان يكون للشعب السني ذنب تحكم جيش وحكومة ارهابيتين به. فأرهاب القاعدة وداعش السنيين امتداد لأرهاب النظم السنية البتعة التي حكمت العراق منذ عام 1921. أي بعد استقلال العراق عامذاك، واذ اقول بحكومة وجيش داعشيين .. الخ للسنة فان ذلك لايشكل ظلماً بحقهم، بحق السنة مثلما لم يكن ظلما بحقهم وصف جميع حكوماتهم بالارهاب والدكتاتورية والفاشية وبالاخص الحكومات الجمهورية. وما يعنيني هنا هو اثبات ان العراق مقسم على ثلاثة منذ عام 2003 بعد أن كان مقسماً على اثنين عربي وكردي بعد اندلاع ثورة ايلول الكردية 1921-1975 واثبات ان لكل من الشعوب الثلاثة : الشيعة والكردىوالسنة ومنذ عام 2003 بالنسبة للشيعة والسنة، جيشه وحكومته ووطنه وعلمه ونشيده وشعاره.. الخ وللسنة الحق في أن ينالوا الاستقلال  والسيادة لوطنهم. ومن اسباب نكستهم وعذاباتهم ومأسيهم تعرضهم الى ارهاب طائفي بدءاً من عام 2003 كما انهم بدورهم ونتيجة سياسات قيادتهم يتحملون السبب فيما نزل بهم وينزل من اضطهاد، كونهم الى الان يحلمون بالعودة الى حكم العراق وعدم قناعتهم بحكم انفسهم والمطالبة بالفيدرالية او والاستقلال انهم الى الان لايطالبون بصيغة حكم معينة ما يفيد انهم مازالوا يتطلعون الى حكم العراق كما السابق، ما أدى الى تكثيف انطلم والاضطهاد ضدهم.
على النقيض من السنة والشيعة فان تمتع الكرد بحكومة ديمقراطية وجيش من البيشمركة وعلم ونشيد وطني على ما يقارب الثلثين من وطنهم الكردستاني، سابق على قيام الكيانين أو الدولتين: الشيعية والسنية، واذ اقول الثلثين، فان  ذلك يعني ان الثلث الاخر من وطنهم ( المناطق المتنازع عليها) ما زال محتلاً وباستردادهم لهذا الثلث فان استقلال وطنهم الكردستاني سيكون كاملاً وتاماً، لقد قامت دولة كردستان في صدور ابناء الشعب الكردي منذ استقلال العراق عام 1921 والذي تجسد في ثورات الشيخ محمود الحفيد والشيخ احمد البارزاني ومصطفى البارزاني.. الخ عليه فان الوضع الحالي لكردستاني واعتباراً من عام 1961 عام الثورة الكردية، يقوي من الثالوث: 3 فله وطنه وله جيشه وحكومته وعلمه ونشيده وشعاره. عداه فان الشعب الكردي لايعترف باي وطن وحكومة وجيش وعلم وتشيد و شعار له. ان على الجميع الوقوف عند الحقائق التي ذكرتها بحكمة وعقلانية وتبصر وبعد نظر.
ونلقى الثالوث لدى الشيعة، الذين يختلفون عن السنة والكرد مذهباً وارضاً وعادات وتقاليد وعلم ونشيد وشعار يتجلى بقوة في وضعهم بوطنهم الجنوب الشيعي، اذ رفعوا علم ( الله اكبر) والذي يختلف عن علم السنة ذو النجمات والذي هو علم البعث ويختلف ايضاً عن علم الكرد، علم جمهورية مهاباد أما نشيدهم الوطني: موطني فيختلف بدوره عن النشيد القومي الكردي: ( اي رقيب) وعن النشيد القومي السني (وطني المد جناحيه).. الخ  ان التأفر حاد جداً بين الشعوب ال 3 وبين اوطانها ال 3 وحكوماتها ال 3 وجيوشها ال 3 واعالامها اناشيدها وشعاراتها، وهيهات الجمع بين المتنافرات هذه والتي تتعمق وتتجذر بمرور الايام وتسخر وتستهزي وتشمت بالعراق الموحد وعدم قبوله بالتقسيم على اثنين.. الخ من الافكار الساذجة الغبية.
ان شروط القومية والوطنية تتوفر في الشعوب الثلاثة المذكورة وتستكمل باستمرار لتأسيس دولها المستقلة، ففي مجال الجيش مثلاً، صارت البيشمركة جيشاً معترفاً به للكرد يتلقى التدريب على حماية كردستان، فيما يعمل الشيعة منذ اعوام على اعداء جيشهم الوطني، اذ لم يبق الجيش العراقي سوى 1% من الكرد واقل من 5% من السنة وعلى مدار الاعوام يجري تطهير للجيش من العنصرين السني والكردي كاحالة ضباطهم على التقاعد اوالى وحدات غير قتالية، ويعمل الشيعة في الوقت عينه على تأسيس جيش شيعي عقائدي خالص على غرار الحرس الثوري الايراني وهو الحشد الشعبي، فالعمل على تحقيق سلك دبلوماسي خارجي نقي شيعياً 100% واخر اجراء ضمن هذا العمل هو نقل 259  منتسباً من الدبلوماسيين والاداريين في وزارة الخارجية الى مكتب الوزارة ببغداد وقبله احيل نحو 69 ضابطاً على التقاعد معظمهم من السنة. بالمقابل يحاول السنة تأسيس جيش معترف به رسمياً عبر محاولات تسليح العشائر او ايجاد موطيء قدم لهم في الجيش العراقي الحالي من خلال اعادة المفصولين من ضباط الجيش السابق والشرطة الى الخدمة.. الخ وذلك اضافة الى جيش داعش المتحكم بالمثلث السني في حين يواصل الكرد تعزيز قدراتهم الدفاعية عبر تدريب البيشمركة وتزويدها بالاسلحة وتأمين  الرواتب لمنتسبيها.
ان تقسيم العراق علناً ورسيماً والاعتراف بوجود 3 شعوب و3 أوطان و 3 حكومات و 3 جيوش و3 اعلام و3 اناشيد وطنية و 3 شعارات تختلف  وتتقاطع فيما بينها بقوة. هو الحكمة والعقلانية، اذ من شأن ذلك ان يضع حداً للحروب والنكبات والمأسي بين شعوبها، واذا تعنت حكام العراق و العواصم: انقرة طهران، دمشق، واشنطن واصروا على نفي الحقائق التي ذكرتها فما عليهم الا انتظار تقسيم العارق على اكثر من 3، فيوماً بعد أخر تشتد المطالبة بفدرلة البصرة مثلاً،أو اعتبار بغداد منطقة فيدرالية.. الخ .
لقد قبل الاتحاد السوفيتي السابق القسمة ليس على اثنين أو ثلاثة فحسب بل على 15 وقسمت جيكوسلوفاكيا على (2) جيك وسلوفاك وحلت جمهوريات: كرواتيا والصرب و البوسنة والهرسك ومقدونيا محل يوغسلافيا السابقة، وبفضل هذه التطورات فان الدول التي انبثقت عن التقسيم راحت تتقدم وتنطور بشكل اشد من ذي قبل. واذا اراد العراق وضع حد لأزماته واضطراباته وفقر وجوع شعوبه فما عليه الا ان يحذو حذو الاقطار التي ذكرناها ويقر بالقسمة على 3، واذا كانت شعبية الحزب الديمقراطي الكردستاني قد ازدادت وازدادات معه شعبية الرئيس مسعود البارزاني بفضل دعوتهما الى استقلال كردستان، هذه الشعبية التي جعلت من الديمقراطي الكردستاني الاول على نطاق العراق في الانتخابات البرلمانية ليوم 12-5-2018 والاول في انتخابات كردستان يوم 30-9-2018 ولا اخفي عليكم ان عملية 16 اكتوبر 2017 زادت من تعلق الكرد بالاستقلال  بدليل فوز الديمقراط الكردستاني في تلكم العمليتين الانتخابيتين وان شعبية بطل الاستقلال مسعود البارزاني ليس بين الكرد فقط بل بين العراقيين عامة والعالمي ايضا بدليل مطالبة الاطراف العراقية له دون غيره بمبادرة لحل الازمة الاقائمة في عراق ان ترسيخ مشروع الاستقلال في النفوس كان وراء الظاهرتين: الفوز بالانتخابات والترجى من البارزاني لتقديم مبادرة. ومن يتنكر للحقائق التي ذكرتها فما عليه الا ان يتوقع المزيد من الثلاثات والمزيد من تعميق وترسيخ الانقسامات، فحروب ومصادمات وأزمات. ان عدم الاعتراف بالحقيقة هذه والاحجام عن الاعتراف بها سيزيد حتماً من الثلاثات كما ذكرت وعلى حكام العراق، العقلاء منهم طبعاً ادراك الحقائق التي ذكرتها وينتهجوا تهيج غورباتشوف وحكام براغ وبلغرات في الاعتراف علنا بالثلاث، والا فان عواقب اوخم سترتب على موقفهم النعامي.

14
الاخطاء المتوقعة لحكومة عادل عبدالمهدي
   
عبدالغني على يحيى
    ليس استباقاً للاحداث، وبمقدور المراقب والمتتبع للاحداث العراقية الحالية أن يتنبأ بصورة وشكل حكومة عادل عبدالمهدي الفتية بعد استكمال كابينتها والاخطاء التي ترنكبها أو ترافقها ولا بد أن تكون اخطاؤها كبيرة كونها انبثقت عن برلمان مزور انبثق بدوره عن انتخابات مزورة، مع اتهام رئيسها عبدالمهدي بالفساد والتستر على المتهمين بالارهاب في وقت مبكر- انظر الى اعتزام النائب حسين العقابي رفع دعوى قضائية ضد عبدالمهدي فحواه انه تستر على وزراء متهمين بالفساد والارهاب. ومن الاخطاء التي من المنتظر أن تقدم عليها حكومته، نية عبدالمهدي في اعادة العمل بقانون الخدمة الالزامية، سيما بعد الوقوف على نسبة 1% من الكرد في الجيش العراقي الحالي وافل من 5% بالنسبة للعرب السنة فيه فانعدام الاقليات بالمرة في صفوفه ويرد السبب في ذلك الى نفور المكونات غير الشيعية من الجيش، ونفور الشيعة كذلك منهم وبالاخص من ضباطهم، ففي هذا العام والاعوام الماضية احالت الحكومة العراقية العشرات و المئات من الضباط السنة والكرد على التقاعد. واخر هذه الاحالات، احالة حكومة عبدالمهدي الفتية لـ 69 ضابطاً وبرتب عالية على التقاعد والذين في معظمهم من العرب السنة وبعضاً من الضباط الشيعة المشكوك في ولائهم للنظام الشيعي القائم  فتعلقهم بالجيش العراقي السابق. فضلاً عن هذا نلقى منذ اعوام تراجعاً في الروح الوطنية أو التعلق بالعراق لدى الاكثرية الساحقة من الشباب العراقي في سن الخدمة الالزامية، والذين يفضلون الهجرة الى الغرب على البقاء في العراق، ما يدفعنا الى القول، ان الروح الوطنية قد تراجعت وتوارت، ان لم نقل ماتت ودفنت، وان كان هنالك من روح فهي موالية لجيش المكون غير الشيعي، ففي كردستان تنعدم الرغبة وبقوة للقبول بالخدمة الالزامية أو التطوع في الجيش العراق الذي يعتبرونه منذ تأسيسه عدواً لدوداً للشعب الكردي وللوطن الكردستاني. وانعدام الرغبة هذه يعود الى العهد الجمهوري الاول حين انضم معظم الشباب الكردي الى الثورة الكردية 1961- 1975 وفيما بعد الى الثورة التالية ( كولان) أو ( الثورة الجديدة) وذلك بشكل طوعي من غير ان يكون وما يزال قانون قبل انتفاضة عام 1991 وبعدها يلزم الشاب الكردي بالخدمة في صفوف البيشمركة. اما فيما اصطلح على تسميته بالمثلث السني اي المحافظات ذات الاكثرية السني فأن من الحقائق المرة حسب الاحصائيات والارقام انضمام 90% من العشائر السنية الى داعش عام 2014 وقبله ايضاً الى داعش ومشاركتها لداعش في الفتك بالايزيدية وبالكرد عموماً في سنجار وزمار ومحمود والكوير، اضافة الى تقديرات افادت ان نحو 52% من السنة الحضريين وبالاخص في الموصل انضموا الى داعش في العام نفسه، نعم منذ اعوام واهل السنة والجماعة منضمين اما الى داعش وقبله القاعدة ورجال الطريقة النقشبندية البعثية.. الخ
من التكشيلات العسكرية السنية والمحظورة ولاسباب لامجال لذكرها.. عليه فان الحكومة العراقية الجديدة سترتكب خطأ فاحشاً اذا قدمت على اعادة العمل بقانون الخدمة الالزامية فلا الكرد يطيعون القانون هذا  ولا السنة بل ويحاربانه.
ومن اخطاء حكومة عبدالمهدي المقبلة منع قوات البيشمركة من العودة الى كركوك والمناطق المتنازع عليها ويأتي ذلك تطبيقاً لتوجيهات وقرارات حكومة حيدر العبادي التي منعت عودة البيشمركة الى تلك المناطق، علماً انه لولا البيشمركة لكانت تلك المناطق ومعها كركوك نقع في قبضة داعش، ومن يوم منع البيشمركة من العودة الى كركوك وتلك المناطق فان عمليات داعش الارهابية زادت هنا وثمة احصاءات موثقة تشير الى وقوع اكثر من 700 عملية ارهابية شهدتها كركوك مدينة ومحافظة وذلك بعد قيام القوات العراقية بقيادة الجنرال قاسم سليماني باحتلال كركوك يوم 16-10-2018 والعمليات الارهابية اخذه بالتصاعد واذا اصرت حكومة عبدالمهدي على موقفها الرافض لعودة البيشمركة فلا مندوحة والحالة هذه من عودة داعش اليها وبالتالي سيكون خطأ فادحا اذا مضت حكومة عبدالمهدي على خطى ونهج حكومة العبادي في مجال مناصبة العداء للبيشمركة. ان من الصعب التمييز بين حكومة العبادي والمهدي في حال التزام حكومة عبدالمهدي باجراءات وقرارات حكومة العبادي. ونبقى في اطار الكشف عن الاخطاء المحتملة للحكومة العراقية الجديدة، ومنها امكانية خضوع حكومة عبدالمهدي لمطالب بعض من النواب وتيارات شيعية مؤتمرة باوامر من ايران تقضي بانسحاب القوات الامريكية من العراق. قبل ان ترتكب حكومة المهدي خطأ المطالبة بانسحاب القوات الامريكية من العراق، عليها ان تضع نصب عينها كيف ان داعش احتل اكثر من ثلث العراق بعد انسحاب الامريكان من العراق بثلاث سنوات على مغادرتهم له ولو لا الامريكان لما تحررت الموصل، ولولا قيام سلاحهم الجوي بضرب داعش في ( قرجوغ) وداقوق والحويجة، قبل ايام لعاد داعش الى المناطق المحررة واحتلها من جديد.
ومن أخطائها القادمة والحتمية كما ارى تضمين ميزانية عام 2019 تخصيص 24% من الموازنة المالية العامة العراقية للقوات المسلحة العراقية اي ما يقارب اكثر من 1/5  الموازنة. ومثل هكذا رقم  ستكون حتماً على حساب التربية والتعليم وخدمات اخرى، في وقت نجد فيه ان البلد بحاجة الى العلم والمعرفة وليس الى البندقية والمسمدس، لكي يلحق بركب الامم المتمدنة المتقدمة التى اعتمدت العلم والمعرفة للرقي والنهوض بشعوبها واوطانها، انظر اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا، على حكومة عبدالمهدي تجنب الوقوع في هذا الخطأ القاتل خطأ النسبة 24% من الموازنة المالية للجيش والقوات المسلحة.
ومن أخطائها المقبلة ايضاً ما يتردد باقدامها على ازالة نقاط التفيش الامنية بين المركز والاقليم والتي من شأنها أن تفتح الباب على مصراعبه لتسلل داعش الى المناطق الخاضعة لحكومة الاقليم ونزوح عشائر عربية الى المدن الكردية بهدف تعريبها وتحقيق تغيير ديمواغرافي فيها، فالنزوح في هذه الحالة الى كردستان سيكون واسعاً جداً وتترتب عليه في المستقبل لامحالة نزاعات بين العرب والكرد، وعلى حكومة الاقليم ان تقبر هذا المشروع وهو في المهد والحفاظ على استقرار وتقدم كردستان  وعلى حكومة عبدالمهدي تلافي الخطأ الذي اشرت اليه وعدم ارتكابه والتراجع ايضاً عن  المشروع الخطأ فتح المنطقة الخضراء ببغداد اذ يكون داعش اول الداخلين فيها والمستفدين منه من المشروع. ولقد كانت الحكومة الامريكية مصيبة في التنبيه الى هذا الخطأ والاعتراض عليه.
ومن رصدنا للاخطأء المرتقبة للحكومة الجديدة، مساعيها لحصر السلاح بيد الدولة وانتزاعها من العشائر ومثل هذا الامر خطأ يضاف الى مسلسل اخطائها، والذي يتكلل بالفشل بدون شك،لأن السلاح الذي بيد الحشد الشعبي هو اخطر بكثير من السلاح المنتشر في العشائر، يكفي ان نعلم ان الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين طالبت باخلاء الحشد الشعبي لمدن المحافظات وفي الموصل نجد المطالبة بسحب الحشد الشعبي منها اشد، اضافة الى ما ذكرنا فان  الشكاوى تتوالى ضد الحشد الشعبي والمطالبة بتجريده من السلاح بدل العمل على نزع السلاح من العشائر وحصره بيد الدولة، لأن انتشار السلاح بيد العشائر سابق للحكومات التي احتلت العراق أو قامت فيه نعم أنه لأمر صعب للغاية تصور خلو العشائر من السلاح.
وفي مسلسل الاخطاء التي من المنتظر ان تقدم عليها حكومة عبدالمهدي المهدي السماح لتركيا بفتح قنصلية لها  في كركوك والبصرة اضافة الى قنصليتها في الموصل. ففتح قنصليات لتركيا في العراق لايشكل  خطا استرتيجيا كبيرا فقط انما تعتبر خيانة عظمى اذا وضعنا بالحسبان، ان تركيا دولة محتلة للعراق فقواتها وقوعدها وثكناتها العسكرية تنتشر على كامل الشريط الحدودي العراقي مع تركيا، ليس هذا فحسب بل ان لتركيا قواعد عسكرية حتى في العمق العراقي- في معسكر زليكان القريب من بعشيقة الى الشمال من الموصل، وتأبا انهاء احتلالها لمناطق واسعة من أراضي كردستان العراق ومازالت الميزانية (صفر) في الموازنة السنوية التركية مخصصة للموصل وكركوك. ناهيكم من انها تخوض حرب مياه ظالمة ضدا العراق، لدا تأسيسا على مامر فان تركيا دولة محتلة للعراق وان  الوطنية الحقة تقضي بعدم السماح لها وهي الدولة المحتلة للاراضي العراقية بفتح قنصليات لها في العراق، وصار لزاماً على حكومة عبدالمهدي تجاوز خطأ السماح لتركيا بفتح قنصليات لها ولزام عليها ايضاً مقاطعة البضائع التركية والغاء العلاقات الدبلوماسية معها فايقاف التعاملات التجارية معها ايضا ومنع استثماراتها في العراق، ان المرء ليستغرب من مناهضة الحكومة العراقية لاسرائيل بسبب من احتلالها لأراضي عربية غير عراقية وغض النظر في الوقت عينه عن احتلال تركيا لأراضي عراقية وسورية، دع جانباً احتلال تركيا للاسكندرونة منذ عقود، ان حكومة لاتقاوم محتلي بدلها تكذب حينة تدعي مقاومة  محتلي اراضي بلدان اخرى. واذا مارست حكومة عبدالمهدي السياسيات الخيانية والمائعة التساومية للحكومات العراقية حيال الاحتلال التركية والعنجهية التركية فمعنى ذلك ان لاخير فيها والحكم مسبقاً بسقوطها وفشلها صائب وصحيح.
ويطول مسلسل الاخطاء للحكومة الجديدة، وفي مقدمة هذه الاخطأ، غض الظر عن محاولات ايران لمد خط لسكك حديد من الشلامجة الى البصرة والنجف، وفي حال انجاز الخط، فان  الهيمنة الايرانية على العراق ستقوى وتتعمق وسوف يجلب خط سكك الحديد المقرري مده من ايران الى ميناء اللاذقية السوري باضرار على حركة التجارة في معبر ابراهيم الخليل بكردستان العراق وعلى قناة السويس ايضاً باضرارو بدرجات متفاوته على العديد من البلدان، ويستغرب المرء من اعتراض بعضهم على مد خط سكك حديد بين البصرة والكويت. ولا يعارض خط سكك حديد الشلامجة اللاذقية ! في حين اثبتت الوقائع ان الكويت انفع للعراق من ايران التي عرفت بغرق شط العرب بالمبازل والعراق بالمخدرات  وقطع المياه عن 40 رافداً نهرياً و 3 انهر تصب في العراق هذا فضلاً عن قيامها بقصف متواصل للمناطق الكردستانية العراقية بين ان وان.
ان انضمام العراق الى حلف خماسي أو قوة خماسية سيكون من الاخطاء الكبيرة للعراق أو بالاحرى لحكومة عبدالمهدي والقول فيه مستمر، يكفي ان نعلم ان رئيس جمهورية العراق الدكتور برهم صالح قيم ذلك بايجابية في زيارة له الى طهران مؤخراً، وهذا الحلف سوف يدخل العراق في مخطط المحاور وينتقص من استقلاله وسيادته اذا علمنا ان تركيا ستكون عضوا فيه وهي المحتلة للعراق كما عرضت فتصور دخول العراق في تحالف مع المحتل. ان من الخطأ دخول العراق في هذا التحالف لأن جميع الدول المنضوية تحت لوائه لاتريد الخير للعراق وهذه الدول هي سوريا وايران وتركيا وقطر وقبل الوقوع في شباك هذا الحلف على العراق الاعلان عن رفضه مع اتباع سياسة وطنية حازمة ضد اركان الحلف ولا يغيب عن البال ان انضمام العراق الى الحلف هذا سيفقده صفة الحياد وعدم الانحياز، واذا علمنا ان معظم دول الحلف غارق في خوض الحروب وبالاخص ايران وتركيا وسوريا، فان الاخطاء التي قد يقع العراق فيها احتمال تبنه لمبدأ حكم الغالبية الذي  تتفق بشأنه معظم الاطراف الشيعية، ولما كان عبدالمهدي لا يستطيع الخروج على اجماعها فان قبوله بالمبدأ خطأ كبير.
تأتي الاخطاء المقبلة للحكومة العراقية الجديدة من الالتزام  بنهج الحكومات العراقية السابقة وبعقلياتها وممارساتها الطائفية والعنصرية، وها هي حكومة عبدالمهدي تمارس التعريب ضد الكرد في طوز خورماتو وداقوق وجنوب وغرب كركوك وفي سهل نينوى وسنجار وتبدو ملتزمة بميزانية الاقليم لعام 2019 والتي ستتها حكومة العبادي.
ستكون حكومة العراق الجديدة حكومة اخطاء تلو الاخطاء وفي ظلها سيكون العراق ضعيفا عرضة للهزات.



15
فرق الموت الايرانية في اكتشاف متأخر جداً.

عبدالغني علي يحيى
  بتاريخ 30-11-2018 نشرت صحيفة ( ديلي تلغراف) اللندنية تقريراً عن اعتزام ايران تشكيل فرق للقيام باغتيال الشخصيات السياسية وغير السياسية من المغضوب عليها لديها في العراق ومن الذين يناصبون المصالح الايرانية وسياساتها العداء، وبعد ترجمة التقرير الى العديد من لغات العالم و بثه في اكثر من قناة اعلامية، انشغل الكثير من السياسيين و المعلقين بالخبر، ووقف بعضهم، ومنهم السياسي العراقي المخضرم مثال الالوسي رئيس حزب الامة العراقية، عند النقطة في التقرير والتي نصت على تهديد ايران بحرق بغداد والذي ورد في رسالة تهديد لها الى امريكا التي اتهمتها ايران بالسعي لتقليل دورها وتحجيمه. ومن الطبيعي ان تكون الاداة المنفذة للتهديد الايراني الميليشيات الشيعية الموالية لايران في العراق التي تتخندق في الخط الامامي دفاعاً عن مصالح طهران ومخططاتها والملاحظ في نشاطات فرق الموت الايرانية انها تستهدف المعارضين الايرانيين فقط، وليس المنتقدون لها من ابناء الامم الاخرى، فتلك الفرق قتلت اكثر من 460 معارضاً كردياً ايرانيا على امتداد الاعوام الماضية في محافظة السيلمانية وحدها، وامتدت اغتيالاتها في الاسابيع والشهور الاخيرة الى محافظة اربيل. حين اقدمت على محاولة فاشلة لاغتيال ( حسين يزدان بنا) قائد ومؤسس حزب حرية كردستان وجناحه العسكري ( بيشمركة الحزب) وذلك على الشارع (120) ي في اربيل، وفي منطقة بنصلاوة الى الشرق من اربيل اغتالت مسؤولاً عسكريا للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني وفي قضائي سوران ورانية نفذت اعمالاً مماثلة وطالت الاغتيالات الايرانية حتى المعارضين الايرانيين في خارج العراق، ففي اوروبا مثلاً اغتالت الدكتور عبدالرحمن قاسملو وفيما بعد الدكتور صادق شرف كندي قائدا الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني ولم تقتصر الاغتيالات على هاذين المعارضين الكرديين في اوروبا، بل انها حصدت ارواح اكثر من 75 ايرانياً معارضاً ومنن مختلف الجنسيات في اوروبا ايضا. وعبرت الاغتيالات الايرانية الاطلسي الى الولايات المتحدة التي قتل فيها نحو 36 معارضاً ايرانيا. نعم ايران تركز على قتل معارضيها من الجنسية الايرانية وتعطي الاولوية لقتلهم والملاحظة الثانية لكاتب المقال، انها (ايران) تترك امر نصفية المعارضين لسياساتها من ابناء الامم والدول الاخرى الى الاحزاب والميليشيات التابعة لها، فعلى سبيل المثال وذلك وفق تقرير امريكي نشر يوم 12-9-2018 ان حزب الله الموالي لايران تورط بخطف 91 اجنبياً في لبنان عام 1982 بينهم 25 امريكي، وتورطه ايضاً في تفجير السفارتين: الامريكية والفرنسية في الكويت عام 1983 وفي العام نفسه، فجر الحزب المذكور السفارة الامريكية في بيروت وتسبب التفجير في قتل 63 شخصاً كانوا داخل السفارة. اضافة الى ضلوعه في تفجير الخبر بالسعودية عام 1996.. الخ من اعمال قتل وارهاب نفذها الحزب المذكور بالنيابة عن ايران. وبعد سقوط نظام البعث في العراق عام 2003 قام عملاء النظام الايراني بقتل العشرات والمئات من رموز العرب السنة، من ضباط طياريين  ورجال دين واساتذة جامعات وصحفيين والعديد من  السياسيين في العراق.
لقد استغلت الاوساط المخابراتية الايرانية السياسات الامريكية المائعة والذليلة حيال التصرفات الارهابية الايرانية منذ عام 1979 اذ جابهت امريكا احتلال ايران لسفارتها في العام المذكور واستيلائها على اكثر من 7000 وثيقة سرية بما يشبه الصمت في حين رأيناها ( امريكا) كيف هبت عام 1986 لقمع انقلاب مجموعة من الضباط اليساريين في ( كارينادا) في امريكا الوسطى وقبله شنت هجوماً على كوبا لأرغام حكومة فيدل كاسترو على التراجع عن سياساتها الموالية للاتحاد السوفيتين السابق والذي جعل ايران تتمادى في مشاريع الاغتيالات والتدخلات هو استمرار امريكا على سياستها المشبوهة والمعيبة حيال ايران، فالاجراء الذي اتخذته لتغيير سفيرها وطاقم سفارتها في بغداد، لم يكن الهزيمة الوحيدة لأمريكا امام التهديدات الايرانية فقبل اسابيع من الان وفي 29-9-2018 عندما قام عملاء طهران بتويجه صواريخ نحو القنصلية الامريكية في البصرة فان امريكا بدلاً من ان ترد بالمثل سرعان ما قامت بمطالبة دبلوماسييها بمغادرة البصرة. نعم ان الموقف الامريكي المائع والمشبوه والمساوم شجع ايران اكثر فاكثر للقيام بالاغتيالات وقصف مناطق كردية في كويسنجق وحاج عمران وسيدكان بين فترة واخرى. واذكر انه على اثر قصف ايران لبلدة كويسنجق الى الشرق من اربيل، هدد محمد حسين باقري رئيس اركان الجيش الايراني بمعاودة القصف ( ان لم يقم العراق بتسليم النشطاء الكرد لأيران).أعود الى عنوان المقال واقول واكرر، ان القول، باعتزام ايران على تشكيل فرق للاغتيالات في العراق، يبدو كأكتشاف متأخر  للغاية، بحيث يثير في النفس التهكم، اذ منذ نحو (30) عاماً اي بعد ازاحة النظام  الشاهنشاهي عن الحكم في ايران عام 1979 فان ايران وفي اطار ( تصديرها للثورة  الاسلامية) الى العالم الاسلامي وبالذات العالم العربي، ان القول هذا سابق على خبر ديلي تلغراف بسنوات وعقود وطوال السنوات والعقود هذه لم يكن هناك من رادع  لأيران و السنوات والعقود هذه لم يكن هناك من رادع لأيران خلال تلك الاعوام والى الان فان  تهديدات ايران لأمريكا والعالم لم تتراجع بل وترجمت الى افعال واعمال. بتاريخ 30-11-2018 ورد في خطبة امام جمعة طهران ( سيد محمد حسن ابو ترابي) دعوة الى تعبئة المستضعفين في العراق وكل من سوريا لبنان وفلسطين واليمن وتحت امرة مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي، وسبق الدعوة هذه اخبار عن قيام حلف خماسي يضم : ( العراق وسوريا و قطر وتركيا) اضافة الى ايران وسمي الحلف ايضاً بالقوة الاقليمية، ما يفيد ان ايران لاتتوقف عند الاغتيالات والتصفيات الجسدية لخصومها انما ستكون حربها اوسع واكبر على العالم وسط هزال الموقف الامريكي. وبعد كل الذي رأينا وعلى خلفية الاستعراض الموجز للشقاوة الايرانية ترى من الذي يمنع ايران من مواصلة الاغتيال والقتل والتدخل  وشن الحروب؟
 اكرر ان فرق الاغتيالات الايرانية سابق على تقرير ديلي تلغراف وان ايران تملك من العدة والعتاد واسباب الحرب الكثير ، بحيث بدفع بها الى ارتكاب عظائم الامور.











16
تراجع القضية في اسماء ومناهج الاحزاب العراقية
عبدالغني علي يحيى
على امتداد عقود من حكم النظام الملكي في العراق 1921 – 1958 كانت ثلاث قضايا رئيسية: قومية ( بشقيها العربي و الكردي) وشيوعية واسلامية تتصدر اسماء الاحزاب العراقية وتشكل محتوي مناهجها القومية وانظمتها الداخلية. وكان ممثلو القضية القومية العربية وبدرجة رئيسه هم: حزب البعث العربي الاشتراكي والاتحاد العربي الاشتراكي والحركة الوحدوية الاشتراكية وكان لمصطلح العرب، العربي... الخ من تصريفاته له حضور في اسماء ومناهج هذه الاحزاب وقبل هذه الاحزاب، سبق لاحزاب عراقية اخرى وان تمسكت بالقضية وباشكال مختلفة دون ان يكون لمصطلح العرب والعروبة حضور في اسمائها وعناوينها ومناهجها، ومن هذه الاحزاب مثلاً: حزب الاستقلال، والمتتبع لأسماء احزاب العهد الملكي، يجد تلك الاسماء خالية من مصطلح العراق، العراقي.. الخ أي عكس مانزاه اليوم، حيث يزاحم مصطلح العراق مصطلح العروبة، فلأحزاب في العهد الملكي: حزب الاستقلال والعهد والحزب الوطني وحزب النهضة والحزب الحر واحزاب: الاحرار والوطني الديمقراطي والاتحاد الوطني والشعب والامة الاشتراكي والاتحاد الدستوري والاخوان المسلمين والتحرير والفاطمي وو... الخ لم يكن في أسماء أي منها مصطلح العراقي أو العراق باستثناء الحزب الشيوعي العراقي ومصطلح العراقي في اسمه جاء لكي يميزه عن بقية الاحزاب الشيوعية في العالم التي حملت اسماء اوطانها وبلدانها. حتى الجبهة الوطنية التي تشكلت عام 1957 باسم جبهة الاتحاد الوطني خلا اسمها من مصطلح العراقي. في حين ان الاحزاب العراقية الجديدة التي تقدمت بطلبات الاجازة لأجل المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت يوم 12-5-2018 ضمنت في معظمها العراق، العراقي في اسمائها وعناوينها فمن بين 204 احزاب نجد ان (40) منها تحمل مصطلح العراق، علماً ان اعداد الاحزاب الجديدة قبل تلك الانتخابات بلغت نحو 340 حزباً وفي يوم 27-11-2018 اعلن عن منح الاجازة لـ 10 أحزاب اخرى. يلي مصطلح العراق، العراقي في اسماء الاحزاب الجديدة مصطلح الوطني الذي بلغ 32 مصطلحاً. مقابل تراجع القضية في اسماء الاحزاب القومية العربية، حيث وقفت على اسماء (5) احزاب فقط من مجموع اكثر من 300 حزب تضم في اسمائها مصطلح العروبة، العربي.. الخ. وبالرغم من المد الاسلامي السياسي العارم ليس في العراق فقط بل في معظم البلدان العربية فان 14 حزباً فقط حملت مصطلح الاسلام، الاسلامي، ليس هذا فحسب بل وقفت على ما يشبه الرغبة في التخلص من المصطلح حتى لدى الاحزاب والكيانات السياسية الاسلامية، فعلى سبيل المثال نجد التيار الصدري اليوم ومنذ شهور ان لم نقل سنوات من اضخم الاحزاب الاسلامية الشيعية في العراق لا يتضمن اسمه مصطلح الاسلام، الاسلامي وحذا حذوه التيار الاسلامي الشيعي الكبير تيار الحكمة الوطني الذي بانشقاقه من المجلس الاعلى الاسلامي فأنه ابتعد بدوره عن المصطلح وسمي بتيار.. الخ  وفي كردستان، فان تراجع المصطلح أو القضية على اشده سواء في الاحزاب الاسلامية أو القومية فالجماعة الاسلامية كحزب وبعد انتخابات 30-9-2018 حصل على 8 مقاعد في حين ان منافسيه الاسلاميين: الاتحاد الاسلامي والحركة الاسلامية كانا دونه بكثير، بقي ان نعلم ان الجماعة الاسلامية منذ تأسيسها قبل سنوات قلائلا لم يكن لمصطلح الاسلامي وما يزال وجود في اسمها وعنوانها. أما الشيوعية كقضية والتي كانت ايام زمان من اكثر القضايا شعبية والقاً فانها لم تسجل اي تقدم في ظاهرة الاحزاب العراقية اذ بقي حزبان وكما كانا سابقين يحملان مصطلح الشيوعي وهما: الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني والسبب في ذلك يكمن في تراجع الاحزاب الشيوعية في العالم قضية وحزباً وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحليفاتها دول اوروبا الشرقية وتراجع احزاب شيوعية اخرى في العالم ان لم اقل جميعها لقد تراجعت الشيوعية في العراق وسط  تفاقم الفقر والبطالة والجوع وظهور جيش العاطلين عن العمل ليس في الطبقة العاملة العراقية فقط أنما في خريجي الجامعات العراقية  فالعاطلين عن العمل من خريجي الجامعات يفوق عددهم عدد العمال العاطلين عن العمل. غير انه مع تراجع القضية الشيوعية في العراق والعالم. فان الطبقات الكادحة بقت وبقي الصراع الطبقي ايضاً . وتمكنت اطراف اخرى من استغلال الفقر والصراع الطبقي في كسب الطبقانت الكادحة في العراق ومن هذه الاطراف، التيار الصدري وكذلك المرجعية الدينية العليا في النجف، وفي كردستان ترى ان معظم الكادحين والجياع التفوا في محافظة السليمانية تحديداً حول حركة التغيير والجبل الجديد. وفي دراستي لتراجع القضية سيما قوميا عربياً وطبيقاً. لمست الرغبة في النأي والابتعاد عن مصطلح الحزب، اذ طغى مصطلح ( حركة) في اسماء الاحزاب العراقية الجديدة بشكل لافت فمن بين 204 حزباً هناك (15) كياناً وحزباً سياسياً تبدأ اسماؤها بمصطلح حركة : حركة: ارادة، بابيلون، تجمع السريان، العمل، عصائب.. الخ طغيان المصطلح امتد الى الاحزاب الكردية الجديدة التي حملت اسماء: حركة التغيير، حركة الجيل الجديد، التحالف من اجل الديمقراطية والعدالة، والتي خلت بدورها من مصطلح  الحزب ومن المصطلحات التي تزاحم مصطلح الحزب في الاحزاب العراقية الجديدة مصطلحات: كتلة 8 وتير 7 وتجمع 16..الخ.
وظلت الاحزاب القديمة والعريقة ذات القاعدة الجماهيرية العريضة على عدم التخلي عن القضية في اسمائها وعناوينها ومن بينها: الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب البعث العربي الاستراكي، الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الشيوعي الكردستاني، الاخوان المسلمون، حزب الدعوة الاسلامية غير أنه وبالرغم من تخلي الاحزاب العراقية الجديدة عن القضايا التقليدية في عناوينها وكثرة هذه الاحزاب التي تدعي من بين ماتدعي الحداثة، والعصرنة والتجديد.. الخ الا ان الاحزاب القديمة التي تمسكت بالقضية في اسمائها وبرامجها مازالت الاكثر شعبية وجماهيريتاً فالفوز في الانتخابات معقود لواءه لها وليس للاحزاب الصغيرة الجديدة. وهكذا فان عدد الاحزاب في العراق حتى اذا بلغ 1000 حزب فأن كثرة هذه الاحزاب لن تغير من المعادلة ويظل الفائز الحزب  الكبير سواء لدى الكرد أو الشيعة أو السنة. لما تقدم، ان لكل قضية مرحلتها التأريخية، وستكون عادلة في المرحلة التي تولد فيها، ومتى ما تحققت القضية وانتصرت، فأنهما تفقد مبررات وجودها، بمعنى اخر ان هناك قضايا عادلة واخرى ظالمة، واذكر مقالاً للكاتب السياسي الكبير حازم صاغية جاء فيه ان اصحاب القضاايا بعد توليهم للحكم تجدهم اشد ايغالاً في الظلم والاضطهاد، ويسري ذلك على اصحاب قضيتين في العراق، قومية واسلامية، فبعد نيل العراق لاستقلاله عام 1921 لم يكن هناك من مبرر للاحزاب القومية العربية خاصة رفع شعارات قومية من قبيل السعي الى الوحدة العربية، أو المتاجرة بالقضية الفلسطينية فالهدف من وراء الشعارات ( القضية) هذه كان للنيل من الحركات القومية المضطهدة وبالاخص الحركة الكردية. ورأينا كيف ان قوتين رئيسيتين عربيتين في العراق تسلمت السلطة ( البعث مرتين) والناصريين مر ومع ذلك لم يتقدمان خطوة واحدة  باتجاه تحقيق الوحدة وحتى نصرة القضية الفلسطينية بل انهم ومعهم جمال عبدالناصر وصدام حسين كانوا الاكثر اساءة الى الوحدة العربية وزرع الفرقة في الصف العربي ناهيكم عن ايغالهما في اضطهاد الجماهير، اما الاسلاميون كما القوميين، لم يكن وما يزال من مبرر لقضيتهم سيما اذا اخذنا بالاعتبار ان جميع الشعوب الاسلامية باستثناء الكرد وشعوب اسلامية قليلة اخرى نالت استقلالها، دع جانياً فشل الاحزاب والنظم الاسلامية في تحقيق اهدافها بل ان صعودهم في بعض البلدان كالعراق وايران وتركيا سرعان من ماتوج بابشع النظم والممرسات ضد شعوبهم وتراجعت القضية الشيوعية والتي كانت جد عادلة في مرحلتها التاريخية تجسد بصدق طموح واماني العمال الفلاحين الا ان هذه القضية فقدت وتفقد مبرراتها بعد تنعم الطبقات الكادحة بالعيش الرغيد في بريطانيا والعديد من الدول الغربية الرأسٍمالية، ونال الضعف كثيراً من هذه القضية في العراق بعد تأميم النفط والتنمية الانفجارية في السبعينات، عندما تحسنت اوضاع العمال والفلاحين وتقدمت على اوضاع الموظفين المدينين والعسكريين في لعراق، ومتى ما حصل تدهور في اوضاع الكادحين فان القضية تعود وقد تجسدها احزاب غير شيوعية. وتظل القضية الكردية تحتفظ بعد التها ونزاهتها طالما ان هناك ما يقارب ال 40 مليون كردي بلا دولة ويعانون الامرين من ظلم وجور المحتلين لكردستان الكبرى، واذا حصل الكرد على حقوقهم القومية وتمكنوا من تأسيس دول قومية لهم أو دولة واحدة كبرى تضم اجزاء كردستان الاربعة فان القضية الكردية ستشهد تراجعاً كاية قضية اخرى. ولكي يطلع القاريء الكريم على اسماء الاحزاب العراقية ارى ان من المناسب تزويده باسماء ال 204 حزبا سياسياً من التي تقدمت بطلب الاجازه لخوض انتخابات عام 2018 البرلمانية في العراق وكالاتي.
1 حركة ارادة
2 حزب الغد العراقي
3 كتلة دعم الدولة
4 حزب الفضيلة الاسلامي
5 حركة بابليون
6 تجمع العراق الجديد
7 منظمة بدر
8 حزب الدعوة الاسلامية
9 المجلس الاعلى الاسلامي العراقي
10 الحزب الايزيدي الديمقراطي
11 حزب العدالة التركماني العراقي
12 وحدة ابناء العراق
13 الانتفاضة الشعبانية المباركة/الامانة العامة
14 حزب للعراق متحدون
15 حركة تجمع السريان
16 حزب الوفاء
17 حزب الجماهير الوطنية
18 التجمع المدني للاصلاح/عمل
19 حزب التطور العراقي
20 حركة الصدق والعطاء
21 كتلة الاحرار
22 تجمع مقتدرون للسلم والبناء
23 الحركة الاسلامية في العراق
24 الحزب الاسلامي العراقي
25 حزب الداعي
26 الحزب الشيوعي العراقي
27 تجمع وطن المدني العراقي
28 الجبهة العراقية للحوار الوطني
29 الحزب الوطني الاشوري
30 تجمع تنمية
31 المشروع العربي في العراق
32 حركة العمل والوفاء
33 العراق هويتنا
34 المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
35 كتلة مستقلون
36 حزب التنمية التركماني
37 حزب الاصلاح التركماني
38 حركة عصائب اهل الحق
39 أمل العراقية المستقلة
40 حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية
41 حزب الحق الوطني
42 حزب المسار المدني
43 تجمع القلعة
44 حزب سور العراق
45 حركة 15 شعبان الاسلامية
46 تجمع الامل
47 التجمع الشعبي المستقل
48 تيار العدالة والنهوض
49 احرار الفرات
50 اتحاد بيث نهرين الوطني
51 تجمع ثوار الانتفاضة
52 حزب المجد العراقي
53 مشروع الارادة الشعبية
54 الاتحاد الاسلامي الكوردستاني
55 المؤتمر الوطني العراقي
56 حزب النداء الوطني
57 حزب الحق المدني التركماني
58 الحزب االاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني
59 حزب القرار التركماني
60 الحزب المدني
61 كتلة عراق النهضة والسلام
62 الجبهة التركمانية العراقية
63 حزب توركمن ايلي
64 الجبهة الفيلية
65 حزب الوفد العراقي
66 الحركة القومية التركمانية
67 تجمع السلام الديمقراطي
68 حركة النهضة الشبابية ( عز )
69 الاتحاد الوطني الكوردستاني
70 تنظيم الداخل
71 تجمع الكفاءات والجماهير
72 حركة العراق الوطنية
73 الاتحاد الديمقراطي الكلداني
74 حزب التقدم الايزيدي
75 كتلة الوفاء والتغيير
76 حزب تجمع المستقبل الوطني
77 كتلة منتصرون
78 حزب ثأر الله الاسلامي
79 تجمع نهضة جيل
80 تجمع تعاون
81 أبناء النهرين
82 الحزب الديمقراطي الكوردستاني
83 حزب الله العراق
84 حزب الاتفاق الوطني العراقي
85 حزب الطليعة الاسلامي
86 تيار الشهيد الاول
87 حزب الوطن
88 حزب الدولة العادلة
89 الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا )
90 تيار الاصلاح الوطني
91 اتحاد القوى الوطنية
92 حزب التجمع الجمهوري العراقي
93 الانتفاضة الشعبانية مجلس الامناء
94 حزب الحل
95 تجمع نخب واعيان وحكماء العراق المستقل (تنوع)
96 تجمع العدالة والوحدة
97 كتلة درع العراق
98 التيار الوطني العشائري في العراق
99 حزب الوفاء الوطني العراقي
100 تيار الحكمة الوطني
101 حزب الاصالة العربية
102 حزب دعاة الاسلام-تنظيم العراق
103 التجمع من اجل الديمقراطية العراقي
104 حزب التصحيح الوطني ( تصحيح )
105 تجمع الايادي المخلصة
106 حزب العمال وكادحي كوردستان
107 حزب كادحي كوردستان
108 حزب الانتماء الوطني
109 حزب الامانة
110 حزب الفدرالية الوطنية
111 حركة تقدم 111
112 حركة الشباب للتغيير
113 حركة العدل والاحسان
114 الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم
115 حزب الشعب للاصلاح
116 حركة الصادقون
117 تيار السلم المدني
118 المجلس القومي الكلداني
119 تجمع البناء والاصلاح
120 تيار الوسط
121 التيار الرسالي العراقي الجديد
122 كلنا العراق
123 اتحاد صلاح الدين
124 حزب الخيار العربي
125 حركة البشائر الشبابية
126 حركة الوفاء العراقية
127 حزب الحوار والتغيير
128 حركة الاغلبية الوطنية
129 تجمع الشبك الديمقراطي
130 حركة الجهاد والبناء
131 تجمع اخيار العراق
132 كتلة الاستقرار
133 حزب الوفاق الوطني العراقي
134 حزب العروبيون
135 كوران (التغيير)
136 حزب الثبات العراقي
137 حزب الحوار الفيلي
138 تيار الابرار الوطني
139 حركة حرية مجتمع كردستان
140 حركة العراق الاسلامية
141 حركة النور _الانتفاضة والتغيير
142 وطني اولاً
143 تيار ولائيون الاسلامي
144 الحركة المدنية الوطنية
145 تجمع رجال العراق
146 حزب الترقي والاصلاح
147 حزب الارادة التركمانية
148 تجمع الاتحاد الفيلي
149 حزب العراق للاصلاح
150 الكوادر والنخب الوطنية المستقلة
151 تجمع أمناء بلدنا
152 تيار احرار الشبك
153 الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق
154 الحزب الشيوعي الكوردستاني _ العراق
155 منظمة العمل الاسلامي العراقية
156 تجمع صوت الجماهير
157 كتلة معاً للقانون
158 باب العرب
159 البصمة الوطنية
160 تجمع عراق المستقبل
161 حزب الهيبة الوطنية
162 كفاءات مدنية
163 أمة أنصار الحق
164 تجمع كفى صرخة للتغيير
165 كتلة النصر والاصلاح
166 حركة عطاء
167 التحالف من اجل الديمقراطية والعدالة
168 الجماعة الاسلامية الكوردستانية /العراق
169 المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين
170 الاستقامة الوطني
171 تجمع العزة الوطني
172 جبهة النهضة والاصلاح العراقية
173 حزب الحرية الوطنية
174 المبادرة الوطنية ( موطني )
175 الكتلة العراقية الحرة
176 التيار الاجتماعي الديمقراطي
177 النهج الديمقراطي
178 تجمع عراقيون للتغيير
179 المشروع الوطني العراقي
180 مجلس إنقاذ العراق
181 النهضة والبناء
182 جبهة الوحدة الوطنية
183 التقدم المدني الحر
184 الحرية والتقدم
185 جبهة الاعتدال الوطني
186 جبهة انقاذ تركمان العراق
187 تحالف قوى الانتفاضة في العراق
188 الحزب الدستوري العراقي
189 بيارق الخير
190 التجمع الوطني التقدمي
191 أمل الرافدين
192 حزب اليقين الوطني
193 حراك الجيل الجديد
194 تجمع برلمان الشعب
195 معاهدون
196 عراق الارض
197 المجلس العراقي الديمقراطي الموحد
198 التيار الثقافي الوطني
199 تجمع الوحدة العراقية
200 حزب اليقظة
201 تيار عراق التغيير الوطني
202 جبهة الصالحون
203 حزب المهنيين للاعمار
204 تجمع صفاء العراق




17
تقليص الوزراء والوزارات أم قادة الأحزاب ومقراتها

عبدالغني علي يحيى
   صدق محمد الدراجي وزير الأعمار العراقي السابق لما قال : (البرلمان عبارة عن خليط من السياسيين والقتلة ولا وجود للبرلمانيين 328 بل البرلمان يدار من قبل 9 أشخاص فقط). وقبل اطلاقه لتصريحه الجرىء هذا والذي شجعني على كتابة هذا المقال، ما تردد عن تقليص عدد الوزارات في العراق واقليم كردستان إلى 11 وزارة للأخير والذي لا يشك فيه اثنان ان الهدف من ورا، تقليص الوزارات يأتي بدوافع مالية واقتصادية عبر تخفيض المصاريف وغيرها من الأمور المتعلقة بها. ما يعني ان العلة في عدد الوزارات والوزراء، في حين انها تكمن اصلا في الأعداد الكبيرة لاعضاء القيادات العليا في الأحزاب المسماة باللجان المركزية أو المجالس القيادية..الخ من التسميات
أعود إلى الدراجي واقول: اذاكان (9) من البرلمانيين يتحكمون بالبرلمان العراقي والبقية منهم اشبه مايكونون بالادوات (لا يحلون ولا يربطون) وتتلخص مهتهم (برفع اليد وتنزيلها).
اضيف إلى ماذكره الدراجي، ففي رصدي للبرلمانيين الكرد من اعضاء التحالف الكردستاني والذي بلغ عددهم نحو (60) نائبا على وجه التقريب في كل دورة برلمانية، فان نحو7-8 منهم فقط كانوا يناقشون ويقترحون في جلسات البرلمان، او يتحدثون فيما يشبه بالنشاط اللاصفي المدرسي، الى وسائل الاعلام خارج البرلمان. وظلت هذه الظاهرة ملازمة للدورات البرلمانية كافة، ناهيكم من انه لم يسجل اي تحرك ميداني لاعضاء البرلمان و من جميع المكونات الاجتماعية كأن يزوروا ابناء الشعب في احيائهم وقراهم و محلات عملهم للوقوف على معاناتهم. ما جعلنا نقف على برلمان هزيل وفاشل ومزور مرده تدني ثقافة و شخصية البرلمانيين واسباب اخرى. ولنكن اكثر صراحه ان هذا الوضع المزري والميئوس منه كان ومايزال للوضع السي والميؤس منه في الأحزاب وعلى وجه الخصوص في اللجان القيادية العليا والمتوسطة والقاعدية، ففي الاحزاب العراقية نجد ظاهرة القلة المتحكمه بالاحزاب صارخة للغاية، فمن بين اكثر من (50) قياديا في اللجنة المركزية أو مجلس القيادة الحزب ما نرى قلة جد قليلة ترسم سياسة الحزب و تصيغ قراراتها أو تبرز في اللقاءات التلفزيونية والأذاعية والصحفية، وتكاد القلة المتحكمة بالاحزاب تتمثل بالمكاتب السياسية للأحزاب الذين يبدون وكأنهم طبقة ممتيزة داخل  الحزب. وكما ان معظم البرلمانيين ذوي ثقافات متدنية و جهلة، فان القول نفسه يسري على قيادي الاحزاب كذلك، اذ نادرا ما تجد بحثا او دراسة او تصريحا لافتا لهم في الاعلام بل ان بعضا منهم لايكلف نفسه حتى مشقة قراءة صحيفة حزبه المركزية ولو لم يكن معظم قادة احزابنا جهلة لما قبلوا بهذا الكم الهائل من الاعضاء مع فقدان النوعية بينهم، مع ما يترب على الظاهرة من تخصيص رواتب ومخصصات ضخمة لهم ومن أموال الشعب والدولة طبعا. علما ان بعضا من قادة الاحزاب أدركوا منذ زمن هذه الحقيقة المرة، فالرئيس مسعود البارزاني مثلا وعد باجتثاث الفاسدين ليس في حكومة الأقليم فحسب انما داخل حزبة ايضا، وقبل ايام نعت القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول على، قياديين في حزبه بالتطفيليين ودعا إلى طردهم من الاتحاد، والحالة نفسها تجدها في الاحزاب العراقية الكبيرة دون استثناء. عليه والحالة هذه فان التفكير بتقليص عدد اعضاء اللجان المركزية في الاحزاب يجب ان يتقدم على التتفكير بتقليص عدد الوزراء والوزاؤات ونواب الوزرا اوقادة الدولة، والا فان عواقب وخيمة تنتظر خزينة الدولة العراقية والاقتصادية واذكر ان القانوني الكبير طارق حرب في معرض تناوله لرواتب اعضاء البرلمان كان قد نبه إلى ذلك قبل أعوام لقد فات حرب امر القادة الحزبيين وعبئهم المالي على خزينة الدولة اذ انهم يحالون على التقاعد بدرجة وزير أو مدير عام أو مستشارين على ملاك الدولة، فتصور العبء المالى الناجم عن احالة اعضاء البرلمان على التقاعد بعد كل دورة انتخابية وتصور ايضاً العبء نفسه لاحالة القادة الحزبيين على التقاعد بعد كل 4 سنوات أو مؤتمر. اضافة إلى ماذكرت فان مقرات الاحزاب الكبيرة داخل المدينة الواحدة أوالمحافظة الواحدة اضعاف مقرات الدوائر الخدمية للوزارات. لهذا يجب إزالة العلة في الاحزاب أولا ثم الوزارات والبرلمان، فالعلة انتقلت من الاحزاب إلى البرلمان والوزارات وفي مقال سابق لي قلت أن الحزب رأس الفساد كونه يعين الفاسدين من قادة الدولة واعضاء البرلمان.
لن تستقيم العدالة وامور الحكومة ولن ينقذها تقليص عدد الوزراء والوزارات طالما ان قيادات الاحزاب تكون في منأى عن التفليص وكذلك المقرات الحزبية ان المرء لا يسعه إلا ان يتألم ويرثي لحال الشعب حين يتحكم به هذا الكم الهائل من الجهلة الحزبيين والحكوميين.
اوقفوا هذا الاستهتار بمقدرات الشعب.. اوقفوا المهازل الضاحكة على ذقون الشعب.. اوقفوا هدر المال العام..

18
ايران نحو الهيمنة التامة على كل مفاصل الحكم في العراق
عبدالغني علي يحيى
   بتاريخ 4-10-2018 نسبت وسائل الاعلام الخبر التالي الى صحيفة الاخبار اللبنانية التي يصدرها حزب الله اللبناني: ( انتخاب صالح وعبدالمهدي مكاسب سياسية متتالية لطهران وحلفائها سواء في سيروة العمليات الانتخابية الثلاث أو في نتائجها) وبعد فوز محمد الحلبوسي برئاسة البرلمان العراقي قال السياسي السني مشعان الجبوري: ( بعد فوز- مرشحها مرشح ايران طبعاً – برئاسة البرلمان فان ايران حققت نصراً اخر بفوز مرشح حليفها التاريخي الاتحاد الوطني الكردستاني).

وقال الباحث الكردي جواد ملكشاهي: ( اختيار برهم صالح لم يأت اعتباطاً أو بصفقات الاسبوعين الاخيرين قبل انتخابه بل تم التخطيط له مسبقاً من قبل طهران وبمباركة أمريكية) وبتاريخ 5-11-2018 صرح محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني: ( تغلبنا على امريكا ب 3 –صفر وان الرئاسات العراقية الثلاث الحالية هم من المعسكر الايراني) اكتفي بهذا القدر من الامثلة فالاسترسال فيها قد يوحي الاستهانة بقدرة القاريء على التلقي. وصدق جعفري إذ أن سيطرة ايران على الرئاسات الثلاث في العراق أمر لا يحتاج الى دليل أو برهان. وصدق ايضا السياسي العربي السني محافظ نينوى سابقاً اثيل النجيفي حين قال بعد يومين من التصريح الذي ادلى به الجعفري: ( ان ايران مهيمنة على كل الوزارات، وحقائب العصائب ( عصائب اهل الحق) ثانوية). ومن قوله يفهم ان ايران لا تكتفي بالهيمنة على الرئاسات العراقية الثلاث بل على فقراتها وتفاصيلها ايضاً، فهي لم تتوقف عند فرض ( المستقيل) عادل عبدالمهدي على قيادة الحكومة أنما مدت هيمنتها على البرلمان العراقي و راحت تخطط للسيطرة حتى على اللجان النيابية والتي خفضت من 27 لجنة الى 22 لجنة- علما ان التخفيض والتقليل يسهل لايران الهيمنة اكثر- اذ ما معنى عدم تسمية روؤساء اللجان ومقرريها في جلسة البرلمان العراقي ليوم 10-11-2018؟ ولا يخامرني ادنى شك في أن ايران تخطط للاستيلاء على مجالس المحافظات  التي ستجرى انتخاباتها قريباً.
لما تقدم فان ايران ماضية نحو الهيمنة التامة على جميع مفاصل الدولة العراقية، فلا يكاد يمر يوم أو اسبوع دون ان تقف على تحرك ايراني باتجاه توسيع وتعميق همينتها على العراق، ففي جلسة البرلمان تلك، تم التصويت على رفع التجميد عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والعمل على تفعيل أعمالها وسط اعتقاد ساذج دام الى يوم انعقاد الجلسة بعدم ايقاف التعقيبات القانونية بحق المفوضية التي اتهمت بالضلوع بتزوير الانتخابات واتهامات اخرى مثل بيع وشراء المناصب والاصوات وشراء الضمائر وعدم الاعلان عن نتائج التحقيق بشأن حرق الصناديق الانتخابية في مخازن المفوضية الكائنة في الرصافة ببغداد. وفوق كل هذا فان صيحات الاعتراض على مايشبه رد الاعتبار الى المفوضية والتي انطلقت الصيحات بدرجة رئيسة من الاتحاد الاسلامي الكردستاني ممثلاً بشخص القيادي فيه مثنى امين وارشد الصالحي النائب في البرلمان العراقي ورئيس الجبهة التركمانية في ان معاً. عليه فأن هيمنة ايران على هذه المؤسسة الهامة والحساسة المفوضية العليا ( المستقله)  للانتخابات والتي ساعدت الموالين لأيران للفوز في الانتخابات البرلمانية التي اجريت يوم 12-5-2018 ولقد ثبت انذاك و فيما بعد ان معظم المتهمين بالتزوير هم المقربون من ايران، ان هيمنة ايران على المفوضية لاتقل اهمية عن هيمنتها على الرئاسات الثلاث تلك وكذلك الوزارات العراقية. ومن الان فصاعداً يجب توقع ترسيخ النفوذ الايراني على كل مفاصل الدولة العراقية وبشكل لا يتزحزح. واذ نجد ايران مهيمنة على الرأس أو على الاجهزة القيادية العليا في الدولة العراقية فانها سوف تهيمن وبسهولة على الاجهزة القاعدية فيها ومن دون ادنى شك. ويخطيء من يعتقد ان ايران تكتفي بتنصيب ركائزها من العراقيين على مفاصل الحكم في العراق. لكن الشكوك سوف تلازم ايران في قدرة واخلاص تلك الركائز في تلبية مطالبها وعدم الخروج على طاعتها، لهذا نرى كيف ان قاسم سليماني قائد فيلق القدس لاايراني يتصرف كحاكم مطلق للعراق وذلك باعتراف الجميع، فلا غرابة أن يناط امر احتلال كركوك يوم 16-10-2017 الى سليماني دون غيره من القادة العسكريين العراقيين الذين كانوا مجرد أدوات تحت امرته.
اضافة الى ما ذكرت، فان كل القوات المسلحة العراقية تأتمر بأوامر ايران وليس الحشد الشعبي وحده كما يعتقد يعضهم خطأ وسيحل الحشد الشعبي بمرور الايام محل الجيش العراقي والقوات العراقية الاخرى التقليدية لحين انجاز تفريسه أو ايرانيته بالتمام والكمال ومثلما توارئ مصطلح الجيش الايراني الى حد كبير وحل محله مصطلح: الحرس الثوري والباسيج وفيلق القدس. فسيأتي اليوم الذي يختفي فيه ويزول مصطلح الجيش العراقي ويحل محله مصطلح الحشد الشعبي.. عصائب وكتائب.. الخ من التسميات.
عدا ما ذكتره فأن هناك اكثر من دليل على تحرك ايران للهمينة اقتصادياً على العراق اضافة الى هيمنتها السياسية. يقول العلامة في القانون طارق حرب: ( ايران ليست عدوً للعراق وتتمتع بواقع عسكري واقتصادي في العراق) واذ اخالفه في رأيه: ( ايران ليست عدواً للعراق) فلا يسعني الا ان اوافقه في (وتتمتع – ايران- بواقع عسكري واقتصادي في العراق). فهي – ايران- -شريكة للعراق في حقول النفط المشتركة، وبأمر من روحاني سير بط العراق من البصرة الى معبر الشلامجة الحدودي بسكه حديد وتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين ال 8 مليارات دولار سنوياً، وان من الصعب على العقوبات الامريكية تفكيك العلاقات التجارية بين العراق وايران الى درجة ان ايران تعمل من اجل ان يكون اقتصادها جزءاً من الاقتصاد العراقي في مسعى منها للالتفاف على العقوبات الامريكية، ولقد نجحت في هذا المجال أيما نجاح، واذا كان نفوذ وهيمنة ايران على المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق أمراً مفروغاً منه فان الخطوة المقبلة أو التالية لأيران تهدف الى سحب هيمنتها الى اقليم كردستان والتي تعود الى اعوام خلت، تمثلت في الابادة التدريجية لتنظيمات الحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظتي السليمانية وحلبجة، وفيما بعد ازاحة الرئيس مسعود البارزاني عن رئاسة اقليم كردستان. وتسعى الان الى فرض مبدأ المناصقة أو الفيفني- فيفتي على حكومة اقليم كردستان المقبلة وفي حال نجاحها في فرض هذا المبدأ المضر الذي ادى الى اقتتال داخلي في كردستان عام 1994 والى عرقلة توحيد الادارتين الكرديتين الى يومنا هذا، فان احد النصفين شئنا أم ايبنا سيكون خاضعاً للهيمنة الايرانية، وما على الوطنيين الكرد من: ديمقراطي كردستاني ووطني كردستاني والاتحاد الاسلامي والشيوعي والاشتراكي الا الوحدة والتضامن بوجه المساعي الايرانية لفرض المناصقة او الفيفتي فيفتي..
وان لا يدعوا الهيمنة الايرانية على الاقليم تمر مر الكرام كما مرت في وسط العراق وجنوبه. وليكن شعار الكرد بوجه ايران: ( لن تمروا)

19
لا للعقوبات والحرب على ايران
نعم للديمقراطية للفرس والاستقلال للكرد والعرب والاذريين والبلوش.

عبدالغني علي يحيى
حديث العالم الان ومنذ اسابيع يدور حول العقوبات الامريكية وعلى مراحل على ايران، وهذه العقوبات تزاحم الملف النووي الايراني في اهتمامات العالم بها، وظاهر الامر يوحي بأن الهدف من وراء العقوبات هو اسقاط الحكومة الايرانية والانتصار لشعبها عليها وتوحي ايضاً بخلق استياء وسخط عام لدى الايرانيين لكي يهبوا ويسقطوا نظامهم القائم منذ عام 1979 على غرار الهبة الشعبية العارمة ضد النظام الشهنشاهي في العام نفسه والتي أدت الى انهيار حكمه. ومع ايماننا الراسخ وذلك استناداً الى تجارب الماضي القريب والبعيد بخصوص العقوبات فأن الذي يتأذى ويتضرر منها هو الشعوب وبالذات الجماهير المسحوقة منها وليس المسؤولون أو الحكومات. وأن العقوبات على دولة ما والتي تتخذ مصطلحات و تسميات شتى مثل: المقاطعة، الحصار الاقتصادي والحرب التجارية .. الخ لم تؤدي في معظم الحالات الغرض المنشو والمعلن من ورائها إطلاقاً، ولدينا على ذلك كثرة من الامثلة التي تبعث على الاعتقاد بانها تعاقب الحكومات لا الشعوب، والعقوبات أو الحصار الاقتصادي أو المقاطعة مورست على دول تقودها حكومات ظالمة واحياناً على دول غير ظالمة وفي الحالتين  فان الخاسر يكون الشعب في الدولة المعتدى عليها بل الشعب في الدولة المعتدية كذلك. ومن  العقوبات او المقاطعات  الشهيرة في التاريخ الحديث: المقاطعة العربية لاسرائيل والتي لم تضعف اسرائيل أو تقوي العرب و الشعب الفلسطيني منذ تنفيذها بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948 وما زالت هذه المقاطعة مستمرة الى يومنا هذا رغم دخولها في هزائم وكذلك دخول العرب فيها، فالذي شهدناه وتشهده ان اسرائيل تقدمت بشكل مدهش في المجالات السياسية والاجتماعية والتكنولوجيا والاقتصاد.. الخ  مقابل تمزق وتراجع للعرب بين. اذ ان مقاطعتهم وعقوباتهم لأسرائيل بدلاً من ان تلقي ( اسرائيل في البحر) القت بهم، بالعرب، في مهاوي التهلكه والدمار، الانقلابات العسكرية الربيع العربي الحروب التي ما تزال تطحن وتحرق البلدان العربية، ومن أشهر الهزائم العربية في ذروة مقاطعتهم لأسرائيل هزيمة حزيران عام 1967، ومن ثمار المقاطعة العربية لاسرائيل اضافة الى هزيمة حزيران اعتراف دول عربية باسرائيل واقامة اخرى لاشكال العلاقات السرية والعلنية معها. ووقف العالم فيما بعد على اشكال من العقوبات معظمها امريكية واخرى اممية وثالثة من نظم دكتاتورية. وأشير وذلك على سبيل المثال الى العقوبات الامريكية وحصارها على كوبا وما زالت العقوبات واشكال من الحصار مستمرة عليها، بالرغم من انفتاح اوباما فيما بعد عليها، وفوق كل هذا فان  العقوبات الامريكية عجزت عن تركيع كوبا شعباً وحكومة منذ تنفيذها بعد انتصار الثورة الكوبية عام 1959 والى الان ورافقت العقوبات مؤامرات عديدة وغزو مسلح الا انها انتهت بالفشل وستفشل ان  استمرت. وفي عام 1962 ان لم تخذني الذاكرة تعرض النظام العنصري في جنوب افريقيا الى مقاطعة دولية بسبب عدم توقيعها على لائحة حقوق الانسان الصدرة عن منظمة الامم المتحدة. ومع ذلك فان الحكومة العنصرية تلك لم تسقط جراء العقوبات بل سقطت بااسلوب اخر، وعصر ذاك ثبت كيف ان الولايات المتحدة الامريكية وحليفات غربيات لها كانت تخرق الحصار على جنوب افريقيا وتتعامل معها في الخفاء.
في كردستان العراق، تعرض الشعب الكردي نتيجة اندلاع ثورة ايلول 1961 – 1975 الى حصار اقتصادي شديد وشامل حتى ان كيلو السكر أو الشاي وصحفية النفط كانت تباع بأسعار خيالية. ومع هذا فان الحصار اخفق في فرض التنازل على الشعب الكردي وثورته، والذي ركع وتراجع وتنازل هم  حكام العراق وحكوماتهم الذين دخلوا في اكثر من اتفاق و هدنة مع الثورة الكردية في 8 شباط 1963 و 10 شباط 1964 وفي 29- حزيران 1967 و 11-3-1970.. الخ  واليوم يتبين ان حكام العراق الجدد لم يستفيدوا من دروس وتجارب الماضي في مجال معاقبة الشعب الكردي اقتصاديا وراحوا يمارسونها من خلال تخفيض ميزانية الاقليم من 17% الى 12% والتقليل من ميزانية البيشمركة فاقامتهم لنقاط كمركية  على الطرق المؤدية الى محافظات  السليمانية واربيل ودهوك.. الخ ان الحصار على كردستان وبجميع اشكاله لم يستطيع النيل من عزيمة الشعب الكردي سابقاً ولن يستطيع النيل منه الان ولا في المستقبل.
علماً ان الشعب الكردي تعرض في وقت سابق  الى حصارين مزدوجين دولي على العراق والذي طال كردستان كذلك اضافة الى حصار الحكومة العراقية البعثية عليه، وخرج من كلا  الحصارين منصراً.

    لقد أذى الحصار الدولي – الامريكي الشعب العراقي كثيراً من غير ان يلحق اي ضرر بالحكومة العراقية. ولو كان الحصار ضد العراق مجدياً لما كانت الولايات المتحدة تقدم على شن الحرب عليه  واسقاط حكومة صدام حسين في 9-4-2003 ها هو الحصار على العراق والذي طبق من قبل الغرب و  المجتمع الدولي يتكرر الان من جانب الولايات المتحدة بالاخص على ايران واقول مسبقاً ان حكام ايران وحكومتهم  لن يتأثروا بالعقوبات الامريكية مهما كان حزمها شديدة قاسية ولن تفلح في اسقاطهم وستكون الشعوب الايرانية المغلوبة على امرها هي المتظرر الوحيد من ورائها وتدفع ضريبة العقوبات الامريكية. وعودتنا التجارب الماضية، ان الحصار الاقتصادي أو العقوبات غالباً ما تتوج بالحرب أو الحملات العسكرية لأسقاط نظام حكم ما وهذا حصل في العراق عام 2003 وفي كوبا عام 1962 ( غزوة خليج الخنازير) وتفيد الوقائع ان الولايات المتحدة قد تختتم العقوبات على ايران بحملة عسكرية عليها في نهاية المطاف بعد فشل عقوباتها وارى ان الولايات المتحدة سترتكب حماقة كبيرة وخطأ استراتيجياً فادحاً اذا هاجمت ايران عسكريا وواصلت عقوباتها عليها وللاسباب التالية:
1-   ان ايران مقارنة بالعراق الذي اسقطنه الولايات المتحدة بسهولة عام 2003 دولة عظمى تتمتع بركائز اقتصادية صناعية وزراعية كبيرة وبالاكتفاء الذاتي في الكثير من المجالات. وهي ليست كعراق صدام حسين الذي اسقط عام 2003.
2- ثم ان روسيا الاتحادية لن تسمح بسقوطها مثلما لم تسمح بسقوط أو اسقاط بشار الاشد وحكومته رغم تدخلات امريكية وبريطانيا وفرنسية وتركية لأسقاطها، نعم يخطيء من يعتقد ان روسيا ستسمح بسقوط الحكومة الايرانية ومع روسيا الصين ايضاً، واذا كان الربيع العربي قد اسقط حكومات: مصر وتونس وليبيا واليمن الا أنه اخفق عن اسقاط حكومة الاسد التي سانتدتها روسيا وما تزالوا، ولو كانت حكومات الدول التي اسقطها الربيع العربي مستنجده بروسيا الاتحادية لما كانت تسقط ان تمسك روسيا الاتحادية بايران سابق على الوضع الحالي ويعود الى زمن الاتحاد السوفيتي السابق الذي حذر امريكا من مغبة اشعال الحرب في جوارها على خلفية أزمة احتلال السفارة الامريكية في طهران. ان حماية ايران  استراتيجية ثابته لدى حكام موسكو شيوعيين كانوا ام راسماليين.. لا لن تدع موسكو ان يسقط النظام الايراني مثلما لم تدع نظام الاسد ان يسقط.
3- في العقوباتالامريكية على ايران ميوعة وفجوات يتسلل منها الفشل والخرق اليها، اذ ما معنى  اعفاء (8) دول من الالتزام بالعقوبات ومن بينها حليفتان لامريكا: تركيا والعراق وستطول قائمة الدول للمعفاة من الالتزام بالعقوبات في القادم من الايام ، فضلاً عن  ذلك فان وقوف كل من روسيا والصين الى جانب ايران وعدم مجاراة دول الاتحاد الاوروبي لأمريكا في موقفها من ايران سيكون من اسباب فشل العقوبات واي غزو محتمل لايران، وليس ببعيد ان تنظم دول اسلامية بدوافع دينية أو مصلحية الى ايران ان اعفاء امريكا للدول الحليفة لها كتركيا والعراق من العقوبات على ايران  والزام الدول غير الحليفة لها بالعقوبات في نظام العقوبات الامريكية المفروضية على ايران علاوة على نقطة ضعف اخرى وهي تمييزها بين ايران وتركيا سيما اذا علمنا ان تركيا تفوق ايران سوءاً ان تحدي حليفي امريكا، تركيا  والعراق للعقوبات له دلالات كبيرة تعبر عن مدى الضعف الذي تعيشه امريكا الان. ومن النقاط التي تدفع امريكا بالكذب واللامصداقية في صراعها مع ايران قولها باستمرار من انها تروم من ايران تعديل سلوكها وليس اسقاط نظامها أو تغييره. وهذا من  نقاط الضعف الاخرى في السياسة الامريكية. ان على علم السياسة ان يخطئ الحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية والمقاطعات مثلما اخطأ الانقلابات العسكرية وانتزاع السلطة بالقوة ونظرية الممثل الوحيد للشعب ومن نقاط الضعف ايضا في السياسة الامريكية ويالي لكثرتها. تجاهل واشنطن للمعارضة الايرانية احزاباً ومكونات اجتماعية وشعوب. وفي الوقت الذي يستحيل فيه اضعاف ايران عن طريق العقوبات لأرغامها على اتباع السلوك الصحيح والمقبول دولياً، ثمة اساليب اخرى مقبولة وناجحة لجعل ايران على الطريق الصحيح وعلى رأسها العمل من اجل الديمقراية للفرس اي المكون الحاكم والاستقلال للكرد والعرب والاذريين والبلوش، اي بصريح العبارة تقسيم ايران بين شعوبها وان المرء يستغرب من تشبث امريكا وحليفاتها الغربيات بوحدة ايران وتركيا والعراق وسوريا والمفروضة قسراً على شعوبها في وقت رأينا كيف ان الدول الغربية الاستعمارية نفسها قسمت اراضي وشعوب الامبراطورية العثمانية على نفسها وحل احتلالها لبلدان هذه الشعوب محل الاحتلال العثماني لها ومع هذا نجد الدول الاستعمارية هذه تأبا وترقض تقسيم ايران على شعوبها والقول نفسه ينسحب على تركيا والعراق وسوريا، والجميع يعلم ان الوحدة القسرية في هذه البلدان ورفض تقسيمها يشكلان السبب الرئيس لقيام الدكتاتوريات والحروب والاضطرابات في هذه البلدان ان الشعوب الايرانية التي ذكرتها تتوق الى الاستقلال عن ايران ومتشائمة من العقوبات الامريكية على ايران وهي تعلم علم اليقين ان هذه العقوبات تقوي من النظام الايراني ولا تضعفه ولا تسقطه، بل ان الذي يضعف ويخسر هم الشعوب تلك ومعها الشعب الفارسي  عليه يجب ان يكون الشعار في ايران  الديمقراطية للفرس والاستقلال للكرد والعرب والبلوش.. الخ.
ان العقوبات والحصار الاقتصادي وما شابههما تؤدي الى  تجويع الشعوب لكي تثور على حكوماتها، وعندي ان في ذلك معالجة خطأ بخطأ، ان لم نقل ان تجويع الشعوب جريمة كونه يقود الى انتشار الانحلال الخلقي والسرقة والجريمة المنظمة و الهجرة الجماعية والاذلال والنيل من الكرامة البشرية، وما نراه اليوم في العراق من تراجع للقيم والاخلاق الفاضلة، فان  العقوبات الاقتصادية السابقة تشكل احد اسبابها الرئيسية. لقد مرت الشعوب في التاريخين القديم والحديث باشكال من المجاعات ومع ذلك فان  حكوماتها سواء كانت عادلة او مستبدة لم تسقط بفعل الحصار والعقوبات لذا على الولايات المتحدة ان تأخذ العبرة من التاريخ وبدلا من القيام بفرض العقوبات على ايران او التخطيط لشن الحرب عليها، ان تحرر شعوبها وتحقق لها الحرية والاستقرار وللشعب الفارسي الديمقراطية والعدالة والتقدم. وبعكسه فان  من شأن سياساتها الحالية الزاخرة بالعقوبات على ايران ان تدفعها – امريكا- الى وضع اشبه ما يكون بالوضع  الذي عاشته عام 1975 في اقطار الهند الصينية كمبوديا، لاوس، فيتنام وتشهد هزيمة على غرار هزيمتها في الهند الصينية. ان مشاكل العالم تعالج بالديمقراطية والحرية والاستقلال للشعوب وليس بتجويعها وشن الحروب عليها.
على غرار تصفية الاستعمار من قبل الامم المتحدة في القرن الماضي وظهور عشرات الدول جراءها على الامم المتحدة حل وتصفية الدول القائمة على التعددية القومية والدينية والعنصرية اذ ثبت قيام هذه الدول على الوحدة القسرية واقصاء المكونات من غير المكون الاكبر والسائد وهذا ما نراه جليا في ايران وتركيا والعراق وسوريا.

20
معايير التمييز بين الانتخابات البرلمانية.. الحرة والمزورة –
- الانتخابات البرلمانية الكردستانية انموذجاً-

عبدالغني علي يحيى
  يلاحظ سيما في بلدان العالم الثالث أو النامية والعراق منها بدرجة اولى وبشقيه العراقي والكردستاني، ان النتائج المتمخضة عن الانتخابات البرلمانية غالباً ماتتوج بالاعتراضات والطعون والرفض فرفع الشكاوى الى القضاء. ولقد كانت الانتخابات العراقية البرلمانية التي اجريت يوم 12-5-2018 محل اعتراضات كثيرة وماتزال وبلغت الطعون فيها حد القول ان الانتخابات تلك كانت مزورة بنسبة 90% وان نسبة المشاركين فيها في بعض من المحافظات لم تتجاوز ال16% أو ال 20% ما ادى الى برلمان مزور وحكومة مزورة وتكتل نيابي اكبر زور ايضاً وعدم تمثيل البرلمان الجديد للشعب. أما الانتخابات البرلمانية الكردستانية التي اجريت يوم 30-9-2018 فانها بدورها تعرضت الى انتقادات ورفض بالرغم من الفارق الهائل بينها وبين الانتخابات العراقية التي سجلت عليها عمليات تزوير واسعة وشراء للضمائر وخرق فاضح للدستور اضافة الى بيع وشراء المناصب.. الخ في حين ان الانتخابات الكردستانية كانت بمنأ من الخروقات والظواهر المدانة الا في حالات ضيقة جدا مثال الطعن بها من جانب عدد من الاحزاب بينها: حركة التغيير والجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي الكردستاني واصدرت هذه الاحزاب وبينها الحزب الديمقراطي الكردستاني p.d.k بياناً مشتركاً في مدينة كويسنجق وذلك في الساعات الاولى من اجراء الانتخابات اتهموا الاتحاد الوطني الكردستاني p.u.k بتزوير الانتخابات في المدينة المذكورة وفيما بعد في مدن اخرى ولكن بشكل اضيق وحصراً في محافظة السليمانية  وتحمست احزاب: التغيير وحركة الجيل والجماعة الاسلامية لأتهام p.d.k بالتزوير ايضاً، الا ان اتهاماتها للاخير جاءت ضعيفة بسبب من عدم تبنيها للمقاييس والمبادئ التقليدية المتبعة للفرز بين النزيه والتزوير في الانتخابات وجاء اتهامها اشبه ما يكون برمي حصوة في الظلام وكلام لامسؤول، ومع الاقرار سلفاً بوجود تزويرفيها في الانتخابات الكردستانية وفي الانتخابات العراقية التي شاركت فيها الاحزاب الكردستانية، وفي الانتخابات العراقية ايضاً فان الاعتراضات وجهت الى p.u.k في السليمانية وكركوك ايضاً مع الفارق بين الاعتراضات الكردية عليه والاعتراضات العربية والتركمانية فالفوز بالانتخابات معقود لواؤه للكرد في كركوك كونهم يشكلون اكثرية سكانها منذ العهد العثماني.
اعود الى المقاييس والمباديء التي يجب ان تعتمد للفرز بين الانتخاب البرلماني الحر والاخر المزور وهي:
1-   نتائج استطلاع الاراء السابقة على بدءالانتخابات واعلان نتائجها، اذ ان نتائج استطلاع الاراء غالباً ما تكون ستقاربة أو متطابقة مع النتائج الرسمية للانتخابات، مثال ذلك ان معظم مراكز ومعاهد استطلاعات الاراء ومن بينها مثلاً ( منظمة الرافدين) و ( معهد كردستان).. الخ من مراكز اخرى اجمعت على ان الحزب الديمقراطي الكردستاني سيفوز ب 24 -25 مقعداً في الانتخابات العراقية وبالفعل فان الحزب فاز ب 25 مقعداً رغم الغبن الذي لحق به في تلك الانتخابات والذي تمثل في عدم احتساب اصوات النازحين وايزديي سنجار واصوات الخارج رغم عدها يدوياً. استهدف p.d.k لأنه كان الفائز الوحيد فيها دون منازع. و في الانتخابات الكردستانية اجمع المراقبون على ان p.d.k سيكون في المقدمة. وقال رئيس قائمة الحزب المذكور هيمن هورامي ان حزبه سيفوز ب 40-45 مقعدا وكان تنبؤه في محله اذ فاز p.d.k ب 45  مقعداً ومن السياسيين الذين تنبؤا بفوز ساحق ل: p.d.k في الانتخابات البرلمانية الكردستانية السياسي العربي السني مشعان الجبوري الذي قال ما نصه أو ما معناه ( سترون كيف يكتسح p.d.k الجميع).
2-   ان تنبؤات السياسيين والمراقبين تشكل معياراً صائباً للتمييز بين الانتخابات الحرة والانتخابات المزورة من الواجب عدم اهمالها.
3-   النتائج الاولية غير الرسمية للانتخابات: على مدار اليوم الاول للانتخابات وبالاخص في المساء منه وفي الايام التالية له كان الاعلان عن النتائج الاولية غير الرسمية يأتي ليتطابق فيما بعد مع  النتائج الرسمية سواء المبثوثة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أو المصدقة عليها فيما بعد من قبل القضاء، ففي النتائج الاولية غير الرئسمية جاءت نتائج الاصوات التي حصلت عليها الاحزاب مطابقة للنتائج النهائية الرسمية.
4-   العودة الى نتائج الانتخابات البرلمانية السابقة:
على المراقبين السياسيين والنخب المثقفة في اي شعب في تقييمهم لنتائج احدث الانتخابات، ان يراجعوا نتائج الانتخابات البرلمانية السابقة بالنسبة لكل حزب وبالاخص الاحزاب الكبيرة، ففي اول انتخابات برلمانية جرت في اقليم كردستان يوم 19-5-1992 فاز الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ 51 مقعداً اي بزيادة (6) مقاعد على فوزه بانتخابات 30-9-2018. ولقد كان متوقعاً ان يحل الاتحاد الوطني الكردستاني ثانيا فالاتحاد فاز في الانتخابات عام 1992 البرلمانية ب 49 مقعداً وكان الثاني في انتخابات عام 2018 حين فاز ب 21 مقعداً وعندي ان السبب في هذا التراجع بالنسبة اليه ( الى الاتحاد) يكمن في الانشقاقات التي ضربته بين عامي 2007 و 2018 اضافة الى التصدع الذي حصل فيه مؤخراً بظهور مركزين فيه: جناح المكتب السياسي بقيادة السيدة هيرو ابراهيم احمد وجناح مركز القرار بقيادة كوسرت رسول علي، وبعكسه فان البون بين p.d.k و p.u.k كان من شأنه ان يكون اضيق، ولا يغيب عن البال ان تسك الديمقراطي الكردستاني بالاستقلال لكردستان زاد من شعبيته على نطاق الداخل والخارج وما يزال في وقت اضرت خيانة 16-10-2017 كثيراً بالp.u.k التي اقدم عليها نفر في ال p.u.k وكانت  النتيجة حصول p.d.k على 45 مقعداً و p.u.k على ٢١ مقعداً لقد فاز p.d.k في جميع الانتخابات الكردستانية والعراقية وتقدم على جميع الاحزاب الكردية وعلى احزاب عراقية ايضاً  لذا ولمعرفة الصحيح من الكذب والنزيه من المزور ارى ان  الخلفية التي ذكرتها في الفقرة (4) من هذا المقال ضرورية للباحث الذي يجب ان يلم بها لتجنيب نفسه من الوقوع في الاخطاء.
5-   ومن المعايير التي يجب اتباعها للتمييز بين النزيه والمزور في الانتخابات البرلمانية، ماضي الحزب النضالي والمكاسب التي حققها للشعب سواء في مرحلة النضال التحرري الوطني أو  النضال السلمي. وهنا علينا ان نأخذ بعين الاعتبار ان جميع المكاسب التي تحققت للشعب الكردي كانت على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني، فعلى سبيل المثال تقترن المادة (5) من الدستور العراقي المؤقت في العهد الجمهوري الاول تلك المادة التي نصت على ان العرب والكرد شركاء في الوطن العراقي ومكاسب اخرى تقترن بعودة قائد الحزب الرئيس الراحل مصطفى البارزاني من الاتحاد السوفيتي السابق والحصول على النشاط العلني والقانوني لحزبه عام 1960. علماً ان حزبان فقط حصلا على ذلك هما: الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الوطني الديمقراطي العراقي بقيادة المرحوم كامل الجادرجي . كما ان p.d.k أرغم فيما بعد حكومة انقلابي 8 شباط 1963 على اطلاق سراح جميع السياسيين الكرد من اعضاء الحزب وغيرهم واصدار الحكومة الانقلابية لقانون اللامركزية في العام نفسه، فيما بعد ارغم حكومة عبدالسلام عارف في 10 شباط 1964 على توقيع اتفاقية لصالح الكرد وفي عام 1967 ارغم حكومة عبدالرحمن عارف وعبدالرحمن البزاز على توقيع اتفاقية 29 حزيران والتي ايضاً كانت لصالح الكرد وفي عام 1970 حقق المكسب القومي الكبير للشعب الكردي والذي تجسد في اتفاقية اذار- اتفاقية الحكم الذاني الذي عد من اعظم المكاسب التي حققها الحزب الديمقراطي الكردستاني للشعب الكردي.
6-   ومن المباديء والمعايير التي يجب الركون اليها في تقم لانتخابات البرلمانية ومعرفة الحر والنزبه والمزور والمزيف هي قبول الطرف الرئيس والمنافس بنتائج الانتخابات، ولقد اعلن الاتحاد الوطني الكردستاني قبوله بالنتائج وبذلك عظم شأنه لدى الشعب الكردي. علماً ان p.u.k سبق وان قبل بنتائج انتخابات فاز فيها عليه حركة التغيير قبل نحو (5) اعوام من الان وبذلك كبر في عين الشعب ايضاً .
ومن المعايير الاخزى التي يجب اخذها بنظر الاعتبار.
7-   بيان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .
8-   قرار المحكمة.

21
الانشقاقات في الاحزاب العراقية
أسبابها.. نتائجها.. مصيرها

عبدالغني علي يحيى
   كان عقد الستينات من القرن الماضي سيما في أواسطها زاخراً بالانسقاقات ليس في الاحزاب العراقية فقط بل في معظم أحزاب العالم وبالاخص ما أصطلح على تسميته بالعالم الثالث أو البلدان النامية. وكانت الانشقاقات عقد ذاك  بحق ظاهرة استحقت وما تزال، الوقوف عندها وتقييمها، واستخلاص الدروس والعبر منها، غير أنها مع ذلك لم تستحق الاهتمام الكافي والمرجو بها. علماً أن الانشقاقات كانت حصراً الى حد كبير في بلدان العالم الثالث كما اسلفت وحصراً أيضاً في الاحزاب اليسارية الماركسية  أو الثورية القائدة للحركات القومية التحررية. وفي العراق الذي كان بلداً نامياً انذاك وما يزال كانت هنالك 3 أحزاب كبيرة ذات قاعدة جماهيرية عريضة مهيمنة على الساحة السياسية وهي:
1-   الحزب الشيوعي العراقي
2-   حزب البعث العربي الاشتراكي
3-   الحزب الديمقراطي الكردستاني
وهذه الاحزاب كانت تمارس نشاطاتها مرة بشكل سري واخرى بشكل علني أو شبه علني.
عدا الاحزاب الثلاثة هذه كانت هنالك أحزاب اخرى بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة مثل: الاخوان المسلمين وحزب الدعوة الاسلامية والناصريين، غير أنه لم يكن لها من دور وثقل ملموسين في الحياة السياسية العراقية مقارنة بالاحزاب الرئيسية الثلاثة التي أتيت على ذكرها، رغم عدم مفارقتها للساحة السياسية، وبقي الدور الرئيسي للاحزاب الثلاثة المذكورة والتي جمعها قاسم مشترك اعظم منها أنها انشقت على نفسها تباعاً وتحديداً بين عامي 1964 و 1967 فبين العامين انشقت الاحزاب الثلاثة تلك على نفسها، اذ الى جانب حزب البعث الذي كان قد أزيح من الحكم في يوم: 18-11-1963 على يد انقلاب عبدالسلام محمد عارف عليه  بشهور من وقوع انشقاق فيه، ولما كان الحزب مطارداً في العراق، فأن المنشقين اتخذوا من دمشق وبيروت منطلقاً لنشاطاتهم واطلقوا على حزبهم المنشق حزب البعث العربي الاشتراكي اليساري ومنذ تأٍيسه راح يكافح على جبهتين: ضد حكومة عبدالسلام عارف من جهة وضد الحزب الام ايضاً اي حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة احمد حسن البكر و صدام حسين من جهة اخرة ولقد واجه المنشقون في البداية هجوماً عنيفاً من قبل سلطات عارف التي زجت بالكثير منهم في السجون والمعتقلات، بالرغم من ان حكومة عبدالسلام عارف كانت تلاحق الحزب الام أو الحزب المنشق عنه ولكن بدرجة اقل واذكر انها اعتقلت صدام حسين مرتين.
بعد سنوات قليلة وفي العقد نفسه وبين العامين نفسه أيضاً، انشق الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1966 على نفسه رسمياً وقاد الانشقاق كل من أبراهيم احمد وجلال طالباني ومعهما قياديون أخرون في الحزب مثل: عمر مصطفى وحلمي علي شريف وملا عبدالله وعلى العسكري.. الخ أي معظم الناطقين باللهجة الكرمانجية الجنوبية من قيادي الحزب، مع بقاء القياديين الناطقين باللهجة الكرمانجية الشمالية مع الراحل مصطفى البارزاني وتوج الانشقاق فيما بعد بمصادمات دموية بين الجانبين واستمر الخلاف والانشقاق نحو 4 سنوات الى أن تم توحيد الحزبين عام 1970 أثر مبادرة قام بها البارزاني مصطفى عندما بعث نجله ادريس للتفاوض مع ابراهيم احمد وجلال طالباني وكانا مقيمين في العاصمة البريطانية لندن ومن اضرار ذلك الانشقاق غرسه للخلاف بين ابناء الشعب الواحد الناطقين باللهجتين البهدينانية والسورانية او وضعه للبنات الاولى لخلاف لهجوي، ولقد نجح البارزاني في مسعاه واعاد الوحدة والتضامن الى صفوف حزبه في حين بقي الانشقاق يتواصل في الحزبين: البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي العراقي وكان الانشقاق في حزب البعث بقيادة علي صالح السعدي، وكان القاسم المشترك بين المنشقين في الاحزاب الثلاثة، التوجه الى اليسار وعلى وجه الخصوص اليسار الماركسي، فالمنشقون في حزب البعث سموا حزبهم حزب البعث العربي الاشتراكي اليساري، ثم اختارو اسماً اخر اكثر يسارية ان جاز القول اي: حزب العمال الثوري ناهيكم عن تبنيهم للنظرية الماركسية. وحذا جناح ابراهيم احمد وجلال طالباني حذو البعث في التوجه الى اليسار وانتهاج الماركسية بل ان الطالباني اعتنق الفكر اليساري الاكثر تطرفاً في ذلك العصر أي الماوية. ( نسبة الى ماوتسي تونك) الطريف انه لم يسجل على الشيوعيين المنشقين بقيادة عزيز الحاج تبني ما يشبه اقصى اليسار والافكار اليسارية المتطرقة كالتروتسكية والماوية مثلاً بل أنهم لم يلتفتوا حتى الى الجيفارية، رغم تزامن انشقاقهم مع مقتل جيفارا عام 1967 لكنهم كانوا يتهمون باستمرار الحزب الشيوعي العراقي الذي انشقوا عنه باليمينية والذي قوى وسهل من انشقاقهم والتفاف قطاعات واسعة حوله من داخل الحزب الشيوعي العراقي للتعاطف معهم والانضمام اليهم، تأييد الحزب لاجراءات عبدالسلام عارف بخصوص التأميم وتأميم البنوك ولقد تطرف الحزب الشيوعي في تأييده لحكومة عراف ونتيجة لذلك راح ينكمش على نفسه وخسر العديد من اعضائه في قواعد الحزب. الذين توجه صوب المنشقين
 الى جانب القواسم المشتركة بين المنشقين عن الاحزاب: الشيوعي، البعث، الديمقراطي الكردستاني، كان  هناك اختلاف في المواقف بينهم فالمنشقون من حزبي: الشيوعي والبعث تشددوا في موافقهم ضد حكومة الاخوين عارف فضلاً عن بقائهم على الموقف المتشدد من حزبهم الذي الشقوا منه وخرجوا عليه، الا ان الامر كان مختلفاً في حزب ابراهيم احمد- جلال الطالباني اذ تعاونوا مع حكومة الاخوين عارف وفيما بعد مع حكومة البعث وتمادوا في تعاونهم مع الاثنين، واحتكموا الى السلاح الى جانب الحكومتين ضد  الثورة الكردية.
لقد كانت نقاط الالتفاء بين المنشقين عن الاحزاب العراقية الثلاثة كثيرة مثل توجههم الى اقصى اليسار والى الفكر الماركسي ومناهضتهم لليمين.. الخ ولكن مع ذلك يدخلوا في جبهة أو تقارب وتفاهم مضاه للجبهة. ومن القواسم بين تلك الانشقاقات وقادتها. أن  قادة الانشاقات كانوا من القوميات غير العربية، فعلى سبيل المثال كان من ابرز قادة الانشقاق عن الحزب الشيوعي ( راية الشغلية) في مطلع الخمسينات هو عزيز محمد الذي صار فيما بعد وبعد اعدام سلام عادل عام 1963 سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي العراقي. فيما قاد الكردي الفيلي عزيز الحاج انشقاق عام 1967 عن الحزب المذكور، حتى قائد الانشقاق عن البعث عام 1964 أي علي صالح السعدي وعلى قدر علمي أنه كان كردياً ينحدر من احدى قرى اربيل الى الجنوب منها. ويفهم من ما مر ان ظاهرة قيادة العناصر من القوميات غير العربية للانشقاقات، تعود الى حجم هائل للكرد في المجتمع العراقي فرغبتهم في الحرية والديمقراطية اكثر من رغبة ابناء القومية السائدة بحيث نجد لهم حضوراً بيناً في الاحزاب غير الكردية ومختلف المؤسسات الحكومية، اذ نجد ان الاكثرية من مؤسسي الجيش العراقي هم من  الضباط الكرد، ولاننسى أنه في الوقت الذي لعب فيه الكرد دوراً في الانشقاقات داخل. أحزاب غير الكردية: الشيوعي والبعث مثلا. فانه كان للافراد من القوميات غير العربية والاديان غير المسلمة الدور الرئيس في تأسيس الاحزاب في البلدان ذات  القوميات والاديان والطوائف المتعددة مثل: العراق وسوريا، فمؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي ميشيل عفلق كان مسيحياً وكان مؤسس الحزب الشيوعي العراقي مسيحياً بدوره الا وهو يوسف سلمان فهد ومنذ تأسيس هذا الحزب في عام 1934 فان الكرد واليهود والمسيحيين والطائفة الشيعية المضطهدة أدوا دوراً رئيساً فيه. وفي سوريا كان مؤسس الحزب الشيوعي السوري كردياً وهو خالد  بكداش: نعم لعب الكرد والافراد من الديانات غير المسلمة دوراً كبيرا في تأسيس الاحزاب العراقية ودوراً ايضاً في قيادة  الانشقاقات فيها.
جنباً الى جنب الاحزاب العراقية الرئيسية: الشيوعي، البعث، الديمقراطي الكردستاني، فان حزب الدعوة الاسلامية الذي تأسس عام 1959 وتحول فيما بعد الى حزب رئيسي كبير ومتسلماً للسلطة في العراق بعد عام 2003، لا يغيب عن البال انه تعرض كما الاحزاب الثلاثة المذكورة الى انشقاقات كثيرة، واشتهر بالانشقاقات مثل: الانشقاق بين اصحاب العمائم والافندية وبين ولي الحزب والحزب وجماعة الكوادر والاصلاح وحزب الدعوة الاسلامية وحركة الدعوة الاسلامية واخيراً جناحا نوري المالكي وحيدر العبادي داخل حزب الدعوة. وعلى امتداد تاريخ حزب الدعوة الاسلامية، فأنه لم يحتك بالاحزاب الثلاثة كان يدخل في جبهة معها وواصل نشاطه بمعزل عن التعاون مع اي من الاحزاب الثلاثة وعندي ان حزب الدعوة الاسلامية من اكثر الاحزاب الاسلامية تمسكاً وتأثراً وارتباطاً بالايديولوجيا، وهذه الميزة جعلته الاشد عرضه للانشقاقات كما سنرى ومن اسباب هيمنة الايدولوجيا عليه بقوة ان مؤسسيه كانوا من رجال الدين الشيعة البارزين مثل: محمد باقر الصدر ومحمد  مهدي الحكيم ومرتضى العسكري ومحمد باقر الحكيم، كما انه اي الحزب نشأوظهر في بينة دينية ان جاز القول، ظهر في مدينة النجف الاشرف المدينة المقدسة لدى الشيعة . لقد غرست البيئة التي ولد فيها حزب الدعوة الاسلامية الايديولوجيا بقوة في هذا الحزب اضافة الى هيمنة رجال الدين عليه وتأسيسهم لذا صار حزبا طائفيا شيعيا بامتياز مثلما ان الاخوان المسلمون طائفيون بدوره اذ ان اعضاء جميعا هم من السنة.
كاتب هذا المقال في تناوله لظاهرة الانشقاقات في الاحزاب العراقية وبين حين واخر، كان قد توصل الى حصول الانشاقات في الاحزاب العقائدية من شيوعية واسلامية اكثر من غيرها من الاحزاب غير العقائدية التقليدية وذكر بان الانشقاقات كانت على اشدها في الدول الشيوعية : السوفيتية والصينية واليوغسلافية والالبانية.. الخ ضد بعضها بعضاً ويتفق في الرأي معي الدكتور علي المؤمن الذي قال في معرض تناوله للانشقاقات في حزب الدعوة الاسلامية قائلاً:
( ان الانشقاقات تكثر في الجماعات الايديولوجية: اسلامية.. عنصرية.. ماركسية وتزداد كلما ارتفع منسوب الايديولوجيا، لأن الايديولوجيا تنطلق من مفهوم احتكار الحق والحقيقة ( دوغماتيزم)  بينما تقل الانشقاقات في الجماعات اللبرالية والمصلحية لأنها  تتعامل مع مفهوم الحق بوصفه نسبياً ومتعدداً ( بلوراليزم)  وعند الدكتور علي المؤمن : ( ان الاسلام هو اكثر العقائد حزماً في الجانب الايديولجي) مضيفاً: ان الانشقاقات الهائلة بعد وفاة الرسول والتي تفوق كل الاديان والعقائد الاخرى) أي ان الانشقاقات في الاسلام فاقت الانشقاقات في كل الاديان والعقائد الاخرى. وهو الصحيح، ففي الاسلام منسوب ايديولوجي مرتفع جداً، ما جعل من التناحر مستمراً و قائماً في كل العصور. ويؤكد على هذه الحقيقة الامام اية الله الخميني في قوله: ان العرب والفرس قبل دخولهما الاسلام خاضا معركتين ضد بعضهما بعضاً وبعد دخولهما في الاسلام خاضا (25) معركة خلال 400 سنية. وهكذا نجد كيف ان الايديولوجيا لاتفرق بين الشعوب فحسب بل داخل الشعب الواحد واحزابه الايديولوجية ولم تنفع معه  الاقوال: ( إنما المؤمنون اخوة اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسدي بالسهر والحمى) او ان الاسلام الف بين القلود ولم يفلح الاسلام في توحيد المسلمين والتعامل معهم ( كأسنان المشط).
دعوني اختلف مع الدكتور علي المؤمن، فالايديولوجيا ليس السبب الوحيد في التناحر والانشقاقات، بل ان هنالك اسباب اخى تقف وراء الانشقاقات في الاحزاب، منها ان الجهل والتخلف والفقر من أسباب الانشقاقات التي وقعت في احزاب البلدان النامية، وذلك على الضد من الاحزاب العريقة في العالم الصناعي الحضاري المتقدم الذي بفضل ثقافيته وتطوره وتراجع الفقر فيه، فان احزابه وفي العالم  الرأسمالي والشيوعي لم تشهد الانشقاقات انظر الى الاحزاب العريقة في العالم الرأسمالي: الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة والمحافظين والعمال في بريطانيا والمسيحي الديمقراطي  والاشتراكي في المانيا والمؤتمر وجاناتا في الهند.. الخ رغم مرور بلدانها بين حين وحين بازمات اقتصادية وماشابه وفي العالم الشيوعي المتقدم الصين والاتحاد السوفيتي السابق  شهدنا تماسكاً في الحزب الشيوعي الصيني والسوفيتي وفيما بعد ( الاتحاد الروسي) و كذلك الاحزاب الشيوعية في اوروبا الشرقية والاحزاب الشيوعية العريقة في ايطاليا وفرنسا مثلاً، نعم الى جانب ما ذكرت فان الجهل والتخلف والفقر من اسباب الانشقاقات في احزاب البلدان الفقيرة النامية ومنها ايضا .الدكتاتورية التي تمارسها قيادات الاحزاب ضد قواعدها خصوصاً في ايام النضال أو العمل السري. وغالباً ما تأتي الانشقاقات لمناهضة دكتاتورية الحزب. وهنا ايضاً فان الانشقاق يعني معالجة خطأ بخطأ، فكما ان الانقلابات العسكرية كانت خاطئة لانها عالجت الخطأ بالخطأ وانتزعت السلطة من وراء ظهر الشعب فكذلك الانشقاقات في الاحزاب خاطئة كونها تعالج خطً بخطأ وقد تكون الانشقاقات بدوافع قومية او دينية كأن تتشكى القومية الصغيرة من القومية الكبيرة فتنقلب عليها وتؤسس.  حزبها الخاص بها، وهذا ما رأيناه في العراق، كيف ان احزاباً كردية ومسيحية شيوعية انبثقت عن الحزب الشيوعي العراقي واسست احزابها الشيوعية القومية والوطنية الحزب الشيوعي الكردستاني، ومنظمة الكلدو اشور الشيوعية.. الخ عليه فان الانشقاق في هكذا حالة صحيح بان يكون لكل الشعب حزبه الطبقي والقومي الخاص به ثم ان ارتفاع منسوب الايديولوجيا لا يشكل السبب الوحيد في الانشقاقات كما اعتقد  الدكتور علي المؤمن فالمنسوب هذا انخفض في الاعوام الاخيرة في الحزب الشيوعي العراقي ومع ذلك ظهرت شيوعيات منشقة كحزب اليسار الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي العمالي العراقي مثلاً. اضافة الى انشقاقات وقعت في الاتحاد الوطني الكردستاني في السنوات الاخيرة وظهور انشقاقات مثل: حركة التغيير والتحالف من اجل الديمقراطية والعدالة.. الخ  وثمة حالات لا هذا ولا هذه لما يشبه الانشقاقات، فبعد عام و نتيجة لانهيار الثورة الكردية في عام 1975 والضعف الذي اصاب الحزب الديمقراطي الكردستاني فان عدداً من الاحزاب ظهرت من رحم ضعف الحزب وانهيار الثورة مثل: الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب الشعب، الحزب الاشتراكي، باسوك.. الخ  لذا فان اعتبار الايديولوجيا سبباً في الانشقاقات قول ناقص، والملاحظ ان الاحزاب الاقل انعقاداً للمؤتمرات، والمؤتمرات من الديمقراطية كما نعلم، الاكثر عرضة للانشقاقات كالحزب الشيوعي العراقي والاتحاد الوطني الكردستاني والى حد ما حزب البعث ايضاً التي لم  تعقد  سوى مؤتمرات قليلة، في حين نجد ان الحزب الديمقراطي الكردستاني تعرض مرة واحدة للانشقاقات، انشقاق ابراهيم احمد وجلال الطالباني في منتصف الستينات، لأنه- اي الحزب – كان وما يزال من اكثر الاحزاب العراقية والكردستانية انعقاداً للمؤتمرات و لايقبل قائد في الحزب من خارجه وبين مؤتمرين، الا بعد تزكيته من قبل المؤتمر، وبفضل الديمقراطية الواسعة والمتجذرة في هذا الحزب، نجد انه يكاد يكون الحزب الكردستاني والعراقي الوحيد بفضل ديمقراطيته متماسكاً بعيداً عن الانشقاقات في وقت كان يفترض ان يكون من اشد الاحزاب عرضة الى الانشقاقات كونه ينتشر وسط تعددية قومية ودينية و طائفية ولهجوية شديدة، لكنه وبفضل الاسباب التي ذكرناه فان ديمقراطيته جعلت من التنوع الديني والقومي والطائفي واللهجوي يلتف حوله اكثر.
لست في وارد الدفاع عن هذا الحزب، ولكن هذه هي الحقيقة دع جانباً تمسك الحزب الصلب بالمبادي والطموحات القومية الكردية وعلى رأٍسها سعيه لأجل استقلال كردستان.

   مما تقدم يتبين ان خير وقاية من الانشقاقات في الاحزاب هو اشاعة الديمقراطية والحرية داخل الحزب وهذا يجر تلقائياً الى تبني المواقف المبدئية الصحيحة والصائبة المعبرة عن طموحات الشعب واراداته.
ان الانشقاقات في الاحزاب غالباً ما تحصل في الاحزاب خارج الحكم أي عندما تكون في مرحلة العمل السري، في حين ان الاحزاب نفسها عندما تكون في الحكم أو مشاركة فبه نجدها بمنأى عن الانشقاقات ولدي الكثير من الامثلة لأثبات هذا الاستنتاج، واليكم مثالاً على ذلك، انشق حزب البعث العربي الاشتراكي على نفسه بعد ازاحته عن السلطة عام 1963  وبعد ازاحته كرة ثانية عن السلطلة في 9-4-22003 فأنه انشق على  نفسه من جديد، ولقد كان الانشقاق الاول كما بينا بقيادة  علي صالح السعدي في حين كان الانشقاق الثاني له والذي تلى سقوطه في عام 2003 على يد محمد يونس الاحد الذي التحق به نحو 150 قيادياً وعضواً من الحزب والذين طردوا جميعاً فيما بعد من قبل رئيس الحزب عزة الدوري. وعلى النقيض من السعدي الذي لاذ باليسار والماركسية فان محمد يونس الاحمد لم يتوجه الى أي منهما اي لا الى اليسار ولا الى الماركسية، والظاهرة هذه، ظاهرة عدم التوجه الى اليسار نلقاها في الانشقاقات التي حصلت في الاتحاد الوطني الكردستاني فالمنشقون عنه، حركة التغيير والتحالف من اجل الديمقراطية والعدالة لم يرفعوا شعارات يسارية أو ماركسية. ويرد السبب في ذلك الى افول نجم اليسار والماركسية في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودول حلف وارشو في اوروبا الشرقية فأنهيار الاورو شيوعية في غرب اوروبا والتي كان من ابرز اعضائها الاحزاب الشيوعية في فرنسا وايطاليا واسبانيا، نعم لم يعد لليسار ولا للماركسية بريقمها السابق لكي يتبارى المنشقون عن احزابهم للتوجه اليهما واعتناقهما والاسترشاد بهما. وللحقيقة والتأريخ نقول ان الملايين من المتنورين في العالم ما زالوا يعتقدون ويؤمنون من أن خلاص البشرية في الماركسية لا في البرجوازية وارأسمالية والتيارات الدينية على اختلافها  وبالاخص الاسلامية صح ان الاحزاب الشيوعية تراجعت في معظم انحاء العالم ولم يعد لدعواتها ونداءاتها من جاذبية وبريق، ولكن ثمة احداثاً في العالم وبالاخص في الدول الاسكندنافية التي تعتبر شعوبها من اكثر شعوب العالم سعادة وحقوقها مصونة، تثبت صحة تنبؤات ماركس ولكن بالتدريج ان جاز القول أو بشكل بطيء غير ملحوظ، فقبل اسابيع سمعت الى ان النقود في السويد قد تختفى وتتلاشى، وهذا ما تنبأ به ماركس، كما نرى ان  الاحزاب والحكومات في تلك الاول ترتخي قبضتها باستمرار لتحل محلها حكم المنظمات ( منظمات المجتمع المدني) وهذا ما لاحظته اثناء اقامتي في فنلندا لما يقارب العام، وهذا ماتنبأبه ماركس ايضاً حين قال بزوال الحكومات الاحزاب في المستقبل، فالحكومات في تلك البلدان وبلدان اخرى على غرارها لاتغري بالوصول اليها انتزاعها انما ينظر الناس اليها ببرود رغم اجراء الانتخابات البرلمانية فيها ووجود احزاب تخوضها، ان كل ما تنبأيه ماركس بتحقيق رويداً رويدا من دون ان تدفع الاحزاب الى ذلك أو الحكومات ان مسار الحياة والتطور والتقدم الصناعي المدهش يعمل بشكل شبه يومي وعفوي الى تحقيق ما تنبأ به ماركس ومن تنبؤاته عظيمة ان الصراع سيكون في المستقبل بين الانسان والطبيعة، وها نحن الان نعيش بدايات هذا الصراع ( الاحتباس الحراري، التصحر، التغييرات المناخية، شحة المياه.. الخ)

  اعود الى صلب الموضوع الذي ابتعدت عنه بالرغم من وجود علاقة بين الانشقاقات في الاحزاب وما ذهبت اليه بخصوص طروحات ماركس وعزوف المنشقين في التوجه اليه في هذا الزمان على الضد من منشقي العقود الماضية من القرن الماضي بالاخص واقول، انه في الاعوام الماضية تراجعت ظاهرة الانقلابات العسكرية الا نادراً بعد ان شهد العالم صحوة تخطئتها والتي تمثلت بتهديد المجتمع الدولي الديمقراطي للانقلابيين وارغامهم، بالعودة سريعاً الى الحياة البرلمانية وحرية الاحزاب والصحافة.. الخ من مطالب اخرى مثل الغاء حالة الطواريء والاحكام العرفية ومحاكمها على جناح السرعة. والذي يبعث على السرور والاطمئنان ان ظاهرة الانشقاقات في الاحزاب اخذت بالتراجع ايضاً وبمرور الايام صار الانقلاب والانشقاق شاذاً واستثناءً. ومن الماضي وفي خبر كان. وقلة حدوثهما وليس انعدامها بالمرة، تثبت صحة ما ذهبت اليه. ودلت الوقائع كيف ان الانقلابات العسكرية اضرت بالشعوب وجعلت من اوضاعها تتدهور اكثر وخلص علم السياسة والمجتمع الى تخطئتها وشجبها والقول نفسه يصح سحبه على الانشقاقات الحزبية، ففي الانشقاقات الحزبية العراقية وقفنا على هزيمة وبؤس المنشقين عن الاحزاب الثلاثة: الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي  والحزب الديمقراطي الكردستاني اذ تلاشى المنشقون بسرعة بعد أن وجهوا ضربة موجهة الى احزابهم الوطنية والى الحركات الديمقراطية والتحررية في شعوبهم وبلدانهم.
كما قلت لقد تراجعت الانشقاقات التقليدية من الاحزاب العراقية، الا انها وبسبب من الوضع المضطرب في العراق وتفشي الجهل فيه نتيجة هبوط المستوى التعليمي وانتشار الفساد  عادت الانشقاقات متخذة اشكالا عدة منها، الانشقاقات المستمرة في التكتلات النيابية البرلمانية والتي تنشط في الاسابيع التي تسبق الانتخابات التشريعية، وهي في الوقت الذي نجدها قائمة بشكل لافت في الوسط والجنوب من العراق الا انها تكاد تغيب بالمرة في كردستان. غير ان هنالك مع ذلك انشقاق في الاحزاب بين في محافظة السليمانية فقط دون غيرها من المحافظات الكردستانية الاخرى مثل اربيل ودهوك، ولقد كان الانشقاق تحديداً في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي انشقت عنه:
1-   حركة التغيير
2-   التحالف من اجل الديمقراطية والعدالة.
3-   انقسام داخل الاتحاد الوطني نجم عنه ظهور مركز القرار بقيادة كوسرت رسول علي وقادة اخرون من الاتحاد وجماعة المكتب السياسي بقيادة السيدة هيرو ابراهيم احمد وهذا الانقسام برأي سيظل قائماً لحين انعقاد المؤتمر الوطني للاتحاد الذي تعقد عليه الامال لازالة الانقسام ذاك بين اعضاء الاتحاد وتجاوزه وفي حال فشل المؤتمر عن ايجاد حل فان الاتحاد لابد وان ينشطر الى حزبين، وقد تظهر فيه تكتلات اخرى. وارى ان الانشقاق في هذا الحزب والذي تكرر صورة من الماضي ما كان يجب ان تحدث وتظهر اذا اخذنا بالحسبان ان مصير المنشقين سيكون الانهيار والتلاشي وسيكون مصير المنشقين السابقين واللاحقين من الاتحاد سيكون كمصير المنشقين عن الاحزاب العراقية الرئيسية الثلاثة التي ذكرتها. وقد لايعود المنشقون الى الحزب ( الام) او الاب اي الاتحاد وانما قد يعودون الى الحزب الجد ( الحزب الديمقراطي الكردستاني)، فالمطعيات تشير الى التحاق عدد من قادة الاتحاد الوطني الكردستاني وكذلك حركة التغيير بين فترة واخرى بالحزب الديمقراطي الكردستاني وليس باي حزب اخر، ولا حاجة بي الى الاشارة الى اولئك القياديين في الاتحاد الوطني الكردستاني ، فهم معروفون وسبق لكاتب هذا المقال وان نصح الاتحاد وحركة التغيير في مقالات له في الماضي بضرورة تجاوز الانشقاق والعودة الى وحدة الصف والتنظيم الحزبي. ان من مصلحة الاحزاب الكردية ان تستفيد من تجارب الماضي وان تنبذ التكتلات والانشقاقات التي تضربها وبالشعب الكردي عموماً، وما قلته بحق الانشقاقات في الاحزاب العراقية يصح سحبه على الانشقاقات في الاتحاد الوطني الكردستاني وعلى المنشقين عنه.



22
ترفيع المستقل وتنزيل الحزبي مخطط ضد الديمقراطية والشعب والوطن

  عبدالغني علي يحيى
  منذ أعوام وتحديداً بعد سقوط النظام البعثي السابق عام 2003 يجري الطعن والتشهير بالأحزاب العراقية جميعها وفي كل المكونات الأجتماعية، وكذلك بالقادة الحزبيين، علماً ان مطاردة ومحاربة الأحزاب العراقية الوطنية وبالأخص الاحزاب ذات القاعدة الاجتماعية العريضة: الشيوعي والديمقراطي الكردستاني والبعث في العهود السابقة الملكية والجمهورية كانت ملازمة لتلك النظم.
وبعد سقوط البعث في العام المشار إليه، كان العراقيون يأملون في حياة ديمقراطية حرة كريمة وتكريم الأحزاب التي قارعت النظم الدكتاتورية وكذلك تكريم قادتها وكوادرها، إلا ان الذي حصل جاء مخيباً للآمال اذ سرعان ما شنت حملة طعن وتشهير بالأحزاب والقادة الحزبيين والتي بلغت ذروتها هذا العام 2018 بعد أن أنتقلت من القول إلى الفعل وبدأت في البصرة أولاً وأتخذت شكل شعارات وهتافات وصفت الأحزاب بالفاسدة والقادة الحزبيين بالمفسدين او الفاسدين، ورويداً رويداً ترجمت الشعارات والهتافات والمقالات الي تظاهرات وحرق وتدمير لمقرات الأحزاب كافة ومقرات للحكومة أيضاً. وفي حينه كتبت مقالاً نشرته صحف الكترونية عراقية وعربية وكردية وكان تحت عنوان: الهدف من وراء الطعن والتشهير بالاحزاب العراقية.
وقلت فيه ما نصه إن ايران هي التي تقف وراء التصغير والتقليل من شأن الأحزاب بهدف الغاء الاحزاب وتهميش الحزبين في العراق وابعاد قادتها عن حكم البلاد فتطبيق نموذج المحافظين والأصلاحيين وولاية الفقية الايراني على الحياة السياسية في العراق للسيطرة عليه بسهولة، ومنذ حوادث البصرة فان الحرب على الأحزاب والحزبية والحياة الحزبية لم تتوقف بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في تشويه صورة الأحزاب العراقية ومن غير تسمية الفاسدين بالاسم إلى الآن ولن تتم تسميتهم إلا أن الهجوم على الأحزاب سيبقى ويستمر. ويبدو ان إيران حققت انتصارات كبيرة على أمريكا على صعد الرئاسات الثلاث في العراق: البرلمان، الجمهورية، الوزراء بعد انتخابات يوم 12-5-2018. وبلغ انتصارها حد تجاوز التكتل الاكبر (الاصلاح والاعمار) و (البناء) واللذان يقومان على تحالف احزاب، وانتخبت الرئاسات الثلاث من دون المرور بهما، وبجرة قلم ايرانية طبعاً طرح ما يسمى بالفضاء الوطني اي البرلمان العراقي ذو الأكثرية الشيعية ومعهم عدد من برلمانيي السنة والكرد من الذين لا يقل حماسهم لايران عن حماس الأطراف الشيعية، ولم يدر بخلد أحد أن ما يسمى بالقضاء الوطني (البرلمان) ما هو إلا فضاء شيعي مذهبي ضيق، وفي قبة هذا الفضاء لن يفوز إلا الموالي للنظامين القائمين في طهران وبغداد، وفي هذا الفضاء تحققت تسمية الرئاسات الثلاث: (البرلمان - الحلبوسي) و (الجمهورية – برهم صالح) و (الوزراء – عادل عبدالمهدي) بسرعة أشبه ما تكون بالصاروخية. وغاب دور الأحزاب بالمرة عن تسمية الرئاسات، ولسنا ندري لماذا لم يعرف البرلمان الكردستاني كفضاء وطني اسوة بالبرلمان العراقي، ولأنتخاب برهم صالح فيه على الأقل.
ان تهميش الاحزاب والتكتلات الحزبية الكبيرة بما فيها الشيعية حصل بشكل صارخ خلال الايام الماضية وبالاخص في موضوعة الرئاسات  الثلاث وما زال التهجم على الاحزاب والحزبيين يتواصل وتجري معارضتها بالمستقلين وتمجيدهم وضرورة احلالهم محل الاحزاب والحزبيين في ادارة الدولة العراقية والحكومة العراقية المقبلة ودعاة تفضيل المستقل على الحزبي  يناقضون انقسهم بانفسهم فهم يطالبون بحكومة قوية وقادة اقوياء لها في حين تجدهم يديرون ظهوجم للقوي اي الاحزاب والنشطاء فيها ويتوجهون الى الضعيف غير المقتدر ( المستقلون) وراح التشكيك بقوة الحزبي وقدرته وثقافته يطرح بشكل شبه يومي في المناقشات على شاشة التلفزة والاذاعات و الصحف مثال قول السياسي نعيم العبودي: ( لا نقف ضد توزير شخصية حزبية اذا كانت كفوءة ) وكأن فقدان الكفاءة والمقدرة والذكاء لدى الحزبي امر مفروغ منه فقول عادل عبدالمهدي: ( ان ثلني الوزراء تابعون للاحزاب وثلث من المستقلين) هذا من غير ان يكون المستقلون قد خاضوا الانتخابات البرلمانية في 12-5-2018 بقائمة أو ائتلاف لمعرفة مدى شعبيتهم، كما ان الثلث الذي اشار اليه عبدالمهدي لم ينظم بقانون أو تعليمات، مثلما تقرر ان يكون 1/3 اعضاء البرلمان من النسوة. فضلاً عن هذا ليس للمستقلين استحقاق انتخابي مثلما للاحزاب، ثم متى كان صحيحاً اسناد ثلث الحقائب الوزراية الى المستقلين علاوة على ما ذكرت فان عدم انتماء الشخص الى حزب ما لا يعني انه مستقل اطلاقاً واستغرب كيف لم يلجأ عشاق المستقلين الى المطالبة بكوتا للمستقلين على غرار كوتا الاقليات والنساء؟!
ان مؤامراة تقديم المستقل على الحزبي واظهار الود الزائف المنافق للمستقلين لن ينطليا على احد وستظل الاحزاب الوطنية العراقية العريقة وحتى التي تشكلت حديثاً اخلص للمستقلين ولمصالحهم من الذين يتباكون ليل نهار على المستقلين ويحملون بقوة في ذات الوقت على الاحزاب والحزبيين، ولا يغيب عن البال انه من حيث المبدأ ليس هناك من مستقل أو  محايد، ناهيكم من أن الوجه الاخر لمصطلح ( المستقل) أن المستقل يساوي بين الحق والباطل والشعب والدكتاتوريين وفي الماضيين القريب والبعيد فان القلة من ( المستقلين)  و ( المحايدين) كانوا يسجنون أو يستشهدون، وكان معظم الذين شتقوا واعدموا وعذبوا من الحزبيين ونشطاء الاحزاب ويوم كانت الحركة الوطنية العراقية والكردية قوية اذكر ان النشطاء والمناضلين الحزبيين كانوا ينظرون باحتقار الى المثقفين ( المستقلين) الذين كان همهم المحافظة على مصالحهم الشخصية وضمان مستقبلهم الشخصي، ولم يكتفي المناضلون بتسجيل ذلك الموقف على المستقلين، بل انهم كانوا يرون الوطنية الحقة في الشيوعيين والماركسيين والوطنيين الكرد والقوميين العرب المتحررين وكيف ان المثقف لن يكون مثقفاً متنوراً مالم يكن شيوعياً أو ماركسياً ومؤمناً بالاشتراكية كما كان يعتقد والسبب في ذلك ان الحكومات الملكية بالاخص كانت ترى جميع المعارضين لها شيوعيين.
ان التهجم على الاحزاب والحزبيين  وتفضيل المستقلين عليهم، ثقافة دكتاتورية والتهجم على الاحزاب والحزبيين. اليوم من بقايا تلك الثقافة المدانة، ولن يسمح شعبنا بتحويل الحزبي الى ذيل للمستقل، وان اي اضعاف وتهميش للاحزاب والحزبيين سيما الاحزاب القديمة والمناضلين القدامى مقابل تمجيد المستقلين واسناد الوظائف القيادية اليهم مؤامرة دكتاتورية ايرانية وامريكية، ان العلاقات بين امريكا وايران لم تنقطع ولن ينخدع احد بخلافاتهما التي تشبه التراشق بالماء فهما متفقان على الوضع العراقي وعلى اتصال دائم وان جميع الحكومات التي تشكلت في العراق بعد عام 2003 حصل باتفاق امريكي، ايراني، واخر اتفاق لهما هو تكليف عبدالمهدي بتشكيل الحكومة وتنصيب برهم صالح رئيساً للجمهورية ان هناك مايشبه الخط الساخن بين واشنطن وطهران. لا لن نخدع بتراشق واشنطن- طهران بالماء. وان اناطة المسؤولية الى المستقلين وتهميش الحزبيين اضعاف للدولة والحكومة والشعب والحركة الوطنية برمتها ويتقاطع مع الديمقراطية.. الخ. فألى الحذر كل الحذر من الدعوات الرامية والمشبوهة ذات الاهداف المغرضة الجهنمية للفصل بين الحزبيين والمستقليين بين الشعب واحزابه المناضلة. وفي مساعيهم لتغليب المستقل على الحزبي كأني بلسان حال العراقي من العرب حيال تسلم اشخاص للمناصب والتمتع بالخيرات من غير ان يكونوا قد تمتعوا بخلفية نضالية وتضحيات مقابل تهميش الوطنيين  الحقيقيين: (يا من تعب يا من شكا.. يامن على الحاضر لكا) والقول عند الكردي: كي كردي.. كى خواردي) اي انظروا من الذي شقى وتعب وكد ومن الذي ياكل ثمار جهدهم) لا ذنب للمستقلين عن الاحزاب في محاولات بعضهم لا يصالحهم الى السلطة على حساب ابعاد الحزبيين، بل الذنب كل الذنب لقوى اقليمية ودولية واخرى داخلية نكرس لتلك الحالة.
يجب العمل بالاستحقاق الانتخابي وتوزيع المناصب في ضوئه وبطلان كل ما يخالفه وتحت اية ذريعة كانت وان اي اضعاف للاحزاب هو اضعاف للشعب والديمقراطية والوطنية وعلى الشعب: حزبيين ومستقلين تفويت الغرضة على أعدائهم ورفض مؤامراتهم الجهنمية.

23
السر في فوز البارزاني و p.d.k بمكسب كبير بعد كل نكسة كبيرة

عبدالغني علي يحيى
   في اذار عام 1975 وعلى اثر التوقيع على اتفاقية الجزائر بين صدام حسين وشاه ايران وبرعاية الرئيس الجزائري الهواري بومدين وبمباركة امريكية، والتي استهدفت – الاتفاقية – ضرب وانهاء ثورة ايلول الكردية 1961 – 1975 الذي كان مطلباً رئيسياً للحكومة العراقية، والاستحواذ على اراض عراقية واسعة والنصف من شط العرب- خط تالوك- وكان ذلك مطلباً رئيسياً لأيران، فالقضاء على تلك الثورة كمطلب مشترك لكليهما. ونتيجة لتلك الاتفاقية انهارت الثورة الكردية واصيبت الحركة التحررية الكردية والحزب الديمقراطي الكردستاني p.d.k بضربة موجعة ونكسة كبيرة جداً كرست للاحباط و اليأس في النفوس فالتراجع لـp.d.k وتوجه قائد الحركة مصطفى البارزاني للاقامة في ايران لمدة ما يقارب ال 15 عاماً توفي اثناءها وكان الجميع الا القلة على اعتقاد راسخ ان الثورة الكردية لن تقوم لها قائمة، وقل الشيء نفسه بالنسبة لقائد الثورة والحزب مصطفى البارزاني. وفي حينه عزا سياسيون انهيار الثورة والنكسة الى عدم قبول الراحل البارزاني بادارة مشتركة لكركوك لp.d k وحكومة البعث. ولقد تعرض البارزاني وحزبه فيما بعد الى حملة طعن وتشهير ليس من قبل الخصوم التقليديين للكرد، بل حتى من فصائل كردية ايضاً راحت تشمت ب p.d.k وقائده ووصفوا انهيار الثورة ب( اشبتال) أي توقف الطاحونة بالمعنى الحرفي للكلمة وظن كثيرون ان دور p.d.k والبارزاني في الحياة السياسية الكردية قد انتهى الى الابد بعد الذي حصل، لكن الاحداث فيما بعد برهنت نقيض ظنهم ففي عام 1992 بعد انتصار انتفاضة اذار في عام 1991 فاز p.d.k في الانتخابات البرلمانية الكردستانية التي جرت يوم 19-5-1992 ب 51 مقعداً وبذلك كان الاول في تلك الانتخابات وتقدم على جميع الاحزاب الكردستانية علماً أن فوزه في انتخابات ذلك العام كان اكبر ب 6 مقاعد من فوزه بانتخابات 30-9-2018 التي فاز فيها ب: 45 مقعداً. أو تعلمون لماذا تفوق البارزاني و p.d.k الذي انتكس في اذار عام 1975 وفاز رغم ذلك بانتخابت : 19-5-1992؟ الجواب لأنه تصلب ( البارزاني) في مواقفه القومية ولم يساوم على كركوك مصراً على كردستانيته. اذ ان مجرد الاتفاق على ادارتها بصورة مشتركة مع البعث في عرف ذلك الزمن،  كان يعني تنازلاً عن مبدأ قومي واعترافاً بحق عربي أو عراقي فيها، عليه فأن الخطأ أو النكسة ليس ذي قيمة ووزن لدى الجماهير الشعبية ليس في كردستان فحسب بل في اجزاء اخرى من العالم كذلك. وهكذا سقطت نكسة ثورة ايلول امام التمسك بالمباديء وعدم المساومة على القضية الكردية من جانب مسعود البارزاني اثناء وبعد رحيل والده عن عالمنا، لهذا السبب جددت الجماهير الكردية الثقة بالرئيس مسعود البارزاني و p.d.k ومنحتهما الصوت والتأييد والولاء وكأن النكسة لم تكن، رغم أن ماكنة البعث الاعلامية عملت طوال الاعوام بين 1975-1992 على شحن اذهان الناس بالشماتة بالبارزاني واسرته وبشخص الراحل مصطفى البارزاني وملاحقته حتى بعد مماته عندما وضعوا خطة لأخراج جثمانه من ضريحه ببلدة اشنوية الكردية الايرانية ونقله بواسطة طائرة هيليكوبتر الى بغداد ومحاكته وعرضه على شاشة التلفزيون كما وتعرض الرئيس مسعود البارزاني الى محاولة اغتيال فاشلة في فينا بالنمسا، ان عدم المساومة على القضية الكردية وكركوك والتمسك بالمباديء القومية وتفضيل حياة الغربة على الحياة بذل في ظل الدكتاتورية، ليس وحده جعل من النصر معقوداً لواءه للرئيس مسعود البارزاني الذي ورث الصبر المليء بالنضال الشاق من والده، والصبر صفة من صفات القائد مسعود البارزاني، اذ لاننسى انه بين عامي 1975و 1992 فأن نضال p.d.k السياسي والعسكري ضد النظام البعثي تواصل ففي الداخل صعد العشرات والمئات من اعضاء الحزب اعوام المشانق أو قتلوا تحت التعذيب  في السجون اثر كبس تنظيماتهم واتصالاتهم بالرئيس البارزاني و p.d.k وعلى  الصعيد العسكري برز قادة عسكريون بارزون امثال محمود اليزيدي وسليمان بيريزي واخرون غيرهم، كما ان احدى اشهر المعارك ضد دكتاتورية البعث، معركة خواكورك كانت قد وقعت بين عام النكسة 1975 وعام الانتفاضة 1991 وبقيادة الرئيس مسعود البارزاني.
اما النكسة الثانية والكبيرة فهي تلك التي وقعت يوم 16-10-2017 جراء هجمة القوات العراقية بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني على كركوك وخيانة بعض من الكرد العملاء المتنفذين في كركوك – والتكالب الاقليمي الايراني التركي وبمباركة امريكية بريطانية، كرد  على استفتاء الاستقلال لكردستان الذي جرى بطريقة ديمقراطية يوم 25-9-2017 وفي هذه الحالة ايضاً فأن معظم التوقعات افادت ان p.d.k سينتكس وينهار ويتوارى الى حد ان بعضهم كان يطلق شائعات من قبيل الرئيس مسعود البارزاني واسرته سيغادران المشهد السياسي وينتقلان الى خارج العراق، لكن تلك التوقعات سرعان ماتبددت وتبخرت اذ بعد مرور 7 اشهر و 26 يوماً على نكسة الاستفتاء في 16-10-2017 ففي 12-5-2018 يوم اجراء  الانتخابات العراقية فاز p.d.k ب 25 مقعداً وكان  الاول على جميع الاحزاب الكردية وكذلك العراقية اذا علمنا ان  الاحزاب العراقية حققت مقاعدها الكثيرة نتيجة دخولها في تحالفات، ضم بعض منها 15 حزباً أو 20 حزباً في حين لم يدخل p.d.k في اي تحالف أو اتفاق مع اي حزب رغم تقييمه العالي للتحالفات و  الاعمال الجبهوية، ولولا الغدر الذي مورس بحقه لكان يحقق مقاعد اكثر من التي حققها في الانخابات العراقية في 12-5-2018 فلقد حرم p.d.k غدراً وغيلة من اصوات النازحين والكرد الايزيديين واصوات  الخارج التي عدت بطريقة العد اليدوي.
أعود لأكرر السؤال: أو تعلمون لماذا فاز p.d.k بعمليتين انتخابيتين برلمانيين في هذا العام 2018 ونكسة 16-10-2017 لم تفارق الاذهان بكل مرارتها؟ هنا ايضاً يرد الفوز الى  عدم تخلي البارزاني وحزبه عن حقوق الشعب وفي مقدمتها الاستقلال، فعلى امتداء الشهور الماضية كان البارزاني وما  يزال يجدد تمسكه بنتائج الاستفتاء على استقلال كردستان ويشهد على ذلك  الاصدقاء والاعداء في وقت راينا فيه كيف ان معظم قادة الاحزاب الكردية الاخرى تنصلوا من مشاركتهم في الاستفتاء او اعلان بعضهم من انهم لم يكونوا مؤمنين بالاستفتاء وانهم متمسكون بالوحدة العراقية ويقسمون على الحفاظ عليها.
في معركة الاستفتاء على استقلال كردستان كان البارزاني اميناً لمبدأ حق شعبه في تقرير المصير ونيل الاستقلال و السيادة وكان في منتهى الذكاء حين توقع نزول اوسع الجماهير الكردية الى الشوارع والساحات لدعمه وتأييده في معركة الاستفتاء على الاستقلال . وفعلاً فان الجماهير التي نزلت الى الشوارع والساحات  لاجل نيل كردستان لاستقلالها فاق عددها عدد كل المناسبات القومية السابقة. وصدق لينين لما قال في كتابه ( ملاحظات انتقادية حول المسألة الوطنية): اذا اردت زج اوسع الناس في النضال فما عليك الا ان  تطرح مشروع الانفصال عليهم.
ان الشعوب لا  تغفر للمساومين على حقوقها وقضاياها ابداً وتسير قدماً وراء المتمسك بالمبادي وبالحقوق ولا يتنازل عنها، حتى لو اخطأ وانتكس مثنى وثلاث ورباع، لأنها- الشعوب – تعلم علم اليقين ان الثورة تندلع ولكن من غير ضمانات لانتصارها ( وليس العاقل من لايخطأ) والقول للينين. ليس عيباً للقائد ان يخطأ او ينتكس ، ولكن العيب كل العيب ان يساوم ويتراجع عن المبادي القومية والديمقراطية السامية.
انتكاسات الشعب الكردي في مهاباد واذار 1975 و 16 اكتوبر 2017 لم تتم على ايدي القوى التي ناضل الكرد ضدها، بل  تضافرت جهود دولية ضخمة لأفشال المساعي الكردية. ففي جمهورية كردستان . قام الشاه بدعم من الانكليز وتراجع للسوفيت بالقضاء على الجمهورية الكردية الاولى في التاريخ وفي نكسة ثورة ايلول عام 1975 اتفقت الدولتان العراق وايران وبدعم الجزائر ومباركة واشنطن على اغتيال تلك الثورة وفي 16-10-2017 شاركت ايران وتركيا العراق وبتواطؤ امريكي بريطاني للقضاء على استفتاء استقلال كردستان حين قام الجنرال قاسم سليماني بقيادة الجيش العراقي لاحتلال كركوك وفي الوقت عينه اغلقت ايران وتركيا حدودها بوجه الكرد وتعاملتا بقسوة مع الشعب الكردي ..الخ عليه والحالة هذه ليس بمقدور شعب شبه اعزل من مقاومة قوى دولية جبارة وان قيم الشعب الكردي بذكاء اسباب النكسة وازداد تمسكا بقيادة البارزاني وتأييده له وتضامنه معه.  له  مثلما قيم اسباب النكسة الاولى وبرأ البارزاني من النكستين وفي موضوعة الدكتور فؤاد حسين عمل بعضهم على عدم فوزه برئاسة الجمهورية على جعله انتكاسة ل: p.d.k والبارزاني على غرار انتكاستي اذار 1975 واكتوبر 2017، الا ان الرد الشعبي سرعان ماجاء ليفشل المغتبطين بعدم فوز فؤاد حسين، حين صوت 45% من الشعب الكردي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في 30-9-2018 وأرى ان p.d.k توقع فوزه في قضية الدكتور فؤاد حسين على خلفية فوزه في انتخابات 1992 و 2005 وكل الانتخابات البرلمانية الكردستانية والعراقية واستناداً على تلك الحقيقة كان لعلى ثقة ان الفوز سيكون حليفا لمرشحه وفق السياقات الديمقراطية الانتخابية، ولم يضع بباله تأمر السنة والشيعة عليه وبدعم من ايران فيما عبر ما يسمى الفضاء الوطني ( البرلمان العراقي) والذي هو بحق فضاء شيعي كون اكثرية اعضاء البرلمان من المكون الشيعي الى ان حالوا بين فوز فؤاد حسين بمنصب رئيس الجمهورية، هنا اخطأ p.d.k في التقدير وكان عليه ان يضع بالحسبان ان منصب رئيس الجمهورية لن يكون من نصيبه واللبيب تكفيه الاشارة وفوق هذا وذاك فان الشعب اهمل سوء تقدير البارتي وعاد ليصوت بقوة ل: p.d.k في انتخابات 30-9-2018 وعظم البارزاني وحزبه في عين الشعب. ان تامر البرلمانيين الشيعة والسنة ومعهم بعض من البرلمانيين الكرد في البرلمان العراقي ضد د. فؤاد حسين يضاهي التكالبات الدولية السابقة نكسة جمهورية كردستان وثورة ايلول 1975 و16 -10-2017 وفيما بعد انقلب السحر على الساحر بعد ان ايقن الجميع في الداخل والخارج الى ان عملية ابعاد فؤاد حسين لم تكن الا مؤامرة ايرانية ونصرا لايران بعد النصر الذي احرزته بتنصيب الحلبوسي رئيسا للبرلمان العراقي.
مما تقدم من الممكن تسجيل خصوصيات الرئيس البارزاني والتي هي خصوصيات القادة العظام من الذين سبقوه ومن هذه الخصائص:
-   التمسك الحاد بقضية الشعب
-   الثقة العالية بالنفس والتي تجلت في وقائع عديدة فهو الذي دعا الى اجراء الانتخابات البرلمانية في كردستان .
   بلا شك ان الرئيس مسعود البارزاني لا بد وان ادرك الحقائق الكبيرة التي ذكرتها وراح يلتصق اكثر بالشعب مع ايمانه العميق بارادة الشعب وقدراته، ولا تمر مناسبة دون ان يمجد الشعب. ان التغلب على الصعاب وتجاوز الانتكاسات وتتويج الاخيرة بالمكاسب العظيمة كان بفضل القيادة التاريخية الحكيمة وعلى رأسها الرئيس مسعود البارزاني الذي تتوفر فيه صفات ومزايا الزعماء العظام في التاريخ المعاصر، ومن صفاته:
1- عدم التنازل عن المبادي ومقاومة العواصف مهما كانت قوية شديدة.
2-   ان الشجاعة من الصفات التي عرف بها الرجل، وتجلت شجاعته في تواجده لاكثر من مرة في جبهات القتال وعلى مرمى حجر من نيران العدو.. جبهات الخازر والكوير وسنجار.. الخ في حين ان قلة من قادة العالم يخاطرون بحياتهم اثناء الحروب ويتواجدون على خط النار.
3-   دفاعه المستميت عن حقوق الاقليات وتطبيقه لمباديء حقوق الانسان ولقد تبين ذلك في اكثر من مثال و موقف. قبل اعوام من الان منعت الحكومة العراقية نازحي الانبار من دخول بغداد الا بشرط ( الكفيل) الا ان البارزاني دعا الى قبول اولئك النازحين بمعزل عن شرط الكفيل، وقبل ذلك باعوام وبعد انتفاضة اذار 1991 فأنه اعلن عن رفضه تمسية الاشوريين والتركمان بالاقليات وطالب باعتبارهم قومية. عدا ذلك فانه فتح ابواب كردستان على مصاريعها امام  نازحي الموصل والمدن العراقية الاخرى.
4-   ومن صفاته الوفاء لمن احسن الى الشعب الكردي في الشدائد فالجواهري الذي كان داعماً بقصائده وسنداً للشعب الكردي فقد امر باقامة نصب له في حديقة سامي عبدالرحمن باربيل، وعندما حرم اية الله العظمى السيد محسن الحكيم في الستينات من القرن الماضي فانه زار مع شقيقه ادريس البارزاني النجف لتقديم الشكر الى الحكيم، ورغم العديد من المواقف الايرانية الشاذة ضد الكرد، فانه يعلن بين حين وحين شكر وثناء الكرد لايران في عهديها الشاهشاهي والاسلامي الخميني متمنياً ان تبقى العلاقات طيبة معها، لقد اظهر الوفاء للاحتضان الايراني للكرد في السابق، وعندما المت بالبصرة محنة التسمم والمياه الملوثة.. الخ من الماسي، فانه تذكر استقبال البصريين عام 1958  للبارزاني مصطفى عندما عاد من الاتحاد السوفيتي وبكل حفاوه،  لذا فان منظمة البارزاني الخيرية قدمت مساعدات كبيرة للبصريين في محنتهم.
5-   ومن صفاته القيادية الكبيرة تمتعه بقوة الاقناع واقتصاره على المختصر المفيد في خطاباته عملاً ب: ( خير الكلام ما قل ودل).
الصقات والمزايا القيادية التي ذكرتها، واخرى ارتأيت عدم ذكرها لضيق الوقت، تضع الرئيس مسعود البارزاني في مصاف القادة التأريخيين الاسطوريين العظام وعلى وجه الخصوص القادة المتميزين والمشهورين في القرن العشرين مثل مانديلا وغاندي ولينين والخميني ومصطفى البارزاني، ما وتسي تونك، هوش منه، ديغول، كاسترو.. الخ وهو بمثابة الرمز الاخير للقادة العظام والاسطوريين في العالم ويحظى باحترام كبير لدى ابناء الامه الكردية في كردستان الكبرى وفي العالم. اذكر يوم رحل كاسترو عن دنيانا ورد في العديد من وسائل الاعلام ( وفاة اخر رمز للثورة في العالم) وبرحيل البارزاني وهذا ما لا نتمناه يكون اخر رمز للزعماء الكبار الاسطوريين في العالم قد رحل، ان الاجيال الكردية لن تنسى مسعود البارزاني بطل استقلال كردستان الذي سيتحقق عاجلا او اجلا بفضل قيادته للامة الكردية.








24
كلا .. صحيح مجهول خير من خطأ شائع

عبدالغني علي يحيى
دأب بعضهم إن لم نقل جميعهم على إعتماد (خطأ شائع خير من صحيح مجهول) حتى لو كان الصحيح المجهول في متناول يدهم، في حين ان الخطأ مهما كان بسيطاً فهو غير مقبول يجب تصحيحه وان تقادم الزمن عليه ومن الخطأ كل الخطأ إمراره وفقاً للمقوله الشائعة (خطأ شائع...الخ) ولما كان الخطأ مداناً سواء اكان كبيراً أم بسيطاً صغيراً، فأن (الكذبة البيضاء) مدانة أيضاً بما فيها (كذبة نيسان) ومن حسن حظ الشعوب، ان كذبة نيسلن تكاد تتوارى بالمرة سيما في الأعوام الأخيرة ولم يعد إلا القلة الجاهلة تلجأ إليها في الأول من نيسان كل عامن وكلاهما الخطأ الشائع والكذبة البيضاء سيلحقان الضرر بالأمم، ويخطيء من يعتقد ان الخطأ الشائع له حضور في علوم اللغة فقط بل أنه يمتد الى العلوم الاخرى الاجتماعية بالأخص وعلى وجه الخصوص التأريخ وعلوم الدين، كذلك لم تسلم منه العلوم الطبيعية على أختلافها، بما فيها أرقى النظريات كالنظرية النسبية لآينشتيان إلا أنه وكما أثبتت التجارب فان تصحيح الاخطاء الشائعة في العلوم الطبيعية غالباً ما يتم بسهولة ودون أية عوائق وذلك على الضد من تصحيح الأخطاء في العلوم الأجتماعية كالتأريخ والدين مثلاً اذ ان المطالبة بتصحيحها قد تتوج بردود فعل عنيفة تصاحبها أعمال قتل وحرق أحياناً وما يهمني في هذا المقال هو تسليط الضوء على الأخطاء الشائعة في علمي التأريخ والدين بدرجة رئيسة، فالأخطاء في علوم اللغة والأبقاء عليها ربما لا تجلب بالأضرار على بني بشر بقدر ما تجلب الاخطاء في علوم التأريخ والدين إليه واذكر اني وقفت على أخطاء لغوية وقواعدية صارخة في علم اللغة وأطلعت على معجم بالأخطاء الشائعة في علم اللغة ولا أخفي اني استفدت من ذلك المعجم أيما أستفادة وقمت في ضوئه بتصحيح أخطائي اللغوية، فهل من معجم يصحح الأخطاء التأريخية والدينية واخطاء أخرى في العلوم الأجتماعية؟ ويا لكثرة الأخطاء الشائعة في العلوم الأجتماعية والتي تعد من أسباب الصراعات بين الأمم وتجذر التخلف في العديد من المجتمعات وبالأخص المجتمعات الأسلامية والعربية التي تعد من أشد المجتمعات في العالم فقراً وتخلفاً وجهلاً. ومن الأخطاء وهذا على سبيل المثال لا الحصر:

خطأ الاحتفال بمولد السيد المسيح (ع). في 25 كانون الثاني
رغم تخطئة الاحتفال بعيد مولد السيد المسيح (ع) في 25 كانون الثاني من كل عام من قبل المؤرخين وحتى رجال الدين من مسيحيين ومسلمين، فأن العالم أجمع ما زال يحتفل بذلك اليوم 25 كانون الثاني ديسمبر بمولد السيد المسيح. يقول الأسقف (باريز): (غالباً، لا يوجد أساس للعقيدة القائلة أن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل يوم ميلاد السيد المسيح) ويقول (بيك) وهو من علماء تفسير الكتب المقدس: (لم يكن مقات ولادة المسيح شهر ديسمبر على الأطلاق). ويستنتج من تفسير القرآن الكريم: (ان المسيح مولود في أغسطس آب وليس في 25 ديسمبر) كما أنه (لا يوجد في الأناجيل الأربعة تأريخ ميلاد المسيح) ويتفق معظم الباحثين بأن (17 من حزيران هو يوم ميلاد السيد المسيح) فضلاً عن ما ذكرت فان أكثرية الدراسات المعمقة والمختصين بالديانة المسيحية وكذلك الأسلامية، ان المسيح لم يولد في 25 كانون الثاني، ومع ذلك نجد العالم مع سبق الاصرار بحتفل في ذلك اليوم بمولد السيد المسيح.


الأحتفال بمولد النبي (محمد ص) في اليوم الخطأ
يجمع علماء الاسلام، ان اليوم الخطأ الذي يحتفل فيه المسلمون بمولد النبي محمد (ص) هو يوم وفاته، ورغم عدم جواز الاحتفال به شرعاً وإعتباره (بدعة) غير أن المسلمين يحتفلون به كل عام وفيه تتعطل الدوائر الرسمية وشبه الرسمية وتصرف اموال طائلة على المناسبة الخطأ لغرض إظهارها بمظهر لائق بالنبي وسط قول علماء الدين وبمرارة: (انهم يحتفلون به في اليوم الخطأ مستطردين) (وليتهم على الأقل احتفلوا به في اليوم الصحيح) دع جانباً من أنه بدعة لا تمت بصلة الى الدين.

هجرة رسول (ص) في ربيع الأول وليس في محرم
ورد في التأريخ ان النبي محمد (ص) عندما وصل يثرب: (المدينة المنورة) في 10/10 وجد اليهود صائمين. ويقول الأمام المالك: (أول السنة الأسلامية ربيع الأول لأنه الشهر الذي هاجر فيه الرسول) وعند الكاتب العراقي نعيم الهاشمي الخفاجي واستناداً منه الى المصادر التأريخية ان (هجرة الرسول لم تكن في ربيع الأول ولم تكن في محرم).
فتصور أمة تخالف حقائق التاريخ وتلجأ الى  الخطأ وعلى مدى القرون بحيث يوحي عنادها واصرارها على الخطأ التاريخي الشائع انه اذا عدل عن ذلك فان الاسلام كله سينهار لمجرد الانقلاب على خطأ تأريخي شائع. هنا نقف على غلبة العادات والتقاليد على الدين.
طارق بن زياد لم يحرق سفنه.
ولا القى خطبته..
ويظل المسلمون والعرب متمسكين بالخطأ التاريخي الفائل، ان  القائد الاسلامي الامازيغي طارق بن زياد عندما وصل بجيشه الى سواحل اسبانيا احرق سفنه والقى ( خطبته) الشهيرة في جنده: ( البحر من ورائكم  والعدو من امامكم) ويتفق معظم الباحثين من العرب والمسلمين ومنهم  ممدوح عدوان على أن ( طارق بن زياد لم يحرق السفن ولم يلق تلك الخطبة الجميلة العظيمة لأنه لم يكن يتقن العربية) ويجمعون على أن الرواية من أساسها ( اسطورة لا تأريخ) ولدى ( منتدى الحوار) : (ان طارق بن زياد لم يحرق السفن في فتح الاندلس) ويقول  الباحث عبدالحميدي يونس: ( احراق طارق للسفن اسطورة لا تأريخ). وفوق هذا وذاك فأن على المسلمين والعرب ان لا يتفاخروا لابطارق بن زياد ولا (بخطبته) أو احراق سفنه، لأنه ادى دور المحتل البغيض لوطن شعب مسالم الشعب الاسباني. وما على الاجيال العربية ولااسلامية في العصر لحديث الا ان يدينوا ويشجبوا غزو طارق لأسبانيا واحتلالها لها وان يسحبوا حكم الادانة والشجب على السفاحين خالد بن وليد وعمرو بن العاص وسعد بن ابي وقاص وو..الخ لانهم سبقوا طارق في انتهاك كرامة الامم فانتهكوا الحدود الاجتماعية للشعوب واحتلوا أو طانها.
وامعتصماه ( الاكذوبة التي صارت دينا)
من منا لم يجلد بحكاية ( وامعتصماه)  الزائفه) التي كانت مقررة على تلامذة المدارس في العراق؟ الجواب: جميعنا قرأ الحكاية التي كانت وما زالت زيفاً وبطلاناً وكذباً. يقول الباحث خالد السيف في حديثه عن وامعتصماه بانها ( الاكذوبة التي صارت ديناً) . فضلاً عن ذلك فان  الطبري الذي يوصف بمؤرخ العباسيين لم يذكرها في كتبه. ناهيكم عن جهل المعتصم وظلهه ومجونه الذي لايمكن أن يرتقي به الى  بطل ومحرر (فالرجل  كان امياً أو شبه امي)، سكيراً و( نشأ المعتصم مترفاً كارهاً للعلم من صغره وانتهى به الامر ان مات امياً أو شبه امي) أنظر الى ( الذهبي) خلاصة الكلام، ان اسطورة وامعتصماه ( لدى المحققين دون سند) وبحسب المؤرخين ان خبر المنادية (بوامعتصما) لما بلغ المعتصم كان في مجلس سكر وعربدة والكأس بيده. ومن جرائم هذا الظالم البشعة انه ( الهب ظهر امام السنة احمد بن حنبل حتى خلع له كتفيه).
ان شخصاً ماجناً سكيراً كالمعتصم لايمكن ان يكون بطلاً شهماً يلبي دعوات المظلومين، فألى متى شحن اذهان الاجيال بالبطولات الزائفة وتصوير الطفاه أبطالا؟
قراقوش من عادل الى ظالم
ورد في كتب التاريخ: ( أن بهاء الدين قراقوش هو شخصية تأريخية حقيقية) لا اسطورية كما توحي الحكايات عنه و( ولم يكن ظالماً بل كان من اعدل من مارس الحكم في مصر) ويمضي المؤرخون المنصفون في وصفهم له : ( أنه من اروع القادة واشجعهم قوة وحزماً في الادارة والجندية، من عاداته كل عام وفي وقت خاص، ان يتصدق بمبلغ كبير من المال على الفقراء والمحتاجين) عليه والحالة هذه، لماذا نعتوا الرجل بالطاغية والظالم واظهاره (بشر البلية ما يضحك). وما والت الشعوب سيما العربية والاسلامية تروي عنه ما نسب اليه خطأ وظلماً. ترى أو لم يحن الوقت لكي يعاد  الاعتبار اليه وينصف؟.
هل من الصحيح اقحام القرأن في علم اللغة واعتباره مرجعاً لغويا؟
 الاعتقاد من أن القرأن الكريم مرجع لغوي وقواعدي للغة العربية سار ومازال قائماً الى الان بالرغم من ان العديد من الباحثين وعلماء اللغة العربية نسفوا منذ زمن ذلك الاعتقاد وسط صمت رجال الدين الاسلامي حيال ذلك النسف، ففي الاعوام الاخيرة تجرأ العديد من اولئك العلماء علماء اللغة على الكشف عن التقاطع بين الايات القرانية وقواعد اللغة العربية ومن بينهم عالم لغوي نشر مقالاً من ( 6) حلقات أو اقسام في صحيفة الحوار المتمدن الالكترونية الراقية ضمنه – المقال- الاشارة الى عشرات الايات المخالفة لقواعد اللغة العربية ( حسب مقاله)  ولم ينبس علماء الدين الاسلامي ببنت شفه بل ولم يتجرؤا على الرد عليه. ما عزز طروحات واحكام ذلك العالم. والغريب في الامر ان علماء الدين الاسلامي ومنهم الخميني واخرون غيرهم اقاموا الدينا ولم  يقعددوها على الايات الشيطانية لسلمان رشدي، وافكار البنغلاديشية تسليمة نسرين وافتوا بهدر دمهما، في حين لاذوا بالصمت ليس على العالم اللغوي المنوه عنهم الذي صرح بوجود عشرات الاخطاء في القران الكريم. وليس سكوت علماء الدين الاسلامي على عالم اللغة المنوه فقط انما طال الصمت والسكوت العشرات من منتقدي الدين الاسلامي والقران الكريم، فصمت ليس علماء المسلمين بل علماء الدين المسيحي واليهودي كذلك على منتقدي الدين والكتب المقدسة يكاد يكون ظاهرة، فعلى سبيل المثال لم يردوا على قس امريكي خدم الكنيسة ( 22) سنة بعد ذلك انقلب عليها وعلى المقدسات الدينية كلها، فمما قاله في ندوة جمعته مع بعض القسس من على شاشة  فضائية الجزيرة القطرية: ( ان الله اكبر خرافة في التاريخ) وتوقعت ان يهب رجال الدين الاسلامي من مشارق الارض ومغاربها ويدلوا ( بخطب عصماء)  لتكذيب القس والرد عليه، لكن تبين فيما بعد ان توقعي لم يكن في محله وفيما بعد وفي السنوات الاخيرة فأن دائرة نقد الدين الاسلامي راحت تتسع بشكل صارخ وظهر مفكرون كبار ينتقدون الله والنبي محمد والانبياء والرسل اجمعين ومن هؤلاء المفكرين جامد عبدالصمد واحمد القبانجي.. الخ، وكالعادة فأن علماء الدين الاسلامي لم يعلقوا على اولئك المفكرين العلمانيين وكأنهم – علماء الدين الاسلامي صم بكم عمي لا يفقهون. وهم الذين اليوم وفي الماضي كانوا يهاجمهون الشيوعية ليل نهار بدعوى انها الحادية معادية للاسلام في حين لم تتهجم الشيوعية على المقدسات الاسلامية ابداً، بل ان وضع الدين الاسلامي ورجال الدين والجوامع في العهد  الذي سمي بالمد الاحمر أو المد الشيوعي في العراق 1958 – 1960 كان افضل بكثير من وضعهم اليوم في ظل هيمنة الاسلام السياسي على السلطة وشارع، اذ لم يفجر مسجد أو كنيسة ولم  يذبح رجل دين، بل كان ابناء الشعب من رجال دين وغيرهم معززين مكرمين ومع ذلك فان الشيوعية لم تسلم من تهجماتهم وحربهم عليها. في رأي ان السبب في تهرب رجال الدين الاسلامي يعود الى امرين لاثالث بينهما وهما: 1- اما انهم جهلة ذو ثقافة متدينة لذلك يجدون انفسهم عاجزين عن الرد على خصوم  الدين، وهذه في رأي مصيبة أو .
انهم متفقون مع منتقدي الدين ولا يؤمنون في قرارة انفسهم بالدين والقران، اذا والحالة  هذه فان المصيبة اعظم وقد يكون كلا الامرين متوفرين فيهم يتحكمان بهم.
المطلوب من رجال الدين موقف صريح وواضح من التهجم على الدين والمقدسات الدينية والا فانهم  مشاركون بالهجمة على الدين من حيث يدرون أو لا يدرون.
رقية ليست ابنة الحسين (ع)
ولها مرقد في الشام!!
لم تذكر المصادر التاريخية، بما فيها المصادر التاريخية للشيعة الامامية: ( ان هناك بنتاً للامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) تدعى رقية بل ذكرت اسماء 3 بنات له: سكينة وفاطمة وزينب مع 6 أولاد وللوقوف على حقيقة انه لم يكن للأمام الحسين بنت باسم رقية أحيل القارى الكريم الى المقال الرائع للكاتب والصحفي باقر مهدي ليطلع على اكثر من مصدر يفند الزعم بأيوة الحسين لفتاة تدعى رقية ومقال الكاتب هو تحت عنوان ( رقية بنت الحسين بين الحقيقة والخيال). والذي يبعث على التهكم وجود مرقد للفتاة رقية من نسج الخال!! واذكر كيف ان الناس في محافظة نينوى بالاخص دأبوا على زيارة ضريح في جامع النبي يونس (ع) على اعتقاد انه ضريح النبي يونس (ع) واذا بالحقائق تكشف ان الضريح كان يعود لقس، وعندما تبش داعش الضريح اثناء احتلاله للموصل يوم 10-6-2014 ظهرت فيه صلبان وبأحجام مختلفة.
ساعة ( الرشيد الى شارلمان)
رواية تخالف العقل والمنطق
في المرحلة الايتدائية علمونا، ان الخليفة العباسي هارون الرشيد اهدى ساعة الى شارلمان ملك الافرنج. وجاء في وصف للساعة هذه : ( ... وكان فيها 12 باباً تؤدي الى داخلها ومن كل باب يخرج فارس ويشير الى أن الساعة (1) أو (2) يشير انها الثانية واذا خرج (5) مثلاً فهي الساعة الخامسة اما عند الساعة 12 ظهراً أو ليلا فيخرج 12 فارساً مرة واحدة ويدورون دورة كاملة ثم يدخلون من الابواب فتغلق خلفهم) من يسمع هذه الرواية يحس وكأنه امام احدى القلاع العسكرية واذا كان العراق مخترع الساعات في زمن الرشيد، فأن من المنطقي وفي ضوء التجارب، ان تتقدم صناعة الساعات في العراق على الساعات السويسرية، أليس كذلك؟ هدية الرشيد الى شارلمان حكاية خيالية تتقاطع مع العقل والمنطق.
نيرون لم يحرق روما
ومن الاخطاء الشائعة في التاريخ القديم، أن نيرون أضرم النار في روما واحرقها بعد ذلك راح يعزف وأمامه روما تحترق، والى يومنا هذا فان التهمة الملصقة به هي حرقه لروما، الا ان المررخين وبعد تدقيق وتحقيق فندوا الرواية تلك وبرهنوا بالادلة والوقائع، انه حين اشتعلت النيران في روما، كان نيرون فيما يشبه في اجازة راحة واستجمام وفي مكان بعيد عن روما يبعد نحو ( 50) كيلومتراً عنها، ولما سمع بعاصمته تحترق، فأنه قفل راجعاً وبسرعة اليها.
حصان طرواده
ومن الاخطاء التاريخية والشائعة والشهيرة أيضاً رواية حصان طروادة التي تحولت الى اكثر من فلم سينمائي، وما زال يضرب بها المثل وتذكر( كسم ممزوج بالعسل). في وقت لم تكن للرواية من صحة. فهويروس مؤلف الالياذة ( لم يتطرق في الجزء الذي يرويه من كتابة ( الالياذة) عن حصان طروادة لا من بعيد أو قريب الى اسطورة حصان طرواده، والتي هي اسطورة بحق لاتاريخ.
ان من الخطأ جداً ان لم تقل جريمه، اقرار الخطأ على تلاندة المدارس والاحرى بالاجهزة التربوية بوزارات التربية تجنب اقرار الاخطاء على التلامذة  وفي مختلف العلوم، فالشعوب لن تتقدم  الا بالعلم وليس بالاساطير والخرافات.
خرافة هزيمة هولاكو أمام اهالي اربيل
في السابق والى يومنا هذا كنا نقرأ أوما نزال في مقالات كتاب كرد قوميين متحمسين أن اربيل قهر القائد المغولي هولاكو والحقت الهزيمة به عندما اقترب منها وحاول تدميرها، الا ان مطالعتانا للتاريخ والاحتكام الى بالعقل والمنطق تبين: ان هولاكو لم يدخل اربيل اصلاً ولم يشتبك مع اهاليها بل انه مر في الشرق منها وعلى مسافة 90 كيلومتراً. عليه استغرب من اصرار بعض من الكتاب وبالاخص السياسيين والاعلاميين الكرد من ترديد المقولة الخاطئة: أن اربيل الحقت الهزيمة بهولاكو في وقت كان الاخير قد اجتاح دولاً ودمر عواصم اسلامية كبيرة وغير اسلامية ايضاً مثل دمشق وبغداد والقاهرة فهل بعقل باترى ان يتغلب عليه سكان عدد من الدور في قلعة اربيل.؟
حول زواج المسلمة بغير المسلم
قبل اكثر من 12 عاماً القى الزعيم الاسلامي السوداني حسن الترابي محاضرة في جامعة البحر الاحمر في السودان وسط جمع كبير من المسلمين استغرب في خطبته رفض زواج المسلمة بغير المسلم سيما من الميحيين واليهود ( اهل الكتاب) مشدداً انه ليس في القران ولا في الاحاديث النبوية ما يمنع ذلك وفي حينه اثارت خطبته ضجة كبيرة في العالم الاسلامي، وهنا ايضاً لم يعلق علما، الذين الاسلامي عليه لا بالقبول ولا بالرفض، وقمت أنا كاتب هذه السطور بمراجعة للقران الكريم وختمت قراءته مرتين خلال اسبوع واحد بحثاً عن أية تحرم زواج المسلمة بغير المسلم ولم تقع عيني على اية اية في القران تحرم زواج المسلمة من غير المسلم ولم اكتفي بهذا بل رحت وتوجهت الى عدد من رجال الدين الافاضل من معارفي، بل ان احداً منهم وهو من خريجي الازهر، عندما طرحت عليه السؤال ايدة والتزم جانب الترابي بيد أنه اضاف ضاحكاً لكنني اخاف من الجهر برأي علانية واسترد ارجو أن يبقى ذلك بيني وبينك سراً. انهم يجيزون زواج المسلم من الكتابيات لكنهم في الوقت عينه يحرمون زواج المسلمة من اهل الكتاب: مسيحيون، يهود، صابئة النبي داود، ليس هذا فحسب بل يقفون ضد كل الافكار السامية التي من شأنها أن توحد بين البشر وتغرس المحبة والسلام بينهم، في حين يفتون بابشع الافكار وحشية وهمجية يقول الكاتب المصري عادل نعمان في رده على الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس التي ترى ان انتشار الالحاد مرده ( الاخوان المسلمون) يقول عادل نعمان:
( ثم ما قولك في المشايخ الرسميين الذين صدموا الشباب برضاعة الكبير من حملة الثدي مباشرة وجواز نكاح الرضيعة ومفا خذتها والاستمتاع بها وجواز وطء البهائم عند البعض وقتل البهيمة المنكوحة وحرقها عند البعض الاخر وتحريم خلع ملابس الزوجين اثناء المعاشرة الزوجية وجواز مضاجعة الوداع وأكل جزء من لحم المرأة حية حال الجوع القاتل بل تركها للمغتصبين مخافة الهلاك وقتل تارك الصلاة وصحة الحمل على ثلاث واربع وخمس سنوات من بعد غياب الزوج أو موته، اليس هذا يصادم العقل با دكتورة و متناقض ومتخالق معه) ويضيف: ( الالحاد ظاهرة عالمية تتزايد كلما وقف الدين ضد العلم- مأخوذ من ميدل ايست اونلاين).
الاولى بالعالم الاسلامي ان يقف بحزم وصلابة امام الافكار الوحشية الجهنمية لبعض من علماء الدين الاسلامي، هذه الافكار التي تتقزز منها النفس الابية، ولو تم الاخذ بالافكار الوحشية الجهنمية لأولئك الشبوخ لسادت شريعة الغاب في العالم الاسلامي ولتحول هذا العالم الى مبغى كبير بعد ان كاد الدين على يدهم يقترن بالجنس ثم جنس.. الخ
لما تقدم استعراض سريع لبعض من الاخطاء الشائعة ليس في علم اللغة بل في التاريخ والاديان وعلوم اجتماعية اخرى وتكاد الاخطاء الشائعة تشكل القاعدة والصحيح المجهول استثناءً  وأرى ان اعتماد المبدأ الخطأ: خطأ شائع خير من صحيح مجهول والسير عليه عبر العقود والقرون هو من الاسباب الرئيسية لاستمرار الماسي والويلات في المجتمعات الانسانية وكل ما اتوخاه هو تأليف معجم بالاخطأء التاريخية والدينية وتأسيس تربية جديدة للاجيال الناشئة تقوم على تطهير المناهج المدرسية من الاخطاء والخرافات والبدع عملاً بقول الرسول محمد (ص): ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ولما كانت ( البدع كلها سيئة وليس من بدعة حسنة واخرى سيئة): اقول ان كل الاخطاء سيئة سواء اكانت صغيرة بسيطة ام كبيرة ويجب التخلص منها وفي جميع العلوم وبالاخص في العلوم الاجتماعية وتحديداً علمي التاريخ والدين، وكل ما يخالف العقل والمنطق فهو خطأ ويجب عدم التساهل معه والاقدام بجرأة على قبره بدلاً من العمل به و نشره. واختتم مقالي هذا بقول للشاعر معروف الرصافي في كتابه القيم: ( كتاب الشخصية المحمدية: ( اصبحت لا اقيم للتاريخ وزناً ولا احسب له حساباً لأني رأيته بيت الكذب ومناخ الضلال ومتشجم اهواء الناس. اذا نظرت فيه كنت كأني منه في كثبان من رمال الاباطيل قد تغلغلت في ذرات ضئيلة من شذور الحقيقة).





25
ايران – تركيا- فتى امريكا المدلل في الشرق

عبدالغني علي يحيى
لم يعد خافياً على أحد، بل انه معلوم لدى الجميع، شعوباً وحكومات واحزاب وافراد، ان دولتين في العالم حصراً، ايران وتركيا يعكران بشكل شبه يومي صفو الامنين الدولي والاقليمي ويعدان بمثابة مصدر توتر واضطراب رئيس لدى العالم برمته، وانهما احتلا يحدارة موقع الدولتين العنصريتين السابقتين: جنوب افريقيا وروديسيا السابقة ( زيمبابوي الحالية) اللتان كانتا أيام زمن محل مقت وشجب المجتمع الدولي الذي طاردهما الى ان اسقطهما في السبعينات من القرن الماضي، وبسقوطهما وجه العالم طعنة نجلاء الى العنصرية. غير انهما بالرغم من سقوطهما الا انهما بقيتا حيين في دولتي ايران وتركيا اللتان واصلتا نهجمها في ممارسة العنصرية ضد شعوبهما وبالاخص ضد الشعب الكردي داخل حدودهما السياسية وخارجها أيضاً أي في كردستاني العراق وسوريا، ولا اغالي ان قلت ان ممارساتهما العنصرية تفوق بكثير ممارسات الدولتين الافريقيتين السابقتين جنوب افرييقيا وروديسيا وتجاوزت ممارساتهما حدود بلديهما  الى بلدان اخرى – ولا شك انهما لاتستطيعان الاقدام على اسالبيهما العدوانية العنصرية لولا الموقف الدولي المائع المتهاون تجاهما وبالاخص الولايات المتحدة بشكل خاص وروسيا والاتحاد الاوروبي بشكل عام. ونتيجة لذلك فانهما بمرور الايام راحا يتصرفان بصلافة ووقاحة لا مثيل لهما.  بدأت التصرفات الصبيانية الايرانية عام 1979 وكذلك خطرها على العالم وشعوب المنطقة، وذلك باقدامها على تصدير ( الثورة الاسلامية) الى خارج حدودها وبالقوة وقيامها بمداهمة السفارة الامريكية والاستيلاء على اسرار السفارة التي بلغت نحو 7500 وثيقة سرية نشر الكثير منها، وان الذي شجعها على الاستمرار في نهجها العدواني والعنصري المدان، صمت الولايات المتحدة على تلك المداهمة وذلك الاحتلال، واكتفت الولايات المتحدة انذاك بالاحتجاج الكذب والخجول على السلوك الايراني في وقت رأينا كيف ان الولايات المتحدة هاجمت دولاً وكيانات لم تكن قد الحقت اية اذية بها ولا بالمجتمع الدولي، والامثلة كثيرة منها: تحرشها التامري المسلح بكوبا عام 1962 في خليج الخنازير ذلك التحرش الذي سرعان ما أحبط، علماً ان كوبا لم تكن تضمر الشر لها، كما ان الحياة (الدولية كانت قد اثبتت قبل ذلك واثنائه وبعده، ان من الممكن ان يتعايش نظامان مختلفان جنباً الى جنب ( الرأسمالية والشيوعية و ظلت الولايات المتحدة تخاصم كوبا الى يومنا هذا ومن بعد كوبا هاجمت عام 1986 سلطة القلابية عسكرية يسارية في ( كرينادا) واسقطتها. وخاضت حروباً عديدة خارج حدودها الدولية ضد فيتنام وكمبوديا ولاوس الى ان هزمت منها شر هزيمة في عام 1975. وفي وقت سابق من القرن الماضي اعتقلت حاكم بنما ( نوريكا) بتهمة الاتجار بالمخدرات ونقلة الى سجونها في الولايات المتحدة ومحاكمته. كل هذا جرى من غير ان تشكل تلك الدول والبلدان خطراً على الولايات المتحدة. في حين نجدها تلزم. جانب الصمت والذل والخنوع ازاء الاهانات الايرانية المتواصلة والتي تكاد تتم بشكل شبه يومي، فالاهانات الايرانية لأمريكا لم تتوقف عند احتلالها للسفارة الامريكية بل تعدتها الى التحرش بحليفات امريكا الخليجيات و تدخلات مستمرة في شؤون العراق واليمن والبحرين ولبنان.. الخ فها هو الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني يوصف بحاكم العراق المطلق، وبعد أن حررت الولايات المتحدة العراق عام 2003 من دكتاتورية صدام حسين، وها هي ايران تقدم على الشقاوة ضد امريكا داخل العراق مثال: اطلاق النار على السفارة الامريكية في بغداد وقنصليتها في البصرة اضافة الى اعتداءتها المستمرة على الشعب الكردي الذي يعد بمثابة حليف لأمريكا في الغرب فعلى امتداد الاعوام الماضية اغتالت المخابرات الايرانية  اكثر منه  460 ناشطاً كردياً ايرانيا في محافظة السليمانية ونفذت عمليتين ارهابيتين مدويتين ضد مقار الاحزاب الكردية واللاجئين الايرانيين في كويسنجق فضرب وقصف طائراتها ومدمفعيتها لاكثر من مرة مناطق حاج عمران وجومان وسيدكان وبرادوست. مع تنفيذ عدد من العمليات الارهابية داخل اربيل وبلدات تابعة لها مثل بنصلاوه و سوران.. الخ
لقد مرغت ايران هيبة وسمعة الولايات المتحدة في الوحل منذ عام 1979 والى يومنا وتجسدت الاهانة في اشكال شنى، ولم تكتفي باهانتها بالاقوال بل بالافعال ايضاً، وترجمت حربها الباردة ضدها الى حرب ساخنة في اكثر من مكان، بعض من الاهانات صدرت عنها مباشرة واخرى عن طريق اذرعها مثل حزب الله اللبناني الذي وهذا على سبيل المثال قام عام 1982 بخطف (91) اجنبياً في لبنان بينهم 25 امريكي وبعد تنفيذه لعملية الاختطاف الضخمة هذه فأنه فجر السفارة الامريكية في بيروت عام 1983 والذي أدى الى مقتل 63 شخصا من الذين كانوا داخل السفارة. فهجمات على السفارتين الامريكية والفرنسية في الكويت وذلك في السنة نفسها) ان المعلومات هذه و المحصورة بين قوسين منشورة في ( تقرير امريكي يكشف ناشري الفوضى في العراق والشرق الاوسط). وعندما لم تتخذ الولايات المتحدة  اجراءات رادعة لا ضد ايران ولا ذراعها حزب الله اللبناني، فأن ذلك زين لايران انشاء اذرع اخرى في الشرق الاوسط مثل: 1- حزب الله الحجاز 2- حزب الله  العراق 3- عصائب اهل الحق 4- الحشد الشعبي 5- الميليشيات الايرانية  في سوريا 6- ميليشيا الحوثي في اليمن 7- سرايا المختار – البحرين 8- سرايا الاشتر – البحرين 9- فيلق القدس. ولو كانت الولايات المتحدة بادرت في حينه وعاقبت حزب الله اللبناني لما ظهرت كل تلك الاذرع الايرانية، التي تقوم كل منها وعلى حده بأهانة الولايات المتحدة وتوجيه انواع الضربات اليها. وهكذا وكما اسلفت فأن ايران تحولت من الحرب الباردة الى الجرب الساخنة مع الابقاء على الاولى في الوقت عينه. في حين نجد الولايات المتحدة تكتفي باتهام ايران ( انها راعية للارهاب في العالم) أو( انها احتضنت القاعدة).. الخ من المواقف التي لا يمكن وصفها الا بالخجولة، وما زالت ايران عند تهديداتها و  اهاناتها لامريكا فالتصعيد بهما كما ونوعاً مقابل بقاء امريكا  عند اتهاماتها التقليدية الهزيلة والتي توحي كذباً واوحت على امتداد نحو (4) عقود بأنها على وشك شن الحرب على ايران ولكن مع وقف التنفيذ، ما دفع بالكثير من المراقبين والقادة السياسيين الشرقيين منهم والغربيين الى أن امريكا لن تضرب ايران ولن تعلن الحرب ضدها، بعد أن كانت التوقعات تشير الى ان امريكا ستشن الحرب على ايران ان عاجلاً أو اجلاً، وها هي (4) عقود تمر وامريكا مازالت عند  تهديداتها التقليدية الجوفاء وايران تطور حربها واهانتها ضدها وضد حلقائها ( حلفاء امريكا) واخر موقف واجهتنا به امريكا تجاه ايران: ان امريكا لا تريد ( تغيير النظام في ايران انما تعديل سلوكها) ليس هذا فحسب بل انها تبحث عن اتفاقيات جديدة معها بخصوص ملف ايران النووي. مثل (امريكا تريد معاهدة جديدة مع ايران تشمل البرنامج النووي والصواريخ الباليستية).
عدا ايران التي دوخت وتدوخ العالم منذ عقود وتتحرش بالسلم الدولي وامن العالم، بل وتقلق العالم باستمرار، فأن تركيا بدورها سيما بعد وصول الاسلاميين فيها الى الحكم، فانها بسلوكياتها العنصرية الصبيانية، اصبح من الصعب تمييزها عن ايران الاسلامية وراحت تنشر الدمار والحزاب في شمال سوريا وعلى امتداء حدودها مع العراق ومثلما تجرأت ايران على قصف العمق الكردستاني العراقي في كويسنجق مثلاً. فان تركيا ايضاُ تجرات بقصف سنجار ومناطق في اقضية العمادية وزاخو وسيدكان وبرادوست واقضية جومان وراوندوز وسوران وقلعة دزه في العراق ومنذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي نجد تركيا تقتل المدنيين العزل وتنتهج سياسة الارض المحروقة في شمال كردستان العراق ومنذ عام 1984 فانها قتلت المئات من القرويين الكرد وما تزال وتصرح بكل وقاحة وصلاقة من انها لن  تقبل بدولة كردية في جوارها وبانها ستقضي على الدولة الكردية حتى اذا قامت في الارجنتين.! وفي الداخل التركي فانها ارتكبت جرائم مروعة وما زالت ضد الشعب الكردي  يرقى بعضها الى الجينوسايد = الابادة الجماعية. وكما ايران فان تركيا تتحدى وتهين بين حين وحين امريكا، مثال ذلك القس الامريكي المعتقل في تركيا الذي طالبت امريكا باطلاق سراحه وهددت تركيا بالويل والبثور ان لم تقم باطلاق سراحه فوراً) الا ان تركيا لم تأيه مثل ايران بتهديدات امريكا وما زالت تواصل احتجازها للقس الامريكي. والكل يعلم ان الاهانات التركية لأمريكا سابقة على احتجاز القس الامريكي ففي عام 1991 تحدت تركيا الولايات المتحدة ولم تشارك في ضرب نظام صدام حسين وتكرر الموقف نفسه منها عام 2003 عندما شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق، واليوم نلقاها تضرب بنظام العقوبات الامريكية على ايران وتقول علانية بانها لن تقطع علاقاتها مع ايران، بل وعلى الضد من امريكا نجدها وكأنها في حلف عسكري مع ايران وروسيا الاتحادية والامثلة على التحدي التركي لأمريكا واهانات تركيا المتلاحقة تكاد لاتحصى.
لما مر فان الباحث في السياسة الامريكية حيال ارهاب الدولة في ايران وتركيا، وسياساتها وافعالها منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين يتوصل الى تدوين استنتاجين: الاول اما ان تكون امريكا فعلاً نمراً من ورق وهو الوصف الذي اطلقه ماوتسي تونك على الاستعمار ( الاستعمار نمر من ورق) دع جانباً ان احداثاً في الماضي هزمت خلالها الولايات المتحدة امام شعوب صغيرة كالشعب الكوبي الذي قضى على هجومها في خليج الخنازير في سواحل كوبا وفيما بعد اهانتها عندما فرضت شرط تقديم جرارة ( تراكتور) لقاء اطلاق سراح نحو الفي مهاجم جندي امريكي ومرتزق كوبي الذي وقعوا في أسر القوات الكوبية، وقدمت الولايات المتحدة صاغرة نحو 2000 تراكتور لكوبا. وفيما بعد الهزيمة النكراء وبالجملة ان جاز القول للوايات المتحدة امام الشيوعيين في اقطار الهند الصينية: فيتنام، لاوس، كمبوديا، دع جانباً ما ابدته من عجز طوال اكثر من عقدين في القضاء على حركة طاليبان في افغانستان وباكستان وعلى القاعدة في حضرموت والشباب المجاهدين في السومال فحق عليها قول ماو ان في ذكر واما ان ارهاب الدولة في ايران وتركيا صنيعة لها (لأمريكا) مثلما ان هناك شكوكاً عميقة في تبعية ارهاب المنظمة السرية: القاعدة، داعش، الجهاد، النصرة.. الخ من المنظمات الارهابية للولايات المتحدة ويلتقي عند هذا الراي العديد من الباحثين وقادة السياسة بل وقطاعات واسعة من العامة في الشعوب علماً ان الوقائع اثبتت ان المتطرفين والادعياء فوق العادة للثورية، غالباً ما يكونوا عملاء للغرب ولقد كان صدام حسين انموذجاً جيداً لأولئك المدللين، ثم ما معنى تردد اسرائيل في ضرب ايران، وهي التي اعلنت انتصارها على عدد من الدول العربية في حرب حزيران عام 1967 ( حرب الايام الستة) وهي التي دمرت المفاعل النووي العراقي خلال دقائق عام 1982 وهي التي قادت عملية تحرير الرهاتن اليهود في مطار عينتيبة باوغندا في وقت سابق من القرن الماضي والتي اي العملية تحولت الى فلم روائي قام بتمثيله الممثل الامريكي كيرك دوكلاس، وهي التي دمرت منشأت عسكرية سودانية بالقرب من الخرطوم قبل اعوام وهي التي وهي التي.. فلماذا طال صبرها كل هذه السنوات تجاه ( المدللين) الايراني والتركي.
ان المجتمع الدولي مدعو الى استنصال الجسم الغريب ايران وتركيا والمشبوه من الحياة الدولية عبر تصفية استعمارها للشعوب الكرد، البلوش، العرب، الاذريين في ايران والكرد في تركيا وارغام الاخيرة على الاعتراف بالمذبحة الارمنية.. الخ لن يهدأ العالم ولن ينعم بالاستقرار والامن طالما استمر النظامان الشريران ايران وتركيا في العبث بمقدراته وتعكيرهما لصفو الامن والاستقرار، وبالقضاء عليهما فان الكل يشعر بالراحة والاطمئنان انذاك.
 ملاحظة: ان جزءاً من عنوان المقال مقتبس من اسم وعنوان مسرحية اوروبية باسم ( فتى الغرب المدلل) ترجمت الى  العربية ونشرت قبل ( 4) عقود من الان.


26
العراق على حافة الزوال والتقسيم

عبدالغني علي يحيى
هناك أكثر من شهادة على أن الدولة العراقية قامت على أسس خاطئة واستندت على وحدة قسرية لمكونات أجتماعية متنافرة: الشيعة، الكرد، السنة ومنذ قيام هذه الدولة في عام 1921 فان الحروب والثورات والأنتفاضات والأنقلابات لم تفارقها كتعبير عن الرفض للخطأ، ليس في عقد واحد بل في جميع العقود، وبدل من أن يشهد الصراع في العراق تراجعاً ولو مؤقت، فأنه "الصراع" كان يشتد ويتفاقم بمرور الأعوام والعقود، واخفقت النظم التي سادت البلاد في تحقيق الاستقرار والأمن فيه، فالأحتلالين الأنكليزيين المباشر له 1914 – 1918 فشل وفشل فيما بعد إحتلاله غير المباشر أيضاً 1921 – 1958، وكان النظام السني الذي حكم العراق نيابه عن الأنكليز بين 1921 و 1958 وبشكل غير مباشر قد فشل أيضاً كما فشل حكمه المباشر 1958 – 2003 في تحقيق الأمن والأستقرار للعراق إذ أنه في جميع عقوده و عهوده  لم يفلح في القضاء على الحروب الداخلية والمذابح والويلات ليس هذا فحسب بل أنه تورط في حروب اقليمية مع ايران كرة ومع الكويت كرة أخرى. وبعد أنهيار النظام السني جرب الشيعة حظهم في أدارة العراق 2003 – 2018، ولقد تبين فيما بعد بان نظامهم كان من أسوأ النظم التي سادت العراق ففي ظله قتل ما يقارب المليون انسان وفي ظله ايضاً احتل داعش أكثر من ثلث مساحة العراق وفي ظله توسع التصحر وشحة الماء وانعدمت الخدمات واستشرى الفساد بشكل فظيع، علماً انه ساعة ولادة النظام الشيعي في 2003 وبعد اسابيع وشهور قليلة على ولادته وقفنا على عراق مقسم على 3 وان لم يعلن فالمثلث السني الذي تحول سكانه الى قاعدة اجتماعية للقاعدة وداعش ولحزب البعث خضع لسنوات ومايزال للقوى تلك ولم يتجرأ الشيعة والكرد على الاقتراب منه، كما ان اقليم كردستان كان وما يزال شبه دولة وكان ناجحاً في تحقيق الاستقرار والرفاهية والعمران ولاح كدولة لاتجمعه جامع مع دولة الوحدة القسرية العراقية، واختلف النظام في الجنوب الشيعي اختلافاً كلياً عن نظامي كردستان والمثلث السني . وحاول الكرد ان ينجزوا استقلالهم الكامل والخلاص من حكم النظام الشيعي والتحول من شبه دولة الى دولة مستقلة بعد ممارسات شاذة ضدهم من قطع لرواتب البيشمركة الى تخفيض لميزانية الاقليم..الخ ففي عام 2005 اجروا استفتاء على الأستقلال عن العراق، وصوت اكثر من 98% من الكرد على الأستقلال ومع ذلك لم يصر الكرد على ترجمة النتيجة واعتقدوا خطأ ان العيش في دولة الوحدة القسرية أفضل،غير انهم بعد ان تأكد لديهم الخطأ الذي وقعوا فيه، فانهم اجروا استفتاءا ثانياً في 25-9-2017 وصوت اكثر من 93% من الكرد لصالح الاستقلال ، إلا ان النظام العراقي وبدعم من ايران جرد حملة عسكرية ضخمة بقيادة الجنرال قاسم سليماني وبمعاونة من خونة كرد ودعم من الطغمة التركية الفاشستية الحاكمة في تركيا وقضى على الحق الكردي المشروع في الاستقلال والسيادة واحتل كامل اراضي المناطق المتنازع عليها وسط صمت ومباركة من الولايات المتحدة الامريكية .
واليوم بعد أن تبين للجميع الفشل الذريع للنظام العراقي في مواجهة عشرات الازمات الخانقة وثبت عجزه حتى في ضمان الحياة الحرة الكريمة لمكونه الشيعي في البصرة والجنوب ودخوله في ازمة سياسية برلمانية دستورية وبرلمان مزور 90% والذي سيكون اخر برلمان في تاريخ البرلمانات العراقية وستكون الحكومة الجديدة التي تنبثق عنه والتي بدورها مزورة اخر حكومة في دولة العراق القسرية. علماً ان العراقيين لم يقتنعوا بمصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج انتخابات يوم 12-5-2018 البرلمانية ولم يعودوا مقتنعين بقدرة الحكومة العراقية على معالجة الازمات المتعددة، ومثلهم الشعب الكردي الذي لم يعد مقتنعاً بالغاء تلك المحكمة لنتائج الاستفتاء على استقلال كردستان وسيعودون – الكرد – في القادم من الايام ليطالبوا بالاستقلال وبقوة هذا في وقت لم يكن الكرد فيه مقتنعين بالعيش في العراق منذ تأسيس دولته، وكما قال الاستاذ حازم صاغية انه لم يعد للكرد ولع بالعرب منذ تأسيس الدولة العراقية لما لاقوه من مظالم رهيبة على يدها. فان انعدام الولع الكردي بالعراق والعرب على اشده في عراق هذه الايام. وقال دونالد ترامب جملته المشهورة قبل اسابيع قليلة( اقسم بثلاث حافلات مليئة بالقران والانجيل والتورة، ان العراق لن ينعم بالاستقرار قط). وها هي الاحداث في العراق تؤكد صحة التنبؤ بنهاية العراق وتقسيمه الذي يعتبر الحل العملي والعادل الوحيد لأنها الاحتراب والاقتتال والجوع والحرمان وعلى ذكر الجوع يحضرني بيت للسياب:
 ( وفي كل عام حين يعشب الثرى نجوع
     مامر عام والعراق ليس فيه جوع)
ان العراق يعيش الان في وضع كارثي ولن يقدر الخروج من. هذه الازمات أبداً وان نهايته وتقسيمه بات وشيكا، ولن ينقذ الشعوب العراقية من الاحتراب والاقتتال والمجاعات الا حل التقسيم، ولن يجدي نفعاً الابقاء على وحدته القسرية التي لم تستفيد منه سوى القوى الاستعمارية ودولتي ايران وتركيا والدكتاتوريات العميلة لهما في العراق وسوريا،وهذه الوحدة تستجيب لمصالحهم وليس لمصالح العراقيين وهنا يكمن السر في تمسك الامريكان والانكليز والاتراك والايرانيين بوحدة العراق القسرية. وأن من يراهن على التكتل النيابي الاكبر والحكومة الجديدة المرتقبه وعلى الكرد( بيضة القبان) في انضمامهم الى هذه التكتل أو ذاك، وكذلك على فتاوى المرجعية..الخ من الحلول والافكار العقيمة المطروحة لن يزيد الا من المعاناة العراقية، فاليوم خراب البصرة وغداً خراب العراق، اليوم خراب الجزء وغداً خراب الكل، وسوف تزداد الماسي وتنمو اكثر وليكن الحل عراقياً، تقسيم العراق وقيام ثلاث دول شيعية وسنية وكردية فيه، لقد تقدمت كردستان كثيرا عندما كانت وما تزال شبه دولة وفي حال تصبح فيه دولة فان تقدمها سيكون اضعافا مضاعفة القول نفسه ينسحب على الجنوب والوسط السني في حال استقلالهما وتحولهما الى دولتين مستقلتين انذاك تجدون كيف تتقدم الدولة الجنوبية الشيعية على جميع دول الخليج العربية وفي المجالات كافة، وكيف يقوم التعايش بين المكونات العراقية كل في دولته، لن يسود السلام والامان والمحبة في العراق والشرق الاوسط الا بتطبيق الحل المنوه عنه وبعكسه فان كوارث ونكبات القادم من الايام ستكون افظع وأشد من  التي سبقتها وسوف يكون العراق القسري في المستقبل اشد وقعاً وظلماً من العراق الحالي والعهود السابقة.


27
لا يسعى الي حكم العراق إلا المجنون والفاسد

عبدالغني علي يحيى
في العراق اليوم محوران شيعيان  للفوز برئاسة الوزراء يقود الأول الصدر والعبادي، فيما الثاني يقوده المالكي والعامري ويسعى كل محور إلى تشكيل التكتل النيابي الاكبر في وقت يقر معظم العراقيين واكثرية الأطراف السياسية بلوغ نسبة التزوير في أنتخابات ايار الماضي البرلمانية الـ90% وبذل المتضررون وحدهم محاولات لتصحيح الخطأ، لكنهم باؤوا بالفشل لما أقرت المحكمة الأتحادية العليا نتائج الانتخابات، حين حسمت بطريقة لا مسؤولة نحو 400 طعن في نتائج العد اليديوي بـ48 ساعة !! وهذا الحسم بدوره تزوير من نوع آخر واذا كان البرلمان الجديد لدى معظمهم مزوراً فان الحكومة التي ستنبثق عنه مزورة بدورها أما التكتل النيابي الأكبر فأنه كما البرلمان مزور 100% ومزورة كذلك الرئاسات الثلاث التي يتم تسميتها من قبل البرلمان المزور، ومما لايختلف فيه إثنان ان الشعب العراقي غير مقتنع بقرار المحكمة العليا المصادقة على نتائج الأنتخابات فضلاً عن ما ذكرته فان العراق يعيش مشاكل غاية في الصعوبة والتعقيد بشكل يستحيل معه الفكاك منها أو تجاوزها، وكم كان الرئيس دونالد ترامب محقاً عندما قال: (أقسم بثلاث حافلات مليئة بالقرآن والأنجيل والتوراة ان العراق لن ينعم بالأستقرار أبداً) ونضيف بأنه لم ينعم بالأستقرار في كل العهود التي مر بها، اضافة الى ذلك، العراق مثقل بالديون التي تقدر بأكثر من 140 مليار دولار، وقبل أيام طلبت ايران منه تعويضها عن الحرب التي شنت عليها وقدرت التعويضات بترليون  و 200 مليار دولار، وهذا مبلغ تعجيزي بحق واصاب مثال إلالوسي رئيس حزب الأمة العراقية الحقيقة حين وصف المطلب الايراني بأعلان حرب على العراق، عدا المديونية التي ينوء كاهل العراق تحتها فان حاجة المدن المحررة: الموصل، بيجي، تكريت، الرمادي السنجار، الحويجة تنطلب مبالغ مالية ضخمة وبلغة المليارات، ةلا أعتقد ان العراق بمستطاعه توفير المال لأعمار المدن، لذا نلقاه يتشبث بمال وجهود غيره مثل: مؤتمر الكويت للما نحين ومحاولات أنجيلينا جولي والمتطوعين من أبناء المدن ..الخ. ولن يتمكن العراق ايضاً من حل مشكلة العاطلين فقبل ايام مثلاً أعلن عن توفير العمل لـ55 الف عاطل من مجموع مليوني عاطل، وقبل أيام ايضاً هاجم أمام جمعة البصرة الحكومتين: المركزية والمحلية لعدم ايفائها بالوعود التي أطلقتاها لحل مشكلة العاطلين، أضف الى ما ذكرنا ابتلاء البلاد بشحة المياه والتصحر والجفاف والملوحة ونفوق معظم الثروة الحيوانية من مواشي وأسماك، والذي ترتبت عليه هجرة الناس من الأرياف إلى المدن طلباً للماء والكهرباء والخدمات حتى هذه ليس بمقدور الحكومة الحالية والمقبلة من معالجتها، ان من الصعب بمكان تنظيم جدول بأزمات العراق التي لا تحصى واذا كان الشعب العراقي غير مقتنع بمصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات، فأن 93% من الشعب الكردي غير مقتنع بالغاء تلك المحكمة لنتائج الاستفتاء على استقلال كردستان الذي جرى يوم 25-9-2017، وانه(الكرد) يتحينون الفرص للمطالبة بالاستقلال وهو حق مشروع لا يعارضه إلا الجهلة من امثال حكام العراق والمحكمة العليا صاحبة القرارات اللامسؤولة والظالمة. إلى جانب الكرد وكل العراقيين فأن السنة بدورهم لا يثقون بقدرة الحكومة المقبلة على تنفيذ وتلبية مطالبهم الخمسة: اعادة النازحين، اعمار المدن، الكشف عن مصير المخطوفين، اعادة العسكريين المفصولين الى وظائفهم . اطلاق سراح المعتقلين ولا أبالغ اذا قلت، ان كل المخطوفين هم الان ومنذ اعوام في عداء الاموات ان الحكومة الجديدة المقبلة لن تقدر على تنفيذ اي من المطالب ومنذ الأن ترى في المطالب الكردية الـ27 تعجيزية وتصطدم برفض شيعي قاطع. انظر الى تهديد الخزعلي للكرد والسنة، من ان الشيعة سيلجؤون الى (رد قوي) ضدهما، وأقول ان الحكومة الجديدة المقبلة حتي لو ارادت بصدق واخلاص معالجة الأزمات فأنها لن تتمكن من ذلك، لان حجم الأزمات والمشاكل والخروقات اكبر من حجمها بكثير، عليه والحالة هذه فان العاقل هو من ينأى بنفسه عن الوصول الى الحكم أو المشاركة فيه، وان الوصول إليه حلم المجنون الذي لا يحسب حساباً للفشل في معالجة واقع ميئوس منه أو فاسد فاسق يجهد للوصول الى السلطة لسرقة ما تبقى من المال العام .
عجبي من الكرد والسنة المترددين بين الانضمام إلى هذا التكتل الشيعي أو ذاك، من غير ان يدركوا، ان  المحورين اللذين اشرت اليهما ومعهما كتل شيعية اخرى رغم خلافاتها فانها متفقة على مصادرة حقوق الكرد والسنة، وللكرد تجربة مع الحكومات التي تتقاسم وطنهم الكردستاني الكبير فهذه الحكومات والدول مهما اختلفت فيما بينها فانها متفقة على معاداة الكرد على طول الخط وفي كل زمان ومكان. وواضح ان المتسابقين إلى الفوز بالحكومة والمناصب لا يتفتون الى الكم الهائل من الأزمات والمشاكل، بل تجدهم يبوسون الاكتاف واللحى والأيادي والاحذية علهم يفوزون بمنصب يدر عليهم بالمال والنفع. واحياناً نسمع عن استقالات لوزراء اوروبيين وامريكيين من مناصبهم الرفيعة لمجرد شعورهم بخطأ في الحكومة، بحيث ان البقاء فيها يمس كرامتهم وعزة النفس لديهم، لكن مسؤولينا على الضد من ذلك اذا طردته من الباب يعود إلى المنصب من الشباك .
جميع العراقيين الآن بانتظار اجتماع البرلمان المزور بعد العيد ليكلف التكتل البرلماني الاكبر المزور لتسميه 3 رئاسات مزورة ويشكل حكومة جديدة مزورة والكل: البرلمان، التكتل الاكبر، الرئاسات الثلاث، الحكومة الجديدة في فلك التزوير يسبحون، العراق يعيش عصر التزوير والفساد.


28
حذاري من العسل الممزوج بالسم وحصان طروادة الجديد القديم

عبدالغي علي يحيى
    تلقى نيجيرفان البارزاني دعوة من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لحضور مؤتمره السادس الذي عقد في 18-8-2018 والمثير في الأمر، ان الدعوة وجهت إليه باللغة الكردية في وقت ما يزال التخاطب بها في تركيا محظوراً ويعد جريمة يعاقب عليها القانون، بل أن برلمانيين كرد هناك منعوا من أداء القسم باللغة الكردية، واذكر ان كلينتون استهزأ بالعقلية التركية المتخلفة لما ألقى التحية على البرلمانيين الترك باللغة الكردية قبل سنوات.
يقينا ان الدعوة وكتابتها باللغة الكردية تلك ،كانت (حصان طروادة) موجه للكرد ،إذا علمنا ان الكرد فوجئوا يوم تسلم البارزاني الدعوة بقصف تركي مركز وكثيف حسب وصف وسائل الأعلام ، لقرى ومناطق كردية في قضاءي العمادية وعقره وإلحاق أفدح الاضرار بالقرويين، وما حصل هو الحادث الثاني من نوعه يستقبل فيه القادة الاتراك زيارات للقادة الكرد بالقذائف والقصف والحرائق، فقبل شهور وقفنا على حادث مماثل عقب زيارة للبارزاني نفسه إلى تركيا واخشى مانخشاه ان يودع البارزاني بمثل ما استقبل به، إذ أنه بين تلقيه للدعوة وانعقاد المؤتمر وقع قصف تركي عنيف لناحيتي سنكسر وورتي في قضاءي قلعة دزه و راوندوز مساء الجمعة 17-8-2018.
ان التصرف التركي المنافي لكل الاعراف والقيم الاخلاقية والدبلوماسية تكرر عندما غادر حيدر العبادي تركيا وكان قد زارها تلبية لدعوة تلقاها من اردوغان، غير انه ما أن عاد إلى بغداد واذا بالطائرات الحربية التركية تقصف قضاء سنجار بشدة بزعم ان ذلك جرى بموافقة من العبادي وتنسيق معه، لكن وزارة الخارجية العراقية سرعان ما فندت الزعم ذاك وطالب تركيا بسحب قواتها من الأراضي العراقية، علما ان القصف هذا خلف وراءه خسائر بشرية ومادية، وان كلا الحادثين في استقبال البارزاني وتوديع العبادي بالقصف والحرائق يعتبران اهانة متقصدة وعملاً لا أخلاقياً لأحراج الرجلين أمام شعبهما والرأي العام، وأزيد القاريء علماً ان العبادي استقبل في مطار انقره من قبل مدير المطار وليس من قبل نظيره التركي، كما ذكرت مصادر عدة وقبل اعوام من الآن كان المرحوم جلال طالباني الذي كان رئيساً للجمهورية العراقية كان قد استقبل في زيارة له إلى طهران من قبل مدير عام ايراني، هكذا يتعامل الحكام الأتراك والأيرانيون مع القادة الكرد والعراقيين، ولقد كان المتضرر في حالتي البارزاني والعبادي هم الكرد.
ان الحوادث من النوع الذي ذكرته كثيرة في التأريخين الحديث والقديم وكان ابطالها دوماً حكام دكتاتوريون جهلة لا أخلاقيون ودمويون، ولدي من الأمثلة الكثير، في أواخر السبعينات من القرن الماضي شن صدام حسين حملة إبادة على الحزب الشيوعي العراقي، بدأت من البصرة وانتهت في أربيل مروراً بالمحافظات العراقية كافة، وفي خضمها وصل صدام إلى كوبا الشيوعية وعرضت وسائل الاعلام العراقية لقطات من زيارته الى كوبا الشيوعية منها: صدام حسين جنباً الى جنب فيدل كاسترو وهو يلقي بالتحية على الجماهير الكوبية المحتشدة. لقد كان المشهد محرجاً بحق بالنسبة للشيوعيين العراقيين وباعثاً على الأحباط في نفوسهم.. شيوعيون يقتلون يعذبون ويهانون والجلاد يستقبل بحفاوة من قبل الشيوعيين الكوبيين !!
ومن خزين ذاكرتي عن قصص السم الممزوج بالعسل، جرد صدام لحملة اعتقالات في آب 1983 طالت الرجال من عشيرة بارزان في مجمعات (قوشتبه) و (باتاس) السكنية وفي كل مكان تواجد فيه البارزانيون وانتهت بدفنهم في مقبرة جماعية بصحارى الجنوب العراقي. ولكن وعلى عجل فأن الحادث توج باحتفال في بغداد ضم جمهرة من كرد المحافظات وفيه ووسط التصفيق والهتاف اعلن صدام وبدم جد بارد من أنه  (أرسل البارزانيين في جهنم وبئس المصير)!
ومن ذكرياتي المرة و( الذكريات صدى السنين الحاكي)كما يقال، ان كل نكبة كانت تحل بالكرد يسبقها ما يشبه الكرنفال أو حفلة عرس، فمحو القرى الكردية في عام 1986 واعوام تلته، وكذلك قصف حلبجه بالغازات السامة.. الخ، حصلت ( النكبات) وفق ( السم الممزوج بالعسل) ففي يوم قصف حلبجة بتاريخ 16-8-1988 نظم النظام البعثي سيميناراً ثقافيا في اربيل استغرق 3 ايام وفي قاعة مبنى المجلس التشريعي ( البرلمان الكردستاني الحالي) وتحت عنوان ( الحكم الذاتي في فكر الرئيس صدام حسين) وقامت وسائل الاعلام العراقية انذاك بتغطية وافية ومكثفة لافتة للسيمينار، المذكور بشكل اوحى ان الحكومة العراقية منفتحه للغاية على القضية الكردية والشعب الكردي غير انه خلل توجه الانظار والافكار الى ذلك السيمنار (السم المخلوط بالعسل) طبعاً افاق العالم على قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، وكان الحادث الابشع من نوعه في العالم بعد هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين بالقنبلة الذرية عام 1945 ولقد تجاوز عدد القتلى في الهجوم الكيمياوي على حلبجة ال 5000 قنبل واذكر ايضاً كيف كان النظام العراقي يلهي العراقيين ويسكرهم بالمصارعة المزيفة لعدنان القيسي ويوجه انظار العراقيين اليها، وفي خارج حلبة المصارعة كان ينفذ مؤامراته  الجهنميته بحق خصومه ( خصوم النظام) ومن تلك المؤامرات، تلك المؤامرة التي نفذها ضد اسرة البارزاني ففي يوم اقامة النزال ذاك الذي جرى باربيل، دبر النظام البعثي انشقاقاً داخل اسرة البارزاني، وكانت انظار واهتمامات الكرد و العراقيين يومذاك منصبة على المصارعة التمثيلية، واذا بأفراد من اسرة البارزاني في اليوم عينه ينشفون عن الاسرة ويلتحقون عن جهل ببغداد، وفيما بعد فلقد اعدموا جميعاً على يد نظام صدام وكان جزاؤهم جزاء سنمار!
قارئ الكريم مازالت ذاكرتي تخزن وفرة من حوادث ( العسل  المر) واخرى  على غرار ( حصان طروادة) فهل يسمح لك الوقت لأحدثك عن مزيد منها، اعتقد ان لديك الرغبة في مرافقتي في هذه  الرحلة رحلة السم المغطى بالعسل. يروي التاريخ المعاصر ان احدى حملات الابادة والتي تفوق ال 70 حملة ابادة ضد الكرد الايزيديين، ان الحكومة العثامانية اقامت مأدبة غذاء كبرى للايزيديين ودعتهم اليها وسط انغام الطبلة والزرنا غير انهم ما أن فرغوا من تناول طعامهم واذا بهم يتفاجئوون بخيارين: اما اشهارهم لاسلامهم واما الموت الزؤام ولجؤو والى الخيار الثاني وقتلوا جميعاً. ان ماجرى لليهود من المذابح في روسيا والميانيا والعراق بما فيها ( الهولوكوست) تبقى دون ما تعرض الايزيديون من مذابح ومحن بكثير.
في عام 1962 لاذ عبدالكريم قاسم ( بالسم المخلوط بالعسل) للتعامل مع الثورة الكردية ودعا الى الجلوس حول طاولة مفاوضات لغرض التوصل الى حل ينهي الصراع الدموي الذي كان قد مر عليه عام بين الحكومة العراقية والثورة الكردية وتم اختيار مكان في ناحية سرسنك في شمال دهوك يجتمع فيه قائد الثورة الكردية الراحل مصطفى البارزاني مع العقيد حسن عبود امر موقع الموصل واستبشر الكرد بخطوة قاسم تلك وفرحوا ايما فرح ولكن ما أن حل موعد انعقاد الاجتماع واذا بطائرةحربية عراقية تقصف المكان الذي حدد للاجتماع بشدة وعنف، وتبين فيما بعد ان ( العسل الممزوج بالسم) لم ينطلي عليه حين غير من مكان الاجتماع. لقد كان البارزاني الراحل يتمتع بحس امني رفيع
واخيراً، وليس اخراً، قيل والعهدة على الراوي، أنه لما عظم شأن ابو مسلم الخراساني وهو من اصل كردي، فان ابو جعفر المنصور خاف نه كثيراً ودبر خطة لقتلة بشكل لايثير حفيظة جنده، جند الخراساني، فدعاه الى مقر الخلافة وهناك أمر بقطع راس الخراساني.  ووضعه في كيس كبير مليء بالذهب، ثم دعا جند الخراساني الى تجمع لمكافأتهم على العمل الذي قاموا به في قهرهم للامويين، ولما اجتمعوا القى عليهم بالذهب ورأس الخراساني وانهمك الجنود في ملء جيوبهم بالذهب ولم يأبهوا برأس الخراساني.
حذاري من العسل الممزوج بالسم الذي غالباً ما يقدمه الطغاة الى خصومهم وفي تاريخ الكرد الف حصان طروادة.


29
يوميات الاحتلال  التركي لكردستان العراق والاعتداء على شعبها
وما لp.k.k وعليه.
 
عبدالغني علي يحيى
 ( لماذا يواصل الاتراك اعتداءهم في كل يوم على شمال العراق بالمدفعية والعمليات العسكرية واحتلال اراضي داخل حدودنا، للحفاظ على امن حدودهم وتحويل تركيا الى ساحة تدريب وممر لقوات الاحتلال الداعشي؟ - خالد القرغولي)
1-   27-3-2018 قصف الطيران الحربي التركي والمدفعية التركية جسراً في قضاء العمادية واصابته باضرار بليغة، وشمل القصف ايضاً عدداً من قرى القضاء المذكور والذي يقع شمال محافظة دهوك ويتبعها ادارياً والقرى هي: كوكر، ساركي، بيرل بمنطقة نيروه التابعة لناحية شيلادزي بالقضاء عينه.
2-   28-3-2018 احتل الجيش التركي 30 قرية في شمال محافظة دهوك وفي اليوم نفسه اقام ثكنة عسكرية كبيرة على جبل كوكة، كما قام بقصف جوي ومدفعي لقرى: قسري زيري، زيوسر، ساريكه، سرنى، سبير، بيده، بيبو، ريشمه، هوسي، ارتش، بانس، هير الواقعة شمال محافظة دهوك وحسب بلاغ حربي تركي ان الجيش التركي استولى على 30 كيلو متراً مربعا من قضاء العمادية. لقد كان يوم 28-3-2018 يوماً حافلاً باحتلال مناطق في كردستان العارق والعدوان على قراها وشعبها من قبل الجيش التركي. علما ان هذا الجيش وقبل ذلك اليوم كان قد توغل في شمال كردستان العراق وفي شهر تشرين الثاني الماضي من عام 2017 وأقام عدداً من القواعد العسكرية في قضاء العمادية.
3-   29-3-2018 أٌقام الجيش التركي  قاعدة عسكرية في جبال بالقيا بحجة منع تسلل ثوار حزب العمال الكردستاني p.k.k الى داخل الاراضي التركية، علماً ان معظم العمليات القتال التي ينفذها p.k.k تقع داخل الحدود التركية ولاتنطلق من اراضي كردستان  العراق.
وفي 29-3-2018 ايضاً قصفت طائرتان حربيتان تركيتان مناطق تقع في قضاء راوندوز تضم قرى: سايهوهملون وسيوك في وادي اكويان، كما قصفت كذلك مناطق في قضاء جومان وجبل قنديل وبشدر بدأ القصف في الساعة التاسعة صباح يوم 28-3-2018 واستمر الى يوم 29-3-2018.
4-   1-4-2018  شنت 4 طائرات حربية تركية غارات مكثفة على مناطق برادوست  وسيدكان وسفوح جبل قنديل واماكن  في قضاءي راوندوز وقلعة دزه، صرح بذلك: احسان جلبي مدير ناحية سيدكان وكويستان احمد قائمقام قضاء راوندوز لوسائل الاعلام الكردية.
5-   2-4-2018 قصفت المقاتلات التركية (8) مناطق في شمال كردستان  العراق حسب بلاغ تركي زعم ان المناطق التي قصفت مواقع لحزب العمال الكردستاني p.k.k
6-   3-4-2018 قصفت المقاتلات التركية: كلي كورنه وموخار وخواكورك وسيدكان وفي يوم واحد فقط.
7-   5-4-2018 قصفت المقاتلات التركية قرى، ليلكان خليفان في ناحية برادوست وتسبب القصف في نزوح للاهالي نحو مناطق اكثر امناً.
8-   6-4-2018 تعرضت قمم جبلية مطلة على سهل برازكر في ناحية سيدكان الى انزال جوي تركي. وفي اليوم  نفسه قال فارس رسول مختار قرية: شايان لوسائل الاعلام الكردية بينها فضائية روداو، ان القصف التركي طال قرى: شايان، ديلان، كوني، بوني، جيا سور، واجبر القرويين على مغادرة دورهم وقراهم  بغية شق طريق عسكرية هناك للجيش التركي.
9-   7-4-2018 وفي الساعة الواحدة و 45 دقيقة ظهرا حسب احسان جلبي مدير ناحية سيدكان قصفت الطائرات التركية مرتفعات: روبيا، بونكستان، براهيمي، كورته، روبي (9) مرات وخلال 72 ساعة، واستخدم الجيش التركي اثناءها الطائرات المسيرة والانزال الجوي. وبعد 3 أيام من الهجمات التركية المتواصلة تلك ابدى البرلمان الاوروبي قلقه من الهجمات التركية على كردستان العراق وذلك في يوم 10-4-2018.
10-   10-4-2018 أي في اليوم الذي عبر فيه البرلمان الاوروبي عن قلقه من الاعتداءات التركية على كردستان، طالب النائب في البرلمان العراقي ماجد الغراوي الحكومة العراقية باللجوء الى مجلس الامني الدولي ورفع شكوى ضد تركيا ووضع حد لهجماتها واستغرب النائب الصمت الحكومي العراقي حيال الاعتداءات التركية على القرى والاراضي الكردستانية العراقية.
11-   10-4-2018 قصفت المدفعية التركية مرتفعات: ود لبكبيرا بالقرب من قرية شايان وبعد القصف راحت الجرافات تعمل لفتح طريق عسكري للجيش التركي الطريف في الامر انه في اليوم نفسه صرح الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي (بعدم وجود أية قوات عسكرية تركية داخل الاراضي العراقية وليس هناك من تحشد للقوات التركية على الحدود العراقية) وفي اليوم التالي لتصريحه اي في 11-4-2018 قال العبادي: ان تركيا دولة جارة ولن نعرض علاقاتنا معها الى الخطر، وكأن القصف التركي شبه اليومي والاحتلال التركي الدائم لاراضي عراقية لا يشكلان خطراً على العراق وشعبه.
12-   11-4-2018 نشبت معركة بين القوات التركية وبين مقاتلي حزب العمال الكردستاني p.k.k في منطقة برادوست وبموجب بلاغ عسكري لقوات p.k.k ان عدداً من الجنود الاتراك قتلوا وجرحوا وفي حينه تحاشت الحكومة التركية ذكر الخسائر التي المت بقواتها.
13-   12-4-2018 اصدرت رئاسة الاركان التركية العامة للجيش التركي بلاغاً اعترفت فيه بشنها لغارات على مناطق في جنوب كردستان ( كردستان العراق) رداً على هجوم بقذائف الهاون على الجيش التركي في منطقة كاني رش وعلى اثره قتل  جندي تركي وجرح 3 اخرون. ان قيام رئاسة الاركان التركية العامة للجيش التركي باصدار بلاغات حربية بعملياتها الحربية دليل على ان هناك ربا واسعة تركية في جنوب كردستان تكاد تكون منسية مقارنة بحروب في عالمنا اقل منها حدة و اضيق ساحة.. الخ
14-   12-4-2018 بعد وقوع سلسلة من المعارك والغارات التركية في ارياف قضاء زاخو طالب مجيد سعيد صالح قائمقام قضاء زاخو الاتراك و p.k.k بابعاد حربهما الى اماكن اخرى وورد في تصريحه ان تركيا شنت منذ بداية عام 2018 والى الان 661 غارة على مناطق في محافظة دهوك. واذ يثمن ويقدر عالياً مااورده قائمقام زاخو الا انه كان عليه ان يميز بين التواجدين التركي والعمال الكردستاني في كردستان العراق ومنها زاخو، فالقرى تدمر والدور تهجر والبساتين والمزارع تحرق بالاسلحة التركية الجوية والبرية والمدفعية وليس بسلاح p.k.k والناس تهرب من الاسلحة التركية ولم يسبق لـ p.k.k وان قام بقصف عشوائي لمناطق كردستان العراق.
15-   14-4-2018 جرى قصف تركي في ناحية شيلادزي أودى بحياة 3 اشقاء هم:
1- طاهر محمد ت 1957
2- مجيد محمد ت 1971
3- رمضان مجيد ت 1975
وهذه ليست المرة الاولى تقوم فيها تركيا بارتكاب ما يشبه المجازر الجماعية ضد شعب اعزل مسالم، فقبل اكثر من (7) اعوام ابادت المقاتلات التركية عائلة كردية بجميع افرادها في قضاء رانية وكانت تتألف من (7) اشخاص. لقد قتل الاشقاء الثلاثة المذكورة اسماؤهم اعلاه داخل بستان لهم كانوا يعملون فيه ولم يكونوا حاملين للسلاح لا في صفوف p.k.k ولا في صف اي حزب اخر، جدير ذكره انه بسبب القصف التركي تم تهجير سكان 300 قرية في تلك المنطقة خلال (20) عاماً الماضية وان عدد القرى المهجرة في كردستان العراق وللسبب نفسه يبلغ نحو 700 قرية ان الالة الحربية التركية هي التي دمرت تلك القرى وهجرت سكانها
16-   18-4-2018 قصفت المدفعية التركية: كاني رش، كلي مغاره، خواكورك، جياويل وتسببت في نزوح اهاليها وتشريدهم.
17-   19-4-2018 قتل (5) جنود اتراك بمنطقة بارزان وتورد تركيا في بلاغاتها الحربية الخسائر المزعومة في صفوف p.k.k فقط وتخفي عن الرأي العام التركي والعالمي الخسائر في الارواح والمعدات في صفوف جندها، ولاننسى ان الخسائر في صفوف الجيش التركي تفوق بكثير الخسائر في صفوف p.k.k وان اخفاء الحكومة التركية لهذا الجانب، استهتار اخر لها بأرواح حتى الافراد من ابنائها الذين يقتلون يومياً في حرب  تركية ظالمة على الشعب الكردي.
18-   25-4-2018 قصفت الطائرات التركية مناطق نيروه واستيان بناحية شيلادزي.
19-   26-4-2018 قصف الجيش التركي (9) مواقع داخل كردستان العراق وهي: أفاشين، باسياو، جبل قنديل، وقرى: ببالا، كلي بدران، بوكر يسكان، زار كلي ونجم عن القصف ترك عشرات العوائل لدورها وقراها، بقي ان نعلم ان معظم ضحايا القصف التركي هم من المدنيين العزل الابرياء ويشكل الاطفال والنسوة النسبة الاكبر في اعداء القتلى والجرحى.
20-   28-4-2018 قصف وتوغل للجيش التركي في ناحية سيدكان غادر على اثره العشرات منازلهم وقراهم الى مناطق اكثر امناً.
21-   1-5-2018 وجهت بغداد انذاراً شديدة اللهجة الى انقرة بايقاف الرحلات الجوية بين البلدين، غير ان الانذار لم يتعدى الكلام وظل حبراً على ورق، وكل الانذارات التي توجهها بغداد ال انقرة انذارات جوفاء للتغطية على خنوعها و اذ لالها امام العدوان التركي.
22-   4-5-2018 اندلعت معارك حامية بين الجيش التركي ومقاتلي p.k.k في مناطق برادوست وجبل ديل وخواكورك وكلي رش، كان الخاسر الاكبر القرويون من اهالي المنطقة.
23-   6-5-2018 قتل 5 جنود اتراك في تلة تليكان علماً انه وكما اشرنا ان في معظم المعارك البرية هناك قتلى وجرحى في صفوف الجيش التركي، الا ان الحكومة التركية تخفي ذلك عن شعبها خشية من اندلاع احتجاجات ضدها وتسعى الى توجيه النقمة ضد p.k.k والشعب الكردي.
24-   5-8-2018 صرح مدير ناحية سيدكان احسان جلبي بقيام تركيا بغارات على مناطق الناحية.
25-   قصفت المدفعية التركية مناطق في برواري بقضاء العمادية بينها قريتا اورا وسرة.
26-   10-5-2018 اشتباك بين الجيش التركي ومقاتلي p.k.k في ناحية سيدكان قصف الجيش التركي خلاله عدداً من القرى.
27-   6-5-2018 نشبت معركة في قرية ليليكان و منطقة بارزان قتل وجرحى  فيها عدد من الجنود الاتراك.
28-   7-5-2018 اصدر الجيش التركي بلاغاً حربياً اعلن فيه نتائج عمليته العسكرية في كردستان العراق خلال اسبوع اي من 10-الى 17-5-2018.
29-    8-5-2018 اعلنت رئاسة الاركان التركية العامة عن قصفها ل 16 موقعاً داخل اراضي كردستان العراق. طال القصف  القرويين وقراهم ومزارعهم.
30-   8-5-2018 قصفت المدفعية التركية جبل كارا.
31-   8-5-2018 اعلنت الحكومة التركية استيلاءها على 400 كم2 من اراضي كردستان العراق، ما يفيد  ان مقاومة احتلالها حق مشروع وواجب، سواء اكان المقاوم p.k.k أو أي طرف كردي اخر.
32-   8-6-2018 تعرضت مناطق (نيروه) وريكان ونهيلي وقرى لي وسيري وبين نوريان الى قصف تركي عنيف وفي اليوم نفسه جرى قصف تركي لديرلوك في جبل كارا.
33-   12-6-2018 قصفت المدفعية التركية مناطق جيا كوبي وخواكورك وهيشه وجبل سركيا كما قصفت ومعها الطائرات الحربية التركية: سركل، كلك، باليان، زار كلي ويقول احسان جلبي مدير ناحية سيدكان ان تركيا قصفت في اليوم عينه مرتفعات خواكورك وكلي رش وشايان.. الخ جدير ذكره، ان القرى الكردية في بعض من المناطق تتعرض الى اكثر من قصف واعتداء خلال اليوم الواحد.
34-   12-6-2018 قال وزير الدفاع التركي: ( ان عملياتنا في شمال العراق تحظى بدعم ايراني) والجميع يعلم ان ايران من الدول الراعية للارهاب في العالم وهي مدانة من قبل المجتمع الدولي.
35-   20-6-2018 صرحت  القيادة العسكرية التركية ان الجيش التركي يتقدم باتجاه قنديل.
36-   20-6-2018 تعرضت مناطق بدهوك والعمادية الى قصف جوي ومدفعي
37-   25-6-2018 اعلن العراق عن اتخاذ اجراءات ضد تركيا لكنه لم يكشف عن طبيعة تلك الاجراءات.
38-   27-6-2018 طالب العبادي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي الذي يعقده كل ثلاثاء p.k.k بنزع سلاحه.
39-   1-7-2018 قصف الجيش التركي: ألإاشين، باسيان مهدداً في الوقت ذاته بالهجوم على جبل قنديل ( يذكر انه وعلى امتداد الاعوام الماضية. هددت تركيا باجتياح قنديل الا انها لم تنفذ تهديدها بسبب من عجزها وتوقعها للفشل في حين تمارس عدوانا يومياً على الاهالي والمدنيين في القرى.
40-   7-6-2018 صرح احسان جلبي بقيام تركيا بقصف برادوست وخواكورك وقنديل وقرية باواني بالمدفعية.
41-   11-6-2018 صدور بلاغ حربي تركي بنتائج اخر عمليات الجيش التركي في شمال كردستان العراق.
42-   7-8-2018 كشف النائب الكردي في البرلمان العراقي شوان داودي عن ادلة على دعم تركيا لمسلحين تركمان في كركوك وقطع رواتب لهم فتدريبهم، وبلغ عدد المسلحين 500 شخص. ما قاله داودي صحيح، وهذا دليل اخر على اتتتهاك السيادة العراقية والتدخل في شؤون العراق الداخلية.
43-   7-7-2018 اعترف بن علي يلدرم رئيس الوزراء التركي بان قوات بلاده تنتشر على مساحة 350 كم بدءاً من الحدود الايرانية الغربية وانتهاءً بمنطقة فيشخابور على الحدود العراقية السورية.
وهذا ايضاً اعتراف غير مباشر باحتلال تركي لأراضي العراق من جهة اقليم كردستان العراق.
44-    7-7-2018 قصف الجيش التركي قرية اوزمانا في محيط ناحية مانكيش التي تبعد 40كم عن مركز محافظة دهوك وتعتبر مانكيش ضمن العمق الكردستاني العراقي وليست منطقة حدودية ولا تواجد ل: p.k.k فيها.
45-   7-7-2018 قصف الجيش التركي نقطة حراسة لقوات البيشمركة اضافة الى موقع سياحي في ناحية شيلادزي.
46-   7-7-2018 قصف الطيران الحربي التركي مرتفعات جياويل، خليفان، كوز، كلي خواكورك، كلي مغاره، كلي رش، باستخدامها ل 17 طائرة حربية بينها 7 مروحيات .
47-   7-7-2018 قصف تركي ل 8 مناطق في كردستان العراق.
48-   بلاغ تركي صدر يوم 7-7-2-2018 عن مقتل 11 من ثوار p.k.k
حسب الاحصاءات الرسمية قتلت القوات التركية 59 مواطناً مدنياُ كردياً في كردستان العراق. وفي سوريا وذلك حسب المرصد السوري قتلت 400 مواطن سوري خلال السنوات الماضية.

بتاريخ 27-3-2018 قمت بمراقبة العدوان التركي على كردستان العراق في ظل احتلالها لها ومنذ شهور، وقبل ذلك كنت متابعاً للاعتداءات التركية. وبين 27-3-2018 الى يوم 7-7-2018 قمت بتسجيل تلك الاعتداءات بشكل يومي وفي خلال 3 اشهر و 10 أيام سجلت 48 اعتداءً وفي ما يقارب ال 100 على وجه التقريب وتبين لي انه كان في كل يومين اعتداء على اقليم كردستان العراق، علماً اني اهملت الكثير من الاعتداءات لعدم توفر التفاصيل فيها أو  تصريح رسمي بشأنها وكل المعلومات من 27-3-2018 الى 7-7-2018 مأخوذه من المصادر الرسمية التركية والكردية والعراقية قامت بنشرها وسائل الاعلام وبالاخص الكردية وفي مقدمتها اوسع واكبر المؤسسات الاعلامية الكردية: روداو وكردستان 24. ولكي لايتصور القاريء في الوهلة الاولى لقراءته للمقال، ان الاعتداءات التركية تنتهي عند الرقم 48 بودي القول اني لم اسجل الا القليل القليل من العدوان التركي، فعلى سبيل المثال ان عدد الاعتداءات التركية لدى اشخاص او مؤسسات مختلفة ان تركيا ومنذ بداية العام الحالي2018 والى يوم شنت تركيا 661 غارة على مناطق بمحافظة دهوك وحدها بين بداية العام ويوم 12-4-2018 وذلك حسب التصريح الذي ادلى به قائمقام زاخو بمحافظة دهوك ( راجع الفقرة) 12- من هذا المقال، ما يعني ان تركيا خلال 101 يوم شنت 661 غارة واعتداء على كردستان، اي ما يقارب ال 6 اعتداءات في اليوم الواحد ومن المؤكد ان اقضية جومان وراوتدوز وميركةسور قد سجلت ارقاماً مماثلة للرقم الذي اورده قائمقام زاخو، نعم ان تركيا بدءاً من هذا العام والى اعداد هذا المقال فانها شنت (6) اعتداءات عسكرية في اليوم الواحد على اقليم كردستان وذلك باخذ الرقم الذي أورده قائمقام زاخو فقط. ولست اول من يقول أو قال بالاعتداءات اليومية الكردية على كردستان العراق وشعبها بل سبقني الى ذلك كتاب اخرون منهم الكاتب العراقي خالد قرغولي الذي نشر مقالاً في صحيفة ( صوت العراق) الالكترونية الواسع الانتشار يوم 8-8-2018 متسائلاً فيه : ( لماذا يواصل الاتراك اعتداءهم في كل يوم على شمال العراق بالمدفعية والعمليات العسكرية واحتلال اراضي داخل حدودنا للحفاظ على أمن  حدودهم وتحويل تركيا الى ساحة تدريب وممر لقوات الاحتلال الداعشي؟)
وفي تساؤل القرغولي معلومتان تدمغان تركيا بتدريب داعش جعل تركيا ممراً للداعشيين الذين يصلون سوريا والعراق عبر الاراضي التركية وبمساعدة المخابرات التركية حتماً، وقبل تساؤل القرغولي الماشر اليه، سبق لكاتب هذا المقال وان فضح في مقال له تواطؤ تركيا واحتضانها لداعش الذي يتخذ اشكالاً شتى منها. تخصيص تركيا لاجنحة في احدى ستشفيات شرناخ لمعالجة جرحى داعش.
لما تقدم يقف القاري الكريم على اعترافات من القادة الاتراك بشكل غير مباشر واخر اقرب ما يكون الى المباشر تنص على احتلال تركيا لأجزاء من كردستان العراق واخرى من كردستان  سوريا، كما ان المطالبات العراقية وكذلك السورية للحكومة التركية بسحب قواتها من العراق وسوريا، تضفي الشرعية على مقاومة الاحتلال التركي وان مقاومته قانوني وشرعي. لذا فأن مقاومة أي طرف كردي وبضمنه حزب العمال الكردستاني p.k.k للاحتلال التركي عمل مشروع عليه يحق للاحزاب والافراد سواء بسواء اللجوء الى كل الاساليب بما فيها الكفاح المسلح لأنهاء الاحتلال التركي لأراضي كردستان العراق وكردستان سوريا كذلك. عندما دخلت القوات الامريكية العراق عام 2003 واعلنت امريكا بعد اسابيع من دخول تلك القوات العراق، بأنها دولة محتلة ان احدى المحاكم برأت موصلياً لاستهدافه القوات الامريكية في الموصل استناداً الى ان مقاومة الاحتلال حق مشروع. عليه فان على العالم ان يدرك ان تركيا دولة محتلة لأجزاء من كردستان العراق وسوريا لهذا فان مقاومتها حق وتصفية احتلالها تدخل ضمن قرار للامم المتحدة في مطلع الستينات نص على تصفية الاستعمار والاحتلال في العالم. المجتمع الدولي مطالب بالضغط على تركيا لانهاء احتلالها واستعمارها لكردستان العراق وسوريا.
بعض من الكرد وغيرهم ينصحون p.k.k بنبذ الكفاح المسلح وللجوء الى الحوار والتفاوض مع الحكومة التركية. بحجة ان زمن الثورات المسلحة وكذلك الانقلابات العسكرية قد ولى وحل التفاوض والحل السلمي والحوار محله، علماً ان p.k.k وخلال اكثر من عقدين من السنين اوقف العمليات العسكرية ضد تركيا من جانب واحد واعلنت الهدنة اكثر من مرة ايضاً  الا ان تركيا اصرت على الحل العسكري الذي لم يحقق نصراً لها الى الان ولن يحقق وصنفت p.k.k على الارهاب، في حين نجدها تمارس ارهاب الدولة ضد الكرد وحتى الاتراك على نطاق واسع ليس هذا فحسب بل وكما قال الكاتب المحترم خالد القرغولي ان تركيا تدرب تنظيم الدولة – داعش – وتموله، وتخصص اجنحة في ستشفياتها لمداواة جرحى داعش، وانها حولت تركيا الى ممر أمن للارهابيين بالتنقل من اوروبا الى سوريا والعراق وبالعكس. لهذا أرى انه بدلاً من مطالبة p.k.k بألقاء السلاح ووصفه بالارهابي على المجتمع الدولي ان يكون جريئاً وصادقاً ويطالب الحكومة التركية بانهاء احتلالها لكردستان ويكف عن ممارسة ارهاب الدولة ليس ضد p.k.k بل ضد القوى الكردية كافة في تركيا بل والقوى التركية ايضاً ويرغمها على الاستجابة لعمليات وقف اطلاق النار مع p.k.k
       ان بعضاً من الكرد يحملون p.k.k مسؤولية هجرة الكرد من نحو 700 قرية حدودية في كردستان العراق ويقولون لولا تواجد p.k.k في القرى تلك، لما كانت تركيا تمارس الحرب في كردستان العراق. هنا لا يسعني الا القول لهؤلاء: ان الطيران الحربي التركي والمدفعية التركية والدبابات هي التي تقوم  بقصف يومي متكرر لقرى الكرد ومزارعهم وليس p.k.k ولم يقدم p.k.k لا على قصف القرى ولا على هدم الدور على رؤوس ساكنيها، وتأسيساً على ذلك يجب تحميل الحكومة التركية مسؤولية تهجير الناس من قراهم.

   لسنوات كنا تردد ان p.k.k جسم غريب في شرق وجنوب وغرب كردستان وان ساحة كفاحه هي كردستان تركيا،  ويرى كاتب هذا المقال عكس ذلك، لأن هناك احزاباً في شرق وجنوب وغرب كردستان تنتهج النهج نفسه ل: p.k.k وهم ليسوا من ابناء شمال كردستان لذا والحالة هذه يحق لهذه الاحزاب p.y.d في سوريا وبزاك في ايران والحل في كردستان الثورة على تركيا واي طرف يحتل كردستان. وان وجود احزاب تتماثل في الرؤي والاهداف لاتقتصر على الاحزاب المماثلة ل: p.k.k بل تشمل بلدنا كثيرة، فالاحزاب الشيوعية تتواجد في معظم انحاء العالم وكذلك احزاب الاشتراكية الدولية، والاحزاب الديمقراطية المسيحية والحزب الديمقراطي الكردستاني، والاخوان المسلمين و حزب البعث.. الخ من الامثلة. ان وجود احزاب كردية تلتقي مع p.k.k في النهج والموقف في اجزاء كردستان الكبرى، ظاهرة جد صحية وغير شاذة اطلاقاً، كما ان وجود شباب كرد من خارج كردستان تركيا في صفوف p.k.k لايشكل خطأ بل لشرف عظيم ان يقاتل المواطن الكردي فوق اراضي اي جزء من كردستان الكبرى، لقد قاتل البارزاني في ايران الى جانب القاضي محمد ضد الحكومة الشاهتشاهية وانتصر للشيخ محمود في السليمانية وللشيخ سعيد في تركيا. وهو ما فعله القائد الكردي السوري حاجو هفيركي. وفي اثناء الثورة الكردية الكبرى  1961 – 1955 كان هناك الكثير من كرد ايران وتركيا وسوريا في ثورة ايلول بينهم اعلام كردية معروفة: هيمن وهزار وجكر خوين، كما ان القائد الكردي السوري صلاح بدرالدين كان يتخذ من كردستان العراق ابان ثورة ايلول قاعدة لنشاطاته السياسية والحزبية القومية ضد النظام السوري واستمر على ذلك الى يومنا هذا، وقدم خدمات جليلة لجنوب كردستان في المجال الثقافي ولسنوات طويلة من خلال رابطة كاوا الثقافية.
في نقدنا ولومنا ل p.k.k سيما في أيام الصراعات معه كنا وما نزال نقول له بشماته واستهزاء بأنك اي p.k.k لم تحرر شيراً من ساحتك الحقيقية (كردستان تركيا)، في حين تاتي لتنافس الاحزاب الكردية الاخرى في اجزاء كردستان الكبرىان عدم لاستطاعت هذا الحزب من تحرير مناطق واراضي من ساحته الحقيقية لا يشكل نقصاً أو تهاوناً بل المهم هو مواصلته للنضال وعدم القائه للراية، مع التأكيد على عدم قدرة الاحزاب الكردية في الاجزاء الاخرى من كردستان الكبرى على عدم تناسب التضحيات التي قدمتها وطوال سنوات نضالها مع المكاسب التي حققتها، فعلى سبيل المثال، هل تتناسب الفيدرالية التي نالها الشعب الكردي في العراق مع التضحيات الهائلة التي قدمها: الانفال، ابادة القرى، تسليط الحرب اليكمياوية علية، المقابر الجماعية، التعريب.. والقائمه تطول، علماً ان هناك شعوباً لم تقدم 1% من التضحيات مقارنة بالتضحيات التي قدمها الشعب الكردي طوال اكثر من قرن من نضاله ومع ذلك نالت مكاسب اكبر من المكاسب التي نالها الشعب الكردي في كردستان العراق، فهل يصح والحالة  هذه الشمانة منه ومن طلائعه بسبب من  ان تضحياته لاترتقي الى المطلب الذي ناله ( الفيدرالية) الذي ( المطلب) اثبتت الاحداث على انها على كف عفريت، وهذا ما اثبته اجتياح الجيش العراقي لكركوك يوم 16-10-2017 هل يصح ان نعيب على الشعب الكردي دخوله في اكثر من نكسة : نكسة ثورة ايلول، نكسة 16 اكتوبر، نكسة جمهورية مهاباد؟.. الخ  ان الحركة التحررية الكردية تحيا حالة خاصة تجعلها تشذ عن حركات التحرر للشعوب الاخرى، وفي راي انه على راس هذه الحالة تقسيمه على عدد من الدول: ايران، تركيا، العراق، سوريا واذا اخذنا بالاعتبار ان العامل الخارجي شرط التغيير، أي شرط حصول الكرد على دولة مستقلة، فلا مناص من القول، ان العامل الخارجي لا يضحي بعلاقاته ومصالحة مع الدول المحتلة لكردستان لصالح الكرد، وهكذا نجد ومنذ عقود، ان الشرق والغرب والعالمين العربي والاسلامي يقف حجرة عثرة بوجه اي تقدم للكرد واذا كان الكرد في عجز عن تحقيق مطالبهم في وجود هذه المعادلة فكيف الطلب من p.k.k ان يواجه ببنادق الكلا شينكوف طائرات f16 وصواريخs400 واحدث الاسلحة البرية كالدبابات والمدرعات التي يحوزها الجيش التركي والمدعوم اطلسياً؟ السؤال عينه غالباً ما يوجه خصوم حكومة اقليم كردستان الى حكومة الاقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني وهو: لماذا لا تتصديان للاعتداءات التركية- الايرانية على اراضي اقليم كردستان؟ ترى هل بمقدور البيشمركة مواجهة الاسلحة العملاقة للدولتين ايران وتركيا، ان من سوء خط الشعب الكردي  انه يقارع دول محتلة قوية مدعومة من جانب دول قوية واحلاف قوية.
لست مع مجابهة p.k.k بالسؤال: لماذا لم تحرر الى الان شيراً من ساحتك وتصر على التواجد في ساحات غير ساحتك؟ رداً على هذا السؤال القديم الجديد الذي  طرح قبل نحو 20 عاماً من الان، يوم كان  p.k.k يدخل في مواجهات مسلحة مع حكومة اقليم كردستان بين حين واخر واذكر من هذه المواجهات هجومة على مؤسسات الاقليم يوم 25 اب عام 1995 نعم انذاك لم يكن p.k.k الا ان ان الظرف الحالي يختلف عن ظروف عام 1995 وقبله وبعده، بعد ان تحولت تركيا الى دولة محتلة لأجزاء من كردستان العراق وسوريا، وان المقاومة حق مشروع لأي شعب أو حزب أو فرد حين يتم احتلال وطنه. ان تركيا يا سادتي دولة احتلال لكردستان واستعمار لها لذا فان مقاومتها والثورة عليها واجب مقدس وحق مشروع، عليه والحالة هذه فان كردستان العراق ليست ساحة ل: p.k.k فحسب بل ساحة لكل كردي يقاوم احتلال تركيا بل انها ساحة غير الكرد ايضاً اذا اراد مقاومة الاحتلال التركي. من هذا الفهم على كل كردي شريف ان يرحب ويساند ويساعد اية قوة تروم انهاء الاحتلال التركي الغاشم لكردستان وتقاومه على ارض كردستان العراق حتى اذا كانت القوة المقاومة قوة اممية اجنبية ونحن نعيش اجواء الاحتلال التركي لبلدنا ليس من الانصاف ان تقول ل: p.k.k اخرج من كردستان العراق لانها ليست ساحة نضالك، والاصح هو مطالبة تركيا بانهاء: احتلاله لكردستان وتوجيه فوهات البنادق ضدها.
هذا ما ل: p.k.k وما عليه. إن واحداً من الاسباب الرئيسية لعدم تحقيق حزب العمال الكردستاني للأهداف القومية للشعب الكردي في كردستان تركيا، هو تعميقه للتمايز بين الحركة التحررية الكردية في كردستان تركيا وبين سائر الحركات التحررية الكردية في كردستان الكبرى، وهو متعمد في سعيه هذا، ويتجلى تعميق التمايز في احلال مصطلحات تتقاطع مع المصطلحات التقليدية المتفق عليها، فعلى سبيل المثال تبنى مصطلح الكريلا كتسمية لمقاتليه في كردستان تركيا و شرفانان في كردستان سوريا بدل مصطلح البيشمركة المتفق عليه من قبل حركات التحرر الكردية في كردستان ايان والعراق، كما ان فصائل كردية اخرى تستخدمه في كردستان سوريا مثلاً مثل المجلس الوطني الكردي السوري، أوسع الحركات التحريية في كردستان سوريا وفصائل في كردستان تركيا أيضاً، دع جانباً القول، ان الشهرة والسمعة الطيبة التي تحوزها البيشمركة وعلى نطاق العالم لا تقارن اصلا بشهرة وسمعة كل من الكريلا وشرفانان ومن التمايز  الذي يعتمده p.k.k هو رفعه لعلم غريب مختلف عن علم حكومة اقليم كردستان والاحزاب الكردستانية كافة  في جنوب كردستان ومن الفروقات والتمايزات الاخرى اطلاق pyd حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في كردستان سوريا وهو حزب على نهج p.k.k ويشده رباط قوي الى p.k.k مصطلح كانتون الغريب العجيب والذي لم تطلقة اي من الحركات الكردية ولا العالمية على اداراتها والتي غالبا ما تكون ( الحكم الذاتي) أو الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الاستقلال، ان على p.k.k ان يتراجع عن سياسة التمايز التي يتبعها والتي توسع من الهوة بينه وبين احزاب الحركات التحررية الكردية والتي اضرت وتضر بوحدة النضال الكردي وتخدم اعداء الكرد و كردستان ومن سلوكياته الغريبة ايضاً التنكر للنشيد القومي الكردي أي رقيب.
وعلى p.k.k أيضاً أن يحدد شعاره أو مطلبه وهدفه. اذ ان كفاحه يكاد يخلو من الشعارات التقليدية فهو لا يطالب الان ومنذ زمن لا بالحكم الذاتي ولا بالفيدرالية ولا الكونفيدرالية وترك شعار استقلال كردستان تركيا و كردستان الكبرى جانباً. لذا فأنه مدعو الى تبيان هدفه والعودة الى شعار استقلال كردستان تركيا أو كردستان الكبرى ان من حق الحركات التحررية الكردية وكل النشطاء والمثقفين الكرد ان يتساءلوا عن سر تخلى p.k.k عن أي هدف قومي  ومضيه قدماً باتجاه ترسيخ التمايز والفروقات بينه وبين بقية الاحزاب الكردية والذي يؤسف له انه عرف على طول الخط بابتعاده عن العمل الجبهوي والتقارب مع الاحزاب الكردية في انحاء كردستان الكبرى ليس هذا فحسب بل انه اسطدم طوال العقود الماضية اصطدام مسلحا مع جميع الاحزاب الكردية في كردستان الكبرى ومع مجلس الوطني الكردي السوري الذي يفوقه شعبية وتمتعاً بتأييد الجماهير الكردية في كل مكان، على سبيل المثال أتوجه مخلصاً الى حزب العمال الكردستاني مع تمنياتي له بالنصر والنجاح للعودة الى الحاضنة الكردية الى شعار استقلال كردستان الى الوحدة والتضامن مع سائر الاطراف الكردية وعلى رأسها حكومة اقليم كردستان العراق يجرب p.k.k انذاك يرى كيف ان الجماهير والاحزاب الكردية كلها ستكون ظهيراً قوياً له في نضاله من اجل الحقوق القومية الكردية وبعكسه فأنه يبقى مراوحاً في مكانه ولن يقدر على التقدم نحو نيل اي حق قومي مهما كان  بسيطاً بل انه ولهذا السبب لم ينل الى الان اي حق للشعب الكردي في تركيا. تمايز والفروقات بينه وبين بقية الاحزاب الكردية. والذي يؤسف له انه عرف على طول الخط بابتعاده عن العمل الجبهوي والتقارب مع الاحزاب الكردية في انحاء كردستان الكبرى، ليس هذا حسب، بل اصطدم طوال العقود الماضية اصطداماً مسلحاً مع جميع الاحزاب الكردية في كردستان تركيا وفي كردستان العراق وايران وسوريا، كما ان عليه ان يطرح برنامجاً سياسياً واضحاً مثل الاحزاب الكردية الاخرى. وان لا يستهين بالكفاح السلمي الديمقراطي ولايعادي الاطراف السياسية الاخرة على سبيل المثال معاداته  للمجلس الوطني الكردي السوري الذي يفوقه شعبية وتمتعاً بتأييد الجماهير الكردية في كل مكان، أتوجه مخلصاً الى حزب العمال الكردستاني مع تمنياتي له بالنصر والنجاح للعودة الى الحاضنة الكردية الى شعار استقلال كردستان الى الوحدة والتضامن مع سائر الاطراف الكردية وعلى رأسها حكومة اقليم كردستان العراق ليجرب p.k.k ذلك انذاك يرى كيف ان الجماهير والاحزاب الكردية كلها ستكون ظهيراً قوياً له في نضاله من اجل الحقوق القومية الكردية وبعكسه فأنه يبقى مراوحاً في مكانه ولن يقدر على التقدم نحو نيل اي حق قومي مهما كان  بسيطاً بل انه ولهذا السبب لم ينل الى الان اي حق للشعب الكردي في تركيا.


30
المراكز المؤثرة في الخطاب العراقي
 
عبدالغني علي يحيى
  بداية وعند تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحين سقوط الملكية عام 1958 كان مركز التأثير الأول والوحيد في رسم السياسات الداخلية والخارجية للدولة العراقية هم الانكليز بدرجة أولى ولقد نجحوا أيما نجاح في إدارة الدولة العراقية وتوجيهها داخلياً وخارجياً إلا أن التأثير والدور الأنكليزيين تراجعا بشدة بعد أنقلاب 14 تموز العسكري عام 1958 بالرغم من شهادات بعضهم من أن الانقلابات العسكرية بعد سقوط الملكية كانت في معظمها إما بريطانية أو أمريكية (إما بقطار انكليزي أو أمريكي) وبالأخص انقلابي 8 شباط 1963 و 17-30 تموز 1968، أي ان مركز تأثير آخر على الخطاب العراقي إلى جانب التأثير البريطاني ظهر في العراق ألا وهو التأثير الامريكي. وبعد حرب الخليج الثانية واحتلال الكويت من قبل صدام حسين فان التأثير و الدور الأمريكي بات اكثر وضوحاً وفاعلاً على مسار الأحداث العراقية. وفي 9 نيسان 2003 أزاح كل التأثيرات بما فيها التأثير البريطاني. غير أنه سرعان ما ظهر مؤثر آخر وقوي مناهض للمؤثر الأمريكي في العراق وفي العام نفسه، إذ ظهرت ايران كقوة مؤثرة وجد فاعلة منافسة للتأثير والتواجد العسكري الأمريكي في العراق – وما زال يشكل تهديداً كبيراً للتأثير والنفوذ الأمريكيين في العراق، ومنذ ذلك العام فأن الصراع على العراق أمريكي وايراني بدرجة أولى عدا عن كون إيران طرفاً رئيسياً في صراعات اقليمية ودولية أخرى وبالأخص في سوريا ولبنان والبحرين واليمن وفلسطين، ولا شك أن أي صراع دولي على بلد ما دليل على ضعف الحركة الوطنية في ذلك البلد، وفي حال تعدد المصارعين فان الوطنية فيه تكون أضعف فأضعف. ولقد أضعف الصراع الأمريكي الأيراني العراق كثيراً إلى حد أنه مزقه مما مهد لظهور قوى ومراكز مؤثرة أخرى في الشأن العراقي إلى جانب المؤثرين الامريكي والأيراني، منها مراكز تأثير داخلية عراقية: المرجعية الدينية العليا في النجف والتيار الصدري على سبيل المثال ومنها أقليمية مثل تركيا والأردن والسعودية وبدرجات متفاوتة وتأثيرات هذه الدول تبقى ثانوية مقارنة بالتأثيرين الأمريكي والأيراني، وتجسدت التأثيرات التركية مثلاً في وقائع عدة مثل احتضان تركيا لقوى سنية معارضة وقيام المعارضة السنية العراقية بعقد لقاءات واجتماعات ومؤتمرات لها في أنقرة واسطنبول، وتسجيل شكوك على قادة بارزين من السنة المعروفين مثل أسامة النجيفي في زياراته  المتكررة الى تركيا ولجوء الشخصية السنية البارزة طارق الهاشمي إلى تركيا ايضا قبل أعوام وإقامته إلى يومنا هذا فيها. ومن الممكن القول أن تركيا تستعين بالسنة الموالين لها في أمرار سياساتها ومصالحها في العراق وتثبيت نفوذها فبه فضلاً عن السنة العراقيين فأن لتركيا قاعدة اجتماعية في العراق تتمثل في التركمان، هذا إضافة إلى جملة من الأتفاقيات التي وقعت بعد تأسيس الدولة العراقية بين تركيا والعراق والتي كبلت العراق وانتقصت من سيادته واستقلاله وجعلته يرتبط بعلاقات غير متكافئة مع الدولة التركية مثل احدث اتفاقية بينهما ألا وهي الاتفاقية العسكرية الموقعة بينهما في عام 1983 والتي تسمح للدولتين بمطاردة معارضيها داخل الدولة الأخرى ولمسافة تقدر بين 15كم إلى 30 كم علماً ان البيشمركة من الكرد العراقيين لم يقوموا قط في يوم من الأيام باتخاذ تركيا قاعدة انطلاق ضد العراق هذا في وقت نجد فيه أنه بامكان العراق الخروج من هذه الاتفاقية بسبب من أنها غير مسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة، والتي تحولت فيما بعد (الأتفاقية) إلى ذريعة استغلتها تركيا من بين ذرائع اخرى لاحتلال مساحات واسعة من اراضي شمال كردستان العراق على الحدود العراقية – التركية واقامة قواعد ومراكز عسكرية فيها، وفوق هذا وذاك فأن تركيا تشن حرب مياه على العراق وسوف تشتد هذه الحرب في القادم من الأيام ولقد جرت العلاقات التركية – العراقية غير المتكافئة إلى توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية بين البلدين ولصالح تركيا بدرجة رئيسة . أكرر ان العلاقات التركية – العراقية العسكرية منها والتجارية الأقتصادية لم تكن وما تزال غير متكافئه ولصالح تركيا طبعاً وعلى الضد من مصلحة الشعوب العراقية والتأثير التركي على سنة العراق يفوق التأثير العربي عليه منذ عام 2003، لقد أفل التأثير المصري والسوري (الناصري بالأخص) على العراق وحل محله التأثير التركي، وتوجه السنة اليوم ومنذ نحو عقدين نحو آنقرة وليس القاهرة كما كان في السابق، وصارت تركيا عمقاً للعرب السنة وهي بمثابة وطن ثان لهم، ومثل هذا الأمر عمق من التأثير التركي على مسار الاحداث في العراق إلى حد التأثير في التفاصيل ومن الأمثلة ان تركيا وحسب صحيفة (الأخبار) اللبنانية هددت بقطع التمویل عن (تحالف القوى)العراقیە السنی فی حال عدم اعادە النائب أحمد المساری الى رئاسە الکتلة النیابیە السنیە (اتحاد القوى)!!
ما امر یصح اطلاقه على ايران ايضا فعلاقتها مع العراق اشبه ما تكون بعلاقة السيد (ايران) بالعبد (العراق) والأسباب كثيرة لا محل لذكرها هنا ونرى الولايات المتحدة تغض الطرف عن الدور والتأيثر التركيين وتركز فقط على الدور والتأثرالايرانيين على العراق، وكل من التأثيرين أخطر على العراق من الأخر،ايران تحتل الجنوب العراق وكذلك كل بقعة في العراق يقيم فيها الشيعة، مثلما تحتل تركيا مناطق واسعة من الارض العراقية على الشريط الحدودي التركي – العراقي، ان التأثير الأيراني على مسار الاحداث في العراق وعلى القرار بلغ مرتبة صح القول فيها: ان الجزال قاسم سليماني هو الحاكم المطلق للعراق.
عدا المؤثرين التركي والايراني، هناك مؤثرات اقليمية اخرى على العراق كالمؤثر الأردني الذي ينفذ بمماركة وامر امريكيين في راي. لذا لا غرابة ان نلقى مظم المعارضة السنية تتخذ من الأردن مقرا، ومنطلقا لنشاطاتها واجتماعاتها ويشكل حزب البعث العربي الاشتراكي المحظور في العراق القسم الأكبر من المعارضة السنية العراقية في الأردن ومن اشهر اعضاء الحزب المذكور في الأردن: رغد صدام حسين. وهناك خيط يجمع بين الثالوث: أمريكا الأردن، البعث اذا علمنا ان للبعث تأريخ عريق بربطه بالتوجهات الأمريكية، والأردن يسير في الركاب الامريكي كما نعلم. ونرى القوى الشيعية الحاكمة في العراق تتجنب اثارة التأثيرين الامريكي والأردني على العراق لارتباط تلك القوى نفسها بامريكا التي اوصلتها عام 2003 الى الحكم و على ظر دباباتها (الامريكية)و في الحالة العراقية.. ان الحكومات العراقية، يمينية كانت أم يسارية ام معتدلة، عروبية كانت ام اسلامية, سنية.
أم شيعية ومن ايام العهد الملكي، فأن عليها مراعاة المصالح التركية والأردنية حتى اذا كانت على حساب المصلحة العراقية. ان الحكومات العراقية منذ العهد الملكي دخلت في صراعات حادة مع كثير من دول المنطقة : الكويت،السعودية، سورية، مصر ...الخ إلا انها لم تدخل في أى صراع يذكر مع كل من الدولتين: تركيا والأردن إلا نادراً. وبالرغم من المشاركة الرمزية والفعلية للأردن في الحرب على إيران 1980-1988 وقيام الملك حسين باطلاق قذائف مدفعية باتجاه إيران، إلا ان النظام الشيعي العراقي منذ مجيئه للحكم في العراق عام 2003 فان علاقاته مع الاردن لم تختلف في شيء عن علاقات النظم السنية السابقة به (بالأردن ) والقول عينه يصح سحبه على العلاقات مع التركيا ، إن أية حكومة تتسلم السلطة في العراق ان ابقت على علاقات الحكومات السابقة مع تركيا فمعنى ذلك انها امريكية، واتحدى الحكومة العراقية الحالية اذا انبرت وتصدت للاحتلال التركي لشمال اقليم كردستان العراق او احتضان الأردن للمعارضة السنية. وهكذا يبدو ان من شروط الدعم الامريكي للحكومات العراقية الآن وفي السابق كذلك، ان تكون الحكومة العراقية في رسم الخدمة والطاعة لتركيا والأردن في آن معاً، بل وان تكون على علاقة قوية مع الدول العربية التي تشدها علاقة قوية وجيدة مع اسرائيل والولايات المتحدة. ودخلت مصر في عهد السادات على خط العلاقات الحسنة مع اسرائيل حين اعترفت بالاخيرة واقامت معها علاقات دبلوماسيةاضافة الى علاقات اخرى، لذا فانها سرعان ما كوفئت ودعمت من قبل العراق الذي احتضن نحو3 ملايين مصري بهدف انجاح العلاقة الجديدة بين مصر واسرائيل واستمرت العلاقة بين العراق ومصر بعد زوال النظام السني في العراق وحلول النظام الشيعي محله ويخطيء من يعتقد ان الانفتاح العراقي على العمالة المصرية حصل لملء الفراغ الذي احدثته الحرب العراقية الايرانية في مرافق الدولة العراقية، فلو كان العراق يريد حقاً ملء الفراغ ذاك، لكان باستطاعته الاستعانة بالعمالة السورية واللبنانية والأردنية والفلسطينية وهي الاقرب الى العراق من العمالة المصرية التي اقبلت من القارة الافريقية، ان التحويلات المالية للعمالة المصرية من العراق الى مصر ساعدت في إنجاح التطبيع بين مصر واسرائيل هذا هو التفسير الوحيد للعلاقة بين العراق ومصر واي تفسير مغاير فأنه لعلى خطأ وبفضل اعترافها (مصر) باسرائيل فأنها اصبحت في منزلة تركيا والأردن لدى الولايات المتحدة.
إلى جانب المؤثرات الدولية والأقليمية في القرار والمسار العراقي هناك في الداخل العراقي مؤثرات برزت بعد عام 2003 ألا وهي: المرجعية الدينية العليا في النجف التي صارت في بعض من الأمور فوق البرلمان والحكومة والاحزاب والنقابات، اذ ما معنى الرجوع إليها واطاعة اوامرها، علماً ان الدعوة الى عزل الدين عن السياسة والحكومة تشملها ايضاً وبقوة، لكن ليس هناك من أحد يتجرأ على قول الحقيقة بحق المرجعية التي لم تسجل موقفاً يذكر لدعم القوميات و الطوائف غير الشيعية المقهورة في العراق، بل ويؤخذ عليها وهو الانجاز الوحيد لها تأسيسها وتبنيها لميلشيات الحشد الشعبي التي هي نسخة طبق الاصل للحرس القومي والجيش الشعبي البعثيين ويلي مقتدى الصدر وتياره الصدري المرجعية الدينية في النجف في التأثير سلباً على الأحداث العراقية الذي راح يؤثر فعلاً على الوسط السياسي في العراق، والذي يلاحظ في تأثيرات الصدر ان اغلب طروحاته تتناقض مع القانون والدستور والاعراف والتقاليد السياسية، علماً ان مضمون ما يطرحه ينسجم والطروحات الايرانية في وقت يدعي فيه انه ضد ايران وآخر ماصدر عنه عدد من القرارات والشروط بشأن تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر وشخص رئيس الوزراء العراقي المقبل ويرى الجميع انه أربك المشهد السياسي بتلك الشروط واخيراً وليس آخراً ها هو المرجع الديني محمد جواد الخالصي ليضيف مركز تأثير ديني على الاحداث العراقية بعد السيستاني والصدر ان خطورة مراكز التأثير الداخلية لا تقل عن خطورة مراكز التأثير الاقليمية، وان تعدد المراكز الدينية وتأثيرها على الوضع السياسي ان دل على شيء فأنما يدل على مدى الضعف الذي انتاب وينتاب القوى العلمانية في العراق .



31
هوامش على صفحات المظاهرات الاحتجاجية في جنوب ووسط العراق

عبدالغني علي يحيى
   بالرغم من مرور نحو (10) أيام على اندلاع التظاهرات الاحتجاجية على رداءة الخدمات الكهربائية والمائية والى حد انعدامها في بعض المناطق والمدن في الجنوب والوسط من العراق وكذلك تفشي البطالة والفساد.. الخ الا انه لم يطلق اي من المصطلحات التقليدية والشائعة على تلك التظاهرات كأن تسمى:  الانتفاضة، أو الثورة أو العصيان المدني أو الهبة الجماهيرية فالتمرد.. الخ  من المصطلحات والتسميات. وما زال مصطلح التظاهرات الاحتجاجية يطلق عليها مع وصف المشاركين فيها بالمحتجين، فاطلاق التسميات والمصطلحات التقليدية عليها من قبيل ( الثورة) و ( الانتفاضة) قد يكون فيها احراج للحكومة العراقية، كون المصطلحات هذه تعبر عن الثورية والمقاومة التي مازال لها جاذبيتها لدى الاجيال (رغم تخطئة علم السياسة الحديث للثورات والانقلابات) . لهذا فأن الحكومة تفضل اطلاق تسميات على المحتجين مثل: المحتجين واحياناً المشاغبين والمخربين والمندسين. غير انه مع ذلك فان التظاهرات هذه تكاد تحمل نصمات نوعين من الاحداث التي شهدتها المنطقة على مر الاعوام الماضية والنوعان هما: ( الربيع العربي) الذي وقع في عدد من البلدان العربية و ( الثورة  الاسلامية) في ايران عام 1979، لأن السكان في الوسط والجنوب هم من القومية العربية ومن ناحية اخرى هم من الشيعة لذا فان الربيع العربي و( الثورة الاسلامية) تركا بصماتهما عليها بدليل سعي المراجع الدينية الشيعية الى احتوائها والتدخل فيها والى حد  تأييدها ومساندتها وهذا ما تجلى في خطبة رجل الدين البارز عبدالمهدي الكربلائي ممثل السيد السيستاني والمرجع الديني محمد جواد الخالصي، وكذلك السيد مقتدى الصدر الذي لم يكتفي باطلاق الاقوال المؤيدة انما زار البصرة والاجتماع بوجهائها، وسواء سحبت عليها تلك المصطلحات التي ذكرتها أم لم تسحب فان التظاهرات الحالية في الجنوب جزء من المصطلحات تلك بايجابيتها وسلبياتها، انها جزء من ( الربيع العربي) والانتفاضة الشعبانية 1991 السابقة عليه و بينهما الثورة الاسلامية في ايران واحداث سقوط النظام البعثي عام 2003.
من هذا الفهم لتظاهرات الشيعة في الجنوب والوسط. بمقدوري القول انه لن تكون لهذه المظاهرات تأثير ايجابي ملموس باتجاه انقاذ الناس من المحن التي يعيشونها، مثلما لم يكن ( الربيع العربي) مفيداً للعرب والذي أضر بمصالح العرب والقول نفسه بالنسبة للثورة الاسلامية في ايران التي تشعل الحرائق والفتن منذ عام 1979 والى الان في المنطقة والعالم ولن يكون حظ التظاهرات موضوع البحث من النجاح بافضل من الانتفاظة الشعبانية 1991 في الجنوب واذا كانت احداث الربيع العربي في معظمها عفوية. لكني في (تظاهرات الجنوب) انفق مع بعضهم في رد العفوية عنها ومنهم الكاتب (سجاد تقي كاظم) من أنه (بالسياسة لا يوجد صدف وهذا قانون لاريب فيه، وساذج من يعتقد غير ذلك) و هو في رده للعفوية لايستعبد القوى التي لها نفوذ اكبر في العراق وخاصة ايران) اذاً ان ايران هي المحرك والمنظم الاكبر لتظاهرات الجنوب والوسط من العراق، في حين غاب تشخيص المحرك الاساس ( للربيع العربي) والذي يعزز من رأي الكاتب هو قيام ايران بقطع الخطوط الاربعة للكهرباء عن  العراق وحجبها قبل ذلك للمياه عن نهر الزاب الصغير لتعميق السخط اكثر لدى العراقيين وكيف ( ان التظاهرات لم تستهدف الشركات الايرانية يوماً) ويفهم من كلامه وكلام اخرين فيما بعد، ان ايران رداً منها على الولايات المتحدة التي منعت تصدير النفط الايراني في اطار عقوباتها على ايران، فان لسان حال طهران كما عبر عنه الكاتب (هو تمنعون نفطنا، تمتع النفط العراقي)!
 الرئيس الامريكي دونالد ترامب كان بدوره سباقاً الى تبيان السبب من وراء مظاهرات الجنوب حين قال في قمة ( الناتو) : ( ايران تتألم ما دفعها لاتخاذ قرار مر وصعب بأن تشعل ثورة الجنوب بايقافها الكهرباء والماء وبالتالي قام الجمهور بهذا التحرك) نعم الحصار الامريكي الدولي على ايران دفعها الى تحريض الجنوب واشعال ثورة فيه لأيقاف تصدير النفط العراقي. وعند المحلل السياسي هيثم الهيتي: ( ان ايران تريد أن تشعل حريقاً في جنوب العراق لتوقف تصدير النفط العراقي): ولدي من الامثلة الكثير على تلاعب ايران بمقدرات العراق  والنظر الى ابنائه وبالاخص الشيعة، النظرة الى ادوات طيعة وبيادق شطرنج تحركهم متى ما تشاء، واكتفي بسوق الامثلة تلك لأن الاكثار منها قد يوحي الاستهانة بقدرة القاريئ على التلقي وانامع القول: ( اللبيب من الاشارة يفهم ). ان مجرد القول ان  ايران وراء ماحدث ويحدث في الجنوب ينال من عدالة قضية الجماهير المحتجة  والعادالة. والذي لايشك فيه اثنان، ان ايران تستخدم هذه الجماهير دون رحمة او رافة وشفقة بها اذا علمنا انها منذ شهور واعوام لم تقطع الكهرباء عن الجنوب فحسب بل قطعت المياه ايضاً، انظر الى حبسها للماء عن نهر الزاب الصغير وارسالها لأطنان من المخدرات اليه لافساد ابنائه وتحويلهم الى حشاشين، كما ان زيادة المد الملحي تدخل من ايران الى العراق كما انها تقوم بسرقة النفط العراقي من الحقول النفطية المشتركة وغير المشتركة ايضاً وتأخذ نفط كركوك بسعر زهيد وليس الدور الايراني الجهنمي وحده يضعف وينال من عدالة قضية اهل الجنوب والوسط وانما امور اخرى ايضاً منها: تخطئة علم السياسة في العقود الاخيرة للثورات والانتفاضات والانقلابات العسكرية و ( الربيع العربي) وما يجري الان في الجنوب يدخل ضمن التخطئة هذه. وفوق هذا فان احداث الجنوب تستدعي منا الوقوف عندها واستخلاص الدروس والتجارب منها:
1-   ان الجماهر في اقتحامها للمقار الحزبية التابعة للاحزاب الاسلامية الشيعية لم تميز بين الحكومة والاحزاب المؤتلفة فيها، وهي بهذا محقة فالحزب المشارك في الحكم ولو بشكل ضيق جداً، الا انه يتحمل مسؤولية وزر ما تفعله الحكومة ضد الشعب. ان عدم اليتميز بين الحكومة والحزب الحاكم أو الاحزاب المؤتلفة في الحكومة شيء صحيح وفي تظاهرات الجنوب، سجل على اعضاء احزاب قيامهم باطلاق النار على المواطنين وبالاخص على التظاهرات الليلية وهذا عين ما اقدم عليه رجال الامن في التظاهرات النهارية. ان جميع الاحزاب الشيعية تشارك في الحكم لذا فان مقرات جميعها تعرضت الى الحرق والاقتحام. وعلى صعيد متصل، ان مهاجمة جميع الاحزاب الاسلامية الشيعية،ان دل على شيء فانما يدل على رفض الجمهور لاحزاب الاسلام السياسي الشيعي وليس حال الاحزاب الاسلامية السنية بافضل من حال احزاب الاسلام السياسي الشيعي، وهنا ارى ان فصل الدين عن السياسة ضروري ومنع مزاولة اي حزب لنشاطه السياسي يستغل الدين وينطلق من الشريعة الاسلامية .
2-   في مهاجمة المتظاهرين لدوائر الحكومة، ثبت ان الجماهير الغاضبة لاتعترف بالحكومة الحالية حكومة لها، مثلما لم تعترف بحكومة البعث ايضاً، ففي انتفاضة عام 1991 سواء في كردستان او الجنوب فان الجماهير هاجمت مقرات الحكومة العسكرية والمدنية وقامت بنهب محتوياتها واضرام النار فيها، وتكرر المشهد عند سقوط النظام العراقي السابق عام 2003. عليه اقول ان الحكومة العراقية وكذلك الحكومات التي سبقتها لاتمثل ولم تكن تمثل الشعب اطلاقاً. وترى الجماهير في هذه الحكومات حكومات احتلال استخدمها المسؤولون في تحقيق مصالحهم و اهدافهم الشخصية، لذا فان الحكومة  في العراق كانت دوماً حكومة الحاكم لا المحكوم.
3-   ان جميع الاحزاب الشيعية المشاركة في الحكم لم تبدي تعاطفاً مع محتجي الجنوب والوسط، ولم يظهر قائد لها يخطب في الجماهير انتصاراً لمطالبها العادلة. ولا فرق لدى هذه الجماهير بين حزب الدعوة الحكام وبين التيار الصدري الذي يعتبر نفسه معارضاً فلقد هوجمت مقرات التيار الصدري ايضاً وكذلك مقار عصائب اهل الحق غير المشاركة في الحكم.
4-   هنالك مئات الامثلة على عدم التواصل بين الحكومة والشعب، ففي دوائر الدولة مثلاً لاتنجز معاملات المواطنين من قبل موظفي الحكومة الا بعد دفع الرشوة.
5-   صحيح ان الحكومة  مارست العنف ضد المحتجين، الا ان الممارسة هذه لم ترتقي الى مرتبة القوة المفرطة أو المميتة، وذلك لان المتظاهرين المحتجين يشكلون القاعدة الاجتماعية لنظام الحكم الشيعي القائم، فلو كانت هذه الاحتجاجات تنطلق في المدن السنية لكان الامر يختلف. في عهد رئيس الوزراء الاسبق الدكتور اياد علاوي رأينا كيف استخدم النظام العراقي القوة المفرطة والمميتة ضد المتظاهرين المحتجين في ( الفلوجة) السنية. واذا كان رئيس الوزراء العراقي وشخصيات شيعية مثل مقتدى الصدر قد قاموا بزيارة البصرة وتخصيص الترليونات من الدنانير لمساعدة البصريين والوعد بايجاد فرص عمل للعاطلين المحتجين ( 10 الاف درجة وظيفية)، فان مظاهرات السنة في الفلوجة والموصل والرمادي وكركوك وديالى لم تشهد زيارة اي مسؤول حكومي لها كما لم  تشهد أي وعد بتحسين ظروف مواطنيها المعيشية. في المثنى اوقف الناشط الشيعي باسم خز على خشان وثارت بسبب ذلك العشائر الشيعية هناك فما كانت من الحكومة الا التدخل واطلاق سراح الخشان. وحدث حادث مماثل بحق شخصية شيعية في كربلاء ايضاً وسوي امره سريعاً، بالمقابل هناك الالاف من السنة المغيبين ( انظر الى حادثة الرزازة و صلاح الدين واختقفاء 500 شخص في قضاء الحضر، ووجود المئات من النشطاء السنة في السجون، ومع ذلك ليس هناك اي امل في اطلاق سراحهم أو الكشف عن مصيرهم. الموقف الطائفي لنظام الشيعي حيال السنة ينسحب على الكرد السنة ايضاً اضافة الى الاضطهاد العنصري بحقهم فالكرد شاركوا في الاستفتاء على استقلال كردستان يوم 25-9-2018 لكنهم لم يهاجموا  مقار الحكومة ولا الاحزاب ولم يقطعوا الطرق المؤدية الى حقول النفط او المؤدية الى المحافظات ولم يقدموا على قتل رجال الامن.. الخ من الحوادث التي شهدتها تظاهرات الجنوب والوسط من العراق، لكنهم مع ذلك تعرضوا الى حملة عسكرية بربرية طائفية عنصرية شعواء يوم 16-10-2017 اسفرت عن سلب ونهب عشرات الدور في كركوك وطوخورماتو ناهيكم عن سجن وتعذيب العشرات منهم فتشريد نحو (200) الف شخص نزحوا الى السليمانية اربيل. وبلغ الظلم حد انتهاك الاعراض.

6-   تظاهرات الجماهير في الجنوب كشفت عن تعميق المناطقية في العراق، اذ شوهدت شعارات في التظاهرات مكتوب عليها: نفط البصرة للبصرة على غرار (نفط العرب للعرب) ومطالبة البصريين باقلمة البصرة وضم ميسان وذيقار والمثنى الى اقليم البصرة مناطقية بدورها.
7-   انعدام التواصل بين المكونات الاجتماعية العراقية: الشيعة، السنة، الكرد، اثبتته التظاهرات حين لم يستحب لأحتجاجات الشيعة المكونان الاجتماعيان الكردي والسني، اذ لم تنطلق سيما في مناطق السنة اية تظاهرات تضامنية مع اهل الجنوب، مثلما لم تندلع تظاهرات تضامنية للشيعة مع تظاهرات السنة التي اشرت اليها. في وقت سابق.
8-   لم يكن لليسار العراقي وبالاخص الماركسي دور يذكر في التظاهرات الاحتجاجية في الجنوب والوسط بالرغم من انها في معظمها كانت ذات محتوى طبقي، فالمشاركون في التظاهرات كانوا وما زالوا من الجياع والمسحوقين. وهنا فان دور رحال الدين الشيعة  في الدفاع عن مطالب المتظاهرين كان ملموسا وافضل بكثير من دور اليسار العراقي واليساريين العراقيين.


32
ما الهدف من وراء الطعن والتشهير  بالاحزاب العراقية؟

عبدالغني علي يحيى
  ما يجري في العراق منذ أسابيع، تحديداً في الجنوب والوسط منه لم يتعدى الى الان اسلوب ( التظاهرات الاحتجاجية) أي التجربة المستنسخة من ( الرببيع العربي) السيء الصيت و ( الثورة الاسلامية) الاشد سوءاً ولقد تم التعرف بيسر على أسباب التظاهرات، منها غير مباشرة: الفساد، الفقر، البطالة، غياب ونقص الخدمات، سيما في مجالي الكهرباء والماء..الخ، وأما السبب المباشر لها والذي فجرها هو قيام ايران بقطع الكهرباء والماء عن العراق وبذلك فأنها عمقت من التناقض بين الشعب العراقي والنظام الحاكم واسرعت في التمهيد ( للفوضى الخلاقة) حين أخلت بعقدها مع العراق الذي قضى بتزويده بالكهرباء وبعد أن تسلمت 4,5 مليار دولار لقاء ذلك، وجاء هذا السلوك من ايران رداً على العقوبات الامريكية التي نصت على منع تصدير النفط الايراني، لذا فأن ايران اختارت الوقت المناسب لتحقيق اهدافها عبر احداث ( الفوضى الخلاقة). وتم لها ما أرادت، حين أمتدت الفوضى من البصرة الى المحافظات الجنوبية كافة ومحافظات في الوسط كذلك، وتأمل ايران من وراء ( الفوضى الخلاقة) هذه تحقيق جملة من الاهداف، منها اسقاط حكومة العبادي والمجيء بحكومة تكون بمثابة أداة طيعة لها. حكومة دكتاتورية وحرب في أن معا ولتحقيق هذا الهدف الاني فأنها راحت تركز على تخطئة وتجريم الاحزاب والتكفير بها وصولاً الى تأسيس حكومة الحرب والدكتاتورية التي بدون شرط ازالة الاحزاب لن تقوم أو تستقيم فالابقاء على حزب الحرب والدكتاتورية. وترجمت حربها على الاحزاب بقيام جماهير الجنوب الغاضبة بحرق ومهاجمة مقرات الاحزاب كافة ومهاجمة الحياة الحزبية من حيث المبدأ. ولاننسى  ان الدكتاتورية لاتستقيم بدون القضاء على الاحزاب ومنعها والغائها، بالمقابل فأن الديمقراطية كذلك لاتقوم بدورها بدون الحرية للاحزاب، والهيمنة الايرانية على العراق لن تمر وتتحقق الا بالغاء الاحزاب في الداخل والحرب على السعودية والامارات في الخارج ولنا من الامثلة الكثير على هذا الطرح.:
حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم 1958-1963 من قبل ان ان تبدأ بالحرب على الشعب الكردي في ايلول عام 1961 اضطهدت الحزب الشيوعي العراقي ونطمت حملة اغتيالات ضده في الموصل بالاخص وحجبت النشاط القانوني عنه والقت بالمئات من اعضائة في سجون نقرة السلمان وبعقوبة .. الخ ثم اغلقت مقار الحزب الديمقراطي الكردستاني ومارست اشكال الاستفزاز ضده، وجمد الحزب الوطني الديمقراطي نشاطه تلقائياً بسبب من ممارسة ضغوط عليه. وقبل هذا كانت قد قادت حملات بوليسية ضد الاحزاب القومية العربية.. البعث والناصريين.. الخ وما أن تم لها ما أرادت واذا بها تشن الحرب على الكرد واشعلت الحرائق في كردستان بدءاً من زاخو وانتهاءً بخانقين. صدام حسين من بعده في التهيؤ للحرب على ايران وفيما بعد على الكويت والدول الخليجية سار على النهج نفسه لقاسم فبين عامي 1975 – 1980 السابق عل حربه على ايران استغل القضاء على الثورة الكردية ليتوجه للقضاء على الاحزاب الكردية وبالاخص الحزب الديمقراطي الكردستاني وفي عام 1978 أباد تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في انحاء العراق ولم يتوقف عند هذا القدر بل قتل واعدم حتى معارضيه داخل حزب البعث الحاكم امثال: محمد عايش، وأباد قوى ومكونات اجتماعية كانت بمستوى الاحزاب الفاعلة مثل عشيرة بارزان التي تعرضت الى حملتي قمع. الاولى بتهجيرها من قراها ومناطقها عام 1976 الى الجنوب والثانية في عام 1983 حين تعرضت الى حملة ابادة شرسة راح ضحيتها نحو ( 8) الاف بارزاني، وتوقع ان يكون المكون الفيلي الكردي ببغداد عائقاً امام حربه لذا فانه اقدم على ابادة نحو (3) الاف شخص منهم وقام بتسفير الاخرين منهم الى ايران.
تجربة الاستعداد للحرب في عهدي قاسم وصدام تكررت في تركيا أيضاً على يد اردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم اللذان عملا على جعل الحكومة التركية حكومة دكتاتورية وحرب كما سنرى، ففي البداية وجه اعنف الضربات الى حزب فتح الله غولان اقوى الاحزاب التركية، ثم قام بتصفية قوى كردية كثيرة منها حزب  الشعوب الديمقراطية والقاء رؤساء بلديات وبرلمانيين كرد في السجون والمعتقلات وجعل حزب الشعوب الكردي يخسر (20) مقعداً في الانتخابات المبكرة التي انخفضت مقاعد الشعوب الديمقراطية من 80 مقعداً الى 60 مقعداً، اللافت ان حزب العدالة والتنمية فقط زادت مقاعده. ان سياسة اردوغان القمعية في تركيا منذ سنوات والى الان والتي تلخصت في محاربة الشعب الكردي واحزابه في تركيا. وابادة حزب فتح الله غولان. كانت لاجل تمهيد الطريق الى الحرب والعمل على تحويل الحكومة التركية الى حكومة حرب وعدوان على سوريا وشمال كردستان العراق وعلى كل الشعب الكردي في تركيا. وها هي حكومة وحزب اردوغان في حالة حرب ضد الكرد في تركيا وفي كل من العراق وسوريا ايضا ولو كان حزب فتح الله غولان وكذلك حزب الشعوب الديمقراطية والى حد ما الحزب الجمهوري على قوته لما كان بوسع اردوغان ان يعبد الطريق الى الدكتاتورية والحرب. ان اخشى ما تخشاه حكومات الحرب والدكتاتورية هي الاحزاب والمكونات الاجتماعية التقليدية ضد مشاريعها الحربية. فتجرية القضاء على الاحزاب لدى الحكومات الساعية للحرب، سابقة على تجارب قاسم و صدام واردوغان، فالنازية الالمانية والفاشية الايطالية من قبل ان تقوما بالحرب على الدول الاوروبية، قضتا على الاحزاب المعارضة لهما في المانيا وايطاليا قبل كل شيء، وظلت نزعة الحرب علىى الاحزاب لا تفارق النازيين والفاشيين حتى في البلدان التي احتلتها، فأثناء الاحتلال النازي لفرنسا، كان هم القيادة الالمانية الهتلرية هو القضاء على الحزب الشيوعي الفرنسي الحزب الاشد تصلباً  انذاك بوجه الاحتلال الالماني حتى انه لقب بحزب الشهداء بعد تضحيته ب (70) الف شهيد فتحريكه لعمال باريس لمقاومة الاحتلال الالماني. وفي اثناء الاحتلال النازي لغرب الاتحاد السوفيتي السابق، فأن النازي حدد (4) اصناف من البشر لقتلهم و ابادتهم اولهم اعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي والثاني: اليهود، ثم الموظفون والعسكريون. ناهيكم عن محاكمته لجورج ديمتروف زعيم الحزب الشيوعي البلغاري في المانيا.
رافقت الحملة الاعلامية الحالية في العراق وماتزال هجمات على مقار الاحزاب الشيعية كافة في جنوب العراق، اما الحملة على الحزب الشيوعي والاحزاب العلمانية فهي مشررع دائم منذ عقود، حتى الاحزاب التي عرفت بتعاطفها مع التظاهرات الان وفي السابق ايضاً كالتيار الصدري فأنها لم تسلم من الحملة. وتم تحميل الاحزاب كافة، الفساد والتقصير وانعدام الخدمات والوساطة والمحسوبية والمنسوبية، ولا شك ان الحملة هذه لم تكن عفوية، بل منظمة مخطط لها في الداخل والخارج، ويمارسها بعضهم عن جهل وعدم دراية، فالذي يؤسف له ان جمهرة من الكتاب والمثقفين والفنانين اخذت بالانضمام الى حملة معاداة الاحزاب من بينهم وهذا على سبيل المثال الدكتور خالد الفرغولي الذي كتب مقالاً قال فيه: ( العراق لن تقم لها قائمة الا بالغاء الاحزاب والكتل العراقية). وكتب سامي ال سيد عكلة الموسوي يقول: ( العراق يسير نحو هاوية سوداء لو استمرت الاحزاب برموزها الفاشلة) وفي مقابلة اجرتها فضائية الشرقية نيوز مع الفنانة المعروفة الاء حسين افتخرت الاخيرة بعدم انضمامها لأي حزب)!! وكأن الاحزاب صارت عيباً وعاراً في وقت ليس هناك ديمقراطية ولا حريات ولا برلمان ولا عدالة في أي مكان في العالم بمعزل عن التعددية الحزبية، ولقد كان للاحزاب العراقية دور مشرف على مدى عقود في النضال ضد اشكال الظلم والطغيان، وفي توعية الشعب ضد الدكتاتوريات والمحتلين.
ان الاحزاب العراقية باتت تتعرض منذ أعوام الى حملات اعلامية شريسة والى تصفيات جسدية لاعضائها لغرض اقصائها وتدميرها والاستخفاف بها وبالاخص منذ تثبيت النهج الايراني في العراق عام 2003 فلاغرابة ان نجد والى حد ما مصطلح ( الحزب) يختفي كاسم اول لأسماء الاحزاب العراقية التي تقدمت للمشاركة في انتخابات يوم 12-5-2018 حتى الاحزاب الكردية الجديدة التي ظهرت وشاركت في تلك الانتخابات، خلت اسماؤها من مصطلح الحزب. في حين كان المصطلح يشكل الاسم الاول للاحزاب في العهود السابقة: الحزب الشيوعي العراقي الحزب الوطني الديمقراطي الحزب الديمقراطي الكردستاني، حزب الاستقلال، حزب التحرير حزب البعث.. الخ ترى.
لماذا وكيف توارى المصطلح في القرن الحادي والعشرين في العراق باستثناء قلة من الاحزاب العراقية                  مازالت تحمله: الحزب الديمقراطي الكردستاني الحزب الشيوعي الكردستاني الحزب السيشيوعي العراقي؟ الجواب عند ايران طبعاً ( ايرج مسجدي) سفير ايران لدى العراق كشف العداء الايراني للاحزاب في العراق لما صرح قائلاً في معرض تناوله لتظاهرات المحتجين وطعنه بالاحزاب العراقية: ان  اسباب هذه التظاهرات تعود الى عدم رضا الشعب العراقي عن اداء الاحزاب السياسية)!!
وهكذا نجحت ايران في تحويل النقمة الجماهرية عليها وعلى ركائزها  في العراق الى الاحزاب السياسية الوطنية العراقية، ولم تتوقف عند تعميق السخط والغضب الجماهيريين على الاحزاب لدى العراقيين بل قامت وفي خضم ( الفوضى الخلاقة) بأرسال 3000 عنصر من قوات التعبئة الشعبية الايرانية) المعروفة اختصاراً ب: ( الباسيج) عبر معبر الشلامجه الحدودي وهم ( العناصر) يرتدون ملابس عناصر قوات ( سوات) والتي استقرت في ضواحي البصرة، وبالذات في المعسكرات القديمة والمتروكة للجيش العراقي السابق، ومن هناك توجهت الى السماوه والديوانية والناصرية. وقبل هذا التطور كان قائد الباسيج ( غلام حسين غيب برور) قد اجتمع اكثر من مرة بالجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني وهو الحاكم الفعلي للعراق وتكلل اجتماعهما باتفاق نص على ارسال اولئك ال 3000 باسيجي الى العراق رغم انه كان هناك وما يزال جنود ايرانيون منتشرون في معظم انحاء العراق بصفة ( مستشارين وخبراء عسكريين).
ان الاستخفاف والطعن والتشهير بالاحزاب ومحاربتها يمهد الى الغائها وتطبيق النموذج الايراني (الاصلاحيون والمحافظون) في العراق. بعد هذا العرض للاحزاب والدكتاتورية والحرب في العراق ودول اخرى قد ينبري احدهم متسائلاً : هل تنشب الحرب بعد التمهيد لها قريباً عبر القضاء على هذه الاحزاب.؟
في الماضي كانت الفترة بين حرب وحرب غالباً ما تكون قصيرة وبمعدل حرب كل 11 عاما مرة، بيد اني اتوقع نوعاً من التاخير والتأجيل المؤقت للحرب المقبلة، حرب على غرار حربي الخليج الاولى والثانية، واقول ذلك بعد دراسة لي للحربين الخليجيتين ضد ايران وفيما بعد الكويت وكان مشعلها العراق في الحالتين  عام  1980 وقعت حرب الخليج الاولى وفي عام 1991 كانت الحرب الخليجية الثانية اي بعد 11 عاما على حرب الخليج الاولى وفي عام 2003 اندلعت حرب اسقاط النظام العراقي أي بعد 11 عاماً ايضاً على وجه التقريب. وفي عام 2014 نشبت حرب داعش على العراق عندما احتل الموصل يوم 10-6-2014 أي بعد 11 عاماً ايضاً على حرب تحرير العراق من دكتاتورية صدام حسين. عليه واستناداً على ذلك الجدول الزمني يتوقع كاتب المقال ان تنشب الحرب الخليجية الثالثة في حدوود عام 2027 حيث تمر 11 سنة على حرب داعش على العراق وسيكون مشعل الحرب الخليجية الثالثة العراق ايضاً. والى ذلك العام تبقى الاجواء مشحونة بالتوتر والحرب الباردة وقد بدأ الحرب قبل ذلك التاريخ ( ولكل قاعدة استثناء) ان الفترة الزمنية ال 11 عاماً بين حرب وحرب من وضع استاذ ماهر جداً وضع نصب عبنيه التقاط المتحاربين لانفاسهم وتهيؤهم للحرب من ناحيتي السلاح والاموال والمتلزمات الاخرى.

33
اسلحة العراق  الفاشلة

عبدالغني علي يحيى
اقترح قبل اعوام بناء سور حول بغداد بطول 69 كم وعرض 6م ومستلزمات مثل الابراج والكاميرات.. الخ بهدف حمايتها من الارهاب وفي الفترة عينها طرحت مشاريع اخرى على غراره لحماية الموصل وكركوك ومدن اخرى كذلك، الا ان تنفيذها وسور بغداد اجل، لكن مشروع سور بغداد عاد ليطرح من جديد هذه الايام بعد الكشف عن خطة لداعش قضت بمهاجمة بغداد يوم 10-6-2018 الماضي وجرى اخضاع المشروع الجديد القديم الى نقاشات سرية اولاً وهذا مالا شك فيه ثم علنية في ندوة عبر فضائية الشرقية نيوز، ضمت العميد يحيى رسول الناطق باسم العمليات المشتركة والباحث مؤيد الونداوي والشيخ فريق المبدر. ومن دفاع العميد رسول عن ( جدوى) السور تبين ان الحكومة العراقية جادة في بنائه. والذي يشجعها للمظي قدماً في بناء المشروع بناء سور بطول 612كم وبعرض 6م على طول الحدود العراقية – السورية وفي حينه تناولت السور الحدودي هذا وتخطئته وتبيان لاجدواه مؤكدا على افول زمن الاسوار والقلاع والخنادق واورت اكثر من مثال على فشل الاسوار والخطوط الدفاعية في العالم وانهيارها امام مخترقيها. وجاءت اراء الباحث القدير مؤيد الونداوي مطابقة لأراتي علماً ان تناولي لموضوعه الاسوار سبق عقد الندوة تلك في بطلان سلاح الاسوار الذي ساد وباد. عليه فان مشروع سور بغداد سيتوج بالفشل حتماً مع توقعي باحتمال تراجع الحكومة العراقية عن تنفيده بسبب من الضائقة المالية التي تأخذ بخناقها. وان سلاح الاسوار ليس السلاح الوحيد الفاشل للعراق، بل ان للاخير اسلحة فاشلة اخرى كثيرة مثل: المراهنة على السلاح ( العشيرة) في مقاومة الارهاب. والذي جعلني اخوض في هذه المسألة والاثبات  بأن العشيرة سلاح رديء في كل المعارك هو اصرار الشيخ فريق المبدر على عكس ما ذهبت اليه، وما زالت الحكومة العراقية مثل الحكومات العراقية السابقة متشبثة بالقشة ( العشيرة) واذكر أنه قبل نحو 10 اعوام قال قائد عسكر العراقي ان الارهابيين ينفذون عملياتهم الارهابية في المدن ويتخذون من العشائر مأوى ودار استراحة لهم. وفي احصائية عن انتشار داعش في محافظة نينوى عام 2014 وبعده ورد ان 90% من مسلحي داعش هم من العشائر. وفي قضاء سنجار تقدمت العشائر العربية جنباً الى جنب داعش للفتك بالكرد الايزيدية ونهب اموالهم وسبي نسائهم.. الخ من الامثلة الدالة على خطأ التوجه الى العشيرة واستخدامها سلاحاً في المعارك الوطنية، اضف الى ذلك ان التصدي للاحتلال والارهاب ليس من واجب العشيرة بل الحكومة والجيش النظامي اللذان يملكان أمضى الاسلحة، ثم ان العشائر العراقية لاسباب موضوعية خارجة عن ارادتها لم تسجل اي موقف وطني في تاريخ العراق الحديث في ايام العثماني والاحتلال الانكليزي للعراق، لذا اقول ان المراهنة على العشيره خطأ ومزايدة رخبصه سيما في الحالة العراقية وقد يكون افشل من سلاح الاسوار وعلى الحكومة العراقية والحالة هذه ان تتخلى بالمرة عن السلاح (العشيرة) والكف عن اغداق الاموال على رؤسائها الذي كانوا على امتداد الحكم الوطني في العراق مع  الحكومات الدكتاتورية ومراكز تجسس على الشعب واستغلال الافراد من عشائرهم.
ومن الاسلحة العقيمة الاخرى والتي لجأت الى استعمالها الحكومات الجمهورية في العراق منذ اندلاع الثورة  الكردية عام 1961 سلاح التشكيلات غير النظامية مثل: فرسان صلاح الدين الذي تشكل من  عشائر كردية وفرسان الوليد من العشائر العربية وفي عام 1963 شكل انقلابيو 8 شباط الحرس القومي. وبعد سقوط اولئك  الانقلابيين في العام نفسه، ابقى نظام الاخوين عارف على تشكيلات الفرسان والغوا الحرس القومي وفي الفترة من 1968 الى 2003 اسست حكومة البعث اكثر من تشكيل مسلح غير نظامي مثل: الجيش الشعبي وفدائي صدام واشبال صدام والنخوة مع الابقاء على ( الفرسان). جدير ذكره ان التشكيلات لم تحمي انظمة قاسم وبعثيي 8 شباط والاخوين عارف وصدام حسين من السقوط ، بل ان التشكيلات الكردية غير النظامية انضمت الى انتفاضة اذار الكردية عام 1991 ووجهت فوهات بنادقها  الى الحكومة العراقية وادت دوراً رئيساً في انتصار الانتفاضة. بعد سقوط البعث في عام 2003 كان من المفروض ان تكون الحكومة الشيعية والاطراف المؤتلفة فيها ان تستفيد من تجارب التشكيلات المسلحة غير النظامية وتلغيها بالمرة، الا انها انتهجت  النهج نفسه للحكومات الجمهورية  الدكتاتورية السابقة فأسست الصحوات ثم وبامر من المرجعية اسست الحشد الشعبي. وبرضى منها ( الحكومة) ظهرت ميليشيات: المهدي وعصائب اهل الحق وكتائب حزب الله.. الخ التي هي كسلاح صورة طبق الاصل للاسلحة الفاشلة التي سبقتها ( الفرسان) و (الحرس القومي) والجيش الشعبي.. الخ  وهناك سلاح اخر اكثر فشلاً وعقماً من الاسلحة التي ذكرتها، الا وهو الجيش  العراقي الذي تحول بمرور الايام الى جيش طائفي بعد انخفاض نسبة السنة فيه الى 5 او 7% والكرد الى اقل من 2% وهذا الجيش كما القوات غير النظامية اثبت اكثر من مرة لاجدواه وفشله ففي انتفاضة اذار 1991 سلم سلاحه للجماهير الكردية المنتفضة وفي عام 2003 خضع للسفير الامريكي بول برايمر الذي امر بحله وفي 2014 هزم شر هزيمة على يد بضعة مئات من مقاتلي داعش.
اخيراً على الحكومة العراقية ان لاتعول أو تعتمد على الجيشين الامريكي والايراني على حمايتها، اذ دلت تجارب الماضي البعيد والقريب، ان القوات الاجنبية في البلدان الاخرى مشروع  دائم للاسحاب . ففي اقطار الهند الصينية: فيتنام ولاوس وكمبوديا راينا كيف انسحب الامريكان عام  1975 امام تقدم القوات الشيوعية وفي افغانستان راينا ايضاً كيف انسحب السوفيت امام طالبان..الخ من الامثلة ومن الامثلة القريبة انسحاب القوات  الامريكية من العراق مطلع عام 2011 في عهد رئيس اوباما.
على الحكومة العراقية التوجه الى السلاح ( الشعب) والى الديمقراطية والاقرار بحق تقرير المصير للشعب الكردي بدل التمسك بالاسلحة الفاشلة التي افقرت الشعب وعبثت بمقدراته و امواله.


34
نقد الافكار والصيغ التنظيمية لمعالجة
الازمات العراقية.
 
عبدالغني علي يحيى
   بعد سقوط النظام البعثي عام 2003 توالت الافكار والمقترحات، لمعالجة المشاكل التي توجت ذلك السقوط، ما يفيد ان الازمات الحالية يعود تأريخها الى ذلك العام وقبله ايضاً، واذكر في ذلك العام، انعقاد مؤتمر (المصالحة الوطنية) بأربيل، وفيه القى المرحوم الطالباني كلمة وكنت من بين الحضور، بعد ذلك عقد اكثر من مؤتمر مصالحة وطنية. وعرف الدكتور اياد علاوي بالاشد تمسكا بها ( المصالحة الوطنية) اذ بين عامي 2003 و 2018 وجدناه يثير الموضوع بين حين وحين ولكن دون أن يجد اذاناً صاعية. وفي الفترة تلك طرحت افكار ومقترحات كثيرة حملت في معظمها مصطلح ( المشاريع)، منها على سبيل المثال: المشروع الوطني للشيخ جمال الضاري والمشروع العربي لصاحبه الشيخ خميس الخنجر ومشروع (التسوية السياسية) الذي روج له السيد عمار الحكيم نيابة عن التحالف الوطني العراقي الشيعي، بل ان بعضاً من الشخصيات المعروفة كالدكتور غسان العطية كانت لهم مشاريعهم ايضا وحمل مشروع العطية اسم (مبادرة موطني).. الخ علماً ان معظم اصحاب المشاريع كانوا من السنة وقلة من الشيعة أما الكرد فلم يعرفوا بالمشاريع  واكتفو بالتاكيد على ( التوافق) و( الشراكة) و ( الالتزام بالدستور والمادة 140 منه على وجه الخصوص. لا ينكر ان اصحاب المشاريع كافة انطلقوا في صياغه افكارهم ورؤاهم من الحرص على مصلحة العراقيين.
بلا شك، ان صاحب اي مشروع وضع نصب عينيه توجيهه الى الحكومة اولا ثم الاحزاب ثانيا وكذلك الى الامريكان والايرانيين ايضا ولا يخطف على احد ان جهود اصحاب المشاريع تكللت بالفشل ولم يناقش احد مشمشاريعهم ولم يتلقوا رداً لا من الحكومة ولا من الاحزاب وحتى الشعب كذلك. لقد سقطت تلك المشاريع جميعها واصبحت نسياً منسياً، وستسقط كل المشاريع على غرارها في المستقبل حتما لانها بدورها كانت خاطئة افتقرت الى وضع اليد علىلب وسبب المشكلة. ( صراع المكونات الاجتماعية العراقية وبحثها عن الطريق المستقل).
ان المساعي لمعالجة المشكلات العراقية لم تتوقف عند الافكار والمقترحات والمذكرات بل تعدت الى الدعوة لايجاد صيغ تنظيمية للغرض عينه تمثلت في الدعوة الى ( تحالفات) و ( تفاهمات) و ( التكتل النيابي الاكبر) و ( ايجاد تنظيم عابر للطائفية) واليوم يكاد شعار الاطراف العراقية ان يكون: وكل شيء من اجل تشكيل الحكومة الجديدة) ولقد برزت ظاهرة التحالفات والكتل قبل وبعد الانتخابات البرلمانية في 12-5-2018 وفي خضم المساعي نجد بعضهم ينادي بحكومة الغالبية واخرون بحكومة التوافق والشراكة الى جانب مطالبات غريبة مثل: الحكومة الابوية.. الخ والطريف ان الفوضى في المساعي هذه واضحة جلية فيوما نسمع عن تشكيل تحالف ويوما عن انسحاب طرف من تحالف او انضمام اخر اليه والكل يزعم بتجاوزه للطائفية، من غير أن يعلم انه في قلب الطائفية غارق فيها الى اذنيه. مثال ذلك، يدعي بعض من السنة انهم بتشكيلهم لتحالف ( المحور الوطني) فقد نأوا بانفسهم عن الطائفية وتحاوزها، في وقت ان كل الكتل المنضمة الى ( المحور الوطني) كتل سنية وليس بينها كتل شيعية او كردية أو تركمانية ومسيحية مثلاً عليه والحالة هذه الستم معي اذا قلت ان ( المحور الوطني) تحالف طائفي بحت؟ وعلى ذكر عبور الطائفية، لا يسعني الا القول والذي قلته سابقاً، قد يكون بمقدور اساسة العراقيين من صنع صاروخ عابر للقارات من ان يتمكنوا من ايجاد تنظيم عابر للطائفية، فالطائفية والعرقية والاثنية والدينية قدر العراقيين في هذه المرحلة من تأريخهم، وليس عيباً ان يجاهد المرء من اجل طائفته المظلومة أو قوميته المظلومة وان ينادي بدولة مستقلة لها تنهي الصراعات الدموية وتوجه العراقيين نحو الطائفية والعرقية تجسيد لمقولة ( هيفل) الواقعي يعني العقلاني، وهذا هو واقع العراق اليوم، ان كل الجهود والطقاقات للكيانات السياسية العراقية اليوم هو لأجل تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر ومن ثم تشكيل الحكومة الجديدة. وارى انه يجب وضع وجعل كل شيء من اجل المكون الاجتماعي، كل لمكونه ويجب اعطاء الاولوية لوحدة صف المكون.مع تسخير الاحزاب والطاقات لاجل استقلال وخير المكون الاجتماعي الواحد، ونبذ ما عداه، أي العمل من اجل كل المكونات. ومما لاريب فيه ان الذي يعجز وبفشل في تحقيق شعار ( كل شيء من اجل المكون الواحد) سيعجز حتماً عن تحقيق اهداف جميع المكونات. لذا على الاحزاب والنشطاء السياسيين في اي من المكونات العمل من اجل وحدة صف المكون وسعادته وحريته، كما يجب تكريس المشاريع والصيغ التنظيمية لاجل خدمة المكون. وان اي برنامج شامل للمكونات سيكون ماله الفشل مثلما فشلت الافكار والمشاريع والصيغ التي اتينا على ذكرها. لقد دامت الجبهة الكردستانية نحو 7 سنوات 1987- 1992 وحققت منجزات كثيرة للشعب كردي لانها اسست لتكون المعبر عن المكون الاجتماعي الواحد، الشعب الكردي ومثلها التحالف الكردستاني بعد سقوط النظام العراقي السابق في حين سقطت وانهارت الافكار والصيغ التنيظيمية العراقية الاخيرة لانها اهملت خصوصية المكون وطموحه الى شق طريقه بشكل مستقل لهذا فان اي تحالف سياسي في العراق يقوم على التعددية الطائفية والعرقية سيكون مصيره الفشل – مثلما فشلت الافكار الوحدوية  والجبهوية السابقة.
لم تنجح اية افكار وجبهات في الماضي البعيد ورأينا كيف انها  تبخرت وتلاشت لأنها لم تأخذ بالافكار التي طرحناها. وسيكون الفشل مضاعفاً للافكار والصيغ التظيمية الوحدوية الجديدة فالتقاطع بين المكونات حاد وعميق في العراق. ولن يتم عبور الطائفية بالشعارات والكلمات انما بالصيغ العملية التقليدية، اطلاق الحرية للمكونات: الشيعة، السنة، الكرد لكي تشق باستقلالية طريقها في الحياة، وتؤسس دولها وكياناتها، وبعكسه فان الطائفية ستتعمق وتترسخ اكثر فاكثر. ان من شان الاعتراف بالاستقلال للمكونات في تقرير مصيرها كفيل بالقضاء على الطائفية والعنصرية واشكال التعصب وبخلاف ذلك تبقى الطائفية والعنصرية وما يترتب عليها من سفك للدماء والوبلات. ان الجهلة بحركة التاريخ والمعادون لمشروع الفصل بين المكونات. هم السبب الرئيس في استمرار المعاناة العراقية.
لا لمشاريعهم وافكارهم، لا لصيغ تحالفاتهم وتكتلاتهم.
وغالبيتهم وابويتهم لانها جميعا تعمل على ادامة عذابات العراقيين.

35
الانكليز والامريكان
الارحم بالعراقيين من سائر المحتلين والحكام الوطنيين

عبدالغني علي يحيى
    قال السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري: ( لن نسمح بأن بدار العراق خلف الحدود شمالاً أم جنوباً شرقا أم غرباً العراق سيدار بسواعد عراقية وطنية خالصة وبتحالفات نزيهة عابرة للمحاصصة)!! وقبله، وأثناء لقاء له بالسفير الامريكي لدى بغداد دوغلاس سيليمان، قال السيد عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني : ( ان العراقيين قادرون على ادارة خلافاتهم بحكمة وعقلانية)!! أما المرجع الديني الشيخ محمد جواد  الحالصي فقد دعا الى الغاء العملية السياسية الحالية واحلال عملية سياسية وطنية اخرى محلها!!
واستميح القراء عذراً ان خالفت الثلاثة الرأي والتوجه واقول ان العراقيين طوال تأريخهم لم يديروا الحكم بأنفسهم في العراق، لا في التاريخ القديم ولا الحديث، بل كان الحكم يدار من قبل المحتلين على اختلاف جنسياتهم، وتعرض العراق منذ الاحتلل الاسلامي له عام 630 م الى نحو (13) احتلالاً و (5) احتلالات اخرى اتخذت شكل الانقلابات العسكرية التي سماها الباحث القدير الدكتور رشيد الخيون في مقال له قبل سنوات بالغزوات الداخلية. وعندي ان بعضاً من تلك الغزوات كانت اشد هولاً وجوراً وفظاعة من معظم الاحتلالات الاجنبية. ان لم اقل جميعها مثل انقلاب 8 شباط عام 1963 وفيما بعد انقلاب 17 – تموز عام 1968  ولو قمنا بتقسيم الاعوام من الاحتلال الاسلامي للعراق عام 630 الى الاحتلال الامريكي له في عام 2003 لوجدنا ان العراق كان ينتقل كل 57 سنة مرة من محتل الى اخر، الامر الذي أمات الروح الوطنية لدى العراقيين والتي لم تكن موجودة اصلاً، لذا فأن العراقيين غالباً ما كانوا يسارعون الى كسب ود ورضى المحتل الجديد الذي كان يغدق عليهم بالالقاب مثل: الاغا والبيك والخان.. الخ وسخر هم لتثبيت الاحتلال. والمحتلون للعراق غالباً ماكانوا وبدرجة رئيسة 3 أنواع الاول: الدول والامبراطوريات الاسلامية: دولة الخلفاء الراشدين والدولتان الامويه والعباسية ثم الدولة العثمانية. أما النوع الثاني فهم المحتلون الغربيون: الانكليز 1914-1918 الذين حكموا العراق حكما مباشراً ثم حكموه حكماً غير مباشراً 1921 – 1958، والامريكان عام 2003. والنوع الثالث من المحتلين هم الحكام العسكريون الانقلابيون: عبدالكريم قاسم 1958-1963 وانقلابيي 8 شباط البعثيون ثم الاخوين عارف وانقلاب البعث في 17-30 تموز 1968. ولقد كان الاحتلال الاسلامي من أشد الاحتلالات وطأة على العراقيين الذي قضى على ( العراق المسيحي) واقام مجازر بحق الكرد الايزيديين تلك المجازر التي جعلتهم اقلية بمرور الاعوام والتي لم تكن تختلف في شيء عن مجازر تنظيم الدولة – داعش – وما زال الازيديون يعانون من تلك المجازر الامرين وبمرارة. في وقت كان الاحتلال من النوع الثاني: الانكليزي 1914- 1918 والذي سمي بالاحتلال المباشر للعراق وفيما بعد احتلالهم غير المباشر له والذي بدأ عام 1921 وانتهى عام 1958. ولم يحصل في كلا الاحتلالين ما حصل للعراقيين من ظلم على يد المحتلين الوطنيين وعلى وجه الخصوص قادة النظم الجمهورية الذين فرضوا النظام الدكتاتوري العسكري الفاشي على الشعوب العراقية كافة  وبالاخص الكرد واقولها بصراحة دون اي تحفظ ان المحتلين الانكليز والامريكان كانوا ارحم بحال العراقيين من جميع المحتلين الذين سبقوهم من مسلمين وفيما بعد الوطنيين الجمهورين، ليس هذا فقط بل انهم كانوا منقذين للشعب العراقي وليسوا محتلين بالمعنى الصحيح للاحتلال، وليس هناك وجه للمقارنة بينهم وبين المحتلين الاخرين من الذين اتينا على زكرهم. فالانكليز مثلاً انقذوا العراقيين من ابشع نظام اسلامي الا وهو النظام العثماني وجلبوا الى العراق بالتكنولوجيا الغربية وبالقطارات والطائرات والسيارات وزودوه بطرق الملاحة البحرية والجوية وبالراديو والتلفزيون، والادوية، والنظام البرلماني..الخ من حسنات لاتعد ولا نحصى، والتي لم تجلبها اليهم الاحتلالات السابقة التي حكمت العراقيين بالنار والحديد، وفي ظل احتلالهم فان العراق تمتع بحكم القانون والاستقرار وبالتطور التدريجي في مناحي الحياة كافة، ولم يعرف العراقيون في سنوات احتلالهم الحرب الكيمياوية ولا حرب كردستان أو حربي الخليج الاولى والثانية أو قصف السعودية والامرات.. الخ ولو كان قد قدر للانكليز البقاء في العراق لكان الاخير يتقدم بشكل مدهش مثلما تقدمت شعوب اخرى في ظل احتلالهم: جنوب افريقيا، هونك كونك استراليا.. الخ . ان جميع البلدان التي لم تلجأ الى الثورة ضد المحتلين الغربيين تقدمت بشكل مدهش ولم تقطع سلاتها بالمحتل الاوروبي انظر الى الكوموموريث البريطاني ومجموعة الدول الناطقة بالفرنسية وومجموعة الدول المستقلة التي قامت على انقاض الاتحاد السوفيتي السابق ودخلت في علاقات قوية مع وريثته روسيا الاتحادية. بالمقابل رأينا الشعوب والبلدان التي ثارت بوجههم كيف انها وما زالت تدفع ضريبة الوطنية الزائفة وتعاني من الحروب واشكال الدمار ومنها للشعوب والبلدان العربية والاسلامية بالاخص ( الربيع العربي) الحالي والانقلابات الناصرية والبعثية وثورات الجزائر وليبيا.. الخ والانكى من كل هذا – ان الشعوب العراقية ربيت وترعرعت على معاداة الانكليز والامريكان اللذان، الاول انقذها من الامبراطورية العثمانية البشعة والثاني، الامريكان انقذوها من نظام صدام حسين الفاشي. وفي مقدمة المعادين للمحررين الامريكان، حكام العراق الحاليون الذي جاؤوا الى الحكم على ظهر الدبابات الامريكية، ولو لا امريكا لما كان صدام يسقط ولما كان يصل الحكام الحاليون في العراق الى الحكم بواسطة تلك الدبابات. ان تاريخ المحتلين الاوائل للعراق زاخر باشكال القهر والظلم والاستبداد ومثله تاريخ الحكام الجمهوريين. ولم يسجل ما سجل عليهم على المحتلين الانكليز والامريكان. ومع  ذلك كان جزاء الامريكان هو الموت لامريكا حسب ملصقات شوهدت في شوارع بغداد مؤخرا.
ان العراقيين الذي فرض عليهم حكامهم الجهل والتخلف ما زالوا يهتفون بسقوط الانكليز والامريكان لكنهم في الوقت ذاته  يتحينون الفرص ويركبون مخاطر البحرللوصول الى بلاء الانكليز والامريكان والفرنسيين والهولنديين والبجيكيين ومستعرين اخرين علهم يقبلونهم كلاجئين. ولو فتحت امامهم ابواب الهجرة الى تلك البلدان ( المتروبول) فلن تجد احداً يبقى في العراق ويفضل العيش فيه على العيش في تلك البلدان. لقد طرد الجهلة الاوائل المستعرين من بلدانهم وفشلوا في اقامة نظام افضل من نظام المستعمر. وقام الجهلة من العسكر بانقلابات اسقطو النظم الموالية للمستعمر كالنظام الملكي في العراق وفشلوا ايضاً في اقامة نظام افضل من النظام الذي اسقطوه. وكم كان ابن تيميه مصيباً يوم قال: باسقاط الحاكم بشرطين الاول: بوحه بالكفر، والثاني ان يتعهد باقامة نظام افضل من النظام اندي اسقطه. اكرر واقول: ان الانكليز والامريكان الارحم بالعراقيين من سائر المحتلين والحكام الوطنيين بمن فيهم الحكام الحاليون للعراق ومن يخالفني الرأي فليتقدم بحسنة واحده للمحتلين الاوائل والمحتلين ( الوطنيين).

36
الطريق الى حل الصراعات الكردية الكردية في جنوب كردستان
 
عبدالغني علي يحيى
في الاسبوع الاخير من شهر حزيران الحالي، شهدت اربيل تجمعاً جماهيرياً احتجاجيًا حاشداً امام مقر منظمة الامم المتحدة un على خلفية اصدار حكومة الجمهورية الاسلامية في ايران حكماً يقضي باعدام الناشط السياسي الكردي رامين حسين بناهي، وطالب المحتجون بتدخل المجتمع الدولي لالغاء الحكم الصادر بحقه وتخللت التجمع شعارات مناهضة لسياسة طهران التي وصفت بالجائزة. وفي الاسبوع نفسه، اطلقت مسيرة جماهيرية في السليمانية استنكاراً للغزو التركي لشمال اقليم كردستان العراق واحتلال تركيا للمزيد من اراضي الاقليم واقامة قواعد عسكرية فوقها مع توقع المستنكرين قيام تركيا باحتلال الاقليم الى الابد وعدم الانسحاب منه، وتم تفسير الحادثين لدى بعضمهم، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني p.d.k يسعى لحشد الشارع الكردي ضد ايران، في حين ان الاتحاد الوطني الكردستاني p.u.k يحشده ضد تركيا، بشكل اوحى ان p.d.k في خندق تركيا وp.u.k في خندق ايران، هكذا وبكل بساطة في حين أن كلاً من تركيا وايران رغم خلافاتها الا انهما متفقتان على سحق اشعب الكردي ليس في ايران وتركيا بل في العراق ايضاً وتجلى ذلك في اكثر من واقعة على امتداد عشرات من العقود، ففي 16 اكتوبر عام 2017 كانت الدولتان الدولتان متحمستين وتتباريان في اظهار العداء للكيان الديمقراطي الكردي في كردستان العراق ليس هذا فحسب بل ان ايران افتخرت اكثر من مرة بمشاركتها في احتلال كركوك على يد الجيش العراق بقيادة قاسم سليماني، ولم تكن تركيا بأقل حماساً منها. من هذا الفهم ارى ان من الواجب ومن منطلق قومي كردي سليم صائب ومبارك تأييد ودعم احتجاج اربيل ومسيرة السليمانية وكل عمل مقاوم لهاتين الدولتين المحتلتين لكردستان. تركيا وايران، وان مواصلة مقاومتهما بات ضرورياً، ويجب أن لا  يتوقف، وسيؤدي كل موقف مناهض لايران في اربيل أو لتركيا في السليمانية الى توحد الصف الكردي في الاقليم وفي الاجزاء الاخرى من كردستان الكبرى والى تذليل الخلاقات الكردية – الكردية. وبلا شك ان انطلاق مسيرة في السلمانية ضد تركيا وتنظيم تجمع في اربيل ضد ايران، ومن دون ان يكون هناك تنسيق بين المدنيتين هو جزء من ذلك الخلاف الذي يكاد أن يكون عصياً على الحل بل يتعمق يوماً بعد اخر، وليس ببعيد ان يقود الى صرا مسلح بينهما على غرار الصراعات في اعوام : 1966 و 1983 و 1994 لان اسباب الصراع لم يقضى عليها وظلت قائمة الى يومنا هذا، واعزو بقاء الصراع والخلاف وديمومتهما، وهما اشبه ما يكونان بين دولتين مختلفتين في الرؤى والموقف، وهما اربيل والسليمانية تبدو ان دولتين متقاطعتين تتقاتلان منذ نشوب الحرب بين p.d.k و p.u.k عام 1994 صحيح أن وساطة مادلين اولبرايت قربت بينهما وافادت الشعب الكردي الا انها لم تنجح في القضاء على اسباب الخلاف. ان وضع الاقليم في ظل ما يشبه قيام دولتين فيه 1994- 1998 كان شبيها الى حد ما  الوضع بين الكوريتين اليوم وسابقا بين الالمانيتين والفيتناميتين واليمنين. وهنا سيما في هذه الايام يطرح السؤال التالي: اليس من الممكن حل الخلاف الكردي – الكردي أي بين الديمقراطي والاتحاد تحديداً وكيف؟ ان كردستان العراق ايام الاقتتال الداخل في منتصف التسعينات كانت على غرار الدول التي ذكرتها، وبما ان تلك الدول اتحدت فان ذلك يبعث على التفاؤل فينا بحل الخلاف. الكردي- الكردي وزوال ظاهرة ما يشبه الدولتين في كردستان  العراق، اما كيف السبيل الى تحقيق الوحدة بينهما والذي هو ممكن طبعاً بشرط ان يكون الوسيط بيهما. أممياً أي ان يكون دولة وعلى درجة من القوة بحيث تفرض ارادتها على كليهما، على أن لا يكون الوسيط أيا من الدول المحتلة لكردستان، ولنا في ذلك تجربة: بين عامي 1994- 1998 نشب في كردستان العراق خلاف داخلي مسلح  بين p.d.kو p.u.k ولم تقدر المساعي الداخلية للاحزاب والشخصيات الكردية وفي مقدمتها مساعي المرحوم عزيز محمد من وضع حد للنزاع المسلح بين الطرفين المتحاربين، اتدرون لماذا؟ الجواب لأن الوسطاء كانوا احزاباً وافرارا دون الحزبين المتخاصمين قوة ونفوذاً وتأثيراً. هذا من جهة ومن جهة  اخرى، ان  كلا من اربيل والسليمانية كانت بمثابة دولتين، وان لم يكن  معترف بها كدولتين وما يزال، ولا ننسى ان حل الخلاف بين دولتين او اكثر من مهام دول ومنظمة un وليس الاحزاب والافراد. وبقي الخلاف الكردي – الكردي المسلح محتدماً الى أن حلته الولايات المتحدة الامريكية في شخص مادلين اولبرايت عام 1998 التي امرت كلاً من البارزاني والطالباني بأن يمد كل منهما يده الى الاخر ويتصالحا في  حين اخفقت مساعي الاحزاب الكردية والشخصيات الكردية عن حله. وقد ينبر بعضهم معترضاً ومتسائلاً: لا يشترط اخفاق العامل الداخلي في حل  الخلاف الكردي – الكردي وامامنا تجارب خلافات 1966 و 1987 .. الخ فلماذا اهمال العامل الداخلي.؟ الجواب: صح ان الخلافين المسلحين الداخليين المذكورين تم حلهما بجهود الاحزاب والشخصيات، ولكن علينا ان لاننسى انه لم يكن هناك ما يشبه الدولتين كما هو الحال بعد عام 1992 أو عام 1994 فالاقتتال الداخلي 1966 – 1970 و 1994 – 1998 لم ينتهى فحسب بل تم توحيد الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1970 وتشكلت الجبهة الكردستانية. بعد اقتتال الثمانينات وفي عام 1987. وفق الرؤية هذه ممكن حل الخلاف الكردي – الكردي الان سيما وانه لم يرتقي الى صدام  مسلح مثل الخلافات السابقة. وفي كل الاحوال ومهما طال الخلاف. فان  التفاهم لا بد وان يحل في النهاية. ان الخلاف بين p.d.k و p.u.k ليس الخلاف الوحيد في الساحة الكردستانية اذ برز في الاونة الاخيرة نتيجة الاختلاف في الموقف من نتائج انتخابات البرلمان العراقي بين p.u.k و 6 احزاب كردية اتهمت الاول بتزوير الانتخابات في السليمانية وكذلك في كركوك واذا اخذنا باصرار الطرفين على موقفهما فان التصالح بينهما ربما يكون امراً بعيد المنال، وفي ذلك ضرر كبير يلحق بالكرد ومع ذلك يجب أن لا يدفعنا هذا الى اليأس في دخول الطرفين ومعهما الحزب الديمقراطي الكردستاني في تحالف عريض ليس لأجل المساهمة في ( التكتل النيابي الكبير)  ولا تشكيل الحكومة العراقية الجديدة المقبلة، فكلاهما التكتل النيابي والحكومة المقبلة يجب ان لايكون  هدفاً ومطلباً للكرد واحكم عليها مسبقاً بانها سيفشلان في حل الازمة السياسية في العراق وتحقيق الامن والاستقرار فيه، كما انهما سيقفان موقفاً معادياً للكرد بدون شك، يجب عدم التفاؤل  بهما. بل لأجل تكتل كردي أو تحالف كردي منين على غرار الجبهة الكردستانية  1987-1992 أو التحالف الكردستاني الذي اسس بعد عام 2003 كاتب هذا المقال يتوقع ان يكون التناقض بين الكرد والحكومة العراقية  الجديدة والمقبلة عميقاً وشديداً للغاية، وكما كان  البرلمان العراقي السابق 2014 – 2018 لم يكن يمثل الشعب الكردي ووقف على الضد من مطالبه وطموحاته والامثلة على ذلك كثيرة منها مصادقته على تخفيض  حصة الكرد من الموازنة المالية العامة ال 17% الى 12% ووقوفه ضد الاستفتاء على استقلال كردستان والذي صوت عليه الشعب الكردي بنسبة 93%. نعم لقد اثبتت الوقائع ان برلمان كردستان هو الممثل الحقيقي للشعب الكردستاني وليس البرلمان العراقي. ومن  الان فصاعداً على الشعب الكردي الاكتفاء ببرلمان واحد ( برلمان كردستان) وعدم اخذ البرلمان العراقي على محمل من الجد اواعتباره برلماناً له. لأن اعتباره برلمانا ثانيا للكرد يذكرنا  بقول صدام حسين: ( للكرد حقين) الحق في الحكم  الذاتي وحق المشاركة في حكم العراق، ورأينا  كيف أن الكرد تعرضوا الى اضطهاد رهيب قل نظيره في التاريخ وسط الحقين. لذا على الكرد التمتع بحق واحد فقط ( البرلمان الكردستاني) و ( الحكومة الكردستانية) و ( مجلسة القضائي) والا فان الحق العراقي في مشاركة الكرد في البرلمان، الحكومة، مجلس القضاء الاعلاء سيكون وبالا عليه ولقد وقفنا على عداء الصلوطات الرئيسية الثلاث في العراق للشعب الكردي في موضوعة ( الاستفتاء على الاستقلال). ان من السخف ان يختلف الكرد في امر لا يعنيهم فالخلاف على النتائج الانتخابية البرلمانية العراقي بين p.u.k والاحزاب المعارضة الستة من تبعات الاعتراف الخطأ بتمثيل البرلمان العراق للكرد والخلاف على نتائج الانتخابات جزء من هذا الخطأ، والانكى من ذلك سعي الاحزاب الستة الى توسيع الخلاف حول هذه النقطة واقحام الحزب الديمقراطي الكردستاني فيه والذي يشكو بدوره من التزوير الذي حصل في السليمانية ومن التجاوز عليه في تصويت الخارج والنازحين والايزيديين والبيشمركة والاساييش، لقد كان حرياً بالاحزاب الستة التضامن مع p.d.k في استرداد الاصوات تلك لانها اصوات الكرد قبل كل شيء والتضامن مع p.u.k في صراعه مع ممثلي المكونين العربي والتركماني بشأن نتائج انتخابات كركوك وليس الموقف الذي ابدته والذي اوحى بتضامنه مع موقف ممثلي المكونين المذكورين. مع الابقاء على مطالبتها باجراء العد اليدوي لنتائج الانتخابات في السليمانية ان على الاحزاب تلك العمل مع الحزبين الكرديين الكبيرين p.d.k و p.u.k لغرض تشكيل جبهة أو تحالف عريض مع  الاصرار في الوقت عينه على اعادة الفرز اليدوي والقبول بنتائجه وبخلاف ذلك فان اعتراضها مضيعة  للوقت وترسيخ للشقاق لن يعيد اليها اصواتها المسروقة وسيكون المستفيد الاكبر من وراء مواصلتها الاعتراض وعدم مشاركتها في المساعي لأجل تأسيس الكتلة الكردستانية العريضة، اعداء الامة الكردية وحدهم. هناك حقيقة في موضوعة كركوك وسلطة p.u.k هناك وهي: ان كركوك مدينة ومحافظة كردستانية ليس اليوم بل ومنذ عقود وقرون ففي احصائية للدولة العثمانية جرت في  اواخر القرن  التاسع عشر ورد فيها وكما هو مثبت في الصفحة 3846 من الانسكلوبيديا العثمانية = دائرة المعارف العثمانية ان الكرد يشكلون 75% من سكانها، والعرب والتركمان والمسيحيون واليهود ال 25% الباقية. وجاء الاحصاء السكاني لعام 1957 ليقول: ان الكرد يشكلون 52% من سكانها والعرب والتركمان والمسيحيون الى 48% وفي العام نفسه نشر تعداد سكاني لمكونات كركوك والمحافظة اثبت بالارقام ان عدد الكرد في كركوك كان  178000 نسمة والعرب 48000 نسمة والتركمان 43000 كما ان انتخابات مجلس المحافظة دلت على ان الكرد يشكلون ما يقارب ثلثي السكان انظر الى مقاعد المكونات في مجلس محافظة كركوك (26 مقعداً للكرد و 14 مقعداً للعرب والتركمان، اي ان الكرد يشكلون ثلثي السكان فيها على اقل تقدير ولو لم  يكن هناك تعريب لها لكان عدد الكرد فيها اكبر بكثير من عدد باقي المكونات فيها، لأن معظم السكان العرب في كركوك هم من العرب المستوطنين الذين جلبهم النظام العراقي السابق من انحاء العراق واسكنهم في كركوك للتقليل من نفوس الكرد  فيها. لهذا واستناداً الى الحقائق التي اوردتها ان الحكم في كركوك  يجب ان يكون بيد الكرد و استحقاقاً للكرد، على الاحزاب الكردية المعارضة ان تولي هذا الجانب اهمية خاصة ويصروا على كردستانية كركوك مدنية ومحافظة وان تدرك ايضاً. انه لما كان الكرد يشكلون اكثرية سكان المحافظة وان الاتحاد الوطني الكردستاني هو الحزب الاكبر في المحافظة لذا فانه الاجدر بحكم كركوك وما على الاحزاب الكردستانية الا دعمه ومساندته، ان الموقف القومي الشريف للكرد يقضي بدعم الاكثرية الكردية في كركوك ودعم p.u.k ايضاً كونه الحزب الكركوكي الاكبر على مستوى احزاب المحافظة كافة ان الذي يجب أن لا يحيد الكرد عنه في كركوك هو كردستانيتها وتوزيع  السلطات بشكل يضمن الحكم للاكثرية الكردية  وللحزب الاكبر فيها الان ومنذ سنوات p.u.k هذا ما تقتضيه المصلحة الكردية العليا وتقضي المصلحة نفسها بخصوص اصوات الخارج والنازحين ولاايزيديين والبيشمركة التي هي استحقاق ل: p.d.k . رغم اعتراضي على الكثير من سياسات وتوجهات p.u.k الا انه يجب عدم السماح اطلاقاً بانتزاع حكم كركوك منه، في حالة واحدة يجوز انتزاع الحكم منه بطريقة ديمقراطية بشرط ان ينتقل الحكم الى حزب كردي اخر. ان امام الاحزاب الكردية الستة المعارضة فرص كبيرة للفوز باصوات الجماهير، فرص اجراء الانتخابات الكردستانية البرلمانية في 30-9-2018 وانتخابات مجالس المحافظات.. الخ  من فرص اخرى، وانا مع القول لا يصح الا الصحيح. وسينتصر الحق في النهاية ويدحر الباطل. ومن  الاخطاء الكردية المأخوذ عليها، مقاطعة نواب الاتحاد الاسلامي الكردستاني لأخر جلسة للبرلمان الكردستاني بحجة عدم ادراج الاحوال المعيشية والخدميه ضمن جدول اعمال الاجتماع هذا في وقت نجد فيه ان اعادة النظر في الادخار الاجباري والنية في الغائه كفيل برفع الغبن عن ذوي الدخل المحدود، رغم ان الاحوال المعيشية في كردستان افضل من مثيلاتها في العراق وكذلك في ايران وتركيا ايضاً، لذا ارى ان العزف على وتر انصاف الفقراء في كردستان يحاكي تظاهرات الصدريين في ساحة التحرير ببغداد التي كانت تؤكد ابداً على تحسين ظروف الكادحين. وكذلك احتجاجات حركة الجيل الجديد في كردستان وبفضلها فان التيار الصدري احرز المرتبة الاولى في انتخابات يوم 12-5-2018 البرلمانية في العراق واحرزت حركة الجيل الجديد مكاسب لم يتوقعها احد، ان غاية الاتحاد الاسلامي الكردستاني من وراء مقاطعته  لجلسة البرلمان الكردستاني الفوز بمزيد من الاصوات في انتخابات كردستان المقبلة، والحق يقال ان ألاتحاد الاسلامي سجل تقدماً ملموساً في كل الانتخابات البرلمانية الكردستانية لذا ماكان عليه مقاطعة جلسة البرلمان، وارى انه سيحقق الكثير من المكاسب في الانتخابات البرلمانية الكردستانية المقبلة.
لا ينكر ان العرب والتركمان الساكنين في كركوك وفي مناطق اخرى من كردستان سيما الذين سكنوا أباً عن جد فيها، مواطنون اصلاء ويجب معاملتهما على قدم المساواة مع الكرد، وبهذا الاتجاه تحركت حكومة اقليم كردستان معهما ومع بقية الاقليات في كردستان واحتضنت عشرات الالوف من العرب النازحين بدون شرط الكفيل الذي لوحت حكومة بغداد بوجههم واعتبر البارزاني  التركمان والاشوريين قومية واعترض على تسميتهم بالاقلية.. الخ من المواقف الكردية النبيلة والانسانية المشرفة ويحق لممثلي المكونين العربي والتركماني في كركوك الاحتجاج على التزوير الذي حصل في  نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة وحقهما باجراء العد اليدوي لتلك النتائج، لكن ليس من حقهم الذهاب ابعد من ذلك وينطلقون من مواقف عنصرية شوفينية ضد المكون الكردي الاكبر ويطمحا الى حكم المحافظة وادارة حكومتها المحلية بأقصاء و  تهميش المكون الكردي الاكبر وتجلى ذلك في تنصيب محافظ عربي محل المحافظ الكردي الشرعي ومنعمها لعودة البيشمركة والاساييش الكردية الى المحافظة وتشجيعهما لتعريب كركوك من جديد.. الخ من الامثلة الدالة على العنصرية في التعامل مع الكرد.
 


37
أيهم خطر على العراق اسرائيل أم ايران وتركيا؟

عبدالغني علي يحيى
   يوم 20-6-2018 طالبت لجنة الامن والدفاع النيابية في مجلس النواب العراقي بعقد جلسة طارئة للبرلمان لمناقشة ما اسمتها (تداعيات الضربة الجوية الصهيونية) على مواقع كتائب حزب الله العراقي على الحدود العراقية - السورية وفي الجانب السوري منها، أي أن الضربة تمت داخل سوريا، ما يعني انها استهدفت سوريا وليس العراق. واثناء تقديم الطلب قال النائب اسكندر وتوت ( ان الاستهداف مقصود وهو محاولة أمريكية اسرائيلية لأعادة داعش الى العراق) واهاب بمجلس النواب العراقي باتخاذ موقف حازم ! وبعد يوم على ذلك الطلب، حمل همام حمودي نائب رئيس مجلس النواب العراقي اسرائيل مسؤولية القصف ذاك داعياً منظمة الامم المتحدة un الى تدخل عاجل في هذه القضيتة.
بداية أقول، ان الولايات المتحدة نفت ان تكون طرفاً في العملية المذكورة مرجحة ان تكون اسرائيل قامت بتنفيذها، ما يفيد بان هناك تسرعاً في توجيه الاتهام وان الجانب العراقي غير متاكد او واثق من ان ايا منهما امريكا او اسرائيل نفذت العملية التي اودت بحياة نحو 34 عنصراً من الحشد الشعبي جلهم من كتائب حزب الله العراقي، لذا فان اتهام العراق للدولتين يبقى باطلاً، هذا في وقت نجد فيه اسرائيل تصرح بمناسبة وغير مناسبة، ان التواجد العسكري الايراني في سوريا يشكل هدفاً لها وهي ترى و يشاركها اخرون الرأي، ان الميليشيات العراقية سواء داخل العراق أو خارجه جزء من المنظومة العسكرية الايرانية. لهذا  السبب لايمكن لأسرائيل التمييز بينهما. والانكى من ذلك هو تقييم ما جرى بأنه ( محاولة امريكية- اسرائيلية لأعادة داعش الى العراق، ومن المؤكد 100% ان داعش لم يغادر العراق منذ ظهوره فيه قبل سنوات وما قيل بعد تحرير الموصل منه انه ( نصر) عليه تبين فيما بعد زيف هذا ( النصر) وبطلانه، وراح داعش في الايام والاسابيع الاخيرة يوسع من نطاق عملياته في المحافظات السنية وفي داخل العاصمة العراقية والمناطق المتنازع عليها كذلك، حتى ان حاكم الزالمي مسؤول لجنة الامن والدفاع النيابية في مجلس النواب العراقي قال بتاريخ 18-6-2018 أن بغداد مقبلة على فلتان امني ثم ان كركوك المبتلية بعمليات داعش سيما بعد احتلالها من قبل الجيش العراقي بقيادة الجنرال قاسم سليماني يوم 16-10-2017 تفند بدورها مزاعم (النصر) المزيف ولم يكن عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون العربي برهان العاصي على خطأ عندما قال: (الوضع الامني في محافظة  كركوك هش وبات التعرض يحدث في اغلب المناطق ) وبحسب النائب عبدالرحمن اللويزي عن نينوى ان نينوى على خطى بغداد وكركوك.
أعود الى مطالبة مجلس النواب العراقي بعقد اجتماع طاريء وعلى عجل لمناقشة ( تداعيات الضربة الجوية الصهيونية) واتساءل: لماذا يتقدم البرلمان العراقي بمثل هكذا طلب لعقد اجتماع عاجل هذا العام ولم لم يدع البرلماني العراقي اذا الى عقد جلسة طارئة هذا العام والاعوام الماضية الى عقد جلسة للمجلس لمناقشة العدوان التركي المتواصل على العراق والذي بلغ حد اقامة  تركيا لنحو 11 قاعدة عسكرية في سيدكان وبرادوست شمال محافظة اربيل وقواعد اخرى في قضاء العمادية شمال محافظة دهوك وتهديدها باحتلال قنديل وخواكورك  وكذلك سنجار ومخمور ورفعها للعلم التركي فوق جبال قنديل؟ ولماذا سكت هذا البرلمان ومايزال على مقتل المئات من القرويين في القرى الوقعة على الشريط الحدودي العراقي مع تركيا وعلى يد القوات التركية في مناطق سوران وبهدينان، ليس على ذلك الشريط فقط بل في العمق العراقي ايضاً، انظر الى مقتل (7) افراد من عائلة واحدة قبل اعوام في قضاء رانية وقبل ايام قلائل قتلت تركيا 3 اشقاء كرد في قرية بقضاء العمادية ونجم عن اعتداءاتها المستمرة استيلاءها على 400 كم2 من الاراضي العراقية والنزوح سكان 700 قرية من منازلهم ومنعهم من مزاولة اعمالهم في حقولهم الزراعية وبساتينهم، وها هي تركيا لا تكتفي بهذا الكم الهائل من العدوان والاحتلال على العراق وله وتقدم على ابشع جريمة قل نظيرها في التاريخ بحق الشعب العراقي الا وهي قطع مياه نهر دجلة عن العراقيين بعد انجازها بناء سد اليسو، وهي التي قالت قبل نصف قرن وعلى لسان رئيس وزرائها الراحل سليمان ديميريل سنبادل العراق برميل ماء مقابل برميل نفط. وعلاوة على ما تقدم فان كركوك مازالت لدى تركيا الولاية 82 والموصل الولاية 83 وتخصص مبلغ ( صفر) في ميزيانيتها المالية السنوية العامة لولاية الموصل، اضف الى ذلك ان اغتصاب تركيا لا سكندرونة العربية السورية حصل قبل قيام اسرائيل بعقدين من السنين. وفي اثناء الدعوة لعقد الجلسة الطارئة المنوه عنها شنت تركيا غارات جوية على  العديد من القرى الكردية العراقية في شمال محافظتي اربيل و دهوك.
عدا تركيا نلقى الجارة الشرقية ايران لاتكف بدورها عن توجيه ضربات تلو ضربات الى العراق منها قيامها باعمال تفجير ارهابية فيه، مثال ذلك ما حصل في كويسنجق قبل اكثر من عام فقتلها للعديد من النشطاء الكرد الايرانييين داخل العراق بين حين وحين وبالاخص في محافظتي اربيل والسليمانية ناهيكم عن قطعها لمياه نهر الزاب الصغير وتهديدها بقطع المياه عن نهري  الوند) و ( سيروان) وروافد ومائية اخرى تصب عبر اراضيها في العراق، اضافة الى تصرفاتها اللصوصية بحقول النفط المشتركة بينها وبين العراق وغير المشتركة ايضاً.
والان من حقنا ان تتساءل ل: من الذي يشكل الخطر على العراق اسرائيل ام الجارتان (المسلمتان): ايران وتركيا؟ هل احتلت اسرائيل اراضي عراقية واقامت فوقها قواعد ونقاط عسكرية، هل قامت اسرائيل بقطع المياه عن العراق وسرقة نفطه وفرض اتفاقية عليه على غرار اتفاقية الجزائر التي اقتطعت اجزاء من العراق وسلمتها الى ايران.!
من احتلال تركيا شماله وايران لشرقه ودوسهما على استقلاله وسبادته يهرب العراق غرباً بدعوى انقاذه لسوريا من المحن التي تعاني منها، ومن يوم توجهه نحو حدود الاخيرة، واذا بهذه الحدود تزداد توتراً واضطراباً والتهابا ومن احدث هذه التوترات مقتل نحو 34 عنصراً من حزب الله العراقي في مجزرة رهيبة جرت بالارتباك والهلع الي صفوف القوات العراقية، وهذه المجزرة لن تكون الاولى ولا الاخيرة وستعقبها مجازر اخرى يكون وقودها  المغرر بهم  من ابناء العراق الذين يخوضون حرباً بالنيابة عن ايران ليس الا. ولقد حان الوقت ليفيق العراقيون مما هم فيه الان ويدركوا من هم  اعداءه ومن هم محتلوا ارضه  ومنتهكي سيادته واستقلاله بدل توجيه نيران بنادقهم الى عدو وهمي، وليكونوا على علم، بأن من يعجز عن تحرير بلده وارضه من جيرانه المحتلين له  سيعجز حتماً عن تحرير الاخرين وسيجد نفسه في النهاية خائضاً لحرب خاسرة وبيدق شطرنج بيد الاخرين من الذين يتاجرون بقضية الشعب الفلسطيني، ايران وتركيا، عساهما ان يكونا ومعهما حكام العراق اخر من يتاجر بقضية الشعب الفلسطنين المظلوم، الذين لولا المتاجرين القدامي والجدد من العرب والمسلمين به لكان قد نال حفه المشروع منذ سنوات.

38
أقسم بـ3 حافلات ممتلئة بالقران والانجيل والتوراة أن العراق لن يستقر اطلاقاً

عبدالغني علي يحيى
عنوان المقال مأخوذ من خطاب للرئيس ( دونالد ترامب) القاه في مؤتمره الاسبوعي قبل أيام قال فيه ( انا مستعد أن أقسم ب 3 حافلات ممتلئة بالقران والانجيل والتوراة أن العراق لن يستقر على الاطلاق) واضاف: ان وضع العراق مثل يد شاسوار عبدالواحد لأنها يد غير قابلة للعلاج) و ( لا يوجد أمل في هذه الدولة ) وشبه ترامب حكام العراق باللصوص الذين يتقاسمون الكعكة الان ولا يوجد أي تغيير).
كاتب المقال طرح الرأي نفسه اكثر من مرة في وسائل الاعلام وقبل تنصيب (ترمب) رئيساً للولايات المتحدة قائلاً: ان العراق ميؤس من شفائه وانه سيبقى مضطرباً الى أبد الابدين أو الى يوم يبعثون حيا، واتهمت في حينه بالتشاؤم و السوداوية  وانهالت علي الشتائم والمسبات من انصار الوحدة العراقية القسرية، بيد اني رغم ذلك مازلت مقتنعاً بعدم شفاء العراق من امراضه القاتلة ولن يشفى منها، ومن أن كل المشاريع والافكار والمقترحات التي يتقدم بها الساسة العراقيون لتحقيق الاستقرار والسلام في العراق في اطار الابقاء على الوحدة القسرية فيه مألها الفشل، وهي اي الافكار والمقترحات كثيرة تتبناها الاحزاب والافراد على حد سواء منها: التوافق، الشراكة. المصالحة الوطنية، حكم الغالبية مبادرة موطني، المشروع الوطني لجمال الضاري والتسوية السياسية للتحالف الوطني الشيعي.. الخ  وعندي ان المكان المناسب و المفضل لكل مشروع فاشل هو سلة المهلات كونها معالجات خاطئة ساذجة عاطفية بدليل ان ايا منها لم يترجم الى ارض الواقع بل لم يناقشها احد باستثناء اصحابها، كذلك لن يجدي نفعاً الركض وراء: التكتل البرلماني الاكبر لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة الشاملة، وتشكيل تحالف وراء تحالف. وفي مقالاتي السابقة عرضت لسبب رئيسي لأستحالة تحقيق الامن والسلام في البلاد العراقية، وذلك منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وقلت ان العراق كدولة لم يعرف الاستقرار والسلام ولم تفارقه الحروب والانقلابات والمذابح في جميع العقود التي مربها. في عقدي العشرينات والثلاثينات، شهد ثورات ومعارك متصلة للشيخ محمود الحفيد وثورة بارزان بقيادة الشيخ احمد البارزاني وثورة فمذبحة للاشوريين في سهل سميل بدهوك عام 1933، وانقلاب بكر صدقي العسكري، وحركة رشيد العالي الكيلاني وثورة بارزان في الاربعينات، ووثية كانون، وكان عقد الخمسينات من القرن الماضي، عقد مظاهرات واضرابات ومقاومة لحلف بغداد فتشكيل جبهة باسم جبهة الاتحاد الوطني لأسقاط النظام الملكي وتوج ذلك العقد بانقلاب الزعيم عبدالكريم  قاسم في 14 تموز علم 1958، فوقوع تمرد عسكري قادة المرحوم عبدالوهاب الشواف في الموصل، اعقبته مذابح القتل والسحل والاعدامات في  الموصل وكركوك وكذلك حملة الاغتيالات في الموصل التي راح ضحيتها المئات من الناس وبالاخص من الشيوعيين والمسيحيين، وحصلت في عقد الستينات ايضاً، نشوب ثورة كردية عارمة 1961 – 1975 فانقلاب البعث الدموي في 8 شباط 1963 والذي قيم  كأسوا انقلاب عسكري ليس في العراق فقط أنما في العالم ايضا وفي العام عينه قاد في تشرين الثاني منه العقيد عبدالسلام عارف انقلاباً اسقط البعث وبين 1963 و 1968 شهد العراق محاولات انقلابية عدة اشهرها انقلاب 17 تموز 1968 و تكملته انقلاب 30 تموز من العام نفسه، وفي عقد السبعينات انقلابات عسكرية فاشلة منها انقلاب ناظم كزار مدير الامن العام واغتيال العديد من الشيوعيين في الفترة بين 1975 و 1978 وفي 1978 شنت السلطات حملة ابادة ضد الحزب الشيوعي العراقي وفي ذلك العقد ايضاً ازيح احمد حسن البكر عن السلطة  واعدم قادة كثيرون من المعارضين البعثيين لصدام عقذاك ايضاً. وكان عقد الثمانيات عقد الحروب والمذابح والانفالات،  ففي عام 1980 اشعل العراق نار حرب الخليج الاولى التي دامت 8 سنوات 1980 – 1988 وفي ذلك العقد جرت انفلة البارزانيين في 1983 وكذلك الفيليين ووقعت مجازر الانفال التي ادت الى مقتل وابادة 182000 انسان وتم هدم اكثر من 4500 قرية كردية وتسويتها مع الارض اضافة الى دفن عشرات الالوف في المقابر الجماعية وفيه ايضاً استخدم السلاح الكيمياوي ضد الشعب الكردي في حلبجة يوم 16-3-1988. أما في عقد التسعينات فلقد اندلعت حرب الخليج الثانية والانتفاضات الكردية الاذارية في كردستان والشيعية الشعبانية في الجنوب، وفي ذلك العقد ايضاً وقعت اكثر من مواجهة دموية مسلحة بين العراق والولاايات المتحدة. ولقد استهل العقد الاول من القرن  ال 21 في العراق بجرب اسقاط النظام العراقي 9-4-2003 بعد ذلك ساد العهد الارهابي في العراق ( القاعدة) اولاً و ( داعش) ثانياً وفيه ذبح المئات ذبح الشاة على يد الارهاب، اما في العقد الثاني من القرن  الجديد 21 فان داعش احتل ما يقارب الاكثر من الثلث من اراضي العراق وتخللت الفترة من حزيران 2014 والى عام 2018 معارك طاحنة بين الحكومة العراقية وداعش اسفرت عن تهجير مئات الالوف من الناس من دورهم وقراهم ومدنهم مع تدمير مدن وقصبات برمتها،وفي العقد الثاني من القرن الحالي احتلت القوات العراقية بقيادة الجنرال قاسم سليماني مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها بتاريخ 16-10-2017 والذي نجم عنه نزوح اكثر من 200,000 انسان من كركوك وحدها  وكذلك من طوزخورماتو.. وغيرهما من المدن دع جانبا اعمال القتل والنهب وهتك الاعراض التي صاحبت احتلال كركوك وفي هذا العقد ايضاً ولكن في اواخره، فان العراق شهد حرباً جديدة لداعش عام 2018 بالاخص وما تزال هذه الحرب مستمرة وهي تدق الان ابواب العاصمة العراقية بغداد فيما تشهد المناطق الحدودية مع تركيا حرباً شبه يومية اسفرت عن بناء تركيا لاكثر من 11 قاعدة عسكرية في مناطق سيدكان وبرادوست وجبال قنديل في محافظة اربيل وفي مناطق بشمال  دهوك ايضاً، وما زالت هذه الحرب تتواصل ولقد توجت في شهر ايار الماضي ومطلع شهر حزيران من هذا العام بحرب مائية رهيبة شنتها الجارة تركيا من خلال قطعها لمعظم مياه نهر دجلة وشنتها ايران كذلك بقطعها لمياه نهر الزاب الصغير ومن المؤكد ان هذه الحرب لم تلحق الاذى بالبشر فقط بل بالحيوانات والاسماك والمزروعات ايضاً. وقلت في اكثر من مقال، ان العراق لن يستقر ولن يهداً ما لم يتم تقسيمه على 3: شيعي وكردي وسني منه المقال في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية واعيد نشرة في صحف اخرى.
ان الذين يتحملون مسؤولية المذابح والمحن التي جرت وتجري في العراق هم حكام العراق الحاليون والسابقون الذين ينطلقون من الجهل والغباء ويفضلون اققتال ابنائه على تقسيمه – ويليهم في تحمل المسؤولية الحكام المتوحشون الهمج في ايران وتركيا وسوريا من الذين اثروا ابتلاء شعوبهم وبلدانهم بحروب دائمة على تمتع الشعب الكردي بالسيادة والاستقلال كما ويتحمل المسؤولية كذلك حكام الدول من اصحاب القرار وعلى راسهم حكام الولايات المتحدة. وكلما تقدم العمر بالدولة العراقية القائمة على الوحدة القسرية كلما زادت المظالم والمساويء في العراق، حتى بلغت المساويء درجة من السوء هذه الايام راحت توصف على وزن افعل العاصمة العراقية اسوأ واقذر عاصمة لسنتين متتاليتين في العالم وان  النظام التعليمي والصحي والخدمي هو الاسوأ من نوعه في العالم. حتى جواز سفره اسوأ جواز سفر في العالم واسطوله الجوي كذلك ممنوع في سماية اوروبا، وليس هناك في الافق اي مؤشر على اصلاحه (العراق) او تحسين وضعه انما العكس هو الصحيح ولن تنقذه من الوضع  المزري الذي يعيشه لا تأسيس الكتلة البرلمانية الاكبر وصولاً لتشكيل الحكومة الجديدة الشاملة ولن يكتب لكليهما النجاح في تحقيق السلم المجتمعي والامان في العراق، ومما قلته ان اي مشروع يطرح اذا خلا من تقسيم العراق وعدم الاعتراف باستقلال كردستان فأنه مشروع فاشل. ان الذين يحلمون بعراق افضل حالاً يحل في المستقبل محل  عراق الدم والدمار سذج دوواهمون اغبياء وجهلة وهم اعداء للانسانية المعذبة في هذا البلد لا يريدون الخير لشعوبه ومواطنية وابنائه وبناته. قبل ايام وصفوا طريق بغداد – كركوك بطريق الموت وقبل اكثر من عشرة اعوام وصفوا المنطقة السنية في العراق بمثلث الموت وفي عام 1963 كان الحديث عن قطار الموت، فألي متي يعيش العراق في الموت وفي ختام المقال لا يسعني الا مشاركة الرئيس دونالد القسم ثلاث حافلات ممتلئة بالقرأن والانجيل والتوراة ان العراق لن يستقر اطلاقا واضيف مالم يقسم مثلما قسم الاتحاد السوفيتي السابق وجيكوسلوفاكيا السابقة ويوغسلافيا السابقة. من سابع المستحيلات توقع حصول الاستقرار والسلم في العراق. 

39
بين انزعاج بغداد من تسليم مجرم لألمانيا وتباكي باريس على الكلبة لايكا في الستينات

عبدالغني علي يحيى
   تضمن رد فعل وزارة الخارجية العراقية على تسليم حكومة أقليم كردستان للمدعو (علي بشار أحمد) الذي اغتصب وقتل الطفلة الألمانية سوزانا إلى السلطات الأمنية الألمانية انتقاداً ضمنياً لحكومة كردستان بشكل اوحى وكأن الحكومة العراقية جد حريصة على التقيد بالأنظمة والقوانين مقابل خرق حكومة الأقليم لها. وورد في الرد أن (لا اتفاقية مشتركة بين البلدين لتسليم وتبادل المطلوبين الذي هو صلاحية سيادية تختص بها وزارة العدل الاتحادية ) علماً ان الفتاة يهودية ومن سكنة منطقة مانيتس بالقرب من مدينة فرانكفورت الألمانية حسب المجلس المركزي اليهودي في المانيا وسلمت مديرية شرطة دهوك الجاني وهو من مواليد زاخو 1997 إلى المانيا بعد أن اعترف بخنقه الفتاة الألمانية بيديه
ان الرد الحكومي العراقي قد يذهب بالقاريء غير العراقي إلى النطن بسريان حكم القانون في العراق بشدة على غرار سريانه في ارقى الديمقراطيات الغربية مقابل جهل فظيع لحكومة كردستان به (حكم القانون  وانعدام الاخير في كردستان.
 قول الحكومة العراقية الذي ورد على لسان ممثلها (أحمد محجوب ) ان تسليمه (القاتل) إلى المانيا مخالف للدستور ) ذكرني بالحادث التالي:
في مطلع الستينات من القرن الماضي، اطلق الاتحاد السوفيتي السابق الكلبة (لايكا) إلى الفضاء الخارجي . وفي حينه احتجت الحكومة الفرنسية بقوة على عملية إرسال لايكا تلك واتهمت الاتحاد السوفيتي بعدم الرفق بالحيوان واهابت بالعالم وبمنظمات الرفق بالحيوان على وجه الخصوص للتنديد بالسوفيت والأحتجاج عليهم. ولقد تزامنت العملية السوفيتية الفضائية مع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي لأجل الاستقلال والسيادة، ولم يكن ليمر يوم انذاك دون ان تقتل فرنسا العشرات من الجزائريين بحيث ان الجزائر لقبت ببلد المليون شهيد. وعلى اثر الاحتجاج الفرنسي ذاك رد الاتحاد السوفيتي على فرنسا وجاء رده مفحماً، اذ ورد في رده: ان فرنسا تحتج وتتباكى على (لايكا) وتحرض المعمورة ومنظمات الرفق بالحيوان على الاتحاد السوفيتي وهي (فرنسا) التي تقوم بقتل يومي للعشرات من الوطنيين الجزائريين وتلقي بالمئات منهم في المعتقلات والسجون، لكنها في موضوعة لايكا نراها تذرف دموع التماسيح.
وما أشبه تباكي الحكومة العراقية على القانون الذي تتهم حكومة كردستان بخرقه بتباكي باريس على الكلبة (لايكا) عام 1962، وفي العراق خرق للقانون والدستور ومن اعلى المستوايات البرلمان، الحكومة ...الخ ولقد كان الدكتور اياد علاوي مصيباً حين قال قبل اسابيع (ان شريعة الغاب تحكم العراق )دع جانباً الاقوال من قبيل وصف مساويء العراق على وزن افعل، أسوأ نظام تعليمي وصناعي وزراعي وامني وخدمي ..الخ وسط غياب حكم القانون في العراق. بلا شك ان الذي اغضب بغداد ليس تسليم الجاني الى برلين بل لقيام كبير المسؤولين الأمنيين الألمان بزيارة اربيل دون المرور ببغداد، فقيام سلطات كردستان بتسليم الجاني إلى المانيا دون استشارة بغداد، ناهيكم من أن عملية التسليم عززت من مكانة حكومة كردستان لدى أوروبا والعالم المتمدن اذا علمنا ان جرائم كثيرة يرتكبها عراقيون وعرب ومسلمون من اللاجئين في الغرب بحق السكان الاصليين هناك من غير أي تعاون من جانب الدول العربية والاسلامية مع الدول الغربية لملاحقة المجرمين واعتقالهم كل الشكر والتقدير لحكومة كردستان لتعاونها مع الحكومة الألمانية وتسليمها الأخيرة لقاتل الفتاة الألمانية البريئة.

40
استراتيجية الحكومة العراقية وتكتيكاتها حيال الكرد بعد أحداث 16 اكتوبر 2017

 
عبدالغني علي يحيى
  يعد احتلال كركوك من قبل الجيش العراقي بقيادة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني بالتعاون مع خونة من الكرد يوم 16-10-2018 نقطة تحول كبيرة في استراتيجية الحكومة العراقية المناهضة للكرد، تلك السياسة التي تبنتها الحكومات العراقية السابقة أيضاً. ومن ابرز مميزات هذه الاستراتيجية بعد عملية الاحتلال تلك السعي وبشكل صارخ سيما في الايام والاسابيع الاولى التي تلت العملية الى محو الكيان القومي الكردي ومصادرة كل الحقوق القومية والحريات الديمقراطية في كردستان وفي مقدمتها حرية التعبير عن الرأي والحق في اجراء الاستفتاء واستطلاعات الرأي بعد أن هالها (الحكومة العراقية) تصويت اكثر من 93% من شعب كردستان في الداخل والخارج لصالح الاستقلال وتأسيس الدولة الكردية، علماً ان بغداد لم تعارض استفتاء مماثلاُ جرى في كردستان يوم 15-12-2005 حين صوت 98% من سكان الاقليم لاجل الاستقلال لكردستان وفي الاستفتاءين فان الشعب الكردي لم يحد عن مطالبته  بالاستقلال وعندي ان اصراره على الاستقلال سيبقى من الثوابت في مطالبه القومية المشروعة ولن يحيد عنها. لقد استغلت الحكومة العراقية استفتاء الاستقلال للهجوم على الشعب الكردي وقواه السياسية المطالبة بالاستقلال بحيث خيل للبعض، ان اقدام الكرد على استفتاء الاستقلال كان السبب فيما حل بهم من  نكسة في 16- اكتوبر 2017 من غير أن  يراجعوا امرين اثنين وهما: لماذا لم تقدم الحكومة العراقية على مهاجمة شعب كردستان وكيانه الديمقراطي يوم 15-12-2005 عندما صوت كما اسلفنا 98% وفي استفتاء عام اجري في اليوم نفسه للانتخابات العراقية؟ والامر الثاني لماذا لم يؤخذ بنظر الاعتبار حجب الحكومة العراقية رواتب موظفي كردستان وقبل ذلك حجب الرواتب عن البيشمركة عام 2007 وتهربها طوال الفترة وما يزال بين 2005 و 2018 من تطبيق المادة (140) والتطبيع في  المناطق المتنازع عليها واجراء الاحصاء السكاني؟ ومما لايخفى على احد ان العلاقات بين بغداد واربيل ظلت متوترة منذ عام 2005 بلغت حد التفكير بالانسحاب من الحكومة ومقاطعة العملية السياسية من جانب الكرد، ما يعني ان استراتيجية بغداد للقضاء على  المكاسب القومية للكرد كانت سابقة على استفتاء يوم 25-9-2018 وأنها كانت تتحين الفرص طوال الاعدام الماضية للهجوم على الكرد، واستخدمت وسائل كثيرة لاضعاف الكرد وخلق اسباب انهياره من الداخل الكردي. وتراكمت الاسباب غير المباشرة للهجمة على الكرد خلال الاعوام الماضية الى ان حل السبب المباشر، الاستفتاء، والذي اي الاستفتاء كان متوقعاً ان يفضي الى احد احتمالين: 1-  اما استقلال كردستان وقيام الدولة الكردية 2- واما دخول الكرد في نكسة كبيرة وقمع من جانب بغداد ضده، ولأسباب داخلية كردستانية وعلى راسها خيانة نفر من الكرد وعدم جدية اطراف كردية اخرى في اسناد مشروع الاستقلال. اضافة الى الموقف غير العادل لبعض من الاطراف الدولية من  اصحاب القرار وبالاخص الولايات المتحدة، فان الكرد واجهوانكسة كبيرة على غرار النكسات الكبيرة الاخرى التي المت بهم في الماضي، اغتيال جمهورية كردستان في نهاية الاربعينات من القرن الماضي وفيما بعد اغتيال ثورة ايلول الكردية 1961 – 1975 في اذار عام 1975 وفيما بعد ايضا عمليات الابادة (الانفال) وابادة القرى.. الخ والتي اضعفت الكرد وقواه السياسية كثيراً. واخيراً النكسة التي واجهها الكرد في 16 اكتوبر 2017 . واذا كان الكرد قد تجاوزوا النكسات الثلاث قبلها ، فانهم يقيناً سيتجاوزون نكسة اكتوبر ايضاً بل وتجاوزوها كما سنرى وعلى اعدائه عدم اغفال هذه الحقيقة وهم منغمسون في مؤامراتهم على الكرد ويواصلون هجمة 16 اكتوبر باشكال مختلفة هي اشبه ما تكون بتكتيكات متعددة ضمن استراتيجية ثابتة يبدو أنهم لا يفكرون بالتخلي عنها.
 سقوط الشاه في ايران عام 1979 افشل القضاء على الحلم الكردي المشروع في ايران بعد اغتيال جمهوريتهم واعدام القاضي محمد، وشهدت الساحتان السياسية الكردية والايرانية بعد عام 1979 نهوضاً سريعاً للقوى السياسية الكردستانية التي تمتعت اضافة الى اجنحتها السياسية، بأجنحة عسكرية ايضاً. وفي جنوب كردستان ردت انتفاضة الشعب الكردي في اذار 1991 بقوة على نكسة ايلول حين عمت (الانتفاضة) مناطق كردستان كافة وحققت فيما بعدمطلباً اهم من الحكم الذاتي، الا وهو الفيدرالية.  وعلى صعيد تدويل القضية الكردية يكفي ان نعلم ان  التحالف الدولي برئاسة اقوى دولة في العالم وقف الى  جانب الكرد وقام بحمايته في حدود خط العرض ال 36  وبفضل ذلك قام في كردستان نظام فيدرالي ديمقراطي راح بمرور الايام يحظى باحترام العالم كافة ومثلما تجاوز الشعب الكردي وقواه السياسية نكسات جمهورية كردستان ونكسة ثورة ايلول 1975 وفيما بعد نكسات الثمانينات من القرن الماضي : الانفال، ازالة القرى الكردية، الحرب الكيمياوية المقابر الجماعية، التعريب.. الخ كما راينا فانه بتجاوز ايضاً وبسرعة  مذهلة نكسة اكتوبر 2017 وتمثل التجاوز في فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة الرئيس مسعود البارزاني بانتخابات 12-5-2018 اذ بالرغم من الهجمة الظالمة على الكرد والبارزاني طوال الشهور المحصورة بين اكتوبر 2017 وايار 2018 والتي اوحت بان الكرد والبارزاني وحزبه مقضي عليهم ولن تقوم لهم قائمة، الا ان الحزب تقدم على جميع الاحزاب الكردية وعلى احزاب عراقية ايضاً في انتخابات ايار2018 ، ولولا العراقيل التي وضعت امامه قبل الانتخابات وبعده لكانت المقاعد التي فاز بها تفوق ال 25 مقعداً بعد نكسة اكتوبر لجأت بغداد وجماعات من الكرد  ايضاً ويا للاسف الى الشماتة بحق البارزاني وحزبه والتهجم عليهما واعتبارهما سببا للنكسة تلك، واذا بحزب البارزاني يسجل تفوقاً ملحوظاً في الانتخابات الايارية وفي استطلاعات الرأي ايضاً قبل الانتخابات، يذكر انه وبعد نكسة ايلول 1975 شمتوا ايضاً بالبارزاني والديمقراطي الكردستاني وكانت شيمتهم واطلقوا مسطلح (اشتبه تال) بحقهما وفيما بعد رأينا كيف ان الشعب والحزب والبارزاني ردوا على شماتتهم وشتائمهم (اشتبه تال) وارهاب الدولة العراقية حين فاز p.d.k باكثرية الاصوات في اول انتخابات برلمانية كردستانية جرت في 19-5-2018 حين فاز p.d.k باكثرية القاعدة وامتد فوزه الى الانتخابات البرلمانية اللاحقة سواء على صعيد كردستان او العراق وتصدر في جميعها نتائج الانتخابات كما فاز الرئيس مسعود البارزاني بجميع انتخابات رئاسة الاقايم.لقد الغيت نتائج انتخابات الخارج التي اكتسح فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني جميع الاحزاب العراقية والكردية في الخارج وكان مقدراً له الفوز باصوات الالوف من النازحين الكرد والموصليين ايضاً لو لا الدسائس التي مورست ضده للحيلولة دون احرازه لتفوق مذهل، ولقد كان متوقعاً حسب استطلاعات الرأي العربية (منظمة الرافدين...الخ) والكردية (معهد كردستان ان يكون حزب البارزاني في المقدمة في اقليم كردستان في انتخابات ايار، ما يعني، ان الاتهامات بالتزوير لا تشمله، واستطلاعات الرأي افضل دليل على ذلك. ان تجاوز الكرد لنكسات: جمهورية كردستان، ثورة ايلول حملات الابادة في التمنيات من القرن الماضي واخيراً نكسة اكتوبر يجب ان يعطي درساً لجميع الذين  يعتقدون أنه بامكانهم القضاء على الكرد، وان النكسات مؤقته وانها اشبه ما تكون بسحابة صيف وان الشعب الكردي وبعد كل نكسة ينهض على قديمه ليحقق مكاسب اضخم واكبر، و نحن اليوم بانتظار الفوز بمكاسب كبيرة بعد النهوض في انتخابات ايار، ذلك الفوز الذي رد بجدارة واقتدار على نكسة اكتوبر.
على حكام بغداد نبذ الحلم بالقضاء على الكرد وطلائعه وقيادته التاريخية والغاء استراتيجية معاداتهم بل والغاء التكتيكات التي تعتمدها هذه الاستراتيجية والتكتيكات كثيرة منها:
1-   ملاحقة مسؤولين كرد في كركوك د. نجم الدين كريم محافظ كركوك السابق وريبوار طالباني رئيس مجلس محافظة كركوك مسؤولين اخرين من امثال: العميد سرحد قادر.. الخ
2-   الكف عن احياء التعريب السيء الصيت، هذا التعريب الذي بدأ بشكل لافت بعد احداث 16 اكتوبر.
3-   صرف رواتب الموظفين في الاقليم وكذلك رواتب البيشمركة وتوزيع الاسلحة بعداله على القوات المسلحة وبالاخص البيشمركة الذين ما زالوا جزءاً من منظومة الدفاع العراقية.
4-   التخلي عن معاداة حكومة وشعب الاقليم التي تتمثل في سياسات نفطية جائرة والوقوف على الضد من الاتفاق مع شركة روسنفت الروسية  النفطية.
5-   السماح للبيشمركة بالعودة الى المناطق المتنازع عليها كافة فهي التي حمت تلك المناطق بما فيها كركوك من احتلال داعش.
6-   فتح الطرق بين مدن الاقليم والمناطق الوسطى من العراق.
7-   الكف عن معارضة حكومة الاقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني بالتوجه الى قوى كردية تشكلت حديثاً وبمعاونة بغداد طبعاً. لأن شق الصف الكردي لا يخدم ليس القضية الكردية فحسب بل القضية العراقية برمتها.
8-   ..الخ من التكتيكات التي تصب في الاستراتيجية المعادية للكرد.

41
الحرب في العراق
(الحرب على داعش في العراق لم تنته بعد – فاسلي نيبنزيا رئيس مجلس الامن الدولي الجديد.)

عبدالغني علي يحيى
   على الضد من ادعاءات الحكومة العراقية من انجاز نصر نهائي على تنظيم الدولة – داعش فاحتفال عسكري واستعراض نظمته بالمناسبة بعد تحرير الموصل من داعش قبل نحو (9) شهور من الان، فأن الاحداث والوقائع الامنية والحربية في العراق تؤكد ما ذهب اليه رئيس مجلس الامن الدولي. وليست شهادته الوحيدة على تواصل الحرب في العراق، اذ ان هناك شهادات اخرى كثيرة معظمها عراقية فبتاريخ 31-3-2018 قالت النائبة نهلة الهبابي من ائتلاف دولة القانون: ( ان قيادات في داعش يتجولون احراراً في المدن المحررة) و ( ان ارتال داعش  تنتقل بين العراق وسوريا بكل اريحية. ونقل عن ابو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي في العراق والمقرب من ايران، نقل عنه يوم 6-5-2018 من ان ( هناك اكثر  (20) الف داعشي في العراق وأن الوضع الامني حرج لايمكن الاستهانة به. ومن الرائد فرهاد حمه علي مدير اعلام الاساييش في كركوك يوم 12-4-2018 ورد: ( ان القوات العراقية لم تستطع حماية امن المواطنين في المنطقة ومنع عودة داعش بعد احداث يوم 16-5-2018. وافاد اللواء الركن مريوان علي من الوحدة (70) لقوات البيشمركة : ( ان مسلحي داعش يسيطرون على كل القرى التابعة لمركز قضاء  ديالى و يتجولون فيها بحرية وان بغداد وواشنطن على علم بذلك. علماً ان هناك شهادات كردية اخرى كثيرة تفيد بعودة المظاهر الحربية وبالاخص في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى، فلقد ذكر قبل اسابيع كيف ان مسلحي داعش يتجولون في قرى قضاء داقوق في جنوب كركوك ويتسوقون علانية في قراها. وفي 10-4-2018 قال النائب فرات التميمي عن الوضع في ديالى قائلاً: ان ديالى تمر الان بمنزلق خطير وعلى كافة الجهات العمل على دعم الاستقرار).
 ان المناطق المتنازع عليها التي كانت بعيدة نوعاً ما عن الحرب مع داعش في الماضي وتتمتع باستقرار ملحوظ في ظل تواجد قوات البيشمركة، اصبحت الان ومنذ زمن متوتره، ليس في كركوك فقط وانما في خانقين وطوزخورماتو ومخمور فبتاريخ 3-4-2018 قال قائمقام مخمور: ( ان داعش استأنف نشاطه في سهل قراج التابع لقضاء مخمور) وبعد ان كان نشاط داعش  يقتصر على العمليات العسكرية والارهابية البحتة، فان نشاطاً سياسياً داعشيا ملحوظاً بات يرافق ذلك النشاط العسكري ( بعد احراز النصر عليه) ففي 9-5-2018 قالت النائبة الكردية الايزيدية فيان دخيل: ( دواعش يشاركون بالانتخابات واسماؤهم بالقوائم الانتخابية وهي موجودة (الاسماء) في القوائم ذات الثقل السني وايضاً في قوائم مختلفة).
بتاريخ 3-5-2018 توقع النائب سعد المطلبي في اللجنة الامنية النيابية ان ( يسعى داعش لتنفيذ الهجمات على  العاصمة العراقية ومحيطها). وكان توقعه صحيحاً، اذ قبل يوم من ادلائه بتصريحه ذاك والذي كان قد اطلقه قبل ذلك التاريخ، تعرضت بغداد يوم 17-5-2018 الى مجزرة في منطقة الطارمية نجم عنها سقوط اكثر من (32) مواطناً بين قتيل وجريح، وبعده بثلاثة أيام أي في 20-5-2018 أمطرت مواقع للجيش العراقي في تل الرضوانية الى الغرب من بغداد بقذائف الهاون.
وقبل هذه الاحداث بايام، وفي 12-5-2018 حذرت السفارة الامريكية رعاياها من استهداف الارهاب لأحياء الغزالية وأم القرى داخل بغداد وطلبت منهم توخي الحذر، ولقد اغضب التحذير الامريكي القادة العراقيين الذين سرعان ما احتجوا عليه. هذا وشهدت (الطارمية) اكثر من عملية ارهابية مسلحة في شهر ايار الماضي فقبل يوم 17-5-2018 كانت قد تعرضت بتاريخ 2-5-2018 الى عملية مماثلة ادت الى مقتل وجرح اكثر من 38 شخصاً. واخر مجزرة ارتكبتها حرب داعش في بغداد مجزرة مدينة الشعلة التي قتل وجرح فيها خلق كثير ويوماً بعد يوم تتزايد العمليات الحربية بين القوات العراقية وبمساندة قوات التحالف الدولي وبين مسلحي داعش، كما وتتزايد اتخاذ الاجراءات المتعلقة بها للتقليل منها أو منعها مثال ذلك:
1-   في 1-4-2018 جردت حملة عسكرية ضخمة لتطهير جنوب قضاء طوزخورماتو، سليمان بيك، أمرلي في شرق محافظة صلاح الدين.
2-   في 1-4-2018 تم تجريد حملة عسكرية مماثلة للتي جرت صلاح الدين، وذلك في صحراء محافظة المثنى
3-   بتاريخ 15-4-2018 دارت اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي داعش في غرب محافظة الانبار ومن 3 محاور شمال الطريق الدولي.
4-   في 16-4-2018 وجهت حملة عسكرية كبيرة للاشتباك مع داعش في ناحية المحلبية غرب الموصل، وجنوب تلعفر وسنجار وامتدت الى (أم جريس) قرب الحدود الدولية مع سوريا وشملت مناطق في قضاء البعاج وناحية القيروان.
5-   بتاريخ 24-4-2018 ونتيجة لتفاقم تدهور الوضع في كركوك وتوسع دائرة العمليات الحربية لداعش. اعلن في كركوك عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية. فلقد قال اللواء عماد القرغولي امر قاطع اللواء 24 في الحشد الشعبي: ان قوات اللواء شكلت غرفة عمليات مشتركة مع الفرقة الالية للشرطة الاتحادية.
6-   في 3-5-2018 جرت اشتباكات مسلحة في اطراف ناحية جلولاء الكردية بمحافظة ديالى ما دفع بالحكومة العراقية الى ارسال فوجين من الجيش الى تلك المنطقة لحمايتها ولاشك ان نزوح اكثر من 3000 عائلة من مندلي في ديالى ايضاً بسبب تنامي العمليات القتالية بين القوات العراقية ومسلحي داعش وذلك بتاريخ 29-3-2018 ان دل على شيء فانما يدل على ضخامة وتوسع العلميات الحربية، ولم يحصل النزوح جراءها في ديالى  فحسب بل في قرى بقضاء داقوق ايضاً. ان  محافظة ديالى هي الاشد ابتلاءً بالحرب الدائرة الان في العراق وما أوردته قليل من كثير وغيض من فيض لما يجري من عمليات قتالية في هذه المحافظة.
7-   اما الطرق الرئيسية أو الدولية داخل العراق فان معظمها وبالاخص في المناطق السنية لم تعد مومنة بل تحت سيطرة داعش ففي 3-5-2018 اشتبكت قوة كردية امريكية مع مسلحي داعش على الطريق بين قضاءي كفري و طوزخورماتو.
8-   ان الحدود العراقية – السورية في محافظتي نينوى والانبار متوترة ملتهبة تشارك طائرات التحالف الحربية جنباً الى جنب السلاح الجوي العراق في المعارك ضد داعش فقبل ايام من الان توجهت قوة عسكرية عراقية امريكية مشتركة نحو الحدود السورية في قضاء سنجار والبعاج وتردد ان الامريكان سيتخذون من جبل سنجار قاعدة له بالنظر لأهميته الاستراتيجية. وبلغت الحشود العسكرية الامريكية – العراقية في غرب محافظة الانبار و بالاخص في قضاء القائم درجة من الضخامةان الاهالي باتوا يخافون من اندلاع حرب ليس مع داعش وهي قائمة بل بين القوات الامريكية والحشد الشعبي في المنطقة ايضاً ان الوضع المتوتر في غرب الانبار ينذر بنشوب حرب اخر بين الحشد الامريكي والحشد الشعبي اضافتا الى الحرب الناشبة بينهما وبين داعش.
جدير ذكره ان الحرب الدائرة في العراق اتسع نطاقها في الاونة الاخيرة بشكل ملفت للنظر ففي ليله 4/5-6-2018 شهدت مناطق في قضاء سامراء والحدود  العراقية السورية معارك ضارية بين القوات العراقية ومسلحي داعش، اسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
وفي 6-6-2018 قتل وجرح داخل العاصمة العراقية نحو 130 شخصاً في تفجيرات طالت مدينة الصدر تزامنا مع هذا التطور وقع تفجير اخر كبير في النجف وفي اليوم نفسه.
لما تقدم وتتبعي للحرب العراقية مع القاعدة اولاً ثم مع داعش ابتداءً من عام 2003 والى عامنا الحالي 2018 توصلت الى  تدوين الاستنتاجات التالية.
1-   ان العراق منذ تأسيسه كدولة في عام 1921 هو بلد الحروب والمعارك في معظم عقودها ان لم اقل جميعها. حروب الانكليز والحكومات العراقية مع مقاتلي الشيخ محمود الحفيد، ثم مع الشيخ احمد البارزاني عام 1932 والحرب على الاشوريين في سهل سميل عام 1933 وحرب بارزان عام 1943 و ثورة ايلول الكردية عام 1961- 1975 والثورة الجديدة او ثورة كولان عامي 1975 و1976 والتي دامت الى عام 1991 وفي اثنائها دخل العراق في حربي الخليج الاولى 1980- 1988 وحرب الخليج الثانية 1990 -1991.. ثم حرب عام 2003 حرب اسقاط النظام العراقي وعلى امتداد الاعوام بين 2003 و 2014 كانت الحرب سجالاً بين القوات العرقية والامريكية والبيشمركة على القاعدة أولاً وداعش ثانياً. وفي عام 2014 اجتاح داعش مناطق عديدة من العراق وتحديداً ( المثلث السني) وفي عام 2018 انتهت سيطرة داعش على المناطق السنية بعد استعادة الموصل منه، الا ان الحرب لم تنته معه.
2-   القوات العراقية اظهرت عجزها التام عن كسب الحرب ضد داعش واستعانت بتشكيلات غير نظامية (الحشد اشلعبي) علماً ان النظم العراقية السابقة بدورها فشلت في تحقيق الاستقرار للعراق عبر القوات الامنية التقليدية: الجيش و الشرطة والامن فلجأت الى تشكيلات: فرسان صلاح الدين و الافواج الخفيقة الكردية والى الجيش الشعبي وفدائي صدام .. الخ وجاء النظام الشيعي للحذو حذو النظم الدكتاتورية العراقية السابقة في تأسيس القوات غير النظامية: الحشد الشعبي والحشد العشائري وقوات سوات.. الخ
3-   ويبدو ان النظام العراقي الحالي من الشد الانظمة ضعفاً و هزالاً التي تعاقبت (الانظمة)على الحكم في العراق لأنه لم يكتفي بالتجارب الميليشياوية السابقة بل لجأ للأستعانة بقوى دولية ايرانية وامريكية.
4-   ان تجارب الاستعانة بالامريكان والايرانيين في كل مكان اثبت فشلها وعدم قدرتها على القضاء على الارهاب و القاعدة وداعش، فالقوات الامريكية في العراق وفي افغانستان واليمن والصومال وباكستان لم تمنع القاعدة وداعش من مزاورتها لنشاطاتها الحربية المسلحة ولم تقضي عليها، امريكا قد تفلح في حماية البلدان التي تستعين بها من السقوط في احتلال القاعدة وداعش لكنها لاتمنع الحروب من التواصل وارى انها  تتعمد في ذلك اي انها غير صادقة في حربها على الارهاب، ليس هذا فحسب بل انها داعمة للارهاب، وهي اذا ارادت فانها لقادرة على القضاء عليه، لقد قضت امريكا على نظام صدام حسين عام 2003 خلال اسابيع وفي الثمانينات من القرن الماضي قضت على حركة انقلابية في كرينادا عندما اسقطت ضباطا يساريون انقلبوا على النظام القائم هناك اسقطتهم خلال ساعات، واسقطت حركة جيفارا الثورية في بوليفيا عام 1967 مع الفارق طبعاً بين حركتي كرينادا وجيفارا مع حركات المنظمات الارهابية التقليدية. وفي عام 1975 اسقطت الثورة  الكردية الجبارة والعادلة في ان معاً من خلال اتفاقية وقعت في الجزائر.. الخ من الامثلة هناك ادلة كثيرة لاتحصى على دعم الولايات المتحدة ودول اخرى اوروبية وغيرها للارهاب.
5-   ان الحرب في العراق لاتقتصر على المناطق والمحافظات السنية في العراق فقط بل انها تعدت في عام 2018 تلك المناطق الى داخل العاصمة العراقية كما هو مبين في المقال، بل ووصلت الى مناطق متنازع عليها كانت تتمتع بالاستقرار والامان في ظل حكم الكرد والبيشمركة لها وبالاخص في كركوك ومخمور وطوزخورماتو وخانقين.. الخ فعلى سبيل المثال وقعت معارك في جبل قر جوغ المطل على بلدة مخمور مرتين خلال الاسابيع الماضية وفي المعركة الثانية شارك السلاح الجوي التابع للتحالف الدولي في قصف مواقع داعش في قرجوغ وقتل 30 داعشياً.
6-   ان العراق ليس ساحة لمعركة واحدة او لحرب واحدة (الحرب على داعش) بل انه مسرح لحرب اخرى تركية في شمال اقليم كردستان العراق في اقضية العمادية وزاخو وسوران ومناطق سيدكان و برادوست ومازالت هذه الحرب تتواصل وبلغت درجة ان تركيا  اقامت مراكز ونقاط عسكرية عديدة في سيدكان وبرادوست وقواعد عسكرية في (بامرني) والعمادية علماً ان هناك مساع تبذل في الخفاء  لاشعال حرب ثالثة تقليدية ضد الشعب الكردي في كردستان العراق. هناك حرب من نوعية اخرى يتعرض لها العراق لا تقل خطورة عن الحرب على داعش ان لم تفوقها، الا وهي حرب المياة التي تشنها تركيا وايران ضد العراق، ومثلما ان هناك تواطؤ بين الحكومة العراقية وداعش، فان حرب المياه ايضاً على العراق فيها توطؤ عراقي، اذ ما معنى دعوة ايران للعراق مرتين لاجل تنظيم اتفاق بينها وبين العراق وعدم رد العراق على الدعوة تلك، بل ما معنى عدم اتخاذ العراق للاحتياطات بوجه الحرب المائية التركية وهو الذي كان يعلم بها مسبقاً وقبل شهور وسنوات، ثم لماذا لم تبني ولوسداً واحداً بين عامي 2003 و 2018، في حين ان الانظمة السابقة كانت سباقة الى تلافي الازمة والحرب المائية المحتملة وشيدت العديد من السدود في انحاء العراق.
7-   صح ما قالته النائبة الكردية الايزيدية فيان دخيل من أن عناصر داعش المتسللين الى البرلمان العراقي المتمخض عن الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 12-5-2018 عبر القوائم الانتخابية السنية فالمكون السني رغم مظلوميته واستهدافه المتواصل من جانب داعش يشكل القاعدة الاجتماعية لداعش وقبله  للقاعدة ايضاً، الا ان قولها يظل ناقصاً حين تغفل أو تجهل ليس عن عمد دور ايران واطراف شيعية عراقية في دعم داعش وتوجيهه ضد السنة بدرجة أولى والكرد بدرجة ثانية وبدرجات متفاونة ضد الاقليات الدينية: المسيحية والايزيدية.. الخ، يكفي ان نعلم ان عدم استهداف المراكز الانتخابية والعمليات الانتخابية في 12-5-2018 لم يأتي اعتباطاً. كما ان عدم التعرض للمواكب الحسينية الضخمة و  المناسبات الشيعية الدينية الاخرى لم يأتي اعتباطاً أيضاً في وقت من السهولة بمكان استهدافها بالنظر لسعتها وتعدد اماكن اجرائها. علاوة على ذلك، ان استهداف المكون السني بشكل ممنهج في العراق لا يأتي بدوره اعتباطاً. النائبة الكردية  الايزيدية المحترمة لم تنتبه الى هذا الجانب، واذا امعنا الفكر  والرأي اكثر في موضوعة داعش والجهات الداعمة له، فان القائمة  تطول بالداعمين له، ومن الداعمين الدولة الارهابية تركيا ايضاً التي تمارس ارهاب الدولة علانية وارهاب المنظمة السرية ايضاً، فقبل ايام ورد في خبر ان عناصر داعش يعيشون في بجوحة وفيما يشبه فندق (5) نجوم في تركيا وان هناك اقسام وردهات خاصة بمعالجة جرحى داعش في المستشفيات التركية بينها مستشفى شرناخ ومستشفيات مدن تركية حدودية اخرى قريبة من الحدود السورية. لذا لاغرابة ان تجد الحكومة التركية تلاحق حزب الاتحاد القومي الكردي p.y.d في سوريا الذي يقف في طليعة القوى المناهضة  لداعش في سوريا، ان الهم الاول والاخير لتركيا في سوريا هو القضاء على راس الرمح (pud( الموجه الى صدر الارهاب في سوريا ومن ثمة القضاء على enks القوة الثانية والضخمة بعد pyd، ان المتابعين لعلاقات تركيا بداعش يدركون هذه الحقيقة جيداً. ان محاربة البيشمركة في العراق وعدم السماح لها بالعودة الى المناطق المتنازع عليها وكذلك محاربة (شرفانان) الجناح العسكري ل: pyd قي سوريا يصب في خانة دعم واسناء الارهاب الداعشي في كل من العراق وسوريا .
8-   لقد فقد الحكام العراقيون مصد اقيتهم عندما زعموا بالقضاء على داعش واقاموا احتفالات (النصر) عليه داعش الارهابي لم يقض عليه بدليل هذا الكم الهائل من عملياته الارهابة الجديدة التي تنفذ بشكل يومي وعلى نطاق يزداد انساعاً بحيث راح يشمل العاصمة العراقية والمناطق المتنازع عليها. وان السبب الرئيسي في ملاحقة ايران للبيشمركة وقيادتها لحملة احتلال كركوك السيء الصيت وملاحقة تريكا لشرفانان و pyd يكمن في ان القوتين الكرديتين البيشمركة وشرفانان تفسدان عليهما (تركيا وايران) مخططاتها واعمالهم الارهابية والاجرامية وتنسفانها ان الحرب الدائرة في العراق الان ومنذ زمن حرب دولية اقليمية وتعد من اقذر الحروب الدائرة الان باسم مكافحة الارهاب في افغانستان وباكستان واليمن والصومال و ليبيا وسوريا، ولن تنتهي في المستقبل المنظور وهي امتداد لحربي الخليج الاولى والثانية في بعض من جوانبها وان المتضرر الوحيد من ورائها هو شعوب المنطقة الاسلامية العربية ومثلما كانت الحربان العالميتان الاولى والثانية حربان استعماريتان، فان الحرب الحالية في العراق بالاخص حرب استعمارية امريكية ايرانية تركية، وما على القوى السياسية الحريصة على شعوبها الا ان تنتبه الى ذلك بسرعة وتفضح اقطابها والداعمين لداعش دون هوادة. والا فان الحرب ستحرق شعوب العراق والمنطقة بنيدانها وستحرق الاخضر واليابس ولن تبقى حجرا على حجر.

42
متى يكون حكم الغالبية صحيحاً؟

   يعد نوري المالكي من اشد دعاة حكومة الغالبية في العراق وهناك اخرون من القادة الشيعة يفكرون على منواله مفضلين مثله الغالبية على التوافق. ومن اشد المنادين بالتوافق هم الكرد والى حد ما السنة ايضاً. وعندي ان نظام التوافق شئنا أم أبينا فشل في العراق جراء انتهاك الدستور من قبل المسؤولين وفي مقدمتهم القادة الشيعة من الحكام، الذين افرغوا التوافق من محتواه، غير ان هذا لا يعني ان مناداتهم بالغالبية صحيحة واذا اصروا على ذلك فانهم والحالة هذه لا يعالجون الخطأ (التوافق) الا بخطأ اكبر (الغالبية)، واذا كان التوافق في حكم الفشل، فمتى تكون الغالبية صحيحة وملائمة؟.
الجواب على ذلك، ان  حكم الغالبية ويجب ان يكون سياسياً وحزبياً يكون صحيح داخل المكون الاجتماعي الواحد، ولا يغيب عن البال ان في العراق الان  الان 3 غالبيات: شيعي في الجنوب وسني في الوسط وكردي في كردستان، لذا ليس صحيحاً البتة ان تحكم أي من الغالبيات الثلاث الغالبيتين الاخريتين. وفي جميع البلدان ذات التعددية القومية والدينية فان الغالبية الحزبية السياسية الفائزة بالانتخابات هي التي تحكم، وليس الغالبية الاجتماعية وبمعنى اخر يحق للحزب الذي يفوز بغالبية الاصوات داخل الغالبية الكردية أو السنية أو الشيعية ان يحكم، أما أن تحكم الغالبية الاجتماعية الغالبيات الاجتماعية الاخرى، فأمر غير مقبول اطلاقاً. ومتى ماقسم العراق الى ثلاث دول. شيعية وكردية وسنية فان  للغالبية السياسية أو الحزبية كما البلدان الديمقراطية المتقدمة ان تحكم مكونها. واذا اصر بعضهم من القادة الشيعة على نظام حكم الغالبية، فبامكانهم تحقيق ذلك داخل مكونهم الاجتماعي لاغير، ويتركوا الحكم في المنطقتين الكردية والسنية للحزب الذي يحصل على الغالبية في الانتخابات وعندي ان من الممكن العمل بهذا النظام حتى في اطار الوحدة العراقية. عليه أرى انه لاجل تلافي الخطأين: الغالبية و التوافقية فان الحل الثالث يكمن في تولي الغالبية الحزبية أو السياسية وعبر الانتخابات وصناديق الاقتراع الحكم داخل المكون الاجتماعي الواحد وفي الرقعة التي يتواجد فيه مع الابقاء على مبدأ التدوال السلمي للسلطة في كل مكون اجتماعي وضمن رقعته الجغرافية وعلى حده. لهذا أجد من الضروري مراجعة النظامين: التوافق والغالبية ونبذهما واحلال حكم الغالبية السياسية أو الحزبية داخل المكون الاجتماعي الواحد مع اعطاء الاولوية لقرارات البرلمانات الاقليمية واحترام ارادتها وليس البرلمان العراقي، الذي لم يأبه بارادة البرلمان الكردستاني المعبر عن ارادة الشعب الكردي اكثر من تعبير البرلمان العراقي لها، ولقد رأينا كيف ان البرلمان العراقي تجاوز على ارادة البرلمان الكردستاني في العديد من الامور مثل تخفيض ميزانية الاقليم البالغة 17% الى 12% والغاء نتائج الاستفتاء على الاستقلال لكردستان وامور اخرى غيرهما كل هذا حصل في ظل نظام التوافق، وسيكون الامر ادهى وامر في حال تطبيق حكم الغالبية الذي من شأنه ان يعيد الدكتاتورية الى العراق ويرسخ من الظلم اكثر فأكثر في العراق، وتتضرر منه المكونات: الكردية والسنية والتركمانية والمسيحية كافة.
عبدالغني علي يحيى
29-5-2018

43
كردستانية كركوك في الوثائق والاحصائيات الحكومية العثمانية والعراقية

عبدالغني علي يحيى
عداء الجبهة التركمانية وفي كل الظروف والاجواء للكرد، صار من الثوابت واحدث عداء لها رفضها تنصيب محافظ كردي لكركوك وعودة البيشمركة والاساييش اليها والذي ذكرني بندوة نظمها حزب قومي عربي في مقره بمنطقة الغزلاني عام 2003 فی الموصل انبرى فيها تركماني محتجاً على تنصيب عبدالرحمن مصطفى محافظاً لكركوك وبطريقة ديمرقاطية نالت موافقة جميع مكونات  كركوك بلا استثناء فما كان من مسؤول ذلك الحزب الا ان يرد عليه بالقول: علينا احترام ما اتفق الكركوكيون بشأنه واضاف: لقد وصلت الموصل قادماً للتو من كركوك وبودي احاطتك علماً ( موجهاً كلامه الى التركماني) ان عددكم في كركوك اقل بكثير من عدد الكرد واقل ايضاً من عدد العرب) المسؤول الحزبي ذاك يشغل منذ زمن منصب وزير في الحكومة العراقية.
غالباً ما يأتي اضطهاد الامة الكبيرة للأمة الصغيرة وهو مدان طبعاً ومصية وتكون المصيبة اعظم وباعثاً على السخط والتهكم عندما تتنكر القومية الصغيرة للقومية الكبيرة وتتجاوز على حقوقها وتشوه الحقائق بشكل صارخ ضدها اذا علمنا ان الكرد في كركوك وعلى مر التاريخ القديم والحديث كانوا الاكثر عدداً من قومياتها الاخرى مجتمعة، ويبدو أن المعترضين على الاكثرية الكردية  في كركوك وكرد ستانيتها اسرى جهل مركب وحقد دفين ومنتهى اللااخلاقية. في الصفحة 3846 من دائرة المعارف العثمانية ان الكرد في كركوك عام 1889 كانوا يشكلون 75% من سكانها ليأتي من بعدهم العرب والتركمان والمسيحيون و اليهود ليشكلوا النسبة 25% وورد في احصائية اجرتها الحكومة العراقية عام 1957 للسكان في العراق والتي، أي الاحصائية، تعد من انزه الاحصائيات وادقها في تاريخ الاحصائيات السكانية في العراق، ان نسبة الكرد الى سكان كركوك هي 52% والقوميات الاخرى العرب والتركمان والمسيحيين 48% وفي الاحصائية عينها ذكر أن عدد الكرد في كركوك عامذاك كان 178000 نسمة والعرب 48000 نسمة والتركمان 43,000 نسمة والبقية من المسيحيين علماً وكما يتبين ان الارقام والنسب والاحصائيات المار ذكرها عثمانية تركية وعربية حكومية عراقية رسمية وان من بين 80 مرشحاً لمجلس النواب العراقي في العهد الملكي بكركوك، كان هناك 63 مرشحاً كردياً اما ال 17 الاخرون فكانوا من العرب والتركمان والمستقلين.. الخ  بل ان بعضاً من اولئك المستقلين كانوا من الكرد، فضلاً عن ماذكرت والذي هو على سبيل المثال لا الحصر، فأن الكرد وحدهم طوال القرن الماضي والنصف الثاني منه بالاخص ادوا الدور السياسي الرئيس في مقارعة الحكومات العراقية لاجل تمتع الكركوكيين بالحرية والعدالة مثال ذلك تحريرهم لها عام 1991 وعام 2003 أيضاً والتاريخ الحديث لكركوك هو تأريخ صراع بين الكرد والحكومات العراقية اخره ما حصل يوم 16-102-107 حين احتلت القوات العراقية بقيادة الجنرال قاسم سليماني كركوك. ان لممثلي العرب والتركمان كل الحق في الاعتراض على تزوير نتائج الانتخابات في كركوك يوم 12-5-2018 ولهم الحق ايضاً في المطالبة بفرز وعد الاصوات الانتخابية يدوياً وحتى الغاءها ولكن بعيداً عن القفز فوق الحقائق التاريخية، فمنصب المحافظ وادارة المحافظة حق كردي، وخلاف ذلك لا اخلاقية وشعوذة ودوس على الحقائق. وليعلم الرافضون للغة الارقام والاحصائيات أنه لولا التعريب والتهجير الذي طال الكرد في كركوك على مدى عقود لكانت نسبة  الكرد تظل عند 75% العثمانية والارقام التي وردت في احصائية عام 1957 السكانية العراقية.
•   مع المقال صورة الصفحة 3846 من دائرة المعارف العثمانية.


44
الحفاظ على التوازن بين العرب وايران
وراء مقتل صالح واستقالة البارزاني وتراجع الحريري.

عبدالغني علي يحيى

   فاجأ علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق العالم لما انقلب على ايران والحوثيين ووجه فوهة بندقيته نحوهما واعلن توجهه نحو العرب، وجاء مقتله سريعاً ليشكل المفاجأة الثانية للعالم ونصراً لأيران ونكسة للعرب، ولو كان قد قدر النجاح لانقلابه لكان يجعل من التوازن الذي صنعه الغرب يختل لصالح العرب غير أن ارادة صناع التوازن وحمايته كانت الاقوى والاسرع وقتلت صالح من قبل ان يتمكن من ارساء الانقلاب والاخلال بالتوازن. ان سعي امريكا والغرب عموماً على استمرار الصراع المسلح بين العرب وايران وبالتالي بين الشيعة والسنة وايجاد توازن بين الجهتين المتخاصمتين لأدامة الصراع بحيث ان لا يكون هناك غالب أو مغلوب، هو ستراتيجية الولايات المتحدة منذ يوم تولي الامام الخميني للحكم في ايران والى يومنا هذا. وقبل التحرك السريع للغرب لوأد إنقلاب صالح المخل بالتوازن موضوع المقال، فان الاستفتاء على استقلال كردستان الذي اجري يوم 25-9-2017 وقضي عليه عسكرياً يوم 16-10-2017 عد ايضاً وفق الستراتيجية الامريكية ضاراً بالتوازن ومحبطاً له و مخلاً بالتوازن ولصالح العرب والسنة في المنطقة.لأن نجاحه – الاستفتاء – كان يؤدي حتماً الى اضعاف مشروع الهلال الشيعي وبالتالي اضعاف ايران وخططها. لذا لاغرابة ان نجد ايران وما يزال من  اشد المناهضين لاستفتاء واستقلال كردستان الى درجة اعتبارها كردستان – اسرائيل ثانية – وهكذا فان الابقاء على وضع كردستان الحالي صار من مستلزمات  بقاء التوازن بين العرب وايران، وطالما اتقفت مصالح الغرب عند بقاء هذا التوازن فان على الكرد ان يضيفوا شرط التوازن الى الشروط التقليدية  المانعة لحريتهم واستقلالهم نزولاً عند مطلب الغرب في بقاء التوازن. وبين مقتل صالح ونكسة استفتاء كردستان أو استقالة البارزاني، كانت هناك استقالة الحريري التي كانت بدورها مفاجئة للعالم مثلما كان انقلاب صالح و مقتله مفاجئة  له كما ذكرنا.وكان مفاجئة ايضاً عدول الحريري عن استقالته وعودته الى لبنان ، واقول لو كان الحريري مصراً على استقالته والمكوث في السعودية أو أي بلد اخر لكان بذلك يوجه ضربة قوية الى التوازن بين العرب وايران، غير ان  امريكا وبفضل تراجع الحريري فانها استطاعت الحفاظ على التوازن وعدم تأثره باستقالة الحريري.
نعم هناك ارتباط بين نكسة الاستفتاء على استقلال كردستان جراء الحملة العسكرية العراقية وبمباركة ايرانية وامريكية على كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها. وبين مقتل علي عبدالله صالح وتراجع الحريري عن استقالته  هناك ثمة قاسماً مشتركاً اعظم بين الاحداث الثلاثة تلك أ لا وهو التوازن وامريكا التي افشلت استفتاء كردستان وقتلت صالح وارغمت الحريري على التراجع كما سيتبين لنا لاحقا. لذا وتأسيساً على هذا الفهم فان الصراع العربي – الايراني و السني – الشيعي والكردي – العراقي سيطول لأجال من الصعب التنبؤ بنهايته اللهم الا بالغاء التوازن، واذا كانت امريكا المستفيد الاكبر من التوازن كما سنرى ايضا فان المتضرر الاكبر هم شعوب المنطقة في العراق وسوريا واليمن ولبنان  و كردستان وحتى بقية الشعوب الاخرى بما فيها الشعوب الايرانية.  وتفاوتت قسوة التوازن في الحالات الثلاث الاشد تلك التي انزلت بالكرد والبارزاني اللذان تعرضا ومازالا الى ضغط هائل فاق اغتيال صالح وثني الحريري حين اتحد التوازن مع الحقدين الشوفيين والطائفي وخيانه الطابور اللخامس الكردي للقضاء على شعب وقائده
ان الحرص الامريكي على التوازن قيد يكبل الشعوب في المنطقة ناهيكم من ان التوازن امر مخالف للتطور ويحول دون التقدم، ولنا من الامثلة الكثير على مضار ومخاطر التوازن. في عام 1988 حررت قوات البيشمركة الكردية قضاء حلبجة من الجيش العراقي، وكان من المتوقع ان تمتد التجرية الى  الاقضية والمناطق الكردستانية الاخرى وربما الجنوبية الشيعية كذلك الا ان التوازن سرعان ما احبط تلك التجربة حين قام صدام حسين بقصف حلبجة بالغازات الكيمياوية الذي نجم عنه سقوط اكثر من 5000 شخص بين قتيل وجريح وبذلك تم قطع الطريق لتجربة تحرير حلبجة من الانتشار والوصول الى مناطق اخرى. والكل يشهد ان رد الفعل العراقي فاق الفعل (تحرير حلبجة) بمئات المرات وعلى اثر ذلك فر الالاف الى يران وتركيا وظل الخوف من السلاح الكيمياوي يلازم الكرد وتجلى ذلك في النزوح المليوني للكرد عام 1991 هرباً من احتمال لجوء صدام الى استخدام السلاح الكيماوي ضدهم وكذلك في عام 2003 عام اسقاط النظام العراقي. ان ابقاء التوازن بين العراق وايران وجعل الصراع متواصلاً بينهما هو الذي ادى الى قصف حلبجة بالكيمياوي والذي كان في المحصلة امريكيا توخى حماية التوازن بين ايران والعراق من الانهيار. ومن هذا الفهم اجزم ان ما حصل بحلبجة كان بأمر امريكي، ولو ابقي على تحرير حلبجة لكان التوازن انذاك يختل لصالح ايران وضد العراق الامر الذي لم تكن ترغبه امريكا.
 من الاقوال المأثورة،( الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك) ان الحالات الثلاث التي قدمنا لها مقتل صالح واستقالة البارزاني وتراجع الحريري عن الاستقال واجهت جميعاً، وقبلها حلبجة ، السرعة في اتخاذ الاجراء المضاد فبعد فترة جد وجيزة سارع صدام حسين وقصف حلبجة بالكيمياوي وفي فترة وجيزة ايضاً سارع الحوثيون بقتل علي عبدالله صالح وقبل ان يقوم الرئيس مسعود البارزاني باعلان الاستقلال كتحصيل حاصل لتصويت 92% من الكرد عليه فان الحكومات: العراقية والايرانية والامريكية وبعد مرور 15 يوماً من التردد لاعلان لاستقلال كردستان ، هاجمت القوات العراقية كركوك وبسطت هيمتنها عليها  بالقوة ، وهكذا بدلاً من أن يسارع الكرد لقطع الوقت باعلان كردستان تطبيقاً لنتائج الاستفتاء.فان الوقت قطعهم وان يقوم صالح بمغادرة صنعاء ويلتحق للفور باتحالف العربي، ويبتعد الحريري عن  الضغوط لثنيه عن الاستقالة، نعم بدلاً من ان ينطلق هؤلاء سريعاً باتجاه نسف التوازن وضربه، رأينا كيف ان الحريص على ابقاء التوازن كان اسرع منهم وبادر الى توجيه ضربته القائلة اليهم. واستغرب جداً من اتهام ايران والعراق وحدهما باحتلال كركوك وتحييد امريكا التي تعد الاكثر دعماً للعراق وحتى في مسألة الاستفتاء، ولا اغالي اذا قلت، ان الحكومة العراقية في بقائها كل هذه الاعوام انما تستمد القوة والدعم من امريكا اكثر من ايران لذا ليس من الصحيح اتهام ايران وحدها بالتسبب في المأساة الكردية بل يجب توجيه الاتهام عينه الى امريكا ايضاً.
وهكذا فأنه بدلا من ان يسرع البارزاني باعلان الاستقلال وصالح بمغادرة صنعاء واعلان تحالفه مع  السعودية فان المقابل كان اسرع ولم يحسب الضحية صاحب الحق المشروع حساباً للوقت. واستغرب كثيراً عند ذكر القوى التي احتلت كركوك اغفال بعضهم للمشاركة الامريكية في الاحتلال بل  ووصف العراق ابداً كمستعمرة ايرانية في وقت لايقل دعم امريكا للعراق وحمايتها له عن دعم ايران وحمايتهم للعراق ، وعندي ان  الفضل  في بقاء الحكومة العراقية يعود الى امريكا أولاً بل واخرا، فلماذا تبرئة ساحة امريكا في سقوط كركوك بيد القوات العراقية؟
لقد كان الاولى بالكرد ان يعلنوا الاستقلال ساعة ظهور نتائج الاستفتاء بدل التريث الذي بدا وكأنه انتظار للقوات العراقية لتتقدم لأخماد الاستقلال ونتائج الاستفتاء.
رغم اعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن قتل واعدام الرئيس علي عبدالله صالح، ويقود ذلك لدى بعضهم الى القول ان لايران ضلع في اغتياله وبالتالي ان تكون لدى بعضهم الى القول ان لايران صنع في اغتياله وبالتالي ان تكون المتهمة في قتله واعدامه،  رداً على هؤلاء اقول، صحيح ان ايران دولة تمارس الارهاب في المنطقة، الا انه لم يسبق لها وان اغتالت خصوماً لها من غير الايرانيين خارج حدودها، ولم تفكر في مطاردة خصومها من غير الايرانيين لاغتيالهم وقتلهم ، ففي الحرب العراقية الايرانية 1980 – 1988 لم ترد على قيام الملك حسين بقصف ايران بقذائف المدفعية واقدام شيوخ الخليج على تمويل حرب صدام عليها بالمال وو.. الخ والى يومنا هذا لم يسجل على ايران لجوأها الى تصفية الخصوم من غير الايرانيين مهما تمادوا في ابذائها، الا انها لا تتوانى عن قتل وتصفية معارضيها الايرانيين فهي التي اغتالت د. عبدالرحمن قاسملو وفيما بعد د. صادق شرف كندي القائدان السابقان للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني، واغتالت العشرات من النشطاء الكرد الايرانيين في السليمانية وكويسنجق و قتلت شاهبور بختيار ونشطاء من مجاهدي خلق. كما قتلت ابو الحسن بني صدر الرئيس الايراني الاسبق في باريس وقبل اسابيع قتلت ناشطا عربيا من الاحواز في مدينة لاهاي الهولندية.


45
استحداث المحافظات وتعديل خرائطها في العراق بين المتطلبات الحضارية والصراعات القومية والطائفية

عبدالغني علي يحيى
   بعد استقلال العراق عام 1921 استحدثت 14 محافظة (لواء) قبل اجراء أي إحصاء سكاني في العراق وفي مطلع الثلاثينات من  القرن الماضي ذكر مصدر ان عدد سكان العراق كان 3,500,000 نسمة فيما ذكر مصدر اخر ان العدد كان 4,750,000 نسمة وبتقسيم العدد أول على (14) محافظة يكون نصيب المحافظة الواحدة من السكان هو 250,000 نسمة وبتقسيم العدد الثاني عليها فان نصيب كل محافظة يكون 357,000 نسمة، ولم يتم أي استحداث لمحافظة جديدة طوال نحو (4) عقود، وقد يكون التطور البطيء في المجتمع العراقي من حيث عدد السكان والتقدم الحضاري وغيرهما وراء ذلك، فعلى مدى اعوام النظام الملكي ورد ان عدد السكان كان 5,000,000 نسمة وذلك في الخمسينات من القرن الماضي، وفي عقد الستينات منه تردد ان عدد السكان وصل الى 7,000,000 نسمة، الامر الذي كان يستدعي تأسيس محافظات جديدة طبقاً لزيادة السكان لكن ذلك لم يحصل ولم تتم الاستجابة للتطورات سيما في مجال الزيادة في عدد السكان، ويعد استحداث محافظة دهوك في عام 1969 حصلت الزيادة الاولى في عدد المحافظات العراقية، وجرى ذلك نزولاً عند أسباب سياسية منها إحتمال مطالبة الكرد بتنظيم استفتاء أو احصاء لسكان محافظة نينوى (لواء الموصل) لغرض تقرير مصيرها ولإثبات كرديتها أو عروبتها، وكانت المحافظة هذه تعد كردية لو لم يتم فصل دهوك واقضية كردية اخرى مثل  زاخو والعمادية وسميل عن محافظة نينوى، وبتأسيس محافظة دهوك فان الاكثرية الكردية أصابها شيء من التقلص في نينوى، ودخلت الحكومة العراقية في وضع من التخبط والعبثية، كونها كانت تروم تحقيق اكثرية عربية في المحافظة نينوى من جهة وفي الوقت ذاته احتفظت باقضية كردية هامة لنينوى مثل: عقره والشيخان وسنجار ورفضت الحاقها بمحافظة دهوك أو منطقة الحكم الذاتي وباحتفاظها بتلك الاقضية مع اقضية اخرى: تلكيف والحمدانية وتلعفر ذات الخليط السكاني الأقرب الى الكرد لا العرب ولم تكتفي الحكومة العراقية بذلك بل الانكى من ذلك انها ضمت فيما بعد قضاء مخمور الذي كان تابعاً لمحافظة اربيل الى نينوى، عليه فان الهوية العربية لنينوى ظلت هشة ضعيفة، إذاعلمنا ان سكان المحافظة من غير العرب بقوا اكثر من العرب فيما بعد، وفي الثمانينات من القرن الماضي ، قام حزب البعث بأحصاء سكاني سري للغاية لسكان نينوى فتبين ان الكرد يشكلون 57% من سكانها، وعندي ان حكومة الاخوين عارف كانت قد ادركت اكثرية الموصل الكردية قبل حكومة البعث، لهذا فانها قامت في النصف الثاني الكردية قبل حكومة البعث، لهذا فانها قامت في النصف الثاني من الستينات بترحيل كل الكرد الذي لم يسجلوا في احصائية عام 1975 في الموصل  ، فاضطر الكرد المهجرون للعودة الى مناطقهم السابقة، علماً ان الاجراء لم يتخذ بحق العرب النازحين الى الموصل من القرى العربية وغير المسجلين في احصاء عام 1957. وفي يوم 5-11-2017 ورد في تقرير نشرته صحيفة (صوت العراق) ذات القاعدة العريضة من القراء (الكرد يشكلون نصف السكان في غرب الموصل) اي الساحل الايمن  لنهر دجله أي انهم اكثر من العرب فيه، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان النصف الثاني من السكان هم من العرب والتركمان والكلدو اشوريين والارمن.. الخ فضلاً عن هذا فالكل يشهد ان غالبية سكان الساحل الايسر من الموصل هم من الكرد، وهكذا نجد ان الاجراءات الحكومية العراقية لم تفلح في تحقيق زيادة للعرب في الموصل، وجعلت الاجراءات منها كما قلت تتخبط، مازاد الطين بلة، ولم تساعدها  كل الحيل التي لجأت اليها من قبيل منع تسجيل الدور والمحال التجارية والاراضي باسم الكرد او منع دخول كرد من اريافها اليها، الى الموصل، وفي اطار مساعيها لخلع هوية عربية على الموصل قامت باستحداث قضاءين عربيين الاول: الحضر والثاني (البعاج) وتطلب استحداث الثاني ضم مساحات شاسعة من اراضي الكرد الايزيديين في سنجار اليه، وكان القضاء ان وما زالا من اصغر اقضية محافظة نينوى. ولم تتوقف حكومة البعث عند استحداث محافظة دهوك ترضية للكرد من جهة وافشالا لأي استفتاء محتمل يسفرعن اكثرية كردية في نينوى والموصل، بل قامت فيما بعد باستحداث 3 محافظات عربية: صلاح الدين والنجف والمثنى رداً استحداث المحافظة الكردية دهوك، كل ذلك لاجل ان يكون هناك تفوق عددي للمحافظات العربية على الكردية. وجرت السياسات العنصرية للبعث بعد انهيار ثورة ايلول الكردية 1961 – 1975 الى شن هجمة شرسة على الوحدات الادارية الكردية وضمها الى  محافظات عربية اذ اقتطع قضاء مخمور بنواحيه الثلاث: الكوير – ديبكه – قراج- وضم الى محافظة نينوى لتقليص مساحة منطقة الحكم الذاتي كتعويض للاخيرة مقابل اقتطاع قضاء الشرقاط منها والحاقه بمحافظة صلاح الدين التي استحدث لأسباب مناطقية ليس الا كونها مسقط الرئيس العراقي السابق صدام حسين واقتطاع قضاء طوزخورماتو بنواحيه وقراه من محافظة كركوك وضمه الى محافظة صلاح الدين أيضاً. واضافة الى المنطلقات العنصرية التي وجهت اصلاً ضد الكرد، فان  المناطقية راحت ترسم حدود المحافظات العربية أو تعديلها. إذ بالاضافة الى ضم الشرقاط وطوزخورماتو الى  صلاح الدين، ضم الى الاخيرة ايضاً قضاء سامراء .. الخ وهكذا نجد ان العنصرية والمناطقية كانت وراء المتغيرات التي حصلت في خارطة المحافظات العراقية: نينوى، اربيل، بغداد وكركوك وخشية من أن يؤدي الاحصاء السكاني في كركوك أو أي استفتاء مماثل فيها، ولغرض تقليص وتقليل عدد الكرد فيها، فان قضاء جمجمال فصل عنها وضم الى السليمانية. ليس هذا فحسب بل أن اوسع واكبر عمليات الترحيل للكرد وقعت في محافظة كركوك فيما بعد وكذلك اوسع واكبر عمليات التعريب ايضاً، ولكي تكون كركوك محافظة عربية فان حكومة البعث استقدمت عشرات الالوف من العرب السنة والشيعة من محافظات الوسط والجنوب لاسكانهم في كركوك لقاء منحهم مغريات لاتحصى، كما وتوخت الحكومة تلك من وراء عمليات الانفال تقليل نفوس الكرد في محافظة كركوك حين قتلت اكثر من 180,000 مواطن كردي ودفنتهم في مقابر جماعية في صحارى الجنوب. الا انه رغم كل الذي جرى ووقع فان عدد الكرد في كركوك بقي اكبر من عدد كل القوميات الاخرى.
 ان استحداث المحافظات في العراق وتعديل خرائطها في العهد السني العربي 1921 – 2003 كانت بدوافع عنصرية قومية عربية وليست حضارية أو استجابة للزيادات السكانية اذ بلغ عدد نفوس العراق في اواخر العهد السني 36 مليون نسمة دون أن يؤدي ذلك الى استحداث محافظات جديدة، لنأخذ محافظة نينوى على سبيل المثال فلقد ذكر في السنوات الاخيرة ان عدد سكانها تجاوز ال 3 ملايين ونصف مليون نسمة دون ان يتوج ذلك باستحداث محافظات جديدة فيها ورغم المطالبات باستحداثها، فسكان تلعفر مثلاً طلبوا اكثر من  مرة تحويل تلعفر الى محافظة كونها من اكبر اقضية العراق واكبر من (4) محافظات كل على حدة. أو تدرون لماذا كانت الحكومات العراقية ترد طلب اهالي تلعفر؟ الجواب خشية من ان يشجع ذلك تركيا للمطالبة بها واعتبارها الولاية الـ 84 مثلما كركوك لديها الولاية الـ 82 والموصل الولاية 83 ، فهاتان المحافظتان مازالتا ولايتين تركيتين في نظر الاوساط الرسمية التركية ليس هذا فقط بل أن (ولاية الموصل العثمانية) مازال الاتراك يعتبرونها جزءاً من دولتهم التركية.
ان التقدم الحضاري والزيادة السكانية في العراق يحتمان تأسيس واستحداث محافظات جديدة وأرى ان قرار برلمان كردستان قبل نحو (20) سنة من الان باستحداث محافظات باسم عقرة وسوران وحلجة ورانية جاء تلبية للمتطلبات الحضارية والضرورات الاخرى ونجح الكرد في جعل حلبجة محافظة وسط رفض واستياء من قبل الحكومة المركزية التي لا يروق لها اية زيادة في عدد المحافظات الكردية، والى كتابة هذا المقال فان هذه الحكومة لم تخصص ميزانية للمحافظة الكردية الجديدة لاكثر من سبب قومية وطائفية كما سنرى لاحقاً. وعلى اثر اجراء الاستفتاء على استقلال كردستان يوم 25-9-2017 وفي اطار مقاومة الحكومة العراقية للاستفتاء على اساس طائفي ومذهبي قومي راودتها، اي الحكومة الحالية استحداث محافظات شيعية  وعملت على جعل كركوك محافظة شيعية وتحويل قضاءي تلعفر وطوزخورماتو الى محافظتيني شيعيتين من خلال استخدام الاقلية التركمانية الشيعية في كركوك والقضاءين المذكورين ككماشة ومخلب قط ضد الكرد المطالبين بالاستقلال والاضعاف موقفهم ومسعاهم وراحت السن طائفية وشوفينية تردد ان محافظة كركوك يجب ان تكون تركمانية، تركمانيا شيعياً طبعاً، وذلك بعد سقوط كركوك في يد القوات العراقية يوم 16-10-2017.
لقد كان النظام العربي السني 1921 – 2003 في سياسته في مجال استحداث وتأسيس المحافظات وتعديل خرائطها ينطلق من رؤية قومية عنصرية قامت بتغليب عروبة المحافظات على الرؤية الحضارية لها كما بينا، وبعد تسلم الشيعة للسطلة في العراق عام 2003، فانهم، اي الشيعة انطلقوا من الطائفية والمذهبية ازاء المحافظات والاكثار من المحافظات الشيعية وهذا مالمسناه بعد غزو كركوك وانتزاعها من الكرد، واتخذوا من التركمان الشيعة والى حد ما السنة ايضاً سلاحاً لمحاربة الكرد أولاً والعرب السنة ثانياً، بحيث زينوا للتركمان (تركمانية كركوك)! وتسليم الحكومة المحلية اليهم، هذا علاوة على استحداث محافظتين شيعيتين: طوزخورماتو وتلعفر وجاء ذلك عقب عزم الكرد على الاستقلال وضم كركوك الى الدولة الكردستانية المرتقبة وكما اسس العرب السنة في الماضي 3 محافظات عربية سنية رداً على استحداث محافظة دهوك، فأن الشيعة استحدثوا بدورهم أوهم في سبيل ذلك 3 محافظات شيعية هي: كركوك وطوزخورماتو وتلعفر كما ذكرنا رداً على استحداث الكرد لمحافظة حلبجة ومطالبة الكرد بالاستقلال ايضاً وضم كركوك الى دولة المستقبل للكرد. وهنا ايضا فان استحداث لم يأتي 3 محافظات شيعية  لم ياتي استجابة لمتطلبات حضارية أو سكانية بل بدواعي ودوافع مذهبية طائفية وهكذا احل الشيعة تشيع المحافظة) محل تعريبها لدى السنة، ولم ينسوا احلال التعريب في مواجهتهم للكرد، اذ ابقوا على العرب السنة الذين اسكنهم النظام السني السابق في كركوك بل واعادوا اليها الذين طردوا منها بعد سقوط النظام السني في عام 2003 وهم، اي الشيعة، يواجهون الكرد بالتشيع والتعريب في ان معاً، انهم ومعهم الجبهة التركمانية يدعون الى اعتبار كركوك محافظة تركمانية ويذهبون في مسعاهم الى القول كذباً ان التركمان يمثلون 80% من سكانها، والحال ان هذا الادعاء كذبة مفضوحة جداً نتقاطع مع الحقائق التاريخية والسكانية التي تفيد بكردستانيتها. ورد في الصفحة 3846 من دائرة المعارف العثمانية (الانسكلوبيديا العثمانية) أن (ثلالثة ارباع سكان كركوك هم من الكرد اي انهم كانوا يشكلون 75% من سكانها في العهد العثماني. ثبت ذلك في الموسوعة تلك عام 1898. وفي الاحصاء السكاني لعام 1957 في العراق والذي عد من انزه الاحصاءات السكانية في تاريخ العراق ولم يعترض احد على نتائجه التي قالت ان 52% من سكان محافظة كركوك هم من الكرد و 48% هم من العرب والتركمان والمسيحيين. وفي احصائية عن عدد الذين رشحوا انفسهم في العهد الملكي لمجلس النواب العراقي من اهالي كركوك تبين ان 63 مرشحاً كانوا من الكرد و 17 من العرب والتركمان والمسيحيين والمستقلين من مجموع 80 مرشح، وحتى بين المستقلين كان هناك كرد. وفي الانتخابات المحلية بعد سقوط النظام البعثي عام 2003 فان الكرد كانوا الفائزين دوماً باكثرية مقاعد مجلس محافظة كركوك، وفي اخر انتخابات محلية اجريت هناك فاز الكرد ب 26 مقعداً من مجموع 41 مقعداً أي ان المقاعد ال 15 الاخرى كان من نصيب: العرب والتركمان وغيرهما، ما يعني ان التركمان لايتجاوزون 6% من سكان المحافظة هذه ووفق دائرة المعارف العثمانية فان نسبتهم الى السكان هي في حدود 7% وترتفع النسبة لدى الاحصاء السكاني هي في حدود الى نحو 15%. ولكي تكون الصورة أوضح لدى القاريء الكريم ويطلع على البون الشامع بين عدد الكرد وعدد والتركمان وفق احصاء عام 1957 في كركوك، يقول ذلك الاحصاء ان عدد الكرد كان 178,000 نسمة والعرب 48000 نسمة وتركمان 43000 نسمة  والمسيحييون 10,000 فقط، أي أن عدد الكرد يفوق عدد التركمان (4) مرات واكثر من (3) مرات لعدد العرب الذين يعتبرون في ضوء ذلك الاحصاء القومية الثانية والتركمان الثالثة والمسيحيون الرابعة في كركوك ان العنصرية التي استحدثت المحافظات في العراق واجرت فيما بعد تعديلات على خرائطها بين 1921 – 2003 اضرت بالعراقيين كثيراً وتركت مضاعفات لانزال نعاني منها وتتمثل في النزاع على (المناطق المتنازع عليها) بين الكرد والحكومة الشيعية العراقية والتي تمثلت وذلك على سبيل المثال في سيطرة القوات العراقية على كركوك يوم 16-10-2017 والتي تسببت بمقتل نحو 400 شخص وفي طوزخورماتو 200 شخص اضافة الى حرق اكثر من 1000 دار تعود للكرد في طوزخورماتو. ونجد ان الحكومة الشيعية في العراق ترتكب الخطأ نفسه بتهربها عن تطبيق المادة (140) واستحداث محافظات شيعية تركمانية خلافاً للحقائق السكانية والتاريخية والجغرافية ولا شك ان الاستحداث من المنطلق المذهبي والطائفي سيقود بدوره الى مضاعفات خطيرة في المستقبل لاتقيل عن المضاعفات التي خلفها الاستحداث العنصري للمحافظات وتعديل خرائطها في العهد السني. واني لعلى ثقة ان عدد تركمان كركوك لا يرقى الى عدد الكرد في قضاء جمجمال الملاصق لكركوك، ولم تكن نسبة الكرد ال 75% وفيما بعد ال 52% تتدنى تدريجياً بمرور الاعوام في كركوك لولا سياسات التعريب والاضطهاد التي اتبعها النظامان السني والشيعي على مر الاعوام الماضية وبالاخص النظام السني، اذ هجروا الكرد من الكركوك واغروا العرب للسكن فيها، ولاجل تحقيق غالبية عربية فقد لاذوا واعتمدوا احط الوسائل لا اخلاقية ووحشية لما اقدموا على قتل اكثر من 182,000 انسان في محافظة كركوك وبالاخص في مناطق كرميان منها، كل ذلك لكي تكون نسبة الكرد قليلة فيها، وفوق كل هذا فان الكرد ظلوا يشكلون اكثرية سكان كركوك ومازالوا بدليل نتائج انتخابات مجلس المحافظة من جهة وتهرب الحكومة العراقية من تطبيق المادة (140) واجراء الاحصاء السكاني.



46
اربع دول (مسلمة) تحارب شعباً مسلماً بلا دولة

عبدالغني علي يحيى
فأما الدول (المسلمة) الاربع فهي : العراق وايران وتركيا وسوريا أما ( الشعب المسلم بلا دولة) فهو الشعب الكردي.
   في منتصف ليلة 16-10-2017 هاجمت القوات العراقية مدينة كركوك وبتخطيط ومشاركة ايران وتركيا، اذ مثل الاولى في الهجوم قاسم سليماني والثانية هاكان فيدان وثمة اكثر من دليل على مشاركة الدولتين الى جانب العراق في الهجوم فضلاً عن تواجد ممثليهما اثناء الهجوم على كركوك. وهذه ليست المرة الاولى تتكالب فيها هذه الدول على شعب بلا دولة وتشن الحرب عليه. ففي عام 1963 اشترك جيش سوريا بقيادة فهد الشاعر في الحرب على الكرد سيما في مناطق بهدينان وفي العام نفسه شارك حلف الستو الذي كان يضم في عضويته ايران وتركيا في الحرب تلك. وفي عام 1983 اتفقت تركيا والعراق على مطاردة المقاتلين الكرد على جانبي الحدود العراقية التركية والدخول لكل منهما في اراضي الاخر مسافة كيلومترات، والاراضي كما نعلم في جانبي الحدود كردستانية فتصور اتفاق دولتين على مطاردة الكرد داخل اراضي الكرد!! وفي عام 1966 وصلت قوات مصرية الى معسكر التاجي ببغداد لدعم قوات عبدالسلام عارف ضد الكرد لضرب (شعب بلا دولة)
وفي عام 1991 عندما تم تعيين خط العرض ال 36 لحماية الكرد في جنوب كردستان، سارعت ايران وتركيا وسوريا للتنسيق فيما بينها  لمجابهة التطور الذي حصل في جنوب كردستان ودخلت في  اجتماعات دورية سميت باجتماع (العواصم الثلاث) الا ان تحركها التأمري باء بالفشل امام اصرار التحالف على حماية كردستان  ولنعد الى احدث حرب وتنسيق بين الدول المذكورة ومعها حزب  الله اللبناني وقوام جيشه (70) الف مقاتل ما يعني انه بدرجة دولة، بل دولة داخل دولة. ولم يعد سراً المشاركة المباشرة للحرس الثوري الايراني في الحرب هذه وفيها تتذرع هذه الدول ومعها سوريا وحزب الله بدعم اسرائيلي مز عوم للكرد، وراحت تردد ليل نهار أنها احبطت قيام (اسرائيل ثانية) واعرب اردوغان عن انزعاجه من رفع العلم الاسرائيلي لدى بعضهم في التظاهرات الجماهيرية التي سبقت الاستفتاء على استقلال كردستان يوم 25-9-2017، وفي بلاده يرفرف اكثر من علم اسرائيلي فوق مدنها وهي اي تركيا الدولة الاسلامية الاقرب الى اسرائيل، واما الحجة الثانية لحربهم على الشعب بلا دولة فهي عدم التزام الكرد بالدستور وعلى ذكر الدستور قال السفير الامريكي السابق في العراق: ان الحكومة العراقية خرقت الدستور العراقي 67 مرة وعند فقهاء القانون الكرد انها خرقته 55 مرة، ولدى السنة العراقيين ايضاً ارقام عن خروقات الحكومة العراقية للدستور اخر الخروقات له في رأيهم هو نقل 60 الى 100 موظف من وزارة الخارجية الى الوقف السني ووزارة التربية، ومن غير ان يكون بين المنقولين شيعي واحد، ومن حجج حربهم على (شعب بل دولة) السعي لتطبيق القانون في كردستان، وكلنا نلعم ان حكم القانون قائم في كردستان وحدها من دون كل الاجزاء الاخرى من العراق، اذ الجميع يشيدون بالامن والاستقرار والتقدم والعمران في كردستان وبالفوضى والدمار في العراق. ترى اما كان الاحرى بالحكومة العراقية ان تعمل على تطبيق القانون في بغداد والمناطق السنية حيث الاختطافات و الانفجارات والاغتيالات تتواصل فيها بلا انقطاع حتى المحافظات الجنوبية الشيعية، البصرة، ميسان، ذي قار تمزقها الصراعات العشائرية الدموية. اتساءل هل الهدف من وراء الحرب على  شعب بلادولة، هو تطبيق القانون في كردستان أم جعل مدنها اربيل ودهوك والسليمانية تتجه نحو مصير الموصل والرمادي والكرادة وو.. الخ ؟ كل هذا واطماع حليفتهم الجديدة القديمة تركية في كركوك والموصل وولاية الموصل صارخة لاتحتاج الى دليل فقبل ايام نسب الى الاتراك قولهم ان كركوك هي الولاية ال 82 للدولة التركية والموصل الولاية ال 83 وان هناك اراضي شاسعة تعد ملكاً للسلطان عبدالحميد في كربلاء والنجف والكاظمية ببغداد، وتأكيد اردوغان يوم 30-10-2017 على بقاء الجيش التركي في العراق أمر يرفض النقاش، وكم بدا العبادي ذليلاً في الاعين لما زار تركيا قبل ايام والتقى مبتسماً ذليلاً باردوغان ناسياً اهانة اردوغان له قبل شهور حين قال له: اعرف حدودك وحجمك انت لست نظيري ولست في مستواى) ان اعداء الكرد أو (الشعب بلادولة)  مستعدون للتضحية باستقلال دولهم والدوس على كرامة شعوبهم فبيع اواطنهم شريطة ان لاينال الكرد حقوقهم القومية ويصبحوا دولة بل مستعدون لتقبل اقسى الاهانات والحط من كرامتهم لقاء عدم حصول الكرد على دولة، وهذا مافعله صدام حسين قبل العبادي، حين قبل يد الشاه في مباحثات الجزائر عام 1975 وضحى باجزاء من بلاده لأجل ايقاف الشاه مساعداته للكرد وثورتهم وفيما بعد تنازل عن اراضي عراقية واسعة للكويت والسعودية والاردن وسوريا، وها أن التاريخ يعيد نفسه في طبيعة العلاقات بين عراق العبادي وتركيا اردوغان وايران خامنيء، تلك العلاقات غير المتكافئة بين العراق الخاسر ابداً والدلوتين الرابحتين المهيمتيين تركيا وايران.
متى كان من الشهامة والفروسية والانسانية ان تنزل دول اسلامية ثلاث الى الحضيض ليهاجهوا بين حين وحين شعباً مسلماً بلادولة؟ ولقد تأكد لدى (الكرد بلادولة) ان الدول الاسلامية الثلاث تلك ومعها سوريا طبعاً اعداء حقيقيون له وليس الاجناس من الديانات الاخرى. ان اية دولة لم تحارب الكرد بالوحشية والبربرية التي حاربته بها الدول (الاسلامية) الاربع تلك التي عدته (اسرائيل ثانية) وسلطت عليه الانفال مثلما سلط المسلمون الاوائل الانفال على يهود بني قريضة، فوالله لو كان هناك شعب مسلم كالشعب الكردي  يتعرض الى كل هذا الاضطهاد على يد دول وامم مسلمة لكان قد خرج على دينه منذ عقود واعتنق ديناً اخر ونبذ كل ماله صلة بالاسلام.



47
ماذا لو كان البارزاني يعلن إستقلال كردستان ؟

عبدالغني علي يحيى

   لسنين وعقود، قبل إعلان نتائج الأستفتاء على إستقلال كردستان الذي أجري يوم 25/9/2017 كان يراودني السؤال: ماذا لو طالب الكرد بالاستقلال بدل الحكم الذاتي؟ وبعد الهجمة العراقية الأيرانية التركية مساء 16/10/2017 على كركوك خاصة وجنوب كردستان (المناطق المتنازع عليها) عامة، عقاباً للشعب الكردي الذي صوت بنسبة 92% على استقلال كردستان في الأستفتاء المذكور، وعلى أثر الهجمة العنصرية الشرسة تلك من ثلاث دول على شعب بدون دولة، راودني السؤال من جديد مع تحوير بسيط له وكالآتي: ماذا لو كان الرئيس مسعود البارزاني قد أعلن استقلال كردستان وليس نتائج الاستفتاء، ترى هل كان العقاب الذي نفذ بحق الكرد يكون أكبر وافظع من الذي شاهدناه وعشناه بعد أحداث كركوك وخورماتو؟
ان الذي له الفضل في طرح السؤال في شكله غير المحور هو صحفي روسي كان قد زار كردستان أعوام ثورة ايلول 1961 – 1975 واطلع على حجم مالحق بالكرد من قتل وقصف ودمار واعتقال للكرد وحرق لأرضه..الخ من النكبات والويلات، ولما هاله ما رأى سأل: (ماذا طلبتم لكي ينزل بكم كل هذا الدمار والظلم؟. وكان الرد الذي تلقاه هو: كل ما طلبناه ونطلبه هو الحكم الذاتي. وعاد الصحفي ليطرح سؤالاً ثانياً: وماذا لو طلبتم الاستقلال فهل كان الدمار يكون افظع؟
ومن الجواب على سؤاليه يفهم ان الاحساس لدى الكرد بوقوع ظلم أشد عليهم في حال مطالبتهم بالاستقلال، هو الذي يمنعهم من المطالبة بالأستقلال، لذا فأنهم اختاروا الحكم الذاتي لتجنب دمار أكثر هولاً، حسب معتقدهم الخاطيء.
قبل كل شيء، أقول أن لجوء الدول المحتلة لكردستان إلى الأرهاب ضد الكرد مقيد بجملة أمور منها الظروف الموضوعية الداخلية والأقليمية والدولية، فلو ان تلك الدول وجدت لديها القدرة فأنها لن تتردد عن محو الكرد كلهم حتى اذا تقدموا بأبسط مطلب قومي وحتى ان لم يتقدموا به، ورأينا كيف أنه في العديد من البلدان مورست الفاشية كأجراء احترازي من أحتمال وقوف الشعوب ضد حروب محتملة لأنظمتها، فالفاشية سلطت على الشعب الأيطالي والنازية على الألماني من غير ان تكون هناك مطالبات باستقلال امة مقهورة في ظل النظامين المذكورين أو (خطر) شيوعي يهددانهما كل ما في الأمر ان كلا النظامين الفاشي والنازي توجها لخنق أي صوت يحتج على الحرب التي كانا ينويان شنها على شعوب أوروبا، ما يفيد ان الشعبين الأيطالي والألماني تعرضا إلى الظلم الفاشي والنازي من دون ان تكون لهما مطالب باسقاط النظامين، جدير ذكره ان النظامين الدكتاتورين في العراق وتركيا في زمن صدام واردوغان الحالي سارا على خطى نظام هتلر وموسوليني، فصدام قبل شنه للحرب على إيران قمع الحزب الشيوعي العراقي و كذلك القوميين الكرد حتى المعتدلين في حزب البعث لم يسلموا من أذاه، ومثله فعل اردوغان قبل ان يدفع بجيشه الى سوريا والعراق إذ قمع الشعب الكردي في تركيا، فأضعف اولاً حزب الشعوب الديمقراطية واليسار التركي عموماً وجماعة فتح الله غولن والحزب الجمهوري إلى حد ما، ثم تحولت حكومته الى حكومة حرب وفاشية، كل هذا من غير ان يكون هناك خطر يذكر على النظامين العراقي الصدامي والتركي الأردوغاني.
أعود الى التجارب الكردية بين الدعوة الى الأستقلال أو الى الصيغ الوحدوية كالحكم الذاتي وحجم ونوع الأرهاب الذي سلط على الكرد في الحالتين: الدعوة الى الأستقلال أو الصيغ الوحدوية
في شرق كردستان ( كردستان إيران) أسس الكرد جمهورية كردستان واعلنوا الاستقلال عن إيران ، واسس قبل ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة القاضي محمد، وفيما بعد اغتيلت الجمهورية الكردية الأولى واعدم رئيس الحزب القاضي محمد. الغريب في الأمر ، أن قادة ذلك الحزب ، فيما بعد تخلوا عن الاستقلال واختاروا الحكم الذاتي ( خودموختاري ) ظانين ومعتقدين ان الظلم سيكون أخف عليهم، ويمهد الطريق للوصول الى حقوق أوسع في المستقبل .. خطوة خطوة و(الاعتدال) في طرح المطالب ومع هذا فان املهم خاب ولم يكن توقعهم في محله، اذ منذ سقوط جمهورية كردستان والتخلي عن الاستقلال فان قوافل شهداء شرق كردستان لا تنقطع واستمرت في عهد الشاه وفي ظل جمهورية إيران الاسلامية ، واذا كان النظام الشاهنشاهي قد اعدم رئيس الحزب القاضي محمد لمطالبته بالاستقلال فان نظام الجمهورية الاسلامية قتل رئيسين للحزب نفسه هما: د.عبدالرحمن قاسملو وصادق شرف كندي لمطالبتهما بالحكم الذاتي . وعلى امتداد العقود الماضية قتل وسجن وشرد الالاف من كرد شرق كردستان الذي فضلوا المناداة بالحكم الذاتي على الستقلال، وليس هناك من وجه للمقارنة بين الظلم الذي نفذ بحقهم نتيجة مطالبتهم بالاستقلال والظلم الذي تعرضوا له جراء المطالبة بالحكم الذاتي ، فلقد كان الظلم الثاني اشد وافظع وابشع من الظلم الأول ، اذاً أولستم معي اذا قلت أما كان الافضل للقادة الكرد الايرانيين التمسك بالاستقلال بدل رفع شعار الحكم الذاتي وقد ذاقوا طعم الارهاب في الحالتين ؟ أما كان الأجدر بهم ان يقاوموا ظلم الشاه بعد اغتيال الاستقلال بمقاومة أشد؟
وفي شمال كردستان (كردستان تركيا) رفع عبداللـه أوجلان وحزب العمال الكردستاني P.K.K  ليس شعار الاستقلال لشمال كردستان فحسب إنما لكردستان الكبرى أيضاً . ومنذ عام 1984 والمعارك نتواصل بين P.K.K والجيش التركي ، ووجه الغرابة هنا في الحالة الكردية بتركيا أن اوجلان وقادة حزبه تراجعوا عن مطلب الاستقلال إلى درجة انهم لم يتوجهوا حتى الى المصطلحات الدنيا للحكم مثل : الحكم الذاتي والفيدرالية ..الخ الذي لم يكن متوقعاً منهم التخلي عن جميع الصييغ وفوق ذلك فان الاضطهاد التركي للجماهير الكردية و P.K.K بقي مستمراً وبشكل أقسى وأمر ، وحصلت مذابح جماعية وتدمير للقرى وزج باعضاء حزب الشعوب الديمقراطية HDP والعديد من نوابه وجميع رؤساء البلديات الكردية في السجون والمعتقلات ، حصل ذلك ومازال في غياب المناداة باية صيغة للحكم ، كما ان التعاطف الذي ابداه الكرد إزاء اوجلان وحزبه في ظل الدعوة الى الاستقلال تراجع بعد التخلي عن الاستقلال ، فبعد ان التحق بثورة الكرد في تركيا المئات من الشباب الكردي في كافة اجزاء كردستان ، فان الالتحاقات تلاشت بعد التحول عن الاستقلال ورفع طلبات مائعة لتحل محل الاستقلال . وهنا اسأل : هل قارن P.K.K  وضعه ووضع شعبه الحالي في ظل التخلي عن كل الصيغ التقليدية للحكم بالوضع الذي كان عليه وشعبه في السابق أيام الدعوة إلى الاستقلال ، فواللـه ان الاعدام مثنى وثلاث و رباع ..الخ بحق قادة P.K.K  قليل.
ان الالاف من الشباب الكردي في شرق وجنوب وغرب كردستان تخلوا عن احزابهم القومية بسبب رفعها لشعار الحكم الذاتي والتحقوا بأوجلان و  P.K.K لرفعهما الشعار الاكثر جاذبية اي الأستقلال ، غير ان آمالهم تبددت وواجهوا الاحباط بعد ذلك بسبب ترك P.K.K  لكل الصيغ القومية ، ناهيكم عن توجيههم لضربة قوية الى احزابهم القومية.
في جنوب كردستان (كردستان العراق) اعلن الشيخ محمود الحفيد الاستقلال واقام حكومته الملكية وقاوم ببسالة النظام الملكي وحماته من المستعمرين الانگليز ، وتعرض الى انواع من المحن إلى ان توفي  بالسليمانية عام 1957. ومن بعده طالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مؤسسه الراحل مصطفى البارزاني بالحكم الذاتي ضمن إطار الجمهورية العراقية، بعد  أن تعرض اكثر من مرة الى محاولات اغتيال وقتل، ففي الموصل دس محافظها السم في طعامه وفي حاج عمران نجا بأعجوبة من محاولة ارهابية انتحارية، وتعرض نجلاه ادريس ومسعود الى محاولة اغتيال، الاول في بغداد والثاني في فينا، دع جانباً مقتل اولاده عبيد الله ولقمان و صابر وابناء عمومته في عام 1983 الى جانب مقتل 8000 فرد من عشيرته الذين دفنوا في مقابر جماعية بصحارى الجنوب العراقي وفي العام نفسه. والامر ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ظل متمسكاً بالحكم الذاتي حتى اثناء وبعد تدمير ومسح 4500 قرية من الوجود وانفلة 12000 كردي فيلي وقصف حلبجة ووادي باليسان بالسلاح كيمياوي الذي ادى الى مقتل 5000 شحض وقضى الالاف نحبهم تحت التعذيب وشرد الاف اخرون، ترى لو كان الكرد يطالبون بالاستقلال فهل كان هناك من ظلم افظع ينفذ بحقهم من الظلم الذي نزل بهم في الثمانينات من القرن الماضي؟
في غرب كردستان، اعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صيغة حكم غريبة في المناطق التي تحررت من النظام السوري ألا وهي (الكانتونات) الفارغة من كل محتوى، أراد المطالبون بها أن يشذوا عن القاعدة والاجماع الكردي في أن، وهي تضاهي تخلي p.k.k عن  كل المصطلحات: الاستقلال والحكم الذاتي، الفيدرالية.. الخ وشذوا عن حركات التحرر الكردية برمتها، مثال ذلك انهم لم يتخذوا من علم كردستان علم جمهورية كردستان علما لهم كما انهم وp.k.k كذلك لم يطلقوا تسمية البيشمركة على مقاتليهم على الضد من كرد العراق و ايران بل اطلقوا عليهم  تسميات غريبة (شرفافان) و (كريلا) كما لم يتخذوا من نشيد (ئةي رةقيب) نشيداً قوميا لهم، واعود الى الصبغة (كانتونات) وأقول انها الاخفق والافشل من كل الصيغ الاخرى الفاشلة. واقول أيضاً حرام ان يضحي الشباب الكردي بحياتهم وارواحهم من اجل ضيغ ممقوثه هزيلة تبقيهم في قبضة المحتل لوطنهم واتساءل: ألأ يستحق الشعب الكردي في غرب كردستان نيل صيغة حكم افضل من ( الكاتتونات) وهو الذي الذي اكتوى بنيران  الحزام الاخضر والتعريب وحرمان  الالاف من الجنسية السورية ناهيكم عن  مقتل العشرات وتشريد المئات ان لم اقل الالالف منهم؟
أكاد اجزم، ان الحركات التحررية الكردية وحدها من دون الحركات التحررية الاخرى في العالم رفعت شعارات التمتع بالحقوق القومية ضمن وحدة قسرية في ظل دولة المحتل، وبتمسكهم بتلك الشعارات والصيغ المزعجة فانهم ساعدوا على ترسيخ الاحتلال لبلدانهم. لقد طالب الكرد العراقيون على مدى قرن بصيغ وحدودية والتي لم تتحقق رغم التضحيات الجسيمة التي قدموها من الارواح والممتلكات، ولو انها كانت في صالح المحتلين الذين  تصرفوا حياله عن جهل ولشدة جهلهم راحوا يرفضون تلك الصيغ. عليه ماذا لوطالبت الحركات التحررية الكردية كافة بالاستقلال؟ ماذا كان سيحصل؟ هل هناك اجيال من الارهاب أقسى واهول وأمر من الانفال والحرب الكيمياويه ومحو القرى من على وجه البسيطة؟ من المؤكد أنه لورفع شعار الاستقلال على مر العقود الماضية، لكانت الملايين الكردية ستنزل الى ساحات النضال وخير مثال على ذلك دعوة الرئيس مسعود البارزاني الى الاستفتاء على الاستقلال التي جذبت الملايين الكردية في اربيل ودهوك والسليمانية ومدن اوروبية ومن المهاجر كافة الى ميادين النضال الامر الذي لم يحدث مثيل له في السابق وفي ظل الدعوات الى الحكم الذاتي أو الفيدرالية. ويحضرين هنا قول للينين في كتابه: ملاحظات انتقادية في المسألة الوطنية يقول فيه مامعناه انه اذا اريد زج اوسع الجماهير في النضال يجب طرح الانفصال عليها.
من يوم  اجراء الاستفتاء والكرد يعاتبون المجتمع الدولي لأنه لم يتضامن  معهم في تأييد نتائج الاستفتاء، ترى أما كان حرياً بالكرد ان يعاتبوا انفسهم أولاً، لأنهم لم يعلنوا الاستقلال وما يزال لكي يؤيدهم المجتمع الدولي؟ الكرد مترددون في اعلان الاستقلال دوماً، في عام 2005 صوت الشعب الكردي بنسبة 98% للاستقلال ومع ذلك لم يعلنوا الاستقلال، وفي عام 2007 تم التصويت من  جديد عليه وبنسبة 92% ولم يعلنوا الاستقلال ايضاً وها أنه بسبب التردد يكاد يفرغ الاستفتاء من محتواه وكان تجميده ايذانا بذلك. لذا ولكي لاتتوالى المخازي اكثر على القيادة الكردية ان تقدم على استقلال كردستان فوراً ودون تأخير وتوجه بذلك صفعة قوية على حد المحتلين الجهلة في بغداد وطهران وانقرة ودمشق والى الخونة من الكرد الذين ينادون بافكار تساومية خيانية لأبقاء الشعب الكردي تحت نير الاحتلال البغيض وليعلم هؤلاء ان المحتلين للوطن كردي سيلجوؤن الى ابادة الكرد حتى وان لم ينادوا بالاستقلال او اية صيغة حوكم اخرى وحتى اذا الغوا الاستفتاء.عليه لا يسعنا الا ان نهتف باعلى صوتنا .. الاستقلال .. ثم الاستقلال.. ثم الاستقلال وخير البر عاجلة.

48
الى un....... ان اوان تصفية احتلال الامم الكبيرة للامم الصغيرة في العالم

عبدالغني علي يحيى
   في مطلع الستينات من القرن الماضي، خطت منظمة الامم المتحدة un خطوة جريئة بتشكيلها لجنة تصفية احتلال المستعمرين الاوروببين لمستعمر اتهم التي كانت تقع في معظمها باسيا وافريقيا. ورضخت الدول الاستعمارية لطلب un دون قيد أو شرط ومن منطلق حضاري ووعي رفيع وبعد نظر وقامت بتصفية احتلالها للمستعمرات ضمن سقوف زمنية محددة، وبذلك ظهرت العشرات من الدول القومية والوطنية، وانتهت الحروب والمنازعات في البلدان المستعمرة، كما سد الطريق امام نشوب حروب محتملة في اخرى. وتعمق مصطلح العالم الثالث، اي عالم الشعوب والبلدان التي تحررت من الاستعمار أو التي كانت تتهيء للتحرر وبتأسيس حركة عدم الانحيار، اصبحت تلك البلدان قوة لايستهان بها الى جانب المعسكرين الغربي والشرقي. غير أن أخطاءً رافقت تصفية المستعمرات منها: ان الادارات الحكومية سلمت الى الامم الكبيرة في تلك البلدان، ولم يحسب حساب للامم الصغيرة ولا لأوطانها في تلك البلدان والتي كانت تشكل جزءاً من البلد المستقل حديثاً، علماً أنه قبل تصفية المستعمرات انبثقت بين الحربين العالميتين دول عدة كالعراق وتركيا وسوريا مثلاً ووفق قاعدة تلك اي تسليم الاستعمار الاوروبي للسلطة في تلك الدول الى الامم الكبيرة أو المهيمنة دون مراعاة الامم الصغيرة وأوطانها ضمن البلد ذو السيادة الحديثة ولم تكن كل الامم المغلوية على امرها في ظل الامم المهيمنة، صغيرة انما كان بينها وما يزال امم كبيرة لها أوطان كبيرة واسعة كالامة الكردية والامه الامازيغية والبلوش والمقدونيين.. الخ ولقد كان الاصح الاعتراف باستقلال تلك الامم والاوطان داخل الوحدات الادراية التي استقلت عن الاستعمار تزامناً مع تصفيةة الاستعمار واناطة مقاليد الامور الى الامم الكبيرة أو التي كانت تدير شؤون البلاد في ظل حكم المستعمر، ففي العراق مثلاً، وقبل تصفية الاستعمار ابقت سلطات الاحتلال البريطاني السلطة والادارات الحكومية في يد المكون العربي السني الذي كان يدير الولايات الثلاث: الموصل (كردستان) و بغداد والبصرة في العهد العثماني بتخويل من الاخير طبعاً وبذلك فأن الامم المغلوبة على أمرها احست بأنها انتقلت من احتلال مستعمر حضاري متطور الى احتلال مستعمر متخلف من النواحي كافة، اي الامم التي تسلمت الحكم وراح يطلق على انظمتها، (النظم الوطنية أو القومية الحرة المستقلة) والتي انصرفت منذ الايام الاولى لقيامها الى اجراء تغيير ديموغرافي في اوطان الاممم التي تعيش معها وعملت ايضاً على أختراق حدودها الاجتماعية ولقد اتخذ ذلك في العراق شكل التعريب والتهجير ضد الكرد بالاخص، ثم ان الامة المهيمنة لم تكتفي بحجب الحقوق الثقافية والسياسية والقومية عن الامة الكردية بل لجأت الى اختراق حدودها الاجتماعية وتبديل حتى أسماء بلداتها ففي محافظة ديالى استبدل الاسم الكردي لقضاء شاربان باسم اخر عربي هو (المقدادية) واطلق اسم  جلولاء على اسم كولالة الكردية، حتى قضاء الخالص كان اسمه الكردي (ديلتاوا) وفي جنوب غرب كركوك تحول اسم شيروان الكردي الى (الحويجة) وفي اواسط السبعينات من القرن الماضي سيما بعد انهيار الثورة الكردية  1961 – 1975 توسعت  ظاهرة استبدال اسماء المدن الكردية بأخرى عربية، فمحافظة كركوك صار اسمها التأميم وناحية اتروش في محافظة دهوك اصبح اسمها (الطليعة) وتم اسكان العرب فيها، واطلق السم (الصديق) على قضاء سوران، وظهرت على الارض الكردية تسميات لمدنها غريبة مثل القحطانية والصمود.. الخ من التسميات التي كانت نتاجاً لأختراق الحدود الاجتماعية للكرد. ولم تتوقف الحكومة العراقية عند هذا  الحد بل قامت باقتطاع اجزاء من كردستان لضمها ادارياً الى المحافظات العربية: اذ اقتطعت قضاء مخمور من اربيل وضمته الى محافظة نينوى وطوزخورماتو من كركوك الى محافظة صلاح الدين ولم تتوقف عند هذا الحد ايضاً بل اسكنت عشرات الالوف من العرب في اراضي ومدن الكرد مقابل طرد سكانها الكرد الاصليين.
ومثلما قاومت شعوب المستعمرات في السابق الاستعمار الاوروبي فأن الشعوب الرازحة تحت نير الامم الكبيرة أو المهيمنة في بلدان العالم الثالث لجأت بدورها الى مقاومة استغلال و تجاوزات الامم الكبيرة المحتلة لأوطانها. وهكذا منذ ظهور الدولة العراقية عام 1921 فان الشعب الكردي خاض سلسلة من الثورات والانتفاضات لأجل نيل الاستقلال، كما خاضت شعوب اخرى معارك وثورات ضد الامم المهيمنة عليها لغرض نيل حريتها واستقلالها. وبعد ان اصبحت مقاومة هذا الامم ظاهرة، ظهر مصطلح (شعوب العالم الرابع). ومنذ ظهورا لمصطلح فان كاتب هذا المقال راح يستخدمه باستمرار في معرض تناوله لاوضاع وثورات امم العالم الرابع بشكل لافت وبالتحري في اوضاع هذه الامم وقفت على دراسات فيمة ورد فيها ان عدد شعوب العالم الرابع المحرومة من الاستقلال وعضوية الام المتحدة un اكثر من عدد الشعوب التي نالت استقلالها وتتمتع بعضوية المنظمة العالمية، ففي دراسة اطلعت عليها كان عدد شعوب العالم الرابع اكثر من 265 شعباً ووطناً في حين لم يتجاوز عدد الشعوب التي تتمتع بعضوية الامم المتحدة ال 200 عضو الى الان، ما يعني ان اكثرية شعوب العالم لم تتحرر الى الان. ويوماً بعد يوم راحت شعوب العالم الرابع ترفع راية الثورة المسلحة وتقاوم هيمنة الامم المسلطة عليها ودخل نضال بعض من هذه الشعوب اكثر من نصف قرن. في حين لاذت شعوب محسوبة على العالم الرابع في البلدان الصناعية المتقدمة، اوروبية وامريكية الى الاستفتاء لتيل حقوقها مثل: الكيبك في كندا والاسكتلنديون في بريطانيا وكتالونيا في اسبانيا .. الخ
لقد انتهت حروب شعوب العالم الثالث ضد الدول الاستعمارية منذ نحو نصف قرن أو يزيد، وحلت محلها حروب اشرس وأوسع بين شعوب العالم الرابع والامم المسلطة عليها في اقطار العالم الثالث. الحروب الاستعمارية في الجزائر وليبيا وفيتنام واقطار اخرى لم تكن تتجاوز سوى سنوات قليلة جداً لاتتجاوز عدد اصابع اليدين، في حين دامت ثورات لشعوب العالم الرابع قرناً او نصف قرن، وما زالت مستمرة الى الان، وثبت بما لا يقبل الجدل، ان نظماً في العالم الثالث بلغت في وحشيتها مرتبة ما فوق الفاشية والنازية ضد شعوب العالم الرابع وبالاخص في العراق حيث استخدم السلاح الكيمياوي والانفال ضد الكرد واذا امعنا الفكر في الاضطرابات في العالم، لوجدنا انها  تكاد تخصر في شعوب العالم الرابع مع حكامها من الامم المهيمنة عليها، وباطلاق الحرية لشعوب العالم الرابع فان السلام سيعم العالم أجمع. ان الحروب والنزاعات المسلحة تجري حصراً بين شعوب العالم الرابع والامم المهيمنة عليها والمحتلة لأراضيها، لذا اذا أريد للسلم العالمي ان يعم ويتوطد فما على الامم المتحدة والدول العظمى ومنظمات حقوق الانسان الا أن تصدر قراراً بتصفية هيمنة الامم الكبيرة في العالم الثالث على شعوب العالم الرابع اسوة بتصفية المستمرات والاستعمار في مطلع الستينات من القرن الماضي. في البدء قبل طرح هذه الافكار في شكل مقال، راودتني فكرة ان الخصها في مذكرة واقدمها الى سكرتارية الامم المتحدة، واعتقد  ان من حق اي مواطن في العالم، ان يتقدم بشكاوى ومقترحات الى un، لكني ارتأيت في النهاية الى نشرها، الافكار، في مقال، وقد اقدم بعد فترة لتحويلها الى مذكرة لرفعها الى un ومراكز القرار في العالم.
الحرية والاستقلال لشعوب العالم الرابع ولتقبر الى الابد هيمنة الامم المتنفذة والكبيرة على مقدرات شعوب العالم الرابع، لاسلام في العالم دون تصفية احتلال الامم الكبيرة للامم المضطهدة (امم العالم الرابع). ان هيومن رايتس ووتش ومنظم العفو الدولية وكل منظمات حقوق الانسان ورجالات الفكر في العالم مدعون لنصرة شعوب العالم الرابع وتصفية الهيمنة عليها وانهاء الاحتلال لأوطانها.

49
لماذا فشلت المشاريع والمبادرات لحل القضيتين: العراقية والكردية؟

عبدالغني علي يحيى
       مصطلح القضية العراقية بدأ في الظهور عام 2003 بعد سقوط حكومة البعث، وحلول نظام شيعي محله، ومنذ الايام الاولى لظهوره دخل العارق في دوامة من العنف والمجازر، حتى أن بعضهم يقدر عدد  القتلى من العراقيين منذ ذلك العام والى الان بنحو مليون انسان، ولم يصف احد العراق ببلد المليون شهيد كما وصفت الجزائر. وبمرور الزمان راح الدمار والخراب يغطيان معظم مناطق السنة، ما دفع ببعضهم من الحريصين على البلاد والعباد الى صياغة مشاريع ومبادرات لأنقاذ العراق من محنته مثل مشروع (المصالحة الوطنية) ظائين ومعتقدين أنه كفيل بأنهاء الالام والمحن وبمرور الايام راح مصطلح القضية العراقية يصبح في الواجهة وكان مشروع (المصالحة الوطنية) الاول من نوعه لانهاء الصراع العراقي- العراقي وبعبارة أدق الشيعي والسني، وعقد عدد من المؤتمرات للمصالحة الوطنية وأولها مؤتمر اربيل صيف عام 2003 وكنت من حضوره واذكر من الذين حضروه المرحوم جلال الطالباني وقادة اخرون من مختلف القوميات والمذاهب والاديان وتوالت مؤتمرات المصالحة فيما بعد وللغرض نفسه، علماً أنه باستثناء حزب البعث لم يكن هناك أي حزب سياسي في العراق خارج العملية  السياسة ومع ذلك لم يستتب الامن في البلاد، ما يعني أن جميع الكيانات السياسية عجزت عن حكم العراق نتيجة غياب كيان واحد عن المشاركة الا وهو حزب  البعث، والى الان يتحاشى القادة الشيعة العراقيون الاجابة على السؤال: من هو الطرف السياسي الذي يجب التصالح معه  كي تتحقق المصالحة الوطنية ومن هو الكيان الاجتماعي الذي يجب التصالح معه؟ ان الجواب على هذين السؤالين له حضوره الدائم، فالحزب الذي يجب التفاهم والتصالح معه هو حزب البعث والمكون الاجتماعي الذي يجب التصالح معه هو المكون السني العربي والبعث هو الممثل الاكبر للمكون العربي السني في العراق. ومن يوم طرح المصالحة الوطنية أو المجتمعية) فأن الارهاب الشيعي سلط على البعث والمكون الاجتماعي السني بالتساوي، وهكذا غدا المشروع (المصالحة الوطنية) غير قادر على شق طريقه نحو النجاح، وأرى ان الدكتور اياد علاوي صاحب هذا المشروع كونه من اكثر القادة العراقيين تمسكا به ورجوعاً اليه،  بالرغم من ان المشروع لم ينجز ولو جزء ضئيل منه وبهذا أظهر فشله وعدم جدواه. وفيما بعد تبارى القادة العراقيون من سنة وشيعة فقط في كتابة المشاريع والمبادرات لتحقيق الهدف عينه (للمصالحة الوطنية المجتمعية)، ومن أشهرها المشروع الوطني العراقي لصاحبه الشيخ جمال الضاري الذي حظي مشروعه باهتمام لافت من قبل الضاري وانصاره وهيئة علماء المسلمين. ومثلما يلوح د. علاوي بين حين وحين بمشروعه التصالحي فان الشيخ جمال الضاري على خطاه، ولا ينكر ان لكلا الرجلين تأثيرهما على الاحداث العراقية بحيث يتقدمان على المشروعين اللذين طرحاهما. اذ فشل المشروعان في حين لم يتعب الرجلان عن مواصلة العمل لأنجاح مشروعيها. عدا هذين المشروعين فان للمعارض العراقي الشهير خميس الخنجر مشروعه المسمى (المشروع العربي) الذي من شدة اعجابه به أنه اسس حزباً باسم حزب المشروع العربي والمشروع العربي الذي فشل كمقترح ومبادرة فان حزبه سيفشل أيضا ومثلما يظل د. علاوي والضاري اكثر فاعلية من مشروعيهما فان الخنجر مثلما برهن انه الاشد تأثيراً في الاوضاع من (مشروعه العربي وحزب المشروع العربي)، وأيا من الثلاثة لم يتعظ من فشل التجرية التي سبقت تجربته، بل راحوا يواصلون كل على حدة تجربته الخاطئة وغير العملية اصلاً.
وتوالت المشاريع وستتوالى ولعل من أشهر المشاريع التي تلت المشاريع الثلالثة تلك، مشروع التسوية السياسية أو التسوية الوطنية ومن ابرز دعاته السيد عمار الحكيم و (التحالف الوطني العراقي) الشيعي علماً أنه لم يستجب له لحد الان أي طرف سياسي بل لم يعلق أحد عليه بجد، وكما نعلم ان الحكيم بحث مشروعه ليس مع القادة العراقيين في الداخل فحسب بل في الخارج ايضاً، في الاردن على سبيل المثال وهذا المشروع مازال جسماً بلا روح، لايأبه به أحد ويقيم كمشروع طائفي يعبر عن موقف ومصالح الشيعة ليس إلا.
 عدا قادة الاحزاب والكيانات السياسية فأن بعضاً من الشخصيات الوطنية لجؤوا بدورهم الى صياغة مشاريع مشابهة للتي سبقتها، فالدكتور غسان العطية طرح مبادرة تحت اسم (موطني) والتي لم تلقى عناية لأفتة كالتي سبقتها، ولست أدري هل الدكتور العطية مازال مصراً على التمسك بها أم لا كما طرح منذر الشاوي وزير العدل الاسبق مشروعا سمية بخطة الشاوي ؟ كل هذا  والعراق على حافة التقسيم ليس على اثنين (عربي وكردي) بل  على ثلاثة (شيعي، كردي، سني).
إن الاحداث التي يمر بها العراق الان، من دعوات قوية الى الانفصال والتقسيم والاستقلال للكرد، والاقلمة للعرب السنة التي ستفضي في النهاية الى الانفصال والاستقلال ايضاً، حكمت وتحكم على المشاريع التي ذكرتها بالموت و الاخفاق، ولا يستثنى من هذه المشاريع المشروع الذي قدمه السيد علي السستاني أيضا (مشروع انهاء الصراع  الشيعي السني). ويكاد كاتب هذا المقال الوحيد الذي تناول هذا المشروع في مقال له نشر في الحوار المتمدن و سبقني في الاشارة اليه الشيخ عبدالمهدي الكربلائي في أحدى خطبه ليوم الجمعة، وكم كنت أتمنى أن يتجنب السستاني وكل رجال الدين الاسلامي الخوض في السياسة، ولا يلجأ أي السستاني الى اصدار المشاريع تجنباً للفشل بل أن يسموا فوقها، والطريف أنه لم يكتفي بتسجيل ذلك  الفشل على نفسه، أنما زاد عليه حين تقدم في الاونة الاخيرة بمبادرة لحل الصراع بين اربيل وبغداد ، ووجه الغرابة هنا أنه لم  يتريث النتيجة المترتبة على مشروعه الاول، وسارع الى صياغة وتقديم مشروع جديد (مشروع حل النزاع بين اربيل وبغداد) وورد في تناولي لمشروعه الاول الرامي الى طي الصراع الشيعي – السني الذي يمتد الى اكثر من 1000 عام، ان بابا الفاتيكان طوى صفحة الصراع المسيحي  - اليهودي عام 1964 بتبرئته اليهود من دم السيد المسيح، وكان ذلك خطوة شجاع وانسانية ونبيلة منه ولقد كان حريا بلجنة المشرفة على جائزة نوبل منحه الجائزة، وتساءلت في تقييمي لمشروعه: هل يرتقي علماء الدين الاسلامي ومنهم السستاني ومشيخة الازهر الى مستوى بابا الفاتيكان ليصدروا فتوى لتبرئه يزيد بن معاوية من دم الامام الحسين (ع).
ان الطريق الى انهاء النزاع الشيعي – السني يمر قبل كل شيء  بتبرئه يزيد من دم الحسين، وتجر التبرئه هذه ان حصلت الى تبرئة بين امية ومن بعدهم الشعوب الاسلامية السنية كافة اذا علمنا ان هذه الشعوب وبمرور قرون على مقتل الحسين صارت متهمة بأراقة دم الحسين!
اكرر هل يمتلك السستاني الشجاعة والتسامح وبعد النظر ليبرئ يزيد من دم الحسين. وهل يمتلك أصحاب المشاريع من الساعين لأصلاح ذات البين في العراق للاقرار بان حل القضية العراقية لن يتم مالم يتم الاعتراف باستقلال السنة العرب عن العراق وانشائهم لدولتهم المستقلة؟ ان القضية العراقية ياسادتي، هي القضية السنية والفصل بين الشيعة والسنة، بدليل ان اصحاب المشاريع انف الذكر هم من السنة والشيعة ولم يكن من كردي بينهم لأن القضية العراقية ليست قضيتهم. ان قضيتهم كردية. ان حل القضية السنية في العراق يجب ان يقوم على مبدأ حق تقرير المصير بما في هذا الحق حق السنة في اقامة دولتهم المستقلة والقول نفسه يسري على الكرد اذ لا حل للقضية الكردية من دون الاعتراف بدولة مستقلة لهم على كامل ترابهم الوطني الكردستاني.
لقد اخفقت وفشلت المشاريع والمبادرات التي ذكرتها عن وضع حد للمأساة العراقية بسبب من افتقار اصحابها الى الصدق والصراحة بل والذكاء ايضاً بتجاهلهم لمبدأ حق السنة في تقرير المصير، لذا فان المشاريع اللاحقة ستفشل حتماً اذا لم تأخذ بالمبدأ هذا.
بعد الاستفتاء على استقلال كردستان والذي اجري يوم 25-9-2017 وصوت 93,37% من المشاركين في الاستفتاء على نعم لاستقلال كردستان، اطلت ظاهرة المبادرات والمشاريع العقيمة برأسها لوأد الحلم الكردي المشروع طبعاً واذكر من المبادرات : (1) البديل الاممي الذي صاغنه منظمة الامم المتحدة un ووافقت عليه الدول : امريكا وفرنسا والمانيا.. الخ (2) مبادرة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور فؤاد معصوم (3) الخطة التركية الفرنسية (4) مبادرة من (6)نقاط للدكتور أياد علاوي (5) مبادرة السستاني (6) خطة لتحالف اتحاد القوى العراقية. هذا فضلاً عن وساطات ومبادرات اخرى مثل: دعوة الجامعة العربية للبارزاني والعبادي لحضور اجتماع برعاية الجامعة فوساطة سعودية حملها السيد ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ووساطة امريكية واخرى فرنسية.من المؤسف أن المشاريع والمبادرات والوساطات هذه لحل التناقض بين بغداد واربيل تنطلق من العقلية نفسها للمشاريع والمبادرات لحل القضية العراقية التي عرضت لها، وسيكون مصيرها (مصير المبادرات لحل الخصام بين اربيل وبغداد) كمصير المشاريع والمبادرات التي قدمت لاجل انهاء النزاع العراقي  - العراقي لا يمكن حل القضيتين: العراقية والكردية بدون استقلال الكرد والسنة عن العراق بدون حل الثلاث دول : كردية وسنية وشيعية، عليه فان توالي المشاريع والمبادرات و الوساطات والمؤتمرات والاجتماعات لحل الصراع بين اربيل وبغداد سيكون مضيعة للوقت وتفاقماً للمشكلة.
ان المشاريع من (المصالحة الوطنية) الى خطة منذر الشاوي لحل الصراع السني – الشيعي أو العراقي – العراقي باءت بالفشل كما تبوء بافشل المشاريع والمبادرات التي قدمت لأنهاء الصراع بين اربيل وبغداد،لأن المشاريع في الحالتين  اهملت الحل الصحيح والعملي الا وهو مبدأ تقرير المصير.
وحل ال 3 دول كردية وسنية وشيعية.



50
حقوق الكرد القومية بين الدساتير والقوانين الوضعية وبين النصوص الدينية الاسلامية

عبدالغني علي يحيى
    منذ الاعلان عن الاستفتاء لأستقلال كردستان يكرر المعترضون عليه من حكام بغداد بالاخص العبارة (الدستور ضامن لحقوق الكرد فلماذا الانفصال)؟
بعد شهور من الاطاحة بالملكية في العراق عام 1958 صدر الدستور العراقي المؤقت في العهد الجمهوري الاول متضمناً فقرة جريئة وهي : ( العرب والاكراد شركاء في الوطن) وفي حينه استبشر الكرد وتفاءلوا خيراً بالفقرة تلك وعدوها مكسباً قومياً كبيراً لهم وشمل تفاؤلهم معظم أقوال الزعيم عبدالكريم قاسم حول الكرد، ولكن لم يمضي طويل وقت على الدستور المؤقت واقوال قاسم، وإذا بالزعيم عبدالكريم قاسم يشن حملة عسكرية شعواء على كردستان وشعبها وراح طيرانه الحربي ومدفعيته الثقيلة ودباباته تقصف كردستان من زاخو الى خانقين وتشعل النار في الاخضر واليابس وكأن الفقرة المذكورة غير موجودة أو أنه نسي اقواله من قبيل ان الحزب الديمقراطي الكردستاني أخي وان الحزب الشيوعي العراقي أخي والحزب الوطني الديمقراطي اخي، وطارد اعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني وزج بالالاف منهم في السجون والمعتقلات وتحول (أخ) قاسم في البلاغات العسكرية العراقية في مطلع ايلول عام 1961 الى (عصابات الشمال) و ( العملاء للمخابرات البريطانية).. الخ في وقت كان الزعيم الكردي مصطفى البارزاني والمئات من البارزانيين قد عادوا تواً من الاتحاد السوفيتي السابق والى يوم اعدامه (قاسم) في 8 شباط 1963 فان صاحب الفقرة (5) و (الاخ) كان الوحيد من بين الزعماء العراقيين لم يتفاوض مع الكرد أبداً ولم يلجأ حتى الى هدنة لأيقاف الحرب ولو لساعات أو أيام، وهكذا لا الدستور المؤقت ولا أقوال الزعيم لم يجدياً نفعاً، وصارت الفقرة (5) واقوال الزعيم التي كانت تقطر محبة وصداقة حيال الكرد وكذلك الفقرات الاخرى في الدستور الداعية الى الحرية والعدالة والمساواة والتي بقيت حبراً على ورق ولم يجني الكرد اية فائدة من ورائها وكذلك الحزبان الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي بل القي بالمئات ان لم نقل الالاف من الشيوعيين في سجن نقرة السلكان الصحرواي وفي سجون اخرى ايضاً، وتواطاً اي قاسم مع حملات اغتيال المئات من الشيوعيين في الموصل بالاخص بشكل راح العراقيون في وقت مبكر يترحمون على الملكية التي اسقطها قاسم.
وفي العهد البعثي الاول 1963 صدر قانون اللامركزية لكردستان بعد الاسابيع الاولى من انقلاب 8 شباط في ذلك العام، الا ان البعثيين سرعان ما تنكروا للامركزية واعلنوا الحرب على الكرد في حزيران العام نفسه وخصصوا جائزة مالية مقدارها 100,000 الف دينار لمن يأتي برأس قائد الثورة مصطفى البارزاني اليهم وخلافاً لكل الاعراف فانهم اعتقلوا اعضاء الوفد الكردي المفاوض أما في العهد البعثي الثاني فلقد تم اعلان الحكم الذاتي لكردستان واطلقت حقوق واسعة للكرد، ولكن بعد فترة وجيزة على صدور قانون الحكم الذاتي، اطلق مأجورون تابعون للحكومة العراقية النار على مقر اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل ثم اشعلوا فتنة في سنجار وحاولوا اغتيال ادريس البارزاني اثناء زيارة له الى بغداد وبعد مرور نحو سنتين على بيان (الحكم الذاتي) نفذوا مؤامرة كبيرة لاغتيال مصطفى البارزاني في قرية حاج عمران. كل هذا وغيره حصل ووقع في اجواء بيان أذار والحكم الذاتي. وفيما  بعد وبعد سنوات، كان صدام حسين ما ينفك بردد بين فترة واخرى بأن للكرد حقين في العراق، غير أنه في ظل (الحقين) قصف الكرد في حلبجة ووادي باليسان بالسلاح الكيمياوي وفتح جحيم الانفال امامهم ودفن نحو 182,000 أنسان كردي في المقابر الجماعية وأباد من على ظهر البسيطة اكثر من 4500 قرية كردية. أما النظام العراقي الحالي فلقد سجل عليه (55) خرقاً للدستور الدائم وحجب حصة الكرد  البالغة 17% من الموازنة العامة وكذلك رواتب البيشمركة والموظفين.
  مما تقدم يبدو ان خرق الدستور وانتهاكه اسهل مايكون بالنسبة للحكام العراقييين وكما تقول العامية العراقية (شربه ماي) وان التراجع عن الاقوال، واقوال الرؤساء قاسم وصدام على سبيل المثال والتي يجب ان يكون لها حكم القانون. فانه اسهل مايكون ايضا ولا فرق بين دستور مؤقت واخر دائم فكلاهما معرضان للخرق و الانتهاك، اذكر في الستينات والسبعينات من القرن الماضي كيف كان بعضهم عن جهل وطيبة وحسن نية ايضاً يلحون على سن الدستور الوائم والكف عن العمل بالدستور المؤقت، وجاء الدستور الدائم في عام 2005 من دون أن يغير من السلوكيات العنصرية  ضد الكرد أو يضع حداً للخروقات ضده.
لست أول من قال ويقول ان الحكومات العراقية بما في هذه الحكومات، الحكومة الحالية خرقت الدستور وضربته عرض الحائط فلقد سبقني الى ذلك القول كتاب وسياسيون وقادة سياسيون من عرب وكرد وسنة وشيعة.. الخ اذاً والحالة هذه الستم معي اذا قلت : (ان الدستور ضامن لحقوق الكرد) مجرد كذبة كبيرة وضحك على الذقون، ويظل قول الرصافي (علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف) صحيحاً وينسحب على الدستور العراقي الدائم الحالي.
ان الدساتير والقوانين سواء في العراق أو في غيره من بلدان العالم اعجز من ان تقدر على حل الصراعات القومية والدينية والمذهبية مهما تفتحت على حقوق الامم واطلقت أوسع الحقوق لها، ولن تكون البديل عن الاستقلال في ضمان حقوق الامم سواء في البلدان الديمقراطية المتقدمة و كذلك في بلدان العالم الثالث و كذلك في بلدان العالم الثالث، وأرى ان الشعوب السوفيتية كانت قد نالت حقوقاً قومية كبيرة الى درجة ان معظمها ان لم اقل جميعها تمتعت بجمهوريات وبعض من تلك الجمهوريات كانت تتمتع بعضوبة الامم المتحدة، كما ان ستالين عند تأسيس الامم المتحدة حاول اشراك الجمهوريات السوفيتية كافة في عضوية الامم المتحدة، الا ان بقية الدول في مجلس الامن لم تقبل بمحاولة ستالين خشية من ان تشكل الجمهوريات الشيوعية الاكثرية في المنظمة العالمية، ومع كل هذا، عندما انهار الاتحاد السوفيتي واطلق غورباتشوف حرية الانسحاب من روسيا فان شعوب الجمهوريات السوفيتية اغتنمت الفرصة وسارعت الى الانفصال عن الاتحاد السوفيتي وتأسيس دولها المستقلة كل هذا رغم الحقوق الواسعة التي كانت تتمتع بها تلك الشعوب في ظل السلطة السوفيتية. ترى هل لدى القيادة العراقية الحالية الاستعداد لاعلان الجمهورية للكرد اسوة بالسلطة السوفيتية التي اعلنت الجمهوريات لشعوبها؟ وهل لدى القيادة العراقية الحالية  الجرأة لمطالبة الامم المتحدة بادخال كردستان في الامم المتحدة، اسوة بادخال السوفيت لاوكرانيا وروسيا البيضاء وليتوانيا في الامم المتحدة.؟
نعم الدساتير والقوانين العراقية، لا الدائمية ولا المؤقتة غير قادرة على ضمان تمتع الشعب الكردي بحقوقه، ولن يكون الشعب الكردي حراً الا بتأسيس دولته المستقلة والكل امل في ان تسفر نتائج استفتاء يوم 25-9-2017 عن استقلال كردستان عن العراق.
 أقولها وبصراحة: ان معظم مواد وبنود وفقرات الدساتير العراقية مؤقتة كانت ام دائمية بل ان معظم مواد وبنود دساتير العالم ايضاً مقبوله بخصوص الانفتاح على حقوق الشعوب والانسان، ولكن كما تعلمون العبرة بالتنفيذ والتطبيق والتقيد بالدستور، وهذا ما لم نجده اطلاقاً لدى الانظمة و الحكام الذين حكموا العراق، فالكل خالف الدستور وتنصل عن تطبيقه وافرغوه من محتواه. لقد تكرر خرق الدستور اكثر من مرة ومرتين بما في الدساتير الدستور العراقي الحالي ايضاً، الامر الذي يدفعني الى القول، ان القاعدة تصاغ من تكرار الحالة، وسوف بتكرر خرق الدستور في المستقبل ايضاً وفي حال مجيء نظام اخر الى الحكم يحل محل النظام الحالي. لذا فأن من حق الكرد التخلص من هذه المهزلة:  تكرار الخروقات للدستور والقوانين والذي يترتب عليه تكرار الحروب والنكبات والويلات، واقولها ايضاً ان الدساتير والقوانين الوضعية في العراق أو غيره من اقطار العراق، لوطبقت بالتمام والكمال، لما رأيت شعباً يثور أو ينتفض أو يتمرد.. الخ
هيهات ان يكون الكردي الذي خبر قوانين ودساتير الانظمة الاحتلالية له ولوطنه وخبر صيغ الحكم من (حكم ذاتي، الفيدرالية اللامركزية.. الخ ان يكون على درجة من السذاجة والجهل بحيث تنطلي عليه دساتير وقوانين واقوال الحكام من: عرب وفرس و ترك.
الدساتير والقوانين غير ضامنة لحقوق الكرد وعلى الكرد عدم الوثوق. بها أو باقوال القادة من عرب وفرس وترك.
من بعد الدساتير والقوانين العراقية التي يلوح بها خصوم استقلال كردستان بوجه الكرد زاعمين انها ضامنة لحقوق الكرد تأتي النصوص الدينية الاسلامية التي  تقول بدورها ان الاسلام انصف الكرد وان ايات القرأن الكريم اعترفت بحقوق الشعوب بما فيها حقوق الشعب الكردي في استشهادهم بالاية: (وخلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عندالله اتقاكم) وكما نعلم ان معظم مواد الدساتير والقوانين في العراق والعالم الاسلامي مستمدة من القران وان الشريعة الاسلامية مصدر للقوانين. عليه هناك تداخل وتكامل بين الدساتير والقوانين الوضعية وبين تعاليم الدين الاسلامي، وهذا ما يعمق من اضطهاد الكرد واستغلالهم. لعقود طويلة زعم ويزعم الحكام العرب والترك والفرس من أن الاسلام انصف الشعوب كافة في الاية تلك (وجعلناكم شعوباً و .. الخ) يبد أن أي شعب اسلامي من الشعوب الرازحة تحت نير الامم الاسلامية الكبيرة لم يتمتع بأي حق قومي مشروع وظلت الاقوال: (لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى) و (انما المؤمنون اخرة) و (الاسلام الف بين القلوب) و (امرهم شورى بينهم) و(المسلم اخ المسلم اذ اشتكى منه عضو تداع له سائر الجسد بالسهر والحمى). ان النصوص الدينية الاسلامية لم تقدم بالقضية القومية الكردية قيد انملة، ليس هذا فحسب، بل ان الحروب كانت سجالاً بين العرب والكرد على امتداد الدولة العراقية ومنذ عام 1921 عام قيام الدولة العراقية لم يمر عقد دون حروب ولا اغالي اذا قلت ان علماء الدين الاسلامي من الامم الاسلامية المهيمنة على الكرد، ينظرون الى الحقوق القومية الكرد، نظرة عداء وتكفير وهم اي اولئك العلماء هم الاشد عداءً لحرية الكرد من القادة العلمانيين من الامم الثلاث المستعمرة لكردستان، ولم يستنكروا المظالم التي سلطت على الكرد ولم يعترض اي منهم على استخدام الكيمياء والانفال سيء الصيت ضد الكرد، في حين والحق يقال ان بعضاً من القادة العرب اقروا بالحق القومي الكردي في تصريحاتهم واثبتت التجارب ان القادة الاسلاميين هم الاكثر اندفاعاً لمناهضة الحق الكردي المشروع الم يقل الشيخ احمد الياسين مؤسس (حماس): اذا فرغنا من محو اسرئيل، فان اسرائيل ثانية تنتظر منا محوها في شمال العراق! وكانت النظم التي تحمل مصطلحات اسلامية مثل: جمهورية ايران الاسلامية وحكومة حزب العدالة والتنمية الاخواني التركي وحزب الدعوة الاسلامية الحاكم في العراق، هي اشد مناوءة للحق الكردي من مناوأة حكومة شاه ايران والحكومات العلمانية التركية له ..الخ ان الاسلام لم يألف بين قلوب العرب والكرد ولا بين قلوب العرب والفرس ولا بين قلوب العرب والترك، وبهذا الصدد يقول الامام الخميني: ان العرب والفرس قبل دخولهما الاسلام كانا قد خاضا معركتين ضد بعضمهما بعضاً ولكن عندما دخلا في الاسلام فانهما خاضا (25) معركة ضد بعضهما بعضاً خلال 400 سنة فقط، اي بمعدل معركة واحدة في كل 16 سنة مرة ! يستشف من كلام الامام الخميني، ان الاسلام باعد بين الشعوب الاسلامية ولم يألف بينها، وفي الحرب العالمية الاولى رأينا كيف وضع القادة العرب والشعوب العربية يدها في يد المستعمر الانكليزي و الفرنسي لأسقاط الامبراطورية العثمانية المسلمة.
لم يميز العرب المسلمون ولا الفرس المسلمون بين الكرد واليهود فمثلما سموا مذابح المسلمين الاوائل بحق اليهود بالانفال فانهم عادوا ليسموا حملات الابادة بحق الكرد في الثمانينات من القرن الماضي بالانفال وازهقوا ارواح 182000 انسان كردي مسلم بري ودفنوهم في مقابر جماعية  بصحاري الجنوب و (انما المؤمنون اخوة) وهم مثل الشيخ احمد الياسين تراهم امام دعوات الكرد للاستقلال ينعتون كردستان باسرائيل ثانية. ان مصطلحات كردستان العراق. و كردستان ايران.. كردستان تركيا.. كردستان سوريا.. مرادفة للمصطلحات السابقة: الصومال الفرنسي والصومال البريطاني والايطالي وغينيا البريطانية والهولندية.. الخ ان شعبنا الكردي يرفض بشدة مصطلحات كردستان العراق وايران وتركيا وسوريا، وان كردستان وطن شعبها الكردي وليس صومالاً تركيا أو عراقياً أو ايرانياً.. الخ ولقد اثبتت الوقائع والاحداث في العالم ان الاستعمار العراقي والايراني والتركي والسوري هو اسوأ بكثير من الاستعمار البريطاني والفنرسي بدليل ان المستعمرين الاوروبيين رضخوا القرار الامم المتحدة في مطلع الستينات والذي نص على تصفية المستعمرات واختفت مصطلحات الصومال الكندا وغينيا الككذا في حين لاتزال كردستان لتركيا وايران وسوريا والعراق ظلماً والانكى من كل هذا ان الدول الاسلامية المحتلة لكردستان تأبى وترفض تسميتنا لها بالاستعمار، في حين انها اسوأ بكثير من الاستعمال روليس هناك وجه للمقاومة بينها وبين الاستعمار الاوروبي السابق.

51
على بغداد التهيؤ لأفضل العلاقات مع جمهورية كردستان المرتقبة.

عبدالغني علي يحيى
    إعلان استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية بات مسألة وقت، وسوف يتحقق حلم الشعب الكردي في جنوب كردستان في الاستقلال والسيادة بعد اكثر من قرن من المظالم التي نفذت بحقه وما تزال، بحيث ان قلة من الشعوب عانت من الويلات والعذابات كالتي عانئ الشعب الكردي منها الانفال..  الكيمياء.. النابالم.. هدم القرى.. المقابر الجماعية التهجير.. التعريب.. الخ والذي يؤسف له ان الحكومة العراقية تكاد تبز جميع اعداء الكرد في معاداة حقوق الكرد المشروعة وما معاداتها للاستفتاء والاستقلال الا امتداد للأنفال والكيمياء والنابالم والتعريب.. هدم القرى.. الخ علماً انه كان الاولى بها نصرة الكرد في مسألة الاستفتاء والاستقلال انطلاقاً من الجيرة وصفحات من التاريخ المشترك والدين.. الخ ناهيكم ان المصلحة العليا للشعب العراقي نقضي بالانتصار لحق الكرد في تقرير مصيرهم، سيما اذا علمنا ان تاريخ الدولة العراقية كان عبارة عن الحاجة المستمرة الى كردستان، وللابقاء على تلك الحاجة وضمان نلييتها، فان الحكومات العراقية كافة لجات الى قمع الشعب الكردي كلما هب للمطالبة بحقوقه، واليوم فان حاجة العراقيين ستشتد الى كردستان بعد نيل الاخيرة لاستقلالها وسيادتها لأسباب كثيرة منها:
1-   ان المصادر المائية للعراق تقع في معظمها في اقليم كردستان دجلة والزابين الاعلى والاسفل وانهار سيروان والوند والخازر وان لم يقع قسم منها في جنوب كردستان فانه يقع في شرق كردستان (كردستان ايران) وشمالها (كردستان تركيا) ولا شك ان الماء في اهميته بلي اهمية النفط، لذا فان بغداد ستتضرر كثيراً في حال مضيها في معاداة الاستفتاء والاستقلال لكردستان، في حال رد الكرد على عداء بغداد بانتهاج سياسة مائية على غرار السياسة المائية التي تنتهجها كل من تركيا وايران حيال العراق. (وجعلنا من الماء كل شيء حي).
2-   ان الشعب العراقي هو بأمس الحاجة الى السياحة و الاصطياف، وكما نعلم ان مصايف كردستان واماكنها السياحية هي الاقرب الى العراق من مصايف العالم اليه، كما ان بلوغها مصايف كردستان، سهل ناهيكم من انها غير مكلفة وفي متناول يد جميع الشرائح السكانية العراقية، وهذه ميزة تفيد العراقيين، ولاتنافسها اية ميزة اخرى.
3-   ستكون جمهورية كردستان المقبلة بوابة العراق الاولى للاطلالة على اوروبا و روسيا والغرب عموماً، بعد أن تصبح الجارة الشمالية الوحيدة للعراق، وستحل محل تركيا (وحق الجار على الجار) لهذا فان على بغداد الان و قبل فوات الاوان مراعاة جارتها الشمالية وتطبيع العلاقات معها لا ان تقف ضدها كما تفعل الان بمناهضتها للاستفتاء والاستقلال. ان حكام بغداد القصيري النظر والجهلة بمستقبل المنطقة لا بد وان يعضوا اصابع الندم لعدائهم الهمجي والوحشي لاستقلال كردستان، أن الشعب الكردي سيعطي بعد الاستقلال الاولوية في التعامل للامم والحكومات التي ساندته ويعمل لاقامة افضل العلاقات معها تثميناً منه لمواقفها المشرفة والعادلة ازاء حق الكرد في تقرير المصير والاستقلال .
4-   لقد اقام الكرد دولة كردستان في صدورهم وقلوبهم خلال الاعوام الماضية من قبل ان تقوم هذه الدولة فوق ارضهم وهي قادمة وقائمة بعد فترة وجيرة لامحالة.
5-   ان انبل واشرف موقف يسجله العراقيون هو مساندتهم دون قيد أو شرط لاستقلال كردستان ، ففي الماضي البعيد أيد الكرد استقلال الجزائر وحقوق الشعب الفلسطيني و كل حركات التحرر العربية ووقفوا ضد العدوان الثلاثي على مصر وو.. الخ لذا فان الانصاف والشهامة يقضيان بان يرد العراقيون وكل العرب على الموقف الكردي بأحسن منه ويسارعوا الى تأييد ومساندة استقلال كردستان وأن لا يحرموا انفسهم من هذا الشرف الرفيع.
6-   ستبقى كردستان وانابيبها النفطية في خدمة نقل النفط العراقي الى الموانيء التركية ومنها الى العالم الخارجي، وستكون طرقها البرية واجوائها في خدمة العراق كذلك، وعلى العراق من الان ان تفكر بفتح العديد من المعابر الحدودية لاغراض السفر والتجارة وغيرها مع كردستان مثلما هي منهمكة الان ومنذ زمن في فتح المعابر مع الاردن (طريبيل) والسعودية ( عرعر) وكذلك مع ايران.
7-   اذكر العراقيين بافضال الكرد وكردستان عليهم منها: في عام 1963 والى سقوط النظام العراقي السابق في 2003 كانت كردستان ملاذاَ وملجأ للعراقيين حين احتضنت المعارضين العراقيين من سنة وشيعة على حد سواء واذكرهم ايضاً، ان الحكومة العراقية التى رفضت دخول اهل الانبار النازحين الى بغداد ولوحت بشرط الكفيل فان مسعود البارزاني رحب باولئك النازحين وفتح ابواب كردستان امامهم دون شرط الكفيل، وفيما بعد نزح الاف من العرب السنة بالاخص الى اقليم كردستان الذي اواهم واحسن معاملتهم ووفر لهم الامان والاستقرار والعيش الكريم والى كتابة هذا المقال هناك 200,000 عربي سني من محافظة صلاح الدين وحدها يقيمون في كردستان وضعفي ذلك من عرب نينوى. واذكر العراقيين ايضاً بسنوات الجفاف عندما نقل الرعاة العرب اغنامهم الى كردستان  بحثاً عن الماء والمراعي لمواشيهم، وذكريات الحاجة الى الكرد وكردستان كثيرة مثل احتشاد العشرات من المواطنين العرب امام بوابات اربيل ودهوك وغيرهما من المدن الكردستانية طلباً للعمل قبل السنوات. على العرب العراقيين من اصحاب الضمائر الحية ان لاينسوا الموقف المشرف لكردستان حكومة وشعباً في احتضانهم ومساعدتهم، لذا عليهم ان يتقدموا الصفوف و ينتصروا لحق الكرد في الاستقلال والسيادة ويفضحوا حكامهم الحاقدين على الاستفتاء واستقلال كردستان. على امتداد التاريخ المعاصر كان العرب العراقيين بحاجة الى دعم واحتضان الكرد لهم وليس العكس. ولم يحتاج الكرد الى العراق في اي يوم من الايام.
8-   بحصول كردستان على استقلالها فان علاقات الكرد والعرب العراقيين لن تنقطع بل تبقى سيما داخل الجزء العربي من العراق، اذ ان هنالك جمهرة كبيرة من الكرد الفيليين في بغداد وديالى وواسط وميسان يقدر عددهم بنحو المليونين، وعلى بغداد ان تحسن علاقاتها معهم وتكف عن اضطهاد هم وملاحقتهم ومعاملتهم كأجانب وهم السكان الاصليون في المحافظات التي ذكرتها، ان اضطهادهم الان اثار سخط وغضب الشعب الكردي وسينمو هذا السخط والغضب في حال مواصلة بغداد لاضطهادهم بعد نيل كردستان للاستقلال والسيادة.
ان القادة العراقيين اليوم امام طريقين، اما ان يحتكموا الى العقل والحكمة والمنطق وينتهجوا من الان سياسة التعايش السلمي والمنافع المشتركة وحسن الجوار وعدم التدخل.. الخ من المباديء الدولية السامية مع جمهورية كردستان الفيدرالية الديمقراطية المرتقبة ويستبقوا الاحداث عملاً بخير البر عاجله ويؤيدوا من الان وقبل فوات الاوان وبشكل علني طموح الشعب الكردي المشروع في السيادة والاستقلال ان عليهم اختيار طريق الاعتراف المسبق بالجمهورية الكردستانية التي هي الان على وشك الولادة، واما ان يسلكو طريق الحكام الطغاة السابقين الذين اختاروا الحرب على الشعب الكردي، ولقد رأينا كيف انهم جميعاً سقطوا واوردوا موارد التهلكة والفناء.
يجب احترام احاسيس ومشاعر الشعب الكردي الجريح وتأييد حقه في الاستفتاء ولااستقلال. 

52
كيف صار الكرد اغنى وارفه واسعد من العرب والفرس والترك؟

عبدالغني علي يحيى
      نعم كيف اصبح المواطن الكردي في جنوب كردستان الذي اصطلح على تسميته (كردستان العراق) اغنى وأرفه واسعد من المواطن العربي والفارسي والتركي؟ في الدول: العراق وايران وتركيا وسوريا التي تحتل شعب كردستان ووطنه من قبل نشوب الحرب العالمية الاولى والى اليوم، ومازالت تتعامل معه بقسوة وبلغة القوة ، بلغة الكيمياء والنابالم والانفال. لا يأخذكم العجب من السؤال العنوان، وامهلوني لأوضح لكم الامر، وابدأ بذكر بعض من المظاهر التي تعكس البواطن والمضامين، ففي جنوب كردستان تلقى الالاف من العمال العرب والترك والايرانيين يمارسون أعمالاً مختلفة، في حين لا تعثر على عمال كرد عراقيين يعملون في الدول تلك وبالاخص بعد قيام النظام الديمقراطي في كردستان عام 1991 أي بعد جلاء قوات الاحتلال العراقي من نحو الثلثين من كردستان بفضل تعيين خط العرض ال 36 من قبل التحالف الدولي لحماية شعب كردستان، عدا ذلك فان السكان دأبوا في كل يوم جمعة الى الخروج من المدن والتنزه في الارياف القريبة منها، وفي الربيع، يخرج السكان مبكراً من دورهم للحصول على مكان يقضون فيه نهارهم، دع جانباً القول انتشار المركبات في المدن والارياف على حد سواء وقلما تجد اسرة لا تملك اكثر من سيارتين أو ثلالث.. الخ من عشرات الامثلة على رفاهيت الكرد وتقدم الوطن الكردستاني، والموضوع (كيف صار لكرد.. الخ) رد على بعضهم ممن يتباكون على طبقة الموظفين وكيف انهم ( يعيشون في وضع مزر ومدقع) بعد تقليص رواتبهم من قبل حكومة الاقليم وأن (وضع الموظفين صعب نتيجة التقليص ذاك) ويذهبون حد القول: ( ان الاقليم على حافة كارثة انسانية جراء الجوع والحرمان) كل هذا وغيره من غير ان يلتفت هؤلاء الباكون الى المظاهر التي ذكرتها وكيفية تراكم الثروة في كردستان على مدى عقود.
1-   التنمية الانفجارية وتوجه الموظفين الى المهن الحرة
بعد قيام الحكومة العراقية عام 1972 بتأميم النفط، حدث ماسموها في حينه بالتنمية الانفجارية في العراق وبضمنه كردستان، وجراء التنمية الانفجارية فان المهن الحرة و اليدوية والتجارية راحت تتقدم على مهنة الموظفين في حين تقدمت الطبقات الاخرى كالكسبة والعمال والفلاحين على الموظفين الذين تحولوا الى افقر الناس في تلك الفترة، ما دفع  بالموظفين للبحث عن وسيلة تنجيهم من  واقعهم المر فلجؤوا الى القطاع الخاص ومزاولة المهن الحرة اضافة الى وظيفتهم الحكومية وراح الالاف يمارسون: التأسيسات الكهربائية وصبغ الدور والسيارات والعمل في مكاتب المقاولين والتجار وعيادات الاطباء وفي الشركات فالتعامل مع معارض السيارات، وفتح حوانيت واشكالاً من  المشاريع الصغيرة المربحة.. الخ ومنذ اواسط السبعينات، اعوام انطلاق التنمية الانفجارية فان الموظف الكردي وكذلك العراقي لم  يعد يعتمد في كسب رزقه على راتبه الوظيفي الحكومي، بل ان المئات تخلوا عن وظائفهم الحكومية وكان من بينهم خريجو الجامعات واصحاب الشهادات العليا، وقلما تلقى موظفاً منذ ذلك التاريخ يعتمد على الراتب الحكومي، اللهم الا نادراً جداً، واذكر كيف ان الحكومة العراقية وقتذاك كانت تقوم بتوظيف الخريجيين بسرعة وتقوم بمطاردة الذين كانوا يستقيلون او يتركون وظائفهم لقد نال الموظفون الذين تحولوا الى المهن الحرة والقطاع الخاص خبرة وتجرية غنية في ممارستهم للمهن الحرة وبرز من بينهم فيما بعد رجال اعمال واثرياء وتحسنت اوضاعهم المعيشية بشكل لم يسبق له مثيل. ومازالت الحالة (عمل الموظف في المهن الحرة) جارية لم تتوقف وكيف انه يعتمد في ضمان معيشته على المهنة الحرة وليس الراتب الحكومي.
2-   تعويض المهجرين من قراهم
في نحو منتصف السبعينات من القرن الماضي، قامت الحكومة العراقية في اطار عمليات التعريب والتغيير الديموغرافي واخلاء القرى الحدودية الكردستانية  من السكان، قامت بتهجير مئات الالوف م السكان ولكن لقاء تعويض مادي وخشية من ظهور تمرد لدى من شملهم التهجير القسري فان الحكومة شكلت لجنة لتقدير ممتلكات المهجرين، ولقد بالغ كل المهجرين في حجم ممتلكاتهم، فكان بعضهم يدعي انه يملك 500 شجرة جوز و 400 شجرة رمان و 700 شجرة عنب وخوخ وتين.. الخ ومئات من الدونمات الديمية وسيحية، وكانت لجان تقدير الممتلكات في عجلة من امرها واكتفت بتدوين افادات القرويين الذين لم يكونوا ليصدقوا ان الحكومة  ستعوضهم على اساس الارقام التي اوردوها، غير انه بعد مضي شهور قليلة اطلقت التعويضات لهم ولكثرتها فان الكثيرين من المهجرين اخذوا اكياس من فئة 50كم لوضع النقود فيها وبين عشية وضحاها اصبح يضرب بهم المثل في الغنى (انهم اصحاب التعويض) وانهم (يشترون السيارات والحوانيت بالجملة). لقد صار معظم اهل التعويض اثرياء وتحول التعويض الى راسمال يستخدمونه في اعمال تجارية واقتصادية مربحة ولم يكونوا يعانون من أزمة السكن اذ نالت كل عائلة داراً متواضعة ضمن مجمع سكني قسري. لقد تداخل التعويض مع حسنات التنمية الا نفجارية، وبدت مظاهر الغنى في المهجرين صارخة.
3-   تحويلات المغتربين الكرد الى ذويهم.
عندما انهارت الثورة الكردية عام 1975 على اثر اتفاقية الجزائر التي وقعت بين بغداد وطهران بوساطة جزائرية فان نكسة مؤقته اصابت عدداً من الشرائح في المجتمع الكردستاني، الا ان تلك النكسة لم تدم طويلاً عالج بعضاً منها التعويض وعالجت بعضاً اخر منها التنمية الانفجارية ولحسن حظ الشعب الكردي، ان ابناءه الذي هاجروا الى اوروبا وامريكا وكندا واستراليا بالاخص راحوا يبعثون باستمرار بالحوالات الى اسرهم وعوائلهم في كردستان وبالعملة الصعبة طبعاً، واستفادت العوائل الكردية من حوالات ابنائها فأشترت الدور والعقارات وفتحت مشاريع منتجة ان الحوالات تمت في اجواء تدنى سعر الدينار العراقي ويومها كان الكرد قد سبقوا العرب والتركمان في الهجرة الى الغرب، وكانت الهجرة يومذاك لم تكن على نطاق واسع وكانت الحكومات الاوروبية والامريكية تساعد اللاجئين  الكرد بسخاء وتتساهل كثيراً معهم وذلك على العكس مما يجري الان بحقهم، حيث هناك صعوبة في الحصول على الاقامة والتجنس. ان الحوالات بالعملة الصعبة اضافة الى التعويض والتنمية الانفجارية خلقت خزيناً من المال لدى الكرد.
4-   امتناع الكرد عن المشاركة في حربي الخليج الاولى والثانية
ان امتناع الشباب الكرد عن المشاركة في حربي الخليج الاولى والثانية، وفر الكثير من الثروة البشرية الكردية لاستخدامها في المجالات الانتاجية، فعندما نشبت حرب الخليج الاولى 1980 – 1988 وخوفاً من التحاق الشباب الكردي بصفوف البيشمركة وحمل السلاح ضد السلطة، فان الحكومة العراقية ارتأت السماح لهم بتسجيل اسمائهم في صفوف الافواج الخفيفة الكردية لقاء الحصول على هوية تسمح لهم التحرك والكسب بحرية مع التخلي عن الراتب لصالح المسؤول عن الفوج وهكذا في الوقت الذي كانت  الثروة البشرية العربية العراقية تهدر وتواجه تناقصاً في العدد مع ماترتب عليه من دمار لحق بالارواح والممتلكات ومأساة انسانية كبيرة تمثلت في سقوط مئات الالوف من البشر جراء الحربين،  فان الثروة البشرية الكردية ظلت على حالها وكانت منتجة بحق، اذ تراكمت اموال هائلة لدى رؤساء الافواج الخفيفة الذي اصبحوا بمرور الايام اضافة الى وظيفتهم تجاراً ورجال اعمال وكانوا في معظمهم يساعدون البيشمركة في الخفاء، فيما تراكمت خبرات اكثر لدى الذين امتنعوا عن المشاركة في الحربين فجنوا اموالاً كثيرة افادوا بها انفسهم وعوائلهم وبلدهم. وفي حينه اذكر نكتة كان يتداولها العرب العراقيون الذين كانوا ينظرون بتهكم الى وضعهم المزري ووضع الكرد في حريتهم وابتعادهم عن نار الحرب، وحوروا الشعار: (الشهداء اكرم منا جميعاً) الى (الاكراد اكرم مناجميعاً) نعم خلال سنوات الحربين تراكت الثروات لدى الكرد فأغتنوا بها، وكان لذلك الوضع أو المكسب فعل التعويض والحوالات ومحاسم التنمية الانفجارية.. الخ في تخزين الثروة لدى الفرد الكردي علاوة على صيانة ثروتهم البشرية.
5-   النازحون العرب وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية في الاقليم
يوم اجتاح تنظيم الدولة – اعش – المناطق السنية بدرجة اولى في العراق، فان المواطنين العرب السنة صاروا بين نارين: نار داعش المحتل لمدنهم وقراهم ونار الطائفية التي سلطت قبل ذلك وبعده وما يزال عليهم وفضلوا اللجوء الى اقليم كردستان هرباً من النارين، وتزامن هذا الحدث مع فرض الحكومة العراقية حصاراً مالياً واقتصادياً على الشعب الكردي، مثلما قامت به قبلها الحكومات السنية السابقة البائدة، وتمثل الحصار الجديد بعد اجتياح داعش للمناطق السنية حجب ميزانية الاقليم والبالغة 17% من مجموع الميزانية العامة، كما اقدمت على حجب رواتب الموظفين  وقبلها حجبت رواتب اللبيشمركة ايضاً ولم يكن امام النازحين العرب السنة ومعظمهم كانوا ومازالوا من الاغنياء الا صرف اموالهم الطائلة ورواتبهم التي كانوا يتلقونها من الحكومة ولم تقطع صرفها لهم ليبقوا واسرهم على قيد الحياة وبهذا الصرف فأنهم ساعدوا على انعاش السوق الكردية والحياة  التجارية والاقتصادية في كردستان ولقد ازدحمت بهم في البدء الفنادق والموتيلات وراحوا يستأخرون الدور ويشترونها ويوظفون اموالهم في مشاريع مثمرة وسط تعلق شديد بالحياة الجديدة في كردستان وبفضل ذلك فان العمليات التجارية وحركة السوق بقيت تحافظ على نشاطها واستفاد الكرد من وراء ذلك أيما استفادة، وهكذا فشلت مؤامرة الحصار الاقتصادي والتضيق على الشعب في قوته ومعيشته، واستطاع النازحون العرب السنة ان ينسجموا بسرعة مع وضعهم  الجديد وراحوا ينفذون انشطتهم الاقتصادية والتجارية بحرية. والى الان فان اخشى مايخشونه هو ارغام الحكومة العراقية لهم بالعودة الى مناطقهم السابقة ومغادرة كردستان ، بل اشترطت على موظفيهم العودة الى مناطقهم وهددتهم بقطع رواتبهم وحرمانهم منها ومن التقاعد وامور اخرى غيرها. ان اموال النازحين العرب السنة ساهمت ايما مساهمة في بعث النشاط في الفنادق  والمطاعم والموتيلات ومختلف المناحي الحياتية، علماً ان الحكومة الكردستانية لم تصرف فلساً على هؤلاء كما الحكومات الاوروبية والامريكية التي صرفت وتصرف اموالاً طائلة عليهم، بل ان  الذي حصل هو صرف النازحين للاموال على كردستان حكومة وشعباً عبر صرف اموالها ورواتبها في الاقليم.
6-   غياب التجنيد الالزامي
الكل يعلم ان الجيوش في العالم تكلف الكثير من ميزانية الدولة وكلما كان الجيش كبيرا كلما كان الضرر الذي يصيب الميزانية اكبر وعلى حساب افقار الشعب وتجويعه واهمال القطاعات الاخرى كالتعليم والخدمات والصناعة والزراعة.. الخ. وان الدول التي تعيش شعوبها برفاهية وتقدم هي تلك الدول  التي لاتملك جيشاً أو تحتفظ بقوة عسكرية رمزية وبوليسية ونتيجة للحظر الذي فرض على اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية في مجال التسليح، فان البلدين حافظا على تقدمهما وتطورهما، وصارت القواعد الحربية الامريكية في البلدين بمثابة القوة التي تحميهما وساعد ذلك على توجه البلدين  نحو الانتاج وزيادة ثرواتهما، كذلك الكرد فانهم استفادوا من الحماية الدولية لكردستان في محيط خط العرض ال 36 فانصرفوا اي الكرد الى التقدم ببلدهم وازدهاره فلا عجب ان ينجز تقدماً مدهشاً في كافة المناحي بحيث ابهر العالم اجمع بالتطور الذي انجزه. حتى ان صحفيا في صحيفة توركش ديلي نيوز ايلينور جيفيك توقع ان تصبح كردستان في المستقبل المنظور (سويسرا الشرق) ووسط التقدم المدهش لكردستان اظهر الرئيس مسعود البارزاني الطموح بان تتحول اربيل الى دبي.
ان عدم العمل بنظام التجنيد الاحباري جعل من الكرد، ان ينغمسوا اكثر في اعمالهم المنتجة، بعد ان وفر عدم العمل به الكثير من الاموال وجعل من ابنائه يقبضون على المحاريث بدل السيوف. من هذا الفهم فان الكرد يتلهفون الى قيام امريكا بفتح قواعد عسكرية لهم في كردستان لحمايتهم من هجمات الدول المحتلة لوطنهم كردستان وتفيد التجارب، ان معظم البلدان التي تحتضن القواعد الامريكية غنية ثرية كاليابان والمانيا والدول العربية الخليجية. وفي حال اقامة قواعد امريكية في كردستان فان التقدم سيحدث في البلاد بوتائر اسرع لأن هاجس عودة النظام العراقي الى كردستان وهدمه لكل ما انجز يراود الكرد باستمرار، واذا تحقق فتح القواعد العسكرية الامريكية فان ذلك لن يحمي الكرد من النظام العراقي فحسب بل من الانظمة المحتلة الاخرى لكردستان: تركيا وايران وسوريا ان دكتاتورية وظلم الدول الاسلامية المستعمرة لكردستان جعلت من الكرد يتوجهون الى الغرب لطلب الحماية منهم.
7-   تدفق العمالة الاجنبية الى كردستان والعقول
بعد انتفاضة عام 1991 وسقوط النظام العراقي عام 2003 شهدت كردستان بشكل لافت اقبال  الايدي العاملة الرخيضة اليها من : اثيوبيا وبنغلاديش والفليبين واندنوسيا ومن العرب العراقيين ايضا، جنبا الى جنب  الايدي العاملة الرخيصة التي كانت كردستان بأمس الحاجة اليها للاسراع باعمار البلد فان العقول الكبيرة ايضاً لجأت اليها وبالاخص من العراق: من اطباء واساتذة جامعات ومهندسين مهر واشكال من الخبرات والتجارب الغزيرة.ان رخص الايدي العاملة الوافده من الخارج دفعت بالعمال الكرد الى البحث عن أعمال هي اقرب الى المهن والحرف لا العمل اليدوي التقليدي وبذلك فان احوال العمال الكرد تحسنت اكثر فاكثر، علماً انه لم تحصل صراعات بين العمال الكرد والاجانب.
8-   نظام الحكم الديمقراطي في كردستان
بلا شك ان التقدم الذي شهدته كردستان يعود الفضل في بعض منه الى النظام الديمقراطي الذي طبق بعد الانتخابات الديمقراطية البرلمانية في الاقليم عام 1992 حيث قطعت كردستان اشواطاً الى الامام في اقل من 5/1 قرن وهو ما لم تتمكن الحكومات العراقية المحتلة لكردستان منذ عام 1921 الى عام 2003 من تحقيقه، والنظام الديمقراطي في كردستان هو الوحيد بين نظم المنطقة اطلق الحرية للمكونات: التركمان، المسيحيون الايزيديون الارمن وهذا ما لا نجده في ايران وتركيا وسوريا و حتى في العراق انظر هروب الصابئة المندائيون منه ولجوئهم الى كردستان وكذلك المسيحيون. صحيح ان هناك عيوب ونواقص كثيرة في نظام كردستان الحر والديمقراطي لكنها لاتبلغ عيوب ونواقص الانظمة المحيطة بكردستان وليس من وجه للمقارنة بين نظام كردستان والانظمة تلك الغارقة في الدكتاتورية والطغيان ولولا:
1-   مؤامرات العواصم الثلالث (اجتماعات العواصم الثلالث) : دمشق، طهران، انقرة على  النظام الديمقراطي في كردستان في السنوات الاولى من اقامته.
2-   قيام الارهاب بضرب المدن الكردستانية وبالاخص اربيل بعد تأسيس النظام الديمقراطي في كردستان وطال الضرب اقضية ونواحي مثل شقلاوة زاخو مخمور صلاح الدين واستمر لسنوات 
3-   الاقتتال الداخلي (1994 – 1988) بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني p.d.k والاتحاد الوطني الكردستاني الذي اثر تأثير سلبياً على تطور كردستان.
4-   حرب داعش على كردستان 2014 – والى الان
5-   احتضان الاقليم لاكثر من مليوني نازح ولاجيء. والصرف عليهم واحتضانهم
6-   حجب ميزانية الاقليم 17% من قبل الحكومة العراقية وكذلك رواتب الموظفين.
7-   .. الخ من أمور اخرى كقلة التجربة لدى حكومة الاقليم والفساد الذي تسلل اليها ومازال.
لو لا ذلك لكانت كردستان اليوم فعلاً سويسرا الشرق واربيل دبي ثانية. ومع هذا يبقى الشعب الكردستاني اغنى وارفها واسعد من شعوب الدول المجاورة لها وليس هناك وجه للمقارنة بينه وبين تلك الشعوب.
Al_botani2008@yahoo.com


53
العراق .. الحل الوحيد لأنقاذ البلاد والعباد
                                                                                               
عبدالغني علي يحيى
    يتبارئ القادة العراقيون منذ فترة، ومن شيعة وسنة وكرد في طرح الافكار والمشاريع بهدف انتشال العراق من الأزمات العميقة التي يعاني منها، ومن اشهر مشاريعهم: المصالحة الوطنية التي عقدت مؤتمرات عدة لغرض انجازها في اربيل واكثر من مكان ويكاد الدكتور اياد علاوي ان يكون صاحباً لمشروع (المصالحة الوطنية) لكثرة تأكيده عليه وطرحه بين آونة واخرى ومن المشاريع الأخرى التي تثار باستمرار (المشروع الوطني) للسيد جمال الضاري، فلقد تم بحث مشروعه في اكثر من محفل واجتماع هنا وهناك، أما السيد خميس الخنجر فله مشروعه المسمى بـالمشروع العربي وفيما بعد اتخذه اسما لحزب اسسه  ومن المشاريع المطروحة : (التسوية الوطنية) والذي يقف وراءه التحالف الوطني العراقي الشيعي وكذلك شخص السيد عمار الحكيم رئيس (تيار الحكمة ) حالياً والمجلس الاعلى الاسلامي سابقاً وبين فينة وفينة تتم الاشارة الى مشاريع تحمل اسم سماحة السيد علي السيستاني المرجع الديني الشيعي الاعلى في العراق والذي توخى من ورائه ( إنهاء الصراع الشيعي – السني) وفي مقال لي منشور في (الحوار المتمدن ) تناولت بشيء من الأسهاب مشروعه . أما الكرد فيبدوا انهم استقروا على مشروع واحد لا يحيدون عنه، الا وهو الاستقلال وهو المشروع الصحيح والعملي وللاسف فان معظمهم كارهن له. هذا وعلى إمتداد الشهور والسنوات الماضية تقدم آخرون بمشاريع ومبادرات خاصة بالافراد والشخصيات المعروفة بينها مبادرة (موطني) للدكتور غسان العطية، عدا المشاريع والمبادرات التي أشرت اليها، والتي لم يطبق أي منها الى الآن بل ولم تؤخذ على محمل من الجد ولم تناقش ولن تطبق ولن تؤخذ على محمل من الجد لا الآن ولا في المستقبل ولو استشاروني في أمر تلك المشاريع والمبادرات، باستثناء مشروع الاستفتاء الكردي لاستقلال كردستان، لقلت ان المكان الطبيعي لكل تلك المشاريع والمبادرات هو سلة المهملات. عداها فان الحريصين على مستقبل العراق شعباً وبلداً راحوا في الآونة الاخيرة يقترحون اشكالاً من التنظيم كل ذلك لأجل الخلاص بالعراق من محنه وازماته، ومن التنظيم الذي يدعون اليه: تأسيس تنظيم عابر للمحاصصة والطائفية . قال السياسي العراقي صالح المطلك : ( العراق يحتاج خطاً عابراً للمحاصصة) و ( نؤيد بروز تيارات وطنية عابرة للطائفية ) واعلن سعد البزاز في مقابلة له مع ايلاف عن نيته في تشكيل جبهة وطنية عريضة قائلاً : (سنشكل جبهة وطنية عريضة ) ومن الدعوات إلى تشكيل ائتلاف عابر للطائفية. وفي الفلك نفسه تلقى افكاراً وخطوات رديفة مثل : دولة المواطنة لا المكونات وإعلان العبادي ( حق المواطن في الترشح للمناصب العليا للدولة في العراق ) ويرى بعضهم في اعلانه هذا تجاوزاً للمحاصصة والطائفية ..
تعليقاً على التنظيم العابر للطائفية اقول : قد يكون بوسع العراق صنع صاروخ عابر للقارات رغم كونه مثقلاً بالديون إلا ان من المستحيل صنع وتأسيس التنظيم العابر للطائفية والمحاصصة وكل من يفكر بالتنظيم العابر للطائفية يجهل فلسفة الاحزاب والظروف السياسية التي مرت بالعراق وكيف انها كانت من شروط انبثاق الاحزاب الطبقية والقومية والدينية ..الخ
ولا يغيب عن البال ان مجرد الدعوة الى التنظيم العابر للطائفية والمحاصصة يوحي بفشل الاحزاب الكبيرة العريقة وعدم جدواها، كل هذا من غير التفكير بالطريقة التي اصبحت هذه الاحزاب كبيرة عريضة مؤثرة، فالثورة الصناعية وبروز الرأسمالية والطبقة البرجوازية صاحبها استغلال بشع للطبقة العاملة كما ان دخول الصناعة في الزراعة في ظل رأس المال افقر وشرد الملايين من الفلاحين، عليه فان التطورات هذه املت تأسيس احزاب طبقية: شيوعية ويسارية واشتراكية وكذلك النقابات، فيما املت الحركات القومية المسلحة وغير المسلحة تأسيس وظهور أحزاب قومية تسعى الى تحرير بلدانها من المستعمرين المحتلين...الخ عليه اتساءل هل من شروط تأريخية وموضوعية لقيام تنظيم عابر للطائفية في العراق وهل بوسع هذا التنظيم عزل الأحزاب الكبيرة عن جماهيرها العريضة الاحزاب: حزب الدعوة الاسلامية والتيار الصدري والمجلس الاعلى الاسلامي والاحزاب القومية السنية: حزب البعث والأخوان المسلمين والناصرين..الخ وفي المكون الكردي: الحزب الديمقراطي الكردستاني  والأتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير. صحيح ان اليسار العراقي وعلى راسه الحزب الشيوعي لم يعد يتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة لاسباب يطول شرحها ولكن لاننسى ان الفكر الماركسي لهذه الاحزاب ما زال جذاباً وان معتنقيه يتجاوزون مئات الالوف، وبالنسبة لعقيدة هذه الاحزاب المتجذره في العقول والرؤوس: فان من الصعب ان لم اقل من المستحيل صياغة فكر عابر للماركسية. يكاد لا يمر فيه اسبوع في العراق واذا بمفوضية الأنتخابات تجيز بين حين وحين أحزاباً جديدة في معظمها سنية لخوض الأنتخابات، ولا يتوقع ان يكون اي حزب من الأحزاب الجديدة تنظيماً عابراً للطائفية، كما أنها في معظمها ان لم تقل جميعها تحاشت ذكر (عبور الطائفية) وابرز علامة فيها انها تتجنب العناوين الدينية والقومية العربية ما يفيد ان ظاهرة الاسلام السياسي والقومي العربي قد أنتهت وولت إلى غير رجعة، علماً ان الظاهرتين كانتا وكما يتبين ذات نفس قصير مقارنة بالأحزاب الشيوعية والعمالية.
فضلاً عن المشاريع والمبادرات التي ذكرتها و (التنظيم العابر للطائفية والمحاصصة) يتقدم بعضهم بافكار جديدة قديمة على صعيد التنظيم للأخذ بالعراق الى شاطيء الأمان، ومن الأفكار بهذا الشأن دعوات بعضهم الى تشكيل جبهة تضم الأحزاب المرتبطة بمشتركات فيما بينها ومن ابرز الافكار بهذا الخصوص دعوة البزاز الى تشكيل (جبهة وطنية عريضة) مع تقديري للبزاز الذي تعود علاقتي به الى نحو (50) عاماً إلى الستينات من القرن الماضي تحديداً، لا يسعني إلا ان اقول له: انه غير ملم بفلسفة الجبهات السياسية في العراق، كما يتبين، وبالتالي يبدو انه غير ملم بالظروف السياسية التي مرت على البلد. فلو أنه كان ملماً بها لما طرح مشروع الجبهة الفاشل. في عام 1957 تشكلت جبهة الاتحاد الوطني من الأحزاب: الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتركي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وارتبط الحزب الديمقراطي الكردستاني بالجبهة تلك بطريقة غير مباشره من خلال تحالفه مع الحزب الشيوعي العراقي اذ دخل معه في تحالف ثنائي بعد رفض الاحزاب المؤتلفة في جبهة الاتحاد  الوطني قبوله في الجبهة.
ان عمر تلك الجبهة لم يتجاوز العام اذ انفرط عقدها بعد انقلاب 14 تموز 1958 وراح طرفاها الرئيسيان الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي يتخندقان ضد بعضهما بعضاً واحتكما الى القوة لمعالجة خلاقاتهما وامتد الخلاف ليشمل جميع اطراف الجبهة. لقد كانت تلك الجبهة عاجزة عن احلال روح التعاون والتضامن بين اعضاء الاحزاب المؤتلفة فيها، وتحول بذلك حلفاء الامس الى اعداء فيما بعد، وفي مطلع السبعينات من القرن الماضي تشكلت الجبهة القومية الوطنية الديمقراطية بين حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي العراقي وتم ضم حزبين كارتونين كرديين اليهما، الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الثوري الكردستاني جدير ذكره، ان حزب البعث قام بعد تأسيس تلك الجبهة باضطهادات لاتحصى ضد الحزب الشيوعي بلغت حد تصفية اعضاء الاخير جسديا، وتوجت الاضطهادات عام 1979 بشن البعث لحملة بوليسية انطلقت في البصرة وانتهت في اربيل واسفرت عن اعتقال المئات من الشيوعيين وارغام العشرات منهم على الاستقالة من الحزب، فيما فرت مئات اخرون منهم الى جبال كردستان لتنظيم قواعد مسلحة ضد النظام البعثي. مثلما تكللت جبهة الاتحاد الوطني بصراعات دموية بين الاحزاب التي كانت مؤتلفة فيها فان الجبهة التي تشكلت في مطلع السبعينات بين الاحزاب التي ذكرناها انتهت الى المصير نفسه لجبهة الاتحاد الوطني.
في الثمانينات من القرن الماضي شهدت الساحة السياسية العراقية تشكيل جبهتين شهيرتين لقوى المعارضة العراقية والكردية، وهما جبهتا جود وجوقد، ولقد كان عمر الجبهتين، كما الجبهتين السابقتين 1957 و 1973 قصيراً وانفرط عقدهما وسط خصومة شديدة بين اطرافها الرئيسية بالاخص، جبهة واحدة فقط حظيت بالنجاح الى حدما الا وهي الجبهة الكردستانية التي تشكلت من 7 احزاب ودامت من 1987 الى 1992 وحلت بعد تأسيس البرلمان الكردستاني والحكومة الكردستانية، وان اهم دور لهذه الجبهة هو اشرافها على الانتخابات البرلمانية الكردستانية التي جرت في عام 1992 ولا انتقص من قيمة هذه الجبهة اذا قلت ان الانجاز العظيم الذي تحقق للشعب الكردي هو تعيين خط العرض ال 36 من قبل دول التحالف الغربي وبفضله وحدة قام نظام ديمقراطي في كردستان، وان الطرفين الرئيسيين في الجبهة الكردستانية: الحزب  الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بعد  عامين فقط من الغاء الجبهة الكردستانية دخلا في اقتتال داخلي 1994 – 1988 راح ضحيته المئات من أعضاء الحزبين.
هذه هي تجربة الجبهات الوطنية في العراق: عمر قصير، اقتتال وصراعات دموية، والعجز عن اسقاط الحكومات.. الخ وكلي أمل في عدم تكرارها لانها تؤدي الى النتائج لنسها التي اوردناها ولقد قيل (تجربة المجرب حماقة) في ختام مقالي هذا، ادعوا اصحاب المشاريع والمبادرات تلك باستثناء دعاة الدعوة الى استقلال كردستان، وكل الذين يحلمون بالتنظيم العابر للطائفية والمحاصصة وبالجبهات الوطنية والاتحادات ان يتخلوا عن الاوهام والخرافات والتجارب الفاشلة فيريحوا بذلك انفسهم والناس اجمعين، وان يتوجهوا الى الحل الواحد الاوحد الا و هو تقسيم العراق بين مكوناته الرئيسية الثلاثة: الشيعة والكرد والسنة مع ضمان حقوق الاقليات القومية والدينية انه الحل الصحيح الوحيد الذي يتهربون منه ويتصرفون ازاءه تصرفاً نعامياً بعد أن غرقوا في اشكال من التعصب الديني والقومي والمذهبي، نعم امام العراقيين لانقاذ انفسهم و ارواحهم ووطنهم، حل واحد لا غير الا وهو تقسيم البلاد العراقية واقامة 3 دول فيها: شيعية وسنية وكردية.
 


54
انهيار الحكومات المحلية السنية في العراق
                                                       
عبدالغني علي يحيى
    حكم بالسجن 3 أعوام على محافظ صلاح الدين بتهمة الفساد ، وأقيل محافظ الأنبار للسبب عينه مع أمر بالقاء القبض عليه ومعه 28 عضواً في مجلس المحافظة . تعليقاً على الوضع في هذه المحافظة قال النائب في البرلمان العراقي فارس القارس : ( الأجدار بنا جميعاً لبس السواد على الوضع في الأنبار وحكومة الانبار تحتاج إلى عزاء كبير ) وقول النائب حامد المطلك : لن تقوم للأنبار قائمة مادام الفاسدون يعشعشون فيها). وفي نينوى اكثر من مطلب لعزل محافظها . أما في ديالى فان حكم السنة فيها انتهى بتولي محافظ شيعي لامورها منذ سنة. اللافت ان المحافظات السنية وحكوماتها المحلية كافة وحدها التي فشلت وهي على خطى ديالى.
لم يدرك السنة العراقيون انهم بعد سقوط نظامهم عام 2003 انتقلوا إلى وضع شبيه بالوضع الذي كان الكرد عليه قبل انتفاضة عام 1991 ، إلا أن أحلام العودة إلى الحكم ظلت تراودهم ، فكانوا بهذا أشبه ما يكونون ببعض من العرب والمسلمين الذين يتباكون على فقدانهم للاندلس (اسبانيا) ومن المستحيل ان يتحقق حلم المتباكين على الاندلس والسنة الحالمين بالعودة الى الحكم في العراق .
ومن الأسباب تحول (مثلثهم السني) إلى ساحة حرب بين الحكومة العراقية ومعها التحالف الدولي وبين داعش وقبلها القاعدة ، والحروب غالباً ماتجلب الفساد وكل الظواهر المدانة الى البلدان التي تدور فيها، والحرب في المثلث السني بدأت منذ عام 2003 ولم تنته إلى الآن . ولقد كان هذا خارج ارادة السنة وخارج ارادتهم ايضاً الصراع الطائفي القاهر لهم وبمختلف الوسائل ، ومنها إفشال حكوماتهم المحلية . لقد كان بوسع القادة السنة تدارك ماحصل وقطع الطريق امام الفشل الذي اصاب حكوماتهم لو كانوا قد تخلصوا من العقلية التي ورثوها من الحكومات السنية السابقة ، بعد انهيار نظامهم. ومن ممارساتهم الدكتاتورية التي تفتقت عن تلك العقلية أنهم بعد فوزهم في انتخابات مجالس المحافظات، حرمانهم لقائمة نينوى المتآخية عام 2009 من كل المناصب في مجلس المحافظة، الأمر الذي لم يحصل في أية محافظة عراقية ، كما لم تفارقهم نزعة التوسع والهيمنة فهم غالباً ما يدعون بوجود 6 محافظات سنية لهم والحال ان ادعاءهم هذا غير صحيح البته فهم لايشكلون الاكثرية لا في بغداد ولا في كركوك فيما يخضع اكثر من نصف محافظة نينوى الى المادة (140) وبتطبيقها بشكل عادل فانهم سيفقدون اكثر من نصف المحافظة ، فالمادة تلك تشمل جميع إقضية المحافظة باستثناء قضاء الحضر وهو من اصغر اقضية نينوى .ان هيمنة العقلية تلك جعلت من المثلث السني أرضية خصبة للدعوة الى الصيغ الدكتاتورية فعلى سبيل المثال مطلب الى تعيين حاكم عسكري لمحافظتي الأنبار ونينوى دون اية محافظة اخرى وفي ذلك منتهى التجاهل للديمقراطية .
ان الحرب في المناطق السنية قادت الى تدمير البنية التحتية للسنة وبتدميرها اصبحت حكومات السنة المحلية تقف على ارضية رخوة هشة، ولا ننسى ان تعددية الولاءات للسنة العراقيين لدول عربية وتركيا وقسم لأمريكا جعلتهم يفقدون الاستقلالية في القرار وصاروا في وضع سبق وأن عاشه الفلسطينيون في الماضي بل والي الآن الى حد ما، اذ اشتدت الخلافات بينهم بعد كل اشتداد لها بين الدول الموالين لها. اضيف الى ما ذكرت من الأسباب، تغلغل المخابرات الايرانية في صفوف القادة السنة وشرائها لضمائر الكثيرين منهم، ولا يغفل عن البال ان النكسات والانهيارات في الشعوب غالباً ماتدفع بالسكان اما إلى مغادرة الأوطان او الارتماء في احضان الأعداء، وللشعب الكردي تجربته المرة في هذا المجال فعند انهيار ثورته عام 1975 تحول الالاف منهم الى النظام القائم في العراق آنذاك، وثم امم تتجه الى المخدرات والخمور على اثر النكسات الكبيرة، والقول ينسحب على السنة العراقيين في ارتماء الكثير من قادتهم في احضان المخابرات الايرانية. كما ويرد سقوط الحكومات المحلية السنية في العراق ايضا الى أمور عدة لعل من اهمها ان القادة السنة في العملية السياسية أو خارجها تصرفوا بعقلية الحكومات الام السابقة 1921– 2003 سيما الجمهورية، فعلى مدى الاعوام بين 2003 والى انهيار حكوماتهم المحلية هذا العام 2017، تحكمت بهم عقلية معاداة الديمقراطية التي تجسدت في عدم المشاركة في العملية السياسية في البدء وكذلك في الاستفتاء على الدستور عام 2005 ولقد حلموا طوال الفترة تلك بالعودة الى الحكم في العراق، في حين كان حرياً بهم ان  يتقدموا بمطلب فيدرالي او استقلالي لمثلثهم السني، وجراء هذه السياسة والخاطئة فان حلمهم تلاشى واضاعوا مثلثهم، فضلاً عن هذا فان النزعة التوسيعة لم تفارقهم انظروا اعتقادهم (المحافظات السنية الست) في وقت نجد ان بغداد تسكنها اكثرية شيعية وهي عندهم ضمن المحافظات الست، وكركوك اكثرية كردية فيما الموصل نص بنص اي عرب وكرد، دع جانباً ان اريافها الشرقية والشمالية و الشمالية الغربية من نينوى كردية مشمولة بالمادة ال 140 ومن اخطائهم تشبتهم باخطاء حكوماتهم السابقة مثل: الابقاء على التعريب، والننكر لعدوانهم علما ايران والكويت.. الخ وعدم اعترافهم بالمذابح الجماعية ضد الكرد وفي هذه النقطة فانهم مطالبون باعتذار للكرد مثلما تركيا مطالبة بالاعتذار للارمن.
Al_botani2008@yahoo.com

55
هل قدر الكرد الخضوع للأسوأ والعيش معه؟

عبدالغني علي يحيى
     (ان العراق يحتل أعلى الفساد في العالم) هذا ما قالته (الشفافية العالمية) فيما صنف مؤشر السلام العالمي العراق (كثالث أخطر دول العالم) وفي مجال رعاية الاطفال ورد: (أن العراق الاسوأ عالمياً في رعاية الاطفال) ووفق قائمة أمريكية حدد العراق و ميانمار من أكثر دول العالم التي تنتهك حظر تجنيد الاطفال) ولا يخلو مصدر عن الاشارة الى عيب صارخ للعراق) (العراق يشكل النسبة الاكبر في مجال حالات الانتحار) و (العراق يتصدر للمرة الخامسة قائمة اكثر الدول مواطنوها مروا بتجارب سلبية).
وفي استفتاء لمؤسسة غالوب لأستطلاعات الرأي: (العراقيون من اكثر الشعوب العربية غضباً). أما من حيث عدد القتلى فان (العراق في المركز الثالث عالمياً من حيث عدد القتلى) و (عاصمة العراق بغداد أسوأ مدينة للعيش في العالم) ونقرأ يومياً في الصحف وعلى شاشات الفضائيات: (الانحدار الاخلاقي والخراب هو المشهد المهيمن على العراق) وهكذا نلقى الرعب والهلع في العراق غالباً ما يذكر على وزن (أفعل) الاسوأ، الاخطر، الارعب، الافتك.. الخ  الامر الذي ينفي عن العراق صفة الدولة، وبهذا الصدد قال الدكتور أياد علاوي نائب رئيس الجمهورية في العراق: (ليس هناك من دولة في العراق) ويحذر الجميع  من (صوملة العراق) ومنهم الدكتور غسان العطية. كما ان اكثرية الاحزاب والشخصيات لديه قائمة بمساوي العراق وكلها على وزن افعل ولا تنسب ولو حسنة واحدة الى العراق.
ترى الا يشكل ظلماً وغبناً بحق الشعب الكردي التنكر من جانب دول وقادة في العالم، لسعيه الى اجراء استفتاء على  الاستقلال من الاسوأ وسجن اسمه العراق؟ وعلى ذكر  السجن جاء في (الاورو متوسطي) :  (العراق تحول الى سجن كبير) و  ليس الكرد وحدهم  الساعون للخلاص من ذلك السجن الكبير فها هو خبر منشور يقول : (ناحية السيبة بالبصرة تطالب بالخروج من العراق والانضمام الى دول الجوار)! ورفع الطلب رسمياً الى  حكومتي:  البصرة المحلية وبغداد المركزية، واذا كان العراق بكل مفاصله (الاسوأ في العالم  فأن الشعب الكردي هو الاسوأ خطاً من بين شعوب العالم قاطبة في اجباره لللعيش مع هذا الاسوأ بل والخضوع له. ويتحمل وزر وكذلك المجتمع الدولي بشكل عام واصحاب القرار بشكل خاص، والكل يشهد على الانفال والمقابر الجماعية والتعريب ومحو القرى وو.. الخ التي لحقت بالشعب الكردي. المغلوب على أمره جراء إرغامه للعيش مع الاسوأ. لم يكن للكرد ولغيرهم من الامم العراقية المقهورة رغبة وما يزال بالعيش في العراق الاسوأ، ليس اليوم بل منذ عصور، ففي الماضي البعيد ايضاً وصف العراق بالسيء وبالاخص لدى العرب والمسلمين الاوائل. يقول الامام احمد بن حنبل:  لولا تعلق هؤلار الصبية بي (تلامذته)  لهجرت بغداد مخافة ان سنزل عليها غضب الله) وحديث منسوب الى النبي محمد ( ص) :  رغم تشكك بعضهم فيه : (من هنا – العراق – يظهر قرن الشيطان وتكثر الفتن) وعاتب الامام علي بن ابي طالب (ع) بمرارة أهل العراق قائلاً فيهم: (لقد ملأتم قلبي قيحاً يا اهل العراق) وقال الحجاج بن يوسف الثقفي عن اهل العراق : (يا اهل العراق يا اهل النفاق).. الخ من الاقوال التي وصفت العراق بالسوء. والتي اوردتها على سبيل المثال لا الحصر فالعراق في ماضيه كان وضعه سيئاً وتحول الان الى الاسوأ فهو اليوم اسوأ بكثير مما كان عليه في صدر الاسلام وما بعده، والسبب في ذلك ان حكامه القدامى والحاليون شوهوا البلاد والعباد وجعلوا من العراق الاسوأ. اذاً أو ليس من الظلم واللا أخلاقية الوقوف بوجه ارادة الشعب الكردي في الاستقلال والسيادة والخلاص من الكابوس والاسوأ، ان  الذين يشيرون على الكرد وكردستانهم التي قالوا فيها انها في طريقها الى ان تصبح سويسرا الشرق بالعيش تحت نير الاسوأ ان هؤلاء دولاً وافراداً واحزاباً هم  الاسوأ من الاسوأ.

56
العالم العربي والاسلامي جحيماً للمسيحيين

عبدالغني علي يحيى
   في عيد القيامة المسيحي لهذا العام وقع اعتداء دموي على المسيحيين في باكستان أدى  الى قتل  وجرح خلق كثير منهم، ويكاد لا يخلو عيد لهم دون أن يتحول الى مأتم وبكاء ودموع.
وفي تركيا تزامناً مع ذلك العيد، صادرت الحكومة التركية (10) كنائس، وقبل نحو 3 أعوام هددت 100 الف مسيحي أرمني يمغادرة تركيا، علماً ان المسيحيين سكنوا تركيا قبل أن يحتلها الاتراك و يسكنونها، وبعد احتلالهم لها فأنهم سلطوا مذابح بشعة على المسيحيين الارمن الى حد إبادتهم لأكثر من مليون ونصف المليون أرمني في الحرب العالمية الأولى.
أما في العراق فأن الاستيلاء على دورهم  وممتلكاتهم يتواصل  يذكر أنه منذ الفتح الاسلامي للعراق، فأن الاضطهاد ضدهم لم يتوقف، فبعد أن كانوا يشكلون الاكثرية في العراق المسيحي فأن  عددهم الان لايتجاوز بضع عشرات الالوف. ولقد أشارت صحيفة بريطانية الى أنه منذ عام  2003 فان مليون مسيحي غادر العراق فيما قدر مصدر عدد المغادرين بمليون ونصف المليون. وعلى امتداد الاعوام الماضية قتل وذبح منهم على يد الارهابيين اكثر من الف شخص، ولم يخلو عقد في العراق دون أن يتعرض فيه المسيحيون الى المذابح والهجرة، منها انه بعد 12 سنة على تأسيس الدولة العراقية، قام الجيش العراقي بمجزرة مروعة في (سميل) اسفرت عن مصرع اكثر من 4000 مسيحي اشوري  وتشريد عشرات الالوف منهم. ان من الصعب ذكر جميع المجازر واعمال القتل التي حلت بهم في العراق.
ان المسيحي في سوريا على خطى مسيحي العراق، فيوماً بعد يوم تتناقص اعدادهم وبشكل جد لافت نستطيع معه القول فمنهم من هاجر ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
وليس حال الاقباط المسيحيين في مصر بافضل من حال المسيحيين في الدول العربية والاسلامية الاخرى. فهم بدورهم لاقوا الامرين ومازالوا وانتشروا في الغرب هرباً من ظلم المسلمين، وكما نعلم فانهم السكان الاصليون لمصر سكنوها قبل ان يحتلها المسلمون.
ويا لليل المسيحيين المرعب الرهيب و بالحياتهم القاسية بين العرب والمسلمين.
وقد يلومني بعضهم على اتهام شعب بأضطهاد شعب أخر، لكني اقول لهؤلاء ان الحكومات العربية والاسلامية وشعوبها ضالعتان بذبح ومحو المسيحيين وتشريدهم، فلو لم تكن هذه الحكومات مع قتل المسيحيين لما تجرأ مسلم على اضطهادهم والتحرش بهم، وليس داعش وحده يقتل المسيحيين، بل ان اضطهادهم وقتلهم يعود الى مئات السنين في العراق وسوريا ومصر.. الخ أي قبل ظهور القاعدة وداعش وتواصل المنظمتان التضييق على المسيحيين تنفيذاً للتعصب الديني للمسلمين الاوائل، ولقد شحنت الشعوب الاسلامية وماتزال بالتعصب الديني وبافكار شريرة لمعاداة ليس المسيحيين فحسب بل اليهود والصابئة والايزيديون.. الخ من الامم غير المسلمة. وليس هناك قهر واضطهاد للمسيحيين في العالم باستثناء العالمين العربي والاسلامي.
فألى متى يقهر المسيحي ويجبر على العيش في ظلام دامس، الى متى يبقى كابوس الظلم والاهانة جاثماً على صدورهم في العالم الاسلامي والعربي؟ الم يحن الوقت لكي يقول الضمير الانساني الحي كلمته ويطالب المجتمع الدولي بوضع حد لأبادة المسيحيين في الشرق الاسلامي الذي يتراجع عدد المسيحيين فيه، في حين نجد تزايداً في عدد المسلمين بالغرب المسيحي؟
Al_botani2008@yahoo.com

57
الصدر أنموذج جيد للقادة  الاضحوكة في العالم

عبدالغني علي يحيى
    لم تقدم الكيانات السياسية العراقية لا كبيرها ولاصغيرها بمرشحيها ( لوزارة التكنوقراط) باستثناء السيد مقتدى الصدر ، ما يعني خروجاً منه عن الاجماع الوطني، والوجه الاخر لهذا الخروج يفيد أنه وحده مع حكومة العبادي. وبأدراج أسماء من  عنده كممثلين للكيانات الاجتماعية في قائمة مرشحيه للتكنوقراط. أثبت عدم احترامه للكيانات بما فيها الشيعي الذي له احزابه التي تمثله. وبتهديده النواب الذين قد لا يوافقون على (إصلاحاته) وجعلهم (عبرة لمن اعتبر) فأنه ارتكب عملاً لا اخلاقياً مخالفاً للدستور.. الخ والذي عبر عنه عضو في حزب الدعوة ايضا.
بعد تراجع نظرية ( الممثل الوحيد للشعب) حري بالصدر أن يعلم انه لايمثل سوى جزءاً ضيقاً من شيعة العراق، اذا علمنا انه يحوز على  نحو 40 مقعداً في البرلمان من مجموع ما يقارب ال 160 مقعداً شيعياً ورحم الله امرئاً عرف قدر نفسه وتوقف عن الاتيان بالسلوك الذي يعتقد بأنه (الممثل الوحيد للشعب) وليفهم ايضاً، ان الذين  يمثلون الشعوب العراقية هم: الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني و البرلمان وليس الذين نشرهم امام المنطقة الخضراء والذين مهما كثروا فأنهم سيظلون دون عدد سكان بغداد وحدها والبالغ عددهم ما يقارب ال 7 ملايين نسمة، في وقت ان الذين زج بهم الصدر في ساحة التحرير وامام تلك المنطقة لا يتعدون بضع عشرات الالوف.
أؤكد، ان السيد الصدر لا يفقه ذرة من الاصلاحات ولا الحريات ولا الديمقراطية أو حقوق الانسان وعلى الضد من التغيير الذي ينشده العقلاء والمخلصون وهو تطبيع العلاقات مع السنة والكرد و الكيانات الاجتماعية الاخرى، وتطبيق المادة 140 واجراء الاستفتاء والاحصاء السكاني والاتفاق السياسي الذي وقع بين العبادي وممثلي السنة ومطالب اخرى للاخير. ويؤسفني القول ان الصدر بتصرفاته ينتمي الى نفر من  القادة كانوا وما زالو محل تهكم وسخط العالم في ان من امثال: عيدي أمين وجيرونوفسكي وزعيم كوريا الشمالية  الحالي والراحل القذافي.. الخ بسبب من سلوكهم الاعقلاني، أو لم يأمر الصدر اتباعه قبل اعوام للاستعداد لاستقبال المهدي المنتظر؟


58
سذاجة وخرافة عراقية (المناطق المتنازع عليها)

عبدالغني علي يحيى
    بعد يومين على تحرير البيشمركة لسنجار، احتل الحشد الشعبي طوز خورماتو، وتوج الاحتلال الاختطاف والقتل والتنكيل لسكانها الكرد، وجاء الرد قوياً على ذلك الاحتلال من الرئيس مسعود البرازاني الذي اكد على كردستانية طوزخورماتو ورفض المحتل لها، فما كان من المحتلين إلا أن يواجهوا البارزاني بأفكار بالية هي من صنع النظام السابق 1968 – 2003 مثل:
1-   أن طوزخورماتو تقطنها اجناس عدة، لذا لايصح إعتبارها كردستانية على حد قولهم، من غير أن يضعوا ببالهم، ان معظم مدن العراق بل والعالم ايضاً تسكنها اقوام مختلفة، إلا ان تحديد هوية مدن ومناطق يستند على اكثرية السكان من جنس معين فيها، فضلاً عن العوامل الجغرافية والتأريخية، ويعلم الجميع ان قضاء طوزخورماتو كما كركوك تطنه اكثرية كردية رغم عمليات التعريب الواسعة بحقهما ولو لم يكن طوزخورماتو كردستانية لما الحقت بمحافظة صلاح الدين، لهذا فان الحجة بعراقيتها تبقى واهية.

2-   ان الاطماع العنصرية طالت سنجار أيضاً قبل وبعد تحريرها حين زعمت بعراقيتها، والكل يعلم، ان سكانها في معظمهم يتكلمون الكردية وديانتهم ايزيدية ويشكلون الاكثرية فيها ودينيون بدين كردي قديم، تؤدى فرائضه باللغة الكردية، فأذا لم يكن من حق سكانها الانضمام الى كردستان. فهل يعقل والحالة هذه ضمها الى عراق يختلف معهم في اللغة والدين والتقاليد؟؟ .. الخ ثم هل يعقل ان يفضل سكانها العراق على كردستان؟.


3-   اذا لم تكن سنجار وكركوك وخانقين وطوزخورماتو ومخمور و الساحل الايسر من الموصل والسعدية وجلولاء وقرتبة ومندلي .. الخ من مدن كردستانية  وذات اكثرية كردية فلماذا لجأ النظام العراقي السابق الى تعريبها والحاق بعضها ادارياً مثل طوزخورماتو و مخمور بمحافظات اخرى، مع تشريد اهاليها. فلو كانت هذه المدن ذات اكثرية عربية، يقيناً ان الكرد لم يكونوا يطالبون بها، ولما كان ذلك النظام يفكر بتعريبها.

4-   واذا لم تكن المدن (والمناطق المتنازع عليها) كردستانية وذات اكثرية كردية فلماذا تتهرب الحكومة العراقية الحالية وقبلها من تنفيذ المادة (140) الدستورية والتي مضت على صدورها اكثر من 10 سنوات، ناهيكم عن تهربها من الاستفتاء واجراء الاحصاء السكاني فيها وفي العراقي كله؟.


5-   إبقاء الحكومة العراقية منذ 2003 على الاجراءات العنصرية للنظام العراقي السابق. التي سلبت مدن وقصبات وقرى واراضي في (المناطق المتنازع عليها) يجعل من الصعوبة التمييز بين هذه الحكومة والحكومات العراقية السابقة لها. لقد الغت حكومات ما بعد 9-4-2003 الكثير من انظمة واجراءات الحكومة البعثية، لكنها أبقت فقط على اجراءاتها العنصرية ضد الشعب الكردستاني.

6-   لقد كانت الدولة العراقية منذ تأساسيها عام 1921 فاشلة غير قادرة على ادارة العراق الذي بقي متخلفاً فقيراً يعاني من الازمات والحروب وما يزال . الطريف ان الحكام العراقيين الذي عجزوا عن توفير العيش الكريم حتى لمكونهم الاجتماعي، السنة من 1921 الى 2003 والشيعة منذ 2003 والى الان، ان هؤلاء لايكتفون بفشلهم في الوسط والجنوب من العراق بل عملوا ويعملون على سحب الفشل الى كردستان أيضاً.


7-   لوخير السكان في (المناطق المتنازع عليها) بين البقاء في العراق أو الانضمام الى كردستان، يقيناً انهم سيختارون كردستان وليس العراق. فقبل احتلال داعش للموصل، هاجر عشرات الالوف من كرد ومسيحيي الموصل بل وعشرات الالوف من العرب الموصليين هرباً من الارهاب الى كردستان ولم يتوجهوا الى المدن العربية مثل: الشرقاط وتكريت وبغداد والانبار، وكان بمقدورهم الهجرة اليها،  فهل من المنطقي ان يقبل الموصليون بالأنضمام الى العراق وليس كردستان؟

8-   لقد تحولت كردستان الى بلد متقدم وقامت فيها حركة عمرانية كبيرة وذلك في فترة قياسية من الحكم الوطني الكردي، في وقت ما زالت القرى والمدن العراقية متخلفة يرثى لها، فقبل ايام سمعت من احدى الفضائيات العراقية عن وجود مدارس طينية في حزام بغداد. وبعد سقوط النظام العراقي في عام 2003 وقفت على وجود نحو 600 مدرسة طينية في محافظة نينوى ، في حين لم  تبقى المدارس الطينية في كردستان ولا القرى الطينية ايضاً في ظل الحكم القول الكردي. لذا هل من الحكمة ان يصوت سكان (المناطق المتنازع عليها) لعراق الحزاب والدمار والحروب والاختطافات والتفجيرات والقتل والدم والمجاعة والطائفية ووو.. الخ وان يديروا ظهورهم لكردستان التقدم والمدنية والازدهار، لو كانت كردستان دولة منذ 1991 لكنا امام تطور اعظم لها.


9-   تأريخيا وكما ورد في التأريخ فان العراق يمتد من الفاو الى شمال سامراء، لذلك فان المناطق الواقعة شمال الجزء المسمى بالعراق غير عراقية بل كردستانية وعلى حكام العراق الحاليين أن يكونوا واقعيين ويتخلوا عن المشاريع العنصرية في محاربة الكرد و الابقاء على احتلال ما يقارب الثلث من اراضي كردستان وشعبها والمشاريع العنصرية الحالية مثل المشاريع العنصرية السابقة ستؤسس لادامة الحروب والخصومات بينهم وبين الكرد، ان عليهم ان يتركوا الشعب الكردي ويكفوا عن احتلال ارضه اذا ارادوا التقدم للعراق وشعبه.
Al_botani2008@yahoo.com


59
حمى المشاريع اللا إصلاحية في العراق

عبدالغني علي يحيى
    فتحت دعوة العبادي الى التغيير الوزاري الباب أمام كومة من المشاريع التي تدعي الاصلاح. ويبدو أن صياغة مشروع (اصلاحي) على غرار المشاريع (الاصلاحية) العراقية، اسهل ما يكون اذا تجنب صائغه اثارة الاصلاح الحقيقي الذي سنأتي الى ذكره، وتأتي هذه المشاريع بعد اختفاء مشاريع كان الناس أشد تعلقاً بها مثل (الحكومة ذات القاعدة العريضة) و (الحكومة الائتلافية) و (التوافق) التي نهضت على اعتقاد جمعي من أن مشاركة كل القوى السياسية الممثلة لكل الكيانات الاجتماعية العراقية في الحكومة ، ستؤدي الى حكومة ناجحة. واذا كان الفشل قد توج تلك الصيغ رغم محاسنها الكثيرة، فأنه سينحسب حتماً على ما عداها من الصيغ: (التكنوقراط) و (الانقاذ الوطني) و (الانتقالية لمدة سنتين) و (المؤقتة) و (الوثيقة الوطنية الكبرى) و (المشروع الامريكي الرامي للحفاظ على الوحدة العراقية القسرية، ولكن بالأخذ بالتجربة السويسرية) وعندي ان بيان (لجنة التنسيق العليا للمحافظات ال6) مشروع (للاصلاح) ايضاً.. وقد تشهد الاسابيع المقبلة مشاريع مماثلة مالها الفشل جميعا بمافيها (التغيير الوزاري) للعبادي.
من يوم تأسيس الدولة العراقية، والعراقيون يحتجون على أوضاعهم ويبحثون عن الحلول، اسقطوا الملكية واقاموا الجمهورية، وجاءت الجمهوريات اقرب ما تكون الى الفاشية ، الى درجة ان العراقيين راحوا يترحمون على الملكية ولما عجزت انظمة الحكم الوطنية كافة عن تحقيق اماني وتطلعات الاهالي فان الدعوات الى المشاريع (الاصلاحية) اخذت بالاتساع، وبهذا الخصوص راح السياسيون يتبارون للاخذ بالمشاريع (الاصلاحية) الجديدة القديمة ونسوا كيف ان جميع الوزارات العراقية لم تخلو من التكنوقراط واصحاب الكفاءات ومن السنة والشيعة والكرد والتركمان والمسيحيين، وانهم مهما اصروا على مشاريعهم الجديدة – القديمة، فأنهم لن يأتوا بجديد بل يدورون في حلقة مفرغة، اوتدرون لماذا فشلت المشاريع العراقية كافة الجواب: لانها تتجنب المشروع الصحيح وهو (تقسيم العراق) بين الشيعة والكرد والسنة ، كل ضمن حدوده  الأجتماعية التأرخية، لذا فان ايا منها ( المشارع) لم تنجح في الماضي ولن تنجح في المستقبل، ان على العراقيين المكتوون بنار المشاريع الاصلاحية، بنار الوحدة القسرية العراقية الاستعمارية، ان يجربوا مشروع (تقسيم (تقسيم العراق) انذاك سيرمون تلقائيا بكل المشاريع  اللااصلاحية الاعملية في القمامة، ومن لايجرب التقسيم يظل مكتوياً بنار جهله، مزعجاً ينفذ المخطط الامريكي الاستعماري من حيث يدري أو لايدري. نعم للتقسيم، لا للمشاريع البائسة اللااصلاحية.

60
العراقيون بين مقاومة المحتل والرضوخ له على مر التأريخ

عبدالغني علي يحيى
   لم يواجه الامريكان مقاومة للعراقيين لما احتلوا العراق عام 2003 والشيء نفسه حصل لداعش من بعدهم وللانكليز والعثمانيين من قبلهم، يذكر ان النخب الموصلية استقبلت الانكليز في الحرب العالمية الاولى مرددين: انتم فاتحون ولستم محتلين ، فيما كان قسم أخر منهم تخفق قلوبهم بالحنين للعثمانيين، واليوم ترى فئات واسعة من الشيعة ترفض مشاركة الامريكان في تحرير المدن من داعش مدعين ان ابناء العراق قادرون بسواعدهم على تحريرها. ومن يسمع هكذا وطنية زائفة يخيل اليه، ان لم  يكن ملماً بتأريخ العراق، ان الاخير لم يحتل قط وكان مقبرة للغزاة أبدأ، في حين أنه لولا الانكليز لما كان العراق يصبح دولة ولا كان بمقدور السنة ان يكونوا حكامه ولولا الامريكان الذين انتزعوا السلطة من السنة وسلموا على طبق من ذهب الى الشيعة لما كان الاخيرون اليوم سادة له، للعراق. عليه يجب على السنة ان لاينسوا فضل الانكليز عليهم وعلى الشيعة فضل الامريكان.
لم يذق العراقيون  طعم الوطنية  والمقاومة طوال التأريخين القديم والحديث بل طعم الاحتلال والتكيف مع المحتل. فمنذ الفتح الاسلامي للعراق والى احتلال داعش لاكثر من 40% من اراضيه يكون العراق قد احتل ما يقارب ال 12 مرة. ويشبه د. رشيد الخيون الانقلابات الخمسة في العراق، انقلابات: بكر صدقي 1939 وعبدالكريم قاسم 1958 و البعث 1963 وعارف 1963 ايضاً والبعث كرة ثانية 1968 بالغزوات الداخلية، ويعود الفضل للخيون لوقوفي على تلك الاحتلالات. واذا قسمنا السنوات بين الفتح الاسلامي واحتلال داعش للعراق نرى العراقيين قد ينتقلوا ما يقارب كل 56 سنة مرة من محتل الى اخر ، ومن غير أن يقاوموا أي محتل، بل أن الذي كان يقاوم المحتل الجديد هو المحتل القديم ، فالعثمانوين قاوموا الانكليز، وترى الامريكان اليوم يقاومون داعش ولولاهم لما كانت الرمادي وتكريت وو.. الخ تتحرر. ما قلته ليس إستهانة بالعراقيين أو التقليل من شأنهم، كلا إنما توالي الاحتلالات عليهم وتعرضهم لغزوات الانقلابيين ومساومة نخبهم لكل محتل هب ودب فضلاً عن أن التركيبة السكانية غير المتجانسة للعراقيين وفرض الوحدة القسرية العراقية البغيضة عليهم، ترفض الوطنية الجامعة ، فللكرد وطيتهم الكردستانية وينفي الشيعة السنة والعكس صحيح. على إمتداد القرون لم يظهر بين العراقيين قادة مثل: عمر المختار وعبدالقادر الجزائري وغادندي وديغول ومصطفى البارزاني وما نديلا، ولم تشتهر اية مدينة لهم بمقاومة المحتل مثلما اشتهرت: ستالينغراد وسواستبول ومقاومة عمال باريس للنازي.. الخ لقد أماتت الاحتلالات والانقلابات والوحدة العراقية القسرية الروح الوطنية لدى العراقيين، أنظر كيف دخلت مجاميع داعشية يوم 10-6-2014 العراق لتقهر 6 فرق عسكرية  وتستولي على اسلختها من غير ان تلقى مقاومة تذكر. لقد فشلت النخبة الحاكمة في العراق في حماية البلاد والعباد من الارهاب في نهاية عام 2011 عندما الحت على الامريكان الانسحاب من العراق مدعية ان الجيش العراقي على أتم الجهوزية لحماية الامن والاستقرار واستقلال العراق. وحين تم لها ما اردات، ساءت الاوضاع اكثر واجتاح داعش البلد. 
Al_botani2008@yahoo.com

61
السنة، المتضرر الأكبر من الأنهيار المحتمل لسد الموصل؟

عبدالغني علي يحيى
    تتقاطع آراء الأمريكان والقادة العراقيين بخصوص إحتمال إنهيار سد الموصل، أوباما للعبادي: (سد الموصل يسبب لي الكوابيس) ويقول ماكفرلاند قائد قوات التحالف ان (الجيش الأمريكي لديه خطة طارئة لمواجهة احتمال انهيار السد) بالمقابل نلقى امتعاضاً من بغداد حيال الهاجس الأمريكي ذاك. النائبة فاطمة الزركاني: (ان التصريحات الأمريكية ارباك لعمل الحكومة العراقية) وترى وزارة الموارد المائية العراقية، ان اثارة المخاوف من إنهياره (زوبعة اعلامية) ويتكرر الأتجاهان المعاكسان الأمريكي والعراقي يومياً، إلى حد راح القادة العراقيون ينطلقون من نظرية المؤامرة في تفنيدهم لأقوال الأمريكان. فيما يؤكد الخبراء ان السد إذا إنهار فان المياه ستغطي الجانب الأيمن للموصل الذين جميع سكانهم من السنة وأن اكثر من مليون موصلي سيقتلون حالاً، ثم يأتي دور تكريت وبلدات اخرى في صلاح الدين، وكل البلدات السنية بين الموصل وتكريت مثل حمام العليل والقيارة والشرقاط..الخ لتمحى برمتها، وعند وصول الكارثة الى الكرخ السني ببغداد فان معظم جوانبه ستدمر مع 30% من الرصافة. ويقدر عدد الذين سيقتلون ببغداد باكثر من مليوني انسان، وسيصيب الخمول والأضمحلال الكارثة كلما توغلت جنوباً.
ان اضرار الكارثة التي ستحل بالسنة في حال انهيار السد تفوق حتماً اضرار النكبة التي حلت بهم بعد العاشر من حزيران 2014 على يد داعش وكذلك النكبات كافة التي المت بهم خلال الاعوام الماضية نتيجة الصراعات الطائفية في العراق والتي يشكل السنة الضحية الأكبر لها، وسيفوق عدد الغرقى عدد اللاجئين السنة بحيث تهون مأساة اللاجئين امام مأساة قتلى كارثة انهيار السد.
ويالسوء حظ السنة في العراق في انتقالهم من نكبات إلى كوارث.. وكل الطرق أمامهم تؤدي لا الى روما بل الى الموت.

62

منظمات حقوق الانسان ليست معصومة عن الخطأ

عبدالغني علي يحيى
  تقرير منظمة العفو الدولية عن انتهاكات مزعومة للبيشمركة لحقوق قرويين من العرب السنة تزامن مع الاشادات العالمية بالبيشمركة كمحارب ضد داعش نيابة عن العالم، أثار الاستغراب، دع جانبا تزامنه مع المؤمراة الحالية على الكرد التي من اسلحتها تجويع الاخير من خلال حجب حصته من الموازنة العراقية وعدم صرف رواتب موظفيه، فتزامنه ايضاً مع الدعوات لاستقلال كردستان، والباعث للدهشة كذلك استئناس المنظمة تلك بدعوى اولئك القرويين من دون الاخذ بوجهة النظر الكردية، كما يقتضيه مبدأ (الرأي والرأي الاخر) علماً ان اولئك القرويين كانوا يتقدمون داعش في حزيران 2014 للفتك بالكرد سيما الايزيدية، وبالمسحيين، فنهب دورهم وممتلكاتهم وقتل رجالهم و اطفالهم وسبى نسائهم وحتى هتك أعراضهم. عدا هؤلاء القتلة من القرويين دواعش مناطق التماس والذين كانوا أداة طيعة لعمليات تعريب كردستان سابقاً، وفيما بعد تحولهم الى مسلحين وجواسيس لداعش، فأن الاقليات الدينية والقومية في كردستان والمناطق المتنازع عليها تقر دوماً بعدالة حكومة كردستان وبالعيش الكريم في ظلها، وتشارك موقفها عشرات الالوف من العرب اللاجئين في كردستان.
 ليس كل ما صدر عن العفو الدولية أو هيومن رايتس ووج ومنظات اخرى على غرارهما، صحيح، فهذه المنظمات كما الحكومات و الاحزاب معرضة الى الخطأ واللامهنية وتسلل التسييس الى تقاريرها والوقوع تحت تأثير المغريات، وفي عصر يسوده الفساد الذي صار ظاهرة عالمية. يجب توقع انساحبه على الافراد من تلك المنظمات كونهم ليسوا معصومين عن الخطأ، ولا أغالي إذا قلت، ان عمل هذه المنظمات جاسوسي ومخابراتي بحت، أما (حيادتها) و(مهنيتها) فلا تنطلي إلا على السذج.
لقد كان التقرير موضوع البحث ظالما بحق البيشمركة وتوخى اضعاف حكومة الاقليم امام خصومه الاقليميين والنيل من الجبهة المقاومة لداعش وبذلك فأنه قدم خدمة لاتقدر بثمن للأرهاب والحكومات الدكتاتورية العنصرية والطائفية التي تتقاسم كردستان فيما بينها.
Al_botani2008@yahoo.com

63
لغياب الدعم العربي للسنة العراقيين مايبرره

عبدالغني علي يحيى
    ادلى اسامة النجيفي بتصريحات صريحة وشجاعة قبل ايام حول قضايا عدة تدين التدخل الايراني في الشأن العراقي وما يشبه تنسيقاً مباشرا أو غير مباشر بين إيران وداعش في الاحداث العراقية إلا ان قولاً له استوقفني وهو أن( إيران تدعم المشروع الطائفي في  العراق.. و لا يوجد أي دعم عربي للمشروع الوطني السني في العراق). وليس النجيفي وحده يلوم العرب على عدم اسنادهم للسنة العراقيين، اذ سبقه أخرون الى ذلك وسيليه أخرون الى ذلك أيضاً. ولكن اليس من حق العرب الامتناع عن التضامن مع العرب السنة العراقيين؟ بعد أن ذاقوا (العرب) منهم الامرين خلال حكمهم للعراق  بين عامي 1921 و2003 اذ على امتداد العقود بين العامين اظهر السنة العراقيون اطماعهم في الكويت، بل ان الطمع هذا ما برح يراود قادتهم وهم خارج السلطة، ثم أو لم يكن العرب السنة العراقيون احتلوا الكويت 1990-1991 وقصفوا السعودية والامارات بالصواريخ.؟ كما لم يكونوا حراس أمناء للبوابة الشرقية قط حين لم يميزوا بين الكويت وإيران؟ ولو قمت بمراجعة لأدبيات القوميين العرب العراقيين  من بعثيين وناصريين والاسلام السياسي السني العراقي لوقفت على اتهامات لكل الدول العربية الملكية الخليجية وغيرها بالرجعية و  الفساد  والعمالة لأمريكا واسرائيل وو.. الخ فضلاً عن ما ذكرته وهو على سبيل المثال، فان النظام السني العراقي 1921-2003 كان مشروع تأمر دائم على سوريا وغيرها من الدول العربية، وبهذا فأن من الصعب التمييز بين  الدورين: السني العراقي والايراني السلبي تجاه الدول العربية، لا اجانب الحقيقة اذا قلت ان سياسة النظام السني في العراق سابقاً كانت أخطر على العرب من سياسة إيران عليهم.
ان من حق الدول العربية وشعوبها ان تتحفظ أو تمتنع عن دعم واسناد السنة العراقيين للأسباب المار ذكرها، رغم الحياة الرهيبة التي يعيشها السنة العراقيون الان ومنذ اعوام وتقع المسؤولية الكبرى في ذلك  على عاتق الحكام السنة السابقون وقادتهم الحاليون . 
Al_botani2008@yahoo.com

64
نضوج شروط حرب خليجية ثالثة بين ايران والسعودية

عبدالغني علي يحيى
يخشى بعضهم أن تؤدي الأزمة الراهنة بين السعودية وايران إلى حرب في المنطقة تضاهي حربي الخليج الأولى والثانية، وبعض آخر يدعوا الى التهدئة..الخ ترى اين كان هؤلاء يوم نشبت الحرب في سوريا وراحت ايران تدعم الاسد، والسعودية وأطراف اخرى سنية تساند السنة؟ وفي البحرين تمخض الصراع بين الدولتين الى دفع الرياض بقوات درع الجزيرة لمنع الشيعة الموالين لطهران من السيطرة على البحرين، ومازال الصراع محتدماً هناك. ومنذ عام 2014 والحرب سجال بينهما في اليمن والتي شملت بلداناً سنية لمواجهة الحوثيين الموالين لأيران والذين انقلبوا على الشرعية هناك. عدا ذلك فان التصادم جار بين السعودية وايران في اكثر من بلد اسلامي علما انه منذ نشوب تلك الحروب بين السعودية وايران. فأن احداً لم يحصرها بين هاتين الدولتين ولم يظهر المخاوف ازاءها بجد مثلما يظهرونها اليوم، وكأن تلك الحروب لم تكن تستحق الذكر، ففي سوريا قتل ما يقارب الربع مليون انسان وعم الخراب والدمار كل بقعة منها، القول نفسه ينسحب على اليمن الذي قتل فيه نحو 3000 إنسان الى الآن ويبدو ان المنظمات الدولية: التعاون الاسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة وعدم الانحياز، أفاقت فجأة على تبلور السبب المباشر (اعدام النمر والأعتداء على الهيئات الدبلوماسية للسعودية في ايران) لحرب شاملة متوقعة بين السعودية وايران، وعند اندلاعها فأنها مثل حرب الخليج الأولى ستطول، لأن ثروات البلدين الهائلة المالية والبشرية تكفلان الادامة بالحرب، ولا ننسى ان كلا الطرفين كانا خلال الاعوام الماضية في سباق محموم نحو التسلح إلى أن تحول الخليج الى ترسانة ضخمة للأسلحة، لذا كان من المتوقع ان يمهد ذلك، فضلاً عن النزاع الطائفي السني – الشيعي لحرب متوقعة بينهما، والتي ستكون تتويجاً لحروبهما الدائرة في سوريا واليمن والعراق..الخ والفرق ان الحرب الجديدة المتوقعة قد يشارك فيها سنة وشيعة العالم كافة ومثلما لم تتمكن المبادرات السلمية من وضع حد للحروب الحالية في المنطقة فأنها لن تتمكن من وأد الحرب المتوقعة بين الرياض وطهران وهي في المهد والتي تعد امتداداً لحروب سوريا واليمن والعراق التي لم يتمكن آحد من ايقافها إلى الآن.

65
الموصل .. بين البقاء مع العراق أو الانضمام الى تركيا أو كردستان

عبدالغني علي يحيى
   مدفوعاً بالحاجة الى المال، باع قيصر روسيا قبل اكثر من قرن، الاسكا الى امريكا لقاء (7) ملايين دولار، وقبل اسابيع ذكر أن روسيا تطالب بألاسكا التي معظم سكانها من الروس. وفي عام 1925 جرى استفتاء بين سكان ولاية الموصل احدى الولايات العثمانية قبل تأسيس الدولة العراقية، للوقوف على رغبتهم بخصوص البقاء مع تركيا أو الانضمام الى العراق والذي اسفر عن تصويت اهالي الولاية الذين كان الكرد يشكلون %73 منهم للأنضمام الى العراق وتم الحاق ولاية الموصل رسمياً بالعراق، ومع ذلك دلت القرائن والادلة على اصرار تركيا على تركية الموصل ففي الميزانية السنوية التركية (ليرة الموصل)!وفي النصف الثاني من القرن الماضي اشترى شاه إيران جزر: طمب الكبرى وطمب الصغرى وأبو موسى من الامارات ولكن وبعد مرور سنوات على تلك الصفقة ونتيجة لدخول ايران في خصومات واسعة مع العرب والغرب وغيرهم، فأن الامارات انتهزتها فرصة لاسترداد تلك الجزر من ايران وبين فترة واخرى تجدد مطالبتها بها. وفي عام 1975 تنازل صدام حسين عن النصف من شط العرب واراضي عراقية بموجب اتفاقية الجزائر لأيران، بيد أنه عاد في عام 1980 وتنكر لتلك الاتفاقية ونشبت حرب مدمرة دامت 8 سنوات قادها صدام لاسترداد ما تنازل عنه لأيران.. الخ من الامثلة على التخلي عن الاتفاقيات الدولية.
مما تقدم، نجد ان الميل الى التراجع عن الاتفاقيات سيما التي تنتهك سيادة البلدان، يبقى يساور الحكومات والاجيال لاحقاً والتي تتطلع باستمرار الى اعادة ما فقدته من أراض وبلدان سواء عن حق او باطل، ومع اقتراب عملية تحرير الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) نلقى الاتراك كيف انهم وعلى امتداد الاعوام الماضية لم يخفوا نيتهم تلميحاً أو تصريحاً لاسترجاع الموصل مدينة وولاية. ويبدو أن الأوضاع الحالية التي يدور فيها الحديث بقوة عن الغاء اتفاقية سايكس- بيكو ورسم خارطة جديدة للمنطقة زينت لتركيا التحرك على مختلف الصعد، وبشكل محموم لتحقيق رغبتها تلك وقامت بتوغل عسكري مسافة 110 كم في محافظة نينوى وبالقرب من ناحية بعشيقة عسكرت قواتها. وسبق ذلك قيامها بتأمين رواتب ل(6000) متطوع من الحشد الوطني السني الذي يقوده محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، وبراتب قدرة 600,000 دينار للمتطوع الواحد وبهذا فأن تركيا تصرف شهرياً3,600,000,000 مليار دينار عراقي على ذلك الحشد الذي يدعي قائده بانهم يقودون 6000 متطوع. ولشد الموصليين اكثر بتركيا، فان الحكومة التركية اعلنت مؤخراً عن بيع شقق سكنية باسعار مغرية للأجانب، وعلمت ان الموصليين يشكلون اكثرية المشترين لها. فضلاً عن ما ذكرنا، فان تركيا كانت قد فتحت قنصلية لها في الموصل وذلك قبل احتلال داعش للأخيرة بأعوام، وعن طريق القنصلية سهل الاتراك أموراً كثيرة أمام الموصليين في زياراتهم الى تركيا، ويتبين ان فتح القنصلية هذه لاقى ترحيباً لدى الطبقة المتنفذة في الموصل بحيث لم تتعرض طوال سنوات عملها الى أي اعتداء ارهابي، وبلغ النفوذ التركي في الموصل حد منع الاتراك للمواطنين الشيعة التركمان من العودة الى تلعفر بعد فرارهم منها بعد حزيران 2014 على اثر احتلال داعش للموصل وتوجههم الى الجنوب. وذلك حسب صحيفة (هه وال)  الكردية العدد 647 في 26-12-2015 ومن ابلغ القرائن والادلة على تمسك تركيا بالموصل، امتناعها عن سحب قواتها القريبة منها رغم المطالبات العراقية المتكررة بضرورة مغادرة الجنود الاتراك للعراق. والذين ما زالوا يتواجدون بالقرب من الموصل ودخلوا في اكثر من مناوشة مع مسلحي داعش قبل ايام ومن المؤكد انهم سوف يشاركون في عملية تحرير الموصل.. فلقد قال اثيل النجيفي ان (القوات التركية ستلعب دورا اساسيا في تحرير الموصل) ومن غير مطالبة احد لتركيا بلعب ذلك الدور.
وعلى ذكر الغاء اتفاقية سايكس بيكو يرى كاتب هذ المقال ان الغاءها حلم كما لن يطرأ اي تغيير على خارطة المنطقة وسيوضح ذلك في مقال لاحق.   
علاوة على ماذكرت، فان الاجواء والظروف الراهنة مشجعة للأتراك لسعيهم لألحاق الموصل بتركيا من جديد وبعد انفصال للموصل عن الامبراطورية العثمانية لمايقارب او يزيد على ال 90 عاماً، سيما اذا علمنا ان الولاء للمذهب يتقدم على الولاء للقومية لدى العرب العراقيين سنة وشيعة، وان السنة لاقوا الامرين من المظالم على يد الشيعة خلال الاعوام من 2003 الى 2015 كما ان  الشيعة بدورهم تعرضوا الى الكثير من اعمال الارهاب التي،إرتكبتها منظمات إرهابية محسوبة على السنة، لذا فأن الجميع بات على قناعة باستحالة التواصل بين الشيعة والسنة. تأريخياً لا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان وجهاء الموصل والطبقة المتنفذة كانوا في استفتاء عام 1925 مع بقاء الموصل مع تركيا. عليه فان الاتراك في صرفهم لاكثر من 3 مليارات دينار شهرياً على الحشد الوطني السني واصرارهم على البقاء في نينوى، والذين سيشاركون حتماً بتحرير الموصل وسيجعلون من المشاركة استحقاقاً لهم في ضم الموصل الى تركيا أو ايجاد موطيء قدم لهم فيها يضاهي الضم لا ياتي اعتباطا، والذي يغري الاتراك بالاقدام على الاستيلاء على الموصل والحاقها بتركيا، اكتشاف تروات نفطية وغازية هائلة في (ولاية الموصل) إضافة الى مغريات كثيرة تزخر بها (الولاية) ولا ننسى حاجة تركيا الماسة الى الطاقة سيما بعد دخولها في صراع مرير مع روسيا على اثر اسقاطها لطائرة للأخيرة. عدا رغبة الموصليين بالبقاء مع العراق وهي ضعيفة جداً أو انضمامها الى تركيا وهو محتمل، فأن هنالك خيار أخر ثالث أمام الموصليين وهو قوي، ألا وهو الانضمام الى كردستان، فالموصليون عرباً وكرداً ومسلمين ومسيحيين في فرارهم من جحيم الارهاب اختاروا التوجه الى كردستان  والسكن فيها، ولم يختاروا لا العراق ولا تركيا عدا عن افراد قلائل، ثم ان الكرد لعبوا دوراً رئيساُ في الحاق الموصل بالعراق عام 1925 كما اسلفنا، وهم الذين لعبوا  دوراً رئيساً في اخماد حركة الشواف عام 1959 وكانوا اول المندفعين الى داخل الموصل في 9-4-2003 على اثر سقوط النظام السابق في عام 2003، وبعد سقوط ذلك النظام اصبحت كردستان ملاذاً وملجأ وقبلة للموصليين كما ويرتبط عرب الموصل بعلاقات اجتماعية وقرابة واسعة مع الكرد لهذا فان انضمام الموصل الى كردستان وارد بدوره، ويتوقع كاتب هذا المقال ان يحتدم الصراع بين الكرد والاتراك والشيعة على الموصل وبهذا الخصوص تعمل بغداد على اناطة دور هامشي وضعيف الى الكرد في عملية تحرير الموصل كقولهم ( ان البيشمركة سيلعبون دور الاسناد تلافيا للحساسيات) علما ان حساسية الموصليين هي ضد القوات العراقية والحشد الشعبي التي قد تقدم الى الموصل من الجنوب. في وقت يرى فيه الجميع ان البيشمركة هي القوة الرئيسة التي ستحرر الموصل، وان البيشمركة كانت وما تزال القوة الوحيدة التي حررت اجزاء واسعة من محافظة نينوى من داعش. عداها لم نجد اية قوة عراقية تقارع داعش منذ بدء تحرير مناطق واسعة من الموصل بعد 10 حزيران من عام 2014 وتأسيسا على مامر نسطتيع القول ان هنالك خشية وعدم ثقة متبادلة بين المتصارعين  على الموصل فالكرد يخشون ان يؤدي استيلاء الاتراك على الموصل وضمهم لها الى تركيا الى القضاء على حلمهم في الاستقلال واقامة الدولة الكردية والخشية هذه تنسحب على استيلاء الشيعة عليها ايضا ولا يغيب ان استقلال كردستان مرفوض لدى الاتراك والشيعة والعرب السنة كذلك والذين اي العرب السنة سيكونون بين مؤيد للاتراك ومؤيد للكرد الامر الذي يعقد قضية تحرير الموصل كثيرا، ولاشك انه سيكون للمجتمع الدولي موقفه وكلمته في الصراع المرتقب على الموصل.
Al_botani2008@yahoo.com

66
العلاقات مع أمريكا والسعودية وكردستان
أبغض الحلال لدى انصار الحكومة العراقية

عبدالغني علي يحيى
  سلمت أمريكا السلطة إلى الشيعة عام 2003 على )طبق من ذهب( ثم راحت تدافع عنهم أمام هجمات القاعدة وداعش، فضلاً عن إبرام اتفاقية استراتيجية بين واشنطن وبغداد، المستفيد الاكبر منها العراق، ورغم كل هذا فأن عداء الشيعة لأمريكا يفوق عداء الآخرين لها. مثال الآلوسي وهو سني يصعب تمييزه عن وفيق السامرائي ومشعان الجبوري الان، اتهم السفير الأمريكي لدى العراق ستيوارت جونز بأنه (سبب جميع مشاكل العراق) فيما طالب المرجع الديني الشيعي قاسم الطائي، نوري المالكي (بطرد السفير الأمريكي من العراق بدل التظاهر في ساحة التحرير) إن أمريكا مهما فعلت وضحت من أجل العراق فأنها ستبقى (الشيطان الأكبر) في نظر الشيعة.
نظرة النخب الشيعية والموالين لها من بعض السنة  إلى السعودية لا تختلف في شيء عن نظرتها لأمريكا، رغم الفارق بين الرياض والسعودية، اذ بدلاً من ان تستقبل تلك النخب بالود والتفاؤل والمحبة افتتاح سفارة السعودية ببغداد، فأنها جابهته بالأستنكار وعدم الترحيب. مثال الألوسي وصف أعادة العلاقات مع السعودية بـ(جريمة كبرى) وسارعت وزارة العدل العراقية الى نفي اطلاق سراح سجناء سعوديين في العراق، قائلة: (انهم ما زالوا يقضون مدد محكوميتهم) كتاب مقالات الرأي من الشيعة كانوا السباقين الى مقاومة السعودية بعد تطبيع العلاقات معها كقول احدهم: (أصابني القلق لأن تحالفاً دولياً تقوم السعودية بتنظيمه هو بالتأكيد تحالف امريكي اسرائيلي)!! والسعودية كما نعلم من أشد الدول العربية تمسكاً بتأسيس الدولة الفلسطينية كما قال جيمي كارتر قبل عقدين من السنين ولها يد بيضاء في مساعدة الفلسطينيين والعرب الاخرين ناهيكم من أنها تضررت من نظام صدام كثيراً وقطعت علاقاتها معه قبل تسلم الشيعة للحكم في العراق. ويبدو أن السعودية على إلمام بمواقف النخب الشيعية المشحونة بالعداء لها. إذ قال السفير السعودي لدى العراق ثامر السبهان: (ان تعاملنا مع دول ولا علاقة لنا باشخاص وكل ما يثار حول عودة السفارة السعودية إلى بغداد من جهات غير مسؤولة في العراق لا يعنينا ولا نعيره أهمية).
(إنً من يدعم مشروع إستقلال كردستان فهو فاسق) هذا ما قاله المرجع الديني الشيعي قاسم الطائي، وليس الطائي وحده يتبنى مثل هكذا افكار عنصرية ضد الكرد إنما أطراف شيعية اخرى كذلك التي تحمست لحجب رواتب البيشمركه وتسعى لتخفيض حصت كردستان من الموازنة العامة..الخ والكل يعلم المواقف الكردية الداعمة للشيعة ضد نظام صدام حسين وكيف ان معظم القادة الشيعه كانوا في كردستان وفي حماية البيشمركه ودعم الحكومة الكردية لهم.

Al_botani2008@yahoo.com

67
تزايد حالات نقطة اللاعودة عن الصدام والقطيعة

عبدالغني علي يحيى
  تبرز حالة نقطة اللاعودة عن الصدام والقطيعة نتيجة ظهور إرادتين متقاطعين لطرفين متنازعين، بحيث إذا تراجع أي منهما عن إرادته، فأن هزيمة نكراء تلحق به. في مستهل حرب الخليج الاولى احتل العراق مناطق إيرانية كثيرة، وقام صدام حسين بتمزيق اتفاقية الجزائر التي كان بموجبها قد تنازل عن نصف شط العرب ومناطق حدودية لأيران،مطالباً إيران بتلبية مطالبه. إلا أن إيران بدورها امتنعت عن الخضوع لمطلبه وأصر الخميني على مقاومة الاحتلال العراقي لأراضي ايرانية، وبذلك فأن التقاطع بين بغداد وطهران بلغ نقطة اللاعودة عن الحرب التي طالت بينهما (8) أعوام الى ان أوقفها المجتمع الدولي عام 1988 ولعقود نجد الفلسطينيين والأسرائيليين أسرى تلك النقطة، الفلسطينيون يطالبون باقامة دولتهم في حدود عام 1967، لكن اسرائيل تأبى ذلك بقوة، وبذلك يتواصل الصراع بينهما بسبب اصرار كل طرف على موقفه.
لقد كانت حالات نقطة اللاعودة عن الصدام والقطيعة في الماضي نادرة جراء الاستقرار النسبي للأوضاع في العالم، غير أنه نتيجة توترها بعد زوال نظام القطبين، فان حالات (نقطة اللارجعة.. الخ) راحت تتزايد، والامثلة كثيرة (1) مطالبة موسكو لأنقرة بالاعتذار عن اسقاطها للطائرة الروسية فأمتناع أنقره عن الاعتذار (2) اصرار تركيا على ابقاء قواتها في كردستان العراق والعراق لايكف عن المطالبة بمغادرتها. ومن الحالات هذه (3) مطالبت الحزب الديمقراطي الكردستاني بعقد اجتماع مع حركة التغيير من دون عودة رئيس البرلمان الى رئاسة البرلمان، بالمقابل تريد التغيير عودته فبل عقد الاجتماع، عليه فأن القطيعة قد تمتد بينهما. (4) ان استمرار الخلاف بين روسيا واوكرانيا بلغ تلك النقطة منذ زمن ولا يلوح في الافق ما يوحي بتجاوز البلدين للنقطة تلك (5) وفي سوريا تتمتل نقطة اللاعودة عن الصدام المسلح دعوة الغرب الى تنحي الاسد عن السلطة كحل للأزمة السورية، بيد ان روسيا وايران ومعهما دول اخرى ترى في الاسد خطاً أحمر... الخ من الامثلة.
ان تجارب العالم تجمع أنه عند بلوغ تقاطع الارادات الشديد نقطة اللاعودة عن الصدام والقطيعة فأما الحرب أو قطيعة مزمنه تترتبان عليها، ويلعب الاعلام دوراً واضحاً في تعميق تلك النقطة في غرسه للعداء بين الامم والجماعات وكان التراجع عن الموقف حتى وان كان (الموقف) عيب مشين، ويبدو وذلك منذ فطرة أن الطرفين المتخاصمين يفضلان القطيعة المزمنة على الحرب، وبالاخص الاطراف أو الدول التي قطعت شوطاً هاماً من التطور والتحضر. والان ينتظر العالم بلهفة حلول نهاية للأزمة بين موسكو وانقرة و موسكو واوكرانيا وبين انقرة وبغداد وايران والغرب حول سوريا وبين الاسرائيليين والفلسطينيين والهنود والباكستان حول كشمير.
Al_botani2008@yahoo.com

68
المضر بمصالح جنوب كردستان PKK ام القواعد التركية؟

عبدالغني علي يحيى

   ادان حزب العمال الكردستاني PKK إرسال تركيا لقوة عسكرية لها الى بعشيقة قائلة: (أن دخول تلك القوة الى أراضي  أقليم كردستان سيلحق ضرراً كبيراً بالمصالح العليا لأقليم كردستان).
ومع رفضنا القاطع لأحتلال أي جزء من كردستان ومن قبل أي كان نقول ل pkk ان الاضرار التي الحقتموها وتلحقونها بالمصالح العليا لأقليم كردستان العراق منذ ظهور الكيان الديمقراطي الكردي عام 1992 والى الان لم تلحقها القواعد العسكرية التركية بها والتي اي تلك القواعد تصرفت و تتصرف باسلوب حضاري على غرار تصرف القواعد الامريكية  في اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا ودول خليجية.. الخ أذ لم نسمع وان قامت القواعد التركية بالأعتداء على القرويين أو وضع العراقيل أمام اعمال حكومة الاقليم، وعلى إمتداد الاعوام الماضية لم يسجل عليها خرق لقوانين الاقليم. بالمقابل قام PKK عشرات ومئات المرات بالأعتداء على اهالي كردستان في المناطق الحدودية وعلى الحكومة الكردستانية ايضاً، فعلى سبيل المثال شن PKK في 25-8-1995 هجوماً شنعياً على (25) موقعاً حكومياً كردستانياً، ومنذ اسابيع نجده يتدخل في شؤون كردستان، انظر سعيهم لفرض نظام الكانتونات على الاقليم واحتلالهم ل 7 دوائر حكومية في سنجار ورفضهم الانسحاب منها إلا بأمر من بغداد، وكم هو مخجل ومعيب رد طلب شعب وحكومة كردستان، والامتثال في الوقت عينه لطلب يرده من بغداد!.
وقد يتساءل أحدهم: وماذا عن القصف الجوي المتواصل لتركيا على مناطق في الاقليم؟
ان القصف التركي وما خلفه من دمار وخسائر في الارواح والممتلكات باقليم كردستان يتحمل وزره PKK فلولا تواجده في المناطق الحدودية لكردستان العراق لما تجرأت تركيا الاقدام على تلك الافعال يذكر ان نحو 525 قرية في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك شبه مدمرة أو مهجرة أو لا تصل اليها الخدمات نتيجة تواجد pkk فيها، وكم من مرة طلبت فيها حكومة كردستان من pkk مغادرة المناطق الحدودية، إلا أن الاخير ومن منطلق الاستهتار واللامسؤولية تحدى ذلك المطلب وأصر على البقاء وما يترتب عليه من قصف تركي ونكبات تحل بشعب جنوب كردستان.
وإذ نؤيد وبقوة المطالب العادلة والمشروعة للشعب الكردي في شمال كردستان في أن يعيش حراً مستقلاً ونيله لحقوقه القومية  العادلة. والتأييد نفسه لكرد غرب وشرق كردستان. غير أننا نقول بكل أسف ومرارة. ان الضرر والدمار الذي الحفه تواجد pkk في جنوب كردستان بشعب وحكومة الاقليم لم تلحقه القواعد العسكرية التركية بهما إطلاقاً.
Al_botani2008@yahoo.com

69
السيادة الكردستانية أولاَ و اخيراً

عبدالغني علي يحيى
   شهدت السليمانية تجمعاً أحتج على وصول جنود اتراك إلى بعشيقة بدعوى أنه انتهاك لسيادة العراق. حصل ذلك تزامناً وتضامناً مع أحتجاجات مماثلة لمدن جنوبية عراقية بلغت حد إحراق العلم التركي، علماً ان اهانة العلم الكردستاني جرت قبل أسابيع في مدن جنوبية شيعية وتحديداً في كربلاء. ولسنا ندري لماذا لم يستنكر ذلك التجمع تواجد نحو (30) الف جندي ايراني في مناطق عراقية منها كردستان أيضاً، يشنون حرباً طائفية على السنة واخرى عنصرية ضد الكرد؟ وقبل نحو عامين تعرضت مناطق في السليمانية الى هجمات ايرانية طالت قرى فيها مخلفة وراءها الضرر والدمار. عدا هذا ألا يعني احتلال الحشد الشعبي لطوزخورماتو وقيامه بحرق عشرات الدور والحوانيت التي تعود للكرد، فقتله وتعذيبه واعتقاله للعشرات منهم انتهاكاً للسيادة الكردستانية؟ فضلاً عن تسليط التهديد هذه الأيام على كرد بغداد ومطالبتهم بمغادرتها. وعدا هذا أيضاً ألا يعتبر قطع مياه نهر سيروان من قبل ايران والذي يمتد الى داخل كردستان لمسافة 445 كم، وانهر اخرى كذلك ومن جانب ايران أيضاً انتهاكاً للسيادة الكردستانية، وكردستان منذ 1991 كيان شبه مستقل؟
ان الأحتجاج على تمركز جنود أتراك في بعشيقة كما نعلم تم بموافقة الحكومة العراقية الحالية التي ابقت على اتفاقيات عسكرية وقعت سابقاً بين بغداد وانقرة كأتفاقيات عام 1983 و 1995 واتفاقية وزيري داخلية العراق وتركيا عام 2007 واخيراً ما اتفق عليه الطرفان عام 2014، إنه، أي الأحتجاج يلتقي مع مصلحة بغداد المتذبذبة التي تمارس باستمرار خرقاً للسيادة الكردستانية منذ أعوام. عليه أما كان الاحرى بالمحتجين الكرد اولئك، ان يحذوا حذو اربيل ودهوك، ولايحتجوا على سيادة العراق الذي يدوس باقدامه سيادة كردستان، أما كان حرياً بهم ان يتركوا الامر لحكومة كردستان والرئيس مسعود البارزاني للبت فيه؟  فضلاً عن ما ذكرت، متى كان للعراق سيادة على اجوائه واراضيه أو حريصاً عليها؟ فالسيادة على محافظات اربيل والسليمانية و دهوك وكذلك المناطق الكردستانية التي حررتها البيشمركة من داعش هي سيادة كردستانية، لذا على الكرد ان يدافعوا عن هذه السيادة بوجه أي منتهك لها ولا اغالي اذا قلت ان انتهاك بغداد لسيادة كردستان يفوق بكثير انتهاك انقرة وطهران لها، ولو كانت بغداد تعد أجواء واراضي كردستان ضمن السيادة العراقية، لما كانت تسكت في العهدين البعثي والحالي على اعتداء العاصمتين المذكورتين على قرى واراضي واجواء جنوب كردستان، ولا اجانب الحقيقة اذا قلت: أن كلا النظامين الحالي والسابق اغتبطا ويغتبطان عند كل اعتداء ينزل بجنوب كردستان براً او جواً.
ان على الكرد أن ينحازوا الى انفسهم والى صيانه سيادتهم ويضعوا سيادة كردستان نصب أعينهم وفوق كل شيء وان يكفوا في أن يكونوا (ملكيين اكثر من الملك) فتجمع السليمانية كان دفاعاً عن سيادة الغير الذي ينتهك سيادة كردستان.

70
د. أياد علاوي.. خيال جبهوي خصب

عبدالغني علي يحيى
  دعا د.أياد علاوي إلى جبهة تضم: المجلس الأعلى الأسلامي وهيئة علماء المسلمين والكرد والصدريين، والأحزاب الوطنية والمنظمات العربية..الخ من التشكيلات المتنافرة في الفكر والقومية والمذهب. وقد يكون في ذهنه متسع لضم الناس أجمعين إليها. وهو الذي رفض قبل أيام (لجنة التنسيق العليا..) والأقرب إليها، لقيادته تكتلاً سنياً ضخماً في البرلمان وخارجه. عدا هذا، يبدو أنه ذو ذاكرة ضعيفة، له قراءة رديئة لتأريخ الجبهات السياسية في العراق التي تميزت بعمر قصير، وفشل في تحقيق الأهداف وتخندق اعضائها فيما بعد ضد بعضهم بعضاً، بدءاً من جبهة الأتحاد الوطني 1957 والجبهة القومية الوطنية..الخ 1973 وجبهتي: جود و جوقد في الثمانينات، وكلها تأسست في ظروف أفضل بكثير من الظرف الحالي للعراق. ويبدو أيضاً وكأنه غافل عن صراع الاحزاب والمكونات الأجتماعية فيما بينها حتى داخل المكون الأجتماعي الواحد بل وحتى الحزب الواحد، فكيف تصور جبهة للمكونات السياسية كافة مثلما توحي بها دعوته التي تذكرنا بأفلام الخيال العلمي؟ والتي ورد فيها من انهم سيتوجهون  الى دول عربية خليجية ومصر في وقت ورد اسم حزبين شيعيين كبيرين في دعوته: المجلس والصدري اللذان تشدهما علاقات قوية  بايران. عليه ألا يتطلب والحالة هذه التوجه الى ايران كذلك؟ والاسئلة تترى منها، ما المقصود بالمنظمات العربية في دعوته؟
 جبهة الدكتور علاوي بلا حدود وخياله الجبهوي، ان جاز التعبير، اللامتناهي وحده القادر على التفكير بأختصان ذلك الكم من المكونات والاحزاب  اللامتجانسة والزاخر بالمتناقضات الحادة. وإذا كانت الجبهات التي ذكرتها قد عاشت عمراً قصيراً وفشلت في انجاز أبسط هدف، فان جبهة علاوي لن ترى النور ولو لأيام، وما المناداة بها من جانبه  إلا لأفشال (لجنة التنسيق العليا..) التي بدورها لن يكون حظوها من النجاح بأوفر من حظ جبهته.
Al_botani2008@yahoo.com

71
مصير HDP  المرعب في ظل حكومة AKP  الجديدة

عبدالغني عبدالغني يحيى
  قبيل البدء بالانتخابات البرلمانية التركية المبكرة في الأول من تشرين الثاني الماضي توعد أحمد داود أوغلو الجماهير الكردية في مدينة وان قائلا: ( إذا لم تصوتوا لحزب العدالة والتنمية AKP  فان زمن الاغتيالات سيعود)! ويبدو ان الذين توعدهم لم يصوتوا لحزبه بالشكل الذي أراده، بل اوصلوا حزب الشعوب الديمقراطي HDP الى البرلمان، وهذا مادفع باوغلو لتنفيذ وعيده، إذ لم تمر سوى ايام على تلك الانتخابات، وإذا بالحكومة التركية تحكم على برلماني ل HDP بالسجن 6 سنوات. وقبل نحو (10) ايام اطلق النار
على رئيس HDP صلاح الدين دمرداش عندما مان عائدا من مطار ديار بكر إلى منزله. وفي 28-11-2015 اغتيل رئيس نقابة المحامين طاهر ألجي في المدينة نفسها وقتل معه مواطن كردي ايضا، واتهم دمرداش الشرطة التركية بمقتله وكان مصيبا. وفي 2-12-2015 نجت البرلمانية الكردية ليلى بيرليك من عملية قتل في مدينة شرناخ. وفي خلال اقل من شهر غيب عن الانظار مواطنون كرد بينهم نساء واطفال. وماتزال المطالبة بالكشف عن مصيرهم قائمة. ماذكرته كان على سبيل المثال لا الحصر.
ان ما حصل وسيحصل بحق النشطاء الكرد كان متوقعا، فالحكومة التركية لاتميز بين حزب العمال الكردستاني PKK وبين HDP  إذ بعد (فوز) AKP مباشرة في تلك الانتخابات، هدد القادة الاتراك PKK بالفناء، عليه فان AKP سيمضي قدما لافناء HDP كذلك وسيكون مستقبل اعضائه : الاغتيال، والتغييب عن الانظار والسجن والقتل ومواجهة التهم الكيدية هذا ما يخطط له AKP و ما على HDP  إلا أخذ الأمر بجد.
Al_botani2008@yahoo.com

72
حرب الاعتذارات على تركيا والاتي أمر

عبدالغني علي يحيى
  إثارة المذبحة الارمنية بوجه تركيا بين حين وحين ومطالبتها بتقديم اعتذار للارمن وما يترتب عليه من تعويض، تقض مضاجعها وهي الرافضة للاعتذار والتعويض معاً، علماً ان حلفاءها الاطلسيين يقفون وراء هذه الاثارة. وبالرغم من طول الفترة بين اثارة واخرى، لكنها تظل بمثابة مشروع اثارة دائم يجثم كالكابوس فوق صدور الاتراك.
وبأسقاط الطائرة الروسية من قبل الاتراك، فأن اعتذاراً أخر راح يواجهها لا يقل ازعاجاً لتركيا من ازعاج الاعتذار الاول لها، ان لم نقل يفوقه في قوته التدميرية، اذ عرض تركيا الى حزمة من العقوبات الاقتصادية الروسية. ولقد مارست أنقرة التعنت حيال الاعتذارين ورفضتهما، مستقوية في الثاني بالناتو، ماجعل من الخلاف بينها وبين موسكو يرتقي الى نقطة
 اللارجعة عن التصادم بينهما. ولدى روسيا اكثر من ورقة ضغط لمجابهة تركيا، كالورقة الكردية والمذبحة المشار اليها، فأوراق اخرى، وتركيا كما نعلم دولة محاصرة من قبل جيرانها كافة، ولقد عبر ذلك مسؤول تركي رفيع المستوى حين قال (تركيا محاطة بالنار). وفي حال حصول الكرد على الاستقلال، فأن من الطبيعي مطالبتهم لتركيا بتقديم سلسلة من الاعتذارات تبدأ من ايام العثماني وتنتهي بالحكومة الاردوغانية أو اية حكومة تركية تعقبها، مروراً بالحكومات الاتاتوركية العسكرية. ولا يغيب عن البال ان الحكومة التركية الحالية ذات التوجه الاسلامي كانت وما تزال من اكثر الحكومات التركية ارتكاباً للمذابح الجماعية بحق الكرد.. في روبوسكي وسركلي وزاركلي وو.. الخ وربما يكون لسان حال تركيا الاستفزازية    والمتعنته والعنجهية والعنصرية (اهلاً بمعارك الاعتذارات)!
Al_botani2008@yahoo.com

73
السني التائه في كل الأزمنة والأماكن

عبدالغني علي يحيى
   الهب تطور حماس السنة العراقيين، فحواه، ان قادتهم ( الرسميون) المشاركون في العملية السياسية، شكلوا لجنة تنسيق عليا لـ (6) محافظات: بغداد و ديالى و الأنبار و صلاح الدين و كركوك و نينوى، وهكذا اخطأوا في اول بيان تأسيسي لمؤتمر ينتظر ان يعقد ببغداد في اعتبار تلك المحافظات سنية، كون معظمها مشمولة بالمادة 140 فحصول متغيرات عميقة خلال السنوات الماضية جعلت من السنة أقلية في العديد من مدنهم أو مشردة داخل العراق وخارجه، فضلاً عن نواقص اخرى في مسعاهم منها بقاء كتلة العلاوي الكبيرة خارج اللجنة مع رفض السنة من خارج العملية السياسية لذلك المسعى. ثم متى كانت اللجان والمؤتمرات منقذة للجماعات والأمم من المحن؟ وهل من الصحيح عقد آمال على لجنة أكثرية أفرادها في حضن الحكومة ؟.
  وتلك المساعي مازالت في المهد، واذا بذلك الحماس يفتر على يد مبادرة روسية دعت الى تعاون روسي سني لأنهاء احتلال داعش لمناطق سنية، اذ توجهت انظار السنة للفور الى موسكو بتفاؤل ورحب غلاة المعادين للعملية السياسية في العراق من أمثال جمال الضاري وزيدان الجباري بالمبادرة. ولما كانت المبادرة تتوجه اصلاً إلى العشائر السنية ، فأن رئيس عشيرة سنية خيب الآمال اذ صرح رعد السليمان الناطق بأسم المجلس الموحد للعشائر العراقية قائلاً: ( لم نتفق حتى الآن على قبول المبادرة الروسية ونسعى الى دراستها )! كل هذا من غير ان يأخذوا ببالهم ان روسيا غارقة حتى اذنيها في دعم الاعداء التفليديين ليس لسنة العراق فقط إنما سنة سوريا ايضاً.
  منذ عام 2003 ترى السنة العراقيين هائمين على وجوههم فلقد طرقوا ابواب واشنطن اكثر من مرة، وقبل فترة نظم تجمع لهم في قطر، ثم اهمل، واقترحوا قبل ذلك أو بعده اتحاداً بين المكونين السني والكردي على ان يكون البارزاني رئيساً عند تأسيسه ويتخلى عنه فيما بعد للسنة، إلا ان الكرد لم يكلفوا انفسهم حتى مشقة الرد عليهم. عدا هذا تراهم مرة يجتمعون في اربيل واخرى في عمان وثالثة في مكان آخر، ويعتقدون ، ان تركيا منقذة لهم، ومرة أمريكا. مع أمل ضعيف في العرب وها ان روسيا دخلت على الخط، ولا يعلم الا الله عن الذي يليهم في دخوله. ووسط كل هذه التحولات والتذبذبات، فأن ملايين السنة اصبحوا لاجئين في بلدهم وفي الشتات، تدمر مدنهم ودورهم باستمرار، يختطفون ويقتلون ، وبعد خراب (السنة) تلقاهم متشبثين بقشة هذا وذاك.
Al_botani2008@yahoo.com

74
مقومات القائد التأريخي لدى الرئيس مسعود البارزاني

عبدالغني علي يحيى
   الرفض القاطع لتواجد ميليشيات الحشد الشعبي في طوزخورماتو والتأكيد على كردستانية الأخيرة، يعد أحدث موقف قومي كردي صلب يسجله الرئيس مسعود البارزاني لصالح الشعب الكردي ، علماً انه سبق وأن اعلن عن رفضه للتواجد ذاك قبل شهور من الان. وقبل سنوات منع تشكيل الصحوات في كردستان ولقد أغاظ هذا الموقف منه القيادات الشيعية المتطرفة سيما في الميليشيات الطائفية، واحرج في الوقت عينه اطرافاً داخلية قطعت شوطاً كبيراً في التعاون مع بغداد و طهران معاً وتتجنب الحديث عن كردستانية المناطق المستقطعة والتي يطلق عليها مصطلح ( المناطق المتنازع عليها) وعن استقلال كردستان ايضاً.
ومن مواقفه القومية الدالة على توفر مقومات القائد التأريخي في شخصه ، اشرافه المباشر على عملية تحرير سنجار و28 قرية حواليها، وكان قد وعد في وقت سابق بتطهير سنجار من داعش واستعادة كل شبر من ارض كردستان من احتلال داعش. وعلى ذكر اشرافه المباشر على تلك العملية الجرئية والمدوية التي انطوت على مخاطر جمة على حياته، يذكر انه طوال الفترة من احتلال داعش لمناطق كثيرة من أرض كردستان، فأنه كان يزور الخنادق الأمامية للبيشمركه في جبهات القتال غير مبال بالأخطار المحدقة تلقائياً بزياراته، ليس هذا فحسب بل ان افراداً من أسرته تراهم لا يفارقون تلك الخنادق. ومن مواقفه الصلبة والقيادية، أنه كان من أوائل الذي قاوموا بشدة سياسات نوري المالكي الذي كان قد تولى رئاسة الحكومة العراقية لفترتين متتاليتين، وفي حينه قيل الكثير في خلافه مع المالكي، وفيما بعد تبين ان المالكي كان وما يزال من أشد خصوم القضية الكردية والكيان الكردي الديمقراطي. ان نهج الرئيس مسعود البارزاني ومن قبله نهج الراحل والده، يتميز بالاستقلالية والمبدئية في اتخاذ القرار ونبذ المساومة والميوعة على طول الخط، نعم البارزانية تعني اخلاصاً بلا حدود لحرية الكرد وكردستان والذي تجسد بصعود معظم القادة من الأسرة البارزانية اعواد المشانق والموت في المنفى والقتل على يد الحكام العراقيين وغيرهم: الشيخ عبدالسلام البارزاني اعدم على يد العثمانيين في الموصل وتوفي مصطفى البارزاني في امريكا ونجله ادريس في ايران كما قتل اولاد البارزاني الثلاثة عبيدلله ولقمان وصابر على يد نظام البعث.  ومن ابرز المواقف القومية الجالبة للأهتمام والمثيرة في آن معاً، للرئيس مسعود البارزاني التي تظهر بين آن وآن، والتي تقض مضاجع الاعداء وتفرح الملايين الكردية وتبعث فيها الأمل بقرب تحقيق امنيتها في السيادة والاستقلال والحرية، دعوته المتواصلة لأستقلال كردستان وبناء الدولة الكردية المستقلة، وقي دعواته الاستقلالية تلقاه صريحاً لا يخشى لومة لائم. ان العمل من اجل استقلال كردستان استراتيجية للبارزاني مسعود لا يحيد عنه.
لم يمت صاحب المواقف القومية الشجاعة، مصطفى البارزاني ، فهو حي في كل خطوة قومية ومبدئية شجاعة لنجله مسعود البارزاني. البارزاني الأب حي في كل موقف قومي للبارزاني الأبن، وتبقى الحركة القومية الكردية بخير طالما يقودها البطل القومي مسعود البارزاني المعبر عن ضمير الأمة الكردية في أقواله وأفعاله، والذي يحظى باحترام العالم أجمع، وسيأتي يوم يقيم فيه كأحد ابرز قادة العالم المدافعين عن الحرية والديمقراطية.
Al_botani2008@yahoo.com

75
حول علاقات PKK القوية مع الحشد الشعبي

عبدالغني علي يحيى

   (وجودنا في طوزخورماتو يأتي لحماية شعبنا، وعلاقاتنا قوية مع الحشد الشعبي) هذا ما قاله حزب العمال الكردستاني PKK رداً على ميليشيات شيعية رافضة لذلك التواجد.
تزامناً، عرضت التلفزة لقطات عن آثار تعذيب وحشي على جسد شاب كردي على يد الحشد الشعبي (حش) هناك والذي افاد بأن (حش) يعذب الآن العديد من الكرد، إلى درجة ان شاباً فقد عقله نتيجة التعذيب، ناهيكم عن انتشار قناصة (حش) على المباني واطلاقهم النار على الكرد فقتلهم واختطافهم للعشرات منهم، فضلاً عن حرقهم لمنازلهم وحوانيتهم، فهل حقاً يأتي التواجد لـ:PKK في طوزخورماتو لحماية الكرد، واذا كان الجواب بـ(نعم) فلماذا لا يرد PKK على اعتداءات (حش)؟.
لن يغفر الكرد لـ:PKK علاقاته القوية التي يتبجح بها دون خجل مع (حش) وسيدينون تفرجه على قتلهم واختطافهم ومصادرة ممتلكاتهم، وهو ليس حامياً لأموالهم وارواحهم واعراضهم مثلما يدعي.
وتزامناً أيضاً مع قوله ذاك، قام (حش) في قرية الشط شمال بيجي بهدم 150 داراً للعرب السنة فتفجيره لدوائر عامة: المستوصف الصحي في الشط واعدادية بيجي ومتوسطة الرازي ببيجي كذلك. أما عن جرائم (حش) الطائفية في ديالى وتكريت وبغداد، فحدث ولا حرج. لذا فأن العرب السنة بدورهم لن يغفروا لـ:PKK وضعه ليده في يد (حش) الذي يصعب التمييز بينه وبين داعش.
على PKK التراجع عن (علاقاته القوية) غير المشرفة مع (حش) والتوجه بدلاً عن ذلك إلى البيشمركة التي يشهد العالم على شجاعته وبسالتها وتضحياتها ومقارعتها للأرهاب نيابة عن العالم أجمع إن تعاون PKK مع البيشمركة واجب قومي كردي مقدس وليس مع أعداء الكرد.
al_botani2008@yahoo.com

76
في العراق، خطة لتحرير مدن بالجملة!!

عبدالغني علي يحيى
    نشرت (الصباح) في عددها ليوم 5-11-2015 إعلاناً لمصدر أمني عن (وجود خطة عسكرية شاملة قيد الاعداد بهدف تحرير الرمادي والشرقاط وسنجار في أن واحد)!! تزامناً، قال هادي العامري قائد الحشد الشعبي: (ان الولايات المتحدة احتضنت سياسيين عراقيين عديمي الشرف والقدرة على تحرير أرضهم وناسهم) ناسياً أو متناسياً ان تحرير الارض والناس واجب العسكريين من أمثاله اولاً، وبدرجة ثالثة او رابعة السياسيين الذين تهجم عليهم بأوطأ الالفاظ. ونتوجه الى المصدر الامني اعلاه بالسؤال: (هل تقدر الحكومة العراقية  على تحرير 3 مدن عراقية دفعة واحدة، بعد أن استغرق تحرير أمرلي وبيجي شهوراً وبشق النفس؟ ولسناندري لماذا قفز المصدر المذكور على اقضية ونواحي محتلة مثل اقضية: الحضر وتلعفر والبعاج والنواحي: حمام العليل والقيارة والشورى وهي الاقرب الى الحشود العسكرية العراقية من سنجار البها أم أنها ستتحرر بالجملة أيضاً؟ دع القول ان تحرير سنجار حسم على يد البيشمركة التي حررتها فعلا يوم 13-11-2015 وقطعت بذلك دابرالطريق على المتامرين والمتصيدين في الماء العكر. ثم الا يعني التركيز على سنجار استفزازاً للكرد؟ كل هذا والقوات العراقية عاجزة عن تحرير الفلوجة وهي على مرمى حجر من بغداد، حتى بغداد ، تكاد تكون شبه محتلة كونها تتعرض الى مجازر شبه يومية من قبل داعش.
   وحمل العامري الولايات المتحدة وزر سقوط الرمادي: (لتزويدها العبادي  بمعلومات خاطئة عنها) حسب قوله. ونسأل:( ألا يعد مخجلاً وعيباً، تلقي الحكومة العراقية لمعلومات امنية من الولايات المتحدة، والمفروض في هذه الحكومة ان تكون أدرى بشعاب بلداتها بل وان تقوم هي بتزويد التحالف الدولي بالمعلومات وليس العكس؟ ثم ألا يعني تحميل الولايات المتحدة وزر سقوط الرمادي تبرئة للمتسببين الحقيقيين عن سقوطها والموصل كذلك، وهم قادة عراقيون وفي مقدمتهم المالكي؟ واخيرا الا يعد مطالبة الولايات المتحدة بالمعلومات عن ما يجري في العراق ان الشعب العراقي غير متعاون مع الحكومة وان الاجهزة المخابراتية العراقية فاشلة بالمرة رغم المبالغ الهائلة المخصصة لها من الميزانية العامة؟
   تحرير مدن في وقت واحد، سذاجة وباعث على السخرية والتهكم، علماً ان التحالف الدولي الذي يعد شرطاً لتحريرها لا يدعي القدرة على التحرير بالجملة رغم امكانياته العسكرية الهائلة.
Al_botani2008@yahoo.com

77
فوزAKP بالغالبية تزوير سبق ورافق الانتخابات البرلمانية التركية المبكرة

عبدالغني علي يحيى
  لو كان حزب الشعوب الديمقراطي HDP الخاسر الوحيد في الانتخابات البرلمانية التركية المبكرة التي جرت في 1-11-2015 لحق أنذاك قول بعضهم من ان العمليات العسكرية لحزب العمال الكردستاني PKK التي وصفوها بالأرهابية هي التي تسببت في خسارة HDP إلا أن سؤالاً هنا يطرح نفسه: ومن الذي تسبب في تراجع الحركة القومية التركية MHP في تلك الانتخابات وأن يفوز حزب الشعب الجمهوري CHP بمقعد واحد خلافاً لتوقعاته اي CHP (ويشهد حزب السعادة انهياراً كبيراً بعدما حصل على 068،%.)
  ولنفرض ان عمليات PKK تلك كانت وراء تقهقر HDP ، عليه والحالة هذه، اما كان جديراً بحزب العدالة والتنمية AKP أن يمنى بهزيمة كبرى ايضاً، إذا علمنا ان العمليات العسكرية الارهابية التركية ضد الشعب الكردي على جانبي الحدود العراقية التركية ومذابحها في (جزيري) و(سركلي) و (زاركلي).. الخ في الفترة المحصورة بين انتخابات 7 حزيران و ا تشرين الثاني والتي فاقت بما لا يقاس تلك العمليات التي نفذها PKK والتي أي العمليات التركية كانت السبب في مقتل المئات من القوات الامنية التركية واقامة الماتم في طول البلاد التركية وعرضها والتي زادت من النقمة  على AKP وعلى حكومته؟
   لقد جاء تراجعAKP  ذو التوجه الاسلامي في انتخابات السابع من حزيران الماضي، في إطار الهزائم النكراء التي منيت بها الاحزاب الاسلامية الحاكمة في مصر وتونس والمغرب، غير أن نهوضه AKP في الانتخابات البرلمانية التركية المبكرة بدا وكانه استثناء عن القاعدة، ناهيكم من ان استطلاعات الرأي وتنبؤات المحللين السياسيين سبق وان اجمعت على نكسة  مرتقبة جديدة ل: AKP في الانتخابات المبكرة تفوق تلك النكسة التي المت به في حزيران الماضي. كما ان الاحزاب CHP و MHP وHDP كانت تتحدث بثقة تحت تأثير من اجواء المد الذي عاشته عقب انتخابات حزيران، عن فوز اكبر لها في انتخابات تشرين الثاني المنصرم. لكنها وبقدرة قادر وبين عشية وضحاها تحولت من المد الى الجزر ومنافسها AKP من الجزر الى المد وسط اسباب غير مقنعة في الحالتين.
  اسئلة عدة تلح على الاجابة لفك وحلحلة التطور شبه اللغز الذي قلب التوقعات رأساً على عقب منها: كيف نهض AKP من كبوته في غضون أقل من (5) اشهر ليحقق الغاليبة من المقاعد التي تجيز له الانفراد بتشكيل الحكومة؟ في وقت لم يحقق طوال الفترة الاقل من (5) اشهرتلك، انجازا اقتصادياً أوسياسياً أو عسكريا لكي يسترد ثقة الشعب به، وعلى ذكر الاقتصاد، فان الاقتصاد التركي يعاني من تراجع بين منذ سنوات. فضلاً عن هذا فأن النهوض من نكسة سياسية يتطلب زمناً اطول من النهوض من نكسة عسكرية. دع جانبا القول من أن الوقائع تنفي شرطاً هاماً من شروط (انتصار) AKP وهي انه في الفترة المحصورة بين العمليتين الانتخابيتين التركيتين، تزايدت الاتهامات لتركيا بدعم تنظيم الدولة (داعش) ومن بين الموجهين للاتهامات اليها، الصين ودول غربية و اسرائيل ايضاً ومعظم القوى السياسية الكردية وغير الكردية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والتي كان من المفترض ان تلحق (الاتهامات) ضعفاً اكثر ب AKP. ومن الاسئلة أيضاً هل من المنطقي ان تكون الاصوات التي نالها AKP في المنطقة الكردية بتركيا في الانتخابات المبكرة ضعف الاصوات التي نالها في المنطقة نفسها في انتخابات حزيران الماضي؟ والمنطقة تلك كما يعلم الجميع تعاني من حالة غليان ضد الحكومة التركية جراء تكثيف الاخيرة لغاراتها الحربية والبوليسية ضد الكرد داخل تركيا وكردستان العراق وسوريا وما تزال؟
  في البلد المتعددة القوميات والاديان والمذاهب مثل تركيا غالباً ما يكون الحزب الشمولي مرفوضاً، فكيف استطاع AKP الاسلامي السني والتركي القومية الفوز؟
  لقد شكك صلاح الدين دميرتاش في نزاهة الانتخابات المبكرة تلك قائلاً: ( ان التنافس) بين مختلف القوى لم يكن عادلاً) وقبل ذلك اقدمت حكومة AKP على محاولات استهدفت HDP ففي الفترة ال(5) أشهر بين العمليتين الانتخابييتين اعتقلت السلطات اكثر من 500 مسؤول في HDP مع حرق وتدمير نحو 190 مقراً له إضافة الى مقتل 258 مدنياً و 33 طفلاً جميعهم من الكرد.. الخ من الاضطهادات التي سلطت على الكرد و HDP لأجل ان يدخلوا في خسارة كبرى في الانتخابات المبكرة، ولقد تم لحكومة اردوغان ما أرادت، واللافت للأنتباه ان الهجوم على الكرد وعلى مختلف الصعد لم يتوقف الى الان.
  السيد عبدالفتاح رئيس مركز القاهرة للدراسات لكردية يقول: ( لعبت العمليات الارهابية التي استهدفت مظاهرات وتجمعات لأنصار واعضاء حزب الشعوب وادت الى مقتل المئات منهم سواء في سروج أو انقرة الى تخويف مؤيدي الحزب وارهابهم الى حد ما) ولم تكتف حكومة اردوغان بهذا بل راحت تشوه سمعتة HDP من خلال (اتهامه بالكفر والزندقة ومعاداة الدين) حسب السيد عبدالفتاح الذي لم يغفل ( اجواء الفوضى التي اشاعها النظام التركي والتي لعبت دوراً كبيراً في توجيه الاتراك) و (ترى اوساط معارضة لأردوغان ان هذه النتائج لاتعبر عن تزايد شعبية AKP بقدر ما تعبر عن قيام AKP ومعه الحكومة بعمليات تزوير وشراء اصوات واستعانة برجال أمن وقضاة للاشراف ونقل الصناديق الانتخابية، فضلاً على الدفع بحشود من أنصار AKP للتصويت اكثر من مرة اعتمادا على أنه لايتم استخدام الحبر الفسفوري عقب الادلاء بالصوت).
  ويتبين أن الهدف من اجراء الانتخابات المبكرة كان لعرض ضرب الكرد وHDP واضعافهما بدرجة اولى، والذي أي الضرب تواصل الى ما بعد الانتخابات كذلك، فبعد مرور أقل من 30 ساعة على تلك الانتخابات قصف الطيران الحربي التركي مناطق كردية في هكاري بتركيا و 70 قرية في قضاء العمادية داخل كردستان العراق مع فرض نظام منع التجول على أحياء في دياربكر ومواصلة شن جملات اعتقالات واسعة بحق النشطاء الكرد في كبريات المدن الكردية والتركية في تركيا.
   نعم ان الهدف من الانتخابات التركية المبكرة جاء لأجل الحاق الهزيمة ب HDP والشعب الكردي والانتقام منهما للفوز الذي احرزه HDP في انتخابات حزيران. ولقد عبر أحمد  داود أوغلو عن ذلك الهدف بشكل  غير مباشر حين قال بعد اعلان نتائج الانتخابات المبكرة: ( في حزيران أرادوا كسرعمودنا الفقري ولكن بفضل الله تعالى حققنا نصراً كبيراً). بهذا الشكل راح أوغلو يضحك على ذقون الناس بعد ان احرز حزبه (النصر) ليس بفضل الله إنما بفضل البطش والتنكيل الذي مارسته حكومته ضد HDP والشعب الكردي. إضافة الى ما ذكرت فأن الفوز المزيف ل: AKP كما أرى كان مشروطاً بعودته الى بيت الطاعة الامريكي، وتخصيص قاعدة انجرليك أمام الطيران الحربي الامريكي، وتحويل حكومة تركيا الى حكومة حرب على روسيا وايران وسوريا. ومن شروط حكومة الحرب، قمع المعارضة وازالة العقبات التي قد تعرقل عمليات حكومة الحرب. صدام حسين من قبل أن يقدم على حربه على ايران واثناءها، قضى على النشاط العلني للحزب الشيوعي العراقي واثناء الحرب سلط الانفال على البارزانيين والفيليين وابادة القرى الكردية، ثم لاذ باسلاح الكيمياوي ضد الكرد والعودة الى الانفال لشمول عشرات الالوف من الكرد بها. ان ما فعله صدام تفعله تركيا الان، وللتحالف الدولي بقيادة امريكا مصلحة صميمة في ما تفعله تركيا لاجل وقف الاندفاعات الروسية في الشرق الاوسط، ويأمل الغرب ان تكون تركيا السد الاكبر لتلك الاندفاعات. وهكذا كان لا بد لأمريكا والغرب من ضمان الفوز ل: AKP في الانتخابات وبأي ثمن كان. و ربما هنا لك أسباباً اخرى وراء فوز AKP بالانتخابات موضوع البحث.
  ان فوز AKP لن يؤدي الى الامن و الاستقرار في تركيا كما يروج لهم، بل سيزج الاخيرة وشعوبها في حروب وازمات لن  تنتهي الا بانهيار تركيا وتقسيمها، والمقال في طريقه الى النشر، اعلن PKK عن  الغاء الهدنة التي اعلنها قبل اسابيع سبقت الانتخابات ومن جانب واحد مع تركيا، وسوف  يترتب على ذلك قتال واضطرابات ومحن اشد تدفع ضريبته شعوب تركيا حتماً، وليس ببعيد ان يبعث النشاط من جديد في احزاب الاخوان المسلمين واعادتها الى السلطة من جديد في مصر وتونس والمغرب وذلك لمقتضيات الحرب التي تشنها واشنطن فتوسيع دائرتها فهذه الاحزاب الى جانب الاسلام السياسي المتطرف من مقومات بقاء المنطقة مشتعلة وتواصل الحروب.
Al_botani2008@yahoo.com

78
خصوصية وطبيعة دور المثقفين الكرد في النضال القومي الكردي


عبدالغني علي يحيى
   أجرت إذاعة صوت كردستان وفروعها في دهوك والسليمانية وعقرة ندوة تحت عنوان (دور المثقفين والفنانين والاعلاميين الكرد في الحرب على داعش) شارك فيها كاتب هذا المقال الى جانب كل من مؤيد طيب العضو السابق في البرلمان العراقي والاعلاميين: أيوب رمضان وآفان جمال، وانقسم المشاركون بين الاعتراف بذلك الدور وبين التنكر له. وهذه ليست المرة الأولى يطرح فيها للنقاش دور المثقفين الكرد في قضايا الحرية والنضال القومي الكردي، فلقد سبق وان طرح اكثر من مرة، كما ويثار بين آن و آن دور المثقفين في قضايا الحرية سيما في البلدان النامية، وفي مناقشتهم له يذهب بعضهم حد تجاهل ذلك الدور والتهجم على المثقفين وهو الغالب في المناقشات.
كاتب هذه السطور يرى، ان هنالك خصوصية في دور المثقفين الكرد في الحركة التحررية الكردية ولاحظ ذلك ميدانياً، ففي الستينات من القرن الماضي، التقيت بسجناء سياسيين كثيرين في العديد من السجون العراقية، وسجناء آخرين من المسجونين في سجن (نكره السلمان) كانوا في معظمهم من المثقفين: (المعلمون، المدرسون، المحامون، المهندسون، الموظفون، الطلبة..الخ) في حين كان عدد العمال والفلاحين والكسبة ضئيلاً بين المساجين ليس المساجين الكرد فحسب بل الشيوعيين أيضاً. واثناء اشتراكي في ثورة ايلول الكردية 1961-1975 وجدت الحالة معكوسة، إذ أن اكثر من 95% من المشاركين في الثورة كانوا من أبناء العشائر والفلاحين والقرويين الأميين وشبه الأميين إلى جانب قلة ضئيلة من المثقفين فيها. فعلى سبيل المثال، أذكر كيف ان قسم التعليم (به شى زانياري) في قرية (ناوبردان) بقضاء جومان كان عبارة عن مدرس من خريجي الأزهر الاستاذ محمد أسماعيل الذي ترأس القسم بمعاونة 3 معلمين فقط، هم: لطيف نادر ومحمد علي مصطفى و معروف ناصر فضلاً عن عدد قليل من المدرسين في متوسطة (كلاله) اضافة الى عدد آخر كانوا يتولون مناصب حزبية وكان عددهم جد قليل، عدا هذا فلقد كان للمثقفين الكرد الدور الأبرز بل يكاد يكون الوحيد في تأسيس الأحزاب القومية الكردية: هيوا، رزكاري، ازادي، وفيما بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تأسس على يد الراحل مصطفى البارزاني عام 1946 كذلك الحال بالنسبة للمثقفين العراقيين والمثقفين في العالم أجمع الذين كانت لهم اليد الطولي في تأسيس الأحزاب ببلدانهم، وبسبب من دورهم الوطني، المثقفون الكرد، فلقد كانوا أشد عرضة للأعتقال والطرد من الوظيفة والتصفية الجسدية من اعضاء باقي القطاعات الاجتماعية والمهنية في الحزب.
وكما يقال ان في كل قاعدة استثناء، ففي ثورة أيلول مثلاً كان دور المثقفين ضيقاً شبه معدوم في المناطق المحررة، مقابل دور بين لرجال الدين وطلبة المدارس الدينية (الكتاتيب) في الثورة بصفة مناضلين حزبيين ومسؤولين سياسيين في صفوف البيشمركة والحاملين للسلاح منذ الأيام الأولى للثورة، ويعزى ذلك الى عددهم الكبير في المناطق المحررة، فيومذاك كان لكل قرية مسجد في حين لم تكن في كل قرية مدرسة، ومن الرموز الدينية الكردية المثقفة واللامعة المشتركة في تلك الثورة: ملا انور المائي الذي استشهد في وقت مبكر وملا خليل مشختي و ملا حمدي السلفي..الخ، ان الذين حملوا لقب الملا كانوا كثيرين للغاية في ثورة ايلول حتى قائد الثورة مصطفى البارزاني كان يحمل اللقب نفسه، وكان للافراد من شيوخ الطريقة القادرية والنقشبندية دورهم الذي لا يستهان به في الثورة، واذ لا ينكر دور المثقفين المتدينين في الثورة، والذين كانوا صارمين ازاء اعداء الثورة ومتمسكين بنهج البارزاني بقوة، لا يغفل عن البال ان رجال الدين الكرد في المناطق الخاضعة للحكومة العراقية لم يكن لهم من دور يذكر في مقارعة الدكتلتورية وذلك على الضد من المثقفين العلمانيين الكرد. وذلك بسبب واقعهم وطبيعة عملهم واقتصر تعاطفهم مع الثورة على تأييدها في المجالس. 
وفي الكفاح الكردي المسلح ضد داعش، نقف على حقيقة كبيرة وهي ان اكثرية حاملي السلاح من الكرد هم من الطبقات الفقيرة الذين لم يؤتوا من الثقافة والعلم إلا قليلا. وهكذا ففي ثورة ايلول والحرب على داعش نلقى ابناء العشائر و الكادحين في الخط الامامي ويتوارى دور المثقفين باستثناء مراسلي المؤسسات الاعلامية والفنانين من المصورين بالأخص فهؤلاء يعرضون حياتهم للخطر وينقلون اخبار العمليات القتالية في الجبهات الامامية، وهذا لا يعني انهم الاكثر استعداداً للتضحية من بقية المثقفين، بالرغم من شجاعتهم وبسالتهم التي لا تنكر، بل ان تواجدهم في الجبهات الالمامية تفرضه طبيعة عملهم، ونقف على الوضع نفسه على النطاق العالمي فالصحفيون والاعلاميون فيه يمارسون الشيء نفسه الذي يمارسه الاعلاميون الكرد وفي وضع مشابه لوضع الاعلاميين الكرد.
ان من المحجف، إنكار دور المثقفين والادباء والفنانين الكرد علمانيين منهم ام متدينين، اذ لهم خصوصيتهم في النضال القومي الكردي وفق ما عرضته. ومن بين الذين يواجهون انتقادات حادة المثقفون السياسيون، اي السياسيين الذين  بدورهم فصيلة من فصائل المثقفين، والذين يواجهون حملة شعواء لاخذهم بذنب زمرة من السياسيين الفاسدين، من المتنفذين في السلطة، ان سحب الاتهام على كل السياسيين باطل اذا علمنا انه في كل الازمان غالباً ما نجد السياسيين يصعدون على اعواد المشانق وهم الذين يطالهم الخطف و الاغتيال والقتل وبالاخص في أجواء القلاقل والاضطرابات. وفي الختام، لا يسعني إلا اختتام هذا المقال بقول للفيلسوف الالماني (هيغل) وهو (الواقعي يعني العقلاني) ومن هذا الفهم يجب تفييم دور المثقفين على اختلافهم، في الحركة القومية  الكردية، اما مطالبتهم بكذا وكذا من مواقف ونتاجات ابداعية، فأنها الستالينية بعينها التي ينصح بالابتعاد عنها وإدانتها.
Al_botani2008@yahoo.com

 

79
إدعاءات حركة التغيير الكردية تحت المجهر

عبدالغني علي يحيى
   إدعاء (التغيير) ومن يرددون ادعاءها من غير تقليب الرأي فيه بامعان، من أن القلاقل والأضطرابات عمت وتعم اقليم كردستان العراق، يفتقر إلى الدقة، واشبه ما يكون برمي حصوة في الظلام، إذا اخذنا بالبال، ان القلاقل والاضطرابات التي تمثلت بحرق مقرات للحزب الديمقراطي الكردستاني PDK ورجمها بالحجارة والاحذية ورميها بالرصاص فقتل وجرح العديد من المتواجدين فيها، تنحصر فقط في بعض من اجزاء محافظة السليمانية لا كلها كما أن زمراً من الغوغاء والمراهقين لم تكن أعدادها تتجاوز عشرات من الاشخاص، لايمكن أن تمثل مئات الالوف من اهالي المحافظة نفذت الاعتداءات والتخريب. عليه من الخطأ القول ان شعب السليمانية برمته هب للتظاهر بوجه PDK هناك. فتلك الزمر لا يمكن أن تمثل كل شعب هذه المحافظة مثلما لم يكن بعض من المراتب في الجيش التي كانت تنفذ الأنقلابات العسكرية في بعض من البلدان، تمثل كل الجيش، فتواجد نحو (50) ضابطاً عند مقر الحكومة ومن ثم استيلاءهم على محطة الأذاعة والتلفزيون كما كان يحصل سابقاً، ولاجل انتزاع السلطة بالقوة بمعزل عن الشعب والاكثرية من الجيش كذلك، لا يعني انهم اي الانقلابيين كانوا يمثلون كل الجيش. لهذا فأن رماة مقرات PDK في السليمانية، يقيناً لا يعبرون عن الضمير الحي والحكيم لأهاليها، ان كل الأقليم بخير عدا السليمانية التي آراد لها بعض من المتنفذين فيها تحويلها إلى بؤرة للتوتر والقتل والفوضى.
  ان المنفذين للانقلابات العسكرية لا يمثلون كل الجيش إنما جزءاً جد ضئيل منه، كما ان المتظاهرين على شاكلة المتظاهرين المراهقين من مهاجمي مقرات PDK لا يمثلون بدورهم شعب السليمانية الواعي والمثقف.
وأن إدعاء بعض آخر، من أن الوضع في الأقليم يتجه صوب الدكتاتورية، باطل بدوره، حين نرى كيف أن وسائل PDK المرئية والمسموعة والمكتوبة تجري المقابلات مع ممثلي (التغيير) وحلفائها للأدلاء بارائهم عبرها وبشكل شبه يومي، هنا بودنا أن نطرح السؤال: ايهما يشكلان تربة لنشوء الدكتاتورية، بقعة كالسليمانية غارقة في المصادمات الدموية والحرائق والقتل، أم أربيل التي تنعم بالهدوء والاستقرار والأمان؟. الكل يعلم ان السليمانية التي أرغمها متنفذون فيها على ان تتحول إلى ساحة للأضطراب والافتتال، هي التي تشكل أرضية وتربة خصبة لقيام الدكتاتورية وعصابات الجريمة المنظمة، بالمقابل فأن الديمقراطية الحقة لا تقوم إلا في بقعة يسودها الوئام والسلام، وأربيل كما نعلم يضرب بها المثل من حيث الأمن والأستقرار والبناء والأعمار.
  ومما يدعونه ايضاً، ان الرئيس مسعود البارزاني لم يعد رئيساً للأقليم، هنا ايضاً فان الاكثرية في الداخل والخارج لايجارونهم الأدعاء، فالبارزاني هو رئيس الاقليم لدى اصحاب القرار في أمريكا واوروبا وغيرهما، وان الذين يعود اليهم الفضل في قيام الكيان الديمقراطي الكردي في كردستان العراق اي امريكا وبريطانيا وفرنسا مع بقاء البارزاني في رئاسة الأقليم وليس العكس. وحتى الاحزاب التي سبق وان اؤتلفت في الجبهة الكردستانية 1987 – 1992 فان جميعها باستثناء حزب واحد هي مع PDK، بل أن بعضاً منها أندمجت فيه مثل الشعب وباسوك وظلت اخرى على أتم وفاق معه مثل الاشتراكي والشيوعي و الحركة الديمقراطية الاشورية والحركة الاسلامية.
   ومن ادعاءاتهم شبه الصبيانية، ان حكومة الاقليم فقدت شرعيتها على خلفية منع دخول رئيس برلمان كردستان الى اربيل واعفاء وزراء التغيير من مهامهم، ناسين أو متناسين ان الحكومات لا تفقد شرعيتها بطرد وزراء أو سحب وزراء، فهكذا حوادث تتكرر في المحافل الدولية بين حين وحين من غير ان تفضي الى انتزاع الشرعية من الجكومة.
   ويدعون من بين ما يدعون، ان التظاهرات في السليمانية واحتجاجات بعضهم ضد PDK حصلت بدرجة اولى بسبب من عدم صرف الرواتب للموظفين، حسناً إذا كان هذا صحيحاً، فهل كانت تظاهرات شباط 2012 أمام مقر PDK في السليمانية للسبب نفسه، في وقت كانت الرواتب جارية عامذاك، وهل ان الصبية الذين رجموا المقرات واحرقوها كانوا موظفين في الحكومة وقطعت الرواتب عنهم؟
  ان ما جرى في السليمانية في تشرين الأول الماضي وافعال مشابهة له قبل ذلك، سياسي بحت استهدف ويستهدف إنهاء تواجد تنظيمات PDK في السليمانية، وعندي ان اعمال انهاء وجود PDK هناك ستستمر. وفي هذا ضررا كبير يلحق عن عمد بالحركة التحررية الكردية سيما اذا علمنا ان PDK من اضخم الاحزاب القومية الكردية واعرقها ناهيكم لقيادتها للحركة القومية الكردية وتحقيق مكاسبة كثيرة لشعب الكردي.
وما يشبه الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون تدعي التغيير براءتها من الوقوف وراء تظاهرات السليمانية أو التخطيط لها، ومثل هكذا ادعاء لن ينطلي على احد، فتمة دلائل لا تحصى على تخطيط التغيير لتلك التظاهرات، وهل في العالم تظاهرات لا يقف وراءها حزب أو جهة سياسية؟
Al_botani2008@yahoo.com

80
البارزاني قائداً تأريخياً للحركة التحررية الكردية

عبدالغني علي يحيى
    في مسعى ساذج ومفضوح للحط من شأن الرئيس مسعود البارزاني وإظهاره بمظهر المتشبث بالسلطة، يعارضه بعضهم بأمثلة عن تنحي قادة دول من مناصبهم طواعية مثل مانديلا في جنوب أفريقيا و سوار الذهب في السودان.. الخ و ذلك بهدف تحريض الجماهير الكردية على مسعود البارزاني لكي يحذو حذوهم، وينسحب من رئاسة اقليم كردستان غير واضعين بالبال، ان الرؤساء اولئك تخلوا عن السلطة في دول مستقلة متمتعة بمقاعدها في الامم المتحدة، ولم تنتقص مغادرتهم للسلطة من سيادة واستقلال أوطانهم او تجلب الاذى اليها، في حين لم يزل الكرد في مرحلة تحرر وطني، ولا حركة تحررية بدون قائد تأريخي لها إن جاز القول، كما ليس من الصائب مقارنة البارزاني بأولئك الرؤساء، لأن كردستان ليست دولة ولا مستقلة، واي وطن في العالم لا ينعم بالاستقلال والسيادة وعضوية الامم المتحدة فأنه في وضع حركة التحرر الوطني ومن الخطاء مقارنة كردستان وقائدها البارزاني باوضاع تلك الدول وقادتها. ان (30) اجتماعاً للمسؤولين اللبنانيين اخفق في اختيار رئيس جمهورية للبنان  ومع هذا فأن لبنان بقيت دولة مستقلة وستبقى ولا خوف على إستقلالها وسيادتها، واحتلت الكويت عام 1990 من قبل العراق، إلا انها لما كانت دولة مستلقة، فأن السيادة ردت اليها وعوقب المعتدي العراقي، ولكن اذا سقط الكيان الديمقراطي الكردي الحالي، فأن على الارجح لن يلقى منقذاً له كونه غير مستقل ولا عضو في un. وبهذا الصدد للكرد تجارب سابقة، فلقد إنهارت مملكة الشيخ محمود الحفيد ومن بعدها جمهورية كردستان لسبب انهما لم تكونا مستقلنين ولا دولتين، اما ثورة ايلول الكردية 1961-1975 والتي مارست حكما محلياً في العراق 19970-1970 وحكما فعلياً في المناطق المحررة من كردستان العراق، فبدورها اغتيلت لعدم توفر السبب نفسه.
   إن أبسط تحول في وضع البارزاني بأتجاه ابعاده عن السلطة (قيادة الحركة الكردية التحررية) سيورد الكرد وكردستان موارد التهلكة والدمار، سيما اذا علمنا ان التحول لن يطاله انذاك فقط بل حزبه التأريخي ايضاً، الحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي يشكل احد المقومات الرئيسة لأستمرار وبقاء الحركة التحررية الكردية  في كردستان العراق وسيؤدي بالتالي الى اضعاف عشرات الالوف من بيشمركته ناهيكم من اضعافه للتعاطف الدولي مع اقليم كردستان والقضية الكردية في العراق، ذلك التعاطف الذي تكون بفضل جهود الرئيس مسعود البارزاني بدرجة اولى والذي يحتفظ بشخصية قوية ومكانة مرموقة في المجتمع الدولي. والقائد في أية حركة تحررية يكون بمثابة مقوم كبير ورئيس لها والعمود الفقري فيها. ولقد ادركت الدكتاتوريات العراقية السابقة هذه الحقيقة، لذا لجأت الى تدبير المؤامرات لقتل القادة التأريخيين في الاسرة البارزانية، ففي الاربعينات من القرن الماضي في الموصل ارادواقتل البارزاني الاب بالسم وفي 1962 حاكوا مخططاً لقتله في منطقة دهوك من خلال ترتيب لقاء معه وقائد عراقي هو المرحوم العقيد حسن عبود. وفي عام 1970 نفذت محاولة لاغتيال  نجله ادريس  في بغداد، وفي عام 1972 جرت عملية ارهابية ضخمة لأغتيال البارزاني الاب في حاج عمران وقبل الانتفاضة الكردية 1991 باعوام نجى مسعود البارزاني من محاولة اغتيال وقعت له في النمسا. وقبل هذه الاحداث اعدمت الدولة العثمانية الشيخ عبدالسلام البارزاني في الموصل. ان القادة من أسرة البارزاني كانوا مستهدفين من قبل الحكومات العراقية كافة، في وقت لم يكن اي رئيس حزب كردي اخر في كردستان العراق مستهدفا، لانهم لم يكونوا لا الان ولا في الماضي قادة تأريخيين حتى يثيروا خشية تلك الحكومات التي لم تجد فيهم خطرا عليها. ان القادة الكرد من اسرة البارزاني هم المستهدفون لأنهم بحق قادة تأريخيون وما زالوا للحركة التحررية الكردية في العراق، وتعد الجهود لعزل وابعاد مسعود البارزاني عن رئاسة الاقليم والحركة التحررية الكردية امتداداً لتلك المؤامرات والخطط المشار اليها، تمارسها (الجهود) ادوات طيعة للأعداء التقليديين للحركة التحررية الكردية وللقضية الكردية، وهذه الجهود محل رضى الاعداء التقليديين للكرد لأنها متممة لمؤامراتهم ضد البارزاني.
عليه، على السذج والأدوات من المروجين لتلك الامثلة ان يكفوا عن ايراد المقارنات غير الصحيحة لأضعاف مركز البارزاني، فضلاً عن هذا، ان كردستان في حرب ضروس مع الارهاب وصراع متواصل مع بغداد بدرجة اولى وقوى أقليمية بدرجة ثانية، وهي اي كردستان على عتبة الاستقلال، ويؤسفني القول ان اوضاع ليبيا واليمن وسوريا والصومال التي تعاني من التمزق والاقتتال الداخلي الامرين، فان مستقبلها مضمون لتمتعها بالاستقلال والسيادة على الضد من وضع كردستان الذي رغم تمتعة بالأزدهار والتقدم والديمقراطية والرفاه والسلم الاجتماعي لكنه يظل قلقاً طالما ان كردستان ليست مستقلة ولا دولة ولا عضوفي الامم المتحدة.
Al_botani2008@yahoo.com

81
احموا كردستان من ثقافة الحجارة والاحذية

عبدالغني علي يحيى
    تراجع صلاح الدين الايوبى عن اقتحام الموصل.لان مدافعاً عنها بدلاً من ان يواجه مبارزاَ فى جيشه بالسيف كما كانت العادة تقضي. فقد ضرب رأس المبارز في ذلك الجيش بحذاء وجرحه. ولما تناهى الخبر الى الايوبى ترفع عن قتال المدافعين عن الموصل وقال جملته المشهورة :(ان قوماً يحاربون بالاحذية لا يستحقون المنازلة).
الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف بوش بالحذاء ارتكب عملاً مشيناً لايليق بالصحفي النبيل. فاستحق الاحتقار حين فصل من مؤسسته الصحفية وواجه ضرباً بالاحذية من قبل مواطنين عراقيين فيما بعد. ومن بعده رمى مواطن عراقي اخر يدعى ياسر السا مرائي (بول بريمر) بالحذاء داخل مكان فى البرلمان البريطانى، واكتفى بريمر بالضحك عليه. وقبلهما كان مواطن عراقي يدعى ابوتحسين قد ضرب صورة للدكتاتور صدام حسين بحذائه مرات ومرات، وادرج سلوكه ضمن الصغائر من الامور. وفي حينه اعلن رجل الدين الموصلي المعروف الشيخ بدر الهلالي مدير اوقاف الموصل سابقا عن اسفه لتصرف الزيدي وذلك في مقابلة اجرتها معه فضائية الموصلية وشبه التصرف ذاك بمنتهى التخلف وقال عنها انها ثقافة متخلفة وورائية... التخلي عن اللسان واللجوء االى الحذاء... ومما قاله الهلالي :( ان الذي يفرق بين الانسان والحيوان  هوالعقل واللسان فأذا تخلى عنهما عاد الى الحيوانية والبهيمية)
   ان الذي يؤسف له، ان المجتمعات العربية والاسلامية تحولت الى ثقافة القنادر حسب تسمية المعلق محمد العراقى والتى عدها (افلاساَ ثقافياَ ووطنياَ) فبالاضافة الى الامثلة العراقية تلك، فقد جرت فى مصر قبل نحو عامين أو يزيد اشتباكات بالاحذية بين أنصار احمد شفيق المرشح يومذاك لرئاسة الجمهورية المصرية ومنافسين له اثناء مؤتمر صحفي.
  ومن باب التهكم والسخرية بهذه الثقافة الرديئة إقتراح أحدهم، ان ينزع العرب والمسلمون أحذيتهم قبل دخولهم المؤتمرات والقاعات أو مطالبة أخر للعرب بعد ان اخطأ حذاءا الزيدي والسامرائي الهدف(بصنع أحذية ذكية للتصويب بالليزر)! ولقد  انتقلت ثقافة القنادر والنعال والحجارة الى بلدان اسلامية مثل إيران وكردستان، فقبل سنوات اضطر علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني (الى قطع خطاب له بعد أن رشقه محتجون باحذيتهم في  مدينة قم الايرانية المقدسة). وفي كردستان هاجم غوغاء منفلتون من عقالهم مقار الحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية بالحجارة والاحذية والشتائم البذيئة وبالرصاص والحرائق ايضاً في مسعى معيب لموجهيهم لتشبيه رماة الحجارة  والاحذية في السليمانية بالفلسطينيين الذين عرفوا برمي الاسرائيليين بالحجارة والحزب الديمقراطي الكردستاني بالاسرائيليين وتشبيه كردستان الامان والاستقرار والازدهار ببقية انحاء العراق المضطرب لتشويه سمعتها وصورتها، وذلك ارضاء لأسيادهم المتاجرين بالقضية الفلسطينية. وفعل حزب البارزاني حسناً عندما امتنع عن الرد على مهاجمى مقاره. وكأنى بلسان حاله قول للمهاتما غاندي حين سألوه لماذا لا تنتقم من الذين يسيؤن اليك فأجاب :( لا احب الانتقام لاني لا استطيع ان اقضي عمري في الجري وراء كلب لأعضه كما عضني).لذا كان من الطبيعي ان يترفع حزب البارزانى عن مواجهة الذين عضوه بالعض، فلهذا الحزب قيمه الرفيعه وملا حمه العظيمة في هندرين وخواكورك وكوري ..الخ من الملاحم ومكاسب عظيمة حققها للشعب الكردي ناهيكم عن شهرته ومكانته عالميا.عهدي بالبارزانى و حزبه  ترفعهما عن الاتيان بصغائر الامور وامتناعهما عن منازلة زمر سلاحها الحصو والنعال والمداس والأحذية والكلمات البذيئة.
  لقد عاقب الاتحاد السوفيتي السابق خروشوف لانه وفي تصرف صبياني لايليق برئيس دولة عظمى ضرب بحذائه منضدة في الامم المتحدة فجرده من كل مناصبه. وفي حكاية حذاء ابو القاسم الطنبوري الشعبية تقع حوادث مؤلمة بطلها ذلك الحذاء وكان ابو القاسم يدفع ضريبة تلك الحوادث التي لم تكن له يد فيها ولما تفاقمت الاضرار التي لحقت به اضطر الى اعلان براءته من الحذاء امام القضاء. عليه على العالمين العربي والاسلامي حذو الاتحاد السوفيتي وابو القاسم مع الفارق طبعا في معاقبة ثقافة الاحذية والحجارة واستئصال شأفة ممارسيها ومخططيها.   
صونوا كردستان وتقاليدها المجيدة من ثقافة الحجارة والا حذية والحرائق والشتائم كونها ثقافة وافدة تستهدف النيل من سمعة ومكانة الشعب الكردي وكردستان و بطولات بيشمركتهما.
Al_botani2008@yahoo.com




82
هل سيخلو العراق من المسيحيين؟
 
عبدالغني علي يحيى
   في تقرير بريطاني : (ان العراق قد يخلو من المسيحيين بعد (5) سنوات) نعم إذا سارت الاحوال المزرية بالشكل الذي نراه اليوم فأن المسيحيين سيغادرون العراق، ولقد شرعوا بمغادرته فعلاً، الى كردستان أو الى الغرب، والمتتبع لأوضاع المسيحيين العراقيين كان يتوقع خلو البلد منهم في يوم ما، فالمسيحيون في عد تنازلي منذ فقد العراق المسيحي هويته المسيحية بعد دخول الاسلام اليه، وتحول (العراق) من مسيحي الى مسلم، بفعل تسليط السيف على رقاب اهله وقتلهم وصلب تلك الهوية، ومنذ ذلك الزمن والمسيحيون يصلبون. في مذبحة الاشوريين التي نفذها الجيش العراق عام 1933 بقضاء (سميل) قرب دهوك قتل ما بين 4000 الى 8000 مسيحي فيما توجه الالاف منهم الى الغرب، وفي حرب الخليج الاولى قتل اكثر من 6000 مسيحي في محافظة نينوى وحدها وذلك في حرب طائفية لم يكن لهم فيها (ناقة ولاجمل) ما دفع بالالاف من شبابهم للهجرة الى الخارج، والانكى من ذلك أنهم تعرضوا الى التعريب وارغموا على تصحيح قوميتهم كما تم منع تسجيل الاراضي والدور باسمائهم، وفوق هذا كان عدد المسيحيين يقترب من المليونين قبل سقوط النظام السابق، وبعد عام 2003 راح الارهاب يحصد ارواحهم ويدمر كنائسهم ويذبح شبابهم ورجال دينهم الى درجة ان اعدادهم الان هي بين 400,000 و 500,000 نسمة منهم 130 الف في العراق والبقية في الاردن ولبنان وتركيا بانتظار الرحيل ولقد قتل منهم اكثر من 1000 مسيحي قبل احتلال داعش للموصل وجراء الارهاب الاسود حصلت موجتا نزوح لمسيحي الموصل الى كردستان في العقد الاول من هذا القرن . وبعد حزيران 2014 فان الموصل والمدن المسيحية الكبيرة في سهل نينوى: بغديدا، تلكيف، برطلة، باطنايا، وكرمليس اخليت بالمرة من المسيحيين الذين كانت كردستان محطتهم الاولى ومنها بدأوا بالأنتقال الى العالم المسيحي. والهجرة الى الخارج تجري بوتائر سريعة بالرغم من استقبال كردستان الحار لهم، عليه فان تنبؤ التقرير البريطاني بحلول يوم يكون فيه العراق بلا مسيحيين، صائب. ويتحمل الغرب ظاهرة افراغ العراق من المسيحيين، بسبب معارضته لقيام الدولة الكردستانية، ما يجعل وضع المسيحيين في كردستان قلقاً ايضاً. وبدون حصول كردستان على الاستقلال فان الاقليات الدينية كافة ستكون عرضة للفناء والزوال بل وحتى الشعب الكردي أيضاً. فألى متى يبقى الغرب متفرجاً على نزوح المسيحيين من بلدهم؟ كما ويتحمل حكام العراق جزءا كبيرا من المسؤولية ايضا لعدم اهتمامهم بالمسيحيين واتخاذهم موقف المتفرج من الهجرة المسيحية. ان هجرة المسيحيين من بلدهم العراق هجرة للثقافة والفن والابداع والنزاهة والاخلاص والنقاء والاستقامة والصدق كونهم بناة الثقافة والعلم والمدنية في العراق. عليه يجب تضافر الجهود للحيلولة دون افراغ العراق من المسيحيين والذي يعود بالضرر الى العراقيين كافة. ان لغة الارقام تقول ان الاحداث الحالية والتعصب الديني للتيارات الاسلامية المتطرفة تقودان الى جعل العراق  خاليا من المسيحيين بالمرة.
Al_botani2008@yahoo.com


83
المنبر الحر / القضية الأيزيدية
« في: 19:36 14/10/2015  »
القضية الأيزيدية

عبدالغني علي يحيى
    يتميز الكرد الأيزيديون عن غيرهم من اتباع الديانات الأخرى، بتمسكهم بدينهم عبر الاف السنين ونبذ الانتقال الى دين أخر، و يعد دينهم من اقدم الديانات الكردية، ودفع الأيزيديون ثمن الاصرار على تلك الميزة غاليا وما زالوا إذ لم يتعرض دين الى التشوية والملاحقة مثلما تعرض له دينهم، وهكذا تعرضوا إلى العشرات من حملات الأبادة على يد اقوام في معظمها إسلامية من بينهم حتى اشقاؤهم الكرد المسلمون. وفوق هذا يبقى الكرد المسلمون السند الرئيس لهم. وكان متوقعا أن ينصفهم الكرد والمجتمع الدولي بعد النكبة التي حلت بهم في سنجار وقبل ذلك بسنوات في سيبا شيخ خدري وحي التأميم في الموصل، كأن تعين لهم منطقة حكم ذاتي أو إمارة تتمع بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية،لكن شيئا من ذلك لم يحصل رغم إثارة قضيتهم عالميا، والانكى من ذلك حرمانهم من أية حقيبة وزارية في الحكومتين السابعة والثامنة الكردستانية والحكومتين الاخيرتين العراقيتين كذلك، فنكبة سنجار لم تنصفهم مثلما كان من تداعيات الهولوكوست انشاء دولة لليهود، والنزوح المليوني عام 1991 بالنسبة للكرد مسلمين وايزيديين. وهنا فأن من واجب الکرد الاضطلاع برفع الغبن عن  الايزيديين، فأي تقدم لقضية الايزيديين هو تقدم للقضيةالكردية، واذا كان من المسلم به، أن الكرد لن ينالوا حقوقهم بمعزل عن الاستقلال فكذلك الأيزيديون الذين قد يبقون مضطهدين ما لم يتحقق حلمهم في إمارة ضمن وطنهم كردستان.
علاوة على تقديم الايزيديين لقوافل من الشهداء نصرة الثورة الكردية القومية ومن اجل حرية كردستان، فأن قمعهم جاء بسبب دينهم بدرجة رئيسة لا القومية ولم يوازي ما نالوه من حقوق حجم تضحياتهم تلك. لهذا على العالم ان ينظر إلى الأيزيديين و دينهم نظرته إلى حماية التراث الحضاري العالمي ويحافظ عليهم من الفناء، فالبحث عن مشروع مارشال لأعمار سنجار والمناطق الايزيدية الاخرى والاسراع في تأسيس امارة لهم، فهناك أمير ولكن بلا إمارة، وعلى الكرد ان يكونوا سباقين الى تنفيذ الحلول التي اوردتها لاختصار المسافة الى تحقيق استقلال كردستان وبناء الدولة الكردية.
Al_botani2008@yahoo.com

84
الحج السياسي الى مکة القتل والدم والنكبات
                                                                                   
عبدالغني علي يحيى
    عرف الأقتصاد على أنه تدبير أمور البيت وبتدخل الدولة فيه سمي (الاقتصاد السياسي) كذلك الحج إلى مكة الذي منذ تنظيمه من قبل الدولة فآستغلا له من جانب الأسلام السياسي، فأنه اصبح بحق (الحج السياسي) وفي كل موسم حج تحشد الدول جواسيسها وشعاراتها السياسية وفرقها الاعلامية لأجل توظيف الحج والحجاج لتحقيق مراميها، لذا لا غرابة ان يتسلل الفساد والأنحطاط الملازمين لسياسة النظم الفاسدة في العالم الاسلامي الى موسم الحج ايضاً على غرار تسلله إلى الحكومات والاحزاب. وتستفيد الحكومات الاسلامية ايما استفادة من تخلف الحجاج الذي في معظمهم جهلة، ولو لم يكونوا كذلك لما تدافعوا في منى تدافع الابقار في افلام الكاوبوي، ويقتل ويجرح ويفقد على أثره المئات. فحسب اسيوشيتدبريس قتل 1100 حاج علماً ان مواسم حج سابقة كانت قد شهدت اندفاعات مميتة ايضا. ولو لم يكن الحجاج شريحة رخيصة في اعين الحكام المسلمين، لما كانت الجرافات السعودية تجمعهم، مثل جمع الأزبال والنفايات و القاذورات وجثث الكلاب والقطط من الشوارع. واللافت ان الانظمة الاسلامية رغم خلافاتها الكبيرة ومعاداتها للحريات والديمقراطية وحقوق الانسان والشعوب لكنها متفقة في مسألة الحج والسبب في ذلك انها تمكنت من تسييس الحج ووضعه في خدمتها وليس لخدمة الشعوب او اداءا لفريضة الحج.
( الحاج ابخس رأسمال)
وقفت على أحصائية دقيقة، احتفظ بها، تظهر أنه بين عامي 1975 و2015 قتل في مكة 4732 حاجاً وجرح 3357 حاجاً وذلك خلال (40) سنة الماضية فقط، أي بمعدل مقتل 119 حاجاً وجرح 83 منهم في السنة الواحدة.
وهكذا فأن الحجاج لجهلهم بأمور دينهم ودنياهم فضلاً عن استهتار ولا أبالية حكامهم وحكوماتهم بما يجري من نكبات في كل موسم حج، تراهم لا يضعون الأحداث المكية المؤملة امام أعينهم ويكررون الاخطاء ابداً، ما يعني عمق وسعة أميتهم وطغيان الحكام.
ان مكة التي توصف بالمكرمة وببيت الله الحرام اي تحريم القتل فيها، اسم على غير مسمى للاسف جراء فساد وهمجية الحكام وجهل الحجاج، لأن أعمال القتل واراقة الدماء والاستغلال والتعامل مع الحجيج وكأنهم حيوانات وبهائم في هذه المدينة المقدسة، لا مثيل لها أبداً في المدن المقدسة في العالم وفي دور العبادة كافة سواء للمسلمين أو لغير المسلمين، فهي المدينة الأشد ابتلاءً بأعمال القتل والأعتداء والخطف والمظالم من أية مدينة مقدسة أخرى في العالم. ولم يكن وضع مكة الأمني عند صدر الأسلام والقرون التي تلته بافضل من وضعها في العصور الحديثة و على وجه الخصوص العصر الحالي، فعلى سبيل المثال: (هاجم قرامطة البحرين في سنة 317 هجرية مكة في موسم الحج واعملوا السيف في رقاب الجميع وآستحلوا حرمة البيت الحرام فخلعوا باب الكعبة وسلبوا كسوتها الشريفة و اقتلعوا الحجر الأسود من مكانه وحملوه إلى بلادهم واعملوا السلب والنهب في البلد الحرام وقتلوا زهاء (30) الف شخص من اهل البلد ومن الحجاج وسبوا النساء والذراري)..الخ
النص بين القوسين اعلاه منقول من كتب التأريخ
عدا ما اوردته على سبيل المثال طبعاً، هنالك أمثلة اخرى على حصول اعمال بربرية في مكة وعلى يد المسلمين بعد ظهور الاسلام مثل قصفها على يد الحصين ابن النميرسنة 64 هجرية ثم على يد جيش الحجاج من يوسف الثقفي 73 هجرية بالمنجنيق وحرقها وتنفيذ مذابح بحق اهلها..الخ من الأفعال والجرائم الشنيعة التي تقشعر لها الابدان وينتصب لهولها شعر الرأس التي نالت من كرامة وحرمة المدينة المقدسة، وبالمناسبة أذكر قولاً للأمام الخميني سبق وان ورد في أكثر من مقال لي، وهو ان العرب والفرس قبل دخولهما الأسلام كانا قد خاضا معركتين ضد بعضهما بعضاً وبعد دخولهما الاسلام خاضا (25) معركة ضد بعضهما بعضا وفي خلال (400) سنة فقط. احقا ان الاسلام الف بين القلوب وجعلهم كالبنيان المرصوص؟
تأسيساً على قول الامام الخميني، استطيع القول، أن مكة في عصر الجاهلية كانت هادئة مطمئنة مقارنة بمكة ما بعد الاسلام، ويتبين أنه بزوال ذلك العصر، وتحطيم اصنام مكة، فأن الاخيرة انتقلت الى ساحة حرب وصدامات دموية مسلحة وتصفية حسابات والى يومنا هذا، ويلاحظ ان مواسم الحج فيها ادت الى حصول مشاحنات طائفية بين السنة و الشيعة ودولية بين السعودية وايران.. الخ.
حيال النكبة التي حلت بالحجاج في موسم الحج لهذا العام 2015 وبالاخص بالحجاج الايرانيين، فان الكثيرين انتقدوا السعودية وحملوها مسؤولية ماحدث، وأن قلة طرحوا معالجات وحلول للحيلولة دون تكرار ما حدث في المواسم المقبلة، ومن المعالجات والحلول التي  استرعت اهتمامي، وبعثت على التهكم في أن، مطالبة كاتب للسعودية بالأستعانة بالخبرات الالمانية التي نجحت بتنفيذ مهرجانات البيرة التي تفام في تشرين الاول من كل عام في ميونيخ وبرلين ويحضرها اكثر من (6) ملايين انسان، كل هذا من غير أن ينجم عنها تدافع أو موت للبشر تحت الاقدام. فتصور استعانة المسلمين بخبرات مهرجانات البيرة لأنجاح مراسيم الحج في مكة !
هناك اكثر من طرف يتحمل وزر ما جرى في موسم الحج لهذا العام، وليس السعودية وحدها، ومن هذه الاطراف: الحكومات الاسلامية كافة التي لم تفكر في يوم ما بفتح دورات تثقيفية وتأهيلية للحجاج من قبل توجههم الى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج. اما الحجاج أنفسهم، فبدورهم يتحملون الكثير من المسؤولية، حين يتوجهون الى الحج تاركين وراءهم الملايين من  الجياع  والمعوزين من اطفال يتامى وارامل ومقعدين. وفي كردستان لم يراعي حجاجها مئات الالاف من الموظفين الكرد الذين يواجهون ضائقة مالية خانقة بسبب حجب الرواتب عنهم من طرف الحكومة العراقية، ان الاولى بالحجاج اينما كانوا ان يعلموا ان مساعدة الفقراء من شعبهم والصرف عليهم حج بحد ذاته، أو يعلم هؤلاء الحجاج المجردين من الوطنية ان غضب شعوبهم يلاحقهم وهم في الطريق لأداء فريضة الحج، وفي كل موسم حج فان لسان الجمهور العريض من الشعوب اما كان الاحسن والاشرف ان يقدم الحجاج الاغنياء العون الى شعبهم الفقير والبائس ثم  التوجه الى الحج. وبالمناسبة فأن كل من يؤمن بحرية العقيدة والفكر وممارسة الشعائر الدينية ليس ابداً ضد فريضة الحج اطلاقاً. وعلى المثقفين والمتنورين بدورهم ان يثقفوا الحجاج ويطرحوا امامهم محنة شعوبهم، وهو أمر لم نقف عليه قط ومما لاشك فيه ان الحلول كثيرة، ومن الحلول التي يتقدم بها صاحب المقال، فرض ضريبة على كل حاج وحاجة تقدر بنحو 1500 دولار الى 2000 دولار، على ان تخصص الضريبة لبناء المستوصفات والمستشفيات والمدارس، واني لعلى يقين ان بمقدور الحجاج دفع هذه الضريبة، والاجر عند ذاك سيكون أعظم. قبل عقود من الان كانت ارباح بطاقات اليانصيب تخصص لبناء المتشفيات في العراق، لهذا أن الضريبة المقترحة اعلاه، منصفة، وسيعطي الحجاج لانفسهم أنذاك وجهاً مشرقاً وتفتخر بهم الاجيال والانسانية. ويكونوا عند رضى الله عز وجل.
Al_botani2008@yahoo.com


85
المنبر الحر / التقسيم قدر نينوى
« في: 21:54 30/09/2015  »
التقسيم قدر نينوى

عبدالغني علي يحيى
   أعلنت القائمة الكردستانية في مجلس محافظة نينوى عن اسناد منصب المحافظ الى كتلة النهضة العربية في المجلس المذكور عملاً بمبدأ سابق نص على أن يكون المحافظ عربياً ونائبه كردياً وحدد يوم 4-10-2015 لأخنيار مرشح من بين المتنافسين في الكتلة المذكورة ليحل محافظاً محل المحافظ المقال أثيل النجيفي. وذلك من غير مراعاة التطورات العميقة التي حصلت في الموصل ومحافظة نينوى بعد احتلال داعش للموصل في 10-6-2014 وبنتيجته اصبحت المناطق العربية في نينوى تحت سيطرة داعش اضافة الى مناطق كردية ومسيحية وتركمانية وكاكائية على ضيقها.
وبحسب احصائيات ان نحو 54% من مسكان الموصل و 96% من عشائرها العربية مع داعش. لذا كان الافضل والحالة هذه التريث في اصدار ذلك الاعلان وموعد اختيار المحافظ، وإسناد المنصب بدلا من ذلك الى النائب الكردي للمحافظ السابق ولو بشكل مؤقت لأن تعيين محافظ من تلك الكتلة يعني تولي محافظ عربي لمناطق كردية محررة، وهذا عمل لا منطقي ولا واقعي، إذا أخذنا بالاعتبار ان عراق ما بعد داعش لن يكون عراق ما قبله  وسبق للقادة الكرد وان قالوا ذلك وبأن البيشمركة لن تنسحب من المناطق الكردية التي حررتها وان المادة 140 ملغية ولا بد ان تحرر البيشمركة الاجزاء الكردستانية من تلكيف و الحمدانية وسنجار وتلعفر وقضاء الموصل من داعش.
القول عينه ينسحب على الموصل، فموصل الغد لن تكون كموصل اليوم، وان من صلب المتغيرات التي ستقع هو تقسيم نينوى رسمياً بما فيها الموصل، علماً انها كانت مقسمة فعلياً حتى قبل احتلال داعش للموصل، واول من وضع لبنات تقسيم شبه رسمي لها هو قائمة الحدباء الوطنية يوم حرمت قبل اعوام قائمة نينوى المتاخية الكردستانية من أي منصب سيادي في مجلس المحافظة ضاربة بالمبدأ المذكور عرض الحائط، فاضطرت الاخيرة الى الاستقلال ب 16 وحدة ادارية كردستانية وجرى تدويل للنزاع بين القائمتين بتدخل الامم المتحدة لحله. كما أن العراق مقسم على (3) شيعي وسني وكردي منذ عام 2003 وان لم يعلن فان نينوى بدورها مقسمة على (2) عربي و كردستاني وان لم يعلن ايضاً وذلك منذ العام نفسه و عمق من التقسيم الحرمان المشار اليه وفيما بعد إحتلال داعش للموصل. عليه ان تنصيب محافظ نينوى من الكتلة تلك جهل بالحقائق اعلاه، ويتنافى مع الظروف الحالية للمحافظة والمتغيرات التي ستشهدها والذي يعمق من خطأ تعيين محافظ من كتلة النهضة، ان احتلال داعش للموصل قد يمتد لسنوات، دع جانباً تقاطع الاعلان الكردي ذاك مع جهود الكرد لنيل الاستقلال لكردستان.
ان كتلة النهضة معزولة عن جمهورها العربي وستشتد عزلتها لاحقاً، ولا يصح عد الحكومة المحلية في نينوى حكومة منفى. على الكرد ان يتراجعوا عن خطئهم وعلى كتلة النهضة ان تكون واقعية.
Al_botani2008@yahoo.com

86
حكم أهل الثقة  مرآة الفساد والانحطاط

عبدالغني علي يحيى
   يصعب ايجاد الية للفرز، بين الرجل المناسب ونقيضه  لشغل المكان المناسب ونقيضه، او التميز بينهما فصعوبة لذا فالمبدأ (الرجل المناسب في المكان المناسب) بات مطروقاً جداً يندرج ضمن الافكار الجاهزة يردده بدرجة اولى اشباه المتعلمين، عليه لما كان صعباً التمييز بين النقيضين، فأن هناك مبدأ أخر لمجرد التحري فيه سيتم التوصل الى معرفة اللامناسب وهو المبدأ اهل الثقة وتفضيله على اهل المعرفة في النظم الدكتاتورية، واهل الثقة هم اولئك الذين محل ثقة الرؤساء كأن يكونوا اقاربهم واقارب اقاربهم والمقربين منهم، ومن ثم تقليدهم المناصب العالية والحساسة. والظاهرة هذه تلقاها في الحكومات التي تتوج الثورات والانقلابات العسكرية بدرجة اولى، وهي نتاج نظرية المؤمراة، والعمل بالمبدأ هذا ليس لحماية الثورة ومبادئها إنما للتغطية على السرقات واشكال الفساد، والذي يؤدي تلقائياً الى احلال اللامناسب في المكان المناسب، وبلغ سوء اهل الثقة ان مسؤولين حزبيين أو حكوميين عندما ينقلون من مكان الى اخر، ينقلون معهم حراسهم وسكرتاريهم بل وحتى الطباخ والشاياتي (الجايجي) ما يعني عدم الثقة بالحزبيين من خارج اهل الثقة أيضاً، ومن مباديء اهل الثقة ، ان المحاسب أو امين الصندوق يجب ان يكون من اهل الثقة اضافة الى عناصرمتنفذة اخرى. ويعد نظم الحكم السابقة في ليبيا والعراق ومصر والحالية في سوريا وكوريا الشمالية خير امثلة على مبدأ (اهل الثقة). وكل نظام حكم يعتمد هذا المبدأ مأله الزوال حتما.
ان الكشف عن اهل الثقة يتم خلال دقائق  أو من أول نظرة، فمتى مازرت دائرة حكومية أو مقراً حزبياً ووجدت حول المسؤول اقرباءه ومحسوبيه انذاك يشخص الفساد واللامناسب بسرعة. لهذا اذا كان دعاة مكافحة الفساد صادقين في دعواتهم فعليهم البدء بتدمير اهل الثقة أولاً وفتش عن اهل الثقة في اي فساد مستشر في الحكومة والحزب، اية حكومة  وأي حزب.
Al_botani2008@yahoo.com

87
تسارع العد التنازلي للأسلام السياسي

عبدالغني علي يحيى
     هزيمة حزب العدالة والتنمية المغربي الحاكم ذو التوجه الاسلامي الاخواني أمام حزب الاصالة و المعاصر العلماني في الانتخابات البرلمانية المغربية الاخيرة وحلوله في المرتبة الثالثة فيها، فضلاً عن رفض جميع الاحزاب المغربية من الدخول معه في ائتلاف من شأنه ان يعيده الى السلطة من الشباك بعد أن طرد من الباب انجاز التعبير، لها، أي الهزيمة اكثر من دلالة، من ان الشارع المغربي، كما الشارعين التونسي والمصري، والشارعيين التركي والعراقي، على الطريق نفسه، رفض حكم الاسلام السياسي ومرارة حكمه للمغرب طوال (4) سنوات.
يذكر أن حزب النهضة التونسي ذو التوجه الاسلامي الاخواني كذلك، كان قد وصل الحكم، كما اخيه المغربي، عن طريق انتخابات برلمانية حرة، إلا انه اخفق في تحقيق اماني واهداف التونسيين خلال الفترة التي حكم فيها تونس ومني فيما بعد وامام العلمانيين التونسيين بهزيمة نكراء كتلك التي مني بها أخوه المغربي. وعندي ان عبدالفتاح السياسيي ارتكب خطأ كبيراً حين قام بشبه انقلاب على الحكومة المرسية الاخوانية، إذ كان حرياً به ان يترك الامر لصناديق الاقتراع لتبت في أمر حكم الاخوان، يقيناً انها كانت تقصي بتلك الحكومة وتسقطها. ان الوقائع الثلاثة اعلاه دلت على فشل أحزاب الاسلام السياسي في الحكم، وكما يقال أن القاعدة تصاغ من تكرار الحالة. فأن حزب العدالة والتنمية التركي ذو التوجه الاسلامي الاخواني ايضاً في طريقة الى السقوط والهزيمة، ان سقوطه مسألة وقت. ويعود الفضل في بقائه لما يقارب ال 13 عاماً في الحكم الى عدم مساسه بالتقاليد العلمانية التركية وتستر بها للبقاء اطول مدة في الحكم، الى درجة انه صعب التمييز بينه وبين الاحزاب العلمانية القومية التركية، ومع ذلك ومن خسارته للكثير من المقاعد البرلمالنية في الانتخابات التشريعية التركية الاخيرة يتبين أن الشعب التركي يرفض رفضاً باتا ما ابداه هذا الحزب من مرونة واعتدال للديمومة بحكمه، بعد ان علم، ان التشدد و التضييق على الحريات سيحلان محل المرونة والاعتدال متى ما سنحت الفرصة له( للعدالة والتنمية) للأنقلاب عليهما. ومثلما ادخلت تجارب الاسلام السياسي في الحكم، تونس ومصر في مايشبه اقتتالاً داخلياً مع التنظيمات الاخوانية واخرى منظرقة متشددة ارهابية مثل داعش والقاعدة، فأن حزب أرودغان يسعى كما يبدو لاجل زج تركية في حرب عنصرية داخلية ضد الكرد ولقد بدأ بالحرب فعلاً.
وفي العراق لا يبدو ان حزب الدعوة الحاكم ذو النهج الشيعي لا الاخواني ليس باوفر حظاً من الاحزاب الاسلامية الاخوانية السنية، فها هي التظاهرات وقد عمت العراق منذ اكثر من شهر، تطالب برحيل الاحزاب الدينية وتحملها مسؤولية تردي الاوضاع في العراق، لقد قال المتظاهرون نريد دولة مدنية لادينية.
لسنين عديدة، خيل للكثير من الناس ان الاسلام السياسي بديل عن الشيوعية والعلمانية، في وقت حكمت الاحزاب الشيوعية العديد من البلدان وما تزال تحكم بعضها، لعقود من السنين، وحققت انجازات كبيرة فيها وعلى راسها الامن والاستقرار والسلم الاجتماعي والتقدم العلمي المدهش وبالاخص في الاتحاد السوفيتي السابق، في حين لم تتمكن الاحزاب الاسلامية من البقاء في الحكم ولو لاعوام قلائل، ما يعني ان الاحزاب الشيوعية رغم اخطائها كانت بل وما تزال افضل من احزاب الاسلام السياسي واصلح منها بكثير في ادارة  امور الشعوب والبلدان، علماً ان ليس هناك  وجه للمقارنة بين الاحزاب الشيوعية والعلمانية وبين احزاب الاسلام السياسي.
لقد أعطي المجال الكافي لاحزاب الاسلامي السياسي لتصل الى الحكم وتجرب حظها في النجاح، بعد ان كانت تعتقد على مدى عقود، من انها ظلمت ولم تسمح النظم الحاكمة لها بالحرية، للاسف لقد اعطيت لها كل الحرية والدعم ومع ذلك فانها سقطت وتواصل السقوط. ان نهاية الاسلام السياسي اصبحت وشيكة ان لم يقم بمراجعة لأخطائه.
Al_botani2008@yahoo.com

88
صور وكتابات ومشاهد اثرت في مواقف العالم المتمدن

عبدالغني علي يحيى
    كان السبب الرئيس أو المباشر لفتح أوروبا والغرب المتمدن أبوابها أمام مئات الالاف من اللاجئين هو مشهد الطفل الغريق (الان الكردي) مرمياً عند ساحل البحر تداعب الامواج وجهه، ولقد هز المشهد وما يزال الضمائر الحية في العالم وراحت الملايين تذرف الدموع على حظ الطفل الكردي العاثر.
وللتاريخ المعاصر أمثلة على فعل الصورة والقلم الايجابي في التاثير على النفوس، فقبل اكثر من قرن اطلق الرئيس الامريكي ( أبراهام لنكولن ) حملته لتحرير العبيد في الولايات المتحدة على أثر قراءته لرواية (كوخ العم توم) للروائية (هربرت بيتشر ستاو) التي جسدت الام وعذابات السود بامريكا في روايتها.
وفي نحو اكثر من قرن ايضا لفتت رواية (الام فارتر) ل (أندريه جيد)، بقوة انتباه العالم الى ماتعانيه المرأة من اضطهاد وظلم المجتمع بحقها، ما أحدث انقلابا في التعامل معها ولصالحها، سيما في اوروبا موطن الرواية.
ومن الاحداث التي  اسهمت في نصرة العالم المتحضر للفقراء والطبقات العاملة، حادثة اطلاق النار على عمال مضربين في شيكاغو بأمريكا، فعندما انتصر القضاء للعمال في ذلك الحادث في الاول من أيار، جعل من اول ايار كل عام عيداً للعمال في العالم. وفيما بعد ساهمت كتب وروايات ذات النزعة الطبقية المساندة للعمال في الاهتمام بالعمال مثل رواية (الام) ل(مكسيم غوركي) التي دفعت ب(لينين) لمطالبة (غوركي) بطبعها بعد ان كانت مخطوطة، وكانت لروايات(العقب الحديدية) ل(جاك لندن) و(عناقيد الغضب) ل( جون شتاينبك) و (ارض ثمارها من ذهب )ل: (جورج أمادو) .. الخ من القصص والروايات العالمية المساندة للكادحين تأثير في النفوس مماثل للتأثير الذي احدثنه رواية (الام).
وفي الحرب العالمية الثانية فان ابادة النازي لليهود و حرقهم (الهولوكوست) وعمل الصابون من اجساد اطفالهم إضافة الى مظالم اخرى ضد اليهود، دفعت بالغرب الى تنفيد وعد بلفور لاقامة وطن لليهود يحميهم من الفناء و المذابح المروعة.
وكان لمشهد قيام ضابط امريكي بأطلاق الرصاص على جبين شاب فيتنامي من ثوار الفيتكونك والذي صورته عدسة مصور في حروب الهند الصينية (فيتنام وكمبوديا و لاوس)، لحظة خروج الرصاص من فوهة المسدس لتصيب جبين الشاب الفيتنامي دور كبير في ادانة وحشية الحرب الامريكية واختصار المسافة نحو الهزيمة النكراء للولايات المتحدة امام الشيوعيين في الاقطار الثلاثة تلك عام 1975.
على إمتداد التاريخيين القديم والحديث، تعرض الشعب الكردي الى نكبات ومذابح كثيرة، قصف حلبجه بالغازات السامة عام 1988، والانفال السيء الصيت ودفن عشرات الالوف من الكرد رجالاً ونساء وطفالاً في المقابر الجماعية، إلا ان جميع تلك المشاهد المؤلمة لم تفلح في جلب اهتمام العالم الى مأساة الكردية، الى أن انطلق النزوح المليوني للكرد في كردستان العراق في ربيع عام 1991 باتجاه ايران وتركيا تحت وابل غزير من الامطار، ان منظر الاطفال والنسوة تحت الامطار وحفر عشرات القبور للموتى على جانبي الطرق المؤدية الى الدولتين، املئ على الدول امريكا وفرنسا وبريطانيا على تعيين خط العرض ال 36 في ذلك العام لحماية الكرد من المذابح الجماعية. نعم في ذلك العام افاق العالم للوقوف على المأساة الكردية بفضل مشاهد الهجرة المليونية تلك.
ومن الصور والمشاهد المؤلمة التي ابكت الانسانية المعذبة، صورة الصبي الافريقي الاسود في اعوام المجاعة في الصومال، وهو يحتضر من الجوع وعلى مقربة منه كان هناك نسر ينتظر بفارغ الصبر موته، ليأكله.
لما تقدم، تبين أن اوروبا وامريكا المتحضرتين جداً كانتا سباقتين وما تزال للاستجابة لمحتوى الصور والمشاهد التي اوردناها، والسبب في ذلك يعود الى التحضر والتقدم السائد مع تثبيت حكم القانون والحرية والديمقراطية فيهما الامر الذي لم نلقاه في الشرق أو العالم الثالث لذا فان تفاعلهما مع تلك والصور والمشاهدات المأساوية كان والى الان شبه معدوم، ان لم نقل معدوم بالمرة. وعندي انه بغياب التحضر لدى الامم في الماضي وانعدام وسائل التكنولوجيا بصورة عامة، فان احداثاً مأساوية رهيبة شهدتها البشرية في التأريخ القديم والى حد ما المعاصر ايضاً، تفوق في بشاعتها تلك التي اشرنا اليها مثل، صلب (7) الاف عبد من أنصار سبارتاكوس على جانبي طريق يؤدي الى روما بعد فشل ثورة العبيد، فمذابح نالت من اليهود في روسيا القيصرية واضطهادات سلطت عليهم في العراق وما ارتكبه نبوخذ نصر بحقهم عندما شردهم من فلسطين ونقل الالاف منهم الى العراق، كما ان مذبحة بني قريضة ضدهم بدورها لن تنسى، قد تكون هذه الاحداث مجتمعة اشد هولاً من جرائم النازي بحقهم، إلا ان التخلف الحضاري وتدني الثقافة حالا دون انصافهم في القرون الماضية، ومن الامثلة كذلك الابادة الجماعية للارمن في العهد العثماني والتي راح ضحيتها مليون ونصف مليون انسان ارمني، هذا اضافة الى حملات ابادة الايزيديين على مر التأريخ لعل ابشعها جريمة داعش ضدهم في سنجار عام 2014، وفي القارة السمراء نفذت حملات ابادة لن تنمحي من الذاكرة منها جرائم الجنجويد في دارفور بالسودان. عدا التخلف الحضاري المذكور فأن المصالح الدولية الظالمة ايضاً كانت وما تزال تحول دون اثارة المظالم والابادات الجماعية.
Al_botani2008@yahoo.com

89
الأتفاق الكردي – الكردي بين الوسطات البارزانية والدولية

عبدالغني علي يحيى
   في أواسط الستينيات من القرن الماضي، شهد العالم الثالث على وجه الخصوص انشقاقات بين احزابه، ولم يكن العراق بمعزل عن تلك الظاهرة، فلقد أنشقت الاحزاب الرئيسية: الديمقراطي الكردستاني والشيوعي العراقي والبعث الأشتراكي على نفسها، وبأستثناء الديمقراطي الكردستاني فان الحزبين الآخرين، مع الفارق بينهما لم يتمكنا من القضاء على الانشقاق في صفوفهما، والشيء نفسه انسحب على معظم الاحزاب التي عانت من الانشقاقات في ذلك العالم. أما لماذا شذ الديمقراطي الكردستاني عن تلك الأحزاب في معالجة الانشقاق الذي دب فيه عام 1966 بنجاح فالفضل يعود الى دهاء وحكمة الراحل مصطفى البارزاني الذي بعث بنجله المرحوم ادريس البارزاني الى لندن التي كان يتواجد فيها قائدا الانشقاق جلال الطالباني والمرحوم ابراهيم أحمد، وتكلل المسعى البارزاني بالنجاح واعيدت الوحدة الى الديمقراطي الكردستاني.
   وفي اواسط الثمانينات من القرن الماضي، نشب صراع دموي بين الأتحاد الوطني الكردستاني وبقية الاحزاب الكردستانية: الديمقراطي الكردستاني والشيوعي والأشتراكي وباسوك والشعب والذي دام نحو 3 سنوات إلى انتهى عام 1987 نتيجة للجهود التي بذلها ادريس البارزاني الذي لم يقضي على الصراع في الصف الكردي فحسب، بل أنه تمكن من تأسيس الجبهة الكردستانية التي ضمت في صفوفها 7 أحزاب كردستانية، وفي حينه لقب ادريس البارزاني من قبل الرئيس جلال الطالباني بمهندس الجبهة الكردستانية ولقد استحق البارزاني ادريس ذلك اللقب بجدارة.
  وفي عام 1994 شهدت كردستان العراق صراعاً دموياً بين الحزبين: الديمقراطي والوطني الكردستانيين والذي استمر إلى عام 1998 ورغم الجهود والمساعي الكبيرة التي بذلها مسعود البارزاني لاجل تجاوز الصراع الذي نجم عنه ظهور ادارتين في القسم المحرر من كردستان العراق. فأنه لم يتمكن من اصلاح دات البين بين حزبه والاتحاد الوطني وسنذكر السبب لاحقا، إلى ان تدخلت الولايات المتحدة التي توسطت بينهما ونجحت وساطتها في حل الصراع يوم 17/9/1998 واذكر الاشارة الآمرة للسيدة مادلين أولبرايت للبارزاني والطالباني لكي يتصافحا ويتصالحا.
ان السبب الرئيسي في اخفاق الوساطة البارزانية لأنهاء الاقتتال الداخلي بين الديمقراطي والاتحاد الكردستانيين هو تحول الأدراتين الكردستانيتين الى ما يشبه دولتين، الأمر الذي تطلب تدخلاً ووساطة دولية لحل الخلاف بينهما، ويبدو أن الخلاف بين الدول أو شبه دول: اربيل والسليمانية، يستدعي وساطة دولية لا حزبية داخلية او اي جهد داخلي اخر.
   وفي هذا العام 2015 أطل صراع من نوع جديد بين الديمقراطي الكردستاني وبين الاحزاب الرئيسية في كردستان العراق وهي: الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الأسلامي الكردستاني والجماعة الأسلامية بخصوص اعتماد النظام الرئاسي الذي يتمسك به الديمقراطي الكردستاني والنظام البرلماني الذي يتمسك به منافسوه الأربعة لانتخاب رئيس لكردستان العراق، علماً ان جميع المساعي التي نفذها البارزاني لغرض حل الخلاف بين حزبه والاحزاب الأربعة الاخرى بالرجوع الى مبدأ التوافق اخفقت، ويساور القلق الجميع في كردستان من مغبة ان يتكلل الصراع الحالي بحرب داخلية على غرار  الحرب التي وقعت عام 1994 وما يترتب عليها من انشقاق يعيد بنظام الادارتين الى اقليم كردستان.
   ان السبب نفسه الذي وقف وراء اخفاق الرئيس مسعود البارزاني في حل خلافه مع الطالباني طوال الحرب التي استغرقت 4 سنوات 1994-1998 يقف اليوم وراء الصراع بين حزبه والاحزاب الكردستانية الاربعة الاخرى، لأن الصلح الذي تم بين البارزاني والطالباني عام 1998 لم يتمكن من القضاء بالمرة على نظام الادارتين أو شبه الدولتين. ويتبين ان الصراع الحالي بين الديمقراطي الكردستاني ومنافسيه الاربعة اقوى بكثير من  الصراع الذي وقع بين الديمقراطي والوطني الكردستانييين بين اعوام 1994 و 1998 بدليل ان  اكثر من 60 اجتماعاً عجز عن حل الاشكال بين الجانبين. وكما نعلم فأن قوى دولية عرضت وساطتها للتقريب بين الجانبين وهي: امريكا وبريطانيا والامم المتحدة وكذلك كل من فرنسا وايران وتركيا، هنا يتبادر سؤال وهو لماذا نجحت الوساطة  الامريكية لوحدها من حل الازمة بين البارزاني والطالباني عام 1998، واخفقت جهود اكثر من دولة اضافة الى جهد un  من حل الخلاف بين الديمقراطي الكردستاني والاحزاب الاربعة الاخرى؟
   ان الجواب على هذا السؤال هو كالاتي: ان الخلاف الذي سوي بالوساطة الامريكية عام 1998 كان بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والوطني الكردستانيين، اما الخلاف الان فهو متعدد، ناهيكم عن تعددية في الولاءات الدولية لهذه الاحزاب، ما يعني انه يجب والحالة هذه توسط الدول الداعمة لطرفي النزاع واقولها بصراحة الغرب وايران بدرجة رئيسة عليه لامناص من توافق غربي ايراني بهدف الوصول الى حل للخلاف الكردي – الكردي، فلكلا هذين الطرفين: الغرب وايران نفوذهما على الاحزاب الكردية.
   لن يكون بوسع الغرب لوحده من تقريب الفرقاء الكرد من بعضهم بعضاً كما لن يكون بوسع ايران لوحدها من حل الخلاف موضوع البحث والتي حاولت منفردة لأنجازه. علماً ان التمسك بالمطالب والمواقف من جانب الاطراف الكردية سيوصل طرفي الصراع الى نقطة اللارجعة عن القطيعة، وعند تلك النقطة فأن  تخلي اي طرف من طرفي النزاع عن  مطلبه وموقفه سيتسبب في نكسة كبيرة له نكراء.          ان الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات بين الاطراف الكردية يتواصل ولكن وسط تمسك طرفي الصراع بمواقفها ما يعني انهما يتقدمان بخطى سريعة باتجاه نقطة اللارجعة عن القطيعة التي يستفيد منها محتلو كردستان الكبرى وحدهم ويتضرر منها الشعب الكردي فقط وفي حال اتفاق المجتمعين من الاحزاب الخمسة يوم الاحد 30-8-2015 وبجهد كردي - كردي فعندي ان ذلك بمثابة معجزة .
   ونعود الى الوساطات البارزانية التي تراجعت عن فاعليتها بعد قيام نظام الادارتين وظهور ما يشبه دولتين  كرديتين في كردستان العراق، ومع هذا فان الوساطة البارزانية لحل الخلافات الكردية - الكردية ما زالت تحتفظ بحيويتها وضرورتها. ويعلق الكرد أمالا عريضة عليها، ففي عام 2007 توسط البارزاني وحزبه بين جناحي الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني بهدف احلال التفاهم والوئام بينهما وبحسب قائد كردي ايراني في مكالمة مع كاتب هذا السطور قبل ايام، ان الوساطة البارزانية بالرغم من عدم تمكنها من اعادة الوحدة الى الحزب المذكور لكنها خففت الى حد كبير من الازمة بينهما، وقال لي القائد الكردي الايراني، ان التاريخ يشهد للبارزاني بالجرأة والشجاعة حين دعا جناحي الحزب المذكور للاجتماع في اربيل، غير مبال بردود الفعل الايرانية. المناهضة لاي تقارب بين الاحزاب الكردية الايرانية.
   وفي عام 2013 استطاع مسعود البارزاني من تسوية الخلافات بين الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وبين المجلس الوطني الكردي السوري وذلك في اجتماع باربيل عقد لهذا الغرض، وبفضل الوساطة البارزانية تلك فان الحركة القومية الكردية في سوريا تقدمت كثيرا وساعد على تقدمها تقديم حزب البارزاني لمعونات لوجستيه سخية الى تلك الحركة ناهيكم عن دعمه العسكري لها والذي تمثل في ارسال قوة عسكرية مجهزة باحدث الاسلحة الى كوباني عبر تركيا، وفي العام نفسه ادت الوساطة البارزانية بين تركيا وحزب العمال الكردستاني دوراً هاماً في اقناع الطرفين بالدخول في عملية سلمية لانهاء الاقتتال الداخلي بين الجمهورية التركية وبين حزب العمال الكردستاني، ولقد درت الوساطة البارزانية بالربح للطرفين المتصارعين: تركيا وpkk. وكانت سببا من الاسباب التي جعلت من كرد تركيا ان يتقدموا بشكل مدهش في الانتخابات البرلمانية التركية لهذا العام 2015.
   سيظل الكرد بحاجة ماسة الى الوساطة البارزانية مثل حاجتهم الى الوساطات الدولية، وان أي تقارب بين الدول المحتلة لكردستان والفصائل الكردية التي تناضل ضدها الان أو في المستقبل فان الحاجة الى الوساطة البارزانية تظل قائمة لأي اتفاق بين تلك الدول و كردها.
Al_botani2008@yahoo.com

90
عناصر القوة في الحل التوافقي لأزمة الرئاسة في كردستان
     
                                                                                               
عبدالغني علي يحيى
    تراجع حكم القانون مرتين في كردستان العراق، عام 1991 عندما انهارت مؤسسات الدولة العراقية فيها جراء الانتفاضة الجماهيرية وعام 2003 اثر انهيار مؤسسات الدولة في المناطق الكردستانية المحتلة. وإذ يتراجع القانون في أي بلد، فان التوافقات والتقاليد والاعراف الاجتماعية وغيرها تحل محل القانون في تنظيم أمور الأمم والبلدان. ويبدو ان الحزب الديمقراطي الكردستاني وقائده البارزاني كانا مدركين لهذه الحقيقة عندما شاركا الاتحاد الوطني الكردستاني في ادارة الحكم مناصفة عام 1992 رغم تقدمه على الأخير بمقعدين في الانتخابات البرلمانية في ذلك العام.
ومنذ ذلك العام ونتيجة لتقهقر حكم القانون فأن كردستان تدار وفق مبدأ التوافق  الذي برهن على أنه سلاح مجرب لتحقيق الأمن والأستقرار والتقدم في كردستان، ناهيكم من أن العمل بمبدأ التوافق في كردستان لا يشكل سابقة، فلقد سبقتها بلدان في العمل به وما يزال، مثل هولندا والنمسا وبلجيكا وسويسرا، وبلدان أخرى في أسيا مثل ماليزيا، وكما نعلم فان البلدان تلك متقدمة وديمقراطية، وحتى في النظم البرلمانية فان المبدأ ذاك يطبق وبأشكال متباينة عند بروز الاشكالات.
وهكذا يعد التوافق (سازان) باللغة الكردية في كردستان احد الاسباب والرئيسية في تثبيت الأمن وتحسن الاحوال المعيشية للمواطنين فضلاً عن التطور في مختلف المجالات، وفي ثبات البيشمركة واحرازها للانتصارات على داعش.
وعلى وزن الاتحاد قوة فأن التوافق قوة، ومن عناصر القوة قي التوافق الدعم اللامتناهي للرئيس مسعود البارزاني للتوافق والذي يتمتع بشخصية قوية عالمية بحق ومن اسرة نضالية يتجاوز كفاحها من أجل الكرد والكردستان القرن من الزمان وعزز التوافق انتخابه اكثر من مرة لرئاسة الاقليم. ولم يكن الرئيس جلال طالباني مخطئاً حين نادى من قبل سنوات ببقاء البارزاني رئيساً للأقليم مدى الحياة. لقد تقدمت كردستان وازدهرت في اجواء تواجد البارزاني وحزبه في الموقع الأمامي للسلطة منذ عام 1992 والى الآن.
ان بقاء البارزاني رئيساً للأقليم من مقومات نجاح التجربة الديمقراطية في كردستان وتقدم الاخيرة في المحافل الدولية ويتبين ان الشعب الكردي ادرك هذه الحقيقة، ففي استفتاء المؤسسة NRT الاعلامية صوت اكثر من 85% من اهالي كردستان تأييداً للبارزاني وذهب المذهب نفسه مجلس شورى اقليم كردستان وهو مؤسسة قانونية لما دعا الى تمديد ولاية البارزاني رداً على رسالتين، تلقاهما من رئاسة اقليم كردستان والبرلمان الكردستاني. ان لمبدأ التوافق المعمول بها في كردستان، أنصار اقوياء على الصعيد الدولي، ففي حضورهم جوانب لاجتماعات القوى الكردستانية لحل مشكلة أزمة الرئاسة في الأقليم فأن مندوبي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والأمم المتحدة اشاروا الى ضرورة تمديد ولاية البارزاني علماً ان الاطراف تلك ومعها فرنسا ايضاً، تريد الخير لكردستان وشعبها، وان الكيان القومي الكردي الديمقراطي ظهر بفضل حماية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا لشعب الكردي ضمن خط العرض الـ 36. لذا ما كان على الاطراف الكردية المتمسكة بالحل البرلماني لانتخاب رئيس الأقليم رفض مطلب اخلص اصدقاء الشعب الكردي. ان الوجه الآخر لرفضهم يعني ان القوى الدولية هي مع التوافق والبارزاني وليس مع معارضيهما، ويوم عمل البارزاني والطالباني في 17 ايلول عام 1998 بالوساطة الأمريكية لحل الخلاف بينهما فأن كردستان ربحت الكثير، وكان على المعارضين لتولى البارزاني ولاية اخرى، أن يستفيدوا من تلك التجربة ويعملوا من أجل تمديد تلك الولاية، ليكونوا عند حسن ظن اصدقاء الكرد بهم.
عدا ذلك، فأنه على امتداد الشهور الماضية فأن دائرة المنادين بالتوافق وتأييد ولاية جديدة للبارزاني تتسع باستمرار. على سبيل المثال دعم المئات والالاف من الكتاب والمثقفين الكرد للتوافق والبارزاني من خلال تواقيع لهم نصت على ذلك واجتماع حاشد لهم في قاعة بيشوا باربيل، اضافة الى اسماء لامعة دعت الى تمديد الولاية والتمسك بالتوافق تنتمي الى اتجاهات سياسية مختلفة. ومن عناصر القوة في التوافق وتأييد البارزاني، تأييد المكونات القومية والدينية مثل التركمان والمسيحيين وغيرهم للبارزاني، ومن عناصر القوة في التوافق ايضاً فشل خصوم التوافق والبارزاني في تحقيق النصاب القانوني داخل البرلمان لعقد اجتماع استثنائي له وكانت النتيجة 58 برلمانياً مع التوافق و 53 برلمانيا ضده وذلك من مجموع 111 برلمانيا يشغلون مقاعد البرلمان الكردستاني.
Al_botani2008@yahoo.com

91
ا(PKK) كرديا و عالميا بين القاعدة والأستثناء

عبدالغني علي يحيى
     في مستهل نضالها، تقدمت الحركات القومية الكردية سيما في كردستان العراق، وكذلك الحركات القومية المماثلة لها في العالم بمطالب متواضعة مثل : الحكم الذاتي، الحكم الذاتي الحقيقي، الفيدرالية، والأن و بعد المرور بتلك الصيغ وبنجاح، يطالب الكرد العراقيون بالأستقلال. على الضد من ذلك فأن حزب العمال الكردستاني PKK تقدم في بداية ظهوره بمطالب تجاوزت ذلك التدرج في الصيغ صعودا إلى الاستقلال ولم ينادي باستقلال كردستان تركيا، فحسب بل انه يتحاشئ ذكر هذا المصطلح في ادبياته، بل راح يدعو إلى استقلال كردستان الكبرى وبالمناسبة لا يسعني إلا أن أشدد على مصطلح كردستان تركيا أو العراق أو سوريا أو ايران، فالأصح هو استخدام هذا المصطلح وليس شرق وغرب وشمال و جنوب كردستان، لأن استخدام مصطلح كردستان كذا و كذا من الدول الأربع المحتلة لكردستان يدين احتلالها لكردستان ناهيكم من أنه وصمة عار في جبينها تذكرنا بالصومال الفرنسي أو البريطاني أو بغينيا الهولندية والبريطانية ..الخ أو الكونغو البلجيكية، ثم ان المصطلحات هذه لم تمنع من حصول الصومال والكونغو..الخ على استقلالها.لذا فأن العودة الى استعمال مصطلح كردستان العراق..الخ هو الاصح واقترح على الاحزاب والشخصيات السياسية الكردية الاقلاع عن المصطلحات: شمال و جنوب و غرب و شرق كردستان، و متى ما اصبحت كردستان الكبرى دولة مستقلة، أنذاك يكون اللجوء الى مصطلحات شمال و جنوب..الخ صحيحا، مثلما نقول بالغرب الامريكي وشمال فرنسا..الخ. ان PKK هو الذي روج لشمال وغرب و..الخ لكردستان في حين عاد فيما بعد لا إلى المطالب والصيغ القومية المتواضعة وانما التخلي عنها جميعا واخذ يلخص مطالبه ب (الحريات) و (الديمقراطية)..الخ من المطالب والشعارات التقليدية للمعارضات، في وقت نرى فيه ان الصيغ التي اوردناها هي شعار الحركات القومية في  كردستان والعالم.
ان احلال مصطلح شرق وغرب..الخ تمييع للنضال القومي الكردي ومؤامرة عليه.
    وخلافا للصيغ القومية المتواضعة والكبيرة فأن PKK قام بطرح صيغة غريبة على الحركات التحررية الكردية و العالمية أيضا، الصيغة (الكانتونات)!! لاجل معارضة الصيغ القومية التقليدية، وبلاشك فان القوميون الكرد يقفون بالمرصاد لصيغته الشاذة هذه و المدانة.
     كل القوى الكردستانية اطلقت تسمية البيشمركه على قواتها المسلحة، ولقد حققت البيشمركه منذ تأسيسها في جمهورية كردستان، انتصارات باهرة في كردستان العراق بالاخص وفي العالم الخارجي قيمت كمقاتل ضد الأرهاب نيابة عن العالم.هنا ايضا شذ PKK عن الحركات القومية الكردية واطلق تسمية (كريلا) على مقاتلية في كردستان تركيا و شرفانان في كردستان سوريا وكأن البيشمركه تعني عيبا أو تبعث على الصغار و الدونية.
     ثم ان جميع الحركات الكردية التحررية تبنت العلم الكردستاني الحالي، علم جمهورية كردستان. واعترفت به علما للأمة الكردية،إلا ان PKK هنا أيضا، أصر على المخالفة ورفع علما غريبا من نوعه تفتقر الوانه إلى الدلالات، ترى اما كان  الاحرى ب PKK التمسك بالأجماع ألكردستاني وعدم الخروج عليه في موضوعة العلم؟ و الا يعني رفعه لعلم غريب لمعارضته لعلم الشعب الكردي؟
       لقد تمكنت القوى الثورية في العالم من توسيع رقعة المناطق الحررة في بلدانها اثناء حروب التحرير وارتقت  بحربها من حرب العصابات إلى الحروب الجبهوية عدا PKK الذي لم يتمكن من تحرير ولو شبر واحد من ارض كردستان تركيا رغم مضي 31 سنة على اعلانه (للكفاح المسلح) علما ان طبيعة الأرض الكردية في كردستان تركيا تساعد على  شن حروب جبهوية جنبا إلى جنب حرب العصابات وهي اوسع بكثير من ارض كردستان العراق.
       اما العمل الجبهوي الحزبي والسياسي الذي عرفت بها اكثرية الحركات التحررية في العالم، وضم كل الفصائل الثورية. انظر إلى جبهة التحرير الجزائرية وجبهة التحرير الفيتنامية و الجبهة الكردستانية..الخ، فانه غير وارد في معجم PKK فهو يحارب كل القوى الكردستانية في كردستان تركيا و كذلك في كردستان سوريا و ايران والعراق بدل التعاون معها و الدخول في جبهات معها ايضا. ان حزبا يرفض احزابا اخرى مناضلة في مرحلة التحرر الوطني ، الا يتحول في رايكم ابها القراء الكرام، الى حزب دكتاتوري فاشي في حال تسلمه للسلطة؟
     يهم الحركات التحررية الكردية وغير الكردية تحرير أوسع الاجزاء من وطنها المحتل، في حين نلقى العكس لدى PKK فهو بدلا من ان يفكر بتحرير ولو شبرا من ارض كردستان تركيا، نراه يخطط للهيمنة على كردستان العراق وانتزاع اجزاء منها من حكومتها الكردستانية  فها هو يدعو الى كنتنة قنديل وسنجار و هفتنين في كردستان العراق، وعلى ذكر هفتنين، اعلن قبل فترة من الان على تحويل هذه المنطقة التي تقع في قضاء زاخو و تشكل 45% من مساحته وتتكون من 60 قرية تقطنها عشيرة السندي الكردية، تحوبلها إلى إقليم خاضع له ل: PKK. وعلى قدر علمي ان سكان المنطقة هذه رفعوا السلاح بوجه هذه المؤامرة الاقليمية و قرروا التصدي لها .
    في بداية تأسيسه طلع علينا PKK كحزب ماركسي ليننى وقومي كردي في أن، اي انه اوحى بانه يجمع بين صفتين قومية وطبقية والحركات في الماضي اما كانت قومية أو طبقية، ولكن بتخلي PKK عن الاستقلال لكردستان الكبرى فان المبادي الماركسية اختفت منذ عقود في ادبياته. عليه لا نتجنى على هذه الحزب اذا قلنا انه لم يكن لا قوميا ولا ماركسيا.
    ومن حالات PKK الشاذة والجالبة للانتباه هي تجنيده للعشرات من الفتيات وعرضهن بشكل يومي على شاشات فضائياته وهذا ما لم يفعله اي حزب ثوري او حركة ثورية كردية و غير كردية في العالم و كما نعلم فأن مشاهد الفتيات المسلحات و المرتديات للخاكي لم تجلب ل PKK عطف العالم و مساندته كما ان هذه المشاهد لم تحقق اي نصر ل PKK . ولم تضفي العصرنة والحداثه عليه او تظهره كنصير لحقوق المرأة او تخرجه من لا ئحة الأرهاب.
     ان نشيد (ئه ى رقيب) هو النشيد القومي للأمة الكردية وتتبناه الاكثرية الساحقة من الأمة الكردية او تعلمون ان PKK وحده  من بين الاحزاب العلمانية الكردية لا يقر بهذا النشيد؟
    رفض PKK ويرفض طلب الحزب الديمقراطي الكردستاني له بمغادرة اقليم كردستان العراق، غالبا مايكون رفضه مشفوعا بالتحدي والتهديد للحزب الديمقراطي و حكومة الاقليم غير أن الطريف في الامر ان الحكومة التركية عندما اعلنت عن العملية السياسة في بلادها بزعم حل القضية الكردية طالبت في الوقت عينه بمغادرة PKK لكردستان تركيا وامتثل الاخير صاغرا وبشكل جد مهين للأمر التركي.
    في الختام، على PKK التوقف عن التغريد خارج السرب الكردي، و نبذ كومة الاستثناءات يغادرالتي ذكرناها والموجهة اصلا ضد ارادة الامة الكردية و اجماعها.

92
دقات طبول حروب شرق اوسطية باتت تسمع بقوة
عبدالغني علي يحيى
   علي خامنئي اهاب بطلاب المدارس في ايران الى الاستعداد للحرب، ومع بدأ العطلة الصيفية للمدارس، كان مسؤول عراقي قد دعا بدوره الطلبة العراقيين للانخراط في الحشد الشعبي، وتزامنت اهابة خامنئي تلك مع تحذير مسؤول ايراني كبير لتركيا من مغبة اجتياح جنودها لسوريا متوعداً بتحويل الاخيرة الى مقبرة لاولئك الجنود، ما يعني ان حربا جديدة ستنشب ليس بين العرب بل بين ايران و تركيا، وايران والسعودية كذلك على خلفية دعوات سعودية بالتصدي للتوسع الايراني، دع جانباً مساعي ايران لاقامة تعاون امني أو حلف عسكري بين العواصم الثلاث: طهران – بغداد – دمشق وذلك رداً على التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية، فأستهداف الحوثيين شبه اليومي لمدن سعودية وتهديدهم بضرب الابار النفطية لها.
من جانبها تواصل تركيا تحشداتها العسكرية على حدودها مع سوريا والتي توحي بتدخل عسكري تركي فيها بذريعة التصدي لمشروع الدولة الكردية، الامر الذي دفع بحزب العمال الكردستاني الى التهديد بشن حرب شاملة على تركيا واعلانه عن انتهاء الهدنة بينه وبين الجيش التركي، فضلاً عن تصريحه بتدمير السدود المائية التركية التي من شأنها أن تجعل تركيا تتغول اكثر في المستقبل وتجعل منها قوة مخلة بالتوازن القائم في الشرق الاوسط ناهيكم عن اثارة حفيظة الغرب وخصوم اخرين لانقرة وبالكثرتهم، عليه لن يتحقق الحلم التركي في مبادلة برميل الماء ببرميل النفط. وستكون سدودها في مرمى النار ومن قبل اكثر من طرف.
اما في العراق فان الحشد الشعبي فيه لجأ حتى الى تجنيد الاطفال بين سن 10 سنوات الى 15 سنة وتتصاعد الدعوات الى تسريح العشائر وسط تدفق الخبراء العسكريين الامريكيين وغيرهم الى العراق فمطالبات امريكية بارسال 10 الاف جندي امريكي الى ساحات القتال في الوسط من العراق 
 وجاءت الاقوال التي ادلى بها مايكل هايدن مدير CIA السابق لتؤكد على اتساع رقعة الحرب في القادم من الايام: (العراق لم يعد موجوداً ولا سوريا موجودة ولبنان دولة فاشلة تقريباً، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضاً) واضاف: (لدينا الان الدولة الاسلامية و القاعدة والاكراد والسنة والشيعة والعلويون في ما يسمى سابقا سوريا والعراق).
صدق هايدن، ولا بد أن يتخمض عن الحرب الدائرة الان في العراق وسوريا واكثر من (5) دول عربية قيام دول على اسس عرقية ومذهبية، وعندي ان النتيجة هذه ستنسحب تلقائياً على دول مثل اليمن والسودان والجزائر.. الخ من دول اخرى مبتلية بالصراعات العرقية و المناطقية والمذهبية، علماً ان انبثاق الدول الجديدة ونيل الشعوب لحقوقها غالباً ما يكون نتاجاً للحروب سيما الحروب الدولية. إلا ان على هذه الشعوب التواقة للتحرر أن تعلم ان الطريق الى الحرية ليس معبداً بالورود، ويجب أن تتوقع مقاومة ضارية من الدكتاتوريات السائدة في الشرق الاوسط لاجل سد ذلك الطريق. لذا عليها توحيد صفوفها ونبذ خلافاتها الداخلية وصولا الى الاستقلال والسيادة الوطنية، واقوى مثال على تكالب الاعداء التقليديين  للكرد على الكرد هو تعرض تطلعات البارزاني الاستقلالية الى هجمة شرسة لوأد مشروعه الاستقلالي، ان الحروب الحالية في المنطقة وامتدادها لتشمل منطقة الشرق الاوسط برمتها، فرصة ذهبية للاقوام المغلوبة على امرها، لاستغلالها واستثمارها وانهاء استعمار الامم الظالمة الذي قام على انقاض الاستعمار الاوروبي وفاق الاخير في ظلمه واستغلاله ووحشيته للشعوب الصغيرة والمضطهدة. ان الحرب الشاملة الشرق اوسطية قادمة لا محالة ولا بد أن تنتهي لصالح شعوب المنطقة وبزوغ فجرها.     
Al_botani2008@yahoo.com                                                           

93
مذبحة كوباني ..اذا عرف السبب بطل العجب

عبدالغني علي يحيى
   وصفت مذبحة كوباني التي وقعت في 25-6-2015 بأنها ثاني اكبر مذبحة ارتكبها تنظيم الدولة الاسلامية – داعش- في سوريا، اذ اسفرت عن سقوط نحو 500 شخص بين قتيل وجرح اضافة الى اسر 50 شخصاً حسب الهلال الاحمر الكردستاني وكانت لاصدائها ردود فعل داعمة للشعب الكردي في غرب كردستان كردستانيا ودولياً، فادارة الرئيس الامريكي اوباما جددت عدم تخليها عن كوباني، أما الرئيس مسعود البارزاني فلقد ادان المذبحة وطالب المجتمع الدولي بالتضامن مع كوباني وتقديم العون لها، في حين ناشد نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي العالم الخارجي بانقاذ كوباني من محنتها على وجه السرعة وعلى مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والانسانية. من جانبه نشر اتحاد برلمانيي كردستان بياناً وصف المذبحة تلك بالوحشية، ويعتبر هذا الاتحاد احد الاتحادات الهامة في كردستان واشدها تأثيراً. وفي لقاء لي برئيسه الاستاذ نعمت عبدالله اعلن عن اسناد اتحاده لاهالي كوباني خاصة والكرد السوريين عامة، داعياً حكومة اقليم كردستان والاطراف السياسية الى اسعاف المنكوبين ومساعدتهم.. الخ من الجهات والاصوات المنتصرة للمدينة الجريحة كوباني.
اللافت في مجزرة كوباني الدامية انها نفذت وسط الانتصارات المدهشة لوحدات حماية الشعب الكردي على فلول داعش في الاونة الاخيرة الى درجة ان الرأي العام في المنطقة والعالم توقع تحرير تلك الوحدات مدينة الرقة السورية التي تعد بمثابة المعقل الرئيسي والعاصمة لداعش. عليه فأن استغراباً شديداً هيمن على العالم نتيجة اختراق داعش لكوباني خلل تلك الانتصارات والمعنويات العالية للجماهير الشعبية الكردية، ويبدو ان الذي لم يؤخذ بالبال، ان الحرب مع داعش التي قيل عنها انها قد تمتد لاعوام، وفي كل الحروب الطويلة كما نعلم فأن مباديء: الكر والفر والتقدم والانسحاب والانتصارات والهزائم من الثوابت التي تلازمها وكان الاجدر بقيادة وحدات حماية الشعب ان تولي عنايتها بتلك المبادئ وتعمل على  (مسك الارض) بعد تحريرها لكوباني والسعي لابقاء البيشمركة لفترة  اطول في كوباني سيما وانها ادت دورا مشهورا في تطهير كوباني من داعش. ولا ننسى ان الجيوش التي تساعد شعوباً على تحرير اوطانها تمكث لفترة طويلة في هذه الاوطان لحين انجاز النصر النهائي والتام، وكان حرياً بقيادة pyd  ان تعمل على تعبئة كل الشعب الكردي في سوريا وافساح المجال امام المجلس الوطني الكردي السوري للمشاركة في ادارة المناطق المحررة والدخول معه في جبهة كردستانية عريضة، ففي حروب التحرر الوطني ليس من الصحيح تهميش اية قوة وطنية سواء اكانت كبيرة أم صغيرة. ثم ان تسلل داعش الى كوباني بالسهولة التي رأيناها ومن  عدة محاور في ان معاً، ولقد وصف بعضهم جزءا من تكتيكه بحصان طروادة،  يوحي كأن كوباني  كانت مدينة مفتوحة أو منزوعة السلاح امام الغزاة الداعشيين  في وقت كان الاولى بالمقاتلين الكرد ان يكونوا  في يقظة تامة وعلى مدى ال 24 ساعة من اليوم وخصوصا اذا علمنا أنهم  كانوا في حالة حرب  ومازالوا. ان غياب التأهب الدائم واليقظة المتواصلة، سهلا من نجاح هجوم داعش المباغت. والهجمات المفاجئة غالباً ما تسمى بالهجوم على الطريقة (الاسرائيلية والتي  اصبحت مصطلحا بعد حرب حزيران عام 1967  وليس قوات حماية الشعب وحدها التي لم تراعي هذا الجانب، بل قوات البشمركة ايضاً يوم داهم داعش سنجار والگوير ومخمور ..الخ من المدن والمناطق الكردستانية التي كانت خاضعة للبيشمركة.
ان نزوح اكثر من (60) الف مواطن كردي في يوم الهجوم على كوباني، نحو تركيا، يدل على ضعف التعبئة الشعبية في غرب كردستان وعدم استثمار الثروة البشرية واستغلالها، فبين الـ(60) الف ذاك لابد وان يكون هناك (20) الف شخص قادر على حمل السلاح. ان عسكرة المجتمع الكردستاني وجعل الشعب في حالة من التأهب الدائم وهو يخوض حرباً دموية مع داعش ويواجه مؤامرات مستمرة من القوى الاقليمية، ضرورة قصوى يجب عدم اغفالها. واعود الى نزوح العدد الهائل من الكرد والذي حصل بشكل عفوي واقول على أنه دلالة على مدى عزلة القيادة الكردية عن الجماهير ليس في غرب كردستان فقط أنما في جنوبها أيضاً، وكأن هذه الجماهير لا ترى في المعركة ضد داعش معركتها وتقدم على تصرفات عفوية دون الرجوع الى قياداتها، بل ان القيادات هذه مارست بدورها العفوية والتطير حين شاركت الجماهير في النزوح لهذا فانها  تتحمل مسؤوليه الاندفاعات النزوحية العفوية للشعب، فهي قاصرة بحق في تثقيف وتوعية الجماهير والاحتكاك بها وتوجيهها عند المنعطفات، على الكرد وضع حد للحالات العغوية والنزوح الفوضوي واشكال من التطير ان جاز القول، ففي كردستان العراق حصلت هذه الحالات اكثر من  مرة سيما في النزوح المليوني عام 1991 والى حد ما في 2014 عندما هاجم داعش مدناً ومناطق كردستانية في المناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادة 140 الدستورية.
ان غياب الابتكارات والأبداعات والخطط العسكرية الفنية لدى الكرد أمر مسلم به، علماً أنها، الابتكارات ضرورية وغالباً ما تجعل من فئة صغيرة تتغلب على فئة كبيرة، ان الذي يؤسف له ان ذهن القادة العسكريين الكرد لا يتفتق عن الابتكارات والابداعات القتالية، وذلك على الضد من داعش، مثال ذلك دخول داعش الى كوباني بملابس جنود قوات الحماية الشعبية، فضلاً عن ممارسته شبه اليومية لاعمال حرب العصابات التي لا تخطر ببال القيادة العسكرية الكردية. دع جانباً ضعف الجانب الاستخباري، داعش مثلاً دخل كوباني من أكثر من بوابه، وفي هجومه على جنوب كردستان عام 2014 فان اي عائق لم يعترضه.
Al_botani2008@yahoo.com

94
هل تتحول بغداد إلى مقر لحلف عسكري شيعي؟

عبدالغني علي يحيى

   على أثر تشكيل التحالف العربي بقيادة السعودية في نهاية شهر أيار الماضي من 10 دول عربية سنية بهدف محاربة الحوثيين بدرجة أولى ومباشر ومحاربة الدول: ايران والعراق وسوريا بشكل غير مباشر، فلقد كان متوقعاً ان تقدم ايران على خطوة مماثلة لتأسيس حلف عسكري يضم الدول الثلاث تلك وذلك رداً على السعودية. فبعد مرور نحو الشهرين على إعلان التحالف العربي السني، تحركت ايران لتشكيل حلفها وتجسد ذلك في عدد من الاحداث والتصريحات منها دعوة القيادي الايراني حسين دهقان بتأريخ 21-5-2015 إلى تشكيل تحالف أقليمي تقوده طهران وبغداد. وبعد (4) ايام على دعوته اي في 25-5-2015 أعن الجنرال قاسم سليماني عن النية في تشكيل قوة من (150) الف مقاتل لمحاربة داعش في العراق وسوريا. ويبدو أن توجيه دعوة الى الرئيس حيدر العبادي لزيارة طهران في 18-6-2015 كان للغرض نفسه فعندما وصل العبادي الى طهران صرح بأن العراق يسعى الى تشكيل جبهة مع ايران ودول المنطقة كافة ضد الأرهاب، ولقد كان حرياً به الاكتفاء بذكر ايران والعراق وسوريا لا (دول المنطقة كافة) ويتبين ان الخطوات لميلاد الحلف الجديد اخذت تمضي بوتائر سريعة، إذ بعد مرور نحو (4) ايام على تلك الزيارة كشف وزير الداخلية الأيراني عبدالرضا رحماني فضلي يوم 22-6-2015 عن عقد اجتماع ثلاثي: ايراني عراقي سوري لمواجهة الأرهاب على أن تكون بغداد مقراً للأجتماع أو المؤتمر كما سماه بعضهم. وبعد مضي يوم واحد على كشفه اي في 23-6-2015 قال علي أكبر ولايتي مستشار مرشد الثورة الاسلامية خامنئي: (سيشهد الاسبوع المقبل تطوراً هاماً في العلاقات الاقليمية بين ايران والعراق وسوريا). على الأرجح ان (التطور الهام) الذي ورد في قوله سيكون انبثاق حلف أو معاهدة عسكرية وما إلى ذلك بين الدول الثلاث، وعندي ان التحالف الجديد سيحمل اسم (التحالف الاسلامي) او اسما ذو مضمون اسلامي. وسواء حمل هذا الاسم أم لم يحمله فان الحلف العسكري الشيعي قادم، بل أنه قائم منذ سنوات وان لم يعلن عنه.
اما لماذا بغداد مقراً للحلف المرتقب فأقول: ان الدول القائدة للاحلاف غالباً ما تتخذ من عواصم حليفاتها مقراً لاحلافها العسكرية، فالتحالف العسكري العربي اتخذ من القاهرة مقرا له على خلفية عقد اجتماعين لرؤساء اركان الجيوش للدول العربية العشرة بقيادة السعودية ولم يعين الرياض مركزاً له. وحلف الاطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة اختار العاصمة البلجيكية بروكسل مقراً له. وكان الاتحاد السوفيتي السابق القائد لحلف وارشو قد اختار بدوره العاصمة البولندية وارشو مقراً للحلف وليس موسكو. وفي نهاية الخمسينات من القرن الماضي، سمي تحالف عسكري ضم (6) دول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا باسم حلف بغداد وبعد خروج العراق منه سمي بحلف المعاهدة المركزية. وعلى قدر علمي ان حلف (سياتو) = جنوب شرق آسيا اتخذ من استراليا الدولة الرئيسية في الحلف مقراً له ولا شك ان حزب الله اللبناني الذي يبلغ عدد مقاتليه نحو (70) الف مقاتل وكذلك الحوثيون وهم بدورهم قوة عسكرية ضخمة في اليمن سيكونون اعضاء غير دائميين في الحلف الشيعي المنتظر الذي لابد وان يوجه ويشرف على تشكيلات مسلحة اخرى موالية احزابها لأيران.
Al_botani2008@yahoo.com


95
مسؤولون عراقيون .. فلسطينيون اكثر من الفلسطينيين

عبدالغني علي يحيى
   إنسحب 3 من المسؤولين الحكوميين العراقيين من منتدى إقتصادي بروسيا عندما حضره شمعون بيرز. وكان مسؤول عراقي أخر قد إنسحب من المنتدى الاقتصادي العالمي بالاردن للسبب عينه. وبين الانسحابين، انسحب فيلم (الوهراني) الجزائري من مهرجان اشدود السينمائي باسرائيل نزولاً عند انتقادات وجهت اليه.. الخ من حوادث سابقة مماثلة مثل امتناع الفرق الرياضية العربية من خوض المباريات مع الفرق الرياضية الاسرائيلية في الفعاليات الرياضية العالمية. واللافت ان اعمال الندوتين المذكورتين والمهرجان السينمائي ذاك لم تتعطل أو تتوقف، كما ان أياً من المشاركين فيها ومن بينهم عرب ومسلمون لم يتضامنوا مع المنسحبين ولم يأبهوا بانسحابهم، ويعكس الوجه الاخر للا اباليتهم بالمنسجيين مدى عزلة العراق عن العالم الخارجي. واذكر حوادث كثيرة في الماضي من هذا القبيل، منها ان شخصية مصرية رفضت  النزول في فندق بباريس كان مسؤول اسرائيلي قد سبقه في النزول فيه.. الخ من الامثلة الدالة على السلوكيات الطفولية و التطير وقصر النظر وضيق الافق التي عرفت بها السياسات العربية والتي كانت وماتزال من اسباب هزيمة العرب امام اسرائيل في جميع المعارك التي خاضوها ضدها وما زالوا. بالمقابل فان القادة الاسرائيليين ترفعوا عن الاتيان بمثل تلك التصرفات المدانة انسانياً فهم لا يتطيرون من العرب بل منفتحون عليهم وبلغ انفتاحهم على العرب حد اقامة معرض بالهدايا العربية قدمها قادة ورجالات عرب الى القادة الاسرائيليين والذي اقيم قبل نحو (5) سنوات من الآن في تل ابيب، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. و يبدو ان اللاانسانية المتجذرة في السياسة العربية حيال اسرائيل امتدت في اجواء ما يسمونها بالصحوة الاسلامية الى المسيحيين والايزيديين ومعتنفي جميع الديانات غير الاسلامية، والى المرأة ايضاً اذ تتكرر وتتسع حوادث عدم مصافحتهم لاتباع تلك الديانات بل وعدم تناول الطعام في  بيوتهم.. الخ من التصرفات التي جعلت من الساسة العرب وبعض من الساسة المسلمين أضحوكة ومهزلة في نظر العالم المتمدن، والانكى من هذا ان هؤلاء اتخذوا تلك المواقف الانعزالية المستهجنة تضامناً مع الفلسطينين، في حين نجد فيه الآخيرون يقيمون علاقات دبلوماسية مع أسرائيل ويجلسون معها على طاولة المفاوضات وما يترتب على ذلك من مصافحات ومجاملات، ثم ان الافاً من العمال الفلسطينيين يتوجهون كل صباح الى اسرائيل طلباً للعمل. وتكاد لا توجد دولة عربية لا ترتبط بعلاقات مع اسرائيل منها علنية واخرى سرية، والذي يثير الغرابة والسخرية في آن الانسحابين العراقيين المذكورين، هو مغادرة العشرات والمئات من الفلسطينيين للعراق قبل اعوام هرباً من الظلم الذي انزل بحقهم وتوجهوا الى الحدود الأردنية، ويعلم الجميع ان الفلسطينيين تعرضوا الى حملات دموية والى ترحيل في العديد من الدول العربية. ومع ذلك فأن القادة العرب يواصلون المتاجرة بقضيتهم والمزايدة عليها مثلما كانوا يتاجرون بها ويزايدون عليها في الماضي دون خجل أو وازع من ضمير وعسى أن يكون القادة العراقيون اخر المتاجرين بها والمزايدين عليها. وما على الفلسطنيين الا ايلاء اهتمام بالغ بالكفاح السلمي والانساني الذي اثبتت الوقائع جدواه ويفضل  على الكفاح المسلح في ايامنا هذه . وان  يقطعوا دابر الطريق امام المتاجرين بالقضية الفلسطينية والمزايدين عليها من الذين يعملون على حرمان الشعب الفلسطيني المظلوم من استخدام النضال السلمي والانساني
Al_botani2008@yahoo.com


96
العفو للمجرم لا البريء
قانون العفو العام الحالي يشذ عن جميع قوانين العفوالعام السابقة

عبدالغني علي يحيى
   رفض تحالف القوى العراقية السني مشروع قانون العفو العام  وعده انقلاباً على الاتفاق السياسي الذي وعدت الحكومة بتطبيقه والقاضي باطلاق سراح السجناء كافة، رفض حين ارفق بشروط استثنت من العفو المتهمين بالمادة 4 إرهاب والمحكوم عليهم بالاعدام أيضاً. علما ان معظم السجناء من السنة سجنوا وفق المادة تلك ومعظمهم من ضحايا تقرير المخبر السري أو الدعاوي الكيدية وكلاهما مدانان. عدا ذلك فان المشروع (بحاجة الى مناقشة مستفيضة من قبل البرلمان) حسب نائب عن كتلة المواطن ما يفيد ان اقراره قد يستغرق شهوراً الامر الذي يعمق من الظلم والغبن بحق السجناء ويطيل من امدهما، مع احتمال تسويفه جراء ذلك وهو وارد. علماً ان قوانين العفو العام في تأريخ العراق الحديث لم تكن تصطدم في اغلب الحالات بشروط أو عوائق كالتي اصطدم بها القانون الحالي. فبعد  انقلابي 14 تموز 1958 و17 تموز 1968 شمل جميع السجناء السياسيين بقانون العفو العام، وفي الثاني أعيدوا الى وظائفهم ايضاً. وفي 1963 و 1964 أفرج عن جميع السجناء السياسيين الكرد حصرا. كما أنه في الاعياد الدينية والوطنية وغيرها في ظل النظم السابقة كان يتم اعفاء السجناء من المدد المتبقية لمحكوميتهم أو تخفف عنهم محكومياتهم ويطلق سراحهم، والكل يعلم انه لم تكن لتلك النظم برلمانات ولاتعددية حزبية ولاديمقراطية بل أن جميعها كانت ديكتاتورية، فهل ان تلك النظم كانت اعقل واعدل وارحم من النظام الحالي؟ ناهيكم ان شروط الحكومة هذه توحي، وكأن الابرياء وحدهم مشمولون بالعفو !! ومتى كان العفو للابرياء؟
Al_botani2008@yahoo.com

97
استفزاز وإبعاد البيشمركه عن الموصل مهد لداعش احتلالها

عبدالغني علي يحيى
رفضت رئاسة اقليم كردستان اسئلة وجهتها لجنة التحقيق في سقوط الموصل الى الرئيس مسعودالبارزاني للرد عليها ووصفتها ب (الملغومة) كل ذلك وسط اتهامات متبادلة بين كبار القادة العسكرين العراقيين امثال غيدان والغراوي وكنبر لبعضهم بعضاَ بالتسبب في سقوطها، وبهذا الخصوصي وجهت التهمة الى (5) قادة عسكريين في حينها.
اعود الى العنوان اعلاه. واقول ان الحقد الاعمى لوجهاء ومسؤولين سنة في الموصل وحكام ببغداد على البيشمركه. عمل على انتشار الارهاب فى الموصل وسقوطها مرتين بيد الارهاب، ففي ربيع 2003توجه وفد من وجهاء الموصل الى مصيف صلاح الدين وطالب القيادة الكردية بسحب البيشمركة من الموصل ونينوى و التقليل من مقرات الا حزاب الكردية فيها..الخ  من المطالب العنصرية المناهضة للكرد. وبعد اسابيع توجه وفد اخر منهم الى اربيل واجتمع بالمرحومين سامي عبدلرحمن واكرم منتك وعرض عليها المطالب عينها. ونتيجه للمواقف العنصرية هذه تنامى نفوذ دولة العراق الاسلامية انذاك وقامت باحتلال مراكز الشرطة والنقاط العسكرية فى الموصل كافة يوم 2004-11-4الا ان البيشمركة سرعان ما استعادت تللك المراكز والنقاط بعد ساعات من احتلالها ما عمق الحقد اكثر في نفوس اولئك الوجهاء والحكام معاَ على البيشمركة والذين تمسكوا بمطلب انسحاب الاخيرة. بسبب مواقفهم هذه وعدم اعتراضهم اطلاقا على الارهاب، قام داعش باحتلال الموصل في10-6-2014 جدير ذكره ان البيشمركة وحدهم استعادوا الموصل يوم 2004-11-4 واليوم وعلى امتداد عام وحدهم يقاتلون داعش في محافظة نينوى. واللافت ان هؤلاء العنصريين منعوا البيشمركة من التصدي لداعش والذي اثار الدهشة لدى امين عام البيشمركة جبار ياور. عليه اما كان الاولى بلجنة تحقيق سقوط الموصل التحري عن الاسباب التي دفعت اؤلئك الوجهاء  وحكاما من بغداد لابعاد البيشمركة عن الموصل ؟
Al_botani2008@yahoo.com



98
مسعى مفضوح لأعادة البعث الى الحكم

عبدالغني علي يحيى
   أعلن الصرخي عن عدم تحفظه على العسكريين السابقين (ما داموا يمتازون بالمهنية والشرف العسكري )!وسبقته بايام مبادرة لعلاوي لاعادة اولئك العسكريين الى الخدمة فمطالبته باطلاق سراح بعضهم. والصرخي وعلاوي كلاهما شيعيان يغردان خارج السرب الشیعی ومثلهما مثل طه الجزراوي الذي غرد خارج السرب الكردي وطارق عزيز الذي غرد بدوره خارج السرب المسيحي، وکلاهما الصرخی وعلاوی انموذج جيد للضد النوعي بيد السنة ضد الشيعة والحياة السياسية العراقية زاخرة ابداً  بمثل هؤلاء.
منذ تأسيسه، لم يكن الجيش العراقي ولا قادته مهنيين بل أداة بيد النظم السنية لتحقيق اغراض سياسية بعيدة عن المهنية، ثم قام البعث بعد انقلابيه في 1963 و 1968 بتحويله الى جيش حزبي بعثي مع الابقاء على هويته الطائفية. وللحيلولة دون عودة البعث، بفضل ذلك الجيش طبعاً، فأن بريمر حل الجيش وحظر البعث، علماً ان البعث صعد مرتين الى السلطة بواسطة ذلك الجيش وليس عن طريق الثورة الشعبية أو الانتخابات البرلمانية ، ثم ان ذلك الجيش قبل حله، عرف بحروبه على الكرد والاشوريين واضطهاده للشيعة وغزوات انقلابية دموية في الداخل، وفي الخارج، فأنه اعتدى على ايران والكويت والسعودية والامارات ، دع جانباً هزيمته في الفاو امام الجيش الايراني وفي الكويت عام 1991. وبلغ غياب المهنية عنه وافتقاره الى الشرف العسكري ان لم يدافع حتى عن نظام السنة والبعث يوم سقوطه في 2003.
وفي مسعاهم الخائب والمشبوه لاعادة اولئك العسكريين والذي يرمي اصلاً الى اعادة حزب البعث الى الحكم، فالبعث بدون الجيش لا يستطيع العودة الى الحكم فأنهم يضفون ما يشبه العصى السحرية ومن الخبرات الكثير على هؤلاء العسكريين، والحال انهم مهما اوتوا من خبرات فلن ترتقي خبراتهم حتى الى 1% من خبرات المستشارين العسكريين والبريطانيين والايرانيين وغيرهم من الخبراء والمستشارين العسكريين الذي يدربون القوات العراقية الآن. وفوق هذا وذاك فان التأريخ لم يسجل أي تكتيك أو فن في المعارك لهذا الجيش كالذي سجل للپيشمرگه في معركة هندرين وللجيوش الامريكية والروسية والألمانية والاسرائيلية وجيوش الاقوام الغابرة كالمغول مثلاً. علاوة على ما ذكرنا فأن الجيش العراقي الجديد لم يقطع صلاته بالجيش السابق بدليل معظم قادته العسكريين الحالبين كانوا قادة في ذلك الجيش. وهذا أحد اسباب فشل الجيش العراقي الحالي امام داعش. واذا اعيد العسكريون السابقون الى الخدمة فان الفشل سيكون ضعفين. وعلى السنة اذا ارادوا دفع الظلم النازل والابادة بحقهم ان يفكروا بطريق اخر للخلاص غير طريق اعادة ضباط الجيش السابق الى الخدمة ولا عودة البعث او تأسيس الحرس الوطني ايضاً.
Al_botani2008@yahoo.com

99
وفي العراق أيضاً نازيون جدد


عبدالغني علي يحيى

  استهجنت الانسانية دعوات النازيين في الحرب العالمية الثانية الى ابادة (شعوب متخلفة لا تستحق الحياة) حسب تعبيرهم، وخيل للكثيرين، ان لا مكان لمثل تلك الدعوات في عالم ما بعد تلك الحرب. بيد انهم كانوا على خطأ. ويبدو ان الحروب تربة خصبة للدعوات العنصرية والهمجية ، فأثناء الحرب العراقية الايرانية وبعد ترحيل الاف الشبك من قراهم بسبب تمسكهم بقوميتهم الكردية، تساءل علي حسن المجيد وزير الدفاع العراقي آنذاك وبوقاحته ولا اخلاقيته المعهودة، عما اذا كان الشبك (سلوگية لو چلاب) !! وفي اجواء المعارك الطاحنة الآن في العراق، طلع علينا قاسم الاعرجي من ائتلاف دولة القانون بتصريح رهيب لما قال: (الفلوجة رأس الافعى، فمن اراد الحل عليه بالفلوجة اجعلوها عاليها سافلها، قربة لله)!!
وقبله تقدمت النائبة ناهدة الدايني بطلب وحشي إلى الحكومة العراقية لأجل قصف مخيمات النازحين العراقيين في خانقين والانكى من ذلك زعمها بان النازحين هم من ارادوا ذلك! فضلا عن هذا فلقد سمعنا تهديدات تقول :( سنسلخ جلد كل من يقف بوجه الحشد الشعبي)
   وعلى أثر مطالبة النائب ظافر العاني بتدويل القضية العراقية في حال لم تطبق الحكومة العراقية الاصلاحات التي وعدت بها خلال 3 اشهر علماً ان نواباً من ديالى بدورهم سبق وان هددوا باللجوء الى تدويل قضية ديالى نتيجة ما يحدث فيها من اغتيال واختطاف . فان النائبة اسماء الموسوي هددت من سمتهم بالسياسيين الدواعش من الذين يتحدثون عن تدويل القضية العراقية بان عليهم ان يبحثوا عن دولة تأويهم!!!
أو لستم معي إذا قلت : ان النازيين الجدد في العراق ابشع من النازيين الجدد في المانيا والمتطرفين العنصريين في فرنسا وهولندا والنمسا الخ.. من دول اوروبية اخرى؟
Al_botani2008@yahoo.com

100
السلاح الخفیف الاکثر انتشارا في العشائر و استخداماً في الحروب

عبدالغني علي يحيى
   لم يكن للثوار الكرد في ثورة ايلول 1961-1975 وجلهم كانوا من العشائر، اسلحة كالتي كانت لدى الجيش العراقي، وقاتلوا ذلك الجيش بالاسلحة الخفيفة مثل البنادق من نوع: الانكليزي والبرنو واسلحة اوتوماتيكية مثل: سترلنك وبورسعيد، بل أن بعضهم كان يتسلحون بالمسدسات وبنادق الصيد والخناجر، ومع ذلك فأنهم أرغموا الحكومات العراقية التي كانت تحاربهم بجيش مسلح بطائرات الميك و السيخوي والدبابات وقنابل النابالم.. الخ من الاسلحة الثقيلة، ارغموها على الدخول في المفاوضات معهم اعوام : 1963و1964و 1967 و1970 وانتزاع حقوق منها اثر كل مفاوضة.
لذا وتأسيساً على ما مر، فأن تذرع العشائر العراقية السنية بعدم مجابهة داعش جراء امتناع الحكومة العراقية تزويدها بالسلاح واه غير مقنع، فأبناء العشيرة وهذا ما لاشك فيه غالباً ما يكونون مسلحين واحياناً تلقى افراد العائلة الواحدة مسلحون جميعاً، والفرد في العشيرة يشعر بالنقص اذا لم يمتلك سلاحا. وما زال السلاح الخفيف هو الشائع في العشائر وفي الجيوش ، كما ان الهجوم على المراكز والنقاط العسكرية وقوافل الجيوش غالباً ما ينفذ بالأسلحة الخفيفة. عليه هل جربت العشائر السنية خاصة. القتال ضد داعش بالاسلحة الخفيفة والمتوفرة؟ علما ان مقاومة المدنيين للاحتلال النازي والفاشي كانت بالاسلحة الخفيفة أيضاً.
ان العشائر العربية سيما في محافظة نينوى غير جادة في محاربة داعش، ولم تقدم على عملية مسلحة ضد الاخير على مدى عام من احتلال داعش لهذه المحافظة، علماً ان بامكانها ذلك وفق التجارب والامثلة التي عرضنا لها، لو أردات. دع جانبا القول ان الاسلحة الخفيفة الان متقدمة بما لا يقاس بالاسلحة الخفيفة في الماضي .
Al_botani2008@yahoo.com

101
تحرير الرمادي على يد ايران والحشد الشعبي أمر مفروغ منه

عبدالغني علي يحيى
   ثمة قواسماً مشتركة بين عمليتي تحرير تكريت والرمادي، ففي الأولى كان للجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس الأيراني حضور فعال، ويقترن ظهوره في اية ساحة بحسم النصر لصالح القوات العراقية، وهو ما حصل في آمرلي وجرف الصخر والرمادي وتحرص ايران على ضمان النصر في أية معركة يخوضها سليماني، وبعكسه فان الاحباط ينال من سمعتها وهيبتها. وفي العمليتين ايضاً كان للحشد الشعبي وما يزال دور مؤثر ..الخ من المشتركات.
ومن شروط النصر على داعش وإنهاء احتلاله للمناطق التي احتلها، مشاركة القوات البرية في الحرب ضده. ومنذ البداية عد الاقتصار على الحملات الجوية للتحالف الدولي بعد العاشر من حزيران 2014 إطالة للحرب دون حسم المعركة وكان الجميع على قناعة ومازالوا، ان مساهمة القوات البرية شرط النصر لذا نلقى التوجه الى الحشود العسكرية البرية الآن هو السائد لاستعادة الرمادي والأنبار والمناطق الاخرى كذلك. وتجسد ذلك في وصول اكثر من (20) الف عنصر من الحشد الشعبي إضافة الى (15) الف عنصر من القوات الأمنية التقليدية الى الرمادي ناهيكم عن تطوع اكثر من 4000 متطوع من ابناء الأنبار في الحرب على داعش، فضلاً عن هذا فقد اعلن سليماني عن تشكيل قوة قوامها (150) الف مقاتل لمحاربة داعش في العراق وسوريا، وهكذا تعلق الأمال من الآن بدرجة اولى على القوات البرية ،بالرغم من ان السلاح الجوي لايستهان به لكنه مع ذلك غير قادر على الحاق الهزيمة بداعش. ولقد نوه السناتور الأمريكي جون مكين على محدودية دور السلاح الجوي الأمريكي وفاعليته في معرض انتقاده لأداء بلاده العسكري في العراق، علاوة على ما ذكرنا فان الرمادي مدينة صغيرة لن تصمد دفاعات داعش حولها بوجه الحشود الهائلة المتقدمة نحوها علماً انه تم تطويقها من 3 جهات من جانب الحشد الشعبي بعد ساعات جد قليلة من الاعلان عن بدء معركة تحرير الرمادي. صحيح ان امراً بالأنسحاب كفيل بتراجع اكبر حشد عسكري أمام قوة مهما كانت صغيرة وهذا ما حصل في الرمادي عندما تمكنت قوة من 150 داعشياً من السيطرة على الرمادي بفضل إنسحاب 6000 جندي عراقي، ولكن يجب ان لا يغيب عن البال ، ان حشوداً عسكرةية هائلة تخضع لأوامر بالتقدم والهجوم ستكتسح حتماً قوات لداعش دونها عدداً وعدة.
اضافة الى الميزات التي ذكرتها،فان موقف العالم الخارجي سيما الدول الغربية الداعم للعراق، ثابت لم يطرأ عليه تغيير فجو بايدن مثلاً هاتف العبادي معلناً عن تواصل الدعم الأمريكي للعراق واثنى على (تضحيات وشجاعة الجيش العراقي ) والذي جاء بمثابة اعتذار غير مباشر للأساءة التي الحقها اشتون كارتر بالجيش العراقي الفاقد للقدرة على محاربة داعش حسب قوله. ومن جانبه قال رئيس الوزراء الأسترالي توني اموت، (أن استيلاء داعش على الرمادي يحفزنا على تقديم المزيد من الدعم للتحالف الدولي) اما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فلقد قالت : (ان الحل العسكري ضروري)..الخ من المواقف الدولية الداعمة للعراق. ان نكسة الجيش العراقي في الرمادي وقبل في الموصل لم تثني من عزيمة المجتمع الدولي على مواصلة القتال ضد داعش. طيران التحالف الدولي وتزامناً مع البدء بعملية تحرير الرمادي، فانه شن خلال أقل من 24 ساعة 35 غارة جوية على معاقل داعش في العراق وسوريا.
ان علامات النصر على داعش في الرمادي والأنبار تجلت منذ بداية العملية، ففي الساعات الأولى لها تم تحرير اجزاء من جامعة الأنبار وتطويق الرمادي من 3 جهات مع قطع خطوط الأمداد لداعش ، فالتقدم باتجاه الجزيرة والاسحاقي انطلاقاً من النباعي، وفي الساعات تلك ايضاً تمكن الحشد الشعبي من السيطرة على الطريق الاستراتيجي الرابط بين قرية المجر وتقاطع الكيلو 35 فاستعادة منطقة الطاش والعنكور والدخول في منطقة التأميم إلى الغرب من الرمادي ..الخ
ان الانظار الآن متجهة نحو الحشد الشعبي في الرمادي وصلاح الدين ايضاً بعد النكسة التي المت بالجيش العراقي في الرمادي، وان انتصارات الحشد التي يحققها والتي قد تطول ستقوي من مكانته وتجعل منه البديل عن الجيش العراقي، كما وتقوى ايضاً من موقع ومكانة ايران في الساحة العراقية حيث ان تدخلها العسكري البري لا يحتاج إلى دليل ، رغم نفيها المتواصل له، وعندي ان اي تدخل عسكري بري لأنقاذ الشعب العراقي من جحيم داعش مرحب به، سواء اكان ايرانياً ام تركياً أم امريكياً أم روسياً .. الخ اذ بدون التدخل العسكري البري الدولي يستحيل انهاء احتلال داعش، ولقد بادرت ايران بالتدخل وتقاعست عنه أمريكا، وفي حال تقدم ايران والحشد الشعبي في عملياتهما العسكرية ، فان ذلك يعني نكسة كبيرة لامريكا في العراق تضاهي هزيمتها النكراء في اقطار الهند الصينية امام الشيوعيين في عام 1975.

102
الدروس المستخلصة من  انتكاستي   الجيش العراقي في حزيران
2014 وأيار 2015

عبدالغني علي يحيى
   بين نكستي الجيش العراقي في حزيران 2014 وأيار 2015 أوجه شبه كثيرة تكاد تكون متطابقة، ففي الاولى تخلت 6 فرق عسكرية عن اسلحتها لتنظيم الدولة الاسلامية- داعش- ثم ولت الادبار. وفي الثانية حصل الشيء نفسه حين انهارت 6 مؤسسات عسكرية في الانبار وتركت اسلحتها لداعش، وهي:1- قيادة عمليات الانبار التي فرت باتجاه منطقة الكيلو 35 و 2- توارت قوات سوات عن الانظار في الساعات الاولى من تقدم داعش الى المجمع الحكومي في الرمادي و 3- حذت حذوها الفرقة الذهبية و 4- جهاز مكافحة الارهاب ثم 5- قوات التدخل السريع و 6- الشرطة المحلية.
وفي النكستين تعالت الاصوات لمعاقبة المتسببين فيهما. واذا كانت الاجراءات ضد متسببي النكسة الاولى لم تتجاوز إحالة بعض منهم الى التقاعد أو النقل الى مواقع عسكرية أدنى، فلا تتوقعوا إلا اجراءات مماثلة لتلك تصدر بحق المتسببين في النكسة الثانية ، رغم ما تردد من انهم سيحالون الى المحاكم العسكرية . وفي النكستين حصل نزوح كبير للمكون السني حصراً. في الاولى كان النزوح بدرجة أولى الى كردستان وفي الثانية الى بغداد وبابل. وفي النكستين أيضاً لم يتوقف الامريكان والايرانيون عن دعم الحكومة العراقية، ومثلما امتنع الامريكان في النكسة الاولى عن ارسال قوات برية لهم الى العراق، فأنهم كرروا المنع في النكسة الثانية فيما بعد، علماً ان التدخل البري شرط للانتصار على داعش، الامر الذي يفهم منه ان المعركة ضد داعش ستطول اكثر. وفي النكستين زعم الايرانيون بعدم التدخل  عسكريا، إلا انهم وحسب الوقائع تدخلوا في الحالتين. لذا فأن اي تغيير لم يطرأ على مواقف هذين البلدين من الحرب الدائرة في العراق، ما يؤكد ان اسباب استمرار الحرب مع داعش ستبقى، ولكي تتواصل الحرب، فأن الامريكان قبلوا بدور للحشد الشعبي في معارك الانبار المقبلة بعد أن كانوا يرفضونه في السابق والى وقت قريب، وعندي ان سبب تراجعهم عن موقفهم السابق الرافض لمشاركة الحشد الشعبي، هو انهيار الجيش العراقي وعجزه بالمرة عن مجابهة داعش فضلاً عن الضعف الملموس في الحكومة العراقية نفسها، لهذا لم يجد الامريكان بداً من الموافقة على دخول الحشد الشعبي في المعارك وذلك لكي لاتتوقف الحرب، والمهم بالنسبة للامريكان هو بقاء الحرب دائرة، ولكي تبقى نارها مشتعلة، فأنهم أعلنوا عن تزويد العشائر السنية بالسلاح بمعزل عن بغداد، وهم يعلمون علم اليقين ان ذلك السلاح ونتيجة للنهج الطائفي للحكام العراقيين ضد السنة، سيكون في خدمة الطائفية فتوجيهه في نهاية المطاف نحو الشيعة. وهكذا فأن السلاح الذي يسخو به الامريكان على المكونات الاجتماعية العراقية الثلاثة لن يتعدى صب مزيد من الزيت على النار، ولن يساعد على الحل السياسي والسلمي للصراع الدائر في العراق بين تلك المكونات، فالمطلوب هو الفصل بينها وليس اغراقها بالسلاح. والذي يثير من التساؤلات والشكوك هو: لماذا لم تكف أمريكا عن تزويد الجيش العراقي بالسلاح الذي وقع في النكستين بيد داعش، ألا يعني ذلك ان السلاح الامريكي وغيره المقدم الى العراقيين سيسقط ابداً في قبضة داعش في المستقبل ايضاً؟ اذا تأسيساًعلى ما مرفأن اصرار الامريكان على دعم العراق بالسلاح يفيد بان سلاحهم سينتقل في النهاية الى داعش، وهو مايريده الامريكان، ولو لم يكن الامر كذلك، فلماذا كان الامريكان يظهرون الخشية من تسليح المعارضة السورية من ان ينتقل السلاح الى الجماعات الارهابية أو الخشية من تزويد الحكومات به خوفاً من ان يستخدم في قمع المعارضين والقوميات المغلوبة على أمرها. ان الذي حدث في النكستين كان منظماً ومدروساً ومقرراً عن سابق تصميم واصرار من قبل الامريكان وكبار القادة العراقيين وذلك بدءاً من انسحاب الجيش العراقي من مواقعه وانتهاء بالتخلي عن الاسلحة لداعش.
   لم تكن موافقة الامريكان على مشاركة الحشد الشعبي في معارك الانبار التغيير الوحيد الذي طرأ على الموقف العسكري بل ان موافقة السنة بدورهم على دخول الحشد الشعبي الى الانبار، أتت تحت ضغظ من الامريكان أيضاً. ونتيجة لهذه الموافقة، اسقطت كل التهم التي كان السنة يوجهونها الى الحشد الشعبي بخصوص ارتكابه لجرائم حرق الدور ونهبها وقتل واختطاف المواطنين من اهل السنة وتدمير مساجدهم، علماً انه في اجواء الموافقتين فان التنكيل بالنسبة وبالاخص في محافظة ديالى على اشده في هذه الايام. وبسبب من هذه التغييرات في مواقف الامريكان والسنة من الحشد الشعبي فأن موقع الاخير في ممارساته الطائفية سيقوى ويتعزز، وأن النفوذ الايراني بدوره في العراق سيتسع ويمتد، إذا علمنا أن الميليشيات الشيعية بما فيها الحشد الشعبي كقوة عقائدية ومذهبية مسلحة موالية لأيران ، وسبق للأمريكان والسنة وان اكدوا على ذلك اكثر من مرة، ولقد تأكد ذلك بسرعة وفي وقت جد مبكر، فأئتلاف دولة القانون وهو اكبر ائتلاف شيعي في البرلمان العراقي طالب بالأعتماد على المستشارين الايرانيين، ونسب القول الى نوري المالكي: (نحن والايرانيون نواجه تحدياً مشتركاً) فيما صرح كريم النوري الناطق باسم اعلام الحشد الشعبي: (نحضر لمفاجأة ضخمة في الرمادي والايرانيون يقاتلون الى جانبنا)!
   ومن الجانب الايراني قال مسؤول ايراني: ( أمن العراق من أمن ايران) وقال على اكبر ولايتي: (سنتدخل عسكرياً في الانبار اذا طلب العراق رسمياً منا ذلك)! أما مرشد الثورة الاسلامية على خامنيء فلقد دعا الى إسقاط قرار الكونكرس الامريكي القاضي بتسليح البيشمركة و السنة، واخيراً وليس أخراً دعوة وزير الدفاع الايراني حسين دهقان الى تشكيل تحالف أقليمي تقوده طهران وبغداد.
  وأعود الى أوجه التشابه في  النكستين وتشابه تداعياتهما كذلك، ففي النكسة الاولى قال اوباما : (أن إنهاء احتلال داعش لأراضي عراقية سيستغرق 3 سنوات) وبعد احتلال داعش للرمادي قال الجنرال مارتن ديمبسي :( ان تحرير الرمادي يحتاج الى جهد كبير) وقال مستشار أمني عراقي كبير: (ان عملية تحرير الانبار قد لاتنجز إلا في نهاية هذا العام ) ما يوحي بأن تحرير الموصل سيتأجل أيضاَ.
بعد النكسة الاولى قال الكرد، أن عراق ما بعد 10 حزيران 2014 سيختلف عن عراق ما قبل ذلك التأريخ ، وتمكنت البيشمركة من تحرير معظم المناطق الكردية المشمولة بالمادة 140 ولولا حرب داعش على الكرد في تلك المناطق، لكانت المسافة الى استقلال كردستان تختصر اكثر، وأرى ان احتلال داعش للرمادي زاد من المسافة لتحقيق استقلال كردستان الذي من شأنه أن يخل بالتوازن الذي يحرص عليه الامريكان وحلفائهم ليؤكدوا على الوحدة القسرية العراقية. اوباما قال: ان رئيس الوزراء العراقي رجل مخلص ونزيه وملتزم بدولة عراقية تشمل الجميع) والحكومة البريطانية رأت ان خلاص العراقيين يكمن في حكومة تمثل المكونات كافة، وعلم ان اجتماع باريس المقبل سيؤكد على حكومة ذات قاعدة عريضة.
   وكما خلفت نكسة الجيش العراقي الاولى تداعيات كارثية خطيرة فان نكسته في الانبار ستزيد من حدة المعارك في العراق وترسخ من النفوذ الايراني فيه وتوسع من العداوات بين الشيعة والسنة اكثر، اضافة الى استفحال التناقض بين بغداد واربيل، وازدياد معاناة الجماهير الشعبية العراقية .
Al_botani2008@yahoo.com



103
حمامات الدم والتطهير العرقي والطائفي للعراق الموحد أولاً

عبدالغني علي يحيى
   حذر المالكي من تقسيم العراق من أنه قد يؤدي الى حمامات دم وتطهير عرقي، ويفهم من كلامه هذا ان الوحدة العراقية خلت وتخلو من الاثنين. وهنا نتساءل:  ترى هل غابت حمامات الدم والتطهير العرقي منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 عن العراق الموحد والى الان، الم يقتل الكثير من جيش الشيخ محمود في  ثوراته على الملكية والانكليز في العشرينات من القرن الماضي، واكثر من 8000 مواطن مسيحي أثوري على يد الجيش العراقي في سهل سميل عام 1933 فاعتداءات متكررة على عشيرة بارزان في مطلع الثلاثينات من ذلك القرن وعام 1943؟ دع جانباً مصرع الالاف من الكرد والافراد من الجيش العراقي بين عامي 1961 و 1975. وماذا عن دفن اكثر من 5000 بارزاني عام 1983 في صحارى الجنوب واكثر من 2000 كردي فيلي انتهوا الى المصير نفسه وفي فترة الثمانينات نفس؟ وهل غابت عنا عملية إبادة اكثر من 5000 مواطن كردي من اهالي حلبجة بالسلاح الكيمياوي عام 1988 وقبله تغييب نحو 182000 كردي عن الانظار في عمليات الانفال؟ حتى الحربين الخليجيتين، كانتا من ثمار الوحدة القسرية المفروضة على العراقيين والتي راح ضحيتها ما يقارب المليون من المواطنين العراقيين و الايرانيين، واخيراً وليس أخرا فأن عدد القتلى من العراقيين بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 يقدر لدى بعضهم بالمليون.
ولنعرج الى التطهير العرقي في ظل العراق الموحد، الم يحدث تطهير عرقي في ظل حكم البعث 1986-2003 ضد الكرد الذين تم تعريب اراضيهم وقراهم ومدنهم وشردوا منها واسكن فيها العرب؟. و منذ سنوات يشهد العراقيون تطهيراً من نوع أخر الا وهو التطهير الطائفي بحق الطائفة السنية في محافظات ديالى و  وصلاح الدين والانبار وفي بغداد وحواليها أيضاً، ويؤكد على ذلك الرموز السنية في البرلمان العراقي والسلطة التنفيذية ايضاً بشكل شبه يومي على هذا التطهير الذي نجم عنه، نزوح اكثر من مليونين ونصف المليون مواطن من ديارهم ليصبحوا لاجئين في كردستان ومناطق في محيط بغداد وسامراء وغيرهما.
على ماذا يستند المالكي ومعه الحكيم ايضاً وكذلك قادة عراقيون اخرون في رفضهم لتقسيم العراق، وتجارب العالم التقسيمية تفند رفضهم وذرائعهم الواهية، حين لم تفضي الى بحار من الدم و الفصل العنصري أو الطائفي، فعند انهيار الاتحاد السوفيتي السابق انبثقت (15)  جمهورية مستقلة وظهرت جمهوريتان بعد تقسيم جيكو سلوفاكيا، احداها للجيك والثانية للسلوفاك وبعد التجارب التقسيمية أو الاستقلالية تلك فان التعاون بين تلك الجمهوريات وروسيا الاتحادية بقي على حاله وأشتد واطلق على المتعاونين مصطلح مجموعة الدول المستقلة، وتحسنت العلاقات بشكل افضل مما كان عليه سابقاً، بين الجيك والسلوفاك، ولم ينقذ الشعوب اليوغسلافية من جرائم الصرب سوى تقسيم يوغسلافيا الى عدد من الجمهوريات المستقلة، ولولا تقسيم الاتحاد السوفيتي وجيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا لكانت تلك الدول قد واجهت المشاكل نفسها التي تمر بها البلدان العربية من حروب وويلات جراء فرض الوحدة القسرية على شعوب هذه البلدان، ان التقسيم وحده حال دون نشوب الحروب الداخلية في دول المعسكر الشرقي الشيوعي السابق  وفي الاقطار غير الشيوعية كذلك، شهدنا اكثر من عملية تقسيم وانفصال ومن غير ان يعم الاقتتال بين شعوبها ففي جنوب افريقيا انفصلت ناميبيا، وفي اندنوسيا، جزر تيمور الشرقية، وانفصلت اريتريا عن اثيوبيا وجنوب السودان عن السودان وقبل ذلك سوريا عن مصر، فهل أدت التقسيمات المذكورة اعلاه الى حمامات دم وتطهير عرقي؟ أو ليس الحكم على التقسيم كسبب لحمامات دم وتطهير عرقي مفترضين، استباقاً للاحداث وحكما سابقا لأوانه، سيما بعد أن وقفنا على التجارب التقسيمية تلك. الا يعني أن تقسيم العراق سيقود الى الوضع نفسه الذي ادى اليه تقسيم تلك الدول والبلدان، هذا الوضع الزاخر بالتعاون والتعاملات على اختلافها فضلا عن تمتع شعوبها بالأمن ووالاستقرار؟
ثم أولم يقل المالكي نفسه قبل اسابيع من الان، بصعوبة تحقيق التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية العراقية، افلا يعني كلامه ذاك ان لا مناص من التقسيم؟ لو لم يكن العراق دولة حروب ومذابح واضظرابات وتطهير عرقي وطائفي منذ استقلاله، لحق الحكم على التقسيم بانه سيء ومرفوض.
يذكرني تحذير الحكام العراقيين مما يسمونه (الفتنة) و( حمامات الدم) و (التطهير العرقي) دوماً بالحكاية التالية والتي تطرقت اليها في مقال سابق لي. تقول الحكاية، ان قروياً سافر في صباح باكر الى بلد بعيد لقضاء حاجة له فيه، ومشى النهار بكامله والقسم الاعظم من الليل، وعندما هده التعب ولم يتمكن من مواصلة السفر، انتحى جانباً وغط في نوم عميق واثناء ذلك التقت عشيرتان متخاصتان في المكان الذي كان نائماً فيه، واشتبكتا و خلفتا العشرات من القتلى والجرحى وبرك الدم وراءهما ، وحين استيقظ القروي من نومه هاله مارأى حواليه وقال مع نفسه: علي أن اغادر هذا المكان من قبل ان تقع فتنة!!
وكأن العراق لا يشهد كل يوم فتنة وجدوال لدم والدموع ليحذرنا حكامه من وقوع فتنة وحمامات دم وتطهير عرقي قد تقع جراء تقسيم العراق.
Al_botani2008@yahoo.com

104
شروط نيل الكرد والقوميات الايرانية الأخرى لحقوقها

عبدالغني علي يحيى
     ظن نشطاء عرب، أن (الربيع العربي) سيعم تركيا على اثر اعتصامات ميدان تقسيم باسطنبول قبل نحو عامين، وكنت من المبددين لذلك الظن عبر السومرية TV واليوم بعد احداث مهاباد التي اودت بحياة الفتاة الكردية فريناز والتي هزت الضمائر البشرية الحية في العالم، عاد الظن بأمكان ذلك الربيع للأنتقال الى إيران، وأن الاحواز العربية قد تنضم الى متظاهري مهاباد، واكرر نفي له كرة اخرى، وكلي أمل ان لا يدخل (الربيع العربي) أي بلد، بعد أن وقف العالم على اهواله، مؤكداً استحالة استنساخ ذلك (الشتاء) لا الربيع في ايران، رغم عدالة القضايا التي يناضل من أجلها الكرد والبلوش والعرب والأذريون والعلمانيون الايرانيون، وها قد توارت تلك الأحداث وسط تواصل نصب اعواد المشانق للمعارضين الأيرانيين وبالأخص الكرد وقتل وجرح نحو 70 شخصاً من اولئك المتظاهرين فأعتقال العشرات منهم.
لماذا لا يقدر المعارضون والقوميات المضطهدة في ايران ،إنهاء النظام القائم هناك مثلما اسقط العرب اكثر من نظام حكم عربي؟ بدءاً، ليس النظامان التركي الأيراني مهزوزان متخلفان كما النظم العربية التي اسقطت أو التي في طريقها الى السقوط، فهما مازالا قويين بما فيه الكفاية وشبه عظميين مع الفارق بينهما . ولايمكن تصور نجاح انتفاضة أو ثورة للكرد في ايران أولغيرهم لأسباب منها : ان الأحزاب الكردية لم تتمكن الى الآن من توحيد خطابها، وتأسيساً على ذلك يصعب جمع القوميات الأيرانية المقهورة في جبهة سياسية، دع جانباً القول ان اتباع المذهب الشيعي في هذه القوميات ليسوا مع أي عمل يلحق الضعف بنظامهم. عدا ذلك، فان الثورة في ظل نظام القطب الواحد لن تنتصر بمعزل عن الدعم الأمريكي . والملاحظ على مر العقود الماضية، ان واشنطن تتجنب الخوض في قضايا تلك القوميات أو دعم المعارضين الايرانيين، وكما نعلم فان التدخل الامريكي شرط حصول اي شعب على الاستقلال ليس في ايران فحسب، إنما في كل مكان يشهد أوضاعاً مماثلة لأيران . وكلما أمعنا الفكر في الصراع الأمريكي - الأيراني ، لرأيناه اشبه ما يكون التراشق بالماء، فواشنطن تتحاشى إلحاق اي ضعف بايران لاجل الابقاء على التوازن بينها وبين العرب الذي من شأنه استمراراً للحرب بينهما لآجال غير معلومة ، عليه لا تتوقعوا أي انتصار للكرد وللقوميات الايرانية الأخرى أو الاطاحة بالنظام الايراني للأسباب التي ذكرتها . وكم كنا مخطئين يوم اعتقدنا وذلك على خلفية الملف النووي الايراني، بأن الصدام بين واشنطن وطهران مسألة وقت. إن تحقيق حلم تلك القوميات مازال مبكراً اللهم إلا بحصول  انهيار داخلي ايراني على غرار انهيار الاتحاد السوفيتي السابق الذي ادى الى حصول  15 شعباً سوفيتياً على استقلالها . ولا يفهم من هذا ان نضال الكرد والقوميات الايرانية والمعارضين الايرانيين دون جدوى، كلا فهذا النضال يمهد لخلق تلك الشروط  او ذلك الانهيار حتماً.
Al_botani2008@yahoo.com

105
الكرد هم الأولى بالسلاح المتطور اكثر من كل الشعوب

عبدالغني علي يحيى
   من حق البارزاني، أن يطالب بأستقلال كردستان والأسلحة الثقيلة لردع العدوان والمعتدين على شعبه، إذا علمنا أن الكرد أحق من جميع شعوب المنطقة والعالم بأمتلاك السلاح الأستراتيجي، كونهم تعرضوا منذ تأسيس الدولة العراقية إلى مجازر واعتداءات بشعة مارستها الحكومات العراقية كافة ضدهم اثناء إخمادها لثورات الشيخ محمود والشيخ احمد البارزاني وثورة الاشوريين في 1933، والاشوريون مواطنون كردستانيون أصلاًء يجب الدفاع عنهم وفي 1943 دمرت الحكومة العراقية قرى البارزانيين العزل، فيما شهدت الاعوام بين 1961 و1975 اكثر من مذبحة ضد الكرد في صوريا وداكان وقلعة دزه وجسر كلالة ..الخ وبين 1975 – 2003 سوت الحكومة العراقية اكثر من 4500 قرية كردية مع الأرض واسكنت سكانها في مجمعات سكنية قسرية، ولم تكتفي بذلك، بل سلطت الأبادة الجماعية على البارزانيين والفيليين، وغيبت الالاف منهم عن الأنظار ثم قامت بقصف حلبجة ومناطق كردستانية اخرى بالسلاح الكيمياوي والتي سبقتها حملات الانفال التي حصدت أرواح نحو 182000 نسمة من الكرد دفنوا في المقابر الجماعية في صحارى جنوب العراق..الخ من الأنتهاكات البشعة التي نفذت بحقهم.
عليه، هل هناك شعب في العالم تعرض إلى مثل ما تعرض له الكرد من ويلات ونكبات؟ هل الذين يحوزون السلاح النووي، باستثناء اليهود، كالأمريكان والروس والانكليز والفرنسيين والهنود والباكستانيين والكوريين الشماليين والصينيين، واجهوا مظالم وحملات إبادة كالتي فرضت على الكرد؟ إذاً والحالة هذه من الجدير بامتلاك السلاح المتطور؟ الشعب الكردي طبعاً، ولو كان هناك شعب آخر في العالم تعرض الى ما تعرض له الكرد، لأعطي له الحق ليس في امتلاك الدبابات والطائرات الحربية..الخ من اسلحة فتاكة وانما حتى السلاح النووي. وما ذركته من ابادة وظلم للكرد هو على سبيل المثال لا الحصر.
على البارزاني أن يمضي قدماً لنيل الاستقلال لكردستان واسلحة يحمي بها شعبه من الابادة، فبدون السلاح الفعال والمتقدم والاستقلال لكردستان، فان الكرد سيكونون عرضة لحملات إبادة أشد في المستقبل، الاستقلال أولاً والسلاح ثانيا.
Al_bothani2008@yahoo.com


106
مشروع قرار الكونكرس الامريكي، سفينة انقاذ للكرد والسنة من الغرق

عبدالغني علي يحيى
   يعد مشروع قرار الكونكرس الامريكي القاضي بتسليح الكرد والسنة بشكل يوحي وكأنهما دولتان، المشروع الامريكي الثاني من نوعه بعد مشروع بايدن عام 2007 المنادي بتقسيم العراق الى 3 كيانات: كردية وشيعية وسنية. واذاكان تعيين خط العرض ال 36 عام 1991 لحماية الكرد العراقيين والذي أسفر عن قيام نظام ديمقراطي حر شبه مستقل في جنوب كردستان، فأن مشروع الكونكرس ذاك بمثابة تتمة له والانتقال بكردستان،  من شبه الاستقلال الى الاستقلال التام فيما لوطبق. ويتزامن هذا التطور غير المتوقع في السياسة الامريكية مع الزيارة المرتقبة للبارزاني الى واشنطن تلبية لدعوة وجهتها إليه الاخيرة، والذي وعد اثناء مراسيم تلبيته لها بطرح فكرة استقلال كردستان على الادارة الامريكية، والبارزاني هو بطل الاستقلال المنتظر لكردستان بحق، كونه من أشد الزعماء الكرد تأكيداً على استقلال كردستان، فعلى امتداد الاعوام الماضية وجدناه ينادي بالاستقلال بين فترة وأخرى، ومما له دلالاته ان الكونكرس الامريكي بمشروعه هذا مهد الطريق أمامه ليمضي قدماً في مسعاه. لذا فأن الكرد يعلقون أهمية كبيرة على المشروع والزيارة في أن معاً، والذي يجعلهم اكثر ثقة بتحقيق الاستقلال هذه المرة، هو أن مشروع بايدن كان شخصياً ولم يكن حزبه الديمقراطي يومذاك في الحكم، في حين ان المشروع الثاني الذي يتبناه الكونكرس يعبر عن الامة الامريكية، وكما نعلم ان الكونكرس يعتبر أحد أرفع الاجهزة المتنفذة في الولايات المتحدة، وهكذا اصبح مشروع استقلال كردستان مؤسساتياً ان جاز القول بعد أن كان مطلباً فردياً. وهذا لا يعني انتقاصاً للمشاريع التي تحمل اسماء الافراد سيما عندما تكون مدعومة من الدول انظر الى اتفاقية سايكس بيكو ومشروع ماريشال .. الخ.
يذكر أنه قبل اسابيع من الان، كانت اصوات عدة قد ارتفعت بشكل لافت من شخصيات مرموقة أمريكية واوروبية وغيرها تدعم فكرة استقلال كردستان من بينها هولاند ونتنياهو وغيرهما وذلك على خلفية الانتصارات الباهرة للبيشمركة على داعش وتعاطف العالم مع قضية شعب كردستان بشكل لم يسبق له مثيل، ومن غير الصحيح الفصل بين تلك الاصوات والمشروع موضوع البحث. ويرى كاتب هذا المقال انه مثلما تم تعيين خط العرض ال 36 دون الرجوع الى بغداد، فأن الاعتراف باستقلال كردستان سيتم دون العودة إليها ايضاً. وسبق أن قلت في اكثر من منبر (الشرق الاوسط اللندنية) قبل اعوام وفضائية الشرقية العراقية قبل ايام، انه يجب توفر شرطين لاستقلال كردستان او احدهما اما اعتراف بغداد به  ، ولقد استبعدت ذلك، واما تبني دولة عظمى له والمحت الى الولايات المتحدة ولقد توقعت ذلك والذي يوسع من قاعدة التأييد للمشروع الكونكرسي هو شمول السنة كذلك بالمشروع والذي من شأنه ان ينقذهم من التهلكة والفناء وان تتضامن الدول العربية معهم، ويخصص المشروع 75% من المساعدات للكرد والسنة وفرضه شروطاً على بغداد مثل: (وقف دعم الميليشيات الشيعية) و(اعطاء غير الشيعة دوراً اكبر في الحكم) ولقد رفض الشيعة تلك الشروط بسرعة البرق، علماً ان هناك سقفاً زمنياً حدده المشروع لتلبيتها اي الشروط هو 3 أشهر.
إن انظار الملايين الكردية في الوقت الذي تتجه الان وبفارغ من الصبر الى واشنطن والبارزاني والاستقلال. يجب ان يأخذوا، الكرد، ببالهم ان القادم من الايام سيكون زاخراً بالمؤامرات واعمال التخريب واشكال الخيانات للحيلولة دون نجاح البارزاني والكونكرس في مهمتهما. وعلى السنة ايضاً ان يتوقعوا خططا ومؤامرات لأفشال المشروع الامريكي.
Al_botani2008@yahoo.com

107
في كردستان.. لا فتى الا (البيشمركة).. لا سيف إلا (البيشمركة)


      عبدالغني علي يحيى
  رفض البارزاني أية قوة غير نظامية (الميليشيا) خارج البيشمركة، في إشارة منه الى (الحشد الشعبي) الذي يحاول نفرضال ومشبوه استنساخه في كردستان، وبهذا فأنه يرفض للمرة الثانية قيام الميليشيات فيها، فقبل أعوام رد محاولة مماثلة لتأسيس (الصحوات).
يوم واجهت الأمبراطورية الروسية ، في أوج ضعفها، ثورة اكتوبر في 1917 فأنها لجأت إلى تشكيل قوات غير نظامية مثل (فرسان القديس جورج) وتهاوت تلك الامبراطورية . وفي السودان سلطت حكومة البشير ميليشيا ( الجنجاويد) على شعب دارفور.. والجميع على علم بجرائم الجنجاويد ناهيكم عن مطاردت الجناية الدولية للبشير
ولما شن عبدالكريم قاسم الحرب على الكرد في 1961 فأنه أسس (فرسان صلاح الدين) ثم ظهر (فرسان الوليد) إلا ان اياً من الفرسانين لم ينفعاه حين اسقطه البعثيون في 1963 . ولم يكتفي البعثيون بالحفاظ على الفرسان بل شكلوا ميليشيا (الحرس القومي). وبعد سقوطهم على يد عبدالسلام عارف في العام نفسه، فأن حرسهم وفرسانهم لم ينجيهم من مصيرهم المحتوم.
نظام الأخوين عارف 1963-1968 إختار التجربة الميليشياوية الفاشلة عينها، وابقى على الفرسان ، إلى أن انهار في 1968 والذي لم يجد (فارساً) واحداً ليدافع عنه.
تدل الميليشيات في نظم الحرب والدكتاتورية على مدى عزلة و دكتاتورية هذه النظم وتفشي الفوضى فيها، وينسحب الرأى بصدق على نظام البعث 1968-2003 فألى جانب استعانته بالفرسان فأنه شكل (الجيش الشعبي) و(فدائيي صدام) و(اشبال صدام) و(النخوة).. الخ وبلغ عدد افراد القوات العراقية في حينه اكثر من 6 ملايين مسلح ، وحين انهار ذلك النظام في 2003 فان كل ميليشياته وصفوة مقاتليه (الحرس الجمهوري) تهاوت كما أوراق الاشجار في الخريف . ليس هذا فحسب بل ان الفرسان الكرد انضموا إلى انتفاضة شعبهم في 1991 ووجهوا فوهات بنادقهم الى نظام البعث وكانوا من العوامل الرئيسه في إنتصارها، الانتفاضة.
بدورها، فأن الحكومات العراقية بعد عام 2003 لم تتعظ من التجارب الميليشياوية، واقدمت على إنشاء الصحوات والحشد الشعبي، فضلاً عن ظهور ميليشيات مثل (حزب الله) و (عصائب اهل الحق) و (سرايا السلام) اضافة الى (بدر) التي ظهرت قبل 2003، وهذه الميليشيات جميعها مدعومة من الحكومة وان نفت. علماً ان النظام العراق الحالي يعد احد اضعف انظمة الحكم في العالم.
وهكذا عندما تعجز القوات النظامية التقليدية من جيش وشرطة وأمن.. الخ عن تحقيق السلم الاجتماعي، فأن الحكومات في محاربتها لحركات الشعوب العادلة أو استعدادها لشن حروب ظالمة على اعدائها المحليين اوالخارجيين، فأن تعمل بنظام الميليشيات الفاشل والسيء الصيت في أن.
ونعود الى رفض البارزاني ذاك، ونقول ان الحكومة الكردستانية ديمقراطية حرة وبيشمركتها قوية، لذا لا يحتاج الكرد الى قوات غير نظامية، وكما نعلم فان البلدان الديمقراطية، بما فيها كردستان تخلو من ظاهرة الميليشيات. وبذلك فأن البارزاني حافظ على هيبة وسمعة البيشمركة وجنب شعبه ووطنه الفوضى والفلتان الامني اللذان غالباً مايرافقان الميليشيات.
في كردستان.. لا فتى الا البيشمركة.. لا سيف إلا البيشمركة

Al_botani2008@yahoo.com

108
لماذا التحالف ضد الدول أنجح من التحالف ضد الجماعات المسلحة؟

عبدالغني علي يحيى
   في أسابيع أنهى تحالف من 31 دولة الاحتلال العراقي للكويت، وبعدد أقل من الدول اسقط نظام صدام حسين. في حين حددت واشنطن 3 سنوات لأنهاء إحتلال داعش لمناطق عراقية وعلى يد اكثر من 62 دولة! ما يعني أن التحالف لأسقاط الدول والحاق الهزيمة بها، مهما ملكت من قوة، أنجح من التحالف للقضاء على جماعات مسلحة. ففي الحربين العالميتين، انتصر تحالف عدد من الدول على ألمانيا وحليفاتها في سنوات أقل من اصابع اليد الواحدة، وقضي على نظام القذافي و قبله وضع الناتو حداً لجرائم صربيا واحال مجرميها الى لاهاي ، وفي الحالتين تم ذلك في أسابيع أيضاً.
بالمقابل نجد تحالف من 8 دول افريقية للقضاء على حركة الشباب الصومالية، تشكل قبل نحو 4 سنوات، مازال يراوح في مكانه، والأنكى ان تلك الحركة لم تتأثر بذلك التحالف إذ قتلت مؤخراً 18 شخصاً في فندق بمقاديشو، و148 طالباً في جامعة غاريسا بكينيا وهددت الاخيرة بالمزيد(مالم تكف عن دعمها للحكومة الصومالية)! وفي نيجيريا يقاتل تحالف من 4 دول بوكوحرام التي ردت على ذلك بتوسيع نشاطها المسلح بشكل لافت. ومن الامثلة: اخفاق الناتو من احراز نصر يذكر على طاليبان وقد مرت 14 سنة على حربه عليها. واتوجه بالسؤال العنوان الى الخبراء العسكريين وقادة الحكومات والاحزاب والمفكرين عن السر في الحالتين علهم يسعفوننا برد مقنع، أما ردي فهو:
ان التحالف ضد الدول أفنى نظماً جائرة ورموزاً ظالمة: هتلر وموسوليين وصدام حسين والقذافي وبول بوت، اما التحالف من النوع الثاني ففي معظمه دافع عن نظم مهزوزه، دع جانبا القول ان اقطابه قدموا وما زالوا العون في الخفاء للجماعات المسلحة، وليس كل الجماعات المسلحة إرهابية.
Al_botani2008@yahoo.com


109
ما يحق وما لايحق لشيعة العراق وسنته

عبدالغني علي يحيى
    ما صرح به علي يونسي مستشار الرئيس الأيراني من جعل بغداد عاصمة (للأمبراطورية الأيرانية) والذي أثار السخط لدى السنة،ليس الأول من نوعه الدال على نية ايران ضم شيعة العراق على وجه الخصوص اليها. فعندما استولى الحوثيون على صنعاء، قال مسؤول ايراني انهم (يملكون الأن اربع عواصم) فيما قال مسؤول ايراني أخر: (ان النفوذ الايراني بات يمتد من الیمن الى لبنان). وفي الاتجاه نفسه دعا حسن هاني زادة رئيس تحرير وكالة مهر الايرانية الى الوحدة بين العراق وايران  وقال انها لابد منها. وهاجم العروبة ووصفها بالمزيفة والجاهلية كما هاجم الكوفية والعقال والدشداشة. 
   لقد كان متوقعا أن تفصح طهران عن تلك النية بل وتعمل على تحقيقها، بعد أن بلغ التفاف الشيعة في البلدان التي يتواجدون فيها ذروته حول إيران التي يرون فيها الأمل والرجاء لأنقاذهم من ظلم الحكومات السنية الذي دام قرونا وما زال قائما إلى الان بحقهم، ولولم يكن حكام ايران على علم مسبق بذلك الأمل والرجاء لما اقدموا على اطلاق نواياهم تلك، هنا ما على العالم إلا أن يحترم ارادة  الشيعة في الوحدة مع ايران والأندماج بها، في حال اظهارهم لها، لكن في الوقت نفسه لايجوز لهم، في الحالة العراقية ضم كردستان العراق وما اصطلح على تسميته بالمثلث السني إلى ايران، لأن المكونين الاجتماعيين الكردي والسني العربي يرفضان الوحدة مع ايران بل وأي نفوذ للأخيرة في العراق،فضلا عن ذلك فأن المساحة الأوسع للعراق يشغلها الكرد والسنة، يكفي ان نعلم ان محافظة الأنبار السنية وحدها تشكل 33% من مساحة العراق. وأذكر ان القيادة الكردية في وقت سابق من القرن الماضي طالبت الحكومة العراقية أنه في حال اعلانها الوحدة مع أية دولة عربية، الأعتراف بحق الكرد في الاستقلال عن العراق. ويوما بعد أخر نجد أن الهوة تتسع بأستمرار بين الشيعة والسنة  والكرد وبشكل خاص منذ عام 2003 فالكرد يعملون لاجل الاستقلال علانية، فيما يطالب السنة بانصافهم وابعاد الجيش العراقي عن مدنهم وقراهم ما يعني استحالة التواصل بينهم وبين الشيعة. ان من حق السنة العراقيين الاحتجاج على ما يجري من تغيير ديموغرافي لصالح الشيعة في مناطقهم، مناطق السنة، على حد قولهم وعلى اشكال الظلم الذي يشيرون اليه دائما، ضدهم، بل ولهم حق المطالبة بالأستقلال، ولكن لا يحق لهم اطلاقا الوقوف بوجه رغبات الشيعة في الوحدة مع ايران واشكال من التقارب مع طهران. واذ يحق للشيعة العراقيين التضامن مع ايران والأتحاد معها، إلا أنه وفي الوقت عينه، لا يجوز لهم اخضاع سنة العراق وكرده لأي مشروع وحدوي مع ايران أو الحاق وطن الكرد ووطن السنة وضمهما إلى ايران. ان تقدم القوات الأمنية العراقية في محافظات صلاح الدين والأنبار وديالي، وسعيهم للوصول الى الموصل ايضا، او تقدمهم باتجاه كركوك، يعد انتهاكا للحدود الأجتماعية للمكونين السني والكردي ويفيد بانهم ماضون الى ضم كل العراق الى ايران وفي هذا اجحاف بحق الكرد والسنة. ثمة وحدة بين ايران والعراق وسوريا واليمن ولبنان وان لم تعلن، وإن كل عمل وحدوي بين الشعوب مبارك وعلى الطريق الصحيح. وسبق للعالم وأن شهد اكثر من عمل وحدوي أو شبه وحدوي مثل: الأتحاد الأوروبي ووحدة الفيتناميين والألمانيتين واليمنين التي حصلت في الربع الأخير من القرن الماضي،كما ان مجلس التعاون الخليجي ما هو إلا شبه وحدة للدول الملكية الخليجية. ومن هذا الفهم  فأن وحدة الشيعة العراقيين مع اشقائهم الشيعة الايرانيين، ان انجزت، فأنها خطوة سليمة و مباركة، شريطة ان يسبقها استقلال كردستان والمثلث السني العربي عن العراق.
  وإذ تبارك الوحدة بين الأمم،فأن انفصال واستقلال أمم عن اخرى وبلدان عن بلدان اخرى مبارك بدوره ويجب احترام ارادة الانفصال مثلما تحترم ارادة الوحدة. وللتأريخ امثله كثيرة على تفكك بلدان وانفصال للأمم، انظر إلى قيام (15) جمهورية على أنقاض الاتحاد السوفييتي السابق ونحو (4) جمهوريات ظهرت بعد تفكك يوغسلافيا فانفصال السلوفاك عن الجيك .. والامثلة تترى.
   في الماضي لم يعترض أحد على الوحدة بين مصر وسوريا عام 1957 ولا على الدعوات لأقامة دولة عربية موحدة تمتد من المحيط إلى الخليج، ولا على وحدة اليمنين، ولا على انفصال سوريا عن مصر فيما بعد في عام 1961. لذا والحالة هذه لا اعتراض ابدا على التضامن الشيعي أو وحدة تقام بين ايران والعراق. وأرى انه نتيجة للاصطفاف الطائفي والمذهبي الحاد. وبعد أن سالت وتسيل انهار من دماء الشيعة والسنة جراء صراعهما الطائفي الجنوني، فان من الصعب إن لم أقل من المستحيل، ان يتم اصلاح ذات  البين بينهما أو يتعايشا سلميا أتباع المذهبين مع بعضهما بعضا. لذا فأن الوحدة قدر الشيعة في البلدان: ايران، العراق، سوريا، اليمن، لبنان وإلا فأن اية نكسة تصيب المد الشيعي الحالي، فأن الشيعة سيدخلون نفقا مظلما يكون اشد ظلامية وعتمة من النفق الذي عاشوا فيه لعقود وقرون من السنين. واذا كان السنة يستكثرون على الشيعة الوحدة ويستهجنونها فما عليهم الا العمل بدورهم من اجل وحدة عربية سنية ولا اعتراض على كلتا الوحدتين.
   يحدثنا التأريخ على أن الشيعة اضطهدوا على يد السنة لقرون اشد إضطهاد، واضطهد السنة في ايران على يد الشيعة كذلك، ويمارس كلا الاضطها دين الى الان، ولكي يتوقف الاضطها دان وتحقن الدماء فأن الحل الوحيد لأنهاء صراعهما الدموي يكمن في الفصل بينهما وعدم وقوفهما ضد الحقوق المشروعة لبعضهما بعضا وبخلاف ذلك، فان الصراع يتواصل بينهما وسيخرج منه الطرفان خاسرين لامحال. 
Al_botani2008@yahoo.com

110
مرض الطفولة (القومي والديني) في الحركات القومية والاسلامية

عبدالغني علي يحيى
      مرض الطفولة اليساري في الشيوعية الذي انتقده لينين وفضحه في كتاباته، له ما يقابله الآن ومنذ عقود، أمراض في الحركات القومية العربية سابقاً والحركات الأسلامية والمذهبية حالياً، وكذلك في مجالات أخرى غيرهما، والتي تلتقي مع الذي فنده لينين في المحتوى وتختلف في الشكل، إلا أنها أشد صبيانية وسخفاً منه وبما لايقاس، ومن غير أن ينبري أحد لدحضه وفضحه، لذا أصبحت معدية وتحولت إلى وباء ان جاز القول.
حزب الدعوة الحاكم في العراق، حمل بعنف على الدكتور فؤاد معصوم رئيس الجمهورية العراقية للقائه بمفتي الديار العراقية الدكتور رافع الرفاعي في السليمانية وبشخصيات أخرى من المغضوب عليهم لدى الحزب المذكور، فيما هاجمه ائتلاف دولة القانون الكتلة النيابية الشيعة الأكبر في البرلمان العراقي ودعاه الى تقديم إعتذار، في وقت أن اللقاء بين الرجلين يندرج بشكل غير مباشر، ضمن المساعي لتحقيق المصالحة الوطنية بين الفرقاء العراقيين المختلفين فيما بينهم، واذا لم يكن شخص الرفاعي مشمولاً بتلك المساعي، فمن يكون أحق منه بذلك؟ دع جانباً القول، ان اللقاء بينهما يدخل في باب العلاقات الأنسانية والحضارية، ثم أنه ليس هناك نص قانوني أو دستوري يحرم مثل هكذا لقاءات. عدا ذلك لماذا لم تحتج حكومة بغداد على ايواء تركيا للمعارض العراقي المتشدد الدكتور حارث الضاري الذي كان مقيما في تركيا الى ان وافاه الاجل قبل ايام.
خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق طلب بدوره من حكومة أقليم كردستان بيان موقفها من تواجد الرفاعي فوق أراضيها، داعياً في الوقت عينه إلى أتخاذ اجراءات رادعة وعاجلة لأيقاف ماسماه (هكذا تصرفات)!!
لا اللقاء المذكور ولا التواجد الذي إنتقده الملا، بقادرين على تقويض النظام القائم في العراق، فهما مهما بلغا من الخطورة، (اللقاء والتواجد) فلا يرتقيان الى أشكال الفساد المالي والأداري الذي يهدد بانهيار العراق والذي يكشف عنها بين حين وحين في فترات جد متقاربة، ولا الى جرائم تعد بمثابة الخيانة العظمى، كتسليم الموصل الى داعش أو مذبحة سبايكر ومذابح أخرى لا تعد ولاتحصى فضلاً عن كل ما ذكرناه فأن اعطاء الحرية لمعارضي نظام ما معمول به في جميع الدول الديمقراطية العريقة، وأن نظام الحكم في كردستان ديمقراطي وحر وسبق للعديد من رموز النظام العراقي الحالي وأن مارسوا انشطة معارضة في أقليم كردستان ضد النظام العراقي السابق، من غير ان يعترض عليهم أحد. وفوق هذا وذاك فان ما قيل عن الرفاعي من انه اهان الميليشيات الشيعية لا يصل الى ما قاله مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الشيعي بحقها حين وصفها تارة (بالقذرة) وأخرى (بالوقحة).
وأذكر أنه قبل نحو عامين من الآن أساء رجل الدين الشيعي جلال الدين الصغير ومن منطلق جد عنصري، الى الكرد. ومع ذلك فأن الكرد أكتفوا بالرد عليه. عدا الصغير فأن أشخاصاً مثل حنان الفتلاوي وعاليه نصيف وآخرون غيرهما يتناولون بشكل شبه يومي حكومة وقادة اقليم كردستان بالطعن والقذف والتشهير من دون ان تطالب حكومة الأقليم او الأحزاب الكردية بوضع حد لهم أو ايقافهم عند حدهم أو الأحتجاج عليهم مثلما تفعل حكومة بغداد التي احتجت مرارا على حكومة كردستان لسماحها بعقد مؤترات لرموز  من العرب السنة في أربيل، ثم ان الخطب والكلمات التي تلقى في مؤتمرات اربيل السنية، تكاد تتطابق مع تلك التي القيث و تلقى في مؤتمرات الكتل النيابية في البرلمان العراقي.
ومن التصرفات المحسوبة على تلك الأمراض تنديد مقتدى الصدر بزيارة السفير الأمريكي لدى بغداد ستيوارت جونز الى ضريح الأمام علي بن ابي طالب(رض) وهدد اي الصدر بالرد. ترى هل تعتبر زيارات الاجانب من الشخصيات المرموقة الى مراقد المشاهير و الاعلام في بلدما انتقاصا واساءة لها أم تعظيماً.؟.
ضريح لينين في موسكو وماركس في لندن واضرحة كبار زعماء ومفكري العالم تجلب الزوار اليها على مدار العام مع افتخار الشعوب بمثل هكذا زوار، لقد نسي الصدر في رده لزيارة جونز ان العراق يرتبط باتفاقية استرايتجية مع الولايات المتحدة ولولا الأخيرة لما كان بوسع احد من العراقيين عام 2003 اسقاط النظام العراقي السابق بل ولولا الأخيرة لما كان يقوم نظام شيعي في العراق ولما كان الصدر يتمكن من البروز على الساحة السياسية ومما اذكره، انه قبل سنوات تعرض مثال الالوسي رئيس حزب الأمة العراقي الى حملة شعواء بسبب زيارة نفذها الى اسرائيل. في وقت يعلم الكل ان لأسرائيل علاقات دبلوماسية وتجارية وغيرهما مع دول مثل مصر والأردن ولسنوات مع موريتانيا ناهيكم عن مكاتب تجارية لها في عدد من الدول العربية. ولدى الحكومة العراقية ان تلك الدول شقيقة وزعمائها اشقاء ولا يغيب عن البال ان الاكثرية من الحكام العرب و الدول العربية ترتبط بعلاقات سرية مع اسرائيل ووصل الأمر حد اقامة اسرائيل لمعرض بالهدايا للزعماء العرب و شخصيات عربية الى القادة الاسرائيليين في تل أبيب.
    تركيا من جانبها لم تنج من المرض الصبياني موضوع البحث،حين تقدم بين فينة و فينة على تصرفات مخجلة صبيانية حيال الكرد بالأخص اذ توعدتهم اكثر من مرة بضرب اي كيان كردي لكرد سوريا،ليس هذا فحسب بل صرحت بأنها ستقضي عليه حتى اذا قام في الأرجنتين. ومن تصرفاتها الصبيانية تجاهلها لمصطلح كردستان. وكان الأولى بها ان تكون سباقة الى الأعتراف بالمصطلح اذا علمنا ان المساحة الأكبر لكردستان والقسم الاكبر من الشعب الكردي هما في تركيا. أوهكذا تنفتح الحكومة التركية على الشعب الكردي وتطبق العملية السياسية؟
   بعض من التركمان العراقيين يسيرون على النهج نفسه للحكومة التركية ازاء الكرد في العراق. فقبل ايام من تقدم البيشمركة لتحرير المناطق والمدن الخاضعة لداعش بمحافظة كركوك. كانت فضائية تركمانية تنقل الاحداث من دون ذكر البيشمركة مكتفية بان القوات الأمنية حررت كذا وكذا من المناطق. بالمقابل وقف عرب كركوك موقفا نبيلا من البيشمركة فالسياسي العربي اسماعيل الحديدي وزعماء عشائر عرب هناك اهابوا بالعرب الى مساندة ودعم البيشمركة واطلقت عشيرة الجبور اسم الشهيدين الكرديين العميد شيركو فاتح على وحسين منصور على تشكيلة قتالية لها.
    في نهاية الستينات من القرن الماضي وفي صيف عام 1969 قطع الرئيس العراقي أنذاك المرحوم أحمد حسن البكر عهدا على نفسه وأمام حشد من أنصاره، من أنه لن يتفق مع شاه ايران ابداو و..الخ ولكن وفيما بعد اتفقت حكومته معه وتنازلت عن اراض عراقية واسعة لأيران في اتفاقية مهينة سميت باتفاقية الجزائر، فيما نعت خلفه صدام حسين بعد ذلك الفرس بالمجوسية و عبدة النار وارغم العراقيين من المتزوجين بالأيرانيات على تطليق زوجاتهم..الخ من الأفعال الجد صبيانية. الطريف أنه في حرب الخليج الثانية وفي عام 1990 نقل طائرانه الحربية إلى ايران وليس الى اية دولة عربية اخرى لأجل حمايتها من نيران الطائرات الحربية الأمريكية!!
اكتفي بايراد هذه الأمثلة على الافعال والممارسات الصبيانية لقادة عرب ومسلمين والتي تعود اصلا إلى الخمسينات والستينات من القرن الماضي وراحت تمارس الأن بشكل أشد من ذي قبل، ومما اذكره ايضا كيف أنه عد عيبا التحدث الى زعيم اسرائيلي أو الجلوس معه أو مصافحته.الخ من سلوكيات جعلت منهم أضحوكة ومهزلة امام العالم المتحضر المثقف والمتطور.
ترى هل يحل يوم يسموا فيه القادة العرب والمسلمون عن الترهات و السخافات وصغائر الأمور في اقوالهم وافعالهم؟
إن المرض الذي نحن بصدده، استفحل في أيامنا هذه بشكل صارخ جراء شيوع ظاهرة الاسلام السياسي و التطرف الديني، فبعد أن كان مقتصرا على القادة والنخب من السياسيين من العرب والمسلمين في السابق نلقاه الأن وقد تفشى على أوسع نطاق. اذ ترى الملايين من المسلمين يمتنعون عن تناول الطعام في بيوت المسيحيين والأيزيديين واليهود والبوذيين وكل معتنقي الديانات الأخرى بدعوى انه حرام! كما ان الالاف يمتنعون عن مصافحة المرأة وبالمقابل امتناع المرأة عن مصافحة الرجل. أو لم يمتنع القذافي في حينه عن مصافحة كوندا ليزا راليس عندما مدت الأخيرة يدها إليه بغية مصافحته؟ لقد شاهد الملايين من الناس ومن على شاشات التلفزة ذلك التصرف الصبياني والجاهل للقذافي.
Al_botani2008@yahoo.com

111
من بعد إسرائيل.. إيران تتفوق عسكرياً على الدول العربية
                                         
عبدالغني علي يحيى
   على أثر الغزو العراقي لأيران عام 1980، وما ترتب عليه من صراع طائفي مرير بين العرب السنة وايران الشيعية فأن ذلك الصراع صار مزمناً بمرور الأعوام كما الصراع العربي الأسرائيلي، وسيمتد حتماً لآجال طويلة، ولما لم يكن هناك من تكافؤ عددي على صعيد الثروة البشرية ومساحة الأرض وغيرهما بين اسرائيل والعرب، ناهيكم عن دعوات عربية لمحو اسرائيل و (إلقائها في البحر) فأن اسرائيل مضت باتجاه تحقيق تفوق عسكري لها على الدول العربية كافة فألحاقها الهزيمة بالأخيرة في جميع المعارك التي خاضتها ضدها، والقول أنها تمتلك السلاح النووي يكفي لأثبات تفوقها العسكري.
(إن سلاح الشعوب الصغيرة يجب أن يكون حاداً) كما قال رسول همزاتوف في كتابه (داغستاني) وهكذا أهتمت اسرائيل بسلاحها وجعلته حاداً إلى أن انجزت تفوقاً عسكرياً على الدول العربية كما أسلفنا.
ايران على خطى إسرائيل، فهي ومعها شيعة العالم، يشكلون نحو 10% من مسلمي العالم، وفي الصراع الشيعي السني تجد طهران تحث الخطى صوب تفوق عسكري على السنة، وخاصة السنة العرب. ومن بين خطواتها السعي لصنع السلاح النووي، دع جانباً تطويرها لقدراتها التسليحية على مر الاعوام فضلاً عن مناوراتها العسكرية براً وبحراً وبشكل لافت، بين حين وحين. ثم ان أخبار صناعة الأسلحة في ايران تطغى على أخبار الصناعات الأخرى.
ومع الفارق بين اسرائيل وايران في الموقف من الدول   العربية، لاننسى ان اسرائيل تعمل من اجل ضمان حدود امنة لها الى درجة انها كانت قد ابدت موافقتها على تقسيم فلسطين في نهاية الاربعينات من القرن الماضي، الا ان العرب رفضوا هذا العرض منها، وبانسحاب اسرائيل من سيناء وشرق قناة السويس لقاء اعتراف مصر بها، فأن نظرية دولة اسرائيل من النيل الى الفرات سقطت. في حين ان إيران على النقيض من اسرائيل تفخر (بامتداد نفوذها من اليمن الى لبنان) وبهيمنتها على (اربع عواصم عربية) بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء ومازالت ايران تمضي قدماً الى الامام لتوسيع النفوذ الشيعي في البلدان العربية، وقد تكون (المنامة) عاصمتها الخامسة. ونقف على التفوق العسكري الايراني من خلال اندفاعاتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن دون مقاومة تذكر من جانب الدول العربية السنية.
الى الامس القريب، والى حد ما الى اليوم، ولكن بدرجة أقل ، فأن العرب كانوا يعدون اسرائيل العدو رقم واحد لهم اما الان، فأن ايران هي العدو رقم واحد حسب قول نخب عربية ، واذا مضت الدول العربية على سياساتها الغبية حيال كلا العدوين ووصفهم للعداء معهما بانه تأريخي، فان من الصعب و الحالة هذه تغيير ما يجري على الارض (في الدول التي ذكرناها)   من احداث تنال من مصلحة العرب قبل كل شيئ، وليس ببعيد ان يصنع  العرب اعداء استراتيجيين تأريخيين في المستقبل المنظور فمنذ عقود مثلاً يرددون بأن الكرد (إسرائيل ثانية) وقد يضيفون الاتراك الى قائمة اعدائهم التاريخيين أيضاً وفيما بعد.
ان الصراع يتجذر ويتفاقم بين العرب وايران، مثلما هو متجذر بينهم وبين اسرائيل، حتى ان دخولهما في الاسلام لم يخفف او يزيل الخصومة بينهم بل انها زادت واستفحلت بعد اعتناقهما الاسلام. يقول الامام الخميني: (ان العرب والفرس دخلا معركتين ضد بعضهما بعضاً قبل دخولهما الاسلام وبعد دخولهما فيه فأنهما وخلال 400 سنة خاضا (25) معركة ضد بعضهما بعضاً) وما يجري الان في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين من معارك بين الشيعة والسنة يضاعف من الرقم الذي اورده الامام الخميني. ونتيجة للتفوق العسكري الايراني فأن العرب السنة في تقهقر مستمر. ويبدو ان الولايات المتحدة الامريكية ترمي وذلك من باب الرغبة والمصلحة على بقاء الصراع السني الشيعي متواصلاً ومحتدماً، الى تحقيق تفوق عسكري للأقلية الشيعية على الاكثرية السنية في العالم الاسلامي وصولاً الى خلق توازن بينهما لأجل الديمومة بالصراع، لذا تراها تغض الطرف عن المغامرات والاندفاعات العسكرية الايرانية في الدول التي أشرنا إليها، طالما ان التفوق العسكري لأيران على الدول العربية موجه ضد السنة.
Al_botani2008@yahoo.com


112
مخاوف ما بعد معركة تحرير صلاح الدين

عبدالغني علي يحيى
    اقرت الحكومة الأيرانية من خلال وكالة فارس للأنباء، بتوجه الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الأيراني، الى محافظة صلاح الدين العراقية للأشراف على عملية تحرير المحافظة بما فيها تكريت من إحتلال داعش، علماً أن هذه هي المرة الأولى تقدم فيها ايران هلى هكذا اعتراف، بعد ان لزمت الصمت طويلاً على الدور المؤثر لجنرالها في معارك تحرير مدن ومناطق عراقية مثل: آمرلي وجرف الصخر والسعدية وجلولاء، ولقد وثق هذا الدور بصور فوتوغرافية واخرى تلفزيونية ايضاً. وهكذا فأن تحرير تلك المناطق يقترن بدور سليماني. لذا فأن نجاح سليماني في تحرير صلاح الدين وتكريت أمر مفروغ منه، لأن أي اخفاق في المهمة الموكولة إليه، يعني نكسة مريعة لأيران امام داعش وبالتالي يتدنى شأنها امام المجتمع الدولي، وهي التي تهدد صبح مساء واشنطن وتل ابيب بالفناء. كما ان الفترة المحددة لتحرير تلك المحافظة وهي (15) يوم حسب مصدر عراقي لابد وأن تتقلص، لأن إطالتها ستضر بسمعة وهيبة إيران. إن قاسم سليماني كما يبدو، لن يخوض معركة اذا لم يكن النصر مضموناً فيها.
   ولعدم مشاركة السلاح الجوي الأمريكي في تحرير صلاح الدين اكثر من دلالة ومعنى، سيما اذا علمنا ان ذلك أتا بسبب عدم توجيه دعوة من الحكومة العراقية الى الطيران الحربي الأمريكي للمشاركة في عملية التحرير، ما يفيد ان الحكومة العراقية بعد تحرير صلاح الدين ستتجاهل اكثر الدور الأمريكي الى حد الأستغناء عنه ومنع ادائه، وهذا وارد اذا اخذنا بالأعتبار الاتهامات الموجهة الى السلاح الجوي الأمريكي بالقاء الاسلحة والاعتدة إلى مسلحي داعش، من قبل اطراف عراقية حكومية عدة.
   ان الدور العسكري الأيراني في العراق منذ الأيام الأولى لغزو داعش للعراق كان واضحاً، فأيران صرحت اكثر من مرة انه لولاها لسقطت بغداد وأربيل بيد داعش ولولاها ايضاً وكما قال هادي العامري، لكان العراق في خبر كان. وصدق مراسل لأحدى وكالات الانباء حين قال (في العراق السماء لأوباما و الارض لخامنئي). وقد يكون عدم توجيه العراق الدعوة لأمريكا بالمشاركة في تحرير صلاح الدين، هذه المشاركة التي لا تتعدى الى الان قيام الطيران الحربي الامريكي بقصف مواقع داعش إيذانا بحرمان امريكا من تلك السماء.
ان تحرير صلاح الدين لن يستغرق سوى اياماً قلائل جداً فها هو داعش يتهاوى كأوراق الخريف في جميع محاور القتال هناك، وان معركة التحرير لن تطول إلا لغايات في نفوس القائمين على ادارتها. واذ يصفق الجميع لأندفاعات القوات الامنية العراقية في تلك المحاور. لكن مخاوف كثيرة تطل برأسها جراء تمكن القوات العراقية من تحرير صلاح الدين، منها ان العملية قد تتكلل بصراعات طائفية نتيجة مشاركة (الحشد الشعبي) في المعارك والذي ينظر السنة اليه نظرة عداء وعدم ارتياح. عدا السنة فأن، للكرد بدورهم مخاوفهم، رغم انهم يشكلون القوة القتالية المؤثرة ضد داعش، من أن يتكلل انتصار القوات الامنية العراقية في معركة تكريت، بتوجيه فوهات بنادق تلك القوات الى الكرد وقوات البيشمركة، وهذا إحتمال قوي وسط إشتداد أزمة الثقة بين بغداد واربيل. دع جانباً حصول موجات نزوح كبيرة وجديدة للسنة الى كردستان أو الى مناطق داخل العراق والذي يفاقم من الازمات الانسانية وغيرها. يقينا أن الوضع الذي يلي عملية تحرير صلاح الدين بجهود ايرانية وشيعية عراقية بحتة سيكون حبلى بالمفاجئات التي قد لا تسر اطرافاً داخلية وخارجية كثيرة.
Al_botani2008@yahoo.com


113
قلوب العراقيين مع التقسيم وسيوفهم عليه

عبدالغني علي يحيى
   قال الشابندر ان المالكي توصل الى القناعة بان (لامكان للتعايش السلمي في العراق وان الحرب الاهلية قادمة لامحالة) ليس المالكي وحده عند تلك القناعة بل معظم العراقين كذلك لكنهم لايفصحون عنها الا في مجالس ولقاءت ضيقة. بل تجرا بعضهم لاظهار القناعة بشكل غير مباشر، فقبل فترة قال رمز شيعي عراقي، من ان الجنوب الشيعي لن يتضرر من التقسيم لانه يتمتع بكذا وكذا ثروات معدنية وزراعية وبشرية وبمنفذ بحري..الخ فيما قال رمز سني حكومي بارز من الموصل، ما معناه، ان السنة بدورهم لن يتضرروا منه كون الاقليم السني يحتوي على كذا عدد من الابار النفطية فثروات معدنية اخرى، حسب تعبيره وواضح موقف القادة الكرد من التقسيم وهم الذين يناودن علنا بالاستقلال، واذاكان الموقف الكردي على درجة من الوضوح بخصوص تقسيم العراق فان الازدواجية تتحكم في مواقف معظمم القادة الشيعة والسنة فهم في الخفاء مع  التقسيم وفي العلن ضده، وكانهم ورثوا هذه الازدواجية من ايام الصراع بين الحسين(ع) ويزيد بن معاوية ففي كتابه وعاظ السلاطين تناول الدكتور على الوردي تلك الازدواجية في جند يزيد في القول الشهير(قلوبهم مع الحسين وسيوفهم عليه).
  وترسخت تلك القناعة سيما بعد فشل كل الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية التي لا تلقى ترحيباً سوى لدى السذج من الناس، إلا أن المالكي بتوصله الى تلك القناعة، فان حزب الدعوة الحاكم والذي يترأسه سيتحمل وزر( الحرب الاهلية القادمة لا محالة ) والتي لن تتفادى إلا بتقسيم العراق فهل يكون القادة العراقيون في المستقبل المنظور على خطى غورباتشوف والبشير؟.
   لقد احال الأول دون دخول الاتحاد السوفيتي في حروب اهلية مدمرة، بتقسيمه، الاتحاد السوفيتي، إلى (15) جمهورية وانهى الثاني حرباً أهلية دامت عقوداً بفضل اعترافه باستقلال جنوب السودان. وان ايه قراءة متأنية للمشهد الطائفي والعرقي الآن في العراق، حيث بلغ التباعد والتناحر بين مكوناته الاجتماعية الثلاثة: الشيعة والسنة والكرد مديات خطيرة ولا نغالي إذا قلنا ان الحرب الأهلية في العراق نشبت منذ عام 2003، وان العراق مقسم منذ ذلك العام على (ثلاثة) وان لم يعلن وهذا ما قلته في مقال لي نشرته صحيفة (الشرق الأوسط اللندنية). وهيهات اليوم اصلاح ذات البين بين تلك المكونات، وتقول كل التكهنات والتجارب، ان التقسيم قدر العراق، لكنه لن يكون مجدياً مالم تسبقه تسوية عادلة لمشكلة (المناطق المتنازع عليها) التي لا تنحصر بين حكومتي بغداد واربيل انما بين المكونات الاجتماعية الثلاثة كافة وبهذه الدرجة أو تلك. وعلى ان يأتي التقسيم على أساس الحقائق الجغرافية والتأريخية والسكانية. ومتى ما ثم ذلك والغيت الوحدة القسرية التي يئن تحت وطأتها العراقيون منذ عقود، فأن الشيعة والكرد والسنة سيدخلون حينذاك في علاقات بناءة ومثمرة تقوم على مباديء المنافع المتبادلة وعدم التدخل والتعايش السلمي ...الخ من المباديء الدولية السامية والسلمية.
   ان المذابح التي حلت بالاشوريين وبالكرد في حلبجة وداكان والبارزانيين والفيليين فمذابح الانفال التي سلطت عليهم سابقاً. ومذابح بروانه وقراغول ويثرب..الخ التي دمرت وتدمر السنة حالياً. وبينهما ما تعرض له الشيعة من قتل ومظالم سواء على يد النظام السابق أو على يد العصابات الأرهابية التكفيرية بعد عام 2003. وحتى تلك التي ينفذها داعش مردها الوحدة القسرية التي تحولت الى جهنم حمراء ان جاز التشبيه، وحصدت ومازالت تحصد ارواح مئات الالوف من العراقيين وكأني بلسان حالها يقول :(هل من مزيد). على العراقيين الالتفات الى واقعهم المزري بعد ان تحول الملايين منهم الى لاجئين داخل وطنهم وفي كردستان والى جيش من الجياع والمعدمين، وبدلاً من أن يصرفوا اموالهم على شراء الأسلحة ليقتلوا بها بعضهم بعضاً ارضاء لتجار الأسلحة واعداء الشعوب، وبدلاً من أن يهدروا وقتهم في المؤتمرات واللقاءات العقيمة لحل الاشكال الذي هيهات ان يحل، بين المكونات الاجتماعية التي ذكرتها. عليهم اتخاذ قرار حكيم يتجاوز العاطفة والأزدواجية ولا ننسى ان التقسيم الذي يعني الاستقلال والحرية وحق تقرير المصير كفيل حتماً بانقاذ العراقيين من المحنة الرهيبة التي يعيشونها منذ عقود والتي تتفاقم باستمرار. والذي مهد ويمهد للتقسيم ليس دعاته بل الذين سلطوا عبر العقود المظالم والاقصاء والتمييز والتدمير على العراقيين الكرد والشيعة والسنة والمسيحيين والايزيديين والتركمان والصابئة.. الخ 
Al_botani2008@yahoo.com
 

114
البيشمركة أو القوة الصدامية الاولى والوحيدة لمحاربة داعش في نينوى

عبدالغني علي يحيى
   (قوات البيشمركة تبدأ عملية لتأمين الحدود العراقية مع سوريا) في محافظة نينوى طبعاً. و (قوات البيشمركة تقطع خط إمداد داعش من سوريا الى العراق) و (قوات البيشمركة تتقدم من غرب سنجار نحو نينوى (الموصل) و(قوات البيشمركة تقطع طريق الموصل – سوريا أمام داعش).. الخ
هذا ما أوردته وسائل اعلام عربية واجنبية، وتحديداً فضائية (العربية الحدث) التي تتابع اخبار البيشمركة في نينوى أولاً بأول. وقبل ذلك وفي وسائل الاعلام نفسها، شاهدنا و سمعنا وقرأنا، ان البيشمركة افشلوا هجمات داعش في محاور الخازر وبعشيقة وناوران وسد الموصل وزومار و ربيعة وسنجار.. الخ وفي محاور أخرى مثل مخمور والكوير التابعتين الى المحافظة عينها، ليس هذا فحسب بل ان البيشمركة حررت مئات من الكيلومترات من اراضي المحافظة من داعش. و باستثناء الدعم الجوي من طيران التحالف الدولي للبيشمركة فأن  اية قوة عراقية اخرى سواء حكومية كانت أم عشائرية لم تسجل اية وقفة في محاور القتال في نينوى.
عدا البيشمركة، يشار الى اقليات دينية ولهجوية كردية مثل الايزيديين والشبك في نينوى، تطوع ابناؤها في تشكيلات مسلحة لدحر داعش. ويبلغ عدد المتطوعين الايزيديين بين 2500-3000 متطوع والشبك بين 1500-2000 متطوع اما المسيحييون حلفاء الكرد فقد شكلوا قوة مسلحة قوامها اكثر من 500 مقاتل وعلم ان مسيحيين من اقطار اوروبيةسينضمون الى القوة تلك. علماً ان المتطوعين يتدربون على يد البيشمركة ويعملون بتوجيه منها. ومن مشاركات الكرد الاخرى في الحرب على داعش، ان جميع مراكز وساحات التدريب تقع في كردستان وتشرف عليها البيشمركة، حتى العرب السنة من الموصليين والذين يبلغ عددهم نحو (800) متطوع فأنهم بدورهم على اتصال وثيق باليشمركة.
ان البيشمركة هي القوة الوحيدة التي يعول عليها في تحرير الموصل، ولقد ادركت الاطراف كافة هذه الحقيقة،  لذا فأن للكرد الاحقية في ادارة معركة تحرير الموصل. ثم أن وقائع ما يقارب القرن من السنين دلت على أن الكرد السبب في ضم الموصل الى العراق في استفتاء عام 1925 وهم الذين اخمدوا حركة الشواف الانقلابية عام 1959 وهم الذين دخلوا الموصل في نيسان 2003 بعد اسقاط النظام العراقي السابق، وهم الذين حرروا الموصل من دولة العراق الاسلامية في 4-11-2004. والان فأن من الطبيعي ان يؤدوا الدور الرئيس والمؤثر في مقاومة داعش وانهاء نفوذه في الموصل والمناطق المحتلة من محافظة نينوى. ان المعركة بالقرب من الموصل وفي أرجاء اخرى من المحافظة تديرها ايادي كردية امينة ومخلصة لشعب الموصل ونينوى وتشهد الاحداث الحالية والسابقة على ذلك.
ان البيشمركة بطل ساحة وميدان المعارك ضد داعش، في محافظة نينوى وعلى يدها وبدعم من التحالف الدولي سيتحرر الموصليون ان عاجلاً أو أجلا.  وعلى العالم اجمع ادراك هذه الحقيقة والتنسيق مع البيشمركة بدرجة اولى لتحرير الموصل.
Al_botani2008@yahoo.com

115
تفنيد (الاسباب) الشائعة والساذجه لظاهرة الارهاب

عبدالغني علي يحيى
    يرجع بعضهم ظاهرة الارهاب في المجتمعات العربية و الاسلامية إلى غياب الديمقراطية والعدالة والحريات إلى جانب تفشي الفقر والجهل فيها، في وقت ينتشر الأرهاب في دول اوروبية وامريكية ذات التقاليد الديمقراطية العريقة والتي تتوفر فيها تلك المفردات السامية جميعا فضلاً عن العمل بمبادئ حقوق الأنسان بل والرأفة بالحيوان كذلك. والجالب للأنتباه أن اعداد الملتحقين بداعش في الديمقراطيات الغربية تفوق بكثير اعداد الملتحقين به في العديد من الدول الاسلامية، فلقد اشارت احصائية أمريكية إلى وجود نحو (20) الف اوروبي وأمريكي يقاتلون في صفوف داعش في العراق وسوريا. أضف إلى ذلك أن كردستان الديمقراطية تعرضت على مدى أكثر من (24) عاماً إلى عمليات ارهابية كثيرة في حين ان دولاً تخلوا من  الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية بالمرة مثل ايران والسعودية لايطالها الأرهاب إلا نادراً. وقبل قيام النظام الديمقراطي في كردستان. فأن نظام صدام حسين الفاشي لم يشهد ظاهرة الأرهاب الذي ظهر وتنامى في العراق التعددي الحر بعد سقوط ذلك النظام.
ويرد بعض آخر الظاهرة موضوع المقال إلى منع الأحزاب الاسلامية من مزاولة النشاط العلني والقانوني، لكن الغريب في الامر أنه نتيجة لأنفتاح بعض الدول العربية والاسلامية على الأسلام السياسي والذي حصل في العراق ومصر ودول أخرى فأن الأرهاب استفحل وتنمر اكثر فأكثر.
ويرى آخرون ان خطب الجمعة ومناهج المدارس الدينية فآنتشار الكتب الأسلامية، من أسباب ظهور الأرهاب وانتشاره غير أن هذه الحجة سرعان ماتنهار، إذا علمنا ان خطب الجمعة تلقى في كل يوم جمعه ومنذ نحو (14) قرناً، كما أن المدارس في العالم الأسلامي كانت دينية في البدء (كتاتيب)وسبقت جامعة المستنصرية ببغداد الجامعات الرسمية العلمانية في العالم العربي. ومع هذا لم يظهر الأرهاب في المجتمعات العربية والاسلامية في السابق بالرغم من أن الخطاب الديني الاسلامي يومذاك كان أشد تشنجاً وتطرفاً وحتى تخلفاً مقارنة بالخطاب الديني الاسلامي اليوم.
وعند نفر رابع، أن الفقر والحرمان في الدول العربية والاسلامية أحد اسباب الظاهرة لذا يتجه الناس الى الاحزاب الاسلامية أو المنظمات الدينية المتطرفة المتشددة والعنفية ولكن والحالة هذه لماذا لم يتوجه هؤلاء إلى الأحزاب الشيوعية والماركسية الأشد تعبيراً عن مصالح وآمال الفقراء والكادحين. ثم اذا كان في البلدان العربية والاسلامية فقر و حرمان واللذان يشكلان، حسب الذرائع الواهية، أرضية خصبة لظهور الأرهاب، فهل ان المجتمعات الأوروبية والأمريكية والاسترالية فقيرة بدورها؟ علماً ان المئات من المسلمين يفرون شهرياً من بلدانهم الى البلدان الغربية طلباً للرزق و الأمان . ان شعب كردستان من أسعد وارفه شعوب منطقة الشرق الأوسط واكثرها حرية ومع ذلك سجل التحاق (500) شاب كردي بداعش.
ويذهب نفر خامس، إلى أن تنكر الغرب للأسلام وانتصاره لاسرائيل عليه أدى إلى بروز التشدد الديني في العالمين العربي والأسلامي، غير ان اساءات التنظيمات الأرهابية والأسلامية المتطرفة الى الاسلام ومقدساته، تفوق اية اساءة خارجية إليهما ، ليس هذا فحسب بل ان العالم غير المسلم لايسئ الى الاسلام بالقدر الذي يسيئ الاسلام المتطرف إليه، ففي العراق ودول اسلامية اخرى بلغت الاساءات الى مقدسات المسلمين وعلى يد المسلمين انفسهم حد تفجير اضرحة الرسل والانبياء وقتل شبه يومي لرجال الدين الاسلامي، فهل حصل هكذا شيء لمقدسات المسلمين في الغرب أو اسرائيل؟ كلا والف كلا، ان المسيئين الى الاسلام والدين الاسلامي هم المسلمون انفسهم وليس غيرهم، وإذا انهار هذا الدين في يوم من الايام مثلما انهارت الشيوعية ففتش انذاك عن المسلمين وليس عن غيرهم.
Al_botani2008@yahoo.com
فئة سادسة تعتقد بقوة ان الكتب الدينية الاسلامية من المتهمة بالتشجيع على العنف والكراهية وراء ظاهرة الارهاب، وكأنها لم تسمع بالكتب العلمانية وأفلام الكاوبوي و المئات من افلام الجريمة والرعب كأفلام مصاصي الدماء والاموات الاحياء..الخ، والتي تدخل الى دور المواطنين بسهولة وبشكل يومي، فلماذا يقع المواطن تحت تأثير كتب وثقافة التشدد الديني ولا يقع تحت تأثير ثقافة التشدد العلماني؟
يجب البحث عن أسباب اخرى وجيهة تقف وراء ظاهرة الارهاب.
لقد أدى انهيار دكتاتوريات هتلر وموسوليني وفرانكو وسالازار في اوروبا الى قيام نظم ديمقراطية حرة محلها، كما نجم عن سقوط الانظمة الشمولية في الاتحاد السوفيتي السابق ودول اوروبا الشرقية التي كانت تسير في ركابه الى قيام انظمة ديمقراطية حرة محلها أيضاً. بيد أن الذي حصل ويحصل في العالمين العربي والاسلامي هو العكس فبعد سقوط نظم بن علي وعلي عبدالله صالح ومبارك وصدام حسين، فان شعوب تلك النظم بدلاً من أن تنعم بالراحة والاستقرار، فأن ماسمي بالربيع العربي  أدخلها في نفق مظلم لن تستطيع الخروج منه بسهولة. اكرر، ان هنالك اسباباً غير التي عرضنا لها بالنقد تقف وراء ظاهرة الارهاب في البلدان العربية وبعض من البلدان الاسلامية، وعلى الباحثين، البحث عنها وتسليط الاضواء عليها، ولقد قيل (اذا عرف السبب بطل العجب) وبطل الارهاب..

116
العشائر العربية اداة التعريب سابقاَ والارهاب لاحقاً

عبدالغني علي يحيى
لو لم يكن صدام حسين على علم برغبة العشائر العربية المنتشرة بالقرب من الحدود الاجتماعية للكرد. للسكن في اراضي الكرد. لما انتهج التعريب ضد الكرد. لذا لايصح التمييز بين النظام السياسي والقاعدة الاجتماعية التي يستند عليها  كما يسعى الى ذلك بعضهم عبثا كأن يحملوا النظام السياسي وزر الظلم والقمع ويبرء وا قاعدته الاجتماعية. واذكر انه عند اندلاع ثورة ايلول الكردية  1961- 1975 كان من هتافات تللك العشائر بوجه الكرد:( احنا البدو وين العدو). واضيف انه لم تكن وما يزال لدى هذه العشائر اية روح وطنية. والاكيف تركت قراها وموطنها- ولم تكن مضطرة الى ذلك- وتقدم على اغتصاب اراضي الكرد. وتشريدهم بل وحتي طردهم منها وقتلهم؟ والذي يؤسف له ان الراي اعلاه ينسحب على العشائر العربية في القرون الغابرة كذلك والامثلة على ذلك كثيرة. اذ ان العشائر العربية التي غادرت الجزيرة العربية في صدر الا سلام بحجة نشرالدين الاسلامي.فانها لم تتوقف عند  نشره بين معتنقي الديانات المسيحية واليهودية والزردشتية والايزيدية..الخ وفرضه عليهم انما احتلت اراضيهم وكنائسهم ومعابدهم وانتقلت للسكن في اراضيهم. الشي نفسه فعلته الجيوش الاموية التي غزت اسبانيا وغيرت اسمها الى(الاندلس) فقامت بنقل الالوف من القبائل العربية الى اسبانيا والتي بقيت فيها قرابة اكثر من 600سنة الى ان قام الاسبان بقيادة المللك فيليب الثالث بطردهم واجلا ئهم الي شمال افريقيا فيما بعد. والافت ان رموزا اسلامية كبيرة فضلت الانتقال من موطنها الجزيرة العربية الى البلدان التي انتقلت الى الدولة الاسلامية فلقد سكن الامام علي ابن طالب (رض) مع اولاده من مكة الى الكوفة وانتقل معاوية بن ابي سفيان الى دمشق وعمرو بن العاص الى مصر .. الخ
لم تتصرف العشائر العربية مع الكرد من منطلق الاخوة في الدين اوالجيرة ومشتركات اخرى. لهذا لم يكن لدى الكرد ولع بالعرب منذ قيام الدولة العراقية 1921 كما يقول السياسي المعروف حازم صاغية و لايميز الكرد هذه العشائر عن الاعراب الذين قال القران الكريم فيهم من انهم اشد كفراً ونفاقاَ. وراح المصطلح الاعراب يطلق على العشائر العربية في الموصل مع شي من التحوير وهو (العريبان) ويتهمها الموصليون الا صلاء با لاساءة الى العلاقات العربية الكردية.وكيف انها عاثت فساداَ في الموصل ويوم سقط النظام السابق في 9-4-2003 فان تللك العشائر ليس في محافظة نينوى فحسب بل في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين اصبحت حاضنة للارهاب ومحطات استراحة لمسلحي دولة العراق الاسلامية لسنوات طويلة وقبل ظهور داعش. ويقر بهذه الحقيقة الكثير من القادة العسكرين العراقيين وغيرهم. ولما احتل داعش المناطق السنية في العراق ومن بينها مدينة الموصل يوم 10-6-2014 فان العشائر العربية لعبت دور القوة  الصدامية الامامية لداعش في الفتك بالقري الكردية وبالاخص الايزيديين الذين غدرت بهم بمنتهى الوحشية فنهبت اموالهم وسبت نساء هم واودعت المئات منهم الى المقابر الجماعية.كمال كركوي رئيس البرلمان الكردستاني السابق قال في تصريح له عن العشائر العربية في محافظة كركوك. وهذا على سبيل المثال :(ان عرب المنطقة اطلقوا النار من الخلف على البيشمركة) و(عرب خبازة جواسيس داعش)..الخ
ولدى الايزيدين وكرد غرب دجلة وكرد اخرين والمسيحيين ايضا اكثر من دليل على تورط تلك العشائر في تنفيذ جرائم داعش بحق الشعب الكردي من مسلمين وايزيدين وبحق المسيحين كذلك. عليه فان معاقبة هذه العشائر بسبب تعاونها مع داعش وقبله مع دولة العراق الا سلامية وقبلهما مع النظم الدكتاتورية العراقية، بات ضروريا ولكي تكون عبرة لمن اعتبر، على ان يشمل العقاب استرداد الاموال التي نهبتها والجرائم التي اقترفتها تحت قيادة داعش، مع بناء جدار عازل بين كردستان وبينها فعدم السماح لها بالعودة الى قراها ومناطقها السابقة لكي لا تتكرر الماسي والمظالم واعمال السلب والنهب والقتل وينعم الكرد والمسيحيون والشيعة والكاكائيون بالامن و الاستقرار، وتقبر الى الابد الاساءات التي الحقتها هذه العشائر بسمعة العرب والمسلمين. والحذر كل الحذر من تسليحها او الدفاع عن جرائمها تحت اية ذريعة كانت. واخيراً وليس أخراً القيام باعادة تربيتها، تربية تقوم على التمسك بالاخوة في الدين و الانسانية ونبذ التعريب والارهاب والعنصرية ونهب الاموال .. الخ من الجرائم والاثام التي قامت بارتكابها على مر العقود والسنوات.
Al_botani2008@yahoo.com


117
تركيا من الرجل المريض الى العقل الظلامي المريض

عبدالغني علي يحيى
   نشرت وكالة المسلة الاخبارية تقريراً وافياً عن مواقف القادة الاتراك ومفكريهم حول احتمال قيام كيان ديمقراطي كردي في غرب كردستان (كردستان سوريا) على غرار الكيان الديمقراطي الكردي القائم في جنوب كردستان (كردستان العراق) منذ عام 1992. ارتأيت الوقوف عند بعض من فقراته ومناقشتها:
(إن تركيا لايمكن لها أن تسمح بأقامة أقليم شمال سوريا على غرار أقليم شمال العراق واندماج الاقليمين وتشكيلها دولة واحدة تفصل تركيا عن سوريا والعراق)!!
هذا ما قاله الدكتور سعود حقي جاشين الاستاذ في جامعة اوز يغيين في الاناضول. ويبدو أن رجب طيب اوردوغان يجاربه الرأي:
(لا نريد تكراراً للوضع في شمال العراق ولايمكننا أن نقبل بنشوء ذلك في شمال سوريا)!!
   هب أن الحكومة السورية وافقت على إقامة ليس منظقة حكم ذاتي أو فيدرالية للكرد السوريين، بل وحتى على استقلال المنطقة الكردية في سوريا، وحذت حذوها ايران والعراق مثلما وافقت حكومة السودان على استقلال جنوب السودان، فهل تتدخل تركيا أنذاك في الشأن الداخلي السوري والايراني والعراقي؟ اضف الى ذلك ، كيف ومتى أعطى القادة الاتراك لأنفسهم الامارة بالتخلف والعنجهية والسوء حق رفض اقامة دولة كردية في بلد أخر مجاور لبلدهم تركيا؟ ثم الا يتعارض المنع التركي المشار اليه مع مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير؟ يبدوا ان هذا الحق غير وارد لديهم ابداً، فهم في واد والمدنية والتحضر في واد أخر. عدا هذا وذاك، هل يشكل الكرد السوريون في حال حصولهم على وضع يشبه وضع كردستان العراق جداراً يفصل بين تركيا وكل من سوريا والعراق؟ في وقت تتمتع تركيا بعلاقات مع السعودية والكويت والاردن واسرائيل.. الخ من الدول ومن دون أن تتأثر هذه العلاقات، بالعلاقات المتوترة بينها وبين كل من سوريا والعراق. وهما اللذان يفصلان تركيا عن هذه الدول. ان الحجة التركية تلك واهية تبعث على السخرية. وهل نسيت تركيا قبل نحو اكثر من عقد يوم قال حكامها من أنهم: (سيقضون على الدولة الكردية حتى لو قامت في الارجنتين)؟ لنفرض ان الدولة الكردية قامت في الارجنتين فهل تفصل أنذاك هذه الدولة تركيا ليس عن سوريا والعراق فحسب وانما عن الدول الاوروبية والامريكية؟ على القادة الاتراك ومنظريهم ان يكفوا عن اطلاق مثل هكذا مواقف واقوال مخجلة تثير في المرء التقزز.
أما محمد شاهين نائب رئيس معهد الفكر الاستراتيجي فلقد قال: (من المستحيل قيام أي كيان في المنطقة طالما لايحظى بدعم من تركيا)!!
ليس من حق تركيا ان تنصب نفسها شرطياً للمنطقة، ولقد سبق وأن لقب شاه ايران في زمانه بشرطي الخليج ثم وقفنا على المصير البائس لذلك الشرطي، ان شعوب المنطقة وحدها لها الحق في تقرير مصيرها ونيل النظام الذي تريده، وليعلم محمد شاهين، ان الشعوب غير التركية في تركيا وعلى رأسها الشعب الكردي، ستختار النظام الذي تريده ان عاجلاً أو أجلاً. لعمري، أن ليس في العالم الان حكام ومفكرون يتميزون بافكار واقوال حاقدة عنصرية منفلتة من عقالها وغير مهذبة باستثناء حكام أنقرة الذين تذكرنا افكارهم وممارساتهم البائسة بافكاروتصرفات عصابات كوكلاس كلان في امريكا والابارتهايد في جنوب افريقيا ونظام الفصل العنصري لأيان سمث في روديسيا= زيمبابوي الحالية ايام زمان، ان الثالوث العنصري الشهير ذاك لم يمت بل بعث حياً في تركيا (الاسلامية) الحالية. ان العنجهية والعنصرية التركية وراء العلاقات المتوترة بين تركيا وجارتها الغربية اليونان وكذلك مع جارتها الشرقية ارمينيا وبسبب هذه العنصرية فان المحللين يعدون الصراع بين تركيا وايران امتدادا للصراع العثماني الصفوي كما ان العلاقات التركية مع روسيا ودول البلقان ليست على ما يرام كما يعلم الجميع.
   لما تقدم، هل يمكن تصور قيام الحكومة التركية الحالية بحل القضية القومية الكردية في تركيا، وهي التي (الحكومة التركية) تكافح بشدة اي حق قومي مشروع للكرد في سوريا. هنا على القادة الكرد والمجتمع الدولي أن يعلموا أن تركيا لن تقر بأي حق قومي لكردها ولن تطبق مايسمونها بالعملية السياسية لأنصاف الكرد، على اولئك القادة أن يدركوا هذه الحقيقة ويأخذوها بنظر الاعتبار ولاينخدعوا بالكذب التركي المتواصل، ويعودوا الى المقاومة المسلحة إذا واصل الحكام الترك مماطلتهم وخداعهم اكثر، وان لا يتنازلوا عن مطلب الاستقلال الذي سبق وان نادوا به في مستهل إندلاع الثورة الكردية في شمال كردستان عام 1984.
لقد قلت في مقال سابق لي نشرته قبل اعوام، ان تركيا هي قلعة العنصرية التي يجب أن  تزال، وعلى أحرار العالم ان ينتصروا للحق الكردي في سوريا ويعاملوا تركيا مثلما عاملوا عنصريي جنوب افريقيا وروديسيا.. الخ في الماضي، ولا يخفى على أحد ان ممارسات وافعال داعش المدانة والمدعوم من تركيا، فأن  اقوال القادة الترك بحق الطموح الكردي المشروع لا تقل وحشية وهمجية عن ارهاب داعش، فافكار واعمال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا غريبة على القرن الحادي والعشرين، قرن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير المصير.
ان المواقف الحالية والسابقة للحكام الاتراك من القضية الكردية وبالأخص قضية الكرد السوريين ستجلب بالضرر حتماً على مصالح الشعب التركي الجار، وهذا ما لانريده، وان من شأنها ان تنال من سمعة ومكانة تركيا في العالم، الامر الذي لانريده أيضاً، ان الذي نريده، هو تقدم تركيا ورفاهية سكانها وهذا لن يتم مالم تراجع تركيا مواقفها التي اشرت إليها، عليها ان تتراجع عن عنصريتها وعنجهيتها وتقدم على فتح صفحة جديدة مع الكرد تقوم على الاعتراف المتبادل ببعضهما بعضاً واحداث قنوات تعاون مع الكرد اينما كانوا وعلى وجه الخصوص كرد سوريا. وسوف تجني ثماراً جمة من تغيير موقعها حيال كرد سوريا، اذ لا ننسى ان جنوب كردستان شبه المستقل لم يلحق الضرر في أي يوم من الايام بتركيا وللتأكيد على ذلك يكفي القول انه البلد الثاني بعد المانيا والعراق من حيث استيرادها للبضائع التركية وفسح المجال أمام شركاتها للعمل في كردستان، يقيناً انها ستجني الفائدة نفسها في حال تغيير نهجها ازاء كرد سوريا واقرارها بحقهم في تقرير مصيرهم هذا هو الطريق الصحيح الكفيل بتطور تركيا نحو الافضل طريق الانفتاح على الكرد وقوميات تركيا والمنطقة كافة.
Al_botani2008@yahoo.com


118
دروس من هجمات داعش على كردستان في 30/1/2015

عبدالغني علي يحيى
في هجومه على المدن والمناطق الكردستانية الواقعة خارج ادارة حكومة اقليم كردستان في يوم الجمعة 30/1/2015 و في أكثر من محور، استغل داعش ثلاثة عناصر وهي: الاجواء الضبابية الباردة وعطلة الجمعة فضلاً عن التواجد الكثيف للمهاجرين العرب في مدينة كركوك وهو ما عبر عنه مسؤول أمني كردي رفيع المستوى. ولكن هنالك اكثر من عنصر ساعد داعش في هجومه الواسع ومن أهمه تمكن مسلحيه من أختراق الحلقات الأمنية حول فندق قصر كركوك في وسط المدينة وادخاله لكميات ضخمة من المتفجرات والقنابل إلى داخل الفندق ذاك وبكل سهولة، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على جدية القوات الامنية الكردية في حماية كركوك من داعش وافتقارها الى الحزم والانضباط والاستعداد والتأهب. وهذا ليس  الحادث الوحيد من نوعه الدال على تراخي قبضة القوات الأمنية الكردية ولا أباليتها. ثم لماذا يستغل داعش شروط حرب العصابات ومنها الأجواء المناخية التي كانت قوات البيشمركة الكردية تستغلها ضد القوات الحكومية العراقية بين عامي 1961 و1991، فهل انتقلت الروح الثورية والاستعداد للفداء من الثوار الكرد القدامى الى تنظيم داعش الأرهابي فانتقال اساليب الجيوش النظامية الخالية من الفداء والثورية إلى صفوف البيشمركة؟
في صباح 30/1/2015 كان زمام المبادرة كما بدا في يد داعش الذي هاجم البشمركة والمدن والقرى الكردستانية في محاور كسك وشندوخا في غرب نهر دجلة بمحافظة نينوى وفي محور الخازر شرق مدينة الموصل وكذلك في محور مخمور جنوب محافظة اربيل، دع جانباً هجماته على أكثر من محور في كركوك، وهكذا فأن الأدعاء بضعف وهزال داعش يسقط أمام هجماته شبه اليومية على البيشمركة والمناطق الكردية، ناهيكم من أن الكر والفر الذي ينسحب على طرفي الاقتتال: البيشمركة وداعش على الأحتفاظ أو المسك بالأرض، فكم من مرة سمعنا عن استعادة البيشمركة ولاكثر من مرة مناطق من داعش، ما يفيد ان النصر على داعش يظل قلقاً غير موثوق به.
وعلى النقيض من تقليل الاعلام الكردي للخسائر في صفوف البشمركة وتضخيمها في الوقت نفسه لدى داعش، فأن الأعلام هذا ومعه بيانات واجراءات اللجان الأمنية الكردية وضع نفسه في أكثر من تناقض، احدى الفضائيات الكردية قالت ان جميع الداعشيين الذين دخلوا فندق قصر كركوك قتلوا ولم يخرجوا سالمين منه في حين قالت فضائية كردية اخرى ان أثنين فقط من مسلحي داعش قتلا في ذلك الفندق، وقول هذا الاعلام ان ستة من البيشمركة قتلوا فان فضائية روداو الكردية اشارت الى مقتل (27)من افراد البيشمركة وجرح (173)منهم. علاوة على ما ذكرنا فأن حجم الاجراءات التي اتخذتها حكومة كردستان يدل على ان هجوم داعش كان مؤثراً جداً على كركوك، أنظر إلى إعلان فرض نظام منع التجول في كركوك أعتباراً من الساعة (10) من صباح 30/1/2015 وإلى إشعار آخر، وانظر ايضاً الى فتح ابواب مستشفيات اربيل لجرحى كركوك، الا يعني هذا الاجراء على أن حجم الضحايا في القوات الأمنية الكردية كان كبيراً؟ هنا قد يكون الاعلام الكردي على خطأ ويا لكثرة أخطائه، ولكن على حكومة كردستان ان يغير من برنامجه العسكري والأعلامي سيما بعد الأحداث التي وقعت في ذلك الصباح، كأن تشكل قوات أو مجاميع مسلحة لخوض حرب العصابات ضد داعش وعدم الاكتفاء بالمعارك التي تشنها أو تخوضها قوات البيشمركة النظامية أو الأنشغال بالدفاع فقط، فوضع خطط للمسك بالأرض وتجاوز مبدأ الكر والفر الذي يتكرر بأستمرار وينال من ثقة الشعب بجيشه، البيشمركة. مع ايلاء أهتمام كبير بأيام العطل والأعياد التي دأب داعش على أستغلالها، فأتباع سياسة حازمة ومرنة بخصوص التعامل مع النازحين العرب إلى كركوك وبقية المدن الكردستانية خشية من أن يتحولوا الى قاعدة اجتماعية لداعش ومصدر مخابراتي ومعلوماتي له.
Al_botani2008@yahoo.com

119
الطريق الاخر امام الكرد لاَسترداد مناطقهم المحتلة

عبدالغني علي يحيى
    لعقود ظن ان حل القضية الكردية يمر عبر بغداد. لكن انتفاضة اذارالكردية عام1991 وتعاطف العالم مع النزوح المليوني الكردي الي ايران وتركيا والذي ادى الى فرض منطقة حظرجوي في كردستان فظهور كيان ديمقراطي كردي شبة مستقل. فند ذلك الظن واثبت ان حل القضية الكردية ممكن دون الرجوع الي بغداد. وان قوانين المجتمع الدولي بدورها خاضعة للتغيير. انظر الى احلال المبداَ واجب التدخل محل عدم التدخل.
بعد مرور نحو(10) اعوام على عدم تنفيذ المادة (140) الدستورية والاستفتاء لتقرير مصير المناطق الكردستانية خارج ادارة الاقليم. فان حل مشكلة هذه المناطق راح يبحث عن طريق اخر يتجاوز المادة والاستفتاء اللتان يتهرب حكام بغداد من تطبيقهما. وتحقق مايشبه نصف الحل بعد العاشر من حزيران 2014 حين نجح الكرد في حماية تلك المناطق من داعش الذي هزم (6) فرق عسكرية عراقية واستولى على كامل اسلحتها. ولقد كان البارزاني محقاً عندما قال ان المادة تلك اصبحت في حكم الملغي.
   لقد نجم عن الحظر الجوي ذاك تحرير الكرد لما يقارب الثلثين من وطنهم مستفيدين من الحرب التي نشبت بين التحالف الدولي والعراق عام 1991 ويقول التاريخ. ان معظم الكيانات التي تحققت للكرد. حتى ولو بصورة مؤقتة كان بفضل الحروب الدولية. مملكة الشيخ محمود بعد الحرب العالمية الاولى وجمهورية كردستان بعد الحرب العالمية الثانية فقيام الكيان الديمقراطي الكردي الحالي بعد حرب الخليج الثانية اما الان فان تحرير المناطق الكردستانية جاء بعد الحرب بين العراق و داعش. وقد تواجه الكرد صعوبات في استرداد تلك المنطق. لان بغداد وداعش يرفضان ضم تلك المناطق الى الاقليم الكردي وسط غموض الموقف الدولي. بيد ان الذي يشجع الكردي في المضي لضم تلك المنطق الى ادارة الاقليم هو تنامي الدعوات ومن مجتمعات مراكز القرار، الى استقلال كردستان واعلان الدولة الكردية.
ان ضم المناطق الكردية المستقطعة الى ادارة حكومة كردستان ممكن بعيداً عن المادة 140 وكذلك الاستفتاء طالما يماطل حكام بغداد عن تنفيذهما.


120
نظرة على نقاط الضعف في السياسة الخارجية الأيرانية

عبدالغني علي يحيى
تعتقد ايران، أو هكذا يبدو، انها تواجه خصما واحدا أو خصمين، هما أمريكا و اسرائيل حصرا، وتأسيسا على ذلك قد ترى أن العالم يقف على الحياد في مواجهتها لهما، أو أن التأريخ يعيد نفسه كأن تهزم الولايات المتحدة مثلما هزمت امام الشيوعيين في أقطار الهند الصينية عام 1975..الخ من اعتقادات اخرى تجهل أو تتجاهل ان جمييع دول (الناتو) مع واشنطن وكذلك العشرات من دول العالم خارج الناتو مثل استراليا واليابان. ولقد دلت الأحداث ان هذه الدول بالأخص المنضوية منها تحت راية الناتو صف واحد حول واشنطن، انظرالى مشاركتها للأخيرة في الحرب ضد طاليبان عام 2001 وضد العراق في 1991، وفيما بعد في الحرب ضد الصرب في البلقان، واخيرا وليس اخرا انضمامها مع دول اخرى الى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في الحرب على داعش ويضم هذا التحالف نحو 60 دولة 10ن على ايران ان تتوقع انه في حال نشوب الحرب بينها وبين الولايات المتحدة ان تواجه تحالفا واسعا على غرار التحالفات التي اسقطت العراق وصرب يوغسلافيا وأن تنتهي الى المصير نفسه الذي انتهت اليه دولتا صدام و الصرب.
عدا هذا، فأن للولايات المتحدة اكثر من حليف في العالمين العربي والاسلامي وأن عدد حلفائها في هذين العالمين يفوق بكثير عدد حلفاء ايران، ويزداد هذا عدد حلفاء واشنطن باستفحال الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة، وتشير الدلائل إلى أن التناقض الرئيسي هو بين ايران والعالم السنى وليس بينها و بين العالم الغربي واسرائيل، فالمصادمات في العراق وسوريا ولبنان و اليمن مصادمات بين ايران والسنة وليس بين الأولى وبين الغرب واسرائيل، ونتيجة لتعميق التمايز بين الشيعة والسنة، ولايغيب عن البال أن السنة يشكلون نحو 90% من العالم الاسلامي والشيعة10% منه وليس من المعقول والمنطقي ان تقدر 10% على ابتلاع ال 90%
إن افتخار إيران بامتداد نفوذها من اليمن إلى لبنان حسب مسؤول ايراني مؤخرا أو حسب مسؤول ايراني اخر ومؤخرا ايضا، ان ايران باتت تملك(4) عواصم عربية و ذلك على خلفية استيلاء الحوثيين الموالين لها على العاصمة اليمنية صنعاء ، لكن من سوء حظ إيران، ان الدول:العراق وسوريا ولبنان واليمن تعاني من الاضطرابات والقلاقل والصراعات الدموية، ما يعني ان النفوذ الايراني فيها يقف على صفيح ساخن أو ما يشبه كف عفريت ، ثم أن مناطق النفوذ الايراني هي الأشد تدهورا من بقية المناطق المبتلية بالأرهاب والحروب في العالم فضلا عن ذلك ليس لأيران برنامج أو رؤية واضحة في دول نفوذها، تقوم على إشاعة الحرية والديمقراطية وابراز حقوق الانسان والدفاع عنها، واطلاق حق تقرير المصير للمكونات غير العربية وغير الشيعية فالنزاعات في دول النفوذ الايراني عرقية وطائفية، ومناطقية كما في اليمن. وعلى ذكر هذه المكونات فان الدول التي ذكرناها، هي الاكثر ابتلاء بالتناحرات القومية والطائفية وغيرها والذي سينمي من التناحرات فيها، ان النهج الايراني يتنكر لكل اشكال الحرية والديمقراطية وحق الأمم في تقرير المصير. وبدخول ايران الصراع مع الغرب، تكون قد اضافت صراعات جديدة لها على صراعاتها التأريخية التقليدية مثل صراعها مع السعودية التي تصفها بالوهابية، ويسمي السنة العراقيون ايران في خضم صراعهم معها بالصفوية، ومن صراعاتها التأريخية والتي ما زالت متواصلة، صراعها مع تركيا التي يصفها الشيعة بالعثمانية ما جعل من تركيا والسعودية ان يتباريا لكسب السنة كل على حدة للوقوف بوجه إيران.
عليه فأن ايران تقاتل الان ومنذ سنوات على اكثر من جبهة، وان كل الجبهات المعادية لها وكل على حدة ايضا اقوى واوسع من إيران وفي نزاعها مع الغرب تحديدا، نجد أن إيران تلوذ و تستعين بتجارب سابقة في الصراعات، اثبتت فشلها فمن حيث تخلى العرب عن مشروع ابادة اسرائيل و(القائها  في البحر) والبحث بدلا عن ذلك عن قنوات تفاهم مع اسرائيل بلغ بعضها مرتبة اقامة علاقات دبلوماسية وتجارية معها، نرى ايران تعتمد التجارب الناصرية والصدامية و تجارب فاشلة اخرى في التصدي للغرب  واسرائيل، ويتميز خطابها بالتشنج والتطرف الذي لم يجلب سوى الخراب و الدمار على المنطقة، فهي، أي ايران تنهل اعلاميا من افكار احمد الشقيري واحمد سعيد ومحمد ابو الفتوح، وكل المعلقين العرب الاخرين من الذين اتسمت خطاباتهم الأعلامية بالتهور والتطوف والصبيانية، ان التجارب الذي ذكرناها لم تحقق نصرا يذكر للعرب وان انتهاجها من قبل ايران سيؤدي إلى النتيجة نفسها، وصدق من قال تجربة المجرب حماقة، ثم لا ننسى أن السياسة الايرانية حيال الصراع الفلسطيني والاسرائيلي تحول دون تقدم المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين لايجاد حل يرضي الطرفين، علما انه بعد التجارب الفاشلة تلك فأن الأمال تبقى معقودة على الحل السلمي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي وان أي حل أخر على النقيض من ذلك سيجلب الى الفلسطينين والعرب مزيدا من الخسائر والنكسات. لقد شقت الناصرية الصف العربي وادى تطرفها إلى هزيمة الخامس من حزيران عان 1967 واضرار بالغة بالفلسطينيين والعرب، ومن بعد الناصرية جاءت الصدامية لتزيد الطين بلة حين شقت الصفين العربي والاسلامي، وادخلت الشعوب العربية في نكسة مريعة وبالأخص الشعب العراقي، فلقد خسر العراق أراضي كثيرة ضمت الى إيران والى جميع الدول المجاورة للعراق باستشناء تركيا وبذلك فأنه فقد الكثير من استقلاله وسيادته، ناهيكم عن اشكال من الويلات والدمار جرتها سياسات التطرف الصدامية على العراق، وفتحت الطريق امام الولايات المتحدة لأقامة قواعد لها في الخليج ونشر قوات لها في العديد من دول المنطقة. والأن يبدو أن ايران الاسلامية اخذت على عاتقها مواصلة السياسات الخرقاء لعبدالناصر وصدام حسين، والتي ستدخل المنطقة من دون أدنى شك في نكسات وهزائم واحباطات جديدة. إن إيران صوت الستينات من القرن الماضي، تستنسخ التجارب السابقة والفاشلة على الصعد الاعلامية والسياسية والعسكرية..الخ فكما سعى عبدالناصر للهيمنة على العالم العربي ونشر قواته في اليمن والعراق، فان الحرس الثوري الايراني يتواجد في جميع دول النفوذ الايراني، ويكاد لا يمر يوم دون ان تستقبل طهران القتلى من جنودها المقاتلين خارج إيران والذين يقتلون لا في جبهات ضد الولايات المتحدة واسرائيل، وهذا ايضا لانتمناه ، بل في جبهات طائفية مع السنة، وليس للشعوب الايرانية مصلحة في مغامرات حرسها الثوري خارج ايران اطلاقا. دع جانبا التكاليف الباهضة التي ترهق كاهل الخزنية الايرانية وتعمل على اشاعة الجوع والفقر في المجتمعات الايرانية.
لاشك ان هناك اوجه شبه كثيرة بين ايران المصدرة لثورتها الاسلامية وبين مصر عبدالناصر التي كانت تصدر ثورتها القومية الى ماوراء حدودها والى حد ما عراق صدام حسين وان الاحداث والصور المتشابهة ستتوج حتما نبتائج منشابهة أو واحدة ، وأن التحديات التي تطلقها ايران با ستمرار والتي ربما توحي لدى بعضهم بالنصر لايران على الولايات المتحدة ستظل طالما ان الولايات المتحدة تراهن على الصراع الشيعي السني في إضعاف العالمين العربي والاسلامي ومن ثم ايجاد موطيء قدم لها فيهما، وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالبترول. ومتى ما انتفت الحاجة الى ذلك الصراع والذي يعتمد الان وفي المستقبل المنظور مبدأ( لاغالب ولامغلوب) والذي طبقته الولايات المتحدة على العراق وايران في حرب الخليج الأولى وافضى في نهاية المطاف الى التقدم بمصالح الغرب في المنطقة، وسيفضي تطبيقه على الشيعة والسنة الى النتيجة عينها. وعندما تنتفي الحاجة الى المبدأ المذكورفي يوم ما، لا يشترط ان تقدم أمريكا واسرائيل الى حل عسكري ضد ايران، بل يجب والحالة هذه، توقع انهيار داخلي لنظام الجمهورية الاسلامية على غرار انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وحلفائه في دول اوروبا الشرقية، فالوضع في ايران ميئوس منه، والمعاشي منه على وجه الخصوص في تدهور مستمر، والمعارضة الايرانية تنتظر على أحر من الجمر زوال مبدأ(لا غالب ولامغلوب) فأنتفاء الحاجة إلى التوازن الذي تحرص عليه الولايات المتحدة بين الشيعة والسنة.
في عام 1975 سحبت الولايات المتحدة قواتها العسكرية من أقطار الهند الصينية بعد هزيمة نكراء منيت بها هناك كما أسلفنا وكان من الممكن أن تتلافاها لو أنها لم تضرب عرض الحائط بالنصائح التي أسديت لها والتي نادت بالكف عن الحرب مع شعوب تلك الأقطار.
وقبل أكثر من عقدين واجه الأتحاد السوفيتي السابق هزيمة مماثلة في أفغانستان فأضطر بسببها الى مغادرتها وسحب جيشه منها والأمثلة والتجارب تترى.
ومما لا ريب فيه أن الحرس الثوري الأيراني في دول النفوذ الأيراني سيجبر في المستقبل على الرحيل رغما عنه علماً أن الخروج من تلك الدول متاح أمامه إذا أراد وعمل حكام طهران بالتجارب المشار اليها وقاموا بسحب حرسهم الثوري على جناح سرعة منها ومن ثم الأنصراف بعد ذلك الى معالجة مشاكل الأيرانيين وأطلاق الحريات الديمقراطية والتعددية والأعتراف بحق تقرير المصير للشعوب الأيرانية كافة بما في ذلك حق الأنفصال والأستقلال وسيتبع ذلك تلقائياً تحسن في علاقات أيران مع دول العالم كافة، وليعلم حكام طهران أنهم مهما بلغوا من القوة والجبروت فلن يصلوا إلى مستوى الولايات المتحدة والأتحاد السوفيتي السابق وكذلك روسيا الأتحادية.

121
الوحدة العراقية سلاح أميركا للأبقاء على نفوذها في العراق

عبدالغني علي يحيى
قال (جيمس جيفري) السفير الأميركي السابق في العراق: (إذا أريد للعراق الاستقرار والحاق الهزيمة بداعش فلابد من تواجد طويل الأمد للقوات الاميركية فيه) ! علماً أنه كان لتلك القوات تواجد في العراق من 2003 إلى 2011 ولكن من غير أن يتحقق الأمن و الأستقرار فيه أو تلحق الهزيمة بالأرهاب. بل أن الأرهاب تنامى واستفحل في ظل ذلك التواجد دع جانباً القول أنه مضى على وجود القوات الأميركية في أفغانستان ما يقارب الـ(14) سنة ولم تنعم أفغانستان بالأستقرار أو تلحق الهزيمة بالقاعدة وطالبان فيها وقل الشيء ذاته عن تواجد أمريكي يتمثل بسلاحه الجوي وخبرائه العسكريين في كل من باكستان واليمن ومنذ سنوات وأوضاع هذين البلدين من سيء إلى أسوأ.
وأضاف (جيفري) في مقابلة أجرتها معه مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية أن (تواجد تلك القوات في العراق يحول دون تقسيمه وتفككه أو السماح لأيران بالهيمنة عليه)! والكل يعلم أن نفوذ ايران في العراق توسع وتحقق في ظل الأحتلال الأمريكي للعراق. فلأيران الآن الاف الجنود في العراق، ولولاها كما يقول القادة العراقيون لكانت بغداد واربيل تسقطان على يد داعش ولكان العراق (في خبر كان).
وتتقاطع اهداف أميركا مع اماني العراقيين بخصوص تقسيم العراق وتفكيكه، فالقناعة لدى العراقيين العقلاء والوطنيين الاصلاء تقول ان خلاص العراقيين من المآسي والمحن يكمن في تقسيم العراق وليس في وحدته القسرية التي هي مطلب اميركي أستعماري اصلاً بعد أن كان وما يزال مطلباً بريطانياً ويساعد على تحقيق المطلب ذاك. جهل العراقيين بخطورة الوحدة القسرية والمفروضة عليهم، سيما جهل القادة الشيعة والسنة الذين قاموا ويقومون بتنفيذه (المطلب) عن وعي أو غير وعي منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وإلى الآن، من غير أن يعلموا ان الغرب ينتهج مبدأ (وحد تسد) وليس المبدأ العثماني (فرق تسد). ومن هذا الفهم على العراقيين التحرك بأتجاه معاكس للمطلب الأميركي الاستعماري ويفككوا الوحدة القسرية المفروضة عليهم والتي فرضها الأستعمار البريطاني ويواصل الأميركان فرضه الآن وبحماس.
ان المخطط الأميركي للأبقاء على الوحدة القسرية خلافاً لمصالح العراقيين، عداء مكشوف وصريح لتطلعات العراقيين في تقسيم العراق والتخلص من الحروب العنصرية ضد الكرد والطائفية ضد السنة وحروب ابادة بحق مكونات عرقية ودينية مثل المسيحيين والأيزيديين والصابئة والتركمان.
لما مر، يتبين أن الأميركان يرومون تحقيق تواجد دائم لهم في العراق، والذي لن يتم إلا عبر الأبقاء على الوحدة القسرية فيه.
وإذ يرد الأميركان قيام ثلاث دول: كردية وشيعية وسنية في العراق، فأنهم في الوقت عينه يلمحون إلى القبول بدولة داعش على أرضه. يقول الجنرال والمستشار العسكري الأميركي (بوب أسكليس): (ان تنظيم داعش قد يتحول الى دولة في عام 2015) وتزامناً مع قوله هذا، نسب إلى الجنرال (جون ألن) منسق قوات التحالف الدولي من أن (أوباما لا يسعى إلى إبادة داعش وانه لم يقصد ذلك مطلقاً)! فتصوروا، كيف أن أميركا لا تريد إبادة ابشع تنظيم إرهابي عرفته البشرية في التاريخ الحديث. وربما، وليس بعار عن الصحة ما يتردد عن القاء أميركا للسلاح من الجو إلى داعش.
حتماً ان أميركا لن تقبل بهزيمة داعش و(الحرب مع داعش قد تستغرق 3 سنوات على أقل تقدير) حسب الجنرال جيمس نيري ومن قبله قادة اميركيون واوروبيون آخرون. وها نحن الآن في العام الثاني من الحرب معه وسندخل بلا شك العام 2016 أي العام الثالث من الحرب. بل أن الحرب معه ستدخل أعواماً كثيرة إذا قدر للمخطط الأميركي النجاح. وابقي على الوحدة القسرية.
عزيزي القاريء، كل الأقوال بين القوسين في هذا المقال أطلقت من قادة عسكريين ودبلوماسيين اميركيين خلال أيام قليلة وفي أسبوع واحد، ما يعني ان لا جديد في السياسة الاميركية. وأنها ماضية لايجاد موطيء قدم دائم لأميركا في العراق مستفيدة من الوحدة العراقية والقسرية وجهل القادة العراقيين بخطورتها على مصالح العراقيين.   

122
ثلاثة أيام هزت فرنسا

عبدالغني علي يحيى
    قالت انجيلا ميركل ان ( الاعتداء على فرنسا ليس اعتداء على مواطنها فحسب بل اعتداء على حرية الصحافة والتعبير). صدقت المستشارة الالمانية، فلقد اثبت الارهابيون على مر الاعوام الماضية بقتلهم وذبحهم للعديد من الصحفيين والاعلاميين انهم من ألد اعداء الحرية والصحافة. فيما كتب (باراك أوباما) عند زيارته الى السفارة الفرنسية في بلاده، في سجل الزيارات (عاشت فرنسا) والذي ذكرنا بقصة معلم الابتدائية القصيرة يوم احتل الالمان فرنسا في الحرب العالمية الثانية، الذي كتب على السبورة أمام تلاميذه وهو يذرف الدموع (عاشت فرنسا) وخرجت فرنسا من محنة حقيقية خلال ثلاثة ايام تمثلت بهجمات ارهابية بباريس اسفرت عن مقتل (17) شخصاً في مبنى مجلة (شارلي ايبدو) الساخرة وغيرها وبين القتلى (4) من ألمع رسامي الكاريكاتير في فرنسا، كما وقتلت شرطية على ايدي الارهابيين. ولا يسع المرء هنا إلا أن يشيد بموقف الرئيس هولاند الذي صمد أمام الانفعالات والعواصف العنصرية، وقال عبارته :(نحن ضد الاهراب وليس ضد دين) ولأجل التقريب بين الفرنسيين وتوحيد كلمتهم لصالح التسامح والمحبة فأنه دعا كل الفرنسيين للمشاركة في تظاهرات تقرر تنظيمها غدا الاحد. في مسعى منه لتوحيد الجهود ضد الارهاب. ولتحيا فرنسا. وليحيا التسامح والمحبة بين مواطنيها.
  في اليوم الاخير من المحنة الفرنسية اي الجمعة 9-1-2015 وجد تني قبالة شاشة فضائية FRANCE24   التي قامت بتغطية رائعة لعملية احتجاز الشقيقين سعيد وشريف كواشي لرهينة فرنسي داخل مطبعة في الشمال الشرقي من باريس، وبتغطية اخرى لأحتجاز الارهابي: (أوميدي كوليبالي)لخمسة رهائن داخل متجر (مونت روج) للأطعمة يعود لليهود. ولقد كان متوقعاً ان يقتل الارهابيون الثلاثة على يد الشرطة الفرنسية أو يقدموا على الانتحار وعلى الارجح انهم انتحروا.
بعد انقطاع طويل لي عن الكتابة حول الارهاب والقاء المحاضرات فيه، في الندوات التي نظمت لي في اكثر من مدينة كردستانية وذلك قبل نحو اكثر من عقد، فأن المشهد الفرنسي للايام الثلاثة المذكورة وما دار حوله من رأي وفكر والذي لم اكن متفقاً في معظمة مع اصحابه، فأني خرجت بالاستنتاجات التالية من خلال متابعتي للارهاب الذي ضرب باريس:
1-   ان الارهابيين في الدول الاوروبية والامريكية واستراليا غالباً ما يتحاشون مهاجمة القوات الامنية ويلجوؤن إلى ترهيب المدنيين العزل بدل ذلك. فقبل الهجوم على مجلة (شارلي ايبدو) وقتل (12) شخصاً فيها كما ذكرنا، كان ارهابي أخر قد احتجز قبل اكثر من شهر عدداً من الرهائن في مقهى بأحدى المدن الاسترالية الكبيرة وقبل ذلك بنحو اكثر من (10) اعوام وقع هجوم إرهابي على مركز التجارة العالمي بنيويورك وقبله وبعده استهدف الارهابيون محطة قطارات في مدريد وميترو في موسكو.. الخ. بالمقابل فان الارهابيين في الشرق الاوسط يستهدفون الجنود والمدنيين في ان معا. ان عدم استهداف الارهابيين للمنشأت العسكرية والامنية في الغرب يبعث على الحيرة والشك.
2-   ينفذ الارهابيون في الغرب عملياتهم الارهابية في المدن الكبيرة جداً، لكي تكون لعملياتهم أصداء إعلامية واسعة في العالم انظرعمليات (نيويورك، مدريد، موسكو، باريس، لندن.. الخ ) في حين نجد العمليات الارهابية في العراق وسوريا وبلدان اخرى في الدول النامية تنفذ حتى في القرى والاحياء الشعبية.. الخ
3-   رد العديد من الباحثين والسياسيين عملية (شارلي ايبدو) الى قيام المجلة نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة الى النبي محمد وذلك قبل نحو (4) أعوام من الان، والى قيام السكان الاصليين في البلدان الاوروبية باستفزازات ضد الجاليات المسلمة، والى استغلال الارهاب للتسمامح الديني في فرنسا والحريات الوسعة فيها، علماً ان رساماً كاريكاتيرياً من الدانمارك كان قد سبق (شارلي إيبدو) في تناول شخص النبي محمد بالسخرية، عليه وتأسيساً على ردهم، كان قمينا بالارهابيين مهاجمة الدانمارك أولا  وامريكا ثانيا على خلفية حرق القس تيري جونز لنسخ من القران هناك وقلة من الباحثين رد الهجوم على المجلة الفرنسية الى الدور الفعال واللافت لفرنسا في الحرب على الارهاب، وكيف انها تلقت تهديدات بالانتقام من طرف داعش في وقت سابق من العام الماضي، اما عن استفزاز المسيحيين في الغرب للمسلمين فالعكس هو الصحيح فالبادي بالاستفزاز والاعتداء على العالم المسيحي هم الجماعات الاسلامية لمتطرفة التي تقتل بشكل شبه يومي المسيحيين في الشرق الاسلامي وفي افريقيا.. الخ والبادي أظلم. والقول ان الحريات والتسامح الديني في فرنسا زينت للارهابيين الاقدام على الاعتداءات فيها، ليس صائباً، اذ ان جميع الدول الاوروبية والامريكية وحتى دول في أسيا مثل اليابان و كوريا الجنوبية.. الخ تتمتع بالحريات والتسامح ومع ذلك فان النشاط الارهابي فيها أقل، ثم متى ساعدت الديمقراطية و الحريات على ظهور الارهاب؟ واذا كان ما حصل في (شارلي ايبدو) انتقاماً لما نشرته الاخيرة من رسوم كاريكاتيرية مسيئة الى النبي محمد، فماذنب رهائن (مونت روج) الذين قتل منهم اربعة وجرح اربعة اخرين ورواد المقهى الاسترالي وموظفي مركز التجارة العالمي في نيويورك ، علماً ان تهديدات تيري جونز بحرق القران جاءت بعد اعوام من الاعتداء على مركز التجارة العالمي.
4-   ان السبب الرئيسي للاعتداء على (شارلي ايبدو) يعود الى المشاركة الفرنسية الفاعلة في الحرب على الارهاب سواء في الشرق الاوسط أو في بلدان افريقية، تزامن الاعتداء المذكور مع فتح فرع لداعش في ليبيا فتصريحات فرنسية بضرورة معالجة الوضع الليبي. اي ضرب الارهاب في ليبيا.
5-   إن إحتجاز الرهائن من المدنيين بالاخص من الاسلحة التقليدية والشائعة للارهاب، وهؤلاء الرهائن غالباً مايكونون من ركاب الطائرات ورواد المطاعم والمتاجر. وثمة اسلحة اخرى يستخدمها الارهاب لا مجال لذكرها هنا. مثل اختطاف الفتيات المسيحيات في نيجيريا من قبل بوكوحرام بين فترة واخرى.
6-   ان العقل الجمعي للارهابيين افراداً اوجماعات. امراء و مؤتمرين يتميز بضيق الاْ فق وقصرالنظر والتخلف. والا كيف سولت نفوس ارهابيين عملية (شارلي ايبدو)بانهم ينجبون من قبضة الشرطة الفرنسية. ناهيكم من انهم (الارهابيون)غالبا مايفلتون  من العقاب. ان العقل الجمعي للصغار من الارهابين مثل العقل الجمعي لكبار الدكتاتوريين من الممارسين لارهاب الدولة. فلقد اعتقد هتلر ان بوسع المانيا الصغيرة مقارنة بالاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يشكل انذاك سدس العالم. ابتلاع الاتحاد السوفيتي السابق. وقبله تمكن الاعتقاد نفسه من نابليون حين غزا روسيا القيصرية ومن بعدهما صدام حسين الذي لم يعرف حجمه وقام باحتلال اراضٍ ايرانية. وهكذا فان العقل الصغير والضيق والمتخلف قاسم مشترك يلتقي فيه ارهابيو دولة المنظمة السرية والممارسين لارهاب الدولة.
7-   في قراءتي للمسافة بين عملية ارهابية واخري في الاقطار الاوروبية والغربية عموماً.وجدتها طويلة وقد تكون اعواماَ.عليه ووفقاً للاحداث الارهابية التي وقعت في نيويورك ومدريد.. الخ فان العمليات الارهابية لن تتكرر في فرنسا الا بعد شهور اوسنوات ولكن شريطة الاخذ بتوسع دائيرة الارهاب في اوروبا وبلدان غربية وغير غربية كذلك. اذ التحق الا لاف من مواطني هذه البلدان بداعش في سوريا والعراق. وان عودتهم الي بلدانهم ستشكل خطراَ على الامن والا ستقرار في الاخيرة.لذلك بات ضرورياَ ان تدرس الحكومات الغربية هذا الجانب وتتخذ اجرءات رادعة بحق الملتحقين بالارهاب في سوريا والعراق بالاخص كان تلقيهم في السجون او تسقط عنهم الجنسية وتعيدهم الى البلدان التي اتوامنها الى الغرب.
8-   لقد توخي الارهاب من وراء احتجاز رهائن داخل المتجر اليهودي للاطعمة في شرق باريس .كسب ود وعطف العالم الاسلامي المنا هض لليهود واسرائيل. دع جانباَ هتا فهم ب (الله اكبر) اثناء مداهمتهم لشارلي ايبدو. لكن السحرانقلب على الساحر فلقد نال العزب المسيحي واليهود عطف  العالم على اثر العمليات الارهابية الاخيرة في  فرنسا.
ختاماً. لا نملك الا ان نضم صوتنا الي اصوات الخييرين في العالم والتي هتفت (كلنا شارلي ايبدو)و(عاشت فرنسا ) ولا لليمين المتطرف والنازيون الجدد وسحقاً لداعش والقاعدة والمنظمات الارهابية كافة.


123
الطريق إلى إنصاف المسيحيين وإبقائهم في العراق

عبدالغني علي يحيى
   لم يعد العراق مسيحياً منذ دخله جيش القائد  سعد بن ابي وقاص ويبدو أن ذلك الجيش عمل السيف في المسيحيين وتعامل معهم بقسوة ووحشية، وإلا لما كان العراق المسيحي يفقد هويته المسيحية ويصير مسلماً بين ليلة وضحاها ومنذ ذلك العام يتم صلب المسيحي بأستمرار، وفي العصر الحديث وبعد قيام الدولة العراقية، فأن الحكومات العراقية واصلت نهج أبادة المسيحيين، اذ نفذت بحقهم مذابح جماعية في (سميل) و (داكان) بمحافظة دهوك. وبعد انقلاب 14/7/1958 ساءت احوال المسيحيين أكثر، وفي السبعينات من القرن الماضي أرغموا على تصحيح قوميتهم ثم سلطت عليهم أشكال من المظالم. وبين عامي 2003 و2014 فقد أرتكبت مجازر شنيعة على يد التنظيمات الأرهابية بحقهم. بحيث قل عددهم من نحو مليوني نسمة إلى أقل من (500) الف نسمة وراح العدد يتراجع بشكل مريع نتيجة هجرات المسيحيين الى كردستان والغرب وما زالت متواصلة، ولم تتخذ على الصعيدين الداخلي والخارجي اجراءات للحد من قتلهم وتدميرهم والتلاعب بأموالهم وممتلكاتهم، كما لم تنفع النصائح الساذجة باقناعهم بالبقاء في العراق والتخلي عن فكرة مغادرته، فهذه النصائح وما تزال عقيمة فعلى قدر علمي انه بمعدل (70) مسيحياً يرحلون من العراق في اليوم الواحد الآن، وعلى قدر علمي أيضاً، ان النقاش حاد ومحتدم بين أفراد العوائل المسيحية بشأن البقاء في العراق من عدمه، وعلى قدر علمي كذلك، أن الأكثرية الساحقة منهم تفضل الرحيل على البقاء، وهم محقون في ذلك، فالبقاء يعني الموت الزؤام او البطيء.
ان مدينة عملاقة كالموصل والتي كانت مسيحية أصلاً قبل قرون، لم يبق فيها ولو مسيحي واحد وقل الشيء ذاته عن بلدات مسيحية ضخمة في شرقها وشمالها مثل: قرقوش (بخديدا) و كرمليس وبرطلة وتلكيف وباطنايا..الخ وبحسب الأحصاءات والأرقام فأن من مجموع (150) الف مسيحي في الدورة ببغداد لم يبقى سوى (1500) مسيحي وقبل (9) سنوات من الآن ذكر ان أكثر من 45% من مسيحيي البصرة غادروا الأخيرة، ولا شك أن النسبة الآن قد أرتفعت الى 90% من دون أدنى شك. وقبل شهور أذكر أنه نظم أحتفال لمسيحي بابل والديوانية لم تحضره سوى (3) عوائل مسيحية هي كل ما تبقى من مجموع (70) الف مسيحي في المحافظتين، والذي يبعث على السخط والتهكم في وقت واحد هو بناء كنيسة بمحافظة ديالى ولكن بعد هجرة المسيحيين منها!!
ليست هناك أية تدابير عملية للحد من نزوح المسيحيين الى كردستان والخارج، باستثناء النصائح التي أشرت إليها، وكأني بهذه النصائح تخاطب المسيحيين: (أيها المسيحيون لا تغادروا العراق إلى أن يقضى على آخر فرد منكم ويقتل) لذا أرى ان المسيحيين محقون في الهروب من العراق الجحيم، وكذلك عدم أعطائهم اذناً صاغية للنصائح الثقيلة والرخيصة، فعلى مدى أكثر من الف عام لم يتوقف اضطهاد واستغلال المسيحيين، ولم يخلو عقد أو سنة أو قرن من انزال الغبن والحيف بهم، وإلا هل من المنطقي والمعقول ان ينتهي عددهم الى أقل من (500) الف نسمة؟. واذا مضى الحال على هذا المنوال فسيأتي يوم لن يبقى حتى مسيحي واحد في العراق.
إذاً ما العمل لأيقاف الهجرة المسيحية؟
لقد كتبت الكثير عن الأوضاع المرعبة للمسيحيين العراقيين على أمتداد نحو 24 سنة أي منذ انتفاضة اذار عام 1991 في كردستان وتأسيس الكيان القومي الديمقراطي الكردي وأذكر إني قلت فی مقال لی: ( في العراق یولد المسیحی مصلوبا ویعیش مصلوبا ویموت مصلوبا) وفی اخر طالبت باستحقاقات تأریخیە لهم لیس فی العراق وانما فی کل دولة عربیة وإسلامیة کان المسیحیون یشكلون اكثرية سکانها. وازاء توالي المحن والمأسي المسیحیە وبالأخص فی هذه الایام، و بعد احتلال تنظيم الدولة الاسلامية لمدنهم وقراهم واراضهيم، فأنتقال المسيحيين للسكن في الخيام واماكن تفتقر الى أبسط الشروط اللائقة بكرامة الانسان، اعود الى إثارة القضية المسيحية في العراق، املاً ان تحظى القضية هذه والتي اصبحت قضية عالمية باهتمام الاوساط الداخلية العراقية والخارجية واصحاب القرار منها على وجه الخصوص. وذلك من خلال اخذ الاتي بنظر الاعتبار وتنفيذه:
1-قيام منظمة التعاون الاسلامي التي تضم في صفوفها اكثر من 56 دولة اسلامية بتقديم اعتذار إسلامي للمسيحيين ومطالبة الدول العربية والاسلامية التي جرى ويجري قهر المسيحيين فيها بتقديم اعتذار كذلك. ان على هذه المنظمة أن تعلم انها في حال اقدمت على ذلك فان مكانة المسلمين في العالم ستقوى وتتعزز، والأ فان سخط العالم المسيحي على المسلمين لن ينتهي عند مهاجمة (3) مساجد بقنابل موتولوف في السويد وذلك خلال(5) ايام فقط. مع توقع امتداد التظاهرات المعادية للاسلام من المانيا الى بلدان مسيحية أخرى، وتوقع اعادة المسلمين في اوروبا الى بلدانهم على غرار ما اقدم عليه الملك فيليب الثالث يوم انهى الاحتلال الاموي لاسبانيا وطرد المسلمين كافة منها. ومما لاريب فيه ان الحادث الاجرامي الذي طال صحيفة شارل ايبدو الفرنسية على يد جماعة ارهابية اسلامية متطرفة سيزيد من نقمة العالم المسيحي على الاسلام الامر الذي لا نريد.
2- على الدول الاوروبية والامريكية عدم الاقتصار على مطالبة تركيا بالاعتذار للشعب الارمني المسيحي على الجرائم التي انزلتها بهم الامبراطورية العثمانية، بل ومطالبة دول مسلمة اخرى بالاعتذار لمسيحييها الذين اضطهدوا عبر القرون وما زالوا مثل العراق ومصر ولبنان وسوريا.. الخ.
3-تخصيص نسبة عادلة من الواردات النفطية للمسيحيين كأستحقاق، كونهم السكان الاصليون للعراق والذين سلب منهم الوطن واذلوا، علماً ان الهنود الحمر من سكان أمريكا وسكان اسرتاليا الاصليون يتمتعون باستحقاقات، بسبب كونهم من السكان الاصليين، وقد يستغرب بعضهم من دعوتي هذه ويقيمونها على أنها غير ممكنة، هنا لا يسعني إلا أن احيل المستغرب الى النسبة 5% التي كان يتمتع بها كولبنكيان من واردات النفط العراقي وقبله تركيا التي كانت بدورها تتمتع ب 10% من الواردات نفسها ، كما كانت لفرنسا حصة في نفط خانقين.. الخ وبالرغم من ان العراق يعوم فوق بحر من النفط، ألا ان النفط كان نقمة عليه ومايزال وليس نعمة، وارى ان تخصيص نسبة من الواردات النفطية للمسيحيين انصاف لهذا المكون الاجتماعي وخطوة على الطريق الصحيح لمعالجة القضية المسيحية في العراق. وفوق كل هذا وذاك فان الاوروبيين الذين اكتشفوا أمريكا واستراليا لم يقدموا على ترحيل وتهجير وابادة السكان الاصليين بل استولوا على وطنهم ثم انصفوهم، في حين لجأ محتلو العراق الى حملات ابادة المسيحيين ومن غير أن يفكروا يوماً بانصافهم ورفع الغبن الذي سلطوه عليهم.
4-اعطاء الاولوية في التوظيف والتعيين في دوائر الدولة والقبول في الجامعات والاجهزة الامنية.. الخ للمسيحيين وتقليدهم المناصب الرفيعة، علماً ان المسيحيين يعتبرون من مؤسسي الثقافة في العراق ويعود لهم الفضل الاكبر في نشر العلم والمعرفة والفنون في البلاد والتقدم بها.
5- إعادة الدور والاراضي والقرى التي انتزعت منهم تحت شتى الاعذار الواهية وبالاخص في ظل النظام السابق 1968 -2003 وانهاء التجاوزات على ممتلكاتهم والتي حصلت بعد عام 2003 والى ان.
6- عدم المساس باملاكهم وكنائسهم وحظر عمليات البيع والشراء لها على ان ينظم هذه بقانون.
7- منح الجنسية العراقية لمواليد المسيحيين العراقيين في المهاجر ولكل المسيحيين العراقيين من الذي لم تسنح لهم الفرصة للحصول عليها لاسباب كثيرة وعلى أن تشمل الامتيازات التي ذكرناها جميع مسيحيي المهاجر من العراقيين.
8-تخفيض الضرائب عليهم وجعلها شبه رمزية كونهم من السكان الاصليين في العراق وانتزع منهم العراق عنوة ودون وجه حق.
9- إيقاف التغيير الدموغرافي الساعي الى إختراق أراضيهم ومدنهم وحدودهم الاجتماعية.
10- ايجاد نظام أو صيغة( حكم ذاتي، ادارة ذاتية.. الخ) يحول دون تكرار المظالم والماسي ضدهم، وعلى أن يوفر العيش الحر والكريم لهم.
ان من الصعب على المسيحيين الحصول على حقوقهم الطبيعية والعادلة بمفردهم أو بامكانياتهم الذاتية، حالهم في ذلك حال أي شعب مضطهد مغلوب على أمره، لذا بات ضروريا ان تتحرك حكومة كردستان الاشد دفاعاً عن المسيحيين وتتحرك معها الحكومة العراقية وكل المجتمع الدولي لاجل حماية المسيحيين في العراق من الفناء وتشجيهم للبقاء في العراق واغراء مسيحي المهاجر بالعودة اليه. 

124
زيارات القادة العراقيين إنفتاح أم استجداء؟

عبدالغني علي يحيى

   الأعتقاد من أن القادة العراقيين يرومون من وراء زياراتهم المكثفة واللافتة إلى الجوار العراقي، تحقيق أنفتاح سياسي، (مسألة فيها نظر) فالدول التي زاروها باستثناء السعودية لها تبادل دبلوماسي مع العراق، لذا بات ضرورياً البحث عن أغراض أخرى توختها الزيارات هذه. فتلك التي نفذت الى الكويت مثلاً، اسفرت عن تأجيل الدفعة الأخيرة من تعويضات الكويت المستحقة على العراق. مع توقيع 45 مذكرة تفاهم بينهما اضافة الى تشكيل لجنة مشتركة لتنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله وميناء مبارك، فضلاً عن سعيهما إلى (ضرورة التوصل إلى صيغة لأستغلال الحقول النفطية المشتركة). إلا أن ملف ترسيم الحدود بين البلدين والذي يعد من أبرز المسائل العالقة بينهما فقد ظل دون حل الامر الذي يجعل باب الصراع مفتوحاً بينهما في المستقبل البعيد وربما المنظور ايضاً. ومن الأطماع العراقية في الكويت خلية نائمة أو متأهبة.
أما مع السعودية، فيكفي القول أنه بعد فترة على أنتهاء الزيارة إليها، قال مسؤولون عراقيون، انهم يدرسون تشغيل أنبوب النفط المار عبر السعودية إلى موانئها والمتوقف منذ عام 1991 وذلك بعد نيلهم وعداً من الرياض بفتح سفارتها ببغداد، وهنا نسأل: متى كانت العلاقات الدبلوماسية بين الدول أنفتاحاً؟ اذ ان الكثير من دول العالم تشدها علاقات دبلوماسية مع بعضها بعضاً، ومع ذلك فان الخلافات بينها تصل احياناً الى حافة المواجهة المسلحة. فالدول العربية مثلاً تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع بعضهما بعضاً، إلا ان الخلافات تكاد تكون على طول الخط قائمة بينها، في حين ان هذه الدول في معظمها لا توجد علاقات دبلوماسية بينها وبين اسرائيل، ومع ذلك فأن خلافاتها مع الأخيرة ضيقة جداً مقارنة بالخلافات العربية – العربية، لهذا ولما تقدم، فأن استعادة العراق لعلاقاته الدبلوماسية مع السعودية،لا يعني نصرا أو مكسبا بالشكل الذي يصوره الجانب العراقي، سيما اذا علمنا ان القطيعة السعودية مع خصومها كما دلت التجاريب ليست مؤذية فالعلاقة معها او انعدامها تكاد تتساوى.
وبخصوص زيارة العبادي إلى الأمارات، قيل ان الهدف من ورائها، توثيق العلاقات التجارية والصناعية والاقتصادية لكن تبين فيما بعد انها لم تكن موفقة ولم تتوج باي اتفاق في تلك المجالات، ناهيكم عن استقبال الامارات للعبادي من موقع جد أدنى، نائب القائد العام للقوات المسلحة! مثلما لم تكن زيارته الى تركيا غير موفقة ايضا واسفرت عن تقديم طلب خجول الى الاخيرة لتزويد العراق بكميات عاجلة من المياه، وهو طلب قديم جديد، يقينا ان العراق سيدخل حرب مياه خاسرة مع تركيا. بقي ان نعلم ان تلك الزيارة كانت اكثر من مهينة، واحيل القارى الكريم الى تعليق ورد أسفل صورة جمعت بين اردوغان والعبادي نشرته صحيفة بابل الالكترونية وهو: (يوم حزين من أيام المهانة العراقية في أنقرة). وفي خضم هذه الزيارات ورد (أن الحكومة العراقية تتجه إلى الاقتراض الخارجي لسد العجز في الموازنة) لذا فمن الأرجح ان يكون العراق قد طلب قروضا من الدول التي زارها مسؤولوه غير انه يبدو ان تلك الدول ردت طلبهم ذاك. وحتى على صعيد الداخل فأن زياراتهم الى كردستان لم تتعد سوى تحقيق هدف اقتصادي واحد تمثل بالاتفاق النفطي، ومن غير التطرق الى المادة 140 التى بدون تنفيذها لا يمكن تصور انفتاح حقيقي بين بغداد واربيل، ولقد اضطر العراق التوقيع على ذلك الاتفاق والذي عبر العبادي عنه في قوله: (أن العراق لن يتمكن من تصدير نفطه بدون الأتفاق مع أقليم كردستان) ما يعني ان الأضطرار كان الدافع لقبول العراق بأشكال المهانات التي واجهها.
ختاما،ان الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التى يمر بها العراق والتي قد تدفعه نحو الهاوية، تقف وراء زيارات القادة العراقيين الى الدول المجاورة.

125
المطلوب من شروط البارزاني للمشاركة في تحرير الموصل

عبدالغني علي يحيى

    قال الرئيس مسعود البارزاني.ان للكرد شروط لم يوضحها.للمشاركة في تحرير الموصل. ماجعلنا في وضع المتلهف جداً لمعرفتها (الشروط) التي رحنا نقلب اراءً متضاربة فيها.سيما اذا علمنا ان الكرد والبيشمركه حرروا الموصل في 1959 من تمرد الشواف و 2003من النظام العراقي السابق و2004من احتلال دولة العراق الاسلامية لها. ولولاهم لما كان ضم ولاية الموصل الى الدولة العراقية ممكنا في استفتاء1925 اذ كانوا يشكلون 75% من سكانها. كل هذا من غيران تترتب استحقاقات لهم على ماقدموه لن تضحيات لاجل ان تنعم الموصل بالراحة والاستقرار. والانكى من ذلك انهم جلبوا نقمة الاتراك عليهم بسبب دورهم في ضم ولاية الموصل الى العراق وجحود العرب فيما بعد والتي بلغت مرتبة حملات ابادة جماعية ضدهم على نطاق اقليم كردستان العراق وقتل وتهجير الالاف منهم في فترات بالموصل، عليه فان شروط البارزاني مرحب بها من حيث المبدا والتي تميزه عن القادة الكرد من السابقين عليه. لانها اي الشروط ستكون ليس في صالح الكرد فحسب انما سكان الموصل وكل العراق ايضناً. لما عرف عنهم من اخلاص للعراقيين عامة.
ترى ما الذي دفع بالبارزاني. الى القول بمشاركة مشترطة للكرد في تحرير الموصل؟
ان عدم تحديد حدود اقليم كردستان في مفاوضات عام 1970 بين الحكومة العراقية والقيادة الكردية تسبب في اندلاع الحرب بينهما عام 1974 جراء الخلاف على كركوك. وقبل اسقاط النظام العراقي السابق في 2003 ارتكب الكرد والمعارضة العراقية خطاْ كبيراَ في عدم تحديدهما لحدود الاقليم في اجتماعات لندن وصلاح الدين قبل الاقدام على اسقاط ذلك النظام والذي ترتب عليه صراع دائم بين حكومتي المركز والاقليم بين 2003 و 2014 وقد يتوج بالحرب بينهما في المستقبل نتيجة عدم تطبيق المادة 140 والتي لن تطبق حتماَ. لذا فان تحرير الموصل ان لم يسبقه تحديد حدود الاقليم في محافظة نينوى ومدينة الموصل ايضاً. يجعل الباب مفتوحاً امام تصادم مسلح بينهما لهذا فأن رسم الحدود الفاصلة بين الكرد والعرب في نينوى كمحافظة والموصل كمركز لها بات ضرورياً من قبل البدء بتحرير الموصل. فضلاً عن ذلك فأن الموصل ونينوى ليستا عربية خالصة ولا كردية خالصة بالرغم من أن العرب والكرد قوميتان رئيسيتان فيهما، بل هنالك مكونات عريقة أخرى في نينوى والموصل كالمسيحيين، واقليات كردية دينية كالأيزيديين والكاكائيين ولهجوية كالشبك، اضافة الى التركمان. وتدل الوقائع على ان الحكومة الكردية هي الاكثر انفتاحاً وتقبلاً للاقليات من دول الجوار كافة. عليه فأن رغبة هذه الأقليات في الانضمام الى اقليم كردستان تبقى قوية، ولقد عبرت عن هذه الرغبة بشكل غير مباشر واحياناً مباشر قبل وبعد احتلال داعش للموصل واطرافها، ففي عام 2008 شهدت المناطق الخاضعة لنفوذ البيشمركة موجتي نزوح للمسيحيين وموجة نزوح ايزيدية على أثر مذبحة بحق 24 عاملاً ايزيدياً في الموصل، ناهيكم عن نزوح عشرات الالوف من العرب الموصليين الأقحاح إليها أيضاً.
مما تقدم، يجب إيجاد حل جذري لمشكلة الموصل من قبل تحريرها من داعش، ولما كانت هنالك اكثرية عربية تسكن الجانب الأيمن للموصل واكثرية كردية في الجانب الأيسر وذلك قبل احتلال داعش له، فأن تقسيم الموصل اصبح ملحاً على أن يضم الجانب الايسر لدجلة الى كردستان والأيمن الى عربستان وان الحرب الدائرة الآن ستعمق من الفصل بين القوميتين الرئيسيتين في الموصل لا شك بحيث يستحيل التواصل بينهما في المستقبل. وفوق هذا وذاك ، فأن البارزاني سيضطر الى خوض حرب تحرير الموصل حتى بدون شروط، اذا اخذنا بالأعتبار أن اكثر من (40) الف عائلة كردية تركت ممتلكاتها وراءها في الموصل بين عامي 2003و2014 تحت ضغط من الأرهاب وان اكثر من (160) الف مسيحي و (5) الف ايزيدي وعشرات  الالوف من الكرد الشبك والكاكائيين غادروا الموصل للسبب نفسه. وهناك ما يقارب (65) قرية شبكية واكثر من (5) قرى كبيرة للكاكائيين وقصبتان كبيرتان للكرد الايزيدىين هما بعشيقة وبحزاني، ومدن مسيحية ضخمة: قرقوش وكرمليس وبرطلة وتلكيف ..الخ محتلة الآن من قبل داعش، علماً ان البارزاني مصمم على عدم التخلى ولو عن شير واحد من الأرض الكردستانية كما صرح، وهو صادق في ذلك جداً، ومن هذا الفهم بمقدوري القول، ان الميل لمشاركة البارزاني في تحرير الموصل يطغى على التردد أو الشروط لديه بخصوص تحريرها. ولن تتحرر الموصل الا على يد البيشمركة وبمعاونة من التحالف الدولي.
ان الشروط غير المعلنة للبارزاني للمشاركة في تحرير الموصل لابد وأن تصب في مصلحة شعب الموصل على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم واديانهم، وحبذا، اي الشروط تضمنت الافكار التي وردت في سياق هذا المقال وعلى رأسها ترسيم الحدود، وبعكسه فان مآسي الماضي والحاضر التي حلت بسكان الموصل ستتكرر بشكل أشد في القادم من الأيام. إن صورة الموصل بعد الانتصار على داعش ستختلف لا بد إختلافاً جذرياً عن الصورة التي كانت عليها قبل احتلال داعش لها. وعلى الحكومتين المركزية والأقليمية وكذلك التحالف الدولي والموصليين بصورة عامة ان يرسموا صورة نينوى وموصل الغد من خلال الاحتكام الى العقل والمنطق وتجارب الماضي ويضعوا حداً للمآسي التي حلت بهم وفق الآراء التي عرضنا لها.
s

126
هل يستطيع الكرد تحرير الموصل بمفردهم؟

عبدالغني علي يحيى
في موضوعة مشاركة الكرد في تحرير الموصل من داعش، يوحي الخطاب الكردي بالتحفظ والتردد، خشية من وقوع فتنة بين الكرد والعرب، حسب أعتقادهم، وكأن البيشمركه اذا دخلوا الموصل فأنهم سيصطدمون بالعرب وليس بداعش، بعبارة اخرى كأن العرب وداعش مكملان لبعضهما، والحال ان الكرد سبق وان حرروا الموصل اكثر من مرة، دون ان يترتب على ذلك وفي كل مرة عداء بينهم وبين العرب. عام 1959 قضت العشائر الكردية على حركة الشواف خلل بلوغ التضامن العربي – الكردي أوجه. وفي 2003 كانت البيشمركة القوة الرئيسية يليها الجيش الامريكي في تحرير الموصل. وفي 2004 استولت دولة العراق الأسلامية لساعات على الموصل اسقطت خلالها مراكز الشرطة والسيطرات العسكرية. إلا أن قوات البيشمركه سرعان ما استردتها منها. وقبل هذه الأحداث، كان من الممكن أن تمتد انتفاضة اذار الكردية عام 1991 الى الموصل لولا اعتراض من قادة كرد من مغبة أن يؤدي ذلك إلى حرب بين الكرد والعرب، ولقد كانت الحكومة العراقية تتوقع وصول الانتفاضة اليها، وقامت مسبقاً باتخاذ اجراءات للحيلولة دون سقوطها، الموصل، بيد المنتفضين بدليل انها قامت باعتقال نحو (20) الف مواطن كردي اودعتهم في معسكر أعتقال بالقرب من تكريت. فضلاً عما ذكرته، والذي كان على سبيل المثال لا الحصر، انه لولا الكرد لكانت الموصل تكون من نصيب الدولة التركية في الأستفتاء الذي اجري لتقرير مصيرها عام 1925 ويشهد المؤرخ الموصلي خيري الدين العمري على ذلك.
عرب الموصل الأقحاح لم يكونوا في أي يوم ضد الكرد بل كانوا معهم، فيوم أحتل داعش الموصل في 10-6-2014 غادر عشرات الالوف من العرب الموصليين مدينتهم باتجاه المناطق الكردستانية الخاضعة لنفوذ البشمركه، ولم يتوجهوا إلى المحافظات العربية العراقية.
يقيناً وفي ضوء ما ذكرته، فأن بمقدور الكرد تحرير الموصل بمفردهم دون ان يعاونهم في ذلك الجيش العراقي المرفوض أصلاً من أهاليها، وان البيشمركة الذين حرروا نحو 3000 كيلومتر مربع من قضاء سنجار وناحية زمار في 48 ساعة، بلا شك سيحررون الموصل أيضاً لو أرادوا.
Al_botani2008@yahoo.com

127
لا للأحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة هذا العام في كردستان

عبدالغني علي يحيى
لفت انتباهي خبر في فضائية كردية من أن احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة ستكون ضخمة في كردستان هذا العام. ازاء ذلك لم أملك إلا التوجه الى حكومة كردستان وشعبها لألغاء الأحتفال بالمناسبتين، لأسباب منها، أن عشرات الألوف من المسيحيين شردوا من ديارهم ونزحوا الى كردستان وفي حالة يرثى لها، ويمضون حياة تعيسة في الخيام والأكواخ يفترسهم البرد والجوع والحرمان والقول نفسه ينسحب واكثر على الكرد الايزيديين الذين دمرت مدنهم وقراهم وسبيت نساؤهم وتم عرضهن في سوق النخاسة، فضلاً عن اطفالهن الذين هم في وضع العبيد في ظل داعش، عدا هاتين الشريحتين المظلومتين جداً، هناك عشرات الألوف من العرب السنة النازحين الى كردستان دع جانباً الالوف من الكرد السوريين المهجرين. ان الغالبية من هؤلاء باستثناء قلة من الميسورين منهم، يصارعون العوز والفقر والجوع وان اعدادهم تقترب من المليونين.
بدلاً من الاحتفال الذي سيجرح مشاعرهم من الصميم ويزيد من آلامهم، يجب وضع برنامج للتضامن معهم وتنظيم الزيارات إليهم مع تفقد عوائل البيشمركة وتفقد المقاتلين في جبهات القتال، فتقديم الهدايا إلى اطفال النازحين والبيشمركة، وأن تدعوا مكبرات الصوت في المساجد والأجراس في الكنائس الر رفع الحيف عن النازحين ومناشدة العالم الخارجي لمد يد العون اليهم.
والمناسبتان تقتربان، على كردستان حكومة وشعباً احترام مشاعر وكرامة النازحين والغاء الاحتفال بالعيدين هذا العام، وانى لعلى ثقة، ان الاموال التي ستصرف في المناسبتين على الصغار والملذات الدنيا الزائلة ستسد حتماً حاجات للمنكوبين المظلومين البائسين ولو لفترة قصيرة، ولا ننسى انه وراء جدران قاعات الاحتفالات والزينة والشوارع عيوناً تذرف الدموع واصواتاً تبكي وتنوح وبطوناً تتضور من الجوع واجساداً ترتجف من البرد وزمهرير الشتاء.
  : al_botani2008@yahoo.com

128
وقفة عند الرقم 727 شهيداً للبيشمركة

عبدالغني علي يحيى
   
تدور الحرب بين البيشمركة وداعش على جبهة تقدر ب(1050)كم من غير أن تتخللها هدنة، وبلغت خسائر البيشمركة بالأرواح 727 مقاتلاً خلال (6) أشهر. أي بمعدل (120) قتيلاً في الشهر الواحد و(4) في اليوم الواحد. ولولم يكن هنالك تحرير للارض والقرى لكان الرقم ذلك قد يقيم كنكسة. عليه فأن الخسائر مهما كانت جسمية لكنها تهون حين تعقبها الانتصارات. واذا قارنا العدد(727) باعداد الذين يقتلون من  المدافعين عن الحق في البلدان المبتلية بالحروب ولمدة (6) اشهر لوجدنا ذلك العدد ضئيلاً جداً.
في الثورة الجزائرية، قتل مليون جزائري، إلا أن الثورة تكللت بالنجاح وهزم الفرنسيون، وفي الحرب العالمية الثانية قتل من الروس اكثر من (14) مليون شخص وانتهت بهزيمة الالمان.لقد توخت القيادة الكردية دوماً التقليل من الخسائر ، واقدمت على انسحابات تكتيكية مؤقتة حفاظاً على ارواح البيشمركة، حتى ان البيشمركة في المقابلات التلفزيونية يلومونها لتريثها في إعطائهم الضوء الأخضر للهجوم، وبهذه الحكمة الكردية لم تسجل حالات  مثل سبايكر في المشهد العسكري الكردي. وإذا أصر بعضهم على قراءة الرقم نكسة عن قصد أوغير قصد، فأن المجتمع الدولي الذي وعد  الكرد بالسلاح المتطور يتحمل وزر ذلك الرقم، كونه لم يف بوعده. وفوق هذا، فأن تنبؤ بعضهم استغراق الحرب لأعوام، فأن المشاهد: التقدم والانسحاب والدفاع والهجوم والانتصارات والهزالم لا شك تتحكم بها، فالتقدم لطرفي الحرب لا يسير بخط مستقيم، وهذه الحالة ملازمة لكل الحروب. ولكن مثلما توجت حروب أقطار الهند الصينية والحربين العالميتين بالظفر لمن حرروا أوطانهم، فأن الحرب مع داعش ستتوج بانتصار البيشمركة حتماً. وكبرت القيادة الكردية وعظم شأنها في الاعين لما اثبتت مصداقتيها بأعلانها للرقم. الامر الذي قلما يحدث اثناء الحروب التي يطغى عليها كذب القادة واخفائهم للحقائق عن الشعب.
مهما كانت خسائر الكرد في الحرب الدائرة فأن، مكاسبهم هي الاكبر. فضلاً عن انه لشرف عظيم لهم خوضهم لحرب مقدسة نيابة عن الانسانية، وكلما زادت الخسائر كلما كبر الكرد في أعين الامم.     
Al_botani2008@yahoo.com

129
بيروسترويكا (العبادي)

عبدالغني علي يحيى
    قيم خطأ تحويل عسكريين عراقيين الى التقاعد أو القضاء، ونقل واقالة بعض اخر من مناصبهم، اصلاحاً على أن يطال ما يماثله كل الوزارات لا الدفاع والداخلية فقط، فضلاً عن تخفيض رواتب الوزراء والبرلمانييين الى النصف واعادة حقوق ضيقة الى الكرد، ولقد سارع بعضهم الى اعطاء المسألة اكثر من حجمها والى الاعتقاد بأن ذلك سينقذ العراق من محنته. ومع تثميننا لكل اصلاح حتى إذا كان في حجم ذرة، بما في ذلك خطوات الرئيس حيدر العبادي التي يدخلها بعضهم في خانة الاصلاح فان تلك الاجراءات هي غير الاصلاح الجذري. وفي الحالة العراقية لن يكون أي اصلاح مجدياً مالم تحل القضيتان الكردية والسنية وفق حق الاستقلال وتقرير المصير الذي تتجنبه (اصلاحات) العبادي وكذلك قوى اقليمية ودولية من التي تقدم الوحدة القسرية وما ترتب ويترتب عليه من اقتتال دائم بين العراقيين ثم ان ما يحدث الان من قتل وتهجير في المناطق السنية لتحقيق  تغيير ديموغرافي يتقاطع وتلك (الاصلاحات) التي لم تكن سوى أنصاف حلول أملتها اسباب الحرب على داعش التي بزوالها، رغم أنها لن تزول في المدى المنظور ستزول تلك (الاصلاحات) تلقائياً، وان تراجع الحكومات العراقية  عن قراراتها أمر شائع. عليه فأن المنطق السليم يقضي بأجراء الاصلاح الذي ينهي الحروب والازمات مثلما حالت إصلاحات غورباتشوف دون إندلاع الصراعات بين شعوب الاتحاد السوفيتي التي اعطت أممه حق تقرير المصير وعلى خطاه كان حكام جيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا، علما ان هذه البلدان لم تكن مبتلية بالصراعات القومية والمذهبية كالتي يحياها العراق. وإذا أريد السلام للأخير فأن الحل الغورباتشوفي متاح عبر تقسيم العراق الى 3 دول: شيعية وكردية وسنية، وليس بخاف، ان المأساة العراقية ناجمة اصلاً عن الوحدة القسرية و والتنكر لذلك الحل، وان تجاهل هذه الحقيقة سيمد من الدمار الى مستقبل غير مرئي. لذلك لن تنفع الحلول الناقصة والترقيعية لتجاوز الازمات كونها اصلاحات سطحية وشكلية تطيل الام العراقيين الذي ينتظرون غورباتشوفاً عراقياً شجاعاً وحكيماً يعمل لطي صفحة الوحدة القسرية ومنح الكرد والسنة الاستقلال.. لا حل ولا حرية ولا اصلاح ولا ديمقراطية ولا عدالة في العراق بمعزل عن الاخذ بالحقائق إعلاه.
إن أي إصلاح يخلو من تقسيم العراق ليس إصلاحاً.
Al_botani@yahoo.com


130
المشهد المذهبي في العراق بعد العاشر من حزيران 2014

عبدالغني علي يحيى
    إستقبل السيستاني رؤساء: الحكومة والجمهورية والبرلمان، ولقد اشاد رئيساً الجمهورية والبرلمان بنصائحه وحكمه وتفهمه للأوضاع بشكل أوحى من أن المرجعية الدينية الشيعية في العهد العبادي سيكون لها باع طويل في رسم السياسات العراقية وتحريك الأجهزة الأمنية، فلقد دعا النائب سلام المالكي مجلس النواب العراقي (بالأخذ بتصويبات المرجعية) فيما أكد النائب محمد الشمري في دفاعه عن (الحشد الشعبي) الذي يشكو السنة من بطشه باستمرار: (أن الحشد يعمل تحت غطاء المرجعية والدولة)! من غير أن يعلم ان الوجه الآخر لكلامة يعني ان المرجعية تشارك الحشد في أضطهاداته للسنة. ولم يكن رموز من السنة مخطئين لما طالبوا المرجعية بـ(رفع ذلك الغطاء). ويبدو ان السياسيين والنواب الشيعة يعملون بوحي من خطب المرجعية. يقول النائب بهاء جمال الدين: (ان خطب المرجعية في الجمعة الأخيرة كان فيها تأكيد واضح وتشخيص دقيق جداً..الخ) وسيشهد المستقبل المنظور تعاظماً أشد لدور المرجعية في ادارة دفة أمور البلاد، ومن القوانين التي تعزز من ذلك الدور، وما قاله النائب حسن الشمري: (لن نتراجع عن طرح الاحوال الجعفرية في البرلمان)..
بالمقابل نلقى تراجعاً بيناً للرموز المذهبية السنية والمؤسسات المذهبية السنية إلى حد الأفول، فلم يعد ذكر للعلامة السني عبدالملك السعدي ولا لمفتي الديار العراقية رافع الرفاعي ولا لأمام جامع الأمام الاعظم..الخ من رجال الدين السنة البارزين، فالدكتور أحمد عبدالغفور السامرائي أختفى بالمرة عن الأنظار تلاحقه 16 مذكرة أعتقال بعد ان كان مسؤولاً عن الوقف السني في العراق وعلى ذكر الوقف هذا حاصر الحشد الشعبي الوقف السني في سامراء. وأين صار رجال الدين السنة الذي كان لهم حضور يومي في ساحات الاعتصامات؟ لقد تواروا وخطبهم النارية وساحات الاعتصامات وأعلام حزب البعث التي كانت ترفرف فوق رؤوسهم وعلى خطاهم جوامع السنة، ففي يوم واحد فجرت الميليشيات نحو 13 مسجداً في جلولاء والسعدية وغيرهما.
ان الساسة السنة يتحملون القسط الاكبر من المسؤولية عما لحق بمكونهم من مذلة وتراجع وهوان، حين لم يصغوا ألى النصائح المتوالية بالأبتعاد عن ثالوث الجهل والتخلف: (رؤساء العشائرورجال الدين المشاركين في الأعتصامات، وأرهابيي داعش).. في حين يصر المذهبيون السنة على عدم الاعتراف بأخطائهم.

131
سياسة قتل الخصم بمعسول الكلام

عبدالغني علي يحيى
    يوم هاجمت الحكومة العراقية الحزب الشيوعي العراقي بغية إبادته في 1979 كان صدام حسين ومعه كاسترو في سيارة مكشوفة يحييان الجماهير المحتشدة في العاصمة الشيوعية هافانا. وبذلك أصاب صدام مرميين: كسب شيوعي العالم الخارجي، وترسيخ الاحباط في الشيوعيين العارقيين في ان . وفي الثمانينات، فأن أي كلام مفعم بالود للكرد من جانب بغداد كان يرافقه أو يسبقه أو يتوجه اضطهاد لهم. مثل: ان الهجوم الكيمياوي العراقي على حلبجة رافقه سيمينار ثقافي للمجلس التشريعي في اقليم كردستان استغرق 3 أيام وتحت عنوان(الحكم الذاتي في فكر القائد صدام حسين)
زيارات القادة العراقيين اللافتة هذه الايام الى دول سنية: العبادي الى الاردن والعبيدي ومعصوم الى السعودية والجبوري الى الكويت والاردن، والجعفري الى تركيا والغبان الى قطر، ظاهرها لتحيسين العلاقات بين العراق وتلك البلدان إلا أنه تزامناً معها فقد بلغ التضييق على السنة العراقيين ذروته، ففي قرغول بديالى حصدت مذبحة (100) سني، وفي ناحية العبارة بديالى ايضاً نفذت اعدامات جماعية امام مرأى من الناس حسب (الشرقية نيوز tv) بحقهم. وفي يثرب بصلاح الدين أعدم (30) مواطن سني.. وغيرها من حملات القتل بالجملة والمفرد، وفي سامراء حاصر (الحشد الشعبي) الشيعي الوقف السني، مع اعتقال عشرات السنة في الضلوعية و (ما تشهده مناطق جنوب بغداد وشمال بابل من جرائم بحق السنة لأحداث تغيير ديموغرافي) كما قال النائب زيد الجنابي.. الخ من عشرات الحوادث اليومية لتصفية السنة في خط مواز لتلك الزيارات.
بلا شك أن تواصل الزيارات واشكال التقاربات مع بغداد مثل افتتاح  مثل اعادة السعودية فتح سفارتها ببغداد ستزيد من معاناة السنة ومحنهم، والزيارات أعجز من أن تحل الخلافات بين اتباع المذهبين الشيعي والسني والتي تمتد جذورها لقرون وقديماً قال الكرد: اقتل عدوك بالحلوى.

132
الصراع الامريكي الايراني على العراق نحو اعلى مراحله

عبدالغني علي يحيى
   (في العراق.. الارض لخامنئي والسماء لأوباما)صدق مراسل (نقاش)وشتان بين الممسك بالارض، ومن بيده قبضة ريح. لكن يبدو ان واشنطن استدركت الموقف وتعمل على تصحيح الخطا الذي ارتكبته في2011 بسحب قواتها من العراق، وعضها لأصبع الندم فيما بعد. لذا صممت على اطالة امد الحرب مع داعش، فكسب السنة عبر تسليح وتدريب عشائرهم وضخ اكثرية مستشاريها الى الانبار السنية. وعمقت زيارة ديمبسي الى العراق من ذلك التصميم، لما اكد من ان الحرب في العراق قد تستغرق اعواماً. وتوجت زيارته اشارات امريكية توحي بتدخل بري امريكي مشروط بحصول داعش على اسلحة استراتيجية حسب اوباماً او بتقديم توصية بذلك من ديمبسي كما قال هيفل، ووقوع كلا الشرطين وارد بقوة، عدا هذا فان واشنطن تحاول المسك بالارض الذي سبقته طهران في ذلك، فالجنرال سليماني حضور دائم في العراق وهو الملقب بالحاكم الفعلي له. ولكي تكون الارض لاوباما كذلك، تفسر زيارة ديمبسي الى اربيل وكأنها اللمسات الاخيرة لاقامة قاعدة امريكية في (حرير) بشمال اربيل ومن الادلة على استفحال الخلاف بين المتصارعين. تفضيل الامريكان تسليح العشائر السنية، والايرانيون التعاون مع ميليشيا (الحشد الشعبي) الشيعي، ما يجعل من الانقسام الطائفي في العراق اكثر حدة فمضي الجانبين قدماً الى توسيعه. ويلاحظ، أن اي تحرك امريكي للتواجد على الارض، يقابله. تحرك ايراني مماثل. وفضلاً عن انتشارها العسكري الصارخ في العراق، فأنها تجاهد لتأسيس دولة شيعية فيه. الى ذلك يتعاظم دور المرجعية الدينية الشيعية  والذي جسدته زيارات اركان النظام في العراق، العبادي ومعصوم والجبوري اليها. ازاء ذلك لا مناصة للامريكيين من اللعب بالورقتين السنية والكردية. وفي خضم الصراع يترقب الجميع نهايته ونتائجه بلهفة، وفيما اذا كان الصراع بين واشنطن وطهران يتقدم على الحرب مع داعش على الارجح فان الحرب والصراع سيتواصلان على الارض العراقية لأجل غير منظور ولكن دون نشوب الحرب بين العاصمتين وواهم من يراهن على نشوبها طالما كان العراقيون يدفعون ضريبة مايجري على ارضهم.
Al_botani2008@yahoo.com

133
هل يتضرر العراق من إقامة قاعدة أمريكية في كردستان؟

عبدالغني علي يحيى
   في أنقرة رفض وزير الخارجية العراقي إقامة قواعد عسكرية أجنبية في بلاده، في إشارة منه إلى اعتزام واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية لها في حرير بشمال أربيل، وكأنها (القاعدة) انتقاص للسيادة العراقية، ناسياً أن تركيا تحتضن قاعدة عسكرية أمريكية فضلاً عن عضويتها في الناتو ، ونسي ايضاً ان لتركيا الأطلسية 3 قواعد عسكرية بمحافظة دهوك العراقية، فوجود اتفاقية عسكرية تركية عراقية منذ 1983 تسمح لتركيا بأجتياح الأراضي الحدودية العراقية لمطاردة PKK وبموجبها داست بساطيل جنود تركيا اكثر من مرة تلك الأراضي. ونسى ايضاً أنه والحكام الحاليون للعراق وصلوا الحكم على ظهر الدبابات الأمريكية في 2003 ثم أن واشنطن تجمعها اتفاقية استراتيجية مع العراق وبذلك يكون الأخير مشدوداًبشكل غير مباشر إلى الأطلسي باتفاقيتين. هنا تهون قاعدة حرير أمام حزمة الأرتباطات التي تربط العراق بالأطلسي، فعن أية وطنية وسيادة يتحدث الحكام العراقيون؟.

ومن الأمور التي نسيها ، ان العراق الملكي الذي كان الاكثر استقراراً وعدالة ووطنية وعملاً بحكم القانون مقارنة بالنظم الجمهورية التي تلته، احتضن عدداً من القواعد البريطانية ولنحو (40) عاماً. واللافت ان العراق الذي انسحب من حلف بغداد واغلق تلك القواعد بعد عام 1958 ابتلى بالحروب والاظطرابات لعقود وما يزال في حين سلمت منها تركيا وأيران وباكستان التي لم تنسحب منه. باستثناء العراق لم تنسحب اية دولة من الاحلاف العسكرية الغربية ان العراق احوج مايكون الى واشنطن وقواعدها وحليفاتها بعد أن أثبت حكامه فشلهم في ادارته منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921. ثم أن البلدان الحاضنة للقواعد الأمريكية مثل اليابان والمانيا وكوريا الجنوبية ودول عربية خليجية هي الاكثر استقراراً وازدهاراً واسقلالاً ، أوليس كذلك؟ على حكام العراق، التخلص من الأزدواجية والمزايدة على الوطنية ومعاداة الغرب والأقلاع عن التشكيك بوطنية الكرد، فلقد تقدمت كردستان بفضل توجهها نحو واشنطن وحليفاتا، مقابل تخلف العراق وتراجعه سنوات الى الوراء جراء توجه مغاير لذلك التوجه.
Al_botani2008@yahoo.com

134
خلافات بغداد اربيل قبل وبعد 10 حزيران

    عبدالغني علي يحيى
    لم تخفف حرب داعش على بغداد واربيل من الخلافات بينهما والتي زادت منذ 10-6-2014 بعد ان كانت تقتصر على المادة 140 ورواتب البيشمركه والنفط وحجب ميزانية كردستان ورواتب موظفيها واضافت تللك الحرب اخرى عليها. كتمسك اربيل بالمناطق المتنازع عليها وحمايتها من داعش. ثم الغاء تللك المادة من جانب اربيل. مادفع ببغداد للا عتراض. كما وسع من التناقض بينهما ارسال الاولى لقوة من البيشمركه الي كوباني والذي عدته بغداد خرقاً للدستور العراقي. ورأت ايضاً في تدفق الاسلحه من الدول الي اربيل. ابغض الحلال اليها. ويتردد ان واشنطن تعتزم اقامة قاعدة عسكرية لها في حرير بشمال اربيل. وكان من ردود الفعل العراقي على ذلك ماقاله الجعفري في زيارته الى انقرة من ان العراق لن يسمح لاي بلد اقامة قواعد عسكرية على اراضيه. ومن المحتمل ان تقدم ايران والحالة هذه الى اقامة ربما اكثر من معسكر في كردستان اوتكثف نشاطها العسكري فيها بشكل لافت. كرد على واشنطن. علماً ان النشاط العسكري البري الايراني في العراق لا يحتاج الى دليل.ومن الخلافات الاخري. سماح اربيل لمعارضين سنة بتنظيم مؤتمرات وتنفيذ فعاليات في اربيل وضد بغداد التي ابدت استنكارها اكثر من مرة لتلك الفعاليات.
ان الخلافات بين العاصمتين والسابقة للعاشر من حزيران مازالت قائمة. وكان بين كل خلاف وخلاف فترة زمنية طويلة نوعاً ما تعد بالسنوات.ناهيكم من انها كانت ذات طابع اقتصادي وسياسي بدرجة اولى. لكن الخلافات التي ظهرات بينهما بعد ذلك التأريخ تخللتها فترات زمنية جد قصيرة تعد بالاسابيع والشهور فضلاً عن انها ذات طابع عسكري ماينذر باوخم العواقب.وفي حال تواصل تللك الحرب. فان خلافات جديدة ستنشب بينهما حتماً. وسيدخل العراق في ظاهرة تعدد الجبهات الحربية بين المكونات السياسية والاجتماعية مثلما سبقته سوريا للدخول فيها. انذاك ستعجز الاساليب السلمية التقليدية عن حلها. مثلما عجزت في السابق عن حل تلك التي سبقت العاشر من حزيران.
Al_botani2008@yahoo.com

135
إلتزام واشنطن بحليفاتها لحد شعرة معاوية

عبدالغني علي يحيى  
 في 2003 حين منعت أنقرة واشنطن من إستخدام قاعدة انجرليك ضد العراق، راهن بعضهم على القطيعة بينهما، لكن العاصمتين ظلتا متحالفتين، وما أشبه اليوم 2014 بالأمس 2003 إذ امتنعت انقرة من استخدام واشنطن للقاعدة نفسها ضد داعش، وبرزت المراهنة تلك من جديد فضلاً عن القول، ان واشنطن تبحث عن حليف يحل محل انقرة في اشارة منهم الى أربيل التي تعد حليفة لواشنطن منذ فرض الحظر الجوي على جزء من جنوب كردستان في 1991 وإن لم يوثق تحالفهما في معاهدة أو إتفاقية ما. وعمق من هذه الحقيقة، أن أربيل لما هددت بالأحتلال من قبل داعش، هبت واشنطن للدفاع عنها، ما يعني أن أربيل صارت في منزلة الكويت لدى واشنطن عندما حررتها من  الاحتلال العراقي عام 1991، وصارت في منزلة انقرة لديها أيضاً في نشرها للبتريوت على حدود الاخيرة مع دمشق لحماية انقرة من أي عدوان، وليس بخاف، ان الكويت والعربيات الخليجيات حليفة لواشنطن وان لم يوثق تحالفها معها في معاهدة وما شابه.
لن تتخلى واشنطن عن تحالفها مع انقرة كما ان تحالفها مع اربيل لن يكون على حساب انقرة.
ان الخلافات بين المتحالفين وارد، لكن من غير أن تتوج بالطلاق واذا كانت واشنطن ترى في الموقف التركي من داعش خروجاً على جزء من سياستها، فأن مواقف حليفاتها العربيات: السعودية و الامارات والبحرين وقطر والاردن تتطابق مع التركي من داعش إذ تراجعت تلك الحليفات عن قصف داعش، ولما كانت تركيا والدول العربية تلك وحتى واشنطن متهمة برعاية داعش، الامر الذي يفيد، ان علاقات واشنطن بتلك الدول لن تتصدع بسبب داعش، وقد تتوطد اكثر جراء الاندفاعات الايرانية الحالية في المنطقة. ثم أن واشنطن تسعى لأدامة تحالفاتها مع تلك الدول حتى إذا كانت في حجم شعرة معاوية، فعلاقاتها مع بغداد هشة رغم الاتفاقية الاستراتيجية بينهما، بيد أن الاولى تجد في الثانية حليفة لها، تسلحها وتدربها وو.. الخ في وقت لم تتحمل بغداد التواجد العسكري الامريكي على أراضيها اكثر من (8) سنوات 2003-2011 بالمقابل فأن انقرة تحملت وما زالت ذلك التواجد على اراضيها لما يقارب ال 60 عاماً. فهل يعقل والحالة هذه، ان تحتفظ واشنطن بعلاقاتها مع بغداد، وتدير ظهرها لأنقرة؟ 
Al_botani2008@yahoo.com

136
التدخلات العسكرية العربية لحماية الدكتاتوريات وقمع الشعوب

عبدالغني علي يحيى
    في عام 1963 ارسلت الحكومة السورية البعثية قوات عسكرية لها بقيادة ضابط يدعي فهد الشاعر الى العراق لدعم انقلاب 8 شباط الفاشي والتنكيل بالشعب الكردي.
وفي اواسط 1964 ارسل جمال عبدالناصر قوة عسكرية الى بغداد لحماية نظام عبدالسلام عارف الدكتاتوري والموالي له من الهجمات الكردية عليه وكذلك من حركات انقلابية محتملة .يذكر ان  عبدالناصر كان قد دفع الا لاف من جنوده للدفاع عن النظام الجمهوري  في اليمن عام 1962 للوقوف بوجه قوات الامام بدر المسنود انذاك من السعودية.وبذلك فان عبدالناصر بانحيازه الى طرف عربي ضد اخر.عمق من انحلاف العربي العربي.ناهيكم عن مساندته لنظام دكتاتوري عسكري اذ لاتنسي ان النظم العسكرية الا نقلابية العربية في معظمها ان لم نقل جميعها دكتاتورية ظالمة.
في 1975 احتاجت وحدات من الجيش السوري لبنان وسط احتجاج اوسط دولية ولبنانية وعربية واسعة. ورابطت تلك الوحدات في لبنان قرابة 15 عاماً. الى ان اجبرت على مغادرتها فيما بعد.
وفي الخمس الاخير من القرن الماضي ايضاً. بعث الملك المغربي الحسن الثاني. مرتين بقوات من جيشه الى زائير (الكونغو) لدعم الدكتاتور موبوتو ضد ثوار اقليم شابا.
ومن التدخلاتالعسكرية العربية المعاصرة لحماية النظم الدكتاتورية. التدخل العسكري السعودي(قوات درع الجزيرة) لصالح نظام ال خليفة في البحرين للحيولة دون سقو طه علي يد الاكثرية الشعبية المضطهدة.
ولعل أحدث تدخل عسكري عربي، هو إنضمام (5) دول عربية وهي: الاردن والسعودية والامارات وقطر والبحرين الى التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا والعراق، وهي حرب مقدسة طبعاً وعادلة على النقيض من حروب التدخلات العسكرية العربية السابقة والظالمة والتي اشرنا اليها، إلا أن اللافت ان تلك الدول وبعد توجيه عدد من الضربات الجوية الى داعش، فأنها سرعان ما توقفت عن قصفه ولجأت الى القصف عليه بالكلمات، وهذا اضعف الايمان.
مختصر مفيد، كل التدخلات العسكرية العربية كانت لمصلحة النظم الدكتاتورية الفاشية وعلى الضد من حرية الشعوب العربية والشعوب غير العربية أيضاً.
Al_botani2008@yahoo.com


137
التجنيد الأجباري كابوس يقض مضاجع العراقيين

  عبدالغني علي يحيى
      يرد بعضهم النكسات التي المت بالجيش العراقي في معاركه ضد داعش، الى عدم العمل بنظام التجنيد الأجباري، وما ترتب عليه من تراجع للروح الوطنية والمساواة الأجتماعية لدى العراقيين حسب رأيهم. ولعل أحدث الدعوات للعودة الى ذلك النظام، ما صرح به النائبان في البرلمان العراقي، عبدالسلام المالكي: ( التجنيد الألزامي خطوة للقضاء على الطائفية وتحقيق المساواة بين جميع المكونات) وطالب البرلمان العراقي بـ (تشريع قانون له) وحامد المطلك: (ان الدستور العراقي أقر التجنيد الألزامي في مواده وبالتالي فأن إعادة التجنيد الألزامي سيكون خطوة مهمة في القضاء على الطائفية وتحقيق المساواة بين جميع المكونات).
ويشتد طرح موضوعة التجنيد الأجباري في أجواء تكثيف داعش لهجماته على الجيش العراقي واحتلاله للمدن، بحيث جعل القادة العراقيين يتخبطون، خبط عشواء في الأمور العسكرية، حين لا يكتفون بالدعوة تلك وانما يشكلون بين آن وآن قوات غير نظامية باسم (الحشد الشعبي) تارة وأخرى يخططون لبناء جيش رديف للجيش العراقي يحمل اسم (الحرس الوطني) علاوة على وجود (4) تشكيلات مسلحة داعمة للجيش والنظام القائم في العراق وهي: منظمة بدر وعصائب اهل الحق و جيش المهدي وكتائب حزب الله العراقي . علماً ان جيوشاً نظامية كبيرة في العالم من بينها جيوش عراقية في السابق كانت قد اعتمدت التجنيد الأجباري ومع ذلك منيت بهزائم نكراء أمام فصائل للثوار ظهرت وفق التطوع الأختياري لا التجنيد الألزامي، وثمة أمثلة كثيرة على ذلك منها: الهزائم النكراء التي الحقت بجيوش نظامية أمريكية واوروبية وعراقية وغيرها على يد: الثوار الكوبيين في كوبا عام 1959 وثوار الفيتكونك في فيتنام الجنوبية عام 1975 وثوار جبهة التحرير الجزائرية في اواسط الستينات من القرن الماضي والبيشمركة الكردية بدءاً من عام 1961 والى عام 2003..الخ من الأمثلة .عليه فأن التجنيد الأجباري لا يمنع الانتكاسات والأحباطات وأن غيابه في العراق منذ عام 2003 ليس السبب في تقهقر الروح الوطنية والمساواة الأجتماعية، فالطائفية والعنصرية أقدم بكثير من التجنيد الأجباري واثبتت الوقائع كيف ان التشكيلات الثورية المسلحة التي قامت على الأنضمام الطوعي والاختياري للأفراد إليها ، كانت تتمتع، ومايزال، بحس وطني رفيع على الضد من الجيوش النظامية التي انتهجت نظام التجنيد الأجباري في الأقطار المبتلاة بالنظم الدكتاتورية والعنصرية والطائفية والحروب. وفي بلد كالعراق لم يكن للعراقيين اصلاً ميل أو رغبة للأستجابة إلى التجنيد الأجباري، بل انهم كانوا ينفرون منه ويتألمون، ولقد كانت حالات التخلف عن أداء الخدمة الألزامية أو الهروب منها سائدة وشائعة. ومنذ اندلاع الثورة الكردية في عام 1961 والى الآن، فأن ولاء الكردي هو للبيشمركة فقط، التحقوا ويلتحقون بها ويضحون بحياتهم في صفوفها ويرفضون الخدمة في الجيش العراقي الى درجة انهم كانوا يفضلون في بعض من الاوقات اللجوء إلى القوات الكردية غير النظامية (الجاش) العراقي، وكلا التشكيلين: الجيش والجاش كانا منبوذين لدى الكرد وبدرجات وبعد سقوط النظام العراقي السني عام 2003 راح المواطن العربي السني ينظر بعين الشك والأستنكار إلى الجيش العراقي وينظر إليه النظرة الى جلاد وجسم غريب وطائفي، ودعا هذا المواطن في المحافظات ذات الاكثرية السنية وما يزال ، ليس الى رفض الخدمة في الجيش العراقي الحالي فحسب ، وإنما المطالبة بأبعاده من المدن والمناطق السنية أيضاً مع إحلال قوات محله تتألف حصراً من مواطني تلك المدن والمناطق أي من السنة.
على المنادين بالتجنيد الأجباري، أن يعلموا، ان من الصعوبة بمكان، ان لم نقل من المستحيل ،ان يلبي الكردي والعربي السني الخدمة العسكرية الألزامية، فالأول يفضل الخدمة في البيشمركة والثاني في الفصائل السنية المسلحة التي تخوض حرب عصابات وجبهوية ضد النظام الحالي في العراق، وليس في الجيش العراقي الذي ينعتونه بالطائفية . لذا فأن لكل مكون اجتماعي من المكونات الاجتماعية الرئيسية في العراق، جيشه الخاص به. وتسعى المكونات الاجتماعية الصغيرة كالتركمان والمسيحيين أيضاً وفي اجواء الصراع الطائفي والعرقي والديني الى تأسيس قوات مسلحة خاصة بها .
لقد كانت تجربة الخدمة الاجبارية في الجيش العراقي منذ قيام الدولة العراقية عام 1921 فاشلة ، لأن تلك الدولة لم تكن دولة مواطنة، وأخذ الشباب العراقي من كرد وشيعة بالأخص برفض الخدمة في جيشها الذي كان من يوم تأسيسه والى يوم حله عام 2003 طائفياً سنياً بأمتياز ، وقامت الحكومات السنية في الماضي الى فرض أشد العقوبات قسوة لتحقيق الانضباط في الجيش مثل: الجلد والزحف والسجن وحلاقة شعر الرأس وبطريقة مهنية، ومن العقوبات المؤلمة والمهينة عقوبة قطع الآذان التي نفذت في مرحلة متأخرة من الحرب العراقية الأيرانية 1980-1988 لهذا فأن التجنيد الاجباري بدل من أن يقوي الروح الوطنية في العراقيين ويحقق لهم المساواة الاجتماعية ، فأنه أضعفها ونال منها وعمق من الظلم والامساواة الاجتماعية.
من يوم حل الجيش العراقي عام 2003 فأن المواطن العراقي يشعر بالراحة والاستقرار جراء عدم العمل بنظام التجنيد الاجباري، ويتمنى ألا يعود إلى الأبد. سيما اذا علمنا ان عشرات الألوف من الشباب العراقي أفنوا زهرة شبابهم في الخدمة بالجيش، ويلاحظ أنه كلما تفاقمت إحباطات الجيش العراقي في حربه على داعش والمعارضة السنية المسلحة، كلما تزايدت الدعوات الى إعادة نظام التجنيد الاجباري، ما يعني ان الهدف من وراء المطالبة بأعادته ليس تقوية الروح الوطنية ولا تحقيق المساواة الاجتماعية، بل توفير وقود بشرية للأدامة بالحرب ليس إلا.
في حال بقاء العراق على وحدته الهشة أو تفكيكه وتقسيمه فأن هنالك تجارب كثيرة تشجع على تجاوز التجنيد الاخباري وعدم العمل به مثل:
1-   نجاح البيشمركة التي يربو عدد مقاتليها على الالوف والتي قامت وتقوم اصلاً على  التطوع والانضمام الاختياري يذكر أنه عندما دعت القيادة الكردية قبل اسابيع أفراد البيشمركة السابقين للالتحاق بوزارة البيشمركة، فأن الالاف منهم، حتى في ابلدان الاوروبية والامريكية استجابو اللدعوة تلك، كما ان الافا اخرين من غير البيشمركة استجاب بدورهم للدعوة وتوجهت الى جبهات القتال ضد داعش، باسلحتها الشخصية وعلى نفقتها.
2-   هنالك دول بلا جيوش أو تحتفظ بقوات رمزية ومع ذلك فان استقلالها مصون غير مهدد، ودولتان مثل اليابان والمانيا تحتفظان بقوات محدودة عقاباً لهما لشنمها حربين عالمتين في وقت ما، ومع ذلك ايضاً فان هاتين الدولتين تتقدمان باستمرار وان استقلالهما مصون كذلك.
3-   ان التكنولوجيا العسكرية المتقدمة تستغني الى حد ما عن التجنيد الاجباري وتقلل من الاعتماد عليه وعلى الكم من الافراد، مثلما استغنت الاتمتة عن الالاف من العمال في مجالي الصناعة والزراعة، ان ما تحتاجه الجيوش في هذا العصر هو الاسلحة المتقدمة وليس الحشود البشرية الضخمة الناجمة عن التجنيد الاجباري.
4-   ان الانقسام الحاد على الصعيد الطائفي والعرقي والديني في العراق، يقضي بل وقضى على المشتركات التي لم تكن متوفرة أصلاً بين العراقيين، لذلك فأن التجنيد الاجباري لن يكتب له النجاح.
5-   في أجواء الفلتان الامني وتراجع حكم القانون في العراق، والعجز البين للحكومة في تطبيق القوانين، فأن، من الصعب جداً فرض قانون التجنيد الاجباري على العراقيين.
6-   لقد عزز تحرير الكويت عام 1991 من الاحتلال العراقي، من ثقة الشعوب بنفسها وصيانة استقلالها، ومن الصعب تكرار ذلك الاحتلال وفي أي مكان من العالم ويتفق بشأن هذا المبدأ الشرق والغرب والعالم أجمع.
 ختاماً، ان تقوية الروح الوطنية لدى المواطن وتوفير المساواة والعدالة الاجتماعية تتحقق من خلال منح الحقوق كاملة للعراقيين، بما فيها تلبية مطالب الكرد والسنة و المكونات الاجتماعية الاخرى فتأسيس دولة المواطنة، وليس عسكره البلاد من خلال ايجاد تشكيلات مسلحة جديدة وفرض التجنيد الاجباري.
Al_botani2008@yahoo.com

138
الجيش العراقي الموحد جزء من الماضي هيهات أن يعود

عبدالغني علي يحيى
لم يكن الجيش العراقي منذ تأسيسه لكل العراقيين رغم إعتماده نظام التجنيد الأجباري، بل كان جيشاً للمكون السني العربي الحاكم واداة بيده لقمع الكرد والشيعة والمسيحيين ومكونات أجتماعية اخرى كذلك، ولم يسجل أي موقف وطني من يوم تأسيسه وإلى عام 2003 عندما حله برايمر، ففي الداخل فتك بالكرد عشرات المرات وفي تموز 1933 أرتكب مجزرة بحق المسيحيين، وتفنن في إضطهاد الشيعة، أما في الخارج، فلقد أدى دور المحتل حين هاجم أيران 1980 – 1988 والكويت 1990 – 1991 وقتل وسجن من أهالي الدولتين الكثيرين، واذا كان برايمر مصيباً في حله، فأنه كان مخطئاً في إعادة بنائه، اذ عجز الجيش الذي اعيد بناءه عن تحقيق الأمن والأستقرار للعراقيين، وتحول بمرور الأيام إلى جيش طائفي ولم تتجاوز نسبة الكرد والسنة فيه 7% وفي 10/6/2014 إنهارت فرقه العسكرية الست وسلمت أسلحتها الثقيلة والخفيفة الى داعش، وسيسلم الأسلحة التي يتلقاها الآن من امريكا وروسيا وغيرهما إلى داعش أو من يحل مكانه حتماً، مثلما تخلى عنها للبيشمركه في انتفاضة عام 1991 والى التحالف الدولي عام 2003 مع الفارق الشديد بين البيشمركه وجيوش التحالف الدولي وبين داعش.
جدير ذكره، ان محاولات الآن تجري ليس لبناء وتدريب جيش عراقي موحد، وتزويده بالأسلحة وإنما إلى تأسيس جيش ثان رديف ولكل العراقيين، سمي بالحرس الوطني، ولا شك أنه مثلما فشل الجيش العراقي الموحد السابق، فأن الجيش الجديد ومعه الرديف سيفشلان كذلك.
من بعد عام 2003 صار الجيش العراقي الموحد جزءاً من الماضي وصنف كتجربة فاشلة للغاية، واصبح لكل مكون من المكونات الأجتماعية العراقية الرئيسية: الشيعة والكرد والسنة، جيش خاص به، علماً أن للكرد جيش خاص بهم منذ عام 1961 وسمي بالبيشمركه، وللشيعة منظمة بدر في الثمانينات من القرن الماضي وبعد حل الجيش العراقي عام 2003 ظهرت أكثر من قوة مسلحة للعرب السنة راحت تقارع الاحتلال الأمريكي والقوات المسلحة العراقية الجديدة والبيشمركه، وكان داعش والى الآن القوة المسلحة الرئيسية للسنة بدليل تواجده في المثلث السني دون غيره، ودعمه من قبل دول سنية لا حاجة الى تسميتها كما انه يوصف من قبل الاطراف السنية المعارضة واحيانا غير المعارضة ايضاً بالثوار او ثوار الشعب او المقاتلين. ومثلما لم تكن الحكومات السنية العراقية 1921 – 2003 تعتمد على الجيش النظامي في إدامة نفوذها، لأنه لم يكن جيشاً لكل العراقيين أصلاً ولجأت الى تأسيس تشكيلات مسلحة غير نظامية، فأن النظام الشيعي بدوره أقدم على الفعل نفسه وأخذت النشكيلات:
1-   منظمة بدر 2- جيش المهدي 3- عصائب أهل الحق 4- كتائب حزب الله
اضافة الى (5) الحشد الشعبي، تتواجد بشكل لافت في الساحة العراقية وهي بحق الأكثر تعبيراً عن مصالح الشيعة العراقيين من الجيش العراقي على الرغم من تحول الأخير الى جيش شيعي طائفي، ولا ننسى أن التشكيلات الشيعية التي أشرنا اليها تعد بمثابة قوة صدامية أمامية للمكون الشيعي، وكما أقدمت الحكومات السنية في السابق على تشكيل قوات غير نظامية كردية (الجاش) والجيش الشعبي وغيره فان الحكومة الشيعية الحالية شكلت قوات غير نظامية من السنة مثل (الصحوات) والآن الحرس الوطني. حبذا لوقام القادة الشيعة بتوحيد ميلشياتهم في جيش موحد نظامي تقتصر الخدمة فيه على أبناء الشيعة دون غيرهم وأن لا تتجاوز تحركاته الحدود الأجتماعية للمكون الشيعي.
على القادة العراقيين، وبالأخص الشيعة وكذلك قادة التحالف الدولي، أن يضعوا بالحسبان، أن في العراق ثلاثة مكونات اجتماعية رئيسية: الشيعة والكرد والسنة، وأن لكل مكون جيشه الخاص به، وعلم خاص به ووطن خاص به وسلطات حكومية خاصة بها..الخ وأن توقع أنبثاق جيش موحد وحكومة موحدة وعراق موحد، ما هو إلا ضرب من الخيال، ولن يشهد العراقيون الأستقرار والأمان الى بعد تسليمهم بالحقائق أعلاه، وأن يعملوا بسرعة على تقسيم العراق الى ثلاث دول: شيعية وسنية وكردية وبعكسه فأن البلاد والعباد سيغرقون أكثر فأكثر في بحار من الدم والدموع. على القادة العراقيين والغربيين الكف عن الركض وراء المشاريع العقيمة: بناء جيش عراقي جديد، تأسيس جيش رديف..الخ من المشاريع التي ثبت بطلانها.
Al_botani2008@yahoo.com

139
السياسة التركية في عهديها العلماني والأسلامي

عبدالغني علي يحيى
    في عام 1962 قصفت طائرة حربية عراقية في إطار ملاحقتها للثوار الكرد العراقيين، خطأً مواقع تركية، وللفور طاردتها المقاتلات التركية واسقطتها داخل العراق بالقرب من بلدة شقلاوه.
وفي عام 1974 توج الخلاف المزمن بين تركيا واليونان حول قبرص ، بأحتلال تركيا للقسم التركي من قبرص وتقسيم الأخيرة إلى قسمين، وكانت تركيا قد تعاملت مع اليونان اثناء ذلك بمنتهى القسوة.
وفي عام 1991 شاركت تركيا في حرب التحالف الدولي لتحرير الكويت من الأحتلال العراقي، كما ساهمت مع ثلاث دول أطلسية من ذلك التحالف في إقامة منطقة الحظر الجوي ضمن خط العرض الـ 36 لحماية الكرد العراقيين، بالرغم من تنسيقها فيما بعد ولسنوات مع ايران وسوريا لوأد النظام القومي الكردي الفتي في الوقت نفسي، انظر إجتماعات العواصم الثلاث  (دمشق، طهران، انقرة) في السنوات التي نلت الحظر الجوي ذاك.
ومن الأمثلة على ردود الأتراك العنيفة والسريعة ضد خصومهم في العهد العلماني العسكري التركي، عدا التي ذكرناها، تهديد انقرة باجتياح سوريا عام 1999 مالم تطرد الأخيرة أوجلان من دمشق ، وامتثلت سوريا صاغرة للتهديد وبقية الحكاية تعرفونها. إلا أنه ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الأسلامي الأخواني الى الحكم في تركيا عام 2002 فأن تغييرات جذرية طرأت على السياسة التركية التي انتهجت اساليب مغايرة لتلك التي انتهجتها الحكومات العلمانية التركية في السابق، بحيث بدت وكأنها تفضل اللين على الشدة وتجعل من قول السيد المسيح (ع): (إذا ضربوك على خدك الأيمن فأدر لهم الأيسر) شعاراً لها وا ستثني من اللين، الكرد فقط. اذ اتبعت الحكومة الاسلامية التركية السياسة نفسها التي اتبعتها الحكومات العلمانية ضدهم وما تزال، بالرغم من دخولها في عملية سياسية معهم، إلا أنها لم تنفذ التعهدات التي قطعتها على نفسها لحل القضية الكردية في تركيا ، ولقد تبين لاحقاً، ان التغيير في السياسة التركية واللين الذي اعتمدته كان من حيث الجوهر امتداداً للسياسات التركية السابقة كما كان استمرار علاقاتها التحالفية مع الغرب امتداداً لتلك السياسات ايضاً.
في عام 2011 أهانت اسرائيل السفير التركي لديها بشكل صارخ وأمام انظار العالم أجمع ، وفي العام عينه، قامت إسرائيل بتوجيه نيران اسلحتها الى سفينة مرمرة التركية بالقرب من سواحل غزة، وكانت النتيجة مقتل وجرح نحو 11 تركيا من طاقم السفينة التي ردت على اعقابها واحيل دون كسرها للحصار المضروب على غزة من جانب اسرائيل . ولم ترد تركيا على اسرائيل، مثلما لم ترد عليها عندما اهانت سفيرها ، واكتفت بتحذير اسرائيل ( من مغبة اختبار الصبر التركي).
وبعد مرور نحو سنتين على ذلك الحادث الدموي، أسقطت المضادات الجوية السورية طائرة تركية قيل انها انتهكت الاجواء السورية، وهنا أيضاً وجهت انقرة تحذيراً لسوريا ضمنته العبارة نفسها التي وردت في تحذيرها لأسرائيل وهي التحذير من (مغبة اختبار الصبر التركي). لكن الصبر التركي كما تبين فيما بعد بدا وكأنه فاق (صبر أيوب) بكثير، اذا علمنا ان مواقع حدودية لها وعلى امتداد الشهور الماضية تعرضت الى قصف بالقذائف صدر عن الجانب السوري.
ان السياسة التي تنتجها حكومة اردوغان منذ نحو 12 عاماً اتسمت بشيء من الذل والاهانة لتركيا. 
لقد أوردت تلك الحوادث وما ترتب عليها من مواقف وفي عهدين متباينين لتركيا، على سبيل المثال لا الحصر، وذلك للأجابة على السؤال :هل تتدخل تركيا عسكرياً لمقاتلة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ام لا؟ ولتوضيح أمور أخرى في السياسة التركية الحالية كذلك.
في صيف هذا العام 2014 عندما ارتكبت داعش جرائم مروعة بحق الشعب الكردي سيما في سنجار الكردية وحاصر امرلي التركمانية وغيرها من المدن والمناطق الكردستانية العراقية. هدد حسين جليك نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي من (أن تركيا لن تبقى مكتوفة اليدين ازاء ما يتعرض ابناء عمومتنا الكرد والتركمان من اعتداءات على يد داعش ) وأوحى تهديده من أن تركيا ستتدخل سريعاً وبقوة لأنقاذ (أبناء العمومة ) بيد أنها لم تحرك ساكناً وتركت (أبناء العمومة ) الكرد في سنجار، والتركمان في (آمرلي) وغيرها من القصبات التركمانية يواجهون اياماً عصيبة ويخوضون القتال ضد داعش بمعونة غربية وعربية وغيرها، وظلت تركيا (مكتوفة اليدين) إلى الآن، بل أن مواقفها لم ترقى حتى إلى مواقف إيران التي قدمت وما تزال اشكالاً من العون الى العراقيين لمحاربة داعش.
ويوم حاصر داعش كوباني وراح يقصفها بشدة وعلى مدى شهر والى الآن، فان أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي قال في معرض تناوله لحصار كوباني، (ان الكرد والتركمان والعرب في سوريا إخوة لنا ) وفهم من قوله، ان تركيا ستتدخل وتحرر (إخوتها ) في كوباني من حصار داعش، إلا ان شيئاً من ذلك لم يحصل واكتفت بحشد قوات لها على الحدود مع سوريا من جهة كوباني وممارسة التفرج والوقوف (مكتوفة اليدين) ايضاً حيال ما تعرض ويتعرض له سكان كوباني. رغم مناشدات حلفائها ومعظم المجتمع الدولي و(أبناء العمومة )و(الاخوة) لها بالتدخل والمشاركة في الحرب على داعش.
  نعم، كان من المتوقع ووفق المتغيرات التي طرأت على سياسة تركيا في عهدها الاسلامي الأخواني، عدم قيام تركيا بأي تحرك عسكري ضد داعش، ويؤرخ عام 2003 للتغير في السياسة التركية حين امتنعت عن المشاركة في الهجوم على النظام العراقي عام ذاك، من خلال أغلاق قواعدها العسكرية بوجه التحالف الدولي. ومنذ ذلك العام نجد ان السياسة التركية تتقاطع باستمرار في بعض من جوانبها مع نهج وسياسة حليفاتها الغربيات وحلف الناتو ومنذ فترة تطرح تساؤلات عن جدوى بقاء تركيا في حلف الناتو لدى اوساط اوروبية بالاخص ويوحي ظاهر الامر انه إذا مضت تركيا على سياستها الحالية فأن القطيعة بينها وبين الغرب ستقع لا محالة لكن الواقع هو عكس هذا الايحاء. علماً ان الشعب التركي والرأي العام في العالم، كانوا يتوقون الى تغيير من نوع آخر تقليدي، في سياسة التركية، يقوم على الانفتاح على الكرد وتلبية حقوقهم القومية مع تعميق الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات، فحل المشكلة القبرصية إضافة الى قضايا اخرى، إلا أن تركيا بدلاً من الأخذ بالتغيير الديمقراطي الذي كان العالم ينشده ويتوقعه، فأنها عملت على احداث توازن  بين سياستها الغربية والشرقية والاسلامية منها بشكل الخاص، ما دفع الاعتقاد ببعضهم الى ان تركية وبالتدريج تبتعد عن الغرب والعالم الديمقراطي، والتقرب تلقائياً من المنظمات الأرهابية ذات التوجه التطرف الأسلامي وذخلت معها في علاقات قوية على غرار دخول دول عربية واسلامية حليفة لامريكا سبقتها الى الدخول في تلك العلاقات. وهنالك جملة أمور تشجع على مضي تركيا قدماً في سياستها الراهنة وترسيخ التوازن الذي اشرنا اليه في سياساتها منها:
1-   ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ما زال يكتفي بالقصف الجوي ضد داعش ويرفض التدخل البري الذي يعد بمثابة شرط النصر على داعش، عليه والحالة هذه اذا كانت دول الحلف لا تقبل بزج قواتها البرية في الحرب على داعش، فان لتركيا والحالة هذه الحق في الامتناع عن دفع قواتها البرية الى ساحات المعارك اسوة بدول التحالف.
2-   هناك معارضة تركية داخلية رافضة لتحرك الجيش التركي للقتال خارج حدود تركيا وتتمثل بدرجة رئيسة في:
أ‌-   حزب الشعب الجمهوري
ب‌-   جماعة فتح الله كويلان الاسلامية المتشددة.
ج‌-   اوساط قومية شوفينية متطرفة.
ولا يغيب عن البال، ان السياسة التركية لما بعد عام 2003 هي التي ساهمت في جعل تلك الاطراف القومية والاسلامية المتطرفة، قوية ذات تأثير سلبي على الأحداث.
3-   ومن ثمار سياسة التوازن التركية تركيا ومغازلتها للجماعات الأرهابية عبر فتح ابوابها لها وجعلها ممراً لها للوصول الى سوريا والعراق، وحسب أوساط كثيرة، ان هنالك ما يقارب الـ(15) الف عنصر تركي مرتبط بداعش، ويجري الحديث عن وجود خلايا نائمة لداعش في أنحاء تركيا، ولا ننسى انه بمجرد اختلال في التوازن في السياسة التركية أو حصول أضطرابات في تركيا، فان تلك الخلايا لا بد وأن تتحرك وتجعل تركيا تلحق بافغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا، وتدخل النفق المظلم الذي دخلته هذه البلدان.
ان التوازن كأي ظاهرة وقتي وعرضة للتغير.
4-   مطالبة تركيا بأسقاط نظام بشار الاسد مع اقامة منطقة حظر جوي على طول الحدود التركية السورية جعلت من تركيا تصطدم بالشرق والغرب، فالشرق: ايران والعراق وروسيا، ابدى رفضه مسبقاً للمطلب التركي، وفي الوقت ذاته اعربت الولايات المتحدة وحليفاتها عن عدم موافقتها على اقامة تلك المنطقة. الامر الذي يقوي من رفض تركيا لفكرة المشاركة في الحرب بالشكل الذي تريده اطراف منها

5-   ترتبط تركيا كما نعلم بعلاقات تجاربة واقتصادية قوية مع العراق وكردستان وإيران، كانت من أسباب تقدم تركيا وازدهارها النسبيين، وباستثناء علاقاتها مع ايران، فان علاقتها مع العراق وكردستان لم تكن متكافئة ابداً وكانت لصالح تركيا دوماً، ففي هذه العلاقات كان العراق وكذلك كردستان بمثابة بقرة حلوب لتركيا، ومازال  علماً ان الدولة العراقية من يوم تأسيسها عام 1921، تحولت بعد سنوات الى تلك البقرة.

6-   إن إطالة أمد الحرب مع داعش لسنين طويلة تستجيب بشكل غير مباشر للموقف التركي، فلا تركيا ترغب في مواجهة برية مع داعش ولا الولايات المتحدة أيضاً لأن دخول تركيا في المواجهة البرية قد يقلب حسابات واشنطن في حربها المشبوهة رأسا على عقب، الامر الذي لا تريده الاخيرة، والانكى من كل هذا، أن اطرافاً في التحالف الدولي وعلى راسها الولايات المتحدة اخذت تسعى الى اظهار تركيا بمظهرمن يقع عليه الظلم، فالناتو اعلن التزامه بالدفاع عن تركيا اذا تعرضت الى هجوم، وليس هناك من ينوى مهاجمتها، كما أنه أي الناتو قام بنشر صواريخ (بتريبوت) في الولايات التركية المحاددة لسوريا للدفاع عن تركيا. وفي مقابلة اجرتها فضائية الحدث مع توني بلنكين نائب مستشار الامن القومي الامريكي دافع هذا بقوة عن تركيا قائلاً عنها انها تساهم في الحرب على داعش من خلال احتضانها لنحو مليون لاجئ سوري كما انها اغلقت حدودها بوجه تنقلات داعش اضافة الى مساعدات انسانية تقدمها لضحايا الحرب فقيامها بتدريب المعارضة السورية  المعتدلة على السلاح فجعل اراضها مقراً للأتلاف السوري وحكومته المؤقتة عليه لايتوقع احد ان تتكلل العلاقات التركية الغربية بالقطيعة في المستقبل المنظور. يذكر انه سبق وان تعرضت العلاقات التركية الامريكية والتركية الاوروبية الى توترات في الماضي الى انه لم ينجم عن ذلك تصدع او قطيعة فيها.
ونتيجة لسياسة التوازن التي يعتمدها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فان العلاقات التركية الشرقية والاسلامية كما العلاقات التركية الغربية لن تتعرض الى القطيعة كما فهم من التحذيرات الايرانية والعراقية لتركيا من مغبة اي تدخل عسكري بري لها في سوريا او العراق فتدخل لن يحصل ثم ان تركيا ليست مستعدة للتفريط بعلاقاتها الاقتصادية والتجارية الواسعة مع العراق وايران كما ان هذين البلدين احوج ما يكونان الى موقف تركي متوازن في هذه المرحلة التأريخية
 

الخلاصة، لن تقدم الولايات المتحدة الى ممارسة ضغوط على تركيا باتجاه زجها في حرب برية ضد داعش في سوريا والعراق، ما يعني ان تركيا تظل على موقفها المتفرج كما ان كردستان العراق لن تتمكن بدورها من الاقدام على اية خطوة تغضب تركيا طالما كانت الاخيرة بمثابة البوابة الرئيسة ان لم نقل الاولى والاخيرة لكردستان للاطلالة على العالم الخارجي، وأن غلق هذه البوابة كرد على اجراء كردي مفترض ضد تركيا، من شأنه أن يجر بأوخم العواقب على  كردستان وان تركيا بحاجة ماسة الى ابقاء علاقاتها مع كردستان وتطويرها. ثم ان الوضع الميؤس منه والذي انتهي العراق سيجعل الاخير مكبلاً الى اجل غير منطور بالعلاقات غير المتكافئة مع تركيا، ولن تقدم ايران من جانبها على خطوة مستفزة لتركيا طالما بقيت الاخيرة على سياستها الحالية.
  Al_botani2008@yahoo.com

140
الحرس الوطني..المشروع الاْمني الجديد القديم الفاشل

عبدالغني على يحيي

     توج(الحرس الوطني)السابق بالفشل والهزيمة.وكان قطاع كبير من السنة العراقيين ينعتونه بالوثني!وللعراقيين حساسية ممزوجة بالرعب من مصطلح الحرس منذ انقلاب 8 شباط 1963 حين شكل العهد البعثي الاْول تشكيلة سماها بالحرس القومي الذي سام العراقيين اشكالاً من العذاب لما قتل وعذب وسجن من الشيوعيين والبارتيين والقوميين العرب والمستقلين.والى يومنا والحديث عن ذلك الحرس الذي لقب باللا قومي يثار بين ان وان. وفي العهد البعثي الثاني 1968-2003 اسس البعث تشكيلات عدة نظامية وميليشياوية احداها سميت بالحرس الجمهوري الذي تجاوز اعتداءه على الكرد والشيعة في الداخل ليمتد الى ايران فاْ حتلال الكويت وقصف السعودية والاْمارات بالصواريخ .وكان النظام البعثي يعقد عليه الاْمال في احتلال دول الخليج العربي كله ومن ثم ضرب تركيا. ولحسن حظ العراقيين انه حل في اطار حل الجيش العراقي علي يد بول بريمر. يذكر ان العراق لسنوات كان يلقب بحارس البوابة الشرقية للامة والوطن العربيين ولقد راينا الفعل الذي مارسه هذا الحارس (الاْمين)بحق اعرب البوابة الشرقية.علماً ان كلا الحارسين اخفقا في حماية العراقيين والعرب وتحولا الى جلاد ضدهما.
من الاْمور التي اود التاكيد عليها .ان اية قوة امنية مهما كان اسمها وعنوانها في بلد كالعراق.خارجة عن القوات الاْمنية التقليدية: الجيش والشرطة والامن الخ هي ميليشيات بحق ويبدو ان للنظم الدكتاتورية ولع بالميلشيات او القوات غيرالنظامية:فرسان صلاح الدين والوليد في العهد الجمهوري الاْول والحرس القومي والفرسانين في عهده الثاني.وفي العهدالبعثي الثاني: الجيش الشعبي .الاْفواج الخفيفة.فدائي صدام.النخوة.اشبال صدام الخ.ويعلم العراقيون.كيف ان هذه التشكيلات وفي كل تلك العهود .سرعان ماكانت تنهار وتتلاشى عند توجيه اول ضربة قاضية الى انظمة الحكم التي كانت ترعاها.
مااشبه الفترة التي تلت2003 بالتي سبقتها.اذ ظهرت الصحوات وبدر وعصائب الحق وجيش المهدي وحزب الله و الحرس (الوطني)ويعود الحرس الوطني من جديد وهذه المرة على اسس طائفية ومناطقية وغيرها.ومن مبادئه ان تكون حصة المسيحيين فيه 4% والتركمان 6% الخ وان تكون حصص المكونات الاجتماعية في كركوك مثلاً 32%للكرد وما يماثلها للعرب والتركمان.ونسب مناطقية مثل حصة بغداد50% الخ .ويجري العمل على احياء الحرس الوطني وسط عجز بغداد عن دفع مستحقات احدث تشكيل امني ميليشياوي (الحشد الشعبي) فدعوات ال بناء جيش عراقي جديد على انقاض الذي صار هباء منثورا بعد العاشر من حزيران الماض.
وتحية الى الكرد الذين لم يضيفوا تشكيلات غيرنظامية  الى البيشمركه  منذ تأسيسه عام  1961 و هنا يكمن سر قوتهم واعجاب العالم بالبيشمركه .
 عجبي، من احياء الحكام العراقيين للتجارب الأمنية الفاشلة وعزوفهم عن الحلول السياسية الصائبة التي نادرا ما يقدمون عليها وتحت الضغوط ولفترة قصيرة طبعا.
Al_botani2008@yahoo.com

141
بؤس المناطقية من بعد الطائفية في العراق
عبدالغني علي يحيى
   ليست الطائفية ومحاصصاتها وحدها تهدد العراق وشعوبه, بعد أن قطعت شوطاً نحو التجذر والتعمق, بل أن ظواهر مدانة أخرى راحت تطل برأسها كنتاج لها، منها المناطقية التي تتجلى في محافظة نينوى سيما الموصل منها وفي محافظات أخرى كذلك ولكن بدرجات متفاوتة فنينوى حسب طروحات نخبها السائدة تصور وكأنها غارقة في خصوصية حادة تعزلها ليس عن العراق فقط وإنما  عن المثلث السني العربي ومن اجزاء في محافظة نينوى أيضاً والتي تتخذ فيها النزعة المناطقية كما تروج لها فضائياتها المحلية: الموصل ونينوى الغد، صوراً مثل:
[ عشائر نينوى تطالب الحكومة العراقية للأسراع بتشكيل المنظومة العسكرية من أبناء نينوى لأدارة الملف الأمني ..و.. قوة من أبناء الموصل فقط لمقاتلة داعش..و تكتل أفراد الشرطة في الموصل كفيل بطرد داعش والقضاء عليه.. و.. قوة تطوعية من أبناء الموصل فقط.. و.. نقبل فقط بدخول قوات عربية سنية الى الموصل..الخ]
ويبدو أن الطروحات المناطقية لنخب نينوى السنية العروبوية والأسلاموية هيمنت على عقول زعماء سنة آخرين من غير أبناء المحافظة، فها هو سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي يعزف على الوتر المناطقي الضيق نفسه قائلاً بـ (البدء عمليا بتشكيل منظومة عسكرية من أبناء نينوى...) الخ ويجاريه في العزف تحالف القوى العراقية السني الذي نادى بـ (الأسراع بتشكيل منظومة عسكرية من أبناء نينوى كفيل بحل الأزمة التي تطحن المحافظة منذ زمن)
ترى هل يعقل أن يطرد داعش من الموصل فالقضاء عليه على يد تكتل من أفراد الشرطة الموصلية في وقت يشك في قدرة التحالف الدولي الذي يجمع في صفوفه اكثر من (40) دولة على القضاء عليه ؟ ثم ألا يفسر أو يعد دخول قوات عربية سنية حصراً الموصل بأنه في منتهى العنصرية والطائفية والمناطقية؟ وسؤال ثالث: هل هناك قاعدة اجتماعية عربية سنية في الموصل يستند عليها المناطقيون في دعواتهم، وقد خضعت هذه القاعدة منذ العاشر من حزيران الماضي إلى سلطة داعش في الموصل وبلدات سنية اخرى في المحافظات السنية ؟ أما الموصليون الرافضون لداعش ويبلغ عددهم عشرات الألوف قأنهم يقيمون كلاجئين في كردستان قبل ذلك التأريخ وبعده، وهم الشريفة الوحيدة من بين اللاجئين لم تبدى الرغبة في أي يوم من الايام للأنتظام في فرق وكتائب مسلحة لمقاومة داعش بل وحتى تسيير مظاهرات أو تنظيم تجمعات احتجاجية ضده وذلك على الضد من الايزيديين  والشبك والمسيحيين فهؤلاء تظاهروا واستنكروا داعش وشكلوا الوبة لمقارعة داعش ففي دهوك شكل الايزيديون قوة قوامها اكثر من 2500 مقاتل وتردد أن الشبك في طريقهم الى تأسيس قوة من 1500 مقاتل لأسترداد قراهم ومناطقهم من داعش.
ان الاهابات المفعمة بالنزعة المناطقية لسنة الموصل، لم تتعد الى الان الثرثرة (والعنتريات التي ماقتلت ذبابة) ناهيكم من أنها توحي بالعنصرية والطائفية، فمن شعاراتها مثلاً والتي بثتها تلك الفضائيات ان ( الشارع الموصلي رافض لداعش ومتخوف من عودة الجيش) ورفضت دعوات قوات البيشمركة الكردية ايضاً، فلقد هدد مسؤول المكتب العسكري لثوار العشائر من على صفحات جريدة الشرق الاوسط اللندنية ليوم 19-8-2014 البيشمركة من ان دخولها الموصل سيشير الموصليين اللاجئين في كردستان ويدفعهم للجوء الى أعمال تخريبية ضد حكومة الاقليم. ويعلم المتتبعون لثقافة وشعارات النخب العنصرية والطائفية السائدة في الموصل ان المناطقية الموصلية سابقة على احتلال داعش للموصل وما ترتب عليه من فكر انعزالي مناطقي فبعد الاسابيع الاولى لسقوط النظام العراقي في الموصل يوم 9-4-2003 فأن احزاباً وصحفاً موصلية طرحت افكاراً غاية في العنصرية ضد الكرد، غاية في المناطقية ، حين طالبوا بسحب قوات البيشمركة من الموصل ومن محافظة نينوى، ورفعت احدى الصحف الموصلية الشعار النازي بعد أن حورته وجعلته كالاتي: (الموصل فوق الجميع) وفي حينه رد كاتب هذه السطور على ذلك الشعار في مقال له.
وفي سعيهم الى تعميق التمايز بين الموصل وبقية المدن والمحافظات العراقية بما فيها السنية، تختلق النخب السنية المناطقية الموصلية تنظيمات وهمية زاعمة انها تقود الموصليين منها: ( كتائب الموصل) و (فدائي النبي شيت) و (حركة تحرير الموصل الابية- حتما)وأخيراً وليس اخراً (المجلس الوطني لتحرير نينوى).. الخ هب أن احداً سأل أين تقيم هذه المنظمات؟ وهل من المنطقي أو الصحيح أن تتعدد المنظمات النضالية والذي يدل على عدم اتفاق الموصليين كما يتبين على موقف موحد وكلمة واحدة؟
ان السؤال هذا ذكرني بتساؤل صحفي قبل شهور ومن باب النكتة طبعاً، ألا وهو: أين تقع مزبلة التأريخ؟ ومن الدعوات المناطقية الاخرى للنخب الموصلية السائدة المطالبة بأن تكون وزارة الدفاع العراقية من حصة محافظة نينوى فيما طالبت محافظات ما بان تكون لها حصص في الوزارات.. الخ من المطالبات المناطقية التي راحت تزاحم المطالبات الطائفية في العراق. مثل مطالبات البصريين بأقلمة البصرة أو اتحادها مع محافظتين نفطيتين جنوبيتين.
يقيناً ان الطائفية والعنصرية سيئان، لكن الاسوأ منها  والاجهل منها هو المناطقية. الضيقة التي يدعو لها بعضهم عن قصد أو غير قصد وعلى وجه الخصوص في الموصل وبدرجة ثانية في محافظات اخرى، ففي الوقت الذي يدعو فيه المناطقيون الى معاملة الموصل ونينوى معاملة متميزة ويعملون على تقوية التمايز وتعميقها، يتجاهلون، انهم في محاولاتهم هذه لايمثلون الا فئة قليلة من السكان، لأن اكثرية سكان المحافظة من كرد مسلمين وايزيدية، ومن تركمان ومسيحيين يخالفونهم الرأي فهم  في واد والمناطقيون في واد أخر، وكل العراقيين في واد والمناطقيون في واد اخر، وتبقى الدعوة الى المناطقية ثرثرة وبمثابة طبل فارغ. لدى المنادين بالمناطقية.
Al_botani2008@yahoo.com

142
المصدر الرئيسي لأسلحة الثوار والجماعات المسلحة

عبدالغني علي يحيى
    سيظل عدم التكافؤ من حيث إمتلاك الاسلحة والقدرات العسكرية الاخرى وحتى المالية بين الثوار والجماعات المسلحة وبين الحكومات التي يحاربونها قائماً. ولم يحصل قط وأن تقدمت اسلحة الثوار والجماعات المسلحة، اشدد على التفريق بين الثوار وهذه الجماعات، على أسلحة الحكومات ولاعدد الثوار على عدد جنود الحكومات. ومع ذلك كانت الثورات المسلحة تتمكن إلا نادراً من الثبات بوجه الحكومات والحاق الهزيمة بها وإسقاطها.
ومن الادلة على تفوق الحكومات عدة وعدداً على معارضيها المسلحين. أنه لم يسبق لثوار العالم أبداً وأن حازوا على الطائرات الحربية التي كانت وما تزال حكراً على الحكومات ، واذا حصل الثوار على اسلحة من حكومات مناوئة لحكوماتهم، فأن هذه الاسلحة غالباً ما تكون خفيفة. والذي يهمنا هنا، هو الحجج التي تتذرع بها الحكومات الغربية والامريكية منها بالاخص في منع وصول اسلحتها الى الثوار، الحجة من انتقال السلاح الى الجماعات المسلحة المتطرفة.
هل تنتقل الاسلحة من الثوار المعتدلين الى الجماعات المسلحة المتطرفة أم تنتقل من الحكومات الى الاخيرة؟
منذ قيام الثورة السورية يوم 15-3-2011، فأن الثوار السوريين المعارضين لحكومة د. بشار الاسد، ما انفكوا يطالبون الغرب وامريكا بالاسلحة، الا ان أمريكا وكما اسلفنا واجهت طلبهم بالحجة أعلاه، الا انها تراجعت عن حجتها تلك في الاونة الاخيرة وقررت تزويد المعارضة السورية التي سمتها بالمعتدلة بالاسلحة وتدريبها بالاسلحة وتدريبها على استخدامها، وتبقى هذه الخطوة منها ناقصة ما لم تقدم على تزويد وحدات حماية الشعب الكردي في غرب كردستان والتي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الحزب الاشد صلابة بوجه الارهاب والرابض في الخط الامامي بمواجهة داعش. ولنعد الى السؤال: هل ينتقل السلاح المتطور أو الخفيف من المنظمات  الثورية المعتدلة الى المنظمات الارهابية المتطرفة أم من الحكومات الى الاخيرة؟
في 10-6-2014 لما احتل داعش الموصل ومدن ومناطق سنية اخرى، فأنه استولى على اسلحة امريكية جد متطورة تركتها له الفرق العسكرية العراقية المنسحبة، ولكثرة تلك الاسلحة التي راحت تفيض عن حاجة داعش اليها، فأن داعش اخذ ينقل الفائض منها الى سوريا وربما الى اماكن اخرى أيضاً، ومع هذا لم توبخ امريكا الحكومة العراقية جراء انتقال أسلحتها الى داعش، والانكى من ذلك أن امريكا تعتزم اعادة بناء جيش عراقي جديد وبأسلحة أمريكية طبعاً، علماً أنه لو أعيد بناء الجيش الجديد، فأن الاسلحة التي تتلقاها من أمريكا، ستنتهي حتماً في المستقبل الى معارضين للحكومة العراقية. مع الفارق، كما بينت، بين الثوار التقليديين الذين ناضلوا ويناضلون من أجل قضية عادلة وبين الجماعات الارهابية المجرمة، فأن اولئك الثوار كانوا بدورهم ينتزعون الاسلحة من حكوماتهم، فعلى سبيل المثال، انتزع الثوار الكرد بين  1961 و 1975 وفيما بعد اي بعد انتفاضة عام 1991 الكردية وقبلها بين 1975 و 1991 فلقد انتزع الثوار الكرد الاسلحة من الحكومات العارقية، يذكر انه في انتفاضة عام 1991 مثلاً فأن الجيش العارقي ترك اطناناً من الاسلحة الثقيلة والخفيفة للبيشمركة وللسكان الكرد في أن معاً، وأصبح معظم الشعب الكردي مسلحاً باسلحة الجيش العراقي. المشهد هذا كان قد حصل بهذا الشكل أو ذاك في ثورات الصين والجزائر وفيتنام.. الخ. ومن الامثلة الحديثة على انتقال سلاح الحكومات، ليس الى الثوار، وإنما الى الجماعات المسلحة الارهابية داعش، ان داعش وحسب مصادر حكومية عراقية وغير حكومية، استخدم غاز الكلور السام والسلاح الكيمياوي في ناحية الضلوعية بمحافظة صلاح الدين العراقية، ومما لا شك فيه انه قد حصل على هذين السلاحين المحظوريين من الحكومة السورية المتهمة باستخدامها للسلاحين ضد المعارضين السوريين. وهناك اكثر من دليل على انتقال السلاح من الحكومات الى الجماعات المسلحة المتشددة وليس من الثوار المعتدلين اليها، ففي 18-9-2014 شهدت المدن الكردية الواقعة على الحدود التركية السورية تظاهرات حاشدة منددة بالحكومة التركية متهمة اياها بأرسالها الاسلحة واشكال المساعدات الى داعش.
الخلاصة، ان الثوار المعتدلين الذين يناضلون من أجل قضية عادلة وشريفة ينتزعون الاسلحة من الحكومات التي يناضلون ضدها واحياناً يتلقونها كمساعدات عسكرية من الحكومات المناوئة للحكومات التي يقاومونها والقول نفسه ينسحب على الجماعات المسلحة الارهابية، أما وقوع اسلحة المعتدلين في ايدي المتطرفين فأمر مستبعد جداً.
Al_botani2008@yahoo.com
     

143
القاعدة والأرهاب بين أيلولي 2001 و 2014

عبدالغني علي يحيى
في 11/9/2014 مرت الذكرى الـ13 لإعتداء القاعدة على مركز التجارة العالمي في نيويورك، وعد في حينه وما يزال حادث الأعتداء المذكور منعطفاً في السياسة العالمية سيما الأمريكية، وعلى إمتداد الأعوام الماضية، كانت السياسة الأمريكية تقول بألحاق الهزيمة بالقاعدة، وأكد على ذلك الرئيس باراك أوباما في كلمة له بالمناسبة، منوهاً إلى أن داعش سوف ينتهي الى المصير نفسه الذي أنتهت إليه القاعدة التي قال عنها بشكل غير مباشر، أنها تقلصت وتراجعت، ومنذ مقتل بن لادن فأن هذا الكلام يتم ترديده بكثرة، فهل أن القاعدة قد أنكمشت وأصابها الضعف والهزال؟
عقب مهاجمة مركز التجارة العالمي، كانت المعلومات تشير إلى أن نشاط القاعدة كان يغطي نحو 45 بلداً في العالم، وقبل شهور أو سنوات من الآن، ذكر بأن ذلك النشاط إمتد إلى نحو اكثر من (90) بلداً، وتزامناً مع الذكرى المشار إليها، اعلنت القاعدة عن تأسيس فرع لها في الهند التي تعتبر اكبر بلد ديمقراطي في العالم، واعلنت داعش عن فتح فرع لها في الجزائر، وداعش والقاعدة وجهان لعملة واحدة (الارهاب) وبحسب الأخبار ان النشاط الأرهابي راح يتجذر في الصين وفي مقاطعة تركمانستان الشرقية المسلمة الأمر الذي أقلق الصين، وبين الأيلولين، ظهرت منظمات إرهابية فاعلة تحمل اسماء شتى معظمها إن لم نقل جميعها مرتبطة بالقاعدة وأخذت تمارس فعاليات إرهابية مدوية، وهذه المنظمات بوكوحرام في نيجيريا، وحركة المجاهدين الشباب في الصومال وداعش في سوريا والعراق وجبهة النصرة في سوريا..الخ ونتيجة لنمو وخطورة عملياتها وإتساع قواعدها بشكل جد سريع، فلقد تشكلت جبهات دولية لضربها ومكافحتها، فقبل أعوام مثلاً بعثت اكثر من (8) دول أفريقية في الأتحاد الأفريقي بجيوشها الى الصومال والتي يبلغ عدد أفرادها أكثر من (20) الف جندي لمقاتلة حركة المجاهدين الشباب، فيما تنسق الدول المجاورة لنيجيريا جهودها لضرب بوكوحرام، علماً أن عمليات هذه المنظمات تتعدى احياناً حدود بلدانها لتطال بلداناً مجاورة لنيجيريا والصومال. ومنذ عام 2003 وعلى أثر سقوط النظام العراقي السابق 1968-2003 فأن العديد من المنظمات الأرهابية نشطت في الساحة العراقية من ابرزها القاعدة وداعش، التي تسيطر على معظم مناطق المثلث السني في العراق. كما قامت منظمات أرهابية تابعة للقاعدة بدرجة رئيسه في سيناء ومالي.. وفي سوريا والعراق أسس داعش (دولته الاسلامية) وشهدت باكستان ميلاد طالبانها، اما في الجنوب الشرقي لليمن فان للقاعدة قواعد عسكرية راسخة.
وتذكر نشرات وسائل الأعلام إرقاماً عن عدد الملتحقين بداعش او القاعدة في البلدان الأوروبية: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، روسيا الأتحادية..الخ، التحاقهم بداعش في سوريا والعراق بالأخص، ما يعني، ان بوسع داعش أو القاعدة تأسيس فروع لها في البلدان الأوروبية والأمريكية أيضاً، وليس في الهند والجزائر فقط.
اذا أخذنا بقول لديك جيني: (أن الأخوان المسلمين يشكلون مصدراً للأيدولوجيات المتطرفة لأشد المنظمات الأرهابية تشدداً في العالم). عليه وتأسيساً على قوله يجب أن نعلم بأن الأرهاب منذ عام 2001 قد أنتشر بشكل مذهل في العالم أي مع أو عقب تسلم حزب العدالة والتنمية التركي السلطة في تركيا بعد ذلك العام وإلى الآن، وفي تونس وصل حزب النهضة إلى السلطة وفي المغرب سيطر الاسلاميون على الحكومة، كما أن الاخوان المسلمين فازوا بالسلطة في مصر ثم أزيحوا، وهذه الأحزاب جميعها فروع للأخوان المسلمين، وفي غزة فأن (حماس) سيطرت عليها منذ أعوام وهي أيضاً من فروع الأخوان المسلمين.
الخلاصة، ان الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها الأوروبية فشلت بعد 11/9/2001 من القضاء على القاعدة والأرهاب وستفشل في القضاء على داعش في تحالفها الدولي المرتقب الذي يضم نحو 48 دولة اذا مضت على اخطائها، وعلى الأغلب ان القاعدة وداعش والأرهاب، ستنموا وتتسع بعد الحادي عشر من هذا العام 2014، وذلك بسبب من السياسات الخاطئة لواشنطن. وهنا يحضرني قول لتشرشل: (ان الامريكان لن يستخدموا الطرق الصحيحة لحل المشاكل الا بعد ان يستنفدوا جميع الطرق الخاطئة). ترى هل تشذ الحرب الامريكية والاوروبية المرتقبة على داعش عن حروبها السابقة على الارهاب؟ الجواب متروك للقادم من الايام.   
Al_botani2008@yahoo.com 

144
الموصل بأنتظار البيشمركه

عبدالغني علي يحيى
    في العدد 13049 من صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ليوم 19-8-2014 دعا رعد عبدالستار السليمان (رئيس مجلس ثوارالعشائر العام) اقليم كردستان العراق إلى عدم اجتياح الموصل). مضيفا: (أن دخول البيشمركه الى مدينة الموصل سيؤدي إلى انتقال المعركة الى داخل  مناطق الأقليم )! و ( أن زج الاكراد في معركة داخل مدينة الموصل بحجة داعش خطأكبير)! واستطرد: ( دخول البيشمركه الى الموصل سيتسبب في نشوء صراع بين الكرد والعرب السنة) و (إذا دخلت البيشمركه الموصل فهي لن تستطيع أن تميز بين داعش و الثوار وسيقع الكثير من الضحايا)!!!   
  وقبل أن انتقل إلى مناقشة أراء اخرى له في موضوعة إحتمال تحرير البيشمركه للموصل، وهو احتمال وارد و قوي، بودي القول ان السليمان يجهل الكثير عن الموصل وتأثير الكرد عليها فعلا قتهم القوية بها، اذ سبق للكرد وأن قاموا على مدى نحو نصف قرن باكثر من عملية تحرير للموصل، ومن دون أن يؤدي ذلك إلى انتقال ( المعركة  الى داخل مناطق الأقليم) أو (نشوء صراع بين الكرد والعرب السنة).
العملية الأولى لتحرير الكرد للموصل كانت في أذار 1959 عندما حررت القبائل الكردية الموصل من الحركة الانقلابية الفاشلة التي قادها المرحوم عبدالوهاب الشواف للاطاحة بحكومة المرحوم الزعيم عبدالكريم قاسم، ولولا الكرد الذين تدخلوا لتحريرها، لكانت تلك الحركة تمتد الى مدن اخرى، إلا ان الكرد اخمدوها ووضعوا جدا للمجازر التي ارتكبت فيها فلقد قتل على يد الحركة الشوافية نحو 63 شيوعيا و نصيرا لهم، من جانبها قامت الجماهير الغاضبه  بقتل وسحل ما يقارب ال 65 مشاركا في الحركة ومتعاطفا معها ومع هذا لم تنتفل (المعركة) الى الاقليم، ولم يحدث صراع بين الكرد والعرب السنة.
ويوم سقوط النظام العراقي البعثي في 9-4-2003 فأن البيشمركه، وفي عملية ثانية لتحرير الموصل، حررت الموصل و بسطت سيطرتها لشهور عليها، وكان عملها محل رضى الموصليين باستشناء فئه شوفينية وجهت وفدا لها إلى اربيل لأقناع القادة الكرد بسحب  البيشمركه من (أراضي محافظة نينوى) و هي المناطق التي سميت فيما بعد (بالمتنازع عليها) وكذلك بتقليص مقرات الاحزاب الكردية فيها. وفوق هذا لم تنتقل المعركة إلى داخل اقليم كردستان ولم ينشب اي  صراع بين الكرد والعرب السنة.
أما العملية الثالثة لتحرير الموصل على يد الكرد والبيشمركه فهي التي وقعت في 5-11-2004 حين احتل مسلحو (دولة العراق الاسلامية ) جميع مراكز الشرطة ونقاط التفتيش العسكرية في الموصل ولم يدم ذلك الاحتلال سوى ساعات وانهي على يدالبيشمركه وليس أي جيش أخر، وهنا ايضا لم تنجم اي معركة او صراع بين الكرد والعرب السنة كما لم تنتقل المعركة الى داخل الأقليم الكردستاني. فضلا عن ماذكرنا، فان الكرد كانوا السبب في استفتاء عام 1925 لتقرير مصير ولاية الموصل،في ضم الولاية والموصل إلى العراق لا الدولة التركية، علما انه كان هناك تحرك قوي من قبل بعض من العرب الموصليين وغيرهم من العرب لألحاق الموصل بتركيا،ويشهد على الدور الكردي الفاعل في ضم الموصل إلى العراق المرحوم خير الدين العمري في مذكراته.
ان الوقائع المذكورة تفند الافكار البائسه للسليمان الذي القى ايضا بشكوك على قدرة البيشمركه في التمييز بين داعش و(الثوار) اذا علمنا ان الكرد ميزو بين الصديق والعدو في الوقائع التي ذكرناها وبين العراق و تركيا عام 1925. وعلى ذكر الثوار يحق لنا ان نتساءل هل في الموصل الان ثوار يقاتلون داعش بحيث يصعب على البيشمركه التمييز بينهم وبين داعش ؟ و ان كان هناك ثوار بالمعنى الصحيح للكلمة يقينا انهم متعاونون مع البيشمركه.
في جميع الوقائع التي اشرنا إليها، كان الكرد والبيشمركه من محرري الموصل  وليس غيرهما، والان فان الاخبار كلها تقول باستعدادات للبيشمركه في (الخازر) و (بعشيقة) و (ناوران) و (تلكيف) للدخول إلى الموصل وتحريرها، وكم كنا نتمنى ان يكون هنالك (ثوار) أو قوات مسلحة عراقية ليشاركوا البيشمركه في عملية تحرير الموصل المرتقبة من داعش.
اما كيف (تننقل المعركة الى داخل كردستان)  وعن طريق من و بواسطة من؟ الجواب لدى السليمان طبعا والذي تبين انه يعاني من جهل مركب بتأريخ الموصل واحداثها القريبة والبعيدة. يقول السليمان او بالاحرى يجيب على السؤال : (ان كثيرين من أهل الموصل موجودون في اربيل بصفتهم نازحين فاذا سمعوا بأن الاكراد دخلوا الموصل أو قصفوها أو أن اقارب لهم قتلوا في الموصل فأنهم قد يقومون باعمال تخريبية داخل الاقليم)!! بدءا اقول، ان الموصليين لم يقاوموا العمليات الانقاذية للموصل من جانب الكرد والبيشمركه في اعوام 1959 و 2003 و 2004 بل رحبوبها ولم يقتل موصليون على يد الكرد والبيشمركه، وأن من شأن التصريح الذي ادلى به السليمان أن يدفع بشعب وحكومة كردستان الى اخذ تدابير رادعة لدحراي تحرك مفترض للموصليين النازحين الى الأقليم ووضعهم تحت المراقبة وما يترتب من تنغيص للعيش عليهم بعد ان وصفهم السليمان بشكل غير مباشر بمخربين. إلا أنه لا حكومة الاقليم ولا شعب كردستان، لن يقدما على اي تصرف لا لحاق الأذى بالموصليين، وان الموصليين بدورهم الذين يزاولون اعمالهم بحرية في كردستان ويرتبطون بعلاقات اجتماعية قوية مع اخوتهم الكرد لن يقدموا على التخريب، ليس هذا فحسب بل ان الموصليين يترقبون ويتلهفون على احر من الجمر لدخول البيشمركه الى المرصل وتحريرها من داعش، فتسهيل أمر العودة للناز حين إليها. من هذا الفهم على السليمان وامثاله الكف عن ابتزاز شعب وحكومة كردستان، ثم ان حكومة كردستان لن تبني احكاما على توقع  جاهل لشخص يفتقر الى الأمام بتأريخ وحوادث الموصل قديما وحديثا والذي لا يختلف فيه اثنان ان اقدام البيشمركه على تحرير الموصل . والذي ينتظره كل الموصليين الشرفاء ، سيقوي من العلاقات الاجتماعية والاخوية بين جماهير الموصل وبين شعب وحكومة وبيشمركه كردستان.
ان الموصل هي الاقرب الى كردستان وشعبها، من قربها إلى الأنبار وصلاح الدين ، لذا كان من المتوقع ان يلجأ العرب السنة الموصليون الى مدن كردستان وليس الى اية مدينة عراقية، والان  فان الموصليين بانتظار تحرير مدينتهم على يد البيشمركه ويعقد الموصليون الوطنيون والشرفاء الأمال عليها لتحرير الموصل من عصابات داعش،و ان اي تحرك معاكس لتلك الامال فانه سيصب في مصلحة داعش والارهاب، ولقد بدأ بعضهم بالتحرك هذا منذ اسابيع حين نادى كل من السليمان وعلي حاتم السليمان رئيس عشائر الأنبار ومحمد طه الحمدون رئيس ما يسمى بالحراك الشعبي، نادوا دون خجل من أن (معركتهم ضد داعش مؤجلة)، ما يعني الوجه الأخر لندائهم أنهم يفضلون بقاء الموصل تحت سيطرة داعش وليس انتقالها الى البيشمركه في وقت نجد فيه الشرق والغرب يساند البيشمركه ويسلحها، وان مؤجلي المعركة ضد داعش، وحدهم يغردون خارج السرب، وان من الصعب التمييز بينهم وبين داعش. وعلى القيادة الكردية وقوات البيشمركه المضي قدما باتجاه محو داعش وابادته وانقاذ الموصل منها ومن المؤجلين لمعركتهم ضد داعش، فمعركة البيشمركه ضد داعش عادلة و شريفة، وعلى العالم المتمدن ان يواصل دعمه ومسا ندته للبيشمركه ، وليعلم الكرد والموصليون والعرب الشرفاء والعالم اجمع ان داعش والمؤجلين للمعركة ضدها وجهان لعملية واحدة ومن الصعب التمييز بينهما.
يا جماهير الموصل الصامدة المعذبة، الفجرات و جيش الحرية والخلاص، البيشمركه، ينتظر ساعة الصفر وهو على ابواب الموصل لتحرير الموصليين من وحوش ويرا برة الزمان داعش واخواتها.

145
البيشمركة رمز الفروسية والشهامة والاباء، جيش العالم

عبدالغني علي يحيى
    لما أحست داعش بالهزيمة في عينزاله، قامت باضرام النار في (3) خزانات للنفط أسفر عن حرق (130) الف برميل منه. ويوم غادرت البيشمركه عينزاله لأمور تكتيكية فانها لم تمس تلك الأبار بسوء. ولا وجه للمقارنة بين البيشمركة البطلة وعصابات داعش المجرمة المدعومة للاسف من قبل قطاع عريض من السنة والعشائر العربية في محافظات نينوى وكركوك وديالى بالاخص. وقبل هذا الحادث خططت داعش لتفجير سد الموصل قبل طردها منه، إلا أن البيشمركه كانت اسرع منها واحالت دون تنفيذ مخططها الجهنمي. علما أن البيشمركه عندما انسحبت من ذلك السد قبل فترة ولأمور تكتيكية ايضا فأنها تركت السد على حاله.
وفي مطلع عام (1991) حين هزم الجيش العراقي من الكويت، فأن أول ما قام به ذلك الجيش (الباسل) هو اشعال النار في أبار النفط الكويتية ضاربا بذلك عرض الحائط بكل القيم الأخلاقية السامية عرض الحائط. ويوم انسحبت البيشمركه من كركوك في العام نفسه لأسباب لامجال لذكرها هنا فأنها لم تحرق ابار النفط فيها،وكان بوسعها ذلك وبسهوله بالرغم من أن الحكومات العراقية كانت تستخدم موارد النفط في كركوك ضد الكرد لعقود من السنين، والأمر الأشد عارا وخجلا،ان الجيش العراقي الملقب بالباسل وحارس البوابة الشرقية للامة العربية هتك أعراض أكثر من (1000) امرأة وفتاة كويتية عند  احتلاله للكويت. وفي أذار 1991 عندما انهار الجيش العراقي امام البيشمركه والجماهير الشعبية الكردية،فأن البيشمركه لم تنتقم من ضباط وجنود ذلك الجيش المجرم لما ارتكبه من فظائع يندى لها الجبين مثل: قصفه لحلبجة بالكيمياوي وتسليط الأنفال السئ الصيت على الكرد فهدمه ل (4500) قرية كردية ودفنه لعشرات الألوف من الكرد في المقابر الجماعية. ان البيشمركه بدلا من ان تعاقبهم راحت والأهالي ليقدمون الطعام والشراب الى اولئك الضباط والجنود في طريق عودتهم الى اسرهم في الوسط والجنوب من العراق.
وفي أعوام الجفاف الذي ضرب المناطق العربية السنية في محافظة نينوى قبل نحو 14 عاما ، سمحت حكومة كردستان للعرب بجلب أغنامهم ومواشيهم الى كردستان لأغراض الرعي وبحماية البيشمركه لهم، ولما بسطت قوات البيشمركه سيطرتها على المناطق المستقطعة من كردستان عام 2003 ، فانها وطوال 11 عاما راحت تساعد العشائر العربية المجاورة للقرى الكردية عملا بمبدا حق الجار على الجار ومبادي سامية أخرى. أو تعلمون كيف رد اولئك العرب الجميل الكردي؟. بعد إحتلال داعش لقرى الكرد في سنجار وزمار ومخمور وكوير..الخ، فأن اولئك العرب تقدموا داعش وراحواينهبون اموال الكرد ويقتلون العزل من رجال واطفال ونساء فضلا عن سبي النساء..الخ من الافعال القبيحة، بالمقابل حين استردت البيشمركه المناطق التي احتلتها داعش، فأنها لم تنتقم من المسيئين العرب، بل ودعا البارزاني الى عدم اخذ العرب اللاجئين في كردستان بذنب اولئك العرب من ناكري الجميل، ولم تنتقم البيشمركه منهم.
هكذا ربى البارزاني مصطفى والقاضي محمد والشيخ محمود وغيرهم من القادة الكرد العظام من الاحياء والاموات البيشمركة على الاخلاق الفاضلة والاباء والشهامة والفروسية وغيرها من المعاني السامية.
لهذه المواقف النبيلة للبيشمركه الذي  يتقدم الصفوف في الحرب على الارهاب نيابة عن العالم، صارت  موضع احترام العالم اجمع الذي سارع الى تزويدها باللأسلحة المتطورة ودعمها والتعاون معها، ومازال العرب العراقيين من سنة وشيعة وحدهم المتنكرين لأباء وشهامة البيشمركه، فالسنة دعوا إلى تأجيل القتال ضد داعش التي تفتك بالكرد والانسانية جمعاء والحكومة الشيعية ببغداد مازالت تمتنع عن صرف الرواتب للبيشمركه وتزويدها بالسلاح
ستظل البيشمركه في الذرئ ويظل خصومها في الحضيض.
Al_botani2008@yahoo.com

146
خرافة المحافظات الست المنتفضة ودلالاتها التوسعية والعنصرية
                                                                                   
       عبدالغني علي يحيى
   اخطانا اكثر من مرة، مصطلح (المحافظات الست المنتفضة) وهي( بغداد والأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى) حسب زعم النخب السنية المعارضة لبغداد وغير المعارضة لها ايضاً. وبالرغم من سقوط الاجزاء السنية كافة في تلك المحافظا في قبضة داعش، وقيام البيشمركة بحماية وتحرير المناطق الكردية المستقطعة من كردستان على اثر سقوط الموصل في 10-6-2014 بيد داعش ويبدو ان بعضاً من الساسة السنة انتبهوا لهذه الحقيقة وعقدوا مؤتمراً لهم باربيل ضم (4) محافظات فقط، وعلى الأرجح انهم شطبوا كلاً من بغداد الشيعية وكركوك الكردستانية من المصطلح المذكور، إلا ان بعضاً من القادة السنة وفي مؤتمر لهم باربيل أيضاً عادوا ليعزفوا على وتر المحافظات الست المنتفضة هنا نتسائل هل ان( المحافظات السنية المنتفضة) منتفظة على الحكومة العراقية ام انها محتلة من قبل داعش؟ وهل ظلت ساحات الاعتصامات والقاء الخطب الحماسية لتحريض الناس على الحكومة العراقية على حالها ام انها صارت اثراً بعد عين انجاز القول؟ علما ان بعضاً من الاعتصامات سيما في الموصل وكركوك سبق وان اختفت منذ شهور وقبل احتلال داعش للمناطق السنية. ثم ايهما اخطر على العرب السنة احتلال داعش الارهابي المجرم المدان عالميا لمدنهم واراضهم ام الحكومة العراقية؟
    وحتى القول المحافظات الـ 4 سنية غير دقيق ففي نينوى مثلاً ثمة 16 وحدة ادارية كردستانية تكاد تكون شبه مستقلة عن الحكومة المحلية في نينوى  ، وان مساحة جد ضيقة تعد عربية مثل قضاءي الحضر والبعاج واجزاء من قضاء الموصل، اما الاقضية: سنجار والشيخان ومخمور وتلكيف والحمدانية وتلعفر، فهي كردستانية، وكان حرياً بممثلي الكردستانيين في مجلس محافظة نينوى رفض اعتبار نينوى من المحافظات الست السنية المنتفضة وكان على مجلس محافظة كركوك أيضاً الذي يشغل الكرد فيه ثلثي مقاعده رفض درج كركوك ضمن المحافظات الست، والقول نفسه ينسحب على الكرد من اعضاء مجلس محافظتي صلاح الدين وديالى. فالاجزاء الكردية وكذلك التركمانية ليست ارضاً سنية في هاتين المحافظتين.
ان نزعة التوسع السنية في الاستيلاء على كل المحافظات الست المذكورة هي على حساب الكرد والشيعة والتركمان وهي نزعة متأصلة في النخب السنية المتنفيذة وترجع لعقود وهذه النزعة دفعت بالنظام السابق ونظم سبقته الى احتلال اجزاء من ايران 1980-1988 والى احتلال الكويت 1990-1991 ولو كان النجاح يحالف النظام البعثي السابق في ظم الكويت الى العراق لكان ذلك يزين لحكام بغداد مهاجمة الدول العربية الخليجية مثل الامارات والسعودية وضمها الى العراق دع جانباً احتلال اجزاء واسعة من كردستان من قبل الحكومات العراقية السنية والذي اتخذ شكل التعريب وبناء مستوطنات عربية على الاراضي الكردية في محافظات  نينوى وكركوك وديالى وصلاحدين.
في الماضي البعيد، نادى الكرد بان الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية وان القسم العربي من العراق جزء من الوطن العربي، عليه فان على الكرد اعتبار الاجزاء العربية السنية من المحافظات تلك جزءاً من المثلث السني وليس كل الاجزاء منها، وواضح ان الزعم المحافظات الـ6...الخ يلغي الاجزاء الكردستانية وهي الأوسع سيما بالنسبة لنينوى و كركوك. وبخصوص بغداد فلا ننسئ ان الوقائع اثبتت ضآلة حجم السنة مقارنة بحجم الشيعة فيها  دع جانباً الفوز شبه الساحق للشيعة في الانتخابات البرلمانية كافة والتي جرت ببغداد في 2005 و2010 و2014 . وحتى في محافظة الانبار فلا ننسى ان هناك ناحيتان شيعيتان هما البخيت والرحالية الحقتا قسراً بمحافظة الانبار على يد النظام البعثي السابق.
على ممثلي العرب السنة الكف عن ترديد مصطلح المحافظات الست المنتفضة الذي يشوه الحقائق على الأرض، كما يجب على الكرد، ان يتخذوا موقفاً حازماً من الشعارات التوسعية والعنصرية للسنة، وعدم مشاركة ممثليهم في اجتماعات ما يسمى (المحافظات الست المنتفضة ) ومنع عقد اي مؤتمر أو اجتماع باسمها في اربيل أو اي مكان آخر من كردستان.
لقد آن الأوان، لكي يتحرر السنة من اوهامهم التوسعية العنصرية ويعرفوا حجمهم حق المعرفة وان يتخلوا عن اختراق الحدود الاجتماعية للمكونات الاخرة. والا فانهم يلحقون افدح الاضرار بمكونهم السني وبالعلاقات بين السنة وبقية المكونات الاخرى. وان الاستمرار في تلك الاوهام والخرافات ( المحافظات الست .. الخ) سيقلص من حجمهم اكثر.   
Al_botani2008@yahoo.com

147
الفرصة الذهبية الحالية لدحر داعش أم لأستقلال كردستان؟

عبدالغني علي يحيى
    في اذار 1991 يوم حرر البيشمركة كركوك من النظام البعثي انتقد المخلصون للقضية الكردية، القيادة الكردية لعدم اقتلاعها للتعريب وبالاخص في كركوك من الجذور، أي طرد الوافدين اليها وتطهيرها منهم، فتسوية مستوتناطهم مع الارض وفي عام 2003 تكرر المشهد بعد ان قضي على ذلك النظام ومع ذلك ابقي على التعريب وبرز النقد من جديد. وفي 10-6-2014 حلت فرصة ثالثة لاستعادة كركوك وبقية المناطق الكردستانية المستقطعة، ولحسن الحظ، ان البارزاني سارع الى اقتناص الفرصة واستردت المناطق تلك كافة، وتم حفر خندق بطول 1050 كيلومتر وبذلك عينت حدود كردستان مع مناطق العراق العربية. ولقد قوبلت إجراءات البارزاني القومية الجريئة بدعم عظيم من الشعب الكردي، ووحدت كلمة فصائله وراحت التطلعات الاستقلالية تقوى، ولم يكن يدور  بخلد أحد، ان فرصة رابعة ستحل جراء احتلال داعش لسنجار ومناطق كردستانية كثيرة وقيامها بأضطهاد وحشي للكرد، ما دفع بالمجتمع الدولي في امريكا واوروبا واستراليا.. الخ الى أن يهب هبة رجل واحد ليدافع عن كردستان ويقدم مساعدات انسانية وعسكرية اليها. كما ان الصف الكردي في جنوب كردستان ازداد تماسكاً، واندفع الكرد في الاجزاء الاخرى من كردستان الكبرى الى حمل السلاح دفاعاً عن اشقائهم الكرد وتجربتهم الديمقراطية. عليه يفترض، ان ما حصل من دعم وتضامن مع الكرد يجب ان يفضي الى شيء اعظم ولايتوقف عند دحر داعش الذي لا بد وان ينجز بجهد اقلوتضحية عقل
لذا فأن المنجز الاعظم الذي ينشده الكرد ويتناسب مع التطور الهائل لدعمهم واسنادهم ، هو الاستقلال وتأسيس الدولة الكردية، واذا كان النزوح المليوني الكردي عام 1991 قد هز الضمير العالمي، ونجمت عنه حماية الكرد في حدود خط العرض ال : 36 وقيام النظام القومي الديمقراطي الكردستاني شبه المستقل، فان المأساة الانسانية  التي وقعت في سنجار ومدن كردستانية اخرى والتي تفوق النزوح المليوني من حيث التـأثير في نفوس يجب أن تفضي الى نقلة نوعية في المطالب القومية الكردية ألا وهي استقلال كردستان الذي يسد الطريق امام اضطهاد الشعب الكردي والاقليات الدينية والقومية في كردستان ألى الابد. ان على حكومة جنوب كردستان وكل النشطاء الكرد اينما كانوا أن يتحركوا بهذا الاتجاه ويكرسوا المأساة الانسانية التي وقعت في جبل سنجار، جبل الموت، حلبجة الثانية، تايتانيك الكرد لاجل حمل المجتمع الدولي على الاعتراف باستقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية، وأن لايتوقف دعمه عند إلحاق الهزيمة بداعش، فما حصل من دعم عالمي للكرد جدير بأن يكون من اجل تحقيق مكسب اعظم ألا وهو استقلال كردستان. وبعكسه فان القول (مخض الجبل فولد فأراً) سينسحب على كل هذا الدعم الكبير وغير المسبوق لجنوب كردستان اذا اقتصر على ابعاد خطر داعش فقط ولم يؤدي الى تأسيس الدولة الكردية المستقلة.
على الكرد ان لا يدعو الفرصة الذهبية الراهنة تفوتهم والفرص قلما تتكرر.
Al_botani2008@yahoo.com

148
الطريق الى استقلال كردستان صار اقصر واسرع واضمن.

عبدالغني علي يحيى
  أعرب الرئيس مسعود بارزاني مرارا سيما في الأونة الأخيرة عن النية في اجراء استفتاء على استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية واثر كل دعوة منه الى الاستقلال فان النفوس تشحن بالثقة والمال في ان تتحقق دعوته في اسرع وقت ويتحرر الشعب الكردي من جحيم وكابوس ومحرقة اسمه العراق.  ولقد دفعت دعواته الاستقلالية الى بروز خطوات داخلية كردستانية تمهد لأنجاز الاستقلال والسيادة لكردستان الحلم المشروع الذي طال انتظاره كثيراً والافت استجابة مراكز القرار الدولية وبالاخص الولايات المتحدة الامريكية للطموح الكردي المشروع ومشروع الاستقلال والتي سنأتي الى ذكرها لاحقاً. ولنبدأ بالتطورات الداخلية الكردستانية شبه العفوية لأجل نيل الاستقلال وهي على سبيل المثال:   
أصدر البرلمان الكردستاني قرارا ينص على تأسيس مفوضية عليا مستقلة للأنتخابات في كردستان واستبشر المواطنون خيرا بالقرار، بعد أن كانت الانتخابات في كردستان تجرى باشراف من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق والكل يعلم ان المفوضية هذه لم تعد مستقلة منذ زمن بل خاضعة لنفوذ الجهات المتنفذة في الحكومة العراقية.
عدا ذلك فأن جنوب كردستان قرر في نهاية شهر رمضان الماضي، استقلاليته في اعلان العيد دون الرجوع إلى بغداد وانتظار فتوى منها بذلك، مثلما كان متبعا في السابق، ولكردستان وزارة للأوقاف والشؤون الدينية إضافة إلى اتحاد علماء الدين الاسلامي ومؤسسات دينية اخرى عليه والحالة هذه يحق للكرد ان يستقل بقرارهم بهذا الشأن. وعندي ان اتخاذ هذه الخطوة الاستقلالية وتلك التي سبقتها أيضا، تأخر بعض الشيء، إلا انهما يصبان بقوة نحو إنجاح المشروع الاستقلالي للرئيس البارزاني و لحكومة وبرلمان كردستان كذلك.
ومن الخطوات في الأتجاه عينه، ما قاله البارزاني أثناء تفقده للبيشمركه في الخطوط الأمامية، أن الأخيرة ستزود باسلحة ثقيلة ومتطورة لمحاربة الأرهاب، والسلاح كان وسيبقى اداة لتحقيق الحرية والاستقلال للأمم، بما فيها الأمة الكردية. والسلاح الفعال علاوة على العقيدة العسكرية السامية للبيشمركه، سيردع حتما كل معتد وطامع بأرض كردستان. ويحضرني هنا قول (همزاتوف) في رائعته (داغستاني) وهو: ان سلاح الشعوب الصغيرة المغلوبة على أمرها يجب ان يكون حادا، ويندرج في الاتجاه نفسه عزم البارزاني على تحسين المستوى المعيشي للبيشمركه وبحياة كريمة لهم، اذ لا استقلال بدون جيش قوي ينجزه ويحافظ عليه، وينسحب قول لنابليون على هذا العزم من البارزاني وهو (الجندي يحارب بمعدته) وبالأهتمام المطلوب بالبيشمركه وسلاحه، فان الطريق سيكون ممهدا اكثر أمام الاستقلال والحرية. لكردستان وشعبها
ولقد تردد، من أن جنوب كردستان سيصدر نقوده الوطنية ويترقب المواطنون بفارغ الصبر ذلك، كونه خطوة على الطريق الصحيح، تختزل المسافة الى الاستقلال، وعلى الطريق ذاته نجح المشروع الاستقلالي، تصدير النفط الكردستاني، والأهم من كل ما ذكرناه، ان المشروع هذا نجح أيما نجاح في رص الصف الكردي الكفيل بتذليل العقبات أمام ظهور الدولة الكردية.
أعود الى استجابة مراكز القرار الدولية لمشروع استقلال كردستان والعامل الدولي يعد بحق شرطاً لأنجاح المشروع، والذي يتمثل في الولايات المتحدة الامريكية صاحبة القرار الاول والاخير، والامثلة على التطورات المشجعة كثيرة منها، ان البارزاني لم ينطق عن الهوى حين قال ، ان البيشمركة ستتزود باسلحة ثقيلة لمحاربة الارهاب، وبعد اكثر من اسبوع على قوله ذاك، قالت صحيفة واشنطن بوست، ان المسؤولين الامريكان اعلنوا عن ارسال اسلحة امريكية بصورة مباشرة الى قوات البيشمركة الكردية واكدت المصادر الكردية على ذلك في بعد.
كما طالب الكونكريس الامريكي بتسليح كردستان، ويبدو ان المطلب ليس كردياً وامريكياً فحسب، بل اوربيا ايضاً، فوزارة الخارجية الفرنسية مثلاً طالبت الاتحاد الاوروبي بتسليح البيشمركة وابدت الحكومة الايطالية افكاراً مماثلة، واعربت المانيا وكندا عن استعدادها لتقديم اشكال من العون لكردستان، وشددت الفاتيكان بدورها على تسليح البيشمركة، واكاد اجزم ان هذه هي المرة الاولى تتسلل فيها لغة السلاح والقوة الى لسان الفاتيكان. ولم يستبعد طوني ابوت رئيس الوزراء استراليا ارسال قوات الى كردستان  لدعم البيشمركة.
ولم ينطق البارزاني عن الهوى ايضاً يوم شدد وبقوة على استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية، وكان اول ما نادى به هو اجراء استفتاء على الاستقلال، وبعد مرور اسابيع جد قليلة على ندائه، طالعنا البيت الابيض في موقعه الالكتروني باقدامه على تنظيم استفتاء بخصوص استقلال كردستان والذي ما يزال جارياً وشارك فيه اكثر من (100) الف شخص ونست صحيفة نيويورك تايمز الامريكية الى المسؤولين الامريكان القول: (بعد حرب داعش فان كردستان ستنفصل عن العراق) فضلاً عن هذا فان كبار الشخصيات المتنفذة في امريكا والعالم يتبارون في اسندهم المشروع استقلال كردستان. السيد ( أوليوت أنكل) عضو الكونكرس الامريكي دعا الى استقلال كردستان وتسليح البيشمركة. فيما اكد جوزيف لبرمان العضو في الكونكرس الامريكي ايضاً على دعم البيشمركة وتزويدها بأفضل التجهيزات العسكرية وتدريبها.
حذاري من ان ينخدع الكرد بعزل المالكي واحلال العبادي محله، فما حصل ببغداد شأن داخلي شيعي لن يقدم ولن يؤخر من الحقوق القومية الكردية في شيئ، وعلى الكرد المضي قدماً على طريق الحرية والاستقلال والسيادة. وليكن دعمهم للعبادي في خدمة استقلال كردستان.
Al_botani2008@yahoo.com
 

149
نطالب السنة بموقف صريح من الكرد، والكرد بموقف قومي من السنة.

                                                                   
عبدالغني علي يحيى
     لعقود، مارس الكرد عن جهل (الحب من طرف واحد) مع العرب السنة في العراق وخارجه، ففي استفتاء تقرير مصير ولاية الموصل 1952 صوتوا لصالح الأنضمام إلى العراق، مفضلين بذلك العرب على الترك. وفي عام 1956 تظاهروا تضامناً مع مصر ضد العدوان الثلاثي عليها وسجن منهم خلق كثير. كما ايدوا الثورة الجزائرية والقضية الفلسطينية..الخ من مواقف داعمة للعرب. ولكن يوم تعرضت حلبجة للقصف الكيمياوي وقتل خلال دقائق من سكانها نحو (5000) شخص وقتل اكثر من 182 الف كردي في الانفال ومذابح اخرى بحق البارزانيين والفيليين فأبتلاع المقابر الجماعية لعشرات الالوف من الكرد وتدمير 4500 قرية كردية، فان العرب العراقيين بالاخص وقفوا موقف المتفرج من المآسي التي حلت بالكرد، ولم تشهد البلدان العربية ولو تظاهرة واحدة حتى من (5) أشخاص احتجاجاً على ذلك. في حين عندما تعرضت مصر الى العدوان الثلاثي، تظاهر الكرد في أربيل والسليمانية ودهوك وكويسنجق ضد ذلك العدوان والقي العشرات منهم في سجون بعقوبة والنكره وغيرها.
ولكن يبدو ان الكرد لديهم الاستعداد للدغ من جحر اكثر من مرتين فبعد عام 2003 وعلى أثر الصراع الذي نشب بين السنة والشيعة في العراق. فان الكرد فتحوا أبواب كردستان على مصاريعها امام اللاجئين السنة الذين قدر عددهم بنحو (200) الف لاجيء قبل اندلاع الحرب في الأنبار مستهل عام (2014). والآن وبعد اجتياح مدن ومناطق سنية من قبل داعش بعد أحداث الموصل في 10-6-2014 فأن العدد تضاعف.
وبعد احتلال داعش لسنجار وزمار فأن الكرد ذاقوا تجربة مرة مع السنة ، ففي تلك المناطق، وكذلك مناطق جلولاء وغيرها قام العرب السنة بطعن الكرد والبيشمركه دون استحياء وخجل وقد تنكروا للجميل الكردي معهم ووضعوا ايديهم في يد داعش، وراحوا يسبون نساءهم (سبي 500 فتاة وامرأة ايزيدية في سنجار) و ينهبون ويسلبون أموال الكرد وقطعان اغنامهم ومواشيهم( اتق شر من أحسنت اليه) وراحت داعش تنطلق من القرى العربية وبدعم من الاخيرة للأعتداء على الكرد والايزيديين والشبك والمسيحيين والتركمان الشيعة، وحسب انباء مؤكدة فان عرب جلولاء كانوا ومازالوا القاعدة الاجتماعية لداعش وانضم المئات منهم وكذلك في الموصل واطراف ربيعة وزمار ومخمور الى داعش لألحاق الأذى بالكرد وابادتهم هذه ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها العرب السنة بالصورة التي ذكرناها مع الكرد ومكونات قومية ودينية ومذهبية اخرى، ففي نظام صدام حسين، كانوا الاداة الطيعة للتعريب واحتلال مدن وقرى واراضي الكرد. وبعد انهيار النظام المذكور في 9-4-2003 فان العرب المستوطنين في كركوك رغم حصولهم على تعويضات لقاء مغادرتهم لكركوك، فانهم لم يغادروها وبقوا كالكابوس على صدور الكرد والتركمان والمسيحيين هناك. لقد اثبت العرب السنة انهم مع داعش وان الاخيرة تمثلهم وتقودهم. مثلما كانوا في السابق مع نظام صدام حسين.
عندما اجتاحت داعش الموصل وسنجار ..الخ فأن المسيحيين الفارين من الموصل واطرافها ن تظاهروا في دهوك وعينكاوا واربيل تنديداً بداعش وسوء سلوكها ، فيما قام الايزيديون بتنظيم تجمعات مدوية امام البرلمان الكردستاني باربيل وكذلك في السليمانية ودهوك وزاخو وفي مدن أوروبية للغرض نفسه. أما النازحون العرب السنة الذين يربو عددهم على عشرات الالوف ويفوق عدد المسيحيين والايزيديين في كردستان، فانهم لم يتظاهروا ضد داعش في كردستان، ما يعني انهم مع داعش، وانهم وداعش وجهان لعملة واحدة أو قلبان في جسد. في وقت كان من المفروض فيهم ان ينتظموا في فصائل مسلحة لمقارعة داعش وضربها إلا ان شيئاً من ذلك لم يحصل. ولن يحصل، ان قلوبهم مع داعش وان الكرد محقون في النظر اليهم، النظرة الى خلايا نائمة أو قنابل موقوتة وتعريب تحت ستار النزوح ينفجر بوجه الكرد في اية لحظة أو عندما تحين الساعة.
على حكومة كردستان، أن تراجع مواقفها حيال اللاجئين السنة في كردستان وكذلك المنظمات العربية السياسية السنية وكل المكون الاجتماعي السني، وتطالبهم بموقف واضح وصريح.. هل هم مع الشعب الكردي أم مع داعش؟ فسؤال ثان: اذا كانت داعش وظلالها: (المجلس العسكري لثوار العشائر) و(جيش الطريقة النقشبندية) وغيرها، تدعي بانها حررت من أراضي العراق ما يقارب ال 50% فلماذا والحالة هذه لا يعود النازحون السنة في كردستان الى وطنهم في الانبار وصلاح الدين وغيرهما، بعد ان اصبح وطنهم حراً كما  يزعمون ويشرعوا ببنائه ويحملوا السلاح في صفوف (ثواره)؟. وعلى حكومة كردستان ايضاً اجراء استفتاء بين الكرد بوقوف على رغبتهم بشأن قبول العرب كنازحين في كردستان او رفضهم.
بعد عام  1991 عندما تحررت أجزاء واسعة من كردستان في حدود خط العرض ال36 فان عشرات الالوف من اللاجئين الكرد في ايران وتركيا ودول اوروبية عادوا الى كردستان الحرة للمشاركة في اعادة بنائها والدفاع عنها؟
لماذا يصر النازحون السنة على البقاء في كردستان سيما بعد سقوط الموصل في حزيران الماضي والذي تهللوا له، أو لم يصف الموصليون وغيرهم من سنة صلاح الدين.. الخ نظام داعش في ايامه الاولى بما يشبه (جنة عدن تجري من تحتها الانهار) والدليل على ذلك انهم لم يرفعوا اصوات الاحتجاج على داعش حتى بعد قيامها بتدمير الجوامع والمقدسات وقبور الانبياء واولياء الله الصالحين إن بقاء هؤلاء النازحين في كردستان بع كل الذي حدث، تعريب من نوع جديد. ساهمت وتساهم حكومة كردستان في إنجاحه شاءت أم أبت، ويتبين ان مواطني كردستان يتقدمون على حكومتهم واحزابهم في ادراك هذه الحقيقة المرة، فعلى الصعيد المجتمعي وقعت مصادمات بين شباب كرد وشباب من النازحين  العرب وفي يوم 7-8-2014 نظمت تظاهرة حاشدة في ناحية رزكاري تحتج على بقاء النازحين السنة، ومن المتوقع ان تندلع تظاهرات اخرى لا بد وأن تصعد من التناقض بين الكرد والعرب، وظهرت كتابات على جدران احياء في مدن كردستانية تطالب العرب بالرحيل بعد قيام العرب في مناطق التماس مع الكرد بمهاجمة الكرد جنباً الى جنب داعش. واخشى مانخشاه أن تؤدي الى اعمال ومواجهات عنصرية تقضي على (شعرة معاوية) في العلاقات القائمة والهزيلة بين الكرد والعرب. مع شجبنا مقدماً لكل الصور العنصرية وفي أي مكان في العالم. بلا شك ان المكون السني ونخبهم القائدة يتحملان وزر ما وقع ويقع وكذلك التصدع في العلاقات الكردية – العربية. واذا علمنا ان العرب انفسهم سبق وان رفضوا الفلسطينيين انظر (المذابح التي حلت بالفلسطينيين في الاردن وفي لبنان وطرد الالاف منهم في دول الخليج لمساندتهم احتلال صدام حسين للكويت عليه يجب توقع رفض الكرد للعرب السنة في كردستان.
لقد صففت الجماهير السنية وقياداتها (المجلس العسكري لثوار العشائر) و( هيئة علماء المسلمين) و(حزب البعث).. الخ من منظمات اخرى لاحتلال داعش للموصل وصلاح الدين والانبار.. الخ من مناطق ومدن سنية, وعدت ما حصل تحريراً للأرض والسكان من ماسمته (الحكومة الصفوية) و (جيش المالكي) و (الميليشيات الطائفية).. الخ يقيناً انها صفقت من القلب لاحتلال داعش لسنجار وزمار وتأمل ان تنجح في إحتلالها لمزيد من أراضي الكرد ومدنهم وقراهم وثرواتهم النفطية وغيرها. لأنها لا تفصل بين استيلاء داعش على الاراضي والمدن السنية العربية وبين استيلائها على اراضي ومدن الكرد.
كل من يفصل داعش عم المكون السني العربي  في العراق، انما يرتكب خطأ كبيراً، فالطليعة السياسية الرئيسية والكبيرة في أية أمة. سواء اكانت على خطأ أو صواب فأنها تظل ممثلة و معبرة عن الامة الكبيرة والسائدة، ان داعش هي الطليعة السياسية المعبرة عن أمال وطموحات العرب السنة في هذه المرحلة التاريخية، وتلتقي معها الاحزاب والمنظمات السنية في الخطوط العامة والجوهر مثل: حزب البعث والمجلس العسكري لثوار العشائر وحتى الائتلافات السنية العربية في البرلمان العراقي.
هناك اكثر من دليل وقرينة على تعاطف العرب السنة العراقيين مع تنظيم داعش الارهابي العنصري، فعندما احتلت داعش سنجار وزمار، وبدأت بشن هجمات على مناطق الشلالات وكوكجلي والسادة بعويزة في الموصل، واخرى على مخمور وكوير.. الخ فأن الفضائيات السنية العربية: العز والعراق الان والتغيير والبابلية.. الخ تجاهت جرائم داعش بحق الكرد والمسيحيين، ما يعني ان ما قامت وتقوم به داعش ضد الكرد، جزء من (ثورتهم)الارهابية العنصرية الطائفية. بالمقابل فان مواقف الاعلام الشيعي: أفاق و الفرات والمسار وبلادي والعهد.. الخ انتصرت بشكل مباشر أو غير مباشر لشعب الكردي على داعش.
وعلى الصعيد الدولي ابدي قادة العديد من دول الجوار مساندة حكوماتهم للشعب الكردي في معركته ضد داعش،  ومن بين المساندين للكرد الحكومة الايرانية، وعبر حسين جليك نائب الرئيس رجب طيب اردوغان عن تعاطف حكومته مع الكرد قائلاً: ان تركيا لن تقف موقف المتفرج من الاعتداءات على كردستان وان الكرد والتركمان هم اقرباء لنا، أما الرئيسان اوباما وفرانسوا هولاند، فقد اعلنا استعدادهما للدفاع عن  كردستان وشعبها وتقديم كل اشكال المساعدة، وفي اسرائيل بلغ دعم الاسرائيليين حكومة وشعباً حد اسناد مشروع استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية، (بالرغم من ان الكرد كانوا دائما مع القضية الفلسطينية وضد اسرائيل) ومازالت المواقف المؤيدة للكرد على الصعيد الدولي تتوالى. كما ان  الموقف الشيعي الرسمي والشعبي كان منذ البداية مع الشعب الكردي، فلقد وجه الرئيسي نوري المالكي السلاح الجوي العراقي بدعم البيشمركة وسلم اربيل (5) مروحيات حربية واتفقت مع اربيل على تشكيل غرفة عمليات مشتركة بهدف تحرير الموصل كل هذا وبالرغم من ان القيادة الكردية كانت في موقف المساند للعرب السنة ضد الحكومة العراقية في الشهور الاخيرة.
نعم لقد تبارت دول العالم في إظهار دعمها واسنادها للشعب الكردي في محنته، باستثناء الدول العربية التي لزمت جانب الصمت وماتزال حيال جرائم داعش ضد الشعب الكردي، وذهبت الجامعة العربية وعبدالفتاح السيسي حد الاعتراض على مشروع حق تقرير المصير للشعب الكردي. وهذا الموقف منهما يعبر عن الدول العربية كافة. الامر الذي جعل من مواطني كردستان ينظرون بشك وعدم ارتياح الى اللاجئين العرب السنة في بلدهم علاوة على ما ذكرنا
ختاماً، لا يسعنا إلا التوجه الى العالمين العربي والاسلامي ونقول لهما، ان المكون العربي في العراق، رغم تأييد افراد قلائل منه للحق الكردي وكذلك التنظيمات السياسية و العسكرية له، جسم غريب عن العروبة والسلام، جسم غريب عن العالمين العربي والاسلامي، وان هذا المكون وطلائعه السياسية غرسوا على مدى عقود من السنين ثقافة الغزوات والتعريب والغنائم والسبايا والنهب والسلب في أذهان الاجيال العربية السنية. وجراء هذه الثقافة فان العالم المتحضر سيما في اوروبا يقف على الضد من اللاجئين العرب في بلدانهم (العالم المتحضر) وينظرون اليهم نظرتهم الى ( ارهابيين).
يجب انقاذ الشعوب العربية من هذه الثقافة الجهنمية البربرية ومن نخبيها الحاكمة والارهابية لكي ترتاح وترتاح الشعوب الاخرى ايضاً.
Al_botani2008@yahoo.com       

150
الاعلام العراقي كذب وان صدق

عبدالغني علي يحيى

    لا اخفي ولعي بمتابعة الاخبار المعروضة اسفل شاشات التلفزة ثم ان اهتمامي بها ياخذ من وقتي الكثير.واني ارتاح جداً من الانباء التي تتحدث عن هزائم داعش والارهاب في كل مكان داخل العراق وخارجه الا ان الشك في مصدا قيتها بدا يساورني منذ مدة.لذا قمت في اليوم الاول والثاني من عيد الفطر المبارك بمتابعة هذه الاخبار بدقة.سيما عن عدد قتلى داعش في العراق.ولما كانت وسائل الا علام العراقية الرسمية وكذلك الفضائيات الشيعية هي الاشد ابرازا لذلك العدد وملاحقة له.رحت انتقل من هذه الفضائية الى تلك لا جمع الارقام وادون الوقائع عن خسائر داعش بالارواح.في البدء وجدتني امام شاشة فضائية اسيا وقرات الشريط الاخباري في اسفلها وكالاتي.
(مقتل 200ارهابي داعشي في كركوك و 5 من ارهابي داعش في الموصل.فمقتل (9) منهم على يد شباب من الموصل انتقاماً  من تدمير جامع ومرقد النبي يونس (ع) فاخبار اخرى مثل مقتل (23) داعشياً في الصقلاوية ومقتل قائد كتيبة الزرقاوي مع( 5) من مساعديه في الانبار 100لخ)
   ومن اسياtvي انتقلت الى الاشراقtvوفيها: تطهير (6) قرى زراعية في ديالى من داعش بعد مقتل (7) من عناصره. وشرطة الانبار قتلت (49) داعشياً لدى محاولتهم السيطرة على منطقة البوفراج في شمال الرمادي .اضافة الى مقتل (150) عنصراً من داعش بمنطقة الغابات وحي الحدباء بالموصل بواسطة قصف جوي.وذكر ان من بين المقتولين خليل محسن العكيدي قائدسرية الانتحاريين.وخبراخر مفادة ان (9) ارهابياً داعشياً قتلوا في منطقة البحيرات بمحافظة بابل واخر عن مقتل اعداد من الارهابين الداعشيين بقصف جوي على منزل سبعاوي الحسن..الخ.
   اما فضائية الأتجاه فأنها لم تذكر اعداد القتلى من الأرهابيين الداعشيين بالارقام.واكتفت:(  ان العشرات منهم قتلوا في هجمات بقضاء الفلوجة والعشرات منهم في هجوم للقوات الامنية بمحافظة صلاح الدين ).ويوحي خبر الاتجاه.ان عدد القتلى كان فلكياً بحيت تعذر احصاءه.وجاء في فضائية الفيحاء ان:قوة امنية قتلت (4) ارهابين داعشيين في العظيم.وفي البوجواري بالقرب من مصفى (بيجي)فان (40) داعشياًقتلوا وتم حرق 12عجلة لهم 100لخ
  وفي فضائية العراقية الرسمية النا طقة باسم الحكومة العراقية ذكر ان (100)ارهابي داعشي قتلوا في قرية يشيل تبة بنا حية سليمان بيك شرق صلاح الدين علاوة على مقتل (10) ارهابيين في قرية المزرعة جنوب بيجي 100لخ من اخبار عن مصرع الارهابيين لم اتمكن من تدوينها بسبب من سرعة حركة الشريط الاخباري. وفي فضائيتي المسار 1 والمسار كان عدد قتلى داعش في امرلي (10) ارهابيين.وان والي صلاح الدين قتل.اما في الحويجه فلقد ورد بان المفتي الشرعي لداعش قتل مع (6)من معاونية..ورقم اخر مجاني ان جاز القول وهو مقتل (432)ارهابياً في صلاح الدين وكركوك.وانه في الكرمة وحدها قتل (60)ارهابيا وفي العظيم (35) اخرين.وحسب قوة تابعة الى اللواء (23)ورد ان (4) ارهابيين قتلوا بمنطقة الشريفات 100لخ
    وسعيت لكي اقف على اعداد قتلى داعش فى (افاق tv) و (الغدير tv)و(هنابغداد)و(الديار tv) و(بيلادي tv) وفضيائيات شيعية غيرها الا انني اخفقت.وادركت ان رصد اعداد قتلى داعش في نشرات الفضائيات العراقية الرسمية وشبه الرسمية اعجز من يقدر فرد واحد مثلي عليه.لان ذلك بحق من عمل لجنة.سيما اذا علمنا ان هناك اخبارا جديدة بعد كل نشرة اخبارية.على اي حال فان الارقام التي تمكنت من تدوينها قالت بمقتل اكثر من (1036)داعشياً خلال اقل من يومين لا ابلغ في العدد.ولم انبش في صحة الاخبار عن مقتل العشرات.واهملت اخباراً كثيرة على غرار:( نقلاً عن قيادة عمليات بغداد ان 20 ارهابياً قتلوا في مناطق متفرقة من بغداد)او(مقتل (200) ارهابي داعشي في التاجي على يد القوة الجوية العراقية )100لخ فلو قمت باضافة اعداد قتلى الداعشيين المتفرقة في الانترنيت.يقيناً ان العدد يتجاوز ال(2000) قتيل كل يوم وبموجب اخبار الفضائيات العراقية الرسمية وشبه الرسمية انه لا يكاد يمر يوم دون الاشارة الى مقتل ولاة و قادة وقضاة شرعيين لداعش.وعلى سبيل المثال لا الحصر.ورد ان(محمود مصطفي الشامي)ومرافقه والي الحضر قتل كما قتل في القيارة القيادي الداعشي سالم حيو اضافة الى مقتل (عبد شكر) والي امرلي و 9 من مساعديه في قرية الاخيضر با لعظيم 100لخ ومقتل المفتي الشرعي لداعش مع (6) من مساعدية في الحويجة! وفي الاعلام العراقي قتل يومي لولاة ومفتي داعش. هنا نتساءل هل لداعش معمل لتفريخ الولاة..الخ؟
    اذا اخذنا بالارقام العراقية عن مقتل عناصر داعش بشكل شبه يومي.لتوصلنا الى نتيجة بانه كان من المفروض ان يكون (داعش)منذ زمن في خبر كان خصوصاً اذا اخذنا بالحسبان،وهذا ما اكدته التقارير العسكرية ان عدد مسلحي داعش لايتجاوز البضعة الاف في العراق .وان عدد الذين استولوا في 10-6-2014على الموصل كان بضعة مئات فقط والذي يوكد صحة شكوكنا في اعداد قتلى داعش .نذكر وهذا على سبيل المثال طبعاً.انه ما ان اعلن عن مقتل 150داعشياً في غابات الموصل.واذا بفضائية (الموصل) الموصلية (واهل مكة ادرى بشعا بها) تقول ان العملية تللك لم تودي الى خسائر في الارواح انما في الممتلكات فقط.وما قالتة هذه الفضائية ان الخسائر كانت جسيمة في الممتلكات ثم انه لوكانت الخسائر في الاوراح والتي اوردتها الفضائيات تلك صحيحة.لما كان بمقدور داعش ان يكون في موقع الهجوم ابداً.فالخاسر احوج مايكون الى التقاط انفاسه ويعاود الهجمات فيما بعد .الا ان الذي نسمعه ان داعش وفي كل جبهات القتال في موقع المها جم لا المدافع.اضف الى هذا كله فان لغة الارقام ليست في صالح الحكومة العراقية ومنها وهو على سبيل المثال ايضاً.ان(مجلس الوزراء العراقي يخصص(10)ملاين دولار لمعالجة افراد القوات الامنية في الخارج من ذوي الجروح الخطيرة) بقي ان نعلم.ان الحكومة العراقية التي تعلن دوماً انها ستسترد الموصل وتكريت والقائم وو100لخ  من المدن والمناطق من داعش .نجد كيف انها تقاتل داعش في حزام بغداد وتعجز من الحاق الهزيمة به.ولقد صدقت واشنطن عندما قالت (العراق يحتاج الى ثلاث سنوات لاستعادة اراضيه من داعش )! وقالت ايضاً:( لاسترداد الموصل والمناطق التي سقطت بيد داعش على المالكي ان ينسق مع الكرد والسنة لمحاربة  داعش)والانكى من هذا ان المالكي لا ينسق مع هذين المكونين بل انه في حرب معهما . على الا علام العراقي الرسمي وشبة الرسمي الكف عن نشر اخبار ملفقة ملوْ ها الكذب تتزود بها من الاجهزة الامنية العراقية.وذلك حفاظاً على مصداقيته.وان اضطر الى ذلك.فما عليه الا الاستئناس بالا علام الا خر الكردي والسني وغيرهما اي الخبر والخبر الاخر على غرار (الراي والراي الاخر)وبعكسه فان هذاذ الاعلام لن يجد احداً يصدقه.وسوف يتجه الجمهور العراقي الى الا علام الاخر الا كثر مصداقية وصراحة ودقة.
Al_botani2008@yahoo.com

151
الجامعة (العربية) دمية مصرية، صناعة بريطانية

عبدالغني علي يحيى
    لم نتفاجاَ باَعتراض الجامعة (العربية) المدوي علي مشروع استقلال كردستان في قولها: (لا يحق لا قليم كردستان العراق الانفصال عن العراق) الذي جاء اشبه ما يكون برمي حصوة في الظلام وقولاً  لا مسؤولا يتقاطع مع حق الامم في تقرير المصير ويتنافي مع بنود الدستور العراقي في ان وكذلك معى مبادئ حقوق الانسان . ومبادي اخري غيرها وأتا هذا الموقف منها للفور عقب تصريحات ادلي بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي كان قد ذهب المذهب نفسة معلناً عن تضامن حكومتة التام مع الحكومة العراقية في حربها وهي على السنة طبعاً ومضا يقتها للكرد حد محاربته في قوته التي ترقي الي مستوى حرب مدمرة. وورد كلامهما أيضاً بعد تهجمات وقحة للسيد محمد حسنين هيكل على المشروع نفسه لم تخلو من أستفزاز لمشاعر الشعب الكردي، والكل يعلم ان هيكل يعتبر أحد أبرز المعبرين عن السياسات المصرية بعد سقوط الملكية في مصر على يد أنقلاب 23 يوليو في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، والذي يعد ايضاً بمثابة النموذج الجيد لمعاداة حقوق الأقليات في الدول العربية والذي سنأتي الى ذكره في سياق هذا المقال. قال هيكل: (ان رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني فتح أبواب جهنم على الأكراد وأن دخوله كركوك يذكرنا بدخول صدام حسين للكويت)! و (أتوقع أنهيار أنجازات الأقليم الاقتصادية قبل نهاية 2014 وأنه سوف ينقسم وتحدث حرب بين السليمانية وأربيل)! و (البيشمركة قوات ضعيفة وقيادات عائلية فاسدة وسوف تشاهدون أنهيارها في أول معركة)!!!
عود الى كراهية هيكل للأقليات في الدول العربية، علماً أن الشعب الكردي تعداده الملايين ولا تنطبق عليه صفة الأقلية وليس عيباً حتى اذا كان أقلية، ففي عام 1994 تقرر عقد مؤتمر للأقليات التي تقطن الدول العربية في القاهرة، لكي تتباحث في شؤونها وتعلن عن طموحاتها المشروعة، إلا أن الفكرة احبطت نتيجة تدخل هيكل وابراهيم نافع والبابا شنودة واثنين آخرين لا اذكر أسميهما، وبتوجيه من الحكومة المصرية بلا ريب، فآضطر ممثلو الاقليات تلك الى عقد المؤتمر في قبرص، وفي حينه أنتقد الكاتب المعروف حازم صاغية الذين أحالوا دون عقد المؤتمر في القاهرة. وعندي أن مرد الموقف العنصري المصري الرسمي من الاقليات، هو وجود أقلية قبطية مسيحية كبيرة في مصر يبلغ عددها ما يقارب ال15 مليون نسمة تعاني الأمرين من الممارسات الشاذة والتي ترتكب على الصعيدين الرسمي والمجتمعي بحقها. والملاحظ ان الدول التي تقوم على التعددية القومية والدينية سيما في الدول النامية أو العالم الثالث وبالأخص العربية و الاسلامية منها، تقف بالمرصاد لحقوق وحريات الاقليات وتلجأ الى أبسط الأساليب عنصرية ووحشية لقمعها.
وهناك اكثر من دليل على العداء المصري لحقوق الكرد أينما كانوا، ففي عقد الستينات من القرن العشرين مثلاً أرسل الرئيس جمال عبدالناصر بقوات من جيشه إلى بغداد لحماية دكتاتورية عارف من ضربات البيشمركة والمعارضة العراقية. والذي لا يختلف فيه إثنان، ان البريطانيين الذين أسسوا دولاً عربية عدة من بينها العراق، أمتدت صناعتهم إلى التفاصيل أيضاً، ان جاز التعبير، إذ أسسوا الجامعة العربية في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي للهيمنة على سياسات وتوجهات الدول العربية الفتية ومنع خروجها على الأرادات الغربية والبريطانية، والراصد لهوية الشخوص الذين تعاقبوا على تولي رئاسة الجامعة يجد أنهم كانوا وما زالوا من المصريين، في وقت نجد الأمر يختلف في المنظمات الدولية الاخرى مثل منظمة الأمم المتحدة التي تولى رئاستها دبلوماسيون من أجناس مختلفة نذكر منهم: همرشولد السويدي وكورت فالداهايم النمساوي وبطرس بطرس غالي المصري وبوثانت البورمي وكوفي أنان الافريقي واخيراً بان كي مون الكوري الجنوبي.. فألى متى تبقى رئاسة الجامعة العربية حكراً على المصريين يصيغون سياساتها طبقاً لمصالحهم؟
ان صمت الحكومات العربية على المواقف العنصرية لكل من الجامعة هذه والحكومة المصرية ازاء قضية الشعب الكردي نابع اصلاً من مهادنة الجامعة للحكومات الدكتاتورية العربية وعدم التعرض الي مصالحها فالسكوت حيال الا ضطهادات التي تسلطها هذه الحكومات على شعوبها. ثم ان الفقر الذي تعانية مصر وحاجتها الماسة الى الاموال العراقية والخليجية بدرجة اولى فان الحكومة المصرية وبالتالي جا معتها العربية تتحاش انتقاد سياسات الحكومات العربية بل انهما تنتصران ابداً لهذه السياسات. فحكومة مبارك استفادت ايما استفادة من الاموال التي كان يبذرها صدام حسين عليها وهو الذي فتح ابوب العراق على مصار يعها للعمالة المصرية قبل واثناء الحرب العراقية الايرانية وبلغ عدد المصريين العاملين في العراق انذاك اكثر من(3) ملاين مصري كانوا ينقلون الاموال العراقية التي كانوا يحصلون عليها الى مصر با لعملات الصعبة. وما اشبة اليوم بالامس فلقد تكرر المشهد بين الحكومتين: العراقية والمصرية الحاليتين وليس يبعيد ذلك اليوم الذي قد ترسل فية مصر قواتها الى العراق للدفاع عن نظامه الحاكم بوجة السنة والكرد او تبدي الاستعداد لارسالها
وبعد اعتراف الحكومة المصرية في عهد السادات باسوائيل. فاْن دور الجامعة العربية في اسناد القضية الفلسطينية تراجع بشكل لافت ان لم اقل بالمرة ووفق ما تقتضيه المصالح المصرية. ولا اغالى اذا قلت ان الجامعة العربية والحكومة المصرية وجهان لعملة واحدة. وان الاولى لم تكن في اي وقت من الاوقات عند مستوى  طموح العرب وضد الاقليات القومية والدينية و المذهبية على طول الخط.
على الجامعة العربية. ان كانت عربية فعلا معالجة المحن والمأسي التي تطحن بلدان الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا والعراق. بدل مناهضة الحق الكردي الشروع ومعاداتة والتي ستضعها المناهضة في نهاية المطاف في خانة الحكام الطغاة والمنظمات الفاسدة والحكومات الفاشية التي حاربت الكرد لسمنين طويلة وما تزال وسقطت واحدة تلو الاخرى. ونقول للعنصري الحاقد هيكل. ان البيشمركة لن تهزم في حربها المقدسة ضد عصابات داعش الارهابية مثالما لم تهزم في السابق في حروبها العادلة ضد الحكومات العراقية الفاشستية وعلى الثالوث: الجامعة، الحكومة المصرية، هيكل، ان يراجع مواقفه ويعتذر للشعب الكردي الذي يستحق كل التقدير والاحترام في نضاله المشرف ضد الارهاب والحكومات الدكتاتورية من عربية واسلامية.
Al_botani2008@yahoo.com

152
عقول الأشرار والجهلة الصغيرة الكارثية

                                                 
عبدالغني علي يحيى
   بعد دخول حرب حماس - اسرائيل اكثر من اسبوع, ورد نبأ عن مقتل أول اسرائيلي فيها، مقابل مقتل اكثر من (200) فلسطيني وجرح اكثر من (1220) آخرين. يكفي ان نعلم ان يوم السبت (12-7-2014) كان اليوم الأشد دموية، ففيه قتل (50) فلسطينياً وإذ اقول حرب حماس – اسرائيل فذلك لأن النصف الآخر من فلسطين الخاضع لفتح لم يدخل الحرب، وبذلك تمكن قادة فتح من تجنيب مواطنيهم ويلات الحرب. وفوق هذا نلقى حماس ترفض المبادرة المصرية رغم الخسائر الجسيمة التي احاقت بسكان غزة والخراب الهائل الذي راح يزحف عليها، وتصر على مواصلة القتال ضد اسرائيل التي تتفوق عسكرياً على الدول العربية مجتمعة. ناهيكم عن كونها دولة نووية. إذاً والحالة هذه ألا يعد عملاً صبيانياً اعتزام حماس على الاستمرار في الحرب وهي التي بدأتها والباديء اظلم، ففي رصدي لمغامراتها الكارثية كانت اسرائيل وبعد قصف لحماس بالصواريخ عليها، كانت تكتفي بالتحذير لها وهي التي كانت البادئة بالالتزام بالمبادرة المصرية التي نالت إستحساناً عربياً ودولياً باستثناء حماس التي تحولت بمرور الزمن الى جسم غريب في المنطقة تلحق الاضرار بالقضية الفلسطينية وتحرج العرب أينما كانوا. ترى ألا يعد جنوناً وجهلا دونها أي جنون وجهل آخر مقارعة حماس لاسرائيل وبعد ان تكبدت كل هذه الخسائر؟ هل من المنطقي ان تحرز حماس نصراً في أجواء تمزيق الصف الفلسطيني الذي تم على يدها، وفي ظروف ابتلاء نحو (6) دول عربية بحروب داخلية رهيبة؟ وبعد كل حرب تتحول دول عربية سيما السعودية وتصبح (مشروع مارشال) لصرف عشرات الملايين من الدولارات لأجل اعمار غزة، مايفيد ان الاضرار تطالها ايضاً.
صدام حسين، كان انموذجاً قوياً للعقل الصغير والسلوكيات الجهنمية، ذلك العقل الذي زين له ولوج حرب مع (31) دولة بينها (3) دول عظمى ونووية الولايات المتحدة وبريطايا وفرنسا لقد بدا واضحاً منذ البدء ان صداماً سيخرج من حرب الخليج الثانية مهزوماً مذلولاً، واذكر عام 1990 كيف ان العديد من الدول والشخصيات العالمية مثل محمد علي كلاي سعت لثنيه عن الحرب وانهائه احتلال قواته للكويت بالتي هي أحسن، إلا أن الطيش والغباء بل الحمق ايضاً ركبه، فكان ما كان وبقية الحكاية تعرفونها وبتصرفاته اللاعقلانية وضعت اللبنات الأولى لتقسيم العراق واقتطاع اراضي عراقية واسعة لأيران والكويت والسعودية والأردن وسوريا ، ان العقل المتخلف للدكتاتور أنساه إستحالة التغلب على (31) دولة.
وقبل صدام كان هتلر قد ارتكب حماقات لاتحصى، وأكبر حماقة له اعتقاده بقدرة المانيا على ابتلاع الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يشكل سدس مساحة العالم، دع جانباً ما كان يدور بمخيلته المريضة من افكار صورت له امكان الاستيلاء على العالم أجمع. وقبل هتلر كان نابليون مثالاً للمحارب المستهتر حين زج شعبه وفرنسا في حروب مع جيرانه، وفيما بعد توجه بجحافله الى روسيا ، ليهزم هناك شر هزيمة على يد ( الجنرال الشتاء). والشعب الروسي.
لقد شقت حماس فلسطين الى نصفين بمغامراتها مدفوعة الثمن ، كما قسمت سياسات صدام المتهورة العراق الى قسمين, وعلى يد المالكي صار مقسوماً على (3). وعلى ذكر المالكي يستغرب المرء من تهديداته لكردستان، وهو الذي عجز طوال (6) أشهر من القتال من استرداد قضاء الفلوجة من الثوار، وفي حزيران الماضي فقدت قواته السيطرة على عدد من المحافظات العراقية واذ نقول بعجز المالكي عن استرداد الفلوجة وتهديده بمقاتلة البيشمركه، اذكر القراء الكرام كيف ان مدينة الموصل سقطت يوم 5-11-2004 بيد دولة العراق الاسلامية، يومذاك عجزت القوات الامريكية والعراقية في المدينة عن استردادها، فما كان من الأمريكان إلا مطالبة البارزاني للتدخل وعلى اثره قامت قوات البيشمركه بطرد ارهابيي تلك (الدولة) من الموصل خلال ساعات، فهل تقدر القوات العراقية على مجابهة قوات البيشمركه بعد الأمثلة التي أوردناها؟
اوقفوا مغامرات حماس الطائشة والمشبوهة وجردوها من السلاح واحيلوا قادتها الى المحاكم ، اسوة بمجرمي الحرب الألمان الذين حاكمتهم محاكم نورمبورك وكذلك بمجرمي الحرب من الصرب الذين حوكموا في لاهاي ، ولتأتي العرب الجرأة على قول الحق بوجه حماس ، وإلا فان القادم من الايام سيجعل من الفلسطينيين والعرب امام نكسة قد تكون افظع واكبر من نكسة حرب الايام الستة عام 1967.

153
سقوط النظريات والمفاهيم المانعة لأستقلال كردستان

عبدالغني علي يحيى
    ومن هذه النظريات افتقار كردستان إلى منفذ بحري، والتي يفندها وجود عديد من الدول في اسيا واوروبا وافريقيا وامريكا الجنوبية غير مطلة على البحار. وقبل قيام الكيان الديمقراطي الوطني في جنوب كردستان عام 1991، نسف الأعتقاد الشائع أن حل القضية يمر عبر بغداد فقط وذلك حين أقدمت دول التحالف على تعيين خط العرض الـ (36) لحماية الكرد العراقيين من الجيش العراقي، ومن دون الرجوع إلى بغداد. ورأى بعضهم ان مبدأ (عدم التدخل) يحول دون تمتع الكرد بالحرية والاستقلال، إلا أن ذلك المبدأ ولى وحل محله مبدأ (واجب التدخل) الذي صاغه الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران والذي كان له الفضل في ظهور الكيان الديمقراطي الكردي وتأسيس دولة البوسنة المسلمة في قلب أوروبا. واليوم يتردد أن البارزاني لن ينجح في مسعاه لأجل نيل الاستقلال لكردستان، لأعتراض بغداد وطهران وأنقرة عليه بيد أن هذا الاعتقاد يتبدد أمام فشل تآمر العواصم: دمشق، طهران، انقرة الذي أتخذ شكل (أجتماع العواصم الثلاث) لمجابهة ووأد النظام الكردي الديمقراطي شبه المستقل الذي توج الانتخابات البرلمانية في كردستان عام 1992، ولقد دامت أجتماعات تلك العواصم لسنين، إلى ان تكللت بالفشل وسارعت عاصمتان منها: انقرة وطهران الى تحسين علاقاتهما مع كردستان، وفاق حجم العلاقات التجارية لتركيا معها الـ(11) مليار دولار، وبمرور الأيام راحت أشكال التعاون بين أنقرة وأربيل تتوسع وتتجذر وكذلك مع طهران أيضاً. عليه فأن حصول تفاهم بين كردستان ودول الجوار، أشد أحتمالاً واذا كان ثمة أعتراضاً من العاصمتين طهران وانقرة على استقلال كردستان، فأنه سيكون وقتياً حتماً، مثلما كان (أجتماع العواصم الثلاث) في الماضي وقتي وسيذعنان الى منطق العقل والحكمة والأمرالواقع .
ومن الذرائع الواهية للتشكيك بقدرة كردستان على أن تكون دولة القول أو السؤال: هل تتمتع كردستان بشروط الاستقلال والدولة، هل تملك بنية تحتية؟.
الجواب على السؤال اعلاه، ان عشرات من الدول قامت بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية وفي مطلع الستينات حين الغت الأمم المتحدة نظام الأستعمار، من غير أن يتبادر الى الذهن السؤال ذاك، ويقال أنه عندما نالت تونس استقلالها لم يكن فيها سوى طبيب واحد و(9) ممرضين، في حين تتمتع كردستان بعشرات الألوف من الأختصاصات في مجالات الطب والهندسة والتعليم والعسكر..الخ، وان السنوات الماضية دلت على تقدم كردستان ليس على العراق فحسب بل على كثير من الدول، كما ان كردستان راحت تعتمد على قدراتها المالية في أستمرار نظامها، في وقت نجد فيه العديد من الدول في العالم تتلقى سنوياً دعماً مالياً امريكياً يعينها على البقاء، الأمر الذي لم يحصل مع جنوب كردستان الذي يعوم فوق بحر من النفط والثروات الزراعية والمائية والسياحية وغيرها. وفوق هذا فان هناك دولاً لا تتمتع بالكثير من الثروات واراضيها شبه صحراوية ومع ذلك تسير أمور شعوبها. ولتسقط كل المفاهيم والنظريات العائقة لاستقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردستانية. ولأستقلال كل الشعوب التواقة الى الحرية والاستقلال والسيادة.
Al_botani2008@yahoo.com

154
هل الدعم الخارجي للمعارضين انتقاص لوطنيتهم؟

عبدالغني علي يحيى
   على اثر هزيمة الجيش العراقي على يد مسلحي المعارضة السنية في المناطق العربية السنية في العراق مؤخراً،  كان السؤال الاثير للاعلام العراقي الحكومي والموجه، هو: هل الذي حصل جرى بمعزل عن الدعم الخارجي؟. وذلك في مسعى منها لتبرير هزيمة الجيش والانتقاص من المسلحين، وكأنهم اي حكام العراق، لم يشكل حكومتهم بفضل الدعم الخارجي الامريكي الذي اسقط النظام السابق وقدم السلطة على طبق من ذهب للحكام الحاليين من معارضي ذلك النظام، دع جانباً توقيع اولئك الحكام لاتفاقية استراتيجية مع امريكا التي طالما يصفونها بشكل غير مباشر بالشيطان الاكبر، ليس هذا فحسب بل انه مدعوم من قوى خارجية عدة  نذكر منها ايران وروسيا. ان اية حركة في العالم ثورة عادلة أو غير عادلة، تمرد أو انقلاب لم ولن تنجح بدون سند خارجي، فثورات الشعوب وانقلابات العسكر في القرن الماضي بالاخص: الجزائر وفيتنام وناميبيا والصحراء الغربية، وحتى انقلاب 8 شباط 1963 كانت مدعومة من الشرق أو الغرب. ولدى منظري الماركسية ان العامل الخارجي هو شرط التغيير والداخلي أساسه، لذا فأن تلقي الحركات الشعبية وغيرها للدعم الخارجي مادي ومعنوي، ظاهرة شائعة.
لولا الاستعمار الفرنسي والبريطاني، لما تحررت شعوب عربية واسلامية من الامبراطورية العثمانية، وفيما بعد نالت اكثرية الشعوب العربية استقلالها بفضل الدعم الخارجي سيما السوفيتي. عليه وتأسيساً على مامر فان اتهام المعارضين لنظام ما بغض النظر عن هوياتهم بتسلم المال أو السلاح ومستلزمات للنصر اخرى، يبقى سخيفاً ازاء عشرات ومئات الامثلة على الدعم الخارجي للجماعات الثائرة. حدثني سياسي كردي قبل اعوام، من ان الراحل ياسر عرفات بعد أن وقف على المظالم التي سلطت على الكرد من قبل النظامين العراقي والسوري، ومنها قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي والمذابح الجماعية وابادة القرى الكردية في جنوب كردستان، قال للسياسي الكردي: لو كنت مكانكم لما ترددت عن طلب المساعدات من إسرائيل.
ان الحكومات الجائرة لاترى عيباً في تلقيها للاسلحة الفتاكة من الاجنبي واشكال الدعم الاخرى لأستخدامها ضد شعوبها المغلوبة على امرها،إلا ان الشعوب المظلومة اذا اقدمت على الفعل نفسه وتسلمت الدعم من العالم الخارجي، فان حكوماتها الظالمة تعد ذلك خيانة وعيباً وانتقاصاً لوطنيتها.
لا حركة ثورية، عادلة كانت أو غير عادلة من دون الحصول على العون الخارجي.
Al_botani2008@yahoo.com
 

155
لا حل بمعزل عن الاتفاق مع زعماء الثورة المسلحة في العراق

عبدالغني علي يحيى
  تظل المساعي الأمريكية والبريطانية وغيرها المتمثلة بزيارات وزيري خارجيتهما جون كيري ووليم هيغ وغيرهما إلى بغداد وأربيل لأيجاد حل للأزمة العراقية المتفاقمة، ناقصة ما لم تتوسع لتشمل عاصمة ثالثة كالموصل أو الأنبار، المعقلين الهامين للثوار السنة، فالمجلس العسكري لثوار العشائر كما نعلم يقود الحراك الشعبي السني للمكون العربي السني البالغ تعداد افراده اكثر من (12) مليون نسمة. ومن الخطأ جداً للولايات المتحدة وحليفاتها وكذلك لقادة المكونين الشيعي والكردي، تجاهل وتهميش ثورة المكون السني إلى ما لانهاية، ولن يكون هناك من حل لتلك الأزمة بتوافق الشيعة والكرد أو بغداد واربيل بمعزل عن موافقة العرب السنة. وبعكسه فأن الأزمات العراقية ستنمو وتستفحل اكثر، سيما إذا علمنا ان السنة هم الطرف الرئيس في الصراع الدائر في العراق وفي وقت يجري فيه الحديث عن تقسيم العراق إلى ثلاثة نظم فيدرالية أو كونفدرالية أو دول مستقلة للشيعة و الكرد والسنة. ولما كان السنة بالحجم الكبير الذي ذكرته، فليس من الانصاف والعدالة ان يظلوا مهمشين، لذا يجب فتح قنوات أتصال وحوار معهم، أسوة بالأتصال والحوار مع بغداد وأربيل. اذ من الصعب ان لم نقل من المستحيل نجاح أية مبادرة أو مسعى ومحاولة لحلحلة القضية العراقية من دون الآخذ بآراء ومطالب المكون السني. ولا ننسى ان الممثلين الحقيقيين  للمكون السني العربي في العراق ليسوا المشاركين في العملية السياسية، رغم رفضنا لتخطئة مشاركة جمهرة غفيرة من رموز السنة فيها، فلقد اثبتت الوقائع في الماضي والحاضر ايضاً، ان هؤلاء المشاركين بدورهم مخلصين لطائفتهم السنية المظلومة متفانين لأجلها: طارق الهاشمي وعدنان الدليمي واحمد علواني ورافع العيساوي من الذين اصطدموا بالحكومة العراقية نتيجة ذلك الأخلاص والتفاني، كما ليس من العدالة في شيء اتهام بعض آخر منهم امثال: اسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي والدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي آخرون غيرهم من امثال : ميسون الدملوجي وظافر العاني والقائمة تطول، بالتخاذل والخيانة فهؤلاء وعلى مدى الأعوام الماضية  سطروا مواقف شجاعة مدافعة عن حقوق وكرامة المكون السني العربي الذي ينتمون إليه، وان الظروف التي خاضوا ويخوضون فيها كفاحهم لا تقل صعوبة وشدة عن ظروف الذين يخوضون الصراع المسلح ضد الحكومة العرقية. ومع التأكيد على هذه الحقيقة، لا مناص من الأقرار بأن الممثل الحقيقي للمكون السني العربي في العراق هم اولئك الذين اعتمدوا الكفاح المسلح سواء ضد القوات الأمريكية أو العراقية. ومن الرموز الكبيرة الثائرة الحاملة للسلاح نشير على سبيل المثال إلى عزة الدوري امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين وآخرون من امثال: علي حاتم السليمان ومفتي الديار العراقية العلامة رافع الرفاعي ومحمد طه حمدون..الخ.
ولا أعتقد بل أجزم، ان الاتصال والتنسيق قائم بين رموز السنة المشاركين في العملية السياسية وبين رموز السنة المشاركين في الثورة المسلحة وضد تلك العملية ونظام حكم القائم في العراق. وكما نعلم فان السلام والنجاح لن يتحقق الا بتضافر جهود الاقوياء والمؤثرين في الحياة السياسية. والثورة التي يخوضها المجلس العسكري لثوار العشائر هي ثورة الاقوياء بحق بدليل انهم يحاربون على عدة جبهات.. عراقية وايرانية وامريكية  وحزب الله اللبناني بصورة مباشرة وروسيا الاتحادية  بشكل غير مباشر اذا علمنا ان هذه الجبهات عد العراقية تقاتل الى جانب الحكومة العراقية. التي تستقوي بها علا نية ومع ذلك نجدها تترنح امام ضربات المجلس العسكري لأولئك الثوار رغم رداءة اسلحتهم وقلة مواردهم.       
لقد آن الأوان وبعد الاحداث التي شهدتها الموصل في العاشر من حزيران الحالي، وقبلها تلك التي شهدتها الأنبار فتح قنوات اتصال وحوار وزيارات مع ممثلي السنة من جانب الولايات المتحدة بالأخص، ولتكن من الآن فصاعداً الموصل أو الأنبار محطة لزيارت ممثلي الدول العظمى اضافة إلى المحطتين بغداد وأربيل، وعلى ممثلي المكونين الاجتماعيين الكبيرين الشيعي والكردي استيعاب دور وتأثير وأهمية القوى والشخصيات القائدة لثورة المكون السني والتفاوض معها دون تردد أو خجل، والكف عن التصرف النعامي معها ومتى ما تم ذلك فان قوى الأرهاب داعش وأخواتها ستنعزل تلقائياً الأمر الذي يسهل ضربها والحاق الهزيمة بها في نهاية المطاف، فالاتصال والحوار والزيارات لابد وان تكون مع القوى السياسية المعتدلة ذات البرامج الواضحة وليس مع التي عرفت بممارستها للأرهاب مثل داعش والقاعدة والنصرة.. الخ. ان العقل والمنطق يقضيان بالتوجه الى الموصل والأنبار، الى الدورى والأحمد والضاري والسليمان.. الخ، وبخلاف ذلك يستحيل توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة في العراق وحل المشكلة العراقية.
Al_botani2008@yahoo.com


156
في العراق , السنة يهاجمون والشيعة ينسحبون والكرد يدافعون

 عبدالغني علي يحيى
    إجمالاً، يمكن تلخيص الموقف العسكري في العراق، بين المكونات الاجتماعية الرئيسية المتناحرة، السنة والشيعة والكرد في العنوان أعلاه، ففي العاشر من حزيران الجاري هاجمت الفصائل السنية المسلحة على اختلاف توجهاتها وعقائدها مدينة الموصل التي تعتبر المدينة الثانية في العراق بعد العاصمة العراقية بغداد من حيث الكثافة السكانية، وتمكنت خلال ساعات من الحاق الهزيمة باكثر من (60) الف جندي عراقي غالبيتهم من الشيعة، والذي تركوا اسلحتهم ومعداتهم ومعسكراتهم للمقاتلين السنة اضافة الى المليارات من الدنانير والدولارات المودعة في المصارف، علماً ان اعداد المهاجمين لم تتجاوز بضعة مئات من المسلحين (وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة). ولقد ذكرنا هذا الانهيار السريع للجيش الشيعي في اليوم المذكور والأيام التي تلته، بانهيارين مماثلين للجيش السني، الأول كان في عام 1991 والذي حصل على أثر هزيمة الجيش العراقي في الكويت، ثم في اجزاء من جنوب العراق امام انتفاضة شيعية سميت بالانتفاضة الشعبانية نسبة الى شهر شعبان الذي وقعت فيه، وفي كردستان العراق ايضاً اندلعت انتفاضة كردية عارمة، وفيها تخلى الجيش عن معسكراته واسلحته والياته للجماهير المنتفضة وقوات البيشمركة الكردية بقيادة الجبهة الكردستانية عامذاك.ولقد دل الأنهيار الأول للجيش العراقي السني في الكويت وجنوب العراق وكردستان، على ان هذا الجيش لم يكن سوى جيشاً عربياً سنياً محتلاً للجنوب الشيعي وكردستان الكردية منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 ولحين هروبه وانهياره في كردستان في ذلك العام 1991.
بعد حل الجيش العراقي السني على يد السفير الأمريكي بول بريمر عام 2003 وزوال النظام السني في العراق ، والذي كان الانهيار الثاني من نوعه لذلك الجيش، فقد حل محله جيش شيعي والذي لم يضم في صفوفه سوى نسبة قليلة من السنة والتي لم تتجاوز الـ (5%) ونسبة من الكرد لم تتجاوز الـ (2%) عليه، فأن تواجد الجيش الشيعي لم يعد مقبولاً لدى السنة في المناطق ذات الكثافة السكانية السنية والتي اصطلح على تسميتها بالمثلث السني، كما لم يعد مقبولاً ايضاً في المناطق المتنازع عليها ذات الغالبية الكردية التي طالبت اكثر من مرة بسحب الجيش العراقي منها ومنذ ذلك العام يخوض السنة العرب العراقيون عمليات مسلحة ضد القوات الشيعية في مناطقهم وطالبوا اكثر من مرة بسحب الجيش العراقي الشيعي الى خارج مدنهم وقصباتهم وقراهم ، ولقد كان هذا المطلب من المطالب الرئيسية للمعتصمين السنة،  وبسبب من اصرار الحكومة الشيعية على رفض مطالب السنة، فان حرب السنة ضدهم اخذت بالتطور والاتساع إلى ان ارتقت الى مرتبة الحرب الجبهوية في محافظة الأنبار السنية مع بداية هذا العام 2014 ودخلت مرحلة نوعية في يوم 10 حزيران 2014 عندما استطاعت ان تحرر الموصل وفيما بعد معظم محافظة صلاح الدين والاجراء العربية من محافظة كركوك وديالى كذلك، وبالاستيلاء على الموصل وصلاح الدين، فان السنة حققوا مطلباً جوهرياً لهم والذي يقربهم من الاستقلال ألا وهو اجلاء الجيش من مناطقهم ويصورة أدق انسحاب الجيش الشيعي منها.
لم تكتفي الفصائل السنية المسلحة بالأستيلاء على المساحة الأوسع من الأراضي التي يقطنها العرب السنة، بل راحت تواصل هجماتها وما تزال لأنتزاع المدن والقصبات و الأراضي العربية السنية الاخرى، ويبدو ان المعارك تتواصل مالم تتدخل القوى الدولية لوضع حد لها ، ففي يوم 21-6-2014 نقلت الأخبار سقوط قضائي (القائم) و(راوه) بيد الفصائل السنية المهاجمة وفي اليوم نفسه ذكرت الأنباء انسحاب الجيش العراقي من قضاء (عانه) وبذلك فان الحدود العراقية السورية صارت تحت سيطرة تلك الفصائل. ان الجيش العراقي والذي يسميه السنة بجيش المالكي أو الطائفي لم يعد مرغوباً في كل المنطقة السنية ، وعلى حكام العراق الشيعة أن يدركوا هذه الحقيقة مثلما ادركها حكام البعث عام 1991 من ان المنقطة الكردية بفعل انتفاضة اذار وهزيمة جيشهم في كردستان ، لم تعد منطقة عراقية واصبحت خارج نفوذ حكومة البعث ،لذا فانهم ، أي الحكام البعثيون قاموا بسحب جيشهم واداراتهم المدنية الحكومية من مدن وأراضي كردستان، وقام المجتمع الدولي وعلى رأسه ثلاث قوى عظمى: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، و معهما تركيا بفرض منطقة الحظر الجوي عند خط العرض ال 36 لحماية السكان الكرد من الحكومة العراقية، وسمح هذا الاجراء للكرد باجراء انتخابات تشريعية ديمقراطية اسفرت عن ظهور برلمان وحكومة ومؤسسات مختلفة، وكان ذلك في عام 1992 وبفضل تلك الحماية تقدمت كردستان وازدهرت وراح شعبها ينعم بالسلم والاستقرار.
إن شعب المثلث السني بحاجة الى استنساخ التجربة؟ الكردية وعلى المجتمع الدولي نقلها ( التجربة) الى هذا المثلث مع مد يد المساعدة الى سكانه وحثهم على اجراء انتخابات تشريعية فحكومة ديمقراطية تعددية تقوم على ادارة شؤونهم، فتحويل فصائلهم المسلحة الى جيش نظامي خال من العناصر الارهابية يأخذ على عاتقه الدفاع عن العرب السنة. نعم، يصعب تخيل حياة مشتركة للسنة والشيعة، وعلى الطرفين استيعار ذلك، ويتوقفاً عن التوسع كل منهما على حساب الاخر والكرد كذلك، وعلى ذكر التوسع، فان احلاماً تراود الفصائل السنية بضم اجزاء من الوطن الكردستاني الى المناطق الخاضعة انفوذهم، نفوذ السنة، الامر الذي اضطر معه الكرد، الى التحرك في الايام الاولى لسقوط الموصل الى ضم المدن الكردية كركوك وغيرها الى كردستان وتطبيق المادة (140) من جانب واحد ان جاز القول بعد ان كانت الحكومة العراقية تتهرب من تطبيقها غير انه يبدو ان الامر لا يروق للفصائل السنة المسلحة فها هي تهاجم قوات البيشمركة الكردية في المناطق الكردية فلقد شهد اليومان 19 و 20 من شهر حزيران الحالي (11) هجوماً مسلحاً لتلك الفصائل على قوات البيشمركة الكرديةفي مناطق كردية بمحافظة كركوك وفي محافظة فان القتال سجال بين تلك الفصائل والبيشمركة في ناحية السعدية واجزاء من جلولاء تقدر ب(10%) من مساحة الاخيرة، على الفصائل السنية وضع حد لاطماعها في اراضي الكرد و بعكسه فانها ستخسر معركتها مع الشيعة أيضاً، دع  جانباً القول الفشل الذي ينتظرها في المناطق الكردية في حال احتلالها، وذلك بالنظر للقدرات المالية للمثلث السني والضئيلة الى درجة مخيفة، كون المثلث يقوم اصلاً على مناطق صحراوية وشبه صحراوية خالية من الثروات المعدنية بالأخص.
ان الفصل بين المكونات الاجتماعية: الشيعة والكرد والسنة بات ملحاً لتحقيق الامن والاستقرار في اوطان هذه المكونات ولن يتم ذلك إلا بقيام (3) دول شيعية وكردية وسنية محل العراق الايل الى السقوط والانهيار. على ان يساعد المجتمع الدولي في انجاز ذلك ونبذ ماعداه من الحلول العسكرية التي لن تجدي نفعاً وسوف تزيد الطين بلةوتطيل من المأساة العراقية وتدفع بالمكونات الاجتماعية المذكورة الى حرب أهلية رهيبة.
 al_botani2008@yahoo.com


157
كردستان عمق الموصليين..منقذتهم وممولتهم

 
                   عبدالغني علي يحيي
    قبل اسبوع من الان لجأ الالاف من عرب الموصل الي كردستان طلباَ للحماية  والامن.وقبل نحو (6) سنوات استقبلت كردستان موجتي نزوح للمسيحيين الموصليين للسبب نفسه. وقبلهم كان اكثر من 5000 ايزيدي فذ غادرها وللسبب نفسه ايضاَ. وللسبب نفسه ايضاَ لجا الي الشرق من كردستان الالاف من الكرد الشبك الموصليين. في السنوات الماضية والان كذلك وعلي امتداد الاعوام الماضية فاَن الافاَ من العرب الموصليين استقروا في كردستان.بقي ان نعلم ان اياَ من الموصليين لم يفكروا  باللجوء الي المناطق العربية في جنوب الموصل او الي المحافظات العربية السنية كالاَنبار وصلاح الدين.
    من جانب اخر.ادي الكرد دون غيرهم ادواراَ حاسمة في انقاذ الموصليين من قوي متامرة ومحتلة.ففي اذار1959 قمعت حركة الشواف في الموصل والتي استهدفت ضرب ثورة 14التي كانت عند رضى الشعب العراقي. وعلي يد  الكرد لا الجيش العراقي ,وتباريخ 5-11-2004 عندما سقطت مراكز الشرطة في الموصل بيد الارهابيين فان البيشمه ركة استعادوا تلك المرا كز خلال ساعات.
   اقتصادياَ وتجارياَ ومعيشياً.فلقد كانت كردستان الممول للموصليين با نواع المحاصيل الزراعية والفواكة والخضراوات كما ان التجار الموصليين كان يعتمدون علي السوق الكردستانية حتي الاطباء واصحاب المهن الاخري فان معظم مراجعيهم كانوا من الكرد. وقبل (10) سنوات توجه رعاة شمر با غنا مهم الي مراعي كردستان ايام الجفاف. وتعد كردستان بمثابة مصيف ومنتجع للموصليين. ان الموصليين الاصلاء من المعمرين وغيرهم يدركون هذه الحقائق التي لا يتنكر لها سوي الارهابيون وغلاة الشوفينيين العرب و مزوري التاريخ والحكومات العراقية الدكتا تورية. وعلى الصعيد الاجتماعي فان علاقات القرابة التي تشد عرب الموصل الى الكرد تفق بكثير وبما لا يقاس تلك التي تشدهم بالعرب العراقيين. ان الموصل لم تكن حاضنة للموصليين عربا وكردا ومسيحيين بل كانت وما تزال عمقا لتركمان تلعفر كذلك ففي السنوات الماضية كانت كردستان بوابة تلعفر المطلة على العراق والعالم الخارجي اذ كان التلعفريون يخشون الاقتراب من المناطق العربية خشية استهدافهم وقبل يومين تعرضت تلعفر الى هجمة ارهابية من جانب الارهابيين وكما الموصليين فان اهالي تلعفر توجه الى سنجار وزمار الكردستانيتين. 
   ان الموصليين يعيشون محنة رهيبة هذه الايام بعد نزوح ما يقارب النصف مليون انسان ومن كافة القوميات والطوائف الدينية الي كردستان. ومن مجريات الاحداث يبدو ان الماساة الموصلية ستطول الي امد غير منظور عليه فان الموصليين امامهم طريقان لا ثالث بينهما. اما الانضمام الى كردستان. ويتوقف ذلك بدرجة رئيسة علي قرارمجلس محافظة نينوي وجماهير الموصل واما القبول بالحكومة العراقية الراهنة العيش في ظلها .والموصليون. احرار في اختيار اي من الطريقين والقول نفسه بالنسبة الى اهالي تلعفر والكل الان بانتظار اختيارهم.

158
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   قطعة أرض سكنية لأسرة مسيحية!!!
قامت وسائل اعلامية عراقية تابعة للحكومة بتغطية اعلامية لافتة وصارخة لعملية تعيين قطعة أرض سكنية لأسرة مسيحية، وركزت على بشائر الفرح على وجوه أفرادها. نعم قطعة ارض سكنية لأسرة مسيحية واحدة لا اسر مسيحية وسط انتزاع اراضي وممتلكات العشرات من المسيحيين واجبارها على بيعها بثمن بخس، ناهيكم عن اجراء تغييرات ديموغرافية في مناطق سهل نينوى وغيرها والتي تستهدف وجودهم وامنهم القومي، ولا ننسى ان المسيحيين هم من سكان العراق الاوائل وكانوا من سادتهه، واليوم صاروا يتطلعون الى قطعة ارض سكنية.. الخ .. كفى ذراً للرماد في العيون يا وسائل الاعلام العراقية .
•   عقم العقوبات على كردستان
ملاحقة السلطات العراقية لناقلة النفط الكردي وتهديد الدول والشركات بالعقوبات ان هي اقدمت على شرائه، تذكرنا بملاحقة (شايلوك) لأنطونيو في تاجر البندقية، سيما اذا علمنا ان الشعب الكردي من الشعوب المظلومة جداً في العالم وانه على امتداد تأريخه الحديث والقديم تعرض الى عمليات ابادة جماعية وقهر وتجويع الى ان وصل الاضطهاد بحقه حد استنكار بيعه لنفطه لتأمين لقمة العيش لأبنائه بعد فرض حصار اقتصادي واسع عليه. وكلنا نعلم ان العقوبات الاقتصادية التي تفرض على حكومات ما، غالباً مايتضرر منها المواطنون الفقراء، دع جانباً  فشلها، أي العقوبات، اذ تزامناً مع التهديد بتلك العقوبات، اكد  لوران فابيوس ان فرنسا باعت سفناً حربية الى روسيا رغم معارضة امريكا،  ثم ان العقوبات الدولية على ايران، مخترقة من جانب اكثر من طرف دولي وغير دولي وقبلها فشلت المقاطعة العربية لأسرائيل وكانت دول عربية قد قامت بخرقها في الخفاء.. وستفشل حتماً العقوبات العراقية على كردستان كونها غير عادلة وضد شعب مظلوم تواق الى الحرية والعدالة.
•   راسب في العلوم العسكرية
قبل سيطرة داعش على الموصل، وجه محافظ نينوى بياناً الى الموصليين دعاهم فيه الى تشكيل لجان شعبية للدفاع عن المدينة وسكانها. نعم هكذا وبكل بساطة نشربيانه المزايدة واللامسؤول، من غير ان يأخذ بالاعتبار ان تنظيم مقاومة مسلحة يتطلب اسلحة واعتدة ودعماً لوجزتياً فتدريباً على السلاح قد يستغرق اسابيعاً وشهوراً.. الخ من  مستلزمات المقاومة، وقبل ان تحكم داعش قبضتها على الموصل شو هد  المحافظ وهو يجوب شوارع الموصل حاملاً بيده بندقية كلاشينكوف، وبعد سيطرة داعش على الموصل، لم يعلم لساعات مكان اختفاء المحافظ، اللهم إلا الله والراسخون في العلم. ويبقى السؤال: لو قدر لتلك اللجان الظهور، ترى الى اي من الاثنين: داعش او الحكومة، كانت تلك اللجان توجه فوهات بنادقها؟.
•   الموصل إمارة اسلامية منذ عام 2004
إحتل مسلحو دولة العراق الاسلامية يوم 5-11-2004 مراكز الشرطة العراقية في الموصل كافة، إلا ان قوات البيشمركة الكردية استردتها منهم بعد ساعات من احتلالهم لها، ورغم ذلك فان الموصل كانت تدفع الظرائب لتلك الدولة ومن  بين دافعي الضرائب كبار المسؤولين الحكوميين ايضاً، وكان المسلحون طوال السنوات الماضية يفرضون اوامرهم وتعليماتهم على السكان  ما يعني ان المدينة الموصل كانت ساقطة اصلاً في قبضتهم لذا لاغرابة ان يبسطوا سيطرتهم عليها بكل سهولة و من دون مقاومة.
•   النازحون من الموصل سيعودون إليها
بعد سيطرة داعش على الموصل هرب الالاف من سكانها باتجاه المناطق الكردية الواقعة تحت سيطرة البيشمركة، إلا ان حياة اللجوء النازحين الموصليين من العرب السنة ستكون قصيرة اذا علمنا ان الموصليين عاشوا نحو (10) سنوات في ظل دولة العراق الاسلامية، وان كثيرين منهم تكيفوا معها وهذه (الدولة) هي دولتهم رغم اتهامها بالأرهاب، لذا أتوقع ان يعود الموصليون الى دورهم وينسجموا مع دولتهم، باستثناء المسيحيين والشبك والكرد والشيعة.
•   داعش، حاكماً لأمارة المثلث السني
تسقط المدن والقصبات والقرى العربية السنية واحدة تلو الاخر في قبضة داعش، وما اشبه انهيار الجيش العراقي في الموصل ومدن سنية اخرى بانهيار الجيش العراقي في عهد البعث امام المتفضين الكرد عام 1991. ان داعش في طريقها الى أن تصبح (الامر الواقع) وهي حكومة العرب السنة بعد أن فشلت الحكومة الاتحادية ببغداد من ان تصبر حكومة لكل العراقيين جراء سياساتها الفاشلة، وعلى الجميع التسليم بالامر الواقع، ومن بعد الشيعة والكرد اصبح للسنة كيانهم.
•   إتساع دائرة نفوذ شرطي
قال خامنئي ان الكلمة الفصل في سياسات المنطقة هي لطهران ! يذكر ان ايران في زمن الشاه كانت تلقب بشرطي الخليج، والقول بالكلمة الفصل في سياسات المنطقة لايران يعني دائرة نفوذ هذا الشرطي راحت تمشل المنطقة برمتها براً وبحراً وجواً.
•   الطائفية في العراق.. الفيفتي فيفتي في كردستان!
كان تقاسم السلطة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين: الديمقراطي و الوطني، من  اسباب اندلاع الحرب الداخلية في كردستان 1994 -1998 وبعد طي صفحة الاقتتال ذاك، ها هي المناصفة تعبود بقوة، وزارة الداخلية سنتان للديمقراطي وسنتان للوطني ومثلها وزارة الشهداء، ويتردد ان محافظة السليمانية على خطئ الوزارتين بين الوطني والتغيير.. واذا مضى الحال على هذا المنوال فان السنوات المقبلة قد تشهد امتداد المناصفة الى الاقضية والنواحي والمديريات العامة. نصبحة لوجه الله،  تلافي هذا الخطأ المهزلة، والاشرف هو الذي يتنازل عن (نصفة) من قبل ان تكون حكومة كردستان أضحوكة ولافرق بين الطائفية المقيتة في العراق والفيفتي فيفتي المقيت والمهزلة في كردستان

159
هل من الصحيح تخصيص جزء من واردات النفط للشعب ؟

عبدالغني علي يحيى
   كان د. برهم صالح قد دعا قبل اعوام الى تخصيص جزء من واردات النفط للافراد من الشعب العراقي، وقبله أو بعده كان للسيد مقتدى الصدر مقترح مماثل، وكان خطأ مني، تحمسي لهما في مقال لي بمجلة (صوت الاخر) فبعد لقاء لي باقتصاديين كبار من الاجانب بالاخص اسفر عن نبذ الفكرة، لأن المال حين يكون تحت تصرف السلطة فأن ذلك يعني فتح مدارس ومستشفيات وطرق.. الخ، أما تسليمه الى الافراد فلن يفضي الا الى زيادة في الاستهلاك وغلاء للاسعار وغيرهما من الامور غير المستحبة.
   الفكرة عادت هذه الايام لتطرح من جديد من جانب حكومة كردستان بعد أن ترسخ في ذهني نقيضها وذلك على مر الاعوام الماضية، فلم أجد بداً من العودة الى الموضوع وكالأتي:
   ان الفكرة تعكس في بعض من جوانبها طروحات الاشتراكيين الطوباويين (الخياليين) الساذجة التي نادت بتوزيع الثروة بالتساوي على الناس وفي حينه اخطا ماركس اصحابها من امثال سان سيمون وفوريه، داعيا اي ماركس الى اللامساواة في التوزيع للتفريق بين المتفاني في العمل و الكسول الطفيلي، والامر ينسحب على ما تعتزم حكومة كردستان الاقدام عليه، اذ ليس من الانصاف في شيء ان يتساوى الاغنياء والفقراء والكسول والمتفاني في التمتع بذلك الجزء المقرر توزيعه، فضلاً من ان العملية تتقاطع مع افكار محسوبة على العدل والاشتراكية. فالمسيحية قالت (اكسب خبزك بعرق جبينك) وجاء الاسلام بصيغة مرادفة (ليس للانسان إلا ما سعى) ومن بعدهما الشيوعية (من لايعمل لا يأكل). فعلى اي كسب او سعي او عمل جمعي تستند حكومة كردستان في توزيع قسم من عائدات النفط على الافراد في المجتمع؟
   تزامناً مع إثارة الفكرة هذه، أظهر رئيس حكومة كردستان ما يناقضها عندما انتقد ضمناً الحجم الهائل لرواتب الموظفين في الاقليم والبالغ نحو 850 مليار دينار، ولاشك ان تنفيذ الفكرة المذكورة سيزيد من ذلك الحجم ومن جيش المعتمدين على الرواتب ما يفيد بصعوبة معالجة الازمة 850 مليار دينار، وهي بحق أزمة، دع جانباً كيفية تلافي ما تعانيه حكومة كردستان من أزمة توقف صرف رواتب الموظفين من جانب الحكومة المركزية. إن ماتنوي حكومة كردستان الاقدام عليه، يندرج ضمن التطبيقات (الاشتراكية) العقيمة ايام زمان والتي لجأت اليها دول شيوعية واخرى في العالم الثالث، والتي تمثلت في تأميم البنوك والشركات والمعامل وحتى الطب.. الخ في حكومات: عبدالناصر وعارف والبكر وبري، تلك التطبيقات التي كانت من اسباب سقوطهم ونظمهم لأضرارها بالشعب والوطن سواء بسواء. ولنفرض ان حكومة كردستان ستترجم نيتها، وكما نعلم ان عدد سكان الاقليم يتجاوز ال (5) ملايين نسمة، ولو خصص مبلغ (20) دولارا للفرد الواحد شهريا، فان مقدار المبلغ المخصص سيكون (100) مليون دولار، والذي لا بد وان يصرف على مايشبه الكماليات و شراء كارتات الموبايل والمياه المعبأة والمشروبات الغازية وزيادة الانفاق على المأكولات والملبوسات، وهذا سيقود حتماً الى ارتفاع في الاسعار والذي سيدر بالربح على التجار والمقاولين والمسؤولين، بالمقابل لو بقي المبلغ تحت تصرف الحكومة لتم في كل شهر بناء مدارس ومستشفيات وطرق ومرافق عامه اخرى.
نصيحة لوجه الله على حكومة كردستان التراجع،  ولقد اعذر من أنذر.

160
كل ثلاثاء:خبر و تعقيب (المقاطعة (العراقية) ل:( ا سرائيل الثانية)
                   
عبدالغني علي يحيى
•   المقاطعة (العراقية) ل:( ا سرائيل الثانية)
ابلغت وزارة النفط العراقية الاسواق والشركات النفطية في العالم بعدم شراء النفط المصدر من كردستان مع مقاضاة اية جهة لا تراعي احكام البلاغ! وهكذا لم يعد ذكر لاحكام المقاطعة العربية لاسرائيل وحلت محلها احكام مقاطعة (اسرائيل الثانية) المصطلح الذي كان يطلقه غلاة الشوفييون العرب على كردستان العراق. نذكر منهم الشيخ احمد الياسين مؤسس حماس. ويبدو ان بغداد عازمة على معاداة كردستان بدليل صدور امر منها ينص على عدم تسلم محصول الشعير من فلاحي كردستان.يكفي ان نعلم انه كشف موخراَ تعامل (55) شركة ايرانية مع اسرائيل.

•   خطوة كردستان الخطيرة!
وصفت النائبة العراقية رحاب العبودة خطوة كردستان في بيع النفط المستخرج من كردستان ب(الخطيرة ولا تخدم العملية السياسية)! العبودة لا ترى اية خطورة في قطع رواتب موظفي كردستان وحجب حصة كردستان من الموازنة العامة. والحرب في الانبار 100لخ من عظائم الامور، على (العملية السياسية). علماَ ان 83%من واردات النفط الكردي تودع لدى الخزينة العراقية و17% فقط لكردستان!!

•   من راقب (ناقلة النفط الكردي)مات هماَ
ذكر مصدر حكومي عراقي. انهم يراقبون ناقلة النفط التي تقوم بنقل النفط الكردستاني الى الاسواق العالمية. وكيف انها غيرت مسارها الي اوروبا بعد ان كانت متجهة الى امريكا .وانها شوهدت بالقرب من السواحل المغربية ووو..الخ في وقت يجري نقل النفط الكردي علناَ وبشفافية مع دعوة لاكثر من طرف للوقوف على عملية نقله ومن بينها شركة (سومو) العراقية. اما النفط العراقي فان احدا لايدري كيف يتم التعامل معه بدليل تردي الخدمات وتوقف المشاريع وانتشار الفقر.. الخ من المساويء.

•   حيلة كتلة المواطن الساذجة
دعت كتلة (المواطن) البرلمانية العراقية الكرد الي النوقف عن تصدير النفط لحين تشكيل الحكومة ويتوفع المراقبون ان يستغرق تشكيلها عاماَ. فهل من المنطقي والحالة هذه ان ينصاع الكرد الي دعوتها. ثم لماذا لم تدعوا الكتلة تلك الحكومة العراقية للتريث في حجب روائب مئات الالوف من موظفي اقليم كردستان وكذلك حجب حصة كردستان من الموازنة العامة.. الخ.

•   الولاية الثالثة.. بين حزب وجماهيره
نفى د. اياد السامرائي رئيس الحزب الاسلامي العراقي تأييده لولاية ثالثة للمالكي، إلا أنه اضاف، ان اكثرية جماهير حزبه صوتت لنواب الحزب المتحمسين لفوز المالكي بها، فهل يظل السامرائي عند نفيه أم يستجيب لموقف جماهيره؟

•   (الديوانية) بخير لايعوزها سوى (عاصفة هوجاء)
تظاهر الاف المواطنين في الديوانية احتجاجاً على نقص الخدمات وعدم تلبية الحكومة لمطالبهم وهددوا بعاصفة هوجاء في حال تنكر الحكومة لمطالبهم، والديوانية ككل المدن الجنوبية تحيا في حالة يرثى لها.

•   قصر نظر
طالب اسامة النجيفي رئيس ائتلاف متحدون للاصلاح، سماحة علي السيستاني بالتدخل لأختيار رئيس الوزراء المقبل للعراق ووقف الحرب على الانبار كذلك، من غير ان يأخذ بباله ان السيستاني لايتدخل في هكذا امور، كما وهذا مايبدو ان الحرب على الانبار لاتعنيه لا من بعيد أو قريب اذ بالرغم من مرور اكثر من(5) أشهر عليها، فان الرجل لم يشر اليها في أي وقت من الاوقات.

•   ما لم نكن نتوقعه من الازهر.
يعكف مجمع البحوث الاسلامية في الجامع الازهر على مناقشة اقتراح بأصدار توصية الى جميع دول العالم الاسلامي لمنع بابا الفاتيكان قداسة فرنسيس الاول من دخول تلك الدول بالرغم من ان قداسته ككل البابوات الاخرين اعلن عن تعاطفه مع الفلسطينيين فوضع حد للمأساة السورية، دع جانباً القول احتضان العالم المسيحي للملايين من المسلمين الفارين من طغيان النظم الاسلامية ومن بين الفارين نشطاء اسلاميون معادون للغرب والمسيحية.. الخ

•   أمريكا تنهى عن خلق وتأتي مثله
اتهمت الولايات المتحدة، ايران بالتجسس عليها وعلى دول أخرى وكذلك على شخصيات وعبر الانترنيت، عجيب غريب، كيف غاب عنها تجسسها على العالم كله بمن فيهم حليفاتها، وتشهد على ذلك وثائق سنودن وويكليكيس، وامثلة اخرى؟

•   تدرب الشيعة على قتل السنة وبالعكس!
تقوم أمريكا بتدريب جنود عراقيين على السلاح في الاردن وكيفية القتال ضد سنة الانبار ومحافظات اخرى، وفي الوقت عينه اعلنت عن عزمها على تدريب الجيش الحر السوري وجميعهم من السنة لمقاتلة العلويين والشيعة في سوريا!!

•   محاكم التفتيش تبعث في البلدان العربية!
اصدرت محكمة سودانية حكم الاعدام بحق أمرأة مسلمة تدعى مريم ابراهيم اسحق لاعتناقها المسيحية، وفي مصر احيل شاب قبطي الى القضاء بتهمة ازدراء الاسلام على الفيسبوك، وتظل هذه المحاكم ساكتة على تدمير الجوامع والحسينيات بشكل ممنهج وقتل رجال الدين من السنة والشيعة في العراق وذلك على يد المسلمين طبعاً، ناهيكم عن نشر عشرات من المقالات وبقلم كتاب مسلمين تهاجم الاسلام وتطعن به.. على محاكم التفتيش العربية التوقف عن ممارساتها المعادية لحرية العقيدة وعليها ان تنصرف الى حماية الاسلام من المسلمين ولا ننسى ان ( لا إكراه في الدين)

•   هل تعود الفاشية الى أوروبا؟
خيل للكثيرين، ان اوروبا خلت والى الابد من الدكتاتوريات إثر موت فرانكو في اسبانيا وسقوط سالازار في البرتغال والعسكر الانقلابيين في اليونان، إلا ان الجميع يشعر هذه الايام بخيبة أمل امام تنامي الفاشية في اوكرانيا، فلقد احرقوا مقر الحزب الشيوعي بحجة تعاطفه مع الانفصالين الروس في شرق اوكرانيا، وفي كييف تم الاعتداء على بيترو سمنكو زعيم الحزب الذي وصف حكومة كييف بالقومية الفاشية، وشهدت اوروبا صعوداً لليمين الفاشي في فرنسا  وللنازيين الجدد في دول اخرى، فهل يكرر التأريخ نفسه ويتقهقر؟ الجواب محتمل.

•   شعب الله (المخمور)!
لخص وليد الناصر المرشح للبرلمان الكويتي برنامجه الانتخابي بانشاء منتجعات سياحية على شاطيء الصليبيخات وفتح صالات للقمار فالمساح لشرب الخمور فيها، وحجته في ذلك ان نحو (750) الف كويتي يشربون الخمر، في حين لا يتعدى عدد سكان الكويت المليون نسمة.

•   الجن وراء الفساد في السعودية!
 القي القبض على قاض في المدينة المنورة بتهمة الفساد وسرقة 160 مليون دولار، واثناء التحقيق معه إدعى ان جنياً مسلطاً عليه يأمره بارتكاب المعاصي! واذا كان الجن يأمرون المسؤولين بالفساد والاختلاس في السعودية، فمن يأمر مسؤولين اخرين فاسدين في البلدان العربية ويالكثرتهم بنهب البلاد وسرقة الشعب؟

•   لغز العنتريات الايرانية
هدد مسعود جزائري أحد قادة الحرس الثوري الايراني من أن بلاده ستنقل المعركة الى داخل الولايات المتحدة الامريكية اذا إستمرت الاخيرة في استفزاز ايران، وقبل فترة استعرضت سفن حربية ايرانية عضلاتها امام شواطيء أمريكا اضف الى ذلك اشكال التحديات الايرانية الاخرى لأمريكا واسرائيل ايضاً على مر الاعوام الماضية، واذا عرف السبب بطل العجب، كما يقال فها هو مسؤول اسرائيلي يكشف عن علاقات تجاربة بين اسرائيل وايران ووجود (55)  شركة ايرانية تتعامل مع اسرائيل وقال ذلك المسؤول: ( أن إيران ضد اسرائيل بالكلام فقط) والعنتريات الايرانية (ماقتلت ذبابة).

•   خيال العراقيين الخصب
دعا المطران لويس ساكو الاول الى (حكومة إجماع وطني)! فيما اشارت ميسون الدملوجي الى تشكيل جبهة تضم اطرافاً سياسية شتى لمقاومة المالكي، واعلن عمار الحكيم عن (خطة طريق) لأخذ العراق الى بر الامان وو.. الخ من الدعوات والاماني الوردية التي لاتتحقق الا في الخيال، واذا كان مصطلح (الخيال الخصب) غالباً ما يوصف به كتاب الروايات، فأن العراقيين لايبارون في مجال خيال خصب من نوع أخر والذي لن يقوم سوى في الاوهام والخيال والخرافة.

Al_botani2008@yahoo.com



161
الحزب  ثم  الحزب ثم  الحزب

عبدالغني علي يحيى
    لايخفى على أحد ان الحزب هو السلطة العليا في أي نظام أو حكومة يحكمهما، كونه يرسم سياسة الدولة ويعين قادة الحكومة ويرشح الاعضاء الى البرلمان، وامور اخرى كثيرة، ومنه يأتي الصالح والطالح والجيد والرديء والنافع والضار، اذاً وبالنظر لأهميته، يستغرب المرء من وجود مستشارين للقادة الحزبيين ولقادة الحكومة في مختلف المستويات السياسية والاقتصادية وو.. الخ في حين يفتقرون الى المستشارين الحزبيين ، ناهيكم عن اختفاء المناضل والمفكر الحزبي منذ زمن في الأحزاب، فزوال قنوات الثقافة الحزبية في معظم الاحزاب ان لم نقل جميعها، اذ لم يعد من ذكر للمجلات الحزبية التخصصية في التنظيم: الكادر للحزب الديمقراطي الكردستاني و (ريبازي نوي) للأتحاد الوطني الكردستاني و(مناضل الحزب) للحزب الشيوعي العراقي والاشتراكي لحزب البعث الاشتراكي رغم ان الاخير محظور.. الخ نعم في الوقت الذي نجد فيه انفسنا امام كومة من الاصدارات اليومية والاسبوعية و الشهرية والتي تتشابه مضامينها وتتطابق، صارت الدوريات الحزبية المتخصصة في الشؤون التنظيمية في خبر كان، في وقت وفي اجواء التنافس الحزبي والتطورات التي حصلت في الحياة الحزبية عليه فان الاهتمام بالحزب وتطويره وتحسين ادائه يجب ان يتقدم على بقية الاهتمامات الاخرى.
لقد ادى غياب الاهتمام بالحزب الى تفشي التسيب واللاابالية وامراض اخرى مثل الفساد في الحكومة ومنها الى الشعب، علماً ان تراجع حكم القانون في البلاد، اية بلاد  انعكاس اصلاً لتراجع حكم القانون في الحزب، فالنظام الداخلي للحزب وميثاقه الوطني، قلما يطلع عليهما العضو الحزبي، واذا كان من واجب المحامي المعرفة بالقوانين واحياناً حفظ بنودها عن ظهر غيب، فان على العضو الحزبي واجب مماثل. في الالمام بالنظام الداخلي لحزبه وان حكم القانون لن يتحقق في الدولة بالشكل المرجو مالم يتحقق حكم النظام الداخلي في الحزب القائد للسلطة، ولا شك ان احاطة عضو الحزب بنظام حزبه الداخلي وميثاقه الوطني ستنعكس ايجاباً على أداء الحكومة، والفوز بنتائج باهرة في  الانتخابات، واذا أريد ان يكون النظام الداخلي للحزب نافذاً فان تفعيل بند العقوبات فيه ضروري، فالقانون في أي مجال لن يراعى مالم يكن مدعوماً بالعقوبات، وبدون توعية العضو الحزبي بالنظام الداخلي للحزب، فان الجهل والتسيب، سيسودان الحزب. وعلى الحزب، ان يلوذ ابداً باستطلاع الاراء ويجريه بين حين وحين بين اعضائه على حدة والجمهور كذلك لان مؤسسات استطلاع الاراء هي الاداة المعاصرة للاتصال بالجماهير، وليس الاحتكاك بها في المقاهي والنوادي والحفلات مثلما كان في السابق، كما على الحزب ان لايخشى من نتائج الاستطلاعات بل يقوم بتقييم لاوضاعه واوضاع الحكومة التي يقودها، في ضوئها. ونحن على يقين، من ان الاكثرية الساحقة من اعضاء الاحزاب يعانون الجهل بالأنظمة الداخلية لاحزابهم، بل ان قادة الاحزاب انفسهم يجهلون عنها الكثير، وفي اجواء تراجع حكم القانون والانفلات الامني في البلدان المضطربة فان ذلك الجهل يتعمق اكثر. وعندي انه متى ما حصل الوعي بالنظام الداخلي للحزب، فان العمل الحزبي يسير دون معوقات ويتقدم عمل الحكومة كذلك، ويترسخ التفاهم بين الاحزاب نفسها لذا فان نشر الثقافة الحزبية ضروري وجعل النظام الداخلي مادة امتحانية في دورات الكوادر وترقية الاعضاء واجب..
نعم، الحزب ثم الحزب ثم الحزب.
Al_botani2008@yahoo.com

162
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   بابا الفاتيكان..الأفعال لا الأقوال
عن مسيحيي العراق و سوريا الذي يعيشون جهنما حمراء، قال الحبر الاعظم فرنسيس الأول بابا الفاتيكان بأنهم، اي المسيحيون( لايخشون السيف والاضطهاد)!
ليس عيبا أو جبنا هروب مسيحي البلدين المذكورين وبلدان عربية واسلامية اخرى إلى اوروبا و امريكا، لحماية ارواحهم واسرهم واطفالهم، ولكن العيب كل العيب في ممارسة العالم المسيحي والمجتمع الدولي الصمت المخجل ازاء ما يتعرض له المسيحييون في تلك البلدان من اعمال وحشية و بربرية، ومع عظيم إحترامي لقداسته فان قوله يقترب من اقوال عنترية لقادة في العالم العربي يطالبون شعوبهم بمزيد من تحمل الظلم والجوع..ان المسيحيين في محنتهم يتطلعون إلى افعال تنقذهم لا اقوال تواسيهم وتخدرهم، يا حضرة الحبر الأعظم.
•   تصدير النفط الكردي يزعزع استقرار العراق!!
زعمت واشنطن ان تصدير النفط الكردي إلى العالم الخارجي بدون موافقة بغداد سيؤدي الى زعزعة استقرار العراق!! ترى هل في العراق استقرار حتى يزعزعه الكرد؟. ان الذي زعزع استقرار العراق هو الأرهاب والحرب في الأنبار وحجب حصة اقليم كردستان ورواتب موظفية من الموازنة العامة..الخ من أمور اخرى وعلى رأسها السياسات الامريكية الخاطئة، اليس كذلك؟

•   القنصل التركي بعد الأنبوب الناقل للنفط إلى تركيا
من مطالبة الاتراك للحكومة العراقية بحماية دبلوماسييهم. يبدو أن الأرض العراقية ستلتهب في المستقبل تحت اقدام الأتراك و المصالح التركية، فالانبوب الناقل للنفط الى ميناء (جيهان) التركي تعرض عشرات المرات إلى التفجير الى ان توقف عن العمل بالمرة، وبعد سماح تركيا للنفط التركي بالمرور إلى الاسواق العالمية تعرض قنصلها في الموصل (أوز تورك يلماز) الى محاولة اغتيال بعبوة ناسفة والاتي اعظم.

•   اعدام ملياردير في ايران اشبه مايكون بظاهرة فلكية
اللافت من اخبار ايران هو صدور حكم بالأعدام  على ملياردير ايراني لالاسباب سياسية أو عقائدية، لأن الاعدامات في العالم وبالأخص في ايران غالبا ما تطال الفقراء من الناس في حين ان الاغنياء غالبا مايكونون بمنأى عنها ، نعم نادرا ما يعدم الأثرياء مثل ندرة تكرار العديد من الظواهر الفلكية.

•   انقاذ (الأسد) للمرة الرابعة
قال الرئيس السوري بشار الاسد ان الرئيس الروسي بوتين انقذ سوريا والشرق الأوسط من الاستعمار باستخدام روسيا لحق الفيتو في مجلس الأمن لصالح سوريا للمرة الرابعة. ترى هل ما يحصل في سوريا من دمار وخراب وقتل يومي إنقاذ لها؟ و هل انقذ الفيتو الروسي سوريا من احتلال اسرائيل  للجولان، ثم كيف نسي الاسد انتشار القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة؟

•   علامات الاستفهام الكثيرة في العراق!
استغرب سياسيون عراقيون دخول داعش الأنبار من وادي حوران بطريقة مفاجئة وغامضة ، واضافوا ان دخولها ذاك محاط بعلامات استفهام. واوردت (رويترز) خبرا مفاده ان المالكي عزل قوة من 300 عنصر في محافظة نينوى واحل محلها قوة من 880 عسكريا ما اثار علامات اسفهام..هناك علامات استفهام كثيرة على عشرات الأحداث والظواهر في العراق و.. بدون تعليق..

•   عودة الانقلابات العسكرية
اعتقد كثيرون في الماضي القريب ان الانقلابات العسكرية صارت في خبر كان ، وجرى تخطئتها من حيث المبدأ، لكن يبدو أن ظاهرة الانقلابات العسكرية عادت في الاعوام الاخيرة، فقبل ايام اطاح العسكر برئيسة وزراء تايلاند (شيناواترا) وشهدت دول افريقية في الاعوام الاخيرة عددا من الانقلابات العسكرية بقي أن نعلم ان التخلف والجهل والفقر مازال يشكل تربة خصبة للانقلابات، ويا لكثرة تفشي ذلك الثالوث في مجتمعات البلدان الاسيوية والافريقية.

•   يا علاوي.. الحكومة للكيان الأكبر
ذكر د.اياد علاوي ان ائلافة نال الاصوات التي تعينه للفوز برئاسة الحكومة، ناسيا ان الفوز باالاخيرة حكر على المكون الشيعي الاكبر وحق  له، وكان حريا بعلاوي الاستفادة من الدرس في انتخابات 2010 حين لم يسعفه حصوله على 91 معقدا للفوز برئاسة الحكومة،  لذاعليه ان يريح نفسه والعراقيين من وهم الوصول الى الرئاسة، وعليه توقع انه مثلما تفكلك و تفتت ائتلافه السابق فان ائتلافه الحالي (الوطنية)  وكذلك (اتحاد القوى الوطنية) مالهما التفكلك والتلاشى وإن غدا لناظره قريب.

•   تطبيق سياسية المحاصيل المحروقة
أحرقت داعش المزارع والمحاصيل الصيفية في بادية الصبحة بريف دير الزور، وفي الكرمة بالأنبار. اضرمت النيران بمزارع البو حديد، فيما تعرضت  المحاصيل الصيفية والبساتين الى الحرائق في ديالى. ومن بعد (الأرض المحروقة) المحاصيل المحروقة وحريق في حريق في حريق ، كل شئ يحترق في العراق وسوريا .

•   نقابات العمال في سبات
في ايار الحالي الذي يقع فيه عيد العمال العالمي، القي القبض على 73 عاملا عربيا واجنبيا في البصرة اثر مداهمة القوات الأمنية لموقع نفطي، وفي ديالى قتل وجرح عدد من العمال الايرانيين، فحوادث اليمة اخرى احاقت بالبروليتاريا من غير أن تحرك النقابات العمالية والأممية البرويتارية ساكنا أو تحتج، و سلاما على النقابات العمالية في العديد من البلدان .

•    (الفلوجة) والاربعين (هجوم) !
على وزن علي بابا والاربعين حرامي
قال مصدر ان الفشل توج (40) هجوما عسكريا عراقيا على مدينة الفلوجة، وساعة كتابة (كل ثلاثاء..الخ) فان الجيش العراقي يستعد لأضخم هجوم عليها ومن اربعة محاور، واذا فشل الهجوم ال 41 المرتقب عليها، فهل تقدر بغداد على حكومة كردستان،؟وهل تتدفق المساعدات العسكرية الامريكية عليها اكثر؟

•   هل السكوت على الفساد، نهج حضاري؟
عاتب نعيم عبعوب نائب امين بغداد وكالة العراقيين لاثارتهم ملفات الفساد الاداري والمالي وفضحهم لانفسهم بأنفسهم ولا يحذون حذو اليابانيين في عدم الكلام عن الفساد في بلدهم الذي يتفوق  على مثيله في العراق حسب زعمه.
•   لا يكلف الله (اتحاد القوى الوطنية) إلا وسعه
مازال للعرب السنة العراقيين قراءة خاطئة في قولهم (المحافظات الست المنتفضة) ومن بينها بغداد، وبهذا الصدد قال حيدر الملا ان (اتحاد القوى الوطنية) وهو ائتلاف برلماني سني، يتبنى مطاليب المحافظات ال 6 المنتفضة. من غير ان يأخذ بباله ان كركوك التي هي من بين تلك المحافظات لم يحصل العرب السنة فيها سوى على مقعدين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة  من مجموع (12)  مقعداً (8) للكرد و(2) للتركمان و(2) للعرب، فهل يصح اعتبار كركوك من المحافظات ال6 المنتفضة، وفي بغداد كان فوز القوائم الشيعية يفوق بكثير الفوز الذي حققته القوائم السنية. اما في الموصل فان الكرد والاقليات فازوا بمقاعد لا يستهان بها، حبذا لو عرف (اتحاد القوى الوطنية) حجمه وكف السنة عن تريد (المحافظات الست المنتفضة).
Al_botani2008@yahoo.com


163
قراءة اخرى للانتخابات البرلمانية العراقية

عبدالغني علي يحيى
   (ان الطرف الوحيد الفائز فى الانتخابات العراقية هو ايران- مجلة نيويوركر الامريكية)
   في موضوعة الانتخابات التشريعية العراقية.قلت في مقال سابق لي تحت عنوان: (اراء انتقادية في الانتخابات البرلمانية العراقية الثالثة) ان المرجعيات الدينية الشيعية و على راسها المرجعية الدينية العليا.لم تقف علي مسافة واحدة من الجميع
وساعود الى تخطئة(المسافة الواحدة)لا حقاَ.فاستقبال سماحة اية اللة العظمى علي السيستاني لمقتدي الصدر وغلقه للباب  امام المالكي.كان اسطع دليل علي عدم وقوف المرجعية على مسافة واحدة من الجميع، ومارست مرجعيات اخرى الموقف عينه فالمرجع الديني بشير النجفي انحاز بدوره الى عمار الحكيم وحرم التصويت للمالكي، والذي يبنى على الخطا خطأكما نعلم، فالنص ( الوقوف على مسافة واحدة من الجميع) خطأ بحد ذاته، إذ ليس من الحكمة ان يكون الجميع من الجيدين النزيهين الكفوئين  ولا بد أن يكون من بينهم الرديء الطالح الكسول ايضا، فهل من الصواب والحالة هذه الوقوف على  مسافة واحدة من الجميع؟). بالرغم من أن المرجعيات تلك وقفت على مسافات مختلفة من الجميع عمليا.
   في الماضي انتقد بعضهم وكانوا محقين نصوصا من ذلك القبيل منها (نسالم من يسالمنا و نعادي من يعادينا) الذي صاغه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وسبقه ماسمي بالحياد الذي لم يستقم أمره ابدا وظل جسما مشلولا منذ انهيار الاتحاد السوفيت السابق، بسسبب من انحيازه ، الحياد، الى السوفيت.
لذا فان المرجعية الدينية الشيعية  اوقعت نفسها في فشل و موقف لايحسد عليه، عندما اصطدمت بالموقف الجماهيري الشيعي المؤيد للمالكي  والرافض للمرجعية. وحتى دعوات المرجعية المحمومة على امتداد اسابيع للجماهير بالمشاركة في الانتخابات، فأنها لم تفلح سوى بمشاركة ضئيلة في الانتخابات اذا علمنا  انه من بين نحو (21) مليونا عراقيا لم يتوجه سوى نحو 60 أو 62% إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثين من نيسان 2014 دع جانبا اهابات الاحزاب والسيا سيين بتلك المجاهير بالمشاركة الفعالة، اما عن شراء الضمائر واقامة الولائم واشكال الاساليب الاخرى المدانة فحدث ولاحرج.
لما تقدم ، حبذا لوكف رجال الدين سواء اكانوا شيعة أو سنة من التدخل في السياسة واستغلال منابر خطبة الجمعة للاغراض السياسة، واقدموا بدلا من ذلك الى ابعاد الدين وفروعه المذاهب عن السياسة. علما ان علماء السنة كذلك ارتكبوا الخطأ نفسه ومازالوا عبر تدخلهم الساذج والخطر في السياسة والذين يتحملون الكثير من وزر ماحل بالسنة العراقيين من خراب ودمار، مثال ذلك ان بعضا منهم، ومن اشهرهم عبدالملك السعدي دعوا السنة الى دعم المشاركة في الانتخابات، ولكن وبعد فترة وجيزة راحوا يدعون السنة الى مشاركة فعالة وبحماس في الانتخابات!!
الأعلام سواء الشيعي أو السني لعب من جانبه دورا مضللا حين روج لهزيمة نكراء للمالكي ولم يتورع  عن اطلاق أكاذيب كبيرة اثناء الحملات الانتخابية فمرة قال، ان علامات الهزيمة بادية على وجه المالكي واخرى انه اصيب بالهستيريا وثالثة أن الشحوب يغطي وجهه...الخ كما انه تنبأ مسبقا بهزمته في الانتخابات وانه سيعتقل ويحاكم أو يهرب الى خارج العراق وتحديدا إلى بريطانيا، والأن ماذا يقول هذا الاعلام بعد أن جاءت النتائج على الضد من توقعاته؟. ان الاعلام العواقي فقد مصداقيته لأنه كان في واد والحقائق في واد أخر؟
والاخطا، توالت وتتوالى.
بعد اجراء الانتخابات بأيام، دعا اسامة النجيفي رئيس كتلة متحدون السنية الكبيرة الى تحالف بين كتلتة والكرد واطراف شيعية، لمنع المالكي من التمتع بولاية ثالثة! ابمثل هذه السذاجة والسهولة يعتقد النجيفي من ان تحالفا بين هذه الاطراف المتناقضة يرى النور؟ هل نسي الاصطفاف الطائفي والقومي الحاد في العراق الذي يرفض تحالفات تتجاوزه، بعد أن عجزت الاطراف السياسية حتى داخل المكون الاجتماعي الواحد ان توحد صفوفها و تقيم تحالفات وجبهات فيما. بينها؟ حري بالنجيفي السعي لتوحيد الصف السني الممزق والكلمة السنية المشتتة بدل الركض وراء تحالف وهم يقوم على احتضان المتناقضات الشديدة؟، ان النجيفي سيقدم على انجاز عظيم لو تمكن من توحيد السنة، لكنه لن يقدر كما لن يقدر سواه ايضا على انجاز تحالف شمولي يجمع الاطراف العراقية كافة كما ان التحالف الذي شكلته القوى السنية باسم اتحاد القوى الوطنية سيفشل ايضا مثلما فشل الائتلاف السني الكبير (العراقية) في وقت سابق من الثبات بوجه التحالف الشيعي وان غداً لناظره قريب، وعلى ذكر متحدون الذي حاز على مقاعد كثيرة في الانتخابات مقارنة بالكتل السنية الاخرى. اذكر القاري الكريم بالحملة الاعلامية الشرسة التي شنت على اعضاء متحدون من البرلمان السابق وبالأخص في الأنبار حين اتهموا باشعال (نار الفتنة) والهرب الى بغداد مع عوائهم للاقامة في الفنادق الراقية بحيث اعتقد الجميع انه لن تقوم قائمة لمتحدون، واذا بأئتلاف متحدون يفاجئهم جميعا وينال اكثرية اصوات الستة, وهذا دليل أخر على ديماغوغية الاعلام العراقي، والانكى من ذلك ان حملة التسقيط ضد متحدون قادها الاعلام السي والاطراف السنية.
ومن الظواهر المدانة التى سادت الأيام التي تلت الأنتخابات، ان نتائج  الاقتراع كانت تعلن اولا باول من جانب الاحزاب ووسائل اعلامها، وبالاخص الاحزاب الكبيرة، وفجأة تطالعنا المفوضية العليا (المستقلة) للانتخابات بنفيها تلك النتائج وتخطئتها لها قائلة ان النتيجة الصحيحة  هي تلك التي تعلن بعد الانتهاء من قرز الاصوات، ومن جانبها حصرا.
وتناهي الى سمعي ايضا من ان الكرد ومتحدون والمواطن والاحرار يرفضون ولاية ثالثة للمالكي، هنا لا يملك المرء إلا أن يستغرب من رفض الكرد والسنة تلك الولاية، فالموقف القومي الكردي الذي اعلن في وقت سابق على الانتخابات نص على عدم الممانعة لولاية ثالثة للمالكي، وهو الموقف الصحيح طبعا لأن الحركات القومية تركز على مطالبها القومية وليس على ازاحة الوجوه التي تعترضها، اي الحركات القومية ، تسعى الى انتزاع حقوقها من الانظمة والدول فمن يحكم بغداد ليس شانا كرديا، ولما اصبح السنة في وضع مطابق للوضع الكردي بعد ان انتزعت السلطة منهم والى الابد في 9-4-2003 ان عليهم بدورهم العمل لأجل الحصول على حقوقهم لا الدعوة الى اسقاط هذا أو ذاك في النظام الحاكم الموالي اللكيان الأجتماعي الشيعي، ولايغيب عن البال ان مطالبة قومية باسقاط نطام القومية أو العنصر المهيمن على السلطة أو اسقاط رموز فيه، لم تكن (المطالبة) مطلبا قوميا للكرد في الماضي أيضا. ثم كيف غاب عن الكرد ان دعوتهم المتصاعدة للاستقلال وتأسيس الدولة الكردية تتقاطع مع دعوتهم الى حجب ولاية ثالثة عن المالكي بل ومع مطالبتهم بمنصب رئاسة الجمهورية وو.الخ من مطالبات أخرى تعني صيغا وحدوية والبقاء في النظام القائم. وفوق هذا وذاك نقول: ماذا استفاد الكرد من رئاستهم للجمهورية وفوزهم  بحقيبة الخارجية والمناصب السيادية الرفيعة الأخرى كرئاسة الأركان ومناصب..نائب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان..الخ
ان ابسط مطلب قومي يحققه الكرد افضل بكثير من عشرات المناصب السيادية التي يسعون الى ملئها في الحكومة المركزية ، والقول نفسه ينسحب على العرب السنة ايضا، اضف إلى ذلك انه لا الكرد ولا العرب السنة في وضع يسمح لهما بفرض شروطهما وارادتهما على الحكومة العراقية ، ربما كان ذلك ممكنا الى حد ما في الشهور الاولى لسقوط النظام السابق ، إلا أنه وبعد مضي كل هذه الاعوام على ذلك السقوط ، وبسبب من الخلافات  والتمزقات في صفوفهما (الكرد والعرب السنة) فأن من الصعب ان لم اقل المستحيل، فرض اية شروط على الحكومة، وما عليهما إلا ان يضعا ببالهما ، ان هنالك قوى وسياسات في صفوفهما  وعلى درجة من الأهمية والفاعلية قريبة من المالكي ومستعدة للأنضمام إليه والى حكومته وليس من الأطراف السياسية الرئيسية والفاعلة  في مكونهما الأجتماعي. فعلى امتداد الاعوام الماضية تمكنت القوى الشيعية ودولة القانون بدرجة رئيسة  من كسب اطراف لا يستهان بقوتها ونفوذها في المكونين السني والكردي، في حين عجز السنة والكرد عن كسب اي طرف شيعي حتى وان كان فرداواحدا إلى جانبهما. لقد تشتت شمل ائتلاف العراقية السني والتحالف الكردستاني الكردي، بل مكونا اجتماعيا كرديا كبيرا (الفيليون) انضموا الى الكيانات الشيعية مقابلة ذلك بقي ائتلاف دولة القانون متماسكا  متحدا وبقاء التحالف الوطني الشيعي على حاله وثمة توجهات على بنائه من جديد وعلى اسس متينة تتفق عليها الاطراف الشيعية كافة رغم خلافاتها الثانوية  و البسيطة . لهذا وتاسيسا على مامر، على السنة والكرد ان يعرفوا انفسهم جيدا واخذ التطورات التي حصلت في الاعوام الماضية بالحسبان ومتى ما عرفوا انفسهم جيدا، فان المثل الصيني ينسحب عليهم والقائل (اعرف نفسك واعرف عدوك وخض غمار مئة معركة) ان العرب السنة لم يعرفوا انفسهم إلى الأن، ويتحملون السبب الرئيسي فيما الت البه اوضاعهم من تدهور وتردي وهزيمة. والصراع  في العراق طائفي وديني وقومي بأمتياز، عليه فأن أي تحالف خارج الكمون الاجتماعي الواحد مع طرف أو أطراف في مكون اجتماع أخر، خطأ يعزز من هيمنة الطائفة الكبيرة الضامنة للسلطة التي ترى في تحالف اطراف سياسية من المكون المغلوب على أمره معها، قوة تضاف إلى هيمنتها. هب ان القوى السياسية الممثلة للمكون الاجتماعي الأصغر اضطرت تحت الأمر الواقع للدخول في تحالف أو جبهة مع قوى اخرى مناهضة للأئتلاف الفائز والاكبر ، فانها والحالة هذه، عليها ان تتفق مسبقاً مع الطرف الذي قد يحل محل الطرف القوى مثل دولة القانون على الأقرار بحقوق مكونها المضطهد مع تعيين سقف زمني لتنفيذ مطالبها وحقوقها ، فهل أخذ كل من التحالف الكردستاني والقوى السنية هذه الحقيقة بنظر الاعتبار لكي تمنع ائتلاف دولة القانون من ولاية ثالثة ام انها تكتفي بأسقاط المالكي فقط، وليكن بعد ذلك مايكون وليكن من بعد اسقاطه الطوفان؟
ان على السنة والكرد استيعاب هذا الدرس، وأنهما ما زالا دون الأطراف الشيعية بكثير في استيعاب الواقع الذي يعيشانه، وإذا استمرا على اخطائهما ، فانهما سيد خلان نكسات جديدة أمر بالكثير من التي المت بهما خلال الأعوام الماضية. دع جانباً ان بين السنة والكرد ايضاً بون شاسع وخلافات عميقة خصوصاً في الموقف من المناطق المتنازع عليها وتطلعات الكرد  إلى الاستقلال، وثمة ادلة على ان الاطراف الشيعية كانت في اوقات من الاعوام السابقة اكثر انفتاحا من السنة على الحقوق القومية للشعب الكرى ووصفت العلاقات بين الكرد والشيعة عبر عقود من السنين والى وقت متأخر من وصول الشيعة الى الحكم بانها كانت افضل بكثير من تلك التي كانت بين الكرد والسنة.
وسيظل الهدف من وراء تقارب الاطراف التي ذكرناها من شيعية وسنية و كردية (اسقاط المالكي)، عملا لا مسؤولا وعبثيا دونها اية لا مسؤولية وعبثية أخرى اذا لم يكن هنا لك من برنامج متفق عليه يتضمن حلولا نهائية للمشكلات العراقية وفي مقدمتها تطبيق النظام الكونفيدرالي.
لا تبعث الأيام والشهور لما بعد الانتخابات على التفاؤل بقدر ما يبعث على التشاؤم، فالتوقعات تشير إلى ان تشكيل الحكومة المقبلة قد يستغرق عاما، ومثل هذا التأخير سيجعل من الوضع بين الاطراف العراقية أسوأ بكثير مما كان عليه في الماضي، وعلمتنا تجربة تاخير تشكيل الحكومة الكردستانية الثامنة والتي اي الحكومة لم تتشكل الى الأن وبعد مضي ما يقارب ال 8 اشهر على اجراء الانتخابات الكردستانية في 21-9-2013، ان تاخير تشكيل الحكومة ستتوجه خلافات اعمق واخطر بين القوى السياسية، ولو لم تكن الخلافات شديدة قوية بين الطراف الكردية  لما تاخر تشكيل الحكومة الكردستانية الى يومنا هذا، ومن الأرجح انها لن تتشكل في المستقبل المنظهور أيضا، والمشهد الكردي يوحي بالتناحر وعواقب لا تحمد عقباها وفي النهاية فأن كلا من بغداد وطهران ستسعيان الى رسم ملامح الحكومة الكردستانية المقبلة، ولن تتشكل الحكومة إلا بضوء اخضرغير مباشر منهما، مع توقع حصول اضطرابات في كردستان على غرار تلك التي شهدتها المناطق السنية في الأنبار وشىمال بابل وديالى..الخ، فأما ان تتقائل الفصائل الكردية فيما بينها أو تقع الحرب بين الكرد والحكومة العراقية أو بين الكرد والعرب سيما في المناطق المتنازع عليها ، ان حصول الاستقرار والسلام بعد الانتخابات موضوع البحث، ضرب من الخيال، والسلام بعيد المنال. وعندي ان الحكومتين المقبلتين المركزية والاقليمية ستكونان حكومتا صراعات وتصفية حسابات.
قبل الانتخابات علق العديد من القوى السياسية والمؤسسات الدينية من شيعية وسنية، ولكي لا ياخذ الاعتقاد بعدم ركوب الكرد لموجة (التغيير) فان تصريحات صدرت من الكرد بشأن التغيير، والان هل يتوقع احد ان يحصل التغيير في اجواء تأخير تشكيل الحكومة العراقية سنة كاملة او ما يقاربها كما قال بعضهم؟ ليس هذا فحسب بل أن نتائج الانتخابات سوف توسع من شقة الخلاف اكثر بين القوى السياسية العراقية وبين كياناتها الاجتماعية على حد سواء، ففي كردستان نجد ان الخلاف ليس بين طرفين فقط مثلما كان في الماضي بالرغم من انتظام الطرفين، الديمقراطي والاتحاد الكردستانيين في تحالف، انما توسعت دائرته لتشمل طرفا ثالثا ألا وهو حركة التغيير، ودخل على خط الخلافات خلاف أخر ألا وهو الخلاف بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير حول المرشح لمنصب محافظ السليمانية والذي اختارته حركة التغيير ورفضه الاتحاد فاعتزام (التغير) على احداث تغييرات في الاجهزة الأمنية وتسمح بذلك الصلاحيات التي يمتتع بها مجلس المحافظة الجديد والذي تهيمن عليه حركة التغيير..الخ من خلافات  اخرى، فضلا عن انشقاق وشيك الوقوع في الصف الكردي بين  منجذب الى بغداد وطهران وبين أخر و ربما اخرى رافض لذلك.
عن أي تغيير يتحدث بعض من السذج ، فها هو هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقية الحالي يقول: ان الانتخابات البرلمانية الاخيرة عززت من القبلية العشائرية والطائفية في العراق)! ووصف الدكتور محمود عثمان وهو سياسي كردي مخضرم ومن ذوي الاراء السديدة ، مجلس النواب العراقي الجديد بالفاشل أما كتلة متحدون السنية فقد تحدثت عن تزوير للأنتخابات بنسبة 95% !!! وفي قول له، أتهم عبدالمنعم الطاهر رئيس تحالف اوفياء الوطن، جماهير كتلته الانتخابية ب (عدم الصمود امام الاغراءات التي ادت الى هزيمة كتلته)!!..الخ من عشرات الامثلة الدالة على بؤس الانتخابات التي جرت في الثلاثين من نيسان الماضي، فهل يتوقع المرء ان يحدث تغيير ما باتجاه اصلاح ذات البين واحلال التفاهم والانفراج محل الاقصاء والتهميش والحرب ، ام ان المتوقع هو جلب مزيد من الطائفية والعنصرية والحرب والاقصاء التهميش والترييف وضرب ارادة المواطن العواقي عرض الحائط؟.
بعد الهزيمة النكراء التي الحقت بالقوى التي دعت إلى حجب الولاية الثالثة عن المالكي، فان مطالب هذه القوى اختزلت قبل الانتخابات و بعدها بالحيولة دون وصول المالكي الى مبتغاه، بل ان قصر النظر دفع ببعض من السنيين، الى ان مشاكل العراق كافة ستحل بمجرد ابعاد المالكي عن الحكم!! من غير ان يحبيبوا عل السؤال (كيف)؟
ان المطالبين بحجب الولاية الثالثة عن المالكي يرتكبونا خطا كبيرا حين يعزلون شخص المالكي عن منظومة واسعة من عوامل داخلية واقليمية ودولية شرقية وغربية وقفت وتقف وراء اداء المالكي لذا فان هؤلاء المطالبين يجب عليهم اعادة النظر في مطلبهم وسعي لاحلال نظم وقواعد تكفل عراقا خاليا من الحروب والمأسي من خلال تثبيت الكونفيدرالية وتوسيع صلاحيات الحكومات المحلية.
Al_botani2008@yahoo.com

164
هل ثمة ما يمنع من التقسيم الفعلي وانفصال كردستان؟
نعم.. التفاهمات الإقليمية والمواقف الدولية تمنعهما من ذلك

عبدالغني علي يحيى


    نعم لو لم يكن هناك من مانع لاستقلال كردستان وقيام الدولة الكردية في شمال العراق، لكانت الأخيرة مستقلة منذ عقود، وبالأخص بعد الحرب العالمية الأولى، ولكانت الدولة الكردية قائمة منذ ذلك الزمن، أسوة بالشعوب التي تحررت من الإمبراطورية العثمانية.
وثمة أدلة على جهود إقليمية ودولية، عدا الداخلية العراقية، للحيلولة دون حصول كردستان العراق على الاستقلال؛ ففي نهاية تلك الحرب، نالت شعوب كثيرة استقلالها ومارست حق تقرير المصير الذي صاغه الزعيم السوفياتي فلاديمير لينين في الشرق والرئيس الأميركي وودرو ويلسون في الغرب، ويبدو أن الكرد كانوا مستثنين من ذلك الحق. إذ عندما أعلن الشيخ محمود البرزنجي عن حكومته الملكية، ومن قبل أن تقوم الدولة العراقية، إثر «ثورة العشرين» أصبح للعرب العراقيين دولة، في حين حرم الكرد من الاستقلال على الرغم من مشاركتهم الفعالة في تلك الثورة، ثم سلمت أمور الدولة العراقية الفتية إلى العرب السنة الذين لم يشاركوا في الثورة أصلا. وتعرضت حكومة البرزنجي لقمع الحكومتين البريطانية والعراقية معا.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قامت «جمهورية مهاباد» في كردستان إيران، بيد أنها سرعان ما أسقطت وأعدم مؤسسها القاضي محمد. وإذا علمنا أن الجمهورية تلك كانت مسنودة من قبل السوفيات الذين تخلوا عنها، فهذا يعني أن الشرق أيضا كان يعارض قيام «الدولة الكردية» أو استقلال أي جزء من كردستان. وبين الحربين تعرضت كل الحركات الكردية المطالبة بالاستقلال والحرية للمطاردة والقمع، ففي كردستان العراق، مثلا، أفشلت حركة الشيخ أحمد بارزاني في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، وفي عام 1943 قضي على ثورة بارزان.
إن السبب الرئيس من وراء تعذر قيام «الدولة الكردية» يكمن في تقسيم - أو تقاسم - «كردستان الكبرى» بين العراق وتركيا وإيران وسوريا. ولقد زادت من تكريس «احتلال» هذه الدول لكردستان ومنعها من الاستقلال، ثروات كردستان النفطية، فضلا عن ثروات أخرى مائية وزراعية وسياحية.. إلخ. بل إن باحثا عراقيا سبق أن نوه إلى ذلك في الستينات من القرن الماضي حين قال: «لولا غنى كركوك بالنفط لكانت الحكومات العراقية قد اعترفت باستقلال كردستان من دون تردد».
وتواصلت المساعي الإقليمية والدولية لمنع كردستان العراق من الاستقلال في كل العقود والعهود؛ ففي عام 1963 أرسلت سوريا وحدات من جيشها إلى كردستان العراق لمحاربة الثوار الكرد، وتردد في ذلك العام أيضا قيام حلف «السنتو» (حلف المعاهدة المركزية، «حلف بغداد» سابقا) بقصف مواقع الثوار الكرد، علما أن التدخل الإقليمي والدولي المسلح لإخماد الثورة الكردية وبشكل محموم جاء ردا على مشروع لمنغوليا التي اعتزمت طرحه في الأمم المتحدة لأجل استقلال كردستان العراق، غير أن المشروع أحبط في المهد.
وفي عام 1975 أنهت «اتفاقية الجزائر» بين شاه إيران وصدام حسين (نائب الرئيس العراقي آنذاك) وبمباركة أميركية، الثورة الكردية 1961 - 1975، وتبين أن الهدف الأكبر من توقيع تلك الاتفاقية، كان وأد الثورة الكردية. ودل ذلك الحادث على أن الحكام العراقيين يفضلون التضحية بسيادة العراق وأرضه مقابل ألا ينال الكرد استقلالهم أو يتمتعوا بأية صيغة لحل قضيتهم، حتى وإن كان الحل يبقي على وحدة الأراضي العراقية، كصيغة الحكم الذاتي مثلا.
وفيما بعد ظلت هواجس الدول المتحكمة بكردستان من قيام الدولة الكردية قائمة؛ ففي عام 1983 وقع العراق وتركيا اتفاقية عسكرية تسمح لكل طرف بمطاردة الثوار الكرد داخل أراضي الطرف الآخر على الحدود بينهما. وما زالت الاتفاقية هذه معمول بها من الطرفين إلى يومنا هذا ولم تلغ، على الرغم من الخلافات الكبيرة بين الحكومة العراقية والحكومة التركية في المواقف والسياسات بشأن الشؤون الإقليمية للمنطقة، مع جواز إلغائها كونها غير موثقة في منظمة الأمم المتحدة.
ثم في عام 1991، عقب قيام حكم ديمقراطي كردي بفضل الحماية الدولية لكردستان العراق ضمن خط العرض 36 فإن عواصم الدول المجاورة، دمشق وطهران وأنقرة، كانت - وعلى امتداد سنوات - تعقد اجتماعات دورية لمحاربة الحكم الكردي شبه المستقل، وما زالت تحلم بالقضاء عليه.
ما أشبه اليوم بالبارحة، فقبل أيام عندما صرح مسعود بارزاني بأن استقلال كردستان آت، وإذا بالمالكي ينكر عليه بقوة هذا الحق المشروع، وأيدته أميركا عندما رفضت الانفصال وأكدت تمسكها بوحدة العراق.
إن الشروط لاستقلال كردستان العراق متوافرة وموجودة، إلا أنها تصطدم اليوم، مثلما اصطدمت في الماضي، بموانع عراقية داخلية وأخرى إقليمية ودولية. لذا، نرى أن هناك حقا ما يمنع من استقلال كردستان العراق وقيام «الدولة الكردية».
* كاتب ومحلل سياسي كردي - الشرق الاوسط اللندني

Al_botani2008@yahoo.com

165
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   تناقضات كردية (1)
قال الدكتور نجم الدين كريم عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني محافظ كركوك عن الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة، ان مواطني كركوك تجاوزوا القومية والطائفية و صوتوا للاصلح! فيما قال هوشيار زيباري عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وزير الخارجية العراقية عن الانتخابات نفسها:( ان الانتخابات البرلمانية الاخيرة في العراق عززت القبلية والعشائرية والطائفية؟)
•   تناقضات كردية(2)
اتهم الاتحاد الوطني الكردستاني كلاً من الحزب الديمقراطي الكردستاني وتركيا ببيع النفط الكردي بأبخس الاثمان! من جانبه قال النائب مؤيد طيب في البرلمان العراقي والمحسوب على الحزب الديمقراطي الكردستاني ان الاموال المترتبة عن مبيعات النفط الكردي ستتحول الى بنك خلق التركي باسم الحكومة العراقية واضاف بان ذلك دليل على صدق نوايا الكرد!
•   جماهيره أم تكتله؟
حمل عبدالمنعم الطاهر رئيس تحالف اوفياء الوطن على جماهير كتلته تسببها في خسارة كتلته في الانتخابات متهماً إياها بانها لم تصمد امام الاغراءات، فيما حمل أخرون الجماهير المسؤولية في حال عدم انتخاباها المرشح الكفوء! هل المواطن مسؤول عن انتخاب المرشح الخامل ام الحزب الذي يفرض عليه المرشح؟.
•   لماذا النعرض الى النبي وأهله؟.
ندد المرجع الديني محمود الصرخي الذي يوصف من قبل السنة بالمرجع الديني العربي، بالذين يوجهون الشتائم الى النبي واهلة ويسيئون اليهما واصفاً اياهم بالفسق و الفجور وبانهم عديمي الشرف والحسب والنسب، ترى لماذا زادت الاساءات الى النبي (ص) في اجواء المد السياسي  الاسلامي  بشكل لم يسبق له مثيل في الماضي يوم كانت العلمانية تسود المجتمعات الاسلامية واستفحلت في اجواء هيمنة نفوذ الاسلام السياسي؟.
•   برلمان فاشل!
علق الكثيرون من العراقيين الامال على ان يفلح البرلمان العراقي الجديد في احداث (التغيير) في العراق، وبعد اجراء الانتخابات قال الدكتور محمود عثمان النائب الكردي في البرلمان السابق عن البرلمان الجديد ان مجلس النواب العراقي (البرلمان) فاشل! فهل يتوقع أحد ان يقدر الفاشل على احداث التغيير؟
•   قمع العمال والصحفيين في عيدهم!!
في الاول من ايار عيد العمال العالي، قالت وكالات الانباء ان الحكومة التركية قمعت بشدة تظاهرة للعمال ارادت الوصول الى ميدان تقسيم في اسطنبول، وفي عيد الصحافة العالي عبرت اليونسكو عن قلقها حيال وضع الصحفيين في العراق لمقتل 265 صحفياً في العارق منذ عام 2003 وفضحت هيومن رايتس وتش عمليات قمع وتعذيب الصحفيين في العديد من بلدان العالم وبالاخص العربية والاسلامية.
•    من القادر على الحاق الهزيمة بالارهاب؟
اشار مصدر امريكي رفيع المستوى الى فشل المالكي في محاربة الارهاب، ونسي ان بلاده من 2003 الى 2011 فشلت بدورها في القضاء على الارهاب، فاذا كان المالكي الذي يقود جيشاً قواهه اكثر من مليون ونصف المليون مسلح وامريكا التي تعد القوة الاعظم في العالم عاجزان عن القضاء على الارهاب فمن يستطيع ياترى ان يقضي عليه؟.
•    العراقيون بين ناري المشاركة والغالبية
يتردد ان الحكومة المقبلة ستلجأ الى نظام الغالبية في الحكم الامر الذي يخشاه الكرد لأنه يرمي الى تهميشهم ومصادرة حقوقهم، علماً ان المشاركة وكذلك التوافق لم يحققا اي نجاح او استقراراً وتقدماً للعراق الامر الذي نستطيع معه القول ان العراقيين اصبحوا بين ما يشبه السندان او المطرقة.   
Al_botani2008@yahoo.com

166
آراء انتقادية حول الأنتخابات البرلمانية العراقية الثالثة

عبدالغني علي يحيى

      احتل التأكيد على انتخاب الكفوء والنزيه والمخلص الصادق وو..الخ مساحة واسعة في الأهابة بالمواطنين العراقيين للتوجه الى صناديق الاقتراع في الثلاثين من نيسان الماضي، ولتكرار التأكيد ذاك وصدوره من فئات دينية وسياسية لاتحصى، خيل للمرء، أنه للمرة الأولى في تأريخ الانتخابات العراقية يدعى الى ذلك التأكيد، في وقت يعلم فيه الجميع، ان الحملات الانتخابية التي سبقت عمليتين انتخابيتين برلمانيتين عراقيتين في 15/12/2005 و 7/3/2010 تضمنت التأكيد نفسه، ومع ذلك كان الفوز معقود لواءه لنقيض الكفوء والنزيه..الخ واوحى تكرار التأكيد ايضاً من أن النواب السابقون كانوا جميعاً من الفاسدين واللصوص والسراق، علماً ان العمليتين الانتخابيتان المذكورتان كانتا الاقل تزويراً وتزييفاً من تلك التي جرت يوم الثلاثين من نيسان 2014.
لقد حمل المتحمسون لا جراء الانتخابات والمشجعون للمواطنين بالمشاركة فيها، المواطن العراقي، وزر صعود اللامناسب إلى المكان المناسب (البرلمان) ونسوا أو تناسوا، أو لم يخطر ببالهم، ان الأحزاب والكيانات السياسية هي التي تختار المرشحين للبرلمان وتفرضهم على الشعب، عليه والحالة هذه، وجب تحميلها مسؤولية تسليط اللامناسب والامرغوب على الجماهير، دع جانباً القول، من أن عضو البرلمان وكيانه السياسي، وقل الشيء ذاته عن الوزراء والمسؤولين في السلطة التنفيذيه وكذلك في السلطة القضائية ايضاً. ان الحزب هو السلطة الأولى أو أم السلطات ان جاز التعبير، في العراق أو البلدان التي تعيش أوضاعاً مماثلة للوضع العراقي، فألى متى السكوت عن الأحزاب وتحميل المواطن العراقي جرائم الأحزاب بحق الناخبين؟ ثم الا يعني التكرار المتواصل والذي نوهنا إليه أستهانة بقدرة المواطن العراقي على الفهم والتلقي، لكي يجري جلده على أمتداد شهر للحملات الانتخابية بنصائح مزعجة ومن قبل أشخاص مزعجين بان يختار الصالح وينبذ الطالح..الخ.
وفي الحملات الأنتخابية العراقية، كان شعار الجميع هو التغيير، من غير ان يوضح أحد مضمون التغيير الذي يطالب به ويرمي إليه، كأن يتم تحديد سقف زمني لأجراء الاحصاء السكاني العام أو تطبيق المادة 140 لحل مشكلة المناطق المتنازع عليها بين حكومتي المركز والأقليم، أو تشريع قانون النفط والغاز او قانون الأحزاب، فحل المشكلة السنية بتلبية مطالب المعتصمين، أو كونفدرالية للسنة، وعلى الصعيد العربي توطيد العلاقات مع الدول العربية سيما اذا علمنا ان علاقة العراق بتلك الدول متوترة جداً. نعم ان الكل نادوا بالتغيير ولكن من غير ان يسموا المجالات التي يجب ان تشمل بالتغيير، ولست مغالياً إذا قلت، انهم كانوا ومازالوا في حملاتهم الأنتخابية يقصدون بالتغيير شيئاً واحداً فقط ألا وهو ازاحة المالكي والحيلولة دون تمتعه بولاية ثالثة. وكأن بعزله ومنعه، لن تبقى مشكلة أو معضلة في العراق ويحل الوئام والسلام في ربوع العراق، في وقت ان فقدان الأمن والاستقرار ونشوب الحروب والاضطرابات، رافقاً قيام الدولة العراقية من يوم تأسيسه وإلى الآن ولكن بنسب متفاوتة من حكومة إلى أخرى، فهل التغيير ياترى مرهون بأزاحة شخص أم بأسقاط مجموعة من السلوكيات الخاطئة والاداء الفج.؟ ان المرجعيات الشيعية مثلاً كانت اشد دعوة إلى التغيير، إلا أننا لم نسمع من تلك المرجعيات ولو كلمة حق لانصاف السنة وايقاف الحرب ضدهم أو التوقف عن استفزاز الكرد وتجويعهم.
بلا شك، ان المطالبين باستبدال المالكي بغيره لقيادة الحكومة تجاهلوا او جهلوا، ان الذي يخلف المالكي لن يختلف عنه  في شئ، ووفق الاستحقاق الانتخابي الاكبر فان منصب رئيس الحكومة سيكون من حصة حزب المالكي وائتلاف دولة القانون، ولنفرض ان المالكي تخلى عن طموحه بولاية ثالثة، غير أنه، وهذا ما لاريب فيه سيحتفظ بالموقع الأول والأمامي في حزبه الفائز، حزب الدعوة الأسلامية، ما يعني أنه سوف يقود الحكومة وبشكل غير مباشر. او من وراء الستار
قبل أنتخابات عام 2005 طالب الكرد أكثر من مرة باستبدال الدكتور ابراهيم الجعفري بآخر، والذي كان رئيساً للحكومة قبل الأنتخابات تلك، وهددوا بالأنسحاب من الحكومة إذا لم يتم لهم ذلك، إلا أنهم عدلوا عن فكرة الانسحاب، وتفاءلوا بمغادرة الجعفري للحكم، ليس هذا فحسب بل أنهم ساعدوا المالكي لتسلم السلطة ودخلوا في تحالف مع حزبه والمجلس الاسلامي الأعلى، وعندما ظهرت أولى بوادر رفض المالكي بسبب تفرده في اتخاذ القرارات وعدم تطبيقه لاتفاقية اربيل فلقد اختلف الامر بشأنه بين مطالب بعزله وبين مطالب ببقائه واذكر قولا للرئيس جلال طالباني (لا بديل للمالكي إلا المالكي). ان من يرفض المالكي اليوم سيرفض حتماً الذي يحل مكانه كذلك، وهكذا نكون أمام قصة لا تنتهي. واخيراً وليس آخراً، هل يعقل منع المالكي من ولاية ثالثة وقد فاز حزبه وائتلافه الانتخابي باعلى نسبة من الأصوات؟ الا يشكل ذلك تحدياً للديمقراطية؟
ان حكومة الولايات المتحدة التي مدت المالكي بأسباب البقاء وقدمت اليه أشكالاً من الدعم في مواجهة خصومه من السنة والكرد طالعتنا فجأة بموقف غريب لما رأت في فوز المالكي بالانتخابات خطورة على أوضاع العراق، زاعمة أي واشنطن من ان الحرب الأهلية ستندلع في حال فوز المالكي، وكأن ما يجري من إقتتال وخراب ودمار منذ سنوات في العراق ليس حرباً أهلية، علماً ان الحرب هذه نشبت في ظل الادارة الامريكية السيئة للعراق بين عامي 2003 والى نهاية عام 2011 أضف الى ذلك في حال عزل المالكي عن السلطة هل يكون بمقدور خليفته تحقيق الأمن والاستقرار في العراق.؟
ان الأمريكان لا يريدون الخير للعراقيين، ويبحثون عن شخص لادارة العراق يواصل نهج أختلاق الأزمات والمشاكل ويحارب السنة والكرد، ان الامريكان لا يريدون الخير ليس للعراقيين فقط، وانما لشعوب المعمورة كافة.
هل الانتخابات العراقية مطابقة للمعايير الدولية؟
سؤالي هذا موجه أصلاً الى منظمة الأمم المتحدة في شخص ممثلها في العراق نيكولاي ميلادينوف الذي قال ان الانتخابات العراقية أتت مطابقة للمعايير الدولية، يبدو أن ميلادينوف غض النظر عن الأحداث العراقية التي تقول خلاف ما ذهب اليه، ففي يوم الأنتخابات مثلاً تواصلت المعارك في مناطق كثيرة في العراق، حتى ان الحكومة العراقية اضطرت الى استخدام الطيران الحربي في مناطق جبل حمرين، كما ان مراكز أنتخابية كثيرة في العديد من المدن العراقية تعرضت الى هجمات انتحارية راح ضحيتها العشرات من الناس، كما سجلت أعمال تزوير وتدخلات مسلحة في تلك المراكز بهدف تحقيق الفوز لأئتلاف أنتخابي معين أو لائتلافات أنتخابية معينة، وقبل يوم البدء بالأنتخابات كانت الارقام تقول ان 60% من مدن الأنبار تبقى محرومة من المشاركة في الانتخابات وانه يتعذر على 90000 أنسان في قضاء أبوغريب من الذين نزحوا من القضاء بسبب الأرهاب والفيضانات المشاركة فيها..الخ من العيوب والمثالب التي رافقت العملية الانتخابية، لذا فان قول ميلادينوف اشبه ما يكون برمي حصوة في الظلام وانه قول  لا مسؤول بالمرة، وساهم إلى جانب التدخل الأمريكي وموقف الجامعة العربية المتسم بالجهل للأوضاع العراقية في جعل الأنتخابات العراقية الاكثر مخالفة للمعايير الدولية وليس العكس. ومع ذلك فان قبول الكيانات السياسية بنتائج الانتخابات على علاتها هو الاهم.
ومن الأمور المأخوذة على الانتخابات العراقية ويا لكثرتها، تكبيل الناخب العراقي بقيود تلو القيود في كل عملية أنتخابية وهذه القيود أن دلت على شيء، فهي تدل على مدى أزمة الثقة بين المواطن والسلطة، ففي أنتخابات نيسان مثلاً فرضت على المواطنين العراقيين البطاقة الاكترونية, وعدها من الأوراق الثبوتية في حال توجه المواطن الى دائرة حكومية ما لأنجاز معاملة له والذي تولدت لديه مخاوف من أنه إذا لم يكن حاملاً لتلك البطاقة فان اجراءات عقابية قد تطاله. ولولا البطاقة الأكترونية لما كان من مجموع اكثر من (20) مليون ناخب يتوجه (12) مليوناً منهم الى صناديق الاقتراع أي ان نسبة المشاركة كانت تأتي ضعيفة للغاية لولا تلك البطاقة التي روج بعضهم لها من انها ستسد الطريق أمام التزوير والنيل من ارادة الناخب ، ولقد سبق البطاقة الاكترونية استخدام الجهاز الاكتروني في انتخابات مجالس المحافظات في العام الماضي ، وسبق الاثنين استخدام الحبر البنفسجي !! وظل الحبر البنفسجي والجهاز والبطاقة الالكترونيين عاجزاً عن وضع حد للتزوير ، ولولا فتاوى رجال الدين التي بلغت حد تكفير للممتنع عن المشاركة في الانتخابات عجزت عن اقناع المواطنين بالمشاركة الواسعة في الانتخابات، نعم فمن مجموع اكثر من (20 ) مليون ناخب عراقي لم يتوجه الى صناديق الاقتراع سوى( 12) مليوناً! واذكر القاريء الكريم ان عدد الذين كان يحق لهم المشاركة في الانتخابات هو اكثر من(21) مليون ناخب ما يفيد من ان الحبر البنفسجي والجهاز الالكتروني والبطاقة الاكترونيه وفتاوى رجال الدين وبلاغات الاحزاب اثبتت عقمها في حمل المواطن العراقي للتوجه الى تلك الصناديق وبالشكل الذي توخته الفتاوى والبنفسجي والالكترونيات وو..الخ. ومن القيود ايضا مطالبة الناخب الكردي في بغداد بابراز البطاقة التموينية، وكذلك المطالبة باستخدام القلم المخصص من قبل مفوضية الانتخابات حصرا عند التأشير على اسم الناخب او الكيان السياسي.
وعند مراهنتهم على خسارة المالكي وحزبه وائتلافه الانتخابي (دولة القانون)، اثبت معظم القادة السياسيين العراقيين وكذلك اكثرية المراجع الدينية الشيعية والسنية جهلاً فظيعاً بالواقع العراقي الراهن، وعارضوا بقوة ولاية ثالثة للمالكي بل وكانت خسارة المالكي لديهم امراً مفروغاً منه، على الرغم من معارضتي للعديد من سياسات المالكي ، إلا أنني لم ادخل في تلك المراهنة الجاهلة الساذجة ، بل وقفت على الضد منها فقبل اجراء الانتخابات بنحو ثمانية ايام قلت في زاويتي الاسبوعية في صحيفة (افرو) الكردية والتي تصدر في دهوك وهي صحيفة واسعة الانتشار، وتحت عنوان (صورة العراق بعد انتخابات 30 نيسان) من ان المالكي سيفوز بالأنتخابات، واستغرب بعضهم من قولي هذا. وقبل اجراء الانتخابات بأيام قلائل زارني وفد من مكتب فضائية العراقية باربيل لاجراء مقابلة معي، قلت لهم بعد اجراء المقابلة من ان المالكي وحزبه وائتلافه سيفوزون ، وحرصت على عدم بث القول لأسباب عدة واستغربوا بدورهم من كلامي ، وقبل اجراء الانتخابات ايضاً، اتصلت بي عبر الموبايل طالبة ماجستير من الأمارات للوقوف على رأي بخصوص فوز المالكي بالانتخابات من عدمه ، واكدت لها بأن المالكي سيفوز بقوة رغم الحملات المناهضة والجبارة له وتحريم مرجعيات دينية التصويت للمالكي، فاستغربت بدورها، وقلت لها لا تستغربي وانتظري النتائج. علماً ان رفض المالكي مازال قائماً ويستعين خصومه حتى بالسحرة والمنجمين، وابرازهم لتنبوء منجم عربي ملقب ب(نوستر اداموس العرب) من ان المالكي سيقتل بعد الانتخابات!!
(كيفما تكونوا يولى عليكم) حديث نبوي شريف ينسحب على اكثرية العراقيين شعباً وساسة، فبسبب من الجهل والتخلف والخداع الذي مارسته الحكومات العراقية السابقة، اصبحنا امام شعب في تشبثه بالخرافات وعدم فرزه الابيض عن الاسود، وكأنه قد خضع لعملية غسل دماغ استغرقت عقوداً من السنين، واذا بساسته وقادته من حزبيين و حكوميين مثله تماماً، فها هم يتقاطعون مع العقل والمنطق في سعيهم لنفي الفائز الاكبر الذي حاز بثقة اكثرية الشعب سواء بجدارة أو عدم جدارة ويعني الوجه الاخر لنفيهم التوجه الى الذين لم يرتقوا الى الفائز الاكبر، ونالوا اصواتاً دون اصواته. هل حصل في دولة تفضيل الخاسر على الرابح؟
    وقبل ان انهي مقالي هذا على المالكي واقطاب حزبه و ائتلافه، في غمرة فوزهم المبين، ان يراجعوا حساباتهم ويقدموا سريعاً على تلبية مطالب الكرد والسنة وبقية الاطراف العراقية اذا ارادوا ولاية ثالثة مريحة وحتى رابعة أيضاً، وان يعمقوا من الديمقراطية ومباديء حقوق الانسان ويستفيدوا من اخطائهم مع تجنب الاقصاء والتهميش و الفردية في اتخاذ القرارات، واضطهاد هذا المكون أو ذاك، ان التغيير الحقيقي هو في انصاف المكونات الاجتماعية ونشر الديمقراطية واجراء المصالحة ومعاني سامية اخرى. على المالكي اتباع هذا الطريق وان لايحيد عنه وسيضمن اكثر من فوز وولاية. 
Al_botani2008@yahoo.com


167
ظاهرة الأنشقاقات الفردية  الحالية في الأحزاب الكردستانية.
                                             
                                           
عبدالغني علي يحيى
   في أواسط الستينات من القرن الماضي، حدثت انقسامات واسعة في الأحزاب اليسارية والشيوعية والقومية وغيرها في معظم بلدان العالم الثالث أو الدول النامية، فعلى سبيل المثال، انقسمت الأحزاب الرئيسية الثلاثة في العراق آنذاك: الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الكردستاني على نفسها، وانشطرت ولكن ليس إلى نصفين متساويين، ومال الذين انشقوا عن احزابهم إلى اليسار بدرجة رئيسية، ولم يحصل انضمام فرد أو جماعة من المنشقين الى حزب آخر، كما هي الحالة اليوم. وفي حينه قدمت تفسيرات شتى لظاهرة الانقسامات والأنشقاقات تلك، من بينها، ان الانشقاقات وقعت في احزاب بين شعوب فقيرة، تسودها الأمية والجهل، والذي عزز من هذا الرأي، أن أحزاب الدول المتقدمة حضارياً وصناعياً وعلمياً لم تتعرض الى الانقسامات، فالأحزاب الشيوعية في الاتحاد السوفيتي السابق والصين ودول المنظومة الشرقية الأوروبية الشيوعية لم تشهد اية انقسامات، رغم الاختلاف في توجهاتها ، كما ظلت الاحزاب في الدول الراسمالية المتقدمة، الاحزاب: الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة والمحافظين والعمال في بريطانيا ، وهذا على سبيل المثال بمنأى عن الانقسامات، ويعزى السبب في ذلك الى التقدم الحضاري ورسوخ الديمقراطية والمؤسساتية وحكم القانون فيها، فضلاً عن الوعي الرفيع والثقافة العالية لشعوبها وعراقة أحزابها. ويرد بعضهم الانقسامات الى سبب آخر قوي ووجيه ايضاً، هو الخلاف السوفيتي الصيني آنذاك، بسبب من تأثير الدولتين الشيوعيتين الكبيرتين على العالم الثالث.
   لما تقدم فأن التخلف والجهل والفقر، واضيف الى هذا الثالوث تسلط الدكتاتوريات العسكرية وتراجع حكم القانون جراء ذلك، كما يبدو كان من الاسباب الرئيسية وراء الانقسامات التي حصلت آنذاك في احزاب العالم الثالث او البلدان النامية، وإلا ما معنى ان تبقى الاحزاب الشيوعية على تماسكها في الدول الشيوعية المتطورة، في حين تتعرض الاحزاب الشيوعية في البلدان النامية الى الانقسامات؟ وان تبقى الاحزاب البرجوازية في الدول الرأسمالية المتقدمة على وحدتها مقابل تعرض الاحزاب القومية البرجوازية والمحسوبة على الرأسمالية في البلدان النامية الى الانقسامات والتكتلات؟ ولكي نتعرف على اسباب الانشقاقات في الاحزاب الكردستانية العراقية بالأخص، سيما في هذه الأيام ، واقول الانشقاقات وليس الانقسامات، لأن افرادا انشقوا عن احزابهم وينشقون من غير ان تحصل في احزابهم الأنقسامات، وبودي أن استدرك ان احزاب وسط العراق وجنوبه تعاني من كليهما الانشقاقات والانقسامات الامرين، انشقاق افراد عن احزابهم وكتلهم الانتخابية، اضافة الى انقسامات في هذه الاحزاب وحتى في الكتل البرلمانية والتحاق هذه الكتلة البرلمانية اوتلك بكتل برلمانية اخرى، من غير ان تلتحق اية كتلة برلمانية كردية باخرى أو تقع انقسامات في احزابهم، الكرد. وأعود الى صلب العنوان، ظاهرة الانشقاقات الفردية في الاحزاب الكردستانية، واشدد على الفردية، لأن اي حزب كردستاني لم ينقسم تنظيمياً على نفسه، كما حصل في احزاب الستينات وكما جرى قبل نحو خمس سنوات في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي انقسم الى قسمين، عندما تخلى نوشيروان مصطفى وعدد من قيادي الاتحاد الوطني وجهرة غفيرة من اعضاء الاتحاد قدرت بعشرات الالوف، وأسسوا حركة التغيير، وبعد هذا الحدث فان الصراع بين الاتحاد وحركة التغيير، مازال قائماً وهو دون صراعهما مع الكيانات السياسية الكردية وغير الكردية الاخرى.
   لقد انشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني في الاونة الاخيرة عضو قيادة الاتحاد عارف رشدي مع اثنين من قيادي مركز تنظيمات نينوى للاتحاد وهما محي الدين مزوري وعبدالرحيم زيباري اضافة الى نحو 200 عضو، التحقوا جميعاً بالحزب الديمقراطي الكردستاني. وفي محافظة دهوك التحق به قياديان اخران هما سالار دوسكي و دشتي عبدالعزيز وعدد من الاعضاء في قواعد مركز تنظيمات دهوك للاتحاد، وحسب عارف رشدي ان انشقاقات اخرى ستحدث في الاتحاد، وعلى أثر تنبوئه بهذا الخصوص التحق الدكتور علي قادر بالديمقراطي الكردستاني أيضاً واذا علمنا ان كرد نينوى ودهوك من الناطقين باللهجة الكردية الشمالية، عليه والحالة هذه يمكن القول ان التحاق هؤلاء جاء من منطلق لهجوي ان جاز القول. أما تنظيمات الاتحاد في محافظات اربيل والسليمانية وكركوك وديالى وبغداد فلقد بقيت متماسكة لم تطالها الانشقاقات الفردية. وكان رد الفعل الاول للاتحاد على التحاق اولئك الاعضاء بالديمقراطي الكردستاني، ماجاء على لسان قيادي بارز للاتحاد في محافظة دهوك من ان 350 عضواً من الحزب الديمقراطي الكردستاني في تلك المحافظة التحقوا بصفوف الاتحاد، الا ان قوله يبقى مجرد ادعاء لا اساس له من الصحة لأنه لم يكن مدعوماً بالصور ولا بالاسماء ولا عبر شاشة التلفزيون، علماً ان الديمقراطي الكردستاني عرض ملتحقي الاتحاد بصفوفه بالصور واللقاءات التلفزيونية. فقبل ايام عرض التحاقاً لاعضاء في الاتحاد بصفوفه (الديمقراطي الكردستاني)، من منطقة قضاء سوران بشمال اربيل معززاً بتقرير وصور نشرتهما صحيفة( خبات) الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني. واذا كان التحاق اعضاء في الاتحاد بالديمقراطي الكردستاني في محافظة دهوك ونينوى على إساس لهجوي، فان حركة التغيير بدورها شهدت انشقاقات على ضيقها، حيث التحق عضوان بارزان فيها بالاتحاد الوطني الكردستاني وهما عثمان بانيمارني والشيخ جنكي ساليي وكذلك مسؤول منطقة دولي خانقاه وورتي نبز حسن مع مجموعة من اعضاء حركة التغيير. ولما كانت حركة التغيير. القسم المنشق من الاتحاد، فان الانشقاقات ستكون متبادلة ان جاز القول بين الاثنين في المناطق الناطقة باللهجة الكرمانجية الجنوبية. وسيكون الصراع سجالاً بينهما بشكل يفيد ان التناقض الرئيسي سيكون بينهما وثانوياً مع الاطراف الاخرى، بالرغم من وجود مشتركات كثيرة بينهما مثل الكفاح المشترك لهما قبل الانقسام والذي يغطي مساحة زمنية تقدر بنحو (40) عاماً. ويعلمنا تأريخ الانشقاقات والاختلافات بين المنشقين والمنشقين عنهم، ان العداء بينهما يتخذ طابع التناقض الرئيسي ويتراجع تناقضهما مع الطرف الذي كانوا يناضلون ضده الى مرتبة التناقض الثانوي مثال ذلك، ان الشيوعيين السوفيت عندما اختلفوا مع الشيوعيين الصينيين في عقد الستينات من القرن الماضي، فان الشيوعيين السوفيت اتهموا الشيوعيين الصينيين بالتحريفية وعدوا التحريفية الخطر الرئيسي على الحركة الشيوعية العالمية، من جانبهم فان الشيوعيين الصينيين لم يميزوا في مواقفهم بين امريكا التي كانوا يصفونها بالامبريالية وبين الاتحاد السوفيتي الذي وصفوه بالامبريالية الاشتراكية.
ان الانشقاق طال الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضاً، ولكن بشكل ضيق للغاية، فلقد انشق عليه العضو القيادي الشيخ ادهم البارزاني، وفيما بعد اعلن احد الكوادر العاملين في المكتب السياسي للحزب انشقاقه ويدعى بشدار حسن، ومن الارجح ان يظل هذا الحزب على تماسكه ووحدته، إذ أن وضعه افضل بكثير من الحزبين الاخرين الاتحاد والتغيير، وقوى من تماسكه فوزه في الانتخابات البرلمانية الكردستانية ليوم: 21-9-2014. اضافة الى عوامل اخرى مثل السياسة المعتدلة والرصينة له ولقائده مسعود البارزاني والاعتبار الذي يتمتع به في الاوساط الدولية والداخلية الكردستانية والعراقية والاقليمية.. الخ من عوامل اخرى تعزز من وحدته.
   يقيناً ان الانشقاقات الفردية لن تتوقف في الاحزاب الكردستانية عند الاعداد والاحجام التي ذكرناها ، فالقادم من الايام لا بد ان يشهد انقسامات اخرى، سيما في الاتحاد الوطني الكردستاني فبقاء هذا الحزب على قوته وقاعدته الجماهيرية التي مازالت عريضة رغم تراجعه الى المرتبة الثالثة في انتخابات يوم: 21-9-2014 مرهون بامرين اثنين، الاول هو في النتيجة التي سيحرزها في الانتخابات البرلمانية العراقية وكذلك انتخابات مجالس المحافظات الكردستانية التي ستجرى في يوم ال30 من نيسان الحالي فاذا اتت النتيجة متدنية على صعيدي الاصوات والمقاعد، فان انشقاقات ارخى ستقع فيه، واما الامر الثاني في بقائه حزباً رئيسياً الى جانب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير، فهو مصير الطالباني القائد التأريخي والمؤسس للاتحاد، ففي حال وفاته والاعلان عن ذلك، فان الاتحاد يواجه وضعاً اصعب مما هو عليه الان وقد يتراجع الى مراتب أدنى أو يتلاشى. وبلغت الانشقاقات الفردية حتى الاحزاب الصغيرة فالحزب الاشتراكي الديمقراطي  الكردستاني الذي يشعل مقعداً واجداً في البرلمان الكردي خرج عدد من قيادييه عنه و هددوا بتأسيس حزب خاص بهم. وليس الاتحاد الوطني الكردستاني وحده مهدد بالانشقاقات التراجع وانما الاحزاب الكردستانية الرئيسية كافة، فحركة التغيير مثلاً والتي رفعت راية التغيير والقضاء على الفساد الادراي والمالي في اقليم كردستان اضافة الى اشكال اخري من الفساد، ان انتقالها الى المشاركة في الحكم وتسلمها لحقائب وزارية هامه، يجعلها وجهاً لوجه مع الوعود التي قطعها على الشعب الكردي الذي يتطلع الان بفارغ من الصبر الى ما تفعله حركة التغيير بخصوص القضاء على الفساد.
ولنأتي الان الى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي نال اكثرية الاصوات والمقاعد في الانتخابات البرلمانية الكردستانية الاربعة بين عامي 1992 و2013، إلا انه إذا اراد ان يظل في المقدمة فما عليه إلا ان يقدم على اصلاحات جذرية في صفوفه أولاً ومن ثم في الحكومة التي يقودها ثانياً، ولن تكون ثمة اصلاحات في الحكومة ما لم تكن هنا لك اصلاحات في الحزب، هذا الحزب الذي يعاني منذ نحو عقدين، من تبؤ الرجل اللامناسب للمكان المناسب في صفوفه وفي السلطة التي يقودها، كما انه لم يف بوعوده بشأن تطبيق أو تحقيق حكم القانون ولا في القضاء على الفساد و تحقيق العدالة الاجتماعية واذا كان هناك من ميزة يتقدم بها على المنافسين له، فان اداءه ما زال اكثر واقعية من اداء منافسيه، ويتمتع برؤية واضحة وسليمة في المواقف من الحكومة العراقية والصراعات الاقليمية. ان المواطنين في توجيه انتقاداتهم له وكشفهم عن قصوره و اخطائه، غالباً مايتوجون تلك الانتقادات، بالقول انه احسن من منافسيه حين يقارن بهم، وان لا بديل له في المرحلة الراهنة، وان كردستان والشعب الكردي في جنوب كردستان سيتعرضان الى اوخم العواقب في حال ارتخاء قبضته عن السلطة الكردية وفي حال تراجعه وفقدانه لها. وألا فأنه لن ينجو من الانشقاقات الفردية وربما ما هو أعظم.
   اذا كانت الحروب جريمة سواء التي توصف بالعادلة أو الظالمة، فلا ننسى ان الانشقاق جريمة ايضاً، لأنه عمل يخالف الشرعية، وفي الانقسامات التي وقعت في الستينات وفي الاحزاب التي ذكرناها، فان الانقسامات تلك تكللت بانهيار المنشقين وهزيمتهم، بعض منهم عادوا الى بيت الطاعة وبعض أخر غادروا الساحة السياسية بالمرة كالبعثيين اليساريين والشيوعيين من جماعة القيادة المركزية، ولما كان لكل قاعدة استثناء فان حركة التغيير التي انشقت عن الاتحاد الوطني الكردستاني نجحت إيما نجاح في انشقاقها، فلقد التحق بها اكثرية اعضاء ( الاتحاد) وحققت نتائج باهرة في الانتخابات البرلمانية الكردستانية التي جرت في ايلول الماضي من عام 2013  وفي حال احرازه لنتائج افضل في الانتخابات البرلمانية العراقية وانتخابات مجالس المحافظات الكردستانية التي ستجرى بعد ايام قلائل، فانها ستتحول الى قوة سياسية جبارة يحسب لها اكثر من حساب حتماً.
ايماناً من كاتب هذا المقال، من ان الانشقاق والانقسام جريمة، فلقد كان سباقاً الى تخطئة الانشقاق والانقسام من حيث المبدأ، ودعا اكثر من مرة التغيير والأتحاد الى الوحدة في اكثر من مقال له، إلا ان الذي حصل كان المزيد من التنافر والتباعد بينهما الى درجة ان حركة التغيير نسب اليها تقديم شكوى ضد الاتحاد في السليمانبة! وهكذا اصبح التناقض بين التغيير والاتحاد تناقضاً رئيسياً، بالرغم من أن التناقض الرئيس هو بين الكرد ومحتلى كردستان والذي من المفترض فيه أن يتقدم على اي تناقض أخر.
إذا عرف السبب من وراء الانشقاقات الفردية في الاحزاب الكردية وقد تليها انقسامات فيها، بطل العجب أنذاك، ومن الممكن تلخيص اهم الاسباب التي تغذي من الأنشقاقات وحالة التصدع في هذه الاحزاب وفي هذه المرحلة التأريخية والحساسة التي يمر بها شعب كردستان وتجربته الديمقراطية، فالدلائل كلها تشير، الى ان التجربة الديمقراطية في كردستان  امام امتحان عسير قد لاتجتازه بدرجة  نجاح وحتى مقبول، فالتكالب لأسقاطها من جانب القوى الاقليمية والحكومة العراقية وحتى اطراف داخل المجتمع الكردستاني يتنامى ويستفحل، فتأخير تشكيل الحكومة الكردستانية الثامنة والحرب الاقتصادية لبغداد على الكرد، والشروع بتنفيذ العمليات الارهابية في المناطق المتنازع عليها، تفجيرات كركوك بالقرب من مستشفى أزادي وسوق الحصير، وتفجير بايبوخت ثم دوبز، والتي، أي العمليات لا بد وان تتوسع في المستقبل المنظور، وتمتد الى اقليم كردستان( الجزء المحرر) منه، وتعتبر ايران اللاعب الرئيسي الاقليمي الاول في افشال تلك التجربة. او ايجاد نفوذ لها في الاقليم وعلى صعيد حكومته يوازي نفوذ تركيا فيه فلا عجب ان تقدم ايران  خلل الوضع الايل الى التدهور في كردستان على اطلاق سراح غلاة الارهابيين من اعضاء منظمة إنصار الاسلام الارهابية وهم حاجي عارف الكردستاني مساعد رئيس المنظمة والمسؤول عن تنظيماتها في كردستان وكل من أبو أسماء ودلشاد سور اضافة الى عدد اخر منهم، علماً ان التطور هذا سبق او تم تزامناً مع قيام مجموعة بالاعتداء على مقرين للحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية قبل ايام، يذكر ان كل واحد من المطلق سراحهم كانوا محكومين ب 11 سنة سجن واطلق سراحهم قبل انتهاء مدة محكوميتهم!! ان اسباب الانشقاقات تكمن في الاتي:
1-غياب حكم القانون والانضباط الحزبي داخل الاحزاب الكردستانية العلمانية الكبيرة، ولقد جر هذا الى غياب حكم القانون بشكل من الاشكال في مؤسسات حكومة الاقليم، وكلا الامرين ناجمان عن الضعف والشلل في يطبيق حكم القانون في العراق والذي راح يدخل في عد تنازلي منذ  سيطرة اول نظام دكتاتوري على العراق 1985 -1963 وتفاقم العد التنازلي في ظل الدكتاتوريات التي تلته وبلغ اوجه في ظل النظام البعثي السابق، وبانهيار الدولة عام 2003 فان الفوضى والتسيب عمتا العراق  ولما كان القانون والانضباط للدولة له انعكاساته في الاحزاب، فان الاحزاب الكردستانية والعراقية إيضاً تأثرت أيما تأثر بتراجع القانون في العراق، وبذلك ظهرت أرضية خصبة للانشقاقات والانتقالات من هذا الحزب الى ذاك، ان الاعضاء القدامى في الاحزاب الكردستانية وكذلك العراقية، يشيدون بتنظيم حديدي للأحزاب قبل اكثر من نصف قرن من الان و بالأخص في النظام الملكي ويعيبون على حالت التسيب واللامبالات في الاحزاب الان، ناسين ان حكم القانون الذي كان سائدا في النظام الملكي والى حد كبير في الجمهوريات العراقية الاولى كان السبب في ترسيخ الانضباط الحزبي في الاحزاب، عليه فأن العمل بحكم القانون في الحالة الكردستانية وفي الاحزاب الكردستانية يجب ان يسبق ترسيخ حكم القانون في دوائر الحكومة، لسبب واحد هو ان الاحزاب هي التي تقود الحكومة وذلك على الضد من النظام الملكي والعهد الجمهوري الاول.
2- قبل عقود من السنين، كانت الاحزاب تتطلع الى اعضائها و جماهيرها لمد العون المادي اليها مثل الشتراكات والتبرعات لكي تتمكن من الديمومة بنشاطاتها. إلا أنه وبعد انتفاضة عام 1991 فأن الاية انعكست وراحت الجماهير والأعضاء ترنوا الى ما تجود به الاحزاب عليها، وبذلك فان الجماهير فقدت القدرة على التأثير في الاحزاب (الاحزاب الكبيرة) بدرجة اولى لثنيها عن اخطائها، وبرزت فئات انتهازية تنتقل الى الحزب الذي يدفع اكثر.
3- ان بعضاً من المنشقين كانوا مدسوسين في الاحزاب التي انشقوا منها، من جانب احزاب انتقلوا إليها، وصاروا بمثابة قنابل موقوتة تفجر في الزمن المناسب، ولقد قوى من الدس والذي يسمى بالخط المائل. ان الحزبين الكبيرين الديمقراطي والاتحاد الكردستانيين اتفقا فيما بينهما وفي إطار تحالفهما الاستراتيجي عدم القبول باحتضان المنشقين، ولقد ادى ذلك الى بقاء المنشق في حزبه يمارس دور الخط المائل لحين حلول يوم ينهى فيه الاتفاق الاستراتيجي بين الحزبين.
4- تساوي الاحزاب الكبيرة من حيث الاخطاء وغياب المبادي والعقيدة والمثل العليا فيها جراء الفساد الذي استشرى في صفوفها والذي انتقل الى دوائر الحكومة التي كانت مؤهلة اصلاً لاحتضان الفساد، كونها كانت فاسدة قبل انبثاق التجربة الديمقراطية في كردستان، ان تساوي والتقاء الاحزاب في الفساد جعل من المواطن لايميز بينها، ايهما الصالح وايهما الطالح، بل ان عدم القدرة على التمييز راح يشمل رجال العهد البعثي البائد والمسؤولين الحاليين في الحزب والحكومة، كل ذلك جعل من الانشقاق عملاً مشروعاً في نظرا من المنشق ، والانتقال من  هذا الحزب الى ذلك ليس بالعمل المعيب أو المخجل في نظرهم ايضاَ، لقد سمعت ذات مرة من احدهم كان قد قضى سنوات في اوروبا، والعهدة عليه، ان الاحزاب لاتقبل منشقين من احزاب اخرى في تنظيماتها، وان الانتقال من حيث المبدأ عيب وعمل مخجل حبذا لوشرع قانون يمنع هذه الظاهرة، احتضان حزب لمنشقين من حزب أخر.
Al_botani2008@yahoo.com

168
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب (ملكة جمال الانتخابات العراقية... كيف عاقب الديك الامير؟)

عبدالغني علي يحيى
•   ملكة جمال الانتخابات العراقية!
أجرت صحيفة اليكترونية استطلاعاً لمعرفة اية من المرشحات العراقيات للبرلمان أجمل، وكانت النتيجة تفوق مرشحات الكرخ على الرصافة في بغداد، وفي لقاءات تلفزيونية قال العديد من الشباب من انهم سيدلون باصواتهم للحلوات، فيما قام أخرون منهم بتقبيل صور المرشحات في الشوارع.. وسلاماً على شعب غسلت الدكتاتوريات ادمغة ابنائه والأتي (البرلمان) مصيبة أعظم (وشر البلية ما يضحك).
•   وعند (العرافين) الخبر اليقين!
انتشر سحرة وفتاحو الفال ومن على شاكلتهم في مدن عراقية، اقبلوا من الهند وايران وباكستان، بالرغم من ان عدد السحرة العراقيين يفوق عدد السحرة في اي مكان في العالم، انتشروا في الكاظمية ببغداد وفي كربلاء وراح المرشحون واسرهم يتدفقون عليهم، لمعرفة طالعهم وحظوظهم في الانتخابات.. وسلاماً على شعب غسلت الدكتاتوريات ادمغة ابنائه والاتي (البرلمان) أعظم ( وشر البلية ما يضحك)
•   رابطة أنصار الله!
تفتق ذهن وزير الشباب العراقي جاسم محمد جعفر التركماني الشيعي عن مقترح نص على تأسيس فرع تركماني لحزب الدعوة الاسلامية باسم رابطة انصار الله على ان تقبل في صفوفها التركمان الشيعة حصراً، وكأن التركمان السنة ليسوا من انصار الله، وان يكون مقره في طوزخورماتو التي تتعرض بشكل شبه يومي الى التفجيرات واعمال القتل، هكذا تتوسع المتاجرة بلفظ الجلالة، فبعد حزبي (الله) في لبنان والعراق، هاهي رابطة انصار الله! وسلاماً على شعب غسلت الدتاتوريات ادمغة ابنائه والاتي أعظم.
•   النبي (ص) والحسين (ع) وراء الانتخابات العراقية!!
زعم مرشح للانتخابات العراقية بان النبي محمد (ص) أمره بأن يرشح نفسه للانتخابات العراقية! وادعى مرشح أخر، ان الامام الحسين زاره في منامه واكد عليه ضروره دعم رئيس الحكومة نوري المالكي في حربه على الانبار.. وفي العام الماضي زعم احد اعلام الشيعة  العراقيين، من ان اول خطوة يقدم عليها الامام المهدي عند ظهوره هو القضاء على الكرد، وبين حين واخر يطلع علينا بعضهم بالقول ان المهدي المنتظر على وشك الظهور وعلى الجميع الاستعداد لاستقباله.. هكذا غسلت الدكتاتوريات ادمغة العراقيين، وفي (العراقي الجديد) فان الغسل أشد.
•   نحو قانون الطواريء
منع المالكي وزارة الداخلية العراقية، علماً انه يقودها بنفسه،  من اعتقال اي ضابط إلا بموافقته! وقبل اكثر من اسبوع قال احد السياسيين، من ان قانون الطواريء في العراق يطبق منذ 4 سنوات! وانتظروا شرعنة قانون باسم (قانون السلامة الوطنية).
•   إيران تأمر والعراق ينفذ
دعا رجل الدين الايراني كاظم الحائري العراقيين من خلال منشورات قام بتوزيعها انصاره الى عدم التصويت للعلمانيين (الكفرة) في الانتخابات! فيما وجه على خامنئي العراقيين للذهاب الى سوريا للأشتراك في الحرب هناك الى جانب الاسد. وقبل ذلك زار وفد ايراني تألف من مساعد قاسم سليماني ومحمد جعفري واخر يدعى سردار السليمانية قيل ان جهوده انصبت على تشكيل الحكومة الثامنة ورأب الصدع في الاتحاد الوطني الكردستاني.. وبذلك صار العراق حديقة خلفية لايران وحدوده (خري مري) ينتهكها الايرانيون دون جواز سفر ومتى ماشاؤا سواء علمت الحكومة ام لم تعلم، وافقت ام لم توافق، ويوم زار اوغلو كركوك بالطريقة نفسها، فان بغداد اقامت الدنيا عليه ولم تقعدها!!
•   الجيش السوري مؤهل لأستراد الجولان!!!
قال وائل الحلفي رئيس وزراء سوريا، من  ان الجيش السوري في وضع يسمح له باسترداد مرتفعات الجولان، علماً ان هذا الجيش وعلى امتداد عقود من السنين ويوم كان في وضع افضل مما هو عليه الان، إلا انه لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه المحتلين الاسرائيليين في الجولان. ان قول الحلفي استرداد الجيش للجولان يبعث على التهكم والسخرية، اذ لولا مقاتلى حزب الله والميليشيات العراقية  والدعم العسكري الايراني، لكان الجيش السوري ونظامه قدسقطا منذ شهور.
•   الامارات: ايران شريك استراتيجي!!
في الوقت الذي تحتج فيه الامارات باستمرار على احتلال ايران لجزرها طمب الكبرى وطمب الصغرى وابو موسى، فانها وصفت ايران قبل ايام بالشريك الاستراتيجي لها وانها، الامارات، تسعى الى توثيق  وتوسيع العلاقات معها!! ترى متى كان المحتل شريكا؟.
•   السعودية تدافع عن حقوق الانسان!!
في خبر طريف من نوعه، دعا مجلس الوزراء السعودي في بيان له الى احترام حقوق الانسان في كل من سوريا وميانمار وافريقيا الوسطى حصراً! وتزامن نشر الخبر مع خبر أخر عن القاء السلطات السعودية في القطيف القبض على فتاة سعودية حاولت خرق  منع النساء من قيادة السيارات!!
•   سلاح المستقبل
نسبت مصادر روسية الى ( معهد سري بضواحي موسكو): ان (الاعمال تتواصل في روسيا لصنع سلاح يغرق دول الناتو في المستقبل)! علماً انه على امتداد سنوات الحرب الباردة لم تصدر مثل هكذا تهديدات لقادة الاتحاد السوفيتي السابق.
•   ليبيا.. برمودا الدبلوماسيين
اختطف السفير الاردنى لدى ليبيا من قبل (مجهولين) والطريف ان الحكومة الليبية طمأنت الاردن بأن ( صحته جديدة)! بعد ذلك اختطفة دبلوماسي تونسي وأعلن انه لن يطلق صراحه الى بعد اطلاق الحكومة التونسية نشطاء اسلاميين لديها! ثم فوجئنا بفرار السفير العراقي من ليبيا الى تونس بعد وقوفه على خطة لاختطافه وقبل هذه الحوادث، تعرض دبلوماسيون غربيون الى اعمال عنف وقتل، والطريف ايضاً ان السفراء والدبلوماسيين العرب وحدهم الان عرضة للاختطافات!
•   السوداني ليس حراً حتى في بيته
في تطور لافت، اصدرت الحكومة السودانية (قانون الاحزاب) الزمت الاحزاب، من بين ما الزمت به، بعدم جواز عقد الاجتماعات في مقراتها، من دون الحصول على موافقة السلطات، فتصوروا قانوناً يحرم على  الاحزاب الاجتماعات حتى داخل مقراتها!
•   اختفاء ( رجل الاعمال الصعبة) في هذا الزمان
في فترة من القرن الماضي شاع مصطلح (رجل الأعمال الصعبة) والذي اطلق على رجال قاموا بحل مشاكل معقدة، ويبدو ان هذا الرجل لم يعد له وجود في القرن الحالي، وكما كان في الماضي تقوم دولة ما لوحدها بغزو الفضاء الخارجي، فان هذا الغزو بات يستدعي منذ زمن تعاون مجموعة من الدول لتنفيذه، كذلك المشكلات العراقية، بل وغيرها من مشكلات العالم الى حد ما، تستدعي مشاركة اكثر من دولة وشخص لحلها، فعلى سبيل المثال عجزت الدول امريكا وايران وايران و(اصدقاء عراقيون) عن حل المشكلة بين  بغداد واربيل، كما عجزت لجنة رباعية برلمانية عن حلها أيضاً. فهل من وسيلة  اخرى لحل مشاكل العالم وبالاخص المشكلات العراقية؟ 
•   قراءات عربية وكردية خاطئة
اظهر د. اياد علاوي دعمه لاسناد رئاسة الجمهورية العراقية الى الرئيس مسعود البارزاني، ناسياً ان الاخير يدعو الى استقلال كردستان، فهل يعقل ان يقبل بالمنصب المذكور؟ دع جانباً مواقف  بغداد الرافضة للبارزاني وهل غفل عن علاوي دعوة شيعي الى اختيار عربي سني معتدل لاشغال المنصب نفسه؟. مسؤول كردي دعا الصين الى مساندة المطلب الكردي في الكونفيدرالية! والصين كما نعلم يهمها اولاً واخيراً التعاملات الاقتصادية والتجارية.. الخ
•   العالم (الحر) عدو الاحرار
منعت الحكومة الامريكية اسماعيل بيشكجي أحد أبرز اعلام الحرية من بعد الراحل  (مانديلا) والذي كان قد قضى (10) اعوام في السجون التركية بسبب دفاعه عن الشعب الكردي، من دخول أمريكا من دون ذكر السبب، ثم ان المناضل الكبير  بيشكجي ليس  متهماً بالارهاب، انما كان مقاوماً لأرهاب الدولة التركية. وصدق برناردشو يوم قال :(لن انخدع بتمثال الحرية بنيويورك) في معرض تفنيده للحرية في الولايات المتحدة.
•   (كيف عاقب الديك الامير؟).
في اغرب استطلاع للرأي على الفيسبوك ورد بان (التحالف المدني الديمقراطي) في العراق وهو تحالف صغير وضيق جداً تنضوي تحت لوائه كيانات سياسية جد صغيرة، سيتفوق على الاحزاب الاسلامية في الانتخابات العراقية، ماذكرني بعنوان قصة روسية للاطفال عنوانها (كيف عاقب الديك الامير؟)!! فهل من المنطقي ان يتفوق كيان سياسي صغير على احزاب اسلامية كبيرة ؟ مع تمنياتنا للتحالف المدني الديمقراطي بالنجاح.   
Al_botani2008@yahoo.com

169
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب (زمن الملكية الجميل.. زمن الجمهورية القبيح)
                   
                   
عبدالغني علي يحيى
•   زمن الملكية الجميل
في استعراض معني  بالتخصيصات المالية من الموازنة العامة للتعليم في تأريخ الدولة العراقية, ورد ان 63% منها كانت مخصصة للتعليم في عهد الملكي و 59% في الستينات أي في العهد الجمهوري الأول وعهدان تلاهما و 45% في السبعينات و30% و 40% في الثمانينات و5% في التسعينات  و4% في 2006.. اللعنة على الذين اسقطوا الملكية والعلم والتحضر.
•   هكذا تقف المرجعية على مسافة واحدة من الجميع.
منذ بدء الحملات الانتخابية في العراق, يكرر الناطق باسم المرجعية الدينية الشيعية العليا من أن الاخيرة تقف على مسافة واحدة من الجميع, وفسر عدم استقبال السيستاني للمالكي للحيلولة دون اتخاذ الاخير منه دعاية انتخابية كما قيل, إلا ان السيستاني اجتمع فيما بعد بمقتدى الصدر وتباحث معه في شؤون شتى وبهذا يتوقع الجميع ان يساهم ذلك في تعزيز موقع التيار الصدري في الانتخابات، هذا هو وقوف المرجعية على مسافة واحدة من الجميع.
•   (فوگ الحگه .. دگه )
قالت ن .مها الدوري: بعد تعرضي إلى محاولة اغتيال فاشلة، فرضت المفوضية العليا للانتخابات علي غرامة مقدارها (50) مليون دينار، وذلك بعد يوم على تلك المحاولة.. علماً انها كانت على حق في صراعها ضد خصومها .. حكم قرقوش.
•   لا مكان لمن في (العراق الجديد)؟
في تجمع جماهيري للمجلس الاسلامي الاعلى بهدف حشد الأصوات لأئتلاف المواطن في الانتخابات المقبلة 30-4-2014 قال عمار الحكيم: ( لا مكان للسراق والمرتشين والمتخاذلين وو.. الخ في العراق الجديد )! إلا ان الحقيقة عكس ذلك والصحيح أن لا مكان للنزيهين والمخلصين والصادقين وو..الخ في (العراق الجديد) وقد غرق البلد بالفساد والمفسدين واللصوص .
•   رد مبطن على الدعوات لاستقلال كردستان
على اثر دعوات الى استقلال كردستان ، قال عمار الحكيم: (لن نسمح بتضعيف العراق وتقطيع أوصاله) وكأن العراق قوي غير ممزق، هادئ ومستقر لا حروب تحرقه ولا دمار. وعلى شاشة فضائية شيعية قرأت: ان تصريحات البارزاني بخصوص استقلال كردستان اغضبت وبعثت بالسخط في الشارع العراقي، كل هذا والدستور العراقي يقر للشعب الكردي بحق تقرير المصير. عليه، كل الذين يعترضون على هذا الحق , جهلة بالدستور وفي ضلال مبين .
•   كلام (النهار) يمحوه (الليل)
 تشكت كيانات سياسية عدة من استغلال سلطات المالكي لليل وأجواء منع التجول فيه، لتمزيق صور ولافتات وشعاراتها الانتخابية، الكيانات، وفي معظم الصباحات يستيقظ العراقيون على صور ممزقة ولافتات ملقاة في الأزقة والشوارع .
•   حالة الطورايء سبقت قانون  الطواري!
تعليقاً على الاعتراضات على قانون السلامة الوطنية المرسل الى البرلمان العراقي لاقراره وهو (قانون الطوارىء) بحق. قال احمد المساري امين عام حركة حماية العراق انه (يجري العمل بقانون الطواري منذ 4 سنوات دون الرجوع الى البرلمان)!!
•   من (الرئاسة) الى (السجن)!
قول بعضهم من ان المالكي قد يدخل السجن في حال عدم فوزه في الانتخابات، يذكرنا بعنوان كتاب لنهرو (من السجن الى الرئاسة) ولقد انتقل نهرو من السجن الى الرئاسة، ويبدو المالكي على النقيض منه فقد ينتقل من الرئاسة الى السجن اذا خسر الانتخابات.
•   لحماية الحدود ام  لقمع السنة والكرد؟
قالت روسيا انها ستسلم العراق (7) مروحيات من نوع الصياد الليلي كدفعة اولى لحماية حدوده ومحاربة الارهاب، في حين ان حدود العراق أمنه ولاخوف عليها، وان تلك المروحيات استخدمت في قمع اهل الانبار، وفي حال توتر العلاقات مع الكرد اكثر، فتستعمل ضدهم أيضاً.
•   جهاد الباكستانيين في البحرين!
ذكرني العنوان اعلاه بالفلم السينمائي (جهاد الاتراك في كوريا) فعلى شاشة فضائية (العهد) العراقية قرأت أن سلطات المنامة تلوذ بالقوات الباكستانية لقمع الحراك الشعبي في البحرين! وكلنا نعلم ان باكستان منشغلة الان ومنذ زمن بالحرب ضد طالبانها، وتتبادل احياناً النار مع القوات الهندية في كشمير، دع جانباً خلافتها العميقة مع افغانستان وحربها على البلوش، وها هي تجاهد في البحرين، ضد من؟ ضد السملمين الشيعة المقهورين طبعاً.
•   منع مصطلح كردستان.. حلا للقضية الكردية!!!
منعت الحكومة التركية بعد النصر الذي احرزه اردوغان في الانتخابات الاخيرة التي جرت في تركيا مصطلح كردستان من التداول وفي الوقت ذاته فانها تدعي بالمضي قدماً في عملية السلام وحل القضية الكردية، تصوروا حل  القضية الكردية عبر منع مصطلح كردستان!
•   فرنكو صهيو مغربية!!
منذ شهور تشهد (غرداية) بالجزائر أزمة واضطرباً كبيرين. لكن من دون الاشارة الى ذلك لا من بعيد أو قريب في العالم الخارجي رغم اهتمامات الجزائريين بها والقلق الذي ينتابهم جراءها، و اصل الحكاية، قمع الحكومة للامازيغ، وكعادة الحكام الدكتاتوريين العرب تقول الحكومة الجزائرية عنها انها فتنة تهدد بتقسيم الجزائر وان (فرنكو صهيو مغربية) حسب تعبيرها وقفت وراء مواجهات يوم الجمعة الماضي، وهي، (الحكومة)، تعلق الامال على علماء المالكية والاباضية لأخماد (الفتنة) بدلاً من الاقرار بحقوق الامازيغ.
•   مايجوز للغرب.. لايجوز لروسيا
حذر الغرب روسيا من عقوبات قد تفرضها على أوكرانيا والغرب تتمثل في قطع الغاز عنهما أو من مغبة خرق العقوبات الامريكية على ايران، كأن تدخل روسيا معها وتتبادل البضائع بالنفط، في وقت فرض الغرب وامريكا عقوبات كثيرة على روسيا على خلفية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم اليها، والاكثرية الساحقة من سكان القرم روس كما نعلم. ان الغرب يتخبط.
•   تغطية اعلامية طريفة وغير متقصدة
احدى وكالات الانباء في تغطيتها لوقائع مؤتمر (كرامة) السنية في اربيل، ابتعدت عن المهنية ولكنها لم تكن متعمدة حين قالت: ( وبدأت المراسيم بكلمة لخميس الخنجر المتهم بسرقة الملايين من الدولارات في زمن النظام البائد) و (استضاف المؤتمر الشاعر الشعبي عباس جيجان الذي اشتهر باشعاره الحماسية في مدح الطاغية صدام ..الخ).
•   زمن الجمهورية القبيح
وصف احدهم من على شاشة فضائية عراقية النظام العراقي السابق بالزمن الجميل!! وكأنه لم يسمع بارتكابه لجرائم الانفال وقصف حلبجة بالغازات الكيميائية ومحو 4500 قرية كردية ودفن الالوف من البشر في مقابر جماعية، فتجفيف الاهوار واعدام الالوف من العراقيين، وحروبه على ايران والكويت، لقد كان النظام السابق من اسوأ النظم الجمهورية في العراق، وقبله في العهد الجمهوري الاول، شهد العراق سحل البشر واغتيال مئات الشيوعيين في الموصل وملء السجون بالوطنيين وشن الحرب على كردستان، وكان العهد الجمهوري الثاني اسوأمنه ففيه صدر بيان حكومي بأبادة الشيوعيين.. الخ
Al_botani2008@yahoo.com

170
هل ان الاوان لأعلان إستقلال كردستان؟
( ارى انه يجب على الكرد اتخاذ موقف، لأن الوقت قد حان  للاعلان عن دولتهم المستقلة، وان ذلك هو الحل الوحيد للكرد الذين يواصلون نضالهم - احمد ابو مطر) 

 
عبدالغني علي يحيى
    في كردستان العراق، يطغى الحديث هذه الايام عن استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية على دونه من الاحاديث، سيما بعد ان عاد مسعود البارزاني رئيس أقليم كردستان ليكرر دعوته الى الاستقلال، والبارزاني عرف عنه اكثر من أي زعيم كردي معاصر الدعوة تلك، والتي كان من المتوقع ان ينفذها في عيد نوروز عام 2013 لكنه أرجاها لأسباب غير معلومة. وبعد اشتداد الخلاف واستفحاله بين بغداد واربيل، نتيجة  حجب الأولى لحصة الاقليم من الموازنة العامة لعام 2014 والبالغة 17% وقطعها لرواتب موظفيه الذين يربو عددهم على مئات الالوف، دع جانباً خلافاتهما في مجالات النفط ومستحقات الشركات النفطية ورواتب البيشمركة و تأخرها عن تطبيق المادة (140) بخصوص المناطق المتنازع عليها و تأخرها أيضاً عن اجراء الأحصاء السكاني.. الخ من خلافات أخرى فان النزعة الى الانفصال والاستقلال راحت تتوسع وتتعمق في الاوساط الكردية كافة سيما بعد المشروع الذي طرحه أمير الجماعة الاسلامية علي بابير والذي استغرق اعداده من قبله نحو عام، وكان له دوي هائل جعل من الانظار تتجه اليه وتباركه وتؤيده بقوة، واستند بابير في طرحه لمشروعه على جملة اسباب، منها ان كردستان العراق شبه مستقلة منذ عام 1991 وان الدستور الذي صوتت عليه اكثرية العراقيين في الاستفتاء يوم 15-12-2005 أقر بحق تقرير المصير للشعب الكردي، كما أن الاحزاب الكردية جميعها وبدون استثناء مع استقلال كردستان عن العراق، وفي التأريخ نفسه فان الشعب الكردستاني وفي استفتاء أخر صوت بنسبة اكثر من 98% لصالح الاستقلال.
ان الذي يجعل من مشروع استقلال كردستان يشق طريقه بصلابة الى الامام اكثر، هو دخول الاحزاب الاسلامية الكردستانية على خط المشروع وبشكل لافت، فبا لأضافة الى المشروع القنبلة ان جاز التشبيه لبابير ففي النظام الداخلي والميثاق الوطني للاتحاد الاسلامي الكردستاني الذي يعد من أضخم الاحزاب الكردستانية الاسلامية نص يدعو الى استقلال كردستان، وبهذا فان مشروع الاستقلال اخذ يحوز على زخم كبير بتنبي الاسلام السياسي الكردستاني له ، والذي، اي الاسلام السياسي الكردستاني يتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة في المجتمعات الكردستانية والاخذة بالأتساع يوماً بعد يوم، واسطع دليل على ذلك هو ازدياد المقاعد البرلمانية التي يحصل عليها اثر كل عملية انتخابية برلمانية، والتي بلغت 17 مقعداً في انتخابات يوم 21-9-2013 البرلمانية الكردستانية. وبتقدم الاحزاب الاسلامية الكردستانية الصفوف للمطالبة بالاستقلال، نسف الاعتقاد الذي ساد سنوات طويلة في كردستان، من ان الاحزاب الاسلامية ليست قومية، وانها طابور خامس في كردستان يكرس لاحتلال كردستان وضد الطموحات القومية للشعب الكردي، الا أن المشاريع والمواقف الاستقلالية للاسلام السياسي الكردستاني اثبتت بجلاء خطأ ذلك الاعتقاد، والذي حل محله اعتقاد مغاير له الا وهو ان الاسلام السياسي الكردستاني في الطليعة لاجل استقلال كردستان، ولاشك ان هذا الموقف منه سيقوي ويعزز من طموح الرئيس مسعود البارزاني في المضي قدماً باتجاه حشد الطاقات لنيل الاستقلال وانشاء الدولة الكردية، ويقرب اي موقف الاسلام السياسي الكردي المنوه عنه بين الاحزاب القومية العلمانية وبين الاحزاب الاسلامية في كردستان، ومن هذا الفهم، يبدو كم كانت حركة التغيير الكردية على حق وصواب عندما دخلت في شبه تحالف مع الحزبين الاسلاميين الكبيرين: الاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية وكونت معهمها معارضة قوية وفاعلة مؤثرة. ولقد استفاد الطرفان العلماني والديني من ذلك التحالف والتعاون بدليل احرازهما لنتائج باهرة في الانتخابات التشريعية الاخيرة في كردستان. وفي حينه اخطأ الذي عابوا على حركة التغيير تحالفه مع الحزبين الاسلاميين المذكورين، وبدعوة الاسلام السياسي الكردي الى الاستقلال والانفصال، فأن، التمييز بين الاحزاب العلمانية والاسلامية في كردستان سيكون صعباً. وقد يجلب الموقف القومي المتصلب للقوى الاسلامية الكردستانية سخط الاسلام السياسي في بعض من الدول العربية والاسلامية عليه، إذا علمنا انه صدر اكثر من اشارة من تلك الاحزاب رافضة لاستقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردستانية، لكن الرابح في النهاية هو الاسلام السياسي الكردستاني والشعب الكردي، وفي حال تمكن الاسلام السياسي الكردستاني من احداث تحول في مواقف الاسلام السياسي في العالم الاسلامي والعربي لصالح استقلال كردستان، فان عملية استقلال كردستان ستسير بوتائر أسرع.
لقد كان متوقعاً، قيام علي بابير أمير الجماعة السلامية بالتوجه نحو المطالبة باستقلال كردستان، اذا علمنا ان الحركات الكردية عند ظهورها في القرن التاسع عشر والى زمن متقدم في القرن العشرين، كان رجال دين او من يحملون القاباً دينية يقودونها: الشيخ سعيد البرزنجي ونجله الشيخ محمود وهما من شيوخ الطريقة القادرية وكذلك الشيوخ عبدالسلام البارزاني واحمد البارزاني والملا مصطفى البارزاني وهم وافراد أخرون من الاسرة البارزانية من شيوخ الطريقة النقشبندية، اضافة الى الشيخ سعيد بيران وسيد رضا والعالم الديني سعيد النورسي والقاضي محمد ورجل الدين الكردي السوري معشوق الخزنوي الذي قتل تحت التعذيب قبل سنوات على يد شرطة بشار الاسد.. ان  رجال الدين الكرد والمنتسبون الى الاسر الدينية العريقة، هم من قادوا حركات التحرر الوطني الكردية وطالبوا باستقلال كردستان وقيام الدولة الكردية، ولم تكن في قاموس الرعيل القيادي الاول هؤلاء،  مصطلحات مثل: الحكم الذاتي والادارة الذاتية والفيدرالية و الكونفيدرالية، بل الاستقلال، وبمغادرة الرعيل القيادي الأول والذين كانوا في معظمهم رجال دين او يحملون الالقاب الدينية، فلا ننسى ان ابرز القادة الكرد الحاليين من العلمانيين ينتمون بدورهم الى الاسر الدينية مثل الرئيس مسعود البارزاني. وان مقتل رجل الدين الكردي السوري في مطلع هذا القرن والذي اشرنا اليه، ان دل على شيء فانما يدل على أن رجال الدين الكرد مازالوا يمارسون دوراً فاعلاً في حركة التحرر القومي الكردية وان الامة الكردية بأمس الحاجة اليهم، لذا وكما أسلفت كان من المتوقع ان يتقدم الاسلام السياسي الكردي ببرنامجه القومي الكبير برنامج استقلال كردستان وتحقيق الدولة الكردية. وفي ظروف محاصرة النظام الحالي العراقي للكرد واستفزازه  المتواصل ضدهم.
نعم، لسان حال الكرد الان، لا (عودة الى الوراء) و لتسقط الصيغ  التقليدية لحل القضية القومية الكردية، الحكم الذاتي، الفيدرالية، الكونفيدرالية.. الخ وليحيا الاستقلال، ولايجد الكرد ظرفاً اكثر ملاءمة لأعلان الاستقلال من هذا الظرف الذي يشهد عجز الحكومة الشيعية على تحقيق الديمقراطية والعدالة والحرية للكيانات الاجتماعية: الكرد والعرب السنة بالأخص، واذا إخذنا بالاعتبار ان ما حققته حكومة كردستان من انجازات مدهشة في مختلف المجالات خلال سنوات قليلة، لم تستطع الحكومات العراقية السابقة وكذلك الحكومة الحالية من تحقيقها خلال عقود من حكمها للعراق، مايعني ان مصلحة العراقيين تقضي بضم المناطق المتنازع عليها سريعاً الى سلطة حكومة اقليم كردستان، اذا أريد التقدم والازدهار لتلك المناطق للمطالبة بالحاقها بحكومة كردستان، بعد ان وقفت على عجز واخفاق تلك الحكومات السنية و الشيعية حتى عن توفير العيش الكريم والحرية والتقدم لمكونهما السني أو الشيعي. عليه والحالة هذه، فأن من الافضل للحكومة العراقية الحالية وللسنة العراقيين أيضاً الاقرار باستقلال كردستان واعادة المناطق المتنزعة منها إليها، وإلا فان استقلال كردستان من دون استعادة تلك المناطق سيظل ناقصاً ويعمل على جعل العرب و الكرد وجهاً لوجه ضد بعضهما بعضاً و دخولهما في معارك مستمرة لم يجني العرب والكرد من ورائها اية فائدة في الماضي ولن يجنون فائدة في الحاضر والمستقبل، ان العقل والمنطق يمليان على العقلاء والحكماء من العرب الاستجابة لنداءات الاستقلال الصادرة من العلمانيين والاسلاميين الكرد، وعدم الوقوف منها، موقف الاستعلاء والشماتة والعنصرية، وباعترافهم باستقلال كردستان فانهم سيتفرغون حتماً الى بناء وطنهم العراقي وتوفير السعادة والرخاء لشعبهم، وكما قلت في مقال لي قبل نحو عام نشر في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية، ان العراق مقسم على ثلاثة وان لم يعلن، فان هذا التقسيم بات يتجذر ويتعمق بمرور الايام والاسابيع وليس من المحكمة والعقل مقاومته والوقوف ضده  وكردستان تحث الخطى نحو الاستقلال.
ان حماساً قوياً يدفع بالكرد العراقيين وبالاخص بعد المشروع الاستقلالي الذي طرحه امير الجماعة الاسلامية علي بابير الى المطالبة بالاستقلال وتأسيس الدولة الكردية وبأجماع الاسلامي والعلماني على تحقيق الدولة الكردستانية فأن الوصول اليها سيكون اسرع ولاننسى ان الانفصال يجذب الجماهير الى سوح النضال لدى القوميات المحرومة من الكيان القومي المستقل اكثر من اي شيء اخر وبهذا الصدد يقول لينين اذا اردت جر اوسع الجماهيرالى النضال فأطرح عليها فكرة الانفصال. ولاننسى ان العقيدة الاسلامية التي شهدت اقبالاً جماهيرياً عريضاً اليها بواسطة الاسلام السياسي تعد بمثابة قوة مادية جبارة لتحقيق ارادة الجماهير. لذا نكرر ان التقاء العلماني والاسلامي الكردستانيين سيجعل من الحلم القومي الكردي قابلاً للتحقيق في اسرع وقت.   
Al_botani2008@yahoo.com

171
كل ثلاثاء:خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   خندق بغداد العظيم بعد سور الصين العظيم!
تفيد الاخبار ان الحكومة العراقية تنوي حفر خندق عملاق حول بغداد سيدخل موسوعة غينيس حتماً، على أن يتم انجازه في (9) أشهر من قبل وزارتي الصناعة والاسكان( لأجل حماية بغداد من الارهابيين). وتزامنت هذه الاخبار مع دعوة لمسؤول عراقي الى تشكيل (افواج دفاع وطني) لحمايتها أيضاً، عليه صحت المخاوف من احتمال مهاجمة بغداد والاستيلاء عليها.
•   الانتخابات.. بين علماء دين من الشيعة والسنة
في خطب الجمعة 4-4-2014 عد علماء دين من الشيعة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة واجباً دينياً ووطنياً واخلاقياً، ومن لايشترك فيها فان مأواه جهنم وبئس المصير، إلا ان علماء الدين من السنة فلقد كان لهم موقف أخر، فعلى سبيل المثال أعلن العلامة السني الشيخ عبدالملك السعدي عدم اعترافه بتلك الانتخابات وحذر من توريط اسمه فيها، ما يعني ان المشاركة في الانتخابات ليست واجباً دينياً ولا وطنياً.. الخ
•    لعبة أطفال
 في مؤتمر صحفي قال مقتدى الصدر عن السياسة من أنها لعبة اطفال، علماً انه من اشد الممارسين لها، ولاننسى ان رجالاً مرموقين في العالم مارسوا السياسة كغاندي وجيفارا والخميني وو.. الخ ثم ان والد الصدر اعدم بسبب نشاطة الرافض للنظام السابق اذاَ اولستم معي اذا قلت ان الصدر رمى حصوة في الضلام و تكلم من موقف عدم الشعور بالمسؤولية؟
•   فتش عن المواطن لا الحكومة!
حملت المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق، المواطن العراقي مسؤولية احداث التغيير واختيار الأفضل من بين المرشحين للانتخابات، وذلك في مسعى منها الى تبرئة الحكومة وبذلك فان المرجعية اقتربت من الحكومة، لأن المواطن العراقي لم تكن له القدرة على مر العقود في فرض ارادته على الحكومات فكيف يطلب منه النهوض بالتغيير واختيار الأفضل؟
•   خرافة (الوقوف على مسافة واحدة من الجميع)
يبدو ان تجديداً قد طرأ على بعض من المصطلحات الخداعة من قبيل (المواطنون سواسية أمام القانون) أو هم كأسنان المشط) او (لافضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى) وحله محله (الوقوف على مسافة واحدة من الجميع) وقبله (الحياد).. الخ والأصح ( الوقوف على مسافات مختلفة من الجميع) والأشد ادعاءً بالوقوف على مسافة واحدة.. الخ) المرجعيات الدينية التي كان يفترض بها ان تتبنى موقفاً حازماً من الحرب الظالمة على اهل السنة في العراق ومن قطع ميزانية اقليم كردستان ورواتب مئات الالوف من موظفيه. اشك في وقوفها على مسافة واحدة حتى من الاطراف الشيعية، بل ان كل الدلائل تشير على أنها الاقرب الى سياسات الحكومة.
•   ليس ضعيفاً ويتمتع بقاعدة شعبية!
قال حسن نصرالله عن النظام السوري من أنه (ليس ضعيفاً ويتمتع بقاعدة شعبية)! ومع قناعتي بدخول سوريا وشعبها في نفق مظلم اسوة بشعوب ليبيا واليمن وتونس.. الخ من شعوب (الربيع العربي) في حال ازاحة الاسد، إلا انه يقيناً ضعيف، ولولم يكن كذلك لما زج نصرالله بالألأف من مقاتلي حزبه الى جانب الاسد لمحاربة المعارضة ولما كان العراق وايران يقدمان على الفعل نفسه.
•   واشنطن.. رأس الفتنة والأزمات
إثر التطورات التي شهدها شبه جزيرة القرم، قررت واشنطن ارسال سفن حربية الى البحر الاسود لاجراء (مناورات) في محاولة منها لجعل حوض هذا البحر بؤرة توتر دائم على غرار بؤرة التوتر الكورية حيث المناورات العسكرية الامريكية في شبه الجزيرة الكورية على مدار العام. عليه ليس (الصبي النووي) حسب تسمية بعضهم للزعيم الكوري الشمالي، في خطأ على طول الخط، بل ان ثمة حقائقاً الى جانبه، ولاجل عدم ظهور بؤرة توتر جديدة في البحر الاسوأ، على العالم ان يتحرك بوقف أمريكا عند حدها.
•   أنها حقاً (الشيطان الاكبر)
بعد ان اوحت تصرفاتها بقرب نشوب حرب بين واشنطن و طهران، جاءت الاحداث لتثبت عكس ذلك ولتجعل العالم يقف على نفاق امريكي كبير، المحلل السياسي الامريكي (كينيث بولاك) استنتج من التقارب الامريكي- الايراني ، وأخرون قبله ايضاً بأن (ما هو سيء بالنسبة لايران هو في كثير من الاحيان سيء للولايات المتحدة وان مايريده الايرانيون للعراق هو غالباً مايريده الامريكيون للعراق، وان العراق ضمن الاماكن التي لا تتعارض فيها مصالح ايران مع مصالح الولايات المتحدة)! يقي ان نعلم ان هناك خيطاً رفيعاً بين الشيطان الاكبر وايات الله في ايران.
•   ميثاق شرف.. ولكن شيعي شيعي!!
المشكلة في العراق. ان الخلاف لم يعد محصوراً بين قومية وقومية وطائفة وطائفة ومكون ومكون أخر، بل له حضور حتى داخل المكون الاجتماعي الواحد المتجانس مذهبياً وقومياً، ففي اجتماع للكتل الشيعية قبل ايام. دعا د. ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني الشيعي الى تفعيل ميثاق الشرف بين الكتل الشيعية!! واذا مضى الحال على هذا المنوال فليس ببعيد ذلك اليوم الذي توقع فيه مواثيق شرف بين عشيرة وعشيرة وعائلة وعائلة وربما داخل العائلة الواحدة، ومرحى للوحدة العراقية.
•   الحرب عند المقعد ال90 !!
طلعت علينا منظمة امريكية بتنبوء غريب من نوعه نص على ان الحرب الاهلية ستندلع في العراق إذا فاز المالكي باكثر من 90 مقعداً في الانتخابات المقبلة في وقت توقع احد القياديين في حزب المالكي ان (دولة القانون) الذي يقوده المالكي قد يفوز ب 13 مقعداً. لهذا ووفقاً للتنبؤ ذاك فان الحرب الاهلية أتية لامحالة، ولكن الا يعد ما يجري في الانبار ومن إحداث دموية رهيبة في نحو (5) محافظات اخرى حرباً؟
•   أسوأ الحملات الانتخابية في تأريخ العراق
بعد ساعات من بدء الحملات الانتخابية في العراق، قامت المفوضية العليا للانتخابات بتغريم 33 كياناً سياسياً لخرقها  قرارات وتعليمات المفوضية، تلا ذلك قيام بعضهم بتمزيق صور لمرشحين ولافتات لكيانات سياسية فالكشف عن سرقة وشراء الالاف من البطاقات الانتخابية،وبلغت المهازل حداً، ان مرشحاً ادعى انه رشح نفسه للانتخابات بأمر من رسول الله! واغمي على المرشح خالد العطية حين قرأ اسفل صورته (نبي العراق)! وصور لشبان يطبعون القبلات على شفاه المرشحات السافرات الحسناوات، و اخرى عن ولائم وعزائم وهدايا.. الخ لاستمالة المواطنين، وعلمنا ان بعضاً من الناس حضروا الولائم كافة.. الخ فهل ياترى يتوقع ان ينبثق برلمان من الانتخابات يحقق مطالب المواطن ويقدم على التغيير؟ يقيناً انه سيكون بدوره اسوأ برلمان في تأريخ العراق.
Al_botani2008@yahoo.com

172
هل العراق اليوم يوغسلافيا عام 1990؟

عبدالغني علي يحيى

   عن الأوضاع السائدة اليوم في العراق، قال د.رؤذ نوري شاويس نائب رئيس الوزراء العراقي للشؤون الاقتصادية، والمحسوب على الكرد: (ان الظروف الحالية في العراق تشبه ظروف أنهيار يوغسلافيا عام 1990). ما يعني الوجه الآخر لكلامه، ان ليس النظام الحاكم عرضة للأنهيار فحسب بل أن العراق كدولة بدوره مقبل على التمزق والتقسيم.
كلام شاويس ورد في دعوة منه الى الفصائل الكردية لكي تتضامن وتوحد صفوفها لمواجهة التداعيات المحتملة للوضع المتدهور في العراق، وفي لقاء له مع ممثل الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف أشار إلى(وضع خطير يسود العراق). ومن الأقوال المنسوبة إليه في الأيام القليلة الماضية تحذيره من تقسيم العراق واندلاع الحرب الأهلية. ولقد سبق كلام وتحذير نائب رئيس الوزراء العراقي المشار اليه، ورود أخبار عن هجوم وشيك أو محتمل وفي المستقبل المنظور لثوار العشائر حسب تسمية العرب السنة لهم، وداعش كما تسميهم الحكومة العراقية على العاصمة العراقية بغداد، وذكرت مصادر خبرية أن اللواء العسكري المكلف بحماية المنطقة الخضراء ببغداد وهي قلب الحكومة ان جاز التشبيه وضع في حالة من الأنذار والتأهب، فيما جرى تسيير دوريات عسكرية مسلحة وبكثافة في الأحياء القريبة أو المحيطة بها مثل احياء: الصالحية والكندي، وتزامناً مع هذا التطور توقع دبلوماسيون (إحتمال شن هجوم على المنطقة الخضراء) ونسبت مصادر خبرية أخرى القول إلى النائب عباس البياتي عن ائتلاف دولة القانون، من أنه دعا أنصاره الى الثبات، من جانبه نفى العميد سعد معن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية الأنباء بشأن الهجوم المتوقع على بغداد. علماً أنه لا يكاد يمر يوم دون ان تتعرض مواقع مدينة وعسكرية فيها إلى هجمات مسلحة بمختلف الاسلحة من سيارات مفخخة وعبوات ناسفة فأسلحة تقليدية أخرى.
والذي يشجع الجماعات المسلحة وهذه تسمية ثالثة لمعارضي الحكومة ولغيرهم، بخوض مغامرة مداهمة بغداد وأقتحامها هو الجو المتوتر الذي يسودها ومعظم المنطقة العربية السنية كذلك، ققي الذكرى الـ80 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ورد في بيان للحزب من (أن العراق يعيش في أسوأ حالاته). ولهذا الحزب كما نعلم أرا سديدة. ووصف النائب عن أئتلاف العراقية حامد المطلك الوضع ببغداد بأنه سيء. ومن التسريبات الخبرية والمعلوماتية الكثيرة نفهم ان القوى المناهضة لنظام الحكم في العراق، ليست مجرد عصابات ضالة جاهلة كما يحلو لبعضهم قوله، أو أرهابية، صحيح ان الأرهاب سيما في الماضي رافق الكثير من عملياتها ولكن لاننسى أنه كان هناك بالمقابل، أرهاب للدولة ولجنود الاحتلال الامريكي أيضاً، ومن المعلومات الدالة على أنها ليست مجرد..الخ ما قاله الخبير الأمني أحمد الشريفي: (ان المسلحين يقرؤون القدرات العسكرية للجيش العراقي بدقة وأهتمام) وقوله هذا نشر في أكثر من موقع، الأمر الذي نفهم منه، ان علماًء وخبراء  من مختلف الاختصاصات العسكرية و الاعلامية والسايكولوجية يخططون بذكاء للعمليات التي تقدم عليها تلك القوى التي أستطاعات ان تخوض حربها في أجواء صعبة ما زالت الرياح لا تشتهي سفنها، إذا أخذنا بالدعم المادي والمعنوي من الغرب والشرق، والهائل طبعاً للحكومة العراقية، لقد تمكنت هذه القوى من الأرتقاء بحربها من حرب العصابات الى حرب جبهوية، ويبدو أنها بعد النجاح الذي أحرزته في محافظة الأنبار واجزاء من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى وشمال الحلة وحتى داخل بغداد وحواليها، أن الهدف التالي وربما الأخير، للمسلحين أو ثوار العشائر..الخ من التسميات، وبعد ثباتهم لاكثر من 3 أشهر في حرب جبهوية بالأنبار، هو الوصول الى  بغداد، نعم ان كل الوقائع والدلائل تشير إلى أنهم يستعدون للأنتقال إلى بغداد، سيما إذا أخذنا بالأعتبار ان دائرة العمليات المسلحة ضد الحكومة بدأت تتسع في أجزاء واسعة من المحافظات ذات الغالبية السنية والتي تتراوح بين حرب العصابات والحرب الجبهوية، ولا يخامرني الشك أن علي السليمان أمير عشائر الأنبار لم ينطق عن الهوى عندما قال قبل نحو أسبوع من الآن ان (الثورة ستصل الى بغداد، في بحر أسبوعين أو أكثر) يذكر أنه بعد الأيام الأولى من أرتقاء الحرب في الأنبار من (العصابات) الى الجبهوية، ذكر باقر جبر الزبيدي وزير الداخلية العراقي السابق العراقيين بتنبؤات له من ان الأوضاع اذا سارت على هذا المتوال فان المسلحين سيهاجمون بغداد.
صحيح ان الشيعة هم المكون الاجتماعي الاكبر في العراق ولكن هذا لا يعني أنهم معصومون عن السقوط أمام السنة (وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة) والسنة العرب ليسوا أقلية بل مكون أجتماعي كبير وثان من حيث التسلسل في العراق، وبأضافة الكرد الذين في غالبيتهم من السنة، إلى مجموع السنة في العراق، فان حجم السنة والحالة هذه سيكون ضخماً، ثم أن الممارسات التي تمارسها بغداد بحق الكرد والاخذة بالنمو، تجعل من الكرد ينتقلون أو يميلون تلقائياً الى جانب العرب السنة، اذا ظل حكام بغداد في تعنتهم وتصلبهم امام المطالب الكردية، علاوة على هذا فان التأريخ زاخر بالامثلة على غلبة الكيانات الصغيرة على الكيانات الكبيرة حزب البعث الاشتراكي في العراق مثلاً مقارنة بالحزبين الكبيرين: الشيوعي العراقي والديمقراطي الكردستاني في عقد الستينات من القرن الماضي، كان أقل عدداً واقل حجماً و اضيق أنتشاراً من الحزبين المذكورين لكنه تمكن من الوصول الى السلطة مرتين 1963 و 1968 والاستيلاء عليها.
ثمة شكوكاً تساور الجميع عن مقدرة القوات الحكومية العراقية الدفاع عن بغداد. ويتم التعبير عنها، الشكوك، بأشكال مختلفة، فالدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات قال في الأول من نيسان الحالي، من أن لديه القناعة، انه اذا استقال فان القتال يصل إلى بغداد، والدكتور المطلك شخصية سياسية كبيرة وعلى قدر كبير من الذكاء والاعتدال. ثم أن الصورة التي يرسمها الخبراء في مجال السياسة والأقتصاد والمال تعكس مشهداً سوداوياً للوضع القائم في العراق يغري المعارضة المسلحة للأنتقال الى الخطوة التي ذكرناها، أي الاستيلاء على بغداد، فالدكتور أحمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي، قال عن العراق يوم 31/3/2014 من أنه سيدخل أزمة مالية خانقة وخطيرة عام 2017 ولاريب أنه أستند في تنبوئه على الأزمات المالية والأقتصادية الحالية التي لابد وأن تمهد لتلك الأزمة ولأمور اخطر.
أما صحيفة (الأيكونوميست) البريطانية فقد أوردت أرقاماً مخيفة حول هدر المال العام والثروة الوطنية في العراق وقالت، ان ما يهدر من الغاز في العراق سنوياً يعادل ما تستهلكه النمسا منه في السنة الواحدة، في حيت يستورد العراق الغاز من ايران وبأسعار أوروبية عالية مشيرة الى  (ضياع مليار قدم مكعب من الغاز يوميا والذي يكبد الصناعات البترو كيمياوية خسائر فادحة )على حد قولها.
ان شروط سقوط بغداد و تقسيم العراق ليس على يد القوى الخارجية بل على يد ابنائها تتجه نحو التكامل والنضوج،فلا يغيب عن بالنا ان الاسباب التى ادت الى سقوط انظمة الحكم،العراقية السابقة ، لها حضور قوي اليوم، فالجيش في معظمه يقاتل خارج العاصمة وفي الماضي كان لانصراف الجيش الى مقاتلة الكرد في الجبال دوره في تحرك قطعات عسكرية للاطاحة بانظمة الحكم. واذا علمنا ان الحرب في كردستان في الماضي كانت من الاسباب الكبيرة وراء سقوط الحكومات العسكرية العراقية، ولو تكن تلك الحكومات تواجه خصوما ذو تأثير مثل الكرد كما لم تكن تواجه اضطرابات و ازمات و فساد كالتي تواجها  الحكومة الحالية ، فلا تسى ان الحكومة العراقية في حربها ومنذ سنوات ضد السنة، وكل المؤشرات تقول بأنها تخطط لحرب ثانية ضد الكرد، عليه فان احتمال سقوط بغداد وانهيار العراق سيكون قويا، وبحسب الاحداث، ان المدن العراقية الجنوبية بالأخص وكذلك بغداد تعاني نقصا كبيرا في اعداد افراد القوات المسلحة، لأن اكثرية الجيش تنتشر في الأنبار على وجه  الخصوص وفي محافظات سنية اخرى كذلك. وتشكل القوات غير النظامية اي الميليشيات (بدر) و(عصائب الحق)وسوات القوى الصدامية الامامية للنظام والتي حلت محل الجيش في حماية المدن من التشكيلات السنية المسلحة، في وقت كانت القوات غير النظامية في النظم العراقية السابقة مثل: افواج الدفاع المدني الكردية، والجيش الشعبي.. الخ بمثابة حصان خاسر لتلك النظم والتي لم تتمكن من الثبات بوجه حتى الاندفاعات المدنية غير المسلحة. وهكذا نرى ان العراق مقبل على (الفوضى الخلاقة) التي تتطلع المكونات الاجتماعية الرئيسية الى الاستفادة منها سيما العرب السنة والكرد، وتيارات شيعية واسعة ايضاً. وهنالك اكثر من اعتراف بفشل الجيش العراقي في تحقيق النصر في الانبار وفي ساحات القتال الاخرى. من هذه الاعترافات مثلاً ان النائب اسكندر وتوت كان قد أقر بفشل المروحيات الامريكية من نوع (بيل باغ) و(214st) وعددها 70 مروحية كانت بغداد قد اشترتها من واشنطن، كما قال ( ان التجارب اثبتت عدم قدرتها على مواجهة (العدو) والعدو طبعاً هم الثوار السنة.
تأسيساً على ما مر، بوسعنا القول، ان التهديدات القوية الصادرة سواء من المشاركين في الحكم او العملية السياسية أو من الذين لا يشاركون فيه، تستند على الضعف الذي ينتاب النظام الحالي، فالبارزاني مثلاً هدد الحكومة برد لايتوقعه أحد ، في حين هددها الحكيم برد مفاجيء وقوي، وحذا الصدرحذوهما لما هدد برد قوي، اما المعارض السني العربي علي السليمان، فأنه وكما بينا توعد الحكومة بوصول الثورة الى بغداد قريباً جداً. ان تهديدات هؤلاء القادة تنبع اصلاً من مدى الهزال الذي عليه النظام الذي يعاني بشكل يومي من معارك ومصادمات دموية داخلية رهيبة، ومن فساد قل نظيره في العالم.. الخ من مساوئ الامور، كل هذا وغيره يجعلنا نتفق مع د. روز نوري شاويس من ان ظروف عراق اليوم هي ظروف يوغسلافيا عام 1990.
يقينا ان الأيام والأسابيع  المقبلة في العراق ستكون حبلى بالمفاجئات والأحداث الخطيرة .
Al_botani2008@yahoo.com

173
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   شيوعية الصين الرأسمالية
صادرت السلطات الصينية 14،5 مليار دولار من أسرة مسؤول امني سابق وذلك في إطار مكافحة الفساد. المبلغ المذكور يوحي ان الفساد في هذا البلدبحجم الصين وشعبها انجاز القول، وان المليارديريين فيها لا بد وان يزيد عددهم على عدد ملياديربي العالم الرأسمالي، وهي التي، الصين كانت تتهم الاتحاد السوفيتي السابق بالامبرالية الاشتراكية.
•   وطنية هذا الزمان
عن اعتبار المالكي نفسه ولياً لدم المرحوم محمد بديوي، قال صلاح عبدالرزاق من مجلس محافظة بغداد انه (موقف وطني)! وإذا علمنا ان الهدف الاول والوحيد من وراء استغلال قضية بديوي هو النيل من الكرد، عليه يبدو ان وطنية (العراق الجديد) هي ضد الكرد، اليس كذلك؟
•   العدو في هذا الزمان
اسكندر وتوت النائب في البرلمان العراقي وصف(70) مروحية من نوع (بيل باغ) و(214 (st والتي اشتراها العراق من أمريكا، بالفاشلة (لان التجارب اثبتت عدم قدرتها على مواجهة العدو) على حد قوله، ولما كانت تلك المروحيات قد استخدمت ضد الثوار السنة، وليس ضد اسرائيل او امريكا، عليه فان العدو لا بد وان يكون السنة، اليس كذلك أيضاً؟
•   عون الخشلوك
لفضائية البغدادية لصاحبها السيد عون الخشلوك مبلغ (10) مليارات دينار بذمة الحكومة العراقية جراء الاضرار التي ألمت بفضائيته نتيجة لممارسات الحكومة ضدها، الا ان الخشلوك انطلاقاً من موقف شهم ونبيل وانساني، فقد قرر من جانبه اضافة(10) ملايين دولار من عنده الى المبلغ المذكور لبناء مستشفى خاص بالاطفال المصابين بالسرطان، لكنه بدلاً من ان يقابل بالشكر والامتان فان الحكومة اصدرت بحقه مذكرتي اعتقال!!
•   (حكام الجبال) وحكام بغداد
من باب الشماتة والتقليل من الشأن وصفت النائبة حنان الفتلاوي من دولة القانون قادة كردستان ب(حكام الجبال)! من غير ان تأخذ ببالها ان (حكام الجبال) هؤلاء حولوا كردستان في فترة قياسية الى مايشبه جنات عدن ووفروا لشعبها الاستقرار والامان ويقيم فيها اكثر من (200) الف لاجيء سني ومسيحي وصابئي، في حين نجد العراق وقد غرق في الدماء والدموع والحزاب على يد حكام بغداد (المتحضرين) طبعاً.
•   العرب السنة على خطى الكرد
دعا الحراك الشعبي للعرب السنة الى حكم السنة لانفسهم بأنفسهم وباقليم يضم محافظاتهم وعسكر خاص بهم لحمايتهم اسوة بالشيعة و الكرد اللذان يحتفظان بقوات عسكرية خاصة بهما، لقد كان الاولى بالسنة ان يتقدموا بهذه المطالب بعد سقوط النظام العراقي السابق مباشرة.
•   وهل تجدي المبادرات نفعاً؟
تقدمت الحكومة المحلية بالأنبار بمبادرة من (5) نقاط لحل الازمة هناك، وفي بغداد عقد حقوقيون مؤتمراً واطلقوا افكاراً لحل الازمة نفسها، منذ اكثر من 4 سنوات تطلق في العراق مبادرة اثر مبادرة، من غير ان تجد اذاناً صاغية من لدن  الحكومة العراقية، فألى متى يواصل بعضهم التقدم بالمبادرات التي اثبتت الوقائع عجزها وبانها مجرد مضيعة للوقت والجهد؟
•   اجتماعات البرلمان.. قصة لاتنتهي
دعا البرلمان العراقي الى عقد جلسة خاصة له للبحث في الاوضاع المأساوية في بهرز. وقبل ذلك هذذ (متحدون للاصلاح) من انهم لن يحضروا جلسات البرلمان مالم تعقد اجتماعاً حول الاوضاع الاشد مأساوية في الانبار، ولسنا ندري لماذا لم يدع البرلمانيون الى جلسات خاصة لبحث الماسي في سليمان بيك وقبلها في الحويجة، والمأسي في طريقها الى التزايد والنمو بشكل لن يتمكن البرلمان في المستقبل من ملاحقتها..
•   (الطائفية) اقرب الى الجميع من حبل الوريد
اعلن القاضي عبدالستار بيرقدار عن انتهاء التحقيق في قضية المتهم بقتل الاعلامي محمد بديوي فاحالتها الى الجنايات المركزية وتحديد السابع من نيسان موعداً لحاكمته، علماً ان السجون العراقية تكتظ بالاف المعتقلين منذ سنوات من دون اجراء تحقيق معهم او احالتهم الى المحاكم، في حين احيل المتهم المذكور بسرعة صاروخية الى القضاء، كل ذلك لأجل النيل من الكرد و (4 إرهاب) و(4سنة) والان (4كرد).
•   اعدامات مصر.. المشكلة في الكم
اعترض معظم العالم على قرار مصر باعدام 529 شخصاً من الاخوان المسلمين، الخطأ المصري يكمن في انه لم يعدم الاشخاص فرادى أو ضمن مجموعات صغيرة، وحين تراكمت الاعداد، صار من المتعذر عليها تنفيذ قرارها، علماً ان الصين وايران والعراق يحتلان المراتب المتقدمة في تنفيذ احكام الاعدام التي غالباً ماتهمل، كاتب السطور ليس مع الاعدام وحبذا لوالغي بالمرة.
Al_botani2008@yahoo.com


174
العرب والكرد ايهما المتضرر الاكبر من اتفاقية الجزائر؟

عبدالغني علي يحيى
    تعد اتفاقية الجزائر، من النكسات الكبيرة التي المت بالكرد خاصة والعراقيين عامة كما اوحت الايام الاولى التي اعقبت صدورها  ، فبسببها انهارت الثورة الكردية عام 1975وتراجعت حقوق الكرد سنوات الى الوراء وخيل للعالم ان المتضرر الوحيد من الاتفاقية تلك هم الكرد وان الثورة الكردية لن تقوم ابداً، وبسببها ايضاً تنازل صدام حسين ليس عن النصف من شط العرب فقط بل ولأراض كذلك لأيران، وفيما بعد  تم اقتطاع اراض عراقية للكويت والسعودية والاردن وسوريا ايضاً وعلى يده طبعاً. واذا علمنا ان ثورة الكردية الجديدة كما يسميها الاتحاد الوطني الكردستاني وكولان حسب تسمية الحزب الديمقراطي الكردستاني لها اندلعت من جديد بعد شهور على اختيال الثورة التي كانت تسمى ثورة ايلول بل ان جماعات مسلحة للحزب الديمقراطي الكردستاني لم تلقي بسلاحها بعد اغتيال الثورة لذا فان المتضرر الاكبر والحالة هذه هم العرب العراقيون بدرجة الاولى والكرد بدرجة ثانية لأنهم استعادوا ثورتهم في حين خسرة العرب العراقيون الكثيرة من اراضهم وثروتهم المائية والنفطية ايضاً وعلى يده اي صدام طبعاً والذي حصل كتحصيل حاصل للضعف الذي حل بالحكومة العراقية جراء حربي الخليج الاولى والثانية. وبسعي الحكومتين العراقية والايرانية قبل اسابيع الى احيائها، يتبين اننا كنا وما نزال نجهل الكثير عنها ومنها، لماذا احياؤها أو ادخال تعديلات عليها، وما هي مساحات الاراضي التي ستضم الى ايران وهل من بينها اراضي كردستانية؟
.. الخ من التساؤلات المشروعة التي تلح على الجواب.
وبالمناسبة فان كثيرين من العرب والكرد استنكروا احياءها وتعديلها لكن الاقوال لم تترجم الى الافعال ولعل ابرز صوت شجاع تصدى للاتفاقية واحيائها هو صوت الخبير البحري كاظم فنجان الحمامي الذي حذر من العواقب الوخيم من تطبيق الاتفاقية هذه قائلاً عنها انها تلحق افدح الاضرار بمصالح العراق المائية والبرية الى ان تحذيره لم يلق اذاناً صاغية.وانتقد الحمامي استبعاد الخبراء البحريين والاختصاصيين من المحادثات التي جرت بين العراق وايران حول الاتفاقية. وبتقسيم شط العرب الى نصفين عراقي وايراني ويتردد تغير اسم الشط الى افرند رود وبهذا فان الشط لن يبقى عربيا وقد تحلوا محله التسمية الجديدة افرند رود.   
ان الذي يبعث فينا العجب والاستغراب، انه لا الكرد ولا العراقيون من العرب، لم يطالبوا بالغاء تلك الاتفاقية بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 والذي سبق له وان وقع على تلك الاتفاقية مع ايران عام 1975 علماً ان حكومة انقلاب 14 تموز 1985 كانت قد الغت اتفاقيات ومعاهدات عدة مع بريطانيا مثل حلف بغداد وبقاء العراق في الاسترليني.. الخ، في حين ان جميع الاتفاقيات التي الغتها لم تكن ضارة بالعراق والعراقيين مثل اتفاقية الجزائر التي ادخلت العراق في حروب داخلية مع الكرد وخارجية فيما بعد مع ايران والكويت، وتزامن احياؤها مع تواصل حرب داخلية مع السنة دخلت شهرها الرابع فتهديد بغداد بحرب ثانية ضد حكومة اقليم كردستان وراحت تمهد لها بقطع قوت الشعب الكردستاني اي قطع رواتب مئات الالوف من الموظفين الكردستاني فتهديد الكرد من قبل المالكي .
لقد كان حكام العراق الحاليون، يوم كانوا يعارضون نظام البعث يوصمون تلك الاتفاقية بالغدر والخيانة، بيد أنك تجدهم اليوم يعملون على احيائها وبحماس، اما قادة السنة الذين باركوها بالأمس فتراهم اليوم يعيبون على اولئك الحكام احياءها والعمل بها!! ووسط هذه المواقف المتناقضة، يبدو ان العراقيين عربا وكردا سيظلون الاشد ضرراَ منها وكأن لاحول لهم ولا قوة في قبرها و الغائها.
لقد وقعت اتفاقية الجزائر عام 1975 يوم كانت حكومة صدام حسين على درجة لافتة من ضعف بحيث فضلت التنازل لشاه ايران بدل التنازل لشعبه الكردي العراقي وقامت الحكومة الحالية باحياءها وتعديلها وهي بدورها تعاني من ضعف شديد.. الحرب على السنة واستفزاز الكرد والخلاف البين مع الاطراف الشيعية الرئيسية وهي بدورها مثل حكومة صدام بدلا من ان تلبي مطالب العرب السنة والكرد فقد فضلت التنازل لايران.     
إذا أراد العراقيون امناً وسلاماً لبلادهم، فما عليهم والحالة هذه إلا ان يتقدموا وبشجاعة للمطالبة بألغاء تلك الاتفاقية الجائرة واعادة النظر فيها، وعلى العرب والكرد الذين ذاقوا مرارتها ان يكونوا في المقدمة لأنهائها وازالتها، ولا يغيب عن البال، ان الغاء الاتفاقيات والمعاهدات في الحياة الدولية وارد، وبالأخص عندما تتحول الى عقبة وعائق امام تطور الشعوب، وهل هناك من عقبة وعائق اكبر بوجه الامن والاستقرار في العراق من اتفاقية الجزائر؟ ويخطئ من يعتقد انه باحياء الاتفاقية هذه وتعديليها سيسود تفاهم وسلام وحل ابدي ولن تعود الحروب بين البلدين العراق وايران هنا. حري بنا التذكير بانقلاب صدام حسين على الاتفاقية بعد مرور 5 سنوات على توقيعها في الجزائر. اذا يجب البحث عن حل اخر غير الاتفاقية الجائرة بحيث يرضي الشعبين الجارين لا ان يكون اي الحل على حساب مصالح طرف دون الاخر كما حصل عند توقيع الاتفاقية في العام المذكور واحيائها وتعديلها في هذا العام 2014. 
Al_ botani2008@yahoo.com
 

175
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   حرب المراقد
امهلت داعش تركيا 3 أيام لأخلاء مرقد سليمان باشا، في حين كانت تركيا بدورها قد هددت بالتدخل في سوريا اذا اصيب المرقد المذكور باضرار أو تعرض الى اعتداء. وباسم الدفاع عن مرقد السيدة زينب يقاتل المئات من الشيعة العراقيين في سوريا.. كل هذا وليس من حام لأرواح الالاف من الاحياء الذين يقتلون في معظم البلدان العربية والاسلامية!
•   التصريح نيابة عن العالم!
نوهت واشنطن الى (ان العالم سيعيد تقييم علاقاته مع روسيا بعد الازمة الاوكرانية)! من حق واشنطن ان تقيم علاقتها مع روسيا سلباً أو ايجاياً، لا التصريح نيابة عن العالم الذي بات يضيق ذرعاً بالولايات المتحدة.
•   مناطق الانبار الامنه!!
جاء من المفوضية العليا للانتخابات في العراق، انه تم توزيع 130 الف بطاقة انتخابية في مناطق الانبار(الامنة)! ترى هل هناك حقاً مناطق أمنة هناك وقد لجأ عشرات الالوف من سكانها الى اربيل وصلاح الدين وكركوك والسليمانية؟ عن اية مناطق أمنة يتحدثون؟.
•   صدق الشمري
حدد وزير العدل العراقي 3خيارات أمام العراق .. اما: الفوضى العارمة او الفيدرالية أو التقسيم. يبدو ان العراق اختار الفوضى العارمة سيما في هذه الايام، فهل هناك فوضى اكبر من الفوضى التي يعيشها العراقيون الان؟
•   التباكي على السرقات الصغيرة
وردنا نبأ ليس من فاسق بل من المفوضية العليا للانتخابات من أن تحقيقاً يجري بشأن سرقة 400 بطاقة انتخابية في منطقة حسينية المعامل ببغداد! في وقت تفيد الاخبار بسرقة وشراء عشرات الالوف من البطاقات ومن دون اجراء تحقيق حولها!
•   من أخطاء ملك
حذر العاهل الاردني من ( أن أي تقسيم لسوريا سيؤدي الى نتائج كارثية على المنطقة)! والعكس هو الصحيح فالحروب التي اندلعت في سوريا واليمن والعراق وليبيا.. الخ حصلت في اطار وحدات قسرية مفروضة وما تزال على شعوب تلك البلدان، لذا اقتضى التصحيح.
•   ليكن الله في عون كرد إيران
ذكرت مصادر موثوقة ان الحكومة الايرانية ارتكبت 1550 خرقاً لحقوق الكرد الايرانيين خلال عام 2013 فقط اي بمعدل 129,7  خرقاً في الشهر الواحد واكثر من 4 خروقات يومياً..
•   العسكرة الكردية!!
عند تشييع جثمان المرحوم محمدبديوي ورد في لافتة (نطالب باخلاء بغداد من مظاهر العسكرة الكردية)! علماً ان بغداد كانت قد طلبت قوات من البيشمركة الكردية ووافقت القيادة الكردية على الطلب الذي كان بمثابة ابغض الحلال اليها، وتم سحب تلك القوات منذ اعوام، في وقت تعاني بغداد وكل العراق من تواجد قوات مسلحة ذات هويات متعددة.. داعش، ميليشيات شيعية..  الخ ثم ان لوائي القصر  الرئاسي يتألفان من جنود ينتمون الى كل الطوائف والقوميات العراقية..
•   .. عليه لكل حق الدفاع عن مقدساته
قال امين عام ميليشيات(عصائب اهل الحق) ان من حقه الدفاع عن مقام السيدة زينب في سوريا، وان ليس بوسع احد ان يناقشه على ذلك ومن يعترض على ذلك حسب قوله (فليضرب راسه بالحائط). لذا تأسيساً على قوله يحق لتركيا التدخل لحماية مرقد سليمان باشا هناك وللغرب المسيحي الحق ايضاً للدفاع عن كنائس المسيحيين في سوريا!
•   اكراماً لنزيف الدم العراقي الطاهر
الغى الصابئة المندائيون الاحتفال بعيد لهم قبل أيام (اكراماً لنزيف الدم العراقي الطاهر) كما ذكر، وقبل اكثر من عام اقدم المسيحيون على اجراء مماثل. فقط المسلمون لم يقوموا بالغاء الاحتفال بعيدي الفطر والاضحى المباركين في اي يوم من الايام، رغم ان ضحايا الارهاب والعمليات المسلحة في اكثريتهم من المسلمين.
•   هل هناك حاضنة عربية؟
(ان العراق لايستطيع الخروج من ثوبه العربي واذا أراد أن يواصل مسيرته نحو الاستقرار فما عليه الا الدخول الى الحاضنة العربية)!هذا ماقاله د. اياد علاوي، الذين نسي ان الحاضنة تلك عانت وتعاني الاضطراب والحروب ولا تغري العرب بالدخول فيها، ويفضلون الحياة في المهاجر عليها، ان قول علاوي ضرب من الخيال ومجاني.
•   على الضد من الوئام والوفاق
تفاءل العراقيون خيراً باعلان كردستان تصدير100 الف برميل نفط يومياً عبر شركة سومو وعدوه فاتحة لمبادرات تؤدي الى مكاسب اعظم للطرفين بغداد واربيل، إلا ان الجميع فوجيء في اليوم التالي لذلك الاعلان باستغلال حادثة مقتل الصحفي محمد بديوي من جانب المالكي الذي نادى ب(الدم بالدم) ماخيب امال الجميع. يذكر انه بعد اعلان  السعودية لاجراءات شجاعة ضد الارهاب، فان المالكي بعد يومين من اعلان السعودية اتهم الاخيرة بالارهاب والاعداد لحرب ضد العراق اذاً. من يحول دون تحقيق الوئام والسلام؟.
•   مشكلة لابالبال ولا بالخاطر
نشب خلاف بين الوقفين الشيعي والسني في الموصل حول عائدية 57 جامعاً ومرقداً، والكل يعلم ان الموصل مدينة سنية ولم تكن فيها سوى حسينية واحدة للشبك الشيعة تأسست قبل نحو 4 عقود. كم من السهل خلق المشاكل.
•   حتى الموتى يشاركون في الانتخابات!!
افادت الانباء بتوزيع اكثر من 35 الف بطاقة انتخابية لا شخاص متوفين، وجه الغرابة يكمن في السؤال: من الذي يتسلم البطاقات هذه؟ يذكر ان الشيء نفسه حصل في انتخابات عام 2010 حين تم العثور على اسماء ناخبين ميتين.. مساكين الموتى في العراق، حين لايدعونهم لكي يتمتعوا بالراحة حتى في قبورهم.
Al_botani2008@yahoo.com


176
كل ثلاثاء:خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   خنق كردستان.. خطوة خطوة
يبدو ان بغداد لا تكتفي بحجب ميزانية اقليم كردستان ولا رواتب موظفيها وبيشمركتها، فها هو بعضهم يتهمون الخصوصية الكردية بأنها (انفصال) و(دولة داخل دولة).. النائب فالح الزيادي عد عدم اخضاع المطارات والمنافذ الحدودية في كردستان للحكومة المركزية، انه يجعل من كردستان دولة داخل دولة!.. بدون شك سيأتي يوم يعترضون على برلمان كردستان وعلمها.. الخ وفي حينه لم يقل أي روسي، ان وجود (15) جمهورية في روسيا السوفينية دولة داخل دولة بل ان بعضاً من تلك الجمهوريات كانت تتمتع بعضوية الامم المتحدة.
•   فقط لايجوز للكردي، المناطق المحررة
للجيش السوري الحر و(النصرة) وداعش مناطق محررة داخل سورية . وفي الوقت ذاته تراهم يستكثرون على الكرد مناطقهم المحررة. على شاشة (اوريونت نيوزtv قرأت :( الثوار يستعيدون قرية (الفويضة) بريف الحسكة بعد اشتباكات مع قوات الحماية الشعبية الكردية)! نعم لمقاتلين اجانب في سوريا مناطق محررة بيد انه لايحق للكردي تحرير وطنه.
•   فتش عن الفقراء!!!
في الاستعدادات لمباريات بطولة العالم في البرازيل وحمايتها، قامت الشرطة البرازيلية بتفتيش وتمشيط احياء الفقراء وحدهم، الامر الذي يوحي بالعنصرية الطبقية هناك التي ذكرتنا برواية (أرض ثمارها من ذهب) لجورج أمادو و وحوادث قتل الاطفال المشردين ايام زمان بيد الشرطة في البرازيل على غرار قتل الكلاب السائبة في بعض من بلدان الشرق.
•   الأساءة ايضاً.. رأي!
برأ النائب محمد الصهيود، المالكي من اقوال وصفت بالأساءة الى خصومه قائلاً ان هجوم المالكي على الصدر (مجرد رأي) وقد يدرج هجومه على السعودية وقطر في خانة (الرأي) وربما قطع رواتب موظفي كردستان كذلك، يذكر انه عندما اطلق سراح (البطاط) الذي قصف السعودية في وقت سابق بالقاذفات فان عمله ادرج ضمن (الرأي)!
•   (رئيس) في الخيال
في المرحلة الابتدائية قرأنا حكاية (خليفة في الخيال) المسلية وها نحن نقراها على ارض الواقع.. فكتور يانوكوفيتش. مازال يعتقد انه الرئيس الشرعي لاوكرانيا ولقواتها المسلحة بعد ان اطيح به وفر الى روسيا! وما يزال د. محمد مرسي يقول بصوت عال انه (الرئيس الشرعي لمصر) وهو قابع في السجن. واخيراً ادعى علي زيدان رئيس الوزراء الليبي السابق بعد ان هرب الى المانيا بان قرار ازاحته من جانب البرلمان الليبي خطأ ما يفيد بأنه يعتقد انه مازال رئيساً للوزراء في بلده.. ترى متى يفيق هؤلاء (الرؤساء) من احلام اليقظة؟.
•   ارتفاع مؤشر الاقبال على شراء البطاقات الانتخابية
في البدء كان سعر البطاقة الانتخابية الالكترونية في العراق لايتجاوز ال 10 الاف دينار ثم ارتفع الطلب عليها الى 50 ألف دينار، فالى 100 الف وفي بغداد الى 200 الف، وفي البدء ايضاً كان الحديث عن شراء بضع بطاقات، اما الأن فان البيع بالجملة اي يشراء اكثرمن 10 الاف بطاقة فما فوق لكل مرشح يريد كيانه فوزه!
•   السرقة بالبطاقات بعد الوصولات
كما نعلم ان اضخم السرقات للمال العام يتم بواسطة الوصولات التي يتقدم بها موظفو لجان المشتريات الذين غالباً ما يقومون بملئها بدلاً من التاجر، نعم لقد كان متوقعاً ان يحصل اكبر تزويد في الانتخابات عن طريق البطاقات الانتخابية الالكترونية.
•   المكسب الوحيد للناخب العراقي
لما كان المواطن العراقي طوال الاعوام الماضية لم يستفد من نوابه وبرلمانه شيئاً يبدو ان المكسب الوحيد له هذه المرة هو ثمن البطاقة التي يقوم ببيعها. اليس كذلك؟
•   مؤتمر فاشل مناصر للأرهاب
قبل بدء المؤتمر الدولي الاول لمكافحة الارهاب الذي عقد ببغداد، شن رئيس الوزراء العراقي هجوماً عنيفاً على السعودية وقطر متهماً اياهما بشن الحرب على العراق واحتضان الارهاب، ما اغضب جميع الدول العربية الخليجية. ولترهيب شعب كردستان فان بغداد حجبت رواتب موظفيه ما جعل من عوائلهم تعيش في خوف ورعب، فيما تتواصل الحرب على العرب السنة وو.. الخ كما وحضر المؤتمر عرابا الارهاب في العالم واشنطن وطهران. ونقول انه كان فاشلاَ لأن من مجموع نحو200 دولة في العالم لم تحضره سوى 25 دولة وربما اقل ومن مجموع 94 دولة مبتلية بارهاب القاعدة بدرجات متفاوتة فان 75 منها لم تحضره.
•   الصدر.. لعبة مكشوفة
دعا مقتدى الصدر اتباعه الى نبذ الفرقة بين السنة والشيعة والمسيحيين ووصفهم بالاخوة، واستثنى منهم الكرد، ولم يعترض على الممارسات الحكومية العراقية بحقهم، واوحى اكثر من مرة، وفي جلسة امرار الموازنة لم يتضامن لامع الكرد و لامع السنة، فألى متى ينخدع السنة والكرد والمسيحيون بدعواته المضللة الرامية اصلاً الى تكريس الدكتاتورية، ان الصدرلا يحزج عن اطار مكونه الشيعي، وهذا من حقه.
•   1000 يوزف ك في العراق!
ليس غريباً منع بعضهم من الترشح للانتخابات البرلمانية في العراق الا ان الغريب حقاً، ان بعضا ممن شملهم المنع يواجهون 3 اؤامر اعتقال فاكثر ومع ذلك يتجولون ويسرحون ويمرحون، عدا المرشحين هناك الاف اخر يواجهون اوامر اعتقال ولكن مع وقف التنفيذ ما ذكرني بيوزف ك بطل رواية ( القضية) لكافكا، فبطل الرواية معتقل ومع ذلك يتجول في المدن والشوارع والدوائر ويسافر الى الريف، مع الفارق بين ماقصده كافكا وبين المواجهين لأوامر الاعتقال في العراق.
•   مصلحة العراقيين بين داعش وأمريكا
قال بيرت ماككفورك وكيل وزير الخارجية الامريكي، ان هدف داعش والجماعات المسلحة هو تقسيم العراق، ما يفهم ان امريكا ضد تقسيم العراق، علماً ان العراق لن ينعم بالاستقرار والسلام والتقدم ولن يتوقف نزيف الدم فيه مالم بقسم، فهل تتقدم داعش الارهابية على أمريكا في استيعاب الوضع العراقي! ثم الم يتقدم  نائب الرئيس الامريكي جوبايدن بمشروع تقسيم العراق قبل نحو 7 سنوات من الان؟.
•   الجبهة الوطنية.. دفتر عتيق
قال اياد علاوي ان لدى أئتلافه قائمة باسماء قوى سيشكل منها جبهة وطنية (لأخراج العراق من ازماته) من غير تسمية تلك القوى. لقد غاب عنه ان جميع الجبهات الوطنية في تأريخ العراق فشلت عن تحقيق اي من اهدافها، وكانت دوماً ذات عمر قصير وتتوج بدخول اعضائها في معارك ضد بعضها بعضا، وهي في معظمها لم تكن سوى جسداً بلا روح، انظر الى التحالف الرباعي بين الحزبين الكرديين وحزبي الدعوة والمجلس الاعلى، نضح علاوي بالاقلاع عن فكرة الجبهة والبحث عن حل اخر.
Al_botani2008@yahoo.com

177
الدوافع السياسية و الضغوط التي تحكمت بالزيارتين المتبادلتين الأخيرتين لأغلو والبارزاني

عبدالغني علي يحيى
والانتخابات البرلمانية التركية على الابواب ووسط مراهنات على خسارة حزب العدالة والتمية التركي الذي يتعرض إلى هجمات مزدوجة وشرسة من جانب القوميين الاتراك المتشددين وجماعة فتح الله غولان الاسلامية والاكثر تشددا،فأن وزيرالخارجية التركية احمد داود اوغلو نفذ زيارة قبل اسبوع إلى مدينة السليمانية الكردية في اقليم كردستان العراق لحضور مؤتمر عقدته جامعة السليمانية، والقى فيه خطابا استهل بكلمات كردية ما أثار استغرابا ممزوجا بالفرح لدى الكرد، وفي تركيا وتزامنا مع ذلك اثنى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردوغان وذلك في تجمع جماهيري ضخم على دور العالم الديني الكوردي الكبير محمد سعيد النورسي المغضوب عليه جدا من قبل القوميين الترك ولم ينسئ اوردوغان التأكيد والعزم على حل المسألة الكردية في تركيا. وعندما زار رئيس حكومة اقليم كردستان العراق السيد نيجيرفان البارزاني تركيا يوم 15-3-2014، فان اوغلو و حزبه حرصا وبتأثير من تلك الضغوط ألى استمالة الكرد إلى جانبهم وذلك بتعيين مدينة (وان) الكردية مكانا لاستقبال البارزاني، وفي اللقاء الذي ضم اوغلو والبارزاني، فأن الأول ركز على (العلاقات التأريخية) بين الترك والكرد وقال عن نوروز انه عيد للجميع و احد المعاني السامية للحرية. كما انه استعرض مواقف تركية سابقة مساندة للكرد، من ان الاتراك انتصروا لحلبجة، وعزز من قوله، اشارة البارزاني الى الاستقبال الذي حظي به اللاجئوون الكرد من قبل الترك في عمليات الانفال عام 1988 والهجرة الكردية المليونية عام 1991. لقد توخى الترك في الزيارتين المتبادلتين وما بينهما وقبلهما ويتوخون في المستقبل ايضا، كسب التابيد الكردي لحزب العدالة والتنمية الذي اي تأييد كردي مسيحم الموقف والنصر حتما لحزب اردوغان في الانتخابات التركية المقبلة، فالتأييد الكردي له شرط الانتصار، مثلما كان شرطا في الدورتين الانتخابيتين السابقتين واللتان فاز فيها حزب اردوغان وعلى الأرجح، فأن الكرد سيكونون مضطرين إلى منحه ثقتهم وتأييدهم اذ يرون فيه الانسب لحكم تركيا وكيف  أنه أفضل لهم من القوميين الترك وجماعة فتح الله غولان اللذان عبرا ويعبران على الدوام عن عداء مكشوف وصارخ للكرد. عليه وتأسيسا على ذلك فان القوميين الترك وجماعة غولان، أدركا ويدركان دور العامل الكردي في تفويت الفرصة امامهما بالفوز بالانتخابات فلجا كلاهما الى ممارسة التهديد بحق الكرد، فجماعة غولان هددت مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان بالقتل اما القوميون الاتراك فانهم وصفوا البارزاني واردوغان بابناء عمومة من منطلق الاستهزاء والشماتة. وهكذا فان الضغط المتواصل والمتنامي للجهتين التركيتين،يدفع اردوغان بقوة الى مغازلة الكرد، وبالمقابل يزين للكرد تاييد اردوغان للحيلولة دون وصول المتطرفين الاتراك قوميين كانوا ام اسلاميين الى الحكم.
بالمقابل، فان الكرد بدورهم يعانون من ضغوط بغدادعليهم وتنكر الولايات المتحدة لهم، لذلك تجدهم يندفعون بقوة نحو تركيا والاحتفاظ بصداقة حتى وان كانت في ادنى المستويات معها، بعد ان اوحت التطورات الاخيرة بعزلة للكرد وحرمانهم من الاصدقاء ومع ذلك فان تطورات اخرى على الساحة العراقية لاتضع الكرد في موقف من الاخذلان والعزلة، وفي مقدتها ثورة  السنة وتذمر الاقليات الدينية والقومية مثل المسيحيين والتركمان من الحكومة العراقية، دع جانبا التصدع في الصف الشيعي العراقي والاخذ بالنمو والاتساع، كما ان تدهور العلاقات البين بين بغداد ودول الخليج العربية بالاخص والاختلاف بين موقفي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حيال العراق، يصب جميعا في مصلحة الكرد.
غير انه وخلل استعراض الحاجة المتبادلة بين الترك والكرد لتقوية  علاقاتهما، والناجمة اي الحاجة عن الضغوط التي يعاني منها الجانبان، نجد الاتراك حريصين جدا على عدم اغضاب بغداد أو اثارة حفيظتها، ففي مراسيم استقبال اوغلو للبارزاني، شدد الأول في اكثر من فقرة في خطابه على العلاقات التركية العراقية منها تنويهه الى حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين تركيا والعراق الذي يزيد على ال12 مليار دولار، وكيف ان العلاقات التركية العراقية تلي من حيث الحجم العلاقات التركية الألمانية، دع جانبا  تمنياته للعراق بسيادة الأمن والاستقرار فيه، ناهيكم من انه لم يعلق على الهجوم الذي شنه البارزاني على حكومة المالكي ووصف دور الأخير بالمصعد للأزمة فسعية الى ولاية ثالثة، ليس هذا فحسب بل أن وزير الطاقة التركي نفى ما ورد، من أن أوغلو والبارزاني تطرقا الى مسألة النفط والتي كانت وسائل الاعلام الكردية قد أشارت إليها، واللافت في الزيارة واللقاء هو عدم رفع العلم الكردستاني الى جانب العلم التركي، إذ خلا اللقاء من العلم الكردستاني والعراقي أيضاً، واللافت أيضاً، أن اللقاء الذي بدا وكأنه مؤتمر صحفي، غير أنه لم يسمح للصحفيين بالمداخلة وطرح الأسئلة لتلافي أسئلة محرجة قد تتناول الموقف من العراق.
ان الجديد في زيارة البارزاني الى تركيا يكمن في البحث عن بدائل تعين حكومة كردستان لمواجهة ضغوط بغداد عليها والمتمثلة كما بينا في حجب حصة الأقليم من الموازنة والأمتناع عن صرف رواتب ااموظفين، بالرغم من عدم الأفصاح عن طبيعة تلك البدائل، والجديد، أو الجديد القديم، أن صح التعبير الذي تمخضت عنه الزيارة هو تأسيس (4) معابر حدودية جديدة بين الأقليم وتركيا بالأضافة الى تطوير وتحسين أداء معبر أبراهيم الخليل، ما يدل على تقوية العلاقات التجارية والأقتصادية بين البلدين بشكل أقوى من ذي قبل، ولقد عبر أوغلو عن هذا التقدم بتحويل الحدود السياسية بين الأقليم وتركيا الى حدود أخوية.
الخلاصة، أن الضغوط على الحكومتين التركية والكردستانية أملت الحاجة الى تطوير التعاون بينهما، مع أبقاء تركيا لعلاقات متزوازنة بينها وبين كل من بغداد وأربيل، سيما أذا علمنا أن حجم العلاقات الأقتصادية والتجارية بين أنقرة وبغداد يضاهي الحجم مع أقليم كردستان، لذا والحالة هذه فأن كردستان تنافس بغداد في الحلول في المرتبة الثانية من بعد ألمانيا في العلاقات مع تركيا لهذا ستظل تركيا عيناً على بغداد وأربيل في أن معاً، وليس في جعبتها من حل للقضية الكردية في تركيا، سوى الكلام والوعود. ولم تقدم ولو خطوة واحدة لحل تلك القضيية كما يقول كرد تركيا أنفسهم. ولو كانت قد اقدمت على ترجمة اقوالها ووعودها الى افعال لكانت قد حققت وتحقق نصراً عظيماً على خصومها في الداخل التركي من القوتين التي ذكرناها.
Al_botani2008@yahoo.com

178
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب     
           
 
                                                         
عبدالغني علي يحيى
•   الديكتاتور 100% وأباً جد
ذكرتنا النسبة 100% لفوز الرئيس الكوري الشمالي في الانتخابات التي جرت مؤخراً في بلاده بنسب ممائلة لها للديكتاتوريين في نظم شمولية سادت ثم بادت، وكانت اي النسبة من اسباب سقوطهم ولم تجديهم نفعاً يوم هبت العواصف عليهم، والمذكور أبا عن جد ديكتاتور، ولقد ضاق العالم ذرعاً به فمتى يسقط؟
•   ممنوع دخول الاخوان المسلمين!!
أثار اعلان للسعودية ينص على منع دخول اعضاء الاخوان المسلمين في اراضيها، السخط والتهكم في آن معاً، وقبل ذلك منعت كتباً لهم من المشاركة في معرض للكتاب هناك، هنا بودنا ان نتساءل عن الضوابط والمعايير التي تعتمدها للحؤول دول دخول الاخوان أراضيها وهل هناك ما يميز هؤلاء عن بقية البشر؟ وماذا بشأن الالاف منهم من الراغبين في اداء فريضة الحج والعمرة؟
•   معظم التأريخ كذب
عن عدد القتلى والجرحى الناجم عن اضخم عملية ارهابية ضربت مدينة الحلة العراقية. قالت وزارة الداخلية العراقية انه كان 12ق و100ج وعند رويتر 32ق و 146ج وورد في وكالة الصحافة الفرنسية انه كان 37ق و 166ج أما مجلس محافظة بابل فقال (77ق و 100ج) فيما اشارت صحيفة المستقبل العراقية الى 41ق و اكثر من 100ج ..الخ واختلفت الأرقام لدى وسائل الاعلام الاخرى ايضاً. فتصوروا كل هذا الاختلاف الموثق بالصوت والصورة والكلمة ومع ذلك يريدوننا ان نصدق ما نسب الى القادة والانبياء من اقوال و احاديث ووقائع في غابر الزمان وبغياب الصوت والصورة والكلمة المكتوبة!!!
•   مشاكل صغيرة!!
قال رئيس مجلس محافظة الأنبار ان ( الاستقرار في الرمادي 90% بالرغم من المشاكل الصغيرة ) وبعد ساعات حمل الكتل السياسية مسؤولية تفاقم الأزمة في الأنبار وبين القولين له وبعدهما.. اوردت الأنباء: ان احياء البوبالي والبو شهاب والملاحمة في الرمادي تعرضت الى قصف مدفعي مكثف خلف اضراراً جسيمة.. و.. اشتباكات عنيفة في الرمادي في احياء : الضباط والحوز و 5 كيلو وابو فليس بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة ..و.. عشرات العوائل تفر من القصف وتغادر دورها ..و.. سقوط 8 صواريخ من نوع غراد على مقر اللواء الثامن..و.. التصعيد بأعمال القصف والعمليات العسكرية في حي الملعب ..الخ فاذا كانت هذه مشاكل صغيرة فكيف تكون المشاكل الكبيرة يا ترى؟
•   معركتهم مع الأرهاب فقط!!
زعم وزير المواصلات العراقي بأن (معركتهم مع الأرهاب فقط)! لكن زعمه يبقى ناقصاً، فالمعركة بدرجة اولى مع نحو 12 مليون سني وراحت لتشمل الكرد ايضاً بقطع رواتب موظفيهم ( قطع الارزاق الذي هو اشدهولا من قطع الاعناق) اما حال المسيحين فقد قال القس برد ليان من (التجمع المسيحي الموحد) ان مفوضية الانتخابات متحيزة وان الحكومة تصادر ممتلكات المسيحيين وتزور وثائقهم..الخ ، وياتي اتهام المالكي للسعودية وقطر باعلانهما الحرب على العراق بمثابة تهديد لشن حرب مضادة عليهما فهل ان الحرب في العراق هي مع الارهاب فقط؟
•   وامرهم (فوضى) بينهم
في البرلمانات العربية والاسلامية هل (وامرهم شورى بينهم) أم بين اسياد البرلمانيين من السلطة التنفيذية الذين يملون على البرلمانيين ما يريدونه (الأسياد) حبذا لو كفت البرلمانات تلك عن استخدام( وامرهم شورى بينهم) والأصح ان (وامرهم ذل وفوضى بينهم).
•   ..و المعلم صار ذليلاً
[ قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم ان يكون رسولا] هذا ما قاله الرصافي في العهد الملكي يوم كان المعلم عزيزاً مكرماً ومع ظهور الديكتاتوريات وقادتها  من اصحاب القضايا ، فان اذلالا شنيعاً مورس بحق المعلم وما يزال .. في السبعينات من القرن الماضي قالوا في احدى المناسبات عن المعلم بانه (سقيع) وانبرت صحف لتدين القائلين، وفي الثمانينات كان المعلمون يختبئون في المرافق الصحية أو يقفزون من فوق جدران مدارسهم وامام انظار تلاميذهم هرباً من الخدمة في الجيش الشعبي، وقبل ايام وصف مدير التخطيط في وزارة التربية العراقية المعلم بـ(عامل الطين والاعمى)..!!
•   كم قبضت يا إذاعة لبنان؟
رغم اعتذار العراق للبنان على خلفية منع هبوط طائرة الشرق الاوسط اللبنانية للطيران في بغداد بأمر من نجل وزير المواصلات، فان اذاعة لبنان قالت دون حياء و خجل ان (الطائرة اضطرت إلى العودة إلى لبنان لسوء الاحوال الجوية )!!
•   نظم الحروب الظالمة سواسية
رفعت الحكومة العراقية الاجتثاث عن 30 ضابطاً للنظام العراقي السابق لقاء اشتراكهم في حرب الانبار ضد خصوم الحكومة، ما يعني ان هناك ازمة في العثور على المقاتلين، يذكر ان الحكومة  العراقية في الثمانينات اثناء حربها مع إيران اعادت المئات من العسكريين الكرد من الذين شاركوا في ثورة ايلول الكردية الى وظائفهم لقاء اشتراكهم في الحرب تلك.
•   رياضة الحرب والعنف !
بعيداً عن ( الروح الرياضية ) تتفشى منذ زمن كلمات دالة على العنف والحقد في عالم الرياضة، حكيم شاكر مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم قال: (العراق إذا اراد ان يحقق هدفاً فأنه (يقاتل) من أجله )! وقال رئيس المنتخب يونس محمود: (مدربي حكيم شاكر (حارب) الجميع) ! وفي مباراة جرت مؤخراً ورد : (منتخب البرازيل (يسحق منتخب جنوب افريقيا ومنتخب البرتغال (يسحق) الكاميرون..الخ.)
•   سورة اهل (العروبة)
وكأنهم يعيشون اجواء الخمسينات والستينات من القرن الماضي يوم كانت العروبة والقومية مداً، ترى بعضاً من العروبيين يتعاملون مع الواقع الراهن، معاملة اهل الكهف للواقع الذي فتحوا اعينهم عليه بعد 300 عام من النوم . امام وخطيب جامع سامراء الشيخ سفيان محمود انتقد صمت الدول العربية (حيال ما يجري في العراق من انتهاكات ) وذلك في خطبة الجمعة ليوم 7/3/ 2014 واثناء ادائه للعمرة حمل الشيخ عبدالله حميدي الياور على الدول العربية لموقفها الصامت من الشعب العراقي والياور يترأس (حركة العدل والمساواة) في العراق.. حتى الاسد ابدى تذمراً من الموقف العربي.. واقول لهؤلاء العروبيين النوم، اتجهوا الى غير العرب، فالزيارة التي قام بها وفد من السنة العراقيين الى البرلمان الاوروبي كان مفيداً جداً لهم ، فلقد فات زمن العروبة والوحدة ومن المحيط الى الخليج..
•   (الجيش العربي السوري ).. عنصرية
ما زال الجيش في سوريا يسمى (العربي) دون سائر الجيوش العربية، وكأن لاوجود للكرد والاشوريين والتركمان والدروز والأرمن..الخ فيه. على السوريين الالتفات الى قوميات بلدهم وينبذوا كل ما يوحى بالعنصرية .
•   امريكا.. وموت (5) زعماء
اوردت صحيفة (كومسو مولسكايا برافدا الروسية ) ان موت (5) زعماء في امريكا اللاتينية عام 2011 بمرض السرطان يدفع ببعض الاوساط الى الاعتقاد بوقوف واشنطن وراء هذه الظاهرة . أما الزعماء فهم: 1- هوكو تشافيز (فنزويلا) 2- فرناندو لوغو (بارغواى) 3- خوان سانتوس (كولومبيا) 4- لولا دا سيلفا (برازيل) 5- كريستينا دي كيشنر (الأرجنتين).. ان امريكا التي تجسست على اقرب اصدقائها كما اعلن قبل فترة لن تتورع عن ارتكاب افظع الجرائم.
•   المستهتر
نعت وزير العدل العراقي ممثل UN في العراق بالجهل لانتقاده قانون الاحوال الشخصية الجعفري، وغاب عن الوزير كيف ان اتحاد الحقوقيين العراقيين الذي يمثل الالاف من الحقوقيين اعتبر ذلك القانون مغايراً للدستور ، ما يعني وحسب منطق الوزير، انهم جميعاً جهلة! كما ان كل النسوة المحتجات على القانون ذاك جاهلات ايضاً حتى المرجع الديني اية الله حسين اسماعيل الصدر يدرج ضمن الجاهلين والحالة هذه لأنه قال في ذلك القانون: (لا يجوز فرض رؤية فقهية على من يتبع غيرها).  رمي الشمري وبا ستهتار لمعارضي القانون بالجهل، ذكرني بوصف عبدالسلام عارف للمطالبين باطلاق سراح السجناء السياسيين في زمانه وكان من بينهم شخصييات عالمية مرموقة مثل: راسل وسارتر وساغان ورود دنسن ..الخ بوصفه لمطلبهم بنباح الكلاب عندما قال ،اي عارف: (القافلة تسير ولايهمها نباح الكلاب)!.
المرجع الديني محمد اليعقوبي بدوره المح الى طرد ممثل الأمم المتحدة في العراق بسبب من موقفه ذاك عليه وتأسيسا على قول اليعقوبي  ، فان الملايين المحتجة على القانون المثير للجدل (الجعفري) يجب ان يطردوا من العراق.

179
المرجعيات الدينية.. أشد عداءً للحقوق القومية للكيانات المقهورة

عبدالغني علي يحيى
   واقصد بالمرجعيات الدينية تلك المعبرة عن الأمم السائدة بدرجة اولى ولأثبات عدائها لحقوق الكيانات المسحوقة: طالب التحالف الكردستاني المراجع الدينية الشيعية لتسجيل موقف يقوم على حمل الحكومة العراقية لاطلاق حصة اقليم كردستان من الميزانية العامة فصرف رواتب موظفي الأقليم. وفيما بعد زار وفد من اتحاد علماء الدين الكردستاني المرجعيات الشيعية للغرض نفسه ولكن من دون نتيجة. وقبله ناشد العرب السنة المراجع عينها للضغط على الحكومة العراقية لحملها على ايقاف حربها على الأنبار فالاقرار بحقوق السنة, إلا ان تلك المرجعيات كانت وما تزال آذاناً صماء امام مطالب الجهتين وستبقى، علماً انها كانت المبادرة لالغاء رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاثة في العراق ، بيد أنها غضت النظر عن قطع رواتب موظفي كردستان والمطالب العادلة للعرب السنة, وهي التي تتناول في خطب الجمعة ابسط المشاكل العراقية، في حين تسكت امام اكبر معضلتين تخص الكرد والسنة. لقد اثبتت التجارب للكرد ولغيرهم من الكيانات المغلوبة على امرها ان اكثر القوى مناهضة لحقوقها، هم رجال الدين وقادة الاحزاب الأسلامية في الأمم السائدة، قبل فترة حمل رجل الدين الشيعي جلال الدين الصغير على الكرد وعلق الآمال على (المهدي المنتظر) لأبادتهم. وهدد الشيخ احمد الياسين مرشد (حماس) يوم كان على قيد الحياة لمقاتلة ماسماها (اسرائيل الثانية ) اي كردستان العراق والقضاء عليها بعد قضائه على (اسرائيل ). وفي عقد الثمانينات من القرن الماضي رد ملا يونس السامرائي وهو رجل دين سني  في كتاب له جميع القبائل الكردية إلى اصول عربية، واول عملية انتحارية جماعية مفخخة في تأريخ العرب والمسلمين, تلك التي نفذها عدد من رجال الدين السنة لأغتيال مصطفى البارزاني في مطلع السبعينات من القرن المذكور. وبعد تسلم الخميني للحكم في ايران 1979فان ابرز جلاد عرف ضد الكرد كان اية الله خلخالي حتى علي خامنئي فانه متهم دولياً بارتكاب اعمال ارهابية وبسببه لا يغادر ايران الى اية دولة خشية من اعتقاله, ولا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان فتح الله غولان الذي يتزعم احد اضخم التنظيمات الاسلامية في تركيا هو الأشد حقداً على عملية السلام بين الكرد والترك , وبلغ الحقد بجماعته انهم هددوا بقتل مسعود البارزاني.
 ما كان على الكرد والسنة طرق باب المرجعيات الدينية الشيعية كي تنتصرلهم، فهذه المرجعيات، جزء رئيسي من النظام الشيعي القائم في العراق، ولا تخرج مواقفها عن مواقف (النظام) حتى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر فهو بدوره يدور في فلكه ولا يتقاطع معه وقد خاب من ظن عكس ذلك.
بالمقابل فان رجال الدين في المكونين الكردي والسني واحزابهما الاسلامية يشكلون جزءاً من كل، معبر عن طموحاتهما، وستظل المرجعيات الدينية في الأمم السائدة تمارس دور الشيطان الاخرس الساكت عن الحق، فهي لم تنتصر للمسيحيين العراقيين والسوريين والاقباط المصريين ولا للايزيديين وقبلهم لمسيحيى جنوب السودان. عليه، يجب على المظلومين أخذ ما مر بعين الاعتبار وان يكفوا عن دق أبواب الآذان الصماء. فلقد برهنت المرجعيات الدينية سنية كانت ام شيعية وفي اية امة اسلامية كانت انها قومية اكثر مما هي اسلامية دينية. تنتصر وتعبر عن المكون الاجتماعي الذي تنتمي اليه وتتنكر لحقوق المكونات الاجتماعية المقورة المنتمية الى الدين نفسه( الدين الاسلامي).
Al_botani2008@yahoo.com

180
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   وشهد (ثلاثة شهود) من أهلها
في 26-2-2014 كان النائب حسن السنيد من ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي، قد أقر بالصوت والصورة شراء اسلحة من إيران وعد ذلك حقاً طبيعياً للعراق. وفي 28-2-2014 قال النائب خالد الاسدي من الائتلاف نفسه: (من الطبيعي ان يتفق العراق مع ايران لشراء الاسلحة منها) وفي 1-3-2014 صرح النائب عدنان الشحماني ومن الائتلاف ذاك ايضا: ( توجهنا الى ايران لشراء السلاح بعد خذلان أمريكا للعراق). لوكانت أمريكا ليبياً لفهمت من الاشارة ثم هل ان شراء السلاح من ايران العلاقة المتينة الوحيدة بين البلدين العراق وامريكا؟
•   الخطوط الجوية المريخية
طالبت (شركة رحلات المريخ) دولة الامارات بالعدول عن فتوى لها حرمت السفر الى الكوكب الاحمر! بلا شك ان من يسمع باسم تلك (الشركة) والخبر قد يذهب به الاعتقاد ان العائق الوحيد امام الرحلات الى المريخ هو الفتوى الاماراتية. او ان بسببها فان الشركة المذكورة قد خسرت ملايين الدولارات.
•   (أنا الدولة والدولة أنا)
رفض المالكي استضافته من قبل البرلمان العراقي بحجة ان الاستضافة تستهدف النيل من هيبة الدولة والجيش، وهذه مخالفة صارخة للقوانين التي تقضي بمساءلة البرلمان لأي شخص في السلطة التنفيذية بعض النظر عن منصبه.
•   الجن يدخلون على خط الانتخابات في العراق!!
تنبأ المنجم ابو علي الشيباني بان الجن سيساندون المالكي في انتخابات نيسان المقبل وسيضمنون الفوز لأئتلاف دولة القانون فيها!!
•   كتب(الاخوان المسلمين) ليست قنابل
منعت الحكومة السعودية عرض كتب الاخوان المسلمين في معرض دولي للكتاب اقيم في الرياض يوم 4-3-2014 بمشاركة 900 دار نشرموزعة على 32 بلداً. ما كان على السعودية النزول الى هذا الدرك في محاربة الافكار، ومن العيب ايضاً محاربة حكومات سنية للفكر الشيعي ايضاً و( لتتفتح الازهار وتتبارى المدارس الفكرية) والعيب كل العيب لمن يقف بوجه حرية الفكر.
•   المرجعية الشيعية.. بين راتبين.
سجلت المرجعيات الشيعية في العراق موقفاً مشرفاً عندما إعترضت على رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاث في العراق، علماً ان المستفيدين من تلك الرواتب قد لايتجاوزون الالفين اوالثلاثة الاف شخص، ثم ان رواتبهم لاتقطع بالمرة، لكنها اي المرجعيات لزمت جانب الصمت حيال تهديد بغداد بقطع رواتب اكثر من مليون انسان في كردستان! إهكذا يكون (الوقوف على مسافة واحدة من الجميع) كما تزعمين أيتها المرجعيات.
•   الماء التركي والايراني  وليس الكردي
على اثر اعتزام بغداد قطع رواتب موظفي كردستان، اثارت جهات موالية لبغداد ضجة كبيرة لما زعمت، ان الكرد سيقطعون انهار الزابين الكبير والصغير ونهر ديالى عن المناطق العربية  العراقية! وفي الوقت الذي لم يفكر فيه الكرد اصلاً بقطع تلك الانهر لانهم ان اقدموا على ذلك فان الصعب تمييزهم أنذاك عن الحكومة العراقية، وبالمناسبة نسأل تلك الجهات: لماذا لاتثيرين الاعتراض على تركيا التي ستقطع المياه عن العراق عام 2016؟ وهو خبر مؤكد. علما ان لتركيا الحق في التصرف بثروتها المائية ولكن مع مراعاة حقوق العراق ايضا في مياه دجلة والفرات ثم وماذا تقول ايضا في قيام ايران بقطع اكثر من ثلاثين رافدا نهريا عن العراق؟
•   تضخم الفساد في ظل تضخم المظاهر الدينية!
قرأت في اسفل شاشة فضائية التغيير التلفزيونية: (في المجتمعات العراقية التي تتضخم فيها المظاهر الدينية اكدت مواطنات على تزايد التحرشات الجنسية بهن حتى من قبل رجال الامن)!! نعم في اجواء تضخم تلك المظاهر فان الفساد باشكاله كافة استشرى بشكل لم يسبق له مثيل، في حين انه اثناء تضخم ظاهرة المد الشيوعي في العراق اعوام: 1958و 1959 و1960 كان النقاء والاستقامة واحترام كرامة الانسان والنزاهة والطيبة والتضامن العربي كردي والاسلامي المسيحي.. الخ من المباديء السامية والاخلاق الرفيعة.. الخ من الحسنات والاشراقات على أشدها.
•   من جيديد.. أغنى متسولي العالم في كردستان
رصدت السلطات الكردية قيام متسول بشراء ذهب ومجوهرات لزوجتة بمبلغ 4 ملايين دينار شهرياً!! كاتب هذه السطور سبق وان اشار في وقت سابق الى ان اغنى المتسولين في العالم يعيشون في كردستان، ومن حالاتهم المرصودة، ان سيارات فارهة تنقلهم من حي الى حين، حتى اذا مافرغوا من التسول فيه، فان تلك السيارات سرعان ما تنقلهم الى اماكن أخرى.
•   مازالت العبودية باقية!
حثت الامم المتحدة الحكومة الموريتانية على اتخاذ مزيد من الخطوات لانهاء ظاهرة الرق في موريتانيا! وفي العراق يتشكى عشرات الالوف من السود في محافظة البصرة بالاخص من التمييز العنصري وسوء المعاملة بحقهم، والعبودية في البلدان العربية اكثر شيوعاً منها في البلدان الاخرى، اما التعامل مع المسيحيين في مصر وسوريا والعراق ودول اسلامية اخرى فتكاد ترقى الى معاملة الاسياد للعبيد في القرون قبل الوسطى.
•   في العراق.. لارجعة عن الطائفية
اتهم رافع الرفاعي مفتى الديار الاسلامية في العراق المالكي بالعمل على ابعاد العراق من (محيطه العربي) اي تقريبه الى ايران الشيعية، في حين قال محافظ نينوى السني اثيل النجيفي: ان الكرد اقرب الينا حضارياً وجغرافياً ومذهبياً وثقافيا.. نعم انه عصر الطائفية وافول القومية سيما بالنسبة للعرب. 
Al_botani2008@yahoo.com

181
هل العراق من البلدان غير المنتهكة لحرية الصحافة؟

عبدالغني علي يحيى

   ليس غريباً القول من المالكي: (ان العراق من بين الدول الـ10 الاكثر نمواً في العالم)! من دون ان يلتفت إلى لغة الأرقام التي تظهر عكس ذلك، فالعراق شهد في العام الماضي وحده 15000 هجوم مسلح مع تنامي العنف فيه بنسبة 150% فوضعه في المرتبة 16 من أصل 177 دولة من ناحية الفساد الأداري حسب منظمة الشفافية الدولية، فهل يمكن توقع نمو في هذا البلد، اللهم إلا نمو القتل والعنف والدمار والخراب..الخ؟. لكن الغريب حقاً زعم جهة دولية بأن العراق لا يندرج في قائمة البلدان المنتهكة لحرية الصحافة في عام 2014! ففي هذا العام الذي هو في بدايته، أغلق مكتب صحيفة الشرق الاوسط ببغداد وجرى تفجير جزء من مبنى صحيفة (الصباح الجديد) العراقية لنشرها رسماً كاريكاتيرياً لعلي خامنئي. وفي مستهل هذا العام أيضاً أدانت منظمة مراسلون بلا حدود القاء القبض على الصحفي سرمد الطائي بسبب نشره أراء ومعلومات أغضبت الحكومة! ودعت المنظمة هذه الى أجراء محاكمات عادلة للصحفيين والتحقيق في الجرائم المرتكبة ضدهم وقالت، أن الحكومة العراقية تستخدم قوانين موروثة من النظام السابق في حكمها على الصحفيين ناهيكم عن تعرضهم الى أعتقالات عشوائية ومحاكمات مزيفة، فعراقيل يواجهونها للحد من نشاطاتهم الأعلامية، ووجهت (مراسلون بلا حدود) مع مرصد الحريات الصحفية في العراق رسائل الى رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئاسة محكمة الاستئناف في بغداد وقاضي محكمة قضايا النشر والاعلام، عبرت عن قلقهما حيال ما يسلط على الصحفيين من ظلم. عدا ذلك فان رابطة الصحفيين العراقيين دعت الصحفيين الى عدم الاكتراث بدعاوي السياسيين ضدهم، سياسيو السلطة طبعاً (كونهم سياسيون فاسدون وفاشلون) حسب قولها.
وفي مطلع هذا العام ايضاً قتل الصحفي فراس محمد عطية مراسل فضائية الفلوجه وأصابة الصحفيين مؤيد ابراهيم وعبدالرحمن محمد عطية من فضائية الأنبار بجروح كما وجرح سيف طلال مراسل الشرقية TV بثلاث أطلاقات نارية بديالى.. هذا على سبيل المثال، وليس الصحفيون وحدهم يتعرضون الى انتهاكات بل معظم حملة الاقلام كذلك، ففي بابل علق أتحاد الأدباء أعماله أحتجاجاً على تهميش الحكومة له وقال الاتحاد هذا، ان الأهمال يهدد كل عقول العراق وكفاءاته.
ومن أقوى الأدلة على أضطهاد الصحفيين في العراق أعلان اليونسكو يوم 4/1/2014 باطلاق حملة لحماية الصحفيين في العراق، فهل العراق والحالة هذه من البلدان التي لا تنتهك فيها حرية الصحافة؟
Al_botani2008@yahoo.com

182
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   تناقضات  الاتحاد الاوروبي
قال كوادراس نائب رئيس البرلمان الاوروبي: ( ان الوقت حان لأنهاء دكتاتورية المالكي) يذكر ان الاتحاد الاوروبي ايد وساند الحكومة العراقية في حربها بالانبار. ترى كيف يوفق بين موقفه ودعوة كوادراس لأنهاء دكتاتورية المالكي؟
•   الامريكان يلدغون من جحر مرات
تردد من ان 800 جندي امريكي وصلوا الى محافظة نينوى لتدريب القوات العراقية، وبالرغم  من عدم تثبيت صحة الخبر، بيد أن الاكيد ان الدعم الامريكي للعراق يتواصل وهو الذي هزم من العراق عام 2011 وفي 1975 من اقطار الهند الصيئية هل حقاً ان الامريكيين عقلاء؟
•   اعتقال هارون الرشيد
من يوم تفشي الارهاب والخرافات في العالم العربي، نسمع عن بعضهم (قرب ظهور المهدي المنتظر)، احدهم قال انه سيعاقب الكرد، فيما يدعي بعض من المشعوذين بمعالجة كل الامراض ولم يبق الا الادعاء بالقدرة على احياء الموتى، عليه لاغرابة ان يدعي رجل اعتقل مع 3 من وصيفاته في مركز كويتي قريب من العراق بأنه هارون الرشيد. وقد يظهر اخرون يدعون النبوة في المستقبل.
•   ثورة مرسي السلمية
دعا مرسي انصاره الى مواصلتهم (ثورتهم السلمية) !! ما أثار استغراب العالم الذي يراقب هجمات الاخوان المسلمين المصنفة على الارهاب وبشكل يومي مادفع بالحكومة المصرية الى ادراجهم في  القائمة السوداء (الارهاب) واذا كان ما يقوم به انصار مرسي ثورة سلمية فكيف تكون الثورة المسلحة يا ترى؟.
•   تحريم السفر الى المريخ!
في الامارات، اصدر علماء دين فتوى حرمت السفر الى المريخ، علماً ان الاسلام لايحرم النفاد في السموات، ثم هل بدأ السفر الى المريخ حتى يتسابق اولئك العالماء الاحداث؟
•   الحرية والاستقلال لجنوب اليمن
رفض اليمنيون الجنوبيون الفيدرالية التي نص عليها نظام الاقاليم الجديد في اليمن. واطلقت القوات اليمنية على رافضي الفيدرالية والمطالبين في الوقت عينه بالاستقلال النار. إذ لا يعقل ان يطالب شعب بالفيدرالية بعد ان كان يتمتع بالاستقلال.. ولا للفيدرالية والكونفيدرالية والحكم الذاتي العاجزة عن تحقيق طموح الشعب اليماني الجنوبي، والنصر لنضاله قريب.
•   عقليات تأبى التغيير
كان من المفروض ان يستفيد اللاجئون المسلمون في دول الغرب من حضارة الاخير وتقدمه، الا ان الواقع اثبت عكس هذه الفرضية، ففي بريطانيا التي هي اعرق الديمقراطيات في العالم، تدفقت العشرات من المسلمات البريطانيات من الاصول الشرقية الى سوريا لغرض الزواج بالجهاديين (الارهابيين) فهل والحالة هذه: (الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا)؟
•   سجن وليس ملعب ل 50000 نسمة
اعلن عن مسعى للحكومة العراقية لبناء سجن في جنوب العراق يسع ل50 الف سجين، وهكذا ففي بلدان العالم غالباً مانسمع عن انشاء ملعب رياضية يسع ل50 الف شخص، نجد العراق يبني سجناً للالاف من السجناء
•   قذائف وتهدايات بالقتل.. مجرد رأي!
افرجت السلطات العراقية عن واثق البطاط قائد ميلشيات حزب الله العراقي الذي سجن قبل شهرين لقصفه اراضي سعودية بعدد من القذائف فتهديده للسنة بالقتل وجاء في اسباب الافراج عنه، ان مابدر منه مجرد رأي!!رأي بالقذائف والتهديد بالقتل!
•   إفراغ استقالة من محتواها
فرح العراقيون  لانسحاب مقتدى الصدر من العملية السياسية، باستثناء الذين خبروا عن قرب تقلباته، لكن لم يمضي سوى وقت قصير على استقالته، واذا بنوابه المستقيلين يعودون الى البرلمان كما ظل وزارءه في الحكومة، قال بعضهم ان المستفيد من استقالته هو المالكي، فعن اي انسحاب واستقالة يتحدث الصدر؟
•   متحدون(للفزع والرعب)
وصف الانباريون في بيان لوجهائهم كتلة(متحدون للاصلاح) السنية البرلمانية بمجرم حرب ومتأمر واشاعتها للرعب و الفزع بين اهالي الانبار، وطالب المجتمع الدولي بتجريمها وكيف ان نوابها اشعلوا الحرب ثم هربوا الى بغداد مع عوائلهم.
•   معزول
بعد ان هرب نواب كتلة (متحدون للاصلاح) من الانبار خوفاً من بطش الجماهير بهم، قال رئيس الكتلة والبرلمان العراقي في الوقت نفسه اسامة النجيفي أن ( مجلس النواب معزول تماماً عن مايجري في الانبار)! من الطبيعي ان ينعزل مجلسه بعد أن فر اعضاء كتلة كافة منها!
•   ثلاثي الارهاب في حلب
اعلنت جبهات (النصرة) و(الاسلامية) و(جيش المجاهدين) عن تنسيق عملياتها ونظمت غرفة عمليات مشتركة لها في حلب، وليكن الله في عون السوريين في مواجهتهم لثلاثي الشر والجريمة والارهاب.
•   مجاهدو الخارج.. دائخون.. سكارى.. مقامرون
ورد في اعترض المناهضين على القانون العام للتقاعد ومايتضمن من رواتب وامتيازات لأصحاب (الخدمة الجهادية) ان مجاهدي الخارج كانوا دائخين.. سكارى..يلعبون القمار ومن رواد الملاهي ونوادي العري.. الخ فهل يستحق هؤلاء رواتب وامتيازات؟
•   هويات داعش!
تتهم تركيا والمعارضة السورية داعش بالعمالة لسوريا، والعرب السنة العراقيون يتهمونها بالعمالة للعراق. والحكومة العراقية تتهمها بالعمالة لتركيا والسعودية.. يرحمكم الله إسعفونا بالخبر اليقين وبالهوية الحقيقية لها.
Al_botani2008@yahoo.com

183
الأستحقاق التأريخي للمسيحيين في البلدان التي كانوا من أوائل سكانها

عبدالغني علي يحيى
   في الأعوام الأخيرة شاع مصطلح (الاستحقاق الانتخابي) أو (النضالي) واستحقاقات أخرى على وزنه، وراح المستحقون يلوحون به بقوة، عند الأحساس بأي تنقيص لحقوقهم، الأمر الذي زين لكاتب هذه السطور الى صياغة (الاستحقاق التأريخي) ليس للمسيحيين فحسب بل لكل شعب سبق وان كان من السكان الاصليين في بلدما، واذا امعنا الفكر في تراجع السكان الاصليين في بعض من البلدان إلى المواطنة من الدرجة الثانية أو الثالثة أو إلى أقلية، لوجدنا ان أحتلال أقوام أخرى لبلدانهم كان السبب الرئيس وراء ذلك التراجع وما نجم عنه من تسليط للظلم والقمع والأبادة عليهم واقوى مثال على ذلك ما حصل للمسيحيين الذين كانوا من السكان الأصليين والقدماء في البلدان: العراق ومصر وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان، فقبل وصول الجيوش الاسلامية الى تلك البلدان، كانت تلك البلدان مسيحية لشعوب مسيحية، ويقر بذلك المؤرخون والسياسيون المنصفون من غير المسيحيين بهذه الحقيقة ولا ينكرونها، ومع ذلك تجد الأضطهاد قائماً وبأساليب جد وحشية لقهر المسيحيين وحملهم للرحيل نحو الغرب المسيحي أو إلى كردستان بالنسبة لمسيحيي العراق، واذا مضى الحال على هذا المنوال، فلا مناص من حلول يوم يخلو المشرق العربي والاسلامي من المسيحيين. عليه ولما مر لا مناص من العمل بالاستحقاق التأريخي للمسيحيين بغية أنصافهم، وان هذا الاستحقاق لن ينجز إلا بتظافر جهود دول العالم كافة ومن بينها القوى العظمى وكذلك منظمة الأمم المتحدة للحيلولة دون زوال المسيحيين في بلدانهم الاصلية وفي مقدمة الاستحقاق التأريخي، أنشاء دول مستقله لهم تنحيهم من الظلم والأبادة وذلك في المناطق التي يشكلون اكثرية سكانها.
أن حماية الشعوب الآيلة إلى الأنقراض لن تتحقق بتشكيل منظمة تأخذ على عاتقها صيانة تلك الشعوب من الفناء ففي ظل منظمة الدفاع عن الشعوب المعرضة للانقراض يتم سحق واذلال المسيحيين وطردهم من بلدانهم الأصلية، لذا فأن تلك المنظمة والمنظمات على غرارها لن تكون البديل عن تأسيس دول خاصة بهم او اية صيغة حكم يرتؤونها وفي بقاع من البلدان سبق وأن كانوا الساكنين الأصليين فيها، ويبدو أن هذا الفكرة أخذت تلح على حل الدولة للمسيحيين، ولكن لم تتبلور بعد لترتقي الى مبدأ أو منهج، فعلى سبيل مثال تتردد أفكار عن أقامة دولة قبطية للأقباط في مصر على الحدود المصرية الليبية، ذكر أن من بين الداعمين لها قداسة بابا الفاتيكان وجهات مخابراتية المانية وايطالية، وما زالت الفكرة يتيمة مغمورة تخضع للتجاهل وتواجه آذانا صماء، والمسيحيون كما نعلم ليسوا من أتباع ديانة سماوية عريقة فحسب تتقدم على الأسلام وديانات الأخرى كذلك، بل ينتمون الى قوميات عريقة مهددة بالزوال أيضاً فالمسيحيون العراقيون سليل الامبراطورية الاشورية والكلدان والسريان ،وهذه الامبراطورية من الامبراطوريات الهامة في تأريخ البشرية. وقل الشيء ذاته عن اقباط مصر لهذا فهم اضافة الى اهميتهم الدينية فلهم اهمية قومية وعرقية كذلك. ولتأريخ الأنسانية الكثير من التجارب على الأستحقاق التأريخي لشعوب، فلنأخذ مثلاً اسبانيا التي غير اسمها المحتلون الاموييون عندما احتلوها قبل قرون من اسبانيا الى (الاندلس). لقد كان من الممكن أو المتوقع ان يكون مصير شعبها المسيحي كمصير الشعوب المسيحية في العراق ومصر وسوريا ولبنان أي يتحولوا الى أقلية دينية وقومية وباتجاه الزوال، إلا ان المسيحين الاسبان لم يتخلوا عن استحقاقهم التأريخي في وطنهم رغم مرور قرون على احتلاله، ففي عهد الملك فليب الثالث، تحقق حلمهم واجلوا احفاد المحتلين الأمويين، وقدرت آخر وجبة لاحفاد المحتلين غادرت اسبانيا بـ 80الف نسمة استقرت في تونس، وقبل قرون ايضاً وبعد ما يقارب الـ 200 سنة على احتلال الصليبيين الأوروبيين لفلسطين وبيت المقدس، فان المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي تمكنوا من ازاحة الصليبيين واسترداد فلسطين منهم. ما ضاع (وطن) وراءه مطالب.
   قد لا اكون اول من ينادي بالاستحقاق التأريخي للمسيحيين في أوطانهم التي جعلوهم فيها أقلية واجبروهم على الهجرة منها . والذي يجعلني اكثر اصراراً على الاستحقاق التأريخي ذاك، تواصل الاضطهادات والجرائم بحق المسيحيين وبالأخص في البلدان الاسلامية وبالذات تلك التي كان المسيحيون من اقدم سكانها أو سكانها الاصليين، والأنكى من هذا ان النشطاء المسلمين في سلبهم الاستحقاق التأريخي للمسيحيين في البلدان التي ذكرناها فانهم يتطلعون الى مضايقة واحتلال جديد للعالم المسيحي بشكل مباشر او غير مباشر. يتحدث اولئك النشطاء بفخر واعتزاز عن احتمال تحول روسيا الاتحادية في عام 2060 الى دولة اسلامية وكذلك كندا في عام 2017 وان يشكل المسلمون في بريطانيا 40% من سكانها في المستقبل القريب استناداً منهم الى زيادة ملحوظة في اعداد المسلمين في البلدان المسيحية الأوروبية والامريكية وغيرها وحجتهم في ذلك ان المسلم لايأبه بتحديد النسل على الضد من المسيحي، كما انهم يعدون انتشار الاسلام بفضل الهجرة نصراً للاسلام في البلدان الاوروبية والامريكية، بعد أن كان، الاسلام، مقتصراً على بلدان في الشرق وشمال وشرق افريقيا. ان المهاجرين المسلمين بدلاً من ان يشكروا اوروبا وامريكا المسيحية على احتضانهم وايوائهم وتخليصهم من الظلم والارهاب والفقر في بلدانهم العربية والاسلامية، فانهم يطلقون احياناً تصريحات استفزازية ضد الغرب ويعلنون تعاطفهم مع الارهاب، ما ولد ويولد بمرور الزمن الحساسية الممزوجة بالكراهية لدى الشعوب المسيحية ضدهم، ولقد بدأت الحرب المضادة ضد المسلمين في الشرق: الصين، ميانمار، اجزاء من الهند وسريلانكا، وفي افريقيا: انغولا، اثيوبيا، جمهورية افريقيا الوسطى كما ان الغرب شرع بالتململ من المسلمين بدليل وضع دوله لقوانين صارمة للحد من الهجرة اليه وقيام دول فيه بترحيل المهاجرين اواللاجئين المسلمين بين حين واخر الى بلدانهم الاصلية.
مساء يوم21-2-2014 قرأت من على شاشة فضائية المستقلة الاتي: (اين العرب والعالم من الابادة الجماعية لمسلمي افريقيا الوسطى)؟ ان من يقرأ هذه العبارة قد يتهم المسيحيين باليدء باضطهاد المسلمين غير ان الواقع عكس ما يذهب اليه هؤلاء، فالمسلمون هم الذين بدأوا بالاعتداء على المسحيين وعلى اتباع ديانات اخرى كذلك ولم يتصوروا انه سيحل يوم سيحصدون مازرعوه، وهاهم الان يحصدون العواصف، ولا تستغربوا في مجيء زمن يسير فيه حكام اوروبا وامريكا المسيحية على خطى الملك فيليب الثالث ويقوموا باجلاء الملايين من المسلمين من بلدانهم واعادتهم الى بلدانهم الاصلية، وكل شيء ممكن ومتوقع في عالم السياسة، عليه يجب على عقلاء المسلمين ان يتقوا الغضب الجمعي للمارد المسيحي الذي يفوق المسلمين عدداً وجيوشاً وحضارة وتكنولوجيا وو.. الخ و الاحرى بالمسلمين منافسة الغرب ليس في الانتشار او التبشير بالدين، ، بل منافستهم في مجالات  العلم والتكنولوجيا والحريات وتعميق حقوق الانسان وان يعملوا على تحسين العلاقات بين المسلمين والمسيحيين ومع كل الشعوب غير المسلمة في هذا العالم. واعود الى الاستحقاق التأريخي للمسيحيين في بلدانهم التي كانوا من اوائل مواطنيها وقاطنيها لاقول ان على المسلمين قبل غيرهم الاعتراف بذلك الاستحقاق ومساعدة المسيحيين للفوز به، وان يتمتعوا ببعد النظر والحب العظيم للانسانية، وإلا وكما قلت في مقال سابق لي تحت عنوان(ملامح هجمة عالمية على الاسلام و(المسلمين) فان (صبر العالم بدأ بالنفاد حيال تفاقم الارهاب الاسلامي) ان للمسيحيين الحق كل الحق في ذلك الاستحقاق وفي العيش بحرية وكرامة في اوطانهم الاصلية.
Al_botani2008@yahoo.com



184
كل ثلاثاء:خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   مقتدى الصدر: فصل الدين عن السياسة
كان قراراً مدوياً وصائبا لمقتدى الصدر باعتزاله للسياسة وحل مكاتب تياره فنصيحته الثمينة لرجال الدين بتخصيص خطبة الجمعة للجانب الديني والاخلاقي وحاجات المجتمع. حبذا لوحذا رجال الدين كافة حذوه، والقرار في بعض من جوانبه يعني فصل الدين عن الدولة، والكرة الان في ملعب الحكيم فهل يقدم على الحفاظ على سمعة ال الحكيم مثلما حافظ الصدر على سمعه أل الصدر؟.
•   صدق علي خامنئي
قال خامنئي بعجز المفاوضات النووية مع الغرب للوصول الى حل ونتيجة رغم (عدم معارضتي لها). صدق خامنئي ونضيف ان معظم المفاوضات والحوارات في العالم اليوم اخفقت عن حل المشكلات العالقة بين الاطراف المتنازعة في العالم.
•   الالكترون في خدمة التزوير
اعتقد الكثيرون ان البطاقة الانتخابية الالكترونية ستقضي على التزوير في الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، لكن اعتقادهم سرعان ماتبدد بعد الكشف عن  سرقة 19 بطاقة انتخابية في محافظة نينوى، فانباء عن شراء كيانات كبيرة للبطاقات من الافراد، مع بقاء الظاهرة التقليدية المدانة التي تلازم الانتخابات مثل: عدم وصول الاسماء، الى المراكز الانتخابية أو شراء الضمائر فالتهديد والوعيد.. يقيناً أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون الاشد زيفاً وتزويرا ولن تحد البطاقة الالكترونية منهما.
•   تركماني.. تركي اكثر من الاتراك!
حذرت الجبهة التركمانية العراقية من نشوب فتنة بين الكرد والتركمان نتيجة لرفع الكرد لصور عبدالله اوجلان في كركوك.. عجيب.. صور اوجلان ترفع في اسطنبول وانقرة من قبل الكرد من غير ان تتسبب في وقوع فتنة بين الاتراك والكرد، في حين يحذر من قيامها في كركوك، علماً ان عدد التركمان فيها اقل من عدد الكرد والعرب، ثم ان العرب و المسيحيون لم يعترضوا على رفعها فألى متى تنطق الجبهة التركمانية باسم كركوك؟
•   هزيمة أمريكا في افغانستان حتمية
بمناسبة الذكرى ال25 من خروج السوفيت من افغانستان توعدت طاليبان أمريكا بالمصير نفسه، بلا شك سيحل اليوم الذي تهزم فيه امريكا في افغانستان مثلما هزمت في الهند الصيئية 1975 والعراق 2011 على الامريكان ان يضعوا ببالهم الهزيمة المرتقبة وقد تعودوا على الهزائم.
•   حرب السنة والشيعة.. قصة لاتنتهي
عندما استولى المسلحون السنة على ناحية سليمان بك فان الجيش العراق استردها منهم فيما بعد، ولكن ما ان غادرها واذا بالمسلحين يبسطون سيطرتهم عليها من جديد، مادفع ببغداد الى التقدم لانتزاعها من جديد، واذا انتزعتها، فان المسلحين يعودون ليستوالوا عليها من جديد.
•   استكمال نكبات (الربيع العربي)!
يجمع العقلاء على تخطئة (الربيع العربي) الذي جلب بالخراب والدمار على العرب، الطريف انه في الذكرى الثالثة للثورة اليمنية، طالب متظاهرون يمنيون باستكمال اهداف الثورة (الربيع العربي). وفي ليبيا قال مسؤول ليبي رفيع المستوى من أنهم لن يسمحوا بسرقة الثورة! ترى هل هناك من يحسد اليمنيين والليبيين على الدمار الذي حل بهم جراء (الربيع العربي)؟
•   مهزلة اسمها (البرلمان العراقي)
ربما يظن بعضهم، ان البرلمانيين العراقيين بذلوا جهوداً جبارة وسهروا الليالي لاجل حذمة الشعب فأستحقوا بذلك رواتب وامتيازات خيالية مغرية، علماً ان البرلمان العراقي الحالي الذي انتخب يوم 7-3-2010 والى الان لم يعمل سوى 39 يوماً! ويقال ان من مجموع 57 نائباًكردياً فيه لم يشارك سوى(7) منهم في المناقشات التي جرت فيه، البرلمان! أما نواب متحددون المتهمون من قبل اهالي الانبار باشعال فتيل الحرب فلقد هربوا مع عائلاتهم الى بغداد والسكن في الفنادق الراقية.. الخ من مساويء البرلمانيين والبرلمان العراقي
•   حرب الانبار.. المستفيد والمتضرر
في حرب الانبار، حازت حكومة المالكي على دعم شرقي و غربي لم يكن متوقعاً، كما ساندها الناتو ومجلس الامن و الجامعة العربية، اما السنة فلقد لفتوا بواسطة تلك الحرب  انظار العالم الى قضيتهم، فلأول مرة يسمح لوفد لهم بطرح قضيتهم في اجتماع ببروكسل.. ولكن لاننسى ان عشرات الالوف من اللاجئين الانباريين يعانون من مرارة اللجوء واشكال الحرمان داخل بلدهم العراق.
•   افعال امريكا لا أقوالها
ذكرت مجلة فورين بوليسي الامريكية (ان واشنطن لم تعد تهتم بالمالكي ولاتثق به، بسبب ارتباطه بايران) واثناء زيارة المالكي ال امريكا قالوا ان الادارة الامريكية استقبلته بفتور، ولكن ما ان اندلعت حرب الانبار واذا بامريكا تدعمه بالاباتشي في حربه بالأنبار وحذت حذوها دول الاتحاد الاوروبي والناتو.. الخ وقبل ذلك قالوا ان روسيا ستتخلى عن الاسد في حين وقفت الى جانبه في مؤتمر جنيف ومازالت، لا تصدقوا الاقوال بل انظروا الى الافعال.
Al_botani2008@yahoo.com

185
تفاقم تحرش إيران بأمريكا واسرائيل..لغز ..اهانة .. غموض
     
 
      عبدالغني علي يحيى
    عندما فاز حسن روحاني برئاسة الجمهورية الاسلامية في ايران وانتهت الولاية الثانية لمحمود أحمدي نجاد تفاءل العالم خيراً واغتبط ,ظاناً ومعتقداً ان خير خلف حل محل شر سلف, إذ عرف سلفه على امتداد سنوات ولايتيه بأطلاق تصريحات استفزازية ضد الغرب وعلى وجه الخصوص ضد الولايات المتحدة واسرائيل, بالمقابل فان واشنطن وتل ابيب تعاملتا ببرود مع تلك التصريحات, بالرغم من اسرائيل هددت اكثر من مرة بمهاجمة إيران وما تزال تهدد, ولكم كان مخطئاً العالم في تفاؤله , لما وجد نفسه إمام شر خلف لشر سلف, إذ جاءت بداية ولاية روحاني بمثابة أول الغيث مطر, حين اشتدت الحرب الباردة الايرانية على امريكا واسرائيل سيما في شهر شباط الحالي وبلغت مرتبة اهانة الكرامة الوطنية لامريكا واسرائيل وللغرب عموما واخشى ما نخشاه ان تتوج هذه الحرب بأخرى ساخنة تحرق الأخضر واليابس في المنطقة.
3-2-2014 توعد حسين سلامي نائب رئيس الحرس الثوري الايراني امريكا برد بلا حدود اذا هاجمت ايران وبتأريخ 25-1-2014 قال قائد الحرس الثوري الأيراني ان (المواجهة المباشرة مع امريكا حلم كل ثوري إيراني )! وفي 10-2-2014 حمل علي خامنئي مرشد الثورة الاسلامية في إيران على أمريكا ووصفها بأنها (ذات وجهين لو استطاعت لأسقطت إيران) وفي يوم 14-2-2014 فتحت ايران ابواب حربها الباردة على مصاريعها بشكل جد لافت, ففيه وصف علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى في ايران، الولايات المتحدة المسؤولين الأمريكان بكلمات هابطة من قبيل ( الانذال والانتهازيون والمستكبرون ). أما اللواء رحيم صفوي المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية فلقد قال في ذلك اليوم ( ان امريكا في فخ ايران ومرماها) قال ذلك عقب وصول سفن حربية ايرانية الى المحيط الأطلسي قبالة السواحل الأمريكية, ما يفيد ان التحرك العسكري الايراني على الأرض  والبحر سيكون بموازاة حربها الباردة. وذكر قادة ايرانيون آخرون بأن إيران تؤكد استعدادها لحرب مصيرية مع امريكا واسرائيل , واستهزأ اي القادة الايرانيون باقوال لمسؤولين امريكان اشارت إلى اللجوء الى الخيار العسكري في حال مضي ايران على سياستها ووصفوا تلك الاقوال بـ (زئير أسد عجوز خائف) !! ليس هذا فحسب بل صرحوا من انهم سيدفعون بحزب الله اللبناني باتجاه تدمير اسرائيل )! ومثلما قابلت امريكا وتقابل التهديد والوعيد الايرانيين بعدم اكتراث, فانها وكما يبدو تقابل تحركاتهم على الأرض والبحر بعدم إكتراث ايضاً. إذ كان تعليق الامريكان على هذا التواجد (لايعنيهم). وبتأريخ 15 -2-2014 اهانة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايرانية الغرب عندما قال: ( على الغرب تحسين سلوكه لكسب ثقة الشعب الايراني
ان المتاعب للتهديدات الايرانية يجد ايران دائما في موقع الهجوم على الغرب بمناسبة وبغير مناسبة 
بلا شك ان القادم من الأيام سيشهد المزيد من المواقف المتشنجة لايران والمزيد ايضاً من حربها الباردة على واشنطن وتل أبيب والغرب, وبات العالم ينتظر على احر من الجمر صورة النهاية التي تكلل العلاقات المتوترة بين طهران وتلكم العاصمتين وفي انتظاره لنتيجة الصراع المزمن بينهما فان آراء كثيرة تتجاذبه واسئلة كثيرة كذلك مثل: هل حازت ايران على السلاح النووي لكي تقف وجهاً لوجه مع الدولتين النوويتين امريكا واسرائيل وتتحداهما؟ أم أنها بتهديداتها تمارس حرب اعصاب لا غير ؟ وان المستقبل سيكون كما الماضي, تهديد ووعيد من جانب ايران وتلويح بحل عسكري من طرف واشنطن وتل أبيب, ومن غير ان يقدم اي من الطرفين على خوض الحرب , وسط كل هذا ثمة اراء مفادها ان ما يجري من تهديد ووعيد ايراني وتلميح امريكي باللجوء الى الخيار العسكري , مجرد سيناريو يشارك الطرفان في رسمه, يرمي الى تحقيق منافع للطرفين وعلى حساب مصالح شعوب المنطقة وبالأخص العربية الخليجية منها.
ختاماً, ان العالم في حيرة وذهول حيال التصريحات النارية الايرانية وعدم الاكتراث الامريكي ازاءها ، بالرغم من انه اي العالم قد مل من الصراع المزمن بينهما وراح يترقب بلهفة نهايته والصورة التي تكون عليها المنطقة بعد طي الصراع.
Al_botani2008@yahoo.com


186
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

                                                             
عبد الغني علي يحيى
•   ضرب النساء .. وينظم بقانون!
في افغانستان سن قانون يبيح للرجال ضرب وتعذيب النساء من دون ملاحقة قانونية لهم. ترى والحالة هذه هل من الممكن التمييز بين كرزاي وطاليبان؟
•   اعتنق الأسلام.. فأعفي من وظيفته!
اعفت زعيمة العالم الحر (امريكا) القائم باعمال سفارتها في السودان من منصبه بسبب من اعتناقه الاسلام, عليه والحالة هذه, هل تعتبر امريكا راعية للحرية في العالم وعلى رأسها حرية العقيدة والدين والمبدأ؟
•   طرد صحفياً كان قد انتقده!
طرد اردوغان صحفياً اجنبياً كان قد انتقده في الأنترنيت.. ويوماً بعد يوم تتراجع حرية الفكر في تركيا سيما بعد وضع قيود على الانترنيت من جانب حكومة اردوغان, إذاً هل من المعقول ان يقبل الاتحاد الأوروبي تركيا عضواً في صفوفه؟
•   فجروها لنشرها رسماً كاريكاتيرياً!
فجر مجهولون جانباً من مبنى صحيفة (الصباح الجديد) ببغداد عقاباً لها لنشرها صورة كاريكاتيرية لخامنئي, وقبل ذلك اغلق مكتب صحيفة الشرق الاوسط اللندنية ببغداد ايضاً وكذلك مكتب البغدادية tv ..وامثلة لا تحص على اضطهاد الفكر في (العراق الجديد).
•   الرجل المسن بعد الرجل المريض!
وصف بهاء الاعرجي عن كتلة الاحرار النيابية في البرلمان العراقي العراق بالرجل المسن وكيف انه بحاجة ماسة الى اطباء مهرة لمعالجته! ما يعني ان العراق سيواجه المصير نفسه للدولة العثمانية التي وصفت بالرجل المريض!
•   الغريق المتشبث بـ(المؤتمر)
دعا الدكتور اياد علاوي الى عقد مؤتمر وطني في النجف لتدارك الاحداث في الأنبار، ناسياً ان المؤتمرات واللقاءات والجبهات اثبتت فشلها وعجزت عن حل ابسط مشكلة في العراق.. ومن تخبطات علاوي انسحابه من العملية السياسية واعلانه انهيار (العراقية) وو..الخ
•   (السعودية) العظمى!
ورد ان السعودية تخطت بريطانيا العظمى ليس في مجال العلم والمدنية والابحاث والعقل, بل في الانفاق العسكري !!
•   هتلر آسيا أم الصبي النووي ؟
الطريف ان كوريا الشمالية وصفت رئيس الوزراء الياباني بـ(هتلر آسيا) ويعلم الكل ان كوريا الشمالية هي بؤرة التوتر في العالم ووصف رئيسها بالصبي النووي بسبب من افعاله الصبيانية .
•   من غشنا (كان) منا.
وكأنه وزارة تربية مستقلة داخل وزارة تربية, سعى الوقف الشيعي في العراق إلى اجراء امتحانات لطلاب تابعين إلى مدارسه من الذين سبقوا وان مارسوا غشاً جماعياً في الامتحانات فيما عارضت وزارة التربية العراق مسعاه .
•   البشير .. مصلحاً أم مجرماً ؟
ومن الطرائف اخبار السودان , مانسب الى البشير اعتزامه الاقدام على الاصلاح والتصحيح الأمر الذي اثار دهشة الجميع , اذ هل من المنطقي ,ان يقدم على حركة تصحيحية مجرم حرب عريق غارق في دماء شعبه ومطلوب من الجنائية الدولية وما يزال يرتكب جرائم بحق المعذبين في دارفور والنيل الأزرق وكردفان.. الخ؟
•   نحو نورنبورك سودانية
كلنا يتذكر أو قرأ محاكمات نورنبورك الشهيرة في المانيا التي حاكمت مجرمي الحرب النازية من دون ان يكونوا مطلوبين من الجنائية الدولية فمحاكمات لاهاى لقادة الصرب, في وقت نجد ان السودان الجريح احوج ما يكون الى محكمة على غرار محاكم نورنبورك ولاهاي لمعاقبة مجرمي الحرب السودانيين ويا لكثرتهم: البشير وعبدالرحيم محمد حسين واحمد هارون واحمد كوشيب وعبدالله بندا .. بل وكل القتلة في الجنجويد والذين يضطهدون شعوب دارفور والنيل الأزرق وكردفان ويعذبونها .
•   الجهل المركب لأية الله سعيدي
اهاب أية الله على سعيدي احد اقطاب النظام الايراني بنظام بلاده الى استخدام المظاهرات والمسيرات ودعم القضية الفلسطنية تمهيداً لظهور المهدي المنتظر!! ترى كيف غاب عن أية الله (جاهلي) عدم ظهور المهدي المنتظر خلال التظاهرات المليونية الشهيرة التي اسقطت الشاه عام 1979 مع دعم للفلسطينين لاكثر من 6 عقود. او مثل هؤلاء الضاحكين على ذقون الناس والبسطاء من الشيعة يقودون إيران؟
•   عواصف الفساد تهب على أوروبا.
عدوى الفساد انتقلت اخيراً الى الغرب وراحت تدق بقوة ابواب الدول الاعضاء ال28 في الاتحاد الاوروبي، فحسب التقارير ان الفساد يكبد الاقتصاد والاوروبي سنوياً اكثر من 120 مليا دولار ومن ابرز قضاياه احالة ابنة ملك اسبانيا خوان كارلوس الى القضاء!
•   هل تقوم دولة قبطية؟
جاء في الاخبار إحتمال قيام دولة قبطية على الحدود بين مصر وليبيا بدعم من الناتو وبابا الفاتيكان والاستخبارات الالمانية والايطالية وانه تم شراء اراض ومجمعات سكنية مع توفير اسلحة للاقباط. وكم كنا نتمنى ان تسارع الحكومة المصرية بتأسيس دولة للاقباط والتمنى نفسه ينسحب على العراق وسوريا، فالمسيحيون فيهما يتعرضون الى اضطهاد بشع وتتناقص اعدادهم باستمرار علماً انهم كانوا السكان الاصليين لمصر والعراق وسوريا.. ان الحل الوحيد والعادل لقضية المسيحيين العادلة يكمن في تأسيس دول لهم في تلك البلدان.
•   .. ما بعد الحوار الوطني في اليمن
ظن بعض من السذج، من بينهم شخصيات عالمية للأسف ان مؤتمر الحوار الوطني في اليمن الذي عقد قبل نحو اكثر من اسبوعين سيحل كل المشكلات اليمنية وكأن بيده العصى السحرية، ولكن ما ان انتهى المؤتمر واذا ب 18 شخصاً يقتلون في حضرموت واكثر من 70 شخصاً في القتال بين الحوثيين وقبائل حاشد، فتفجير انبوب للنفط في مأرب، وانفجارات بالقرب من دار علي عبدالله صالح ووزارة الدفاع والسفارة الفرنسية.. الخ وتظاهرة في صنعاء نادت باسقاط الحكومة اليمنبة..
•   .. وماذا عن سرقة مليون برميل نفط يومياً؟
قالت لجنة الطاقة في مجلس محافظة البصرة ان (مليون برميل نفط يسرق يومياً في البصرة)! في حين الحكومة العراقية تتهم حكومة اقليم كردستان بسرقة النفط الكردي، علماً ان تصدير النفط الكردي لايتجاوز ال 400 الف برميل يومياً!
•   المتضرر الاكبر من وراء قطع الاتصالات في الانبار
برر صلاح عبدالرزاق محافظ بغداد السابق قطع الاتصالات في الانبار، انه بسبب من استفادة المجاميع المسلحة منها، المحافظ السابق لم يأخذ بباله استفادة مئات الالوف من اهالي الانبار منها، وفضل اخذ الانباريين بذنب مجاميع مسلحة!!
•   الكرد الموالون لأيران!
نوهت وكالة يونايتد برس انترنشنال الى ان أخطر ما يواجه طموح الكرد في تشكيل دولتهم هم (الكرد الموالون لأيران الذين يصنعون العراقيل امام تشكيل الحكومة الثالثة) واضافت ان : ( ايران تحاول ضرب البيت  الكردي من الداخل)! اتهام الوكالة المذكورة لايران او الكرد الموالين لها سيظل رخيصاً ما لم تسمي اولئك الكرد بالأسم  وكذلك محاولات ضرب البيت الكردي
al_botani2008@yahoo.com

187

تزييف وتشويه إرادة الكرد والسنة والتركمان

عبدالغني علي يحيى
سخر عدنان الاسدي القيادي في دولة  القانون من طموح الرئيس مسعود البارزاني نيل الاستقلال للشعب الكردي والذي أبداه في مؤتمر دافوس ووصفه (باضغاف أحلام) وبأن الكرد لايشاطرون البارزاني طموحه! هنا لا يسعنا إلا أن نحيل الاسدي الى الاستفتاء الذي جرى عام 2005 الذي أسفر عن تصويت اكثر من 98% من المواطنين الكرد لصالح الاستقلال عن العراق، واذا كانت شعوب العالم كافة مع الاستقلال وحرية اوطانها، فهل يعقل ان يشذ الكرد عن هذه القاعدة؟
وعند صدور قرار بتحويل قضائي تلعفر وطوزخورماتو الى محافظتين والذي نجمت عنه مطالبات بتحويل اكثر من (5) اقضية اخرى الى محافظات، فان اصواتاً نشارة سيما في محافظة نينوى ارتفعت قائلة ان رؤساء عشائر تلعفر رفضوا جعل قضائهم محافظة، الامر الذي اغضب التلعفريين التركمان الذين ينادون منذ عقود لجعل قضائهم محافظة، واذا كانت الاقضية العراقية  كافة مع تحويلها الى محافظات، فهل يعقل ان يشذ اهالي قضاء تلعفر عن هذه القاعدة والتخلف عن ركب المطالبين بتحويل اقضيتهم الى محافظات؟ شيء واحد على التركمان سواء في تلعفر أو طوزخورماتو ان يأخذوا ببالهم ألا وهو تقديم تنفيذ المادة 140 على طلبهم المشروع المنوه عنه مع اصرارهم وحقهم المشروع في تحويل القضاء الى محافظة.
عدا رؤساء العشائر اولئك، جاء في خبر ان العشائر العربية والكردية والتركمانية في محافظة نينوى لاتقبل بتقسيم الاخيرة وجعل اقضيتها محافظات! ان على هؤلاء ان يعلموا أن مجالس الاقضية هي المخولة في البت بالمسألة هذه إضافة الى المكونات الاجتماعية: الكرد والتركمان والمسيحيون، ولايحق لأي مكون اجتماعي التحدث باسم مكون اجتماعي اخر، علماً ان احداث السنوات الاخيرة والدموية اثبتت استحالة انسجام  الكرد والتركمان والمسيحيين على التواصل مع المكون العربي الحاكم في الموصل، ويحضرني هنا قول للكاتب العربي المعروف حازم صاغية، من أنه لم يكن للكرد ولع بالعرب منذ تأسيس الدولة العراقية.
ومن اشكال التشويه والتزييف لأرادة المكونات الاجتماعية العراقية المغلوبة على امرها قول الفريق علي غيدان قائد القوات البرية العراقية، من ان الجيش العراقي يقصف دور واحياء الرمادي بناء على معلومات ترده من مواطني الانبار السنة كما ان قصف الدور يتم بناء على طلب اصحابها!!! ترى هل من المعقول والمنطقي ان يطالب صاحب دار الحكومة بالاقدام على تدمير داره؟ وتقول الاخبار ان محافظ الانبار أحمد خلف الذيابي طالب بتسوية 200 دار مع الارض وبان المالكي وافق على طلبه بحجة ان اصحاب تلك الدور متعاونون مع داعش! هذا الذي اوردته كان على سبيل المثال لا الحصر على تزييف ارادة المكونات الاجتماعية الكردية والتركمانية والسنية والمسيحية. 
كفى تزييف وتشويه ارادة الاخرين.
Al_botani2008@yahoo.com

188
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   اللاجؤون الانباريون: (سنرجع يوما إلى حينا)
يخطيء أهل الأنبار في العراق اذا أعتقدوا ان نزوحهم من بلدهم وقتي سيتوج بالعودة إليه فيما بعد، فحياة اللجوء نفق مظلم من الصعب الخروج منه بسهولة، ومن الأدلة على ذلك ويا لكثرتها ما نسب إلى علي غيدان قائد القوات البرية العراقية من أخلاء للرمادي من سكانها. وحالهم أغنية فيروز(سنرجع يوماً إلى حينا) ومنذ أكثر من 60 عاماً والاغنية تلك لسان حال الملايين من الفلسطينيين.
•   سنة الحصان في العراق
قال منجمون صينيون أن 2014 هي سنة الحصان وفيها نتفاقم الكوارث والحروب والنكبات. صدق هؤلاء المنجمون ولم يكذبوا، ففي الشهر الأول من سنة الحصان قتل في العراق أكثر من 1013 شخصاً وهجر أكثر من(300) الف شخص من الأنبار وتزداد العمليات المسلحة والخلافات بين أربيل وبغداد والسنة والشيعة مهددة بالانفجار والآتي أعظم.
•   القشة التي(تصون) وحدة العراق!
بعد فوز المنتخب العراقي لسن 22 خاطب المالكي المنتخب الاولمبي العراقي قائلاً: (ما حققتموه ساهم في توحيد العراقيين) وقال مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين عن الملتقى الاعلامي الأول في البصرة:(ان الملتقى بمثابة (رسالة قوية تؤكد على وحدة العراق))!
وكل المراقبين يشيرون الى تفكك العراق وانهيار وحدته.
•   ناس تأكل دجاج.. وناس تاكل عجاج
في العراق أعترض كيان برلماني على رفض وزارة المواصلات طلب أفراد لشراء طائرات خاصة بهم، في وقت يعيش الملايين من العراقيين تحت خط الفقر ويتضورون من الجوع الى حد قيام أطفال بالبحث عن الطعام في النفايات و المزابل ليسدوا به جوعهم، والانكي من ذلك وحسب الكيان نفسه ان المالكي يملك طائرة خاصة ! أين أنت يا ماركس؟
•   هل أكلوا تفاحة آدم ليخرجوا من جنة المنطقة الخضراء؟
بعد توقيف القاضي الكردي منير حداد من قبل سلطات بغداد، صدر أمر بطرد اسرته من المنطقة الخضراء عملاً بمبدأ (أخذ الأبن بذنب أبيه) في حين أن جماعة مسلحة بعد تفجيرها لمنزل صباح كرحوت الحلبوسي رئيس مجلس محافظة الأنبار، كانت فقد أختطفت 3 من أشقائه تزامناً مع الحادث لكنها سرعان ما أخلت سبيلهم قائلة: (ان مشكلتهم مع الحلبوسي وليس مع أشقائه) واللبيب من الأشارة يفهم.
•   كذبت (التقارير) عن تحسن صحته وإن صدقت
يفاجئنا طبيب الطالباني الخاص بين حين و حين بخبر عن تحسن صحة الطالباني وقرب عودته إلى العراق، ولقد تكرر نشر الخبر مرات عدة بحيث مل الناس منه وراحوا يكذبونه في قرارة أنفسهم، فألى متى الأستهانة بقدرة الناس على الفهم والاستيعاب والضحك على ذقونهم ؟، واذا كان للطالباني طبيب خاص فلماذا يقيم بكركوك ومريضه على بعد الاف الكيلومترات منه؟
•   تركيا تبحث لها عن مخرج
بعد أن ورط النظام التركي نفسه في أكثر من ورطة وبالأخص في الأحداث السورية، فانه راح في الاونة الاخيرة يتراجع عن مواقفه وعلى عجل من أمره. عبدالله غول رئيس الجمهورية التركية دعا الى مراجعة للسياسة التركية حيال سوريا، وأعلنت أنقرة بأن خلافاتها مع بغداد سويت، وقالوا ان المالكي سيزور تركيا قريباً، ولما كان الاهم بالنسبة الى تركيا في تطبيع علاقاتها مع سوريا والعراق والذي سيكون على حساب الكرد والمعارضة السورية طبعاً، هو إرضاء ايران، عليه فان اردوغان طار الى الاخيرة واجتمع مع روحاني..الخ
•   كذبة المحاولات الاسرائيلية لأغتيال نصرالله
قالوا أن أسرائيل نفذت محاولات كثيرة لاغتيال حسن نصرالله لكنها باءت بالفشل، علماً ان أسرائيل في حربها الاخيرة مع حماس، كانت تقتل القادة العسكريين لحماس عن بعد وبطريقة في منتهى الدقة والمهارة، فهل يصعب عليها والحالة هذه أغتيال حسن نصرالله؟. لم تقدم أسرائيل على أغتياله ولن تقدم طالما ان أفعال نصرالله في خدمتها وان ايران شرعت بمغازلة اسرائيل في الآونة الاخيرة بشكل صارخ.
•   ستبقى آمال اكثر وطنية منهم
أستقالت وزيرة السياحية التونسية آمال الكربولي من الحكومة التونسية بسبب من مشاركتها في برامج تعليمية أسرائيلية داخل أسرائيل. هذا في وقت نجد فيه معظم الزعماء العرب يرتبطون بعلاقات قوية سرية وهي الأخطر وعلنية مع الزعماء الاسرائيليين. بلغت حد اقامة معرض في أسرائيل قبل فترة، بالهدايا التي قدمها زعماء عرب للقادة الاسرائيليين.
•   المرأة نصف البرلمان والمجتمع في تونس
نص الدستور التونسي الجديد على تخصيص نصف مقاعد البرلمان التونسي للنساء، وبهذا فان نصف المجتمع (النساء) يكون قد انصف في تونس، حبذا لوحذت بقية دول العالم حذو تونس.
•   الاعدام قليل بحق هؤلاء
اغتصب 6 سودانيين امرأة اثيوبية في أمدرمان وازاء ذلك اقدمت السلطات السودانية على تصرف قرقوشي حين حبست الضحية مع الجناة، وقبل هذا الحادث اغتصب 6 من الشباب الكردي فتاة سورية لاجئة، وفي اثناء الثورة الليبية اغتصب عدد من الجنود محامية ليبية.. والى الان يتبين ان سلطات هذه البلدان الاسلامية تتساهل مع الجناة وربما تنتظر فرصة للافراج عنهم، في حين كانت الحكومة الهندية قد اعدمت 6 اشخاص تناوبوا على اغتصاب طالبة هندية من كلية للطب، دون ان تزايد على اي دين على السلطات المسلمة في تلك البلدان ان تكون بمستوى الهند الهندوسية في التعامل مع القضايا التي تمس الشرف.
•   اوباما – كرزاي.. ازمة ثقة
اتهم حامد كرزاي الادارة الامريكية بالوقوف وراء هجمات طاليبان في افغانستان، فيما تعهد أوباما وكأنه لم يسمع باتهام كرزاي لادارته، بدعم افغانستان ضد طاليبان. قد يجوز ان تتقدم واشنطن بالدعم لطرفي الصراع في افغانستان، قدلك امر متوقع منها، لما عرف عنها من لا اخلاقية.
•   ذكاء كرد غرب كردستان
ضرب كرد غرب كردستان مثالاً رائعاً على احترامهم لحقوق المرأة والتمسك بالعصرنة وروح العصر والتحضر عندما اختاروا امرأة لرئاسة الادارة الذاتية لغرب كردستان الاوهي السيدة هيفي ابراهيم، وبهذا يكون اقليم غرب كردستان الاقليم الكردي الثاني بعد اقليم جنوب كردستان مطبقاً للديمقراطية الصحيحة التي تفتقر اليها بلدان الشرق الاوسط كافة. ومع تمنياتنا لهيفي ابراهيم بالنجاح ولادارتها النصر فان العالم مدعو الى نصرة الاقليمين.
•   الحقيقة اغرب من الخيال 3000 شكوى ضد النجيفي!
من طرائف ما يجري في العراق ان اكثر من 3000 شكوى قضائية مرفوعة ضد رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي. ترى هل هناك شخص في العالم تلاحقه 3000 شكوى قضائية؟ عيش وشوف.
•   سرقات بحجم الدبابة!
تم الكشف عن سرقة دبابة في فرنسا تزن 12 طناً وقبل شهور عثر على دبابة في دار مواطن بمحافظة ديالى العراقية. اذكر في السبعينات من القرن الماضي رسماً كاريكاتيرنا عن قذارة المطاعم في العراق كان عبارة عن صورة فيل في طبق للحساء للتدليل على القذارة الصارخة في تلك المطاعم وقد تكشف الايام عن سرقة قطارات وطائرات فالعصر بحق عصر السرقات الضخمة وعمليات الفساد الكبيرة.
Al_botani2008@yahoo.com
 

189
من الذي يصنع الازمات في العراق؟

 
عبدالغني علي يحيى
   خيل لمعظمهم ان الأزمة بين أربيل وبغداد في مجال النفط و الميزانية هي الوحيدة والاخطر من نوعها قد تهدد بما لا يحمد عقباه علما انه كان بالامكان تلافي هذه الازمة التي تهدد بعواقب وخيمة لو كانت الحكومة العراقية قد اقدمت عام 2007 على سن وتشريع قانون النفط، ما يعني انها تتحمل المسؤولية في حصول هذه الازمة, لكن لم يمضي طويل وقت, وهي ماظلت عالقة, واذا بحرب ضروس تنشب بين بغداد والأنبار اوقعت خسائر بشرية كبيرة سيما في الأرواح وراحت المستشفيات تزدحم بالجرحى مع نقص في الدواء والاطباء والاسرة دع جانباً فرار اكثر من 300 الف مواطن من الأنبار, وها هي الحرب وقد تجاوزت الشهر من دون ان تلوح في الافق بادرة على حلها أو يتوسط طرف دولي لوقفها, وكلتا الأزمتين بين بغداد واربيل وبين بغداد والانبار تهدد باوخم العواقب ولقد كان بمقدور الحكومة الحكومة تلك ان تتلافى نشوب هذه الحرب لو لم تكن تجعل من مقتل الفريق الركن محمد الكروي قائد الفرقة 17 في الجيش العراق سببا مباشرا للحرب في حين يقتل بشكل شبه يومي ضباط من رتب عالية في العراق منذ اعوام من غير ان تجعل الحكومة من مقتلهم سبباً مباشراً للحرب .
وبدلاً من ان تركز حكومة المالكي على حل أي من الأزمتين المشار إليهما والتفرغ لهما, فانها سرعان ما اوجدت وخلقت مشكلة قد تكون في بعض من النواحي اخطر واكبر من المشكلتين تلك وتترتب عليها تداعيات خطيرة, الا وهي مشكلة استحداث محافظتين باسم تلعفر وطوزخورماتو, ولم تكتفي بذلك بل قررت استحداث محافظتين اخريين باسم الفلوجة وسهل نينوى, واستفز هذا التطور كلا من المكونين الاجتماعيين الكبيرين, الكرد والعرب السنة, ويبدو أن المالكي مصر على استحداثها حين اعتبر ذلك بانه دستوري وقانوني. في حين يتهرب من تطبيق المادة الدستورية 140 ومن التصحيح الاداري الذي نادى به الطالباني
ان تحويل اقضية الى محافظات حق وكان من المفروض ان يتم ذلك منذ اعوام، الا ان حكومة المالكي جعلته (كلمة حق أريد بها باطل)  فأرادت بذلك التجاوز على وطن الكردستان والسني (المثلث السني).
ولم تنحصر المشكلة في استحداث المحافظاتين بل تعدتهما إلى ظهور مطالبات كثيرة تنص على اعتبار اقضية الزبير والكوفة والرفاعي والمسيب وخانقين وسنجار ومدينة الصدر محافظات على غرار جعل تلعفر و طوزخورماتو محافظتين..الخ محافظات, وقد تتقدم اقضية اخرى في القادم من الأيام بطلبات مماثلة, وكان من المتوقع والحالة هذه ان تنطلق دعوات لجعل بعض من النواحي اقضية مثل نواحي المشخاب والحر والحسينية بمحافظة كربلاء ومن المتوقع ايضاً ان تتقدم عشرات من النواحي بطلبات ودعوات مماثلة ايضاً, ولا شك ان قرى كبيرة ايضاً سوف تطالب بجعلها نواحي ..الخ
ومن الامثلة على افتعالها للازمات قضية (البترو دولار) اذ وعدت المحافظات المنتجة لنفط بتخصيص (5) دولارات للبرميل الواحد ثم تراجعت عنه وطرحت منه (4) دولارات لكنها سرعان ما تراجعت وهي على ابواب الانتخابات وعادت لتقربالخمسة الدولارات للبرميل الواحد لأن معظم المحافات المنتجة للبترول شيعية وتأتي اكثرية الاصوات للناخبين منها للاحزاب الشيعية وبالاخص حزب الدعوة لذا عدلت حكومة المالكي عن قرارها ومع ذلك يبقى احتمال تراجعها كرة اخرى قائماً وهذا ما اشار اليه النائب عن محافظة البصرة جواد البزوني الذي حذر حكومة المالكي من مغبة التراجع والتسويف عن دفع المبلغ ال(5) دولارات.
Al_botani2008@yahoo.com

190
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   حلم جهنمي ومريض
من الأقوال اللامسؤولة والمنفلتة من عقالها، ما نسب الى قائد الحرس الثوري الأيراني من ان (المواجهة المباشرة مع أمريكا حلم كل ثوري إيراني)! ومع تمنياتنا بالعيش الرغيد والسلم الوطيد للشعوب الايرانية، لا ننسى أنه منذ انبثاق الجمهورية الأسلامية الايرانية فان مواجهتها المباشرة كانت مع السنة في العراق وسوريا ولبنان..الخ وفي الداخل مع الكرد والاهوازيين والبلوش، ولم تدخل في أية مواجهة لا مع أمريكا ولا مع أسرائيل، ولا نتمنى مثل هكذا مواجهة أصلاً.
•   هل تخلت موسكو عن الأسد؟
قبل بدأ مؤتمر جنيف 2 روج ان موسكو غير متشبثة بالأسد، وكأن المروجين السذج لم يسمعوا بتدفق الكميات الكبيرة من الاسلحة الروسية الى سوريا قبل عقد المؤتمر المذكور بأيام، دع جانباً أستعدادها الدائم لاستخدامها، روسيا، للفيتو ضد أي تحرك من مجلس الأمن ضد الأسد.
•   حصان طروادة اليمني
هل تنطلي حيلة النظام اليمني وكلماته المعسولة واللتان جسدهما ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني اليمني على الثوار والاحرار اليمانيين سيما الحراك الجنوبي؟ وهل من المعقول وقوف الجكومة اليمنية على مسافة واحدة من الجميع في قولها (لا غالب ولا مغلوب)؟ والمغلوب على أمره الشعب اليماني الذي لا بد ان يواصل كفاحة ولا يدع السلطة تستعيد أنفاسها وتكسب من الوقت. ان كل ما صدر عن المؤتمر الذي طبل له، تخدير وخدعه وذر للرماد في العيون.
•   برلمان.. أم حلبة للملاكمة؟
شهد البرلمان التركي قبل أكثر من أسبوع عراكاً بالأيدي والقبضات والأرجل، أسفر عن نقل برلماني الى المستشفى بعد أصابته بجروح بليغة. وقبل أسابيع، وقع شجار مماثل داخل البرلمان نفسه بين برلمانيين اتراك متعصبين وآخرين من الكرد، بسبب رفض برلمانيين ترك لمصطلح كردستان. بهذه التصرفات الصبيانية و العقلية العثمانية المتخلفة تسعى تركيا لنيل العضوية في الأتحاد الأوروبي.
•   كردستان .. تخفيض ميزانيتها وعدد سكانها !
في غمرة تهديد الحكومة العراقية بخفض حصة كردستان من الميزانية العراقية لعام 2014، قللت وزارة التخطيط العراقية من نسبة السكان الكرد الى سكان العراق قائلاً بانها لا تتجاوز الـ 13،6% علماً أن الاحصاء السكاني في العراق عام 1957 قال أن نسبة الكرد عامذاك كانت 16% ولا يغيب عن البال ان الحكومة العراقية تتهرب من أجراء التعداد السكاني خشية من ظهور نسبة عالية للكرد كما تتهرب من تطبيق المادة (140) الدستورية خوفاً من أنتقال المناطق المتنازعة عليها الى كردستان.
•   فك السحر.. بين الافراد والمؤسسات.
أعتقلت شرطة أبوظبي امرأتين بتهمة أدعائهما القدرة على فك السحر! في وقت تروج فضائيات عربية وحتى مراكز صحية عربية وبشكل شبه يومي لقدرة بعضهم من الدجالين و المشعوذين على فك السحر وتهيب بالبسطاء من الناس الى مراجعتهم..المجتمعات العربية خطوة الى الوراء.
•   (المسجد) الذي يأتيك منه (الارهاب) دمره واستريح!
على وزن (الباب الذي يجيك منو الريح سد واستريح) أخذ على وزير الدفاع العراقي وكالة سعدون الدليمي قوله بضرب أي مسجد يضم الارهابيين أو ينطلقون منه، وكيف انه سيكون هدفاً لنيران قواته! علماً انه لايمر يوم دون ان يفجر فيه مسجد ويقتل رجال دين ومصلون في العراق..
•   عجائب وغرائب
تدعم الولايات المتحدة الجيش السوري الحر والسني وكذلك السنة السوريين بالمال والسلاح لمقاتلة الاسد والعلويين والشيعة في سوريا. وفي العراق تدعم حكومة المالكي بالمال والسلاح ايضاً لضرب السنة العارقيين سيما في الانبار. أما السعودية فهي تنتصر للاخوان المسلمين في سوريا ضد الاسد لكنها في مصر تساعد الحكومة لقهر الاخوان.. وتركيا تدعي الانفتاح على الكرد العراقيين لكنها بالمرصاد للكرد السوريين.. الخ من الغرائب والمفارقات.
•   إرتفاع مؤشر الكذب في شرطة الموصل
اعلن الفريق الركن مهدي الغراوي قائد الفرقة الثالثة – شرطة اتحادية في الموصل عن مقتل 1400 إرهابي خلال الاسيوعين الماضيين والحال ان الاخبار التي نشرتها وسائل الاعلام العراقية الرسمية وشبه الرسمية عن اعداد القتلى في صفوف الارهابيين على مدى الاسبوعبن الماضيين تفيد ان عدد القتلى جد قليل بحيث لا تتجاوز ال 100 قتيل، وادعت الشرطة الموصلية وغيرها من القوات الامنية العراقية، انها كبست مخازن ومستودعات ضخمة للاسلحة تعود الى (داعش) لكنها لم تعرض غنائمها من على شاشات التلفزيون.
•   انشقاق فريد من نوعه
اعلنت القاضية اللبنانية نجلا حسين انشقاقها عن قوميتها العربية التي وصفتها بالنائمة. وانضمامها الى القومية الكردية قائلة:( القضية الكردية اصبحت قضيتي وسأقف بوجه الظالمين) و(معاً نحو وحدة كردية شاملة تحت سقف كردستان العظمى)!! سمعنا عن تحول انسان من حزب الى حزب ومن دين الى دين او مذهب الى مذهب، وها نحن نسمع عن التحول من قومية الى قومية. واذ يثمن في القاضية اللبنانية تأييدها لقضية عادلة لشعب مظلوم(الكرد) ولكن لاضير من تمسكها بقوميتها، لأن في ذلك مصلحة اعظم للكرد. ورفعة لشأنها أيضاً.
•   تزييف إرادة التلعفريين.. عمل لا أخلاقي.
تتبارى الاقضية العراقية في المطالبة للتحول الى محافظات، إلا ان بعضهم من دون خجل أو وازع من ضمير يجعل من تلعفر استثناء! ففي خبر ورد ان رؤساء العشائر في تلعفر رفضوا رفضاً قاطعاً جعل قضائهم محافظة، ويعلم الجميع ان اهالي تلعفر كانوا في مقدمة المنادين بجعل قضائهم محافظة سيما بعد أن تعرضوا وما زالوا الى جرائم اثناء ترددهم الى الموصل مركز محافظة نينوى. ثم هل يرفض سكان قضاء ما الارتفاع بقضائهم إدارياً؟ ان رؤساء العشائر اولئك مرتزقة لايمثلون شعب تلعفر وهم في معظمهم يسكنون الموصل ومنبوذون من قبل التلعفريين. يجب ان يتحقق المطلب المشروع لتلعفر، بشرط رفض الخضوع لاقليم نينوى المقترح الذي يبقى الظلم قائماً بحقهم. وعلى ان يبادروا باعادة المناطق المتنازع عليها الى كردستان، واذا خيروا بين الانضمام الى (اقليم نينوى) او كردستان فما عليهم الا ان يختاروا الاخير اذا علمنا انه كان بوابة لهم طوال الاعوام الماضية على العالم الخارجي.
•   العراق.. كريم على الاردن، بخيل على كردستان
ذكر الاردني (عودة عبدالله حمد مهاوس الدعجة) أن العراقيين انعشوا الاقتصاد الاردني الفقير بنحو 100 مليار دولار طوال السنوات الماضية، لكنهم يواجهون من المضايقات ما لا يوصف لأن اكثرهم من الشيعة).
لمصلحة من يسخوا النظام العراقي بأمواله على الاردن ويمتنع في الوقت عينه عن دفع مستحقات الشركات النفطية العاملة في كردستان، وكذلك رواتب البيشمركة وتهدد بقطع حصت الاقليم من الموازنة؟.. الخ في حين لايتجاوز جميعها بضعة مليارات من الدولارات؟ ويعلم الجميع ان الاردن شارك الى جانب العراق في الحرب على ايران وكانت كردستان مأوى ومقراً للمعارضة الشيعية والسنية على حد سواء.
•   نقابة المعلمين الاردنية ضد حرية الرأي والمعتقد
اتهمت نقابة المعلمين في الاردن معملة عراقية بالعمل على نشر المذهب الشيعي بين التلاميذ، وماذا في ذلك طالما ان حق المرء في اختيار العقائد وابداء الاراء مكفول في معظم دساتير العالم؟، لايعترض صاحب هذه الزاوية (كل ثلاثاء.. الخ) على العلاقات الاردنية –الاسرائلية ورفرفة راية اسرائيل في سماء عمان، والتي يعدها بعضهم خطرا على العرب. يقيناً ان المذهب الشيعي ولا اي مذهب او دين او عقيدة دنيوية اوسماوية  ليس بالخطير لا على الاردن ولا على أي بلد اخر.
Al_botani2008@yahoo.com

191

متى يراعي الزعماء العرب مشاعر شعوبهم ؟

عبدالغني علي يحيى
(اضحي بكل ثرواتي مقابل البقاء في الحياة ولو لدقيقة واحدة- الملكة فكتوريا)
   أثار إدخال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مستشفى (فال دوغراس) في باريس للمرة الثانية، الدهشة والاستغراب ممزوجين لكل حريص على شعبه ومشاعره، سيما عندما تناهى إلى الاسماع، ان الادخال كان لأجراء فحص روتيني!! نعم لأجراء فحص روتيني، يطير بوتفليقة على متن طائرة خاصة إلى باريس!
واثار دهشتي وغيري أيضا نقل محافظ البصرة في العراق الى الكويت لمعالجته من أزمة قلبية ألمت به أثناء زيارة قام بها إلى بغداد. بودي القول، ان حوادث سفر الزعماء والمسؤولين العرب وغيرهم من قادة الدول الاسلامية والبلدان النامية الى الخارج للتدواي والعلاج واجراء الفحوصات تتكرر بين فترة واخرى، فقبل سنوات عولج الملك حسين في الولايات المتحدة الأمريكية، كما عولج الرئيس ياسر عرفات في فرنسا، وقبل شهور من الان عولج الملك عبدالله ملك السعودية في واشنطن وفي طريق عودته الى السعودية، عرج الى المغرب للراحة و الاستجمام. وكم كنا نتمنى ان يعالج الرئيس جلال طالباني في العراق وليس في المانيا كونه مناضلا وثائراً كبيرا من اجل الحرية لشعبه بالرغم من ان شفاءه امر ميئووس منه مثل ما كان شفاء الملك حسين وياسر عرفات ميؤوس منه ايضاً ويبدو ان المسؤولين الصغار على خطى المسؤولين الكبار في العالم العربي اذ اثار دهشة الجميع نقل محافظ البصرة في العراق الى الكويت من ازمة قلبية المت به اثناء زيارة قام بها الى بغداد. 
تزامنا مع سفر بوتفليقة إلى باريس ومحافظ البصرة إلى الكويت توفي الرئيس الاسرائيلي الاسبق أريل شارون الذي كان قد اصيب بمرض خطير عانى منه ما يقارب الى 8 سنوات ومع ذلك لم يسمع عنه مغادرته لاسرائيل طلبا للعلاج بل فضل البقاء في بلده وتلقي العلاج على ايدي اطباء اسرائيليين وفي مستشفى هداسا الايل الى السقوط والذي بني عام 1968 في القدس الشرقية. وقبل وفاته باسابيع فان نلسون مانديلا كان قد ادخل المستشفى بجنوب افريقيا ولم يتوجه لطلب العلاج خارج بلده 
مات شارون، تلاحقه لعنات ومسبات بعض من المتشددين العرب، وفي مقدمتهم حماس بسبب جرائم ارتكبها بحق الفلسطينيين والتي تهون امام الجرائم التي اقدم عليها حكام عرب بحقهم، إلا أنه خلف وراءه مثالا عظيما على مراعاة مشاعر شعبه، يهيب اي المثال بالحكام العرب من ملوك ورؤساء ومسؤولين صغار إلى الاقتداء به وعدم التوجه الى العواصم الأوروبية والامريكية وغيرها طلبا للعلاج و شعوبهم في معظمها ليست بقادرة على العلاج في تلك العواصم، بل و حتى عدم القدرة على شراء الأدوية ودفع اجور الاطباء واثمان الفحوصات المختبرية. ويموت يوميا العشرات ان لم نقل المئات من الفقراء العرب بسبب عدم قدرتهم على، ليس المعالجة في الخارج، بل وحتى داخل بلدانهم العربية.ان الانانية والحب المفرط للذات لاينسحبان على الحكم العرب وحدهم انما يشاركهم فيهما حكام دكتاتوريون في بلدان اخرى من العالم فقبل موته بشهور عولج الرئيس الفنزويلي هوكو تشافيز في كوبا علماً انه كان يدعي اليسارية وحب الفقراء لكنه بتوجهه الى كوبا لم يختلف في شيء عن دكتاتور تشيلي السابق بينوشيه الذي عولج في لندن وهنا لك استثناءات رغم قلتها لكنها جديرة كبيرة بالاشارة مثل اجراء عملية جراحية لرئيس دولة الامارات العربية المتحدة في مستشفى ببلده عندما اصيبة بجلطة دماغية وقبل ذلك بأيام عولج علي عبدالله صالح الرئيس يمن السابق في مستشفى باليمن وكلنا امل في ان يتحول الاستثناء المذكور الى قاعدة .
قبل عشرات من السنين ضربت الملكة البريطانية فكتوريا مثالاً قوياً على الانانية وحب الذات عندما قالت :( اضحي بكل ما املك من ثروات لقاء البقاء على قيد الحياة ولو لدقيقة واحدة)
ان على الزعماء العرب وغيرهم من الزعماء والقادة التخلص من الأنانية والحب المفرط للذات ويحترموا احاسيس شعوبهم البائسة الفقيرة المسحوقة ، وليكن حالهم حال الشعب الفقير الجريح الجائع، وان يلغوا حتى ميدأ الطبيب الخاص وما شابه.
Al_botani2008@yahoo.com


192
كل ثلاثاء:خبروتعقيب   
   
 
                                 
عبدالغني علي يحيي
•   هل اتاك حديث محمد السادس؟
ومن القابه (اميرالمومنين)وفي ظل هذا الامير (المؤمن).غرق المغرب العربي بالخمور.وتقول المصادر الموثوقة.ان استخدام المغاربة للخمور المستوردة ارتفع بنسبة 20% عام 2013 وبلغ حجم الواردات منها 348 مليون درهم2013 مقابل369مليون درهم في الفترة نفسها من عام 2012.ولقد صدر اكثر من امر ملكي للعفو عن  مغتصبي الاطفال القصر 100الخ من المفاسد.
•   ماذا في الصحراءالغربية؟
اين منظمة الامم المتحدة ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان واصحاب الضمائر الحية من ما يجري من سحق لكرامة الانسان في الصحراء الغربية المحتلة.فالا ستيطان فيها يفوق الاستيطان الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وتعريب كردستان على يد صدام حسين ايام زمان ثم ان العقاب الجماعي جار بحق شعبها الصحراوي المظلوم وما حصل في مخيم اكديم ايزك على سبيل المثال.وفي منتصف يناير الحالي قمعت  تظاهرة صحراوية بوحشية راح ضحيتها 70 شخصاً.يكفي ان نعلم ان الصحراويين يصفون ارضهم با لاراضي الحتملة ودولة المغرب ب(دولةالاحتلال المغربي)..اوقفوا ابادة الشعب الصحراوي   الجريح.. أنتصروا لقضيتة العادلة.
•   (الملك) اللامناسب في (القدس) المناسب
من سخرية القدر ان يتولى الملك محمد السادس رئاسة لجنة القدس، فبالأمس القريب وقبل أن يرحل دعا والده الحسن الثاني الى (دمج العقل اليهودي بالمال العربي) في أهانة مقصودة للعقل العربي، ومنذ استقلال المغرب، فأن المغرب البلد الوحيد الذي استضاف مؤتمرات أسرائيلية، ان من أسند الى السادس ملف القدس كان على درجة من الغفلة والغباء لا توصف.
•   كليات الأرهاب
قال علي الاديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في العراق ان (أغلب المقبوض عليهم في العراق بتهم الأرهاب هم من خريجي كليات الشريعة وأحكام أصول الدين)!
•   عصا المربي الأديب
في عصر التوجه الى الحوار والاساليب السلمية لحل المشاكل نجد علي الأديب وزير التعليم العالي العراقي يؤمن بمبدأ القوة والعصا لحلها حين نادى قبل أيام باستخدام (منطق القوة هو الحل الامثل للتعامل مع الأنبار) !! اذا كان الأستاذ الجامعي يعتمد منطق العصا، فكيف بالعسكري؟

•   صدق الزيدي .. كذب رجال الدين!
كذب عبدالأمير الزيدي قائد عمليات دجلة في العراق الاخبار بشأن الاعتداء على مساجد السنة وحرقها في ديالى قائلاً: (أنها مجافية للحقائق) قال ذلك عقب أتهام علماء دين مسلمين في الموصل وصلاح الدين لميليشيات طائفية بالاعتداء على 4 مساجد للسنة في ديالى.
•   الضد النوعي السني
وصف سياسيون عراقيون في حينه بعضاً من الكرد الذين تعاونوا مع الحكومات العراقية ضد الثورة الكردية بـ(الضد النوعي) اي ضرب الكردي بالكردي(اي ضرب العنصر بالعنصر نفسه) أما اليوم فان المصطلح ينسحب على السنة المتعاونين مع الحكومة العراقية في ضرب سنة الانبار وغيرهم .
•   الى أي فكر يميل العراقيون؟
في الأسبوع الفائت اشارت (أتجاهات وتسوق الكتب في شارع المتنبي) ببغداد الى ان (كتب النقد الحديث وكتب الطبخ والتغذية واللغات في مقدمة المبيعات في شارع المتنبي). ما يعني وداعاً لفكر الاسلام السياسي وغيره من افكار أحزاب العقيدة.
•   (حزب الله) في عين (ايران) غزال
قال علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني (ان ايران ستضحي بالغالي والنفيس من أجل حزب الله اللبناني وستدافع عنه اذا تعرض إلى أعتداء) ! في حين وكما يعلم الجميع، ان هذا الحزب يعتدي باستمرار على الأخرين، فهو المتهم بأغتيال الحريري، وبأرتكابه لاعمال القتل في سوريا وبقتل أفراد في عملية أرهابية نفذها قبل عام في بلغاريا.. الخ من الاعتداءات.
•   الشرطي على مسافة واحدة من القاتل والمقتول
لما أقتحم مسلحون مستشفى طرابلس بليبيا قبل أيام، فان الشرطة   سرعان ماتواروا عن الانظار وغادروا المكان.وفي العراق فأن الاعتداءات على المساجد و غير ها تتم في احايين كثيرة امام انظار الشرطة العراقية من غير ان تحرك ساكناً لانقاذ المعتدى عليهم.والحالة تكررت في اليمن وبلدان عربية اخرى مبتلية بالا ضطرابات والفوضى
•   مثقفو الطائفية والعنصرية والتخلف
في مقابلة اجرتها فضائية الفلوجة مع غالب فريحات وهو استاذ جامعي وهشام عودة كاتب و صحفي وكلاهما اردنيان وكذ لك في بيان ل(90)مثقفاً  وكاتباً اردنيا.في معرض مسا ندتهم للانبار.وردت عبارات متخلفة عنصرية مهينة في المقابلة والبيان على حد سواء مثل(الفرس المجوس)و(اعادة العراق الى الصف العربي)..و هل هناك صف عربي؟
ان بلدهم الاردن يرفرف فوقه العلم الا سرائيلي.وان المك الحسين لم ينطق بكلمة حق في الحرب العراقية  الايرانية بل شارك فيها حين اطلق قذائف متفعية باتجاه ايران. نتساءل كيف نسي هؤلاء كرم العراق و سخا ئه بنفطه على الأردن؟على المثقفين العرب الابتعاد عن العنصرية والا فكار البالية من قبيل (الفرس المجوس)و(الصفوية) والروافض...الخ كونها غربية عل القرن الحالي والتحضر
•   العراق...مقبرة لمن؟
هدد عدنان الاسدي الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية معارضي حكومته من ان (العراق سيكون مقبرة لمن يتدخل في شوءونة)والواقع ان العراق تحول منتذ اعوام الى مقبرة لابنائة وليس للمتد خل الخارجي في شوؤنه.
•   تناقض المطلكين
خلال تواجده في واشنطن دعا صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي عن العرب السنة الى انه (يجب تسليح الجيش العراقي للدفاع عن البلاد)! وبعد يومين على دعوته تلك قال حامد المطلك:( الجيش العراقي غير مهني)!ويلح السنة العراقيون على ابعاد الجيش عن مدنهم.فهل والحالة هذه يصح تسليح هكذا جيش؟
•   على مهلك..(العنتريات ماقتلت ذبابة)
توعد فاضل برواري قائد مايسمي بالفرقة الذهبية دولة السعودية با لويل والثبور(اذا هاجمت(مقدساتتا) في كربلاء اوفكرت بدخول شبر واحد من ارض العراق فسنصلي صلاة الظهر في البقيع)وهدد بقتل(4الاف عنصر من داعش مقابل الجنود الاربعة الذين قتلوا في الانبار)اي جندي واحد مقابل الف ارهابي. تهديده ووعيده يذكرنا بتهديد الخميني للعراق ايام الحرب العراقية الايرانية من (انه سيؤدي الصلاة في كربلاء) وكذلك بتهدديات الشقيري لا سرائيل (سنلقي اسرائيل في البحر) الخ
•   لتخويف الغرب...هناك نصف مليون ارهابي في العراق
زعمت مريم الريس المستشارة في مجلس الوزراء العراقي ان (هناك اكثر من نصف مليون ارهابي في العراق)!وزعم مسوؤل عراقي اخر بان ماجمع من اسلحة للا رهابيين في الفلوجة يكفي لا حتلال بغداد...الخ من
مبالغات الهدف من ورائها الحصول على دعمم امريكي وغربي لمواجهة المعارضة العراقية السنية فلو كان هناك اكثر من نصف مليون (ارهابي)في العراق واسلحة تكفي لا حتلال بغداد.لكانت الحكومة العراقية قد سقطت من زمان
•   حماس..ام جماعة مصرية متشددة؟
اعلنت (جماعة مصرية متشددة) مسوليتها عن قصف ايلات الاسرائيلية.في سعي من حماس طبعا الى  نفي مسؤوليتها.والذي لا ينطلي لا على الاسرائيلين ولا على غيرهم.ان حماس تخطط لدفع اهل غزة الي حمام دم جديد كعا دتها.ولم يكن نتيناهو مخطئاً. لما توعد حماس بتلقينها درساً قاسياً في القريب العاجل.. ان نشوب حرب بين اسرائيل وحماس مسألة وقت
•   ويكلييكس أوهولوكوست سورية
سرب مفشق سوري 11000صورة عن انتهاكات النظام السوري الصارخة لحقوق الانسان وقتلة بواسطة التعذييب11000 شخص.الامر الذي يسبب احراجاً شديداً للحكومة السورية واعتبار الاسد (مجرم حرب).
Al_botani2008@yahoo.com



193
التضحية بالروح بين الارهابي وخصمه

عبدالغني علي يحيى
    وكأن عالم هذا الزمان بالمقلوب، عاليه سافله، اسوده ابيضه، بحيث يبدو مختلفاً جذرياً من حيث القيم والتقاليد والاعراف عن الذي سبقه وعشناه.. اذ بين حين وحين، وبشكل شبه اسبوعي ان لم نقل يومي، نقف على اخبار عن مصرع كبار القادة من تنظيم القاعدة الارهابي، ومن رتب متبانية من مفتي ووزير ووالي وقائد عسكري في جبهات القتال، ففي مطلع هذا العام 2014 وعلى سبيل المثال، فأن اكثر من قائد عسكري ميداني لهذا التنظيم قتل في الانبار، نذكر منهم: علي الدبي وأبو عبدالرحمن البيلاوي وأبو دجانة ومفتي شورى داعش عبدالله الجنابي وأبو طفيل القوقازي وعلي خالد ناصر ومقتل والي الموصل واحد مساعديه في مواجهة مسلحة في الموصل وفي العظيم بين كركوك وديالى قتل امير تنظيم القاعدة وقتل امير اخر لها في منطقة السعدية وجلولاء بمحافظة ديالى .. الخ وبين فترة واخرى يتعرض كبار قادتهم للاعتقال فقبل اسبوع تم اعتقال ماهر الجرشي الاردني الجنسية والمستشار العسكري لتنظيم داعش على الحدود العراقية السورية
كل هؤلاء القادة قتلوا في اسبوع واحد، ما يعني ان قادة القاعدة يتقدمون صفوف مقاتليهم في المعارك و يتواجدون دوماً في الخطوط الامامية، لهذا السبب فأن نسبة القتلى في صفوف القادة القاعديين عالية. عدا ذلك فأن الافراد البسطاء من التنظيم سباقون الى الموت مثل قادتهم، يقدمون على تنفيذ العمليات القتالية الانتحارية وفي كثير من الحالات بشكل جماعي. والذي لايختلف فيه اثنان ان الارهابي يقاتل في سبيل الباطل وقضية غير نبيلة.
ومن الامور التي تبعث على الحيرة في التضحية بالنفس لدى مقاتلي تنظيم القاعدة الارهابي قادة وقواعد الاستعداد الدائم لديهم للتضحية بالنفس فوق اي ارض كانت وفي اي بلد كان اذ ان معظم الذين يقتلون منهم يقتلون خارج اوطانهم اي في اوطان الاخرين والامثلة على ذلك لاتحصى. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال قبل ايام: ( ان توجه 700 فرنسي واجنبي في فرنسا الى سوريا للقتال الى جانب القاعدة امر مثير للقلق). ووفق احصائية فان 20 بلجيكيا قتل في سوريا من مجموع 200 بلجيكي يقاتلون هناك. والذي يبعث على الدهشة اكثر، ان مواطنين من اصول اوروبية وامريكية يتعتنقون الاسلام وينتقلون على جناح السرعة الى صفوف القاعدة في سوريا بالاخص وعلمت بمقتل العديد منهم. ان هذه الظاهرة التي تطلب من المرء التوقف عندها     
بالمقابل نلقى خصومهم، الذي يحاربون الارهاب بدوافع شريفة نبيلة للغاية، وبالأخص القادة منهم، بعيدين عن ساحة الحرب، يتجنبون الاقتراب منها الا بعد تطهيرها من الارهابيين، وبعض من هؤلاء القادة غالباً ما يكونون في الخطوط الخلفية بعيداً عن النار والرصاص والألغام، وفي حرب الانبار الحالية، ورد بان الافراد البسطاء في الصحوات وأبناء العشائر كانوا في الصفوف الامامية يدعمهم جنود في الجيش العراقي وخلف اولئك الجنود، كان القادة الذين يديرون المعارك بمايشبه (الريموت كونترول) وطوال هذه المعارك وقبلها  ايضاً لم نسمع عن مقتل قائد في سوح القتال لنأيهم بانفسهم عنها ويلوح متقدموهم من الجنود و كأنهم دروع بشرية بحق.
لقد اصبح الارهابي مشروعاً دائماً للتضحية بالروح غير مبال بالموت، في حين تنعدم روح الفداء والتضحية لدى المقابل ليس في القوات المسلحة الحكومية فحسب بل حتى لدى الاعضاء من الاحزاب المناوئة للارهاب، ان الارهابي يقاتل من اجل قضية قذرة مستعيناً بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ويفدي بروحه من اجلها. اما الوطني والديمقراطي الحق الذي يسعى لتحقيق قضية سامية وشريفه ولكن من غير ان يستعد ليفدي بروحه من أجلها. ان علماء السياسة والاجتماع وعلم النفس والمؤرخين و رجال الدين اينما وجدوا حري بهم التوقف عند هذه الظاهرة الغريبة غير المألوفه ودراستها. والتي (الظاهرة) لم تحصل في الحركات التحررية الاستقلالية وفي حرب العصابات الطبقية في السابق، وان وجد فرد او مجموعة افراد في ثورة شعب ما ضحوا بارواحهم فانهم كانوا على درجة من القلة لا تستحق الذكر ويكاد يكون جيفارا المقاتل الشيوعي الوحيد من نوعه قاتل فوق اكثر من ارض الى ان قتل في بوليفيا.
ويبدو ان قادة القاعدة رغم اجرامهم ووحشيتهم يتميزون بالصدق ومثل رفيعة اخرى يفترض ان لا تتواجد فيهم مقارنة بخصومهم، فعلى سبيل المثال ايضاً، أقر القائد القاعدي المعروف ابوبكر البغدادي بهزيمة القاعدة في العراق حسب وسائل الاعلام العراقية، واستغل القادة الحكوميون العراقيون هذا التصريح منه للتهويل من خسارة القاعدة وهزيمتها و بودنا هنا ان نسأل. هل الاعتراف بالخسارة والخذلان، رذيلة؟ وهل اقر قائد عسكري عراقي ميداني يوما ما بهزيمة قواته في المعارك ضد القاعدة والتنظيمات المسلحة الاخرى علماً ان قادة الجيوش العربية التي تقاتل القاعدة منذ اعوام لم يتجروا على قول الصدق ولومرة واحدة والاعتراف بهزيمتهم والذين قلما ينتصرون في المعارك ومع ادانتنا القوية للارهاب والاراهبيين فان الظاهرة التي ذكرتها تستدعي منا دراستها وتقييمها فهي من الظواهر الغريبة والشاذة على مر التأريخ .   
Al_botani2008@yahoo.com

194
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   قلوبهم مع (المسلحين) و(كلامهم) عليهم
مسكين اولئك الذين بلغت بهم السذاجة حداً حين اعتقدوا ان العشائر السنية في العراق وفي الانبار خاصة. تقف الى جانب الجيش العراقي ضد المسلحين المناوئين للحكومة، فلو كانت عشائر الانبار مثلاً متفقة على محاربة الارهاب لما تجرأ ارهابي ليس على دخول الانبار فحسب بل حتى الاقتراب من حدودها. عليه على الحكومة العراقية أن لاتخدع نفسها ولا تعول على العشائر فهي ليست معها، والصحيح ان قلوبها مع المعارضين وسيوفها ليست عليهم.
•   رأس الفتنة؟
وصف مفتي اهل السنة والجماعة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي وهو سني ايضاً بأنه رأس الفتنة! فيما قال النائب محمد الخالدي من البرلمان عينه. ان الشيخ الصميدعي هو رأس الفتنة!!
•   يا (نارجهنم) و(الصواريخ الحرارية) كوني برداً وسلاماً على الانبار
اسف على طول العنوان.. قالت أمريكا دون خجل أو وازع من ضمير بانها سلمت العراق صواريخ من نوع (نارجهنم) وطائرات بدون طيار، وهدد قائد الفرقة الذهبية العراقية من أنه سيدخل الانبار بصواريخ حرارية تدخل العراق لأول مرة. تزامناً مع هذه التهديدات، فان شركة امنية بريطانية بعد توقيعها لعقد مع العراق صرحت بأنها ستطبق (الحلقة الحديدية) لمطاردة معارضي الحكومة العراقية، ولقد زودت روسيا الاخيرة بمروحيات قتالية من نوع (الصياد الليلي).. كل هذه الاسلحة الفتاكة لاجل الفتك بالعراقيين مع الزعم انهم اشترطوا على الحكومة العراقية بعدم استخدامها ضد الشعب.
•   هيهات ان يلتقي الاسلاميون والعلمانيون
في عمان، عقد مؤتمر جمع الاسلاميين والعلمانيين للتوصل (نحو رؤية توافقية) بخصوص الانتقال الى الديمقراطية. وبالمناسبة لايسعنا الا نذكر الطرفين بمبدأ (التوافق) في العراق الذي اثبت فشله، وهيهات ان يتفق الاسلاميون والعلمانيون، لأن الديمقراطية وتداول السلطة سلمياً لن يتما إلا بتباري جهتين متجانستين وليس العكس.
•   هل تنمو تركيا وتتقدم بالفساد؟
فاجأنا اردوغان بقوله من أن التحقيق في قضية الفساد يستهدف نمو تركيا وتقدمها. وقال مسؤول تركي أخر(ان المجلس الاعلى للقضاء في تركيا انقلب على الارادة الوطنية) . فهل تعد ملاحقة الفساد انقلاباً على الارادة الوطنية؟.
•   حسن كجل، كجل حسن
احتل مقاتلو جبهة النصرة الارهابية المواقع التي انسحبت منها داعش في مناطق بسوريا، علماً ان جبهة النصرة كانت قد بايعت القاعدة قبل شهور، ومن غير الممكن التمييز بين المنظمين الشريرتين.
•   فشل مفاوضات
تكلل اجتماع وفود اثيوبيا والسودان ومصر لاجل التفاوض حول سد النهضة الاثيوبي وتقاسم مياه نهر النيل بالفشل وستفشل المفاوضات اللاحقة ايضاً بشأنه. وهناك وضع مشابه للصراع على  النيل، يجمع بين تركيا وسوريا والعراق بخصوص نهر الفرات الذي شيدت تركيا فوقه سدوداً لمنع المياه من الوصول الى سوريا والعراق في المستقبل. والمفاوضات بين هذه الاطراف لن تنجح بدورها.. ان التمزق في الصف العربي وظلم حكامه لشعوبهم يغري الدول بالاعتداء على الدول العربية.
•   قلبان في جسد!
قال نبيه بري زعيم حركة أمل اللبنانية الشيعية، أن عزل حزب الله يعني عزل حركة امل وبالتالي يعني تهميش الاكثرية الشيعية، الايخشى بري ان تصنف حركته على الأرهاب من قبل الغرب مثلما صنف حزب الله على الارهاب؟.
•   على من فازت الشيخه حسينه؟
اعلنت رابطة عوامي في بنغلاديش والتي تقودها الشيخه حسينه عن فوزها بالانتخابات التشرعية التي جرت قبل أيام والتي قاطعهتها المعارضة. فهل تعد تلك الانتخابات نزيهة وشرعية والحالة هذه؟
•   ثورة البابا على الاديان!
في تطور لافت ومثير تناول بابا الفاتيكان مقدسات دينية مسيحية وغير مسيحية بالنقد ومما قاله :(لا وجود لجهنم التي اعتبرها تقنية أدبية. واعتبر وجود أدم وحواء مجرد أساطير، وان الكنيسة لم تعد تعتقد بالجحيم.. و.. حان الوقت للتخلي عن التعصب، والاعتراف بان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور.. و.. ان الاله في طور تغيير ومستمر.. و.. ان الانجيل ككل الاعمال العظيمة القديمة هناك بعض الاجزاء منه عفى عليها عليها الزمن وتحتاج الى تحيين.. الخ) الطريف ان تصريحات البابا هذه تزامنت مع الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح (ع) لهذا العالم!
•   طعنة تونسية للأسلام السياسي
رفض البرلمان التونسي الذي يهيمن عليه الاسلاميون من حزب النهضة جعل الاسلام مصدراً للقوانين، وبهذا يكون البرلمان التونسي قد انقذ الدين الاسلامي هناك من الاساءات. حبذا لو حذت برلمانات الدول العربية والاسلامية حذو البرلمان التونسي لما فيه خير الاسلام والمسلمين.
•   الى متى يتواصل جهاد المسلمين ضد المسلمين؟
تشن القاعدة في اليمن بشكل شبه يومي هجماتها على مسلمي هذا البلد، واجتازت داعش الحدود العراقية من طرف سوريا لقتل المسلمين وبالأخص الشيعة، وفي الاونة الاخيرة قتل شاب كردي في صفوف القاعدة باليمن وقتل 13 شاب كردي اخر من السليمانية في صفوف داعش وهم الذين غادروا كردستان للجهاد ضد من ؟ ضد مسلمي سوريا من كرد وعلويين، والملاحظ ان اكثر من 99% من العمليات الحربية للمنظمات الاسلامية المتطرفة تقع في بلدان المسلمين وضد المسلمين وحتى التي تستهدف اتباع الديانات الاخرى فهي اساءة للاسلام..
Al_botani2008@yahoo.com

195
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   أمريكا بين الأسلام والألحاد
تقول الأخبار بانتشار لافت لنقيضين جد متنافرين هما الاسلام والالحاد في امريكا خاصة والغرب الى حدما مقابل تراجع للمسيحية واليهودية، مع تأكيدات على تغيير ملموس في الخارطة الدينية هناك، فناس يدخلون الاسلام افواجا وناس يتجهون إلى الالحاد افواجا ما يعني ان الوسطية راحت نتراجع حتى في العقائد و.. عجيب أمور غريب قضية.
•   انغولا تلغي الاسلام..وماليزيا التشيع
قررت الحكومة الماليزية المسلمة (منع التدين بالمذهب الشيعي في البلاد الماليزية) وعدت(التحول إلى التشيع خارجا عن الاسلام)! وقبل ماليزيا كانت انغولا قد منعت الاسلام والغته وسوت الكثير من المساجد مع الأرض،فيما يرتكب السنة والشيعية في العديد من البلدان الأسلامية مذابح وحرب ابادة ضد بعضهما بعضا. وصدق المثل الكردي:(المطر والريح يقصران من عمر الثلج) والاسلام هو المتضرر الوحيد جراء ظهور الاسلام السياسي واحتراب المسلمين فيما بينهم.
•   دعاء فتح الله غول الرهيب
ابتهل الداعية الاسلامي التركي فتح الله غول إلى الباري تعالى أن يهلك خصومه اي حزب اردوغان وحكومته معا حين دعا إلى:(اللهم احرق بيوتهم وخرب ديارهم وفرق جمعهم)!! ونبتهل إلى الباري، ان يرد كيد غول الى نحره ويحرقه بدعائه ويخرب حزبه ويفرق اعضاءه، فهو فاشي جهنمي بأمتياز وعلى الاتراك مقاومته .
•   عن أية تجربة اسلامية تركية يتحدث أردوغان؟
دعا أردوغان الى نقل التجربة التركية الى باكستان، وذلك في اجواء اثارة ملفات الفساد التي طالت حتى وزراء وقادة عسكرين..الخ في حكومته، دع جانبا التظاهرات الحاشدة المطالبة بتنحيه عن السلطة فاحتجاجات الكرد على سياساته الشوفينية المنافية للاسلام..فعيوب اخرى لا تحصى. ولا يكتفي اردوغان بحرق مواطنيه بتجربته الاسلامية السياسية المريرة بل يحاول نقلها الى باكستان وربما إلى بلدان اسلامية اخرى كذلك، ان باكستان التي تتمزق وتعاني من مشاكل جمة لا تعوزها سوى التجربة التركية!! ان على البلدان الاسلامية حكومات وشعوبا ان لا تسمح بنقل الطاعون التركي إليها.
•   أردوغان..منطق الحكام المنهارين.
مثلما اتهم بن علي والقذافي وصالح ومبارك اطرافا خارجية بالوقوف وراء ما حصل في بلدانهم عند بداية الانتفاضات التي اطاحت بهم، كذلك اردوغان، فعلى اثر الكشف عن ملفات الفساد والتظاهرات التي عمت تركيا لأسقاطه،فأنه قال بكل بساطة وسذاجة ان اياد خارجية تحرك المعارصنين له، وان تركيا تتعرض لمؤامرة..الخ.
•   الفساد في دولة الاسلام السياسي التركي
لقد سمعنا ونسمع مرارا وتكرارا دعوة بعضهم من المروجين لشعارات الاسلام السياسي المطالبة بحكم الاسلام ودولة الاسلام واعتماد الشريعة الاسلامية وجعلها مرجعا للقوانين، وها هي ملفات الفساد الصارخة تثار في الدولة التركية الاسلامية التي تنذر باسقاطها ومعها فسادها، وللسبب نفسه سقط حكم الاخوان في مصر وسقطت قبلهما بقرون نظم الخلفاء والسلاطين الفاسدة، الاتكفي تجربتا مصر وتركيا وتونس على طريقهما لأقناع الاسلام السياسي بالعدول والتراجع حرصا على مستقبل الشعوب الاسلامية؟
•   اعزلوا (هيئة علماء الدين) عن طريق (اليمنيين).
رفضت هيئة علماء الدين في اليمن وثيقة اعدها مبعوث من الأمم المتحدة الى اليمن، تقضي بحل القضية الجنوبية هناك وفق مبادي الحرية وحق تقرير المصدر، بحجة انها( الوثيقة) تقسم البلاد وتضع المقسم تحت الوصاية الدولية، ومن حق اليمن الجنوبي ان يقرر مصيره ويسترد استقلاله من دولة المعارك والفوضى و الطائفية وعدم الاستقرار.
•   كربلاء المقدسة لا مكة المكرمة!
ثمة اكثر من تلويح وتلميح بجعل مدينة كربلاء المقدسة كعبة للشيعة والمسلمين كافة بدلا من مكة المكرمة، وعاما بعد عام يفوق عدد حجاج كربلاء عدد حجاج مكة ويتعمق التناقض بين الشيعة والسنة اكثر فاكثر وهاهم كتاب من الشيعة يجهرون بذلك علنا، يقول احد هؤلاء:( ومن أراد ان يغفر ذنبه ويصبح حرا بالدنيا والاخرة. ويخرج من ذل معصية المخلوق الى عبادة الخالق، عليه الذهاب الى كربلاء فهي كعبة الاحرار)!! ان الوجه الأخر لكلامه يعني ان الذهاب الى مكة لا يغفر ذنبه ولن يكون حرا، وان مكة ليست كعبة للاحرار!!
•   بعد خراب الكنائس وتمزيق المسيحيين.
تزامنا مع الاعلان من ان العراق يحتل المرتبة الرابعة في اضطهاد المسيحيين بعد السعودية وافغانستان وكوريا الشمالية واعمال القتل الجارية باستمرار ضد المسيحيين، اعلن في محافظة ديالى العراقية ان 90% من مسيحييها هجروا ومع الخبر ورد، وهذا ما يبعث على التهكم، ان الحكومة المحلية في ديالى تعتزم بناء كنيسة للمتبقين منهم!! وبمناسبة اعياد الميلاد اقيم احتفال للمسيحيين في الحلة حضره مسيحيو الحلة والديوانية مع نشر معلومة ان عدد العوائل المسيحية في الحلة 22 عائلة فقط و 3 عوائل في الديوانية علما ان المحافظتين كانتا تضمان في الماضي اكثر من 75 الف مسيحي. انقذوا مسيحيي العراق من الابادة رجاء.
•   عيد الدم والرعب والقلق
ان اشد ما يقلق المسيحي في العراق هو عيده ومناسباته الدينية فمن يوم سقوط النظام السابق، دمرت عشرات الكنمائس في العراق وقتل اكثر من 1000 مسيحي و شرد منهم عشرات الالوف، وفي عيد الميلاد المجيد لهذا العام، تم استهداف كنيسة بالدورة ببغداد فضلا عن قتل وجرح العشرات من المسيحيين بينهم اطفال ونساء وقبل ذلك بايام قتل وجرح مايقارب ال 20 مسيحيا في الوزيرية ببغداد ايضا. القس ابلحد عدنان في الموصل قال أن (المسيحيين اكتفوا بدقات الاجراس الخافتة) وفي العيد المذكور هيمن الرعب على مسيحيي العراق كافة باستثناء مسيحيي كردستان فألى متى اغراق المسيحيين في الدماء والدموع والالام سيما في اعيادهم؟.
•   حكام استقبلوا عام 2014 بالتهديد
هدد عمرالبشير شعب دارفور قائلا: ان العام 2014 سيكون عام الحسم ضد التمرد في دارفور! من جانبه هدد المالكي بدوره اعتصامات السنة في الرمادي وغيرها بان يوم الجمعة 27-12-2013 أخر يوم جمعة تقام فيه الصلاة في ساحات الاعتصام وإلا..
•   الوزراء العرب في العراق!!!
وكأن العرب اقلية في العراق، طالب طارق الهاشمي من سماهم بالوزراء العرب في الحكومة العراقية بالاستقالة وذلك على خلفية احداث الانبار، من يسمع هذا الكلام منه يخيل اليه، ان الشيعة العراقيين، باستشناء الشيعة التركمان والشبك، غير عرب، واذا كان الشيعة غير عرب، فانهم والحالة هذه يشكلون مع الكرد اكثرية سكان العراق، ما يعني ان عضوية العراق في الجامعة العربية يجب ان تلغى.
•   محنة موظفي فضائية صلاح الدين
افاد شاهد عيان لعملية احتلال مقر فضائية محافظة صلاح الدين ان الارهابيين اعدموا عددا من موظفيها (5) منهم صحفيون،وبعد مغادرة الارهابيين للمقر، وحسب الشاهد نفسه فان القوات الامنية العراقية راحت تطارد البقية من الموظفين الذي لاذوا بالفرار! عيش وشوف وشر البلية ما يضحك.
•   العراقيون ليسوا بحاجة إلى الخط 153
بين حين وحين تدعو مديرية الاستخبارات العسكرية في العراق، العراقيين الى استعمال الخط المجاني الساخن 153 للابلاغ عن العمليات الارهابية واخرى مناوئة للحكومة، وكأنها بابلاغها هذا هنا فان العراقيين يتدافعون بالمناكب لأستعماله وهم اي العراقيون، يعانون من نقص في الخدمات ومن تمييز طائفي واشكال من الظم والحرمان الى حد توجه بعضهم الى المزابل والنفايات لسد جوعهم من فضلات الطعام، فهل يعقل التوجه منهم لاستخدام الخط المذكور؟
•   العقاب بالكهرباء!
بحسب مصادر عراقية ان(تراجعا قد حصل في تجهيز الطاقة لمحافظات صوتت في انتخابات محلية سابقة لاحزاب غير الحزب الحاكم وذلك ( لتسقيط بعض الاحزاب) ..الخ .
Al_botani2008@yahoo.com

196

كل ثلاثاء : خبر وتعقيب
   
   
عبدالغني علي يحيى
•   عام الدم والرعب والدمار.
قال محمد حسنين هيكل، ان عام 2014 يحدد مصائر معظم دول المنطقة، وعن الانتخابات البرلمانية العراقية التي ستنفذ في العام نفسه، قال د. اياد علاوي رئيس ائتلاف العراقية، ان الانتخابات ستكون دموية، فيما قالت ميسون الدملوجي من الائتلاف نفسه ان اغتيالات ستسبق الانتخابات.. الخ من التنبؤات بشأن العام الجديد. خلاصة القول: ان العالمين العربي والاسلامي سيغرقان في بحر من الدماء والدموع، والكلام ليس للمنجمين، انما لسياسيين مخضرمين، وكاتب هذه السطور يشاطرهم الرأي والتنبؤ.
•   خطى حثيثة نحو أنبار وحضرموت كردستانية!
ضبطت قوات الامن الكردية وثائق داخل مساجد في السليمانية تؤكد استغلالها لأغراض غير قانونية، وشهدت سوق في حي سرجنار فيها انفجاراً وتم ابطال عبوة ناسفة تزامناً معه وقبل هذين الحادثين حصلت عمليتان تفجيريتان، ومن اخبارها اعتقال 36 إرهابياً كردياً من العائدين من سوريا  ومن اهل السليمانية كانوا يخططون لتنفيذ عمليات ارهابية، ويقول لاهور شيخ جنكي مدير الامن والاستخبارات هناك، ان السليمانية واربيل ستشهدان عمليات إرهابية. حذاري من سير السليمانية على خطى الانبار وحضرموت وتورا بورا.
•   دية القاعدة لذوي ضحاياها في اليمن.
بعد مقتل العشرات من الاطباء والممرضين والمرضى على يد القاعدة جراء هجومها على مستشفى وزارة الدفاع في صنعاء، اعتذرت القاعدة عن هجومها وعرضت دية لذوي الضاحايا. والدية ستنزع من اليمنيين طبعاً.
•   هفوة هولاند العنصرية.
في تملقه المهين لوفد يهود فرنسا، تهكم هولاند بالجزائر حين قال ان وزيره مانويل فالس عاد سالماً من الجزائر، وبدا الجانب الجزائري ارفع منه وانبل لما وصف تهكمه بانه يقلل من روح التعاون بين الجزائر وفرنسا، و اكتفى باظهار أسفه فقط.
•   ارتياح العامري.
أظهر هادي  العامري وزير النقل في العراق ارتياحه من عملية نقل زوار اربعينية الامام الحسين(ع) من والى كربلاء علماً أن العشرات من الزوار قتلوا والمئات منهم جرحوا وطال القتل حتى شيعة سعوديين وباكستانيين من الزوار، مادفع بالدولتين الى تقديم احتجاج وطلب ايضاح.
•   حال سوريا أفضل من حال العراق!!
قال حسن نصرالله: (لولانا لكانت سوريا تصبح مثل العراق)!! هل حقاً ان حال سوريا افضل من حال العراق، وفيها تتجاوز اعداد القتلى وحجم الدمار اليومي وتتفوق باضعاف على مايجري في العراق. ومنذ تدخل حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية و المخابرات الايرانية في سوريا، فان اوضاع السوريين ساءت اكثر، وهناك الملايين منهم لاجئون في العام. لقد نطق نصرالله العكس وكان حرياً به القول: ان حال سوريا اسوأ من حال العراق.
•   جنيف 2 فاشل لافائدة منه!
ذكر مجلس الشورئ الايراني، ان عدم حضور طهران مؤتمر جنيف 2 يعني فشله.  وقال هولاند : ( لا فائدة من جنيف 2 اذا ابقي على الاسد في السلطة)، وامتعضت روسيا من تلويح الاسد بترشيحه لولاية جديدة، وفي رسالة أوروبية، معلومة انا الاسد سيبقى في الحكم . عليه ان جنيف 2 فاشل ولا فائدة منه مسبقاً.
•   أكبر إرهابي في العالم!
فاجأتنا مدونة سويسرية بقولها من أن بندر بن سلطان اكبر ارهابي في العالم وينسق حملة اضطهاد دينية ضد المسيحيين! قد يكون في قولها الكثير من الصحة اذا علمنا ان بن لادن كان قد ارسل من قبل المخابرات السعودية الى افغانستان، ولكن لاننسى ان لكثير من الدول ارهابييها ومن بينها دول غريبة مثل امريكا.
•   100 الف جندي لحماية الخليج.
ورد في الانباء ان قوة عسكرية خليجية ستشكل من 100 الف جندي لحماية الدول الخليجية اولاً والشعوب العربية ثانياً، ممن ؟ من ايران طبعاً، مايفيد ان التحضيرات لحرب خليجية ثالثة تجري والتي ستقع لامحالة في اجواء سباق التسلح في المنطقة وتنامي الحرب الباردة بين دولها.
•   حتى (اسرائيل) يا امريكا)!
كشفت وثائق سنودن عن عمليات تجسس امريكية على اسرائيل منذ عام 2008 واسرائيل كما نعلم من اقرب المقربين الى امريكا، ولقد تجسست الاخيرة على مقربين أخرين لها  واغلب الظن ان لسان حالهم (حتى انت يا امريكا) على وزن حتى انت  يابروتس التي قالها  يوليوس قيصر قبل قرون.
•   .. وماذا عن شرق الانبار؟
الحملة العسكرية الحالية للقوات العرقية في غرب  الانبار، توحي وكأن غرب الانبار المعقل الاخير للجماعات المسلحة، غير انه تزامناً معها شهد شرق الانبار يوم 22-12-2013 انفجار 3 سيارات مفخخة في منطقة جوبية فاخبار عن سقوط ضحايا، وفي النهروان جنوب بغداد، قتل وجرح(10) مدنيين.. الخ من العمليات في العمق العراقي حبذا لو اقتصرت عمليات الجيش العراقي على حماية العمق بدل اضاعة الوقت على الحدود الغربية، وهيهات ان يكتب النجاح للحملة المذكورة.
•   الجنوب المسيحي في نفق (الربيع العربي).
تستمر المعارك الداخلية في جنوب السودان وسط مساعي لأيقافها وتهديد امريكي مسبق بحجب المساعدات عن الذين يستخدمون القوة  للاطاحة بسلفاكير.. لقد دخل الجنوب  المسيحي السوداني في نفق  الربيع العربي  والمستفيد الاكبر البشير، وهيهات اخماد النار المشتعلة هناك في المستقبل المنظور.

197
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   السلام لا الخصام.
طلب الرئيس الاسرائيلي من الرئيس الايراني عقد لقاء بينهما لأجل تسوية المشاكل بين بلديهما، حبذا لواستجاب الرئيس الايراني، طالما أن ايران كانت قد استوردت اسلحة من اسرائيل اثناء حربها مع العراق وربما صفقات اخرى بينهما. وفي جوها نسبرغ صافح أوباما الرئيس الكوبي راؤول كاسترو ما اثار بذلك انتباه العالم. اذا اراد اوباما دخول التأريخ كزعيم مناصر للصلح والتفاهم عليه  بتطبيع علاقات بلاده مع كوبا، وفي اربيل وعلى غير المتوقع التقى البارزاني مع ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بهدف معالجة الوضع الكردي في سوريا. وتحية الى اوباما و البارزاني.
•   حرية التظاهر بين لندن والقاهرة
قررت محكمة في لندن منع التظاهرات بغض النظر عن محتواها في الجامعات البريطانيا وذلك لمدة (6) أشهر، كل هذا من غير أن يحتج أحد على القرار ويصفه بأنه ضد الحريات . في حين احتج العالم ومايزال على قانون التظاهر في مصر ووصف بانه مثير للجدل، أي الوصف نفسه الذي يطلق على الملف النووي الايراني، وكما نعلم ان القانون المصري لايمنع التظاهر بل يدعو الى ضوابط له لاغير.
•   أنواع الناس في العراق.
تصنيف لافت للعراقيين ورد على لسان خطيب وامام جمعة الاعظمية في العراق حين قسم الناس الى ثلاثة انواع قائلاً منهم المنسحبون ومنهم المتفرجون ومنهم الذين يشاركون في صنع القرار!!
•   الحكام والشعوب.
شمت بعضهم بحكام اوكرانيا من انهم لايعيرون رفض شعبهم للتقارب مع روسيا اهتماماً. ومن يسمع هذا الكلام يخيل اليه ان حكام اوكرانيا وحدهم لايحترمون ارادة شعبهم، ناسين ان معظم حكام العالم هم ضد مطالب شعوبهم  فلماذا حكام أوكرانيا فقط؟
•   الجوار يخشى الديمقراطية العراقية!!
قال نائب رئيس الجمهورية في العراق: (ان مازاد الاوضاع سوءاً هو خوف بعض من دول الجوار من انتقال عدوى التجربة الديمقراطية العراقية اليها ما يعني خسارة عروشها)! وكلمة عدوى تطلق على الاشياء المرعبة لا الحسنة كالديمقراطية. يبدو انه لم يبق امام النائب إلا القول: ان الجوار يحسد العراق على الوضع الذي يعيشه) سيدي النائب الجوار وغير الجوار يخشى من انتقال المأساة العراقية اليه لا الديمقراطية.
•   الهزيمة الاولى للاخوان.
في أول انتخابات نقابية بمصر بعد حبس مرسي، فأن ممثلي الاخوان المسلمين في نقابة الاطباء منيوا بهزمة نكراء في (إنتخابات التجديد النصفي لنقابة الاطباء) وعزت الدكتورة مني مينا عضو مجلس نقابة الاطباء منسق حركة (اطباء بلا حقوق) السبب الى (الاداء السيء والمنفر للاخوان عموماً وفي النقابة على وجه الخصوص).
•   الديكتاتور الذي ضل طريقه بسرعة.
وصف باقان اموم الرئيس سلفاكير بالديكتاتور الذي ضل طريقه، ولم تمضي سوى سنتان على استقلال جنوب السودان مايعني ان النظام هناك حث الخطى بسرعة قياسية الى الديكتاتورية كما واتهمه بفقدان الرؤية والتخبط في القرارات وضعف القدرة على قيادة الحزب. وفتش عن حكومة شمال السودان، فعلى حد قول اموم ان عناصر من حزب المؤتمر الوطني الحكام في السودان دخلت في الحركة الشعبية في جوبا وفي جهاز الدولة وقيادة البرلمان.
•   هنا برلين .. حي العرب ،هنا النازية الجديدة.. لا للاسلام.
(هنا برلين حي العرب) هذا ماكان يقوله يونس بحري في اذاعة هتلر، وكان الاعتقاد السائد يومذاك ان هتلر محب للاسلام! ولكن يبدو ان النازية الجديدة اسوأ بكثير من نازية هتلر، ففي السبت الماضي تظاهر اعضاء حزب الفجر الذهبي للنازيين الجدد في اليونان احتجاجاً على بناء اول جامع رسمي في أثينا وهتفوا (اليونان لليونانيين) و( لا للمساجد في أثينا).
•   عام ومازال الاعتصام في الصفحة الاولى.
بعد ايام تطوي اعتصامات السنة العراقيين عاماً من عمرها ومن غير ان تحقق ولو مطلباً واحداً للسنة الذين ساءت احوالهم اكثر فأكثر الامر الذين يذكرنا ببيت من قصيدة لنزار قباني (عشرون عاماً ياكتاب الهوى.. ولم أزل في الصفحة الاولى) قاله بمناسبة مرور (20) عاماً على قيام دولة اسرائيل وكيف ان العرب لم يحققوا نصراً يذكر طوال تلك الاعوام ومع الفارق بين الصراع العراقي العراقي  والصراع الاسرائيلي الفلسطين، لايسعنا الا القول: ان اعتصامات السنة لم تفلح في تحقيق حتى مطلب واحد).
•   الكلمات المخيفة في تركيا.
قالت كولتان كشاناك زعيمة حزب الديمقراطية والسلام الكردي في تركيا. ان الكلمات المخيفة في تركيا، هي الادارة الذاتية وكردستان.. الخ من الكلمات المعبرة عن الحقوق القومية للكرد، وفوق هذا نجد تركيا تسعى للدخول في الاتحاد الاوروبي و العالم الحر لكنها تخشى في الوقت نفسه أبسط معاني الحرية.
•   دم ثمين.. دم رخيص.
بعد قيام مجموعة ارهابية بقتل نحو (20) عاملاً ايرانياً من العاملين في مد انابيب النفط من محافظة ديالى العراقية الى ايران، توعد المالكي القتلة بالعقاب الصارم والجزاء الذي يستحقونه، في حين قتل وعلى امتداد الاعوام الماضية عمال عراقيون بالجملة و المفرد وما زالوا يقتلون ولكن من غير ان يصدر عن حكومة المالكي اي تهديد ووعيد بحق قتلتهم.
•   .. وراتب الوطنيين الاحرار؟
مازال خبر تعديل راتب الزعيم عبدالكريم قاسم من 1000 دولار الى 7,400,000 دينار يبعث على الحيرة لدى العراقيين من السر الكامن وراء اهتمام الحكومة العراقية بالراحل قاسم الذين سبق وان اتهم بالدكتاتورية واعلان الحرب على الكرد واضطهاد الشيوعيين و القوميين وانه (قاسم العراق).. الخ في حين لم يشمل التكريم القادة التأريخيين الوطنيين العراقيين من المناضلين ضد الديكتاتوريات والاستعمار البريطاني مثل: الشيخ محمود الحفيد ومصطفى البارزاني وشعلان ابو الجون والشهيد الصدر وكامل الجادرجي والشهيدان يوسف سلمان (فهد) وسلام عادل وحتى مؤسس الدولة العراقية الملك فيصل الاول، الا يستحق هؤلاء راتباً تقاعدياً؟
Al_botani2008@yahoo.com

198
كل ثلاثاء : خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   الأزهر وشيوخه والطيب على الطريق الصحيح
باستقالته من الأزهر الشريف, فأن القرضاوي اراح المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ولم يرح نفسه طبعا طالما يتدخل في السياسة ويستخدم الدين لاغراض لاتخدم المسلمين وهذا شأنه, فالرجل صار منذ زمن رأساً للفتنة في كل مكان ومثيراً للجدل , وباستقالته يكون الأزهر الشريف  قد تخلص من عبء ثقيل وجسم غريب على الاسلام والمسلمين. ويظل الأزهر الشريف محل تقدير العالم الاسلامي كذلك بفضل خدماته الجليلة للدين الاسلامي الحنيف وتخرج الالاف من طلاب الدين على يده منذ يوم تأسيسه والى الأن, وبفضل شيوخه الأجلاء وعلى رأسهم الشيخ المحترم احمد الطيب اطال الله من عمره وهو الطيب جداً بمعنى الكلمة حين منع ومعه شيوخ الازهر الطيبين من تسييس الازهر وجعله طرفاً في المنازعات الدينية والمذهبية التي تضر بالدين الحنيف. وليت القرضاوي وامثاله يكفون عن الحاق الاذى بالاسلام ويمتنعون عن المتاجرة به.
على العالم الاسلامي ان ينتصر للأزهر وشيوخه والطيب ويدعمهم ويقف بالمرصاد لكل الذين يسعون الى تحريف الأزهر عن طريقه الصحيح ويتأمرون عليه, وليكون الأزهر المسلم المعتدل مرجعاً للأسلام والمسلمين .
•   الأسوأ يحتج على السيئ!!
من اخبار مصر , ان شريف الصيرفي مؤسس البلاك بلوك والمتهم بتحطيم النصب التذكاري في ميدان التحرير بالقاهرة أضرب عن الطعام احتجاجاً على معاملة وصفها بالسيئة ضده. ترى الم يكن تحطيمه لذلك النصب سيئاً؟
•   معظم القتلى من المسيحيين!!
ضحايا الهجمات على النوادي والبارات في العراق اما ان يكونوا من المسيحيين او الايزيدية, ففي مساء السبت7-12-2013  فتحت ميلشيات طائفية النار على حانات ببغداد وسقط نحو(20) شخصاً بين قتيل وجريح, قالت نشرات اخبار ان معظم القتلى هم من الايزيديين , فيما اشارت اخرى الى انهم من المسيحيين. هولاء لم يقتلوا بسبب من تجارتهم بالخمور , فأفراد الميلشيات الشيعية وعصابات الارهاب السنية هم الاكثر تعاطياً لشرب الخمور, لقد قتلوهم لأنهم مسيحيون , والا فهل كان قتلى كنيسة النجاة ببغداد من المتاجرين بالخمور ايضا,.
•   بيت وزير مستودع للأسلحة!!
في افريقيا الوسطى اعلن عن اكتشاف مستودع ضخم للأسلحة في منزل وزير الداخلية والأمن وعلى أثر ذلك شرعت الجهات المعنية بالتحقيق. يذكر انه قبل فترة من الأن . تم العثور على دبابة في منزل شخص بمحافظة ديالى العراقية. في كل البلدان المضطربة يقف المرء على غرائب وعجائب تذهله والعالم اجمع.
•   ممثلة شعب بلا موقف!!
في معرض صب جام غضبه على النائبة اسماء الموسوي , أتهم مقتدى الصدر الموسوي وهي من كتلته البرلمانية, بأنه لم يكن لها موقف أبداً, وطالبها بالتوبة بعد ان وجهة اليها تهماً ما انزل الله بها من سلطان. بل وتلقت النائبة التي خرجت عن بيت الطاعة تهديداً بالقتل. هنا يلح سؤال على الاجابة: اذا كانت الموسوي بلا موقف او غير نزيهة , فكيف رشحت الى البرلمان ولماذا زكيت من قبل الصدر والجمهور؟.
•   اكثر من نصف السوريين من اصول كردية
شكك لؤى الصافي الناطق باسم الئتلاف الوطني السوري المعارض, في امكانية نجاح الحكم الذاتي للكرد السوريين مع رفضه لذلك تلميحاً, الا انه (الصافي) قال:(ان اكثر من نصف سكان سوريا ينحدرون من اصول كردية ). وفي المغرب ايضاً ذكر مصدر ان الأمازيغ الذين يطالبون بحقوقهم القومية يشكلون ربع الشعب المغربي, لكنه (المصدر) بدوره قال:(ان معظم المغاربة هم من اصل امازيغي ). وفوق كل هذا فانهم يستكثرون على الكرد والامازيغ ابسط الحقوق .
•   إتفاقية .. حبر على ورق!
وصف اية الله سيد احمد خاتمي الرئيس أوباما بانه من اكثر الزعماء الامريكيين وقاحة. فيما قال حسن روحاني عنه: (ان أوباما بدا هادئاً مؤدباً) وكأنه غير مؤدب إلا في حضوره.. الخ من الكلمات التي تتقاطع مع أداب الدبلوماسية. وعلى الارض قالت أمريكا انها ستحتفظ بنحو (35) الف جندي في الخليج وهذا ما ترفضه ايران، بالمقابل تصر ايران على تخصيب اليورانيوم الامر الذي ترفضه واشنطن.. الخ من المواقف المتقاطعة، فهل تم حقاً حل الملف النووي الايراني المثير للجدل؟
•   السودان، الرابع  في الفساد
من بعد الصومال وكوريا الشمالية وافغانستان إحتل السودان المرتبة الرابعة في الفساد ضمن الدول ال10 الاكثر فساداً في العالم وذلك في القطاع الحكومي طبقاً لمؤشر الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2013 علماً ان (9) دول من بين الدول ال 10 تلك عربية واسلامية!
•   هل إقترب البشير من السقوط التام؟
تقول اخبار السودان، ان استقالات جماعية لنواب في البرلمان السوداني حصلت، وان علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني عمر البشير قد استقال، وخلل هذه الاخبار وغيرها التي تشير الى تصدع في دكتاتورية البشير، ترى البشير يهز عصاه متحدياً شعبه والعالم، وكأن شيئاً لم يحدث. هذا هو حال الدكتاتوريين يلوحون بعلامة (7) وهم في أوج الهزيمة.
•   المنفى، موعد المبدعين العراقيين مع الموت
يكاد لايمر شهر دون أن نسمع فيه عن موت فنان أو اديب عراقي في المنفى، فلقد مات الجواهري في سوريا وقبل ايام توفي الفنان التشكيلي رافع الناصري في الاردن وقتل الصحفي ياسر الجميلي على يد داعش في سوريا فبأ عن وفاة مخرج عراقي في الخارج ايضاً، المبدعون العراقيون وقد ضاق بهم الوطن، وجدوا في الغربة والمنافي دار القرار، وهم بانتظار الموت دوما.
•    مليارديريون امريكان واوروبيون وعرب لايؤمنون بالاخرة!
طالب مليارديريون امريكان واوروبيون وعرب بان يحفظوا اجسارهم بعد مماتهم في ثلاجات للحيلولة دون تحللها على امل ان يفلح العلم في القضاء على الموت في يوم ما، ومن ثم بعث الحياة فيهم! (وكل نفس ذائقة الموت) إلا ان الاغنياء المتشبثون بالحياة الدنيا يتجاهلون ذلك كما يبدو. اولستم معي اذا قلت ان معظم الاغنياء لايؤمنون بالاخرة، وصدق سيدنا المسيح (ع) حين قال: من السهل ان يدخل الجمل في ثقب ابرة من ان يدخل الغني في ملكوت السماوات.
•   لولا الحصانة النيابية لأعتقل نصف (الشعب العراقي)!
قال نواب من  التحالف الكردستاني وكتلة متحدون السنية في العراق، انه لولا الحصانة النيابية لاعتقل نصف اعضاء البرلمان العراقي! عليه اذا كان اعضاء البرلمان ممثلين عن الشعوب، فهذا يعني: انه لولا الحصانة البرلمانية لأعتقل نصف الشعب العراقي!
•   مازال العالم في لحية ورأس برناردشو!
في معرض دبي الدولي للسيارات، عرضت سيارة مصنوعة من الذهب والماس. ونزولاً عند طلبات نساء الاثرياء في الامارات. ينهمك عارضو الازياء وصانعو الاحذية بانتاج بضائع نسوية يدخل الذهب في صناعتها. ومنها زوج حذاء نسائي من الذهب بقيمة 4000 دولار!! هذا في زمن تتضور الملايين من البشر جوعاً وتشكو من اشكال الحرمان. وصدق برناردشو يوم قال: العالم في لحيتي ورأسي كثرة في الانتاج وسوء في التوزيع.
•   انزه وأنبل دعم.
دعماً للتعليم في المغرب، قدمت اليابان ب 78 مليون دولار للمغرب، علماً ان بلدانا عدة بفضل اهتمامها بالتعليم مثل اليابان وكوريا الجنوبية و ماليزيا، تقدمت وازدهرت، ومع تمنياتنا للمغرب بالنجاح حبذا لوخصص القسم الاكبر من ميزانيته للتعليم، وحبذا لوتوقف كل اشكال الدعم العسكري والتسليحي في العالم وحل محله دعم التعليم والمعرفة.
•   اطلبوا (الوطنية) ولو في (اسرائيل).
الغى نتنياهو مشاركته في مراسم جنازه مانديلا بسبب مصاريف الرحلة، ومثل هذا الحرص على المال العام احد اسرار تفوق اسرائيل على العرب، بالمقابل نجد معظم الملوك والزعماء العرب يبذرون اموال الرعية على الموبقات وفي الملاهي وغيرها من اماكن اللهو، ومن الوطنية الاسرائيلية التي يجب على الزعماء العرب الاقتداء بها، ان شارون يعاني موتاً سريرياً منذ اعوام في مستشفى هداسا الاسرائيلي الايل الى السقوط ويعالج على يد اطباء اسرائيليين وبادوية اسرائيلية في حين  نجد الزعماء العرب والمسلمين حيال ابسط ازمة صحية تلم بهم يهرعون الى عواصم اوروبا وامريكا طلباً للعلاج وشعوبهم تعاني الامرين من الفقر والجوع. اكرر واقول للقادة العرب والمسلمين: تعلموا الوطنية والحرص على اموال العباد من اسرائيل وقادتها. مع كل المحبة والاحترام للراحل العظيم مانديلا.
•   الدين والمذاهب شعاراً للحروب
صدق الرئيس اللبناني ميشال سليمان حين قال (الهويات الدينية والمذهبية وصفة جاهزة للحروب) اذ كان الدين شعاراً لمعارك طرفي الحرب العراقية الايرانية . انظر الى معارك:( توكلت على الله) وصواريخ(الحسين) و(العباس) وكان الصليب شعر الغزاة الاوروبيين في احتلالهم لفلسطين. واعتمد هتلر (الصليب المعقوف) ومعظم المنظمات الارهابية الاسللامية تحمل اسماءً وعناوين دينية.. الخ.
•   الاخوان المسلمون لا يصلحون للحكم
في تصريح نسب الى نائب رئيس حركة (النهضة) الاسلامية التونسية ذات التوجه الاخواني، اعترف فيه نائب رئيس الحركة تلك (بان حركته لم تعد تصلح لحكم تونس) ليت الاسلام السياسي في كل مكان قد توصل الى هذه الحقيقة وينسحب من السياسة بالمرة ليريح نفسه والعالم أجمع.
•   .. هنا اخطأ نتنياهو
قال نتنياهو من أنه (لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الاوسط اذا امتلكت ايران السلاح النووي) لأن الحروب في الشرق الاوسط قائمة منذ عقود وتتواصل باستمرار. الحروب الاسرائيلية العربية وحربي الخليج الاولى والثانية وحروب الربيع العربي وايران مازالت بعيده عن امتلاك السلاح النووي.
•   خطأ اخر لنتنياهو
نسب الى نتنياهو القول، أن إيران اذا امتكلت السلاح النووي فان المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية تتوقف ولن تنجح! ونقول لنتنياهو ان اكثر من 30 سنة من تلك المفاوضات حين لم يكن للملف النووي الايراني من وجود، لم تنجح في حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وبأمتلاك ايران للسلاح ذاك او عدم امتلاكه، فان الصراع يبقى على حاله ويظل المتصارعان يدوران في حلقة مفرغة دون التوصل الى السلام.
•   هل انتهي زمن الميليشيات أم بدأ؟
في اوج نشاط الميليشيات الطائفية باتجاه تصفية السنة وحتى المسيحيين والايزيديين قال المالكي ان زمن الميليشيات انتهى، ولم يأخذ بباله المساعي لتشكيل جيش (ميليشيا) سني باسم جيش  العشائر ومحاولات مقتدى الصدر في اعادة تشكيل جيش المهدي وما يتردد عن تشكيل قوات مسلحة تركمانية وشبكية.. الخ فهل انتهى زمن الميليشيات في العراق أم بدأ؟
•   ضعيف في الجغرافية والسياسة
(ان كركوك لم تكن عربية ولاكردية وستبقى عراقية)! هذا ما قاله الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، ولكن من غير ان يعلم ان العراق كان يطلق على الجزء الجنوبي من العراق بدءاً من البصرة وانتهاءً بشمال بغداد، وان كركوك لاتقع في هذا الاقليم، ثم ان تطبيق المادة (140) والاحصاء السكاني اللذين تتهرب منهما بغداد يقرران مصير كركوك، عليه وجب على الصدر الالتفات الى علمي الجغرافية والسياسة وعلوم اجتماعية اخرى ايضا ثم يقول ما يشاء.
•   (الانتخابات) أبغض الحلال الى (العراقية)
من مجموع اكثر من 21 مليون عراقي يحق لهم الاشتراك في الانتخابات لم يقم سوى(3) ملايين منهم بتحديث سجلاتهم الانتخابية لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة. وتقول النائب وصال سليم  ان (نسبة مشاركة المواطنين في تحديث سجلاتهم الانتخابية في مدينة الموصل لم تتجاوز ال5% فيما لم تتجاوز النسبة في جنوب الموصل ال 2% ! ويقول المواطن العراقي ان الفائزين بالانتخابات وحدهم الذين سيستفيدون من الانتخابات. لذا لاغرابة من الكم الهائل للكيانات الانتخابية ومن حماسها اللافت لخوض الانتخابات. نعم الاحزاب تتسابق الى الانتخابات والشعب يهرب منها.
Al_botani2008@yahoo.com

199
أوجه الشبه والاختلاف وما بينهما بين عمليتين ارهابيتين في مدينتين كرديتين.

عبدالغني علي يحيى
   ضرب الارهاب خلال شهرين وبضعة ايام مدينتين كرديتين: اربيل 29-2-2013 وكركوك 5-12-2013 حيث طال في الاولى المديرية العامة للأمن الكردستاني وفي الثانية مديرية الاستخبارات والمعلومات، وبين العمليتين سجلت حوادث اخرى مصنفة على الارهاب، ففي عقرة احبطت عملية ارهابية وهي في المهد وذلك ساعة عبور ارهابيين لنهر الخازر للاساييش في عقرة، في حين شهدت السليمانية إحباط عملية ارهابية واعتقال ارهابيين خلال وقبل وقوع عملية كركوك بيوم، ولم يعلن عن الهدف من وراء العملية تلك اكان نقطة امنية أم مدنية، وقبل هذه العملية، شهدت السليمانية ايضاً تفجيرين بواسطة عبوات لاصقة بسيارتين، تسبب في جرح اثنين ومن افراد القوات الامنية الكردستانية، عليه فأن العمليات الارهابية المقبلة قد تتركز بدرجة اولى على استهداف القوات الامنية وعلى رأسها الامن( الاساييش) الكردستاني، واذا اخذنا بتلاحق تلك العمليات ولو بشكل ما يزال بطيئا، فان على حكومة اقليم كردستان ان تتخذ احتياطاتها وتتأهب وان تتعامل مع الموضوع بجدية وذلك حفاظاً منها على السلم والاستقرار في المناطق الكردستانية الخاضعة لها واللذان يهيمنان أو يعمان كردستان منذ سنوات بعد أن خطى الارهاب خطواته الاولى لتعكير صفو الامن والاستقرار في كردستان.
اعود الى العمليتين الارهابيتين الكبيرتين، ان عدد المهاجمين للمركزين الامنيين المشار اليهما في الحالتين لم يتجاوز ال (6) أشخاص، وكان توقيت العمليتين في منتصف النهار اي نحو الساعة (12) ظهراً، ما يفيد ان الارهاب وضع الخمول والارهاق الذي يسود العاملين في المؤسسات الحكومية في نحو تلك الساعة بنظر الاعتبار، و يبدو ان جميع المشاركين في العمليتين كانوا انتحاريين بدليل عدم القاء القبض عليهم احياء باستثناء واحد بينهم من قبل القوات الامنية الكردية في كركوك، ومثل هكذا كشف يقودنا الى استنتاج وهو تورط جهات سياسية حكومية عراقية اوأقليمية بدرجة اولى في العمليتين بحيث لاتترك وراء العمليتين أي أثر دال على تورطها، مثلما فعلت الحكومة العراقية عند تنفيذ مؤامرتها لقتل البارزاني مصطفى قائد ثورة ايلول 1961-1975، اذ قتل جميع المشاركين في تلك المؤامرة وبذلك لم يخلفوا وراءهم دليلاً جرمياً على تورط حكومة البعث عامذاك 1971 والتي (المؤامرة) حصلت في بلدة حاجي عمران الحدودية مع إيران. ولما كانت دولة العراق الاسلامية  قد  اعلنت مسؤوليتها عن عملية اربيل فان دولة العراق والشام اعلنت مسؤوليتها عن عملية كركوك ايضاً وكلا التنظيمين يرتبطان بالقاعدة. ومع هذا فان اعلان القاعدة التي تتخذ لها مسميات شتى عن مسؤولياتها لايبعد الشبهة عن الحكومات أويبرئها. بل يأتي الاعلان دفعا للشبهات في تورط الحكومات في العمليات الارهابية ولا يغيب عن البال ان القاعدة منظمة تحت الطلب.
وبعد الاعلان عن كل عملية ضخمة، سرعان ما يحدد المحللون الهدف من ورائها، في عملية كركوك مثلاً قيل انها استهدفت عزل كركوك من المشاركة في الانتخابات النشريعية المقبلة التي من المقرر اجراءها يوم 30-4-2013، الا أن بعضاً من العمليات قد ترمي الى تحقيق جملة اهداف وليس هدفاً واحدا فبعد ساعات من اخماد العملية الارهابية هذه ذكر ان العملية كانت تتوخى تحرير ارهابيين معتقلين لدى المديرية المذكورة، فيما ذهب اخرون الى القول، انها وقعت لغرض افشال قرار مجلس قضاء طوزخورماتو بالانضمام الى كركوك مثلما كان في السابق قبل ان يلحقه صدام حسين  بمحافظة صلاح الدين المصطنعة والتي ضم اليها قضاء الشرقاط التابع للموصل وبلدات كانت تتبع بغداد. لذا فان العملية تلك لا بد وانها كانت  ترمي الى تحقيق جملة من الاهداف، وينسحب الرأي على عملية اربيل كذلك رغم انها حصلت بعد الانتخابات البرلمانية الكردستانية بثمانية أيام. وفي جميع الاحوال، فان الاهداف مهما تعددت واختلفت، فأن على حكومة كردستان والاطراف السياسية أن تعلم ان الارهاب أت وان افضل سلاح متاح لمواجهته هو تشكيل الحكومة الكردستانية الثامنة باسرع وقت على أن تكون ذات قاعدة عريضة تضم جميع الفائزين وحتى غير الفائزين من الشخصيات الكردية، وعلى ان تخوض الانتخابات العراقية  سواء في المحافظات الثلاث الخاضعة لها او المناطق المتنازع عليها بقائمة  موحدة، ان احد اسباب تواصل العمليات الارهابية في العراق يكمن في عدم وجود وزير للدفاع والداخلية الى الان، دع جانباً التمزق في المشهد السياسي العراقي وفي صفوف الوطنيين العراقيين من شيعة وسنة بالأخص وحتى داخل المكون الاجتماعي الواحد أيضاً.
ومن المشتركات بين العمليتين الى الاختلافات بينهما، ان عملية اربيل استغرقت دقيقة او دقيقتين فقط وأحيل دون دخول المهاجمين الى داخل مبنى المديرية العامة للأمن الكردستاني، بالمقابل فان عملية كركوك استغرقت نحو (8) ساعات، وهذا لايعني ان المدافعين عن مديرية استخبارات كركوك كانوا دون المدافعين عن اساييش اربيل شجاعة أو خبرة وذكاءً، ففي عملية اربيل كان لأعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني وحدهم الفضل في القضاء على الارهابيين، وكان لاعضاء الحزب نفسه دور محوري او مفصلي في القضاء على الارهابيين الذين دخلوا مديرية استخبارات كركوك واسواق (جواهرمول) وكان للعميد سرحد قادر قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك الذي هو عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي جرح اثناء العملية دور لافت في مواجهة الارهابيين. ناهيكم عن ادوار رائعة منسوبة اليه في السابق فالرجل بحق اصبح رمزا لمقاومة الارهاب ومطاردته في محافظة كركوك. واحد اسباب طول المسافة الزمنية في عملية كركوك واشكالات اخرى جعلت من اعضاء الحزبين هناك يتبادلون الاتهامات ضد بعضهما بعضا هو وجود قوتين امنيتين لكل من هذين الحزبين دع جانبا القول عن منافسات لهما حزبية طبعا في تلك المدينة وعلى مدى الاعوام الماضية. وحسناً فعل المسؤولون في كركوك عندما لم ينقلوا الجرحي الى اية دولة مجاورة وهو الخطا الذي وقع فيه المسؤولون في اربيل لما نقلوا الجرحى الى انقره لغرض التداوي والعلاج وضخموا بذلك من العملية التي لم تستغرق وكما قلت سوى الدقيقتين. ويعد هذا من اوجه الخلاف في التعاطي مع العمليتين. وكان محافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم على درجة كبيرة من الذكاء حين لم يستنجد بقوات عمليات دجلة للقضاء على المهاجمين، بل اعتمد على القوات الكردية واذا كان مصيبا في عدم طلب الدعم من عمليات دجلة فانه اخطأ في الاستعانة ب(القوة ضد الارهاب) التي اقبلت من السليمانية فبحسب العسكريين والسياسيين التابعين للديمقراطي الكردستاني ان طلبه للقوة تلك اطال من احتلال الارهابيين لاسواق (جواهر مول) اضف الى ذلك فان طلبه اوحى وكأن القيادة الكردية لم تزج بقوات كافية لحماية كركوك واعود الى رفضه طلب العون من قوات عمليات دجلة أو المروحيات الحربية العراقية واقول انه لو تصرف عكس ذلك، لكان قد طعن في الصميم بقدرة وذكاء واخلاص القوات الأمنية الكردية. ولقد دفع تجاهل المحافظ الدكتور نجم الدين كريم لقوات دجلة بالفريق عبدالامير الزيدي قائد عمليات دجلة ليطعن ولكن بيأس بالقوات الكردية حين قال لو كانت دعوة التدخل قد وجهت اليه لقضى على الارهابيين خلال 30 دقيقة! في وقت نجد ان قواته والتشكيلات العسكرية العراقية الاخرى التابعة للحكومة المركزية تعجز بالمرة عن مواجهة العشرات من العمليات الارهابية التي تقع يومياً في محافظات: الانبار وبغداد وديالى ونينوى. بل ان العمليات الارهابية حتى في محيط نفوذ عمليات دجلة قد ازدادت بشكل لم يسبق له مثيل بعد تشكيل تلك القوات (عمليات دجلة). هنا لايسع المرء إلا ان يشيد بمهارة القوات الكردية مقارنة بمثيلاتها من القوات في البلدان الاخرى التي دخلت في مواجهات مع الارهابيين. فقبل شهور مثلاً رأينا كيف ان القضاء على ارهابيي (المجاهدين الشباب) الصوماليين الذين احتلوا احد اكبر مصارف نيروبي بكينيا، استغرق اياماً بينما القوات الكردية قضت على ارهابيي العمليين في خلال ثوان باربيل وعدد من الساعات في كركوك. اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني سيما فضائية كوردسات على النقيض من اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني، فأنه تعامل بسرعة وذكاء مع حادث عملية كركوك، فلقد نقل أولاً بأول تفاصيل الحادث، ولم يكتف بهذا فحسب بل انه سرعان مانظم مايشبه غرفة عمليات رأي وتحليل، حين استأنس باراء برلمانيين ومحللين سياسيين وقادة حزبيين وعسكريين والذين جاءت اراؤهم في معظمها صائبة مفيدة ولم تتوقف الفضائية المذكورة عن التغطية المباشرة للحدث إلا بعد انتهائه،في حين كان اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني دون (كوردسات) بكثير في تناوله للحادث، وكأن الحادث لا يمت بصلة الى الكرد.علما ان هذا الاعلام كان قد ادى دورا سلبيا وكمابينت في مقال سابق لي في تغطيته لوقائع العلمية الأرهابية في اربيل التي استغرقت دقيقة واحدة أو دقيقتين لكنه عرضها بشكل وكأنها امتدت لساعات!! ان القوات الامنية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني تتقدم على اعلام هذا الحزب في التعاطي مع الاحداث في حين نجد ان الاعلام في الاتحاد الوطني الكردستاني يتقدم على القوات الامنية التابعة للاخير في التعاطي مع الاحداث.
وثمة فروقا اخرى بين عمليتي اربيل وكركوك منها ان المشتركين في الهجوم على اساييش أربيل كانوا من القومية العربية والسورية حصرا لكننا فوجئنا بارهابيين كرديين احدهما من حلبجة في عملية كركوك من بين الارهابيين الاخرين الذين لم يتم التعرف على هوياتهم أو اية اوراق ثبوتية عند تحري جيوبهم بعد مقتلهم، لذا على حكومة وشعب كردستان ان تشدد على الكرد المشتبه بهم في الضلوع بالعمليات الأرهابية من الأن فصاعدا، من قبل ان يخلقوا قاعدة اجتماعية لهم داخل المجتمع الكردي كما هو الحال في المثلث السني في العراق حيث تحول المجتمع السني الى حاضن للارهاب. وان تعمل على استئصال شأفتهم، وتضع ببالها، ان هنالك جهات ضخمة داخلية كردستانية وخارجية اقليمية تقوم بتدريبهم وتوجيههم.   
Al_botani2008@yahoo.com

200
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   (مسيحيون ضد الانقلاب)!!
كان المسيحيون الأقباط في مصر حتى في عهد مبارك أهدافاً لنيران الاخوان المسلمين, واثناء حكم الاخوان لمصر لمدة عام فان حياتهم اصبحت جحيماً لا يطاق, واليوم وكما كانوا بالأمس مازلوا مشاريع استهداف لنيران الحزب نفسه. لكن النفاق والتزلف و التخاذل بلغ حداً ببعض من المسيحيين انهم أسسوا حركة باسم (مسيحيون ضد الانقلاب في مصر ) علماً ان الثورة الجيش والشعب في 30 حزيران بمصر انقذت المسيحيين من ابادة شاملة. على هؤلاء المسيحيين    مراجعة قول لفيلسوف يوناني وهو: (اذا امطرت السماء الحرية تجد بعضاً من العبيد يرفعون المظلات فوق رؤوسهم).
•   الأتباع الطائفيون !
قال الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر , ان وقوف تياره ضد الطائفية جعله يخسر الكثير من أتباعه, ويعني الوجه الآخر لقوله ان اتباعه اصلاً طائفيون!
•   غضب الله على عباده المنكوبين!!
عد خطيب جمعة الرمادي في العراق يوم 29-11-2013 الزلازل والفيضانات التي ضربت عدداً من المدن العراقية مؤخراً, اشارات لغضب الله على استهداف وانتهاك حرمه بيوته ومساجده وحرمة دماء العراقيين, ولقد كان المتضررون جراءها من الطبقات الفقيرة التي تعاني من الجوع والأرهاب, فهل يعقل ان يغضب الله على هذه الشرائح من السكان بعد ما اصيبوا به من ويلات؟
الخطيب المذكور وخطباء جمعة آخرون يجلدون الجماهير المعتصمة في عدد من الساحات بالبلدات السنية باشكال من الافكار البالية في كل يوم جمعة, فيما السياسيون والاحزاب, يردون اضرار الفيضانات الى اهمال الحكومة ولا اباليتها بأوضاع الناس.
•   في أي قرن يعيش مفتي السعودية؟.
دعا مفتي السعودية الى منع المرأة السعودية من قيادة السيارة وذلك (لحماية المجتمع من الشر ) حسب تعبيره, وغاب عن باله ان الشرور واشكال الامراض الاجتماعية تكاد تغيب بالمرة في الاقطار الديمقراطية التي تمارس فيها الملايين من النسوة قيادة السيارات , في حين تنتشر الشرور والافات الاجتماعية في الاقطار التي تحد من حرية المرأة.
•   اسطنبول قلعة العروبة لا القاهرة!!
بترتيب وتوجيه من الشيخ العراقي خميس الخنجر اجتمع في اسطنبول 180 شخصية عربية سنية وشيعية من كركوك لتشكيل تحالف لخوض انتخابات عام 2014. وهذه ليست المرة الأولى يتسابق العرب العراقييون الى تركيا للتبرك ببركاتها! فالمعارض طارق الهاشمي يقيم هناك وتكاد تكزن تركيا بمرور الايام ان تكون مرجعا للعرب السنة العراقيين وكأن لا وجود للجامعة العربية والبرلمان العربي وو..الخ. لقد ادار العرب العراقيون سيما السنة ظهورهم للقاهرة وتوجهوا بدلاً من ذلك الى اسطنبول !!
•   النووي رداً على السلم مع إيران!
طالب محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني السعودية بتعاون ايراني سعودي لاجل تثبيت السلم والاستقرار في الخليج، وفي الجانب السعودي قال تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق ان بلاده قد تسعى للحصول على السلاح النووي من باكستان لمواجهة التهديدات الأيرانية!!
•   حركة النهضة على خطى الدكتاتوريات.
بعد  انتقادات عنيفة وجهها صحافيون واعلاميون تونسيون الى حركة النهضة لتدخلها المستمر في شؤون القضاء وملاحقتها للحريات  تستعد الرئاسة التونسية لنشر كتاب بعنوان (منظومة الدعاية لحكم بن علي) الذي يشهر بتعاون بعض من الصحفيين ايام زمان مع حكومة بن علي، وسمى المعارضون الكتاب بالكتاب الاسود. يذكر ان حكومة عبدالسلام عارف في العراق سبق وان اصدرت كتابين الاول ضد الشيوعيين واسمه (الكتاب الاسود) والثاني ضد البعثيين وكان بعنوان (المنحرفون). على حركة النهضة ان لاتلجأ الى هكذا اساليب سيما اذا علمنا ان هنالك متنفذون في نظامها كانوا مقربين من بن علي في السابق ومتعاونون معه.
•   دموع التمساح التركي.
بكي اردوغان لحال ابنة قيادي اخواني في مصر حين قتلت في (رابعة العدوية). وعند زيارتها الى ميانمار اجهشت زوجته السيدة أمينة اردوغان بالبكاء ايضاً لحال مسلمي الروهينغيا. علماً ان  الجيش التركي في عهد اردوغان قتل سلاحه الجوي اسرة كردية بكامل افرادها في (رانية) وارتكب مجازر جماعية بحق نشطاء كرد. وقبل ايام حكمت محكمة الجنايات الدولية على تركيا بدفع تعويضات لسكان قريتين كرديتين ثم ان حكومة اردوغان تأبى الاعتراف بالمجزرة العثمانية بحق الارمن فتعويضهم، عليه لاتصدقوا دموع رجب ولا أمينة لأنهما غير صادقين، فمن لايرحم بحال شعبه لا يرحم بحال شعوب أخرى.
•   الصفحة الجديدة بين تركيا والعراق.
على خلفية اللقاءات العراقية التركيةة، تفاءل العديد من الجانبين بان يدر ذلك بالخير للطرفين وبفتح صفحة جديدة في  العلاقات بينهما. الا ان وزير البيئة العراقي فاجأ المتفائلين السذج طبعاً. وهو على حق بقوله: (ان خطط تركيا المائية على نهر دجلة يهدد الثروة الزراعية في العراق) وطالب ائتلاف دولة القانون الحاكم في العراق، تركيا بتسليم طارق الهاشمي الى العراق.. الخ من الطلبات، واستنكرت بغداد توقيع  الاتفاقية النفطية بين انقرة واربيل قائلة انه سيعرض العلاقات بين البلدين الى الخطر.. الخ هذه  هي الصفحة الجديدة للعلاقات بين تركيا والعراق.
•   الخير المضر بالقتصاد!!
(أمطار الخير.. وخسائر الاقتصاد ) كان عنوان لقاء بين فضائية  البغدادبة ووكيل وزير الزراعة العراقي، والذي تفاءل (اللقاء) خيراً بهطول الامطار لكنه في الوقت عينه اشار الى الخسائر الكبيرة التي الحقتها بالاقتصاد العراقي. وسبق لكاتب عراقي وان قال. ان الامطار لدى الاخرين نعمة وعند العراقيين نقمة!
•   عشيرة ليبيا!
على اثر اعدام ليبي في العراق بتهمة الارهاب، اختطفت  قوة عسكرية ليبية الاستاذ الجامعي العراقي حميد الساعدي من مدينة درنة الليبية ثم قتلته وذلك رداً على اعدام العراق للارهابي الليبي.
•   ائمة الشيعة في واد والسنة في واد.
في الجمعة 29-11-2013 دعا ائمة الشيعة المصلين الشيعة للاسراع الى تحديث سجلاتهم الانتخابية واستنكروا تعرض التركمان الشيعة في طوز خورماتو الى ايادة ممنهجة وطالبوا بحمايتهم من السنة طبعاً. بالمقابل كان شعار الائمة السنة لذلك الجمعة: (ماضون رغم ارهابكم) ارهاب الشيعة طبعاً وطالبوا باطلاق سراح السجناء وايقاف الاعتقالات العشوائية ووضع حد للتهجير والاستهدافات الطائفية ثم ناشدوا السنة حصرا للتوجه وتحديث سجلات بالانتخابية، ولم نعثر حتى على نقطة مشتركة واحدة بينهما، وخطابا كليهما كان بعيداً عن الدين قريباً من السياسة والطائفية!!
Al_botani2008@yahoo.com   

201
ملامح هجمة عالمية على الأسلام والمسلمين.

عبدالغني علي يحيى.

   قبل أيام قلائل وفي خطوة غير مسبوقة.أصدرت الحكومة الأنغولية قرارا نص على حظر الأسلام فأغلاق المساجد ودور العبادة للمسلمين ثم هدمها في انغولا والذي يبلغ تعداد نفوسهم (المسلمين) نحو 100 الف نسمة، كما منع القرار مسلمي هذا البلد الافريقي من الاحتفال باعيادهم ومناسباتهم الدينية ايضا. وعلى أثر ذلك صدرت ردود افعال اسلامية، اللافت فيها أنها لم تكن بالواسعة أو العنيفة، لأن مايحصل بين المسلمين أنفسهم الأن ومنذ سنين أعظم وأمر، ومن الردود على القرار الانغولي، دعوة خالد بن عبدالرحمن الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد(ص) منظمة التعاون الاسلامي والاتحاد العالمي لعلماء الذين المسلمين اضافة الى مؤسسات اسلامية اخرى للتحرك والاحتجاج على القرار ذاك.وفي مساء الأربعاء الماضي اجرى برنامج بلا حدود في فضائية الجزيرة لقاء مطولا مع أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي حول وضع الاقليات المسلمة في بعض دول العالم وكان قرار منع الاسلام في انغولا في مقدمة القضايا التي تناولها اللقاء.
وساعة صدور القرار، قدمت تفسيرات شتى له، منها المجزرة التي نفذها المجاهدون الشباب الصوماليون المصنفون على الأرهاب بحق عشرات الكينيين عند احتلالهم لمصرف شهير في العاصمة الكينية نيروبي. وكذلك المجازر التي ترتكبها منظمة بوكو حرام بشكل شبه يومي  ضد مسيحي  نايجيريا، ومن التفسيرات ايضا بناء مئات من المساجد للاقلية المسلمة في انغولا و تسييس الأسلام هناك ما دفع بالانغوليين حكومة وشعبا الى الأعتقاد بأنهم امام ظاهرة سياسية اسلاموية موالية لوطن اسلامي ام. وأنصبت اكثرية التفسيرات على إدانه المنظمات الاسلامية المتطرفة التي تعيث في افريقيا واسيا فسادا، عليه والحالة هذه، فأن الخطوة الانغولية أوحت (بالوقاية خير من العلاج) ولقد عكست المقولة بين القوسين القرار المذكور. وقد تخطو الحكومة الانغولية خطوات أخرى باتجاه التضييق على الاسلام والمسلمين، وربما تجاريها حكومات افريقية اخرى مثل اثيوبيا وكينيا واريتريا وغيرها والتي تعاني بدرجات متفاوتة من الاسلام السياسي. وتتخذ اجراءات مماثلة للأجراء الانغولي، وليس ببعيد ان تتبنى دول مسيحية وغير مسيحية مواقف من الاسلام والمسلمين مثل مواقف دول اسلامية وغير اسلامية  سابقة من الشيوعية، كأن تدعوا إلى مكافحة الاسلام واعتباره فكرا هداما و إرهابيا وربما مستوردا وتشرع القوانينا لمحاربته على غرار المكارثية في امريكا سابقا والتي اشتهرت بمكافحة الشيوعية. مع الفارق بين الشيوعية والاسلام السياسي وقد تقود مضايقات المسلمين الى شن حروب دموية عليهم أينما كانوا ووجدوا كأن يطردوا  ويقتلوا ويسجنوا ويجبروا على الرحيل ويبدو أن لا رجعة للحكومة الأنغولية عن قرارها بحظر الاسلام  وهدم المساجد..الخ وتبين ذلك من تصريح ادلت به وزيرة الثقافة في تلك الحكومة . ولا يغيب عن البال ان انغولا ليست وحدها من بين دول العالم اتخذت خطوات لضرب الاسلام والمسلمين، فقبل اصدارها لقرارها وقبل ايام ايضا، رفضت الحكومة الميانمارية  البوذية منح الجنسية للافراد من شعب الروهينغيا المسلم رغم مطالبة منظمة الأمم المتحدة لميانمار بمنحهم الجنسية، والأنكى من هذا ان ميامنار حكومة وشعبنا هاجمت على مدى الشهور الماضية الأقلية  الروهينغية المسلمة، واضرمت النار في العديد من مساجد المسلمين ولم تتورع حتى عن هتك الأعراض واجبار الاف منهم على الهروب الى دول اسلامية مثل بنغلاديش واندنوسيا وماليزيا وغيرها،ولم يجد نفعا استنكار الدول الاسلامية للاضطهادات التي انزلت بمسلمي ميانمار، ما يعني ان لا رجعة لحكومة ميانمار عن حربها على المسلمين، والتي،اي الحرب،تساندها الصين التي تنظر بعين الطمع الى الثروات المعدنية الهائلة تحت الأرض التي يقطنها المسلمون في ميانمار، وان الصين بدورها منشغلة منذ اعوام بمجاربة ومكافحة مسلمي تركمانستان الشرقية لديها، والذي يعمق من مأساة المسلمين الصينيين لجوء المنظمات التي تمثلهم الى الأرهاب، وأخر عملية ارهابية نفذتها احدى تلك المنظمات، تلك التي وقعت في احد الميادين الصينية وخلفت وراءها اضرارا جسيمة في الأرواح.
ونبقى في اسيا،ففي الوقت الذي يعترض فيه العالم الاسلامي على الغرب المسيحي (معاداته) للمسلمين والدين الاسلامي على حد قول ذلك العالم فأن هذا العالم ينسى أو يتناسى، ان الشرق البوذي صار منذ اعوام في حالة من الغليان والسخط على المسلمين دون الأقليات الدينية الأخرى.فقبل اعوام حين قامت منظمة (طاليبان) الأرهابية في افغانستان بتحطيم وهدم تماثيل بوذا، فان غضبا عارما عم البوذيين في كل مكان، والذي قاموا بردود فعل غاضبة منها، انه في ميامنار وحدها تم احراق العديد من المساجد، وليس حال الاقليات المسلمة في الفليبين و سريلانكا والهند بافضل من حال مسلمي الروهينغيا، ان لم نقل اسوأ،ففي الفليبين تتواصل الاضطهادات ضد المسلمين في جنوب الفليبين وقبل القضاء على نمور التاميل في سريلانكا، فأن معاداة التاميل للمسلمين استمرت  لسنوات، وما زال الجفاء يهيمن على علاقات المسلمين السريلانكيين بالحكومة  السريلانكية وبشعب سريلانكا أيضاً. اما الصراع بين المسلمين والهندوس في الهند فهو متجذر وساعد التطرف الاسلامي على تجذره اكثر، لذا لاغرابة ان نجد الصراع بين المسلمين والهندوس في هذا البلد سجالاً.
كل الادلة والوقائع تشير الى ان الباديء في الاعتداء و العدوان، هم الاعضاء المنتمون  الى المنظمات الاسلامية المتطرفة خاصة واحزاب الاسلام السياسي عامة والتي حولت بلداناً مثل العراق وسوريا ومصر وباكستان وافغانستان وغيرها الى جحيم للمسليمن واتباع الديانات الاخرى ايضاً، ففي مصر يجري اضطهاد المسيحيين الاقباط بشكل متواصل يأخذ صوراً عدة  مثل قتل المسيحيين وهدم كنائسم وتهجيرهم، وفي العراق لم يبق من مجموع اكثر من المليون ونصف المليون مسيحي سوى أقل من نصف المليون مسيحي ومنذ اندلاع القتال بين الحكومة السورية والمعارضة في سوريا، فان وضع المسيحيين سار من سيء الى  اسواء، فلقد قتل منهم خلق كثر واتسئ الى رجال دينهم وكنائسهم ،  فاضطروا  الى هجرة واسعة الى الغرب، ان اعداد المسيحيين في البلدان الاسلامية الشرق اوسطية بالأخص  في تناقص الامر الذي دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الى  دعوة  الدول الاسلامية الى منح الحقوق للمسيحيين واعلن عدم قبوله بشرق اوسط خال من المسيحيين وقبله باكثر من سنتين كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد قال: ( يجب ان لايخلو الشرق من المسيحيين والغرب من المسلمين) ولكن ها هو الشرق يخلوا تدريجياً من المسيحيين، في حين يمتليء الغرب بالمسلمين. ان الغرب المسيحي، اوروبا وامريكا، وحتى في استراليا، راح ينظر الى  المسلمين النظرة الى الارهابيين و ذلك على خلفية عمليات ارهابية نفذتها منظمات اسلامية متطرفة كالتي طالت المركز التجاري العالمي في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية كما وتعرضت عواصم اسبانبا وبريطانيا  وفرنسا وروسيا الاتحادية الى عمليات ارهابية لاتحصى. واضطرت الدول المسيحية الى اتباع اجراءات صارمة للحيلولة دون تكرار العمليات الارهابية،  ونتيجة لذلك فان سمعة  المسلمين راحت تتدهور وتسوء في انحاء العالم المتمدن جراء الاعمال الاستفزازية للمنظمات الاسلامية المتطرفة التي اشاعت وما تزال بين المسلمين أفكاراً سوداوية ارهابية ظالمة لاتمت بصلة الى مبادئ الدين الاسلامي، والذي يؤسف له ان هذه المنظمات وظفت طغيان وجور الحكام المسلمين من العرب  بالأخص، لأمرار مشاريعها الجهنمية وبث افكارها وضم قطاعات واسعة سيما من الشباب المسلم أليها، ففي تركيا الدولة الاطلسية وحسبما جاء في الانباء ان هناك 500 تركي يقاتلون الى جانب دولة العراق والشام الاسلامية في سوريا  علاوة على مقاتلين مسلمين من جنسيات أوروبية وامريكية  وغيرهما.
والى الامس القريب والى حدما الى الان أيضاً ، كان المتهم الاول في معاداة المسلمين، حسب المسلمين، هو الغرب المسيحي، إلا ان دائرة المعاداة راحت تتسع لتشمل الشرق أيضاً، وها هي تمتد جنوباً لتصل الى القارة الافريقية والاسترالية واقولها بصراحة، انه بعد ان كان اليهود منبوذين غير مرغوب فيهم على امتداد قرون، واحتار الفلاسفة على اجماع العالم في كرهم، حتى ان كارل ماركس الف كتاباً بهذا الشأن سماه: المسألة اليهودية وفيه رد السبب الى اليهود أنفسهم، فقد حل المسلمون محل اليهود في العالم وباتوا مكروهين منبوذين لدى امم العالم أجمع، ولا اغالي اذ قلت: انه في حال وقوع نزاع ديني أو طائفي بين جماعتين، فأن احداها لا بد وان تكون مسلمة! لقد بدأ صبر العالم بالنفاد حيال تفاقم الارهاب الاسلامي ولا بد والحالة هذه، ان تقدم دوله على محاصرة الاسلام والمسلمين ويشجع على ذلك الوضع القائم والميؤوس منه في معظم البلدان العربية والاسلامية، فالصراع محتدم بين السنة والشيعة في: لبنان وسوريا والعراق والبحرين.. الخ  ويقتل العشرات من الطرفين في صراعات طائفية يومياً، ورغم حظر الاسلام في انغولا وحجب الجنسية عنهم في ميانمار الا ان وضع المسلمين في هذان البلدين افضل بكثير من وضع مسلمي العراق وسوريا  واليمن.. الخ. ان السنة والشيعة  لم يعودوا يقبلون بعضهم بعضاً ، فكيف بالعالم الخارجي غير الاسلامي قبولهم؟
 ان  ما حصل ويحصل في انغولا وميانمار ودول اخرى ضد المسلمين بداية لحملة عالمية أوسع ضد المسلمين والدين الاسلامي ستكون لها تداعيات خطيرة على المسلمين، ان لم يتداركوا  الاحداث بسرعة ويقضوا على الارهاب، ومن ثم الانسجام مع العالم غير الاسلامي والتكيف معه، والأ فان انهيار الاسلام وشيك ويتحمل السبب العالم الاسلامي قبل غيره.
Al_botani2008@yahoo.com     

202

الطريق الرئيسي إلى السعادة والرفاهية للشعوب

عبدالغني علي يحيى
   أظهر أستفتاء حول أسعد شعب في العالم أجرى نهاية عام 2010، ان الشعب الدانيماركي هو الأسعد من بين الشعوب، ورد بعضهم ذلك، إلى عزوف الدانيماركيين بعد الحرب العالمية الثانية عن بناء جيش لهم، والأكتفاء بقوة بوليسية مهمتها التحكم بالمنافذ الحدودية والحفاظ على السلم الأجتماعي، وفعلت الدانمارك حسناً، هب أن حربا عالمية ثالثة تنشب، لا بد ان يكون مشعل فتيلها دولة جبارة مثل: المانيا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، يقيناً أن دولة صغيرة يقطنها شعب صغير كالشعب الدانيماركي مثلاً، لن تستطيع الوقوف بوجهها مهما كان جيشها قوياً.
وهكذا صار الدانيماركيون من أسعد شعوب المعمورة. ويتردد ايضاً ان شعوب الدول الاسكندنافية: فنلندا والنرويج والسويد سعيدة بدورها بسبب عدم اهتمامها بالعسكر والعسكرة
وبعد الحرب نفسها الغت كوستاريكا جيشها عام 1949 رسمياً واعلنت انها دولة محبة للسلام وتصرف الميزانية العسكرية على التعليم والصحة والشرطة، وبفضل هذه الخطوة منها فان شعبها راح ينعم بقدر من السعاد والرفاهية مقارنة بشعوب مجاورة له في امريكا الوسطى والجنوبية.
وبفضل الشروط التي فرضها الحلفاء على الألمان واليابانيين بعيد الحرب عينها والتي قضت بجيش صغير ورمزي لهما، للحيلولة دون إقدامهما على حرب ثالثة، فانهما أنصرفتا كلياً إلى الصناعة والاختراعات، فاصبحت الاولى عملاق أوروبا الاقتصادي، فيما صارت الثانية القوة الاقتصادية الثانية بعد الولايات المتحدة في العالم، كل ذلك من غير ان تؤدي تلك الشروط الى انتقاص لسيادة وأستقلال البلدين، في حين أنتهكت سيادة دول تتمتع بجيوش قوية كالعراق بعد حرب الخليج ودول عربية أخرى بعد حرب حزيران عام 1967 على يد أسرائيل. وتأسيساً على ما مر وبالأخص الوضع الذي ساد المانيا واليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والى الآن، فان العراق، نتيجة الجهل الجمعي ان جاز التعبير لحكامه وقادته وحتى شعبه، (والناس على دين ملوكهم) كما يقال، فأنهم بأستثناء الكرد، راحوا يصرون ويلحون على الأنسحاب الأمريكي من العراق وتحقق لهم ذلك في نهاية عام 2011 عندما غادر آخر جندي أمريكي أراضيه، وتوج تدهور أمني مريع وأشكال من الفساد البلاد بعد جلاء الامريكان، فها هي القاعدة تسيطر على 40% من محافظة الأنبار وعلى حوض دجلة بدءاً من الساحل الايمن للموصل وأنتهاء بمحافظة صلاح الدين..الخ ومع كل ذلك، يبدو أن حكام العراق لم يستخلصوا الدرس والتجربة، فهاهم يركضون وراء التسلح بشكل محموم ويطالبون امريكا وروسيا وغيرهما بالاسلحة والمعدات الحربية وتجاوز عديد قواته المليون ونصف المليون جندي، وظهرت تشكيلات عسكرية جديدة كالصحوة وحتى الميليشيات فهي بدورها تابعة للدولة التي تصرف عليها. ويلي كل من السودان وسوريا العراق من حيث الركض وراء التسلح علما ان هذه البلدان  لم توجه اسلحتها الى من اعتبرتهم اعداء تقليديين لها فالحكومات العراقية استخدمت ترسانتها العسكرية وسلاحها الكيمياوي في العهد البعثي ضد الشعب الكردي وقتلت بالسلاح الكيمياوي اكثر من 5000 كردي في حلبجة عام 1988. وقبل ذلك وبعده فانها شنت حربا ضروسا على ايران وفيما بعد احتلت الكويت اما السودان الذي يركض بدوره وراء التسلح ويحتفظ بمجمع حربي ضخم بالقرب من الخرطوم فانه استخدم كل جيشه واسلحته ضد شعب جنوب السودان وكذلك شعوب دار فور وكردفان والنيل الازرق ناهيكم عن مواجهته للشعب السوداني كذلك وقمعه  بشدة. ولم يطلق ولو رصاصة واحدة باتجاه اسرائيل او امريكا والتي تدعي وطنية فوق العادة ضدهما ويسري القول نفسه على الحكومة السورية الحالية التي تقوم بقمع شعبها منذ اكثر من سنتين ولم تتردد عن استخدام الكيمياوي ضده. ان شعوب البلدان العربية هذه تتضور جوعا وتعاني اشكالا من الفقر والحرمان ولقد كان اولى بالمجتمع الدولي واصحاب القرار ان تجردها من السلاح وترغمها على صرف الميزانية المخصصة للعسكر على الصحة والتعليم وكل ما من شأنه ان يبعث بالسعادة والرفاهية في شعوبها وبلدانها.     
لن تتحقق السعادة للعراقيين والسودانيين والسوريين، ما لم تخضع بلدانهم إلى الشروط تلك التي فرضها الحلفاء على المانيا واليابان، ولا يغيب عن البال ان العراق، مثلهما، خاض حربين رهيبتين كما ان الحكومات السودانية وبالاخص الحالية تكاد تكون في حرب مستمرة مع شعوبها، وقل الشيء ذاته عن سوريا  ولن تنعم شعوب هذه البلدان بالاستقرار مالم تلغى جيوشها العدوانية وتحل قوة دولية محلها، ان تخفيض الميزانية العسكرية الامنية لهذه الدول وامثالها او الغاء جيوشها بالمرة طريق شعوبها الى غد افضل.
Al_botani2008@yahoo.com 

203
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   أمريكا وحرية الكرد السوريين.
ابدت أمريكا قلقها من اعلان الكرد السوريين لأدارة ذاتية لمناطقهم، وفي الوقت عينه أقرت بتعرض الشعب الكردي في سوريا الى تعذيب كثير على يد الحكومة  السورية! إذاً والحالة هذه الايحق للكرد التمتع بادارة ذاتية لمناطقهم، فيما تنعم شعوب اخرى بالاستقلال؟. امريكا تدعي الحرية وتستكثر على شعب مظلوم ادارة ذاتية.
•   شرور البشير الشرير المبشر بالشر.
هدد عمر البشير شعبي دارفورد وكردفان بجرد حمله عسكرية لضربها وبدم جد بارد في زمن ينبذ فيه العالم القوة لقهر الشعوب، لكن العالم ما ظل يمارس الصمت حيال الجرائم المنكرة لدكتاتور السودان ضد الشعبين المذكورين والسودانيين عامة وهو المطلوب اصلاً من قبل محكمة الجنايات الدولية. ان العالم يتحمل القسط الاكبر من اقدام البشير على ارتكاب المجازر، وبوسعه ان يوقفه عند حده، لكنه يمارس دور الشيطان الاخرس الساكت عن الحق تجاهه.
•   البشير بين تهديده لشعبه ولأسرائيل.
قبل نحو السنتين هدد عمر البشير بالرد على اسرائيل في الوقت المناسب على خلفية مهاجمة الاخيرة لمجمع حربي سوداني بالقرب من الخرطوم ، وعد البشير الرد على انه حق طبيعي لبلاده، بيد ان تهديده صار فوق الرفوف العالية يعلوه التراب، لكنه في تهديده لشعبي دارفورد وكردفان والنيل الازرق لايتردد وينفذه بسرعة صاروخية، ولسان حال السودانيين: اعوذ با لله من شر (البشير).
•   قطر..خطوة الىَ الوراء
ورد في خبر اثار الاستغراب عن تبنى دولة قطر للتجنيد الا جبارى. وكم كنا نتمنى ان تبقى قطر وشعبها السعيد كما الدانيمارك و كوستريكا بدون جيش. لكي يبقى شعبا مسعيدا ا كما الشعبين الدانماركي و الكوستريكي. ثم ان تجربة طرد قوات لاحتلال العراقي من الكويت عام 1991 من جانب المجتمع الدولي اثبتت افول زمن الاحتلالات فمم تخاف قطر؟
•   بعد خراب (افغانستان)!
قال مسعود خان انصاري مدير متحف كابول. ان المتحف يعود للحياة بعد ان فقد نحو %70 من محتوياته! امثل هذا عودة للحياة ؟, ومن (بعد خراب البصرا) خراب افغانستان.
•   قدر العالم العربي.
حذر أردوغان من مغبة تجول سوريا الى ما سما ها (افغانستان متوسطية) وكأنه نسي ان الافغنة تسللت الى اكثر من بلد عربي واتخذت اسماء شتى مثل (الصوملة) و(العرقتة) وقبلهما (اللبننة) ثم ان هناك اكثر من دولة عربية تبحث لها عن اسماء على وزن الافغنة مثل ليبيا وتونس واليمن، والى حدما السودان، وعلى أردوغان توخي الحذر من ان يشمل الوزن عينه بلاده، فهناك ثورة كردية وتهديد بتكرار مشهد ميدان تقسيم...الخ من التهديدات التي تواجه تركيا.
•   تأجيل عمل قرن الى قرن!
ينصح المرء بان لا يؤجل عمل اليوم الى الغد، ولكن على الضد من هذه النصيحة، وجدنا محكمة حقوق الانسان الاوروبية تدين تركيا لجريمة ارتكبتها في عام 1993 بحق قريتين كرديتين في جنوب كردستان، وجاء قرار الادانة في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وبين القرار والجريمة ارتكبت السلطات التركية جرائم بشعة بحق الكرد تفوق بكثير تلك التي ارتكبتها عام 1993.

•   اشكال العنصرية والتخلف في تركيا.
فوجئنا بنبأ دخول إمرأتين برلمانيتين البرلمان التركي بالبنطال والذي وصف (بالتحدي) ما يعني ان في تركيا قيوداً على حرية المرأة، في وقت  اظهر العالم استغرابه من السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات! وقامت السلطات التركية بمنح السجين  الكردي حق الدفاع عن  نفسه باللغة الكردية امام المحاكم، وقبل ايام اعيدت الاسماء الكردية الى مدن سبق وان جرى تتريكها .. الخ من العنصريات التي يبدو انها تزال ببطء شديد.
•   هل سيأتي يوم لن يتوجه فيه احد الى الانتخابات؟
يقول (كارل ساندبرغ): ( في يوم من الايام سيدعون للحرب ولن يأتي أحد) ومع تمنياتنا بان يحل ذلك اليوم سريعا، لكن من المؤكد ان اقبال الناس على الانتخابات البرلمانية، بات ضعيفاً سيما في الدول الغارقة في الفساد ففي بعض من الانتخابات لم تتجاوز نسبة المشاركين فيها ال50% يذكر انه في انتخابات مجلس محافظة الانبار في العراق لم تتجاوز نسبة المشاركتين فيها ال 30% أو ال 32%.
•   السعادة.. بعيداً عن الدين حلاً.
اقدمت السويد على غلق عدد من سجونها لقلة عدد سجنائها، ما يفيد ان شعبها سعيد، وتفيد المعلومات ان شعوب الدول الاسكند نافية: السويد، الدانمارك، فنلندا، النرويج من أسعد شعوب العالم التي بلغت السعادة دون أن تجعل من الدين اي دين حلاً لمشاكلها، فألى متى يتاجر المتاجرون بالدين الاسلامي الجنيف وقولهم (الاسلام حلاً)؟.
•   من المسؤول عن تأخر العرب والمسلمين؟.
يدعي بعض من الجهلة بالتأريخ  والدين، ان التأخر الذي تعانية المجتمعات العربية والاسلامية  مرده الاستعمار لكن المفكر الأسلامي الجزائري محمد أركون برأ الاستعمار من التهمة في قوله (ان  التأخر حدث قبل مجيء الاستعمار) منذ عقود من السنين غادر المستعمرون البلدان العربية ومع ذلك فان احوال العرب والمسلمين ساءت اكثر ويفر المئات منهم سنويا الى بلد الاستعمار بحثاً عن الخبز والحرية  والعدالة.
•   احقاً ان الغرب استفاد من الاسلام اكثر من استعفادة المسلمين منه.؟
امعاناً في الاستهانة بالعقل الفردي والجمعي للأنسان المسلم والشعوب الأسلامية امام العقل الغربي، تجد بعضاً من مفكري الاسلام ودعاته يقولون باستفادة الغرب من الاسلام اكثر من استفادة المسلم منه، وكأن عقل المسلم عاجز عن استيعاب دينه وقاصر. عبدالرحمن الكواكبي واحد من هؤلاء في  قوله (قد استفادت امم الغرب من الاسلام اكثر مما استفاده المسلمون) ومن بعده راح المتأسلمون في ايامنا هذه يرددون قوله باشكال شتى، ناسين ان الصين واليابان  والهند وكوريا.. الخ من الشرقيين تقدموا في مجالات كثيرة على الغرب دون ان يقول احد بحقهم انكم استفدتم من الاسلام. سادتي، اخذ الشرق قديماً العلوم من اليونان وحديثاً مازال يأخذها من الغرب وكفى تحميل الدين الحنيف بما لايطاق.
•   .. وكأن للمسلمين وحدهم حق إهانة الاسلام!
أوسع شيعة عراقيون مهندساً بريطانياً في حقل الرميلة النفطي ضرباً بذريعة تمزيقه لراية عاشوراء ثم امر المالكي بطرده من العراق. يقيناً لو كان الفاعل  شيعياً لتجاهلوا فعله، اذ لاننسى انه على مدار العام يهان الدين الاسلامي على يد معتنقية من سنة وشيعة، فقبل فترة شكا سكان كرد عراقيون من استخدام الايرانيين لأوراق القرأن في تغليف التفاح المصدر لكردستان، ومع ذلك لم يحقق أحد في الامر، ويكاد لايمر فيه يوم دون ان يدمر مسجد أو حسينية أو يقتل ائمة ومصلون في العراق أو يسيئوا الى عائشة وعمر و الحسين.. الخ ومع هذا تجد  بعضهم  يقيمون الدنيا ولا يقعدونها اذا كان المسيء الى الاسلام امريكيا ويا لقلتهم كالقس جونز أو الرسام الدانماركي، وكأن للمسلمين  وحدهم الحق في الاساءة الى الاسلام.

Al_botani2008@yahoo.com

204
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•    (الأفراج) مقابل (المستوطنات).
في خضم أحتفالات الفلسطينيين بافراج أسرائيل عن 26 معتقلاً فلسطينياً، أمر نتنياهو ببناء مستوطنة من 3500 شقة سكنية، وهكذا جاء الأفراج ذاك وكأنه حصان طروادة أسرائيلي.

•   سباق التجسس.
على أثر فضيحة التجسس الأمريكي على العالم كله، نددت ماليزيا بأستراليا متهمة أياها بالتجسس عليها لصالح المخابرات الأمريكية وحذت حذوها أندنوسيا. وفي السودان أتهمت المعارضة الحزب الحاكم بالتجسس عليها. وذكرت (الغارديان) البريطانية بأن (أجهزة المخابرات في أوروبا تشترك في عمليات تنصت واسعة) أما في العراق فلقد تم الكشف عن أكثر من (7) بلايين عملية تجسس امريكية ضد مواطنيه. الطريف ان أمريكا تعهدت بعدم التجسس على صندوق النقد الدولي، وقدرت ميزانيتها المرصودة للتجسس بـ57 مليار دولار، وفي سباق التجسس ثبت ان أمريكا هي القارس الذي لا يباريء في مجال التجسس. وتتوالى اخبار التجسس فالانديبينديت البريطانية قالت ان بريطانيا تجسس على المانيا. وفي خبر اخر ان البرازيل تجسست على روسيا وايران والعراق.

•    الاستفتاء والأستفتاء المضاد!
توار مصطلح (الثورة المضادة) ليحل محله الاستفتاء المضاد، فها هو مساعد الرئيس السوداني يقول من أن حكومته ستجرب أستفتاءاً موازياً للاستفتاء الذي أجراه شباب قبائل (دينكا نقوك) واسفر عن تصويت سكان منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه بنسنة 99,9% لصالح الانضمام إلى الجنوب، فهل من المعقول يا ترى ان يأتي الأستفتاء المزمع اجراؤه بالنسبة نفسها؟.

•    اللامعقول في السياسة الأمريكية.
خلعت الأدارة الأمريكية والرأي العام الأمريكي أيضاً أوصافاً رهيبة على المالكي وأتهماه بممارسة الاقصاء والتهميش بحق السنة والكرد وقطاعات واسعة من الشيعة والأقليات أيضاً.
فهل يعقل والحالة هذه ان تزود واشنطن العراق بالأباتشي وإف 16 ؟ واتهموا كذلك المالكي بالضلوع في المخططات الأيرانية ناهيكم عن ما يتردد عن بحث الامريكان لبديل عن المالكي بسبب ذلك. وفي الوقت عينه حث بايدن الكونكريس الامريكي للامتناع عن فرض عقوبات جديدة على إيران، واشكال من الغزل لها، وطمأن كيري السعودية بان تقارب بلاده مع طهران لن يكون على حسابها (السعودية)!!

•    .. من عيوب زيارة المالكي الى واشنطن.
كلفت زيارة المالكي الاخيرة الى واشنطن الخزينة العراقية 100 مليون دولار، أي بمعدل 25 مليون دولار لليوم الواحد، اذا علمنا ان زيارته لم تتجاوز سوى (4) أيام. ومن باب التهكم طبعاً قال أحمد الجلبي ان أعضاء الوفد الذي رافق المالكي لايجيدون الانكليزية: ثم ان المالكي اقدم على الزيارة ولم يستأنس برأي السلطة التشريعية، وخلافاً للتقاليد المتبعة فانه بعد عودته الى بغداد لم يعقد مؤتمراً صحفياً. وتخلل كذب كثير الزيارة اذ قيل مثلاً، ان الأدارة الامريكية ستسد حاجة العراق إلى المعلومات المخابراتية، واذا بخبر يقول عكس ذلك خشية من تسرب تلك  المعلومات التي (داعش) في سوريا..الخ

•   كلام 2011 يمحوه 2013.
كان المالكي من المتحمسين في عام 2011 لأجلاء القوات الأمريكية من العراق، زاعماً بجهوزية قواته على الحاق الهزيمة بالأرهاب، في حين وجدناه في واشنطن يلح على الأمريكان مد يد العون والمساعدة إليه فالحاجة الى تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين الجانبين!.

•    العراقيون بانتظار عودة الأمريكان.
قال (بول بريمر) ان واشنطن اخطأت بأنسحابها من العراق كما صدرت اشارات من شخصيات امريكية بضرورة تدخل امريكي للحيلولة دون تدهور الاوضاع اكثر في العراق فنشوب حرب اهلية. قبل اكثر من 30 عاماً زار وفد فرنسي مستعمرة سابقة لفرنسا وفوجئوا بانتقادات وجهها اليه اهالي المستعمرة لانهم غادروا المستعمرة بعد ان تركوهم فريسة للحكام (الوطنيين) الدكتاتوريين (والوحوش). كلي ثقة ان العراقيين القدامى ندموا على مقاومتهم للانكليز والانقلاب الذي نفذ في 14تموز 1958 على الملكية التي كانت موالية للانكليز, والآن فان لسان حال العراقيين: ليت الامريكان يعودون يوماً, ليت العراق تحت وصاية دولية .

•    سلاح بلا ذخيرة ..سيكاره بلا شخاطة!
تسلم العراق من روسيا مروحيات من دون اسلحة وذخائر الامر الذي يذكرنا باشخاص من المدخنيين ايام زمان يملك كيس للتبغ بلا تبوغ او لفائف بلا عود ثقاب!

•    العشيرة في العراق مرجعية.. لا الجامعة.
الملاحظ في جولات المسؤولين العراقيين ان برامج زياراتهم غالباً ما تتضمن اللقاء برؤساء العشائر, وقلما نسمع عن زيارة لهم الى الجامعات والمعاهد ومنظمات المجتمع المدني والنقابات وكل ما يمت بصلة الى التحضر والمدنية و(وحدك ملكت الروح يا ابن العشيرة..)الخ من الاغنية.

•   اكتشاف رد قانون.
اخفق مجلس النواب العراقي لاسابيع في اقرار قانون الانتخابات ولما اقره فان القانون جاء ناقصاً مليئاً بالثغرات , ولم تكن ازمة قانون الانتخابات الازمة الوحيدة في هذا المجلس فقد سبق له وان اخفق في اقرار قانون البنية التحنية ايضاً ويرى بعضهم ان الغاء رواتب البرلمانيين مجرد وهم, كما ان من الصعوبة بمكان اصدار قانون الاحزاب، واخيراً ثم الكشف عن رد قانون آخر ألا وهو قانون الاصلاح الاقتصادي ووصف الرد بأنه ذو طابع سياسي!!

•   بدون تعليق
قال المالكي :(حققنا الاستقرار في البلاد وكسرنا شوكة القاعدة) الشرق :العدد 1706x3-11-2013 وقال وزير العدل العراقي : ( لم تهرب من العراق قطرة نفط واحدة ) المستقبل العراقي: العدد 607 x29-10-2013 .
Al_botani2008@yahoo.com

205
حكومة وبرلمان كردستان خاليتان من (الكرد الأصلاء)!

عبدالغني على يحيى.
   للوهلة الأولى, تفاجأ الجميع بخلو الكابينة السابقة لحكومة أقليم كردستان من الكرد الأيزيديين الذين غالباً ما يوصفون بالكرد الاصلاء، وذلك قبل نحو السنتين من الآن عندما أعلن عن تلك الكابينة. ويشدد الرئيس مسعود البارزاني على مصطلح الكرد الأصلاء، وهو محق في ذلك، ناهيكم عن حبه واخلاصه العظيمين للأيزيديية ولقضية الشعب الكردي بشكل عام. وفي حينه، أي بعيد الأعلان عن الكابينة تلك والتي خلت- خلافاً للكابينات السابقة- من (الكرد الأيزيديين الاصلاء) وللمرة الأولى في تأريخ الوزارات الكردستانية، اعتقد الكثيرون، ان ما حصل خطأ سيتم تداركه على جناح السرعة واطلقت وعود لتصحيحه وعلى أثر ذلك تقدم عدد من الكرد الايزيديين بطلبات للفوز بحقيبة وزارية في تلك الكابينة ولقد كانوا جميعاً جديرين بالفوز بها. وكان اثنان من مقدمي الطلب يترددان علي بين حين وآخر ويتابعان مصير طلبهما، واقاما لفترات في فنادق اربيل، بانتظار الجواب. وفي أحد الأيام قلت لكليهما وعلى حدة. ان يكفا عن بذل المساعي والمحاولات وبأن الأيزيديين لن يدخلوا الكابينة السابعة ولا الكابينات اللاحقة أيضاً, وكانت حجتي في ذلك، وبعد إمعان الفكر في المسألة والتدقيق فيها, كالاتي:
1- ان الدول المحيطة بكردستان, تركيا وايران والعراق والتي يتحكم بها الاسلام السياسي والتعصب الديني بدرجات متفاوته, لن تقبل بوجود ايزيدي لانهم من غير أهل الكتاب، في الحكومة الكردستانية ، وهذا لا يعني البتة ان اهل الكتاب كالمسيحيين مثلاً مرغوبين لدى تلك الدول أو أن وضعهم بافضل من وضع الأيزيديين، بل أن وضعهم (المسيحيون) سيء جداً, يرثى له. وكلما تقدم الاسلام السياسي على صعيدي السلطة والشارع فان حقوق الايزيديين وكل الشرائح الاجتماعية غير المسلمة ستتعرض لانتهاكات أوسع وأكبر.
2- لقد كان الحزبان الكرديان الرئيسيان: الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني, يتباريان في السابق على كسب ود الايزيديين وتوسيع تنظيماتهما بينهم، وبعد الانشقاق الذي حصل في حكومة الاقليم جراء الاقتتال الداخلي بين الحزبين الكرديين في عام 1994 واستمر الى عام 1998, فأنه كان للايزيديين حقيبة وزارية في حكومتي أربيل والسليمانية واللافت, انه لم يكن لأي من الحزبين مرشح لأشغال مقعد في الحكومة الكردستانية السابعة, مايفيد ان كلاهما نزلا عند ضغوط حكومات الاسلام السياسي في المنطقة لأجل حرمان (الكرد الايزيديين الأصلاء ) من المشاركة في الحكومة الكردستانية السابعة. وكم كنا نتمنى ان تبقى المنافسة الشريفة بين الحزبين لكسب ود الايزيديين لما في ذلك خير الايزيديين وحقوقهم المشروعة العادلة، والشعب الكردي عموما وكذلك نظامهم الديمقراطي.
ان على الحزبين الكرديين، الديمقراطي والاتحاد, ان يراجعا سياساتهما حيال الايزيديين ويصححا الخطأ الذي ارتكباه والذي الحق الغبن واللا انصاف بهم، ولا ننسى ان الكابينة الثامنة على الابواب، فهل يحرم (الكرد الأصلاء) وهم بحق اصلاء - منها؟. الجواب: انهم على الأغلب سيحرمون منها، طالما إن الاسباب التي ثم اقصاءهم بموجبها من الكابينة السابقة قائمة باقية، والذي يعمق من هذه الاسباب اكثر هو اشتداد الصراع الطائفي السني الشيعي وتفشي وباء القاعدة والجماعات الدينية الأسلامية المتطرفة يوماً بعد آخر في العالم العربي والاسلامي وعلى وجه الخصوص في الشرق الأوسط.
3- لقد علمتنا تجارب الحكومات الوطنية الفتية في العالم الثالث أو البلدان النامية, ان هذه الحكومات في بداياتها تنفتح على الكيانات السياسية والقوميات من خارج الأمة المهيمنة , والاقليات الدينية والمذهبية كذلك، ولكن ما ان ترسخ اقدامها في السلطة، فانها سرعان ما تتراجع عن انفتاحها، وتنتهج الانغلاق تجاهها، ولكم كنا نتمنى ان تتجاوز الحكومة الكردستانية هذه القاعدة ،بيد ان حرمان الايزيديين من الحقيبة الوزارية في الكابينة الماضية وخلو البرلمان الكردستاني الذي انتخب يوم 21-9-2013 من أي نائب ايزيدي يوحي بعدم تجاوز الحكومة الكردستانية لتلك القاعدة المنوه عنها.
ولقد كان من الطبيعي أيضاً، أن يخلو برلمان كردستان في دورته الرابعة 21-9-2013 من أي نائب ايزيدي، ومما لايختلف فيه اثنان ان ايا من الحزبين الكرديين، لم يكونا متحمسين اصلاً لنيل الايزيديين مقعداً أو اكثر في البرلمان الكردستاني، بقدر الحماس الذي ابدياه لغرض وصول التركمان والمسيحيين اليه، أشدد على مظلومية ومغبونية المسيحيين والتركمان ايضاً. وتحديدا في المناطق الخاضعة  للحكومة المركزية والمتنازع  عليها واعود الى الايزيديين واقول ان من حقهم، الشعور بالحزن والغبن وخيبة الامل وما الى ذلك وهم ينظرون الى حكومة كردستان وبرلمانها، وقد تراجعت في ظلهما خصوصهيتهم الدينية، والخصوصية عند الاقليات الدينية والقومية هي الاهم.
إن الحديث عن مظلومية الايزيديين، اثار لدي جملة من الافكار والمسائل مثل: ان الكرد الايزيديين لم يحرموا من عضوية الكابينة السابعة والبرلمان الكردستانيين فحسب، بل من أي منصب سيادي في مجلس وحكومة محافظة نينوى أيضاً، بالرغم من انهم الان وفي السابق كذلك يشكلون الاكثرية في قائمة التاخي والتعايش الكردية في تلك المحافظة ولولاهم لمافازت القائمة تلك بالمرتبة الاولى في انتخابات مجلس المحافظة يوم20-6-2013. ولما كانت القاعدة تصاغ من تكرار الحالة، فان تكرار حرمان الايزيديين من الفوز بأية حقيبة وزارية في الكابينة السابقة وعدم التحمس لهم بالفوز بمقعد في برلمان كردستان، اضف الى ذلك حرمانهم من اي منصب سيادي في مجلس وحكومة محافظة نينوى يعزز من رأيي ، بان هناك ضغوطا على حكومة كردستان للتضييق على حقوقهم وحرياتهم في المستقبل ايضا: ان الايزيديين بحكم موقعهم الجغرافي وقربهم من خط التماس مع العرب في محافظة نينوى، اصبحوا تلقائيا في الخط الامامي لمعركة الكرد ضد خصومهم التقليديين من الشوفينين والارهابيين، والحكومات العراقية في السابق، ولقد ثبت من موقعهم في ذلك الخط النهج والاهابات الكردية بهم. ونتيجة لذلك، فان الكرد الايزيديون فازوا ب 6 مقاعد في البرلمان العراقي، وباكثرية مقاعد قائمة التاخي والتعايش الكردية في محافظة نينوى كما اسلفنا، وحتى في ظل الحكومات العراقية السابقة وللمزايا نفسها، فان الايزيديين في قضائي الشيخان وسنجار واجزاء من محافظة دهوك، كانوا سورا للثورة هناك وفي الخط الامامي للثورة الكردية، ولقد قتل وجرح من بينهم خلق كثير. وبعد تفكير معمق في الفوز الكردي الايزيدي في محافظة نينوى والمناطق المتنازع عليها في هذه المحافظة وفوزهم بالمقاعد البرلمانية تلك، اقترح وذلك لاجل انصاف الايزيديين وبقية الكرد الاخرين من الشبك، ومكونات اجتماعية مثل المسيحيين والتركمان في نينوى، ومحافظات كركوك وديالى وصلاح الدين حيث المناطق المتنازع عليها، ان يتمتع الفائزون بعضوية البرلمان العراقي، بعضوية البرلمان الكردستاني أيضاً فا لقول (المناطق المتنازع عليها) يعني التكافؤا بين الكرد والعرب وحكومتي الاقليم والمركز. وهكذا فأن الاخذ بهذه الحقيقة يتطلب تمتع نواب المناطق المتنازع عليها بعضوية برلمانين، العراقي والكردستاني لحين حسم قضية تلك المناطق.
منذ زمن و(الكرد الايزيديين الاصلاء) وأنا مؤمن بأنهم اصلاء حقاً، اصبحوا بين مايشبه حجري الرحى، ان الارهاب يلاحقهم، يقتلهم، يذبحهم، يهدم دورهم، ولم يتوقف قتل افراد منهم لحد الان سيما في بغداد والموصل، وبين حرمانهم من وظائف سيادية في حكومة كردستان، مع الفارق الشديد بين الغبن الذي يعانونه في كردستان والناتج اصلا عن ضغوط اقليمية وبين مايتعرضون له من حرب ابادة على يد الارهابيين والعناصر الشوفينية والدينية المتعصبة في المناطق خارج نفوذ حكومة اقليم كردستان. ومما لاشك فيه، ان الديمقراطية السائدة في كردستان تتقدم على ديمقراطيات كثيرة في العالم وبالاخص تلك التي تسود بلدان المنطقة، لكنها تظل ناقصة وقد تمضي باتجاه التقلص والتراجع، اذا لم يتدارك قادة حكومة كردستان والاحزاب الكردستانية الكبيرة الصغيرة ومنظمات المجتمع المدني واخرى مدافعة عن حقوق الانسان وكذلك جمهرة الكتاب والمثقفين الخطأ ويعملوا على انصاف الايزيديين واحترام خصوصيتهم ومراعاتها وذلك من قبل ان يكبر الخطأ وينمو، ومن السهل القضاء عليه (الخطأ) وهو في المهد، وبعكسه فان الجميع سيكونون امام عواقب وخيمة في المستقبلين المنظور والبعيد، ولن يكون المستفيد منه سوى  اعداء الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، اعداد الكرد المسلمين والايزيديين، وكذلك المسيحيين والتركمان، وبالرغم مما ذكرنا فان على الكرد الايزيديين وهذا ما تقتضيه مصالحهم الحيوية الوطنية والقومية ان يكونوا مع حكومتهم وشعبهم الكردي وان لا ينخدعوا بالدعايات المغرضة التي تستغل الاخطاء والهفوات للنيل منهم ومن حكومتهم ووطنهم الكردستاني. فالاخطا تزال حتما ان عاجلا او اجلا ولن يصح الا الصحيح في نهاية المطاف.
Al_botani2008@yahoo.com

206
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   (جواسيس) بلاحدود.
تم الكشف عن أضخم عمليات تجسس في العالم، التجسس الامريكي على مكالمات ميركل وصندوق بريد الرئيس المكسيكي السابق ومكالمات لاكثر من (80) مليون شخص من فرنسيين والمان وغيرهم اضافة الى جميع  دول أمريكا اللاتينية، وعلى 30 دولة اخرى، علما ان معظمها حليفة وصديقة للولايات المتحدة، دع جانبا تجسسها على اعداء مفترضين لها، وعلى وزن: اطباء بلا حدود ومراسلون بلاحدود .. الخ جواسيس بلاحدود ايضاً.. ان امريكا دولة لاتستحي.
•   روسيا تأخذ البريء بذنب الارهابي.
قبل أيام ذكر ان روسيا الاتحادية اصدرت قانونا يتم بموجبه تغريم أقارب الارهابي، الامر الذي يذكرنا بالحكومات الارهابية وعلى راسها الحكومات العراقية كيف انها وما تزال تأخذ الاب بذنب ابنه وبالعكس.
•   لو نظرت ألمانيا الى عيوبها.
انطلقت في المانيا محاكمة موسعة لهجوم نابليون عليها قبل 200 عام، وقبل شهور من الان توجه فرسان روس على ظهور الخيول الى باريس تنديداً بهجوم مماثل لنابليون على روسيا وقبل 200 عام ايضاً، وقبل شهور ايضاً، نظمت محكمة في الكوفة بالعراق محاكمات لقتلة الحسين (ع) وهم يزيد والحجاج وغيرهما، ونقول لألمانيا هل نسيت الحربين العالميتين اللتين تسببت فيهما وقتل جراءهما ملايين البشر، وهل نسيت ياروسيا ظلمك للغير واحتلالك لأوطانهم عقوداً من السنين، اما انتم ايها الشيعة العراقيون الم تتوقعوابعملكم هذا ان تتعمق الطائفية في العراق اكثر فاكثر.
•   اغرب ماسمعته وقرأته.
اطرف خبر تناهى الى في الاسبوع الماضي، ان الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الامريكي دافعوا عن التجسس الامريكي على اوروبا وبلغ دفاعهم عنه حد القول: ( على اوروبا ان تشكرنا تجسسنا عليها!!!).
•   مرحلة ما بعد (الربيع العربي).
في برقة الليبية اعلن عن تشكيل حكومة من 24 وزيراً، وبين السودانين، اقدم شباب قبيلة (دينكا نقوك) على اجراء استفتاء شعبي لتقدير مصير اقليمهم أبيي، وفي اليمن تشتد الدعوات والحراك لفصل جنوبه عن شماله، اما اقليم صعده الشيعي فأنه مستقل وان لم يعلن. فيما تشير التوقعات على عدم عودة كرد غرب كردستان للعيش مع دمشق، اضف الى ذلك الحركات الاستقلالية: الصحراء الغريبة، دارفور، الامازيع في شمال افريقيا.. الخ وبعض منها سايقة على (الربيع العربي).
•   تظاهرة مقطوعي الاذان!!
قد يثير العنوان للوهلة الاولى الاستغراب لدى القاريء، ولكن مهلاً فقبل ايام تظاهر العشرات من الذين قطع النظام البعثي السابق أذانهم لهروبهم من الجيش ايام الحرب العراقية- الايرانية مطالبين بحقوقهم! فهل سبق وان سمعتهم بتظاهرة لمقطوعي الاذان، عار على النظام السابق هذا العمل المشين واعمال مشينة اخرى لاتحصى، وفوق هذا مازال بعضهم من السنة يعمل على اعادة ذلك النظام.
•   عن اية ثمرة يتحدثون؟
في خطبة الجمعة ليوم 25-10-2013، قال خطيب جمعة الفلوجة و خطباء اخرون ايضاً، ان بعضاً من السياسيين والمسؤولين (ينصبون شباكهم  ليصطادوا ثمرة الحراك الشعبي (الاعتصامات) ورصع خطبته بكلمات براقة حماسية مثل: (.. بعد ان علت امواجه ورفعت راياته وبزغ نجمه.. الخ). احقاً اثمرت الاعتصامات لكي يحذروا السياسيين من اقتطاف (ثمارها)! ونقول للسنة، ان احوالهم ساءت اكثر مع اعتصاماتهم، فها هي البصرة والناصرية وديالى تفرغ من السنة باستمرار، فعن اية ثمرة للاعتصامات يتحدثون؟.
•   (ديمقراطية) الشعب( الدكتاتورية)!
في الستينات من القرن الماضي شاع مصطلح ماوي (دكتاتورية الشعب الديمقراطية) وذلك لمعارضة الديمقراطية الغريبة به، وهاهي الاحداث في العراق تأتي لرفض رواتب تقاعدية خيالية للبرلمانيين يفترض فيهم ان يكونوا منتخبين من الشعب، واذا بالشعب يثور عليهم وبدروهم تجدهم يقاومون مطالب الشعب، وصدق النائب لطيف مصطفى حين قال ، ان الشعب لم يعد يثق بالديمقراطية.
•   تبرير معيب للذل والخنوع.
لم تنقطع العلاقات الدبلوماسية بين العراق وتركيا ولم تخفض أو تقلل، لا في ظل الحكومة العراقية الحالية ولا التي سبقتها، عليه فان المرء يستغرب من ماصدر عن المسؤولين العراقيين من اقوال اعادة العلاقات الى مجاريها، وترطيب الاجواء وو .. الخ في وقت لم يتوقف ضخ النفط العراقي الى ميناء جيهان التركي، ولا الاستثمارات التركية والتعاملات التجارية بين البلدين ، كما لم يغلق المعبر الحدودي الوحيد بينهما ولو لدقائق. ومما قالوه انهما شكلا لجنة مشتركة لتسوية الخلافات بما فيها قضية الهاشمي وكأنها نقطة الخلاف الوحيدة والجوهرية بينهما، كل هذا في وقت يهدد فيه سد اليسو التركي الذي  وصف بالعملاق الزراعة في وادي الرافدين بالموت وخبر عن حشد عسكري تركي على حدودها مع العراق، بل ووجود قواعد عسكرية تركية في العراق، ناهيكم عن اتهام العراقيين لتركيا بدعم الارهاب في العراق وسوريا التي تعتبر حليفة للعراق.. الخ من التجاوزات التركية.
•   العراق.. فشل.. اخفاق .. تملص.
اعلن عن فشل مجلس النواب العراقي في اقرار قانون الانتخابات، وبالعودة الى القانون السابق، سيكون الفشل اكبر وما ينطوي عليه من مخاطر، كما فشل في اقرار قانون البنية التحتية كذلك، وسيفشل حتماً في التصويت على قانون الاحزاب.. وذكر ان الاتفاقية التي وقعت بين  حكومتي المركز والاقليم لم ينفذ منها  حتى بند واحد، وكذلك توصيات لجنة مشتركة بخصوص ايقاف التهجير في ديالى، وقالوا بفشل محادثات البارزاني والنجيفي، وباخفاق كل الخطط الامنية لمجابهة الارهاب.. الخ من الفشل والعجز والاخفاق.
Al_botani2008@yahoo


207
التعاطي السلبي للأعلام والحكومة الكردستانيين  حيال الهجوم على الاساييش في اربيل...

عبدالغني علي يحيى
      لم يستغرق الهجوم الارهابي الذي طال مبنى المديرية العامة لأساييش (امن) كردستان في اربيل ظهر يوم 29-9-2013 سوى دقيقة أو دقيقتين وعلى عدد من الأمتار المربعة امام المبنى ذاك ألأ أن الأعلام الكردستاني عرضه اي الهجوم في حجم اكبر من حجمه الحقيقي من خلال اعطائه بعدين، زماني ومكاني له. فأما الزماني فهو ملازمة الكاميرات التلفزيونية لمكان الحادث الى وقت متأخر من مساءً ذلك اليوم، وقيام التلفزة الكردية بعرض لقطات على قلتها اكثر من 60 مرة. وأوحى البعد المكاني. وكأن مساحة الهجوم تمتد من البرلمان شمالاً والى جسر اكرم منتك شرقاً داخل اربيل. ناهيكم عن اخبار مثل تطويق الاحياء القريبة من الحادث وسد شوارعها وأزقتها، وأمتد البعد المكاني الى مستشفيي (ايمر جينسي)على الشارع الستيني شمالاً والطواريء الغريبة غرباً عندما انتقلت الات التصوير اليهما لاجراء مقابلات مع الاطباء والجرحى والمواطنين امام باب المستشفيين ، وجاءت تغطيات جعلت الاساييش الضحية جلاداً ، حين جرى عرض مراسل تغطي قطرات من الدم وجهه على شاشة التلفزيون بزعم انه ضرب على يد الاساييش!
لقد خلع الاعلام الكردستاني صورة على الهجوم الارهابي كادت أن تقارب الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر عام 2001 أو احتلال مصرف نيروبي، وقال عن الحادث بأنه كان على درجة من الخطورة استهدفت احتلال المبنى المذكور، في حين لايعقل ان يحتل مبنى ضخم من قبل 6 اشخاص اثنان منهم قتلا في الحال، وكان في المقر و حواليه العشرات من افراد الاساييش بدليل ان  42  منهم جرح ثم ان الهجوم صد من جانب عدد  قليل من حراس باب المبنى ولو كان هدف الارهابيين احتلال المبنى لزجوا  بعشرات الافراد في عمليتهم، مثلما حصل ويحصل في بغداد ومدن عراقية اخرى سيما في المثلث السني من العراق،  وعواصم اخرى في العالم. وعند الاستيلاء على مصرف ويست غيت في نيروبي بكينيا قبل اسبوعين. لقد كانت اخطاء الاعلام الكردستاني فادحة  بحق، اذا علمنا ان العملية الارهابية  توخت بدرجة اولى اثارة ضجة اعلامية للنيل من نتائج الانتخابات وسمعة حكومة الاقليم، واهداف اخرى مثل شل النشاط السياحي والاستثماري. وروج الاعلام لهذه الاهداف من حيث لايدري. ولقد تراجعت السياحة بنسبة 10% حسب جهات حكومية كردستانية.
وزاد من الطين بلة، اداء الحكومة الكردستانية، بتشديدها للاجراءات في السيطرات على الطرق المؤدية الى الموصل وكركوك بالاخص للحيلولة دون دخول المسافرين الى اربيل من المحافظات الاخرى. ، والتشكك بهم أصلا خطأ اذا اخذنا بالاعتبار ان اربيل تحولت الى مدينة ضخمة ومن المتوقع ان يدخلها ويخرج منها الالوف كل يوم. ومن اخطائها ايضاً ارسالها لعدد من الجرحى الى تركيا. وبذلك أعطت بعداً دوليا للحادث، في وقت كاتت جروح معظمهم خفيفة وغادروا المستشفى بعد دخولهم اليها بدقائق، واذكر قبل الحادث كيف اعلنت حكومة كردستان عن فتح ابواب مستشفياتها امام جرحى من بعقوبة والحويجة قبل شهور وبعد العملية الارهابية موضوع البحث سارعت الى استقبال جرح مدرسة ابتدائية في ناحية العياضية التابعة  لتلعفر  بمحافظة نينوى ما يفيد  ان بمقدور مستشفيات كردستان طاقة استعابية لجرحى ..  في حين  نقلت جرحى الحادث موضوع البحث الى تركيا ..الخ من الاخطاء. 
صح القول:  ( ما كل ما يعرف يقال ولكل مقام مقال) لكن الاعلام الكردستاني يبدوا، ليس في كردستان فحسب انما  في معظم اقطار العالم يعطي لنفسه الحق في الاحاطة بكل الاحداث ونشرها ايظا في وقت ان هناك حالات او حوادث تتطلب التجاهل والتعتيم بحقها لأسباب سياسية تتعلق بالامن القومي او بسلامة التحقيق. والسبق الاعلامي ليس صحيحا في كل الامور مثلما ليس صحيحا تظخيم الاحداث  وسيظل الحادث الارهابي المنوه عنه حالة شاذة وسط استتباب منقطع النظير للأمن و الاستقرار في الكردستان فالمسافة بين عملية ارهابية واخرى في كردستان غالبا ما تمتد لسنوات. هنا تظل كردستان في موقع البلدان الغربية والامريكية الديمقراطية التي تشهد بين فترات متباعدة عمليات ارهابية. ان كردستان ديمقراطية وهي في موقع الدول الملكية الخليجية الغنية التي قلم يقع فيها الارهاب لكون شعوبها غنية ومرفهة وكردستان مثلها شعبها غني ومرفه وسعيد.   

208
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   كذبت (الغاردبان) وإن صدقت.
نقلت وسائل اعلام عراقية غن (الغارديان) البريطانية نبوءة قضت بسقوط (6) أنظمة ملكية خليجية خلال السنتين أو الخمس سنوات القادمة، عازية ذلك الى ما سمنة (استبدادها وتعسفها) علماً أن الانظمة تلك مستقرة خالية من الجوع والأظطرابات والفلتان الأمني و(كذب المنجمون وان صدقوا).

•   زمن الظلم والجهالة في العراق
قتل الأرهابيون في القيارة مدرسة للغة الانكليزية مع أفراد عائلتها، بسبب من عدم أمتثالها لأوامرهم، بالأمتناع عن تدريس تلك اللغة بحجة أنها لغة (الاعداء).!!
•   دولة المقاولين والسماسرة
قال مسؤول رفيع المستوى، ان مقاولاً أستحوذ على عدد من المباني في المنطقة الخضراء ببغداد، وان بحوزته المئات من قطع الأسلحة! وقبل هذا بيوم صرح مسؤولون في محافظة بابل من ان الفساد سمح لمقاول بتزوير صك بمبلغ 350 مليون دينار و50 مشروعاً متلكئاً منذ عام 2008!! وفي كل صفقة مشبوهة يرد أسم سمسار، والسبب يكمن في أرتباطاتهم القوية مع كبار المسؤولين في الحكومة.
•   حصار الأشقاء العرب للعراق !
لدى أفتتاحه للمدينة الرياضية في البصرة قال المالكي: (خرجنا من حصار البند السابع ولم نخرج من حصار الأشقاء العرب) قالها على خلفية نقل خليجي 22 من البصرة إلى جدة، في حين لم يصدر عن أي مسؤول عراقي أعتراض على نقل مؤتمر وزراء النقل العرب من بغداد الى الاسكندرية لدواعي أمنية، ولو كان العراق محاصراً من العرب لما كانت الجامعة العربية تعقد مؤتمرها الـ23 في بغداد قبل نحو عامين، حبذا لو كف حكام العراق عن الركض وراؤ المؤتمرات والفعاليات الكبيرة والصرف عليها وشعب العراق يعاني الامرين من الجوع والحرمان.
•   دور العراق المثير للقلق!
قالت (هيلاري كلينتون): ان العراق يلعب دوراً مثيراً للقلق في دعمه لأيران وسوريا، وفوق ذلك تجد واشنطن متشبثة بالاتفاقية السترايتيجية مع بغداد.
•   ركوع العراق أمام تركيا والأردن.. أزلي
ذكر النائب حسن السنيد عن دولة القانون، ان لدى حكومته عشرات الوثائق التي تثبت تدخل تركيا والأردن وقطر في الشأن العراقي! اللافت ان العراق تجده راكعاً أبداً وبالأخص أمام تركيا، فعلى سبيل المثال ورد في صحيفة (المستقبل العراقي. العدد 597: (لزيادة الاستيراد الى 8 بلايين دولار سنوياً: حراك لتشريع أتفاقيات مشبوهة.. مع تركيا) وفي العدد 598 من الصحيفة نفسها تقرأ: (بتنفيذ من لوبي في مجلس النواب.. قطر وتركيا تعرقلان مشروعين كبيرين في الجنوب)!!!
•   في بيتنا (دبابة) !
اصدرت جنايات ديالى حكماً بالسجن على رجل لمدة سنتين لأنه كان قد اخفى دبابة من مخلفات النظام السابق في حديقة منزله! فتصورا مدى الانفلات الأمني في العراق، بلا شك ان هناك من يخفي في بيته ربما المدافع من احجام مختلفة، وليس ببعيد العثور يوماً ما على طائرة في بيت أحدهم.
•   تيري جونز الشيعي والسني.
مازالت الشكوك قائمة حول مصداقية القس الأمريكي تيري جونز الذي هدد في حينه بحرق نسخة من القرأن الكريم ثم عدل عنه قائلاً، انه لم يكن ينوي حرق القرأن بل لفت انظار العالم الى تعصب المسلمين ليس إلا. ويشك في حرقه للقرأن الكريم فيما بعد ومن الأرجح انه احرق كتباً وليس القرأن والآن فان ما يفعله الشيعة والسنة ضد مقدسات بعضهم بعضاً، اي مقدسات الاسلام لا يحتاج الى دليل، ففي الاونة الاخيرة اساء شيعه الى الخليفة عمر بن الخطاب وعائشة زوجة النبي (ص) وقبلهم اساء سنة الى الحسين والشيعة ووصفوا الاخير بأولاد المتعة، فمن المسيء الى الاسلام جونز الامريكي ام جونز السني  والشيعي ؟.
•   إرفعوا ايديكم عن البغدادية TV.
منذ فترة وفضائية البغدادية تتعرض الى حملة بوليسية شعواء ادت الى غلق معظم مكاتبها في العراق، وذلك بسبب من كشفها (البغدادية ) عن اشكال من الفساد لا تحصى الأمر الذي بعث بالذعر في نفوس المسؤولين. تضامنوا مع البغدادية فهي على حق.
•   مناورات أم استفزاز؟
بين حين وحين يجري الجيش الأمريكي مناورات حربية بالقرب من كوريا الشمالية، والفاصل الزمني بين مناورة واخرى غالباً ما يكون قصيراً، ومع كل مناورة يحبس العالم أنفاسه خشية من رد كوري شمالي نووي، وقبل ايام هددت الأخيرة الولايات المتحدة بحرب شاملة على اثر احدث مناورة عسكرية أمريكية. فألى متى تصبح امريكا عامل تهديد لاستقرار شبه الجزيرة الكورية؟ وإلى متى ايضاً تخترق الصين بين آن وآخر سواحل جزر متنازع عليها مع اليابان؟
•   البحر الأبيض مقبرة للبؤساء العرب.
تكررت حالات غرق سفن نقل مهاجرين غير شرعيين من العرب والذين يفرون من ظلم وجور حكامهم، وذلك بالقرب من السواحل الأيطالية وفي الأيام الاخيرة مات العشرات منهم غرقاً، ما حدا برئيس وزراء مالطا الى وصف البحر المتوسط بالمقبرة فيما طالبت UN بايقاف المأساة، من جانبها تجد الحكومات العربية تلزم جانب الصمت وكأن الامر لايعنيها. لقد تحولت بلدان عربية كثيرة الى مقبرة لابنائها، فهل يتحول البحر إلى مقبرة لهم أيضاً؟.
•   وماذا عن هجمات الأتراك على الأراضي الكردستانية؟
رفض النائب محمود عثمان عن التحالف الكردستاني مهاجمة الاتراك من داخل اراضي كردستان العراق، ولكن ماذا يقول النائب عن الهجمات التركية بين فترة واخرى على أراض كردستان وقتلها للعشرات من القرويين العزل على مدى الاعوام الماضية؟. ويظل رفض عثمان ناقصا.
•   المستحيل .
 صرح محمود عباس (ان لا تنازل عن حدود 1967 ولا عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية) وحذاري من حرب قادمة  تحتل اسرائيل فيها اراضي ومدن فلسطينية اخرى، وهيهات ان تقوم دولة فلسطين على الحدود تلك، وهيهات ان تسترد الامارات الجزر الثلاث في الخليج، و هيهات ان يسترد اليابانيون جزر الكوريل من الروس او السوريون الاسكندرونة من تركيا..الخ
•   المفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية إلى متى؟
نطق نائب وزير الحرب في الحكومة الاسرائيلية بالحق حين طالب حكومته (بالتفكير جديا في جدوى استمرار المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية). فألى متى نتواصل هذه المفاوضات بعد أن ملها العالم؟.
•   مصالحة بين ايران والخليفة عمر !
كان عنوان حوار في إحدى الفضائيات (البحث في محاولة لتحقيق مصالحة بين ايران والخليفة عمر بن الخطاب (رض) ) الخبر في ظاهره محل دهشة واستغراب، وكان الأولى بالفضائية تلك  ان تبحث في محاولة لتحقيق الصلح بين الشيعة و السنة وطي صفحة الخلاف التأريخي بينهما.
•   شبح الأنقلابات يهدد العرب.
خلص المفكرون منذ زمن إلى تخطئة الانقلابات أينما كانت ويبدو ان العرب وحدهم لم يستخلصوا دروسا منها، فلقد عاد الحديث عن الانقلابات وبقوه. احمد الجلبي لم يستبعد وقوع انقلاب على حكومة المالكي، وقيل انه تم الكشف عن مخطط انقلابي في السعودية ومن تدبير افراد من العائلة المالكة نفسها، فيما اتهم البشير المحتجين على نظامه بانهم كانوا يرومون تنفيذ محاولة انقلابية. وبعد اطلاق سراحه قال على زيدان رئيس الوزراء الليبي، بان اختطافه استهدف الانقلاب على حكومته!!
Al_botani2008@yahoo.com



209
الأسلام ليس الحل ولا الديانات الاخرى.

                                                                                                                      عبدالغني علي يحيى.
   أنار توماس أديسون العالم بفضل اكتشافه للكهرباء، ومن قبله وبعده، ساهم العلماء الأفذاذ جيمس واط واسحق نيوتن واينشتاين ولويس باستور وبافلوف.. والقائمة تطول في نقل البشرية من الظلمات إلى النور،واخترع اخرون الطائرات والسيارات والمطابع والراديوات والبواخر..الخ ومعظم هؤلاء العلماء وغيرهم اما مسيحيون أو يهود، ولعلماء الشرق من بوذيين وغيرهم في اليابان والصين وكوريا الجنوبية دورهم في الأختراعات والابتكارات من اجل خدمة شعوبهم والأنسانية جمعاء, وفي نهاية كل عام حين يجرى استعراض المنجزات العلمية، اكتشافاً أو اختراعاً أو ابتكاراً في العالم، فأن المرء لا يعثر من بين اسماء المبدعين والعباقرة في مجال العلوم الطبيعية عربياً واحداً أو مسلماً واحداً وفي كل عام عندما تمنح جائزة نوبل للعلماء في مجال الطب أو الفيزياء أو الكيمياء أو..أو..فأنك لا تجد بينهم عالماً عربياً أو مسلماً. وكل العلماء العباقرة في اكتشافاتهم واختراعاتهم و ابتكاراتهم لا يردون عظيم ماقاموا به إلى أي دين، ولا أغالي اذا قلت ان معظمهم كانوا ومازالوا غير متدينين.
لقد بعث الاتحاد السوفيتي السابق بكاكارين إلى الفضاء الخارجي وتمكن من الدوران حول العالم في (90) دقيقة, وما زالت روسيا الاتحادية خليفة الاتحاد السوفيتي السابق دولة عظمى و علمية جبارة، وبعثت الولايات المتحدة بأرمسترونج إلى القمر..الخ من الانتصارات العلمية الباهرة، من غير ان يشير أحد في الدولتين العظميين إلى الاستفادة من دين ما، والقول نفسه ينسحب على دول متقدمة اخرى كالصين واليابان واستراليا وبريطانيا والقائمة تطول. واصبحت الدول: الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية وبريطانيا وفرنسا والصين قوى ودولاً عظمى وقوية دون أن تصرح بان المسيحية أو اليهوية أو الاسلام أو البوذية كانت وراء بلوغها العظمة والاقتدار، وصارت دول تسمى بالدول السبع الصناعية الكبرى: الولايات المتحدة ، بريطانيا، فرنسا، كندا، استراليا، اليابان، المانيا، من غير ان تقول انها صارت دولاً صناعية كبرى بفضل العمل بدين ما، ثم توسعت دائرة الدول الصناعية الكبرى لتشمل الصين وروسيا والهند، واخرى في الطريق مثل: كوريا الجنوبية واندنوسيا وسنغافورة..الخ كل ذلك من دون ان يكون للدين، أي دين دخل في ذلك، بل ولقد تقدمت دول جد صغيرة على العالمين العربي والأسلامي مثل: تايوان وسنغافورة ونيوزيلندا وغيرها ومن دون ذكر للدين أو أن يكون الدين، أي دين سبباً في تقدمها.
ان هذه الدول المتقدمة وغيرها من الدول التي لم نشر إلى اسمائها صارت وكأنها جنة على الأرض نتيجة اهتمامها بالعلم والحرية والديمقراطية والمدنية وحقوق الأنسان ، ولم تقل أو تقول ان الدين، أي دين وراء ما حققته من تقدم وإزدهار, ولو لم تكن متقدمة ومتكاملة في معظم النواحي، لما رأيت ملايين المسلمين يفرون من بلدانهم هرباً من الظلم والجوع واللا عدالة  الى الدول الغربية والمسيحية الاخرى مثل استراليا وغيرها وغيرها، مقابل ذلك لم يسجل لجوء غربيين أو استراليين ويابانيين وصينيين إلى العالمين العربي والاسلامي طلباً للجوء والأمان والعدالة ولقمة العيش..
فهل الاسلام هو الحل ؟
أعود الى عنوان المقال وأقول: أن حل الازمات  التي تطحن العالم العربي بالأخص والى حد ما بقية الدول الاسلامية  ولكن بدرجات متفاوتة، لا يكمن في الاسلام بناتاً مثلما لم يكمن تقدم الغرب والشرق الاقصى في اي دين، لا في المسيحية ولا اليهودية ولا البوذية.. الخ من الديانات. واذا أراد أي بلد الرقي والازدهار والتطور فما عليه الا ان يأخذ بالعلوم الطبيعية واشاعة التعليم بين سكانه، ان كل الدراسات تشير الى ان بلدانا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا، بلغت مرتبة عالية من  التقدم، جراء تخصيصها للجزء الاكبر من ميزيانياتها للتعليم والعلم، ولهذا السبب فأنها تقدمت، والاعمال بالنيات كما يقال، ففي وقت سابق قرر حكام وشعب ماليزيا ان يكون بلدهم ماليزيا بلداً صناعياً، واصبحت ماليزيا صناعية ليس بنفس اسلامي بل أسيوي.
وتقول المعلومات والمراجع كافة، ان الغرب المسيحي تقدم وتطور وصار قبلة للعالم حين تم فصل الدين المسيحي عن الدولة، وبالفصل بينهما، راحت الدول المسيحية الاوروبية تتقدم و تزدهر، واخذت المسيحية بدورها تنتشر وتزدهر وصارت الديانة الاولى في العالم، بعد ان فصلت عن الدولة. لقد خطت الحكومة المصرية خطوة هامة الى الامام حين اسقطت جماعة الاخوان المسلمين ثم اقدمت على حلها ووضع اليد على ممتلكاتها، لكن هذا غير كاف ابداً، واذا أرادت مصر أن تلحق بالحضارة الغربية ما عليها وكخطوة اولى وجريئة الا أن تقوم بفصل الدين عن الدولة، وبذلك فانها سوف تقطع اشواطاً الى الامام وتعيد للدين الاسلامي الحنيف هيبته ومكانته بعد أن اساء الاسلام السياسي اليه كثيراً وكذلك المنظمات الاسلامية الارهابية المتطرفة. ان الخطوات المصرية الجريئة والشجاعة ستبقى ناقصة مالم يفصل بين الدين والدولة في مصر.
نعم، ليس (الاسلام هو الحل) كما يزعم الجهلة من الذين يخدعون العرب والمسلمين وبذرون الرماد في عيونهم ويعملون على تضليلهم باستمرار عبر رفع شعارات ونداءات وافكار ليس من سند علمي لها تنادي بان الاسلام هو الحل، و لا يخفى على احد، ان هذه النداءات والافكار قادت تلقائياً الى نشوء منظمات أرهابية خطيرة مثل القاعدة وفروعها في أرجاء العالم العربي والعالم الاسلامي، اقدمت وما تزال، على ذبح البشر من الوريد الى الوريد وتفجير السيارات المففخخة والعبوات والاحزمة الناسفة وضرب المساجد والحسينيات و قتل المصلين وتفجير الملاعب والمطاعم والمأتم وحفلات الاعراس. .الخ واتركوا الدين لله، وهلم الى الاخذ بتجارب الغرب والشرق الديمقراطية، الى الاخذ بالعلمانية والعيلم و التعليم لخرض اللحاق بالعلم المتمدن، ولن بكون المسلمون دولة عظمى ولا من الدول الصناعية الكبرى ولن يتمكنوا من تحقيق الحد الادنى من الحرية والعدالة والديمقراطية ما لم يفصلوا الدين عن الدولة، مالم يتبعوا العلمانية والتجارب العلمية.
Al_botani2008@yahoo.com

210
كل ثلاثاء:خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   السني سني والشيعي شيعي ولن يلتقيا.
أعلن الوقف السني في العراق، بأن  الاحد هو أول شهر ذي الحجة، الا ان المرجع الشيعي الاعلى قال: ان الاثنين هو اول ذلك الشهر. وفي أعلان الوقف المذكور ورد ان الثلاثاء، المصادف ل 15-10-2013 هو اليوم الاول للعيد  فيما قال المرجع اعلاه، ان الاربعاء 16-10-2013 هو اليوم الاول للعيد، وعلى الارض يهاجر السنة من الجنوب هرباً من الشيعة ويهاجر الشيعة من الشمال هرباً من السنة، لقد التقى الشرق مع الغرب، ولم يلتقي السنة مع الشيعة الى يومنا هذا.
•   عجيب أمور غريب قضية.
جراءأعتصام طلبة عراقيين مع بعض من الدبلوماسيين العراقيين ايضاً في ( المدرسة العراقية) بموسكو بحجة ان المدرسة ملك للعراق وتقول الحكومة الروسية عكس ذلك، فان عدد من الطلبة جرحوا برصاص الشرطة الروسية. غريب، لقد تنازل البعث ومن بعده الدعوة الاول عن اراضي عراقية لايران والكويت والسعودية والاردن وسوريا ، فيما تنازل الثاني عنها للكويت، الطريف بعد كل هذه التنازلات عن الارض، واذا بعراقيين يطالبون بمدرسة عراقية في موسكو.
•   تراجع الارهاب80% !!
 زعم بعضهم، ان نقل الملف الامني الى الحكومات المحلية في العراق سيعمل على تخفيض الارهاب 80% في حين ان الحكومات المحلية اضعف بكثير  من الحكومة المركزية وانها تتشكي ابداً من الاهمال ناهيكم من اناطة الملف بها دليل على تهرب وعجز الحكومة المركزية.
•   ظاهرة المدارس الطينية في الديوانية !
ومن اخبار الديوانية، انشاء مدرسة من سرادق العزاء بعد انتشار المدارس الطينية في المحافظة، ويحى لبلد يعوم فوق بحارمن النفط وفيها مدارس مبنية من الطين في وقت اختفت فيه المدارس الطينية في كردستان وحتى البيوت الطينية أيضاً.
•   تفجيرات مسائية!!
اعتاد العراقيون على سماع دوي الانفجارات ووقوع العمليات الارهابية في الصباحات، وها هم الان بستقبلون الاماسي وسط دوي الانفجارات، في مساء 7-10-2013 وقبله ايضاً، استهدفت التفجيرات مناطق واحياء: الدورة والزعفرانية وكمب ساره والحسينية وبغداد الجديدة والعبيدي وساحة الطيران وكانت الحصيلة الاولية مقتل اكثر من 42 شخصاً وجرح العشرات.
•   بعد أنسحابهم  من الاعتصام راحوا يهددون!!
استغرب كثيرون من قول موصليين، من ان التفاوض مع  الحكومة العراقية باسم المحتجين خط أحمر، قالوا ذلك بعد أنباء ترددت عن قرب وصول الحكومة مع معتصمي الانبار الى حل وكما نعلم ان الموصليين أنهوا اعتصامهم قبل شهور بمحض إراداتهم ومن غير ان يتعرضوا الى قمع يذكر.
•   البعث يدعو الى رص الصف!!
واستغرب كثيرون ايضاً لبيان من حزب البعث العراقي نادى القوى القومية والاسلامية حصراً الى رص الصف لأجل التصدي للحكومة العراقية وما سماه بالفرس المجوس والتحالف الامريكي الصفوي! علماً انه اضطهد يوم كان في الحكم جميع القوى السياسية بما فيها القومية والاسلامية، وانتزع الحكم مرة بقطار امريكي واخر انكليزي جسب اعتراف قادة بعثيين، وقبل اسقاطه عام 2003 فقد اخفى طائراته الحربية لدى (الفرس المجوس)!!
•   العراق.. اللاعب الاكبر لترتيب الاوراق!!
زعم بايدن ان لدى العراق من القوة تجعله ان يكون مفتاحاً لحل التوترات في المنطقة، بعد ذلك قال سياسيون عراقيون، (أن  العراق سيكون اللاعب الاكبر لترتيب الاوراق في المنطقة، هذا في وقت لايستطيع فيه العراقيون على حل ابسط مشكلة لهم ويصبحون في الصباحات على وقع  دوي الانفجارات ويمسون على دويها ايضاً، فهل يعقل ان يكون بعد كل هذا مفتاحا لحل التوترات ولاعباً اكبر لترتيب الاوراق.. الخ؟
•   (العراق يرفض سياسة المحاور)!!
تحت العنوان اعلان، نسبت صحيفة الصباح البغدادية تأكيدا الى المالكي من ان العراق يرفض سياسة المحاور، فيما يعلم الجميع وهذا مالايستطيع احد انكاره ان العراق يجمعه محور مع ايران وسوريا.
•   الاسد وصدام.. وطائراتهما الحربية .
 ورد في الاخبار ان بشار الاسد نقل عدداً من طائراته الحربية الى ايران، وقبل اسقاط النظام البعثي في العراق عام 2003 كان صدام حسين قد نقل العشرات من طائراته الحربية الى ايران ايضاً، والعمليتان تبعثان على التهكم والسخرية.. ترى لماذا اشترى البعثان الطائرات الحربية لكنهما اخفياها ونقلاها الى ايران عند بدء المعركة، وكان المفروض استخدامها في القتال!
•   المعارضة والحكومة السوريتان.. لن يلتقيا.
واذ يعقد الكل الامال على مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية، اشترط الاسد  حضور المؤتمر بالقاء المعارضة لسلاحها، بالمقابل اشترطت المعارضة الحضور اليه بتنحي الاسد عن الحكوم!!
•   من جديد .. اسطوانة تقسيم الدول العربية.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز (خارطة جديدة للوطن العربي) تفيد بتقسيم سوريا الى 3 دول والسعودية الى (5) وليبيا الى (3) واليمن الى دولتين. وهذه ليست المرة الاولى تنشر خرائط او اخبار عن تقسيم الدول العربية فقبل 70 عاما نشرت مثل هكذا خرائط، ولم ينقسم الى نصفين سوى السودان الذي جاء برغبة الخرطوم وجوبا. وعلى أثر كل خبر من هذا النوع تمعن الامم المهيمنة في العالم العربي في اضطهاد الامم الصغيرة للحيلولة دون حدوث التقسيم الوهم الذي تروجه الدوائر الغرية وتعمل في ذات الوقت على تثبيت الوحدة القسرية الضارة بالأمة المهيمنة والامة المضطهدة..على الشعوب الصغيرة المضطهدة ان لاتعلق امالا على مثل هذه الخرائط وتواصل نضالها الى ان تنتزع حريتها و استقلالها.
•   اصلاحات اردوغان.. خرافة.
ذكر حزب العمال الكردستاني: ( ان اصلاحات أردوغان دعاية انتخابية وسنتصدى  لها بحزم) صدق الحزب، فلو راجعنا الايام التي سبقت الانتخابيين التشريعيين السابقين في تركيا، لرأينا كيف ان أردوغان كان يطلق وعوداً سخية للكرد تنص على تلبية مطالبهم القومية، لكنه ما أن يحصل على اصواتهم ويفوز بالانتخابات، فانه كان يتنمر بوجه الكرد ويوجه قوته العسكرية لقمعهم وإبادتهم. ان (اصلاحات) اردوغان سراب، واذا انخدع بها الكرد لمرة ثالثة أنذاك يحق فيهم القول انهم لدغوا من حجر ثلاث مرات! 
Al_botani2008@yahoo.com     

211
العراق ..موسم الهجرة الى ( الاتجاهات الاربعة)

                                                                         
عبدالغني علي يحيى.
   في تناولهم للهجرات سيما التي تحصل لأسباب سياسية وطائفية، تلقى الكتاب السياسيين في معظم الاحوال يستعينون بعنوان رواية الروائي السوداني المرحوم الطيب الصالح (موسم الهجرة إلى الشمال) مع ادخال تحوير عليه أو تغيير طفيف. وبدوري لم اسلم منه. ويبقى موسم الهجرة أبداً إلى اتجاه واحد(الشمال) ما يعني انهم لم ينتبهوا بعد الى ما يجرى في العراق من هجرات إلى جميع الاتجاهات، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
عشيرة السعدون السنية في الناصرية بجنوب العراق والتي سميت الناصرية باسم أحد قادتها، اي ان افرادها هم أصلاً من سكنة الناصرية الاصليين، تعرضت في الاسابيع الأخيرة، الى اضطهادات متلاحقة سلطتها عليها الميليشيات الطائفية وارغمتها على الهجرة شمالاً والى محافظة صلاح الدين السنية، وفي محافظة البصرة تجد العوائل السنية على خطاها، بعد ازدياد الهجمات الطائفية عليها، فالاظطهاد بحقها يتم بشكل شبه يوم، وتشير الأرقام إلى مقتل 15 سنياً فاكثر وذلك في الايام الاخيرة، والقتلى ينتمون الى مهن شتى فمن بينهم رجل الدين ومعلم المدرسة والكاسب وغيرهم، ولقد وقفت على الرقم المذكور من خلال قراءتي لخبر عن راكبي دراجات نارية من الشباب وهم يقومون بترهيب أهل السنة والجماعة من البصراويين عن طريق اطلاق النار على دورهم ومحال اعمالهم. والبصراويون السنة كما السعدونيين السنة من الناصرية تراهم قوافل وافرادا ليس الى صلاح الدين وحسب بل الى الأنبار غرباً ايضاً!
بالمقابل، ثمة هجرة معاكسة لهجرة سنة البصرة والناصرية، وهي للشيعة ومن الشمال إلى الجنوب، وهذا ما جرى ويجري في المسيب، وهؤلاء المهاجرين هم من الاقلية الشيعية التي تواجه ملاحقات واظطهادات وضغوط من المنظمات الأرهابية التي تنتحل الهوية السنية، هؤلاء وكما قلت يفرون من الشمال إلى الجنوب. وفي خبر نسب الى عضو في مجلس محافظة بابل ان هناك 5000 عائلة مهجرة في بابل وليس من جهد لأغاثتها ولم نعلم اهم من السنة اوالشيعة. ويبدو ان موسم الهجرة إلى الجنوب يشمل شيعة آخرين، اذ منذ شهور ينتقل الشيعة التركمان في قضاء طوزخورماتو بعد سلسلة عمليات تفجير وقتل طائفية ادت الى مقتل خلق كثير منهم فأضطروا للهجرة الى الجنوب او الى المناطق ذات الاكثرية الشيعية في الوسط، ولا ننسى ان الوسط القريب من بغداد أو حواليها يتشيع باستمرار وفي قضاء طوزخورماتو ايضا يقف المرء على هجرة من نوع آخر،اي هجرة سكانه الكرد ولكن إلى الشرق، الى خانقين وكلار ومنهم الى العمق الكردستاني شمال. وبحسب احصائيات كردية ان هجرة الكرد من ناحية شهربان بأت نحو الشرق الى خانقين ويقصد الأخيرة كرد جلولاء والسعدية كذلك واللتان تواجهان بين آن وآن عمليات اغتيال وتفجير، والضغوط على المواطنين في هذه المناطق والتي تتبع محافظة ديالى، تأتي من الميليشيات الشيعية وكذلك من المجاميع السنية المسلحة أيضاً، اي انهم بهدف حملهم على الهجرة إلى الشرق أو الشمال، يتعرضون الى اضطهاد مزدوج شيعي وسني في آن.
 وفي مدينة الموصل المدينة الثانية بعد بغداد من حيث السعة والضخامة. فقد قتل فيها، في الاسابيع الاخيرة نحو (20) مواطناً من الكرد الشبك، وحدثت عمليات تفجير لقرى لهم وكذلك لمجلس عزاء، والى كتابة هذا المقال فان عدد المقتولين من الشبك منذ 2003 تجاوز الـ 1300 شخصاً. ونتيجة لذلك فان المئات من العوائل الشبكية غادرت الموصل إلى الشرق والشمال الشرقي هرباً من القتل والدمار، طالبة الحماية والأمان من قوات الاساييش الكردية. ان سهل نينوى شرقاً والذي كان يزود الموصل بالحبوب وانواع من المحاصيل الزراعية، في طريقه إلى الاختفاء جراء بناء النازحين اليه، لمئات من الدور والمباني. والشبك جراء انتمائهم الى القومية الكردية ونحو 70% منهم إلى المذهب الشيعي، فقد اصبحوا ضحية اضطهاد مزدوج قومي كردي ومذهبي شيعي، ان الموصل بدأت تخلو من الشبك، كما يقال ان لكل قاعدة استثناء فان الشيعة الشبك بدلا من ان يتجهوا الى الجنوب الشيعي فانهم توجهوا شرقا نحو العمق الكردستاني وخلت الموصل من الكرد الايزيديين أيضاً، فعلى اثر مقتل 24 عاملاً ايزيدياً في الموصل عام 2007 وفي مجزرة جماعية، فان اكثر من 5000 ايزيدي غادروا الموصل باتجاه الشمال، الى قضاءي تلكيف والشيخان، وبعض منهم الى ناحية بعشيقة الواقعة في الشمال الشرقي للموصل، ما يفيد ان الهجرات ليست الى الشمال والجنوب والشرق والغرب في العراق بل الى الشمال الشرقي أو الشمال الغربي، والى الجنوب الشرقي والجنوب الغربي كذلك وفي اوقات سابقة وما يزال فان شمال الموصل الخاضع للاساييش شهد اكثر من نزوح للمسحيين لقد حل موسم الهجرة في العراق الى كل الاتجاهات. وفي ديالى يجري الحديث عن نزوح طائفي متبادل بين بعقوبة والمقدادية فلقد هاجرت عوائل شيعية احياء الفرق والكاطون والمعلمين الى ناحية ابي صيدا والمقدادية مقابل نزوح عوائل سنية منهما الى بعقوبة. وإلى متى يتحدث بعض من القادة والكتاب السياسيين ورجال دين ورجال عشائر بسذاجة وجهل وسطحية عن عراق واحد أو شعب واحد والزعم باخوة السنة والشيعة أو العرب والكرد أو التعايش بين المسلمين والمسيحيين؟
ان العراق مقبل على التقسيم لا محالة ومتى ما تم اخلاء الجنوب وحوالى بغداد من السنة، والمناطق السنية من الشيعة وأخلاء المنطقتين الوسطى والجنوبية من الكرد، آنذاك لا بد من الاعلان عن تقسيم العراق الى ثلاثة كيانات وثلاث دول بل انه، الاعلان ، كخطوة  تنفذ تلقائياً. وتصوروا الوضع الذي يكون عليه المهاجرون والشتاء على الأبواب!
Al_botani2008@yahoo.com



212
الاخوان المسلمون اهل الكهف القرن الحادي والعشرين.

                                                                                                                  عبدالغني علي يحيى.
     كان متوقعاً القاء القبض بسهولة على الرئيس الاخواني د.محمد محمد مرسي وبعض من قياديى حزبه في الساعات الأولى لأستجابة الجيش لنداءات ثوار الشعب في ميدان التحرير, واثبت مرسي واخوانه منتهى السذاجة كونهم لم يحتاطوا للأمر ولا للتداعيات التقليدية من ملاحقة ومطاردة كتحصيل حاصل للأنذار الذي وجهه الجنرال عبدالفتاح السيسي إليهم، والذي كان منحازاً بجلاء إلى اؤلئك الثوار. وانسحبت سذاجة المعزول المحبوس على قادة الاخوان كافة حين اشترطوا اطلاق سراحه واعادته الى منصبه كرئيس للجمهورية لقاء الشروع في التفاوض مع ثورة وانقلاب 30 حزيران, ثورة الجيش والشعب ولم يأخذوا ببالهم، انه سيأتي دورهم للدخول في المصير نفسه لمرسي، فالنظام الذي سحق الرأس، كان محتماً أن يقطع الذيل ويمزقه، وهكذا اعتقل محمد بديع المرشد العام للاخوان المسلمين وقتل ابنه قبل ذلك في ميدان رابعة العدوية، ووعى الاخوان ولكن بعد فوات الأوان، ان الجيش والشعب عازمان على استئصال شأقتهم، فأقدم الداعية صفوت حجازي على الهرب في زي منتقبة، بيد انه اعتقل بالقرب من  الحدود الليبية المصرية، ما يعني ان الشعب برمته قد تحول  الى جهاز مخابراتي مجاني لحكومة العسكر والمدنيين، السيسي والببلاوي وذكرنا الحادث, بحادث هروب نوري السعيد الذي كان متلفعاً بعباءة امرأة، ولكن بفضل تحول كل العراقيين يومذاك الى مخبر سري لانقلابيي 14تموز 1958 فقد امسك به ومزق شر تمزيق، وبعد يومين من اعتقال حجازي، وبفضل الوعي الجمعي للمصريين تم اصطياد مراد علي الناطق باسم الاخوان في ايام مرسي، وكان يتهيء لمغادرة القاهرة إلى ايطاليا، وفي اليوم عينه اعتقل القيادي حمدي اسماعيل مختبئاً في عقار تحت الانشاء في الأسماعيلية، تلاه كبس قيادي آخر ألا وهو أحمد عارف الذي احيل بينه وبين الفرار إلى الخارج، والأشد من السابقين واللاحقين من الاخوان جهلاً، هو محمود عزت الذي اختير مرشداً عاماً للأخوان فدخوله في النضال السري الذي فات زمانه في العالم كافة وسيعتقل عاجلاً أم آجلاً، لقد صمد الاخوان اكثر من 80عاماً وهم خارج الحكم واذا بالحكم يعيدهم الى المربع الأول فنكسة مريعة لن ينهضوا من تحتها ابداً. ولقد عودتنا الأحداث انه من الممكن القضاء على اوسع الاحزاب جماهيرية من خلال شن عدد من الحملات البوليسية، وهذا ما حصل، للاحزاب الشيوعية الجماهيرية الضخمة، العراقي عام 1963 والاندونسي عام 1967 والسوداني عام 1968 والتشيللي 1971 .. مع الفارق طبعاً بين الأحزاب الشيوعية والأخوان المسلمين. اما الاحزاب الجماهيرية التي حالفها النصر والثبات فهي الاحزاب التي لجأت الى الكفاح المسلح والثورة الشعبية  اما التي لم تلجأ اليها كالاحزاب التي ذكرنها فلقد كانت صيدا سهل المنال لمفارز الشرطة والانكى من هذا ان الاخوان المسلمين في مصر اختاروا نهجاً، فاشلاً في معارضتهم لنظام الحكم الحالي الا وهو نهج الارهاب والعنف الذي اثبتت الوقائع فشله علما ان الاخوان المسلمين وعلى لسان قادتهم في مصر اقروا اكثر من مرة بفشلهم وعجزهم واخطائهم في ادارة مصر وبلغ الاقرار حد الاعتذار للشعب المصري على اساءاتهم (الاخوان) له وفوق هذا فأنهم راحوا يعمقون من هذه الاساءات هذه الايام  بلجوئهم الى الارهاب والعنف ضد مصر حكومة وشعبا.
لقد حل موسم صيد الاخوان المسلمين في مصر ولن يتوقف طالما اختار الاخوان طريق الارهاب البشع وسيحل اليوم الذي يتحول فيه الاخوان الى زمر وفصائل متشرذمة تصنف على الارهاب. ان على الاخوان في مصر وفي بقية البلدان العربية والاسلامية ان يراجعوا سياساتهم في القرن الحادي والعشرين وليعلموا انهم بنهجهم الحالي ولدوا في قرن ينبذوا توجهاتهم وكل التوجهات التي ولدت خطا في هذا القرن.
Al_botani2008@yahoo.com

213
كل ثلاثاء:خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   التحالف الصهيو- سعودي!!
ما زالت التعابير والمصطلحات المحسوبة على (مرض الطفولة اليساري) والاصح الاخواني العربي تتداول الى يومنا هذا منها قول بعضهم (التحالف الصهيو – سعودي) لقتل العراقيين، الذي راج في عدد من وسائل الاعلام العراقية موخراً تزامنا مع تبرع السعودية بمئني مليون دينار للفلسطينيين، فضلا عن ذلك فان السعودية تعد كما قال كارتر في حينه، من اشد الدول العربية صدقاً في دعم القضية الفلسطينية والسعي لاجل تأسيس الدولة الفلسطينية، فالى متى يروج بعض الحاقدين على هذا البلد لأقوال ومصطلحات هي بحق صبيانية؟.
•   خطوة على الطريق الصحيح.
قالت الاخبار، ان الحكومة المصرية تنوي حل جماعة الاخوان المسلمين، وهذه الخطوة منها ان نفذت تعد الخطوة الثانية من حيث الاهمية بعد ثورة 30 حزيران التي اطاحت بحكم الاخوان  المسلمين ومباركة في ان معا وتشبه منع الحكومات الديمقراطية الاوروبية وغير الاوروبية للنازية الجديدة بالظهور وما اقدمت عليه الحكومة العراقية في منع حزب البعث واجتثاثة، فكما يكافح السرطان والايدز يجب مكافحة التيارات السياسية التي لايقل عن المرضين المذكورين ضرراً.
•   اشتباكات بين الاهالي والاخوان !
تنقل وسائل الاعلام بشكل شبه يومي اخبارا عن المشهد المصري كالاتي: وقوع اشتباكات بين الاهالي والاخوان في مصر.. الخ ويوحي مضمون الخبر ان المواجهات في مصر ليست بين الاخوان وحكومة الثورة فحسب بل بينهم ويبن الاهالي، اي الشعب المصري، و هو كذلك.
•   دعوة سعودية للعشائر العراقية.
اعترضت اوساط عشائرية عراقية موالية للحكومة العراقية طبعاً، على دعوة من السعودية للعشائر العراقية لحضور اجتماع في العاصمة السعودية (الرياض) وهو لاشك لأجل حل الخلافات في المجتمع العراق، الا ان رؤساء تلك العشائر بدلاً من ان يلبوا الدعوة فانهم عدوها بمثابة تدخل سعودي في الشأن العراقي، ومؤامراة، في حين ان العديد من رؤساء العشائر العراقية توجهوا قبل شهور الى تركيا تحت ذرائع شتى منها اللقاء بالهاشمي، ولم يقيم احد توجههم الى انقرة تدخلاً من تركيا في الشأن العراقي، ثم ماذا لو لبت العشائر العراقية الدعوة السعودية، والسعودية كما نعلم سبق وان لعبت دوراً محمودا لحل الخلافات العربية –العربية؟..
•   إكتشاف هوية!!
اعتقد الملايين من الناس من انحاء العالم ولاسابيع تلت انتخاب حسن روحاني لرئاسة الجمهورية الايرانية، ان روحاني كان اصلاحياً، غير انه وقبل ايام ثبت انه من المحافظين لا الاصلاحيين ونتيجة هذا الكشف انتفدت اوساط الاعلام العربي و الغربي لتستره وحجبه لهذه الحقيبة واهامهم العالم ان روحاني كان اصلاحياً!!
•   من ابتكارات الصحوة الاسلامية!
اذا كانت بعض الاسلحة تحمل اسماء مخترعيها مثل كلاشينكوف أو اسماء المدن التي صنعت فيها كبندقية (البرنو). فلا يغيب عن البال ان الاسلحة الفتاكة: السيارات المفخخة والعبوات اللاصقة والناسقة.. وذبح البشر.. الخ من الاسلحة المرعبة والمخيفة. هي من صنع الاسلام السياسي والمنظمات الارهابية ذات التوجه الديني الاسلامي، فمنذ ظهور هذه الاحزاب والتنظيمات ظهرت تلك الاسلحة، المرة الاولى في العراق، ثم انتقلت الى سوريا ولبنان ومصر وليبيا.. الخ.
•   نقل الفتنة!
وجه مسؤول عراقي رفيع المستوى اصبع الاتهام الى جهات لم يسميها  بالاسم زاعماً انها تسعى الى (نقل الفتنة من سوريا الى العراق)!! في حين ان العراق لديه من الفتنة الكثير بحيث تفيض حاجته اليها، والوضع فيه لايقل خطورة عن خطورة الوضع السوري ومن يسمع ذلك الاتهام من المسؤول العراقي، ولم يكن ملما او مطلعاً على اوضاع العراق ربما يخيل اليه، ان العراق جنة عدن تجري من تحتها الانهار وليس جهنم تجري من تحتها الدماء.
•   التوازن في سوريا.
يبدي بعضهم الخشية من أن تؤدي الضربة الامريكية المحتملة لسوريا الى اختلال التوازن بين النظام والمعارضة هناك، ومن الطبيعي ان يختل التوازن ولصالح المعارضة بدون شك، وهنا بودنا ان نتساءل: الا يعني التوازن الابقاء على حالة الحرب المدمرة في سوريا، وهل من الصحيح الابقاء على التوازن والحالة هذه؟ يجب ان يتغير التوازن ويختل لصالح شعوب سوريا.
•   تهويل.
يزعم المدافعون عن النظام السوري (ان نار الضربة الامريكية المحتملة لسوريا قد تمتد الى الدول المجاورة لسوريا) والوجه الاخر لزعمهم هذا يفيد بمنع الضربة، علما ان نيران ضربات امريكية سابقة للعراق وافغانستان واخرى للناتو طالت ليبيا وكوسوفو لم يحترق بها جيران هذه الدول، فلماذا يعتقد او يروح البعض بانتقال نيران الضربة الامريكية بالضرورة الى الجوار السوري؟
•   من الذي حول بيوت الله الى مخازن للأسلحة؟
كبست القوات المصرية باحد المساجد في الشيخ زويد بسيناء صورايخ من نوع سام 7 اضافة الى مخازن للاسلحة، ولقد حصل الشيء نفسه بهذه الدرجة او تلك في مساجد ببلدان عربية كثيرة من المبتلية بالنشاط الارهابي للتيارات الدينية المتطرفة، وكانت النتيجة تفجير مساجد بمصليها بين حين وحين بعد ان تحولت (المساجد) الى مخازن للاسلحة واوكار للارهابيين وبعد أن جرى تسيسها.
•   العالم بانتظار سقوط حزب النهضة.
يقف حزب النهضة الحاكم في تونس منذ اسابيع على ما يشبه صفيحا ساخناً، سيما بعد ان اعلن اتحاد نقابات تونس للشغل عن فشل وساطته للتقريب بين الحكومة والمعارضة، وتتسع دائرة التظاهرات والاحتجاجات والمطالبات برحيل حزب النهضة، فيما يراقب العالم ما يجري في هذا البلد بلهفة تستعجل رحيل النظام الاخواني الحاكم، أغلب الظن وليس كل الظن إثما، ان حكام تونس سيجدون انفسهم اجلا ام  عاجلا  وراء قضبان السجون ان اصروا على البقاء في الحكم وتجاهلهم لأرادة الشعب.
•   تراجع تركي خجول، ولكن خداع.
في الاونة الاخيرة راح العالم يقف على ما يشبه تراجعا تركيا في جوانب من سياساتها سيما حيال مصر والعراق، فبعد ان كانت تدعو الى اعادة مرسي الى الحكم ومحاربة من سمتهم بالانقلابيين وسحبت سفيرها من مصر، عادت لتفاجيء العالم باعادة سفيرها الى مصر، فيها اتفق وزير خارجيتها بوزير الخارجية العراقي، لغرض ايقاف الحملات الاعلامية بين انقرة وبغداد واعادة العلاقات بينهما الى سابق عهدها. يقينا ان هذه المناورة لن تنطلي على احد، اذ من الصعب ان تتخلى تركيا عن سياساتها الاخوانية العدوانية التأمرية التدخلية في شؤون غيرها.
Al_botani2008@yahoo.com
   


214
الامم بين اكاذيب السلف والخلف.

عبدالغني علي يحيى
    لقرون خلت، بلغت اكاذيب كبيرة للسلف مرتبة وكنها حقائق لا يرقى اليها الشك ولا يجوز مناقشتها، وتحول بعض منها الى ما يشبه المأثر و المناقب والمقدسات، تتغنى بها الشعوب ويصفق لها مؤرخون وسياسيون متعصبون وساذجون في ان معا، ولعل ضخامة بعض منها وبساطتها كانت وراء خلودها، وكما استفاد العلم العسكري من خطط المغول العسكرية فان الالمان كانوا في مقدمة المستفيدين من تلك الاكاذيب يقول هتلر: (اجعل الكذبة كبيرة وواظب على نقلها بين الناس وفي نهاية المطاف فسوف يصدقها الناس). وعرف غوبلز وزير  اعلام هيتلر الاكثر تمسكا بالاستعانة بالاكاذيب. واليكم بعضا من اكاذيب الغابرين: قالوا ان نيرون احرق روما وراح يعزف الموسيقى ويغني فرحا بذلك، والحقيقة انه كان يومذاك على بعد (50) كم عن روما وبمنزله الصيفي، ولما سمع بالخبر قفل راجعا لأخماد الحريق. وعن هولاكو قالوا انه دمر بغداد وجعل من كتبها جسرا يعبر فوقه مقاتلوه واصطبغ لون الماء بلون الحبر!، واذكر اني قرأت في مجلة تراثية عراقية قبل اكثر من 30 عاماً بان الخبر لم يكن له اساس من الصحة، وعن هولاكو ايضاً، انه هزم على يد سكان اربيل وقرأت لمؤرخين كرد بانه لم يمر باريبل قط، وهل من المعقول ان يهزم هولاكو في اربيل وهو الذي احتل بغداد وعواصم اخرى ضخمة؟
 ولعل تأريخ العرب والمسلمين والشرقيين عموما كان وما يزال مرصعاً بالاكاذيب الكبيرة اكثر من تواريخ الامم الاخرى. فقبل ايام وقفت على سخرية كاتب عربي من الحكاية التي نسبت الى طارق بن زياد لما عبر البحر الى اسبانيا، وكيف انه وحسب الروايات احرق سفنه وقال لمقاتليه جملته المشهورة: (العدو من امامكم والبحر من وراكم.. الخ) والتي وردت  في خطبة حماسية له باللغة العربية. ان هذه الكذبه ايضاً من الاكاذيب الكبيرة البسيطة والشهيرة التي ما برح بعض من الناس يصدقونها الى يومنا هذا. علما ان طارق بن زياد لم تكن لغته العربية سليمة اي لا يجيدها بطلاقة لانه كان امازيغيا.  ومن أكاذيب السلف الكبيرة ايضاً ما نسب الى الخليفة العباسي المعتصم بالله وكيف انه جرد جيشاً لمقاتلة الروم تلبية لاستغاثة امرأة قالت له (وا معتصماه) تشكياً من ظلم الروم لها. وحسب المؤرخين العرب انفسهم ان هذه الرواية باطلة لصلا ولا اساس لها من الصحة ايضا.
لقد بيض التأريخ وجوها سوداء وسود وجوها بيضاء، وبالاخص تأريخ الاولين اذ ظلم دون وازع من ضمير أو رحمة (قرقوش) الذي نسب اليه الكثير من الظلم الى درجة ان ظلمه اثار الضحك و(شر البلية ما يضحك) في حين تروي الحقائق انه كان عادلا منصفاً ونزيها قلما يجود التأريخ بأمثاله. ان اكاذيب الاولين عاشت قروناً بسبب عدم توفر اجهزة الاتصالات الحديثة وقلة الباحثين الجيديين في حين نجد اكاذيب الاخرين حكاما كانوا أو من غير الحكام لا تدوم في ايامنا هذه سوى اياما واحيانا ساعات ودقائق ويتم تكذيبها بسرعة خارقة. لقد انتهى زمن الاكاذيب الكبيرة وولى الى غير رجعة امام ظهور اجهزة الاتصالات الحديثة. كالأنترنيت والفضائيات التلفزيونية والراديو والموبايل ..الخ
Al_botani2008@yahoo.com

215
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   حجة باطلة.
ادعت الحكومة السورية ان: لا يعقل لجوءنا الى السلاح الكيمياوي بعد ان أنجزنا انتصارات باهرة) . ومع هذا فأن امريكا قصفت هيروشيما بالسلاح الذري وكانت  اليابان تجر اذيال الهزيمة في الحرب، وضرب صدام حسين حلبجة بالقنابل الكيمياوية بعد أن وضعت حربه اوزارها ضد إيران، ثم من يقول ان حكومة الاسد انتصرت على معارضيها؟.
•   دافعوا عن المزارات أم الاسد؟
شيع بعض من المرتزقة العراقيين من الذين قتلوا على يد الجيش السوري الحر في سوريا، وقيل انهم (استشهدوا) دفاعا عن المراقد والمزارات هناك. ترى اما كان الاولى بهؤلاء ان يدافعوا عن المساجد والحسينيات حيث لايمر يوم دون ان يفجر مسجد أو حسينية ويقتل مصلون في العراق؟ لقد دافع اولئك المرتزقة عن دكتاتورية بشار الاسد وليس المراقد والمزارات.
•   الشعب العراقي يثور على نوابه!!
تظاهر سكان اكثر من (10) محافظات عراقية أحتجاجاً على رواتب البرلمانيين والرئاسات الثلاث، الخيالية. وفي حين يلزم البرلمانيون وتلك الرئاسات الصمت حيال ثورة الشعب عليهم، بل أن برلمانياًتركمانياً من القائمة العراقية اعلن بصراحة وقوفه ضد ارادة الشعب وعدم تخليه عن راتبه الخيالي. وفي العراق (عيش وشوف) الشعب يثور على نوابه وممثليه ويقفان وجهاً لوجه امام بضهما بعضاً!!
•   مايجوز للعراقيين والليبيين لايجوز للسوريين!
اعترضت اطراف شيعية في العراق، واخرى غير شيعية خارج العراق على عزم وتصميم واشنطن إنزال ضربه تأديبية بنظام بشار الاسد الذي استخدم الكيمياوي ضد مواطنيه مثلما استخدم صدام قبله السلاح عينه ضد حلبجة. عجيب امور غريب قضية، ان المعترضين على الضربة الامريكية المحتملة لسوريا كانوا يلحون على واشنطن والناتو لضرب نظام صدام والقذافي . عليه لماذا جاز للعراقيين والليبيين مطالبة الغرب التدخل عسكريا لمعاقبة حكامهم واسقاطهم، في حين يعارضون توجيه اية ضربة الى سوريا؟
•   الغريب في تصرفات الاسد.
جاء في الاخبار، ان بشار الاسد نقل صواريخ سكود الى مواقع مجهولة خشية من استهدافها من قبل الامريكان. وقبله نقل صدام حسين طائراته الحربية الى ايران خوفا من ان تقصف من قبل التحالف الدولي، وللمرء ان يتساءل: اذا لم يكن السلاح الذي صرفوا الملايين في شرائه للدفاع عن النفس، فهل يعقل والحالة هذه ان يخفوه، وكأنه تحول الى صنم يعبد؟
•   التدخل الخارجي مرحب به.
رحب العراقيون والليبيون ومسلمو كوسوفو بتدخل  الغرب والناتو لانقاذهم من الظلم والعذاب، وقبلهم رحبت شعوب عدة بانقاذ البريطانيين والفرنسيين لها من الدولة العثمانية، وتعاونت شعوب اوروبا الشرقية مع الاتحاد السوفيتي السابق، والغربية مع الولايات المتحدة، لكي تتخلص من المحتلين النازيين، يقيناً ان الشعب السوري بدوره عين على واشنطن وباريس وغيرهما وهو الذي يعيش اوضاعاً مماثلة لأوضاع الشعوب التي طالبت في الماضي بالتدخل العسكري الاجنبي، ان السوريين يتمنون التدخل الخارجي لازاحة الكابوس الجاثم فوق صدورهم فلماذا الوقوف ضد امانيهم المشروعة؟
•   بلاد الحروب والمصائب.
توجهت فنزويلية الى كاتبة عربية بالسؤال: ( لم عندكم حروب او على وشك ان تبدأ حروب)؟. ورد ذلك عقب اعتذار الحكومة اليمنية الحالية لليمنيين الجنوبيين على الحرب التي شنتها عليهم حكومة (صالح) عام 1994 وللحوثيين في شمال اليمن عن (6) حروب شنتها ضدهم. وفي سوريا تدور معارك طاحنة منذ اكثر من عامين وقبلها في ليبيا وتونس ومصر، وشهدت لبنان في السابق حرباً اهلية استغرقت 15 عاماً. ومنذ استقلال العراق عام 1921 فان الحروب لاتفارق هذا البلد، وما زالت المصادمات جارية في تونس وليبيا ومصر واليمن رغم سقوط انظمتها السابقة. وفي السودان  تتواصل الحروب في دارفور ومناطق اخرى فيها.والوضع متوتر ابدا بين المغرب والصحراء الغربية وشهدت الجزائر في عقد التسعينات مجازر مروعة على أثر منع جبهة الانقاذ الاسلامية من الوصول الى الحكم، فيما كان العراق في الثمانينات ومطلع التسعينات قد تسبب في نشوب حربين خليجيتين.. العالم العربي ساحة حرب وبؤرة توتر.
•   التخصص في السرقة!!
القي القبض في البصرة على عصابة متخصصة بسرقة حقائب النساء وبين حين وحين تنشر اخبار عن كبس شبكات متخصصة بخطف الاطفال او النساء واخرى متخصصة بالمتاجرة بالاعضاء البشرية.. الخ كما أن العراق يشهد موجات قتل تركز مرة على الاطباء و اخرى على الاساتذة الجامعيين وثالثة على رجال الدين.. الخ وكأن هناك تخصص وراء ذلك. وهكذا في الوقت الذي يحيا العالم عصر التخصص في الميادين العلمية، فان التخصص في العراق في السرقة والقتل والاختطلف.. الخ.
•   الاممية الاسلامية.. الاقصر عمراً.
 وقف العالم في تأريخه الحديث على ثلاث امميات: الشيوعية و القومية العربية والاسلامية، وتوالت في الشيوعية ثلاث امميات تم حل اخرها في مطلع الاربعينات من القرن الماضي على يد الحركة الشيوعية العالمية نفسها، بعد أن اصبحت الاممية عائقاً امام التطور غير المتجانس للأمم والبلدان، ولقد قدمت تلك الامميات خدمات جليلة للطبقات العاملة في العالم رغم حلها. ومع ظهور الناصرية، ظهرت ما يشبه الاممية العربية التي عاشت بضعة عقود قليلة الحقت خلالها افدح الاضرار بالقضية العربية. وبعد تراجع الناصرية حمل البعث لواء تلك الاممية فكانت الاضرار اشد. وحلت محل الامميتين الاممية الاسلامية التي اسقطت في اول المشوار (مصر أنموذجا) واذا كانت الامميات الشيوعية والعربية قد دامت عقودا مع الفارق بينهما وبين الاممية الاسلامية فان الاخيرة اثبتت فشلها في وقت جد مبكر، ولاشك انها ستكون الاممية الاخيرة في العالم. 
Al_botani2008@yahoo.com

216
الانفلات الإعلامي الصارخ إلى متى..؟

عبدالغني علي يحيى

   لم يقولوا عبثا : «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة» أو «العجلة من الشيطان والتأني من الرحمن» ولما كان الإنفلات الإعلامي موضوعا  وعنوانا لمقالي هذا، اقول بادئ ذي بدء، أن من مميزات وخصائص الإنفلات الإعلامي هو التسرع والقول اللامسئول وتشويه الحقائق عن عمد أو غير عمد، وأمراض وعيوب أخرى يضيق بها المجال. فقبل أيام قلب الإعلام مضامين صورة فوتوغرافية لتظاهرات حاشدة مؤيدة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الضد مما توخاه الأخير من تلك الصور التي عرضت وكأنها تظاهرة مليونية ضد أردوغان وحزبه وحكومته. وفي العراق وصفت وسائل إعلام التظاهرات في ساحات بعض المدن العراقية السنية على ضيقها على أنها مظاهرات مليونية والحال أن المشاركين فيها في أغلب الاحوال لم يكونوا يتجاوزوا بضع مئات. ومنذ أسابيع تلاشت تظاهرات المعتصمين في الموصل ضد حكومة المالكي، ومع ذلك يورد الإعلام الموصل ضمن المحافظات الستة المنتفضة. وتقوم عدسات آلات التصوير بإخفاء الرقعة الضيقة للإعتصامات والمعتصمين وتظهرها خلاف ذلك وكأنها لا أول لها ولا آخر. فلو كانت مليونية حقا لاسقطت حكومة المالكي منذ زمن مثلما أسقطت حكومات مبارك وشاه إيران وبن علي ومرسي. وهكذا فإن جعل الإعلام من الحبة قبة لن يؤدي إلا إلى ذر الرماد في العيون والتحايل على الداخل والخارج والذي تدفع ثمنه الشعوب والبلدان طبعا.
ويلاحظ أن الانفلات الإعلامي يشتد في أوقات الأزمات والإضطرابات وفي ظل سيادة الانفلات الأمني وتراجع حكم القانون بالأخص. وارتأيت أخذ عينات من هذا الانفلات من أحداث ثورة 30 حزيران في مصر والتي امتدت لأيام قلائل إلى أن أسقطت حكومة الدكتور محمد مرسي.
في خبر نسب إلى وكالة رويتر للأنباء أن الجماعة الاسلامية في مصر اقترحت على مرسي اجراء انتخابات رئاسية مبكرة وعلى أثر ذلك تبارت وكالات الانباء ومواقع إعلامية لا تحصى في أخذ الخبر ونشره على أوسع نطاق، إلا أن الجماعة تلك سرعان ما كذبت الخبر ونفت أن تكون قد تقدمت باقتراح ينص على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة!! إن وكالة رويتر الموقرة التي تعد من أعرق وأقدم وكالات الانباء في العالم عرفت في السابق بدقتها في نقل الانباء والابتعاد عن الكذب فإذا كان هذا حال رويتر فكيف تكون حال الوكالات الانبائية الأخرى ياترى..؟
يفترض في وكالات الانباء أن تكون أكثر مصداقية في نقل الانباء من وسائل الإعلام الأخرى من صحف وإذاعات وفضائيات، سيما بعد أن أصبحت في الأعوام الأخيرة مصدرا ومرجعا رئيسا للأخبار،حتى أن كثيرا من الصحف والاذاعات استغنت عن مراسلين لها، واكتفت بالتعامل مع الوكالات تجنبا من الوقوع في الخطأ، غير أننا وجدنا هذه الوكالات ترتكب اخطاء تلو اخطاء ايام الثورة المذكورة، والأمثلة على أخطائها كثيرة منها: أن وكالة (أ.ف.ب) ذكرت بأن محمد البرادعي وشيخ الأزهر والبابا تواضروس وصلوا إلى وزارة الدفاع المصرية لمقابلة الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية، في حين نفت وكالة (أ.ش.أ) ذلك وقالت أن شيئا من ذلك لم يحصل، وتوزعت الوكالات بين مصدق للخبر ومكذب له بشكل حار فيه الناس من أمرها، أيهما تكذب ,ايهما تصدق. وفي الخبر الذي نشرته (أ.ش.أ) ورد بأنها أسندت الخبر إلى مصدر عسكري مصري مسئول. والاطرف من كل هذا أن فضائية التغيير العراقية وهي من الفضائيات العربية السنية والتي أتابعها يوميا قالت أن البابا شنودة ومحمد البرادعي.. ألخ يحضران اجتماعا مع وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي. علما أنه قد مضى أكثر من عامين على وفاة المرحوم البابا شنودة!! هذا الخبر بقي لساعات لا يفارق شاشة فضائية التغيير.
وفي خبر لفضائية الحرة عراق الأميركية أن قوات الحرس الجمهوري في مصر دخلت مبنى التلفزيون الحكومي المصري وسيطرت عليه ثم أخلته من العاملين فيه من غير الاسلاميين باستثناء الابقاء على مذيعي الهوا فقط. ومن مضمون الخبر نفهم أن تلك القوات أبقت على الاسلاميين وطردت العلمانيين وبشكل أوحى ان الحرس الجمهوري المصري مع مرسي وحزب الحرية والعدالة،  بينما كان العكس هو الصحيح، فلقد داهمت تلك القوات ذلك المبنى لإنهاء هيمنة الاسلاميين على التلفزيون الحكومي المصري وفيما بعد قامت القوات عينها بغلق اربع قنوات دينية تابعة للاخوان المسلمين.
وكما نعلم أن تسرع وسائل الإعلام في نقل الأخبار هدفه تحقيق سبق إعلامي أو صحفي وقد يكون من أجل نصرة هذا الطرف على ذاك وربما تكون للمتسرعين مآرب أخرى، بلا شك فإنه  لو مضت الحال على هذا المنوال فسيأتي يوم تفقد وسائل الإعلام مصداقيتها سيما تلك التي تعتمد العجالة والتسرع في نقل الأخبار. إن وسائل الإعلام هذه لا بد ان تسقط  في عين القراء أو المستمعيين أو المشاهدين في نهاية المطاف، ما يدفع بالثالوث القارئ والمشاهد والمستمع إلى إنتظار البيان الأول للعسكر الذي يأتي أصدق إنباء من وسائل الإعلام.
ختاما ما أحوج الإعلاميين والصحفيين إلى نصيحة موجهة أصلا إلى سواق السيارات (أخي السائق لا تسرع فالموت أسرع) وإذا كان تسرع السائق يتسبب في موته وربما أفرادا معه فإن تسرع الصحفي والإعلامي قد يتسبب في الحاق الدمار بشعب أو حزب برمته. فحذاري من التسرع.
Al_botani2008@yahoo.com

217
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   شر خلف لشر سلف!
عين محمود عزت مرشداً مؤقتاً للاخوان خلف لمحمد بديع، واذا كان بديع رهن التحقيق بتهمة القتل والتحريض عليه في زمن حكم مرسي. عليه فان ما يقتل اليوم من المصريين على يد الاخوان يفوق بما لايقاس الذين قتلوا على يد حكومة مرسي. لذا فلقد حق القول في عزت انه شر خلف لشر سلف.
•   من ترهاتهم.. أم السيسي يهودية!!
مازال بعضهم في المجتمعات العربية والاسلامية يعيرون خصوصهم تولدهم من امهات يهوديات، ما يعني ان العنصرية والعنعنات الدينية ما برحت تعشعش في اذهانهم، ناهيكم عن جهلهم بالدين الاسلامي الذي اجاز الزواج بالكتابيات من يهوديات ومسيحيات.. الخ فقبل ايام سرت شائعة من ان ام عبدالفتاح السيسي يهودية من المغرب، وقبل اعوام قالوا عن المالكي، أنه من اصل يهودي، ولما اخذ اتاتورك بالتقاليد الغربية اتهمواه باليهودية.. الخ
•   (لماذا تحجرت قلوب المصريين)؟.
حيال لا ابالية المصريين بمطاردة الاخوان المسلمين، تساءلت فضائية (المستقلة) ذات التوجه الاخواني، في معرض تغطيتها لمشهد يبكي فيه اردوغان حزناً على مقتل ابنة البلتاجي، لماذا لايبكي كثير من المصريين؟ لماذا تحجرت قلوبهم؟ ماذكرنا بتعيين يوم للبكاء العام على الرئيس الكوري الشمالي الذي توفي في العام الماضي. أفلا يعني تساؤل (المستقلة) الانتقادي للمصريين تجاوزاً على حرياتهم؟ فيما الوجه الثاني لتساؤلها يفيد ان معظم المصريين فرحون لما حل بالأخوان؟.
•   اردوغان بين دموعه وفعل يديه.
حزناً منه على مقتل بنت القائد الاخواني محمد البلتاجي في رابعة العدوية، شوهد اردوغان يمسح دموعه من على شاشة فضائية(المستقلة) ناسياً غارات طيرانه الحربي على كردستان العراق، حتى انه في احدى المرات قتل (7) اشخاص من اسرة كردية واحدة بينها اطفال ونساء، ومن جرائم جيشه مذبحته التي طالت نحو 36 مديناً بريئاً في كردستان تركيا قبل شهور.. الخ من جرائمه المنكرة بحق الكرد/ ومنها منعه للدراسة الكردية قبل ايام.. ان اردوغان من نوع ذلك الصياد الذي كان يذرف الدموع على طيور كان يذبحهها، كما ويشبه صدام حسين الذي كان يقول وسط ارتكابه للمذابح الجماعية والانفال بحق الكرد وقصف حلبجه بالسلاح الكيمياوي: (ان للكردي حقين في العراق).. الخ.
•   تركيا زرعت الريح وتحصد العاصفة!
رغم دكتاتورية العلمانيين الترك لكنهم سيبقون افضل من الاسلاميين الترك ففي ايام العلمانيين لم تكن العلاقات متوترة بين تركيا وجيرانها الا نادرا، وجاء الاسلاميون ليؤدوا الدور نفسه لجمال عبدالناصر في التدخل بشؤون البلدان وارتكاب الجرائم، وها هو رد الفعل على سلوكهم، ثقافيا منعت فضائيات من بينها النهار و cbc عرض المسلسلات التركية فيما اتخذت الامارات اجراءات رادعة بحق تركيا، واقدمت مصر على التوقيع على وثيقة تنتصر للارمن ومطالبة تركيا بالاعتذار واوقفت استيرادها للقطن التركي، وجاء المشهد اللبناني ليبعث باليأس في نفوس الاتراك.. والحبل على الجرار، وصدق القول: من يزرع الريح يحصد العاصفة.
•   اعتذارات يمنية بالجملة!
فجأة وقفنا على اكتشاف هام، حين اعتذرت الحكومة اليمنية لأهالي الجنوب اليمني عن الحرب التي شنتها عليهم حكومة (صالح) عام 1994 واعتذرت للحوثيين بصعدة في  شمال اليمن لشن الحكومة نفسها لست حروب عليهم، ورغم كل هذا يبقى الاعتذار فضيلة وما على الحكومات العربية والاسلامية من التي ارتكبت حروبا بحق مواطنيها الا ان تحذو حذو الحكومة اليمنية الحالية، فهي بدورها كانت وما زالت في معظمها حكومات حرب وفاشية.
•   العشيرة.. منبعاً للارهاب في العراق.
قال الفريق على غيدان القائد العام للقوات البرية في العراق ان معظم الارهاب في العراق يأتي من العشائر العراقية، الطريف ان الحكومة الشيعية تعقد مؤتمرات باستمرار للعشائر و التودد اليها، فيها نجد رؤساء العشائر يتصدرون منابر السنة في ساحات الاعتصامات ضد الحكومة العراقية، ويعلق الجانبان امالا عريضة على العشائر، وكلما كثر الاهتمام بها كلما زاد الارهاب وذلك لسبب بسيط (حاميها حراميها) او على وزنه .
•   حلبجة- الغوطة.. البداية واحدة.. والنهاية؟
ظل المجتمع الدولي يغض الطرف عن قصف حلبجة بالغازات الكيمياوية لسنوات حرصا منه على ابقاء التوازن بين ايران والعراق، رغم توفر الادلة الدامغة على ارتكاب النظام البعثي لتلك الجريمة، واليوم نجد المجتمع الدولي يمارس التجاهل عينه حيال القصف الكيمياوي الحكومي السوري للغوطة الشرقية في ريف دمشق. ورغم الادلة على ضلوع حكومة الاسد في هذه العملية.. فاذا كانت البداية واحدة في الحالتين، فهل ستكون النهاية واحدة ايضا، الجميع بانتظار رد الفعل الغربي على جريمة الاسد.
•   في العراق.. أي من اليومين أشد؟
قال الامام علي ين ابي طالب(رض) وكرم وجهه: ( يوم المظلوم على الظالم أشد م من يوم الظالم على المظلوم). وكم كنا نرغب في ان يأخذ الحق مجراه في العراق، لا ان تأتي الايام بعكس ما قاله امير المؤمنين ففي العراق كان يوم الظالم شديدا على  يوم المظلوم، ولما انهار نظام البعث الظالم عام 2003 تم التعامل بالحسنى مع يوم الظالم وبقي معظم اركان ذلك النظام في مناصبهم من غيران يطالهم يوم المظلوم. ان من خيبات الامل لدى العراقيين، رؤيتهم، لمن سامهم مراالعذاب، هيمنتهم عليهم حتى بعد السقوط.
•   ويل للعراقيين!
قال جبران خليل جبران: (ويل لأمة تنصرف عن الدين الى المذهب ومن الحقل الى الزقاق.. الخ). وويل للعراقيين الذين انصرفوا الى الصراعات الطائفية السنية والشيعة، وبدلا من ان يؤدوا عملهم المثمر،فقد احتسد المئات منهم وبشكل شبه يومي في ساحات الا عتصام تاركين الاعمال المثمرة المفيدة ان ما يجري على الارض العراقية يخالف اقوال الحكماء والفلاسفة والعقلاء اذ يجري فيه كل شيء بالمقلوب.
Al_botani2008@yahoo.com     

218
قائمة بالأفكار الجاهزة والمصطلحات المطروقة لمعالجة القضايا العراقية وغيرها
.
 
عبدالغني علي يحيى
    حصلت (15) جمهورية سوفيتية على الاستقلال بقرار من غورباتشوف وقبلها عشرات من الاوطان عليه بفضل قرار من لجنة تصفية  الاستعماراوائل الستينات من القرن الماضي، وبينهما استقلت الجزائر وانكولا والكونغو.. الخ فصدور بيان 11أذار عام 1970 الذي نص على الحكم الذاتي لكردستان هذا على سبيل المثال من دون ذكر للصيغ و الافكار الجاهزة والتي سنأتي على  ذكرها، في حين أن أبسط مشكلة في عصرنا الحالي تعجزاشكال من المصطلحات والصيغ عن حلها. ومن الافكار والمصطلحات الاكثر شيوعاً وتداولاً وذكراً هذه الايام: 1- الحوار 2- التفاوض 3- فهم الاخر 4- بناء الثقة 5- الطرق السلمية 6- الجلوس على طاولة المفاوضات 7- الصلاة الموحدة 8- ميثاق الشرف 9- الاسلام هو الحل 10- مؤتمرات العالمين العربي والاسلامي 11- مؤتمرات الحوار الاسلامي المسيحي 12- اعتصامات اهل السنة والجماعة في العراق 13- فتاوى رجال الدين 14- الشريعة مصدراً للقوانين 15- الاجتماعات بين الفرقاء المتخاصمين 16- الاخوة العربية – الكردية 17 الحل عراقيا 18- العمل كفريق واحد 19- تشكيل لجان لتنفيذ القرارات 20- زيارات المسؤولين العراقيين والكرد المتبادلة 21- زيارات المسؤولين الامركيين والاوروبيين الى الاراضي المحتلة 22- حوار الاديان 23 الوحدة الوطنية 24- رفض التقسيم 25- الناس سواسية كأسنان المشط 26 حكومة انقاذ وطني 27- الانتخابات المبكرة 28- المفاوضات العراقية الكردية 29- العملية السياسية بين انقرة وp.k.k  30- 5+1 (الملف النووي الايراني) 31-التوافق.32- الجبهات الوطنية 33- رص الصفوف 34- التنازلات المتبادلة 35 العودة الى الدستور36- توحيد الكلمة 37 نبذ الفرقة والطائفية 38- تفضيل المصلحة العامة على الخاصة 39- مصلحة الشعب  على الحزبية الضيقة 40- (اخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه) 41- موائد الافطار 42- الاجتماعات في بيت هذا وذاك43- المصالحة الوطنية واخيرا44- المؤتمر الوطني بعد العيد.. الخ وها قد مضى العيد ولم يعقد هذا المؤتمروحتى انعقد فانه يفشل..الخ من المساعي الفاشلة والساذجة واللامجدية، لحل المعضلات المستعصية على الحل والتي تزداد تفاقماً يوماً بعد أخر، وتزداد معها أو تبتكر افكار ومشاريع ومصطلحات و صيغ تزخر بها القواميس والمعاجم، وتبقى المشاكل عصية على الحل ولتتعقد اكثر فأكثر. وأجزم ان اصحابها انفسهم من الذين يرددونها ليل نهار لا يؤمنون بها ان لم نقل يتاجرون بها.
قارئي العزيز: حذاري من ان تنطلي عليك كومة الافكار والمشاريع والحلول العقيمة التي ذكرتها والتي على غرارها ولم تسنح الفرصة لي لذكرها، فهي جميعاً لها فعل المخدر والحبوب المنومة، وتهرب من الحل الحقيقي والبسيط والذي هو في متناول اليد، الا وهو تقسيم البلدان ذات التعددية القومية والدينية والمذهبية واطلاق الحرية للشعوب والمكونات المغلوبة على أمرها –لبناء اوطانها ودولها ونيل استقلالها وسيادتها من الامم الظالمة والمهيمنة في العالم الثالث التي اصبح التمييز بينها وبين الاستعمارين القديم والحديث غير ممكن. اما البلدان التي لا تتميز بالتعددية الاثنية والدينية فيكفي تطبيق الديمقراطية الغربية فيها اي اعتماد التعددية الحزبية والصحافية والحريات على اشكالها فاضرب عرض الحائط بكل تلك الافكار العقيمة والمخدرة ولا تصدقها، واهتف باعلى صوتك: أريد الحرية والاستقلال والعيش الكريم ومغادرة المحتل .. اريد التعددية الحزبية والسياسية .. الخ علما انه وفي ظل هذه الافكار وكثرة ترديدها الممل تسداد الهوة بين الشيعة والسنة والعرب والكرد والمسلمين واتباع الديانات الاخرى كالمسيحيين والايزيديين والصابئة وهيهات ان يحصل تقارب بين المكونات الاجتماعية العراقية طالما ابتعد السياسيون العراقيون عن الحل الصحيح. 
ان امام العراقيين والسوريين والاتراك والايرانيين وكل شعوب البلدان ذات التعددية القومية والدينية عربية كانت ام اسلامية طريقان لا ثالث بينهما اما تقسيم بلدانها واطلاق الحرية لشعوبها لكي تقرر مصيرها بنفسها واما المضي قدما في اراقة الدماء وذبح البشر والتهجير والتشرد والاقصاء والتهبيش وهدم المباني والمدن. فأختاروا احد الطريقين. وما على العقلاء الى ان يفكر بجد من قبل ان تتحول  بلدان اخرى الى خرائب وانقاض ومناطق كوارث ونكبات مثلما تحولت اليها سوريا والعراق وليبيا واليمن وليعلم الكل ان الذي يصرعلى الوحدة القسرية اما جاهل بامور الدنيا والحلول الصحيحة واما حاقد على الشعوب والاوطان وعميل للاجنبي المتربص بخيراتها خيرات الشعوب والاوطان.
Al_botani2008@yahoo.com

219
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   حتى القضاء التام على (السنة).
نوه المالكي من ان العمليات العسكرية في الجزيرة وحزام بغداد ستتواصل حتى القضاء التام على الارهاب وفي الحقيقة حتى القضاء التام على  السنة، وهذا ما يقوله السنة وغيرهم. وقال الفريق عبدالامير الزيدي: ان عملية تأر الشهداء في حوض العظيم حققت نتائج ايجابية في قتل و اعتقال الخارجيين على السلطة، وهو قتل واعتقال للسنة ايضاً، وقتل السنة واهل الجماعة في العراق يتم دون  محاكمات فيما الاعتقالات تتم دون مذكرات توقيف، كما يتبين من قول الزيدي، وستستمر العمليات ضد السنة في حزام بغداد والجزيرة والعظيم وغيرها حتى اخلائها من السنة.
•   الشرطة الاتحادية نادياً للمقصرين والفاشلين!
نقلت وزارة العدل العراقية موظفين مدنيين من دائرة اصلاح السجون الى الشرطة الاتحادية بحجة تقصيرهم في عملهم! ترى هل يعقل زج المقصرين في اداء مهامهم في جهاز (الشرطة) الذي يفترض فيه ان تكون عناصره الاشد نشاطاً والتزاماً بالواجب من غيرهم لحماية أرواح الناس.؟
•   الجربا.. راسب في الجغرافيا ناجح في العنصرية!
نفى احمد الجربا رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري المعارض، من ان يكون( في الجغرافيا شيء اسمه كردستان سوريا) وقد انتقل بذلك الى خانة العنصريين الاتراك الذين مازالوا يحاربون مصطلح كردستان والى الامس القريب كانوا يصفون كردهم باتراك الجبال علماً ان كرد سوريا ككرد الاجزاء الاخرى من كردستان تعرضوا الى التعريب (الحزام الاخضر) وحرم الالاف منهم من الجنسية وتعرضوا الى عمليات قتل مروعة، ولدى الجغرافيين ان كردستان سوريا تشكل واحداً من الاجزاء الاربعة لكردستان والقول بتقسيم كردستان على اربع دول يعني ان هناك كردستان سورية ايضا. على الجربا الكف عن ممارسة العنصرية ويبتعد عن التصرف النعامي، وثورته ما زالت في بداية الطريق وعليه ايضا مراجعة  درس الجغرافية والتأريخ أيضاً.
•   فقط الحمقى (يستبدون) برأيهم!
رغم ادانة العراقيين والمجتمع الدولي حكومة البعث بالحرب على ايران والكويت وكردستان، لكن بعضهم ما برح عند الرأي من ان ايران هي التي شنت الحرب على العراق،  وان الكويت كذا وكذا.. الخ فعند وصول رفات 46 جندياً عراقيا الى بغداد قبل ايام قالت فضائية سنية عراقية مرموقة، انهم كانوا قد (استشهدوا خلال الحرب التي شنتها ايران على العراق في  الثمانيات من القرن الماضي) ان هذا التشويه للحائق ذكرنى بقول لديغول: (فقط الحمقى لا يغيرون اراءهم) ومازال الممتسكون بالرأي المذكور يعتقدون بل يجزمون ان صدام حسين كان بطلا و (ويل لأمه تحسب المستبد بطلا)كما قال جبران خليل جبران.
•   وهل تخفى الشمس بالغربال؟
وصف محمد رضا سفير ايران لدى سوريا قول الزيباري بخصوص نقل اسلحة ايرانية الى سوريا عبر الاجواء العراقية بالمزاعم الواهية وان لا اساس له من الصحة، علماً ان المعارضة السورية وأمريكا بدورهما يؤكدان قول الزيباري. يقال ان بعضاً كان في حاجه الى خدمات حمار حجا، فما كان من حجا الا ان ينكر وجود الحمار في البيت، لكن اثناء ذلك، راح الحمار ينهق يقوة. وهنا قالوا له: (ان الحمار في البيت ولقد سمعنا نهيقه). انذاك امسك حجا بلحيته البيضاء وقال ساخرا: (ويل لكم تكذبون لحيتي البيضاء وتصدقون نهيق الحمار)!
•   لا علم لهم به..!
ظاهرة نفى الحقائق الكبيرة صارت مستفحلة جداً هذه الايام: ادعت واشنطن ان لا علم لها باستهداف الكرد السوريين من جانب (النصرة) فيما قال وزير خارجيتها جون كيري بان لاعلم لحكومته بتوسيع اسرائيل للاستيطان ولقد كذبته اسرائيل للفور. ونفى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري علم الحكومة العراقية بتوجه عراقيين الى سوريا للقتال الى جانب الاسد. وصرح شيخ الازهر احمد الطيب بانه لم يعلم بالهجوم على رابعة العدوية والنهضه الا من خلال وسائل الاعلام!!
•   مصر وتركيا.. أيهما المنتصر؟
في مقال لي نشرته قبل اكثر من اسبوعين، من أن لدى مصر أوراق قوية لمجابهة التدخل التركي في شؤونها، ومنها الورقة الارمنية. وفي 18-8-2013 وقعت مصر على وثيقة ابادة الارمن على يد العثمانيين بقي ان نعلم ان الورقة الاهم في يدها هي القضية الكردية في تركيا وبأثارتها ستخسر تركيا الكثير وتندم على نصرتها لارهابيي الاخوان والنصرة. يقينا ان مصر، وهذا من حقها، لن تتردد في استخدام كل الاوراق التي بحوزتها ضد تركيا مالم تكف الاخيرة عن تدخلاتها في شؤونها، شؤون مصر.
•   الصين على خطا روسيا في دعم الكرد.
وفي مقال لي ايضاً عن الاهتمام الروسي المفاجي بالقضية الكردية اشرت بشكل مباشر في ان تحذو الصين حذو روسيا في الاهتمام بالقضية عينها، وبعد ايام من نشر المقال اعلن عن اعتزام الصين فتح قنصلية لها في اقليم كردستان العراق، وسيلي ذلك حتماً وصول الاستثمارات الصينية اليه، وسوف يتنامى اهتمام الدولتين العظميين روسيا والصين بكرد العراق وسوريا ردا على امريكا التي راحت تنتقل في الايام الاخيرة الى اسناد الحركات الارهابية في المنطقة. وسيكون الفوز حتما لروسيا والصين مادامت امريكا تساند الارهاب.
•   .. والان جاء دور الشبك.
في تعقيبي على ماحل بالتركمان في طوزخورماتو من اضطهاد لحملهم والكرد على الهجرة، قلت ان المخطط الطائفي سوف ينتقل الى الشبك في اطراف الموصل وسوف يواجهون اضطهادا مزدوجا كونهم كقومية كرد وشيعة في معظمهم ، وها ان المخطط بدا بالتنفيذ، فخلال اقل من اسبوع قتل وجرح في عمليتين منفصلتين عدد من الشبك في كراج الشمال بالموصل وفي 19-8-2013 قتل 3 من الشبك في حي المثنى شرق الموصل وقبل ذلك حصلت عملية تفجير في قرية كوكجلي الشبكية، وبدأت مطالبة الشبك الان بضم مناطقهم الى كردستان. بعد ان تكرر استهدافهم
•   نعم الأقتراح.
تبحث الحكومة مصرية الان اقتراحا لحل الاخوان المسلمين وهي محقة بعد دخول الاخوان علانية في خانة الارهاب والخروج من السلمية الى العنف. على مصر ان تمضي قدما في محاربة الاخوان وعلى الغرب الكف ممارسة النفاق ويسارع في تصنيف الاخوان على الارهاب.
•   قطر تضحك على الذقون.
ادعت قطر انها تساعد مصر وليس الاخوان المسلمين ردا على دعمها للاخير من جانب مصر ودول اخرى. ان هذا القول من قطر فيه منتهى السذاجة ولن ينطلي على احد، فهي انزلقت الى جبهة الاخوان الارهابيين كخطوة نحو الانزلاق الى صف الارهاب، من الافضل لقطر ان لاتغرد خارج السرب الخليجي وعليها ان تنتصر لنهج السعودية وكل الدول الخليجية لمحاربة الاخوان.
•   هل من استحقاق للنزوح الكردي الثاني؟
يقف العالم الان على نزوح جماعي صارخ للكرد السوريين الى اقليم كردستان العراق هربا من اضطهاد جبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية لهم، الامر الذي يذكرنا بالنزوح الجماعي المليوني للكرد الى دولتين تركيا وايران عام 1991 والذي على اثره اقام الغرب منطقة امنة للكرد وقام نظام ديمقراطي في كردستان على اثره وحصل فيها تقدم مدهش، فهل يكرر التأريخ نفسه؟ على الغرب ان لايكيل بمكيالين ويقدم على جناح السرعة لانصاف الكرد السوريين ايضاً بمثل انصافه لكرد العراق
Al_botani2008@yahoo.com

220
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   الذي يدخل من باب الاسلام السياسي يخرج من باب القاعدة.
قديماً قالوا: الذي يخرج من باب اليسار يخرج من باب اليمين! والقول ينطبق بحذافيره على الأسلام السياسي التركي الحاكم في تركيا، فقبل شهور، ثم كبس أسلحة تركية في اليمن أكثر من مرة، وفي الأونة الأخيرة، أعتقل رجلان في القاهرة يحملان أسلحة ومتفجرات كانا قادمين من تركيا، هذا على سبيل المثال، ومن الطبيعي ان تنجم عن ذلك ردود أفعال من جانب الضحايا، فلقد أستدعي السفير التركي في القاهرة أحتجاجاً لتدخل بلاده في الشأن المصري، وفي لبنان أختطف طياران تركيا من قبل مجهولين، وعلى اثره اضطرت تركيا إلى سحب كتيبتها الهندسية العاملة في (اليونيفيل) ثم نصحت رعاياها بمغادرة لبنان، فيما دعت السفارة اللبنانية في أنقرة اللبنانيين هناك بمغادرة تركيا، وبهذا تقترب تركيا من خانة الدول المارقة واخرى مصنفة على الأرهاب، مضيفة بذلك مشاكل جديدة الى المشكلات التركية: الكردية والقبرصة ومسألة الدخول في الأتحاد الأوروبي، وخرقها الدائم لحقوق الأنسان..الخ.
•   أردوغان عثماني حتى النخاع.
في تصرف لافت، طالب أردوغان من النسوة التركيات، أنجاب كل واحدة منهن ثلاثة أطفال على الأقل! في وقت تفضل معظم دول وشعوب العالم مبدأ تحديد النسل، وفي مقدمتها دول وشعوب الاتحاد الأوروبي الذي يسعى أردوغان الى ضم تركيا اليه، ليخفف بذلك من المصاعب الجمة التي تعاني منها بلاده، دع جانباً ان مطالبته تلك انتهاك للحربات الشخصية. بقي أن نعلم، ان أردوغان يروم من وراء مطالبته التقليل من تزايد عدد الكرد الذين قد يشكلون أكثرية سكان تركيا في المستقبل المنظور، جراء عدم مبالاتهم بمبدأ تحديد النسل خلافاً للأتراك.
•   وحدها القادرة على التشخيص !!!
نفى عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية في كربلاء في خطبة الجمعة ليوم 9/8/2013 وبشكل غير مباشر، ان تكون لدى العراقيين قدرة على تشخيص ما يلحق بهم وبالعملية السياسية من ضرر في قوله: (ان المرجعية هي الجهة الوحيدة القادرة على تشخيص ذلك) ! وسلاماً على البرلمان والأحزاب والنقابات وقادة الرأي..الخ.
•   العد التنازلي لمطالب السنة والكرد.
لخص الشيخ عبدالملك السعدي أحد أبرز المراجع الدينية للعرب السنة في العراق مطالب طائفته في مقترح من 6 نقاط. بعد ان كان السنة في الماضي يلوحون بنحو 13 مطلباً، كذلك الكرد الذين تقدموا بـ19 مطلباً الى حكومة المالكي قبل مؤتمر أربيل 2010 وإذا بمطالبهم تتقلص الى (7) مطالب فقط وردت في بيان مشترك لحكومتي أربيل وبغداد قبل نحو أكثر من الشهرين، وفوق كل هذا على السنة والكرد عدم توقع تحقيق أي مطلب لهم. وما نخشاه أن يحل يوم لن يكون فيه أي مطلب لهما.
•   البحث عن حارس للعراقيين !
كذب القادة العراقيين وضحكوا على أنفسهم وذقون العراقيين و
المجتمع الدولي يوم كانوا يلحون على الجيش الامريكي بالانسحاب من العراق زاعمين بجهوزية القوات العراقية لحفظ الامن والنظام واقتدارها على ذلك، وتبدد زعمهم بعد ايام قلائل من انسحاب ذلك الجيش وغرق العراق في بحر من الدماء والدموع، بحيث راحت صيحات الاستغاثة من جانب اولئك الزاعمين تطاب باستقدام نحو 10000 جندي من ايران لحماية العراقيين من  الارهاب وهذا ما كشفت عنه وكالة الانباء الالمانية  التي قالت ان النائب قتيبة الجبوري طالب ايران بذلك اثناء حضوره مراسيم تنصيب حسن روحاني، اضف الى ذلك ما تردد عن اللجوء الى الشركات الامنية الاوربية للغرض نفسه، وللغرض نفسه يتردد قيام البيشمركه الكردية بالتوجه الى مناطق النزاع لحماية العراقيين، مع الفارق طبعا بينها وبين تكلم القوتين.. من يفوز بعقد حماية العراقيين ياترى؟
•   الجاهل بالدستور لن يطبقه.
لما قال المالكي، ان انتخاب البارزاني لولاية ثالثة مسألة دستور رد عليه النائب لطيف مصطفى ان اقليم كردستان ليس له دستور كاشفاً بذلك عن جهل المالكي بالدستور، والبارزاني لا يتحمل ووزر ذلك الجهل رغم  انه الاولى من غيره للفوز بتلك الولاية لمزايا كثيرة لا محل لذكرها هنا، واثبت المالكي كرة اخرى جهله بالدستور والقانون على خلفية اتهامه لنقابة المحامين العراقيين ب( عرقلتها) تنفيذ احكام الاعدام الامر الذي جعل من نقيب المحامين العراقيين محمد الفيصل ان يرد عليه بقوة متهما اياه بالجهل بالدستور والقانون، مع مطالبته بتقديم اعتذار للنقابة تلك. هل تتوقعون التزاما بالدستور وتطبيقاً له من جانب المالكي بعد ان ثبت جهله به اكثر من مرة؟
•   هل بمقدور المعارضين السوريين تشكيل جيش وطني؟
نسب الى احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض القول: ان هناك مبادرة للبدء بتشكيل جيش وطني موحد للسوريين. ونقول للجربا: هيهات ان تنجح مبادرتكم في تأسيسه، وسو تتعدد مقابل ذلك الجيوش في الساحة السورية وتقترب سوريا من الصوملة وكذلك من الوضع الذي يعيشه العراقيون.
•   فهم ناقص وانتقائي.
استغرب من موقف بعض من الدول العربية ومن بينها دول خليجية مرموقة، من نصرتها لاخوان سوريا ضد حكومة بشار الأسد ونصرتها في ان واحد للحكومة المصرية الحالية في صراعها ضد الاخوان المسلمين بل ومد النقيضين لاخوان سوريا والحكومة المصرية باشكال من الدعم في ان واحد !
Al_botani2008@yahoo.com

221
الاهتمام الروسي المفاجئ ولكن الانتقائي بالقضية الكردية.

عبدالغني علي يحيى
في احدث موقف روسي موساند لكرد سوريا التصريح الذي ادلى به سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي والذي اتهم فيه جبهة النصرة بقتل مدنيين كرد في سوريا وقبل ذلك بأيام نشرت صحيفة كوردستاني نوي الناطقة باسم الاتحاد الوطني الكردستاني مواقف مؤيدة لقضية الكرد السوريين صدرت عن روسيا الاتحادية وقبل نحو ثلاثة اسابيع نقل عن موسكو، ضمان مشاركة الكرد السوريين في مؤتمر جنيف (2) على أساس متساو ومنفصل، وفي هذا أمر بالغ الأهمية، كون موسكو إلى جانب واشنطن من الدعاة إلى المؤتمر ذاك، ويفهم منه أضفاء خصوصية على القضية الكردية في أن حركة كردية تحررية تتبناها ( القضية)والتي (الحركة) بالتالي لا تشكل معارضة تقليدية وهو كذلك. علماً أن هذه الخطوة من الكرملين، سبقتها وعلى مدى الشهور الماضية خطوات اخرى أوحت بتودد الروس الى الكرد، منها دعوة الرئيس البارزاني مرتين لزيارة العاصمة الروسية ضمن فترة وجيزة، فزيارة سابقة لمخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية إلى بغداد وأربيل وعلى رأس وفد رفيع المستوى التقى خلالها بالرئيسين الطالباني والبارزاني وبحسب مصادر موثوقة، ان الوفد وعد الطالباني بايلاء إهتمام أكبر بالقضية الكردية ودعمها، مايعني ان الأهتمام الروسي بالكرد لا يقتصر على كرد غرب كردستان فقط بل بكرد جنوب كردستان أيضاً ولابد وان يتعداه إلى شمالها أيضاً وسبق هذه التطورات دخول شركة غاز بروم النفطية الروسية كردستان العراق للتنقيب عن النفط واستخراجه. ويأتي هذا التطور في السياسة الروسية أصلاً في أجواء تحولات سريعة في سياسة روسيا ترمي إلى أستعادتها لهيبتها والدور الذي فقدته لسنوات في الساحتين الدولية عامة والشرق الاوسطية خاصة، وإلى المكانة التي يتمتع بها أقليم كردستان في المنطقة ولدى العالم وثرواته البترولية الهائلة فمزايا اخرى لا تحصى راحت تجذب بالأستثمارات اليها من جهات العالم الأربع. اضف الى ذلك توقع الروس، تقسيم البلدين العراق وسوريا الحتمي.
وعلى الرغم من ان هذا التطور في السياسة الروسية تجاه الكرد ولصالحهم جاء متأخراً نوعاً ما قياساً بالمواقف الأمريكية والأوروبية، لكنه يعتبر بمثابة أنعطافة كبيرة في السياسة تلك، ومن الأرجح أن تحقق نجاحاً سريعاً لها على خلفية تجارب سابقة لها مع الكرد، فالروس كانوا الأكثر أحتكاكاً من القوى العظمى الاخرى بالمسألة الكردية لأسباب مثل تواجد الكرد الملموس في الأتحاد السوفيتي السابق، فآحتضان نحو 600 كردي عراقي معارض بقيادة  قائد الحركة التحررية الكردية لنحو نصف قرن مصطفى البارزاني في القرن السابق، وفيما بعد فأن القادة السوفيت لم يبخلوا بالدعم لثورة ايلول الكردستانية 1961 – 1975 فمسعى سوفيتي نفذته منغوليا بالنيابة لطرح القضية الكردية في العراق عام 1963 في الأمم المتحدة والذي أحبط لاسباب لا مجال لذكرها هنا. ومع هذا تظل المواقف الروسية السابقة والحالية دون طموح الكرد الذين كانوا وما زالوا يتوقعون المزيد منها. ومع هذا يبدو الموقف الروسي من قضية كرد سوريا يتقدم على  الموقف الامريكي الذي اي الامريكي فاجأنا قبل ايام بأنهم لا يعلمون شيئاً عن استهداف الكرد في سوريا.
لقد بلغ الأهتمام الروسي بالكرد مرتبة تثير الأنتباه هذه الأيام، تمثلت بتوصية لبوتين بتخصيص 1,5 مليون دولار لأجراء بحوث في القضية الكردية تنفذها أعلى مؤسسة بحثية روسية وفي ضوء نتائجها، فان القيادة الروسية ستوسع من دعمها للكرد وتستمر، والذي قد  يدفع بالغرب في النهاية إلى تشديد منافسته للروس وتجاوز ما حققه (الغرب) للكرد في جنوب كردستان من أنجازات, وربما تكون الخطوة التالية له تأسيس دولة كردية لقطع دابر الطريق على الروس في أيجاد موطيء قدم لهم في كردستان، وقد تدخل الصين الحلبة كذلك وهذا متوقع، والتي لها خبرة كبيرة في منافسة واشنطن في القارتين اسيا وافريقيا بالأخص، وعلى الصعيد الأقتصادي على وجه الخصوص، وسيكون الفائز بالمنافسة ذلك الذي ينادي بتحقيق أوسع الحقوق للكرد، بما فيها حق تقرير المصير وإنشاء الدولة الكردية. وكذلك لبقية القوميات المضطهدة المغلوبة على امرها . بقي ان نعلم ان الموقف الروسي من القضية الكردية يعد ناقصا في تجاهله للقضية الكردية في كل من تركيا وايران ما يعني ان الروس يمارسون الانتقائية في تعاملهم الذي تتحكم به المصالح قبل كل شيء مع القضية الكردية عامة .
Al_botani2008@yahoo.com

222
كل ثلاثاء : خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•    الحشر مع (الدول) عيد.
وكأني بالمالكي جد فرح لما حل بسوريا ومصر وليبيا وتركيا من ماسي حين قال عنها، ان ما تعرض له العراق من انتكاسات شملها ايضاً بل اوحى المالكي وكأن تلك الدول(السابق) والعراق (اللاحق) وليس العكس حين قال: (لا يمكن ان يكون العراق بمعزل عن المؤثرات التي تعرض لها هذه الدول ) مضيفاً (لعل العراق هو الافضل من بينها)!!.
•    تناقض.
قال النائب محمد الصيهود، ان تزامن هروب السجناء الجماعي في العراق وليبيا وباكستان، مخطط امريكي لاسقاط حكومات المنطقة، كل ذلك لأجل تبرئة السياسات الخاطئة للحكومة العراقية حيال مختلف القضايا. اللافت إن صحيفة (الدستور) العراقية، ذهبت نقيض ما ادلى به في اشارتها الى (خطة آمريكية لمنع انهيار الحكومة العراقية)!!
•   أسبوع المخططات!
في الأسبوع الماضي ورد في الأخبار، أنه تم الكشف عن مخطط لمهاجمة المنطقة الخضراء واسقاط الحكومة، فيما اكدت شرطة المثنى ورود معلومات إليها عن مخطط يستهدف محافظة المثنى مجدداً. وفي الموصل اعلن عن مخطط للقاعدة يرمي إلى احتلال الموصل.
امافي كركوك، ففي 2/8/2013 ذكر نبأ ان المحافظة هذه تتخذ احتياطاتها لمجابهة خطط لضرب كركوك ! رئاسة مجلس النواب بدورها اشارت إلى احتمال تعرض المجلس إلى مخطط لاستهدافه سياسياً. عدوى المخططات انتقلت الى امريكا وبريطانيا وفرنسا ودول اخرى كذلك والتي قررت اغلاق ابواب سفاراتها يوم 4/8/2013 لدواعي امنية على حد قولها وذلك في مصر والعراق والكويت وإسرائيل ..الخ فهل تحولت المنطقة إلى برميل بارود ينتظر انفجاراً هائلاً؟
•   رفض الأوامر، ظاهرة !
على الضد من الأوامر التي صدرت من الحكومة العراقية للحيلولة دون حفر خندق حول كركوك، فانها محافظها وحرصاً منه على ارواح وممتلكات الناس رفض تلك الأوامر واكمل حفر الخندق كما رفض ايضاً امراً بتعطيل الدوام الرسمي في (الخميس) بسبب الحر. وفي 28/7/2013 رفض قائداً:عمليات دجلة وبغداد حضور جلسة البرلمان لاستجوابهما رغم تبليغهما من قبل المالكي بالحضور وفي الأنبار اقيل الفريق (مرضي المحلاوي) لرفضه اعتقال قادة المعتصمين هناك، وتشكي الشهرستاني من مخالفات وزير الكهرباء لأمره وتعاقده مع شركات تركية سبق وان وجه الشهرستاني بعدم التعاقد معها!! والعشرات من الامثلة
•    رواتب البرلمانيين.
وصفت جهات ما يتردد عن تنازل بعضهم من النواب الشيعة عن رواتبهم التقاعدية، بانه مجرد مزايدات ودعايات انتخابية..الخ من الاوصاف، وفوق هذا كم كنا نتمنى ان تأتي مبادرة الغاء تلك الرواتب من التحالف الكردستاني، بيد ان الانكى من ذلك ان يعلن ممثل رفيع عنه في مجلس الوزراء العراقي رفضه للرواتب المدانة تلك وقوله فيها بانها استحقاق لاصحابها!!
•    عنصري من الشرقاط.
عاب مشعان الجبوري من سماهم (النجيفية) في الموصل لما (ولوا) كردياً لرئاسة مجلس المحافظة وتركمانياً لمنصب نائب المحافظ كون ذلك حسب عيبه يتقاطع مع ادعاءات النجيفية بالدفاع عن (عروبة) الموصل. متجاهلاً، ان القائمة الكردية هي التي فازت بالمرتبة الأولى، وان التركمان حازوا على اكثرية المقاعد في القائمة (متحدون) للنجيفي، كما ان المكونات من غير العربية فازت باكثرية مقاعد مجلس محافظة نينوى 22 مقعداً من مجموع 39 مقعداً. فضلاً عن هذا، هل العروبة تعني اقصاء الآخرين والتنكر لهم، حتى وان كانوا اكثرية. انسي الجبوري يوم دعا قبل اكثر من 13 سنة الى استقلال كردستان وانشاء الدولة الكردية، ومكث في الاخيرة معززاً مكرماً لسنوات؟ سحقا للعنصرية وكل المحبة للمكونات الاجتماعية المتآخية في الموصل.
•   ثوار الناتو!!
شمتت فضائية (الشعب) التابعة لمشعان الجبوري بقرار من محكمة مصراتة الليبية يقضي باعدام وزير التربية  الليبية السابق في حكومة القذافي، وقالت انه صادر من محكمة (ثوار الناتو)! بسبب من مقاومة الوزير (العدوان) على بلاده حسب قولها! علماً ان الشعب الليبي طالب الناتو بالتدخل مثلما تطالبه سوريا اليوم وقبلهما العراق عام 2003 اضف الى ذلك، كيف نسي الجبوري انه عاد الى بلده بفضل الدبابات الامريكية وفي الايام الاولى لسقوط نطام البعث تولى تمشية أمور محافظة نينوى، ترى هل يرضي اذا وصف بثائر للناتو؟
•   العنف بين اسلامي مصر والعراق.
هدد خطباء جمعة نينوى وصلاح الدين والانبار يوم الجمعة 26-7-2013 بتشكيل ميليشيات لحماية السنة، ما يعني اللجوء الى السلاح لمجابهة قوات الحكومية العراقية. بالمقابل وعلى اثر اعلان الحكومة المصرية عن تصميمها فض اعتصامات الاخوان في رابعة العدوية، صرح الاخوان من أنهم سيواجهون الدبابات بصدورهم العاربة!. كلاهما لايقدران على المواجهة ومن الافضل لهما الجنوح للسلم كما امربه الله تعالى.
•    مكاسب اخوان مصر الدبلوماسية!!
جاء في (الحوارtv) الفضائية التي  تنتصر لأخوان مصر ان مكاسب دبلوماسية لأنصار (الشرعية) توجت زيارة اشتون ووفد الحكماء الافارق لمصر، لكن ما صدر عن الزيارتين ينفي ذلك الادعاء فرئيس الوفد الافريقي نفى صفة الانقلاب عن ما حصل في مصر فيما قالت اشتون ان الاتحاد الاوروبي سيواصل دعمه لشعب مصر، وعندما زار (كيري) من بعدها مصر قال ان الجيش بخطوته انقذ الديمقراطية هناك.  فتصريحات من أنه لولا تلك الخطوة لكانت مصر تدخل حرباً أهلية، فعن أي مكاسب دبلوماسية يتحدثون؟
•   الغرب والارهاب.
فضح الكاتب المصري مأمون فندي الموقف الغربي من الارهاب حين لم يابه بتظاهرة اكثر من 30 مليون مصري ضد الارهاب، بعد أن كان (يبحث عن مظاهرة واحدة، أو 10 أفراد في العالم الاسلامي تدين الارهاب أو ترفع لافتة واحدة تقول (لا للأرهاب).. الخ ويخلص الى مامعناه، ان الغرب تجاهل كل ذلك. ويظل الغرب ساكتاً اذ تكرر موقفه المشبوه، ان لم نقل المناصر للارهاب، من كفاح الكرد السوريين ضد فصائل القاعدة الارهابية (النصرة) و دولة العراق والشام.. الخ فما زال يلزم جانب الصمت تجاه المجازر التي ترتكبها القاعدة ضد الكرد السوريين.
Al_botani2008@yahoo.com 


223
العراق ... أما آن الأوان لتخطئة الأعتصامات أيضاً؟

عبدالغني علي يحيى
    اختلفت التعريفات حول: الثورة والانقلاب والتمرد والعصيان.. الخ من أساليب الكفاح التقليدية , لكن الآراء بعد استخلاص الدروس منها ولو متأخراً اجمعت على تخطئة معظمها, والصواب منها استثناء. واللافت ان تخطئة (الربيع العربي) تمت بسرعة قياسية مقارنة بتخطئة تلك الأساليب اشرت اليها وفوق هذا فان اعتصامات العرب السنة في العراق محاكاة لها وحلقة من حلقاتها وان تجنب اصحابها اطلاق الربيع العربي عليها بل فضلوا, تسمية مقاومتهم للنظام الحالي بـ(الاعتصامات) وساحاته بـ(العزة والكرامة) أو (الحق).. الخ من التسميات وبعد ولوج الاعتصامات شهرها الثامن من غير ان تحقق اي هدف نجد الباحثين في علوم السياسة يتحاشون الحكم عليها بالخطأ, وكأن (8) اشهر من انطلاقها غير كاف لأصدار الحكم بحقها, بالرغم من تقلص ساحاتها وتراجع اعداد المشاركين فيها اذ الغيت بعض منها في الموصل والحويجة وسليمان بيك والشرقاط, ما يعني انها حملت بذور فشلها معها منذ البداية ومع هذا ما زال بعضهم يتواجد في تلك الساحات, غير آخذ بالبال عقم الاعتصامات فتضاؤل الاهتمام بها الى حد نسيان بعضهم لها. فضلا من معاناتها لعزلة مريرة لأقتصارها على جزء من العرب السنة واخفاقها من جر المكونين الاخرين الكبرين الشيعة والكرد اليها (الاعتصامات) ناهيكم عن نفور المكونات الاجتماعية الصغيرة كالتركمان والمسيحيين والازيديين الخ.. من المكونات الصغيرة منها.  
 كان الفيلسوف الفرنسي (ديدرو) يرنو بمرارة واسف إلى جموع الثوار في (كومونة باريس ) لأن المعامل والمصانع والانشطة الاقتصادية توقفت بسببها والتي (الكومونة) لم تدم سوى 72 يوماً, والوجه الآخر لأسفه هو تخطئة الكومونة طبعاً ودعوة رجالها للعودة إلى أعمالهم.
ثمانية أشهر مضت على اعتصامات السنة, وما زال المعتصمون في (المربع الأول) واذا دامت 8 اشهر او سنوات اخرة فسيبقون في المربع نفسه.. فلا الحكومة تلتفت اليهم, ولا هم تمكنوا من الأرتقاء باعتصاماتهم ولا الأرهاب يستهدفهم، الأمر الذين يزين للمرء بأن يضع علامة استفهام على هذه الاعتصامات, سيما اذا علمنا , ان الأرهاب ضرب تجمعات أصغر منها حجماً بكثير، فعلى امتداد الأيام الماضية، فجر العديد من المقاهي والمطاعم ومجالس العزاء والمساجد وظلت الاعتصامات بمنأى عن تفجيراته! وكأنها مسألة لا تستحق  الالتفات والذكر. ورغم الفشل المبكر (للربيع العربي) في ليبيا وتونس ومصر وحتى اليمن فان هذا الربيع يبدو متقدما على الاعتصامات السنية العراقية اذ كان زاخرا بالتقدم والتطور على صعيدي الكم والنوع وكسب العطف الدولي ومن ثم نجاحه في الاطاحة بالنظم الحاكمة في تلك البلدان. في وقت تعاني فيه الاعتصامات السنية في العراق من الركود والمراوحة في مكانها في حين كان التقدم ملازما لذلك الربيع مثل استقالة وزراء والنواب وانضمام قطاعاة من الجيش اليه الامر الذي تفتقر اليه الاعتصامات موضوع البحث .    
اذا كان علم السياسة قد فرغ من نفي وتخطئة الأساليب المكورة رغم حصول ثورات وانقلايات نجحت  على ضيقها، في تأدية رسالتها.  فلا بد وأن يعرج هذا العلم الى تخطئة الأعتصامات كذلك كونها الاشد خطأ، اذ عزلت الالوف من الأيدي العاملة عن بناء الوطن والتوقف عن الانتاج، ثم ان قياداتها أبعد من أن تقدر على تحقيق الحرية والديمقراطية لجماهيرها، وعلى امتداد الشهور الفائتة سبق وان قلت ما نصه: هيهات ان تخرج الحرية والديمقراطية من عمامة رجل الدين أو عباءة رئيس العشيرة أو من فوهة بندقية الملثم الأرهابي الشقي. ومع إحترامي الشديد لرجال الدين، حبذا لو ابتعدوا عن السياسة لأنها صناعة لا تليق بهم وبالأخص في هذا العصر، وثمة عيوب اخرى في الاعتصامات تعجل من انهيارها وتخطئتها ، من حيث رفعها لمطالب تنادي باطلاق سراح الأرهابيين وتعديل الدستور لأجل إلغاء الفيدرالية والمادة 140 منه..الخ. وغيرها من الدعوات الضارة بالقضية السنية العادلة في العراق يكفي ان نعلم ان الاعتصامات بدلا من ان تثني الحكومة والميليشيات المذهبية عن مواصلة تهجير السنة واعتقال افرادهم وتعذيبهم او تكسب عطف العالمين العربي والاسلامي والمجتمع الدولي ايضاً فان الخروقات ازدادت بشكل ملحوظ في الايام والاسابيع الاخيرة بحق السنة وكان الاعتصامات في واد والاحداث والتطورات في واد اخر. هنا بودي الاشارة إلى قول لهيلاري  كلينتون التي وصفت تعطش الاخوان المسلمين الى السلطة: (دعوهم يحكمون ليثبت فشلهم ويرحلون) وفعلا حكموا وفشلوا ومنهم من غادر الحكم ( اخوان مصر) ومنهم من ينتظر. ان المعتصمين سيواجهون الفشل عينه ليس في الحكم والذي لن يصلوه بل في ساحات الاعتصام.  
ان على العرب السنة البحث عن وسائل نضالية اخرى وهي متاحة لتحقيق العادل من مطاليبهم، وكيف ان اعتصاماتهم لم تزد خصومهم  إلا عنفا وشراسة ضدهم، وهاهي الحملات الطائفية على اشدها بحقهم، وعلى وجه الخصوص في ديالى وبغداد وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها السنة بكثافة.
Al_botani2008@yahoo.com

224
كل ثلاثاء : خبر وتعقيب

 
عبدالغني علي يحيى
* مفكرون وأكاديميون وقحون!
على خلفية احداث تقسيم في اسطنبول، طالبت مجموعة من كبار المشاهير والمفكرين والفنانين العالميين أردوغان من خلال مذكرة نشرتها (التايمز اللندنية) بالكف عن الممارسات الدكتاتورية، فما كان منه إلا ان يوجه شتائم بذيئة اليهم ووصفهم بالوقاحة والصفاقة، يذكر ان عبدالسلام عارف عنما طالبته شخصيات عالمية مثل: راسل وسارتر ورودنسن باطلاق سراح السجناء السياسيين، فانه لم يتردد في القول بحقهم:
(القافلة تسير ولايهمها نباح الكلاب) والانكئ من هذا ان ارودوغان هدد بمقاضاة الصحيفة اللندنية لنشرها المذكرة فمرحى (الديمقراطية) أردوغان.

*خطوات خطيرة!
حذرت المخابرات التركية حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا من مغبة قيامه بالإعلان عن كيان وطني كردي ووصف مساعي الكرد السوريين للتمتع بحق تقرير المصير بـ (الخطوات الخطيرة)!! علماً ان الكرد السوريين لايدعون الى الإنفصال و...متى كانت المطالبة بالحقوق القومية خطوة خطيرة؟
* اسلحة تركية!
ضبطت الحكومة المصرية شحنة من الأسلحة التركية الى مصر، وفي وقت سابق كانت الحكومة اليمنية قد استولت على اكثر من شحنة لتلك الأسلحة. المرسلة من تركيا لقد تحولت تركيا منذ وصول الإسلاميين الى السلطة فيها الى مرسل للأسلحة الى مناطق التوتر في العالم ومتدخل في شؤون الدول، في حين لم تعرف الحكومات العلمانية التركية السابقة بمثل هكذا تصرفات دالة على خرق مبدأ التدخل في شؤون الآخرين.
*علاقات الترك والكرد وقتية!
نوهت الباحثة الأمريكية دينز ناتالي الى ان (العلاقات بين اقليم كردستان العراق وتركيا لن تدوم). صدقت ناتالي، لأنها قامت اصلاً على عدم التكافؤ والأسس السليمة، فالكرد يتوقون الى الحرية وتحرير بلدانهم، فيما تكاد تكون تركيا العدو رقم (1) لتطلعاتهم.
* من أوجه التدخل التركي في الشأن العراقي:
كشفت صحيفة ضاودير الكردية عن قيام وزارة الخارجية التركية بتدريب قيادة الإتحاد الإسلامي الكردستاني، وقال مراسل الصحيفة (هةوالأ) الكردية ايضاً، ان تركيا طالبت عرب كركوك الإنتظام في قائمة موحدة وذلك في اجتماع سري عقد بين مسؤولين اتراك ورموز من عرب كركوك في انقرة، وذكرت الصحيفة نفسها بان كلا من تركيا وايران تقفان ضد اي تقارب كردي تركماني!


*موقف الأحزاب التركمانية من  احداث مصر
قالت صحيفة سراي التركمانية التي تصدر باربيل، ان الأحزاب التركمانية العراقية وصفت ازاحة مرسي بالإنقلاب العسكري!! من الطبيعي ان تقدم هذه الأحزاب على ذلك الوصف، طالما ان تركيا قد اقدمت عليه!!
* تركيا تعد لكارثة في العراق!
حسب خبر للصباح البغدادية وذلك استناداً الى خبراء ومختصين في الزراعة والمياه، ان كارثة ستحل بالعراق حال انشاء تركيا لسد جزرة على نهر دجلة، يقيناً ان تركيا ستمضي في مشروعها مادام العراق يمارس سياسة لاوطنية متخاذلة حيال التجاوزات التركية  وماذا عن حبس ايران مياه العديد من الروافد التي تصب في العراق من اراضيها...وكوارث في الطريق الى العراق ومن عمل الجارتين المسلمتين.
* كذب (الإخوا) وان صدقوا
يوم الجمعة الماضي لجأ صفوت حجازي القيادي في الإخوان المسلمين في مصر الى كذبة كبيرة عندما قال ان (مرسي يعود الى منصبه خلال الساعات المقبلة ولكن بعد حدث جلل ستهتز له مصر)!!
ولكن، ها ان اياماً لا ساعات قد مرت على كذبته، واذا بالسحر ينقلب على الساحر، فالذي اهتزهم الإخوان وظل مرسي قابعاً في زنزانته.
 * اخوان مصر لايجنحون للسلم!
على الضد من الآية القرآنية الكريمة (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) دأب الإخوان المسلمون على رفض الدعوات الى المصالحة والتفاهم والجلوس على طاولة المفاوضات في مصر، وينادون بدلاً من ذلك الى اسقاط السلطة، والشريعة الإسلامية السمحاء وصنعت شروطاً شبه تعجيزية لإسقاط الحاكم المسلم، فعلى اي دين إخوان مصر؟
 * كندي يترأس  جمهورية العراق وكالة!!
حذرت الحكومة الكندية نائب رئيس جمهورية العراق خضير الخزاعي من التوقيع على احكام اعدام صادرة بحق مدانين، وذلك لكونه  مواطناً كندياً!! عدا الخزاعي الكندي، فان هناك شخوص من جنسيات مختلفة تتحكم بمقدرات العراقيين منذ سنوات، ولعل هذا احد اسباب التدهور في كل المجالات في العراق.
 * احباط عملية اقتحام السجنين!!
في الصباع البغدادية ليوم 23-7-2013 وفي صفحتها الأولى، ورد بأن (وزارة العدل العراقية احبطت عمليتي اقتحام سجني ابو غريب والتاجي!! ما يعني ان اي اختراق للسجنين لم يحصل ولم يهرب منه اي سجين او يقتل  فيهما احد! علماً ان حسن الشمري وزير العدل كان قد أقر بهروب مئات السجناء منهما لذا عن أي احباط يتحدثون؟
* طائفية ...وطنية ........طائفية!!
قال محمود المشهداني الرئيس الأسبق للبرلمان العراقي، ان سمة البرلمان العراقي في دورته الأولى كانت الطائفية، ثم صارت وطنية، والآن عادت طائفية، بل وغلبت الطائفية الوطنية الى الأبد.
* لاتصدقوا مقتدى حتى اذا صدق!
دعا مقتدى الصدر الشعب العراقي الى الإنتفاض وإقالة الحكومة، علماً انه كان السبب في افشال عملية سحب الثقة من المالكي حين نكث بالإتفاق الذي وقعه مع الكرد والعراقية، وتكرر ذلك في موضوعة انسحاب  الوزراء...والمؤمن لايلدغ في جحر مرتين واللبيب تكفيه الإشارة.
* اتفاق لتهدئة الإمضاع في ديالى
بلغت السذاجة حداً ببعض الأطراف السياسية، ان لم نقل كلها الإعتقاد انه بمجرد الإتفاق على تهدئة الأوضاع في ديالى عبر تدخل الجيش والقوات الأمنية في ديالى، فان الأوضاع ستهدأ. يذكر ان اتفاقها كان قد تم يوم 21-7-2013 الا ان الأوضاع بعد ذلك اليوم ساءت اكثر، وساءت  اكثر ايضاً بعد الصلاة الجماعية ....ألخ من الأساليب الساذجة و العقيمة.
* مطالبة روسية حقة
طالبت الحكومة الروسية كلا من الحكومة والمعارضة السوريتين،  بطرد المجاميع الإرهابية من سوريا، روسيا محقة في مطالبتها، وحبذا لو اتحد الجميع في سوريا حكومة ومعارضة وسنة وشعة وكرداً  على ضرب الإرهابيين ومحوهم كونهم يشكلون اخطر تهديد لمستقبل سوريا والسوريين ومن ثم يعودوا الى تصفية حساباتهم فيما بينهم. في الحرب العالمية الثانية اتفق ماوتسي تونك مع خصمه شان كاي شك على وقف اطلاق النار  بينهما فالعمل على طرد الغزاة اليابانين. ان السوريين مدعوون الى العمل بالمثال الصيني.

* دولة من 3 أفراد
قالت مواقع التواصل الإجتماعي ان دولة (مولوسيا) وهي دولة غير معترف بها تأسست عام 1977 عبارة عن منزل صغير بولاية نيفادا الأمريكية ولا يتجاوز عدد سكانها الـ 3 أشخاص. ويقول رئيس جمهوريتها (كيفين بو): إن جمهوريته تدفع الضرائب للولايات المتحدة كمساعدات لدولة أجنبية!
حبذا لو جرى الإعتراف بها، عله يساعد على الإلتفات الى قضايا عشرات الشعوب المحرومة من السيادة واقامة دولة خاصة بها.


225
من المسؤول عن انهيار النظام العقائدي.. القائد ام العقيدة؟

عبدالغني علي يحيى
    شبه بعضهم ، إنهيار نظام مرسي في بعض من جوانبه بانهيار النظم الشيوعية السابقة في مطلع التسعينات من القرن الماضي. سيما في تحميلهم القادة والافراد مسؤولية السقوط وتبرئة العقيدة منه، وأرى ان العكس هو الصحيح فالقادة لينين وديمتروف وكادار وشاوسيسكو..الخ كانوا مناضلين محبين للفقراء صادقين مع مبادئهم وقل الشيء عينه عن شيوعيين خارج الحكم مثل فهد سلمان وسلام عادل في العراق وآيديت في اندونيسيا وعبد الخالق محجوب في السودان، من الذين ضحوا بحياتهم لاجل نصرة الفقراء والكادحين والمعدمين بيد انهم اي الذين انتزعوا السلطة وقاموا بدمج الماركسية بالحكومة والذي كان انعكاساً لدمجها بالحزب أولاً، وإذا بالحريات تصلب ويدب الضعف والهزال في جسد دولهم التي تحولت الى دكتاتوريات سافرة بلغت بعض منها مرتبة الفاشية كنظام بول بوت في كمبوديا وستالين في الاتحاد السوفيتي السابق، وفي عهد ما و قتل في الصين جراء السياسات الخاطئة للدولة الشيوعية ما يقارب الـ 60 مليون إنسان.
لقد عاش اولئك القادة الشيوعيون فقراء وماتوا فقراء ولم يخلفوا وراءهم ثروة او مالا حراما، كما ظلت دولهم فقيرة متخلفة مقارنة بالغرب الرأسمالي بسبب من احلالهم العقيدة محل علم ادارة الدولة لتدبير أمور الحكومة وتمشيتها. ولما كانت العقيدة عرضة لتفسيرات متقاطعة ، فان الانشقاقات بين معتنقيها كانت قدر أحزابهم ودولهم، وهكذا وقفنا على اختلافات كبيرة وخصومات لافتة بين الشيوعيات: الروسية والصينية والرومانية والالبانية، والاوروشيوعية..الخ، الى ان سقطت دولهم، ورب معترض، من ان الصين ظلت شيوعية وصارت احدى اعظم دول العالم، واقول لهذا النفر، ذلك بفضل اتباعها للأسلوب الرأسمالي في الأنتاج وتخليها بالمرة عن الماركسية وجعلها مرشدا ودليلا.
كذلك القول في مرسي ومرزوقي والغنوشي.. الخ الذين فازوا بالحكم ومن لم يفوزوا منهم بالحكم قبلهم مثل: حسن البنا وسيد قطب والصواف.. الخ كانوا في معظمهم مخلصين للدين والعقيدة ومع ذلك منيت احزابهم بسقوط سريع عندما تسلموا السلطة ولقد راينا سقوط الأخوان  في مصر وان بوادر سقوطهم، تلوح في تونس التي تأسست حركة (تمرد) و(تعود تونس) فيها لأسقاطهم وفي المغرب انسحب حزب الاستقلال من الحكومة الاسلامية،وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الاسلام السياسي حاكما كان أو محكوماً على خطى النظم الماركسية العقائدية التي سادت لعقود من السنين بعضاً من البلدان، مع الفارق بين الاحزاب الماركسية والاسلامية طبعاً، ومثلما كان(الماركسي السياسي) ان جاز التعبير يختلف من هذا البلد الى ذاك فان الاسلام السياسي في مصر هو غيره في تونس وكلاهما يختلفان عن الذي في تركيا وايران والعراق.. الخ الا انهم جميعاً يلتقون في دمج الدين بالسياسة والحزب والحكومة ومن  جرائه سينهارون، وكلما عجلوا من تطبيق الشريعة الاسلامية على حكوماتهم كلما كان سقوطهم أسرع.
خلاصة الكلام: لايتحمل القادة وزر انهيار نظمهم واحزابهم العقائدية دنيوية كانت (الماركسية)  أو دينية اسلامية كانت أم مسيحية ويهودية، بل ان خلطهم للعقيدة بالحزب والدولة هو السبب في الانهيار. ومع هذا لن يكونوا بمنأى عن المحاسبة والعقاب بسبب من جعلهم  حقل تجارب. لنظرياتهم وعقائدهم. وحذاري من دمج الدين، اي دين بالحزب والدولة والسياسة، وسيسقط الاسلام السياسي عاجلا أو اجلا للسبب اعلاه وان غداً لناظره قريب.
Al_botani2008@yahoo.com

226
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   تركيا، دارها من زجاج وترمي مصر بالحجارة!
ليس من نصير لإخوان مصر سوى تركيا التي كان الأولى بها ان تتعظ من المصير الذي انتهى اليه مرسي واخوانه، بدلاً من ان تتحول الى رأس رمح ضد الحكومة المصرية الجديدة التي بمقدورها ان تستغل الأوراق: الكردية والأرمنية واليونانية.....ألخ من اوراق اخرى مثل معركة المياه بينها وبين العراق وسوريا ضد تركيا.

•   صفعة على خد أغلوا
زار احمد داود اغلو عدداً من العواصم الاوروبية لإقناعها باتخاذ موقف مناصر للإخوان المسلمين وضد الحكومة المصرية، لكنه رجع الى بلاده بخفى حنين بعد رفض تلك العواصم لطلبه وطلباته المتكررة بالقبول عضواً في الإتحاد الأوروبي، وهكذا يتبين ان الخد التركي قد تعود على الصفعات!

•   عادت (تركيا) إلى (عنجهيتها) القديمة
عندما حررت قوات حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي بلدة رأس العين من جبهة النصرة الإرهابية، هددت تركيا من انها (لن تتسامح مع منطقة حكم ذاتي للكرد في سوريا خشية هجمات على تركيا) وقالت صحيفة زمان التركية: (ان احتلال رأس العين خطوة لتأسيس دولة كردية في سورية)! عليه يظهر ان احتلال النصرة الإرهابية لرأس العين لم يكن يشكل خطراً على تركيا، لكن تحريرها وعلى يد ابنائها صار خطراً عليها ! ما اشبه حكومة اردوغان  بالحكومات العسكرية الدكتاتورية التركية السابقة التي كانت تهدد بالقضاء على أية دولة كردية حتى اذا اقيمت في الأرجتنيت، فيا كرد العراق وتركيا اليس خطأ الوثوق بتركيا وبحلها الوهم للقضية الكردية؟ ان تركيا باتت تقترب من القاعدة وطاليبان اكثر فأكثر.

•   أردوغانيات

يوماً بعد آخر يسحب اردوغان سلوكيات صبيانية سادت ثم بادت في العلاقات الدولية على السياسة التركية. اذ ما معنى رفضه المحادثة هاتفياً مع محمد البرادعي بحجة انه ليس ممثلاً شرعياً لمصر، ان تصرف اردوغان. يذكرنا بتصرفات سابقة محسوبة على (مرض الطفولة اليساري) فالمرحوم البكر صرح بانه لن يمد يد التفاهم الى شاه ايران واذا بنائبه صدام عام 1975 يتنازل للأخير عن النصف من شط العرب ويعانقه في الجزائر، ويذكرنا أيضا بالشقيري الذي نادى بالقاء اسرائيل في البحر وجاءت الأيام لتسارع فيها  دول مصر والأردن وموريتانيان ومنظمة فتح للإعتراف بإسرائيل اما صائب عريقات فأنه لايصافح الاسرائيليين في العلن بل في السر ....ألخ.

•   عالم (الإخوان) الضيق وعقله الصغير

اكدت القوة الأعظم (اميركا) وعلى لسان (كيري) ان جيش مصر جنبها حرباً أهلية، وانها لن تقطع المساعدات عن مصر. ولست بمتسابق للأحداث اذا قلت انها  لن تصف ما حصل في مصر بالإنقلاب العسكري.
من جانبها اكدت كاثرين اشتون منسقة الإتحاد الأوروبي، ان الدعم الأوروبي لمصر سيتواصل، هذا وكل الدلائل تشير الى تطابق رؤية موسكو وبكين مع الغرب حيال مصر. فكلتاهما تعانيان من خطر الإسلام السياسي الأولى في الشيشان والثانية في تركمانستان الشرقية وهذا احد اسباب دعمهما للأسد ضد الإخوان في سوريا، وأخيراً ايران ايضاً التي صدرت اشارات منها مؤيدة للحكومة المصرية و  ودون كيشوت حياً في الإخوان المسلمين
•   قصر نظر الاسلام السياسي العربي
بحسب الرواة ان اسرائيل استخدمت قاعدة تركية لقصف مستودعات  الأسلحة السورية في اللاذقية بالقاذفات، وواضح متانة العلاقة الإستراتيجية بين اسرائيل وتركيا وبين الأخير والدول الغربية التي تعد في نظر الإسلام السياسي عدواً للإسلام، فعن أية مبادئ يتحدث الإسلام السياسي العربي وغير العربي ايضاً؟

•   مبعوث أوروبي.. وليس اسلامي!
اقترح الإخوان في مصر عقد محادثات مع الحكومة المصرية لحل ما اسموها بالأزمة ولكن من خلال مبعوث أوروبي! ترى لماذا لم يقترحوا  مبعوثاً اسلامياً، من منظمة التعاون الإسلامي أو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين أو مشيخة الأزهر وحتى المراجع الدينية في النجف وهم الإخوان الذي يدعون تمسكاً بالإسلام فوق العادة؟

•   رمضان بين احترام المسيحين والمسلمين له
أغلق المسيحيون من باعة المشروبات الكحولية في بلدة عينكاوة  المسيحية محالهم احتراما ًمنهم لشهر رمضان المبارك، في حين يكاد لا يخلو يوم فيه (رمضان) ونحن مازلنا في نصفه الأول من تفجيرات للمساجد والحسينيات وقتل وجرح المسلمين سيما في العراق.

•   قنابل (مسلموف) في بنغلادش
قام حزب الجماعة الإسلامية في بنغلاديش  بالقاء قنابل مصنوعة محلياً على الشرطة في اكثر من مدينة بنغالية ما أثار سخط البنغاليين، وذلك احتجاجاً على حكم صدر بحق غرام عزام القيادي في الحزب الذي حكمت عليه المحكمة بالسجن 90 عاماً  بتهمة مشاركته الى جانب القوات الباكستانية عام 1971 في قتل 3 ملايين بنغالي وهتك اعراض الآلآف من النسوة البنغاليات.

•   وقنابل مولوتوف في البحرين
عد رئيس الوزراء البحريني القاء قنابل  مولوتوف على منزل النائب الشيعي عباس الماضي بمثابة اعتداء  على الديمقراطية في بلاده، في حين تقوم الحكومة البحرينية بقتل وضطهاد  ممنهج للشيعة كل يوم حرم فيها 75& من سكانها الشيعة من الحرية والديمقراطية والعدالة.

•   الجنائبة الدولية بين البشير وخامنئي
غامر عمر البشير أكثر من مرة في السفر الى دول اسيوية وافريقية لحضور المؤتمرات الدولية رغم كونه مطلوباً من الجنائية الدولية، على النقيض نجد على خامنئي مرشد الثورة الإسلامية  في ايران الذي صددرت بحقه مذكرة اعتقال  عام 1988. حذراً وبهذا الشان قال امير طاهري الكاتب السياسي الإيراني المعارض: (لايمكن اعتبار علي خامنئي، من ضمن هواة  السفر، فلم تطأ قدمه خارج ايران منذ عام 1988 ربما بدافع الخوف والقلق من مذكرة التوقيف  الدولية التي اصدرها  بحقه (الإنتربول) نيابة عن الحكومة الألمانية بتهمة اصدار امر  بإغتيال منشقين  كرد في برلين)
حتى زياراته داخل ايران نادرة ومفاجئة يقول طاهري يبدوا من المفاجئ  ان يجد المرشد  الأعلى وقتاً لزيارة مدينة قم وهي مركز يبعد نحو 90 ميلاً عن جنوب طهران في مناسبتين خلال شهر واحد)!!

•   تنديد باطل وبعد (ان شهد شاهد من أهلها)
فاجأتنا ايران بتنديدها لإتهامات غربية بنقلها أسلحة الى سوريا لدعم نظام الأسد، وكأنها لم تسمع بتصريح وزير الخارجية العراقي، الذي قال بعجز العراق عن منع تدفق السلاح الايراني الى سوريا، والكل يعلم ان العراق بمثابة الساعد الأمن لإيران، وصح القول (وشهد شاهد من أهلها) فبأي منطق تندد ايران بالغرب؟

•   توضيح لابد منه
وصفت صحيفة (لوس انجلس تايمز) الأمريكية تحرير بلدة رأس العين الكردية من جبهة النصرة الإرهابية بالمعارك بين الكرد والثوار العرب، وذلك لإجل إثارة العداوة والبغضاء بين العرب والكرد. علماً ان المصطلحات ذات المضامين القومية العربية مختفية في الحالة السورية، وحلت محلها مصطلحات" الجيش السوري الحر، والمجلس الوطني السوري، وجبهة النصرة....ألخ  يبقى ان نعلم ان البلدة تلك تحررت على يد قوات حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي.

•   بعد البرد، الحر سلاحاً في المعركة
خدم فصل الشتاء ببرده وثلوجه وامطاره عمليات حرب العصابات الثورية ضد النظم الدكتاتورية، ها هو الكاتب العراقي خالد السلامي يكشف الصيف بحره سلاحاً في المعركة ولكن ضد الشعب العراقي. ولقد صدق الكاتب ففي حر رمضان هذا العام توسعت العمليات الإرهابية كما ونوعاً واطلق الارهابيون في (حمرين) تسمية (غزوة رمضان) على أنشطتهم الإجرامية.

•   بعد خراب (المقدادية):
أكدت النائبة ناهدة الدايني انه تمت السيطرة على الوضع في قضاء المقدادية بعد وصول تعزيزات عسكرية ...الخ ولم تذكر ان الوصول تم بعد نزوح 34 الف عائلة منه إضافة الى قتل وجرح المئات. وأضافت 0ان الإحتكاك الطائفي في ديالي موجود منذ (10) سنوات وطالت وتيرته ابناء المحافظة ديالى) ما يعني عقد من السنين الى الخراب والدمار والأنكى من هذا انه بعد تللك التعزيزات بثلاثة أيام تم تفجير جامع ابوبكر الصديق على رؤوس مصليه في المقدادية وادى الى مقتل 35 مصلياً وجرح نحو 77 .....نعم خراب المقدادية من بعد (خراب البصرة) والقائمة تطول.

•   كشف ناقص
كشفت سلامة الخفاجي عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق عن (مخطط ارهابي يستهدف تأدية الطقوس الدينية في العراق) ولم تشر الخفاجي الى تفجير المقاهي والمطاعم والملاعب وحفلات الأعراس والأسواق العامة...ألخ. علماً ان المخطط توسع اكثر وراح يستهدف الأفراد بصورة عشوائية.
فقبل اسبوع قتل مسحراتي في ابو غريب وفي 19-7-2013 اغتيل احد المصلين في حي القاهرة ببغداد اثر خروجه من الجامع بعد اداء الصلاة، وفي اليوم نفسه قتل بائع سمك في السيدية ببغداد ايضاً....من الآن صار الأفراد ايضاً مشروعاً دائماً للإستهداف.

•   الأماكن العامة في ا لعراق.....كمائن!

ذكر مصدر ان مقاهي العراق تتحول الى مكائن واشار الى تفجير عدد كبير من المقاهي وفي مختلف المدن، نسي المصدر ان يشير الى اماكن اخرى مثل: المطاعم والملاعب والأعراس  والمساجد ومجالس العزاء والأسواق العامة...للعلم رجاءً.

•   العراق ....ترسيم الحدود قصة لاتنتهي
اتهمت النائبة فائزة العبيدي عن القائمة العراقية جهات سياسية متنفذة في العراق (بإعطاء الكويت اكثر من استحقاقها وهذا لايتناسب مع سيادة وكرامة العراق)! ونقول للعبيدي ان اول ترسيم للحدود حصل في السبعينات من القرن الماضي حين منح صدام حسين ايران النصف من شط العرب واجزاء من الارض العراقية، وفي التسعينات حصل ترسيم ثان للحدود تنازل العراق بموجبه لأراضي له الى كل من الكويت والسعودية والأردن، وفيما بعد سوريا ايضاً، وتكرر ترسيم الحدود مع الكويت مرة ثانية قبل فترة. وقبل ايام قال وزير الخارجية العراقي، ان محادثات بلاده المقبلة مع ايران لحل الإشكالاات العالقة معها ستكون كمحادثاتها مع الكويت، ما يعني التنازل عن مزيد من الأراضي والثروات لإيران، حري بالعراق ان يقدم على ترسيم الحدود الإدارية للعراق تلبية لإرادة ابنائه، ويفضله على ترسيم الحدود مع جيرانه لما فيه من انتقاص لسيادة واستقلال العراق.

•   عن الزيارات غير المرحب بها في العراق
عن زيارة محمود احمد نجاد المنتهية ولايته، الى العراق مؤخراً، قالت القائمة العراقية السنية، أن زيارته غير مرحب بها، ويوم زار وزير الخارجية التركي كركوك عبر بوابة كردستان قالت الأوساط الشيعية، ان زيارته غير مرحب بها، ولما طرح (جو بايدن) مشروعه لتقسيم العراق، فان زياراته للعراق لم يكن مرحباً بها لا من االسنة ولا من الشيعة، عدم الترحيب امتد حتى الى زيارات داخلية للمسؤولين في الآونة الأخيرة.
•   TV الجزيرة فقدت مصداقيتها للأسف
لو كانت فضائية الجزيرة فعلاً (الرأي والراي الآخر) لما كانت تغض النظر عن تظاهرات ميدان التحرير وتكتفي بالإشارة فقط الى تظاهرات (رابعة العدوية) الا يعد هذا السلوك منها مخالفاً لشعارها (الرأي والرأي الآخر) و (الإتجاه المعاكس)؟ للجزيرة TV مكانة محترمة لدى الملايين من المشاهدين وعليها ان لاتفرط بها وتنتصر لفئة على فئة.

•    دعاية إنتخابية بائسة
ورد بان الملكي كثف محاولاته لإعتقال عزة الدوري قبل حلول الإنتخابات التشريعية المقبلة وان بعضهم وعدوه بتسليمه اليه!! دعاية بائسة ساذجة على المالكي الإقلاع عنها فالدوري ليس بذلك الصيد السهل.

Al_botani2008@yahoo.com

227
سياسات دولية ميكافيلية متناقضة ومفضوحة.

عبدالغني علي يحيى
   قبل ساعات من سقوط نظام الأخوان المسلمين (الأسلامي) في مصر، سارع حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الأيراني ليعلن عن دعم ومساندة حكومة الجمهورية الأسلامية في ايران لذلك النظام الذي أنهار، في حين ان أوساطاً شيعية حليفة لأيران كان لها رأي مغاير، فالمرجع الديني الشيعي اليعقوبي في العراق بارك ثورة 30 حزيران على مرسي وتحرر مصر من خاطفي ثورته الذين سماهم بخونة المشروع الأسلامي. كما أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لم يخفي أعجابه بتظاهرات المصريين التي طالبت مرسي ونظامه بالرحيل وفعلا قامت بترحيلهما، ووصفها بانها (ذات هيبة ووقار) وخطا سياسيون شيعة متنورون مثل حسن العلوي والنائب سلمان الموسوي حذوهم في تنديدهم بالنظام الأخواني. وحكام العراق كما نعلم هم بمثابة الساعد الأيمن لأيران.
ومن اللافت غير المألوف في سياسات دولية معاصرة هو دعم النقيضين واشنطن وموسكو للحكومة العراقية الحالية  بشكل يتباريان في دعمها وتسليحها، واشنطن بالأباتشى وايف  16 وموسكو بنايت هنتر = الصياد الليلي واسلحة فتاكة أخرى، وتزامناً مع قول مسؤول امريكي زار العراق مؤخراً، من أن بلاده والعراق يواجهان تحديات مشتركة، قال مسؤول عراقي كبير، أن التعاون بين بغداد وموسكو قطع شوطاً هاماً بحيث يشمل المجالات العسكرية والسياسية والأقتصادية.
وما أشبه ما ذكرنا بالأمس، فحكومة صدام حسين كانت تتلقى الدعم والأسناد في آن واحد من الولايات المتحدة والأتحاد السوفيتي السابق في ان معا وفي الزمن عينه كان الاتحاد السوفيتي السابق واسرائيل في مقدمة الداعمين لايران بالاسلحة ضد العراق ، وذلك في اعوام الحرب العراقية الايرانية، إذ ساعدت كلتا الدولتين العراق بوجه ايران وبالعكس، علماً ان حزب البعث وصل الى الحكم في العراق بواسطة قطار امريكي على حد قول العديد من الاوساط بمن فيهم بعثيون سابقون كما يقر بذلك الكثيرون ومع هذا فقد دخلت حكومته في معاهدة صداقة مع موسكو فيما بعد.
ومن الامثلة على التقاء المتناقضات، دعم اسرائيل وامريكا لتركيا العلمانية سابقاً والاسلامية حالياً جنباً الى جنب معظم العالمين العربي والاسلامي في دعمهما لها، والاغرب من هذا ان قوى ما تتهم بين حين وحين كرد العراق بالتعاون مع اسرائيل، بما في هذه القوى تركيا كذلك التي اتهمتهم قبل اعوام بذلك.
ومن عجائب الامور وغرائبها في السياسة موضوع البحث، انه ثبت للمراقب ان حسن روحاني يوم رشح نفسه ليحل محل نجاد حظي بدعم من الاصلاحيين والمحافظين في وقت واحد. ولقد كانت ايران ذكية في لعبتها هذه بسبب من جهل الغرب لحقيقة ناصعة ألاوهي ان الاصلاحيين والمحافظين وجهان لعملة واحدة ولا فرق يذكر بينهما مثلما لافرق يذكر بين الديمقراطيين والجمهوريين في امريكا والمحافظين والعمال في بريطانيا والمؤتمر الوطني وجاناتا في الهند.. الخ.
والدول العربية التي تبدي دوماً عدم الارتياح من العلاقات المتينة بين الدولتين العربيتين العراق وسوريا مع ايران وكأنها قائمة على حساب العرب، نلقاها وكأنها غافلة عن العلاقات القوية بين سلطنة عمان والجمهورية الاسلامية وبين الاولى وايران الشاهنشاهية ايام زمان حتى انها استعانت بالقوات الشاهنشاهية لقمع ثورة شيوعيي ظفار وليس بالجيوش العربية  ومن عجيب الامور وغرائبها في سياسات كثيرة في هذا العصر احتماء الاسلام السياسي العربي وغير العربي هذه الايام بتركيا  الحليفة الاستراتيجية للغرب واسرائيل في وقت يزعم في هذا (الاسلام) بان الاخرين عدوان له ويقوم بتكفيرهما..  والامثلة تترى.

228
كل ثلاثاء : خبر و تعقيب
 
                                                                                                                  عبدالغني علي يحيى
•    خرج..لم يخرج.
فاجأنا ما نسب إلى مصدر أممي (أن أمام العراق الكثير للأيفاء بألتزاماته قبل الخروج من البند السابع ومن بينها دفع 11مليار دولار للكويت)! في وقت اعتقدنا فيه أنه خرج من البند المذكور, فهل أن هذاالخبر كمعظم الاخبار العراقية كان بحاجة للمرور في اكثر من فلتر لكي نصدقه؟
•    من أخطاء المرجعية!
تحميل المرجعية الدينية الشيعية حكومتي المركز والأقليم وكذلك محافظة صلاح الدين مسؤولية العنف في طوزخورماتو، بعث بالدهشة في النفوس وكان بمثابة رمي حصوة في الظلام، كون العنف يقع في العشرات من المدن العراقية باستثناء مدن اقليم كردستان، ثم ان الجميع يحمل القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية ذلك والذي يترأس كل الاجهزة الامنية بما فيها الدفاع والداخلية، أو ليس من الظلم اشراك حكومة كردستان ومحافظة صلاح الدين في تلك المسؤولية؟
•    بتأثير من طهران وليس واشنطن!
قال النائب د. محمود عثمان, ان التقارب الذي تم بين بغداد وأربيل كان بتأثير من ايران وليس أمريكا, مضيفاً ان العراق لم يعد من اولويات الاخيرة, وللافت ان اميركا ما برحت تظهر نفسها بمظهر المؤثر أو الموجه للسياسات العراقية, في حين لا تتحرك بغداد إلا بوحي من إيران فالى متى تخدع اميركا نفسها والعراقيين والعالم أجمع؟.
•    وأخيراً .. الربيع العلماني.
ذكر ان المعارضة التونسية تستجمع قواها للاطاحة بحكومة الاسلاميين هناك, وسبق هذا الخبر اعلان عن تأسيس حركة تمرد تونسية ومنظمة سميت بـ(تعود تونس ) اضف الى ذلك تحركات اخرى لأنهاء حكم الاخوان والاسلاميين كافة وفي كل مكان يتواجدان فيه, أفلا يعني هذا ان ربيعاً آخر على الابواب بعد الربيعيين العربي و الاخواني، من الاصح تسميته بالربيع العلماني.
•    الجناح العسكري للأسلام السياسي.
رغم نفي الاخوان لاية علاقة تجمعهم مع ( القاعدة) إلا ان علم الأخيرة شوهد يرفرف لايام في ميدان رابعة العدوية, من قبل ان يتدارك الأخوان ذلك الخطأ وينزلوه, ويرفعوا مكانه العلم المصري, وفي محافظة الأنبار العراقية شوهد ذلك العلم يرفرف اكثر من مرة في ساحة الاعتصام ذو النزعة  الاسلامية الى حد كبير, ما دفع بأحد وجهاء المحافظة الى التهديد بانهم لن يسمحوا بتحول الأنبار إلى دولة طاليبانية او تحكمها القاعدة, جدير ذكره ان القاعدة وطاليبان في افغانستان لم يتعرضا قط لقوات الجمهورية التركية التي يحكمها حزب اردوغان الاخواني, عليه حق القول : ان القاعدة فصيل امامي وصدامي للاسلام السياسي أينما كان.
•    تحذير .. ولكن مع وقف التنفيذ.
حذر العراق تركيا من القيام ببناء سد جديد على نهر دجله من شأنه ان يصادر 40% من حصة العراق في مياه هذا النهر, وعلى خلفية التحذيرات الخجولة للعراق ضد تركيا ,فان تحذيرها هذا سيبقى حبراً على ورق ولن ينفذ فيما السد ينفذ.
•     اجتماع المنتهية ادوارهم في تركيا!
اجتمعت احزاب الاخوان المسلمين في العالمين العربي ولاسلامي في تركيا لا تخاذ تدابير للحيلولة دون وصول المثال المصري  الى البقية من تالك الاحزاب، في وقت ان تركيا بدورها مهددة بالسقوط، فمن جهة تهددها تظاهرات ميدان تقسيم وغيره من الميادين التركية ومن جهة اخرى من المتوقع ان تستأنف الحرب ضدها من جانب حزب العمال الكردستاني الذي يتهم حكومة اردوغان بالتنصل من اتفاقية السلام التي وقعتها معه، دع جانباً القول عن علاقات تركيا المتدهورة مع كل جيرانها.. الخ من التحديات. 
•   القافلة في مصر تسير.
يبدو ان الحكومة المصرية المؤقته تمضي بخطى واثقة الى الامام ولايهمها زعيق الاخوان المتمثل بمطالبتهم اطلاق سراح مرسي وما يسمونه اعادة (الشرعية) فالحكومة اخذت بيدها زمام الأمور واعلنت عن بدء التحقيق مع مرسي و(8) من قادة الاخوان بتهمة التخابر مع دول اجنبية والتحريض على قتل المتظاهرين... فخطوات جادة وشجاعة غيرها.
•   علامات مبكرة لانتصار الربيع العلماني في مصر.
بعد نجاح ارادة الجيش والشعب في مصر، شهد سعر الجنيه المصري ارتفاعاً ملحوظاً وجرى حل ازمة الوقود فيها في اقل من اسبوع من عزل مرسي، وفي تصريح لكاثرين اشتون منسقة الخارجية للاتحاد الاوروبي، ان الاتحاد يواصل دعم المصر ..  الخ من انتصارات بالهرة في فترة جد قياسية.
•   سنودن من بعد ويكيليكس.
تجمع الاراء والمعلومات ان لدى (ادور سنودن) رجل المخابرات الامريكية السابق وثائق هامة سيلحق نشرها افدح الاضرار بمصالح الولايات المتحدة، ولقد نسب الى سنودن من انه في حال قتله فان الوثائق ستنشر، الطريف ان الحكومة الامريكية هي الاشد حرصاُ على حيانه خشية من ان يقتل وتبث الوثائق. ان قصة سنودن ويكيليكس ثانية، وعندي ان هناك ثالثة وربما رابعة ايضاً تتبعها سيما اذا اخذنا بالاعتبار ان اميركا بلد الفضائح بامتياز.
•   تتجسس على العالم وتنصح بالأقلاع عنه1
في الاونة الاخيرة تشكي اقرب اصدقاء اميركا من تجسس الاخيرة عليها، وفي مقدمتهم أصدقاؤها الاوروبيون. العجيب الغريب ان واشنطن دعت بكين قبل ايام الى (أحترام القواعد في موضوعي التجسس وحقوق الانسان)!! (طبيب يداوي الناس وهو عليل).
•   هل هو حنين الى الماضي الاستعماري؟
بدهشة بالغة تلقينا نبأ مشاركة جيوش افريقية في استعراض عسكري في شارع الشانزيليزيه بباريس بمناسبة العيد الوطني لفرنسا (14 تموز) ولا شك ان تلك الجيوش نتبع اقطارا سبق وان كانت مستعرات فرنسية في الماضي، اغلب الظن ان معظم الشعوب التي ثارت على الاستعمار نادمة بعد ان ذاقت مر العذاب على يد انظمتها الوطنية!
•   تعديل المادة 35 لن ينقذ أردوغان!
بعد احداث مصر تبدو حكومات الاسلام السياسي أشبه ماتكون بالغريق الذي يتشبث بالقشة، فحكومة اردوغان اعتقدت انها بتعديلها للمادة (35) التي بررت في الماضي ثلاثة انقلابات عسكرية في تركية. قد تقي نفسها من السقوط، ان المادة عينها لم تحمي الحكومات السابقة لها من السقوط، وان تعديلها لن يحول دون سقوط حكومة حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في تركيا اذا ارادت حكومة اردوغان البقاء اطول فما عليها الا العمل بشروط الاتحاد الاوروبي لاجل قبولها في الاتحاد وتقر بحقوق جميع القوميات وتعمق الديمقراطية.
•   نهاية العراق.. اغرب جبهات القتال!
الى الامس القريب كان القتال سجالا بين من يصنفون على الارهاب وبين الجيش الامريكي والقوات الامنية العراقية، اما الان فلقد استحدثت جبهات غريبة من نوعها مثل: المقاهي، المطاعم، المساجد، الحسينيات، الملاعب، مجالس العزاء، الاسواق العامة، قاعات الافراح والاعراس.. الخ من الجبهات.. يقيناً ان العراق بات على قاب قوسين او أدنى من نهايته.
Al_botani2008@yahoo.com

229
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب

عبدالغني علي يحيي
* نوادر مرسي!
ذكر مرسي قبل سقوطه، أن (بعضهم يستغل غضب الجماهير لأثارة العنف) ولكن من غير أن يسأل، غضب الجماهير على من؟ الجواب على نظامه طبعاً، وحذر من أن تسرق الثورة، علماً  أن الكل يشهد أنه وحزبه سرقا الثورة، ومن اقواله ايضاًً، أنه (لا يتمسك بالرئاسة ولا بالكرسي، ولكن الشعب الزمه بالمسؤولية) غير أنه مازال متمسكاً بالكرسي حتى بعد ازاحته عنه الى الان بدليل ان المطلب الرئيسي لانصاره اعادته الى الكرسي، وكأن الملايين التي احتشدت في ميدان التحرير وميادين اخرى في مصر ليست شعباً يعفيه من تلك المسؤولية.
 وقبل ازاحته بساعات كان يقول  (لن تقوم ثورة ثانية وان الانتخابات المبكرة لن تجرى) مسكين مرسي، فلقد قامت الثورة التي وعدت باجراء انتخابات مبكرة، واعترف باخطائه ووعد يتجاوزها والنهوض بمصر من جديد ، لكن سبق السيف العذل كما يقال وفاته قطار الاصلاح.....الخ.
* هاجس السقوط يراود إخوان تونس
وكما يقال أن المجرم يحوم حول مكان الجريمة، فان حكام تونس من الحزب الاخواني الحاكم (حركة النهضة) قبل سقوط مرسي بساعات، ومن بين هؤلاء الحكام الغنوشي والمرزوقي، كانوا يقولون، ان مايحصل في مصر لن يتكرر في تونس واضافوا بان الذي جرى في مصر انقلاب  على الشرعية، على حكام تونس وكذلك تركيا وكل من يتباكي على مصير مصر، انه وكما تكرر (الربيع العربي) في اكثر من بلد عربي، فان ما جرى في مصر سيتكرر ان عاجلا أو آجلاً في البلدان التي يحكمها الاسلام السياسي.
* تراجع غير كاف
لما اتسعت دائرة الرفض لمرسي وانذرت بسقوطه، فقد تسلل الخوف الى اخوانيي تونس وتركيا، اذ افرجت محكمة تونسية  عن مغني الراب التونسي علاء اليعقوبي رغم صدور حكم عليه بحبسه لمدة سنة، وفي تركيا أمرت محكمة تركية بألغاء قرار نص على احداث تغييرات في ميدان تقسيم باسطنبول ونقول ان هذا غير كاف وعلى اخوانيي تونس وتركيا مغادرة الحكم بالتي هي أحسن.
* مصائب مرسي لآل ثاني مصائب!
اوردت صحيفة الفانينشال تايمز اللندنية خبراً جاء فيه ان سقوط مرسي ونظامه في مصر تسبب في الحاق خسارة بدولة قطر تقدر بنحو (9) مليارات دولار، لقد اخطأت قطر منذ البداية، بداية تسلم الاخوان للسلطة في مصر لأنها راهنت على حصان خاسر،ولم تعلم ان مصير النظم العقائدية الانهيار والسقوط.
* على (الاخوان المسلمين)تدور الدوائر
على جميع اصحاب النظريات سواء اكانوا علمانيين ام اسلاميين من الذين يجعلون من المجتمع حقل تجارب لتطبيق نظرياتهم البائسة ان يعلموا بانهم سيد فعون الثمن غالياً، فها هي الحكومة المصرية الجديدة تطارد قادة الاخوان والقت القبض على العديد منهم كما وضعت الكثيرين منهم تحت الاقامة الجبرية ومنعت نحو 36 منهم من السفر الى الخارج،واصدرت اوامر بالقاء القبض على 300 من كبار المسؤولين منهم بتهمة قتلهم لمتظاهرين أو تحريضهم على القتل، ان ماحل باخوان مصر وما سجل بهم يضاهي نكبة البرامكة واحداث ماساوية على غرارهـا.

* اللهو الدينوي!
بررت منظمة القاعدة استهدافها للملاعب الرياضية والمقاهي كونها وحسب زعمها انها لهو دنيوي يجب محوه!
ولكن تزامناً مع مهاجمتها للملاعب والمطاعم والمقاهي و مجالس العزاء وو...الخ فانها تقوم بشكل مبرمج بمهاجمة المساجد والحسينيات فهل هذه (لهو دنيوي) ايضا، هل  مجالس العزاء لهو دنيوي والتي صارت هدفاً لهجماتهم؟
* الصياد الليلي
المروحات الحربية الـ(10) والمسماة (نايت هنتر) أي الصياد الليلي والتي سلمتها روسيا الاتحادية الى العراق واثارت حفيظة قوى كثيرة اشترطت منها على العراق عدم استخدامها ضد الشعب وبالاخص ضد الشعب الكردي اوجهة دولية ما بالرغم من أن التجارب اثبتت ان الاسلحة جميعها اما تستخدم ضد الشعوب او الدول، ويكفي اهل العراق ما يحصل بحقهم نهاراً.
* الأنتخابات في العراق .. جبهات قتال!
ومن الطمع ماقتل، هذا مايؤكده لنا سعي بعضهم للفوز بالمقاعد البرلمانية أو مجالس المحافظات ليس من اجل خدمة الشعب انما لاجل ملء جيوبهم باموال الشعب على الرغم من أن الفوز بالانتخابات محفوف بالمخاطر والملاحظ أن العديد من المرشحين يقتلون قبل الانتخابات واثنائها أو بعدها. وقبل كل انتخاب واثنائه وبعده ، نجد الانتخابات وكأنها جبهات حرب وقتال.
* عنصرية من الموصل
بعد فوز القائمة الكردية بانتخابات مجلس محافظة نينوى استبق عرب موصليون الاحداث وطالبوا باناطة منصب المحافظ الى عربي، مايعني ان الكرد والمسيحيين والتركمان و الديانات الاخرى مثل الايذيديين والكاكائيين، وحتى الطائفة الشيعية، حتى اذا كان من بينهم عباقرة مثل انيشتاين واديسون لايحق لهم تسلم منصب المحافظ. حبذا لو تخلى بعض من عرب الموصل من هذا الموقف العنصري والتفتوا الى مثال اوباما  الافريقي الملون ذو الجذر الاسلامي الذي يترأس اقوى دولة في العالم والذي انتخبه البيض قبل السود، والى كارلوس منعم العربي اللبناني كيف صار رئيسا للارجنتين ...الخ من عشرات الامثلة.. ان العنصرية من اسباب تخلف العراق وهذا مالاشك فيه.

* الفاشلون يتدخلون فيما لايعنيهم
استغرب عارف طيفور نائب رئيس الوزراء العراقي من تدخل حسين الشهرستاني مستشار الرئيس لشؤون الطاقة في شؤون المناطق المتنازع عليها وبالاخص في طوز خورماتو ووصف ادارة الشهرستاني بالفاشلة ويشاطره الرأي اخرون ممن وقفوا على فشله عن قرب . الطريف ان جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة بدوره يمارس تدخلا صارخاً في الشؤون عينها والكل يعلم مدى الفساد المستشري في وزارته، ان تدخل بعض من المسؤولين العراقيين في امور لاتعنيهم دليل هرب من مشاكل عجزوا حلها وهي ضمن اختصاصاتهم، وبدلا من أن يعملوا على حلها تراهم يتدخلون فيما لا يعنيهم ومايترتب على سماعهم لما لايرضيهم.
*لا تصدقوهم وأن صدقوا.
 قبل نحو عام زعم مسؤولون عراقيون، ان العراق انتج وفرة من محصول الحنطة سيصدر الفائض منه  الى الخارج ، ولكن خبراً نشر يوم 4/7/2013 كذب ذلك الزعم عندما  افاد أن (6) بواخر محملة بمادتي الحنطة والرز وصلت الى الموائي العراقية ولا تصدقوهم ايضا اذا قالوا ان مشكلة الكهرباء في طريقها الى الحل او ان الارهاب تراجع...الخ من المزاعم والوعود.
al_botani2013@yahoo.com


230
حتى انت أيها (العرب السني).

عبدالغني علي يحيى
    بعد سقوط النظام الطائفي السني في العراق عام (2003) راح العرب السنة يهربون بين حين وآخر إلى المناطق الخاضعة لحكومة كردستان هرباً من الأظطهاد الطائفي الشيعي، وأشتدت في السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ هجرتهم إلى كردستان، وبحسب إحصائية أن نحو (200) الف عربي سني يقيمون الآن في الأخيرة معززين مكرمين، يزاولون مهامهم التعليمية والتجارية والطبية ..الخ بمنأى عن الخوف والتمييز، وبعد ظهور الأعتصامات في بعض من المدن السنية وتفاقم الظلم الطائفي بحقهم، فأن النزوح زاد وسط ترحيب الكرد بهم وأحتضانهم. غير أن الذي يؤسف له، ان الأخوة من العرب السنة بدل ان يقيموا هذا الموقف النبيل والأنساني لكردستان حكومة وشعباً تجاههم، تراهم يقابلون الأحسان بالجحود بل وحتى العداء. (جاسم الحلبوسي) من القائمة العراقية الح على قائمته بآتخاذ موقف صارم من التحالف الكردستاني على خلفية إنسحاب مقاتلي PKK إلى جبال قنديل، وقبله هدد علي حاتم السليمان احد قادة السنة في الأنبار بتنظيم مسيرة إلى كركوك لأثبات (عروبتها) ! أما صالح المطلك، وهو قائد بارز للسنة العرب العراقيين ونائب لرئيس الوزراء العراقي، فأنه عند زيارته الى اربيل لحضور اجتماع مجلس الوزراء العراقي فيها قبل فترة من الان، فانه فاجأ الشعب الكردي حين طالب حكومته بسحب البيشمركه من المناطق الكردستانية خارج أدارة الأقليم، وواضح انه كان يقصد اللواء 16 ذو الغالبية الكردية. علماً أن أحد أسباب حجب الرواتب عن اللواء 16 الكردي ومن ثم الضغط عليه لمغادرة طوزخورماتو وسليمان بيك والعودة الى السليمانية، يعود إلى امتناع اللواء المذكور عن مهاجمة العرب السنة في الحويجة وسليمان بيك واطلاق النار عليهم. ولقد اتبعت قوات البيشمركة النهج نفسه للواء المذكور في التعامل مع العرب السنة وبقية المكونات الاجتماعية في المناطق الكردستانية الخارجة عن ادارة الاقليم.   
ان الامثلة على المواقف العدائية للعرب السنة ضد اخوانهم الكرد كثيرة فالمجلس السياسي العربي في كركوك عد ترسيم الحدود الادارية للمحافظات العراقية إلى جانب المادة (140) الدستورية تقسيماً للعراق، ومن الأمثلة أيضاً رفض عبدالله الياور احد شيوخ عشيرة شمر لأي أستفتاء في محافظة نينوى في ظل تواجد البيشمركة. لقد نسي الياور كيف فتح الكرد في أعوام الجفاف أبواب كردستان لأغنام ومواشي عشيرته، بل وكيف حافظ البيشمركه على أرواح العرب السنة في الموصل وغيرها من الأرهابيين. والآن يتردد ان العرب السنة في مجلس محافظة صلاح الدين سيمنعون مشاركة الكرد في أدارة المحافظة كما وتحاك مؤامرات لقوائم عربية سنية في محافظة نينوى للحيلولة دون نهوض قائمة التأخي والتعايش الكردستانية بأداء مهامها وفقا للاستحقاق الذي نالته على خلفية فوزها بأنتخابات مجلس محافظة نينوى يوم20-6-2013.
لقد كان الكرد وما زالوا عوناً للعرب السنة فبالأضافة الى مواقفهم النبيلة والتي اتينا على ذكرها، فأن حكومة كردستان ابدت استعدادها لفتح ابواب مستشفياتها أمام جرحى حادثة الحويجة ومسجد سارية. لذا على البعض من العرب السنة الكف عن تبني الممارسات الشوفينية والعنصرية تجاه الكرد، وعلى الاخوة العرب القاطنين في كردستان أستنكار هذه الممارسات من خلال أصدار البيانات او التظاهر في الشوارع لأن هذه الممارسات لا تخدم احدا وبالاخص العرب السنة.
Al_botani2008@yahoo.com

231
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   ليس حباً بالتركمان بل كرهاً للأكراد.
اعلن د.ابراهيم الجعفري(طوزخورماتو) منطقة منكوبة، في وقت كان الأولى به عد بعقوبة والموصل وشمال الحلة وبغداد.. الخ من المدن العراقية التي يعصف  بها الارهاب، مناطق منكوبة فما جرى ويجري فيها من اعمال ارهابية تفوق بما لايقاس تلك التي تقع ووقعت لتركمان طوزخورماتو، وقبلها في تلعفر  التركمانية التي قتل فيها  منذ عام 2003 ما يقارب عن 4000 تركماني. عدا الجعفري فان قادة شيعة راحوا يولون اهتماما فوق العادة ولكن مشبوه بتركمان طوز خورماتو، فما قاله المالكي بهذا الشأن، ان هناك استهداف عنصري يطال التركمان، ودعا رجل دين من كربلاء الى فتح تحقيق دقيق في احداث طوزخورماتو، اما وزير الشباب والرياضة فقد اعتبر البيشمركة عائقاً امام وصول الجيش العراقي الى البلدة تلك، وهنا بيت القصيد، اذ منذ شهور تطالب بغداد بسحب اللواء ال16  الكردي من هناك بل وسحب البيشمركة ايضاً من المناطق المتنازع عليها، فالدعوة الى تسليح المكونات الاجتماعية في هذه المناطق والتي يرفضها الكرد، وها هم اي حكام بغداد  يحركون فوجين من الشرطة الاتحادية مع تشكيل قوة خاصة بالتركمان ليحموا بها انفسهم، اذا نجحت مؤامرة طوزخورماتو ضد الكرد، انذاك سيمتد السيناريو الى مناطق الشبك وربما المسيحيين والايزيدية كذلك.
•   حبل (الكذب الطائفي) قصير.
سئل عراقيون شيعة من الذين يقاتلون في سوريا عن سبب انخراطهم في القتال هناك، وكان جوابهم (للدفاع عن مقام السيدة زينب) علما انه قبل فترة قصيرة من الان، شكلت الحكومة السورية لواء عسكرياً للدفاع عن ذلك المقام، وينفي العراق ابداً اشتراكة في الحرب السورية الى ان اكد وزير الخارجية العراقي ذلك الاشتراك عندما كشف عن وجود ميليشيات عراقية تقاتل في سوريا، وكما نعلم فان الميليشيات الشيعية تحت امرة كبار المسؤولين في العراق.
•   الحرب السورية.. كر وفر... ويوم لك ويوم عليك.
كل الحروب سيما اذا طالت، سيكون فيها كر وفر وتقدم وانسحاب، عليه فلا خوف من استعادة الجيش النظامي لمواقع كان قد فقدها و بالاخص في القصير وريفي حلب وحمص، وقد تدور الدائرة وتستعيد المعارضة تلك المواقع، ولنضع بالبال ايضاً ان لاضمان لنجاح الثورات مثلما لاضمان لبقاء الحكومات.
•   تسليح المعارضة السورية.
قالت وزارة الخارجية الايطالية، ان تسليح المعارضة السورية، من شأنه ان يفاقم الوضع في سوريا نحو الاسوأ، وتشاطرها الحكومة الالمانية وحكومات اخرى ايضاً الرأي، أو ليس الوضع في سوريا الان الاكثر سواء ومفاقمة. هب ان المعارضة السورية زودت بالسلاح، فهل تكون العواقب اوخم؟. في السستينات زار مسؤول روسي المناطق المحررة في كردستان ووقف على الدمار والحزاب والارض المحروفة فيها، وسال ماذا طلبتم لكي يحلوا كل هذا الدمار بكم، فقال الثوار: الحكم الذاتي فقط وسال مرة ثانية، وهل ستكون العواقب اوخم من الذي حل بكم اذا طالبتم بالاستقلال؟
•   (حتى لاتمتد النيران الى لبنان)؟
رداً على الاعتراضات على تدخله في لبنان زعم حزب الله، ان تدخله في سوريا جاء لمنع امتداد النار الى لبنان، غير ان الملاحظ ان تدخله في سوريا جر بالمزيد من الويلات والاضطرابات الطائفية بين السنة والشيعة في لبنان الذي بات على شفا الحرب الاهلية وليس كما يزعم حزب الله.
•   هل من مشتركات بين واشنطن وبغداد؟
صرح مسؤول امريكي  زار العراق في الاسبوع الماضي بضرورة توطيد العلاقات بين امريكا والعراق والتنسيق بينهما لمواجهة التحديات التي تواجهما، ترى هل هناك حقاً تحديات مشتركة تجمع بينهما؟ أو لم يطرد العراق الجيش الامريكي من اراضيه عام 2011 اولا تتقاطع سياساتهما حيال سوريا حيث يدعم العراق الاسد وامريكا الجيش السوري الحر، ثم الا يعد العراق من اشد حلفاء ايران التي تعدها امريكا من أشرس أعدائها.. الخ من التقاطعات بينهما.
•   (لن تقوم ثورة  ثانية في مصر)!!!
في رفضه اجراء انتخابات مبكرة قال مرسي (لن تجرى ولن تقوم ثورة ثانية في مصر) ترى ان لم تكن التظاهرات المليونية للمعارضة في ميدان التحرير وميادين اخرى في مصر وحرق مقار الاخوان المسلمين بشكل شبه يومي فالارتفاع الملحوظ والمستمر لعدد القتلى والجرحى ثورة فكيف تكون الثورة؟ والانقلاب العسكري إحتمال قوي، وفي كل الاحوال فان حكم الاخوان ومرسي زائل لامحالة.
•   ماذا لو أغلقت كل الاماكن في العراق؟
بعد تكرار استهداف المقاهي في عدد من المدن العراقية أقدم بعض من اصحاب المقاهي على غلق مفاهيم حفظاً منهم على ارواح الرواد. وباستهداف المطاعم والملاعب وقاعات الاعراس والجوا مع .. الخ فهل ستغلق هذه ايضاً، ومداخل المئات من الشوارح شبه مغلقة منذ أعوام .
•   الاهم خروج العراق من الفصل (الايراني).
استبشر سياسيون بخروج العراق من الفصل السابع رغم قول الكويت بخروج جزئي منه ، فيما يشير سياسيون أخرون وكذلك عدد من الحكومات  الى  وجود هيمنة ايرانية على العراق تحد من استقلاله وسيادته، واشد وقعاً عليه من البند السابع، عليه ايهما الاهم  خروجه من هذا البند أم من  الهيمنة الايرانية؟.
•   هل قضت الصلاة الموحدة على الطائفية؟
بتوجيه من المالكي وبهدف القضاء على الطائفية والتقريب بين السنة والشيعة تقام كل يوم جمعة ومنذ اسابيع، صلاة موحدة تجمع ابناء الطائفتين. إلا ان الصلوات الموحدة بدلاً من ان تهديء الاوضاع فقد فاقمتها اكثر، اذ اتسعت دائرة المشاحنات الطائفية والعمليات التي تستهدف الطائفتين سيما السنة في ظل هذه الصلوات بشكل لم يسبق له مثيل وراحت تطال كل التجمعات البشرية في المقاهي والمطاعم والمساجد.. الخ.
•   العراقيون محكومون ومطوقون بالتفجيرات.
في رواية (المحاكمة) أو ( القضية) للروائي العظيم (كافكا) نجد بطلها (يوزف ك) من بعد تبليغة بانه معتقل، اينما يحل ويتجه يجد قاعة المحكمة امامه. وما أشبه حال العراقي اليوم بحال (يوزف ك) فها هي  التفجيرات تترصده في الملاعب والمقاهي والمطاعم والمساجد وباصات النقل وقاعات حفلات الاعراس ومرائب السيارات والشوارع، واحياناً يقتل في عقر داره، ان الاجواء الكافكوية الكابوسية تهيمن على الجميع في العراق.
Al_botani2008@yahoo.com     

232
الاسلام السياسي.. تقدم سريع وتراجع أسرع

عبدالغني علي يحيى.
   بعد فشل النظم العلمانية الشمولية من شيوعية وقومية وغيرهما  في تحقيق أماني الشعوب فلجوئهما الى القمع والقوة المفرطة ضدها اي الشعوب، فلقد طرح الاسلام السياسي نفسه كبديل عنها واخذ بالانتشار سريعاً سيما بعد انهيار المعسكر الشيوعي وأفلاس الحكومات العلمانية، والذي توج بمد اسلامي سياسي توجه وكما الشيوعية الى الفقراء من الكادحين والفئات المسحوقة جدا في المجتمع مثل اليتامى والارامل والمقعدين وكل المستضعفين، الى ان تمكن من تسلم السلطة في تونس ومصر وقبلهما في تركيا وقد تليها سوريا اذا قدر للاخوان المسلمين احراز النصر فيها، وكان الاسلام السياسي الشيعي في ايران ومن ثم العراق قد سبق الاسلام السياسي السني في انتزاع السلطة من العلمانيين الى ان اصبح الجميع على اعتقاد راسخ من ان النظام الاسلامي قدر المسلمين وعلى وجه الخصوص بعد وقوع ما يسمى بالربيع العربي. غير أن  الاحداث التي تلت صعود الاسلاميين الى الحكم في الاقطار التي ذكرناها واخرى ايضاً اتخذت من الاسلام منهجاً لها في الحكم كالسودان مثلاً، والزاخرة اي الاحداث، بالاغتيالات والاختطافات والمصادمات  الدموية و و و...الخ خيبت امال  الجماهير في الاسلام السياسي الذي تحولت مصر وتونس والعراق في ظله الى مايشبه الخراب والدمار، واخذت انظمتهم وهي مابرحت فتية تتعرض الى هزات  قوية حتى في مصر قلعة الاخوان والاسلام السياسي، الامر الذي لم يحصل مع الانظمة الشمولية التي شهدت استقراراً لافتاً ولسنوات من وصولها الى الحكم، وهكذا يتراءى للمراقب لتلك الاحداث، ان الاسلام السياسي في حكم التراجع الذي يجري بوتائر سريعة فاقت تقدمه السريع لتسلم السلطة وكما كان الجميع يتوقع النصر له. مثلما كان الجميع يتوقع انتصار (حتميا) للشيوعية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي. فان هذا الجميع الان بات ينتظر مغادرتهم  للسلطة وفي حال تم ذلك فان نكسة مميته ستطالهم بحيث لن يستطيعوا النهوض منها، ويوماً بعد اخر تزداد الاوضاع سوءاً في البلدان التي يحكمونها وشرعت الجموع بالتحرك لأسقاطهم، وسوف يجر اخفاقهم وضعفهم الى الحاق الاذى حتى بالدين الاسلامي والعمل على اضعافه مثلما ادى انهيار الشيوعية الى اضعاف الماركسية وعزوف الناس عنها، ويعزز من هذا التنبؤ، انه الى جانب بلوغ انظمتهم اي الاسلام السياسي حافة الانهيار جراء الفوضى المستمرة، فان الصراعات بين السنة والشيعة، اخذت تحتدم بشكل يبدو وكاننا امام دينين مختلفين وشعبين مختلفين. والمعركة الان اصبحت بدرجة اولى اسلامية- أسلامية، ولقد علمتنا التجارب ان الايوديولجيا اساس الفرقة بين معتنقيها، فالخلافات التي كانت تسود الفصائل الشيوعية كانت تفوق بكثير خلافاتها مع الراسمالية، عليه فان الخلافات بين فصائل الاسلام السياسي ستكون على اشدها في المستقبل، ومن هذا الفهم، اذا كان الاسلاميون خارج الحكم خطوة الى الامام، فان وجودهم فيه ليس خطوتان الى الوراء فقط بل عشرات الخطوات وهكذا اثبتت تجربة حكم الاسلام السياسي بأنها الاقصر عمرا مقارنة بألتجارب السياسية العلمانية على اختلافها ناهيكم عن اثبات فشلها الذريع وهي في المهد، وان غداً لناظره قريب.
Al_botani2008@yahoo.com
   
 

233
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

                                                                                                                                عبدالغني علي يحيى.
* عرب تركيا.. يقظة متأخرة.
قيل والعهدة على القنوات الفضائية، (ان جمعية عرب تركيا تشكو من تهميش العرب في تركيا وتطالب بتمثيل نسبي لهم في الأدارات الحكومية يتوافق مع حجمهم في تركيا)، ان مجرد القول (جمعية عرب تركيا) اكتشاف عظيم بالرغم من كونها يقظة قومية متأخرة.
* صرخة الأسبق بطيئة
في (مؤتمر نحو الحرية) الذي عقد بباريس قبل ايام دعماً للمعارضة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي ، كان اللافت فيه، ان جميع المتحدثين من الداعمين من امريكيين واوروبيين،كانوا مسؤولين سابقين مثل (الجنرال جورج كيسي قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق سابقاً) و(بيل رجرسون، وزير الطاقة الأمريكي الأسبق) و(جوليو ماريو وزير الخارجية الأيطالي الأسبق) وتظل صرخة الأسبق مخنوقة اذا نباطأ الغرب اكثر في حسم الموقف بأيران.
* لغة شرقية.
واللافت في (مؤتمر نحو الحرية) ان طغيان اللغة الثورية الشرقية كان بادياً بوضوح في كلمات الخطباء فبيل رجرسون مثلاً قال: (لقد انتهى زمن الملالي وسنقدم الدعم للمعارضة الأيرانية) فيما قال جورج كيسى: (آن الأوان لتغيير النظام الأيراني ودعم مريم رجوي) ..الخ من ثورية فوق العادة. والطريف انها جاءت بعد ايام من تسلم حسن روحاني لرئاسة الجمهورية الايرانية، ذلك التسلم الذي اثار التفاؤل في الغربيين واستعدادهم للتعاون مع روحاني، لكنهم سرعان ما انقلبوا عليه.
* سوريا.. فلسطين..مرسي و العامري.
يوم دعا مرسي الى تحرير سوريا وقطع العلاقات مع حكومتها ونفذ دعوته، استقبلت العواصم طهران وبغداد ودمشق دعوته تلك بسخرية لاذعة ومما قالته فيها: انه كان الأحرى بمرسي قطع العلاقات مع اسرائيل وتحرير فلسطين، لكن لم تمضي سوى ايام واذا بها دي العامري رئيس منظمة بدر وزير المواصلات في العراق يصرح باستعداد الآلاف من العراقيين للتوجه الى سوريا للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد، كل ذلك من غير أن يطالبه أحد بأن الاولى به توجيه هذه الألوف للقتال الى جانب الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل!
* انتخابات بأية حال عدت يا انتخابات!
لو كنت مكان المراقبين من دوليين ومحليين لألغيت انتخابات مجلس محافظتي نينوى والأنبار وانتخابات مجالس المحافظات العراقية الاخرى التي جرت يوم 20/4/2013 ، اذ لم تصل اسماء الالاف من الناس الى مراكز انتخابات، وراح الناس يتخبطون في الوصول الى مراكز الانتخابات بحثاً عن اسمائهم، وتوزعت اسماء الافراد لبعض العوائل على اكثر من مركز وفي مدن متفرقة كما ان اعمال القتل والتفجيرات راحت تلاحق الكثير من تلك المراكز وأدت الى قتل وجرح العديد من المواطنين، كما ان نسب الاقبال على صناديق الاقتراع كانت ضعيفة للغاية، ما يعني ان الشعب لم يستجب للنداءات والاهابات بضرورة التوجه الى مراكز الانتخابات للادلاء بالاصوات، وفوق كل هذا، انتهجوا موقفاً عنصرياً من فوز الكرد البين في محافظة نينوى وراحوا يشككون فيها ظلما.
*  أزمة ثقة جديدة.
يكاد لايمر اسبوع دون أن تظهر فيه أزمة ثقة جديدة بين حكومتي المركز والاقليم أو بين السياسين الكرد وسياسي الحكومة العراقية، واحدث أزمة بينهما تلك التي أثارها ثامر الغضبان مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة في مؤتمر عقد بلندن قبل ايام وفيه قال:( ان بغداد فقدت الثقة بالاقليم بعد وقفه لضخ النفط عبر انابيب الحكومة الاتحادية) ومن الجانب المقابل صرح الدكتور محمود عثمان النائب المستقبل في التحالف الكردستاني (لقد فقدت الثقة بالمسؤولين العراقيين)! قال كل منها ذلك وحبر الاتفاقية التي وقعت بين المركز والاقليم قبل  نحو الشهرين لم يجف بعد. فألى متى ممارسة الخداع مع النفس ومع الاخر ومع الجمهور؟ ان بغداد لن تنفذ الاتفاقية تلك ذات ال 7 نقاط  وما على العراقيين الا أن ينتظروا أزمات جديدة أخرى.
* (التجسس) على الضيف واجب.
على الضد من المقولة (إكرام الضيف واجب) سجلت على المخابرات البريطانية قيامها بالتجسس على زوار وضيوف اجانب كانت قد دعتهم الى حضور مؤتمرات في لندن. ومن الدول التي أخذت الخبر على محمل من الجد تركيا التي راحت تحقق في مزاعم تجسس بريطانيا على مسؤوليها اثناء تواجدهم في لندن . وقالت صحيفة (الغارديان) اللندنية في خبر لها ورد فيه بأن الاستخبارات البريطانية تجسست على دبلوماسيين اثناء مؤتمرات عقدت في لندن ومن بين الذين تجسست عليهم الرئيس الروسي ميد فيديف عام 2009.
* هل يتغلب السلام على الحرب؟.
يفترض ان يعم السلام العالم وتتراجع امامه الحروب ، لكن مايجري من استعدادات لخوض الحروب وازدهار تجارة الاسلحة ، يدفع بتلك الفرضية جانبا، والامثلة كثيرة، فها هي وزارة الدفاع الامريكية تعلن عن سماحها للنساء بالمشاركة في القتال في الخطوط الامامية في عام 2016 وفي العراق ورد خبر بأجراء جهاز مكافحة الارهاب لتدريبات في مطار بغداد الدولي لمواجهة عمليات اختطاف الطائرات وتحرير الرهائن .ان اشكالا من القتال تدور في العراق ويبدوا ان اشكالا اخرى في الطريق كانت قد تراجعت  في السابق مثل اختطاف الطائرات وتحرير الرهائن. 
Al_botani2008@yahoo.com   



234
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   مصر: حبس (موساد) ي (15) يوماً ووطني سنة !!
حسب خبر في (الجزيرة TV ي مباشر مصر) ان نيابة أمن الدولة العامة بمصر قضت بحبس متهم بالتجسس للموساد الأسرائيلي كان يعمل في شركة خاصة لمدة (15) يوماً، فيما قضت محكمة جنح مستأنف المنشية بحبس الناشط حسن مصطفى مدة سنة لأدانته بالأعتداء على وكيل للنائب العام !!!
•   ايران: روحاني... أول الغيث مطر !
بعد ساعات من فوزه برئاسة إيران، فاجأ الرئيس الأيراني الجديد حسن روحاني العالم الذي توسم الاعتدال فيه بانتهاج سياسة معتدلة، بقوله: (ان أسرائيل شيطان صهيوني أكبر) و (على الغرب ان يعترف بحقوق أيران النووية) وتزامناً مع فوزه جاء في الأخبار، ان إيران ستبعث بـ 4000 مقاتل من الحرس الثوري الأيراني للقتال إلى جانب جيش الأسد لمقاتلة المعارضة السورية ! وعند مريم رجوي الخبر اليقين التي قالت: (إن الانتخابات الايرانية مسرحية هزلية أنهيت بسرعة) !! صدقت رجوي.
•   ايران: محنة الكرد والسنة.
طالب عدد من الشخصيات الكردية والسنية والأيرانية وعددهم (25) شخصاً من المرشحين الشيعة لرئاسة الجمهورية الأيرانية ان لا يهملوا المواد الدستورية (3 و15 و19 و20 و22 و23) التي تتحدث عن ضمان حقوق الايرانيين ومساواتهم، والأهتمام بثقافة المكونات كافة، لكن يبدو ان أولئك المرشحين ومن بينهم روحاني لم يلتفتوا إلى مطالبهم ولم يعبروها آذاناً صاغية، كذلك وضع الكرد والسنة في العراق الذي يتدهور يوماً بعد آخر.
•   ليبيا: بركات (الربيع العربي) !
وسط الأحداث الدموية اليومية في ليبيا، حذر رئيس أركان الجيش الليبي من (حمام دم) في شرق ليبيا، وذكر آخرون ان الدولة في مصر الآن على وشك الانهيار، وتشهد تونس منذ سقوط بن علي أظطرابات مروعة..الخ فعن أي ربيع عربي يتحدثون ؟
•   السودان: واكثرهم (للبشير) كارهون.
بلغت الأزمة بين حكومة عمر البشير في السودان وبين حكومة جنوب السودان ذروتها بحيث دفعت بالبشير إلى وقف ضخ النفط من جنوب السودان عبر شمال السودان إلى البحر الأحمر، وفي الوقت ذاته خاض جيش البشير معارك ضارية في منطقة النيل الأزرق وما زال يخوضها في كردفان وفي أقليم دارفور كذلك، فيما دعت المعارضة السودانية إلى أحتجاجات حاشدة ضد البشير.
•   فرنسا: على الضد من الأنسانية.
ورد في خبر لـ (أ.ف.ب) ان لوحتين لبابلو بيكاسو بحوزة حفيدته مارينا بيكاسو عرضتا في مزاد علني بباريس (مقابل 5,2 ملايين يورو، إلا ان المزاد وحسب الوكالة لم يشهد حماسة لأن المبلغ خصص لقضايا أنسانية تشمل دعم الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الصعوبات) علماً ان ماريا تتبنى ثلاثة أطفال فيتناميين.
•   فرنسا: الف ليلة وليلة سعودية في ديزني لاند.
بمناسبة نيله لشهادة جامعية قالت B.B.C  ان الأمیر فهد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود صرف خلال (3) ايام فقط 20 مليون دولار في حديقة ديزني لاند في فرنسا، وهذا المبلغ يفوق مصاريف حجاج كردستان الى الديار المقدسة كل عام حسب صحيفة كردية وذكرت B.C.C  أيضاَ ان حراسة مشددة تحيط به بعد أن استأجر الحديقة المذكورة من جانبها كتبت صحيفة (اويست فرانس) ان 80 راقصاً وراقصة شاركوا في احتفال تخرجه على مدى (3) ايام، جدير ذكره ان هذا الأمير صرف في العام الماضي وفي الحديقة نفسها مبلغ 800 الف يورو وليوم واحد فقط ..اذا دخل الملوك (فرنسا) أفسدوا فيها.
•   المكسيك: عبودية في غياب سبارتاكوس وزاباتا.
تحت عنوان (الشرطة المكسيكية تحرر275 عبداً) نشرت صحيفة (الصباح) العراقية ان الشرطة المكسيكية حررت مجموعة تضم نحو 275 شخصاً كانوا محتجزين في شبه عبودية من قبل شركة لانتاج الطماطم وتصديرها في غرب البلاد، واضافت ان المحتجزين من ولايات مكسيكية عدة، كانوا محتجزين بالقوة ويعانون من ضيق المكان والقذارة وسوء التغذية ويتعرضون للضرب عند محاولتهم الهروب، واتى اقتحام الشرطة بعد بلاغ من عامل سابق تمكن من الفرار والوصول الى غوانالا خارا عاصمة احدى الولايات المكسيكية.
•   العراق: المؤمنون كأسنان المشط أم اصابع اليدين؟!
في تقرير لمراسل صحيفة كوردستانى نوى لسان حال الأتحاد الوطني الكردستاني ان إنتخابات مجالس المحافظات في محافظة صلاح الدين اسفرت عن حرمان الكرد والتركمان من اية حقيبة ادارية، وقال الدكتور امين عزيز النائب السابق لمحافظ صلاح الدين للصحيفة المذكورة: انه تم اهمال دور الكرد والتركمان، مضيفاً ان الشيعة والعرب السنة اهملوا الكرد والسنة في مجلس المحافظة ورئاسة المحافظة في آن، ومرحباً بالمساواة بين المؤمنين وبالأخوة العربية الكردية التركمانية!
•   سوق المناصب في العراق!
كشف النائب عن التيار الصدري علي التميمي عن معلومات افادت ( إلى ان منصب قائد الفرقة الاولى في الجيش العراقي تم شراؤه بمبلغ قدره(300) الف دولار، مطالباً باستبدال قائد تلك الفرقة مع آمر اللواء الرابع شرطة اتحادية، بسبب من فشلهما في مجال حفظ الأمن والاستقرار، جدير ذكره، انه سبق وان اثير شراء المناصب في وقت سابق اكثر من مرة.
•    الدعم السياسي مانعاً للأستجواب!
صرح النائب عدي عواد عضو لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي، من ان الدعم السياسي لوزير الكهرباء العراقي عبدالكريم عفتان يحول دون استجوابه في مجلس النواب جدير ذكره ان الدعم السياسي حال دون استجواب متنفذين آخرين في البرلمان العراقي.
•   هل البالة وحدها تسيء إلى سمعة العائلة العراقية؟.
أعلن مصدر في الحكومة العراقية من أن إستيراد البالة يؤثر سلباً على سمعة العائلة العراقية! غريب عجيب، ترى هل اللجوء الى البالة من جانب الشعب الفقير الجائع وحده يؤدي الى الاساءة الى سمعة العائلة العراقية، وماذا عن الاطفال الذين يفتشون القمامة بحثاً عن فضلات الطعام ..الخ من الصور المخيفة المخلة بسمعتها؟.
Al_botani2008@yahoo.com


235
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   المحافظ القوي !
طالب السيد أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة في خطبة الجمعة ليوم 7-6-2012 باختيار (المحافظ القوي ) للوقوف بوجه الأرهاب، ما يعني الوجه الأخر لقوله ضمنا ان محافظي المحافظات العراقية ضعفاء لاحول لهم ولاقوة، في حين ان الوقائع تقول خلاف ذلك، فلو كان محافظ صلاح الدين ضعيفا لما صمد أمام اربع محاولات اغتيال خلال اسبوع واحد، كما وثبت محافظون أخرون في الأنبار وديالي ونينوى امام محاولات اغتيال ضدهم، فهل هناك محافظون اقوى من هؤلاء؟ ام ان الحاكم القوى مازال في نظرهم يجب ان يكون مثل الحجاج وصدام حسين وستالين؟ العيب يا سيدي الكريم ليس في المحافظين بل في اداء حكومتهم.
•   النخيب ضحية التهرب من المادة 140.
على اثر المذبحة البشعة التي نفذت بحق 15 مواطناً بريئاً بناحية النخيب الشيعية جنوب الانبار، اقترحت لجنة الأمن النيابية في البرلمان العراقي ضم النخيب الى قيادة عمليات الفرات الأوسط وكان الاصح المطالبة بضمها الى كربلاء التي اقتطعت منها سابقاً وسبق للنخيب وان تعرضت الى مجازر اخرى وستلاحقها  المجازرفي المستقبل اتعرفون لماذا، لأن المادة (140) لاتطبق بحقها، ولوضمت المناطق المستقطعة من  كردستان الى الاخيرة، لما حصل فيها الارهاب ولكان وضعها الأمني أفضل.
•   الكهرباء سر لايدركه الأ الله والراسخون في العلم!
نسب مقال هام في مجلة (صوت الاخر) الكردية الراقية الى المالكي القول (ان العراق سيوفر الطاقة الكهربائية للمواطنين على مدار الساعة خلال العام الحالي) ولقد مضت 6 اشهر من هذا العام وازمة الكهرباء على حالها. واعلن الشهرستاني (ان العراق سيصدر الطاقة الكهربائية خلال العام الحالي)الأمر الذي لم يحصل بدوره. وزين وزير الكهرباء عبدالكريم عفتان لاصحاب المولدات الاهلية الأقدام  على مغامرة غير محسوبة النتائج عندما دعاهم الى بيع مولداتهم (لمعامل الصلب كحديد خرده (سكراب) وذلك اعتقاداً منه (بعدم حاجة العراقيين اليها) ولم يضع السيد الوزير بباله ملايين المولدات الصغيرة في بيوت العراقيين.. الخ الا ان خبراء الكهرباء فندوا اقوال اولئك المسؤولين عندما قالوا: ( ان مشكلة الكهرباء خليط من الفساد الخفي والقضايا الملتبسة والارقام المتناقضة وخفايا لايمكن الوصول الى اسرارها)!!!
•   زيارة المبعث النبوي (2) مليون والكاظم (8) ملايين.
ذكر ان نحو مليوني  شخص شاركوا في زيارة ليلة الاسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف في النجف الاشرف، في حين تجاوز عدد الزائرين للكاظمية بمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم (ع) ال8 ملايين! هذه هي الطائفية التي تقدم التلميذ على الاستاذ ان جاز القول، دع جانباً عدد الذين قاموا بالزيارة الشعبانية قبل فترة والذي بلغ اكثر من 14 مليون نسمة في حين قلما يتجاوز عدد (حجاج بيت الله الحرام الثلاثة ملايين. اذكر في احدى السنوات حين جرى احتفال بالمولود النبوي ايام العهد البعثي، ورد اسم صدام حسين في شعارات الاحتفال (10) مرات واسم النبي (2) مرة فقط مع الفارق طبعاً بين العظيم موسى الكاظم  (ع) والطاغية صدام ومكمن الخلل هو في الطائفية والعنصرية القومية.
•   وماذا عن بدناء الما ل؟.
طالب حاكم مدينة بينز الروسية قادة حكومته المحلية بتخفيف أوزانهم والأ فأنهم سيتعرضون الى الفصل من الوظيفة في حال بقائهم بدناء! ترى اما كان الاولى به التضييق على بدناء الما ل ولصوصه من الذين تضخمت ثرواتهم كثيرا ،  وبالاخص في العراق. بحيث ان  معظم المسؤلين يرفضون الكشف عن اموالهم، و بلغ الثراء  الفاحش لبعضهم حداً بات يثير الاحتجاجات المشروعة.
•   الاسوأ من الانقلاب العسكري.
في رفضه لتظاهرات ميدان (تقسيم) قال أردوغان ان زمن الانقلابات العسكرية قد ولى، يبدو أنه نسي ان من الانقلاب العسكري اهون شراً وبكثير من ثورات على غرار (الربيع  العربي) فالانقلابات العسكرية في الماضي لم تشهد الفوضى والانفلاتات الامنية. لذا عليه ان يخشى (ربيعا تركيا) بدل الخشية من الانقلاب العسكري.
•   الديمقراطية نعمة لبعضهم ونقمة على بعضهم.
يوم كانت امريكا منشغلة بحروبها المدمرة ضد شعوب أقطار الهند الصينية، وقتلت فرنسا مليون جزائري وعلى غرارهما كانت: بريطانيا وهولندا وبلجيكا. لاننسى ان نظم هذه الدول كانت ديمقراطية وما تزال لشعوبها ونظام حرب ودكتاتورية ضد شعوب المستعمرات، كذلك الديمقراطية التركية التي يتحدث عنها بعضهم بكثافة هذه الايام، ينعم بها الاتراك في حين يذوق الكرد والارمن والعرب والعلويين في ظلها مر العذاب  لذا يجب ان يتقدم الأستقلال  اللامم  على الديمقراطية.
•   لكل مرقد لواء عسكري يحيه.
فوجئنا باعلان من سوريا عن تشكيل (لواء ذو الفقار) لحماية مرقد السيدة زينب، انظروا لواء من الجيش لحماية مرقد، وللمراقد والمساجد رب يحميها وليس القوات العسكرية! وماذا لو تعرضت مراقد ومزارات اخرى للعدوان، فهل يخصص لواء لكل مرقد؟ لم يبقى امام النظم الدكتاتورية الطائفية الا تأسيس جيوش وشرطة باسم الجيش او الشرطة الدينية او المذهبية على غرار (الشرطة النهرية..) الخ لحماية المقدسات الدينية.
•   وفضلنا بعضكم على بعض (بالنقل)!
لفت انتباه بعضهم، قيام طائرة عسكرية امريكية ذات مواصفات امنية متقدمة لنقل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من بغداد الى اربيل لحضور اجتماع مجلس الوزراء العراقي في الاخيرة، فيما تم نقل الوزراء بواسطة طائرة مدنية عادية!
•   الماء محكاً للوطنيتين المصرية والعراقية!!
ما أن اعلنت اثيوبيا عن بناء سد على النيل ومايترتب عليه من ضرر قاتل لمصر، حتى عم السخط والغضب المشروعين مصر حكومة وشعباً مع التلميح الى اتخاذ أجراء عسكري ضد (أديس ابابا). بالمقابل نجد الرد العراقي على  سدود الكاب التركية يكاد يكون معدوماً بالرغم من ان تلك السدود ستجر بكارثة رهيبة على العراق بعد انجازها دونها بكثير الكارثة التي ستلم بمصر جراء السد الاثيوبي!
•   أيهما اخطر باتريوت الاردن أم اس اس 300 سوريا؟
حذر سفير سوريا لدى الاردن الاخيرة من ( ان صواريخ الكسندر المتطورة السوفيتية التصميم قد تستهدف المملكة الأردنية  في حال نشر الجيش الامريكي يطاريتين على الاقل من صواريخ باتريوت. ترى اي من السلاحين اخطر، السلاح السوري الذي يفتك يوميا بالعشرات من الابراياء واحيانا يطول عدوانه دول الجوار السوري ايضا، ام صواريخ باتريوت الذي نصبت في تركيا أولا ثم في الاردن لأغراض دفاعية طبعا؟
Al_botani2008@yahoo.com


236
العراق..بلد الجيوش وحاضن الأحتلالات على مر العصور.

عبدالغني علي يحيى
   أثار انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني p.k.k من داخل اراضي شمال كردستان (كردستان تركيا) إلى مناطق في جنوب كردستان (كردستان العراق) جدلا واعتراضا لافتين في الاوساط الحكومية العراقية وغير الحكومية كذلك.
ياسين مجيد، احد أقطاب الحكومة، تعليقا منه على هذا الحدث قال: ( ان الأنسحاب جعل من السيادة العراقية عرضة للخطر) مضيفا : ( ان ذلك جرى على حساب العراق). في حين حذر النائب هيثم الجبوري من أن (وجود p.k.k خطر على العراق) وجاء رد مريم الريس مستشارة رئيس الوزراء العراقي:( ان سيادة العراق أمر لايمكن التهاون فيه ونرفض دخول مسلحي p.k.k  ..)الخ. وكان اعتراض هوشيار زيبارى وزير الخارجية العراقية كالاتي:( لا نقبل دخول عناصرp.k.k   إلى الأراضي العراقية ) اطراف اخرى شاركت في الاعتراض من خارج المكون الحاكم، فالحزب الطليعي الناصري وعلى لسان احد الناطقين باسمه عد دخول p.k.k  إلى العراق (احتلالا لمناطق استراتيجية داخل العراق). واد لى ارشد الصالحي وهو مسؤول الجبهة التركمانية بتصريح مثير للدهشة والاستغراب، عندما قال:( ان توغل p.k.k في كركوك أمر خطير)!! في وقت تبعد قواعد p.k.k  في شمال جنوب كردستان مئات الكيلومترات عن كركوك.وعلى خلفية الأنسحاب هاجم جاسم الحلبوسي من كتلة متحدون السنية التي يقودها اسامة النجيفي، الكرد وطالب الحكومة العراقية بتحديد موقف من التحالف الكردستاني.
..الخ من المواقف والتصريحات الزاخرة بالتشنج والتي تعبر عن وطنية زائفة لبعضهم من الذين يبدو وكأنهم قد سمعوا للتو عن تواجد p.k.k في كردستان العراق والذي يمتد الى نحو 29 عاما من الان، كانت الحكومة العراقية خلالها تمارس التجاهل وغض النظر حيال ذلك التواجد والاعتداءات التركية المتواصلة على الاراضي العراقية في أن معا،بل ان الحكومات : الايرانية والعراقية والسورية، كانت ضمنا مع ذلك التواجد طالما كان ضد تركيا،علما ان المناطق العراقية التي خضعت وما تزال لعقود من السنين لقوات البيشمركه.الكردية وتواجد في بعض منها وما يزال قوات ل:p.k.k  لم يقطع اي جزء منها ليسلم إلى هذه الدولة أوتلك، في حين ان المناطق التي كانت خاضعة لحكومة صدام حسين، اقتطعت اجزاء منها وسلمت إلى إيران والكويت والسعودية والأردن وسوريا وعلى النهج عينه  تسير الحكومة الحالية التي تنازلت عن مناطق عراقية للكويت في (أم قصر) وغيرها. وشتان بين تواجد  p.k.k السلمي داخل اراضي العراقية والقصف المتقطع التركي للأراضي العراقية دع جانبا ما تخطط له تركيا من حرب مائية اكيدة و ليست محتملة ضد العراق. واسمحوا لي أن أقول بصريح العبارة ان القوميين الكرد احرص بكثير من غيرهم على (السيادة العراقية) فهذا الغير يتهم الكرد بالتواطؤ مع تركيا، في حين ان موقف الكرد الرافض لتركيا يتجلى في اكثر من مثال، ففي 23-2-2013 طالب برلمانيون كرد الحكومة المركزية باتخاذ موقف من الأعتداءات التركية وتعويض سكان جبال قنديل عن مالحق بهم من اضرار جراء تلك الاعتداءات وبتأريخ 27-2-2013 طالب النائب الكردي حميد بافي الحكومة العراقية بالتدخل لوقف الغارات التركية على مناطق بكردستان العراق. وأود أن أذكر ان رد الحكومة التركية على المسؤولين العراقيين الرافضين لانسحاب p.k.k  كان مستهتراً وقحاً حين قال :( ان p.k.k جاء من الاراضي العراقية الى داخل تركيا وعليه العودة الى الاراضي العراقية )! ويعلم الجميع ان مقاتلي p.k.k انطلقوا في كفاحهم ضد تركيا من داخل اراضي كردستان تركيا، ثم لجؤا الى الدول: سوريا ولبنان والعراق وايران.. الخ واقاموا قواعد لهم فيها. وأعود الى الاثارة المفتعلة لقادة بغداد ازاء انسحاب p.k.k الى ..الخ والتي قال النائب لطيف مصطفى عن كتلة التغيير الكردية عن جانب فيها:( ان ماصدر عن وزارة الخارجية العراقية محض خيال وإعلامي) وأقول ان الذين يتباكون على سيادة  واستقلال العراق يفتقرون الى الالمام بالواقع العراقي الراهن وبماضيه ايضاً، ولنبدأ بحاضره لنرى كيف انه تحول الى معسكر ضخم لجيوش متعدد الجنسيات والاقوام والطوائف، ويحلو للحكومة العراقية وللقوميين العرب من شيعة وسنة اعتبار p.k.k وحده منتهكا للسيادة العراقية واحيانا البيشمركة ايضاً، واليكم قائمة باسماء الجيوش والكتائب والميليشيات العاملة فوق الارض العراقية:
1-   الجيش العراقي.
2-   البيشمركة الكردية.
3-   الجيش التركي، وله ثلاث قواعد في شمال محافظة دهوك.
4-   جيش الطريقة النقشبندية .
5-   جيش محمد.
6-   جيش المختار (تأسس حديثاً على يد البطاط)
7-   جيش العشائر (تأسس حديثاً على يد السنة في الانبار)
8-   الجيش اللادموي (تأسس حديثاً في النجف على يد عدي الأعسم).
9-   الجيش الاسلامي.
10-   جيش المهدي.
11-   الجيش العراقي الحر (تأسس على يد اردوغان حسب صحيفة (ايندلنك) التركية واسندت فضائية الغدير العراقية النبأ اليها).
12-   أنصار السنة.
13-   أنصار الاسلام.
14-   الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية (جامع).
15-   كتائب ثورة العشرين.
16-   قوات بدر.
17-   عصائب اهل الحق
18-   كتائب سيد الشهداء.
19-   لواء اليوم الموعود.
20-   قوات دولة العراق الاسلامية (القاعدة).
21-   بيجاك
22-   قوات الحرس الثوري الأيراني (ليس بوسع أحد أن ينكر دور هذه القوات في الاحداث العراقية).
23-   قوات p.k.k المسماة ب(الكريلا).
24-   جند الأسلام.
25-   المقاومة العراقية (وهناك متحدث باسم المجلس السياسي لها واسمه عبدالرحمن الجنابي الذي اجرت فضائية بغداد لقاء معه قبل أيام).
.. الخ من تشكيلات عسكرية اخرى، بينهما الجيش العراقي وقوات البيشمركة نظاميان وقانونيان. وتقوم الجيوش والكتائب والميليشيات المشار اليها بتنظيم استعراضات عسكرية علنية في شوارع وساحات بعض من المدن العراقية فبتأريخ 15-2- 2013 قامت مجاميع مسلحة في محافظة الانبار باستعراض عسكري ضم اكثر من 2000 مسلح  وبحضور على حاتم السليمان. وفي 16-4-2013 شهدت المحافظة نفسها استعراضاً عسكرياً لافتاً لمنظمة القاعدة وشوهد علم الاخيرة يرفرف في سماء الفلوجة والرمادي وفي اليوم نفسه بايع بعض من الاهالي زعيم القاعدة أيمن الظواهري ولمنظمة القاعدة نحو 2500 مسلح في محافظة الانبار على الحدود العراقية السورية. وفي 16-5-2013 جرى استعراض عسكري لاتباع علي حاتم السليمان داخل مدينة الرمادي، اما الميليشيات الشيعية فحدث ولاحرج. فبتأريخ 27-5-2013 اشارت صحيفة (المدى) العراقية،  إلى استعراضات عسكرية للميليشيات الشيعية داخل بغداد وعلى مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية. بل ان نشاط الميليشيات الشيعية راح يتسع بشكل جد لافت وعلني ويتبين بانه مبارك ومدعوم من جانب الحكومة، وبهذا الصدد نسب الى (واثق البطاط) زعيم حزب الله العراقي القول: (ان عمليات حزبه العسكرية تنفذ بأرشاد من المالكي وخامنئي) ولا تقتصر انشطة المجاميع المسلحة على القيام بالعمليات العسكرية والاستعراضات العسكرية بل تتعداها الى اجراء المناورات والتدريبات العسكرية ايضا وبالاخص في صحراء الانبار وعلى الحدود العراقية السورية وفي البادية الشمالية جنوب محافظة نينوى والى جباية الضرائب من السكان سيما كبار المقاولين وموظفي الدولة والشركات الخ.
نعم عزيزي القاريء، كل هذه الجيوش والكتائب والميليشيات وتسميات أخرى شتى لا تشكل انتهاكاً لاستقلال وسيادة العراق والتي تمارس انشطتها الحربية والعسكرية منذ نحو 10 سنوات 2003 – 2013 داخل الأراضي العراقية، وتقتل يومياً وتجرح من العراقيين العشرات والمئات ناهيكم عن تدميرها للمباني والمقرات الحكومية والمساجد والحسينيات والمقاهي والمطاعم والفنادق والاسواق والدور..الخ، كل هذا لا يشكل أنتهاكاً للسيادة العراقية، إلا أن وجود مقاتلي PKK في مثلث حدودي ناءٍ وضيق ومن دون ان يكونوا في أي يوم من الأيام قد اطلقوا ولو رصاصة واحدة على القوات العراقية أو المنشآت العراقية في المناطق الخاضعة للحكومة المركزية، هو( الخطر على سيادة العراق)!!!
ان المرء ليستغرب حقاً من صمت الحكومة العراقية المهين من التدخل التركي في الشآن العراقي و خطواته لحبس مياه دجلة والفرات عن العراق وقصفه للأراضي الكردية العراقية في الماضي والحاضر، واظهارها لوطنية زائفة مفتعلة ان جاز القول من إنسحاب PKK إلى داخل الأراضي العراقية ومن غير ان ينجم أي ضرر منه. علماً أن أتفاقية عام 1983 العسكرية بين العراق وتركيا والتي تنص على إجتياح الجيش التركي للأراضي العراقية مسافة 15كم لمطاردة PKK مقابل حق الجيش العراقي التوغل مسافة 5كم داخل الأراضي التركية، ان هذه الأتفاقية بحد ذاتها أنتهاك صارخ (للسيادة) العراقية وانتقاص (لاستقلال) العراق. ولا ننسى ان الحكومة العراقية لم تضطر في أي يوم من الأيام إلى مطاردة البشمركة داخل اراضي البلدان المجاورة لكردستان العراق: تركيا، ايران، سوريا. واذا أمعنا النظر في تأريخ توقيع تلك الأتفاقية لوجدناه سابق على بدء الحرب الوطنية الكردية في تركيا بعام، فالثورة الكردية أندلعت في تركيا في آب عام 1984 في حين ان الاتفاقية تلك وقعت قبل وقوعها بعام، ما يعني ان حكام العراق كانوا على استعداد دائم للمساومة والافراط بالسيادة العراقية وأستقلال العراق.
ويبدو أن لسان حال العراق، لسان حال جهنم حين قالوا لها هل امتلأت فقالت: (هل من مزيد). اذ عدا التشكيلات المسلحة التي أوردت اسماءها على سبيل المثال، هناك مساعي حكومية عراقية لتشكيل فرق مسلحة في المناطق المتنازع عليها ومن ابناء تلك المناطق وبنسب متفاوتة، حصصت الحصة الكبرى للعرب يليهم الكرد والتركمان، وهناك دعوات مثل مطالبة الأمم المتحدة بأرسال قوات فصل إلى العراق فبتأريخ 30/4/2013 طالبت الجبهة التركمانية بأستقدام قوات دولية إلى كركوك لحماية المكون التركماني ! وأخرى تلمح أو تصرح لاعادة الجيش الأمريكي إلى العراق، ويتبين ان الحديث عن تشكيل الجيوش يبدو أمراً هيناً للغاية فتأسيس جيش او قوة مسلحة اسهل بكثير من تأسيس منظمة من منظمات المجتمع المدني، فالنائب عن دولة القانون عبدالمهدي الخفاجي دعا بتأريخ 20/5/2013 إلى تشكيل جيش جماهيري لتحقيق الأمن والأستقرار وذلك (إذا عجزت القوات الأمنية العراقية عن تحرير المختطفين في الرمادي) ! وقبله كان علي حاتم السليمان قد قال (سنؤسس جيشاً لكل العراقيين)..الخ وبين الأعوام من 2003 الى 2011 شهد العراق جيوشاً أمريكية وبريطانية وغيرها على أراضيه، وبأنسحاب الجيش الامريكي من العراق عام 2011 فأن الارض العراقية لم تخلو من الجيوش الاجنبية، فعلى حد قول الشيخ عماد الشافعي أحد نشطاء الاعتصامات في الفلوجة في 9/3/2013 : (ان العراق خرج من أحتلال أمريكي ليدخل في أحتلال إيراني)! وهناك اكثر من شهادة على ذلك فبتأريخ 23/4/2013 قال الدكتور رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية من أن (عناصر من الحرس الثوري الأيراني إقتحمت ساحة الأعتصام في الحويجة). وهكذا فان الارض العراقية تبدو وكأنها مباحة لجيوش كل الدول للدخول فيها فعلى امتداد الاعوام الماضية اجتاحتها قوات تركية واحيانا ايرانية كذلك وحسب اخر الانباء ان هنا لك تحشدات عسكرية ايرانية لأجتياح مناطق في شمال وشرق كردستان العراق.
   لا أغالي إذا قلت وأنا مسؤول عن كلامي، ولن انتقص من الانسان العراقي، إذا قلت ان الروح الوطنية للعراقيين كانت وما تزال ضعيفة إن لم أقل معدومة، كما ان العراق كدولة وارض وبقعة لم يشهد الاستقلال الحقيقي على  مر الأزمنة والعقود والقرون, فهو كدولة حكمها الانكليز بل واسسها الانكليز, بشكل مباشر وغير مباشر نحو(42) سنة (4) سنوات بصورة مباشرة و(38) 1921 - 1958 بصورة غير مباشرة. وفي اثناء الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 احتلت القوات الايرانية اجزاءً من الارض العراقية في (الفاو) و(حاج عمران) ومناطق اخرى، وفي 1991 تم فرض حظر جوي عليه وبين عامي 2003 و2011 فأن الجيش الامريكي حكمه واعاد الامريكيون تأسيس الدولة العراقية من جديد اي ان العراقيين لم يكن لهم يد او دور في تأسيس دولتهم.
والعراق كأرض وبقعة، فأنه منذ الفتح  الأسلامي له وإلى عام 2003، أحتل من قبل اقوام شرقية وغربية اكثر من(12) مرة، وإذا اضفنا إلى ذلك الانقلابات العسكرية التي وصفها الباحث القدير الدكتور رشيد الخيون في مقال له بالغزوات الداخلية وعددها (5) انقلابات بعض منها كان افظع من الاحتلالات الاجنبية مثل انقلاب 8 شباط 1963. فأن تقسيم الاعوام بين الفتح الاسلامي للعراق واحتلاله عام 2003 يكون العراق قد انتقل كل 57 سنة أو 56 سنة مرة من محتل إلى آخر. فعن اي استقلال وسيادة للعراق يتحدثون؟ وعن اية روح وطنية لساكنيه يتحدثون؟
لم تفارق الجيوش الاجنبية العراق والغزوات الداخلية له إلا نادراً، كما ان معظم حكامه كانوا موالين اما للانكليز أو الامريكان فالبعثيون الذين حكموا العراق مرتين الاولى عام 1963والثانية عام 1968-2003 ، جاؤا الى الحكم مرة بقطار انكليزي واخرى بقطار امريكي أي أنهم حكموا العراق 36 سنة بفضل القطارين ولقد كان همهم القضاء على العناصروالاقوام والاحزاب العراقية واذا جمعنا 42 سنة من الحكم البريطاني المياشرو غير المباشر للعراق مع 36 سنة من حكم القطارين واضفنا اليهما ال 8 سنوات من الحكم الامريكي 2003-2011 نستنتج ان العراق كدولة كان محتلاً لمدة 86 عاماً، واذا طرحنا السنوات هذه من السنوات ما بين 1921 و2003 والبالغة 92 عاماً يكون العراق قد تمتع باستقلال صوري هش لم يتجاوز ال6 سنوات.
   في العهد الملكي كان هناك جيشان في العراق: عراقي وبريطاني وكان للبريطاني عدد من القواعد في جنوب العراق ووسطه، ولم تكن لهم اية قاعدة في كردستان وفي العهد الجمهوري الأول كان الى جانب الجيش العراقي تشكيلات غير نظامية مثل فرسان صلاح الدين و فرسان الوليد لمقاومة الثورة الكردية، ولفترة قصيرة جداً تشكلت (المقاومة الشعبية ) التي كانت تأتمر باوامر الحزب الشيوعي العراقي وكان الهدف من وراء تشكيلها حماية النظام الجمهوري الفتي من اعدائه. وبعد انهيار العهد الجمهوري الاول يوم 8 شباط 1963 تأسس (الحرس القومي) الى جانب الجيش العراقي والفرسانين، واستعين بالجيش السوري بقيادة فهد الشاعر لمقاومة الثورة الكردية ايضاً. وفي عهد الاخوين عارف كان هناك الجيش والفرسان ولقد اعتمد هذا العهد على عبدالناصر لمناصرته والذي بعث بقوات رمزية الى العراق على اثر ذلك لكنها سرعان ما  إنسحبت وبين عامي 1968- 2003 من حكم البعث ظهرت تشكيلات مسلحة في العراق للدفاع عن النظام البعثي من بينها  : الجيش الشعبي وفدائي صدام والنخوة واشبال صدام وجيش القدس ..الخ. وما أشبه اليوم بالبارحة فألى جانب الجيش العراقي هنالك الصحوات و(سوات) وميليشيات موالية للنظام الحالي.
   ان موقف العراق المفاجيء الذي اتسم بالرفض لأنسحاب قوات P.K.K  الى داخل العراق يرد إلى امرين اثنين, فأما الأول، أن إيران منذ الأيام الأولى لأتفاقية أردوغان - أوجلان مارست ضغوطاً على P.K.K   بهدف حمله على التراجع عن تلك الاتفاقية ومواصلة الكفاح المسلح ضد تركيا وفي حينه رفض (مراد قريلان) قائد الجناح العسكري لـ P.K.K  الضغوط الأيرانية بقوة. وأما الثاني فهو، ان الحكومة العراقية وجدت في الأنسحاب موضوع المقال فرصة ثمينة للتنصل من الأتفاقية ذات الـ 7 نقاط التي وقعتها مع حكومة اقليم كردستان، والتي نصت على قيام بغداد بتلبية المطالب الكردية . وبين هذين الأمرين، هنالك ثوابت تجمع على عداء دائم للحكومات العراقية كافة للقضية الكردية، واستعداد هذه  الحكومات للتضحية بالمصالح الوطنية العراقية والركوع للأجنبي بدل التسليم بالحقوق القومية للشعب الكردي وهذا ما فعلته الحكومة العراقية عام 1957 عندما وقعت اتفاقية الجزائر مع ايران والتي بموجبها تنازلت عن اراضي عراقية لأيران مقابل ايقاف الاخيرة دعمها للثورة الكردية واليوم ها هي الجكومة العراقية تهدد في 17-5-2013 عناصر حزب العمال الكردستاني بالاعتقال في حين اطلقت سراح بعض من انصار علي حاتم السليمان بعد ساعات من توقيفهم علماً ان الاخير نادى اكثر من مرة إلى اسقاط السلطة والخروج عليها! وبالرغم من أن قوات البيشمركة الكردية تعتبر جزءاً من منظومة الدفاع العراقية، وتدافع عن العراق وضد الأرهاب، فان الحكومة العراقية حجبت الرواتب عن اللواء 16 الكردية المرابط في طوزخورماتو، وفي وقت سابق وجهت جيشها الى سنجار لاستفزاز البيشمركة، والآن تطالب وزراة الداخلية العراقية البيشمركة بالأنسحاب من طوزخورماتو وسليمان بيك ..الخ
Al_botani2008@yahoo.com




237
كل ثلاثاء:خبر و تعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   ليت (الشيوعية) تعود يوما
لأخبرها بما فعلت (الرأسمالية) .
عند زيارته إلى مطعم بائس للفقراء، وصف بابا الفاتيكان الرأسمالية بالمتوحشة،عليه يبدو ان ماركس كان محقا في دعوته إلى تدمير الرأسمالية، اذ منذ سقوط الشيوعية، تفاقم الفقر في العالم وازدادت المظالم والأستغلال والاتجار بالبشر والاعضاء البشوية..الخ من المساويء كما و تفشت الطائفية والعنصرية والمخدرات واشكال من المساوئ الرهيبة بشكل لم يسبق له مثيل.
•   ابغض شعوب العالم.
عدت مؤسسة بحثية امريكية المسلمين واليهود من اكره الشعوب في العالم، وذلك بعد أن كان اليهود وحدهم مكروهين بالرغم من أنهم لم يؤذوا احدا مقارنة بالامم الاخرى ومع ذلك كانوا من المغضوبين عليهم، ويذكرنا قيام حكومة ميانمار بفرض نظام تحديد النسل على المسلمين للحد من تكاثرهم بقيام هتلر باخصاء اليهود و ابادتهم. وبسبب من تطرف الجماعات الاسلامية وافعالها الشنيعة بات العالم يضيق ذرعا بالمسلمين جراء عدم انسجامهم مع شعوب المعمورة، وليس ببعيد ذلك اليوم الذي يقوم فيه العالم  بشن حرب على المسلمين يشارك فيها البوذيون واليهود واتباع ديانات اخرى. ان العالم في حالة من الغليان  ضد المسلمين نتيجة الافعال المشينة للجماعات الاسلامية المتطرفة.
•   دولة الثورات والتمردات.
يبدو ان الاعتراف باستقلال جنوب السودان عن شماله كان ناقصا، اذا علمنا ان هناك ثورات وتمردات اخرى في السودان على غرار ثورة الجنوب ، ففي معرض رد حكومة جنوب السودان على إتهامات البشير بدعمها للشعوب الثائرة على نظام البشير ورد نفي دعمها  لثوار دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وقد تكون هناك حركات ثورية اخرى في السودان غير معلنة. على حكومة السودان الاقرار بحق شعوب اخرى في الاستقلال والانفصال. اذا ارادت سلاما دائما لشعبها ووطنها.
•   الخطر على الأسلام يأتي من الأسلام.
رشق  متشددون اسلاميون مشيخة الأزهر بالزجاجات الحارقة والحجارة ووجهوا شتائم بذيئة الى شيخ الأزهر، ليس هذا فحسب بل وصفوا الأزهر ب(المؤسسة الكافرة) و سعوا الى احراق مكتبتها التي تضم الالاف من الكتب الدينية. وفي سوريا دمر مقام النبي ابراهيم (ع) و نبش قبرالصحابى (حجر بن عدي) وتم الهجوم على مرقد السيدة زينب، وفي العراق يقتل رجال دين مسلمين بايدي المسلمين وبشكل شبه يومي تدمر المساجد ويقتل المصلون . عليه فان الخطر على المسلمين يأتي من المسلمين اصلا وليس من غيرهم.
•   إذا سقطت سوريا..
قال حسن نصرالله، ان سوريا اذا سقطت بيد الأمريكان أو التكفريين، فستدخل اسرائيل لبنان و تسقط فلسطين و تنتهي المقاومة !! والاصح القول ان سوريا وفلسطين لن تسقطا وكذلك المقاومة، والذي يسقط هو الأسد وحزب الله اللبناني و بسقوطهما تنتهي الفتنة و الفوضى وهما  اصلا من الد اعداء سوريا ولبنان و فلسطين.
•   نصيحة الأسد للسوريين.
في الوقت الذي يعم الحزاب والدمار سوريا و تجاوز عدد لاجئيها المليون وقتلاها اكثر من (80) الفا استغلت الحكومة السورية حوادث ميدان تقسيم في اسطنبول مضخمة إياها الى درجة قيام الاسد بتوجيه نصيحة الى السوريين بعدم التوجه الى تركيا بسبب او ضاعها ( المضطربة) ناسيا او متناسياً ان عشرات الالاف من السوريين فروا الى تركيا هرباً من الاضطرابات في سوريا. وصح القول (شر البلية ما يضحك) سوريا تنصح مواطنيها بعدم التوجه الى المناطق المضطربة في العالم!!
•   لا فرق بين الحكومة والمعارضة السوريتين!
صح القول ان الانظمة تنتج معارضيها، ويقول سعد زغلول فساد المحكوم من فساد الحاكم، ولم تكن un على خطأ يوم طالبت بحجب السلاح عن الحكومة والمعارضة السوريتين فاذا كانت الحكومة السورية دكتاتورية فاشية فان المعارضة السورية لاتقل عنها دكتاتورية، وجبهة النصرة قوة فاعلة فيها، هذه المعارضة منذ الان تقتل وتفتك وتخطف الكرد والقوميات والاديان غير العربية وغير المسلمة.لذا اذا اراد الغرب الخير للسوريين فما عليه الا ان يقدم على تقسيم سوريا التي لسان حالها: لا للحكومة.. لا للمعارضة.
•   هل ترد سوريا على اسرائيل؟
بعد تنفيذ اسرائيل لثلاث غارات على المنشأت العسكرية السورية هدد الأسد بالرد، ولكن مع اخذ الظروف وتوقيت الضربة بنظر الاعتبار، البشير ايضاً كان قد توعد اسرائيل بالرد عليها في الوقت المناسب وذلك على خلفية تدمير اسرائيل لمنشأتها العسكرية في جنوب الخرطوم قبل نحو عامين، ولم يرد عليها الى الان ولن يرد. الطريف ان الاسد الذي يخوض القتال في اكثر من جبهة داخلية ضد شعبه، فانه اخذ يهدد ( بفتح جبهة عسكرية ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان)!!
•   مع الاردن،أزمة واحدة أم أزمات؟
اعتذر العراق للاردن لما بدر من تصرف شاذ حيال مواطنين اردنيين في السفارة العراقية بعمان، وفي معرض الاعتذار اشار وزير خارجية العراق الى تطويق الأزمة مع الاردن. تزامناً مع هذ الحادث، اشتدت الحملات العراقية الاعلامية على الاردن وصنف مسؤولون عراقيون الاردن الى جانب تركيا وقطر في دعم  الارهاب داخل العراق علماً ان الحكومة  العرقية كانت قد وهبت الاردن (100) الف برميل نفط تلته تنازلات اخرى مهينة قدمها العراق للأردن.
•   ويوم على المحافظين السنة!
بين حين واخر يستهدف الارهاب صنفاً معيناً من الناس في العراق، ففي وقت سابق طال عدداً من مختاري المحلات ثم الاطباء وبالاخص في كركوك، وفي الاستعداد للانتخابات يكون المرشحون هدفاً مثالياً. وفي ايار الماضي وبشكل ممنهج تعرض محافظو المحافظات السنية كافة الى محاولات اغتيال بدأت باعتداء على عمر الحميري محافظ ديالى الذي عندما تشكى من الاعتداء كذبه قادة من الشيعة لكنه كان صادقاً فبعد أيام على الحادث ذاك، تعرض احمد عبدالله الجبوري محافظ صلاح الدين الى (4) محاولات اغتيال خلال اسبوع واحد، وفي الأنبار نجا محافظها قاسم الفهداوي باعجوبة من عملية قتل ضده، واخيراً حصل الشيء نفسه لأثيل النجيفي محافظ نينوى، وبهذا يكون المحافظون السنة كافة قد ذاقوا طعم محاولات الاغتيال.
•   الحرب الطائفية في العراق.
يحذر قادة عراقيون من وقوع حرب طائفية في العراق رغم انها قائمة منذ (10) سنوات، تشتد احيانا وتخف احيانا كأية حرب، ومع هذا فعند حسن العلوي وهو مفكر شيعي ان (الحرب الطائفية بدأت والحكومة تبدو وكأنها غير معنية) فيما اتهم مقتدى الصدر المالكي اعلانه البدء بحرب طائفية.. الخ.
•   فتش عن المركبات (المنفيست)!!
منعت قيادة عمليات بغداد سير المركبات التي تحمل لوحات (فحص مؤقت) ببغداد لحين ( إنتهاء مراسيم احياء ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع) في وقت يحمل العراقيون القاعدة والميليشيات وعدداً من الدول مسؤولية ما يحصل في العراق من ارهاب وعنف، ولم يكن يدور بخلد احد ان المركبات (المنفيست) سوف تصنف على الارهاب؟، ومن المقر أن تستأنف تلك المركبات سيرها بعد انتهاء تلك المراسيم ما يعني ان حماية المحتفلين بالذكري هي الاهم، وليس الذين يقتلون بشكل شبه يومي قبل هذه الذكرى او بعدها او بعبارة اخرى ان هذا النوع من السيارات تحصد ارواح زائيري الامام الكاظم فقط!!
•   من دخل بيت (الحكيم)..
اجتماع الفرقاء العراقيين في بيت الحكيم لن ينهي الازمات العراقية انما يخففها لبعض من الوقت ويرجئ التصادم لفترة من الزمن مثلما ارجأته اتفاقية أربيل لفترة ايضا، واذا كانت الايام التي تلت اتفاقية اربيل اشد سوءا من التي سبقتها، فتوقعوا اياما جد سوداء تتوج الاجتماع الذي عقد في بيت الحكيم وهذا ما علمتنا اياه التجارب السابقة، ويشكرالحكيم على مبادرته التي لابد وان تخفف من الازمة مؤقتا.
Al_botani2008@yahoo.com


238
مسلسل اضطهاد الايزيديين يتواصل ويتخذ طابعا قوميا ودينيا وطبقيا.

عبدالغني علي يحيى
في 14/5/2013 اضافت العنصرية الحاقدة والتعصب الديني الاعمى ضد الكرد الايزيديين جريمة شنعاء الى مسلسل جرائمها ضد الأمة  الكردية عامة والكرد الايزيدية منها خاصة، حين لطخت اياديها بدماء تسعة من الكرد الايزيديين الكادحين والأبرياء بمنطقة الزيونة داخل العاصمة العراقية بغداد، وقبل هذا الحادث بنحو ثلاثة  اسابيع كانت الأيادي تلك قد ارتكبت جريمة اخرى بحق الشريحة الكردية الايزيدية المظلومة اسفرت عن مقتل ستة منهم، كل  هذا لا لذنب ارتكبوه، وكل ذنبهم انهم كرد اولاً وديانة مختلفة. ثانياُ. ولقد استقبلت كردستان شعبا وحكومة وكل القوى الخييرة في العالم هذا الحادث الجلل بعميق الحزن والغضب، فرئاسة اقليم كردستان حملت الحكومة العراقية مسؤولية مقتلهم، وحذا حذوها التحالف الكردستاني ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون الايزيدية السيد عيدو بابا شيخ وكذلك مدير عام شؤون الايزيدية في وزارة الاوقاف بحكومة اقليم كردستان السيد خيري بوزاني، إضافة الى اوساط اخرى.
في العراق المسمى بالجديد، اصبح الايزيديون مشروعا دائما للقتل الجماعي والفردي تتبناه عصابات القتل والاجرام المتعصبة قومياً ودينياً وطائفياً. فعلى امتداد الاعوام العشرة الماضية، قتل من الكرد الايزيديين خلق كثير، ففي حي النور بالموصل عام 2007 حصدت تلك العصابات ارواح  24 عاملا ايزيدياً دفعة واحدة، واضافت الى جرائهما المنكرة مذبحة اخرى  رهيبة بحق ايزيديي سنجار عندما فجرت سيارتين مفخختين في كرعزير وسيبا  شيخ خدري راح ضحيتها ما يقارب الـ (500) مواطن كردي ايزيدي كان من بينهم اطفال ونساء وشيوخ ، كما  وتعرضت مدن كبيرة لهم مثل سنجار –وبعشيقة وسنوني الى التفجيرات واعمال القتل. الامر الذي الحق اضرارا جسيمة بالايزيدين وتسبب في هجرة المئات منم الى خارج العراق ويصل عدد النازحين منهم الى القارة الاوروبية وحدها الى عشرين الف مواطن ايزيدي يسكن معظمهم في المانيا.
واضح، ان استهداف الكرد الايزيديين بأتي في اطار استهداف الامة الكردية جمعاء، سيما في المناطق المستقطعة من كردستان والمشمولة بالمادة(140)، ولقد ادى كل ذلك الى الحاق اضرار جسيمة بالكرد، اذا علمنا انه على اثر مقتل الـ 24 عاملاً المذكورين غادر الموصل وحدها مايقارب الـ 5000 ايزيدي ولقد استوعبت جامعات كردستان مايقارب الــ (800) طالباً  وطالبة منهم. فيما تم تعيين النازحين من الموظفين والعمال، في دوائر الحكومة الكردستانية ومازالت عمليات ابادتهم جارية رغم تركهم للمناطق الخاضعة للحكومة العراقية، واصدق دليل على ذلكم مقتل (15) ايزيدياً في الاونة الاخيرة وفي اقل من اسبوعين في بغداد والذي ادى الى فرار نحو ثلاثة الاف من بغداد الى مناطق سكناهم في قضاءي سنجار والشيخان وبلدتي بعشيقة وبحزاني وغيرها.
لن ينقذ الكرد الايزيديين من الأبادة سوى اصرارهم  على الحاق مناطقهم بادارة حكومة كردستان،وعلى الكرد مسلمين كانوا ام ايزيديين، مقاومة الخطط العنصرية ضدهم، مع اتخاذ التدابير الكفيلة بايقاف التطهير العرقي للمناطق الكردية المغتصبة من اصحابها الشرعيين الكرد مسلمين كانوا ام ايزيديين ونسخة من القول هذا الى  المسيحيين والتركمان ، اذ ان جميعهم مستهدفون وحضنهم الدافيء كردستان فقط.
 عجيب أمور وغريب قضية يعمل في بغداد نحو (3000) عامل  ايزيدي في حين يعمل في كردستان  الوف من العمال العرب والاسيويين. على حكومة كردستان الالتفات الى هذا الجانب وايجاد اعمال للعمال الايزيديين في كردستان، من العاملين في بغداد وغيرها وذلك لوضع حد لعمليات الابادة الجارية بحقهم وعلى حكومة كردستان ان تسرع في اسناد حقيبة وزارية اليهم علما ان الوزارات الكردستانية السابقة على الوزارة الحالية كانت تضم حقيبة وزارية للايزيديين وعلى ان يكون منصب معاون محافظ نينوى من حصتهم كونهم الشريحة القومية والدينية الكبرى بعد المسلمين في المحافظة نينوى.
Al_botani2008@yahoo.com

239
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيي
* السياسي يصرح ، والديني بكذبه!
قال عامر الخزاعي نائب رئيس الجمهورية: أن الأعتصامات بدأت  تتلاشئ نتيجة تنفيذ الحكومة لأغلب مطالب المعتصمين!وفي  اليوم نفسه قال حسين غازي خطيب جمعة سامراء بتأريخ 24/5/2013 : أن الحكومة لم تنفذ الى الآن مطالب المعتصمين!! وشتان بين ادعاءات الحكومة وما يصدر عن المعارضين.
* الجوامع مزدحمة بدون الصلاة الموحدة
تغطية لعجزهم عن انزال الجماهير الى الشوارع والساحات، اسوة بمعارضي الأمم الاخرى، تظهر الفضائيات المتعاطفة مع المعتصمين في العراق الزحام في المساجد كأستجابة لدعوات الى اقامة (الصلوات الموحدة) علماً ان المساجد تكون في ايام الجمعة مزدحمة وفي كل العراق سواء  اكانت هناك دعوة الى الصلاة الموحدة ام بدونها.
* اختفاء مصطلح (الخليج العربي)!
المتابع للفضائيات الشيعية العراقية والقنوات الاعلامية الاخرى لبغداد يرى حذفأ لـ (العربي) من مطصلح (الخليج العربي) وتكتفي بالقول (دول الخليج) وليس ببعيد ان يحل يوم يحل فيه مصطلح (الخليج الفارسي) محل الخليج العربي وعند كاتب هذه الزاوية لايهم المصطلح، فالعرب وحدهم متشبثون بمثل هكذا مصطلحات في وقت لاتعترض شعوب غير عربية على مصطلح بحر العرب الذي تطل عليه او على المحيط الهندي والذي تطل عليه ايضاً..الخ
*الطائفية والصلوات الموحدة
كلما ازدادت الصلوات الموحدة واخرها الصلوات الموحدة للشيعة والسنة والتي دعا اليها المالكي واقيمت عند نصب الشهيد، كلما ازدادت العمليات الارهابية الطائفية، وكلما ساد الخطاب الديني اكثر كلما تفاقم الاحتقان الطائفي اكثر،حبذا لو التفت سياسيو وقادة العراق من شيعة وسنة الى هذه الحقيقة.
* الاعلام الشيعي وتدمير السنة!
في الوقت الذي تتعرض فيه مساجد وجوامع السنة الى التفجيرات والاعتداءات ومصلوها الى القتل والاضطهاد، نجد الأعلام الشيعي يتحاشى نشر الاخبار عنها، في حين يُولى  اهتماما فوق العادة بنبش ضريح الصحابي حجر بن عدي ومقام السيدة زينب في دمشق.
* صباح، بأي صباح عدت ايها  الصباح العراقي.
اغلب البرامج الصباحية للفضائيات العراقية مثل (صباحكم عراقي) لفضائية افاق و (يسعد صباحك ياعراق) للبغدادية  نيوز غالباً  مايمر تحتها شريط اخباري كل صباح يعرض صور القتل والدم والتدمير والخطف والجرح ..الخ فعن  اي صباح عراقي يتحدثون يا ترى ؟ لقد ولى ذلك الصباح الذي كان يستيقظ فيه العراقييون على اغاني فيروز والاغاني الصباحية الاخرى ....
*  الصلوات الموحدة ضد من ؟
هب، لو نزل كائن من كوكب آخر الى ساحات الاعتصام  في العراق، قد يذهب به الأعتقاد  للوهلة الاولى ، ان الصلوات الموحدة تأتي  كرد  فصل على  كوارث طبيعية مدمرة تهدد العراقيين، مثل  الزلازل والبراكين  والفيضانات وو...الخ.
من الكوارث الاخرى، او انها تأتي لدرء هجمات تشنها جيوش غير مسلمة أو اقوام كافرة على العراقيين. والحال ان لا كوارث طبيعية في العراق ولا حكومة المالكي كافرة  فألى  متى يصر بعضهم على جهلهم وسذاجتهم واظهار أنفسهم  كمزعجين اولم  يقفوا على فشل هذه  الصلوات  طوال الاعوام  الماضية في تهدئة الامور  ومعالجة المشاكل لان الصلوات  لم تقم اصلاً  إلا لتحقيق اغراض سياسية تتقاطع مع الدين، عليه فليكن  الدين لله وحذاري من استغلال بيت الله  للأمور السياسة .
* الاتفاقية  ذات  النقاط الـ (7) في خبركان
   بعد ايام قلائل على توقيع الاتفاقية ذات النقاط ال(7) بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان، واذا بالعداء بينما يطفو على السطح فلأجل التنصل  عن تطبيقها  راحت بغداد  تمارس  ضغوطاً قوية على اربيل لسماحها بانسحاب مقاتلي P.P.K  الى داخل اراضي كردستان العراق  ومطالبتها ببيان  موقف، وقبل ايامٍ شددت حملتها على اربيل مهددة اياها باجراءات صارمة على  خلفية الاتفاقيات الاخيرة بين الاخيرة و انقرة  في مجال النفط  وفي مناطق  السعدية وجلولاء رفضت بغداد  طلبات  نحو 1000 عائلة كردية للعودة الى مناطقها التي هجرت منها.
•   سلاح نصر الله الجديد ضد من؟
   في وقت سابق من أيار الحالي، أعلن حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني ، بأنه حصل على اسلحة ستراتيجية فعالة من سوريا، وخيل للعديد من الناس انه سيصوب فوهاتها نحو إسرائيل، لكن لم تمضي سوى ايام قلائل على اعلانه واذا به يتحول بسلاحه الى سوريا ليوجهه ضد أبناء الشعب السوري من مقاتلي الجيش الحر وغيرهم ، كأن تحرير فلسطين يمر عبر مقاتلة ثوار سوريا، وما أشبه نصر الله بصدام الذي كان يلمح ويقول: ان تحرير فلسطين يمر عبر طهران!!
•   صيام جماعي بعد الصلاة الموحدة.
   بعد اخفاق الصلاة المشتركة أو الموحدة بين الشيعة والسنة لتقريبهما بعضاً الى بعض أو بين السنة أنفسهم بغية تحقيق مطالب اعتصاماتهم، فأن مستخدمي الأسلحة الفاشلة راحوا يبحثون عن اسلحة فاشلة جديدة حين اعلنوا عن صيام جماعي يوم 27-5-2013 لأجل تحقيق تلك المطالب.. واتسعت دائرة النزاعات الطائفية وبقي اصحاب الصلاة الموحدة يراوحون في مكانهم.
Al_botani2008@yahoo.com

240
نحو إشراك المكونات الاجتماعية العراقية كافة في صياغة القرارات المصيرية.

عبدالغني علي يحيي
يعد التفاوض الذي جرى بين الكرد والشيعة وتوج باتفاق من (7)نقاط ناقصاً بسبب غياب المكون السني الكبير و المكونات الاخرى، كالتركمان والمسيحيين والكرد الايزيديين والصابئة المندائيين وكأن في العراق مشكلة واحدة فقط تنحصر بين الشيعة والكرد، ما يعني أن اتفاقية اربيل 2010 تقدمت على الاخيرة كثيراَ، اذ حضرتها المكونات الرئيسية العراقية والملاحظ انه في كلتا الاتفاقيتين يوجد ما يشبه اقصاءً للاقليات تلك والتي تشكوا بدروها من معاناة كثيرة وظلم كبير جراء السياسات الخاطئة للحكومة المركزية والتصرفات الشاذة الممارسة بحق المكونات المغييبة عن صياغة القرار العراقي على صعيدي الحكومة والمجتمع، ولنا من الادلة على ذلك الكثير منها الهجرة المتواصلة للمسيحيين الى كردستان وخارج العراق، يقول الدكتور اياد علاوي:( لوكانت هناك اجراءات حكومية رصينة لما وجدنا هذه الهجرة الكبيرة للمسيحيين)  وعند بطريرك الكلدان رفائيل ساكو: (ان هناك حاجة ملحة للأمن لوقف المد المستمر لفرار المسيحين من البلاد) فتذمر التركمان اللافت من تجاهل حقوقهم القومية وحملات الابادة ضدهم في بيان للجبهة التركمانية صدر في 12-4-2013 ورد: ( ان التركمان يتعرضون الى حملة ابادة جماعية على مرأى من الاجهزة الامنية) ويرى ارشد الصالحي زعيم الجبهة االتركمانية ان: (استهداف التركمان مخطط دولي لأخراجهم من العراق) ولقد فعل التركمان حسنا في الاونة الاخيرة عندما شكلوا( المجلس التركماني الموسع في العراق ) نأمل ان يحذوا المسيحيون حذو التركمان ويشكلوا مجلسا قوميا خاصا بهم يقضي على تشرذمهم   اضف الى ذلك، أن وضع الكرد الايزيديين لايبعث على الأرتياح لبقاء المادة 140 معلقة كل هذه السنوات ولهم مصلحة حيوية في تنفيذها كون الاكثرية منهم تقيم في المناطق الكردستانية المستقطعة والمشمولة بتلك المادة، ناهيكم من استمرار الاضطهادات بحقهم، فقبل اكثر من اسبوعين قتل (5)منهم غدراً وغيلة، تلاه مقتل 9 آخرين وذلك في بغداد قبل ايام، مايفيد انهم مازالوا مشروعاً للقتل والأبادة على يد القوى الظلامية يقول خيري بوزاني مدير عام شؤون الايزيدية في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في كردستان:( ان حياة افراد المكونات الدينية والقومية الصغيرة في العراق في خطر دائم منذ العام 2003) فيما استنكر الاستاذ عيدو بابه شيخ مستشار رئيس الجمهورية العراقية للشؤون الايزيدية الاستهدافات الاخيرة التي طالت الايزيديين في بغداد. يذكر ان المئات من العمال الايزيديين غادروا العاصمة العراقية بعد تلك الاستهدافات. ان حياة الايزيديين اصبحت صعبة للغاية.   
عليه من الخطأ الكبير، حرمان الأقليات من حضور المؤتمرات والمفاوضات مع الحكومة المركزية بغية حل مشكلاتها ايضا والتي تفوق اي مشكلاتها بكثير المشكلات القائمة بين المكونات الاجتماعية العراقية الثلاثة الشيعة والكرد والعرب السنة كما ان المظالم النازلة بحقها تفوق تلك التي يتشكى منها المكونان الكردي والسني، وهذه الأقليات في معظمها اقرب الى الكرد من قربها الى المكونين الشيعي والسني بأستثناء الصابئة المندائيين، فهم مواطنون كردستانيون اصلا، الأمر الذي يملي على حكومة كردستان تبني فكرة مشاركتها في صياغة القرار العراقي وحتى الكردستاني ايضا، وستظل انظارها (الاقليات) متجهة الى الكرد اولا لحمايتها وتحقيق مطالبها، وفي حال مساهمتها في المؤتمرات واللقاءات على غرار الاتفاقية من الـ(7) نقاط تلك، فانها ستكون حتماً عوناً للكرد وسنداً، في حين ان حصر الحوار بين ممثلي المكونات الكبيرة من كرد وشيعة وسنة، قد يزين للحكومة المركزية التنصل عن توقيعها، وكما حدث في السابق وتحديدا بعد التوقيع على اتفاقية اربيل عام 2010. واذا كان المسيحيون ( مهمون للمساعدة في توفير التماسك في منطقة غير مستقرة) كما يقول البطريرك رفائيل ساكو فأن الاقليات الاخرى لها تتمتع بالأهمية نفسها
عدا الأقليات، ثمة قوى دولية مؤثرة لايمكن الاستغناء عنها وفي اجواء شيوع العمل بالمبدأ الميتراني (واجب التدخل) الذي حل محل (عدم التدخل)، لا مناص من اشراكها في اية مفاوضات مقبلة بين الاطراف العراقية ثنائية ام ثلاثية ام اكثر، مثل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع توثيق الاتفاقيات لديها، ولا ننسئ ان القوى الدولية هي التي رسمت صورة العراق لما بعد عام 2003 بل وصور العديد من البلدان على غراره، والحق يقال ان هذه القوى تراقب الوضع العراقي وتتفاعل معه وتميل لنصرة المكونات المقهورة  قولا وليس فعلا، ومن الضروري ايضاَ مشاركة المنظمات مثل: هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية والتعاون الاسلامي والجامعة العربية..الخ من المنظمات الفعالة لحل الصراع الدائر في العراق وانصاف الاقليات خشية من زوالها واندثارها .
   ان زج الاقليات والقوى الدولية والمنظمات الفاعلة لا يعني انتقاصاً للسيادة العراقية، بل ضماناً لنجاح المفاوضات والتغلب على المصاعب، لما فيه خير العراقيين.
Al_botani2008@yahoo.com 

 

 



241
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   جواسيس بالجملة !
أوردت فضائية من أن حكومة كردستان رحلت (40) ايرانياً بتهمة التجسس إلى ايران. واوقفت السعودية 27 شخصا بالتهمة نفسها. وفي البوسنة طرد عدد من الدبلوماسيين الأيرانيين بتهمة التجسس أيضاً، محظوظون هؤلاء الجواسيس، اذ بالتزامن مع الاخبارهذه اعلن عن اعتزام ايران اعدام شخصين بتهمة التجسس لامريكا واسرائيل.!
•   بيان متحدون.
عقب تفجيرات في عدد من المدن العراقية، اصدرت كتلة متحدون في أئتلاف العراقية، بياناً جاء فيه: (لو حدث جزء بسيط من تفجيرات كالتي حصلت يوم 16-5-2013 في العراق، في دولة اخرى لاستقالت الحكومة فوراً). ترى لماذا لا تستقيل كتلة الحدباء التي يرأسها اسامة النجيفي الذي يترأس متحدون أيضاً، والتي تقود الحكومة المحلية في الموصل والتي تشهد تفجيرات وقتل واختطافات شبه يومية؟.
•   متانة الوحدة الوطنية في كركوك !
في كركوك اكد رجال دين من الطوائف كافة على (متانة الوحدة الوطنية في كركوك) لكنهم في الوقت عينه طالبوا الحكومة بحماية الجوامع والحسينيات والاحياء السكنية. يذكرنا تاكيدهم ذاك بالقول الشهير:(شمر بخير ما يعوزها غير الخام والطعام) فاذا كانت في كركوك وحدة وطنية متينة فكيف تحصل كل هذه الاعمال المصنفة على الأرهاب فيها؟
•   الحقد الأرهابي.
بلغ الحقد بالأرهابيين على الناس مرتبة لا يتوقفون عندها عن أغتيال ضحية لهم، بل يلاحقون موكب جنازته لتفجيره أو إطلاق النار عليه، واذا تعذر ذلك، فانهم يفجرون الذين يوارونه الثرى في المقبرة، واخيراً يسعون الى تفجير مجلس الفاتحة المقام على روحه!!
•   الخطر في بغداد أكثر أم في كركوك؟
كمن يرمي حصوة في الظلام قال النائب عمر الجبوري عن عرب كركوك: (ان التحديات التي يواجهها عرب كركوك (خطرة) ومن الافضل الارتباط ببغداد)!! يبدو ان السيد النائب يجهل معاناة السكان المرة في بغداد التي تفوق معاناة الكركوكيين بعشرات المرات، دع جانباً من ان الذين ارتكبوا مجزرة الحويجة لم يكونوا من البيشمركه التي يلحون على اجلائها من كركوك، ناهيكم عن مطالبات للعرب السنة بنظام الاقليم بعيداً عن بغداد وبسحب جيش الاخيرة من مدنهم ومناطقهم.
•   مبدأ شهيد المحراب.
قال سماحة عمار الحكيم، ان عمه الشهيد محمد باقر الحكيم، كان من دعاة العمل بمبدأ الشراكة ليس في موضوعة اسقاط النظام البائد فقط وإنما في مجال بناء العراق أيضاً، ترى كيف يقرأ عمار المساعي لتشكيل حكومة الأغلبية والغاء مبدأ الشراكة والتوافق الذي ينادي به أئتلاف دولة القانون؟.
•   دعوة صدرية مباركة.
في خطوة جريئة من مقتدى الصدر نصت على تبرئة السنة ويزيد من دم الحسين (ع) قالأعتراف بخلافة الخلفاء الأربعة، أستقبلها المتنورون من الشيعة والسنة بترحاب بالغ، سيما من لدن كاتب هذه السطور الذي ينادي منذ أعوام بتبرئة السنة ويزيد من دم الحسين (ع). إلا ان مما يؤسف له ان خطوته جوبهت من بعض الجهلة والمتزمتين بالشتائم والسباب، ونعتوا الصدر بالأحمق والغبي والكافر..الخ من النعوت التي تليق بهم أصلاً، والذي يؤسف له ان المرجعيات الشيعية لزمت جانب الصمت حيال دعوته.. سدد الله خطوة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر.
•   رواتب الرؤساء والملوك.
حين قالوا , ان المالكي يتلقى أعلى راتب في العالم، فأن المتلقين للخبر في بلدان كثيرة، سرعان ما قاموا بملاحقة رواتب رؤسائهم وملوكهم، وخرجوا بمعلومات فضحت بعضاً منهم، ومن هؤلاء الملك السعودي الذي تبين بان راتبه هو الاعلى في العالم، وان أدنى راتب لرئيس دولة في العالم، هو ذلك الراتب الذي يتقاضاه الرئيس المصري محمد مرسي، والأغرب من هذا، ان الرؤساء المتدنية رواتبهم غالباً ما كانوا ديكتاتوريين طغاة ذو عمر قصير من أمثال عبدالناصر وعبدالكريم قاسم، ويقال ان راتب محمود احمد نجاد قليل أيضاً.
•   إفراغ العراق.
ذكر مصدر سني عراقي، ان هناك مخططاً مأجوراً لافراغ العراق من القيادات المعتدلة للمكون السني ولا سيما اصحاب الخطاب الوطني المعتدل، ومنذ شهور يتردد، ان مخططات أخرى تنفذ لأفراغ العراق من المسيحيين، وقال أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية ان هناك مخطط دولي لأستهداف التركمان لاخراجهم من العراق، ويبدو ان اخلاء العراق من الكرد في المناطق المتنازع عليها، ما زال يجري منذ عام 2003 في الموصل ومناطق بديالى، اما عدد الصابئة فقد بدأ بالتراجع، عليه لمن يكون العراق في نهاية المطاف؟.
•    لماذا 10% من الشباب في بريطانيا مسلمون؟
قد يغتبط الاسلاميون لاحصائية قالت: ان 10% من الشباب في بريطانيا مسلمون، وقد يذهب بهم الاعتقاد ان هناك اقبالاً للشباب المسيحي على الدين الأسلامي، والحقيقة ان النسبة تلك لشباب مسلمين هربوا من جحيم النظم والحكومات الأسلامية الى بريطانيا ودول اوروبية اخرى، لذا لا غرابة ان تزداد اعداد المسلمين في الغرب بمرور الأيام.
•   الأبارتهايد حياً في افغانستان!
في عام 1962 عندما عرضت لائحة حقوق الانسان على المندوبين في الأمم المتحدة لغرض المصادقة عليها، كان مندوب النظام العنصري في جنوب افريقيا الوحيد الذي رفض التوقيع على اللائحة، وغادر اجتماع الجمعية العمومية منكس الرأس تلاحقة اللعنات، أو تعلمون ان البرلماني الافغاني في اجتماع له قبل أيام اخفق في إقرار قانون يحظر العنف ضد المرأة ؟!
•    رجل اسرائيل في سوريا.
صرح أفرام هاليفي الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) : (ان بشار الأسد سيبقى رجل اسرائيل الأول في سوريا) !! ومن بين الدول التي ابدت قلقها من سقوط الأسد اسرائيل ، مساكين الشعب السوري الذي هلل قبل اكثر من (40) عاماً لأعدام الجاسوس الاسرائيلي ايليا كوهين في سوريا ولم يدري ان هناك اكثر من كوهين في بلاده ومنهم متنفذون على رأس السلطة.
•   جيش جماهيري!
دعا النائب عن دولة القانون عبدالمهدي الخفاجي إلى تشكيل جيش جماهيري لتحرير مختطفين في الأنبار في حال عجز القوات الامنية العراقية عن تحريرهم ! السيد الخفاجي كفانا جيوشاً وميليشيات وكتائب وجماعات مسلحة في العراق والتي يربوا عددها على العشرين، وبتأسيس جيشك الجماهيري وإضافته الى ارقام الجيوش والميليشيات في العراق فلا تعتقد ان تغيراً يطرأ على المشهد الأمني.
Al_botani2008@yahoo.com



242
الثالوث القائد للحراك السني في العراق

عبدالغني علي يحيي
   ثلاث قيادات يتفاوت نفوذها بين الجماهير السنية تقود الأعتصام العربي السني في العراق، أبرزها رجال الدين يليهم رؤساء العشائر فالمسلحون المصنفون على الأرهاب، من منتسبي جيش الطريقة النقشبندية ودولة العراق الاسلامية ..الخ. ولقد ترك هذا الثالوث بصماته على المعتصمين بحيث ازاح عن طريقه القيادات التقليدية للحركات السياسية على اختلافها، وتتميز مكونات هذا الثالوث بالتخلف والتعصب والتزمت بعد ان توارى المثقفون والسياسيون عن الانظار في ساحات الاعتصام ، فرجال الدين مثلاً، خلعوا القدسية نفسها للدين الاسلامي على خطبهم وفتاواهم من قبيل رفضهم التفاوض مع الحكومة ، بل ودعوتهم الى اسقاطها، وان قبلوا به (التفاوض)، فان القبول يتقدم بشروط تعجيزية يصعب على المقابل الاستجابة لهامنها، الغاء الدستور والفيدرالية وقانون المساءلة والعدالة والمادة 4 إرهاب، فأطلاق سراح المعتقلين و معظمهم من الارهابيين وعناصر البعث المنحل فلا غرابة ان ينهار اول تفاوض قاده رجل الدين عبدالملك السعدي مع الحكومة مؤخرا، وابسط قراءة لخطاب رجال الدين، برينا البؤس الثقافي والوعي بالامور لديهم، ففي مناداتهم باسقاط الحكومة ينسون أو يتناسون شروط الشرع الاسلامي الصارمة في موضوعة اسقاط الحكومة.
 وردفي (مجموعة فتاوى ابن باز): لايجوز الخروج على السلطان الا بشرطين: (احدهما وجود كفر بواح عند الله فيه برهان)، والشرط الثاني ( القدرة على ازالة الحاكم ازالة لايترتب عليها شر اكبر منه) وكم كان الشيخ علي قرداغي امين عام اتحاد علماء الدين الاسلامي العالمي مصيباً يوم رد على رجل دين في السليمانية كان فذ دعا الى الثورة على حكومة كردستان، بنص ابن باز واخرين من فقهاء الاسلام، عدا هذا فان كبار علمائهم، كانوا على الطول الخط يردون الى وقت قريب اي تفاوض او لقاء مع الحكومة وكأنهم لم يسمعوا بالاية الكريمة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) دع جانباً اطلاقهم لتصريحات نارية مثل (اشعلوا الارض تحت اقدامهم) و(يامعتصمي الحويجة اصبروا فان المجاهدين في طريقهم اليكم) .الخ.
يوم كان العلماء الكرد السنة الفطاحل يفتون في العراق من امثال المرحومين : الملا عبدالكريم المدرس وعبدالحميد الاتروشي وقبلهم امجد الزهاوي. ويوم كان معظم علماء الدين الاسلامي في المثلث السني من الكرد، فان الاعتدال والهدوء كان السمة البارزة في خطابهم الديني والذي حال دون ظهور التطرف والفهم السني الرديء لقادة الاعتصامات للاسلام في المثلث المذكور يذكر وهذا على سبيل المثال ان نحو94% من علماء الدين الاسلامي في الموصل ولعقود من السنين كانوا من الكرد.
 رؤساء العشائر بدورهم غير مؤهلين لقيادة الجماهير ولم تسجل الحركة الوطنية في العراق مآثر لهم من مقاومة المحتل او الغزوات الاجنبية والدكتاتوريات، بل انهم في معظمهم كانوا متعاونين مع الحكومات الديكتاتورية العراقية وبالاخص حكومة البعث 1968-2003 وفوق هذا كانت العشائر وما تزال من اسباب التخلف والتعصب، اما الملثمون فانهم مدانون سلفا ومن العار تصدرهم للمشهد الاعتصامي.
خلاصة الكلام، لن تخرج الحرية والديمقراطية والعصرنة من عباءة رئيس العشيرة ولا من جبة الامام، ولن تتحقق على يد الملثم القابض على السكين او الرشاشة، وهذا هو سر اخفاق السنة في تحقيق امانيهم لأنهم اختاروا الشخص اللامناسب للمكان المناسب، وفي الختام اذكرهم بحديث الرسول الاعظم (ص): (اذا وسد الأمر الى غير اهله فآنتظر الساعة)ان المكان الحقيقي لرجل الدين هو الجامع وياله من مكان سامٍ وشيخ العشيرة المضيف ام الملثم فز نزانة الاعدام وبئس المصير.
Al_botani2008@yahoo,com

243
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   العصر الطيني في العراق.
أهاب مدير الدفاع المدني العام في العراق من خلال (الحرة TV) ي بسكنة البيوت الطينية في المناطق التي تعرضت للسيول والأمطار للتأكد منها (البيوت) تحسباً من إنهيارها !!. لقد شهد العالم، عصوراً منها الحجري والجليدي، وما زال العراق يحيا في (العصر الطيني) ومرحى لبلد يعوم فوق بحر من النفط وسكانه جياع تهددهم الأمطار والسيول.
•   تذبح مقدساته بالجملة ويبكي على ذبح مقدسات سوريا بالمفرد !!
برر نائب شيعي قتال شيعه عراقيين في سوريا، بأنه لأجل حماية المراقد لا الأسد ! ووصل جثمان قتيل من سوريا إلى البصرة ذكر أنه أستشهد دفاعاً عن مرقد السيدة زينب ! كل هذا ودور العبادة في العراق تتعرض الى التدمير والتخريب ورجال الدين فيه يقتلون بشكل شبه يومي، ومع ذلك تراهم يقاتلون في سوريا التي لم تشهد الا حالات نادرة في أستهداف المقدسات منها نبش ضريح حجر بن عدي ومقام السيدة زينب. حري بشيعة العراق حماية مساجدهم وحسينياتهم ورجال دينهم قبل كل شيء. ان قتالهم في سوريا لأجل حماية الاسد ونظامه وليس لأجل المقدسات، اليس كذلك؟
•   تشكيل اللجان، تسويف للحقائق !
قال نائب كردي في البرلمان العراقي، من أن ظاهرة الفساد مستشرية وان تشكيل اللجان لأنهائها تسويف للحقائق كما قال لكن عليه ان لا يستثنى اللجان التي ستشكل لغرض تطبيق الأتفاقية التي وقعت بين أربيل وبغداد أيضاً، والتي لن تطبق طالما دخلت في ذمة اللجان.
•   القسيس والحاخام  !
القى رجل دين سني خطبة نارية رصعها بابيات قصيدة ذات قافية ميمية ساوت بين القسيس والحاخام مع نفي كليهما، من غير أن يأخذ بباله ان الالاف من المسيحيين في العراق وخارجه لا بد وان يستقبلوا خطبته باستنكار. وهكذا يجلد رجال الدين العباد في ساحات الاعتصام كل يوم بأفكار سادت ثم بادت وجاءوا يقيظون من جديد بعد ان كانت في سبات.
•   الأسوأ الأسوأ بعد الأسوأ !
أشار صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي، إلى ان أنتخابات مجالس المحافظات في العراق والتي جرت مؤخراً، أفرزت أسوأ الاعضاء في تأريخها، لأنهم منذ اللحظات الأولى لفوزهم راحوا يفكرون بالمكاسب التي سيجنونها، يقيناً ان أعضاء المجالس وحتى البرلمان في الأنتخابات المقبلة سيكون دبل أسوأ أو الأسواء الأسواء من الأسواء..
•   بعيداً عن الحل الصحيح !!
نوهت صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أن (العراق يمر بأزمة خطيرة، والحل يكمن بأزاحة المالكي وتعيين آخر محله)! والصحيح أصلاً يكمن في تقسيم العراق الى ثلاث دول وبعكسه فأن الاقتتال بين أبنائه سيمتد إلى ان يدمر الوطن والأنسان، وكل من ينادي بازاحة المالكي عليه ان يعلم ان هنالك اكثر من المالكي ليحل محله وهكذا تتواصل المعاناة العراقية وهذا ما يبتغيه أعداء الشعوب العراقية والأنسان العراقي.
•   يالسذاجة المعتصمين.
أعلن المعتصمون في العراق، انهم يتجهون الى خيار إستبدال المالكي، وكأنهم نسوا اخفاق الاساليب القانونية في استبداله يوم اخفق التيار الصدري والعراقية والكرد في ازاحته. فياترى بأية طريقة سيزيحون بها المالكي الذي يتفوق عليهم برلمانيا ودستورياً وعسكرياً في أن؟
•   سلاح غير  المشارك في الحرب، حاد!
على اثر تعرض جمرايا وقوات عسكرية سورية الى هجوم اسرائيلي قبل فترة وجيزة من الان، حرض مقتدى الصدر على القتال ضد اسرائيل، ويوم هاجمت اسرائيل المواقع نفسها  قبل شهور من الان، طالب داود اوغلو القيادة السورية بالرد على اسرائيل في حين ان بلاده لم ترد على اسرائيل يوم هاجمت سفينة مرمرة وقتلت (9) من الاتراك وجرحت أخرين. صدق المثل الكردي (البعيد عن القتال سلاحه حاد).
•   الى متى اختبار الصبر التركي؟.
بعد تعرض قرية الريحانية التركية الى عمليتين ارهابيتين اسفرتا عن مقتل 46 مواطناً تركيا وجرح العشرات، حذرت تركيا من مغبة ( اختبار الصبر التركي) وقبل شهور عندما اسقطت المضادات الجوية السورية، طائرة تركية، قالت تركيا العبارة نفسها، وفي عام 2010 عندما اعتدت اسرائيل على سفينة مرمرة، حذر قادة انقرة اسرائيل من اختبارها للصبر التركي!! يخيل للمرء ان ليس للصبر التركي حدود ازاء الاعتداءات التي تطال الاتراك بين حين وحين، ولكن له حدود في مقاتلة الكرد العزل فقط.
•   عقل البشير الصغير!
صرح عمر البشير، من أن توحيد شطري السودان أمر ممكن في ضوء التعاون المشترك بينهما. ترى هل يعقل ان يعود جنوب السودان بعد كفاح دام نحو النصف من القرن وقتل مئات الالوف من السودانيين الجنوبيين من اجل الحرية والاستقلال الى الوحدة مع شمال السودان؟ وهل عاد شعب تحرر من المحتل الى سطوته مرة اخرى، ان ما صرح به البشير استخفاف بوعي شعب جنوب السودان، ودليل على وجود عقل صغير في رأسه.
•   لماذا حجر بن عدي فقط؟
بأمر من وزير التعليم العالي العراقي، تم تعطيل الدوام الرسمي في جميع الجامعات والمعاهد العراقية لمدة (1) ساعة احتجاجاً على هدم مزار الصحابي (حجربن عدي) علماً انه قبل اكثر من شهرين من هذا الحادث قتل العلامة الكردي ( محمد سعيد رمضان البوطي) صاحب العديد من المؤلفات الاسلامية وقبله رجل الدين الكردي (معشوق الخزنوي) ولم تنطق الوزارة المذكورة بكلمة حيال مقتل البوطي، رغم ان الأخير كان مناصراً للأسد.
•   صواريخه جاهزة وخده يلتقى الصفعات!
كشفت فضائية سورية عن جهوزية دمشق لاطلاق الصواريخ على اسرائيل في حال حصول اي هجوم جديد للأخيرة على سوريا، علما ان الاعتداء الاسرائيلي على سوريا كان الثالث من نوعه من حيث الضخامة خلال الفترة الماضية، فالى متى تظل صواريخ دمشق جاهزة للاطلاق وخدها يتلقى الصفعات من اسرائيل؟
Al_botani2008@yahoo.com

244
تحليل إعتصامات أهل السنة والجماعة في العراق

عبدالغني علي يحيى
يقول المثل الصيني :
(أعرف نفسك، وآعرف عدوك، وخض غمار مئة معركة)
لقد كان ماوتسي تونك قائد الثورة الشيوعية في الصين يؤكد على ذلك المثل في كتاباته ويلتزم به. والأن  لنرى إلى أي مدى عرف السنة العراقيون أنفسهم وحجمهم، وعرفوا الشيعة وحجمهم، بعد ان دخلوا معهم في صراع لا رجعة فيه عن التصادم؟
على الضد لما يدعيه السنة، بتظاهرات المحافظات العراقية ضد حكومة المالكي، فأن من مجموع (18) محافظة عراقية، تقوم المظاهرات في أجزاء من (5) منها هي: الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى، أما الـ (13) الأخرى فلا تتفاعل معها وكأن بينهما واد سحيق، وهو كذلك، فيوم أندلعت التظاهرات في الأنبار كانت المحافظات الشيعية منشغلة بعاشوراء والمحافظات الثلاث الخاضعة لحكومة كردستان منهمكة بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. ويجرنا القول الخطأ لهم، إلى تخطئة (المحافظات الخمس المنتفضة) والصحيح أن اجزاءً جد ضيقة منها منتفضة لا كلها، ففي نينوى، نجد ان من مجموع (9) اقضية فيها (6) منها لا تشارك في التظاهرات وهي: تلعفر وسنجار والشيخان وتلكيف والحمدانية ومخمور، ان لم نقل تعاديها، أما الاقضية: البعاج والحضر والموصل، يكفي ان نعلم ان البعاج قضاء مصطنع مثل محافظة صلاح الدين، حين ضمت إليه نواحي وقرى كردية ايزيدية في العهد السابق، ومنذ سنوات تلاحقه المادة (140) الدستورية لاسترداد ما ضم إليه قسراً. ويعد الحضر من أصغر أقضية نينوى والأقل سكاناً. كما انه ليس من الصائب إعتبار كل قضاء الموصل مشاركاً في التظاهرات، فعلى بعد كيلومترات الى الشرق من الموصل نرى التجمعات السكانية الضخمة في بعشيقة وبحزاني مثلاً غير مساهمة فيها لكون سكانها من غير العنصر العربي بل من الكرد الشبك والايزيدية ومن المسيحيين والتركمان والكرد الكاكائية، عليه وتأسيساً على هذه الحقائق يتبين ان أقلية سنية تحضر ساحة الأعتصامات، والأمثلة على ضيق مشاركة اهل نينوى فيها، انه في يوم 15-3-2013 حددت الجوامع التالية لاقامة الصلاة الموحدة في الموصل، حسب فضائية بغداد TV: جامعا المأمون والخضر في الجانب الأيمن من المدينة، وفي الأيسر منها، الجوامع: الرحمة والرقيب والأيمان بالله. ويرينا تعيين الجوامع للصلاة الموحدة في الأقضية والنواحي، صواب ما ذهبنا اليه بخصوص ضيق المشاركة، اذ تم تعيين (3) جوامع فقط وهما الجامعان الكبيران في البعاج والنمرود والزاوية في القيارة وجميعها في الجنوب والجنوب الغربي من المحافظة وفوق هذا فقد ارغمت مجاميع مسلحة الموظفين للأشتراك في الاعتصام وهذه الحقيقة لاتخفى على اهالي الموصل ناهيكم عن اغراء بعضهم بوجبة طعام في احد مطاعم حي الدواسة. ونجد في كركوك رقعة الاعتصامات اضيق إذ لا تتعدى قضاءً واحداً (الحويجة) وعدداً من الاحياء العربية في جنوب المدينة كركوك، ولم يُسجل القضاءان الآخران: دبس وداقوق واكثرية النواحي وأحياء كركوك اية أسهامة في الأعتصامات علماً ان الاعتصام داخل كركوك بدأ يخف بشكل ملحوظ وعلى اثر احداث الحويجة فقد اغلقت ساحة الاعتصامات من قبل المعتصمين من دون اي ضغط من السلطات الحكومية، بقي ان نعلم ان الكرد الذين يشكلون 52% من السكان  في كركوك حسب التعداد السكاني لعام 1957 مقابل 48% للتركمان والعرب والمسيحيين، لا يشاركون ومعهم التركمان والمسيحيون في التظاهرات.
    ولننتقل الى صلاح الدين المحافظة المصطنعة بحق، ونقول، ان احد اكبر الاقضية فيها طوزخورماتو والذي يتكون من الكرد والتركمان، بعيد عن التظاهارات باستثناء بلدة سليمان بيك والتي طراجعت بدورها بالمرة بعد احداث الحويجة، وفي الجنوب من صلاح الدين، فان الدجيل الشيعية لها موقف مغاير لموقف السنة منها. وتقتصر المشاركة في ديالى على العرب السنة وحدهم فقضاء كردياً كبيرا كخانقين وقضاء أخر كمندلي اضف اليهما العشرات من القرى والنواحي، تأبى النزول الى ميادين الاعتصامات بشدة. وتقوم التظاهرات في الانبار بمعزل عن مشاركة الناحيتين: النخيب والرحالية اللتان اقتطعتا في العهد البعثي من كربلاء الشيعية وضمت عنوة الى الأنبار السنية. والذي يقلل من حجم السنة ويضيق من منطقتهم، ان المادة (140) والتصحيح الادارى  يلاحقانها (المنطقة)من كل الجهات باستثناء غربها الصحراوي. ويجانب الحقيقة، من يضيف بغداد الى التظاهرات، فهي اكثرية شيعية، وان ماحصل من اعتصام في الاعظمية  فيها، فأنه اشبه ما يكون  بلسعة بعوض للحكومة ولن تغير من الهوية الشيعية لبغداد شيئاً.
   ان التهويل من مساحة الاعتصامات امتد الى حجم المشاركين فيها أيضاً، كقولهم ب(التظاهرات المليونية) وكأن الفلوجه والحويجة وسامراء. بحجم القاهرة وطهران اللتان عرفتا بالتظاهرات المليونية، في وقت لم تتعدى اعداد المتظاهرين في أفضل الأحوال بضعة مئات أو الوف، فالتظاهرات المليونية لاتخرج الا من المدن المليونية، ولقد كان ومايزال للأعلام الذي اشبه مايكون بسلاح ذي حدين دور في التهويل وطمس الحقائق والذي أضر ويضر بالنسبة وبقضيتهم العادلة قبل كل شيء.
   عدا المبالغة في سعة رقعة الأعتصامات، فأن الذي يشوه  من عدالة قضية السنة، ان مطالب الأخيرة، تكاد تختزل لنصرة البعث المحظور والأرهابيين، كدعوتهم الى الغاء المادة (4) إرهاب وقانون المساءلة والعدالة واجتثاث البعث، واطلاق سراح منفذي جرائم الأنفال وقتل  الكرد و الشيعة بالجملة والمفرد، انهم بهذه المطالب اثاروا حفيظة الأكثرية  الساحقة من العراقيين ضدهم . ومن عوامل ضعفهم، تعددية قياداتهم: القاعدة، البعث،  الضاري، الأخوان المسلمون.. الخ والتي لايشكل اي منها حتى (أهون الشرين).
ويضيف ركوب شيوخ العشائر ورجال الدين، والملثمين القابضين على الرشاشة والسكين، موجة الأعتصامات خطأ أخر الى أخطاء السنة القاتلة، فالديمقراطية والحريات وحقوق الانسان والحداثة والعصرنة لايمكن ان تخرج من عباءة شيخ العشيرة ولا من  جبة رجل الدين، ولن تتحقق على يد الملثم الأرهابي، وإذا أراد  السنة لقضيتهم العادلة النصر فما  عليهم إلا أن يعيد وا بشيخ العشيرة الى مضيفه ورجل الدين الى مسجده ويزجوا بالملثم في السجن. ويؤخذ على الحراك السني العراقي تحويلهم لمنطقتهم منذ صيف عام2003 الى ميدان حرب، وراحت رصاصاتهم تحصد أرواح ألالاف من السنة جنبا الى جنب اعدائهم بجريرة بقائهم في الحكومة و بالأخص في تشكيلاتها الأمنية وبذلك فقد تسببوا في حصول نقص مريع في ثروتهم البشرية زادت منه هجرة عشرات الألوف منهم الى مصر وسوريا والأردن  وكردستان، ولقد استغلت المخابرات الايرانية والاسرائيلية وغيرها ذلك الفعل الشنيع لتفتك بارواح النخبة من السنة الذين كانوا بمثابة البنية التحتية للمكون السني ان جاز القول ولتضاف الى افعال المقاومة السنية رغم براءتها منها. ومن اخطائهم ايضاً ويا لكثرتها، وضع الكرد في تناقضهم الرئيسي الى جانب الشيعة والذي تمثل في رفض متواصل للمادة (140) و الفيدرالية واصرارهم على رفض اي تصحيح لخروفات نظام البعث الادارية.
   على السنة، مقاومة التطهير العرقي بحقهم ويمضوا قدما في المطالبة بابعاد الجيش والشرطة الأتحادية من مناطقهم على ان يتوج ذلك باقليم أو دولة مستقلة لهم، وتجنب خوض المعارك الجانبية أوتحميل حراكهم بما لايطاق من المطالب الا العادل منها انذاك يكون لهم النصر على قاب قوسين او ادنى مع تأكيدنا من انهم اي السنة العرب يشكلون احد المكونات الاجتماعية الرئيسية في العراق الى جانب الشيعة والكرد واذا ارادوا لقضيتهم النصر فما عليهم الا ان يأخذوا بالحقائق اعلاه.
Al_botani2008@yahoo.com


245
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   أساس مباحثات أربيل وبغداد
فيما تشدد الحكومة العراقية على احلال حكومة الاكثرية ونبذ حكومة الشراكة والتوافق والتوازن وإتهامها لهذه الصيغ بالفشل، قال رئيس حكومة كردستان (ان الشراكة والتوافق والتوازن كانت أساس مباحثاتنا في بغداد) عليه هل يتوقع القاريء الكريم نجاحاً لهذه المباحثات؟

•   أتفاقية بلا ضمانات !
قال مؤيد طيب الناطق بأسم التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي، ان ليس هناك ضمانات لتطبيق الاتفاقية التي وقعت بين الوفد الكردي والحكومة العراقية والتي تضمنت 7 نقاط. (صورة منه إلى المتفائلين باتفاقية بلا ضمانات).

•   سلاماً على المادة 140.
تشكل المادة 140 المطلب الاهم للكرد في الأتفاقية الموقعة بين حكومتي المركز والاقليم في العراق والتي طال أمد تنفيذها كثيراً مما تسبب في ظهور ازمات بين الجانبين لاتحصى. وذلك طوال الاعوام الماضية. الطريف أنه بعد صدور تلك الاتفاقية قال سعد المطلبي. القيادي في دولة القانون: (ان المادة 140 لن تنفذ هذا العام ولا في العام الذي يليه)! ونضيف ولا في الاعوام التي تلي (العام الذي يليه).

•   الجيوش الشيعية.
ورد في تصريحات جريئة لمقتدى الصدر. ان الجيش الشيعي يضطهد السنة الآن مثلما كان الجيش السني يضطهد الشيعة في الماضي. وقال (هناك من يحشد الجيوش الشيعية لقمع المناطق السنية) ويظل قوله ناقصاً لعدم اشارته إلى المناطق الكردية، فبعد تدمير قيادة عمليات دجله لجسر الخناجر في جنوب غرب كركوك وأعتدت على المواطنين هناك، توعدت البيشمركه أيضاً، وحسب تقارير موثوقة أنها باتت تنتظر الأوامر للأشتباك مع البيشمركة!

•   خيارات السنة.. مرآة تخبطهم.
في تهديدهم للحكومة العراقية، اشار القادة السنة إلى خيارات عدة لهم في مواجهتها وهي، أسقاط حكومة المالكي، او أقامة أقليم السني، أو تقسيم العراق، أو إعلان الحرب. سياسي من السنة وصف هذه الخيارات بالتخبط وهذا صحيح فألى يتخبط العرب السنة في حراكهم العقيم ضد حكومة المالكي؟.

•   حدود جمهورية ايران الاسلامية !
اشار مصدر تابع للحرس الثوري الأيراني الى حدود جمهورية ايران الاسلامية الامنية، الى ان هذه الحدود باتت على السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ما يعني وكأن العراق وسوريا ولايتان إيرانيتان، وقد تمتد تلك الحدود جنوباً إلى سواحل بحرب العرب في المستقبل..

•   من عاشر قوماً تكلم مثلهم !
في وصفه للرئيس الأمريكي باراك أوباما بكبير الشياطين، يذكرنا هذا الوصف الذي أطلقه بحقه الرئيس الفنزويلي الجديد (مادورو) خليفة تشافيز باوصاف سبق وان خلعها الأمام الخميني على أمريكا من قبيل أنها (الشيطان الأكبر) صح القول من عاشر قوماً أربعين يوماً صار مثلهم وفي الحالة الفنزويلية (تكلم مثلهم).

•    ايران تدرب ولا تشارك!!
ابدت الحكومة الأيرانية استعدادها لتدريب الجيش السوري ولكن من دون مشاركته في حربه الدائرة في سوريا ، هذا في وقت تم فيه اسر العديد من الجنود الايرانيين من قبل الجيش السوري الحر خلال الشهور الماضية، وجرى رصد تحركات لفيلق القدس الايراني من جانب اكثر من طرف، بالقرب من الجولان السوري المحتل وغيره، الستم معي اذا قلت ان مشاركة ايران في الحرب السورية سابقة لاستعداد ايران لتدريب جيش الأسد؟

•    خرافة احتفاظ العرب بحق الرد على اسرائيل!!
عندما قصفت اسرائيل قبل نحو عامين مجمعات حربية سودانية جنوب العاصمة الخرطوم قالت الحكومة السودانية انها تحتفظ بحق الرد على اسرائيل في الزمان المناسب، وبعد قيام اسرائيل بقصف مركز ابحاث في جمرايا بسوريا وقتلها لاكثر من 300 جندي سوري وجرح العشرات منهم قبل ايام قالت القيادة السورية (انها تدرس احتمالات الرد على اسرائيل وكل الخيارات مفتوحة) !!
وماذا تنتظر سوريا الآن ولمن الأولوية في توجيه الضربة لاسرائيل امام شعبها الاعزل الذي يتعرض يومياً على يد الاسد إلى الدمار والخراب والاعدامات بالجملة؟
•   منتهى الظلامية والعنصرية والجهل.
صدرت فتاوى من علماء دين مسلمين في مصر حرمت على المسلمين هناك تهنئة المسيحيين الأقباط بعيد القيامة، وفي السعودية صدر أمر منع بموجبه بناء دور العبادة في المملكة لأتباع الديانات غير الاسلامية، يذكر ان السعودية كانت قد بنت جامعاً في واشنطن قبل نحو (50) عاماً ولم تعترض الحكومة الامريكية المسيحية على ذلك، وقبل اكثر من عام افتتح المسؤولون الكنديون في جو احتفالي مهيب مسجداً في اقصى الشمال الكندي، ومن اخبار المتشددين الظلاميين الاسلاميين ليس ضد المسيحيين بل وحتى ضد المسلمين، نسف منزل في الأردن نتيجة اعتقاد بأنه تحول إلى حسينية!!
•    ولد خطأ في هذا الزمان!
الغريب والعجيب في أمر المجلس السياسي العربي في كركوك، انه ينتمي الى السنة ويأتمر بأوامر الشيعية، ويدعو في عصر المدنية والتقدم الى العمل بعرف العشيرة والالتزام بقرارات الاخيرة، ويطالب باخراج البيشمركة والاساييش الكردية، في حين ينكل الجيش العراقي بالعرب السنة (واقعة الحويجة) ولم تقدم البيشمركة على اي اعتداء على العرب السنة وتدعي الهوية العربية في وقت توارت فيه هذه الهوية وحلت محلها الهويات الطائفية ليس في العراق فحسب بل في معظم الدول العربية..الخ من الأمور العجيبة الغريبة في هذا المجلس.
Al_botani2008@yahoo.com




246
ليبرتي... أشرف... المأساة التي هزت الضمير البشري الحي أخيراً.

عبدالغني علي يحيى
    بعد تعرض مخيم ليبرتي للاجئين الأيرانين الموالون لمنظمة مجاهدي خلق الأيرانية المعارضة، كبرى القوى السياسية المناهضة لنظام الجمهورية الاسلامية ومن قبله للنظام الشاهنشاهي، الى هجوم صاروخي يوم (9) شباط الماضي من هذا العام، أدى الى مقتل وجرح ما يقارب الـ 100 شخص من سكان المخيم العزل، الأمر الذي خلف وراءه تداعيات كثيرة وما يزال من حيث اثارة الأنتباه لدى العالم الى ما يتعرض له اولئك اللاجئون من ظلم وهوان، وبتنا نقف امام نقطة تحول هامة، حصلت في المواقف الدولية التي اتسمت بالدعم المباشر وغير مباشر لمعذبي ليبرتي، والتي تجسدت في عقد مؤتمر في الأمم المتحدة يوم 28-2-2013 بحضور زعيمة المعارضة الأيرانية السيدة مريم رجوي، والذي، أي المؤتمر، خصص في معظمه للمطالبة بأعادة اولئك المعذبين من لبيرتي الى أشرف. علماً أنه سبق لأولئك اللاجئين وأن تعرضوا إلى مجزرة أبشع بحقهم في أشرف من قبل أن ينقلوا إلى ليبرتي. وقبل ذلك المؤتمر كان وفد من مجلس النواب الأمريكي قد التقى رجوي بباريس وأعلن انتصاره ليس لقضية سكان ليبرتي فحسب انما لمجاهدي خلق ايضاً الى حد اعتبارها حكومة بديلة للحكومة الأيرانية الحالية. وبهذا فقدا امتزج الانساني (سكان ليبرتي) بالسياسي (مجاهدي خلق) ما يعني ان وراء هذا التغيير في سياسة مركز القرار العالمي حيال الصراع الدائر منذ عقود بين الحكومة الأيرانية ومجاهدي خلق ما وراءه، وكيف تصبح قضية لاجئي المخيم نقطة انطلاق لقلب النظام الحاكم في ايران. وفيما بعد سجلت مواقف اخرى تصب في الأتجاه نفسه، منها اقدام جمعية المحامين المصريين للدفاع عن مظلومي ليبرتي على دعوة الحكومة العراقية الى تسليم جثامين شهداء المخيم المذكور الى الاخير مع مناشدة منظمة الأمم المتدحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والبرلمان العراقي و المنظمات الحقوقية الدولية نحو تحقيق دعوتها. كما ادان مجلس النواب الأمريكي الهجوم على ليبرتي، دع جانبا مطالبة مؤتمر دولي في جنيف باعادة مجاهدي خلق الى اشرف فورا، وزارة الخارجية الفرنسية ايضاً أكدت تأييدها لأخراج مجاهدي خلق من العراق، وهذا مطلب رجوي أيضاً.
وهكذا، يبدو أن أي تغيير في ايران، تقوم به القوى الدولية من خلال جرد حملة عسكرية عليها، مثلما جرى في العراق عام 2003 وقبله في افغانستان و بعده في ليبيا لن يتم إلا عبر مد اليد إلى مجاهدي خلق، ويتبين أنه منذ الآن أو منذ شهور يجري الأعداد لذلك، ومن الأدلة على ذلك، وعقب الهجوم على ليبرتي، شرع قانون امريكي اعتبر الحرس الثوري الأيراني تنظيماً إرهابياً، وبذلك ازيلت صفة الأرهاب عن مجاهدي خلق. إن هذا الاتقلاب الجريء في سياسة واشنطن تجاه الوضع الأيراني يذكرنا بالموقف الانقلابي المفاجيء في المبدأ الذي صاغهُ (فرنسوا ميتران) يوم حل (واجب التدخل) محل (عدم التدخل) عندما قام التحالف الدولي عام 1991 بالتدخل لحماية الشعب الكردي في كردستان العراق ضمن خط العرض الـ36. و المراقب للموقفين، الأمريكي من مجاهدي خلق والفرنسي من الشعب الكردي، يرى الحالة الأنسانية مصدراً لكليهما، الهجرة المليونية للكرد في نيسان 1991 التي هزت الضمير البشري العام، والاعتداء الوحشي الذي طال مخيم ليبرتي وكان قد سبقته مجازر اخرى كالمجزرة التي فتكت بسكنة المخيم يوم كانوا في مخيم أشرف. ولما كان الأنساني في الحالة الكردية قد مهد إلى السياسي وبسرعة، اي اقامة نظام حكم ديمقراطي في كردستان، فان الأنساني في الحالة الايرانية (مخيم ليبرتي) لا بد وان يقود الى النتيجة نفسها.
ان التبدل الذي طرأ على السياسات الغربية والأمريكية منها بالذات، راح بمرور الزمن، ولكن بشكل سريع، يحدث تبدلات اخرى في نظرة شعوب المنطقة التي اخذت تتسم بالود والعطف على قضية سكان مخيم ليبرتي العادلة فالشعب الكردي الذي قدمت له صورة مشوهة عن مجاهدي خلق، اخذ بالتحرك لصالح تلك القضية، ولدينا من الأمثلة الكثير منها مطالبة النائب لطيف مصطفى عن قائمة التغيير الكردستانية في البرلمان العراقي بحماية سكان ليبرتي من العدوان. عدا ذلك وهذا على سبيل المثال لا الحصر، ايضاً فان لفيفاً من الكتاب والصحفيين بينهم طارق كاريزي وشاهو كوران أصدروا بياناً طالبوا الأمم المتحدة فيه بأعادة سكان ليبرتي إلى مخيم أشرف مع التأكيد على موقعهم كلاجئين، لقد استحسنت الأوساط الثقافية بيان قادة الرأي الكرد، ايما استحسان، ولدينا من الامثلة على أرتفاع اصوات في الوسط السياسي والثقافي العربي العراقي كذلك تندد بمذبحة ليبرتي وتطالب بانصاف لاجئيه. الكثير، منها ان 259 شخصية سياسية وثقافية ومنظمات مجتمع مدني في العراق طالبت باعادة سكان ليبرتي الى أشرف وقبل أيام تقدم 100 قاض عراقي بالطلب نفسه.
   عليه ولما تقدم، نلقى التقاءً في المواقف الدولية والشعوبية الاقليمية ان جاز القول، وتناغماً بينها فيما يخص قضية سكان المخيم هذا، فتطابقاً في الموقفين، الأمر الذي يسهل من نصرة القضية موضوع البحث ويكسب لها تعاطفاً أشد لا مناص من أنها ستفضي، الى تغييرات جذرية في المشهد الأيراني، تعمل على إحداثها قوى كانت الى الأمس القريب تناصب مجاهدي خلق العداء خطأً وجاءت مأساة ليبرتي ومن قبلها مأساة أشرف فمسلسل مآسي اخرى سابقة لهما لتوحد الرؤى والبرامج والسياسات.
   شئنا أم أبينا، فأن القضية المأساة للاجئين الأيرانيين في العراق بالأخص، قضية مخيم ليبرتي المأساوية، واحدة من القضايا العالمية والدولية، إلى جانب قضايا اخرى دولية، مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين ومسلمي ميانمار ومشكلات: كشمير وقبرص..الخ من المشاكل المزمنة، لذا فأنها تستدعي من الاسرة الدولية ايلاء أهتمام لافت بها، كونها احدى بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط، ولما كانت القضايا الانسانية، أوفر حظاً من القضايا الاخرى للبحث عن حلول لها، فلا ننسى والحالة هذه، ان الاوضاع الايرانية اذا مضت على حالها وبالشكل الذي نراه اليوم، فان نقطة الانطلاق لحل القضية الايرانية، يجب ان تنطلق من ليبرتي أو أشرف في حال تقل سكان ليبرتي الى الأخير، وحتى إذا نقلوا، فلا تعتقدوا ان في ذلك الحل كله. وأرى ان نقطة الانطلاق هذه أفضل بكثير من شن الحرب على ايران على خلفية تمسكها ببرنامجها النووي المثير للجدل. ان المثال الانساني ساعد في كثير من الأحيان على التتقدم بالقضايا العادلة لبني البشر، ولنا من الأمثلة على ذلك الكثير، منها، ان رواية (كوخ العم توم) لمؤلفتها (هربرت بيتشر ستاو) التي جسدت معاناة العبيد من الملونين الامريكان، كانت من اسباب لجوء الرئيس الامريكي الاسبق (ابراهام لنكولن) الى سن تشريعات لتحرير اولئك العبيد بعد أن وقف على هول ما كانوا يعانون منه من ظلم وأضطهاد واستغلال ومهدت تلك التشريعات الى أصدار تشريعات لاحقة فيما بعد، والتي افلحت مجتمعة في أنصاف الزنوج الامريكان، الى درجة ان افراداً منهم وصلوا إلى أرفع المناصب في الجمهورية الامريكية، أوباما، كونداليزا رايس، كولن باول..الخ.
وفي الحرب العالمية الثانية ونتيجة لحملات الأبادة التي نفذتها المانيا الهتلرية بحق اليهود، فان القوى العظمى التي انتصرت في تلك الحرب، سارعت إلى ايجاد وطن لليهود لاجل انقاذهم من القهر والأستبداد وذلك تحت ضغط من تلك الحملات، صحيح ان وعد بلفور كان قد سبق تلك الحملات، إلا انه بقي لعهود معلقاً إلى ان حركته تلك الحملات. والذي يؤسف له أن انصاف اليهود جاء على حساب الشعب الفلسطيني.
عدا هذين المثالين على قدرة وتأثير المشهد الانساني فلدينا امثلة أخرى، منها، في مطلع السبعينات من القرن الماضي، كان الظلم البشع الذي مارسته باكستان الغربية (باكستان الحالية) ضد شعب (باكستان الشرقية) الحالية، والذي أزهق أرواح (3) ملايين بنغلادشي ناهيكم عن هتك أعراضهم من قبل الجنود الباكستانيين الغربيين أضافة الى أفانين اخرى من الظلم، كان سبباً مباشراً لتقوم الهند بالتدخل العسكري في ذلك البلد وتحريره من الطغاة الباكستانيين وتنصيب الشيخ مجيب الرحمن رئيساً لبنغلاديش بعد أن كان لاجئاً مع الالاف من أبناء وطنه لسنين طويلة في الهند. والكل يعلم ان الشعب الكردي في كردستان العراق، نالَ حريته عام 1991 أثناء المسيرة المليونية الكردية التي اجتازت وديان وجبال كردستان نحو دولتي ايران وتركيا هرباً من نظام صدام حسين، جدير ذكره ان مؤخرة المسيرة كانت داخل العراق ومقدمتها في الأراضي الايرانية والتركية، لقد ايقظت تلك المسيرة المليونية التي رافقها موت المئات من الاطفال والشيوخ في أجواء البرد الممطرة، العالم المتمدن من سباته واخرجته من صمته، ليتقدم بحل للمأساة الكردية حين اقام منطقة حظر جوي في حدود خط العرض الـ36 وبفضله يتمتع الكرد في المحافظات الثلاث: اربيل والسليمانية ودهوك بالحرية والامان والديمقراطية وجراء ذلك تقدمت كردستان بشكل مدهش. ومن الأمثلة ايضاً على فاعلية المثال الانساني، قيام فيتنام في عقد الثمانينات من القرن الماضي بتحرير شعب كمبوديا من دكتاتورية (بول بوت) الذي قضى على مليوني كمبودي خلال فترة قصيرة من حكمه والذي، بول بوت، كان على درجة من الاجرام، انه كان يزين رفوف مكتبه بجماجم البشر بدل الكتب.
   أن مأساة ليبرتي تذكرنا ببيت من قصيدة للخنساء رثت فيها اخاها صخر قائلة:
فيا ويحي عليه وويح أمي
أيصبح في القبر وفيه يمسي منذ نحو 3 عقود، يصبح سكان مخيم ليبرتي – أشرف في مستعمرة للعقاب وفيه يمسون، يولد فيه أطفال ثم يشبون عن الطوق، ومن الأرجح ان كثيراً منهم ماتوا فيه ومنهم من ينتظر، ما أفظع وأمر أن يولد الأنسان في معسكر رعب وعقاب ويظل حبيساً فيه لا يغادره يحيط به الموت والدمار إن سكان مخيم ليبرتي كطائر في قفص ويخيم الرعب عليهم ليل نهار من غزوة تشنها عليهم هذه الزمرة أو تلك، نعم لم يعد مقبولاً ميلاد جيل من المظلومين في ليبرتي، قلوبهم في راحة أكفهم يتوقعون الموت الزؤام بين لحظة واخرى، وكل منهم حكاية مأساوية لاشك بانها ستكون في المستقبل مادة للأفلام السينمائية وافلام الرعب والخوف منها على وجه الخصوص، ومما لاريب فيه ان مجلدات لا تكفي لتوثق ما جرى من عذاب والام ومحن للساكنين في معسكر العقاب. ويوماً بعد آخر، تصبح قضية ليبرتي، عالمية بأمتياز لترسم خارطة طريق لأنهاء المعاناة الايرانية، وما أشبه اليوم بالأمس، لقد لاذ الامام الخميني بالعراق هرباً من نظام الشاه في الستينات من القرن الماضي، وتحت ضغط من حكومة البعث 1968-2003 غادر العراق الى فرنسا فيما بعد، و أنتقلت السيدة مريم رجوي والاف من مقاتلي مجاهدي خلق الى العراق ايضاً هرباً من نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وذلك في الثمانينات من القرن الماضي ايضاً، ومن العراق غادرت رجوي إلى فرنسا تحت ضغط من الحكومة العراقية. ومثلما أتخذ الخميني من فرنسا مركزاً لنشاطه وبث فتواه ضد نظام الشاه، ها هي السيدة رجوي تتخذ منها مركزاً لنشاطها ضد نظام الجمهورية الأيرانية الأسلامية الحالي، وعندما أقترب نظام الشاه من نهايته، نقل الأمام الخميني من باريس إلى طهران بواسطة طائرة فرنسية ليضع اللمسات الأخيرة على أنهيار وسقوط النظام الشاهنشاهي، فهل يا ترى نقف على مشهد مماثل لنقل رجوي وبواسطة طائرة فرنسية ايضاً الى طهران لتضع اللمسات الأخيرة على سقوط نظام الجمهورية الاسلامية في ايران؟
يبدو أن التاريخ يعيد نفسه في القضية الأيرانية وأحتمال حصول الفصل الاخير فيه جد وارد وما بين المغرب والعشاء يفعل الله ما يشاء، ان ليل إيران طال كثيراً ولم يعد يطاق اكثر، وستشرق الشمس لا محالة على الشعوب الأيرانية حتماً إن عاجلاً أو آجلاً.
Al_botani2008@yahoo.com

247
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   العقاب الجماعي لمنابر الرأي !
استغرب العراقيون من صدور قرار حكومي يقضي بمنع (10) فضائياًت تلفزيونية بزعم ترويجها للطائفية، من مزاولة نشاطاتها في العراق بينها فضائية الجزيرة، علماً ان جميع تلك الفضائيات من المعنية بحرية الرأي وحقوق الأنسان، والآتي أعظم.
•   العراق من محتل الى محتل !
في الفلوجة قال الشيخ عماد الشافعي، ان العراق دخل من احتلال امريكي الى آخر ايراني، يبدو ان الشافعي لم يقرأ تأريخ العراق جيداً، فهذا البلد حسب د.رشيد الخيون خضع منذ الفتح الأسلامي له الى عام 2003 تعرض لاكثر من (12) احتلالاً، وباضافة الانقلابات العسكرية فيه، والتي وصفها الخيون بالغزوات الداخلية، يكون قد خضع لما معدله كل 57 سنة لمحتل، دع جانباً احتلال الارهاب له منذ عام 2003.
•   المجلس الأسلامي الأعلى والانتخابات.
قال حميد معلة الناطق باسم المجلس الاسلامي الأعلى، قبل أجراء أنتخابات المحافظات بتأريخ 20-4-2013، ان الوضع الحالي للعراق والمليء بالقتل والأغتيالات لن يؤدي الى أنتخابات نزيهة، مضيفاً(الاجواء تبعث على القلق)! إلا ان نتيجة الأنتخابات وضعت المجلس المذكور في موقع جد متقدم، فماذا يقول معلة الآن؟
•   كيف أصبح الصرخي عراقيا وعربياً؟
عندما اعلن المرجع الديني الشيعي محمود حسن الصرخي نصرته لحويجة والحداد على أرواح شهدائها، راح الأعلام السني يصفه بالمرجع الديني العربي العراقي ! وقبل ذلك بفترة وجيزة كان قد حمل على هذا المرجع بشدة على خلفية أتهام أتباعه بالأعتداء على مكاتب صحف بغدادية!!
•   فتاوى وعلماء حرب.
اعلن خطيبا جمعة الرمادي والفلوجة عن تشكيل جيش (العزة والكرامة) لمواجهة الجيش العراقي، فيما نادى رافع الرفاعي، مفتي الديار العراقية الى تشكيل قوات دفاعية وبسرعة للغرض نفسه، اما عبدالملك السعدي فقد دع الى (حرق الأرض تحت اقدام القوات العراقية) ...الخ من فتاوى وعلماء دين سنة والذين كان الأولى بهم الأبتعاد عن اطلاق دعوات للحرب وبث الفتنة !
•   افلاس ساحة
بعد مداهمة ساحتي الأعتصام في الحويجة وسليمان بيك من قبل الجيش العراقي،  خلت ساحة (الأحرار) في الموصل تلقائياً من المعتصمين الذين كانوا قد عاهدوا على مواصلة الأعتصام حتى النصر!
•   يهدد باجتياح العاصمة ويعجز عن حماية ناحية !
عاد علي حاتم السليمان الملقب بالأمير الى توجيه التهديدات بالقتل ضد الموظفين العزل من غير أهالي الرمادي أن لم يغادروا الأخيرة، كما هدد بالزحف على بغداد وذلك تزامناً مع أستسلام سليمان بيك الى  قوات الحكومة العراقية وأخلاء ساحة الأعتصام بالموصل. عليه، هل يعقل أن يستولي (الامير) على بغداد، بعد أن عجز عن الثبات في سليمان بيك والموصل؟
•    الوساطة الكردية!
طالبت وزيرة كردية سابقة في الحكومة الاتحادية، الكرد للتوسط بين الحكومة العراقية والمعتصمين السنة لأجل تطبيع الوضع بينهما، هذا في وقت نجد فيه الأزمة أشد بين الكرد وتلك الحكومة ، فمن يتوسط بينهما؟.
•   يجوز للجيش العراقي!
ارتكب الجيش العراقي مجزرة في الحويجة جرح وقتل جراءها العشرات الطريف انه عندما تقدمت قوات البشمركة لملء الفراغ الذي احدثته تحركات الجيش لقمع الاعتصامات، فان  القادة العراقيين قالوا في تقدم البيشمركة بأنه يبعث على الخطر، وهكذا فان القمع الوحشي لمعتصمي الحويجه ليس بالخطير في حين يعد ملء الفراغ الامني من قبل البيشمركة وحمايتها لأرواح الناس بمثابه أمر خطير!!
•   القاعدة تصاغ من تكرار الحالة ، ولكن!
لم تؤدي زيارات الوفود الكردية من حكومية وحزبية وعسكرية الى بغداد لغرض حل المشاكل العالقة مع بغداد حتى الى انصاف الحلول، كما ان اجتماعات الدول 5+1 حول الملف النووي الايراني رغم كثرتها لم تفلح في حل ازمة هذا الملف، وفوق هذا تبدي ايران استعدادها لدخول اجتماعات اخرى مع تلك الدول، ويهرع الكرد دوما الى بغداد. فألى متى تبقى هذه الدول والكرد عاجزة عن استيعاب الدرس؟
•   المحنة احياناً لا توحد بل تفرق!
ألأحداث الدامية في الحويجة بدلا من ان توحد القائمة العراقية فانها فرقتها ولم تسفر اجتماعاتها حول تلك الاحداث حتى عن بيان مشترك فالقائمة العراقية العربية قدمت مقترحا للانسحاب الكامل من الحكومة والبرلمان، الا ان رئيس البرلمان والعضو في العراقية رفض المقترح..
•   مهازل!
أعلن معتصمو ( المحافظات الست) تشكيل جيش باسم (جيش العشائر) وفي الرمادي اعلن عن تشكيل جيش ( العزة و الكرامة) وقبل اكثر من عام توعد احد قادة الارهاب الحكومة العراقية بتأسيس جيش يحمل اسم ( فيلق عمر).. الخ من اسماء  وعناوين للجيوش لم تألفها الحركات التحررية للشعوب.
•   صبر تركيا بلا حدود
ذكرنا عدم قبول الرئيس التركي ( عبدالله كويل) استخدام السلاح الكيميائي في سوريا باحداث سابقة على وزن عدم القبول هذافعندما قتلت اسرائيل (9) من ركاب سفينة مرمرة التركية حذر المسؤولون الاتراك اسرائيل من مغبة اختبار صبر تركيا ولما اسقطت سوريا طائرة تركية قبل نحو عام جدد الاتراك التحذير عينه لها. ويظل الصبر التركي بلا حدود.
Al_botani2008@yahoo.com


248
الجديد في أوضاع الصحفيين والصحافة في الدول العربية

عبدالغني علي يحيى

   بعد أن كان الصحفيون في الماضي وما زالوا يواجهون أثناء تأدية واجبهم المهني، الأجهزة البوليسية القمعية التابعة للحكومات وأحيانا خلايا المنظمات السرية الإرهابية. فإن حدثين جديدين تصدرا المشهد الصحفي سيما في العراق ومصر، وتونس كذلك، حين أصبح الصحفيون وجها لوجه مع جماعات وزمر مدنية مدججة بأشكال من الأسلحة وعلى وجه الخصوص بالسكاكين، موالية لأحزاب السلطة أو المتنفذة في الشارع.
ففي العراق مثلا تعرضت الصحف: الدستور والبرلمان والمستقبل والناس يوم 1/4/2013 الى هجمات نسبت الى (البعثي الضال المضل) محمود الصرخي حسب وصف بعضهم له والذي شوهد وهو يقود مجموعة تتألف من (50) شخصا يحملون أدوات جارحة وهاجم في ساعات متقاربة مقرات تلك الصحف واعتدوا على العاملين فيها وعبثوا بمحتوياتها فتحطيمها، وتم نقل الجرحى الى المستشفيات ولقد حمل مدير مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي الأجهزة الأمنية العراقية مسؤولية ذلك، وحجته في ذلك قرب مقر إحدى تلك الصحف من مقر أمني وعدم تحرك الأجهزة الأمنية لمعاقبة المعتدين. مؤيداللامي نقيب الصحفيين العراقيين شجب الحادث ونادى بإجراء تحقيق فوري فيه وهذا ما دعا إليه أيضا الاتحاد الدولي للصحفيين.
أما في مصر فقد فضح صحفيون مصريون اعتقال زملاء لهم على يد ما سموه بشباب الإخوان يوم 17/3/2013، وبعد (8) أيام على حادث الاعتقال المشار إليه، هاجم عشرات من الإسلاميين من الموالين للإخوان المسلمين والسلفيين محطات تلفزيونية في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة يوم 25/3/2013 وقاموا بالاعتداء على الإعلاميين والصحفيين فيها، دع جانبا ما أثارته قضية الصحفي والإعلامي الساخر باسم يوسف جراء اعتقاله يوم 31/3/2013 بأمر من النائب المصري العام الذي قضى بـ (ضبط الإعلامي الساخر باسم يوسف) وتحت ضغط داخلي ودولي أفرج عنه. بقي أن نعلم ان الصحفي باسم يواجه عددا من التهم وهي: (إهانة الرئيس محمد مرسي وازدراء الإسلام والخيانة العظمى!!).
إن ما جرى لباسم يوسف إضافة للهجمات التي طالت الصحفيين المصريين، كانت له تداعيات مدوية على المستويين الداخلي والخارجي. جبهة الإنقاذ المصرية أدانت ما سمتها بهجمة الإخوان على الصحافيين والإعلاميين، يذكر ان إحدى الهجمات نفذت أمام مقر نقابة الصحفيين المصريين في القاهرة. وكان (البيت الأبيض) في واشنطن سباقا ومن خلال الناطقة باسمه (فيكتوريا نولاند) الى إدانة اعتقال باسم يوسف، واتهمت نولاند الحكومة المصرية بالعمل على (خنق حرية التعبير).
من خلال قراءتي للمشهد الصحفي في كل من بغداد والقاهرة في الأسابيع الماضية استنتجت الآتي:
1- ان الجماعات المدنية الموالية للنظام القائم في البلدين العراق ومصر دخلت على خط محاربة الأسرة الصحفية وبمباركة من الحكام، وفي كلتا الحالتين العراقية والمصرية، يتبين مدى تراجع حكم القانون في هذين البلدين.
2- ان الصحفيين والإعلاميين الآن في مقدمة المقاومين للأحزاب الإسلامية الحاكمة سواء أكانت سنية أو شيعية ويأتي التصدي بحكم العمل المهني للصحفي الذي يحتم عليه الدخول في المواجهات، ولأن طبيعة العمل الصحفي والإعلامي في الكشف عن الحقائق الضارة بالأنظمة، تضع الصحفي في الخط الأمامي للمواجهة، وليس نزعة الحرية المتأصلة في الصحفي كما يعتقد بعضهم خطأ.
3- لم يعد الصحفي والإعلامي وحده يتعرض الى ممارسات قمعية تقليدية كالسجن والاعتقال والاختطاف والقتل بل ان صحفهم ومؤسساتهم بدورها معرضة الى التخريب والاعتداءات.
4- إن ازدراء الدين الإسلامي وإهانة الرؤساء وممارسة المنكرات، صارت من التهم الجاهزة لملاحقة الصحفيين والإعلاميين، فباسم يوسف اتهم بازدراء الإسلام، وفي تونس، اقتحمت الشرطة التونسية نادي الصحافة وحجزت محتوياته بحجة ان النادي (حانة)! لتعاطي الخمور، وانه غير مرخص، كل ذلك بهدف النيل من سمعة الصحفيين وإثارة المشاعر الدينية ضدهم، علما ان مؤسسات صحفية كانت قد واجهت اعتداءات من قبل جماعات مدنية موالية للنظام القائم هناك.
وتتسع دائرة تهمة إهانة الرؤساء لتطال إهانة الأجهزة الأمنية أيضا، ففي السودان، استدعت السلطات الأمنية مدير مكتب الجزيرة في العاصمة الخرطوم (المسلمين الكباشي) وأجرت معه تحقيقا لمدة (5) ساعات وذلك بتهمة الإساءة الى رجال الأمن وذلك في يوم 3/4/2013 وأسفر التحقيق معه عن صدور أمر بوليسي غريب من نوعه، نص على مطالبة الكباشيبعدم السفر داخل السودان وخارجها إلا بعد الحصول على إذن وعلى أن يترك عمله الصحفي (لأنه أهان رجال الأمن)!، وعلى ذكر ما تعرض له مدير مكتب قناة الجزيرة في العاصمة السودانية من مضايقات، لا يغيب عن البال بأن (الجزيرة TV) تليها العربية TV، ما زالتا الأكثر استهدافا من قبل السلطات في الدول العربية، وثمة أخبار عن احتمال منع (الجزيرة TV مباشر مصر) من العمل في مصر.
ونعود الى السودان لنقول ان ليس مدير مكتب الجزيرة TV وحده كان المستهدف في الأيام الماضية، بل ان الاستهداف طال صحفيا سودانيا آخر ومن الصحفيين المعروفين وهو النور أحمد النور رئيس تحرير صحيفة (الصحافة) السودانية الواسع الانتشار.
فضلا عن الجديد في اضطهاد الصحفيين والصحافة في الدول العربية والذي أشرنا إليه، فإن الاضطهادات التقليدية ما برحت سارية، فعلى سبيل المثال، قتل في شهر آذار الماضي وحده (15) صحفيا في سوريا ليصل العدد الى (153) قتيلا منذ بداية الأزمة في هذا البلد يوم 15/3/2011 وفي المواجهات التي وقعت بين المسلمين والأقباط في الاسبوع الأول من نيسان 2013 ذكر أنه كان من بين قتلى تلك المواجهات صحفي لم يتم تحديد جنسيته. وفي الصومال قتل مجهولون صحفية صومالية وذلك في يوم 25/3/2013.
أما الحالات التقليدية الأخرى كالاعتداء على الصحفيين وما شابه، فقد سجلت حوادث عديدة منها، وهذا على سبيل المثال أيضا، اعتقال الأجهزة الأمنية في اليمن الصحفي اليمني عبدالإله حيدر الذي تعرض الى اعتداء شنيع داخل زنزانته الانفرادية في سجن الأمن السياسي يوم 23/3/2013 في العاصمة اليمنية وفي حينه استنكرت نقابة الصحفيين اليمنية حادث الاعتداء عليه. وفي العراق استنكرت نقابة الصحفيين العراقيين بدورها إلقاء السلطات العراقية القبض على الصحفي أياد التميمي يوم 23/3/2013.
إن نقابات الصحفيين في الدول العربية حريصة على مصالح الصحفيين، كما يبدو من الأمثلة التي أوردتها، ولم يسجل أي انحياز لها للسلطات.
اختطاف الصحفيين أيضا يحصل بين حين وحين، ففي 6/4/2013 أكدت الحكومة الإيطالية اختطاف (4) صحفيين إيطاليين في شمال سوريا. ان وضع الصحفيين في سوريا كما تبين لنا، هو الأكثر سوءا الى درجة ان رجل أعمال سوري في الكويت خصص مكافأة مالية يوم 13/3/2013 لكل من يعتقل صحفيا أو إعلاميا من مراسلي: الجزيرة TV والعربية TV في سوريا، عقب ذلك مباشرة سارع وزير الإعلام الكويتي وأدان استهداف الإعلاميين، فيما طالبت نقابة الصحفيين الكويتية الحكومة الكويتية باعتقال رجل الأعمال السوري، وفي العراق ما زالت العراقيل توضع أمام الصحفيين للحيلولة دون أداء واجبهم المهني في تغطية وقائع الاعتصامات والتظاهرات السنية المناوئة للحكومة العراقية. ففي مدينة الموصل مثلا تم منع كادر (بغداد TV) الإعلامي من تغطية وقائع تظاهرات ساحة الأحرار في الموصل واعتقال صحفيين يحملان آلات تصوير وذلك في يوم 23/3/2013.
•   مسؤول نقابي صحفي سابق

Al_botani2008@yahoo.com



249
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   (رجال الدين والفاسدين)!!
نصح المفكر الشيعي العراقي والاكثر اثارة للجدل في الاوساط الثقافية منذ زمن أحمد القبانجي، بعدم انتخاب رجال الدين و ذلك في الانتخابات التي جرت يوم 20-4-2013 في العراق قائلا لأنهم لا يصلحون لأدارة البلد. الطريف انه الحق من سماهم بالفاسدين باؤلئك الرجال الذين يتصدرون المشهد السياسي السني بدرجة اولى والشيعي كذلك.
•   الوجه الاخر لأنتخابات 20 نيسان.
قال مصدر ان الاقبال على انتخابات مجالس المحافظات كان بنسبة 54% وليس 50% ففي بغداد مثلا لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 33% وفي البصرة 44% دع جانبا التزوير والترهيب واشكالا من الضغط والعنف التي سبقت وتخللت الانتخابات، كل هذا كان متوقعاً، والذي لم يكن متوقعاًـ ان لا يأبه المواطنون بفتاوى علماء الدين السنة والشيعة وفي اعلى المستويات بضرورة المشاركة فيها، كما لم يأبهوا كذلك بنداءات القادة السياسيين من سنة وشيعة وعلمانيين أيضاً.
•   نحو حكومة الغالبية أم المالكية؟
حسب النتائج الاولية لانتخابات 20 نيسان، ان ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه المالكي تقدم على القوائم الانتخابية كافة عليه وتأسيساً على ذلك، فأن الحكومة المقبلة لن تكون حكومة الاكثرية فحسب، انما حكومة دولة القانون حصراً، وسلاماً على حكومة الشراكة والتوافق التي ستتوارى ويحل محلها خطأ اكبر.
•   مع تزايد..
في الاسبوع الماضي قرأت وشاهدت وسمعت، انه مع تزايد طاولات الحوار والبحث عن الحلول، تتسع دائرة الصراعات المسلحة، ومع تزايد اعداد المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة سيما في كردستان تتزايد الانتهاكات لحقوقهن! ويرى كاتب هذه السطور، انه منذ تزايد الدعوات الى العمل بالشريعة الاسلامية وابراز الصحوة الاسلامية في الاعوام الاخيرة، ان دائرة اهانة الدين الاسلامي فقتل رجال الدين وتدمير المساجد راحت تتسع بدورها وبشكل لافت. جدير ذكره، انه يوم لم يكن فيه ذكر لمصطلحات الحوار وفهم الاخر ..  الخ، كانت الصراعات في القرن الماضي تحل بمعزل عن شيوع تلك المصطلحات فلقد حصلت عشرات من الشعوب على حريتها وتقدم السلام على الحروب بعيدا عن تلك المصطلحات!
•   الانفلات الأعلامي بعد الانفلات الأمني.
ذكر ان عدد قتلى زلزال ايران فاق ال 50 شخصاً والجرحى يالمئات، إلا ان ايران نفت مقتل اي من افرادها، وبعد ساعات من وقوع مجزرة بوسطن قالت الاخبار ان نحو 70 شخصياً قد قتلوا، ولكن بعد مرور يوم على الحادث قالت الحكومة الامريكية ان 12 شخصاً فقط قتلوا في الحادث. واعتقد الكثيرون وذلك استناداً الى اقوال برلمانيين كرد وغيرهم، ان بغداد اذا لم تلبي المطاليب الكردية، فان الكرد يتوجهون الى الاستفتاء والانفصال، واذا بالدكتور فؤاد معصوم يعلق على تلك الاقوال من أنها تمثل رأي اصحابها وليس الكتل التي ينضمون اليها! وقالت مجلة ( لفين الكردية) ان د.برهم  صالح سيحل محل الطالباني في رئاسة الجمهورية وكوسرت رسول في رئاسة الحزب.. الخ وفيما بعد كذب الناطق باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني تلك المجلة جملة وتفضيلا.. الخ.
•   أيهما اخطر على الكويت؟
مع سعي البلدبن العراق والكويت لتطبيع علاقاتهما، وهو الصحيح نجد قادة من السنة العراقيين على خطى صدام حسين وقبله عبدالكريم قاسم من موضوعة الكويت. فعلى شاشة (tvي الشعب) لمشعان الجبوري قرأت : ان الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الكويتي الى العراق غير مرحب بها!! اذاً والحالة هذه ايهما اخطر على الكويت والكويتيين القادة السنة أم الشيعة؟
•   الطائفية في لبنان ثم في كل مكان؟
قال نبيه بري: ( لطالما كنا نطالب بألغاء الطائفية في لبنان اصبحنا نطالب بألغائها في كل الوطني العربي). ونضيف أنها امتدت الى دول اسلامية غير عربية مثل باكستان وافغانستان ايضا وليس من الممكن الغاءها  بالقرارات والفتاوى والدعوات، بل باعطاء كل ذي حق حقه، بما في هذا الحق حق انفصال الطائفة او القومية المطضهده في تأسيس دولتها المستقلة.
•   أغرب حركة تحرير في العالم.
أمر اوجلان وهو في السجن، مقاتلي حزبه بمغادرة تركيا، في حين كان الأولى بقوات الاحتلال التركي مغادرة كردستان، فالحروب التحررية تتوج بمغادرة المحتل وليس العكس، اضف الى ذلك ان تركيا لم تعترف الى الان باي حق للكرد وتعتبر حزب العمال الكردستاني ارهابيا وتصر على ابقاء اوجلان في السجن، والذي اختير كشخصية جد مؤثرة مع 100 شخصية اخرى لهذا العالم. ترى او لستم معي اذا قلت ان ما يحصل بين  تركيا والعمال الكردستاني بالمقلوب ان جاز القول؟ اذ متى واين انسحب جيش الثوار من وطنه ويبقى جيش المحتل كالكابوس على صدور ابنائه وليعلم قادة pkk انهم لو سحبوا قواتهم الى المريخ وطمروا اسلحتهم في المشتري وزحل فأن حكومة اردوغان لن تلبي اي مطلب قومي للكرد؟.
•   الزلزال في إيران والخسائر في باكستان!!
ورد في الأخبار ان الزلزل الذي وقع في ايران قبل اسبوع اويزيد، لم يلحق اضرارا وخسائرتذكر بأيران، في وقت سمي الزلزال باسمها، الغريب في الامر، ان اقليم بلوجستان الباكستاني تضرر بشدة منه اذ قتل فيه جراء زلزال ايران 34 شخصيا وجرح 80 !!
Al_botani2008@yahoo.com

250
لمصلحة من اثارة واقعة الطف وما الهدف من ورائها؟

عبدالغني علي يحيى
    في أجواء الأحتقان الطائفي بين الشيعة والسنة، ليس في العراق فقط بل في بقاع أخرى من العالم الاسلامي كذلك، تسعى الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في العراق الحصول على قرار دولي لأعتبار واقعة الطف عام61 هجرية جريمة بحق الانسانية. ولأجله اعدت طلباً وقعه مايزيد عن المليون وربع المليون شيعي ومن (35) دولة اثناء زيارتهم لكربلاء المقدسة قبل اسابيع. وحسب رئيس قسم الأعلام بالعتبة تلك، فأن الاخيرة منهمكة الان لتوقيع اتفاق مع عدد من المحامين المختصين بالقانون الدولي لرفع الطلب الى الجهات الدولية المعنية وبالتعاون مع الحكومة المحلية في كربلاء بغية (إدراج واقعة الطف كجريمة ضد الانسانية مثل جرائم النازية والبوسنة والهرسك وغيرها، عاداً هذه الجرائم اقل بشاعة من جريمة واقعة الطف)! على حد قوله وعلى حد قوله ايضاً ان الهدف من وراء ذلك هو: (نشر اهمية الثورة الحسينية والاهداف التي خرج بها الأمام الحسين كونها اهدافا انسانية وليست اسلامية أو مذهبية خاصة). واضاف: (ان ادراج الواقعة ضمن الجرائم ضد الانسانية ، سيمكن محبي الحسين من ممارسة طقوسهم الدينية دون  ان يعترضهم أحد في كل بقاع الارض).
ويأمل المحركون لهذه المسألة، ان تقوم الامم المتحدة بزيارة اربعينية الحسين المقبلة سيما بعد ان (عدت موسوعة غينيس للأرقام القياسية زيارة أربعينية الأمام الماضية ضمن التجمعات السلمية الاكثر عدداً على مر التأريخ بعد أن وفد مدينة كربلاء المقدسة اكثر من 17 مليون زائر).
وفي خضم ما يرومون تحقيقه لم يرد، ضد من تسجل واقعة الطف، اذا علمنا ان  الجرائم بحق الانسانية غالبا ما تسند الى دول، ومع هذا فان الجواب، ان السنة وحدهم المستهدفون في نهاية المطاف، الأمر الذي سيقوي من الصراع الطائفي و المذهبي بين السنة والشيعة والذي يتخذ يوماً بعد أخر اشكالا دموية، في وقت احوج مايكونان فيه الى الوئام والمحبة ونسيان الماضي. وقبل هذا الحراك غير المحمود، اجريت في مدينة الكوفة المحاكمات المهزلة لرموز من الدولة الاموية اتهمت بقتل الحسين، وقبلهما ايضاً هدد رجل دين شيعي معروف الكرد بالمهدي المنتظر، دع جانبا العشرات من الممارسات الطائفية الدالة على استفحال العنعنات الطائفية، وبعد دخول مؤسسات مذهبية على الخط، كالأمانة والحكومة المحلية المشار اليهما، فأن الامور لابد وان تسوء اكثر وباصدار الحكومة العراقية طابعا ماليا من فئة الالف دينار يحمل صورة واقعة  الطف فان ذلك يعني ان الحكومة المركزية العراقية الى جانب الحكومة المحلية تلك ضالعة في إثارة العنعنات الطائفية التي بلغت هذه الايام وبالاخص اواخر شهر شباط واذارالماضيين مرتبة شن حملة اغتيالات طالت المواطنين السنة في اكثر من خمسة احياء بغدادية. ويبدو ان اثارة واقعة الطف لن تتوقف عند الفعاليات الطائفية اعلاه بل امتدت الى الاوساط الفنية ايضاً فعلى سبيل المثال شهدت كربلاء رفع الستار عن ما سمي بأفضل عرض مسرحي لواقعة الطف وبعنوان ( في ظلال الطف) ولقد اشترك في تمثيله 85 ممثلاً.
   بعد مرور 1375 عاماً على واقعة الطف، ذكرني مسعى الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة لصب المزيد من الزيت على النار وفعاليات طائفية اخرى غير سليمة لا شك لتعميق الخصومة بين معتنقي الدين الواحد، بحكاية طريفة فحواها أن صداقة حميمة جمعت بين مسلم ويهودي دامت عقوداً، الى ان حل يوم سمع فيه المسلم من خطيب الجمعة يحمل على اليهود تأمرهم لقتل السيد المسيح (ع) فما كان منه إلا ان ينتظر بفارغ الصبر انتهاء الصلاة لكي يأخذ صديقه اليهودي بجريمة  أجداده، ولما انتهى المصلون من صلاتهم واذا به يحث الخطى نحو دار اليهودي، وفي الطريق التقى بقس واراد ان يتأكد منه اكثر، وذهب القس ابعد ما ذهب اليه الخطيب اذ قال: ( ان اليهود قتلوا المسيح وصلبوه) انذاك بلغ الغضب لديه أشده، وعندما وصل الى دار اليهودي راح يدق عليه الباب بقوة،  ولم تمضي ثوان واذا باليهودي يفتح الباب مذعوراً وجلاً مستفسراً عن السبب في التحول المفاجئي في طبع صديقه المسلم الذي صرخ بوجهه: ألا تعلم السبب؟ لماذا قتلتم المسيح(ع) انذاك رد عليه اليهودي بهدوء قائلا: (ياصديقي، لقد وقع هذا الحادث قبل نحو ألفي سنة من الان). لحظتذاك اخذ الغضب يفارق المسلم وهو يقول: (المعذرة، لقد سمعت بهذا الحادث قبل دقائق)!! فيا ايتها الامانة والحكومة المحلية الكربلائيتان، هل من العقل والحكمة اثارة حادث وقع قبل 1375 عاماً؟ وعلى مر هذا التأريخ لا بد وأن اضيف اليه (الحادث) الكثير وبولغ فيه حتماً، والناس كما نعلم ميالون الى المبالغة والتضخيم والاضافات، وفي زمن يترفع فيه المتخاصمون على احداث وقعت بالأمس القريب فتجدمهم يحتكمون الى العقل والمنطق والعفو والتسامح و (عفالله عما سلف) أولم تسمعا بتبرئه الفاتيكان عام 1964 لليهود من دم السيد المسيح (ع)؟.
   على الامانة تلك والمراجع الشيعية كافة الانتباه الى التصرفات اللاعقلانية والمستهجنة المفعمة بالكراهية والبغضاء التي تقدم عليها مؤسسات مذهبية شيعية وكذلك رموز دينية شيعية في محاولة منها الى تأليب معتنقي الأسلام الحنيف ضد بعضهم بعضاً،  والتي قد تجعل من الأمم الاسلامية أضحوكة في نظر العالم المتمدن المنشغل بالابتكارات العلمية والوان من الاختراعات في مختلف المجالات والتخطيط لغزو الفضاء الخارجي وانتاج اجيال من التكنولوجيات.. الخ لمافيه خير و مستقبل الانسانية جمعاء..
   ان الطائفية المدمرة في العراق تجاوزت الاقوال الى الافعال وباتت الثانية تفوق الأولى كما ونوعاً وتنذر بأوخم العواقب، ما يستدعي من الجميع العمل على تغليب منطق العقل والحكمة والتسامح على منطق الفتنة والكراهية وكل ما من شأنه ان يلحق الأذى بالبلاد والعباد ولا تجعلوا من واقعة الطف كلمة حق اريد بها باطل. ثم هل من العقل والحكمة ايقاظ فتنة مضت على سباتها قرون؟ ثم الا يعني ذلك اخذ سنة اليوم بذنب سنة الامس؟
•   Al_botani2008@yahoo.com

251
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   المستثنى بئلا
تدعي الحكومة العراقية، بأنها نفذت مطالب المعتصمين السنة كافة، فيما زعم التيار الصدري، ان عودة وزرائه إلى اجتماعات مجلس الوزراء جاءت بعد تلبية الحكومة لمطالبه، ويظل الكرد وحدهم يشكون من تجاهل الاخيرة لمطالبهم ألـ: 19 رغم الموافقة عليها حين أدرجت ضمن اتفاقية أربيل عام 2010 ألا يعني ذلك عداء عنصرياً بحق الكرد ؟.

•   الوقف السني والسياسة
هاجم علي حاتم السليمان، أحد قادة تظاهرات الأنبار، الوقف السني لتقاطع موقفه مع مواقف المتظاهرين السنة، وطالبه بعدم التدخل في السياسة والأنصراف الى الشؤون الدينية، كل هذا من غير ان يأخذ بعين الاعتبار ان رجال الدين الذين يعتلون المنصات ويجلدون المتظاهرين بالخطابات النارية يومياً، يتبعون الأوقاف، واذا كانت السياسة حراماً على الوقف السني، فهل من الصحيح ان تكون حلالاً لمنتسبيه؟

•   تسييس بأمتياز
لم يعد دفع التخريب والتسييس ممكناً عن أعتصامات السنة وهذا ما أتضح بجلاء في خطبة يوم الجمعة 12-4-2013 ففي الموصل قال الشيخ ابراهيم حسن: (ان التدخل الأيراني في الشأن العراقي بات واضحاً) ودعا السفير الأيراني إلى (عدم التدخل في الشؤون العراقية). اما في سامراء فان خطيب جمعتها ندد بالتدخلات الايرانية قائلاً من ان العراقيين قادرون على أخراج المحتل الايراني مثلما أخرجوا المحتل الأمريكي. وفي الفلوجة طالعتنا لافتات المتظاهرين (لا للتدخل الصفوي). وحذا د.لؤي السلماني في الفلوجه حذوهم بتهجمه على ايران. وقال قصي الجنابي في الرمادي: (الفرس الفرس)..الخ . فهل هذا توارد خواطر أم عمل تنظيم؟ ثم هل كان يوم الجمعة تلك جمعة (لن نستسلم.. حقوقنا أو الشهادة) ام جمعة مقاومة ايران، بعد أن أصبح العداء لاسرائيل في خبر كان؟.

•   بلاد الخنادق والحواجز العملاقة !
ورد في الأخبار، ان السعودية تبني حاجزاً عملاقاً على طول حدودها مع اليمن، وان العراق سوف يحفر خندقاً بينه وبين سوريا لمنع المتسللين من العبور إلى جانبي الحدود، حاجز السعودية الذي وصف بالعملاق والخندق العراقي لابد وان يدخلا في موسوعة غينيس، علماً ان العرب واليهود لم يفكرا في بناء حاجز او حفر خندق بينهما، فهل بلغت العلاقات بين العرب حداً أصبحوا لا يطيقون بعضهم بعضاً ؟ وفي العراق تتردد بين حين وحين فكرة بناء خنادق كبيرة حول العديد من المدن.
•   (وفد كردي) لايمثل أحداً.
لأول مرة في العراق شهدت ساحتا الاعتصام في الموصل وكركوك. ماسموه بوفد كردي للتضامن مع المعتصمين دون ذكر الجهة التي من المفترض ان يمثلها الوفد، وتبين ان بعضاً من اعضائه في الموصل لم يكونوا كرداً حتى ان احدهم كان يخفي عينية بعوينة سوداء كبيرة، كما ان يشماغه فوق رأسه لم يكن شدها يشبه شد رجال اية عشيرة كردية!. ياحبذا لوتخلى خصوم الكرد عن استخدام (الضد النوعي) ضدهم، وادركوا ان الحاضر يختلف عن الماضي، ولم تعد الاساليب الساذجة قادرة على حجب الحقائق.
•   كرم مشعان الحاتمي.
في جولته لكسب الاصوات بمحافظة صلاح الدين خطب مشعان الجبوري في الناس من انه اذا منحوه اصواتهم، فأنه سيضمن لكل عائلة بلامعيل راتباً وسكنا لكل من لايملك داراً، فالدواء لكل مريض، ولن تنام عائلة بدون عشاء.. الخ في اكبر عملية ضحك على الذقون، في وقت تعجز فيه اغنى الدول في العالم ان تطلق وعوداً لفقرائها كالتي اطلقها مشعان.
•   شيوخ بلا عشائر!
بين حين وحين نسمع عن محاولات اغتيال لمسؤولين عراقيين غالباً ما يكون ضحاياها مرافقو المسؤول بين قتيل وجريح، الغريب ان المحاولات نفسها غالباً ما تنجح بحق من يسمونهم (شيوخ العشائر) ومن دون ان يصاب مرافق لهم بجرح، وهم الذين يزعمون دوماً ان الالاف من ابناء عشائرهم يحيطون بهم، بلا شك، ان الاكثرية منهم، عباءته وعصاه فقط ولا من عشيرة تدافع عنه او تلتف حوله.
•   هؤلاء عقلاؤهم.
نصح الشيخ عبدالملك السعدي الملقب لدى السنة بالعلامة، المتظاهرين السنة بالأبتعاد عن الفيدرالية، ودعا علماء دين أخرون من السنة ايضا الى قطع يد كل من ينادي بالفيدرالية والأقليم، والكل يعلم ان الفيدرالية خير علاج لعراق تمزقة التناحرات الطائفية. وعن تطرف الشيخ الدكتور لؤي السلماني فحدث ولاجرح، فهو الذي قال:  سنزحف على بغداد ونهاجم المنطقة الخضراء ونعطل الدستور وو.. الخ من التهديدات الضارة بالسنة قبل كل شيء.
•    العاصفة تسبق الهدوء!
على الضد من  (هدوء يسبق العاصمة) فلقد حصل العكس يوم 1-4-2013 عندما هاجم نحو (50) شخصاً بقيادة محمود الصرخي الذي وصف بالبعثي الضال المضل، مقرات اربع صحف عراقية وجرحوا عاملين فيها وحطموا اثالثها، وتوقع الجميع بعد ان اهتزت بغداد من هولها، ان تكون للعملية هذه تداعيات احتجاجية كبيرة، الا انها مرت مرور الكرام وكأن شيئاً لم يحدث.
•   المقاطعة العراقية ل(اسرائيل الثانية)!
لما استجابت حكومة كردستان لاسباب انسانية ووطنية لطلب الموصل تزويدها بالبنزين، اعترضت اوساط عراقية  بحجة ان ذلك يتنافي مع القوانين، الامر الذي ذكرنا بالمقاطعة العربية لاسرائيل برغم تراجع تلك المقاطعة منذ زمن. صديق لي على الاعتراضات تلك قائلاً: انهم يعترضون على ضخ كردستان لنفطها الى تركيا ومنها الى العالم وهاهم يعترضون على ضخها الى الداخل العراقي، في وقت يقومون بضخ نفط الجنوب في الخفاء الى هذه وذاك.
Al_botani2008@yahoo.com


252
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   أيهما يسيء الى الأسلام، المسلمون أم المسيحيون؟
قلما يسيء المسيحيون في عصرنا الى المسلمين، ويكتنف الغموض ما نسب الى القس جونز والرسام الدانماركي من اساءة للاسلام، اذ قال الأول، انه اراد لفت انظار العالم الى تعصب المسلمين ولم يحرق القران، وقال الثاني انه لم يقصد الاساءة الى الرسول (ص) برسوماته، وفي حينه اقام العرب والمسلمون الدنيا عليهما ولم يقعدوها، علماً ان اساءة المسلمين لدينهم يكاد يكون لها حضور يومي. قال سفير العراق لدى (أثينا) عندما دعي الى حفل افتتاح جامع اغلق عام 1923: ( .. أنا لا أؤمن بالمسجد ولا حتى بالأسلام، واعتبر صوت الأذان الذي اسمعه في مبكرات صوت الجوامع نباح كلاب)! وللمرة الثالثة تضبط السلطات الكردية في اربيل شاحنة محملة بالتفاح المغلق باوراق من القران الكريم كانت قادمة من ايران، وفي بغداد دعت النائب (مها الدوري) من البرلمان العراقي ( وزير التعليم العالي (علي الأديب) الى تقديم استقالته بعد استهانته بالقران الكريم)! ويكاد لايمر اسبوع في العراق دون ان يفجر جامع او حسينية او يقتل رجل دين مسلم وعلى يد المسلمين طبعاً.. الخ من عشرات ومئات الأمثلة على اهانة الاسلام على يد المسلمين.
•   الأقليات قبل الأنتخابات.
والعراق مقبل بعد أيام على انتخابات مجالس المحافظات، وكالعادة تسخوا الكتل النتخابية بوعود معسولة للحصول على أصوات الناخبين، واستمالة هذه الشريحة السكانية أو تلك، ففي بغداد عقد مؤتمر الكرد الفيليين برعاية السيد عمار الحكيم، وفيه بدا، وكأنه يكشف لأول مرة عن المظالم التي حلت بالكرد الفيليين، فضرورة اسعاف طلباتهم فوراً، وبالنسبة الى التركمان، فقد اعلن عن تشكيل لجنة لتعويضهم والسعي لاعادة اراضيهم التي اغتصبت في الماضي اليهم رغم مرور (10) سنوات على سقوط نظام البعث الذي اغتصبها منهم. ترى كيف تكون صورة الاقليات بعد الانتخابات، وقد عرفناها قبل الأنتخابات؟.
•   خذ الحكمة احياناً من (الطغاة).
في تطور غريب من نوعه، اطلق عمر البشير سراح السجناء السياسيين في السودان وعلى حين غرة دون مقدمات، وقبله وعد الجنوبيين بالاستقلال ووفى بوعده، وقبله كان صدام حسين الذي عرف كأشبع طاغية في هذا العصر قد أقر بالحكم الذاتي للكرد وبحقوق واسعة اخرى عام1970 ويقال ان كمال اتاتورك كان قد دعا الى الحكم الذاتي للكرد. وبعد الحرب العالمية الثانية سعى ستالين الى ادخال الجمهوريات السوفيتية كافة في الامم المتحدة فأين الحكام العرب والمسلمون الان الذين يوصفون بالاعتدال واحيانا بالديمقراطية من الاستجابة للمكونات المقهورة في بلدانهم؟ او الاقرار بحقوقها مثلما فعل اولئك الطغاة.
•   سذاجه 59 شخصية ديمقراطية سورية.
طالب 59 شخصية ديمقراطية سورية بتوسيع الأئتلاف الوطني السوري مع منع الأخوان المسلمين من الهيمنة عليه!! يقيناً ان هؤلاء في واد والحقائق في واد أخر، ففي مناطق محررة فاز الاخوان بمقاعد للمجالس المحلية في سوريا، ومن الواضح انهم يشكلون القوة الرئيسية في بلدهم، وسواءً اكانوا على خطأ اؤصواب، فأنهم سينتزعون السلطة من الأسد، مثلما انتزعها إخوان مصر وتونس قبلهم.
•   في جامعة الموصل (غير المسحجبات عاهرات)!!
يقوم طلبة محسوبون على الاسلام السياسي في جامعة الموصل بالتحرش (بالاقلية السافرة) من الطالبات ويسمعونهن كلمات نابية معيبة، كما يعدون غير الحجبات عاهرات. قبل هذا شنت حملة في الموصل على الموسيقى والغناء راح على أثرها تلامذه الموسيقي الموصلي الراحل اسحق الموصلي، وقبل اعوام عقب بعضهم من باعة الخضروات لخلطهم الخياربالطماطة.. الخ فهل تعيش الموصل في القرن ال 21 أم في ماقبل القرون الوسطى؟.
•   اكتشاف منظمة إرهابية.
حسب مصادر نسبت الى الخارجية التركية ان تنظيماً باسم (اركنكون) معادياً للحكومة التركية ينشط في المناطق المتنازع عليها في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك لضرب المصالح التركية، يبدو ان الحكومة العراقية تفضل ان تكون تلك المناطق ساحة للعصابات الاجرامية بدل اعادتها الى حكومة كردستان، وهذه السياسة من هذه الحكومة أدت الى ان تتحول الحدود العراقية – السورية الى قواعد لأرهابيي جبهة النصرة السورية ودولة العراق الاسلامية وفي المناطق الخاضعة للحكومة العراقية، الطريف ان هذه الحكومة في الوقت الذي تعجز فيه عن حماية الحدود في المناطق الخاضعة وجدناها كيف سعت الى الانتشار في المناطق الحدودية الخاضعة لحكومة كردستان مع سوريا!!
•   الرسالة الأخيرة، ويبقى باب الحوار مفتوحاً!
للأسف مازال الموقف الكردي من بغداد زاخراً بالمتناقضات، ففي الوقت الذي قال فيه الكرد، انهم بعثوا برسالة الى الحكومة العراقية وصفوها بالاخيرة مع تهديد ضمني بالاستقلال عبر الاستفتاء، لكنهم تزامنا مع الرسالة يقولون ان الحوار يظل مستمرا وليس من يديل عنه لحل المشاكل!!!
•   الأسد وأردوغان.
فاجأ الرئيس بشار الاسد الكرد خاصة والعالم عامة حين قال عن الكرد في الاسبوع الماضي: ( انهم ليسوا ضيوفا انما سكنة هذه البلاد (سوريا) منذ مئات السنين) وعقب ذلك مباشرة قصفت  مقاتلاته قرى كردية في سوريا! الشيء نفسه فعله اردوغان الذي يدعوا الى السلام مع حزب العمال الكردستاني الا انه في ذات الوقت يطارد اعضاءه ومقاتليه ويقوم بقصف اراضي في كردستان العراق! فهل يمكن التمييز بينهما؟.
•   تجربة الجرب حماقة).
استغرب من تلويح بعض من القادة الكرد بالذهاب الى الاستفتاء لتقرير المصير في حال عدم استجابة بغداد للمطالب الكردية، وقد سبق وأن أجري استفتاء عام 2005 بشأن الاستقلال وكانت النتيجة 99% صوتوا لصالح الاستقلال. ثم هل يشذ الكرد عن شعوب العالم ليرفضوا الحرية و الاستقلال؟ والانكى من ذلك ان مواقف صدرت من القادة الكرد ترفض الاستقلال والأنفصال!!
Al_botani2008@yahoo.com

253
إنسحابات التيار الصدري ساعة الحسم.

عبدالغني علي يحيى
    خلافاً لما كان متوقعاً، سيما لغير المتتبعين لتعاطي التيار الصدري أحد التنظيمات السياسية الكبيرة للشيعة العراقيين والمؤثر في الأحداث العراقية، مع الأزمة العراقية، أعلن التيار يوم 11-2-2013 عدم مشاركته في تظاهرات يوم الجمعة 15-2-2013 التي كان مقرراً ان تنتقل من المحافظات السنية إلى بغداد. ويوحي الوجه الآخر لعدم المشاركة، أنه كان قد وعد بها، تصريحاً أو تلميحاً أو ضمناً، والأغرب من ذلك والذي من شأنه ان يعمق اليأس في المتظاهرين السنة، وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره للتظاهر في اليوم عينه لنصره الحراك الشيعي في البحرين، وبتراجعه عن المشاركة تلك فقد بعث بالأحباط والخيبة في نفوس السنة الذين كانوا يراهنون على الموقف الصدري الداعم لهم في الظاهر، لجعل حراكهم عراقياً وليس محصوراً في السنة، واغلب الظن أن التحول الصدري المفاجيء كان السبب في تحول مفاجيء لدى قيادات سنية مثل هيئة علماء المسلمين ومفتي الديار العراقية وجمهرة من علماء الدين ورؤساء العشائرالسنة، نحو الغاء فكرة الزحف على بغداد، خشية من ان ينحرف الحراك عن مساره السلمي الى مسار عنفي على يد حكومة المالكي حسب المبررين للألغاء.
ان هذه ليست المرة الأولى ينسحب فيها التيارالصدري في اللحظات الاخيرة عن ما هو متفق عليه ضمناً، ، مع المكون السني، فقد سبق له قبل أسابيع تبنيه لموقف متقاطع مع موقف كل من أئتلاف (العراقية) السني والتحالف الكردستاني عندما قرر الأخيران مقاطعة وزرائهما لأجتماعات مجلس الوزراء العراقي ظانين و معتقدين ان التيار الصدري سوف يحذو حذوهما، إلا انه عكس ما كان يتوقعانه فقد خذلهما في اللحظات الأخيرة حين حضر الاجتماع. وربما كان ذلك الحضور من الأسباب التي دفعت بالتحالف الكردستاني للعودة الى الاجتماعات اللاحقة لمجلس الوزراء، بعد وقوفه على لعبة الصدريين.
يذكر ان مشروع سحب الثقة من المالكي في وقت سابق من العام الماضي، كان مطلباً للتيار الصدري على حد قول رئيس الحزب الاسلامي العراقي الدكتور اياد السامرائي، وليس العراقية والتحالف الكردستاني ولكن ما أن حلت فرصة طرحه في البرلمان العراقي، وإذا بالتيار الصدري دون الأئتلافين الآخرين يعلن عن انسحابه من المشروع، تاركاً الأخيرين يذوقان مرارة الفشل والهزيمة.
لقد زين للتيار الصدري المضي في أسلوبه هذا، لما رأى من تقبل السنة للدغ من جحر مرتين والى حد ما الكرد ايضاً ففي الاونة الاخيرة تكرر من جديد موضوع الانسحاب من الحكومة وانسحب التحالف الكردستاني والعراقية منها الا ان جميع فوجؤا بتصريح لبهاء الاعرجي المسؤول عن كتلة الاحرار الصدرية في البرلمان العراقي يوم 1-4-2013 نص على حضور وزراء التيار الصدري اجتماعات مجلس الوزراء ليوم 2-4-2013 وقد يعاود التيار الصدري الاسلوب نفسه كرة خامسة اذا رأى في السنة والكرد مشروعاً ثابتاً للاستجابة إليه علما ان الكرد وحدهم وجدوا انفسهم في النهاية المقاطعين لجلسات مجلس الوزراء وعندي ان في ذلك مغامرة غير محسوبة النتائج. ولما كانت القاعدة تصاغ من تكرار الحالة كما يقال. عليه ما على السنة بدرجة أولى والكرد بدرجة ثانية، إلا ان يمارسوا الحيطة والحذر من التضامن اللفظي الوهم للتيار الصدري معهما، والذي لا يتعدى الأقوال. والآن آن الأوان للبحث في الدواعي التي وقفت وتقف وراء هكذا سياسة من التيار الصدري، منها أولاً: بث الأحباط والخيبة في نفوس المكونين السني والكردي واضعافهما، ولقد عودتنا الاحباطات والنكسات في تأريخ الأمم على تنامي أزمة الثقة وهبوط المعنويات فتدني القيم والاخلاق والاعراف فانتقال شرائح من المكون المظلوم الى الذوبان في بوتقة المكون السائد ، ولقد حصل هذا الشيء وان كان بشكل ضيق في صفوف السنة على امتداد الاعوام الماضية عندما انتقلت رموز معروفة منه الى جانب الحكومة العراقية، لا حاجة بنا الى تسميتها، ومن الأدلة على ذلك ويا لكثرتها التصدع الذي وقع في الائتلاف السني (العراقية) وجعله في حكم الانهيار ان عاجلا او اجلا.
ثانياً: سعي المكون الحاكم للابقاء على ما يشبه شعرة معاوية بينه وبين السنة واحياناً مع الكرد وباشكال اخرى، ومن خلال العلاقة بين التيار الصدري وهذين المكونين، والتي لا اعتقد بأنها تستمر اكثر بعد تكرار انسحابات التيار الصدري المشار اليها اعلاه وفي ذلك فوائد جمة له من حيث كسبه للوقت وتثبيت دعائمه، وللحيلولة دون توجه السنة نحو نظام الأقليم أو الفيدرالية والتقسيم، وهنا لا بد وأن نقر بنجاحه في مسعاه،
ثالثاً: والعلاقة بين التيار الصدري والسنة بالشكل الذي رأيناه، هي بمثابة شعرة معاوية التي تكفل لقادة واحزاب المكون الحاكم معرفة مواقف السنة وكذلك الكرد ونقاط ضعفهم وقوتهم ، والذي يساعد على تحقيق النظام القائم في العراق لأهدافه، وهم السنة في انهم يمثلون العراق كله من غير ان يضعوا ببالهم الاصطفاف المذهبي والاثني الحاد في البلاد، فالكل ربط مصيره بمصير المكون الذي ينتمي إليه. وهنالك نقطة هامة يجب التوقف عندها ومناقشتها بعمق ومن الجوانب كافة، ألا وهي، ان التيار الصدري وكما يعرف عنه يكاد يكون من اشد التيارات في (الشيعي السياسي) ان جاز الوصف عداءً للبعث الذي يعد وما يزال احد اكبر المعبرين عن العرب السنة العراقيين ولم يخف التيار الصدري هذه الحقيقة وكان الاكثر تحمساً لأعدام صدام حسين وأركان البعث المنحل، اذا والحالة هذه لماذا نجده دون الفصائل الشيعية الأخرى الاكثر إستجابة وذلك قولاً لمطالب السنة والكرد لكنه عند حلول ساعة الحسم نجده منسحباً وينضم الى الحكومة؟
للأجابة على هذا السؤال، اشير الى رواية (المتمردون) لمؤلفه الروائي السوفيتي ( بوريس جوربا توف) التي تدور احداثها في ايام الاحتلال النازي لأراضي ومدن للاتحاد السوفيتي السابق، وفيها، يجند السوفيت جواسيس للعمل في صفوف الألمان ويختارون العناصر الاشد حقداً وكرها للألمان من الذين يصعب على الألمان شراءهم للنهوض بالمهام التجسسية! ان رواية جورباتوف تنسحب بحذا فيرها على التيار الصدري .
وفوق هذا وذاك، على الجميع من سنة وكرد، ان لاينسوا ان التيار الصدري محكوم بتوجهات وسياسات التحالف الوطني الشيعي لا يحيد عنها قيد شعرة وتجلت هذه الحقيقة بوضوح في هذه الايام والتي ترينا تضامن التيار مع حكومة المالكي حيال قضايا هامة مثل التوافق معها في معظم الامور ان لم نقول جميعها.
 Al_botani2008@yahoo.com


254
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   من الذي يقرر مصير العراق؟
احتج بعضهم على دعوة النائب خالد شواني عن التحالف الكردستاني لتطبيق مشروع بايدن الذي نص على تقسيم العراق الى (3) فيدراليات، وراح بعض السذج ينادي (بالحلول العراقية) للمشاكل العراقية من غير ان يعلموا ان الحلول لم تكن يوما بيد العراقيين فالانكليز أسسوا الدولة العراقية، ثم جاء انقلابيو البعث الى الحكم مرة بقطار انكليزي واخر بامريكي، وفي 2003 شرع الأمريكان بتأسيس العراق من جديد وسلموا الحكم الى الشيعة ومازال لهم نفوذ قوي في العراق، اما العراق الموحد أو المقسم فرهن ارادتهم، وعلى السذج قراءة التأريخ بامعان فمصير العراق بيد الغرب وليس شعوبه.
•   كبيرهم علمهم (الفساد).
حسب التقرير السنوي لهيئة النزاهة بلغت أقيام الفساد والسرقات في العراق عام2012 (133) مليار دولار ومن بين المتهمين بالفساد والسرقة (24) وزيراً أو بدرجة وزير وحكم على (16) منهم الى الان، بقى ان نعلم ان كبار موظفي الدولة يقفون وراء السرقة والنهب، عليه فتش عن كبار المسؤولين.
•   فرقة المسؤولين العسكرية.
ذكر مصدر، ان تعداد حمايات المسؤولين العراقيين اكثر من تعداد فرقة عسكرية، لاغرابة ان نجد المسؤول ينجو في معظم المرات ويكون القتل والجراح نصيب حمايته، وفرقة المسؤولين العسكرية لاتحمل رقما مثل الفرق العسكرية!
•   قطع الطرق ليس التركمان.
ما كان على محمد البياني عضو التحالف الوطني عن التركمان ان يحذر ويهدد من أن التركمان سيقطعون الطرق بين بغداد والمحافظات الشمالية مالم تخصص قوة لحمايتهم، فلوحصل شيء من هذا القبيل نكون امام معالجة خطأ بخطأ، ناهيكم  من انه يعكس صورة مشوهة عن الشعب التركماني المسالم وقضيته العادلة، لأن قطع الطرق إضرار بالحق العام، دع جانباً صعوبة انجازة على يد اقلية جريحة.
•   ملاحقة موتي الصابئة المندائيين.
 في الديوانية، خصصت قطعة ارض، لتكون مقبرة خاصة بالصابئة المندائيين وذلك على اثر قيام بعضهم بنبش مقبرة لهم في أبو غريب، وقبل هذا الحادث وقعت سلسلة اعتداءات ضدهم، عليه، فان الأولى حماية الأحياء قبل الأموات منهم، ومن يضمن عدم نبش المقبرة الخاصة تلك؟ ترى هل تطل شمس الحرية والأمان على الصابئة والمسيحيين والأيزيديين يوماً ما ؟.
•   الجحيم الذي يقترحة العراق للبرلمان العربي.
في القمة العربية التي انعقدت في قطر، فوجئنا باقتراح الوفد العراق اليها بنقل مقر البرلمان العربي من سوريا الى العراق، وكان العراق يعيش في جنات عدن، في حين ان وضعه ليس بأقل سوءاً من سوريا، ولقد كان حرياً بالعراق المطالبة بنقله الى اربيل. فقبل اكثر من عام عقد ذلك البرلمان مؤتمره باربيل في جو من الأمن و الاستقرار.
•   على خطى صدام.
احبطت مبادرة للمالكي قضت باستقدام عمال مصريين الى العراق، وهو ما فعله صدام اثناء حربه على ايران التي استدعت فتح ابواب العراق للعمالة المصرية، عدا هذا فان الحكومة الحالية كما حكومة صدام، نجدها برمكية بأموال العراقيين وتحديداً للأردن ومصر، فقبل فترة منحة الأردن 100 الف برميل من النفط، ثم باعت الأخير النفط باسعار تفضيلية، ومن المقرر ان تزود مصر بالملايين من براميل النفط بهدف مساعدة نظام مرسي على البقاء ومنعه من الانهيار، وهذا مافعله صدام ابان حكمه للحيلوله دون سقوط نظام السادات وفشل التطبيع مع اسرائيل.
•   مايسمى بالأنفال!!!
لما مات فرحان مطلك الجبوري بطل مذابح الانفال في العهد البعثي، قبل ايام في السجن، وفي معرض تغطية tv ( الشعب) لصاحبه مشعان الجبوري، للحادث، ورد (بأنه سجن على خلفية ما يسمى بقضية الأنفال !! (وما يسمى)  يعني نفياً للأنفال وتكذيباً لها! يقيناً ان حزب البعث والمتعاطفون معه مازالوا يفتخرون بارتكابهم لابشع الجرائم بحق العراقيين.
•   حل أردوغان للقضية الكردية.
يعتزم اردوغان تشكيل هيئة (حكماء) للأشراف على عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني، جاء ذلك تزامناً مع اعتزامه توجيه طائرات بدون طيار لمراقبة تحركات مقاتلي الحزب، علما ان هذا النوع من الطائرات، استخدم في القتال ضد الأرهابيين في افغانستان، والطريف ان الحكومات العلمانية التركية كافة لم تفكر باللجوء الى هذا السلاح طوال حربها مع pkk. أو هكذا تحل القضية الكردية يا أردوغان؟
•   لمن الأسلحة التركية في اليمن؟.
للمرة الرابعة تضبط السلطات اليمنية شحنة من الأسلحة التركية بمحافظة عمران بينها 1729 مسدساً من صنع تركي. كل هذا من غير ان تلقي وسائل الاعلان بالأضواء عليها في حين نجدها تتبارى في متابعة ضبط الأسلحة الايرانية في اليمن، واذا كانت الأسلحة الأيرانية ترسل الى الحوثيين هناك، فالى اي طرف يماني ترسل الأسلحة التركية؟.
•   ماذا انتج تشافيز في فنزويلا؟.
قيل ان السلطة تنتج معارضيها، ولقد اكد هذه الحقيقة خلف الرئيس الراحل هوغو تشافيز، عندما هاجم المعارضة الفنزويلية قبل ايام قائلا: ( المعارضة وريثة هتلر)! ووفقاً لما تقدم فان تشافيز بسياساته الرعناء هو الذي انتج هذه المعارضة (الهتلرية).
•   مكان مواثيق الشرف في العراق.
تم التوقيع على ( وثيقة شرف) من قبل عدد من الكيانات السياسية المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات العراقية ودعا النائب عزيز المياحي الكتل السايسية الى توقيع ميثاق شرف لضمان نزاهة الانتخابات. منذ (10) سنوات والحديث لاينقطع عن (مواثيق شرف) وتوقيعها، ولكن من غير ان يلتزم بها أحد، اولستم معي اذا قلت ان المكان الحقيقي كان وما يزال لمثل هكذا مواثيق هو الرفوف العالية؟.
•   مجلس الحوار بين الأديان!!
في الوقت الذي فشلت فيه، دعوات للحوار بين الأطراف السياسية العراقية وصار البلد على حافة الحرب الأهلية (اعلن في بغداد عن تأسيس المجلس العراقي لحوار الاديان) وعندي انه كان الأولى اطلاق حوار بين معتنقي المذهبين الشيعي والسني، فالخلاف بين انصار المذهبين هو الذي يهدد بنشوب الحرب، وليتركوا الأقليات الدينية من مسيحيين وايزيديين وصابئة.. الخ الذين صاروا ضحية الصراع المذهبي للشيعة والسنة. لتعيش بسلام
Al_botani2008@yahoo.com

255
أين يقع جحيم الصحفيين في العالم؟

عبدالغني علي يحيى

   من باب التهكم، قبل نحو عام تساءل صحفي كوردي لا يحضرني اسمه عن موقع مزبلة التاريخ! ومن وحي تساؤله ارتأيت تثبيت العنوان أعلاه. وإذا كان الصحفي الكوردي قد أخفق عن تعيين موقع مزبلة التاريخ، يخيل لي إني على النقيض منه قد أفلحت قدر المستطاع في الكشف عن موقع جحيم الصحفيين في العالم، من خلال إيراد الوقائع التي مر بها الصحفيون بدءا من1/1/2013 والى 15/3/2013 علما ان الوقائع المذكورة في متن هذا المقال على سبيل المثال لا الحصر.
   ولنبدأ بالعراق، فلقد نجا الصحفي علي المطلبي من محاولة اغتيال عن طريق دهسه بسيارة لا تحمل رقما، وحسب شقيقه ان عليا سبق وان تلقى تهديدات بالقتل من قبل مجهولين، وذكرني اسلوب الدهس بسيارة بأعمال قتل كان الشيوعيون يتعرضون لها في السبعينات من القرن الماضي على يد النظام السابق. وتعرض صحفيان آخران هما: عبدالزهرة زكي وقاسم محمد عباس الى محاولة اغتيال أيضا استنكرتها نقابة الصحفيين العراقيين في حينه.
   عدا محاولات الاغتيال بحق الصحفيين في العراق، فإن حوادث اعتقالات حصلت بحقهم وكانت كثيرة، في جلولاء مثلا، اعتقلت السلطات العراقية صحفيا تابعا لإعلام الاتحاد الوطني الكوردستاني كان يقوم بتصوير التظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة العراقية. ولكي لا يطلع العالم الخارجي على حقيقة الأوضاع في العراق، فان الصحفيين الأجانب لم يسلموا من الاعتقالات، مثال ذلك اعتقال الصحفي الفرنسي (نادر دندون) الذي مكث في المعتقل نحو (3) أسابيع، الى أن اطلق سراحه بعد تدخل من وزارة الخارجية العراقية ومؤسسات معنية بالصحافة وحقوق الإنسان.
   وإذا كانت الحكومة في العراق تخشى من تسرب الحقائق داخل البلاد الى العالم الخارجي، فان المعارضين لها على النقيض منها، ففي سامراء شجب المتظاهرون في (ساحة الحق) استهداف الصحفيين بغض النظر عن جنسياتهم ممن سموهم بالموتورين، وفي محافظة الأنبار صدر أمر من قائد القوات العسكرية هناك بمنع الصحفيين الأجانب دخول المحافظة.
وليس الصحفيون العراقيون مستهدفون من قبل القوات الأمنية فقط، فلقد سجلت حالات كانت من عمل المنظمة السرية أو هكذا أوحت، ففي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، اختطف مسلحون ملثمون مراسل فضائية الشرقية (كرار علاء التميمي) بعد خروجه من منزله الكائن في حي الإمام علي في شرق المدينة. وفي أكثر من ساحة للتظاهرات فان التجاوزات على الصحفيين اتخذت أشكالا غير التي ذكرناها مثل قيام القوات الأمنية في مدينة الموصل بالاعتداء بالضرب على الصحفي وضاح حسن.
   وفي أحايين كثيرة تقوم القوات الأمنية المنتشرة حول ساحات التظاهرات والاعتصامات بانتزاع آلات التصوير من الصحفيين وكسرها وتحطيمها في حالات كثيرة، وبلغ اضطهاد الصحفيين حدا منعهم للوصول الى المعلومات، بل ومنعهم من دخول مؤتمرات، كما حصل عندما منع الجيش الصحفيين من حضور مؤتمر في وزارة الخارجية العراقية وحذرهم من أنه سيطلق النار عليهم ان لم يمتثلوا لأوامر المنع.
وفي التضييق على الصحافة والصحفيين ثمة مساعي تقضي بغلق المركز الصحفي في البرلمان العراقي وكان ائتلاف العراقية سباقا الى إدانة تلك المساعي، واصفا ذلك المركز بالحضاري.. الخ من الأوصاف. وتتبع أساليب أخرى لإسكات صوت الصحفيين العراقيين منها (استخدام السلطات للمال العام لخنق الصوت الصحفي) والذي جاء في سياق خبر عن تظاهرات أهل سامراء في (ساحة الحق).
وتلي العراق كل من سوريا وإيران في اضطهاد الصحفيين والأسرة الصحفية، ففي سوريا المكان الأسوأ للصحفيين من بعد العراق، اعتقلت السلطات السورية الصحفي التركي (بشار فهمي) مراسل فضائية الحرة الأمريكية وأوقفته لشهور ما أدى الى تنيم الصحفيين الاتراك لتظاهرة احتجاجية أمام القنصلية السورية في اسطنبول مطالبين بإطلاق سراحه.
   وبعد أيام على ذلك الحادث، اعتقلت تلك السلطات صحفيا ألمانيا بحجة دخوله سوريا بطريقة لا قانونية وفيما بعد ونتيجة للاحتجاجات تم تسليمه الى السفارة الروسية. علما انه على امتداد سنتين من عمر الثورة السورية، فإن صحفيين سوريين وأجانب واجهوا القتل والاحتجاز والتعذيب على يد الحكومة السورية، ومن الأدلة على الوضع الصعب للصحفيين والصحافة في سوريا يكفي أن نعلم ان الإرهاب المسلط على الصحفيين والصحافة في هذا البلد، إنه راح يطول حتى المؤسسات الصحفية الخاضعة للنظام القائم، حين اغلقت السلطات الصحف: الجماهير والفرات والعروبة بذريعة صعوبة الإنفاق عليها في وقت نجد فيه الحكومة السورية تنفق الملايين من الدولارات على شراء الأسلحة ووسائل القمع ضد شعبها الثائر.
   وفي إيران يكفي أن نعلم، ان لا حرية للصحافة فيها وان صوت الصحفي المعارض يقمع بقوة، فقبل أسابيع من الآن اعتلقت السلطات الأمنية (10) من الصحفيين الموالين للتيار الإصلاحي المعارض، وفي مدينة سنه الكوردستانية الإيرانية اختطف صحفي كوردي كان يعمل رئيسا لتحرير مجلة (ديدكاه).
   إن وضع الصحافة والصحفيين، سيما الصحافة الكوردية، رديء فما زال يقبع في السجون التركية العشرات من الصحفيين الكورد والأتراك أيضا، وسبق لكاتب هذا المقال وان عزز من هذه الحقيقة بالشواهد والأرقام في مقالات سابقة له.
وفي الجارة الجنوبية للعراق أي الكويت فقد نفذ حكم بسجن الصحفي (زيد الزايد) لمدة شهر بسبب نشره مقالا عن الفساد في الكويت، ومع ذلك لا يمكن مقارنة وضع الصحفيين في العراق وسوريا وإيران.
   في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تم تسجيل أكثر من حالة اضطهاد مارستها السلطات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين، ما دفع بأولئك الصحفيين الى تنظيم اعتصام أمام سجن عوفر الإسرائيلي الذي يقبع فيه العديد من الصحفيين الفلسطينيين وطالب المعتصمون الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراح زملائهم الصحفيين فورا، إلا أن الحكومة الإسرائيلية بدل من أن تنزل عند مطلبهم العادل، قامت باعتقال الصحفي الفلسطيني (عامر أبو عرقة) والرسام الكاريكاتيري (محمد سباعنة).
   وفي البحرين ونتيجة للانتفاضة الشيعية المتواصلة فيها فإن قمعا منظما للصحافة والصحفيين يجري على يد السلطات الأميرية فمناسبة الذكرى الثانية للانتفاضة الشيعية في البحرين، قامت السلطات باعتقال العديد من الصحفيين الذين قاموا بتغطية مناسبة الذكرى الثانية للانتفاضة.
   في ليبيا يعيش الصحفيون في محنة ولأجل خلاصهم منها فإن المعركة سجال بينهم وبين أعداء الكلمة الحرة والصحافة الحرة وليس أدل على ذلك احتجاب الصحف اليوم عن الصدور يوم 12/3/2013 احتجاجا على الممارسات القمعية ضد الصحفيين والصحف.
في الختام، آمل أن أكون موفقا في الإجابة على السؤال: أين يقع جحيم الصحفيين في العالم؟

Al_botani2008@yahoo.com

256
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   اذا كان (عزت الدوري) دليل قوم.
عن بيان أوجلان القاضي بنزع سلاح p.k.k  ومغادرة مقاتليه لكردستان تركيا.. الخ في سابقة لم تشهدها الحركات التحررية للشعوب قال عزت الدوري امين عام حزب البعث العراقي، ان البيان كان (ضربة موجعة للانفصاليين في (شمال العراق) الداعمين لقيام الدولة الكردية وتفكيك الأمة العربية والأسلامية، وللصهانية أيضاً). ولقد فاته ان استئناف تركيا لعلاقاتها مع اسرائيل تزامن وصدور ذلك البيان، دع جانبا القول ان القيادة الكردية العراقية لم تطالب الى الان بالانفصال او الاستقلال وهو حق مشروع، في حين ان دعوات الانفصال العربية- العربية تصدر عن العرب وحدهم، فها هم (عرب الصحراء الغربية) نياضلون منذ اكثر من عقدين لغرض الاستقلال عن المغرب، وقل الشيء نفسه عن حراك الجنوب اليمني لغرض الانفصال عن اليمن ومثلهم يعمل حوثيو شماله، وقبل نحو عامين انفصل جنوب السودان عن السودان وفي عام1961 انفصلت سوريا عن مصر، والان نقف على دعوات انفصالية في  ليبيا وحتى في مصر عن الدولتين العربيتين، فالى متى الدوري غارقا في حقده على الكرد و جهله بما يجري في البلدان العربية وجهله ايضا بحقيقة السياسات التركية المعادية للعرب؟.
•   (الشياطين ومصاصي الدماء) في بغداد!
في تصريح يبعث على التهكم والغضب في أن برر سعدون الدليمي الوزير في الحكومة العراقية، تفتيش الضيوف من المفكرين والمثقفين العرب من المدعويين الى فعاليات (بغداد عاصمة للثقافة العربية) بانه جاء خشية عليهم من (الشياطين و مصاصي الدماء). لاحظوا اسلوبه الواطئ في الحديث ومدى تدنيه واذا كانت بغداد قد اصبحت ساحة (للشياطين ومصاصي الدماء) فلماذا دعوة اولئك الضيوف الى بغداد وحتى جعل الاخيرة عاصمة للثقافة العربية؟. يذكر ان اربيل تشهد بين حين حين انعقاد مؤتمرات عربية فيها اخرها مؤتمر الجامعات العربية، ولكن من غير تفتيش اي ضيف.
•   (اهانة) الضيف واجب!
خلافا للمقولة:(اكرام الضيف واجب) يتصرف محمد مرسي في موضوع تسليم (احمد قذاف الدم) وسياسيين ليبيين سابقين، وفي العراق رأينا كيف اهين ضيوف فعاليات(بغداد عاصمة للثقافة العربية) ترى هل يجيز الاسلام تسليم اللاجيء او هل التقاليد العربية باهانة وتفتيش الضيوف؟
•   توبة الفن في الموصل!
من بركات هيمنة الاسلاميين على تظاهرات ساحة الأحرار في الموصل شنت (الجماعات والاحزاب الاسلامية في نينوى حملة (تطهيرعرقي) ضد الغناء والموسيقى الموصليين وابناء اسحق الموصلي يعلنون التوبة في الجوامع) هذا ما نقلته فضائيات عدة، ترى اليس من حق المصريين وغيرهم مقاومة الاسلاميين، والحالة هذه، فاذا كان اسلاميو الموصل يقومون باعدام الفن الموصلي اليوم، فكيف يكون مصير كل الفنون فيما لو سيطروا على الموصل وعلى العراق في المستقبل؟
•   تكساس رعاة البقر تبعث في مصر!
ذكرني اقدام سكان قرية مصرية بشنق لص دون الرجوع الى السلطات، بقيام افراد في افلام الكاوبوي الأمريكية بشنق لصوص ومجرمين خلافا لادارة رجل الشرطة (الشريف) حين القبض عليهم، ما يدل على تراجع حكم القانون في الارياف المصرية في ظل حكم الاخوان المسلمين ويتردد الحديث عن اندلاع حرب اهلية في مصر ايضاً.
•   العلم التركي.
 انتقد اردوغان وكول تظاهرات الكرد في (أمد) لعدم رفعها العلم التركي، علما ان هذا العلم مثل العلم العراقي السابق، مكروه لدى كرد تركيا وكل الكرد، لأن في ظل هذا العلم تم استباحة الدم الكردي لعقود من السنين، طيب لنفرض ان الكرد راجعوا موقفهم ورفعوا العلم التركي في مظاهراتهم، ترى هل يرفع الاتراك العلم الكردي في مناسبتهم؟. واذكر القادة الترك، ان الكرد فعلوا حسنا حين لم يرفعوه، بعد أن تعرض الى الحرق والدوس بالاقدام على يد العرب في تكريت العراقية قبل أيام ..
•   مشرف على خطى بوتو.
وصل برويز مشرف الى كراتشي بعد(4) سنوات في منفاه، زاعما انه عاد الى بلاده لمقاتلة طاليبان، بيد انه لما وصل مطاركراتشي أبا مغادرته لضعف الحماية المخصصة له، بعد أن هددت طاليبان باكستان بقتله حال وصوله الى البلاد، فهل ياترى يتكرر مشهد مقتل بنازير بوتو التي اخطأت التقديرات بعد اعوام قضتها في السعودية، ولما عادت الى بلادها قتلت. ان قراءة مشرف للوضع الباكستاني رديء واختار الوقت غير المناسب للعودة الى بلده.
•   هل تكون زيارة البابا للعراق لصالح المسيحيين؟
اعلن عن رغبة لبابا الفاتيكان الجديد لزيارة العراق، لدعم المسيحيين (الذين يواجهون ظروفا صعبة) كما جاء في الاخبار. ان جل مانخشاه ان تؤدي زيارته الى النتيجة نفسها لزيارة اوغلو الى كركوك والتي على أثرها، اشتدت حملات القمع ضد التركمان. بلاشك ان زيارة البابا ان نفذت فان القوى الظلامية لن تتوانى عن دفع المسيحيين الى ظروف أصعب، ولقد أعذر من أنذر.
•   تصحيح لا بد منه.
بعد اعلان اوجلان طفت على السطح افكار انهزامية من قبيل ان زمن الثورة المسلحة والاحتكام الى السلاح قد ولى، وكان الاصح القول، ان زمن الدكتاتوريات قد مضى وليس العكس فالثورة رد فعل والدكتاتورية فعل. وكان  الاصح مطالبة الجيش التركي بالانسحاب من شمال وجنوب كردستان، لأنه اصل البلاء الذي حل بتركيا، وليس المطالبة بالقاءp.k.k لسلاحه ومغادرة مقاتليه لأرضهم وارض ابائهم واجدادهم.
•   من المستفيد من الانسحاب من الحكومة؟.
الجواب، ان حكومة المالكي هي المستفيدة منه فقط إذاعلمنا، ان المالكي يسعى منذ شهور الى (حكومة الاكثرية) فعلى العراقية والتحالف الكردستاني توخي الحذر وعدم الانسحاب فبأنسحابهما، ينفذان مشروع (حكومة الاكثرية) من حيث لا يشعران.
Al_botani2008@yahoo.com

257
هل تتوصل الحكومة التركية وحزب العمال  الكردستاني الى اتفاق سلام؟

عبدالغني علي يحيى
    كما كان مقرراً، وجه زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان رسالة سلام الى الامة الكردية وشعوب تركيا بمناسبة عيد نوروز يوم 21-3-2013، والتي كانت مفعمة بمعان سامية تزيح الشك في مصداقيتها، الرسالة، ومع ذلك، مازال أمام انقرة والعمال الكردستاني p.k.k الكثير للتوصل الى اتفاق سلام يقوم على الاعتراف بالحقوق القومية للكرد في شمال كردستان وجعل الكرد على قدم المساواة مع الترك، إذ أنه ومنذ اسابيع إن لم نقل شهور يجري الحديث عن تغيير في الموقف التركي نحو الانفتاح على القضية الكردية، وعن اتصالات بين الطرفين لتحقيق السلام، في حين غالبا ما نجد أن المساعي في حالات مماثلة وفي الحياة الدولية تنتهي خلال ايام أو اسابيع من البدء بها الى ايجاد الحلول. وفوق هذا ليس في الأفق مايشير الى قرب صياغة حل لأنهاء الأزمة بين أنقرة والعمال الكردستاني، ويكمن السبب في النفوذ القوي للقوى الضاغطه في تركيا للحيلولة دون التوصل الى اتفاق، وما نسمعه من تصريحات تنسب الى اردوغان  وقلة من اقطاب حزبه وحكومته بشأن الحل المنشود لا يتعدى الأقوال ووعود أشبه ما تكون بالأنتخابية التي تدير الظهر للناخب بعد انتهاء الأنتخابات، ولا يغيب عن البال ان تركيا مقبلة على الأنتخابات، ناهيكم من أن المزاعم بخصوص الحل لا تشير الى صيغة الحل، كأن تكون حكم ذاتي، أو فيدرالية، أو نوع من اللامركزية.. الخ من الصيغ التي قد يرضى بها الكرد، رغم ان احداث العالم في السنوات الأخيرة اثبتت لا جدوى هذه  الصيغ وكيف انها لا تشكل البديل عن الاستقلال. ليس هذا فحسب، بل أن هنالك اشارات أقل ما يقال عتها، انها استفزازية للكرد، تصدر من مراكز القرار التركية المتباينة، والتي تقول بالقاء حزب العمال الكردستاني لسلاحه دون قيد أوشرط، وبلغت تلك الاستفزازات درجة من الوقاحة ان لم نقل اللااخلاقية في مطالبتها لمقاتليp.k.k بمغادرة وطنهم الكردستاني!! ففي 19-3-2013 قال (عصمت يلماز) وزير الدفاع التركي:( ان المفاوضات مع العمال الكردستاني لم تتضمن وقفاً لاطلاق النار بشكل متبادل) وأضاف :( ان لابديل عن مكافحة الحزب المذكور) أيp.k.k ومن يوم ازدياد الأقوال عن امكانية التوصل الى اتفاق بين الجانبين التركي والتركي، نجد غلاة المتعصبين والعنصريين الأتراك يندفعون الى  مسرح الأحداث مثل فتح الله كويلان المتشدد والمتستر بالدين الاسلامي الحنيف والذي كثرت لقاءاته في الاونة الأخيرة مع وسائل الأعلام على اختلافها، فضلاً عن انه صاحب نفوذ في الشارع  التركي، اضف الى ذلك، فأن دعوات شبه يومية معادية للكرد مهينة لهم تطفوا على سطح الاحداث في تركيا، مثال ذلك، استخفاف (سرهات كونار) رئيس جمعية المترجمين الأتراك باللغة الكردية وتحقيره لها، بانها غير حضارية ولا تتجاوز مفرداته ال 4000 مفردة والتي قالها على خلفية اقرار الحكومة التركية بحق الكردي في الدفاع عن نفسه باللغة الكردية في المحاكم.
   وفي كلمة ألقتها السيدة أمينة اردوغان عقيلة الرئيس اردوغان في مدينة سرت الكردية امام حشد من الكرد ضم رجالا ونساء منهم، ورد فيها ان حل الازمة التركية (وليس الكردية) ونجاح المفاوضات بين انقرة وp.k.k سيكون بفضل المرأة التركية، كل هذا من دون اية اشارة منها الى دور المرأة الكردية في الحرب  والسلم لأجل السلم والأستقرار في تركيا، فهي التي حملت السلاح على نطاق واسع ضد الحكومات الدكتاتورية العسكرية التركية وهي التي أسست منظمة (أمهات السلام) للغرض نفسه، واذا بالسيدة أمينة اردوغان كمن ترمي حصوة في الظلام في تجاهها لأسهامات المرأة الكردية من اجل السلام والحرية و الديمقراطية تنفي اي دور لها.
   ان على الوطنيين الكرد في تركيا وفي مقدمتهم حزب العمال الكردستاني وحزب الحرية والديمقراطية إتخاذ منتهى اليقظة والحذر حيال الالاعيب التركية، ويكفوا عن ممارسة (الحب من طرف واحد) فالدولة التركية التي رددت على امتداد السنوات الماضية تهديدات من قبيل (سنمحي اية دولة كردية حتى لو قامت في الأرجنتين) و(لن نسمح بقيام كيان كردي في سوريا).. الخ من التهديدات. ان هذه الدولة كيف تسمح أو توافق على قيام كيان كردي ديمقراطي داخل حدودها السياسية؟
   ما أوردته من مواقف عنصرية تركية، على سبيل المثال لا الحصر، ومع ذلك يبقى التوصل الى اتفاق سلام قائم على الاعتراف بالحقوق القومية للكرد في مصلحة الشعبين التركي والكردي، والذي من شأنه اذا تم ان يقبل تركيا في الاتحاد الاوروبي وهذا حلم يراود الاتراك منذ عقود، وان يحقق نجاحات عظيمة للكرد والتركي واقوام اخرى  في تركيا وللدولة التركية، وبعكس ذلك فأن تركيا ستغوص بشكل اشد من ذي قبل في بحار من الدم والدموع اذا ماطلت ومارست الحيل وذرت الرماد في العيون. على الحكام الاتراك ان يحولوا كلامهم الى افعال ويكونوا واضحين اكثر، لأن في ذلك خير شعبهم ووطنهم.
   ان المباحثات الحالية بين انقرة وp.k.k  في ضوء عدم وضوح الموقف التركي وضبابيته لن تقود الى الحل المرجو للقضية الكردية و لحقن دماء الابرياء من الترك والكرد وهيهات ان يلقي p.k.k سلاحه بعد نحو 29 عاما من النضال واستشهاد الالاف من خيرة أبناء وبنات الشعب الكردي من اجل الحرية لكردستان. والان فان جوابنا على السؤال العنوان (هل تتوصل الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني الى اتفاق سلام) كلا لأن الحكومة التركية والعناصر العنصرية فيها لن ترغب في السلام وحقن الدماء وان غداً لناظره قريب .
Al_botani2008@yahoo.com 

258
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   (دويلة الباوية)
في أجواء الانتماء للقبيلة لا الشعب وارض القبيلة لا الوطن العراقي، ورد في صحيفة (الشرق) العراقية: ان قبيلة الباوية تسكن ديالى في مقاطعتها( دويلة الباوية) والتي تبلغ مساحتها 12878 دونم ويمر فيها نهر باسمهم هو (نهر ديولة الباوية) وتحتوي (هذه الدويلة على 22 فخذاً، ومقر رئاستها في بيت سبع الخميس ويبلغ عدد رجالها اكثر من 3000 رجل).. الخ يقيناً ان لها علمها ايضاً!. ونتساءل من يمزق العراق الكرد والسنة أم القبيلة التي لم تترك للعراق سوى التخلف والعنعنات؟
•   تناقضات أهل السنة والجماعة.
في جمعة (نصرة الامام الاعظم )  قررت رابطة ائمة وخطباء الكرخ السنية ببغداد، غلق جميع المساجد فالتوجه لأداء الصلاة الموحدة في جامع الامام الاعظم، بالمقابل افتى مفتي اهل السنة والجماعة مهدي الصميدعي بتحريم غلق الجوامع والمساجد (داعياً الى اقامة الجمعة في مساجدهم)!! . ويفتي علماء الدين من السنة في المنصات بالثورة على المالكي. في حين حرم فقهاء المسلمين الثورة على الحكام المسلمين الا في حال خروج الحاكم على الدين!
•   المطلب الوحيد المقبول للعراقية.
في برنامج (وراء الحدث) بالجزيرة tvقال عدنان الدنبوس رداً على مطالبة الكرد بالاحصاء السكاني، ان ارجاء تنفيذه حصل بناء على طلب من العراقية! نتساءل: لماذا ترفض الحكومة مطاليب العراقية وتطارد قادتها، وتوافق على مطلب وحيد لها وهو رفض التعداد السكاني؟
•   من اقوال المالكي اللامسؤولة.
وإذ يحزن الجميع لماتردد عن  إنسحاب الكرد من الحكومة، طالعنا المالكي بقول لامسؤول، لما قال ان انسحاب الكرد غير مؤثر، وكان حرياً به وهو رئيس الحكومة، أن لايهدأ له قرار إلا بعودة الكرد إليها بالرغم من انهم لم ينسحبوا بعد، وذلك حرصاً على الوحدة العراقية التي ينادي بها اكثر من غيره.
•   الكرد.. خيار أم خيارات؟
هدد المسؤولون الكرد رداً على إقرار الميزانية بمعزل عن موافقتهم، بان هناك خيارات امام الكرد، اوحت بالانفصال والاستقلال، وهذه ليست المرة الاولى يلوح فيها القادة الكرد (بالخيارات الموحية بالاستقلال) ولكن مع وقف التنفيذ، الأمر الذي ينال من مصداقيتهم ويعمق من الاحباط في نفوس الكرد. سيعود الكرد في النهاية الى الحكومة والبرلمان العراقيين وهذا خيارهم الوحيد في هذه المرحلة.
•    شتان بين (الفرصة الاخيرة) و( نصرة الأمام الاعظم).
حبس العراقيون انفاسهم لايام وسط قلق عظيم ازاء تسمية جمعة 8-3-2013 بالفرصة الاخيرة التي اوحت بالثورة المسلحة واسقاط حكومة المالكي، الطريف، ان الجميع فوجئوا بتسمية الجمعة التالية يوم 15-3-2013 بجمعة نصرة الامام الاعظم!!
•   وفي العجلة الندامة.
بتأريخ 4-3-2013 قال نائب كردي مستقل في مجلس النواب العراقي ان (هذا الاسبوع سيشهد اجتماع رئيس الأقليم مع الفرقاء العراقيين) وها نحن نقترب من نيسان وليس في الافق مايشير الى انعقاده عليه انبذوا التسرع وتوخوا التأني.
•   مخترقة وطائفية.
قال خطيب جمعة سامراء، ان تظاهرات المناطق الغربية مخترقة داعياً الى (توحيد الطائفة السنية)! وطالب كامل الديمي عضو العراقية بطرد المندسين من تظاهرات الأنبار. اضافة الى عيوب كبيرة اخرى في هذه التظاهرات من شأنها ان تنفي الحق والعدالة عنها.
•   مصلون غير مرحب بهم!
قبل يومين من جمعة ( نصرة الأمام الاعظم) دعا أسامة النجيفي النواب من سنة وشيعة وكرد لأداء الصلاة الموحدة في جامع الامام الاعظم ولما حضروا الصلاة، ذكرت الأنباء بانهم لم يكونوا موضوع ترحيب المصلين بهم، وبدوا في اعينهم مصلون ثقلاء!
•   تحريم الاستعانة بالأستعمار!
حرم زعيم شيعي عراقي بارز في إطار المزايدة على الوطنية طبعاً الاستعانة بالدول (الاستعمارية) لاسقاط النظم الوطنية، وذلك يوم تردد بعزم لندن وباريس على تسليح المعارضة السورية، مسكين هذا الزعيم وقد نسي اوتناسى، انه لولا الاستعانة بالامريكان لما كان الشيعة اليوم يحكمون العراق، ولولا البريطانبون لما حكم السنة قبلهم العراق مدة (80) عاماً، ولولا المشاركة العسكرية الفرنسية والايطالية لبقي القذافي والحقت الهزيمة بمعارضية ولولا الاستعماران البريطاني والفرنسي لما تحررت الشعوب العربية من الدولة العثمانية.. الخ
•   عنتريات شعارات التظاهرات.
من شعارات المتظاهرين السنة في يوم الجمعة الماضي: ( نقطع يد كل من يطالب بالاقليم والتقسيم والفيدرالية) لقد غاب عنهم تصويت اكثر من 98% من الكرد في انتخابات عام2005 على الاستقلال فهل يقطعون ايادي شعب برمتها؟ ان معظم شعارات المتظاهرين السنة منفلتة غير حضارية معادية لابسط الحريات للأسف.
•   الصحفيون والملثمون والطائفيون!
في إحدى ساحات الاعتصام صدر قرار غريب من نوعه ساوى بين الصحفيين والارهابيين الملمثين والطائفيين حين دعا الى منع (الصحفيين والملمثين والطائفية) من دخول ساحة الاعتصامات، فهل الصحفيون ياترى كما الارهابيين والطائفيين؟
•   من الذي باع الوطن، السنة ام الشيعة أم الكرد؟
نددت هيئة علماء المسلمين السنية بترسيم الحدود بين العراق والكويت قائلة انه اتخذ خلل مرور العراق بظروف صعبة، ووجهت التنديد الى حكومة المالكي، والحال ان الذي فرط بالأرض العراقية هو نظام البعث السني، الذي اقتطع اجزاءً من العراق وسلمها الى ايران والكويت والسعودية والأردن وسوريا، وبالنسبة الى الكرد يكفي ان نعلم ان اي جزء ضمن مناطق نفوذ البيشمركة لم يقتطع اويلحق باي من الدول المجاورة لكردستان، الذي باع الوطن هو النظام السني السابق الذي يسعى الضاري الى اعادته الى العراق ولاجل بيع مزيد من الارض العراقية الى هذه وتلك.
•   الضاحكون على الذقون.
قال وزير الخارجية الامريكية، (ان بلاده لاتدعم أيا من الاحزاب  المصرية) لكنها تكاد تكون الداعمة الوحيدة للاخوان المسلمين، وادعى اردوغان انه يقف على مسافة واحدة من الكرد والعرب وغيرهم، وهو المنحاز حتى النخاع للاتراك، وزعم النائب عدنان المياحي (ان اغلاق المنافذ الحدودية العراقية مع سوريا يأتي لمنع تسلل الارهابيين من اجل تهريب الاسلحة الى العراق وان الجيش العراقي لم يتدخل الى جانب النظام السوري، ترى هل ينطلي زعمه البائس على احد بعد تحول العراق الى ممر للسلاح الايراني الى سوريا؟.. الخ.
•   حقدا على مبادرات البارزاني.
قبل اكثر من عامين يوم اعلن البارزاني عن مبادرته لحل الازمة في العراق وقبل ان ينعقد اجتماع اربيل، اعلنت المراجع الدينية في النجف عن مبادرة لها في الاتجاه نفسه وفشلت، واليوم اذ تتجه الانظار الى البارزاني للبدء بمبادرة جديدة يدعو التيار الصدري الى مبادرة لحل الازمة!!
•   الانفتاح التركي على الكرد!
ليس هناك من خطوة جادة للأنفتاح على الكرد من جانب تركيا، وقصف الاخيرة لكردستان العراق واعتبارp.k.k منظمة إرهابية مع عدم صدور عفو عن اوجلان، ومطالبةp.k.k بالقاء السلاح ومغادرة البلاد!!.. الخ يعد اصدق انباء من انفتاحها الكذب، ومن عنصريتهم ماقاله (سرهات كونار) رئيس جمعية المترجمين الاتراك، ان اللغة الكردية غير حضارية وهي ضعيفة لاتتجاوز مفرداتها ال4000 كلمة .. الخ من تحقير للغة الكردية.
•   فضل المرأة التركية!!
فيما يشبه رمي حصوة في الظلام، قالت أمينة اردوغان عقيلة اردوغان في مدينة سرت الكردية ان حل الازمة التركية ونجاح المفاوضات غير المباشرة بين انقرة وp.k.k المحظور سيكون بفضل المرأة التركية!! في وقت وقف فيه العالم على امتداد السنوات الماضية على نضال النسوة الكرديات ومنظمتهن (امهات السلام) لحقن الدماء في تركيا ولم تصدر اية مبادرة لحل الأزمة ليس من النسوة التركيات فحسب بل ومن الرجال الترك من الحكام أيضاً.
•   وما يدري قادة القاعدة بأي أرض يقتلون؟
قتل مختار بلموختار وكان من قادة القاعدة ومن اصل جزائري في (مالي) وقبله قتل بن لادن في باكستان والزرقاوي في العراق .. الخ يقينا ان القتل سيكون مصير بقية قادتها ولكن أين؟
•   موت تشافيز.
قبل موت تشافيز بايام قليلة وصف مقربوه التنبؤات بموته بالشائعات السخيفة وقالوا: نحن واثقون من انتصاره على المرض ومات تشافيز ولم تكن الشائعات سخيفة وانتصر عليه المرض ولم ينتصر عليه ولم يبعث مع المهدي المنتظر كمى ادعى احمد نجاد.
Al_botani2008@yahoo.com

 

259
المالكي يضع اكراد العراق أمام خيارات صعبة

عبدالغني علي يحيى   
    تحت عنوان المالكي يضع اكراد العراق أمام خيارات صعبة .
(maliki puts kurds on spot over oil payments)
أجرت وكالة المونيتير الامريكية المختصة باسطلاع  الاراء حول الاحداث الساخنة في العالم، ومن ثم عرضها (الاراء) على الشعب الامريكي، مقابلة مع عدد السياسيين الكرد والمختصين في قضايا مثل الموزانة، تضمنت عدداً من الاسئلة حول الميزانية العراقية لعام 2013 والمصادقة عليها من قبل البرلمان العراقي رغم مقاطعة الكتلة الكردستانية لها ومصير التحالف الشيعي – الكردي وحول ما ستتخذه حكومة اقليم كردستان من اجراءات قانونية رداً على إمرار الموازنة.
    المقابلة نشرت باللغتين العربية والانكليزية، واليكم النص الكامل لأجوبة الكاتب السياسي عبدالغني علي يحيى على اسئلة المونيتير: 
س: كيف تنظرون الى المصادقة على الميزانية العراقية لعام 2013 من قبل مجلس النواب العراقي رغم مقاطعة الكتلة الكردستانية لها؟
ج:
عمل مخالف لمبدأ التوافق الذي ساد الحياة السياسية لفترة في العراق بعد عام 2003ولو على نطاق ضيق، وستمهد المصادقة حتماً الى تشكيل حكومة الاغلبية التي نادي بها أئتلاف دولة القانون بالاخص والتحالف الوطني الشيعي بشكل عام. والتي يعارضها الكرد والسنة وربما اطراف اخرى كذلك. في الوقت نفسه وبتجاهل مطالب الكتلة الكردستانية في الميزانية دون سائر مطالب الكتل الاخرى، فان الصراع الاثني في العراق سيتعمق اكثر فأكثر، وسيتم تجاهل رغبات اخرى للكرد في المستقبل ما يدفعهم الى الشعور بالغبن والتمييز.
س: هل تعتقدون ان ماجرى نهاية للتحالف الشيعي الكردي؟
ج:
كان هذا التحالف قولا بلا فعل ان جاز التعبير منذ انبثاقه قبل سنوات، حيث لم يترك بصمات تذكر في الاحداث العراقية، وعندي انه سيكون التحالف الاخير بين المكونات الاجتماعية العراقية المتباينة اثنياً وطائفياً، فالاصطفاف الاثني والقومي الحاد لن يدع قيام هكذا تحالفات في المستقبل، من الظهور ناهيكم من ان الجبهات الشمولية ان جاز القول في تأريخ العراق كانت ذات عمر قصير ومن دون ان تتمكن من تحقيق اهدافها كما أنها غالبا ما كانت تنتهي بالاحتراب بين اعضائها.
س: اعلنت حكومة أقليم كردستان في بيان لها انها سوف تتخذ اجراءات قانونية وسياسية ضد تصديق الميزانية بمعزل عن اخذ رأيها  وموافقتها، ماهي طبيعة الاجراءات التي ستنتخذها؟.
ج:
بعد إقرار الميزانية، نسب الى حكومة الاقليم عزمها على الاستقلال اقتصاديا في مجال  النفط عن الحكومة المركزية وبود القول اني لست ناطقا باسم الحكومة الاقليمية، واذا علمنا ان اقليم كردستان في حدود  خط العرض ال36 شبه مستقل منذ عام 1992، فان ما يقدم عليه في رأي هو استقلال اقتصادي شبه مستقل ايضا ويتوقف نجاح  حكومة الاقليم في انجاز استقلال اقتصادي على مدى تجاوب المجتمع  الدولي وبالأخص تركيا والغرب معها، وأرى، أن اي حل للصراع الدائر بين الحكومتين المركزية العراقية والاقليمية الكردستانية، والمكونات الاجتماعية العراقية كذلك لن يتم من دون تقسيم العراق وقيام ثلاث دول فيها: شيعية وكردية وسنية.   

260
حول فكرة تقسيم العراق المثيرة للجدل

عبدالغني علي يحيى
(ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وضع الكتل السياسية بين خيارين يتمثلان بتقسيم البلاد أو الحرب الطائفية).
   هذا ما قاله نائب عن التحالف الكردستاني لوكالة السومرية نيوز والذي اتهم المالكي ايضاً ب(حمل أجندة تقسيم العراق) عداه فان ممثلي ائتلاف (العراقية) السني وممثلي اطراف سياسية اخرى يوجهون التهمة نفسها وباشكال مختلفة الى رئيس الوزراء العراقي، الذي بدوره يواجه السنة والكرد بالتهمة نفسها وهكذا راحت المفردة التقسيم تطغى بشكل لافت على دونها من المفردات هذه الأيام على المشهد السياسي العراقي خلل تصعيد بالأزمة العراقية التي إرتقت إلى مستوى الأزمات الدولية المزمنة التي تهدد السلم الاقليمي والعالمي بالخطر، بعد ان جعلت من السلم الاهلي في خبر كان. وراحت تجثم ككابوس على صدور العراقيين، ما يستدعي أيجاد حل يحول دون نشوب حرب اهلية، يشارك فيها الجميع ويحترق فيها الجميع. والراصد لصراع المكونات: الشيعة والسنة والكرد، هو توجهها للبحث عن حلول سبق وان تكللت بالفشل، مع نفيها الدائم لحل صائب ووحيد كفيل بوضع حد للمعاناة العراقية والذي نأتي على ذكره لاحقاً. فالشيعة لاجل أحكام قبضتهم على مقاليد الأمور يعزفون على وتر العراق الموحد ورد التقسيم، وهذا عين ما كان يفعله الحكام العراقيون السابقون بوجه المطالب القومية للكرد. فيما يرفض السنة نظام الاقاليم والفيدرالية، نزولاً عند حلم يزين لهم استرداد السلطة التي الت إلى الشيعة منذ عام 2003 وبدعم مزدوج أمريكي وايراني، وافصحوا عن الحلم بدعوات الى اسقاط حكومة المالكي من غير ان يضعوا ببالهم، ان أسقاطها، يستلزم توفر شرطين، الأول، ان يقوم فصيل في العسكر الشيعي بانجاز اسقاط الحكومة الشيعية، لأن اسقاط الحكومة يتم على يد العسكر التابع للمكون الحاكم، وتأريخ حكم السنة في العراق زاخر بالأمثلة على ذلك، فالنظام السني الملكي أزيح عام 1958 على يد انقلاب عسكري سني، واسقطت الحكومات العراقية السنية في أعوام: 1963 و 1963 أيضاً و1968 من قبل الجيش السني التابع للمكون السني.
   وهكذا فأن قلب الحكومات العراقية في الماضي كان هماً وصناعة سنيتين، ولقد ادرك الكرد في وقت مبكر هذه الحقيقة، عندما لم ينادوا بأسقاط الحكومات العراقية وفضلوا المطالبة بحقوقهم القومية لا غير، وحسناً فعلوا ذلك، فالحركات القومية لا ترفع شعار اسقاط السلطة سواء اكانت سلطة احتلال أو سلطة وطنية، وتركز فقط على انتزاع حقوقها الوطنية من المقابل الحاكم، ولا ننسى ان سنة العراق صاروا في موضع الكرد منذ عام 2003.
   اما الشرط الثاني لأسقاطها، فهو التدخل الخارجي، فلو لا الاحتلال البريطاني للعراق في الحرب العالمية الأولى، لما كان بوسع العراقيين الاستقلال عن العثمانيين، ولولا الولايات المتحدة، لما كان متوقعاً انهيار حكومة ونظام السنة عام2003 ويقوم محلهما نظام وحكومة شيعيان بدعم مزدوج امريكي وإيراني كما اسلفنا، ولن يغير من وضع السنة والكرد شيئا استبدال حكم المالكي باخرى غيرها، وهذه الأخرى ستكون شيعية حتما مثلما لم يغير من وضع الكرد والشيعة، استبدال حكومات سنية باخرى سنية في الماضي، وعلى السنة والكرد ان لايراهنوا على الخلافات الشيعية- الشيعية، فالفصائل الشيعية مهما استفحل الخلاف بينها فأنها تبقى متفقة وموحدة بوجه السنة والكرد.
  عبثاً يحاول الكرد حمل الحكومة العراقية لتطبيق المادة (140) الدستورية بالاساليب القانونية، والاكثر عبثية، ان يحقق السنة حلمهم المستحيل في استرداد الحكم الذي فقدوه عبر الرهان على تظاهراتهم، بعد أن صاروا في الموقع نفسه الذي كان عليه الكرد والشيعة في السابق، وسوف تتراجع قضية السنة العادلة ما لم يتخلصوا من وهم استرداد السلطة، ويطلبوا بدلاً من ذلك دولة عربية سنية في وطنهم الذي اصطلح على تسميته بالمثلث السني- وفي حال اصرارهم على حلمهم فسيفقدون انذاك كامل مثلثهم ويلجون نفقاً مظلماً الى اجل غير منظور. وسيكون حالهم حال السنة كردا وبلوشاً وغيرهما في إيران وبئس الحال.
   لم يكن التقسيم أبداً، مطلبا استعمارياً أو اسرائيليا واضيف ولا ايرانيا أو تركيا كما يدعي بعضهم عن جهل وخطأ، والاصح ان نقيضه كان وما يزال، اي الوحدة، المطلب الذي لايحيدون عنه وصار شعارهم(وحد تسد) وليس (فرق تسد) ولو ارادت تلك الاطراف تقسيم العراق لكانت قد نجحت في ذلك أيما نجاح وقبل عقود. ويقدم المتشبثون بالوحدة العراقية من شيعة وسنة خدمة لاتقدر بثمن الى تلك الاطراف. لقد اسس الانكليز الدولة المصطنعة العراق وفرضوا الوحدة القسرية على شعوبها، وبسببها نشبث الحروب والمنازعات ودامت فيما بينها والى يومنا هذا، وحال الامريكان يوم احتلالهم للعراق عام2003 دون تفكيك تلك الوحدة، حتى الفيدرالية للعراق عندهم بمثابة ابغض الحلال، وطالما بقي العراقيون من شيعة وسنة، والكرد بشيء من الاستحياء وعن غيري قناعة، رافضين للتقسيم، فأنهم وبالأخص الشيعة والسنة بذلك ينفذن مطلب تلك الاطراف الدولية والاقليمية من حيث لا يشعرون.
   ان الشيعة والسنة وعراقيون أخرون اذ يلتقون في الموقف من التقسيم، فانهم يفضلون تلقائيا الحرب الأهلية عليه حتى إذا طالت عقوداً اخرى من السنين وتسبب في جعل الدماء تسيل جداولا وانهارا، من غير ان يلتفتوا الى التجارب الانفصالية الأستقلالية على صعيد العالم التي لاتحصى مثل تقسيم: الاتحاد السوفيتي وجيكوسلوفاكيا  ويوغسلافيا، فانفصال تيمور الشرقية عن اندنوسيا وجنوب السودان عن شماله وقبلهما ناميبيا عن جنوب أفريقيا واريتريا عن اثيوبيا-وهناك حراك انفصالي في قلب اوروبا وكندا.. الخ لذا على العراقيين أن يختاروا أحد الاثنين، اما التقسيم ومن ثم السير على خطى التجارب الانفصالية اعلاه والتي وضعت حدا للحروب في بعض من تلك الاقطار او فوتت الفرصة على اندلاعها في اقطار اخرى،  واما الحرب الاهلية. وهيهات ان يطيق العراقيون بعضاً بعضاً بعد كل الذي جرى ويجري، وهيهات ان يحل يوم  يكونوا فيه متساوون امام القانون وكأسنان المشط او (لافضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى) لذا عليهم، العراقييون، اتخاذ موقف عقلاني وشجاع من قبل ان يأتي يوم يعضون فيه اصبع الندم، مثلما عضه العرب والفلسطينيون حين رفضوا تقسيم فلسطين. ان العراقيين في الوقت الذي يردون فيه التقسيم، عليهم ان يعلموا أن كلا من ايران وتركيا قد قطعتا شوطاً كبيرا باتجاه تقسيم العراق فيما بينهما وحققتا الى الان نجاحاً لايستهان به، وبالنتيجة سيكون المتضرر الأول والاخير الشعوب العراقية من وراء تنامي نفوذ القوتين الاقليميتين على العراق فتقسيمه بشكل مباشر أو غير مباشر عليهما، ولقد اعذر من أنذر.
•   كاتب سياسي- العراق
     (الشرق الاوسط)


261
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   أخزاهم، المقاتلون بالأحذية !
لما رمت النائبة عالية نصيف النائب سلمان الجميلي بحذائها وصف بعضهم تهكماً الحادث بواقعة الحذاء، ومن يوم رمي بوش بالحذاء من قبل صحفي عراقي، فان القتال بالأحذية صار ظاهرة، فقبل أسابيع رمى شاب عراقي ببريطانيا (بول بريمر) بحذائه وهو يقول أنه (رسالة من الشعب العراقي) والشعب أرفع من ان يقاتل بالأحذية، وفي الذكرى الـ34 للثورة الاسلامية في ايران قذف العشرات في قم علي لاريجاني بالأحذية، واثناء انعقاد الدورة (12) لمنظمة التعاون الاسلامي في القاهرة رشق سوري نجاد بحذائه. ويقول التأريخ ان صلاح الدين الايوبي عندما اقترب من سور الموصل لاقتحام الأخيرة بعث باحد مقاتليه ليبارز مقاتلاً في الطرف الاخر، إلا ان أحدهم قذف بقوة حذاء اصاب رأسه وأدماه واعادوا به الى صلاح الدين غارقاً في دمه، ولما علم صلاح الدين بالحادث، امر جنده بالأنسحاب قائلاً: ان قوماً يقاتلون بالحذاء لا يستحقون المنازلة.
•   الجيل الخامس للقاعدة !
ذكر مصدر أمني العراقي ان الجيل الخامس من خلايا القاعدة النائمة في العراق يستعد لضرب مراقد الكاظمية والنجف وكربلاء وسامراء، مضيفاً ان الجيل تشكيل عراقي وعربي ذو قدرات امنية عالية يصعب على الاجهزة الامنية العراقية الكشف عنها!
يذكر أنه على إمتداد الشهور الماضية كان القادة العراقيون يزعمون بافول القاعدة ومغادرتها للبلاد، والآن يقدمون وصفاً لها يوحي بأنها قوية لا تقهر !
•   فتى الشرق والغرب المدلل !
كشف سامي العسكري عن (إستحسان امريكا للطريقة التي يدير بها المالكي العراق، وفي الوقت عينه تطالعنا ايران بين حين وآخر بتمسكها بالمالكي، ومثلما كان صدام حسين مدعوماً من امريكا والاتحاد السوفيتي السابق ضد إيران فان الاخيرة وامريكا الآن تدعمان المالكي، ولكن ضد من، ضد الشعب طبعاً. على المعارضين للمالكي ان يأخذوا هذه الحقيقة المرة بنظر الاعتبار.
•   نهج الكويت.
شبه النائب عبدالسلام المالكي نهج الكويت في ترحيل العراقيين من أم قصر واحلال الكويتيين محلهم بنهج اسرائيل في ترحيلها للفلسطينيين واسكان اليهود محلهم، نسي المالكي ان صدام فعل الشيء نفسه مع الكرد، فيما يقوم النظام الحالي بالأبقاء على نهج صدام سواء في ابقاء العرب الوافدين في كركوك أو ترحيل السنة من بغداد وصدق المتنبي حين قال: لا تنه عن خلق وتأتي مثله... عار عليك اذا فعلت عظيم.
•   وزير الشعب !
بعد استقالته كوزير للمالية، أطلق متظاهرو صلاح الدين لقب وزير الشعب على رافع العيساوي الذي يواجه تهمتي الفساد المالي والأرهاب. لقد مضى زمن الالقاب (أمير الشعراء) و( شاعرالعرب الاكبر) و(عميد الدب العربي) و( شاعر الشعب) وحلت محلها القاب تطلق على المتهمين باللصوصية والأرهاب، وليس كل ما يقوله النظام العراقي بحق خصومه باطل.
•   ما لا يحبه لنفسه يحبه للأخرين!
ينصح النجيفي والمطلك وزراء العراقية بالأنسحاب من الحكومة في حين تجدهما متشبثين بمنصبيهما وهما من قادة العراقية وكان الاولى بهما ان ينسحبا من الحكومة قبل انسحاب وزراء العراقية منها.
•   لا تصدقوا (الصدريين) وإن صدقوا!
إتهم التيار الصدري المالكي باغراء نوابه بأموال وسيارات مصفحة لاستمالتهم، في وقت دعا زعيم التيار السنة الى اسداء الشكر لحكومة المالكي لاطلاقها سراح بعض السجناء السنة ووقف الى جانب دولة القانون يوم التصويت على الميزانية وو .. الخ من الاحداث التي تواجه عدم مصداقية التيار بالحقائق.
•    استخدام المال العام لنصرة الحرام.
ندد متظاهرون في سامراء الحكومة العراقية باستخدامها للمال العام لخنق اصوات الصحفيين. ونقول لأولئك المتظاهرين، ان هذا المال يستخدم في شراء اصوات الناخبين والاسلحة الثقيلة لمواجهة الشعب بها في المستقبل، باختصار ان المال العام  في العراق يستخدم لنصرة الحرام.
•   (التقسيم) يعلو ولا يعلى عليه!
والتقسيم على كل لسان.. اتفقت فرنسا وروسيا على عدم تقسيم سوريا، وفي حادث منفصل اكد (بوغدانوف) على ذلك. وقال معاذ الخطيب: (ان وحدة سوريا خط احمر وسنقاتل دون تقسيمها) وسوريا انفصلت عن مصر في وقت سابق. ورفض حسن نصرالله (تقسيم سوريا) وفي اليمن يشتد حراك الجنوبيين من اجل الانفصال وبلغ الأمر بعلي  عبدالله صالح الى نبذ الانفصال، اما في العراق فقد حذر مقتدى الصدر من تقسيم العراق. بالمقابل تتزايد الدعوات الى الانفصال تصريحاً وتلميحاً، الحزب الاسلامي في الفلوجة قال: (ان خيارنا التقسيم في حال عدم تلبية مطاليبنا) .. الخ فهل ينتصر التقسيم في النهاية بعد ان فشلت الوحدات القسرية؟
•   لا فضل (لتركي) على (كردي) إلا بالتقوى!
في خطاب غريب من نوعه لافت زعم اردوغان أن لا فرق بين الكردي والتركي، وان القوميات في تركيا متساوية بشكل اوحى وكأن في تركيا: لافضل لتركي على كردي إلا بالتقوى وان الناس هناك سواسية كأسنان المشط، والحال، انه لم يتم الى الان حل القضية الكردية هناك، وكل ما في الامر وعود وتسويف مع استمرار الحرب على الكرد سواء على كرد الشمال أو الجنوب من كردستان، فعن اية مساواة يتحدث اردوغان الغارقة حكومته في العنصرية حتى أذنيها!
•    كل الابواب في العراق مفتوحة على الحرب.
في  1شباط 2013 قال صدرالدين القبانجي إمام جمعة النجف ان العراق على ابواب الحرب الاهلية، وبعده باكثر من شهر قال المالكي ان العراق على أبواب الحرب الطائفية. على وزن (كل الطرق تؤدي الى روما) فان كل الابواب في العراق تؤدي الى الحرب.
Al_botani2008@yahoo.com




262
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب
       
 
                                                                                                                         عبدالغني علي يحيى.
•   جيران السوء.
تواصل تركيا قصفها لكردستان العراق وتعمل على تقليل حصة العراق من مياه دجلة والفرات، فبما تواصل ايران حسب اياد علاوي ضخ الأسلحة والمتفجرات الى العراق. ونجم عن هذا حرق متظاهرين في السليمانية للعلم التركي، وفي تكريت اشعل النار في العلم الايراني، فو الله لو كان الوطن حقيبة لحمل العراقيون بلدهم بعيداً عن هذين الجارين .
•   رحيله لن يوقف العنف!
أفاد الأسد (ان رحيله لن يوقف العنف في سوريا، وأن تجارب مصر واليمن وليبيا تشهد على ذلك) قد يكون في قوله شيء من الصحة مرده فشل الاسلاميين وغيرهم على ادارة تلك البلدان، لكن لولا ظلم الاسد وعنفه لما انلعت الحرب الاهلية في سوريا ولما كان هناك عنف.
•   مخصصات خطورة ولكن لكل العراقيين!
تظاهر عمال ادوية نينوى مطالبين بمخصصات (خطورة) لهم ونظام مخصصات الخطورة معمول به في المشاريع الخطرة ، في حين ان الخطورة تهدد العراقيين كلهم في : الدور والجوامع والمقاهي والشوارع والاسواق ..الخ فماذا لو طالب العراقيون بتلك المخصصات لكل فرد وعائلة ؟
•   كل العراق مخيم ليبرتي .
طالب النائب لطيف مصطفى الحكومة العراقية بحماية سكان مخيم ليبرتي بعد الهجمات التي تعرضوا لها، ولقد كان حريا به، المطالبة  بحماية( 5 ) احياء للسنة في بغداد تواجه حملة اغتيالات وتهجيراً عرقياً ، وان يطالب بحماية التركمان الذين تتسع دائرة قتلهم و اضطهادهم وبحماية الكرد من غارات الطائرات التركية، والصابئة من الفتك بهم في الجنوب ...الخ.
•   العراقية قلقة.
ابدت (العراقية) القلق ازاء ما سمته بالتقارب بين الشيعة والكرد ورأت فيه اضعافاً للسنة. ترى اين كانت العراقية يوم دخل الشيعة والكرد في تحالف رباعي مازال قائماً؟ الم يكن الاولى بها ان تسبق الشيعة الى التحالف مع الكرد سيما وانهما يعيشان وضعاً مماثلاً؟
•   هل جميع السنة صدام حسين؟.
قالت العراقية: (ان الشيعة والكرد ينظران إلى السنة  وكأنهم جميعاً صدام حسين). أو ليس محقان في نظرتهما امام رفع المتظاهرين لاعلام نظام صدام وصورته ومطالبتهم باطلاق سراح رجاله و الغاء المادة (4) وقانون المساءلة والعدالة..الخ من المطاليب البعثية الصدامية؟
•   ما يشبه الظواهر الفلكية.
وصفت فضائية التغيير العراقية وصول وزيري الخارجية والنقل العراقيين الى الكويت بعد 22 عاماً من القطيعة بين العراق والكويت وعبر الجو (بالحدث النادر) ماذكرنا بظواهر فلكية عن مرور اجرام سماوية بالقرب من الأرض كل مئة او الف سنة مرة!
•   أسف علماء دين كرد
اعرب اتحاد علماء الدين في كردستان عن أسفه لعدم تلبية الحكومة العراقية لمطالب المتظاهرين السنة، وكان حرياً به ان يأسف لعدم تلبية الحكومة لمطالب الكرد بخصوص قوات دجله واستفزازاتها للكرد في المناطق المتنازع عليها..الخ والانكى من كل هذا، ان جزءاً كبيراً من مطاليب المتظاهرين يناهض المادة (140) والفدرالية و حقوق قومية للكرد.
•   أول الغيث (قنابل مسيلة للدموع) !
حسب (الغارديان البريطانية) ان الحكومة المصرية انفقت اكثر من مليوني دولار على شراء القنابل المسيلة للدموع لمواجهة التظاهرات الاحتجاجية ضدها، بلا شك ان شراء الدبابات والاسلحة الثقيلة لمجابهتها ستليه. هذه هي ديمقراطية الاخوان في مصر.
•   في العراق التطهير شيعي وسني وآخر.
يمارس الشيعة تطهيراً عرقياً في (5) احياء بغدادية بحق السنة لحملهم على مغادرة العاصمة، وفي (طوز خورماتو) هددت رسائل التركمان بمغادرة الأخيرة، ومنذ شهر يتعرض الصابئة المندائيون الى العنف والاضطهاد في (ذي قار) للغرض نفسه.
•    من يزرع الطائفية يحصد الطائفية
هدد المالكي بأحالة كل من يتحدث بالطائفية أو يروج لها إلى القضاء، ناسياً ان النظام مبني على المحاصصة الطائفية التي راحت تجذر الطائفية بمرور الأيام، ومتى ما تم القضاء على المحاصصة آنذاك يحق له مقاضاة الطائفيين، ومن يزرع الطائفية يحصد الطائفية.
•   سلاماً على الحكومة والبرلمان والاحزاب والعملية السياسية.
صرح النائب علي الصجري، من ان مطالب المتظاهرين تنفذ من خلال لقاء بين المرجعيات الدينية، ما يعني ان ليس هناك برلمان وحكومة وتوافق..الخ وإلا ما معنى وسط كل هذا، ان تقوم المرجعيات الدينية بحسم الامور، وفوق هذا لماذا لا تنفذها؟
•   مطالب عديمي الاحساس والشعور.
نادى متظاهرو الموصل باطلاق سراح العسكريين الموالين للنظام السابق ورد الاعتبار اليهم واعتبارهم (أبطالاً) غير آبهين بمشاعر الكرد والشيعة الذين تعرضوا الى الابادة الجماعية والانفال وضرب حلبجة بالسلاح الكيمياوي وتجفيف الاهوار..الخ من الجرائم التي يستحق عليها مرتكبوها الشنق مثنى وثلاثاً ورباع.
•   من غريب المطالب في العراق.
تزداد مطالب العراقيين باستمرار وبينها مطالب غريبة ويا لكثرتها، من هذه المطالب، ما طالب به مواطنون في ديالى بترحيل المسؤولين عن محلاتهم لقطع دابر الطريق على التفجيرات التي تطالهم بسبب اولئك المسؤولين !!
•   اشتداد محنة التركمان.
يتعرض تركمان طوز خورماتو منذ فترة الى عمليات قتل وتدمير اذ ادت عمليتان ارهابيتان الى قتل وجرح العديد منهم، وقبل أيام تسلموا رسائل تهديد بقتلهم ان لم يغادروا المدينة، وفي كركوك وتلعفر فان حالهم اسوأ. وفي ليلة ½/3/2013 أطلق مجهولون النار على منزل حسن توران رئيس مجلس محافظة كركوك.. والمحنة تتواصل.
•   (فوائد) قوم لقوم (مصائب) !
نوه المالكي إلى ان (انتصار المعارضة السورية سيؤدي الى نشوب حرب اهلية في العراق) وطائفية في لبنان وتمزيق للأردن حسب بعضهم، ولم يأخذ المالكي بباله ان الحرب في العراق سبقت العنف في سوريا بسنوات وان عدد قتلاها يفوق باضعاف قتلى الحرب السورية.
•   كل الحكام ملاعين الاماندر!
وصف المرجع الديني النجفي، الحاكم بالملعون اذا لم يقيم العدل، واقول انه على مر التأريخ قلما وجد حاكم عادل، وكان حريا بسيدنا المسيح القول: (من السهل ان يدخل الجمل ثقب ابرة من ان يدخل (الحاكم) ملكوت السموات) بدل دخول (الغني) فيها.
•   اردوغان ... هل هو عاقل؟
من غريب ما سمعناه عن اردوغان رفضه منح مقاتلى حزب العمال الكردستاني عفواًَ عاما في الوقت الذي يتفاوض مع اوجلان قائد اولئك المقاتلين لحل المسألة الكردية في تركيا، ومن غريب ما صدر عن الحكومة التركية مطالبتها بمغادرة مقاتلي الحزب المذكور للبلاد علما ان الكرد هم السكان الاصليون في تركيا!!
•   تخبط السنة في العراق:
اشار عبدالملك السعدي الى صراع سني- سني على قيادة المظاهرات. وطالب خطباء في الرمادي بتنحية علاوي من رئاسة العراقية وبرز شعاران للجمعة الماضية (العراق خيارنا) و( زيفكم لن يدوم) ويتنافس على قيادة السنة (الاخوان المسلمون) و( البعث) و(القاعدة) وجاء في الاخبار ان استقالة العيساوي تستلزم قانونيأ موافقة مجلس الوزراء. وقال رجل دين ان نقل صلاة الجمعة يخالف الشريعة وافتى السعدي بعدم جواز تعددية اقامة الجمعة في المدينة الواحدة. وفي المظاهرات من يطالب بالتقسيم والفدرالية والوحدة العراقية...الخ
•   الرضوخ لتركيا في كل العهود:
طالب برلمانيون كرد حكومتا اربيل و بغداد باتخاذ موقف من الاعتدءات التركية على كردستان العراق. ونقول لهؤلاء ولغيرهم من الذين يستسهلون مقاومة تركيا، انه مكتوب على العراق الرضوخ لمشينة انقرة منذ قيام الدولة العراقية ، وهيات التخلص منا بسهولة و بسبب من هذا الرضوح يظل استقلال العراق ناقصَاَ.
Al_botani2008@yahoo.com


263
كلمة حق في مجاهدي خلق.

عبدالغني علي يحيى
    في تطور لافت، حث وفد من مجلس النواب الأمريكي عقب لقائه بزعيمة المعارضة الأيرانية مريم رجوي في باريس، الرئيس الامريكي باراك أوباما على اعتبار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة بديلاً عن الحكومة الأيرانية. وفي اللقاء أعرب الوفد عن دعمه للمنظمة هذه. ويعد هذا التطور الثاني من نوعه بعد الغاء صفة الأرهاب عنها في وقت سابق، من حيث الانفتاح الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام على مجاهدي خلق.
    وقد يكون لحادث الاعتداء المروع على سكان مخيم ليبرتي الخاص بأنصار المنظمة في العراق والذي اودى بحياة (6) اشخاص بينهم امرأة وجرح اكثر من (50) شخصاً واحداً من الأسباب التي ايقظت الضمير العالمي الحي تجاه ما تتعرض له المنظمة من ظلم وغبن منذ عقود. علماً ان أعتداءً آخر كان قد طال الأخيرة عندما كان انصارها في مخيم أشرف والذي خلف ضحايا كثيرة بين قتيل وجريح زادت من تعاطف العالم المتمدن وعشاق الحرية مع مجاهدي خلق احدى اقوى وانشط المنظمات السياسية الايرانية المقاومة للنظام الأيراني، دع جانباً عمليات الأغتيال التي لا تحصى والتي شملت أعضاء هذه المنظمة على يد الحكومة الايرانية، واذا علمنا ان الأعتداء على ليبرتي كان من عمل واثق البطاط رئيس حزب الله العراقي والمقرب جداً من ايران والذي اعلن مسؤوليته عنه، الاعتداء، عليه فأن الاعتدائين من عمل إيران ويصنفان على أرهاب الدولة (ايران) في الوقت عينه، وهاتان العمليتان لا تعدان الوحيدة، تصدر من الحكومة الايرانية، فقد سبق للأخيرة وان أرتكبت عمليات عدة مصنفة على الأرهاب، ليس بحق هذه المنظمة فقط وإنما بحق المعارضين الأيرانيين كافة، ومن مختلف الاحزاب والقوميات والأديان والطوائف بل وامتدت لتغطي بلداناً في أنحاء العالم.
   بالمقابل وعلى إمتداد عقود لم تقم مجاهدي خلق لا في ايران ولا خارجها بأية عمليات إرهابية، ولم يتردد أسمها في قائمة المنظمات التي مارست العمليات الأرهابية مثل منظمة القاعدة والجهاد وحزب الله اللبناني وانصار الأسلام و يوكوحرام وغيرها من المنظمات الأرهابية التقليدية، وفوق هذا فأن الغرب لم يكن يميز بينها (مجاهدي خلق) وبين الحكومة الايرانية، في وقت كان حرياً به أن يشطب مجاهدي خلق من قائمة المنظمات المصنفة على الأرهاب منذ زمن. ان ضرب المركز التجاري العالمي في نيويورك وعمليات الأرهاب التي وقعت في مدريد وموسكو ولندن وباريس وفي السفارتين الامريكيتين في أفريقيا..الخ من العمليات، لم يكن من صنع مجاهدي خلق كما لا يقبع في غوانتانامو والسجون السرية الأمريكية حول العالم أي فرد من (مجاهدي خلق) فمن أين جئتم بهذه التهمة الظالمة والباطلة لتلصقوها دون وازع من ضمير بها؟ وبالمقابل ايضاً، نجد ان سجل الحكومة الايرانية على مدى الأعوام الماضية حافل باشكال الأرهاب.
   ان عدم التمييز بين مجاهدي خلق والحكومة الايرانية من جانب الغرب حالة مثيرة للأهتمام تستدعي  من المرء التوقف عندها والتفكير ملياً فيها، بالرغم من ان هنالك حالة اخرى وربما اكثر تفيد باجتماع المتناقضات على دعمها، منها وهذا على سبيل المثال، ان الحكومة العراقية الحالية مدعومة من الحكومتين الامريكية والايرانية في ان معاً، ما يدفع بالمرء الى الشك في مصداقية التعاطي الامريكي الغربي مع إيران والمتسم بالعداء ضد الاخيرة، وبالعكس، اي المواقف الايرانية حيال الغرب. وبخصوص الموقف من مجاهدي خلق، فان السياسة الامريكية والغربية تجاه الصراع الدائر بين المنظمة الايرانية والحكومة الايرانية لم تتوقف عند عدم التمييز بينهما، بل انها انتصرت للحكومة الايرانية ضد خصمها، وإلا ما معنى، ان تكافح الحكومتان الامريكية والايرانية مجاهدي خلق؟ ومع  هذا، فان التحول في الموقف الامريكي في الاونة الاخيرة من مجاهدي خلق رغم بطئه الشديد يثير فينا والعالم أجمع افكاراً ومطالبات تنصب على إنصاف مجاهدي خلق وتقديم اشكال من الدعم والمساندة إليها وفي ذلك خلاص للشعوب الايرانية من المحن التي تعاني منها منذ عقود على يد حكامها. واذا كان المجتمع الدولي قد شهد في الاعوام الماضية تغييراً في مواقفه من المنظمات التي صنفته على الارهاب مثل منظمة فتح ورئيسها المرحوم ياسر عرفات حينما ازال عنهما صفة الارهاب وبفضله حقق الفلسطينيون والاسرائيليون مكاسب جمة. رغم عدم حصول تغيير جذري يتكلل بحل الدولتين.
    لا شك، ان عدم تسجيل نقطة سوداء ( الارهاب) على مجاهدي خلق طوال الاعوام الماضية يرينا مدى الظلم الذي الحقه اكثر من طرف دولي واقليمي وداخلي ايراني بهذه المنظمة، هذا الظلم الذي أدى الى استفحال التطرف الديني والطائفي والعنصري في ايران ومنها الى اكثرية الدول الاسلامية، الامر الذي هدد ويهدد السلم العالمي بالخطر. وقد ينبري احدهم معترضاً كأن يقول، ان المنظمة هذه ارتكبت اعمالاً إرهابية. هنا نتساءل: هل هناك دولة أو حزب مؤثر في الحياة السياسية لم يرتكبا الارهاب سواء على نطاق جد ضيق لا يستحق الذكر أو على نطاق واسع، وبدرجات متفاوتة؟ حتى الولايات المتحدة نفسها الدولة الاكثر مناداة بمكافحة الارهاب تلاحقها تهمة الارهاب باستمرار في باكستان وافغانستان مثلاً وفي بقاع اخرى من العالم. ثم متى كانت الخصومة والصداقة دائمة في السياسة  لكي ينتهج موقف عدائي ضد مجاهدي خلق الى الابد؟
    لقد حان الوقت لرفع المظلومية عن مجاهدي خلق لدى اكثر من طرف داخلي ايراني  وخارجي كذلك، والخطوة الولى بهذا الاتجاه يجب ان تبدأ من إيران قبل كل شيء والتي تبدو وكأنها تعيش في عزلة من التحولات الجذرية في العالم نحو الديمقراطية ونشر الحريات وتثبيت حقوق الأنسان، واذا كانت هنالك دول مطالبة بالديمقراطية، يقيناً ان إيران تقف في مقدمتها، ان عليها أن لا تتخلف عن ركب المدنية والديمقراطية، فالديمقراطية قدرها مثلما كانت وماتزال قدر جميع الدول والبلدان، وأن اي انعطافة منها صوب الديمقراطية فأنها ستكون ناقصة من دون رد الاعتبار الى مجاهدي خلق ومد يد التعاون اليها للحيلولة دون سقوط ايران في الهاوية، ولاننسى ان مجاهدي خلق قوة كبيرة وكان لها اليد الطولي في حشد الجماهير الايرانية لأسقاط حكومة الشاه، والذي يؤسف له ان جزاء مجاهدي خلق كان القتل والاغتيال والمطاردة وجرد حملات الاعتداءات المسلحة والتصفيات الجسدية عليها وبين حين واخر.
    ليس بمقدور حكام إيران أن يبرروا قمعهم الوحشي لمحاهدي خلق بحجة انها مصنفة على الارهاب، ما يبيح لهم الفتك باعضائها وابادتهم، والذي يضعف من حجتهم الان، ان تهمة الارهاب رفعت عن مجاهدي خلق، والأمرٌ ان حظ القوى الايرانية السياسية المعارضة الاخرى من غير المصنفة على الارهاب، كالأحزاب والقوى الكردية والبلوشية والعربية وغيرها، من الارهاب لا يختلف في شيء عن حظ مجاهدي خلق، فحملات الاعتقالات الكيفية بحق افرادها ونصب المشانق لهم في الساحات مستمرة. لذا فان الحكومة الايرانية في تضييق الخناق على معارضيها. لاتميز بين هذه المعارضة أو تلك، والأنكى من هذا ان الولايات المتحدة على مر العقود المنصرمة في الوقت الذي كانت تناصب فيه العداء لمجاهدي خلق إلا أنها في الوقت عينه، كانت وما تزال تهمش المعارضين الايرانيين الاخرين ولا تمد المساعدة إليهم، ما يعني انها كانت تنظر بمنظار واحد الى مجاهدي خلق بدعوى انها كانت (إرهابية) والى بقية اطراف المعارضة الايرانية التي لم تكن مصنفة على الارهاب. لقد كان هذا و ما يزال من العيوب التي تؤخذ على السياسة الامريكية المتسمة بالأزدواجية والانتقائية.
   وفي سعي إيران منذ اعوام الى أن تصبح دولة نووية ودولة عظمى، نراها لا تضع ببالها، ان جميع الدول النووية العظمى في العالم باستثناء الصين، ولكل قاعدة استثناء، دول ديمقراطية تعددية حرة، لهذا إذا أرادت ايران أن تصبح دولة عظمى فما عليها إلا أن تكون ديمقراطية تقوم باشاعة الحرية والديمقراطية وتطلق الحرية للشعوب غير الفارسية لتتمتع بحريتها وبحقوقها المشروعة. ان محبي الشعوب الايرانية اذ يتمنون التقدم والازدهار والرخاء لها، فأنهم يتطلعون الى ايران ديمقراطية حرة، ومثل هذا الامر لن يتحقق بمعزل عن الانفتاح على مجاهدي خلق وبقية القوى الايرانية المعارضة. وفي معظم الدول المحيطة بأيران مساع من اجل الديمقراطية واشراك القوى السياسية في ادارة الحكم واجراء المصالحة واصلاح ذات البين، باستثناء إيران التي تغيب من قاموسها السياسي مثل هذه المصطلحات. والذي يتفق بشأنه الجميع، ان ايران بدورها لا بد وان تنتهج في النهاية، نهج الدول المكافحة من اجل الديمقراطية والتعددية.
   اكرر، بأنه وقع وعلى امتداد السنوات التي تلت سقوط النظام الشاهنشاهي ظلم كبير على مجاهدي خلق وكل القوى الديمقراطية الايرانية، ولولا ذلك لكان قميناً بالمجتمع الايراني ان يحقق نجاحات عظيمة وان تتحسن صورة حكومته امام الأمم ودول العالم أجمع. فألى متى تمارس حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية سياساتها اللاواقعية ازاء شعوبها و قواها السياسية وعلى وجه الخصوص حيال منظمة مجاهدي خلق. واذا اصرت القيادة الايرانية الحاكمة على نهجها المدمر فلا مناص أن تتجه الانظار والحالة هذه الى المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكل القوى المحبة للديمقراطية والتقدم والسلام. لأيجاد حل لقضية الحرية والديمقراطية في ايران. وازاء تعنت ايران، فما على المجتمع الدولي إلا التحرك لأنهاء الازمة الايرانية، وان ينتقل من الاقوال الى الافعال أي عدم الاكتفاء بدعم مجاهدي خلق قولاً أو القول انها ستكون البديل للحكومة الايرانية الحالية. ان الانفتاح الجزئي والخجول للغرب على مجاهدي خلق والذي مازال في اطاره النظري والذي تجسد في لقاء وفد مجلس النواب الامريكي بزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، يجب أن يترجم الى ممارسة وفعل يتمثل في دعم مجاهدي خلق وكل القوى الايرانية المعارضة ، مادياً ومعنوياً وتسليحياً وكل ما من شأنه ان يدفع بعجلة الحرية في إيران الى الامام.
   ومن عيوب السياسية الامريكية والغربية حيال الحكومة الايرانية  ومجاهدي خلق معاُ، انها تعمل الان على تدريب وتسليح المعارضة السورية ضد نظام  بشار الاسد الموالى لأيران والذيل لها وهذا شيء حسن، في حين ما تزال هذه السياسة تمارس الصمت تجاه كفاح مجاهدي خلق وبقية القوى  الايرانية  المعارضة، في وقت كان  الأولى بالسياسة الأمريكية ان تتجه لتقديم العون   للمعارضة الايرانية أولاً.
    وعلى ذكر القائدة مريم رجوي، فانها وكما مجاهدي خلق والقوى الايرانية المعارضة والشعوب الايرانية، لم تحظى بالعناية اللازمة والمرجوة ولم تأخذ استحقاقها، إذا أخذنا بنظر الاعتبار ان الوجه الاخر لنضالها  المستميت ضد الدكتاتورية والتخلف في بلادها يعني انها  كافحت وجاهدت من أجل السلم والحرية والعدالة الاجتماعية، وتحملت الغربة واشكال العذاب لعقود من السنين خارج بلدها . من هذا المنظور على المجتمع الدولي مراعاة هذه الناشطة والزعيمة القديرة، مثلما راعى زعيمة المعارضة البورمية ومنحها جائزة نوبل، ان كفاح مريم رجوي من اجل حرية شعبها يفوق بكثير كفاح اية أمرأة  اخرى نالت (نوبل) في الاعوام الاخيرة. مع تقديرنا لكل من نال ونالت هذه الجائزة المرموقة. ان منح جائزة نوبل لمريم رجوي قائدة المعارضة الايرانية والأبنة المخاصة لأيران كفيل بان يدفع بقضية الحرية والديمقراطية للشعوب الايرانية نحو النصر المؤزر.. ان رجوي كما منظمتها بحاجة الى تقييم منصف ورد الاعتبار اليها لما في ذلك خير الشعوب الايرانية وقواها المكافحة من اجل غد أفضل.
ختاماً، لسنين وعقود عديدة شوهت الدعاية الايرانية و دعايات اخرى غيرها دون وجه حق صورة مجاهدي خلق، وانطلى التشويه على قطاعات واسعة من الناس في انحاء العالم، وما زال مفعول هذه الدعايات سارياً، بدليل انه بالرغم من اخراج مجاهدي خلق من قائمة الارهاب، إلا ان الكتاب والمحللين ما زالوا اسرى لتلك الدعايات الظالمة، وقلما يرفعون اصوات الاحتجاج ضد الانتهاكات الفظيعة التي تنفذ ضد هذه المنظمة وبقية القوى الايرانية المعارضة. والان، ان الاوان في ان يراجع اكثر من طرف داخلي ايراني واقليمي ودولي موقفه لاجل رفع الظلم والحيف عن مجاهدي خلق والسيدة مريم رجوي وكل النشطاء الايرانيين من اجل غد افضل للشعوب الايرانية والوطن الايراني.
Al_botani2008@yahoo.com     

264
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   مصائب (حليف) عند (حليف) فوائد!
قالوا، أن الأزمة السورية انعشت الموانيء العراقية ورفعت ايراداتها الى الضعف، صدق القول (مصائب قوم عند قوم فوائد) والطريف، ان تتحول مصائب سوريا الحليفة لبغداد الى فوائد للأخيرة.
•   عقل بشار الصغير.
صرح بشار الأسد، انه لن يغادر الحكم بل يخوض انتخابات عام2014 وإلا فانه يفتح عيادة طبية في دمشق. مسكين بشار الذي يعتقد بانه يستطيع ممارسة حياة طبيعية بعد ان قتل عشرات الالوف من مواطنيه، في  وقت ان قتل انسان واحد ينغص العيش على القاتل فكيف اذا كان القتلى بعشرات الألوف؟.
•   دولة علوية.
تجري في اللاذقية والساحل السوري حملة تطهير عرقي ضد السنة تقوم بها ايران بدعم من روسيا، ما يعني ان اجراءً مبكراً لتقسيم سوريا لسد الطريق امام الصراعات العراقية والطائفية قد بدأ، وان ما حصل في العراق لن يحصل في سوريا. عليه فأن الأجراء خطوة على الطريق الصحيح.
•   وا اردوغاناه بعد وامعتصماه.
مايشبه (وامعتصماه) استنجد خطيب جمعة الرمادي بأردوغان وكأني بلسان حاله يقول ( واردوغاناه): (لاتنسى جدك الذي انتصر على الصفويين وكيف انه صار سلطان الدنيا)! كل هذا لكي يكون عوناً للسنة في صراعهم مع الشيعة، ومن غير ان يأخذ بباله، ان جد اردوغان اضطهد العرب بدرجة اولى وسامهم الوان العذاب لقرون الى حد استنجاد العرب بالانكليزوالفرنسيين لتحريرهم من جد أردوغان.
•   انتصار اللحية في مصر!
قضت محكمة مصرية بالسماح لضباط الشرطة بأطلاق لحاهم! يذكر ان القيصر الروسي بطرس الاكبر كان قد فرض ضريبة على اصحاب اللحى والشيء نفسه كانت الملكة فكتوريا ببريطانيا قد اقدمت عليه يبدو ان العرب والمسلمين يتصرفون على النقيض من الاقوام الاخرى فتراهم منشغلين بامور تافهة وسط سعي الامم للوصول الى الفضاء الخارجي والتقدم في مختلف المجالات و.. الخ.
•   القتل  لمن يخرج على مرسي.
قرأت على شاشة MESAT .TV  المصرية القبطية، ان الشيخ أبو اسلام افتى بقتل كل من يخرج على مرسي وذلك وفق الشريعة الاسلامية كون الاخير قد انتخب من قبل الشعب، بقي أن نعلم ان هذا الشيخ يخضع الى التحقيق لسبه النساء والأقباط وعلى شاشة فضائية ( الأمة) المصرية!!
•   محنة الفن والأدب في مصر.
فوجئ المصريون بقطع راس تمثال عميد الأدب العربي المرحوم طه حسين فتحطيم تمثال كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، ويخشى العالم من ان يستيقظ ذات صباح على هدم الاهرامات والاثار الفرعونية وتمزيق جثمان رامسيس، كل ذلك ليس بمستعبد في اجواء تنامي الصراعات في هذا البلد وتنامي بأس الاسلام السياسي.
•   مناورات (النبي الأعظم 8 ) !
نفذ الحرس الثوري الأيراني مناوارات بأسم (النبي الأعظم 8) علماً ان الرسول لم يطلق تسميات دينية لا على معاركه ولا على تشكيلاته العسكرية ولا على اسلحته، فلماذا زج أسمه في عناوين توحي بالحرب والدمار؟.
•   فتش عن الرشوة !
خلافاً لنهج أئتلاف (العراقية) فان نوابها: ازهار الشيخلي ووحدة الجميلي والنائب التركماني حسن اوزمان ونواب العراقية الحرة بقيادة قتيبة الجبوري، صوتوا لمقترح اعادة قانون الموازنةالى البرلمان الى جانب ائتلاف دولة القانون، وهذه ليست المرة الأولى يتوافق فيها برلمانيون من العراقية مع الائتلاف الأخير !
•   دستور الشعب العراقي الكافر !
دعا الشيخ عبدالعزيز النعيمي أمام جمعة نينوى الى الغاء الدستور الذي وصفه بالكافر، وهو الدستور الوحيد في التأريخ العراقي، الذي خرج من أستفتاء حظي بموافقة اكثر من 70% من العراقيين ويرد بعضهم حالة اللاأستقرار والفوضى في العراق الى عدم الالتزام بالدستور فكيف إذا الغي؟. يقيناً ان دعوة الشيخ تلك غير مسؤولة.
•   سكوت الشعب من الرضى !
يوم اغلقت مكاتب فضائية البغدادية، فان الأستنكارات أقامت الدنيا ولم تقعدها للمكانة التي تتمتع بها هذه الفضائية في قلوب العراقيين. وعندما اغلقت فضائية الشعب لصاحبها مشعان الجبوري فان احداً لم ينبس ببنت شفة !
•   فلتسقط الحكومة لصعوبة اسئلتها!
طالب طلاب مدرسة الأفلاذ في الصالحية ببغداد بأسقاط السلطة بسبب من صعوبة الاسئلة الامتحانية واستخدام الضرب في المدرسة، يذكر انه عند حدوث ابسط حادث في العراق، فأن الناس يسارعون الى رفع شعار إسقاط الحكومة!
•   علم البعث.. علم السنة.
هدد الوكيل الأقدم في وزارة الداخلية العراقية رافعي اعلام البعث والقاعدة في تظاهراتهم بالاعتقال، الا ان المتظاهرون لم يأبهوا بتهديده ومازالوا يرفعونها، السيد الوكيل، ان علم البعث علم السنة وان وجد علم الحكومة العراقية في التظاهرات فاعلم ان ذلك بمثابة ابغض الحلال اليهم.
•   دولة القبيلة!
علم ان قبيلة العبيد ستقيم مؤتمرها العشائري ببغداد وفي ديالى تشكل المجلس الاعلى العشائري لفض المنازعات  العشائرية، فدعوة لعقد مؤتمر قمة لشيوخ عشائر العراق، وبين حين واخر تعقد مؤتمرات لهذه القبيلة أوتلك، كما ان الفضائيات العراقية وغيرها تتبارى في نشر اقوال رؤساء العشائر، وفوق كل هذا يعارضون تقسيم العراق الى ثلاثة بعد ان قسموه على عشرات من القبائل والعشائر والافخاذ، وسلاماً على الديمقراطية وحكم القانون والحريات.
Al_botani2008@yahoo.com
   


265
تجدد حاجة الجميع إلى البارزاني، ولكن لمهمة صعبة .

عبدالغني علي يحيى
   قبل ما يقارب العقد ونصف العقد من السنين، على قول لسعد البزاز بحاجة الجميع الى الرئيس مسعود البارزاني، يبدو أن الحاجة اشتدت اليه الان اكثر في اجواء تنامي الأزمات العراقية كما ونوعاً، واتسعت دائرة المحتاجين اليه لتشمل قوى عظمى امريكية واوروبية قال عنها الدكتور محمود عثمان (انها تمارس ضغوطاً على البارزاني) لاطلاق مبادرة لحل الأزمات شبه المستعصية على الحل والتي راحت تعصف بالعراق. وتأتي الحاجة الدولية والأقليمية أيضاً إليه من حاجة القوى الداخلية العراقية من سنية وشيعية وغيرها، والتي تجسدت في زيارات متكررة لها إلى مقره بمنتجع صلاح الدين، وتوحي زيارة البارزاني الى موسكو والتي تزامنت مع تلك الزيارات والضغوط، ان روسيا بدورها قد أنضمت الى قائمة المحتاجين.
   جدير ذكره، ان الحاجة موضوع البحث ظلت قائمة منذ نحو 15 عاماً والى يومنا هذا، ولنا من الأمثلة على ذلك الكثير، سيما عند نجاح البارزاني في نهاية عام 2010 في التقريب بين السنة والشيعة الذي توج باتفاقية اربيل والتي ما زالت تحتفظ بحيويتها وصلاحيتها رغم تملص الحكومة العراقية من تطبيقها، ولقد أستحق البارزاني عليها وساماً رفيعاً للناتو ناله وسط  مراسيم مهيبة جرت في العاصمة الأيطالية روما، وقبل هذه الاتفاقية أيضاً، سبق للبارزاني وان انهمك طوال السنوات التي اعقبت سقوط النظام السابق لاجل تحقيق المصالحة الوطنية بين العراقيين من سنة وشيعة بالاخص. ولسنوات تمكن البارزاني من إظهار الكرد كجزء من الحل لا الخصام، ورغم تراجع نظرية (الكرد جزء من الحل) جراء أستفحال التناقض بين بغداد وأربيل، إلا أن الحاجة إليه راحت تدق وبقوة بشكل لم يسبق له مثيل بابه لكي يجد حلاً للأزمات ويحول دون وقوع ما لا تحمد عقباه.
   وفقاً لما تقدم، فأن أي إتفاق بين العراقيين أو حراك من اجله لن ينجح أو يستقيم ما لم يتم على يد البارزاني، وان أصدقاء البارزاني وخصومه على حد سواء يرون فيه سفينة النجاة لانقاذهم من غرق مؤكد. وان هذه الميزة التي يتمتع بها هذا الرجل في مجال حل المعضلات ليست وليدة الـ15 سنة الماضية، بل لها جذور تأريخية في القادة من الأسرة البارزانية التي تقود الحركة القومية الكردية في جنوب كردستان منذ نحو قرن. ففي عام 1970 وبعد صدور بيان 11 آذار 1970 كان الشغل الشاغل للبارزاني الأب هو إعادة الوحدة الى حزبه الديمقراطي الكردستاني بعد الانشقاق الذي تعرض له عام 1966، وأول ما أقدم عليه، ايفاده لنجله المرحوم إدريس الى الأستاذ المرحوم إبراهيم أحمد وجلال الطالباني في لندن، ولقد نجح في ذلك أيما نجاح وقضى على الأنشقاق في صفوف الحزب، ولقد فوجيء حكام العراق يومذاك بالأنجاز الوحدوي الكبير للبارزاني، علماً أن فترة الستينات من  القرن الماضي شهدت انشقاقاً في صفوف الحزبين العراقيين الكبيرين: البعث والشيوعي وكذلك في صفوف معظم الأحزاب وعلى وجه الخصوص في العالم الثالث، يكفي ان نعلم ان الانشقاق في الحزبين العراقيين المذكورين ظل متواصلاً من غير ان يتكلل بالوحدة بين المنشقين والمنشقين عنهم، الى ان انتهى باندحار المنشقين في كلا الحزبين. ان قدرة ومهارة قادة بارزان في تحقيق المصالحة والتضامن تعود الى ذلك التأريخ وربما الى ابعد منه اذا اخذنا بقدرة البارزاني الاب على جمع كلمة الكرد لعقود من السنين قبل ثورة ايلول 1961 واثنائها.
    وبعد الاقتتال الذي نشب بين الحزبين الكرديين، البارتي والاتحاد عام1983، فان الحركة الكردية تضررت من وراء ذلك ايما ضرر ولسنوات، الى ان قام المرحوم ادريس البارزاني بجهود جبارة لتجاوز الانشقاق الكردي – الكردي، وتمكن من انهاء ذلك الاقتتال وزاد عليه تأسيسه للجبهة الكردستانية التي عد (ادريس) بمثابة مهندس لها باعتراف معظم اطراف الجبهة وبسببه حظي ادريس البارزاني بتقدير واحترام الجميع، مع عدم اغفال اونكران جهود الاطراف المؤتلفة في تلك الجبهة في نصرة مهتمه وعلى راسهم الرئيس جلال الطالباني.
   في الفترة بين 1994 و1998 شهدت كردستان من جديد حرباً داخلية بين الحزبين المذكورين والذي أدى الى شق حكومة كردستان الى نصفين، وهنا ايضاً كان الهم الاكبر للرئيس مسعود البارزاني وقتذاك منصبا على انهاء الحرب وتوحيد الحكومة، واذكر كيف انه كلف الشخصية السياسية عزيز محمد السكرتير العام السابق للحزب الشيوعي العراقي وفي احتفال مهيب بمناسبة الذكرى ال 50 لتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني جرى يوم 16-8-1996 بمصيف صلاح الدين، لاجل بذل محاولات لانهاء الخلافات بين الحزبين. بلا شك انه كانت لتلك الجهود وجهود المقابل (الاتحاد الوطني الكردستاني)، دور في انجاح وساطة مادلين اولبرايت لعقد الصلح بين الحزبين يوم 17-9-1998 ومثلما اثمرت مساعي المرحوم ادريس البارزاني في ازالة العداء بين الحزبين عام 1987 فتشكيل الجبهة الكردستانية، فان الصلح الذي تم على يد اولبرايت ارسى دعائم تعاون وثيق بين الحزبين كانت ثمرته التحالف الكردستاني الذي حقق نجاحات باهرة للشعب الكردي ومايزال وعلى مختلف الصعد.
   لقد حاز الرئيس مسعود البارزاني على خبرات وتجارب ثمنية بعد طي صفحات الاقتتال المنوه عنه، فضلاً عن ما يوصف به من اعتدال وبعد نظر وتمسكه بالديمقراطية وبالقوانين و الدستور، وحرصه على الوحدتين الكردستانية والعراقية.. الخ من شروط القيادة الناجحة والتي ساهمت مجتمعة في صياغة اتفاقية اربيل 2010. كما يعود الفضل اليه في توحيد رؤى ومواقف الاحزاب السورية الكردية عندما استطاع في وقت سابق من العام الماضي من توحيد مواقف تلك الاحزاب التي جاءت بوضع متميز في كردستان سوريا لا بد وأن يمهد الطريق الى كردستان حرة هناك. وبخصوص الصراع  بين الكرد والحكومة التركية، فأنه لم يألو حهداً لحل القضية الكردية في شمال كردستان وابدى وما يزال الاستعداد لانجاح اي اتفاق بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني. صحيح ان أي تحول في تركيا لصالح الشعب الكردي لن يكون الا على يد حزب العمال الكردستاني الذي يعتبر الممثل الحقيقي والوحيد  للشعب الكردي في شمال كردستان في هذه المرحلة، الا ان الانفتاح الجزئي والذي مازال ضيقا للأسف من جانب الحكومة التركية، في الاعوام الاخيرة، على القضية الكردية، فان الفضل في بعض من جوانبه يعود الى تنامي العلاقات بين البارزاني والحكومة التركية، فقيل هذه العلاقات لم تكن هنالك اية اشارة حكومية تركية الى القضية الكردية، هذا ومن المقرر ان تنقل محادثات امرالي الى اربيل. من هذا نستنتج، انه وفق الشروط والاوضاع الحالية للحركة القومية الكردية، فان البارزاني يبقى عاملا مؤثرا في التقدم بهذه الحركات نحو الامام وفي ما يخص الحركة القومية الكردية في شرق كردستان يكفي ان نعلم انه عقدت اجتماعات ومؤتمرات على طريق توحيد الصف الكردي هناك في اربيل واخر مؤتمر عقد فيها هو مؤتمر حزب الحرية الكردستاني.
   عود الى مستهل المقال، وحاجة الجميع الى البارزاني، لحل الأزمات العراقية وسد الطريق امام نشوب الحرب الأهلية في العراق، إلا أنه من الصعب جداً ان لم نقل من المستحيل ان يوفق البارزاني هذه المرة في تذليل الصعاب، بعد ان بلغت الأوضاع في العراق درجة من التفاقم والسوء، بحيث يصعب على البارزاني حتى وان كان مسنوداً بقوى اقليمية و دولية و داخلية من تكرارتجربة اتفاقية أربيل. فلقد بلغ الصراع ذروته بين المكونات الاجتماعية الكبيرة الثلاثة: الشيعة والكرد والسنة نتيجة عدم التزام الحكومة العراقية بمبادرة البارزاني او اتفاقية اربيل، وبعد ان استنفدت كل المساعي والتجارب لوأد الصراع المخيف المتفاقم، واذا كانت اتفاقية اربيل قد جاءت بدرجة اولى لاصلاح ذات البين بين الشيعة والسنة، فان الكرد بدورهم لم يعودوا جزءاً من الحل جراء الوضع المتدهور بينهم وبين الحكومة العراقية في المناطق المتنازع عليها، وسيدخل البارزاني عملية حل الازمات هذه المرة كحكم وخصم في ان معاً. خصوصاً بعد أن صار التناقض ثلاثياً بعد ان كان ثنائياً ان جاز القول، وان السنة في منطقتهم المسماة بالمثلث السني في حالة ثورة على الحكومة العراقية منذ اكثر من شهرين، وفي المناطق المتنازع عليها يتخندق الجيش العراقي والبيشمركة ضد بعضهما بعضاً وهكذا بعد ان سبق السيف العذل كما يقول العرب وبعد خراب البصرة  كما يقولون ايضا. عليه فان تقسيم العراق بين تلك المكونات هو الحل الاول والاخير والوحيد لانقاذ العراقيين من النزاع الدموي الذي يعانون منه، وعلى القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية، وكل العقلاء في العراق التحرك باتجاه التقسيم ووضع حد نهائي والى الابد للمأساة العراقية. وتبقى الحاجة الى البارزاني قائمة كونه سيد العارفين بالحلول وان تقسيم العراق سيد الحلول.
Al_botani2008@yahoo.com   
   

266
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   إتهام تركي باطل
اتهم (غول) طارق الهاشمي بالوقوف وراء الخلافات بين أنقرة وبغداد، متجاهلاً ان ما تخطط له بلاده من حرمان العراق من حقوقه المائية، فأعتدائها شبه الاسبوعي على كردستان العراق فسعيها لاسترداد ولاية الموصل..الخ من تصرفات عدوانية، هو الذي يقف وراء تنامي الخلافات بين العاصمتين، وما دخل الهاشمي بالضجة التي اثارتها زيارة (أوغلو) إلى كركوك مثلاً؟ اغلب الظن ان تركيا تعمل على أصلاح ذات البين مع العراق وان الهاشمي كبش فداء.

•   اوقفوا هذا الوحش المنفلت من عقاله.
قبل نحو أسبوعين دمرت المقاتلات التركية مركزاً ثقافياً بناحية ورتي في جنوب كردستان وتسببت أيضاً في قطع الكهرباء عن (5) قرى، وقبل أيام دمرت مشروعاً اروائياً بمنطقة شرانش بمحافظة دهوك، وفي وقت سابق من العام الماضي دمرت حقلاً للدواجن عند جبال قنديل وقتلت (7) افراد من عائلة واحدة، فألى متى يبقى هذا الوحش يعيث في الأرض فساداً ؟.

•   موقفان والقضية واحدة !
قبل فترة ضبطت في السواحل اليمنية سفينة ايرانية محملة بالأسلحة وأقامت اطراف في المجتمع الدولي الدنيا ولم تقعدها الى الآن ضد ايران، في حين وخلال الفترة نفسها ضبطت شحنتان من الاسلحة التركية احدهما في مدينة (آب) وسط اليمن، ومع ذلك لاذ العالم بصمت مهين لم يكلف نفسه حتى مشقة السؤال: الى من ارسلت تلك الاسلحة ولماذا تقدم تركيا على هكذا مغامرات..الخ؟

•   البعث والقاعدة وجهان لعملة واحدة !
لأجل درأ الفتنة عن سكان الأعظمية والحفاظ على الوحدة الوطنية ومعاني سامية اخرى تراجع متظاهرو الانبار عن الزحف على بغداد واقامة الصلاة في جامع ابي حنيفة النعمان، على النقيض من تلك المعاني السامية، هاجم عزة الدوري الفتاوى التي حرمت الزحف فيما دعت (القاعدة) متظاهري الأنبار إلى الثورة المسلحة !

•   هل أهالي الأنبار ظهير للجيش ؟
قال أحمد ابو ريشة رئيس صحوة العراق، أن اهالي الأنبار هم الظهير الساند للجيش العراقي، وفي اليوم عينه طالب على حاتم السليمان العسكريين من خارج الأنبار بمغادرة الأخيرة وإلا فانهم سيقتلون، عدا المطالبات المتكررة للأهالي هناك باجلاء الجيش والشرطة الاتحادية من محافظتهم..الخ

•   لكل مكون اجتماعي كبير جيشه في العراق.
نظمت مجاميع مسلحة في الأنبار تجاوزت أعدادها الألفين، أستعراضاً عسكرياً بحضور أعلام السنة هناك، وبهذا يكون لكل مكون أجتماعي من المكونات الثلاثة: الشيعة والكرد والسنة جيشه النظامي، وفي اكثر من مرة طالب التركمان ايضاً بجيش من مكونهم يقوم على حمايتهم..الخ ومرحى للوحدة العراقية  !

•   .. وعندنا اجيال من المتطرفين!
سمعنا باجيال جديدة من الكومبيوترات وغيرها من التكنولوجيات تظهر بين حين وحين في العالم المتمدن، وها هو (وليم هيغ) وزير الخارجية البريطاني يشير الى ظهور جيل جديد من المتطرفين في سوريا، وفي العراق يطالعنا المشهد الأمني بين فترة واخرى بظهور تشكيلات جديدة من المجاميع المسلحة والميليشيات الارهابية، نعم العالم ينتج اجيالا من التكنولوجيات والعالم العربي والاسلامي اجيالا من القتلة والمتطرفين..

•   جيل جديد من العقاب الجماعي.
ندد مسؤولون موصليون بما سموه العقاب الجماعي جراء تقليل حصة محافظتهم من الوقود بسبب من مواقف المحافظة الرافضة لسياسات المالكي، في الوقت ذاته يعلن الكرد عن تذمرهم من تهديدات بغداد بخفض حصة اقليم كردستان من الميزانية العامة والذي بدوره بمثابة عقاب جماعي، في الماضي البعيد كان للعقاب الجماعي بحق العراقيين اشكال اخرى كتدمير القرى الكردية وتجفيف الاهوار.. ا لخ وها هم الان امام جيل جديد من العقوبات الجماعية.

•   زمن هجرة المفسدين الى أمريكا!
بعد انكشاف أمره كمتورط في الفساد وجرائم ضد الانسانية فر مدحت المحمود رئيس المجلس الاعلى للقضاء في العراق الى امريكا وقبله فر وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي الى الدولة نفسها لظلوعه في الفساد، وسبقهما في الهجرة الى البلد نفسه ايهم السامرائى للسبب عينه.. الخ من مسؤولين اخرين، يذكر انه بعد سقوط نظام البعث عام 1963 فان مسؤولين بعثيين غالبا ما كانوا  يلجؤون الى اسبانيا الفرانكوية.
•   حول سرقة 1000 نخلة محسنة.
قالت وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية ان القوات الامريكية سرقت 1000 نخلة محسنة من اجودانواع النخيل بالتعاون مع دولة مجاورة بعد 2003 ولم تذكر اسم الاخيرة، الطريف، ان السرقات التي مارسها كبار المسؤولين في العراق تتجاوز الملايين والمليارات من الدولارات وهناك نهب منظم للمال العراقي في حين نجد تلك الوزارة تتباكي على سرقة 1000 نخلة محسنة والتي يشبه امرها امر استفسار امرأة كردية في الحكايات الشعبية الكردية عن فقدان (حولي) لها ضمن نهب قطيع من الأبقار .. الخ يذكر ان 150 صنفاً من تمور النخيل على امتداد الاعوام ال30 الاخيرة فقدت في العراق.
•   في العراق.. تطهير مذهبي متبادل!
هدد علي حاتم السليمان الموظفين والعسكريين من خارج الانبار بالقتل ان لم يغادروا الاخيرة خلال اسبوع، وفي بغداد تجري حملة قتل للسنة في السيدية ومناطق اخرى لحملهم على مغادرة بغداد، وفي كربلاء ردد انصار المالكي شعارات مثل: ( بغداد لنا وندافع عنها ضد اهالي الانبار) وفي محافظات سنية هتفوا : (بغداد لنا وما ننطيها) و(بغداد حرة حرة، ايران تطلع بره)
Al_botani2008@yahoo.com

267
اوقفوا قتل الصحفيين stop killing journalists

عبدالغني علي يحيى
العنوان اعلاه ترجمة حرفية ل stop killing journalists وجدته مكتوبا على ظهر احد النشطاء الصحفيين ما يعني ان اخرين سبقوني الى الكشف عن ما يتعرض له الصحفيون على نطاق عالمي من ظلم وقتل واختطاف.. الخ

     وما مر عام دون أن يقتل فيه العشرات من الصحفيين.
في نهاية عام 2012 بل وفي نهاية كل عام، تنشر إحصائيات في معظم بلدان العالم عن مقتل الصحفيين سواء في ساحات القتال أو تحت التعذيب في السجون والمعتقلات أو على يد مختطفيهم، ويبدو وذلك منذ أعوام، ان الصحفيين وحدهم  او بدرجة اولى من بين حملة الأقلام مشروع دائم للقتل والتغييب، ما يعني ان الصحفيين والإعلاميين وحدهم يحتكون بثورات الشعوب العادلة ويعبرون عن الحرية والعدالة، وفي مقدمة الذين يقارعون الطغيان والدكتاتورية والفاشية، وهذا شرف عظيم لجنود السلطة الرابعة.
ونعود الى عام 2012 الذي فارقناه قبل فترة ليست بطويلة، تقول لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها وذلك في تقرير نشرته يوم 18/12/2012، أن 67 صحفيا قتلوا في العالم عام 2012 بينهم 28 صحفيا في سوريا فقط، أي بزيادة 42% عن العام الماضي، في حين ورد في التقرير السنوي للأتحاد الدولي للصحفيين ان عدد القتلى بلغ 121 . وعد العام الماضي أسوأ عام للصحفيين بعد عام 2009 الذي قتل فيه ما يقارب 73 صحفيا. وفي العراق وحده حسب نقابة الصحفيين العراقيين فقد قتل (5) من الصحفيين ما يعني أن وضع الصحفيين في هذا البلد بقي على حاله لم يتغير ولولا الوضع المزري للصحفيين في سوريا لكان العراق وكما كان من أسوأ البلدان على الصحفيين علما ان الصحفيين العراقيين فضلا عن مقتل (5) منهم إلا أنهم تعرضوا الى مضايقات شتى في العام المنصرم، نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، استنكار نقابة الصحفيين العراقيين لاعتداء غاشم طال أسرة الصحفي صلاح البصيص في منطقة الحرية شمال بغداد، وفي محافظة صلاح الدين فقد احتج صحفيوها على الوضع الصعب الذي يمرون به وطالبوا بتحقيق حقوقهم، أما في محافظة ذي قار فقد تظاهر جمع من الصحفيين يشكون من تسلط عناصر طارئة على الصحافة هناك وبلغ اضطهاد الصحفيين درجة أخذ أموال طائلة منهم لقاء منحهم هوية النقابة. وعلم ان مضطهدي الصحفيين داخل الأسرة الصحفية هم من المحسوبين على النظام القائم الذين ادخلوا الفساد على مهنة المتاعب الشريفة، وعدا سوريا، فلقد سجل في السودان أكثر من انتهاك لحقوق الصحفيين، آخره غلق صحيفة «القرار» السودانية الذي قال رئيس تحريرها فيه: (ان غلق الصحيفة انتهاك لحرية التعبير).
ولقد طرأ تحسن كبير على أوضاع صحفيي كوردستان مقارنة بالأوضاع التي شهدوها في الأعوام الماضية، إذ لم تسجل حوادث قتل أو اختطاف يذكر بحقهم، ومع ذلك فإن الوضع يظل دون طموحهم، اذ سجلت نحو 100 حالة انتهاك بحقهم. إذا كانت حالة صحفيي كوردستان بين بين، فإن وضع الصحفيين الكورد في الجارة تركيا التي تدعي الديمقراطية وتلمح ولكن كذبا بين فترة وأخرى الى حل القضية الكوردية في شمال كوردستان رديء للغاية فهنالك العشرات من الصحفيين الكورد يقبعون وراء قضبان السجون وتسلط عليهم معاملات وسلوكيات قاسية، ولم تكن الأوساط الصحفية العالمية مخطئة عندما وصفت تركيا وذلك في نهاية عام 2012 بأنها أكبر سجن للصحفيين الكورد. وحسب التقارير الدولية واتحادات الصحفيين فان فنلندا هي الدولة الاولى من حيث توفير الحرية والكرامة للصحفيين واسؤها دولة اريتريا.
ويبقى الصحفيون في المقدمة، في مقارعة الظلم والجور ويبقى الطغاة أعداء الحرية والديمقراطية عينا لمراقبتهم وملاحقتهم للحد  من نشاطاتهم، فعندما اندلعت التظاهرات والاعتصامات العادلة في الرمادي والأنبار في العراق، فقد حصلت حالات منعت السلطات فيها الصحفيين من الوصول الى ميادين المظاهرات والاعتصامات، وفي الأيام الأخيرة من العام الماضي، تعرضت مكاتب فضائية البغدادية نيوز في المحافظات الخاضعة لنفوذ الحكومة العراقية الى غلق مؤقت ثم توج بتوجيه إنذار شديد إليها وإلى فضائية السومرية أيضا.
يقينا ان الصحفيين سيكونون في العام الجديد 2013 وكما كانوا في الأعوام الماضية في طليعة المدافعين عن حقوق الإنسان وإيصال صوت المعذبين في الأرض الى العالم الخارجي، غير آبهين بحوادث القتل التي ستطالهم. وتشير الحوادث من الان ان هذا العام 2013 سيكون عاما دمويا صعبا على الصحفيين اذا اخذنا بأزدياد الازمات والأضطرابات واتساع رقعة الحروب والمصادمات .
وألف ألف تحية الى أرواح الشهداء الصحفيين الذين فارقونا في العام الفائت والأعوام التي سبقته، والنصر للكلمة الحرة الشريفة والصادقة النصر للصحفيين المدافعين عن الحق والانسان والقضايا العادلة أينما كانوا ووجدوا.
Al_botani2008@yahoo.com

268
كل الثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   ركع أمام اسرائيل وطالب سوريا بالرد عليها!
اشار أوغلو على سوريا بالرد على أسرائيل على خلفية قيام الاخيرة بقصف مركز الابحاث السوري، ناسياً عدم رد تركيا على الاعتداء الاسرائيلي على سفينة مرمرة ومقتل 11 تركياً كانوا على متنها اضف الى ذلك أهانات اسرائيلية اخرى لتركيا.

•   تصنيف الاعتداءات التركية على كردستان.
وصف اردوغان ضرب اسرائيل لمركز الابحاث السوري (بأرهاب الدولة) عليه اذا كان الفعل الاسرائيلي يندرج ضمن ارهاب الدولة فماذا يقول اردوغان عن قيام طائراته الحربية بقصف مناطق (ورتي) في كردستان العراق يوم 8-2-2013 والذي أدى الى قطع الكهرباء عن (5) قرى وتدمير مركز ثقافي واضرار اخرى كثيرة، علماً ان تركيا تعتدي على كردستان بشكل شبه اسبوعي ان لم نقل يومي.

•   من ايقظ (المساءلة والعدالة) بعد ان كان شبه نائم؟
قبل تظاهرات الانبار كان معظمهم يلوم المالكي ويتهمه بالتواطؤ مع البعثيين..الخ إلا ان تلك التظاهرات التي طالبت بالغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة (4) إرهاب، دفعت إلى تفعيل القانون وراح الحديث يجري عن 3000 موظف في وزارة الداخلية أضافة الى 58 مديراً عاماً فيها مشمولون بذلك القانون وعن أعداد في وزارات اخرى، فحملة أهابت بالمتضررين من النظام السابق كالفيليين لتقديم شكاواهم على الظلم الذي سلط عليهم في السابق..الخ من امور اثارتها تلك التظاهرات.
•   استقرار سوريا!
اتهمت سوريا اسرائيل بالعمل على ضرب( الاستقرارفي سوريا) بعد اعتداء المقاتلات الاسرائيلية على مركز الابحاث السوري، والذي اوحى وكان سوريا بلد يعمه الأمن والاستقرار بدل الدمار والتقل والخراب، حتى تأتي اسرائيل لتفسد على السوريين امنهم واستقرارهم!!.
•   (رحنالهم عون طلعوا علينا فرعون)
زار وفد عشائري شيعي من جنوب العراق الانبار لأظهار التضامن مع المتظاهرين السنة هناك، إلا انه تلقى اهانات وضرباً ولاحقته شتائم بذيئة من المتظاهرين السنة، فما كان منه إلا ان يطلق ساقيه للريح ويعود الى من حيث أتا.
•   من اشكال التنسيق بين العراق وإيران.
لوحظ في لقاء جمع الحكيم مع مسؤول ايراني، استخدام الاول لمصطلحات عرف حكام طهران باستخدامها مثل( الاستكبار)! وعلى هامش الدورة ال12 لمنظمة التعاون الاسلامي في القاهرة، اقترحت ايران على مصر رفع تأشيره الدخول للتجار وفئات اخرى من المصريين، الى ايران بعد ذلك اعلن العراق عن الغاء تأشيرة الدخول بين العراق و مصر.. الخ من اوجه التنسيق والتكامل بينهما!
•   هدد البعث وانقلب على مجاهدي خلق!
هدد (البطاط) أمين عام حزب الله العراقي البعثيين بالويل والثبور والأبادة الجماعية، لكنه فجأة قام يوم 8-2-2013 بتوجيه (50) صاروخاً على مخيم (الحرية) التابع لمنظمة مجاهدي الايرانية وقتل (7) منهم بينهم أمرأة كما جرح نحو (100) أخرين ما أثار نقمة العالم على عدوانه المستهجن، واين البعث من مجاهدين خلق؟.
•   .. كان الله في عون الكرد.
على اثر مقتل واعتقال عدد من المحتجين في تظاهرات الأنبار والموصل على يد الجيش العراقي، تصاعدات المطالبات من المحافظتين ومحافظات سنية اخرى بابعاد الجيش والشرطة الاتحادية من الموصل والأنبار ومدن اخرى ، وكان الله في عون الكرد، يوم صبروا لعقود من السنين  على ظلم الجيش العراقي التابع للسنة الذي دمر 4500 قرية كرديةواباد في عمليات الانفال اكثر من 182،000 كردي ودفن الالاف في المقابر الجماعية. . الخ من جرائم هذا الجيش المنكرة، وفوق كل هذا يصر الجيش العراقي على التقدم نحو المناطق المتنازع عليها!!.
•   الموصل هل تهدى لتركيا؟
ذكرت مصادر ان عزة الدوري وعد انقرة بمنحها الموصل في المستقبل لقاء دعم الاتراك للسنة، واتهم مشعان الجبوري رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي بالسعي الى تحقيق الغرض نفسه. اقتطاع الموصل عن العراق وضمها الى تركيا وارد، اذا اخذنا قيام النظام العراقي السابق باقتطاع اراض عراقية واعطائها لجميع الدول المجاورة للعراق باستثناء تركيا وعلى امتداء الاعوام السابقة صرحت والمحت تركيا عن اطماعها بضم ولاية الموصل اليها..
•   من الذي يرفض تقسيم العراق؟
قال السفير الامريكي انقرة، ان الخلاف بين انقرة وبغداد يعزز فرص تقسيم العراق، فيما اتهم محمود احمدي نجاد ماسماها بقوى الاستكبار بالسعي لتقسيم العراق، واظهر القادة االتراك الخشية من تقسيم العراق اكثر من مرة، وينصح الغرب والامريكان القادة الكرد دوماً بعدم الانفصال عن العراق.. الخ عليه لماذا اتهام الغرب ومن يصفونهم باعداء العراق بتمزيق الوحدة العراقية؟ ان الوحدة القسرية هي لصالح القوى الخارجية الطامعة في خيرات العراق وطالما كانت لمصلحتهم وفي خدمتهم، فان التقسيم لن يحصل واللبيب تكفيه الاشارة.
 Al_botani2008@yahoo.com

269
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   هل يعود المسيحيون الى النفق المظلم؟
نظمت منظمة (وطن) العراقية حملة لتشجيع المسيحيين المهاجرين للعودة الى العرق، وقال رئيسها: ( ان قوات الأمن تفرض حالياً سيطرتها على الاوضاع ولا مجال لهيمنة جديدة للقاعدة على العراق) !!! والكل يعلم ان نشاط القاعدة بلغ الذروة هذه الايام، حتى ان المسؤولين العراقيين اتهموا التظاهرات السنية بانها من صنع القاعدة والبعث المنحل، اضف الى ذلك تأكيدات رسمية اخرى على نشاطها. نشر دعوة المنظمة المذكورة في الصفحة الأولى من صحيفة (بيت نهرين) المسيحية الاشورية وفي الصفحة الاخيرة منها كتب رئيس تحريرها: (تشير كل الدلائل والوقائع على الارض الى ان العراق يتجه نحو الدخول الى النفق المظلم ومقبل على احداث لايحمد عقباها أحد) فهل ينخدع المسيحيون بدعوة  (وطن)؟
•   دولة مانديلا.. أم دولة الملوك والزعماء؟
كتبت صحيفة بجنوب افريقيا، ان الملوك والزعماء يكلفون خزينة البلاد 55 مليون يورو سنويا، ففيها 10 ملوك و6000 زعيم يكلفون 66 مليون دولار منهم 929 زعيماً كبيراً و5311 زعيماً صغيراً تعترف بهم السلطات وتدفع لهم المكافات. وان ملك الزولو تبلغ مكافأته السنوية (6) ملايين دولار اضافة الى راتبه وقد شيد لزوجته السادسة قصراً بمليوني دولار!! مسكين نلسون مانديلا الذي قضى 27 عاماً في السجن لينعم لا الشعب الكادح بل الملوك والزعماء بمثرة نضاله، مثلما لا يتمتع الشعب العراقي الكادح بثمرة نضال ابنائه فرواتب ومخصصات قادة الرئسات  الثلاث تفوق مئات المرات  مكافأت ورواتب ملوك وزعماء جنوب افريقيا .
•   من بركات الربيع العربي .
قالت هيومن رايتس ووتش:(ان الانظمة المنبعثة عن الربيع العربي لاتحترم حقوق الانسان) اما ها يغل مرشح اوباما لوزارة الدفاع فقد قال: ( ان الربيع العربي ادى الى تنشيط القاعدة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا) وفي احدث خبر ان (تبعات الربيع العربي تضر بالسياحة في الشرق الاوسط). ولاننسى ان واشنطن لعبت الدور الرئيس في مساعدة صناع (الربيع) هذا. ومن بركات هذا (الربيع)، ان الدولة على وشك الانهيار في مصر فيما تعيش تونس وليبيا واليمن نزاعات واضطرابات دموية متواصلة. وهناك عدم ارتياح مسبق من ( الربيع) الذي ينتظر سوريا على يد الجيش السوري الحر.
•   زيارة المبارك والبند السابع.
تفاءل البرلمان العراقي بزيارة جابر المبارك المرتقبة لبغداد من أنها ستثمر عن (تخفيض الديون الكويتية على العرق) في حين وجهت الكويت صفعة قوية الى العراق تزامناً مع ذلك التفاؤل عندما اوصت بابقاء العراق تحت البند السابع.
•   إمكانية اعتقال القرضاوي!
المحت الحكومة العراقية الى امكانية اعتقال القرضاوي في حال دخوله العراق بشكل غير شرعي) في وقت وكما نعلم، فان القرضاوي ليس مطلوباً من الجنائية الدولية، وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورغم الملاحظات الانتقادية ضده، فانه عالم كبير ويؤدي دورا مشرفاً في تعرية النظم الاستبدادية، كما ان سلاحه الفكر والعقيدة وليس المفخخات والمسدسات الصامتة، فلماذا كل هذا الخوف منه ؟ هل هو السبب فيما حل ويحل بالعراق؟ 
•   لا تنه عن (قانون) وتعود اليه.
طالب خطيب جمعة الرمادي يوم 1 شباط 2013 بمحاكمة قتلة متظاهري الفلوجه وفق المادة (4) إرهاب، هذا في وقت يطالب متظاهرو السنة بالغائها!

•   براءة بعد (10) سنوات سجن !!
أطلقت الحكومة العراقية سراح الدكتور سيف الدين المشهداني عضو القيادة القطرية لحزب البعث المنحل لاثبات براءته بعد (10) سنوات قضاها في السجن، ولولا التظاهرات السنية الكبيرة لبقي في السجن إلى ان يموت فيه، مثلما توفي فيه رجل الدين حسن ملا علي القرغولي وعدد من رؤساء العشائر أيضاً.

•   تراجع الحس الوطني لدى الشباب.
عاتب مدير فرقة البصرة للفنون الشعبية الفنانين الشباب قائلاً: (ان معظمهم لا يمتلكون الحس الوطني ولم يتبنوا موقفاً فنياً لما يحصل في البلاد) ونقول لمدير الفرقة هذه، بان الحس الوطني تراجع بشكل مريع لدى العراقيين كافة ولأسباب معلومة.
•   عودة الأرهابي الطائفي !!
عاد ابو درع الذي كان يقود فصيلاً شيعياً مسلحاً والذي نفذ تعد مجازر طائفية بشعة عامي 2006 و 2007 بحق السنة، الى بغداد، ويقيم الآن في مقر قيس الخزاعي بمدينة الصدر، حسب صحيفة (هه وال) الكردية، ان عودته نذير شؤم وعلامة على حرب طائفية متوقعة.
•   ربيع المسؤول العراقي .
طالبت النائبة ناهده الدايني بتقليص التخصيصات المرصودة للايفادات خارج العراق، المخصصة لمجلس الوزراء أو البرلمان أو الوزارات ....الخ وأضافت :(انه في بعض الحالات يكون بقاء المسؤول خارج العراق اكثر من تواجده داخل العراق ). صدقت الدايني فالمسؤول العراقي يعيش في بحبوحه ونعيم بفضل التخصيصات الخيالية له، لذا قلما يتواجد في العراق .
•   كيف تحولت آلة الموت الى رسالة سلام؟!
كشفت الحكومة الايرانية عن احدث ابتكاراتها الحربية حين اعلنت عن صنعها لطائرة حربية باسم (قاهر 313) وقالت انها المقاتلة الاكثر تطوراً في العالم ! الطريف ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قال عنها (انها رسالة سلام الى العالم)!!
•   الحرب الأهلية ولا التقسيم!
قال صدرالدين القبانجي امام جمعة النجف، ان العراق على أبواب الحرب الاهلية، وثمن موقف رجال الدين السنة لرفضهم التقسيم واثنى الكربولي على الشيخ عبدالملك السعدي لرفضه التقسيم، وهكذا فان كل المذابح والصراعات مقبولة ضمن الوحدة العراقية القسرية وتفضل على التقسيم الذي لابد وان يجلب بالسلام الى اهل العراق ان حصل.
Al_botani2008@yahoo.com




270
مقابلات:
الجيش العراقي والبيشمركة في تحقيق
لوكالة المونتير الامريكية للأنباء.

عبدالغني علي يحيى
أجرت وكالة المونتير almontir الامريكية للأنباء والمختصة بنقل أراء ووجهات النظر في الشرق الادنى الى الشعب الامريكي تحقيقاً مع المحلل السياسي عبدالغني علي يحيى وامين عام قوات البيشمركة جبار ياور والنائب في البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه، حول اسباب تخوف الكرد من تسليح الجيش العراقي وحول ما اذا كان تسليح البيشمركة يشكل استفزافا للميزانية العراقية، وجاء رد عبدالغني علي يحيى في تحقيق الوكالة المذكورة كالأتي:
س1: لماذا يتخوف الكرد من تسليح الجيش العراقي؟
ج1 : ليس الكرد وحدهم يتخوفون من تسليح الجيش العراقي، بل هناك امم اخرى تشاطرهم التخوف، سيما التي اكتوت بناره في حربي الخليج الاولى  والثانية كشعوب ايران والكويت وكذلك السعودية والامارات، إضافة الى الكرد، وفي داخل العراق تتخذ المخاوف من الجيش العراقي شكل المطالبة بابعاده من المحافظات السنية، كما حصل قبل ايام في الموصل على خلفية اغتصاب فتاة قاصر من قبل احد ضباطه، وقبله في الأنبار والفلوجه حيث تكررت المطالبه بابعاده من مدنهم وقراهم. لقد كان بالامكان ازالة التخوف منه ومن تسليحه عبر قيام المجتمع الدولي بوضع حظر على الجيش العراقي عدداً وعدة على غرار ما اتخذه حيال المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية. ولما كانت القاعدة تصاغ من تكرار الحالة، فان الجيش العراقي الذي فاق عدد حروبه عدد حروب الالمان واليابانيين، فأنه لن يتردد عن خوض حروب جديدة في المستقبل مالم يقدم العالم على تقليم اظافره ولن يعم السلام العراق والخليج مالم يعامل العراق معاملة المانيا واليابان.
س2: القيادة الكردية تقوم بتسليح البيشمركة الا يشكل ذلك استنزافاً للميزانية العراقية؟
ج2: ان الذي يستنزف موارد العراق هو الفساد والسرقة والفوضى والصرف على المؤتمرات والهبات الممنوحة لبعض الدول ورواتب كبار موظفي الدولة والبرلمان وعسكرة المجتمع...الخ من ابواب الصرف الجنوني، وفوق هذا لا خوف من تسليح البيشمركه، وسط اعتداءات تركية وايرانية بين حين وآخر على كردستان، وتهديدات عراقية بغزوها، ثم ان العقيدة العسكرية للبيشمركة كانت وماتزال دفاعية، وان الشعوب الصغيرة يجب ان تكون اسلحتها حادة كما يقول مؤلف كتاب (داغستان بلدي) الكاتب رسول همزاتوف .
س3: هناك من يقول ان الكرد يبالغون من التخوف من تسليح الجيش العراقي، فماذا تقول؟
ج3: بموازاة سعي العراق للحصول على اسلحة استراتيجية من واشنطن وموسكو وكييف..الخ والذي لم يحصل عليه بعد نراه يتنمر ضد الكرد بحشده للقوات في مناطق زمار جنوب غرب كردستان وفي مناطق السعدية وجلولاء جنوب شرقها، دع (عمليات دجلة ) وحشدها العسكري في كركوك وخرقها للهدنة بتحليقات طائراتها الحربية المتوصلة فوق قواعد البيشمركه لتصويرها، ان المخاوف الكردية في محلها ولا مبالغة لهم فيها.

271

كل ثلاثاء: خبر وتعقيب 
   
 
                                                                                                                     عبدالغني علي يحيى.
•   عزلة (شعب الله المختار) !
قالت صحيفة معاريف الأسرائيلية: (أن نتنياهو لم يتلق أية تهنئة من زعماء العالم بالرغم من مرور أربعة أيام على فوز حزبه في الانتخابات التشريعية)!
•   عشائرية !
على أثر مقتل عدد من المتظاهرين في الفلوجة يوم 25-1-2013 قتل مسلحون جنديين عراقيين غرب بغداد انتقاماً لقتلى الفلوجة ! ذكرني الحادث المبكي المضحك، برئيس عشيرة كردي أهين في بغداد على يد شرطي مرور، ولما عاد الى بلدته نزل من السيارة واوسع شرطياً للمرور ضرباً !
•   عقلاء وحكماء الأنبار !
ناشد المالكي من سماهم بعقلاء وحكماء الأنبار بالسعي لتهدئة الأوضاع ولما فيه خير الشعب والوطن، من غير ان يأخذ بباله، ان ما صدر ويصدر عن اولئك العقلاء والحكماء يتقاطع مع العقل والحكمة فالشيخ عبدالملك السعدي رفض اقامة اقليم سني فيدرالي من محافظات: الموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى، فيما دعا احد اشهر رؤساء عشائر الانبار الى اسقاط الحكومة والغاء الدستور...الخ.
•   منافسة طائفية !
بعد مقتل عدد من الشيعة التركمان في طوز خورماتو ارسلت إيران طائرة على جناح السرعة لنقل الجرحى الى طهران لغرض معالجتهم ! يذكر ان تركيا كانت السباقة في الماضي لنجدة التركمان ومعالجتهم في مستشفياتها لكن ايران قطعت الطريق عليها كما يبدو، ومن مظاهر الطائفية حول الحادث نفسه دعا رجل دين شيعي كبير في كربلاء إلى ايقاف التجاوزات بحق التركمان، في حين ان كافة الاقوام والطوائف العراقية تتعرض بشكل شبه يومي دون ان تبدي دولة أو جهة استعدادها لتداوي الجرحى ......ال
•   كانديدات الجامعات العربية!
أحتج العشرات من حملة الشهادات العالية من خريجي الجامعات العربية غير العراقية لعدم اعتراف الحكومة العراقية بتلك الشهادات. ذكرني الحادث وذلك يوم كان العداء على اشده للشيوعية في العراق، كيف أن الحكومات  العراقية لم تكن تعترف بشهادات العراقيين من خريجي الجامعات السوفيتية من حملة شهادة الكانديدات، فاذا كان العداء للشيوعية في الماضي بالمرصاد للكانديدات، فأي سبب يكمن وراء عدم أعتراف الحكومة العراقية الحالية بتلك الشهادات؟ الجواب ربما يكون ان تلك الشهادات جاءت من جامعات الدول العربية السنية!
•   جزيرة الحرية أم جزيرة العبودية!
لعقود من السنين كنا اسرى أعتقاد خاطيء بان (كوبا) جزيرة الحرية ولقد اشتهرت بهذا الوصف، واذا بخبر قرأته قبل ايام يفند ذلك الوصف ويقول أنه أعتباراً من 14-1-2013 يحق للكوبيين السفر الى الخارج لأول مرة منذ (50) سنة شريطة ان يكون عمره قد تجاوز الـ 18 عاماً، يذكر ان الحكومة التركية أيضا والتي تقدم نفسها للعالم انها ديمقراطية أطلقت اعتباراً من 5-1-2013 سراح المؤلفات الشيوعية و 23 الف كتاب..!
•   مؤامرة خطيرة !
بتأريخ 14-1-2013 توجه عشرات الالاف إلى العاصمة الباكستانية قادمين من مختلف المدن يتقدمهم رجل الدين طاهر القادري، الذي كان مقيماً في كندا لسنوات، ويتهم القادري حكومة بلاده بالفساد والعجز..الخ من التهم، في حين اتهمته الاخيرة من أنه (جزء من مؤامرة خطيرة) لمجرد تنديده بالفساد !!
•   (العشائر كسرت شوكة الأرهاب)!!
تحت شعار (العشائر التي كسرت شوكة الأرهاب قادرة على إطفاء الفتنة) عقدت وزارة الداخلية مؤتمراً لرؤساء العشائر في العراق من الوسط والجنوب، هنا نتساءل احقاً استطاعت العشائر والحكومة ايضاً كسر شوكة الأرهاب حتى تستطيعا (أطفاء الفتنة الآخذة بالأتساع؟ ام أن ان حكومة المالكي على خطى حكومة صدام التي استعانت بالعشيرة في سنواتها الاخيرة وظهرت العناوين: شيخ عام العشيرة وشاعر العشيرة وحامل البيرق فيها..الخ
•   أسعار الأصوات في الأنتخابات الأردنية !!
حول الانتخابات التشريعية في الاردن مؤخرا ورد في (الشرق الأوسط اللندنية) ليوم 20-1-2013 : (ان شراء اصوات الناخبين تتم بسرية تامة، وان بعض السماسرة يستغلون حاجة الناخبين خاصة الفقراء. اذ تراوحت الأسعار ما بين 10 دنانير الى 50 ديناراً حسب المرشح والمنطقة التي يعيش فيها، كما ان البعض يقدم مساعدات عينية كالمدافيء والحرامات وغيرها) و (ان الاتفاق يكون بدفع نصف المبلغ والقسم على القرآن الكريم أو الكتاب المقدس (الأنجيل) ثم يتم الدفع لبقية المبلغ بعد التصويت) و (ان بعض المرشحين رصدوا مليون دينار للحملة الانتخابية للأنفاق على الناخبين)!
•   الأستراتيجية العسكرية الأمريكية الجديدة.
بعد أن توجت الاستراتيجيات السياسية والعسكرية الأمريكية بالفشل الذريع في أفغانستان وباكستان والعراق، وفي السبعينات في أقطار الهند الصينية، ها هو مصدر عسكري أمريكي يعلن، عن استراتيجية عسكرية جديدة هي (نقل أفغانستان الى افريقيا وحرب الجبال الى حرب الصحراء) ترى هل يحل يوم يريح الامريكيون انفسهم والعالم من أستراتيجياتهم الفاشلة؟
•   فيتو مذهبي !
كشف بايزيد حسن النائب في البرلمان العراقي، ان (دولة القانون) تريد منح رجال الدين في المحكمة الفيدرالية حق الفيتو (النقض)!
•   الهدف من وراء أغلاق المعابر الحدودية !
قدمت تفسيرات شتى لاغلاق الحكومة العراقية للمعابر الحدودية مع سوريا والأردن لحين من الوقت، ويعد تفسير شيخ عشائر الدليم هو الأقوى اذ قال، ان المالكي سعى من وراء ذلك الى ترويج البضائع الايرانية الرديئة في الاسواق العراقية.
•   ميل السنة العراقيين الى العزلة.
تضرر السنة العراقيون ايما ضرر يوم قاطعوا العملية السياسية لأعوام واليوم تجد وزراءهم يقاطعون جلسات مجلس الوزراء والبرلمان، وفي حينه تردد أن الكرد يسحبون وزراءهم من حكومة الجعفري، لكنهم احتكموا الى العقل وتراجعوا، على وزراء العراقية ان يستخدموا جلسات مجلس الوزراء والبرلمان منبراً لطرح مطالبهم لا أن ينسحبوا منها.

Al_botani2008@yahoo.com


272
العراق مقسم على ثلاثة وإن لم يعلن.

عبدالغني علي يحيى
   (وقلبي ملأن أسى، أنه في اعتقادي لا يوجد في العراق "شعب عراقي" بعد).
هذا ما قاله  الملك فيصل الأول بحق العراقيين في مذكرة رفعها إلى لجنة التحقيق الدولية حول مشكلة الموصل عام1925.
وأضاف:
(بل توجد كتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية...، لا تجمع بينها جامعة، ان البلاد العراقية هي من جملة البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية، ذلك هو الوحدة الفكرية والملية والدينية، فهي والحالة هذه مبعثرة القوى مقسمة على بعضها.. )
صدق الملك فيصل الأول، فالدولة العراقية منذ تأسيسها عام 1921 لم تقم في الصدور، فلقد قاومها الكرد في ثورات وانتفاضات عدة، وحذا الشيعة حذوهم اذ تعرضت انتفاضة لعشائرهم في الفرات الأوسط الى القمع عام 1935، وفي العهد البعثي الثاني دخلوا في مواجهات دموية مع البعث، ولم تقتصر منا هضة الدولة الفتية على الكرد والشيعة فقط. بل طالت حتى المكونات الاجتماعية الصغيرة، ففي عام 1933 تم قمع ثورة الاشوريين بمحافظة دهوك بقسوة وفي عام 1936 جرى سحق ثورة للأيزيديين بقيادة داود الداود في سنجار.
وبهذا ظلت الدولة العراقية متزعزعة الاركان، مبعثرة القوى مقسمة على بعضها، ومهددة على الأرض، ومع ذلك لم ترتفع الاصوات بتفكيكها، لكن تواصل الاضطهادات ضد مكوناتها المقهورة سيما الكرد، جعل تقسيم العراق على أثنين كردي وعربي ممكناً نتيجة المذابح الجماعية التي سلطت على الكرد وبالأخص في الخمس الاخير من القرن الماضي، وتحت ضغط من المسيرة المليونية الكردية الشهيرة التي هزت العالم عام 1991 اقيمت منطقة الحظر الجوي في خط العرض ال36 على يد التحالف الدولي، والذي اسفر عن قيام كيان كردي ديمقراطي شبه مستقل. وبفضله تقدمت كردستان من النواحي كافة ، وبمرور الأيام لم يعد مقنعاً ولا ممكنا بقاء الكرد ضمن نفوذ الحكومة المركزية، وبذلك تحقق اول تقسيم للعراق على اثنين. اما الخطوة التالية باتجاه تحقيق تقسيم للعراق على ثلاثة فجاءت عام 2003 بعد إسقاط النظام السني وحلول نظام شيعي محله وظهور مصطلح المثلث السني الذي شهد ويشهد منذ ذلك العام تطهيراً عرقياً ودينياً ومذهبياً للكرد والمسيحيين والشيعة والايزيديين، مارسته قوى الأرهاب وفئات دينية سنية وقومية متشددة. بالمقابل مارس النظام الشيعي بدوره التطهير بحق السنة في بغداد والمحافظات الجنوبية ومن جرائه هجرة الالوف من السنة إلى سوريا والأردن ومصر وكردستان وبلدان اخرى، وادى التطهير المتبادل بين الطرفين الشيعي والسني الى بروز منطقة سنية شبه خالية من الاعراق والمذاهب غير السنية، دع جانبا رفع علم النظام البعثي السابق وصور صدام حسين وعلى وجه الخصوص في المناسبات السياسية فيها. وخلال ال 10 السنوات الماضية، راحت فكرة التقسيم في العراق تنتشر وتتداول بشكل صارخ وبلغت ذروتها عام 2007 في مشروع جوبايدن الذي نص على تقسيم العراق الى ثلاثة اجزاء شيعي وكردي وسني، وعادت الفكرة لتشق طريقها بقوة في تظاهرات واعتصامات السنة في المثلث السني حصراً دون سائر العراق. والتي طغت عليها مطالب سياسية تنتصر لحزب البعث الذي مازال بمثابة طليعة قومية للسنة العرب العراقيين وممثلاً اكبر لهم دون منازع، المطالب مثل: الغاء اجتثاث البعث والمادة 4 ارهاب، واصدار قانون العفو العام .. الخ. وكما تتراجع المطالب الخدمية في الثورات التحررية الاستقلالية، فأنها (المطالب الخدمية) كادت أن تختفي من شعارات المتظاهرين والمعتصمين السنة، ومثلما كانت الحكومات العراقية السابقة والحالية تتعامل مع الكرد، تعاملها مع الاجنبي وتحاربهم اقتصادياً، فان ابرز خطوة اقدمت عليها بغداد لمجابهة اعتصامات محافظة الانبار هي غلقها لمعبر طريبيل الحدودي مع الاردن، الذي يترتب عليه تضييق الخناق اقتصاديا على تلك المحافظة المعقل الرئيس للاعتصامات السنية، وارغامها على الركوع، وبتركيعها ستنهار الاعتصامات في بقية المحافظات السنية تلقائياً، لأسباب منها ضعف وضيق الاعتصامات فيها مقارنة بالأنبار أضافة الى تواجد مكونات اجتماعية غير سنية في تلك المحافظات لا تشاطر السنة الرأي. ويعمق من فكرة التقسيم اكثر، اندلاع مظاهرات شيعية في المحافظات الشيعية تأييداً للحكومة الشيعية بوجه الحراك السني، ما يعني نزولاً للخلافات الطائفية الى الشارع وما ينجم عنه من تباعد اوسع بين الشيعة والسنة وقيام جدار سميك وعال بين الجنوب الشيعي والمثلث السني بشكل اقوى من ذي قبل. كما وتعمقها اكثر تحركات اخرى تقوي من الفصل المذهبي، مخيبة لأمال انصار الوحدة العراقية من الجانبين، مثل انسحاب وزراء العراقية والتحالف الكردستاني من اجتماع لمجلس الوزراء العراقي عقد يوم 8-1-2013 تضامنا مع اعتصامات السنة  دون انسحاب وزراء أي فصيل شيعي بما فيهم التيار الصدري الذي اعتقد فيه مناصراً لاعتصامات السنة، تلاه اتفاق مكونات التحالف الوطني الشيعي يوم 9-1-2013 لرد المطالب السياسية السنية كافة والتي تتناقض مع الدستور العراقي.
واذا كانت كردستان العراق شبه مستقلة وصار المثلث السني مقفلاً للسنة يوحد بين حكوماته المحلية والجماهير السنية فأن التقسيم في الصدور انتقل الى الارض ايضاً، ولم يبق  إلا الاقرار رسمياً بهذا التطور الذي اصبح في حكم الأمر الواقع، ويبقى العراق بانتظار، إما غوربا تشوف العراقي لينفذ التقسيم بالتي هي أحسن، وإما الدخول في الفوضى الخلاقة لتقول قولها الفصل، الامر الذي لا يسر أحداً، لما تتضمنه، الفوضى الخلاقة، من نكبات وقتل واراقة للدماء.
لقد اخفق فيصل الأول في أن يشكل من تلك الكتل شعباً (مهذباً مدرباً متعلماً) كما ورد في مذكرته، في وقت كانت التناقضات بين المجتمعات العراقية ضيقة بسيطة للغاية في زمانه مقارنة بالتناقضات الحادة الحالية بينها، عليه فان الابقاء على الوحدة العراقية الهشة أبداً، والذي يؤكد عليها القادة السنة والشيعة في أقوالهم ويعملون على تفتيتها بممارساتهم صار ضربا من المستحيل. وهيهات ان يحقق القادة العراقيون الحاليون ما عجز عنه الملك فيصل الاول.
كاتب سياسي – العراق 
(الشرق الاوسط اللندنية)


273
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   ماذا لو برأت المرجعية اليزيد من دم الحسين؟.
في عام 1964 برأت الفاتيكان في خطوة شجاعة اليهود من دم المسيح (ع) فطوت بذلك صفحة من العداء المزمن بين المسيحيين واليهود الى الابد. حبذا لو اقدمت المرجعية الشيعية على خطوة مماثلة وتقدم على تبرئة اليزيد من دم الحسين(ع)، لدفن الخصومة المزمنة بين الشيعة والسنة من معتنقي الدين الواحد، والتي راحت تستفحل بشكل لم يسبق له مثيل. السؤال اعلاه موجه الى المرجعية والكتاب ورجال السياسة من أنصار المذهبين.
•   بعيداً عن الشهامة والرجولة والأنسانية.
اختطف قبليون يمنيون (3) اوروبيين، نمساوي وفنلنديان ثم قاموا ببيعهم الى منظمة (القاعدة) لقاء نقود، فأين هذا السلوك الشائن من الشهامة والكرامة يا رجال القبائل؟.
•   إعيدوا هؤلاء الى مكانهم المناسب.
طالب متظاهرو الانبار والموصل بأبعاد الجيش والشرطة الاتحادية من مدنهم، واضيف انه كان حرياً بهم مطالبة رجال الدين بالعودة الى جوامعهم وحسينياتهم، وشيوخ العشائر الى مضايفهم والاطفال الى مدارسهم، ومن ثم ينصرف المتظاهرون انفسهم الى اعمالهم المنتجة، اذ من المستحيل تحقيق الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان على يد تلك الشرائح التي ذكرناها، ويحضرني موضوع قرأته وهو ان الفونس دوديه عندما كان يتأمل متظاهري كومونة باريس، يفكر بالمصانع والمعامل والمدارس التي تركوها مغلقة! عليه فان المتظاهرين من سنة وشيعة عمقوا من الطائفية في تظاهراتهم، وليتركوا الساحة للمثقفين واساتذه الجامعات والقادة الوطنيين والدستور لحل الازمة في العراق.
•   اتفقوا فقط على (الاجتماع القادم)!
ما يشبه (اتفقوا على ألا يتفقوا) يختتم كل اجتماع بين الجيشين العراقي والبيشمركة بالاتفاق على (عقد اجتماع قادم) وهكذا فان الاتفاق على (اجتماع قادم) هو النقطة الوحيدة التي يتفقان بشأنها.
•   الصدر نسي أنه سياسي أيضاً.
قال مقتدى الصدر: (وأقول للسياسيين أن لا تتدخلوا في مطالب المتظاهرين، ولانريد تسييسها ولا جعلها لطارق أو رافع او غيرهما، فنحن ذوو مطالب وطنية لا سياسية ولا فئوية ولا حزبية ولاطائفية)!! عجيب أمره وهو القائد لتيار سياسي ضخم (التيار الصدري) وله (40) معقداً في مجلس النواب، وقبل فترة تراجع عن سحب الثقة من المالكي.. الخ ومع هذا ينأى بنفسه عن السياسيين وفي الوقت ذاته فأنه يعد الاكثر تدخلاً في الشؤون السياسية!
•   البرلمان العراقي يوقع على (الابيض)!
كشف عبدالحسين عبطان النائب عن التحالف الوطني عن وجود اتفاق للتصويت على قانون التقاعد حال وصوله للبرلمان من مجلس الوزراء، من غير ان يأخذ بالحسبان احتمال ادخال تغييرات عليه من المجلس المذكور قد لا ترضي البرلمان.
•   خنازير.. جربوع ..مهرجون.. كذابون!
تهجم احمد العلواني النائب عن ائتلاف العراقية على الشيعة ووصفهم بالخنازير وأولاد المتعة.. الخ فيما نصح المرجع الديني محمد تقي المدرسي (المتظاهرين من اهالي الانبار بعدم الأستماع  الى (المهرجين) واتهم مؤيد طيب الناطق باسم التحالف الكردستاني نواب عرب كركوك بانهم (كذابون) ووصف حاتم سليمان رئيس عشائر الدليم المالكي بالجربوع.. الخ.
في العهد الملكي نسب قائمقام الى احد الاقضية وتوجه بعض من الوجهاء للترحيب به وكانوا يحملون الالقاب: النمر والأسد والثعلب والذئب.. الخ فما كان من الرجل الا القول: ( هل انا في حديقة للحيوانات)؟ ويبدو ان العراقيين مولعون بالقاب تحمل اسماء الضواري مثل (اشبال صدام) سابقاً! و(أسود الرافدين) و(صقور ال..) حالياً.
•   توصيات المرجعية أم..؟
دعا النائب عادل برواري الى الالتزام بتوصيات المرجعية الدينية العليا كحل (أمثل) للحزوج من الازمة التي تشهدها البلاد العراقية، كان الأولى به ان يدعوا الى الالتزام باتفاقية اربيل التي اثبتت قدرتها وفاعليتها، ثم ماذا لو اتفق الفرقاء على توصيات المرجعية، وتنصلوا منها فيما بعد؟ أبعدوا المرجعية عن السياسة رجاء.
•   قدرة افغانستان على حماية نفسها.
 صرح وزير الدفاع الامريكي والرئيس الافغاني بان افغانستان قادرة على حماية نفسها من طاليبان بعد انسحاب القوات الاجنبية منها عام 2014. القول نفسه ورد على لسان مسؤولين امريكيين وعراقيين قبل انسحاب القوات الامريكية من العراق عام 2011 من ان الجيش العراقي قادر على الحفاظ على الامن والاستقرار بعد انسحاب تلك القوات، لكن الوضع الامني ازداد سوءاً!
•   اعلان مجاني أم مدفوع الثمن؟.
فند مدير عام الشركة العامة لتجارة السيارات في العدد 2721 من صحيفة (الصباح) البغدادية انتقاص بعضهم من السيارات الايرانية. ومما قاله: ( ان السيارات الايرانية من نوع سمند و سايبا، محركاتها مصنوعة بتكنولوجيا من شركتي بيجو وكيا.. و استوردت العراق على وفق دراسة للسوق العراقي من حيث ملاء متها ونسبة البطالة البالغة 13% وحاجة البلد الى  هكذا انواع من السيارات بتوفير فرص عمل .. الخ) جدير ذكر ان اعلانه غطى النصف من الصفحة الاولى للصباح، وتضمن صورتين للسيارات الايرانية.
•   إعتذار بلا تعويض.
اعتذر الشهرستاني ل: 335 من المطلق سراحهم قائلاً: (اعتذر باسم الدولة العراقية لأي واحد منكم تم اعتقاله و الاحتفاظ به هذه الفترة وثبت بعد ذلك براءته) ! كل هذا من غير ان يشير الى تعويض لهم. ذكرني اعتذاره بحادثة وقعت عام 1963 على يد الحرس القومي الذين كسروا اسنان معتقل وفقأوا عين أخر، ولما ثبت براءتهم بعد شهور، اكتفوا بالاعتدار لهم فقط!!
Al_botani2008@yahoo.com
 




274
تحليل حرب الشائعات ضد الكرد قادة وحكومة

عبدالغني علي يحيى

قال الله تعالى في متن كتابه الكريم:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
صدق الله العظيم
   عود إلى العنوان، ان الشائعات في أكثريتها الساحقة مغرضة تصدر عن أناس أو مؤسسات سياسية، يستسهلون ترويج الاكاذيب والتهم الكيدية الباطلة وتنطبق عليهم مقولة مكيافيلي الشهيرة (الغاية تبرر الوسيلة) بحذافيرها. وفي أغلب الاحوال فأن الشائعات تؤدي دور الفتنة، (والفتنة أشد من القتل). وترقى الشائعات أيضاً إلى مرتبة الكذب و (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) كما قال النبي محمد (ص). وفي أحايين يصعب التمييز بين الشائعات وبين الحرب النفسية، وللشائعات وظائف أخرى مثل التشهير وتشوية السمعه..الخ
   يعرف الدكتور عبدالمنعم شحاتة الأستاذ في علم النفس بكلية الأداب بجامعة المنوفية بمصر الشائعة كالآتي: (الشائعة هي ترويج لأخبار ملفقة لا أساس لها من الصحة من دون أدلة مادية تؤكد حقيقة حدوثها ولان ادلتها باهتة ضعيفة فهي تختلف عن الخبر الذي يأتي دائماً موثقاً بأدلة مادية تثبت وقوعه).
   ان الذي يغري باستخدام الشائعة، أنها غير مكلفة مادياً، ناهيكم من انتشارها السريع، والشائعة في اللغة كما يقول طه هندي في مقال له بعنوان (الشائعات وخطرها على المجتمع) هي (الانتشار والتكاثر).
   لقد كان عام 2012 عام حرب شائعات على عدد من البلدان بينها كردستان العراق والصين، حيث لم يخلو فيه اسبوع أو شهر من سريان الشائعات وبالأخص ضد أقليم كردستان العراق وقادتها وحكومتها، فلأجل رد الطعن بالموقف الصلب للرئيس مسعود البارزاني الذي رمى إلى سحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال التحالف الكردستاني بتأريخ 18/6/2012: (ان لقاء بارزاني والمالكي شائعات مفبركة وموقفنا ثابت من سحب الثقة). عليه فان الشائعات هذه لم تبث إلا لأجل شق صف الأطراف التي سعت لسحب الثقة وإرباكها، ولقد افشل التيار الصدري عملية سحب الثقة فيما بعد.
    ولغرض اضعاف الرئيس جلال طالباني أو الرغبة في انهاء دوره،سرت شائعات يوم 4-8-2008  عندما غادر إلى الولايات المتحدة لأجراء فحوصات طبية وعلاج ركبته اليسرى، قالت (انه تعرض للأغماء)!
   اليوم وكما كان في السابق فان القادة هم الاشد استهدافا من جانب منظمي الشائعات، ففي الماضي لم يسلم حتى الأنبياء منها فلقد( أشيع عن النبي هود اصابته بالجنون فيما حارب فرعون النبي موسى بالشائعات التي روجها عنه كساحر) وفي معركة أحد نادت شائعة بمتقل النبي محمد (ص). لمزيد من التفاصيل بهذا الخصوص راجع المقال (الشائعات حاربت الأنبياء واسقطت الشعوب) لكاتبه نهى حسين (مجلة نصف الدنيا).
   وظلت الشائعات تلاحق طالباني، نذكر منها على سبيل المثال،ماذكر زورا عن توسطه لتسهيل لقاء بين قياديين من حزب العمال الكردستاني (بكك) ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والتي ظهرت اثر الوقوف على موقف مؤيد وصارخ للأتحاد الوطني الكردستاني لحزب العمال الكردستاني، وتحديدا بعد الخطاب الذي القاه ملا بختيار عضو المكت السياسي للأتحاد الوطني الكردستاني في المؤتمر الثاني لحزب السلام والديمقراطية الكردي في أنقرة يوم 14-10-2012علما ان كاتب هذا المقال كان مدعوا بدوره لحضور ذلك الؤتمر، لكنه لم يتمكن من حضوره لأسباب قاهرة. وواضح ان الشائعات المشار إليها  اتت بهدف اثارة الحكومة التركية على طالباني وربما لأهداف أخرى ايضا كما طالت الشائعات مؤسسات سياسية كردية نيابية واخرى حكومية كذلك، فخلال الحراك من أجل سحب الثقة من المالكي، نشرت جهات حكومية عراقية شائعة قالت ب:(وجود صفقة سرية بين ائتلاف (العراقية) و (التحالف الكردستاني برعاية (تركية) لضم مناطق من محافظة نينوى إلى اقليم كردستان). وفي حينه كذب النائب عن العراقية حميد كسار الزوبعي الشائعة تلك والتي توخت النيل اصلا من المطالبة الكردية الحقة بتلك المناطق أولا واحلال شقاق بين قادة العراقية انفسهم من الذين يختلفون في الرأي بشأن تلك المناطق.. وفي حدود الفترة ذاتها أشيع بأن الاسايش= الأمن الكردية تستعين بجواسيس النظام العراقي السابق في المناطق المتنازع عليها بغية امرار مخططاتها (الاساييش).
   ويحتل إتهام حكومة اقليم كردستان العراق بالتعاون أو التواطؤ مع حزب البعث وقادة من العرب السنة من المتهمين بالأرهاب مساحة واسعة من الشائعات المناوئة للكرد وحكومتهم، فعلى أثر تصريح لسامي العسكري احد اقطاب الحكم في العراق في نهاية الصيف الماضي من أن عزت الدوري امين عام حزب البعث المحظور غادر كردستان من مطار أربيل، راحت الشائعات تتوالى عن علاقات بين حكومة الاقليم والنشاط العربي السني، ففي 25-9-2012 أشاعوا من أن ما يسمى بجيش العراق الحر سيعقد مؤتمره في أقليم كردستان بحضور كل من عدنان الدليمي والدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين، علاوة على رموز من السنة العراقيين غير الدليمي والضاري ، ولكي تكسب الشائعة مصداقيتها،فأنها سرعان ما تحولت الى تهمة عندما طلب محمدالهنداوي أحد رموز الحكومة العراقية من حكومة أقليم كردستان ان لا تسمح بعقد المؤتمر في كردستان. كل ذلك من غير ان يأخذ اصحاب الشائعة، بنظر الأعتابر، كيف ان مصادر في وزارة الداخلية العراقية ومعها ثلاثة من النواب عدوا بتأريخ 3-9-2012 (الجيش العراقي الحر) بانه مجرد (شائعة هدفها إفزاع المواطنين.
   في 25-9-2012 كذلك زعم أن كلا من طارق الهاشمي النائب السابق لرئيس الجمهورية العراقية والدكتور حارث الضاري يسعيان إلى عقد مؤتمر في اربيل تحت عنوان (مؤتمر التضامن مع أهل السنة)!! لا شك أن منظمي الشائعات هذه رموا من ورائها الى تمهيد الطريق لاجل ملاحقة القادة الكرد على غرار ملاحقة القادة السنة من امثال الهاشمي والعيساوي وغيرهما.
   والأغرب والأطرف من كل ماذكرناه، ان إحدى الوزارات في الحكومة العراقية، اتهمت حكومة كردستان بجلب حيوانات ضارية مفترسة ومتوحشة ومن ثم نشرها في المناطق الخاضعة للحكومة المركزية بغية الحاق الأذى والأضرار بأهلها، والذي يوحي بقيام حكومة كردستان بشن حرب بايولوجية ضد الحكومة العراقية والجماهير العربية في وسط العراق وجنوبه والذي يوحي ايضا وكأن حكومة كردستان قوة دولية عظمى على غرار الولايات المتحدة والصين وروسيا الاتحادية بحيث تقدر على ممارسة الحرب البايولوجية!!
   المتتبع للشائعات المضادة لحكومة اقليم كردستان يجدها قد نمت وتكاثرت وتوسعت سيما في الشهور الأخيرة من عام 2012 ومرد ذلك هو تدهور العلاقات بين الحكومتين المركزية والكردستانية المتجهة نحو القطيعة والتصادم. ولدى الباحثين في الشائعات انها تزداد وتنتشر بالأخص في اوقات الأزمات والرجات السياسية والحروب والاضطرابات على أشكالها، وكما هو معلوم فان التأزم في المشهد العراقي بلغ ذروته في الشهور الأخيرة من العام الفائت 2012 كما أسلفنا، ففي 8-10-2012، اتهم بعض من الموالين للحكومة العراقية،وزارة شؤون البيشمركه بشراء الأسلحة من اسرائيل، فما كان من الوزارة المذكورة إلا أن تسارع لتفنيذ الأتهام أو الخبر.علما ان الخبر لم يتقدم بأي دليل لاثبات الاتهام، فالاسلحة سيما الثقيلة والاستراتيجية من الصعب إدخالها الى اقليم كردستان المحاط من جهاتها الأربع بدول لا تقيم علاقات دبلوماسة مع اسرائيل، فضلا عن ادعائها معاداة اسؤائيل. وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها خصوم الكرد باتهام الكرد بالعلاقات مع اسرائيل. ويبدو ان هذه التهمة جاهزة وتبقى قائمة حتى لو أقدمت جميع الدول العربية والاسلامية على الاعتراف باسرائيل واقامة اشكال العلاقات معها. وهناك فعلا علاقات بينها وبين اسرائيل منها دبلوماسية واخرى تجارية فقبل نحو اسبوعين من الان،ورد في تقرير لمعهد التصدير الاسرائيلي، ان الصادرات الاسرائيلية الى دول الاتحاد الاوروبي انخفضت مقابل ارتفاعها في الدول العربية! ولقد لزمت الدول العربية وماتزال الصمت حيال ذلك التقرير. لقد كانت الغاية من وراء إتهام القيادة الكردية الان وفي السابق، بالتعاون مع اسرائيل او إقامة العلاقات معها، هي لتاليب الرأي العام العربي على الشعب الكردي وحركته التحررية القومية، ومن ثم الحيلولة دون ظهور قوى ضاغطة في المجتمعات العربية لأرغام حكوماتها على حل القضية الكردية حلا عادلا يتضمن الاعتراف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي. وفي الوقت الذي باءت فيه المقاطعة العربية لاسرائيل بالفشل، فأن الشائعات الرامية الى اضعاف الكرد والقائلة باقامتهم للعلاقات مع اسرائيل،وان كردستان اسرائيل ثانية، نجحت أيما نجاح في تحقيق اهدافها حين افلحت بتبليد اذهان الجماهير العربية وجعلها متخلفة على مر العقود وزجها وعلى وجه الخصوص في العراق، في حروب ومعارك ضد الكرد. ان اكثرية الجماهير العربية العراقية ما برحت تحت سطوة تلك الشائعات، لذا امتدت حروبها ضد الكرد وقبلهم ضد مسيحي جنوب السودان وشعب الصحراء الغربية عقودا من السنين وما تزال، بالمقابل وجدنا الشعوب المثقفة في فرنسا وامريكا وبريطانيا كيف قامت بوضع حد وبسرعة لحروب حكوماتها في الجزائر وفيتنام..الخ، ان الشائعات لا تنطلي على الأمم المتقدمة المثقفة.
   وعلى ذكرالشائعات بشأن العلاقات بين كردستان واسرائيل. بتاريخ 11-10-2012 انتشرت شائعة مفادها ان مسؤولين كرد في كردستان العراق عقدوا إجتماعاً مع مسؤولين في الحكومتين التركية والاسرائيلية حول سوريا ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. فما كان من قادة جنوب وغرب كردستان إلا ان يكذبوا الخبر الذي قالوا عنه بانه عار عن الصحة تماماً، والهدف من وراء هذه الشائعة، وضع الكرد العراقيين في محور ثلاثي تركي، اسرائيلي، كردي وجعلهم في الخندق المناهض لمحور: طهران، بغداد، دمشق، رغم ان القادة السوريين والأيرانيين ايضاً واحياناً بعض من القادة العراقيين، غالبا ما يتهمون تركيا وقطر والسعودية بالتدخل في الشأن السوري دون ذكر لتدخل كردي فيه.
ولخلع المصداقية على الشائعات تلك طالب عضو في أئتلاف دولة القانون بتأريخ 16-10-2012 حكومة اقليم كردستان بقطع (علاقاتها) مع اسرائيل!!
   في 16-10-2012 ايضا نشرت صحيفة (السياسة) الكويتية خبراً اسندته إلى مصدر في التحالف الكردستاني على حد قولها، من ان الرئيس مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني طالبا بنقل معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية الى اقليم كردستان، غير ان المتحدث الرسمي باسم رئاسة أقليم كردستان الدكتور اميد صباح نفى الخبر وقال :(أن لا اساس له من الصحة). ولم يكن الهدف من وراء نشر الخبر سوى بث العداء للكرد بين صفوف الشيعة والحكومة الأيرانية كون هذين الطرفين يعاديان المنظمة المذكورة بشدة بسبب من ضلوع الاخيرة في اضطهاد العراقيين في انتفاضة عام 1991 وسعيها الى اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ونسي منظمو الشائعة من ان الكرد بدورهم لا يودون المنظمة المذكورة.
   حتى الجزء الخاضع من اقليم كردستان الى الحكومة الكردستانية طالته الشائعات المغرضة، ففي 15-11-2012 مثلاً ذكر مصدر في قضاء خانقين بمحافظة ديالى من أن 90%  من عتاة الأرهابيين في القضاء يتواجدون في اقليم كردستان ويتسللون منه الى القضاء لتنفيذ العمليات الارهابية فيه، وكأن الاقليم قد تحول الى قاعدة ووكر للأرهابيين ضد المناطق الخاضعة للحكومة العراقيية، والكل يعلم انه بفضل السياسة الصارمة والموقف الحازم لحكومة الاقليم وعدم مهادنتها للارهاب، تراجع الاخير في كردستان  وتوارى. ونتيجة ذلك فقد تحقق الأمن والاستقرار والسلام في كردستان. وبعد يوم من ذلك التأريخ أي في 16-11-2012 أطلت شائعة اخرى برأسها زعمت ان وزارة البيشمركة الكردية تنسق مع قيادة عمليات دجلة في المناطق المتنازع عليها، متجاهلة الرفض القاطع لتلك القيادة من قبل وزارة شؤون البيشمركة بل ومن قبل الحكومة الكردستانية وكل الاحزاب الكردستانية وجماهيرالشعب الكردي ، دع جانباً انه منذ اسابيع فان قوات البيشمركة تقف وجهاً لوجه وبالمرصاد لقيادة قوات عمليات دجلة. وكلما توسع التناقض بين بغداد واربيل واستفحلت المشاكل بينهما، عليه يجب توقع سيل من الشائعات في العام الجديد 2013 يكفي ان اشير على سبيل المثال لا الحصر، ان العام الجديد استهل بعدد من الشائعات، منها اتهام المجلس السياسي العربي في كركوك لحكومة اقليم كردستان وذلك في يوم 13-1-2013 لقيامها بتنفيذ اعتقالات عشوائية للعرب العراقيين القاطنين في اقليم كردستان، ما دفع بالتحالف الكردستاني الى توجيه انتقاد لاذع الى المجلس المذكور وتكذيب النبأ الذي أورده.
    قبل فترة وفي معرض تناوله للشائعات، اطلق كاتب سياسي عربي تسمية (فاكهة الفاشلين) على مدبري الشائعات والمروجين لها، غير انه مع هذا تظل الشائعات خطراً على المفكرين والقادة والشعوب والاوطان.. الخ، واذا كانت الصين وهي دولة جبارة عظمى، قد قامت في نهاية عام 2012 بجرد حملة واسعة لمكافحة الشائعات والتي اسفرت عن اعتقال نحو 600 شخص من دعاة نهاية العالم وحلول يوم القيامة في شهر كانون الأول من العام الماضي، وكذلك الشائعات حول إصابة رئيسها بالمرض وغيرها من الشائعات، والتي لا بد وان يكون منظموها جهاتاً كونية لا ترتاح من التقدم المدهش للصين وهو كذلك، فكيف يكون الحال بالنسبة لحكومة وشعب كردستان العراق الجد صغير مقارنة بحكومة وشعب الصين، عليه وتأسيساً على ذلك، ما على حكومة وشعب كردستان إلا ان تحسب للشائعات الف حساب، لأنها تعمل لاجل القضاء على المكاسب التي تحققت للشعب الكردستاني على مدى السنوات ال 21 الماضية، وما عليها والحالة هذه إلا أن تأخذ على محمل من الجد الشائعات على اختلافها، فتقوم بتحليلها وتعيين لجان متأهبة لمتابعتها ورصدها ومن ثم تفنيدها فالسعي نحو التوصل الى تشخيص ومعاقبة ومقاضاة القائمين بها ومطلقيها. إن حرب الشائعات لاتقل عن الحروب الأخرى خطورة وهي بمثابة (الطابور الخامس) في الحاق الاذى بالشعب الكردي وكيانه الديمقراطي.
Al_botani2008@yahoo.com

   

275
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب .

عبدالغني علي يحيى.
•   الطائفية عنواناً للمشهد العراقي .                           
لأجل مواجهة تظاهرات السنة ودعوات العلواني الطائفية وغيرها من الدعوات، شهدت ساحة التحرير منتصف نهار السبت الماضي، تظاهرة شيعية مليونية، سموها بالمليونية الحسينية وقال عريف التظاهرة ان جاز التشبيه، ان (بأسنا من بأس علي والعباس) و(يا أحفاد على والحسين) و(يا أبناء محمد وعلي والحسين) و(نحن ابناء محمد وعلي والحسين  لانهادن.. لا نساوم)!!..الخ.
•   لدغ (السنة) من (الصدريين) مرتين!
يبدو ان السنة العراقيين لم يتعظوا من إنسحاب التيار الصدري من عملية سحب الثقة من المالكي التي كانت مقترحاً لهم اصلاً، مخيبين بذلك امال السنة والكرد، وها هم السنة الآن يسدون الشكر الى زعيم التيار ذاك لمواقفه اللفظية المؤيدة لتظاهرات السنة لا غير في حين وجدناه يرفض مقاطعة جلسة مجلس الوزراء التي قاطعها السنة والكرد، كما أنه ضم صوته إلى التحالف الوطني الشيعي لرفض مطالب السنة الرئيسية!
•   طائفية (سياسي بارز).
رداً على سؤال لصحيفة (الشرق) البغدادية: (ماهو رأيك في من يرفع شعار الربيع العربي يبدأ من الأنبار ؟) اجاب محمد السعيري الذي وصفته الصحيفة بالسياسي البارز: (..ماذا اصاب اهل الأنبار وكم هو نصيبهم مما لحق بمحافظات العراق الاخرى من شر الأرهاب، ان من قتل في كل العمليات الأرهابية انما هم الشيعة وليس السنة ومع ذلك ما زلنا نردد شعار ..اخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه.. في الوقت الذي لم أجد فيه من يردده من أهل السنة)!
استغرب كيف لقبته (الشرق) بالسياسي البارز وهو الجاهل باوضاع السنة وما لحق بهم من دمار وخراب على يد الأرهاب ، والكل يعلم ان معظم العمليات الأرهابية تكاد تكون محصورة بالمنطقة السنية في العراق.
•   السنة والشيعة.. بعد السماء عن الأرض.
يوم السبت الماضي فندت تظاهرة شيعية مليونية في ساحة التحرير ببغداد مطاليب تظاهرات السنة جملة وتفصيلاً، حين اصرت على الابقاء على مادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة، فرفض قانون العفو العام مع المطالبة بانزال اقسى العقوبات بالبعثيين..الخ ومن دون العثور على نقطة التقاء بينهما، ما يعني استحالة التوصل الى مشتركات بين الجانبين. وقديماً قيل (الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا) ولكنهما رغم ذلك التقيا، ترى هل حل محله (الشيعة شيعة والسنة سنة ولن يلتقيا) وكلاها في الشرق ويدينان بالاسلام؟
•   شر البلبة ما يضحك.
احتج اهل الانبار السنة على قيام الحكومة العراقية بغلق معبر  طريبيل لما يلحقه من اضرار اقتصادية ومعيشية بهم، إلا ان الداخلية العراقية بررت الغلق بدعوى انه يهدف الى حماية متظاهري الانبار من الارهابيين.! والاطراف من ذلك قول مصدر، ان الاجراء أتخذ في اطار البحث عن عزة  الدوري في وقت قالوا فيه، ان الاخير يختفي في دار لأحد اعضاء مجلس النواب، أو أنه في قطر .. الخ واخيراً قال عزة الشابندر، ان الغلق جاء لأسباب فنية!!
•   خرافة  التظاهرة غير المسيسة.
يتهم طرفا الصراع الشيعة والسنة في العراق كلا منهما الاخر، بان تظاهرة الاخر حزبية ومسيية في مسعى ساذج لخداع الرأي العام الذي يستهينون بقدرته على الفهم، والحال ان تظاهرة كليهما مسيسة منظمة من قبل الاحزاب، وهنالك العشرات من الدلائل على ذلك. وفي كل الاحوال فان التظاهرة المدبرة من قبل جهة سياسية افضل بكثير من تظاهرة تدعي كذباً العفوية أو الاستقلالية.
•   الرموز الدكتاتورية لا الوطنية شعاراً للتظاهرات.
رفعت تظاهرات السنة صوراً لصدام حسين ورايات البعث .. الخ من الرموز التي تذكرنا بالفاشية، وفي تظاهرة ضخمة للشيعة شاهدت صوت للدكتاتور عبدالكريم قاسم، عجبي من ضعف وهزال الاحساس الوطني لدى العراقيين الذين نسوا رموزهم الوطنية العظيمة: سلام عادل ومحمد باقر الحكيم و الصدر والجادرجي وأبو التمن وليلى قاسم.. الخ ولم يجعلوهم عنوانا لتظاهراتهم.
•   صمامات أمان!
قال الخزاعي للسفير السويدي لدى العراق: (ان العراق لديه صمامات أمان من شأنها ان تمنع أي انهيار للعملية السياسية أو عودة الطائفية من جديد)! والواقع عكس ذلك، اذ لا وجود للعملية السياسية الا اسماً ولقد كانت دوماً على صفيح ساخن، فيما عادت الطائفية بقوة وها هم السنة والشيعة وجهاً لوجه والاتي أعظم، وقد يدعي الخزاعي لاحقاً في مناسبة اخرى ان لدى العراق مصباح علاء الدين.
•   عمق العلاقات بين المكونات العراقية!
لدى استقباله لعضو في البرلمان الالماني ذهب د. همام حمودي مذهب الخزاعي في الابتعاد عن الحقائق عندما قال : (ان العمق في العلاقات بين مكونات الشعب العراقي كفيل بحل ما يطفو بين الحين والاخر على السطح من مشاكل وازمات). عن اي عمق للعلاقات يتحدث، وقد تحول العراقيون هذه الايام الى التخذق ضد بعضهم بعضاً، السنة في مواجهة الشيعة والكرد في مواجهة العرب وو.. الخ؟ والعلاقات ماضية نحو مزيد من التدهور والتوتر.
•   مدن على خط (الزلازل الارهابية)!
 اذا كانت هنالك في العالم مدن على خط الزلازل الارضية ففي العراق ومنذ اعوام مدن على خط  الزلازل الارهابية ان جاز القول، ففي الخالص شكلت لجنة للدفاع عن ضحايا الارهاب بعد شهدت المدينة خلال الاعوام الماضية 2000 حادث قتل فنكبات اخرى لاتحصى، وفي تلعفر قتل ما يقارب ال4000 انسان، عدا هاتين المدينتين ثمة مدناً اخرى تقع بدرجات متفاوتة على ذلك الخط كالموصل والفلوجة وبعقوبة واحياء من بغداد.. الخ
•   مقبرة القوانين بعد مقبرة النجوم .
إنتقد أحدهم البرلمان العراقي واصفاً أياه بمقبرة للقوانين الهامة، واذكر قبل اعوام وصف علماء فلك لمكان تختفي فيه النجوم الى الابد، بمقبرة النجوم، والحديث عن المقابر لايخيف العراقيين بعد أن وقفوا على مقابر جماعية ضمت احداها اكثر من 15 الف هيكل عظمي.
•   الشرطي الهارب.
كان الشائع في الماضي هروب الجنود المكلفين بأداء الخدمة الالزامية سيما في اوقات الحروب، لكني فوجئت باخبار عن هروب رجال من الشرطة هذه الايام وفي ظل (العراق الديمقراطي الجديد) و تزامناً مع الاحتفال بعيد الشرطة. ففي (الصباح الرياضي) تم تخصيص 4 صفحات في عددها ليوم 10-1-2013 لأعلانات (محكمة قوى الامن الداخلي السادسة) تبدأ بالعبارة التالية: (الى المحكوم المجرم الشرطي الهارب.. ) مع تبليغة بحجز أمواله المنقولة وغير المنقولة.. فعقوبات اخرى.. يقينا ان هناك هروبا جماعياً للشرطة الذين وصفوا في عيدهم بالأبطال وبملحقي الهزيمة بالأرهاب.. الخ
•   سلاما على المقاطعة العربية لأسرائيل.
في تقرير لمعهد التصدير الأسرائيلي، نشر قبل ايام، ورد فيه (انخفاض الصادرات الاسرائيلية الى الدول الاوروبية وارتفاعها الى الدول العربية!!
•   تركيا.. الحرية لماركس، ولكن بعد ماذا؟
في الخامس من كانون الثاني الجاري رفع الحظر في تركيا عن ( البيان الشيوعي) لماركس وانجلز ومؤلفات للينين وستاين وناظم حكمت وعن 23 الف كتاب معظمها ماركسية، المفارقة هنا ان الحكومات العلمانية التركية سجنت الفكر الشيوعي وجاء الاسلام السياسي الحاكم ليحرره، ولكي لاتنطلي الخدعة التركية على أحد. نود القول، ان هذه الخطوة منها جاءت بعد تراجع الخطر الشيوعي على الرأسمالية بما فيها تركيا، ولما كان الانسان اهم من الفكر، واذا كانت تركيا صادقة، فما عليها إلا ان تطلق الحرية ل25 مليون كردي لديها، فذلك افضل من اطلاق الحرية ل23 الف كتاب.
•   الربيع العربي صناعة امريكية بعد ان كانت ايرانية وعراقية!
في حديث الى (الشرق) العراقية قال السياسي الشيعي محمد السعيري : (الربيع العربي جزء من مخطط أمريكي لاعادة رسم خارطة المنطقة سياسياً)! لسناندري كيف نسي السعيري، ان إيران  كانت تتبجح من ان الربيع العربي كان نتاجا للثورة الاسلامية الايرانية، فيما قال حكام عراقيون بان ذلك الربيع بدأ من العراق. سواء اكان هذا الربيع امريكياً او ايرانيا او عراقيا فقد تحول الى شتاء للعرب ووبالاً عليهم.
Al_botani2008@yahoo.com   
 

276
كل ثلاثاء : خبر وتعقيب .

علي عبدالغني يحيى
•   المالكي نصفان!
استغربت من وصف رئيس ( عصائب اهل الحق ) للمالكي، من أن نصفه دكتاتوري ونصفه الآخر ديمقراطي، لكن استغرابي سرعان ما تبدد امام دعم نقيضين: امريكي وايراني له، بحيث يحق القول فيه :ان المالكي نصفان: امريكي وايراني، وقد يكون علماني واسلامي أيضاً..
•   مصير نقيضين مشترك!
قال حامد كرزاي، ان افغانستان وايران يجمعها مصير واحد فهل يا ترى انه بدوره كالمالكي مدعوم من امريكا وايران في آن معاَ علماً ان امريكا تقاتل من اجل حكم كرزاي بوجه طاليبان وتسعى في الوقت عينه الى اسقاط ايران، عجيب أمور غريب قضية!
•   مناطق متنازع عليها، هنا هناك!
ليس العراق وحده يعاني من مشكلة ( المناطق المتنازع عليها ) فها هي الصين واليابان تتنازعان على مناطق في بحر الصين ايضاً، فيما صرح ديفد كاميرون من أن بريطانيا مستعدة لخوض حرب مع الارجنتين لمنعها من السيطرة على الفوكلاند، واتفقت الخرطوم وجوباً على حل مؤقت للنزاع على مناطق متنازعة بينهما بانسحابهما منها، ومازال النزاع بين اليابان وروسيا على جزر الكوريل قائماً.
•   تتدخل وترفض التدخل!
جددت ايران رفضها لأي تدخل اجنبي في سوريا متناسية انها تكاد تكون الدولة الأكثر تدخلاً فيها، ولولا تدخلها لما امتدت الحرب فيها الى الآن.
•   حروب العصر الطائفية.
وقعت اشتباكات متقطعة بين السنة والعلويين في منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس ، وفي البحرين، الحرب سجال بين الشيعة والسنة، دع ما يجري في العراق من صراع طائفي وكذلك في باكستان واليمن وافغانستان...الخ.
•   60% تسليح العرب!
تتضمن خطة بغداد العسكرية في المناطق المتنازع عليها مع اقليم كردستان، ان يكون تسليح السكان فيها كالآتي: 60% للعرب و30% للكرد و10% للتركمان والمسيحيين، ما يعني ان بغداد عدت تلك المناطق مسبقاً عربية، الأمر الذي يرفضه الكرد عبر تلويحهم بالاحصاء السكاني لعام 1957 في كركوك، وبموجبه كان الكرد فيها 52% والعرب  والتركمان والمسيحيون 48%، بلا شك ان الـ60% من شأنه ان يزيد الموقف بين بغداد وأربيل تأزماً.
•   مفاتيح العراق.
قال رئيس حكومة كردستان، ان (امريكا سلمت مفاتيح العراق الى ايران أمام اعيننا) صدق ما قاله، عليه لماذا تتهم واشنطن طهران بالتدخل في شؤون العراق فاتهام الأخير بفتح مجاله الجوي امام طهران لا يصال المعونات الى نظام الاسد؟
•   تلاحم الجيش والشعب !
لمناسبة يوم الجيش العراقي، قال المالكي، ان العراق طوال تأريخه لم يشهد تلاحماً بين الشعب والجيش مثلما يشهده اليوم! وكأنه نسي أن جيشه الآن وجهاً لوجه مع الشعب الكردي ويصوب فوهات بنادقه الى صدور السنة وقبل أعوام قمع التيار الصدري بشدة..الخ
•   المعالي والفخامة والسعادة.
اثر سقوط الملكية منعت الألقاب اعلاه، غير أنه بعد سقوط البعث عام 2003 وفي ظل (العراق الجديد الديمقراطي) عادت تلك الالقاب بقوة لتشمل أشخاصاً في مواقع وظيفية دنيا ايضاً، ففي تهنئة للمسيحيين بمناسبة عيدالميلاد لقب رئيس ديوان الوقف السني بالمعالي.
•   المضحك المبكي !
في الوقت الذي يأبى فيه السنة المشاركة في أربعينية الحسين (ع) طلعت علينا الاخبار باقامة المسيحيين والصائبة لمواكب عزاء بالمناسبة، فيا ترى هل أن مشاركتهم فيها عن قناعة؟ يقيناً انها عن خوف.
•   الما يصفق (خائن) !
اتهم النائب حسين الشريفي عن كتلة الاحرار المتغيبين من البرلمانيين عن جلسات البرلمان بخيانة الشعب!! الامر الذي ذكرنا بهتافات صبيانيه في الشهور الاولى للعهد الجمهوري الاول مثل: الما يصفق عفلقي..الخ.
•   لن يلتقيا.
اعلن سعدون الدليمي وزير الدفاع وكالة بتأريخ 26/12/2012 ان بغداد وأربيل توصلتا الى حل شامل لخلافاتهما. وفي 1/1/2013 قال البرلماني مؤيد طيب عن التحالف الكردستاني: (لا أمل في التوصل إلى اتفاق مع دولة القانون)!
•   العكس هو صحيح.
بمناسبة الذكرى الاولى للأنسحاب الأمريكي من العراق، قال برلمانيون: (أن االجيش العراقي أمسك الأرض، وملأ الفراغات وأثبت انه قادر ان يحافظ على تأريخه المجيد الحافل بالبطولات التأريخية..الخ) والحال ان الاوضاع ساءت اكثر بعد الانسحاب وتراجعت العملية السياسية ثم ان البلاد مقبلة على حرب اهلية في رأي معظم المراقبين، ولم يتمكن الجيش من تحقيق الأمن والاستقرار، ولن يتمكن.
•   امنيات أردوغان وأمنيات العالم.
أعرب أردوغان عن رغبته في أن ينتهي التوتر بين بغداد وأربيل، وان تنبثق عن الانتخابات المقبلة في العراق (حكومة اكثر سليمة) في حين يأمل العالم ان تنتهي الحرب بين تركيا والكرد، وان تنبثق عن الانتخابات التركية المقبلة حكومة سلمية تعتذر للأرمن عن مذابح العثمانيين ضدهم، وان تحل المشكلة القبرصية، وتخلي انقرة عن سياساتها العنصرية.. الخ.
•   ادارة الوزارات العراقية بالريموند كونترول!
ذكر ان (6) وزراء عراقيين يقومون بادارة وزاراتهم من منازلهم، رغم مطالبة رئيس الوزراء لهم باداراتها من مقار وزاراتهم، جدير ذكره ان موظفين من مواقع ادنى جدا قلما يتواجدون في دوائرهم، وتطغى ظاهرة التسبب على الدوائر الدنيا بشكل صارخ.
•   تفاؤل العراقيين!
قالت (الصباح) البغدادية، ان العراقيين (ينظرون بعين الأمل والتفاؤل لعامهم الجديد) وكأنهم لم يسمعوا باندلاع وتوسع الاعتصامات السنية ضد النظام القائم، فيما ينذر الموقف بين بغداد واربيل بأوخم العواقب، دع جانبا تدهورالعلاقات مع تركيا ودول الخليج العربية.. الخ.
Al_botani2008@yahoo.com




277
المهام الملقاة على الصحفيين
الكورد في المرحلة الراهنة

عبدالغني علي يحيى

    يفترض أن يدفع مصطلح (السلطة الرابعة=الصحافة) بالصحفيين والإعلاميين للعمل بتفان لأجل ترجمة المصطلح الى الواقع العملي ويجعلوا من هذه السلطة ندا للسلطات الأخرى: التشريعية والتنفيذية والقضائية، سواء من خلال تحقيقاتهم وكتاباتهم وآرائهم الانقلابية أو تقوية النقابات والاتحادات الصحفية لكي تقوم بعملها المؤثر بشكل تحسب السلطات الثلاث تلك والرأي العام حسابا جديا للصحافة والصحفيين وتنظر إليهم نظرة ملؤها الاحترام والتقدير لا النظرة الى شخوص أو مؤسسات، لا تهمهم سوى فضح المساوئ، وافتعال المواجهات وإثارة الضجيج، فالانتصار للصحفي سواء أكان ظالما أو مظلوما دون مراعاة للأنظمة والقوانين وأحكام السلطة القضائية، وبودي القول، دون تحفظ، ان الصغائر من الأمور غالبا ما نجدها تستحوذ على اهتمامات الصحفيين بشكل نسوا معها الحقائق الكبيرة، بحيث جعلوا من القضاء خصما لهم ومن التناقض الرئيسي ضده، بدلا من أن يقوموا، الصحفيين، بتعبئة الرأي العام مثلا لمقارعة الأخطار التي تهدد مصالح وكيان شعبهم بالفناء، مثال ذلك التحشدات العسكرية العراقية في المناطق الموسومة بالمتنازع عليها، أو جنوح الحكومة المركزية التدريجي نحو الدكتاتورية وعسكرة المجتمع، ويكاد يكون العمل النقابي الصحفي في واد والحقائق الكبيرة في واد آخر ينفرد بمعالجتها السياسيون والأحزاب، وسط انشغال الصحفي بقضايا وأمور جانبية متمثلة في الانغماس في الصراع مع السلطة القضائية أو التنفيذية من غير التسلح بثقافة قانونية أو الإطلاع على قانون النقابة أو النظام الداخلي لها.
ولدي أمثلة لا تحصى على انهماك الصحفيين الكورد بالأخص بأمور تهدر من وقتهم، ولا تغني أو تسمن من جوع إن جاز القول، ما زجهم في معارك جانبية مع تلكم السلطتين وكانوا في غنى عنها، في وقت كان حريا بهم الترفع عنها، ويتركوا للقضاء البت فيها وإصدار الأحكام بشأنها. فهنالك معضلات جسيمة، قومية وسياسية واجتماعية وحتى مهنية صحفية، تستدعي من الصحفيين أن يكونوا في الصفوف الأمامية أو المقدمة لمعالجتها.
فعلى امتداد الشهور الماضية لم نلمس موقفا ملموسا وفعالا للصحفيين الكوردستانيين حيال قضية الشعب الكوردي في سوريا، كان يتوجهوا الى المناطق الكوردية هناك للوقوف على معاناة سكانها، بل وحتى زيارة مخيمات اللاجئين السوريين بمحافظة دهوك، أو السعي لأجل اللقاء بالصحفيين الكورد السوريين ومساعدتهم على تشكيل نقابة لهم مثلا، دع جانبا القول، عن غياب دورهم في الأحداث الكوردية في تركيا وإيران وكذلك في (المناطق المتنازع عليها) أي المناطق الكوردستانية السليبة، علما ان للنشاطات النقابية والتقارير الصحفية فعلها المؤثر والمدوي، وخير مثال على ذلك أنشطة وتقارير (مراسلون بلا حدود) وتقارير منظمة هيومن رايتس وتش المعنية بحقوق الإنسان..الخ من المنظمات، عليه يستغرب المرء من عدم ارتقاء العمل النقابي الصحفي في كردستان الى مستوى العدد الكبير للصحفيين الكوردستانيين والذي يزيد عن 7000 صحفي!!! فتعدد مقراتهم التي تكاد تغطي معظم مناطق ومحافظات كوردستان، بل ان عدد الصحفيين الكورد أكبر بكثير من عدد أعضاء بعض الأحزاب كما يفوق عدد مقراتهم عدد مقراتها. لذا فان على الصحفيين الكرد ان يتخلصوا باسرع وقت من الرقم المهزلة اعلاه. وعندي ان احد اسباب التصادم بين النقابة وبعض المؤسسات الحكومة هو مزاولة الدخلاء على الصحافة مهنة الصحافة، وبتقليص  عدد الاعضاء والمقرات يتم التحكم بهدر المال العام الذي تتحمله حكومة الاقليم اذ لا يعقل ان تفوق ميزانية نقابة ضيقة كنقابة الصحفيين ميزانية نقابات ضخمة كالمعلمين والمحاميين والمهندسين والاطباء اني لعلى ثقة ان ميزانية نقابة صحفيي كردستان تفوق ميزانية النقابات المذكورة مجتمعة.
   ان ما نتوخاه، هو أن يهتدي الصحفي الى موقعه الصحيح ويؤدي دورا فاعلاً في الأحداث الداخلية الكوردستانية والعراقية وفي العلاقات بين حكومتي الإقليم والمركز وينتصروا للأولى في مقاومة التوجهات الدكتاتورية للثانية، فالكف نهائيا عن تضخيم صغائر الأمور في معارضة الإجراءات البوليسية أو القضائية التقليدية المعمول بها في كافة أنحاء العالم.
   إن قراءة موضوعية لحالات من المواجهات بين الصحفيين والسلطة التنفيذية في كوردستان، ترينا تقاطعها مع مضمون العمل المهني والصحفي، فالتدخل بشكل صارخ في شؤون القضاء، الأمر الذي قدم الصحفي للرأي العام الكوردستاني، وكأنه عنصر متعب ومشاكس ليس إلا، اختلط لدى الصحفي المهني بالجنائي، ما وفر للقضاء فرصة لكسب معظم الدعاوى ضدهم. ان الذي لا يختلف فيه إثنان، ان نقابة صحفيي كوردستان تضم في صفوفها جيشا من «الصحفيين» ووضعي للصحفيين بين قوسين، يعني ان الأكثرية الساحقة منهم غير صحفيين البتة والدليل على ذلك ضم النقابة الصحفية الكردستانية 7000 (صحفي) ولو قمنا بتدقيق للرقم هذا لوجدنا ان الاكثرية الساحقة من اعضائها ليسوا صحفيين ولا يستحقن حيازة هوية العضوالعامل ولا هوية الاتحاد الدولي للصحفيين ان على الهيئة الادارية الجديدة لنقابة ان تعيد النظر في الرقم اعلاه انذاك لن تجد سيوى بضعة عشرات من الصحفيين الحقيقيين من جانب اخر سوف تقف انذاك على حقيقة مرة الا وهي إن معظم اعضائها يمارسون مهنا رئيسية غير مهنة الصحافة والذي أدى ويؤدي الى خلق إشكالات كثيرة بوجه العمل النقابي والصحفي ومن المشاكل أن تزداد. وفوق هذا من الممكن تلافي التورط في أمور لا تتصل بالصحافة، وأمام الصحفيين الكورد مهمة آنية كبيرة في المرحلة الراهنة التي يمر بها الشعب الكوردستاني ووطنه، فمؤامرات ومكائد الدول التي تتقاسم كوردستان الكبرى فيما بينها وتحتلها تتواصل وتشتد وتتزامن مع تحركات عسكرية مريبة في (المناطق المتنازع عليها) ثم ان نضال الكورد في أجزاء كوردستان الكبرى يتنامى ويتسع، في سوريا مثلا طرأ تطور هام على وضع الكورد، وفي تركيا يتقدم الكفاح السلمي والمسلح للكورد بوتائر سريعة، أما في كوردستان إيران فإن توحيد جناحي الحركة القومية الكوردية (الحزبان الكورديان الرئيسيان) يعد بحد ذاته تطورا هاما يبعث على التفاؤل، ان توحيد كلمة الصحفيين في تلك الأجزاء من كوردستان، واجب صحفيي كوردستان العراق بدرجة أولى، وعلى نقابة صحفيي كوردستان التي تقود نحو 7000 (صحفي)، العمل باتجاه ترسيخ العمل النقابي والمهني، ونصرة الحق العادل للكورد أينما كانوا ووجدوا، وبشكل يلفت أنظار العالم إليه.
   هل قام الصحفيون الكورد بتفقد المشردين من مناطق السعدية وجلولاء، أو اللاجئون الكورد السوريون، وكذلك اللاجئون الكورد في مخيم مخمور؟ إننا نسمع بشكل يومي أنباء عن اعتقال وتعذيب وقتل صحفيين أجانب وغير أجانب في جبهات القتال والمناطق المضطربة في العالم، في وقت تكاد تكون جميع أجزاء كوردستان مضطربة، ولا من تحرك صحفي كوردي فيها.
Al_botani2008@yahoo.com

278
مقابلات:

 

نوع جديد من الكتابة الصحفية
قبل أن تسقط في التاريخ.. مانشيتات سريعة للحظة عابرة
لقاء سريع مع الزميل عبد الغني علي يحيى

هل هي ومضة، ضربة، فكرة، خبر..؟ إنها تحتمل كل ذلك.. يمكن عدها خبرا فهي لجهة راهنيتها تصلح لأداء وظيفة الخبر، في الوسع النظر إليها كضربة فهي تختار المكان الموجع وتسدد إليه، ويمكن أن تكون ومضة فهي تبرق بسرعة الضوء. يمكن القول أنها فكرة لأنها تعتمد على وضع الحدث في سياق محدد من الرؤى والأفكار والاستنتاجات..؟ ويمكن في بعض الحالات التعامل معها كمزحة فهي تتوفر على روح الدعابة والهزء. هذا النوع من الكتابة لا ينبع من ردة فعل مباشرة على الحدث، إنه مزود بذاكرة  وخبرات وتجارب تضفي عليها قدرا من العمق الضروري إلى جانب الإختزال.
في حوار مع الزميل عبد الغني علي يحيى سألته عن أسباب تمسكه بهذه الطريقة في الكتابة، رغم النقد الذي وجه إليه من لدن بعض الزملاء. أجابني أن التجربة برهنت أن هذه الكتابة هي الأنسب والأكثر مقروئية في هذا الوقت بالذات.
الصحفي: أنت تقرر ذلك بكيفك..؟
عبد الغني: لا ليس بكيفي، لكنني أستقريء ردود الفعل بالأرقام، في أول محاولة قمت بنشرها في النت، تلقفها في حدود علمي عدد (5) مواقع، وبعض الصحف المحلية، منها صحيفة النبأ، الآن تجاوز عدد الجهات الناشرة لهذه الكتابة التي أمكن رصدها الـ40 جهة. بينها صحف ومجلات ومواقع وصحف الكترونية. تجربة هذه الكتابة مشجعة جدا. والأصوات المطالبة بالاستمرار بهذه الكتابة أعلى بكثير من الأصوات الناقدة. وأنا بطبيعتي لا أقف مطولا عند الذين لا يفهمونني بل أمضي إلى الاستمتاع والاستمرار بعملي. أتذكر تشيخوف لما وجهوا اللوم له بسبب كتابته للقصة القصيرة، أجاب لو أستطيع لكتبت القصة بعشرة أسطر. 
الصحفي: كيف بدأت هذا النوع من الكتابة..؟
عبد الغني: البداية تعود إلى تسعينات القرن الماضي، وقتها كنت أعمل في جريدة الاتحاد، وكان عندي عمود يومي، وكنت أيام الجمع بسبب الاستعجال أكتب عمودي بهذه الطريقة، أختزل أكثر من موضوع بأقل عدد ممكن من الكلمات، ويومها كان بعض الزملاء يعبر عن ارتياحه، ويطلب مني الاستمرار يوميا بهذا النوع من الكتابة.
الصحفي: ولماذا الآن بالذات عدت إلى تجربة هذه الكتابة بكيفية متواترة أسبوعيا..؟
عبد الغني: في الماضي كانت هذه الكتابة بسبب ضيق الوقت لدي وكثرة مشاغلي، أما هذه الأيام فأنا أخطط لتكريس هذا النوع من الكتابة الصحفية بوصفها لونا جديدا من ألوان الكتابة، أو منتج إعلامي جديد، يتناسب مع هذه اللحظة التي تعيش آنيتها المثقلة بالمشاغل حد التوتر، وإذا كانت ارتبطت أولى محاولاتي بضيق الوقت لدي، فإن مروق الزمن المتسارع هو أبرز ملامح هذه اللحظة، فلم تعد الساعات الـ 24 كافية، والوقت ضاق على الناس. أتذكر كانت إذاعة صوت أميركا تبث تعليقا يتناول أهم الأحداث بعد نشرة الأخبار في دقيقة واحد.
الصحفي: ألاحظ أن تجربتك في الكتابة المختزلة تكتسب شيئا فشيئا طابعا محددا، وهي تتبلور مرة بعد أخرى بطريقة واضحة..؟
عبد الغني: في العموم لم تتغير فكرة الكتابة كثيرا، لكن الممارسة اليومية جعلتني أبلور أفكارا كثيرة، وأضيف إليها الخبرات المتوالدة عن الممارسات، وأغنيها بما تردني من ملاحظات الأصدقاء والزملاء. إنها كتابة تنتمي إلى لحظتنا التقنية التي صار الزمن فيها صفرا.
الصحفي: بعض النماذج التي كتبتها أتخيلها بحاجة إلى رسم كاريكاتير فهي تشبه تعليقا على رسم كاريكاتوري، أو أنها فكرة لرسم كاريكاتوري، وهي بحاجة إلى قوة تركيز واختزال غير عادية  لبلورتها في نص قصير ومحدد..؟
عبد الغني: هذا الوصف يقترب إلى حد بعيد من فكرة الكتابة المختزلة التي أمارسها، وأود أن أضيف إنها ليست دائما من نوع الكاريكاتور الساخر، لكنها على الدوام كتابة ناقدة، كاريكاتور تعبيري مرسوم بالكلمات، لو كنت أمتلك أدوات الرسم ربما كنت فضلت التعبير بالرسم على التعبير بالكلمات، أو كنت سأرسم شيئا إلى جانب الكلمات.
الصحفي: أود أن نتفق على تسمية لمخلوقك الصحافي الجديد، ماذا تقترح أن نسميه..؟
عبد الغني: إنها كتابة في شكل برقي، نوع من الخدمة الصحافية التي لا تستهلك من القارئ طويل وقت، ربما هي مانشيت يختزل سرد الحدث في بضع كلمات، مانشيتات مبرقة، عناوين أو بوابات للحظة قبل انفصالها وسقوطها في التاريخ. ألم يقولوا أن الصحافة هي النسخة الأولى للتاريخ، هذا النوع من الكتابة هو مانشيت سريع لنسخة التاريخ قبل أن تصبح تاريخا. هذا هو التوصيف لهذا النوع من الكتابة، أما عن التسمية فأنا لا أميل إلى إبتكار اسم محدد وجديد لها. إنها كتابة مختزلة، سرد مكثف، مانشيت للحظة قبل أن تسقط في التاريخ. وأنا غالبا ما أكتب تحت عنوان بسيط: خبر ورأي. رغم شعوري أن هذا العنوان غير دقيق. ولا يفي هذه الكتابة حقها من الفهم.
•   الصحفي الصحيفة المركزية لنقابة صحفيي كردستان

279
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   أعزلوا (الجيش) عن طريق (السنة والكرد) !
أصبحت المفارز العسكرية في الموصل عقبة اما مواطنيها لتأدية أعمالهم، دع جانبا الظلم الذي تسلطه عليهم، ما دفع بهم إلى المطالبة بابعادها والشرطة الأتحادية من مدينتهم، الشعور نفسه يراود الكرد من تواجد الجيش العراقي في كركوك وزمار وشرق ديالى، الذي يعانون الأمرين منه.

•   احباط مؤامرة مسيحية كبرى !
اعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية عن إحباطها لمحاولة (41) مسيحياً للأحتفال بعيد الميلاد، وكلمة (الأحباط) غالباً ما تستخدم لافشال عملية أنقلاب أو وضع اليد على سيارة مفخخة وما الى ذلك، ولقد فوجئنا باستخدامها لمنع 41 مسيحياً للأحتفال بميلاد سيدنا المسيح (ع) !

•   المسيحيون بين ظلم الماضي والحاضر.
ورد في الصباح البغدادية، ان المسيحيين عاشوا فترات مزدهرة في الماضي البعيد، ما عدا فترات مظلمة في ظل الملوك والامبراطوريات، واقول ان جميع الفترات في الشرق كانت مظلمة بالنسبة لهم، فاذا كانت المذابح تطالهم والتفجيرات كنائسهم اليوم وذلك في عصر الانترنيت والتقدم الحضاري وحقوق الأنسان، فتصوروا أحوالهم قبل عشرات ومئات السنين يوم كان الجهل والتخلف سائداً، وكيف انهم تحولوا إلى أقلية ضئيلة في العراق بعد أن كانوا من سكانه الاصليين؟

•   ملحمة شعب الله المختار.
ومن ملاحم بني أسرائيل قيام مستوطنين يهود باقتلاع (40) شجرة زيتون في جنوب مدينة نابلس، جرى ذلك بعد يوم من الاحتفال بميلاد سيدنا المسيح (ع) والزيتون رمز للسلام وتكاد تكون شجرة مباركة.

•   خياران أمام PKK أم أردوغان ؟
خير أردوغان حزب العمال الكردستاني أما بالأندماج بالمجتمع المدني أو البحث عن وطن آخر! لاغيا مطاليب كرد تركيا، وكيف أن كردستان موطن الكرد و PKK وليس الاحتلال التركي، ترى أما كان الاحرى باردوغان أن يكون أمام خيارين، أما الأعتراف بحقوق الكرد وما يترتب عليه من دخول لتركيا في الأتحاد الأوروبي، واما مغادرة الاحتلال التركي لكردستان؟. على حزب العدالة والتنمية ان يختار أحد الطريقين.

•   التضامن العربي – الكردي في خبر كان.
ما زال الكرد بأستثناء الاتحاد الأسلامي الكردستاني وبعض من رجال الدين، يمارسون الصمت والتفرج حيال تظاهرات المظلومين العرب السنة. علماً انهم سبق وأن هبوا عام 1956 لنصرة المصريين على العدوان الثلاثي ضدهم، فمن المسؤول عن الحالة الأولى؟ يقيناً انهم الحكام العرب الشوفينيون الذين ساموا الكرد الوان العذاب.

•   حكم منحاز وخصم في آن معاً!
سررنا لتأييد حكومة كردستان لتظاهرات الرمادي والفلوجة رغم انه كان لفظياً، لكننا فوجئنا وقد انحاز لتلك التظاهرات بأبداء استعداده للتوسط بين المتظاهرين والحكومة، اذا ان وساطة المنحاز غير مقبولة، وفوق هذا يلح سؤال على الاجابة: ومن يتوسط بينك وبين حكومة المركز يا حكومة كردستان؟

•   منع إستيراد.
أقر مجلس النواب العراقي مقترحاً يقضي بمنع استيراد الألعاب المحرضة على العنف، وكأنها السبب فيما يحل بالبلد من خراب و دمار، اما كان الاولى به ان يمنع استيراد الأسلحة الثقيلة التي لابد وان تصوب فوهاتها الى صدور العراقيين ان اجلاً أو عاجلاً؟

•   ماجستير فيزياء، راعٍ للغنم!
 الى سعد البزاز..مع التحية.
وأنت نصير كبير للفقراء والمظلومين وهذا شرف عظيم لك، ولو حذا حذوك المسؤولون العراقيون الذين يملكون اموال قارون لمابقي في العراق جائع أو فقير، أسف على الاحراج والازعاج، احيطك علما ان المواطن (حامد كاظم هبول الخرسان) يحمل شهادة ماجستير فيزياء ويعمل راعيا للاغنام في احدى قرى الصويرة ويعيش في بيت أيل للسقوط.لتفاصيل اكثر : العدد 2713 في 25-12-2012 صحيفة الصباح البغدادية. وشكرا.

•   أرضية مناسبة وحل شامل!!!
أكد الناطق الرسمي للتحالف الكردستاني بمجلس النواب العراقي ان (هناك أرضية مناسبة لعقد اجتماعات بين بغداد واربيل لحل الأزمة بينهما) وذهبت وزارة البيشمركه الى حد (التوصل الى حل شامل) لتلك الأزمة. وعلى الارض صورة مغايرة تقول (النبأ) الكركوكية ان دولة القانون (يشكل كتائب سرية من الشباب العاطلين عن العمل في كركوك) و (عمليات دجلة تطلب 11 الف متطوع) و (المالكي يستغل انشغال المحافظ بالرئيس طالباني ويقوم بأعتقال عدد من الضباط الكرد في كركوك) وتقول صحيفة (هه ولير): (بغداد لم تسلم البيشمركه اكثر من 6 ترليون دينار) ! وفي (الصباح) البغدادية: (المقترح الذي تقدمت به الحكومة الاتحادية يقضي باخراج جميع قوات البيشمركه من مراكز المحافظات الثلاث: ديالي وكركوك ونينوى الى خارج الحدود الادارية)!
ويا لسذاجة بعض من السؤولين الكرد.

•    (خارطتا طريق) المطلك !
بتأريخ 26-12-2012 علقت العراقية والمجلس الاسلامي الاعلى والتيار الصدري واطراف من التحالف الكردستاني وحتى دولة القانون الامال على مبادرة لصالح المطلك وصفتها بخارطة طريق لحل ازمة العيساوي، ولما وصل  المطلك يوم 30-12-2012 الى الانبار لطرح خارطته واذا بالزجاجات الفارغة والحجارة والاحذية تنهال عليه، مادفع به الى اتباع خارطة طريق ثانية للهرب والنجاة بنفسه والعودة الى بغداد، فيا لقصر نظره.
Al_botani2008@yahoo.com

280
هل طالباني أول وأخر رئيس كردي للعراق؟

عبدالغني علي يحيى
    لما دخل طالباني في غيبوبة إثر جلطة دماغية أعادته إلى المانيا لتلقي العلاج،سرت اقاويل وشائعات عنه،بلغت حد القول بوفاته ومن ثم استقرار وضعه الصحي، واخرى رشحت شخصيات عربية لخلافته في حال وفاته أو عجزه عن اداء مهامه،وخلل ذلك تمسك الكرد بمنصبه الرئاسي  وتردد إسما د.برهم صالح وهو سياسي محنك، وسيدة العراق الاولى هيرو ابراهيم احمد والتي بدورها ناشطة قومية كردية كبيرة، أما عالميا فقد دعا باحثان امريكيان واشنطن للدفع باتجاه اختيار رئيس كردي للعراق. وكأن ايران غائبة عن ما يجري وهي اللاعب الرئيس في الساحة العراقية. كل هذا من غير ان يحسب احد حسابا للمفاجات والاحتمالات التي من شأنها ان تقلب التوقعات رأسا على عقب، فقلة وضعت ببالها إحتمال رفض بغداد لأي كردي رئيسا للجمهورية وهو وارد إذا أخذ بأجواء التوتر المتفاقم بين بغداد وأربيل الذي ينذر بنشوب حرب بينهما جراء مواجهة الجيش العراقي والبيشمركه الكردية لبعضهما بعضا على امتداد جبهة عريضة،ثم  ان لتراجع حكومة المالكي عن اتفاقيات وقعتها مع الأطراف العراقية لحل الأزمة التي تعصف بالعراق منذ سنوات، كأتفاقية اربيل مثلا التي قضت باناطة وزارة الدفاع الى ائتلاف العراقية والمجلس الوطني للسياسات الاسترايتجية الى رئيسه د. أياد علاوي، اكثر من امثال. واذا كانت حكومة المالكي قد نجحت في حجب المنصبين عن الأئتلاف ذاك والذي حاز في حينه على 91 مقعدا مقابل 89 مقعدا لأئتلأف دولة القانون الحاكم، إضف الى ذلك مايتمتع به ائتلاف العراقية من عمق سني عربي وغيرعربي وشروط اخرى قوية لصالحه، لذا فما الذي يمنع الحكومة العراقية من الالتفاف على الحق الرئاسي الجمهوري للكرد؟ ومع توفر عوامل مشجعة تزين للألتفاف، منها رفض العرب السنة في البدء ليس تسنم طالباني منصب رئاسة الجمهورية بل وحتى تسلم هوشيار زيباري لوزارة الخارجية، لقد استكثروا على الكرد المنصبين و رأوا في اسنادها اليهم انتقاصا (لعروبة) العراق. فلقد كان المكون العربي السني الأشد رفضا لتولي طالباني وزيباري للمنصبين. عليه فأن ما أوردناه من شأنه أن يسهل حرمان الكرد من المنصبين وفي الظروف الحالية التي يمر بها العراق، فضلا عن هذا، يجب ان لاننسى، ان اسناد المنصبين الى الكرد جاء بمثابة استثناء عن القاعدة أو حالة طارئة في عالم عربي لا يجيز تبوء غير العرب وغير المسلمين للمنصبين، والاستثناء والحالة الطارئة غالبا ما يزولان بزوال الاسباب.
لقد لاحت في الاونة الاخيرة بوارد عدم الاعتراف بالدور الرئاسي الكردي في علاقات متدهورة بين المالكي وطالباني وبين الأول وقادة أخرين من الكرد كالبارزاني، بل وبين الحكومتين المركزية والاقليمية كما أن زيباري تعرض ومايزال الى اكثر من حملة لأقصائه، ولاحت البوادر ايضا في توجه نائب طالباني، خضير الخزاني لحضور أخر اجتماع للأمم المتحدة على مستوى رؤساء الدول وكان طالباني انذاك في المانيا قد شفي من المرض وقادرا على حضور ذلك الأجتماع وكذلك حضور مؤتمر دول عدم الانحياز الذي عقد في طهران، إلا ان المالكي حضره بدلا عنه، وبعد عودته (طالباني) من المانيا الى العراق فأنه قصد السليمانية، ومن هناك راح يستقبل المهنئين بعودته وسلامته، واثناء ذلك ساد اعتقاد، أنه لن يعود الى بغداد، وقد يعترض بعضهم قائلا: ولكنه عاد. نعم عاد بتكليف من البارزاني لأجل حل الازمة الراهنة ليس إلا. وطوال الأيام السابقة على غيبوبته التي كرسها لاجل حل الأزمة سياسية، طغت احاديث عن برود وجفاء بينه وبين المالكي وصلت حد سريان خبر عن حراك سياسي للجمع بينهما!! ومما يجدر الاشارة إليه، الى أن مساعي طالباني الحميدة للجمع بين الفرقاء العراقيين، كانت تصطدم بعد كل مسعى بتحركات على الأرض من جانب حكومة المالكي من قبيل تشكيل قيادة عمليات دجلة لأفشالها مثلاً.
قد يطول العمر بطالباني، وهذا ما ينشده الجميع باستثناء الذين يدفعون بالأوضاع نحو المزيد من التأزم. إلا ان اداءه الوظيفي قد لايكون مقبولا نتيجة مضاعفات لا بد أن تنجم عن مرصنه أو من وصنعه الصحي القلق إضافة الى التدهور السائد في العلاقات بين بغداد واربيل، لذا فان انتزاع المناصب: رئاسة الجمهورية وزارة الخارجية ورئاسة أركان الجيشه،واخرى غيرها عن الكرد، إحتمال جد قوي. اللهم الا اذا حصلت معجزة تحول دون ذلك.
 كاتب سياسي - العراق .

281
ليس دفاعاً عن الكرد بل عن الحقيقة.
 
عبدالغني علي يحيى
   ونحن على ابواب 2013 لو سألتني عن اغرب مقال قرأته عام 2012من حيث افتقاره الي الدقة والموضوعية.لاجبت(غلطة كبرى) للاستاذ خالد القشطيني في العدد 12441 اليوم20-12-2012من(الشرق الاوسط الندنية) الغراء.
بدايه يسجل على الكرد(كرههم استعمال اللغة العربية) زاعماً انهم ردوا عليه بالا نجليزية حين خاطبهم  بالعربية ناسياً كيف ان التخا طب في متمر الدفاع عن اتباع الديانات..الخ وا الذي عقد في يومي 21 و22-11-2012 بمدينة السليما نية والذي حضره وكاتب هذا المقا اضياً كان باللغة العربية بداء من جلسة الافتتاح له حتي كلمتي الا تحاد الو طني الكردستاني وحكومة الا قليم كانت بالعربية. رغم الحضور الافت للكرد فيه. عدا هذا ففي اقليم كردستان الان ما بقارب200 الف عربي منحوا حق  العمل والسكن وفي معظمهم من الفارين من الفقر والارهاب واشكال الصراع في العراق. ولو كان الكرد قد اتخذوا موقفاً عنصرياً من العربية. فهل يعقل ان يتدفق مثل هذا الكم الهائل من العرب الى كردستان ؟
   با المقا بل فان الكرد واجهوا شتى المضايقات في المنا طق الخاضعة للحكومة العراقية الى حد اطلاق الرصاص في المو صل على اية سيارة تحمل لوحات اربيل والسليما نية ودهوك فارغام اكثر من 150 الف كردي عل مغادرة الموصل وقتل اكثر من3000. شخص منهم على يد الارهابييىن فيها. علماً ان هذه المظالم بحقهم لم تدفع بحكومة وشعب كردستان الى معاداة العرب وتحمل الان الاف الحوانيت والمحال التجارية والفنادق والمطاعم..الخ اسماء عربية وغير عربية الى جانب الكردية، ويصدر الكرد العديد من الصحف والمجلات بالعربية كالتاخي ولاتحاد ..الخ ناهيكم عن برامج اذاعية بالعربية ايضاً. ويضيف:(انه قلما تجد شاباً الان يفهم العربية التي اصبحت لغة اجنبية مثل الانجليزية وبنفس حصصها في الدراسة)!!
  كلا فمازال هناك عشرات الالوف من الكرد يجيدون العربية ومع ذلك كان من الطبيعي ان يتقدم استعمال اللغه الكردية على العربية .فا للغة القومية في اي بلد يتقدم استعمالها حين ينعم الناطقون بها بالحرية والاستقلال. وكردستان تكاد تكون شبه مستقلة. واذا كان من تراجع في استعمال العربية فمرد ذلك. القطيعة او ما يشابهها والتي حصلت بين كردستان وبقية مناطق العراق جراء اتباع اساليب عنصرية دموية من قبل الارهابيين والمعاملة القاسية التي كانت تسلط علي الكرد في نقاط السيطرة والتفتيش الحكومية بين عام 1991 و 2003 الامر الذي دفع بالكرد الى العزوف عن التردد على المدن الخاضعة لتلك الحكومة، وكما نعلم فأن تعلم اية لغة غالبا ما يكون عن طريق الاختلاط والاحتكاك وليس الدراسة، فالملايين من العراقيين والعراقيات تلقوا التعلم بالانجليزية ومع هذا فان قلة تجيد النطق بها. ويرى الكاتب بان ما يعده اهمالا للعربية (خطأ استراتيجي كبير) و( سيصبح الكردي العراقي محصوراً بحدود كردستان السليمانية واربيل)!! ترى كيف غابت دهوك والمناطق الكردستانية في محافظات: نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى عن باله؟ ان اختزال كردستان في السليمانية واربيل ظلم أخر بحق الشعب الكردي وكم كنا نتمنى ان  لايحصل على يد كاتب كبير كالقشطيني الذي ذهب به الاعتقاد الخاطىء الى أن (عزلة) الكرد:(ستسد عليه الرزق والعمل والنشاط الفكري والاقتصادي لهذا العالم العربي الواسع من المحيط الى الخليج، فلا مكانة للكردي في هذا العالم الواسع من دون اللغة العربية، وسيصبح مثل الهندي أو الباكستاني أو أي أسيوي أو افريقي غريب)!!!
   ان ما يشبه الاستقلال لكردستان عن العراق منذ عام 1991 جعل الشعب الكردي في وضع افضل بكثير عما كان عليه في السابق، وذلك باعتراف الجميع، وتقدم النشاط الفكري وا لأقتصاري بشكل لم يسبق له مثيل، ولم يكن (العالم العربي الواسع) ليس مصدر عيش للكرد فحسب بل حتى للعرب ايضا ولو كان العكس صحيحا، لما وجدت الملايين العربية تخاطر بحياتها في ركوب البحار وصولا الى الغرب، ولم يفكر الكرد في احلك ايامهم بالتوجه الى الدول العربية طلبا للرزق والأمان بل الى الغرب فقط والى دول كأستراليا مثلا. ولقد تراجعت ظاهرة الهجرة الكردية كثيراً بعد قيام الحكم الوطني الديمقراطي الكردي.
  ان من يقرأ مقال القشطيني، سيما اذا كان غير مطلع على احوال العالم العربي، قد يذهب به الظن، الى أن هذا العالم جنة الله على الأرض يضاهي العالم الغربي ان لم نقل يفوقه. ومن طرائف ماورد في مقاله قوله: لامكانة للكردي في هذا العالم العربي الواسع من دون اللغة العربية، وسيصبح غريبا فيه كما الهنود والباكستانيين والأفارقة..الخ)!!
   لم يفكر الكرد في أي يوم من الأيام بملاذ لهم في العالم العربي مثل بعض الاسيويين الذين يعملون في  بلدان خليجية غنية بالنفط تحديدا، بعيدا عن هذه البلدان قلما تجد اسيويا يعمل في بلدان عربية اخرى . ثم متى كانت اللغة عائقا امام الباحثين عن العمل أو ارباب العمل، ففي كردستان الان اضافة الى عشرات الالوف من العرب، الاف من البنغاليين والفليبينيين والاندنوسيين والأثيوبين والنيباليين..الخ يعملون في البيوت والمخازن والمعامل والفنادق وفي نظاقة الشوارع والساحات من غير ان تكون لهم معرفة باللغة الكردية. ويمضي القشطيني في طرج افكارة العجيبة الغريبة في قوله:( وسيفضل صاحبا العمل العربي الأعتماد على الافرو أسيوي فهو أرخص وأسلس)!! واقول للقشطيني، اذا كان جهل الكردي بالعربية  سببا لتفضيل صاحب العمل العربي للأفروا سيوي عليه، طيب، هل يجيد الاسيويون والأفارقة اللغة العربية لكي يفضلهم على الكردي؟ ثم متى ادرج الكردي ضمن الاقوام الاسيوية والافريقية في قائمة الباحثين عن العمل في العالم العربي؟
  ومن ارائه التي تبعث في المرء الدهشة والاستغراب: (الجهل بالعربية سيقضي ايضاً على حلم كردستان بالتحول الى مصيف او مصح لسائر العرب  الذين سيفضلون الذهاب الى لبنان ومصر حيث يسطتيعون التكلم مع السكان)!!
  لامصايف كردستان ولا لبنان أو أية مصايف اخرى في الشرق، تجذب السياح مثلما تجذبهم البلدان الغربية والامريكية وبلدان كماليزيا وتايلند.. الخ والسواح العرب الذين يتجهون غرباً في معظمهم لايجيدون لغات شعوبه ولا الاخيرة لغتهم، ويزور الملايين من الاوروبيين اهرامات مصر و مصايف اسطنبول من غير ان تكون لهم معرفة بالعربية والتركية، ما يعني ان عدم الألمام باللغة لايشكل عائقاً امام السواح والسياحة، والسياحة في كردستان تزدهر عاماً بعد عام، وان كانت هناك ثمة مشكلة امامها، فهي عدم قدرة الفنادق والمطاعم والمدن السياحية على استيعاب السياح بالشكل المطلوب وقلة خبرة الكرد بها، دع جانباً القول، ان  هذه المشكلة في طريقيها الى الحل من خلال حركة بناء واسعة للفنادق والمدن السياحية، واكثرية السياح هم من العرب العراقيين والخليجيين وغيرهم، وباستثناء القشطيني فلا يعد احد عدم المعرفة باللغة الكردية عائقاً امامه. وفي اشارته الى ان السكان الكرد سيواجهون مشكلة ازدواجية اللغة، من حيث ان اهالي السليمانية يستخدمون الصورانية ودهوك البهدينانية، من غير ان يعلم ان الصورانية والبهدينانية لهجتان كرديتان في اللغة الكردية وليستا لغتين منفصلتين، أضف الى ذلك ان معظم لغات العالم تتألف من لهجات، ثم ان تعدد اللهجات لدى الكرد لم يمنع قيام الكيان الكردي الديمقراطي الموحد في كردستان، في وقت لم تستطع اللغة العربية الفحصى من توحيد العالم العربي. ويصر القشطيني على المضي قدماً في ارتكاب الأخطاء تلو الاخطاء انظر الى قوله: (كردستان منطقة فقيرة اساساً وليس من الحكمة تبديد ما لديها من واردات في الجري وراء العواطف)!
  ان كردستان تعوم منذ عقود فوق بحار من النفط ولها وفرة من الثروة المائية بشكل لاتؤثر حتى السدود التركية على ثروته هذه مثلما تؤثر على بقية المناطق العراقية، كما ان اراضيها صالحة للزراعة ولا توجد فيها صحارى مثلما توجد في اكثرية البلدان العربية، وعدا النفط والماء والزراعة، فلديها ثروات اخرى كالحيوانية ناهيكم عن السياحة... الخ ولو كانت كردستان فقيرة كما يقول، لما وقفنا على الصراع الاقليمي الكبير عليها، واذا كانت فقيرة فعلاً، فلماذا لايتخلص العرب والفرس والتراك من شعبها ويتركوه يعيش مع فقره ويتخلصوا منه ومن عبئه الناتج من  هذا (الفقر) - لكي يريحوا انفسهم والشعب الكردي في ان المعا؟.
Al_botani2008@yahoo.com



282
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   خندق كركوك العظيم.
تروم محافظة كركوك حفر خندق حوالي مدينة كركوك بطول 150 كم و عمق (4) أمتار وعرض (3) أمتار مع انشاء أبراج مراقبة عليه لمنع الأرهابيين من التسلل اليها و تنفيذ الأعمال الاجرامية. ما يعني ان ثروات بشرية ومالية ضخمة سترصد لانجازه ناهيكم عن تخصيص عجلات وقطع اسلحة..الخ بلا شك ان الحكومات المحلية في العراق صورة طبق في التخلف والقصور الفكري عن الحكومة المركزية بتعليقها الامال على الخنادق لمواجهة الأرهاب، فهل ياترى يأتي يوم تكون فيه خنادق العراق بمثابة اعجوبة الثامنة بعد سور الصين العظم.
•   فوج الوزير !
لا يخامر المرء الشك،من أن استهداف وزير المالية العراقي رافع العيساوي طائفي بامتياز مثلما كان استهداف الهاشمي طائفي ايضا،لكن اللافت في الأمر،هو تعيين فوج لحمايته اعتقل في البدء من افراده العشرات، فهل من الصحيح تجريد فوج عسكري كامل لحماية فرد واحد مهما كانت مكانته الوظيفية؟.
•   يوم السنة!
قال النلئب احمد العلواني عن (العراقية)، ان الاعتصام الذي نفذ الاحد الماضي في الانبار لم يكن تضامنا مع العيساوي بقدر ماكان يوما لرفع الظلم عن إهل السنة في العراق، صدق العلواني، والقادم سيكون أمر واعظم.
•   براءة الأعلام العراقي!
اتجهت صحيفة عراقية حكومية يوم 18-12-2012 بعض وسائل  الاعلام باثارة ضجة مفتعلة حول(اغتصاب سجينات عراقيات) على يد السجانين،في وقت يعلم الجميع، ان احزابا ومؤسسات قضائية ومنظمات مدافعة عن حقوق الانسان..الخ هي التي فضحت وشجبت عمليات الاغتصاب تلك أما الأعلام فأنه ادى دور الناقل للأخبار و هذا من صلب واجبه، الملاحظ ان وسائل الاعلام العراقية الرسمية أو شبه الرسمية تتحاشى التطرق الى الفضائح على اختلافها.
•   روح الدستور بعد روح النصر !
عندما اخفق صدام حسين في حربه على ايران، فأمه بدلا من ان يقر بالهزيمه،كان يردد بين أن وأن القول بالحفاظ على(روح النصر) وفي لقاء بين الطالباني والمالكي، قبل ان يداهم المرض الأول، ورد اتفاقهما على العمل(بروح الدستور) علما ان الدستور لم يعد من احد يلتزم به و بالتالي لم تبق روحه لكي يتم عمل بها.
•   الموصليون بين الجيشين العراقي والامريكي والبيشمركة !
على أثر اغتصاب قتاة قاصر من قبل أحد ضباط الجيش العراقي في الموصل ندد اهالي المدينة بالحادث وطالبوا بأبعاد الجيش العراقي عن الموصل وانزال القصاص بمغتصب الفتاة، وترجموا تنديدهم الى أفعال، فهم يفتكون بافراد من ذلك الجيش منذ ذلك الحادث والذي نجم عنه وما يزال فرار العشرات من الجنود من الخدمة، هنا نسأل اهالي الموصل، بالله عليكم هل فعل افراد الجيش الامريكي والبيشمركة فعلاً مشيناً بحق اهالي المدينة كالذي فعله ذلك الضابط وجنود عراقيون أخرون بهم؟.
•   مصير الموصليين!
في سورة غضب صب المالكي جام غضبه على الموصليين، وعدهم اعداءً وضرورة الحاق محافظتهم نينوى بأقليم كردستان هذا في وقت لا يقبل فيه تنفيذ المادة 140 التي تقرر مصير كركوك في حين نجده متذمراً من مدينة الموصل غير المشمولة بتلك المادة، الطريف ان العرب الموصليين أو بعضهم احتجوا على الفقرة(ضم الموصل الى كردستان) بعد ان انتقل الالاف منهم للعيش في كردستان هرباً من الظلم المسلط عليهم من الجيش العراقي، وبعد ان سدت ابواب الرزق والحرية والأمان في وجوههم، الايعاني هؤلاء الرافضون من قصر نظر مركب؟
•   قطار (فرص) فات الكرد.
يوم تظاهرت الجماهير العربية السنية منددة باغتصاب سجينات عراقيات من قبل سجانين عراقيين، كان حرياً بالكرد ان يتضامنوا معها، لكنهم فضلوا موقف المتفرح، وتكرر المشهد بعد اغتصاب فتاة موصلية قاصرة، وبعد اعتقال حراس للعيساوي أيضاً.. الخ من المظالم التي لحقت وتلحق بالسنة، كل هذا وسط تهديدات عراقية باستئصال شأفة الكرد وتضييق الخناق عليهم ان الاحتجاج السلمي لايتقاطع مع الدستور ناهيكم من انه عمل انساني نبيل في حالات كالتي عرضنا لها، فلماذا السكوت عنها ايها الكرد؟
•   عدوى الاستضافات تطال وزيراً روسياً!
بين حين وحين وبشكل يكاد يكون مستمراً، يتم استضافة وزراء عراقيين من قبل البرلمان العراقي لغرض استجوابهم عن قضايا فساد وغيرها، وقبل ايام كشفت لجنة النزاهة عن مطالبتها باستضافة وزير روسي على خلفية فضيحة صفقة الاسلحة الروسية. وهكذا يبدو ان كل من يتعامل مع العراق الغارق في الفساد سيطاله رذاذ الاخير، وليس ببعيد أن يستدعى وزراء اخرون ومن بلدان لخرى الى البرلمان العراقي للتحقيق معهم بشأن الفساد.
•   من غرائب الدعاوى في القضاء العراقي!
جرمت محكمة جنايات بابل المتهم(ج.م.ظ) وفق المادة 275 عقوبات(لحيازته على 104 اختام مقلدة تعود لعدد من الجهات الحكومية، فالحكم عليه بالسجن لمدد مختلفة) إلا ان محكمة التمييز الاتحادية(نقضت كافة القرارات الصادرة بالدعوى واعادتها لمحكمتها بغية اجراء المحاكمة مجدداً لأن فعل المجرم يشكل نشاطاً اجرامياً واحداً) و(اصرت محكمة جنايات بابل على حكمها مبررة ان افعال المجرم(ج.م.ظ) لاتنضوي تحت نشاط اجرامي واحد..)الخ هل تعلم موسوعة غينيس شيئاً عن هذا الحادث، مزور يحمل 104 اختام تعود لدوائر بمحافظات عدة ؟ هل هنالك سابقة لهكذا عمل في العالم؟
•   نهاية العالم.. تجارة رابحة!
دعت ادارة مخبأ ستالين في روسيا(الراغبين من النجاة من (نهاية العالم) ليلجأوا الى المخبأ الذي يبعد 65 مترأ عن سطح الارض و 3 كم عن الكرملين. ووعدت الادارة بتأمين النجاة من نهاية العالم في مقابل مبلغ 1,5 مليون روبل(48847) دولاراً للشخصيات الهامة و500 الف روبل 16282 دولار للمواطنين العاديين) و(ان ثمن تذكرة الملاذ من نهاية العالم سير تفع مع اقتراب النهاية) و(ووعدت ادارة مطعم المخبأ باعادة نصف المبلغ المدفوع اذا لم يقض العالم نحبه) !!!
يذكر ان شركات سينمائية حصلت على ارباح خيالية عن افلام انتجتها حول نهاية العالم، وفي الوقت الذي كان الخوف يهيمن على العالم، كانت تلك الشركات قد اعلنت عن تحقيقها لأرباح خيالية!!
•   تركيا لن تتوسل..!!
بعد أن باءت محاولات تركيا المتكررة بالفشل للانضمام، الى الاتحاد الاوروبي، طلع علينا أوغلو في الاسبوع الماضي ليقول: بان بلاده لن تتوسل لنيل العضوية في ذلك الاتحاد، وصدق المثل العراقي: (الماينوش العنب بيده.. يكول حامض ما أريده)
•   ليس في سوريا فقط!
قيم مراقبون، بان الصراع في سوريا طائفي ويتدفق إليها مقاتلون سنة من الشمال الافريقي، ومن حزب الله مقاتلون شيعة، لقد نسوا ان الصراع الطائفي يغطي بلدناً اخرى مثل العراق والبحرين ولبنان وباكستان واليمن وو.. الخ من بلدان اخرى
•   أردوغانيات.
وعد اردوغان بأن يبحث خلال زيارته لواشنطن مخاوف تركيا من تفتيت العراق، متجاهلاً النكهنات القائلة بتفتيت تركيا الى 4 أجزاء في المستقبل المنظور، واتهم المالكي باتباع نهج طائفي ناسيا انه بدوره ينتهج حيال الكرد نهجا عنصرياً، فعلى سبيل لمثال حسب (مراسلون بلا حدود) ان ( تركيا اكبر سجن للصحفيين الكرد)! وحال الارمن والعرب في تركيا ليس بافضل من حال الكرد.
•   يحذر من انهيار العراق ويعمل لأنهيار سوريا!
حذر بوتين من انهيار العراق جراء السياسات الغربية والامريكية بالذات، لكنه تجاهل تمزق سوريا وانهيارها نتيجة لسياسة روسيا المساندة لبشار الاسد.
Al_botani2008@yahoo.com

283
النظام العقائدي بين مسؤولية القائد والعقيدة.

عبدالغني علي يحيى
   يجمعون الباحثون من الميالين الى الديمقراطية وبعد طول تجارب الى أن ضعف الدولة (العقائدية) وانهيارها ناجم عن دمج العقيدة أو الدين بها، ويعدونه سبباً رئيساً، لأنهيارها سواء أكانت دنيوية كالماركسية أو سماوية كالأسلام، لأن للدولة علم خاص بها (علم الأدارة) والذي لايقبل بأي علم يشاركه في تسيير أمورها، ومتى ما أوجدوا شريكاً له فأن انهيار الدولة حتمي، وليس أدل على ذلك سقوط الدول الشيوعية كافة باستثناء التي اتبعت اسلوب الانتاج الرأسمالي كالصين، أما الاخرى ككوريا الشمالية وفيتنام وكوبا فتنتظر السقوط، ان لم يتدارك قادتها ذلك وينزعوا العقيدة عنها.
الحالة عينها نراها شاخصة في النظم العربية والاسلامية الساعية الى جعل الاسلام دستورا لها، ولقد أثبتت مسيرة بعضها، كيف أنها اسوأ بكثير من النظم الشيوعية البائدة، فالنظم الشيوعية على النقيض من النظم الاسلامية تميزت بلون من الاستقرار والمتانة، إلا نادراً، وكذلك ببعض من التقدم في بعض من المجالات، ولولا نفيها للحريات ونظام اقتصاد السوق وأمور اخرى غيرها لكانت تتمتع بحياة اطول لربما امتدت الى ايامنا هذه، في حين نجد البلدان الاسلامية سواء التي تحكمها نظم اسلامية أو للاسلام السياسي فيها باع طويل، كأيران والسودان والعراق وافغانستان تزخر بالحروب والاضطرابات، واذا اعتقد بعضهم، ان الوضع في كل من مصر وتونس وسوريا المستقبل سيتحسن بمرور الوقت ويهداً فانهم واهمون، وكلما طال به العمر كلما اقترب نحو المزيد من الافغنة والصوملة.
ويأتي دمج الدين بالدولة تلقائياً جراء دمجه بالحزب أولاً وفي مرحلتي السرية والعلنية، فالأحزاب الشيوعية، مثلاً، كانت الأكثر عرضة للانشقاقات والصراعات فيما بينها، منها ما كانت دموية كالتي جرت في اليمن الجنوبي واثيوبيا، أو على صعيد خارجي كالصراع السوفيتي – الصيني وبينهما وبين بقية الأحزاب الشيوعية في اوروبا الشرقية واختلاف الاخيرة مع بعضها بعضاً ومع (الاوروشيوعية) في اوروبا الغربية فالاتجاهات الشيوعية المتطرفة كالتروتسكية والماوية والجيفارية، في حين وبصورة عامة كادت الخلافات والانشقاقات سيما الدموية منها ان تغيب عن الاحزاب التي لم تجعل من العقيدة أو الدين مرجعاً لها، وكان ذلك من اسباب نجاحها وديمومتها. وهكذا فأن  العقيدة الدنيوية أو السماوية كانت وستظل عند دمجها بالسياسة والدولة من عوامل الفرقة والتشرذم، ليس على مستوى الدول والاحزاب فقط انما على مستوى المجتمعات ايضاً التي غالباً ما نجدها تنتظم ضمن وحدات جغرافية معينة أو أحياء داخل المدينة الواحدة.
اضافة الى ما ذكرنا، يستحيل تصور قيام نظام ديمقراطي في بلد يشكل فيه الحزب العقائدي أحد طرفي الثنائية التقليديين في التداول السلمي للسلطة، فالحياة الديمقراطية من الصعب قيامها بوجود قوتين متنافرتين علمانية أو دينية، لأن الديمقراطية لاتتحقق إلا بتنافس حزبين منسجمين في الرؤى والأهداف، بحيث يصعب التمييز بينهما كما هو الحال في الاحزاب: الديمقراطي والجمهوري في أمريكا  والمحافظون والعمال في بريطانيا والمؤتمر الوطني الهندي وجاناتا في الهند.. الخ من الديمقراطيات، اما توقع ديمقراطية في الأرضي الفلسطينية مثلاً بين قوتين متنافرتين:  فتح وحماس أو بين الأخوان المسلمين ومنافسيهم العلمانيين في مصر وتونس مثلاً، فهو ضرب من الخيال وذلك مالم تنتهج الاحزاب الاسلامية الحاكمة، نهج الأحزاب المسيحية الديمقراطية في بعض من البلدان المتقدمة والتي يصعب التفريق بينها وبين الاحزاب العلمانية و بالاخص الاشتراكية للتطابق الشديد بين ادائهما وأهدافهما، ورغم ذلك فان المرء يشهد تراجعاً بيناً للاحزاب المسيحية الديمقراطية في تلك البلدان.
ازاء فشل الأحزاب العقائدية وانهيار نظمها وتقلص قواعدها، وعلى وجه الخصوص الاحزاب والنظم الشيوعية، انقسم الرأي وتضارب حول السبب في ذلك، اذ حمل بعضهم القادة مسؤولية ماحصل، وقلة من حملوا العقيدة تلك المسؤولية. لكن العكس هو الصحيح، فالخلل كان في زج العقيدة بالدولة اصلاً، فالقادة الشيوعيون قبل وصولهم الى السلطة، كانوا مناضلين شرفاء بحق يضرب بهم المثل في التضحية لأجل نصرة الانسانية المعذبة والفقراء، بيد انهم ما أن تسلموا السلطة وراحوا يخضعونها للنصوص الماركسية واذا بهم وبنظمهم جميعاً يتحولون الى دكتاتوريين على غرار ستالين وماو وكاسترو...الخ والقول نفسه يسري على قادة الاسلام السياسي من سنة وشيعة، فلقد عرفوا بالنزاهة والاخلاص لقضايا شعوبهم والتضحية من اجلها لكنهم ما أن جعلوا من الحكومة أو الدولة مختبراً لنصوص الشريعة واذا بهم وبنظمهم (مصر وتونس) وقبلهما ايران يتحولون الى ديكتاتورية سافرة، ولو قدر للبنا وسيد قطب والصدر والصواف الوصول الى السلطة لكانوا غير ذلك المصلحين العظام الذين كرسوا حياتهم لاجل بناء نظام اسلامي عادل. والسبب في ذلك دمج الدين بالدولة ليس إلا، لذا فان انحراف النظم العقائدية عن رسالاتها السامية لايتحمل وزره القادة بقدر ما تتحمله العقيدة المدمجة بالسياسة والحزب والدولة.
وثمة اسبابا اخرى للوهن المبكر في الاسلام السياسي، منها الغاء الحرية للمكونات غير الاسلامية والتي يربو عددها على الملايين في بعض من البلدان الاسلامية. اذ ان مجرد القول بجعل الدين الاسلامي مرجعا للدستور، يعني انتقاصاً من مواطنة غير المسلم، ما يدفع بتلك المكونات الى التذمر فالمقاومة، ومما يضعف من الاسلام السياسي انه في معظمه اسقط حكوماته بالعنف (الربيع العربي) فيما  برهنت التجارب خطأ انتزاع السلطة بالقوة، ناهيكم عن رفض الاسلام نفسه أي مسعى لتغيير الحكام بالقوة فوضعه لشروط تعجيزية لأسقاطهم.
أول الغيث مطر.
ان الانتفاضات والثورات ذات الطابع الديني الاسلامي في تونس ومصر مثلاً، خلافاً للانتفاضات والثورات القومية أو الطبقية الشيوعية أو الانقلابات العسكرية التي تكون بداياتها قوية ولسنين، فان الانتفاضات والثورات الاسلامية سرعان ما دب الضعف فيها وهي في اول الطريق، فها هي الاعتصامات والاعتقالات والمصادمات والفلتان الامني.. الخ من العيوب الكبيرة تلازمها ملازمة الظل لصاحبه ما يعني ان الدولة العقائدية المسلمة دخلت النفق المظلم بسرعة قياسية، ولا اغالي ان قلت ان مصير الاسلام عقيدة وفكراً على يدها سيكون المصير نفسه الذي آلت إليه الماركسية.
لقد أدرك الغرب بتجاربه التي استخلصها من دمج الماركسية بالدولة والذي قاد الى انهيار الاتحاد السوفيتي وحليفاته، ان دمج العقيدة بالدولة يساعد في إمرار سياساته، لذا عدل عن محاربة الاحزاب الدينية بل وساعدها وما يزال للوصول الى السلطة.
كاتب سياسي – العراق .
(الشرق الاوسط)

284
التحالف الشيعي الكردي .. الجيش والبيشمركه وجهاً لوجه.

عبدالغني علي يحيى.
   لم تعرف المعاجم السياسية تحالفاً بين شعبين أو اكثر، فالشائع قيامه بين الحكومات والاحزاب وغالباً مايكون محكوماً بسقف زمني، والذي زين لي الخوض في هذا الموضوع، ماتردد عن تحالف شيعي كردي على اكثر من لسان في معظمه كردي وفي مسعى لدرء نشوب صراع مسلح بين الجيش العراقي والبيشمركه الكردية مقابل نفي رموز شيعيه له (التحالف). واغلب الظن انهم يقصدون بالتحالف الشيعي الكردي، التحالف الرباعي بين الحزبين الشيعيين: الدعوة والمجلس الاسلامي الأعلى، والحزبين الكرديين: الديمقراطي والوطني الكردستانيين، والذي اي التحالف يقيناً تعبير يفتقر الى الدقة وناقص في آن معاً، فثمة اطرافاً كبيرة من الجانبين لم تنضوي تحت لوائه، كالتيار الصدري الذي يحوزعلى 40 مقعداً في مجلس النواب العراقي، وحزب الفضيلة ....الخ من الجانب الشيعي، وحركة التغيير الكردية التي تتمتع بـ(25) مقعداً في البرلمان الكردستاني والحزبين الاسلاميين الكرديين الاتحاد الاسلامي والجماعة الأسلامية. ما يعني ان ليس هناك تحالف بين الشيعة والكرد بل بين اربعة احزاب لاغير من كلا للمكونين، وبالرغم من القاعدة الجماهيرية لأحزاب هذا التحالف، ولكن ليس من الصحيح إعتباره ممثلاً شرعياً ووحيداً لمكونين المذكورين، والانكى من هذا ان الوجه الآخر لهذا التحالف قد يفيد بالعداء للعرب السنة، وبتراجع مصطلح التآخي العربي الكردي، والذي لا يقل وهماً عن التحالف الشيعي الكردي والذي ساد الأدب السياسي سيما الكردي لعقود من السنين. دع جانباً القول ان التحالف الرباعي موضوع البحث، يعد من أشد التحالفات والجبهات السياسية هشاشة وهزالاً في تأريخ التحالفات والجبهات السياسية والحزبية العراقية، كون الخلاف قد دب فيه وهو مازال قائماً، اضف الى ذلك غيابه عن التطورات الكبيرة والمتسارعة في الحياة السياسية العراقية وعلى امتداد الاعوام الماضية وإلى يومنا هذا ولقد كان حصول ذلك متوقعاً، وذلك بمراجعة عابرة لهشاشة وعقم الجبهات السياسية التي سبقته (التحالف الشيعي الكردي) فعلى سبيل المثال، تأسست في عام (1957) جبهة الاتحاد الوطني في العراق من الاحزاب: الشيوعي والبعث والوطني الديمقراطي والاستقلال بهدف اسقاط الملكية، التي اسقطت على يد مجموعة من الضباط وليس على يد تلك الجبهة، ما يدل ان الجبهة تلك كانت عاجزة عن تحقيق هدفها في اسقاط الملكية،وعلى أثر انقلاب 14 تموز 1958 الذي اسقط الملكية، فقد انفرط عقد الجبهة بعد مرور أقل من عام على تأسيسها، وتحول طرفاها الرئيسيان الشيوعي والبعث الى التخندق ضد بعضهما بعضا وقتل من الجابنين خلق كثير، ومما يجدر ذكره، ان الشيوعي والديمقراطي الكردستاني كانا قد دخلا في تحالف ثنائي نتيجة رفض اطراف من تلك الجبهة قبول الكردستاني عضوا فيها، غيرأنهما الشيوعي والكردستاني كانا مختلفين بشدة فيما بينهما على مر اعوام العهد الجمهوري الأول 1958-1963.
في عام 1959 تشكلت (الجهة القومية) لأسقاط حكومة العهد الجمهوري الأول ومقاومة المد الشيوعي والطموحات القومية الكردية ، وذلك من الاحزاب:( البعث وحركة القوميين العرب والرابطة القومية وحزب الاستقلال) وتعاون: (الاخزان المسلمون )معها، بيد ان اطرافها دخلت في مواجهات دموية مع حزب البعث الذي كان يشكل قوة رئيسة في الجبهة واخذ بمطاردة حلفائه بعد استيلائه على السلطة عام 1963.وهكذا فان عمر هذه الجبهة كعمر سا بقتها كان قصيرا.
وبين عامي 1970و1974 تردد مصطلح (الحزبين الحليفين)= البعث والديمقراطي الكردستاني وذلك بعد صدور بيان 11 أذار عام 1970 الذي أقر بحقوق واسعة للكرد واشرك الديمقراطي الكردستاني في الحكم، وفوق هذا فان (تحالفهما) كان زاخرا باشكال من التامر نفذها البعث ضد حليفه بلغ حد السعي ألى تصفية قائد الثورة الكردية مصطفى البارزاني ونجله ادريس جسديا، اضافة الى مواقف عدائية اخرى لاتحص سادت العلاقات بينهما والتي توجت عام 1974 بحرب رهيبة بين الجانبين جلبت باضرار جسمية عليهما في أن معا. والى جانب ذلك التحالف الهش والمزيف عقد البعث والشيوعي تحالفا بينهما سمي بالجبهة الوطنية والديمقراطية..الخ ووقع على ميثاقه كا من رئيس الجمهورية العراقية أنذاك أحمد حسن البكر عن البعث وعزيز محمد عن الشيوعي، ولاحت بوادر فشلها سريعا، ففي ظلها تعرض العديد من الشيوعيين الى تصفيات جسدية واضطهادات جمة تكللت بلجوء الحزب الشيوعي الى جبال كردستان لخوض الكفاح المسلح ضد حليفه بالأمس أي البعث.
وفي اثناء الكفاح المسلح للمعارضين الكرد والعراقيين ضد حكومة البعث،فقد تشكلت عدة جبهات سياسية حملت اسماء (جود) 1979و(جوقد)و(الجبهة الكردستانية) 1987ولقد وانتهت الجبهتان (جود)و(جوقد) الى الانهيا والاحتراب بين اطرافها، ومن دون ان تحقق ولو نصرا ضئيلا باتجاه ليس اسقاط حكومة صدام حسين بل اضعافها أيضا.
ولعل اطول الجبهات عمرا في كردستان كانت الجبهة الكردستانية 1987-1992 ومع هذا لولا هزيمة العراق في حرب الخليج الثانية لما تمكنت تلك الجبهة من التحول الى المدن وتأسيس حكومة اقليم كردستان عام 1992. بفضل تلك الحرب والاندفاع العفوي للجماهير التي انتفضت ضد حكومة صدام حسين ولا ينكر دور الجبهة الكردستانية ولقد كان مصير هذه الجبهة كمصير تلك التي سبقتها فبعد مرور اقل من سنتين على حلها فقد دخل الحزبان الكرديان الرئيسيان الحاكمان: الديمقراطي والوطني الكردستانيين في قتال دموي عام 1994 ودام (4) سنوات الى انتهى عام 1998 بتدخل امريكي فرض الصلح عليهما.
   مما تقدم، نخلص الى القول، ان الجبهات العراقية كانت ذات عمر قصير، وانتهت جميعها بمصادمات دموية بين اطرافها الرئيسية، كما انها كانت مرصعة بخروقات ومؤامرات ضدبعضها بعضا حتى قبل إنفراطها، فعجزها البين في غرس روح التعاون والتضامن بين اعضائها، واخفاقها عن اسقاط اي من الحكومات العراقية بغض النظر عن ضعفها وهزالها (الحكومات)، فاسقاط الحكومات كان من مهام العسكر أو التحالف الدولي الذي ازاح حكومة البعث عام 2003.
    أعود إلى التحالف الشيعي الكردي الذي يمارسه الكرد بدرجة  رئيسة من  طرف واحد على غرار ممارستهم لاعوام طويلة ومن طرف واحد للأخوة العربية الكردية، لأقول اذا كانت الجبهات السابقة على (التحالف الشيعي الكردي) الوهم تنتهي بصراع مرير بين اطرافها الحزبية، فليس ببعيد ان ينتهي التحالف الشيعي الكردي.. الى مصيرأسوأ من مصيريها، ألا وهو وقوع حرب مدمرة بين الشيعة والكرد في نهاية المطاف، وكل الدلائل تكاد تجمع على ذلك، فعلى امتداد خط التماس، نجد الاصبع على الزناد سواء في الجيش العراقي أو البيشمركة وفوهات البنادق موجهة الى صدور بعضهما بعضاً، وان حادث اطلاق البيشمركه للنار يوم الثلاثاء: 18-12-2012 على طائرة من نوع هيلكوبترعراقية لمنعها من تصوير مواقع البيشمركة، لا بد وان يتكرر كما ونوعاً في القادم من الأيام ويؤدي الى ما لا يحمد عقباه، ومرحى للتحالف الشيعي الكردي.
Al_botani2008@yahoo.com

285
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب
عبدالغني علي يحيى
•   شهر الأعتقالات!
مع حلول شهر (صفر) هذا العام، ذكرت الأنباء ان العشرات من العوائل فرت من منطقة اللطيفية والقرى المجاورة لها ومناطق بجنوب بغداد هرباً من الاعتقالات التي تنشط في (صفر) من كل عام على حد قول تلك الأنباء!
•   أكتشاف خزينة لـ (قارون) مصر!
كشفت السلطات الأسبانية عن أموال وممتلكات مسجلة باسم الرئيس المخلوع حسني مبارك تقدر بـ 18 مليون يورو. ترى هل يكشف المستقبل عن خزائن اخرى له وفي الأزمنة المقبلة؟
•   مسيحيو العراق بين الفناء والهجرة.
بمناسبة افتتاح كنيسة سيدة النجاة ببغداد، طالب المالكي الاتحاد الاوروبي بعدم تشجيع المسيحيين على الهجرة من العراق. تزامناً مع افتتاحها، اعرب نهاد القاضي أمين عام هيئة الدفاع عن اتباع الديانات في العراق عن قلقه ازاء اولئك الأتباع في وسط العراق وجنوبه، واضاف انه في ظل حكومة المالكي هناك مخاطر تهدد بفناء الأقليات وبالأخص المسيحيين والصائبة.
•   البغدادية ثم أخواتها !
للمرة الثانية تقدم الحكومة العراقية على غلق مكاتب فضائية البغدادية في المحافظات العراقية، يذكر ان فضائيات عراقية وغير عراقية مثل: الجزيرة والشرقية والعربية تعرضت الى ملاحقات الحكومة تلك لها على مر الأعوام الماضية، يقيناً ان فضائيات ووسائل اعلام اخرى سيأتي دورها في الغلق، اذ لا دكتاتورية بدون التضييق على الحريات، وتبدو بغداد وكانها لا تسمع بالاحتجاجات على غلق البغدادية! أرفعوا أياديكم عن البغدادية.
•   أخطاء الكرد.
قال عارف طيفور نائب رئيس مجلس نواب العراقي عن الكرد: (ان القيادة الكردستانية والتحالف الكردستاني كانا في طليعة من وافق على اتفاقية سحب القوات الأجنبية من العراق) ! وهو مالم يتوقعه الكرد، وقبله بأيام قال طالباني: (أن الكرد هم أول من بادر لأتمام صفقة السلاح الروسي) وأضاف: (أنا كرئيس للجمهورية بذلت جهدي وتحدثت مع الأمريكان وطلبت منهم تزويد العراق بالأسلحة)!
وفوق كل هذا فان الكرد اول المتضررين من وراء الانسحاب الاجنبي من العراق لأنه مهد لنفوذ ايراني قوي، ثم ان الكرد اكثر من كل الاطراف العراقية الأخرى يتذمرون من تزويد العراق بالأسلحة الاستراتيجية!
•   الشيعة التركمان إلى ايران در !
بحسب صحيفة (النبأ) الصادرة في كركوك، أن تركيا أظهرت قلقها من اختراق ايران للجبهة التركمانية العراقية! لقد كان عليها (تركيا) أن تدرك مسبقاً ان الشيعة التركمان أيضاً ككل الشيعة الأخرين ولاؤهم للمذهب لا القومية، عليه انها بدلاً من ذلك عليها ان تحسب حساباً لعلويها الذين يعدون بالملايين في تركيا والذين لابد وان تخترقهم ايران عاجلاً أو آجلاً أو ينجذبون هم تلقائياً إليها.
•   أهل الديوانية بين الأرهاب والأخطاء العسكرية !
تم توزيع 653 مليون دينار على ضحايا الأرهاب وما سموها بـ (الاخطاء العسكرية) ! في محافظة الديوانية التي لم تشر الى حجم الخسائر التي الحقها الارهاب أو (الأخطاء العسكرية) بمواطنيها، ومن الصعب جداً التمييز بين جرائم الارهاب و (الاخطاء العسكرية) بحق مواطني العراق.
•   تحركات سياسية !
اقترن مصطلح (تحركات سياسية) في العراق بالمساعي التي بذلها ويبذلها الأفراد والجماعات لغرض التقريب بين بغداد وأربيل أو لانقاذ العملية السياسية او تحقيق المصالحة الوطنية..الخ غير اننا فوجئنا فبل أيام بـ (تحركات سياسية لعقد إجتماع بين رئيسي الجمهورية والوزراء)!! وبهذا الخصوص قال رئيس ديوان رئاسة الجمهورية: (الخلافات لا تخدم جميع الاطراف).
•   عمليات دجلة حرب على السنة.
وفي (النبأ) الكركوكية أيضاً ورد ان وزارة الدفاع العراقية وجهت برقيات الى قيادة عمليات دجلة لأعتقال عرب في الحويجة جنوب غرب كركوك لتواطئهم مع الأرهاب وانتقادهم للمالكي وان (احكام الطواريء أعلنت في تلك المنطقة ومنع وصول مراسلي وسائل الأعلام اليها).
•   يتهجم على الكرد ويجتمع مع البارزاني.
فوجئنا بلقاء ضم حسن العلوي مع الرئيس البارزاني وتباحثهما في (آخر المستجدات السياسية وتداعيات الازمة الحالية في العراق، كون العلوي كان قد شن هجوماً شديداً على القيادة الكردية وحكومة اقليم كردستان والشعب الكردي بصورة غير مسبوقة، على حد قول احد كتاب (التآخي) الصحيفة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، وورد في التهجمات التي اطلقها العلوي من على شاشة احدى الفضائيات ما مفاده ان العراق حيوان لبون والكرد يشربون من ضرعه ويأخذون من خيره، فتنديده بـ(الأجراءات) التي تتخذها قوى الأمن الكردي للتأكد من هويات الداخلين الى أربيل)..الخ.
•   إلى متى يعشق العرب والمسلمون، طغاتهم؟
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أزيل تمثال لماركس ونصب محله تمثال لسفاح الشعوب تيمورلنك، وفي بغداد كان قد أقيم تمثال لأبو جعفر المنصور الذي لم يكن اقل طغياناً من تيمورلنك الى درجة انه كان قد اوصى قبل مماته بحفر 100 قبر له، لكي يصعب على خصومه الاهتداء اليه بعد مماته، الطريف ان بعضهم احتج على إزالة تمثاله قبل أيام ببغداد، ومن الطغاة الذين نصب تمثال لهم ببغداد أيضاً عبدالكريم القاسم، الذي مارس البطش بكل القوى الوطنية العراقية. ترى لماذا يتعلق العرب والمسلمون بطغاتهم وليس بمفكريهم وقادتهم الأحرار النزيهين؟

al_botani2008@yahoo.com

286
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   طالباني يفند المالكي!
إتهم المالكي اقليم كردستان (بأثارة ضجة بشأن صفقة الأسلحة الروسية لعرقلة تسليح الجيش العراقي) ! وبعد يوم على اتهامه له قال طالباني: (ان الكرد هم أول من بادر لأتمام صفقة السلاح الروسي) ونافيا (رغبة الكرد في عراق ضعيف) واضاف: (أنا كرئيس للجمهورية بذلت جهدي وتحدثت مع الامريكان وطلبت منهم تزويد العراق بالأسلحة)!!

•   تهديدات الشابندر الفتاوية!
هدد عزت الشابندر النائب في البرلمان العراقي عن دولة القانون الكرد بفتاوى من الشيعة والسنة، (إذا حاول قادته أن يحولوا الكرد الى عنوان للظلم)! لكن المراجع الدينية الشيعية خيبت أمله حين نادت بتحريم قتال الكرد وعدم اعتبارالذين يقتلون ضدهم شهيداً، وحذا حذوهم رئيس هيئة علماء المسلمين السنية، يذكر ان رجلاً دينياً شيعياً آخر كان قد هدد بالقضاء على الكرد العراقيين على يد المهدي المنتظر!

•   يؤكد دستوريتها ويطالب بتعديلها!
اكد التحالف الوطني الشيعي على دستورية المادة (140) ولكن مع مطالبته بتعديلها، وهو ما يرفضه الكرد خشية من إفراغها من محتواها. وبهذا الشأن رفض سيروان آحمد أمين النائب عن التحالف الكردستاني اي تعديل عليها وبعدم موافقة التحالف الكردستاني على أي تعديل لها من شأنه التفريط بالمناطق التي يطالب بها الكرد..الخ.

•   من يستغل وضع من؟
نسبت دعوة الى (الخبير الاقتصادي) عبدالمحسن الشمري نصت على (ضرورة أستغلال أوضاع المنطقة المحيطة بالعراق التي تعاني من مشاكل سياسية واقتصادية كبيرة في النهوض بالصناعات المحلية العراقية) عل حد قوله. يبدو ان هذا (الخبير) نسي ان أوضاع العراق اسوأ بكثير من أوضاع جيرانه الى حد ان جيرانه يستغلون أوضاعه لصالحهم.

•   المالكي يكسب دعوى قضائية ضد الشعب !
كسب المالكي دعوى قضائية (لألغاء مادة في موازنة العام 2012 لتوزيع فائض واردات النفط بين المواطنين ومنح زيادات على رواتب المتقاعدين) ! واعرب النائب بهاء الأعرجي عن اسفه لكسبه الدعوى بعد موافقة المحكمة الاتحادية عليها والغائها الفقرة المتعلقة بالأموال من الموازنة !!

•   التشرد في هولندا ولا جحيم العراق !
ناشد لاجئون عراقيون في هولندا المالكي لانقاذهم من ما سموه التشرد في بلد تسيطر عليه الاحزاب اليمينية العنصرية على حد قولهم، ما يعني الوجه الاخر لمناشدتهم ان الحياة في العراق افضل من مثيلتها في هولندا، عليه لماذا لايتخلى هؤلاء عن (التشرد) ويعودوا الى العراق ليتمتعوا بجناته ان كانوا صادقين؟
•   الديمقراطي لأريجاني!
شدد لاريجاني على(ضرورة ان تصبح سوريا اكثر ديمقراطية) ما يفيد ان قلة الديمقراطية في الاخيرة اوصلتها الى الحالة المزرية التي تعيشها منذ شهور، واذا كانت قلة الديمقراطية قد اوصلت بسوريا الى تلك الحالة، ترى ماذا سيكون مصير ايران التي تنعدم فيها تلك القلة بالمرة؟
•   مشاركة السنة والمسيحيين والصابئة في موكب عزاء الحسين (ع) هل هي عن قناعة؟.
(نظم في محافظة الانبار العراقية السنية موكب عزاء في ذكرى مقتل الامام الحسين (ع) وذلك للمرة الاولى في تأريخ المحافظة)!! وفي خبر اخر ان المسيحيين والصابئة ايضاً شاركوا فيه! فيا ترى هل المشاركة هذه عن قتاعة أم عن خوف من السلطات، مثلما كان الكرد والشيعة في الماضي يشاركون رغما عنهم في مسيرات كان حزب البعث ينظمها؟. وليس ببعيد ان نسمع قريبا عن تشيع بعض من السنة.
•   (إنتصار) غزة بحاجة الى مشروع مارشال!
لأعادة إعمار غزة، ناشد اسماعيل هنية الدول العربية ومن سماهم بأصدقاء الفلسطينيين بتقديم المساعدة وتحمل تكاليف العدوان الاسرائيلي، علماً ان حماس كانت تشمت باسرائيل من انها كانت تصرف 400 مليون دولار يومياً في حرب الأيام الثمانية. ترى هل يمد العرب يد المساعدة اليها وهي التي لم تستشر احداً في حربها مع اسرائيل، ثم اي نصر جنته حماس في الحرب تلك.
•   لماذا؟
لأجل حل النزاع على (أبيي) تقترح (جوبا) الاحتكام الىun  في حين تحبذ الخرطوم اللجوء الى الاتحاد الافريقي ! لماذا؟ فهل un منحازة الى (جوبا) والاتحاد الافريقي الى الخرطوم؟.
•   بالحديد والدم يحقق الغرب الديمقراطية، وروسيا الدكتاتورية!!
قال لافروف (ان الغرب يسعى الى نشر مبادئ الديمقراطية في العالم بالحديد والدم) ناسيا ان وقوف بلاده الى جانب بشار الاسد يعني فرض الدكتاتورية بالحديد والدم، وناسياً ايضاً ان الشعوب لجأت الى السلاح لتحقيق الديمقراطية لبلدانها، ويا لمنطق لافروف المفلوج.
•   في سلوفينيا.. الحكومة درع للفساد!!
القت الشرطة في مدينة ماريبو السلوفينية القبض على 40 شخصاً من مجموع 6000 متظاهر احتجاجاً على الفساد والمطالبة باقالة رئيس بلديتها المتهم ومسؤولون أخرون بالفساد. في كل دولة مبتلاة بالفساد فتش عن الحكومة.
•   تهمة جديدة قديمة!
في الماضي اتهمت الحكومات العراقية القيادة الكردية مرة بالعمالة للسوفيت ومرة للغرب، وما اشبه اليوم بالبارحة فقبل نحو اسبوع اتهموهم بعقد صفقة لشراء الاسلحة من روسيا بمبلغ 87 مليون دولار، وعندما تم تكذيب الخبر من جانب القيادة الكردية، فانهم راحوا يتهمونهم وعلى عجل بعقد صفقة لشراء اسلحة من اسرائيل بمبلغ 4,6 مليار دولار!!!
•   العلاقات المغربية – الاسرائيلية فوق الميول والاتجاهات!!
حسب الأخبار، ارتفعت ارقام التبادل التجاري بين المغرب واسرائيل في ظل الحكومة الاسلامية الحالية في المغرب. يذكر ان الملك حسن الثاني كان قد اهان العقل العربي حين نادى الى اتحاد المال العربي بالعقل اليهودي، وفي ظل حكم الملك محمد الخامس كانت المؤتمرات الصهيونية غالبا ما تعقد في المغرب، كل هذا من غير ان يحتج العرب الذين ما ينفكون باتهام الكرد بين حين وحين بالعلاقات مع اسرائيل.. الخ.
•   رؤية عادل إمام للعالم العربي.
قال عادل إمام في مؤتمر صحفي عقد له بأربيل: (حاليا لا ارى الحب في العالم العربي واشاهد فقط القتل والدم)! صدق امام الذي غادر مصر على دوي انفجار قنابل مولوتوف ومقتل وجرح مئات الاشخاص امام قصر الاتحادية .. الخ
•   هكذا يترأس العراق الجامعة العربية!
انتقد عزت الشابندر حكومة اقليم كردستان لتعاملها مع دول عربية لها مواقف معادية للعراق حسب تعبيره، وفوق هذا تترأس حكومته الامعة العربية والتي من المفروض فيها ان تعزز علاقاتها مع جميع الدول العربية، يقينا ان علاقات حكومة كردستان بتلك الدول افضل بكثير من علاقات العراق بها.
•   النسوة بالموبايل يفككن الأسرة!!!
منع مجلس أمناء قرية هندية النساء من استخدام الموبايل (خشية من تفكك الاسرة)! وماذا عن الرجال الذين يستخدمونه في ايصال تهديداتهم الى الاخرين ولاجل انجاز اشكال من القبائح لا تفكر بها النساء أصلاً. وهكذا بدلاً من ان يجلب التكنولوجيا النعمة الى النساء يجلب النقمة عليهن. أين حقوق المرأة ؟
•   اطلب (الخضار) ولو بالصين.
يعتزم رواد الفضاء الصينيون زراعة الخضار على سطح القمر والمريخ في المستقبل. ولقد صدق الرسول الاعظم (ص) حين قال (اطلب العلم ولوبالصين) والنصر لكل مسعى حميد، علما ان الامريكان في مطلع غزوهم للفضاء كانوا يلوحون بحرب النجوم واقامة معسكرات في الفضاء لتخويف السوفيت. وشتان بين الصين الاسطورة وبين الولايات المتحدة.
•   اليمن من المشاعية البدائية الى الرق!!
اعلنت منظمة مدافعة عن حقوق الأنسان عن وجود 190 حالة عبودية في مدينة واحدة بجنوب اليمن الذي كان يخضع لسنوات لحكم الشيوعيين الذي بدا وكأنه كان نظاماَ مشاعياً  بدائياً ليليه الرق ثم الاقطاع والرأسمالية حسب نظرية ماركس عن النظم الاجتماعية المتعاقبة. ومرحى لفكرين اسلامي وماركسي لم يتمكنا الى يوم هذا القضاء على العبودية في كثيرمن البلدان العربية بالاخص.
•   نهاية نظام.
قال امين عام منظمة التعاون الاسلامي، ان (الازمة السورية تقترب من تطورات مفصلية) وقبله بساعات اشار نائب مدير الاستخبارات الالمانية الى ان (سوريا على وشك الانهيار) وسبقهما نبيل العربي في قوله: ( النظام السوري يعيش ايامه الاخيرة) وقبل نحو اكثر من شهر قال. د. اياد علاوي: ( لم يبق من عمر النظام السوري سوى شهران) وامس في بروكسل بحث الاتحاد الاوروبي تخفيف الحظر على ارسال الاسلحة الى المعارضة السورية، فيما تتقدم الاخيرة ميدانيا. لقد اقترب فجر الجرية من سوريا كثيرا.
 والى الثلاثاء القادم.
al_botani2008@yahoo.com


287
المناطق المتنازع عليها في العراق
بين الحلين: الدستوري والعسكري.

عبدالغني علي يحيى
    أصبح الحل الدستوري للمناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل والمتمثل بالمادة (140) في حكم التراجع، ان لم نقل الملغي، أمام الحلول العسكرية التي تأخذ أشكالاً شتى منها، إناطة مسؤولية الحفاظ على الأمن والأستقرار فيها إلى الشرطة المحلية التي تكاد ان تكون من أضعف التشكيلات الامنية العراقية، نظراً لأختراقها باعتراف الجميع، واخفاقها حتى في حماية مقراتها وأفرادها. أو إلى مواطني تلك المناطق بعد أنتظامهم في تشكيلات أمنية أو عسكرية على غرار قوات الصحوة التي نجمت عنها مشاكل جمة وما تزال، دع جانباً القول عن فشلها الذريع في مواجهة الأرهاب، أو إقامة سيطرات مشتركة للجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية وما يترتب عليها من أحتكاك في ظل الاحتقان السائد بين الجانبين والذي قد يتحول إلى سبب مباشر للحرب بعد أن توفرت اسبابها غير المباشرة منذ زمن، ومن بين الحلول المطروحة أيضاً ولكن بشكل جد ضيق وبكثير من التحفظ، أستدعاء قوات حفظ سلام دولية إلى تلك المناطق للفصل بين القوتين المسلحتين والتي سنأتي على ذكرمحاسنها ومساوئها لاحقاً.
   ويتبين، ان الحلول العسكرية هذه، بآستثناء حل الاستعانة بالقوات الدولية، لم تأخذ التبعات المترتبة عليها، من تسليحية وأقتصادية ومالية واثنية ودينية ومذهبية، سيما في مجال ترك مهمة الحفاظ على الأمن لمواطني تلك المناطق، التي، أي المهمة لابد وان تعمق من عسكرة المجتمع واذا علمنا ان هذه المناطق تتميز بالتعددية القومية والدينية والمذهبية: كرد وتركمان وعرب ومسيحيون اضافة الى الكرد الايزيدية والشبك والكاكائية عليه والحالة هذه يجب توقع أن يوجه أبناء هذه الشرائح فوهات بنادقهم نحو بعضهم بعضاً بدل توجيهها الى الأرهاب، فهي، اي هذه الشرائح ليست على وفاق مع بعضها بعضاً احيانا. وعند وصول السلاح الى كل يد وفي ظل أحتدام الصراعات الأثنية والطائفية فيجب توقع ما لا يحمد عقباه.
   وقد يصيب قوات حفظ السلام الدولية شيئاً من النجاح لا يستهان به، وتجربة حماية الشعب الكردي من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لما يقارب اكثر من 13 عاماً ماثلة أمامنا، وبفضلها تمتعت كردستان بالسلم والأمان وتحقيق تقدم مدهش في المجالات كافة، ولكن ثمة مآخذ على هذا الحل ايضاً، فهو يؤجل الحل النهائي ويبقي الوضع في حالة اللا سلم واللا حرب وفوق هذا فأنه بمثابة افضل الحلول للمرحلة الراهنة التي تمر بها المناطق المتنازع عليها، ويبقى تنفيذ هذا الحل صعباً، اذ تعارضه بقوة الاكثرية الشيعية وكذلك فصائل المقاومة العراقية السنية ، ناهيكم من ان الانسحاب الامريكي من العراق نهايه عام 2011 تم برغبة امريكية.
  ان كل الدلائل تجمع على أن الحل الدستوري ومادته الـ 140 قد تراجع امام الحلول العسكرية كما اسلفنا، وبهدف الغائها بالمرة فان الذين نادوا بانتهاء مفعولها راحوا يبحثون عن تسميات ومصطلحات بديلة (للمناطق المتنازع عليها) مثل (المناطق المختلطة) و(المناطق المشتركة) وجاء رد الفعل الكردي باطلاق تسمية (المناطق المقتطعة) أو (المستقطعة) عليها ) وربما تطالعنا الأيام القادمة بتسميات ومصطلحات جديدة لها، وفي جميع الاحوال نجد ان لا مناص من تثبيت الاستنتاج التالي وهو: ان الجانب العراقي يعد تلك المناطق ،مناطق عراقية، وان الجانب الكردي يصر على انتمائها الكردستاني والحاقها إداريا بحكومة أقليم كردستان.
   ومن شأن تجاهل الحل الدستوري والقفزعليه أن يزيح كل الافكار ذات المضمون السلمي والحضاري لحل مشكلة تلك المناطق، كالحوار والجلوس على طاولة المفاوضات وفهم الآخر وتبديد أزمة الثقة، والاساليب السلمية ...الخ أمام الحل العسكري للنزاع بين بغداد وأربيل وبمضي الاحداث نحو التخندق وتحريك القطعات العسكرية من كلا الجانبين، يبدو أن العودة الى الدستور والاساليب الحضارية العصرية لنزع فتيل الحرب، غدت صعبة للغاية، وقد يتأجل نزعه أو يتأخر بعض الوقت، إلا أن الاصطدام يظل قائماً انه لم نقل أنه حتمي ونجد بغداد أكثر تحمساً لأنجاز ذلك، في حين نرى الكرد عند القبول بأي شيء يكون تحت مستوى إراقة الدماء لحين حسم الموقف في سوريا الذي يكون لصالح المعارضة السورية بدون شك، ويقود تلقائياً الى الحاق الوهن والضعف بالحكومة العراقية التي تساند نظام الرئيس بشار الاسد وان ادعت الحياد. لذا فان العامل الخارجي أو الاقليمي سيكون لصالح الكرد وكذلك القوى العربية السنية، وقد يؤدي سقوط نظام الرئيس الأسد إلى انهيار تلقائي للحكومة العراقية وسط (فوضى خلاقة) تسعى فيها الأطراف المتصارعة : الشيعة والكرد والعرب السنة الى تحقيق اهدافها، وستكون المناطق المتنازع عليها ساحة صراعها والذي يعقد من المشكلة اكثر ان ليس الحكومتان المركزية والاقليمية تتصارعان على المناطق المتنازع عليها بل ان هنا لك طرفا ثالثا الا وهم العرب السنة يتنازعون عليها ايضاً. ما يعني الوجه الاخر للمسألة ان الوحدة العراقية تعيش وضعاً هشاً ولا مناص من تقسيم هذا البلد ان لم تتساوى مكوناتها الاجتماعية الرئيسية بالأخص في الحقوق وعلى قدم المساواة.
AL_botani2008@yahoo.com

288
الدين شعارا للحروب والفتوى إعلاناً لها.

عبدالغني علي يحيى
   ليس المسلمون وحدهم من نادوا وما زالوا بدمج الدين بالدولة واستخدامه سلاحاً في حروبهم، إنما اتباع ديانات اخرى كذلك، ولكن بشكل جد ضيق مقارنة بالمسلمين، ومن بينهم المسيحيون الذين جعلوا، وعلى سبيل المثال، من الصليب اسماً لاطول حرب خاضوها ضد المسلمين ألا وهي الحروب الصليبية.
   وفي الحرب العالمية الثانية، كان الصليب المعقوف شعاراً للجيش الألماني، غير أنه بفضل فصل الدين عن الدولة في البلدان المسيحية، فأن الغربيين في حروبهم في اقطار الهند الصينية وحرب الخليج الثانية وحروب افغانستان والبلقان.. الخ عزفوا عن استخدامه واطلقوا اسماءً عليها لا توحي بمعان دينية مثل: (عاصفة الصحراء) و( النجم الساطع) .. الخ.
   ولم تقتصر الحروب المسيحية على رفع الصليب بوجه اعدائها الخارجيين، بل على اعدائها الداخليين ومن المسيحيين أيضاً، فالحكام الروس في حربهم مع البلاشفة أطلقوا تسميات دينية على تشكيلاتهم العسكرية، سيما غيرالنظامية مثل (فرسان القديس جورج) لكن العرب والمسلمون بزوا كل الأمم في إستخدامه ضد الاقوام غير المسلمة والمسلمة أيضاً، ففي الحرب على الكرد العراقيين كان البعثيون اول من استعمله في عام 1963، حين سموا تشكيلاتهم العسكرية غير النظامية باسماء رموز دينية مثل (فرسان الوليد) نسبة الى خالد بن الوليد والذي ضم افراداً من قبائل عربية حصراً و(فرسان صلاح الدين) نسبة الى صلاح الدين الايوبي الذي كان خاصاُ بالأفراد من العشائر الكردية. ولما كان استخدام الضد النوعي في الحرب على الكرد اجدى للحكومات العراقية وانفع، فانها الغت (فرسان الوليد) وسعت الى توسيع مشاركة الكرد في حروبها على الكرد.
   وتوسعت دائرة استخدام الدين شعارا وسلاحا في الحروب. ففي العهد البعثي الثاني 1968-2003 أطلقت تسمية(الانفال) وهي من سور القران الكريم على عمليات ابادة ضد الكرد وذلك في عقد الثمانينات من القرن الماضي والتي أدت الى مقتل000،182 كردي. وفي حرب الخليج الأولى 1980-1988 فأن طرفي الحرب، العراق وايران خاضا المعارك ضد بعضهما بعضاً تحت شعارات ومسميات دينية مثل (الله اكبر) و(محمد رسول الله) و(قادسية صدام) تيمناً بمعركة القادسية التي انتصر فيها المسلمون بقيادة سعد بن ابي وقاص على الفرس الذين كانوا يدينون بالمجوسية، كما حاربت حماس اسرائيل مرة تحت شعار (الفرقان) وثانية (حجارة السجيل) التي ترددت في اعلامها اثناء حرب الايام الثمانية! وطالت التسميات الدينية الاسلحة المستخدمة في الحرب العراقية – الايرانية، فسمى العراق صواريخه باسم الحسين والعباس (ع) ولم تكن ايران باقل استخداما له منه، وراح يستخدمه الى ايامنا هذه، انظر أسلحة (سجيل) و( ابابيل).. الخ.
   ومع تراجع العلمانية والحركات القومية  التقليدية العربية فان جهات سياسية راحت توظف لفظ الجلالة في تسمية منظماتها واحزابها وقواتها المسلحة، فظهرات أحزاب (الله) في ايران ولبنان والعراق ولفترة جد قصيرة وبدوافع تكتيكية في كردستان والان في تركيا. كما وسميت الميليشيات باسم (جيش المهدي) و(منظمة بدر) و(عصائب الحق) و(فيلق القدس) و(جيش القدس) لاحظ استخدام اسماء المدن المقدسة في التشكيلات المسلحة سيما في العراق وإيران. علما ان النبي محمد (ص) كانت حروبه مع المشركين لا تحمل اسماء دينية انما اسماء مثل (أحد) و (الخندق) و(بدر) و(تبوك) و(خيبر) و(مؤته) و( حنين).. الخ . كما لم تحمل سراياه اسماء دينية ومن اسماء سراياه: ( القرطاء) و(نخلة) و(سيف البحر) و(رابغ) و(الخرار).. الخ وفي اجواء نقهقر العلمانية امام الاسلام السياسي بجميع اجنحته المعتدلة أو المتطرفة يتزايد استخدام الدين ورموزه سلاحا في الصراعات السياسية وبالاخص لدى المنظمات السرية (انصار – الاسلام) و(انصار السنة) و( جند الله) و(جيش محمد) . الخ وقبل فترة من الان هدد رجل دين شيعي الكرد بالمهدي المنتظر، وقبله هدد الزرقاوي الشيعة العراقيين بفيلق سماه فيلق عمر نسبة الى الخليفة عمر بن الخطاب (رض) اما الفتاوى الدينية وعلى وجه الخصوص لدى العثمانيين فقد تحولت الى مايشبه النفير العام و الاعلان عن الحرب، ففي اواسط القرن ال16 أفتى أبو سعود العمادي مفتي الامبراطورية العثمانية بأبادة الايزيدية، وحذا حذوه فيما بعد العالم الديني الكردي ملا يحيى المزوري في اصدار فتوى مماثلة، على خلفية مقتل عمه علي بالطه على يد الأيزيديين. وعلى ذكر الايزيديين، كان العثمانيون يتهمون المسلمين من الخارجين عليهم باعتناق الأيزيدية، في وقت تعد الأيزيدية من الديانات المغلقة التي لاتقبل احداً في صفوفها، فعندما تمرد أمير بدليس الكردي عبدال خان على العثمانيين، جرى تكفيره بفتاوى من علماء دين موالين لهم واتهم بالايزيدية.
   ان تأريخ الاسلام وبالاخص في العصور الحديثة زاخر بالفتاوى المشجعة على شن الحروب والتي غالبا ماتوجه ضد المسلمين انفسهم، ففي عام 1965 افتى نجم الدين الواغط وهو عالم ديني معروف بالقتال ضد قائد الثورة الكردية مصطفى البارزاني.
   واستغلت المناسبات الدينية بدورها سلاحا في المعركة فالهجوم العثماني على بدليس تم توقيته مع اليوم الاول لشهر رمضان المبارك، اما تفجير مقري الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني فقد وقع في اليوم الأول لعيد الاضحى المبارك في 1-2-2004 واطلقت على العمليتين غزوة (1)و(2) وسموا المغدورين بالمنافقين!!
   وفي الحروب تلقى العصبية الدينية والمذهبية تطفواعلى سطح الاحداث بشكل صارخ الى حد الخروج عن الدين والطعن بالمقدسات الدينية، ففي حرب الخليج الأولى مثلا بلغ الأمر باحد غلاة القوميين خيرالله طلفاح خال صدام حسين الى تخطئة الله في كتابه (كنتم خير أمة اخرجت للناس) حين قال، ان الله اخطأ في خلقه للذباب واليهود والفرس!! والراصد لمستخدمي الدين سلاحاً لتحقيق اغراضهم، انهم غالبا ما يستهدفون اشد الدول حرصا على الاسلام والدين الاسلامي كالسعودية وكاتب هذا المقال غير منحاز لها، التي ترعى المدارس الدينية في الخارج وتبني الجوامع والمساجد في العالم غير الاسلامي وتنشر ملايين النسخ من القران الكريم، كل عام. وكذلك يستهدفون أشد الشعوب تمسكا بالددين الاسلامي كالكرد مثلا والذين وصفهم الشيخ احمد الياسين مؤسس حماس باسرائيل ثانية وتوعد بالقضاء على حكومة كردستان بعد قضائه على اسرائيل!! علما ان الثورة الكردية لم تستخدم الدين سلاحا أو شعارا ضد مضطهدي الشعب الكردي، حتى ان اية من معاركه لم تحمل اسماء دينية، انما اسماء المناطق والجبال كمعارك (هندرين) و(كوري) و (زوزك)..الخ وحملت تشكيلاته المسلحة اسماء الجبال والمناطق الكردية مثل: (هيز)قوة سفين وكاروخ وقره داغ وسهل اربيل والفوج السادس (بمو).. الخ
   للأسف الشديد يستخدم المسلمون الدين شعارا وسلاحا وكذلك الرموز الدينية الاسلامية في معاركهم الاسلامية – الاسلامية حتى يوم هذا في حين ان الرسول الاعظم (ص) لم يستخدمه حتى ضد المشركين من اعدائه .
  ان وضع حد لاستخدام الدين سلاحا ضد الأمم سواء كانت اسلامية أو غير اسلامية، من واجب منظمة التعاون الاسلامي والجامع الأزهر والمراجع الدينية في النجف وكربلاء وكل المؤسسات وعلماءالدين الاسلامي، ومنظمة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والبدء قبل كل شيء بفضل الدين عن الدولة .. الخ
Al_botani2008@yahoo.com

289
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   أسف زعيمة(العالم الحر)!
أعربت واشنطن دون خجل واستحياء عن أسفها الشديد لنيل فلسطين صفة دولة مراقب في un، وقبل ذلك حذرت كلينتون الفلسطينيين اكثر من مرة، من مغبة المضي قدماً للحصول على تلك الصفة، الى هذا الدرك بلغ الأمر بواشنطن التنكر لحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وهي التي تستقبل في نيويورك زوارها بتمثال الحرية!
•   تهديد العراقيين باللجوء إلى un!
يبدو ان العراقيين فقدوا الثقة بحكومتهم، فتراهم يلوحون باللجوء الي un لتبت في شكاواهم فالقائمة العراقيية مثلاً طالبت بتعيين مقرر دولي لحقوق الانسان في العراق على خلفية، اتهاك حقوق السجينات العراقيات من قبل السجانين. ولوح لطيف مصطفى النائب عن التغيير بلجوء الكرد الى  un في حال عدم التوصل الى حل مع بغداد بشأن القضايا العالقة بين الأخيرة واربيل، وقبل هذا هدد العديدون ومن بينهم طارق الهاشمي بعرض شكاواهم على un..
•   صراحة طالباني فضيلة.
من باب الشماتة نسبت فضائية عراقية الى طالباني عدم نفيه وجود علاقات سابقة مع اسرائيل، فأنكار وجودها في الحاضر وفي المستقبل(لا أعلم). الفضائية تلك تناست ان معظم الزعماء والمسؤولين العرب يرتبطون بعلاقات مع تل ابيب وقبل نحو العامين اقيم معرض في الاخيرة بهدايا زعماء و مسؤولين عرب الى القادة الاسرائيليين، فهل يتجرأ هؤلاء من الجهر بعلاقاتهم مع إسرائيل؟
•   هبوط عملات ايران وحليفاتها.
ذكر اقتصاديون وخبراء مال، ان الجنبيه السوداني هبط الى(مستوى تأريخي) وتوقعوا ان يشهد مزيداً من التدهور يذكر ان سوريا والعراق ايضاً يعانيان من انحقاص سعر نقودهما، اما ايران فحدث ولاحرج.
•   ايران تجرح العراق وتداويه!
اكد لاريجاني اثناء زيارته الأخيرة الى بغداد على متانة العلاقات بين بلاده والعراق وضرورة توحيد الرؤى بينهما، ومع ذلك حذر خبراء عراقيون من حلول كارثة في نهر الوند جراء السياسات المائية الأيرانية المناوئة للعراق!
•   اسرائيل ايضاً، تجرح وتداوي!
تفاءل بعض من السذج اثر انتهاء حرب الأيام الثمانية بسماح اسرائيل لصيادي غزة بالصيد لمسافة (6) اميال في بحر غزة وتزامناً مع هذا الخبر، اعتقلت قواتها (8) صياديين فلسطينيين وفجرت مركبة صيد لهم وصادرت مراكب اخرى لهم ايضا!!
•   هور، متنازع عليه!
منعت قوات امنية عراقية تابعة لمحافظة الديوانية، قوات امنية تابعة الى محافظة واسط، من اختراق حدود الأولى لاسترداد هور متنازع عليه بين المحافظتين، محافظتا كربلاء والأنبار تتنازعان بدورهما على (النخيب والرحالية) !كل العراق متنازع عليه.
•   تنازع العناوين وبقاء المادة معلقة!
في البدء اطلقت تسمية(المناطق المتنازع عليها) المشمولة بالمادة (140) وبعد تهرب بغداد عن تطبيق المادة اطلق الكرد تسمية (المناطق المستقطعة) عليها وقد تظهر تسميات جديدة لها، الا أن المادة(140) تبقى معلقة.
•   شروط المحكوم الطليق!
اشترط مشعان الجبوري على الراغبين ترشيح انفسهم الى مجالس المحافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى بأن يكونوا من المؤمنين بالعراق الموحد وان يعملوا لخدمة الشعب وصوتاً مدوياً للدفاع عنه وعن المظلومين والمجتثين والعاطلين والمنهوبة حقوقهم والمرضى المسروقة أدويتهم.. الخ وكأنه لم يسمع بالحكم الذي قضى بسجنه 15 عاماً لاسباب تتعلق بضلوعه في الأرهاب والفساد!
•   جزاء الشيعة العراقيين في الأردن.
اهدت الحكومة العراقية 100 الف برميل من النفط الى الاردن متجاهلة صيحات العراقيين على الهبة التي تزامنت مع استهداف الشيعة العراقيين من قبل الأردنيين، ما دفع بمنظمة الهجرة العالمية عن إظهار قلقها حيال ذلك.
•   على العراقيين عدم توقع:
1-   اجراء الاحصاء السكاني في العراق، من خشية الحكومة على ظهور الحجم الحقيقي للكراد والسنة وغيرهما. 2- تطبيق المادة 140 لأنه سيكون لصالح الكرد. 3- صدور قانون الأحزاب، لأن التجربة الايرانية التي يحاول حكام العراق استنساخها لن تسمح بظهورالاحزاب وعليهم ايضاً عدم توقع القضاء على الأرهاب والفساد.. الخ من الامراض التي ابتلي العراق بها.

•   تحذير سفير أمريكي سابق.
حذر سفير امريكي سابق لدى سوريا من وقوع عملية إبادة ضد العلويين السوريين، ما دفع بتنظيم (السوريون العلويون الاحرار) الى اخذ تحذيره بجد وقالوا عنه بان التحذير يخفي مخططاً دوليا ضد سوريا!
•   (الاسلاميون سيهيمنون على العالم العربي)!
قال الغنوشي ان الاسلاميين سيهيمنون على العالم العربي في وقت يقف حزبه الحاكم في تونس والحزب المماثل له في مصر على صفيح ساخن يتمثل في اضطرابات مخيفة يعاني البلدان منها وكم كنا نتمنى ان يطوي الاسلاميون صفحة الدكتاتوريات العلمانية، إلا أن تمنياتنا لم تكن في محلها، وخيب الاسلاميون أمال الجماهير في البلدان التي هيمنوا عليها، ومع ذلك نأمل ان يعالجوا الأوضاع وألا فأن هيمنتم مرفوضة.
•   هل الوزراء الصدريون وحدهم فاسدون؟.
طالب سامي العسكري عضو دولة القانون التيار الصدري بتنظيف نفسه من وزرائه الذين يعيثون فساداً في وزاراتهم على حد قوله! ترى هل الوزراء الصدريون وحدهم فاسدون؟ ام ان الفساد يسري على معظم الوزرات ان لم نقل جميعها؟
•   (سامي العسكري نقطة سوداء)!
وصف بهاء الاعرجي رئيس كتلة الاحرار في البرلمان العراقي، سامي العسكري ب(النقطة السوداء في العملية السياسية)! وبأنه كان بعثياً وانه السبب في الخلافات بين الاطراف العراقية بما فيها الكردية، بقي ان نعلم ان ساميا يكاد يكون الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية.
•   لطخة سوداء.
قبل شهور شمت اسلاميون سياسيون بحادث اغتصاب اطفال على يد قسيس في احدى الكنائس الاوروبية وكأن الخلل في صلب الدين المسيحي وهو ليس كذلك، وها هو خبر عن اغتصاب فقيه في احد جوامع المغرب لأربعة اطفال، فماذا يقول اولئك الشامتون، وهناك ما هو أقبح.
Al_botani2008@yahoo.com

290
فلسطين دولة بصفة مراقب.. المعاني والدلالات.

عبدالغني علي يحيى
   من مجموع (191) دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة صوتت يوم 29-11-2012 (138) دولة على قرارلصالح قبول فلسطين بصفة مراقب غير عضو في un مقابل رفض(9) دول له وامتناع(41) دولة عن التصويت عليه. ومن النتائج هذه، يتبين، انه لو عرضت قضايا كل الشعوب المحرومة من الاستقلال والدولة على un للتصويت عليها لكانت النتيجة عينها تتمخض عن التصويت، ولنا تجربة سابقة مع un بهذا الخصوص، وهي تشكيلها للجنة باسم (لجنة تصفية الاستعمار) وذلك في مطلع الستينات من القرن الماضي، وبفضلها حصلت العشرات من الشعوب على حريتها واستقلالها دون المرور بمرحلة الثورة وإراقة الدماء.
لقد تحقق المكسب الكبير للشعب الفلسطيني في اليوم المذكور بعيداً عن التفاوض والحوار مع اسرائيل بل وعلى الضد من إدارة الاخيرة، ما يعني ان الحق الفلسطيني انتصر دون استحصال موافقة (تل أبيب) والذي كان يعد بمثابة شرط لحصول الفلسطينيين على الحرية والاستقلال، وكان بمقدور اسرائيل ان تسلم بالأمر ولم تقف ضده، لتسجل بذلك مأثرة تنقذها من بقايا عزلة مزمنة تعاني منها منذ ظهورها كدولة عام 1948،  بيد انها أبت إلا أن تتجرعها (العزلة) وتنزل من هيبتها، ان كانت لها هيبة. ولنا تجربة اخرى في مجال نيل الشعوب  لحقوقها دون مرضاة المحتل المتعنت، ففي عام 1991 تم فرض منطقة الخطر الجوي على  يقارب الاكثر من نصف كردستان العراق من قبل التحالف الدولي المنتصر في حرب الخليج الثانية، وبذلك نسفت النظرية الفائلة باستحالة نيل الشعب الكردي لحقوقة دون التفاوض مع بغداد أو نيل موافقتها بدعوى أن مفتاح حل القضية الكردية بيد بغداد، وكان بوسع بغداد أيضاً ان تبادر بحل القضية الكردية دون ان يفرض الحل عليها، ومايتبعه من هوان ومذلة واللتان لحقتا باسرائيل في ال 29 من تشرين الثاني الغائب. وقبله بالعراق.
ان ما تحقق للشعب الفلسطيني في اليوم المشاراليه يعود الفضل فيه الى الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تعد بحق بمثابة قائد تأريخي للشعب الفلسطيني، علماً أن أبو مازن عندما تحرك باتجاه جعل فلسطين دولة بصفة مراقب، فان الكثيرين في حينه قيموا سعيه كمغامرة أو خطوة غير صائبة، ناهيكم عن تهديدات اسرائيل المتواصلة ومحاذير الولايات المتحدة، لكن الرجل لم يأبه بكل ذلك، ومضى قدماً في الاتجاه الذي رسمه الى أن تحقق لشعبه ما أراد.
ان ماجرى في ال 29 من تشرين الثاني الماضي، بعث التفاؤل في نفوس كل الشعوب المضطهدة و المحرومة من الاستقلال والدولة، وهو ان من الممكن للشعوب نيل حريتها في غياب الاسانيد التقليدية السابقة لحق الشعوب ونعني بها الاتحاد السوفيتي ومعسكره الشرقي السابقين، اضافة الى مؤسسات وعوالم كانت تصب في الأتجاه نفسه، وانه ليست كل المفاتيح بيد الولايات المتحدة وحليفاتها، بل انها فضلاً عن ذلك فأنها واجهت هزيمة نكراء لاتقل عن هزائم اخرى في الساحة الدولية، مثل هزيمتها في عام 1975 في أقطار الهند الصينية، ومع كل هذا، فان  موقفها الرافض لحق الشعب الفلسطيني كما تبين ليس من الصحيح سحبه على مجمل سياساتها الخارجية التي تحظى في معظمها برضى وتأييد الشعوب مثل وضعها حداً لظلم الصرب للبوسنين المسلمين، وانتصارها للشعب الكردي وما يزال، فدعمها لنضال الشعوب العربية وربيعها العربي.. الخ من مواقف مشرفة، حرمت الدول العربية والاسلامية نفسها شرف تبنيها. ومع هذا فما زال أمام واشنطن الوقت لتعدل عن موقفها الخطاء من حرية الشعب الفلسطيني وتنتقل الى موقع الداعم لها بدلاً من أن تكون في موقف من العزلة في المحافل الدولية، فمن مجموع (191) دولة لم تؤيدها سوى (8) دول، فهل هنالك عزلة خانقة كهذه؟ وماذا ستكون النتيجة لو استمرت واشنطن على  موقفها الرافض لحق الشعب الفلسطيني.
لا يؤخذ على (واشنطن) التزامها بأمن اسرائيل سيما وان العرب بدورهم لا يدعون الى ازالة الاخيرة ومحوها وكل ما يدعون اليه هو إقامة دولة فلسطين في حدود عام 1967، ودلت الاحداث على التزام واشنطن بدول وشعوب اخرى، مثل التزامها بأ من وسيادة الكويت وشعبها في عامي 1990 و1991 عندما قامت باستعادة الاستقلال لدولة الكويت وطرد قوات  الاحتلال العراقي منها. ولكن الذي بؤخذ عليها معاداة الحق الفلسطيني المشروع وما يترتب عليها من عزلة للولايات المتحدة تجعلها منبوذة في أعين الجميع.
ويبقى قبول فلسطين بصفة مراقب في un وما يترتب على ذلك من مكاسب لهذا الشعب المظلوم الذي يستحق اكثر من ذلك، ناقصاً ما لم تسحب un التطور الهام للقضية الفلسطينية يوم 29 تشرين الثاني 2012 على شعوب تحيا اوضاعاً مماثلة للشعب الفلسطيني، فالعدالة يجب ان تشمل الجميع، وهي تقضي بقبول جميع الأمم التي تعاني من اوضاع قلقة في الأمم المتحدة ليس بصفة مراقب فحسب، بل بصفة دولة مستقلة، ومن هذه الشعوب الشعب الكردي المهدد كيانه الديمقراطي بحرب محتملة من قبل الحكومة العراقية الحالية قد تقضي على التقدم المدهش الذي حققه الشعب الكردي في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان والاعمار والبناء، وبالمناسبة هذه وبعد مرور نحو (50) عاما على تشكيل لجنة تصفية الاستعمار، فان الأمم المتحدة مدعوة الى انهاء اشكال اضطهاد واحتلال الشعوب كافة سيما التي تتعرض الى القهر والاستعباد من لدن حكومات العالم الثالث بدرجة رئيسة والتي تتمسى ظلما بالوطنية، فما زالت هناك شعوب كثيرة في العالم تتطلع الى الحرية والاستقلال مثل البلوش والاذريين وعرب الاحواز والكرد في ايران، وشعوب: الصحراء الغربية وجنوب اليمن و دارفور والامازيغيين والتبت وتركمانستان الشرقية والشيشان. ليس هذا فحسب، بل أن هناك شعوب تتطلع الى الشيء نفسه في اعرق الديمقراطيات، مثل الاسكتلندنيين في بريطانيا والكتالونيين في اسبانيا والكيبكيون في كندا.. الخ ان على الأمم المتحدة ان لا تتردد في تلبية مطاليب هذه الشعوب، وليكن (لكن شعب دولة ووطن مستقل) شعارا لمرحلة، وفي العالم اليوم العشرات من الشعوب المضطهدة التي تحلم بتأسيس دولها المستقلة، وعلى مدى العقود الماضية ضحى الملايين من بين البشربارواحهم واموالهم لكي تنعم شعوبهم بالحرية والاستقلال وتأسيس دول خاصة بها. ولم يعد مقبولا ابداً الالتفاف على الشعوب والتحايل عليها من خلال شعارات وكلمات براقة من قبيل، الاخوة في الدين، او الناس سواسية كأسنان المشط، ولافضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى.. الخ من الافكار التي يراد بها قهر الأمم واذ لالها. ان على un وجميع المنظمات التي تليها من حيث الاهمية التحرك باتجاه تصفية كل اشكال الاستعمار الحديثة، وإلا فان الحروب بين الأمم تبقى سجالا.
والف الف تحية وتهنئة الى الشعب الفلسطيني للنصر الذي حققته قيادته التأريخية له يوم 29 تشرين الثاني 2012.
Al_botani2008@yahoo.com

291
من المنتصر في حرب الأيام الثمانية؟

                                                                                                              عبدالغني علي يحيى
   قال الراحل قباني،ان العرب خاضوا حرب حزيران (بمنطق الطبلة و الربابة والعنتريات التي ما قتلت ذبابة) وما أشبه حرب الأيام ال8 بتلك الحرب. فقول الشقيري (القاء اسرائيل في البحر) بعث حيا في توعد حماس (بحرق المناطق الاسرائيلية كافة) و(تجربتنا مع اسرائيل أثبتت نحن الأقدر على الصمود) و(رد المقاومة سيكون ثقيلا وبوزن جريمة الأحتلال) و (وقف الحرب بشروط المقاومة)..الخ
  ورافقت العنتريات الجديدة القديمة، خطابات نارية، لمشعل وهنية، لو شاركت في اي مهرجان خطابي لفازت بالمرتبة الأولى، وتأتي الوقائع الميدانية لتكشف دخول حماس الحرب من غير عدة، مثل افتقارها الى المعلومات الاستخبارية التي تشكل شرطا لاحراز النصر هاما، والدليل قصفها العشوائي للبلدات الاسرائيلية بمئات الصواريخ. و(مخض  الجبل فولد فأرا) اذ كانت الحصيلة مقتل (4) اسرائيليين لا غير، ما أظهر حماس كرام ماهر للحصو في الظلام. بالمقابل فأن المقابل امتلك ذلك الشرط بجدارة تجلى بقتله لقادة عسكريين بارزين لحماس، امثال: الجعبري والعطار وأبوصلاح وأبو جلال وحرب..الخ اضف الى ذلك، تدميرها للعشرات من منصات إطلاق الصواريخ ومقري الحكومة والشرطة ومصنع لأنتاج طائرات من دون طيار وبروج الشروق للاعلام.. ومن سخرية حماس وشماتتها بنتياهو ومليوني اسرائيلي لأحتمائهم بالملاجي فأستخفافها بالقبة الحديدية، نقف على لامسؤولية صارخة لحماس حيال أرواح مواطنيها، عندما لم توفر لهم يماثلها، ما أدى الى فرار 40% من سكان غزة من منازلهم ويعد هذا دخولا في الحرب من دون عدة أيضا. عدا ذلك، كان على حماس ان تراعي جقيقة كبيرة: تفوق اسرائيل العسكري على العرب كلهم، وأن تعمل بالمثل الصيني (اعرف نفسك واعرف عدوك، وخض غمار مئة معركة).
  ومثلما كان صدام حسين يعاني من الجهل بالعلوم العسكرية والذي كان أحد أسباب هزائمه، فأن قادة حماس لاحوا بدورهم يعانون من جهل مركب به.
  ومن شماتتها ايضا، ان الحرب الأخيرة كلفت اسرائيل(400) مليون دولار يوميا، وكأن الحرب بالنسبة لها كانت نزهة ربيعية، وهل بمقدور حماس ان تتقدم بأرقام عن خسائرها اليومية؟ يكفي ان نعلم انه بعد (3) ايام على الحرب، ظهرت افكار تشاؤمية، منها ان كارثة انسانية ستلحق بغزة من حيث شحة الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات.
ومن تقديراتها الخاطئة،ان الأوضاع تغيرت لصالحها بظهور حكومات منتخبة في المنطقة جاء بها الربيع  العربي ، من غير أن تضع ببالها ان شعارات الربيع العربي لم تكن قومية قط ، لكي تنتصر لحماس، ثم ان الأوضاع التي تلت الحكومات المنتخبة، زخرت وماتزال بالفوضى والاضطرابات ما جعل من بلدان (الربيع) اعجز من أن تداوي جروحها. ولسان حال شعوبها أقرب الى الترحم على مبارك وبن علي .. فهل من المنطقي ان تلتفت الى حرب حماس ولديها ما تكفيها من المشاكل.
ولقد اخطأت حماس في اعتقادها بجر العرب الى الحرب، لينا صروها ظالمة أم مظلومة، فمثلما لم ينجر العرب الى حرب الايام الستة 1967عسكريا. كان من الطبيغي أن لاينجروا الى الحرب الاخيرة، ويكتفي معظم زعمائهم بالحرب بالكلمات، فرئيس البرلمان العراق قال (ان العراق لن يقف مكتوف اليدين) في وقت تستعد فيه حكومته لشن الحرب على كردستان، وقال رئيس الوزراء المصري بعدم إمكان السكوت عن ما تتعرض له غزة من ماسي. وحذا قادة عرب حذوهما حين لم يبخلو بالكلمات والاقوال، وادركت حماس ذلك قائلة و(يتطلع الفلسطينيون إلى ان تكون افعال العرب اكثر من أقوالهم) ويظل العرب، كلمات وزيارات وفود، مثلما كانوا في حرب الأيام السنة، وهم محقون في عدم انجرارهم وراء مغامرات حماس وطيشها.
  وفي أجواء الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، والاضطرابات في معظم الدول العربية فلا يتوقع أحد ان ترتقي الافعال الى مستوى الاقوال، أما الدول والجهات التي شجعت حماس بشكل غير مباشر او مباشر على الحرب، يكفي أن نعلم ان حزب الله مثلا، لن يتعدى فعله، اطلاقه لطائرة بدون طيار فوق اسرائيل قبل الحرب ويبقى البشير لايتخطى قوله ب(الرد على اسرائيل في الزمان والمكان المناسبين)، على خلفية مهاجمة الاخيرة لمجمع حربي سوداني، وتواصل ايران تهديداتها التي اعتاد الجميع على سماعها ولكن مع وقف التفيذ.
  وخاضت حماس الحرب عاطلة عن مستلزمات النصر والتفهم لروح العصر كما سنرى، فاستطلاعات الرأي في اسرائيل بدت وكانها جزء من المجهود الحربي الاسرائيلي، فاثناء الحرب وبعدها ذكرت ان 84% من الاسرائيليين أيدوا الحرب و 30% اجتياح غزة فأرتفاع شعبية نتنياهو و باراك بين الاسرائليين مع اعتراض اكثر من 70% منهم على ايقافها، فاين حماس من هذه الاساليب الحضارية وهل استطلعت راي شعبها والدول العربية اثناء الحرب وبعدها؟
  وتتميز الحروب الاسرائيلية- الفلسطنية العربية بنفس قصير وايام معدودات لاتتجاوز في معظمها اصابع اليدين، ما يعني ان الثورة الفلسطينية استشناء عن ثورات الشعوب ذات النفس الطويل، وتتميز ايضا باعداد من القتلى والجرحى كبيرة لدى الفلسطينيين، يقابلها عدد جد قليل لا يستحق الذكر من الاسرائليين- ففي الحرب الاخيرة قتل اكثر من 358 فلسطينيا وجرح اكثر من 1100 منهم مقابل (4) قتلى من الاسرائليين و جرح بضعة عشرات، في حين تكون خسائر الثوار في الحروب قليلة تقابلها خسائر جسيمة في صفوف أعدائهم.
ولتلافي الأستشناء ولكي لا يعيد التاريخ نفسه، على حماس ان تأخذ امورا على محمل من الجد، مثل، ان الفلسطينيين منشقون على انفسهم منذ اعوام في حين ظلت اسرائيل موحدة، وان العالم العربي بدوره منشق على نفسه بين معترف باسرائيل علنا وبين من دخل سرا في أشكال من العلاقات معها، وعلى الصعيد الدولي لم بيق المعسكر الشرقي الحليف القوي للعرب بل واعتراف جميع دوله باسرائيل، وفوق هذا لم يحرز الفلسطينيون زمن ذاك نصرا على اسرائيل فكيف تقدر حماس احرازه، في ظل المتغيرات أنف الذكر، والتي ليست لصالحها.؟ ان حماس مدعوة الى التفكير بعمق وفهم المثل الصييني المذكور، وبخلاف ذلك ستكون حروبها المقبلة كحربي الايام ال6 وال8 وما قبلهما وبينهما وسيجد الفلسطينيون انفسهم ابداً في (الصفحة الاولى) أو العودة الى المربع الأول.
خلاصة الكلام، ان الاداء الخاطيء لحماس في الصراع مع اسرائيل، من شأنه ان يفقد القضية الفلسطينية العادلة، الكثيرة من عدالتها.
Al_botani2008@yahoo.com

292
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   الأفتحاز بالطائفية!
اعلنت طاليبان باكستان دون خجل أو وازع من ضمير، مسؤوليتها عن مقتل وجرح عدد من الشيعة في عاشوراء هذا العام بمدينة بيشاور وغيرها. وهكذا بعد أن كان في الماضي اعلان المسؤولية عن بعض الاحداث سيما اذا كانت عادلة شرفا للقائمين بها، فأن الاخلاق والقيم تدنت الان الى حد الأفتخار بالطائفية.
•   فرض الديمقراطية بالقوة!
احتج رئيس مجلس الشورى الأيراني على ماسماها ب: (محاولات لفرض الديمقراطي بقوة السلاح على سوريا)! مايعني الوجه الخر لأحتجاجه، ان شعوبا ترفضها، ثم من سعى الى فرض الديمقراطية بقوة السلاح ياترى فالشائع ان الديكتاتورية تفرض بالقوة لا الديمقراطية، ومع هذا، مرحى للديمقراطية حتى لو فرضت بقوة السلاح.
•   مريض، فاسد الاخلاق والعقيدة!
دأب مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز أل الشيخ على اطلاق فتاوى تثير السخرية، فبعد تحريمه للديمقراطية والمجتمع المدني في اليوم الأول لعيد الاضحى المبارك، طلع علينا في الاسبوع الماضي، بعدم جواز نقد الحكام في المنابر والمواقع الألكترونية فالفضائيات، وقال مانصه ان ( نقد ولا ة الأمر علنا لا يصدر إلا من مريض فاسد الاخلاق والعقيدة)!! ناسيا بان امراء بلده السعودية كانوا في طليعة من انتقدوا واسقطوا ولاة الامر: القذافي ومبارك وصدام، والأن بشار الاسد!!
•   إيقاظ حقد من سباته!
هددت تركيا العراق بألغاء اتفاقية عام 1926 معه، والتي تنص على اعتبار ولاية الموصل جزءاً من العراق، شريطة منع إقامة دولة كردية فيها! فيا ترى هل في العالم دولة عنصرية حاقدة على حقوق الشعوب كالجمهوريات التركية، بما فيها جمهورية اردوغان التي تدعي الأسلام، بل أن احداها توعدت بالقضاء على دولة للكرد حتى لواقيمت في الارجنتين.
•   فرعون مصر الجديد!
نعت بعضهم محمد مرسي جراء تضييقه التدريجي على الحريات والديمقراطية بالفرعون الجديد، وفي مطلع الثمانينات من القرن الماضي وصف الخميني انور السادات بفرعون مصر! وعسى أن يكون مرسي أخر فراعنتها، إذ ان الاحتجاجات تشتد على ممارساته التي تفيد بأنهيار مبكر لحكم الاخوان المسلمين.
•   وفقاً للشيرعة الأسلامية!!
لما ارتفعت الصيحات المستنكرة لتصرفات يندى لها الجبين يمارسها السجانون بحق السجينات الشابات في السجون العراقية كاغتصابهن. نفى مدير أحد السجون قائلاً: ان التعامل مع السجينات والسجناء في تلك السجون يجري وفق الشريعة الأسلامية!! وشتان بين ما يحصل في تلك السجون وبين الشريعة الأسلامية.
•   نقيضان نطقا بالحق!
قال اردوغان ان تصرفات المالكي ستدفع بالعراق نحو حرب اهلية في العراق، بالمقال رد عليه المالكي مشيراً الى وجود اتجاه نحو حرب أهلية في تركيا، وصدق كلاهما فالعراق يشهد مصادمات دموية وتحزيبة يومية منذ اعوام، كما ان تركيا مبتلية بحرب داخلية منذ عام 1984 ضد الشعب الكردي بقيادة اوجلان.
•   مالي على خطا الصومال.
تعتزم مجموعة دول غرب افريقيا التدخل في شمال مالي بجيش قوامه 3000 جندي للقضاء على المسلحين الاسلاميين من غير ان تأخذ ببالها كيف ان جيشاَ افريقياً من 12000 جندي اخفق في القضاء على (حركة الشباب المجاهدين) في الصومال، فهل تنتقل الأقعنة الى مالي بعد نجاحها في الصومال؟
•   عن أي نصر لحماس يتحدث؟
قال مسؤول إيراني، ان اسرائيل منيت بهزيمة نكراء على يد حماس، وستنتظرها أيام عصيبة!! جدير ذكره ان اسرائيل طوال الايام الثمانية لحربها مع حماس لم تفقد سوى (4) اشخاص فاصابة بضعة عشرات، في حين كان عدد القتلى الفلسطينيين 158 شخصا واصابة 1100 اخرين مع تدمير مقار الحكومة المقالة والشرطة والاعلام.. الخ  فهل كان ذلك نصراً لحماس أم لاسرائيل؟.
•   نصرالله يهدد بعد خراب (غزة)!
بعد مرور (5) أيام على انتهاء حرب الأيام الثمانية وما لحق بدمار هائل بغزة، القى حسن نصرالله في عاشوراء، خطاباً هدد باشعال الحرائق في طول اسرائيل وعرضها اذا اعتدت الأخيرة على المقاومة. واين كان نصرالله اثناء تلك الحرب، ولماذا لم يطلق ولو صاروخاً واحداً على اسرائيل؟.
•    عجيب أمر حكام العراق.
في المؤتمر الأول لهيئة الدفاع اتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق الذي عقد في السليمانية يومى 21و22/11/2012 ودعيت لحضوره، افترح احدهم على حكومة كردستان رد الجنسية العراقية الى اليهود وذلك خلال عرضه لدور الاقليات الدينية العراقية ومن بينهما اليهود في خدمة العراق، وذكرني اقتراحه بمنع الحكومات العراقية السابقة وربما الحالية ايضاً من مغادرة اليهود العراقيين الى اسرائيل لعقود من السنين، ولما سقط النظام العراقي السابق عام 2003 سرت اشاعة احتجاجية مفادها ان حكومة كردستان تنوي اسكان اليهود الراغبين في العودة الى العراق في مناطق من الموصل وغيرها، هل رأيت اعجب من هذا، منع اليهود من مغادرة العراق وعودتهم اليه في أن؟.
•   إرهاب الحكومة والمنظمة السرية.
ورد في الأخبار ان سيطرة لعمليات دجلة نزولاً عند أمر للمالكي منعت دخول السيارات التي تحمل لوحات: اربيل والسليمانية ودهوك من دخول المحافظات العراقية الاخرى، وذكر ان افراداً في تلك السيطرة كسروا زجاج عدد من السيارات ووجهوا شتائم الى القادة الكرد. يذكر ان دولة العراق الاسلامية في الموصل منعت لسنوات دخول سيارات الى الموصل تحمل تلك اللوحات. والان تمارس حكومة المالكي اسلوب تلك (الدولة)
Al_botani2008@yahoo.com

293
الأمراض المزمنة للجمهورية التركية.

عبدالغني علي يحيى
   نسبت صحيفة توركيش ديلي نبوز التركية التي تصدر باللغة الانكليزية قبل فترة تصريحاً الى رجب طيب اردوغان تضمن تحذيراً إلى مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق من مغبة السعي لأقامة منطقة حكم ذاتي لكرد سوريا الذين يقارب عددهم الثلاثة ملايين نسمة، وهكذا تصريح ليس الأول من نوعه يصدر عن مسؤول تركي رفيع المستوى سواء في حكومة حزب العدالة والتنمية ذو(التوجه الاسلامي) أو الحكومات العلمانية العسكرية التي سبقتها، فقبل شهور من الان كرر المسؤولون الاتراك اكثر من مرة رفضهم لأقامة كيان كردي سوري على غرار الكيان الديمقراطي  الكردي في كردستان العراق. وفي ظل الحكومات التركية العسكرية السابقة فان قادة تلك الحكومات وفي مختلف العهود، كانوا يؤكدون على الرفض نفسه بين حين حين، حتى بلغ الرفض على ايديهم حد القول، ان تركيا ستقضي على أية دولة كردية حتى لو قامت في الارجنتين!!
   بلا شك، ان افكاراً همجية كهذه تقطر العنصرية والحقد الدفين، تتقاطع مع قيم الحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الأنسان، سيما في هذا القرن والذي سبقه كذلك، راحت (الافكار) تتجذر بقوة في الخطاب التركي والعقلية التركية وبهذه الأفكار التي قلما نجد نظيراً لها، تجاهد الجمهورية التركية لنيل العضوية في الاتحاد الاوروبي الذي يضم في صفوفه أرقى الديمقراطيات في العالم والتي تتعامل بمنتهى الانفتاح على حقوق شعوبها بما في ذلك الانفتاح على الدعوات االانفصالية لبعض منها، كدعوات اسكتلندا للانفصال عن بريطانيا وكتالونيا عن اسبانيا وفينيسيا عن ايطاليا و في  امريكا الشمالية كيبك عن كندا.. الخ وبرفض تركيا الدائم لحق الكرد في تقرير المصير، فان الحكام الاتراك يوجهون بذلك طعنة نجلاء الى هيبة وسمعة بلدهم ويقدمون صورة بشعة عنه ليس امام الملايين الكردية فحسب بل العالم المتحضر برمته، بشكل يصعب التمييز بين الجمهورية التركية في سياستها حيال الكرد عن السياسات العنصرية لدولتي جنوب افريقيا وروديسيا (زمبابوي حاليا) ازاء السود. وفي اقامة تركيا لكيان مستقل للقبارصة الاتراك عام 1974 الذين لم يكن يتجاوز عددهم ال50 الف نسمة وتحذيرها وتهديدها لأقامة دولة للشعب الكردي الذين بربو عدد أفراده على ال 45 مليون نسمة، منتهى العنصرية والعداء لحقوق الأنسان.
   وتكاد تركيا، جراء مواقف حكامها القدامى والجدد، ان تكون المعقل الاخير للأفكار العنصرية السوداوية في عصرنا، مما جعلها تسقط من اعين امم الدينا كافة، ولا  يغيب عن البال ان المشكلة القبرصية التي اختلقها الحكام الاتراك عام 1974 من الاسباب التي تحول دون قبولها في النادي الأوروبي، ويبدو ان من الصعب على تركيا أن  تتخلص من تلك المشكلة التي تدخل عامها ال 39 بحلول عام 2013 أما عداءها للكرد فهو مزمن، كأي مرض مزمن، ولا بارقة أمل في الافق لأزالة ذلك العداء.
   ان الحكام الاتراك لا يتوقفون عند الحد الذي ذكرناه في الاساءة الى سمعة بلدهم وشعبهم وتقديم صورة مشوهة عنهما للأسرة الدولية، بل انهم ماضون في ترسيخ تلك الاساءة والصورة، فها هم يخططون منذ اعوام لحبس المياه عن العراق والحاق الأذى بشعوبه عن طريق سدود على وشك الانجاز وتحقيق مقولة شهيرة للراحل سليمان ديميرل وهي: (سيكون كل برميل ماء لنا مقابل برميل نفط للعراق)! والذي يخالف القانون الدولي الذي هو لصالح العراق ولاريب ان هذا المخطط الذي لا تتراجع تركيا عن تنفيذه سيثير سخطاً هائلا من جانب الشعوب العراقية عليها، ومثلما نجد عدم استعداد لديها للتراجع في القضيتين الكردية والقبرصية فانها لن تتراجع عن تنفيذ مخططها ذاك رغم صرخات العراقيين والسوريين ايضاً الاحتجاجية عليها.
   ومن الأسباب التي تجعل من الاحتجاج المشروع قائماً ضدها، رفضها المتواصل للاعتراف بالمذابح الجماعية التي نفذتها الامبراطورية العثمانية ضد الأرمن والتي راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف المليون أرمني، من دون وجه حق . ان القضية الارمنية بدورها ستلاحق الجمهورية التركية، وتجثم على صدرها كالكابوس، فالشعب الأرمني وكل الأمم المتحضرة خصوصاً أمم اوروبا لن تصمت على تلك المذابح.
   ويرتكب خطأً من يذهب به الاعتقاد الى ان حكومة أردوغان من أفضل وأحسن الحكومات التي حكمت تركيا منذ قيام الجمهورية التركية عام 1923 ، فهذه الحكومة كما الحكومات السابقة لم تتخلص من الامراض المزمنة التي تفتك بها جراء سياساتها مثلما فتكت بسابقاتها، الامر الذي يزيد من عجز تركيا في المستقبل المنظور، وهذا ما لا نريده لشعوبها. ويتلخص عجزها وضعفها في الكثير من الوقائع التي مرت بها في الشهور والسنوات الاخيرة فهي اخفقت في القضاء على الثورة الكردية في شمال كردستان (كردستان تركيا) والطريف ان اخفاقها دفع بها الى توسيعها لدائرة المصادمة ضد الشعب الكردي اذ انها منذ اكثر من (20) سنة تقوم باعتداءات متواصلة على اقليم كردستان العراق دفعت في النهاية بالشعب الكردي ان يتظاهر في مدن اربيل والسليمانية ودهوك ومعظم المدن الكردستانية الاخرى ضد تركيا والتضامن مع الشعب الكردي سيما السجناء المضربين عن الطعام في تركيا، كما أن السياسة التركية المتسمة بالعنجهية قاربت بين الاطراف السياسية في كردستان العراق لاجل التغلب على خلافاتها فالتوحد ضد حكومة أردوغان، ويتلخص عجزها في أمور اخرى كذلك، مثل، انه عند قيام البحرية الاسرائيلية بالتصدي لسفينة مرمرة التركية بالقرب من سواحل غزة وقتلها ل11 بحارا وعاملا تركيا على متنها وحمل السفينة الى التراجع فضلا عن الأهانة الكبيرة التي وجهتها اسرائيل الى السفير التركي لديها فتحديات اسرائيلية اخرى لتركيا. ازاء كل هذه الاهانات، اكتفت حكومة أردوغان بتحذير اسرائيل من مغبة التمادي في اختبار الصبر التركي. وفيما بعد عندما اسقطت المضادات الجوية السورية طائرة تركية قبل شهور، فان  تركيا وجهت تحذيرا الى الحكومة السورية تضمن الكلمات عينها التي وردث في التحذير الذي وجهته الى اسرائيل، والان وكما بينا في مستهل هذا المقال، جاء دور كردستان العراق لتتلقى تحذيرا تركيا بل وهجمات عسكرية لافتة، يكفي ان نعلم ان نشاط الثوار الكرد في شمال كردستان، اصبح اقوى من ذي قبل وبما لا يقاس في ظل حكومة أردوغان ويوماً بعد اخر يزداد ذلك النشاط على مختلف الصعد.
   ويوماً بعد يوم تتخذ الهزائم التركية اشكالا شتى احداها طلب انقرة من حلف الناتو نشر الصواريخ من نوع (باتريوت) على طول حدودها مع سوريا لكي تحميها (تركيا) ممن، من سوريا طبعاً!! وهي أي تركيا بالأمس القريب حذرت سوريا بالكف عن (إختبار الصبر التركي)، وها هي تعود لمطالبة الناتو بحمايتها منها!! واذا مضى الحال على هذا المنوال، ودخلت تركيا من ضعف الى ضعف، فليس ببعيد ذلك اليوم الذي لا بد وان تطلب تركيا من الناتو حمايتها من ضربات الثوار الكرد.
   ويعلم الحكام الاتراك، ان المخاطر تحيط بهم من كل جانب اكثر من علم غيرهم بها، وتجلى ذلك في دعوة لأردوغان للاتراك الى الوحدة ورص الصف للرد على من سماهم ب(مدبري المخططات السوداء) !! التي تستهدف البلاد التركية على حد مانسب اليه، واستخدام اردوغان في دعوته الخطاب نفسه لحكام عرب اسقطهم الربيع العربي او الذين بانتظار السقوط.
   ليس من الصعب على اردوغان انقاذ تركيا من الازمات المزمنة التي تعانبها وتضيق الخناق عليها،  والحكومة التركية شاءت أم ابت، فانها تحولت منذ إندلاع الثورة الكردية فيها الى بؤرة للتوتر تهدد السلم الاقليمي وتجر بالضرر عليها قبل غيرها، ولن يتم الانقاذ إلا عبر الاقرار بحق كرد تركيا في تقرير المصير، وحل المشكلة القبرصية والاعتذار للأرمن عن مذابح الامبراطورية العثمانية بحقهم ومراعاة الحقوق المائية لجارتيها العراق وسوريا .. الخ.
  ان تركيا كأي من دول العالم الثالث التي في معظمها ضعيفة، اعتمدت في بقائها منذ العام الأول لتأسيسها كجمهورية على الصراع الغربي – السوفيتي السابق، واعتمدت لعقود من السنين على المساعدات الامريكية السنوية لها، اما الان فان الفضل في بقائها موحدة يعود الى الصراعات المريرة في الدول المجاورة لها : ايران والعراق وسوريا على وجه الخصوص، مع عدم زوال الصراع الامريكي – الروسي الاتحادي. والذي لا يختلف فيه اثنان ان اسباب البقاء التركي معرضة الى الزوال، عليه فأن على الحكومة التركية ان تراجع حساباتها وتنسجم او تتأقلم مع روح العصر وتضع مصلحة شعبها فوق كل، اعتبار وتتخلص من الازمات التي ولدتها سياساتها، وإلا فأنها لن تكون بمنأى عن العواصف الهابة على المنطقة.
Al_botani2008@yahoo.com 

294
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب .

عبدالغني علي يحيى
•   (الجيش التركي) ممنوع من الصرف!
قال ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني لدى انقرة أن (الجيش التركي اذا وضع بساطيله فوق أية ارض فأنه لن يغادرها ) ! جاء على خلفية ما تردد بان الكرد العراقيين طالبوا الحكومة العراقية مفاتحة UN  لأجل اجلاء الجيش التركي من كردستان العراق. ويبدو ان الشاعر قباني لم يكن مصيباً يوم قال عن الجيش الاسرائيلي من أنه (ممنوع من الصرف) فلقد انسحب ذلك الجيش من معظم الأراضي العربية وقبله انسحب الجيش العثماني من العديد من البلدان, فهل الجيش التركي اسوأ منهما؟
•   أردوغان ..خطوة إلى الوراء.
نتيجة لتنامي الاعتراضات على اداء الحكومة التركية وتوسع نطاق المقاومة الكردية ضدها نوه اردوغان إلى اعادة العمل بقانون عقوبة الاعدام, الذي عد الغاؤه في وقت سابق دليل على تحضر الحكومات, وهذا الموقف منه يوحي بالعودة الى الماضي والاصطفاف مع اشد الدول ممارسة في تطبيق تلك العقوبة وهما ايران والعراق بدرجة أولى.
•   محنة السنة الأيرانيين.
في خبر لافت ورد بان السنة الايرانيين يطالبون بحريات اوسع!. يذكر انه لايوجد في العاصمة الايرانية حتى مسجد واحد للسنة, فيضطر السنة الى اداء صلاة الجمعة في السفارتين السعودية والباكستانية, وتظل الحقيقة أعزب من الخيال, مسلمون يطالبون من دولة تدعي الاسلام, مزيداً من الحرية لأداء فرائضهم الدينية!
•   90% من الأرهابيين في كردستان!!
في تصريح لا مسؤول طبعاً, نسب الى مسؤولين في قضاء الخالص, بأن 90% من الأرهابيين (العتاة) في الخالص يتواجدون في أقليم كردستان! في وقت يعلم فيه الجميع, مدى الجهود التي بذلتها وتبذلها حكومة كردستان في مجال القضاء على الأرهاب, وبفضلها يحيا الكردستانيون بأمان, ترى من أين جاء اولئك المسؤولون بهذا الكلام؟.
•   عمليات الشمال بعد عمليات دجلة!!
وفي تصريح آخر أشد لا مسؤولية ما قاله النائب عبدالسلام المالكي من دولة القانون، من( ان قوات البشمركه, لا تستطيع حماية اقليم كردستان, وعلينا تشكيل عمليات الشمال للدفاع عنه) مضيفاً (وعلى ان يكون مقرها اربيل)!!! وهكذا تتوالى استفزازات حكومة المالكي للأقليم, والآتي أخطر في وقت وفرت فيه البيشمركه الأمان لكردستان, وتعجز القوات العراقية حتى عن توفيرالامان للأحياء بغداد.
•   ورطة.
ذكر مصدر ان إلغاء صفقة السلاح الروسية تكلف العراق ملايين الدولارات, فيما ان العمل بالصفقة فيه اضرار اكبر, كل هذا وسط المطالبة بالكشف عن المفسدين والسماسرة واحالتهم الى المحاكم.
•   (الحرب) بالكلمات!
عن الهجمات الحاليه لاسرائيل على غزة, قال رئيس الوزراء المصري (ما تتعرض له غزة مأساة لايمكن السكوت عنها)! وقال اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي : ( ان العراق لن يقف مكتوف اليدين ازاء العدوان الاسرائيلي) فيما قال وزير الخارجية السعودي (لايمكن أن يمر العدوان الاسرائيلي على غزة دون عقاب ) وما أسهل الحرب بالخطب والشعارات.
•   هل تكتفي اسرائيل باجتياح غزة؟.
قالت صحيفة (ذي تايم) البريطانية, ان اسرائيل ستهاجم براً غزة خلال الـ48 ساعة القادمة، قول الصحيفة هذه يعززه استدعاء (75) الف جندي اسرائيلي احتياط إلى الخدمة, ولكن يا ترى هل تتراجع اسرائيل بعد مهاجمتها لغزة ام انها تحتلها الى الأبد, على غرار ما فعلته في حرب حزيران 1967؟
•   حماية اسرائيل من الجيش العراقي !!!
اتهم رئيس كتلة برلمانية عراقية (البدر) واشنطن بفبركة قضية السلاح الروسي بهدف حماية اسرائيل من الجيش العراقي!! جدير ذكره ان الدول العربية التي ليست على تماس مع اسرائيل, غالباً ما تبدي تطرفاً فوق العادة ضد اسرائيل, فيما تمارس الدول الاخرى المجاورة لها الاعتدال في سياساتها, والجيش العراقي طوال تأريخه عرف بمهاجمة الكرد والاشوريون والشيعة وجيران العراق, وليس إسرائيل.
•   ليت الفنانون كانوا حكاماً للعالم.
اوصى الفنان الصيني (جاكي شان) بنقل ثروته التي تقدر بـ130 مليون دولار الى المنظمات الخيرية مع حرمان ابنه منها, عداه فان فنانين وفنانات عالميين مثل : ابراهيم تاتليسس وسلمى حايك وانجلينا جولي وبريجيت باردو ...الخ تبرعوا بالملايين من اموالهم وما زالوا للفقراء أو في بناء المدارس والمستشفيات, في حين قلما نجد السياسيين من الحكام يتبرعون ولو بجزء قليل من خزائنهم واموالهم القارونية للمحتاجين أو في أعمال خيرية.
•   من الطبيعي ان يدعوا الى الغاء البطاقة التموينية.
أشار النائب كمال الساعدي الى (وجود وثيقة تحمل تواقيع 66 نائباً لألغاء البطاقة التموينية ,إلى جانب مصادقة مجلس الوزراء بكافة وزرائه عليه, ان من الطبيعي ان يتقدم امثال هؤلاء بمقترح الغاء تلك البطاقة, كونهم يتمتعون برواتب خيالية, ثم انه غالباً ما تتردد اسماؤهم في قائمة المتلاعبين بقوة الشعب ومقدراته وقد يكون الطمع, وليس للطمع حدود, في الأموال المصروفة على البطاقة التموينية, دافعاً رئيساً لمطالبتهم بألغائها.
•   من غرائب العراق.
يمنع خريج الأعدادية الحاصل على معدل 55% من القبول في الكليات الصباحية الحكومية, غير أنه يسمح له بالتقديم إلى الكليات المسائية الحكومية.
•   الفتيات الخادمات.
طالبت (هيومن رايتس ووتش) الحكومة المغربية بالتوقف عن استخدام الفتيات كخادمات في البيوت, بالمناسبة نلغت عناية المنظمة المذكورة الى استخدام مئات الفتيات الاثيوبيات والاندنوسيات والفليبينيات.....الخ في البيوت العراقية والكردستانية على حد سواء, ومثلما يلعن الراشي والمرتشي في الحكم, فهل تلعن الحكومات المصدرة لفتياتها والحكومات التي تستوردهن أيضاً؟
•   في مجلس النواب ماء ملوث!
نجت النائبة (بريزاد شعبان) من موت محقق اثر شربها لماء ملوث في مجلس النواب العراقي, وكتبت (التآخي) الكردية: (يشار إلى ان حوادث استهدفت النواب و العمليات التخريبية في مجلس النواب تكررت في أوقات متفرقة, فيما يلمح بعض السياسيين, إلى أن كثيراً من تلك الحوادث اتهم فيها نواب ومسؤولون حكوميون وادى بعض منها الى سقوط ضحايا وخسائر مادية)! وصح القول اذا عرف السبب بطل العجب!
Al_botani2008@yahoo.com

295
المنبر الحر / العالم الخامس
« في: 20:03 19/11/2012  »
العالم الخامس

عبدالغني علي يحيى

   في آذار عام 1974 عندما كان الموقف بين الحكومة العراقية والقيادة الكردية يحث الخطى نحو الحرب، أثار زميل لي شفاهاً فكرة أخذتها على محمل من الجد تتلخص في اطلاق تسمية العالم الرابع على شعوب كبيرة غير ممثلة في الأمم المتحدة مثل: الكرد والفلسطينيين والأمازيغيين والبلوش والطوارق وعرب الأحواز..الخ من الشعوب التي يربو عدد نفوسها على الملايين، ولست أدري أكان زميلي اول من توصل إلى التسمية الاكتشاف، أم أن بعضهم سبقوه الى ذلك، غير اني سابقى مديناً له لكثرة أستخدامي لتلك التسمية في مقالاتي، في حين لم أسمع عنه استخدامه لها في كتاباته، ومع هذا يعود الفضل له في اهتماماتي بقضايا الشعوب التي تنسحب عليها التسمية هذه.
وحول الشعوب الكبيرة المحرومة من عضوية UN وتتمتع في الوقت نفسه بشروط القومية من ارض ولغه مشتركة..الخ مازالت ذاكرتي تحتفظ بمعلومات عنها، مثل ان عددها يفوق عدد الشعوب الممثلة في UN، وان هنالك ما يزيد على 16 أقلية قومية ودينية ومذهبية تقطن دولاً بين أفغانستان وموريتانيا، وإذا كان مصطلح (العالم الثالث) قد أستقر في المعاجم والكتابات السياسية، ولكي تعمق شعوبه من أستقلالها عن العالمين: الرأسمالي والشيوعي، فأنها أنتظمت في منظمة حركة عدم الانحياز كدول، بيد أن مصطلح (العالم الرابع) لم يحظى بالعناية كون مضمونه كان وما يزال موجهاً أصلاً ضد الأمم المهيمنة في العالم الثالث وجراء ذلك فان شعوبه خاضت وما تزال حراكاً وحروباً مسلحة طال عمر بعضها عقوداً من السنين، ولم يحصل الا القليل منها على الاستقلال مثل الشعوب: ناميبيا واريتريا وتيمور الشرقية وجنوب السودان، وهذا على سبيل المثال وما زالت ثورات الكرد والبلوش والحراك السياسي لعرب الاحواز في ايران قائمة، وكذلك ثورة الكرد في تركيا وشعب دارفور في السودان..الخ. واستدرك بأن من الأجحاف بحق شعوب العالم الرابع تسميتها بالأقليات، إذا علمنا أن شعوباً فيه يتجاوز عدد افرادها بعشرات المرات عدد افراد الشعوب المنضمة الى UN. ولأسباب عدة مازالت مطاليب شعوب العالم الرابع تعترضها الصعوبات والعقبات، بسبب عدم أكتراث الأمم المتحدة بها والتي كان جديراً بها أن تشكل لجنة لتصفية هيمنة الأمم الحاكمة في دول العالم الثالث على امم العالم الرابع وتعين سقفاً زمنياً لتحريرها، اسوة بتشكيلها للجنة (تصفية الأستعمار) في مطلع الستينات من القرن الماضي. وبفضل  تلك الخطوة نالت العشرات من الشعوب استقلالها.
في النصف الأول من العقد التاسع للقرن الماضي دعي إلى عقد مؤتمر للأقليات في الدول العربية بمدينة القاهرة بغية الوقوف على تطلعاتها ومعاناتها، إلا ان رموزاً مصرية معروفة حالت دون عقده في العاصمة المصرية وكان من بين المعترضين: محمد حسنين هيكل وابراهيم نافع والبابا شنوده، ما أدى إلى عقده في قبرص. وان لم تخني الذاكرة فقد انتقد الكاتب السياسي المعروف حازم صاغية منع انعقاده في القاهرة.
كاتب هذه السطور بدوره، كان قد دعا في مقال نشرته العشرات من الصحف الاكترونية، الى عقد مؤتمر للأقليات الكردستانية العراقية حصراً، وبين أهميته ومردوده الأيجابي لاقليم كردستان، لكن دعوتي لم تلق اذانا صاغية من لدن المتنفذين. وفوجئت قبل أسابيع بتنظيم لقاء أو تجمع لممثلي الاقليات العراقية والكردستانية بمدينة السليمانية للتباحث في اوضاع الاقليات العراقية والكردستانية، وحضره ممثلون عن المسيحيين والايزيديين والتركمان والصابئة والكاكائية..الخ واسفر اللقاء عن إدانة للحكومة العراقية لسوء أوضاع الاقليات في مناطق نفوذها وبالذات في الجنوب من العراق. واذا كان ذلك اللقاء قد استثنى الكرد الذين لا يشكلون اقلية في العراق لذا ارى انه آن الأوان لاضافة مصطلح آخر إلى المصطلحات المذكورة، الا وهو (العالم الخامس) عالم الاقليات التي لا يزيد عدد افرادها عن النصف مليون ونادراً ما يتجاوز المليون، ولا تتمتع بشروط القومية التقليدية، أو صيغة حكم كالحكم الذاتي مثلا. رغم ان عدداً منها قد يفوق عدد افرادها عدد افراد الكثير من الدول المنضمة الى UN. ومما لاشك فيه ان شعوب هذا العالم مضطهدة بدورها، وتتناقص اعداد افرادها باستمرار، فالمسيحيون العراقيون الذين كان عددهم في العقود السابقة قد بلغ المليون ونصف المليون نسمة، فان عددهم الآن دون النصف المليون، وفي الجنوب العراقي يتقلص حجم الصائبة بشكل لاقت، حتى ان المئات منهم هاجروا الى كردستان والاقطار الغربية. ان قضية الاقليات التي ينسحب عليها مصطلح العالم الخامس باتت تلح على الحل عراقياً واقليمياً وعالمياً، وبالأخص في العراق، فعلاوة على اللقاء او التجمع المذكور، وفي احدث تطور فيها، (القضية) الدعوة إلى عقد (المؤتمر الأول لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق) والمنوي عقده في السليمانية ايضاً وفي اليومين الـ21 والـ22 من تشرين الثاني الحالي، ومن المؤمل ان تحضره جمهرة غفيرة من الكتاب والباحثين ونشطاء منظمات المجتمع المدني، ولا اخال ان يكون هذا المؤتمر الأخير من نوعه، طالما تقوم منظمات المجتمع المدني وشخصيات سياسية وبرلمانية بدعم حقوق هذه الاقليات ومع ذلك يظل تأثيره محدوداً ان لم تقم UN أو الدول من اصحاب القرار بتبنيه عبر تشكيل لجان أو هيئات دولية وأممية تنهض بتصفية هيمنة أمم العالم الثالث ليس على شعوب (العالم الخامس) فحسب بل شعوب العالم الرابع أيضاً. ولي الفخر في أن اكون اول من صاغ مصطلح العالم الخامس.

كاتب سياسي – العراق
(الشرق الاوسط)

296
العالم العربي والاسلامي، السجن الاكبر والاخير للشعوب

                                                                                                                    عبدالغني علي يحيى
    من يوم أقدمت فيه (لجنة تصفية الاستعمار) التي شكلتها الامم المتحدة UN في مطلع الستينيات من القرن الماضي على تصفية النظام الاستعماري في المستعمرات، فأن الحروب بين المستعمرين وشعوب المستعمرات والتي كانت تغطي مساحة واسعة من الكرة الارضية، تراجعت الى حد كبير، وفي عام 1975 انتهت بالمرة، وحلت محلها حروب الامم المهيمنة في العالم الثالث على الشعوب والاقليات المغلوبة على أمرها. والتي ما برحت تتواصل الى الان وبالاخص في الدول العربية والاسلامية بسبب رفضها لارادة الاقليات في السيادة والاستقلال. ولقد تبين ان حروب العالم الثالث مع شعوبها المقهورة أشد هولاً وكارثية من حروب الدول الاستعمارية ضد شعوب المستعمرات في السابق، فعلى سبيل المثال، لم تتجاوز الحروب الاستعمارية في الجزائر والهند واقطار الهند الصينية اصابع اليدين، في حين نجد ان حروب العالم الثالث تكاد تكون مزمنة حتى أن عمر بعضها يمتد الى 30 – 40 عاماً كالحرب الدائرة بين الكرد والترك في تركيا منذ 28 عاماً وبين الكرد والحكومات الايرانية والتي تجاوزت ال 40 عاماً. وقبل ان تنتهي الحرب الاهلية في السودان عام 2005 فان الحرب هناك امتدت نحو 50 عاماً، ومنذ اكثر من 30 عاماً فان المصادمات تتواصل بين شعب الصحراء الغربية وبين الحكومة المغربية، وكما تحكمت امم صغيرة بأمم كبيرة، كتحكم بريطانيا بالهند والبرتغال بانغولا وبلجيكا بالكونغو، فإن امما صغيرة في العالم الثالث ايضاً تحكمت باخرى اكبر منها، مثل حكم الاقلية السنية في العراق للمكونين الاجتماعيين الكبيرين، الشيعة والكرد، وفي ايران يحكم الفرس اقواماً تفوقهم عدداً، وهم الاذريون والكرد والبلوش والعرب...الخ ومثلها السودان، فالاقوام المضطهدة فيه مجتمعة تفوق العرب الحاكمين.
تقول احصائية بتواجد نحو 16 أقلية قومية ودينية ومذهبية مقهورة من افغانستان شرقاً والى المغرب وموريتانيا غرباً، وهي منطقة تقوم عليها دول عربية واسلامية حصراً، وبعض من الامم المقهورة ليست اقلية كالكرد مثلاً، هنا نعلم مدى الاضطهاد الذي تلاقيه الامم المظلومة وعلى يد تلك الدول، فمنذ عقود تتواصل الحروب والمصادمات المسلحة في تركيا وايران والسودان والعراق واليمن...الخ. ودلت ثورات (الربيع العربي) على معاناة هذه البلدان من الانقسامات القومية والطائفية الحادة بدليل ارتفاع اصوات طالبت بالفيدرالية في ليبيا وسوريا وفي العراق كذلك، وبالانفصال في اليمن الجنوبي. والدعوة الى إنصاف الامازيغ والطوارق في دول الشمال الافريقي والاقباط في مصر وشعب دارفور في السودان ...الخ. وتحتل النزاعات القومية والدينية والمذهبية في الحالتين الافغانية والباكستانية مكاناً واسعاً في الاحداث هناك، ففي افغانستان يجري التنكيل باستمرار بالاقلية الشيعية في منطقة المزار الشريف، ومثله في باكستان. وعلى مدى عقود ترى العالم منشغلاً بالحروب العربية – العربية والاسلامية – الاسلامية، ويبعث بقوات حفظ السلام الى العرب والمسلمين أو يسير الجيوش لاخمادها، كما حصل في العراق وليبيا وافغانستان والصومال، وجاء الان دور البلد المسلم مالي. وقبل نحو 32 عاماً من الان فإن اكبر حربين شهدها العالم بعد الحربين العالميتين كانت ساحتها بلدان اسلاميان  العراق والايران ونجد كيف ان الحرب الدائرة في افغانستان انتقلت الى جارتها الجنوبية باكستان.
والذى لا يختلف فيه اثنان، ان هذه الحروب كلفت وتكلف العالم العربي والاسلامي ثمناً باهضاً وتلحق بها خسائر فادحة بالارواح والممتلكات وما ينتج عنها من فقر وبؤس وجهل وتخلف وامراض، بحيث يمكن وضعه (العالم الاسلامي و العربي) في قائمة أشد الدول تخلفاً في جميع المجالات. كما أن هذه الحروب تحول دون بلوغ العرب والمسلمين الديموقراطية والتقدم الاجتماعي وان كانت ثمة ديموقراطية في بعض منها، فهي ناقصة أو مزيفة في اكثر الاحوال. وازاء ذلك لايمكننا إلا صياغة الرأي التالي: انه بدون تحرير الشعوب المقهورة في الدول العربية والاسلامية وتمتعها بحق تقرير المصير والاستقلال يستحيل تصور قيام انظمة ديموقراطية حقيقية وعدالة اجتماعية فيها. وستظل الدول هذه مسرحاً للحروب والقلاقل وعنواناً للتخلف والجهل وامراض اخرى ما لم تعدل عن تمسكها بالوحدة القسرية وتكف عن مواصلة الضم القسري للامم والشعوب الرافضة لها.
ويساعد على تعلق العرب والمسلمين بالوحدة القسرية مع الشعوب الرازحة لنيرها ثقافة الافتخار بالماضي الاحتلالي والاستعماري لدولها وامبراطورياتها في الماضي البعيد، الامبراطوريات الاموية والعباسية والعثمانية والصفوية، فالعرب والمسلمون مازالوا يبكون على خروج اسبانيا عن سيطرتهم، ومازالوا يفتخرون باحتلالهم لاراض تمتد من غرب الصين الى جنوب فرنسا أو وصول جيوشهم الى أبواب فيينا، واذكر ان معلماً في مدرستي كان يفتخر عندما طالب قائد اسلامي الصينيين بارسال حفنة من ترابهم ليدوسها بقدميه وطفل يضع سيفه على عنقه لقاء عدم اجتياح الصين واحتلالها. ان ثقافة الافتخار باحتلال بلدان الغير والامبراطوريات البائدة يجب ان تقتلع من جذورها، من اذهان الاجيال العربية والاسلامية، فهذه الثقافة احد اسباب مواصلة احتلال الدول العربية والاسلامية لاوطان الشعوب غير المسلمة أو غير العربية والفارسية والتركية.
وتجد العرب والمسلمين الى اليوم يخلعون المشروعية على اجتياح بلدان الغير واحتلالها في الماضي البعيد، من غير أن يضعوا ببالهم ان الاجتياح والاحتلال ادى الى اراقة انهار من الدماء في تلك البلدان والى ظلم شعوبها، بالمقابل تلقاهم ينددون بالحروب الصليبية وبقادة الحملات الاحتلالية الاستعمارية من امثال تيمور لنط و هولاكو وريكاردوس قلب الاسد، وموسولوني و تشرشل..الخ وفى الوقت ذاته يقيمون تماثيل لطغاتهم الذين ساموا الشعوب اشكالاً من القهر والعذاب ويطلقون اسماءهم على المدارس والجامعات والشوارع والساحات فأبو جعفر المنصور الذي عرف باستخدامه لمنتهى القسوة بحق معارضيه والشعوب الى درجة انه أوصى قبل مماته بحفر (100) قبر له كي لا يهتدى اليه معارضوه ويخرجوه من القبر جزاء ما اقترفه من اثام بحقهم. لقد اقاموا نصباً تذكارياً له ببغداد قبل اعوام، وبعد سقوط نظام البعث في 9-3-2003 اقيم تمثال للزعيم عبدالكريم قاسم في تحد ظاهر للشعب الكردي وكل العناصر الديموقراطية والقومية في العراق من الذين ظلم الزعيم بحقهم ، وإذا بقيت اوضاع العراق على حالها فليس ببعيد حلول يوم نرى فيه نصباً تذكارياً لصدام حسين.
ان على العرب والمسلمين ان ارادوا التقدم ببلدانهم، ان ينبذوا ماضي امبراطورياتهم واجتياحات جيوشهم لبلدان الغير ويثقفوا أولادهم واحفادهم بهذا الاتجاه، وكما يدينون ويشجبون ظلم المحتلين الاوروبيين والاسيويين بحقهم.
وعلى امتداد القرن الماضي وفي فترات منه، انهارت امبراطوريات وانهارت معها سجونها وتحررت شعوب كانت تخضع لها، ولقد كان اسقاط الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى لصالح المعذبين الذين احتلت تلك الامبراطورية بلدانهم. وتحررت عشرات البلدان والشعوب منها. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية ايضاً، تم تحرير العديد من الشعوب من الاحتلال النازي والفاشي، أما في مطلع الستينيات من القرن الماضي كما ذكرنا، فلقد نزل المستعمرون الغربيون عند قرار UN ولجنتها المذكورة، وغادروا المستعمرات بعد أن تركوها لشعوبها. وفي مطلع العقد التاسع من القرن نفسه، أقدم غورباتشوف على إطلاق الحرية لشعوب جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ومن غير أن يجبره احد على ذلك، وفي جيكوسلوفاكيا انفصل السلوفاك عن الضيك بطريقة سلمية ديموقراطية، وارغم العالم الصرب في يوغسلافيا السابقة عن التخلي عن اوطان وشعوب  ادخلت قسراً في الاتحاد اليوغسلافي. ليس هذا فحسب بل احيل مرتكبو الجرائم بحق المسلمين هناك الى المحاكم الدولية في لاهاي. كما وحصل شعب ناميبيا على استقلاله من جنوب افريقيا واريتيريا من اثيوبيا. ولما كان في كل قاعدة شواذ فان اندنوسيا المسلمة اقرت باستقلال تيمور الشرقية المسيحية والسودان باستقلال جنوبه المسيحي، غير أن الحرية في البلدين المسلمين تبقى ناقصة مصلوبة ما لم تقر اندنوسيا بحرية شعب اتشي المسيحي والسودان بحرية شعب دارفور وطردظان.
وحدهم العرب والمسلمون يهابون افكار الحرية والانفصال والاستقلال كما يبدو، في وقت يتعامل اخرون باعصاب هادئة مع الدعوات الانفصالية والاستقلالية، فالكنديون مثلاً لم يقفوا حائلاً دون دعوة الكيبكيين الى الانفصال، ويواجه البريطانيون تطلعات الاسكتلنديين الانفصالية باعصاب باردة ايضاً، ودون التفكير باستخدام الجيش للحيلولة دون ما يصبوا اليه الاسكتلنديون وقل الشيء ذاته عن دعوات كاتلونيا للأنفصال عن اسبانيا.
وتكاد تكون الدول العربية والاسلامية ذات التعددية القومية والدينية والمذهبية، مبتلاة بالحروب والمعارك وقهر الكرد والبلوش والامازيغيين والطوارق والاقباط والمسيحيين والشيعة ..الخ، ما يعني ان الدول العربية والاسلامية وحدها بقيت سجناً للشعوب والامم المضطهدة، وبتحطيم هذا السجن وتحرير الشعوب القابعة فيه، فان اكبر واخر معتقل رهيب للشعوب سيزال. انذاك ستتقدم البلدان العربية والاسلامية وتلحق بركب الامم المتمدنة. وكم يكون رائعاً لو تكرر مثال غورباتشوف في القادة العرب والمسلمين ويجتمعوا ويصدروا بيان الحرية والسيادة والاستقلال للشعوب والاقوام التي تعيش في دولهم، بل واجبار هذه الشعوب والاقوام على الاستقلال والانفصال. ان ما يحصل في العالم العربي والاسلامي من حروب ومنازعات وسحق تطلعات الاقليات، بات يؤرق ويتعب العالم المتحضر، ويهدد السلم العالمي بالخطر، وكما رأينا فإن سبب كل الحروب في ذلك العالم يكمن في استعباد الامم والاقوام الساعية الى الاستقلال والسيادة، وبانهاء هيمنة الدول العربية والاسلامية على الشعوب المستضعفة، فان الحرية ستسود العرب والمسلمين، وتتراجع مخاطر نشوب الحروب.
فألى بيان الحرية والديموقراطية والسلم والتقدم الاجتماعي من جانب الدول العربية والاسلامية لكل الشعوب المقهورة فيها، نوجه دعوتنا هذه.
Al_botani2008@yahoo.com


297
برمكة حكام العراق بالمال العام ونهبه قديماً وحديثاً

عبدالغني علي يحيى.
   أثار قرار للحكومة العراقية بتقديم مساعدات وصفت بالأغاثية الى سوريا والسودان واليمن بمبلغ قدره (25) مليون دولار، التهكم والغضب في أن معاً لدى العراقيين، والذي يعمق من غضبهم، التراجع الصارخ للخدمات في البلاد وتفشي الفقر والبطاله واشكال من الازمات، واخيراً وليس اخرا السعي لألغاء البطاقة التموينية، وخلل هذا وبمعزل عن القرار ذاك ذكر ان (نسبة الفقر في العراق وصلت الى 37%)! وصدق السياب:
(وفي كل عام حين يعشب الثرى نجوع...... ما مر عام والعراق ليس فيه جوع).
ان الكرم الحاتمي هذا، ليس الاول من نوعه في سيرة حكومة المالكي ولن يكون الاخير، وهو أقرب ما يكون الى البرمكة بالمال العام والتصرف اللامسؤول به، منه الى الكرم التقليدي المتفق عليه أو اغاثة المنكوب، كون الاغاثة تلك مقدمة الى حكومتين ديكتاتوريتين ترتبطان باوثق العلاقات مع ايران الاوهما سوريا والسودان. ولقد تزامنت الاغاثة للسودان مع تواجد سفن حربية ايرانية في سواحله، اما قوة العلاقات بين ايران وسوريا فأمر لايحتاج الى دليل، وهكذا تأتي المساعدات العراقية بمثابة دعم للحكومتين الدكتاتوريتين وتنفيذاً للمخططات الايرانية ليس الا، وكلتا الحكومتين ضالعتان فيها.
   لقد سبق للحكومة العراقية وأن صرفت أموالا خيالية على القمة العربية ال 23 ببغداد، وفي حينه جرى التنديد بها على اوسع نطاق، وبعد ايام على  ذلك استضافت  الدول 5+1 المعنية بالملف النووي الايراني، فدعوتها الى استضافة الحكومة والمعارضة السوريتين، وها هي الان تنادي بعقد مؤتمر لقادة الجيوش العربية ببغداد، ومؤتمر اخر ل(مكافحة الارهاب) وعلى نهج النظام العراقي السابق، دأبت يغداد على تنظيم مهرجانات المربد والتي كان النظام السابق ينظمها بدافع من تجميل وجهه عربياً لاحباً بالشعر والأدب. والملاحظ ان كلا النظامين الايراني والعراقي يسعيان الى لعب دور لافت في العالمين العربي والاسلامي فلقد اصبحت ايران قائده لمنظمة حركة عدم الانحياز، واصبح العراق قبلها رئيساً للدورة ال23 للجامعة العربية.
وكما نعلم فان الاغاثة غالبا ماتقدم الى بلدان، تضربها الزلازل والفيضانات، والمجاعات التي تفتك بالصومال بين حين وحين، فلماذا اذا والحالة هذه، لم تشمل الاغاثة العراقية الصوماليين والفلسطينيين وهما الاولى من اي شعب اخر بالاغاثة؟.
   فضلاً عن ما ذكرنا، فان المعاناة العراقية تفوق بكثير معاناة الدول الثلاث المستفيدة من الاغاثة العراقية، فالعراق اضافة الى ابتلائه بثالوث الفقر والجهل والمرض، يخوض حرباً داخلية منذ اعوام ويصحو شعبه وينام على وقع دوي القنابل والانفجارات.. الخ. عليه والحالة هذه فأن لسان حال العراقيين منذ اعوام( العراقيون اولى بالمعروف).
   ويتخذ تبذير المال العام في العراق يميناً وشمالاً، أشكالا عدة وعلى صعيدي الداخل والخارج، فبين الصرف على مؤتمر القمة العربية والمساعدات الاغاثية تلك، كان العراق بائعاً لنفطه الى الاردن باسعار تفاضلية بعثت بالنقمة في نفوس العراقيين، لأن الاردن حسب المعترضين على تلك الاسعار كان سنداً للنظام السابق وحاضناً للمعارضين العراقيين، علماً ان العراق يعامل سوريا بمثل ما يعامل الاردن، وهي التي (سوريا) كانت الى الامس القريب من أشد الدول تصديراً للارهاب الى العراق.
   وعلى مر الازمان، فان لتبذير المال العام أو نهبه على يد الغزاة والمحتلين والحكومات (الوطنية) التي حكمت الدولة العراقية الحديثة، تأريخ وتقاليد، ومن أشهره ما حصل على يد البرامكة في العصر العباسي، اذ ضرب بهم المثل في التصرف اللا مسؤول بخزينة الدولة، وكان ذلك أحد اسباب النكبة التي حلت بهم وسميت بنكة البرامكة الشهيرة. بالرغم من الخلفاء العباسيين الذين جعلوا من العراق مقراً لهم. كانوا الاكثر تبذيراً وتصرفاً كيفياً بالمال العام مقارنة بخلفاء الدولة الاموية ودولة الخلفاء الراشدين. ولقد انتقلت البرمكية الى الحكام العراقيين فيما بعد، وصارت من الثوابت لديهم. ففي العهد البعثي 1968 -2003 بنى حكام العراق عشرات من الدور لصحفيين عرب  من غير العراقيين خارج العراق وتحملت بغداد نفقة تأسيس محطة تلفزيونية لموريتانيا، ناهيكم عن اغداقه المال على الاردن. وبنائها لحي كامل لمنكوبين من الاتراك جراء زلزال، وسط ازمة سكن حادة مازال العراق يعاني منها.. الخ من السلوكيات المصنفة على البرمكة، ففي مطلع الستينات من القرن المنصرم، اهدى عبدالكريم قاسم (5) طائرات للمغرب بمناسبة استقلاله ولو كان العراق منتجا للطائرات لكان الامر هينا.
   وفي الداخل العراقي الان نلقى زمراً طفيلية تتصرف بالمال العام على هواها. امام وخطيب جامع الناصرية، وهذا على سبيل المثال، قال  في خطبة الجمعة ليوم2-11-2012:(ان المسؤولين العراقيين يتنافسون على نهب اموال العراق). وبالقدر الذي ينهب قادة الحكومة المال العام، فان معارضيهم يتعاطون الشيء عينه . خطيب وامام جامع  ابي حنيفة النعمان ببغداد اتهم من جانبه في خطبة الجمعة 26-10-2012 النواب من القائمة العراقية بتخليهم عن المحتاجين والمظلومين والركض بدلاً من ذلك وراء مصالحهم الشخصية، وبعد يومين على خطبته، نسب بيان الى انصار القائمة تلك ورد فيه، ان قادتها حولوا اموال العراقيين الى اقطاعيات لأسرهم واقربائهم ونسبائهم. ولعل من أهم اسباب الهبات العراقية للخارج والنهب المنظم للمال العراقي في الداخل، هو خضوع العراق على امتداد تأريخه لهذا المحتل او ذلك، ومنذ الفتح الاسلامي للعراق فان الاخير كان ينتقل كل (57) سنة من محتل الى اخر، وذلك باضافة الأنقلابات العسكرية العراقية التي وصفها الباحث القديرالدكتور رشيد الخيون بالغزوات الداخلية. وجل ما يصبو اليه المحتل كما نعلم هو نهب الاموال، فلا عجب أن يكون الحكام العراقيون الحاليون على خطى المحتلين الاجانب وفرسان الغزوات الداخلية في نهب أموال العباد، وهم بدورهم جاؤوا الى الحكم على ظهر دبابات الاحتلال عام 2003 ولقد انسحبت تقاليد النهب والسلب حتى على الافراد البسطاء من الشعب، والا مامعنى نهب الدوائر و المؤسسات الحكومية سواء في انتفاضة عام 1991 أو إسقاط النظام العراقي في 9-4-2003. وعسى أن يكون حكام العراق الحاليون، اخر النهابين والبرمكيين بالمال العام.


298
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   هل دخل الهاشمي موسوعة غينيس؟
بعد صدور رابع حكم بالأعدام على طارق الهاشمي فهل يدخل موسوعة غينيس أم ان الاخيرة بانتظار احكام أخرى بحقه لكي تحتضنه؟
•   عنتريات غربية.
لا غرابة ان يهدد المالكي بقطع يده إذا خصصت ميزانية للبيشمركة من الميزانية العامة، وهو واركان حكمه كانوا يحتمون بها بالأمس القريب، ولاعجب ايضا ان يطلع علينا نجاد بين فينة واخرى بتهديدات لافناء اسرائيل والغرب، لكن الغريب في الامر دعوة الملياردير الامريكي (دونالد ترامب) الى ثورة شعبية والقتال حتى الموت، رداً على فوز اوباما بولاية رئاسية ثانية أو ان يهدد (ديفيد اكسيلورد) كبير مستشاري أوباما بحلق شاربه اذا فاز ميت رومني في ولايات ( بنسلفانيا) و( مثيغان) و(منيوسوتا)!
•   عرب كردستان!
قال مصدر موال لبغداد، ان عرباً(مستكردين) يصطفون مع محافظ كركوك ضد(عمليات دجلة) الامر الذي يذكرنا باقوال شبه صبيانية شاعت في الماضي مثل(عرب امريكا)، ولقد غاب عن المصدران محافظتي صلاح الدين وديالى وقفا بدورهما ضد تلك العمليات، فيما دعا محافظ نينوى وهو عربي ايضا الى  التظاهر ضد الغاء البطاقة التموينية.
•   أإصلاح أم هدم؟
ذكر مسؤول حكومي عراقي بأن ما حصل للبطاقة التموينية ليس الغاء بل إصلاح!. أين وجه الاصلاح في محاربة الفقراء في رزقهم، ومتى كان انتزاع اللقمة من فم المواطن اصلاح.
•   وماذا عن الفساد في وزارات اخرى؟
افاد (خبير) اقتصادي من ان الغاء البطاقة التموينية في العراق سيقضي على الفساد في وزارة التجارة!! وماذا عن الفساد المستشري في جميع الوزارات العراقية وهل تلغي هذه المؤسسات كافة؟
•   سعر المرتزق.
كشف عضو في المجلس الوطني السوري، ان عراقيين وايرانيين يقاتلون الى جانب الاسد لقاء راتب شهري قدره (900) دولار. يذكر انه في السبعينات من القرن الماضي كان راتب المرتزقة الاجانب في اقطار افريقية هو 1000 دولار شهريا، فهل جاء رخص ثمن المرتزق في عصرنا من كثرتهم؟
•   لا أسباب خارجية!.
وصف محافظ ولاية الخرطوم بالسودان، حادث المجمع العسكري السوداني، بنشوب حريق فيه مضيفا (لاشيئ يشير الى أسباب خارجية) ! ولما زارت قطع حربية ايرانية السواحل السودانية. استقوى بها البشير وتوعد اسرائيل برد قوى وذلك في الزمان والمكان المناسبين حسب  تعبيره!
•   الديمقراطية ليست بديلاً عن الاستقلال.
يخطيء من يعتقد ان الديمقراطية تحل القضية القومية، إذ بالرغم من الديمقراطية الواسعة في الغرب، فهاهم الاسكتلنديون يطالبون بالأنفصال عن بريطانيا العريقة بالديمقراطية وقل الشيء عينه عن الكتلونيين في دعوتهم الى الانفصال عن اسبانيا وكذلك فينيسيا عن ايطاليا وكيبك عن كندا... الخ.
•   صفعة اوروبية جديدة على خد تركيا.
اتهم احدث تقرير للاتحاد الاوروبي تركيا بعدم تنفيذها للوعود التي اعطتها للأتحاد الاوروبي لقاء قبولها عضوا فيه، ودل على ذلك عودة ارودغان الى بلاده من المانيا بخفي حنين تلاحقه تظاهرات احتجاجية صاحبة ضمت الالاف من الكرد  وغيرهم في المانيا.
•   أمريكا توحد.
طالبت واشنطن المعارضة السورية بتوحيد صفوفها. وقبل 14 عاما وعلى يد أولبرايت انتهى الاقتتال الكردي – الكردي في كردستان العراق، والأمثلة تترى على مساعي واشنطن هذه، علما انه لم يسجل للدول العربية والاسلامية مثل هكذا سعي لأجل حل الخلافات العربية – العربية أوالاسلامية – الاسلامية ويؤخذ على بعض منها محاولاتها لتفريق الصف الوطني لكي تسد.
•   ( الاصدقاء) الاعداء!
انتقد عبدالباسط سيدا مجموعة (أصدقاء سوريا) قائلاً انها وعدت بالكثير ولم تفعل سوى القليل، ومشيرا الى أن ( اصدقاء النظام يدعمونه بكل الوسائل، بالسلاح والمال والرجال... الخ) لكن ( اصدقاءنا على كثرتهم لم يتمكنوا حتى الان من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام السوري مجرد ادانة)!!
•   كذبوا وإن صدقوا!
لا يمر يوم أو أسبوع دون ان تتعرض بغداد ومدن عراقية اخرى الى تفجيرات واغتيالات تتخذ احيانا شكل موجات. الطريف، ان المالكي عد مشاركة (20) دولة في معرض بغداد الدولي، دليلا على استقرار امني وسياسي! فيما قال الخزاعي نائب رئيس الجمهورية (ان الاوضاع السياسية في البلاد تتجة نحو الحل) ! والحكم متروك للقاريء.
•   مستقبل العراقية.
صرح أحد قادة ائتلاف (العراقية) السني، ان إئتلافه سيواجه نكسة كبيرة في الانتخابات العراقية المقبلة، في حين تفاءل د. اياد علاوي زعيم الائتلاف، بانتخابات مجالس المحافظات!! والكل يعلم ان ائتلافه تعرض وما يزال الى انشقاقات وانسحابات لاتحصى، وصح القول، ان نكسة رهيبة بانتظار –(العراقية) والغد لناظره قريب.
•   صورة ذي قار.
في ( الصباح) البغدادية وصف رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس محافظة ذي قار الاوضاع هناك :( انتشار الجريمة المنظمة والسرقة والخطف وبيع المخدرات والمشروبات الكحولية وتزايد عمليات خطف الاطفال والطالبات الجامعيات .. الخ) منوها في الوقت ذاته الى قيام ضباط برتب عالية  في شرطة المحافظة ببيع المناصب الامنية لقاء مبالغ مالية با هضة.. الخ).
Al_botani2008@yahoo.com


299
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   خواكورك.
بثت فضائية موالية لبغداد، من باب الطعن بحكومة كردستان، (احتجاجا) لسكان منطقة خواكورك على (صمت) تلك الحكومة ازاء القصف التركي الذي الحق اضرارا بهم قبل أيام! هذا في وقت تدعي فيه الحكومة العراقية  ان السيطرة على المناطق الحدودية  من صلب واجباتها وصلاحياتها، غير أنها لم تتخذ اي موقف من التجاوزات التركية حتى الان.
•   كركوك.
قال النائب ياسين العبيدي ان (كركوك عراقية ولن نساوم عليها حتى لو أعطونا كل المناصب الحكومية) ترى اين كان هذا النائب يوم تنازلت الحكومة العراقية السابقة عن النصف من شط العرب  واراضي عراقية لأيران فتنازلها عن اراضي اخرى لدول الجوار كافة باستثناء تركيا؟ وكفى مزايده على الوطنية .
•    لدغ الكرد.
خلافا ل(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) لدغ الكرد العراقيون من جحراكثر من مرتين فثلاث ورباع، وما زالوا يلدغون، ففي كل تفاوض مع الحكومة العراقية (يرجعون بخفي حنين) الطريف انهم الان يستعدون لأرسال وفد ثان الى بغداد لأجراء المحادثات معها!
•   لا للديمقراطية والمدنية!
هاجم مفتي السعودية امام الاف الحجاج، المطالبين بالديمقراطية والدولة المدينة، فيما افتى شيخ خليجي بتحريم المظاهرات وو (بدون تعليق).
•   المساعدات العراقية!
قرر العراق تقديم(25) مليون دولاركمساعدات وصفت بالأغاثية الى سوريا والسودان ودولة عربية اخرى، ولم يسبق قط وان قدم مساعدات لدول (الربيع العربي الاخرى) واستثنى منها سوريا الاسد والسبب معلوم. وتزامنت خطوته هذه مع تواجد سفن حربية ايرانية في سواحل السودان وما تردد من تصريحات حول متانة العلاقات بين ايران والسودان! هذا في وقت نجد ان هناك شعوب عربية اخرى اولى بالمساعدات كالشعبين الصومالي والفلسطيني ناهيكم من ان العراقيين اولى بالمساعدات بعد ان بلغت نسبة الفقر 37% في العراق. عليه من المستفيد من المساعدات الاغانية العراقية؟. الجزاب : ايران طبعا.
•   معركة البشير مفتوحة ضد من ؟
قال البشير: ( أن معركتنا مع اسرائيل مفتوحة) و ان معركة اسرائيل ضد السودان مفتوحة، والحقيقة ان معركة اسرائيل ضد السودان مفتوحة، وان كانت هناك معركة مفتوحة للبشير، فأنها معركة ضد (دارفور) و مناطق سودانية اخرى، ولنحو اكثر من (40) سنة كانت ضد جنوب السودان!
•   جهاد السلفيين!
في العاصمة الليبية طرابلس، هاجم السلفيون مقراً لحركة التوحيد بالقذائف والصواريخ، وبلغ عداء هم للاخوان المسلمين في مصر حد القول : ( ان حزب الاخوان المسلمين اكثر قبحاً من مبارك)! فهل ستكون المعارك المقبلة في العالم العربي  سلفية – اخوانية؟.
•   الشقيري حيا !
هدد(علي سلامي) نائب قائد حرس الثورة الاسلامية بايران، باطلاق مئات من الطائرات بدون طيار فوق اسرائيل، وسبقه نجاد الى تهديد الاخيرة اكثر من مرة بالقناء، واذا كان الاحتلال الاسرائيل لأراضي دول عربية عام 1967 قد توج تصريحات للشقيري من قبيل (القاء اسرائيل في البحر) واخرى لعبدالناصر، فان اخشى مانخشاه ان تقدم اسرائيل على حرب تلتهم المزيد من الاراضي العربية، ولا ينطق حزب اسرائيلي عن الهوى لما دشن حملته الانتخابية بشعار (الاردن هي فلسطين)! والشقيري حيا في كل تطرف وتهديد ايرانيين.
•   حقل تجارب.
قال النائب عبدالاسلام المالكي، ان (معارضة حكومة الاغلبية، محاولة لأبقاء العراق على وضعه الحالي). ولكن من الذي يضمن نجاح مشروع حكومة الاغلبية؟ ارحموا الشعوب العراقية فهي ليست حقل تجارب.
•   تنازع (التصريحات) وبقاء( الفوضى).
قال كريم عليوي من كتلة البدر البرلمانية: ( أن نتائج زيارة الوفد الكردستاني الى بغداد كانت ايجابية) وبحسب النائب قاسم الاعرجي (ان تلك الزيارة لم تسفر عن أي انفراج ولم تتجاوز العموميات). ولدى النائب لقاء وردي: ( ان حوارات الوفد الكردي مع بغداد غير مجدية وورقة الاصلاح سراب والحوارات كسب للوقت) وذكرنائب رئيس الوزراء د. روزنوري شاويس (ان نتائج الزيارة كانت إيجابية)! فيما قال عماد احمد نائب رئيس حكومة كردستان (ان لقاءات بغداد لم تكن بمستوى التوقعات).
وذكرت الانباء(ان قوة اقتحمت سجن بادوش واعتدت على السجناء ثم نقلتهم الى زنزانات انفرادية) لكن وزارة العدل نفت الخبر جملة وتفصيلا. وفي داقوق ذكر (ان الشرطة الكردية منعت (عمليات دجلة) من اقامة ثكنة لها هناك) بيد أن مصدرا في الجيش العراقي افاد بعكس ذلك (ان شرطة داقوق تنسق معه ومتعاونة)! . وجاء في الاخبار: ( ان التحالف الوطني سيشكل وفداً لزيارة اربيل بعد العيد) في حين نفى النائب أمير الكناني ذلك وو.. وعلى وزن نظرية داروين (تنازع البقاء وبقاء الانسب) فأن (تنازع (التصريحات) وبقاء (الفوضى) ظاهرة في اقوال المسؤولين العراقيين.
Al_botani2008@yahoo.com

300
حقوق الشعوب بين الحكومات القوية والضعيفة.

                                                                                                                            عبدالغني علي يحيى  
     قبل نحو (4) أعوام، أجرى معهد بحثي تركي مقابلة معي للوقوف على أرائي في قضايا عراقية منها العلاقات بين حكومتي بغداد و اربيل، واسترعى اهتمامه، قول لي مفاده،ان الحكومات القوية تنزل عند مطاليب الأمم بخلاف الحكومات الضعيفة وأوردت امثلة منها، ان النظام العراقي الحالي في الشهور الأولى لسقوط النظام العراقي السابق،وفي ظل حكم السفير (برايمر) كان اكثر انفتاحا على القوميات والديانات والأحزاب العراقية،مما هو عليه الأن،فلقد اسندت رئاسة الجمهورية  مرة الى العربي السني غازي الياور، واخرى الى الكردي جلال طالباني وما يزال اما رئيس الحكومة فلقد كان د.اياد علاوي  رئيس ائتلاف العراقية  المعبر عن المكون السني لاحقا، ودخل حزبا الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى الشيعيان في تحالف رباعي مع الحزبين الكرديين الديمقراطي والوطني الكردستانيين وكان لسلطة برايمر تأثير في ذلك .ولتبديد شكوك المعهد ذاك،ذكرته بنظام الزعيم عبدالكريم قاسم الذي مال الى الكرد والحزب الشيوعي العراقي الذي كان وقتذاك من اقوى الاحزاب العراقية وكذلك الى الحزب الوطني الديمقراطي .كل هذا وسط التفاف جماهيري لافت حوله افشل كل المحاولات للنيل منه، لكنه ما أن خطا باتجاه الدكتاتورية والتراجع عن مبادئه التي كانت من اسباب قوته،سيما بعد حوادث كركوك في 14-7-1959 و إذا به يصادر الحقوق التي اقرها للعراقيين ، وانزلق بالتدريج الى دكتاتورية سافرة زادته عزلة وهزالا بمرور الأيام، إلى أن إنهار في 8-2-1963 على يد حزب البعث. ثم تحولت الى مثال ثان، وهو نظام حزب البعث 1968- 2003 ففي السنوات الأولى الحكمه كان قويا مرهوب الجانب بفضل اصداره لقانون الحكم الذاتي 1970 فد خوله في جبهة مع الحزب الشيوعي فتأميمه للنفط..الخ من انجازات اخرى.وفي المحافل الدولية رشح لرئاسة حركة عدم الأنحياز، إلا انه سار بعد ذلك على خطا نظامي  قاسم و انقلابيي شباط 1963 فحكومتي الاخوين عارف، وبلغ به الضعف  حدا انه لم يجد من يدافع عنه يوم اسقاطه من قبل التحالف الدولي يوم 9-4-2003.
    ما ذكرته، ينسحب  على النظام القائم الان في العراق فمن يوم قيامه باستفزاز العرب السنة أولا ثم الكرد، نلقاه يمضي سراعا صوب الضعف والعزلة. بداية  لا يتحمل المكون الشيعي وزر ما تقوم به  حكومته التي وصلت الى درجة كبيرة من الضعف ، بل ان اطرافا شيعية ايضا شرعت بتوجيه النقد إليها . وعن عجزها البين،  نستشهد بقول لمسرور البارزاني، ما معناه ان الحكومة العراقية بدل التوجه بجيوشها الى كردستان عليها حماية المنطقة الخضراء داخل بغداد وبعد ايام على قوله ، قرأت من على شاشة  فضائية عراقية، كيف ان شارع محمد القاسم ببغداد،سمي بشارع الكواتم نظرا لاغتيال مئات العراقيين فيه باسلحة كاتمة للصوت، من دون ان تتمكن الحكومة العراقية من بسط  الامن فيه والذي يطلقون عليه تسمية اخرى (شارع الاغتيالات) ووصل الأمر بأحد وجهاء بغداد الى القول: (لاخير في حكومة تعجز عن تحقيق الاستقرار حتى في شارع واحد)!
   إن إجراء مقارنة بين الحكومة العراقية الحالية وبين الحكومات العراقية التي سبقتها،يرينا كيف ان هذه الحكومة تعد من أشد الحكومات العراقية ضعفا وهزالا، فالحكومات العراقية السابقة التي كان بعض منها في أوج ضعفها،لم تكن تعاني من الاضطرابات الداخلية ولا من عمليات تفجير واختطاف وقتل يومي أو فساد مالي واداري او..أو..الخ من المساوئ،ومع ذلك فان الحكومات تلك لم تقدرعلى الثبات بوجه خصومها،وانهارت واحدة تلو الأخرى ، عليه هل يعقل توقع النصر في المعارك لحكومة ينوء كاهلها بثقل كم من الأزمات والفضائح والاعتراضات؟
   وتدل الوقائع على الأرض او توحي من ان الحكومة العراقيه الحالية تستعد للحرب على الكرد وتصفية العنصر السني وكذلك المكونات غير الشيعية او غير المسلمة، وهذه الحرب ستندلع لا محالة اذا سارت الأوضاع بالشكل الذي نراه الأن. ومثلما نرى الحكومة الايرانية تدق طبول الحرب منذ زمن، كذلك نرى الحكومة العراقية في الأتجاه عينه،في سعيها المحموم لعسكرة المجتمع وشرائها للا سلحة بمليارات الدولارات،فتحريك الجيش في المناطق المتنازع عليها وتأسيس تشكيلات قتالية جديدة (عمليات دجلة) وعدم اعتبار البيشمركه قوة ضمن منظومة الدفاع العراقية،علما انها سبق وان توسلت قبل اعوام بحكومة كردستان لكي ترسل (البيشمركه)الى بغداد للحفاظ على الأمن فيها، دع جانبا شكاوى العرب السنة من حملات تطويق مدنهم واعتقال مشطائهم من جانب الحكومة العراقية.
    مما تقدم نخلص الى القول،ان الحكومات القوية في العصراالحديث القوية في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والمالية والعلمية والتكنولوجية هي الاكثر تفهما لمطاليب الأمم،فالحكومات البريطانية والفرنسية والهولندية والبلجيكية الاستعمارية،اقرت بحقوق شعوب مستعمراتها التي غادرتها فيما بعد،وفي مطلع التسعينات من القرن الماضي اقر الاتحاد السوفيتي السابق  باستقلال نحو (15) جمهورية عنه،علما ان هذه الحكومات لم تكن ضعيفة في اي وقت من الاوقات،بل ان بعضها كانت عظمى وما زالت عظمى. بالمقابل نجد حكومات عربية واسلامية على ضعفها وفقرها تأبى الاعتراف بحقوق الشعوب التي تهيمن عليها هتى اذا طالت المعارك ضدها عقودا من السنين واستنزفت موراد البلاد واهكلت العباد. ان هذه الدول تقيس قوتها بمقدار عدد جنودها وفرقها العسكرية ونوعية اسلحتها التي لم تحمي اية دكتاتورية من السقوط، في حين نجد حكومات ذات قدرات عسكرية وتسليحية شبه محدودة او رمزية كألمانيا و اليابان ،وفوق هذا تعد بمثابة دول قوية لها مكانتها في المجتمع الدولي. بفضل قوتها الاقتصادية والمالية والعلمية والتكنولوجية ومن الأمور التي تؤخذ على الحكومة العراقية الحالية وكذلك التي سبقتها رصدها الجزء الاكبر من ميزانياتها للاغراض العسكرية والحربية، ولقد خرجت من جميع معاركها سواء ضد شعبها أو جيرانها خاسرة.في الختام اجدد التكرار،ان الحكومات القوية والمتحضرة اكثر تفهما لقضايا الشعوب من الحكومات الضعيفة والمتخلفة.
كاتب سياسي – العراق.
(الشرق الاوسط)

301
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   العلم الثالث.
إحتج نائب سابق على رفع علم النظام العراقي السابق في بطولة خليجي 21 أثناء إجراء قرعة البطولة ، داعيا إلى الأنسحاب منها، ناسيا ان هذا العلم معترف به من المكون السني،مثلما ان العلم الكردستاني، علم الكرد. ويظل العلم الرسمي خاصا بالشيعة .
 
•   على وزن أفعل .
ذكر مصدر أن (العراق أسوأ مستنقع للفساد في العالم ) و قال أخر أن (بغداد أوسخ مدن العالم ) وثالث ان (العراق، المكان الأخطر على الصحفيين) و عن معبر ربيعة الحدودى في محافظة نينوى ورد بان اعلى مؤشر لتعاطي الرشوة يوجد فيه، ناهيكم من ان الوزارة الفلانية الأسوأ من بين الوزارات..الخ؟

•   (العراقية) أشد كفرا ونفاقا .
اتهم خطيب جامع ابي حنيفة النواب من القائمة العراقية، بالتخلي عن المحتاجين والمظلومين فالركض وراء المصالح الشخصية، وذلك في خطبة الجمعة ليوم
26-10-2012 . وبعد يومين اتهم انصار للعراقية، القائمة العراقية بالضعف والتحزب المناطقي والعائلي والعشائري وبالمواقف الهزيلة وعدم الدفاع عن المظلومين والمعتقلين، وسرقتهم للمال العام، ومراعاة الأقارب والنسباء..الخ
•   إعتراف متأخر.
استبعد التحالف الكردستاني نجاح المحاولات الجديدة لسحب الثقة من المالكي، وهو اقرار متأخر، وكان الأولى به ان يدرك ذلك منذ الأيام الأولى لطرح مشروع سحب الثقة منه.
•   حال تركيا والعراق وغيرهما..!
دعا أردوغان الأتراك الى الرد على من سماهم ب(مدبري المخططات السوداوية)! ما يعني أن تركيا ككل اقطار المنطقة غير مرتاحة مما يجري من احداث فيها، في تركيا وعن الوضع في العراق قال د.صالح المطلك ان (البلاد تمر بأزمة خطيرة والقادم أخطر)! وتكاد التقارير كافة تجمع على ان بلدان (الربيع العربي) على حافة الأنفجار، فهل القادم سيكون أخطر؟ الجواب: نعم.

•   نزاجعان مهينان للعراق.
قبل اسابيع هدد العراق تركيا بمراجعة الاتفاقية العسكرية المبرمة بينهما منذ عام 1983 والغائها، واشار قانونيون بامكان ذلك ومن جانب واحد ، جاء ذلك على خلفية الاستفزازات المتواصلة ضد العراق من جانب تركيا، لكنه تراجع عن تهديده ولاذ بالصمت، رغم مضي تركيا على سياساتها  المناوئة له، وعلى حرب المياه ضده فقصفها المتواصل لأراضي كردستان العراق، اما تراجعه الثاني فهو السماح للحجاج الاتراك باستخدام الأراضي العراقية وصولا الى مكة الأداء فريضة الحج، بعد ان كان قد منعهم. وحصل ذلك تحت ضغط من العالم الاسلامي وليس عملا بمبدا (التراجع عن الخطاء فضيلة). ترى اما كان اشرف وانبل للعراق ان يتراجع امام مطاليب شعبه وينفذها؟.
•   حدود تحركات البيشمركه!
صرح النائب سليمان الموسوي بان تحركات قوات البيشمركه في المناطق المتنازع عليها مخالفة قانونية ودستورية ويجب ان لا تتعدى حدود الاقليم. قال ذلك عفب إعلان المالكي عدم اعترافه بالبيشمركه قوة عراقية، ردى عليها اين كانا يوم الحت الحكومة العراقية قبل نحو (4) سنوات على حكومة اقليم كردستان لارسال قوات البيشمركه لحماية الأمن والأهالي في بغداد ويوم كانت تلك القوات تحمي تلعفر واجزاء واسعة خارج الأقليم، لماذا كانت تحركاتها أنذاك قانونية؟.

•   متئ يتوفر الزمان والمكان المناسبان؟
هددت الحكومة السودانية بأنها سترد في الزمان والمكان المناسبين على الاعتداء الاسرائيلي الذي دمر مجمعا عسكريا حربيا سودانيا بالقرب من(الخرطوم) ولكن من غير أن تحدد سقفا زمنيا للرد على اسرائيل التي تنفذ اعتداءاتها على العرب في كل زمان ومكان. يذكر انه على أثر كل إعتداء اسرائيلي، فان الرد عليها كلامي وغالبا ما يتضمن (الزمان والمكان المناسبين)!
•   مؤتمر قادة الجيوش العربية!
يبدو ان العراق لم يأخذ درسا على الأقل، ماليا من استضافته للمؤتمر ال 23 للقمة العربية وما انفقه عليه من ملايين الدولارات التي احتج العراقيون الجياع عليها، وهاهو الان يقترح عقد مؤتمر لقادة الجيوش العربية ببغداد والكل يعلم، ان جيش العراق ليس في خدمة العراق بقدر ما هو في حذمة مخططات دولة غير عربية، ناهيكم عن تهديده للكرد و شنه حملات اعتقال و ضرب ضد العرب السنة.
•   طائفية أم تصحيح؟
عد نواب عراقيون قانون ترسيم الحدود الأدارية للمحاقطات العراقية بمثابة قنابل موقوتة،ويؤدي الى اشعال حروب اهلية وطائفية وو.. ترى لماذا لم يكن ترسيم تلك الحدود يوم الحق صدام حسين: النخيب والرحالية وعين تمر الشيعية التي كانت تتبع كربلاء منذ يوم تأسيس الدولة العراقية، والحقها بمحافظة الأنبار السنية، ويوم الحق قضاء مخمور الكردي بالموصل السنية و طوز خورماتو الكردية التركمانية بتكريت، هل غاب عن المعترصنين على القانون بانه اي القانون يتوافق والمادة 140. ويا لذاكرة بعضهم الضعيفة الذين يتجاهلون ان الاجراء الصدامي كان واحدا من الماسي التي حلت بالعراق والعراقية! عدا هذا لماذا لم يحكم على تلاعبات صدام بالحدود الادارية بالطائفية والعنصرية؟
في حين يحكم على تصحيح اخطائه بالطائفية؟.
•   لماذا السودان؟
في ضرب اسرائيل مجمعا حربيا سودانيا بالقرب من العاصمة الحزطوم اكثر من مخزى، اسرائيل تضرب مجمعا عسكريا لدولة عربية من غير دول الطوق أو المواجهة وتغض النظر عن السلاح الكيمياوي لسوريا الجارة لها، الا يعد استهداف السودان بمثابة (بروفة) لأستهداف ايران، أو اضعافا للسودان في صراعها مع (دارفور)ومناطق اخرى..الخ
Al_botani2008@yahoo.com



302
تسليح الجيش العراقي كلمة حق أريد بها باطل

عبدالغني علي يحيى

    يبقى العنوان أعلاه ناقصاً رغم طوله، ما إضطرني إلى ملء الفراغ بعد (و) بالقول: ولهم فيه (التسليح) مآرب أخرى سنكشف عنها لاحقاً. والى استدراك وهو ان الكلمات بين القوسين في الاعلان تعني (باطل) ولنبدأ بالشق الأول منه، وهو أن تسليح الجيش العراقي حق، وكذلك إستحداث صنوف جديدة فيه كعمليات دجلة حق أيضاً والمرفوضة لدى الكرد والسنة واطراف اخرى بينها التركمان وحتى بعض من الشيعة، كما أن تحريك هذا الجيش شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً داخل الحدود الدولية للعراق حق بدوره، ضمنه الدستور العراقي في مادتيه 78 و 110. لكن وكما قيل في قميص عثمان، (كلمة حق أريد بها باطل) والتي تنسحب على تسليح هذا الجيش وتحركاته وتشكيلاته الجديدة، فلقد نسب الى المالكي، أثناء زيارته الى روسيا وشرائه للأسلحة منها بقيمة (4) مليارات دولار، القول، أنه طلب من الروس تزويده بأسلحة تستخدم في المعارك الجبلية والصحراوية، ما يعني أستعمالها ضد الكرد الجبليين، والعرب السنة الذين يقطنون في مناطق شبه صحراوية، عليه لا غرابة من أن يظهر ممثلو الكرد الذين في غالبيتهم سنة ايضاً، والعرب السنة مخاوف جدية من صفقات الأسلحة التي ابرمها  المالكي في روسيا ثم في التشيك التي بلغت ملياراً واحداً وقبل ذلك، الصفقة التي اتفق بشأنها مع الأمريكان والبالغة (12) مليار دولار فصفقة جديدة معهم لشراء 18 طائرة من نوع16f. ما حدا بممثلي الكرد والعرب السنة إلى الاعتراض عليها بشدة، فمما قاله مؤيد طيب عن التحالف الكردستاني: (ان الكرد قلقون من تسليح الجيش العراقي) دع جانباً اشكال الاعتراض الكردي الاخرى رسمياً وشعبياً. أما البرلمانية العربية السنية عتاب الدوري فقد طالبت (باستضافة المالكي الى البرلمان لمعرفة طبيعة العقود التي وقعها مع روسيا) وحذا الحزب الاسلامي العراقي حذوهما. والذي يفاقم من قلق الكرد، ان السعي المحموم لتسليح الجيش العراقي، سبقته تحركات للأخير في طول المناطق المتنازع عليها، في (زمار) و (ربيعة) بمحافظة نينوى، وفي محافظة كركوك، يكفي أن نعلم انه تم حشد (30) دبابه و(4) مدرعات وكميات ضخمة من القذائف في (الحويجة) جنوب المحافظة اضافة الى مرابطة الفرقة 12 فيها. وفي ديالى خصصت قاعدة لقيادة عمليات دجلة.. الخ. وإذا كانت عسكرة المجتمع العراقي وحروب بغداد الداخلية والاقليمية قد اقترنت في الماضي بالعلاقات مع الأتحاد السوفيتي السابق، فأن القلق يتنامى من ان تؤدي العلاقات الجديدة واللافتة مع خليفته روسيا الاتحادية إلى (إحياء التحالف الستراتيجي بين العراق والأتحاد السوفيتي السابق) كأن يبعث من جديد بمعاهدة الصداقة العراقية – السوفيتية، وأن يعيد التأريخ نفسه، إذ أن العلاقات السابقة بين البلدين تذكر العراقيين بالسلاح ووسائل التدمير الروسية الأخرى، خلافاً للعلاقات مع الدول الاخرى التي تقترن بالمنافع المتبادلة تجارية كانت أم أقتصادية.
    ان التحركات الميدانية للجيش العراقي، سواء في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل أو في المحافظات ذات الغالبية السنية العربية، والتي شهدت من بين ما شهدت في الآونة (عمليات الجزيرة) في المنطقة السنية، تقطع الشك باليقين من ان الحرب ، على الكرد والعرب السنة في آن معاً ستتوج التسليح.
   عدا ما أوردناه فأن أمثلة أخرى تقوي من التكهنات تلك، مثل اعادة الضباط السابقين الى الخدمة للغرض نفسه، ويحتج الكرد على ذلك بشده وعلى وجه الخصوص على إعادة الطيارين منهم، ويخطيء من يعتقد، ان الطموحات العسكرية العراقية ستتوقف عند شن حروب داخلية، فللتسليح أهداف أوسع تطال لا شك اقطاراً خليجية تتقاطع مع إيران والعراق مثل: الكويت والسعودية والأمارات ويساعد على ذلك التوتر المتزايد بين الدولتين ايران والعراق والدول تلك، فضلاً عن تحول منطقة الخليج الى بؤرة توتر من نوع جديد ومدمر منذ عام 1980 عندما بدأت حرب الخليج الاولى 1980-1988 والثانية في عامي 1990-1991 ما يفيد بأن بؤرة دائمة للتوتر ولدت في المنطقة وتتميز عن غيرها من البؤر في العالم بالحروب، وذلك على الضد من بؤر التوتر في شبه الجزيرة الكورية وفي فلسطين و كشمير بين الهند وباكستان وجزر متنازع عليها بين الصين واليابان وبين  روسيا واليابان، وقبرص بين تركيا و اليونان و( نوكورنوكرباخ) بين أرمينيا واذربيجان والتي غالياً ما تتميز بالحرب الكلامية والتهديدات مع وقف التنفيذ، لهذا تظل بؤرة التوتر في الخليج الاكثر خطورة على أمن شعوب الشرق الاوسط والسلم العالي، من أية بؤرة أخرى، ولاريب، أن هنالك مستفيدون من الشرق والغرب من بؤرة التوتر الخليجية والتي دخلت عقدها الرابع من غير ان تلوح في الافق بوادر لأنهائها أو جعلها لاتتخطى حدود الحرب البادرة والتهديدات مع وقف التنفيذ كما ذكرنا. ولما كانت ألمانيا في النصف الأول من القرن العشرين، قد أشعلت نيران حربين عالميتين، فلا ننسى ان العراق بدوره اشعل نيران حربين كبيرتين، ولولا فرض عقوبات على المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ومرابطة قوات التحالف الذي انتصر عليهما في أراضيهما، لكان إشعال نار حرب عالمية ثالثة متوقعاً بل حتمياً، ما يدفعنا الى التنبؤ بوقوع حرب خليجية ثالثة، وسيكون العراق وإيران وسوريا ان كتب لنظام الاسد البقاء، وكذلك حزب الله اللبناني بمثابة (دول المحور) التي اعلنت الحرب على الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، واقوى دليل على ذلك سباق التسلح الذي بز العراق وايران فيه الجميع. ويعد ركض العراق وراء التسلح، وكذلك ايران، تحضيرا واستعدادا للحرب، فلا عجب من أن يتعدى تعداد جيش الأول المليون ونحو 700000 مقاتل، وان يقدم على تنويع مصادر تسليحه لتشمل الغرب بعد أن كانت مقتصرة على الشرق، ثم أن خلافاته مع الدول التي كان يناصبها العداء كالكويت والسعودية و الامارات، ما برحت قائمة، ومن المتوقع ان تشتد اكثر في اجواء الاصطفاف الطائفي الحاد وسط تزايد لأسباب الحرب غير المباشرة. ويبقى الوضع في المانيا الشرق الاوسط والخليج (العراق) ان جاز التشبه على أهبة الاشتعال فالحرب التي تنتظر على عجل من أمرها حلول السبب المباشر لأندلاعها. وبالتسليح التام للجيش العراقي فأن نتائج وخيمة سوف تترتب عليه. وفوق كل هذا وذاك فأن، فشل الحكومة العراقية في تحقيق الاستقرار والخدمات وحل الازمة السياسية والقضاء على الفساد والوان من الاضطرابات، سيرغم بغداد على التوجه نحو الحرب  هربا من الاخفاقات، وتحت وطأة توفر أسباب الحرب.
كاتب سياسي – العراق
(الشرق الاوسط)

303
دفاعا عن الصحفيين الكرد في تركيا وسوريا

عبدالغني علي يحيى
(إن الحملة على الصحافة الكردية والصحفيين الكرد في تركيا،تثير مخاوف مهمة وجدية بشأن معاملة الأقليات وحرية الأقلية في التعبير عن الرأي)
هذا ما قالته ايما سنكلير الناشطة في منظمة هيومن رايتس ووج.
(نؤكد بأن استهداف الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم من اجل اظهار وتبيان حقيقة ما يجري على ارض الواقع وايصالها للراءي العام، يهدف الى طمس حقيقة مايعيشه "الشعب السوري عامة والكردي على وجه الخصوص من ارهاب وارتكاب مجازر بحقهم")
هذا ما جاء في بيان اتحاد الاعلام الحر  في غرب كردستان.

لا تعد ملاحقة الصحفيين الكرد في تركيا واعتقالهم فإحالتهم الى المحاكم وسجنهم لفترات تتجاوز أحيانا العقدين من السنين، حالة نادرة أو شاذة في الحياة السياسية في تركيا. واللافت ان تضييق الخناق عليهم غالبا ما يأخذ شكل العقاب الجماعي، الأمر الذي لم يحصل في أي بلد في العالم ، ففي دول العالم، باستثناء تركيا، لا نجد مقاضاة عشرات الصحفيين دفعة واحدة . فقبل فترة بدأت محاكمة (44) صحفيا كرديا بتهمة الارتباط بحزب العمال الكردستاني pkk وهي تهمة جاهزة دوما.فقبل شهور من الان واجه عشرات من الصحفيين الكرد وبينهم قلة من الصحفيين الأتراك أيضا أحكاما بالسجن لمدد مختلفة.
والذي يؤسف له ان نقابات الصحفيين في العالم والاتحاد الدولي للصحفيين لم تتحرك بالشكل المطلوب للتضامن معهم، إن لم نقل لم تتحرك قط /إذ لم تصدر أية بيانات أو احتجاجات على اعتقالهم وسجنهم، وهم في الوقت ذاته سجناء ضمير. وهنا نرى (منظمة هيومن رايتس ووج) ومنظمات  دولية أخرى تعنى بحقوق الإنسان تتقدم على نقابات الصحفيين، فعند بدء محاكمة ال 44 صحفيا  المشار إليهم قالت (ايما سنكلير ويب) الباحثة المختصة بشؤون تركيا وهي من الناشاطات في (هيومن رايتس ووج) والمختصة  بالدفاع عن حقوق الإنسان في تركيا:
 (إن الحملة على الصحافة الكردية والصحفيين الكرد في تركيا،تثير مخاوف مهمة وجدية بشأن معاملة الأقليات وحرية الأقلية في التعبير عن الرأي) وأضافت: ( حتى لو كانت تلك الاراء جارحة يجب حمايتها).
وورد في بيان لها،ان هنالك 17 صحفيا كرديا  يواجهون أحكاما بالسجن لمدة (20) عاما وان 36 صحفيا منهم في السجون منذ عام 2011 من دون أن يحالوا الى القضاء، في حين ينتظر 46 منهم إحالتهم الى القضاء بعد أولئك ال36.
وإذ نصحح معلومة للباحثة في الشؤون التركية، بشأن حجم الكرد في تركيا والذي يقدر بنحو25 مليون نسمة، ما يعني أنهم لا يشكلون أقلية وفي هذه الحالة فإن الحكومة التركية تضطهد شعبا كبيرا تعداده الملايين. عليه وجب التصحيح وعدم ذكر الكرد  أقلية، ليس في تركيا فحسب، بل في الدول الاخرى: أيران والعراق وسوريا.
ومع ذلك لا يسعنا إلا أن نسدي جزيل الشكر الى الباحثة (ايما سنكلير) المحترمة ومنظمتها المدافعة عن حقوق الإنسان،على موقفها المساند والمنتصر للصحفيين الكرد في تركيا، والرافض في أن لاجراءات الحكومة التركية التعسفية بحق الصحفيين الكرد.
لاشك،ان موقف (هيومن رايتس ووج) لا بد وان يشجع نقابات الصحفيين وفي مقدمتها نقابة صحفيي كردستان على التحرك والتدخل لصالح الصحفيين  الكرد في تركيا، الذين يعيشون محنة كبيرة، وعلى الاتحاد الدولي للصحفيين أن يقوم بدوره ويفضح الانتهاكات والاعتداءات ضد الأسرة الصحفية الكردية في شمال كردستان،وكذلك ضد الصحفيين الأتراك أيضا .
أن العقاب الجماعي للصحفيين الكرد في تركيا، يدل على ممارسة عقاب جماعي ضد الملايين الكردية في هذا البلد، الامر الذي لم يعد معه الصمت ممكنا. والانكى من هذا ان المعتقلين لا يعاملون كسجناء راي وضمير، إنما تلصق بهم تهمة الارهاب التي هم بعيدا عنها جدا والتي تلصق بكل كردي يتجرا على المطالبة بحقوق شعبه القومية والديمقراطية العادلة, ويشجع على ذلك تصنيف حزب العمال الكردستاني ظلما على الارهاب من جانب الولايات المتحدة الامريكية .
وبالرغم من اختلاف النظامين التركي والسوري فيما بينهما وتوتر العلاقات بينهما الى اقصى الحدود، لكنهما يلتقيان في معاداة الشعب الكردي والصحفيين والاعلاميين الكرد. اتحاد الاعلام الحر لغرب كردستان استنكر في بيان له وجهه الى الرأي العام في داخل سوريا وخارجها شجب فيه المذبحة الرهيبة للجيش السوري في حي الاشرفية وجاء في البيان : ( ارتكبت القوات السورية اليوم الخميس 25-10-2012 مجزرة في حي الاشرفية راح ضحيتها 15 مواطناً مدنياً معظمهم من الكرد المقيمين في الحي، كما جرح في ذلك القصف مراسل قناة روناهي كندال ولات ومراسل وكالة فرات للانباء  جود روناهي) وقال البيان: ( إننا في اتحاد الاعلام الحر في غرب كردستان ندين ونستنكر هذه المجزرة والمجازر التي يرتكبها النظام الاستبدادي السوري والتي حصدت ارواح الاف الضحايا من المدنيين حتى الان، وازهقت ارواح العشرات من الصحفيين الذي قاموا بتغطية تلك المجازر، التي ارتكبتها القوات السورية)
وأضاف: (إننا في اتحاد الاعلام  الحر لغرب كردستان نحمل النظام السوري مسؤولية " الحفاظ على أمن وسلامة كل العاملين في الحقل الاعلامي) وناشد البيان الاتحاد الدولي للصحفيين "بضرورة تبني كافة العاملين في وسائل "الاعلام السوري"
فالى متى وفي عصر الحرية والديمقراطية يعاقب الصحفيون الكرد والاتراك في تركيا عقابا جماعيا، والصحفيون الكرد والعرب في سوريا يضطهدون ويهانون على يد الجيش والشبيحة السوريين.
Al_botani2008@yahoo.com

304
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   (مستهترون) بلا حدود.
هدد أمين عام حزب الله العراقي، أنه في حال إعتقاله بسبب من مطالبته باعتقال قاتل والده، فأنه سيقلب الوضع في العراق ويعيده الى المربع الأول!. ناسياً ان المربع الأول يضيق بالعراق منذ سنوات!
•   موسم الهجرة من (الجنوب)
اغلقت (لندن) قنصليتها بالبصرة، لاسباب غبر مقنعة طبعاً ثم انسحبت شركة(اكسون موبيل) من حقل القرنه 1 النفطى زاعمة لأسباب ربحية!. ومن الارجح ان يشهد الجنوب اكثر من (غلق) و(انسحاب) والاسباب معلومة.
•   تنحية الأسد.
وافقت ايران على تنحية الأسد، ولكن من خلال الانتخابات، ونسألها، هل نحي الشاه في ايران من خلال الانتخابات؟
•   (ازمة البلاد سببها الاكراد)!
قال المستشار الاعلامي للمالكي:( ان الأزمة التي تمر بها البلاد سببها الاكراد)!  عليه وماجزاء البارزاني والطالباني إلا جزاء سنمار، فلولاهما لكانت العملية السياسية قد ماتت منذ اعوام ولغرق البلاد والعباد في بحر من الدماء والدموع، فبأستثائهما لم يعرف العراقيون لا من الشيعة ولا السنة رسول سلام وداعية اصلاح ومصالحة، احقاً ان الكرد سبب الازمات؟
•   كالعادة، القاتل سوري والقتيل لبناني.
سارعت دمشق قبل غيرها الى ادانة مقتل وسام الحسن، لكن الحريري وجنبلاط وغيرها اتهماها بقتله وتدبير عملية تفجير الاشرفية، وحزب الله الوحيد الذي اعترض على احالة القضية الى المحاكم الدولية، فالى متى تسير دمشق وراء جنازة ضحاياها؟


•   عجز السياسيين الكرد!
قال النائب عمر الجبوري (بعدم قدرة السياسيين الكرد على حل الأزمة العراقية). لذا والحالة هذه فلماذا لا ياخذ القادة الشيعة والسنة زمام المبادرة لحل الأزمة، ويتشبثون بالطالباني لحلها؟ يقيناً ان الكرد اذا كانوا غير قادرين على ذلك، وهم قادرون لولا حكام بغداد فان الاخرين لن يقدروا اطلاقاً على حلها!
•   البارزاني مخرباً!!
حذر النائب عبدالسلام المالكي من أن (زيارة البارزاني الى روسيا محاولة لتخريب صفقات الاسلحة)! في حين ان مشروع الزيارة كان مطروحاً قبل ان يتوجه المالكي الى موسكو لشراء الاسلحة، ثم ان الزيارة تأتي  بطلب من (بوتين) وفوق كل هذا، فان اكثرية العراقيين يعارضون ذلك، فلماذا توجيه الاتهام الى البارزاني وحده؟.
•   استغراب انتقائي.
استغربت النائبة عالية نصيف من اعتراض البارزاني على صفقات الاسلحة التي ابرمتها بغداد مع موسكو، وكأن البارزاني وحده المعترض، فلقد اغفلت من بين  المعترضين: العراقية والتيار الصدري وكتل برلمانية كثيرة فدعوات من غير الكرد الى مساءلة المالكي في البرلمان.. الخ سيدتي: الجميع يعترضون على  الصفقات تلك باستثناء (الفؤية) التي اشار إليها الصدر.
•   أسماء بلا دلالات.
قبل اعوام سميت المنطقة السنية من العراق، لكثرة حوادث القتل فيها ب( مثلث الموت) ويطلق البغداديون الان على شارع محمد القاسم تسمية ( شارع الكواتم) بسبب من  مقتل المئات فيه بأسلحة كاتمة للصوت وعلى أخر (شارع الاغتيالات) وهاهي فرق تسمى وتتسمى ب( فرق الموت) على غرار فرقة في البرازيل ايام حكم الجنرال (جزيل) حملت اسم (كتائب الموت). في الثمانينات من القرن الماضي كان اهالي خانقين يطلقون من باب النكته اسم (حافات المياه) على نهر الوند الذي كان الهاربون والمتخلفون من الخدمة العسكرية يختفون بين الاشجار حواليه والاسم كان لمسلسل تلفزيوني باسم (حافات المياه) اصلا.
•   السلاح لا الخدمات!
الأولوية لدى النائب محمد الصيهود لشراء الاسلحة لا الخدمات كما صرح، وكان حريا به كنائب ان يقدم قوت الشعب أو العلم على  اسباب التهلكة والدمار، اذكرفي نهاية عام 2010 عد الشعب الدانماركي من  اسعد شعوب العالم، لأنه نبذ التسلح بعد الحرب العالمية الثانية، وانصرف الى  البناء والعمران والخدمات، على الصيهود ان يعي هذه الحقيقة.
•   .. والأتي أعظم!
بعد أن خرجت الخلافات من السيطرة عليها كما قالت صحيفة المستقبل العراقي، توقع نائب في مجلس النواب العراقي، ان  (تسود حرب عصابات وتصفيات جسدية).
•   ضيوف الرحمن.. ارهابيون!
نسب قول الى حاج تركي ردته الحكومة العراقية على اعقابه مع 1200 حاج أخر، من ان الاخيرة عاملتهم  كأرهابيين، وعلى حد اقوال شهود عيان انهم تعرضوا الى شتى الاهانات والاعتداءات.
•   مناورات!
يجري الجيش التركي الان مناورات عسكرية على  الحدود التركية السورية، ومثله الجيش الاردني على الحدود الاردنية السورية، وها هي المناورات العسكرية الامريكية – الاسرائيلية قد بدأت. ترى هل هي بداية لتدخل عسكري في سوريا؟
•   هل تتكرر تجربة الانتخابات الجزائرية في فلسطين؟
 اعلن محمود عباس عن فوز ساحق لقوائم فتح في الانتخابات البلدية بالضفة الغربية والذي لم يكن متوقعاً مثلما  الفوز شبه الساحق للعلمانيين في الجزائر وفي ليبيا ايضا على الاسلاميين، فهل يعني كل هذا هزيمة للاسلاميين وفي وقت جد مبكر؟.
•   خلاف قوم مع قوم لقوم فوائد!
كشف مصدر من ان الخلاف بين  العراق والكويت حول حقول النفط بينهما، لن يحل إلا بتولي شركات نفط عالمية، أمر تلك الحقول. الامر الذين يذكرنا بحكاية الثعلب الذي حكم بين ارنبين على قطعة من الجبن، وبقية الحكاية تعرفونها.
•   ثروة سلطان الزمان.
قيل والعهدة على الراوي، ان  رئيس مالي من أغني اغنياء العالم اذ تبلغ ثروته 350 مليار دولار، وانه حج 12 مرة وينثر الذهب والفضة بسفاهة، ومن الطبيعي ان يطلب هذا الرئيس مساعدة عسكرية عاجلة لانقاذ ثروته وليس شعبه من الاسلاميين المتشددين!
•   في ديالى.. اخذ الاخ بذنب اخيه!
سمعنا منادياً في ديالى يدعو الى حرمان أقرباء الملتحقين ب( القاعدة) من الوظائف، عملا بمبدأ اخذ الاخ بجريمة أخيه والذي يحذر منه الجميع .
•   التركمان بانتظار وعد الطالباني.
وعد طالباني التركمان بدراسة مشروع تحويل تلعفر وطوز خورماتو الى محافظتين، وهذا ما يسعى اليه التركمان منذ اعوام، وهو سعي مشكور، وما على التركمان إلا التحرك وسيكون الله معهم والمؤمنون، بأستثناء الحكومة العراقية التي ستصلب وعد الطالباني حتماً.
•   افغنة على مراحل
على خطى طاليبان في تدمير تماثيل بوذا في افغانستان، دمر السلفيون نقوشاً عمرها 8000 سنة في المغرب، وذكرنا مصدر لندني، ان حجم الضرر الذي الحقة السلفيون السوريون بالتراث لن يعوض، وفي بغداد حذرت أوساط ثقافية وفنية من ازالة نصب وثقت احداثاً تأريخية، دع جانبا غلق السلطات للنوادي الاجتماعية، اما في مالي فان المتشددين الاسلاميين يهدمون اضرحة الاولياء الصالحين باستمرار .. الخ.
•   خطوة مباركة.
زوجت مؤسسة شهيد المحراب 526 شاباً وشابة ببغداد وفي احتفال عظيم، وفي عيد الغدير ستزوج (500)  منهم، وتقول المؤسسة (زوجنا الى الان 11،326 شاباً وشابة). سدد الله خطاك يا مؤسسة الخير والبركة، وليت المؤسسات والاحزاب والمنظات  كلها على خطاك.
Al_botani2008@yahoo.com

305
مستقبل العلاقة بين العراق وسوريا.. وقضايا ذات صلة.


عبدالغني علي يحيى

حمل إلى بريدي الالكتروني (3) أسئلة وجيهة من الصحفي المعروف (عدنان ابو زيد) تستطلع رؤيتي لمستقبل العلاقة بين العراق وسوريا، في حال سقوط نظام بشار الاسد ، وفيما اذا كانت مخاوف العراق جدية من احتمال استيلاء عناصر معادية للعراق على مقاليد السلطة في سوريا، وعن رأي بعضهم من أن يناصب النظام السني المقبل في سوريا، النظام الشيعي في العراق، العداء، أدناه ردي عليها:

س: رؤيتك لمستقبل العلاقة بين العراق وسوريا إذا سقط نظام بشار الاسد.
ج: للوقوف على مستقبل العلاقة بين العراق وسوريا في حال سقوط نظام بشار الاسد، لا مناص لنا من التفاتة الى ماضي العلاقات بين الدولتين والثوابت المتحكمة بها (العلاقات) بدءاً من العهد الملكي وأنتهاءً بالعهد الحالي، والذي لايخفى على أحد ان العلاقات بينهما تميزت على طول الخط بالتوتر والجفاء والخصومة، تخللتها فترات ضيقة سادها تطبيع أقرب ما يكون الى الهدنة منه الى التطبيع بالمعنى الحقيقي للكلمة، ففي العهد الملكي في العراق ثمة أكثر من دليل على علاقة غير ودية بين الدولتين كادت ان ترتقي في السنوات الاخيرة للنظام الملكي، سيما بعد دخول سوريا في وحدة اندماجية مع مصر، الى مرتبة التآمر والاحتكام الى القوة للأطاحة ببعضهما بعضاً، ومن علامات الخصومة الشديدة وقتذاك بين الجانبين اعلان الدولتين العراق والأردن لأتحاد شبه فيدرالي بينهما، وبعد إسقاط الملكية في 14-7-1958 وقيام النظام الجمهوري في العراق، فان التوتر والتأزم عادا ليتحكما بالعلاقات بين الطرفين، بعد أن خيل لكثيرين، انها (العلاقات) ستدخل في التحسن إلى حد التحاق العراق بتلك الوحدة الاندماجية. ولم يفلح انفصال سوريا عن مصر عام 1961 في تحسين العلاقات بين البلدين وظلت سوريا حاضنة للعناصر القومية والبعثية العراقية وضد نظام عبدالكريم قاسم.
   بعد انقلاب حزب البعث في العراق وسوريا عام 1963 فأن العلاقة بين البعثين تحسنت لفترة قصيرة والتي بلغت مرتبة أرسال البعث السوري قوات عسكرية له بقيادة فهد الشاعر للمشاركة في قتال الكرد في العراق، لكن انقلاب عبدالسلام عارف على البعث، حال دون ظهور الجفاء بين الحزبين والذي كان متوقعاً، ونتيجة للأنقلاب ذاك، فأن الخصام استفحل بين الدولتين ودام نحو (5) سنوات الى أن أنهاه انقلاب البعث العراقي على حكومة عبدالرحمن عارف في 17-7-1968 ومع ذلك فان الجفاء لم ينته بسقوط نظام عارف واستمر بين الحكومتين البعثيتين ولسنين طويلة ساند خلالها نظام البعث السوري المعارضين للنظام العراقي على اختلاف توجهاتهم. وبعد يوم 9-4-2003 يوم سقوط البعث في العراق، فأن الصراع بين النظام البعثي العلوي في سوريا والحكومة الشيعية في العراق أشتد بشكل ملحوظ تميز بأرسال سوريا للأرهابيين إلى العراق للقيام بأعمال إرهاب وتخريب. والملاحظ ان الحكم البعثي للبلدين في السابق، وحكم (الشيعة والعلويين) المتجانسين في المذهب بعد سقوط نظام صدام حسين، لم ينجح في التقريب بين الجانبين وإزالة الخلافات بينهما. أما ما نجده اليوم من علاقة تضامنية بين النظامين، فلا ننسى انها أمليت عليهما من قبل أيران، وستزول بزوال السبب. عليه ووفقاً لهذه الخلفية والثوابت في العلاقات بين العراق وسوريا، فأن تحسنها (العلاقات) بعد سقوط نظام بشار الأسد، يبدو ضرباً من المستحيل وهو كذلك، سيما بعد أن تورط العراقي في دعم الأسد ضد الثورة السورية، والذي من شأنه أن يؤزم العلاقة بين عراق اليوم و سوريا المستقبل، ويؤزم العلاقة أكثر في حال وصول السنة الى الحكم في سوريا.

س: هل أن مخاوف العراق جدية من إحتمال سيطرة عناصر راديكالية معادية للنظام في العراق على زمام الأمور في سوريا؟.
ج: بوسعي القول، ان العلاقة الحالية والطارئة المفروضة على الحكومتين العراقية والسورية من جانب ايران هي بمثابة (ابغض الحلال) لكلتا الحكومتين وتجعل المخاوف العراقية جدية من احتمال سيطرة عناصر راديكالية معادية للنظام في العراق على زمام الأمور في سوريا. وهنا لا يسعنا إلا تحميل النظام العراقي مسؤولية التوتر المرتقب بينه وبين النظام الذي سيحل محل نظام بشار الأسد في المستقبل، بعد ان وضع العراق نفسه، خلافاً لجميع الدول العربية في خندق الدفاع عن النظام السوري وضد ارادة الاكثرية الساحقة من الشعب السوري، لقد كان اي العراق، في غنى من النزول الى موقع المدافع عن نظام مرفوض داخلياً وأقليمياً وعالمياً، ولقد كان حرياً به عدم الخروج عن الأجماع العربي أو يلتزم جانب الحياد وهو (أضعف الأيمان) هنا لا يمكنني إلا القول، ان الثوابت التي أشرت اليها والمتحكمة بالعلاقات بين البلدين، العراق وسوريا، ستترك بصماتها على مستقبل العلاقات بينهما.

س: ثمة من يرى نظاماً (سنياً) قادماً يقف موقف الند لنفوذ (شيعي) في العراق..
ج: هذه الرؤية صحيحية، وأرى أن الخصومة بين البلدين ستقوى وتشتد في المستقبل، وذلك في أجواء الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة أينما كانوا ووجدوا، واحيطكم علماً أنه في ظل تلك الأجواء، وتحكم القوى الأقليمية الطائفية ويدها الطولي في توجيه سياسة البلدين وادارة الصراعات، حتى لو أسقط النظام القائم في العراق ايضاً، فأن العلاقات لن تتحسن بين البلدين الجارين للأسباب التي ذكرتها.
ونحن نتحدث عن مستقبل العلاقات بين الدولتين: العراق وسوريا، علينا أن لا نغفل نظرية الاحتمالات وما تستجد من أحدث، فكلتا الدولتين معرضتان للتقسيم والتفتت في المستقبل، بل أن شروط التقسيم تبدوا واضحة في الدولتين، فالعراق مقسم على ارض الواقع منذ عام 2003 بين الشيعة والكرد والسنة، ويجري الحديث الآن عن ظهور حالة مماثلة في سوريا، كأن تقوم فيها كيانات عدة: علوية وسنية وكردية وربما اكثر، وعندي أن الثوابت تظل ذات فعالية، ولن ينهيها سوى التقسيم سواء في العراق أو سوريا.


رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
Al_botani2008@yahoo.com

306
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   (اعلامان) في جسد .
ما أن شرع علي خامنئي بألقاء خطاب له بمحافظة خراسان الأيرانية في العاشر من الشهر الحالي، حول الأحداث الراهنة في الشرق الاوسط، واذا بوسائل الاعلام الشيعية العراقية سيما المرئية تبث وقائع الخطاب جنباً الى جنب الفضائيات الايرانية بشكل مباشر، ومن هذه الفضائيات : المسار، وأفاق، وبلادي، والفرات، والاتجاه. الخ بشكل لم يعد فيه ممكناً التمييز بين الاعلامين العراقي والأيراني!

•   إما العلمانية القومية الدكتاتورية وإما الاسلام السياسي المتشدد.
في الذكرى ال42 لرحيل الدكتاتور جمال عبدالناصر، تم تأسيس فضائية باسم (العروبة) لمواصلة انهج الذي سار عليه عبدالناصر، فضلاً عن توحيد الفصائل التاصرية. وفي سوريا شكل الثوار السوريون كتيبة تحمل اسم الدكتاتور الفاشي صدام حسين، وبعد انهيار نظام الاخير في العراق، جرى تمجيد الدكتاتور عبدالكريم قاسم ومايزال بشكل لافت، وهكذا يبدو أن لا خيار ثالث للعرب، اما الاسلام السياسي المتشدد او العلمانية القومية العنصرية المتطرفة!!
•   المكونات الاساسية!
دعا السيد عمار الحكيم الى تشكيل حكومة اغلبية تمثل  المكونات الاساسية للشعب العراقي على حد قوله، ويفهم من كلامه، ان المكونات هذه، هم: الشيعة والكرد والعرب السنة وغير الاساسية هم التركمان والمسيحيون.. الخ من المكونات الصغيرة، مايعني حرمانها من المشاركة في الحكم!
•   سلاح للمعارك الجبلية والصحراوية أم..؟
نسب قول الى المالكي، انه طالب الروس بسلاح صالح للأستعمال في الجبال والصحارى، الامر الذي اثار الخوف و الفلق لدى الكرد الجبليين والعرب السنة الصحراويين من انهما سيكونان الهدف للسلاح المطلوب. وهو كذلك.
•   بورصة المناصب!
تم إحالة (6) من الضباط العراقيين الى الاستجواب و المساء لة على خلفية قيامهم ببيع وشراء المناصب ومنحهم إجازات طويلة الاماد لبعض من الافراد لقاء رشاوى. هذه ليست المرة الاولى يجري فيها الحديث عن بيع وشراء المناصب، فلمثل هكذا سوق تأريخ يعود الى ايام النظام  السابق عندما كان بعض من قادة الاحواج الخفيفة يؤجرون خنادق لبعض من الافراد العاطلين عن العمل!
•   الامن للشركات!
جاء في تصريح للمالكي، من أن حكومته قادرة على توفير الامن للشركات العاملة في العراق. هنا يلح سؤال على الاجابة: لماذا تقدر الحكومة على حماية الشركات، وتعجز في الوقت عينه عن حماية الافراد من الشعب؟.
•   الطائرة أيوب.
ذكرت وسائل الاعلام الشيعية، أن طائرة (أيوب) من دون طيار والتي حلقت سافة فوق الاجواء الاسرائيلية، اظهرت عجز القوة الجوية الاسرائيلية الحادث ذكرنا بحكاية شاب كان قد اجتاز سماء الاتحاد السوفيتي السابق بطائرة حطت في الساحة الحمراء بموسكو، لكن الاتحاد السوفيتي وخليفته روسيا الاتحادية بقيا قوتين عظميين مازال الغرب يحسب للأخيرة اكثر من حساب، لذا على العرب توخي الحذر من ادعاءات حزب الله، فمثال الطائرة ايوب لايدل على أن اسرائيل فقدت القدرة على المواجهة ولن يجني العرب من وراء المغامرات الصبيانية لحزب الله سوى الخذلان.
•   مشكلة العراقيين كبيرة!
تشكى عراقيون مقيمون في الاردن من ظاهرة السرقة والسطو على منازلهم، من غير ان يكون هنالك من رادع لها. ولقد اعترف مسؤول امني اردني بذلك ومما قاله لوكالة (شفق نيوز) العراقية : (ان مشكلة العراقيين كبيرة في الاردن)!!
•   شركات التسول!
أفاد مواطنون عراقيون بخبر غريب وطريف من نوعه ألا وهو انتشار شركات للمتسولين في المناطق السكنية بمختلف المدن العراقية، جدير ذكره ان المتسولين يتبادلون مواقع اتشارهم واحيانا يبيعونها. هذا في بلد تستورد حكومته اسلحة ب(12) مليار دولار من امريكا وب(5) مليارات دولار من روسيا والتشيك.
•   25% من العراقيين تحت خط الفقر!
وفق تقرير لوزارة التخطيط العراقية أن 25% من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، وهي نسبة عالية في بلد تستورد حكومته اسلحة بمليارات الدولارات، وتصرف المليارات بين حين وحين على المناسبات واقامه المؤتمرات..  الخ
•   كش (للأخوان) في أول اللعبة.
في 13-10-2012 شهد ميدان التحرير بالقاهرة مصادمات  عنيفة بين مؤيدى مرسي ومعارضيه اسفرت عن جرح نحو 121 شخصاً اضافة الى اضرار مادية، فيما وصف بعضهم سيناء بأنها وزيرستان مصر. وفي تونس هدد سكان (تاله) في ولاية القصرين بالأنفصال ناهيكم عن فضيحة  نسبت للغنوشي دلت على تأمره على الدولة المدنية، وفي ليبيا التي للاسلام السياسي فيها باع طويل دارت معارك في بني وليد، إضافة الى اضطرابات اخرى.. ألا يدل كل هذا وغيره على فشل مبكر للاسلام السياسي في ادارة الدولة؟.
•   سيدركهم الموت وإن كانوا في بروج مشيدة!
طالب النائب عبدالسلام المالكي بتزويد القضاة بالأسلحة والسيارات المصفحة، وقبل ذلك بشهور طلبوا ما يماثلهما لاعضاء البرلمان، في حين ان الذين يقتلون يوميا معظمهم من المدنيين العزل أو منتسبي الدولة البسطاء من افراد في الجيش والشرطة ولا من مطالب بسيارات مصفحة لهم.
•   هل هذه دول وحكومات؟
ذكر ان الاخضر الابراهيمي ينوي نشر قوات حفظ للسلام في سوريا قوامها 3000 عنصر دون مشاركة واشنطن ولندن، بالمقابل اشارت مصادر، ان القوة التي اقترحها، ستكون عرضة لهجمات الاسلاميين المتشددين والنظام السوري في أن معاً! ولمساعدة الحكومة اليمنية على الثبات بوجه القاعدة ارسلت واشنطن 106 مدرعة الى اليمن علاوة على قوة عسكرية، وفي الوقت عينه بعثت بريطانيا بقوات خاصة الى الاردن لحماية النظام الماكي، وحسب الاخبار ان 4000 جندي امريكي وصلوا العراق من مجموع 16000 جندي، ويكاد لا يخلو بلد عربي من القوات الاجنبية ! ترى اما كان الافضل لهذه الدول والحالة هذه البقاء ضمن الامبراطورية العثمانية او الدول  الغربية التي احتلتها فيما بعد، والتي ، اي الدول العربية، تكاد تفقد مقومات الدولة والاستقلال الحقيقي؟
•   نكبة المصرفيين!
بين حين وحين يتعرض اصناف من الموظفين بشكل لافت الى الاغتيال والقتل، ففي حينه تعرض اطباء ورجال دين وو.. الخ الى القتل والاختطاف واليوم جاء دور المصرفيين للتضييق على خناقهم ليس من قبل الارهاب بل الحكومة، فلقد اصدرت هيئة النزاهة في مذكرات بألقاء القبض على محافظ البنك المركزي سنان الشبيبي ومساعديه مع 16 موظفا في البنك على خلفية اتهامهم بالفساد والتصرف بالمال العام، وقبل ذلك اعتقل مدير مصرف اخر مع موظفة اردنية، ما يجري بحق المصرفيين يذكرنا بنكبة البرامكة.
•   السلام مقابل الجولان!
نشرت صحيفة (بديعوت احرونوت) الاسرائيلية خبراً مفاده ان اسرائيل اجرت مفاوضات مع سوريا لقاء السلام مقابل اعادة الجولان الى سوريا، ترى الم يكن السلام قائما بينهما منذ عام 1967 والى الان، ومن دون إعادة الجولان التي تعيش هدوءا منذ ذلك العام؟.
Al_botani2008@yahoo.com

307
صورة الاقليات  الدينية في العراق .

عبدالغني علي يحيى
(يجب أن لايخلو الشرق من المسيحيين ولا الغرب من المسلمين).
    هذا ما قاله المالكي عقب الاعتداء الدموي الذي طال كنيسة سيدة النجاة ببغداد عام 2010، بيد ان الاعتداءات المتفرقة على المسيحيين فيما بعد أرغمت 12000 منهم للهجرة الى كردستان، فألافا أخرى الى الغرب ، وما زال نزوحهم الى كلتا الجهتين يتواصل. وفي البدء كانوا هدفا للجماعات الارهابية سيما (دولة العراق الاسلامية)، أما الان ومنذ زمن فأن اقصاء المسيحيين وممارسة التمييز بحقهم من جانب الحكومة العراقية، دخل على الخط، فبعد ان كان للمسيحيين سابقا مقعد في المفوضية العليا للانتخابات، فأن التشكيلة الجديدة لها حرمتهم من ذلك المقعد والذي سمي بالتاسع حين أسند الى التركمانية كلشان كمال، رغم مطالبات المسيحيين المتكررة به، ولكن دون جدوى، ما دفعهم الى الاحتجاج، ولقد خضع حرمانهم منه الى تفسيرات، منها انه حصل، بعد مغادرة الجيش الامريكي للعراق في نهاية عام 2011، ما يعني ان ذلك الجيش كان صمام الامان للديمقراطية في العراق . وعند البرلمانية المسيحية باسمه بطرس ان :( حيادية قائمة الرافدين البرلمانية المسيحية كانت سببا في حرمان المسيحيين من المقعد التاسع).. الخ من تفسيرات اخرى توحي ببدء التنكر رسمياً للمسيحيين.
   لقد كان متوقعاً منح المقعد المذكور للتركمان، لما سبق ذلك عدهم رسمياً قومية ثالثة في العراق، ويعزى هذا التطور المفاجيء الى تفاقهم الصراع بين العراق وتركيا مؤخرا على كسب المكون التركماني كل منهما الى جانبه، وفي زمن الاصطفاف المذهبي الحاد في العراق بالأخص، فأن النصر كتب للعراق، لكون الاكثرية من التركمان من أتباع  المذهب الشيعي. ويتجلى هول الغبن النازل بالمسيحيين، ان عددهم لايقل عن عدد التركمان وقد يزيد، ثم أنهم ينتشرون في معظم انحاء العراق خلافا للتركمان الذين يقيمون في خط فاصل متقطع يتوسط الكرد والعرب السنة. اضف اليه، معلومات تفيد انهم، المسيحيون، القومية الثالثة في العراق. سيما اذا اخذنا بالأعتبار، انهم  يشكلون جالية ضخمة في الخارج. وللأحجاف بحق المسيحيين جذور في تأريخ الدولة العراقية ، اذ تعرضوا الى مصائب مروعة في معظم العقود التي مربها العراق، ابتداء من مذبحة (سميل) عام1933 ومرورا بمذبحت  صوريا عام 1969وقبلها حملة الاغتيالات في الموصل 1960 -1963 ، لهذا ولأسباب عدة تتجنب الحكومة العراقية الحالية ترقيم مرتبتهم الى سكان العراق ، مهما كانت المرتبة ضئيلة. ويأتي الاقصاء ضدهم أوضح، فيوم زار اسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي مدينة كركوك وعد التركمان بذلك المقعد من قبل ان يقر البرلمان العراقي بذلك وعلى الضد من انتصار المحكمة العليا الفيدرالية لشكوى تقدم بها المسيحيون لاجل الفوز بالمقعد.
   ويكاد يكون كل ظلم مقبولا لدى المسيحيين بشرط أن يكون تحت مستوى إراقة الدماء، لذا فان إحتجاجهم على حجب المقعد عنهم بدا كصرخة مخنوقة خجلة لم تجد أذانا صياغية، ناهيكم عن وجود مايشبه التعتيم الاعلامي على مطالباتهم بحقوقهم المشروعة. وقد يتحمل المسيحيون بدورهم جزءا من التجاوز عليهم، طالما بقوا على تلك الحيادية التي اشارت اليها البرلمانية المسيحية، حتى حكومة كردستان لم تنتصر لهم عندما طالبوا بالمقعد المذكور، هذه الحكومة، بمناسبة أو غير مناسبة تصرح بان المسيحيين كردستانيون اصلاء. ومع هذا لاوجه للمقارنة بين موقفي بغداد وأربيل حيال حقوق المسيحيين، يكفي أن نعلم ان حكومة كردستان احتضنت الالاف من المسيحيين الفارين من وسط العراق وجنوبه ووفرت العيش الكريم لهم، وفوق هذا فأن صمتها ازاء المقعد المنوه عنه يؤخذ عليها.
    ان الذي يمهد اكثر للأمعان في اضطهاد المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى، هو، اجواء التوتر بين المسلمين والمسيحيين في العالمين العربي والاسلامي، وليس ببعيد حلول يوم يتحول فيه المسيحيون كافة اما الى اقليم كردستان أو الى خارج العراق. ان مرت الاحوال على المنوال هذا.
   لقد كان فوز التركمان بالمقعد التاسع استحقاقا لهم ولكن على حساب نفي الاستحقاق المسيحي، وكان من الممكن تلافي ذلك من خلال إستحداث مقعد عاشر للمسيحيين فهؤلاء ان لم يكونوا المكون الثالث في العراق، يقينا انهم ( الثالث المكرر) انجاز القول. ويلي الايزيديون المسيحيين  في مجال التهميش والتجاهل فهم يشكلون ما يقارب ال 90% من سكان المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى، وان من مجموع(12) عضوا في قائمة نينوى المتاخية الكردستانية بمجلس محافظة نينوى فأن (9) منهم ايزيديون. ولكن مع كل هذا ، فأن المرشح لمنصب نائب محافظ نينوى هو عنصر شبكي من الشيعة، ويقل عدد الشبك في المحافظة كثيرا ليس عن عدد الايزيديين فقط، انما عن عدد المسيحيين كذلك. وسبق للأيزيديين  وان طالبوا بذلك المنصب. وامعانا في حرمان الاقليتين الدينيتين، المسيحيون والايزيديون في المحافظة، صدور أمر بتشكيل قوة بوليسية مسلحة من الشبك بحجة الدفاع عن انفسهم، فمساع لاختراق ديموغرافي لأراضي المسيحيين في شرق وشمال الموصل. وهكذا ففي ظل الحكومة المذهبية الشيعية تعمل الممارسات على التقليل من حجم الاقليات الدينية ومضايقتها بغية حملها على الهجرة وتفريغ البلاد منها، وذلك على النقيض من الحكومات الجمهورية العلمانية السابقة التي كانت تخطط باستمرار للتقليل من حجمهم الاثني القومي، ففي العهد البعثي السابق تم تطبيق ( تصحيح القومية) الذي طال عشرات الالوف من الكرد والمسلمين والتركمان، على الرغم من ان الكرد ليسوا اقلية.
    ان المشهد الحالي للأقليات الدينية في العراق، بدأ يسترعي الانتباه بقوة، ويتجسد ذلك في اكبر تجمع نوعي اقامته الاقليات العراقية قبل فترة وجيزة بمدينة السليمانية وحضره ممثلون عن البرلمانين العراقي والكردستاني وحكومة اقليم كردستان ومنظمة الدفاع عن حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، وفيه حملت على المضايقات الجارية ضدها، ومما قالته " الاقليات الدينية" :( ان التغييرات التي يشهدها المجتمع العراقي وخاصة في جنوب العراق بتوجهه نحو مجتمع ديني مغلق تثير مخاوف كبيرة لدى الاقليات)! و اشارت الى تغيير في الخارطة الجغرافية خاصة بالنسبة للمسيحيين والصابئة، فأهمال الديانتين: البهائية و الكاكائية في الوثائق الرسمية. كما اعلن المجتمعون عن خوفهم من (هيمنة الاحزاب الدينية على السلطة، و الهجرة المتزايدة للأقليات الدينية بنسب كبيرة. وأثنى المجتمعون على  اوضاع الاقليات الدينية في كردستان العراق وشجبوا نظيرتها في وسط العراق وجنوبه.
كاتب سياسي –العراق
(الشرق الاوسط)

308
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   الاقرباء أولى ب( المناصب)!
في بغداد، حذر بعضهم، من قيام وزراء بتعيين مفتشين عامين من أقاربهم والمحسوبين عليهم من قليلي الخبرة. التحذير جاء في وقت متأخر، فالمناصب منذ اعوام تكاد تكون حكرا على اقرباء المسؤولين.
•   قم للمعلم ووسعه (الأهانة) كاد المعلم ان يكون (منبوذا)!.
إحتج العشرات من افراد االاسرة التعليمية في تلعفر على قيام افراد من الفرقة العسكرية الثالثة باهانتهم في نقطة للسيطرة والتفتيش، وقالوا:  انهم يهينونهم، واحيانا يوقفونهم ساعات ثم يأذنون لهم بالأنصراف. مضى الزمان الذي كان فيه المعلم:
(قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم ان يكون رسولا).
•   من مصدر للخبرة الى مستورد لها.
قبل أسابيع، قال النائب عدنان المياحي: ان العراق أصبح خبيراً في مجال مكافحة الأرهاب، وان تجربته في هذا المجال، تدرس في بعض من البلدان، من دون ان يذكرها. إلا أن المالكي قبيل سفره بيوم الى روسيا، بحث امكانية توظيف الخبرة الروسية في مكافحة الارهاب في العراق وشراء اجهزة متطورة لمكافحته!!
•   تخويف الحكومة العراقية بالحيوانات المفترسة!
اتهمت وزارة البيئة العراقية، حكومة كردستان بالسماح بأدخال حيوانات مفترسة الى البلاد، بطرق غير قانونية ما جعل الاوساط الكردية تستقبل الاتهام بتهكم، فيما سارعت سلطات كردستان ونفت الاتهام.
•   الحدود العراقية – الايرانية.
لما التقى وزير الدفاع العراقي نظيره الايراني، قال له: ان الحدود بين البلدين كانت اهدأ طوال اعوام الفوضى والتوتر الأمني، وكأن العراق الان، هاديء ينعم بالأمن والاستقرار، ناسياً الاحد الدامي وفضيحة سجن تكريت.. الخ
•   وفضلنا (الاردن) على دول ب( النفط).
قال وزير الطاقة الاردنية: (ان اتفاقا قد تم مع العراق على زيادة كميات النفط الموردة من 10000 برميل يوميا الى 15000 برميل يومياً وبأسعار تفضيلية وبخصم 18 دولارا للبرميل الواحد) نافيا( وجود أسعار تفضيلية للنفط المستورد من مصادر اخرى) ! الامر الذي اثار السخط لدى العديد من العراقيين الذين اشاروا الى دور الاردن في اسناد النظام السابق ضد الشعب العراقي فأيوائه لمنشقين عراقيين.. ا لخ!
•   منبوذ طهران، محبوب بغداد!
تزامنا مع اندلاع التظاهرات ضد قادة ايران في طهران، على خلفية تذهور قيمة العملة الايرانية، طالعتنا اخبار بغداد ومدن الجنوب العراقي بنشر صور اولئك القادة في بغداد وغيرها من المدن الشيعية العراقية ، نعم المكروه في طهران اصبخ محبوبا في بغداد!
•   ( العراق المسيحي) السابق!
بعد حرمان المسيحيين من مقعد في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، ولتهدئة خواطرهم كثر الحديث عنهم على أنهم من سكان العراق الاصلاء وان العراق كان موطنا للمسيحيين.. الخ  والذي يذكرنا بمصطلح (الاتحاد السوفيتي السابق)!
•   دور الكرد.
قال الرئيس طالباني في اجتماع له مع تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد ( ان دور الكرد في هذه المرحلة هو التنسيق لتقريب وجهات نظر الاطراف العراقية المختلفة).. لقد كان دور الكرد في المراحل السابقة للغرض نفسه، ولكن من غير ان يكتب له النجاح ولن يكتب له النجاح.
•   مم تخاف الاقليات في العراق؟.
اعلن ممثلون عن الاقليات العراقية في اجتماع لهم عقد في السليمانية عن عدم ارتياحهم من : 1- تأثير الشريعة الاسلامية على القرارات والقوانين 2- إنتشار التطرف الديني خاصة في جنوب العراق بتوجهه نحو مجتمع ديني مغلق يثير المخاوف 3- تغيير القوانين 4- عدم تطبيق التشريعات التي وردت في الدستور بالشكل الصحيح 5- الاستهداف المستمر للأقليات، وما تركته الهجرة من اثار سلبية على حياتهم.. الخ.
•   الحرباء.
تطالعنا فضائية عراقية في مرحلة تجريب بهتافات نشازة لجوقة قديمة جديدة تتلون بلون المحيط، ولها حضور في كل زمان ومكان، لتهتف:( اخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه) ففي الامس كانت ضد الشيعة واليوم ضد السنة.. و( بالروح بالدم نفديك ياعراق) الهتاف نفسه كانت تردده لصدام سابقا، ويوم زحفت جيوش التحالف، ولت الادبار وتخلت عن صدام و( العن أبو اسرائيل لأبوأمريكا) وهي اول من استقبلت الامريكان إبان غز والعراق.. 
Al_botani2008@yahoo.com

309
كردستان العراق بانتظار وحدة (الاتحاد) و(التغيير).

عبدالغني علي يحيى

    بعد (4) سنوات (2008-2012) من القطيعة بين جلال طالباني أمين عام الأتحاد الوطني الكردستاني (الاتحاد) ونوشيروان مصطفى رئيس حركة التغيير التي انشقت  عن (الاتحاد) ثم تو سعت بسرعة قياسية دلت على أن مايقارب النصف من (الاتحاد) التحقوابها بدليل تساوي المقاعد الى حد ما والتي نالها الطرفان في أخر انتخابات تشريعية جرت في اقليم كردستان. حصل قبل أيام تطور لافت، أثر عودة طالباني من المانيا التي زارها لتلقي العلاج، في العلاقة بين الرجلين وبين التنظيمين في ان معا بأتجاه التطبيع الذي كان متوقعا لأسباب سنذكرها لا حقا.
   يذكر أنه بعد (4) سنوات أيضا (1994-1998) من الاقتتال بين (الاتحاد) والحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) حصل التطبيع بينهما وبين ادراتيهما الحكوميتين بوساطة امريكية أشرفت عليها مادلين اولبرايت يوم كانت وزيرة للخارجية الأمريكية . ويعد توحيد  الأدارتين الكرديتين من اهم مكاسب ذلك التطبيع إضافة الى قيام الحزبين بتوحيد مواقفهما وتحالفهما المتمثل في (التحالف الكردستاني) .
   ويذكر أيضا أنه بعد (4) سنوات (1983-1987) من اقتتال أخر بين (الاتحاد) و(حدك) في العقد الثامن من القرن الماضي.فأن الاحتراب بين الحزبين توقف. ويشاد بجهود المرحوم ادريس بارزاني في ايقاف القتال بينهما ، وكان
من ثمار ذلك تأسيس الجبهة الكردستانية التي انضمت اليها (5) احزاب كردستانية اخرى كذلك لمقاومة حكومة صدام حسين ، ومن المنجزات الهامة لتلك الجبهة، الأعداد للانتخابات البرلمانية الكردستانية في 19-5-1992 فقيام الديمقراطية في كردستان .

    ويذكر كذلك أنه بعد (4) سنوات أيضا (1966-1970) بين (حدك) بقيادة المرحوم مصطفى البارزاني وبين التنظيم الذي انشقق عن (حدك) بقيادة طالباني والمرحوم ابراهيم احمد والذي سمي اي التنظيم بالحزب الثوري الكردستاني ، فأن الوحدة  عادت الى (حدك) بعد أن أوفد المرحوم البارزاني نجله المرحوم ادريس الى لندن للتفاوض مع طالباني وابراهيم أحمد لأجل طي صفحة الخصومة الدموية بينهما، وتحقق ذلك بفضل جنوح الجانبين للسلم سواءً بسواء. وبذلك سد الطريق امام حكومة البكر – صدام انذاك من استغلالها للفرقة بينهما لصالح بغداد وعلى الضد من الحركة الكردية.

   مما تقدم، نخلص الى أن عمر الخصومات الكردية – الكردية كان قصيرا لا تتجاوز فترته الزمنية ال (4) سنوات على وجه التقريب، وان الصلح والوئام كانا خاتمة لكل جفاء بين المتحاربين الكرد فيما بينهم . عليه وتأسيسا على ذلك، يبدو ان دخول حزبا طالباني ونوشيروان مصطفى في وحدة اندما جية سيتم تلقائيا دون عوائق، اذا تم تغليب العقل والحكمة وبعد النظر والمصلحة القومية  الكردية على اية مصلحة اخرى مثل الحزبية الضيقة، والجميع الان بانتظار وحدة بينهما تتوج التطبيع الذي اسفر عن زيارة نوشيروان مصطفى الى الرئيس جلال طالباني للترحيب به والتهنئة على سلامته، ويسرع من التطبيق فيما لو اقدم طالباني على رد الزيارة  الى نوشيروان مصطفى. ويشجع على ذلك، ان عصر الانشقاقات في الاحزاب والحركات الوطنية، قد أفل منذ عقود، وبمقدوري القول ان عقد الستينات من القرن الماضي بالأخص، كان عقد انشقاقات في معظم الاحزاب والحركات الوطنية سيما في العالم الثالث، ففي ذلك العقد دبت الانشقاقات في الاحزاب العراقية الرئيسية الثلاثة: حزب البعث والحزب الديمقراطي الكردستاني  والحزب الشيوعي العراقي، وفي الخارج والعالم المشار اليه فأن الانشقاقات طالت اكثرية الاحزاب والحركات وعلى وجه الخصوص الاحزاب الشيوعية كتحصيل حاصل للخلاف الصيني – السوفيتي. والذي يمييز الحالة الكردية، ان المتخاصمين الكرد في العراق اعادوا الوحدة الى صفوفهم، في حين بقي الانشقاق على حاله في الحزبين العراقيين الاخرين، الى أن انتهي بزوال المنشقين في كليهما.
   ويلاحظ، ان الانشقاقات وقعت اصلا في مجتمعات متخلفة انسحب تخلفها على احزابها وسياسيها، فعلى سبيل المثال شهدت معظم الاحزاب الشيوعية في العالم الثالث انشقاقات في صفوفها، بين موالية للسوفيت وبين موالية للصين، في وقت لم يشهد الحزبان الشيوعيان في الصين والاتحاد السوفيتي السابق اي انشقاق، كون البلدين، حضاريان ومتقدمان، والقول ذاته يسري على الاحزاب البرجوازية القومية  في العالم نفسه ( الثالث)، ففي الوقت الذي انشقت في معظمها على نفسها فان الاحزاب الحاكمة في امريكا وبريطانيا .. الخ لم تشهد اي انشقاق.  لقد ولى زمن الانشقاقات وكذلك الانقلابات العسكرية وظواهر سلبية اخرى. لذا نستطيع القول، ان الانشقاق الذي وقع في (الاتحاد) ولد في زمان غير زمانه، وجاءت حالة شاذة محسوبة على زمن مضى، غريبة على الحاضر المعاش.
والذي يمهد بسهولة الى تحقيق الوحدة بين الحزبين (الاتحاد) والتغييرويشجع على ذلك، ان الانشقاق الذي حصل في (الاتحاد) لم تصاحبه معارك أو مصادمات دموية بين الاصل والفرع ان جاز التشبية وذلك على النقيض من الانشقاقات والخلافات الكردية – الكردية الاخرى التي ادت الى نزاع دموي بين اطرافها.
ومن العوامل المساعدة على ترتيب الوحدة الاندماجية بينهما، توحيد الاحزاب الكردية السورية ضمن المجلس الوطني الكردي السوري قبل اسابيع لأجل نيل الحقوق القومية للكرد في سوريا، وفي كردستان ايران توحد جناحا الحركة القومية  الكردية: الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني وحزب ( كومه له) لمقاومة النظام الايراني، ما يعني انه لم يبق سوى الاتحاد والتغيير لم تهب عليهما رياح الوحدة والاندماج.

    ان الذي يقوي من احتمال توحيد هذين الحزبين هو غياب وسيط بينهما، رغم ان الوسيط مقبول طالما يسعى الى تحقيق هدف بنيل، كالوساطة الامريكية التي اتينا على ذكرها، مايفيد ان الخلاف بينهما بسيط قابل للحل بسهولة.  ان وحدة ( الاتحاد) و(التغيير) التي تنتظرها الملايين الكردية بفارغ من الصبر لابد أن تحدث نقلة نوعية في الحياة السياسية الكردستانية شبه الراكدة منذ سنوات تفضي الى انجاز مكاسب هامة للكرد على غرار منجزات الاعمال التوحيدية السابقة، وعلى الحزبين ان لايكتفيا بالتطبيع، اذ ان العلاقات بينهما حتى قبل  الزيارة التي اشرنا اليها، كانت طبيعية الى حد كبير لم تتخللها مصادمات اومعارك، وما عليهما الا ان يخطوا الخطوة التالية  والاخيرة ألا وهي الوحدة، ويأتي الان دور طالباني لرد تلك الزيارة. وليعلم طالباني، ان مايبذله من جهد ومسعى لحل الازمة السياسية في العراق، عمل نبيل بحق، رغم ان الفشل سيكلل جهوده حتماً، فأن الاولى به والحالة هذه ان ينصرف الى اعادة الوحدة الى حزبه والى ترتيب البيت الكردي كذلك، علما ان من السهل تحقيق الأثنين .

    ويرتكب خطأ من يتقدم بتفسيرات مغايره للتفسير الذي قدمناه، كان يقول، ان توحيد الحزبين يجر بالضررعلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي الى جانب (الاتحاد) يشكل احد طرفي الثنائية التقليدية في تداول السلطة في كردستان لذا يجب تجنب التفكير باضعافه أو إقصائه الذي من شأنه ان يقود الى نظام الحزب الواحد المرفوض سلفا. واذا كان (حدك) قد حقق فوزا على (الاتحاد) في انتخابات عام) 1992 الكردستانية بمقعدين، في وقت لم يكن الاخير منقسما على نفسه، لهذا فأن وحدة (الاتحاد) و( التغيير) لن تضره بقدر ما تنفعه، اذا اخذنا بالاعتبار ان  رذاذ الانشقاق في (الاتحاد) اصابه في اكثر من موقع ومايزال يعاني منه  . والذي يضعف كلا الحزبين (حدك) و(الاتحاد) وكذلك ( التغيير) وحتى في حال تمت وحدة الاخيرين، هو الأبتعاد عن الجماهير، والتوجه بدلاً من ذلك الى كسب تأييد الاحزاب الثانوية أو تشكيل احزاب كارتونية بوجه بعضهما بعضاً. وممارسات اخرى على غرارها، اضرت  بالحزبين( حدك) و(الاتحاد) وجعل الفساد على اشكاله ينتشر في مفاصل الحكومة التي يقودانها. لقد ان الاوان لأستخلاص الدروس والعبر، وتحقيق الوحدة بين الاتحاد والتغيير وترتيب البيت الكردي وتقوية كل الحركة الوطنية الكردية. ان قوة الاحزاب تكمن في توجهها الى الجماهير الشعبية التي تعد بمثابة حليف ثابت ومخلص، في حين نجد ان التحالفات الحزبية سواء كانت بين حزبين او عدة احزاب غالبا ما تكون وقتية وعرضة للأنهيار. رغم اهمية التحالفات في مراحل تأريخية معينة غير انها لن تكون بديلة عن الجماهير الشعبية.
Al_botani2008@yahoo.com



310
هل يأتي طالباني اليوم بما لم يستطعه بالأمس؟

عبدالغني علي يحيى

    من تعليق الآمال على خطة أو مبادرة لحلحلة الأزمة السياسية في العراق، نسبت الى الرئيس طالباني، يكون الأعتقاد بجدوى (ورقة الاصلاح) للتحالف الوطني في حكم التراجع، فكما ان مقترح عقد اجتماع وطني في حينه وللغرض نفسه، توارى أمام تلك الورقة، فأن الأخيرة بدورها مرشحة للأختفاء امام الخطة موضوع البحث، ويساعد على أختفائها عد العديد من السياسيين (للورقة) وهماً أو ضرباً من الخيال. وليست مشاريع الحكومة التي تدعي الأصلاح وحدها انتهت الى الاخفاق والتلاشي، بل ومشاريع المعارضين لها أيضاً، والتي من ابرزها (سحب الثقة) من المالكي وقبله أتفاقية اربيل التي كانت لصالح أئتلاف (العراقية) السني، ومن ثم لصالح الكرد بعد ادراج مطاليبهم الـ19 ضمن تلك الاتفاقية.
ولنعد الى طالباني، الذي طال الانتظار لعودته من المانيا كثيراً، وفي خضم الانتظار الرجاء لم يأخذ المنتظرون بعجزه يوم كان في صحة وعافية، في حمل الفرقاء للتوصل الى تفاهم يكفل بتخطي الأزمة. اذ سبق لطالباني وأن أستضاف بمنزله أولئك الفرقاء اكثر من مرة، فمحاولات اخرى له ذهبت أدراج الرياح، ولم يأخذوا ايضاً بمبدأ صياغة القاعدة من تكرار الحالة، وكيف ان الخذلان كان خاتمة لمساعيه وغيره كذلك. وبدلاً من استخلاص الدروس منها ويقلعوا عنها، فأنهم سرعان ما كانوا يعودون اليها. ولما كان الغموض يحيط (بورقة الاصلاح) الى حد نفيها. فأن خطة طالباني لا تخلو ايضاً من الغموض، عليه فأن مصيرها لن يكون بافضل من المشاريع والخطط التي سبقتها ومن مصير أفكار ومشاريع المعارضين.. سحب الثقة.. اتفاقية اربيل..الخ وهنا يكون القول (تجربة المجرب حماقة) قد أنسحب بحذافيره على المتشبثين بتكرار الحالات أو تجربة المجرب، تشبث الغريق بالقشة.
ووسط تعلق المعارضين للمالكي، بالصيغ القديمة الجديدة العقيمة والمستهلكة، يبقى الوقت لصالح المالكي وكما كان، تعززه المحاولات لثنيه عن سياساته غير المرغوبة لديهم، وما يترتب عليه من تصدع في الصفين السني والكردي كحصيلة لكل اخفاق، والتي تجلت في امثلة عدة منها الانشقاقات والانسحابات من (العراقية) السنية، وفي الجانب الكردي حلت الخصومة بين حزبي السلطة والثلاثي المعارض لهما، وبقيت مستعصية على الحل الى الآن، في حين ظل التحالف الوطني الشيعي على ثباته في المواقف وتماسكه اللافت، وهو مالم نعثر عليه لدى معارضيه و (يدالله مع الجماعة) والاكثر استفادة كان وما يزال هو حزب المالكي الذي بدأ رحلته السياسية من ما يشبه نقطة الصفر، ليصبح بمرور الأيام القوة الأعظم من بين الكتل جمعاء، مقابل احباطات وانكسارات في صفوف ممثلي المكونين الاجتماعيين: السني والكردي رغم ان مسيرة المالكي لم تخلو وما يزال من العقبات التي بدت كمحطات وقوف مؤقته يتم تجاوزها فيما بعد بفضل الاداء الرديء لمعارضيه.
     لما تقدم، فأن الصيغ الجديدة القديمة لحل الازمة العراقية لم تقدم بالاخيرة ولو خطوة واحدة الى الامام. بأستثناء كسب مزيد من الوقت للمالكي كما اسلفنا والذي سيدوم لحين حلول الانتخابات التشريعية المقبلة، والتي سيخرج منها المالكي بمكاسب جمة تتيح له الانفراد بالسلطة بشكل اشد من الان، ناهيكم من ان الصيغ بما فيها خطة طالباني، ستكون لها فعل المخدر لكل الذين يناصبون المالكي العداء.
    عودة الى طالباني كرة اخرى، نرى المتفائلين بخطته، يراهنون على حل الخلافات في اطار الصيغ نفسها التي اشرنا اليها. ولسنا ندري على ما يستندون في تفاؤلهم؟. هنا ربما ينبري بعضهم لمواجهتنا باتفاق بغداد أربيل على الحل ( المؤقت) لمشكلة النفط والغاز، فأمكان حل بقية المشكلات أو الازمات الاخرى على خلفية ذلك، ومن غير ان يأخذوا بالحسبان، ان الاتفاق ذاك حصل بفضل مقاومة الشركات النفطية العملاقة والعاملة في كردستان لضغوط بغداد. ولكي لايفسر هذا الحدث كهزيمة نكراء لحكومة المالكي أمام حكومة كردستان، فأن الاولى عدت الاتفاق نتاجا لأرادتها وتوخت من ورائه إظهار نفسها بمظهر المنتصر، واستخدامه كحسن نية يشجع على اقبال الجميع على المشاريع الاصلاحية الوهمية للحكومة. دع جانبا القول، ان من السهل التغلب على الخلافات في المجالات الاقتصادية والمالية، اذ رغم الخصومة المستفحلة بين بغداد وانقرة، فان المئات من الشركات التركية ما زالت تواصل اعمالها في العراق. وعلى خصوم المالكي الذين يطمحون الى تنحيه بشتى الوسائل من بينها المطالبة بأقرار قانون وبأثر رجعي يحول دون ترشحه لولاية ثالثة، ويأملون في  ان تساعد خطة طالباني على ذلك، ان يعيدوا الى الذاكرة مقولة طالباني الشهيرة :( لا بديل للمالكي الا المالكي) والتي ترجمت الى ممارسة، حين انسحب (طالباني) من مشروع سحب الثقة، فامثلة اخرى. وفوق هذا فان حزب طالباني صرح في بيان له من انه لن يقدم على الخطوة دون التنسيق مع حليفه الحزب الديمقراط الكردستاني مايعني ان ازاحة المالكي أو جعله يعدل عن مواقفه، اضغاث احلام. لذا حري بمعارضي المالكي، ان يلتفتوا الى الاحداث على الارض، وليس الانجذاب الى الاوراق أو الخطط واللقاءات والاجتماعات، فالوقائع على الارض بدلا من ان تشهد، بناء للثقة أو حسن نية لدى الحكومة التي بيدها الحل لاصلاح ذات البين، شهدت النقيض: اصدار حكم الاعدام غيابيا على القائد السني البارزطارق الهاشمي، فعمليات تطويق للمدن السنية واعتقال الكثيرمن سكانها.. الخ وبالنسبة للكرد، فها هي تشهر سلاح عمليات دجلة وحشد العسكر في كركوك و زمار.. الخ مع ارتفاع اصوات لأستجواب البارزاني في البرلمان. وعلى وزن (السيف اصدق انباء من الكتب) لأبي تمام نقول لمن يعولون على الخطط والاوراق وو.. ان الوقائع على الارض اصدق ابناء من الاجتماعات والخطط والاوراق.. الخ. فهل بمقدورالطالباني الذي يحملونه اكثر مما بوسعه، ان يأتي بخطة جديدة بعد ان استنفدت كل الخطط؟ ويحضرني قول المعري ازاء السؤال ذاك: (وأني وان كنت الاخير زمانه لأت بما لم تستطعه الاوائل) ورد صبي عليه، من ان الاوائل اتؤا ب 28 حرفا فزد عليها ولو حرفا واحداً.
   قطعا لن يتمكن احد من ابتكار اية خطة، وقد استنفدت كل الخطط لمعالجة الوضع العراقي الميؤوس منه.
كاتب سياسي - العراق.
(الشرق الاوسط)



311
خطاب البارزاني في المؤتمر العالمي
للأحزاب والاطراف الديمقراطية .


عبدالغني علي يحيى

    يوم 21-9-2012 حضر مسعود البارزاني رئيس أقليم كردستان العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني معاً، مؤتمر الأحزاب والأطراف الديمقراطية العالمي الذي عقد في العاصمة الايطالية روما. وذلك تلبية منه لدعوة وجهها المؤتمر إليه، وفيه القى كلمة استوقفتني وغيري فأوساط عراقية مختلفة.
عهدي به وكعادته، بدا مقلاً في الكلام، ملتزماً بـ: (خير الكلام ما قل ودل) حين ذكر باقتضاب دور حزبه في الحركة الوطنية وانجازاته للشعب والوطن الكردستانيين، ولكي لا يتهم بالحزبية الضيفة فأنه لم يغفل الأشارة إلى دور الأحزاب الوطنية الاخرى في تلك الحركة، لأجل تحقيق الديمقراطية للعراق التي قال، ان غيابها (الديمقراطية) كان سبباً كبيراً للويلات التي توالت على البلاد العراقية. ويقترن أسم حزبه بالأنجازات العظيمة التي تحققت للكرد، سواء قبل ظهور التعددية الحزبية في كردستان العراق أو بعدها، ففي الفترة 1961- 1975 كان حزبه، الحزب الكردي الوحيد في الساحة السياسية، قد ارغم حكومة انقلابي شباط 1963 على اطلاق سراح السجناء السياسيين الكرد، وتحت ضغط منه اصدرت تلك الحكومة قانون اللامركزية لمعالجة القضية الكردية، وفي 10 شباط من عام 1964 اجبر حكومة عبدالسلام عارف على اذاعة ونشر بيان لمعالجة القضية الكردية، والشيء نفسه تكرر مع حكومة عبدالرحمن عارف وعبدالرحمن البزاز في 29 حزيران من عام 1967. وبعد اكثر من عام على ذلك التطور، اضطرت حكومة البكر في 11 آذار عام 1970 إلى اصدار بيان أقر الحكم الذاتي لكردستان العراق.
على المنصفين، بمن فيهم المختلفون مع البارزاني، أن لا يديروا ظهورهم لتلك الحقائق ولكفاح البارزاني مصطفى الذي استغرق ما يقارب النصف من القرن، لأجل الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان. وكان من الطبيعي ان يكون حزبه المبادر بعد انتفاضة عام 1991 للدعوة الى انتخابات ديمقراطية ادت الى ظهور برلمان كردستان، ويكاد يكون الحزب الديمقراطي الكردستاني من بين الأحزاب الكردستانية والعراقية كافة الاكثر تمسكا بالديقراطية في حياته الحزبية الداخلية، اذ عقد وبشكل منتظم مؤتمراته التي بلغت منذ تأسيسه عام 1946 (13) مؤتمراً. ولقد انعكست الحياة الديمقراطية الداخلية للحزب على سياساته الكردستانية والخارجية كذلك في دعوته الى الديمقراطية ابداً ورفضه للدكتاتورية. ولم ينطق البارزاني إلا بالحق حين اشار في مؤتمر روما الى تثبيت الحقوق للأقليات القومية والدينية في كردستان، فهذه الأقليات تتمتع بحقوق جد واسعة لها وذلك خلافاً للأقليات المغلوبة على امرها في الدول المجاورة لكردستان مثل ايران وتركيا وسوريا المحرومة من ابسط الحقوق.
وتتجلى عظمة الشعب الكردستاني ووعيه الرفيع في السرعة التي أظهرها في مجال اعمار القرى الكردية، فلقد تمكن خلال الأعوام الماضية من بناء وإعمار 4000 قرية من مجموع 4500 قرية دمرت على يد النظام العراقي السابق. والذي يثير في المرء الأعجاب، أنه بعد أن كانت بيوت القرى المدمرة مبنية من الطين، فأن أعمارها تم بالجص والحجر والطابوق والكونكريت المسلح، وبذلك اصبحت القرى الكردستانية عصرية بمعنى الكلمة. في وقت نجد فيه، ان هنالك الآلاف من القرى العراقية في وسط العرق وجنوبه والخاضعة للحكومة المركزية، مازالت طينية على حالها، واذكر انه كانت في محافظة نينوى قبل سقوط النظام العراقي السابق ما يقارب الـ 800 مدرسة مبنية من الطين.
لقد أنجز الشعب الكردي إعمار بلاده التي خربتها الحروب ودمرتها في فترة جد قياسية من دون دخول ما يشبه (مشروع مارشال) على خط البناء والأعمار ويساهم في اعادة اعمار وبناء كردستان، كما حصل بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا التي نهضت بلدانها من جديد بفضل مشروع مارشال. كل هذا وقد عجزت الجكومة المركزية العراقية من النهوض بوسط العراق وجنوبه كالنهوض الذي شهده ويشهده أقليم كردستان ولا نغالي اذا قلنا ان الجنوب والوسط من العراق سيظلان على حالهما، مالم تسلك الحكومة المركزية طريق البناء والأعمار، بدل سلوك طريق عسكرة المجتمع وتخصيص ميزانية ضخمة لوزارتي الدفاع والداخلية.
اننا نتمنى ان تكون الحكومة العراقية، حكومة خدمات لكي تتحسن احوال الناس في المحافظات الخاضعة لها.
واذكر قبل سنوات كيف شبه زوار اجانب لكردستان، ومن بينهم الصحفي التركي ايلينور جيفيك، شبهوا اقليم كردستان بانه سيكون سويسرا الشرق في المستقبل وللصحفية التركية سعادت اوروج اقوال مماثلة حول مستقبل كردستان ناهيكم عن صحفيين  وسياسيين عرب وأجانب.
وفي كلمته التي القاها في روما، صورة رائعة للتعايش والتسامح والعفو في كردستان، وذلك في معرض تذكيره بالمذابح التي تعرض لها شعب كردستان على يد الحكومة العراقية السابقة 1968 – 2003 التي افقرت البلاد واهانت العباد واتت على الأخضر واليابس، وسلطت الانفال والكيمياء على الكرد وغيبت نحو 182 الف انسان كردي عن الأنظار، ومع هذا، فان الكرد لم يمارسوا الانتقام ضد المسيئين الى شعبهم ووطنهم، اذ فضلوا اللين على الشدة، فجاء(عفا الله عما سلف) ليكون شعاراً للكرد ومبدءاً وبفضله نالوا اعجاب العالم المتمدن، علماً ان قلة من الأمم والحكومات الانقلابية والثورية انتهجت ذلك السلوك قبلهم ونبذت الانتقام عندما حررت اوطانها أو انتزعت السلطة من اعدائها، فالحكومات الانقلابية العراقية السابقة، كان انتقامها لخصومها بلا حدود، فبعد سيطرة انقلابيي 14 تموز عام 1958 على الحكم في العراق، فان أول ما أقدموا عليه في الساعات الأولى لأستيلائهم على السلطة هو إبادة العائلة المالكة بطريقة جد وحشية، وبعد ذلك راحوا ينتقمون من رجال العهد الملكي، فأعدموا من أعدم وسجنوا من سجن. فيما أصدر انقلابيو 18 شباط 1963 البيان رقم 13 لأبادة الحزب الشيوعي العراقي، وكان بحق بياناً مشؤوناً على حد وصف بعضهم له، والذي من جرائه اعدم وقتل المئات من الشيوعيين والديمقراطيين، وكانت قترة الـ 35 عاماً الثانية من حكم البعث، فترة أنتقام من الخصوم وتصفية لأجساد معارضيه. وحتى بعد سقوط ذلك النظام، فان منظمات حقوق الأنسان في العراق وخارجه سجلت على حكومة بغداد الحالية ممارسات ترقى الى عقاب جماعي ضد الخصوم في الوسط والجنوب من العراق. الأمر الذي لم تشهده كردستان التي تحولت إلى واحة للديمقراطية يسودها الاستقرار والأمان واشكال الحريات، بحيث اغرت العراقيين سيما العرب السنة بالهجرة والنزوح إليها طلباً للأمان والرزق في آن معاً. وفي كلمته موضوع المقال، أورد البارزاني حقائق كبيرة حين قال بتوجيه عشرات الالاف من العوائل العربية العراقية الى اقليم كردستان، اضافة الى توجه 12000 عائلة مسيحية اليه، وما زالت موجة النزوح الى كردستان تتواصل. وعلى ذكر المسيحيين يجب الأشارة إلى أنهم يعيشون في حرية وأمان وكرامة في كردستان، ولا يتعرضون إلى أي شكل من أشكال الاضطهاد فيها، ولم تتعرض اية كنيسة لهم إلى التدمير والخراب على يد أحد، وكما حصل في المدن الخاضعة للحكومة العراقية، حيث تعرض العديد من الأديرة و الكنائس الى التدمير والتفجير وذبح المئات من المسيحيين ومن بينهم رجال دين، ذبح الشاة. وتكاد مدينة عينكاوا المسيحية القريبة من اربيل ان تكون احدى اجمل المدن في الشرق الاوسط، بعد ان كانت شبه قرية كبيرة في ظل الحكومات السابقة. وليس المسيحيون في المدن العراقية وحدها يعيشون في رعب وخوف ومحنة انما مسيحيو مصر وسوريا وباكستان ونيجيريا..الخ من اقطار اسلامية. وتبقى كردستان استثناءً. لذا على العالم المسيحي الاوروبي و الأمريكي بالأخص ان يأخذ هذا الواقع بنظر الاعتبار ويكونوا عوناً لشعب كردستان بمسلميه ومسيحيه، وغيرهما. ان كلمة البارزاني دعوة لهم بهذا الاتجاه. وفي روما كما في أربيل، فأن البارزاني، يبقى على موقفه الثابت في رفض التفرد بالسلطة والدكتاتورية في العراق، اكثر من مرة قبل سفره الى اوروبا وحضوره مؤتمر روما، وكرر ان لا جدوى من اللقاء بالمالكي والجلوس معه على طاولة واحده، الذي عده مضيعة للوقت، ومعلناً عن يأسه من التفاهم معه ومع حكومته. وفي روما جدد موقفه الرافض للدكتاتورية مشيراً إلى خيارات للكرد في حال توجه النظام إلى الدكتاتورية وبأن الشعب الكردي لن يقبل العيش في ظل نظام دكتاتوري بل ويقاومه.
واحتلت الأحداث الشرق – أوسطية المأساوية الراهنة، حيزاً واسعاً من إهتماماته، حين قال أن منطقة الشرق الاوسط تعيش مرحلة حساسة مليئة بالمتغيرات السريعة، مؤكداً بصورة غير مباشرة على عدم وقوفه على الحياد بين الحكومات الجائرة والجماهير المظلومة، حين أعلن عن دعمه التام والكامل للشعوب السورية في سعيها لنيل الحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير. لقد سجل البارزاني هذا الموقف بعد الأيام الأولى لأندلاع الثورة السورية، ساعياً في الوقت عينه الى توحيد الصف الكردي في سوريا واستقباله لقادة المجلس الوطني السوري الانتقالي اضف الى ذلك فتحه لأبواب اقليم كردستان على مصاريعها أمام تدفق اللاجئين السوريين الذين وجدوا كل الرعاية من لدن الحكومة الكردستانية. وعندما زارت الممثلة السينمائية العالمية (أنجلينا جولي)  مخيماتهم، أبدت أرتياحها من وضعهم، في حين ذرفت الدموع على اوضاعهم في الأردن، ويأتي دعم البارزاني للثورة السورية من قوله (ان سوريا تمثل لنا أهمية خاصة).
ان تأييد ومساندةالكرد لحركات الشعوب العربية الثورية سيما في مرحلة الاستعمار  لا يحتاج الى دليل، فلقد ساند نضال الشعب الجزائري في حينه وقبله وبعده نضال الشعب الفلسطيني، اما تأييد البارزاني لحق الكرد في الأجزاء الاخرى من كردستان، فهو نهج لا يتزعزع بل ومن الثوابت في سياساته ومواقفه، سواء للكرد في الدول التي تشده اليه علاقات حسنة كتركيا مثلا أو خلاف ذلك، وفي كلمته في مؤتمر روما دعا إلى ايجاد حل عادل للقضية الكردية في جميع اجزاء كردستان وبأسلوب سلمي ديمقراطي بعيد عن العنف أو استخدام القوة الغاشمة. وما زالت زيارة البارزاني الحالية الى اوروبا، تثير تساؤلات كثيرة وتفسيرات متناقضة، فعند بعضهم انها تزامنت مع عودة الرئيس طالباني الى العراق من المانيا، وما يترتب عليه من لقاء مع اقطاب الحكم العراقي لدى استقبال الطالباني، وعند الدكتور محمود عثمان النائب المستقل المحسوب على التحالف الكردستاني، انها كانت مفاجئة وهذا القول منه يثير اكثر من تساؤل، في حين ذكر مصدر، ان زيارته لأوروبا لا علاقة لها بعودة الطالباني واخيراً وضع الشيخ أدهم البارزاني النقاط على الحروف لما قال، ان البارزاني لم يكن يريد اللقاء بأقطاب الحكم في العراق، وهو الأرجح، وعند كاتب هذه السطور، ان زيارة البارزاني الى اوروبا والعاصمة الايطالية روما فيها مكاسب عظيمة للكرد العراقيين والشعوب العراقية عامة، ولقد فعل البارزاني حسناً حين آثر طرح القضية الكردية والعراقية في مؤتمر ضم الاحزاب الديمقراطية الكبيرة في العالم على حضور اجتماعات عقيمة لفرقاء عراقيين، لم تثمر عن شيء، ولن تثمر عن شيء في حين ان جولته الأوروبية اعطت ثمارها لما فيه خير اهل العراق بكرده وعربه واقلياته.

Al_botani2008@yahoo.com


312
كل ثلاثاء خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   المقعد المشكلة!
قال النائب شاكر الدراجي،( ان منح المقعد التاسع في المفوضية المستقلة للأنتخابات الى التركمان سيخلق خللا في توازن المجتمع). صح ما قاله، فلقد تقدم المسيحيون بطلب لأشغال المقعد، وبرلمانيات بطلب مماثل، دع ماسببه من خلاف عميق بين مكونات  القائمة العراقية، ويبقى المقعد و الحال هذه كقصة ذات نهاية مفتوحة قد تتوج بالانفجار.
•   إرهاب الدولة أم المنظمة السرية؟
تعتزم واشنطن شطب مجاهدي خلق من قائمة الارهاب. بوركت الخطوة رغم تأخرها، وحبذا لوضمت القائمة الحكومات الممارسة للأرهاب أو الراعية له، بدل الاحزاب والمنظمات، لأن ارهاب الاخيرة رد فعل على إرهاب الحكومات، والى شطب حزب العمال الكردستاني وكل الاحزاب المناضلة من اجل الحرية، من تلك القائمة، ندعو الحكومة الامريكية.
•   وزير مغفل ورديء!
في حديث لعمران الزعبي وزير الاعلام السوري الى فضائية الاتجاه العراقية، ورد بأن الوضع في سوريا الان افضل مما كان عليه في الماضي، وفي اسفل شاشة تلك الفضائية وفضائيات اخرى وفي اليوم نفسه طالعتنا عناوين الاخبار ب: (انفجار ضخم في حماه ..الابراهيمي: الازمة السورية تتحول الى ازمة عالمية.. و.. مقتل 180 شخصاً اليوم في سوريا.. والمعارضة تنقل قيادتها من تركيا الى سوريا.. وتسقط طائرة حربية سورية اثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب.. الخ
•   الازدواجية في تطبيق المواد!
اعتقل بشار مصطفى النائب الأول لرئيس اللجنة الاولمبية العراقية وفق المادة (4) إرهاب، لكن سرعان ما أطلق سراحه بعد تدخل من طالباني، ترى لماذا لم يعفى الهاشمي واخرون وفق المادة عينها رغم التدخلات الكثيرة؟.
•   الخطر الثاني.. بعد القاعدة.
ذكر الغنوشي بأن السلفيين يشكلون خطرا في تونس، ويجب التعامل معهم بحزم، وفي بنغاري بليبيا، حصلت صدامات بين السلفيين من(انصارالشريعة) وخصومهم، نجم عنها مقتل (4) وإصابة (70) . فيما اعتقل حرس الحدود الاردني مجموعة من السلفيين على الحدود مع سوريا وفي شمال اليمن دارت معارك بين السلفيين والحوثيين.. الخ. ترى من يكون الخطر الثالث على العرب والمسلمين في المستقبل؟.
•   شيء مقابل شيء.. ولكن!
باعت سويسرا اسلحة للأمارات شريطة اطلاق الاخيرة للحريات. جيد، فيما اشترطت الجماعات الاسلامية المسلحة في مالي على الحكومة المالية الدخول في مفاوضات معها، لقاء تطبيق الشريعة الاسلامية، ما يعني تطبيق الطاليبانية وليس الاسلام الحنيف.
•   ازدواجية
رفض د. اياد علاوي حضور (الاجتماع الوطني) المنوي عقده ببغداد، غير انه في الوقت نفسه اعرب عن ثقته بنجاح الطالباني في معالجة الازمة العراقية.
•   حافات (الانهيار)!
هاجم الهاشمي (العراقية) لعدم دفاعها عنه، وتشهد ديالى بعد صلاح الدين ثاني انقسام في العراقية، واتهم محمد طه الهدلوش، المطلك بالعمل على تهميش العراقية في ديالى، وعبر مجلس عشائر(4) محافظات سنية عن استهجانه لتصرفات قادة العراقية، ودعا قيادي في العراقية الى تدارك مايحدث في الاخيرة خشية من تفتتها. فهل تكون المعركة (العراقية – العراقية) وهي على حافة الانهيار؟.
•   من بركات احتجاجات دموية.
اتخذت الاحتجاجات على الفلم المسيء للنبي محمد(ص) منحى خطيرا في العديد من الدول العربية والاسلامية، ففي ليبيا قتلوا السفير الامريكي و3 من مساعديه، وفي اليمن قتل (4) وجرح العديد من المحتجين. وشهدت افغانستان مقتل 12 شخصاً بينهم(9) روس، علما ان روسيا وقفت بشدة ضد ذلك الفلم. اما في باكستان فالحصيلة الاولية للقتلى هي (21) شخصاً واصابة (200) والحبل على الجرار، والعالم يتفرج بشماته على المحتجين والاحتجاجات، وهذا ماتوخاه منتجو الفلم.
•   اذا استثني هؤلاء فمن يبقى؟
اكد النائب كمال الساعدي( ان ائتلاف دولة القانون سيصوت على قانون العفو العام اذا استثنى سراق المال العام وكبار المزورين والارهابيين) ترى اذا استثني هؤلاء، فمن هم الذين سيشملهم القانون بالعفو؟.
•   علاقات العراق مع جيرانه.
كتبت (الشرق) البغدادية: ( أن العراق يعتزم قطع العلاقات مع تركيا، وان علاقته بالسعودية مضطربة ومتذبذبة مع الكويت) .. وحتى مع الاردن فهي بين بين، ولم تبق سوى سوريا وايران يرتبط معهما بعلاقات مصيرية، وكلتا! الدولتين على صفيح ساخن.
•   هل العراق دولة فاشلة؟.
استاء العراق من تصنيفه كتاسع دولة من بين اكثر الدول  فشلاً في العالم، في حين يرى النائب محمد اقبال ان ( العراق منذ 2003 لم تؤسس فيه دولة، وان مايحصل هو إعتماد سياسات ارتجالية، وتسند الوزارات الى اشخاص جاءت بهم المحاصصة، وان البلد يعتمد خططاً عفا عليها الزمن، والبطالة تستفحل.. الخ) فيما نفي مثال الالوسي صفة الدوله عن العراق.
•   خذ الحكمة من أفواه (البرلمانيين).
خلل تعليق الاماني على مبادرة الطالباني لحل الازمة السياسية في العراق، قال نائب كردي ان : (ليس هناك وجود لأية ورقة اصلاح، ولن يكون هناك حل لأية مشكلة في العراق لحين اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة) صح ما قاله، عليه والحالة هذه فان المبادرات وورقة الاصلاح والاجتماع الوطني ما هي الا هدر للوقت والطاقة وضحك على الذقون.
•   نصر كردي.
قال (ملا بختيار) القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ان مؤتمر الاشتراكية الدولية بحث قضايا الكرد والفلسطينيين والبوليساريو حصرا، وثبت لأول مرة فيه حق تقرير المصر للأمة الكردية، ناهيكم من ان اعادة انتخاب طالباني نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية مكسب كبير للكرد بحد ذاته.
•   ماذا يخبيء القدر للموصل؟.
افاد خبراء السدود، ان سد الموصل ايل الى الانهيار وفي حال حصول ذلك فان المياه ستعلو الموصل (20) متراً، وان مئذنة الحدباء الاثرية ايضاً على وشك السقوط وان المدينة تعاني الامرين من اعمال الميليشيات الطائفية التي حولت حياة السكان الى جحيم..
•   ايهما اكثر تحضرا أربيل  أم  بغداد؟
في منطقة كرميان احيل 260 شخصا على القضاء بتهمة قيامهم بالصيد، وفي بارزان يحرم صيد الحيوانات البرية منذ عقود، في هذا الوقت بالذات نجد العراق يبيح الصيد في بادية العراق ويزين للخلجيين التوجه اليها. لأغراض الصيد.
•   العالم يحارب في سوريا.
يرتكب خطأً من يحصر الحرب في سوريا بين المعارضة والحكومة، كما ان قول ايران من ان الحرب في سوريا حربها يظل ناقصاً، اذا علمنا ان الغرب وحلفاؤه وروسيا وحلفاؤها يقاتلون ضد بعضهم بعضاً في سوريا عليه فان الهزيمة فيها، هزيمة عالم، وعلى حلفاء المعارضة السورية ان يعوا هذا الدرس ويجعلوا الهزيمة حليف المقابل لأنه على باطل.
•   كردستان العراق وسوريا وتركيا وايران!
احتج بعضهم من اطلاق مصطلح (غرب الاقليم) اي المناطق الكردية في سوريا، من قبل حكومة كردستان، ترى اما كان الاولى بذلك ( البعض) ان يخجل من مصطلحات: كردستان العراق، كردستان تركيا.. الخ والتي تذكرنا بالصومال الفرنسي والبريطاني وبغينيا الهولندية أ, الاسبانية..  الخ في حقبة الاستعمار، وليعلموا ان مجرد بقاء مصطلح: كردستان ال .. الخ  وصمة عار في حيين اعداء الامة الكردية.
•   تمثال للزمن الجميل.
دعا الخبير القانوني طارق حرب الى اعادة النظر في قائمة اعلام الثقافة الذين ستتم إقامة نصب لهم في ساحات بغداد، ومن بين الذين اختارهم المرحوم نوري السعيد منشيء الدولة العراقية الجديدة والذي ترأس 14 وزارة عراقية، ونعم الدعوة الى انصاف السعيد وعهده والماضي الجميل.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com     

313
سنة العراق، من القراءات الخاطئة الى الانشقاق الكبير فالأنهيار.

عبدالغني علي يحيى
(.. إن الوضع في العراق، أساسه طائفي، والشيعة والكرد متحالفون، فيما السنة وحدهم مظلومون).
   هكذا تكلم أياد السامرائي رئيس الحزب الاسلامي العراقي ذو التوجه السني المذهبي، عندما زار القاهرة والتقى بالرئيس المصري محمد مرسي. واذ نوافقه الرأي بالأساس الطائفي للوضع العراقي الحالي، رغم انه جاء ناقصا في تشخيصه، إذا أخذنا بالحسبان، تقدم الصراع الأثني على الصراع الطائفي في العراق في مراحل تأريخية ما سيما في القرن العشرين، والذين مازال شاخصا في سعي الكرد لأجل نيل حقوقهم القومية، غير ان الاساس الطائفي في الوضع العراقي حل محل الاساس الأثني منذ أعوام. وعلى وجه الخصوص بعد سقوط النظام العراقي السابق في 9-4-2003 والذي كان بدوره نظاما سنيا طائفيا بامتياز ومتسترا بالقومية العربية في أن.
   غير اننا نختلف مع كلام السامرائي، في شقه الثاني الذي نص على تحالف الشيعة والكرد الذي يفيد ظاهره وكأنه موجه لأذلال السنة. فالتحالف الشيعي – الكردي المسمى بالرباعي الذي نهض على اتفاق حزبي: الدعوه والمجلس الاسلامي الاعلى الشيعيين مع الحزبين الكرديين الرئيسيين الديمقراطي والوطني الكردستانيين، صار في خبر كان منذ سنوات وهو الان على قاب قوسين او ادنى من الانهيار ان لم نقل انه اصبح في حكم الانهيار، فلقد ولد ككل التحالفات والجبهات الوطنية العراقية، هشا مشلولا، ذو عمر قصير، عاجزا عن فعل اي شيء. كما الجبهات والتحالفات الوطنية العراقية التي كانت سرعان ماتنفرط وتسقط وتتحول اطرافها الى معاداة بعضها بعضا.
   ولنعد الى كلام السامرائي الذي يوحي من حيث المضمون وكأن (الحليفين) المذكورين يقفان على الضد من تطلعات العرب السنة في الحرية والديمقراطية، والحال ان ذلك ليس بصحيح، اذا علمنا ان اقليم كردستان العراق تحول منذ اعوام الى ملجأوملاذ لنحو 150 الف عربي سني هربوا اليه من وسط العراق وجنوبه، وتعاملت معهم حكومة كردستان وشعبها ومايزال بالحسنى، بدليل ان الالاف من اللاجئين العراقيين من العرب السنة في البلاد العربية وغيرها، اضطروا لاكثر من سبب للعودة الى العراق، في حين لم تسجل ولو حالة واحدة على عودة سني من كردستان الا المناطق الخاضعة للحكومة العراقية. ليس هذا فحسب بل ان نزوح السنة الى الاقليم الكردي مازال متواصلاً. اضف الى ذلك أنه بعد صدور حكم الأعدام غيابيا بحق الزعيم السني طارق الهاشمي، من طرف القضاء العراقي، فأن الكرد وعلى صعيد الحزبين الكرديين الرئيسيين والزعيمين: الطالباني والبارزاني، كانوا السباقين للتصدي لقرار الحكم بالاعدام ذاك بل وتقدموا على القائمة العراقية السنية وحكومة الولايات المتحدة في مقاومته، وقبل ذلك ايضا فأن الكرد اول من احتضن الهاشمي يوم هرب من بغداد والتجأ الى كردستان، متحدين، اي الكرد للحكومة العراقية التي الحت عليهم دون جدوى تسليمه اليها، ولقد احتضن الكرد الهاشمي الى أن غادر كردستان الى تركيا بمحض إرادته. لذا فان قول السامرائي بتحالف الشيعة والكرد، لم يأخذ بالتغييرات التي طرأت على العلاقات بين المكونين الشيعي والسني والتي امتازت بالجودة والمتانة على مدى عقود. واللافت انه وسط العد التنازلي للوضع السني في العراق باتجاه التدهور والتمزق والانشقاق، سجل تخبط في الصف السني فلقد اقدمت رموز سنية معروفة بل وهامة على التعاون مع نظام الحكم القائم في العراق، فصالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي، وهو من أقطاب السنة، عاد الى مايشبه بيت الطاعة ودخل في تحالف قوي مع دولة القانون وحزب السلطة بعد جفاء دام طويلاً، متمنياً كما أفصح، ان لا يعود الخلاف كرة اخرى بينه وبين المالكي في المستقبل، وهذا التحول منه كان وما يزال محل استغراب ودهشة الكثيرين ومن بينهم قطاع عريض من السنة. وفي أجواء تردي العلاقة بين الشيعة والسنة وبشكل أشد من ذي قبل.
   عدا المطلك فأن مشعان الجبوري الذي بقي لسنوات خارج العراق لاجئا بعد سقوط النظام البعثي، وقبله كان لسنوات ضيفا مكرما لدى حكومة كردستان، لقد عاد بدوره الى بيت الطاعة ذاك، فجاة وعلى حين غرة ايضا، وهوالان على اتم التفاهم مع حكومة المالكي. ولكي يكون اندماجه أشد فأنه لاينفك بين فترة واخرى يقوم بمهاجمة الكرد بعنف وشدة.
   ومن الرموز العربية السنية الاخرى التي راحت تغرد خارج السرب السني وتقوم بصب جام غضبها على الكرد نشير على سبيل المثال لا الحصر، الى المجلس السياسي العربي في كركوك الذي بلغ عداءه للكرد حد اتهام القائمة  العراقية السنية بالخيانة والمساومة مع الكرد، وفي محافظة نينوى فان رمزا سنيا قبليا واحد شيوخ شمركبرى القبائل العربية في العراق، المح قبل ايام الى (ساعة الصفر) ضد الكرد، فدعوته لأبناء المحافظة بأن يكونوا قبضة واحدة لمواجهة المشاريع النفطية للكرد في المحافظة، علما ان النفط في نينوى يوجد حصرا في المناطق الكردية ومن الجدير ذكره ان العرب السنة المتواجدين عند خط التماس مع الكرد الاشد عداء للكرد ما يعني ان العرب السنة منقسمون على انفسهم حيال الكرد واذا علمنا ان هؤلاء في عدائهم للكرد التقوا تلقائيا مع الحكومة العراقية ما جعل من التنافر بينهم اشد.
   بهذا الشكل يتعامل بعض من العرب السنة العراقيين مع المشهد السياسي العراقي، فهم بدلا من أن يشخصوا التناقض الرئيسي لمكونهم الاجتماعي مع الحكومة العراقية، راحوا يقدمون التناقض الثانوي مع الكرد على التناقض الرئيسي  فكان ذلك من اسباب ضعفهم  ونتيجة لفهمهم الخاطئ للواقع العراقي الحالي فقد تعرض ائتلافهم (العراقية) على مدى الشهور والاعوام الماضية الى الانشقاقات والانسحابات والتي بلغت ذروتها هذه الايام واقوى دليل على ذلك الخلاف الذي حصل بينهم بخصوص المفوضية المستقلة للانتخابات الامر الذي يهدد كياناتهم بالتفتت والانهيار ان لم يتداركوا الموقف .
  ان العرب السنة في العراق مدعوون الى تبني موقف واضح وصريح، بشكل يميزون فيه بين التناقضين: الرئيسي والثانوي، بين من يلتقون معهم أو يختلفون معهم، بين حكومتي المركز والاقليم فالتخبط يضرهم وينال من وحدتهم، كما يضرهم اكثر الاختلاف في الروية والانجذاب الى هذا وذاك، مع احذ التطورات التي طرأت على المشهد السياسي العراقي بنظرالاعتبار وان يتوصلوا الى معرفة حجمهم الحقيقي، والتجنب من أن تكون مواقفهم بمثابة أداة طيعة بيد اعدائهم يحركونها ضد وذاك بمعزل عن ارادة ومصالح السنة ومطاليبهم المشروعة ومن الممكن تحقيق الارادة دون معاداة اي من المكونات الاجتماعية العراقية.
Al_botani2008@yahoo.com

314
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   بترولستان.
اعلنت شركة (دي.أي.أو) النفطية النرويجية عن اكتشاف حقل نفطي جديد وكبير في كردستان العراق، يذكر انه يتم الاعلان بين حين وحين عن مثل هكذا اكتشافات بشكل نستطيع معه القول، ان كردستان تعوم فوق بحر من  النفط، ولكن ياترى هل يدع خصوم الكرد ان يعيشوا بسلام أم ان النفط سيظل كما كان نقمة على الشعب لا نعمة عليه؟  كردستان بترولستان.
•   الفساد بالأطنان.!
اتهم النائب محمد رضا الخفاجي الشركة العامة للمواد الغذائية التابعة لوزارة التجارة بشراء الاف الاطنان من المواد الغذائية الفاسدة. وورد في بيان لمكتبه انه(كشف عن  صفقات جديدة لقتل المواطن العراق وأبادته بشراء الاف الاطنان من المواد الغذائية الفاسدة) واشار الى (أن مخازن جميلة تحتوي على 382 طنا ومخازن المشتل على 6000 طن) فالقيام باستيراد 4000 طن من مادة حليب الاطفال: ديالاك 1 او ديالاك 2. جميعها فاسدة.
•   تاجر مفلس!
قال عبد ذياب العجيلي عضو القائمة العراقية أن (العراق مقبل على الانضمام الى منظمة التجارة العالمية) لكنه اضاف (غير أنه لايملك أي منتج يحظى با لقبول في الاسواق العالمية)!!.
•   خبير في مكافحة الارهاب !
صرح النائب عدنان المياحي بأن العراق (اصبح الان خبيرا في مجال مكافحة الارهاب، وقد بدأت التجربة العراقية في هذا المجال تدرس في بعض البلدان) فيما افاد برلمانيون اخرون:( ان العراق اصبح خبيرا في هذا المجال وعلى مدى السنوات التسع الماضية). ونذكر هؤلاء باخر موجة ارهابية  ضربت العراق قبل ايام وكان ضحيتها نحو 444 قتيلا وجريحا، فأين الخبرة العراقية لمكافحة الارهاب؟
•   حياة العراقي مهددة في الخارج اكثر مما في الداخل!!!
على اثر مقتل عائلة الحلي العراقية في فرنسا، في حادث نادر طبعا يقع للعراقيين في الخارج، نسبت صحيفة( الصباح) البغدادية الى النائبة اشواق الجاف القول: ( ان لجنة حقوق الانسان البرلمانية ستطالب وزارة الخارجية البريطانية والفرنسية بحقوق الضحايا) .. الخ هنا تبدو المسألة طبيعية، لكن اللافت في قولها هو : ( ان تكررت حوادث القتل ضد العراقيين المقيمين في دول العالم فأن حياتهم ستكون مهددة بالخطر اكثر مما في الداخل) من يسمع هذا القول منها قد يعتقد بان الحياة في العراق افضل من الحياة في جميع دول العالم)!
•    التشبت بالقشة الايرانية!
تفاءل بعض من السذج في العراق بزيارة لقائمقام قصر شيرين الى (خانقين) ولقائه بقائمقامها في حل مشكلة نهر الوند الذي يجري تجفيفه من قبل ايران وادى الى الحاق الجفاف باكثر من (40) الف كيلومتر مربع من الاراضي، ولم يأخذوا ببالهم ان حل هكذا مشكلات  يتم البحث فيه في اعلى المستويات بين البلدين وليس من موقع ادنى الذي هو بمثابة القشة التي يتشبث بها الغريق!
•   الافتخار بوسام نحاسي قبل 52 عاماً!
قال الامين المالي للجنة الاولمبية العراقية سميرالموسوي ( ان الرياضة العراقية لم تتمكن من تحقيق اي انجاز في الاولمبياد العالمي باستثناء الوسام النحاسي من قبل الرباع عبدالواحد عزيز في اولمبياد روما عام 1960) مضيفاً: (على الرغم من توفر الدعم المالي الحكومي للشرائح الرياضية) وما بالمال وحده تتقدم الرياضة ياسمير، وفتش عن السبب.
•   العراقيون بين سدود اتاتورك وميناء مبارك.
لم تبق سوى 4 اعوام لكي يبادل الاتراك العراقيين برميل ماء مقابل برميل نفط، هذا بالنسبة الى جارتنا الشمالية تركية، اما بالنسبة الى الجارة الكويت، فقد طلع علينا وكيل وزارة النقل العراقية بتصريح قال فيه: ( ان الممر المائي في حال اكمال بناء ميناء مبارك سيكون ضيقا جدا ويتطلب درجة عالية من  الحذر، وسيقيد الحركة ويخلق زحاما عند دخول وخروج البواخر، وان حصول اي حادث بحري من شأنه ان يغلق الممر بالكامل،وانه يقلل من اهمية الموانيء العراقية ومن تدفق المياه الى خور عبدالله وخور الزببر، ويجعل مشروع ميناء الفاو الكبير بلا قيمة)!
•   عبدالكريم قاسم .
لسنا ندري من اين يأتي الاعجاب بالزعيم عبدالكريم قاسم، فحسب د. سعاد محمد خضر، انه لم يكن يجيد لعبة السياسة،واخر من انه لم يكن سياسيا،كما انه لم يكن رجل دولة وكان طوباويا اكثر مما هو رجل دولة على حد قول حامد مقصود عبدالكريم وشكك رابع في ثقافته ومهارته العسكرية لأنه وضع نفسه في كماشة وزارة الدفاع ويقول اخرون بفشل خطته النفطية والاصلاح الزراعي هذا ما ورد في صحيفة الصباح البغدادية. الطريف ان احدهم قال، انه كان عسكريا ناجحا وفق المواصفات العسكرية فعندما يوضع في معركة عسكرية يمكنه ان يكسب المعركة !! غير انه لم يذكر المعارك التي كسبها الزعيم، بقي ان نعلم انه كان عسكريا فاشلا بدليل حربه الخاسرة ضد الكرد وانكشاف خطته في احتلال الكويت، فالى متى الاعجاب به؟.
•   ساعة الصفر!
هاجم الشيخ عبدالله الياور وهو احد شيوخ شمر الكرد قائلا:ان نفط نينوى لأبنائها وليس لأقليم كردستان وان ابناء نينوى يد واحدة اذا حانت ساعة الصفر  مايعني ان حملة عسكرية على الكرد متوقعة،وساعة الصفر، لم يقلها  احد حتى ضد اسرائيل.
•   الختان يوحد المسلمين واليهود!
رغم العداء المستحكم بين المسلمين واليهود، لكننا وجدناهم يتظاهرون جنبا الى جانب وبالمئات في المانيا احتجاجا على منع الحكومة الالمانية للختان!
•   من مرشح للرئاسة الى مرشح للسجن!
لم يكن امام السياسي المصري احمد شفيق الا القليل للفوز بالرئاسة المصرية اذ كان الفارق ضئيلا بينه وبين مرسي في الانتخابات المصرية، والان فان النيابة العامة المصرية احالته الى المحاكمة مع نجلي مبارك. ولقد ذكرنا هذا التطور بكتاب نهرو ( من السجن الى الرئاسة) وشفيق من مرشح للرئاسة الى مرشح للسجن!
•   (امه كرمها الله)!
يبدو ان الموجة الدينية في طريقها الى الغرب، بعد نجاحها  في معظم العالم الاسلامي فها هو ميت رومني المرشح للرئاسة الامريكية عن الحزب الجمهورية يقول بصوت عال: ( لن أشطب الله من برنامجنا، لن أزيل الله من قلبي، نحن أمة كرمها الله)، وهكذا من  بعد( شعب الله المختار) و(خير  امة اخرجت للناس) فان الامريكان (امه كرمها الله)!
•   الجيش العراقي بين مطاليب ( الفلوجة) وكردستان!
بعد قيام نقطة تفتيش عسكرية في الفلوجة باطلاق النارعلى موكب عرس وجرح العروس، اقام اهالي الفلوجة الدنيا ولم يقعدوها الا بعد ان تحقق لهم ما ارادوه الا وهو انسحاب الجيش من مدينتهم، مقابل ذلك نجد القيادة الكردية تطالب باستمرار بانسحاب الجيش العراقي من زممار وتندد بتحشده في كركوك في حين نجد الجيش وكأنه اذن صماء.
•   عودة الطالباني بين نائبين
يعلق كثير من العراقيين الامال على عودة الطالباني لحل الازمة السياسية الراهنة في العراق، بل ان النائبة اشواق الجاف، خلعت مايشبه العصا السحرية على عودته حين وصفتها بانها شتكشف الجهات المعرقلة لحل الخلافات). غير ان النائب عزيز العكيلي عن التحالف الوطني صدق حين قال: ( ان عودته الى البلاد لاتحل المشاكل السياسية)! ولا تكلفوا الطالباني الا وسعه.
•   واجب مرشح العراقية لوزارة الدفاع.
عجبي من تشبث قائمة العراقية بمنصب وزير الدفاع الذي تعده استحقاقا لها، دون  ان تضع ببالها، ان وزير دفاعها المرتقب،سيكون عاطلا عن اية صلاحية، وسيكون حاله كحال الطالباني وهوشيار زيباري وبابكر زيباري الذي لاحول لهم ولاقوة فهم في خدمة حكومة المالكي لا الكرد، وسيكون وزير دفاع العراقية ان استوزر في خدمة الحكومة لا العراقية!
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق 
Al_botani2008@yahoo.com


315
لماذا تحول الكرد الى الخندق السني المذهبي؟

عبدالغني علي يحيى
  (.. لا يوجد حتى مسجد واحد للسنة في طهران، الامر الذي يضطر معه السنة للتوجه الى السفارتين السعودية والباكستانية لأداء فريضة الصلاة).
   هذا ما قاله القيادي الكردي الايراني اليساري عبدالله المهتدي عقب توقيع الحزبين الكرديين: الديمقراطي والثوري الكردستانيين على إتفاق تمخض عن تشكيل جبهة لمقاومة الحكومة الايرانية، وذلك في اجتماع عقداه في كردستان العراق. وإذا علمنا أن طهران تضم الملايين من السنة الكرد والبلوش وغيرهما، انذاك ندرك مدى انغماس طهران في العنصرية والمذهبية ضد السنة بل واتباع الديانات غير الاسلامية كالبهائيين والزرادشتيين.. الخ. ويوحي قول المهتدي في تقديمه للشأن السني المضطهد على دونه من الشؤون الاخرى كالقومية والديمقراطية، بتحول واضح للحركة القومية الكردية الايرانية من الخندق القومي التقليدي الى الخندق السني الطائفي، الذي كان الكرد سيما في العراق يتحاشون الوقوع فيه، مفضلين التمسك بالهوية القومية عليه. ويوم كنت لاجئاً في ايران عام1974 وقفت على عداء مكشوف ودفين على الصعيد المجتمعي بين الكرد السنة والايرانيين الشيعة، واذكر ذات مرة سألني فيها كردي ايراني:( كيف يضطهدكم صدام حسين وهو سني مثلكم؟) وعلمت ان الصراع المذهبي بين السنة والشيعة في ايران يتفوق على بقية الصراعات الاخرى. وفي عام 1991 اضطررت الى اللجوء الى ايران كرة اخرى واذا بالسؤال عينه يطرح علي، وبشكل اشد من ذي قبل، وادركت ان الصراع المذهبي قد استفحل اكثر بين المكونين الاجتماعيين المذكورين، حتى ان الكرد في تخطئتهم للنظام الايراني، لم يكونوا يميزون بين المحافظين والاصلاحيين، وايقنت من ان السخط الكردي على نظام الجمهورية الاسلامية فاق بكثير سخطهم على النظام الشاهنشاي البائد. وكان نمو سخطهم ناجماً عن اسباب كثيرة منها قيام صادق خلخالي بحملات اعدام واسعة للكرد في مدن مهاباد ومريوان وبانه، وفي (سنة) وحدها مثلا نفذحكم الاعدام ب(80) كرديا في يوم واحد. وهناك شهادات مصورة للاعدامات بحق الوطنيين الكرد في ايران، وهم مقيدون، معصوبي الاعين، ولقد فازت احدى الصور بجائزة عالمية. ولم يكن خلخالي المتهم الوحيد بايذاء الكرد. ففي عام 1980 افتى الخميني بقتل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني عبدالرحمن قاسملو والذي قتل فيما بعد باوروبا تنفيذا لتلك الفتوى. ولقد وصف الخميني اعضاء حزب قاسملو بالشياطين وعناصر تعيث في الارض فسادا، يجب القضاء عليها. وعلى نهجه وخلخالي سار الخامنئي المتهم بقتل قادة  من الكرد، ويقال انه يخشى من مغادرة ايران خوفا من ان يعتقل من قبل الانتربول.
ولقد طال العداء الايراني كرد العراق أيضاً، فعلى أثر تعيين خط العرض ال36 لحماية كرد العراق عام1991 من النظام البعثي، ندد هاشمي رفسنجاني وكان انذاك رئيسا للجمهورية في ايران بالتطور المذكور قائلاً: ( لن ندع بأي شكل من الاشكال قيام اسرائيل ثانية في شمال العراق). وفيما بعد ترجمت اقوال رفسنجاني وغيره من القادة الايرانيين الى ممارسات تجلت في اقدام ايران على تجفيف نهر الوند ومن ثم نهر سيروان وشروعها في بناء سد على منابع نهر الزاب الصغير في منطقة سردشت الايرانية، ناهيكم عن سرقة منظمة للنفط في المناطق الكردية بشرق محافظة ديالى العراقية وبالأخص ابار النفط في (نفطخانة) بقضاء خانقين، وسبق لمسؤولين كرد ببغداد وان اشاروا مؤخرا الى ذلك وسط صمت الحكومة العراقية . كل ذلك لغرض اضعاف  الكرد العراقيين في صراعهم مع حكومة المالكي.
   واليوم فان الكرد العراقيين على خطى كرد ايران باتجاه الخندق المذهبي السني، والذين لم يكن يدور بخلدهم في السابق، لكنهم وجدوا انفسهم يحثون الخطى تلقائيا نحوه، فها هو التناقض يتسع باستمرار بينهم وبين الحكومة الشيعية ببغداد والذي يتجسد في صور عدة: الخلاف حول ميزانية كردستان والمناطق المتنازع عليها وملف النفط والغاز.. الخ من الخلافات الاخذه بالأزدياد، وجاءت خطبة رجل الدين الشيعي جلال الدين الصغير في جامع براثا، بمثابة ايذان لحرب مذهبية على الكرد العراقيين حين قال:( ان اول حرب سيخوضها المهدي ستكون مع الكرد، وانه لن يقتل كرد سوريا أو تركيا وايران، بل سيقاتل كرد العراق حصراً)!!
ولم يكن الكرد العراقيون يتوقعون، ان يأتي يوم تتعرض فيه العلاقات الحسنة التي شدتهم الى الشيعة طوال عقود الى الانهيار، رغم الاتفاق الرباعي الهش بين الحزبين الكرديين الرئيسيين: الديمقراطي والوطني الكردستانين مع الحزبين الشيعيين: الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى الذي اي الاتفاق مازال باقيا ولكن عاجزا في الوقت عينه عن اصلاح ذات البين بين حكومتي المركز والأقليم في العراق وان يجدوا، (الكرد العراقيون) انفسهم ينجذبون رويدا رويدا الى المعسكر السني الكبير لمواجهة الحكومات: الايرانية والعراقية والسورية، ولقد قطع هذا الانجذاب على الصعيد الاقليمي شوطا كبيرا في تقارب الكرد مع الدول السنية المعادية لمحور: طهران، بغداد، دمشق، واللافت ان الانجذاب بدأ على الصعيد الداخلي العراق ايضا، والمتمثل في اكثر من تطور، مثل، اطلاق سراح السجناء العرب وجلهم من السنة من سجون اقليم كردستان العراق بأمر من رئيس الاقليم، في وقت لم يحسم فيه اقرار قانون العفو العام في العراق من قبل البرلمان العراقي لأسباب كثيرة منها اعتراض الشيعة على اطلاق سراح المتهمين بالأرهاب ومعظمهم ايضا من العرب السنة. فاعلان الحزب الاسلامي العراق السني في ديالى عن مشاركة الكرد في ادارة شؤون محافظة ديالى، دع جانبا القول عن التقارب الذي حصل بين القائمتين: العربية السنية والكردية في محافظة نينوى.. الخ من الخطوات الدالة على ظهور اصطفاف سني يجمع بين الكرد والعرب السنة في العراق. وبدخول كرد سوريا على خط المواجهة مع نظام بشارالاسد العلوي، يكون غالبية الكرد وجها لوجه مع النظم القائمة في ايران والعراق وسوريا.
   عليه وتأسيساً لما مر، اذا كانت الهوية القومية الكردية قد اخفقت في الماضي من جمع الكرد تحت مظلة واحدة ذات هوية قومية، يبدو ان الهوية المذهبية السنية قد افلحت في جمعهم وتوحيد كلمتهم، ولاخوف من تبني الكود لها، كونها السلاح الوحيد لمجابهة خصومهم في ظروف احتدام النزاع السني الشيعي بشكل لم يسبق له مثيل. وكما يقول (هيغل) ان كل ما هو واقعي هو عقلاني، وفي اجواء الصراع الطائفي الحاد في معظم البلدان الاسلامية التي تضم انصار المذهبين السني والشيعي، فلا مناص للكرد الا التخندق في الخندق السني، ولولا السياسة الشوفينية التركية ازاء الكرد في تركيا، لكان اقبال الكرد على هذا الخندق أوسع.
   وتظل كل الحروب العنصرية المفروضة من الامم المهيمنة على الامم المستعضفة خطأوجريمة، سواء أكانت قومية أو دينية أو مذهبية أو على اساس اللون والبشرة، لكنها عندما تصبح امراً واقعا فلا مناص من ممارسةالحرب المضادة والتي هي عادلة ضدها، ولا ضير من أية هوية تقود الى تحرير الانسان والامم.
كاتب سياسي- العراق.
(الشرق الاوسط)


316
الاسلام بين اساءتي:  الفلم الامريكي والعرب والمسلمون اليه.

عبدالغني علي يحيى
    ذكرنا الهجوم على مقر السفارة الأمريكية في القاهرة وإنزال العلم الأمريكي منه ورفع علم القاعدة مكانه، أحتجاجاً على الفلم المسيء للأسلام الذي عرض قبل أيام في ولاية امريكية، بقيام نفر من التتار في أحدى مدن جمهوريات أسيا الوسطى بعد أنهيار الاتحاد السوفيتي بتحطيم تمثال لكارل ماركس واقامة تمثال لسفاح الشعوب تيمور لنك محله. ففي القاهرة عالج المتشددون الأسلاميون خطأً بخطأً، أما بالنسبة الى اولئك التتار، فلقد قاموا بخطوة كبيرة الى الوراء.
   ويوم هدد القس (تيري جونز) بحرق نسخ من القرآن الكريم، قلت في مقال لي، أن احدى نتائجه ستكون أنضمام فئات من الشباب المسلم إلى القاعدة، ففي خضم التصعيد بالتعصب الديني فأن أشد الجهات تطرفاً ستجني ثماره، وها هم المتشددون الاسلاميون في مصر يهينون علم شعب الولايات المتحدة الذي هو علم الملايين من المسلمين الامريكيين أيضاً، ويرفعون مكانه علم القاعدة، ما يفيد كم استفادت الاخيرة من التهجمات على الفلم المذكور ومدى تغلغل القاعدة ليس في المجتمع المصري فحسب أنما في اسلامه السياسي كذلك. ولما كانت القاعدة في اليمن الاكثر نفوذا مقارنة بنفوذها في بلدان عربية واسلامية اخرى، فان الهجوم على السفارة الامريكية في صنعاء تلا من حيث الشدة نظيره في القاهرة أن لم نقل فاقه، وهنا أيضاً فان الرابح الاكبر القاعدة.
   لما تقدم نستنتج ان الاستنكارات والاحتجاجات العنيفة على الفلم، بالمقارنة مع الاحتجاجات على (تيري جونز) وقبله الرسام الكاريكياتيري الدنماركي، حصلت في بلدان ما يسمى بـ(الربيع العربي) بدرجة رئيسة: (مصر، اليمن، ليبيا، تونس) والتي بلغ العنف فيها حد مقتل السفير الامريكي بليبيا اضافة الى 3 من موظفين امريكيين آخرين، وفي اليمن اضطرت الشرطة الى اطلاق النار على المتظاهرين ما أسفر عنه، حسب الاخبار، مقتل وجرح بعضهم.
   وهكذا فأن من ثمار وبركات (الربيع العربي) تفشي ظاهرة العنف في البلدان التي شهدته، واذكر انه بعد نشر سلمان رشدي لكتابه (ايات شيطانية) الذي تزامن مع كتاب للكاتبة البنغلادشية (تسليمة نسرين)، اللذان تعرضا الى الاسلام بالسوء، ومن بعدهما الرسام الدنماركي فالقس جونز، كانت الاحتجاجات في البلدان الاسلامية غير العربية، على الاساءات بحق الاسلام، تتقدم على الاحتجاجات العربية بكثير.
   والذي يثير الاستغراب في احتجاج العرب والمسلمين، على الانتهاكات بحق دينهم ورموزهم الدينية، انهم يغضون الطرف عن الاساءات التي يلحقها الملحدون العرب والمسلمون بشكل شبه يومي وجد صارخ بالدين الاسلامي والقرآن الكريم والنبي محمد(ص)، وبوسع المرء الاطلاع على العشرات من المقالات وباقلام كتاب عرب ومسلمين وبالأخص في الانترنيت يهاجمون فيها الله ورسوله والقرآن الكريم والدين الأسلامي، ليس هذا فقط بل أن للملحدين العرب مواقعهم في الانترنيت، ومع ذلك لا تنظم التظاهرات والاحتجاجات ضدهم، في وقت تعد فيه الأساءات للاسلام لدى الغربيين تكاد تكون نادرة، ويخضع قسم منها للتأويل والتفسيرات المتناقضة، فعلى سبيل المثال نفى الرسام الدانماركي في حينه انه بفعله قصد النيل من النبي محمد (ص) أما (جونز) فلقد صرح بأنه لم يكن ينوي حرق القرآن، انما لفت انظار العالم الى التعصب الديني المهيمن على المسلمين، وكيف انهم يفقدون توازنهم والسيطرة على اعصابهم امام اقل هزة يعتقد انها تستهدف الدين الاسلامي، وكان واضحا منذ الاعلان عن اعتزامه حرق القران الكريم، انه لن يقدم على فعلته، بدليل عدم تدخل السلطات الامريكية لأيقافه وكأنها كانت تعلم مسبقاً بعدم اقدامه على الفعل المنكر.
   ومع هذا،من الصعب نفي ايادي خفية في ترتيب الاساءات إلى الأسلام، والملاحظ، ان الايديولوجيا واداوتها غالباأ ما تكون منطلقاً لتلك الاساءات: (رسم كاريكاتيري، حرق القرآن، فلم سينمائي، آيات شيطانية، كتابات تسليمة نسرين...)الخ. في حين نجد رد فعل المسلمين، نسف الكنائس، قتل المسيحيين، تحطيم تماثيل بوذا كما حصل في افغانستان،  مهاجمة السفارات...الخ. لقد كان الأولى بالمسلمين مجابهة الاساءات الى دينهم باساليب حضارية لا تتعدى الندوات والمناقشات والمقالات، لا اللجوء إلى القنابل والسكاكين والتفجيرات. واذا توخينا الانصاف، فا الدعوات الى الشدة والعنف جاءت من المسلمين، لا ضد الغرب فحسب بل ضد المسلمين ايضا فقبل ايام من الاعلان عن الفلم المسيء، كانت مساجد للسنة وحسينيات للشيعة ومصلوهما قد تعرضوا إلى الهجمات الأرهابية في بغداد وكركوك وقبلهما في الموصل، وعلى يد مسلمين طبعاً.
   ومن الاهداف التي تتوخى الجهات الراعية لاستفزاز مشاعر المسلمين المتوترة أصلاً، أبقاء العالمين العربي والاسلامي في حالة من الأظطرابات والقلاقل والحروب والأجواء المشحونة بالتوتر والتأزم والهيجان بشكل يصرفهما عن التفكير  بالبناء والعمران والتقدم، لذا نجدها، أي الجهات، تقوم بين آن وآن بتفجير أزمة وافتعال خصومة، لكي يظل الاضطراب والهيجان قائماً لا يتوقف، ونجد المسلمين يستجيبون لها بغباء، فهم بدلاً من لن يتقبلوا التجاوزات عليهم باعصاب باردة ومواقف حضارية تكفل احراج المتجاوز وفضحه وبالتالي كسب الرأي العام العالمي الى جانب المسلمين تراهم يمعنون في الأخطاء اكثر.
   لقد أستفز الرسام الكاريكاتيري الدنماركي للنبي محمد (ص) الكثيرين، بيد ان المسلمين نسوا، كيف ان رسامين مسلمين قبل أكثر من (40) عاماً كانوا قد أساؤا الى شخص المسيح (ع) فعند قيام الفاتيكان بتبرئة اليهود من دم المسيح ثارت ثائرة المسلمين. حتى أن صحيفة (الثورة العربية) البغدادية التي كانت تنطق باسم الاتحاد الاشتراكي العربي قامت بنشر رسم كاريكاتيري للمسيح وبيده مسدس وقد صوب فوهته الى جبينه، وكتب تحته: (اذا لم يقتله اليهود فمعنى انه أنتحر)! علماً ان الدين الاسلامي نفسه ينفي صلب المسيح، بعد ذلك نشرت الصحيفة نفسها رسماً كاريكاتيرياً لقداسة البابا وقد بدت عليه الحيرة بين كيس للنقود والصليب! لقد انزعج المسلمون والعرب منهم بالأخص في منتصف الستينات من القرن الماضي من تبرئة الفاتيكان لليهود من دم المسيح، في حين كان الأولى بهم ( المسلمين) وما يزال ان يبرؤا الامويين وبالتالي السنة من دم الحسين (ع) لاجل طي الخلاف الدموي بين السنة والشيعة والذي راح يحتدم اكثر في ايامنا هذه. نعم لقد كان اولى بالمسلمين وما يزال ان يحذوا حذو الفاتيكان في أظهار التسامح والعفو وازالة الخصومات والبغضاء بينهم أو نسيتم في حينه عناوين كتب في واجهات المكتبات مثل: (الله في قفص الأتهام) و (أرني الله) وو..الخ من الكتب التي تم الترويج لها على يد الكتاب العرب والمسلمين؟ ولكن من غير ان تثير التعصب والكراهية لدى الناس.
   لقد كان على العالم الاسلامي، والذي كان بادئاً بالظلم وما يزال، ان يحصد نتائج تعصبه وتطرفه الديني، ولقد قيل (من يزرع الريح يحصد العاصفة). فها هي العاصفة تهب على المسلمين في كل مكان، في ميانمار التي فر منها الالاف من المسلمين الابرياء، من  ضحايا افعال القاعدة والتطرف الديني، وفي ولاية اسام الهندية التي انتشرت فيها خيام اللاجئين المسلمين قبل ايام، وقبل ايام تشكى مسلمو بغاريا من ممارسات تمييزية ضدهم، وفي نيجيريا تعيث (يوكو حرام) فسادا والتي تقتل المسيحيين وتسيء الى المسلمين في ان. وهاهي طلائع الاضطهادات للمسلمين تطل برأسها في كينيا واثيوبيا، اما في البلدان الاسلامية فان انتهاكات المسلمين ضد بعضهم بعضهم تفوق تلك التي يعتقدون ان غربيين يمارسونها ضدهم، ففي مالى لم تسلم حتى قبور اولياء الله الصالحين من شر المتطرفين الاسلاميين، وفي العراق تتعرض المساجد والكنائس والحسينيات الى اعتداءات من قبل المسلمين.. الخ. ختاما على العرب والمسلمين ان يترفعوا عن الصغائر التي تستخدم ضدهم.
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل - العراق
Al_botani2008@yahoo.com

317
حركة عدم الانحياز بين الثابت والمتغير

عبدالغني علي يحيى.
   بعد مايقارب ال 12عاما على ميلاد منظمة الأمم المتحدة  unوفي أجواء الحرب الباردة بين الغرب والشرق، تأسست في عام 1961 حركة عدم الانحيازعلى يد قادة بارزين: نهرو وتيتو وعبدالناصر وسوكارنو وبمشاركة(20) دولة. ويبلغ عدد اعضائها الان 120 دولة، مايعني ان اكثر من (60) دولة عضو في un غير ممثلة فيها، بل ولا تسعى للأنضمام اليها. ومع ذلك مازالت تليun من حيث عدد الاعضاء. وفي الاعوام التي تلت تأسيسها كانت تنافس الاخيرة وكادت أن تكون مرجعاً للدول بدلا عنها،  وبلغ الهزال بun مرتبة فكر معها شوان لاي وسوكارنو بتأسيسun بديل عن un الحالية. والذي اكسبها تلكم القوة والجاذبية عند ظهورها ولمدة اكثر من العقدين، هو انحيازها للمعسكر الشرقي فتجاوب الاخير معها، ثم اصبح الانضمام اليها مقياسا للوطنية والاستقلال، وفي فترات ما كان من الصعب التمييز بين مواقف الحركة ودول حلف وارشو، بالرغم من أن تنظيرات الماركسيين فندت الحياد، لكنها غضت النظر عن ذلك حين لمست تطابقاً بين الحركة والمعسكر الشرقي في الكثير من المور ان لم نقل جميعها. ولقد دلت وقائع المؤتمر ال16 للحركة والذي عقد بطهران قبل فترة على بقاء الثوابت التي قامت عليها الحركة وخضعت لها طوال عقود. والتي تمثلت بأنجذاب تلقائي الى بقايا المعسكر الشرقي و الدوران في فلك الحرب الباردة الجديدة بدليل انتخاب ايران رئيسا لها، فعدم الارتياح الامريكي من حضور بان كي مون الى المؤتمر، فيما حمل البيان الختامي للمؤتمر بصمات زمن الحرب الباردة التي تتقاطع مع التحولات الجذرية التي طرأت على العالم بعد زوال نظام القطبين، وتخدم مصالح ايران واركان المعسكر الشرقي السابق، لذا لاعجب من عدم نصرة المؤتمر لثورة الشعب السوري، وتمسكه بكليشهات سابقة  من  قبيل اخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي واختزال مشكلات العالم في الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني مع حق الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.. الخ من القرارات التي صفقت لها ايران ووزير خارجيتها الذي قال: (ان المؤتمر كان انجازا كبيرا لأيران).
   ولقد كانت هذه النتيجة متوقعة، اذا علمنا ان الدول الاسلامية تكاد تشكل النصف من اعضاء الحركة والتي في معظمها معادية للغرب والولايات المتحدة، فيها للصين تأثير كبير على النصف الثاني من اعضائها من خلال شبكة من العلاقات الاقتصادية الواسعة معها، تليها روسيا الاتحادية. لهذا السبب واسباب اخرى بقيت حركة عدم الانحياز اسيرة للثوابت التي قدمنا لها ،  والتي شلتها عن مسايرة العصر  والتحولات الجذرية في العالم. وهنا يكمن سر ضعفها. والمتتبع لمسيرتها يراها وكأنها تحيا في سبات لاتفيق منه الا في المؤتمرات وذلك خلافا لمنظمات اصغر منها حجما ولكن اكثر منها تأثيرا مثل منظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية والاتحاد الافريقي.. الخ من المنظمات التي ادت دوراً لا يستهان به في احداث الربيع العربي وغيرها، وما تزال. بل ان قوى نعتت بالاستعمار، تقدمت عليها في نصرة الشعوب على الدكتاتوريات، ودعمها لكفاح الشعوب العربية وشعوب البوسنة والهرسك وشعب كردستانالعراق 1991 فانقاذ شعب افغانستان من همجية طاليبان، ناهيكم عن دورها في تحرير الكويت من الاحتلال العراق.. الخ.
    عدا مامر، فأن سلبيات كثيرة رافقت المنظمة، منها، انه لولا حربي الخليج، لكان عراق صدام حسين الدكتاتوري سيترأس المنظمة. والطريف ان ايران تترأسها الان. والتي تعد احدى بؤر التوتر الرئيسة في العالم، كما أن جل تصرفاتها في غير صالح الشعوب وبالأخص العربية. وفي اثناء المؤتمر ال16 لها، سجلت عليها ظواهر لافتة، منها مانسب الى وزير خارجية البحرين من تفاؤل لتسلم ايران رئاسة الحركة:( انا متفائل جداً برئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية للحركة) واكد على ( المكانة الطيبة جدا التي تتمتع بها ايران) !! في حين كان الاولى به مقاطعة المؤتمر كون ايران التهديد المباشر للدول العربية الخليجية و بالأخص للبحرين، وأخذ على وسائل الاعلام الايرانية اثناء المؤتمر تحريفها لأقوال مرسي، وعلى موافقة ايران لبعض من الدول المشاركة في المؤتمر حسبما تردد بزيارة منشأتها النووية وحرمانها لدول اخرى منها، ما يدل على هشاشة العلاقات بين المنضوين تحت لواء الحركة، والغريب ان  تكون الصين الشيوعية عضواً فيها، وتظل روسيا الاتحادية خارجة عنها وقد تخلت عن الشيوعية وحلت حلف وارشو منذ اكثر من 20 عاما.
   واذا كانت حركة عدم الانحياز قد اسست اصلاً لحماية استقلال اعضائها من المعسكرين الشرقي السابق، والغربي الحالي واختيار نهج يتسم بالتوازن ولصالح السلم العالمي، فأنه بزوال المعسكر الشرقي تكون الحركة قد فقدت المبررات لبقائها، ثم ان الحركة هذه بدلا من ان تأخذ بالمتغيرات على الساحة الدولية، فأنها راحت تبحث عن رموز من مخلفات الحرب الباردة فكرا وممارسة لكي تبقى مشدودة الى الثوابت التي نهضت عليها، ولقد دل على ذلك بيان ووقائع المؤتمر ال16 للمنظمة.
ان دول عدم الانحياز لم تتمكن من التحول الى النظام الدولي الجديد الذي توج زوال نظام القطبين فحسب، بل أنها حصرت اهتماماتها في قضايا ضيقة املتها عليها المصالح السوفيتية والشرقية السابقة، ولم تنصرف في يوم من الايام لحل الصرعات بين اعضائها، والملاحظ ان الصراعات تكاد تنحصر في دول عدم الانحياز، بشكل يبدو فيه الحلف الغربي وكانه المحايد بين الدول المتصارعة (اللامنحازة) كما حصل في انهاء الاحتلال العراقي للكويت واسقاط نظام القذافي وتحرير الشعب المسلم في كوسوفو... الخ ومع ذلك لم تتم اضاقة مصطلح (الايجابي) على سياسة الحركة لانصاف الغرب. كما اضيف الى سياستها حيال المعسكر الشرقي السابق في وقته. ومنذ افول النظام الاستعماري فان الحروب سجال بين دول العالم الثالث (دول عدم الانحياز). كما ان الخلافات بين هذه الدول تفوق تلك التي بينها وبين الدول المنحازة الى المعسكر الغربي، ثم ان العديد من تلك الدول في مواقفها المشحونة بالعداء سواء ضد المعسكر الشرقي السابق أوالغربي الحالي، مارست الانحياز وبشدة الى جانب هذا ضد ذاك. ويظل المؤتمر ال 16 لحركة عدم الانحياز الاسوأ من بين مؤتمراتها كافة.
كاتب سياسي- العراق.

318
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   ملاحم أردوغان في كردستان!
اسفرت غارة للسلاح الجوي التركي على جبل قنديل في كردستان العراق عن تدمير مشروع للدواجن واضرار اخرى جسمية الحقت بالمدنيين العزل. وقالت وكالة(نينا) الاخبارية ان قرى كثيرة تضررت وان الهلع والخوف خيما على اهالي المنطقة. يذكر ان عائلة تتألف من(7) اشخاص قتلت على يد ذلك السلاح في منطقة رانية العام الماضي، وقبل اسابيع دمر جسر للأغراض المدنية بمنطقة العمادية.
•   رواتب تركمان ديالى.
صرح مصدر في الجبهة التركمانية بمحافظة ديالى، ان المنظمات الخيرية التركية خصصت رواتب شهرية لنحو(1000) عائلة  تركمانية هناك، تتسلمها من مقر الجبهة، وذكر ان هذه العوائل يئست من الحكومة العراقية في مساعدتها، لهذا اضطرت للقبول بالراتب التركي، لكنها دفعت الثمن غالياً، اذ قتل موظفان تركمانيان في طوزخورماتو وطالت تفجيرات حسينيات لهم في كركوك، ووقع انفجار في تلعفر التركمانية ادى الى وقوع قتلى وجرحى.. الخ من حوادث الاعتداء على التركمان.
•   العنصرية في المجال التربوي.
من مجموع 99 درجة وظيفية منحتها وزارة التربية العراقية لكركوك، كانت حصة الكرد منها درجتان فقط، وخصصت البقية لعرب قضاء الحويجة، مادفع بتربوى كردي في كركوك الى ادخال فعل الوزارة تلك في باب العنصرية والمناطقية!
•   أم المعارك في الجزيرة!
اعلن العقيد ضياء الوكيل المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، ان قوات وزارة الدفاع(شرعت بشن حملة عسكرية تعرضية واسعة النطاق شملت منطقة الجزيرة الغربية من العراق بمشاركة 3 قيادات للعمليات وفرقة عسكرية، مضيفاً(ان العملية التي تشارك فيها قيادات عمليات الانبار ونينوى وسامراء اضافة الى قوات الفرقة الرابعة ستستمر لحين تحقيق اهدافها) واستطرد (ان العملية تأتي في اطار النهج الجديد للقوات المسلحة.. الخ) ويتحدث حكام بغداد عن الاستقرار في العراق وتراجع العنف!
•   المتهم، صندق النقد الدولي!
قال كاتب عراقي، انه عند ذكر زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين، فان الحاكمين في العراق يرجعون ذلك الى معارضة صندوق النقد الدولي للزيادة، ويتساءل الكاتب: هل كان صندوق النقد الدولي نائما يوم صرفت ملايين الدولارات على مؤتمر القمة مثلاً، ولماذا لايعترض على رواتب ومخصصات اعضاء البرلمان واين كان لما صوت البرلمان على شراء السيارات المدرعة؟
•   لاخير في (حزب) يأكل اكثر مما ينتج.
اقامت لجنة محلية لحزب كردي كبير/ بمناسبة تأسيسه(مأدبة افطار كبرى في فندق فاخر بمدينة(...) حضره قياديون من الحزب وجمع كبير من الوجهاء وشيوخ العشائر فمسؤلين كبار.. الخ جدير ذكره، ان المحلية تلك فشلت فشلاً ذريعا في تحقيق اي مكسب في انتخابات يوم7-3-2010، ومع ذلك صرفت الملايين من الدنانير على تلك المأدبة.!
•   حكومة كردستان تنهى عن خلق وتأتي مثله!
انتقدت حكومة كردستان بشدة قرار الحكومة العراقية بتخفيض ميزانية الاقليم من 17 مليار دولار الى (14) مليار دولار، والحكاية معلومة، الطريف ان حكومة كردستان بدورها، حسب صحيفة(هه ولير) قطعت ملياري دينارعراقي عن المديرية العامة لشؤون المسيحيين والايزيديين، ما أثار استغراب وسخط الشريحتين المذكورتين!
•   ورقة الاصلاح العراقية الى الكرد!
لم تكتفي الحكومة العراقية بغلق ممثلية حكومة كردستان ببغداد ولا باصدار قرار، خصم(3) مليارات دولار من ميزانية حكومة كردستان. أو حشد قوات لها في زممار، إنما اعلنت عن تشكيل قيادة عمليات دجلة رغم اعتراض الكرد. الغريب العجيب، انها الان في سبيل السيطرة على منابع مياه الاقليم في وقت كان الاولى بها حل مشكلة الماء مع ايران وتركيا. واخر (حسن نية) لها ازاء الكرد يتردد انها حذفت6681 درجة وظيفية من مجموع 17 درجة وظيفية خصصت لأقليم كردستان!!
•   .. إلا اسرائيل!
سجلت على الحكومة السورية حوادث انتهاكات لحرمة أراضي جيرانيها، فلقد اسقطت قبل شهورطائرة تركية، وقامت اكثر من مرة بقصف منطقة القائم العراقية، وفي (الطرة) بالأردن، سقطت 3  قذائف سورية أدى الى جرح طفلة اما انتهاكاتها لحرمة الاراضي اللبنانية فحدث ولا حرج، اللافت ان اسرائيل الجارة لسوريا وحدها لم تتعرض الى انتهاك سوري لا عن عمد ولا عن غير عمد!!
•   مخض الجبل فولد فأراً!
اثارت زيارة أوغلو الى كركوك عاصفة اعلامية عراقية واسعة، فتشكيل لجنة لتقييم الزيارة، ومن ثم اصدار حكم بشأنها، وجاء الحكم لايتعدى توجيه لوم وعتاب الى تركيا والامر بتغيير القنصل التركي في الموصل في حين ان الذي رافق اوغلو في زيارته كان القنصل التركي في اربيل وليس الموصل!!
•   لكل منطقة قوانينها!
منع مجلس عشائري في قرية الحواف على الجنوب الشرق من مدينة القاسم العراقية المقدسة دخول الموبايل الى القرية بحجة تسببه في نشوب نزاعات عشائرية، وفي الكاظمية ببغداد تم منع المحجبات دخول الاخيرة، وقبل فترة في الموصل، كانت النيران تطلق على اية سيارة تحمل لوحات اربيل ودهوك بهدف منعها من دخول الموصل!!
•   لا يعلم بمكان العبيدي الا الله والراسخون في العلم!
حسب الانباء ان المالكي اتصل بوزيرخارجيته لأجل التنسيق مع الحكومة الامريكية للبحث عن عبدالقادرالعبيدي وزير الدفاع السابق الذي عينه المالكي وكمستشار عسكري له ايضاً، فيما تحدثت لجنة النزاهة عن تورط العبيدي في الفساد، ترى اين يكون العبيدي الان؟ وهل تفلح بغداد في القبض عليه وجلبه الى بغداد لمحاكمته، مثلما اعتقلت اسرائيل قبل نحو اربعيين عاما الضابط الالماني ايخمان وهو مختف في الارجنتين، والذي حوكم بصدورحكم الاعدام فيه واعدامه.
Al_botani2008@yahoo.com

319
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   (الاستقرار في العراق)!!
قال الناطق بأسم الحكومة العراقية، (ان موافقة حكومته على عقد مؤتمر الأتحاد الدولي للحكومات المحلية في العراق، تأتي لأجل اعطاء انطباع ايجابي عن الاستقرار في العراق)! وكأنه نسي عمليات الجيش العراقي شبه الحربية في منطقة الجزيرة، والعشرات من حوادث التفجيرات والاغتيالات والاختطافات اليومية، وكيف استغرب الناس من تصريح للمالكي قبل فترة بانتهاء الأرهاب في العراق.

•   (تجريب المجرب حماقة)
صرح الأبراهيمي بأن مهمته في سوريا (شبه مستحيلة) ولقد توقع معظمهم ذلك سيما بعد تجربة عنان مع الشأن السوري، ولقد قيل قديماً (تجريب المجرب حماقة)، وليس الابراهيمي وحده من يرتكب هذه الحماقة، فها هو العراق وقد اعد مبادرة لحل الأزمة السورية غير آبه بالمبادرات الفاشلة السابقة لحلها، وتطال الحماقة آخرين ايضاً مثل: روسيا والصين وايران، التي تهلل للمبادرة العراقية ومساعي الابراهيمي في آن !

•   التعاون الخليجي، لا الوحدة الخليجية.
ذكر بان مشروع الوحدة الخليجية بحاجة الى مزيد من الدراسة، والتي نأمل ان تكتفي بالتعاون السائد بين الدول العربية الخليجية، لأن التوجه الى أي شكل للوحدة بينها سيتوج بالفشل، وتجربة الوحدة السورية المصرية الفاشلة لها في حضور في الأذهان، دع جانباً محاولات اليمنيين الجنوبيين للأنفصال عن شمال اليمن. عليه حبذا لو طورت الدول الخليجية العربية دائرة التعاون بينها بدل الاقدام على مشروع فاشل (الوحدة).
•   اين الرهبان البوذيون من بوذا؟
شهدت ميانمار تظاهرة لرهبان بوذيين طالبت بطرد الأقلية المسلمة من ميانمار، وهم من السكان الاصليين هناك، ترى هل نسي هؤلاء قول (بوذا): (احب عدوك)، رغم ان المسلمين في ميانمار ليسوا اعداءً للبوذيين!

•   أضخم سفارة في العالم بلا سفير!
قيل من عاشر قوماً (40) يوماً صار منهم، فواشنطن التي تعاملت عن قرب مع العراق لاعوام، ما زالت عاجزة عن تعيين سفير لها ببغداد، بعد مضي أسابيع على انتهاء مهمة سفيرها السابق، الأمر الذي يذكرنا باخفاق بغداد عن تسمية وزراء للدفاع والداخلية منذ أكثر من سنتين. علماً ان السفارة الامريكية ببغداد تعد من اكبر سفاراتها في الخارج.

•   بغداد بين الاصلاح ونقيضه.
على مدار اليوم والساعة تجد حكام بغداد يلوحون بالورقة الوهم (الاصلاح) مدعين بانها كفيلة بحل الأزمة السياسية في العراق، إلا ان تحركاتهم على الارض توحي عكس ما يدعون إليه. فهاهم الكرد يشكون من قلة الكرد في التشكيلة الجديدة للجنة المادة (140) فيما شكلت بغداد (قيادة عمليات دجلة) التي يرفضونها..الخ من استفزازت اخرى للكرد، وحال المكون السني ليس بافضل من حال المكون الكردي، فها هي حكومة بغداد تقوم باجتثاث نحو (30) قاضياً سنياً في الموصل، وتهدد باعدام (300) شخص معظمهم من السنة أيضاً، أضافة إلى حملات الاعتقالات والملاحقات الجارية بحقهم على يد السلطات العراقية. قطعاً ان حكام العراق ليسوا مع الاصلاح بل على الضد منه.

•   حركة عدم الانحياز.. مرتزق تحت الطب.
عد وزير الخارجية الايراني القمة الـ16 لحركة عدم الانحياز بمثابة أنجاز كبير لأيران، صح ما قاله، اذ جاءت قرارت القمة تلك لصالح ايران وحكومتي سوريا والعراق المتحالفتان معها، ولم تشر البتة الى عدالة ثورات الشعوب العربية أو المخاطر التي يشكلها الملف النووي الايراني على العالم، جدير ذكره، ان الحركة هذه لم تتورع في الماضي عن ترشيح عراق صدام حسين لرئاستها. يبدو ان ايران قد دفعت بسخاء لجعلها تتحول الى سند لها!

•   محاكمة مسيحية قاصرة.
الرأي العام الباكستاني منشغل هذه الأيام بقضية فتاة مسيحية ذكر أنها احرقت صفحات من القرآن الكريم، ولم يأبه بقول محاميها الذي قال: ان الفتاة قاصرة. كل هذا وعلى مدار العام تتعرض كنائس في مصر والعراق وو..الخ الى الحرق والتدمير ويقتل بين حين وحين مسيحيون دون ذنب اقترفوه. دع جانباً قيام الشيعة والسنة باستمرار بالاساءة الى الجوامع والحسينيات. وسط كل هذا تحاكم باكستان فتاة مسيحية قاصرة بتهمة الاساءة الى القرآن!

•   هل تؤيد الغاء عقوبة الاعدام في العراق؟
طالب الكثيرون ومن بينهم UN العراق بألغائها والتوقف عن تنفيذها بحق العشرات من السجناء، في حين رفض الخبير القانوني طارق حرب الغاءها بدعوى ان من شأنه تشجيع الأرهاب والجريمة على أختلافها، ولا يغيب عن البال ان معظم المدانين في السجون العراقية، قتلة ومن ذباحي البشر، ولقد ساعد العفو الذي صدر في عهد (بريمر) على ظهور الأرهاب في العراق ولا ننسى أيضاً، ان الحكومة العراقية قد تلجأ في المستقبل الى تنفيذ الاعدام بعيداً عن قاعات المحاكم..الخ، فهل انت ايها القاريء العزيز مع سريان العقوبة هذه أم الغائها؟ حبذا لو طرحت أحدى الصحف الاكترونية هذه القضية في أستفتاء.

•   احصاء 1957 أم (إحصاء) التعريب؟
رفض المجلس السياسي العربي في كركوك احصاء عام 1957 الذي قال ان الكرد يشكلون 52% من سكانها، اما التركمان والعرب والمسيحيون فهم 48% منهم، وطالب المجلس المذكور حكومة بغداد بعدم جعل الاحصاء المذكور أساساً للتعيينات التي ستكون لصالح الكرد، ويبدو ان المجلس هذا يفضل ما احدثه التعريب من تغيير في الخارطة السكانية، التي أغضب حتى العرب المنصفين.

•   عبود ومعجبيه!
تظاهر مسلمون في كينيا أحتجاجاً على مقتل رجل الدين المسلم (عبود زوغو محمد) المتهم من قبل UN واوساط دولية كثيرة بدعم الأرهاب في الصومال وبجرائم قتل كثيرة، ناهيكم عن تزعمه لـ(مجموعة الهجرة الكينية) المشبوهة.. وكأن المتظاهرون نسخة منه، عندما قاموا اثناء التظاهرة بنهب محلات تجارية واضرام النار في منشأت فاعتداءات أخرى!.

Al_botani2008@yahoo.com

320
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب
 
عبدالغني علي يحيى

•   مسؤولون مزورون!
اعتدنا سماع (هويات مزورة) و( نقود مزورة) و (شهادات مزورة) و(جوازات مزورة).. الخ وها هي هيئة النزاهة في العراق تعتزم الكشف عن أسماء مسؤولين مزورين وذلك في مؤتمرها المقبل!

•   اطلب (السلاح) ولو بالصين!
لجنة الدفاع النيابية طلبت من الحكومة العراقية التوجه الى بلدان من بينها الصين لشراء السلاح. وحبذا لوتم العمل بالحديث النبوي الشريف (اطلب العلم ولو بالصين) والصين كما نعلم دولة صناعية متقدمة، وما أحوج العراق الى علومها وخبراتها، وليس الى سلاحها الذي يتوفر في اكثر من بلد ومصدر.

•   رجب طيب أردوغان.
اطلق لاجئان سوريان اسم (رجب طيب أردوغان) على مولودهما، بعد أن كان شائعاً في الماضي اطلاق اسماء كبار الثوريين اليساريين وغيرهم على المواليد، اسماء مثل غاندي ونهرو وجيفارا وكاسترو وتانيا الروسية.. الخ أواه، كم تغير العالم، واذكر كيف ان احدهم تأسف على مزاحمة (جميس بوند) ل( طرزان) قبل اعوام، ولم يأخذ بباله كيف ان المستقبل سيحل غبر الثوار مكان المصلحين والثوار!

•   دعوات للعودة الى حلول عقمية!
دعاد. محمود عثمان، الذي اكن له احتراما شديدا، الى اعتماد الحوار لحل الازمات قائلاً، ان الجميع بات مقتنعاً بجدواه، هذا في وقت عجز فيه الحوار ومؤتمرات المصالحة عن التقدم ولو شبرا بالاصلاحات والعملية السياسية بل وتفاقم الوضع اكثر، وفي الماضي البعيد، كانت اكبر المشكلات تحل بعيدا عن ذكر(الحوار) و(التفاوض) و(فهم الاخر) و(بناء الثقة)، وعلى وزن (السيف اصدق انباء من الكتب) فأن الاحداث والوقائع على الارض اصدق انباء من الحوار.. الخ وهي التي توجه الأوضاع وترسم صورة المستقبل المنظور للبلد.

•   وعند (ميلليت) الخبر اليقين.
لخصت صحيفة (ميلليت) التركية اسباب تصاعد العنف في تركيا كالأتي: (اختيار pkk للحرب) من غير ان تذكر ان هذا الاختيار حصل نتيجة رفض انقرة لكل المبادرات السلمية لpkk. و( وصول الروابط الأجتماعية بين صفوف المجتمع التركي الى درجة الانهيار) و( عدم ايجاد حل ملموس للمسألة الكردية) واختتمت الصحيفة اقوالها) :( لقد دخلت تركيا مرحلة مظلمة بعد تصاعد حدة الأرهاب في مدن جنوب وجنوب شرق تركيا) ! ومن غير ان تذكر ايضا، ان pkkسبق وان اطلق سراح جنود اتراك ونائب من البرلمان التركي.. الخ من الامثلة الدالة على نبذ pkk للأرهاب.

•   أخذ دولة بذنب حزب!
 هددت اسرائيل مرات لبنان بتوجيه ضربة قاضية اليها في حال تحرك حزب الله اللبناني للتحرش باسرائيل عند المواجهة مع ايران! فهل يعرض حزب الله لبنان وشعبها الى الخطر، في حال وقوع مجابهة بين طهران وتل أبيب، ثم ماذنب لبنان وشعبها اذا تصرف حزب الله خلافا لأرادتهما؟

•   كرد نينوى بين حزام وساعة صفر!
 وجهت دعوة الى ابناء نينوى للأنخراط في سلك الشرطة الاتحادية لتحقيق ماسمي بحزام نينوى الذي كان قد دعا اليه المالكي في اخر زيارة له الى الموصل وواضح ضد من هذا الحزام. فيما دعا الشيخ عبدالله الياور ابناء نينوى ايضا للتهيؤ لساعة الصفر ومنع اقليم كردستان من الاستحواذ على الثروة النفطية، وكانه نسي ان ابار النفط في نينوى تقع في المناطق التي يسكنها الكرد حصرا. وكيف كانت كردستان لسنوات مرعى لاغنام الطريف انه وسط هذه التحركات المعادية للكرد، يدعون الكرد للقبول بورقة الاصلاح.. الخ من الافكار التي تكذبها تصرفاتهم على ارض نينوى واراض اخرى.

•   محنة السنة في طهران!
 قال المعارض الكردي الايراني عبدالله المهتدي( انه لايوجد حتى مسجد واحد للسنة في طهران، ما اضطر معه المصلون للتوجه الى السفارتين السعودية والباكستانية لأداء فريضة الصلاة). علما ان هنالك ملايين من السنة الكرد واليلوش وغيرهم في طهران، فتصوروا مدى الطائفية المتحكمة بعقول القادة الايرانيين.

•   زيباري بين نارين!
 يكاد يكون هوشيار زيباري واحدا من وزراء الخارجية القلائل في العالم من الذين يشاد بهم وبقداراتهم ومهاراتهم، ومع ذلك يقول النائب الشيعي في البرلمان العراق محمد الصيهود، فيه، ان منصبه كلف العراق غاليا كونه، حسب قوله، يكيل بمكيالين ويعمل للأنفصال.. الخ في حين يرى معظم الكرد ان لاجدوى من بقاء زيباري في منصبه، وان الكرد لايجنون فائده من وراء ذلك!!

•   يحتج على.. ولايحتج على !.
احتج العراق على منع تركيا للطائرات العراقية من الهبوط في مطار كمال اتاتورك، لأسباب يطول شرحها، وكاد ان يقيم الدنيا ولا يقعدها، لكنه وكالعادة، اكتفى بلزوم جانب الصمت حيال قيام الطيران الحربي التركي بقصف مناطق مأهولة بالمزارعين والرعاة في كردستان العراق، وذلك اكثر من مرة، خلال الاسبوع الماضي تزامنا مع منع هبوط الطائرات العراقية في المطار المذكور ولقد اشار مدير ناحية سيدكان بمحافظة اربيل الى الاضرار الجسمية التي الحقها القصف التركي بالسكان الكرد!

321
هل كانت زيارة أوغلو إلى كركوك نعمة على التركمان أم نقمة؟

عبدالغني علي يحيى

   من المسلم به، أن منتمي القومية أو الديانة الواحدة، مهما تعددت أوطانهم أو تباعدت، تجدهم ميالين إلى بعضهم بعضا، تخفق قلوبهم بحب بعضهم بعضا، وتعد تركيا أنموذجا جيدا على التعلق بالتركمان خارج حدودها، فيما ينظر الأخيرون إليها النظرة إلى الوطن الأم. ولولا الاختلاف بين المتحدرين من الأصول التركية في المذهب، لكان التعلق أشد. فعلى امتداد العقود الماضية وقفنا على دعم لافت لشعب البوسنة المسلم في قلب أوروبا من جانب تركيا، وقبلها تدخلها العسكري لصالح أتراك قبرص غير آبهة باحتجاج الغرب عليها، ناهيكم من أنها كانت السباقة في دعم شعب تركمانستان الشرقية في الصين.
من هذه الخلفية، يتبين كم يحظى التركمان العراقيون بالعناية والرعاية التركيتين لهم، والتي كانت أحد أسباب زيارة أوغلو إلى كركوك قبل فترة وجيزة والتي أثارت ضجة كبيرة وما زالت تداعياتها قائمة بدليل قيام بغداد بتشكيل لجنة لتقييمها، فرفع تقرير عنها إلى مجلس الوزراء العراقي، دع جانبا أشكالا من ردود الفعل العراقية عليها والتي بلغت حد المطالبة بقطع العلاقات مع أنقرة، الأمر الذي نستبعده طالما بقيت علاقات طهران بأنقرة على حالها، ثم إن العراق سكت عن أمور أعظم والمتمثلة في بناء تركيا لسدود على نهري دجلة والفرات واعتدائها شبه الأسبوعي على كردستان العراق. ومع ذلك فإن الزيارة لم تمر بسلام، فبعد ساعات على انتهائها، توالت أحداث كلفت التركمان العراقيين غاليا، منها قتل أفراد عائلة تركمانية في كركوك والذي لم ينل الاهتمام المنشود وسط تساؤلات: هل كان العمل إرهابيا أم مجرد جريمة اعتيادية. مثلما لم يحظ مقتل 8 من الشبان التركمان في ناحية «أمرلي» التابعة لقضاء طوزخورماتو عندما كانوا يسبحون في بركة من الماء وعلى يد إرهابيين، بالعناية المرجوة، فلقد اكتفى مجلس محافظة صلاح الدين بإدانة الحادث، ما يعني أن بغداد تفضل ما يشبه التراشق بالماء بدلا من التصعيد بالموقف مع أنقرة. وتعليقا منه على حادث «أمرلي» قال أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية إن «دواعي سياسية وراء استهداف التركمان»، مشيرا في الوقت عينه إلى اختطافات بحق التركمان في كركوك. ولم تتوقف تداعيات الزيارة عند الوقائع التي ذكرتها على سبيل المثال إنما تعدتها إلى محاولات للحكومة العراقية لإرسال القوات العسكرية المسماة بـ«لواء الذئب» إلى قضاء تلعفر ذات الأكثرية التركمانية، والذي اصطدم برفض محافظ نينوى له، وذلك خوفا من أن يؤدي ذلك إلى إخلال بالتوازن بالمشهد الطائفي هناك ولصالح بغداد، وقبله قاوم المسؤولون الموصليون فكرة فتح قنصلية إيرانية في الموصل لما فيها من إثارة للحساسية من جانب أهاليها السنة الذين ينظرون بمقت إلى إيران، على حد قولهم.
وقد ينبري أحدهم معترضا، من أن الحكومة العراقية كانت قد اعتبرت، قبل أيام من تلك الزيارة، الأقلية التركمانية قومية ثالثة في العراق، ما يعني حسب المعترض بطلان القول بتسليط العنصرية على التركمان، وهذه نقطة تسجل لصالح بغداد وفق اعتراضه، إلا أن ذلك الاعتبار لن يشكل مكسبا للتركمان، إذ وفقا لإحصاء عام 1957 السكاني فإن التركمان احتلوا المرتبة الثالثة بعد العرب والكرد من حيث عدد النفوس في العراق وتظل دعوة بارزاني التي أطلقها قبل أكثر من عقد إلى نفي صفة الأقلية عن التركمان والآشوريين، الأكثر إنصافا للأقليتين على مر تاريخ الدولة العراقية. وأعود إلى صلب الموضوع، ويخيل لي أن الحكومة العراقية في أجواء احتدام صراعها مع تركيا، كانت عازمة على تحجيم التركمان العراقيين حتى من قبل أن يقدم أوغلو على زيارته تلك، إذا أخذنا بالاعتبار أن انفتاحات الحكومات العراقية على المكونات الاجتماعية والأحزاب، غالبا ما كان يصاحبها اضطهاد على المنفتح عليه وإليكم أمثلة على ذلك:
في مقابلة له مع صحيفة «الصباح» العراقية العدد 2605 ليوم 6-8-2012 ذكر حامد مصطفى مقصود، أحد المشاركين في انقلاب 14 يوليو (تموز) عام 1958، أنه على أثر إقرار الزعيم عبد الكريم قاسم بشرعية الأحزاب السياسية وتعيينه للدكتورة نزيهة الدليمي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وزيرة للبلديات فإنه نظم «حملة شرسة على قوى اليسار العراقي واعتقل مئات من الشيوعيين العراقيين فأغلق فروع منظماتهم مثل اتحاد الشبيبة الديمقراطية واتحاد نقابات العمال وتسريح 1700 ضابط من الدورة 13 بسبب نفوذ الحزب الشيوعي الكبير في تلك الدورة»... إلخ من اضطهادات أخرى نفذت من طرف حكومة قاسم. وفي عام 1979 زار صدام حسين العاصمة الكوبية هافانا، وفي سيارة مكشوفة ضمته مع كاسترو راح يحيي الجماهير الكوبية، لجلب نظر العالم الشيوعي على «انفتاحه» على الشيوعية، فيما كانت أجهزته الأمنية تنكل بالشيوعيين في أنحاء العراق. وفي حينه سجل على نظام صدام حسين سبق تصريحات معسولة مفعمة بالود حيال الكرد، شن حملات شرسة على الكرد تجسدت في محو قراهم وتسليط الأنفال عليهم... إلخ من المظالم الرهيبة. ثم إن معظم جرائم الإبادة الجماعية ضد الكرد حصلت في ظل «الحكم الذاتي» للكرد الذي أعلن عام 1974 والذي كان فارغا من أي محتوى، وأذكر كيف تزامن، تنظيم سيمينار بعنوان «الحكم الذاتي في فكر صدام حسين» في قاعة المجلس التشريعي بأربيل في مارس (آذار) 1988 مع قصف حلبجة بالقنابل الغازية السامة.
وعليه لا يغيب عن البال أن اعتبار التركمان القومية الثالثة في العراق لن يترتب عليه أي استحقاقات قومية لهم، مثلما لم تترتب استحقاقات قومية للكرد في المادة (5) من الدستور المؤقت للجمهورية العراقية الأولى والتي نصت على شراكة الكرد للعرب في الوطن العراقي وقل الشيء ذاته عن اعتبار العرب والكرد قوميتين رئيسيتين في العراق في دستور العهد البعثي الثاني 1968 - 2003 وكان من الأجدر بالحكومة العراقية الحالية أن تحول قضائي تلعفر وطورخورماتو إلى محافظتين وقرية «قرة قوين» التركمانية بالقرب من الموصل إلى قضاء وتحقيق مطالب عادلة أخرى للتركمان بدل وضعهم في المرتبة الثالثة في تسلسل القوميات العراقية والتي لم تكن ببال وخاطر التركمان.
لما تقدم، بمقدورنا القول: إن زيارة أوغلو إلى كركوك بالشكل الذي رأيناه وفيما بعد اعتزام دولت باهيجلي رئيس حزب الحركة القومية التركية القيام بزيارة إليها والتي اصطدمت بحجب تأشيرة الدخول إلى كركوك عنه من قبل الحكومة العراقية، فقرار من الحكومة التركية فتح قنصلية لها في كركوك أيضا.. كل هذا جعل بغداد تنظر إلى التركمان وكأنهم طابور خامس وقاعدة اجتماعية لتركيا في العراق ما يعطي العذر لـبغداد في السير قدما في اضطهاد التركمان أكثر. لذا وتأسيسا على ما مر نعود إلى السؤال العنوان: هل كانت زيارة أوغلو إلى كركوك نعمة على التركمان أم نقمة عليهم؟
(كاتب سياسي – العراق)
(الشرق الاوسط اللندنية)
 


322
في كردستان..كأنك بالعسكريين
حمائم بالسياسيين صقور..

عبدالغني علي يحيى
   نسبت معلومة في شريط اخباري اسفل شاشة فضائية الشرقية، إلى رئيس اركان الجيش العراقي المحسوب على الكرد، القول من أن الكرد لايخافون من تسليح الجيش العراقي، كونه جيشا للعراقيين كافة!.. من غير أن يأخذ بباله القلق الكبيرليس من قبل القادة الكرد بل ومن جماهير الشعب الكردي، من الحشد العسكري العراقي في مناطق خانقين والسعديةوجلولاء بمحافظة ديالى والذي أدى إلى نزوح اكثر  للسكان الكرد منها باتجاه المناطق الخاضعة لنفوذ البيشمركه الكردية والى محافظة السليمانية بدرجة رئيسة. وقبل ذلك في مناطق (زمار) و (ربيعة) إلى الشمال الغربي من محافظة نينوى، لأجل إقتحامها و الوصول الى معبر فيشخابور الحدودي مع سوريا ونقاط حدودية أخرى تخضع منذ اكثر من عقدين من السنين، لحكومة اقليم كردستان العراق .
بالمقابل فان قوات البيشمركة راحت بدورها تتخندق بوجه القوات العراقية المستقدمة من الناصرية ومناطق جنوبية اخرى من العراق، ما أوصل بالموقف العسكري هناك الى حافة الانفجار ونقطة اللارجعة عن التصادم المسلح الذي من شأن لهيبه مد الحرائق الى المناطق المتنازع عليها بين الحكومتين الأتحادية والأقليمية الكردستانية. وربما أبعد من ذلك، كل هذا وسط غضب وسخط  الحكومة الكردستانية على ذلك التحشد للجيش العراقي سواء في شرق ديالى أو غرب نينوى، ما دفع بالولايات المتحدة الى التوسط الذي افضى الى مايشبه هدنة مؤقتة اقل ما يقال عنها انها هشة بين طرفي المواجهة، وبخصوص انسحاب الجيشين الى مواقعهما السابقة ووفق اتفاق قيل انه وقع بينهما في بغداد، فأن الموقف يبقى غامضا. فحسب وزارة البيشمركة ان القائدين العامين للقوات المسلحة العراقية(المالكي) والكردستانية(البارزاني) لم يوقعا على الاتفاق واكتفيا بأبداء موافقة شفهية عليه وان اية فقرة لم تنفذ حتى الان باستثناء انسحاب البيشمركة وعلى ان ينسحب الجيش العراقي فيما بعد. وتظل المخاوف الكردية قائمة من عدم انسحابه فعلى ماذا استند رئيس اركان الجيش العراقي في تصريحه ذاك والمبدد لمخاوف الكرد. وكما نعلم، أنه قبل هذا التطور الميداني، سبق للكرد وأن أظهروا مخاوفهم  من تسليح الجيش العراقي بطائرات حربية امريكية من نوع ايف 16 ودبابات واسلحة اخرى متقدمة، وطالبوا بحصة من الاسلحة هذه للبيشمركة. وذكر ان الكرد هددوا باللجوء الى التسليح وشراء الأسلحة من مصادر ذكرت بعض منها بالأسم، وهنا لا يملك المرء إلا أن يتساءل: ترى على ماذا استند رئيس اركان الجيش العراقي في تصريحه ذاك من عدم تخوف الكرد من تسليح الجيش العراقي باسلحة متطورة في وقت ذكر ان الولايات المتحدة تفهمت مخاوف الكرد من هذا التسليح؟.
والشق الثاني في تصريحه بدوره محل استغراب مشوب بالسخط والتكهم في أن معا في قوله، ان الجيش العراقي، جيش لكل العراقيين، في وقت فر فيه المئات والالاف من العسكريين الكرد ومن مختلف المراتب بحيث ان الكرد لا يشكلون منه الان سوى أقل من 2% حسب أحدث الاحصائيات، ولقد بدأت مضايقة الجيش العراقي لعسكريه الكرد قبل نحو(4) أعوام، عندما صدرت أوامر من بغداد قضت بنقل الضباط الكرد من قضاء تلعفر في الغرب من الموصل الى المناطق الوسطى والجنوبية من العراق. وفي حينه رفض اولئك الضباط الأنصياع لتلك الاوامر وفضلوا العودة الى صفوف البيشمركة، يذكر انه لم يسبق قط ومنذ تأسيس الجيش العراقي في مطلع العشرينات من القرن الماضي وان تدنى عدد العسكريين الكرد ضباطا و جنودا في الجيش العراقي مثلما نجده اليوم، ولقد كان للعسكريين الكرد حضور مكثف في الجيش العراقي في مختلف العهود، ومع ذلك لم يعد الكرد الجيش العراقي، جيشا لهم بقدر ما اعتبروه الة قمعية بيد الحكومات العراقية، ليس ضدالكرد فقط انما الاكثرية من العراقيين، ومنذ انتصار انتفاضة عام 1991 لم يعد الأحتفال بيوم تاسيس الجيش العراقي في ال6 من كانون الثاني من كل عام مقبولا.
 وليس التصريح المذكوروحده يفتقر الى الدقة بل ان تصريحات اخرى لم تقل عنه خطورة، سبق وأن  صدرت من قادة عسكريين كرد ادنى درجة ومرتبة من رتبة رئيس اركان الجيش العراقي، فقبل اسابيع جد قليلة، قال قائد اللواء السادس  للبيشمركة، ان لواء واحدا للبشمركة مقابل(10) الوية للجيش العراقي، وان ماتملكة البيشمركه من سلاح، لا يملك الجيش العراقي مثله!!
نا هيكم من اشارات خاطئة اخرى صدرت عن كبار العسكريين الكرد والتي تقاطعت بشكل صارخ مع ما صدر و يصدر من القادة الحكوميين والحزبيين الكرد من مواقف تتسم بالتشدد وعدم المساومة. كونها اي الاشارات دأبت على التقليل من مخاطر التحرك العسكري العراقي في المناطق المتنازع عليها.
    بعيدا عن العواطف، فأن الجيش والقوات الامنية كافة في النظم المشابهة للنظام العراقي الحالي والنظم العراقية قبله، ليس ملكا للشعب كله سيما المكونات الاجتماعية المقهورة من الشعب، بل انه ملك للحاكم والى حدما للمكون الاجتماعي السائد، وكما قال ماركس ان(الوطن للحاكم) فان الجيش ايضا للحاكم لا المحكوم. وباستشناء المكون الاجتماعي الحاكم في العراق، فان المكونات الاجتماعية   العراقية الاخرى، لا تعتبر الجيش العراقي جيشا لها، فلو كان حقا جيشا لها، لما وجدت  مكونات الجتماعية كالتركمان مثلا تطالب بتاسيس قوات دفاعية خاصة بها، والقول نفسه ينسحب على الكرد الشبك في مطالبتهم، اخضاع مناطقهم لنفوذ البشمركة لا الجيش العراقي الى جانب مطالبة قلة منهم بتأسيس قوة مسلحة خاصة بهم. حتى المكون العربي السني، يتشكى بشكل شبه يومي من اعتدائات الجيش العراقي الحالي على ابنائه ومدنه ومناطقه وقراه، ومنددا بما يسميه(العقاب الجماعي) المسلط من الجيش على ابنائه، ولو كان الجيش العراقي، لكل العراقيين لما كانت(المقاومة) العراقية السنية تتعارك معه باستمرار وتفتك به، ووصل الأمر ببعض من العرب السنة، وهذاما ماحصل في قرية في (داقوق) بجنوب كركوك ان يستنجدوا بالبارزاني لانقاذهم من الجيش العراقي.
ان التصريحات الصادرة من بعض من العسكريين الكرد سواء في الجيش العراقي أو البيشمركه. بين حين وحين والتي اتينا على ذكر بعض منها، تخدم اهداف الحكومة العراقية والجيش العراقي وعلى الضد من مصالح الشعب الكردي و حكومته الاقليمية بل ومصالح كل المكونات المظلومة في العراق، فهي تزين تسلح الجيش العراقي بامضى الاسلحة وتزين له ايضا الوصول الى ابعد المناطق الحدودية العراقية السورية وغيرها ما يوحي وكأن السياسيون الكرد صقور وعسكريوهم حمائم.
واخيرا، هل من مبرر لاشغال عسكري كردي منصب رئيس اركان الجيش العراقي ، ولم يبق في هذا الجيش سوى 2% من العسكريين الكرد؟.

Al_botani20082yahoo.cpm

323
حروب جمهورية (العراق الجديد).

عبدالغني علي يحيى

   في حينه قال الأمام الخميني: (إن الفرس والعرب، قبل دخولهما الأسلام كانا قد خاضا معركتين ضد بعضهما بعضاً، وبعد دخولهما فيه خاضا 25 معركة خلال 400 عام)، ولما كان عرب العراق الأقرب الى بلاد الفرس، فذلك يعني أن العراق كان ميداناً لتلك المعارك. ومنذ الفتح الأسلامي للعراق والى الأحتلال الأمريكي له يحدثنا التاريخ ان العراق في كل (57) عاماً مرة كان يحتل أو ينتقل من محتل إلى آخر، ما يعني أنه كان مسرحاً للحروب كل 57 عاماً مرة. وفاقت حروب فيه من حيث عدد السنوات الحربين العالميتين: الأولى والثانية، فحربي الخليج أستغرقتا (9) سنوات، دع جانباً الحروب الداخلية بين الحكومات العراقية والكرد والتي أمتدت (30) عاماً 1961 – 1991 تخللتها فترات ضيقة من الهدنة ووقف القتال، ووصف بعضهم، وكانوا على حق، النظام البعثي 1968 – 2003 بنظام الحرب والفاشية. وبعد سقوط ذلك النظام، تفاءل الكثيرون بطي صفحة الحروب والمعارك في العراق(الجديد)، إلا أن تفاؤلهم كان ساذجاً. ففي الأسابيع الأولى على انهيار نظام البعث، نشبت معارك أو مصادمات دموية بين(العراق الجديد) مدعوماً بجهد عسكري أمريكي كبير، منذ صيف عام 2003 وما زالت تتواصل الى يومنا هذا، وحسب أحصائية نشرت قبل أيام، أن(70000) انسان عراقي كانوا ضحية لها أضافة إلى 250،000 جريح، هذا في وقت لم يبلغ عدد القتلى في الحرب التركية – الكردية منذعام 1984 والى الآن الـ40000 قتيل وما زالت الحرب في العراق تتواصل وستدخل في العام المقبل 2013 الـ(10) أعوام. ومن غير أن تسجل الحكومة العراقية نصراً فيها، وككل الحروب الحديثة التي غالباً ما يشترك فيها اكثر من طرف دولي، فان الحرب بين عراق ما بعد 2003 وبين الأرهاب، لم تكن حصراً بين العراق والأرهاب الذي تديره منظمة القاعدة، فحسب ويكيليكس ان اسرائيل، كان لها حضور ومشاركة وما يزال، في هذه الحرب، فهي التي أغتالت نحو(250) عالماً نووياً عراقياً وما يقارب الـ(300) استاذ جامعي عراقي، وبالأمس القريب سبق وان اتهمت الحكومة العراقية اكثر من مرة، الحكومة السورية بأرسالها للأرهابيين والمخربين للعبث بمقدرات العراقيين، أما الدور الأيراني في هذه الحرب، فأمر لا يحتاج إلى دليل، ولاشك ان اطرفاً داخلية عراقية تورطت بهذه  الدرجة أو تلك في المصادمات الدموية الداخلية وتصفية خصومها.
والمعركة مع الأرهاب مستمرة، وهي حرب حقيقية، اذا أخذنا بأرقام الضحايا، وزج الجيش فيها على أوسع نطاق، رغم تصريح للمالكي والذي قوبل بالدهشة والتهكم، والذي قال فيه، ان الأرهاب في العراق انتهى، ولقد تدا خلت هذه الحرب مع حرب اخرى، وذلك بين المكون السني وحكومة العراق(الجديد ). ولعل اشهر معاركها تلك التي شهدتها الفوجة في ظل حكومة رئيس الوزراء العراقي الاسبق د.أياد علاوي، والتي مابرح سكانها يعانون من اثارها وتداعياتها معاناة اهل هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين من قصفهما  بالقنبلة الذرية الأمريكية أب عام 1945.ثم ان المعارك ما فتئت جارية بين ذلك المكون وبين الجيش العراقي في معاقل السنة: الأنبار وديالى وصلاح الدين والاقسام العربية من الموصل وكركوك، ويمارس الجيش العراقي اشكالا من العمليات ضد السنة العرب ارتقت الى حد انزال العقوبات الجماعية بهم. ناهيكم عن انتشار مكثف لنقاط السيطرة والتفتيش ليس في بوابات المدن السنية فحسب انما في شوارعها وساحاتها واحيائها أيضا . ولتداخل وتزامن حربي الارهاب والمكون العربي السني، فلقد غدا من الصعب التمييز بينهما مما أضر وما يزال بهذا المكون كثيرا. وفي جميع الاحوال فأن العراقيين يدفعون ثمن الحرب وجلهم من المذيين. ففي شهر رمضان الفائت وحده قتل نحو 409 شخصا وجرح 975 كما ورد في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية .وغالبا مانجد الحكومة العراقية تتحاشئ ذكر الخسائر البشرية والمادية لهذه الحرب بصورة صحيحة، ما يدفع بالعراقيين الى اللجوء الى مصادر خارجية لمعرفة مايجري في بلدهم من دمار وخراب ، وخشية من هذه المصادر، من أن لا تقع في المبالغة فانها في معظم الأحيان تذكر الحد الأدنى  من القتول والمجاريح.
   والأنكى من هذا، ان الحكومة العراقية التي لم تحرز تقدما يذكر في حربها على جبهتي الأرهاب والسنة مع الفارق بينها. نراها تسعى الى فتح جبهة قتالية جديدة لتضيف حربا ثالثة على حربيها المزمنتين، ولكن مع من هذه المرة؟.
مع  الكرد طبعا، فها هي تحشد قواتها في مناطق (زمار) و (ربيعة) الى الشمال الغربي من محافظة نينوى، وتهدد باختراق الخطوط الدفاعية لقوات البيشمركة الكردية. وبهذا الصدد سبق وان أعلن علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي للأعلام من ان (قوات الجيش العراقي المتجهة الى زمار لن تتراجع عن هدفها)!!
بالمقابل نجد قوات البيشمركة بالمرصاد للجيش العراقي في تلك المناطق وتصر على عدم السماح له للوصول الى معبر فيشخابور الحدودي مع سوريا واماكن اخري، ما يدل على ان الموقف بين الطرفين بلغ نقطة اللارجعة عن الحرب. وليست المناطق المشار إليها وحدها المهددة بالأنفجار اذ ثمة تحشد أخر للجيش العراقي وذلك في مناطق خانقين والسعدية وجلولاء في محافظة ديالي الحدودية مع إيران. وترافق هذه التطورات،تحركات عراقية تجابه بعدم ارتياح لدى حكومة أقليم كردستان مثل دعوة المالكي لدى زيارته الى الموصل قبل اسابيع الى انشاء (حزام نينوى ) او تشكيل قوات (دجلة) ..الخ.
أن اندلاع الحرب الشاملة بين حكومتي المركز والأقليم في العراق مسألة وقت, اذا بقيت الأوضاع على حالها والتي أشبه ما تكون بحالة اللاسلم واللاحرب، ولقد علمتنا التجارب،ان الحرب مع الكرد سرعان ما تتكلل بالأنقلابات العسكرية وسقوط حكومة الحرب. صحيح ان الحرب بالمعنى الحقيقي لكلمة الحرب لم تعلن بعد على الكرد بيد أنها على ارض الواقع قائمة, فلقد سبق للأطراف الكردية وان اتهمت وذلك قبل شهور القوات الحكومية العرقية باسناد عصابات الارهاب في شرق ديالى في قتل وتهجير الكرد. ويرافق التحرك للحرب على الكرد من جانب أخر دخول العراق الى جانب ايران في الحرب على المعارضة السورية المسلحة الامر الذي لم يكن خافيا على الجيش السوري الحر الذي اتهم الحكومة العراقية بأرسال الاف المقاتلين ومن سماهم بالمرتزقة الى سوريا ووصف التحرك العراقي ب(اعلان حرب). علما أن التدخل العسكري العراقي المكثف في سوريا والذي تنفيه بغداد باستمرار، جاء متزامنا مع التحشدات العسكرية العراقية في شمال غرب نينوى وشرق ديالى، وذلك بغية صرف الأنظار عن المشاركة العراقية في الحرب السورية، مايفيد بان الحكومة العراقية من وراء تلك التحشدات توخت تحقيق اكثر من غرض.
وهكذا، فأن الحكومةالعراقية  تقاتل في اكثر من جبهة وتخوض اكثر من حرب داخلية واقليمية في أن معا، مايجعل من المؤكد. الحاق الهزيمة بها في نهاية المطاف مثلما الحقت بحكومات الحرب السابقة في العراق، ولما كانت الحروب الأربع الحالية ستكلف اموالا باهضة وجندا  كثيرين.فلا غرابة من قيام الحكومة العراقية بتخصيص 40% من ميزانية العراق لهذا العام للأغراض العسكرية ولوزارتي الدفاع والداخلية على وجه الخصوص ومليار و 300 مليون دولار لشراء الاسلحة من روسيا الأتحادية . ومليارات اخرى لشرائها من الولايات المتحدة، فسعيها البين لحشد مئات الألوف من العراقيين في جيش تجاوز عدد جنوده اكثر من مليون. للأدامة بحروبها الحالية وربما لخوض حروب جديدة.
 Al_botani2008@yahoo.com


324
كل ثلاثاء : خبر وتعقيب.
 
عبدالغني علي يحيى

•   د.برهم صالح.
ذكرتنا الزيارة التي قام بها د. برهم صالح الرئيس السابق لحكومة اقليم كردستان الى بغداد مؤخراً لاجل اعادة المياه الى مجاريها بين بغداد واربيل، فزيارات اخرى له في أغراض اخرى، برؤساء امريكيين سابقين امثال: كارتر وبوش الاب وكلينتون من الذين وضعوا خبراتهم في خدمة الرؤساء الامريكيين الجدد، وكأنهم ، اي الرؤساء القدامي، ما زالوا في الحكم. ان د. برهم صالح في نشاطه وهو خارج الحكم لأجل خدمة حكومته وشعبه لايختلف عما كان عليه وهو في الحكم، وكلنا أمل ان يحذو الزعماء الكرد العراقيون حذوه عندما يتركون الكرسي لغيرهم، ان برهم رجل حضاري بمعنى الكلمة، مع تمنياتنا له بالنجاح والموفقية.

•   ملف (المهدي المنتظر)!!
يبدو ان القناعة باتت تترسخ لدى الرموز الشيعية الدينية بقرب ظهور المهدى المنتظر، فقبل فترة لام الصدر انصاره لعدم التهيؤ لاستقباله، فيما يبتهل اخرون منهم الى الله ان يعجل من فرجه. ولسوء حظ الكرد، ان طلوعه عليهم لايقل خطراً عن الانفال والغازات السامة والمقابر الجماعية، التي سلطت عليهم في الماضي، اذا اخذنا بقول جلال الدين الصغيرالذي تنبأ بمقاتلته للكرد ومحوهم. وهكذا يتبين ان ملف المهدي المنتظر ذو الدمار الشامل للكرد يلي من حيث الخطورة الملف النووي الايراني الذي قد يطال سنة العالم كافة، كما يوحي به قوله. 

•   الأعادة الفخ!
 حسب صحيفة( هه وال) الكردية، أنه على أثر تلبية المئات من الضباط العراقيين السابقين لدعوة بغداد لاعادتهم الى الخدمة، فأنهم ما أن سجلوا اسماءهم لدى قيادة الفرقة العسكرية الخامسة في ديالى، اذا بهم  بهم يعتقلون ويودعون مصيراً مجهولاً، ومن بين الذين غيبوا عن الانظار ضباط من رتب عالية مثل اللواء (ف.ز)!

•   البعث يستعد لخوض انتخابات مجالس المحافظات!
بعد عودة الالاف من العراقيين من سوريا، والذين كانوا في معظمهم بعثيون سابقون، فان حزب البعث بدأ بالتحرك عليهم لغرض استيعابهم عن طريق توزيع استمارات عليهم باسم (استمارة اعادة ارتباط). وبحسب (هه وال) ايضاً التي نشرت صورة للأستمارة، ان الغاية من اعادة ربطهم بالحزب هو لغرض المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات. وفي المشهد السياسي العراقي المضطرب واللامعقول ليس ببعيد ان يحرز البعث اذا سمح له الاشتراك في الانتخابات النجاح وقد يئس الناس من الحكم الحالي في العراق.
 
•   مئات من الشباب المسلم اعتنقوا المسيحية.
في معرض انتقاده لتقرير الامين العام السابق للاتحاد الاسلامي الكردستاني، ورد في كلمة القاها ملا بختيار القيادي في الأتحاد الوطني الكردستاني، انه نتيجة اخطاء قاتلة للقوى الاسلامية، فان المئات من الشباب المسلم تخلوا عن الاسلام واعتنقوا المسيحية.

•   الشيعة على حق والسنة على باطل!!
عد المالكي في مأدبة عشاء قمة مكة، على أنها مؤامرة على العراق وسوريا ولبنان، وبان العالم الأسلامي منقسم الى شيعة وهم على حق وسنة على باطل، متنبأ في الوقت عينه بسقوط السعودية وقطر في عام 2013 فتغييرات تطرأعلى دول الربيع العربي من بينها ليبيا.. الخ و(بدون تعليق)!

•   ذم للسنة تحت ستار المدح.
نسب كاتب شيعي في صحيفة (.....) الى صديق سني له من الانبار، القول (عندما دخلت قوات الاحتلال الامريكي الى العراق اغلقنا علينا دورنا لأنناكنا نتوقع بان الشيعة سيكون لهم رد فعل عنيف اتجاهنا وانهم سيهجمون علينا  ويقتلوننا ويستبيحون أعراضنا لأننا ساندنا صدام ونظامه في قمعهم عدة مرات..) وتزامن مانسب الى صديقه السني، مع ورود اخبار من الرمادي عن قيام الجيش العراقي بشن اوسع حملة قمع على اهاليها بلغت حد اعتداءات جنسية بحق العديد من شبانها وحسب ماجاء في الشرقية tv.

•   ورقة الاصلاح مازالت في (الصفحة الأولى).
اشارت صحيفة (التأخي) الكردية الى ان( ورقة الاصلاح) ( لم تكتمل حتى الان ولم يتيم الاتفاق بشأنها حتى داخل التحالف الوطني) فيما ذكر هاني عاشور مستشار أئتلاف (العراقية): ( ان الورقة لم تخرج بعد من اطار التحالف الوطني وهناك خلاف عليها داخل التحالف) وقال ضياء الأسدي امين عام كتلة الاحرار المنضوية في التحالف الوطني ( ان ورقة الاصلاحات ليست بالمستوى المطلوب وتم اعدادها بعجالة.. الخ). عليه اذا كان البحث في مواد الورقة قد يستغرق عقودا من السنين كما قال د. ايادعلاوي، فان اعدادها قد يستغرق بدوره أعواماً!!

•   سياسة وزارة الصحة، غير صحية!!
اماطت جهات طبية في وزارة الصحة العراقية اللثام عن (وجود  عقد غير قانوني في اتفاقية لها، ينص على شراء مواد مختبرية لاتحتاجها الوزارة، تبلغ 11 مليون قطعة زجاجية مختبرية في حين ان الوزارة لاتصرف سوى 600 الف قطعة في السنة ! فيما بينت الحاجة الى الادوية التي قالت فيها، ان التخصيصات المالية للوزارة لشراء الادوية لا تكفي لسد حاجة جيمع المستشفيات)!

•   سنجار بخير مايعوزها غبر (الماء و... الخ)
في حينه ذهب القول (شمر بخير ما يعوزها غير الخام والطعام) مثلاً، ولقد كشف تحقيق لصحيفة كردية ان 70%  من اهالي سنجار محرومون من الماء، ويتمتعون ب 6 ساعات من الكهرباء في اليوم الواحد فقط، وان (400) الف مواطن محرمون من المشاريع الخدمية لحكومتي المركز والأقليم، اما الدوام في المدارس فهو ثلالثي!!

•   رئيس الوقف السني على دين ملكه!
بمناسبة عيدالفطر المبارك، نشرت (الشرق ) البغدادية صورة كبيرة للدكتور احمد عبدالغفورالسامرائي رئيس ديوان الوقف السني مرفقة بتهنئة غطت ما يقارب الربع من الصفحة الاولى للصحيفة، الأمر الذي ذكرنا بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكيف ان صورته كانت تحتل برقيات التهنئة المرسلة اليه، وورد في تهنئة السامرائي: (ان بلادنا قد قطعت اشواطا مهمة على صعيد تحقيق الاستقرار ووضع وتعزيز اسس المصالحة الوطنية). جاء ذلك وسط موجات من العنف والدمار ضربت امدنا عراقية عدة، فرفض فصائل للمقاومة العراقية الدخول في المصالحة،مع تصاعد التوتر بين بغداد والكرد والسنة يذكر ان المالكي كان قد ذكر بأن الارهاب انتهى وذلك قبل ايام من التهنية تلك.

•    الروس أهانوا الفرنسيين!
توجه خيالة روس من على الاحصنة وهم يرتدون الزي العسكري القديم من موسكو الى باريس، واستغرقت رحلتهم، اياما اليها. ولما استفسروا منهم عن هذا النشاط قالوا  انه تخليد لذكرى انتصارهم على نابليون!!.

•   أثرياء الشيوعية.
اشترى ملياردير صيني كلبا من نوع نادر ب (450) الف دولار، وارسل _20) عجلة من انواع مختلفة مزينة بوشاح أحمر لنقل الكلب الى المطار، وقام بفرش سجاد احمر ليسير الكلب عليه، و في روسيا التي كانت الى الامس تقود العالم الشيوعيي النفق ملياردير روسي 1,5 مليون يورو للاحتفال بعيد ميلاده ، وحجز شاطئاً كاملا لتنظيم مأدبة عشاء مستقدما مغنيا بريطانيا يكلف لوحده (400) الف يورو..الخ .جديد ذكره،ان مليارديري العالم الراسمالي غالبا ما يتبرعون لاعمال خيرية، في حين يهنم مليارديريو العالم الشيوعي بانفسهم فقط ؟

•   وسيط غير محايد.
أبدت ايران الاستعداد للتوسط بين العراق وتركيا لحل خلافاتهما. بالمقابل نددت وزارة الخارجية التركية بمواقف ايران حيال تركيا وقالت: ( من غير اللائق ان يواصل سؤولون ايرانيون في مناصب مختلفة استهداف بلدنا بتصريحاتهم) عليه ان ايران وسيط مرفوض ناهيكم من انه غير محايد.

•   (أحم) نفسك بنفسك !
دعا النائب حاكم الزاملي الحكومة العراقية الى تشكيل قوة عسكرية لشبك والتركمان للدفاع عن مناطقهم ! وعلى وزن (اخدم نفسك بنفسك) وهنا لا يملك المرء إلا ان يتساءل:
وماهو شغل الحكومة والحالة هذه وقد تجاوز عدد جتدها المليون، اليس من واجبها الدفاع عن الشبك والتركمان؟
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
Al_botani2008@yahoo.com




325
كل ثلاثاء: خبروتعقيب



•   بين المغرب والعشاء يفعل الله مايشاء.

ذكرت مسؤولة في الموساد بأن (اقليم كردستان تنتظر الاشارة من انقرة لأعلان الدولة) الامر الذي يتنافى مع تصميم سابق للقيادة التركية بالقضاء على الدولة الكردية حتى لوأقيمت في الارجنتين. دع جانباً اضطهادها لمواطنيها الكرد والهاجس الذي اظهرته امام احتمال قيام كيان كردي في سوريا. ومع هذا وكما يقول: تشرشل، في السياسة لاصداقات ولا عداوات دائمة ، إنما مصالح دائمة وصح القول: (بين المغرب والعشاء يفعل الله مايشاء).

•   (احتجاجاً على لاعدالة الحكومة التركية).
تحت العنوان اعلاه عرضت صحيفة (باس) الكردية رحلة مواطن كردي تقطع 3000 كم سيراً على الاقدام من المانيا الى تركيا، لاجل جلب انظار العالم الى القضية الكردية في تركيا، ولقد نجح فعلاً في ذلك، اذ تناولت كبريات الصحف الالمانية رحلته بالقول بانها (مسيرة ضد اللاعدالة) وتقول باس ان ماتقدم عليها الدولة التركية من ممارسات جائرة ضد الكرد في كردستان تركيا والظلم والقهر الموجود هناك. أدى باسماعيل أتاي وهو اسم المواطن الكردي الى التفكير بتنفيذ هكذا نشاط متفرد.
وصول الاخوان الى الحكم (فتنة)!
قال محمد حسنين هيكل لصحيفة (الاهرام) ان الاعتراف الامريكي الغربي بالاخوان المسلمين لم يأت قبولا بحق لهم ولا اعجاباً ولاحكمة، لكنه جاء قبولا بنصيحة عدد من المستشرقين لتوظيف ذلك في تأجيج فتنة في الاسلام ولصالح الاخرين).
في قوله الكثير من الحقائق، ففي اي بلد ساده الاسلام السياسي كان الاضطراب والفتنة عنوانه، افغانستان، السودان العراق والى حد ما ايران... والان اطلت (الفتنة) في سيناء والى حد ما في تونس، وهي مشتعلة في الصومال ومالي... الخ.

•   اكاذيب العراق تكشفها حقائق إيران.
اكد المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط العراقية : (أن وزارته وبعد إحالة (3) من اكبر الحقول الغازية لشركات عالمية، سيتحول من البلد الاكبر هدراً للغاز ومستورد كذلك إلى بلد مصدر بحلول نهاية العام 2013) في الوقت عينه اعلن وزير النفط الايراني رستم قاسمي عن (بد تنفيذ مشروع  تصدير الغاز الى العراق حيث شرعت شركات مختصة ببناء خط انابيب الغاز بين البلدين ستنتهي عام 2014) !

•   ورقة الاصلاح بين الحقيقة والخيال.
نفت مصادرفي التيار الصدري ( وجود  ورقة للأصلاح السياسي) وقال الكاتب علي الجاف في (طريق الشعب) الشيوعية (ورقة الاصلاح نسمع بها ولا نراها). غير انها عند النائب جواد الحسناوي موجودة لكنها (انحرفت عن مسارها والهدف منها كسب الوقت) ولدى النائب رضوان الكلدار: (انها ولدت ميتة، ولتهدئة الاوضاع وليس العملية السياسية). وللنائب الكردي د. محمود عثمان رأي سلبي فيها.

•   حرب على السنة في العراق .
اتهم إئتلاف (العراقية) السني أمر اللواء 24 للجيش العراقي بالتخطيط لاغتيال مسؤول كتلته البرلمانية سلمان الجميلي، وذكر المجلس المحلي في ابوغريب، ان  ابوغريب التي غالبيتها من السنة تتعرض الى عقاب جماعي من قبل قوات المثنى وحسب اوساط سنية فان قوات الامن تفرض حصاراً واسعا على الغزالية غربي بغداد، وفي ديالى احتج صيادو الاسماك على قيام القوات العراقية بحرق زوارق لهم من دون سبب، فيما رفض محافظ نينوى، دخول قوات الذئب الى قضاء تلعفر وتسليمه اليها. وقبل هذه الحوادث بأيام تعرضت الضلوعية في محافظة صلاح الدين الى اعتداءات من قوات (سوات) وفي داقوق ناشدت عوائل عربية سنية البارزاني لحمايتها من الجيش العراقي، فيما انزلت قوة عسكرية استقدمت من بغداد عقاباً جماعياً با هالي قرية العزيزية في قضاء الحويجة بكركوك .. الخ .

•   جهادي مسيحي.!
لما قتل شاب نرويجي نحو (70) شخصا في ابشع مجزرة شهدتها النرويج حبس العالم الاسلامي انفاسه خشية من ان تكون الجريمة من ترتيب منظمة ارهابية اسلامية، لكنه سرعان ما تنفس الصعداء عندما ذكر ان الفاعل مسيحي نرويجي. وقبل ايام اعتقلت الحكومة اللبنانية ميشال سماحة وزير الاعلام اللبناني الاسبق وبحوزته (24) عبوة معدة للتفجير، وفي الولايات المتحدة سجل حادث مصنف على الارهاب ضد الهندوس لم يكن للمسلمين ظلع فيه. ما نتمناه ان لا تنتقل عدوى الارهاب الى المسيحيين أو أوي قوم أخر.

•   تصحيح القومية.. لا على يد الحكومة.
زعم مسؤول تنظيم شبكي  ضيق، ان الكرد يعملون على تكريد ( الشبك) المسؤول نفسه في ندوة ثقافية عقدت له قبل 8 سنوات، اعلن تمسكه بقوميته الكردية فسعيه لنيل الدعم من الحكومة الكردية.. وعلى أثر حادث تفجير حسينية قرية ( الموفقية) شرق الموصل والذي ادى الى مقتل وجرح العديد من الشبك، اقرت وزارة الداخلية العراقية بكردية  الشبك في بيانها، من ان كل المصابين (مواطنون من الكرد الشبك).

•   اتفاق الجيش والبيشمركة (كتابة على رمل الطريق)!
كشف مصدر في البيشمركة عن اتفاق مع بغداد لوضع الية وصفها بالمناسبة لنشر القوات في المناطق المتنازع عليها، وحسب الاخبار فان ايا من القائدين العامين للجيشين، المالكي والبارزاني، لم يوقعا الى الان على الاتفاق، ولن يوقعا. عقب ذلك ذكر ان الكرد ينظرون بعدم ارتياح الى تحركات الجيش العراقي في السعدية وجلولاء بالرغم من انهما لا تحاذيان سورية وليستا منطقة حدودية.

•   لايمكن وصفه بالتدهور الأمني!!
قال متحدث باسم قيادة عمليات بغداد بأن القيادة أعدت خططاً محكمة لمواجهة اي عمليات مسلحة قد تستهدف امن العراقيين وان ما يحدث لايمكن وصفه بالتدهور الامني!! جدير ذكره ان الانفلات الامني في هذا الشهر بلغ ذروته وتصاعدت العمليات المسلحة، ومع هذا، وفيما يشبه ذر الرماد في العيون، يدعي السؤولون العراقيون بان الارهاب انتهئ كما قال المالكي وما يحصل الان ليس بتدهور امني!!

•   محنة مسلمي (الروهينغا)
تظاهر المئات من اقلية (الروهينغا) البورمية المسلمة أمام سفارة بلادهم في جاكارتا احتجاجاً على حملة الابادة التي يسلطها عليهم بوذيون متطرفون، عدا اندنوسيا وبنغلاديش تبدو الدول الاسلامية الاخرى في موقف المتفرج على مأساة مسلمي البورما، يذكر ان مواقف الدول الاسلامية حيال مذابح البوسنة والهرسك في حينه تميزت بالتفرج مقارنة بمواقف الغرب المسيحي منها!

•   سلاح حزب العمال الكردستاني.
اتهم (أوغلو) بشار الاسد بتسليح حزب العمال الكردستاني p.k.k من غير ان يأخذ بباله، ان هذا الحزب مسلح منذ بدء ثورته عام 1984، ولم يؤثر على سلاحه طرد أوجلان من سوريا ايام حكم حافظ الأسد، وان بوسع اية حركة ثورية الحصول على السلاح، وغالباً ما تنتزعه من جيش عدوها. على تركيا ان تجنح للسلم وتكف عن تصرفها النعامي ازاء الكرد في شمال كردستان.

•   حرية الصحافة في مصر، أمس واليوم.
كثيراً ما نسمع عن تعيين الحكومة المصرية لرؤساء تحرير الصحف هناك، وذلك بين حين وحين، مايعني وكأن( السطة الرابعة) في مصر تعين من قبل السلطة التنفيذية وبوصول الاخوان المسلمين الى الحكم، لم يتغير المشهد فحسب بل ارتفعت اصوات من صحفيين مستقلين تندد بمحاولات إلاخوان للسيطرة على الصحف، ومرحى لحرية الصحافة في أم الدنيا .

•   بدون تعليق.
قال السياسي الكردي رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا (ان مطلب الفيدرالية لن يحظى بالقبول في هذه المرحلة، وان الشعب السوري غير مستعد لقبول الفيدرالية) في حين قال رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر: ( نحن لسنا ضد الفيدرالية للكرد)!

•   الجن في خدمة الشيطان المتواجد في مثلث برمودا!!!
ذكر رجل الدين (ملا  علي) الذي يدير مستشفى خاصا به ، ويقيم الى الغرب من اربيل لصحيفة كردية: ان في العالم الان 63 ملياراً من الجن، وانهم يخرجون ليلاً ويمكثون نهاراً، وأنهم جميعاً يشكلون جيشا في خدمة الشيطان، وفي حديث سابق له لصحيفة كردية قال، من انه توصل الى سر مثلث برمودا وان الشيطان يفيم هناك!.
وقال رجل اخر من على شاشة احدى محطات التلفزة في كردستان، ان البنات يستغلن صلاة التراويح لحضور مواعيد مع الشباب، وان هناك (22) دولة عربية انحرفت عن القران. وتتجاوز على حقوق العباد، وبسببه سلط الله عليها الاعداء، وان المالكي كان يبيع الخواتم في سوريا والان يحكم العراق، وبدلاً من ان ينصف الكرد فأنه (كلمة معيبة لن نذكرها) من صدام، ومما قاله، اذا انتشر الزنا تزداد الوفيات، وان الله غير راض عن ارتداء البنات للكاوبوي!!
مثل هكذا افكار غريبة واخرى على غرارها بدات تنتشر في معظم البلدان الاسلامية وليس كردستان فحسب بل ان رجلا مسلما في روسيا ادعى النبوه قبل ايام والقي القبض عليه.

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق.
•   Al_botani2008@yahoo.com

326
بعد مسرح اللامعقول، اللامعقول في السياسة.

عبدالغني علي يحيى
    قد يذكر عنوان المقال بعضا من القراء بأدب اللامعقول وتحديدا في فن المسرح وبكتاب مسرح اللامعقول: يوجين يونسكو واداموف وبيكيت أبرز كتاب اللامعقول وبأبرز الأعمال المسرحية المصنفة على اللامعقول (الكراسي) و( المغنية الصلعاء) و(في انتظار غودو). وفي العربية كان للمرحوم توفيق الحكيم، مساهمات رائدة في هذا اللون من الفن، واذكر مسرحيتين له(الطعام لكل فم) و(ياطالع الشجرة). ولم يكن يدور ببالي حلول يوم نقف فيه على اللامعقول في عالم السياسة بعد إنحسار موجة اللامعقول.
   قبل أيام فأجأنا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقول يتقاطع مع الوقائع على الارض العراقية من أن (المعركة مع الأرهاب إنتهت) ! قال ذلك بعد أن استفحل الأرهاب في الشهر الفضيل الذي نعيشه الان، بصورة صارخة، طال حتى المؤسسات المعنية بمكافحة الأرهاب، وأجمع الكل على هذا التصعيد الخطير في المشهد الأمني ومن بينهم الحزب الاسلامي العراقي الذي وصف المشهد الامني الحالي ب( الانحدار الامني مرعب)  وعند المالكي وحده المعركة مع الارهاب منتهية.
   العلاقات العراقية – الايرانية المتميزة بالصلابة والمتأنة الى صعوبة التمييز بين سياسة البلدين، فتحول العراق الى ما يشبه حديقة خلفية لأيران، ومع ذلك تقوم ايران بتجفيف الجداول والانهار التي تصب في العراق من ايران، من خلال تحويل مجاريها الى الداخل الايراني واحيانا قذفها للمبازل والنفايات الى المياه العراقية. ويبقى الصمت العراقي حيال  ذلك مثار تساؤل، وتنديده باسرائيل ايضا محل ذهول واستغراب فما تقدمت عليه ايران من الحاق للأضرار بالعراق لم تقدم عليه اسرائيل ابداً. فهل ينبري احدهم متصديا لي ويبرر العلاقة اللامنطقية بين العرق وايران خلل مايجري من تلاعب ايراني بمقدارات العراق والعراقيين، وهل العلاقة المنوه عنها بينهما سليمة وعقلانية؟.
   القول في العلاقات العراقية الايرانية، ينسحب أيضاً على العلاقات بين الحكومتين الكردستانية والتركية والاخذة بالمتانة والتجذر مع مرور اليام، وكأن لا وجود لقصف واعتداء شبه اسبوعي أو نصف اسبوعي لتركيا على المدنيين والأراضي الكردستانية العراقية، وماينجم عنه من ضرر في الارواح والممتلكات، دع جانباً مواقفها المعادية لكرد سوريا ومجابهتها لكرد تركيا بالحديد والنار. ترى الم يحن الوقت للقول بلاعقلانية العلاقة السائدة بين الطرفين الكردي والتركي؟
   ومن غريب ما قرأت وسمعت وسجلت، خبر عن ( توجيه طاقة صناعية عبر مركز "الابحاث في مجال الترددات العليا للشفق القطبي الشمالي" HAARP) التابع للولايات المتحدة لتسليط درجات حرارة عالية على العراق حسب خبراء في الأنواء والرصد الزلزلي من العراقيين والذين أضافوا من ان درجات الحرارة في العراق خلال السنوات الثلاث القادمة تصل الى 70 درجة. هذا في وقت تعتبر فيه الدولتان حليفتين لبعضهما بعضاً، ولسنا ندري لماذا لا تتوجه واشنطن بالفعل هذا الى عدوتها ايران أو خصومها الدوليين الكبار كالصين وروسيا؟. الخبر ذكرني بتنبؤات نسبت في حينه الى علماء امريكيين ويابانيين وغيرهم من ان نهاية العالم ستكون في هذا العام 2012. ولقد وظفت شركة سينمائية ( التنبؤ) الخبر لأنتاج فلم سينمائي (2012) والذي در بأرباح مذهلة على منتجيه. وقد يحول مخرجون سينمائيون الارتفاع (المصطنع) حسب قولهم للحرارة في العراق الى فلم سينمائي، وأرباحه مضمونة سلفاً، ولا من معقب على الخبر، أو مساءلة للذين نشروه.
   بقاء منظمة مجاهدين خلق الأيرانية في العراق بعد سقوط النظام العر اقي السابق عام 2003، وبعد ان تحول العراق وايران الى ما يشبه ( التوأمين الساميين). وتوجه الالاف من اللاجئين السوريين الى العراق هرباً من نظام الاسد. كلتا الحالتين: البقاء بالنسبة لمجاهدين خلق والتوجه بالنسبة للاجئين السوريين، يندرجان في اللامعقول في السياسة. ولقد كان حرياً بالأولى ان تبحث عن مخرج لها من العراق (الجديد) في الأيام الاولى من سقوط ذلك النظام، فأستحالة العيش في ظل نظام حليف لايران وبدرجة اقل لامريكا وكلاهما يصنفان المنظمة الايرانية على الأرهاب، ولقد تلقت ( مجاهدين خلق) على امتداد الاعوام الماضية ومايزال، ضربات موجعة على يد النظام العراقي الحالي، بمعسكرها في أشرف. كذلك القول بالنسبة للمهاجرين السوريين الذي غادروا نظاماً ليد خلوا في نظام مشابه له بل ومتحالف.
   ومن بين المثير واللامعقول في السياسة، وعلى مستوى شبه عالمي، إنعقاد مؤتمر لفوضويي العالم، تلامذه باكونين وبرودون في مدينة (سانت ايميه) السويسرية، والذي دام (4) أيام، وحضره من الف الى اكثر من (3) الاف فوضي بينهم فوضويون عرب مغاربة ومن بلدان متقدمة كالولايات المتحدة والمانيا وفرنسا، بعد ان كان الاعتقاد سائداً بالقضاء على الفوضوية منذ نحو قرن، سيما بعد انتصار الثورة الشيوعية في روسيا التي اضعفتها والحقت بها هزيمة نكراء. والفوضوية على علاتها، مرفوضة مدانة. لقد فوجئنا بمؤتمر الفوضويين، مفاجأتنا بين حين وحين بأنشطة للنازيين الجدد ليس في المانيا فقط، بل في دول اكتوت شعوبها بنار النازية. وسلاماً على الفكر الذي اخفق في التأثيرعلى عقول البشر باتجاه محو الافكار والاتجاهات الضارة التي لا تقل  خطورتها عن خطورة الايدز والسرطان على حياة بني البشر.
    ومن طريف ما سمعت وشاهدت، سعي عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري في زيارته الى اربيل للتقريب بين مجلسه والمجلس الوطني الكردي وضم الثاني اليه، علماً ان المجلس الوطني الكردي يتألف من طرفين جد متناقضين ومتنافرين، حزب العمال الكردستاني p.k.k المعروف بتشدده حيال تركيا وهو على حق ومجموعة الاحزاب الكردية السورية التي هي على عداء ضد النظام السوري وهي على حق ايضاً. سيدا لايفشل في مهتمه فحسب، بل سيتفكك التحالف بين الطرفين المذكورين (المجلس الوطني الكردي) نظراً لتنافرهما الحاد وارتباطاتهما الاقليمية المتنافرة كذلك وان غداً لناظره قريب.
    ومن غرائب السياسة وعجائبها ولا منطقيتها، تباكي بعضهم في العراق ومصرعلى وجه التحديد على انقلابي 23 تموز في مصر و14 تموز في العراق وعلى قائدهما عبدالناصر وقاسم، بعد ان كانوا (المتباكين) مطاردين من قبل الاجهزة الامنية للرجلين ويصفانها والرجلين بالدكتاتورية والدكتاتورين.. الخ . وفي ظل نظاميهما تعرض العرب الى نكسات واحباطات لا تحصى فيا ترى كيف يفسر التباكي اللاعقلاني على الانقلابين المذكورين، ثم أوليس متوقعاً ان يترحم ضحايا نظم صدام والقذافي ومبارك وبن علي في يوم ما عليهم؟
   وجاء في الاخبار قبل ايام، ان روسيا الاتحادية تتحرك على الدولتين الشيوعيتين: كوبا وفيتنام لأجل اعادة فتح قواعدها العسكرية فيهما. وقد يوافق البلدان على طلبها، واللذان كانا الى الامس القريب ينددان بحل غوربا تشوف للاتحاد السوفيتي، ويرى كاتب هذه السطور او لا يستعبد عودة الاحزاب الشيوعية التي كانت سائرة في ركاب الاتحاد السوفيتي للاتفاق مع الكرملين، فالمصالح دائمة وما عداها، الصداقة والخصومة، كما يقول تشرشل غير دائمة.
ختاماً، بات تراجع مسرح اللامعقول في حكم المؤكد، رغم انه لم يجلب بالضرر على أحد إنما اثرى الفكر الانساني، والادب منه بشكل خاص وكان فناً ممتعاً، فهل يأتي يوم يتراجع فيه اللامعقول في السياسة والذي يضر بالشعوب قاطبة؟
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق.
•   Al_botani2008@yahoo.com

327
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب
   
عبدالغني علي يحيى
•   مجاهدي خلق (السورية)!

بعد سقوط النظام العراقي السابق، اصبحت منظمة مجاهدي خلق الأيرانية في ظل العراق (الجديد) المتهم بالولاء لأيران، وكأنها  لاجئة في الاخيرة. وتلقت وما تزال في معسكرها باشرف اضطهادات. الشيء نفسه حصل للاجئين السوريين وكلهم من السنة الذين فروا من طائفية نظام الاسد الى نظام طائفي مشابه له . ولقد نشرت عشائر (٤) محافظات سنية عراقية بيانا ادان اضطهاد الحكومة العراقية لهم. وعبر لاجؤون منهم في خبر (للتأخي) البغدادية عن صدمتهم من طريقة استقبالهم في العراق.
•   اضطهاد تحت ستار (العناية والحرص)!
في اطار التضييق على حرية اللاجئين السوريين في العراق تشكلت لجنة من وزارتي الداخلية والهجرة، لتحديد الاشخاص المسموح لهم بمغادرة مخيم اللاجئين السوريين من الذين تربطهم صلات قربي من الدرجة الاولى بالعراقيين، وهؤلاء قليلون جدا.
   لسنوات كان الالاف من العراقيين لاجئين في ايران وبدرجة اقل في تركيا وحتى في سوريا، ولم تصدرهذه الحكومات قرارات للتضييق عليهم.
•   (فوائد) قوم لقوم ( مصائب).
تنفيذاً للوعد الذي قطعه الحزب الاشتراكي الفرنسي قبل الانتخابات الفرنسية لتحسين اوضاع الفقراء. اعلنت حكومة هولاند عن اجراءات لرفع الضرائب وملاحقة حسابات الاغنياء الذين بات قلق شديد يساورهم ويتساءلون : هل نذهب الى لندن أم بروكسل أم زيوريخ؟. وهكذا فان فوائد اليسار الفرنسي والفقراء الفرنسيين صارت مصائب لأغنياء فرنسا.
•   مسؤولو نينوى و(بعبع) تلعفر!
لسنا ندري لماذا لم يكن جعل اقضية دهوك وتكريت والنجف والسماوه في حينه محافظات تحركا طائفياً، ليأتي جعل تلعفر محافظة تحركا طائفيا على حد قول مجلس محافظة نينوى، علما ان تلعفر مازالت اكبر من (4) محافظات عراقية كل على حدة، فالى متى يتبنى حكام نينوى موقفاً عنصرياً ازاء تلعفر وأهليها؟.
•   المغرب واسرائيل قلبان في جسد!
استنكر بعضهم في المغرب حضور مسؤولين اسرائيليين مؤتمر حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في المغرب، في وقت، نجد فيه العلاقات بين المغرب واسرائيل لها جذور راسخة، ففي الستينات من القرن الماضي، دعا الملك الحسن الثاني الى دمج العقل اليهودي بالمال العربي، وكأن للعرب مال وفير، ولاعقل. دع جانباً انعقاد مؤتمرات صهيونية في المغرب وفي الماضي من الايام.
•   بأي وجه يزور أغلو كردستان؟
قبل يومين من زيارة اوغلو الاخيرة الى اربيل و كركوك، قصف الطيران الحربي التركي مواقع كثيرة في كردستان العراق، فيما صرح اردوغان بعدم السماح لقيام كيان كردي في سوريا علماً ان تركيا الوحيدة من بين دول المنطقة تعارض ذلك، ناهيكم عن تيكلها المستمر بالكرد في تركيا، اضف الى ذلك مطالبتهم بين حين وحين بولاية الموصل واخيراً حتى بسوريا! أوغلو، كان ضيفاً ثقيلاً غير مرغوب فيه على المستوى الشعبي الكردي ومرفوضاً عراقيا على المستويين الشعبي والرسمي.
•   فتنة (التعريبيين) أشد من القتل.
كشفت صحيفة (التأخي) البغدادية عن محاولات لعرب التعريب من الذين طردوا من زمار في وقت سابق ونزحوا الى (ربيعة) لاشعال الفتنة بين الجيش العراقي والبيشمركة ومن ثم بين العرب والكرد، وورد في تلك الصحيفة ان المدعو (.....) ابدى استعداده لتوجيه صواريخ أربيجي في وقت متأخر من الليل نحو الجيشين بهدف اثارة قتال بينهما!
•   في الهند يضطهد الهندوس المسلمين، وفي مصر يضطهد المسلمون المسيحيين!
يعيش مسلمو ولاية اسام الهندية في محنة حقيقية على يد قبائل يودو الهندوسية التي قتلت العشرات من المسلمين واجبرت (10) الاف منهم على ترك دورهم، مع تدمير (500) قرية لهم، وبحسب السياسي الهندي اوركهام جورابراهما) لرويترز: ( وقفت قوات الامن ترقب في صمت إحراق قرية تلو الاخرى)! . وفي مصر أقدم متطرفون اسلاميون على حرق منازل للاقباط جنوب مصر، تم حصلت مصادمة بالزجاجات الحارقة. وفي سهل نينوى قلق مسيحي من تغيير ديموغراقي بهدف اسكان المسلمين في أراضيهم.
•   معالجة إرهاب بأرهاب!
على وزن معالجة خطأ بخطأ. انه على اثر انفجار في سوق شعبي بمنطقة الحسينية ببغداد والذي أدى الى مقتل وجرح (40) مواطناً، هاجم مواطنون غاضبون مركزا للشرطة في تلك المنطقة واعتدوا عليه كما واحرقوا سيارتين!!
•   (طبيبة) الحي لا تطرب.
يفضل معظم المسؤولين والميسورين، ومن يحسب على المسؤولين، المعالجة على يد اطباء اردنيين وايرانيين واتراك والذين يقبضون اثماناً باهضة من مرضاهم، وهم دون مهارة وذكاء الاطباء العراقيين بكثير، لولا الاجهزة المتقدمة التي يملكونها ولاتتوفر للأطباء العراقيين الذين لوتوفرت لهم لما توجه مريض الى الاطباء الوافدين او المعالجة في الخارج. والانكى من هذا الدعاية التي تبثها وسائل الاعلام العراقية للاطباء الوافدين في اساءة غير مباشرة للأطباء العراقيين. في حوزتي شهادات لاطباء بريطانيين يثنون فيها على مهارة الاطباء العراقيين،ويستغربون من توجه المرضى العراقيين اليهم (الى بريطانيا). على وزارتي الصحة في بغداد وأربيل تدارك مايحصل من هدر للمال والالتفات الى الطب الوطني.
•   كل المآدب تقرب بين الفرقاء!
ذكرت مصادر سياسية ان (مادب افطار جمعت بعض الساسة واسهمت في تقريب وجهات النظر). ونسيت تلك المصادر ان التقريب يحصل اثناء المأدبة ثم يتلاشى فيما بعد. وذكر احدهم قبل شهور، كيف ان الفرقاء العراقيين على موائد الطعام وفي الولائم، يتفقون بشدة، لكنهم ما ان يخرجوا واذا بهم يعودون الى خلافاتهم ومشاحناتهم، واذ يفشل الحوار في جمعهم تحت سقف واحد، تجد المادب تنجح في جمعهم وتحت سقف واحد.
•   محنة الصائمين العراقيين في رمضان!
في رمضان هذا العام توسعت دائرة العمليات الارهابية بشكل لم يسبق له مثيل، شرطة ديالى فرضت اجراءات امنية لحماية المواطنين والمساجد، وفي الديوانية باشرت الاجهزة الامنية بتنفيذ خطة امنية، وتساءل كتاب عن أسباب استهداف الجوامع والمصلين في الشهر الفضيل.
   في الماضي من الايام كان جزء من تفكير المصلي عند حذائه وراء جدران قاعة الصلاة، اما الان فان معظم تفكيره اثناء الصلاة عند إحتمال حدوث تفجير تنهار بسببه قباب وسطوح الجوامع على رأسه. وفي ضوء معلوماتي، ان عمليات سرقة واسعة حصلت لاحذية المصلين في بعض من الجوامع في هذا الشهر!
•   هل أتاك حديث الكسالى والتنابلة؟.
توصلت مجلة (لانسنب) الطبية البريطانية، الى ان في العالم (20) شعباً يمتازون بالكسل من حيث الحركة والنشاط الجسديين، يشكل العرب اكثر من ربعهم ويتوزعون على : السعودية والكويت والامارات والعراق والبحرين. وقالت ان النسبة تقل في ليبيا، وتقدر ب 8, 45%  وفي لبنان 8, 64% وفي العراق 4, 58% وتأتي الكويت بعد الولايات المتحدة من حيث عدد البدناء فيها، والشعب الاشد كسلاً حسب المجلة هو الشعب المالطي اذ بلغت نسبة التنابلة فيه 72% !!
•   500 رئيس عشيرة في كربلاء!!
في المؤتمر العشائري الذي عقدته دائرة شؤون العشائر بوزارة الداخلية االعراقية لشيوخ ووجهاء كربلاء، ذكر ان 500 رئيس عشيرة ووجيه حضرته، يبدو ان رؤساء العشائر بدورهم في تكاثر ونمو ملحوظين، اذكر في النظام السابق. كيف ان وزارة داخليته سمت 67 رئيس عشيرة في نينوى ومع هذا كان تشكيك في الرقم من انه مبالغ فيه، علما ان سكان الاخيرة يقدر عددهم ربما بثلاثة اضعاف سكان كربلاء. فمن اين جاء ذلك المؤتمر بهذا العدد من رؤساء  العشائر في كربلاء. اولستم معي اذا قلت ان النظام الحالي اكثر تمسكا بالعشائرية من النظام السابق، وفيه استبدل عنوان رئيس العشيرة بعنوان اخر هو ( أمير العشيرة)؟!
•   اين منظمات (انصار السلام)؟.
في العهد الجمهوري الاول، كان صوت منظمة (أنصار السلام) يعلو فوق كل الاصوات، من غير ان تكون هنالك حروب، ولا عمليات ارهابية التي هي في مستوى الحروب في العراق منذ اعوام. الطريف ان هنالك اليوم مئات من منظمات المجتمع المدني في البلاد ليست بينها منظمة تهتم بالسلام، ويوم كادت ان تقع مجابهة بين الجيش العراقي والبيشمركة في (زمار) لم نسمع او نرى حركة لمنظمة تعنى بالسلام!
•   تناقضات كردية!
في بادرة لبناء الثقة اعلنت حكومة كردستان تصدير النفط بمعدل 10000 برميل يومياً، ولكن بعد مضي فترة قصيرة على الاعلان، هدد وزير النفط في الحكومة تلك، بايقاف تصديره مالم تسدد الحكومة الاتحادية مستحقات حكومة الاقليم من الايرادات  النفطية. وعندما طالب لفيف من البرلمانيين العراقيين استجواب البارزاني،سارع برلمانيون كرد لرفض الطلب بدعوى ان لكردستان برلمانها ولايحق لبرلمان اخر استجواب البارزاني، الا ان البارزاني وفي موقف مشرف منه، ابدى الاستعداد لحضور البرلمان العراقي، في وقت يتملص وزير التعليم العالي وحتى المالكي من الاستجواب في البرلمان العراقي.
•   من دون ان يعلم!
قالت حكومة كردستان ان الحكومة الاتحادية سيرت جيشها الى (زمار) دون ان تعلم حكومة كردستان بذلك، ويوم زار داود اوغلو كردستان قالت الحكومة العراقية ان زيارته جاءت من دون علمها !( من دون أن يعلم) يتكرر في المشهد السياسي العراقي باستمرار.
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
Al_botani2008@yahoo.com

328
مقاييس الوطنية للعالم الثالث في القرن العشرين
"العراق نموذجا"
ً
عبدالغني علي يحيى
    لعقود خلت، كانت وطنية الافراد والجماعات والأحزاب والحكومات في بلدان العالم الثالث وعلى وجه الخصوص في البلدان العربية تقاس بمواقف مؤيده للأتحاد السوفيتي السابق ورافضة للغرب الرأسمالي والولايات المتحدة، داعمة وداعية الى مشاريع التأميم على اختلافها ورافضة للرأسمالية والملكية الفردية  لوسائل الأنتاج، مؤيدة للأصلاح الزراعي  ومناوئة للأقطاع، مؤيدة للنظم الجمهورية وناقمة على النظم الملكية، متحمسة للوحدة مع جمال عبدالناصر ومعادية لكل النظم العربية التي وقفت منها موقف الرفض والعداء.. الخ من الافكار التي صاغت الوطنية في القرن العشرين وفي ظل نظام القطبين والحرب الباردة، بحيث بدت الرأسمالية سيما الراسمالية الأمريكية، وكأنها محاصرة ومنبوذة في المجتمع الدولي ومن قبل منظمات دولية كحركة عدم الانحيار والجامعة العربية ومنظمة التضامن الافرو- اسيوي، وحتى داخل منظمة الامم المتحدة.
    هذه واخرى كانت شروط الوطنية المطلوب توافرها في الأفراد والجماعات والحكومات سواء بسواء، وبخلاف ذلك، فان تهم الرجعية وضيق الافق القومي.. الخ كانت تلاحق من يفكر على العكس من تلك الشروط. وساد اعتقاد لدى الاكثرية، بان الرأسمالية الى زوال وانتصار الاشتراكية السوفيتية حتمي. غير ان الشروط بقيت في الكثير من الحالات ناقصة مالم تكن تتوج بعلاقة قوية مع الاتحاد السوفيتي السابق والسير في ركابه، وان كل الخطوات التي عدت مقياساً للوطنية كانت تظل  باطلة اذا جرت وقامت بمعزل عن التحالف مع السوفيت، فعلى سبيل المثال، اقدم شاه ايران على تأميم النفط، والقيام بخطوات اسفرت عن (ثورة الشاه والشعب) على الاقطاع وقطاعات اخرى، وفي منافسة له مع النظام العراقي البعثي، وقع شاه ايران اتفاقيات مع الاتحاد السوفيتي السابق فاقت بما  لايقاس تلك التي وقعت عليها حكومة البعث مع السوفيت، ومع ذلك لاحقت تهمة العمالة الشاه، وتعرضت وطنيته للطعن والتشهير، بسبب عدم ادارة ظهره للغرب والانصهار في بوتقة  سياسة الاتحاد السوفيتي مثلما فعلت نظم عربية!
    في عام 1964 أقدم عبدالسلام عارف على تأميم البنوك والمصارف ومرافق حيوية اخرى، تجسيداً منه للمفاهيم الوطنية السائدة في زمانه، ومجاراة منه (للوطنية) عينها التي كانت معمولة في مصر وسوريا، وفي حينه قيم الحزب الشيوعي العراقي عالياً، نهج التأميم لحكومة عارف، والذي كلفه غالياً فيما بعد، كون عارف كان يحتفظ في سجونه ومعتقلاته بالالاف من الشيوعيين وغيرهم، وتحت ضغط  واستنكار من اعضائه وجماهيره الغفيرة تراجع الحزب عن موقفه ذاك. ومن غير أن يحيد عارف عن (وطنية) التأميمات أو يلغي(وطنية) سلفه عبدالكريم قاسم، وفوق هذا ظلت (الوطنية) حصراً في خطوات قاسم وحجبت عن خطوات عارف!
     وإذا كانت المباديء التي أشرنا اليها مقياساً لوطنية الحكام العراقيين والحكومات والاحزاب العراقية، فلا مناص الا القول، وذلك وفقاً لمعظم الشروط الوطنية تلك، ان النظام الفاشي في العهد البعثي الثاني 1968-2003 كان الاكثر وطنية من بين كل النظم الجمهورية التي سبقته، وان اجراء مقارنة موجزة وسريعة بين هذا النظام وحكومة عبدالكريم قاسم، في مجال الخطوات (الوطنية) ترينا كم تقدم عليه قادة البعث وعلى الأخوين عارف من بعده.
    وباديء ذي بدء استثني الاقرار بالحقوق القومية للرد والسياسة النفطية من تلك الخطوات، على الرغم من تنكر جميع الحكام الجمهوريين لتلك الحقوق ووضعهم للنفط في خدمة العسكرتاريا، واقول، ان الدستور المؤقت لحكومة قاسم في مادته الخامسة أقر بشراكة الكرد للعرب في الوطن العراقي، الا أن تلك المادة بقيت ذات مضمون إنشائي ان جاز التعبير، ولم تترتب عليها استحقاقات للكرد، وبدت بمثابة (حبرعلى ورق) طوال السنوات التي تلت سن ذلك الدستور، ولم تحول دون شن حرب ضروس على الكرد بعد اقل من 3 سنوات على سنه!
    بالمقابل أقدمت حكومة البعث في 1970-3-11 على اصدار قانون الحكم الذاتي على ان يدخل حيز التنفيذ بعد 3 سنوات (1974) من صدوره. وشتان بين هذا القانون والمادة (5) تلك في دستورالعهد الجمهوري الأول.
    وانفتح قاسم وحكومته لأول مرة في تأريخ الدولة العراقية على الاتحاد السوفيتي السابق ودول المنظومة( الاشتراكية) وعقد اتفاقيات معهم سيما في مجال التسليح وبهذا ووفق مفهوم (الوطنية) عهدذاك، تكون حكومة قاسم بالغة الذروة في وطنيتها( الانفتاح على المعسكر الشرقي).
    بالمقابل ايضاً، وبعد مرور سنوات على حكم البعث في العراق، لم تنفتح حكومة البعث، انفتاحاً تقليدياً على  الاتحاد السوفيتي فقط، بل مضت ابعد مما ذهب اليه قاسم، عندما وقعت معه معاهدة للصداقة، الامر الذي لم تقدم عليه لا حكومة قاسم ولا حكومة الاخوين عارف قبلها، كل هذا من غير أن يتخلى البعث عن اضطهاده للقوى والاحزاب العراقية كافة، وشتان بين ما اقدم عليه قاسم والحكام الجمهوريين بعده بخصوص التقارب مع الاتحاد السوفيتي وبين ما اقدم عليه حزب البعث.
     ولنأتي الى قانون لأصلاح الزراعي، الذي اصدرته الجمهورية الاولى والذي قيم كنصر للفلاحين، لكن ذلك القانون، حرم نصف الفلاحين في العراق من الأرض. في حين تجاوزت حكومة البعث حكومة قاسم باصدارها القانون رقم (90) الذي جاء لصالح الفلاحين وقضى على النواقص التي تخللت قانون الاصلاح الزراعي في العهد القاسمي، وشتان بين القانونين.
    ولننتقل الى التأميم الذي يمهد في اعتقاد البعض الطريق امام الاشتراكية، فأن اوسع عملسة تاميم هي تلك التي حصلت  في عهد البعث وامتدت حتى الى التجارة الخارجية والطب. وهو ما لم يقدم عليه الحكام السابقون مثلما أقدم عليه العهد البعثي الثاني.
    هنا يلح سؤال على الاجابة: لماذا قيمت خطوات قاسم المشار اليها مقياساً للوطنية الحقة في حين غض النظر عن خطوات مماثلة لعارف ومن بعده البكر وصدام؟
    الجواب، ان خطوات قاسم جاءت عقب اسقاط الملكية التي اتهمت على طول الخط بالعمالة للغرب ظلماً، واعتبرت مقياسا للوطنية فيما بعد، علماً ان خطواته والذين من بعده لم تصل  بالعراقيين الى شاطيء الامان، ثم ان تلك الخطوات لا تشكل محكا ولا مقياسا للوطنية، بل أنها اثبتت فشلها وهي غي اول الطريق، عدا هذا فأنها لا تتصل بالوطنية في شيء. واتهم الحكام العراقيون، بمن فبهم قاسم بالأرتداد عنها وسلوك طريق مغاير لها ، اما رمز (الوطنية) ومعاداة الغرب والرأسمالية الكبير الاتحاد السوفيتي ومعه المنظومة( الاشتراكية) فلقد انهار شرإنهيار، وبأنهياره شقت وطنيات اخرى طريقا لها مثل: الديمقراطية والتعددية والحريات على اختلافها، وحقوق الانسان، ومنظمات المجتمع المدني وكيفية التقدم بالاوطان، عبر إعمارها واستقدام الاستثمارات الاجنبية اليها، ومن بين المفاهيم الجديدة لهذه الوطنيات التي ترفض الشعارات والهتافات، يظل الاخذ بالعلم والمعرفة وتخصيص الجزء الاكبر من الميزانية لهما محك ومقياس الوطنية الحقة.
*رئيس تحرير صحيفة راية الموصل العراق
Al_botani2008@yahoo.com

329
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   العودة الى الجحيم
ما أشبه عودة اللاجئين العراقيين من سوريا الى العراق بعد ان فروا من عذاب الاخير سابقا وعادوا اليه وقد ازدادت اوضاعه سوءاً بعودة اللاجئين الكرد من ايران الى العراق عام 1975 بعد اغتيال ثورتهم علي يد اتفاقية الجزائر ، ليكن الله في عون العراقيين في انتقالهم من جحيم الى جحيم.
•   الاكثر فشلاً والأسوأ نشيداً!
 ذكر ان العراق من بين الدول الاكثر فشلاً في العالم، وفي اولمبياد لندن عد النشيد الوطني العراقي سابع أسوأ نشيد فألى متى تكون عيوب العراق على وزن أفعل؟
•   الهروب من رمضان!
يوحي تحقيق في ملحق الاسرة والمجتمع ل(الصباح) البغدادية، ان السياحة الرمضانية ازدهرت في العراق، لكن ما أن تسترسل في قراءته، واذا بك تقف على ازدهارها في تركيا وايران ولبنان، والتحقيق بحد ذاته دعاية للسياحة في تلك الدول: ( الطقوس الرمضانية في الدول المجاورة لها طعم خاص يختلف عن طقوسنا التي أخذت تتلاشى في السنوات الاخيرة بسبب عدم الاستقرار الامني.. الخ) ونسي التحقيق ان يذكر ان معظم السواح العراقيين في رمضان الذين يسافرون الى الخارج هم من المسؤولين والميسورين الذين يهربون من الصيام، ويتركون اداء فريضة الصيام للعراقيين الفقراء.
•   (عراقي) تعلق بقلعة حلب.
قالت النائبة لقاء وردي أن (هناك 1200 عراقي ما زالوا عالقين في مطار حلب..) . كلمة (تعلق) سبق وان اطلقت على عراقيين تعلقوا في المعابر الحدودية واماكن شتى، مثل تعلق مئات العراقيين فبل فترة في جدة بعد ادائهم للعمرة. حتى في العراق يكاد ان يكونوا عالقين و( ولقد جدد الطالباني ثقته بحل القضايا العالقة في العراق)!
•   المصالحة الوطنية مع من؟
عند ذكر المصالحة الوطنية في العراق تتجه الأنظار الى المجاميع المسلحة الثائرة على الحكومة، الا أن عامر الخزاعي فاجأنا بتصريح قال فيه: ( ان المصالحة الوطنية بدأت بالتحرك على الفنانين والمثقفين)!!
•   المناطقية، بعد المحاصصة!
طالب المجلس السياسي العربي في كركوك المالكي والجعفري و (العراقية) باسناد منصب وزير الدفاع الى عربي في كركوك، وليس ببعيد ان تنافس المناطقية المحاصصة في المستقبل في المناصب الوزارية كان تطالب محافظة ما بوزارة الداخلية واخرى بالزراعة... الخ!!
•   قائد ذكي لا قوي!
من الحلول المطروحة تشخيص رجل ذكي لرئاسة العراق وليس قوي وكأن الذكي بالضرورة ضعيف! ويخيل للعارفين ببواطن الأمور، ان العثور على ذكي لرئاسة العراق صعب، بعد أن قضي على الاذكياء وهمشوا نتيجة تفضيل اهل الثقة على أهل المعرفة.
•   بئس (جزء من الحل)!
لسنوات اعتقد الكرد العراقيون انهم ليسوا طرفاً في المشكلات العراقية انما جزء من حلها، غير انهم تحولوا فيما بعد الى جزء من المشكلة، وفي الاونة الاخيرة قرأت تصريحاً لمسؤول كردي ان اقليم كردستان لن يكون جزءا من الازمة السورية. انما يشكل جزءا من الحل!! وعند الحدود السورية البيشمركة والجيش العراقي وجهاً لوجه. ولاحياد في العراق والمنطقة.
•   إرهاب الرئيس ام المرؤوس؟
قال مستشار للمالكي بملاحقة حكومته للسفير السوري المنشق نواف الفارس لتستره على تسهيل عملية دخول الارهابيين الى العراق في السابق، الغريب في الامر تحاشي حكومته ذكر بشار الاسد الذي لا بد وأن امر السفير بادخال الارهاب في العراق، فلماذا اهمال الرأس وملاحقة المرؤس؟
•   أحبط الازمات!
في تصريح لافت قال المالكي: ( لقد احبطنا الازمات لكن عيوننا يجب ان تبقى مفتوحة امام كل أزمة) قال ذلك وسط بلوغ العلاقة بين البيشمركة والجيش حافة التصادم واستفحال العمليات الارهابيةً  في مناطق عراقية عدة كما ونوعاً، فيما الازمة تشتد بين الفرقاء كافة. نعم أحبط الازمات.
•   فيتو اخر ضد السوريين!
ليس الفيتو الروسي وحده في مجلس الامن الدولي يحبط امال السوريين، بل هنالك (فيتو) اخر بالمرصاد لها. الا وهو (الفيتو) العراقي. فالعراق الدولة العربية الوحيدة التي تتقاطع مواقفها ازاء الشأن السوري مع مواقف دول الجامعة العربية مثلما يتقاطع الموقف الروسي مع الدول الاعضاء في مجلس الامن.
•   أعذر بعد أن أنذر.
نصح محمود عثمان كرد العراق وتركيا، بأن لاينخدعوا بحيل اردوغان، لأن حكومته ليست صديقة للكرد كونها تبحث عن تحقيق مصالح غير مشروعة لها، على حد قوله، ويأتي القصف شبه الاسبوعي لأراضي كردستان العراق من قبل تركيا فمعارضتها لقيام كيان كردي في سوريا ليضفي الصدق على تلك النصيحة، ولكن ياترى من يوجه نصيحة مماثلة الى كرد عراقيين منخدعين بايران التي تعادي الكرد بدورها؟.
•   إغلاق هرمز، ومن المستفيد؟
بين حين وحين تهدد ايران بغلق مضيق هرمز، وأخيراً وافق البرلمان الايراني على مشروع قانون باغلاقه عند الضرورة، وبين التهديد والمشروع، ضخ الامريكان قواتاً اضافية الى  الخليج وهرمز للحيلولة دون اغلاقه(الكذب) . بلا شك ان اغلاقه مصنف على الاجراءات المباغتة في العلوم العسكرية التي غالبا ماتبقى سراً وتنفذ للفور، وهكذا وجدنا ايران بتهديداتها الجوفاء وزعيقها، استقدمت الامريكان الى الخليج، مايعني استحالة غلق هرمز. هكذا تخدم ايران المخططات الامريكية في الخليج، والعاقل تكفيه الاشارة.
•   علاقة العبد بالسيد.
يشكو الجنوب الشيعي في العراق، من انخفاض مناسيب هور الحويزة بنسبة %50 بسبب بناء ايران لسد على نهر الكرخة، وفي مناطق خانقين قلق كبير من تحويل ايران لمجاري انهارعدة الى الداخل الايراني، وقال النائب عبدخضر الطاهر، ان العراق سيكون المتضررالاكبر في حال غلق هرمز من قبل ايران وذكرت مصادر بسحب ايران مامقداره (10) الاف برميل من نفط ديالى يوميا من داخل الاراضي العراقية وسط صمت وزارة النفط، او هكذا تكون الاخوة في الدين والمذهب ياحكام طهران؟ وانتم ياحكام العراق الى متى تمارسون دور العبد الذليل لأيران؟
•   دموع القنصل وفعل يديه!
ذرف القنصل التركي في البصرة دموع التماسيح على تدهور محصول التمر في البصرة، وابدى اسفه لعدم تصديره الى الخارج، ولم تعلق اية صحيفة عراقية على دموعه واسفه، باستثناء صحيفة (الشرق) العراقية، التي حملت تركيا مسؤولية التدهور ذاك، بعد ان ( خنقت سدودها) الزراعة العراقية وزادت من الملوحة وشح المياه. القنصل التركي بدا كالصياد الذي كان يذبح الطيور ويبكي عليها.
•   تبرعات لأيتام العراق!
وكان العراق كالصومال و دول افريقية اخرى تعاني من المجاعة، ولا يعوم فوق بحرمن النفط، ذكر ان العراقي (فريد لفتة) منهمك في تنفيذ (اطول رحلة طيران بالمنطاد) لأجل (جمع التبرعات لأيتام العراق)، اضف الى ذلك، نسمع بين فترة واخرى اخبار عن محسنين يتصدقون على فقراء العراق.
•   ثبات المالكي وتقلبات خصومه.
نفى د. اياد علاوي مطالبته باستجواب المالكي أو وجود أزمة سياسية في العراق!  وكانت عالية نصيف محقة عندما وصفت تصريحاته بالتسفيه السياسي، مضيفة من ان العراق مليء بالأزمات السياسية، وقبل علاوي تخلى التيار الصدري عن مشروع سحب الثقة من المالكي، علماً انه كان وراء ذلك المشروع حسب د. اياد السامرائي رئيس الحزب الاسلامي، ويلاحظ وجود تذبذب بل ونفي من جانب القادة الكرد من مسألة سحب الثقة و الاستجواب.. الخ وهكذا غدا من الصعب التميز بين الحكام و المعارضيين في العراق في تصرفاتهم القلقة المتقلبة. وصدق رسول الله (ص) حين قال :(كما تكونوا يولى عليكم).
•   الشيوعيون والانقلابات العسكرية في العراق.
اوحت لي قرءاتي للحلقة ال 7 من ( استكشاف ذاكرة عراقية) في( الصباح) البغدادية، ان الانقلابات العسكرية كانت العدو رقم 1 للشيوعيين العراقيين، ففي ظل انقلاب 14 تموز عام 1958 اغتيل مئات من الشيوعيين في الموصل وحدها ومقتل اخرين منهم كذلك في المدن الاخرى. وبعد احباط محاولة انقلابية بقيادة رشيد عالي الكيلاني في كانون الاول من العام نفسه تبين ان وثائقها نصت على ( القيام بمذبحة للشيوعيين للحد من نشاطهم) وقتلت المحاولة الانقلابية الفاشلة للشواف في الموصل في الساعات الاولى لها 63 شيوعياً، فيما أصدر إنقلاب العسكر في 8 شياط 1963 بياناً  دعا الى إبادة الشيوعيين.
وفي ظل الحكومة الانقلابية لعبد السلام عارف وصل عدد المعتقلين من الشيوعيين الى نحو 22 الف شيوعي. ويوم زار المشير عبدالحكيم عامر الموصل عام 1964 اعدمت الحكومة 4 من الشيوعيين قرباناً على مقدمه الى الموصل، ولو كان قد قدر النجاح للانقلابات الفاشلة للشواف في 1958 وقبلها لضباط حركة مايس لكان ضرب الشيوعيين على رأس جدول اعمالهم.
•   انفلات (تأريخي)!
على وزن (الانفلات الامني) تطالعنا الصحف العراقية يومياً باشكال من الانفلاتات تحصل على يد كتاب عراقيين في اجواء انعدام القانون وغياب المساءلة فها هو احدهم على سبيل المثال، يقول انالعرب اول من وضع علم الطب النفسي، مستشهداً بابن سينا الذي لم بكن عربياً، واذا مضى الحال على هذا المنوال ، ربما يضع بعضهم علماء عرب في خانة العلماء الأعاجم!
•   اضطهاد المسلمين عالمياً!
ما ان وقف العالم على التطهير العرقي لمسلمي ميانمار، وإذا بولاية اسام الهندية تشهد حالة مماثلة طالت ملايين المسلمين هناك، وتكرر المشهد في اثيوبيا التي اضطر فيها الالاف من المسلمين للهرب الى كينيا من اضطهاد اعدائهم لهم. يجب الوقوف على ظاهرة اضطهاد المسلمين في البلدان غير المسلمة والاخذة بالانتشار والتحرك لأجل إيقافها وهذا من صلب واجبات الدول الاسلامية.
•   سرقفلية.. في مهنة التسول أيضاً!
المضحك المبكي في المشهد الاجتماعي العراقي انخراط الالاف في مهنة التسول، ان جاز عدها مهنة، ويوماً بعد يوم تتوالى المقالات والصحفية منها، والتي تجمع على تواجدهم بشكل لافت في ايام الجمعة وشهر رمضان والمناسبات الدينية  وفي تقاطع الشوارع وامام ابواب الجوامع، وفي تحقيق ل( الصباح) البغدادية في عددها ليوم 2012-7-24 قيام متسولين بتبديل مواقعهم، في حين يعرض متسولون اخرون اما كنهم للأيجارلمتسولين اخرين مع سرقفلية طبعاً!!!!
Al_botani2008@yahoo.com   

330
عودة الى موضوع إنقلاب 14 تموز 1958
وحكم التأريخ في زعيمه عبدالكريم قاسم.

عبدالغني علي يحيى
   لقد كان بودي أن لا أعود الى الموضوع(ما هي حقيقة ثورة 14 تموز وهل يقف التأريخ اليوم ليمجد عبدالكريم قاسم أو يجرمه؟) الذي وجهته صحيفة(انسانيون) في (10) اسئلة إلي والى أخرين كذلك للرد عليها، لولا سيل الاعتراض علي والتأييد لي في أن معاً والمنشور في صحف ومواقع الكترونية أو الذي وصلني بواسطة بريدي الألكتروني، ولما كان بعض من المعترضين قد طالبني بردود على اسئلتهم واستفساراتهم، لذا ارتأيت النزول عند طلبهم وذلك إتماماً للفائده ليس إلا.
   ان الأخ المحترم صاحب التعليق المرسل بواسطة عمر خطاب والمنشورفي (مجالس حمدان الثقافية) إذ أحيه وأشد على يده، بودي القول انه لم يرد لا في الاسئلة التي وجهت إلي ولا في اجوبتي عليها معلومة عن مثول الرئيس العراقي السابق صدام حسين امام محكمة المهداوي، فما اوردتهم (انسانيون) هو مثوله امام محكمة الجنايات العليا ببغداد بعد اعتقاله عام 2004 يبدو ان الاخ المعلق لم يقرأ الموضوع بامعان. غير انه من حقه مطالبتي باثبات ان الرئيس عبدالسلام عارف نادى بمحو الاكراد والشيعة..الخ وإليه اسوق الامثلة التالية وعلى  سبيل المثال لا الحصر على طائفية وعنصرية عارف.
يقول الكاتب المعروف حسن العلوي في كتابه(الشيعة والدولة القومية في العراق 1914-1990 ص 225) عن عبدالاسلام عارف ما يلي:
(كان يستخف بالشيعة)و( يطلق اسم الروافض عليهم وهو الأسم الذي يطلقه عليهم المتطرفون الغلاة من الطائفة السنية).
وينقل الباحث ليث عبدالحسن الزيدي في كتابه (ثورة 14 تموز 1958 في العراق) بغداد 1981 ص 344 هامش رقم 68 عن هديب الحاج حمود وزير الزراعة في عهد عبدالكريم قاسم قوله عن عارف:
(ان عبدالسلام عارف ذكر لأحد الضباط الاحرار الموجودين معه في الفوج ليلة 14 تموز 1958 بأنهم سينفذون الثورة، وهناك جماعات ثلاث يجب استئصالها وهم: الاكراد والمسيحيون والشيعة).
وفي كتابه( العراق الجمهوري) ص 299 يقول الدكتور مجيد خدوري وهو باحث مسيحي معروف ان عبدالسلام عارف اثار بتصريحه ذاك قلق الطائفة الشيعية والديانات الاخرى .
وورد في كتاب حامد مصطفى مقصود (ثورة 14 تموز مدارات الاخوة الاعداء) ط اربيل 2001 ص 72:
(قبل ثورة 14 تموز 1958 كان عبدالسلام عارف يمنع انضمام الضباط الاكراد الى حركة الضباط الاحرار).
اما الاستاذ الدكتور عبدالفتاح علي البوتاني فأنه يقول عن عبدالسلام عارف في كتابه (وثائق عن الحركة القومية الكردية التحررية) اربيل 2001 ص 352 أنه: (كان يمنع حتى اطفاله من اللعب مع أولاد جيرانه من الضباط الكرد).
  وان ما كتبه الشاعر المبدع فاضل العزاوي عن عارف واقواله العجيبة  الغريبة اللامنضبطة التي تضعه في صف زعماء مثل القذافي وعيدي أمين وبوكاسا، فحدث ولاحرج.
  اكتفي بهذا القدر من الامثلة، لأن تكرارها أو إضافة اخرى عليها، من شأنه ان يوحي بالاستهانة  بقدرة القاريء علي التلقي والاستيعاب .
  يؤسفني القول ان معظم منتقدي على المقال موضوع البحث، افتقروا الى الالمام بتأريخ العراق الحديث، فجاءت ملاحظاتهم الانتقادية بمثابة رمي حصوة في الظلام وانه لجرأة ان يدلي المرء بدلوه في موضوع يجهل الكثير عنه.
   وانتقل الى تعليق الاخ صباح الجنابي، وليسمح لي قبل مناقشته أن أحيه اجمل تحية وان اشد على يده، ولقد سرتني ملاحظة احد القراء، بانه من عائلة عرفت بوطنيتها. واقول له بادئ ذي بدء، من اني لم احاول ان اجد مكانة بين الكتاب كما نوه كما لم اخترع احداثاً لأناقشها مع نفسي كما قال. وعندي ان هذا القول منه وقول اخر له (أن كاتبنا الكبير جداً) كما وصفني مستهزئاً فيه الكثير من التجريح والطعن لي، الامر الذي لم اكن أتمناه ان يصدر من شخص مثله ينتمي الى عائلة عرفت بوطنيتها، وليس ذنبي أنا اذا لم يكن الاخ الجنابي مطلعاً على مقالاتي المنشورة في كبريات الصحف اللندنية كالشرق االوسط والزمان وغيرها والمقابلات التلفزيونية التي تجريها معي فضائيات تلفزيونية شهيرة، وفوق هذا فأني اكتب منذ عام 1964.. الخ. عليه لست بحاجة للبحث عن ( مكانة بين الكتاب) وقبل سقوط نظام صدام عملت لمدة نحو (10) سنوات في اذاعة اوروبا الحرة- اذاعة العراق الحر باسم مستعار(احمد سعيد) ولي مقالات في صحف و مجلات لبنانية وسورية.. الخ
   اخي الكريم، لم اقل بان الملكية كانت خالية من السلبيات والمساويء، بل ليس هنا لك نظام في العالم يخلو منهاغير اني قلت بأن النظام الملكي العراقي كان افضل من النظم الجمهورية العراقية كافة، وما زلت وسأبقى مصراًعلى قولي هذا. ولو كانت الملكية باقية الى الان لكنا تتقدم على الكثير من دول العالم: ولما كنت قد اقدمت على تخطئة انقلاب 14 تموز من خلال تناولي لنتائجه المأساوية، والمرء يحكم على النتائج وليس الاسباب، والعبرة كما ذكرت في النتيجة. ولما كان ذلك الانقلاب خطأ فان معظم خطواتها التي عدها بعضهم مكاسب للعراقيين، كانت خاطئة ايضاً، وما يبنى على الخطأ، خطأ كما يقال، ولناخذ قانون الاصلاح الزراعي على سبيل المثال، فكلنا نعلم ان العراق كان يصدر الحبوب في العهد الملكي وكانت المحاصيل الزراعية الاخرى من فواكه وخضراوات وبقوليات.. الخ تسد حاجة السوق العراقية وتفيض عنها، فيوم كنت صغيراً واجوب اسواق الموصل كان ( الموز) فقط يستورد من الخارج، وبعد انقلاب 14 تموز وصدورذلك القانون راح العراق وبالتدريج ليستورد المحاصيل الزراعية من الخارج، واذكر انه كان في العراق يومذاك 32 مليون نخلة في حين هبط العدد الان الى اقل من ذلك العدد بكثير الى (7) ملايين نخلة حسب بعض الدراسات. اخي صباح، اني كثير التردد على القرى والارياف لزيارة الاقارب والاصدقاء وحضور مجالس الفاتحة ومناسبات اجتماعية اخرى، وكلما ازورهم يحزنني مشهد تحول الاراضي التي حصل عليها الفلاحون بواسطة ذلك القانون الى دور سكنية، فالقرى بفضل ذلك القانون تتوسع عشوائيا وبشكل افقي على حساب الارض الزراعية، واخشى ما اخشاه ان يحل يوم يكون فيه العراق دائره سكنية واحدة ان جاز التشبيه وعلى غرار  (دائرة انتخابية واحدة) ولو وقفت على قمة جبل مقلوب المطل على السهول القريبة من الموصل او وقفت على الجبل الذي تقوم فوقة مدينة صلاح الدين القريبة من اربيل والقيت نظرة على سهل اربيل،  لرأيت كيف ان الاراضي الزراعية تختفي باستمرار وتتصل المدينتان الموصل واربيل احداهما بالاخرى جراء بناء الفلاحين للدور فوق الاراضي التي حصلوا عليها بواسطة ذلك القانون. لقد نجم عن تطبيق قانون الاصلاح الزراعي بروز ملكيات صغيرة لم تقدر على تلبية حاجات السوق المحلية وبعد اسابيع وشهور من تطبيقه فان الفلاحين في مناطق عدة في العراق كانواريبيعون اراضيهم ويفرون الى المدن هرباً من ظلم الاقطاع الذي كان مدعوماًمن جانب سالطات قاسم التي مالت اليه، وعزا بعضهم في حينه عزوف الفلاحين عن استغلال الارض الى ان اصدار قانون الاصلاح الزراعي لم يكن كافياً لانصافهم، انما كان على السلطات ان توفر لهم البذورالمحسنة والجرارات، والحاصدات والاسواق.. الخ الامر الذي كان صعبا جداً توفيره، ولا يغيب عن البال ان الفلاح العراقي ومنذ عقود لا تشكل المحاصيل الزراعية مصدر العيش الرئيس له، بل ان مصدرعيشه يكمن في ممارسته  للتجارة والمشاريع الصناعية وما يحصل عليه ابناؤهم من رواتب. ان الاصلاح الزراعي في رأي هو في توفير البذور المحسنة والالات الزراعية المتقدمة والجرارات وتحسين الري.. الخ وليس انتزاع الارض  من هذا واعطائه الى ذاك. مع اعتراضي على اعتبار بعضهم النظام الاقطاعي جزءاً متمماً او على ارتباط وثيق بالنظام الاستعماري العالي (انظر الى شعارالعامل اخ الفلاح عدوهما الاستعماروالاقطاع) الذي كان سائدا في منتصف القرن الماضي في العراق، فالأقطاع ليس صنيعة هذا او ذاك انما مرحلة من مراحل التطورالاجتماعي، متقدما على الرق  والمشاعية البدائية حسب ماركس وغيره من منظري الشيوعية.
   واختتم هذه الفقرة من ردي عليك واقول، حبذا لو قمت بمراجعة للكتب التي تتناول المسألة الزراعية في العراق، فالعديد من المتحمسين لقانون الاصلاح الزراعي ليس لهم المام بالزراعة وشكل الملكية للأرض الذي يتغير بين فترة واخرى، وعند بعضهم انه يتغير كل 100 عام مرة، ولو لم تقوم  حكومة قاسم بتطبيق ذلك القانون، لكانت اراضي الملاكين اليوم لاتلبي حاجة ابنائهم واحفادهم واحفاد أبنائهم.
   والان انتقل الى اتهامك للنظام الملكي بنسيانه على حد قولك ( تدنيس ارض العراق من قبل القواعد الجوية البريطانية). ان من يسمع هذا القول منك يخيل اليه ان ارض العراق(دنست) لأول مرة في التأريخ وعلى يد البريطانيين وبمباركة من النظام الملكي. ولوكنت مطلعاً على تأريخ الاحتلالات للعراق لما وجهت ذلك الاتهام الى الملكية، فالعراق يا اخي ومنذ الفتح الاسلامي  والى الاحتلال الامريكي عام2003 له احتل نحو 12 مرة ويصف الدكتور رشيد الخيون كما بينت في مقالي السابق الانقلابات العسكرية الداخلية في العراق بغزوات داخلية، وفي قوله ليس من استثناء لانقلاب 14 تموز. وبعد قيامي انا كاتب هذه السطور بعملية حسابية ظهر وذلك بعد تقسيمي للاعوام بين الفتح الاسلامي والاحتلال الامريكي على عدد الاحتلالات والغزوات الداخلية تبين ان العراق احتل بما معدله كل 57 سنة مرة على وجه التقريب، اي كان ينتقل من محتل الى اخر كل 57 سنة مرة، مايعني ان سنابك خيول وبساطيل جنود العديد من الامم (دنست) العراق، واذا كنت ترى في القواعد الجوية البريطانية في العراق ايام العهد الملكي تدنيساً للعراق، فأني اقول لولا الاحتلال البريطاني للعراق لما كانت هنالك دولة اليوم باسم العراق. علينا ان نكون واقعيين وعقلانيين ونبتعد عن الشعارات والهتافات اونختزل الوطنية فيهما واحيلك الى التأريخ القديم والحديث للعراق لترى، كيف ان العرب استعانوا بقوات اجنبية ليس للتحرر من  اجنبي انما حتى ضد ابناء جلدتهم، فقبل ظهور الاسلام كان (سيف بن ذي يزن) قد استعان بالقوات الفارسية لحماية امارته من قبائل عربية، وقبل اكثر من (40) عاماً استعان السلطان قابوس بن سعيد بالقوات الشاهنشاهية الايرانية لمواجهة الثوار الشيوعيين في بلاده.. الخ من الامثلة، علاوة على هذا وذاك فأننا لسنا وطنيين اكثر من اليابانيين والألمان ففي هاتين الدولتين المتقدمتين قواعد امريكية منذ 67 عاماً وفي الدول العربية الخليجية وهي المتقدمة على كل الدول العربية قواعد امريكية ايضا، انا لست مع الاحتلال ايا كان، الا ان للضرورة احكامها، فعلى امتداد التأريخ احتلت  امم اوطاناً للعرب بالمقابل احتل العرب اوطان أمم.
   للأسف لقد تجاوز انتقاصك مني في قولك، بمحاولتي لأيجاد مكانة لي بين الكتاب أو اختلاقي للاحداث لاناقشها مع نفسي فقولك (كاتينا الكبير جداً) الى القاء الشكوك حولي، في قولك، ان المقال يتضمن نقاطاً مشبوهة! أخي الكريم انا لم اكن في كمين للذكرى ال 54 لانقلاب تموز. بل ان صحيفة (انسانيون) اجرت مقابلة معي، والزمن كما تعلم يختلف عن الخمسينات والستينات في القرن الماضي، فالزمن هو زمن الرأي والرأي الاخر والاتجاه المعاكس والحوار وما الى ذلك، وعليك ان تتقبل الافكار وتناقشها وتفندها برحابة صدر وليس الانتقاص والاستهزاء بالذي يخالفك في الرأي أو تقوم بالقاء الشكوك عليه، لقد كتبت ملاحظاتك حولي بنفس الستينات ان جاز القول.
   أخي صباح، ما كان عليك ان تتبنىْ موقفاً عنصرياً من عائلة الملك فيصل الاول الحجازية التي قلت فيها ان الانكليز استوردوها لتحكم العراق. وكم كان احد المعلقين على قولك مصيباً حين ذكر بان العرب العراقيين في معظمهم نزحوا من الحجاز الى العراق، وهذا صحيح، بل والى سوريا ومصر..الخ ايضاً. ووفق رؤيتك ما كان على العراقيين القبول بالأمام علي بن ابي طالب (رض) ولا الشاميين بقبول الخليفة معاوية بن ابي سفيان ولا المصريين بعمرو بن العاص فلقد كانوا جميعاً حجازيين واضيف امثلة اخرى، منها ان الأمريكان قبلوا بالملون الافريقي ذو الجذر الاسلامي باراك أوباما رئيساً لهم، وقبلهم رضي الارجنتينيون بحكم العربي اللبناني كارلوس منعم رئيساً لبلادهم، وقبلهم قبل المصريون بمحمد على باشا الكبير قائداً لهم وهو الذي لم يكن عربياً وما زال الكتاب يختلفون في أصله ونسبه. وتم تنصيب نابليون امبراطوراً على فرنسا وهو الكورسيكي الاصل وحكم ستالين الجورجي الاصل الاتحاد السوفيتي السابق، فيما حكم صلاح الدين الايوبي الكردي الاصل العرب لسنين وحرر فلسطين من الصليبيين، وبعد انتصار الثورة الكوبية عام 1959 صار الارجنتيني جيفارا وزيراً للصناعة في حكومة الثورة، اضف الى ما ذكرت ان الملك فيصل الاول الذي كان رمزاً لاستقلال العراق، تم القبول به من قبل الشيعة والسنة والكرد ،ولقد كان الانكليز اذكياءً جداً يوم جاؤا به من الحجاز ليحكم العراق، كونه عربياً يرضى به الشيعه و السنة ومسلماً رضي به الكرد ايضاً، اني لأستغرب للمنادين بالعروبة والوحدة العربية يستكثرون على عربي حجازي مسلم ومن اسرة مرموقة حكم العراق وتنصيبه ملكاً عليه، ولولاه لما استقر النظام في العراق ويشهد معظم المؤرخين بحكمته وذكائه وتفانيه في خدمة العراق والعراقيين. صحيح ان سلبيات ومساويْ رافقت العهد الملكي في العراق، بيد أنها مع هذا لا ترتقي الى مساويء وسلبيات النظم الجمهورية الدكتاتورية، وكأني الوحيد الذي انتقد وينتقد قاسم وانقلابه، لذا لامناص لي الا القول، ان الانتقادات وجهت اليه (قاسم) والى حكومته بعد اسابيع قليله من توليه  الحكم في العراق، فلقد اتهم بالدكتاتورية وبالانحراف  عن مباديء (ثورة) تموز وفيما بعد توجت الانتقادات التي وجهت اليه نعوت رهيبة مثل الارعن وقاسم العراق والمجنون، وفي ذكرى انقلابه لهذا العام والاعوام التي سبقته، فقد ظهرت مقالات ودراسات من قبل الكثيرين من الباحثين وكتاب مقالات الرأي لتهاجمه ولست ادري لماذا تركز الهجوم علي، ففي العام الماضي دعا سياسي عراقي مرموق من على صفحات الشرق الاوسط اللندنية بالغاء الاحتفال بذكرى الانقلاب أواعتبار يوم 14 تموز عيداً وعطلة رسمية.. الخ.
معلق اخر باسم راستي في صحيفة (صوت كوردستان) الالكترونية قال لي لو ان الاسئله ال 10 تلك وجهت الى في اعوام 58و60و 63و 68 (لكان لي في كل منها موقف)!
يبدو ان الاخ راستي لم يقرأ مقالي بشكل جيد، ففي عام 1958 لم يكن  سني يتجاوز ال 15 عاماً وفي 1960 كان 17 عاماً، ثم متى كانت هنالك حريات في تلك الاعوام والى عام 2003  لكي يعبر المرء عن ارائه وافكاره بحرية مثلما نعبر عنها اليوم ومنذ سقوط النظام العراقي السابق 2003. ويمضي راستي في توجيه اتهامات الي في قوله انني(بعد سقوط الشيوعية) قمت بهذا التحليل، وردي عليه، ان اليمين واليسار قديمان قدم التأريخ ويبقيان، وفي كل عصر هناك من يمثل اليسار واليمين، فمواقف عمار بن يسار وابوذر الغفاري في صدر الاسلام تقيم اليوم كمواقف يسارية، وفي العصور الحديثة، لا تمثل الشيوعية وحدها  اليسارانما قوى اخرى كذلك كالاحزاب الاشتراكية والعمالية وشخصيات منها شيوعية واخرى غيرشيوعية، والقول بسقوط الشيوعية واليسارخطأ، وكلما في الامر انهما واجها نكسة كبيرة بعد انهيارالاتحاد السوفيتي، والنكسات واردة في كل الحركات السياسية، لكن اليسار باق وستبقى الشيوعية ايضاً، وجل ما نتمناه ان يستفيد اليسار من اخطائه ويعود جنباً الى جنب اليمين لأعمار البلدان والتقدم بالشعوب، وهذا لايعني ان اليمين لم يرتكب اخطاء.
وفي الختام اكرر، ان  اسقاط الملكية والفتك بالعائلة المالكة العراقية يوم 14 تموز 1958 كان عملا اجراميا، ووحشيا في ان، على الساسة العارقيين اليوم ان يردوا الاعتبار للملكية.
Al_botani2008@yahoo.com

331
كل ثلا ثاء: خبروتعقيب

 
عبدالغني علي يحيى
                                         
السجن افضل من الحرية!
ذكرني قول لوزير العدل العراقي. من ان وضع الذين يقيمون في السجون افضل من الذين يعيشون خارج اسوارها. ببطل قصة ل(سارويان) يرتكب خروقات لكي يدخل السجن لينعم بالدفء في الشتاء. ويوحي ماذهب اليه الوزير. ان الوضع خارج السجون اسوا منه داخلها. وهومحق. واخشى ما نخشاه ان يكون كثير من العراقيين قد تصرفوا مثل بطل القصه تلك فالسجون ملأى بالا لوف من المواطنين.
اتق(انقلاب)من احسنت اليه!
قال حامد مقصود,في حديثه الي (الصباح) العراقية.ان نوري السعيد اصيب با الصدمة عندما ذكر اسم الزعيم عبدلكريم قاسم في بيانات الثورة(انقلاب14تموز) لفضله على الاخير, في حمايته ونقله الى امراللواء19 بعد ان كان ضابطا في مديرية التجهيزات العسكرية وهي دائرة مهملة. فضلا عن ذلك تم تعينه امر لواء وبرتبة عقيد وكانت هذه سابقة خطيرة في الجيش العراق.وعند ها قل السعيد(خدعنا كريم)! وكاني بلسان حاله قول بوليوس قيصرالشهير(حتي انت يابروتس).
المتهم مدان حتي تثبت براءته!
تكاد المقولة (المتهم مدان حتي تثبت براءته) تحل محل المقولة (المتهم بريء حتي تثبت ادانته)في العراق, وذلك بعد تصريحات لكبار المسؤولين عن وجود الكثير من الابرياء في السجون العراقية، مادفع بعبد ذياب العجيلي الى اعلام المالكي بوجود الكثيرين من الابر ياء في السجون في العراق!
هذه  هي حرية الفكر في العراق!
بسبب من البيت الشعري (اين الكهرباء يادولة القانون) اعتقلت السلطات العراقية الشاعر(حسام البيضاني) الذي سبق وان وجه انتقادات كتيرة الحكومة,واقتيد بسبب البيت الشعري ذاك الي مصير مجهول حسب شفيقه, والانكي من ذلك ان عشبرته تهدد بالقصاص من الحكومة، فيما يلزم اتماد الادباء والكتاب العراقيين جانبا الصمت حسب وكالات الانباء!
حكاية معتمرين مختفين.
حملت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب الحكومة السعودية مسؤولية الحفاظ على ارواح 55 معتمرا عراقيا اختفوا فوق اراضيها، وفيما بعد علم انهم في سبيل الحصول على الجنسية السعودية، ويرفضنون العودة الى العراق الى درجة انهم تركوا وراءهم جوازاتهم لدى هيئة الحج العراقية!
ملف المخدرات!
ليس الملف الأمني و ملفات تقليدية اخرى. وحده المتداول والمؤرق للعراقيين، فها هو ملف أخر ليس اقل خطورة من الملفات الأخرى، يشغل بالهم، وهو ملف المخدرات، ولقد حذر نائب من ديالى من تحول محافظته الى مستورد للمخدرات من ايران وافغانستان و نقلها الى داخل العراق و تصديرها الى دول مجاورة ايضا.
تصريحات لاتخدم الكرد.
في الوقت الذي اظهرت فيه حكومة كردستان وماتزال قلقها من سعي حكومة المالكي للحصول على الاسلحة الاستراتيجية و عسكرة المجتمع العراقي، فاجأنا مصدر في وزارة البيشمركه من أن(تسليح الجيش العراقي لايشكل خطرا علينا)!! وقال قائد اللواء السادس في البيشمركه،ان (لواءا واحدا للبيشمركه بامكانه مجابهة (10) الوية للجيش العراقي) واضاف:( ان السلاح الموجود لدينا، لايوجد عندهم، ويوم كان الامريكان في العراق ام يكن للجيش العراقي الحق في استخدام (الاربيجي) إلا أننا نملك اسلحة ثقيلة وبمقدورنا استعمالها)!!! يقينا ان هذا القائد يبرر للمالكي سعبه للحصول على الاستراتيجية، وتضر بالمقابل بالكرد وو..الخ
عساهم أن يكونوا أخر المسيئين الى العرب .
في مطلع السبعينات من القرن الماضي وجه بعضهم طعنة نجلاء الى(فتح) باقدامهم على قتل رياضيين اسرائيليين في المانيا، واليوم  تتكرر الاساءة من جديد وعلى نطاق أوسع، ولكن على يد الايرانيين وحزب الله، تمثلت في قتل(6) من السياح الاسرائيليين في بلغاريا واعتقال عربي من اصل لبناني في قبرص متلبسا بجمع معلومات عن سياح اسرائيليين، وقبل هذين الحادثين استهدفت هيئات دبلوماسية اسرائيلية في عدد من الدول. هنا لايسعنا الا القول عساكم ايها الايرانيون و حزب الله أخر المسيئين  الى العرب.
تصرفات تركية مشينة .
على أثر التظاهرة المليونية لأهالي (أمد ) ضد السياسات العنصرية التركية وجرح عدد من المتظاهرين والشرطة التركية في ان، فان الحكومة التركية ساوت بين الاحتجاجات السلمية للكرد وعمليات حزب العمال الكردستاني عندما قصفت بمدفعيتها وسلاحها الجوي، مناطق: الزاب افي شين. هيرتى، مرتفعات سيدكان .خواكورك، ما لا ملايان في كردستان العراق، اضف الى ذلك هجومها البري  عليها والذي اسفر عن مقتل (6) من الجنود الأتراك، وكأن التظاهرة المليونية تلك تسلت الى تركيا من داخل كردستان العراق!!
اكبر مستورد ومصدر للحرام والمضرات!
في منطقة (بشت اشان) الحدودية بين العراق وايران، افتتحت سوق باسم (كوركي تيسوي) لتصدير الكحوليات والسكاير الى ايران، وتستورد من الاخيرة الأدوية الفاسدة وتوزعها داخل كردستان وانحاء العراق، علما ان هناك 400 صيدلية غير مرخصة في كردستان يشك في متاجرتها بالأدوية الفاسدة. وفي تحقيق لصحيفة (جاودير) الكردية  ورد بان قائمقام قلعة دزة على علم بتلك السوق، وان تجارا كبارا من ايرانيين و عراقيين وراء تلك التجارة.
Al_botani2008@yahoo.com




332
ما هي حقيقة ثورة 14 تموز وهل يقف التأريخ اليوم ليمجد عبدالكريم قاسم أو يجرمه؟

عبدالغني علي يحيى
  تحت العنوان اعلاه استطلعت صحيفة (إنسانيون) الالكترونية الغراء في (10) اسئلة أراء بعض من كتاب المقالات السياسية، من بينهم كاتب هذا المقال حول إنقلاب 14 تموز عام 1958 وشخص قائده المرحوم عبدالكريم قاسم. وبالنظر لأهمية الموضوع الذي طرحته، فلقد ارتأيت الاجابة علي اسئلتها بشئ من التفصيل وكالاتي:
س1: هل اخطأ عبدالكريم قاسم يوم قرر الثورة على الدولة الملكية؟.
ج1: قبل سنوات من الان وعلى اثرالتراجع التدريجي للانقلابات العسكرية في دول العالم الثالث تحديداً، توصل علم السياسة الى تخطئة الانقلابات العسكرية و ذلك بعد استخلاصه لنتائجها وتداعياتها، ليس هذا فحسب بل ان نظريات ذهبت الى حد تخطئة الثورات الشعبية كالثورتين الشهيرتين الفرنسية والروسية وغيرهما من الثورات الشعبية كذلك، ومما لاريب فيه ان تخطئة الانقلابات العسكرية تنسحب على الانقلاب العسكري الذي قاده الزعيم عبدالكريم قاسم على الملكية، كونه انتزع السلطة بالقوة الغاشمة، وفي غفله من الشعب، وليس عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع، وأزيد القاريء علماً، ان كاتباً كبيراً كالدكتور رشيد الخيون الذي قلما تفوتني كتاباته، شبه الانقلابات العسكرية في العراق بالغزوات الداخلية التي تساوت في رأيه وهو محق مع الغزوات والاحتلالات الاجنبية للعراق وبخصوص ما اقدم عليه قاسم،فأن من الاصح ادراج مانفذه في خانة الانقلابات لا الثورة الشعبية، فكما افاق العراقيون في 8 شباط 1963 و17 -7-1968 وبينهما انقلاب المرحوم عبدالسلام عارف على البعثيين خريف عام 1963 على سماع البيان ألاول للانقلابيين، كذلك افاقوا قبل ذلك على البيان الاول لانقلابيي14 تموز 1958 وكما يقال فان العبرة بالنتيجة، ولنقف الان على نتائج  وتداعيات انقلاب قاسم.
   في الدقائق الأولى للأنقلاب، حصلت ابادة جماعية لأفراد العائلة المالكة، بشكل لم يسلم منه حتى الطباخون والخدم، وبحسب مصادر موثوقة ان قاسم بارك عملية الابادة، فيما توعد الرجل الثاني في الانقلاب عبدالسلام عارف وفي تلك الدقائق ايضاً، الكرد والشيعة والاشوريين بمحوهم في المستقبل، اما البقية ممن سموهم بالضباط الاحرار من الملتفين حول الانقلابيين المذكورين، فلم يكونوا اشخاصاً متنورين، ولقد تحولوا فيما بعد الى محرك لدكتاتورية قاسم العسكرية والدكتاتوريات العسكرية التي تلتها، ولا أغالي اذا قلت، انه بابادة العائلة المالكية فان انقلاب 14 تموز 1958 وضع حجرالاساس أو اللبنات الاولى ان جاز التشبيه لثقافة اوعمليات الأبادة الجماعية التي طالت مكونات اجتماعية عراقية سيما في العهدا البعثي  وبعد الاسابيع الأولى للأنقلاب وفي ظله إشتدت الخصومة بين الحزب الشيوعي العراقي الذي كان من اضخم الاحزاب العراقية واقواها يومذاك وبين الاحزاب القومية من بعثية وناصرية وبلغت تلك الخصومة مرتبة الاحتكام الى العنف والسلاح وارتكبت مجازربشيعة فلأول مرة في تأريخ العراق، ان لم اقل العالم، جرى سحل بشر في الشوارع والتمثيل بجثثهم وسط فوضى عارمة وذلك في الموصل اذار1959 وكركوك تموز العام نفسه.
وبعد مرور شهور على عمليات السحل، وفي مطلع عام 1960 جرت في الموصل حملة اغتيالات واسعة امتدت اعواماً قتل خلالها العشرات والمئات من الشيوعيين و المستقلين وذلك امام بصر وسمع سلطات قاسم، ولم تقتصر الاغتيالات على النشطاء الشيوعيين في الموصل، انما بلغت مدناً اخرى ولكن بشكل ضيق، علماً ان الذين اعدمهم النظام الملكي من الشيوعيين لم يتجاوز عددهم اصابع اليدين. وهنالك أدلة لاتحصى على ان شخص الزعيم عبدالكريم قاسم كان وراء مخطط ضرب البعثيين بالشيوعيين وبالعكس.
اما التطلع أو النزوع الى افتعال الحروب الداخلية و الخارجية واحتلال اوطان الغير، فلقد وضع انقلاب14 تموز حجر اساسه، ومن الادلة على ذلك اعتزام قاسم احتلال الكويت عام 1961 وعد الاخيرة قضاءاً عراقياً، ولو كان النجاح يحالفه في احتلال الكويت لكانت المنطقة برمتها تدخل في ازمة رهيبة وحرب طاحنة كالتي نجمت عن احتلال صدام للكويت، وحين اخفق في احتلاله للكويت، عاد ليهاجم كردستان في11-9-1961 فكانت الثورة الكردية وحرب ضروس دامت سنوات، نعم لقد اعلنت الحرب على الكرد على يد قاسم، وبلغ به التعنت، انه رفض كل اشكال التفاوض مع قيادة الثورة الكردية وذلك على النقيض من القادة العراقيين الذين خلفوه في حكم العراق اذا تفاوضوا جميعهم مع الكرد بل ان بعضهم منح حقوق قومية واسعة للكرد، ما يعني ان جميع القادة العراقيين الدكتاتوريين تقدموا على عبدالكريم قاسم في التعاطي مع الشأن الكردي. مرة واحدة وفي منطقة سرسنك بشمال الموصل كلف قاسم امر موقع الموصل المرحوم العقيد حسن عبود بالتفاوض مع قائد الثورة الكردية المرحوم مصطفى البارزاني، فما هي الا دقائق واذا بالسلاح الجوي لقاسم يشن غارة على المكان الذي حدد للأجتماع اول الامر، لقتل الاثنين معاً البارزاني وحسن عبود!! الا ان البارزاني كان اذكا منه عندما غيرمكان الاجتماع وككل الحكام الدكتاتوريين، فلقد انقلب قاسم على جميع الاحزاب الوطنية التي قارعت النظام الملكي والاحتلال البريطاني غير المباشر للعراق، ففي البدء طارد البعثيين والناصريين، ثم ضايق الحزب الوطني الديمقراطي، وزج بالاف الشيوعيين في السجون، دع جانباً اغتيال وقتل مئات الشيوعيين في ظل نظامه، ولم يكتفي قاسم بحجب الاجازة عن الحزب الشيوعي العراقي، إنما اسس تنظيماً كارتونيا (حزب داود الصائع) ليكون بديلاً عن الحزب الشيوعي واجاز له اصدار صحيفة باسم (المبدأ) وقام بغلق صحيفة (اتحاد الشعب) الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي. واخيراً اغلق مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني وسجن الالاف من أعضائه ثم شن الحرب عليه وعلى الشعب الكردي.
ومن تداعيات انقلاب 14 تموز 1958 ونتائجه أنه أدار ظهره للتكنولوجيا الغربية وتطلع الى الصداقة السوفيتية والدول التي كانت تسمى بالمنظومة الاشتراكية تلك الدول التي نفذ التأريخ حكمه باسقاطها لاسباب لاتحصى، ومن اخطاء الانقلاب ايضاً الانسحاب من كتلة الاسترليني وفي رأي خبراء المال والاقتصاد ان العراق اخطأ في الانسحاب منها، لأنه قاد الى الحاق الضعف بالنقد العراقي، حتى خروجه من حلف بغداد كان خطأً وجسد مطلباً اسرائيليا قبل كل شيء، فاسرائيل لم تكن مرتاحة من عضوية العراق في الحلف ذاك، وعبر كل من بن كوريون وكولدا مائيرفي حينه عن عدم الارتياح ذاك. لقد انسحب العراق من الحلف، ولكن فيما بعد انتزع حزب البعث مرتين السلطة مرة بواسطة قطار امريكي واخر بواسطة قطار انكليزي، واليوم نجد حكومة المالكي ترتبط باتفاقية ستراتيجية مع الحكومة الامريكية، فما الفرق بين حلف بغداد والتطورات التي تلته؟. هذا في وقت هبت الماسي على العراق بعد خروجه من ذلك الحلف، بالمقابل ازدهرت تركيا ببقائها في ذلك الحلف وفيما بعد ومايزال بقاءها بحلف الاطلسي.
   بعد أن كانت الاحزاب السياسية العراقية في العهد الملكي متعاونة ومنسجمة فيما بينها تخوض التظاهرات مشتركة وارتقى انسجامها الى مستوى تأسيس جبهة عريضة فيما بينها (جبهة الاتحاد الوطني) التي ضمت الاحزاب: الشيوعي والبعث والاستقلال والوطني الديمقراطي، وانضم الديمقراطي الكردستاني بشكل غير مباشر اليها من خلال اتفاقه مع الحزب الشيوعي.
    ومن أخطاء ذلك الانقلاب على صعيد الداخل تشريعه لقانون الاصلاح الزراعي الذي شق المجتمع الريفي واحل الخلاف بين طبقتيه الرئيسيتين: الفلاحون والملاكون، مع العلم ان القانون ذاك حرم نصف الفلاحين في العراق من تملك الاراضي اضف الى ذلك، ان هذه الخطوة بدل ان تؤدي الى  التقدم بالزراعة، فانه جعل العراق يضطر الى استيراد الحبوب بعد ان كان يصدرها في العهد الملكي،بعد ذلك وبالتدريج، فانه صار مستورداً لمعظم المنتوجات الزراعية وما يزال، جدير ذكره وعلى قدر علمي ان اوسع هجرة للفلاحين من الريف الى المدينة بدات في عهد قاسم، فعلى اثر صدورذلك القانون، فان السلطات في الارياف كانت تلزم جانب الاقطاعيين ضد الفلاحين، واذكر اقطاعيين امتنع عن ذكر اسمائهم واسماء قراهم قاموا بطرد فلاحي قراهم كافة للحيلولة دون امتلاكهم للأرض، ثم باي وجه حق تنتزع الاراضي من مالكيها وتوزع على الفلاحين وشكل الملكية كما يقال عرضة للتغيير كل مئة عام، وماذا يقول انصار الاصلاح الزراعي القدامى، وهم يرون الارض وقد تحولت الى مزارع غير انتاجية لكباربل ولصغارالمسؤولين ايضا، هل فعل اقطاعيو الماضي ما يفعله كبار المسؤولين الان الجواب كلا والف كلا ؟ استدرك انا مع حقوق الفلاحين وضمان حياة كريمة لهم ولكن ليس بالاسلوب الذي انتهجه انقلاب تموز لاصلاح حالهم.
   ومن نتائج انقلاب تموز، الضعف الذي لحق بحكم القانون الذي كان سارياً وبقوة في العهد الملكي، فبعد اسابيع من نجاح الانقلاب اعتبر عام الانقلاب سنة عدم رسوب للطلبة، ووجهوا بذلك طعنة نجلاء الى العملية التربوية، وجاء الانقلاب ليقطع على المجتمع العراقي الطريق نحو بناء عراق عقلاني سليم بعيدا عن الاصطرابات والرجات، اذ وقع بعد أن كادت مشاريع الاعماران تضع العراق على طريق البناء والتقدم واللحاق بركب الامم المتمدنة، وبعد السحل والاغتيالات وملاحقة القوى الوطنية والحرب على الشعب الكردي فان الناس الواعين راحوا يترحمون على الملكية، ومن نتائج الانقلاب احلاله البغضاء والعداء بين الفلاحين و والاقطاعيين في الارياف وبين العمال واصحاب العمل في المدن، وبين العرب والكرد والمسلمين والمسيحيين، وقبل نحو3 اعوام لام القيادي الكردي السابق (على السنجاري) الحفاوة التي استقبل بها بعضهم ذكرى انقلاب 14 تموز وتمجيد قاسم، وطالب ذلك القيادي بمراعاة مشاعر الشعب الكردي الذي عانى الويلات من دكتاتورية قاسم.
   لم يكن المرحوم عبدالكريم قاسم حكيماً وعقلانباً ابداً. فهو اضافة الى تفرده بالسلطة ساوى بين اصدقائه واعدائه، بل ان قسوته بحق اصدقائه ومناصريه فاقت قسوته بحق اصدقائه، اذكر لكم حادثة جرت لي مع نظامه في صيف عام 1960 عندما توسعت دائره الاغتيالات بالموصل تم توجيه النصح الى قاسم من جانب الشيوعيين والكرد وعناصر ديمقراطية ومستقلة بان يتخذ جانب الحذر والحيطة من القوى القومية البعثية والناصرية، واذكر كيف ان 5000 توقيع جمعت في الموصل لتقدم على شكل مذكره الى قاسم لكي يوقف الاغتيالات في المدينة وكلفني الحزب الشيوعي بان اتقدم بالمذكره باسمي انا الى قاسم ولم يكن سني يتجاوز عامذاك ال 17 سنة، واخذت المذكرة وذهبت الى دائرة البريد في حي النبي شيت، وبعد يومين نشرت المذكرة باسمي وبايجازشديد في صحيفة اتحاد الشعب بعد ان حذف صفرين منها عن طريق الخطأ اثناء الطبع. وماهي الا ايام واذا بزملائي من الطلبة القوميين والبعثيين يعتدون علي داخل متوسطة الكفاح وذلك بسبب المذكرة، والانكى من ذلك ان الشرطة القاسمية اعتقلتني مباشرة وبعد ضرب واعتداء واهانة اوقفت ليلة واحدة واطلق سراحي لصغرسني، واذكر كيف ان مأمور مركز شرطة الذي اوقفني وكان يعرفني قال: ان السبب في اعتقالك تلك المذكرة التي وجهتها الى الزعيم!!!
س2: هل كانت الثورة انعكاسا لحالة الهزيمة النفسية التي عاشتها الجيوش العربية في نضالها العربي؟.
ج2: انقلاب 14 تموز 1958لم يكن سوى حلقة في سلسلة من الانقلابات وقعت في بلدان من قارات اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية سيما تلك التي عرفت شعوبها بالجهل والتخلف، اذ لم يشهد العالم الاوروربي والامريكي الشمالي المتمدن انقلابات عسكرية، ولاننسى ان بعضاً من الانقلابات في العالم العربي وقعت قبل قيام اسرائيل مثل انقلاب المرحوم بكر صدقي. لقد كان ذلك العصر عصر الانقلابات في البلدان المتخلفة التي ليست لها اية علاقة بالنكسة التي المت بالفلسطينيين والعرب جراء قيام اسرائيل ولقد كانت للناصرية وقبلها وبعدها الشيوعية دور في اثارة الشارع العربي يومذاك، وخيل للناس انه بازالة النظم الملكية والنظم الجمهورية التي لم تكن على  وفاق مع الناصرية، فان الوحدة العربية ستتحقق وستكون هنالك دولة واحدة من المحيط الى الخليج، لقد تحمس الشباب العراقي والعربي في تلك الفترة لعبداناصر و دعواته الوحدوية وللوحودة التي قامت بين مصر وسوريا الا ان ايا من الحكومات العربية الانقلابية لم تتحد مع عبدالناصر، بل ان انقلابيي العراق تحولوا الى اعداء الداء لعبدالناصر، علاوة على هذا، فان عبدالناصر نفسه صار موضع شجب وتذمر الجماهير العربية وفي عصره والانقلابات العربية، توالت النكسات على العرب امام اسرائيل. وبهذا الشكل احبطت الانقلابات امال العرب والديمقراطيين وعلى راسها انقلابا تموز في مصر والعراق. قبل ظاهرة الانقلابات، ادت الصحف والمجلات والافلام السينمائية المصرية دوراً في تقريب المستويات الثقافية العربية وكانت المجلات المصرية تصل الى الاقطارالعربية كافة وكذلك افلامها ولكن بعد توجيه الثقافة خدمة لعبدالناصر وعلى الضد من الحكومات العربية، فقد منعت الدوريات المصرية وانقطع التواصل بين العرب بالتدريج الى ان حل اليوم الذي تم نبذ الوحدة العربية فيه. كل هذا بسبب تلك الانقلابات التي اضرت بالشعوب العربية. وشعوب اخرى تشارك العرب اوطانهم.
س3: هل كان العهد الملكي سيئاً الى حد أن يقتل اغلب افراد العائلة المالكة بالطريقة الدموية التي يرويها التأريخ؟
ج3: أبداً لم يكن العهد الملكي سيئاً مقارنة بالنظم الدكتاتورية العسكرية شبه الفاشية التي حكمت العراق من بعد الملكية بل ان الملكية كانت افضل من جميع النظم الجمهورية العراقية ولا وجه للمقارنة بين الملكية وتلك النظم، لقد كانت الملكية نظاماً مستقراً يسودها حكم القانون والعدالة الاجتماعية وكانت تخطو خطوات وبشكل تدريجي نحو التمدن والرقي، لقد الحق ظلم شنيع بالعائلة المالكة، لن ينساه التأريخ والضمير الحي.
س4: ماهي حقيقة الزهد والتواضع الذي كانت تحويه نفسية الزعيم، هل كان صوفياً في لباس عسكري؟.
ج4: لم يكن الزعيم عبدالكريم قاسم وحده من بين زعماء العالم الثالث يتفرد بالزهد والتواضع وصفات حميدة اخرى، بل ان معظم زعماء العالم الثالث كانوا يشاركونه تلك الصفات حتى المرحومان: عبدالسلام وشقيقه عبدالرحمن عارف ومن بعدهما المرحوم احمد حسن البكر وقبلهما المرحوم  نوري السعيد وافراد العائلة المالكة، متواضعين ونزيهين جداً، عاشوا فقراء وماتوا فقراء، هذه كانت طبيعة الحياة في ذلك الزمان، وذهب بعضهم حد اطلاق مصطلح (الزمن الجميل) على الماضي السابق على الانقلابات. ولكن علينا ان لاننسى ان الزهد والتواضع يجب ان لايغطي على سلوك الحكام الدكتاتوريين.
فمحمود أحمدي نجاد مثلاً، يضرب به المثل في الزهد والتواضع والقناعة فهو يعيش في بيت قديم آيل على السقوط ورثه عن والده، ومع ذلك فأنه دكتاتور، اما عبدالناصر فأنه بعد موته لم يخلف لأسرته سوى راتبه التقاعدي، وقبل هؤلاء لم نسمع، عن دكتاتوريين مثل هتلر وستالين وفرانكو وموسوليني، انهم خلفوا ثروة وراءهم.
س5: كيف فرض عبدالكريم حبه في نفوس الجميع بما فيهم صدام حسين شخصياً حينما اعترف في قاعة المحكمة انه ضربه ولم يكن يبغضه، وترحم عليه في قاعة المحكمة؟
ج5: لما كان العراق يتكون من مكونات إجتماعية متباينة في القومية والدين والمذهب، فلا تتصور بروز قائد يحظى بحب الجميع، بل ان لكل قائد مكانته لدى القومية أو الدين أو المذهب، التي ينتسب اليها، وبالنسبة لعبدالكريم قاسم فلقد كان محبوباً لدى القسم الاكبر من الشعوب العراقية، اثناء الايام والاسابيع الاولى للأنقلاب، بعد ذلك راحت علاقته تتدهور مع المكونات العراقية، في البدء أصطدم مع البعثيين والقوميين الذين لقبوه بالأرعن وقاسم العراق والمجنون..الخ وحذا المكون العربي السني حذو مكوناته السياسية في الموقف من قاسم، ولما شن قاسم الحرب على الكرد فأن الكرد بدورهم اطلقوا بعضاً من تلك النعوت عليه وثار الشعب الكردي عليه في ثورة أمتدت من زاخو الى خانقين، ولم يكن المكون الشيعي متضامناً معه قط لكنه لم يعرف بحراك ضده، حتى الحزب الشيوعي لم يعد معظم اعضائه متحمسون له يومذاك. وكان ينتقد في بياناته حكومة قاسم ويصفها بالدكتاتورية، واذكر نشرة للحزب الشيوعي من عدة صفحات كانت تحت عنوان (اوقفوا هذا الارهاب) وذلك في عام 1961، اوردت عشرات الامثلة على قمع نظام قاسم للشيوعيين والديمقراطيين، ومن فقراتها اذكر، كيف ان الخسة بلغت بالاجهزة الأمنية عامذاك، فراحت ندق الاوتاد في مخارج المعتقلين، واذكر أيضاً اسم شخص كان يدعى (جوهر) مورست العملية ضده في النشرة.
   وعن الاحترام الزائف لصدام حسين له، يكفي القول انه قاد عملية أغتيال عبدالكريم قاسم الفاشلة في رأس القرية ببغداد عام 1960، وان البعثيين قتلوه في 8 شباط ولم يراعوا جوانب تميزت بالرأفه أزاءهم في سياسة قاسم التي أشتهرت بـ(عفى الله عما سلف)!.
   ان سؤالكم هذا مستوحاة بلا شك من الحماس المنقطع النظير الذي اظهره الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى الاحتفال بانقلاب 14 تموز هذا العام ازاء الانقلاب وقاسم معاً، فدفع بكم الاعتقاد الى فرضه، قاسم، حبه على الشعب، مع احترامي الشديد للحزب الشيوعي العراقي الذي قدم خدمات جليلة وما يزال الى الحركة الوطنية العراقية.
س6: لماذا سادت الطبقة الشعبية مشاعر متناقضة ابان عبدالكريم قاسم حيث اتجهت الطائفة السنية للشعور القومي بينما اتجهت المناطق الشيعية نحو الشيوعية، هل ان النظام الاقطاعي السائد في الجنوب غيره في المناطق الغربية؟.
ج6: ما زال الطابع القومي العربي غالباً على العرب السنة، فيما يغلب الطابع القومي الكردي على الكرد، أما توجه أهل الجنوب الشيعي الى الشيوعية في فترة ضيقة طبعاً، فله عدة اسباب، منها عدم تبلور الاسلام السياسي المذهبي لديهم، ثم ان الصراع المذهبي آنذاك لم يكن بالحدة التي نشهدها اليوم، وليس الشيعة وحدهم تآخروا في تأسيس طلائع مذهبية خاصة بهم، انما الاشوريون والتركمان كذلك الذين أسسوا احزابهم في وقت متأخر ايضاً مقارنة بالكرد والعرب السنة، ومن الاسباب ايضاً ان (الاقطاع في الجنوب غيره في المناطق الغربية) واضيف وحتى في كردستان، فالأراضي السهلية في الجنوب وسهولة استغلالها كانت السبب في قيام اقطاعيات واسعة، وفي كتابه القيم (مسائل في الاصلاح الزراعي) أورد المرحوم زكي خيري معلومات وامثلة ثمينة، منها ان ملكية بعض ملاكي الجنوب كانت بقدر مساحة لبنان أو ربع مساحة هولندا، وحسب خيري انه كان في العراق 7732 إقطاعياً في العهد الملكي، وبعد دخول المكننة في الزراعة (التركتورات والدراسات) فان احوال الفلاحين ساءت كثيراً في الجنوب، اما في كردستان فان الظلم الطبقي كان دون الظلم الطبقي في الجنوب، وذلك بسبب صعوبة استغلال الأرض لذا فان الملكيات الصغيرة انتشرت، في حين لم يكن احوال الفلاحين في الاراضي المنبسطة في المناطق السهلية من كردستان بافضل من احوال فلاحي الجنوب، فكانت انتفاضة فلاحين سهل اربيل عام 1953.
للأسباب اعلاه مال فلاحو الجنوب الى الشيوعية.
س7: ما هو حقيقة موقف علماء الدين ومراجع التقليد من ثورة 14 تموز؟ ألم تحضر المرجعية العائلة المالكة للعراق، لماذا باركت الثورة؟
ج7: كمعظم شرائح وفئات المجتمع العراقي، فان موقف رجال الدين لم يختلف في شيء عن مواقف احزاب مكوناتهم، ففي بغداد والجنوب كانت مواقف العديد من رجال الدين محل رضى الحزب الشيوعي، اذكر منهم المرحوم العلامة الشيخ عبدالكريم الماشطة، في حين اختلفت مواقف المرحومين: محمد مهدي الخالصي ومحسن الحكيم عن موقفه، وفي الموصل قتل رجل الدين العربي السني هاشم عبدالسلام لأنضمامه الى المحاولة الانقلابية الفاشلة للمرحوم عبدالوهاب الشواف ضد حكومة قاسم، اما في كردستان فان رجال الدين في معظمهم انضموا الى الثورة الكردية وكان لهم دورايجابي مؤثر فيها، ولا اخفى عنكم ان رجال الدين الكرد كانوا قادة لمعظم الثورات الكردية. وفي العهد البعثي، فان القتل طال العديد من رجال الدين اذكر منهم الأئمة والخطباء: عبدالعزيز البدري السامرائي الذي اعدم في الأمن العامة ومحمود حسن عكلة إمام وخطيب جامع الصدريين في مدينة الصدر (الثورة سابقاً) وفي دهوك غيب عن الانظار رجل الدين الملا أمين والى يومنا هذا لأنه انتقد نظام صدام وفي الموصل قتل من رجال الدين الامام صالح الحاج احمد المتيوتي وعبدالمجيد ثابت.. والقائمة تطول، وفي العهد الأرهابي الذي بدأ منذ عام 2003 فان العشرات من رجال الدين من سنة وشيعة ومسيحيين قتلوا.
س8: افتى السيد محسن الحكيم بكفر الشيوعية، فهل كان موقفه صحيحاً.؟
ج8: ليس الحكبم وحده من بين رجال الدين العراقيين كفر بالشيوعية، بل أن معظم رجال الدين وفي الأديان كافة تصدوا للشيوعية، وما اقدم عليه الحكيم يدرج في حرية الفكر والعقيدة، وحتى في الشيوعية، فان العديد من الشيوعيين قاموا بتخطئة بعضهم بعضاً، ولجؤا الى السلاح ضد بعضهم بعضاً احيانا كما حصل في اليمن. ويبقى السيد محسن الحكيم رجلاً عظيماً وشجاعاً قلما يجود التأريخ بامثاله، فلقد انتقد الشيوعية في أوج قوتها، ثم أنتقد الدكتاتورية العسكرية في اوج قوتها ايضا عندما افتى بتحريم مقاتلة الثورة الكردية، ومع الفارق بين الشيوعية العراقية المناضلة وبين الدكتاتورية العسكرية.
س9: ألم يكن الدين الذي يمسح على رؤوس الاقطاعيين ويبارك لهم ظلم الفقراء، كان أفيوناً حقيقياً للشعوب؟
ج9: لم يمسح الدين على رؤوس الاقطاعيين ولم يبارك لهم ظلم الفقراء، ولا يسعنى ازاء هذا السؤال إلا القول: أنه يشبه رمي حصوة في الظلام، وليس أمامي من بد الا احالتك الى الجواب رقم (7). وان اعمام قول ماركس (الدين أفيون الشعوب) تمت تخطئته في الأعوام الأخيرة، حين كشف ان تعامل بعض المغرضين مع قوله كان كتعامل مغرضين مع الآية الكريمة (لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى) حين أكتفوا بلا تقربوا.. واهملوا ما بعده، لقد أحترم ماركس التراث الفكري للأنسانية جمعاء ولم يكن العالم مخطئاً لما انتخبه رجلاً للألفية الثانية. لقد أنصف الدين الفقراء، مثلما انصفتهم الماركسية فيما بعد، وثم نقاط مشتركة لا تحصى تجمع بينهما.. ان العقائد الدينية والدنياوية انتصرت للفقراء دوما.
س10: ما هي حقيقة الموقف المرتبك للحوزة العملية في النجف الاشرف تجاه العائلة المالكة واتجاه ثورة عبدالكريم قاسم، هل كرر نفس الغدر الذي حصل للحسين بن علي(ع) مع العائلة المالكة، وبالتالي تنطبق على العراقيين المقولة الشهيرة انهم لا امان لهم؟.
ج10: ان المتغييرات في المشهد السياسي ترغم الاحزاب والمؤسسات والشخصيات، ان تغير من مواقفها تبعاً لذلك، وغالبا مانقف على موقفين متناقضين للقوى السياسية من حكومة او حزب ما، التأييد لها في البدء ثم التراجع عن التأييد فيما بعد. عليه والحالة هذه ليس من الصحيح سحب الارتباك على الحوزة العملية.
Al_botani2008@yahoo.com


333
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   بيروسترويكا (التحالف الوطني)
من الفقرات الاكثر من (70)  لورقة (الاصلاح) التي ينوي (التحالف الوطني) عرضها على القوى السياسية لحل الازمة الراهنة في العراق، يتبين مدى الحجم الهائل لتلك الأزمة التي تكاد تكون بحجم الأزمة التي اطاحت بالأتحاد السوفيتي، ولما كان بيروسترويكا غورباتشوف قد جاء متأخراً لاصلاح النظام السوفيتي بعد نحو 70 عاماً من الحكم الشيوعي. يقيناً ان الورقة المنوه عنها لن تنجح في حل الازمة العراقية كونها جاءت متأخرة وبعد أن سبق السيف العذل.
•   اي من الجريمتين افظع؟
طالبت الجزائر فرنسا الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها بحق الجزائريين في فترة استعمارها لهم. وقبلها ارغمت ليبيا ايطاليا على الاعتراف بجرائمها ضد الليبيين .. الخ . هنا يلح سؤال على الاجابة: اي من الجرائم كانت اكبر واهول بحق الشعوب جرائم الاستعمار أم النظم الوطنية؟
•   شهر عبادة أم مهرجان مسلسلات؟
في رمضان تتبارى الفضائيات في الاعلان عن أفلام ومسلسلات بالمناسبة التي في معظمها لا تتصل بالشهرالفضيل والقيم الاسلامية في شيئ، وتصرف الانظار عن ارتفاع لااسعار وسوء الخدمات وا شكال من المحن الاخرى.
•   روسيا لاتستحي فتقول ماتشاء!
دعت روسيا السعودية الى احترام حقوق الانسان وتحقيق الاستقرار في المناطق الشرقية من بلادها، وكانها نسيت كيف انها تدعم نظام دمشق الذي يدوس بقدميه على حقوق الانسان ويرتكب المجازر بالسلاح والفيتو الروسيين.
•   وطنية وزير التربية.
بعض من الكتاب العراقيين تحولوا الى وعاظ للوزراء، للتسابق في تزيين أدائهم، حتى ان احد الكتاب نادى بالقيام لوزيرالتربية وتبجيله (وفه التبجيلا) ! بعد أن كان القيام والتبجيل للعلم فقط، ومن دواعي التبجيل لهذا الوزير ما قاله الكاتب:( قراره الاخير في تجنيد اسطول سيارات وزارته لنقل زائري الشعبانية من كربلاء، ليثبت انه وطني)!!!
•   مسلموميانمار في ظل صاحبة نوبل.
خبيت رئيسه ميانمار الحائزة على جائزة نوبل لما دعت حكومتها بعدم الاعتراف بأقلية (الروهنغيا) المسلمة التي تقتطن ولاية (اراكان) جنوب شرق ميانمار فمطالبة un بايوائهم واقامة مخيمات لهم، بحجة انهم يشكلون خطراً على الأمن القومي الميانماري، كما خيرت ( الحكومة) المسلمين بين شرب الخمر ولحم الخنزير او الموت، وقد قتلت منهم اكثر من 1000 مسلم وجرحت 5000 واختطفت 3000 مسلم ودمرت 20 قرية و 2000 منزل وشردت 3000000 الى بنغلاديش .. الخ من الاظطهادات التي لاتقل بشاعة عن المظالم التي طالت مسلمي سربنستيا. فالى متى يسكت العالم عن جرائم صاحبة نوبل؟
•   (الحكومة) أخر من تعلم !
نفى علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية من أن يكون للمالكي علم بدعوة المغنيات والراقصات الى الاحتفال بعيد الصحافة العراقية، وهذه ليست المرة الأولى ينفي المسؤولون العراقيون علمهم بما يجري من وقائع مدانة في العراق، فبعده بايام كشف النقاب عن تواجد 121 سيارة من نوع باص تابعة للقاعدة في احدى المزارع  و200 بحيرة للأسماك لها ايضاً، كانت والحكومة اخر من علمت بذلك!
•   اهل الفن تساووا مع اهل الفسق والفجور!
أمر المالكي باغلاق محلات بيع المشروبات الكحولية وممارسة النشاطات الفنية في شهر رمضان، فيما وصف مقتدى الصدر الفنانين العرب من الذين شاركوا في احتفال عيد الصحافة العراقية لهذا العام باهل الفسق والفجور، ومن بين الفنانين: الممثل المصري سامح السريطي والممثلة شيرين والفنانة مي كساب ومادلين مطر!!
•   العراق، قبل القمة وبعدها!
قال علي الدباغ ان للعراق الحق الأول عند حدوث الازمات في استخدام خط الانابيب العراقي الذي يمر في السعودية في حال اغلاق مضيق هرمز، فيما اعلنت السعودية انها (لن تسمح للعراق بتصدير النفط عبراراضيها) وعن العلاقة بين العراق والكويت قال:( ان العراق قدم تقارير فنية عن ميناء مبارك لكن الكويت الشقيقة رفضتها) أوتعلمون انه منذ تولي العراق لرئاسة القمة العربية ال 23 فان علاقاته ساءت اكثر بالدول العربية؟.
•   علاوي يستجوب المالكي!!
ورد ان علاوي يستجوب المالكي في البرلمان، علماً ان علاوي نفسه لم يعد حسب الخبار مقبولاً داخل ائتلافه ويرجح ان يخلفه النجيفي او المطلك في قيادة (العراقية) ناهيكم عن عدم حضوره لجلسات متتالية للبرلمان.
•   وجهان لديوان الوقف السني.
تم كيل مديح فوق العادة لديوان الوقف السني لدعوته الى نبذ العنف في رمضان وتزويجه ل 600 شاب وشابة. من جانبها هددت فضائية الشعب بفتح (ملفات الفساد والأفساد والانحرافات الاخلاقية في ديوان الوقف السني قريباً، معززة بالوثائق)!!
•   العراقيون بين علي (ع) والحجاج.
مع الفارق بين العظيم علي بن ابي طالب(ع) والسفاح الحجاج. لقرون حملوا على الحجاج عداءه للعراقيين لقوله: (ياأهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق) .. الخ وقبل ايام قرأت للأمام علي(ع) قوله في اهل الكوفة :)يا اهل الكوفة .. منيت منكم بثلاث واثنين.. صم ذوو اسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار.. لا احرار صدق عند اللقاء، ولا اخوان ثقة عند البلاء، يا أشباه الأبل غاب عنها رعاتها، كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب)!!
•   مراتب الفساد.
فوجنئا باستفتاء حقق بموجبه وزير الصناعة والمعادن المرتبة الأولى كأفضل اداء، تلاه وزراء: التعليم العالي والبلديات والاشغال والتربية والخارجية، هذا في وقت تشتد  الصيحات  المدانة لتلك الوزارات وكل الوزارات العراقية من حيث انغماسها في الفساد ونهب المال العام والفشل في الداء... الخ.
•   الفصل السابع لصالح القمع!
قال الدباغ، ان الفصل السابع لم يمنع العراق من شراء الطائرات والدبابات والمدرعات، مضيفاً، ان بقاء العراق تحت طائلة الفصل السابع لم يجعله ضعيفاً! وهكذا بدلاً من ان يؤمن العراق الحاجيات لشعبه الذي يتضور جوعاً يتوجه الى تأمين اسلحة الدمار والفناء، وصح القول، ان الشعوب تتضرر من العقوبات لا الحكومات.
•   الفساد على الحدود بلا حدود.
انتقد ممثل المرجعية الدينية ما وصفه ب : ( فساد كبير) في المنافذ الحدودية،، ولسنا ندري لماذا قفز على الفساد الهائل في الداخل لينتقد الفساد على الحدود، وكلا الفسادين بلا حدود؟
•   بين حج مكة والزيارة الشعبانية!
انتقد السيد أحمد الصافي وكيل المرجعية الدينية الحكومة العراقية لعدم توفيرها وسائط نقل مريحة لزوار الشعبانية، واثير بامتعاض نقلهم بحاويات البلدية، هذا في حين نجد حجاج بيت الله الحرام، يقومون على نفقتهم، الشخصية باداء مناسك الحج والعمرة، ترى ايهما اولى بالالتفاتة، حج البيت الذي هوفريضة أم الزيارة الشعبانية التي ليست لافريضة ولاسنة، ثم اي اجر يصيب الزائر اذا تحملت الحكومة نفقات زيارته؟.
•   أنصر أعضاء مجلس واسط ظلاماً أم مظلومين!
على اثر قيام (5) اعضاء في مجلس محافظة واسط بزيارة الى حقل الاحدب النفطي واعتدائهم على العاملين فيه، هدد  رئيس المجلس بالأعتصام في حال صدور احكام قضائية ضد اولئك الخمسة، وقال: ان زيارتهم حصلت في عام 2010 وأن المجلس فوجيئ باثارة (موضوع قديم)!
•   حكومة مرسي على كف عفريت.
تعالت النداءات ليس برحيل مرسي فقط بل بحل جماعة الاخوان المسلمين كذلك،  مايجعل الثقة باستمرار حكومته تضعف، سيما اذا اخذنا  بالحسبان ان فارق الاصوات بينه وبين شفيق كان قليلاً جداً، وان المجلس العسكري ذو النفوذ القوي لا يستهان به ، ووسط كل هذا يجري الحديث عن فلتان امني ويأس لدى الاقباط وانتشار للأرهاب في غرب مصر فاستشراء الفساد.. الخ التي من شانها ان تقصر من عمر حكومة مرسي، فهل يقضى على التجربة الاخوانية وهي في المهد؟ إحتمال وارد.
•   ( بدون تعليق)
 وصف فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني العلاقة بين حزبه والاتحاد الاسلامي الكردستاني كغصنين في شحرة واحدة، غير ان القيادي ابوبكر علي في الاتحاد المذكور سرعان ما نفى ذلك!!
•   كلام ساذج!
اعلن علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي، ان الحكومة العراقية ليست مع المعارضة السورية ضد الحكومة السورية ولامع الحكومة السورية ضد المعارضة السورية، أنما مع الشعب السوري!!
Al_botani2008@yahoo.com

334
البيان الأيزيدي
اقامة إمارة للأيزيديين حل منصف لقضيتهم العادلة

عبدالغني علي يحيى
   في عصر الدعوات الى حماية شعوب ومجموعات بشرية من الانقراض والفناء والموت الابدي، تتوارد أنباء بين حين وحين عن لغات سادت ثم بادت وشعوب عاشت ثم ماتت، منها أمم وشعوب عريقة بقيت قروناً أو آلافاً من السنين على كوكبنا، واذا بها تختفي وتضمحل، اما بفعل الحروب او الانصهار القسري، القومي أو الديني، في بوتقة قومية أو ديانه ما، او نتيجة للهجرة والانتشار في الشتات.
   وليست الدعوة الى حماية أمم وجماعات من الزوال وحدها الجالبة للأهتمام منذ عقود في العالم، بل أن هناك ما يماثلها من دعوات للحيلولة دون تهلكة أنواع من الحيوانات البرية والطيور، واخرها تلك التي دعت الى حماية الغوريلا من الفناء، قبل اسابيع اضافة الى دعوات اخرى للحفاظ على أصناف من الاشجار والنباتات.
    عليه فان هاجس انقراض الايزيديين، جعل من فكرة طرح القضية الايزيدية والايزيديين تراودني منذ فترة، كونهم يشكلون احدى اقدم واعرق المجموعات الانسانية على الارض، ان لم اقل اقدمها واعرقها والتي اهتدت في وقت مبكر الى الله وذلك من قبل ان تهتدي اليه المجموعات البشرية الاخرى، سيما تلك التي اهتدت اليه بواسطة اليهودية والمسيحية والاسلام.
    والذي يبعث على التهكم، انهم بدلاً من يكرموا على ذلك الاكتشاف الهام، فلقد اتهموا فيما بعد من قبل المستجدين في الاهتداء الى الخالق بالكفر، ولم يكتفوا بهذا القدر انما افتوا بهدر دمهم، ولعل من اشهر الفتاوى التي نادت بمحوهم، الفتوى التي اصدرها أبو سعود العمادي والتي إباحت قتلهم وإفناءهم عن بكرة ابيهم. وقد ينبري أحدهم ويتقدم بسؤال إعتراضي، ان ما حصل بحق الايزيديين كان قبل قرون، أو أصبح في خبر كان، أذاً ما الفائدة من إثارة ذلك الآن؟.
   وردي عليه، كلا فان النزعات والدعوات الى ذبحهم ما زالت قائمة، ولم تضمحل كما يذهب الأعتقاد خطأً بغير المطلع على أوضاعهم. مثال ذلك، أنه قبل اعوام قلائل وعلى أثر مقتل فتاة ايزيدية في بعشيقة وبحزاني، زعم انها أعتنقت الأسلام قبل مقتلها، وإذا بدولة العراق الاسلامية في الموصل تنذر الايزيديين بالويل والثبور وبوجوب مغادرة دورهم ومناطقهم بحجة انهم دخلاء يقيمون فوق أرضٍ اسلامية، ثم توجت انذارها بمذبحة بشرية في الموصل اسفرت عن مقتل 24 عاملاً ايزيدياً. وفي سنجار بمنطقتي تل عزير وسيبا شيخ خدري قتل المئات منهم في عملية تفجيرية ضخمة نفذتها تلك (الدولة) والتي اسفرت ايضاً عن اصابة (800) مواطن بجروح فتدمير اكثر من 400 دار سكني ومحال تجارية لهم، تلتها حوادث مماثلة اصغرحجماً داخل سنجار وناحية سنوني، وقبل هذه الحوادث بأعوام كادت ان تزهق ارواح الالاف من الايزيديين جراء حادث اجتماعي تافه وذلك في قضاء الشيخان شمال الموصل.
    الأمثلة المذكورة أعلاه وغيرها من أعمال قتل فردية وجماعية تمت بحق الايزيديين لا لذنب اقترفوه باستثناء كونهم ايزيدية، إن دلت على شيء، فأنما تدل عبى ان العقليات لم تتغير في المشرق، وأن الاقليات القومية والدينية مشروع دائم للأستهداف والظلم، بما في هذه الاقليات، الاقلية الايزيدية، القومية كردياً والدينية ايزيدياً. لذا وتأسيساً على ذلك، يجب توقع وقوع مجازر وحملات إبادة ضدهم في المستقبل ايضاً بالرغم من حرص حكومة أقليم كردستان وكذلك الاحزاب الكردية القومية عليهم وتوفيرهم للأمن والعيش الكريم لهم، غير ان هذا لن يمنع من أن يعيد التأريخ نفسه، وترتكب المذابح من جديد بحقهم، فالحروب في عالمنا لم تنته وما زالت هناك بلدان كثيرة مبتلية بها، ناهيكم عن تنامي النزعات العنصرية والطائفية وبالأخص في أيامنا هذه. والقول بتقهقر التأريخ مؤقتاً إلى الوراء وارد والذي لا يختلف فيه إثنان ان جميع حملات الأبادة والقتل الجماعي التي طالت الايزيديين، نفذت على يد انظمة وجيوش اسلامية، اشهرها تلك التي جردتها الامبراطورية العثمانية عليهم، ونخص بالذكر منها حملة السلطان سليمان القانوني، وقتل تيمورلنك في حربه عليهم اكثر من35 الف ايزيدي في سنجار. وفي عام 1832 قام الأمير محمد أمير سوران بحملة دموية ضدهم نجم عنها مقتل (135) الف إنسان ايزيدي صاحبها تدمير امارتي حرير والشيخان الأيزيديتين وأجبر الالاف من الأحياء منهم على إعتناق الاسلام كما واسر منهم ما يقارب الـ10 آلاف شخص اقتيدوا في وقته الى مصير مجهول، وطالت آلة القتل أحد ابرز امراء الايزيديين على مر التأريخ، ألا وهو الأمير على بك. ويروي التأريخ واجيال الايزيديين بل والكرد المسلمين أيضاً، فظائع ارتكبها جنود الأمير محمد منها، قتلهم لـ(400) فتاة وامرأة وطفل من الأيزيديين حين كشف اولئك الجنود مخبأهم في أحد الكهوف. وتقول الاحصائيات ولغة الأرقام ان الأيزيديين تعرضوا الى 72 حملة ابادة جماعية بين عامي 1500 و1918 أي بمعدل حملة إبادة في كل أقل من 6 سنوات مرة، وقبل العامين المذكورين سبق وان واجهوا حملات تصفيات جسدية ايضا قد ترقى اعدادها العشرات. في حين انهم لم يتعرضوا على يد الغربيين سوى الى حملة واحدة عندما احتلت بريطانيا العراق في الحرب العالمية الأولى.
    بلا شك، ان الابدان تقشعر من هول المجازر التي قضت على الاف الايزيديين عبر التاريخ القديم والحديث على حد سواء، من بقر لبطون الحوامل وقطع لأثدائهن فذبح لاطفالهن، حتى الرضع لم يسلموا من تلك الحملات، ولو كانت الحملات ضدهم تنتهي عند آخر حملة جرت بحقهم عام 1918 لكان الصمت يلف أيام الرعب والدماء والدموع والالام التي عاشوها في ظل انظمة جائرة مستبدة وحروب ظالمة، وفي مطلع هذا القرن الـ21 كذلك. وما يميز وضعهم الآن عن الأوضاع التي عاشوها في الماضي، هو نزوحهم من بلدهم كردستان الى الاقطار الأوروبية والأمريكية طلباً للجوء أو الرزق بعد ان ضاقت سبل العيش امامه جراء تسلط الاسلام السياسي المتشدد (دولة العراق الاسلامية) على العديد من المدن العربية السنية، وحمل الكسبة والعمال والموظفين الايزيديين على الهجرة منها، وهو ما حصل في الموصل، ولقد كان الغرب مشكوراً باحتضانهم وتوفير الملاذ الآمن لهم ورعايتهم. وبسبب من هيمنة هاجس الخوف الذي يلازمهم دوماً من ما يخبئه القدر لهم، فأن نزوحهم الى الغرب لم ينقطع، وفي هذا منتهى الخطورة عليهم، من ان ينقرضوا ويتلاشوا ويذوبوا بالمرة في مجتمعاتهم الجديدة، بالرغم من ان حكومة كردستان، لم تتواتى والحق يقال عن مراعاتهم وايجاد فرص العمل لهم وتقديم اشكال من المساعدات اليهم، ومع هذا لوكانت الهجرة تتم بسهولة ولا تكلف أموالاً باهضة، فكونوا على يقين، ان اي ايزيدي لن يبقى في الشرق. ففي مؤتمر لهم عقد قبل ايام في مدينة ميليفيلد الالمانية وحضره ممثلون عنهم في العديد من بلدان العالم، ذكر ان (7000) ايزيدي مهاجر يقطن في تلك المدينة وحدها، وهذا بالتأكيد رقم كبير ومخيف في آن معاً. اذا أخذ بالحسبان، التواجد الكثيف لهم في مدن اوروبية اخرى كمدن السويد والنمسا..الخ. واذا مضى الحال على هذا المنوال، فسيحل يوم لن يبقى للأيزيديين من أثر في وطنهم الأم كردستان وسيفقدون لغتهم بل ودينهم أيضاً.
   والانكى من ما ذكرت، ان مسالة حمايتهم من الأنصهار والأندثار لم تطرح في الاجتماعات والمؤتمرات الخاصة بوقاية الاقليات القومية والدينية من الانقراض، ففي مطلع التسعينات من القرن الماضي عقد في الجانب اليوناني من جزيرة قبرص مؤتمر للأقليات في الدول العربية، بعد ان كان مقرراً عقده في القاهرة لولا رفض رموز مصرية لانعقاده فيها، يذكر أن ذلك المؤتمر لم يتطرق لا من قريب أو بعيد إلى الأيزيديين بالرغم من وجود عشرات ومئات الألوف منهم في العراق وسوريا وربما في دول عربية اخرى. وفي 25-6-2012 لغاية 6-7-2012 نظم معهد حقوق الاقليات التابع للأكاديمية الأوروبية: EURAC بمدينة بولسانو الايطالية برنامجاً تحت عنوان (حقوق الانسان – الأقليات وادارة التنوع – أوروبا وكندا قضايا للمقارنة) وشارك فيه (35) باحثاً قانونياً وسياسياً وصحفياً وناشطون من منظمات المجتمع المدني، اقبلوا لحضوره من دول مختلفة وعلى قدرعلمي ان ذلك النشاط لم يتطرق إلى المعاناة الايزيدية في أوروبا، بل بحث في أوضاع اقليات اوروبية وكندية تعيش في وضع جيد يضاهي جنات النعيم مقارنة بوضع الأيزيديين في الشرق. ولا أغالي اذا قلت ان ليس من وجه للمقارنة بينهما وعلى قدر علمي أيضاً، أن أي ايزيدي لم يحضر تلك الفعالية بسبب من عدم توجيه الدعوة اليهم لحضورها ولما كان الايزيديون يتكلمون اللغة الكردية وهي لغتهم الأم ويفتخرون بانتسابهم القومي الكردي، ويحيون في ظل حكومة كردستان بحرية جد واسعة الى حد كبير، بعد أن تركوا المناطق الخاضعة للحكومة المركزية العراقية هرباً من الأرهاب والظلم، غير أنه مع ذلك، فان ما حصل عليه الأيزيديون وما يتمتعون به من حقوق ومكاسب لن يشكل حلاً جذرياً أو نهائياً لمشكلتهم، ولن يكون بديلاً عن تأسيس إمارة لهم أو منطقة حكم ذاتي على غرار امارات أوروبية في غرب القارة الاوروبية مثل إمارات: موناكو التي مساحتها كيلومتران وعدد نفوسها 35,000 نسمة. واندورا على الحدود الفرنسية الاسبانية وعدد سكانها 549, 70 نسمة وامارة ليشتنشتاين .. الخ. من الامارات التي تزيد من اوروبا الحضارية رونقاً وجمالاً وعظمة.
   قبل اعوام تنبأ صحفي تركي عندما زار كردستان، في ان تكون الاخيرة (سويسرا) الشرق في المستقبل، ويطمح البارزاني، في ان تتجاوز كردستان (دبي) واضيف بأن من الممكن أن تصبح كردستان عروس الشرق، مثلما تلقب النمسا بعروس اوروبا، الا ان الحلم الكردي المشروع سيتحقق بسرعة اكثر اذا اقدم القادة الكرد على تأسيس إمارة للكرد الايزيديين، وبذلك فأنهم سوف يكسبون عطف ومساندة العالم المتمدن، فيما لو رصعوا جيد وصدر كردستان بدرة ثمينة الا وهي الامارة الايزيدية، على ان تكون الامارة هذه واميرها مقيدين بدستور. واذ يحبذ شكل الصيغة المقترحة (الامارة) لتمتع الأيزيديين بحكم انفسهم بأنفسهم، فذلك لأنه كان للأيزيديين اماراتهم في القرون الماضية، وان تفعيلها اليوم واحياءها حق طبيعي لهم من الواجب اعادته اليهم، اذا أريد انصافهم. وهذ الحق المشروع والحلم الوردي لن يتحقق الا بتعاون اشقائهم من الكرد المسلمين معهم، وبأن يكون الحق هذا مسنوداً من قبل حكومة كردستان ومن الحزبين الكرديين الرئيسيين والاحزاب الكردستانية الاخرى كذلك، كما يجب ان تتمتع الامارة التي ادعو لها بادارة شؤونها بحرية وتصحيح الخروقات التي طالت اراضيهم في ظل النظام العراقي السابق، فقرية (كيس قلعة) قرب ناوران القريبة من الموصل وكذلك (بدريكي) مازالتا مغتصبتين الى الان، كماوجرى التجاوز على اراضيهم في مناطق اخرى بقضاء الشيخان مثل قرية دوشيوان واراض تعود للاش أيضاً. هذا على سبيل المثال، وعلى ان يتم ترسيم حدود الامارة ومنح الاخيرة صلاحية بسط نفوذها على المناطق الايزيدية كافة في اقضيةالشيخان وسنجار والموصل، وان يكون للامارة برلمانها ومجلس وزرائها وسلطتها القضائية، وتكون الدراسة فيها بلغتهم القومية الكردية، مع استحداث علم وشعار للأمارة الى جانب علم وشعار اقليم كردستان، وتشكيل القوات الامنية من شرطة واساييش من الأيزيديين حصراً لحفظ النظام وتطبيق القانون.
    صحيح أن الأيزيديين كرد أصلاء، لكن تجاهل طموحاتهم المشروعة والعادلة في نيل حقوقهم كاملة غير منقوصة، قد يدفعهم في نهاية المطاف الى تعميق التمايز بينهم وبين اشقائهم الكرد المسلمين، الامر الذي يجلب  بالضررعلى كليمها سواء بسواء،ويأتي تعميق التمايز من فهم ناقص وسطحي ساذج لمشاعرهم وخصوصيتهم الدينية التي لا تتقاطع ابدا مع الوطنية الكردستانية. و يؤسفني القول، ان التمايز بينهما في اوروبا قد تعمق كثيراً بصورة تتقدم فيها الايزيدياتي على الكوردايه تي لدى الايزيديين، مثلما تتقدم المذ هبية الشيعية على القومية لدى الشيعة، ويعود السبب الى عدم تفهم المجتمع الكردي ذو الغالبية المسلمة لمشاعر واحاسيس الايزيديين، مثال: ان مؤتمر (ميليفلد) لم يحظى بأية عناية أو تغطية اعلامية من جانب وسائل الاعلام الرسمية والحزبية في اقليم كردستان، كما ان حظ بقية التجمعات واللقاءات والكونفرانسات الايزيدية التي عقدت وتعقد في الخارج من التغطية من قبل وسائل الاعلام الكردستانية ضعيف جداً ان لم نقل معدوم، في حين  نجد هذه الوسائل سباقة الى نقل وقائع أبسط اجتماع او لقاء للكرد المسلمين يعقد في أي مكان !! 
    ليس من الصعب تأسيس إمارة للأيزيديين، بل ممكن ويدفع بالقضية القومية الكردية اشواطاً الى الامام، ولاننسى ان عدد سكان الامارة المقترحة يتجاوز بكثيرعدد سكان الامارات الاوروبية، وحتى امارات دولة الامارات العربية المتحدة، كلا على حرة. دع جانباً القول من ان المساحة التي يقطنون فوقها بدورها واسعة ومشجعة على تأسيس إمارة فوقها، على أن يترك  للجماهيرالأيزيدية الرغبة في اختيار عاصمة الامارة والأمارة نفسها ووفق استفتاء أو عملية انتخابية. ولا اعتقد ان هنا لك ايزيدي يرفض مثل هكذا حق.
   ولايكفي وجود برلمانيين للأيزيديين في حكومة كردستان والحكومة المركزية ايضاً او وزراء وسؤولون اداريين، لهم، وحتى انشاء وزارة تهتم بشؤونهم أو فضائية أو اذاعة خاصة بهم فمثل هكذا حقوق ومكاسب لم تمنع الحكومات العراقية السابقة من اضطهاد الكرد وشن حملات الإبادة عليهم . وفي الوقت الذي يقيم فيه عالياً موقف حكومة اقليم كردستان من الحقوق و المطاليب الايزيدية، غير ان هذه الخطوات الجريئة والشجاعة تظل ناقصة مالم تفضي أو تمهد الى اقامة امارة لهم وفق ما ذكرناه، وفي الوقت ذاته يجب ان لا يغيب عن البال، ان التجارب الشرق الاوسطية والكردية خاصة غنية بالتراجعات و الأرتدادات من جانب الحكومات عن المكاسب التي تمنحها للشعوب المغلوبة على امرها واحياناً لشعوبها كذلك، فكم من مرة تراجعت فيها الحكومات العراقية بما فيها الحكومة الحالية عن  وعود قطعتها على الشعب الكردي وتم تضمينها في الدساتير المؤقتة والدائمة. والأمر الذي يبعث على الاسى ان الحكومة الكردستانية الحالية خلت في تشكيلتها السابعة من أي وزير إيزيدي، بعد ان كانت التشكيلات الوزارية السابقة لاتخلو منهم، واقولها صراحة، أنه لولا الاحتجاجات على الخلو ذاك، لما كانت القيادة الكردية تستدرك الخطأ وتعود سريعاً الى قطع وعد باستحداث وزارة باسم وزارة شؤون الايزيدية، وفوق كل هذا يبقى وصول قوى الى الحكم في كردستان لاتؤمن بحقوق الاقليات، وارداً ومحتملاً. عليه لسد الطريق امام اي تطور سلبي محتمل، لا مناص من البحث عن صيغة حكم ترضي الايزيديين وتحفظ حقوقهم من المصادرة والضياع، والصيغة المنشودة هي الامارة ولاشيء غير الامارة.
      ولأجل نصرة المسعى النبيل، (الامارة الايزيدية) لايسعنا الا مناشدة اصحاب القرار المحليين والدوليين والمنظمات الدولية وغيرها، التالية اسماؤهم لغرض دعم واسناد المسعى اعلاه، بكل ما اوتيت لهم من قدرة وقوة وهم:
1.   الرئيس مسعود البارزاني، رئيس كردستان العراق الذي عرف بتأكيده اللافت على اصالة الكرد الايزيديين ونصرته لحقوقهم المشروعة.
2.   الرئيس جلال الطالباني، رئيس جمهورية العراق الذي بدورة يهتم بالشأن الايزيدي، حتى أنه ولأول مرة في التأريخ اتخذ له مستشاراً ايزيدياً.
3.   منظمة الأمم المتحدة.
4.   قداسة البابا بنديكتس السادس عشر، بابا الفاتيكان.
5.   الرئيس باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية.
6.   السيد ديفد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا.
7.   السيدة انجيلا ميركل، مستشارة المانيا البلد الاكثر احتضاناً للأيزيديين.
8.   الرئيس فلاديمر بوتين، رئيس وزراء، روسيا الاتحادية.
9.   الرئيس فرانسوا هولاند- فرنسا.
10.   الأتحاد الاوروبي.
11.   البرلمان الاوروبي
12.   منظمة حلف شمال الاطلسي.
13.   منظمة دول عدم الانحياز.
14.   الاتحاد الافريقي.
15.   منظمة التعاون الاسلامي.
16.   جامعة الدول العربية.
17.   منظمة هيومن رايتس ووج.
18.   منظمة العفو الدولية.
19.   منظمة الدفاع عن حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة.
20.   منظمة الدفاع عن الشعوب المهددة بالأنقراض.
21.   احزاب الاشتراكية الدولية.
22.   مجلس السلم العالمي.
23.   مجلس الكنائس العالمي.
24.   منظمة التضامن الأفرو – اسيوي.
25.   الاتحاد الدولي للصحفيين.
26.   الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
27.   الجامع الازهر.
28.   المراجع الشيعية.
29.   مؤتمر التضامن لنصرة الشعب الكردي.
30.   الأحزاب الشيوعية والماركسية كافة.
31.   الشخصيات: نلسون مانديلا- الدالاي لاما-عبدالله اوجلان- ليلى زانا-  توكل كرمان.

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق.
•   Al_botani2008@yahoo.com



335
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى

•   مصير الاسد.
في قوله:( أنه لولا دعم الشعب السوري لي لكان مصيري مثل مصير شاه إيران) بدا بشار الاسد كذلك الرجل الذي سألوه أين اذنك، فمد يده اليمنى من فوق رأسه الى أذنه اليسرى، حين اغفل مصائرالقذافي ومبارك وبن علي التي وقفنا عليها بالأمس القريب جداً، واشار الى مصير شاه ايران الذي شاهدناه قبل نحو 30 عاماً. بقيناً ان مصيره سيكون اسوأ من مصير الشاه، وأن غداً لناظره قريب.
•   عين علي العسكر والدكتاتورية.
قال علي الدباغ، انه لحاجة فورية الى الوظائف، أعلن عن (40) الف درجة وظيفية، منها (24) الفاً لوزارتي الدفاع والداخلية. وقد تجاوز عدد افراد القوات المسلحة في العراق المليون مسلح. بلاشك انه ستكون للوزارتين المذكورتين حصة الاسد في الوظائف الاجله ايضاً، اذا علمنا ان الحكومة العراقية في سعي محموم لاحداث تشكيلات عسكرية جديدة.
•   جماعة الاخوان المسيحيين!
أعلن في مصر، ان الاقباط ينوون تأسيس حزب بأسم جماعة الاخوان المسيحيين في موازاة جماعة الاخوان المسلمين. الخبر من حيث المظهر يوحي باستفزاز وتحد لحزب الاخوان الحاكم، في وقت ليس هناك قحط في الاسماء، ولو اختاروا الاسم(الحزب الديمقراطي المسيحي) لكان ذلك افضل لهم، سيما ان الديمقراطيين المسيحيين مرغوبون في الاقطار التي يتواجدون فيها وسبق لهم وان فازوا في اكثر من عملية انتخابية، دع جانبا القول ان للأخوان المسلمين جبهة عريضة من الخصوم، لو توفرت (الجبهة) للأخوان المسيحيين نسفت الاخيرة بالمرة.
•   توازن بين إستيراد الارهاب وتصديره!
اكد هوشيار زيباري علي تسلل عناصر من القاعدة الى سوريا من العراق، وقبله حذر المالكي دولاً لم يسميها بالأسم من ان تتحول الى حضائن للأرهاب بعد مغادرة القاعدة العراق اليها حسب قوله. علما انه قبل اكثر من عامين كان العراق يتهم سوريا بارسال الارهابيين الى العراق. وعلى حين عزة اتهم مصدر عراقي تركيا بتدريب جماعات على السلاح ثم ارسالها الى العراق عبرأربيل للقيام بعمليات مسلحة ضد الحكومة العراقية وبالتنسيق مع قطر. فيما يشير بعضهم الى قيام ايران باعمال ارهابية داخل العراق وبشكل متواصل .. الخ.
•   .. بعد خراب (سوريا).
نسب القول الى (لجنة المصالحة) في العراق، الى ان العديد من السياسيين العراقيين اللاجئين في سوريا يرغبون في العودة الى العراق والمشاركة في العملية السياسية. قطعاً ان رغبتهم غير نابعة عن قناعة أو حسن نية، بل من سوء الاوضاع في سوريا، وكيف ان الارض تلتهب تحت أقدامهم، وخشية من ان يوضعوا في صف (الاسد) بعد الانهيار الوشيك لنظامه .
•   مقتدى الصدر والتراشق بالماء.
بعد إنسحابه من عمليات سحب الثقة وتوجيهه بذلك طعنة نجلاء الى العراقية والتحالف الكردستاني وتوريطهما فوجئنا بدعوة لمقتدى الصدر نصت على وجوب اخراج الوزارات الامنية للفور من تحت يد المالكي !.. الخ من مواقف متقبلة منه. لقد ضاق العراقيون ذرعاً بمواقفه الغريبة.
•   واكثرهم ل(مشروع الاصلاح) كارهون.
يعتقد معظم السياسيين في العراق بلا جدوى (مشروع الاصلاح) الذي طرحه التحالف الوطني الشيعي. فعند د. محمود عثمان من التحالف الكردستاني، ان حل الازمة السياسية الحالية سيكون مؤقتاً وأن المشاكل تستمر. وعند( زالة نفطجي) في القائمة العراقية، ان خيار الحوار للتحالف الوطني يعمل على تهدئة االوضاع السياسية فقط. اما رافع الجبوري من التيارالصدري فيرى ان دولة القانون ابتعد عن ورقة الاصلاح... الخ
•   الاصلاح الحقيقي.
يرى التحالف الكردستاني، ان الاصلاح الحقيقي في العراق يكمن باستجواب المالكي و يشاركه ائتلاف (العراقية) في الرؤية، ويذهبان ابعد من ذلك، الى سحب الثقة منه، اي اسقاطه من غير ان يكون هنالك برنامج متفق عليه بين الساعين الى اسقاطه. هنا يكون لتجارب اسقاط الحكومات العراقية في السابق حضور في الاذهان. فلقد اسقط قاسم الملكية لكنه جاء بنظام اسواء ودكتاتورية عسكرية سافرة، واسقط انقلابيو 8 شباط 1963 قاسما وحلوا محل نظامه، نظامه فاشياً بمعنى الكلمة، وقل الشيء ذاته عن انقلاب عارف على البعثيين 1963 وانقلاب البكر- صدام عليه فيما بعد فانقلاب صدام على البكر 1979. على معارضين العراقيين التعامل بمنتهى الحذرمع مشروع اسقاط المالكي!..
•   هل بقي مكان لتصدير الثورة اليه؟.
صرح د. محمد مرسي، بان بلاده لاتفكر بتصديرالثورة الى الخارج، وذلك على النقيض من (الناصرية) و(الخمينية) ولكن، ترى هل بقي بلد عربي بمناى عن الثورات التي نجحت في بعضها وفي بعضها الاخر في طريقها الى النجاح. نعم لم يبق سوق لثورة، ان جاز التعبير لكي تتجه مصر اليه.
•   انتصار الشيخوخة على الشبيبة في ايسلندا.
فاز(أولافور راجفار كريسموني) 69 عاما للمرة الخامسة في الانتخابات الايسلندية ب78 و52 من الاصوات، في حين لم تتجاوز الاصوات التي نالها منافسه الشاب(ناوي سورا ارنوسد نييروى) 37 عاماً ال 16،33% ، بالرغم من معاناة اسلندا لأزمة مالية حادة منذ سنوات.  
•   إيران وخارطة كردستان.
اغلقت الحكومة الايرانية معبر(زلي) الحدودي في قضاء قلعة دزه على الحدود العراقية الايرانية بحجة وجود خارطة لكردستان الكبرى فيه، وانه(المعبر) يحتضن شبكات تجسسية ضد ايران.. الخ، الخطوة الايرانية هذه تأتي في اطار توتر العلاقات بين كردستان العراق وايران، وتلي التهمة هذه اتهامات اخرى ايرانية للحكومة الكردية بأستخدام مطاراربيل لنقل الاسلحة الى المعارضة السورية، واحتضان الاقليم الكردي لجواسيس اسرائيليين.. الخ من الاتهامات، والاتي اعظم مالم تتخلى حكومة كردستان عن مخاصمة حكومة المالكي.

•   الانبار.. الصحفيون والسلطة وجها لوجه.

بعد ايام على دعوة المالكي الى التعامل بالحسنى مع الصحفيين وعدم اعتقالهم بسبب مقال او كلمة وذلك اثناء الاحتفال باذكرى 143 لصدور صحيفة الزوراء، اعتقلت شرطة ملعب الرمادي مراسلا لوكالة رويترز، واوسعته ضرباً وشتماً بسبب محاولة منه لتصوير حادث تفجير، فما كان من صحفيي واعلاميي الانبار الا الاعلان عن اعتصام احتجاجا على الحادث. والانكى من ذلك منع قائد ششرطة الانبار القنوات الاعلامية من تغطية  الاحداث في المحافظة!!
•   إحتجاز اوجلان.
طالبت الناشطة الكردية ليلى زانا بنقل أوجلان من سجنه في امرالي الى منزله واحتجازه فيه!. الطلب ليس في محله، اذ الى متى احتجاز الرجل الذي مضى على سجنه13 عاماً، ومتى كان صحيحاً سجن انسان في منزله، الا يذكرنا الاحتجاز المزمن من نوع احتجاز اوجلان بالاساليب القمعية في العقود الماضية من السنين ونحن في القرن ال 21 قرن الحرية والديمقراطية؟ على ليلى زانا المطالبة باطلاق سراح اوجلان دون قيد او شرط.
•   اهل الفسق!!
وصف مقتدى الصدر الفنانين والفنانات، العرب والعراقيين من الذين شاركوا بفنهم في عيد الصحافة العراقية لهذا العام ب( اهل الفسق) قائلاً ان ذلك يخالف الشريعة الأسلامية ووعد بالتحقيق في ذلك. وقبله ساوى مقال عرضنا له في الحلقة السابقة من (كل ثلاثاء..) بين العاهرات والمغنيات، نشر في صحف عراقية،. وسيكون الفنانون امام مضايقات اوسع لاشك في المستقبل.
•   العراقيون بين معارضة جاهلة وحكومة جائرة.
احتجت العراقية والتحالف الكردستاني ومعها عشائر كردية وعربية في كركوك على مشروع (قيادات عمليات دجلة) للمالكي ورأت فيه تكريساً للمالكية والدكتاتورية، من غير ان تأخذ بالحساب ان المادتين 78و110 من الدستور العراقي الذي تم التصويت عليه بارتجالية ودون دراسة معمقة تعطيان هكذا صلاحية للمالكي على حد قول الخبير القانوني طارق حرب.
بالمقابل فان (عمليات دجلة) بمثابة (كلمة حق أريد بها باطل) كون المشروع يستهدف الكرد والعرب السنة في المناطق المتنازع عليها، اذ كان الاولى بالحكومة العراقية ان توجه مثل هكذا مشروع الى مناطق الوسط والجنوب الزاخرة بالاضطرابات واعمال الارهاب، في حين تتمتع المناطق المتنازع عليها بالاستقرار والهدوء مقارنة بتلك المناطق ولا حاجة لها بمشروع من قبيل عمليات دجلة.
•   وللأوروبيين ايضاً معاناتهم من بعضهم بعضاً.
يتردد إقدام دول أوروبية على اعادة الالاف من المهاجرين الاسيويين والافارقة الى بلدانهم، بشكل رسخ من الاعتقاد ان أولئك المهاجرين يشكلون المشكلة الوحيدة للأوروبيين، وبالتالي فان الاوروبيين يكرهون بقية الاجناس.. وهذا غير صحيح، ونحيل، وذلك على سبيل المثال، القاري الى تصريح للسياسية السويسرية المعروفة (ناتالي ريكلي) التي ابدت اكثر من مرة انزعاجها من العدد الكبير للألمان في بلادها. اضف الى هذا، ان الافاً من شباب دول اوروبية غيرراضين عن اوضاع بلادهم، لذاتجدهم يهاجرون الى بلدان اكثر تقدماً كالولايات المتحدة واستراليا.. الخ .
•   العلاقات التجارية السرية العراقية الاسرائيلية.
شدد المالكي بمد اليد الى جميع الدول باستثناء اسرائيل. من جانبها نسبت صحيفة (باس) الكردية وثائق الى ويكيليكس عن وجود علاقات تجارية بين العراق واسرائيل لم تنقطع الى هذه اللحظة، وبموجبها تستخدم اسرائيل ميناء حيفا للتصدير والاستيراد مع العراق، وان نتنياهو بحث ذلك مع بنجامين كاردين ممثل الرئيس الامريكي في عام 2009 وصرح (اسرائيل كاتسي) وزير النقل الاسرائيلي، بأن  اسرائيل تبعث بالسيارات وشاحنات من نوع (التريلا) ومن النوع القديم الى العراق، ويوم كان نتنياهو وزيرا للمالية فأنه سمح لرجال الاعمال والمصدرين الاسرائيليين ان يتعاملوا بصورة مباشرة مع العراق، مع عدم اعتبار العراق عدواً، وبموافقة اوروبية – امريكية تعمل شركات اسرائيلية في مجال اعمار العراق وتنميته (تفاصيل اكثر في (باس) ووثائق ويكيليكس).
•   رئيس يضرب عن العمل ومستشاروه يستقيلون!
العادة، ان تضرب الرعية عن العمل، لكن ماحصل في تونس يخالف هذه القاعدة، فلقد اضرب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عن العمل وامتنع عن توقيع الكتب الرسمية واصدار القرارات.. الخ معللاً ذلك الى الانتقاص من صلاحياته، فيما استقال عدد من نوابه من بينهم: عبدالله الكحلاوي ود. محمد شوقي، وليكن الله في عون التونسيين.
•   التطور اللغز!
قالت صحيفة (هه وال) الكردية، ان ايران تحتضن الان البعثيين القدامى واسست لهم كتلا سياسية، واضافت الصحيفة، ان العديد من السياسيين العراقيين يتجهون الى البعث، وجاءت زيارة عزت الدوري الى بغداد لتقوي من الشكوك والألغاز، دع جانباً عودة رموزكردية محسوبة على البعث الى الموصل وكردستان.. الخ ناهيكم عن اعادة الالاف من الضباط السابقين الى الخدمة وكلهم بعثيون سابقون فأطلاق سراح وزير الداخلية في النظام السابق.. الخ من التطورات.

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل –العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

336
يذبح الصحفيين ويذرف دموع التماسيح عليهم
 
عبدالغني علي يحيى

   من منا لا يتذكر حكاية الصياد الذي كان يذبح الطيور التي يصطادها وفي الوقت ذاته يبكي ويذرف الدموع عليها إلى أن ضرب به المثل على الكذب والنفاق لما قالوا بحقه: (لا تصدق دموعه بل أنظر إلى ما تفعله يداه)! كذلك الصياد، كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في يوم الأحتفال بعيد الصحافة العراقية الـ43 بعد الـ100 ففيه دعا الى عدم اعتقال الصحفي أو الأعلامي لمقال اعتراضي ينشره أو كلمة حق يقولها، ومحذراً في اليوم نفسه من مغبة إعتقال أو توقيف الصحفيين و الأعلاميين.
  هكذا تكلم المالكي ونادى به في ذلك اليوم وراحت وسائل اعلامه على اختلافها ترحب بما قاله وتشيد به وكأنه الزعيم الاكثر انفتاحاً على الأسرة الصحفية في العالم وحرصاً على حريتهم، بل وكأن العراق في مجال حرية الصحافة وإبداء الآراء وطرحها بجرأة يفوق ان لم نقل يتجاوز الدول الاسكندنافية: الدانمارك، فنلندا، السويد، النرويج، التي يشار اليها بالبنان في مجال حرية الصحافة والصحفيين: ولكن يا ترى هل الصحفيون في العراق على درجة من السذاجة، لكي يصدقوا تلك الأقوال التي نطق بها. وينسوا ما قامت وتقوم به أجهزته البوليسية من إضطهاد لافت للصحفيين ومطاردتها لحرية الفكر والعقيدة؟ إذ ماذا يعني توقيع مدير هيئة الأتصالات والأعلام بالوكالة في حكومته على أوامر بحظر عمل 44 مؤسسة إعلامية عراقية واجنبية بضمنها وسائل اعلام كردية، بينها مؤسسات عالمية مرموقة مثل هيئة الأذاعة البريطانية BBC واذاعتا سوا الأمريكية ومونتي كارلو الفرنسية؟ وطالت الأوامر حتى عمل مصوري ومندوبي فضائية الديار والبابلية وإذاعة نوا الكردية، وتضمنت قائمة الحظر(4) محطات فضائية كردية وهي فضائية KNN لحركة التغيير الكردية المعارضة وكركوك التابعة للأتحاد الوطني الكردستاني و(بيام) للجماعة الأسلامية الكردستانية، وفضائية المتحدة التي يديرها القطاع الخاص، وكشفت الوثائق ان عدنان الأسدي وكيل وزارة الداخلية، وافق على هكذا عملية اعدام بالجملة وليس بالمفرد للمؤسسات الاعلامية العراقية وغيره الامرالذي لم يحصل في اي بلد اخرفي العالم. علما ان مضايقات مورست ضد مؤسسات اعلامية ضخمة في الماضي فلقد حظر عمل فضائيات: الجزيرة والبغدادية، وتعرضت الشرقية مرات الى الاضطهادات.
   أو لم يدري رئيس الوزارء العراقي بأن شنقه بالجملة لتلك المؤسسات والقنوات، مع وقف التنفيذ الذي نجم عن ضغوط اوساط كثيرة عليه. على ان يتم العمل بأوامر الغلق، في أقرب فرصة، يعني ضم المئات من الصحفيين والاعلاميين العراقيين الى جيش العاطلين عن العمل في العراق ومن مختلف الأصناف والطبقات والفئات الاجتماعية في البلاد،وكيف ان حرية الصحافة تتقلص وتتراجع تلقائياً جراء الممارسات القمعية التي تحصل بجرة قلم من هذا المسؤول الحكومي أو ذاك، وكيف ان العملية تجر بالتالي الى خروقات ومضايقات اخرى ضد الاسرة الصحفية العراقية في المستقبل ليس البعيد أنما المنظور، اذ أن الحكومة العراقية تبدو في عجلة من أمرها لمصادرة الحريات كافة وليس حرية الصحافة وحدها.
   قطعاً لن تنطلي أقوال المالكي تلك على الصحفيين والاعلاميين العراقيين الواعين، وما اوردته ليس النقطة السلبية الوحيدة التي تسجل عليه وعلى أجهزته القمعية التي يحفل سجلها بالعشرات من اعمال العنف والأعتداء بدون وجه حق على الصحفيين والأعلاميين العراقيين.
   فعلى سبيل المثال لا الحصر، وخشية من الأطالة، أشير الى الحادثة التي تعرضت لها الصحفية والاعلامية التفات حسن التي تم توقيفها واحتجازها من قبل الجهات الامنية العراقية ووجهت اليها الاهانات، وبعد تفتيش دقيق لحقيبتها، وهل يعقل ان تحمل الصحفية أو الصحفي غير القلم والورق أو آلة التصوير؟، أطلق سراحها، كل ذلك من دون ذكر لسبب الاعتقال والاحتجاز على حد بيان احتجاج من جهة صحفية.
   تزامناً مع الحادث هذا، وعلى مشارف مدينة النجف الاشرف اهين صحفيون نجفيون على يد افراد نقطة سيطرة وتفتيش، والمرء قلما يخرج من السيطرات الحكومية الامنية دون أن يتعرض الى اهانات من سب وشتم وضرب. وعلى أثر ذلك طالب الصحفيون في مذكرة احتجاج لهم، بضرورة توعية الافراد في تلك النقاط لكي يتعاملوا مع الصحفيين بشكل حضاري يليق بمكانة ومنزلة الصحفي في المجتمع. ولدينا من الامثلة الكثير، نذكر منها، قيام أحمد المالكي نجل الرئيس نوري المالكي بالأعتداء على الصحفية والاعلامية زهراء الموسوي في قلب العاصمة العراقية بغداد يوم 21-12-2011 وكانت معها ابنتها علماً ان الصحفية زهراء من العاملات في فضائية العراقية الحكومية! وبتأريخ 22-1-2012 اعتقلت السلطات الامنية في محافظة واسط العراقية مراسل صحيفة الزمان اللندنية علي الفياض وذلك لمدة (5) أيام ورمت عملية الاعتقال الى وضع العراقيل امام نشاطه الصحفي.
   اضيف الى ماذكرت، انه تحت سمع وبصر سلطات حكومة المالكي، فأن كثيرين من الصحفيين قتلوا في ظروف غامضة ومنهم من تعرض الى محاولات اغتيال فاشلة، فقبل شهور استهدفت محاولة قتل الصحفية نضال حسين وابنتها، وهي من اعلاميات فضائية العراقية، عن طريق لصق عبوة ناسفة بسيارتها، ولقد جرحت على اثر ذلك ونقلت الى المستشفى ويعد العراق أحد اشد البلدان في العالم خطورة على الصحفيين ففي العام الماضي (2011) وحده وبحسب بيان لنقابة الصحفيين العراقيين صادرفي 28-12-2012، قتل (9) من الصحفيين، وبين العامين 2003 و2011 قتل 368 صحفياً واعلامياً في العراق، وفي تهنئة له للصحفيين العراقيين بمناسبة عيدهم لهذا العام، اشار الدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي الى مقتل ما يقارب ال400 صحفي عراقي منذ سقوط النظام العراقي عام 2003 وإذا علمنا ان حكم المالكي للعراق يغطي المساحة الاكبر من السنوات بين 2003 و2012، فلا يسعنا الا القول، ان قترة حكمه للعراق وما يزال  تعد بمثابة فترة مظلمة في تأريخ الصحافة العراقية والصحفيين العراقيين.
   هذه هي حرية الصحفي والصحافة في العراق، وعند  صحفيي الوسط والجنوب من البلاد العراقية اكثر من دليل ومستمسك على محاربة السلطات العراقية لهم وتنغيص العيش عليهم. والانكى من كل هذا، ان  الفساد بدأ بالأمتداد حتى الى المؤسسات الصحفية العراقية، يكفي القول ان الحكومة العراقية خصصت (5) ملايين دولار للاحتفال بعيد الصحافة ال 143 واستقدمت المغنين والراقصات من بلدان عربية لأحياء ذكرى صدور صحيفة الزوراء العراقية، والأدلة على استشراء الفساد في الوسط الصحفي، لاتحصى، يكفي ان نعلم انه بتأريخ 16-1-2012  حذرت الحكومة العراقية الكويت من مغبة شراء ضمائر بعض من الصحفيين العراقيين.
   نعم منذ نحو (10) اعوام والصحفيون العراقيون بين نارين، نار الارهاب ونار الحكومة، فان لم يحترق بنار الارهاب احترق بنار الحكومة، ومرحى لحرية الصحفي والصحافة في العراق.
*رئيس تحرير صحيفة راية الموصل –العراق
*مؤسس وسكرتير سابق لفرع نقابة الصحفيين في محافظة نينوى
Al_botani2008@yahoo.com*   

337
كل ثلاثاء:خبر و تعقيب
 
عبدالغني علي يحيى
•   رئيس مصرمحمد كا لعادة.!
وكأن من شروط الفوز بالرئاسة المصرية ان يكون اسم الرئيس محمدا فجميع رؤساء مصر الجمهوريين تبدأ اسماؤهم ب(محمد) بأستثناء جمال عبدالناصر(محمد نجيب ومحمد أنورالسادات ومحمد حسني مبارك واخيرا محمد محمد مرسي. وقد تردد في حينه انه في حال اخفاق مرسي، فان محمد حسين الطنطاوي يحل محله. قبل اعوام من الان أشاراحد الكتاب الى تشكيلة وزارية كانت اسماء معظم وزرائها تبدا بمحمد،واستغل الكاتب ذلك للطعن بالعائلة المالكة السعودية لعدم بدء اسماء افرادها ب(محمد) على حد قوله. في سعي منه الى التشكيك بجدية ايمان العائلة المالكة بألاسلام. بقي أن نعلم ان جميع الرؤساء المصريين من الذين تبدا اسماؤهم ب(محمد) كانت نهاياتهم مأساوية باستثناء جمال عبدالناصر. وتأسيسا على ذلك، ومن باب الطرفة طبعا على مرسي ان يكون في منتهى الحذرفاسمه كما يقال يبدا بمحمدين، دع جانبا القول، ان النظم الاسلامية بدأ من الخلفاء الراشدين، وانتهاء باخرالخلفاء كانت نهاية حياة خلفائها وقادتها دموية!
•   حوارالطرشان في العراق .
يطالب الثنائيان: التحالف الكردستاني والعراقية بسحب الثقة من المالكي أو استجوابه في البرلمان، ويطالب المالكي والتحالف الوطني بوجوب التوجه الى الاجتماع أو الانتخابات المبكرة، ويتكرر المشهد كل يوم وتتعمق نقطة اللارجعة عن الخلاف، ما يشبه حوارالطرشان بين الطرفين!
•   جمعة السودان بدأ ب (لحس الكوع).
اختارت المعارضة السودانية في مقاومتها لأجراءات البشيرالتقشفية عنوان (لحس الكوع) لتظاهراتها الاحتجاجية في يوم الجمعة الفائت، والمطالبة بأسقاط البشير، ويوحي العنوان بتواصل التظاهرات، وهذا ما يقرره شعاريوم الجمعة المقبل.
•   المعركة الشعبانية لعام 2012.
في حلفة سابقة من(كل ثلاثاء،..) عرضنا لأحداث أحياء ذكرى الأمام الكاظم(ع) الدموية وذلك تحت عنوان(معركة الكاظمية..الخ) والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل و جريح وما ان انتهت المراسيم، واذا بذكرى أخرى تبدأ، فلقد اعلن عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الاوسط عن حشد(38) الف جندي لحماية مراسيم الزيارة الشعبانية, فيما قال احمد زويني مديرشرطة كربلاء انه تم تخصيص 800 منتسبة 1200 متطوعة للتفتيش. وعينت الهلال الاحمر العراقية(15) فرقة طبية،والقائمة تطول، والكل بانتظار النتائج..الخ
•   أهذه دولة أمام عالة ؟
دعا الرئيس الصومالي المجتمع الدولي الى انشاء قوة دولية لمواجهة القراصنة في سواحل بلاده وقبله الى الاسراع بتقديم المساعدات العسكرية لحكومته لتمكينها من التصدي ل(الشباب المجاهدين) وقبله ايضا ولاكثر من مرة، الى انقاذ  شعبه من المجاعة، عليه او لستم معي اذا قلت ، اما كان من الافضل للصومال وكل الدول الفاشلة على غرارها البقاء تحت الانتداب الاستعماري بدلا من المطالبة بالاستقلال؟. و يحدثنا التأريخ المعاصر، كيف ان ظلم النظم(الوطنية) لشعوبها فاق ظلم الاستعمارلها ..الخ.
•   يذبح الصحفيين و يبكي عليهم.
كما الصياد الذي يذبح الطيورويذرف الدموع عليها،في كلمته بمناسبة العيد ال 143 للصحافة العراقية قال المالكي :( نفتخر بعدم وجود أي صحفي معتقل بسبب مقال كتبه أو كلمة قالها) ووجه بعدم اعتقال الصحفيين.تزامنا مع العيد ذاك،صدر قرار من حكومته قضى بغلق (40) قناة صحفية واعلامية في العراق، من دون ان يضع بباله ان القراريتقاطع وحرية الفكرويؤدي الى قطع ارزاق المئات من الصحفيين والأعلاميين الذي دونه قطع الأعناق.ناهيكم من انه في ظل حكومته فقد قتل نحو 400 صحفي عراقي.
•   براءة (كراديتش) من دم البوسنيين!
فوجئ مسلمو البوسنة والعالم اجمع بالحكم الصادر عن محكمة لاهاي بتبرئة مجرم الحرب السفاح رادوفان كراديتش من تهمة الابادة الجماعية التي نفذها ومجرمو حرب أخرين، قبل اكثر من عقد بحق مسلمي هذا البلد وقبل ذلك فوجئ المصريون بالاحكام التي اصدرتها محكمة جنايات القاهرة بحق مبارك و نجليه واخرين أيضا من أقطاب النظام السابق من الذين قالواعنهم ان الأعدام بحقهم قليل. عليه والحالة هذه لماذا لا يسلم البشيرنفسه الى (لاهاي) فجرائمه بحق الشعوب السودانية لاترقى اطلاقا الى جرائم كراديتش؟.
•   احتقار الأمة في زمن الصحوة الاسلامية !
وزع مقال مذهبي شيعي النزعة لا يحمل توقيعا نشرته صحف عراقية بمناسبة احياء ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع). يقطراساءة واحتقارا للأمة العربية قبل الأسلام وبعده، فلقد و صف المقال هذه الامة ب(أمة العهر والحيوانية) التي سعى البني محمد (ص) لانقاذها على حد قول المقال، و(ان بيوت الدعارة والحيوانية تضافرت لقتل الامام علي(ع) و(فالنبي يحيى(ع) زف رأسه لبغي أشترطت لأطفاء شهوة الحاكم المستبد أن يكون رأس النبي عند سرير المضاجعة )! و: (صالح (ع) تظاهرت عليه بيوت الدعارة التي شكلت علامة بارزة في تأريخنا حيث كان لها الاثر في بنية سفيان تزعمت الحراك الاعلامي لكتائب الجيوش المحملين بدوانق الخمرة والعاهرات لمحاربة الرسول)! و (هارون الرشيد اقل مايقال كان له ثلاثة قصور احدها للعاهرات والمغنيات) و (أن الامام الكاظم يلعن امة تركته اسير السجون وجثة على الجسر مسموما)!! لا حظ عزيزي القادري كيف ان المقال ساوي بين العاهرات والمغنيات وجعل من الدعرة (علامة بارزة في تأريخنا). ان هكذا افكار متخلفة تكاد تكون ظاهرة في العراق في تصويرها ضخمة و نحن نعيش في القرن ال 21.
•   الظلم بلا أسباب  من كثرة الأرهاب.
احتجزت السلطان العراقية في(الحلة)  الأعلامية التفات حسن لفترة من الوقت، وقامت بتفقيش حوائجها وسط اهانات لها،ثم اطلقت سراحها دون ان تعلن عن الاسباب في احتجاز ها أو اخلاء سبيلها حسب مصدر صحفي.جوير ذكره ان هكذا شاهد حضور شبه يومي في العراق، حتى ان بعضهم يقضي سنوات في السجون من دون سبب.وعلى وزن (الضمك بلا سبب من قلة الأدب) نقول :الظلم بلا أسباب من كثرة الأرهاب    
•   إذا كان للتحالف الكردستاني صديق مثل (العراقية) فلا يحتاج إلى عدو.
بعد خروج الصدريين من الثلاثي المناهض للمالكي، لم يبق للتحالف الكردستاني سوى صديق واحد وهو (العراقية). الطريف انها في خضم الدعوة الى سحب الثقة عن المالكي،يطالب قادة من العراقية وبقوة بانحساب البشمركة من المناطق المتنازع عليها ويعارضون تنقيب حكومة كردستان عن النفط في المناطق المتنازع عليها فالدعوة الى ابطال العمل بالمادة (140) في حين ان المالكي في عدائه لجوانب من القضية الكردية اهون بكثير من العراقية !
•   القاعدة غادرت العراق!!!
حذر المالكي دولاً لم يسميها بالأسم من مغبة تحولها الى حضائن للقاعدة من بعد أن غادرت العراق على حد قوله الذي يفهم منه، ان العراق خلا من القاعدة. وفي اليوم  ذاته ولأيام متتالية لتحذيره، شهدت بغداد ومحافظات عراقية عدة تفجيرات بالسيارات والعبوات الناسفة والاغتيالات راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، وفي اليوم عينه كذلك اعلىن اللواء ناصرالغنام عن اعتقال 19 عضوا من القاعدة ... وغادرت القاعدة العراق!!.
•   برأءة الحكومة من تعذيب السجناء!
أقرت وزارة حقوق الانسان العراقية بوجود حالات من التعذيب للسجناء في السجون العراقية، لكنها برأت الحكومة من ذلك، ( من ان التعذيب ليس منهجاً للحكومة)! يذكر ان وفدا صحفيا مصريا زار ليبيا في ايام حكم السادات، وقابل  القذافي للتحري عن سبب مواقفه المعادية للسادات، وما كان من القذافي الا أن يقول، انه يحب السادات وان لا سلطان له على مذيعيه الذين يهاجمونه! فهل يعقل تبرئة الحكومة من التعذيب الممنهج في السجون  العراقية، ام ان حكومة المالكي بدورها لاسلطان لها على السجانين؟.
•   خطوة على الطريق الصحيح.
امتنعت الحكومة العراقية عن صرف رواتب الموظفين النازحين الى اقليم كردستان هرباً من الارهاب والقتل ومعظمهم من المسيحيين، وهي التي تدعي بمساواة المواطنين امام القانون وأنهم كأسنان المشط. على الضد من ذلك، قررمجلس الوزراء في حكومة كردستان صرف رواتبهم وتنسيبهم الى دوائر الحكومة والاستفادة من خبراتهم. تزامنا مع هذه الخطوة الانسانية من حكومة كردستان، كشف البابا انديكتس بابا الفاتيكان عن اضطهادات طالت المسيحيين السوريين على يد حكومتهم، غيران كشفه يبقى ناقصاً حين اغفل اهمال المسيحيين من قبل الحكومة العراقية واضطهادهم على مرأى ومسمع منها.
•   العراق بانتظار (القوة الثالثة)!
في تصريح لافت قال النائب المنشق عن العراقية عبدالخضر طاهر ان (لاشيء سيتغير في العملية السياسية حتى نهاية الحكومة الحالية) و(ان الوضع السياسي سيبقى كما هو الى ان تتبلور قوة ثالثة اخرى من بين جميع المتنازعين  تسعى ان تشكيل الانسجام .. الخ . ترى كيف يكون شكل ومحتوى (القوة الثالثة) وهل من المعقول ظهورها؟.. تخيلات ام احلام يقظة؟
•   المهور بين الايزيديين والمسلمين.
تنفيذا لقرار المجلس الروحاني للأيزديين بتقليل المهور، والتزام المجتمع الايزيدي به، نشطت حفلات العرس بينهم، وان تكلفة زواج بعضهم لم تتجاوز المليوني دينار عراقي فقط، فهل يقدر العلماء المسلمون من شيعة وسنة على اصدار قرار مماثل؟ كلا، وحتى اذا صدر فلن يلتزم به احد، عليه حق القول ان الايزيديين هم الاكثر استعدادا للتطور والتحضر. وتحية الى المجلس الروحاني الايزيدي، ومبروك على الشباب الايزيدي القرار.
•   أخطاء الراشد.
كاتب هذه الزاوية من متابعي اراء الاستاذ عبدالرحمن الراشد ولا يخفي اعجابه بمعظمها، الان ان له وقفه ازاء افكارطرحها الراشد في(الشرق الاوسط) حين استعرض (مخاوف تركيا من مهاجمة سورياخشية من عودة (انفصاليين الاكراد الاتراك) ضدها بعد ان تمكنت من سحقهم)! قال ذلك في اجواء تشديد الخناق من قبل اولئك (الانفصاليين) على تركيا وليس العكس فأنباء عن مفاوضات بينهم وبين الاخيرة، ان قوله بسحقهم يشبه اقوال بعض من الحكام المهزومين من الذين يدعون النصر وهم في اوج الهزيمة، ومن اخطائه توقعه، قيام تركيا بالانتقام من سوريا لاسقاطها طائرة لها. واقول ان الرد التركي على سوريا سيكون كردها على اسرائيل حين قتلت الاخيرة تسعة من مواطنيها (الاتراك عندما تصدت لسفينة (مرمرة) واخيرا هل من الصحيح مطالبة دولة غير عربية بانقاذ شعب عربي من طاغية مستبد، وللعرب اكثر من (20) دولة بعضها قوية ومارست التدخلات العسكرية كالسعودية التي شاركت في تحرير الكويت من العراق 1991 وقاتلت قواتها في اليمن ولها قوات في البحرين لحماية النظام البحريني، والمغرب التي شاركت مرتين لحماية نظام موبوتو من ضربات ثوار شابا؟.
•   العرب من (الربيع العربي) الى (الربيع الاخواني) الى (ربيع القاعدة).
لشهور اطلق بعضهم مصطلح (الربيع العربي) على ثورات تونس وليبيا ومصر واليمن، ولما ظهر ان شعارات الربيع هذه تتنافي والشعارات القومية العربية التقليدية، فقد حل مصطلح (ربيع الاخوان) محله، وعلى اثر فوز الاسلاميين بالسلطة في تلك البلدان، وبعد تفشي علميات القاعدة الواسعة فيها وعجز الاخوان عن تحقيق الاستقرار وادارة الحكم، الا يحق لنا القول ب(ربيع القاعدة) واذا كان قد سبقني اخرون على اطلاق هذا المصطلح، فشكرا لهم، والا فأني اول من استخدمه، والى حلقة قادمة من (كل ثلاثاء: خبر وتعقيب) وانتم بالف خير.
•   سياستان والقضية واحدة!
قال الاتحاد الوطني الكردستاني في بيان له انه في حال فشل الاجتماع الوطني فنحن مع التوجه الى الانتخابات المبكرة ، تعليقا على هذا الموقف رد فرهاد الاتروشي النائب في البرلمان العراقي على قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني، مامعناه ان البيان يعكس رأي الاتحاد والمواقف يقررها التحالف الكردستاني، عليه هل يعقل ان يكون للاتحاد رأيان، خارج التحالف وداخله؟.
•   الليل ات يامصر.
طالب سلفيو مصر من حكومة مرسي، تدمير ومحو الاهرامات وعزل كل من صوت لأحمد شفيق والغاء القوانين الوضعية ففرض الحجاب على الاناث وتأسيس هيئة االمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقطع العلاقات مع اسرائيل، وطرد الشيعة والبهائيين من مصر.. الخ واول الغيث مطر، ولقد كن النسوة العلمانيات محقات عندما قمن بلطم خدودهن ونتف شعورهن عندما فاز مرسي بالرئاسه، ولما تناهى الخبرالى مبارك اغمي عليه.
•   مم يستمد سلفيو مصر سياساتهم؟
ذكر قيادي سلفي مصري من حزب النور انه (عند ما تعين امريكا نائبا مسلما للرئيس الامريكي باراك اوباما ، نتحدث نحن عن تعيين نائب مسيحي)! عليه وكما يتبين، فان سلفيي مصر لا يستمدون احكامهم السياسية من الشريعة الاسلامية انما من فعل الحكومة الامريكية! فيما عارضه قيادي سلفي اخر في قوله برفض حزبه تعيين نائب مسيحي او امرأة عملا بالشرع الذي يتبناه الحزب!!.
 رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
Al_botani2008@yahoo.com


338
تطورات الصراع المسلح بين الثوار الكرد
والحكومة التركية في شمال كردستان

عبدالغني علي يحيى
    رصعت قوات الدفاع الشعبي الكردستاني (الكريلا) التابعة لحزب العمال الكردستاني PKK شهري أيار وحزيران من هذا العام بعمليات عسكرية نوعية ضد الجيش التركي، ففي ايار الماضي وحده قتلت (الكريلا) 105 جندي تركي وجرحت 63 آخرين، اضافة الى تدمير 13عجلة حربية وحفارتين وجرافة واحدة. كما اعتقلت 6 أشخاص ممن أسمتهم بالمرتزقة، إضافة إلى اعتقال رئيس بلدية (قولب) العضو في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
   على ذكر المرتزقة، تبدو القوات النظامية التركية (الجيش) عاجزة عن مواجهة الثوار الكرد، لذا استعانت بالمرتزقة على غراراستعانة الحكومات العراقية السابقة والأيرانية بهم في مواجهاتها مع الكرد، ولا ننسى ان الأستعانة بالمرتزقة بحد ذاتها إدانة لمن يستعين بها. وثمة أدلة اخرى على ذلك العجز منها أنضمام ضباط وجنود أتراك بالثياب المدني إلى الجيش التركي ما يعني فشل الأساليب التقليدية والجيوش النظامية في القتال ضد الثوار الكرد، ونفذ الاتراك هذا التكتيك في أيالة (كرديا Gerdiya) و (أمانوس) ما يدل على لجوء الحكومة التركية إلى حرب العصابات الى جانب زجها للجيش النظامي في المعارك. واضافت اسلحة اخرى إلى الأسلحة غيرالتقليدية في معاركها الحالية مثل استخدامها لسلاح وصف بالخطير والرهيب، مصنف على الأسلحة المخطورة في الحروب، ففي مساء يوم 25-6-2012 نسبت وسائل الاعلام تصريحاً إلى PKK حول ذلك السلاح الذي من شأن استخدامه ان يقضي على كل الأحياء في المحيط الذي يستخدم فيه، حسب التصريح نفسه، ويكسب هذا التصريح مصداقيته، إذا أخذنا بالأعتبار كيف ان صحيفة Zaman Today التركية كانت قد تساءلت باستغراب قبل نحو اسبوع في تقرير لها حول سعي الحكومة التركية الى شراء (4) طائرات حربية من نوع (بريداتور) وطائرتان بدور طيار وذلك قبل (4) أعوام من الان، ولما باء سعيها بالفشل نتيجة عدم تلبية طلبها من قبل الحكومة الأمريكية، فأنها عادت لتلح بعد هجمات PKK الاخيرة على بيعها لتلك الطائرات، وتضمن تقرير تلك الصحيفة سؤالاً ذكياً ومحرجاً في آن وهو: (في مرحلة الانفتاح الديمقراطي ما حاجة تركيا إلى السلاح المخطور؟).
وفي أجواء اتساع دائرة القتال بين مقاتلي PKK و حكومة حزب العدالة والتنمية التركي، نرى الأخيرة في تعاطيها مع الشأن الكردي ماضية بشكل محموم إلى ابتكار احدث الوسائل لأجل التصدي للعاصفة الهابة بوجهها، فهي لا تتوقف عند السعي للحصول على الأسلحة الفعالة والمحظورة ووضع الخطط التآمرية، إنما تفتش عن أشخاص لهم سجل حافل بالعداء للقضية الكردية من أمثال (فتح الله غولان) رئيس جماعة النور الأسلامية الذي يقيم منذ 13 عاماً في الولايات المتحدة والمعروف بسياساته العنصرية  ضد الكرد وله نفوذ في تركيا. لقد إشتدت الحاجة إليه في اجواء التصعيد الحالية بين الجيش التركي و مقاتلي p.k.k ففي اواسط حزيران الجاري طلب (رجب طيب اوردوغان )من (غولان) اكثر من  مرة للعودة الى تركيا،و مع الهزائم التركية المتكررة واللافتة فأن الحاجة قد تدفع بأردوغان للتودد الى غلاة العسكريين المتطرفين الا تراك سيما المتقاعدين منهم للغرض نفسه.
   واعود الى احداث شهري ايار وحزيران التي تستدعي الوقوف عندها بقوة وفيها قامت(الكريلا) بتفجير خط انا بيب الغازالطبيعي(باكو- جيهان) في قضاء شوبان القريب من ولا ية قارص الكردية فمها جمة شركة انشاء الطرق في منطقة(بستا) التي الحقت اضرارا جسيمة بالشركة تلك اسفرت عن حرق وتدمير(3) بلدوزرات وحفارة لها. وهذا التطور في الحرب بين المتصارعين يفيد بجعل المنشات الا قتصادية هدفاَ للثوارالكرد بشكل اشد من ذي قبل، علماَ ان الثوار الكرد سبق وان حذروا تلك الشركة اكثر من مرة، وهذا التحذير منهم يعكس  الوجه الحضاري والانساني للثورة الكردية في تركيا. على النقيضي من ذلك نجد الحكومة التركية تشن غارات جوية وقصفا مدفعيا شبه يومي على سكان القري الحدودية الكردستانية العراقية دون سابق انذار، ان توسع العلميات الحربية للطرفين المتحاربين انعكس على اقوال لقادة ترك وكرد في وقت واحد فلقد قال (عبدالله كيول) رئيس الجمهورية التركيه(ان القضية الكردية في تركبا قضية كبيرة) فيما قال (صلاح الدين دميرتاش)رئيس حزب السلام والديمقراطية الكردي (ان زيادة العمليات القتالية ل p.k.k تؤكد بانه مازال صامدا وقويا).
   ومن الجدير با لذكر.ان العمليات القتا لية للكريلا تقع داخل تركيا وبعض منها في عمقها.مثل مهاجمة مديرية الامن التركية في قضاء(بنار باشي) بولايية(قيصري) التركيه ومقتل عدد من ضباط الامن والجنود واصابة اخرين جراءها فهجوم با لمتفجرات استهدف مقرالقيادة العامة لقوات الدرك في منطقة (دوذو كوي) با لقرب من مدينة(طرابزون) على البحرالاسود. الامرالذي يفند ادعاء الحكومة التركية با نطلاق الثوارالكرد من جبل (قنديل) بكردستان العراق لمهاجمة الجيش التركي  وبهذا  الخصوص وعلى أثر مقتل 109 من العسكريين الترك يوم 19-6-2012 في منطقة جوله ميرك قال (نجدت أوزال) رئيس هيئة أركان الجيش التركي أن (لدى الجيش التركي القدرة على السيطرة على قنديل). وذلك لأيهام الرأي العام التركي والخارجي بأن (قنديل) هو السبب لما حصل في ذلك اليوم ويحصل، ناهيكم من انه رمى من وراء ذلك الى اختزال وحصر ميدان المعركة في (قنديل) في حين يغطي القتال الدائر بين الجانبين مسافات جد شاسعة من الارض التركية، ويوما بعد أخر تترسخ القناعة لدى الترك انفسهم حول بؤس ذلك الادعاء. حتى أن خبيرا عسكريا تركيا بارزا من المتقاعدين نسف في تصريح له الادعاء بتسلل (الكريلا) من قنديل الى داخل تركيا، بوم تنفيذ عملية قتل الجنود ال 109 حين حين قال :(انه ليس مع القول بتسلل (الكريلا) عبر الحدود والهجوم من ثلاثة محاور على المنطقة التي قتل فيها أولئك الجنود ومما قاله :(ان تلك المنطقة مليئة بالكهوف والمغاور التي تستخدم من قبل الكريلا) واضاف ايضاً :(ان في تلك المنطقة مجموعات متأهبة، فلو كانوا قد جاؤا من وراء الحدود لما استطاعوا تنفيذ عمليتهم في الساعة (4) صاباحا ولما تمكنوا من الهروب والاختفاء مع شرق الشمس، الى اين يهربوا، بلا شك الى مكان قريب).
   وعلى جبهة الحكومة التركية، يلمس المرء تحولا كمياً ونوعياُ في الحرب الدائرة بشمال كردستان (كردستان تركيا) ففي ايار فقط وعلى سبيل المثال، جردت القيادة العسكرية التركية حملات تمشيطية بلغت31 حملة وشنت طائراتها الحربية من نوع( اف 16) و(كوبرا) 13غارة جويه فيما بلغ القصف المدفعي التركي لمواقع الثوار والقرى الكردية نحو (25) عملية قصف ووصل مجموع اشتباكاتها مع قوات(الكريلا) الى 16 اشتباكا، أي بمعدل اشباك واحد لكل يومين. هذا ولقد كثفت الحكومة التركية من عملياتها العسكرية في شهر حزيران بشكل فاق معه عملياتها العسكرية في شهر ايار. ورغم ذلك فأنها لم تحرز نصراً يذكر، ولم تكن النتائج في مستوى ضخامة العمليات، فعلى سبيل المثال ايضا، بتأريخ 24-6-2012 قال مصدر تركي، ان الطيران الحربي التركي اصاب (9) مواقع ل(p.k.k) في شمال اقليم كردستان العراق (هذا في وقت تدور المعارك داخل تركيا) من دون ذكر الحصيلة التي غالبا ما تكون (صفر) باليد. عليه يحق القول (مخض الجبل فولد فأراً) بحقها. فعلى اثر القصف ذاك، اعلن مصدر مقرب من (p.k.k) ان كل ذلك القصف ادى الى اصابة شخص من المدنيين بجروح وذلك في منطقة جبل قنديل.
  هذه هي حالة الغارات الجوية او القصف بالمدفعية على اية مجموعة تتحصن بالجبال وتمارس حرب العصابات الثورية، فعلى امتداد الاعوام بين 1961 و 1991 من الثورة الكردية في كردستان العراق، لم يشهد للسلاح الجوي العراقي بفعالية تذكر في المواجهة مع الثوار الكرد، لكنها كانت توقع اصابات في صفوف المدنيين وتلحق اضراراً بالقرى والممتلكات. وقد يأخذ الظن ببعضهم من اننا اعتمدنا بلاغات (الكريلا) فقط، كلا، بل اعتمدنا ايضاً وجهة النظرالتركية ايضا، لكن بلاغات (الكريلا) تحوز على مصداقية اكثر، كونها تشيرالى مالها وما عليها. ورد في بيان (مركز الاتصال والاعلام التابع لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني (الكريلا)) ان 24 مقاتلاً للكريلا قتلوا في شهر ايار الماضي مقابل مقتل 105 من الجنود الاتراك، في وقت قلما تذكر الاطراف المتحاربة خسائرها في الحروب كي لاتؤثر سلبا على معنويات المقاتلين والشعب، علماً ان خسائر الجيوش النظامية في الحروب تفوق بكثير خسائر جنود حرب العصابات الثورية. والذي يجعل من مصداقية اعلام ثوار الكريلا اصدق، ان الكريلا كانت قد تعهدت قبل شهور، بتوسيع دائرة عملياتها ونقلها الى عمق الاراضي التركية، وصدقت ماعاهدت عليه، اذ  نفذت عمليات جريئة على السواحل التركية في البحر الابيض المتوسط والبحر الاسود ايضاً فضلاً عن عملياتها الاخيرة في شهري ايار وحزيران  التي وقعت في معظمها في العمق التركي.
   ان أحداث الشهرين الماضيين في ميادين القتال بين الجيش التركي والكريلا تدل على ان صيفا ساخنا بأنتظار الحكومة التركية :وأن اهتمامات هذه الحكومة ومن مختلف المستويات بالصراع المتنامي دليل على مدى خطورة الموقف بين الطرفين المتحاربين، فعقب عملية(جوله ميرك) التي قتل فيها 109 من الجنود الاتراك، هرع الى ساحة المعركة وزيران تركيان هما: (بشير اتالاي) و(ادريس نايم اهين). وفي 28-6-2012 كان من المقرر(ان يبحث مجلس الامن القومي التركي التطورات الاخيرة في ساحات القتال). ويبدو ان الاحداث الراهنة ظلت تستحوذ على ذهن اردوغان حتى يوم كان في ( لوس كابوس) بالمكسيك  لحضورقمة مجموعة العشرين، ففيها قال:(سنواصل هذه المعركة حتى النهاية). وبعد عودته الى تركيا ظهر بأن الاحداث لم تفارقه، اذ قال متخبطاً ان جازالقول،. (اقول بكل صراحة ان بلدنا عضو في حلف الناتو، ونحن لسنا ملزمين بطلب الاذن من اي طرف في حالة قررنا القيام بحملة عسكرية اينما كان) في اشارة منه الى قنديل وأضاف:( ان من حقنا الرد على اي هجوم يستهدف بلدنا)!! لقد ثبت على ما يبدو، ان ضربات (الكريلا)  أوجعت حكومة اردوغان، فها هو نائبه (بولند ارينج) يعيش بدوره تخبطا واضحاً عندما اختزل المسألة في زاوية ضيقة، بطلبه من (p.k.k) القاء السلاح وانهاء نشاطاته المسلحة لقاء نقل (اوجلان) من (امرالي) الى منزله!!
وفي اجواء تواصل المعارك وامتدادها  وتوسعها والتخبط الذي يلازم تصرفات القادة الاتراك، نجدهم يراهنون على احلال الفتنة بين كرد تركيا وبين كرد العراق وربما سوريا ايضاً، فلقد طالب (احمد داود اوغلو) وزير الخارجية التركية اعضاء البرلمان التركي من حزب السلام والديمقراطية الكردي بأتخاذ موقف من هجمات (p.k.k) الاخيرة ..الخ. 
   في الختام والمعارك تشتد والصراع الدموي يتفاقم، والحرب الضروس التي وقودها الشباب من الكرد والترك، تحرق الأخضر واليابس، يحضرني قول لليلى زانا مؤخراً نص على قدرة اردوغان على حل القضية الكردية في تركيا، والوجه الاخر لقولها يحمل الحكومة التركية مسؤولية ما يجري من خراب ودمار ومأسي في تركيا. والذي يؤسف له ان الحكومة التركية التي تستقوي بالناتو والتي تعتقد أنها في سبيل ان تكون قوة عظمى، وهو اعتقاد خاطيء، تنسى أو تتناسى ان المقابل p.k.k قوة عملاقة لا يستهان بها، غير تقليدية، ويصنف في خانة المعجزات  والظاهرة التأريخية الضخمة، من حيث انتشارها في اجزاء كردستان الاربعة وفي روسيا الاتحادية ودول اسيا الوسطى والاقطار الاوروبية، فحيث وجد الكرد وجدp.k.k  ويسيرالتظاهرات والفعاليات فوق اكثر من الارض مثلما يسيرها في تركيا وتضم قواته المئات من الكرد ومن أجزاء كردستان كافة وخارجها كذلك، الامر الذي لم يقدر عليه أي حزب كردي، وهذا لاينتقص من اهمية وعظمة الاحزاب الكردية المكافحة  من اجل الحرية للكرد. لذا على تركيا ان تعلم ان الثورة الكردية لن تنتهي بالسيطرة على قنديل أو بحبس أوجلان، فهي لاتقارع كردها فحسب انما الملايين الكردية في العالم أجمع.
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق *
Al_botani2008@yahoo.com*

339
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   قلاع، ام قواعد احتلال؟
    قال مختار قرية (ويلزة) القريبة من(جومان) لصحيفة (خه بات) الناطقة بأسم الحزب الديموقراطي الكردستاني ، ان القوات الايرانية خلال العامين الماضيين شيدت(7) قلاع، اثنتان منها على الحدود العراقية – الايرانية ، و(5) منها في عمق الاراضي الكردستانية العراقية في مناطق)كانيارش)و(بتك) و(وارشيخان) و(ميركة) و(دلباليس) و استقدمت الجنود اليها! يذكر ان لتركيا ايضاَ(3)  قواعد عسكرية الى الغرب من تلك (المناطق) داخل أراضي كردستان العراق ايضا، علماَ ان الحكمومة العراقية عمي صم بكم وكأن احتلال كردستان مباح، وهي التي أعترضت قبل اكثر من عامين على توغل ايراني مؤقت لمسافة اقل من 100 متر في منطقة العمارة.
•   اكسون اخطر من الملف النووي الايراني!!
   ذكر نوري المالكي في كلمه له:( ان عقود شركة اكسون النفطية ألامريكية مع اقليم كردستان تمثل بادرة خطيرة قد تؤدي الى اشعال  الحروب)! تزامنت اقوال المالكي مع قيام  تركيا بسلسلة من الغارات بالطائرات وقذائف المدفعية على كردستان العراق أدت احداها الى تدمير جسر حيوي، فيما انجزت ايران بناء (5) قلاع عسكرية داخل الاراضي العراقية منتهكة ومعها تركيا لسيادة العراق، اضف الى ذلك تشكي العراقيين من كوارث تلحق بهم جراء سد ألسو التركي على دجلة وتجفيف ايران لروافد عدة تصب مياهها في العراق، كل هذا ليس بالخطير ولا يفضي الى اشعال الحروب، بل أن مشروعاَ اقتصادياَ يدر بالربح على العراقيين كافة يشعل حروبا لا تبقي ولا تذر !!
•   في نينوى الشعب يتحمل مسؤولية عودة الأرهاب!
   حين يتفاقم الأرهاب بين حين وحين في العراق، غالباَ ما يتهم الناس والعديد من السياسيين وحتى مسؤولين حكوميين الاحهزة الأمنية والحكومة بالتهاون والنقصير في التصدي للارهاب وحماية ارواح الناس منه ، لكن الطريف في الأمر، ان الاية انعكست، فها هي قيادة الفرقة العسكرية الثانية للجيش العراقي في الموصل تحمل اهالي الموصل مسؤولية العمليات الارهابية المتواصلة هناك وتتهمهم بعدم التعاون مع الاجهزة الاستخباراتية،مسكينة هذه القيادة  التي تجاهلت كيف انها تحولت الى سلطة احتلال وقمع لسكان الموصل منذ سنوات وفوق هذا تريد من الاهالي التعاون معها.
•   السياسة، طريقاَ الى الثراء الفاحش!
   في ضوء قائمة أعدتها الأوساط المصرفية والتجاية الاردنية، تبين ان معظم الاثرياء في العراق هم من السياسيين العراقيين، الجدد، فهم مليارديريو اعوام ما بعد سقوط النظام العراقي السابق، من الذين استغلوا منا صبهم الحكومية والحزبية الرفيعة لنهب المال العام، فمرحباَ بالسياسيين الجدد الطارئين في معظمهم على الحركة الوطنية العراقية، وفي ظل سرقتهم لقوت الشعب، يترحم العراقي على الأقطاع والبرجوازية والراسمالية والمسؤولين في كل الحكومات العراقية السابقة...
•   الصدر: الكرد لم يطالبوا بكركوك بل..
  في اغرب تصريح ادلى به مقتدى الصدر، ان الكرد لم يطالبوا بكركوك بل أقروا بوجود خلافات على نفطها، ما يعني الوجه الأخر لقوله ان الكرد يطمعون في مالها ولا يهمهم مصير شعبها، في وقت تستمر فيه المطالبة الكردية بكركوك وليس بنفطها، ما يفيد ان الصدر يجهل ما يدورحول كركوك وان القادة الكرد لم يبحثوا مع حليفيهم الجديدين: التيارالصدري والعراقية القضايا الكردية كما قال د.محمودعثمان الذي رأى في موقف المالكي من كركوك اهون من موقف الصدرمنها. مبارك للتحالف الكردستاني، الحليف الجديد(التيارالصدري) العجيب والغريب.


•   كارثة رهيبة متوقعة والحكومة غير مبالية.
   حذرخبراء من انهيار وشيك لسد الموصل واستغربوا من تقليل مسؤولين عراقيين للخطر الذي يتعرض له السد، حين نفت وزارة الموارد المائية ذلك، بقي أن نعلم ان سكان المدن المطلة على دجلة يعيشون في قلق دائم جراء التحذير، وليس ببعيد ان تكون الكارثة المتوقعة على غرار الكارثة اليابانية التي وقعت عام 2011 أوكارثة (تشرنوبل) في العهد السوفيتي، وتزامناَ مع هذا التحذير، حذرأخرون من احتمال سقوط مئذنة الحدباء الاثرية في الموصل أيضاَ....الخ من التحذيرات التي تقابلها الحكومة بعدم اكثرات!
•   لماذا اعلنت الجامعة العربية انها بصدد غلق مكتبها ببغداد؟
  في اعلان لها، قالت الجامعة العربية انها بصدد غلق مكتبها ببغداد لأعتبارات مالية، الأمرالذي جاء بمثابة صفعة على خد رئاسة العراق للقمة العربية ال 23 للجامعة العربية، التي لم تدرك ان سخاء ها الحاتمي على القمة المذكورة ستكون له تداعياته التي تجعل منه (العراق) بقرة حلوب للمسؤولين في الجامعة، ويطالبونه باكثر، اذ بعد أيام على ذلك الاعلان واذا بوزيرالخارجية العراقي يعلن بأن المكتب يواصل اعماله ببغداد ولم يغلق، ونضيف ولن يغلق، طالما الخزينة العراقية مفتوحة، وليس لكرمها الحاتمي حدود وحكام البلد برامكة القرن ال21.
•   العرب في ظلام..والعالم في نور.
  ذكرت احصائيات موثوقة، ان المواطن الأمريكي يقرأ في السنة الواحدة ما معدله (11) كتابا، والأوروبي(7) في حين ما يقرأه المواطن العربي لا يتعدى ربع صفحة، وقدرعدد الأميين في البلدان العربية ب120 مليون نسمة، أي ان 3/1 العرب لا يجيدون القراءة والكتابة، وان ما ترصده الدول العربية للبحث العلمي سنويا هو(7 و1) ملياردولار. وما تصرفه المرأة العربية على مستحضرات التجميل في السنة الواحدة هو(2) مليار دولار منها1،5 مليار حصة النسوة الخليجيات. وتقول الاحصائيات تلك ان تكلفة انتاج الفيديو كليب الخاصة بالأغاني في العالم العربي تقدرب (16) مليار دولار سنويا،وأن الدخل السنوي للخادمات في الدول العربية يقارب ال 35 مليار دولار..الخ(قارئي الكريم، ما أوردته جزء من احصائيات مطولة تشمل جوانب اخرى كثيرة في الحياة العربية.).
•   العراق لا يطاق.
  ذكرت وزارة البيئة العراقية، أن عدد العواصف الترابية في العراق سيصل إلى 300 عاصفة ترابية في السنة الواحدة بعد (10) سنوات من الان، و في الجنوب بدأت حملة لجمع التواقيع احتجاجا على جفاف نهردجله بعد اقل من(15) عاما من الان جراء السدود التركية على نهري دجله والفرات، فيما التصحر شرع بالزحف على الأراضي الصالحة للزراعة، وبسبب العطش هاجر اكثر من 650 عائلة من منطقة (سيد دخيل) بجنوب العراق.
  على العراقيين، ان يتخلوا عن صراعا تهم السياسية والمذهبية ويتفرغوا للصراع مع الطبيعة، الذي اي الصراع سيسحب البساط من تحت اقدام الجميع.
•   اتهامات إيران لكردستان العراق .
  اتهمت اطراف ايرانية قبل فترة حكومة كردستان العراق، بتحويلها كردستان إلى حاضنة للأوكار التجبسسية الاسرائيلية ونفت حكومة كردستان الاتهام بشدة،ويبدو وبأمرمن الحكومة الايرانية طبعا،ان مسلسل الاتهامات سيتواصل، فها هو وليد الحلي العضو في دولة القانون التي يرأسها المالكي يتهم حكومة كردستان يتخصيص مطاراربيل لنقل الأسلحة الى المعارضة السورية، ترى كيف يكون محتوى الاتهامات الايرانية المقبلة لكردستان العراق التي لا بد وأن تتواصل في خط مواز للصراع الدائر بين حكومتي بغداد وأربيل ؟.
•   الكرد من (الموالي) الى(اهل الذمة) !
  وضع الجناح العسكري للأخوان المسلمين في جلولاء بمحافظة ديالئ، المواطنين الكرد امام خيارين لقاء بقائهم في جلولاء وهما: اما الجزية أوالقتل، أومغادرة محلات سكنا هم في مدة اقصاها (30) يوما، وتلقت العوائل الكردية رسائل تحوي على بيان بالتهديد ورصاصة، يذكران عوائل مسيحية في العديد من المدن العراقية تدفع الجزية لدولة العراق الاسلامية

•   المحطة الثالثة لمكتب الصدر.
   نقل السيد مقتدى الصدرزعيم التيارالصدري مكتبه من مدينة قم الايرانية المقدسة الى النجف الاشرف نتيجة خلافات بينه و بين الحكومة الايرانية و ذلك على خلفية دعم الصدر لمشروع سحب الثقة عن المالكي.
  على الصدر أن يعلم، انه لن يمر طويل وقت على اقامته في النجف اذا بقي على سياسته الحالية، و ربما تكون محطته الثالثة جنوب لبنان عند قريبه حسن نصرالله
•   مصر..إنتصرت الديمقراطية.
   كان الفارق بين الأصوات لكل من محمد مرسي واحمد شفيق ضئيلا على غرارالفوارق بين المتنافسين في الديمقراطيات المتقدمة 51,73% لمرسي و 48,24% لشفيق، ولوكان أي منها يحوز على 99% من الاصوات لحكم على انتخابات الرئاسة المصرية بالتزوير وبالدكتاتورية، وعندي  ان حزبي الرجلين سيشكلان ثنائيا يتناوب طرفاه على الحكم مثل تناوب الجمهوري والديمقراطي في امريكا والعمال والمحافظين في بريطانيا..الخ من الأمثلة. واعتراف احمد شفيق بالهزيمة فضيلة.
•   استهتار أردوغاني!
   في أجواء المعارك بين الجيش التركي وقوات حزب العمال الكردستاني p.k.k ، يدور الحديث عن عزم الجيش التركي لمها جمة معاقل p.k.k  في قنديل بكردستان العراق، وبهذا الصدد قال اردوغان:( أقول بصراصة ان بلدنا عضو في حلف الناتو،ونحن لسنا ملزمين بطلب الأذن من أي طرف  في حال قررنا القيام بجملة عسكرية ..الخ) ان هكذا استهتار بسيادة وحرمة أراضي الغير يليق بالحكام الاتراك بدرجة اولى (في حال قيامه بمهاجمة قنديل لى يطلب الأذن من أحد )!!
•   طائرات بدون طيار للقاعدة في بغداد.
  جنبا الى جنب استحواذ المالكي على القوات المسلحة العراقية كافة، يلاحظ المراقب تطورا مذهلا في صناعة الاسلحة لدى القاعدة والتي بلغت مرتبة صنع طائرات بدون طيارداخل بغداد واختبارها في سمائها، خبيرفي شؤون القاعدة في حديث له الى صحيفة في كركوك توقع تنفيذ القاعدة هجمات نوعية كبيرة على خلفية صنع تلك الطائرة. يذكر ان معظم اسلحة القاعدة تصنع داخل العراق. والمالكي قائد عام للقوات المسلحة العراقية.
•   بعد خراب (كركوك).
   ينهمك قوميون عرب في كركوك في تأسيس كتلة لمناهضة التدخلات الايرانية والتركية في شؤون كركوك التي اضعفت من موقع المكون العربي فيها، هذه الخطوة من اولئك القوميين تأتي عقب تسلل الضعف الى المكون الكردي هناك جراء تلك التدخلات ايضا والذي يشكو من مواصلة حكام بغداد لتعريب كركوك بل و تشيعها كذلك. ولا تقتصر تدخلات الدولتين المذكورتين في شؤون كركوك وحدها انما تشمل كل العراق، فألى متى يقف الكرد والعرب موقف المتفرج على تدخلاتهما؟.
•   هل يغير اليسار أوروبا وينقذها من ازماتها؟
  ليس العالم العربي وحده بحاجة الى الاصلاح والتغيير، بل اوروبا كذلك، في العالم العربي تقدم الاسلام السياسي لتولي مقاليد الاموروينتظرمنه التحديث والتغير، فيما تعقد الامال على اليساريين من اشتراكين وماركسيين للا صلاح والتحول، ففي فرنسا فازاليسار باغلبية مطلقة في الانتخابات، واحتل اليساراليوناني مرتبة متقدمة جدا في الانتخابات، فيما تضيق البطالة والفقرالخناق على شعوب اسبانيا و ايطاليا والبرتغال..الخ من دول اوروبية اخرى، اللافت ان اليسار ينشط في معاقله السابقة، اي الدول التي ذكرنا ها، اغلب الظن انهم سيحققون انتصارات انتخابية في دول اوروبية اخرى، فهل يغير اليساروجه أوروبا؟
•   مو لود أفنذ..تخلف و قصر نظر.
تجمع اوساط عدة، على ان المخابرات الايرانية اختطفت مولود أفنذ رئيس تحرير مجلة كورد اسرائيل في السليمانية، كان على أفنذ توقع ذلك كون ان اغلب الذين قتلوا من افراد المعارضة الكردية الايرانية، قتلوا في السليمانية، وان المخا برات الايرانية تلاحق منتقديها من حملة الجنسية الايرانية بدرجة رئيسة سواء اكانوا كردا ام فرسا اوعرب، دع جانبا ان مجلته لم تخدم القضية الكردية في شئ.

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل –العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com



340
في العراق.. الكرد والسنة والشيعة بأنتظار الفوضى الخلاقة.

عبدالغني علي يحيى
    قد يبدو العنوان للوهلة الأولى، من حيث مضمونه، غريباً غير مألوف وسط طرح افكار تقليدية لمعالجة الأزمة العراقية الراهنة، سيما للذين ينطلقون منها، اي الافكارالتقليدية، لتفسير الاحداث، والذين غالباً ما يذهب بهم الأعتقاد، على أن الكرد والسنة والشيعة يسعون الى اسقاط المالكي بهدف محو تطلعاته الفردية أو نزوعه التدريجي نحو الدكتاتورية. ولكن إذا علمنا انهما، الكرد والسنة، يعلمان مسبقاً ان خليفة المالكي سيكون من التحالف الوطني الشيعي، فذلك يعني انه سيكون نسخة طبق الأصل عن المالكي، مثلما كان المالكي نسخة طبق الأصل أيضاً عن الجعفري. ومتى ما علم المكونان الاجتماعييان المعارضان هذه الحقيقة المرة بالنسبة لكليهما وقد علما، آنذاك يلح سؤال وجيه على الاجابة: إذاً لماذا يسعيان الى الاطاحة بالمالكي وسحب الثقة منه، بعد ان علما علم اليقين، أن الخلف يكون كالسلف؟
   ان الرد على هذا السؤال، في متناول اليد، فالكرد العراقيون وتجارب الحركات التحررية القومية، الكردية وغيرها، أدركا ويدركان، ان شعار إسقاط السلطة، سواء باللجوء الى السلاح او الثورة المسلحة، أو بالأساليب الدستورية والقانونية في الأوضاع الديمقراطية المستقرة، بعيد، الشعار، عن محتوى الحركات التحررية الوطنية التي تروم تحقيق صيغة حكم قومية ولا تعنيها طبيعة الحكومة أو المكون المقابل أو السائد. عليه فأن سعي الكرد لسحب الثقة من المالكي الذي يعني إسقاطه واسقاط حكومته يتقاطع والمبدأ اعلاه، دع جانباً القول، من أن شعار إسقاط السلطة ليس شعار القوميات المضطهدة بصرف النظر عن حجم هذه القوميات، بل ان نيل الاستقلال أو أية صيغة قومية ترتضيها، شعارها ومطلبها. ولقداثبتت التجارب الكردية، ان من الصعب على الكرد ان يحققوا أهدافهم القومية، بمعزل عن نشوب حروب مع الدول التي تتقاسم كردستان فيما بينها، بشرط ان تقود الحروب دول غير محتلة لكردستان فجمهورية كردستان الأيرانية لم تقم إلا في أجواء الحرب العالمية الثانية واحتلال إيران من قبل الاتحاد السوفيتي السابق وبريطانيا العظمى. وقبل ذلك قامت مملكة الشيخ محمود على اثر الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين فيها، ولولا حرب التحالف الدولي على العراق عام 1991 لما كان بوسع الكرد أن يؤسسوا كيانهم شبه المستقل. وبعد أستئناف الحرب على العراق عام 2003 فأن الكرد حققوا تقدماً ملحوظاً باتجاه تثبيت كيانهم القومي وتعزيزه اكثر، اي انهم استفادوا من تلك الحرب أيضا، هنا كانت الحروب بمثابة الفوضى الخلاقة التي استفاد منها الكرد، وليس الكرد وحدهم في التأريخ المعاصر، استفادوا من الفوضى الخلاقة، بل ان امماً اخرى سبقتهم الى ذلك، فلولا الحرب العالمية الاولى لما تمكن الشيوعيون الروس من انتزاع السلطة من حكومة كيرنسكي ولما تمكن الأخير من انتزاعها من القياصرة، والأمثلة تترى، اذ بفضل تلك الحرب ايضاً فان العديد من الشعوب تحررت من الأمبراطورية العثمانية، كما ان الحرب العالمية الثانية عجلت من انتصار الثورة الشيوعية في الصين على حكومة شان كاي شيك..الخ من الأمثلة. غير ان الذي فات على الكرد استغلاله لضم المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية في العراق، الى الأقليم الكردي، هو عدم استغلالهم للحربين اللتين شنتا على العراق في عام 1991 و2003 لضم المناطق المتنازع عليها الى الأقليم الكردي شبه المستقل، وذلك عبر ازالة ادوات وركائز التعريب التي كانت تتمثل وما تزال بمجمعات سكنية اقامها النظام العراقي السابق في كردستان للعرب الوافدين، وبالأفراد الذين جلبهم ذلك النظام إليها من الوسط والجنوب من العراق، ان هؤلاء الافراد رغم تلقيهم تعويضات مجزية بعد عام 2002 لقاء الرحيل من المناطق المتنازع عليها والعودة الى مناطق سكناهم السابقة، إلا انهم لم يغادروا، وعلى امتداد الأعوام بين 2003 و 2012 فان حكومة المالكي والاوساط الشيعية راحت تواصل التعريب في كركوك والسعدية وجلولاء ومناطق أخرى في ظل موقف مائع للكرد شبه متفرج ومساوم، مع عضهم لاصبع الندم لعدم سحبهم تجربة إجلاء أدوات التعريب وركائزه من خانقين على بقية المناطق المتنازع عليها في حرب عام 2003.
    ان الكرد بانتظار الفوضى الخلاقة لتصحيح الخطأ الذي ارتكبوه والفرصة التي قفزوا فوقها.
عدا الكرد، فان العرب السنة الذين حكموا العراق من عام 1921 والى عام 2003 ينتظرون بدورهم الفوضى الخلاقة من وراء اسقاط المالكي واسترداد السلطة التي فقدوها، لذا تجدهم ليل نهار يعملون لأجل احداثها وانجازها ويشارك في العمل والتهيؤ للفوضى موضوع البحث، المشاركون في العملية السياسية أو الحاملين للسلاح ضدها من امثال الدكتورحارث الضاري وعزت الدوري الذي قام بتخوين نواب من العراقية لسحب تواقيعهم من قائمة التواقيع التي تستهدف اسقاط المالكي وسحب الثقة منه. نعم ان جناحي السنة، الثائر المسلح والمنضوي تحت راية العملية السياسية يلتقيان ليس عند نقطة اسقاط المالكي بل في نقاط كثيرة ان لم نقل جميعها، أيضاً. ولا ننسى ان العرب السنة ادرى من الكرد بأهميه الفوضى الخلاقة للوصول الى الاهداف. فلقد كانوا السباقين الى استثمار الفوضى الخلاقة منذ العهد العثماني، فبفضل الخلاف الكردي – العثماني، تمكن العرب السنة من انتزاع ولاية الموصل من ولاتها الكرد الذين حكموا تلك الولاية مدة قرن، كما انهم (السنة) تعاملوا بذكاء مع تداعيات الحرب (الحرب العالمية الاولى) عقب انتهائها وهزيمة العثمانيين فيهاعندما توددوا الى الانكليز وفازوا بالسلطة في العراق في حين اخفق الكرد والشيعة في ذلك، وهم الذين قاوموا العثمانيين والانكليز على حد سواء. وفيما بعد وفي العهد الجمهوري في العراق 1958 -2003  فأنهم سعوا الى انتزاع السلطة من عبدالكريم قاسم واخفقوا اكثر من مرة ولكن عندما نشبت الحرب بين قاسم والكرد 1961-1963 وبعد مرور اقل من سنة واربعة اشهر و27 يوماً عليها وانشغال جيش قاسم في الحرب فانهم اخذوا السلطة منه في 8-2-1963. ونتيجة للاقتتال الكردي- حكومة البعث والذي بدأ في 10-6-1963 وبلغ ذروته في خريف ذلك العام فقد تمكن عبدالسلام عارف من تنفيذ انقلابه وطرد البعثيين من السلطة، وبعد مرور اعوام عاود البعثيون الكرة واستعادوا سلطتهم بعد توتر العلاقة بين الثورة الكردية وحكومة عارف –البزاز والتي تكللت بانهيار قوات الاخيرة في معركة جبل هندرين في اذار عام 1967 اي بعد مرورعام على اكبر هزيمة الحقت بجيش عبدالرحمن عارف على يد الانصار الشيوعيين بدرجة اولى ومقاتلين تابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني في معركة هندرين.
    عاد البعثيون الى السلطة في 17-7-1967 بعد مرور اقل من 14 شهراً على تلك المعركة. ان كلا من الكرد والعرب السنة يأملون ان تتجه الاحداث منذ شهور باتجاه الفوضى الخلاقة، الكرد لاجل ضم المناطق المتنازع عليها الى المناطق الخاضعة لحكومتهم، والعرب السنة لغرض استرداد السلطة من الشيعة. من غير ان يأخذوا، العرب السنة، بالبال، انهم صاروا في الموقع الذي كان عليه الكرد في السابق ومثل هكذا حالة تملي عليهم الكفاح نحو تحرير منطقتهم التي اصطلح على تسميتها بالمثلث السني بدل التعلق بوهم العودة الى حكم العراق، وأرى ان من السهل عليهم العمل من اجل تحقيق مطلب واقعي ومشروع الا وهو الفيدرالية لمنطقتهم وحتى استقلالها من العمل على قلب حكومة المالكي والاستيلاء على السلطة.
   بالعودة الى عنوان المقال، قد ينبري احدهم معترضاً. وما حاجة الشيعة الى الفوضى الخلاقة طالما كانوا حكاماً للعراق وحققوا أما نيهم التي طال تحقيقها لعقود إن لم نقل لقرون؟.
   ان المالكي الذي يقود السلطة ويواجه مخطط سحب الثقة عنه، لا بد بدوره أن يعلق الامال في أن تؤول الفوضى الخلافة لصالح مكونه الاجتماعي الشيعي، لكي يعلن حالة الطوارئ والاحكام العرفية في البلاد أو يلجأ الى حكومة الاغلبية التي تقود تلقائيا الى الغاء الديمقراطية والفدرالية واشكال الحريات في العراق ومن ثم التمهيد لنظام أشبه ما يكون بنظام ولاية الفقيه، اي النظام الايراني الحالي الذي الغى الحريات في ايران ومارس البطش والارهاب بحق معارضيه من جميع القوميات والاطياف والكيانات السياسية، وفي سعيه لتهيئة وتعبيد الطريق امام الفوضى الخلاقة فأنه يقف على أرضية جد صلبة فالجيش والاجهزة القمعية كافة ملك يديه، أضف الى هذا ان المكونين الاجتماعيين الاخرين السنة والكرد يعانيان من الانقسامات، وبالاخص المكون السني الذي يعاني الامرين من الضعف والهزال والتمزق الشديد، يتجلى ذلك في انقسامات متتالية في صفوف العراقية ونجاح المالكي في استمالة الكثيرين من انصارها وعلى وجه الخصوص في محافظات كركوك ونينوى وديالى وحتى في صلاح الدين. وان معركة سحب الثقة الخاسرة من المالكي ستجعل من المالكي وحكومته أشد تنمراً وتأسداً  امام خصومهما من المكونين المذكورين الكردي والسني، وعندي ان الاعمال الارهابية في يوم الاربعاء 13-7-2012 والتي طالت المناطق المتنازع عليها بشكل لافت وذلك في (ختاري) و ( شاقولي) ومقرات الحزبين الكرديين في الموصل ودك الاحياء الكردية في السعدية باكثر من (20) قذيفة، ناهيكم عن اعمال العنف في كركوك وفي اليوم نفسه، وقبل ذلك بايام سحبت الفرقة العسكرية 11 من كركوك لتطويق الاعظمية السنية داخل بغداد والبطش بسكانها. لايخامر المرء أدنى شك ان تلك الاحداث خدمت سلطة المالكي وبأتجاه الفوضى الخلاقة.
   مما تقدم، ان الجميع يعمل ويتهئ للفوضى الخلافة التي قد تحصل على يد العامل الخارجي ايضا، فالعامل الخارجي كان وما يزال كما العامل الداخلي لعب دورا كبيرا في ألاحداث العراقية، لهذا فأن المكونين الكردي والسني عين على حرب ضد ايران وماتليها من رجات عنيفة محتملة في المنطقة، والحرب هي لب الفوضى الخلاقة تليها اشكال اخرى من حيث التأثير مثل الانقلابات العسكرية والمظاهرات والاضرابات.. الخ من الاساليب التي يطلق عليها بعضهم تسمية النضال وتبقى الفوضى الخلاقة التي نادى بها باكونين الروسي وبرودون الفرنسي سبباً لا كل الاسباب للاطاحة بالحكومات او الطبقات الاجتماعية اوسلطة الاحتلال والامم المهيمنة، وليس من الحكمة بمكان نفي نظريتهما او فلسفتهما بالمرة أو شطبها بجرة قلم نزولاً عند معتقدات سادت لعقود، وعلى رأسها العقيدة الماركسية.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com   

341
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب. 



عبدالغني علي يحيى
•   معركة الكاظيمة للسنة 2012
لغرض حماية مراسيم إحياء ذكرى استشهاد الأمام موسى الكاظم (ع) ذكر مصدر في وزارة الداخلية العراقية، أنه تم تخصيص اكثر من (33000) جندي و (12) طائرة حربية و (60) خلية اسخباراتية والعشرات من نقاط السيطرة والتفتيش و مثلها من الفرق الصحية، فيما و ضعت وزارة المواصلات 900 سيارة لنقل الزوار والبلديات 100..الخ  وكانت الحصيلة قتل و جرح المئات من الزوار.الطريف ان مصدرا حكوميا طلع على الناس بقول يشبه العلامة (7): ( ان احياء المناسبة تم بنجاح )!
يقينا، لو بعث الامام الكاظم حيا لغضب بشدة و دعا الى الكف عن الاحياء الدامي لمناسبة ذكرى وفاته التي تذكرني بمهرجان ثقافي اقيم قبل نحو العقدين لشاعر ورجل دين كبير،وتوج بعد انتهائة بدعوة الحضور والضيوف الى ناد لشرب الخمر، واذكر كيف ان احدهم همس في اذن احدهم مازحا، ترى لو بعث رجل الدين الجليل وعرف كيف تم احياء ذكراه بشرب الخمر،ماذا يقول؟ والى معركة الكاظمية السنوية المقبلة في 2013.
•   الأوائل في إنتاج الحشيش، دولتان إسلاميتان!
ورد في تقرير لمنظمة دولية، ان كلا من افغانستان و المغرب العربي يحتلان المرتبة الأولى والثانية في إنتاج الحشيش في العالم، فمرحى للصحوة الاسلامية في البلدين المسلمين والعالم الاسلامي أجمع، في وقت نرى فيه الأمم غير الاسلامية، تتبارى في غزو الفضاء الخارجي والعلوم واشكال التكنولوجيا.
•   إذا كنتم أنزه من المالكي فأرموه بالف جحرة!
ما زالت حملة سحب الثقة من المالكي تتواصل من قبل ما يقارب النصف من البرلمانيين العراقيين بدعم من رؤساء احزابهم، متهمين اياه بالفساد والتفرد بالسلطة، علما ان مجرد مواجهة هؤلاء بالرواتب الضخمة التي ينالونها دون وجه حق والميزانيات الأضخم منها للرئاسات الثلاث والتي يتحول الجزء الاكبر الى جيوب قادتها، تكفي لوضعهم في صف المالكي. هنا تحضرني حكاية (مريم المجدلية) يوم لاحقها الناس بالحجارة بتهمة الزنا ، وخرج عليهم المسيح (ع) قائلا: (من لم يرتكب منكم خطيئة فليرمها بألف حجرة) مع الفارق بين الحكايتين ولا فرق بين المالكي والساعين الى اسقاطه، فا لكل في الفساد سواء.

•   وحدك ملكت (الدولة) يا ابن العشيرة.. عاملها بالمعروف عندك أسيرة.

مع الاعتذار للفنانة سميرة توفيق..فلقد اشارالكاتب عبدالجبار العتابي في(الصباح) العدد 1365، الى طغيان الكتب التي تعنى بتأريخ العشائر والانساب على دونها من الكتب في شارع المتنبي،وان الظاهرة العشائرية منتشرة تدعو الى اللجوء الى العشيرة لأنها اقوى من الدولة،حسب قوله، ان الترويج للظاهرة (بات اقوى من الترويج لها في التسعينات في القرن الماضي) واضاف:( ان كبار رجال الدولة يلجؤون الى العشائرية في الكثير من الأحيان) و قالت د.رغد السهيل و هي استاذة جامعية : ( ان  الثقافة اصبحت عشائرية وا صبحت النعرة طائفية ، وخلص العتابي الى القول : ( ان الانسان العراقي وجد اللجوء الى العشيرة أفضل من اللجوء الى الدولة التي لم تعد تحميه) ومرحبا ب( دولة القانون)!

•   الكرد من (أتراك الجبال ) الى طورانيين!
قال محمد شاندر نائب رئيس كتلة حزب MHP البرلمانية التركية، ان الترك والكرد طورانيون، ولا  توجد في تركيا قضية كردية، وانهم من وراء إثارتهم للغة الأم (الكردية) يعملون لأجل خلق شعب جديد! وان الانكليز والقوى العالمية يثيرون القضية الكردية!..الخ وليكن الله في عون الوطنيين الكرد امام هكذا جهل مركب. 

•   أمريكا ..بين كرد تركيا وإيران .
جاء في تصريح لمصدرين تركيين، ان أمريكا نصحت حزب العمال الكردستاني بعدم القاء السلاح، في وقت تعد تركيا حليفة لأمريكا، بالمقابل فأنها (امريكا ) لا تستجيب لكرد إيران ولا تدعمهم بالمال كما قال عبدالله مهتدي سكرتير المنظة الثورية الكردستانية الكادحة في ايران لصحيفة (روداو) الاربيلية, العدد 215. وامريكا تدعي العداء لأيران  على طول الخط!!


•   كتاتيب سوزان هيوارد!
وافقت وزارة اوقاف كردستان على برامج أعدتها الأمريكية سوزان هيوارد من معهد السلام الامريكي لفتح ورشتي عمل لرجل الدين الاسلامي في كردستان وذلك لأجل (عصرنة الخطاب الديني الاسلامي والاستفادة من التجربة الامريكية ورفع مستوى رجال الدين الكرد)! ولقد حضر الورشة الأولى (30)  رجل دين . الخبر غريب من نوعه، امريكية تهيئ رجال دين مسلمين، لكن الغرابة تتبدد اذا علمنا ان السلاسل التي تستخدم في الضرب واللطم في عاشورا تم استيرادها من ايطاليا وسجاجيد الصلاة من الصين!!

•   (رجاء) غارودي.
في تغطيتها لوفاة روجيه غارودي ورد في بعض وسائل الاعلام العربية اسم روجيه (رجاء) وكأن الاسم الفرنسي عيب وكفر، هذا ماتتخوف منه الشعوب الاسلامية غير العربية، من ان يدوس الاسلام السياسي على مشاعرها القومية فيستبدل اسماء ابنائها وبناتها باسماء عربية، والاسم سابق على الاديان، اي قومي. وفي القرن الماضي وبعد اعتناقه للاسلام اصبح الملاكم الامريكي الشهير (محمد علي كلاي) وماذا لوبقي غارودي وكلاي على اسمهما القومي؟.
•   الخطر الاكبر على التشيع!
لدى مقتدى الصدر ان ( الخطر الاكبر على التشيع هو ان يكون الدكتاتور من التشيع) في اشارة منه الى المالكي الذي يعد الاقل دكتاتورية وبما لايقاس مقارنة بحكام طهران والعلوي الدموي بشار الاسد. يا مقتدى ان كل من يدمج الدين بالدولة دكتاتور، شيعياً كان أم سنياً أم مسيحياً .. الخ وانت من دعاة دمج الدين بالدولة. أليس كذلك؟
•   رمضان.. ومسلسلات الدولة التركية المسلمة!
حذرت اوساط الاسلام السياسي المصري من عرض المسلسلات التركية في شهر رمضان المبارك بمصر لتقاطعها مع مبادئ الاسلام وقيمه على حد قولها، هنا نتساءل الا يعني الوجه الاخر لتحذيرهم، ان عرضها في الشهور الاخرى من السنة، حلال؟ ارى ان الرجوع الى المسلسلات الكورية والمكسيكية افضل كونها محتشمة اكثر من مسلسلات الدول الاسلامية!
•   قصة مقتل عراقي في جوها نسبرغ.
قبل نحوالشهرين قتل عراقي في جوهانسبرغ بجنوب افريقيا  يدعى (ابراهيم عبدالمهدي مثنى) وتطالب اسرته باستمرار وزارة الخارجية العراقية بالمساعدة على نقل جثمانه الى العراق، لكن الغريب في الامر حسب (الصباح) العراقية العدد 2555 (ان تلك الجهات لم تسع لجهة التعرف على مصير الجثة في بلاد الغربة) ! مضيفة ( الجثة محتجزة هناك ويحال دون عودتها الى العراق) ! من عندنا نتساءل هل من اهتمام بالجثث داخل العراق وقد شوهدت الكلاب تألكها في بعض المدن، كي يهتم بامرها خارج العراق؟.
•   في العراق.. الامن مستتب والاغتيالات تتصاعد!
قبل يوم من احداث الاربعاء الدامي قال الشيخ حسن شنبه التميمي لصحيفة الشرق البغدادية ع:1368 ( ان حكومة المالكي قطعت اشواطاً كبيرة في استتباب الامن) و(أن المالكي هو الانسب والأجدر لقيادة حكومة العراق)! وفي اليوم نفسه قال حامد المطلك عضو لجنة الامن والدفاع النيابية لصحيفة (التأخي) ع :6342 بارتفاع وتيرة الاغتيالات بالأسلحة الكاتمة للصوت في البلاد، والأنكى من هذا اشارته الى عدم قدرة لجنته البرلمانية تحديد الجهة المنفذة للأغتيالات. وبعد ساعات توجت احداث الاربعاء الدامي كلا القولين .
•   أوقفوا مهازل التطرف الديني.
منعت الحكومة الايرانية النسوة الايرانيات من مشاهدة مباريات اليورو لعام 2012 وذلك في صالات السينما و المحلات العامة بذريعة خدمة النسوة  واحترامهن، وفي السعودية مازال اضطهاد النسوة قائماً والجدل لم يتوقف فيها بخصوص السماح لها بقيادة السيارات، وفي حينه حرمت طالبان البنات في افغانستان من الدراسة، وبلغ التطرف الديني اشده في شمال مالي، حيث تم جلد بعضهم من المدخنين وحرق علب سكائرهم. يذكر ان الاعدام كان عقاباً للمدخنين في الدولة العثمانية، الا ان حرمه احد سلاطينها بعد أن وجد لذه في التدخين.
•   تصرف هولندي ولكن صدامي بأمتياز!
صدر قرار من الحكومة الهولندية يقضي بترحيل سيدة عراقية تدعى ليلى محمود احمد دون زوجها واطفالها، الامر الذي ذكرنا بتصرفات النظام العراقي السابق يوم اجبر المئات من الازواج العراقيين تطليق زوجاتهم من جنسيات غير عراقية وبالأخص الايرانية فطردهن من البلاد، عجيب ان تمارس هولندا الفعل الصدامي نفسه، وهي بلد الحرية والديمقراطية.
•   حسم خلاف بين دولتي بغداد وديالى!
استعادت بغداد مناطق (الشاعورة وام جدر وركه الطابور) والتي ضمت بمرسوم جمهوري عام 1987 الى  ديالى في اطار التغيرات التي اقدم عليها النظام السابق ضمن توجهاته الطائفية لصالح السنة، ومن المؤمل استعادة المناطق (السعادة والكرامة والحسينية الشمالية) منها وضمها الى بغداد ايضاً، بمثل هذه السهولة تستعيد حكومة بغداد المناطق الشيعية في حين تضع العراقيل امام المادة (140) لابقاء الخلاف مع الكرد قائماً حول المناطق المتنازع عليها.
•   ملفات المالكي العشرة للأبادة الجماعية!
على غرار تهديدات احمدي نجاد الجوفاء وقبله احمد الشقيري. وحسب مصدر مقرب من احد قياديي حزب الدعوة، ان المالكي هدد في حال استجوابه بالكشف عن (عشرة ملفات كارثية تنهي الاطراف المعادية له : التحالف الكردستاني والعراقية والتيار الصدري سياسياً وقانونياً وشعبياً!!       ياسلام .. اشويه على كيفك.
•    يدخرها ليوم معلوم!
 اشار ناطق باسم الاتحاد الوطني الكردستاني الى أن (لدى الطالباني معلومات تمس الاطراف المجتمعة على سحب الثقة من المالكي، لكنه يدخرها ليوم معلوم) ! ترى متى يحل ذلك اليوم، تم الاتدخل الاشارة هذه والتهديدات اعلاه في خانة مدانة وجوفاء ان جازالتعبير في ان معاً.
•   هل تنتقم جورجيا من روسيا؟
اتهمت موسكو واشنطن بحثها جورجيا على الانتقام من روسيا لأحداث عام 2008. ولكن، ياترى اينطلي مثل هكذا امر على العقل السليم، ان تهاجم جورجيا الصغيرة عملاقاً كروسيا. وقصة هتلر ونابليون ماثلة للعيان؟
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

342
حل القضية الكردية في تركيا .. حقيقة ام مؤامرة  ؟

عبدالغني علي يحيى
   يتبارئ القادة الأتراك من اسلاميين وعلمانيين هذه الأيام، وتحديداً منذ الزيارة الاخيرة التي نفذها نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان العراق الى تركيا والتي توجت بحزمة من الاتفاقيات والمشاريع الاستراتيجية التجارية والاقتصادية بالأخص والتي سال لها لعاب  أولئك القادة كونها تدر بالربح عليهم  اكثر مما تدرعلى الكرد، وهذا ما سنأتي على ذكره في سياق هذا المقال. يتبارون في اطلاق الوعود والتصريحات المفعمة بالتفاؤل توحي بحل قريب للقضية الكردية في شمال كردستان، أي كردستان تركيا. فعلى سبيل المثال لا الحصر. قال احمد داود أوغلو وزير الخارجية التركية:( ان المفاوضات بين حكومته وحزب العمال الكردستاني p.k.k  بدأت منذ فترة طويلة لحل القضية الكردية في تركيا) واشار الى تنسيق بين الولايات المتحدة وتركيا والعراق للغرض نفسه. فيما قال (بشير أتالاي) نائب رئيس الوزراء التركي لفضائية c.n.n التركية: (ان المفاوضات حول تخلي حزب العمال الكردستاني عن الكفاح المسلح مستمرة) مضيفاً :(هناك قرار مشترك مع القيادة السياسية في اقليم كردستان – اي كردستان العراق).
العلمانيون الاتراك بدورهم سارعوا للأشتراك في المباراة، فلقد دخل حزب الشعب الجمهوري على الخط في قول زعيمه (كمال كليجدار أوغلو) :( لن أتوانى عن بذل الجهود الرامية الى تسوية المشكلة الكردية).
.. الخ من الاقوال والتصريحات التركية الدالة على تعاظم الحركة القومية الكردية في تركيا وضرورة ايجاد حل لها يجني فؤائده الاتراك والكرد على حد سواء.
   إن هذه، ليست المرة الاولى، تطلق أفكار لافتة عن عزم القادة الاتراك على حل القضية الكردية في تركيا أو إدعاء حلها ومنذ تسلم حزب التنمية والعدالة ذو التوجه الاسلامي لمقاليد الحكم في تركيا لدورتين انتخابيتين متتاليتين، فأن هذه الافكار تطرح بين حين وحين، والمتتبع لها بدقة يتوصل الى تثبيت عدد من الاراء والاستنتاجات منها:
1-   ان الاقوال التركية لأجل تسوية المشكلة الكردية في تركيا. غالباً ما تدلى عند قيام الطرفين التركي والكردي العراقي بتوقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية غير متكافئة ولصالح الطرف التركي بدرجة اولى، مثلما كانت الاتفاقيات التي وقعها الاتراك في وقت سابق مع كل من سوريا و العراق لصالح تركيا وبأمتياز.
2-   والملاحظ في الصفقات التجارية الكبيرة بين تركيا وبين جيرانها، كردستان، سوريا، العراق، انها تبرم في الاوقات التي تستفحل الخلافات بين الجيران الثلاثة لتركيا، فقبل اعوام وقع الاتراك اتفاقيات تجارية ضخمة مع كل من سوريا والعراق في فترة اشتدت الخلافات والازمات بين الاخيرين، وتكررت الحالة بين تركيا وحكومة كردستان حيث تشهد العلاقات بين حكومة كردستان والحكومة العراقية توتراً وتدهوراً شديدين أديا الى جعل زيارة رئيس حكومة كردستان الاخيرة الى انقرة زاخرة بالاتفاقيات التجارية والمشاريع الاستراتيجية تمثلت بالدعوة الى فتح معبرين حدوديين بين تركيا و كردستان العراق، حيث كان هناك وما يزال معبر واحد الا وهو معبر (ابراهيم الخليل) الذي ظل المعبر الوحيد بين البلدين لعقود من السنين، فالأتفاق بمد انبوبين للنفط والغاز الكردستانيين عبر الاراضي التركية الى اوروبا مع تصفية النفط الكردي في المصافي التركية واعادة مشتقاته فيما بعد الى كردستان، ان هذه التطورات في العلاقة بين أربيل وانقرة ان دلت على شيئ، فانما تدل على الحجم الكبير الذي بلغته التعاملات التجارية والاقتصادية بين البلدين وحجم الاستثمارات التركية في جنوب كردستان (كردستان العراق).
3-   وفي تطرقهم الى الافكار بشأن حل المسألة الكردية في تركيا، نجد الاتراك يبرزون الدور الكردي لكرد جنوب كردستان لغرض حل هذه المسألة، وكأن الكرد العراقيون طرف رئيس فيها، واحياناً توحي تصريحاتهم وكان حكومة كردستان ضالعة في المخطط التركي للقضاء على p.k.k أو تحميلها في أن مسؤولية اتخاذ p.k.k  من أراضي جنوب كردستان قواعد انطلاق لقواته ضد تركيا ، وواضع كم من مرة وعلى امتداد الاعوام الماضية دعت فيها تركيا حكومة كردستان للضغط على p.k.k  لكي ينهي تواجده في قواعد عسكرية له على الشريط الحدودي بين كردستان العراق وتركيا. واللافت ان حجم الوعود والتصريحات التركية لحل القضية الكردية في تركيا مواز لحجم الصفقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تركيا وجنوب كردستان والتي تعد تركيا بمثابة المستفيد الاكبر من ورائها كما قلنا. ولما كانت الزيارة الاخيرة للبارزاني الى تركيا قد توجت بصفقات نوعية كما بينا، فان سيل الدعوات والوعود التركيا بحل القضية الكردية لم ينقطع لأيام عدة.
4-   ولا يغيب عن البال، أن تركيا في كل انفتاح مزعوم لها على القضية الكردية في شمال كردستان، كردستان تركيا، فأنها تجعل من موضوعة تخلي حزب العمال الكردستاني عن الكفاح المسلح وبالتالي القائه للسلاح كشرط لحل تلك القضية ، مطلباً رئيسياً لها. ولا شك ان هكذا مطلب منها سيجابه برفض قوي من لدن الوطنيين الكرد أينما كانوا ووجدوا. هنا نجد كيف ان الحكومات العراقية الحالية والسابقة تقدمت على الحكومة التركية في التعامل مع الحركات الكردية المسلحة والسلاح الكردي، ففي الماضي دخل الكرد عام 1963  مع انقلابيي 8 شباط وفي مطلع عام 1964 مع حكومة عبدالسلام عارف وفي 1967 مع حكومة عارف البزاز وفي 1970 مع حكومة البكرفي اتفاقيات بهدف حل القضية الكردية في العراق، إلا أن أي بند في تلك الاتفاقيات لم ينص على إلقاء الكرد لسلاحهم. ليس هذا فحسب، بل ان اتفاقية اذار لعام 1970 بين الثورة الكردية والحكومة العراقية اجازت لقيادة  الثورة الكردية الاحتفاظ ب 20000 مسلح. وبعد سقوط النظام العراقي عام 2003 اصبحت قوات البيشمركه الكردية جيشاً رسمياً مكملا للجيش العراقي ويتمتع بميزانية من قبل الحكومة الاتحادية.
  لما تقدم، يتبين ان التصريحات التركية لحل القضية الكردية شكل من اشكال مواصلة القتال ولكن بشكل اخر يرمي الى تجريد الحركة التحررية الكردية في تركيا من سلاحها ومن ثم القضاء عليها، وبدلاً من ذلك، نرى ان على تركيا ان تقدم بصدق نحو حل جذري للقضية الكردية يتضمن الابقاء على السلاح الكردي فالتعامل مع قوات (الكريلا) الكردية هناك، كجيش رسمي يتمتع بميزانية على غرار تمتع قوات البيشمركه الكردية بها في العراق، وان ينظر اليها، الكريلا، النظرة الى الجيش التركي من حيث الامتيازات وعلى قدم المساوات وفي حال اقرار الحكومة التركية بهذا المبدأ فان مكانتها تتعزز وتقوى في حلف شمال الاطلسي ويسهل امر دخولها في الاتحاد الاوروبي الذي تحلم به ليل نهار. وإذا امعنا الفكر اكثر، لوجدنا بأن على الحكومة التركية ازالة مظاهر التسلح في بلادها  وان تقدم على الغاء قواعدها العسكرية في شمال كردستان العراق وتوقف للفور قصفها شبه اليومي لقرى واراضي كردستان العراق، وتكف عن مواجهة التظاهرات الكردية السلمية بقوة السلاح، ان الذي يعيق التوصل الى اتفاق بين الحكومة التركية والثوار الكرد، ليس (الكريلا) او القوات الدفاعية الكردية في كردستان تركيابل الممارسات والمواقف التركية حيال المطاليب القومية الكردية، اذ ما برحت تركيا تتصرف تصرفا نعاميا ان جازالتشبيه تجاه القضية الكردية وتنطلق من العنجهية والتعالي في التعامل معها، وبات مؤكداً لدى الجميع ان حل القضية الكردية في شمال كردستان لن تتعدى الاقوال المعسولة والمخدرة والدعوة الفارغة لحلها لدى القادة الاتراك.
5-    تختزل الحكومة التركية الى هذه الساعة المطاليب القومية الكردية في حقوق ثقافية واعلامية ضيقة مثل تأسيس اذاعة أو فضائية تلفزيونية كردية أو السماح بتدريس اللغة الكردية في المناطق التي يطالب الكرد بتدريسها.. الخ. من غير ان يعلموا ان جهاتاً اخرى سبقت الاتراك باشواط في مجال تأسيس الاذاعات والفضائيات باللغة الكردية. علماً ان تجارب الماضي علمتنا كيف ان من السهل جداً التراجع عن تلك الحقوق حين تسنح الفرصة للحكومات للانقلاب عليها، الحقوق، ومصادرتها. وليعلم القادة الاتراك، ان الحل الجذري للقضية الكردية في شمال كردستان يكمن في الاقرار بصيغة للحكم ترضي الكرد، كأن تكون فيدرالية أو كونفيدرالية وحتى الدولة المستقلة، وان تأجيل هذا الحل سيدفع بالاتراك والكرد معاً الى الغرق في بحار من الدماء والدموع. وان السبب هم القادة والحكام الاتراك بدرجة رئيسة بل اولى وأخيرة.
6-   ومما تتوخاه الحكومة التركية من التنسيق مع الحكومات: الامريكية والعراقية والكردستانية لحل القضية الكردية هو إظهار هذه الحكومات بأنها معها وعلى p.k.k على الرغم من ان مجرد القول (التنسيق مع هذه الحكومات) يعني تدويلاً للقضية الكردية في شمال كردستان.
7-    ولا شك ان الاستعانة بجهود تلك الحكومات وغيرها لحل تلك القضية، ستكون جد مقبولة ، في حال كرست للتقريب بين الاتراك والكرد على اساس الاعتراف بالحقوق القومية العادلة للشعب الكردي في شمال كردستان، واعتبار تلك الدول شهوداً ومراقبين على اية اتفاقية توقع بين الترك والكرد، وهنا لا مناص من القول ان تركيا في اشراكها دولاً اخرى لحل القضية الكردية تتقدم على الحكومات العراقية والسورية والايرانية الرافضة سيما بالنسبة للأخيرتين التفاوض مع الكرد أو الاستعانة بالجهود الدولية. وفي كل الاحوال ما على تركيا إلا ان تعلم ان حل القضية الكردية في تركيا يأتي عبر الاتفاق مع ممثلي الشعب الكردي هناك وبالاستناد الى مبادي حق تقرير المصير وحقوق النسان بدل العزف على الوتر الخارجي واظهار الاطراف الخارجية المعنية بالأمر وكأنها حليفة للحكومة التركية ومؤيدة لها في صراعها ضد الكرد.
  من جانب اخر على القوميين الكرد وعلى الاخص الكرد في العراق، ان لا يثقوا بالاستثمارات التركية الهائلة في كردستان العراق ولا بكثرة الاتفاقيات التجارية والاقتصادية الموقعة معهم في ان تفضي الى احداث تغيير ايجابي في الموقف التركي من القضية الكردية في كردستان تركيا خاصة وفي الاجزاء الاخرى من كردستان الكبرى عامة، وليضعوا نصب أعينهم كيف ان الاتفاقيات التجارية والاقتصادية الضخمة التي وقعت بين تركيا وبين كل من سوريا والعراق، لم تمنع الاتراك من الانقلاب عليها بسرعة، وأثروا مخاصمة الاخيرتين: سوريا والعراق لأجل الحصول على ربح اكبر في المدى المنظور أو البعيد بعد سقوط نظاميهما، عليه و استناداً على هذه الحقيقة فان الاتراك لن يترددوا على الانقلاب على الكرد ايضاً في حال اذا رأوا في ذلك منفعة لهم وربحاً، وليضعوا نصب  اعينهم ايضاً، ان ما يقارب ال 8 سنوات من تولي حزب التنمية والعدالة للحكم في تركيا، فان الحكومة التركية لم تخطو ولوخطوة واحدة باتجاه حل القضية الكردية في تركيا، وكل ما أقدمت عليها لم يتعدى الاقوال والوعود، في وقت تفيد التجارب في حل القضايا القومية ان اياماً وبضعة اسابيع قد لا تتجاوز اصابع اليدين، كافية لايقاف القتال وحقن الدماء والاعتراف بحقوق الغير.
   ان مايجري على الارض من قتل يومي للكرد في تركيا و اعتقالات بالجملة لنشطائهم والتي طالت قبل ايام مسؤولي بلديات كردية ومواصلة قصف السلاح التركي لأراضي كردستان العراق فتصميم تركيا على انجاز السدود على نهري دجله والفرات، دليل قاطع على عدم حصول اي تحول نوعي في السياسات التركية العنصرية ازاء الكرد وشعوب المنطقة كافة.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق.
•   Al_botani2008@yahoo.com
 


343
كل ثلاثاء: خبر و تعقيب   
                                             
 
عبدالغني علي يحيي
* المالكي.. أين ومتى يكون عروبياً.. وشيعياً؟
وعد المالكي اثناء زيارته الى الموصل السنية ذات النزعة العروبية باعادة ضباط الجيش العراقي السابق للخدمة في الجيش، ثم جاء اعلان عن تشكيل قوة باسم (حزام الموصل) من رجال الشرطة السابقين، ويبدو انه عزف على وتر العروبة لتأليب عرب الموصل على الكرد، كما فعل في  كركوك السنية عندما نادى بعراقيتها، فكسب  ود عربها، وفي بغداد تجده عيناً على التحالف الوطني الشيعي والمرجعيات وشرقاً على  إيران.
* المثلث الجنوبي ببعد المثلث السني!
 قبل اعوام كان النشطاء السنة بنزعجون من ذكر مصطلح المثلث السني بدعوى انه يضعف من عراقيتهم،ولم يكن يدور ببالهم حلول يوم يثبت فيه الشيعة بانهم اشد جرأة وصراحة منهم، لما نادوا بــ (المثلث الجنوبي) فلقد دعا مجلس محافظة البصرة ثلاث محافظات جنوبية نفطية للاتفاق على امكانية اعلان اقليم المثلث الجنوبي،وقد يظهر مثلث ثالث في المستقبل.
* الغش قاعدة والنزاهة استثناء!
يشكو العراقيون من  الغش في كل شيء، د. ايمان محمد مديرة شعبة  الرقابة الصحية في الرصافة قالت: (توجد الاف من حالات الغش الغذائي ونعتمد على المواطن في الاخبار عنها)! وفي تحقيق عن الغش في (الصباح) العراقية، قال طالب (انني اعشق الغش ولولاه لما تمكنت من اجتياز مراحل الكلية) وفي محافظة واسط قال مدير الاشراف التربوي: (ان الغش في الامتحانات اصبح ظاهرة شائعة)، واكتشف مدير مركز امتحاني: (ان جميع الطلبة الممتحنين قد مارسوا الغش..).
* بلد البطالة المقنعة
ذكرت اللجنة المالية في البرلمان العراقي، ان البطالة المقنعة في العراق تجاوزت الـ (40% واشار النائب عبدالحسين الياسري الى (وجود اكثر من مليونين و 650 الف موظف) مقنع ان جاز القول، علماً ان هنالك مئات الالوف من  الخريجين بانتظار التعيين، فتصور حجم البطالة المقنعة في القادم من الأيام!.
*.. وكم يخيب الظن بالمقبل!
في مقابلة له مع صحيفة (هةوليَر) الكردية طالب اياد علاوي من التحالف الوطني باعطائه (ضمانات، بان لاينتج الذي يخلف المالكي نهج الاخير) ونقول لعلاوي، هل ضمن اسقاط المالكي حتى يطلب ضمانات لما بعد سقوطه، بدون شك مطالبته هذه تعجيزية اضافة الى سذاجتها، ونذكره برباعية الخيام (غد بظهر الغيب واليوم.. وكم يخيب الظن بالمقبل) وعليه ان يعي أن  خليفة المالكي سيكون صورة طبق الاصل عنه.


* الديوانية: عودة الأبن الضال!
تقرر في الديوانية توزيع قطع اراضي سكنية على من سمتهم الحكومة المحلية هناك (بالوافدين من المناطق المتنازع عليها في كركوك وخانقين) على حد قولها،واضافت: (أنهم غادروا الديوانية في ثمانينات القرن الماضي) وتحاشت ذكر انهم كانوا ادوات التعريب للنظام السابق.
* اسرار... فضائح.. صفقات
من الظواهر الشائعة في العراق كثرة التهديدات بكشف ملفات الخصوم،ولكن مع وقف التنفيذ.. الهاشمي مثلاً هدد المطلب بكشف ملفاته في حال عودته الى الحكومة. من جانبها هددت رئاسة اقليم كردستان بكشف رسائل سرية.
عن المالكي وصفتها بالخطيرة. وفي مشادة  كلامية له مع اياد علاوي. هدد خميس الخنجر الاخير بــ ( كشف المستور)..!.. الخ من الأرجح ان يتوج كل تهديد من قبيل الذي ذكرناه، بصفقات تؤدي الى سكوت متبادل.
* العراق مصدراً للتجربة الديقمراطية!
كما نعلم ان العراق صار بلداً مستورداً بامتياز ولم يعرف بمصدر لاي شيء باستثناء (التجربة الديمقراطية)! ففي لقائه بالسفير الافغاني ببغداد ابدى وزير الخارجية العراقية، استعداد العراق لنقل (تجربته الديمقراطية) الى افغانستان، هذا في وقت تعجز فيه هذه (التجربة) عن تدارك التمزق والتأزم القائمين في العراق. ثم اذا كانت افغانستان راغبة في الاخذ بالدمقراطية، اليس الأجدى بها الاستفادة من ديمقراطية الدول المتقدمة التي تخوض الحرب الى جانبها ضد طاليبان؟
*التطرف الديني المذهبي الشيعي بدأ يكشر عن انيابه..
عد كاتب عمود بجريدة (الشرق) البغدادية ان كلا من طه حسين في كتابة(حديث الاربعاء)ونجيب محفوظ في (اولاد حارتنا)وقبل الاثنين ابو العلاء المعري في (سقط الزند) سبقوا سلمان رشدي في الاساءة الى الاسلام. واضاف، (ان حركات صهيونية- امريكية تعمل على تحريك مثل هذه الافعال لانها تعلم ان نهايتها سوف تكون على يد الامام المهدي المنتظر)!!! اوقفوا هذا التطرف قبل ان يدخل العراق في ظلام دامس.
* الشارع الشيعي!
اعتدنا على سماع المصطحات او الكلمات (الشارع الايراني) أو المصري او الاسباني، وهاهو ديوان  الوقف الشيعي في العراق يواجهنا بشارع غير مالوف في قوله: ( أن الشارع الشيعي ملتزم بتوصيات المرجعية الدينية في النجف الاشرف ولن ينجر للفتنة) ومرحى للسلطات العراقية الثلاث، التشريعية والتنفيذية  والقضائية التي تبدو وكأن احدا لايتلزم بها!.
* الصدر يجرح ويداوي!
دعا مقتدي الصدر للتهدئة ووصف سحب الثقة من المالكي بالحرب السياسية مع تجنب زج الشعب فيها، في حين وكما يعلم الجميع انه الوحيد الذي نادى باجراء استفتاء شعبي في عموم العراق، فاذا لم يكن  هذا زجاً للشعب في معركته السياسية فكيف يكون الزج؟
*  ايهما الاكثر اعتماداً على الميليشيات؟
استشاط مقتدى الصبر غضباً يوم حضر ممثلون عن دولة القانون التي يقودها المالكي، استعراضاً لميلشيا عصائب الحق ،التي يعدها الصدر عدواً له والتي كانت الى الأمس القريب تابعة له،وشمت بدولة القانون اعتمادها على الميليشيات حسب قوله.علماً ان الصدر، يكاد يكون الوحيد من بين القادة العراقيين يعتمد على الميليشيات مثل (جيش المهدي).

* هروب الى سوريا، ام نقل خدمات؟

صرح قائد الفرقة الثالثة في الشرطة الاتحادية: (أن ابرز قادة القاعدة في الموصل ،هربوا الى سوريا بعد تضييق الخناق عليهم من قبل الاجهزة الامنية)، لقد غاب عن القائد ان الذين (فروا) الى سوريا هم انفسهم الذي كانت الحكومة العراقية في السابق تتهم الحكومة السورية بارسالهم الى العراق للقيام بالاعمال الارهابية،ولكن عندما صار (النظام السوري في خطر، رجعوا للدفاع عنه هذه  هي  الحقيقة.
* الحياة اغلى من الاجر المادي
استغرب خبر في  صحيفة (الشرق) البغدادية من  (رفض الفنان بهجت الجبوري عرضا مادياً مغرياً تجسيده لشخصية صدام حسين في احد الاعمال التلفزيونية،رغم الاجر المادي الكبير الذي يحلم به كل فنان عراقي)! على حد قول الخبر الذي لم يأخذ في الاعتبار ان القتل سيكون خاتمة لحياة الفنان الجبوري،وأي فنان إذ مازالت الصدامية قوية في العراق تترك بصماتها بشكل يومي في شكل انفجارات واغتيالات و  اختطافات وكل مايدخل في خانة الارهاب.
* بايدن.. آتٍ ياعراق
كلما زار  نائب الرئيس الأمريكي (جوزيف بايدن) العراق أو اعتزم على ذلك ارتفعت الصيحات المحذرة منه، كونه صاحب مشروع تقسيم العراق. وكان  العراق في  الوقت الراهن غير مقسم، ويعيش شعبه في بحبوحة ويسر ونعيم وجنات عدن تجري من تحتها الانهار،ويأتي بايدن ليفسد على العراقيين رخاء هم ورفاهيتهم،أو كأن العراق البلد الوحيد في العالم يخشى من أن يقسم ان الذي يقسم العراق ياسادتى ليس مشروع بايدن،انما  الأداء السيء للساسة العراقيين.
- رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
- AL-botani2008@yahoo.com

344
في بلادي... يولد المسيحي مصلوباً
ويعيش مصلوباً ويموت مصلوباً.
                                                               
عبدالغني علي يحيى.
أخي الحبيب الأحب حبيب تومي المحترم.
  تحية وبعد، فقد قرأت ببالغ السرور والمحبة تعقيبكم القيم الزاحز بالمعلومات والمعاني على مقال لي بضرورة عقد مؤتمر للأقليات في كردستان العراق، وفي عنوان تعقيبكم أو مقالكم وردكم إشارة الى تهميش متعمد للكلدان في كردستان، وفرحت جداً لنشركم الرد في اكثر من صحيفة الكترونية وكم أتمنى ان يمتد النشرالى الصحف الورقية لأجل أن تكون الفائدة أعم، ولا أخفي عليك انه حظي بعناية لافتة من لدن القراء بدليل سيل المكالمات التي تلقيتها منهم بشأنه.
  عتابك لي ولومك بخصوص استخدامي التسمية (المسيحيون) لشعبكم الذي اعده شعبي ايضاً طالما يشاركني في الوطن، اضف الى ذلك مشاركات اخرى، وتبقى وطنية المرء ناقصة مالم ينظر الى جميع مكونات وطنه نظرة واحدة ومالم يقف منها مسافة واحدة، ولكن ألا تراني معذوراً اذا علمنا أن بديلها اي التسمية ( الكلدان ، الاشوريين، السريان) وبعضهم يضع (الواو) بين التسميات تلك، تحرجني وغيري من الكتاب ايضاً سيما المتعاطفون مع شعبك والذي هو شعبي كما قلت، فأضطررت الى تفضيل التسمية (المسيحيون) على الاخرى مع الواو أو بدونها، ثم ان التسمية ( المسيحيون) التي اضطررت الى اعتمادها بدل الاخرى، لن تقلل من عظمة واصالة الكلدان الذي كشعب أسدى عبر القرون خدمات جليلة لأهل العراق والانسانية جمعاء، ولكي لا يوحي الظن، بأن عدم ذكري للكلدان في مقالي المشار اليه، اقصاء وتهميش لهم أحيلكم الى نص بحث قدمته ضمن حلقة دراسية استغرقت نحو (3) ايام في  عينكاوا والتي اقامتها المديرية العامة للثقافة السريانية حول دور الثقافة السريانية في الثقافة العراقية، والذي، اي البحث تضمن معلومات عن دور الكلدان في التقدم بالثقافتين العراقية والكردستانية كذلك. علاوة على عشرات الكتابات لي عن الكلدان، ومساهماتهم في الحركة الوطنية في العراق، و بالقدر الذي نجد فيه الكلدان شعباً عظيماً ويشكلون الاكثرية في القوميات التي تدين بالمسيحية في العراق، فلا ننسى ان الاشوريين يتقاسمون معهم العظمة، كونهم احفاد احدى اقدم الامبراطوريات (الامبراطورية الاشورية) والحضارات. وليت العظيمان يتحدان، فهما مكون واحد لايزرع الفصل والتمايز بينهما سوى خلافات قادتهما الممجوجة، تلك الخلافات التي كانت وما تزال من اسباب ضعفهم وتشرذمهم وقيام الة الارهاب، ارهاب الدولة والمنظمة السرية بحصد ارواح الالاف منهم الان وفي الماضي كذلك.
   عزيزي حبيب: محظوظ كان سيدنا النبي عيسى بن مريم(ع) حين صلب مرة واحدة كما يقول التأريخ والروايات المسيحية وطويت صفحة عذابه، مقارنة بمسيحيي العراق الذين ومنذ قرون يولدون مصلوبين ويعيشون مصلوبين ويموتون مصلوبين.
   قبل اعوام التقيت بقس من المسيحيين الكرد يدعى يوسف كان مسيحياً مخلصا ومعتزا بقوميته الكردية اشد الاعتزار، وكمعظم المسيحيين في العراق ضاقت بوجهه سبل العيش وسدت امامه دروب الحرية في بلده العراق، ما دفع به الى الهجرة الى باريس ليمارس طقوسه الدينية في احدى كنائسها قال لي، انه عندما كان طفلاً صغيراً ويخرج من بيته واذا باطفال الحي من المسلمين يتحرشون به قائلين: كافر... كافر، ثم يطاردونه ويمطرونه بالحجارة، ويهرع مذعوراً الى بيته ليحتمي بوالدته. وفي الموصل التي نشأت فيها وترعرت فأني وقفت منذ الصغرعلى المعاناة المسيحية، ولن انسى ما حييت الاهانات والشتائم التي كانت تلاحقهم في الاسواق والازقة من قبيل:( شكر وحليب خره بالصليب) و( جوزيف كي يناضل تحت الساعة) و( تلكيف استقلالوخ دين محمد بطالوخ) والذي لم يقله المسيحيون بل لفقه و ردده مسلمون متعصبون بغية الحاق الأذى بالمسيحيين، واقولها للحقيقة والتأريخ، ان المسيحيين كانوا ومازالوا من خيرة ابناء الموصل ويضرب بوطنيتهم المثل، ومن الأمثلة: عندما أراد نادر شاه احتلال الموصل، فان مسيحيي القصبات والبلدات شرق وشمال الموصل، توجهوا الى الموصل للدفاع عنها ومقاومة الغزاة الصفويين، بالمقابل يحدثنا التأريخ المعاصر، كيف ان وجهاء المسلمين في الموصل بعد الحرب العالمية الأولى انقسموا على انفسهم، وقد غابت عنهم كل معاني الوطنية، فلقد تمسك قسم منهم بالمحتلين العثمانيين فيما استقبل القسم الاخرالمحتلين الانكليز استقبال الابطال وبخطب حماسية عد تهم منقذين لامحتلين، ولم يسجل التأريخ المعاصر للعراق وكردستان، اي موقف مطعون في وطنيتة للمسيحيين العراقيين والكردستانيين اذ ظلوا ومازالوا مخلصين لتربة وطنهم وضد كل محتل.وفى سياق ردي عليك، أود القول ، أن بعضـا من المسيحيين يذهبون خطأ عندما يزين لهم الاعتقاد من ان الحكومة في العراق تقدمت على المجتمعات العراقية في الانفتاح علىالمسيحيين والرأفاة بهم ومعاملتهم بعدل وانصاف ، واقول ان العكس هوالصحيح, فلولا الحقد الاعمى للحكام والحكومات العراقية على المسيحيين, لماتجرأ فرد على جبهة المجتمع لأضطهاد المسيحيين .ان مذبحة (سميل) التى راح ضحيتها الالاف من المسيحيين وادت الى تشريد عشرات الاف منهم من الذين لجؤا الى سوريا والأقطارالأوروبية والآمريكية , لم تكن من فعل المجتمع بل الحكومة الملكية, والمتتبع  لتداعيات تلك المذبحة ، يستنتج ان الاهانات والمظالم التى طالت   المسيحيين على يد المجتمع الموصلي ظهرت وتوسعت على اثرمذبحة (سميل) التى ارتكبتها الحكومة تلك. وفى عام 1963 نصبت مشانق لعدد من النشطاء الشيوعيين المسيحيين في بلدة (تلكيف) من قبل السلطات البعثية التى اخذت اهاليها المسيحيين بجريرة المشنوقين عندما ارغمتهم على الخروج من دورهم واجبرتهم على التصفيق للحادث , وفي الستينات من القرن الماضي , بني جامع في تلكيف كاستفزاز للمسيحيين واذكر ان السلطات والمجتمع الموصلي كانو ينقلون المصلين ايام الجمعة بواسطة  الباصات لأداء الصلاة فيه ، لآن تلكيف كانت خالية من المسلمين . وفي عام 1969 اقدمت الحكومة العراقية على عبادة سكان قرية داكان المسيحيية . والأمثلة على اضطهاد الحكومات العراقية للمسيحيين لاتحصى. فعلى سبيل المثال لاالحصر اجبرت حكومة البكر – صدام عام 1977 اثناء الاحصاءالسكاني جميع الكلدان والاشوريين والسريان على تصحيح قوميتهم واستبدالها بالقومية العربية خلافاً لأرادتهم، ان تلك العلمية ايضاً كانت من تدبير الحكومة لا المجتمع، ولم تتوقف تلك الحكومة عند ذلك الحد بل حرمت المسيحيين في الموصل من تسجيل الدور والعقارات والمحال التجارية باسمائهم، ليس هذا فحسب بل انها هجرت الاف المسيحيين من المناطق الجبلية في كردستان وبالأخص في وادي نهله بالقرب من (عقرة) واسكنتهم في مجمع سكني قسري بعد ان صادرت قراهم واراضيهم واهدتها فيما بعد للمرتزقة المتعاونين معها. وعلى قدر علمي ان ذلك التجاوز بحق المسيحيين لم يسوى وبقيت قراهم واراضيهم مصادرةالى اليوم.
   أخي حبيب: اذا قمنا بتدوين حوادث القهر للمسيحيين وانتهاك حقوقهم في العراق فان مجلدات قد لا تكفي على استيعابها، وقد يكون دونها بكثير حوادث التميز العنصري التي حلت بالزنوج في امريكا وفي الماضي من الايام، أوالتي حلت باليهود في العراق، وعلى ذكر اليهود وما حل بهم، هو دون ما حل بالمسيحيين بكثير فالمظالم الوحشية التي نفذت بحق المسيحيين سواء من جانب الحكومات والمجتمعات العراقيتين فاقت بكثير تلك التي سلطت على اليهود في الماضي، فاليهود العراقيون لم يمروا بمذابح كالتي حلت بالمسيحيين في (سميل) و (داكان) ولم يمروا باعمال قتل وابادة وتهجير كالتي حصلت ضد المسيحيين وما تزال منذ عام 2003 والى الان، ولم يضطروا، اليهود، الى الهجرة الى الغرب مثلما اضطر المسيحيون إليها، لقد نقل اليهود الى اسرائيل برغبة منهم ومن الحكومة الملكية في أن. نعم ليس من وجه للمقارنة بين ما حل بالمسيحيين وبين ما حل باليهود من عذاب وهوان.
   أعود لأقول، ان استغلال الاقليات وتعذيبها تتحملها الحكومات في العراق بدرجة اولى. فقبل سقوط حكومة البعث كانت مدرسة الراهبات في منطقة الموصل الجديدة بالموصل تتعرض بين حين وحين الى هجمات بالحصو والحجارة من قبل الغوغاء والمراهقين الذين لم يتوقفوا عند ذلك الحت، انما كانوا يسمعن الراهبات البريئات الطاهرات كلمات بذيئة سيئة امتنع عن ذكرها. ثق واعتقد ان تلك التطاولات لو لم تكن تلقى استجابة من المسؤولين الحكوميين لما كانت تقع، اولم تقم تلك الحكومة بقتل الدكتور يوسف حبي وتقطيع اوصال راهبة مسنة في بغداد في الفترة ذاتها؟
   والقول السديد ( الناس على دين ملوكهم) ينسحب بقوة على العلاقة بين  الحكومة والمجتمعات العراقية وبين المسيحيين من جهة أخرى. فلو كان الحكام رحماء بين الاقليات لوجدت المجتمع السائد وقد حذا حذوهم. في الماضي، يوم كان الصراع على اشده بين الدول العربية المسلمة وبين اسرائيل كانت الاية القرانية (يابني اسرائيل اذكروا نعمتي عليكم واني فضلتكم على العالمين) محظورة تلاوتها في البرامج الدينية في اذاعات الدول العربية الا انه في الوقت ذاته كان يسمح وما يزال للأئمة ورجال الدين المسليمين ذكر (اليهود والنصاري) بشماتة في خطب الجمعة لأن الحكومة تسمح بذلك وسكوتها عن تلك الشماتة، بمثابة ضوء أخضر لأولئك الخطباء.
   على خطى حكومة البعث والحكومات التي سبقتها تسير حكومات ما بعد يوم 9-4-2003 في العراق في مجال التعامل مع المسيحيين ومكونات اجتماعية اخرى مغلوبة على أمرها، فمنذ ذلك التأريخ قتل وذبح وجرح ما لا يقل عن 1000 مسيحي في العراق، ونزح الالوف منهم الى كردستان او اخناروا المهاجر منافي لهم كما دمرت كنائس لهم في مدنً عراقية عدة. ترى هل سمعتهم يوماً بقيام الحكومة العراقية الحالية بالتحري عن المصير الذي انتهي اليه المسيحيون الذين قتلوا وهاجروا، كأن تعمل على اعادة اسكانهم في المناطق التي رحلوا منها أو تخصيص مبالغ من المال تعينهم على العيش بحرية وكرامة؟
   أمل من أخي حبيب ان لا يؤاخذني، من مخاطبتي للشعب الكلداني والاشوري والسرياني، من منظور هويتهم الدينية لا القومية، ناهيكم من ان هذه المخاطبة لا تلغي قوميتكم ولا تنفيها، فأنتم تواجهون منذ عقود اضطهادا مزدوجاً، ديني وقومي، ثم ان غيري ايضاً يتعامل مع هويتكم مثلي، راقب نشرات الاخبار التي تقول، ان مسيحياً اغتيل واخر اختطف أوذبح أوهجر، حتى حاضرة الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي.. الخ تخاطبكم من خلال هويتكم الدينية، وقلما نسمع، ان لم اقل لا نسمع قط، القول ان كلدانيا أو اشورياً في العراق قتل واضطهد، ولا ننسى ان تقديم الهوية الدينية للمسيحيين على الهوية القومية، لا يدمغ المسيحية السياسية ان جاز القول، بالتعصب الديني أو الارهاب ليس في العراق فقط وانما في العالم اجمع، مع الاخذ بالاعتبار ان في اوروبا وقارات مسيحية اخرى احزاب مسيحية منها جماهيرية وتفوز بالحكم احياناً عبر صناديق الاقتراع، وفوق هذا فالمسيحيون والحمد لله بعيدون عن التعصب  الديني والارهاب. وبودي القول ان الهوية الدينية ليست عنوانا للمسيحيين العراقيين وحدهم، بل انها شملت المسلمين كذلك وبالشقين المذهبيين الشيعي والسني في العراق والعديد من البلدان المبتلية بالصراعات المذهبية، لقد توارت الهويتان العربية والعراقية في هذا البلدوحلت محلهما هويتان مذهبيتان.
   عندي ان على المسيحيين العراقيين الكف عن الخلاف على التسميات التي ذكرناها، لأننا نخشى ان يشبه حالهم حال (المختلفين على كتابة الهمزة الى يوم القيامة) كما قال قباني الراحل أو المختلفون العرب والفرس حول اسم الخليج، وما عليهم الا أن يحتكموا، اي المسيحيين الى علمائهم الأفذاذ من اللغويين منهم بالأخص على اختيار الاسم، والى أن يحل الاسم المتفق عليه، فمن الاجدى بهم تطبيق الدراسة بلغتهم واطلاق اسماء قومية وشخصية مسيحية على مدارسهم وقراهم ومحالهم، والتكاتف لغرض القضاء على التجاوزات على مناطقهم الجغرافية سواء في العهد السابق أو الحالي، ففي قضاء الحمدانية ثمة محاولات مستميته لاختراق اراضي المسيحيين لكي تقام فوقها دور سكنية لغير المسيحيين، وفي برطلة مثلاً اخترقت ديموغرافيتها من جانب اقوام في الجوار، وليس من ذكر لذلك، ان العدالة تقضي باجلاءالغرباء عنها، وفي تلكيف، فان الخناق على التواجد التأريخي المسيحي يتواصل، وليس ببعيد حلول يوم يجد فيه المسيحيون انفسهم اقلية فيها، لذا على الاحزاب الكلدانية والاشورية والجماهير المسيحية وكذلك على حكومتي كردستان، والحكومة المحلية في الموصل، العمل بهدف وضع لتلك الانتهاكات، واعادة النازحين اليها بغض النظرعن قومياتهم واديانهم الى مناطق سكناهم السابقة.
    ختاما، ارى أن إزالة الحيف والغبن عن المكون المسيحي، ولكي لايشقى المسيحي طوال حياته، يجر صليبه من بلد الى اخر ومن مهجر الى مهجر، ومنفى الى منفى كسير الفؤاد حزينا متألما، ولكن لايحمل اولادهم واحفادهم العذابات من بعدهم، ويصيروا عبيدا ومظلومين كما ابائهم واجدادهم، ويوضع حد لرحلاتهم المفروضة عليهم نحو المجهول، يجب على القوى السياسية المسيحية وعلى حكومتي كردستان والعراق مع الفارق بينهما ومعهما اصحاب القرارفي ماوراء المحيط التدخل لايقاف المعاناة المسيحية في العراق وايجاد صيغة تنقذهم الى الابد من الظام و الاهانة والاستغلال.
وتقبل تحياتي الاخوية.
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
Al_botani2008@yahoo.com

345
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب


عبدالغني علي يحيى

•   الحكومة والمعارضة.. بعيدا عن الدستور
يتهم معارضو المالكي بخروجه عن الدستور، وهم على حق، إلا أن مطالبتهم بسحب الثقة عنه غير دستورية. النائب عبدالخالق زنكنه وصف تلك المطالبة باللادستورية كون المالكي منتخب من قبل الكتلة الاكبر في البرلمان. واكد النائبان محمود عثمان ومحمد الصيهود بان المطالبة بتنحيه تتقاطع مع الدستور، ومن الأمثلة على التنكر للدستور، دعوة مقتدى الصدر الى(استفتاء شعبي) لاسقاط المالكي، وتنكر المالكي للفيدرالية!

•   موقفان متناقضان لمرسي.
قبل نطق جنايات القاهرة بالحكم على مبارك بالسجن المؤبد كان محمد مرسي قد وعد ناخبيه، انه اذا فاز بالرئاسة فانه يبقي على مبارك في السجن مدى الحياة، وبعد صدور الحكم على مبارك والذي جاء مطابقاً لوعد مرسي، احتج الاخير ووصف الحكم بالمهزلة واطلق وعداً أخر بانه سيعيد التحقيق في قضايا قتل الثوار اذا فاز بالرئاسة!

•   حبل اكاذيب (بوتين) قصير.
ما أن نفى (بوتين) دعم بلاده لأي من طرفي الصراع في سوريا، واذا بمنظمة العفو الدولية تطالبه بوقف تصدير السلاح الى سوريا، فيما اعربت هيلاري كلنتون عن قلق واشنطن من الدعم التسليحي الروسي لسوريا. من جانبه قال برهان غليون: (ان استمرار روسيا على دعم النظام السوري من شأنه وضعها في خانة اعداء الشعب السوري. اوقفوا بوتين من الضحك على الذقون اكثر.

•   قصر نظر مستشار.
صرح عامر الخزاعي مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المصالحة، أن لاوجود لأي مسلح أوجماعات مسلحة داخل العراق، وبعد اقل من (3) أيام على تصريحه. شهدت بغداد لأيام متتالية سلسلة انفجارات وحوادث قتل عنيفة كما مرت محافظات عراقية عدة بحوادث مماثلة، ترى ان لم يكن ما حصل ويحصل من فعل مسلحين داخل العراق، فمن فعل من اذاً؟.

•   من المستهدف؟
تقوم واشنطن بنشر لافت لسفنها الحربية في المحيط الهادي ونفى بانيتا من ان يكون الأجراء موجهاً ضد الصين، وفي اوروبا نفي (الناتو) من ان يكون المستهدف من وراء اقامة الدرع الصاروخية في اوروبا ضد روسيا. عليه اذا كان الاجراءان لايستهدفان الصين وروسيا فمن يكون المستهدف ياترى؟.

•   مسؤولون محليون.. قادة مظاهرات!
قاد عدي الخيزران قائمقام قضاء الخالص تظاهرة تنتصر لبقاء المالكي في الحكم. وقبل شهور تقدم محافظ نينوى تظاهرة منددة بحكومة المالكي، وامثلة اخرى. وما نخشاه ان يأتي يوم لايميز فيه المرء بين المعارض والحكومي أو أن يتحول الكل الى معارضين أو الاثنين معاً.


•   الخطر الحالي على الكويت!
صرح نواب في مجلس الأمة الكويتي، ان الخطر المحدق بالكويت اكبر بكثير من الخطر الذي واجهته عام 1990 وذلك بسبب المتغيرات السياسية في العراق الان على حد قوله. ومرحى لتحسين العلاقات الكويتية- العراقية الذي روجت له بغداد بعد ترؤس العراق للقمة العربي ال23.

•   بعد المانيا (العراق فوق الجميع)!
حور الدكتور سلمان محسن الموسوي الشعار الهتلري الاستعلائي (المنايا فوق الجميع) واحل العراق محل المانيا وذلك في مؤتمر نظمه في مضيف السادة المكاصيص الموسوية تحت شعار (العراق فوق الجميع) لمؤزارة المالكي وافشال سحب الثقة عنه. فهل بقيت المانيا فوق الجميع؟.

•   العراق مركزاً لأشد الافكار جهنمية.
وصفت صحيفة (النهار) العراقية الشعب الأردني بقوم لوط. وحرم المرجع الديني كاظم الحسيني الحائري التصويت لصالح العلمانيين المشاركين في العملية السياسية في العراق، والحائري يعتبر مرجعاً لأكثرية المنتمين للتيار الصدري، والملاحظ ان اشد التوجهات سوداوية تأتي من الصدر واتباعه، واذا مضى الحال على هذا المنوال، فلن يبقى امام العراقي الا ان يترحم على (محاكم التفيش) و( العنصرية النازية) و(المكارثية) .. الخ : ترى ماذا يخبئ القدر للعراقيين في الليل الحالك السواد الذي بدأ يخيم على البلاد؟

•   (ربيعان).. ضد إيران!
احتج قائد بارز في الحرس الثوري بايران على التسمية(الربيع العربي) مطالباً باحلال تسمية (الصحوة الاسلامية) محلها. بئس السياسة الايرانية التي لا تعلم ان(الربيع الاسلامي) في معظمه سني يعارض يقوة ايران وسياستها الطائفية بشكل يفوق معارضة العروبيين لها.

•   خبر ونفي بدل خبر وتعليق!
غدا نفي المسؤولين العراقيين لتصريحات يدلون بها، ظاهرة في الحياة السياسية العراقية الراهنة، فقبل نحو يومين من زيارة المالكي الى محافظة  نينوى  قال محافظها:( ان المالكي انتهى كرئيس للوزراء) واثناء زيارة المالكي للمحافظة، نفى المحافظ  تصريحه. المراقب للتصريح ونفي التصريح يجد ان النفي غالباً ما يعقب التصريح. حبذا لو استحدثت زاوية في الصحف باسم( خبر ونفي) لكي يقف القاريء على سيل الاخبار التي تتوج سريعاً بالنفي.

•   شر حكومات اخرجت للناس.
اتهم مجلس الأمن الدولي الامن السوري بممارسة العنف الجنسي ضد الأطفال والنساء، وفي الحرب الاهلية الليبية، امثلة على قيام قوات القذافي باعتداءات جنسية على  ابناء و بنات شعبها، ولما غزا العراق  الكويت، فان الجنود العراقيين اغتصبوا مايقارب الالف فتاة وامرأة عربية كويتية. وفي دارفور المسلمة اغتصب(الجنجويد) التابع للجكومة السودانية(المسلحة)  باعمال اغتصاب واسعة للنسوة في دار فورد، اذاً، اولستم معي اذا قلت: ان الحكومات العربية اسوأ من كل حكومات العالم، كونها فاقدة لابسط معاني الشرف والاستقامة.

•   مؤتمر الاسبوع!
ما أن انتهى اجتماع 5+1 في بغداد التي صرفت نحو ملياري دولار  عليه وقبله صرفت مبلغاً مماثلاً على مؤتمر القمة العربية ال 23 وبين المؤتمرين اظهر العراق استعداده لاستضافة مؤتمر للمعارضة والحكومة السوريتين في بغداد .. الخ . وهاهي الاخبار اليوم تقول بان العراق سيضيف مؤتمرا لكتابة الدساتير لدول الربيع العربي برعاية الجامعة العربية و(5) دول عربية!! فالى متى تلعب بغداد دور المقاول الفاشل في احتضان المؤتمرات و الاجتماعات، وتبدد ثروات العراقيين جراء ذلك؟.

•   غرائب كردية.
ذكرت صخيفة (أوينه) الكردية، ان صورة صدام حسين تجارة مربحة في السليمانية التي كانت في طليعة المدن المقاومة لنظام صدام والأشد تضرراً منه في الوقت عينه، حيث ارتكبت  جريمة حلبجة بالقرب منها. وفي كردستان تركيا أظهر استفتاء ان 19% فقط من الكرد يرغبون في الاستقلال، في حين ان الثوار الكرد هناك دون غيرهم من الثوار الكرد طالبوا بالاستقلال، مقابل  مطالبة الكرد بصيغ وحدوية مع العراق، إلا ان استفتاء  نظم عام 2005 بينهم افاد بأن 98% منهم يطالبون بالاستقلال.

•   نقطة التقاء بين مبارك وخصومه!
 مازال خصوم مبارك في مصر غير مقتنعين بالحكم الذي  اصدرته جنايات القاهرة بحقه والذي نص على حبسه مدى الحياة. اذ يطالبون باعدامه. من جانبه ووفق صحيفة التايمز اللندنية فان مبارك طالب اطباءه باعطائه ادوية تساعده على الموت بسرعة!

•   الصدر لايستهدف المالكي!!
قال مقتدى الصدر، أنه لايستهدف المالكي في السعي الى سحب الثقة عنه انما عنوان رئاسة الوزراء ! علماً ان الصدر هو المحرك الرئيس في عملية عزل المالكي واستبداله باخر.

•   قطع الطرق في العراق.. ظاهرة.
هدد عشرات من المتظاهرين بقطع طريق بغداد- اربيل احتجاجا على محاولات سحب الثقة من المالكي، وفي (ميسان) هدد اخرون بقطع طريق بغداد – ميسان، ولا من احد هدد بقطع طريق النجف – بغداد. جدير ذكره ان قطع الطرق يشكل ظاهرة في العراق منذ سنوات، فهنالك طرق مسدودة من قبل الحكومة على مدار العام.

•   السوريون بين صبرين.
شكى كوفي أنان من أن صبره بدأ ينفذ ازاء مايجري في سوريا من فظائع غير أن بوتين على الضد منه دعا الى المزيد من التحلي بالصبر قائلاً: أن الحل السياسي ممكن. وبين الصبرين تنزف سوريا دما.

رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
Al_botani2008@yahoo.com


346
الحركة الشيوعية في العراق.. الماضي والحاضر والمستقبل.

عبدالغني علي يحيى.
   منذ نحو الشهرين، وبشكل لافت يحمل بريدي الالكتروني الي مقالات واسئلة ذات مضامين شيوعية ويسارية، اخصى بالذكر عدداً منها، كالأسئلة التي وجهتها صحيفة (الحوار المتمدن) الغراء بمناسبة الأول من أيار هذا العام، الي والى اخرين أيضاً وكانت حول المتغيرات التي طرأت على تركيبة الطبقة العاملة واخرى ذات صلة، وبودي ان اعتذر للصحيفة الموقرة انه بسبب ضيق الوقت ولأسباب قاهرة لم تسنح لي فرصة الرد على اسئلتها. ووصلني قبل فترة مقال لكاتبه الاستاذ رزكار عقراوي كان عبارة عن رسالة الى الناشط الشيوعي الكبير حميد مجيد موسى سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والتي تضمنت ملاحظات جد قيمة، ثم موضوع للرفيق نزار عبدالله سكرتير اللجنة المركزية لأتحاد الشيوعيين العراقيين كان قد قدمه ضمن (الحوار المفتوح) على (البالتوك) في غرفة (ينابيع العراق) تلاه اخر ومن ضمن انشطة (ينابيع العراق) ايضا على ان يقدم في 1-6-2012 للرفيق عصام الشكرجي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي، والقائمة تطول.
   لقد أوحى الي، بان ماحمله بريدي الألكتروني، إهابة بي للمساهمة برأي حول القضايا الشيوعية واليسارية المطروحة بقوة هذه الأيام في الوسط الماركسي العراقي والحركتين الشيوعيتين العراقية والعالمية كذلك، ومن خلال قراءة لما ورد الي والذي تزامن مع احتفالات عمالية بمناسبة الأول من أيار، والعراقيل التي وضعتها الحكومة العراقية في بغداد امام الحزب الشيوعي العراقي للحيلولة دون تسيير تظاهرة بالمناسبة، توصلت الى حقيقتين كبيرتين، الأولى، انه بالرغم من النكسة التي اصابت الحركة الشيوعية العالمية جراء سقوط الاتحاد السوفيتي و الدول التي كانت تسمى ب(المنظومة الاشتراكية) وما ترتب عليه من ضعف طال الاحزاب الشيوعية والعمالية كافة في العالم، ولا ننسى ان عدداً من الاحزاب الشيوعية الكبيرة في العالم، كالحزب الشيوعي العراقي والاندنوسي والسوداني والتشيلي، المت بها نكسات سابقة على التي المت بالحركة الشيوعية العالمية نتيجة انهيار الأتحاد السوفيتي والدول الشيوعية التي كانت تسير في ركابه. انه بالرغم من كل ماجرى، الا أنه مازال هنالك الملايين تخفق قلوبها لليسار والشيوعية، وان هنالك الملايين تنتصر للشيوعية التي لم تفقد جاذبيتها كما يظهر رغم النكسات الهائلة التي واجهتها، اضف الى هذا الاحتفال المهيب بعيد الأول من ايار هذا العام و على مختلف المستويات والذي تمثل في تجمعات وتظاهرات حاشدة لليساريين وغيرهم، بمن فيهم خصوم تقليديون لليسار. ومما توصلت اليه أيضاً، ان الشيوعيين في العالم وفي العراق على وجه الخصوص يسعون لأستخلاص الدروس من تجاربهم وتجارب الحركة الشيوعية العالمية السابقة بغية الأهتداء الى طريق جديد من شأنه ان يقود الحركة الشيوعية في الداخل والخارج الا ان تصبح قوة فاعلة ومؤثرة على المستوبين العراقي والعالمي أيضا وعلى غرار ما كانت عليه في الماضي.
بلاشك، ان الأحزاب الشيوعية عرفت على مر التأريخ بالدفاع عن حقوق العمال والفلاحين والفئات المسحوقة المتفرعة عنهما، وهذا شرف عظيم لهذه الاحزاب، الالتزام بمصالح واهداف الكادحين، ولكن يجب ان لا يغيب عن بال هذه الاحزاب، ان تغييرات نوعية عميقة قد حصلت في الاعوام والعقود الاخيرة وبالذات في العراق، في اوضاع العمال والفلاحين، فالطبقة العاملة العراقية لم تعد الطبقة الاكثر فقراً وكذلك ما كانوا يسمونهم بحلفائها، اي الفلاحين، فمنذ التنمية الأنفجارية في العراق في أواسط السبعينات من القرن الماضي فان الشرائح والفئات الاشد فقراً ومظلومية هم ملايين الموظفين من مدنيين وعسكريين واصحاب الشهادات وخريجي الكليات والمعاهد فيما تحسنت احوال العمال والفلاحين، وصار الفلاح العراقي في مصاف اغنياء الفلاحين في العالم واصبح العمال مرفهين الى درجة كبيرة، وذابت الى حد كبير الفوارق بين المدينة والريف، ومن يزور الارياف سيما الكردية فانه يجد التقدم والثراء طاغياً عليها، وتقدم العامل على الموظف بأشواط في المدن وكاد الثاني ان يكون محل شفقة لدى الأول. عليه، اذا كانت الحركة الشيوعية في العراق تفخر في الماضي كونها المعبر عن ارادة ومصالح واهداف العمال والفلاحين وكل المعوزين والمستضعفين، فان البلاد العراقية الان ومنذ سنين غاصة بملايين الفقراء والمحرومين المظلومين، ولكن من نوع اخر يتمثل بملايين الارامل والأيتام وضحايا دكتاتورية البعث وحروبها، دع جانبا مشكلة عشرات الالوف من الخريجين والخريجات والالاف من السجناء السياسيين السابقين، اضافة الى مشكلات: الحذمات، ازمة السكن، البطالة، الصراعات الطائفية، ضحايا التعريب، والفساد المالي الذي يعتبر الفقراء المتضرر الأول منه، لانه يقوم على نهب قوتهم، والصراع الطائفي.. الخ والى الان فان هذه الشرائح والأوضاع المأساوية بمثابة أرض بور ولم تنتظم في حزب معين، مشتتة لا من برنامج أو مناهج تولي العناية بصورة ممنهجة بها، وهذه الشرائح كالسفينة التائهة في عرض البحر تتقاذفها الأمواج، ولا من ربان يقودها، وان كانت هنالك من حلول تتقدم بها السلطة،  فهي غالباً ما تكون حلولا ناقصة ودون حتى انصاف الحلول، فيما التذمر الشعبي على اشده من السرقة المنظمة لأموال الشعب، لذا و تأسيساً على مامر فأن الاحزاب الشيوعية العراقية ان لم تقم الان باستغلال هذه الغرصة الثمينة والحيلولة دون اضاعتها وفقدانها، فان الحركة الشيوعية في العراق ستدخل في نكسات جديدة بحيث يصعب عليها النهوض منها وتجاوزها، الامر الذي يتمناه، ليس الأقطاع والبرجوازية والاعداء التقليديون السابقون للشيوعية، انما قوى الاسلام  السياسي ويا لكثرتها في المجتمعات العراقية وسعة نفوذها. جدير بالأشارة اليه، ان احزاب الاسلام السياسي تنافس الحركة الشيوعية ليس في العراق فقط انما في معظم الدول الاسلامية الاخرى من حيث العناية بالطبقات المسحوقة من الشعب اذ تلتفت الى الارامل واليتامى..الخ  بشكل ملحوظ. وعلى الحركة الشيوعية في العراق ان تقيم هذه الالتفاتة الاسلامية حيال الفقراء من منظور المنافسة الشريفة، فالغاية الاخذ بيد تلك الشرائح وتوفير العيش الكريم لها.
   قبل اكثر من قرن يوم كان (لينين) في بريطانيا، نسب اليه تقييم للمجتمع البريطاني في قوله ( طبقتان) اي ان الطبقة العاملة كما البرجوازية كانت غنية ومرفهة. وفي العراق اليوم ومنذ سنوات هناك ايضاً (طبقتان) ففي الارياف والقرى زال الفارق بين الفلاحين والاقطاعيين، وفي المدن فقد تحسن وضع العمال واصبح الالاف منهم برجوازيين ينافسون البرجوازيين القدامى، وبرز من صفوف العمال، المئات من الشيوعيين السابقين اغنياء ومليارديرية لاحاجة بنا الى ذكر اسمائهم، بعض منهم كانوا من اعلام الشيوعية.
   ان توجه الشيوعيين، الى المظلومين الجدد، ناهيكم عن عشرات أو مئات الالوف من المثقفين الماركسيين من غير المنتظمين في احزاب ومنظمات الحركة  الشيوعية العراقية، يتطلب ايجاد اشكال تنظيمية جديدة من غير المبنية على اساس: المعمل أو محل العمل الواحد او المناطقية والاحياء أو المهنية.. الخ من اشكال التنظيم التي لم تعد تتلاءم مع المتغيرات في المجتمع العراقي، لهذا لا مناص من ان تقوم اشكال تنظيمية جديدة على اساس الشرائح الاجتماعية  المظلومة المسحوقة التي اشرنا، وفي اجواء تنامي الصراع الطائفي والاثني والمذهبي، يجب استحداث اشكال تنظيمية تستوعيب الاصطفاف الطائفي والاثني والديني الحالي.. الخ
وازاء المتغيرات في المجتمع العراقي والتحرك في ضوئها، أشير الى مسألة في غاية الاهمية الا وهي وجوب توجيه النضال ضد السلطات الحكومية حصرا، والاهابة بمنظمات المجتمع المدني لأجل الأنحياز الى المحرومين المظلومين ونبذ الخصومة مع الطبقات الاجتماعية التقليدية الثرية كالبرجوازية والاقطاع. لقد كان خطأ فادحاً في الماضي قيام الشيوعيين بمقارعة الحكومات العراقية وطبقتي البرجوازية والأقطاع في ان معاً. فهذه السياسة من الشيوعيين ادخلتهم في اكثر من صراع وجبهة، حتى ان ردود افعال الطبقتين الثريتين ضد الشيوعيين كانت اعنف من ردودفعل الحكومات ضدهم وبسبب من تلك السياسة، فان تحالفاً قوياً غير معلن حصل بين هذا الثالوث، لمقاومة الشيوعية.
   لم يتوقف خطأ الحركة الشيوعية في العراق في إتباع سياسة خاطئة بحق الطبقتين الأجتماعيتين المذكورتين بل تعداه الى انتهاج سياسات خاطئة تجاه التيارات الشيوعية المنشقة عن الحزب الشيوعي العراقي أو المستقلة عنه، فالأحزاب الشيوعية ومن بينها الاحزاب الشيوعية في العراق، عملاً بقول لينين بانتهازية  احد الحزبين الشيوعيين في بلد ما، في حين كان جديراً بالاحزاب الشيوعية في العالم ان تقوم بتخطئة المقولة اللينينيه تلك، سيما وان الاحداث اثبتت ان اللينينية كنظرية ليست معصومة عن الخطأ. فلا يشترط ان يكون احد الحزبين الشيوعيين في بلد ما انتهازياً. واليوم، فأنه بالاضافة الى الحزب الشيوعي العراقي، هناك عدد من الاحزاب والمنظمات الشيوعية الماركسية اليسارية المخلصة لقضية الشيوعية بدون ادنى شك، ويظل الحزب الشيوعي العراقي في موقع الأم لها فالمدرسة التي تخرجت منها. وسيكون مضحكا القول او بائساً، ان يكون نصف احزاب الحركة الشيوعية في العراق انتهازياً، علماً ان تأريخ الحزب الشيوعي العراقي والعديد من الاحزاب الشيوعية في العالم مرصع بالانشقاقات والتكتلات.
يجب النظر الى الاحزاب والمنظمات الشيوعية العراقية بأنها الاقرب الى الحزب الشيوعي العراقي،  وعلى الحزب الشيوعي في مسعاه للدخول في الجبهات او تشكيلها، ان يتحالف قبل كل شيء في جبهة مع الاحزاب والمنظمات الشيوعية العراقية ثم تفكر بالدخول في الجبهات مع الاحزاب غير الشيوعية في العراق أو توقيع اتفاقيات وتحالفات معها.
إن الخطأ أعلاه ارتكب على نطاق عالمي ايضاً، فالسوفيت مثلا في خلافهم مع الشيوعيين الصينيين اتهموا الاخيرين بالتحريفية المعاصرة وفيما بعد عدها خطراً رئيساً على الحركة الشيوعية العالمية، ما يعني انهم قدموا الخلاف مع الصين على الخلاف مع الرأسمالية العالمية، اي انهم جعلوا من التناقض مع الشيوعية الصينية تناقضاً رئيسياً وما عداه ثانوياً، وكان للشيوعيين السوفيت موقف مماثل من عصبة الشيوعيين اليوغسلاف واتهموا تيتو باضفاء الشيخوخة على الماركسية، كما هاجموا الشيوعيين الألبان، ثم الأورو شيوعية (الشيوعية الأوروبية) التي نادت بها الاحزاب الشيوعية: الفرنسية والايطالية والاسبانية، كما ناوؤا التيارات التروتسكية والماوية و الجيفارية..الخ. وقيموا منذ البدء أحزاب الاشتراكية الدولية التي حققت مكاسب جمة للشعوب والطبقات العاملة الأوروبية، بانها فصائل رأسمالية ليس إلا، في وقت لا يقل اخلاص احزاب الاشتراكية الدولية للطبقات العاملة عن اخلاص الشيوعيين لها، بل أن وضع العامل في ظل حكومات الاشتراكية الدولية كان و ما يزال افضل بكثير من وضع العامل في الاتحاد السوفيتي السابق و(المنظومة الاشتراكية). يكفي ان نعلم ان الاشتراكية الدولية صمدت في اوروبا وكذلك الشيوعي الصيني، بالمقابل رأينا كيف أنهار خصومهم في الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية الاوروبية الشرقية.
اما حيال الافكار والفلسفات، فان الحركة الشيوعية العالمية لجأت الى التهميش والاقصاء ضدها، ورأت في جميع الفلسفات الاوروبية غير الماركسية، فلسفات مثالية، واستنكرت الدعوة الى تباري المدارس الفكرية التي نادى بها ماوتسي تونك.
   وفي التطبيق والممارسة حولت الحركة الشيوعية بقيادة التيار السوفيتي الماركسية الى عقيدة جامدة ومارست الانتقائية ازاء العمل بنصوصها ومبادئها، ما ادى الى بروز تفسيرات متباينة لها ادت الى شق الصف الشيوعي على نطاق عالمي. وهذا هو حال جميع الاحزاب والحركات السياسية في العالم التي تجعل من العقيدة، سماوية كانت أم دنيوية كالماركسية، دستوراً ومرجعاً لها، فالملاحظ ان الانشقاقات والتكتلات الحزبية طاغية على الاحزاب الشيوعية والاسلامية معاً. فاذا كانت هنالك في العراق اليوم نحو 10 أحزاب ومنظمات شيوعية، فان هناك ما يماثلها من الاحزاب الاسلامية من شيعية وسنية. وتبقى الاحزاب العقائدية ماركسية كانت أم أسلامية مشروعاً دائماً للانشقاقات والتكتلات، وليس الاسلام السياسي وحده على خطأ في دمجه للدين بالحزب والدولة أو جعل القرآن الكريم مصدراً للقانون، بل ان الماركسيين على خطأ كذلك في دمجهم للماركسية بالحزب والدولة. وعلى الطرفين المتناقضين ان يأخذا بالحسبان ان لكل من الحزب والدولة نظامهما وعلومهما التنظيمية والأدارية الخاصة بهما وليس من الصحيح تطعيمهما بالعقيدة دنيوية كانت أم سماوية.
   ومن الأخطاء التي صرفت أهتمام الحزب الشيوعي العراقي ورغبته في انتزاع السلطة هي رمي الحزب بمعظم ثقله على الأقليات القومية والدينية، وعلى القومية الثانية الكبيرة اي الكردية، والتعامل معها وكأنها القاعدة الاجتماعية للحزب، وهي غير راغبة اصلاً في انتزاع السلطة بل ان جل مطاليبها، لا يتجاوز حريات متواضعة وقوانين تقيها من الأبادة، وهذه الاقليات: المسيحيون والصابئة والأيزيديون وبعض من التركمان الى جانب الكرد الذين يعتبرون القومية الثانية في البلاد وهي ليست اقلية، وفي الوقت ذاته فان أسقاط السلطة لا يشكل شعاراً لها بقدر ما تطمح اليه من تحقيق مطاليب قومية، وعلى الضد من الحزب الشيوعي، فان حزب البعث توجه الى القومية الكبيرة السائدة، اي العربية، وبفضل هذا التوجه فقد استولى على السلطة مرتين. ان من يروم الفوز بالسلطة عليه أن يتوجه الى الأمة المهيمنة الكبيرة قبل كل شيء. ولا يخامرني الشك، في أن التحولات الجذرية التي شهدها العصر والتجارب الغنية التي لابد وأن يكون الشيوعيون قد أستفادوا منها ستنجيهم من الاعتقاد الخطأ من ان الصراع الطبقي محرك للتأريخ. وليجعلوا من الاصلاح شعاراً وليس الانقلاب على الطبقات، وبالأصلاح وحده سيكسبون أوسع الجماهير إلى جانبهم بما في الجماهير الطبقات التي يصفونها بالمستغلة (بكسر الغين). وعندي ان اكثرية الانسانية بصرف النظر عن أنتماءاتها القومية والطبقية والدينية ميالة الى الخير والعدل والانصاف، وهذه هي طبيعتها، عليه فان أيقاف الحرب الطبقية من جانب الشيوعية على الطبقات الثرية من شأنه ان يقرب الانسانية من السعادة (..وشعب سعيد) ويعجل من تحقيق احلام الفقراء والكادحين.
لقد ضحى الشيوعيون بقوافل من الشهداء على أمتداد التأريخ الحديث للعراق ولم يقدم اي حزب من التضحيات مثلهم، وكان حزبهم بحق مدرسة للوطنية والتفاني من اجل الأنسانية والتآخي بين القوميات والأديان ونشرا للديمقراطية وسلام، وان نهوض حزبهم ضروري لاجل أعادة التوازن الى ميزان اختل ان جاز القول جراء النكسات التي واجهته، ومن حقه ان يتمتع باستحقاق نضالي يضمنه الدستور والقانون.

رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
Al_botani2008@yahoo.com


347
  كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى

خبرة العراق!
في لقائه مع السفيراليمني ببغداد، أبدى عدنان الاسدي الوكيل الأقدم لوزراة الداخلية العراقية، استعداد وزارته للتعاون مع اليمن على مكافحة الارهاب، مشيراً الى ماسماها: بـ (التجربة الكبرى للأمن العراقي وتحقيقه للأنتصارات المتتالية عليهم) ! هذا في وقت يجمع فيه الكل على ضعف الاجهزة الامنية العراقية واختراقها، وفي وقت احوج ما يكون فيه العراق الى خبرات الاخرين، وهو الاشد ابتلا ءً بالارهاب وحتى من اليمن نفسه.

ارتفاع شعبية المالكي!
اشار استطلاع للرأي أجراه المعهد الديمقراطي الوطني الامريكي للشؤون الدولية الى (ارتفاع شعبية المالكي) مقابل تراجع لشعبية علاوي، مايعني الوجه الاخر للاستطلاع، تراجعاً لشعبية جميع معارضي المالكي، ونسي المعهد رفض الكرد و العرب السنة والاقليات الدينية، وكذلك تيارات شيعية للمالكي سيما في هذه الايام.

(النجيفي) من الاشارة (لايفهم)
لم يأت جمع 163 توقيعاً لعزل اسامة النجيفي من منصبه كرئيس للبرلمان العراقي على خلفية تعاطفه مع الدعوات الى سحب الثقة من المالكي، كما فهم، فقبل اكثر من اسبوعين على جمع التواقيع حمل النائب عبدالسلام المالكي من دولة القانون على النجيفي من خلال اتهام البرلمان بالفشل وكونه عرقلة امام نجاحات الحكومة الحالية على حد تعبيره، ونذكر النجيفي بقول لعلي الشلاه :(النجيفي اصبح خطراً على الوحدة الوطنية في تصريحاته وتصرفاته) وكان حرياً بالنجيفي ان يضع مصير عدنان الدليمي وابنته والهاشمي وقادة سنة اخرون، نصب عينيه.

محنة الوقف السني.
احتج ديوان الوقف السني في ديالى على (تجاوزات ديوان الوقف الشيعي على ممتلكات الوقف السني) وفي سامراء تشكى السنة من التلاعب بسجل العقارات لصالح الوقف الشيعي. اما في كركوك فقد استولى الوقف الشيعي على عشرات الالوف من الامتار من اراضي الوقف السني، حيال هذا التطور الغريب من نوعه اتهم مجلس عشائر صلاح الدين حزب الفضيلة الشيعي بالتحريض لحرب طائفية ضد السنة وذلك في 3 محافظات.

زحف الطائفية على القاعات الأمتحانية!

ذكر مصدر من أنه تم تعيين المراكز الامتحانية لامتحانات السنة الدراسية 2011-2012 في العراق على اساس طائفي، يذكر ان اكثرمن الف طالب مسائي شيعي في تلعفر قبل اعوام رفضوا اداء امتحانات البكالوريا في الموصل ذات الاكثرية السنية خشية من استهدافهم من قبل السنة.

اخبار شعب الله المختار.
دعا وزير الداخلية الاسرائيلي الى وضع جميع المهاجرين من اليهود الافارقة خلف القضبان، فيما رددت تظاهرات حاشدة في تل ابيب هتافات وصفت بالعنصرية ضد اولئك اليهود السود. هذه هي ديمقراطية اسرائيل، ولاننسى ان حال اليهود الشرقيين ليس بافضل من حال اليهود الافارقة، ما يعني ان اليهود من اصل اوروبي وحدهم (شعب الله المختار) هناك.

وزارة وفيلق عسكري للمناسبات!.
بأمر من المالكي عين (15) الف جندي وفرقة من (الصحوات) و (15) مروحية لحماية اجتماع 5+1 وقبله تم تخصيص قوة عسكرية اكبر لحماية مؤتمر القمة العربية ببغداد وفي عاشوراء كل عام يجري وضع عشرات الالوف من المسلحين ووسائط النقل في خدمة زوار كربلاء والنجف، أولستم معي اذا تقدمت باقتراح ينص على استحداث وزارة وجيش خاص للمناسبات الدينية وغيرها، ويالكثرة المناسبات في العراق.
 



(حرق علم) جريمة لاتغتفر.. وقتل (الكرد) مسألة فيها نظر!
ادانت وزارة الخارجية العراقية وبشدة قيام متظاهرين في البصرة بحرق العلم التركي واصفة اياه باللاحضاري وكيف انه يسئ الى العلاقات بين البلدين . من جانبها اعتبرته تركيا عملاً قبيحاً. وتقوم تركيا بشكل شبه يومي بحرق الاخضر والباس من اراضي كردستان العراق وبازهاق الارواح فيها، كما وتخطط لحرب مياه ضد العراق، وفوق هذا لاينعت احد افعال تركيا باللاحضاري أو بالقبح.

بالأمس كانوا سنة واليوم قد تشيعوا.
مازال السنة العراقيون من عرب وكرد يمارسون خداعاً للنفس في تشبثهم بحكومة الشراكة الوطنية، فالوقائع على الارض تفيد بتضييق الخناق عليهم لتركهم مناطقهم وربما حملهم على اعتناق المذهب الشيعي، والادلة لاتحصى، ويقوم ديوان الوقف الشيعي كمابينا بمصادرة اراضي الوقف السني، فمهاجمة جوامع السنة في الجنوب من قبل اخرين.. الخ من المضايقات.

سأرحل عن بلاد (شفيق) فيها !
هدد معارض لأحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية المصرية من أنه سيغادر مصر في حال فوزه بالرئاسه، الأمر الذي ذكرني باختبار اعرابي لحلم معن بن زائدة :(سأرحل عن بلاد أنت فيها..الخ) ونوه مصدر في الاخوان المسلمين الى ان فوز شفبق (سيضع الأمةفي خطر) فيما اثبت شفيق تحضراً وسعة للصدر في قوله، أن لا غضاضة في تشكيل حكومة برئاسة الأخوان.

لعنة كركوك.
قالت النائبة حنان الفتلاوي (أن الجعفري ذهب ضحية تمسكه بكركوك، وحان الآن دور المالكي لكي يكون ضحية للسبب نفسه) واضيف ان النزاع على كركوك بين الكرد وصدام حسين قاد الأخير الى التورط في حروب ومنازعات قادته الى حبل المشنقة.. انها لعنة كركوك فحذارى من تاجيل تطبيق المادة 140 اكثر.

الشيعة والكرد.. شعرة معاوية
نصح هادي العامري قائد منظمة بدر الكرد بعدم التفريط بالعلاقة التي تربطهم مع الشيعة وبالحفاظ على التحالف الشيعي – الكردي. اخ هادي، التحالف بينهما في خبر كان، والتأكيد على مواصلته مع المجلس الأعلى شعرة معاوية، والسبب معلوم طبعاً.

الشيعة والسنة أخوان، عدوهما السعودية وإيران
مؤسسات الفتاوى الطائفية في السعودية والحكومة الايرانية وكذلك تركيا وفتاوى من مصر تتبارى في أظهار العداء للشيعة وتكفيرهم، بحيث بلغ العداء في مصر مرتبة الدعوة إلى تدمير حسينية بنيت لأول مرة في مصر، فيما تقوم ايران باذكاء الحقد الطائفي على السنة، ولولاهم فان المواطن الشيعي والسني في افضل حال مع بعضهم بعضاً واذا كان الشعار الطبقي العامل اخ الفلاح عدوهما الاستعمار والاقطاع سائداً في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم، فان شعار الشيعي اخ السني عدوهما السعودية وايران يجب ان يحل محل ذلك الشعار.

العراق من بعد العثماني، الرجل المريض !
طالب علي الدباغ من تركيا الكف عن التعامل مع العراق كمريض مبيناً أنه (دولة هامة في المنطقة) على حد قوله، نقول للدباغ، لو لم يكن العراق مريضاّ بشكل لم يعد شفاؤه ممكناً، لما توسع التدخل الخارجي في شأنه وتمزق داخلياً. والمصير نفسه للدولة العثمانية بانتظاره.

نزاع نفطي بين محافظتين شيعيتين
ما ان سمع المسؤولون في محافظة ذي قار العراقية باكتشاف حقول نفطية في أحدى نواحي المحافظة الجارة المثنى، واذا بهم يصرحون بعائدية تلك الناحية لمحافظتهم. قيل قديماً ان (النفط بدلاً من ان يكون نعمة للعراقيين صار نقمة عليهم) ونضيف انه اصبح سبباً للنزاعات بين العراقيين، وقبل عقود من السنين قال سياسي عراقي، لولا وجود النفط في كركوك لكان العراق قد اعترف منذ زمن باستقلال كردستان.

مصاريف إجتماع 5+1
قدر مصدر المبالغ التي رصدتها الحكومة العراقية لأجتماع 5+1 بملياري دولار، وقبله صرف العراق على مؤتمر القمة العربية الذي عقد ببغداد ملياري دولار أيضاً، ما أثار سخط العراقيين الذين يعانون من الجوع الأمرين، حتى أن مقتدى الصدر دعا الحكومة العراقية الى الأهتمام بشعبها قبل الأهتمام بجيرانها (ايران) طبعاً، لأن المستفيد من عقد الاجتماع إيران دون غيرها.

حكومة أم متعهد اجتماعات ومؤتمرات؟
وكأن العراق قد حل جميع مشاكله وتجاوز ازماته، فها هو يعرض استعداده لحل الأزمة السورية من خلال الدعوة الى اجتماع ببغداد يضم طرفي النزاع، المعارضة والحكومة، ولاشك، انه سيرصد نحو ملياري دولار لتغطية نفقاته ومن دون احراز اي تقدم.
 
درس في التواضع والاخلاق
مساء الجمعة الماضي دعا مقتدى الصدر رئيس الوزراء العراقي الى مراجعته في النجف مقر اقامة الصدر، وفي اليوم عينه رد مبادرة الطالباني ذات النقاط الثمان لمعالجة الازمة السياسية في العراق قائلاً بما معناه (انها لا تعنيني) بالمناسبة احيل الصدر الى الحادث التالي: لما استسلمت الجيوش النازية للجيش الاحمر السوفيتي، تقدم ضابط سوفيتي شاب برتبه ملازم لتجريد جنرال الماني من سلاحه، الا ان الضابط الشاب ما أن وقع بصره على الرتبة العالية للجنرال، لم يعدل عن تجريده من السلاح فحسب انما حياه (التحية العسكرية) قائلاً له: من غيراللائق ان اجردك من سلاحك وانت ارفع مني رتبه، سأخذك الى أمري الذي هو في رتبتك لينزع  منك السلاح.
كان قميناً بالصدر ان لايخاطب القادة الكبار في الدولة العراقية من موقع التعالي، بعيداً عن التقاليد  الرفيعة بل ان يظهر لهم الاحترام بغض النظر عن خلافه معهم.

على الضد من أماني البغداديين.
خيب محافظ بغداد امال البغداديين المتذمرين من كثرة السيطرات العسكرية،لما كشف عن مخطط لأنشاء 18 نقطة تفتيش عسكرية جديدة وصفها بالنموذجية! وذلك في مداخل بغداد ولا بد أن تنتقل هذه التجربة (النموذجية) الى المدن الاخرى كذلك!

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل –العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com



348
ضرورة عقد مؤتمرللأقليات في كردستان العراق.

عبدالغني علي يحيى
   يبدو لي، ان عنوان المقال في مستهله يتطلب منا شيئاً من التوضيح، إذ ان المقصود بالاقليات، الأقليات العرقية والدينية والمذهبية التي تقطن كردستان العراق حصراً، وأن يكون المؤتمر المقترح خاصاً بها دون غيرها مع جواز حضور ممثلين عن الأقليات في العالم العربي ودولتي ايران وتركيا فيه بصفة ضيوف أو مراقبين .. الخ من التسميات وهذه الأقليات هي:                                                                                               
  1- الأيزيدية (دينية) 2- المسيحيون (دينية وقومية) 3- التركمان (قومية ومذهبية 4- الشيعة (مذهبية) 5- الكاكائية (دينية) 6- الشبك (لهجوية ومذهبية) 7- الأرمن (قومية ودينية) 8- العرب (قومية). عداها، فأن كردستان العراق، استقبلت بعد إسقاط النظام السابق في 9-4-2003 موجات نزوح للصابئة، وما زالت البقية من الصابئة في وسط العراق وجنوبه تظهر الرغبة العارمة للأنتقال الى كردستان هرباً من جحيم الأضطهاد الذي مارسته وتمارسه التيارات الاسلامية المتشددة من سنية وشيعية بحقها، الى حد تدمبر احد معابدها وربما اكثر في الجنوب.
ولكي لايولد المقال انطباعاً خاطئاً لدى القارئ من أن الدعوة الى عقد مؤتمر للأقليات في كردستان توحي بأضطهاد للأقليات، بودي القول، ان الديمقراطية الكردستانية رغم  نواقصها ومثالبها تظل الاقرب الى الديمقراطيات الغربية والامريكية والهندية والاسترالية.. الخ من الديمقراطيات المتقدمة، كما انها تتقدم على الديمقراطيات في بلدان الشرق الاوسط، في مجال الانفتاح على الاقليات، فعلى سبيل المثال نجد تمثيلاً ملموسا وواسعاً للأيزيديين والمسيحيين والتركمان في حكومة كردستان وتمتعاً واسعاً في الحقوق كذلك، الامر الذي لا نجده في تركيا التي تضم مايقارب ال25 مليون كردي ومئات الالوف  من العرب والارمن والاشوريين وغيرهم والمحرومين من أبسط الحقوق، وقل الشئ ذاته عن الأقليات القومية والدينية في ايران وسوريا وكل الاقطار الشرق راوسطية التي تتميز بالتعددية القومية والدينية والمذهبية. ويتفاوت التمتع بالحقوق للأقليات من منطقة الى اخرى في العراق، فالتي تعيش في منطقة خط العرض ال 36 اي المحافظات الثلاث الخاضعة لحكومة أقليم كردستان تمارس حقوقها على نطاق جد واسع، فيما الواقعة في المناطق المتنازع عليها وغيرها، تمارسها بدرجات متفاوته ولاننسى ان الاقليات العراقية تتمركز بدرجة رئيسة في كردستان والمناطق المتنازع عليها وفي الاخيرة (المتنازع عليها) مازالت الدراسة باللغة  التركمانية لاتتجاوز في المدارس التركمانية وفي قضاء تلعفر والبلدات التركمانية القربية  من الموصل مادة اللغة التركمانية بل ان المدارس في بعض منها لاتدرس فيها حتى اللغة التركمانية، وفي مناطق الشبك الواقعة شرق وشمال شرق الموصل فأن الدراسة في معظم قرى تلك المناطق مازالت باللغة العربية وليس باللهجة الشبكية الكردية، وفي داخل مدينة الموصل، فهنالك مدرسة واحدة فيها الدراسة باللغة الارمنية اما بقية المواد فهي باللغة العربية، ان هذه الحالة تسود وباشكال مختلفة اكثرية المناطق المتنازع عليها. وهنالك اكثر من طرف يعمل على قمع الأقليات في هذه المناطق من نيل حقوقها كاملة غير منقوصة، وفي مقدمة الاطراف، النظام القائم في العراق والاطراف العربية السنية المتشددة كذلك فعلى سبيل المثال، يتفق النظام القائم الشيعي مع الحكومة المحلية السنية في محافظة نينوى للحيلولة دون جعل تلعفر محافظة والقول نفسه ينسحب  على قضاء طوز خورماتو حيث يعترض النظام والحكومة المحلية السنية في محافظة صلاح الدين على تحويله الى محافظة، وذلك الكون التركمان ذو كثافة سكانية في مركز كلا القضاءين. ان خوف الاقليات من الانصهار أو التلاشي يجعلها تفقد الثقة بالمستقبل وتتطلع لمغادرة البلاد، وهو أمر يؤسف له، وحتى في كردستان التي تتمتع الاقليات في ظل نظامها بحقوق واسعة لم توفرلها النظم العراقية في السابق، فأن اكثر من هاجس يتقاذفها، سيما بالنسبة للأقليات الدينية التي تخشى من تنامي قوى الاسلام السياسي، فقبل اعوام قرأت في نشرة موالية لأحدى قوى الاسلام السياسي الكردي، كيف أن افراداً من الكاكائية في قرية قريبة من مقرلتلك القوة، أشهروا اسلامهم، ما يعني ان الاضطهاد الديني متربص بالاقليات الدينية، وعلى وجه الخصوص بالايزيديين والمسيحيين، صحيح ان الايزيديين الذين يعد دينهم، الدين الثاني في كردستان بعد الاسلام، وكذلك المسيحيون، قد نالوا حقوقاً كثيرة ، بيد انهم ما برحوا يظهرون المخاوف من التهميش والاقصاء ومن تقدم الاسلام السياسي، فالايزيديون الاكثر اسجاماً مع النظام الديمقراطي في كردستان، والذين لايعانون من اي اضطهاد قومي، كونهم كرداً ويتلقون الدراسة في مدارسهم بلغتهم الكردية، إلا انهم في الوقت عينه قلقون على مستقبلهم وعلى مكاسب نالوها من الضياع والمصادرة، ومن الامثلة على ذلك اعتراضهم القوي قبل فترة على خلو الكابينة السابعة لحكومة كردستان من اية حقيبة وزارية لهم، على النقيض من الكابينات الحكومية السابقة، ولقد استدركت الكابينة هذه خطأها سريعاً واعلنت انها ماضية نحو احداث وزارة باسم وزارة شؤون الايزيديين وتأسيس فضائية خاصة بالأيزيديين.. الخ. ولا شك ان ما اعلنته حكومة كردستان عن مزيد من الحقوق للأيزيديين، كان محل رضى واستحسان الايزيديين، ومع هذا تظل المخاوف قائمة من المجهول ومن بقاء الديمقراطية الكردستانية، تتخللها الثغراث والنواقص فغياب ملموس لحكم القانون وتفشي الفساد بمختلف اشكاله ومن شأن هذين النقصين ونواقص اخرى التضييق على الحريات وحقوق الاقليات.
 على ذكر غياب القانون. اشير الى تظاهرة يوم 8-5-2012 أمام برلمان كردستان باربيل والتي اشاعت التخريب والاعتداء امام الباب الرئيسي له كما اعتدت على فنادق ونوادي اجتماعية ومحال لبيع المشروبات الروحية، وكانت هنالك فقرة ضمن البرنامج الفوضوي للمتظاهرين وهي التوجه الى بلدة عينكاوا المسيحية لألحاق الأذى بها. وقبل اعوام كادت منطقة قضاء الشيخان ذات الاكثرية الايزيدية ان تغرق في بحر من الدم على خلفية حادثة اجتماعية بسيطة لاتستحق الذكر. عليه فان حقوق الاقليات في كردستان ستظل عرضة للانتهاكات مالم يتم تثبيت حكم القانون والقضاء على الفساد، وتحقيق مزيد من الحقوق للأقليات بشكل يصعب الغاءها أو مصادرتها، اذ لايغيب عن البال ان قوى ظلامية عند المنعطف تكمن للأقليات، بغية النيل منها. ما يستدعي اطلاق منتهى الحقوق لها وتوثيقها في الدستور.
   لقد واتتني فكرة عقد مؤتمر للأقليات في كردستان العراق لجملة من الأمور والأحداث اضافة الى ما ذكرنا، منها دولية واخرى عراقية محلية، ففي مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي تراجعت الحكومة المصرية عن عقد مؤتمر للأقليات في الدول العربية بمدينة القاهرة وذلك جراء ضغوط من اطراف داخلية مصرية اتت من كتاب وشخصيات معروفة مثل: محمد حسنين هيكل وابراهيم نافع وحتى البابا شنودة، ما دفع بالاقليات الى عقد مؤتمرها في الجانب اليوناني من (قبرص) ولايخامرني أدنى شك في ان الدول العربية كافة كان لها ظلع في الحيلولة دون انعقاده في القاهرة، كونها تعاني باشكال متبانية من التعددية القومية والدينية والمذهبية. وفي حينه لام كتاب متنورون من العرب موقف الحكومة المصرية ذاك، بقي ان نعلم ان التنكرلحقوق الاقليات كان من اسباب سقوط انظمة: تونس وليبيا ومصر واليمن وسيليها نظام الاسد في سوريا وانظمة اخرى حتماً.
  لقد تفاقمت قضية الأقليات في انحاء العالم بصورة لافتة في السنوات الاخيرة وتحديدا في الدول التي تعاني من التعددية القومية والدينية، وطرحت افكارعدة، لمعالجتها، لم يخلو كثير منها من استغلالها والتنكر لها، ففي العراق، ادرك حكامها ذلك، لكن من دون التقدم بحلول صائبة ومنصفة لقضية الأقليات. فبعد سقوط النظام العراقي السابق، تشكلت مؤسسة معنية بملف الاقليات العراقية برئاسة استاذ جامعي من الاقلية اللهجوية الكردية الشبكية ومن اتباع المذهب الشيعي، الا ان هذه المؤسسة لم تؤدي دوراً يذكر لصالح الاقليات، خذ ابسط مثال على ذلك وهو ما اشرنا اليه، ان الشبك مازا لوا محرومين من الدراسة بلهجتهم الشبكية، وفي قضاء تلعفر ذو الاكثرية التركمانية، فان التعليم بقي على حاله باستثناء مادة واحدة الا وهي درس اللغة التركمانية، وفي الموصل في مدرس الارمن درس واحد باللغة الارمنية فيما بقية الدروس باللغة العربية، ومنذ العهد الملكي فان للأرمن مدرسة واحدة في الموصل!
لما تقدم، يتبين، ان حقوق الأقليات صارت قضية عالمية، اذ وفق احصائيات عدة، فان عدد الأمم المحرومة من مقاعد الأمم المتحدة يفوق عدد التي تمتتع بها، وان قيام اي بلد متعدد الاقليات، بحل قضايا الاقليات بشكل عادل، فان الاستقرار والرفاه سيتوطدان فيه، اذا اخذنا بالاعتبار، ان معظم النزاعات والحروب، هي نزاعات وحروب بين الاقليات والأمم المهيمنة عليها، من هذا الفهم تكمن اهمية انعقاد مؤتمرللأقليات في كردستان العراق، لأجل ترسيخ الديمقراطية والسلم الاجتماعي فيها اكثر فأكثر.
ختماماً، ان اظهار وجه مشرق وحضاري لأي نظام أو حكومة في بلدان العالم الثالث بما فيها الحكومة الكردستانية والنظام القائم في كردستان، وفي بلد متعدد القوميات والطوائف لا يمكن تحقيق الديمقراطية والتقدم الحضاري  إلاعبرالاعتراف بالحقوق المشروعة لها، للأقليات، وسيكون لعقد مؤتمر لأقليات كردستان مردود ايجابي على اكثرمن صعيد، على ان تكون توصياته ملزمة، وان يكون دورياً في أن معاً.

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل - العراق

•   Al_botani2008@yahoo.com
   

349
كل ثلاثاء :خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   كردستان.. بين الصدر وايران.
قال مسؤولون إيرانيون بوجود جواسيس ومراكز تجسس اسرائيلية في كردستان العراق، فيما نفت حكومة كردستان ذلك وقبل ذلك بايام كان مقتدى الصدر الاقرب الى ايران من الزعماء الشيعة العراقيين كافة، قد نفى اي تواجد اسرائيلي فيها.
•   كركوك عراقية بهوية ايرانية.
يدعو الكرد الى (كركوك عراقية بهوية كردستانية) فيما دعا مسؤول تركماني الى (كركوك عراقية بهوية تركمانية) وفي زيارته الى كركوك خلع عليها المالكي هوية عراقية. ومن بعده قال مقتدى الصدر (ان كركوك لا كردية ولا تركمانية ولا عربية انما عراقية) وكأن لا وجود للمادة (140) ولا شك ان الحال اذا مضى على هذا المنوال، وفي إطار النفوذ المتنامي لأيران في العراق، فسيأتي اليوم الذي تكون فيه كركوك وكل العراق بهوية ايرانية.
•   المرجعية.. وليس البرلمان والديمقراطية..
في رأي النائب جمال البطيخ أن (رأي المرجعية الشيعية سيحسم الأمور في نهاية المطاف وينقذ البلاد والعباد من صراع السياسيين) اذاً والحالة هذه فان الحاجة تنتفي الى البرلمان والأحزاب والنقابات والديمقراطية، ورأس المراجعية السيستاني فعل حسناً عندما رفض استقبال الوفود التي حضرت اجتماع النجف يوم 19- 5- 2012.
•   القذافي حياً في دعوات الصدر.
ذكرنا طلب مقتدى الصدر من الحكومة الفرنسية الجديدة بأن تتبنى عقائد المسلمين بطلبات للقذافي مثل دعوته لرجال دين مسيحيين حضروا مؤتمراً لحوار الأديان في ليبيا عام 1976 بأعتناق الأسلام لأنهاء الخلافات بين الأديان وفي أخر زيارة له الى ايطاليا دعا اوروبا الى الأسلام ولم يتوقف الصدر عند مطلبه ذاك إنما دعا حكومة هولاند الى ( عدم تأطأة راسها للعولمة الامريكية) ناسياً، كيف ان هولاند شدد على التمسك بالعولمة بعد ساعات من فوزه برئاسة الحكومة.
•    يمهلون.. ثم يهملون.
أمهل مقتدى الصدر المالكي (15) يوماً للنزول عند المطاليب ال19 لاجتماع اربيل، إلا أنه والذين معه في اجتماع النجف، مددوا المهلة الى (6) اشهر كما خفف من لهجته حين احل المطالبة (باصلاحات ساسية) محل سحب الثقة من المالكي. وشهدت البصرة يوم 19- 5- 2012 تظاهرة احرقت العلم التركي وطالبت تركيا بتسليم طارق الهاشمي الى العراق خلال (15) يوماً ايضاً. والمتابع لأنذارات العراقيين ضد بعضهم بعضاً يقف على مدد مختلفة للمهل التي سرعان ما تتوج بالأهمال.



•   تهديدات .. مع وقف التنفيذ.
بعد عودة المطلك لممارسه مهامه كنائب للمالكي، هدد طارق الهاشمي بكشف ملفاته في حال عودته الى العراق، ولم يكشف الهاشمي عن محتوى تلك الملفات. وقبله هددت رئاسة اقليم كردستان بكشف اسرار للمالكي، لكنها لم تكشفها بدورها، التهديدات كما المهل صارت ظاهرة في الحياة السياسية العراقية .
•   ذاكرة كردية ضعيفة.
في الدعوة لسحب الثقة من المالكي، يتردد ان ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني مقبول لدى الكرد فيما اذا حل محل المالكي، ترى كيف نسي الكرد تذمرهم من الجعفري يوم كان رئيساً للحكومة، الى حد التلويح بالانسحاب من حكومته؟
•   حمى الركض وراء التسلح في العراق.
يبدو أن وجود اكثر من مليون جندي ل( العراق الجديد) جداً دون مستوى طموح النظام القائم بأتجاه عسكرة المجتمع اذ يتردد مقترح بأعادة العمل بالتجنيد الالزامي، والذي سبقه اجراء قضى بحيازة كل اسرة عراقية لقطعة سلاح، واذا اخذنا بالاعتبار عدد سكان العراق الذي يقدرب33 مليون نسمة فتصوروا اي جيش يكون لدى العراق أنذاك، وشعبه يتضور جوعاً ويعاني من نقص الخدمات.
•   السلاح بين بغداد وأربيل .
كما بينا، فلقد اجازات بغداد قطعة سلاح لكل اسرة عراقية وذلك بعد ان عجزت حكومة المالكي عن الدفاع عن العراقيين. ولما سمعت حكومة كردستان باجراء بغداد، واذا بها تأمر بغلق محال بيع الاسلحة ومنع حملها، حبذا لو استفادات حكومة كردستان من اخطاء اخرى لحكومة المالكي ويا لكثرتها.
•   من أين لك هذا الراتب الضخم؟
خفضت الحكومة الاردنية راتب رئيس وزرائها ووزرائه ايضاً بنسبة %20 للتخفيف من العجز في الميزانية، وفي فرنسا خفض راتب فرانسوا هولاند بنسبة % 30 وشمل التخفيض رواتب وزرائها كافة. علماً ان رواتب المسؤولين العراقيين هي الأولى بالتخفيض بعد أن بلغت أرقاماً فلكية.
•   بئس القتال بالأحذية.
جرت في مصر اشتباكات بالأحذية بين أنصار أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية ومناوئين له اثناء مؤتمر صحفي ما اعاد الى الاذهان رمي صحفي عراقي الرئيس ( بوش) بالحذاء وفي مؤتمر صحفي ايضاً، الطريف ان الصحفي نفسه تعرض فيما بعد الى هجوم بالأحذية عليه، فحوادث مماثلة على ضيقها. يذكر ان من اسباب اقصاء( خروشوف) عن  منصبه ضربه منضدة في الأمم المتحدة بحذائه. ويذكر ايضاً ان صلاح الدين الأيوبي تراجع عن اقتحام الموصل لأن مدافعاً عنها بدلاً من أن يواجه مبارزا في جيش صلاح الدين بالسيف كما كانت العادة تقضي، فقد ضربه بحذاء وجرحه، ولما تناهى الخبر الى صلاح الدين الايوبي ترفع عن قتال المدافعين عن الموصل وقال ان قوما يحاربون بالأحذية لايستحقون المنازلة.
•   اليزابيث اليوم ليست اليزابيث الامس.
شهدت لندن تظاهرة ضد دعوة الملكة اليزابيث لحكام متهمين بانتهاك حقوق الانسان للاحتفال بيوم تنصيبها ومن بين الذين حضروا الاحتفال ملك البحرين، يذكر انها في السبعينات من القرن الماضي، رفضت استقبال دكتاتور البرازيل ( جيزيل) وابدت امتعاضاً لزيارته الى بريطانيا..

•   انتهاك لحقوق الانسان تحت ظلال نوبل.
انتقد لاجئون عراقيون رحلوا قسراً من النرويج ما سموها باساليب تعسفية بحقهم تمثلت بالضرب والاهانات والحرب النفسية مارستها الشرطة انرويجية لأرغامهم على مغادرة النرويج، الامر الذي يتقاطع مع ما عرف من تسامح واحترام لحقوق الانسان لدى النرويج التي تجري فيها مراسيم منح جائزة نوبل للنشطاء من اجل الحرية وحقوق الانسان كل عام.
•   الوقاية من التعذيب!
 تنهمك وزارة حقوق الانسان التونسية الان في إيجاد الية للوقاية من التعذيب الذي يشكل ظاهرة في معظم البلدان العربية، ففي مصر تشكى مواطنون من تعذيب المجلس العسكري لهم، وفي سوريا للتعذيب حضورفي المراكز الامنية كافة، ليت الوزارة تلك تكشف عن الالية التي هي بصددها علها تقي سجناء الضمير من التعذيب أينما كانوا.

•   إجتماعات الدور.
وكأن القاعات على اشكالها من حيث السعة في دوائر الدولة العراقية لم تعد تتسع للاجتماعات، فان عقد الاجتماعات في دور القادة تحولت الى ظاهرة، في البدء كانت في دار الطالباني، ثم اتقلت الى دار نائبه الخزاعي، وقبل ايام الى دار مقتدى الصدر، والله اعلم في اي دار تعقد غداً. وكأن العاصمة على سعتها عجزت بدورها عن احتضان الاجتماعات، فاذا بها، الاجتماعات، تنتقل الى المحافظات، في البدء كانت باربيل، ثم في كركوك، وقبل ايام في النجف، ويطالب موصليون المالكي بتنفيذ زيارة لحكومته الى مدينتهم على غرار تلك التي قام بها الى كركوك.
•   اتفاقات على كف عفريت.
اتهم مسؤول عراقي، الكويت بتجاهل مطاليب العراق في موضوعة ميناء مبارك الكبير، في وقت سبق وان اشاد المسؤولون العراقيون بتطبيع العلاقات بين البلدين والذي عدوه نصراً، الشئ نفسه تكرر في الموصل، فبعد الاعلان عن اتفاق قائمتي الحدباء الوطنية ونينوى المتأخية حول تقاسم المسؤوليات نسبت وكالات القول الى محافظ نينوى بضرورة قيام حكومة المالكي بعمل فوري لاخراج البيشمركة من المحافظة.
•   يد المالكي بين القطع والتقبيل.
عاد المسؤول السني صالح المطلك صاغراً الى بيت الطاعة ان جاز القول بعد وصفه للمالكي بالمهني والوفي للعراق ووحدته، بعد ان وصفه بالدكتاتور في وقت  سابق، وفي  اجتماع النجف لم يتطرق المجتمعون الى سحب الثقة من المالكي، وقال النائب الصيهود عن دولة القانون، ان ( العراقية) اخفقت في جمع الاصوات لسحب الثقة منه ، وعند الدكتورمحمود عثمان ان من الصعب سحب الثقة منه، اما المهلة ال 15 التي منحها الصدر للمالكي لكي يتراجع عن مواقفة فقد تحطمت على صخرة  تمديدها ، واخشى ما نخشاه ، ان ينتهج الجميع في النهاية نهج المطلك ويصح المثل القائل:( اليد التي لاتقدر على قطعها، قبلها) بحقهم.
•   اتحاد السعودية والبحرين ممكن بشرط.
يكسب اتحاد السعودية والبحرين شرعيته اذا تم عبر استفتاء شعبي في كلا البلدين وبحضور مراقبين دوليين وعلى غرار ما حصل في البلدان التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي، وبعكسه سيكون مصير الاتحاد موضوع  البحث كمصير الوحدة المصرية السورية ولا نستبق الاحداث اذا قلنا باستحالته، كون الاكثرية الشيعية في البحرين رافضة له .
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com


350
الى ماذا يؤدي التسلح وعسكرة المجتمع في العراق؟

عبدالغني علي يحيى
   منذ فترة يسجل المراقب لأوضاع العراق، توجهاً محموماً لحكومة المالكي نحو التسلح وعسكرة المجتمع العراقي، بحيث لم يعد ممكناً التمييز بينها وبين الحكومات العراقية السابقة في امجال الركض وراء التسلح. وثمة كيانات اجتماعية واخرى سياسية راحت تظهر قلقها وعدم ارتياحها من استمرار هذا التوجه، فالحكومة المالكية لم تتوقف عن تشكيل جيش عرمرم قوامه اكثر من مليون جندي والذي كان يؤخذ على نظام صدام حسين في حينه، بل ان الحكومة العراقية ماضية إلى نشر للسلاح بشكل يكون في متناول كل فرد واسرة، فهي لا تكتفي بجيش مليوني فأزيد، أنما تسعى الى الحصول على اسلحة استراتيجية اثارت حفيظة الكرد قبل غيرهم، كونهم سبق وان اكتووا بنار العسكرية العراقية اكثر من الآخرين، وهذه الأسلحة هي الطائرات الحربية من نوع أف 16 الأمريكية والتي من المقرر ان تتسلمها في عام 2014 ودبابات من نوع متطور، وليس من المستبعد أن تعمل للحصول على المدافع من نوع (نمساوي) أو الصواريخ بعيدة المدى كصواريخ (الحسين) التي كانت حكومة صدام حسين تقصف بها طهران في حرب الخليج الأولى والسعودية والأمارات في حرب الخليج الثانية.
وتكمن المخاوف من تنامي القدرات العسكرية للعراق، من احداث التاريخ القريب، فالحكومات الجمهورية العراقية السابقة مثل حكومة عبدالكريم قاسم لم تقدم على الحروب أو التخطيط لها إلا بعد اقتنائها لاسلحة حديثة فعالة سوفيتية الصنع مثل طائرات (الميك) و (السيخوي) الحربية، علاوة على توسيع فرقها العسكرية، والتي ما أن تم لها ذلك واذا بمخطط لها لغزو واحتلال الكويت يحبط وذلك في عام 1961 ولما لم يتم لها ذلك، فأنها قامت بشن الحرب على الكرد في 11-9-1961.
وعلى خطئ قاسم سارت حكومة صدام فيما بعد، فما ان حصلت على اسلحة تدميرية على صعيد الكم والنوع ومن الاتحاد السوفيتي السابق ايضاً ودول اخرى كذلك، وزادت من عديد قواتها وصنوف اسلحتها واذا بها تهاجم ايران في عام 1980 والكويت في عام 1990، علماً ان منطقة كردستان العراق بعد انهيار الثورة الكردية عام 1975 على اثر اتفاق الشاه – صدام في الجزائر، اصبحت منطقة عمليات حربية الى عام 1991، كل ذلك بفضل ما توفر لصدام من جند واسلحة وذخيرة حربية.
وها هو التأريخ يعيد نفسه في تدابير وتوجهات عسكرية تتخذها حكومة المالكي، ففي الوقت الذي نجد فيه عشرات الالوف من الخريجين العاطلين عن العمل وقد سدت في وجوههم ابواب التعيين والرزق، والملايين من العراقيين الذين يتضورون جوعاً ويعانون من نقص الخدمات، نجد الحكومة العراقية وقد عينت بحبرة قلم وقبل ايام اكثر من (4000) شرطي في محافظة ديالى وحدها، وقبل هذا بأعوام عينت الالاف من رجال العشائر في (الصحوات) الأمر الذي أفاد، بان الباب للتعيين والصرف على السلاح والعسكر مفتوح دوماً في المجالات العسكرية و البوليسية.
ان حكومة المالكي ووفق كل المؤشرات ماضية نحو عسكرة المجتمع العراقي وجعل السلاح في متناول الجميع كما بينا، ففي الآونة الأخيرة اجازت حيازة قطعة سلاح لكل اسرة عراقية، عدت بمثابة خطوة لا مسؤولة، وبالرغم من انتقادات أوسع فئات المجتمع العراقي لهذا التوجه منها، إلا ان هذه الحكومة لم تعطي اذناً صاغية لتلك الانتقادات.
علاوة على ما ذكرنا، فأن أعتبار لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي بأعادة العمل بنظام التجنيد الألزامي بذريعة انه (خطوة نحو القضاء على المحاصصة والتمييز الطائفي، اضافة الى معالجة البطالة) يعني ان طموح الحكومة العراقية صوب عسكرة المجتمع والتسلح يتجاوز ما أشرنا إليه، إذ ان من شأن التجنيد الألزامي ان يوسع من الجيش العراقي ليصل تعداد أفراده الى عدد من الملايين وذلك أذا اخذنا بالتقديرات التي تقول ببلوغ عدد سكان العراق الى نحو الـ33 مليوناً نسمة. عليه فأن حجم الجيش العراقي في المدى المنظور قد يضاهي حجم جيوش الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والصين، والذي يتقاطع مع مصالح العراقيين وقضية السلم والاستقرار في داخل العراق والمنطقة، سيما اذا وضعنا في الأعتبار ان هذا الجيش استخدم طوال تأريخه لقمع حرية العراقيين واذلالهم وشن الحروب على الكرد وايران والكويت، ولولا اسقاط النظام السابق لكانت قائمة الحروب العراقية تطول لتطال تركيا ايظاً حسب قول منسوب إلى وزير الدفاع السابق في عهد صدام، ولا يغيب عن البال ان المقومات والأسباب التي دفعت بالحكام الجمهوريين العراقيين الى اشعال حروب في داخل العراق وضد دول أقليمية، في طريقها إلى الظهور في ظل النظام الحالي في العراق أيضاً.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

351
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   الجهة التي تغذي العنف في سوريا.
قال حسن نصر الله: ان الجهات التي تغذي العنف في سوريا هي عينها التي كانت ترسل الأنتحاريين الى العراق. صدق نصرالله، اذ ان الأرهابيين الذين اعتقلوا في العراق اعترفوا من على شاشة التلفزيون انهم كانوا مرسلين من قبل نظام الأسد. واتهم العراق سوريا مرارأ بذلك، عليه فأن الذي يقف وراء التفجيرات في سوريا هو النظام السوري نفسه ولا أحد غيره.
•   عذر عادل إمام أقبح من فعله.
في حديث له الى صحفي قال عادل امام، ان السبب الحقيقي لسجنه لم يكن التهكم على الدين، بل بسبب دعمه ووقوفه الى جانب بشار الأسد، اذاً والحالة هذه هل يستحق امام التعاطف مع قضيته وهو المتعاطف دون خجل مع أبشع نظام ديكتاتوري عربي؟.
•   نبيل العربي.. المشكوك في نزاهته.
كشف رئيس الوزراء القطري، من أن نبيل العربي رئيس الجامعة العربية طلب منه (50) مليون دولار لقاء اسناد الجامعة العربية لقطر ضد النظام السوري! يبدو ان كيل المديح فوق العادة للنظام العراقي من قبل العربي اثناء وبعد انعقاد القمة العربية ببغداد لابد وانه كان لقاء ثمن! فهل انتقل جزء من الملياري دولار الذي صرف على القمة من جانب بغداد الى جيب العربي؟
•    العراق – سوريا.. الفرصة الأخيرة!
عند علماء السياسة، ان خطة عنان هي الفرصة الأخيرة امام النظام السوري لأنقاذ نفسه، وبالنسبة للعراق ان (الأجتماع الوطني) المرتقب يشكل فرصة اخيرة لأنقاذ العملية السياسية فيه من الأنهيار .. يقيناً انهما سيضيعان الفرصة الاخيرة وسيكونان في وضع لايحسد عليه ان اضاعاها.
•   النجف.. من مرجعية للمسيحيين الى مرجعية للشيعة!
في العدد 1344 من (الشرق) البغدادية ورد بأن النجف كانت مدينة الكنائس والأديرة للمسيحيين قبل 1400 عام ومرجعية عليا للمسيحيين القدامى. ترى كم من مدينة في الجنوب كانت كما النجف مسيحية، واليوم فان العراق وكأنه صفيحة ساخنة تحت اقدام المسيحيين الذين يتراجع عددهم باستمرار، وسيكون لسان حال الغد بشأنهم :( بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا).
•   دعوة الى حوار اسلامي – اسلامي، قبل كل شئ.
 بين حين وحين ترتفع دعوات الى حوار الأديان لغرض التقريب بين معتنقيها، بعد ان بلغ الصراع اشده بين السنة والشيعة الى حد ان الشيخ محمد بن عبدالملك الزوغبي السني في مصر ادان زيارة لرجل الدين الشيعي علي الكوراني لمصر فافتتاح حسينية هناك، وطالب سنة مصر بهدم الحسينية والوقوف ضدها، كماناشد الأزهر بموقف مماثل علما ان الأزهر بدوره مهدد من قبل السلفيين، لذا حبذا لواستبد لت الدعوة الى حوار اسلامي - اسلامي لا اسلامي – مسيحي – يهودي .. الخ.
•   ماذا يخبئ القدر لكرد بغداد؟.
في معرض هجومه على البارزاني، هدد كاتب شيعي بغرق كردستان بالكرد الساكنين ببغداد والذين قد يربو تعدادهم على المليون نسمة، وقبله هدد (بدر 9) الكرد ببغداد والوسط من العراق بالقتل ان لم برحلوا الى (اقليم مسعودالبارزاني) حسب تسميته ، اهكذا تكون الاخوة في الدين والى متى يكون الكرد مشاريع ترحيل، فالنظام السابق رحل مئات الالوف منهم الى المجمعات القسرية والجنوب، واليوم تلوح فكرة هجرة معاكسة قسرية بحقهم!.
•   كركوك بين اقوال المالكي وأفعاله.
قال المالكي ان حل مشكلة كركوك لايتحقق بالقوة و الاملاءات، ما يعني الوجه الأخر لقوله، ان الحوار والحل السلمي هما الحل، في وقت جاءت زيارته لكركوك، وكأنها استعراض للعضلات والقوة، عندما ثبت اضافة للقوة التي كانت ترافقة كتبية مدفعية مع نشر 1600 جندي من اتباع المذهب الشيعي فيها، وفي النية ارسال 475 جندياً اخر، كل ذلك لاجل بث الرهبة في نفوس الكرد، الا يتنافى ما جرى ويجري في كركوك مع الحوار والحل السلمي لحل مشكلتها؟.
•   ارتفاع مؤشر الفساد في الأنبار، والانتهاكات ضد الصحفيين العراقيين.
افاد رئيس لجنة النزاهة في مجلس محافظة الأنبار العراقية ان نسب الفساد الأداري والمالي قد ارتفعت في عموم مدن المحافظة. فيما نشر(مرصد الحريات الصحفية) بياناً تضمن 272 انتهاكا حكومياً عراقياً لحرية الصحافة بين ايار 2011 وايار 2012 اضافة الى صور مدانة اخرى عن وضع الأسرة الصحفية العراقية.
•   يتطلعان الى دور اكبر أم منصب أكبر؟
ورد ان كلا من خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية وحسين الشهرستاني مستشارالمالكي لشؤون الطاقة يتطلعان الى اداء دوراكبرفي المرحلة المقبلة، وهكذا دورلن يتحقق دون اسناد منصب اعلى اليهما، والأعلى منصب رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء! ثم ماذا قدما للعراقيين حتى يتطلعا الى دور اكبر؟.
•   مايجوز لهم، لايجوز للبارزاني!
ورد في صحيفة امريكية، ان البارزاني في زيارته الاخيرة الى واشنطن رفض اللقاء بأوساط يهودية مراعاة منه لمشاعر وسياسة جيران العراق!. ونقول لتلك الصحيفة، انه بين حين وحين تجرى لقاءات بين قادة فلسطينيين واسرائيليين، واسرائيليين واردنيين، فعلاقات بين تل ابيب وانقرة، اضف الى ذلك وجود مكاتب تجارية اسرائيلية في عدد من الدول العربية الخليجية وقبل وفاته باعوام اهان الملك حسن الثاني العقل العربي حين دعا الى الدمج بين المال العربي والعقل اليهودي، وفي العام الماضي افتتح معرض في اسرائيل بهدايا قدمها قادة  عرب الى قادة الموساد، بل ان معظم الدول العربية والاسلامية ترتبط بعلاقات مع اسرائيل، منها سرية ومنها علنية، ومهما رفض البارزاني اللقاء باليهود فان كردستان في عين معظم العرب اسرائيل ثانية!.
•   حرب الطبيعة على العراقيين!
 ليس الارهاب أو الصراعات السياسية، التحدي الاكبر للعراقيين فلقد انضمت اليها الطبيعة بشكل لافت، فالى جانب الزلازل يجري الحديث عن الجفاف الذي سببه تركيا. عدا الزلازل والجفاف فان العواصف الرملية بدورها افسدت العيش على العراقيين. احد رجال الدين عزا الزلازل، الى (انتهاكات و معاصي بحق دور العبادة والمواطنين) من غيران يأخذ بباله ان اليابانيين لم يردوا الكارثة الرهيبة التي حلت بهم في العام الماضي الى اي طرف.
•   الهاشمي يقاضي بغداد والاخيرة تقاضي البارزاني!.
عندما احالت الحكومة العراقية الهاشمي الى القضاء بتهمة ممارسته للأرهاب وقتل الكثيرين، الطريف ان الهاشمي اعلى بدوره، انه (سيقاضي حكومة المالكي لممارستها التعذيب حتى القتل لافراد من حمايته (الهاشمي) . حالة مماثلة ظهرت، وهي انه عندما اتهم الرئيس مسعود البارزاني حكومة المالكي بالدكتاتورية علما انه ليس الوحيد في اتهامها لها، فان عناصر من دولة القانون راحت تتهم البارزاني بالدكتاتورية!
•   النهج الفاشل لحل المشاكل.
ينادي العراقيون على كل المستويات باعتماد لغة الحوار لأجل حل المشاكل العالقة بين العراقية ودولة القانون وبين بغداد واربيل، من غير ان ياخذوا بالحسبان، ان الحوار من اكثر الاسلحة استخداماً على مرالاعوام الماضية لغرض تجاوز المشكلات، ومع ذلك لم يحقق هذا السلاح ولو تقدماً ضئيلاً ولن تحققه في المستقبل، اذاً اولستم معي اذا قلت (ان تجربة المجرب حماقة) كما يقول المثل، وهل من الحكمة اللجوء الى الحوار والذي جرب واثبتت التجربة فشله، فألى متى ممارسة الحماقة؟.
•   مصائب العرب فوائد للفلسطينيين!
في مؤتمر صحفي له بتونس قال الزعيم الفلسطيني محمود عباس : (ان ما ستسفر عنه الثورات التي يشهدها عدد من البلدان العربية ستكون حتماً في صالح القضية الفلسطينية)! بالمقابل فان النخب العربية المثقفة شرعت منذ شهور في نقد (الربيع العربي) وتبيان اضراره وفواجعه على الشعوب العربية..الخ.
•   يخشى لا يخشى!
اعرب متحدث باسم رئاسة اقليم كردستان العراق عن عدم خشية الأقليم من تسليح الجيش بايف 16. والصحيح ان الخشية في محلها وسبق لدول كثيرة وان اظهرت مخاوفها من تسليح دول معادية لها. من هذا الفهم فان القلق الكردي على تسليح الجيش العراقي مشروع. وقبل هذا بايام كان البارزاني قد حمل بشدة على تزويد العراق بايف 16.
•   رمي حصوة في الظلام!
قال مسؤول الروسي بوغدانوف، ان سوريا نضجت لأجراء الاصلاحات، هذا في وقت لم يعد فيه بمقدور احد ان يميز الوضع الحالي في سوريا في ظل خطة عنان عن الذي كان سائداً فيها قبلها، ان جهل القيادة الروسية حيال الاحداث السورية لاشك انه مركب.
•   موجة العنف الجديدة ضد مقدسات المسلمين.
وهي كمعظم الموجات السابقة تتم على ايدي المسلمين طبعاً، ففي (تمبكتو) بمالي جرى هدم مقام سيدي محمود بن عمار ، مع التوعد بهدم مقامات اخرى، وفي موريتانيا تم حرق كتب مذهب الامام مالك بن أنس اما في العراق فان الاعتداءات على ممثلي المرجعيات متواصلة وفي احدث تصريح للقرضاوي ورد ان محمد(ص) لو بعث حيا لوضع يده في يد حلف الناتو فيما شهدت طرابلس معارك دموية بين السنة والشيعة.. الخ.
•   أزمة اسم!
يختلف العرب والفرس على اسم الخليج ويسعيان الى تثبيت اسم قوميي خاص بهما في وقت لا تختلف الدول الواقعة على المحيط الهندي في تسميته باسم الهند، ولا تعترض باكستان وايران اللتان يقع جزء منهما على بحرالعرب، على تسميته ببحر العرب، ولا اسبانيا على تسمية المضيق الذي يفصلها عن افريقيا (جبل طارق).. ما نرجوه من العرب والفرس ان يترفعوا عن الصغائرويحتكموا الى التأريخ لحسم تسميته، والعرب والكرد الى المادة 140 لحسم هوية كركوك وان تعذر فالعودة الى الاحصاء السكاني لعام 1957 أحمد، وعلى الاخوة المسيحيين تجاوز الاسم الثلاثي لشعبهم الاشوري – الكلداني – السرياني ويتفقوا على اسم واحد والذي ليس بالأمر الصعب.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

352
في ذكرى استشهاد 24 عاملاً إيزيدياً يوم 22 نيسان 2007 في الموصل.

عبدالغني علي يحيى.
   في الثاني والعشرين من نيسان هذا العام 2012 مرت الذكرى الخامسة لأستشهاد(24) عاملاً ايزيدياً من عمال معمل النسيج في الموصل، ففي مثل ذلك اليوم من عام 2007 حصدت نيران الأرهاب الأسود أرواح العمال الايزيديين التالية اسماؤهم:
1-   لاوين بركات حسين 2- بركات حسين يوسف 3- خدر حسين يوسف 4- خليل الياس يوسف 5- عمر جمعه يوسف 6- جمعه خدر جمعه 7- فالح خدر جمعه 8- جمعه يوسف جمعه 9- محسن خليل جمعه 10- حاجي خدر حمو 11-  حمو خدرحمو 12- سعدالله عيدو خدر 13- سليم عيدو خدر 14- سالم حجي اسود 15- كمال حيران جمعه 16- الياس جمعه الياس 17- خيري يوسف جمعه 18- سعدالله خدر عمر 19- عيدو خدر جمعه 20- راكان سليمان اربيع 21- ممتاز الياس نوفل 22- جمعه رشيد جمعه 23- عمار بركات حيران 24- دخيل مادو عيدو.
ونجا من المذبحة بأعجوبة العاملان: زبير سليمان حسو وباسم رشيد جمعه بعد أن اصيبا بجروح بليغة ليكونا شاهدين من موقع الحدث على احدى الجرائم البشعة التي حلت بالأيزيديين ويا لكثرة جرائم الأبادة التي نزلت بهم على امتداد التأريخ.
   كان الوقت عصراً عندما تصدت مجموعة لادين لها ولا ضمير ولا ذرة من الاخلاق والشرف لسيارة من نوع باص كانت تقل اولئك العمال الأبرياء المغدورين الذين كانوايكسبون خبزهم بعرق جبينهم، من المعمل المذكور الى بلدتي بعشيقة وبحزاني المتلاصقتين والقريبتين من الموصل، واثناء مرور السيارة تلك في شوارع الموصل لم يدرك اولئك العمال، ان سيارات لتلك المجموعة  تتعقبهم، وهي تابعة الى دولة العراق الاسلامية التي كانت قد انذرت السكان الايزيديين في بيان لها بوجوب مغادرة البلدتين بذريعة ان الارض التي يعيشون فوقها أرض اسلامية في وقت يعلم فيه الجميع، ان الأيزيديين هم من سكان المنطقة الاصليين وقبل ان تصل اليها الفتوحات الاسلامية أو أية فتوحات اخرى. ولما وصلت السيارة التي كانت تقلهم الى  حي النور، اوقفتها المجموعة التي كانت تتعقبها. وبعد تدقيقها لهوياتهم قامت بعزلهم عن بقية العمال من غير الايزيديين ولما تم لها ذلك فتحت نيران بنادقها الأوتوماتيكية عليهم، وهكذا في ثوان معدودة أزهقت دون وجه حق أرواح اولئك العمال العزل الابرياء والفقراء، وغادرت الموقع وهي تنادي (الله اكبر)! في ذلك المساء الدامي اهتزت الضمائر الحية لهول ما حصل ووقع، فلقد ترملت نسوة وتيتم اطفال وثكلت امهات، وخيم حزن عميق على اهالي بعشيقة وبحزاني وكل الكرد من مسلمين وايزيديين وعلى العرب من اصحاب الضمائر الحية في الموصل، وملأ الكباء و النواح احياء وشوارع البلدتين، وسالت الدموع من اعين اقارب واصدقاء الفتلى، علماً انه لم يكن للمغدور بهم من ذنب باستثناء كونهم ايزيدية والأيزيدية في نظرالطغاة والمقدودة قلوبهم من حجر تهمة خطيرة دفع الأيزيديون عبر قرون خلت وما زالوا اثماناً باهضة لها، ففي الماضي كان رأس ديانتهم التي توصلت قبل معظم الأديان الى وحدانية الله مطلوبا لدى التعصب الديني والعنصري، اما اليوم فان الارهاب راح يطالب به (الرأس).
   ان الذي يدمي القلوب اكثر ويبعث بالاسى اكثر ويعمق من الجرح اكثر، ان ذكرى استشهادهم مرت من غير أن تحظى بالتفاتة أو عناية من أحد، لا على صعيد رسمي حكومي كردستاني ولا على صعيد شعبي أو طبقي عمالي، فلا إتحاد نقابات العمال في كردستان اولاها اهتماماً ولا اتحاد نقابات العمال في العراق كما لم تتطرق اليها وسائل الأعلام لا من بعيد أو قريب، والانكى من كل هذا انه حتى الأعلام الأيزيدي لم يذكر شيئا عنها!
  لو كانت جريمة مقتل اولئك العمال والتي توحي باكثرمن معنى ومغزى ودلالة، قد ارتكبت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، يوم كانت الحركة الشيوعية والعمالية الداخلية والعالمية في أوج قوتها، فأن الامر كان يختلف بلاشك، ولكانت الذكرى تخلد وتحيا وتصبح وصمة عار في جبين القتلة الى أبد الابدين. ويتم الاحتفال بها على غرار الاحتفال بالأول من ايار، عيد العمال العالمي بالرغم من أن عدد العمال الايزيديين الذين قتلوا في حي النور يفوق عدد العمال الذين قتلوا برصاص الشرطة في شيكاغوا اضعافاً، ناهيكم من ان الجريمة التي اودت بحياة العمال الايزيديين كانت ابشع بكثيرمن تلك التي جرت في شيكاغو. يذكر ان القتلة افتخروا بفعلهم الشنيع الذي سجلوه على شريط فيديو امعاناً منهم في بث الرهبة والخوف في النفوس وبالأخص في نفوس الأيزيديين. وقبل هذا الحادث وبعده، فان القتلة صوروا على اشرطة الفيديو عمليات ذبح لضحاياهم وراحوا يوزعونها على اوساط واسعة من الناس.
واستدراكاً للخطأ الذي يتحمله اكثر من جهة والمتمثل في إهمال للذكرى غير متعمد أو متقصد، ولكي نعطي المناسبة الحق الذي تستحقة وننصف عوائل هؤلاء الشهداء وننتصر للطبقة العاملة الأيزيدية، أتقدم بالمقترحات التالية الى حكومة اقليم كردستان التي ازدهرت في ظلها الخصوصية الايزيدية ونالت من الرعاية الكثير:
1-   اعتبار يوم 22 نيسان من كل عام يوماً للعامل الكردستاني، ويجري الاحتفال به وسط مراسيم مهيبة تليق بمقام المغدورين ال 24. وفي حال عدم أخذ حكومة كردستان بهذا المقترح، أنذاك يحق للأيزيديين ادراج المناسبة ضمن خصوصيتهم والاحتفال بها واعتبارها يوماً او عيداً للطبقة العاملة الايزيدية مع منحهم حق تأسيس نقابات عمالية خاصة بهم.
2-   اقامة نصب تذكاري معبر عن الحادث في مكان تلتقي فيه البلدتان: بعشيقة وبحزاني، وتدون في النصب أسماء العمال الشهداء.
3-   توثيق الحادث في كتاب يضم اسماء وصور الشهداء والمقالات والتعليقات والقصائد التي الفت ونشرت عن شهداء الحادث وأقرار الحادث كمادة تدرس في احدى المراحل الدراسية لكي تبقى ذكرى مقتلهم حية لدى الاجيال كافة.
4-   تنظيم حفل خطابي في الثاني والعشرين من نيسان كل عام، تلقى فيه الكلمات والقصائد والاناشيد الحماسية وفقرات ذات صلة بالحادث مع تكريم اسر الضحايا.
5-   تنفيذ زيارات من قبل المسؤولين الحكوميين والحزبيين ومنظمات المجتمع المدني الى اسر الشهداء كافة والى قبور الضحايا التي من المفروض فيها ان تحمل علامة دالة على استشهادهم في اليوم المذكور، والذي يسهل من الاخذ بهذا المقترح (5) هو ان اسر الضحايا كافة تقطن بعشيقة وبحزاني. مع الوقوف على معاناتها و احتياجاتها.
6-   تحسين الوضع المعيشي لأسر الشهداء ال24 وهي في معظمها فقيرة للغاية وبموت معيليها، فان وضعها لابد وأن يكون الان أسوأ من ذي قبل. فالأهتمام بابنائهم وبناتهم واعطاء الأولوية في التعيين والتوظيف لهم.
7-   تعيين رواتب تقاعدية لاسرهم واعتبار المغدورين بهم شهداء من الدرجة الأولى.
8-   فتح وانشاء مشاريع ومعامل في قرى ومناطق الايزيديين، كون فرص العمل امام عمالهم صارت ضيقة، بسبب تفاقم النزعات التعصبية الدينية والقومية بوجههم،  فعلى اثر مقتل اولئك العمال فر من الموصل ومدن اخرى في العراق نحو (5000) عامل وموظف وطالب ايزيدي والتجؤا الى القرى والمناطق الايزيدية الخاضعة لنفوذ قوات البيشمركة الكردية والحكومة والاحزاب الكردستانية. مايعني ان المئات من العمال الايزيديين فقدوا اعمالهم ووظائفهم وبالتالي لقمة العيش لعوائلهم.
9-   القيام بحملة اعلامية لتعريف العالم الخارجي بالمجزرة موضوع المقال لأجل كسب ود وتعاطف الرأي العام العالمي، الى جانب توسيع حملة الأدانة والشجب ضد القوى العنصرية والشوفينية والتعصبية الظلامية المعادية لحقوق العمال وبالأخص في المجتمعات الشرقية .
10-   تكملة مشروع ري الجزيرة بشكل يستفيد منه الايزيديون الذين حرمهم النظام السابق من فوائده جراء التعريب والذي جعل من العمال الايزيديين اجراء لدى المستفيدين من التعريب، في وقت ان الايزيديين وغيرهم من الكرد المسلمين الأولى بالاستفادة من المشروع كون نهر دجلة الذي بني فوقة المشروع يمر عبر أراضيهم.
ان من واجب المجلس الروحاني الأيزيدي واللجنة الاستشارية الايزيدية ومركز لالش ومديرية اوقاف الايزيديين ووزارة شؤون الايزيديين المنوي تشكيلها التحرك من اجل تحقيق المقترحات اعلاه والتي فيها انصاف للعمال الايزيديين، وعلى حكومة كردستان ان تكون دعماً وسنداً للكرد الايزيديين ممثلما كانت وما تزال دعماً وسنداً لهم ونخصى بالذكر العمال والفقراء منهم والذين يشكلون الاكثرية من المجتمع الأيزيدي ولا ننسى ان مقتل اولئك العمال تتوفر فيه الشروط التي تجعل منه قضية.
مجداً لشهداء الطبقة العاملة الايزيدية الذين سقطوا صرعى برصاص الأرهاب الاسود يوم 22- 4 -2007 ،
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

353
كل الثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   طرفة الأسبوع.
من أطرف ما سمعت إدعاء وليد الحلي القيادي في دولة القانون من أن (حرية التعبير في العراق افضل من بريطانيا)!!! إلا أن مركز (ميترو) في اليوم نفسه لأدعائه قال: (أن حرية الصحافة والأعلام في العراق تتعرض الى هجمة شرسة). من جانبها أفادت (اليونسكو): (ان العراق مازال الأخطر على حرية الصحفيين). فيما وصف التقرير الصحفي لرابطة الصحفيين العراقيين وضع الصحفيين العراقيين بـ(المؤسف).

•   الجعفري .. المالكي .. الجعفري!
نسب قول الى مسؤول كردي، أثناء اجتماع اربيل الذي عقد مؤخراً وحضره مسؤولون عراقيون، بان الجعفري هو البديل المحتمل للمالكي، فهل يعقل أن يوافق الكرد على ذلك، وهم الذين ذاقوا الأمرين على يده ايام حكمه، واذا صح القول فسيكون لسان حال الكرد: (شر خلف لشر سلف).

•   العشائر العراقية.. أمس واليوم.
قال محمد مجيد الشيخ سفير العراق لدى طهران: (.. على الرغم من ان العشائر العراقية تكبلت في زمن المقبور إلا أنهم نهضوا واعادوا دورهم ومجدهم)! والحال ان النظام (المقبور) خلافاً لارادة المتنورين العراقيين احيا العشائرية وخلع عناوين عليها مثل: الشيخ العام للعشيرة، ونائبه، وشاعر العشيرة، وحامل بيرقها..الخ

•   نواب يبتزون ناخبيهم!
وعدت هيئة أمانة بغداد (بالكشف عن ابتزازات تعرض لها موظفون لديها على يد أعضاء في مجلس النواب بهدف تحقيق منافع شخصية) فمرحى (لممثلي) الشعب الذي جعلوا الاخير في خدمتهم وليس العكس و(الشعب في خدمة النواب) بعد أن كانوا في خدمة الشرطة في الماضي كما كانت العامة تقوله متهكمة.

•   جمعه رفض الحكومات العربية.
في الجمعة 4-5-2012 هددت المعارضة الموريتانية بأسقاط الرئيس ولد عبدالعزيز، وشهد الأردن تظاهرات رفض لحكومة الطراونة، ورفض الحكومة في البحرين لا يحتاج الى تعليق. أما في السعودية، فان الجماهير طالبت في عدة مدن فيها بـ(حقوقها المسلوبة)! وفي العراق اشتدت المطالبة بسحب الثقة عن حكومة المالكي. فيما رفع السوريون شعار (إخلاصنا خلاصنا) وبلغ رفض الشعب المصري للمجلس العسكري الحاكم في مصر حد التصادم معه وامام عقر داره (وزارة الدفاع) وذكر ان البشير في السودان يسعى للفرار من مشاكل بلاده الداخلية الى الحدود مع جوبا لافتعال القتال معها..الخ.

•   تخبطات الهاشمي.
مع قرب موعد محاكمة طارق الهاشمي غيابياً، تزداد التصرفات اللاعقلانية له، مثل مناشدته للطالباني بالتدخل لحمايته، ناسياً انه لايحق للسلطة التنفيذية التدخل في شؤون القضاء، ومطالبته باجراء محاكمته في كردستان والتي عدها الخبير القانوني طارق حرب مخالفة للقانون، وخلل تلك التصرفات رفض تسمية الصحافة له بالهارب، وهو فعلاً هارب، ويخشى في الوقت عينه انزال عقوبة الأعدام به، وهذا وارد أيضاً فهو اعرف بافعاله من الآخرين.


•   العراق.. مستودعاً للأسلحة !
بعد تفاقم العمليات الأرهابية في آذار الماضي جراء أنفجار (20) سيارة مفخخة في أحد ايامه، أجازت الحكومة العراقية لكل عائلة حيازة مسدس أو بندقية، بعد ان عجزت عن حماية مواطنيها رغم تجاوز جيشها المليون جندي، وسيؤزم وصول السلاح الى كل عائلة من الوضع الأمني اكثر، وهذا ما لا شك فيه، ولا تكتفي الحكومة بهذا بل تحاول الحصول على أف16 ودبابات متطورة، علماً ان القتل في معظمه ناجم عن السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ونادراً ما يكون بالاسلحة الخفيفة.

•   المرجعيات الشيعية بين عهدين.
في خطبة له أشار المالكي الى ما كان (يتعرض له الفكر الاسلامي والمرجعيات الدينية من تصفيات من قبل النظام الدكتاتوري المقبور). وفي اليوم ذاته، دعت سوزان السعد من حزب الفضيلة المسؤولين إلى (اتخاذ ما يلزم للحيلولة دون تعرض المرجعيات الدينية الى الاستهدافات)! مضيفة: (ان ضعف الحس الاستخباري لدى الأجهزة الأمنية سبب للهجمات الأرهابية المتكررة على المؤسسات الدينية).. جدير ذكره، انه يكاد لا يمر يوم دون ان يتعرض فيه رجل دين شيعي الى أعتداء، ففي أي من العهدين كان وضعهم افضل؟.

•   خوف سابق لأوانه.
ترتعش قلوب المسؤولين الجزائريين من دنو موعد اجراء الانتخابات التشريعية في الجزائر والتي سيفوز بها الأسلاميون حتماً، ان لم تزور، وبهذا الصدد سارع رئيس الوزراء الجزائري ووصف الربيع العربي بالطوفان على العرب قائلاً انه كان السبب لاحتلال العراق وتدمير ليبيا وتقسيم السودان و تكسير مصر..الخ.

•   الدرع الصاروخية ضد من؟
على أثر توعد روسيا بتوجيه ضربة أستباقية إلى قواعد الدرع الصاروخية للناتو في أوروبا، وذلك في حال شعورها بالخطر، قال راسموسن امين عام (الناتو) : (ان الدرع الصاروخية في اوروبا ليست موجهة ضد روسيا). عليه اذا لم تكن موجهة ضدها، فضد من، ولماذا نصبها في الدول المجاورة لروسيا؟

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

354
من الذي يسئ الى المسلمين ومقدساتهم ..الغرب أم المسلمون؟

عبدالغني علي يحيى
    قبل أيام نقلت الوكالات خبراً عن قيام القس تيري جونز بولاية فلوريدا الامريكية بحرق نسخ من القران الكريم لأجل حمل طهران على اطلاق سراح قس مسجون لديها، اللافت ان الحرق (المزعوم) للمصحف الشريف هذه المرة لم يثر احتجاجاً لدى العالم الاسلامي كالذي أثاره التهديد بحرقه قبل نحو عامين وتراجع جونز عن تهديده فيما بعد، ولما سئل يومذاك عن السبب في عدوله عن حرق الكتاب الكريم، كان رده  محل دهشة واستغراب حين قال :( لم اكن أنوي ابدا حرق القران، كل ما أردته هو جعل العالم يقف على مدى التعصب في نفوس المسلمين). وفي عملية اخرى تلت تراجع جونز أنذاك عن عزمه، ذكر ان بعضهم اقدم على اضرام النار في القران الكريم، الطريف ان ردود الفعل عليهم لم تكن في مستوى ردود الفعل على تهديد جونز بحرقه، فلقد جاءت ردود الفعل على القول  اقوى منه على الفعل! ويبدو من خلال العد التنازلي للاحتجاجات تراجع تدريجي عنها، فاخر خبر عن ادعاء جونز بحرق القران، لم تكن له أصداء تذكر، وقوبل الخبر بعدم اكتراث العالم الاسلامي، وهو الصحيح. ويخيل لي ان جونز رغم ادعائه لم يقدم على حرق القران هذه المرة ايضاً بل اشعل النار في كتب عادية لأيهام المسلمين بانه احرق القران على امل ان يثير بعضاً منهم لا اكثر. وقبل جونز باعوام، كان الرسام الدانيماركي الذي اساءت رسوم كاريكاتيرية له الى النبي محمد(ص) قد قال بدوره انه (لم يتطاول على النبي (ص) والعتب على الذين فسروا عمله خطاً). عليه وازاء تجاهل المسلمين لفعل جونز المزعوم، لايسع المرء الا ان يقيم عاليا ضبط النفس الذي أظهروه، فلو كانوا قد تصرفوا وفق ما أراده جونز لكانوا قد عملوا مايشبه صب  الزيت على النار وزادوا التعصب تعصباً والفجوة بين المسلمين والمسيحيين الذين غالبا ما اخذوا بذنب الافراد منهم (جونز) أو الرسام الدانيماركي على سبيل المثال. علماً ان التطاول والاعتداء على الدين الاسلامي ومقدسات المسلمين يأتي بدرجة أولى من المسلمين وليس المسيحيين أو الغربيين، فتزامناً مع الحملة التي نددت بتهديد جونز في وقته جرى اففتاح مسجد في منطقة كندية محاذية للقطب الشمالي وذلك وسط مراسيم مهيبة لم يتخلف المسيحيون من المشاركة فيها على الصعيدين الرسمي والشعبي، وفي الثلث الاخير من القرن الماضي كان الكاتب الهندي المسلم سلمان رشدي في كتابه ايات شيطانية من اشد المهاجمين للدين الاسلامي يومذاك، حتى انه جلب على نفسه عاصفة من الاحتجاجات في العالم الاسلامي، ما دفع بالأمام الخميني الى ان يفتي بهدر دمه، وفيما بعد خطت الكاتبة البنغلاديشية المسلمة تسليمه نسرين خطوة مماثلة لتلك التي خطاها رشدي في اصدارها كتاباً استفز مشاعر المسلمين في بلدها بالاخص الذي شهد تظاهرات استنكار وحرق لكتابها. ومنذ رشدي ونسرين وقبلهما ايضاً، فان الاساءة الى الدين الاسلامي اتخذت وتتخذ اشكالاً شتى وعلى يد المسلمين انفسهم، ففي اكثرمن مرة، تم الكشف في معبر باشماغ الحدودي بين العراق وايران، استخدام تجار ايرانيين لأوراق الذكر الحكيم في تغليف التفاح الايراني المصدر الى العراق، ولم يحتج احد على جانبي الحدود على ذلك، واثبت الكرد وعياً رفيعاً بتجاهلهم لذلك السلوك المستفز. وكان حرياً بوسائل الأعلام الترفع عن الخوض فيه، فهكذا عمل اولى بأن يقبر من أن ينشر.
وتوالت الاعتداءات والاساءات الى الدين الأسلامي ودور العبادة الاسلامية وشخص النبي محمد(ص). وعلى يد المتشددين الأسلاميين طبعاً، فعلى سبيل المثال اعتقلت السلطات الماليزية الصحفي السعودي (حمزه كاشفري) الذي تهجم على النبي (ص) في يوم ميلاده وعده انساناًعادياً وليس نبياً، بعد ذلك سلم الى الحكومة السعودية لتبت في أمره. وفي تونس حصلت حوادث قيمت على انها مساس بالدين الاسلامي، اما في الكويت فأن تجاوز احدهم على النبي (ص) حدا بالحكومة الكويتية الى اصدار قانون يقضي باعدام كل من يسيى الى النبي (ص) وزوجاته والى الذات الالهية ايضاً، بالكلام البنذئ.
وبدرجات متفاوته شهدت بلدان في العالم الاسلامي وماتزال، وفي مقدمتها العراق خروقات بحق الدين الاسلامي وطعوناً ضد المقدسات الاسلامية وكان القائمون بها وما يزال المسلمون أنفسهم، وعلى ذكر العراق قتل العديد من رجال الدين المسلمين من سنة وشيعة، ومن رجال الدين المسيحيين ايضاً، بحيث لم تسلم منها حتى المرجعيات الدينية الشيعية، اذ يكاد لايمر يوم دون أن تمتد اشكال من الاعتداءات الى رموز دينية شيعية من وكلاء المراجع الدينية الشيعية وغيرهم، دع جانباً التخريب والتدمير الذي الحقه ويلحقه بعضهم بالمساجد ودورالعبادة الشيعية والسنية على حد سواء وعلى ايدي المتشددين المسلمين. أما حال رجال الدين المسيحيين والكنائس والاديرة ومنذ اعوام فيرثى له، ففي الاعوام الماضية دمرت كنائس وأديرة في بغداد والموصل وكركوك وذبح ذبح الشاة العديد من القساوسة ورجال الدين المسيحيين وعلى يد منظمات ارهابية تدعي الاسلام، وأدت هذه الاعتداءات الى هجرة وفرار الالاف من المسيحيين من العراق الى كردستان والغرب طلباً للحماية والأمان، وليس المسيحيون أو الايزيديون وحدهم الذين يفرون من المتشددين الاسلاميين بل ان المسلمين انفسهم يهربون منهم، اذ يوجد حالياً في بلدان العالم المسيحي في الغرب الملايين من المسلمين الشرقيين الذين يعيشون فيها معززين مكرمين في حين لم يسجل لجوء أي غربي مسيحي الى الدول العربية والأسلامية طلباً للأمن والرزق والاستقرار.
عدا ذلك، هنالك بؤر توتر دائمة في الدول الاسلامية تسئ الى الاسلام والمقدسات الاسلامية، ففي نجيريا مثلاً تعيث عصابة (يوكوحرام) فساداً وتعتدي بشكل شبه يومي على المسيحيين وكنائسهم، ولا تقل خطورة فتاوى بعض من رجال الدين السعوديين على الاسلام عن خطورة  (يوكوحرام) على الاسلام سيما الفتاوى التي تنتقص من الشيعة، وفي احداها ورد تحريض على هدم الكنائس. واعود الى العراق الذي بلغت فيه الفتنة الطائفية ذروتها والتي يمارسها متشددون سنة ضد الشيعة اذ على مدى السنوات المنصرمة احرقوا ودمروا العديد من الحسينيات وفجروا مصلين اثناء ادائهم صلاة الجمعة، بالمقابل فان المتشددين الشيعة لم يتوانوا عن اتباع النجح الطائفي الدموي نفسه ضد السنة، وانجرت حكومة المالكي في الاونة الاخيرة الى الطائفية في تصرفاتها ضد السنة والكرد كذلك وابلغ دليل على ذلك استيلاءها على (5000) كيلومتر مربع من اراضي الوقف السني في محافظة كركوك وضمها الى الوقف الشعبي ما أثار سخطاً واسعا من لدن اوسع قطاعات الشعب العراقي من الكرد والعرب السنة في ان معاً.
في الماضي غالباً ما كان الامريكان والاسرائيلون يتهمون باذكاء نار الفرقة والطائفية والعنصرية بين العراقيين، وطوال الاعوام السابقة، كانت اصابع الاتهام تشير الى الامريكان، ولكن بعد شهور من انسحاب الامريكان من العراق وبألحاح من السنة والشيعة فان المصادمات الطائفية ازدادت واتخذت اشكالا عدة تهدد العملية السياسية بالفناء. وفي زيارته الى أربيل برأ الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ساحة اليهود ممايجري في العراق وبشكل غير مباشر حين قال بخلو كردستان من اليهود وعدم تواجدهم في العراق. عليه فان اتهام الصهيونية بتأجيج الصراع الطائفي أو العرقي في العراق لا يغدو سوى رمياً للحصو في الظلام ولاينطلي الا على السذج من الناس فكل الدلائل تشير الى ان المتشددين الاسلاميين هم الذين يسيؤن الى الاسلام والى غير المسلمين ايضاً وليس الغرب او العالم المسيحي.
   لما تقدم على منظمة التعاون الاسلامي والأتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف وجميع رجا الدين الاسلامي اينما كانوا ووجدوا التصدي للافعال المسيئة للأسلام والمقدسات الاسلامية التي ترتكيبها القوى الاسلامية المتشددة وايقافها عندحدها والا فان العالم الاسلامي في حال ترك الحبل على الغارب لتلك القوى، سيواجه مصيراً مظلماً لا يحسد عليه.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل - العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

355
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   براءة (القاعدة) من دم (المراجع الدينية).
ورد بان التفجيرات والأعتداءات التي استهدفت المراجع الدينية الشيعية تقف وراءها احزاب سياسية فشلت في تحقيق أهدافها ولم يوجه الاهتمام كما هو متبع الى (القاعدة) التي قد تكون بريئة عن معظم العمليات الأرهابية التي غالباً ما ترتكبها الاطراف السياسية لكنها تقيد ضد القاعدة.
•   صحوة في وقت متأخر.
في تبريره لمقاطعة اجتماع اللجنة التحضيرية ل(الأجتماع الوطني) قال د. اياد علاوي: ان حضوره (مضيعة للوقت) فيما قال مصدر أخر في (العراقية)): لن نكرر تجربة فاشلة لعشرات المرات) وعن (الشراكة الوطنية) قال النائب محمد إقبال عن (العراقية) أيضاً( الشراكة الوطنية وهم كبير نحاول اقناع انفسنا به !.. الخ فليكن ل: ( تجربة المجرب حماقة) و(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) من الان فصاعداً حضور في الأذهان.
•   تركيا .. تقود التغيير أم التدمير؟
قال داود اوغلو: ( ان تركيا عراب المنطقة ومن الان ستدير التغيير فيها) .. وتخطط حكومته لأحلال جفاف كارثي في العراق بانشائها لسد (ألسو) على دجلة، وتقوم بقصف مدمر شبه يومي لكردستان العراق وتمارس اشكال التدخل في الشأن العراقي، وشقت المعارضة السورية عندما ارغمتها على تجاهل حقوق الكرد، وفوق كل هذا فان تركيا مرفوضة من قبل الملايين الكردية فيها، ومن الارمن وكل الدول والشعوب  المجاورة لها، فعن اي ادارة  للتغيير تتحدث؟
•   أسف بايدن
أبدى بايدن أسفه لقيام الاتحاد الاوروبي (بقفل الباب في وجه تركيا) للحيلولة دون دخولها الاتحاد الاوروبي وهذه ليست المرة الاولى تظهر فيها أمريكا هذاالاسف، وهي التي كانت تعارض لسنوات تبؤ الصين لمقعدها في مجلس الامن. حبذا لو توقفت واشنطن عن ابداء ذلك الاسف، فتركيا ليست أوروبية ولا هي مرغوبة اوروبياً حتى تدخل في ناديها.
•   طبيب يداوي الناس وهو عليل.
في الاجتماع الوزاري للجامعة العربية إقترح العراق تشكيل لجنة برئاسته لحل الخلاف بين شطري السودان، وقبله أظهر أستعداده للتوسط بين إيران والامارات لانهاء خلافهماحول الجزر الثلاث المتنازع عليها، وقبل هذا ايضاً وبعد تكليفة استضافة الدول 5+1 المعنية بالملف النووي الأيراني، نادى بالتوسط لحل الخلاف بين ايران والغرب بشأنه، وهو العاجز بالمرة عن حل ابسط خلاف عراقي-عراقي!

•   ديمقراطية امريكا واسرائيل.
سرح ضابط امريكي من الخدمة لمجرد انتقاده الرئيس أوباما على الفيسبوك، فيما منعت اسرائيل الشاعر الالماني (غونتر غراس) الحائز على جائزة نوبل من دخول اراضيها بسبب هجوه الدولة العبرية في احدى قصائده. هذه هي ديمقراطية امريكا واسرائيل وتفتحهما على الحرية.
•   محافظة(خليج فارس)
اثناء زيارته لأربيل وصف مقتدى الصدر اسرائيل باليكان الفاصب، لذلك لن يكون له وجود في العراق. وذلك في تهديد للكرد وفق( اياك اعني واسمعي ياجاره) من مغبة التعاون مع اسرائيل، هنا لاندري كيف غاب عنه حديث الساعة، احتلال ايران للجزر الاماراتية وعزمها على  اطلاق اسم محافظة (خليج فارس) عليها دع جانبا التواجد القوي لها في العراق الذي صار بمثابة حديقة خلفية لها.
•   أنواع الهروب والتهريب في العراق.
قبل فترة والى الان، شكل هروب السجناء في سجونهم بين حين وحين في العراق ظاهرة، واضيفت اليها في الاونة الاخيرة ظاهرة اخرى. هروب المسؤولين المتهمين بقضايا فساد الى خارج العراق. ومن هرب، يهرب، هروب.. الخ هنالك ظاهرة تهريب الاثار والعملة الصعبة ومختلف الثروات أيضاً.
•   العنصرية في بلد المليون شهيد.
رفض (تكتل الجزائر الخضراء) الاعتراف باللغة الامازيغية وتثبيتها في الدستور المقبل كلغة رسمية في الجزائر، علما أن الاماز يغيين تعدادهم الملايين ويقيمون في نحو 17 محافظة جزائرية، كل هذا في وقت يتردد فيه الرجوع الى اللغة الفرنسية. فهل تصبح الجزائر تركيا الشمال الافريقي في نفيها لحقوق الأمازيغ المشروعة مثلما تنفي تركية حقوق كردها؟
•   .. والعبودية في ليبيا!
حكمت محكمة فرنسية على (كفكا شوربشير) زوحة المدير السابق لمكتب الرئيس الليبي معمر القذافي بغرامة باهضة لأذلالها عبيداً تنزانيين يعملون لديها. للأسف ان العبودية مازالت قائمة في العديد من الدول العربية حصراً.
•   نصير الثورة.. لكن طلبه مرفوض!.
اشاد مصطفى عبدالجليل بدور (لويس مورينو أوكامبو) مدعي عام الجنائيةالدوليةلتقديم ثلاثة من رجال النظام الليبي السابق الى الجنائية الدولية وبأدلة قاطعة، ووصفه بنصير الثورة الليبية. لكن أوكامبو عندما طلب من ليبيا تسليمه سيف الاسلام القذافي، فان طلبه رد بشدة.
•   العمر المديد للتزوير في روسيا!
  اكد مديفيديف بقاءه وبوتين لفترة طويلة في السلطة بروسيا، غير أبه لا بالانتخابات ولا بتداول السلطة والديمقراطية وصدق الذين اتهموهمابالتزوير في الانتخابات الروسية الاخيرة.
•   المقلق والمفرح للغرب في سباق الصواريخ باسيا.
نجحت باكستان في اطلاق صاروخ بالستي سمته (شاهين1) قادرعلى حمل رؤوس نووية، من غير ان يبدي  الغرب اعتراضاً كونه موجه اصلاً الى الهند، كما لم يبد اعتراضاً على اطلاق صاروخ قادر على حمل رؤوس نووية بوسعه ضرب الصين كما قيل، لكنه قلق من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية التي قيل ان بوسعها ضرب المدن الساحلية الامريكية شرق الهادي، ومن التجارب الايرانية التي يفترض فيها استهداف اسرائيل!
•   يدعو الى سحب الثقة ويحذر منه!
دعا نائب كردي في البرلمان  العراقي الاخرين الى (سحب الثقة من حكومة المالكي، ان استطاعوا غير أنه في الوقت عينه قال: ( ان القوى السياسية لا تستطيع سحب الثقة منها، كون جميع مكونات (التحالف الوطني) تؤيدها وان الاصوات المطالبة بسحب الثقة منها أقل من اصوات التحالف الوطني). عليه على خصوم المالكي ان ياخذوا قوله "النائب الكردي" بنظر الاعتبار ثم يعملوا بالمثل الصيني القائل:( اعرف نفسك واعرف عدوك وخض غمار مئة معركة).
•   انجازات افضل رئيس وزراء في تأريخ العراق!
قال الدكتور عبدالكريم العنزي امين عام حزب الدعوة،: ان المالكي افضل رئيس وزراء في تاريخ الوزارات العراقية من خلال ماوصفه بالأنجازات التالية له:.. اعدام صدام حسين.. رفض اعطاء حصانة للقوات الامريكية، موقفه من قضية الهاشمي، ومن التصرف بالثروة النفطية.. في اشارة منه الى الكرد.. أحقاً ان الذي ذكره انجازات؟
•   من علامات الدكتاتورية في العراق.
من الظواهر الملازمة للدكتاتورية وبأخص في العراق، كثرة السجون ونقاط التفتيش، وها هو المالكي يدعو الى (مراجعة الترتيبات الامنية الجارية في بغداد، والعمل على اعتماد تركيز نقاط التفتيش وزيادة كفاءتها واسلوب توزيعها .. الخ) علماً ان هذه الاجراءات لم تفلح في وضع حد للأرهاب، بل زادت من معاناة الشعب منها.
•   ملك الشعب العراقي.
  لما أهدى الطالباني بندقية لصدام حسين الى الامير الكويتي الشيخ ناصر صباح الاحمد، اعترض النائب عن دولة القانون عبدالعباس شياع قائلا ( ان ممتلكات النظام السابق هو ملك للشعب العراقي ولايحق للحكومة أو رئاسة الجمهورية التصرف بها)!!
اهكذا يكون الحرص على اموال العراقيين الذين يرون بأم اعينهم كيف تسرق ثرواته المقدرة بملايين ومليارات الدولارات وسط فساد لايوصف، والذين يعيشون جراء ذلك في فقر مدفع، ويتباكي بعضهم على بندقية أهديث  لشيخ كويتي ؟.
•   على خطى نظام صدام.
دعت وزارة الثقافة العراقية (250) شاعراً واديباً للمشاركة في مهرجان المربد الشعري التاسع وواضح التكلفة المالية الهائلة لاقامته، ترى اما كان الاولى بالوزارة تأجيل المهرجان الى يوم ينعم فيه العراقيون بالاستقرار والرفاه و الامان والكهرباء؟ والكل يعلم ان النظام السابق لم يكن مدفوعاً يجب الشعر والثقافة من وراء اقامته لذلك المهرجان، بل لاظهار منظره القبيح بمظهر أخر لم يكن يستحقه.
•   زمن الكلمات والمصطلحات المطروقة.
تتردد هذه الايام وبكثرةوعلى لسان المسؤولين العراقيين على اختلافهم، العبارات الجاهزة والافكار المطروقة من قبيل: تغليب المصالح العليا على المصالح الحزبية والفئوية والطائفية، والمصلحة العامة على الخاصة والتي يزخر بها مقترح الصدر ذو ال18 نقطة لمعالة الأزمة التي تعصف بالعراق الان. انه عصر المصطلحات والافكار المطروقة
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل –العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

356
المرحلة العليا والأخيرة للصراع الدائر في العراق.

عبدالغني علي يحيى
  على الرغم من اختلاف معظم الأطراف السياسية العراقية مع حكومة المالكي حول العديد من القضايا، وتراجع المشتركات التدريجي بينهما، الا أن ما يجمع المتصارعين، هو التشبث بالحوار أو التفاوض، فالجلوس على طاولة واحدة.. الخ من الكلمات والمصطلحات التي تكاد تعبر عن معنى واحد طبعاً لمعالجة الازمات الداخلية والتي ترجمت في الممارسة والتطبيق الى الأشكال التالية: مؤتمرات المصالحة الوطنية في الداخل والخارج، اتفاقية اربيل، افكار ومشاريع تقدمت وماتزال تتقدم بها هذه الجهة أو تلك من شيعية وكردية وسنية، اضف الى ذلك اشكال من الممارسات التي اتسمت بالسذاجة مثل الصلاة المشتركة للشيعة والسنة.. فطقوس دينية جمعت المسلمين مع المسيحيين والتي لم تثمرعن نتيجة مشجعة على امتداد الاعوام السابقة لرأب الصداع بين المتخاصمين، واذكر ان الخصومة كانت حصراً بين الجهات التي اسقطت النظام السابق وبين حزب البعث المنحل سيما في العام  الأول لأسقاط ذلك النظام،  وكان مصطلح (المصالحة الوطنية) عامذاك وفيما بعد لاعوام تلته يعني تحقيق المصالحة مع البعث وجمهوره. وعندما تكللت االجهود في تحقيق تلك المصالحة بالأخفاق، فأن افكار اخرى انبثقت بهدف حل الاشكالات، ليس مع البعث، بل بين اطراف العملية السياسية نفسها وبالأخص بين (دولة القانون) و(العراقية) وبرزت دعوات الى سحب الثقة من المالكي وايجاد بديل عنه، أو الى اجراء انتخابات مبكرة والتي لا بد أن تنتهي الى الفشل ايضاً، وهكذا اتسعت دائره الخلاف لتمشل المكونين الكبيرين الشيعي والسني، بعد ان كانت محصورة بين اطراف النظام الجديد في العراق وبين حزب البعث فقط، ثم اتسعت اكثر وبشدة حين تفاقم الخلاف بين حكومة المالكي وحكومة اقليم كردستان، وبعد ان كان الكرد يوصفون ببيضة القبان وبجزء من الحل، فلقد جاء اليوم الذي تحولوا فيه الى جزء من الخلاف وقد دفعتهم سياسات المالكي والشهرستاني إليه.
هنالك اكثر من مشروع لدى الجهات السياسية العراقية حالياً لتجاوز الأزمة السياسية، ويكاد ان يكون لكل طرف مشروعه ومقترحاته، وهذه المشاريع من حيث المضمون والمحتوى ليست بجديد، فقد سبق وان قدمت في السابق من غيران تفلح في معالجة أية أزمة، ليس هذا فقط بل ان الأزمات كثرت و اشتدت بصورة جد خطيرة، ووصف بعضهم العراق في المشهد الحالي بأنه على كف عفريت وهو الصحيح، وفوق كل هذا نجد القادة العراقيين يلجؤون الى الخطط السابقة لأجل تصحيح ما آلت اليه الأوضاع، وكم ينطبق بحقهم، القول المأثور(تجربة المجرب حماقه)! إذ ان معظمهم على يقين، من أن خططهم ومشاريعهم الجديدة القديمة مثل خططهم ومشاريعهم السابقة ستتوج بالأندحار.
بالمقابل نجد ان حكومة المالكي وحزبه وسط التخبط الذي يعيشه خصومه، تتقوى باستمرار على مختلف الصعد بما فيها الدولية، فهي مباركة من الأمريكان وحلفائهم من جانب ايران في الوقت نفسه ووفق مفهوم (صديق صديقك صديفك) فان كلا من روسيا الاتحادية والصين وقوى شبه غطمى كذلك كالهند مثلاً، والتي في معظمها تساند المثلث: الأيراني، السوري، الكوري الشمالي. بشكل مباشر أو غير مباشر لذا والحالة هذه، فان القوى الدولية تلك كتحصيل حاصل ستكون حتماً مع حكومة المالكي. ولا يشكل اتفاق المتناقضات على دعم واسناد المالكي حالة نادرة في تأريخ الدولة العراقية أو الحياة الدولية، ففي عقد الثمانينات من القرن الماضي، التقت مصالح القوتين العظميين: الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق على دعم واسناد حكومة صدام حسين في حربها 1980-1988 مع ايران، ولولاهما لما كان بمقدور العراق الثبات بوجه ايران. علماً ان حالة اخرى مشابهة كانت قد سبقت تضامن النقيضين الكبيرين المنوه عنهما مع العراق ففي عام 1975، استطاعت المؤامرة التي التي نفذتها اتفاقية الجزائر ضد ثورة ايلول الكردية 1961- 1975 ان تقضي على تلك الثورة، والذي حصل يومذاك كان برضى القوتين العظميين.. الخ من الأمثلة.
ان على القوى المناهضة لحكومة المالكي استيعاب ليس الدرس أو الدروس اعلاه، انما دروس اخرى كذلك منها، ان الصراع الراهن في العراق، اثني وطائفي مذهبي بامتياز، وان المكون الشيعي الكبير سيبقى حاكماً للعراق، حتى لو اجريت انتخابات مبكرة وازيح شخص المالكي عن الحكم، ان المنادين بالانتخابات المبكرة لا يفكرون بالنتائج كما يبدو والتي ستكون لصالح المكون الشيعي، كما يجب ان يضعوا ببالهم ان المالكي المعبرعن طموح وارادة مكونه الاجتماعي الشيعي سيظل بدوره في الحكم لفترات مقبلة، اذا لم تعترضه موانع او عوائق طارئة، ويساعده على البقاء في السلطةجيش مليوني ينمو حجمه باستمرار، وهو في كل صنوفه و واسلحته موال له وفي خدمته، والجيوش العملاقه المليونية في بلدان العالم الثالث من الظواهر الملازمة للدكتاتورية، والجيش العراقي  المليوني المالكي الحالي سيمد من عمر النظام القائم في العراق وسلطة المالكي حتماً. وهكذا فان الاسباب المار ذكرها واسباب اخرى غيرها ستجعل من المالكي في موقع قوة واقتدار في المستقبل المنظور على الأقل، ولايغيب عن البال، ان المالكي كسياسي يحظى بطاقات وامكانيات شخصية فذة، قد لا تتوفر لدى خصومه من الساسة العراقيين، دع جانباً القول عن تمتعه بخبرات جيدة اكتسبها خلال السنوات المنصرمة، وعلاوة على كل هذا فانه يقود حزباً متما سكاً وينتمي الى اوسع تحالف سياسي في العراق ألا وهو التحالف الوطني الذي يبدو متماسكاً بقوة مقارنة مع(العراقية) التي تتعرض بين حين وحين الى انقسامات وانشقاقات في صفوفه والتي اضعفتها (العراقية) ونالت من هيبتها، حتى التحالف الكردستاني فان الانسحابات نالت منه، وصار في الداخل الكردستاني امام معارضة قوية، الأمرالذي لا نجد مثله في التحالف الوطني الشيعي.
 بفضل من الانكليز قامت الدولة السنية العراقية عام 1921 ورغم رفض المكونين الشيعي والكردي لحكم السنة والانكليز معاً، إلا ان السنة حكموا العراق لعقود من السنين. وفي عام 2003 حل الامريكان محل الانكليز في لعب دور في الحياة السياسية العراقية فتوجهوا الى الشيعة بدلاً من السنة، واذا كان العراقيون قد ارغموا الانكليزعام 1921 على التراجع عن احتلالهم المباشر للعراق، فان العراقيين أرغموا قبل فترة الامريكان على انهاء احتلالهم المباشر للعراق، ومع هذا، فان ذلك لم يمنع لا الانكليز ولا الامريكان عن مواصلة دعمهم للحكام العراقيين، الأول (الانكليز) للسنة والثاني (الامريكان) للشيعة، ان العلاقة الحالية التضامنية بين الولايات المتحدة والعراق والتي تقوم على دعم الاخير ستطول. ما يعني ان المالكي سيبقى، اما التفكير بازاحته فأنه يعد ضرباً من الخيال الأن وفي المدى المنظور كذلك، وكل من يفكر بازاحته، فعليه ان يعلم انه يسعى الى ازاحة المكون الشيعي الكبيربرمته عن الحكم، وهذا بدوره خيال، وغير ممكن. ان الجميع وبضمنه المكونين الرئيسيين الكرد والسنة بات على قناعة، بان من الصعب ان لم نقل من المستحيل التواصل مع حكومة المالكي. فالعراقية السنية التي قاطعت اجتماع اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني بينت السبب على لسان قائدها د. ايادعلاوي، الذي قال بان حضوره (مضيعة للوقت). وقبله بايام كان البارزاني قد صرح بانه لو عقد (100) إجتماع مع المالكي، فأن ذلك لن يغير من الأمر شيئاً. وقبل ان اختتم هذا المقال اضيف سببا اخر الى الاسباب التي تمد من عمرحكومة المالكي الا وهو النهج الذي ينتهيجه خصومها ضدها والمتمثل في (الحوار والتفاوض والاجتماعات والمؤتمرات)التي قوت وتقوي هذه الحكومة. بالرغم من ان الصراع الراهن في العراق يحث الخطى نحومرحلته النهائية مرحلة انهيارالدولة العراقية والتي ادت اليها سياسات حكومة المالكي وسياسات اخرى لحكومات سبقتها. وهيهات ان تنقذ المحاولات والمشاريع والاعداد للاجتماع الوطني العملية السياسية من السقوط وبالتالي سقوط الدولة العراقية.
على العراقيين ان يختاروا أحد الأمرين، اما الاطالة من عمر حكومة المالكي عبر تعليق الامال على النهج السراب والعقيم والمشارإليه، أوتقسيم العراق الى ثلاث دول شيعية وكردية وسنية، فلقد اثبتت الوقائع صعوبة واستحالة العيش للمكونات الثلاثة العراقية الكبرى معا وتحت قبة واحدة أو وحدة قسرية، وكفى خداعاً للنفس وللاخرين وللمكونات العراقية وللمجتمع الدولي.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   al_botani2008@yahoo.com


357
كل  ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   سبب العنف في العراق.
قيم النائب الثاني لرئيس الوزراء العراقي، الافراج عن بعثيين سابقين على أنه يساعد على عودة العنف الى البلاد! مطالباً باعادة النظر في قضيتهم. لقد كان حرياً به القول، ان اطلاق سراحهم قد يؤدي الى مزيد من العنف، فالعنف جار منذ أعوام ويمارس من جانب اكثر من طرف ومورس باشكال مختلفة في ظل كل الانظمة العراقية، ان المركزية المفرطة وتوجهات الانظمة هي السبب في استمرار العنف.
•   الجبهات، التحالفات..الخ سلاح عقيم
قال المالكي: (ان من حق البارزاني التحالف مع العراقية كما يحق لنا التحالف مع اية جهة في أقليم كردستان) ناسياً ان الجبهات و..الخ كسلاح أثبتت الوقائع فشله وقصر عمره بل ومضاره، فجبهة الاتحاد الوطني عام 1957 لم تدم سوى عام، ثم انفرطت وتحول اطرافها الى أعداء لبعضهم بعضاً، اما جبهة البعثيين والشيوعيين في السبعينات فانها كانت وبالا على الشيوعيين وادت وظيفة مغايرة لما توقع العراقيون منها. جبهة (جود) و(جوقد) في الثمانينات فشلتا كذلك، وفشل فيما بعد الاتفاق الرباعي بين حزبين كرديين كبيرين وبين حزبين شيعيين كبيرين الذي كان قد أعلن قبل أعوام، اضف الى ما ذكرنا، ان عمر الجبهات هذه، كانت دائماً قصيرة، غير مجدية تكلل بالتصادم بين المنخرطين فيها. عليه افتضى اخذ العبرة من تكرار الحالة.
•   (مؤتمر حوار الاقليات) هدر مرتقب للمال العام
تستعد محافظة نينوى لعقد (مؤتمر حوار الاقليات) قريباً وعلى مستوى العراق، ليتها اكتفت باصلاح ذات البين بين حكومتها المحلية والقوميات في المحافظة التي تعد الاشد تعددية من الناحية الأثنية والدينية من بين المحافظات العراقية الأخرى، بدل اللجوء الى سلاح (المؤتمرات) الرديء سيما بعد ان برهنت الاحداث ان لا جدوى من المؤتمرات، ناهيكم من انها هدر للمال العام وسرقة منظمة له.
•   ليس البارزاني وحده ينادي باستقلال كردستان
هوجم البارزاني بشده لدعوته المشروطة الى استقلال كردستان في وقت يتردد فيه مشروع تقسيم العراق من قبل أكثر من جهة، الذي يعني أستقلال كردستان، فلقد دعا حسن العلوي إلى أستقلال كردستان قبل شهور وقبله بسنوات وما يزال يكرر مشعان الجبوري الدعوة نفسها، وقبل أيام قال المجلس الاعلى ان العراق يتجه الى التقسيم بشكل سريع ..الخ من عشرات الامثلة ثم ان مجرد الدعوة الى اقلمة المحافظات يعني رفضاً للمركزية ولأداء حكومة المالكي، فلماذا أنتقاد البارزاني وحده؟.
•   كذبة نيسان تأخرت عن موعدها!
زعمت وسائل أعلام عراقية ان قطر تعرضت الى محاولة انقلابية تصدى لها الحرس الأميري والقوات الأمريكية وان اللواء حمد بن علي العطية قاد (التمرد الفاشل). عدا تلك الوسائل واخرى ايرانية استندت الى اشاعة من مصادر غير موثوقة فان احداً لم يأخذ الخبر على محمل من الجد والذي كان أشبه ما يكون بـ (زوبعة في فنجان) أو (فقاعة صابون) وحبل الكذب جد قصير في زمن الانترنت.


•   حكاية صاروخين!
لما اقدمت كوريا الشمالية على أطلاق صاروخها الفاشل، القادر على حمل رؤوس نووية قامت الدنيا مستنكرة ولم تقعد، من غير ان يصحب الاطلاق تهديد لأحد. ويوم أختبرت الهند صاروخاً مماثلاً وادعت أن من الممكن (ضرب اي هدف على الأراضي الصينية)، فان الجميع لزم جانب الصمت في حين كانت التجربة الهندية، الاولى بالشجب لأنها تضمنت تهديداً لاكبر دولة في العالم.
•    (عاقب السوداني) ظالما او مظلوماً!
أثناء أزمة (هيجليج) بحث مجلس الأمن الدولي في فرض عقوبات على الدولتين السودانيتين على حد سواء، من غير ان يكلف نفسه مشقة تحديد الجاني والمجنى عليه!
•   يحرق الدوحة وما فيها!
نسبت مصادر الى (الاسد) من أنه يستطيع حرق الدوحة وما فيها، ومن بعده هدد (البشير) بتحرير جنوب السودان، ممن؟ من شعبه طبعاً، تهديد الاسد بحرق الدوحة يذكرنا بحرق نيرون لروما، ترى كيف لم يفكر بحرق (تل ابيب) ومن فيها والتي تحتل (الجولان) منذ (45)عاماً، والى متى يبقى البشير طليقاً لا تطاله يد الجنائية الدولية؟.
•   العشرة (المستبعدة)!
حجب حق الترشيح لرئاسة الجمهورية المصرية عن (10) اشخاص، وهو ما يتنافىْ مع الديمقراطية وحق الشعب في اختيار ممثليه، ومنتهى التخلف في (الحجب) هو استبعاد (حازم ابو اسماعيل) بجريرة حمل امه للجنسية الامريكية، وفي الامريكيتين حكم رجال من جنسيات عربية (كارلوس منعم) في الارجنتيين، و(اوباما) الكيني الأصل الذي يحكم الولايات المتحدة الان. او تعلمون السبب في الحجب؟ الجواب ان الشعب لم يعد يميز بين انصار نظامين ليس إلا.
•   الجيش العراقي في حاله إنذار...ضد من؟
على خلفية الأزمة بين بغداد واربيل، وضعت بغداد قواتها في حالة استعداد على طول خط التماس مع البيشمركه، ما أثار الاستغراب لدى العراقيين، ان بغداد لم تضع قواتها في حالة إنذار حين قامت ايران في وقت سابق باحتلال بئر نفطية عراقية مع توغل جيشها مسافة داخل الأراضي العراقية، والموقف العراقي نفسه ازاء اعلان الكويت عن انشاء ميناء مبارك الكبير، فضلاً عن سكوتها عن الاعتداءات التركية المتكررة على اقليم كردستان العراق.
•   وعند (كننا) الرأي السديد.
قال (يونادم يوسف كننا) رئيس كتلة الرافدين في مجلس النواب العراقي، ان الاطراف العراقية تستعين بالديمقراطية لغرض الوصول الى المناصب فقط، وأن أي ضابط مشكوك في ولائه للمالكي، او منتمياً الى حزب غير حليف لحزب السلطة، فانه يبعد من مصبه، وان قوانين السلطة التنفيذية هي القوانين نفسها التي كان معمولاً بها في العهد البعثي والتي تقوي من قبضة المركزية وانها بعيدة عن الديمقراطية.. الخ وان المالكي ليس سوبرمان حتى يقدر على التمسك بكل شئ، وان الاطراف كافة تكاد تكون غير مهتمة لما يجري.. الخ والتي ادلى بها لصحيفة كردية.
•   على النقيض من الاخلاق والمباديء السامية.
تزامناً مع تواجد البارزاني في تركيا تلبية لدعوة منها، قذف الطيران الحربي التركي قنابل على شكل (الموبايل) و علب ( السيكاير) فوق مناطق سيده كان وبازه كري و خنيره بمحافظة اربيل وزاكروس وحفتنين في محافظة دهوك، ولم تراعي اداب الزيارات الدبلوماسية، كل ذلك لاحداث شرخ في الصف الكردي وجعل البارزاني في موقف محرج، يذكر ان صدام حسين في اواخر السبصينات عندما طارد الشيوعيين  بقسوة، طار في الوقت عينة الى (هافانا) الشيوعية ليتجول في شوارعها  داخل سيارة مكشوفة مع كاسترو وذلك لاجل تكريس الاحباط في نفوس الشيوعيين العراقيين.

•   العراق يحارب تركيا بالتواقيع!

تقوم بغداد بحملة لجمع (30) الف توقيع لحث (اليونسكو) على ارغام تركيا للتوقف عن انشاء سد (السو) على نهر دجله والذي على وشك الأنجاز، والحملة تحت شعار (انقذوا دجلة أم الخير) . وعن السد قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي همام حمودي(انه، السد، يعني جفافا كارثياً في العراق )! اذاً المطلوب موقف مبدئ حازم وليس جمع التواقيع.
•   الحكومة العراقية تتعامل مع الفيليين ككرد لا كشيعه!
(مازال الكردالفيليون يعانون من تعسف الشوفينيين وضعف القرارات) هذا ما قاله نشطاء فيليون لصحيفة (التأخي) البغدادية واقوال اخرى مثل): هيئة نزاعات الملكية لا تتعامل مع الكرد الفيليين بالحس الانساني) و( كفانا نظل جسوراً للأخرين، لأننا مازلنا مستهدفين) ..الخ علماً ان غالبية الكرد الفيليين من اتباع المذهب الشيعي. الا ان  بغداد تتعامل معهم من منطلق عنصري وفقاً لهويتهم الكردية كما يبدو.
•   في سوريا من الصعب التمييز بين الهدنة والقتال!
دعا كوفي انان الى ادامة الهدنة في سوريا قائلاً: ان سوريا تعيش بفضلها حالة استقرار نادرة ! ترى كيف غابت عنه حوادث القتل اليومية التي يكاد حجمها يضاهي حجم الحوادث ايام الاقتتال ، الايتابع عنان والمجتمع الدولي الاخبار؟
•   عجز الأنتربول.
كشف عن تحركات عراقية لمطالبة الأنتربول بالقاء القبض على الهاشمي لاجل محاكمته بتهمة الأرهاب!. سذاجة دونها أية سذاجة، فالانتربول مازال عاجزاً عن القاء القبض على مجرم الحرب (البشير) او اقناع ليبيا بتسليم سيف الاسلام القذافي الى الجنائية الدولية. فهل يعقل ان يعتقل الانتربول الهاشمي؟
•   حظر البعث مع اطلاق سراح قادته!
اطلقت الحكومة العراقية سراح مايقارب ال70 قيادياً بعثياً بعضهم متهمون بارتكاب جرائم الابادة الجماعية، تزامناً مع هذا التطور الذي استنكره العراقيون سيما الكرد، صرحت مصادر نيابية عراقية بان قانون حظر البعث الصدامي يرى النور قريباً؟؟
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com


358
الأولوية لأي من الحلين.. القومي أم الديمقراطي؟

                                                                                                                             عبدالغني علي يحيى
   لعقود خلت، قدمت القوى السياسية العراقية، حل قضية الديمقراطية على القضية القومية الذي عبر عنه شعار (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان). إلا ان افراغ العهد البعثي للحكم الذاتي لكردستان من محتواه، أرغم الكرد على تصعيد مطاليبهم القومية الى الفيدرالية التي اقرها برلمان كردستان عام 1992. وفيما بعد تبين ان الحكومات الشيعية لم تتعدى رؤيتها للقضية القومية الكردية رؤية البعث لها، في تهربها من تطبيق المادة 140 والاحصاء السكاني وامور غيرهما مثل ابقاء نفوذ الحكومة الكردية الأقليمية في الحدود الأدارية للمحافظات اربيل والسليمانية ودهوك وحرمانها من بسط نفوذها على المناطق الكردستانية الأخرى المشمولة بالمادة تلك، مادفع بالكرد الى تكثيف المساعي لأجل الاستقلال عن العراق الذي صار حديث الساعة في هذه الايام، وشجع من تكثيفها عجز الحكومة المركزية عن تحقيق الديمقراطية والاستقرار وتوفير الخدمات .. الخ.
لما تقدم، نفهم أن لا حل لقضية الديمقراطية من غير أن يسبقها حل للقضية القومية، اثنية كانت أم دينية أم مذهبية واحياناً مناطقية. وكما  نعلم انه من افغانستان شرقاً والى المغرب غرباً هنا لك (16) قومية وطائفة دينية ومذهبية ومناطقية مغلوبة على امرها لم تحظى الى الأن بعناية الحكام العرب والمسلمين. ليس هذا فحسب انما نجدهم يتنكرون لها، ومن  بينهم حكام البلدان التي  شهدت وتشهد(الربيع العربي) ما يعني فشل هذا (الربيع) في تحقيق اماني شعوبها وتجاهله للقضايا الملتهبة ذات الهويات المتباينة. ففي ليبيا مثلاً، يشكل الأمازيغ ال :22% من السكان وليس 5% كما يروج لها الحكام الليبيون.  عدا الأمازيغ الذين يقطنون غرب ليبيا، هناك مكون اجتماعي اخر هو (التبو) الذي اتهم الحكومة الليبية بالوقوف الى جانب القبائل العربية ضده وترددت في حينه اشارات الى رغبة (التبو) بتقديم شكوى الى الأمم المتحدة. وفي شرق ليبيا فان  صراعاً ذوهوية مناطقية يدور فيه بدليل مطالبة سكانه بالفيدرالية. لقد احتج الامازيغ على النظام (الربيعي العربي) الحالي في ليبيا عندما شعروا بخية امل لما وجدوا حكومته خالية من وزير يمثلهم. وهكذا تبقي ليبيا على صفيح ساخن مالم تقدم حل القضايا القومية .. الخ على الحل الديمقراطي الذي لن يتحقق ايضاً بسببه.
القول نفسه ينسحب على اليمن، ففي جنوبه حراك انفصالي مناطقي، وفي شماله شيعي حوثي مذهبي، ويظل وسطه الحاكم بين نارين وليس في الأفق ما ينبئ عن حل يفضي الى الاستقرار في اليمن. وهكذا فان إسقاط نظم القذافي وبن علي ومبارك وصالح لا يعني حلاً جذرياً منشوداً، فالحل يكمن في الغاء الاقصاء وتهميش الهويات المقهورة أولا ثم الشروع في الديمقراطية. ومن الان يبدو ان حكام سوريا المستقبل، يسيرون على النهج عينه للذي يسير عليه رافضو الحل الاثني و الديني والمذهبي والمناطقي، فبرهان غليون مثلاً، احرق الامال العريضة ل(3) ملايين كردي سوري يوم قال: لا فيدرالية أو حكم ذاتي لكرد سوريا، ولا من كردستان سورية.. الخ من اللاءات، ولا شك ان اخرين من المكونات يتقاسمون مع الكرد تلك الخيبة، وهي : الاشوريون و التركمان والمسيحيون، وسينضم العلويون اليهم بعد ازاحتهم عن الحكم.
وفي العراق الذي يفخر حكامه بأن بلدهم كان سباقاً الى ( الربيع العربي) ولكن من غير ان يستوعبوا الدرس ويعطوا الاولوية للحل القومي.. الخ، فأنه على يدهم راح مشروع تقسيم العراق يقوى ويتجذرباتجاه تأسيس (3) دول شيعية وكردية وسنية عربية، علما ان هنا لك تقسيماً على الأرض لم يعلن عنه الى الأن، وبسبب من تعنت حكومة المالكي، فان العراق بشهادة الجميع مقبل بوتائر سريعة على التقسيم وكما افاد به المجلس الأسلامي الأعلى قبل أيام.
وتعاني الدول العربية كالجزائر والمغرب والسودان و السعودية والبحرين وموريتانيا والدول الاسلامية مثل مالي وايران وتركيا وباكستان وافغانستان المشاكل نفسها لدول (الربيع العربي) فهنالك الأمازيغ في تونس وليبيا والجزائر والمغرب..الخ اضافة الى الطوارق، وفي السودان ثمة حركات تحررية مثل حركة تحرير دارفور تلح على حقوقها وعلى الاستقلال وفي البحرين لم يعد ممكناً تعايش الشيعة والسنة تحت قبة واحدة. كما ان ايران لن تستقر داخلياً وخارجياً مالم تنفكك وتنهض فيها دول بلوشية وكردية وعربية واذرية.. الخ والشيء نفسه بالنسبة الى تركيا التي تواجه حرباً مع كردها لأكثر من عقدين ونصف العقد.
لقد توصل الغرب الديمقراطي المتحضر الى الحقيقة موضوع البحث وتوصل قبل عقود الى ضرورة الاقرار بحق شعوب مستعمراته في تقرير المصير. ففي اوائل الستينات من القرن الماضي تشكلت في الأمم المتحدة (لجنة تصفية الاستعمار) وتحررت بواسطتها عشرات الشعوب وانشأت دولها، وبهذا تم قطع الطريق امام حروب كثيرة، واستطاع (المتروبول) ان يحتفظ بافضل العلاقات مع مستعمراتها السابقة. وتكررت التجربة بنجاح بعد اطلاق روسيا الاتحادية الحرية لشعوب (15) جمهورية سوفيتية سابقة اي مجموعة الدول المستقلة حالياً. وفعلت جيكوسلوفاكيا حسناً حين وافقت على انفصال السلوفاك عن الجيك، وفي يوغسلافيا حصل الشيء نفسه وظهرت فيها جمهوريات عدة.
لو القينا نظرة على البلدان المبتلية بالحروب منذ سنوات لوجدنا هذه الحروب بين الأمم المهيمنة في العالم الثالث وبين شعوب مقهورة اصطلح على تسميتها ولو بشكل ضيق الى الان (العالم الرابع). لقد اختفت الحروب الطبقية  الشيوعية واخرى من اجل التحرر من الاستعمار التقليدي وحلت محلها حروب لاجل التخلص من ظلم حكومات العالم الثالث. لذا نجد لزاماً على المجتمع الدولي انهاء هذه الحروب بأي ثمن كان وتشكيل هيئة لتصفية هيمنة دول في العالم الثالث على العالم الرابع. جدير ذكره ان عدد الشعوب التي لم تحصل على  مقاعد لها في الأمم المتحدة يفوق عدد التي حصلت عليها، واذا امعنا النظر في الحروب الحديثة لتوصلنا الى قناعة وهي، ان الحكومات والشعوب المتحضرة هي الاكثر استجابة لمطاليب الشعوب المقهورة ، اي الحكومات الأوروبية والغربية، مايعني الوجه الأخر لهذا التوصل ان حكام شعوب العالم الثالث غير متحضرين. لذلك فان جزءاً كبيراً من السبب يكمن في جهل اولئك الحكام و حكوماتهم وحتى شعوبهما ويحضرني هنا قول الرسول (ص): (كما تكونوا يولى عليكم).
والانكئ من كل ذلك، ان حكام العالمين العربي والاسلامي على وجه  الخصوص في الوقت الذي يدعون فيه  الوطنية ومقارعة الاستعمار واسرائيل، نراهم يطبقون عن وعي أو لاوعي سياسة الاستعمار واسرائيل ازاء حركات الشعوب التحررية التي ترسخ من( الوحدة القسرية) في  بلدان العالم الثالث، وبفضل هذه الوحدة القسرية يصون الغرب واسرائيل مصالحهما. فمنذ نحو نصف قرن أو يزيد يواجه الغرب واسرائيل اتهامات من جانب الدول العربية مفادها انهما يسعيان الى تقسيم البلدان العربية، الا ان الحقيقة عكس ذلك، فما يحققه(وحد تسد) للغرب واسرائيل لا يحققه (فرق تسد) لهما. ولم يتم الى الان تقسيم ولو بلد عربي واحد باستثناء السودان الذي حصل فيه التقسيم برغبة من حكومته، كما ان الخرائط السياسية للدول العربية لم يطرا عليها تغيير، واذا اراد الغرب، تغيير وتعديل هذه الخرائط. لاستطاع بسهولة، لكنه لن يقدم على ذلك طالما كان(وحد تسد) أنفع له واجدى، ولا ننسى انه يرمي من وراء تلك الخرائط دفع الحكومات العربية والاسلامية الى المزيد من قمع شعوبها للحيلولة دون تنفيذ الخرائط (الوهم). عدا ذلك، لاتخلو السياسة الغربية المشار اليها من المضامين العنصرية، فهي تنتصر للحركات الاستقلالية المسيحية في الدول الاسلامية (علما ان لا ذنب لهذه الحركات في تلك السياسة)، مثال ذلك انفصال(تيمور الشرقية) المسيحية عن اندنوسيا المسلمة، ثم استقلال جنوب السودان المسيحي عن شماله المسلم، في حين نجدها بالمرصاد للحركات الاستقلالية الانفصالية للأقليات المسلمة المضطهدة من الدول الاسلامية. وهنا بودي طرح السؤال: لماذا انتصرت امريكا وحليفاتها الغربيات واسرائيل لأستقلال جنوب السودان المسيحي ولزمت الصمت وما تزال حيال سعي شعب دارفور المسلم عن السودان المسلم؟ وفي أوج صراعها (امريكا، اسرائيل، اوروبا) مع إيران، نلقى سكوتاً منها تجاه الطموحات القومية للكرد والبلوش والعرب و الأذريين للاستقلال عن ايران، ويعلم الكل ان مجرد دعم تلك الطموحات من جانب ذلك الثالوث من شأنه اسقاط النظام الايراني وافشال برنامجه النووي، وقد ينبري احدهم مفنداً لما قلته معترضاً على  بمثالي كوسوفو وكردستان العراق اللتان بفضل الغرب، نالت الاولى استقلالها والثانية حصلت على حقوق واسعة. الجواب، ان المشكلة الكوسوفية الحقت اضراراً بأوروبا المسيحية، الأمر الذي لم يقبل به الغرب، ثم ان حلها اضعف من النفوذ الروسي هناك.. الخ من اسباب اخرى ، أما بخصوص كردستان العراق، فأن حل الغرب للقضية الكردية جاء ناقصاً عندما ابقت على (مناطق متنازع عليها) بين بغداد واربيل، قابلة للأنفجار والمواجهة المسلحة في أية لحظة.
على الحكومات في العالمين العربي والاسلامي التوقف عن التمسك ب(وحد تسد) وتنفيذ المخططات الاستعمارية الغربية والاسرائيلية عن قصد أو دون قصد، والكف عن تقديس الجغرافيا، ولا تنسى ان عظمة الشعوب والأوطان لاتقاس بالعدد والمساحة وحتى الثروات. ان حكومات العالمين العربي والاسلامي اعجز من ان تستطيع تلبية حتى مطاليب الامم المهيمنة والتي تمثلها، ومع هذا لاتكتفي بالتوقف عند هذا العجز وتمد سلطتها لاحتلال اوطان شعوب اخرى. ولتعلم هذه الحكومات والدول، انها تظل الاكثر ابتلاء بالتخلف والفقر والمحن اذا واصلت احتلالها للشعوب المظلومة المقهورة، ويوماً بعد يوم تتشكل جبهات عريضة لشعوب العالم الرابع (الكونكرس الامازيغي العالمي) و(الاتحاد الكلداني العالمي) وحراك الملايين من الاقباط والكرد والطوارق .. الخ لأنهاء استعمار العالم الثالث للعالم الرابع، وهيهات ان تتحقق الديمقراطية في العالمين العربي والاسلامي ما لم يقدم حكامهما الحل القومي على الحل الديمقراطي.  
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
•   al_botani 2008@yahoo.com

359
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب
                                                                                                                   عبدالغني علي يحيى
•   المالكي في واد والعراقيون في واد آخر.
في مؤتمر اقامه شيوخ عشائر ووجهاء قال المالكي: ( لا يوجد تهميش لأية جهة، وان العراق يحكمه الدستور ولا تمييز أو تفرقة بين مواطن وأخر..) الخ. وفي اليوم نفسه قال النائب السابق عبداللطيف الوائلي: ( ان العملية السياسية تراجعت بشكل كبير بسبب من تغليب الأتفاقات على نصوص الدستور وبالتالي بدأت العملية السياسية تتأزم يوماً بعد أخر..) الخ وفي اليوم نفسه ايضاً قالت النائبة وحدة الجميلي ( ان مايدور الأن على الساحة السياسية يجعل الجميع يشعرون باستياء كبير وخيبة امل لفقدان الثقة بين الاطراف الرئيسية) الخ. دع جانبا الموقف الرافض للبارزاني لمجمل سياسات المالكي.
•   موقفان مختلفان لبغداد من الهاشمي.
يرى عزة الشابندر بان العلاقات التركية – العراقية شرعت بالتحرك في الأتجاه السليم ، رغم تأكيده على عدم تسليم تركيا للهاشمي الى العراق! علماً ان حكام بغداد صرحوا مراراً، بأن عدم تسليم حكومة كردستان للهاشمي اليهم يفضي الى عواقب وخيمة ومخاطر جمة!!
•   لا (تأ مر) بخلق و(تنفي) مثله..
اطلقت الحكومة العراقية سراح حامد يوسف حمادي وزير الثقافة في العهد البعثي بعد (9) سنوات من اعتقاله، واستقبل الكرد هذا التطور بغضب، لكون الموما اليه متهماً بأنفلة البارزانيين. يذكر ان الحكومة تلك اصدرت في الوقت عينه قوائم باسماء من اتهمتهم بالاشتراك في الانفال وطالبت باعتقالهم، ومع الاعتذار للشاعر في تحويري لبيته: لا (تأمر) بخلق و(تنفي)مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم.
•   القصف التركي لكردستان ليس موضع خلاف!
ذكر ان زيارة(فالح الفياض) مستشار الأمن الوطني للمالكي الى انقرة، رمت الى (اصلاح العلاقات السياسية) بين بغداد وانقرة، وذروة الخلاف بينهما، اتهام اردوغان للمالكي بالسعي الى اثارة(نزاع طائفي) في العراق، وقول المالكي  ان تصريحات اردوغان استفزاز للعراقيين! وكأن الاعتداءات التركية شبه الاسبوعية على شعب وارض كردستان العراق ليست (خلافات) ولا تستحق الذكر.

•   أخر اخبار حرب(الفيزا) بين ايران وتركيا!
صرح القنصل الايراني العام في النجف الأشرف. بتخفيض إيران لاسعار الفيزا للزوار العراقيين من 25 دولاراً الى 15 دولاراً للعادية ومن 35 دولاراً الى 22 دولاراً للفورية،  مضيفاً ان سياسة بلاده تتجه نحو الغاء(الفيزا* في المستقبل، تركيا من جانبها كانت قد خطت خطوات مماثلة في السابق، والأن ينتظر الجميع  ردود فعلها على القرار الايراني.
•   من مخلفات القمة العربية ال 23.
قررت لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي الشروع بفتح ملفات الفساد المتعلقة بالقمة العربية ال 23 التي عقدت ببغداد ولاريب ان نتائج التحقيق في تلك الملفات ستعمق من الخلافات بين الاطراف العراقية اكثر، وتثبت نفقات خيالية صرفت على تلك القمة بشكل يثير السخط لدى العراقيين.
•   اختناقات( سجونية)
مصطلح( اختناقات) غالباً مايكون خاصاً بالمرور في العراق (الاختناقات المرورية). إلا أنه تم الكشف عن اختناق من نوع أخر ولكن في السجون. فبحسب رئيس مجلس محافظة ديالى ان (جميع السجون والمواقف في المراكز الامنية تعاني اختناقات في اعداد السجون والسجناء) وطالب وزارة العدل بتبني مشروع السجن المركزي لأنهاء الاختناقات. والطريف انه لطلق منذ الان اسم (سجن ابوغريب الصغير) على ذلك المشروع. وعزا سبب الاختناقات الى (الدعاوي الكيدية وتشابه الأسماء).
•   القوة التي (ساندت) عمر سليمان والقوة التي خذلته!
قال عمر سليمان: ان قوة الهية وارادة ربانية دفعتني الى الترشح لرئاسة الجمهورية المصرية، وما ان انتهى من قوله، واذا بتعديل في الدستور ينص على حرمان رجال نظام مبارك من الترشح  لمدة (10) سنوات . فهل يعقل والحالة هذه ان تكون ارادة الافراد اقوى من الارداة الربانية؟ مسكين سليمان الذي لم يعلم ان كلتا  الارادتين ضده.
•   ايام الفنانين العصيبة في مصر.
قضى قرار لمحكمة الهرم في مصر بسجن الفنان عادل امام لمدة(3) اشهر بتهمة ازدرائه للأديان، وترددت اخبار بمنع اغاني  الراحل عبدالحليم حافظ وافلام رشدي اباظة، فيما اعلن الفنان عمرودياب اعتزاله للغناء وقال: ان مستقبل مصر مجهول بسبب سيطرة الاسلاميين على البلاد.. والقائمة تطول.
•   (وشهدت شاهدة) من أهلها.
وصفت الأميرة بسمة أل سعود نظام اسرتها الحاكمة في السعودية بالفاسد وافتقاده الى الشفافية. يجد ذكره انه بين حين وحين تصدر احتجاجات لافتة من افراد الاسرة الحاكمة في السعودية تندد باداء النظام السعودي. فقبلها بشهور ذهب احد الامراء السعوديين المذهب نفسه لبسمة.
•   من راقب(الأسد) يعود محبطاً.
بعد بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى سوريا في وقت سابق من الان والتي اقرت بفشلها في تأدية مهامها وبمرارة، جرب مجلس الامن الدولي خطة في الاتجاه نفسه وقام بارسال دفعة من المراقبين الى سوريا، يقيناً ان الفشل سيكلل مهمته، وتعود بعثتة بخفي  حنين.
•   سكتوا عن الاحتلال(40) عاماً واحتجوا على زيارة(ساعات) للمحتل!
 استنكرت اوساط عربية من بينها الجامعة العربية على زيارة لمحمود احمدي  نجاد الى جزيرة ابو موسى استغرقت ساعات في حين مارسوا مايشبه  الصمت على احتلالها  منذ اكثر من(40) عاماً.
•   تركيا تحتمي بالناتو من سوريا!
على اثر تعرض منطقة تركية لقصف سوري قبل فترة، استنجدت انقرة بالناتو لحمايتها من سوريا! وهي التي(تركيا) كانت تالمح بين فترة واخرى بمعاقبة ليس سوريا فحسب بل اسرائيل ايضاً وكانت تكرر العبارات: ( ان صبرنا يكاد ينفد) و( لن نقف مكتوفي اليدين..) الخ.
•   عين على التدخل الخارجي!
اتهم النائب عن دولة القانون احسان العوادي اطرافاً في القائمة العراقية ب(المراهنة على التدخل الخارجي لحل الملفات العالقة في المشهد السياسي)! نعم من حق المظلومين المراهنة على التدخل الخارجي، لأن الحراك الداخلي اعجز من ان يحل ابسط خلاف، ولولا التدخل الخارجي، لما كانت هنالك دولة باسم (العراق) ولما كان يقوم نظام ديمقراطي في كردستان، ولما كان العراق يتحرر من دكتاتورية صدام حسين، واثبتت التجارب، كيف ان اوضاع العراق تسؤ اذا غادرها التدخل الخارجي!

•   توحيد كلمة العراقيين.. مستحيل!
توقع النائب اسكندر وتوت حصول انشقاقات في القوائم الانتخابية كافة وذلك في الانتخابات المحلية المقبلة. صح ما توقع، فالعراقيون منقسمون على انفسهم، والاخبار عن الانشقاقات  تتوالى، والاتي أمر، فالى متى تستمر المأساة العراقية؟.
•   ليبيا تقاضي ارهاب الدولة وتنتصر لأرهاب المنظمة السرية !
رفضت الحكومة العراقية اطلاق سراح ليبيين محكومون بالأعدام لقاء اطلاق سراح عراقيين في ليبيا متهمون بارتكاب جرائم بسيطة، هذا وفي وقت تصرفيه الحكومة الليبية على محاكمة سيف الاسلام القذافي في اراضيها وعدم تسليمه الى الجنائية الدولية!
•   محاربة حكومة كردستان، خارجياً!
نوه المالكي في حديث له الى صحيفة كردية، من ان حكومته ماضية الى صياغة سياسة خارجية واحدة، مايعني التضييق على سياسة حكومة كردستان الخارجية التي تتقاطع باستمرار مع سياسة بغداد الخارجية، فحكومة كردستان تؤيد المعارضة السورية وتؤيد بغداد الحكومة السورية مثلاً، كما ان حكومة كردستان الاقرب في سياستها الخارجية الى الغرب في حين نجد بغداد تنتصر لأيران ضد الغرب.. الخ.
•   لقاء المالكي –البارزاني .. عصا سحرية!!
عد النائب جمال البطيخ اللقاء الذي يعد له الطالباني بين المالكي والبارزاني كحل أمثل لأنهاء ازمة الأقليم والحكومة المركزية، المسألة هذه وكل القضايا الخلافية العراقية الاخرى ليست بمثل هذه البساطة كما يعتقد بعضهم، واقول للاخ الكريم ان لا اللقاءات ولا المؤتمرات ولا الاجتماعات.. الخ لقادرة على حل تلك القضايا.
•   فندق الحيوانات!
افتتحت وزارة الزراعة المصرية فندقاً هو الأول من نوعه في العالم للعناية بالحيوانات، ويوحي ظاهر الخبر بمدى الرفق بالحيوان في مصر. ترى أما كان الأولى بالحكومة المصرية ايجاد سكن لائق للملايين من المصريين الفقراء من الذين جعلوا من المقابر مأوى وسكناً لهم؟.. لارفق بالحيوان في بلد لارفق فيه بالأنسان.
•   تمثال الحمار وحزب الحمير في السليمانية.
 وسط دهشة العراقيين، أزيح الستار عن تمثال للحمار في مدينة السليمانية، واعلن في اليوم نفسه عن تأسيس( حزب الحمير) وطلبات من كتاب وشعراء ورسامين على  وجه الخصوص من العرب والكرد للأنضمام اليه، وجاء في معرض التغليق على الخبر، ان المواطنين مستاؤون من الاحزاب التقليدية العراقية ، كل ذلك في مسعى من بعضهم الى  تمييع الحياة الحزبية والديمقراطية والحط من شأن الاحزاب التي استبسلت في الماضي لأجل حرية الشعب وسعادته، وكذلك الاستخفاف بتماثيل الزعماءوالمفكرين الكرد المقامة في عدد من شوارع وساحات السليمانية ومعارضتها بتمثال الحمار، ومن ثم الاستهزاء بالنخبة العراقية المثقفة المشار اليها والتي قيل انها ابدت الاسعداد للانضمام اليه. الى الحزب!. يوم انقلب عبدالسلام عارف عام 1963 على حزب البعث وحارب الاحزاب كافة، تردد قيام حزب باسم حزب الديك في العديد من المدن العراقية بهدف تحقير الاحزاب العراقية المناوئة لنظامه. ان ما حصل في السليمانية سواء اكان عن قصد او عن غيرقصد عمل يضر بالديمقراطية والقيم السامية.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

360
خلو الحكومة الكردستانية من الايزيديين لماذا؟

عبدالغني علي يحيى
  للمتتبع لمسار حكومات العالم الثالث، الانقلابية أو الثورية الشعبية، التي تتحكم  فيها ثوابت، مثل الأنقتاح على الشعب ي البدء، ومن ثم التنكر له فيما بعد، لم يشكل خلو الكابينة السابعة لحكومة اقليم كردستان، من وزير ايزيدي، مفاجأة له (المتتبع)، ويتبين أن حكومة كردستان بدورها لم تشذعن القاعدة هذه، وجاء حرمانها الأيزيديين من حقيبة وزارية ليعمق من الثوابت المشار اليها ومن خيبة الأمل لدى الايزيديين ولدى كل كردي حريص على نجاح التجربة الديمقراطية الكردستانية، في وقت كان للأيزيديين ممثلون بدرجة وزير في الحكومات الكردستانية الاولى، ومن وزرائهم اذكر الدكتور جاسم الياس ونمر كجو وجميل سليمان والذين عملوا باخلاص واثبتوا القدرة والكفاءة في عملهم. وكان طبيعياً، ان يستقبل حرمان الايزيديين من حقيبة وزارية في الحكومة الكردستانية الجديدة التي تحمل الرقم(7) في مسلسل الحكومات الكردستاينة باحتجاجات وانتقادات من جانب النخبة المثقفة من الأيزيديين، ومن غير ان يشاركهم فيها النخبة المثقفة الكردية المسلمة. اشير على سبيل المثال لا الحصر، الى كتاب منهم عبروا عن رفضهم لذلك (الخلو) في مقالاتهم:
1-الايزيدية خارج الكابينة السابعة لحكومة الاقليم – ألياس نعمو ختاري.
2- الايزيدية.. ما زالوا صغاراً في أعينهم- طلال الهسكاني.
3- نحن لانملك عصا موسى و بساط سندباد- خالد تعلو القائدي.
4- حكومة جدیدە للأقلیم وایزیدية خارج نطاق التغطية - هزار الخورزانی
5- ليس للأيزيديين إلا (مؤخرة) كردستان- هوشنك بروكا.
6- نرفض بشدة ان نعامل كأننا (خوارج) ياسيادة الرئيس- سندس سالم النجار.
7-الحكومة السابعة والأمال الضائعة- حاجي علو.
8- التشكيلة الوزارية الجديدة لأقليم كردستان- رزكار عمر مصطو.
9- أتعس أمة أخرجت للناس- سردار حجي مغسو..
..الخ.. واكتفي بايراد هذا القدر من الانتقادات اللاذعة والمشروعة للنخبة الايزيدية المثقفة على الخطأ الكبير للكابينة السابعة، أما ما تجيش به صدور العامة من الأيزيديين حيال الخطأ نفسه، فحدث ولا حرج. واخشى مانخشاه، ان ينخفض تمثيل الايزيديين في القادم من الأيام الى درجات وظيفية أدنى من درجة وزير، كان يحرموا من وظائف بدرجة وكيل وزير أو مديرعام، واخرى أدنى. علماً ان الخطأ انسحب على الحزبين المؤتلفين في الحكومة الديمقراطي الكردستاني والوطني الكردستاني.
الحالة نفسها انسحبت على الشريحة المسيحية ولكن بدرجة اقل، فبعد أن كان المسيحيون يتمتعون ليس بحقيبة وزارية واحدة، بل بعدد من الحقائب احياناً، فبالاضافة الى الحقيبة التي تشغلها الحركة الديمقراطية الاشورية، كان للمسيحيين في بعض من الكابينات اكثر من حقيبة، وشغلوا لفترة منصب نائب رئيس الحكومة الذي انيط بالسيد سركيس أغا جان، فانهم في الحكومة السابعة لم يظفروا إلا بحقيبة وزارية واحدة، والكرد الفيليون، كما الكرد الايزيدية، اذ خلت  الحكومة الجديدة منهم بالمرة !!
لقد كان حرياً بالحكومة الكردستانية الجديدة، أن لا يغفل عنها، ضرورة مشاركة الايزيديين والفيليين فيها، سيما إذا علمنا، ان عدم مشاركة احزاب المعارضة الثلاثة في الحكومة، وهو أمر يؤسف له أيضاً، كان من شأنه ان يفتح المجال واسعاً امام تلك الشرائح الاجتماعية للمساهة فيها، اي الحكومة، وإذا علمنا أيضاً ان معركة استرداد المناطق المقتطعة من كردستان أو (المتنازع عليها) في محافظة نينوى بالأخص،  تكاد تكون هما وشأنا ايزيدياً، فهم الذي تمكنوا من إيصال (6) اشخاص  منهم الى مجلس النواب العراقي وفي اطار التحالف الكردستاني، كما ان الصراع بين قائمتي نينوى المتأخية الكردستانية وقائمة الحدباء الوطنية العربية في المحافظة عينها، يكاد يكون بدوره شأنا وهماً ايزيدياً بامتياز، فلو لاهم لما فاز الكرد بنحو 12 مقعداً في مجلس المحافظة، كما ان الناطقون باسم الكرد في المحافظة سواء على صعيد مجلس النواب العراقي أو على صعيد مجلس محافظة نينوى، هم من الايزيديين بدرجة رئيسة. ان انصاف الايزيديين واشراكهم في ادارة الأقليم يحتم على القيادة الكردية ايلاء قدر من الأهتمام اكبر بهم، وهذا ما يتطلبه الاهتمام بخصوصيتهم اصلاً، و الاهتمام بهذه الخصوصية لا يفضي الى تعميق التمايز بينهم وبين اخوتهم في الأمة الكردية الكبيرة التي تدين في معظمها بالدين الأسلامي، بل ان حرمانهم من الوظائف القيادية هو الذي من شأنه ان يعمق من التمايز بينهم وبين بقية افراد الأمة، ولا ننسى ان ما ينشده الايزيديون والمسيحيون وكل الاقليات الدينية والقومية الاخرى في كردستان، هو مراعاة واثراء خصوصيتهم بشكل يؤدي الى تمتع تام لهم بالحقوق المشروعة. وأرى أنه  لايكفي التأكيد بين فينة واخرى على ان الايزيديين كرد أصلاء كونهم ينطقون باللغة الكردية، فاللغة شرط من شروط القومية وليس كلها. ولا يشترط فيها ان توحد الأمة، فعرب الصحراء الغربية مثلا يناضلون منذ اعوام لأجل الانفصال عن المغرب العربي، وفي اليمن، هناك حراك جنوبي  يهدف الى استقلال جنوب اليمن عن شماله، وكما نعلم فان  سكان الصحراء الغربية واليمن الجنوبي هم من العرب مثلما ان سكان المغرب العربي، علاوة على وجود مكون اما زيغي ضخم بينهم، فهم ايضاً عرب، وان سكان اليمن الشمالي عرب كذلك. وفي البحرين والعراق ثمة مواجهات دموية  عنيفة بين الشيعة والسنة  الذين ينطقون بلغة واحدة هي اللغة العربية، دع جانباً كونهما يدينان بدين واحد ألا وهو الاسلام، وان ايا منها لا يتنكر لا للغته ولا لدينه. ومن خلال إطلاع المرء على الأدبيات الايزيدية من صحف ومجلات، او قراءة لعناوين منظمات المجتمع المدني الأيزيدية، لا بد وأن يقف على تعلق شديد لهم بخصوصيتهم الاجتماعية والدينية، ولكن بعيداعن التعصب الديني بالمرة إذا قورنوا بالمسلمين وكذلك العديد من معتنقي الديانات الاخرى ولما كانت المجتمعات الأوروبية والامريكية الاكثر سماحاً للحريات وانفتاحاً على المعتقدات، فأننا نجد الايزيديين في تلك المجتمعات الاكثر جرأة في التعبير عن حريتهم والتمسك بخصوصيتهم، وذلك من خلال اسماء وعناوين منظماتهم الاجتماعية وصحفهم وفعالياتهم، مثل رابطة النسوة الايزيديات، ما يعني انهم مازالوا على قناعة، من أن مساحة الحرية الممنوحة لهم في كردستان، رغم سعتها، إلا انها دون طموحهم وانها لاترقى الى مستوى الحرية التي يتمتعون بها في المانيا والسويد مثلاً. عليه، انطلاقاً من هذا الفهم أو هذه الحقيقة، انه اضافة الى الوظائف المسندة اليهم في حكومة كردستان، فأن من الضروري جعلهم يتمتعون بمنتهى الحرية، والسماح لهم بتشكيل منظمات مجتمع مدني خاصة بهم مثل: اتحاد اللنساء الايزيديات، ونقابة الصحفيين الايزيديين، واتحاد الأدباء الايزيديين واتحاد الشباب والطلبة..الخ، ولاشك ان للأيزيديين  رغبة قوية في ممارسة خصوصيتهم، إلا أنهم ولأسباب عدة لا يفصحون عن هذه الرغبة المشروعة، لهذا اذا أراد الكرد مجتمعاً متما سكاً ووحدة متينة بين المكونات الدينية والقومية التي تعيش فب كردستان ان يجسدوا تلك الرغبة – لأجل ان يشعر الجميع بالمساواة امام القانون وهم فعلاً كأسنان المشط. مع النظر الى جميع الخصوصيات  بمنظار واحد، وعدها مقدسة يجب احترامها.
ان التنافر الحاد بين الشيعة والسنة، مرده اقصاء السنة للشيعة في البلدان التي يشكل فيها السنة الغالبية واقصاء الشيعة للسنة كما نلاحظ في ايران ذات الاكثرية الشيعية. صحيح ان الايزيديين متعلقون بخصوصتهم الايزيدية، بيد انهم في الوقت عينه متعلقون  بخصوصيتهم القومية الكردية بدليل مشاركتهم في الثورة الكردية، اذكر انه في الايام التي المت فيها النكسة بثورة أيلول، فان القلائل من الكرد لم يكن  يتجاوزعددهم عدد اصابع اليد الواحدة بعد انهيار تلك الثورة، بقوا يقاومون ديكتاتورية صدام حسين، وكان من بين القلة المقاومة مقاتل ايزيدي يدعى محمود الايزيدي الذي لم يستسلم وظل يقاوم، الى أن أستشهد.
على الكابينة السابعة لحكومة الأقليم، الرجوع عن الخطأ الذي ارتكبته عملاً بالقول (الرجوع الى الحق فضيلة والاصرار على الباطل رذيلة) وان تعيد اليهم حقيبتهم الوزارية، وتمنحهم منصب نائب رئيسي الاقليم والحكومة والسعي الى اسناد حقيبة وزارية اليهم في الحكومة المركزية أيضاً. كما ويجب الأخذ بنظر الاعتبار، ان العالم الخارجي المتمدن متعاطف مع الاقليات مؤيد لها ومن هذه الاقليات معتنقي الديانة الايزيدية، اضف الى ذلك ان عدد الايزيديين في اقليم كردستان يربو على ال (600) الف مواطن وهناك عشرات الالوف منهم ينتشرون في ارمينيا وروسيا الاتحادية وسوريا، والعديد من البلدان الاوروبية، وانهم أينما كانوا ووجدوا فانهم عين على كردستان العراق التي تضم الاكثرية من الايزيدية في العالم وعين على مستقبلهم فيها. ووفقاً لما تقدم، فأن التباري  في تحقيق الخصوصية الايزيدية  وطموحات الايزيديين  المشروعة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين والحاكمين في كردستان،  يدخل في المنافسة الشريفة الخلاقة التي ستقوي لاشك بين المكونات الكردستانية كافة وترسخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان، وان احتضان الاقليات دينية او قومية بحد ذاته يكسب القضية الكردية اصدقاءً  كثيرين ودعما اكثر لدى العالم المتمدن.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل –العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com
   

361
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب.

عبدالغني علي يحيى
•   خارطة طريق عراقية لحل الأزمة الأيرانية!
كشف النائب حسين المرعبي عن خارطة طريق عراقية لتسوية الأزمة النووية الأيرانية، وتقديمها الى المجتمع الدولي، عجيب غريب أما كان الأولى بالحكومة العراقية ان تبحث عن خارطة طريق لتسوية أزماتها المستعصية، وهل ينجح طبيب عليل،والعراق كله علل في معالجة الأخرين؟.
•   اراد البارزاني ان يكون لهم عوناً، فطلعوا عليه فرعوناً!
دعا النائب عمر الجبوري، البارزاني الى الكف عن اعتقال و اغتيال واختطاف الشباب العربي من السنة في كركوك وديالى و نينوى وصلاح اليدن، حسب زعمه وذلك على خلفية إحتجاج البارزاني على  اضطهاد العرب السنة. الجبوري تحدث بالمقلوب، ففي نينوى اغتيل نحو(3000) كردي والعشرات من المسيحيين ، وفي جلولاء والسعدية ما يقارب ال600 كردي ..الخ وهكذا بدلاً من ان يشكر البارزاي على موقفه، راحوا يفترون عليه، وصدقت العامة حين قالت:( رحنا له عون طلع علينا فرعون)!
•   كلهم سواسية، ووجهان لعملة واحدة!
يدفع الجهل ببعضهم الى المطالبة بعزل المالكي واحلال أحد الثلاثة محله: الجعفري، الجلبي، عبدالمهدي. وفي هذا تبديل وجه بوجه، فيوم كان الجعفري في الحكم بلغ التذمر الكردي منه حد التفكير بالأنسحاب من حكومته. ومن الحلول، اجراء انتخابات مبكرة تفضي حتماً الى فوز واحد من الوجوه نفسه، العلة ليس في الأفراد ياسادتي بل في منظومة مصالح لمكون اجتماعي حاكم. فإبحثوا عن حلول أخرى.
•   من ينشق عن الصدر.. خائن، عدو لله!
وصف مقتدى الصدر المنشقون عنه: ابو درع واخويه وشخص ثالث بأنهم( مجموعة ناقصة العقول) واذا بقوا خارج العراق ولم يعودوا فأنهم (خونة.. أعداء الله) ذكرني ذلك ببرنامج طفولي انجازالتشبيه لاذاعة صوت العرب المصرية في الخمسينات من القرن بعنوان (اعداء الله) وكان يشمل جميع الحكام العرب  باستثناء عبدالناصر!
•   من هم الأشد انتقاماً من العراق؟
اتهم سياسي كردي مخضرم، اكن له احتراماً عميقاً، السعودية وقطر وتركيا بمحاولة(الانتقام من العراق)! في وقت تفوق احتجاجات الكرد والسنة وحتى اطراف شيعية على الحكومة العراقية ( المحاولات الانتقامية) لتلك الدول، ناهيكم عن انتقام حكام بغداد من معظم الأطياف العراقية.

•   كردستان مع ايران، والعراق مع اسرائيل!
اتهمت بغداد اربيل بتهريب النفط الى ايران التي هي من اشد حلفاء بغداد، فيما اتهمت  اربيل بغداد بتهريب النفط الى اسرائيل، وهي المتهمة (أربيل) بالعمالة لأسرائيل أو (اسرائيل ثانية) وهي تهمة رخيصة امام اتهام العرب بعضهم لبعض بالتعاون في الخفاء وبعضهم علانية، مع اسرائيل .
•   الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية.
افاد مسؤول كردي كبير ببغداد، ان ماصرح به الشهرستاني ضد أقليم كردستان لايعبر عن رأي الحكومة العراقية ، غير ان ماقاله الرئيس البارزاني عن ديكتاتورية المالكي يجعلنا نقول، ان الناطق الرسمي الحقيقي باسم الحكومة العراقية هو الشهرستاني، ومن الدلائل على ذلك ملاحقته للهاشمي التي هي من امور وزارات اخرى غير وزارته!
•   ورطة اللاجئين العراقيين في سوريا.
وضع النظام السوري اللاجئين العراقيين لديه أمام خيارين أحدهما أمر من الأخر: اما العودة الى العراق الذي هربوا منه واما القتال الى جانب حكومة الاسد الدكتلتورية ضد الجيش السوري الحر.
•   عقاب من ينتقد المالكي
 هدد( امين عام ائتلاف ابناء العراق الغياري)الكرد في المناطق العربية بالقتل مالم يغادروا تلك المناطق! تهديده جاء عقب الانتقادات التي وجهها الرئيس البارزاني الى المالكي ووصفه  لممارساته بالدكتاتورية، وفي حينه اقصي المطلك لتوجيهه التهمة عينها الى المالكي.
لم يطلق الكرد هكذا تهديدات بحق العرب حتى في اكثر الايام عتمة ضد العرب: ايام الانفال والتعريب والتهجير ودفنهم في مقابر جماعية، ويوم تحريرهم لكركوك والمناطق المتنازع  عليها في انتفاضة عام 1991 واسقاط النظام العراقي في 2003-4-9 ويعيش الان في كردستان الالاف من العرب الهاربين من جحيم الارهاب أوطلباً للرزق معززين مكرمين.
•   بطل رواية الغريب في المحمودية.
قتل (ميرسول) بطل رواية الغريب لكامو، جزائرياً من دون سبب، ولم يكن يدور يخلد أحد، ان يأتي يوم يقتل فيه ضابط عراقي جنديين عراقيين في قضاء المحمودية، ومن دون سبب ايضاً. في العراق بلد(اللامعقول) غرائب اخرى حتماً لو كان كاتبا ادب اللا معقول يوجين يونسكو وبيكيت احياءً لأستفادا ايما استفادة من احداث العراق .
•   (العشق) أم الأختراع.
 صنع شاب كردي يدعى نريمان طائرة بدافع من عشقه لفتاة في مدينته. ومن العشق ماصنع، والعشق بعد الحاجة أم الأختراع، فيا ليت كل عشق كعشقه المبدع .
•   قبل الأحتلال وبعده.
الغت الحكومة العراقية، عطلة الاحتفال بيوم سقوط ديكتاتورية صدام في 9-4-2003 وعزا بعضهم ذلك الى ان الاحتفال به، يعني تمجيداً للاحتلال، وقبل الانسحاب الامريكي كان ذلك اليوم عطلة رسمية، دع القول من ان أقطاب الحكم القائم في العراق الان، هم الذين زينوا للأمريكان احتلال العراق ولولا ذلك لما كان بمقدورهم اسقاط تلك الدكتاتورية. عليه فان مصادرة الحريات والديمقراطية وتعطيل الدستور والبرلمان واحدة تلو الاخرى امر مفروغ منه، لأنها جاءت مع الاحتلال، وان غداً لناظره قريب.
•   العدو رقم (1) للربيع العربي!
قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، ان قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني العدو رقم (1) للربيع العربي وانه يتأمر على الدول العربية وغيرها، ناسية ان العرب في معظمهم الان يشككون في هذا (الربيع) وشرعوا منذ زمن في انتقاده، ثم ان ايران انتصرت لذلك الربيع باستثناء الذي يحصل في سوريا، بالمقابل لم ينتصر العرب لربيع البحرين، واخيراً هل ان ايران وحدها تتآمر على العرب؟
•   تزايد التطاول على الرسول (ص).
قبل نحو الشهرين هاجم صحفي سعودي في ماليزيا النبي محمد(ص) فاعتقل ورحل الى السعودية، وفي تونس سجن شابان لنشرهما رسوماً مسيئة الى الرسول على الفيسبوك، اما في الكويت فقد اعتقل شاب لكتابته عبارات وصفت بالمسيئة الى الرسول (ص) على (تويتر). ان الاساءات الى الرسول على يد مسلمين والى دور العبادة الاسلامية تفوق بكثير تلك التي وجهها الرسام الدانماركي الي النبي محمد(ص)، ومع ذلك نأى العرب بانفسهم عن إثارة اية ضجة على غرار التي اثيرت ضد الرسام الدانماركي!!
•   محنة المسجد والكنيسة فس مصر!
اكد ممثلو الجامع الأزهر والكنيسة القبطية الأرثذوكسية في مصر تمسكهم بالأنسحاب من لجنة صياغة دستور جديد لمصر جراء تعرضهم الى التهميش. في الماضي كان الاقباط ومازالوا وحدهم ضحايا التعصب الديني، فهل يكون المسلمون الضحية التالية في اجواء تقدم الاسلام السياسي والصحوة الأسلامية؟
•   أخذ الشعب ب(ذنب) الحزب!
 على أثر مقتل (5) ضابط و(13) جندياً تركيا قبل اكثر من اسبوعين على يد ثوار حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي التركية، قام الطيران التركي بقصف مناطق في كردستان العراق انتقاما لمقتلهم، ومع تزايد العمليات الثورية للحزب، تعتزم تركيا شن حملة عسكرية ضخمة على سكان المناطق الحدودية العراقية- التركية. على تركيا الرضوخ لمطاليب الثوار الكرد العادلة وإلا، فان اياماً  عصبية تنتظرها والكف عن معاداة الشعب الكردي.

•   وكل(مفاوضات) بعد(حرب) زائدة!
اعلن عن تعليق المفاوضات بين الخرطوم وجوبا في اديس ابابا لعدم احرازاي تقدم، الشئ نفسه ينسحب على المفاوضات الاسرائيلية والفلسطينية واخرى بين حين بين المغرب والصحراء الغربية، وعلى امتداد نحو قرن تجرى بين حين وحين ايضا مفاوضات بين الكردوالحكومات العراقية غالباً ما تنتهي الى الفشل، لذا وعلى وزن وكل ما بعد اذا زائدة) في الفية ابن مالك، فأن كل مفاوضات بعد(حرب) زائدة في هذا العصر.
•   بمنع التدخين يتقدم اقتصاد البلدان.
ذكرت دراسة ان زيادة الضرائب على السكاير في لبنان ادت الى انخفاض عدد المدخنين الى جانب تحسن في اقتصاد الدولة. لذا حبذا لوحذت بقية الدول حذوها فتنقذ شعوبها من الرباعي الخطر(الفقر والجهل والمرض) واضيف التدخين ايضاً، ان بامكانها ذلك سيما غير المصدرة  للسكاير!


•   لم يبق الا الزعم بقدرتهم على احياء الموتى!!
دعاية جالبة للانتباه عن قدرة تكاد تكون خارقة لمن يسمونهم ب(العلماء الروحانيين) والموصوفون( بقاهر الجن والشياطين والمشعوذين والدجالين) وقدرتهم على (جلب الحبيب خلال اسبوع ومهماكان عنيداُ)! ولرجال الاعمال (خاتم سليمان ) وحل كافة المشاكل العاطفية و( علاج جميع الامراض بما فيها السرطانية عدا سرطان الكبد) و( تجميل كافة انحاء الجسم)، والتلف الدماغي، والحبل الشوكي، وفك العنوسة، وضغط الدم..الخ صدقوني لم يبق الا ان يدعوا القدرة على احياء الموتى!! من المسؤول عن هذه الظاهرة المدانة، وكيف برزت؟.
•   هل العراق قوة ضاربة في المنطقة؟
نسب الى اردوغان القول:( ان العراق اصبح الان  القوة الضاربة في المنطقة) وهو الذي اي العراق يعاني يومياً من ضربات ارهابية موجعة لا قدرة له على ردها، ومن قصف شبه اسبوعي للطيران والمدفعية التركية لاراض كردستان العراق. اعتقد ان قوله هو من بان الاستهزاء والسخرية بالحكومة العراقية ليس إلا.سيما اذا علمنا ان الكل يجمع على أنه (العراق) بلد جريح ما زال تحت طائلة البندالسابع..الخ
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com



362
الثابت في الموقف التركي من القضية الكردية

عبدالغني علي يحيى
    تزامناً مع استفحال الخلافات بين حكومة اقليم كردستان العراق والحكومة العراقية حول الملف النفطي بالأخص، وتأزم العلاقة بين المجلسين الوطنيين: الكردستاني والسوري قبل اكثر من اسبوعين في اجتماع للمجلس الوطني السوري باسطنبول التركية بسبب خلو بيان الاجتماع من اية اشارة الى الحقوق القومية للكرد السوريين الذي اضطروا الى الأنسحاب من ذلك المجلس، فأن الحكومة التركية استغلتها فرصة لممارسة مزيد من الضغط على القيادات الكردية وفي كردستان الكبرى كافة اذ اعلنت قبل ايام، حسب معلومات نسبت الى مصادر تركية، بأن حكومة(أردوغان) تخطط أو تعد لعملية عسكرية ضخمة غير مسبوقة ضد حزب العمال الكردستاني المعروف اختصاراً ب: p.k.k   على أن تمتد ككل العمليات السابقة الى المناطق الحدودية داخل كردستان العراق، وهذا بيت القصيد. والذي زاد من الموقف التركي تهوراً، قيام مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق بزيارة الى الولايات المتحدة للتباحث مع مسؤوليها حول قضايا عراقية وكردستانية شتى من بينها، سعي البارزاني الى حشد التأييد لمشروع تأسيس دولة كردية واستقلال كردستان على حد قول بعض الاوساط.
والذي لايختلف فيه اثنان ان الضربة التي من المتوقع ان توجهها الى الكرد في شمال وجنوب كردستان في القادم من الأيام، ستكون محل رضى الحكومة العراقية سيما في الأجواء الحالية المهيمنة على علاقتها مع الحكومة الكردستانية، علماً ان موقف الحكومة العراقية وعلى امتداد السنوات الماضية ازاء الاجتياحات العسكرية التركية شمال كردستان العراق، وقيام طيرانها الحربي ومدفعيتها بشكل شبه اسبوعي بقصف القرى والاراضي الكردستانية، كان دون المستوى المطلوب ان لم نقل شبه غائب.
ان المواقف التركية المار ذكرها من القضية الكردية ليس في كردستان تركيا فحسب، بل في كردستاني العراق وسوريا كذلك تنطلق من سياسات اتبعت وصيغت منذ أيام الامبراطورية العثمانية ومروراَ بالحكومات الجمهورية العلمانية التركية وانتهاءً بحكومة حزب العدالة والتنمية ذوالتوجه (الاسلامي)  والحاكم في تركيا، والمتتبع لها يجد انها لاتتخذ حيال كرد تركيا واحزابهم القومية فحسب، انما ضد الكرد في الأجزاء الاخرى من كردستان الكبرى أيضاً وأينما كانوا ووجدوا، ويجسد هذه الحقيقة تصريح ادلى به الجنرال (تانسور كيلتيش) امين عام مجلس الامن القومي التركي لصحيفة النهارالبيروتية بتأريخ 12-6-2002 قال فيه بصراحة زاخرة بالوقاحة والعنجهية: ( ان الشيء الأخطر بالنسبة للاتراك احتمال قيام دولة كردية، حتى في أي مكان في العالم، وسنقاتلها إذا أعلنت ولو في الأرجنتين)! ولقد تبين فيما بعد، وفي هذه الايام بدرجة اولى حيث الاضطرابات تعم سوريا فيما العراق على صفيح ساخن، التأكيد على النهج ذاك، ففي 31-3-2012 كتب الصحفي  التركي(جنكيز) مقالاً في صحيفة (راديكال) اتركية ورد فيه أن(تركيا لن تسمح بظهور كيان للكرد في سوريا على غرار الكيان الكردي القائم في كردستان العراق)! وفي اليوم ذاته قال (مرادارجليك) نائب وزير الخارجية التركية( إننا لن ندع ان تتكرر تجربة اقليم كردستان العراق، في سوريا وبالنمط نفسه)!!
لما تقدم، لا نغالي إذا قلنا، انه عندما انبثق الكيان الكردي الديمقراطي شبه المستقل عام 1992 فأن تركيا كانت العضو الأهم في اجتماعات العواصم الثلاث: أنقره، دمشق، طهران، لمجابهة تطورات القضية الكردية في كردستان العراق، وافشال التجربة القومية الديمقراطية الكردية الفتية وهي في بداياتها، أوفي المهد ان جازالقول. الا أن تركيا عندما تأكدت فيما بعد، ونتيجة لتمسك الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة بحماية  الكيان  الكردي ضمن خط العرض ال36، فأنها تراجعت ولجأت الى أساليب جديدة لألحاق الأذى بالكرد العراقيين تمثلت بتدفق  شركاتها الى جنوب كردستان وانشاء عدد من القواعد العسكرية غير المرغوبة بل المرفوضة في مناطق منه، وفوق كل هذا وعلى امتداد ال21 عاماً من عمر الكيان الكردي في جنوب كردستان، نراها بين حين وحين نقصف بسلاحها الجوي وسلاح المدفعية والدبابات المزارع والقرويين العزل في شمال كردستان العراق. ان الاتراك لا يكتفون باحتلال مواقع في كردستان العراق، بل  يوجهون فوهات بنادقهم ومدافعهم الى تلك المزارع واولئك القرويين بشكل شبه اسبوعي كما  اسلفنا.
ان (الأرباتهايد) وممارسات عصابات( الكوكلاكس كلاند) قائمة في السياسة والنهج التركيين تجاه الأمة الكردية، وفي حينه قامت الدنيا ولم تقعد استنكاراً لعنصرية  حكومة جنوب افريقيا البيضاء في وقت كانت العنصرية التركية وما تزال تفوق اية عنصرية اخرى في العالم، ويبقى تصميمهم على القضاء على الدولة الكردية(حتى اذا قامت في الأرجنتين) وصمة عار في جبين أنقره ناهيكم من أنها عنصرية جد بشعة دونها اية عنصرية اخرى في العالم وان مقاومة نهجهم العنصري، ليست مهمة وواجب كرد شمال وجنوب وغرب وشرق كردستان فقد، وبعد ان اثبتت الوقائع ان الحكومة التركية ينظر اليها كعدو رقم(1) للكرد. اذ يلي الكرد، العرب العراقيون  والسوريون، للنهوض بواجبهم للتصدي للسياسات التركية الرامية الى خنقهم ومحوهم، فسد (أليسو) التركي سوف يؤدي  الى (إنخفاض كميات مياه نهر دجله من (20) مليار متر مكعب الى (9)  مليار متر مكعب ويلحق  الضرر ب(5) مراكز محافظات عراقية و(13) قضاء و(21) ناحية جميعها واقعة على حوض نهر دجله وروافده في العراق، كما ان حوالي (696) الف هكتار من الأراضي الزراعية ستحرم من المياه ما يؤدي الى هجرة الفلاحين والمزارعين من القرى والأرياف الى المدن) عزيز القارئ النص بين القوسين نشر قبل ايام في العشرات من الصحف وستلحق السدود التركية الاخرى اضرارا مماثلة بسورية. اضف الى ما ذكرنا ان الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة، يتحملون قسطاً هاماً ان لم اقل الأكبر من المسؤولية من وراء تركهم الحبل على الغارب للحكومة التركية لتفعل ماتشاء، وتمر افكارها العنصرية و حروبها الدموية مر الكرام، انها في مجمل  تصرفاتها وكما يعلم الجميع تستقوي بالناتو وواشنطن والى حد ما باسرائيل.
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
Al_botani2008@yahoo.com

363
كل ثلاثاء : خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى
•   مخضت (القمة..) فولدت فأراً!
لم تحظى أية قمة عربية بتغطية اعلامية ونفقات خيالية و اجراءات امنية مثل القمة العربية الـ 23 ببغداد، وإذا بها تنتهي على جناح السرعة مخلفة وراءها بياناً هزيلاً باعتراف الجميع، لاحقتهما انتقادات لاذعة ، نورد منها ما قاله نواب في لجنتي النزاهة وحقوق الأنسان في مجلس النواب العراقي: (قمة بغداد من اضعف القمم العربية اطلاقاً وكلفت مليار ونصف المليار دولار و5000 معتقل و(100) الف جندي..الخ!
•   ملابس (القمة..) الجديدة!
تشبه القمة العربية الـ23 قصة (ملابس الامبراطور الجديدة) لمؤلفها (هانس اندرسن) فالخياط الذي عرض الامبراطور في القصة عارياً وسط هالة اعلامية ابهرت الجميع وهي: ان الامبراطور يرتدي ثياباً لم يسبق وان ارتداها أحد، كذلك فان المديح الذي مارسه برلمانيون وسياسيون واجهزة اعلام تابعة للحكومة العراقية ودول مثل ايران بخصوص القمة يذكرنا بدعاية ذلك الخياط للثوب الخداع و الوهم الذي (خاطه) للأمبراطور.
•   الكارثة العراقية بعد الكارثة اليابانية!
في العام الماضي ادت كارثة بحرية الى مقتل (20) الف ياباني وجرف الالاف من البواخر والسيارات والدور، وكانت الفضائيات تغطي ذلك الحادث تحت عنوان (الكارثة اليابانية) وفي هذا العام ألمت بالعراق كارثة لافته، عندما تم صرف اكثر من مليار ونصف المليار دولار على (القمة العربية ) على شراء 2000 بدلة و2000 ربطة عنق و600 سيارة ومليون دولار على شراء الزهور ....الخ فاعتقال الالاف، وتحولت بغداد إلى معسكر اعتقال ...الخ. ان الاجيال سوف لن تنسى الكارثة العراقية وتتذكرها بمرارة.                                                                                                                                                                                         
•   10 أيام هزت (بغداد)!
بعد مرور اقل من 12 ساعة على انتهاء القمة العربية ببغداد تظاهر الشعب السوري في يوم الجمعة 30-03-2012 تحت شعار (جمعة خذلنا المسلمون والعرب ) احتجاجاً على موقفهما من الأزمة السورية، فهل حقاً كانت القمة تلك ناجحة كما قال المالكي بنجاحها : (ولتكون – اي القمة – بداية لعودة العراق الى محيطه العربي وعودة العرب إلى العراق؟!
•   القمة، أبغض الحلال الى (العراقيين) !
تقدم المالكي بالشكر إلى اهالي بغداد لتحملهم ايام القمة على حد قوله، في حين عانى البغداديون امر العذاب، وبلغ سخطهم على المالكي وحكومته أشده، وكم يشبه قوله، قول صدام يوم كان يسوق العراقيين بالقوة الى ساحات القتال زاعماً انهم يتدافعون للمشاركة في قادسيته!
•   القمة، وبرامكة بغداد الجدد!
ذكرتنا النفقات الباهضة على القمة العربية الـ23 والتصرف اللامسؤول باموال العراقيين الجياع، بما كان يفعله البرامكة في العهد العباسي عندما كانوا يصرفون بسخاء أموال خزينة الدولة العباسية. فكان ذلك من اسباب النكبة التي حلت بهم وفيما بعد سميت بـ(نكبة البرامكة). فهل يحل اليوم الذي تحل فيه النكبة ببرامكة بغداد الجدد الذين فاقوا برامكة العصر العباسي في تبذير اموال العباد؟.



•   الضيافة المرة!
رغم الاجراءات الأمنية غير المسبوقة فان ضيوف القمة العربية الـ23 لم يغمض لهم جفن على امتداد الساعات القليلة لمكوثهم ببغداد، خصوصأ عندما سمعوا دوي انفجارات بالقرب من قاعة المؤتمر، لهذا وجدناهم بعد انتهائه مباشرة يتدافعون لمغادرة العراق بأقصى سرعة، ذكرني الحادث بحكاية عن رجل قتل ضيفاً لجار له، فما كان من جاره إلا ان يقسم بان يقتل ضيفاً لجاره القاتل، وذات يوم أخطأ احدهم الطريق فدخل بيت القاتل، كضيف وسرعان ما علم جاره بذلك وراح يطلق الرصاص على البيت، ولما وقف الضيف على السبب نال منه الخوف ولم يتناول الطعام وفضل ان ينقذ روحه على تناوله للطعام.

•   يا (أوغلو) إرحم العراقيين، يرحمك الله!
اعرب احمد داود أوغلوا وزير الخارجية التركي، عن أمله في أن يستضيف العراق مؤتمراً لمنظمة (التعاون الاسلامي) مماثلاً لمؤتمر القمة العربية الـ23، من غير ان ياخذ بباله النفقات التي صرفت من جيوب العراقيين وكيف انها احدثت جروحاً عميقة لديهم، ترى لماذا لا تقوم تركيا بعقد للمؤتمر المذكور وهي المتعطشة الى زعامة العالم الأسلامي وتقود تلك المنظمة ايضاً؟
•   على العرب ان يحذو حذو العراق!
قال المالكي، ان العراق قطع شوطاً هاماً في المصالحة الوطنية وعلى الدول العربية ان تحذو حذوه! هذا في وقت يعلم الكل ان الحكومة العراقية اخفقت في تحقيق المصالحة حتى مع خصومها التقليديين من حاملي السلاح،كما ان اطرافاً اخرى في العملية السياسية مثل (العراقية) و (التحالف الكردستاني) على وشك الخروج من العملية السياسية والانتقال الى صف الخصوم فعن اية مصالحة يتحدث؟
•   ... وهل العراقيون راضون؟
في الخطاب الذي القاه المالكي في القمة العربية جاء: ان الشعوب العربية غير راضية عن اداء حكوماتها!. لسنا ندري كيف غاب عنه، ان الشعوب اعراقية بدورها غير راضية اصلاً عن حكومته، وعدم الرضى يتفاقم بآستمرار.
•   القوى الكردية غير متفائلة!
نسب بعضهم القول، الى ان الاطراف الكردية ترى بأن الخلافات بين العراقية ودولة القانون (عسيرة لا أفق لحلها).
على هذا البعض ان يعلم ان الخلافات بين الكرد ودولة القانون في طريقها إلى ان تكون أعسر بينهما!
•   واجهة للاخوان المسلمين أم لتركيا؟
اتهمت فصائل سورية معارضة المجلس الوطني السوري بأنه واجهة للأخوان المسلمين، الأصح أنه واجهة لتركيا، عليه اقتضى التصحيح، ففي اتهامها نصف الحقيقة لا كلها.
•   كان الله في عون العلما نيين المصريين!
انسحب ممثلوا الجامع الأزهر من لجنة صياغة الدستور وذلك احتجاجا على تهميش دور الأزهر! اذا كان هذا حال أكبر مؤسسة دينية اسلامية في العالمين العربي والاسلامي وفي ظل تقدم الاسلام السياسي في مصر، فكيف يكون حال علمانييها؟.
•   ربيع (الاخوان) .. شتاء الأقليات!
طالبت قبيلة (التبو) غير العربية في سبها الليبية الأمم المتحدة التدخل لانقاذها مماوصفته بالتطهير العرقي، وفي جنوب تونس ارتفعت شكاوى مماثلة. اما في اسطنبول فان المؤتمر الوطني السوري تجاهل حقوق الكرد الذي يشكلون ثاني قومية كبيرة في سوريا والذين اضطروا الى الانسحاب من المؤتمر، وفي مصر هدد النوبيون بتدويل قضيتهم إذا استمر التهميش بحقهم فما انسحب ممثلوالاقباط الارثذوكس من لجنة صياغة الدستور!
•   ما أشبه البشير بصدام.
قصف الطيران الحربي السوداني اباراً نفطية في جنوب السودان بهدف الحاق الضرر بالدولة الفتية. قبله بنحو 21 عاماً أشعل طيران صدام حسين النار في ابار النفط الكويتية، وما أشبههما بنيرون الذي أحرق روما.

•   محنة الثقافة في العراق.
قال أدونيس :( بكت المئذنة.. حين جاءها الغريب، إشتراها وبنى فوقها مدخنة) ذكرني قوله بتشكي رئيس اتحاد ادباء ذي قار من قيام مجهول باحتلال مقر اتحاد الادباء هناك وتحويله الى مقهى!. الثقافة محاصرة في كل العراق، ففي الموصل، كان الشارع النجفي، شارع كتب ومجلات وتجمع للمثقفين في الماضي، لكنه تحول الان في معظمه الى محال لبيع الاحذية  ومواد لاتمت بصلة الى العلم والمعرفة.. بكت الثقافة ..الخ
•   أردوغان، يساعد السوريين ويحارب الكرد منهم!
دعا أردوغان المجتمع الدولي الى وضع اليات صريحة لمساعدة الشعب السوري، لكن دعوته رافقها عداء صارخ لحق الشعب الكردي  في سوريا، يقينا ان من يعادي جزءاً من شعب لن يخلص للكل منه.
•   هل للطغاة قبور؟
لم نفاجاً بنقل قبر صدام الى مكان مجهول خارج مسقط رأسه قرية(العوجة) ومن الأرجح انه سيغيب الى الأبد. يذكر أنه بعد ادانة ستالين من قبل خروشوف في الستينات من القرن الماضي، نقلت رفاته من الساحة الحمراء الى مكان اخر، فأصبح قبره نسيأ منسياً. وقيل ان ابو جعفر المنصور كان قد أوصى قبل وفاته بحفر(100) قبر له ، لكي يصعب على خصومه الاهتداء اليه بعد موته. وبعده كان تيمور لنك قد حذر من ان اية يد تمتد الى قبره بعد وفاته، فان كارثة ماحقة تحل به، وعد الشيوعيون الروس تحذيره مجرد خرافة وقاموابنبش قبره، ثم اهالوا عليه التراب. ومن غرائب الصدف، ان الأتحاد السوفيتي بعد فترة دخل الحرب العالمية الثانية وقتل 14 مليونا من مواطنيه. وعد المتأثرون بتحذيره ذاك، ان ما حصل للروس كان بسبب نبشهم لقبر تيمور لنك.. بقي ان نعلم ان الطغاة نادراً ما يحظون بقبر.
•   مرحباً بدولة الطوارق.
وسط تعتيم إعلامي ظالم، وتهديدات انقلابي مالي لهم، فقد اعلن ثوار الطوارق تحريرهم لكامل تراب وطنهم في شمال مالي وحسب الاخبار انهم اعلنوا دولة خاصة بهم، ومع ذلك مازال العالم الحر وكل انصار الحرية والديمقراطية يمارسون صمتاً مخجلاً ازاء القضية العادلة لهذا الشعب، فألى متى؟
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com





364
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي یحیى
•   لا للتدخل في شؤون المالكي!
دعا نوري المالكي السياسيين العراقيين الى عدم التدخل في شؤون الاجهزة الأمنية، دعوته هذه جاءت عقب الانتقادات التي وجهها اليه البارزاني متهماً اياه بالأستحواذ على وزارتي الدفاع والداخلية وكل الأجهزة الأمنية، وبعد ضمه للبنك المركزي اليه، ليس ببعيد ان يدعوالسياسيين و غيرهم الى عدم التدخل في الأمور المالية!
•   هل كان دور العراق طبيعياً؟
شدد عمار الحكيم على إنجاح القمة العربية ببغداد لكي يستطيع العراق  تأدية دوره الطبيعي على حد قوله. هنا بودنا ان نتساءل: هل كان للعراق دور طبيعي أو ايجابي سواء في الداخل أم في الخارج؟ منذ تأسيس الدولة العراقية، فان سجله حفل بالحروب والانقلابات والأنفالات ومختاف الاساليب الفاشستية الشريرة،لهذا لايملك المرء إلا ان يستغرب من قوله واقوال اخرى على غراره مثل: ان يعود العراق الى سابق عهده.. الخ هل نسيتم سابق عهده؟.
•   (فتى الغرب و(الشرق) المدلل)!
اعربت واشنطن عن تأييدها التام لأنجاح القمة العربية المقرر عقدها ببغداد، ومن طهران ورد تأييد مماثل، فهل بوسع أحد حل هذ اللغز دعم النقيضين وبأخلاص للمالكي؟.
•   المطلوب عقد(القمة) وليس نجاحها!
كان من المقرر ان تبحث القمة العربية المنوي عقدها ببغداد(20) نقطة، وفيما بعد تقرر البحث في(5) منها فقط، كما وخفضت الاجتماعات الى (3) لا اكثر، كل هذا من غير ان تحتج بغداد، لأن الهم الأكبر لها هو عقد القمة في بغداد حتى اذا فشلت.
•   مرحبا  بشرط البزوني لقيام الدولة الكردية!

قال النائب جواد البزوني،ان اعلان الدولة الكردية مرهون بتأزم الأوضاع في العراق،عليه ووفق هذا الرهن،الستم معي اذا قلت،ان اعلان هذه الدولة لن يجد فرصة اثمن من الظرف الذي يمر به العراق الأن ومنذ اعوام، اذا علمنا ان اشكالا من الأزمات تطحنه و تمزقه،ومن يسمع هذا القول من البزوني،سيما اذا لم يكن ملما باوضاع العراق،يعتقد بانه خال بالمرة من الأزمات!

•   حول الاستقلال..هل يشذ الكرد عن شعوب العالم
؟

ادعى النائب الحسناوي،ان قوى سياسية واجتماعية كردية كثيرة لاتتفق مع البارزاني بشأن اسقلال كردستان،وان الحكومة العراقية تلقت رسائل من كرد ترفضه(الاستقلال)!. يبدو ان الحسناوي  لم يطلع على نتيجة الاستفتاء الذي اجري عام 2005 والتي افادت بتصويت نحو 99% من الكرد على الاستقلال،و اذا كان هناك خلاف كردي-كردي وهذا شيء طبيعي،فعلى الحسناوي ان يعلم ان الكرد كلهم متفقون على الاستقلال كما ان كل الشعوب تواقة الي الاستقلال ، فلماذا الكرد حصرا يرفضونه ؟
•   سياسة اوباما الانتقائية ازاء الكرد.
بمناسبة حلول عيد نوروز، هنأ (أوباما) كرد ايران بالمناسبة و اعلى تفهمه لمطالبيهم والاستعداد للأصغاء إليهم.هذا في وقت نجد فيه القضية الكردية في تركيا جد ملتهبة ،وفي  نوروز جردت حكومة اردوغان  حملة شرسة،من قتل واعتقال واعتداء ضندهم،بشكل لم تسلم منها حتى المناطق الحدودية لكردستان العراق. على أوباما ان يتفهم مطاليب الكرد كافة وان يكون صادقا اكثر.
•   نوروز.. حلال، حرام؟!
نفى علي بابير امير الجماعة الاسلامية في كردستان، تحريم الشريعة الاسلامية لاشعال النار ابتهاجاً بنوروز، إلا ان احد انصاره، شبه اشعال النار في نوروز بعبادة الأصنام في الجاهلية!!
•   القمة العربية.. تفرق ولا توحد.
جراء تأجيل عقد( الاجتماع الوطني) الى ما بعد انعقاد القمة، هددت (العراقية) بمقاطعة الاجتماع المذكور، وقبل ذلك طالب التحالف الكردستاني بتقديم (الاجتماع) على (القمة)، وبحسب مصدر ان (قائمة نيابية كبيرة تخطط لتفجير مفاجأة في القمة العربية من خلال طرح ملفات ساخنة) يقيناً ان تداعيات (القمة) ستشق الصف العراقي وتمزقه، ويتحمل المدعوون اليها قسطاً كبيراً من المسؤولية، وحبذا لو أجلت.
•   الخارجية العراقية تلحق الهزيمة بالأرهاب!
اكدت وزارة الخارجية العراقية على دحرالأرهاب والحاق الهزيمة به، تأكيدها ورد بعد مرور ساعات على تفجير سيارة مفخخة امام مقرها، وقبل اكثر من عام الحق انفجارأضرار جسيمة بذلك المقر،فهل تلحق الهزيمة بالأرهاب؟.
•   تدمير اسرائيل!
نوهت اسرائيل الى ان ايران تملك(4) صواريخ تكفي لتدمير  اسرائيل ومحوها، لذا والحالة هذه، على اسرائيل ان لا تفكر بمهاجمة ايران وتتخلى عن لغة التهديد والوعيد، وتحافظ  على وجودها بدلاً من ان تعرض نفسها للدمار!
•   العقائد السرطانية النووية!
طالب وزير الداخلية الفرنسي بمنع العقائد التي تشجع على الجريمة ، وذلك على خلفية مقتل عدد من الاطفال اليهود في مدرسة بتولوزالفرنسية، لقد نسي الوزير الفرنسي، ان جميع العقائد عندما تدمج بالسياسة والدولة سيكون لها فعل سرطاني وخطورة لاتقل عن خطورة القنبلة النووية،ثم   ان معظم الحروب في العالم قديماً وحديثاً نفذت تحت شعارات دينية أو مذهبية كالحروب الصلبية والحروب  العراقية الايرانية.. الخ على الأمم المتحدة ان تلتفت الى هذا الجانب.
•   اذا لم يستهدف الاشقاء والجيران فمن يستهدف؟
في مسعى منه لتبديد المخاوف من تنامي التسلح العراقي، قال نوري المالكي، ان التسلح العراقي لايعني استهداف اشقائه (العرب) او جيرانه(ايران). قد يكون في قوله هذا الكثير من الصحة، ويبقى المستهدف الكرد فقط . فالسلاح العراقي من تقليدي ومحظور استخدم  دوماً ضدهم وبدرجة رئيسة.
•   البشير بين جوبا وبغداد.
رهن الحزب الحاكم في السودان زيارة عمر البشير رئيس الجمهورية السودانية والمطلوب من الجنائية الدولية، الى جوبا بتوفير ضمانات تحميه من تلك الجنائية، غير ان الحزب المذكور لم يتقدم بطلب مماثل الى بغداد في حال حضور البشير للقمة العربية !
•   وقلنا يا (مياه) كوني برداً وسلاماً على (مقلدي الصخري)!
اتهم مقلدو المرجع الديني الصرخي، الافراد من القوى الأمنية العراقية، بارتدائهم للزي المدني في محافظة ذي قارفقيامهم بصب الماء الحار والمغلي على رؤوسهم اثناء ادائهم لصلاة الجمعة يوم: 23-3-2012 . حقاً صح القول: ( شر البلية ما يضحك)، ومع ذلك فانهم محظوظون، كونهم لم يتعرضوا الى سيارة مفخخة أوحزام ناسف.
•   عجزت عن تطبيقه أم خرقته؟
اتهمت دوائر غربية حكومة العراق بالعجز عن تطبيق القرار1747 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، فيما كانت واشنطن اكثر صراحة فاتهامها لها أوحى بتواطؤ بغداد في المساعدة على نقل السلاح الايراني الى سوريا والذي يتقاطع مع القرار المذكور، في وقت يعلم الكل كيف ان هذه الحكومة غارقة حتى اذنيها في المخططات الأيرانية.
•   القمة العربية نعمة للعراقيين أم نقمة؟
ما يقارب الاكثر من مليار دينار صرف في الاعداد للقمة العربية من قبل  بغداد، بحيث ان ارتفاع الاسعار كان احد أسبابها (القمة) ناهيكم عن توسع الخلاف واشتداده بين الحكومة ومعظم التيارات  السياسية، دع جانباً تنامي النشاط الأرهابي، فحملة  حكومية، يتوقع ان تقود الى اعتقال مليوني عراقي، و(القمة) فاشلة لاشك فهل من محاسب لهدر المال العام؟.
•   العراق والتجربة الألمانية.
نادى ابراهيم الجعفري بضرورة الاخذ بالتجربة الالمانية لأعادة بناء العراق، ناسياً أو متناسياً، ان سباق العراق نحو التسلح يتقاطع مع تلك التجربة، فالمانيا بعد الحرب ارغمت على نبذ التسلح وبفضله استعادت قوتها الاقتصادية وتقدمها الصناعي، خلاف ذلك، تجاوز الجيش العراقي المليون فرد مع السعي الى شراء افتك الأسلحة، على العراق ان يلغي الجيش المليوني كي يستفيد من التجربتين الألمانية واليابانيةويطبق نظاما ديمقراطيا حقيقيا .
•   عدوى التمزق تطال الخطاب الكردي أيضاً.
انتقد النائب فرهاد الأتروشي وبشدة لافتة غير مسبوقة شخص المالكي وحكومته داعياً في الوقت عينه الى تشكيل حكومة جديدة تحل محل حكومة المالكي، إلا ان النائب مؤيد طيب الناطق باسم التحالف الكردستاني شدد على بقاء الكرد في الحكومة العراقية الحالية وعدم الانسحاب منها، مضيفاً ان ( بغداد عاصمتنا)!!
•   مختبر ل(النيات السليمة)!
قال نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية ان: لدينا حل لمشكلة الكهرباء شرط ان تكون النيات سليمة. ترى هل تخترع الدول المتقدمة يوما ما جهازاً للفصل بين النيات السليمة عن السيئة. في القرون الغابرة استقبل الأمويون دخول بعض  الاعاجم الاسلام افواجاً بعدم ارتياح لأنه حرمهم من الجزية، فكان من شروطهم اختبار صدق المعتنق للأسلام من عدمه، الأمر الذي  يصعب التحقق منه.
•   رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) –العراق.
•   Al|_botani2008@yahoo.com

365
أردوغان،عساه أخر سلاطين ال عثمان.
                                                         
                                                                                                                    عبدالغني علي يحيى
رصدت وزارة الداخلية التركية (5) ملايين دولار امريكي كجائزة لمن  يقتل كلا من: مراد قريلان و جميل بايك مع (50) عضوا من اعضاء حزب العمال الكردستاني،أو يسلمهم أحياء إليها،ولا شك ان هكذا نهج في التعامل مع الخصوم السياسيين أيا كانوا، لا بد وان يجابه بالمقت والأزدراء لدى الأنسان المتنور، كونه، أي النهج من مخلفات الأنظمة البائدة المدانة في القرن العشرين والقرون التي سبقته، ولا يليق اطلاقا بنظام سياسي يدعي الديمقراطية واحترام حقوق الأنسان سيما في القرن ال 21 إلا ان نظام أردوغان يبدو وكأنه ولد خطا في مطلح هذا القرن،أو أنه امتداد من حيث العقلية والسلوك للدولة العثمانية،التي عرفت بمثل هذه التصرفات مع معارضيها سيما مع الكرد، والأمثلة على تورط العثمانيين في مثل هذه الأمور كثيرة ، نورد منها على سبيل المثال، واقعتين.
في عام 1914 بلغ نشاط الشيخ عبدالسلام البارزاني أوجه ضد السلطات العثمانية و من أجل نيل الحرية والاستقلال للشعب الكردي،فما كان من الدولة العثمانية إلا ان تخصص جائزة مالية لمن يأتي برأسه حيا أو ميتا، و في طريقه الى منطقة (و رمي) في شرق كردستان وذلك في اطار حشد الدعم والأسناد لدعوته الأستقلالية ، التقى برجل يدعى (صوفي عبدالله) و كان قد سمع  بتلك الجائزة وراح  يزين للشيخ عبدالسلام ضرورة  استضافته، ونزل الشيخ عند إالحاحه ،ولما دخل بيته، اعتقله المذكور وسلمه الى سليمان نظيف باشا والي الموصل  و فيها نفذ حكم الأعدام  بالبارزاني . وبعد انهيار الدولة العثمانية، سار حكام تركيا الجمهوريين على نهجها في التعاطي  مع مناوئيهم،فعندما اندلعت ثورة درسيم الكردية في عامي 1937-1938 بقيادة( سيد رضا) ضد نظام اتا تورك  والحكومة التي كان يترأسها عصمت إينونو فما كان من الاخيرة إلا أن تخصص جوائز مغرية لمن يقطف رؤوس قادتها،ومن بين او لئك القادة،قائد قوات الثورة (علي شير) ، فكان أن تقدم المدعو (ريبر)  إبن اخ (سيد رضا ) فقتل (علي شير) وقطع راسه ليقدمه هدية  فيما بعد إلى الجنرال التركي (عبدالله الب دوغان ) لكن الجنرال نكث بوعده وأمر جنوده بقتل (ريبر) فقتلوه امام الجنرال ، ثم حشو فمه بكمية من النقود، بعد ذلك هتف الجنرال عبدالله في جنده قائلا:( ان الذي يخون شعبه لابد وأن ينخونني ايضا).
 لقد كانت الاساليب المستهجنة التي يلجأ إليها الحكام الطغاة للنيل من خصومهم السياسيين عن طريق تعيين جوائز مالية للظفر بهم أو دس السم في طعامهم شائعة في الماضي و مازالت باقية الى يومنا هذا ولكن بصورة اقل. في حزيران عام 1963 أعلن حكام البعث الذين استولوا على السلطة في انقلاب 8 شباط من العام نفسه  في العراق جائزة مالية مقدارها(100) الف دينار =(250) الف دولار أمريكي،لكل من يسلمهم رأس قائد الثورة الكردية( مصطفى البارزاني)، حيا أو ميتا.و في حينه قال (علي صالح السعدي) القيادي في حزب البعث الحاكم عامذاك. ان الحكومة تشعر ان كل من يسلم رأس  البارزاني إليها، يستحق المبلغ الذي اعلن عنه واضاف، انه بالقاء القبض على البارزاني فان كل شيء سينتهي أنذاك (أي الثورة الكردية) لأن البارزاني كما قال رأس الثورة. انظر كتاب  (الحركة الكردية في العصر الحديث) الذي الفه (5) من الكتاب الكرد والروس.في الاتحاد السوفيتي السابق.
وفي حوادث الأنفال التي جرت  في العقد الثامن من القرن العشرين والتي نفذتها ديكتاتورية صدام حسين ضد اهالي كردستان وراح ضحيتها ما يقارب ال (182) الف انسان كردي ، كان مسؤولو  النظام  العراقي اثناء  تو جيه قطعاتهم العسكرية للفتك  بأرواح القرويين . يبثون الأطماع في جنودهم  و يشجعونهم على ارتكاب الجرائم في قولهم لهم: (الأموال  لكم (للجنود) والرؤوس لنا (للحكومة))!
أما الأمثلة على وضع السم في طعام وشراب الخصوم،فهي بدورها كثيرة وعلى مر التاريخ ولا ننسى ان سجل الحكام المعادين للكرد حافل بتلك الامثلة،فلقد وضع  السم في طعام الراحل (مصطفى البارزاني) يوم كان منفيا في الموصل في  فترة من النصف الأول في القرن العشرين، والذي وضعه له متصرف الموصل (محافظ) انذاك، غير انه ، البارزاني، نجى بأعجوبة من تلك المؤامرة.
ونعود الى العقد الثامن من القرن نفسه.عندما حاول النظام العراقي السابق قتل عدد من قادة الحزب الاشتراكي الكردستاني  كان من بينهم الدكتور( محمود عثمان) عضو مجلس النواب العراقي الحالي و (عدنان المفتي)الرئيس الأسبق لبرلمان كردستان و و وزير الثقافة الأسبق في حكومة كردستان ( سامي شورش )و اخرون ، فلقد قام مأجورون بتسميمهم و بايعاز من النظام العراقي السابق ونقلوا على  اثر ذلك الى المستشفيات  في خارج  كردستان والعراق. لقد كانت الجوائز المالية، ودس السم في طعام  المعارضين السياسيين محل شجب و فضح لدى النفوس الابية الحرة و هي ان دلت على شيء ، فانما تدل على عجز الحكام الطغاة  من إخماد معارضيهم بالقوة العسكرية.لذا تجدهم يلوذون باحط الوسائل للابقاء على انفسهم ونظمهم،ننصح اردوغان   بالاقلاع عن مثل هكذا سلوك  مدان ومناف للقيم  السماوية  والأرضية السامية،سلوك السلاطين من ال عثمان والطغاة من أمثال صدام حسين.و ان يواجه خصومه وجها لوجه كاي جندي شريف .

•   رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) العراق.
•   Al_botani2008@yahoo.com.

366
كل ثلا ثاء: خبر و تعقيب .
       
                                                                                                                عبدالغني علي يحيى
•   من كل قطر(مذبحة)!
نفذ جندي امريكي مذبحة في افغانستان راح ضحيتها 16مواطن افغاني وفي حمص بسوريا نفذت اخرى يوم 12-3-2012ممظم ضحياها من النساء و الاطفال والذين بلغ عددهم 52 شخصاً وقبل هاتين المجزرتين كانت قوات البشير في كردفان بالسودان فذ حصدت ارواح العشرات دفعة واحدة.وفي بورسعيد بمصر قتل نحو 75 شخصا قبل فترة.اما في العراق وفيه (في معظم مدنه مذبحه) فقد قتل 14شاباً من  الأيمو رجماً با لحجا رة. لقد فات زمان كنا نسمع من المذياع(من كل قطراغنية)
•   عاصفة تسبق الهدوء!
الشائع هو(هدوء يسبق العاصفة)الا ان التهدئة الني حصلت بين الا سرائيليين والفلسطينيين بعد سلسلة الغارات التي شنتها اسرائيل علي غزة لحين يوم 13-3-2012 راح ضحيتها اكثر من 25 فلسطينياً.وحوادث اخرى مماثلة على تقدم العاصفة على الهدوء.جعلتنا نقدم العاصفة على الهدوء.اذ غالباً ما تحل تهدئة محل العنف في المنا طق السا خنة في العالم.
•   دولة الرتب العالية.
ذكر ان الجيش العراقي يضم 80 فريقاً و200 لواء تزيد رواتبهم عن 8 مليارات دينار شهرياً ! واذا مضي الحال على هذا المنوال قان الجيش العراق يتحول الي طبقة تضاف الى الطبقات الا جثما عيه التي عرفت باستغلال الفقراء من العمال والفلاحين !وقيل ان راتب عضو البرلمان العراقي يفوق راتب عضو الكونكرس الامريكي اضعا فاً مضاعفة.
•    وكل حزب بما لديهم فرحون.
توصلت احصا ئية الى وجود 504 حزب في العراق عليه اذا كانت اقطار ما تشتهر بهذه الصناعة او تلك او هذا المنتوج الزراعي او ذاك فان العراق يشتهر با لا حزاب  وقد  يد خل موسوع  (غينيس). بعد وفاة (فرانكو)هالنا  تواجد  184 حزباً في اسبا نيا  عام 1976 ولم نكن ندري ان العراق سيحطم رقما قياسيا في عدد الاحزاب في يوم ما .
•    سحق انقلاب اعلامي!
اطلق سراح 4 من الصحفيين في تركيا اتهموا بتشكيل جناح اعلامي لا سقاط حكومة اردوغان وورد في خبر ان السجون التركية تحوي اكبر عدد من الصحفيين في العالم من بعد الصين وايران. فهل حقاً خطط الصحفيون الاتراك لا سقاط حكومة اردوغان وهو مهنة العسكر . ولوقدر للا علاميين الا تراك النجاح  .فهل كانت حكومتهم المفتر ضة  تحمل اسم الحكومة الاعلامية على غرار التسميات الاشترا كية والشيوعية وا لا سلا مية....الخ؟
•    لو نظر النا س الى عيوبهم .
قالت القائمة العراقية ان حزب الدعوة الذي يقوده المالكي الا كثر تصدعاً من بين  الا حزاب العراقية . علماً ان القائمة العراقسة كانت الا كثر  عرضة الى الا نشقاقات والدصدع .صح القول لو نظر الناس الى عيوبهم لما وجد احداً منهم يعيب على احد .فهل نسيت العراقية عيوبها؟
•    موقفان
سلمت الحكومة المحلية في الموصل التي  تقودها قائمة رئيس البرلمان العراقي جنوداً سوريين فارين الى الحكومة السورية وسط احتاج الموصليين واستنكارهم. با لمقابل احتضنت حكومة كردستان جنوداً سوريين وا علنت بأباء عدم  تسليمهم الى سوريا. فا نظروا الي موقفي عرب  الموصل والكرد  من قضيية واحدة .
•   صفعة على خد البرلمان العراقي.
في اخر اجتماع   لهم عقد في الكويت ادان البرلمانيون العرب الحكو مة السورية على ممارساتها  القمعية، بيد انهم غضوا النظر عن اعتراض البرلمانيين العراقيين  من عدم تبني الاجتماع لموقف مماثل من النظام البحريني، فجاء ذلك بمثابة صب سطل ماء بارد على روؤس افراد الوفد العراقي الى الاجتماع ذاك.
•   مقتدى يجرح ويداوي.

قلل مقتدى الصدر من شأن مؤتمر (القمة العربية)  المنوي انعقاده ببغداد قريبا، قائلا (ان لا جدوى من انعقاده) فأفكارا اعتراضية اخرى.و مع  ذلك فانه  دعا الى استقبال الزعماء العرب باخلاص  وحب ، وحرم التظاهر في يوم وصولهم!

•   في العراق... صراع البقاء و (زوال) الانسب!
خلافا لنظرية داروين (تنازع البقاء وبقاء الأنسب) فان ما جرى ويجري في العراق بحق المسيحيين العراقيين من قتل لهم و انخفاض لعددهم الى دون النصف، وهم السكان الاصليون للعراق والاكثر خبرة وثقافة،دع جانبا الحديث عن صفات نبيلة لهم،و فوق هذا  فهم معرضون للفناء  وحلول (اللامناسب)  محلهم!

•   ظاهرة الرجوع بخفي حنين!
يبدو ان مشاكل العالم على درجة  من الصعوبة، بحيث يتكلل الفشل المساعي لمعالجتها، فمراقبوالجامعة العربية الى سوريا ، اخفقوا في مهمتهم، ولم يتخذ (عنان) من اخفافهم عبرة ، ولا  شك انه سينتهى الى المصير نفسه،فيما لم تؤدي مباحثاث المغرب مع البو ليساريو الى حل مشكلة الصحراء الغربية التي جرت في نيويورك، يقينا ان زيارة المالكي الى الكويت بهدف إنهاء الخلافات بين العراق والكويت لن تمثر عن شئ و..الخ من المحاولات الدبلوماسية الفاشلة!

•   اضغاث أحلام.
توقع النائب حسن  السنيد ان تتكلل زيارة المالكي الى الكويت بحل للمشاكل العالقة بين البلدين العراق والكويت، وتوقع مؤيد طيب الناطق باسم التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي ان يكون تولي نيجيرفان البارزاني (فرصة ذهبية) لحل المشاكل بين بغداد و اربيل . توقعات ليست في محلها.

•   من حرامي الى النيابة..الى رئاسة الجمهورية!

لما فتح باب الترشيح الى رئاسة الجمهورية في مصر تقدم  200 شخص بطلبات لاشغالها.وحسب وسائل الاعلام المصرية،ان من بين المرشحيين الحرامي الذائع الصيت   الحاج محمد راشد النقاب الذي اعلنا لفضائية (الحياة) نيته في الترشيح. في كل بلدان (الربيع العربي) و اكثر من ربيع سبقه يشكو  الناس من تفشي ظاهرة الرجل اللامناسب في المكان المناسب، واخشى ماتحشاه ان يكون المرشحون ال 200  على شاكلة النقاب.

•   الكويت  والعراق في حالة حرب !
نسبت صحيفة (الوطن) الكويتية الى مسؤولين كويتيين القول :(الكويت والعراق مازالا في حالة حرب مالم تسوى القضايا العالقة كافة بينهما)! ما يكذب التفاؤل الذي احاطته و  سائل اعلام المالكي بزيارة الاخير الى الكويت. و في العراق عززت اقوال ما جاء في (الوطن) فكتلة الاحرار النيابية الكبيرة  رفضت  ترسيم الحدود (ان لا مساومة على الارض العراقية)و عند النائب محمود عثمان، ان تلك الزيارة جاءت في وقت غير مناسب.  وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي : (لا اتفاق مع الكويت على إطفاء الديون) و يبدو ان الكويت لا تثق بالعراق  اذ  ورد في (الوطن ): (البلدان بحاجة الى قرار في مجلس الامن لانهاء الخلافات) فاين النصر الذي احرزه المالكي؟.

•   اربيل تحمي (إرهابيا) وبغداد تستضيف مجرم حرب مطلوب .!
تطالب حكومة المالكي باستمرار حكومة كردستان بتسليمها طارق الهاشمي المتهم بالارهاب، فيما  تستعد في الوقت ذاته لأستضافة الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب من قبل المحكمة الدولية لا رتكابه جرائم بحق الانسانية و هكذا اذا كانت حكومة كردستان تتحدى حكومة  واحدة، فان حكومة العراق تتحدى العالم برمته .

•   إزرع لغما تقتل انسانا.!

قالت (هيومن رايتس ووج) ان الحكومة السورية تزرع  الالغام على طول حد ودها مع تركيا و لبنان . وقبلها زرعت حكومة صدام حسين ملايين الالغالم ليس على  حدودها مع ايران فحسب انما داخل كردستان العراق ايضا، والتي تسببت في مقتل و بتر ارجل الالاف من  المدنيين، المخطط نفسه ينفذه الأسد ، والنتيجة معلومة.

•   يحرم الديمقراطية  من شعبه ويطالب بها للاخرين .!
جدد رئيس الوزراء الصيني مطالبته الحكومة السورية بمنح الديمقراطية للسوريين، الطريف ان مايربو على المليار نسمة في الصين محرومون منها، و فوق هذا ينصع الحكومة  السورية بالانفتاح على شعبها.

•   ( الاجتماع الوطني) قبل الأكل أم بعده؟.
  يشبه الحاح بعضهم على عقد (الاجتماع الوطني) في  العراق قبل انعقاد القمة العربية وتصرف أخرين عكس ذلك ،  تناول الدواء للمريض قبل الأكل أو بعده، ولم يحسم بعد الاخذ باي من  المطلبين،ثم ان العمل باي منها يهمدد بعواقب وخيمة على المريض الذي هو الشعب العراقي الذي سيتضرر في الحالتين و وكذلك  ان لم يتم العمل باي منهما أيضا.العراقيون في ورطة.
•   هدية أنقرة الى الكرد في نوروز!
في أجواء استعدادات كرد تركيا للأحتفال بنوروز،قامت السلطات التركية بتفريق تظاهراتهم الاحتفالية السلمية بالغازات السامة، وفي اسطنبول قتلت سياسيا كرديا و جرحت العشرات في ديار بكر، اضافة الى قصفها للمناطق الحدودية لكردستان العراق هذه هي رسالة حكومة اردوغان الى مواطنيها  الكرد في مناسبة احتفالهم باعظم عيد قومي لهم!

•   خيرات الجنوب والفرات الأوسط!
قالت النائبة عالية نصيف،ان اهالي الفرات الأوسط و الجنوب يرفضون ارسال خيراتهم الى كردستان لتسترها على طارق الهاشمي. هذا في وقت تتقدم فيه كردستان من حيث الثروات المتنوعة على الوسط والجنوب من العراق، فهي تعوم فوق بحر من النفط، وسياحية بامتياز، ويتوجه اليها اهل الجنوب والوسط باستمرار هربا من الأرهاب ونشدانا للأمن والاستقرار، ولو  كانت كردستان فقيرة لكانت الحكومات العراقية تقر باستقلالها من يوم قيام الدولة العراقية.

•   رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) العراق

•   Al_botani2008@yahoo.com

367
المكون الأيزيدي في محافظة نينوى
الأكثر إستجابة للتغيير والتحضر

عبدالغني علي يحيى

يقيم المكون الكردي الأيزيدي في جنوب كردستان (كردستان العراق) وبدرجة رئيسة في المناطق الكردستانية المشمولة بتطبيق المادة (140) وينتشرون في قضائي سنجار والشيخان وقصبتي بعشيقة وبحزاني بشكل ملحوظ، وهم بحق من سكان كردستان الأصليين، مثلما المسيحيين من سكان العراق الأصليين، وكانوا في طليعة الأقوام التي اهتدت الى وحدانية الله، ولا يخفى على احد اشكال الاضطهادات الوحشية وحملات الأبادة التي سلطت عليهم على امتداد القرون وحتى في مطلع القرن الحادي والعشرين، انظر إلى مجزرتي تلعزير وسيبا شيخ خدرى بقضاء سنجار وحي النور بمدينة الموصل قبل أعوام قلائل، ولدى المؤرخين الخبر اليقين، واعود الى هذا المكون في عصرنا الحالي.
الملاحظ، أنه بعد سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003 وقبله فرض الحظر الجوي على جنوب كردستان ضمن خط العرض الـ36 وعلى اثر ظهور جملة من الأنشطة والفعاليات السياسية والثقافية والأجتماعية في القسم الكردستاني من محافظة نينوى وقف المتتبعون لشأنهم، على شغفهم بالثقافة والعلم والمعرفة والمدنية بصورة لافتة سيما في المجالات الثقافية، إذ صرنا امام كومة من الصحف الورقية والاكترونية مثل: شبكة لالش، دوغاتا كوم، لالش المانيا، خوشابا، بحزاني نت، بحزاني كوم، بعشيقة ـ بحزاني للأبد، كانيا سبي، أنا حرة، زهرة نيسان، شارستانيه ت، ديتنادن كوندي مه....الخ من الصحف والمجلات الورقية والالكترونية والتي يربو عددها على نحو (50) صحيفة ومجلة وباللغات: الكردية والعربية والانكليزية، يتم تحرير بعضها في كردستان واخرى في المهجر.
ولقد برزت جمهرة من الصحفيين الأيزيديين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: غسان سالم وهادي دوباني وخدر خلات ومصطو الدنايي والياس نعمو ختاري وكاوا عيدو ختاري وخضر دوملي. كما وظهر من بينهم كتاب مرموقون في مختلف الاغراض نذكر منهم: شمدين باراني وخدر شنكالي وعلي سيدو رشو وحسو امريكو.. وآخرون غيرهم. ومن بين الأقلام النسائية ويالكثرتهن أشير الى: سناء طباني و الأميرتين: عالية وعروبة بايزيد اسماعيل بك، ونسيمه شلال وسندس النجار..الخ من الاسماء الثقافية النسائية اللامعة. علاوة ما ذكرت فان مدنهم وقصباتهم وعدد من قراهم نجدها مرصعة بباقة من المراكز الثقافية والفنية، مثل: مراكز لالش، والمركز الثقافي الكردي في الموصل، ورابطة المثقفين الايزيديين وفرقة الفنون الشعبية في بعشيقة..الخ وللمثقفين الأيزيديين كل الفضل في احتضانهم لنقابة صحفي كردستان ـ فرع نينوى والمركز الثقافي الكردي في الموصل وذلك في بلدة بعشيقة، بعد ان تبين للمشرفين عليهما صعوبة مزاولتهما لانشطتهما داخل مدينة الموصل بسبب من الأرهاب. ويكاد المرء يعجز في الاحاطة باعداد الصحف والمجلات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية في المناطق الايزيدية بدءاً من بعشيقة وانتهاء بسنجار، الأمر الذي لا نعثر على مثله لدى المكونين الأجتماعيين المسلمين الكبيرين العربي والكردي في محافظة نينوى بالرغم من تفوق حجمهما على أحجام بقية المكونات الاجتماعية، يكفي أن نعلم ان قضائين عربيين في جنوب الموصل والجنوب الغربي منها، وهما: الحضر والبعاج وكذلك النواحي والقرى التابعة لهما، خاليان من الصحف والمراكز الثقافية والنوادي الاجتماعية بالمرة، وبمقدوري القول انهما لم يشهدا طوال تأريخهما، إنعقاد ندوة أو مهرجان ثقافي أو اجتماعي أو افتتاح معرض تشكيلي فيهما، علماً انهما وعلى النقيض من كثير من المناطق العربية في العراق يتمتعان بقسط من الأمن والأستقرار مقارنة ببقية المناطق العربية العراقية، والأمر من كل هذا، ان عقوداً من حكم العرب السنة للعراق لم تفلح في احداث تغيير في الاقسام العربية بمحافظة نينوى باستثناء مدينة الموصل التي تسكنها قوميات واديان ومذاهب مختلفة جنباً الى جنب العرب ويعود الفضل في نهضتها الثقافية الى المكون المسيحي والآباء الدومنيكان منهم بالذات.
أعود الى المكون الايزيدي لأقول من ان النشاط المتعدد الأوجه والاشكال والمضامين لا يقتصر على الألوان التي أوردناها بل يتعداها الى عقد ندوات سياسية وثقافية واجتماعية اسبوعية وشهرية وفصلية، فقرية (ختاري) تشهد في نحو كل اسبوع فعاليات ثقافية متنوعة رغم امكانياتها المحدودة، ولا أغالي إذا قلت انه لو أخذ، بالنسبة والتناسب ان جاز القول، لنرى كيف ان (ختاري) بزت حتى مدينة الموصل في مجال الفعاليات الثقافية والتربوية والسياسية. وعلى ذكر السياسية، فأن الايزيديين برهنوا على وعي سياسي رفيع سواء بعد انتفاضة عام 1991 أو سقوط النظام العراقي عام 2003 حين خاضوا المعارك السياسية السلمية بحماس منقطع النظير، فلقد تمكنوا من إحراز نتائج باهرة في الانتخابات التشريعية العراقية والكردستانية كذلك، ولولاهم لما تمكن التحالف الكردستاني في محافظة نينوى من الحصول على مقاعد تذكر في مجلس النواب العراقي والتي بلغت (6) مقاعد، لقد تقدموا على الكرد المسلمين في هذا المجال مثلما تقدموا عليهم في المجالات الاخرى في نينوى، في وقت لا يستهان فيه بالحجم الكبير للكرد
 المسلمين في محافظة نينوى، ولا أجانب الحقيقة اذا قلت، ان عدد الكرد المسلمين داخل مدينة الموصل وحدها يفوق عدد إيزيديى كل المحافظة.
ان التقدم السريع للمكون الأيزيدي في فترة جد قياسية، ان دل على شيء فأنما يدل على أنه المكون الأشد إستجابة للتطور والآخذ بأسباب المدنية والرقي في نينوى، ويضاهي المكون المسيحي في مجال الاستعداد للتغيير والتقدم الذي كان اي المكون المسيحي، الى الأمس القريب ومنذ أيام العثماني المكون الاجتماعي الاكثر تحضرا و ثقافة في المجالات الثقافية والاجتماعية  والعمرانية، فالنهضة الفكرية ونشر الثقافة في الموصل تما على يد مثقفي ومفكري هذا المكون وللأباء الدومنيكان منهم دور مشهود، يكفي ان نعلم انهم كانوا، السباقين الى فتح المدارس في الموصل وفي القرى والبلدات المسيحية في شرق الموصل وشمالها وكانوا السباقين في بناء الدور بالجص والحجر وليس الطين وعلى الضد من القرى العربية والكردية التي كانت والى الأمس القريب وما زال بعضها مبنية بالطين.
ان تطور الأيزيديين السريع والمدهش للغاية، مرده قبل أي شيء، أجواء الحرية التي وفرتها لهم الديمقراطية الكردستانية، فلأول مرة وفي ظل النظام الديمقراطي في كردستان، تبوأ الأيزيديون مراكز مرموقة في الحكومة الكردستانية وبدرجة وزير واعضاء برلمان ومسؤولي أقضية ونواحي، الأمر الذي لم يحصل مثله طوال اعوام الدولة العراقية، ومع كل ما حصلوا عليه، إلا ان العدالة تقضي بأقرار مزيد من الحقوق المشروعة لهم ليس في حكومة كردستان فقط إنما في الحكومة المركزية العراقية أيضاً. اضف إلى هذا السبب أنه لما كانت الديانة الأيزيدية من الديانات الكردية القديمة جداً، ولا ننسى ان الأديان القديمة غالباً ما تتسم أو تتميز بالبساطة والابتعاد عن البدع والطقوس الصارمة التي تحد من حرية وانطلاقة الأنسان، والدين الأيزيدي انموذج جيد للأديان المتحررة من البدع و..الخ. عليه، فأن ذلك كان من اسباب التقدم لدى الأيزيديين الذي، أي التقدم، جاء بمثابة طفرة، وفي فترة جد قياسية. فضلاً عن هذين السببين أو العاملين، فأن القمع المفرط غير المسبوق بحقهم والذي تقشعر له الأبدان ناهيكم عن افانين التمييز ضدهم، جعلتهم لا يفكرون بتسنم مراكز في الدولة بل وجهتهم الى التحرك في مجالات: الثقافة والفن والتي توفرت لهم في وقت متأخر للغاية، وبشكل مازالت النواقص تتخلله.
ليست الأسباب اعلاه وحدها التي دفعت بالأيزيديين الى ان يكونوا في مقدمة الاخذ بالتطور والحداثة في محافظة نينوى، فهنالك اسباب اخرى غيرها بعض منها و كانها متجذرة او متاصلة فيهم، فهم قلما ينزعون الى العنف والانتقام او الاخذ بالثار، وغيرها من التقاليد الاجتماعية غير الحميدة التي تعاني منها المجتمعات العراقية والكردستانية باستثناء المسيحية ، فالايزيديون على العموم اناس متسامحون على درجة من الوداعة الى حد اقترابهم من المبادئ التسامحية التي نادى بها المسيح و بوذا، وهكذا صفات تنسحب على معظم الاقليات في العالم ان لم نقل جميعها، ولكل قاعدة شواذ كما يقال.
يلي المسيحيين والايزيدية، الكرد المسلمون في تقبل العصرنة والتحضر والديمقراطية، فهم يتفوقون على القوميات الكبيرة في المنطقة من تركية وعربية وفارسية في التقبل ذاك، فالذي تحقق في ظل الحكم الوطني في كردستان على مدى(21) عاما من حكم الكرد لجزء من بلادهم في جزء من جنوب كردستان (كردستان العراق) مدهش بحق، ويمضي التغيير و اللحاق بركب الامم المتمدنة بوتائر سريعة، حتى ان بعضهم يتنبأ لكردستان بمستقبل سويسري ان جاز التعبير، فيما يتوقع اخرون ان تتجاوز اربيل او كردستان دبي او الامارات، وكل من زارها(اربيل) لا يستطيع اخفاء انبهاره بها . الشبيبة الكردية ميالة الى الاخذ  بالحياة والتقاليد الغربية المتطورة في حياتها بشكل عام.وليس من وجه للمقارنة بين ما تحقق من منجزات لكردستان و بين ما تحقق منها في ظل نحو 83 عاما من حكم الحكومات العراقية للعراق، ويوما بعد اخر تتجه انظار العالم الى ما يجري من قفزات وطفرات في كردستان باتجاه مزيد من الرقي، ولو فتح باب الهجرة امام شعوب الشرق اليها، لغدا اهلها بين عشية وضحاها اقلية.ومع هذا فان الكرد الايزيديين ووفق (النسبة و التناسب) يتقدمون على اخوتهم في القومية،3 الكرد المسلمين، فامام الكم الهائل واللافت من الفعاليات التي ذكرناها للايزيديين، فان الامر يختلف لدى اخواتهم الكرد المسلمين المحيطين بهم، بالايزيدية، فلو غادرت بعشيقة اليزيدية الى الشمال الشرقي منها  مرورا بقضاءي (بردرش) و (عقرة) تصا دفك مجلتان ثقافيتيان و سيا سيتان فقط (خازر) في بردرش و هي فصلية و تصدر بد عم من حكومة كردستان او الحزب الديمقراطي الكردستاني و (سيبه) في عقرة و تصدر بدورها من احدى الجهتين المذكورتين اعلاه و بينهما والى الحدود التركية فلا من صحيفة ورقية او الكترونية.جدير بالذكر ان الاصدارات الايزيدية في معظمها تقع على عاتق الافراد وقلة منها بدعم حكومي او حزبي ، و في جنوب و غرب بعشيقة حيث التجمع السكاني الكردي الشبكي الكثيف فان الوصنع الذي يسوده يشابه الوصنع السائد في الشمال الشرقي لبعشيقة.
و في قضاء سنجار الذي يغلب عليه طابع ايزيدي و يزخر في ذات الوقت با نشطة و فعاليات ثقافية واجتماعية وسياسية واعدة، فان الوضع نفسه في جواره، اي تلعفر و هو اضخم قضاء في العراق ويقطنه التركمان ، مختلف والا نشطة الثقافية فيه  دون مستوى الانشطة الثقافية لعرب الموصل، ولا يتواجد التركمان في تلعفر فقط انما يتوا جدون في عدد من القرى القريبة من الموصل ايضا، يكفي القول ان تركمان تلعفر يتقدمون عليهم على تركمان الموصل باشواط و في المجالات كافة و ليس من وجه للمقارنة بينهما اطلاقا.
ختاما، تستدعي الاستجابة الايزيدية للتطور و التغيير، منا ان نتوقف اكثر عندها، و حسبنا انا اكتفيا بايراد هذا القدر المتواضع عنها. وثمة متسع امام الاخرين ليدلو بدلوهم فيها و ذلك اتماما للفائدة.


رئيس تحرير صحيفة راية الموصل-العراق.
Al_botani2008@yahoo.com


368
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب
 
 عبدالغني علي یحیی
•   .. ومن يحمي العالم من إسرائيل؟
قال ليبرمان( ان فشل المجتمع الدولي في وقف العنف بسوريا يظهر أنه لا يستطيع حماية اسرائيل)! علماً أن اسرائيل من يوم ظهورها، تشن الحروب وتحتل البلدان وتشرد الفلسطينیین، وهي التي دمرت المنشأت النووية العراقية، وتهدد بفعل مماثل ضد إيران. فمن يحمي العالم من اسرائيل.!
•   .. ومن ينقذ العراق؟
ذكر ان الوفد العراقي قدم مشروعاً الى إجتماع وزارء الخارجية العرب لأنقاذ سوريا! في وقت كانت(حديثة) قد تعرضت لأبشع مجزرة وفي الجنوب طلائع حرب شيعية-شيعية وقتل للأيمو ببغداد، ولا يكاد يمر يوم دون ان يضرب الأرهاب فيه مدناًً عراقية، لذا على العراق انقاذ نفسه أولاً، ثم يفكر بالأخرين.
•   مصيرالقذافي بانتظار من؟
يتوقع  معظم المراقبين، ان ينتقل(الربيع العربي) الى السودان من بعد سوريا، نظر لتوفر شروط للأنتقال، الطريف ان البشير حذر قادة جنوب السودان من ان مصيرهم سيكون كمصير القذافي ! تزامناً مع تحذيره- هدد بسحق تمرد (كردفان) و(النيل الأزرق) وبقطع أي يد تمتد الى السودان، وبالويل والثبور لشعب دارفور، كما سخر من المحكمة الدولية التي تطالبه ووزير دفاعه بالمثول امامها!
•   ذى قار..un . تركيا..!
اثناء زيارة الجعفري الى ذي قار- طالب المسؤولون في الاخيرة un بالضغط على تركيا لتزيد من الاطلاقات المائية، ما يعني ان الحكومة العراقية لاتعير هذه المسألة الاهمية، وإلا هل من المعقول ان تتخطى حكومة محلية، حكومة مركزية، ولقد تكرر هذا التخطي على اكثر من صعيد.
•   طرق على حديد بارد
بين أن وان يهيب سياسيون عرب، بعرب الاحواز الشيعة للتحرك ضد ايران، وكأنهم لم يسمعوا بالاصطفاف الطائفي الحاد الذي شق الصف العربي، يذكر ان صدام حسين اثار قبلهم ذلك، لكن جيشه عندما دخل الاحواز، فان الاحوازيين فروا الى العمق الايراني للاحتماء به من الغازي السني! فكفى طرقاً على حديد بارد.


•   قائمة العراقية(الشمولية)!
صرحت نائبة من (العراقية) ان قائمتها ستتحول لتضم جميع شرائح المجتمع العراقي، من غير ان تأخذ ببالها ان زمن (الممثل الوحيد للشعب) قد ولى، بحيث لا وجود له حتى عند اصغر الشرائح الاجتماعية العراقية حجماً، ناهيكم من ان قائمتها كانت الاكثرعرضة للانشقاقات على مدى الشهور الماضية!
•   البيشمركة (فتنة)!
حذر النائب حاكم الزاملي، من ان استقدام البيشمركة الى خانقين وجلولاء اثارة للفتنة!. ناسياً انه سبق للقوات الامريكية وان رابطت في مئات المواقع في العراق، وقبلها كانت لبريطانيا قواعد عسكريه في اكثر من موقع، ولم يقل احد بحقهما كلمة(فتنة)ناهيكم من ان استقدام البيشمركة الى تلك المدينتين ترجمة لاتفاق بين بغداد واربيل اضف الى ذلك، انه سبق وان استقدم البيشمركة الى بغداد نفسها ويتردد الان اشراكه في حماية القمة العربية.
•   اطماع المالكي!
اعلن المالكي من أنه سيرشح نفسه لانتخابات ثالثة في رد ضمني على مايقال، ان قانوناً سيسن وباثر رجعي يحرم الترشيح لاكثر من دورتين انتخابيتين، ويبدو ان الفرحة لدى المالكي لن تتم الا ببقاء(الاسد) في الحكم ، اذ تنبأ ببقائه، اما تركيا فانها تعمل بطائفية كما قال، وحكومته غارقة في الطائفية.
•   ناشط في مجال مكافحة النساء!
جدد( حامد كرزاي) تأييده للمباديء التي تحد من حرية النساء. تأييده جاء بعد اخفاق النسوة الكويتيات من الفوز باي مقعد في البرلمان الكويتي، والنكسة التي المت بهن في تونس ومصر. والاتي أفظع.
•   ايران الثالثة بعد هيروشيما وحلبجة!
من أشد الاقوال جهنمية ولا اخلاقية، ماقاله الجيش الأمريكي من انه طور قنبلة نووية تزن اكثر من(13) طناً لألقائها على ايران عند الضرورة!. في حينه ورد بان اسرائيل ستطور سلاحاً للفتك بالعرب فقط، وليس ببعيد ان يلقي الامريكان بتلك القنبلة على الشعوب الايرانية- فسجلهم حافل بأبشع الجرائم.
•   اكتشاف تمردات!
حشدت(مالي)4000 جندي لمواجهة المتمردين الطوارق، في وقت لم نكن نعلم فيه تمرداً بهذا الحجم. وفي (ميانمار) اخبار عن تمرد عرقي باسم(الكارين). وبوجود جيش تحرير في بلوجستان الباكستانية، ترى كم من حركة تمرد أو ثورة في العالم، مازلنا لا نعلم شيئاً عنها؟
•   مسلة (مقتدى)
دعا (مقتدى الصدر) الى التعامل (بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) مع الجنس الثالث المعروف شعبياً  ب(الجراوي) ! وقبله بيوم اجاز العمل في السفارة الامريكية ببغداد شرط (عدم الزلل والتشطط) ودعا الى استقبال الزعماء العرب( القمة العربية) باخلاق وحب، وحرم التظاهر يوم وصولهم. ووصف (الأيمو) بالأفة، ممهداً بذلك الطريق للفتك بهم، وقبل نحو 3 اسابيع دعا اتباعه لاستقبال المهدي المنتظر بشكل لائق، حبذا لوكف الصدر عن هذا النهج الذي من شأنه ان يضعه في صف الزعماء الاكثر إثارة للتهكم مثل جير و نفسكي وقبله القذافي وعيدي أمين وبوكاسا. ويجعل من صاحب الأداء الراقي والمتزن (عمار الحكيم) قدوة له.
•   حال السكان الاصليين في العراق!
كذب تصريح لوزارة حقوق الانسان العراقية لما يدعيه مسؤولون عراقيون، من تحسن لاوضاع المسيحيين العراقيين بشكل يوحي وكأنهم في بحبوحة ونعيم،جاء في التصريح، ان المسيحيين يعيشون في اسوأ حالاتهم والعديد من اسرهم لم تعد قادرة على تحمل نفقات معيشتها وفي الظروف الأمنية الصعبة. على المجتمع الدولي التدخل لوقاية هذا المكون من الفناء وعلى البابا الغاء زيارته المرتقبة الى العراق، تضامناً مع المسيحيين المضطهدين والمعرضين الى الابادة.
•   ... ودور ايران!
حذرت ايران تركيا من التمادي في مناهضة سوريا، من انها ستواجه المصير عينه لسوريا فيما لوسقطت، واضافت بان الدائرة ستدور عليها ايضاً (تركيا)! ترى كيف غاب عن حكام ايران من انهم مستهفون اكثر من تركيا وسيأتي دورهما حتما.
•   شباب الأيمو.
ينشغل المجتمع العراقي اضافة الى مشاكله الجمة بتمرد شباب الأيمو على تقاليد اجتماعية وممارسة الحرية دون الحاق الأذى بأحد. وعلى اثره واجهوا حملة بربرية مشينة اودت بحياة العشرات منهم، ففي شرق بغداد فقط رجم(14) منهم حتى الموت بالحجارة وساعد على الحملة وصف وزارة الداخلية لثقافتهم ب(عبادة الشيطان)، ان شباب الايمو يستخرصون الضمائر الحيه. فيااحرار العالم انتصروا للأيمو واوقفوا سحق رؤوسهم بالقواب الكونكريتية من قبل المتوحشين الهمجبيين.
•   حتى أنت يا (رجل الدين)!
كشف سامي العسكري من بين ماكشف من عورات، النقاب عن خطباء من أئمة الجوامع الى جانب مسؤولين كبار يستخدمون السيارات المصفحة في غدوهم ورواحهم،ما اثار احتجاج أحد المتعصبين عليه بدعوته الى عدم زج علماء الدين في مثل هكذا أمور،لولم يكن اصحاب السيارات المصفحة من هؤلاء العلماء وعاظ احزاب  و نظام ديكتاتوري وحكام طغاة،لما كانوا يلوذون بالسيارات المدرعة المرفوضة.
•   وفاء لكرد سوريا و نكرانا لهم أيضا!
تظاهرعشرات الالوف من السوريين في جمعة (9-3-2012) تحت شعار (جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية)، غير انه في الوقت ذاته فان سياسيين سوريين و في اليوم نفسه على شاشات تلفزيونية عدة استكثروا الحقوق القومية على الكرد وحقهم في تقريرالمصيركاي شعب .نعم بعد كل التضحيات الكردية السورية،فما زال التنكر لحقوقهم يمارس من جانب معظم رموز المجلس الوطني السوري الحديثي العهد بالنضال مقارنة بالكرد السوريين.
•   الورطة الكردية!
اقر الطالباني اخيرا بتورط الكرد في ايوائهم للهاشمي،فيما قال التحالف الكردستاني من انهم اصبحوا جزءا من قضية الهاشمي بشكل لا ارادي . سبق للكثيرين و من.بينهم كاتب هذه السطور وان حذروا من احتضان الهاشمي ولا اعتقد ان الاوان قد فات،وما على الكرد الا تشكيل خلية لادارة الازمة هذه وتفعيل مقترح البارزاني بشكل يؤدي الى مثول الهاشمي امام القضاء قبل كل شىء.
•   ..ارهابيون،بدرجات متفاوته!
اتهم نائبان سابقان في الكونكرس الامريكي،السعودية بالضلوع في احداث سبتمبر الشهيررة،و قبل ذلك اتهمت جهات أمريكية باكستان بالتوا طؤ مع ارهابيي طاليبان،وفوق هذا فأن الشبهات تحوم حول امريكا نفسها وتتهمها باسناد و دعم الارهاب و القاعدة.كلهم ارهابيون ولكن بدرجات متفاوتة
•   الحكومة العراقية محظوظة!
الراصد لوضع الحكومة العراقية،انها تحظى على الدوام بدعم و اسناد الامريكان، واحدث دليل على ذلك ما تردد من انهم ضغطوا على السعودية لحضور (القمة العربية) المقرر عقدها ببغداد. من جانب اخر ، يكاد الكل يجمع بان هذه الحكومة تعمل بوحي من ايران وتسير في ركابها، فمن يقدر على حل هذا اللغز؟...

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

369
صورة البارزاني وذكرى رحيله الـ33


                                                                                                                          عبدالغني علي يحيى
  عندما نقل رئيس البرلمان الكردستاني الحالي صورة الراحل مصطفى البارزاني من مكان في مقر البرلمان الى مكان اخر فيه أقل شأناً ووضع مكانها صورة تجمع بين الرئيسين: جلال الطالباني ومسعود البارزاني، ليس بقصد الاساءة طبعاً، تحول الفيسبوك الى ساحة سجال ونزال بين بعض من انصارالحزبين الكرديين الرئيسيين: الحزب الديمقراطي الكردستاني والأتحاد الوطني الكردستاني، وكعادتهم سارع المتصيدون في الماء العكر الى تضخيم الحادث باتجاه تأجيج الخلاف بين جمهورالحزبين، عسى ولعل أن يصل الخلاف الى قيادة الحزبين، لكن شيئاًمن ذلك لم يحصل بفضل وعي رفيع للحزبين، سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني، ونتيجة لذلك فقد مرالحادث بسلام، وفيما بعد ذكر أن شخصاً أقدم على تصرف معاكس للذي نفذه رئيس البرلمان، غيرأن تصرفه لم يؤخذ على محمل من الجد، ولم يستحق اي التفاتة اللهم، الا من الذين في قلوبهم مرض. وهكذا جاءت المساعي لتفعيل التداعيات بمثابة طرق على حديد بارد. ومع ذلك فأن الحادث أثار لدي جملة أمور وافكار منها. أنه بات ملحاً إقرار صورة القائد أو الرمز الوطني في الدوائر الرسمية من جانب برلمان كردستان، وبعكسه فأن الحادث موضوع المقال والمدخل للخوض في قضايا ذات صلة من شأنه أن يتكرر في المستقبل، وقد تؤدي تداعياته الى ما لا يحمد عقباه. وحبذا لو وضع العلم الكردستاني أو أي رمز وطني اخر يكون مقبولاً لدى الجميع، محل صور القادة التي يصعب الأتفاق بشأنها في الظروف الحالية بكردستان التي شهدت في الماضي حرب الألوان والأعلام الحزبية فضلاً عن الشعارات الحزبية الضيقة المتنافسة، أما استبدل صورة البارزاني مصطفى بصورة تجمع بين الطالباني والبارزاني، فبدوره يعمق من ظاهرة غير صحية دالة على بقاء الأنقسام في الحكومة الكردستانية يتمثل في وجود حكومتين وقائدين في آن معاً، ما يبعث على القلق، فالظاهرة المشار اليها، سبق وان مرت بها بلدان وأمم اخرى والتي غالباً ماكانت تتوج بصراع مريريتكلل يتوج بأزاحة احد الأثنين. وهذا ماحصل في العراق عام 1985 حين كان ينظر الى قائدي انقلاب 14 تموز عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف بقدر متساو من الأهتمام وفي الشارع كذلك، الى أن تلاشت الظاهرة بأزاحة قاسم لعارف، وبعد سنوات على مقتل قاسم على يد انقلاب 8 شباط 1963 نصب عارف رئيساً للجمهورية، وثمة امثلة اخرى على مضار (الثنائية القيادية) أو الرئاسية، ان جاز التعبير، ففي ثورة شعب زيمبابوي كان
 ( جوشوانكومو) و (روبرت موغابي) يتصدران الأهتمامات بشكل متساو، الى أن توارى الأول وبقى الثاني، والشئ نفسه حصل بالنسبة لأحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين، اذ كان التمييز ولاعوام صعباً بين نفوذهما الى ان اطاح صدام بالبكر.. الخ من الأمثلة، واللافت ان الأزاحات في مثل هكذا حالات غالباُ ما كانت تفضي الى اقامة انظمة حكم ديكتاتورية والى اراقة مزيد من الدماء. وفي الحالة الكردية، فان (الثنائية) ان لم تعالج، فلا شك ان مصيراً مماثلاً لتجارب سبقتها، تنتظرها.
في عام 1963 كان عمري (20) عاماً يوم التحقت بالثورة الكردية، وأول ما رأيته لدى وصولي الى المناطق المحررة، هو الحب العظيم الذي كان الشعب الكردستاني يكنه لشخص البارزاني، حتى أن بعضم وكانوا جد صادقين يحلفون أو يقسمون اليمين بالبارزاني أو تربة بارزان، والشئ نفسه كان سائدا لدى كل كردي باستثناء قلة من المعترضين اثروا الانتقال الى صف الحكومات الديكتاتورية العراقية، وكاد حب وتأييد الكرد والكردستانيين للبارزاني يرقى الى مرتبة العبادة، لقد كان البارزاني مصطفى معبود الجماهير الكردية لنحو نصف قرن من كفاحه من أجل الكرد وكان الشعب الكردي كتلة صلبة ومتراصة حوله، وبقيت الحالة متواصلة الى العام الذي اغتالت مؤمراة دولية ثورة ايلول عام 1975. وعلى الرغم من الحملة الاعلامية الشعواء لنظام الحكم العراقي انذاك ضد البارزاني، إلا ان الكرد بقوا على حبهم لقائدهم واذكر كيف ان عشرات الالوف من الكرد وفي ظل سلطة البعث القمعية بكوا من شدة الحزن لما توفي البارزاني في الغربة بالولايات المتحدة، وبعد اعادة جمثانه ونجله إدريس الى جنوب كردستلن بعد انتفاضة عام 1991 فان الجثمانين استقبلا بالدموع وعظيم الاحترام من قبل الملايين الكردية. وفيما بعد صار ضريحه المتواضع في بارزان مكاناً يستقبل مئات الزوار على مدار الاعوام غير ان الزيارات راحت تخف بمرور الأيام وراحت تقتصر بدرجة رئيسة على الاجانب.
ان السجل النضالي للبارزاني الأب يبقى نقياً وناصعاً الى الأبد ولن يتغير، إلا ان الذي تبدل وهذا ما يؤسف له، هو موقف الكثير من الناس حياله، وتقلص حجم المحبة والتأييد له، مايستدعي التوقف ومراجعة ما يشبه الأنقلاب التدريجي في المواقف لاجل تعيين الاسباب الواقفة وراء هذا الانقلاب الذي لا بد وأن يكون مؤقتاً.
لنكن منصفين، ولا نحيد عن الحق، ونتحكم الى العقل والحكمة والضمير الحي لنقول ان دائرة المحبة للبارزاني قد تقلصت وقد تضيق وتتقلص اكثر في المنظور القريب، بسبب من الأداء غير المقبول لحزبه والفساد المستشري في حكومة الاقليم، علماً ان ما أداه البارزاني لأمته الكردية في القرن الماضي يفوق اضعافاً مضاعفة ما اداه الزعماء الكرد كافة، وكلي امل ان لايفهم من قولي هذا، حطاً من السيرة النضالية لعظماء الكرد الشيوخ: محمود الحفيد وعبد السلام البارزاني واحمد البارزاني والشيخ محمد والد البارزاني، والأجلاء من الاسرة البدرخانية والقاضي محمد والشيخ سعيد بيران.. الخ من الزعماء الكرد السابقين، إلا ان ما قدمه هؤلاء للأمة الكردية. لايرقى الى الربع مما قدمه البارزاني مصطفى اليها الذي غطى نضاله مساحة نصف قرن كما بينا وقاتل فوق المساحة الاوسع من كردستان الكبرى ضد محتلى كردستان، في السليمانية لنصرة الشيخ محمود، وفي شمال كردستان دعماً لثورة الشيخ سعيد، اما دوره في الدفاع عن جمهورية كردستان في شرق كردستان، فأنه مشهود. ولا ننسئ ان معظم المكاسب التي تحققت للكرد في جنوب كردستان كانت على يده، وهنا يحضرني مثل كردي يقول ( صاغة الذهب وحدهم الذين يقدرون ثمن الذهب) لأقول، ان المؤرخين اكثر من غيرهم يقيمون البارزاني عالياً. ومع هذا لو سألت اليوم اي كردي، قومياً علمانيا كان ام اسلاميا او يسارياً شيوعيا او مستقلا عن ايهم الاحب الى قلبك من الذين عرضت لاسمائهم، لأجاب ان الزعماء الذين عرضت لهم مستثنين من بينهم شيوخ بارزان الذين ضحوا بالغالي والنفيس لأجل شعبهم، فلقد اعدم عبدالسلام البارزاني وتعرض والد البارزاني وشقيقة الشيخ احمد الى النفي والسجن اكثر من مرة.
ولو كان رئيس البرلمان الكردستاني قد اجرى استفتاء داخل البرلمان على ابقاء صورة البارزاني في مكانها أو نقلها منه، يقيناً ان اكثرية اعضاء البرلمان كانت تصوت على عدم ابقائها في مكانها، سيما بعد ان نقلت الصورة على يد حليف الحزب الديمقراطي الكردستاني، أي الاتحاد الوطني الكردستاني الذي لم يكن عمله عدائياً اطلاقاً، ولاشك ان مواقف الاطراف الرئيسية الاخرى: التغيير والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية من البارزاني معروفة سلفاً ولن تصوت لصالح ابقاء الصورة. عليه لا مناص من الأقرار، من ان قلة في المجتمع الكردي ظلت على اخلاصها وحبها للبارزاني، وهذه القلة ليست من اصحاب الجيوب المنتفخة في الحزب او الحكومة انما الذين يعرفون عن وعي ومن المتحكمين بعقولهم و ضمائرهم، حجم التضحية الكبيرة التي قدمها البارزاني الأب لأمته ووطنه.
لاريب أن السبب الرئيس للعد التنازلي لشعبية البارزاني، يأتي من الأداء الرديء لحكومة الأقليم الغارقة في أشكال لا تحصى من الفساد والمنسوبية والمحسوبية واللصوصية تسببت في اشقاق الصف الكردي. اضيف الى هذا، وضع الرجل اللامناسب في المكان، المناسب والممنهج منذ سنوات.
 وعلى مدى الأعوام الماضية فأن بعضهم عن وعي أو دون وعي خلعوا الصفة الحزبية الضيقة على البارزاني مصطفى على الرغم من انه كان يسمو فوق الحزبية الضيقة الى درجة ان منتقديه على اختلاف هوياتهم كانوا يتهمونه باهمال الحزب الى حد القول انه لم يكن يؤمن به، ولم يكن يرغب في النجومية والدعاية أو بادلاء التصريحات الى وسائل الاعلام، لقد كان ورشة عمل فحسب، قليل القول، وشتان بين العمل والقول، واخطأ بعضهم من الذين عابوا عليه قلة القول والتنظير، وقد غاب عنهم كيف ان انصار النظريات اول من سقطوا. وجراء الصراع المحترم الذي شهدته العوام ما بعد الانتفاضة بين الديمقراطي الكردستاني وقوى سياسية في الساحة الكردستانية، فان اية دعاية لسيرة البارزاني راحت تفسر بانها في نهاية المطاف تصب في مصلحة الحزب الديمقراطي الكردستاني والافراد من المهيمنين عليه، لذا لا عجب ان لا نقف على كلمة تشيد به في الذكرى ال 33 في اعلام الاحزاب الاخرى.
على الضد من القول ( اخذ الابن بذنب ابيه) أو ( الحفيد بذنب الجده) فان التعامل مع سيرة البارزاني وشخصيته جاء على العكس، اذ اخذ الاب بذنب ابنه والجد بذنب حفيده، ولكي لايفسر رأي من زاوية ضيقة، فاني اعني بالأبن والاحفاد، الحزب والحكومة والمؤسسات الحزبية وقادة حزبيين وحكوميين من المحسوبين على الديمقراطي الكردستاني من الذين لايدركون المخاطر المحدقة بالكرد وبالتجربة الديمقراطية الكردستانية جراء الفساد الذي تدعو المعارضة والحكومة الى استئصاله في أن.
على الأمة الكردية وقواها السياسية، ان لاتدع صورة البارزاني تغيب عن ذاكرتها يوم قاد لمايقارب النصف من القرن الحركة التحررية الكردية وانجز للكرد مكاسب جمة، والذي لمواقفه المشرفة تعرض حتى في مماته الى الاضطهاد وحادثة اخراج جثمانه في مقبرة (شنو) غير خافية على أحد. ولست بمجانب للحقيقة اذا قلت، انه لم يرتكب اخطاءً تذكر مقارنة باحطاء استؤاتيجية تنسب الى معظم قادة العالم، دلوني على خطأ ارتكبه، وسبحان الذي لايخطأ والله جلت قدرته وحده المعصوم عن الخطأ، ولم يساوم على حقوق شعبه قط، ففي موضوعة كركوك اصر على كردستانيتها ورد التفاوض بشأنها في حين رأينا كيف ان القادة الكرد من بعده لم يجعلوا من كركوك منطقة ( متنازعة) عليها بل ان ( المنطقة المتنازع عليها) راحت تمتد من سنجار الى مندلي!!!.
لن تمحى الصورة التي حفرها نضال نصف قرن للبارزاني في النفوس، وستترسخ يقوة اشد من ذي قبل فيها، حين يزاح كابوس الفساد الجاثم منذ اعوام فوق الصدور وكما قال (تشرشل) عن (لينين) من (أن الف عام غير كاف لكي الانسانية لينين) فاني أرى ان مرور قرن أويزيد لن يكفي لكي يعود الشعب الكردي وقد تخلص من الفساد والزعماء النفعيين، ليقيم تماثيلاً للبارزاني في القلوب والصدور.
 مجداُ للبارزاني في ذكرى رحيله ال 33.
•   رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) – العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

370
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

•   الدكتاتور99،8% !
فوز عبد ربه منصور هادي ب99،8% من الأصوات في الانتخابات اليمنية  تفنده مقاطعة الحراك الجنوبي والحوثيين في الشمال والمعارضة المليونية في الوسط لها، ويذكرنا بصدام حسين  وامثاله من الذين كانوا يدعون الفوز بالنسبة عينها ودون ان ينافسهم احد، ومثلهم عبد ربه الذي كان المرشح الوحيد في تلك الانتخابات!
•   تسييس خطبة الجمعة!
دأبت فضائية عراقية على عرض فقرات من خطب ايام الجمعة، ففي يوم الجمعة 14-2-2012 قال الشيخ جلال الدين الصغير من جامع (براثا) ببغداد (ان احداث الخميس دلت على الترهل والتهاون لدى الأجهزة الامنية) اما صدرالدين القبانجي امام جمعة النجف فقال (ان اعتداءات الخميس جاءت للحيلولة دون عقد  القمة العربية) فيما اتهم حسن الزاملي امام جمعة الديوانية الحكومة بالمسؤولية عن الاعتداءات على وكلاء المرجعية..) الخ علما ان التركيز على القيم الاسلامية يكاد يكون في حكم المتراجع في خطبهم التي تنافس التحليلات السياسية!!
•   مرشح القاعدة لمنصب وزير الدفاع!
ذكر النائب حاكم الزاملي، بأن احد المرشحين لمنصب وزير الدفاع في العراق من اكبر الممولين لتنظيم القاعدة! عليه لماذا تتجاهل حكومة المالكي هذا الممول الاكبر وتكتفي  بملاحقه طارق الهاشمي بتهمة التورط في الأرهاب؟.
•   فضائية طائفية بامتياز!
شتمت فضائية(بيان) الشيعة كالأتي (موتوا بغيظكم يا رافضة يا شيعة يا أذناب المجوس) و ( اعوذ بالله من السيستاني الرجيم) و( السيستاني(...) ومفتي القذارة.. نجس.. لئيم) و(اللعنة على ايران والسيستاني والهالكي (المالكي) والصدر وعمار الحقير..) الخ من المسبات التي تليق بتلك الفضائية وتتقاطع مع الاسلام الحنيف. ومن سمح لهكذا بوق طائفي بالنطق، ومن الذي يموله؟.
•   خزعبلات.. أم قنابل ومتفجرات؟.
تعرضت مكاتب للسيستاني والصخري الى هجمات بالقنابل والاطلاقات، واتهم الصخري مكتب السيستاني والحكومة باستهدافه ماينذر باندلاع اقتتال شيعي- شيعي، الطريف ان سياسياً عراقيا قلل من شأن ما حصل ويحصل بينهما ووصفه ب (الخزعبلات)!
•   ( حصان طروادة).. إيران
فجأة، دون مقدمات تظاهر العراق بالتقرب من السعودية وبالحياد ازاء مايجري في سوريا، الامر الذي انطلى عل بعض من السياسيين السذج من الذين صدقوا تظاهره وغاب عنهم ارساله لميليشيات الى سوريا للقتال الى جانب الاسد وتمويله بالمال والعتاد واعتراضه على تسليح المعارضة السورية ونقله لسكان معسكر اشرف ارضاء لايران.. الخ من الاعمال التي لاتتطابق مع الافعال وشتان بين الاقوال والأفعال!

•   الشعب في خدمة (النواب)!

 من باب التهكم بالدكتاتورية في الماضي كان العراقيون يقولون (الشعب في خدمة الشرطة) ولم يكن يتوقعون مجيئ يوم يكون فيه الشعب في خدمة النواب، انظر الى رواتبهم الخيالية وما تردد عن شراء 220 سيارة مصفحة لهم والذي تراجعوا عنه مؤقتاً، وكان مقتدى الصدر على حق، حين وصف ذلك بوصمة عار في جبينهم وسرقة لقوت الشعب، لقد حلت الطبقة النوابية محل الطبقة البورجوازية وو.. الخ .
•   محافظ ولد في غير زمانه ومكانه!
استقال محافظ ديالى من منصبه لعجز الحكومة عن توفير الأمن والخدمات، وحرف بعضهم السبب حين قالوا، بانه نجم عن اخفاقه في ادارة المحافظة. ويبقى المحافظ رمزاً للنزاهة، ولو كان بقية المحافظين العراقيين مثله، لما كان اليوم في العراقي محافظ وقبل شهوراستقال برلماني  محسوب على الصدريين لاسباب مماثلة- وستظل المواقف المشرفة في بلد كالعراق وزمان كهذا الزمان نادرة و ربما شاذة ايضاً!
•   سوق المناصب ببغداد!
تم الكشف عن اغرب سوق عراقية، بيع وشراء المناصب بمئات الالاف من الدولارات سيما في وزارة الداخلية العراقية، يذكر ان الربايا ايضاً كانت تشترى وتباع من قبل قادة الافواج الخفيفة الموالية للنظام العراقي السابق، وبحسب بعضهم ان مؤشر سوق المناصب يتعرض بدوره الى الارتفاع والانخفاض تبعاً لأهمية المنصب والحاجة اليه.
•   فشل100%!
عند النائب طلال الزوبعي، ان اجتماعات اللجنة التحضيرية لأجل الاعداد للاجتماع الوطني المقبل لم تثمر الى الان عن شيء على أرض الواقع. وقال النائب جمال البطيخ (المؤتمر لن يعقد واذا عقد يفشل). ويرى النائب احمد الجبوري، بان(عدم انعقاد المؤتمر خير من فشله) ولدى نائب اخر ان الاجتماع  لم يفلح الى الان في حل مشاكله العالقة، وهكذا لا مناص من القول ان اصرار القادة العراقيين على الاجتماع الوطني رذيلة والعودة الى الحلول الصحيحة فضيلة!
•   شبح التقسيم!
اشار الامير طلال بن عبدالعزيز في تصريح مثير له، الى (وجود مخطط قطري صهيوني لتقسيم السعودية)، وقبله نوه بشار الاسد الى محاولات لتقسيم سوريا، وفي العراق حذر المالكي العامل الخارجي من تنمية روح الانفصال، فيها صرح عزت  الشا بندر ( ان تركيا وقطر تعملان على تقسيم العراق)، وذهب النائب جواد البزوني حد القول، ان التقسيم مقبل شئنا ام ابينا، ولخص نبيه بري بان المنطقة على حافة سايكس بيكو جديد..الخ
•   مخاوف كردستان !
قال النائب حاكم الزاملي، ان لا مبرر من مخاوف كردستان من تعاظم قوة بغداد العسكرية وذلك في رد غير مباشر على الشيخ ادهم البارزاني الذي قال:( اذا استعاد العراق قوته العسكرية فانه سيستخدمها ضد الكرد انذاك) ولا يخامرني الشك ان الكويتيين يشاركون الكرد مخاوفهم، امريكا وحدها لاتبالي بما سيحصل، فها هي تسلح المالكي باحدث الاسلحة الفتاكة من طائرات حربية ودبابات، والنتائج معلومة.
•   اين خبا الامريكان دباباتهم؟
ينهمك العراق الان في البحث عن (9) دبابات قال ان الجيش الامريكي خبأها، ترى هل بلغ حجم الدبابة درجة من الصغر، يصعب الاهتداء اليه (الحجم)؟ مع الفارق، نشر في السبعينات من القرن الماضي رسم كاريكاتيري عن قذارة المطاعم العراقية، وكان الرسم عبارة عن فيل في صحن مرق، اما اخفاء (9) دبابات، بقيناً انه يدل على  ضخامة  الانفلات الامني والتخبط في العراق!
•   الأفندم يطالب ببناء ملاهي
حسب صحيفة كردية نقلاً عن مصادر مقربة من القنصلية التركية في الموصل، ان الاتراك طالبوا العراقيين المقربين اليهم بمقاطعة البضائع الايرانية ودعم شيوخ العشائر مادياً مع اقامة الاقليم واطلاق سراح السجناء، وتضمنت مطاليبهم بناء ملاهي ليليه في المحافظات المتنازع عليها!!
•   أزمة ثقة!
اعتقلت قوة قادمة من بغداد عدداً من العمال الكرد السوريين في كركوك ونقلتهم الى بغداد وسط دهشة شرطة كركوك الكردية كون العملية ليست من اختصاص بغداد، يذكر ان هكذاعمليات تنفذ بحق الموصليين بين فترة واخرى، والتي تذكرنا باعتقال النظام السابق عام 1983 (5000) بارزاني بواسطة قوة قدمت الى اربيل من بغداد، فما اشبه اليوم بالبارحة والحكومة الحالية بالحكومة السابقة!
•   الغذاء لا (السلاح)!
اوقفت كوريا الشمالية تخصيب اليورانيوم والتجارب الصاروخية البعيدة المدى واخرى  نووية، مقابل معونات غذائية امريكية. علما انها كانت قد المحت الى شن(حرب مقدسة) على امريكا و كوريا الجنوبية اذا طالت مناوراتهما العسكرية مياهها الاقليمية الملاحظ ان التهديدات الكورية الشمالية غالبا ماتتوج بمعونات غذائية لها امريكية او كورية جنوبية !
•   (التسليح) مقابل(المشاركة)!
 اشترطت السعودية المشاركة في القمة العربية ببغداد لقاءموافقة القمة تلك وكذلك بغداد على تسليح المعارضة السورية الذي رفضه المالكي بصراحة! الشرط السعودي على وزن (النفط مقابل الغذاء) الذي طبق على العراق ايام النظام السابق.
•   صفعة للاستكبار أم للاصلاحيين؟
قال خامنئي، ان اقبال الايرانيين على انتخابات مجلس الشورى الايراني صفعة للأستكبار العالمي، مايعني ان فوزة على الاصلاحيين ضامن مسبقاً، وان غداً لناظرة قريب.
•   أخذ un بجريرة us !
 هاجم افغانيون مكتبا للأمم المتحدة في شمال افغانستان إحتجاجا على حرق مصاحف في قاعدة امريكية هناك جدير ذكره انه  منذ اعوام تقوم جهات غربية بين حينن وحين وبشكل ممنهج بالدوس على المقدسات الاسلامية لغرض  الابقاء على جذوة التطرف مشتعلة لدى المسلمين لا شك ان الحالة ستتكرر في المستقبل أيضاً.

•   مختلف!
قال على لاريجاني(أيدنا ثورات العرب وما يجري في سوريا مختلف) وذلك لكون الثورة في سوريا ضد الحكم العلوي الشيعي الطائفي. جدير ذكره ان زعماء السنة يتخذون الموقف (مختلف) من الثورة في البحرين كونها شيعية تهدد حكم السنة.

•   العراق- الكويت .. استحالة التفاهم!
 يتردد ان الكويت مستعد لألغاء التعويضات المترتبة على العراق دفعها لها مقابل عدم اعتراض الاخير على بناء ميناء مبارك، ويهدد العراق بعدم ترسيمه للحدود معها، مالم يتأكد من ضمانات كويتية، لذا اذا كان التوافق مستحيلاً بين النظام السني السابق في العراق والنظام الملكي السني السابق في الكويت، فسيكون مستحيلاً اكثر بين نظام شيعي في العراق واخر سني في الكويت!

•   رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com 

371
لا تقل (مجدي) و (فضلي) أبداً
إنما (مجد الحزب) ما قد حصل

                                                                                                                       عبدالغني على يحيى
مع الأعتذار للمتنبي الذي قال:
لا تقل أصلي وفصلي أبداً
إنما أصل الفتى ما قد حصل.
    ما قاله المتنبي بحق الأفراد من مدعي الحسب والنسب، يسري وينسحب بقوة على الأحزاب والشخصيات السياسية، سيما من التي يحفل تأريخها بالمآثر والأمجاد لأجل الشعب والوطن، والتي غالباً ما تلوح بذلك التأريخ عندما تجد نفسها في موقف ضعف وتراجع امام حزب أو شخص برزا للتو في الساحة السياسية ويفتقران الى ماضىٍ نضالي عريق، لكنهما يحظيان بتأييد جماهيري واسع، وتقول لهما: أنا صاحب سجل كفاحي ناصع، وقافلة من الشهداء ومنجزات للأمة تحققت على يدي..الخ . ويعيب في الوقت ذاته على المقابل العاطل من المناقب المفتقد لها وقد بان فجأة على الساحة السياسية، منافساً ومتحدياً، والأمثلة لا تحصى، فالبلاشفة الروس كانوا يتمتعون بـ10% من تأييد الروس لهم بين انهيار القيصرية ومجيء حكومة كيرنسكي إلى الحكم، وفي وقت كانت تتقدمهم أحزاب فاقت نسبة التأييد لها الـ30%، لكن لما كان الحزب البلشفي الاكثر تعبيراً عن اماني الروس ويقود قادة محنكون مثل لينين وتروتسكي، فأن الاحزاب الاخرى سقطت أمامهم وانتزعوا السلطة من كيرنسكي، وقل الشيء عينه عن الحزب النازي الألماني الذي اكتسح احزاباً اخرى اكبر منه حجماً واقدم، واستولى على الحكم، ومع الفارق طبعاً بين الشيوعي والنازي. والأمثلة تترى، فقبل الثورة الاسلامية في إيران كان الاعتقاد السائد ان حزب (توده) الشيوعي كان الأوسع جماهيرية من بين الاحزاب الأيرانية وتبين لاحقاً كم كان ذلك الاعتقاد خاطئاً حين تقدمت توده وباشواط احزاب: الاسلام السياسي ومجاهدي خلق و فدائي خلق، ولم يشفع له ماضيه النضالي للفوز بالسلطة. وقبل سقوط نظام محمد داود في افغانستان كان حزب (بارتشام) الشيوعي الأزيد شعبية بين الافغان وبالأخص بعد السخط الذي عم الشارع الافغاني على أثر مقتل (اكبر خيبر) عضو اللجنة المركزية للحزب والمسؤول عن اتحاد نقابات العمال هناك غير ان الحزب ما ان استولى على السلطة واذا به يجد نفسه فوق صفيح ساخن الى ان ازيح على يد (طاليبان) التي كا ن قد مضى على تأسيسها ما يقارب الـ(6) أشهر فقط، وبازاحته توارى واصبح قادته التأريخيين نور محمد ترقي وحفظ الله أمين وبابراك كارمل و نجيب الله نسياً منسياً،
وفي العراق، كان الحزب الوطني الديمقراطي أحد اقدم الأحزاب العراقية، عرف ببرنامج وطني ديمقراطي، بيد انه ظل حزباً ضيقاً اخفق في حشد الجماهير حوله، اما الحزب الشيوعي العراقي الذي ضحى اكثر من اي حزب آخر في سبيل سعادة الشعب وحرية الوطن، ولنكن منصفين اكثر لنقول، ان اي حزب عراقي آخر لم يتقدم بالتضحيات مثل الحزب الشيوعي، بل لم ينشر أي من الأحزاب افكار نيرة في صفوف العراقيين الافكار: السلم ، الصداقة، الديمقراطية ، الحرية، التآخي العربي الكردي، مقاومة الاستعمار والرجعية والطائفية و الشوفينية ..الخ مثل الحزب الشيوعي العراقي والذي كان لعقود من اضخم الاحزاب العراقية واقوى حزب شيوعي في الشرق الاوسط. وفوق هذالم تكفل له نضالاته الطويلة والمشرفة حتى بالحصول على مقعد واحد في انتخابات عام 2010 البرلمانية: فيما تقدمته احزاب اخرى ظهرت وتأسست حديثاً، بعض منها بعد سقوط نظام البعث في عام 2003. جدير ذكره ان حزب البعث الذي لم يكن عدد اعضائه يتجاوز الـ(5) الاف عضو في العراق في مطلع الستينات من القرن الماضي  ومع ذلك استولى على الحكم عام 1963 في وقت كان عدد الشيوعيين ببغداد وحدها يفوق الـ(13)الف عضو.
في تركيا، نشطت احزاب قومية علمانية واحتكرت السلطة لعقود من السنين، الى ان جاء الأسلام السياسي التركي وفي وقت متأخر قياساً بتلك الاحزاب، ليتغلب عليها من خلال صناديق الأقتراع وليس  عن طريق انقلاب عسكري غاشم. القول هذا يصدق على حزب العمال الكردستاني  pkk الذي سبقته احزاب كرديه اخرى في الظهور بتركيا، إلا أن P.K.K وبعد فترة جد قصيرة على ظهوره تقدم الصفوف واصبح قوة فاعلة على المستويات الداخلية والأقليمية والدولية.
   وفي تونس التي كان متوقعاً أن يحصد الشيوعيون مقاعد في البرلمان التونسي الجديد، تلائم نضالاتهم، غير أن شيئاً من ذلك لم يحصل، ولم يلتفت أحد الى نضال الحزب الشيوعي التونسي منذ ايام محمد حرمل الذي كان أحد أشهر الذين قاوموا الدكتاتورية في تونس.
   حال بعض الشخصيات كذلك كحال الأحزاب، ففي أثناء الثورة المسلحة في روديسيا= زيمبابوي الحالية، كان جوشوانكومو الاكثر شهرة من روبرت موغابي ويتقدمه في نشرات وسائل الاعلام، ولدى المحافل الدولية، ولكن لما نالت زيمبابوي استقلالها صار جوشوانكو في خبر كان وبقي(الاصلح للبقاء) روبرت موغابي.
كذلك القول بالنسبة الى الشيخ مجيب الرحمن في بنغلادش الذي قضى سنوات بمنفاه في الهند، وعندما تحرر بلده من باكستان الغربية، استقبل من قبل مواطنية كزعيم روحي وبطل قومي، حتى انه استقبل بالركوع من جانب بعضهم. لكن لم تمضي سوى اعوام قليلة على حكمه واذ به يقتل، بعد أن اخذ بذنب ابنائه وحاشيته، ولم يعد له ذكر منذ مقتله، وسادت الساحة السياسية اسماء مغمورة مثل الشيخة حسينه وخالدة ضياء.
  لقد كان نهرو وانديرا وحزب المؤتمر الوطني الهندي رموزاً لاستقلال الهند من الاستعمار البريطاني وقادوا الهند نحو ثلاثة عقود، من دون ان يدور ببال احد حلول يوم يزيحهم فيه حزب (جاناتا) عن الحكم- وبازاحته انتهت اسطورته، بالرغم من انه لا يزال الحزب الرئيس الى جانب جاناتا في الهند، وعاد الى الحكم فيما بعد.
قد يفهم من مامر، ان الاخطاء كانت وراء تراجع الاحزاب العريقة، كلا فالأخطاء لاتشكل السبب الوحيد، إنما الظروف الموضوعية الداخلية الحزبية والخارجية، الخارجة عن ارادة الأحزاب احيانا، فكم من حزب لم ینجح رغم صواب سياسته وعكسها لرغبة الشعب، ففي فرنسا مثلاً ضحى الحزب الشيوعي الفرنسي باكثر من (70) الف عضو في معركة تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، وكان الحزب بحق حزب الشهداء، وقل الشئ ذاته عن الحزب الشيوعي الايطالي الذي كان له دور مشهود في إنهاء العهد الفاشي وقتل موسوليني. ومع هذا لم يتمكن الحزبان من الوصول الى السلطة الى اليوم وذلك لاسباب لامجال لذكرها هنا.
   عدا ما أوردناه، فان الذي يقف على تراجع الأحزاب العريقة وبدرجة رئيسة في العالم الثالث أو الأحزاب الشيوعية في العالم الرأسمالي المتطور يرى ان البقاء المزمن لقادة الاحزاب في مناصبهم، مثل بقاء الحكام الدكتاتوريين في السلطة وتشبثهم بها لعقود، من اسباب التراجع، والأمثلة على ذلك كثيرة بدورها. فموريس توريز قائد الحزب الشيوعي الفرنسي وتولياتي في الشيوعي الأيطالي وخالد بكداش في الشيوعي السوري بقوا على راس الحزب اكثر من (30) عاماً. وفي اقطار الصراعات الطائفية والعرقية، غالباً مايرث الابناء رئاسة الاحزاب عن الأباء مثال ذلك في لبنان، خلف وليد جنبلاط والده في قيادة حزبه الدرزي وسعد الحريري تولى قيادة السنة بعد والده ومازال الافراد من اسرة الجميل يتناوبون على قيادة الكتائب.. الخ وفي العراق حالة مشابهة لتلك السائدة في لبنان. اضف الى هذا ان الاحتكام الى الايديولوجيا جعل من الكثير من الاحزاب اليسارية  والقومية  والدينية تبتلي  بالجمود العقائدي لتلجأ في نهاية المطاف الى الدكتاتورية والانعزالية.
   إن إثارة الأمجاد والأفضال من قبل الاحزاب العلمانية من قومية وماركسية وديمقراطية اشتدت بشكل لاقت في أجواء صعود الاسلام السياسي في بعض البلدان الى الحكم و انتزاعها السلطة من احزاب علمانية عريقة أو انتزاع الشعبية من اخرى خارج الحكم، مستغلاً اخطاء العلمانيين وجورهم وفسادهم. هنا ما على العلمانيين الا الكف عن (البكاء على الاطلال)  وينظروا الى عيوبهم من قبل ان يشمتوا بهذا وذاك، وتبقى الجماهيري بنت يومها، ان صح التعبير أو جاز، فهي لا ترى الا حاضرها ولا يعنيها الماضي وما يخبئه لها المستقبل، انها تتبع الذي يوفرلها  المسكن والغذاء واسباب العيش الكريم، منقادة الى الواقع. وكم كان هيغل صائباً حين قال: كل ماهو واقعي فهو عقلاني.
   واخيراً صح القول ( لكل زمان دولة ورجال) عليه لامحل لرجل وقائد وحزب في كل الأزمنة، وما على الاحزاب  العريقة الا ان تدرك هذا جيداً وتستوعيب الواقع وتتفهم روح العصر، ولايقل من شأنها الاعتراف بالهزيمة وافول نجمها.
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
Al_botani2008@yahoo.com

372
استقلال كردستان بين اقوال القادة الكرد وافعالهم

عبدالغني علي يحيى
المتابع لتصريحات القادة الكرد ذات النزعة الاستقلالية ، سيما في عامي 2010و 2011 ومطلع هذا العام 2012، يجدها في تزايد ، ففي المؤتمر ال13 للحزب الديمقراطي الكردستاني طالب رئيس الحزب مسعود البارزاني بحق تقرير المصير للشعب الكردي وطرحه على اعضاء المؤتمر، للبت فيه وكان لطلبه دوي هائل في اوساط عدة في المنطقة والعالم وصفه في حينه كاتب هذا المقال ب( الملف النووي (الكردي)) على خلفية اعتراضات من قبل اوساط عربية عليه. وبمناسة الاحتفال بالذكرى السنوية  لتأسيس جمهورية كردستان كرر البارزاني الدعوة الى حق تقرير المصير ولكن بأسلوب اخر. وبين (المؤتمر) و(الذكرى) المشار اليهما. كان القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول قد قال في  1-6-2011 من ان  الظروف ملائمة للدولة الكردية، وفيما بعد اعرب عن امله في ان يحتفل الكرد عام 2013 بتأسيس دولتهم. وفي فترة سابقة من العام الماضي، ورد في تقرير لصحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية ان جلسة ضمت رئيس الجمهورية العراقية جلا ل طالباني مع مسؤولين امريكان. تمخضت عن اشارات الى (دولة كردية). وقبل ايام قال د. برهم أحمد صالح رئيس حكومة الاقليم( الكابينة 6) ) ان تجربة الاقليم لعقدين يمكن ان تؤسس لمشروع اكبر).
ويظل الشعب الكردي الاكثر تعلقاً باستقلال كردستان ففي استفتاء جرى عام 2005 في اقليم كردستان صوت اكثر من %98 من  السكان على استقلال كردستان ، واللافت ان الرئيس البارزاني الاشد اثارة لمشروع الاستقلال بين حين واخر. ففي الاونة الاخيرة فصلت مسافة زمنية جد قصيرة بين دعوتين له للمشروع. علما ان الدعوات اليه تمثلت في العناوين الاستقلالية التالية:  حق تقرير المصير للشعب الكردي.. نيل الكرد  لحقوقهم المشروعة ..الخ  والتي تعكس مجتمعة رغبة عارمة لدى الكرد للأنفصال عن العراق وبناء دولة كردية قومية مستقلة اسوة بالشعوب التي حققت استقلالها واقامت دولها المستقلة .
وعلى اثر كل دعوة او نداء يطلقها القادة الكرد فان  هيجانا مفعما بالتفاؤل يعم صدور الكرد العراقيين بانتظار اليوم الحلم، أي استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية، لكن الملاحظ ان الدعوات الى المشروع الاستقلالي تكاد تنحصر بدرجة اولى في شخص البارزاني، وكأن القادة الكرد الاخرين والاحزاب الرئيسية في الاقليم، في واد والبارزاني في وادي اخر، او بالاحرى انهم  يتعاملون بدرجات متفاوته مع المشروع دون الدرجة التي يتعامل بها البارزاني معه. ولايخامرني الشك في ان حماس القادة الكرد والاحزاب الكردية على اختلافها لايقل عن حماس واخلاص  البارزاني لهذه القضية (استقلال كردستان) بالرغم من ان وقع مايصدر عن البارزاني بشأنها يفوق وقع ما يصدر عن الاخرين عنها، وذلك لكون البارزاني رئيسا لاقليم كردستان ولأعرق حزب كردستاني ايضا ناهيكم عن انتمائه الأسري القومي وشخصيته العالمية، لكن مايستدعي التوقف عند دعوات البارزاني الاستقلالية المتواصلة، انه وحزبه يتفردان بها كما ترينا ظواهر الأمور، مما يتطلب اشراك القوى السياسية الاخرى والشخصيات الوطنية الكردية لمناقشة الفكرة والاستئناس برأيها ومن ثم حشد ارائها وطاقاتها وكذلك كل الجماهير الكردستانية لخوض معركة تحرير كردستان الاخيرة، وإلا فأن تفسيرات شتى منها جارحة قد تحيط بدعواته (لبارزاني) وتعمل على احباطها واجهاضها.
عدا هذا، فأن مراعاة احد الشرطين التاليين، وهذا ما اوردته في مقال سابق لي، ضروري قبل الأقدام على خوض اية خطوة غير محسوبة النتائج للوصول الى الدولة الكردية، فأما الشرط الأول، فهو نيل دعم ومساندة الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة اولاً والاتحاد الاوروبي ثانيا، ولا اذكر روسيا الاتحادية والصين لأنهما وللأسف الشديد سجلا موقفاً غير مشرف من قضية الشعب السوري حين وقفا الى جانب نظام بشار الاسدالديكتاتوري، وأما الشرط الثاني فهو اقناع بغداد على اتخاذ موقف انساني حر وشجاع ينص على الاعتراف بحق الكرد في الاستقلال وذلك على غرار الموقف الذي تبناه (غورباتشوف) يوم اطلق الحرية ل15 جمهورية سوفيتية سابقة لتتمتع بالاستقلال والسيادة أو الموقف الذي تبناه الرئيس السوداني عمر البشير والذي اقر باستقلال جنوب السودان ومع الفارق بين الرجلين طبعاً. ومن الطبيعي ان لا توافق بغداد على المطلب الاستقلالي الكردي العادل. ومن المسائل التي يجب اخذها بعين الأعتبار، هو حسم قضية المناطق المتنازع عليها بين حكومتي: اقليم كردستان والمركز، وهي مناطق كردستانية بحق، وذلك تجنباً لنشوب حروب بسبب بقائها معلقة، وهنالك طريقان لحسمها اوحلها، اما بتطبيق المادة (140) الدستورية او استخدام القوة الامرالذي لانتمناه.
    بغياب الالتفات الى الافكار اعلاه، وافكار غيرها  مثل عدم الاتصال بالقوى السياسية الكردستانية على الساحة السياسية الكردستانية الكبري، والمؤرخين والمفكرين والسياسيين الكرد من دعاة الاستقلال، فان الشلل قد يصيب الجهود الى الاستقلال وهي في المهد، ويعمق من الشكوك في صدقية القادة القوميين الكرد لما ينادون به، والذي يعمق من الشكوك الى حد اقصاء والغاء ونفي تلك الدعوات ، انه وسط الدعوات والأيماءات والتصريحات والتلميحات المتكررة الى انشاء الدولة الكردية، ثمة ممارسات للقادة الكرد ترمي الى تمسك قوي للكرد بالوحدة العراقية، فمنذ الاسابيع التي تلت سقوط نظام البعث عام 2003 واذا بالعاصمة اربيل تتحول الى مؤتمرات للمصالحة الوطنية، مع تأكيد القادة الكرد بين فترة وفترة الى ان الكرد جزء من الحل للمشاكل العراقية وانهم بمثابة( بيضة القبان)، ليس هذا فحسب بل ان اسم ابرز قائدين قوميين كرديين: البارزاني والطالباني يقترن بالمؤتمرات والاجتماعات التي تعمل من اجل تمتين الوحدة العراقية القسرية وابقاء الكرد مشدودين اليها، انظر الى مبادرة البارزاني الشهيرة باربيل اواخر عام 2010 والتي سميت فيما بعد بمؤتمراربيل والذي تلته اجتماعات عقدت بمبادرة الطالباني بمنزله ببغداد في العام الماضي، اضف الى ذلك تصريحات كردية شتى تصب في اتجاه تقوية الوحدة العراقية التي تتقاطع والدعوة الى الاستقلال، فالناطق باسم التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي قال قبل ايام ان نجاح الاجتماع الوطني سيعطي صورة افضل للعراق، وعن الاجتماعات التي عقدت في دار نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي لأجل التقريب بين الشيعة والسنة قال د.روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء عن الكرد، ان الاجتاع الذي عقد بدار الخزاعي (كان إيجابياً)!
وهكذا نرى كيف ان الاقوال الكردية بخصوص استقلال كردستان والدولة الكردية تتقاطع مع الافعال الكردية لأجل الوحدة العراقية، الامر الذي تنسحب عليه المقولة الشعبية العراقية (شي ما يشبه شي). عليه لا مناص من القول، ان القادة الكرد يتعاملون مع القضية المصيرية للكرد (الاستقلال) بالأقوال، ومع تثبيت وتكريس الوحدة العراقية بالأفعال، وشتان بين الأقوال والأفعال، وفوق كل هذا فان السعي من اجل استقلال كردستان لايتقاطع مع مساعي الاطراف العراقية من غير الكردية الى التفاهم والتقارب، وهيهات ان تتكلل مساعيها بالنجاح نتيجة تفاقم الصراع الطائفي الشيعي السني في العراق. والناجم عن الوحدة العراقية القسرية المفروضة على المكونات الاجتماعية العراقية المختلفة.   
بصريح العبارة، ان على من يتطلع الى استقلال كردستان أن يطرد من ذهنه الوحدة العراقية وما يتصل بها من افكار ومشاريع تعيق العمل من اجل الاستقلال، ولم يسبق لشعب جاهد من اجل الاستقلال وكرس همه في الوقت عينه لحل مشكلة الذي ينال منه الاستقلال والذي يبعث على التهكم ان الدعوة الى استقلال كردستان مازالت مجرد كلام ليس الا، في حين ان الجهد الكردي في التعاطي مع المشكلات العراقية يترجم الى اعمال وافعال ومؤتمرات من لدن الكرد، بشكل يتناقض والدعوة الى الاستقلال الامرالذي يحول دون تحقيق الهدف الاستراتيجي للكرد ( الاستقلال). لذا على الكرد والحالة هذه ترك حل المشكلات العراقية لأبناء العراق انفسهم وعدم الانحياز الى اي من طرفي الصراع الرئيسيين فالتحالف الرباعي الذي يجمع بين الحزبين الكرديين الرئيسيين مع حزبي الدعوة والمجلس الاعلى الاسلامي يعني انحيازا للشيعة على حساب السنة ويندرج في خانة الاعمال المشار اليها وهذا على سبيل المثال اذ ان هناك سياسات كردية اخرى لها فعل ذلك تحالف والاعمال المنوه عنها.
* رئيس تحرير صحيفة راية الموصل-العراق.
*al_botani2008@yahoo.com   


 

 

373
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب


                                                                                                                      عبدالغني علي يحيى
مصائب قوم لقوم (مصائب)!
تخشى الصين من الانعكا سات السلبية لأزمة منطقة اليورو على إقتصادها، لذا قررت في القمة الصينية – الأوروبية مساعدة تلك المنطقة لأجل تفاديها (الأنعكاسات). وعقب كل تفجير لأنابيب الغاز في سيناء انتقاماً من الأسرائيلين تتضرر الأردن بدورها لاعتمادها على تلك الأنابيب للحصول على الغاز، لذا فان (مصائب قوم لقوم مصائب) وليست فؤاد وحسب.
والأن.. (تقسيم سوريا)!
حذر رئيس البرلمان العراقي من ان (التدخيل الدولي في سوريا قد يتسبب في تقسيمها. يذكر انه في اثناء الثورة الليبية، حذر من تقسيم ليبيا ورغم ذلك لم يقسم. ومنذ نحو (50) عاماً يحذرون من تقسيم العراق وبدوره لم يقسم الى الآن رغم التدخل الدولي في الحالتين: العراقية والليبية.

مع القيم الشيعية أم السنية؟
دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي الى إعادة النظر في المناهج الدراسية بشكل ينسجم مع القيم الأسلامية!! واذا كان في العراق مذهبان رئيسيان: الشيعي والسني، فمع اي منهما يجب ان ينسجم التغيير في المناهج، وماذا عن الاديان والطوائف غير المسلمة في العراق؟!

العسكرية الوطنية!!
طالب مجلس عشائر الموصل بالعفو عن سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي السابق والمحكوم بالأعدام، ووصفه بالبطل ورمز (العسكرية الوطنية) تلك (العسكرية الوطنية) التي لم تكن في ظل وزارته ووزارات دفاع عراقية سابقة سوى سوطاً يلهب ظهر الكرد وكل العراقيين ناهيكم عن حربها على ايران والكويت، ولم بعرف عنها ولو تحريرها لشبر واحد من الارض الفلسطينية. فمن اين جاؤا بمصطلح (العسكرية الوطنية) ؟

 (خندق) العراق (العظيم)!
اذا كان (سور الصين العظيم) من عجائب الدنيا السبع، فأن العراق سيضيف اعجوبة ثامنة اليها وذلك في دعوة بعضهم الى حفر خندق يغطي حدوده الدولية. فتصوروا خندقاً يمتد الاف الكيلومترات، كل ذلك لاجل حماية النظام العراقي وليس شعبه.

حماية السلام في سوريا!
من اقوال (البيت الابيض) المقبوله أن (لا سلام في سوريا لكي تبعث اليها قوات حفظ السلام). صح القول، فالأرض السورية برمتها ملتهبة، ولم يبق للسلم موطيء قدم فيها، فعن اي حفظ للسلام يتحدثون؟
براءة (القاعدة) من دم (اليهود)!
اتهمت اسرائيل ايران بالهجوم على سفارتيها في الهند وجورجيا وذلك خلافاً للعادة في مثل هكذا حالات حيث توجه التهمة مسبقا الى القاعدة كما وان الاخيرة غالبا ما تعلن عن مسؤوليتها في مثل تلك الحالات ، ولاسرائيل الحق في عدم توجيه الاتهام الى القاعدة التي كانت وما زالت وستبقى بريئة من دم اليهود براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب، لأن واجبها يتلخص في ضرب العرب والمسلمين بدرجة اولى.

يخطط للهرب ويدعو الى المقاومة!
 اهاب الساعدي القذافي بالليبيين الى الثورة على النظام الجديد في ليبيا، غير انه كشف في الوقت ذاته عن محاولة لشركة كندية لتهريبه من النيجر الى المكسيك، تماما كما كان يفعل والده عندما كان يحرض الليبيين للتصدي للثوار ويبقى هو مختفياً عن الانظار.

الجامعة العربية في سبات!!
 قال زعيم التيار الصدري (ان الجامعة العربية تعاني من السبات ، لكن دورها في ليبيا كان ايجابياً)! كل هذا لأن الجامعة العربية خذلت سوريا العلوية وغضت النظر عن الانتفاضة الشيعية في البحرين. الجامعة العربية غادرت السبات، ونأمل ان يكون دورها ايجابي في نصرة كل الثورات.

الاجتماع الوطني.. سفينة نوح!
نوه رئيس الجبهة التركمانية العراقية الى انه (سنطرح جميع مشاكل) التركمان على الاجتماع الوطني مع التمسك بمنصب نائب رئيس الجمهورية) فيما يصر التحالف الكردستاني على تنفيذ مطاليبة ال19 وللعراقية كومة مطاليب ومثلها التحالف الوطني، والمكونات السياسية الاخرى فهل يقدر الاجتماع المرتقب على استيعاب كل هذه المطاليب ام انه سيغرق تحت وطأتها، في وقت نجد فيه المؤتمرات العالمية، غالبا ما تبحث في قضية واحدة كالأحتباس الحراري أو ازمة اليورو والصراع العربي –الاسرائيلي- وقلما تخرج بحل لها!

محنة الملوك
حكم على مدون مغربي بالسجن 3 سنوات لأهانته الملك محمد السادس وقبله حكمت محكمة اردنية بالسجن على متطاول على الملك عبدالله الثاني فمن يكون الملك الثالث المرشح للأهانة والتطاول يا ترى، وهل المثالان أعلاه إيذان بحصول ما لا يسر الملوك.

كلتاهما غير نزيهتين!
اختلفت لجنة النزاهة التابعة للبرلمان العراقي مع هيئة النزاهة التابعة للحكومة العراقية حول ملفات الفساد، ويرى بعضهم، ان نتائج خطيرة ستترتب على استمرار خلافاتهما، علماً ان كلتا النزاهتين مطعونتان في نزاهتهما، هنا يحضرني قول للينين من أنه اذا وجد حزبان شيوعيان في بلد ما فان أحدهما انتهازي، وبخصوص (النزاهتين)  وعلى حد الاقوال فيهما فان كلتاهما غير نزيهتين!!

كل شيء مضطرب في (الغرب العراقي)!
تتجه الأنظار الآن الى الحدود الغربية العراقية مع سوريا، فلقد نفت وزارة الداخلية العراقية دخول جهاديين عبرها من العراق الى سوريا، فيما اكد نائب عن العراقية في الأنبار دخول مسلحين من سوريا الى العراق وكذب ما أعلنته بغداد من انهم زوار، ونفى مقتدى الصدر دخول عناصر جيش المهدي من تلك الحدود الى سوريا..الخ

حكومة سيناء البدوية!
من يوم انهيار نظام مبارك ثم تفجير انابيب النفط والغاز الممتدة من سيناء الى اسرائيل والأردن نحو 13 مرة من قبل بدو سيناء، وقبل ايام أخرج البدو عن (7) ممرضات كوريات..الخ
من الاحداث المتلاحقة في سيناء ما يدل على تعاظم شأن العشائرية في أقدم دولة في العالم، إلى حد اصدار مثقفين مصريين لبيان ادانوا فيه (الحل العشائري للفتنة الطائفية)!

ضربني وبكى وسبقني فآشتكى!
النظام السوري وانصاره، ايران وروسيا والعراق..الخ اقاموا الدنيا ولم يقعدوها من خلال تحذيراتهم من مغبة تدخل دولي مسلح في سوريا، واذا بهم وحدهم يبعثون بالسلاح والرجال والأموال الى سوريا: سلاح روسي وعناصر فيلق القدس الأيرانية..الخ في وقت ما زال المجتمع الدولي فيه يكاد يكون في موقف المتفرج لما يجري في سوريا.

اسلاميون وان لم ينتموا!
دعا الأزهر الى تحرك سريع لأيقاف آلة القتل الاسدية في سوريا وتبنت منظمة التعاون الاسلامي مواقف مماثلة، أما القرضاوي فقد تحول الى داعية لكل الثورات العربية باستثناء تلك الجارية في البحرين، وحذت حذوهم منظمات اسلامية كثيرة عليه، فان هذه الرموز احتياطي مضموم للربيع الأسلامي واسلاميون سياسيون وان لم ينتموا، في السابق اين كان هؤلاء من الثورات القومية والطبقية وحق الشعوب في تقرير المصير؟

منجزات نجاد النووية!
فبل حلول ذكرى الانتفاضة الأصلاحية في ايران فاجأ (نجاد) العالم بقرب الاعلان عن منجزات نووية باهرة وذلك في مسعى منه لاستمالة الوطنيين الأيرانيين الى جانبه وبغية افشال تظاهراتهم، مستغلاً حماس الايرانيين في رؤية ايران دولة نووية، ومع ذلك لم تنطلي مفاجأته على أحد، الى درجة ان الاسرائيليين قللوا من اهميتها وقيمتها.

أستقالة، ولكن بعد (25) عاماً!
لفت الانتباه نبأ تقديم محافظ البنك المركزي الكويتي لاستقالته من منصبه بعد (25) عاماً من توليه له وذلك احتجاجاً على هدر الأموال حسب الاخبار، وكأنه اراد بذلك تسجيل موقف له.
لا يعاب على القادة العرب بقاءهم لعقود في الحكم فقد انما على الموظفين دونهم درجة كذلك، وإلا كيف يمر خبر الاستقالة تلك من دون علامة إستفهام أو تعجب وقد بلغ الموظف المذكور السن التقاعدي أو تجاوزه؟

سقوط الخمينية والخامنئية!
مزق متظاهرون ايرانيون صوراً للخميني وخامنئي في ذكرى الاحتفال بالذكرى الاولى للتظاهرات الاصلاحية، ما يعني انهيار الخمينية في وقت مبكر بعد ان كان الاعتقاد السائد ينص على خلود قدسيتها لقرون، في حينه أخطأ (تشرشل) عندما قال: (ان الف عام غير كاف لكي تنسى الانسانية لينين) مع الفارق بين لينين والخميني. ويوم انهيار المعسكر الشرفي حطم المتظاهرون تماثيل لينين وصوره ووفق استبيانات عدة، ان قلة من الجيل الحالي في روسيا يتذكر لينين.
رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) – العراق
Al_botani2008@yahoo.com

374
 
خصوصية التدخل العسكري الخارجي في سوريا .

عبدالغني علي يحيى
في الأونة الأخيرة، كثير الحديث عن تورط مسلح لعدد من الأطراف الخارجية في الأحداث السورية  الراهنة، وردت تسميتها (الاطراف) في مقال للكاتب السياسي المعروف : عبدالرحمن الراشد وكالاتي: ايران والعراق وحزب الله والقاعدة، علماً ان الأخبار ومن مصادر متباينة تجمع على تدخل مسلح في الشأن السوري، ومنها ان ايران ارسلت 15000 عنصر من فيلق القدس الى سوريا، كما قام التيار الصدري في العراق بضخ مقاتلية من جيش المهدي اليها، دع جانباً شحنات الاسلحةالروسية ..الخ ، وقبل هذه الأنباء باسابيع لم يكن نبأ وصول (100) حافلة تقل جنودا عراقيين وافراد من ميليشيات على الارجح انها موالية للتيار الصدري، ومن دون جواز سفر طبعا الى سوريا لحماية نظام بشار الاسد مفاجأة للمتتبعين لاخر التطورات في العلاقات العراقية السورية التي بدأت منذ اواسط اذار الماضي تتعزز بتعزز وتعمق الاصطفاف الطائفي في المنطقة، رغم احاطة ذلك الوصول بالسرية وعدم الاعلان عنه رسميا من جانب بغداد الى الان. وواضح ان  الهدف المتوخاة من وراء ذلك هو دعم النظام السوري العلوي بوجه المعارضة  السورية ذات الغالبية السنية، وقبل ذلك النبأ قالت مصادر على ضيقها ان مقا تلين من (جيش المهدي) الجناح العسكري للتيار الصدري يقاتلون الى جانب قوات الاسد ضد الثوار السوريين وأكد  مواطنون عراقيون من محافظة الانبار العراقية التي تحادد سوريا على ضلوع جيش المهدي في القتال الدائر بسوريا لوكالة السومرية نيوز العراقية. عليه والحالة هذه لا يستبعد ان يكون هناك مسلحون للحرس الثوري الايراني او خبراء ايرانيون وافراد من حزب الله اللبناني يشاركون العراقيين في التصدي للثورة السورية. كما لا يشكل عدم الاعلان ذاك سابقة في تاريخ التدخلات العسكرية الدولية، فبعد انقلاب 8 شباط عام 1963 البعثي في العراق، ارسلت الحكومة البعثية السورية قوات لها لمساندة البعث العراقي كما اسفلنا ضد الثورة الكردية، وبعد سقوط حكومة البعث العراقي في تشرين الثاني من العام نفسه على يد عسكريين موالين الى حد ما الى التيار الناصري، ارسل الرئيس المصري جمال عبدالناصر سرا قوات عسكرية الى العراق لتكون عونا لحكومة عبدالسلام محمد عارف، والتي تمركزت في معسكر تاجي ببغداد الا انه لاسباب عدة، منها عدم اغضاب الكرد الذي كانوا على علاقة حسنة بعبدالناصر من جهة، ومن جهة اخرى خشية من الاحتكاك بايران، الذي لم يكن يحمد عقباه. سرعان ما غادر الجنود المصريون العراق علما ان كلا التدخلين بقيا بعيدين عن متناول التغطية الاعلامية التقليدية لاسباب لامحل لذكرها. وهناك اكثر من مثال على مشاركة قوات دولة ما في القتال داخل اراضي دولة اخرى اما نزولا عند طلب من الاخيرة او لمعا رضيها او رغما عنهما، فسوريا مثلا مارست التدخل العسكري خارج حدودها مرة في عام 1963 لنصرة البعث العراقي كما اسلفنا ومرة  في العام 1975 عندما اجتاح جيشها لبنان، الطريف ان الدائرة دارت على سوريا اليوم واذا بها تتحول الى ميدان لقتال جيوش وميليشيات على ارضها، علما ان الهزيمة حالفتها في العراق عام 1963 وفيما بعد في لبنان كذلك عندما اجبرت على سحب قواتها منها.
جدير بالذكر، ان الدول العربية، هي الاكثر من بين دول العالم، بعد القوتين العظميين : امريكا والاتحاد السوفيتي السابق، في مجال التعاطي مع التدخلات العسكرية من حيث ارسا ل جيوشها الى خارج اوطانها لمقاتلة الغير اوترحيبها بجيوش من خارج اوطانها، ففي اواخر الستينيات من القرن الماضي وصل الالاف من افراد الجيش الشاهنشاهي الايراني الى سلطنة (عمان) بناء على طلب من سلطان عمان لمقاتلة القوات ذات النزعة الشيوعية في اقليم ظفار والتي كانت مدعومة من اليمن الجنوبي السابق. ولقد تمكنت القوات الشاهنشاهية والعمانية من القضاء على ثوار ظفار.
لم تكن استعانة (عمان) بالايرانيين وليس بالدول العربية عملا عربيا فريدا من نوعه، دولة عربية تستعين بأيران وليس بالدول العربية اذ سبق وان استقدم (سيف بن ذي يزن) قبل قرون الجيش الفارسي لحماية امارته من قبائل عربية.وبقي ذلك الجيش ما يقارب ال 7 سنوات في تلك الامارة.
والامثلة تترى على التعاطي العربي مع التدخلات العسكرية سواء في المطالبة بالتدخلات او القيام بارسال قوات عربية الى خارج حدود بلدانها. ففي الستينيات من القرن المنصرم، وصل اليمن جنود مصريون للقتال الى جانب قوات الرئيس (عبدلله السلال) ضد قوات الامام بدر بن يحيى. وفي الربع الاخير من القرن عينه، وبناء على مناشدة من الرئيس الزائيري (موبوتو) ، بعث الملك المغربي حسن الثاني بقوات له الى زائير  = الكنغو الديموقراطية الحالية لاخماد ثورة شعب اقليم شابا والدفاع عن نظام (موبوتو) الذي انهار هو ونظامه فيما بعد. وهكذا نجد ان جميع التدخلات العسكرية العربية لم تكن عادلة بدليل فشل جميعها في تحقيق اهدافها، لانها رمت الى صيانة نظم ديكتاتورية وحكام طغاة وضد شعوب مغلوبة على امرها.
عدا دول عربية، فان الدولتين العظميين امريكا والاتحاد السوفيتي السابق كانا من اكثر الدول اقحاما لجيوشهما في حروب خارج حدودهما، ففي عام 1956 اقتحم الجيش السوفيتي، (هنغاريا) وقمع ثورة شعبها الرافض للاحتلال السوفيتي والنظام الشيوعي المفروض عليه (على الشعب الهنغاري) ، وفي عام 1968 دخل ذلك الجيش جيكوسلوفاكيا وقمع مطالبة الشعب الجيكوسلوفاكي بالحرية، وفي ثمانينيات القرن الماضي، اجتاحت الجيوش السوفيتية افغانستان لاسناد الحكومة الشيوعية الموالية للسوفيت. وبعد سنوات توجت التدخلات العسكرية السوفيتية في افغانستان بالانسحاب وكذلك في اوروبا الشرقية التي انهارت فيها النظم الشيوعية كافة وانهار حلفها العسكري (وارشو) .
جراء صراع القطبين في القرن الماضي وتدخلاتهما العسكرية لاجل حماية النظم الدكتاتورية الموالية لهما، لاننسى ان القطب الاعظم الاخر (امريكا) تورط بدوره في اكثر من تدخل عسكري، مباشر وغير مباشر، ففي عام 1962 ان لم تخني الذاكرة، تدخلت امريكا في الشان الكوبي عبر معارضين كوبيين فكانت واقعة خليج الخنازير وفيها منيت امريكا بهزيمة نكراء وفي عام 1975 تعرضت الى نكسة اخرى في اقطار الهند الصينية : فيتنام الجنوبية، كمبوديا، لاوس، وفي ثمانينيات القرن الماضي تدخلت عسكريا في (كرينادا) بأمريكا الوسطى واجبرت الضباط اليسارين الانقلابيين على التنحي عن سلطة  الانقلاب وللحيلولة دون ظهور (كوبا) ثانية في تلك المنطقة.
مما تقدم يتبين، ان التدخلات العكسرية في القرن العشرين جاءت في معظمها لاسناد الدكتاتوريات ضد الشعوب، سواء التي ما رستها دول عربية او القطبان المنوه عنهما، لذا باءت اي التدخلات العسكرية تلك في معظمها بالفشل. دع جانبا عدم ارتياح الشعوب من خوض جيوشها حروبا خارج اوطانها. وامل ان لا يفهم من كلامي هذا، ان كل تدخل عسكري دولي مدان او مرفوض، فثمة تداخلاتا عسكرية تثمن وتمجد،كالتدخل العسكري الهندي في باكستان الشرقية (بنغلاديش الحالية) عام 1972 الذي انقذ البنغلاديشيين من ظلم وطغيان حكام (باكستان الغربية) اي (باكستان الحالية) . ومن التدخلات العسكرية الايجابية، التدخل العسكري الفيتنامي في كمبوديا، وذلك في ثمانينيات القرن الفائت الذي ازال حكم (بول بوت) الكابوسي الرهيب، والقول نفسه ينسحب على التحالف الدولي الذي ضم نحو (30) دولة عام 1991 لاجبار القوات العراقية على مغادرة الكويت واعادة الحرية والاستقلال الى شعبها. لقد ادى ذلك التدخل الى تدخل اخر. ايجابي ايضا، الا وهو اقدام ذلك التحالف على حماية شعب كردستان من القوات العراقية الصدامية وفرض منطقة حظر جوي على الجزء الاكبر من كردستان العراق، والذي نجم عته قيام نظام ديموقراطي في كردستان العراقية وحركة عمرانية عظيمة، وبعد سنوات على تحرير الكويت من النظام العراقي  وبطلب من المعارضة العراقية اسقط ذلك النظام عام 2003 وذلك بفضل التدخل العسكري الخارجي.
نخلص لمامر، ان التدخلات العسكرية في ظل نظام القطب الواحد، اتت في معظمها ان لم نقل في جميعها لصالح الشعوب المضطهدة، فالتدخل العسكري للناتو في البلقان، انصف المسلمين بتاسيس دولة لهم، كما ساعد على تثبيت الاستقلال لشعوب (كرواتيا) و (مقدونيا) ايضا، ويقدر عاليا قيام الاتحاد الافريقي بارسا له لقوات اممية افريقية الى الصومال لمنع وصول حركة المجاهدين  الشباب الى الحكم. وقبله توجه (الناتو) الى افغانستان عام 2001 والذي اسفرعن ازاحة (طاليبان) عن الحكم، ثم ان العرب في (ربيعهم العربي) عين على التدخل العسكري الخارجي لأجل تحقيق الانتصار لثوراتهم. ويبدو ان االتدخل العسكري الدولي اوالخارجي  ضروري وشرط للتغيير سيما في عصرنا هذا ولقد كان الليبيون على حق يوم طلبوا العون من (الناتو) والجامعة العربية لقلب نظام القذافي، ويتطلع السوريون منذ فترة الىى تدخل عسكري خارجي لينهي معاناتهم من جور نظام الاسد ان مايميز التدخل العسكري في سوريا حالياً عن تدخلات عسكرية دولية سابقة  هو انه غير معلن الى الأن، اضف الى ذلك ان اكثر من  طرف يمارس التدخل فيها دولي (ايران،العراق،روسيا) وعلى صعيد المنظمات  (حزب الله، القاعدة)، والذي في معظمه(التدخل الحالي) يصب في صالح النظام السوري
في الختام، ان التدخل العسكري العراقي الايراني وتدخلات حزب الله والقاعدة والدعم العسكري الروسي  لنظام الأسد غير المعلن في سوريا سيواجه المصير نفسه للتدخلات العسكرية لدول عربية والقطبيين المذكورين في القرن الماضي، وان غدا لناظره قريب.


•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com

375
كل ثلاثاء: خبر وتعيب
عبدالغني علي يحيى

فاشلون يحكمون العراق!
نعت د.أياد علاوي رئيس القائمة العراقية السنية السياسيين العراقيين بـ(الفاشلين) في ادارة البلاد، ودعا الشعب الى عدم انتخابهم مرة أخرى، وعد نفسه واحداً من (الفاشلين). عليه اذا كان صحيحاً ما قاله، فلماذا يعلق الآمال على (الاجتماع الوطني) المرتقب لحل مشاكل العراق والذي يحضره (الفاشلون) من أمثاله طبعاً؟!

خط أحمر وضوء أخضر!
حذر مسؤول عراقي من ان الأعتداء على إيران (خط أحمر) بالنسبة للعراق! في وقت يبدو ان الاعتداءات التركية والأيرانية بشكل شبه يومي على مناطق كردستان العراق الحدودية ضوء أخضر الى المعتدين، ليس للعراق اعتراض عليها (الاعتداءات).

محتل أفندم !
تم جمع (400) الف توقيع واكثر بهدف إجلاء القواعد العسكرية التركية من كردستان العراق، لكن الأتراك وكأن في آذانهم وقر، ماضون في احتلالهم لأجزاء منها، بحيث بات الجميع على قناعة من أنهم لن يخرجوا إلا على اسنة الرماح وسماع صليل السيوف، ما يعني ان على الكرد ان يستعدوا لمعركة تحرير من نوع أخر.

(الهاشمي) المناسب في (غوانتانامو) المناسب!
من تداعيات قضية (طارق الهاشمي) نائب رئيس جمهورية العراق والمتهم بالضلوع في الأرهاب تكاثر الأدلة الجرمية وغيرها ضده مثل اعترافات العشرات من افراد حمايته ومقربيه بتورطه وهم في الأرهاب، واخيراً وليس آخراً اتهام عشيرة طالبان الكردية له بقتله لأحد افرادها....الخ من التهم التي تهون امامها تلك الموجهة الى نزلاء معتقل (غوانتانامو).

(العراقية)..أشد كفراً ونفاقاً!

جاءت مواقف الكرد في الشهور الاخيرة في معظمها لصالح قائمة (العراقية) السنية، مثل (مبادرة البارزاني) و(اجتماعات بيت الطالباني، وايواء الكرد للهاشمي...؟. الطريف ان (العراقية) رفضت بشدة الغاء قرارات لجنة شؤون الشمال الذي الغي بموجبه التعريب، وعدت (دستور كردستان) بمثابة مشروع انفصال، وذهب بعض من قادتها حد القول بعدم إدراج المادة (140) في جدول اعمال (الاجتماع الوطني) المقبل..الخ من المواقف التي تدفع بالكرد الى القول: ان العراقية اشد كفراً ونفاقاً.

أنصر أخاك ظالماً..
يصر العرب السنة في العراق على براءة الهاشمي وعده بطلاً قومياً حتى انهم سموا العشرات من المواليد الجديدة باسمه و ذلك وسط تزايد القناعة بتورطه في الارهاب حتى لدى الكرد من حماته، والأصرار نفسه ازاء(المطلك) و(حيدر الملا) و(سليم الجبوري) بخصوص رفع الحصانة عن الأخرين والقائمة تطول في القادم من الايام لاشك، أما القضاء العراقي في ملاحقة لهم فلا ينطق عن الهوى وأبعد ما يكون عن (فبركة التهم) أو(التهم الكيدية) كما يحلو لمناصري تلك الرموز ترديده.

لغة أرقام لاترحم.
حسب النائبة (مها الدوري) ان شركة kmbj كشفت عن اختفاء 34 ترليون دينار عراقي من ميزانية عام 2008 وفي كشف اخر، ذكر ان المبالغ المخصصة للمنافع الاجتماعية للرئاسات العراقية الثلاث تكفي لأعالة(8) ملايين عراقي، اما عن حجم اشكال اخرى من الفساد فحدث ولا حرج، ففي العام الماضي وحده احيل الى القضاء 5600 شخص بتهم الفساد ز كما كشف النقاب ان عدد حمايات المسؤولين بلغ (25000) شخص..الخ ونعود الى الدوري التي قالت :ان العجز في ميزانية وزارة التجارة بلغ ترليوني دينار!!.

حرية الكردية محدودة
عارضت جماعة من المجلس الاسلامي الاعلى مواداً في دستور كردستان وتهجمت (العراقية) على الحق الدستوري للكرد حسب النائب الكردي(محما خليل).. علماً ان الشعب الكردي او برلمانه يبتان في ممثل هكذا أمور. اولستم معنا اذا قلنا ان بين الحرية والقادة العراقيين واد عميق وسحيق وهؤلاء القادة لا يؤمنون أصلاً بحق الشعوب في تقرير المصير؟..

المحافظ أم قائد الفرقة؟
شوهد إعلان في فضائية موصلية يدعو المواطنين الى الاتصال بارقام موبايلية لغرض احاطة قائد الفرقة الثانية بالموصل بشكاواهم ومعاناتهم، ترى متى كان النظر في هكذا دعاوي من اختصاص العسكر وفي الموصل محافظ ومجلس محافظة ومؤسسات معنية بشؤون الناس؟

ناشطون قبليون.. ناشطون طائفيون!
في الاعوام الاخيرة حل مصطلح ناشط محل مصطلح مناضل من اجل قضية عادلة ما، مثل الناشط في مجال حقوق المرأة أو حقوق الانسان..الخ وقبل ايام اطلق المصطلح على قبليين اقتحموا فضائية كويتية بدعوى اساء تها لقبيلتهم، والنظام القبلي كما تعلمون مرفوض وتكاد البلدان العربية وحدها المبتلية بالعشائرية وتأسيسا على ماذكر فان الطائفيين ناشطون ايضا، وفي احدى الفضائيات قرأنا: ان ان الجمهورية الفلاني سيصوت للطائفية واخر للقبلية!!

النفط والفضائيات!
في الموضوع (الشرق-أوسطي) المتأزم، يتعرض النفط والفضائيات الى قدر شبه متساو من الضربات، ففي (سيناء) تم نسف انبوب الغاز المؤدي الى اسرائيل والأردن من مصر للمرة ال12 وفي سوريا استهدف انبوبان للنفط والغاز للتفجير بمنطقة جوير وتلبية. وتعرض انبوب للنفط عراقي في تركيا الى التفجير قيل ان pkk اعلن مسؤوليته عن ذلك، فيما تشكو فضائيات: الجزيرة والعربية وفضائيات عربية اخرى من التشويش المتعمد كلاهما سلاحان فعالان (النفط والاعلام) في المعركة.

تهديدات!
قال (لاريجاني) رئيس مجلس الشورى في ايران، من انهم سيقطعون ايدي من يغامرون في الخليج، فيما قال قائد عسكري ايراني (سنجعل من أراضينا مقبرة للغزاة)..الخ من التهديدات التي تعود العالم على سماعها من القادة الايرانيين منذ أعوام. فألى متى يسمتر القادة الايرانيون على شحن الاجواء بالوعيد والتهديد والبغضاء، الا يخشون من ان تنقلب الامور عليهم في النهاية؟

اين تقع عاصمة (دولة العراق الاسلامية.. اين تقع مزبلة التأريخ؟؟
بين حين وحين نسمع عن اعتقال وزير للاعلام أوالمالية او الاوقاف أو الزراعة.. الخ من وزراء(دولة العراق الاسلامية) وذلك في مدن متفرقة مثل: الموصل وبغداد وبعقوبة.. الخ.. هنا يحق لنا ان نتساءل: اين يقيم هؤلاء الوزراء ولماذا يعتقلون في أماكن متفرقة، وكم يبلغ عددهم، اذ يكاد لايمر شهر دون ان يعتقل فيه وزير لها؟. قبل اعوام تساءل كاتب عن موقع مزبلة التأريخ، ونحن نتساءل عن عاصمة لدولة العراق الاسلامية تضم وزراءها ووزاراتها التي مكانها لاشك مزبلة التأريخ!

عد تنازلي!
في نهاية عام 2011 انسحب اخر جندي امريكي من العراق، وقبل ايام اعترفت واشنطن بفشل ابقاء 3000 جندي لها في العراق وقررت تخفيض اعداد العاملين في سفارتها ببغداد مع تقليص قنصلياتها في البصرة وأربيل وكركوك... على امريكا ان تعلم بان من الصعب ايجاد موطي قدم لها في العراق وعليها سحب ما تبقى من موظيفها ورعاياها في هذا البلد وتقطع كل علاقاتها به قبل ان ترغم على ذلك.

الامريكي والصهيوني والعربي!!
لم يعد حسن نصر الله يميز في قوله بـ(المشروع الامريكي الصهيوني العربي) لتصفية المقاومة، بين العرب من جهة وبينهم وبين الامريكان والاسرائيليين من جهة ثانية بوضعه للثلاثي هذا في خندق واحد، فتصوروا نصرالله محرراً لفلسطين وهو يهاجم الجميع!

المصالحة ضد السلام!
عد (بنيامين نتنياهو) المصالحة بين (فتح) و(حماس) بمثابة ضرب للسلم والتسويةوقال ما نصه: (ان المصالحة الفلسطنية قضت على فرص السلام)! هكذا تصريح منه يبعث على التهكم والسخرية والذي يرى في الصلح وهو عمل مبارك عملا مناؤئاً للسلم!

كربلاء.. مرآة لمعاناة إيران
اذا أردت الوقوف على حقيقة الأوضاع في ايران فاذهب إلى (كربلاء) الشيعية المقدسة التي شكى تجارها من تقلب أسعار (التومان) والذين قالوا لصحف عراقية (ان الايرانيين بدأوا يشترون الدولالر بشكل كبير جداً، لأن عملتهم نتراجع يوماً بعد آخر بسبب زيادة العقوبات الاقتصادية عليهم، ولقد انخفض عدد سواحهم وقد يفكرون بغلق حدودهم)!!

مساع عراقية!
نقلت وكالات الأنباء خبراً عن مساعي عراقية تبذل من أجل حل الخلاف الامريكي ـ الايراني! هذا في وقت يجد العراق نفسه وقد غرق في بحر من المشاكل والخلافات بين قواه السياسية، ثم هل بمقدور العراق ان يأتي بجديد من الافكار لحل الازمة بين ايران والغرب؟. اعتقد انه بعقد مؤتمر الجامعة العربية ببغداد فان العراق يطلق افكاراً كثيرة اكبر من حجمه بكثير.

سوريا.. إلى السلاح والقتال..
قالت (الفايننشال تايمز): (أن  ما يجري في سوريا حرب أهلية) واضافت (ان روسيا تضخ اسلحة الى سوريا بنحو (5) مليارات دولار، فيما ترسل ايران اليها المال والسلاح) واشارت الاستخبارات الأمريكية الى ان (فيلق القدس الايراني يدعم الأسد). وفي تهديد ضمني للغرب حذر وزير الخارجية الايراني من ان (التدخل العسكري في سوريا يعني انفجار كل المنطقة).. من جانب آخر نوه (جون مكين) الى تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وفي تطور آخر ورد بان البنتاغون يراجع حساباته استعداداً لأي طلب من أوباما للتدخل في سوريا.
في سوريا.. الحسم العسكري يقترب لينهي حكم الأسد والتدخلات العسكري: الايرانية والروسية والعراقية في شؤونها.

محافظة مؤذية في حكومة مؤذية!
اتهمت (بان العبيدي) رئيسة الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين في محافظة نينوى، محافظة نينوى باتها الأولى بأمتياز في تنفيذ أوامر المركز فيما يؤثرويلحق الضرر باهالي نينوى، كأن تكون تقليل ساعات تجهيز الكهرباء أو تقليل حصة العوائل من النفط الابيض واستقطاعات في رواتب أو ايقاف توزيع الحصة التموينية فهي تتسابق مع باقي الحكومات المحلية من أجل ان تكون الأولى والأولى بامتياز في كل ما يؤثر ولا يعود بالنفع لأهالي المحافظة!!

•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق


376
مناصب الكرد الرفيعة ببغداد
نعمة عليهم أم نقمة؟.
                                                                                                                          عبدالغني علي يحيى
قبل نحو (40) عاما قال باحث عراقي في مجال النفط، أن النفط بدلاً من أن يكون نعمة للعراقيين صار نقمة عليهم، جاء ذلك على خلفية تخصيص الحكومات العراقية في السابق لميزانية ضخمة للجيش وقوى الامن الداخلي من الواردات النفطية، وما ترتب عليه من قمع غير مسبوق للعراقيين وللكرد منهم بالأخص وتراجع للخدمات، وعلى أثر إدراك هذه الحقيقة المرة، فأن سياسيين من مختلف الاتجاهات، نذكر منهم د.برهم صالح رئيس حكومة اقليم كردستان ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري. أخذوا ينادون بصرف جزء من تلك الواردات على شكل منح أو رواتب للمواطن العراقي.
ان القول بشأن تحول النفط الى نقمة على العراقيين ينسحب على المناصب السيادية الرفيعة للكرد في حكومة نوري المالكي التي منحت بسخاء رئاسة الجمهورية وحقيبة وزارة الخارجية. ورئاسة الأركان ومنصبي نائب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان الى الكرد ويتردد، ان منصباً حساسا اخر سيسند اليهم ألا وهو جهاز المخابرات والذي استبشربه الكرد مقدماً، اضف الى المناصب تلك، مناصب اخرى تتميز بالأهمية والخطورة بشكل يوحي للمتلقي غير المطلع على الشؤون العراقية وكأن الكرد سادة العراق وحكامه بعد ان كانوا السنة العرب، في حين نجد الكرد العراقيين يتفاقم استياءهم من خروقات حكومة المالكي في ظل تلك المناصب الرفيعة و المغرية لحقوقهم في ان، والتي ارغمت القادة الكرد من حيث يدرون أو لايدرون على تنفيذ مخططات النظام الطائفي القائم في العراق والتي تنتقص يوماً بعد اخر من حقوق الكرد القومية يليها انتقاص من حقوقهم المذهبية السنية حتما في المستقبلً، مثل الانتقاص من حقوق العرب السنة المذهبية حاليا.
ان تأييد الطالباني مثلا لنظام بشار الاسد قبل فترة وتذمر الامريكان منه على خلفية اتهامهم له بالتودد الى ايران ودعم الاسد كما اوردته صحف عربية وامريكية والذي يقود، بل قاد، بالتالي الي مناهضة مصالح عدد من الاطراف الغربية و (الربيع العربي)، علاوة على مجمل المواقف التي نسبت قبل فترة أيضاً الى وزير الخارجية هوشيار زيباري التي نصت على تأييد تركيا بخصوص الموقف من حزب العمال الكردستاني أو مع الكويت بخصوص بناء ميناء مبارك الكبير، يوحي باستخدام الحكومة العراقية للكرد من المتبوئين للمناصب الرفعية لديها، لتحقيق اهدافها، وبالتالي اهداف الحكومة الايرانية ايضاً والتي تتقاطع مع مصالح الكرد بدرجة اولى ومصالح العراقيين كافة بدرجة ثانية وشعوب (الربيع العربي) بدرجة ثالثة، مايؤدي في النهاية، الى تكوين صورة قاتمة عن الدور الكردي على مختلف الصعد الكردية والعراقية والاقليمية والدولية والا ما معنى هذا التحول المفاجئ في سياسة الحكومة العراقية التي اتهمت مراراً الحكومة السورية بأدارة الجزء الاكبر من العمليات الارهابية في العراق؟ يقينا ان هذا التحول املته المصالح الايرانية الداعمة لنظام بشار الاسد
وليس منصب رئاسة الجمهورية وحده يصب في الاتجاه الذي ذكرناه، انما المناصب الرفيعة الاخرى كذلك، مثل منصب وزيرالخارجية. وكيف ان زيباري وضع في الواجهة لمعارضة حزب العمال الكردستاني بعد أن كان اداء هذا الدورينفذه ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق ومن بعده الرئيس الحالي نوري المالكي بشكل غير مباشر واللذان جراء تواطئهما مع الاتراك في وقت سابق لم يعودا مرغوبين لدى الشعب الكردي، لقد انسحب هؤلاء من الواجهة واحلوا بذكاء زيباري محلهم في تأدية الدور المدان.فما صدرعنه في انقرة، لم يكن مقبولاً لدى الكرد جميعاً، وعقب زيارته مباشرة شن الاتراك هجوماً جوياً وبرياً واسعاً على كردستان، ويخطيء من يعتقد ان الاجتياح التركي لأجزاء من كردستان العراق جاء كتحصيل حاصل لمقتل نحو (25) جندياً تركياً في منطقةهكاري على يد مقاتلي حزب العمال الكردستاني فلقد سبق لأردوغان وان المح في شهر رمضان الفائت الى النية في ملاحقة هذا الحزب داخل الارض العراقية والاعتزام على اعتقال المئات من اعضاء حزب السلام والديمقراطية الكردي في تركيا بعد انتهاء الشهر المذكور.
وهكذا يسعى النظام القائم في العراق على ضرب الكردي بالكردي وتشويه صورة القادة الكرد اماما شعبهم الكردي والملاحظ في تفاقم التوتر مع الكويت، وشحن النفوس الشيعية والسنية ضد الكويت، سعي النظام المالكي الى صب جام الغضب الشيعي والسني على زيباري واظهاره بمظهر الخائن للقضايا العراقية وهو ليس كذلك، فكان ان خلت اللجنة الفنية التي تشكلت قبل فترة لمتابعة الخلاف حول الميناء المذكور من اي ممثل عن وزارة الخارجية.
 ما لا بحمد عقباه، ان يتعارض ما ارغم القادة الكرد على تنفيذه من قبل حكومة المالكي مع رغبات المواطن الكردي في التعامل مع الدولتين ايران وتركيا، ومع كرد سوريا وتركيا وايران من جهة وخلق حالة من التقاطع بين القادة الكرد انفسهم من جهة ثانية ففي الوقت الذي ايد فيه الطالباني الاسد، فان على النقيض من ذلك ايد نيجيرفان البارزاني حراك الشعب السوري ضد نظامه لذا ليس من مصلحة الكرد اتساع الهوة بين مواطنيه وقادته، اذ لاينكر ان الشعب الكردي يؤيد ويساند بقوة ثورات الكرد والاحزاب التي تقودها في تركيا وايران وسوريا ولاريب ان المرحلة التي يمر بها الكرد العراقيون منذ سنوات، ما زالت في نصفها تحررية ان جاز القول عليه فأن التقاطعات بين القادة الكرد وشعبهم من شأنها ان تعمق الهوة بينهما واي تقاطع من النوع الذي ذكرته يضر بوحدة الكرد العراقيين ومستقبلهم وسيكون المستفيدالاول منه الحكومات العراقية والتركية والايرانية والسورية ناهيكم لخلقه الاحباط في نفوس الكرد سيما في الدول التي تشهد حراكا كرديا من اجل نيل حقوقهم القومية.
بقي ان نعلم ان على القادة الكرد الذين لايشك أحد في اخلاصهم للقضية الكردية وحرية الشعب الكردي، ان يقوموا بمراجعة للسياسات التي يمارسونها والتي اشرنا اليها والمعبرة عن اهداف ومصالح حكومات المالكي واحمدي نجاد واردوغان والاسد والمرفوضة من قبل الكرد، وان يتركوا الصراع مع تركيا والكويت وايران والسورية لاقطاب النظام القائم في العراق وحكومة المالكي ان تبوأالكرد للمناصب السيادية ببغداد جعلتهم تلقائياً وجهاً لوجه مع خصوم ايران والحكومة العراقية. معبرين عن مصالحهما ومصالح تركيا وستكلفهم هذه المناصب وما ترتب عليها من موقف مناهض للربيع العربي في سوريا وللكويت وللشعب الكردي في تركيا في النهاية ثمناً باهضاً.
ان الاحداث الراهنة ومنذ شهور تفيد بتعميق التقاطع بين الكرد والحكومة العراقية، ومن الأمثلة على ذلك، تأييد ومساندة حكومة المالكي بقوة لحكومة بشار الأسد مقابل دعم واسناد حكومة أقليم كردستان للمعارضة السورية والكردية منها ضد حكومة الأسد، وفي قضية الهاشمي نجد كيف ان بغداد تصر على تسليم الهاشمي الى قضاء العراقي في حين ما زالت حكومة الأقليم تتمسك به وترفض مطلب بغداد، ما أوردته كان على سبيل المثال لا الحصر.
وهنا لا يمكن للمرء إلا ان يوافق الشيخ ادهم البارزاني في قوله يوم 5-2-2012 من ان العراق اذا استعاد قوته العسكرية فأنه سيستخدمها ضد الشعي الكردي، وان اسهام الكرد في تحسين الوضع المتأزم في العراق سيعود بالضرر عليهم، على الكرد لذا في ضوء ما تقدم على الكرد تقييم مناصبهم ببغداد والابتعاد بها خدمة النظام القائم، وعن مجمل المواقف التي من شأنها ان يقويه لأنه وكما قال الشيخ ادهم البارزاني لن يدر بالمنفعة عليهم.

Al_botani2008@yahoo.com
 



377
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

                                                                                                               عبدالغني علي يحيى

حكاية سفارة!
استغرب العالم من استخدام واشنطن لطائرات بدون طيار لحماية سفارتها ببغداد، وقبل ذلك استغرب من تعيين (20) الف موظف في تلك السفارة، وفوق هذا فان الوجود الأمريكي يبقى على صفيح ساخن في العراق، اذا بقي الحال على هذا المنوال، ويكون مشروع استهداف دائم سواء من قبل الجماعات المحظورة وغير المخطورة ايضاً كالتيار الصوري، على أمريكا الكف عن ممارسة الطلعات الغريبة وتفكر بحل جذري للقضايا العراقية.

صدقت يا كميلة
استبعدت النائبة كميلة الموسوي من أن تؤثر عودة نواب العراقية الى  مجلس النواب العراقي، على الوضع الأمني، لأن الأرهاب لن يلقي بسلاحه في ظل كل المناخات، وما على العراقيين من قبل ان يدخلوا في أزمة جديدة ان يفكروا بحل صائب وعقلاني لمعاناتهم المزمنة.

إذا دخل الملوك (العراق) أرهبوا سكانه!
تقول بغداد ان لديها (3) أمراء سعوديين من العائلة المالكة محكومون بالأعدام لأرتكابهم جرائم مصنفة على الأرهاب وفي خبر آخر، ان السعودية تسعى من خلال رسائل سرية لمبادلتهم بسجناء عراقيين لديها محكومون بالأعدام!

السفير العاصي!
اتهم مقتدى الصدر سفير العراق لدى السويد حسين مهدي العامري بأنه من العصاة! واعلن براءته منه ومطالباً في الوقت ذاته بأن يترك منصبه للفور!. الصدر لم يعد يكتفي بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق إنما الخارجية كذلك، ما يدل على تنامي ظاهرة تعدد مراكز القوى في العراق!

تنازل (العراقية) المقبل!
على مدى الشهور الماضية عرفت قائمة العراقية بتقديم تنازلات بين حين وآخر امام (دولة القانون) آخره اعادة نوابها إلى مجلس النواب، ومن المتوقع ان تعقبه عودة وزرائها الى الحكومة ايضاً اضافة الى تخليه عن مجلس السياسات العليا، هنا لا مناص إلا ان نتساءل: لماذا الأنسحاب ثم العودة؟ والمالكي صلب لم يحقق اي مطلب لها، بل ان أحد نواب (التحالف الوطني) الشيعي استبعد حتى موافقة للمالكي على طلب لعلاوي بمقابلته بسبب من تذبذب مواقف الأخير على حد قوله!

واكثرهم (للانفصال) كارهون!
تتعالى تحذيرات الكثيرين من تقسيم العراق وسوريا مفضلين استمرار القتل والأضطهاد فيهما للمحافظة على (وحدة قسرية) مرفوضة فيهما والتي حلت منذ زمن محل (فرق تسد) بعد ان وجد الطامعون في ثروات الأمم (وحد تسد) اجدى من (فرق تسد) وكما يقال ان (اكثرهم للحق كارهون) فان الانفصال ما برح مكروهاً لدى الاكثرية من حكام الدول، وهيهات تصور سلم او ديمقراطية في بلدان المنطقة ذات التعددية القومية والدينية والمذهبية دون فصل مكوناتها عن بعضها بعضاً.

لا تنه عن خلق وتأتي مثله!
اسدى اردوغان نصجة مرصعة بالتهديد إلى القادة العراقيين من مغبة تشجيعهم للتناحرات الطائفية، وعقب نصيحته التهديدية اتهمته المعارضة التركية بالسعي لاشعال النزاعات الطائفية في العالم الاسلامي. وصدق الشاعر حين قال: لا تنه عن خلق وتأتي مثله...عار عليك اذا فعلت عظيم.

طبيبان عليلان: إيراني و..
طالبت الحكومة الأيرانية بشار الأسد باجراء انتخابات حرة والسماح بالتعددية الحزبية! صح القول: (طبيب يداوي الناس وهو عليل) ففي حينه رفضت تظاهرات شبه مليونية للاصلاحيين في طهران نتائج الانتخابات التي فاز فيها المحافظون بدعوى انها لم تكن حرة أو نزيهة، اضف الى ذلك غياب الحياة الحزبية بالمرة في ايران.

..وآخر تركي!
نصح داود أوغلو وزير الخارجية التركية الحكومة العراقية بالانفتاح على المكونات الأجتماعية العراقية كافة واحتضانها، في وقت تهمش وتضطهد حكومنه (25) مليون كردي وقبل فترة توعدت بتهجير (100) الف أرمني من تركيا!

إرضاءً للروس والصينيين!
ذكر ان تعديلات ستدخل على مقترح للأمم المتحدة بهدف معالجة الأزمة السورية، لأجل أرضاء الروس والصينيين، وليس الشعب السوري، وعلى ان يتضمن المقترح تنازلات للطرفين الدوليين المذكورين!.

خبرة نجاد الديمقراطية !
ندد الرئيس الأيراني الغرب ومن (ليس لديهم خبرة في الديمقراطية! على حد قوله بتخطيط لهم لضرب سوريا، ان من يسمع هذا الكلام منه قد يذهب به الأعتقاد بان نجاد كله خبر وتجارب في الديمقراطية والحرية علماً ان بلده يفتقر إلى ابسط الحريات وان (خبراتهم) اوصلت بسوريا إلى الحالة المزرية التي تعيشها!

طاليبان في الطريق!
اجراء مفاوضات بين الحكومتين الباكستانية والأفغانية وبين (طاليبان) في السعودية بمباركة أمريكية، كان متوقعاً في أجواء الانفتاح الامريكي على الاسلام السياسي كله في العالم، معتدلاً كان ام متطرفاً، وان عودة طاليبان و الحالة هذه الى الحكم مسألة وقت ليس إلا ولا يستبعد ان تسلم مقاليد الحكم في الصومال الى حركة المجاهدين الشباب.

كنوز ملك ملوك أفريقيا
ذكرت اوساط جزائرية، ان سيف الاسلام القذافي كشف عن كنوز والده للسلطات الليبية لقاء تسليمه الى محكمة الجنايات الدولية كان ذلك لاجل التمتع بالحياة ولو لسنوات، يقال ان الملكة فكتوريا عندما كانت تحتضر ابدت الاستعداد لتهب كل ما تملكه من مال مقابل دقيقه واحدة من الحياة.

قصر نظر راؤول
اعلن راؤول كاسترو عن حملة واسعة ضد الفساد في بلاده مدافعاً في ذات الوقت عن نظام الحزب الواحد (بوصفه حصناً منيعاً بوجه الأمريكان) كما قال. مسكين راؤول الذي لم يدرك ان الفساد في كوبا ناجم عن حكم الحزب الواحد، وان المتمسكين بهكذا لون من الحكم هم الاكثر عرضة للسقوط امام شعوبهم اولاً والأمريكان ثانياً.

بعد خراب البصرة!
 اعلنت الحكومة اليمنية انها منهمكة في بحث الوضع في بلادها بعد سيطرة (القاعدة) على مدن عدة في اليمن، ترى ماذا تقول هذه الحكومة عن سيطرة الحوثيين في الشمال وحراك الجنوبيين لغرض الانفصال دع جانباً التظاهرات المناوئة لها والتي تشهدها المدن اليمنية كل يوم؟.

هل أتاك حديث السلفيين
والصوفيين في السودان؟.
ورد في الأخبار ان الاشتباكات تجددت بين السلفيين والصوفيين في ساحة المولد النبوي بمدينة (أم درمان) في السودان ومن (تجددت) يتبين ان الطرفين كانا في حالة (هدنة) فهل المؤمنون حقاً أخوة، أم اخوة أعداء؟ وما اشبه اليوم بالأمس البعيد عندما كانت الفرق الاسلامية تتناحر وتتقاتل!

إضطهاد الصحفيين بالجملة!
سرح اكثر من (100) صحفي واعلامي من صحيفة (ألوان) السودانية بعد قيام الأمن باغلاقها والاستيلاء على ممتلكاتها. وفي تركيا اعتقل مؤخراً نحو (90) صحفي معظمهم من الكرد.. ان من الصعب التمييز بين النظامين السوداني والتركي.. وكل نظام يضطهد الصحفيين فأنه على شاكلتهما.

جزاء (الكرد)!
اتهم مقتدى الصدر وبعض من انصاره الكرد، بأنهم المستفيدون من وراء الخلافات العراقية الشيعية والسنية وانهم يسعون الى تأسيس دولة في أجوائها، علماً ان الكرد كانوا وحدهم الاكثر حرصاً على الوحدة العراقية (مبادرة البارزاني في أربيل) و (الاجتماعات في بيت الطالباني) و (المؤتمر الوطني) الذي دعا اليد الطالباني..الخ من المساعي الحميدة للقادة الكرد. ان جزاء الكرد كجزاء سنمار!

تلويح متأخر!
لوح الرئيس مسعود البارزاني، وهو محق، بأحتمال أن يكف الكرد من لعب دور الوسيط بين الفرقاء العراقيين المتخاصمين، لقد كان عليه ان يقدم على هذه الخطوة في وقت سابق يوم لم يحترموا توقيعه بعد (مؤتمر أربيل) وقاموا وما زالوا باستفزازات متواصلة ضد الكرد.

عنصرية الاتراك
قالت صحيفة (الغارديان) البريطانية ان (محاولات تركية تجري لأغراء العرب بطريقة تثير عنصرية الأتراك) كيف؟.


•   Al_botani2008@yahoo.com

378
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب

                                                                                                                         عبد الغني علي يحيى
كل شيء هاديء في (حي العدل)!
قالت د.امل كاشف الغطا نائبة سابقة في مجلس النواب العراقي: (ان لا صحة لما قيل عن توترات طائفية في منطقة حي العدل، انها امنة لا نزاعات فيها) ذكرني قولها برواية(كل شي هاديء في الميدان الغربي) لريمارك. من الان انتظروا التقارير حول الموقف في الاحياء العراقية نعم: (كل شي هاديء في..)

جميع المشاكل!
دعا بهاْْء الاعرجي رئيس كتلة الاحرار في (النواب العراقي) الي طرح جميع المشاكل التي تعتري العملية السياسية في المؤتمرالوطني)المزمع عقده. هذافي وقت تعجز فيه الكتل العراقية حتى على حل مشكلة واحدة!

الطائفية.. جريمة مخلة بالشرف!
طالبت النائبة العراقية صفية السهيل بتحريم (تداول المسائل الطائفية وعدها جريمة مخلة با لشرف! علما ان الطائفية مهما تفاقمت لايصح ادراجها في الجرائم المخلة بالشرف. ولا ننسى ان اكثرية العراقيين مصطفة تحت لواء الطا ئفية. على السهيل ان تعلم ان القوانين والقرارات اعجز من ان تتحدى الطائفية وان تبحث عن صيغ تنقذ العراقيين منها.

المسمار الاخير في نعش الوحدة العراقية!
ان فشل (المؤتمرالوطني) الحتمي في تحقيق اهدافه سيجعل من الدعوات الى تقسیم العراق اكثر مشروعية وجاذبية كون هذا الؤتمر الفرصة الاخيرة امام العراقيين للحفاظ على (الوحدة العراقيية) لما يجلبه من يأس واحباط، ولن يكون مصيره افضل من مصير مؤتمر أربيل.

نباح كلاب!
وصف مقتدى الصدر اراء (عصائب اهل الحق) بنباح الكلاب، فيما قال (قيس الخزعلي) المسؤول عن (عصائب..) بانهم يتبعون (مرجعية الشهيد الصدر) اي والد مقتدى. الوصف ذكرني بوصف اطلقه عبدالسلام عارف في حينه على المطالبين باطلاق سراح السجناء السياسيين في الستينات من القرن الماضي حين نعت مطاليبهم بنباح الكلاب، علما انه كان من بين المطالبين صفوة مفكري العالم مثل: سارتر وراسل وردنسون..الخ

حكومات داخل حكومة!
شدد حزب الله العراقي على عدم السماح لأية سفينة بالرسو في ميناء مبارك الكويتي إلا بامر منه معلنا كذلك مسؤوليته عن قصف للميناء بالصواريخ في وقت سابق. وحذر مقتدى الصدر موظفي السفارة الامريكية من التجوال ببغداد، واثناء ذلك شهدت كربلاء استعراضا عسكريا لما يسمى بـ(جيش المهدي) دع جانبا فتوى له قضت برفع اعلام سورية وبحرينية الى جانب العلم العراقي في اربعينية الحسين (ع). فأين انت يا مالكي من هذه الحكومات المتنفذة؟


مراعاة للتوازن!
عندما أدلى سليماني بتصريحه عن سلطان ايران على العراق و سوريا وحزب الله اللبناني. احتجت الاطراف السنية بقوة، ازاء ذلك تساءل نائب شيعي عن السبب في عدم توجيه احتجاج مماثل إلى تركيا ايضا!.

عروبة الهاشمي!
قال طارق الهاشمي، امام ضغوط القضاء العراقي عليه أنه يدفع ضريبة عروبته، وكأن العراق ليس عضوا في الجامعة العربية او ليس دولة عربية. الهاشمي دق على حديد بارد في زمن تراجع المتاجرة بالقضايا العربية، وعسى ان يكون أخر المتاجرين بها.

وماذا لو ألغيت صلاح الدين؟
نوه نائب عراقي الى ان مشروع الطالباني القاضي باعادة النظر في التقسيمات الادارية للمحافظات العراقية من شأنه ان يزيل صفة المحافظة عن صلاح الدين! ترى أولم يكن ظلما في حينه اقتطاع اقضية: الشرقاط وطوز خورماتو من الوصل و كركوك و اخرى من بغداد والحاقها بتكريت لجعلها مركز محافظة لا لشيء إلا لكون صدام حسين من أهل تكريت، ان التصحيح ضروري وحدود المحافظات ليست مقدسة!

الأعدام للمرؤوسين والتحفظ بحق الرؤوس!
أصدرت رئاسة الجمهورية العراقية احكام باعدام نحو 34 مدانا من العاديين بالارهاب. في حين ترددت تلك الرئاسة، سابقا في التصديق على احكام اعدام على اقطاب من النظام السابق، ترى ايهما الاولى بأشد القصاص الرئيس أم المرؤوس؟

كردستان.. الأسكيمو.. قبرص
ورد على لسان الراحل دنكتاش: ( ان سكان الاسكيمو يناضلون من اجل قضيتهم والجليد يحاصرهم من كل جانب أما نحن فنناضل والمياه تحيط بنا من كل صوب. نسي ان يضيف ان الكرد في نضالهم محاطون ببشر على دينهم. اظلم واقسى بالذي يحيط بالاسكيمو والقبارصة الاتراك! !

وماذا عن (الحزام الاخضر)؟
كثر الحديث عن مظالم الأسدين: الاب والأبن بحق الشعوب السورية والتي تهون كثيرا امام تلك التي انزلت بالكرد السورين فمثلا قلما يجري الكلام عن (الحزام الاخضر) العنصري السيء الصيت أو حرمان الالوف الكردية من الجنسية السورية، فحق الكرد السوريين في تقرير مصيرهم بما في هذا الحق، حق تأسيس دولتهم القومية التي يزيد سكانها و مساحتها على عدد سكان و مساحة دول خليجية عدة فيما لو أعلنت.

حكومة كردستان الاستهلاكية!
ذكر مصطفى عبدالرحمن رئيس اتحاد المصدرين في كردستان لاحدى الصحف: (ان حجم صادرات اقليم كردستان من مختلف المواد لم يتجاوز الطن وربع الطن من المواد خلال عام 2011 في مقابل بلوغ قيمة الاستيرادات اكثر من (5) ترليونات دينار عراقي)!

أسرار أربيل.
كشف صحيفة باس الكردية ان اربيل احتضنت الأسبوعين الماضيين اجتماعات سرية لعدد من كبار المسؤولين الامريكيين والاوربيين والاقليميين ومعارضين سوريين تمت بعيدا عن اعين الاعلام فـ(سمير جعجع) مثلا اتصل بنائب وزير الخارجية التركية فيها وتزامنت زيارته مع زيارة وليم بيرنر نائب وزيرة الخارجية الامريكية، ويرجح المراقبون ان تكون الاجتماعات السرية قد بحثت الشان السوري، وذكرت الصحيفة ان مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي نظم تلك الاجتماعات حسب قول الصحيفة رفض ان يدلي باي تصريح لها، والتي اضافت بان زيارة برهان غليون السرية اتت في الأطار نفسه. وعند بعض المراقبين ان هذه الزيارات والاجتماعات اشارة الى ان كردستان صارت مطبخ القرار السياسي لقضايا مصيرية في المنطقة ما يعني تعاظما لشأن الاقليم الكردي.

الى متى تبقى تركيا مكتوفة اليدين؟.
هددت تركيا بانها لن تقف مكتوفة اليدين اذا شجعت الحكومة العراقية الحرب الطائفية، يذكر انه عند اندلاع الثورة السورية في العام الماضي قالت تركيا الكلام نفسه ومع ذلك وقفت متفرجة، ويوم قتلت اسرائيل عاملين من على سفينة الحرية التركية، نادى الاتراك بان صبرهم قد ينفذ و على اسرائيل الكف عن اختبار الصبر التركي. فقط لم يقف الاتراك مكتوفي الأيدي في اعتداءاتهم على شعب كردستان المسالم!

أردوغان ومشكلة العراق الوحيدة!
ذكر رجب طيب اردوغان ان للعراق مشكلة واحدة، وهو نوري المالكي! حقا ان للعراق مشكلة واحدة، ام أنه غارق في بحر من المشاكل؟.

طريقان امام التركمان العراقيين!
حذرت الجبهة التركمانية من ماسمته (مخطط تقسيم العراق و افراغه من التركمان). بلا شك ان تصريحه سابق لأوانه وحتى في حال تقسيم العراق فسيجد التركمان القسم الذي ينتهون اليه، و في استباق أخر منهم للاحداث (طمأن) أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية التركمان من ان (كركوك لن تنضم الى الاقليم (الشمالي))... على التركمان ان يحسموا امرهم اما بالانضمام الى العراق أو الى كردستان فالتقسيم أت لا محالة، ليكونوا صريحين اكثر ويضعوا مصلحة شعبهم فوق كل اعتبار!

خامنئي يأخذ الحكمة من أفواه المجانين!
اتهم الرئيس الايراني (نجاد) مستشاري (علي خامنئي) بالجنون! قد يكون في اتهامه الكثير من الصحة، فما يصدر من سلوك منذ أعوام من الحكومة الإيرانية يخالف العقل والمنطق ويدفع بالعالم الى حافة الحرب!

درس للمرؤوس!
اقرت الحكومة اليمنية الحصانة للرئيس صالح راس الظلم والفساد في بلاده والمتسبب في مقتل الالاف من الابرياء، الا انها حجبتها عن معاونيه و مرؤوسيه! فهل من يتعظ ياترى ذيول الطغاة في سوريا والسودان وغيرهما من البلدان المبتلاة بالدكتاتورية. ام يظلون على حالهم ولا يستفيدون من الدرس اليمني؟.

القرصان ذو حظ عظيم!
ورد في خبر ان اكثر من 90% من القراصنة يفرج عنهم بعد فترة وجيزة على أعتقالهم بذريعة عدم وجود مكان لمحاكمتهم، وهكذا حتى القرصنة طرأ عليها تغيير يدعو للعجب، ففي السابق كانت جثثهم ترمى في البحر لتكون طعاما للاسماك، و في عصر (العدالة والقانون) يطلق سراحهم بحجة الافتقار الى مكان لمحاكمتهم، دع جانبا ان معظم الدول ترفض تسلمهم كما رفضت دولة سيشل على سبيل المثال!


Al_botani2008@yahoo. com


379
حكومة المالكي.. إهانة الكرد من موقع أدنى
                                                                                                                          عبدالغني علي يحيى

تهديد قائمقام الخالص بقطع الطريق الدولي الرابط بين بغداد وأربيل، رداً على امتناع حكومة اقليم كردستان العراق، تسليم طارق الهاشمي نائب رئيس جمهورية العراق والمتهم بالضلوع في الارهاب الى القضاء العراقي، الذي جاء من درجة وظيفية دنيا ولكن بوحي من اعلى درجة وظيفية في الدولة العراقية طبعاَ، يذكرنا في جانب منه ببرنامج حكومي عراقي في عهد البعث ألا وهو (المعايشة من موقع أدنى) فوفق ذلك االبرنامج كان مسؤولون عراقيون كبار يمارسون مهامهم في مواقع ادنى من درجاتهم الوظيفية، كأن يمارس وزير عمله لمدة شهر مثلاَ في موقع المدير العام. علماَ ان البرنامج ذاك لم يتقدم بأي تحسن في التطوير بالأداء الوظيفي. وان القاسم المشترك الوحيد بين ذلك البرنامج وتهديد القائمقام المذكور، هو ممارسة حكومة المالكي للأهانة والاستفزاز ضد شعب كردستان وحكومته من موقع اداري أدنى وذلك لأجل التصغير وربما التحقير من شأن الحكومة الكردستانية، إذ ما معنى ان يقوم قائمقام الخالص على اقحام نفسه في قضية الهاشمي التي يجب ان ينحصر التعامل معها في ارفع المستويات الحكومية بين بغداد وأربيل؟ والذي لايختلف فيه اثنان، ان توعد القائمقام لابد وان يكون مخططاَ له ومدعوما بضوء اخضر من حكومة المالكي التي امعاناَ منها في التحقير والاهانة، لم تسند التهديد حتى الى درجة وظيفية اعلى (محافظ ديالى) الذي يتبعه القائمقام، أضف الى ذلك ألا يعني لا أبالية حكومة المالكي بالتهديد موضوع البحث عدم شعورها بالمسؤولية، سيما اذا اخذنا بالاعتبار ان قطع ذلك الطريق يعود بالضرر الى العراقيين كافة وليس الى شعب كردستان فقط؟
هذه ليست المرة الأولى تمارس فيها حكومة المالكي الأهانة من موقع ادنى تجاه حكومة كردستان، فقبل فترة، اثيرت ضجة كبيرة نتجت عن اجراء قضى بانزال العلم الكردستاني من على مباني الدوائر الحكومية في قضاء خانقين التابع بدوره الى محافظة ديالى والمشمول بالمادة (140) وتبين فيما بعد ان مسؤولين في تلك المحافظة من مستويات وظيفية متدنية كانوا وراء المطالبة بذلك الأنزال، وهنا ايضاً، ومما لا شك فيه، ان اولئك المسؤولين نفذوا تلك الاهانة نزولاً عند أمر من السلطات العليا، فالأدارة الحكومية المحلية في ديالى تعد الاكثر من بين الادارات الحكومية العراقية المحلية مبتلاة بالمشاكل كالارهاب والصراع الطائفي المتفاقمين والمطالبة بأقلمة المحافظة، عليه والحالة هذه فانها ليست بحاجة الى ان تضيف مشكلة خطيرة اخرى الى المشاكل التي تعاني منها.
واذا كان الحكام الصغار يتصرفون بوحي من حكام اكبر منهم، واقوى مثال ما بدر من قائمقام الخالص حيال الكرد، فلا يغيب عن البال ان سادة الحكام الاكبر، اشد لا اخلاقية في الاتيان بتوجيه الاهانات الى قادة الكرد من موقع ادنى ففي وقت سابق من العام الماضي، استقبل جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق في احد مطارات طهران من موقع حكومي ايراني جد واطئ، حين وجد الطالباني في استقباله موظفا بدرجة مدير عام في الحكومة الأيرانية، ويومها اثار السلوك الايراني المدان موجة سخط لم يسلم منها حتى شخص الطالباني الذي ما كان عليه ان يدع تلك الأهانة تمر مرور الكرام.
ان مشاكسة الكرد من موقع اداري و حكومي أدنى لها جذور و تقاليد تمتد الى انظمة حكم شوفينية عراقية سابقة، سيما في العهد البعثي الثاني (1968-2003) و قبله ولكن بدرجة أقل، ففي اوائل الستينات من القرن الماضي حرضت حكومة عبدالكريم قاسم الصحفي (يونس الطائي) رئيس تحرير صحيفة (الثورة) البغدادية والذي كان مقربا من قاسم ليدعو في مقال له بتلك الصحيفة الى صهر القومية الكردية في بودقة القومية العربية الأمر الذي اثار ليس نقمة الكرد فحسب انما العرب العراقيين الديمقراطيين وبالأخص الشيوعيين العراقيين الذين كان حزبهم يومذاك من اقوى الأحزاب العراقية، فيما لزمت حكومة قاسم جانب الصمت حتى النهاية. و في اوائل السبعينات من القرن الماضي وفي أجواء بيان أذار الذي اقرت به حكومة البعث مرغمة بحقوق واسعة للكرد واسفرت عن مشاركة الكرد في الحكم، ذهب قائمقام سنجار أحمد غانم العلي ضحية استخدامه من الجهات العليا في حكومة البعث لاهانة الكرد واستفزازهم، و في الفترة نفسها كان محافظ الموصل (سعدي عياش عريم) قد شرع بتنظيم استفزازات وإهانات ضد قيادة الثورة الكردية التي كان لها (5) وزراء في الحكومة العراقية آنذاك، واذكر كيف ان مسؤول الفرع الأول للحزب الديمقراطي الكردستاني السيد علي السنجاري تصدى بحزم وصلابة لعريم و قال للاخير مهددا: (إما انا ابقى في الموصل و إما انت) و على اثره اضطرت بغداد صاغرة الى استبدال ذلك المحافظ باخر.
ومن اساليبهم المهينة في التعاطي مع الشأن الكردي، انه في عام 1984 حصلت مفاوضات شبه سرية أو بالأحرى غير معلنة بين حكومة صدام حسين و بين الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الطالباني، وعندما باءت الفشل، انتظر العراقيون خلالها طويلا بيانا من الحكومة بخصوص ذلك التطور، وبعد مرور اسابيع، تحدث صدام حسين عن تلك المفاوضات بشكل غير مباشر، لدى زيارته لمعتقلين عاديين من أرباب السوابق و مرتكبى الجرائم المخلة بالشرف و من الشقاوات و في ذلك الموقع الهابط اوضح ما كان ينتظره العراقيون، وليس في مناسبة وطنية او دينية، امعاناً منه في اهانة الطالباني والكرد. ودار الزمان دورته، واذا بحبل المشنقة تلتف حول عنق صدام حسين عقابا له على ظلمه و لا اخلاقيته، مقابل صعود الطالباني لتبوء ارفع منصب في الدولة العراقية تقديرا من العراقيين لمواقفه النضالية المشرفة والنبيلة.
ويحفل التاريخ السياسي للحكومات العراقية بما فيها الحكومة الحالية باشكال من الاهانات ضد الكرد نفذت من مواقع دنيا بايعاز من مواقع عليا، و من الأمثلة ويا لكثرتها، في الثلث الاخير من القرن الماضي حرضت حكومة البعث الملا يونس السامرائي، وفي اطار التعريب و تصحيح القومية السيء الصيت، برد القبائل الكردية كافة عدا عشيرة بارزان الى أصول عربية وذلك في كتابه (العوائل و البيوتات والاعلام في شمال العراق). و في عام صدوره و بعد ايام من نشر الكتاب غامر الدكتور عبدالفتاح البوتاني ليفند ماجاء في الكتاب جملة وتفصيلاً، تحت اسم مستعار هو (عبدالقهار محمد البريفكاني) وفي مقال له نشر في صحيفة العراق البغدادية العدد 3008 في 21-12-1985.
عدا اليونسين الطائي والسامرائي، هناك مثقفون عراقيون أخرون ارتضوا لأنفسهم ان يتحولوا الى (مخلب قط) او (كماشة) في يد الحكام الشوفينيين بهدف تزييف الحقائق بخصوص الكرد ففي عام 1993 نشر الكاتب (ثامر عبدالحسن العامري) كتابا من عدة اجزاء يماثل في مضمونه ومحتواه كتاب السامرائي وخصص المؤلف الجزء 6 من الكتاب الموسوم (موسوعة العشائر العراقية) لتزييف الحقائق حول العشائر الكردية و بسببه كرم من قبل صدام حسين.
ختاما، ان الموظفين في المواقع الوظيفية الدنيا في الحكومة العراقية مدعوون الى اخذ الحيطة والحذر من احابيل الجهات العليا في الحكومة الرامية الى جعلهم ادوات طيعة في تنفيذ المؤامرات على الكرد وغيرهم، ولا يمارسوا مهاما خارج واجباتهم التي هي اصلا من اختصاص الجهات العليا في الدولة، وهو اختصاص غير مشرف، وعلى الحكام العراقيين ان يتعظوا من تجارب الحكام السابقين في مجال ممارسة الاهانة من موقع ادنى ضد الكرد، وان يضعوا نصب اعينهم المصير الذي انتهى اليه الحكام الجمهوريون العراقيون السابقون، ونسخة من الدعوة الى حملة الاقلام و الكتاب والمؤلفين، فالعصر لم يعد يطيق القفز على الحقائق و تشويه ارادة الشعوب. وكلمة اخيرة، نأمل ان يكون الزعم من قائمقام الخالص من ان حكومة كردستان قطعت وعداً عليه بتسليمه ثلاثة من حماية الهاشمي، غير صحيح وإلا فان حكومة كردستان قد ارتكبت عملاً يندى له الجبين بانجرارها الى الاستجابة للأهانة التي تلقنها من (الموقع الأدنى)!.



Al_botani2008@yahoo.com


380
كل ثلاثاء : خبر وتعقيب

عبدالغني علي يحيى

..ومن يوقف اعتداءات
تركيا وايران على كردستان؟.
من طرائف السياسة، مطالبة سمير جعجع حكومة كردستان مساعدة لبنان لأجل ايقاف الاعتداءات السورية والاسرائيلية عليها. أما كان اولى به ان يتقدم بهذا الطلب الى أصحاب القرار الدولي وليس الى كردستان التي يعاني شعبها من اعتداءات تركية وايرانية متواصلة واحياناً عراقية تفوق بكثير تلك التي ذكرها؟.

(إنفتاح) يعقبه إضطهاد.. مخطط تركي.
أشاد السياسي التركي جودت اشكن بجهود البارزاني للتقريب بين تركيا و PKK مضيفاً بأنها متواصلة، ناسياً انه بموازاة ذلك تتواصل الاعتداءات التركية على شعب كردستان، فلقد تم اعتقال 49 شخصية كردية وحجز 128 منزلاً بعد المجزرة التي أرتكبت في شرناخ، الملاحظ انه عقب كل (انفتاح) تركي مزعوم يقوم الاتراك بجرد حملة شرسة على الكرد لجعل القادة الكرد في موقف حرج ليس إلا.

(صدق) المنجمون وان (كُذِبوا).
في نهاية كل عام تأتي تنبؤات المنجمين على الضد من مصالح الطغاة، فلقد تنبا الفلكي المغربي عبدالعزيز الخطابي والمكسيكي (أنطونيو فاسكيز) بمستقبل لايسر الاسد ونصرالله ونجاد وافادا اما بقتلهم أو عزلهم.. الخ، وبهذا يكون الفلكيون محط آمال المظلومين بعد أن كان يقال بحقهم (كذب المنجمون وإن صدقوا)!

موتان!
يهيمن القلق على العالم أزاء مقتل افراد في سوريا واليمن وبلدان اخرى، ويبحث عن اشكال من أساليب لايقافه لكنه أمام اخبار من قبيل تهديد المجاعة للملايين من البشر في الصومال أو كوريا الشمالية لا يظهر القلق نفسه، وكأن الموت، موتان أحدهما يستدعي الاهتمام والآخر مسألة فيها نظر!

الحقيقة أغرب من الخيال!
في ألمانيا حطم رجل زجاج نافذة مخبز بهدف دخول السجن ليجد فيه الدفء والطعام، بيد ان الشرطة رفضت اعتقاله لعدم توفر سبب وجيه للأعتقال. الحادث يذكرنا بقصة لوليم سارويان عن رجل يرتكب العديد من المخالفات لكي يسجن ويتمتع بدفء السجن وطعامه!

رياح الغرب لا تشتهيه السفن التركية!
بعد قانون حذر انكار الابادة الأرمنية الصادر من فرنسا اقلق (ريك بيري) مرشح الجهوريين للرئاسة الامريكية الحكام الاتراك بدعوته الى طرد تركيا من (الناتو) واتهام قادتها بالأرهاب قائلاً: ان حزب العدالة والتنمية الحاكم يأتمر بأوامر الارهاب. الوجه الآخر لقوله يعكس كره الامريكيين للأتراك لأن بيري توخى من وراء ذلك الحصول على أكبر قدر من الأصوات!

زيارة (مشبوهة)
اميط اللثام قبل فترة عن (15) زيارة لأسامة النجيفي الى تركيا خلال عام واحد، حصلت جميعها خارج البروتوكولات الرسمية، ما دفع بالنائبة عالية نصيف الى المطالبة بايضاح اسباب سفر يعتزم القيام به، ولم يكن رد النجيفي مقنعاً حين عزا السبب الى أمور صحية، ما عمق من الشكوك حول زيارته أكثر، سيما وانه متهم بعلاقات قوية له مع تركيا، والذي زاد من الطين بلة ان هذا التطور جاء وسط تأزم شديد للعلاقات العراقية – التركية.

لا للعلم الكردستاني.. نعم للعلمين السوري والبحريني!
طالب مقتدى الصدر زعيم التيار الشيعي بجواز رفع العلمين السوري والبحريني الى جانب العلم العراقي أيام اربعينية الأمام الحسين (ع). الغريب في الأمر، ان مطالبات لنخب شيعية وسنية قبل اسابيع نصت على منع رفع العلم الكردستاني في خانقين وبلدات كردية اخرى في محافظة ديالى..

عودة ماركس
اتهمت مراقبة حقوق الأنسان الدولية الحكومة الاثيوبية بارغامها للالاف من الفقراء لمغادرة منازلهم لغرض بيع أراضيهم عنوة الى المستثمرين الأجانب. وفي اندنوسيا تظاهر الالاف من الفلاحين الفقراء احتجاجاً على بيع اراضيهم خلافاً لارادتهم الى الشركات الاجنبية. الحادثان اعادا الى الأذهان وقائع رواية (عناقيد الغضب) لشتاينبك و(ارض ثمارها من ذهب) لجورج أمادو، وفيما يستولى الرأسماليون على الحقول الزراعية للفقراء في أثيوبيا وأندونيسيا، في لندن تظاهر المئات من البريطانيين على جور واستغلال الراسمالية، في حين شهدت واشنطن تجمعات امام البيت الابيض للتنديد بالفساد السياسي للرأسمالية.

دموع تمساحية وسيوف بتارة!
أعرب السفير الأمريكي لدى انقره عن (حزنه) على القتلى الكرد الـ35 في شرناخ، وذرف ما يشبه دموع التماسيح عليهم، غير أنه في الوقت عينه أيد ضرب PKK من قبل الحكومة التركية وابدى دعمه اللامحدود للأخيرة. من جانبها ادعت روسيا اكثر من مرة إلى نبذ العنف في سوريا الذي يمارسه الأسد ضد شعبه، الا انها وفي الوقت عينه ارسل باسلحة فتاكه الى الاسد ليقمع بها شعبه!. (قلوبهم مع الحسين وسيوفهم عليه) هذا ما قاله المرحوم د.علي الوردي بحق جيش يزيد والذي ينطبق بحذافيره على الأمريكان والروس.


تراجع!
قال قائد البحرية الأيرانية: أن إغلاق مضيق هرمز أسهل من ارتشاف كأس للماء! وعندما ارسلت بريطانيا المدمرة ديرنغ الى الخليج قيل ان ارسلها رسالة  للأيرانيين بسبب ما تحمله المدمرة من قوة في إطلاق النار ، ازاء ذلك وتهديدات امريكية ايضا، نفت الحكومة الايرانية اي تصريح لها بصدد اغلاق هرمز، كما قالت: ان تواجدالقطع البحرية الامريكية هناك روتيني.!
فالتو(حكومة) سز!
زار والي عثماني احدى مدن الامبراطورية العثمانية، وكان في استقباله رؤساء دوائرها، حاملين لافتات ترحيبية به مذيلة باسماء دوائرهم، واسترعت انتباهه لافتة بتوقيع (فالتو دائرة سز)! فأستغرب وطلب اجراء تحقيق بشأنها، وحضر المسوؤل عنها وبين كيف أن لدائرته فروع في انحاء الامبراطورية تجبي الضرائب من الناس، كل ذلك دون علم من الدولة..
قبل ايام ذكر ان امريكيين بزي مدني اقاموا سيطرة للتفتيش والمراقبة في قضاء بمحافظة بابل!.. فالتو(حكومة) سز!
تدخل عسكري!
قبل فترة اشارت الانباء الى نقل مئات من الجنود العراقيين بواسطة (100) شاحنة الى سوريا، ولم يؤخذ الخبر كما يبدو على محمل من الجد، وفي 18-1-2012 اعتبر النائب محمود عثمان من التحالف الكردستاني ارسال قوة عسكرية عراقية الى سوريا (خطوة غير ناجحة) ومع ذلك لم يؤخذ قوله على محمل من الجد أيضاً.
خرافة
مثلما فندالحياد بين المعسكرين الشرق والغربي في السابق، وتبين ان حركة عدم الانحياز كانت ميالة الى المعسكر الشرقي، فاننا نسمع احياناً عبارة يستخدمها بعضهم، واحياناً الجميع وهي) الوقوف على مسافة واحدة من المتخاصمين أوالجميع). عجبت حين اطلقها نائب في التحالف الكردستاني مؤخراً على خلفية الموقف من (العراقية) و(التحالف الوطني) لأن نواب التحالف المذكور ينتمون الى الحزبين الكرديين الرئيسيين اللذان يجمعها تحالف رباعي مع حزب المالكي والمجلس الاعلى ، فهل من الصحيح والحالة هذه، الوقوف على مسافة واحدة من طرفي الصراع العراقيين؟
سخاء في الوعود!
أعلن المالكي استجابته لأغلب مطاليب وفد من عشائر الدليم بمحافظة الأنبار كان قد زاره، وفي اليوم عينه اتهم مجلس محافظة الأنبار المالكي بالتملص من وعوده، المالكي يعد ولا يفي بوعده. والكل يعرف هذه الحقيقة.
حكاية سفير.
قبل فترة اثيرت ضجة كبيرة على خلفية اتهام إيران بمحاولة لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، وتوقع العالم وقوع مجابهة وشيكة على اثره، إلا ان الصفحة طويت، ولم يتمخض الجبل حتى عن ولادة فأر، لماذا؟.
وساطات فاشلة.
أبدت موسكو رغبتها اكثر من مرة للتوسط بين الحكومة والمعارضة السوريتين، من غير ان تأخذ ببالها انحيازها الى الحكومة السورية وتأسيساً على ذلك لن تنج وساطتها، الشئ نفسه اقدمت عليه الحكومة العراقية لما أظهرت الرغبة في الموضوع عينه ورغبة ثانية في التوسط بين واشنطن وطهران، وهي الموالية لايران حتى  النخاع.
شارون والحكام العرب!
يعاني (أريل شارون) رئيس الوزراء الأسرائيلي الاسبق من مرض عضال يتلقى العلاج منه بمستشفى هداسا الاسرائيلي دون سعيه الى تلقي العلاج في الخارج. المؤسف ان معظم الزعماء العرب تراهم عند ابسط وعكة تلم بهم علي عبدالله صالح مثالا يطيرون الى العواصم الغربية لتلقي العلاج، في اهانة مكشوفة منهم للطلب الوطني ودوس على مشاعر الناس من الفقراء فايهما اكثررأفة بالناس واحتراما لشعورهم ياترى شارون أم هؤلاء الزعماء؟
قلق على ..وسكوت عن..
استدعت الخارجية العراقية سفير تركيا في بغداد  لأبلاغه قلق العراق واحتجاجهه على تصريحات لاردوغان عكست تدخل انقره في الشأن العراقي، اللافت انه تزامناً مع هذا الحادث، دكت المدفعية التركية قرى ومناطق في كردستان العراق وذلك كالعادة، دون ان تنطق بغداد بكملة!
حماية الشبك.
على أثر العملية الارهابية التي اودت بحياة عدد من المواطنين الكرد الشبك في ناحية برطلة شرق الموصل وجرحت عدداً اخر. طالب د.حنين قدو مسؤول ملف الاقليات في العراق باستدعاء الجيش العراق لحماية الشبك. جدير ذكره ان اسر اولئك القتلى سبق وان كانوا في حماية الجيش العراق في الموصل والذي اخفق في حمايتهم. علماً ان وضع السكان في ظل حماية البيشمركة في المناطق المتنازع عليها افضل بكثير من  وضعهم تحت ظل الجيش العراق في المناطق الاخرى بمحافظة نينوى
Al_botani2008@yahoo.com

 


381
انسحابات "العراقية" ..انهيار ام تكريس للطائفية  ؟

                                                                                                                       عبدالغني علي يحيى

    اللافت في المشهد (الطائفي) العراقي، هو تفكك أئتلاف العراقية السني، ففي البصرة انسحب منه ومن حركة الوفاق الوطني وكلاهما بقيادة د.اياد علاوي (42) عضواً من نواب وممثلين، وفي بابل (4) آخرون، فيما شهدت محافظات الديوانية وذي قار والنجف والناصرية، انسحابات مماثلة ولكن باحجام متفاوتة، والملاحظ ان المنسحبين هم من الشيعة ومن المحافظات الشيعية حصراً، مقابل ذلك لم يسجل أي إنسحاب منه في المحافظات السنية، ما يعني ان الاصطفاف الطائفي بلغ مرتبة غير مسبوقة، علماً ان الائتلاف هذا عاش انسحابات عدة على امتداد العام الماضي، ففي آذار 2011 انسحب النائب والكاتب الشيعي المعروف حسن العلوي مع (8) من النواب وشكلوا كتلة نيابية باسم (العراقية البيضاء) وفي آب منه انشق النائب محمد الدعمي وانضم إلى العلوي. وقبل اسابيع انسحب النائب عن محافظة نينوى زهير الأعرجي وهو من اتباع المذهب الشيعي ايضاً.
    وعزا المنشقون القدامى والجدد اسباب انشقاقهم أو انسحابهم الى ممارسة السنة المهيمنين على الائتلاف حسب قولهم، للتهميش والاقصاء بحق الشيعة في (العراقية) و على حد قول أحد المنسحبين، ان تلك الممارسات اتخذت اشكال شتى منها عدم ترشيحهم الى المناصب العليا في الحكومة وتفضيل السنة عليهم في تبوئها، والمثير في احتجاجهم. كشف احدهم لحقيقة وهي ان د.اياد العلاوي الشيعي المذهب لا يدير العراقية، وان الذين يديرونها هم السنة المتحكمون بالعراقية.
    وقبل شهور من الآن اكد سياسيون على ما جاء في أعلاه وسموا بالأسم العناصر الشيعية المهمشة، فأحتكار العنصر السني للنفوذ ومركز القرار سواء في الائتلاف او في حركة الوفاق الوطني. وليس التشكي من التوجه الطائفي السني للأئتلاف وحده الذي دفع بالعنصر الشيعي للأبتعاد عن الأئتلاف والحركة، بل أن هنالك أسباب اخرى حسب المنسحبين مثل تسييس العراقية لقضية الهاشمي والتشكيك بنزاهة القضاء العراقي، ما يعني أن العنصر الشيعي في العراقية بات على قناعة من ان التهمة الموجهة الى الهاشمي لا يرقى اليها الشك، وبهذا فان مواقف المنسحبين تأتي متطابقة مع موقف المالكي وبقية القوائم الشيعية في (التحالف الوطني) الشيعي، اضف الى مشتركات اخرى بينهما كرفضهم للفدرالية واقلمة المحافظات واتهامهم للعراقية بتعطيل مجلس النواب نتيجة مقاطعة نوابه لجلساته.
    مما تقدم، يستدل ان المشتركات بين المنسحبين وبين مكونات التحالف الوطني تفوق تلك التي تجمعهم مع السنة. ويرسخ من تعميق الاصطفاف الطائفي. ان المسحبين في (النجف) دخلوا في مفاوضات مع (دولة القانون)و(المجلس الاعلى الاسلامي) الشيعيين لأختيار التحالفات المقبلة كما ورد في الانباء.
     لقد تشكل ائتلاف العراقية من تشكيلة غريبة غير متجانسة، اعتقد مؤسسوه خطأ من انه يمثل العراقيين كافة، ولم يأخذوا ببالهم انه لم يعد ممكناً في زمن الصراع الطائفي والقومي الحاد في العراق بلدان اخرى كذلك، قيام تنظيمات شمولية أو أممية حزبية وسياسية، فكان ذلك من اسباب تفتت الأتلاف والانشقاق عنه، بعد ان بلغ التناقض الطائفي ذروته. ولاننسى أن من تداعيات الأنسحاب  الامريكي من العراق، ترسيخ المشهد  الطائفي، والذي يتفق بشأنه الكثيرون، وما حصل و يحصل في العراقية الان  ومنذ زمن يقوي من مركز المالكي، والذي يعجل من تقزيم (العراقية) وليس انهياره، الضربات التي توجهها حكومة المالكي اليه والمتمثلة بتجريد حملات بوليسية لاعتقال اعضائه والنشطاء من السنة او شراء ذممهم..الخ من الضربات التي مهد لها  ووفر لها النجاح، الخطأ تلو الخطأ لقادة العراقية اضافة  الى تنازلاتهم  المتكررة للمالكي في الماضي من الأيام. والتي أدت مجتمعة الى تقليص حجم الائتلاف السني وليس انهياره كما  يحلو لبعضهم وصفه سيما الذين طالعونا بعناوين من قبيل (حركة علاوي تواصل انهيارها السريع..) كما ورد في وكالات للأنباء ومواقع الكترونية، وبتوالي الأنسحابات، سيأتي اليوم الذي نقف فيه على الحجم الحقيقي للعراقية. ألامر الذي يجعل منه اكثر اعتدالاً وتواضعاً في طرح المطاليب وأقل اندفاعاً في الصراعات ليس مع الشيعة فقط بل مع الكرد ايضاً، ولكي يكون الائتلاف سنياً خالصاً،حبذا لو تخلى عن الادعاء بانه يمثل العراقيين من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، وطهر صفوفه من افراد، يدعي الائتلاف ويدعي الافراد بانهم ممثلو مكونات إجتماعية، وهم نفر ضئيل من الكرد والمسيحيين والتركمان من الذين  حري بهم العودة الى مكوناتهم الاجتماعية واحزابها، حتى علاوي نفسه، عليه ان يدرك، ان بقاءه في العراقية مدعاة للتهكم، شيعي يقود السنة وفي اجواء النزاع الطائفي المحتدم!!، وان اصر على البقاء فسيأتي يوم لا يقبل به لا الشيعة ولا السنة. ويجب ان لا تخيف الانسحابات السنة، فمتى ما عرفوا حجمهم الحقيقي وتحركوا في ضوئه  وفي إطاره انذاك تكون الصورة امامهم اوضح  كما ان مطاليبهم تكتسب مشروعية اكثر، شريطة ان  يستفيدوا من تجارب الماضي ويكفوا عن التطلع الى استرداد السلطة التي مارسوها دون وجه حق طوال 83 عاماً من حكمهم للعراق. والماضي لايعود.

*رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) – العراق
عن (الشرق الاوسط اللندنية)
 

382
في العراق .. الفتنة يقظة والسياسيون نيام.
                                     
عبدالغني علي يحيى.
لا يمر يوم، ومنذ نحو ثمان سنوات، دون أن يرصع المشهد الامني في العراق بحوادث عنف وقتول ودمار واختطاف و تفجير وتهديد، تندرج في معظمها إن لم نقل جميعها في الارهاب، مثل: انفجار سيارة أو سيارات مفخخة، أودى بحياة كذا من الاشخاص وجرح كذا آخرين.. مقتل ضابط أو مدني بمسدس كاتم.. فآنفجار عبوة لاصقة بسيارة أحدهم.. او القضاء على افراد أسرة برمتها، ويبقى المشهد الامني ناقصاً عندما يعلن عن القليل منه ويحجب الكثير لأسباب غير خافية على أحد. وتتخلل العمليات اليومية أحياناً، حوادث دموية ضخمة، كالتي شهدتها البصرة قبل أيام وراح ضحيتها اكثر من (60) شخصاً فيما جرح العشرات. وتزامناً مع هذا الحادث، ضربت حوادث مماثلة مجمع الغدير السكني شرق الموصل، واخرى الرمادي وبابل وديالى والقائمة تطول. الطريف، أنه وسط ما يجري من إرهاب وتدمير وخراب، ونزيف الدم المتواصل  وصراخ المعذبين، نسمع عن تحذيرات ومخاوف يشترك في اطلاقها. ليس سياسيو الحكومة وعرابها فقط انما سياسيو المعارضة على اختلافها، من ان العملية السياسية على وشك الانهيار وأن الحرب الطائفية على الابواب وتقسيم العراق على قاب قوسين أو أدنى. ويتردد القول الجاهز بشكل لافت(الفتنة كانت نائمة لعن الله الذي أيقظها)!! في وقت لوقام العراقيون بأجراء احصائية يومية للأرواح التي تزهق والأجساد التي تجرح والدور التي تهدم، لوقفوا على أرقام فلكية ان جاز التعبير تفوق تلك التي تسجل في سوريا وقبلها في تونس وليبيا ومصر وهي البلدان التي عاشت (الربيع العربي)! وفي غياب رصد حجم الدمار اليومي بالارقام الذي يضرب العراق كل يوم، تظل التحذيرات والمخاوف تطل برأسها بين فينة وفينة، واحياناً كل يوم، من مغبة انهيار العملية السياسية وو.. الخ وكأن العراقيون كانوا على امتداد الاعوام الماضية التي تلت سقوط النظام العراقي السابق، والى الان كذلك يحيون في جنات عدن تجري من تحتها الانهار. ان هذه التحذيرات منهم تذكرنا بالحكاية التالية: قيل والعهدة على الراوي، ان قروياً في سالف العصر والاوان، سافر في صباح يوم يروم زيارة اقرباء له في قرية بعيدة، وراح يحث الخطى وقطع عشرات من الكيلومترات، الى أن داهمه اليل ونال منه التعب، فما كان منه إلا ان يتنحى عن الطريق جانباً وسرعان ما غط في نوم عميق، كنوم أهل الكهف. وصادف اثناء ذلك وأن التقى افراد من قبيلتين متخاصمتين بالقرب من الموضع الذي اضطجع فيه، ودارت معركة رهيبة بين الطرفين بالسيوف والخناجر والقروي غارق في نومه، ولما حل الصباح وأشرقت الشمس افاق من نومه ليجد نفسه بين جثث متناثرة  وبقع كبيرة للدماء تغطي الأنحاء، وهاله ما رأى، فقفز من مكانه وهو يقول مع نفسه وقد تمكن الذعر منه والهلع علي بمغادرة هذا المكان للفور من قبل أن تقع فتنة)!!
 مثل السياسيين العراقيين المحذرين من الفتنة ونسف العملية السياسية فنشوب حرب طائفية بين الشيعة والسنة، لاتبقي ولاتذر، والتي تمتد لأعوام ولها حضور في كل يوم وساعة ودقيقة، كمثل ذلك القروي الذي استيقظ و الجثث والأجساد الممزقة تحيط به، فلم يعد ما رآه فتنة. وآثر الرحيل السريع من المشهد قبل ان(تقع) فتنة.
الفتنة ياسادتي، من سنوات تفرق بين العراقيين، وقد ذبحت، ذبح الشاة، للألاف منهم، وهجرت مئات الألوف، ومازالت تهدد الأطياف العراقية كافة بالويل والبثور، اما تقسيم العراق فقد جرى على ارض الواقع وان لم يعلن الى الان، ويتجذر في النفوس والصدورباستمرار، فعن أية فتنة او عملية سياسية ووحدة للعراق والعراقيين نتحدثون؟ أو بعد كل الذي جرى ويجري تحذرون من فتنة وهي قائمة ويقظة وانتم النائمون؟
*رئيس تحرير صحيفة(راية الموصل)- العراق.
*al_botani2008@yahoo.com

383
كل ثلاثاء: خبر وتعقيب
                                                                                                                         عبدالغني علي يحيى
إرتياح موسكو !
حمل بشار الاسد على الجامعة العربية (أنها مجرد انعكاس للوضع العربي المزري) كما و (علق) من عروبتها، فيما قال الأخوان المسلمون السوريون (أن أمرها لم يعد يعنينا) ! والسبب واضح اذ ساوت الجامعة هذه بين القاتل والقتيل، فهل تصبح موسكو في وضع الجامعة ، بعد أن أبدت ارتياحها لقرار الأخيرة خلافاً لطرفي النزاع؟

(الأرهابي) اكرم منا جميعاً !
قضت محكمة نيجيرية بتعويض اسرة قائد(بوكوحرام)الأرهابية الذي قتل في وقت سابق بمبلغ قارب نحو المليون دولار ! وفي المغرب طالب وزير العدل(بشدة) بالغاء قانون مكافحة الارهاب وتعويض المعتقلين من اعضاء (السلفية الجهادية) الأرهابية مادياً ومعنوياً واطلاق سراحهم !!

...عند (مالك) الخبر اليقين !
عزا أنور مالك انسحابه من بعثة المراقبين العرب، كون عملها يخدم النظام السوري الذي لم يسحب ألته العسكرية الثقيلة كما زعم وكذب ادعاءه باطلاق سراح المئات من المعتقلين ، وبأنه يقتل احياناً حتى انصاره ليوهم العالم بانهم قتلوا على يد معارضيه..الخ.. وعند (مالك) الضمير الحي أيضاً.

موسم صيد الصيادين !
لصيد السمك موسمه، كما يقال ولايجوز ممارسته في كل وقت أو عند ما يكون الماء عكراً، لكن يبدو ان لصيد صياديه موسم ايضاً، بديل قيام البحرية الكويتية مؤخراً باعتقال صيادين عراقيين اكثرمن مرة ، وحذت البحرية الايرانية حذوها حين اختطفت في خور العمية قبل ايام عدداً من الصيادين العراقيين !

شوارع لندن ومقابر القاهرة.
ورد في الأخبار ان الالاف من الجنود البريطانيين المسرحين، يعيشون في الشوارع، وهو ما لم نكن نثوقعه في بلد الديمقراطية  والحريات و حقوق الأنسان، فهل تلحق لندن بالقاهرة التي اتخذ الملايين من الفقراء مقابرها مأوى لهم وسكن؟

أيهما يصدقان او يكذبان ؟
ذكر انه في نحو أسبوع قتل في جنوب السودان 3000 شخص جراء النزاعات القبلية وغيرها، إلا ان منظمة الأمم المتحدة نفت ذلك بأن لا دليل على وقوع مجازر جماعية هناك !

البراءة لمرتكبي الجرائم المخلة بالشرف !
أصدرت محكمة ماليزية حكماً ببراءة أنور ابراهيم رئيس الحكومة الماليزية السابق من تهمة اللواطة، وقبل ذلك صدر حكم مع وقف التنفيذ بحق (جاك شيراك) الذي أتهم بالاختلاس وقبله حكمت محكمة دولية على رئيس البنك الدولي السابق بالتبرئة من تهمة التحرش الجنسي بموظفة لديه، يذكر ان فضائح اخرى على شاكلة الفضائح المشار إليها، مرت دون أن يطالها العقاب !

ينهى عن خلق ويأتي مثله !
حذر أردوعان القادة العراقيين من التدخلات الخارجية في شؤون العراق، واظهر قلقه من ما سماها بالاجراءات الطائفية لحكام بغداد ضد خصومهم، رداً على ذلك اتهم النائب ياسين مجيد عن دولة القانون، تركيا حصراً بالتدخل بالشأن العراقي ودعاها بدلاً من ذلك للانصراف الى حل مشكلاتها الداخلية وقال أيضاً: على اردوغان ان لا يدس انفه في القضايا العراقية.

روح الثورة في مصر بعد روح النصر في العراق !
دعا الجامع الأزهر الى عقد مؤتمر وطني موسع في مصر (لاستعادة روح الثورة). الدعوة أتت من الأحساس بالتراجع عن مباديء الثورة هناك، الى درجة ان الروح راحت تفارقها، وهذا حال كل ثورات العالم، وتذكرنا الدعوة بدعوات لصدام حسين في الماضي كانت تتمثل في قوله (المحافظة على روح النصر) وجاءت الأيام لتدين (نصره) و (روحها) معاً ! مصر على خطى (العراق الجديد).

عودة (السفير) الضال !
عاد السفير التركي الى باريس بعد استدعائه من قبل حكومته على خلفية اقرار البرلمان الفرنسي لقانون حذر إنكار المذبحة الأرمنية على يد العثمانيين في القرن الماضي، وسبق عودته اختفاء تهديدات تركية لفرنسا مثل ايقاف عمل شركات الأخيرة في تركيا وغيرها من التهديدات.. ان تركيا مطالبة بايضاح لهذا التطور في موقفها.

يسييس.. ويحذر منه !
في الذكرى الـ90 لتأسيس الشرطة العراقية، حذر نوري المالكي من محاولات تسييس اجهزة الشرطة العراقية وطالب بأبعادها عن الخلافات السياسية ! عجيب غريب، ان يصدر هكذا تحذير وطلب من رجل مثله يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة بما فيها الشرطة، وبعد أن سييس كل القوات المسلحة العراقية !.

الثعلب
خلافاً لأرادة السوريين، أمر (الأسد) بدمج الالاف من البعثيين وكوادر حزبه في المنظمات الشعبية، بأجهزة الدولة لتخفيف الأعباء المالية عن كاهل حزبه، وهؤلاء بالالاف ففي مؤسسة صحيفة (البعث) وحدها نقل (400) صحفي بعثي الى مؤسسات أعلامية تديرها الحكومة.

صفعة أسكندنافية !
تلقت تركيا صفغة مدوية على خدها من حكومة الدنمارك التي قالت بعدم تمويل فضائية Roj.TV من قبل PKK بل من الشعب الكردي وان PKK ليس إرهابي، فيما طالب البرلمان السويدي حكومة بلاده بعدم تصنيف PKK على الأرهاب، بل أعتباره حركة تحررية، وانه لا يشكل خطراً على السويد، وفي الطريق صفعات اخرى لاشك.

فلتان إعلامي !
على غرار (الفلتان الأمني) الاكثر شيوعاً من بين الفلتانات الأخرى، فان الاعلام يكاد يفقد مصداقيته في نقل الأخبار والسبب في ذلك التسرع والسبق الأعلامي، فعن على عبدالله صالح ذكر انه سيغادر الى بلد عربي، وان الاسد سيلجأ الى روسيا، والشيء نفسه حصل للقذافي ومبارك، ومن عيوب التسرع ما قرأته يوم 11-1-2012 في صحيفة لندنية عربية موقرة هذا القول المنسوب الى أردوغان: (وآخر شيء نتمنى رؤيته في العراق هو اندلاع نزاع أخوي جديد)..الخ

معظمهم مطلوبون !
طالبت (ليبيا) تونس بتسليمها البغدادي المحمودي رئيس وزراء ليبيا السابق، ويقال ان الحكومة السورية نزولاً عند طلب من العراق ستسلم عزت الدوري إليه، وقبل ذلك طلبت المحكمة الجنائية الدولية من ليبيا تسليمها سيف الأسلام القذافي اليها، كما تلاحق الرئيس السوداني عمر البشير على خلفية جرائمه بحق الانسانية، فيما تطلب بغداد من اربيل تسليمها طارق الهاشمي، ويطالب الشعبان السوري واليمني بمحاكمة لرئيسيهما..الخ للأسف هذه الحالة تخص العالم العربي وحده.

الغاية تبرر الوسيلة !
متى كان السلاح وسيلة لتحقيق السلام؟
قال (أوباما) (ان تزويد حكومة جنوب السودان بالسلاح هو لأجل تحقيق السلام والاستقرار) ولقد علمتنا التجارب ان الحروب غالباً ما تتوج التسلح !

إزدواجية
قررت القائمة العراقية فصل (6) من نوابها لمشاركتهم في اجتماعات مجلس النواب العراقي، لخرقهم امراً للقائمة بمقاطعتها، الغريب، ان اسامة النجيفي المحسوب على العراقية ورئيس مجلس النواب، يترأس الاجتماعات تلك ولم يقاطعها.

لا للاحتلال.. نعم لتدخله !
كانت القائمة العراقية ورموز السنة في العراق في طليعة من نادوا بمغادرة الاحتلال الأمريكي للعراق، ولما جلب الانسحاب الامريكي من العراق بكوارث عليهم، طالب 3 من نواب العراقية واشنطن بالتدخل لتغيير الجكومة، ولام آخرون واشنطن من انهم بانسحابهم انما سلموا العراق الى إيران !!

ما لا يريده لنفسه.. يجب ان لا يريده لغيره.
قال د.فؤاد حسين الناطق باسم رئاسة اقليم كردستان، ان البارزاني لن يشارك في (المؤتمر الوطني) اذا عقد ببغداد، في حين صرح نائب من دولة القانون، ان هناك من ينوب البارزاني في المشاركة، ان البارزاني وهو محق في عدم المشاركة، عليه ان لا ينوب احداً منه، فالمؤتمر هذا في مجمله خطأ.

384
شرطان لقيام الدولة الكردية

عبدالغني علي يحيى

نتيجة لأستفحال الخلاف بين الشيعة والسنة العراقيين، الذي بلغ نقطة اللاعودة عن التقاطع الممهد لأنفصال المكونات العراقية: الشيعة والكرد والسنة، ولتهرب حكومة المالكي المستمر عن تطبيق المادة 140 بخصوص حل مشكلة المناطق المتنازع عليها، فلقد برزت دعوات كردية لافتة، تصريحاً وتلميحاً الى قيام الدولة الكردية في كردستان العراق، ويعد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان من أشهر دعاتها، فمنذ ظهور الكيان الكردي الديمقراطي عام 1992، في جنوب كردستان، نلقاه يملح أويصرح بين ان وان الى الدولة الكردية، وفي العامين 2010،2011 اختفى التلميح وساد التصريح بشأنها، ففي المؤتمر ال 13 لحزبه نادى بتقرير المصير للكرد، وقوبل نداءه بتأييد قوي من لدن الكرد وبغضب شديد من جانب اطراف، معظها كانت عربية، مناهضة للدولة الكردية.
وقيل فترة وجيزة، جدد البارزاني نداءه الى الاستقلال وبشكل غير مباشر، ولكن اقوى من ذي قبل، حين قال (اذا استمرت المشاكل في العراق كما هو قائم الان، فسيعود الكرد الى برلمان كردستان) ومؤكدا (وأيا كان رأي شعب كردستان، فأنه سيقوم بتنفيذه) و أضاف (أنه إذا كان رأي شعب كردستان حتى مع المطالبة بالاستقلال فأنه لايستطيع حينها ان يقف بالضد من ذلك) .
والذي لايختلف فيه إثنان، ان الكتل البرلمانية الكردية، كافة متحمسة للدولة الكردية ولايقل حماسها لها عن حماس البارزاني، بدليل ان الاستفتاء الذي جرى في كردستان عام2005 اثبت ان اكثر من%98 من الكرد مع الاستقلال عن العراق، وهذه النسبة لاتجسد ارادة اعضاء ومؤازري الحزبين الكرديين الحاكمين فحسب انما سائر الاحزاب الكردستانية من اسلامية وشيوعية وغيرهما علاوة على قطاع عريض من المستقلين، ما يعني ان الكرد متفقون ازاء مشروع الدولة الكردية ولن يقبل تحمسهم لها الفتور او التراجع لا الان ولا في المستقبل أيضاً.
ويوماً بعد يوم تتسع دائرة النقاش حول ضرورة قيام الدولة الكردية في اجهزة الاعلام الكردية وغيرها، ففي السابع من كانون الثاني الجاري، طالب الشيخ ادهم البارزاني رئيس حزب الله الكردي المنحل والعضو الحالي في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ( القيادات السياسية الكردية لمطالبة البرلمان الكردستاني لاجل اتخاذ قرار لأجراء استفتاء لتقرير المصبر لكردستان، سواء باعلان الدولة الكردية ام البقاء ضمن الدولة العراقية) أما موقف الشعب الكردي من مشروع الدولة الكردية فأمر لايحتاج الى نقاش وهو يرفض ليس الان فحسب بل منذ عقود البقاء ضمن الدولة العراقية وفي خضم الحراك هذا يظل استقلال كردستان، خاضعاً لشرطين لا ثالث بينها الأول، وهو دعم واحتضان الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة للكرد في مسعاهم إلى اقامة الدولة الكردية، لأن العامل الخارجي شرط لأي تغيير من هذا القبيل، فالحركات التحررية للشعوب من اجل الاستقلال قديماً وحديثاً لم تكن لتنتصر لولا العامل الخارجي، والذي يجعل الكرد يعلقون الامال على هذا الشرط وعيناً على العامل الخارجي هو قيام كيانهم شبه المستقل منذ عام 1991 بفضل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة و مبدأ ( واجب التدخل) للرئيس الفرنسي الراحل (فرانسوا ميتران) . فلولا ذلك، لما كان الكيان الكردي يرى النور، ولما كان عمره ليمتد كل هذه الاعوام، وعندي ان هذا الشرط قائم، و ان البارزاني لا ينطق عن الهوى في إثارته لمشروع الدولة الكردية.
اما الشرط الثاني الذي لايقل اهمية عن الشرط الأول فهو بروز قائد عراقي واقعي على غرار (غوربا تشوف) ومن بعده البشير، يسلم بحق الكرد في الحرية والاستقلال، فالأول (غورباتشوف) اطلق الاستقلال ل 15 جمهوريات الأتحاد السوفيتي السابق ومما يجدر ذكره ان العلاقات بين تلك الجمهوريات وروسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفيتي السابق، في معظمها قوية ومتينة بشكل نستطيع معه القول، انه من غير المستبعد، دخولهما في اتحاد جديد وتكوين منظومة على غرار الاتحاد الاوروبي. فيما تكمن مأثرة البشير، في اعترافه بدولة جنوب السودان الذي وطد الثقة وا لأمل في ان ينتهج حكام أخرون في الدول متعدد القوميات نهجه ويمنحوا الحرية للشعوب الرازحة تحت نير حكوماتهم، ويتفهموا، اي الحكام حقوقها في تقرير المصير كتفهم البشير لتطلعات شعب جنوب السودان وقبله غورباتشوف الذي حقق طموحات شعوب الاتحاد السوفيتي السابق من غير الروسية.
ان الوضع العراقي المتأزم، يمهد لتقسيم العراق لا محالة وتوجه الكرد الى المطالبة بالأستقلال، ولكن بعد توفر أحد الشرطين المشار اليها وفي حال عدم توفر أي منهما وهو أحتمال ضعيف، فما على الكرد الا لزوم الصمت، لأن السكوت في هكذا حالة من ذهب.


Al_botani2008@yahoo.com


385
"كل ثلاثاء: خبر وتعقيب."
     
عبدالغني علي يحيى
نفي..!

نفى النجيفي علمه بمقال نشرته (نيويورك تايمز) حمل توقيعه وهاجم فيه حكومة المالكي. يذكر أنه سبق له في حزيران 2011 وان تراجع عن اقوال له هدد فيها بانفصال السنة عن العراق قائلاً، أنها فسرت خطأً، أما علاوي والعيساوي فبدورهما زعما أنهما تفاجأ بالمقال الذي حمل أسمهما أيضاً. وفيما بعد الفعل ضد نائبين دون ذكر اسمهما. من غير أن يحتجوا على محتواه، بل ان حيدر الملا الناطق بأسم العراقية خلع الصدق والصواب على فقراته دون الأعتراض على أي منها!.

أستعاد عافيته!!
قال المالكي: (ان العراق استعاد عافيته سياسياً واقتصادياً وامنياً ودخل عهداً جديداً بانسحاب القوات الأمريكية) وذلك بمعزل عن التدهور الأمني اللافت في هذه الأيام واجماع الكل، باقبال البلاد على حرب طائفية وانهيار وشيك للعملية السياسية دع جانباً تصنيف العراق على قائمة الاكثر فساداً من بين الدول والذي قالوا فيه (انه في قاع الدول الاكثر فساداً)!

الحرباء..!
عرف الهاشمي بمواقف رافضة للحق الكردي يوم كان ببغداد اذ اعترض على رئاسة الطالباني للجمهورية وأسناد وزارة الخارجية الى زيباري وو..الخ وبحسب ما نشر عنه قبل ايام، أنه واضع مخطط تهجير الكرد والمسيحيين من الموصل.. لكنه عندما لجأ إلى كردستان هارباً من ملاحقات المالكي له على خلفية إتهامه بالأرهاب، راح يضفي أوصافاً جذابة على كردستان من قبيل عدالة قضائها  وتوفر الأمن فيها، وكيف أنه يحق للكرد تأسيس دولة لهم إذا استحسنوا ذلك، وأنه في كردستان مرتاح بين أهله وأحبائه!!

مقاومة إسلامية.. ولكن لا دين لها!
لما القت (عصائب أهل الحق) الشيعية السلاح بهدف الدخول في العملية السياسية، قال مقتدى الصدر عنها: (أنها مجموعة قتلة، لا دين لها، همها الكرسي) من جانبها استغربت (عصائب..) من أتهاماته لها، كونها، حسب رد لها عليه، مقاومة اسلامية مجاهدة من اجل الاسلام والمسلمين!!

الكويتيون من إحتلوا العراق!
طالبت عالية نصيف النائبة في مجلس النواب العراقي بفتح ملف الجنود العراقيين الذين قتلهم الكويتيون عام 1991 حسب ادعائها.. غريب أمور عجيب قضية.. وكان الكويت من أحتل العراق وعده المحافظة 19، وهنا نتسائل: ماذا كان يفعل اولئك الجنود في الكويت، الم يكونوا جنود أحتلال، او ليس مقاتلة المحتلين عملاً مشروعاً؟

إقتراحات الملك فيصل بن عبدالعزيز
نشرت صحيفة (باس) الكردية وثيقة مستلة من كتاب (عقود من الغيبات) لمؤلفه (سنان حمدان) فحواها، أنه بتاريخ 27-12-1966 ارسل الملك فيصل بن عبدالعزيز رسالة إلى الرئيس الامريكي (لندن جونسون) حملت الرقم 342 في تسلسل وثائق مجلس الوزراء السعودي تضمنت المقترحات: (1) ان تقوم امريكا بدعم اسرائيل بهجوم خاطف على مصر لأجبارها على سحب قواتها من اليمن (2) سوريا هي الثانية من الهجوم مع أقتطاع جزء من أراضيها كي يحال بينها وبين سد فراغ قد ينجم بعد سقوط مصر (3) الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة لشل الفلسطينيين من القيام باي تحرك وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين وحينها ينقطع امل الخارجين منهم بالعودة وسيسهل توطين الباقي منهم في الدول العربية (4) ضرورة تقوية الملا مصطفى البارزاني بفرض إقامة حكومة كردية مهمتها اشغال أي حكم في بغداد يريد ان ينادي بالوحدة العربية شمال السعودية في ارض العراق، علماً (باننا بدأنا منذ العام الماضي 1965 بأمداد البارزاني بالمال والسلاح.. الخ).

تقلبات محافظ!!
محافظ نينوى، الوحيد من بين المحافظين العراقيين خرق (الوفاق) لما حرم قائمة نينوى المتآخية الكردية من المشاركة في إدارة محافظة نينوى، ونادى باجلاء (البيشمركه) من المناطق المتنازع عليها، وهدد بتشكيل جيش من الموصليين للتصدي للكرد، واستنكر زيارة قام بها البارزاني الى مخمور وندد بتنقيب الكرد عن النفط في المناطق الكردية بالمحافظة.. الخ. الطريف انه وعلى حين غرة سارع قبل أيام للقاء البارزاني ليحذره من مغامرات بغداد عليه، وكيف ان بعضاً من مجلس محافظة نينوى يكرسون العداء بين العرب والكرد والذين حملهم مسؤولية تردي العلاقات مع حكومة كردستان الى درجة أنهم انتقدوه على لقائه بالبارزاني حسب زعمه!

الجنسية مقابل العمالة!!
منح بشار الأسد الجنسية السورية لـ(20) الف كردي بعد حرمانهم منها لعقود، على ان يتوجهوا لقاء ذلك إلى مقاتلة الثوار السوريين، يقيناً ان الكرد السوريين لن يقبلوا بهكذا صفقة مهينة وسيواصلون نضالهم حتى النصر وتحقيق كل حقوقهم المشروعة.

من دون أن يسميها أو يسميه بالأسم!
شاع في الآونة الأخيرة القول (دون أن يسميها أو يسميه بالاسم) سيما في المشهد السياسي العراقي.. فالمالكي قال: (ان من قتلوا العراقيين في الماضي بحجة مقاومة الامريكان (دون أن يسميهم) سيواجهون مصيرهم) وقال (داود أوغلو): (هناك أطراف تسعى لاشعال حرب في الشرق الاوسط) ومن غير أن يسميها. واتهم طارق الهاشمي اطرافاً لم يذكرها بالأسم، كانت تنتظر الأنسحاب الامريكي للأتيان بتصرفات لا مسؤولة. اما د.علاوي فقد أتهم (جهات سياسية نافذة) لم يسميها أيضاً لمناصبتها حركته العداء. وحذر علي الأديب وزير التعليم العالي، من سيطرة جهات الحزبية على الجامعات دون ان يذكرها بالأسم، والقائمة تطول.. كل هذا في زمن الشفافية والثورة المعلوماتية.. فألى متى؟.

UN ملاذاً ومرجعية للعراقيين!!
يبدو أن العراقيين فقدوا الثقة بحكومتهم، فتراهم يهددون عند حدوث أية مشكلة صغيرة كانت ام كبيرة باللجوء الى الأمم المتحدة أو المحافل الدولية، الهاشمي مثلاً هدد بنقل قضيته الى المحافل الدولية للبث فيها، فيما طالب البارزاني UN بأنجاح المؤتمر الوطني الذي دعا اليه الطالباني وناشدت القائمة العراقية UN بدورها للتدخل في الأحداث التي شهدتها محافظة ديالى مؤخراً، ومنذ شهور تبذل UN الجهود لاصلاح ذات البين بين قائمتي الحدباء الوطنية ونينوى المتآخية.. ولم لا فالعراق اسس على يد الانكليز واسقط على يد الامريكان، وفي نحو الف عام تناوب نحو (20) محتلاً على حكمه!!

2012 سنة خراب وربح!!
ذكرني ترويج فلم سينمائي بنهاية العالم هذا العام والربح الهائل الذي جناه منتجوه منه بحكاية لجحا.. قيل انه كان لجحا خروف سمين، وجاءه بعضهم يوماً قائلين: يا جحا، الى متى يسمن خروفك ولم تبق سوى ساعات على نهاية العالم؟. واقترحوا بذبحه وتناول لحمه معهم، فصدقهم، واتجهوا إلى العراء، فكلفوا جحا بطهيه وأعداد الطعام، فيما أنصرفوا هم الى اللهو واللعب بعيداً عنه بعد أن ودعوا ملابسهم واحذيتهم وما يحملونه من نقود عنده، ولما حضر الطعام عادوا ليتناولوه وما ان فرغوا منه واذا بمطر غزير يهطل، فركضوا الى ملابسهم فلم يجدوها، اذ استخدمها جحا وقوداً في طهي اللحم، ولما سألوه عن ذلك قال: اذا كان العالم ينتهي فما حاجتكم الى الملابس؟!. ونقول لمنتجي الفلم الضاحكون على ذقون الأمم، اذا كان العالم سيفنى، فما جاجتكم الى الأرباح التي جنيتموها؟.

شر البلية ما يضحك
في مسعى خائب الى جعل الجاني بريئاً والمجنى عليه ظالماً.. قال التلفزيون السوري انه تم الافراج عن 755 معتقلاً قبل فترة و 552 معتقلاً قبل ايام، من الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء الشعب السوري على حد قوله، هذا من وقت يحتج فيه العالم على أعمال القتل اليومية التي يرتكبها الاسد ضد شعبه والتي بلغت الى الآن اكثر من (6) الاف قبيل وعشرات الألوف من الجرحى.

التوريث في المعارضة!
انتقد التوريث في الملكية، ثم في الجمهورية، ونسي التوريث في المعارضة، ففي دارفور عندما قتل خليل أبراهيم قائد الثورة هناك، خلفه شقيقه جبريل في القيادة، ويوم قتل كمال جنبلاط خلفه أبنه وليد في قيادة الدروز وحزبه وقل الشيء عن سعد الحريري.. الخ من الآمثلة.

..حتى الموت!
وسط دهشة العالم وذهوله، أهابت الحكومة الكورية الشمالية بمواطنيها للدفاع عن زعيمهم كيم جونغ اون حتى الموت واضافت ان من واجب الشعب والحزب والجيش ان يكونوا دروعاً بشرياً للدفاع عنه، علماً انه لم يسمع بمخطط لاغتياله أو مهاجمة بلده، كل هذا والملايين من الكوريين الشماليين يتضورون من الجوع، اما كان الاولى الاهابة بالحكومة ورئيسها لانقاذ الكوريين من المحن التي يعانون منها؟.

ملا كريكار.. عملة صعبة!
قال ملا كريكار الأمير السابق لمنظمة أنصار الأسلام المصنفة على الأرهاب، من ان المالكي أتصل به ليعيده الى العراق لكي يقاتل الحزبين الكرديين: الديمقراطي والاتحاد الكردستانيين، وتسعى تركيا الى أعادته الى العراق لأجل أن يحارب ايران، ويريد الاتحاد أعادته لزجه في حرب ضد الأسلاميين، فيما يريد الاسلاميون الكرد أعادته حتى يقاتل الحزبين الكرديين المذكورين..

البشير، يجرح ويداوي!
بعد قتله خليل أبراهيم قائد المقاومة الدارفورية دعا البشير ثوار دارفور الى السلام والقاء السلاح، ومن الطبيعي أن لا تلقى دعوته أستجابة لديهم، كونه متهماً بقتل نحو (300) الف دارفوري، جدير ذكره ان ثوار دارفور شكلوا قبل فترة تحالفاً لقوى الثورة لأسقاط البشير.

..أصلب عوداً!
على مر الشهور الماضية تعرضت (العراقية) و(حركة الوفاق الوطني) اللتان يقودهما د.علاوي الى سلسلة من الأنشقاقات والانسحابات والاعنقالات والملاحقات، الغريب في الامر، ان أحد الموالين لعلاوي طلع على الناس قائلاً: (ان الحركة أجتازت مؤامرات اكثر شراسة وخرجت منها أصلب عوداً! (شمر بخير ما يعوزها غير الخام والطعام)!

التعددية في المعارضة أيضاً
عد المعارض السوري ميشيل كيلو المجلس الوطني السوري ما يشبه ممثلاً وحيداً للسوريين لاغياً ما عداها من المعارضات، في البلد متعدد القوميات والطوائف لاضير من الاقرار باكثر من معارضة على غرار الاقرار بالتعددية القومية والحزبية واللجوء الى التفاهم معها بدل نفيها.

الباديء أصدق!
على اثر حظر البرلمان الفرنسي أنكار أبادة الأرمن على يد الاتراك العثمانيين، اثار (اردوغان) مقتل مليون جزائري على يد الفرنسيين في الماضي، إلا أن احداً لم يلتفت الى رده. وعلى اثر اتهام المالكي للهاشمي بالأرهاب، أتهم صالح المطلك المالكي بالأرهاب لتستره على الجناة الذين سفكوا دماء العراقيين حسب قوله، وهنا أيضاً لم يلتفت أحد الى قوله. ولو كان أردوغان والمطلك البادئان لأختلف الأمر.
*رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
Al_botani2008@yahoo.com*

386
"كل ثلاثاء: خبر وتعقيب "
                                                       
                                                                                                                عبدالغني علي يحيى

اكتشاف مجاعة!
ذكرت الوكالات في تغطيتها لحادث وفاة الزعيم الكوري الشمالي، ان الكوريين الشماليين بالكاد يحصلون على وجبة طعام في اليوم ، وما يزيد عن ربع السكان بحاجة الى طعام ، ويتناول بعضهم الكلأ ، ولا يقدر الالاف من التلامذة الوقوف على اقدامهم بسبب الجوع ، فيما قال معارض، ان النصف من اقرانه ماتوا جوعا او فقدوا اسنانهم !، وفي التسعينات مات مئات الالوف من الجوع .وتتمتع العاصمة لوحدها بساعتين من الكهرباء في اليوم ،و يقبع في السجون اكثر من (200)الف شخص!!
شيء ما يشبه شىء!
صرح يسري حماد الناطق باسم حزب (النور) الاسلامي المصري، ان حزبه يحترم اتفاقية (كامب ديفد) ولا يعارضها وستلتزم الحكومة المصرية بها كما الحكومات السابقة، وقال في الوقت ذاته : لكننا نقف ضد محاولات التطبيع والحوار بين مصر واسرائيل واية علاقة حزبية او شعبية مع (كيان يريد طمس هويتنا فضلا عن احتلا له لارضنا ومحاصرته لاخواننا ودعمه لجلادينا...الخ)..!
خيبة امل
نفى حيدر العبادي رئيس اللجنة المالية النيابية في العراق، اية زيادة في رواتب المتقاعدين والموظفين في عام 2012 وبذلك خيب امال مئات الالوف من العراقيين بعد ان تفاءلوا بزيادة في رواتبهم على امتداد الشهور الماضية!
لايمثل ،يمثل، لايمثل!!
عندما قرر القضاء العراقي مراجعة الامر الذي قضى باعتقال الهاشمي ومقاضاته ، ظن الكثيرون، ان المراجعة ما هي الا ايذان بالتراجع ، وعلى اثره ابدى الهاشمي الاستعداد للمثول امام القضاء في مكان من العراق بعد ان كان يرفضه، وحين اسفرت المراجعة عن التاكيد على التهم الموجهة اليه، قال الهاشمي :لن اسلم نفسي الى بغداد، واذا اقتضت الضرورة ساغادر العراق!
شرط وتفضيل.
ومن طرائف ما جاء في ازمة الهاشمي، انه وافق على الحضور امام المحكمة في بغداد ولكن بشرط عدم اعتقاله !! وفي عين الوقت اظهرت تركيا الاستعداد لقبوله لاجئا لديها، الا انها فضلت بقاءه في العراق وعدم مغادرته!


ميدفيديف على خطى حكام عرب !
رد ميدفيدييف ، التظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات الروسية التي فاز فيها حزبه ، الى التدخلات الخارجية ، ونعت المتظاهرين بالمتطرفين والفوضويين، الامر الذي ذكرنا بنعوت سبق وان الصقها القذافي وبن علي بمعارضيهما ومن بعدهما الاسد وصالح.
كذبوا وان صدقوا.
ابتهج الجميع باقرار نائب اردوغان بالحقوق الثفاقية والدستورية لكرد تركيا ووعد بتحقيقها، علما ان قادة الحزب الحاكم في تركيا اعتادوا على اطلاق مثل ذلك الاقرار والوعود ولكن مع وقف التنفيذ ، وتزامنا مع اقراره ذاك ، اتسعت دائرة المصادمات بين الحكومة التركية والكرد!
قضية واحدة .. موقفان متباينان!
قبل فترة احتج الكرد بشدة على حجب وقتي لمياه نهر الوند عن خانقين من قبل ايران، وقبل نحوا اسابيع قطعت تركيا مياه نهر هيزل عن زاخو، فتضررت (8) قرى وماتت الاف الاسماك، ومع ذلك لم يحتج احد، والقادم اعظم اذا علمنا ان تركيا ستنجز بناء 22 سدا اخر على انهار تصب في كردستان العراق!
خطأ يصححه حدث!
اتهم (اردوغان) ساركوزي ، بانه يروم تحقييق مكاسب انتخابية من وراء سن قانون معاقبة ناكري المجزرة العثمانية بحق الارمن ، في وقت كان البرلمان الفرنسي قد اقر قانونا مماثلا قبل (10) سنوات اي قبل مجيء ساركوزي الى الحكم ، عدا ذلك فان ابادة نصف مليون سرياني والا لوف من الكرد المسلمين والايزيدية على يد العثمانيين قد تثار ضد الاتراك.
ميثاق شرف (كردي)!
من منطلق الحرص على وحدة الصف الكردي اقترح اتحاد برلمانيي كردستان ميثاق شرف بين الاطراف السياسية في جنوب كردستان ، كالميثاق الذي تقدم به مقتدى الصدر . نتمنى ان لا يقلد  ،  الكرد العرب في الترويج لمصطلحات عقيمة لن تغدو ان تكون سوى حبر على ورق ،لا يلتزم بها احد.

Al_botani2008@yahoo.com

387
أمثلة على الأنكار المستهزيء بالعقل الجمعي

                                                                                                                        عبدالغني علي يحيى
في الستينات من القرن الماضي، عرضت دور السينما العراقية فلما إيرانياً بعنوان (ليلة في جهنم) وفيه يجد بطل الفلم الثري والجشع في ان نفسه، وقد حضر عزرائيل لانتزاع روحه فنقله الى العالم الاخر ليمثل امام محكمة لمقاضاته على أعمال شريرة موثقة في اضبارة ضخمة تضم المئات من الصفحات. وفي كل صفحة سجل ظلم له على يتيم وفقير وأرملة ومسكين، ناهيكم عن استحواذه دون وجه حق على أموال العباد. الطريف ان المحكمة عندما شرعت بتقليب أوراق إضبارته، فأنه انكر التهم الموجهة اليه كافة، وكانت النتيجة أن ألقته في نارجهنم. عند ذاك أفاق فزعاً من نومه لايلوي على شيء، منتظراً على أحر من الجمر شروق الشمس، لكي يقوم اعوجاجه ابتغاء مرضاة الله.
ذكرنى بنفي وانكار بطل الفلم بالتهم التي أسندت اليه بنفي وانكار الرئيس السوري بشار الأسد لمسؤوليته عن المذابح التي ترتكبها قواته يوميا ضد السوريين الذين قتل منهم الى الان اكثر من (5000) شخص، واوحى انكاره، الى ان اجهزته القمعية تغدر بالناس دون علم منه، ظاناً ومعتقداً ان ساحته تبرأ بتصرفه النعامي الذي يأتي أشبه ما يكون بالضحك على الذقون. عدا الأسد، هنالك قادة أخرون أقدموا ويقدمون على تصرفات مماثلة لتصرفه والتي تجمع بين المأساة والملهاة معاً، وإذ تطغى الملهاة على المأساة في مواجهتهم للحقائق الكبيرة، فقد حق القول (شرالبلية ما يضحك) بحقهم.
في السبعينات من القرن الماضي، كانت الأذاعة الليبية لا تكف عن مهاجمة السادات، فكان أن زار ليبيا صحفي من مجلة (الطليعة) المصرية ان لم تخني الذاكرة للقاء القذافي الذي استهل اللقاء باظهار الحب والاحترام للسادات، الا ان الصحفي اعترض وذكره باذاعته التي توجه الشتائم والكلام الجارح الى السادات. فما كان من القذافي ألا أن يرد عليه، من ان المذيع الذي لا سلطان عليه، حسب قوله، هو الذي يقوم بسب السادات والطعن فيه.
انظروا الى منتهى الاستخفاف بعقل المتلقي، القذافي يحترم السادات ويكن الود له، الا أن مذيعه يخالفه ويتحرك بشكل مغاير لما يعتمر به قلب القذافي من مودة للسادات! والأمثلة تترى، ففي اذارعام 1988 حينما قصفت القوات العراقية مدينة (حلبجة) الكردية بالغازات السامة، قامت الدنيا ولم تقعد محتجة ومستنكرة لتلك الجريمة المروعة التي اودت بحياة (5000) شخص وما زالت أثارها باقية رغم مرور اكثر من 23 سنة عليها، اذ ان مصابين بتلك الغازات ما زالوا يتلقون العلاج في داخل العراق وخارجه.
أو تعلمون كيف واجه صدام حسين تلك الأحتجاجات؟. لقد أنكرها بالمرة، غير انه بدلاً من ان يلقي باللائمة على شخص أوجهة في نظامه، مثلما فعل القذافي حين لام مذيعه بالتطاول على الرئيس المصري الاسبق، وكما فعل الأسد عندما برأنفسه من جرائم القتل البومية في سوريا، فان صدام حسين حمل أيران، وسط دهشة العالم، بالتورط في جريمة الحرب الكيمياوية على حلبجة.
ونظل مع صور للنفي والانكار الساذج لكن اللا اخلاقي ايضاً، والذي بتعاطاه بعض من قادت الدول او رؤساء احزاب متنفذين، والذين في غالبيتهم طغاة صغار، مع الحقائق الضخمة. فقبل فترة سعى عبثاً حسن نصر الله رئيس حزب الله اللبناني حجب نور الشمس بالغربال، لما أنكر ضلوع حزبه في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، وكذب في الوقت نفسه قرار المحكمة الدولية الذي قضى بعد طول تحقيق امتد لسنوات. بتجريم حزب الله لتنفيذه جريمة قتل الحريري.
وقبل اكثر من أسبوع، أنكر نوري المالكي ونفى من أن يكون أي سجين رأي وفكر في السجون العراقية، إللافت ان (بان كي مون) وفي الوقت عينه صرح بوجود نساء واطفال وغيرهم في السجون العراقية ولقد سبقته الى ذلك منظمات مدافعة عن حقوق الأنسان، محلية وعالمية، من بينها (هيومن رايتس ووج) والمثير للعجب في نفي المالكي انه اكد في مقال له نشره في صحيفة (واشنطن بوست) الامريكية وفي حدود الزمن المشار إليه، اعتقال بعثيين من انحاء العراق واحالة بعض منهم الى القضاء!!
يكاد يكون الحكام الاتراك من أشد الناكرين للحقائق الكبيرة على غرار تلك التي اتينا على ذكرها، سيما الحكام الذين توالوا على حكم تركيا بعد إنهيارالامبراطورية العثمانية، فهم ينفون وجود وطن باسم كردستان والذي لم تنكره حتى الوثائق والخرائط العثمانية، وتأسيساً على ذلك، فانهم ينكرون وجود شعب باسم الكرد الذين يربو تعدادهم على (25) مليون نسمة في تركيا. ولسنوات كانوا يطلقون عليه تسمية (اتراك الجبال)!.غير انهم وتحت ضغط من الحقائق الكبيرة والدامغة، فان حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، اضطرت مؤخراً على الاعتراف بهم كشعب كردي، إلا أن الاعتراف هذا، صاحبه اضطهاد للكرد غير مسبوق بلغ حد استعمال القنابل الكيمياوية ضدهم، كما حصل في ولاية (جلي) بشمال كردستان (كردستان تركيا) قبل أسابيع دع جانباً القول عن انكارهم المتواصل لجريمة ابادة اكثر من مليون أرمني في الحرب العالمية الأولى.
ان تجاهل الحقائق الساطعة، يعبرعن عقلية ضيقة للطغاة الصغارعلى اختلاف جنسياتهم، وكان من المتوقع ان تتوارى هذه العقلية امام التطور المدهش لتكنولوجيا الاعلام والمعلومات التي جعلت من حبل الكذب اشدقصراً بيد ان الذي حدث كان على الضد من هذا التوقع كما رأينا.


*رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل)- العراق.
*al_botani2008@yahoo.com

388
أزمة الهاشمي .. الأخطاء والتداعيات

                                                                                                                               عبدالغني علي يحيى
  على أثر صدورأمر قضائي بألقاء القبض على طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في العراق، بتهمة إرتكابه وأفراد من حمايته جرائم مصنفة على الأرهاب، طالب أئتلاف (العراقية) السني للفور بسحب الثقة عن نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية الحالية والبحث عن من يخلفه في الحكم، وكأني بلسان حاله يقول، ان من يخلفه سيكون خير خلف لشر سلف! وغاب عنه، تشكي الكرد المتكرر قبل (7) سنوات، من ممارسات حكومة د.ابراهيم الجعفري التي كادت ان تدفع بالكرد الى الأنسحاب من تلك الحكومة والعملية السياسية برمتها. لكنهم سرعان ما تداركوا الخطأ وعدلوا عن فكرة الأنسحاب بعد أن علموا، ان مشكلتهم ليست مع فرد بقدر ماهي مع منظومة سياسية واجتماعية ضخمة (الشيعة) مع إحتمال دخولهم في عزلة جراء الانسحاب قد تأتي على مكاسب كثيرة لهم. وفيما بعد ثبتت وجاهة عدولهم حين أوحى المالكي لهم من خلال سلسلة مواقف استفزازية له من الحق الكردي، والتي ما زالت تتواصل، بأنه نسخة طبق الاصل من الجعفري، بشكل يسري بحقه القول (شرخلف لشرسلف). عليه لوكان ائتلاف (العراقية) مستوعباً للدرس الكردي لما كان يقاطع البرلمان والحكومة احتجاجاً على الأمر القضائي المذكور، اذاً، أولستم معي إذا قلت ان الائتلاف السني تقدم بمعالجة لأزمة الهاشمي محكوم عليها مسبقاً بالعقم والفشل، وهو القائل اكثر من مرة في السابق بعدم انسحابه من العملية السياسية مهما ازدادت الضغوط عليه؟.
  ولم يكن خطأ القيادة الكردية بأحتضانها للهاشمي بأقل من خطأ (العراقية) ذاك عندما استقبلت الاخير ومعلنة على رؤوس الأشهاد بانها لن تسلمه الى بغداد مهما كلف الأمر، من غير أن تدرك انها بموقفها هذا، تكون قد تحولت الى جزء من المشكلة بعد ان كانت تفخر في الماضي بأنها جزء من الحل، أوكما كان يصفها بعضهم ببيضة القبان ومن دون أن تعي، أنه بأصرار بغداد على مطالبتها بتسليم الهاشمي، فأنها، القيادة الكردية، تكون قد تسببت في إيصال العلاقة بينها وبين بغداد الى نقطة اللاعودة عن التصادم الذي بات حتمياً بينهما. اذا سارت الأمور بالشكل الذي نراه.
  ونجم عن هذا الخطأ حصول اخطاء اخرى تلقائيا، مثل السماح للهاشمي باطلاق تصريحات ضد حكومة المالكي واتخاذ اقليم كردستان قاعدة لنشاطاته ضدها. وفي حال ثبت تورط الهاشمي في الأرهاب، فأن حكومة كردستان ستتهم بالتورط في الأرهاب ايضاً، وهي المعروفة بتخندقها في الخط الأمامي ضد الأرهاب، وهو كذلك. واذا مضت قدماً في حماية الهاشمي وتواصلت ضغوط المالكي عليها، أنذاك لابد أن تجد نفسها بين ضغطين شبيهين بحجري الرحى، الأول تركي في مطالبته حكومة كردستان بمحاربة العمال الكردستاني pkk وطرده من الأقليم، والثاني الضغط الذي تمارسه بغداد على اربيل لأجل تسليم الهاشمي الى القضاء العراقي، ومع الفارق بين pkk والهاشمي طبعاً، فالهاشمي ضيف غير مرغوب فيه لدى الكرد، على خلفية مواقفه السابقة والحالية الرافضة للمطاليب القومية الكردية، منها على سبيل المثال أعتراضه على تولي الطالباني لرئاسة الجمهورية والزيباري لوزارة الخارجية. ومن تداعيات الخطأ الكردي، انه من الأن، فأن أية مبادرة كردية لاصلاح ذات البين بين الشيعة والسنة، لن تجد أذاناً صائغة لدى بغداد، والسبب واضح، دع جانباً القول من أن اية مبادرة كردية من شأنها ان تثير سؤالاً تهكمياً، وهو أليس من الأجدى بالكرد، ان ينصرفوا قبل كل شيء الى ترتيب البيت الكردي الذي يعاني منذ فترة تمزقاً وتداعياً خطيراً يتمثل في اشكال من الخلافات الكردية – الكردية؟. على الكرد ان يرتبوا بيتهم من قبل أن تطفوا على السطح خلافات اخرى بينهم، وهنا لايسعنا إلا التساؤل: ترى هل اثمرت المساعي الحميدة سواء من البارزاني او الطالباني والكثيرتها من التقريب بين الشيعة والسنة؟.
 على الضد من ذلك، انه بموازاة تلك المساعي، فأن الخلاف بينهما ظل يتنامى ويستفحل الى ان وصل ال ماوصل اليه الأن، ولم تنفع معه المساعي الحميدة تلك ولن تنفع لا الأن ولا في المستقبل أيضاً.
  لا يؤخذ على المالكي سعيه لمقاضاة الهاشمي، فالقضاء العراقي شهد مثول العديد من القادة العراقيين أمامه بعضهم كان اوسع شهرة من الهاشمي وأرفع منه رتبة، لكن الذي يؤخذ على المالكي، تهديده بالدعوة الى حكم الأغلبية فرفضه لنظام اقلمة المحافظات الدستوري وحربه غير المعلتة على الكرد وعلى اكثر من صعيد فدخوله في حلف طائفي مع ايران وسوريا.. الخ من السياسات المدانة، والذي في معظمه جاء متزامناً مع ملاحقته للهاشمي، ما أفاد ان الملاحقة ماهي الا إيذان بصعود الدكتاتورية.
  أحياناً لايقل خطر خطأ المظلوم عن خطر طغيان ألظالم، وقد يكون خطأ المظلوم اكثر ايذاءً له من ظلم الظالم، ففي الأعوام الماضية كان التوافق بين سياسات الشيعة والسنة محل استغراب المهتمين بالشأن العراقي مثل التوافق في: المطالبة بأنسحاب الاميركان، ورفض الفيدرالية، والعداء للكويت ومناهضة الكرد في قضية المناطق المتنازع عليها.. الخ من السياسات اللاعقلانية بالنسبة الى السنة والعاقلة بالنسبة الى الشيعة وحكومة المالكي التي استغادت من المشتركات بينها وبين السنة، يذكر ان السنة حيال معظم فقرات التوافق اعلاه، كانوا أشد تحمساً من الشيعة في الالتزام بها، ومازالت اجنحة للسنة لاتحيد عن النهج عينه، فسياسة هيئة علماء المسلمين مثلاً ازاء الامريكان والفيدرالية و اقلمة المحافظات.. الخ من الصعب تمييزها عن سياسات اشد التيارات الشيعية تطرفاً كالتيار الصدري مثلاً. الى جانب ذلك فان مواقف (العراققية) اتسمت بتقديم التنازلات تلو التنازلات للمالكي وعلى طول الخط، ليس هذا فحسب بل ان لجوء فصائل سنية الى المقاومة المسلحة. كان ومايزال يشكل خدمة لاتقدر بثمن تقدم الى المالكي، أخرها تلك التي قدمتها له يوم 22-12-2011 وراح ضحيتها اكثر من 70 قتيل والعشرات من الجرحى في بغداد.
 ليست السياسات السنية تلك وحدها التي قوت من سلطة المالكي، بل دخولهم في صراع ضدها دون عدة، فكلمتهم ما برحت مشتتة، والانقسام بينهم مشروع دائم، ففي قضية الهاشمي مثلاً، بدت التيارات الشيعية كالبنيان المرصوص وبلغ الأمر أشده بالقاء (عصائب اهل الحق) وحزب الله العراقي المتشددان الشيعيان للسلاح والانضمام الى العملية السياسية وحكومة المالكي. في وقت يظهر السنة التذمر من عدم انسحاب النجيفي من البرلمان اسوة ببقية البرلمانيين السنة، والشكوك من بقاء اياد علاوي بمنأى عن اي شكل من اشكال الملاحقات .
 ويتحمل الاحتلال الامريكي للعراق بدوره، قسطاً كبيراً من ما ال اليه العراق من تدهور وتداع، لعزوفه عن ايجاد حل جذري للمشكلات العراقية، وكان بامكان ايجاده، مثلما رسخت السياسات والاعمال المتشخبة للسنة من نفوذ المالكي، فان سياسات الاحتلال أدت الدور نفسه، ويلاحظ انه بالرغم من ضغوط المالكي لأرغام الامريكان على الانسحاب من العراق، نجد واشنطن بمثابة عرض دائم للخدمات الى المالكي سواء من حيث الاستعداد لتدريب القوات العراقية او تزويدها باحدث الاسلحة، وخدمات اخرى لاتحصى.
  لما مر وفي معرض التقييم لأزمة الهاشمي، ما على العرب السنة الا ان يعوا التغييرات التي طرأت على السياسة الامريكية في المنطقة والتي تقف على مسافة واحدة من العلمانيين والاسلاميين على مسافة واحدة ولكن مع ميل الى الثاني، بعد ان كانت ميالة بوضوح الى العلمانيين في الماضي، ولما كانت الهوية العلمانية هي الغالبة على السنة العراقيين فعليهم إدراك فقدانهم لذلك الميل الأمريكي، ومثلما لم تتورع اميركا في التخلي عن حلفائها في الهند الصينية عام 1975 وترك السلطة لألد اعدائها (الشيوعيين) هناك، ومثلما لم تتورع عن التخلي عن حلفائها العلمانيين في اقطار (الربيع العربي) وساعدت الد اعدائها (الاسلاميين) لتسلم السلطة في تلك الأقطار، فأن بوادر مغازلتها للمالكي بادية للعيان لقاء الأبقاء على الحد الأدنى من المصالح الامريكية في المنطقة.
 لن تكون أزمة الهاشمي الأخيرة في مسلسل الأزمات العراقية، وسيبقى المشهد العراقي مفتوحاً امام أزمات اخرى مقبلة لاشك، ويظل الحل بعيد المنال، ما لم يتم الفصل بين المكونات الاجتماعية العراقية الشيعية والسنية والكردية
•   رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل)- العراق
عن(الشرق الاوسط اللندنية) العدد :12084

389
المنبر الحر / خبر ورأي
« في: 22:14 27/12/2011  »
خبر ورأي

                                                                                                                    عبدالغني علي يحيى
قاريء مزور !
طالب القضاء العراقي برفع الحصانة البرلمانية عن النائب (محمد أمين حسن) المكلف بتلاوة آيات من القرآن الكريم في جلسات مجلس النواب العراقي، وذلك بعد الكشف عن شهادته المزورة، ويا لكثرة أمثاله في السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية و القضائية في (العراق الجديد).

(بشرى) !
قبل فترة عرض الشريط الأخباري لتلفزيون (الديار) قول أحد النواب في مجلس النواب العراقي، بشر فيه العراقيين من أن الخلافات لم تعد تنحصر بين (العراقية) و (دولة القانون) بل امتدت لتشمل الجميع، ترى متى كان الخلاف بشرى؟ ألا يفهم من الوجه الاخر لقوله (ان الحشر مع الناس عيد).؟

رجل أسوأ عام !
ذكرت أوساط عالمية، أن من المرجح ترشيح (رجب طيب أردوغان) ليكون رجل عام 2011 ! في موازاة ذلك أجمعت منظمات مهتمة بحقوق الأنسان، بان العام هذا، يعد بمثابة أسوأ عام مر به كرد تركيا من حيث قتل وسجن وتشريد نشطائهم، ترى كيف غفلت هذه الحقيقة عن مرشحي أردوغان لذلك اللقب؟

عام الدولة الكردية

تناقلت وسائل الأعلام تنبؤ منجم مفاده أن العالم سيشهد عام 2012 قيام الدولة الكردية، ولقد أثلج تنبؤه صدور الكرد وجعلهم ينظرون الى العام القادم الذي لا تفصله سوى ايام قلائل عنا، بتفاؤل، وإذ عرف المنجمون بالكذب حتى وإن صدقوا، فكلنا أمل في ان يكونوا صادقين هذه المرة.

الشيطان في UN !
أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار لها إنتهاكات حكومة بشار الأسد لحقوق الانسان في سوريا، وعلى أثره، استنكر السفير السوري لدى UN القرار ووصفه بالمؤامرة الشيطانية ضد بلاده، من غير ان يراعي في وصفه غير اللائق للقرار ان مصدريه يمثلون امم العالم في مشارق الأرض ومغاربها !

البكاء الجماعي !
بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي (كيم جونغ إبل) ورد في الأخبار، أن الحكومة الكورية الشمالية خصصت يوماً للبكاء الجماعي على فقدانه. قد يكون من السهل على الطغاة فرض او تطبيق عقاب الجماعي، إبادة جماعية بحق مجموعات بشرية أما فرض بكاء جماعي على الناس فأمر يستدعي العجب كون تنفيذه اصعب من العقاب الجماعي.

مات (العظيم) عاش (العظيم) !
ونبقى في (كوريا الشمالية) فعلى اثر وفاة (كيم جونغ أيل) الذي وصف بالعظيم طوال فترة حكمه على غرار ما كان يوصف به والده (كيم ابل سون) الذي توفي عام 1994 فان (كيم جونغ اون) الذي اعلن سريعا عن خلافته لوالده والذي لا يتجاوز من العمر سوى 30 عاما، فانه سرعان ما لقب بالعظيم ايضا. هذه هي عبادة الفرد التي لم تمت بموت ستالين و ماوتسي تونك، وبقيت حية في السلالة الشيوعية الكورية الشمالية.

يهودا والسامرة
حملت اوساط عربية على الحكومة الاسرائيلية اطلاقها مصطلح (يهودا والسامرة) على مصطلح (الضفة الغربية) الذي وصفته بالعنصرية والهمجية وما الى ذلك. ونقول لهذه الاوساط، ان البعثيين العراقيين سبقوا الاسرائيليين بعقود يوم اطلقوا عشرات الاسماء والمصطلحات العربية على المدن الكردية التي استعربوها، ومع الاعتذار للشاعر على هذا التحوير لقصيدته:
لا تنه عن خلق وقد (اتيت) مثله
عار عليك وقد (فعلته) عظيم.

يسمح لا يسمح
قال وائل عبداللطيف: ان القانون يلزم طارق الهاشمي بالحضور أمام السلطات التحقيقية في بغداد وليس في أقليم كردستان. في حين قال النائب لطيف مصطفى، ان القانون العراقي يسمح بنقل حيثيات القضية المنسوبة الى طارق الهاشمي الى محاكم اقليم كردستان وفق ما طلبه الهاشمي. فأيهما نصدق.

Al_botani2008@yahoo.com

عن (النبأ الكركوكية) – العدد 383

390
المنبر الحر / تناقضات المالكي
« في: 15:04 25/12/2011  »
تناقضات المالكي
عبدالغني علي يحيى

من طرائف ما يروى عن جحا الرومي، ويا لكثرتها، انه إبتلى بحمار هرم، طا عن في السن، كسول، فما كان من بعضهم أن يتقدموا اليه بنصيحة، بان يتخلص منه ويبيعه بأي ثمن كان ومهما كان بخساً، وعمل حجا بنصيحتهم، وإذا به في أحد الأيام يسوق حماره الى سوق حماره الى سوق الدواب ليسلمه الى الدلال والذي كعادة الدلالين والسماسرة، راح يثني على الحمار ويضفي عليه من المحاسن بشكل لم يعد ممكناً تمييزه عن اقوى البغال، ولماسمع جحا كل ذلك الأطراء على حماره، فأنه ندم ووسط دهشة الدلال عاد ومعه حماره الى بيته وهو يقول مع نفسه متسائلاً: (اذا كان حماري يحوز على كل هذا المزايا، فلماذا أبيعه).؟!
ذكرني بالحكاية أعلاه، ما قاله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من مديح وثناء بحق الولايات المتحدة مع إعتذاري للأخيرة، وذلك في مقال نشره بصحيفة (واشنطن يوست) الأمريكية اثناء زيارته الاخيرة للعاصمة الامريكية، وقامت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها ليوم 7-12-2011 بنشره باللغة العربية، وفيه استهل المالكي مقاله بالأشادة بما سماها (التضحيات الكبيرة للشعبين العراقي والامريكي لتخليص العراق من نظام صدام حسين) الذي وصفه بـ(السيء الصيت) واقامتهما لـ(مجمتمع ديمقراطي حر) ولما كان الانسحاب الامريكي من العراق يشكل مصدر (قلق بالغ) له، على حد قوله فأنه عد المساعدات الامريكية (ضرورة) لتمكين القوات العراقية من التغلب على حالة عدم الأستقرار. ومثلما أبتدأ مقاله بالأشادة بالولايات المتحدة، فانه اختتمه بالأشادة نفسها حين علق الامال على المساعدة الامريكية لأجل بناء جيش عراقي قادر ومقتدر على حماية (سيادة ومصالح العراق)!
   
اذا كان الاحتلال الامريكي للعراق قد حوى ويحوي على كل هذه المزايا والمحاسن التي اوردها المالكي في مقاله و اخرى وردت على لسانه في اكثرمن محفل، عليه والحالة هذه، الستم معي اذا قلت، ان انسحاب الجيش الامريكي من العراق، يعد خسارة للعراق والعراقيين لا تعوض؟ أولم يكن المالكي على خطأ في تصرعه ركوب موجه المطالبة برحيل الجيش الأمريكي من العراق، في وقعت حقق الاحتلال الأمريكي حلم العراقيين في إسقاط دكتاتورية صدام حسين وأقامة نظام ديمقراطي حر على الأرض العراقية، حسب تعبير المالكي؟.
في الحرب العالمية الثانية، قصفت الولايات المتحدة مدينة هيروشيما اليابانية بالقنبلة الذرية، ثم احتلت اليابان وامتد احتلالها لها الى يومنا هذا، وليس في الافق ما يوحي بقرب انهاء هذا الاحتلال ولا المطالبة به من جانب اليابانيين، ومع ذلك فأن الحكومات اليابانية المتعاقبة لم تطالب بأنهاء الاحتلال الأمريكي لبلادها، في حين احتلت الولايات المتحدة العراق بموافقة وطلب من المعارضة العراقية على اختلافها، بما فيها كتلة المالكي نفسه، ولولا الأمريكان لما كان بوسع العراقيين إزاحة نظام صدام حسين ومحوه.
ان الضغوط العراقية بما فيها ضغوط المالكي وحكومته وكتلة النيابية(دولة القانون) على الولايات المتحدة لحملها على سحب قواتها وعلى امتداد شهور، لاينسجم مع هذا الكم اللافت من المديح والثناء الذي كاله المالكي للولايات المتحدة والذي تجاوز الادب والعرف الدبلوماسيين.
كقاعدة، لايغيب عن البال. ان الشعوب التي كانت تتحرر في الماضي من احتلال الدول الاستعمارية، لا تذكر المحتلين بالخير، ومن باب النكاية بالمحتل والأنتقام منه، كانت تنفع صوب اعدائه، اعداء المحتل، وها هو المالكي يشذ عن القاعدة هذه، فلقد جاهد بطرد المحتل الامريكي وفي الوقت ذاته يشيد به وبتضحياته في مجال تحرير العراق وبناء الديمقراطية فيه وانجاز استقلاله، فالتطلع الى مساعداته لغرض تأسيس عراق قوي مزدهر.. الخ.       

حري بالمالكي امام سيل الاطراء والكلام الحسن الذي وجهه للأمريكان، ان يحذو حذو جحا، فيتراجع عن ضغوطه تلك، ويعيد الامريكان الى العراق، بعد ان مثل دور الدلال الذي جعل اطراؤة لحمار جحا الى ان يعدل الاخير عن بيعه.


* al_botani2008@yahoo.com
 

391
سياسات أمريكية شرق – أوسطية لا مسؤولة
                                                                                                                       عبدالغني علي يحيى
    في مقابلة له مع صحيفة (حريت) التركية، دعا السناتور الامريكي جون مكين رئيس أقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الى التعاون مع تركيا لضرب حزب العمال الكردستاني pkk وقال انه في حال الانسحاب الامريكي من العراق فان الطريق سيكون ممهدا أمام pkk لضرب تركيا، كما أن النفوذ الايراني سيزداد في المنطقة، ما يعني الوجه الاخر لاستنتاجه، الأول ان هناك اوجه تشابه بين الوضعين العراقي والتركي!
     لقد نسي مكين أوتجاهل، ان السياسات الكردية سواء الداخلية منها أو الأقليمية محكومة كما السياسات في الأقطار الديمقراطية بقوانين وانظمة وليس بأرادة أو مزاج الأفراد، فالذي دعا اليه مكين، مرهون باستحصال موافقة البرلمان الكردستاني وربما جهات اخرى في الأقليم وحتى العراق كذلك، ولا شك ان الرجوع الى البرلمان الكردي ومرجعيات اخرى لن يسمح  لدعوته بالمرور، إذ أن عملاً خطيراً كالدخول في حرب وما شابه، ليس بالعمل السهل ففي أحيان وجدنا كيف ان دعوات لرؤساء دول اصطدمت برفض برلماناتها(الدول). عليه والحالة هذه، ألا يعد ما صدر عن مكين قولا لا مسؤولا يتنافى مع القواعد والقوانين المرعية والمعمول بها في هكذا حالات؟ ألا يعني ما دعا اليه تدخلا في شؤون بلد اخر وعلى الضد من ارادة شعبه؟ ناهيكم من أن دعوته تندرج في قائمة الشرور التي تلحق الأذى بالشعوب، سيما إذا علمنا ان الشعب الكردي تحرر من النظام العراق السابق وكاهله ينوء بأحمال ثقيلة تطلب منه اعادة بناء وتعمير اكثر من 4500 قرية كردية سويت مع الارض في ظل ذلك النظام ومعالجة مشاكل الالاف من السكان من الذين فقد الالاف من ابنائه ارواحهم في ظل ذلك النظام ايضا، لذا كان حرياً بالسناتور الامريكي ان يضع هذه الحقائق وغيرها نصب عينيه قبل ان يدلي بقوله اللاسؤول وكان حريا به ايضا، ان يكون  رسول سلام ومحبة يدعو الى وقف النار بين الحكومة التركية وpkk  ويكلف البارزاني للعب دور الوسيط بينهما، وهو الذي يحظى بتقدير الجانبين، ولا يغيب عن البال ان المنطقة بحاجة الى رسل  سلام وصداقة وليس الى صقور حرب والذين يصبون الزيت على النار.
     ان دعوة مكين تلك ليست السياسة الامريكية الوحيدة اللامدروسة ازاء اوضاع المنطقة، اذ  منذ عقود تطالعنا الولايات المتحدة بمثل هذه السياسات، منها على سبيل المثال ممارسة واشنطن لضغوط على الاتحاد الاوروبي لقبول تركيا في صفوفه غير أبهة بشروط الاتحاد الاوروبي في قبوله لها. مثل حل المشكلة القبرصية والاعتراف بالهوية الكردية في تركيا، علاوة على شروط اخرى تعجز عن تلبيتها دولة من الصعب عليها الاخذ بالتحضر الاوروبي أو الاندماج في مجتمعه، اضف الى ذلك، مع تمانياتنا بقبولها، ان وجود جزء صغير من مدينة تركية (اسطنبول) في اوروبا. وهي اى تركيا الملقبة من دون سائر دول اسيا، باسيا الصغرى، لايعني ان تركية اوروبية مثلما لايعني وقوع سيناء المصرية في اسيا، ان مصر دولة أسيوية، فهي اي مصر افريقية مثلما ان تركيا أسياوية.
    ومن اخطاء امريكا في التعاطي مع الشأن الكردي والعراقي والى حدما التركي، وحسب صحيفة المستقبل العراقية ليوم 28-11-2011. انها ، اي  امريكا تعمل مع تركيا من أجل عدم ضم كركوك الى كردستان وأن إجتماعاً تم عقده مع السفير التركي في السفارة الامريكية ببغداد لهذا الغرض، بهدف عدم ضم كركوك وكل المناطق المتنازع عليها بين حكومتي المركز والاقليم في العراق، وعلى حد قول الصحيفة تلك، ان الادارة الامريكي وعدت العرب  السنة بضم كركوك وكل المناطق المتنازع عليها الى المنطقة السنية من العراق . ما يفيد وكأن امريكا لم تسمع بالمادة (140) ولا بالدستور العراقي الذي يحوي على هذه المادة. يقيناً ان هكذا تحرك من امريكا يعتبر تدخلاً سافراً في الشأن العراقي والكردي، وستكون له عواقب وخيمة تتحمل الادارة الامريكية الى حدكبير مسؤوليتها.
     ونبقى مع السياسات الامريكية الشرق الاوسطية والتي في مجملها مدانة، فقبل فترة طالبت واشنطن الحكومة التركية بزيادة عديد قواتها في افغانستان، وكان رد الفعل التركي على طلبها وجيهاً حين ورد على لسان اردوغان من ان القضية الأفغانية لاتحل باستخدام القوة، لقد كان على امريكا والتي تكاد تكون القوة فوق العظمى ان جازالتعبير، ان تتوصل الى  ذلك الاكتشاف الذي اعلنه اردوغان، قبل الجميع، فهي التي مرت بتجارب كثيرة على عقم اللجوء الى القوة في حل المعضلات، ومن تجاربها التي يبدو انهاقد نسيتها حربها الخاسرة في اقطار الهند الصينية في عام 1975 والتي منيت فيها بهزيمة نكراء. و الانكى من ذلك، ان امريكا طرحت مطالبتها تلك تزامناً مع قيام دول من حليفاتها بسحب جيوشها من افغانستان واعتزامها (أي امريكا) ايضا بسحب جنودها من هذا البلد فيما بعد!!
    وتتوالى الأخطاء الأمريكية في التفاصيل وفي مجال الاختيارات والتشخيصات ايضاً، ففي اختيارها تركيا مثلاً للعب أكثر من دور في المنطقة نراها غافلة او متجاهلة لحقائق على الأرض. منها انه بالرغم من تكليف تركيا لتأدية دور بارز في افغانستان لكننا لم نسمع بمقتل أو جرح أو اختطاف جندي تركي هناك في حين تطالعنا الاخبار بين حين وحين بمقتل وجرح واختطاف العشرات والمئات من جنود الدول الاخرى التي تقاتل قواتها في افغانستان، لاريب ان الذي يحصن تركيا من اعتداءات الأرهابيين هونهجها الموالي للأسلام السياسي القريب من الاسلام السياسي المتطرف، ومن الامثلة على خطل اختياراتها، ان القنصلية التركية في مدينة الموصل العراقية هذه المدينة التي تكاد في معظمها تخضع للأرهاب واوامر، لم تتعرض في يوم ما الى عملية ارهابية على الرغم من النشاط البين لها (القنصلية التركية) باتجاه إمرار السياسات التركية في الموصل !!.
    على طول الخط وقفنا على مدى عقود من السنين على السياسات الامريكية الشرق الأوسطية التي لاتنفك من إظهار المخاوف حيال مستقيل اسرائيل في ضوء ما تتعرض له الدول العربية من عواصف (الربيع العربي) وتتخوف من ابنثاق حكومات من رحم هذا (الربيع) ذات مضمون اسلامي متشدد معاد لاسرائيل والغرب وبالذات امريكا، وهذا صحيح، في حال اذا كانت الحكومات الاسلامية الاخوانية المقبلة أمينة لشعاراتها ومبادئها التي عرف بها الأخوان المسلمون على مر العقود. الطريف ان الولايات المتحدة التي جعلت من نفسها العدو رقم واحد للاسلام السياسي المعتدل والمتطرف في ان، او هكذا ارادات ان يعرفها العالم، تحولت بسرعة صاروخية الى سند وداعم للأسلام السياسي ونصير له وقد وضعت (الناتو) وثقلها الدبلوماسي و غيرها في خدمة الاسلام السياسي العربي لكي يتولى الحكم في البلدان العربية ويزيح القوى العلمانية فيها
    ازاء هذا التحول اللافت في السياسي الامريكية، لايسعنا الا القول ان واشنطن لا تدعم الاسلام السياسي المعروف بالاعتدال فقط، انما الاسلام السياسي المتطرف كذلك، لذا والحالة هذه لامناص من القول، ان واشنطن تعتبر بمثابة الداعم والممول والموجه الأول والأخير لعمليات منظمة القاعدة الارهابية، بل ان الاخيرة صنيعتها والمؤتمرة بأوامرها، علماً ان أخرين من كتاب السياسة واهل الرأي  وقادة دول يذهبون المذهب عينه ويعدون القاعدة ربيبة لأمريكا.
    فقبل اعوام قال كاسترو عن بن لادن انه عميل المخابرات المركزية وقال سياسيون روس كبار ان امريكا توجه الارهاب العالمي.
    ومن الضغوط الامريكية التي يؤخذ عليها مطالبتها المتواصلة للدول العربية وبالأخص التي اصطلح على تسميتها بدول المواجهة كمصر على وجه الخصوص، بمراعاة اسرائيل وعدم اغضابها في حين نجدها لاتمارس الضغط نفسه على اسرائيل لكي تتخلى عن سياساتها الخاطئة تجاه الفلسطينيين والدول العربية المجاورة  لها (لأسرائيل).
   عندما قام العراق باحتلال الكويت عام 1990 فأن الولايات المتحدة أقدمت مشكورة على انهاء ذلك الاحتلال وطرد الغزاة العراقيين من الكويت، غير ان الولايات المتحدة تصر على التعامل بمكيالين مع قضايا ذات مضمون واحد فعمليات الاستيطان شبه اليومية لاسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما هي الا احتلال لوطن شعب أخر، فلماذا لاتلجأ الولايات المتحدة الى القوة لايقاف تلك العمليات والتي من شأنها ان تساعد على انجاح عملية السلام بين الجانبين ؟ واخيرا، فان هنا لك سياسات امريكية شرق اوسطية اخرى خاطئة تضر بمصالح الشعوب بما فيها الشعب الامريكي نفسه وقضية الأمن والاستقرار وتعمل على تأجيح الصراعات بين شعوب الشرق الأوسط، حسبنا اننا اكتفينا بتناول هذا القدر منها .
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل -العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com
                   



 

392
إعتذار أردوغان للشعب الكردي.. الاسباب والأهداف
عبدالغني علي يحيى
    استقبلت الأوساط السياسية على إختلافها بدهشة وذهول إعتذار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للكرد في تركيا- عن الجرائم التي ارتكبتها الحكومة التركية بحق الكرد عامي 1937و1938 في ولاية درسيم الكردية، كونه اي الأعتذار يتنافى مع ما عرف عن الحكام الأتراك علمانيين واسلاميين، من عنصرية وعنجهية وغطرسة فوق العادة في تعاملهم مع القضية الكردية، ليس في تركيا فقط انما خارجها ايضاً، ويزيد من الدهشة والذهول، ان التطور هذا حصل فجأة، إذ أن الكرد أنفسهم لم يطالبوه وكذلك الحكام الذين سبقوه، بالأعتذار، بل لم يكن يدور في خلدهم ذلك لأنشغالهم بأمور أهم، بعد أن وقفوا(الكرد) والعالم معهم على إمتناع الأتراك عن الأعتذار للأرمن الذين قتل منهم اكثر من مليون إنسان على يد العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، في حين وحسب الأحصاءات التي نشرت عن مذبحة درسيم ان ما يقارب ال(14000) كردي راحوا ضحيتها، والأمر الذي يدعو الى العجب اكثر، إمتناع تركيا عن الأعتذار لمقتل اكثر من مليون أرمني في وقت نجدها فيه تعتذر عن مقتل(14) الف كردي في العامين المذكورين! هنا يلح سؤال على الاجابة: لماذا لايعتذر أردوغان عن جريمة مروعة نفذتها الامبراطورية العثمانية في حين تعتذر عن جريمة أقل حجماً اقدم عليها الحكام العلمانيون الاتراك؟
    وسط الذهول الذي أثاره الاعتذار كان من الطبيعي أن يختلف المحللون والسياسيون في تفسيره، وبالأخص السياسيون الكرد بين مثمن له والقول انه شجاع، فملق للشكوك عليه الى حد إفراغه من اية إشراقة، وفي حال عدم تتويج الاعتذار بتحقيق مطاليب قومية لكرد تركيا فأن الشكوك تلك تتقوى اكثر.
     ومن بين الرأيين المتقاطعين، فأن إعتذار أردوغان، يشكل نصراً للقضية الكردية في تركيا واقراراً رسمياً لتركيا، بالمظالم التي سلطت على الكرد هناك، بالرغم من أنه، اي الأعتذار جاء متأخراً، مقارنة بتصنيف القضاء العراق الشجاع بحق قصف حلبجة بالقنابل الكيمياوية ومقتل الالاف من الكرد الفيليين على الجرائم التي تصنف على الأبادة الجماعية (الجينوسايد).
    والذي يثير اكثر من تساؤل في النفوس، إن لم نقل ينال من مصداقية اردوغان، ان الأعتذار جاء متزامناً مع شن الحكومة التركية لأشرس حملة إضطهاد وقهر وإبادة ضد الكرد الان ومنذ شهور، والمتمثل باستخدامها للسلاح الكيمياوي والنابالم المحرمان دوليا، ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني pkk  في  ولاية(جلي) فبل اسابيع ومواصلتها لحرق المزارع وتدمير القرى الكردية وقتل المدنيين في الأجزاء الشمالية من جنوب كردستان (كردستان العراق) إضافة الى حملات مدا همات واعتقالات ضد النشطاء الكرد في تركيا.
     قيل إذا عرف السبب بطل العجب.
    لاشك أن هناك اكثرمن سبب دفع بأردوغان للأعلان  عن إعتذاره المدوي في البدء والخافت الى درجة التلاشي فيما بعد. مثل بلوغ تذمر الأتراك أوجه من إرجاء الأتحاد الأوروبي المتواصل لقبول تركيا في عضويته، سيما بعد مضي نحو عام على الدور التركي المتناغم مع الدور الاوروبي، والمتقدم على الثاني احياناً في مجال نصرة (الربيع العربي) وتجلى التذمر في امتعاض الرئيس التركي عبدالله كويل تجاه هذا التأجيل الذي اعتبره(إهانة) لبلاده. ولما كان الأعتراف بالهوية الكردية في تركيا من جانب الاتراك أحد أبرز شروط الاتحاد الاوروبي لضم الاخيرة اليه، فلقد ظن الاتراك ان اختزال الاعتراف بتلك الهوية في الاعتذار المنوه عنه يكفي لأقناع الاتحاد الاوروبي لاحتضانهم في حين وكما نعلم، ان الاعتذارللأرمن ليس من بين تلك الشروط، دع جانباً القول ان الاعتذار للكرد  لا تترتب عليه أية استحقاقات لهم كالتي تترتب على  الأعتذار للأرمن أو على الاعتذار الذي تطالب به تركيا اسارئيل على خلفية مهاجمة الاخيرة لسفينة(مرمرة) التركية في وقت  سابق من العام الماضي. وان الذي يقلل من قيمة اعتذاره انه يأتي من قبل شخص (اردوغان) وليس من  مؤسسة قضائية تركية. وعندي ان الهدف الأول والأهم للأعتذار الاردوغاني يكمن بدرجة رئيسة في قبول تركيا في الأتحاد الأوروبي. وأنها ، اي تركيا، بتقدمها  للصفوف في دعم الثورات العربية بشكل تبز فيه دول الاتحادالأوروبي: فرنسا وبريطانيا و المانيا بالأخص و حتى الدول العربية، اثبتت انها تفضل العضوية في ذلك الاتحاد لما فيها من منافع كبيرة وعلى المدى البعيد لها على الارباح التي جنتها وتجنيها من العقود الاقتصادية والتجارية التي وقعتها في وقت سابق مع سورية. ولقد اختارت حكومة اردوغان ظرفا صعباً على الأوروبيين لأمرار مطلبها، ظرف مرور اوروبا بأزمة اقتصادية ومالية خانقة والتي تكاد تطال اكثرية البلدان الاوروبية التي ترى في الربيع العربي بمثابة تصريف للكثيري من أزماتها. وأن لامناص لها من استغلال تركيا واستخدامها كمخلب قط أو كماشة أوغطاء أسلامي لتحقيق ذلك التصريف. من جانبها، تبدو تركيا في استغلالها لهذا الظرف الصعب للأوروبيين، لأجل تحقيق حلمها في الانضمام اليهم، أشبه ما تكون بالمتصيد في الماء العكر، وأغلب الظن ان تركيا اذا اخفقت مساعيها وسط الزمن الأوروبي الصعب واجواء الانتفاضات والثورات العربية، للوصول الى اهدافها. فانها ستصاب بخيبة أمل كبيرة ونكسة دونها اية نكسة اخرى، تدفعها انذاك للتوجه بسرعة صاروخية نحو العالم الاسلامي وحتى نحو الاسلام السياسي المتطرف، وإذا لم تتمكن تركيا من تحقيق ذلك الحلم ، فبزوال ذلك الظرف وتوقف الثورات العربية، فان حاجة الاوروبيين تنتفي إليها.
    ومن الأسباب للأعتذار التركي، سعي حزب العدالة والتنمية الحاكم الى تدارك الخسائر التي مني بها في المناطق الكردية وذلك في الانتخابات البرلمانية مؤخراً جراء انتصارات باهرة، لحزب السلام والديمقراطية الكردي على حزب (أردوغان) في تلك  المناطق وبالأخص في (وان) والتي زادت من مقاعده ، مقاعد الحزب الكردي، في البرلمان التركي. ومن الأسباب أيضاً ان الاحزاب القومية التركية مازالت المنافس الاكبر لحزب اردوغان، لذا فان التغلب عليها، عبرتوظيف فضح الماضي الدموي لها للحيلولة دون استردادها للسطة امر ضروري لأردوغان. ويظل اعتذار اردوغان ناقصاً نتيجة إصراره على عدم تقديم اعتذار مما ثل للأرمن. ومن جهة اخرى عليه اذا اراد سد النقص في اعتذاره، الاعتراف بالهوية القومية الكردية والكف عن التعاطي مع الشأن الكردي من موقع القوة ، فالتوقف نهائياً عن مهاجمة شعب كردستان العراق. وهو اذ يعتذرلمقتل ما يقارب ال 14 الف كردي في درسيم قبل 74 عاما ، فلا يغيب عن باله ان ضعف هذا العدد قتلوا على يد حكومته والحكومات القومية التي سبقت حكومته منذ عام 1984 عام اندلاع الثورة الكردية في تركيا، ويؤسفنا القول انه اذا كانت ممارسات اتاتورك الوحشية والحكومات القومية التركية ضد الكرد كانت  تجري داخل الحدود السياسية للدولة التركية، فان ممارسات حكومة اردوغان التي لاتقل وحشية  عن ممارسات أتاتورك والحكام القوميين من بعده . ان لم نقل تفوقها ، تتعدى بشكل شبه يومي حدود دولة اخرى (العراق) . ومن خلال احدث تصريح تركي لحكومة حزب العدالة والتنمية معاد للكرد، من انهم لن يسمحوا بأية صيغة من صيغة الحكم يتمتع بها كرد سوريا. وقبله بسنوات تصريح اخرللأتراك نص على اعتزامهم القضاء على اية دولة للكرد حتى اذا قامت في الأرجنتين. لقد قضى اتاتورك وحزبه حزب الشعب الجمهوري في العامين المشاراليهما على ثورة درسيم داخل الحدود السياسية للجمهورية التركية في حين يعلن القادة الأتراك من اسلاميين وعلمانيين وفي العقد الاول من القرن الحادي والعشرين دون خجل أو وازع ين من ضمير من انهم سيقضون على اي كيان كردي في حال اذا قام ليس في تركيا فقط انما خارج تركيا ايضا. اذا اولستم معي اذا قلت ان الاولى بأردوغان أن يتقدم بأعتذار الى الشعب الكردي في تركيا والعراق وسوريا على الجرائم التي يرتكبها بشكل شبه يومي بحق كرد تركيا والعراق على وجه الخصوص ؟
ان مايطلبه الكرد من الاتراك اكبر بكثير من اعتذار يتقدم به اردوغان اليهم .
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق
•   Al_ botani2008@yahoo.com



393
العراقيون بأنتظار الأنسحاب
الامريكي لتصفية حساباتهم فيما بينهم.
                                                                                                                  عبدالغني علي يحيى .
     يوماً بعد أخر، تتقلص المسافة نحو الموعد الذي يفترض فيه، أن يغادر الجنود الأمريكان العراق طبقاً لأتفاقية موقعة بين الحكومتين الامريكية والعراقية، وكلما تقلصت المسافة اكثر، كلما تفاقم الأرهاب وتوسعت الهوة بين اطراف الصراع في العراق وازدادت التقولات والتكهنات والتوقعات بشأن الصورة التي يكون عليها العراق بعد الأنسحاب المرتقب. وتكاد الاراء في معظمها تجمع على  أن الوضع  الذي سيسود العراق في العام المقبل، لن يبعث على الأرتياح، رغم زعم حكومة المالكي بجهوزية القوات العراقية لحفظ الأمن والاستقرار والذي، أي الزعم، يتقاطع مع ماصدر عن رئيس أركان الجيش العراقي، والعديد من السياسيين العراقيين، من أن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن تلك الجمهورية. لذا فأن قلقاً بينا يساور الجميع من تداعيات الأنسحاب ويقوي من هذا القلق استعداد الفرقاء المتخاصمين من الان للمواجهة بعد رحيل الامريكان. ليس هذا فحسب، بل ان حكومة المالكي في إستباق منها للأحداث وجهت ضربة استباقية الى المكون العربي السني بشنها لحملة اعتقالات واسعة طالت المئات من البعثيين السابقين وبالأخص في المحافظات ذات الغالبية السنية كما وفصلت العشرات من الموظفين السنة من عسكريين ومدنيين من دوائر الدولة. وباتهام حكومة المالكي لحزب البعث المحظور بالتخطيط لمؤامؤة بغية قلب نظام الحكم ودعوته لهم الى التبرؤ والتوبه من حزب البعث. فأن البعثيين وبقية الممثلين الاخرين للعرب السنة سارعوا بدورهم الى التصعيد بتهديداتهم الى تصعيد بتهدياتهم وحملاتهم  الاعلامية ضد نظام الحكم، وكأن لسان حال الطرفين المقولة العراقية الشعبية الدارجة ) قبل أن تتعشى بي أتغذى بك). ولا شك أن حملة المالكي على  رموز العرب السنة لن تتوقف في المديين المنظور والبعيد، وستبلغ ذروتها في العام المقبل، ويعزز من هذا التكهن التقارب الشديد بين المالكي والتيار الصدري الاكثر تطرفاً في معاداة تلك الرموز وفي مقدمتها البعث المحظور. من جانبه أصدر حزب البعث بياناً وذلك رداً على المالكي قال فيه . أن باب التوبة مفتوح امام المالكي ومن فبل أن يتم الانسحاب الكلي للأمريكان من العراق ) أضف الى هذا، الحراك السني لأعلان المحافظات السنية في غرب العراق أقاليماً والذي، أي الاعلان بمثابة جزء لا يتجزأ من الضربة الاستباقية المنوه عنها ضد حكومة المالكي. ويعني تهديد البعث لحكومة المالكي ضمناً استقواء الاخيرة بالامريكان على مر الاعوام التي تلت سقوط نظام البعث لكن هذا القول يبقى ناقصاً حين يغفل الاشارة الى ايران التي كانت منذ الايام الاولى لذلك السقوط سنداً وداعماً وقوة للنظام العراقي  الجديد ذوالتوجه الطائفي الشيعي، واذا كان الانسحاب الأمريكي من العراق في حكم المؤكد، فان انسحاب النفوذ الايراني من العراق هذا النفوذ الذي يقوم على قاعدة اجتماعية شيعية عراقية عريضة ضرب من الخيال. ثم ان القول ان حكومة المالكي وحدها كانت المستفيدة من التواجد الامريكي في العراق، ناقص بدوره، فلقد كان العرب السنة والكرد والتركمان والمسيحيون مستفيدون منه أيضاً وبدرجات متفاوته. وعند المالكي وحلفائه من التنظيمات السياسية الشيعية، ان المعارضين العرب السنة سواء المشاركون منهم في العملية السياسية أو الرافضون لها ممن حملوا السلاح بوجهها، هم اكبر المستفيدين إذ لولا الامريكان وبحكم استحقاقهم الاحتلالي للعراق، إن جاز القول والذين جاهدوا لاجل ابقاء التوازن بين المكونات الاجتماعية  الرئيسية الثلاثة: الشيعة والعرب السنة والكرد، لكان الشيعة يبيدون البعث وكل رموز العرب السنة من شخوص وكيانات سياسية في الاسابيع الاولى لأنهيار البعث في عام 2003 ، ثم يلتفتوا الى الكرد والمكونات الاجتماعية الاخرى فما بعد . وفي حال اتمام الانسحاب الامريكي فأن الصراع بين الطائفتين الشيعية والسنية سيبلغ ذروته وسيواحه السنة لاريب اياما عصيبة، وستكون هزيمتم أمراً مفروغاً منه ، إذا اخذنا بالحسبان، تشتت كلمتهم وتقاطع مواقفهم ورؤاهم مع بعضهم بعضاً، وعجزهم عن كسب الكرد الى جانبهم والذين اي الكرد في اكثريتهم الساحقة على المذهب السني. ومن جهة اخرى فان الشيعة في العراق يكاد يكونوا ضعف العرب السنة وهو كذلك، وإذا كان قد قدر للعرب السنة ان يحكموا العراق قرابه (82) عاماً ويقمعوا كل المكونات الاجتماعية بما فيها المكونين الكبيرين الشيعي والكردي. بقيناً انه يكون بوسع حكومة المالكي تصفية خصومه من العرب السنة يسرعة مذهلة ، ان لم تدخل ارادات على خط الصراع تكون في غير صالحها، صالح حكومة المالكي والطائفة التي يمثلها.
     الكرد وحدهم كما يرينا أياه ظاهر الامر، نجدهم يتعاملون مع قضية الانسحاب الامريكي باعصاب جد باردة، وكأن الأمر لايعنيهم في شئ ، في وقت يعلم فيه الكل بالنوايا المريبة بل والعدائية لحكومة المالكي تجاههم ومن قبلها حكومة الجعفري كذلك. وفوق هذا فأن الموقف الكردي الحالي يظهر خلوه من القلق من الانسحاب مايفيد بأنه ينطلق من أرضية صلبة مثلما يفيد  بذلك الموقفان المتعارضان للشيعة والسنة أيضا مايستدعي من المرء شيئاً من التأني في إصدار الحكم عليه على الموقف الكردي، فبرودة الاعصاب الكردية وقولهم ان  شيئاً لن يتغير بالأنسحاب الامريكي من العراق، بعد أن كانوا الاكثر ابداءً للمخاوف من الانسحاب هذا وتحولهم فجأة وعلى حين غرة قد حصلوا على ضمانات تجعل من الانسحاب عديم التأثير عليهم، وبأن مكسباً عظيماً سينتظرهم كأن يكون الاستقلال الحلم المشروع الذي يراودهم دوماً.
     وفي خضم الاستعدادات للمواجهة بين الفرقاء المتصارعين في العراق يتراءي ان طرفي الصراع الرئيسيين:المالكي والبعث، ومن خلال مايبثانه في وسائل الاعلام من تهديد ووعيد يقفان على ارضية صلبة كل في مواجهة الاخر كما بينا، دع جانباً القول عن الثقة بالنفس لدى الجانب الكردي الذي يجاهد على الالتزام بالحياد وضبط النفس خلاف الطرفين المذكورين اللذان باشرا بالصراع الان ومنذ اسابيع والذي يرى المالكي فيهم اي الكرد تناقضا ثانويا، كون التناقض الرئيسي بينه وبين البعث وكل الفصائل العربية السنية ن وليس مع الكرد الذين لا يطمحون اسقاط حكومته اى جكومة المالكي في حين يطمح البعث والمكون العربي السني الى استرداد سلطة فقدوها. من طرف ثاني يصعب جداً ان يتوحد الكرد والعرب السنة في جبهة ضد حكومة المالكي بالرغم من ان كليهما يدينان بالمذهب السني، وان المذهب بدأيحل منذ سنوات محل القومية الامر الذي يؤسف له ، ويبقى دخول المالكي في صراع وهو حتمي مع الكرد مؤجلا لعدد من الاسباب. فعلى النقيض من تقديم الحكومات العراقية السابقة كحكومة العهد الملكي والجمهوري الاول وحكومتي الاخوين عارف ضرب الكرد والشيوعيين على ضرب البعث والتيارات القومية العربية الاخرى، فان حكومة المالكي تقدم ضرب العرب السنة على ضرب الكرد، هنا بخد هذه الحكومة متقدمة على الحكومات الجمهورية السابقة في تشخيصها للتناقض الثانوي والرئيس وتشخيصها الذكي هذا والذي يقوم على كنز من التجارب في اسقاط الحكومات العراقية التي كانت القوى السياسية السنية تسقطها وليس الكرد او الشيوعيين الى جانب اعتمادها اي حكومة المالكي على ظهير قوي كايران، فان انتصارها على البعث والفصائل السنية كافة امر لايحتاج الى دليل ، وسيساعد على ذلك الانسحاب الامريكي موضوع البحث الذي لابد وان يطلق اليد للمالكي للفتك بالسنة وفيما بعد الكرد والاقليات القومية والدينية ويقوى من مركز ايران في العراق وفي المنطقة واغلب ظني ان العراق لن يعيش (ربيعا عربيا) انما ربيع تفتيت وتقسيم.
•   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل –العراق
•   Al_botani2008@yahoo.com


394
ثوابت السياسات الحالية لأ طراف الصراع الدولي
                                                                                                                            عبدالغني علي يحيي
ما أن أخفق مجلس الامن الدولي في إصدار قرار بشأن سورية جراء الفيتو الروسي، وإذا باعتراضات عربية وغيرها تحمل كلا من روسيا والصين مسؤولية ذلك الاخفاق، وخلص بعض المحللين الى القول ، ان حرص روسيا على الاحتفاظ باخر ركيزة لها في الشرق الاوسط، أي سورية، دفع بها الى استخدام الفيتو. وحكم المعارض السوري هيثم المالح وا خرون غيره على  الموقف الروسي باللاأخلاقية بقوله: (ان روسيا تحكمها المصالح وليس الاخلاق) كل ذلك من غير سحب الحكم عينه على الهند والبرازيل وجنوب افريقيا   الاعضاء في مجلس الامن والتي حذت حذو روسيا والصين في افشال القرار أو اللجوء الى ادانتها فحرق اعلامها والدوس عليها على غرار ما جرى لروسيا والصين ، ما يعني ان المعترضين مارسوا الانتقائية في اعتراضهم الذي جاء ناقصاً نتيجة ذلك. واذا كان سقوط النظام السوري يضر بمصالح موسكو، كما ذهب اليه بعضهم ، فكيف يفسر هذا البعض انتهاج الهند والبرازيل وجنوب افريقيا النهج عينه لموسكو؟ في وقت لا تشكل فيه سورية ركيزة لاي منها في المنطقة، بل ولا تشدها اليها(سورية) علاقات استراتيجية او اقتصادية أو عسكرية .. الخ كالتي تشد أي سوريا بأيران وحتى بتركيا المتحمسة بشكل لافت لأسقاط حكومة دمشق.
لذا، فأن البحث عن تفسير مقنع لنزوع الدول الخمس تلك، ومعها دول اخرى محسوبة على الثورية ان جاز التعبير مثل كوبا وفنزويلا، الى  تبني موقف يتقاطع مع مصلحة الشعب السوري، بات ضرورياَ ويلح على ذلك اكثر تبني دول عربية في الجامعة العربية كالعراق ولبنان والسودان والجزائر وموريتانيا لموقف يحاكي الموقف الروسي ازاء سورية ومع ذلك لم يرق الاحتجاج عليها الى مستوى الاحتجاج على روسيا والصين ،
هنا. لا مناص  من استعراض الثوابت والخلفيات لمعرفة اصطفاف الدول المتضامنة مع نظام بشار الاسد، وهذه الثوابت غالباً ماتكون متاحة للباحث. ولا غنى عنها للأحاطة بسياسة دولة ما فالدول:روسيا الاتحا دية التي تعتبر وريثة للا تحاد السوفيتي السابق ، وكلاً من الصين والهند والدول التي تلتقي معها في السياسات. سبق وان صيغت سياساتها في ضوء مصالح  كانت على الضد من مصالح الدول الغربية وبالذات الولايات المتحدة، وترسخت هذه المصالح وتجذرت بمرور الا عوام والعقود ولم تتغير بتغير الحكومات مثلما لا تتغير سياسات الدول الغربية بتغيير حكوماتها وقادتها ولا يغيب عن البال أن  عقودا من زمن الحرب الباردة جعلت من سياسة تلك الدول تأبى التغيير، بسبب من بقاء المصالح دون تغيير اذ ظل الاتحاد الروسي كما الاتحاد السوفيتي وكذلك الصين، نتقاطع سياساتهما مع الغرب ، وما يزال وكما كانا في السابق. وقد يبقى هذا التقاطع متحكماً بعلاقتهما مع الغرب لاجال طويلة. وقل الشيئ ذاته عن الدول التي كانت المصالح تجمعها مع الدولتين العملاقتين اذ ان معظم هذه الدول مازالت عند سياساتها السابقة التي صاغتها المصالح في زمن الحرب الباردة، الدول مثل: الهند وكوبا والجزائر واليمن والسودان وفيتنام ..الخ
في العلوم  العسكرية وفي اوقات الحروب بالأخص من السهل ان يتم التراجع  عن الخطط سواء في حالتي الهجوم او الدفاع أو التقدم والانسحاب..الخ وبسرعة، الا ان الامر يختلف في السياسة فالتراجع عن نهج ما فيها، يجري ببطء واحياناً يحتاج الى سنوات وربما عقود طبقاً لما تمليه المصلحة. ان المصلحة التي رسمت سياسة الدولتين العظميين روسيا و الصين لم تتأثر بتخليهما عن الشيوعية فلا عجب ان نجدهما تعاديان المصالح الامريكية و الغربية الى حد كبير . أما الهند، فانها منذ استقلالها كانت مع نهج الدولتين الكبيرتين المذكورتين، وعمق من هذا النهج إشتراكها في تاسيس حركة عدم الانحياز التي كانت في جوهرها معادية للغرب وامريكا على وجه الخصوص ، وبهذا فان منا هضة السياسات الغربية صارت من الثوابت في مواقفها، كما ان حكومتي البرازيل وجنوب أفريقيا نتاج نهج يساري مناويء للغرب الى حد ما فالرئيسة الحالية للبرازيل كانت من الناشطات اليساريات. اما مؤسس جنوب افريقيا(نلسون مناديلا) فحدث ولا حرج عن مواقفة الرافضة للغرب.
ان الثوابت في سياسة الدول في رسوخها كحجر الأساس في البناء تظل نافذة  لعقود من السنين ولن تتغير بسهولة.اللهم الا بتغيير جذري في المصالح  فا لحكومات تتغير ولا يشترط ان تتغيرسياساتها عليه فان الانقسام الحاد الذي شهده العالم ايام نظام القطبين لم ينته بانهيار الاتحاد السوفياتي ومعسكره الشرقي انما ظل على حاله وباشكال مختلفة الى يومنا هذا واستنادا الي هذا الفهم لا يستغرب أحد من تعاطف الدول العربية التي اشرنا اليها مع سورية. لأنها الاقرب الى روسيا والصين والتيار المناهض للغرب للا سباب التي ذكرناها  و التي مازالت الاسس التي وضعت  خطوط سياساتها في زمن القطبين تتحكم بتوجهاتها، لهذا السبب ستمضي روسيا والصين ودول اخرى كانت تسير في ركاب الاتحاد السوفيتي السابق  قدما في اسناد النظم الجمهورية العربية الدكتاتورية بوجه شعوبها و الغرب كذلك، بالمقابل ستبقى امريكا وبريطانيا وحليفاتهما الغربيات واخرى في المشرق على عدائها لنظم سوريا واليمن وقبل ذلك لتونس ومصر، مثلما كانت تفعل ايام الحرب الباردة، وان سياساتها وسياسات روسيا والصين..الخ  ما هي الا امتداد لسياساتهما السابقة. لقد ابتهل شافيز الى الله تعالى ان يحفظ القذافي قبل سقوطه من اي مكروه، ويستمر كاسترو في تضامنه مع النظم الجمهورية العربية الايلة للسقوط، وكلي ظن، رغم ان بعض الظن اثم كما يقال ، ان لسان حال كاسترو ومانديلا ايضا ورؤساء كوريا الشمالية وفيتنام، مثل لسان حال شافيز في ان  يحفظ الباري الاسد وصالح. ولوقدر لغلاة الثوريين القدامى مثل: لينين وتروتسكي وما وتسي تونك وعبدالناصر وجيفارا ونهرو وتيتو وسوكارنو، ان يبعثوا احياء لانضموا حتما الى صف الاسد وصالح ومن قبلهما بن علي ومبارك والقذافي  فالثوابت التي رسمت سياسات حكوماتهم في عصرهم مثلما تتحكم اليوم بدول روسيا  والصين.. الخ ستتحكم بهم بصورة أشد. واختتم المقال بأحد الثوابت لدى الطرفين  المتصارعين امريكا و روسيا وهو ان امريكا مثلما كانت في الماضي تؤيد اسرائيل بقوة ضد الفلسطينيين ، فيما تؤيد روسيا والصين بقوة الفلسطينيين ضد  الاسرائليين.مثلما كان يفعل الا تحاد السوفياتي في الماضي .وفي كل قاعدة استثناء كما يقال فتركيا التي كانت ترتبط وماتزال بمصالح قوية ومتشعبة مع سورية سارعت لدعم ثورة شعبها في حين ان العراق الذي كان يتشكى دوما من سورية ويتهمها بدعم الا رهاب داخل العراق سارعت الي تاييد ومساندة الحكومة السورية بقوة!!
*رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
AL_botani2008@yahoo.com

395
مصائب الأقليات في الثورات والانقلابات

                                                                                                                             عبدالغني علي يحيى

رسخت أحداث ماسبيرو في القاهرة التي قتل فيها 25 قبطياً وجرح 329 منهم لأحتجاجهم على هدم كنيسة في أسوان، وكانت احداث اخرى على غرارهما قد سبقتهما، من القناعة من أن حال الاقباط في مصر لم يطرأ عليها تغييريذكر رغم تغيير النظام. ومن توالي العنف الطائفي في هذا البلد، تبرز تنبؤات عن مستقبل الأقليات في اقطار الربيع العربي، وقلما يخلو بلد عربي من أقلية او اكثر، لا تبعث على التفاؤل، ليس في مصر فحسب بل في العراق ايضاً حيث المسيحيون والأيزيدية والصابئة مشروع دائم منذ سنوات للأستهداف الطائفي، والى المصير عينه يحث السنة العرب الخطئ ويتجلى ذلك بوتائر سريعة الان تزامناً مع بدء الانسحاب الامريكي من العراق، وعلى الكرد ايضاً والذي في غالبيتهم الغطمى من السنة انتظار المصير هذا كذلك والذي لن يسلموا منه . كما لن تسلم منه الاقليات الدينية والقومية في سوريا في حال انتصار (ربيعها) المفروغ منه.
 وللأقليات مع الثورات والانقلابات تأريخ واكثر من قصة وحكاية مأساوية كما سنرى.
قبل انقلاب 14 تموز عام 1958 الدموي، كان المسيحيون في مدينة الموصل العراقية يحتفلون في ربيع كل عام بعيد يسمى عيد كوركيس ويشاركهم في ذلك المسلمون ايضاً، لكن الاحتفال به اختفى للفوربعد ذلك الانقلاب وحلت مضايقات للمسيحين تمثلت في قتل العشرات وفرار المئات منهم من تلك المدينة لأسباب يطول شرحها. يذكر انه في الساعات الاولى لذلك الانقلاب نسب قول الى الرجل الثاني في الانقلاب العقيد عبدالسلام عارف، واثناء الهجوم على قصر الرحاب الملكي، مفاده انه سيقضي على المسيحيين و الكرد والشيعة ولقد اكد اكثر من مصدر قوله ذاك.
وفي انقلاب 8 شباط عام 1963 أعدم مسيحيون كثيرون واعتقل منهم المئات والشيئ نفسه حصل للكرد، وبلغ اضطهاد الاقليات في العراق ذورته اثر انقلاب 17 تموز عام 1968 تجسد في حرمان المسيحيين والايزيديين وكذلك الكرد من تسجيل الاراضي والدور والمحال باسماء افرادها. ثم اجبر المسيحيون والأيزيديون وعشرات الالوف من الكرد على تصحيح قوميتهم الى العربية. وبعد سقوط نظام حزب البعث في نيسان عام 2003 تفاءل الجميع باستثناء من ضربت مصالحهم، بعراق جديد تتوارى فيه أثار الماضي، إلا ان التفاؤل لم يكن في محله، اذ نزح من المسيحيين في مدينة البصرة وحدها مانسبته اكثر من 56% وفي بغداد والموصل وكركوك قتل واختطف المئلت منهم، وحصلت موجات نزوح مسيحية وكردية وصابئية الى كردستان والى خارج العراق ايضاً الى درجة تردد معها القول باحتمال خلو العراق من المسيحيين في المستقبل
وتجلى ذلك في قول المالكي وذلك على اثر كارثة كنيسة سيدة النجاة ببغداد :(يجب ان لا يخلو الشرق من المسيحيين ولا الغرب من المسلمين)
الحالة نفسها رافقت مسيرة(الثورة الاسلامية) في ايران فالقوميات الكردية والبلوشية والعربية الاقل حجماً من الفرس ومعها الطائفة البهائية، راحت تعاني الامرين وما يزال من الاقصاء والتهميش. وغدت ظاهرة الاعدامات بحق افرادها مألوفة في الساحات العامة ما دفع بمئات الالوف من افراد تلك الاقليات الى مغادرة إيران. ولو سألت هذه الاقليات عن أي من النظامين الشاهنشاهي البائد ام الاسلامي الحالي. افضل، لأتاك الرد سريعاً الشاهنشاهي رغم مساوئه. وها هو أحدث تقرير لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة يشير الى تردي لافت لأوضاع الاقليات الدينية والعرقية في إيران، والذي أي التقرير، أغضب اقطاب النظام هناك.
وشاءت الصدفة أن التقي با فراد من اقليات كردية وشيشانية وتتارية في الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق، ولمست كيف ان شكاواهم كانت تنصب على نظم الجمهوريات الجديدة مع الاشادة في الوقت ذاته بالوضع الذي كانوا عليه في ظل الاتحاد السوفيتي السابق رغم مساوئه أيضاً. المشهد نفسه وبشكل اعنف شهدته الاقليات المسلمة وغير المسلمة في ظل النظام الصربي الذي قام على أنقاض يوغسلافيا السابقة .
وهنا لك وقائع تفيد بأنتهاك حقوق الاقليات حتى في اثناء الثورات وقبل انتصارها فعلى السبيل المثال كانت منظمة نمور التاميل في سريلانكا تشن بين فترة واخرى حملات دموية بحق الاقلية المسلمة. ووردت في مواقع للأمازيغ على شبكة الانترنيت اخبارعن هجمات نفذتها ضدهم قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي، كما كشفت صحيفة POST LA الفرنسية عن اتفاق بين الحكومة التركية والمجلس الوطني السوري ينص على معاداة القومية الكردية في سورية وفق ما كان منصوصا عليه في اتفاق بين الحكومتين التركية والسورية .
 هنا  يلح سؤال على الاجابة: لماذا يتدهور وضع الاقليات بعد انجاز الثورات الشعبية واثنائها وبعد الانقلابات العسكرية وما بينهما من تحولات في البلدان ذات التعددية القومية والدينية؟.
إن من أسباب ذلك قيادة النخب المنتمية الى الامة الكبيرة للثورة والانقلاب والتحول والتي تجعل من القومية والدين هوية وعنواناً لها، ما يجعلها تصطدم تلقائياً بالاقليات القومية والدينية وهذا ما جرى في عصر الثورات الوطنية والانقلابات العسكرية في القرن الماضي، والان فان ثورات الربيع العربي وقبلها الثورة الايرانية، في معظمها اتخذت وتتخذ من الاسلام هوية لها. الامر الذي لا ترحب به الاقليات الدينية وحتى القومية. اضف الى ذلك خلو مضامين هذه الثورات والانقلابات من الديمقراطية والحرية . وهكذا تقا طعت الثورات والانقلابات القومية مع الاقليات القومية، وسوف تتقاطع ثورات الربيع العربي التي يغلب عليها طابع ديني اسلامي مع الاقليات الدينية والقومية، ان لم يتم تدارك ذلك وتتظافر الجهود على صعيدي الداخل والخارج لاجل تجاوزه . لقد تحولت حياة الأقليات القومية والدينية في كل من ايران والعراق على وجه الخصوص، وفي افغانستان وجمهوريات اسيا الوسطى الى جحيم اثر التحولات والانقلابات التي شهدتها تلك البلدان. ولاننسئ ان الهجرات من الشرق الى الغرب للأقليات نجمت اصلاً من الاحداث الثورية والانقلابية التي ضيقت الخناق على الاقليات ودفعتها الى نفق مظلم. عليه لا نغالي اذا قلنا ان اوضاع الاقليات السابقة على الثورات والانقلابات في العديد من بلدان العالم كانت أفضل واحسن من تلك التي اعقبت الثورات والانقلابات. ترى هل يتحول الربيع العربي الى شتاء للأقليات كما ورد في أجهزة أعلام غربية، أو هل يتحول الربيع العربي الى شتاء اسلامي على حد قول اجهزة اعلام عربية؟
 
-   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق.
-   AL_botani2008@yahoo.com

396
محطات.. فات أمريكا فيها قطار التحول
عبدالغني علي يحيى
جاء تأييد الاكثرية من الدول في منظمة الأم المتحدة للطلب الفلسطيني بخصوص نيل الأعتراف بالدولة الفلسطينية إالى جانب الأعتراض عليه من اقلية ضئيلة (أمريكا وحليفاتها) بمثابة استفتاء أو استطلاع للرأي افاد بأن اكثر دول العالم قد تغيرت باستشناء قلة تأبى التغيير (امريكا وحليفاتها). ان التطور الذي شهدته القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة له اكثر من دلالة، منها ان التغير هذا، جرى في ظل نظام القطب الواحد (أمريكا) فلو كان قد حصل في زمن القطبين، لكان بعضهم يعتبره نصرا سوفيتيا أو صناعة سوفيتيه وما بترتب عليه من عذر، غير مشروع طبعا لأمريكا و حليفاتها في رفض مشروع الدولة الفلسطينية. علما أن اكثرية دول العالم حتى في عالم القطبين كانت مع الحق الفلسطيني و منذ الصلح الذي أبرم بين مصر واسرائيل و فيما بعد بين اسرائيل و منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) واعتراف دول عربية باسرائيل كمصر والأردن و موريتانيا وفتح عليه والحالة هذه كان من المفروض فيه ان تغير امريكا من موقفها المنحاز إلى اسرائيل ابدا وتلزم الحياد في الصراع العربي الاسرائيل والفلسطيني الاسرائيلي سيما ان الاعترافات المتبادلة بين العرب والاسرائلين تمت بوساطة ورعاية امريكيتين لذا كان الاولى بأمريكا من باب الاخلاق والتغير الذي طراعلى الموقف العربي ان تقف على مسافة واحدة من الصراع العربي الاسرائيلي المزمن، والذي يعزز من مصداقية الموقف العربي المتحول واستقلاليته، ان التقارب المنوه عنه جاء في ظل نظام القطبين الذي عرفت فيه سياسات الدول العربية بالموالاة للسوفيت:
وليس الصراع الاسرائيلي الفلسطيني النقطة الوحيدة التي تحول دون لحاق امريكا بركب التغيير والتحول وتعديل سياساتها طبقا للمتغيرات، بل أن هنالك اكثر من نقطة صراع أخرى ظلت امريكا فيها على موقفها المتسم بالعناد، منها ا نها كانت لسنوات تعيق فيها تبؤالصين لموقعها في مجلس الأمن الدولي جراء اسنادها (امريكا) لتايوان والاصرار على تبوئها لذلك الموقع بالرغم من ان الصين لم تكن تدور في الفلك السوفيتي. وكانت في سياساتها اقرب الى دول عدم الانحياز، منها الى السوفيت غير ان الموقف الامريكي حتى بعد استرداد الصين لذلك الموقع بقي على حاله حيال الصين في دعم واسناد تايوان ضدها (الصين) في وقت يتوقع فيه العالم ان تحذو الصين وتايوان حذو الفيتناميين والالمانيتين واليمنين في توحيد دولتيهما.
ويتكرر الجمود في السياسات الدولية الامريكية في صراعات اخرى في العالم مثل الصراع الكردي - التركي اذ من يوم إندلاع الثورة الكردية في كردستان تركيا عام 1984 فان واشنطن منذ ذلك العام والى اليوم تصنف حزب العمال الكردستاني PKK على الارهاب وتضع تركيا في الخندق المعادي للأرهاب وسط تراجع الأفكار التي سبق لها وان صنفت PKK على الارهاب، اذ لم تسجل عليه طوال ما يقارب الـ13 عاما عملا مصنفا على الارهاب، ولم يعرف عن PKK في يوم ما استخدامه للسيارات المفخخة أو الاحزمة الناسفة أو اساليب ارهابية على غرارهما، كما لم تظهر في صفوفه رموز ارهابية مثل:بن لادن و الظواهري والعولقي والبغدادي والزرقاوي. . الخ ليس هذا فحسب فأنه ايPKK اعلن وقفا لاطلاق النار من جانب واحد اكثر من (6) مرات، ناهيكم من دعوته وعلى طول الخط لحل القضية الكردية في تركيا بالطرق السلمية وفق مباديء حق الشعوب في تقرير المصير و حقوق الانسان، كما وتخلى عن شعار الدولة الكردية المستقلة، وهو حق مشروع كما نعلم، لأي شعب أضف الى ذلك مواقف حميدة آخرى لـ PKKمثل أطلاقه سراح (8) جنود أتراك أسروا في معركة الزاب عام 2008 بعد مرور (10) أيام على أسرهم من دون مقابل في حين أسرت حماس الجندي الأسرائيلي جلعاد شاليط لأكثر من (3) سنوات مقابل أطلاق سراح نحو أكثر من (1000) فلسطيني كانت أسرائيل قد أعتقلتهم في فترات مختلفة. بالمقابل ظلت تركيا على نهج إرهاب الدولة وتحولت سياساتها بالتدريج الى سياسات الاسلام السياسي والانجرار الى مواقف اشد تخلفا وعداءاً أزاء قضية الشعب الكردي، الأمر الذي راح يزعج حلفاء أمريكا واوساط في واشنطن نفسها وكل الأحرار والديمقراطيين في العالم.
في ظل نظام القطبين والحرب الباردة، السابق كانت الاسترايتجية العسكرية لامريكا تتلخص في تطويق الاتحاد السوفيتي بسلسلة من الاحلاف العسكرية: الناتو و السنتو والسياتو في حين كان للسوفيت حلف واحد فقط (وارشو) الغريب في الأمر، أنه بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي وزوال حلف وارشو، فان الاستراتيجية تلك بقيت على حالها. فعلى سبيل المثال تسعى واشنطن الى نشر الدرع الصاروخية حول روسيا الاتحادية غير مكتفية. بحلف الناتو الذي تهيمن عليه للأدامة بالتوترات. يذكر أنه على اثر أزمة الكاريبي في مطلع الستينات من القرن الماضي التي نشبت بسبب أعتزام موسكو نصب قواعد صاروخية لها في كوبا، وتراجعها عن ذلك في ما بعد تحت ضغط أمريكي. وبفضل ذلك قطع دابر الطريق على حرب عالمية ثالثة، وفي حينه اذكر كيف ان خروشوف آنذاك برر سحب صواريخه بتقدم التكنولوجيا العسكرية لبلاده حيث ان بامكان الصواريخ السوفيتية ان تدافع عن كوبا أنطلاقاً من الأتحاد السوفيتي في حال تعرضها (كوبا) الى عدوان من الولايات المتحدة الأمريكية.
ان المناطق التي تصر فيها واشنطن للأبقاء على سياساتها غير أبهة بالتحولات المدهشة في العالم هي مناطق توتر تهدد السلم العالمي، وتعد بمثابة بؤر للتوتر، كل ذلك بسبب اصرار امريكا على تمسكها بتلك السياسات التي فاتها قطار التحول.
   
-   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق.
-   AL_botani2008@yahoo.com

397
الرعب الزلزالي والكيمياوي يهيمن على شمال كردستان
                                                                                                                      عبدالغني علي يحيى
على أثر الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت مدينة (وان) والبلدات والقرى التابعة لها في شمال كردستان (كردستان تركيا) التي راح ضحيتها 601 شخصا والرقم قابل للارتفاع، و جرح ما لا يقل عن 2600 اخرين، كان اول رد فعل لحكومة (أردوغان) على ذلك ماجاء على لسان (أردوغان) نفسه الذي قال بأعصاب باردة: (ليتقدم حزب السلام والديمقراطية الذي منحه سكان (وان) أصواتهم في الانتخابات بمد يد المساعدة إليهم)! واضاف: (إن على الذين يرجمون العسكر التركي بالحجارة مساعدة منكوبي (وان)).
يذكر ان حزب السلام والديمقراطية الكردي كان قد حقق فوزا ساحقا في الانتخابات التركية التي جرت يوم 22-7-2011 الأمر الذي أغضب الحكومة التركية وبسببه مارست إهمالا متقصدا حيال الوانيين، ولم تستجب لندإتهم إلا بعد مضي (24) ساعة على الكارثة، كما وأنها وبعد مرور (4) ايام عليها سمحت بدخول المساعدات التي أبدت (30) دولة استعدادها لتقدميها ‘الى المنكوبين، ومع ذلك لم يصل الاهتمام الدولي بمتضرري (وان) الى مستوى الاهتمامات الدولية تجاه الكوارث التي نجمت عن فيضانات باكستان والكارثة اليابانية وفيضانات (تايلاند) لقد اعترف (أردوغان) بلا أبالية حكومته تجاة اهالي (وان) وعندما سعى إلى معالجتها فان سعيه جاء اشبه مايكون (بالعذر الذي هو أقبح من العيب) فبحسب معلومات جد موثوقة، ان المساعدات التي وزعت باشراف حكومته، شملت حصرا المتعاونين مع النظام التركي هناك، من: جيش وشرطة ومخابرات والمرزقة من الكرد التابعين له، وان (أردوغان) عندما زار (وان) فأنه تفقد انصار حزبه وتلك الشرائح تحديدا وأدار ظهره لعامة الشعب الكردي الذين يشكلون الاكثر ية الساحقة من سكان (وان) والذين وبسبب من الفوز الذي حققه الحزب الكردي المنوه عنه في الانتخابات، فأن الأهالي صاروا من المغضوب عليهم. وزاد من الغضب هذا أن هزيمة حزب (أردوغان) في تلك الانتخابات كانت كبيرة للغاية مقارنة مع الولايات الاخرى من تركية وكردية.
فضلا عن حجم الخسا ئرالبشرية، فأن الهزة الأرضية تلك دمرت الاف الدور والمباني ودفعت بنحو (120) الف عائلة للسكن في الخيام وسط أجواء باردة تكاد لا تطاق اضيف الى ذلك رداءة الخدمات.
ان الموقف غير الودي لحكومة أردوغان من الكارنة الكردية في (وان) كان وما يزال محل شجب لدى الاوساط الكردية ليس هذا فحسب، بل أن الحكومة التركية عملت في البداية على التقليل حتى من درجة الهزة التي كانت 7، 3 حسب مقياس رختر.
 أن ما صدر عن القادة الاتراك تصريحا أو تلميحا، يكاد يكون بمثابة قرائن ترقى إلى ادلة تدين النظام التركي بالأهمال المتعمد.وعدا ما ذكرناه فأن الذي يقوي من سخط الكرد و في أجواء الهزة الارضية وتداعياتها واحتمال تكرارها في المستقبل إذا علمنا ان هزة اخرى ضربت (وان) كانت أقل حدة من الاولى، هو التهديد والوعيد التركيين سواء باجتياح كردستان العراق أو باعتقال المئات من النشطاء الكرد في تركيا، اللذان اطلقهما (إردوغان) بعد خسارته للانتخابات، اطلقها في شهر رمضان الماضي، وبعد أقل من شهر على تلك الهزيمة، وخلافا لتقاليد الحكومات الاسلامية في الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية والتي تنص على اطلاق سراح السجناء او التخفيف من سنوات محكوميتهم، أو تعديل رواتب الموظفين وما إلى ذلك من أمور تدخل العزحة والمسرة في النفوس، فان اردوغان نفذ تهديده ووعيده بعد عيد العظر المبارك مباشرة حيث كثف من هجماته على جنوب كردستان (كردستان العراق) واعتقل العشرات والمئات من الكرد في المدن الكردية والتركية بتركيا.
لقد تنكر القادة الاتراك للتقاليد والقيم الاسلامية و الانسانية، عندما راحوا يهددون الكرد بالويل والبثور في الشهر الفضيل، كاشفين بذلك عن حقد عنصري دفين ضد الشعب الكردي والذي ظهر بعد مقتل. (25) جنديا تركيا على يد قوات الدفاع الشعبي الكردستاني (الكريلا) والذي اتخذوه ذريعة لشن غارات شبه يومية على الكرد في شمال كردستان وجنوبها، في وقت يعلم الجميع انهم كانوا يواصلون عملياتهم الحربية الشرسة حتى قبل مقتل أولئك الجنود، وهذا الواقع يفند تلك الذريعة، ويحكم عليها با لبطلان.
إن مسلسل الأحداث التي تعصف بتركيا هذه الأيام و منذ فترة بدلا من ان يقنع القادة الاتراك بالعدول عن سياساتهم العنصرية والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات مع الكرد، جعلم يقطعون شوطا كبيرا باتجاه البحث عن الحلول العسكرية والتفنن في استخدام القوة، لمواجهة المطاليب القومية الكردية، وبلغو حالة من الهستيريا دفعتهم الى الاستعانة بالسلاح الكمياوي المحرم دوليا في صراعهم مع المقاتلين الكرد في ولاية (جلي) والذي راح ضحيته نحو (35) مقاتلا، لقد بعثث (حلبجه) في (جلي) وبعث (علي كمياوي) في شخص (جودث كيمياوي) القائد التركي الذي نفذ عملية (جلي). يذكر ان هذه ليست المرة الاولى تلجا فيها القوات التركية الى استخدام الاسلحة المحرمة ضد الكرد في شمال كردستان فثمة احصائيات موثوقة تفيد انهم استعملوها (46) مرة منذ عام 1994 ضد المقاتلين الكرد الذين قتل بسببه 437 مقاتلا.كل هذا وسط صمت دولي معيب وغير مقبول ان على العالم ان يخرج من صمته المهين، فكما أدان قصف (حلبجه) بالسلاح الكيمياوي، وهيروشيما بالسلاح الذري، فأن عليه، ان يتوقف عن الكيل بمكيالين ويدين بشجاعة استخدام تركيا للاسلحة الكيمياوية المحرمة ضد الشعب الكردي المسالم في شمال كردستان و بالمناسبة اذ يشكرالاتحاد العالمي لعلماء الدين المسلمين على اهابته بالمسلمين في العالم على تقديم العون لمنكوبي (وان) يؤخذ عليه في الوقت نفسه عدم ادانته استعمال الحكومة التركية للسلاح الكيمياوي ضد المقاتلين الكرد المسلمين.
ان الحكومة التركية وحدها المسؤولة عن مقتل الجنود الاتراك و مقاتلي (الكريلا) على حد سواء، بسبب من عدم اصغائها الى دعوات السلام والهدنات المتتالية وايقاف القتال الذي ينادي به الكرد ومقا تليهم باستمرار وترفض الحكومة التركية وباستمرارالدعوات السلمية الكردية، لقد قتلت هذه الحكومة افراد اسرة كردية برمتها قبل اسابيع في منطقة (رانية) بكردستان العراق، من غير ان توصف عملية القتل تلك بالأرهابية، ولكن عندما قتل المقاتلون الكرد 25 جنديا تركيا، فانها، اقامت الدنيا ولم تقعدها على عملية مقتلهم ووصفت الحادث بالارهابي!! هنا بودنا القول انه اذا كان قتل جنود الحكومات في الحروب الثورية عملا مصنفا على الارهاب فيجب والحالة هذه الحكم على ثورات الشعوب العادلة كافة بالارهابية، ففى جميع الثورات، يكون الثوار وجها لوجه مع جنود الحكومات، اليس كذلك؟.
من يوم الهزة الارضية التي ضربت (وان) وتكررت فيما بعد دون ان تخلف ضحايا و من يوم مقتل 36 مقتلا كرديا في (جلي) بالاسلحة الكيمياوية فان خوفا شديدا يستولي على الشعب الكردي ليس في شمال كردستان انما في جنوبها ايضا، ان المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لايقاف المجازر التركية البشعة بحق الشعب الكردي والتي لاتقل يشاعة عن مجازر بشار الاسد بحق السوريين وصالح بحق و قبلهما القذافي ضد الليبيين.
 
-   رئيس تحرير صحيفة راية الموصل- العراق.
-   AL_botani2008@yahoo.com

398
مستقبل العراق في ضوء سياسة حكومة المالكي
عبدالغني علي يحيى
من طريف ما قرأت وسمعت ووقعت عليه عيناي، قول نسبته فضائية الديار العراقية بتأريخ 3/10/2011 الى حسين الشعلان النائب في مجلس النواب العراقي على ائتلاف العراقية، فحواه انه (بشر المواطنين بأن الخلافات لم تعد تقتصر على دولة القانون والعراقية بل اتسعت لتشمل جميع الكتل السياسية).
صح القول: (شر البلية ما يضحك) والا ما معنى استخدامه للكلمة البشرى في غير محلها، والتي تعبر عن الأشياء والحوادث السارة وليس الخلافات، وكأني بالنائب الشعلان يؤكد المقولة (الحشر مع الناس عيد) بعد أن امتدت الخلافات الى الجميع وبدون استنثاء، ما يترتب على الجميع والحالة هذه البحث عن مخرج وافضل طرق مؤدية الى الخلاص، ويبدو ان القادة العرب من السنة العراقيين اكتشوا ذلك المخرج وتلك الطرق متأخرا أو بعد جهد جهيد، ولعل اسامة النجبفي رئيس البرلمان العراقي عن الأئتلاف المذكور أول من توصل الى الكشف عنها، المخرج والطرق، ففي زيارته الأخيرة الى لندن قال مانصه: (ان السنة في العراق يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. ما يدفع بالعديد منهم الى انشاء اقاليم جغرافية وغير طائفية).
ما يجدر ذكره، انه عند زيارته للولايات المتحدة في حزيران الماضى من هذا العام، نوه الى ما سماه، بأحباط سني من ممارسات النظام، وحذر في الوقت ذاته من ان السنة قد يفكرون بالأنفصال عن العراق .وفي حينه، أي عندما ادلى بتصريحاته في امريكا كانت هنالك ردود افعال متباينة على تلك التصريحات ليس في الوسط الشيعي فحسب بل حتى بين السنة العرب أنفسهم، بشكل أضطر معه (النجيفي) الى التراجع فألقائه اللوم على المفسرين لما أدلى به، ومع ذلك فأن ميل العرب السنة الى الأنفصال والصيغ مثل نظام الاقليم، راح يتقوى ويتجذر على أثر الزيارتين، وبلغ ذروته فى اعلان مجلس محافظة صلاح الدين المحافظة أقليما. واللافت ان (النجيفي) أثار الاستياء السني من ممارسات النظام القائم في العراق والتلميح الى الانفصال والفدرالية فقط عندما كان في ضيافة الغربيين من امريكان و بريطانيين، في حين لا يشير الى ذلك البتة عندما يزور العواصم الأقليمية كالزيارة التي قام بها مؤخرا الى طهران وقبلها الى السعودية. ميدانيا ينعكس الأحباط السني بجلاء في الأقوال والممارسات الصادرة عن الرموز السنية نفسها، تقول (فائزة العبيدي) وهي على ملاك (العراقية) التي تمثل العرب السنة: (أن القائمة العراقية تتعرض الى التهميش بشكل واضح من قبل شركائها في الحكومة وهذا أمر غير مقبول) وبعد الأعلان عن محافظة صلاالدين اقليما اداريا و اقتصاديا، فان أقوالا مماثلة لقول العبيدي اخذت بالانتشار على نطاق واسع، وعمق من الميل الى الاخذ بنظام الاقاليم او الفدرالية قيام المالكي بأستبدال مدراء وموظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باخرين ينتمون الى حزب المالكي طبعا، وفيما بعد قيامه باعتقال العشرات والمئات من الضباط السابقين والبعثيين السابقين وابعاد العشرات من اساتذة الجامعات من وظائفهم بذريعة ضلوعهم في مؤامرة لقلب نظام الحكم واعادة حزب البعث الى الحكم ومنذ الكشف عن مؤامرة مزعومة لقلب نظام الحكم في العراق، والفضل في ذلك حسب الأنباء يعود الى نظام بشار الاسد الايل للسقوط، او قول بعضهم ان محمود جبريل من خلال وثائق ليبية مخابراتية دامغه اماط اللثام عن ذلك، وهكذا ومنذ ذلك الكشف، فان الاعتقالات والمداهمات تطال ابناء الى المحافظات السنية بدرجة اولى : نينوى و الأنبار وصلاح الدين وديالى وبعثيين سابقين في انحاء العراق ونتيجه لذلك فان العلاقة بين النخب السنية والنخب الشيعية من اصحاب القرار بلغت نقطة اللارجعة عن التقاطع، فالطرفان يمضيان في اتجاه معاكس لبعضهما.
  اذا كان العرب السنة قد ادركوا في وقت متاخر، ان لا سبيل امامهم للخلاص مما يعانونه من اقصاء وتهميش واشكال من القهر الاجتماعي التي تتمعق بمرور الأيام الا بالدعوة الى نظام الاقاليم والفدرالية وحتى الأنفصال، فان الكرد العراقيين قد تقدموا عليهم كثيرا، فقبل نحو (20) عاما دعا البرلمان الكردستاني الذي انتخبوه بطريقة جد ديموقراطية الى الفدرالية والعمل بالنظام الفيدرالي، وفي حينه وما يزال فانهم تعرضوا الى اتهامات ظالمة بعضها جاهزة واخرى مستجده من قبيل ان اسرائيل والغرب وراء دعوتهم الى الفدرالية او انهم يسعون الى تمزيق العراق، الطريف، ان التهم نفسها تلاحق الان دعاة الاخذ بنظام الاقاليم من العرب السنة، فعلى سبيل المثال اتهم النائب السابق عن محافظة صلاح الدين علي صجري مجلس المحافظة هذه بتسلم مليار دولار من اسرائيل وبان أعضاءه من اتباع الماسونية واسرائيل . أما النائب محمد الصيهود من ائتلاف دولة القانون فقط اتهم المجليس المذكور بالجهل السياسي والأداري، حتى المالكي نفسه ففي وقوفه بوجه ارادة سكان صلاح الدين قال: ان جميع المحافظات.
ترفض اعلانهم، وذلك من غير يستند على دليل على الرفض المزعوم مبني على نتائج استفتاء ما أو خلال صناديق الاقتراع، ومما قاله ايضا، ان الفدرالية والاعلان المذكور يفتحان الأبواب امام التفرقة والأقتتال الداخلي!!
ومع التفاؤل والترحيب باعلان محا فظة صلاح الدين ذاك واعتزام محافظات سنية اخرى ممثل الأنبار ونينوى وديالى وكذلك محافظات اخرى بان تحذو حذو محافظة صلاح الدين الا ان ادراك السنة العرب لجدوى العمل بنظام الاقاليم يبقى، اي الادراك ناقصا ما لم يتجاوز الى المطالبة بمنطقة فيدرالية للأقليم السني العربي في العراق والذي اصطلح على تسميته بالمثلث السني، والا فان الاضطهاد الطائفي يظل يلاحقهم وينغص عليهم العيش دع جانبا القول ان الفدرالية لا تدر بالخير والتقدم على الكرد والعرب السنة فقط بل على الشيعة ايضا وعلى العراقيين كافة .وعلى الضد من ذلك فان الوقوف ضد الحل الفيدرالي سيرفع من سقف المطاليب القومية الكردية والمذهبية السنية الى المناداة بحل الأستقلال واقامة ثلاث دول شيعية وكردية وسنية في العراق وهو ما دعا اليه جوزيف بايدن وقبله وبعده اخرون غيره.
قارئي الكريم.. ان العراق ماض بوتائر سريعة هذه الأيام باتجاه التقسيم والتفتيت، مثلما حصل في السابق لكل من الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وجيكوسلوفاكيا ومثلما يصفق العرب اليوم لما يسمونه (الربيع العربي) وسقوط الدكتاتوريات التي تحكمت بهم لعقود من السنين، فان التصفيق لتقسيم العراق نتيجة الاقصاء والتهميش والظلم والاستغلال الذي تمارسه حكومة المالكي الطائفية سيدوي وان غدا لناظره قريب والعذر لمن انذركما يقال في مثل هكذا حالات.
*رئيس تحرير صحيفة راية الموصل_ العراق
AL_botani2008@yahoo.com

399
من المسؤول عن تردي الأوضاع في المناطق الكوردستانية المشـمولة بالمادة (140)؟

عبدالغني علي يحيى
لو قمنا بمراجعة لبدايات العد التنازلي للعلاقات بين الكورد والحكومات الجمهورية في العراق، بدءاً بحكومة عبدالكريم قاسم و انتهاءً بحكومة المالكي، لرأيناها تبدأ بأحد الأثنين التاليين أو كليهما: حملة كلامية أو إعلامية صادرة عن كبار المسؤولين و اجهزتهم الأعلامية، تليها أخرى عسكرية، فقبل ان يبدأ قاسم هجومه على الكورد عام 1961 طلع علينا رجله يونس الطائي في صحيفته بمقال دعا فيه الى صهر الكورد في بوتقة القومية العربية، بعد ذلك ساق قاسم تهماً مفادها ان المخابرات البريطانية، ضالعة في تحريك ماسماها بـ(عصابات الشمال) واليوم وما اشبهه بالأمس، يدعو المالكي الى هوية خاصة بالكورد الفيليين، ونائبه الشهرستاني الى حجب حق انتاج وتصدير النفط الكوردستاني عن حكومة اقليم كوردستان! واللافت ان الاعتداء المسلح على كوردستان توج  فيما بعد حملة قاسم الأعلامية، فيما سارت الحملة الاعلامية للمالكي مع الاعتداءات التي قيدت ضد مجهول على الكورد في المناطق الكوردستانية المغتصبة جنباً الى جنب وفي خط مواز كما سنرى، يذكر ان الحكومات العراقية الاخرى بين الجمهورية الأولى والحالية، انتهجت تقريباً النهج نفسه، في التعاطي مع الشأن الكوردي، كالأتي:
* في 2/10/2011 نجا سوران عبدالوهاب قادر مسؤول أمن مفوضية الانتخابات بمحافظة ديالى من محاولة اغتيال.
* في 2/10/2011 هاجم مسلحون مجهولون نقطة سيطرة وتفتيش تابعة للفوج الأول لقوات البيشمركة وسط مدينة خانقين أسفر عن أستشهاد أحد افراد البيشمركة وجرح (6) أخرين، اصابات (4) منهم.
* بتأريخ 3/10/2011 إغتالت مجموعة مسلحة المقدم سركول عبدول الجباري مدير مكتب مكافحة الاجرام في قضاء (داقوق) وذلك بالقرب من نقطة تفتيش العلوة بكركوك.
* في 3/10/2011 إغتال مسلحون شقيق مقدم الاساييش أمام باب داره بحي الجمهورية في مدينة  الدوز بمسدس كاتم للصوت.
* في 3/10/2011 قال عضو سابق في مجلس محافظة ديالى ان ما معدله (20) عائلة كوردية تغادر جلولاء يومياً جراء مضايقتهم من قبل الأرهابيين وهيئة منازعات الملكية الحكومية.
* في مطلع تشرين الأول الحالي، اطلق مسلحون مجهولون النار في ناحية (زمار) بشمال الموصل على افراد من البيشمركة أدى الى أستشهاد أحد أولئك الافراد واعتقال (2) من مطلقي النيران، وسلما الى القضاء.
* في الفترة نفسها عثر على جثة شاب كوردي بالقرب من قرية (دوبردان) التابعة لناحية بعشيقة الى الشمال الشرقي للموصل.
* وفي الفترة نفسها أيضاً، قتل مواطن من الكورد الشبك بمنطقة ناحية بعشيقة.
* وفي مطلع تشرين الأول كذلك، انفجر لغم في منطقة بناحية(وانكي) التابعة لقضاء تلكيف بمحافظة نينوى، نجم عنه جرح ضابط.
* في 7/10/2011 ألقي القبض على (4) اشخاص كانوا يرومون مهاجمة كركوك بالصواريخ انطلاقاً من أراضي ناحية ديبكه.
* وفي التأريخ اعلاه، فجرت محطة لوقوف المسافرين بمنطقة جلولاء بمحافظة ديالى.
هذا على سبيل المثال لا الحصر.
أما التصريحات الاستفزازية والتهجمات الكلامية لكبار المسؤولين في حكومة المالكي، ضد الكورد، فكانت كالأتي:
• في مطلع شهر تشرين الأول الحالي، طالب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي باستحداث وايجاد هوية للكورد الفيليين في مسعى منه الى عزلهم عن الشعب الكوردي الذي ينتمون اليه ويفتخرون بهذا الانتماء، وذلك على مساعيه البائسة السابقة التي استهدفت فصل الكورد الشبك والأيزديين عن الكورد، من خلال نظام (الكوتا).
 * وفي مطلع الشهر عينه، كرر د.حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الطاقة والنفط تصريحاته الاستفزازية السابقة التي قالها ضد الشعب الكوردي و حكومته في شهر أيلول الماضي ونفى فيها حق الكورد وحكومتهم بانتاج وتصدير النفط الكوردستاني ونادى باحقية الحكومة (المركزية) في ذلك ورداً على تصريحاته في الشهر نفسه، قال (حمزة الجواهري) وهو خبير اقتصادي ان مسودة قانون النفط والغاز ستقود إلى حرب أهلية.
*  تزامناً مع سعي المالكي المشار إليه وبين ما قاله الشهرستاني في فترتين متقاربتين والمشار اليهما أيضاً ادلى الزعيم الشيعي (مقتدى الصدر) بدلوه معترضاً على مطالبة الكورد الدستورية بالمناطق الكوردية في محافظة ديالى وبالاخص بخانقين والسعدية، ناسياً أو متناسياً ان الدستور ينص على اجراء استفتاء بشأن مصير ومستقبل المناطق و الأراضي (المتنازع عليها)، والتي يسميها الكورد بالمقتطعة.
* في 3/10/2011 قال عضو بمجلس النواب العراقي على قائمة (دولة القانون): ان ضم (المناطق المتنازع عليها) بداية لتقسيم العراق!!
* وفي يوم 4/10/2011 طالب (عمر الجبوري) النائب في مجلس النواب العراقي عن ائتلاف العراقية وعن محافظة كركوك، بعدم ادراج قضية كركوك في جدول اعمال ومباحثات اجتماع قادة الكتل السياسية الذي عقد بدعوة من الرئيس الطالباني، علماً ان الاجتماع بحث مستقبل القوات الأمريكية في العراق فقط ولم يتطرق الى دونه من القضايا.
مما تقدم، نستنتج من الوقائع على الأرض وما يتفوه به اكبار المسؤولين في الحكومة (المركزية) من كلمات استفزازية بحق الكورد وحكومتهم، ان اقطاب الحكومة الاتحادية ، هم الذين يقفون وراء التوتر وتعكير الاوضاع وليس الرموز الدنيا سواء في الحكومة أم اجهزتها الاعلامية، ولو امعنا النظر في اقوالهم وتصريحاتهم لوجدناها تتقاطع مع الدستور وتنحرف عن مبادئه وفقراته، وفي حينه اي في شهر ايلول الفائت كان الكورد محقين في قولهم، ان الحكومة الاتحادية هي التي تدعم عصابات الارهاب للتحرش بالكورد في مناطق خانقين وجلولاء والسعدية وغيرها، عليه ليس من الصحيح توجيه تهمة القيام بالاعتداءات الى (مجهول) فالمعتدي ليس مجهولاً بل مدعوم من قبل آخرين، واتت الاعتداءات والهجمات على قوات البيشمركة التي هي قوات حفظ للسلم والاستقرار ودفاع عن العرب والكورد وغيرهم عقب توجه فصائل للبيشمركة الى خانقين قبل أسابيع لأجل وضع حد لاعتداءات الأرهابيين على السكان الكورد وغيرهم، وعقب الزيارة التي قام بها رئيس أقليم كوردستان الى تلك المناطق اسهاماً منه في تعزيز الأمن والاستقرار هناك.
ان موجة الأعتداءات الأخيرة والتي جرت في الأيام الأولى من هذا الشهر على قوات البيشمركة والمواطنين الكورد في مناطق كوردية بمحافظة ديالى وفي محافظة نينوى كذلك، لم تكن عفوية انما خطط لها عن سابق تصميم واصرار،  لايمكن فصلها عن تصريحات واقوال القادة الحكوميين واللتين، (الأعتداءات والتصريحات)، كانتا متزامنتين تكمل احداها الأخرى، ويؤكد توقفها في الأيام الأولى لتوجه الوفد الكوردي الى بغداد لبحث وحل الملفات العالقة بين حكومة (المركز) والحكومة الكوردية الاقليمية، على صحة ما اوردناه من أراء وإستنناجات، فالبروتوكولات، وكما نعلم في مثل هذه الحالات، غالباً ماتقضي بخلق اجواء من الهدوء والأمن والطمأنينة، وإننا لعلى ثقة، ولسنا بمستبقين للأحداث، إذا قلنا ان الأعتداءات الأرهابية المسلحة والتصريحات العنصرية الصارخة المتشنجة ستعود الى ماكانت عليه وتتواصل بضراوة أشد، ومن الملاحظات الجديرة بالتدوين والتثبيت، ان الحكومة (المركزية) تحرص على ابقاء العلاقات طبيعية بين جيشها وقوات البيشمركة في المناطق الكوردستانية المقتطعة، فمن يوم وجود هاتين القوتين الى جانب القوات الأمريكية هناك لم يحدث تصادم بين القوات: العراقية والكوردية، ولا نعتقد ان الصدام بينهما سيقع في المستقبل المنظور، طالما ان هنالك عصابات قتل وإرهاب تقوم بالنيابة بخلق اجواء خوف و رعب في تلك المناطق لأرغام الكورد على الهجرة منها ومن ثم تكريس التعريب وكل الفعاليات العنصرية فيها، يكفي ان نذكر ان نسبة الكورد الى السكان في مناطق السعدية وجلولاء كانت تفوق ال 75% في الماضي وتدنت الآن الى مايقارب ال 15% او ال25%.
Al_botani2008@yahoo.com





400
العراقيون بين الاستحقاقين: الاحتلالي
والأنقلابي ، والأستحقاق النضالي الكرد.
عبدالغني علي يحيى.
        ما أن كف المالكي ونائبه الشهرستاني، مؤقتاً طبعاًعن التهديدات والاستفزازات التي اطلقاها بحق الكرد، والتي اثارت جدلاً واسعاً على مختلف الصعد وغضب وسخط الكرد في ان معا، والتي لم تتم بمعزل عن الاعتداءات التركية والايرانية على القرى والمناطق الحدودية الكردستانية العراقية، واذا بالسيد مقتدى الصدرزعيم التيار الصدري يكمل المشوار ان جازالتعبير، فيتجهم على الفيدرالية والمادة (140) وكل مانص عليه الدستور العراقي من حق مشروع للكرد بدرجة اولى والعراقيين كافة بدرجة ثانية اذا علمنا ان الدستور انبثق عبر تصويت جماهيري واسع حر ومباشر.
    ترى من أين يستمد أركان النظام العراقي الحالي الشرعية في مناهضة الحق الكردي؟
هل من أستحقاق احتلالي للمحتل الامريكي منحهم  ذلك الحق مثلما منح الاستحقاق الاحتلالي الانكليزي، العرب السنة حق حكم العراقيين بعد الحرب العالمية الاولى، أواستحقاق انقلابي نفذوه بمفردهم (أركان النظام) فحق لهم بالتالي التفرد بجني ثماره والتصرف كما يشاؤون بمقدرات الكرد والسنة وبقية المكونات العراقية الاخرى؟
قبل الرد على هذه التساؤلات ، احيل القارئ الكريم الى استعراض سريع لأحتلالين اجنبيين للعراق وخمسة انقلابات عسكرية فيه، سماها الدكتور رشيد الخيون في مقال له بالغزوات الداخلية. وما ترتب عليهما، الاحتلال والانقلاب، من صياغة لمصطلحي: الاستحقاق الاحتلالي والاستحقاق الانقلابي على وزن الاستحقاق الانتخابي الذي شاع بعد الانتخابات التشريعية العراقية في 7-3-2010 ، ولقد صاغت المصطلحين : الاستحقاق: الاحتلالي والانقلابي ، سلوكيات الغزاة الخارجيين، والداخليين العراقيين .
على أثر الأحتلال الانكليزي للعراق وهزيمة الامبراطورية العثمانية وسقوطها بعد الحرب العالمية الاولى مارس الانكليز استحقاقهم الاحتلالي للعراق دون مشاركة احد لهم في ذلك الاستحقاق، فتقربوا من هذا (العرب السنة) وابتعدوا من ذاك (الكرد والشيعة) والسبب واضح، كون العرب  السنة لم يقاوموا الاستحقاق الاحتلالي الانكليزي، مثلما قاومة الكرد والشيعة، دع جانباً القول ان الادارة العربية السنية التي خلفتها الامبراطورية العثمانية كانت متاحة للنكليز، وملأت تلقائياً الفراغ الذي  ترتب على انهيارالعثمانيين، لكي يستفيدون (الانكليز) منه في ادارة البلاد العراقية  وهكذا حكم العرب السنة المكونين الاجتماعيين الكبيرين الكرد والشيعة وكل العراقيين بشكل غير مباشر ايام الاحتلال المباشر للانكليز للعراق وبشكل مباشر 1921-1958 في ظل الاحتلال غير المباشر للانكليز للعراق.
وبعد سقوط النظام الملكي السني في العراق عام 1958والذي كان يعد بمثابة حكم غير مباشر للمحتلين الانكليز فان انقلابيي 14-7-1958 مارسوا الاستحقاق الانقلابي في ادارة الدولة العراقية  علما ان الانقلابات العراقية الاخرى: 8 شباط 1963وتشرين الثاني 1963 ايضاً، و17 تموز 1968 وقبلها انقلاب بكر صدقي في اواخر الثلاثينات من القرن الماضي كانت غزوات داخلية عربية سنية بحق، وتم التنظير للأستحقاق الانقلابي في اقوال وادبيات كثيرة لحزب البعث الحاكم 1968-2003 الذي اتخذ اشكالاً مثل (الحزب القائد) و(القائد للثورة) واعطى هذا الحزب استناداً الى نظرية الاستحقاق الانقلابي، الحق لنفسه ليس في ادارة الجزء الاكبر من الحكومة بل الحكومة كلها واحتكارها ولايختلف فيه اثنان، من ان الكرد العراقيين ، قاوموا الاستحقاقين: الاحتلالي الانكليزي، والانقلابيالعربي السني اكثر من مقاومة المكونات الاجتماعية الاخرى للاحتلالين بما في المكونات المكون الشيعي الكبيرايضا ولكن من غير ان يتمتعوا بالاستحقاق النضالي ان جاز القول ضد الاستحقاقين: الاحتلالي و الانقلابي، كان هذا قبل الاحتلالي الامريكي للعراق عام 2003، لكنهم اي الكرد مع ذلك، لم ينصفوا ولم يترتب على مقاومتهم للاستحقاقين الجائرين: الاحتلالي والانقلابي حق ادارة بلدهم (كردستان) بأنفسهم حتى في اطار الدولة العراقية الموحدة، حيث حرمهم من ذلك الاستحقاقان: الاحتلالي الانكليزي والانقلابي العربي السني، في حين كان العدل والانصاف يقضي الاخذ بالاستحقاق النضالي الكردي وانصاف المكون الكردي  المظلوم .
وفي التاسع من نيسان عام 2003 أعاد التأريخ نفسه وعاد الاستحقاق الاحتلالي من جديد( الاحتلال الامريكي) إلا أن هذا الاستحقاق الاحتلالي بدا مختلفا نوعا ما مع  الاستحقاق الاحتلالي الانكليزي، اذ ساهمت دول اخرى الى جانب امريكا في اسقاط النظام البعثي العراقي ، ومع ذلك لم تطالب تلك الدول بحصتها في الاستحقاق الاحتلالي لأسباب  يطول شرحها. وعلى صعيد الداخل، شارك المكونان الكبيران : الكرد و الشيعة واوساط من المكون السني العربي، الاحتلال الامريكي في اسقاطه، وكان الدور الرئيسي للكرد في ذلك الاسقاط،  فالمعارضة العراقية على اختلافها كانت  تحتمي بكردستان والحكومة الاقليمية الكردية ، اضف الى ذلك، انه كان للكرد دون  غيرهم من المعارضين العراقيين، جيش منظم ومسلح ومجرب (البيشمركة) والذي  حرر الموصل وكركوك ومعظم مناطق (ديالى) واجزاء  من محافظة صلاح الدين، وظلت الحاجة ماسة الى البيشمركة لحماية الامن والاستقرار والنظام الجديد في العراق لاعوام وما تزال، فعلى سبيل المثال وبناء على طلب من الحكومة العراقية المركزية توجهت قوات للبيشمركة الى العاصمة العراقية بغداد لحمايتها من هجمات الأرهابيين، قبل اعوام وبفضل تلك القوات، تتنعم المناطق المتنازع عليها بالهدوء والاستقرار.
إن ما تحقق من مكاسب للعراقيين في  9-4- 2003، ما هو إ لا انجاز أممي، لعبت الولايات المتحدة دوراً فاعلاً ورئيسا فيه  وذلك على الصعيد الخارجي وعلى صعيد الداخل كان للشعب الكردي الدور الفاعل والرئيس مع الاقرار بدور المكونات الاجتماعية والسياسية العراقية الاخرى في اسقاط نظام البعث. واذا كان للمحتل الانكليزي في حينه الحق في عدم  الوقوف على مسافة واحدة من المكونات الاجتماعية العراقية الكبرى الثلاثة : الشيعة والكرد والعرب السنة، بسبب من مقاومة الكرد والشيعة لهم (للانكليز) ساعة دخولهم العراق من بوابته الجنوبية، ومواصلتهم (الكرد) لوحدهم فيما بعد للمقاومة الثورية المسلحة للانكليز والنظام الملكي الموالي لهم. فأن على المحتل الامريكي ان يقف على مسافة واحدة من المكونات الاجتماعية العراقية والكرد منها باللأخص، وان لايدع طرفاً او مكوناً اجتماعياً واحداً يجني ثمار جهد اممي خارجي (امريكي) بدرجة اولى وداخلي (كردي) بدرجة ثانية، بل الاولى على الصعيد الداخلي، وأن سقوط نظام طائفي سني عربي في البلاد، لا يعني حلول نظام طائفي شيعي محله وبديلاً له، واذا كان النظام الطائفي السني قد أضر بالعراقيين عرباً وكرداً وسنة وشيعة، يقيناً ان النظام الطائفي الشيعي لن يكون بأقل ضرراً منه، ان لم نقل أضر واسوأ. وعلى حكام العراق الجدد من مدعي التعبير عن الشيعة ان يعلموا ان من حق جميع المكونات الاجتماعية التي شاركت في  اسقاط الاستحقاق الانقلابي للبعث، استحقاق وعلى قدم المساواة في التمتع بالمكاسب التي هي استحقاق للجميع وان يكفوا عن حجب الحق الكردي مثلا في انتاج وتصدير النفط الكردستاني، ومن التهرب عن تطبيق اتفاقية أربيل التي نتضمن حقوقاً مشروعة للعرب السنة وفي مقدمتها (المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية العليا). فالذي انجز يعود لجهد داخلي وخارجي مشترك، وليس لجهد طرف معين. واللافت في سياسة الحكومة العراقية الحالية أنها تحارب اهم طرفين أو قوتين شاركا في اسقاط النظام  العراقي السابق، ألا وهما : الكرد والأمريكان فاقطاب هذه السياسة قبل سقوط النظام السابق كانوا يتوسلون بالامريكان لتحريرهم وانقاذهم من ذلك النظام وساروا في خط مواز مع دبابات الامريكان باتجاه سحق معاقل البعث كل ذلك الى جانب ترضيتهم للكرد والاستفادة من قدراتهم الدبلوماسية والعسكرية والجيوبوليتيكية، واليوم يطالبون برحيل الامريكان  ويعملون على مضابقة الكرد من دون الاستناد الى إستحقاق يذكر.
Al_botani2008@yahoo.com

401
القذافي.. والسباحة في الأتجاه المعاكس للتيار


عبدالغني علي يحيى


على خلفية ما جرى في تونس ومصر من سقوط سريع لنظامي بن علي ومبارك على ايدي الجماهير الثائرة المنتفضة كان أنتصار الثورة الليبية مؤكداً وحتمياً في الأيام الأولى لها عندما كانت سلمية ثم أرتقت فيما بعد إلى ثورة مسلحة ردا على ممارسات القذافي القمعية، إلا ان الثورة انتصرت بتحريرها العاصمة من الحكم الدكتاتوري، ولم تبق هناك سوى جيوب مقاومة يائسة في بني وليد وسرت، من النوع الذي كان يسمى في الماضي بالثورة المضادة، والثورة المضادة المسلحة غالباً ما تتميز بضيق حلقاتها واقتصار المشاركة فيها على رموز النظام المنهار ومرتزقته، وعدم تعاطف الداخل والخارج معهم، لذا غالباً ما كانت تتميز بعمر قصير وسط نقمة داخلية وخارجية عارمة، عليها.
القذافي في مقاومته لثورة شعبه أنموذج جيد للثوري المضاد وللسباحين في الأتجاه المعاكس للتيار، وفي التأريخ الحديث والقديم، امثلة لا تحصى على الثورة المضادة اليائسة والبائسة في آن معاً.
يوم استولى الجنرال عبدالله السلال على السلطة في اليمن عام 1972 واسقط الملكية بحركة انقلابية عسكرية، كان العصر، عصر الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية والتي كانت مدعومة من دول المعسكر الشرقي ودول وعدم الانحياز، أي من معظم دول وشعوب العالم، ولقد اخطأ الأمام بدر في حساباته حين قاوم النظام الجمهوري من خلال شن حرب عصابات عليه خاضتها قلة في الداخل وقلة في الخارج لم تتجاوز السعودية. وكانت النتيجة أن صار الامام بدر وثورته الملكية المضادة في خبر كان واصبحا نسياً ومنسياً و الى يومنا هذا.
وبعد أنتصار ثورة اكتوبر الشيوعية في روسيا وانتزاع لينين وحزبه البلشفي للسلطة من حكومة (كيرنسكي) أثناء الحرب العالمية الأولى، واجه النظام الشيوعي الجديد لسنوات مقاومة مسلحة ضارية وبالأخص في (القوقاز) إلا أنها وكما كان متوقعاً فقد منيت بالفشل والهزيمة، فالتيار الجارف في داخل روسيا وخارجها مسنوداً بالملايين الروسية واخرى مؤيدة للاشتراكية كان أقوى من تمرد القوقاز وثورتهم البيضاء المضادة.
وفي العراق، بعد نجاح الانقلاب العسكري الذي نفذه الزعيم عبدالكريم قاسم صبيحة يوم 14 تموز من عام 1958، واسقط النظام المالكي، فان الشعارات والاهداف التي أعلنها وجدت تأييداً منقطع النظير من جانب الاكثرية الساحقة من الشعب العراقي من عرب وكرد وغيرهم ومن جانب أقوى واضخم حزب يومذاك، ألا وهو الحزب الشيوعي العراقي، فان الثورة المضادة تمثلت بحركة العقيد عبدالوهاب الشواف الفاشلة والتي انطلقت من الموصل، ولم تدم سوى ساعات وجرى انهاؤها على يد الجماهير الغاضبة من قبل ان تتدخل القوات الانقلابية الجمهورية الا متأخراً بعض الشيء لقمعها، وهكذا كانت حسابات العقيد الشواف خاطئة والتي استهانت بقدرة الجماهير العراقية والحزبين الشيوعي والديمقراطي الكردستاني واعتمدت على فئات قومية معزولة ورموز محسوبة على النظام الملكي المنهار.
ومن الأمثلة على السباحة في الأتجاه المعاكس للتيار أو الثورة المضادة، ما حصل قبل شهور في دولة ساحل العاج بأفريقيا، فعلى أثر الفوز الساحق الذي حققه زعيم المعارضة (غبا غبو) على منافسه في الحكومة (الحسن وتارا) سارع الأخير للوقوف بوجه التيار الفائز الذي كان مدعوماً داخلياً وافريقياً وعالمياً، لقد غابت هذه الحقائق الكبيرة عن (وتارا) وراح يخوض صراعاً يائساً وبائساً تكلل باندحاره في نهاية المطاف.
وبالرغم من أن الثورتين السلميتين السورية واليمنية، لم تحرز الانتصار التام والنهائي على الأسد وصالح الى الآن، إلا أن انتصارهما مؤكد وحتمي، نظراً لتوفر أسباب انتصار الثورات التونسية والمصرية والليبية فيهما ولن تفلح اساليب القمع والقتل التي يمارسها النظامان بحق الثورتين السلميتين في ايقاف عجلتهما، وان غداً لناضره قريب.

Al_botani2008@yahoo.com

402
على هامش المواقف العدائية لبغداد ضد حكومة الاقليم:
متى تنفتح وتنغلق الحكومات العراقية على الكورد؟
عبدالغني علي يحيى
     سجل مطلع الاسبوع الاول من ايلول الجاري في العراق، حالتين متناقضتين، الاولى دلت على موقف حرج للغاية وجدت الحكومة العراقية نفسها فيه، وما زالت تداعياته متواصلة، ففيه شهدت بغداد والبصرة والحلة والنجف وكربلاء والديوانية والناصرية والانبار والفلوجة.. الخ، مظاهرات حاشدة نادت بتحسين الخدمات واجتثاث الفساد، وبالاصلاح السياسي والحرية والديمقراطية بل وبرحيل النظام وتنحي المالكي، ما يعني الوجه الآخر للمشهد ربما دخول نظام الحكم في العراق النفق نفسه الذي غابت فيه أنظمة بن علي ومبارك والقذافي، وبقية الحكاية تعرفونها فيما حالت إجراءات أمنية مكثفة للحيلولة دون ان تحذو نينوى والكوت حذو المدن المنتفضة التي أتينا على ذكرها، في حين تم قمع تظاهرات في (ابو غريب) غرب بغداد من قبل الجيش بالعصي والهراوات، ومنعت وسائل الإعلام من تغطية تظاهرات الناصرية ومدن اخرى، وهي الظاهرة التي تشبه تلك التي رافقت ثورات وانتفاضات تونس ومصر وليبيا وسوريا.
اتساع دائرة الاحتجاجات كما ونوعاً على اداء النظام القائم في العراق وفشله في إدارة البلاد، تزامن مع عجز بين له في إدارة الصراع مع دولتين (ايران وتركيا ) تقومان باعتداءات شبه يومية على القرى الحدودية في الشمال والشمال الشرقي لكوردستان العراق، منتهكتين بذلك سيادة واستقلال البلاد، وفي إدارة الصراع مع الكويت ايضاً بشأن أزمة ميناء مبارك، ويتجلى في كل هذا وغيره ضعف النظام العراقي وهزاله وعزلته.
اما الحالة الثانية، فتتجسد في ان الحكومة العراقية وسط هذه الأجواء والتحديات حيث تلتهب الأرض تحت قدميها في كل البلاد وعرضها، راحت تصعد من حملتها ولهجتها على الكورد وعلى اكثر من صعيد ومستوى، فأقدمت، وهذا على سبيل المثال، على تقليص صلاحيات الرئيس الطالبني التي تكاد تكون معدومة مقارنة بصلاحيات المالكي، وفوق كل هذا فأن الطالباني سبق ان بذل جهوداً جبارة للتقريب بين الاطراف العراقية سيما بين (العراقية) و(دولة القانون) وتحول منزله الى قاعة للاجتماعات بينهما لإحلال التفاهم وإنقاذ العملية السياسية من الانهيار، وفي الوقت شن رموز (دولة القانون) هجوماً مركزاً على البارزاني لرفضه قانون النفط المخالف للدستور، حتى ان (ياسين مجيد) احد أولئك الرموز، وفي خلال أقل من ثلاثة ايام، حمل مرتين على البارزاني، وتساءل باستهزاء: من أين جاءت الصلاحية للبارزاني وحكومة الاقليم للتدخل في شؤون الحكومة العراقية وفرض الاملاءات عليها، هذا التساؤل المنافي للحرية والديمقراطية اللتين تسمحان لاي مواطن بإبداء الرأي والانتقاد لاعمال الحكومة.
اضف الى ذلك ان الحكومة الاتحادية المحت الى امكان ارسال قوات عسكرية عراقية لمنع ما سمتها جهات، من التحرش بدول الجوار، أي ايران وتركيا، وواضح ان هذا التصريح ما هو الا استفزاز صريح للكورد ينم عن رغبة جهنمية في اجتياح اقليم كوردستان.
من جانب آخر طالب التيار الصدري الذي يعد بمثابة حكومة داخل حكومة، وفي هذا ضعف للحكومة، البارزاني بمراجعة موقفه الداعي الى بقاء القوات الامريكية في العراق، ويعلم الجميع ان (لواء اليوم الموعود) التابع لجيش المهدي، يعلن بين حين وحين عن هجمات له ضد الجيش الامريكي، الامر الذي يؤكد بؤس الحكومة المركزية وفشلها في وضع حد للميليشيات المسلحة في البلاد وهي التي، أي الحكومة، كانت قد قامت قبل سنوات بمهاجمة جيش المهدي في (مدينة الصدر) و(البصرة) وغيرهما من المدن، فقتلت من افراده من قتلت وسجنت من سجنت.
ان اقدام بغداد علانية على معاداة الكورد وفي هذه المرحلة بالذات، ناجم أصلاً عن الضعف والهزال الذي ينتابها، وعن الفلتان الامني وأمور اخرى أسوأ، ولقد علمتنا تجارب الماضي القريب، ان الحكومات العراقية الجمهورية، كانت تتميز بوجه الكورد وتصادر حقوقهم ومكاسبهم، في أوج ضعفها وليس قوتها، فحكومة قاسم كانت قوية يوم أقرت بشراكة الكورد للعرب وبحقوق قومية اخرى لهم وبالديمقراطية للعراقيين، لكنها ما ان خطت خطواتها الاولى باتجاه العزلة فانها سرعان ما قامت بمصادرة الحقوق القومية للكورد، والقول نفسه أنسحب على الحكام العراقيين من بعده.
مما تقدم، ومن تكرار الحالة، نخلص الى صياغة القاعدة الآتية: ان الحكومات العراقية متى ما شرعت بمناهضة الكورد فهذا يعني انها تعيش في أشد الحالات ضعفاً، وانها حين تلبي مطاليب الكورد والجماهير العراقية فانها غالباً ما تكون في موقع من الاقتدار، ويبدو ان حكومة المالكي لم تتعظ من تجارب الحكومات السابقة لها وابت الا ان تنتهج مسارها وتجاربها العقيمة الفاشلة، فها هي وجهاً لوجه ليس امام الكورد فحسب بل وامام الاحتجاجات الجماهيرية في انحاء العراق، والتي اخذت تشتد وتقوى لتصنع ربيعها، ان لم تستدرك حكومة المالكي اخطاءها وتتراجع عن سياساتها الخاطئة، ولقد كان (سعدون الدليمي) على صواب حين قال وذلك في مطلع ذلك الاسبوع : ان (الربيع العربي) الذي قال عنه انه يزيد من الفوضى، سينعكس على العراق أيضاً.


403
هل حلت حقاً لغة الحوار والتفاوض محل لغة استخدام القوة والعنف؟
عبدالغني علي يحيى
   
من يوم انتهاء الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي السابق والغربي الحالي، كتحصيل حاصل لزوال نظام القطبين، يروج بعضهم من أصحاب النوايا المفرطة في الطيبة ولكن الساذجة في الوقت ذاته كما سنرى، بحماس لأفول ليس منطق القوة والعنف أنما الثورات المسلحة كذلك وعدم التورع أحيانا بألصاق تهمة الأرهاب بها، مقابل المناداة بمبدأ الحوار وأقوال ومصطلحات مرادفة له مثل (الحل السلمي) و (الجلوس على طاولة المفاوضات) و (فهم الاخر) و (بناء جسور للتفاهم)...  الخ. كل ذلك بمعزل عن مايجري من أحداث ووقائع ترد الحوار والاقوال والمصطلحات المشار اليها، وأيضا بمعزل عن حل مشكلات عويصة في الماضي و بغياب المبدأ اعلاه، مثل انتصار الثورات  في (الجزائر، وأقطار الهند الصينية، وانغولا، وكوبا، وناميبيا، واريتيريا... الخ.  ففي غياب  ذلك المبدأ وعدم شيوعه يومذاك بالشكل الذي نراه اليوم، تحررت في حينها، شعوب في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، سيما في الستينات من القرن الماضي وبفضل (لجنة تصفية (الاستعمار) التي انبثقت عن منظمة الأمم المتحدة، وثورات  الشعوب المسلحة تحررت شعوب ونالت عشرات البلدان استقلالها.
بموازاة الترويج والمناداة  المشار اليهما، قلما سوي خلاف في عالمنا الراهن بالحوار أو الجلوس على طاولة المفاوضات، على الضد من ذلك وفي اجواء انتشار المصطلحات المنوه عنها، تتفاقم الخلافات بين الدول والأمم والاحزاب والجماعات، فالثورات الكردية في تركيا وايران، والماوية  في الهند، والدرب المضئ في بيرو، واليسارية في كولومبيا  والاسلامية في الشيشان... الخ ما برحت محتدمة مع بقاء المشكلات والمنازعات المزمنة التي انتقلت من القرن الماضي الى القرن الحالي، كالنزاع  العربي – الأسرائيلي، والهندي الباكستاني والتركي اليوناني.. الخ والتي  بقيت الى يومنا هذا عصية على الحل تهدد السلم الأقليمي ان لم  نقل العالمي.  وكما نعلم، ان بعضاً من اطراف الصراع يرفضون مبدأ الحوار مع خصومهم على طول الخط، فتركيا مثلاً ترد الحوار دوماً مع حزب العمال الكردستاني وتتجاهل الهدنة التي يعلنها الاخير معها بين فينة واخرى.  وفوق كل هذا، وفيما يسمونة بعصرالحوار والتفاوض، ظهرت مشكلات جديدة لم تكن بالحسبان مثل (الملف النووي الأيراني) و (النزاع الروسي الجورجي) و (الكردي العراقي) على المناطق المتنازع عليها...  الخ.
يكاد دعاة الأخذ بالحوار ونفي استخدام القوة والثورة المسلحة في اضفائهم المحاسن والمعاني الجميلة على الحوار، يشبهون  خياط ملابس الامبراطور في قصة (ملابس الامبراطور الجديدة) لهانس اندرسن، ويبدون  كمن يستخف، وهم لا يشعرون، بقدرة عقل طرفي الخصام على الفهم والاستيعاب، كأنهما لم يسمعا قط لا بالحوار ولا بالمصطلحات المرادفة له،  لذا والحالة هذه، وكأنهما في امس الحاجة الى من يرشدهما  ويهديهما  سواء السبيل ومن ثم العمل بنصائحهم الثقيلة على الاسماع، نصائح  اساتذة الحوار والتفاوض الذين اثبت تكرار فشل مبدأ الحوار والتفاوض في تحقيق تقدم يذكركم هم مزعجون متعبون أضف الى ذلك، انهم في نفيهم للثورة واللجوء الى القوة يقفون على مسافة واحدة من الحرب العادلة والحرب الظالمة وبالتالي فأنهم يساوون بين طرفي النزاع، لأن الحوار من حيث المبدأ لايقصي أيا منهما، خلافاً لديالكتيك التطور والمبدأ الدارويني (تنازع  البقاء وبقاء الأنسب)، وهكذا فانهم لايميزون بين الصالح والطالح وبين اي منهما يجب ان يبقى واي منهما يجب ان يتنحى، وهل من الممكن ان يتعايش  ثوار اليمن مع نظام علي عبدالله  صالح وثوار  سوريا مع الأسد وليبيا مع القذافي ؟ هل يصح ان يوفق الحوار بين الشعوب  العربية الثائرة وبين حكامها الجائرين من الذين الاعدام بحقهم قليل ؟.
لو كان الحوار ضامناً لحل المنازعات وانهاء التقاطعات بين الدول والأمم، لما كانت الحروب تنشب ولا الثورات تندلع ابداً، ليس في التأريخ المعاصر بل القديم أيضاً.  وفي ظل الدعوة لأنتهاجه وتغليبه على القوة، فقد اتسعت رقعة المناطق الساخنة في العالم بشكل لافت، وتقدمت نزاعات  دينية  وطائفية ومذهبية  ومناطقية على  النزاعات التقليدية كالقومية والطبقية  مثلاً والتي في معظمها اي الدينية والذهبية..  ظهرت بعد زوال نظام القطبين وظهور مايسمى بالنظام الدولي الجديد وشيوع مبدأ الحوار والتفاوض.  وشهد العالم في الاعوام الاخيرة حروباً لم يكن عدد المشاركين فيها بأقل من عدد دول (المحور) والتحالف الدولي في الحرب العالمية الثانية فحرب الخليج الثانية خاضتها نحو (30) دولة وتكاد جميع دول حلف الاطلسي تشارك  في حرب افغانستان، وفي الصومال، هناك  ما يقارب ال (10) دول من الاتحاد الافريقي تحارب ما يسمى ب (الشباب المجاهدين). لذا والحالة هذه، هل حل الحوار والتفاوض حقاً محل استخدام القوة في حل المنازعات بين الأمم، هل  تراجعت الثورات والحروب؟.
في حينة تفاءل بعضهم بسقوط الاتحاد السوفيتي ورؤا في ذلك طيا لصفحة مرعبة ارقت واقلقت الانسانية لعقود، كل ذلك من غير ان يتسبب نظام القطبين في اية حروب بينهما، ولما انهار الاتحاد السوفيتي فان اضطرابات جديدة وحروب جديدة ظهرت ووقعت منها تلك التي شهدتها  بلدان في الاتحاد السوفيتي السابق مثل: الحرب في طاجيكستان والنزاع  الارمني الأذربيجاني على اقليم (ناكورنو كرباخ) والروسي الجورجي على (ابخازيا واوسيتيا) والثورة المسلحة في الشيشان، وحرب البلقان وظل الصراع  الامريكي الروسي يتواصل باشكال شتى (الدرع الصا روخية) مثالاً.
ان المطالبة بتغليب منطق الحوار على منطق القوة والبطش تتجاوز ذووالنوايا الطيبة الحريصين بصدق واخلاص على السلم وحقن الدماء الى اخرين تحول المبدأ " الحوار والتفاوض " على يديهم الى (كلمة حق اريد بها باطل) وبالاخص في هذه الايام وهؤلاءهم  خصوم الشعوب وثوراتها والذين لا يميزون بين الحق والباطل، من امثال نتنياهو والمتحدث باسم حكومته اللذان يطالبان الفلصطينيين بالعدول عن التوجه الى الامم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلصطينية  والجوء بدلا من ذلك الى الحوار والتفاوض مع تل ابيب ! وروسيا الاتحادية التي تلح على اجراء حوار بين الثوار السوريين وحكومة الاسد في مسعى الى صيانة الاخير وحكومته من الانهيار وكمحاولات بعضهم لاقناع  المعارضين اليمانيين بالحوار مع نظام على عبدالله صالح بهدف الابقاء على الاخير طبعاً مسك الختام، تراود الجميع الأماني بتغليب لغة الحوار على لغة القوة والعنف وهي امنيا ت مشروعة ونبيلة لكن (ما كل ما يتمناه المرء يدرك تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن) وما يحصل الان ومنذ اعوام على النقيض تماماً لما ينادي به اولئك الذين يخلعون  صفة العصا السحرية  على  الحوار..  واخيرا ماهي المشكلات التي حلت بالحوار؟.
*رئيس تحرير صحيفة راية الموصل الموصلية
Al_botani2008@yahoo.com


404
دور مسيحيي لواء الموصل في ثورة أيلول التحررية


عبدالغني علي يحيى

بدأ الدور الفاعل للمكون الاجتماعي المسيحي وبالأخص الآشوري في لواء الموصل بعد أيام قلائل من اندلاع ثورة أيلول
الكوردستانية العظمى في الحادي عشر من أيلول عام 1961 حين انضم إليها العشرات من الآشوريين كأفراد، وفيما بعد، تشكلت قوة عسكرية ضاربة شبه متجولة من الآشوريين الساكنين في القرى والمناطق الجبلية في دهوك وزاخو والعمادية وعقرة والشيخان التي كانت تتبع لواء الموصل آنذاك، علماً ان تلك القوة كانت الوحيدة والمتجولة التي شنت حرب عصابات ثورية متواصلة ضد الجيش العراقي والإدارات الحكومية في الأقضية (الشمالية) للواء الموصل وكانت بقيادة شاب اسمر نحيل يدعى (هرمز ملك جكو) وكان منتسبوها جلهم من الشباب المسيحي الآشوري ينحدرون من المناطق الجبلية بدرجة أولى.
وبعد 8 شباط عام 1963 التحق عدد لا يستهان به من الشباب المسيحي الكلداني بالثورة، معظمهم كانوا من مركز ناحية القوش وأفراد من تلكيف والموصل وتلسقف وبرطلة وقره قوش، وكانوا في معظمهم أعضاء في الحزب الشيوعي العراقي/محلية الموصل.. في البدء جعلوا من (دير ربان هرمز) مقراً لهم، ومن أبرز قادتهم كان المرحوم (توما توماس) وكان شجاعاً ومقداماً كما المرحوم هرمز ملك جكو الذي كان منتسباً الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي قتل عصر احد الايام من خريف عام 1963 اثناء مهمة قتالية خاضها ضد وحدة سورية كانت تساعد القوات العراقية بالقرب من (الوكا) في دهوك، وبمقتله تقلص نشاط القوة الآشورية رغم تولي احد أقرباء (هرمز) قيادتها كان يدعى (الملك طلوا)، ومع ذلك فقد أحتضنت الثورة في لواء الموصل، شباباً كثيرين من الآشوريين والكلدانيين توزعوا على تشكيلات البيشمركة ومقراتها وعلى ادارات الثورة وتنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
يذكر ان اول امرأة التحقت بثورة أيلول كانت سيدة مسيحية ومن اهالي اللواء المحافظة تدعى (ماركريت) وكانت تلقب بـ(كوردستان) ومن شدة الاعجاب بها فان صورتها الفوتوغرافية كانت تتداول بكثرة بين المسيحيين والمسلمين على حد سواء.
كما ان أول رئيس لمحكمة الثورة (ثورة أيلول) التي كانت تتخذ من (ناوبردان) مقراً لها، كان من مدينة الموصل، المحامي والكاتب المعروف جرجيس فتح الله الذي هو غني عن التعريف، ومن الشخصيات المسيحية الموصلية المعروفة، وسكنت أسرته ولسنوات داراً بالقرب من المستشفى الجمهوري بالموصل.
وان اول مسيحي تسنم منصباً رفيعاً في تشكيلات الثورة في القيادة (المكتب التنفيذي) كان من أهالي الموصل ومن سكنة قصبة زاخو الذي سكن في قرية (دربند رايات) لفترة وكان رجل دين معروف.
لقد كانت العلاقة بين (هرمز) و(توما توماس) متينة وقوية وآخر معركة خاضاها سوياً كانت معركة (نمرك) بالقرب من ناحية (فايده).
ومن العمليات الشهيرة للقوة الآشورية، تلك التي نفذت وبقيادة مباشرة لـ(هرمز) في منطقة المجموعة الثقافية داخل الموصل، والقت الرعب والذعر في تلك الاوساط الحكومية المحلية ، وتنامى جراء تلك حقد ذلك الاوساط على المسيحيين اكثر فأكثر، وفي وقته كانت فرائص رجال الحكومة ترتعد من مجرد اقتراب قوة (هرمز) من معسكرات الجيش ومراكز المدن، اضف الى ما ذكرنا، فان المسيحيين من أهالي القرى، كانوا يؤون على مدار العام الافراد من قوات البيشمركة، فيقدمون لهم الاطعمة واشكالاً من الدعم، ويبعثون اليهم بالنقود سراً من البلدات الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
لقد كان متوقعاً ان يترك المسيحيون الآشوريون أولاً وفيما بعد وبفترة قصيرة جداً، الكلدان بصماتهم على ثورة أيلول، اذ كان عدد منتسبيهم الى الحزبين: الديمقراطي الكوردستاني والشيوعي العراقي كبيراً، وكان من بين المنتسبين الى البارتي الافراد من الاسرة التعليمية ومن الكسبة والفلاحين والتجار والحرفيين والموظفين وحتى ربات البيوت، ويؤكد ذلك اكثر من مصدر مثل كتاب (الحركة القومية الكوردية التحررية-دراسات ووثائق)، لمؤلفه الدكتور عبدالفتاح البوتاني، والعشرات من الكتب الرسمية لمديرية أمن لواء الموصل، وكتابات عبدالغني علي يحيى سيما مقاله (هرمز ملك جكو) الثائر الاسطوري الحي في كل رصاصة-مجلة (مه تين العدد: 112 مايس/2001)، ففي وثائق مديرية أمن الموصل ترد اسماء لمواطنين مسيحيين من الموصل مثل: جميل شمعون الذي كان عاملاً في محطة قطار الموصل، وفي قضاء الشيخان: زيا نمرود وتوما حنا، وفي قضاء عقرة عيسى عبدالاحد (خياط) وماراد ياقو (كاسب) وجريس إيليا (سائق).
اما في زاخو فلقد فاق عدد منتسبي البارتي منن المسيحيين اعدادهم في بقية مناطق الموصل حسب الكتب السرية لمديرية أمن الموصل نذكر على سبيل المثال الاسماء: اسماعيل كوركيس (نجار) وزكية شمعون (ربة بيت) وكورد يوخنا وميخائيل هرمز وكوركيس آدم ونمرود ايشو وميشو خديدا كانوا من الفلاحين، وجيجو ميخو (مستخدم) وسيروب يوسف كوركيس (بزاز) وعبدالاحد يوسف زيرو (صاحب مطحنة حبوب).
هذا وكان العشرات من مسيحيي زاخو وعقرة والسليفاني قد اعتقلوا في الايام الاولى لثورة أيلول، بينهم: عبدالمسيح كوريه (معلم مدرسة من محلة النصارى)، ونمرود هرمز ميخائيل (بزاز) من المحلة نفسها واوهان هدارى بيدروس (حائك) من محلة (كيسنه) وملكو كوركيس (خياط) وشفيق توما سمعان (مأمور مال ناحية السليفاني) وهاويل القس كورئيل (بزاز) من محلة النصارى في عقرة، ومتي حازم توما (سائق) من عقرة ايضاً.
وبعد شهور من الثورة حجزت الحكومة العراقية أموال العشرات من المسيحيين المؤيدين لثورة أيلول منهم: زيا كوركيس (مختار كلكاوا) وحجي ايشايا (مختار جمه شريطا) وثلاثة من العمال في ناحية سرسنك وهم: بدر تيادور وداود بنيامين و كوركيس ايشو.
وفي زاخو جرى حجز أموال الآتية اسماؤهم:
توما يونان واسحق حنا وكده حنا وحنا ايشو وبولص حنا وكريم رزقو وجميل منصور وحزقيا شليمون خنينا.
حجزت أموال هؤلاء بموجب الكتاب المرقم 642 الصادر من مديرية أمن لواء الموصل بتاريخ 18/2/1962 وبموجب كتاب سري يحمل الرقم س/4/763 بتاريخ 19/9/1961 موجه الى الفرقة الثانية العراقية ذكر الآتية اسماؤهم كقياديين ونشطاء في الثورة بمنطقة (برواري بالا) وهم: المطران (مابولاها) من قرية (دوري) وجورج مالك من القرية نفسها، وسنحاريب اسخريا (مختار كاني ماسي).
على امتداد ثورة أيلول 1961-1975 استشهد المئات من المسيحيين في لواء الموصل كما واعتقل منهم المئات وعذبوا، ودمرت العشرات من دورهم وقراهم، وتعرضت كنائس لهم الى القصف والتدمير، يذكر ان اول مذبحة جماعية او ابادة جماعية للسكان في كوردستان من قبل الحكومة العراقية هي تلك الجريمة التي ارتكبت في قرية (صوريا) بحق المواطنين المسيحيين وأودت بحياة جميع من كانوا في القرية او وقعوا في قبضة الجيش العراقي كان ذلك في عام 1969، وقبل هذه المذبحة كان الآشوريون في لواء الموصل قد تعرضوا الى حملة ابادة جماعية تندرج في قائمة الجرائم ضد الانسانية الا وهي الجريمة المروعة التي ارتكبها الجيش العراقي عام 1933 وقضت على أرواح (4000) مواطن آشوري، ناهيكم عن تشريد الاف آخرين منهم، فروا الى سوريا وبلدان اوروبية، الذي يؤسف له ان هذه الجريمة والتي وقعت في سهل (سميل) بالقرب من دهوك لم تدرج الى الان ضمن جرائم الابادة الجماعية، ان من واجب حكومة اقليم كوردستان والنشطاء في الأحزاب المسيحية السعي من اجل ادراج جريمتي (سهل سميل) و(صوريا) ضمن (الجرائم ضد الانسانية) او (الابادة الجماعية) وذلك احقاقاً للحق ونصرة للشريحة المسيحية المظلومة على امتداد تاريخ الدولة العراقية.
ان مناقب المسيحيين في لواء الموصل وفيما بعد محافظة نينوى وملاحمهم في ثورة أيلول كثيرة يصعب على صفحات كهذه الاحاطة بها، من هذه الملاحم، اذكر الهجوم الذي شنته القوات العسكرية العراقية في تموز عام 1963 على جبل القوش لاحتلاله، وكان عدد أفراد الجيش العراقي ومرتزقته نحو (7) الاف مقاتل، وبدؤا بالهجوم فجراً، الا أن هجومهم تحطم امام بسالة الثوار المسيحيين بقيادة (توما توماس) وفي ذلك الهجوم شارك سلاح الطيران والمدفعية، ولم تكن بحوزة الثوار سوى اسلحة خفيفة، بنادق ومسدسات، ومع ذلك صمدوا واستشهد عدد منهم.
ومن مناقبهم أيضاً، انه في فترة المفاوضات بين قيادة ثورة أيلول وحكومة عبدالسلام عارف عام 1965، قامت الشرطة في (سرسنك) باعتقال مسيحي من البيشمركة ويدعى (يلدا) وكان رد الثوار المسيحيين سريعاً حيث داهموا مكان اعتقاله وحرروه، واهانوا مأمور المركز الذي اعتقله، وفي حينه كانت لهذه العملية اصداؤها وقوبلت بالارتياح لدى قيادة الثورة وجماهير المنطقة وعلى أثر ذلك توقفت حكومة عارف عن استفزازاتها للثورة، يذكر ان عملية مماثلة كانت قد جرت في الموصل عندما سجن احد أفراد البيشمركة من قبل شرطة مركز النبي يونس، وكان رد الثوار الكورد سريعاً ايضاً، عندما اقتحم على السنجاري مسؤول الفرع الأول للبارتي المركز وحرر المعتقل.
بمناسبة الذكرى الـ50 لثورة أيلول الوطنية العظمى يجب ان لا ننسى دور المكون الاجتماعي المسيحي في الثورة، والذي كان دوراً فاعلاً ومؤثراً بحق تذكره الأجيال.

405
أردوغان استقبل عيد الفطر بالتهديد للكرد !
                                                                                                         عبدالغني علي يحيى.
هدد رجب طيب أردوغان من سما هم بالذين لا ينؤون بأنفسهم عن الارهابيين بالويل والقصاص، وواضح ان المقصود ب(الذين لاينؤون..الخ) هم كرد العراق، وبالأرهابين، حزب العمال الكردستاني pkk  ونقل عنه ايضاً : أنه إحتراماً منه لشهر رمضان المبارك فقد أجل تنفيذ تهديده الى ما بعد انتها ئه ، اي الى العيد الذي يليه تلقائياً لكن قيام سلاحه الثقيل بقصف اكثر من 124 موقعا في كردستان العراق بحجة أنها مواقع ل :pkk خلال الشهر نفسه ولأيام ، يفند إحترامه للشهر الفضيل، واسفر ذلك القصف عن مقتل أفراد أسرة برمتها وتدمير جسر يستخدم لاغراض مدنية في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، واتلاف وحرق مساحات من المزارع والبساتين فهدم المئات من الدور وتشريد المئات من الاسر وحملهاعلى الزوح  الى اماكن بعيدة عن النار والدمار.
تزامناً مع تهديده، وجه تهديد تركي أخر الى كرد تركيا نص على اعتقال (1400) شخص من مؤيدي حزب السلام والديمقراطية الكردي في تركيا، أرجئ تنفيذه بدوره الى ما بعد الشهر عينه.
إن التهديدات التركية بشن حملتين: عسكرية على سكان كردستان العراق، وبوليسية ضد كرد كردستان تركيا، جاءت عقب مقتل (8) جنود أتراك على يد مقائلي pkk داخل الحدود الدولية لتركيا، مادفع بالأتراك الى الانتقام من كرد العراق! كعادتهم وذلك بقصف (60) موقعاً في كردستان العراق، بزعم انها قواعد ل pkk وبعد مرور (24) ساعة على ذلك القصف، ارتفع العدد ليصل الى (124) موقعاً وكأن قصف المواقع ال(60) لم يشفي غليل القادة الاتراك وتعطشهم الى إراقه الدماء، لذا أضافوا فصولاً دموية و تدميرية اخرى على أن تبدا بعد شهررمضان المبارك .
  

    
لندع جانباً تقاليد الحكومات في الدول الاسلامية في الاعياد والمناسبات الدينية
واحياناً الوطنية، وهي تقاليد جيدة، تتمثل في اصدار العفو عن المغضوب عليهم من سجناء أو ثا ئرين على الحكومة،أو تخفيف الاحكام و تخفيضها بحق المعتقلين..الخ من الاجراءات الحميدة التي يبدو ان حكومة اردوغان (الاسلامية) تشذ عنها،    ولنرى الان هل ان ل : pkk (124) قاعدة قتالية أو حربية في  كردستان العراق؟.
   للرد على هذا السؤال نقول، انه لم يسبق قط وان تجاوزت المعلومات عن قواعد الحزب هذا في كل كردستان العراق قاعدتين أو ثلاثة، الاولى : في المثلث الحدودي (خواكورك) بين الدول :العراق ، تركيا ، ايران، اما الثانية: فهي مسلسلة جبال قنديل، و في اغلب الاحوال ان من المشكوك فيه ان يتعدى عدد قواعد ال:pkk في كردستان العراق عدد اصباح اليد الواحدة، ولنفرض اصابع اليدين أي (10) قواعد، عليه والحالة هذه ، فان الرقم 124 اذا طرح منه العدد (10) فان المواقع المتبقية وعددها (114) موقعا،ما هي إلا عبارة عن قرى و مزارع ومنشات مدنية وقطعان للماشية وخلايا للنحل عرضت شاشات التلفزة مشاهد منها ما يعني ان المواقع المدنية، كانت اهدافاً للحملات العسكرية الرمضانية التركية.علما ان الرقم(60) وفيما بعد (124) ورد في البيانات الرسمية التركية.
ازاء ذلك تترى اسئلة اخرى مثل: هل يملك حلف (الناتو) الذي يعد من أقوى وأضخم المؤسسات العسكرية في العالم (124) قاعدة حربية في العالم؟. ان الاجابة لا بد وأن تأتي بالنفي؟ ثم ماحاجة ال: pkk  الى مثل هذا العدد الكبيرمن القواعد وفي شريط حدودي ضيق بكردستان العراق ؟ في حين تدور عملياته القتالية داخل تركيا والتي غالبا ماتكون موجهة ضد الجيش التركي وليس المدنيين . ويعلم الجميع ان مقاتلي ال pkk لم يصطدموا يوما ما بقواعد للبجيش التركي في كردستان العراق ، والتي تشكل اهدافاً سهلة ومغرية لهم.
ان الحملة العسكرية التركية المرتقبة على كردستان العراق بعد شهر رمضان المبارك  تحمل الرقم (26) في تسلسل الحملات العسكرية التركية،
 فبحسب الاحصاءات انه منذ عام 1984 عام اندلاع الثورة الكردية في تركيا والى الان، فأن الأتراك جردوا(25) حملة عسكرية لضربpkk في كردستان العراق تكللت جميعها بالفشل ولم تتمكن من احراز اي نصرين او تقدم ، وفي كل حملة فان النتيجة: قتل ودمار وخراب يحيق بالمدنيين الابرياء وبممتلكاتهم، فألى متى؟. ترى الم يحن الوقت بعد (27) سنة من الاقتتال بين الحكومة التركية  وال:pkk والذي يكلف الخزينة التركية عشرات الالوف من الدولارات يومياً ، لأيفاف نزيف الدم  وفتح صفحة جديدة من التأخي والوئام بين الطرفين تطوي الى الأبد ،صفحات القتل و التدمير والخراب التي اضرت وما تزال بالشعبين الجارين والمسلمين التركي والكردي؟.سيما بعد ان أثبتت ال (25) حملة تلك عقم الحل العسكري.
   يبدو أن من الصعب جداً، التمييز بين الافكارالتي تجول في عقول اردوغان ودا ود و گويل و بين الافكار في عقول القذافي  والاسد و صالح، والطريف عن الحاكم الاتراك في اسدائهم النصح الى القذافي والاسد..الخ من الحكام العرب الديكتاتوريين  الذين انهاروا أو أنهم في طريقهم الى الانهيار لكي يتعظوا من التجارب وتكرار الحالات، اشبه ما يكونون  اي الحكام الاتراك ب (الطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل). وما عليهم.اي الحاكم الاتراك، إلا ان ينتظروا المصير نفسه الذي ال اليه الطغاة من الحكام العرب وغيرهم، ختاماً و امام تهديدات أوردوغان بشن الحملة (26) على جنوب كردستان العراق  والتهديد  التركي الاخر باعتقال المئات من كرد تركيا بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة ، لا يسعنا إلا تدوين الاتي:
1-   للتغطية على فشل حملتهم الرمضانية،راحوا يطلقون ارقاماً مجانية لا مسؤولة على غرار الرقم (124) وقالوا انهم قتلوا نحو (160) عنصرا من مقاتلي pkk والحال أنهم لم يمتكنوا من قتل سوى 3 عناصر فقط وهذا الادعاء منهم لايعدوا ان يكون انتصاراً وهمياً ليس إلا،مدعاة الى السخرية والتهكم، وفاقم من الا ستهزاء بهم، اكثر فأكثر
2-    دلت التجارب ، ان الوعود التي يقطعها القادة الاتراك على القادة الكرد وبالتالي على الرأي العام بشأن ايقاف الهجمات على كردستان العراق اثر بعض الحملات، كالوعد الذي قطعوه على رئيس الجمهورية العراقية ورئيس اقليم كردستان ، ان التراجع عن الوعود يفقدهم ، اي الاتراك ، المصداقية ويظهرهم ككذابين ومخادعين للراي العام ،يذكر انهم وعلى اثر قصفهم لل (60) موقعا فانهم و بعد نحو (24) ساعة انقلبوا على الوعد الذي قطعوه بعدم تكرار القصف واستأنفوا القصف.و من اكاذ يبهم الصارخة التي نالت من سمعهتهم نفي قتلهم لا فراد الاسرة الكردية التي اتينا على ذكرها والذي اثار اكثر من علامة تعجب.
3-   بعد كل اعتداء تركي على كردستان العراق وايراني ايضاً،نجد موقف الحكومة العراقيية دون المستوى المطلوب تجاهه والذي غالباً مايتسم بالصمت ، وكأن الاتفاق العسكري التركي العراقي المخجل عام 1983 والذي خول الحكومتين على مطاردة المقاتلين الكرد التوغل كل منها في اراضي الاخرى لمسافة معينة ما زال قائماً. ان الحكومة العراقية متواطئة حتماً ودون خجل مع الاعتداءات التركية والايرانية على شعب كردستان العراق  و مخجل بدوره موقف قوات الاحتلال الامريكي التي لم تحرك ساكناً امام تلك الاعتداءات،والتي يفترض فيها ان تحمي العراقيين كافة من اعتداءات اي كان ولن تتجاوز ردود الفعل لدى الحكومة العراقية على الاعتداءات حدود المذكرات والاجتماجات، في حين وجدنا كيف ان الرد على  ميناء مبارك الكويتي جاء سريعاً بثلاثة صواريخ كخطوة أولى واعلنا (فرسان دولة القانون) المسؤولية عنه، وقبل ذلك هدد حزب الله العراقي بضرب الميناء المذكور وفي كلتا الحالتين،لا يصح تبرئة الحكومة العراقية من ضرب الميناء المذكور رغم ادانتها له، هنا نقف على الكليل بمكيالين فاذا كان ميناء مبارك يشكل تجاوزاً على السيادة العراقية استدعى الرد،ترى الايشكل الخرق شبه اليومي للسيادة العراقية من جانب تركيا وايراني ، الا يستدعي ذلك رداً ولو بالنيابة كأن تتبنى منظمة ما المسؤولية مثلما حصل مع ميناء مبارك؟.
•   رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) العراق
Al_botani2008@yahoo.com

406
نظرة علي ظاهرة الانشقاقات
والتحالفات البرلمانية الجديدة في العراق
عبدالغني علي يحيى
      نوه مصدر في حزب الدعوة الذي يترأسه نوري المالكي، لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن قرب حدوث انشقاقات في الحزب، عازياً ذلك الى (تفرد المالكي بالسلطة وصرفه المال على وسائل اعلام لتحسين صورته الشخصية أمام الرأي العام، فهيمنة الأفراد من أقاربه على مقدرات الحزب) حسب قوله، في وقت نجد فيه، ان الحديث عن الأنشقاقات والتحالفات البرلمانية الجديدة يطغي على دونه من الاحاديث،في الوسط السياسي العراقي ويطفوعلى السطح عند الأزمات والهزات التي تهدد العملية السياسية في العراق بالأنهيار بين حين وحين.
تزامناً مع ذلك التنويه، كان حيدر الملا في أئتلاف العراقية قد أعلن عن إنضمام كتلة الوسط البرلمانية بنوابها العشرة إلى ائتلافه، إلا ان فرحة العراقية لم تدم بذلك الأنضمام إذ بددها انشقاق الشيعي زهير الأعرجي عن العراقية وبحوزتهه وثائق وأسرار تدين العراقية لخروقات ارتكبوها ويرتكبونها في مختلف المجالات على حد زعمه وبأن اعضاء آخرين في العراقية سيعلنون انسحابهم منها، الأمر الذي أثار قلق وسخط أنصار الأخيرة سيما في الموصل التي ينوب عنها الاعرجي على العراقية وقبل خروجه على العراقية كان حسن العلوي وهو مفكر شيعي معروف ومعه عدد من النواب قد سبقه في الانشقاق وتشكيل كتلة سماها العراقية البيضاء. واللافت في الانشقاقات والتحالفات البرلمانية الحالية ان المنشق عن دولة القانون مثلاً غالبا ما يلتحق بالعراقية، والعكس صحيح أيضاً، ما يعني ان الصراع الرئيسي الآن في العراق ومنذ انتخابات يوم 7-3-2010 البرلمانية هو بين العراقية (91) مقعداً، ودولة القانون (89) معقداً ولما كانت الأنشقاقات تكاد تكون متبادلة، ان جاز القول، فأن التوازن بين الائتلافين لن يختل في المستفبل المنظور، والثابت هو بقاء التحالف الوطني الشيعي (159) مقعداً والذي يضم في صفوفه دولة القانون، الأقوى أبداً.
ولقد أخطأ تحالف الوسط في تصريح أدلى به من انه سيشكل مع العراقية جبهة ديمقراطية في المستقبل وبأن هناك شخصيات وسياسيون سيلتحقون بالعراقية، وإذا علمنا ان الأنشقاق من حيث المبدأ خطأ، فان ما يبنى على الخطأ خطأ بدوره، وهيهات التفكير بالديمقراطية في أجواء الاحتقان الطائفي والاثني والديني والانقسامات والتكتلات، فهي، اي الديمقراطية والحالة هذه، لن تكون في متناول اليد بالسهولة التي يراها تحالف الوسط. وأخطأ د.اياد علاوي كذلك لما عد انضمام الوسط إلى ائتلافه دليلاً على تمثيله العراقيين بكل طوائفهم، ناسياً ان ممثل الكل أو الممثل الوحيد للشعب مرفوض في النظام الديمقراطي وغيره ايضا  سيما في بلد كالعراق يزخر بشعوب واطياف متباينة لها أحزابها وممثلوها، لذا كان حرياً بالدكتور علاوي وحليفه الجديد البولاني البحث عن صيغ وعلاقات جديدة تقوم على التكافؤ بين المكونات الاجتماعية الثلاثة الكبرى بالاخص: الشيعة، السنة، الكرد، ومكونات اصغر: التركمان والمسيحيين لا الأدعاء بتمثيل العراقية لكل الطوائف الذي يعني الشمولية تماماً، ولاشك انه كلما تأزم الوضع السياسي في العراق وتعقد، فان الظاهرة موضوع المقال ستزداد وتتسع، وهنا لا يسعنا إلا أن نوافق النائبة (مها الدوري) من كتلة الاحرار، توقعها بحصول مزيد من الانشقاقات والتحالفات لاحقاً.
الحالة المرضية، الخلاف الى حد الأنقسام، نجدها في الحياة البرلمانية الكردستانية العراقية ايضاً، والتي شهدت أكبر أنقسام على أثر تحول كتل: التغيير والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الكردستانية الى معارضة تدعولمحاكاة ما يجري في ليبيا وسوريا واليمن. ..الخ احتجاجاً على الفساد المالي والأداري واشكال الفساد الاخرى في حكومة اقليم كردستان العراق حسب بيانات تلك الكتل واقرار الحزبين الكبيرين الحاكمين: الديمقراطي والوطني الكردستانيين بها كذلك، والملاحظ في المشهد السياسي والبرلماني العراقي المرصع بالتناحر والصراع، غلبة التهديد بالأنسحاب من الحكومة أو الحزب أو البرلمان او اللجنة الفلانية المشكلة..الخ على غيرها من المفردات في التصريحات والاقوال التي تسبق الانشقاق والانقسام.
أعود إلى تخطئة الانشقاقات والانقسامات البرلمانية التي تذكرنا بتخطئة الانقلابات العسكرية وحتى العديد من ثورات الشعوب وبدرجة اولى الثورات الطبقية الشيوعية وكذلك تخطئة الانشقاقات في الاحزاب، ففي العراق وبلدان أخرى، شهد عقد الستينات من القرن الماضي انشقاقات في الاحزاب العراقية الكبيرة الثلاثة: حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي أضعفت الاحزاب تلك وعموم الحركة الوطنية في العراق، ولم تكن تلك الانشقاقات سوى جزءاً من انشقاقات اكبر حدثت بدرجة رئيسة في بلدان العالم الثالث والاحزاب اليسارية بالأخص، ان قراءة لتلك الظاهرة تقودنا الى تثبيت عدد من الاستنتاجات، وهو ان الانشقاق على أختلافه غالباً ما يقع في البلدان الأشد تخلفاً وفي صفوف فوى تفتقر إلى التجربة، وهذان الشرطان وغيرهما من الشروط متوفران في العراق وبلدان على غراره، في حين لم تشهد احزاب البلدان المتقدمة كالولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا والصين والإتحاد السوفيتي السابق انشقاقات تذكر وان الانشقاقات يتم على الأرجح في الاحزاب التي تتشكل تواً وليس الاحزاب العريقة الحاكمة. ومن الأمور الجالبة للانتباه، ان الاحزاب التي تتخذ من العقائد سواء الدينية او الدنيوية الماركسية مصدراً لقوانينها هي الاكثر عرضة للانقسام من الاحزاب المتحررة منها من العقائد انظروا إلى تعددية الاحزاب الاسلامية والماركسية داخل البلد الواحد والمبدأ واحد. ومن الأمور اللافتة ان احزاب القوميات والطوائف الدينية والمذهبية الصغيرة التي اصطلح على تسميتها بالأقليات تستجيب اكثر من احزاب الأمم الكبيرة للانشقاقات والتكتلات، فلا عجب ان نرى هذا الكم الكبير من الاحزاب والمنظمات السياسية في المكونين الاجتماعيين الصغيرين التركماني والمسيحي في العراق، ان كثرة الاحزاب فيهما لا تتناسب مع حجمهما الصغير، وكأني بالعقل الجمعي للمكونات الاجتماعية الصغيرة، صغير بدوره صغر مكونه. ومن الأستنتاجات ايضاً، ان مآل المنشق غالباً ما يكون الفشل والعزلة والزوال ان لم يتدارك الموقف ويعود على عجل الى الحزب الذي انشق عنه. ففي العراق تلاشى المنشقون من حزبي البعث والشيوعي، اما طرفي الخلاف في الحزب الديمقراطي الكردستاني فبفضل حكمة قادتيهما فانهم سرعان ما عادا واتفقا فيما بينهما وطويا صفحة الانشقاق بعد صدور بيان آذار عام 1970، وفي ضوؤ التجارب الانشقاقية والوحدوية الكردية ثبت لنا ان عمر الانشقاق والانقسام غالباً ما كان قصيراًفي الحالة الكردية عليه فان عمر الانقسام البرلماني الحالي في كردستان سيكون بمثابة سحابة صيف وقصيراً أيضاً كما أرى. وما نقوله عن أنشقاق والتكتل في الاحزاب يصح سحبه على الانسحابات من الكتل البرلمانية. ان ظاهرة الأنشقاقات والتحالفات والالتحاقات والانضمامات على الصعيد البرلماني أو أي صعيد آخر قلما يكتب لها النجاح بل وتزيد من الطين بلة، مع المعذرة لاستخدامي هذا التعبير المطروق، وسيجلب بالضرر على المنشق والمنشق عنه وكل الشريحة التي يمثلانها.
•   رئيس تحريرصحيفة (راية الموصل) العراق
aL_botani2008@yahoo.com           


407
(كرامة في قرية صغيرة أفضل من مذلة في وطن كبير)
عبدالغني على يحيى

     نسب بعضهم القول أو الشعار(كرامة في قرية صغيرة أفضل من مذلة في وطن كبير ) إلى مجلس عشائر الانبار في العراق، فيما نسبه بعض أخر، إلى مجلس محافظة الانبار، وأخرون إلى كليمها، بل وإلى أهالي الانبار أجمع ومعظم الطيف السني،ما يعني ان الشعار يجسد أمال وطموحات الانباريين كافة في حكم انفسهم بأ نفسهم، أي الانفصال والاستقلال عن الوطن الكبير العراق، فلقد هدد المجلس المذكور بأعلان استقلال الانبار أوجعلها منطقة فيدرالية. ولوامعنا الفكر في القول او الشعار لالفيناه يوحي من حيث المضمون باستقلال الانيار عن العراق وليس الاتحاد معه الذي يعده الكرد العراقيون مطلبا مركزيا لهم ويشددون عليه، ومن كثرة ترديد المصطلحات: الفيدرالية، الاقلمة، خيار الانفصال، يبدو أن المطلب يتجاوز احيانا كل شكل من اشكال الاتحاد بدليل قول مجلس المحافظة: أنه يحق للمحافظات الاخرى الانضمام الى الانبار. والمقصود بالمحافظات الاخرى هو المحافظات العراقية العربية السنية حصرا: صلاح الدين، ديالى، الموصل الجارة للأنبار، وليس المحافظات الشيعية الجارة لها، اذ لا يعقل ان تشمل الدعوة، محافظة كربلاء الشيعية الساعية منذ زمن الى استرداد ناحيتي الرحالية والبخيت من الانبار واللتان الحقتا قسرا بها على يد النظام العراقي السابق وسواء، أكان الشعار أوالقول موضوع البحث، مطروحا من قبل مجلس المحافظه أو مجلس عشائرها، فأنه ينطوي على معاني ودلا لات كبيرة تستدعي من المرء أن يتوقف عندها، سيما وانه ياتي عقب التصريح الذي ادلى به أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي قبل فترة من الان، واثناء زيارته إلى الولايات المتحدة بشأن خيارالسنة في الانفصال مالم يعالج الاحباط الذي يعانونه من الحكومة المركزية العراقية التي يهيمين عليها الشيعة،والذي اثار في حينه ردود أفعال سريعة، في معظمها كانت رافضة له، ليس من الرموز الشيعية فقط بل من بعض الشخصيات والتيارات السنية كذلك في وقت لا يختلف فيه مضمون القول (الشعار) ودعوات مماثلة للخيار الذي اشاراليه النجيفي والتي تجاوزته في بعض من الجوانب. وجاء (خيار الانفصال) النجيفي ان جاز القول بمثابة تهيئة للاذهان لتقبل المشاريع الاستقلالية والانفصالية للأقليم السني الذي اصطلح على تسميته بالمثلث السني وفي حينه عزا النجيفي خيار السنة في الانفصال الى الاحباط الذي يعانونه على يد الحكومة التي يقودها الشيقة كما اشرنا اليه، وفيما بعد عبر الشخصية السنية الثانية في القائمة (العراقية) الانتخابيه الممثلة للسنة العراقيين بحق أى الدكتور صالح المطلك في مطالبته لأهالي الانبار بالتريث وعدم التسرع، بعد أن يعرض (مظالهم) على نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، والمظالم هنا تعني الاحباط الذي ورد في تصريح النجيفي، وهدد د.صالح المطلك بالانسىحاب من الحكومة العراقية، ولا شك، ان الحكومة لن تعالج الا حباط الذي الح عليه النجيفي ولن تزيل المظالم التي وعد المطلك اهالي الانبار برفعها الى المالكي. وفي حال إنسحاب المطلك من الحكومة، والذي لا بد منه، فلا مناص من انسحاب القا ئمة العراقية منها كذلك، وبأنسحابها تكون شعرة معاوية قد قطعت بين التحالف الوطني الشيعي 159 مقعدا وبين العراقية 91 مقعداً و بالتالي بين الطائفتين الكبيرتين الشيعية والسنية، وفي الحقيقة، ان تلك الشعرة مقطوعة بين الطائفتين، في الانفس والصدور منذ ما يقارب الثمان سنوات، وإن لم يعلن عنها. ويوما بعد يوم تتقاطع و تتباعد مصالح واهداف الطائفتين ولن يفلح لا إتفاق أربيل ولا الاجتماعات التي تعقد بين حين و حين في دارالطالباني بمبادرة من الاخير لاجل رأب الصدع بين القائمتين الانتخابيتين البرلمانيتين المذ كورتين وبين الشيعية والسنة بالتالي، إذ هيهات رأب الصدع أو اصلاح ذات البين، فالتناحر الطائفي المتنامي اصدق انباء من النوايا الحسنة ولكن المفرطة في السذاجة. وإذا كان العرب السنة يعانون من الاحباط والمظالم والمذلة في حدود(8) سنوات لا اكثر من حكم الشيعة الذي لا يخلو من الكثر من الديمقراطية والحريات مقارنة بحكم السنة للعراقين الذي جثم كالكابوس قرابة 82 عاما على صدور الشعية والكرد فاقليات دينية وقوسية عراقية اضطهدت بدورها، فليكن الله في عون الكرد الذين تعرصنوا الى حملاث الانفال التي أودت بحياة عشرات الالوف منهم، اضاقة الى قصف حلبجة و مناطق اخرى لهم بالاسلحة الكيمياوية وتدمير اكثر من (4500) قرية كردية..الخ من المظالم في حين ان العرب السنة لم يواجهو 1% على يد الشيعة من مظالم كالتي واجهها الكرد على ايديهم اي السنة، ورغم ذلك نجد الكرد يبحثون عن افضل الصيغ لبناء وحدة عراقية راسخة. ترى والحالة هذه، ألا يحق للكرد الانفصال والاستقلال عن الدولة العراقية؟.
لم يعد أمام العرب السنة والكرد العراقيون، إلا المطالبة بالاستقلال عن العراق، وفي حال تلبية هذا المطلب، فان العراق سوف يقسم لا محالة الى ثلاث دول: شيعية وسنية وكردية تلقائيا، ولا ننسى ان الدلائل جميعها، تشير الى استحالة التفاهم والوئام والتوافق بينهم. لقد تأخر السنة العراقيون كثيرا في إدراك ان الكرامة في القرية الصغيرة (المثلث السنى) أفضل من المذلة في وطن كبير (العراق). لقد كان حريا بهم التوصل الى ذلك منذ عقود، وان الطلب أنف الذكر الذي جعلته عنوانا لهذا المقال، والذي مازالوا، اي السنة، يترددون في تقديمه وسط تخبط بين، يعبر عن أماني وأمال جميع المكونات المضطهدة في العراق و في العالمين العربي والاسلامي وعوالم اخرى كذلك، وتمة ادلة كثيرة على تمتع القرى الصغرة بالسعادة والكرامة والحرية وبحبوحة العيش، تفتقر اليها الاوطان الكبيرة والامم الكبيرة، فالسعادة التي تتمتع بها شعوب الدول الصغيرة : تايوان والكويت وقطر وسنغافورة والدانمارك ولوكسمبرغ..الخ من دول لا تتعدى مساحة بعضها عددا من الكيلومترات، تكاد تنعدم في دول ذات مساحات قارية وسيبقى الوطن الكبير اي وطن كبيروالذي يضم شعوباً وادياناً وطوائف مختلفة سحبنا ومذلة للشعوب والطوائف المغلوبة على امرها، باستثناء المكون الحاكم فيها، فالوطن للحاكم كما قال ماركس.
عليه، على السنة أن لا يترددوا في العيش في القرية الصغيرة ويمضوا قدما للمطالبة بها، وحين يتحقق لهم ذلك، أتداك يذوقون طعحم الحرية والكرامة والسعادة، وستكبر في أعينهم يومذاك القرية الصغيرة، وان لا يخشوا في الوقت عينه من حرمان منطقتهم من الثروات النفطية والزراعية، فالاردن مثلا يفتقر اليهما، الا ان حاله كان وما يزال افضل من حال العراق وليبيا واليمن التي تعوم فوق بحار من النفط، المهم ان تتوفر الحكمة والذكاء والعقل والفطنة..الخ في الزعماء الذين يقوددون شعوبهم وبلدانهم،فلقد مرت فترات على العالم لم يكن النفط فيه قد اكتشف،وسياتي يوم لا بد وان ينضب فيه النفط،وكم كان الشاعر احمد الصافي النجيفي مصيبا حين قال:

والنفط يجري في العراق ومالنا
ليلا سوى ضوء النجوم سراج.


Al_botani2008@yahoo.com

408
أخطاء شائعة وخطيرة.. ليست في اللغة
   عبدالغني علي يحيى
لم يجلب الكم الهائل من الأخطاء الشائعة في اللغة، وما يزال ضرراً يذكر على العباد والبلاد، وقللت من خطورتها المقولة (خطأ شائع خير من صحيح ضائع) سيما بعد ان تبين انها تؤدي المعنى عينه للصحيح المجهول في اللغة، ورغم ذلك ترى المتبحرين في اللغة، يطالعوننا بين حين وحين، بتصحيحات لاغلاطنا اللغوية والنحوية، يأخذ بها بعضهم، ويتجاهلها بعضهم الذين حجتهم في ذلك المقولة أعلاه، ومن المحاولات الشهيرة لتصحيح الخطأ الشائع في اللغة، تلك التي بذلها المرحوم الدكتور مصطفى جواد، طيب الله ذكره في (قل ولا تقل).
واذا كان الخطأ الشائع يؤدي وظيفة الصحيح الضائع في اللغة، اذاً لا خوف من المضي عليه، بل الخوف كل الخوف من الأخطاء الشائعة في تفسيرات للتاريخ والدين والسياسة وعلوم أخرى اجتماعية وطبيعية قد تتسبب أحياناً في ازهاق أرواح الملايين من البشر او تعمل على غرس البغضاء والكراهية بينهم، عليه فهي الاولى بالتصحيح والالتفاتة، قبل أيام استمتعت بمقال للكاتب (زين العابدين الركابي) تحت عنوان: (والملكيات منها الصالح ومنها الفاسد)، نشره في (الشرق الاوسط اللندنية) وفيه صحح بشجاعة خطأين غاية في الخطورة مثل التفسير الخطأ للآية الكريمة (ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة)، فلقد أسنده الكاتب الى بلقيس ملكة سبأ وليس الى الباري تعالى، ومما أورده، انه لا يعقل ان يبعث الله تعالى بالملكين النبيين داود وسليمان أنبياءً ورسلاً الى بني البشر، وان بلقيس نفسها لم تقصد الاطلاق والاعمام، لأنها بدورها كانت ملكة، وتأتي خطورة التفسير الخطأ من توظيف غلاة العسكريين الدكتاتوريين من العرب والمسلمين للآية تلك في نفيهم للملكية التي اثبتت بأنها الافضل من الدكتاتوريات الجمهورية.
وفي المقال ذاته يصحح الكاتب الخطأ في تفسير آخر (الأعراب اشد كفراً ونفاقاً) مبيناً ان المقصود هم بعض من الأعراب لا كلهم: قوله تعالى: (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر)..
هنا على المرء توخي الحذر من الإطلاق والاعمام وصدق تعالى: (يا أيها الذين آمنوا تبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين).
معلق على مقال، في عدد آخر من الصحيفة تلك، رد الاعتبار الى (كارل ماركس) المنسوب اليه القول (الدين أفيون الشعوب) الذي فسر خلافاً لما اراده ماركس وكان أحد أسباب اضطهاد الالاف من الشيوعيين والماركسيين وتشويه سمعتهم بزعم إساءة ماركس الى الدين، وخلص المعلق الى ان ما رمى اليه ماركس، تقييم ايجابي لدور الدين، لكن التعامل المبتور وربما المقتصد مع قوله، جاء أشبه ما يكون بالتعامل المبتور مع الآية الكريمة (لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى) وتم الاكتفاء بلا تقربوا الصلاة وحذف ما تلاها، كل ذلك بهدف النيل من الدين الإسلامي الحنيف وإضعافه، وذلك بالغاء عماده (الصلاة) منه.
واذكر، اني قرأت قبل اكثر من (30) عاماً مقالاً في مجلة المورد التراثية العراقية، فند فيه كاتبه ما روي كذباً عن هولاكو من انه ألقى بكتب مكتبات بغداد في نهر دجلة وعلى اثر ذلك اصطبغ النهر بلون الحبر!! ترى كم من المظالم أسندها مؤرخون حاقدون وجهلة الى هولاكو او بالغوا في ظلمه الذي لابد وان يكون دون ظلم صدام والقذافي وغيره بكثير، واثبت الكاتب بأدلة قاطعة براءة هولاكو مما نسب إليه بخصوص جريمة العبث بالفكر والكتب.
وقبل اعوام قليلة، وقع بصري على تخطئة معلومة من قبل مؤرخين، من ان ما قيل عن الخليفة العباسي المعتصم بالله الذي قيل انه هب لمقاتلة الروم تلبية لصرخة (وا معتصماه) الشهيرة التي أطلقتها امرأة مسلمة بوجه ظلمهم –كان عارياً عن الصحة- وان الرواية ملفقة من أولها الى آخرها ولم تكن الا من نسج الخيال لتبييض صفحة الخليفة المذكور
وعن ملازمة الخليفة هارون الرشيد للشاعر أبي نؤاس ملازمة الظل لصاحبه، قيل الكثير الذي وثق بقصص وأبيات شعرية لا تحصى، الى ان ظهر أخيراً نفي اكثر من مؤرخ معاصر لما ذكر بشأن الصداقة التي جمعت بين الرجلين على زعم بعضهم، واجمع المؤرخون على أنهما لم يلتقيا قط، ترى من اين جاء شهود الزور بكل تلك الحكايات والأبيات والوقائع المجردة من اية أدلة واسانيد؟
لا غرابة ان يحصل كل ذلك، فلقد أقدم الروائي الروسي الكبير (نيقولاي غوغول) على وصف مدن واماكن ومحال في كتبه لم يسبق له  ان رآها من قبل، كان ذلك في القرن التاسع عشر، فكيف لا يقوم على تشويه الحقائق مؤرخون عاشوا قبل مئات السنين وفي معظمهم كانوا وعاظ السلاطين ومازال بعضهم يضرب المثل بحكم (قره قوش) الذي فيه منتهى الظلم، في تناولهم لطغيان حكام العصر وسلاطين هذا الزمان، وما اسند الى (قره قوش) من مظالم هو بحق (شر البلية ما يضحك) ويجمع بين الملهاة والمأساة في آن معاً، لكن في حقيقة الأمر وحسب مؤرخين معاصرين ومنصفين، قالوا في (قره قوش) انه كان من أفضل وأعدل الحكام في زمانه وعلى النقيض مما روي عنه... بصريح العبارة، افتروا على (قره قوش).
ومن الاخطاء الشائعة في النسب، يدعي بعضهم الانتساب الى القائد خالد بن الوليد او الى عشيرة تسمى (الخالدي) نسبة الى المذكور وذلك من باب التفاخر به، علماً ان الوليد لم يخلف وراءه ذرية، اذ كان عقيماً، ناهيكم عن غياب أسباب التفاخر به لخلو سيرته من المزايا الجاذبة للافتخار به، وهنا لا أجد مناصاً من إحالة القارىء الى ما قاله النبي الأكرم (ص) في خالد: (اللهم أني ابرأ إليك مما صنع خالد) قالها مرتين وهو يرفع يده الى السماء وذلك على خلفية المذبحة التي نفذها خالد بن الوليد بالأبرياء من بني حذيمه حتى بعد إشهارهم الإسلام.
   

Al_botani2008@yahoo.com
رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل)- العراق


409
كل المبادرات والمشاريع لحل الازمات
العراقية مصيرها الفشل بأستثناء....

عبدالغني علي يحيى

قيل: كل الطرق تؤدي إلى روما
    وأقول، وسبق أن قلت واكرر القول، انه باستثناء الحل الفدرالي، أو تقسيم العراق الى ثلاث دول، فان كل المبادرات و الحلول لحل الازمات العراقية، ما لها الاخفاق، والتي اي الأزمات تزداد استفحالاً ونعقيداً بمرور الزمن، بدليل توالي المبادرات لحلها، اذاً تتعدد المبادرات والفشل واحد، والأنكى من ذلك ان بعضاً منها مؤامرات في ثوب المبادرات، أو (ذئب في جلد حمل)، وفوق هذا تلقى الفرقاء العراقيين يعلقون الامال على كل مبادرة، تعلق الغريق بالقشة. رغم تكرار اخفاقتها.
 استغرب الكاتب السياسي(أحمد يوسف أحمد) من مشروع (المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية العليا) واصفاً اياه ب(جسم غريب على أي نظام برلماني وطبيعة غير مفهومة الى  الان). وهو كذلك، اذ ما يزال من الاسباب الرئيسة لأطالة أزمة الحكم التي دامت اكثر من (8) أشهر، فالمجلس هذا ليس بالجسم الغريب العجيب على النظم البرلمانية فحسب. بل يبدو وكأنه سلطة رابعة، الى جانب السلطات: التشريعية والتنفيذية والقضائية، والذي لم ينتبه إليه أحد في بداية طرحه ضمن مبادرة البارزاني، مايعني ان المبادرة هذه لم تحظى بدراسة مستفيضة وتم التعامل معها بأرتجالية، ولحسن حظ العراقيين، انه اي المجلس مازال معلقاً وإلا فأنه كان كفيلاً في حال تنفيذه بأدخال العراق الى ما لا يحمد عقباه، وأن يعسر ولا ييسر لأن(الذي يبنى على الخطأ خطأ) كما يقال. ويأتي اتساع دائرة الرفض له ليؤكد على ذلك.
النائب(محمد سعدون الصيهود) من أئتلاف دولة القانون ،شملته تلك الدائرة عندما قال:(ان مجلس السياسات الاستراتيجية العليا يتقاطع مع (10) بنود للدستور ومن شأنه أن يحدث الارباك ونعطيل العملية السياسية). فيما قال (عامر الخزاعي) وزير المصالحة الوطنية) ان مجلس السياسات معرقل للعملية السياسية). ونوه(محمود عثمان) من أئتلاف التحالف الكردستاني، الى اخطاء في مبادرة  البارزاني لم يسميها بالأسم علاوة على نفيه للشفافية عنها. وهكذا تترسخ القناعة بلا جدوى هذه المبادرة، لا لنواقصها وتقاطعها مع الحل الذي أوردناه بل لوضع العراقيل والعقبات امامها من جانب بعضهم بهدف افشالها. يقول النائب (عتاب الدوري) من ائتلاف العراقية (ان اتفاقية اربيل، اي مبادرة البارزاني. حبرعلى ورق .. ولم ينفذ منها أي بند).
 ولما كانت مبادرة البارزاني، من افضل الحلول التي طرحت لتجاوز ازمة الحكم، الى الان عليه ان لايتو قع احد مبادرة أفضل منها وكما يقول ابن مالك في الفيته:( وكل ما بعد إذا زائدة) فان كل المبادرات  التي تلي مبادرة البارزاني، زائدة، حتى اذا أتت من شخص البارزاني نفسه، وذلك للأسباب التي ذكرتها. أقول ذلك، بعد أن وقف الوسط السياسي العراقي مؤخراً على اخبار عن مبادرات جديدة تلغي تلقائياً تلك التي سبقتها ومن بينها مبادرة البارزاني، اذ يتردد ان الزعيم الشيعي (مقتدى الصدر) سيطلق مبادرة، الى جانب مبادرة العاهل السعودي التي سبق وان اعلن عنها عقب الاعلان عن مبادرة البارزاني في جينه، وعدت بمثابة مبادرة احتياط ان جاز القول، يتم الرجوع اليها في حال فشل مبادرة البارزاني ومن المبادرات  ايضاً تلك التي سميت ب(طاولة الحكيم المستديرة) قال عنها  احد النواب بانها اجدى من مبادرة البارزاني وانفع! وقد تكون هناك مبادرات اخرى في الطريق والتي من شانها جميعاً ان تعود بالعملية السياسية في العراق الى الوراء، أو الى المربع الأول حسب تعبير النائب شوان طه من أئتلاف التحالف الكردستاني.
الى جانب المبادرات التي تحمل تواقيع القادة العراقيين البارزين تتبارئ صيغ ومشاريع للتغلب على الازمات السياسية العراقية، ترتقي في معظها الى مستوى المبادرات التقليدية وإن لم تحمل تسمية المبادرة، مثل الافكار التي نوقشت في اجتماع بدارالطالباني، فدعوة بعضهم الى حكومة الأغلبية. وعلى سبيل المثال ما قاله(بهاء الاعرجي) النائب الصدر) ان تشكيل حكومة اغلبية وفق معايير ضمانات ستفيد العراق)... الخ من الصيغ والمشاريع والتي تتجاهل فشل سابقاتها من التي جربت واحدة اثراخرى وبهذا تنطبق المقولة( تجريب المجرب حماقة) على كل مبادرة تلي مبادرة البارزاني.
طالما يتحاشى السياسيون العراقيون من اصحاب القرار الحل المذكور والشجاع والصحيح: الفيدرالية أو التقسيم والذين في معظهم له كارهون، فان قدر العراقيين ان يدخلوا من أزمة الى ازمة، ومن مبادرة الى مبادرة، ومن انشقاق الى انشقاق وتحالف الى تحالف وسط مضي العملية السياسية نحو الاسوأ. والمهددة بالانهيار في أية لحظة بحيث لا تنقذها اية مبادرة أو مشروع أو عملية ترقيع وتجميل، وثمة إشارات الى ان اكثر من إنفجار يهدد الوحدة العراقية الهشة، نتيجة التهرب من الحلول الصحيحة والمواد الدستورية ومنها التنكر للمادة(140) الذي قد يفضي الى الانفجار كما قال البارزاني ومنها ايضاً، إنسحاب القوات الامريكية من العراق حسب راي العديد من الاوساط. ومع هذا، فان الاخذ بالمبادرات وحتى تطبيق مواد الدستور والابقاء على القوات الامريكية.. الخ. لن يكون بديلاً عن الحل الفدرالي والتقسيمي للبلاد العراقية، ان العراق على حافة الانفجار.
عندما طرح(جوزيف بايدن) مشروعه التقسيمي لحل الازمة العراقية، فأنه سرعان ما وصف بالرجل الخطير والاخطر، من قبل اوساط كانت تحذر منه عندما كان يزور العراق. أو تعلمون لماذا كانوا يحذرون منه؟ الجواب: لأن في مشروعه انقاذ وسلم اجتماعي للعراقيين والعراق، انقاذ لهما من قتل يومي وحمامات الدم والتمزق والكوارث.
ومن الامور الباعثة على التهكم في تصرفات الساسة العراقيين، ان بعضاً منهم يؤمن ان لا حل للأزمات العراقية الا بالفيدرالية والتقسيم، ومع ذلك، وكمن ينسى ما آمن به تجده احياناً منهمكا في ايجاد حلول ترقيعية لا تمت بصلة الى الحل الذي يؤمن به.
ازاء التخبط في الركض وراء المبادرات والمشاريع العقيمة لحل الازمات المستعصية على الحل، على العراقيين ان يعلموا ان كل مبادرة ومشروع مألهما الفشل. ومن الغباء التفكير بالحلول التقليدية التي اثبتت التجارب اكثر من مرة فشلها. واختتم مقالي بقول مأثور( الغباء ان تفعل نفس الفعل كل مرة، وتتوقع نتيجة مغايرة) أوجهه الى الذين مازالوا يتشبثون بالمبادرات والافكار التي اثبتت التجارب لاجدواها في مجال حل الازمة العراقية.

Al_botani2008@yahoo.com

410
رأس الحكمة تقسيم العراق.

عبدالغني علي يحيى

      بالتدريج، ولو ببطء تحل فكرة تقسيم العراق الى ثلاث دول: شيعية وسنية وكردية محل فكرة تقسيمه إلى ثلاثة أنظمة فيدرالية للمكونات الأجتماعية الرئيسية الثلاثة تلك التي ما برح الكرد يتبنونها اي الفدرالية بشكل لافت فيما تناهضها نخب من المكونين الاجتماعيين: الشيعي والسني، إلا أن تواصل الأرهاب وتوالي الأزمات، واخفاق المبادرات تلو المبادرات لحل الأزمة السياسية في العراق وتنامي الفساد بكل أشكاله، جعل من قطاعات على ضيقها الآن في المجتمع العراقي، ومن بينها كتاب وسياسيون عراقيون من العرب، يدعون وبحماس إلى احلال الحل التقسيمي محل الحل الاتحادي أو الفيدرالي. ومن المتحمسين إلى الحل الأول الكاتب السياسي العراقي خضير طاهر الذي نادى به ضمن فترة زمنية جد ضيقة وفي ثلاثة مقالات له، نشرها في صحيفة: (صوت العراق) الالكترونية، ورد في احدها: (ولعل (أخف الضرر) للخروج من هذه الكارثة ووقف نزيف البلد وثرواته هو خيار التقسيم الى ثلاث دول شيعية وسنية وكردية).
  وتكررت الصيغة بأشكال مختلفة في مقاليه الآخرين كذلك. ما يعني ان الكاتب على عجل من أمره، في أن لا يفوت قطار التقسم العراق وكأني بلسان حاله يقول: (خبر البر عاجله). وفي الفترة عينها أشار السياسي العراقي المخضرم عدنان الباجه جي الى حق الكرد في الانفصال عن العراق واقامة دولة مستقلة لهم، وذلك في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه فضائية السومرية العراقية، وقبله باسابيع قال الكات السياسي المعروف حازم صاغية : (ان تأريخ الوحدة العراقية منذ عشرينات القرن الماضي لا يشجع الاكراد على الولع بالعرب وعلى مشاركتهم دولة لا تنمو ولا تقوى الا على حسابهم). وتزامنا مع قوله برر د. فيصل القاسم الانفصال (كصرخة ضفدالتهميش والعزل والاهمال والظلم والغبن والمحاباة والابارتيد العرقي والطائفي والمناطقي..الخ) وقبل ايام من الان وتعليقا على الكاتب المعروف (مأمون فنذي) الذي قال (بأنهيار دولة ما بعد الاستعمار) اي الاقطار التي سبق وان كانت مستمحرات ثم استقلت ومن بينها العراق، تعليقا عليه قال كاظم مصطفى في (الشرق الاوسط) اللندية ويبقى العراق على راس قائمة تحلل الدولة و تقسيمها بين العرب والاكراد وبين العرب انفسهم من شيعة وسنة).
      اعود الى تعلق الكرد با لفيدرالية.الذي يذكرنا وسط تزايد المناداة بتقسيم العراق الى ثلاث دول مسقلة، بالمقولة (ملكي اكثر من الملك) ولكن ليس عن قناعة طبعا، إنما خوفا من الصاق تهمة الانفصال بهم والتي غالبا ما تكون جاهزة،ومر صعة بتهم فرعية ان جاز القول، كا لعمالة للصهيونية والغرب قد تترتب عليها حملة عسكرية من شانها ان تقضي حتي على الحقوق القومية المتواضعة التي نالوها عبر كفاحهم الطويل و الشاق. وأرى ان خضير طاهر و من يفكرون مثله، لن يتوقف عند دعواته تللك، بل سيعيد طرحها فىي القادم من الايام ايضاً، لقناعة راسخة لديه، من ان التقسيم بمثابة سفينة تقود العراق والعراقيين الى برالأمان والحرية والأعمار، وكلما جاء التقسيم سريعاً، كلما كان وصول السفينة الى المرفأ أسرع وتبقى الصيغ : الشراكة الوطنية..التوافق..حكومة الاكثرية..الخ من الصيغ التى مل العراقيون سمعها ووقفوا على زيفها وعقمها وبطلانها، مضيعة للوقت، وهدراً للطاقة والمال لا اكثر بعد ان صارت (الوحدة العراقية) فكرة ساذجة تثير السخرية والاستهزاء، ومزعجة بحق.مقابل تعمق التقاطع بين المكونات الاجتماعية المذكورة بصورة أشد من ذي قبل. فبعد ان كان التقاطع في الماضي بين العرب والكرد بدرجة أولى، فان تقاطعاً أخر، واشد دموية وكارثية، ألا وهو التقاطع الطائفي بين الشيعة والسنة دخل على الخط بقوة وراح يتقدم عليه. واذا كانت الوحدة العراقية القسرية قد أدت في الماضى الى حروب بين العرب والكرد منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 والى عام 1991 وانتهت، بتدخل التحالف الدولي لحماية الكرد ضمن خط العرض ال36 وبفضله تمتع الكرد والعرب بالسلم الاجتماعي وبالاستقرار وتقدمت كردستان بشكل مدهش نتيجة تقسيم غير معلن وناقص في أن، فأن تقسيماً أخر حل في العراق منذ عام 2003 بين الجنوب الشيعي والوسط السني فيه حين دخلت الطائفتان في صراع دموي رهيب، وتحولت المنطق التي اصطلح على تسميتها بالمثلث السني الى منطقة مغلقة للسنة والتي شهدت تطهيراً عرقياً وطائفياً ادى الى نشوء جدار عالٍ وسميك بين المكونات الثلاثة : الشيعي والسني والكردي وراح ضحيتة الالاف من ابناء الطائيفتين، وما يزال، وما يجري في العراق، ليس حرباً على الأرهاب كما يشاع، بل حرب طائفية شيعية – سنية لن تتوقف الا بالفصل بين الطئفتين، وهي اخطر وافتك والأشد كارثية من الحروب التي دارت بين الكرد والحكومات العربية العراقية على امتداد ال(70) سنة (1921- 1991). ومن مساوي الحروب الأهلية العراقية في الماضي تسببها في اندلاع حربي الخليج الأولى والثانية المدمرتين، والحاق اجزاء من الارض العراقية بدول الجوار كافة عدا تركيا. ويتحاشى حكام العراق الحاليون مثلما تحاشى الحكام السابقون، ذكر حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالعراق وشعوبه جراء الحروب الداخلية والدولية الاقليمية، في وقت نجد فيه. ان خسائرالدول من وراء الحروب غالباً ما توثق بالأرقام، على سبيل المثال ان خسائر الولايات المتحدة في حروبها بافغانستان والعراق وقبلهما في فيتنام قد دونت بالارقام، وقبل فترة، ذكر ان السودان كان يصرف كل يوم نحو مليون دولار في حربه مع الجنوب. بلا شك أن لغة الأرقام في الحالة العراقية ستكون مخيفة للغاية، فيما لو أثيرت، واذا أثيرت فان اثارتها لا بد وان توسع من دائرة المطالبة بتقسيم العراق. وهنا يكمن السر في تخوف الحكام العراقين من التطرق الى لغة الأرقام سواء في الحرب على الكرد في الماضي أوتلك الدائرة بين الشيعة والسنة منذ عام 2003، والأنكى من ذلك انهم كانوا يقللون من اضرار حروبهم على الكرد الى درجة وصفهم لمعركة رهيبة ضد الكرد عام 1967 ب(نزهة ربيعية) أو وصف الثورة الكردية ب(الجيوب).
      ان كل الحروب التي شهدها العراق بين العرب والكرد كانت بسبب الوحدة القسرية التي فرضت على المكونات الاجتماعية العراقية الثلاثة، ولم يدربخلد أحد ان الوحدة القسرية (وحد تسد) تؤدي الغرض نفسه ل(فرق تسد) الذي نسب في الماضي الى العثمانيين ومن بعدهم الى المستعمرين الغربيين وغيرهم، لكن الوحدة القسرية او بالاحرى (وحد تسد) والتي فرضها المستعمرون الغربيون على الشعوب العراقية،لم تكن باقل خطورة وكارثية على هذه الشعوب من (فرق تسد) لذا فان المستعمرين، الا نادراً، يعتمدون في سيطرتهم على الاقوام مبداء (وحد تسد) الذي جعل من الصراعات الدموية بين المكونات الاجتماعية المختلفة في اللغة والدين والمذهب داخل البلد الواحد، تدوم وتصير مزمنة. ويساعد على تثبيت (وحد تسد) قصرنظرالحكام العراقيين والحكام من الدول العربية والاسلامية التي تتميز بالتعددية القوميه والدينية والطائفية في تمسكهم بالمبدأ المذكور، وظل المستفيد من (وحد تسد) اعداء العراق والشعوب العراقية، بعد أن درت الوحدة القسرية (وحد تسد) بمنافع كبيرة عليهم وبأضرار اكبر على الشعوب العراقية. ان من أسباب قيام النظم الدكتاتورية في العالمين العربي والاسلامي بألاخص، نفي الحقوق القومية لمكونات اجتماعية فرضت عليها وحدة قسرية مع امم مهيمتة عليها. فلا غرابة مثلاً، ان يجري الحديث عن تقسيم محتمل لليمن الى ثلاث دول او أكثر وليبيا الى دولتين، وقل الشئ ذاته عن سوريا، اما السودان فأن اكثر من تقسيم بعد انفصال الجنوب عنه، ينتظره. ولاغرابة ايضاً، في أن نجد الطغاة العرب : القذافي وعلي عبدلله صالح والأسد، يعتبرون انفسهم ابطالاً للوحدة الوطنية المزعومة ويحذرون من أن ازاحتهم عن الحكم ستتوج بتقسيم دولهم. نعم ان المتشبثين بالوحدة القسرية هم غلاة الدكتاتوريين الذين تسللت فكرة التقسيم الى دولهم كتحصيل حاصل لسياساتهم القمعية وللوحدة القسرية التي فرضوها على شعوب دولهم. ودلت التجارب ان دولة الوحدة مهما كانت ديمقراطية وحرة وعادلة فانها لن تلبي امال واماني المكونات الاجتماعية المقهورة في دولة الوحدة. ففي بريطانيا التي تعد من اعرق الديمقراطيات في العالم، ثمة رغبة اسكتلندية عارمة للانفصال عن بريطانيا وفي اسبانيا الاوروبية الديمقراطية يطالب اقليما(الباسك) و(وكتلونيا) باللانفصال، وقبلهما سعى اقليم (كيبك) في (كندا) للانفصال وفي خبر اذيع قبل ايام ان هنغاريي رومانيا يطالبون باللانفصال. ولا ننسئ أن خرائط العالم السياسية كأية ظاهرة حية خاضعة للتغير، وان بلداناً شهدت التقسيم بناء على مصالح شعوبها، خذ الاتحاد الاسوفيتي السابق مثلاً على ذلك والذي ثم تقسيمه الى نحو15 دولة وجيكوسلوفاكيا الى دولتين ويوغوسلافيا الى عدد من الدول، ولولا هذا التقسيم لكان من المتوقع ان تنشب حروب مدمرة بين شعوب تلك البلدان.. وقبل اكثر من 50 عاما مرت سورية ومصر بتجربتين متناقضتين. الوحدة اولاً ثم الانفصال، وقبل(50)عاما ايضاً توصلت الدول الاستعمارية الغربية ومعها منظمة الامم المتحدة الى لاجدوى بقاء المستعمرات، فتشكلت (لجنة تصفية الاستعمار) في الامم المتحدة التي اخذت على عاتقها تصفية الاستعمار وتعاملت الدول الاستعمارية بوعي وحكمة مع الجنة تلك وقد تيقنت، ان الاضرار الناجمة من وراء ضمها القسري لاوطان الغير اليها اكبر من الارباح التي تجنيها من وراء الضم. وهكذا فان الوحدة القسرية المفروضة على الامم واجناس في الدول العربية شكل من الشكال الاستعمار والقهر والعبودية ولن تغير من هذه الحقيقة الاوصاف المخلوعة على الوحدة القسرية مهما كانت براقة لماعة جذابة من قبيل الاخوة في الدين والوطن الواحد، او كما كان يسمى في الاتحاد السوفيتي السابق بالوطن الاشتراكي الذي عد الانفصال عنه خيانة! 
     لن تتقدم البلدان العربية والاسلامية ذات التعددية القومية والدينية والمذهبية او تتطور وتلحق بركب الامم المتمدنه مالم تسلم بحق شعوبها في تقرير المصير بما فيه حق الانفصال واقامة الدولة المستقلة. ان هذه البلدان أحوج ما تكون الى غورباتشوف يصحح خرائطها السياسية وينهي اختراقات الامم المهيمنه للحدود الاجتماعية لأمم اخرة مقهورة. انها احوج ما تكون الى (بورقيبة) الذي كان قد دعى قبل نحو (60) عاما من الان الى تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، والذي رفضه العرب، ثم عادوا ليعضوا اصابع الندم، ولوا كانوا قد عملوا بنصيحته، لما طالبوا اليوم بالعودة الى حدود عام 1967 المرفوضة رفضاً قاطعا من قبل اسرائيل.
     لقد برهنت الوقائع صعوبة التعايش السلمي بين المكونات العراقية الرئيسية في دولة الوحدة، وما على الجميع الا الاقرار بذلك بشجاعة ونبذ ما يخالفه واذا كان الكرد غير مولعين بالعرب في اي يوم من الايام، فان الشيعة والسنة لم يكونوا منذ مئات السنين مولعين ببعضهما بعضاً، وهيهات ان يسود السلم الاجتماعي بين الشيعة والسنة والكرد بمعزل عن تقسيم العراق.


Al_botani2008@yahoo.com


411
المستفيد من اللامألوف بين ما يجمع ويفرق بين
الشيعة والسنة العراقيين الآن.

عبدالغني علي يحيى

     ما يجمع بين الشيعة و السنة العراقيين، هذه الايام من نقاط التقاءحصلت عفواً و تتقاطع مع المألوف من الاجماع وما يرمي اليه، كما سنرى، ولنأخذ على سبيل المثال موقفهما حيال الكويت، اذ لايخفى، ان الحكام العراقيين السنة نادوا في مختلف العهود ب (عراقيتها) . فلقد المح نوري السعيد الى ذلك في العهد الملكي، ولدى بعضهم انه أثاربذلك حفيظه الانكليز، وعد أحد اسباب انقلاب 14 تموز1958 اذا علمنا ان فترة قصيرة فصلت بين تلميحه والانقلاب على نظامه. أما عبدالكريم قاسم، ففى خطوة منه مصنفه على الطيش اعتبر الكويت قضاءً عراقياً وخطط لضمها، لكن حكمة من كلفهم باحتلالها، افشلت خطته برفضهم تنفيذها، ومن بعده تولى صدام حسين تحقيق ما عجز عنه السعيد وقاسم فأحتلها واعلنها المحافظة رقم 19 وبقية الحكاية معروفة انتهت بقضاء (لعنة الكويت) عليه. وخيل لبعضهم، انه بعد القضاء عليه طويت صفحة الطيش والتهور. ولم يؤخذ على محمل من الجد الاصرار العبثي للمعارضين السنة على بقائها مفتوحة ضمناً، الا أنه وبدخول الصراع الطائفي الشيعي_ السني على الخط وتفاقم التوتر بين ايران و جاراتها الدول العربيه باستثناء العراق، فأن مواقف النخب القائدة للطائفتين المشحونة بالعداء للكويت، راحت تغذي الطيش ذاك و الذي غذته خلافا ت جديدة بينها وبين العراق، منها حدودية واخرى مائية فديون مستحقة للكويت، واعتزام الكويت بناء ميناء مبارك فدعوات عراقية للرد بالمثل بناء ميناء الفاوسبقتها سلسلة من المواقف المتبادلة المتسمة بالخصومة لْايران ودول عربية ضد بعضهما بعضاً، انعكست سلباً على العلاقة بين الطائفتين باتجاه المزيد من التدهور.
     ومن نقاط الالتقاء المشتركة بينهما التي تستدعي التوقف عندها رفض تمديد بقاء القوات الامريكية في العراق الذي يكاد أن يكون شعاراً ستراتيجياً للنخب السنية العراقية منذ عام 2003 لا تحيد عنه سيما البعث المحظور، التي اعتقدت ان تلك القوات تحول دون استردادها للسلطة، ناسية انها اغتصبتها في الماضي مرة بواسطة قطار انكليزى واخرى أمريكي علماً ان الاميركان حرصوا على انتهاج التوازن بين المكونين الشيعي والسني الذي ساهم في حماية السنة من الابادة التي كانت ثقافة العنف والابادة تمليها في التحولات السياسية الكارثية والعنفية في العراق. ولقد شذ عنها الاحتلال الاميركي بحق، عليه فان رحيل القوات الاميركية سيحدث حتماً اختلالا فى ذلك التوازن لصالح ايران و القوى السائرة في ركابها.
ان احتماء المعارضين السنة العراقيين بالنظام السوري وتواجد اعداد ضخمة منهم في سوريا وفي اجواء الثورات والانتفاضات العربية التي امتدت الى سوريا ايضاً، جعل اولْك المعارضين من حيث يدرون أو لايدرون في الخندق الايراني الداعم لذلك النظام، في حين ان انهيار النظام العلوي السوري، هولصالح السنة العراقيين في المستقبلين المنظور والبعيد، ولقد كان الاجدر بالنخب السنية العراقية التفاعل والاستجابة للتطورات فى سوريا بمثل ما استجابت لها تركيا وحماس مع ظهور اولى بوادر الثورة على النضام السوري.
     وعلى الصعيد العراقي، ثمة اكثر من نقطة التقاء بين المكونين تؤدي الى النتائج نفسها للنقا ط التي ذكرناها فالنخب السنية بقيت وفيه لنهج حكوماتها البائدة في التعامل مع القضاياالعراقية الداخلية الملتهبة، والتقت من حيث لاتعلم مع الحكومة العراقية في الموقف من المادة (140) الخاصة بحل مشكلة المناطق المتنازع عليها والاحصاء السكاني العام 00الخ من القضايا الداخلية. واللافت ان النخب السنية تبز الحكومة العراقية في استفزاز الكرد الى درجة نفيها للفيدرالية واعتبار المادة تلك ملغية، وهو مالم تقدم عليه الحكومة العراقية، ناهيكم عن دخولها (النخب السنية) فى صراع مريرمع الكرد في المناطق المتنازع عليها، وهذا ما أرادته وتريده الحكومة العراقية والايرانية كذلك، فالموقف السني يبدو وكأنه تطوع مجاني لتحقيق مرامي تلكم الحكومتين، جراء تغليب التناقض الثانوي مع الكرد على التناقض الرئيسى مع الحكومة العراقية. ومن تداعيات قصر النظر السنى، ان جاز القول، حجبه في الموصل لحق قائمة (نينوى المتأخية) الكردية في المشاركة بأدارة الحكومة المحلية هناك. والتي تمثل اكثر من مليون مواطن. في وقت تميز فيه الكرد خلافاً للسنة ببعد النظر عندما اشركوا ممثلى السنة والتركمان في أدارة شؤون حكومة كركوك المحلية. ونتيجة هذا الموقف من النخب السنية المرحب به من قبل كلتا الحكومتين المذكورتين، فأن الحكومة العراقية شددت من قبضتها على الموصل وهي من أكبر القلاع السنية للسنة العرب والكرد، ويتجلى ذلك في نشر قوات عسكرية وفيما بعد بوليسية موالية لبغداد فيها، وسط تهميش لحكومة الموصل المحلية. وبلغ الامر حد قيام القنصل الايراني باربيل بزيارات خاطفة الى الموصل أخرها تلك قام بها الى مدير الشرطة العام فيها و المعين من قبل المالكي، والذي، اى التعيين أثار ضجة كبيرة على المستويين الحكومي والشعبي الموصليين، وكتحصيل حاصل لما وقع، فقد انشق الصف السني فى الموصل بين ميال للكرد وأخر لبغداد رغم الفارق بين الاثنين. وفى كركوك أيضاً وللسياسات السنية نفسها. فأن الخلاف اتسع بين ممثلي العرب السنة والتركمان والذي كان متوقعاً، وكان من تداعياته تنصيب تركماني شيعي رئيساً للجبهة التركمانية العراقية، وبهذا ضربت الحكومتان العراقية والايرانية عصفورين بحجرة واحدة ان جاز التشبيه : تركيا والسنة في أن معاً.
ونظل مع المشتركات الغربية من نوعها بحق التي ولدت علاقة غير متكافئة بين المكونين مثل الموقف من منظمة (مجاهدي الخلق) الايرانية. فبعد أن عرفت النخب السنية بتعاطفها الشديد مع هذه المنظمة لعقود من السنين، فأن الغريب في الامر انها بعد المجزرة التي ارتكبتها القوات العراقية بحق مقاتلي المنظمة في معسكر (اشرف) بمحافظة ديالى، فأن النخب السنية ردت مقترحاً لايواء مجاهدي خلق فى محافظة نينوى ذات الغالبية السنية، ولا شك ان هكذا موقف منها سيشجع ايران لنصفية المعارضة الكردية الايرانية المتواجدة في العراق أيضاً.
      لقد كان متوقعاً، ان تفضي سياسات النخب السنية العراقية الى التخبط واللاتوازن،لأساب كثيرة منها تمسكها بالموروث السياسي لنظم الحكم السنية العراقية السابقة فتعاملها مع القضايا الداخلية والاقليمية والدولية، تعامل حكومة لامعارضة، فالأنشغال بأمور جانبية وثانوية، وعدم معرفتها لحجمها الحقيقي اذ شتان بين ما كانت عليه في الماضي يوم كانت حكومة وبين ما هي عليه اليوم وهي معارضة. ولا ننسى ان العراقيين شيعة وسنة فيما يجمعهم و يفرقهم بالشكل الذي عرضنا له واستقوائهم باطراف اقليمية وعلى وجه الخصوص ايران وتركيا، سوف يعضون أصابع الندم، يوم تنجز تركيا مشاريع (كاب) على نهري دجلة والفرات، ويوم تنجز ايران برامجها الطائفية والبرنامج الذي تريده ان يتوج بالقنبلة النووية. وأذا مضى الحال على هذا المنوال فسنشهد في القادم من الايام مزيداً من التحول بالشكل الذي رأيناه للنخب السنية في مواقفها مقابل ثبات أشد للحكومة العراقية على مواقفها المتصلبة التي تضر با الشية والسنة و الكرد سواء بسواء و أن غداً لناظره قريب.



Al_botani2008@yahoo.com

رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) الموصلية

 

412
ان ثورات الشعوب في التاريخ لا يقوم بها غير الشباب (نهرو)


عبدالغني علي يحيى

      بمرور الايام على الثورات العربية (الربيع العربي) سيما ثورتي تونس ومصر،نجد المحللين يميلون الى التحفظ الممزوج بالتردد واحيانا التشاؤم في قراءاتهم لها، وكأن (الربيع) قصير حتى في الحالة الأجتماعية، ويرد ذلك الى استحضارالنتائج الكارثية التي ترتبت على الانقلابات العسكرية وكذلك معظم الثورات الشعبية المسلحة قومية كانت ام طبقية، دع جانبا أمورا اخرى منها موقف الفقه الاسلامي المتسم بالنفي لها إلا بتوافر شرطين: خروج السلطة على الدين، أو ضمان سلطة افضل من سابقتها، وكلا الشرطين يتضمنان الصعوبة او استحالة تحقيقهما، ومنها ايضا (تحول معظم الثوار) كما يقول (البير كامو) الى (طغاة ومهرطقين) بعد انتصار الثورة، وقلما نعثر على عادل أو ديموقراطي بين الثوار بعد تسلمهم للحكم، واخشى ما يخشاه الميالون الى التحفظ، أن ينسحب (الربيع العراقي) على (الربيع العربي) فها هي الجريمة المنظمة وقد تفشت في المجتمعين المصري والتونسي، وتنامي النزعات الطائفية، فالمخاوف من سيادة الاسلام السياسي المتشدد، ما يعني وأد الديمقراطية والحرية وهي ما برحت في المهد، لذا تلقى، اولئك الميالين، يظهرون القلق من الا ندفاعات الجماهيرية ولسان حالهم قول الشاعر: (لا تفرحن بليل طاب أوله) أو قول الامام الشافعي (ع):
يا راقد الليل مسرورا بأوله
ان الحوادث قد يطرقن أسحارا.
     نعم، لقد فرح الشباب العربي بأول الليل وسروا له، وقبلهم في منتصف السبعينات تمتع اليسار البرتغالي بربيع قصير على عربة (الكوميكون) حسب وصف الادبيات السياسية يومذاك، ولدينا من الامثلة الكثير على الثورة،فهي لا تعدو ان تكون حرباً كأية حرب، والحرب كمبدأ جريمة بحق الانسانية كما يقال، والثورة كأية حرب لا تزين من صورتها الاوصاف (الحرب العادلة) وغيرها،فقد ترتكب اثناء مسيرتها من المظالم ماتقشعر لها الابدان، وبهذا الشان يقول (حازم صاغية) في صحيفة (الحياة اللندنية):
 (الثورات ليست كائنات جميلة، ففيها يقتل البشر وتخرج الى السطح غرائز انتقام هي أسوأ منها).
اما (عادل الطريفي) في صحيفة (الشرق الاوسط اللندنية)
فيقول: (الثورات في تضاعيفها تحمل الحق والباطل).
     في نهاية الستينات من القرن الماضي، شهدت (باريس) ومدن فرنسية اخرى احتجاجات طلابية عنيفة ضد الحكومة الفرنسية سميت بالثورة الطلابية والتي كادت ان ترتقي الي مرتبة الثورة المسلحة،لكنها سرعان ما اخمدت واختفى قادتها الطلبة من على مسرح الاحداث تماما، ولم يعد لهم ذكر. وفي حينه نفى منظرو الماركسية وغيرهم المصطلح (ثورة الطلبة) بزعم ان الثورات صناعة الطبقات الاجتماعية المرتبطة بالانتاج:البرجوازية، العمال الفلاحون..الخ واضافوا ان المكونات غير المرتبطة بالانتاج كالطلبة والنساء..الخ لا تقوم بالثورة.
     ربما يكون في الرأي أعلاه الكثير من الصحة أو كل الصحة، ولا يقلل من أهميته، المصطلحات (الثورة الطلابية) الفرنسية أو (الثورة الشبابية) العربية.أو قول (جواهر لال نهرو): (ان ثورات الشعوب في التاريخ لا يقوم بها غير الشباب). إذ أن الثورة، ميدانيا،تستدعي جهدا عضليا لا يوجد الا في الشباب القادر على حمل السلاح وتحمل المصاعب والمشقات، حتى الجيوش النظامية، فان الشباب المشمولين بالتجنيد الاجباري في الجيش من سن الـ 18 يكونون قوامها.
غير انه وكقاعدة يكون المسنون المخططون للثورة والمنظرون لها، لذا لابد من العقل المفكر للثورة،ومع ذلك تظل النتائج تقلق المفكرين والحكماء وبهذا الصدد يقول (اليكسيس دو توكفيل): (في الثورة كما في الرواية، الخاتمة هي أصعب الأجزاء تخيلاً وأبتكاراً). وهكذا و (الربيع العربي) مازال بريقه ماثلا، إلا أن الكل بانتظار خواتيم ما جرى في تونس ومصر وما يجري في بلدان عربية اخرى: ليبيا واليمن و سوريا..الخ من بلدان عربية اخرى مرشحة للحاق بها.
    عدا الشباب الذي طاب له أول الليل، فان الذين يقرؤون التاريخ بعين التجربة او يقفون عند تكرار الحالة، عين على النهايات وما يخبئه القدر، وفوق كل هذا فأن الأمل لا يفارقهم في سقوط النظم الدكتاتورية العربية، وليس من الصحيح التطبيل للمجهول ولا السكوت عن الدكتاتوريات في أن معاً، لا الركوع اكثر امام الاخيرة، ولا التصفيق للمغامرات التي ترى في المجتمع حقل تجارب فبمعزل عن الألمام بالنتجة أو الخاتمة،تكون الدعوة الى الثورة أو الانتفاضة عملاً لا مسؤولاً، ومن الدعوات الى جعل المجتمع مختبرا ً الدعوات اللامسؤولة، اشير وذلك على سبيل المثال الى قول لابنة الراحل (سلفادور الليندي) الرئيس الاسبق لتشيلي. وهو: (إذا أردت اختبار شخص إعطه السلطة وأنظر ماذا يفعل).
    ولنا وطيد الأمل أن يشذ (الربيع العربي) عن القاعدة، ولكل قاعدة أستثناء وأن لا تتكرر تجارب الثورات الشعبية والأنقلابات العسكرية التي جرت بالمآسي والويلات على الشعوب.

Al_botani2008@yahoo.com

413
مبادرة البارزاني + القوات الأمريكية = إستقرار
العراق وضمان وحدته وتقدمه

عبدالغني علي يحيى

  في إطار المساعي الأميركية لأجل إحلال السلم الأجتماعي في العراق والتفاهم بين مكوناته وبالأخص الشيعة والسنة، زار السيناتور(جون مكين) على رأس وفد من الكونكرس الأميركي اربيل والتقى بالرئيس مسعود البارزاني رئيس أقليم كردستان ونسبت الأوساط السياسية والأعلامية إلى (مكين) دعوته للأخير ببذل الجهود باتجاه لم شمل القوى السياسية العراقية من جديد للتقريب فيما بينها ورأب الصدع في المشهد السياسي الحالي، وذلك على خلفية تفاقم الخلاف بين طرفي الصراع الرئيسيين: التحالف الوطني (الشيعي) والعراقية (السني) وتدهور الأوضاع وتفاقمها اكثر جراء التفصل المستمر من مبادرة البارزاني الشهيرة التي اطلقت في كانون الأول الماضي وذللت الصعاب أمام حل الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد لما يزيد عن (8) أشهر، وكذلك ما يتردد عن إنسحاب القوات الأمريكية من العراق. علماً ان الثقة الأمريكية بقدرة البارزاني على اصلاح ذات البين تنبع من الدور الذي أداه في طي صفحة الأزمة، فآستحق بذلك رضى واستحسان العراقيين واحترامهم له ووسام (الناتو) وكنا نتوقع، بالرغم من سمو هذا الوسام، ان يرشح لنيل جائزة (نوبل) فما قام به ونجح فيه، يصنف على الأعمال التي فاز بها أصحابها بالجائزة تلك.
أعود إلى صلب الموضوع وأقول أن أياً من الأطراف السياسية لم تعترض على اية فقرة من المبادرة كأن يطالبوا بتعديها أو اضافات عليها بل قبلوا بها على علاتها، فلقد كانت بحق معقولاً وقبولاً في آن، وتكاد تكون من المبادرات النادرة في الحيازة على شروط التكامل والنجاح، في وقت نجد أن هناك اكثر من شكوى وطعن موجه الى قرارات وقوانين ومبادرات عدة على اختلافها في الساحتين العراقية والدولية، خذ الدستور العراقي مثلاً الذي صوت أغلب العراقيين عليه وسبقت مناقشات مستفيضة إقراره إلا أنه واجه انتقادات عدة بعد صدوره، وأقول ليس من باب الأنتقاص من مبادرة الدول العربية الخليجية لحل الأزمة اليمنية، كيف ان مبادرتها اصطدمت برفض طرفي الصراع هناك. ومع كل هذا فان الذي يؤسف له، هو التهرب من مبادرة البارزاني التي هتف لها الجميع وصفق لها، ويقول اعضاء العراقية بين حين وحين ان اية فقرة منها لم تنفذ. ويعني الوجه الآخر لقولهم ان التحالف الوطني يضع العراقين امام تنفيذها، وهو الصحيح. ان مطالبة البارزاني بالتدخل سواء من الأميركان أو غيرهم، اذ ان اطرافاً عراقية أيضاً تلح عليه، فان حصل، التدخل، فسيكون مكلفاً جداً وسط عد تنازلي لم يسبق له مثيل للثقة وسير الاحداث محلياً وعربياً باتجاه توسع الخلاف بين المتنازعين، اذاً، لما كانت المبادرة البارزانية تحتفظ بصلاحيتها وحيوتها وفاعليتها، فان القول بالعودة إلى تحريكها وتفعيلها أجدى من مطالبته بمبادرة جديدة لن تفضي إلى نتيجة مرضية كما الأولى، ولا نريد للبارزاني الفشل، فالاجواء الفارقة في السلبية الآن غير تلك التي سادت أجواء المبادرة الأولى التي كان عدم الألتزام بها من اسباب الترددي الذي نعيشه منذ أسابيع، والعيب في الذين لم يلتزموا بها، وسيتكرر عدم الألتزام حتماً بأية مبادرة اخرى من البارزاني أو غيره. بقي أن نعلم أن تنامي الخلاف بين التحالف الوطني والعراقية الذي يهدد العملية السياسية باغناء والأنهيار يعود أولاً إلى عدم العمل بالمبادرة بدرجة أولى وما يتردد عن إنسحاب القوات الأمريكية من العراق من جهة أخرى، فالمبادرة البارزانية والقوات الأميركية بمثابة جناحين للعراق، لذا فأن تفويت الفرصة على ما لا يحمد عقباه يقضي برجوع فوري إلى المبادرة موضوع البحث قتطبيقها سريعاً دون تلكؤ، وعلى الفرقاء العراقيين العمل بها، فهي كفرصة لن تتكرر وان ذهبت لن تعود ولا تتوقعوا مبادرة افضل منها وأنجح فلقد جربت قبلها مبادرات باءت بالاخفاق والفشل. ولا يكفي العمل بها. فأذا أريد للعراق التقدم والاستقرار والأزدهار فأن الابقاء على القوات الأميركية ضروري جداً لأن القوة العسكرية العراقية الحالية مضافاً اليها قوى الأمن الداخلي لا تعجز عن حماية حدود وسماء العراق فحسب، إنما حتى عن مواجهة الأرهاب والتدخلات الأقليمية كذلك في شؤونه، واكبر دليل على عجزه، تحرش الكويت به !! واذ اقول ذلك فأني على يقين، من ان الاطراف السياسية العراقية في معظمها بعيدة كل البعد عن إدراك حجم المخاطر التي تحدق بالعراق جراء تحكم إرادات واملاءات واجندات أقليمية بها، (الاطراف) وان المستفيد الاكبر والوحيد من وراء تجاهل مبادرة البارزاني وانجاز الأنسحاب الأميركي هو، الاطراف الاقليمية التي لا تريد الخير للعراق وشعبه، وسبق لشخصيات سياسية عراقية وان سمت أطراف التآمر والتدخل الاقليمية بالأسم ولم تستثني دول الجوار العراقي كافة من التآمر على العراق وتخريبه.
في حينه اشاد سياسيون منصفون بسياسة البارزاني و يطالب سياسيون مخلصون للبلد وشعبه ببقاء القوات الاميركية في العراق، ولقد سبق للكرد وان عقدوا في أربيل اكثر من مؤتمر للمصالحة وعلى يدهم كما بينا طويت صفحة ازمة الحكم، اما الاهتمام الأميركي بالعراق ومستقبله فانه يتجلى في الزيارات المتواصلة اليه اليه، زيارة خاطفة غير معلنة ما أن تنتهي وإذا بأخرى على غرارها تعقبها، في حين لم نلمس مثل هكذا حرص كردي وأميركي على العراق، من جانب الدول العربية.

Al_botani2008@yahoo.com

414
 
في العراق، مهزلة إسمها العرف العشائري.
 
عبدالغني علي يحيى
 
       إسترعى انتباهي مقال في صحيفة (صوت العراق) الأكترونية لكاتبه (سيف الله علي) بعنوان (مهازل العرف العشائري في عراق اليوم). استعرض فيه من منظور انتقادي، حوادث بت فيها ذلك العرف تذكر المرء بحكايات (قرقوش) التي تجمع بين الملهاة والمأساة ويضرب بها المثل في الطغيان والجور. وختم مقاله بحادثة أدرجها في (شر البلية ما يضحك) وهي: اصاب عطل (بنجر) سيارة كانت تقل ركاباً بينهم فتاة، ونزل منها سائقتها لنزع الاطار (البنجر) وبسبب من ثقله ضرط فما كان من الفتاة إلا ان تضحك، ومن شدة الضحك فارقت الحياة. الطريف أن أهلها لاذوا بالعرف العشائري لمقاضاة السائق الذي غرم بمبلغ (5) ملايين دينار، وحين اعترض ردوا عليه: (لولا ضرطتك لما ماتت)!
يقال ان شرطياً في العهد الملكي ضرط في مجلس وجيه بأحدى القرى، فلم يستطع بعض من الحظور من التغلب على ضحكهم، آنذاك هددهم الشرطي قائلاً: (اتضحكون على ضرطة الحكومة، سوف أريكم؟) علماً ان الناس في بعض من مناطق العراق كانوا يسمون الشرطي الحكومة. إلا ان الحادث مر بسلام، وغاب الشرطي مع وقف التنفيذ لتهديده، وكأننا بالحكومة مهما كانت ظالمة أرحم من العشيرة واكثر تسامحاً منها، وهو كذلك.
منذ أعوام يزاحم العرف العشائري في العراق القانون في الفصل بين المتنازعين، وبالأخص في الاعوام الاخيرة من عمر النظام العراق السابق 1968-2003 الذي كانت له اليد الطولي في تثبيته في إطار توجهه العشائرية، وقادة التوجه الى ابتكار عناوين مثل: الشيخ العام للعشيرة، ومعاونه، وشاعر العشيرة، وحامل البيرق... الخ من العناوين، بعد أن عرف بمحاربته للعشائرية عندما كان في أوج قوته ومن قبل أن يتحول الى نظام حرب وفاشية ويعود بالبلد القهقري الى الوراء.
وهكذا ومما لايختلف فيه إثنان ان العشائرية تنتعش في اجواء ضعف الحكومة وتراجع حكم القانون ودخول البلاد في الحروب والنزاعات، وفي حينه رأينا كيف مالَ العهد الجمهوري الأول الى العشائرية لمواجهة الثورة الكردية، عندما شكل القوات غير النظامية من العشائر والتي سميت عندما شكل القوات غير النظامية من العشائر والتي سميت فرسان صلاح الدين والوليد، بعد أن كاد قانون الأصلاح الزراعي والغاء قانون دعاوي العشائر ان ينهيا العشائرية واعرافها. ومن منطلق الضعف والعزلة، لجأ نظام البعث الى العشائرية في الاعوام الاخيرة من عمره كما بينا، لذا فأن تجاوز النظام العشائري واعرافه مرهون بسياسة الحكومة قبل كل الشيء، فأذا كانت قادرة على احياء العشائرية، فأنها قادرة أيضاً ان شاءت على إزالتها، مثلما ازيلت في معظم اقطار العالم باستثناء الاقطار المتخلفة، ولا ننسى ان معظم المجتمعات، ان لم نقل جميعها، مرت بهذا الشكل أو ذاك بالنظام العشائري، إلا انها تغلبت عليه عبر التقدم  بالمجتمع وتحديثه ودمقراطته والتي ادت تلقائياً الى محوا العشائرية وأعرافها.
إلا أنه يبدو في الحالة العراقية الراهنة، أن لا الحكومة ولا الأطراف السياسية مستعدة لذلك، بل ان العديد من السياسيين سيما من العرب السنة وتحديداً السياسيين الذين عرفوا بموالاتهم للنظام السابق يظهرون انفسهم في المناسبات والمحافل الرسمية بالازياء العربية (العكال) و(العبي) و(الدشاديش)..الخ ولقد رأينا بعضاً من المتهمين في محكمة الجنايات العليا مرتدين للزي العربي الذي لم يسبق لهم ارتداءه في الماضي. في مسعى خائب منهم لأظهار العروبة في العراق بمظهر المتعدى عليها من قبل الشيعة والكرد فكسب دعم من حكام الخليج. علماً أنه من حيث المبدأ ليس من اعتراض على الأزياء الشعبية العربية وغيرها، إلا ان استعمالها من جانب المسؤولين ورجالات السياسة لم يكن تقليداً ولا شائعاً حتى في العهد الملكي، بل ان الميل كان يتجه حتى من قبل افراد العائلة المالكة الى الزي الغربي والى (السيدارة) و(القبعة) وليس(العكال) لهذا أقوال ان النخب السياسية العراقية في تقليدها لأمراء الخليج غير صادقة وتقليدها لهم غير مقنع، والمقلدو دون المقلد كما يقال، أو كما يقول الغربيون: (ثياب الرهبنة لا تصنع الراهب).
لقد أسست الحكومة وزارة باسم وزارة شؤون العشائر وكذلك مؤسسات ذات مضمون عشائري أدنى منها، أما الأحزاب فأنها استحدثت شكلاً تنظيمياً لم يكن مألوفاً من قبل، ألا وهو مكتب شؤون العشائر الذي يفصل في المنازعات وفق العرف العشائري، متوهمة بذلك أنها تكسب العشيرة في نهاية المطاف الى جانبها. ومثل هكذا نهج سواء من الحكومة أو الاحزاب يتقاطع مع الدعوة الى دولة القانون والمؤسساتية والتقدم بالمجتمع. ويجعل من العشائرية تتغشى كالوباء في الجسد العراقي، ونتيجه لذلك تفاقمت حالات الثأر وقتل النساء وظواهر اخرى مدانة مثل المحسوبية والمنسوبية وغيرهما. هذا في وقت لم يتمكن فيه العهدان الجمهوري الأول والعهد البعثي مع الفارق بينهما من تحقيق اهدافهما باللجوء الى العشائرية، مثلما لم تتمكن الحكومة الحالية من انهاء الفساد والأرهاب، بالتوجه الى العشائرية، والعرف العشائري لايقل فساده عن الفساد المتشري في أجهزة الدولة العراقية الآن. لقد تمادت الحكومة والاحزاب السياسية وعلى وجه الخصوص الكبيرة منها في اسناد العشائرية ومغازلتها، واعطائها حجماً لا تستحقها الى درجة السماح لها بالبت في قضايا حساسة هامة شبه مصيرية، إذ ما معنى رجوع الحكومتين المحليتين في محافظتي (الأنبار) و(نينوى) الى العشيرة كي تحكم في موضوعة الفيدرالية بالنسبة للأولى (الأنبار) وحل الخلاف مع قائمة نينوى المتأخية بالنسبة للثانية (نينوى) احقاً ان قضية كالفيدرالية والنزاع بين قائمتين انتخابيتين تستدعيان الاستئناس برأي العشيرة ام رأي رجال القانون والمختصين؟. جدير ذكره، ان الحكومة المحلية في نينوى أهملت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أد. ميلكرت الذي توسط لاجل حل الخلاف بين القائمتين المذكورتين وفضلت عليه العشائرية!! مثال تان على ذيلية الحكومة ودونيتها امام العشيرة والعرف العشائري. ففي (صوت العراق) ايضاً، اشير الى مقال للدكتور محمد ادريس محمد حول فصل عشائري تم بين وزير الصحة السابق صالح الحسناوي وبين المفتش العام في وزارة د.عادل محسن والذي، اي الفصل، عرضه فلم وأهل (العكل) كاعدين على حد قول الدكتور محمد ليفضوا النزاع بين الرجلين!!
ليس الفساد والارهاب والتزوير والمحسوبية والطائفية والمحاصصة وو.. من الامراض الفتاكة التي تنال من العراقيين وتذلهم، بل ان العشائرية واعرافها تؤدي الفعل نفسه، وما لم يتم القضاء عليها قضاء مبرماً، فان التخلف يظل قائماً والمآسي تتواصل وتظل الوطنية العراقية، جريحة مهانة ويظل المثقف العراقي ورجل القانون، يشعران بالصغار والدونية في بقاء العرف العشائري، واقوالها بصريح العبارة، ان اكثرية رؤساء العشائر كانوا أدوات طيعة عملية لأجهزة الأمن والأستخبارات في السابق بأستثناء قلة منهم أثرت المنفى على الرضوخ للنظام، ومع هذا فان ذلك لايبرر الابقاء على النظام والعرف العشائريين.
في الختام، قبل نحو 3 اعوام، اجرت فضائية عراقية مقابلة مع رئيس عشيرة كردي من المناوئين للحكومة الكردية، إفتخر بانه وعشيرته كانا على طول الخط مع الحكومات العراقية وفي خندقها ولم يكن فقط قد تشرف بمقاومة اية حكومة من الحكومات العراقية السابقة والتي كانت جميعها دكتاتورية بعض منها فاشية، غير ان النظام الديمقراطي عندما قام في كردستان أولاً ثم في بقية العراق، آنذاك انتقل الى مقاومة الحكومة الكردية!!!!
 
Al_botani2008@yahoo.com
رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) - العراق



415
فسادستان.. فضائحستان.. تزويرستان.. إرهابستان.. ستااااااااان.


                                                                                                           عبدالغني علي يحيى

     هل بعثت عامورا وسدوم في العراق، أم كتب على اهله العذاب والشقاء والحرمان في كل الأزمان، ليتنقل كالعبد من هذا السيد إلى ذلك، ويتناوب على حكمه هذا الظالم أو ذاك، يخرج من نفق مظلم ليلج آخر اشد ظلاماً، وتنزل المصائب على رأسه فرادى واحيانا بالجملة على شكل زاوية حادة كما سنرى، والجوع لا يفارقه أبداً، وصدق (السياب) يوم قال:
وفي كل عام حين يعشب الثرى نجوع
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
   قال (حسن العلوي): (ان الفساد آنشط مؤسسة في العراق ولها غطاؤها السياسي). وقال (عثمان الجحيشي) (ان الفساد يعم وزارات العراقية كافة). ما يعني أن مفاصل الحكم كلها فاسدة. وكأن الفساد قدر العراق والعراقيين كما يوحي به قول المرجع الديني الشيخ اليعقوبي: (ان الأغلبية الساحقة اختارت المفسدين في الأنتخابات، نفس المفسدين السابقين) ويفهم من ذلك ان العراقيين محكومون باختيار المفسدين (تريد مفسد إخذ المفسد) تريد الصالح أكو مفسد) على وزن تريد أرنب أخذ أرنب، تريد غزال أكو أرنب) واجزم انهم سينتخبونهم في المستقبل ايضاً. وعلى وزن التداول السلمي للسلطة سيكون هناك تداول سلمي وشرعي للفساد. وحسب حمدية الحسيني، ان الفساد طال حتى المفوضية العليا للأنتخابات. والفساد في العراق بانواعه في تضخم وارتفاع امامي كاريكاتير كتب تحته: (إرتفاع مؤشر الرشوة في العراق)! والرشوة من أنواع الفساد الشائعة في العراق. لذا فان المهلة الـ100 يوم لكي تحسن الحكومة اداءها لن تجدي نفعاً، وأرى ان (1000) يوم وحتى (10000) يوم كي تستقيم الحكومة لن تنفع.
ميدانياً، تترى فضائح الفساد في طول البلاد وعرضها وفي اعلى المستويات إلى أدناها، فخلال أقل من (10) ايام مؤخراً طغت عفونة الفساد بالجملة من حيث الكم والنوع بشكل أذهل الجميع، أستهل بالأعلان عن فضيحة الزيوت غير الصالحة للأستعمال لطول بقائها في المخازن وقد صرف على شرائها ما يقارب الـ (55) مليون دولار. والأنكى من ذلك محاولة بعض من المسؤولين فرضها على المواطنين والافراد من الجيش تلتها مباشرة فضيحة اخرى تتعلق بأستيراد أجهزة كهربائية واذا بالبضاعة تتحول بقدرة قادر الى دمى ولعب للأطفال! اعقبتها ثالثة: شراء طائرات نقل أوكرانية من نوع (أنينوف) بسعر 14 مليون دولار للطائرة الواحدة نزولاً تحت اصرار (موحان الفريجي) المخول بتوقيع عقود شرائها، بعد ان كان السعر (8) ملايين و(200) ألف دولار، وواضح الهدف من وراء رفع السعر، علماً ان تلك الطائرة لم تكن جديدة بل مضى على أنتاجها نحو (11) عاماً. وفضيحه خامسة وهي صفقة الدروع الصربية التي لا تتحمل العمل إلا في درجة حرارة الـ35 مئوية، في حين لم يتوجه الشاري الى مثيلتها الألمانية التي تقاوم في ظروف الـ (55) درجة مئوية! وتكمن الفضيحة السادسة في إتلاف (150) طناً من الشاي المغشوش الذي لم يكن سوى (نشارة الخشب) بعد طلائها بلون أسود ! عدا هذا الفضائح والتي كانت على مستوى عموم البلاد، فأن فضائح أخرى محلية بحثه جرة الكشف عنها مثل أختفاء (50) الف طن من السمنت في بعقوبة ..الخ من الفضائح المحلية على نطاق المحافظات والاقضية يطول شرحها والبقية تأتي.
أما الكلام عن تزوي\ر الشهادات والوثائق على أختلافها فحدث ولا حرج، واحدث تزوير مدوي، ما نقلته الأخبار من طرد (37) موظفاً من أصحاب الشهادات المزورة جميعهم من العاملين في مجلس الوزراء الذي يعد بمثابة أعلى جهاز في الحكومة! ومنذ سنوات فأن الشهادات والوثائق المزورة أصبحت الشغل الشاغل للناس، واذكر في الأيام الأولى لسقوط النظان العراقي السابق كيف أن بعضهم كان يعرض الشهادات المزورة وفق الأسعار التالية: (100) دولار لشهادة المرحلة المتوسطة و (200) دولار لشهادة المرحلة الأعدادية و(600) دولار لشهادة الجامعية، وأرتفعت الأسعار فيما بعد، بعد الأقبال المتزايد على الشهادات المزورة واعتمادها من قبل معظم دوائر الدولة سيما الدوائر العليا فيها، لقد إنكشف امر المئات من حملة الشهادات المزورة، وما زال أمر الالاف منهم طي الكتمان من الذين يحظى فسادهم بغطاء سياسي، ومن طريف ما يروى عن حملة تلك الشهادات، تخرج بعضهم من الجامعات وحصولهم على شهادة البكالوريوس وأدائهم لامتحان الأعدادية فيما بعد ..الخ !! من الطرائف.
ان المحاكم أعجز من أن تقدر على البث في ملفات الفساد المتمتعة بغطاء سياسي، ولكثرة المتورطين في الفساد وما يملكونه من نفوذ. يروى ان أحدى المحاكم العرفية في عهد الأخوين عارف، بسبب من كثرة المساجين السياسيين المحالين اليها في ذلك العهد، وبما ان البث في كل قضية وعلى حدة كان يكلفها الكثير من الوقت وقد يستغرق أعواماً وعقود، فانها أطلقت أحكاماً بالجملة على جهرة من الموقوفين أمامها كالآتي: من أبو العكال (العربي) الى أبو اللغة (الكردي) كذا سنين من الحبس و من أبو الدشداشة إلى الافندي كذا..والخ.
وبين الفساد بأشكاله: التزوير، الرشوة، الحسوبية، المنسوبية، الأختلاس، اللصوصية، السرقة، السطو، النهب، والتصرف بالمال العام ..الخ يظل الأرهاب سيد الموقف، واي حديث عن قرب زواله، سابق للأوان، وسذاجة وضرب من الخيال، فها هي الأرقام تشير الى مقتل (81) شخصية عراقية خلال (15) يوماً فقط بكاتمات الصوت، وها هي الأخبار تتوقع حصول موجة من الأرهاب واسعة في قلب العاصمة العراقية ولا يمر يوم دون ان تسجل فيه حالات: الأختطاف إغتيال، التفجير بالعبوات والسيارات المفخخة، وابادة أسر برمتها ومن الأرقام الباعثة على الرعب والأحباط وجود أكثر من (14) ألف مفقود منذ عام 2003 أختطفوا في ظروف غامضة.
من اللافت في تأريخ العراق، انه منذ الفتح الأسلامي إلى الاحتلال الامريكي له، تناوب نحو (20) محتلاً في أحتلاله، اضافة الى أبتلائه بخمسة أنقلابات عسكرية سماها الدكتور الفاضل رشيد الخيون بالغزوات الداخلية، وعندما قمت بتقسيم السنوات على عدد الاحتلالات والغزوات، ظهر ان العراق كان يتناوب على حكمه كل (57) سنة محتل ويصاحب كل احتلال وانقلاب ظلم تقشعر له الأبدان. جعل من سلوك الفرد العراقي بدوره قاسياً شاذاً على مر العصور بشكل تذمرت حتى الأضداد منه. قال الأمام علي بن أبي طالب (ع) في العراقيين: (والله لقد حيرتموني في أمري) وقال أبنه الأمام حسين (ع) في واقعة الطف داعياً الله عز وجل: (اللهم لا ترضي عنهم أمير ولا ترضهم عن أمير).
واذا كان تذمر الأمامين (ع) من العراقيين لا يتعدى التشكي، فان عدوهما الحجاج بن يوسف الثقفي وعدو الرعاقيين في آن، ترجم منهم إلى فعل في قوله: (يا أهل العراق يا أهل النفاق..) وبقية الحكاية تعرفونها.
ان العراق، ايها القاريء الكريم، أشبه ما يكون اليوم، بالجسم الذي تغشى فيه السرطان أو أي مرضٍ مستعصٍ على العلاج، لن تشفيه لا الديمقراطية ولا المحاصصة ولا الحكم الأسلامي ولا حكم الاغلبية ولا ولا.. شيء واحد يشفيه ألا وهو التقسيم الذي الكل له كارهون مثلما (واكثرهم للحق كارهون). فيا أصحاب القرار، يرحمكم الله، انقذوا العراقيين من الفساد والفضائح والتزوير والأرهاب والجوع والظلم، وسيكون لكم أجر عظيم.


Al_botani2008@yahoo.com
رئيس تحرير صحيفة (راية الموصل) - العراق

416
رسالة الكرد إلى الندوة العالمية لحوار الأديان

                                                                                                          عبدالغني علي يحيى
تلبية لدعوة من كنيسة (بيلمونت) بمدينة (ناشفيل) بولاية (تينيسي) الأمريكية، يشارك وفد من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة أقليم كردستان العراق في الندوة العالمية حول حوار الأديان للكنيسة المذكورة، ويتألف من موظف في الوزارة إضافة إلى رجلي دين، مسلم وآخر مسيحي. ومن المقرر أن يلتقي القس (تيري جونز) المعروف باستفزازه لمشاعر المسلمين، بحرقه نسخة من القرآن الكريم على حد قوله، وسوف يقدم الوفد إليه، نسخة من (الأنجيل) باللغة الكردية قامت الوزارة بترجمته، وذلك بهدف تعريف الشعب الكردي بتعاليم السيد المسيح (ع).
ولا شك ان الوفد سيشرح في الندوة وللقس (جونز) العلاقات الحسنة بين المسلمين والمسيحيين في كردستان، وتكتسب رسالته القوة أو تستمد قوتها من جملة أفعال وليس الأقوال، وهي:
1-     بناء حكومة كردستان للعديد من الكنائس والأديرة وترميم بعضها وبناء تلك التي دمرها النظام العراقي السابق أثناء حربه على كردستان.
2-   الحريات التي يتمتع بها المسيحيون في كردستان، مثل تأسيس الاحزاب والجمعيات والدراسة باللغة السريانية ودعم الثقافة المسيحية من قبل حكومة الاقليم بسخاء.
3-   إسناد مناصب حكومية رفيعة الى المسيحيين، تتمثل في تبوئهم لوزارات، وسبق وان اسند منصب محافظ اربيل لسنوات الى مواطن مسيحي، ولسنوات ايضاً كان احد المسيحيين ينوب رئيس الحكومة في إدارة الأقليم.
4-   يترأس المسيحيون الوحدات الأدارية في الاقضية والنواحي التي يشكلون في مراكزها الاكثرية مثل اقضية (تلكيف) و(الحمدانية) ونواحي: (القوش) و(عينكاوا) وغيرها.
5-     تأييد القيادة الكردية دون القيادات العراقية الأخرى لأقامة منطقة حكم ذاتي للمسيحيين أو استحداش محافظة مسيحية في سهل نينوى.
6-   تعتبر كردستان القطر الوحيد من بين أقطار المنطقة كافة في احتضانها للمسيحيين الغارين من جحيم الأرهاب في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق، فقبل اكثر من عامين احضننت موجتي نزوح المسيحيي الموصل، وعلى اثر مذبحة كنيسة (السيدة النجاة) وهروب المسيحيين بالالاف من المدن العراقية فأن حكومة أقليم كردستان دون الحكومات الاخرى في المنطقة رغم إمكانياتها المتواضعة اعلنت ترحيبها بالمسيحيين وايوائهم والسهر عليهم.
7-     ازدهار وانتشار القنوات الأعلامية من مقرورة ومرئية ومسموعة خاصة بالمسيحيين تقوم حكومة الأقليم بدعمها.
..الخ.
ونتيجة لحرص حكومة كردستان والشعب الكردي الجاد على أمن ومستقبل ومصالح مسيحيي كردستان فأن اي عمل إرهابي لم يحدث بحق المسيحيين أو كنائسهم. وهنالك شهادات على التسامح الديني في كردستان ازاء المسيحيين ومعتنقي الديانات الاخرى كذلك، صادرة من رجال دين مسيحيين مرموقين ومن مؤسسات دينية مسيحية داخلية وخارجية وفي مقدمتها حاضرة الفاتيكان.
عليه فأن الرسالة الكردية إلى الندوة العالمية لحوار الأديان ستكون بليغة للغاية، بشكل لن ترقى اليها أية رسالة اسلامية أخرى، إذا اخذنا بالحسبان أوضاع المسيحيين الرديئة في معظم الدول الاسلامية والعربية. ولا بد أن تحرج، اي الرسالة الكردية، القس (جونز) واوساط مسيحية اخرى تفكر على منواله من التي تطلق احكاماً قاسية وظالمة على المسلمين وتصنيفهم على الأرهاب والعنف فأخذها لهم بجريمة (القاعدة) والقتلة من السلفيين. نعم ان مواقف كردستان حكومة وشعباً حيال المسيحيين ستحرج غلاة المتطرفين في الغرب من أمثال القس (جونز) وبقدر ما تحرجهم فأنها بالقدر نفسه بل واكثر ستحرج المتشددين الأسلاميين من طالبانيين وسلفيين من الماضين بأتجاه نار الصراعات الطائفية والمذهبية في العالمين الأسلامي والعربي.
وتكمن أهمية الرسالة الكردية وسط تواصل التحرش بالأقباط في مصر والمواجهات الطائفية بين المتطرفين من الاسلاميين ومعتنقي الديانة المسيحية، ومقتل عدد من موظفي الأمم المتحدة في مدينة (مزار الشريف) الأفغانية، فأختطاق وقتل المتضامن الأيطالي:
(فيتوريو أريغوني) في غزة ..لاخ من التجاوزات ضد المسيحيين وعلى ذكر (تيري جونز) وحرقه لنسخة من القرآن الكريم، قبل فترة من الآن، والذي أثار سخط العالم الأسلامي والملايين من المسيحيين أيظاً، يخيل لي، ان ليس بمستبعد أن يطلع علينا القس المتطرف بعد فترة من الآن، بأن الكتاب الذي أحرقه لم يكن القرآن الكريم، بل كان كتاباً عادياً وربما دفتراً من ورق أبيض بغيه شحن المسلمين بالهياج والتطرف، فلقد سبق وأن صرح عند تراجعه عن تهديده بحرق القرآن الكريم، بأنه لم يكن ينوي حرق القرآن إنما لكي يثبت للعالم مدى التهور للعالم مدى التهور والتعصب لدى المسلمين، ولقد نجح في ذلك أيما نجاح. لذلك، فأن الشك يبقى قوياً، في أن ما أحرقه لا يعدو كتاباً عادياً. أو دفتراً، قد يصرح به لاحقاً.
سواء نجحت الندوة العالمية لحوار الأديان أم أخفقت في تحقيق الغرض الذي تتوخاه. فلاحل لأي صراع إلا بالحوار بين المختلفين فيما بينهم، ولما كانت الحروب والمنازعات التأريخية غالباً ما كانت ذات طابع ديني أو مذهبي أو ترفع شعارات دينية، لهذا نضم صوتنا إلى (هانز كونغ) المفكر الألماني والمختص بعلم اللاهوت: (لن يكون هناك سلام بين الدول، إذا لم يكن هناك سلام بين الأديان، لا سلام بين الأديان، دون حوار بين الأديان، لا حوار بين الأديان، دون البحث في مباديء الأيمان). وما قام به (جونز) تنسحب عليه مقولة (مكيافيلي): (الغاية تبرر الوسيلة) واذا أصر على ألاعيبه ومعاداته للاسلام والدين الأسلامي الحنيف، فأن من الصعب حينذاك تمييزه عن غلاة السلفيين والأرهابيين، ويكون وبن لادن بمثابة (وجهين لعملة واحدة). وتظل الرسالة الكردية الأقوى من بين كل الرسائل الداعية إلى حل المشاكل بين الديانتين الأسلامية والمسيحية، وما على البلدان الاسلامية شعوباً وحكومات إلا حذو كردستان والأخذ بتجربتها في مجال التسامح وإحلال المحبة بين الأجناس والأديان..الخ.
 
aL_botani2008@yahoo.com
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل - العراق

417
سكينة آشتياني أداة لجلد المعارضة الإيرانية بالصغار والدونية


عبد الغني علي يحيى


يذكرني الإهتمام اللافت بملف سكينة آشتياني قاتلة زوجها والمحكومة رجماً بالحجارة بتهمة الزنا بحادثة جرت في الموصل عام 1959 في أيام الصراع الدموي بين الشيوعيين والقوى القومية العربية التي كانت مدعومة من قبل جمال عبد الناصر، حين اخترق الشيوعيون الإعلام المصري بتسريب خبر سوقي كذب إليه، مسيء لتلك القوى القومية تضمن مقتل مومس معروفة في الموصل تدعة "حسنا ملص" على يد الشيوعيين بسبب من مواقفها العروبية حسب زعم الخبر الملفق، فما كان من إذاعة صوت العرب إلا أن تذيع الخبر مرات، مسببة بذلك الإحراج للقوميين العرب والجماهير المتعاطفة معهم.
قد تكون الإذاعة تلك معذورة في الخطأ الذي ارتكبته، إلا أن وسائل الإعلام والأوساط السياسية غير معذورة في تقديمها لملف سكينة اشتياني بمظهر ناصع أو كقضية عادلة لها مدلولات وأبعاد سياسية، وذلك بشكل شبه يومي طغى فيه على الآلاف من الملفات النضالية لمحكومات ومحكومين بالإعدام في إيران. وبهذا تكون الأخيرة قد نجحت أيما نجاح في إمرار الخبر الذي زاد تشويقه، مرة بإظهاره لآشتياني في لقاء تلفزيوني وأخرى في مؤتمر صحفي وثالثة في لقاء عائلي... الخ الأمر الذي لم يحصل مع أي من سجينات أو سجناء الضمير من أصحاب القضايا العادلة في إيران، ولتصبح اشتياني إحدى نساء العالم الشهيرات. ولو كانت قصتها التي سيست بمهارة قد جرت قبل نحو 50 أو 60 عاماً. لما كان الخبر يتجاوز نطاق عدد من الأسر في حينها أو قريتها. فالبطولة وقتذاك كانت حكراً على الناشطين والناشطات في مجال الدفاع عن الحرية. وياللبون الشاسع بين قيم الأمس التي مجدت "جان داراك" الفرنسية و"تانيا" الروسية والجميلتان "بوحيرد وبوباشا" الجزائريتان، والليليين قاسم وزانا الكرديتين – وقيم اليوم، في وقت لم يعدم مطلع قرننا الحالي، نساءً مناضلات حكم عليهن بالإعدام أو السجن والجلد من قبل المحاكم الإيرانية، فعلى سبيل المثال، نفذ قبل أسابيع حكم الإعدام بحق الناشطة الكردية "شيرين علم" مع أربعة آخرين في سجن إيوين إلى الشرق من إيران، فصدور حكم بإعدام زينب جلاليان والناشطة الفارسية زهرا بهرامي، فمقتل سعادة بيرانشاري من حزب حرية كردستان على يد القوات الإيرانية، أما الناشطة "شيفا نزار أهاري" الناشطة في مجال حقوق الانسان فلقد حكم عليها 4 سنوات وجلدها بـ 40 جلدة. فيما حكمت المحامية "نسرين سوتوده" 11 سنة إضافة إلى الجلد لإنتقادها النظام الإيراني. كما وحكم على الناشطة الكردية "قدرية قادري" قبل أيام لمدة 10 سنوات في سجن أورمية ومع مطلع العام الجديد 2011 نقلت السلطات الإيرانية 17 ناشطاً كردياً من حزب الحياة الحرة الكردستاني أحد أنشط الأحزاب المعارضة للحكومة الإيرانية إلى جهة مجهولة لتنفيذ حكم الإعدام فيهم، وقبل هذا الحادث نفذ حكم الإعدام بأربعة ناشطين، علماً أن المجتمع الدولي لم يكلف نفسه حتى مشقة ذكرهم في الوسائل الإعلامية، باستثناء 13 حزباً كردياً في إيران وتركيا وسوريا التي أصدرت بيان شجب واستنكار.
ليس النشطاء الكرد وحدهم الذين يواجهون الإعدام والسجن بل النشطاء من القوميات الإيرانية كافة. ففي "الأحواز" العربية يسود القلق خشية تنفيذ حكم الإعدام بالمعارض "خالد الحرداني" في سجن "كرج". ويخشى الشعب البلوجستاني من اعدام "جعفر كاظمي و محمد علي حاجي أقاني" بعد إعدام الناشط علي صارمي بتهمة الفساد  في الأرض. وقبله إعدام 5 مواطنين بلوش بتهمة معاداة الله ونشر الفساد في الأرض في سجن "زاهدان" ومن بينهم مواطن يدعى بهمن رنكي وبالتهمة نفسها حكم بالإعدام على مواطنين كرديين هما "زانيار مرادي ولقمان مرادي" وفي 16 – 1 – 2011 أعلن عن إعدام المواطن "حسن خزري" الذي كان معتقلاً في سجن أورمية. أما ملاحقة البهائيين وتصفيتهم فحدث ولا حرج. فلقد شهدت الفترة الأخيرة اعتقال أربعة منهم يدعى أحد المعتقلين "مسرور فضلي".
منذ وصول الخميني إلأى الحكم عام 1979 وإيران معسكر عقاب كبير لشعوبها، ينفذ الجلد والإعدام علانية في أجواء احتفالية أحياناً وفي الساحات العامة لترهيب السكان وتجري الاعتقالات بالجملة والمفرد. إذاً، أليس غريباً ومدعاة للسخرية القفز من فوق الآلاف من القضايا الناصعة، لإبراز ملف سكينة أشتياني فقط؟ لماذا لا يلتفت العالم إلى الانتهاكات الصارخة للنظام الإيراني بحق سجناء وسجينات الضمير والتي تمارس على أوسع نطاق؟ إن على العالم العودة إلى قيمه الأصلية السابقة التي تكاد تتوارى خجلة أمام ملفات شاذة من المخجل الإشارة إليها أصلاً. وأن الذي ذكرته عن مظالم النظام الإيراني، قليل من كثير ومن أراد الإطلاع أكثر عليه مراجعة تقارير منظمات حقوق الإنسان وبيانات الأحزاب الإيرانية المعارضة وهي متاحة.

Al_botani2008@yahoo.com

418
هل حزب العمال الكردستاني إرهابي؟


عبد الغني علي يحيى

منذ سنوات وحزب العمال الكردستاني PKK ينتقل من هدنة إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار من جانب واحد في سلسلة من الحلقات متصلة بحيث غدا أشبه ما يكون بمنظمات أنصار السلام وغيرها من منظمات المجتمع المدني ذات الصلة بحقوق الانسان والسلم. وتكاد المطاليب التي يتقدم بها لا تتجاوز الحقوق المدنية التي استشهد من أجلها "مارتن لوثر كينك".
بالمقابل نجد الحكومة التركية الحالية ذات التوجه الإسلامي لا تختلف في شيء عن الحكومات العلمانية التركية السابقة لها من حيث تجاهلها لغصن الزيتون الذي يرفعه حزب العمال الكردستاني والآية القرأنية الكريمة "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" والاستمرار في الحرب على الكرد التي تطال بين حين وحين كرد العراق أيضاً وتتهم الحزب هذا بالإنفصال والذي لا ترتقي مطاليبه حتى إلى الصيغ المتواضعة كالحكم الذاتي والفيدرالية.
وهكذا يتميز الصراع الدائرة بينهما، بهدنة متواصلة من حزب العمال الكردستاني مقابل معارك متصلة للحكومة التركية، وسط تجاهل المجتمع الدولي والقوة الأعظم الولايات المتحدة الأمريكية لمعاناة كرد شمال كردستان والمتغيرات الايجابية في سياسية حزب العمال الكردستاني من غير أن يسجل ولو حادث واحد لافت مصنف على الإرهاب على مقاتليه. بعد أن كانوا يوصمونه به لفترة سيما من عقد التسعينات، مع كثير من المبالغة والتهويل فوضعه من قبل واشنطن على لائحة الإرهاب. من غير الإشارة لا من بعيد أو قريب إلى إرهاب الدولة التركية المكمل لإرهاب الامبراطورية العثمانية. ربما يكون هنالك أفراد في حزب العمال الكردستاني مارسوا الإرهاب إما عن جهل أو عن قصد أو يكونوا مندسين فيه من جانب الحكومة التركية لتشويه صورته والنيل منها، ولكن، بالله عليكم، هل خلت ثورة في العالم أو حركة ما قديماً وحديثاً من سلوكيات شاذة مدانة؟ وهل هناك حكومة في العالم، إلا ما ندر، لم تمارس الإرهاب وبدرجات متفاوتة؟. وفي ثورات الشعوب. فان السلوكيات الشاذة مهما استفحلت فليس بمستطاعها نفي العدالة والحق عن قضايا الشعوب العادلة قومية كانت أم طبقية ودينية. ترى هل أثر مقتل رياضيين اسرائيليين على يد مقاتلي فتح في القرن الماضي على عدالة القضية الفلسطينية؟. أولم يرتكب ثوار ماو تسي تونغ الآلاف من العمليات الإرهابية أثناء الثورة الصينية وحتى بعد انتصارها؟. ألم يقتل البلاشفة أفراد الأسرة القيصرية بأمر من لينين والذي أمر أيضاً بإطلاق النار على تظاهرة سلمية، تسبب مقتل متظاهرين فيها في اندلاع الحرب الأهلية في روسيا. أولم يكن هو القائل:"احبسوا المشكوك فيهم في محتشدات خارج المدن وانشروا الرعب في أوساطهم دون رحمة أو شفقة"؟ أولم يقتل عبد الكريم قاسم أفراد العائلة المالكة العراقية بأبشع طريقة؟. أولم يكن "تشرشل" الديمقراطي و"المتحضر المتمدن" يعرب عن سعادته بتدميره لقرى الأفغان وحرق محاصيلهم الزراعية ومنادياً باستخدام الغازات السامة ضد من سماهم بغير المتمدنين؟" بل وباعترافه قتله وبيديه لعدد من السودانيين؟. ولنذهب أبعد إلى صدر الاسلام، وما فعل خالد بن الوليد ببني حذيمة عندما نفذ بحقهم مجزرة حتى بعد إعتناقهم للإسلام. لسبب بسيط وهو أنهم بدل أن يقولوا "اسلمنا" قالوا: "صبأنا" التي كانت تعني "أسلمنا" فقتل حشداً منهم لأنه لم يعرف معنى الكلمة. ولما علم الرسول "ص" بفعله قال مرتين: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" ألم تسمعوا بالقائد الإسلامي "محلم بن صعب" الذي قتل رجلاً مدفوعاً بعداوة شخصية معه حتى بعد اعتناق الرجل الاسلام. ما أغضب الرسول "ص" الذي قال ثلاث مرات: "اللهم لا تغفر لمحلم" وحين قتل أسامة بن زيد أحد قادة الفتوحات الاسلامية رجلاً من المشركين كان قد أسلم، وتناهى الخبر إلى رسول الله "ص" غضب غضباً شديداً وقال له: "قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله"؟
هل قام حزب العمال الكردستاني PKK بقتل رياضيين أو اختطاف طائرات أو احتجاز رهائن أو تفجير سفارات، بشكل يهز فعله الرأي العام العالمي؟ كلا وألف كلا، وان كان قد أقدم على فعل إرهابي، وهو بالطبع مدان مهما صغر حجمه، فأنه لا يستحق الذكر مقارنة بعمليات إرهابية قامت وتقوم بها الحكومات والأحزاب والثورات.
لقد فعلت أمريكا حسناً عندما جمعت المصريين - الاسرائيليين والاسرائيليين – الفلسطينيين والحزبين الكرديين، الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني على طاولة التفاوض والحوار ويا ليتها إلتفتت إلى الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني وقامت بجمعهما حول الطاولة نفسها وبذلك تكون قد قضت على بؤرة التوتر وقاعدة العدوان في المنطقة "تركيا" الذي تهدد السلم والاستقرار بشكل دائم، فكم من مرة توغلت قواتها في أراضي كردستان العراق وحتى في إيران بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني وهددت باحتلال سوريا لإيوائها أوجلان، تصوروا التهديد باحتلال بلد لمجرد أنه احتضن لاجئاً!!! أما اعتداءاتها واطماعها في كردستان العراق وولاية الموصل وكركوك فأمر غير خاف على أحد والذي دفع بالرئيس البارزاني عام 2007 إلى الرد بالمثل مالم تتوقف عن تدخلاتها في شؤون كركوك. نعم ان تركيا بؤرة توتر وقاعدة عدوان على شعوب المنطقة، وهي الآن ومنذ زمن على خطى إيران حينذاك لن يفيد الغرب والعرب عض أصابع الندم.
ان في شمال كردستان منذ أعوام ثورة شعب عادلة بقيادة حزب العمال الكردستاني PKK وقمع وحشي لها من قبل الأتراك نجم عنه اعتقال وتشريد الآلاف. والآن آن الأوان لكي يكف المجتمع الدولي عن تصرفها النعامي حيال ما يجري ضد الشعب الكردي المسالم الأعزل. ويهب بشجاعة لإحقاق الحق والانتصار له وتشخيص الإرهابي الحقيقي، وعلى تركيا أن تراجع سلوكها العدواني الارهابي وتتجاوب مع هدنة حزب العمال الكردستاني وتلبي إرادته التي هي إرادة شعب مظلوم وجريح، وتحول الأموال المرصودة للحرب والدمار إلى البناء والتعمير لما فيه خير الأتراك والكرد والناس أجمعين.




AL_BOTANI2008@YAHOO.COM

419
الكرد الفيليون أم الشيعة الفيليون؟

عبد الغني علي يحيى

في الانتخابات البرلمانية العراقية لعامي 2005 و 2010 أدلى الكرد الفيليون الذين هم على المذهب الشيعي بأصواتهم لقائمة دولة القانون الشيعية والشيء نفسه حصل في انتخابات مجالس المحافظات، أضف إلى ذلك، أنه لم يعرف عنهم تحمس للمطالبة بتدريس اللغة الكردية لأطفالهم في مدارس بغداد أو المناطق الأخرى التي يقيمون فيها، أما احتفالاتهم بالمناسبات القومية الكردية، فهي إلا ما ندر وتقتصر على فئة ضعيفة تغلب القومية على المذهبية وهي بذلك استثناء عن القاعدة، وحتى في جمعهم للأثنين فأن الأولوية للمذهب. خلاف الكرد السنة الذين سياسياً يقدمون القومية على المذهب أسوة بكل المسلمين على المذهب السني.
أن حال الكرد الشيعة الفيليين حال الشيعة في كل مكان على اختلاف قومياتهم، الولاء للمذهب والمرجعية، وإذا استفحل الصراع المذهبي بين الشيعة والسنة في العراق أكثر وهو حتمي، فإن اليوم الذي سيكون الانقسام فيه حاداً بين اتباع المذهبين بشكل يرتقي إلى القطيعة ليس ببعيد.
بقي أن نعلم أن النشاط السياسي والحزبي الكردي بين الفيليين وغيرهم من الكرد القاطنين في وسط العراق وجنوبه مضيعة للوقت وهدر للجهد، بعد أن قال الفيليون كلمتهم. وهم محقون، كون المناطق التي يعيشون فيها غير كردية، علاوة على عدم انتظامهم في إقليم خاص بهم، وبذلك يفقدون أحد أهم شروط القومية. دع جانباً اختلاف لهجتهم الحاد عن اللهجات الكردية الأخرى. لذا فأنهم كالأقليات الكردية في لبنان وجمهوريات أسيا الوسطى، ولا يغير من المسألة شيئاً تعلقها بالقومية الكردية، فهي لا تقدم ولا تؤخر من القضية الكردية. عليه فأن من حق كرد الشتات وفي البلدان التي هم فيها أقلية أن ينسجموا مع واقعهم لا معارضة القوميات المهيمنة التي من شأنها أن تجلب بالتهلكة إليهم. وعلى النخبة السياسية الكردية أن يقدروا ذلك حق قدره ويبنوا حساباتهم على الثابت "ولاء الشيعة للمذهب" وعلى المتحول "حلول المذهبية محل القومية في هذا العصر". وليس على ما كان الذي صار في خبر كان.

Al_botani2008@yahoo.com

420
هل الإسلام السياسي التركي الحاكم معتدل؟؟؟

عبد الغني علي يحيى

قبل أيام، قيَّم السياسي التركي محمد علي بيراند العلاقة بين الدولة التركية وكردها قائلاً، أن القوى السياسية التركية كانت تندد بالمطاليب الكردية، فيما كان العسكر يضربون الكرد، أما الآن فأن حزب العدالة والتنمية الحاكم هو الدولة، وعلى حكومته أن تدرك عجز سياساتها في التصدي للكرد أو عرقلة نضالهم من أجل مطاليبهم المشروعة.
يوحي كلام ميراند، أنه لم يطرأ تغيير يذكر على سياسة الحزب الحاكم في تركيا المعروف بنزعاته الدينية الاسلامية، حيال إحدى أهم القضايا التي تعاني منها تركيا وتحظى بإهتمام العالم، ألا وهي القضية الكردية التي يعد حلها أحد شروط قبولها عضواً في الاتحاد الأوروبي. وببقائها وقضايا أخرى سنأتي إلى ذكرها. يجعل من الصعب تمييز حزب العدالة والتنمية وحكومته عن الأحزاب والحكومات العلمانية التي حكمت تركيا لعقود من السنين. والغريب في الأمر هو تباري أوساط لا تحصى عربية وغربية في خلع أوصاف على هذا الحزب مثل الاعتدال والتحضر وتفهمه لروح العصر خلافاً للإسلام السياسي التقليدي المتشدد الميال في الجزء الأكبر منه إلى الإرهاب. ولم يبق إلا القول فيه، أنه خير "حزب اسلامي" أخرج للناس. وكيف أنه في تمثله للعصرنة والحداثة والتفتح يضاهي الأحزاب الديمقراطية المسيحية في الغرب. ولكم نتمنى ذلك وتمنينا وما زلنا نتمنى، إلا أن الوقائع تنفي كل تلك الأوصاف الحسنة البراقة عن السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية الحالية في الدولة التركية.
محمد علي شاهين، رئيس مجلس النواب التركي، هدد قبل نحو اسبوعين برلمانيين كرد لمجرد تحدثهم باللغة الكردية داخل مجلس النواب التركي، وحذرهم من تكرار ذلك. ما دفع بصلاح الدين دمير تاش رئيس حزب السلام والديمقراطية إلى مطالبته أن لا يتصرف كطرف سياسي، بل يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية في البلاد.
تصوروا رئيس برلمان يفترض فيه الدفاع عن مكون رئيسي في تركيا، أي الكرد الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 24 مليون نسمة، أضف إلى ذلك أنه شعب مسلم، يقوم بتهديد ممثليه لمجرد تحدثهم بلغتهم الأم.
وفي مدينة "ماردين" رفضت النيابة العامة طلب حسيب أكتاش رئيس بلدية "شمرخ" الدفاع عن نفسه باللغة الكردية، ورداً عليه قال أكتاش: "أن هذا الموقف يصب في إطار سياسة التتريك والصهر التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية ضد الشعب الكردي".
تصوروا مرة ثانية، جهاز قضائي يرفض دفاعاً باللغة الكردية لمتهم أمامه، ترى هل من الممكن الوثوق بعدالة هكذا قضاء.
هذا عن السلطتين التشريعية والقضائية التركيتين وما ذكرته كان على سبيل المثال لا الحصر. أما عن السلطة التنفيذية فحدث ولا حرج. فقبل أيام أيضاً تظاهر مئات من الشباب والأطفال الكرد في مدينة سيرت احتجاجاً على محاربة الحكومة للغة الكردية، فما كان من الشرطة إلا قمعهم واعتقال الكثيرين منهم من بينهم 11 طفلاً. وقبل شهور من الآن عرضت شاشات التلفزة مشاهد لضرب المتظاهرين بالعصي والراوات.
بالإضافة إلى القضية الكردية، هنالك أكثر من قضية تواجه الحزب "الإسلامي" الحاكم في تركيا، منها إصرار حكومته على عدم الإعتذار للأرمن عن جرائم إبادة ارتكبتها الدولة العثمانية بحقهم، فتهربها من حل المشكلة القبرصية وتخطيطها لحرب مياه مقبلة على شعوب في المنطقة.
أحقاً أن هذا الحزب معتدل، منفتح، متحضر على العكس من الإسلام السياسي في البلدان الاسلامية الأخرى؟ على المداحين سحب تلكم الأوصاف الجميلة التي خلعوها عليه، لأنها لا تليق به أصلاً، وتكشف في الوقت ذاته عن زيف ونفاق مطلقيها.



Al_botani2008@yahoo.com

421
في العراق.. دقت أجراس الكنائس للمسيحيين للهجرة إلى كردستان


عبد الغني علي يحيى


أفتتح في العاشر من شهر تشرين الثاني الماضي من هذا العام في القطب الشمالي أول مسجد للمسلمين باسم "المسجد الصغير" بمدينة "أنفوك" الواقعة في الشمال الغربي من كندا، في مراسيم مهيبة لائقة به حضرها رئيس بلدية المدينة وعدد من وزراء الإقليم إضافة إلى عدد من وسائل الإعلام، وبحسب صديق لي هناك، أن فرح وسعادة المسيحيين في تلك المدينة والذين يزيد عددهم عن عدد المسيحيين بأضعاف مضاعفة لم يكن يقل عن فرح وسعادة مسلميها، وفي يوم الجمعة التالي ليوم إفتتاحه أدى "80" شخصاً صلاة الجمعة فيه. والأهم من كل هذا والدال على الوئام والمحبة بين المسلمين والمسيحيين هناك، أن مسلمي "أنفوك" قبل وأثناء بناء المسجد كانوا يؤدون صلاة الجمعة في إحدى الكنائس فيها، وأفادت الأخبار التي نشرت عن المسجد في الصحف الغربية والعربية، أنه يضم قاعتين للصلاة، إحداها للرجال والثانية للنساء، علاوة على مطبخ وملحقات أخرى تضفي مزيداً من الجاذبية عليه وتظهره ليس كمكان لعبادة الله، إنما كنادي اجتماعي يلتقي فيه المسلمون.
ربما يستغرب بعضهم من أداء مسلمين لصلاة الجمعة أو غيرها في كنيسة خلال تفشي ظاهرة الكراهية والتعصب الديني في شرقنا الاسلامي والذي تغذيها المنظمات الإرهابية وأخرى متطرفة متشددة، وإن لم تلجأ إلى الإرهاب التقليدي إلا أن فكرها التكفيري التعصبي لا يقل خطورة عن البارود والرصاص. وإذا قلبنا صفحات الحاضر والماضي لألفينا المسيحيين شعوباً وحكومات الأكثر إلتصاقاً بقيم التسامح والعفو والمحبة من المسلمين شعوباً وحكومات أيضاً. وثمة أمثلة لا تحصى على كثرة التسامح لديهم وقلته عندنا. فبعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام، كان المسلمون الفاتحون يقيمون صلواتهم في كنيسة بدمشق لأسابيع وشهور قبل أن يبنوا مساجدهم، وقبل المسيحيون بذلك عن رضى وطيب خاطر. ويحدثنا التاريخ أن تسامح المسيحيين واحتضانهم لأخوتهم المسلمين في الإنسانية سابق على صلاة المسلمين في الكنيسة الدمشقية، ويمتد إلى الأيام الأولى من ظهور الإسلام الحنيف. عندما احتضن مسيحيو أثيوبيا المسلمين الفارين من جور وظلم المشركين، فأكرموهم وحافظوا على حياتهم ووفروا لهم العيش الكريم.
ويوم فتح المسلمين لكردستان، فأنهم شجعوا السكان الكرد الذين دخلوا في الإسلام على إقامة الصلاة في معابدهم السابقة التي كانوا يسمونها وما زالوا بـ "مزكوت" أو "مزكفت" والتسمية أصلاً "مزداكفت". آنذاك ندرك كم كان المسلمون الأوائل منفتحين ومتسامحين بما لا يقاس في بعض من الجوانب من أصحاب التشدد والتطرف من مسلمي اليوم الذين شوهوا الإسلام ونفوا بسلوكهم عنه التسامح والمحبة ليظهروه في النهاية في صورة بشعة.
وأنا منهمك في رسم الخطوط العريضة لهذا المقال، وإذ ببصري يقع على مقال للكاتب السعودي مشعل السديري نشره قبل أيام في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية تحت عنوان "صلاة التراويح في كنيسة" وفيه إشادة بتسامح وانفتاح مسيحيي الغرب على الإسلام والمسلمين ومساجدهم، آثرت الإشارة إليه وإبراز أفكاره السامية المشرقة، وفيه قرأت كيف أن مجلة أوروبية أظهرت غبطتها وغبطة أهالي لندن ببناء مسجد بالقرب من حديقة "ريجينت العامة" وسط العاصمة البريطانية. وكذلك الغبطة نفسها لشعوب مسيحية أخرى أوروبية عند إفتتاح مساجد في هولندا، وفي "ميونخ" و"مانشستر" و"كوبنهاكن" و"كوفنتري" و"روما". وبلغ الفرح بتلك المجلة في معرض تناولها لتلك المساجد القول بـ "عودة الإسلام إلى أوروبا".
وينقل السديري في مقاله عن "فهد عامر الأحمد" قوله أن مجموعة من المسلمين السوريين في ولاية "تينيسي" الأمريكية اشترت قطعة أرض بالقرب من كنيسة كبيرة تدعى "هارت سونك" لبناء مسجد فيها. وعندما شرعوا ببنائه رحبت الكنيسة الكبيرة بالمسجد. في لافتة لها ثبتتها في واجهتها: "أن كنيسة (هارت سونك) ترحب بضيوفها الجدد في مركز ممفيس الإسلامي". وفي شهر رمضان المبارك أهدت الكنيسة باقات من الزهور وقدمت الحلوى في احتفال بحديقتها للمسلمين من أعضاء المركز، وهنا أيضاً وقبل بناء المسجد كان المصلون يؤدون صلاة التراويح في الكنيسة نفسها.
حدث هذا بعد أيام قلائل من وقوع الحادث الإرهابي الشهير والمفجع المخجل الذي طال مركز التجارة العالمي في نيويورك قبل نحو 10 أعوام.
بدون شك، هنالك العشرات بل والمئات من الأمثلة الدالة على التسامح المسيحي وانفتاحهم على المسلمين والدين الإسلامي الحنيف. وإلى التعاطف الإسلامي إزاء المسيحيين، الذي يعد في حكم التراجع منذ سنوات وهو ما يبعث على القلق في هذه الأيام ومنذ زمن وبالأخص في العراق ودول عربية أخرى.
آمل أن لا يفهم من كلامي، ضعف قيم التسامح والمحبة لدى المسلمين تجاه أخوتهم المسيحيين، إذ لدي أمثلة على هذه القيم، ولكن في الماضي من الأيام، ففي مدينتي الموصل التي كانت زاخرة قبل أكثر من نصف قرن بالتحديد بأسمى آيات الود والاحترام المتبادل بين مسلميها ومسيحييها. أذكر يوم كنت تلميذاً في مدرسة "القحطانية" الابتدائية التي كانت تلاصق كنيسة شهيرة تسمى كنيسة "الطاهرة". كيف أن الأمهات المسلمات يتوجهن إلى القسيس فيها ومعهن أطفال صغار طلباً لأدعية القسيس بالشفاء لأولئك الأطفال من المرضى والأصحاء. وأحياناً كن ينتظرن خروج القسيس من تلك الكنيسة للتبرك بهم والطلب منهم بأن يدعوا لأطفالهن بالصحة والموفقية والنجاح. وفي شارع يسمى شارع النبي جرجيس "ع" كان وما زال فيه كنيسة مقابلة لجامع النبي جرجيس. وأذكر كيف أن النسوة المسلمات كن طلباً للتبرك يزرن الجامع والكنيسة على حد سواء. ومن ذكرياتي عن التعايش والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين في الموصل. ليس الآن، إنما في أيام زمان. احتفال المسلمين بعيد كان يسمى "عيد كوركيس" وكوركيس كما نعلم اسم مسيحي. ففي العيد الذي كان يصادف في الربيع، كان عدد المسلمين المحتفلين به يفوق عدد المسيحيين بكثير، ولم يكن بوسع أحد أن يميز: أهو عيد للمسيحيين أم للمسلمين، أذكر ذلك ولن أنساه. وأذكر المكان الذي كان يحتفل فيه المسلمون والمسيحيون بذلك العيد، وهو نهر الخوصر الصغير الذي كان يصب في دجلة ويقع في الجهة الشرقية منه.
والآن قارئي العزيز، أتعلم ماذا حل بتلك العلاقات الطيبة والحسنة بين أبناء المدينة الواحدة من مسلمين ومسيحيين؟
يكفي أن نعلم، أن الكنيستان التي أشرت إليهما وكل الكنائس الموصلية، تعرضت على مدى الأعوام الماضية إلى إعتداءات إرهابية متواصلة. وكان لكنيسة "الطاهرة" نصيبها من تلك الإعتداءات، حتى أن أحد الإعتداءات، تسبب في هدم أجزاء منها. فيما نسفت كنائس أخرى برمتها. ثم أتعلم ما حل بالقسس الطيبين الذين كانت النسوة يترددن عليهم طلباً للدعاء منهم لصغارهن؟ إلى كتابة هذا المقال، تقول الإحصائيات أن أكثر من 11 رجل دين مسيحي في الموصل قتلوا ومنهم ذبحوا ذبح الشاة من الوريد إلى الوريد. ان أعداد المسيحيين بدأت منذ نحو 7 سنوات بالتراجع والتناقص، فلقد هرب الآلاف من المسيحيين إلى كردستان والمناطق الخاضعة لنفوذ قوات البيشمركة الكردية في شرق وشمال الموصل بحثاً عن الأمن والأمان.
وهل سمعتم عن اختفاء عيد كبير كعيد كوركيس؟
إن هذا العيد اختفى من الوجود منذ عام 1959 وذلك بعد انقلاب 14 تموز عام 1958 وظهور النزاعات القومية الفاشستية في الموصل خاصة والعراق بشكل عام التي منعت المسيحيين والمسلمين في آن معاً من الإحتفال به.
إنّ الغرب المسيحي يستقبل افتتاح مساجد المسلمين بالورود والحلوى وبأجمل الترحيب ويتعامل مع لاجئي العالم الإسلامي بالعدالة والمساواة والمحبة نفسها التي يتعامل بها مع مواطنيه الأصلاء. وفي بلادي تفجر الكنائس ويذبح المسيحيون ويرغمون على مغادرة مدنهم ومحال عملهم وهم سكان العراق الأصليون، والقيام بنزوح فردي وأحياناً جماعي إلى اقليم كردستان العراق الذي تدير ما يقارب أكثر من النصف منه حكومة الاقليم، والتي خلافاً لحكومات المنطقة كافة إن انسانية وشجاعة نابعة من الضمير الحي. من محنة المسيحيين العراقيين، حين بادرت بالإعلان عن قبولهم وفتحت أبوابها أمام جميع المسيحيين الهاربين من طغيان الإرهاب وضعف حماية الحكومة العراقية لهم. وشكلت لجاناً لإستقبالهم وإيوائهم واستيعابهم في أربيل والسليمانية ودهوك لكي يتنعموا بالحرية والأمن والطمأنينة.
ليس الإرهاب، وحده المسؤول الوحيد عن محنة المسيحيين واضطهادهم في العراق، بل الحكومة العراقية كذلك، وكذلك الحكومات العربية، الغنية منها والفقيرة، ففي وقت يقول كثير من الكتاب السياسيين العرب، بعروبة المسيحيين العراقيين ومع ذلك لم تقم أية دولة عربية بمد العون والمساعدة إليهم، ومنها دول تصبح وتمسي على الثروات النقدية والعينية الهائلة، كأن تعلن عن استعدادها لقبولهم، كما فعلت حكومات كردستان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، رغم أن الأولى أي حكومة كردستان ذات امكانيات وقدرات اقتصادية ومالية محدودة مقارنة بالإمكانيات المادية لجميع الدول العربية والاسلامية. لذا، ألستم معي إذا قلت، أن موقف الدول العربية من قضية المسيحيين العراقيين المتسم بالصمت حيال تدمير الكنائس وتهجير المسيحيين وقتلهم في العراق، يسري عليه مقطع من أغنية شعبية عراقية بأنه سكوت من الرضا. أليس عاراً على الحكام العراقيين والعرب، قيام وزير الخارجية الإيطالي بزيارة إلى بغداد لتفقد أحوال المسيحيين ومطالبة الحكومة العراقية بتوفير الأمان لهم، وكأن المسيحيون العراقيون جالية إيطالية تقيم في العراق؟
إن أعداد المسيحيين في المدن العراقية تتقهقر وتتقلص باستمرار، والقتل شبه اليومي بحقهم يتواصل، كما أن احتمال فناء الكنيسة في العراق قوي. وسيأتي يوم إذا استمر الحال على هذا المنوال، لن نسمع فيه دقات أجراس الكنائس. ويخيل للمرء، أن لسان حال دقاتها الآن، أيها المسيحيون هلم إلى كردستان.


Al_botani2008@yahoo.com

422
هل القتال إلى جانب الناتو ضد الإرهاب حرام؟

عبد الغني علي يحيى

نددت الحكومة الأردنية بفتوى للإخوان المسلمين في الأردن حرمت قتال المسلمين إلى جانب "الناتو" في أفغانستان ما أوحى الوجه الثاني لها التعاطف ضمناً مع القاعدة وطالبان. كون القتال جار ضدهما. ولسنا ندري لماذا قفز اخوان الأردن من فوق أكداس من القضايا العادلة ليختاروا الدفاع عن المنظمتين الإرهابيتين، في زمن يذبح فيه يومياً عشرات المسلمين على أيدي إخوة لهم في الدين، تحديداً القتلة من المنظمتين بدرجة أولى.
لقد أفتى إخوان الأردن في مسألة هي من صلب المصلحة والسياسية. وأن من التجني إقحام الدين فيها، وأذكرهم بقتال العرب المسلمين إلى جانب الإنكليز ضد العثمانيين، وقبلهم استعان الخديوي توفيق عام 1882 بالإنكليز أيضاً لحمايته وقناة السويس من العثمانيين، فإحتماء الصومال اليوم بجيوش مسيحية أفريقية من هجمات الشباب المجاهدين.  وفي حصار الصفويين للموصل، أهاب واليها العثماني بمسيحيي بلدات أطراف الموصل، لمقاتلة الصفويين. وفي حرب الخليج الأولى، أرغم صدام حسين آلاف المسيحيين على القتال ضد إيران والذين قتل منهم في محافظة الموصل وحدها نحو 6 آلاف مسيحي. وفي الحرب عينها جند المئات من مسيحيي عينكاوا بأربيل وأجبرهم على الهتاف بالموت لمن سماهم بالفرس المجوس. وعلى مر التاريخ تطلبت المصالح أحياناً الانتصار لغير المسلم على المسلم، فلقد كان جمال عبد الناصر أشد مناصر للأسقف مكاريوس والقبارصة اليونانيين ضد تركيا والقبارصة الأتراك. بالمقابل، حرر الناتو الكوسوفيين المسلمين من الصرب المسيحيين، وساعدهم على تأسيس أول دولة مسلمة لهم في أوروبا المسيحية. وفي حرب الكويت قاتلت جيوش مسيحية ومسلمة قوات صدام حسن.
ليس الدين فقط، إنما القومية كذلك تتراجع أمام المصلحة والسياسية فلقد رأينا كيف استعان سلطان عمان بالجيش الشاهنشاهي لقمع الثوار العمانيين في "ظفار". وقبل قرون لاذ سيف بن ذي يزن بالفرس للوقوف بوجه تحرشات قبائل عربية بإمارته. أولم يحرر الشيخ مجيب الرحمن بلاده بواسطة الهنود الهندوس من احتلال الباكستانيين الغربيين؟
نعم، المصلحة لا غيرها، صنعت تلك الأحداث التي أوردتها على سبيل المثال لا الحصر. وأحياناً تغض النظر أو تصمت إزاء أحداث ووقائع. كصمت إخوان الأردن على جرائم الجينجويد في دارفور. ومذبحة العيون في الصحراء الغربية. فحرمان مئات الآلوف من الكرد المسلمين السوريين من الجنسية السورية وحتى حرمانهم من الخدمات الصحية. ففي تقرير دولي نشر حديثاً أن 300 ألف كردي سوري محرومون لأسباب عنصرية من الخدمات الصحية. ثم أين إخوان الأردن من إعتداءات الدولة التركية "المسلمة" على الكرد المسلمين التي بلغت مرتبة منع الطفل الكردي من الدراسة بلغته الأم. أو منع التحدث بها في الأماكن العامة؟ هنا أيضاً تلزم المصلحة إخوان الأردن بالصمت وتجاهل ما ينص عليه الدين الحنيف في دفع الظلم من أي كان وعلى أي كان.
الأولى بإخوان الأردن أن ينأوا بأنفسهم من إصدار الفتاوى كالتي أشرنا إليها في مستهل المقال. ويلتفتوا من منطلق التسامح والإصلاح إلى حال المسلمين. ويقولوا الحق دون خشية من لومة لائم.

Al_botani2008@yahoo.com

423
ومن يطفىء حرائق أردوغان في كردستان؟؟

عبد الغني علي يحيى


على إمتداد الأيام المعدودة للحريق الذي نشب في غابات الكرمل بإسرائيل، نسبت أفكار انسانية واسلامية نيرة إلى أردوغان كقوله لنتنياهو: "إن قيامنا بإطفاء الحرائق ينطلق من الواجب الإنساني والإسلامي"، فيما ذكر آخرون أن المساعدة التركية كانت بمثابة درس في الإنسانية لإسرائيل، ولم تتعدَ المساعدة تلك مشاركة مروحيتين تركيتين أو ثلاث في إخماد الحريق، ما يدل على ضيق الحريق وصغره. وهو كذلك، لولا الإعلام الذي عمل على تضخيمه. بحيث غطت أخبار تلك المساعدة على دونها، وكأن الحريق ذاك ضاهى ذلك الذي إلتهم مساحات واسعة من غابات روسيا قبل شهور.
ذكرتني "إنسانية" أردوغان بحادث إرسال الكلبة "لايكا" من قبل السوفييت مطلع الستينات من القرن الماضي إلى الفضاء الخارجي، والذي استغلته فرنسا التي كانت يومذاك في ذروة حربها مع الجزائر وذلك من باب مبدأ "الرفق بالحيوان" متهمة للسوفييت بعدم الرأفة بلايكا. وجاء رد الإعلام السوفيتي عليها مفعماً وساخراً من دموعها التي ذرفتها على لايكا، حين أشار إلى مقتل العديد من الجزائريين يومياً على يد المحتلين الفرنسيين. وقال ما نصه: أنهم يقتلون البشر ويتحدثون عن حقوق الحيوان.
ما ذكر، ينسحب بحذافيره على أردوغان الذي يقتل بين حين وحين من الكرد أفراداً وجماعات، وتمتلىء سجونه بالآلاف منهم، بعد أن قضى على أبسط الحريات التي كان الكرد يتمتعون بها، وتقصف طائراته ومدافعه بشكل عشوائي المدنيين العزل في شمال كردستان وجنوبها دون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال، ويتفتق ذهنه بين آن وآن عن أفكار جهنمية لمحاربة الكرد، أحدثها تغذية حكومته للطريقة السليمانية في شمال كردستان والتي تتلخص في إطلاق مدرسين وكوادر إلى شمال كردستان دون الأقاليم الأخرى من تركيا، بهدف نشر الأفكار المعادية للكرد بهدف ضرب حركة حرية كردستان وتشكيل جيش من المرتزقة ضد الكرد. واختارت ولاية "وان" للتحرك وتنفيذ الأنشطة والفعاليات المتسترة بالإسلام.
إذا كان دافع أردوغان في مساعدة إسرائيل هما الإنسانية والإسلام، فلماذا يغيب هذا الدافع في تنكيله بالكرد المسلمين، وتتسبب إعتداءاته أحياناً في حرائق تلتهم مزارع وأشجار القرويين؟ لا شك أن "انسانيته" وتستره بالإسلام الحنيف لن ينطليا على الواعين. فالذي لا يحنو ويعطف على جار له مسلم وأخ في الدين، يقيناً لن يحنو أو يعطف على البعيد المختلف عنه في الدين.
على أردوغان أن يطفىء حرائقه في كردستان ثم يقدم على إطفاء حريق الآخرين.


Al_botani2008@yahoo.com

424
مسلسل "الأرض الطيبة" في mbc إستثناء عن القاعدة وجرح لمشاعر الأمة الكردية

عبد الغني علي يحيى

لم يكن يدور في خلد أحد أن يحل زمان يتجنى فيه بعضهم على الحق والصدق، ويحول الأبيض إلى أسود، والصدق إلى كذب، والمظلوم إلى ظالم، والحق إلى باطل، والضحية إلى جلاد والجلاد إلى ضحية، يدين الثورة ويصفق لإرهاب الدولة. وأن يمر ذلك مرور الكرام عبر شاشات التلفزة على المجموع من البشر، دون أن يحركوا ساكناً ليحتجوا ويرفضوا ويصححوا.
المسلسل التلفزيوني التركي المدبلج إلى العربية والموسوم بـ "الأرض الطيبة" وهو اسم رواية شهيرة للروائية الأمريكية الراحلة "بيرل بيك" والتي تدور أحداثها في الصين أيام الثورة التي قادها "ماوتس تونغ" ضد حكومة "الكومنتانغ" التي كان يترأسها "تشان كاي شيك" وفيها قدمت الكاتبة صورة قاتمة غير حسنة للثورة الصينية التي قامت بها الملايين الصينية لتدحر فيما بعد "الكومنتانغ". يخيل لي من تشابه العنوان والأحداث في الرواية والمسلسل، أن المسلسل مقتبس من الرواية، مع غلو مقتصد للمسلسل فاق التصور. للطعن بالثورة الكردية في شمال كردستان وهو مالا نجده لدى الروائية الأمريكية في نقدها للثوار الصينيين، التي تجنبت التطرف في نقدها.
ما يؤسف له، أن فضائية mbc التلفزيونية الموقرة، أخذت على عاتقها الترويج للمسلسل منذ شهور، وإلى الآن. عرضت "84" حلقة من جزئه الأول. وقبل أيام شرعت بتقديم الجزء الثاني منه. وقد يليه الثالث والرابع أيضاً، ويتبين من الحشد الكبير للممثلين فاستخدام امكانيات أخرى ضخمة من آليات وأثاث. الحجم الهائل من الأموال التي رصدت لإنتاج المسلسل في وقت يتضور فيه أكثرية الشعب التركي من الجوع ويطرق أفراده أبواب أوروبا وأمريكا بحثاً عن الخبز والعمل، وهرباً من طغيان الحكومة التركية، كل ذلك بهدف النيل من الحركة التحررية الكردية العادلة بقيادة حزب العمال الكردستاني في شمال كردستان وضد الدكتاتورية التركية. ولا شك أن mbc وتحت ضغوط مالية مغرية تبنت عرض هذا المسلسل المسيء لقضية عادلة، قضية الشعب الكردي التي تحظى بدعم وتأييد الملايين من الكرد بل وأحرار العالم كافة. ومما لا ريب فيه، أن عجز الحكومة التركية من القضاء على الثورة التي يقودها حزب العمال الكردستاني PKK والتي تدخل في عام 2011 عامها السابع والعشرين. هو الذي دفعها إلى استخدام الفن، الفن الهابط جداً لمجابهة الثورة الكردية جنباً إلى جنب استخدامها للسلاح الناري ضدها.
ان مسلسل "الأرض الطيبة" يشذ عن القاعدة. إذا علمنا ان مضامين الألوان الثقافية غالباً ما تنتصر للإنسانية المعذبة وضد طغيان الحكومات الجائرة. وليس العكس كما فعل المسلسل للحط من المطاليب الكردية المشروعة في شمال كردستان. وإظهار أعضاء حزب العمال الكردستاني ومقاتلي جناحه العسكري "الكريلا" بمظهر الجلاد لا الضحية وإلصاق شتى الأفعال المشينة بهم والتي تليق أصلاً بالجيش التركي المحتل والجندرمة التركية السيء الصيت. يقيناً أن ثقافة عد الضحية جلاداً والجلاد ضحية، دخيل حتى على الثقافة التركية نفسها. هذه الثقافة التي ساندت الحق الكردي، على يد المفكر اسماعيل بيشكجي وعزيز نسين وناظم حكمت وباموك وغيرهم الذين أدانوا إرهاب الدولة التركية وطالبوا بالديمقراطية والحرية للأتراك وبإنصاف الشعب الكردي.
بعد إطلاق سراحه بسنوات، حاولت الدكتاتورية التركية تبييض وجهها البشع من خلال توجيه دعوة إلى المناضل الكبير "نيلسون مانديلا" لزيارة تركيا ومنحه جائزة "كمال أتاتورك" إلا أن "مانديلا" تضامناً منه مع الشعب الكردي المظلوم والجريح رفض بإباء الزيارة والجائزة معاً. فاستحق بذلك احترام الأمة الكردية والناشطين من أجل الحرية في العالم أجمع. وما "الأرض الطيبة" التي تعرضها شاشة mbc في الأماسي بلا مسؤولية عن عمد أو غير عمد. إلا أن الفكر العنصري لأتاتورك ومن قبله سلاطين آل عثمان، ومن بعده، الحكام العلمانيون والاسلاميون الأتراك على حد سواء. وهذا الفكر لا يمت بصلة إلى الفكر الحر والانساني النير. وأنه لسابقة جد خطيرة في الحركة الثقافية. ظهور أعمال تلفزيونية تسيء إلى الثورة العادلة والثوار، سيما إذا علمنا أن الحركات التحررية للشعوب، ومن بينها الحركة التحررية لشعب شمال كردستان ترقى إلى مرتبة المقدسات، والقول نفسه ينسحب على قادتها وأحزابها وقواتها المسلحة، وللحركة التحررية الكردية ليس في شمال كردستان فقط إنما في عموم كردستان الكبرى، مكانة مرموقة في نفوس الكرد الذين يقدسون ثوارهم من البيشمركه والكريلا وشهداءهم الثوار ويتغنون بتضحياتهم البطولية من أجل حرية الشعب الكردي وكرامته. هنا بودي أن أتوجه بهذا السؤال إلى mbc والمشرفين عليها، ماذا تقولون، لو قامت شركة فرنسية أو إيطالية تلفزيونية أو سينمائية، بإنتاج فلم أو مسلسلات كـ "الأرض الطيبة" وقدمت الثوار الجزائريين وقبلهم الثوار الليبيين، كقطاع طرق ولصوص وقتلة للنساء والأطفال وو.. الخ من أعمال مشينة كالتي تتهم بها "الأرض الطيبة" الثوار الكرد في شمال كردستان؟  هل تلوذون بالصمت أم تقيمون الدنيا ولا تقعدونها؟؟
منذ عقود خلت، جرى تقييم الحركات الثورية التحررية للشعوب على أنها حلقات وأجزاء متصلة بعضها ببعض آخر. والحركة التحررية للشعب الكردستاني في شمال كردستان وكذلك الحركات التحررية الكردية الأخرى، تعتبر جزءاً من الحركة التحررية العالمية للشعوب المضطهدة والمغلوب على أمرها، وأن أية إساءة لأي منها، إساءة بحقها وبحق كل الحركات التحررية. لذا فان تشويه الحقائق والدوس عليها ومعاداة حركات التحرر الوطني بما فيها الحركة التحررية الكردية في شمال كردستان من شيم وثقافة العنصريين الظلاميين من أعداء الشعوب والحرية والديمقراطية، وليس من شيم وصناعة الفن الرفيع والفنانين العظام من الملتزمين بالقضايا العادلة للانسانية. وأن رسالة الفن الملتزم تتقاطع بقوة مع نهج وأهداف الحكومات الدكتاتورية الظالمة. أما محاربة الشعب الكردي وثواره البواسل ، بالفن الهزيل الرخيص وما "الأرض الطيبة" إلا انموذج جيد وقوي لمثل هكذا فن منبوذ ومدان. فلن تلين إطلاقاً من عزم وتصميم الأحرار الكرد، سواء في تركيا أو أي مكان آخر على مواصلة كفاحهم من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية، كما ولن تنطلي مشاهد ولقطات "الأرض الطيبة" على المشاهد الذكي والواعي الذي يعرف أن الحق والحقيقة مع الثوار الكرد ونقيضهما مع الطغاة جلادي الشعب الكردي. لقد بلغت عنصرية الحكام الترك مروجي "الأرض الطيبة" وما شاكلها حد منع الأطفال الكرد من التحدث بلغتهم الأم، بل واعتبار التحدث باللغة الكردية جريمة يعاقب عليها القانون. دع جانباً ما يخطط له النظام التركي من مشاريع جهنمية تفضي إلى شن حرب مياه مقبلة على شعوب سوريا والعراق بالأخص.
كل شيء بالمقلوب في "الأرض الطيبة" الأبيض فيها أسود، والضحية جلاد والحق باطل...الخ وهي من حيث المبدأ تكفير بالثورة والثوار الأحرار. فلو كان حزب العمال الكردستاني ومقاتلوه، مجرد عصابة تمتهن القتل والسرقة وقطع الطرق، لما تمكن كل هذه السنوات من الثبات بوجه القوة البرية الثانية لحلف الأطلسي، ولما كان يتمتع بتأييد وعطف الأمة الكردية. وأن ما يجري في تركيا الآن ومنذ سنوات، وفي بعض من جوانبه، يعد بحد ذاته تجريماً للحكومات التركية. إذ ماذا يعني الاستفتاء على تعديل الدستور وتقليم أظافر العسكر أو إشاعة الديمقراطية... ألا يعني هذا، أن الحكومات التركية كانت على طول الخط في خطأ وأن الثوار الكرد بالمقابل كانوا وما زالوا في صح وعلى حق؟
على الأخوة المشرفين على mbc البحث عن المسلسلات الهادفة والرصينة، وهي لكثرتها في متناول اليد، وعرضها على المشاهدين، وليس استفزاز الكرد وهم شعب جريح ومظلوم.
وعلى الأخوة والأخوات من الفنانين الترك من الذين أدوا أدوارهم في "الأرض الطيبة" أن لا يكرروا هذا الخطأ الذي ارتكبوه، لأنه ينال من سمعتهم ومكانتهم ومن رسالة الفن بحد ذاتها، وستكشف الأيام كم كانوا هم و mbc على خطأ. إنهم أحرار فيما يعملون، إلا أن حريتهم في "الأرض الطيبة" اصطدمت بحرية أمة كبيرة ألا وهي الأمة الكردية. إن الفنانين الترك في مسلسلهم، إنما خدموا الدكتاتورية وإرهاب الدولة، في وقت كان حرياً بهم الامتناع عن ذلك ويحذوا حذو مفكريهم العظام الذين أتينا على ذكرهم في تأييدهم للكرد وقضيته العادلة وكفاحهم من أجل الديمقراطية والحرية لتركيا.
نعم، وكما قيل أن نور الشمس لا تحجب بالغربال. سيأتي اليوم الذي تهزم فيه القوى الظلامية ويزاح الستار عن جرائم الدولة التركية بحق الانسانية. بحق الأرمن والكرد والعرب وشعوب أوروبا الشرقية، آنذاك لن تكفي العشرات من المسلسلات التلفزيونية لإدانة الظلم التركي لتلك الأقوام. يكفي القول، أن الحكومة التركية الحالية والتي سبقتها كذلك، ما زالت تمتنع عن تقديم اعتذار للأرمن الذين أباد العثمانيون من أجداد الحكام الأتراك الحاليين أكثر من مليون مواطن أرمني بريء وعشرات الآلاف من الكرد على يد العثمانيين والحكومات الجمهورية التركية وما زال مسلسل اضطهاد الكرد وإراقة دمائهم يتواصل. على مشاهدي "الأرض الطيبة" أن يلتفتوا إلى هذا المسلسل أيضاً. وعلى المثقفين العرب والكرد كذلك أن لا ينسوا، بأن "الأرض الطيبة" غزو ثقافي تركي للثقافتين العربية والكردية وغيرهما من الثقافات، لا يقل خطورة عن حرب المياه التركية المقبلة على شعوب المنطقة والنهج الدكتاتوري للحكام الأتراك.


Al_botani2008@yahoo.com 

425
PKK في قنديل، هل هو السبب في الإعتداءات التركية على جنوب كردستان


عبد الغني علي يحيى


إلى الأمس القريب، سيما في عقد التسعينات من القرن المنصرم، كان الإعتقاد السائد، وما يزال ولكن بشكل أخف وأضيق من ذي قبل، أن الاجتياحات المتكررة للجيش التركي لأراضي جنوب كردستان أو كردستان العراق، واعتداءاته على السكان وحرقه للأخضر واليابس تحصيل حاصل لتمركز مقاتلي حزب العمال الكردستاني PKK في سلسلة جبال قنديل أو المناطق الحدودية داخل اقليم كردستان العراق وجعلها قواعد لها لشن الهجمات على الحكومة التركية. وكان مجرد إثارة تلك الإعتداءات كرد فعل، وذلك التمركز كفعل وسبب، كاف لأحداث الخصومة والتباعد بين الحركتين القوميتين الكرديتين التحرريتين والقويتين في جنوب كردستان وشمالها والذي بلغ أحياناً مستوى إراقة الدماء بينهما، وكان من الطبيعي أن يكون المستفيد الأكبر من جراء ذلك، الدول التي تتقاسم كردستان فيما بينها وتحتلها، وعلى رأسها الدولة التركية التي درّت حرب اقتتال الأخوة الكردية – الكردية أو حرب الأخوة الأعداء منافع وأرباح طائلة عليها ويأتي تمكنها من إقامة معسكرات دائمة لجيشها في جنوب كردستان منذ نحو عشر سنوات، والتي كانت الدولة التركية على مدى عقود تحلم بها، على رأس تلك المنافع والأرباح. علماً أن هذا التطور لا يتحمل PKK مسؤوليته، بقدر ما تتحمله حرب اقتتال أخوة كردية – كردية أخرى، اندلعت بين شريكي الحكم "ب د ك" و"ي ن ك" في جنوب كردستان، والتي انتهت بعودة الوئام والوفاق بينهما في النهاية، كما أن خلافهما تراجع بشكل جد ملحوظ مع حزب العمال الكردستاني، وأصبح في خبر كان إن جاز التعبير والذي أملته المصلحة القومية الكردية العليا والكبرى.
وإلى سؤال عنوان المقال أعود لأرد عليه بالنفي، مستهلاً بكشف السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية اللثام عن التدخلات التركية في الشؤون الداخلية العراقية في الآونة الأخيرة. والتي استهدفت الإخلال بالتوازن القائم المبني على التوافق بين المكونات الاجتماعية العراقية الثلاثة والكبرى: الشيعة والكرد والسنة لأجل إعادة قيادة الدولة العراقية إلى رموز ترضي تركيا وترسخ حضورها في الساحة العراقية وتجذر مصالحها التي تتقاطع وتتنافر مع مصالح الغالبية العظمى من العراقيين ما يفند الزعم بمرابطة حزب العمال الكردستاني في قنديل سبباً للإندفاعات التركية العدوانية ليس ضد جنوب كردستان فحسب بل العراق كافة. إذ لم يأتي ذكر لـ حزب العمال الكردستاني في الهجوم الذي مارسه طالباني بشجاعة فائقة، لتعرية وفضح المساعي التركية التي رمت إلى حجب منصب رئاسة الجمهورية العراقية عن الكرد ومصادرة مكاسب أخرى للكرد مثل منصب وزارة الخارجية، وبذلك أخفقت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى كل من أربيل وبغداد قبل إتفاق الأطراف العراقية على مبادرة البارزاني في إزاحة الكرد والشيعة من الحكومة العراقية وتسليم الأخيرة إلى السنة الحلفاء التاريخيون لتركيا. ومن الهجوم القوي والشجاع الذي وصف بغير المسبوق للطالباني نقف على ضخامة وخطورة التدخل التركي في الشؤون العراقية. وعليه أكرر أن حزب العمال الكردستاني PKK لا يشكل سبباً ولو ثانوياً للإعتداءات التركية على شعب كردستان العراق وتدخلاتها في القضايا العراقية، ويوحي فضح تدخلاتها الصارخة في الشأن العراقي بأكثر من معنة ومعلومة. منها أن تركيا هي الأشد تدخلاً في الوضع العراقي والأخطر من الجميع عليه. بعد أن كان الشائع، أن إيران هي المتدخل الأول تليها أو تنافسها كل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية ذات العلاقة بالملف العراقي وبدرجات متفاونة لا ترقى مجتمعة إلى التدخل التركي، وهكذا جاء الكشف متأخراً عن الدور التركي، وكيف أن تركيا لم تكن صادقة بالمرة حين كانت تدعي من أنها تقف على مسافة واحدة من أطراف النزاع في العراق.
لما مر، من الخطأ الفاحش مشاركة وتنسيق أي طرف سواء أكان عراقياً أو كردستانياً وأمريكياً مع تركيا في مناهضة حزب العمال الكردستاني واعتباره السبب الجالب للضغوط التركية على الكرد خاصة والعراقيين عامة، ورفض اجتماع أو تنسيق، وهذا أضعف الإيمان تدعو له تركيا لمجابهة حزب العمال الكردستاني. بعد أن اتضح، أن تركيا هي السبب والفعل، ويقوي من هذا الرأي قيام تركيا بإثارة مسألة إعادة ترسيم الحدود بينها وبين العراق، وإدعاءها بأن حدودها السياسية تمتد بنحو 40 كم داخل الأراضي الكردستانية العراقية. والذي يترتب عليه، على الترسيم في حال إجرائه وفق الإملاءات التركية ابتلاع أنقرة لما يقارب الثلث من أراضي كردستان العراق. ناهيكم من أن الأطماع التركية تمتد إلى الموصل وكركوك أيضاً. والملاحظ، أن تركيا بعد الصفعة التي تلقتها من طالباني عادت إلى استفزازاتها العسكرية، ففي 18 – 11 – 2010 خرق طيرانها الحربي أجواء كردستان العراق وحلقت فوق سلسلة جبال قنديل محاولة منها للفت الأنظار إلى "السبب الوهمي" والكذب، بموضوع البحث، ودون أي مراعات للسيادة العراقية ومبادىء القانون الدولي. ولا ريب، أن القادم من الأيام سيشهد المزيد من الاستفزازات وأعمال الشقاوة التركية ضد الكرد العراقيين والحكومة العراقية على حد سواء.
وهنا أيضاً، لم يرد ذكر لـ حزب العمال الكردستاني كمدعاة للضغوط التركية إذ أن النوايا التركية الطامعة في الأراضي الكردستانية العراقية سابقة لميلاد حزب العمال الكردستاني وثورته المسلحة عام 1984. إذ ما علاقة الأخير وثورته بحرب المياه التركية لا المحتملة بل الأكيدة على سوريا والعراق، والتي ستندلع قريباً حال انتهاء تركيا من بناء سدودها العملاقة على منابع نهري دجلة والفرات.
ومن الثوابت الدالة على الأطماع التركية قديماً وحديثاً، ومنذ نحو قرن، في الأرض العراقية، وجود حقل علامته (0) صفر بين قوسين، ترمز إلى المبلغ المخصص لولاية الموصل العثمانية في الميزانية السنوية التركية والصفر هنا لم يأتي اعتباطاً، بل يدل على تصميم تركيا استرجاع تلك الولاية عند حلول الزمن المناسب. أي الزمن الذي تكون فيه الحكومة العراقية في منتهى الضعف والتدهور ويبدو أن الظرف الحالي حيث الحكومة العراقية في أوج ضعفها وتمزقها، ذهبي وسانح لتركيا لفرض الإملاءات على العراق. عليه فأن وجود حزب العمال الكردستاني أو عدمه في قنديل أو أي مكان آخر في جنوب كردستان، فأن للأطماع التركية في الأخيرة، ماضي وحاضر ومستقبل.
إن ذريعة تركيا "حزب العمال الكردستاني في قنديل" للإعتداء على كردستان آيلة نحو السقوط. بعد أن كان مسلماً بها لأكثر من عقدين من الزمن، ولو كنا نشغل الفكر والذاكرة بهدوء وروية في الأطماع التركية للاحت الذريعة تلك هزيلة باطلة منذ زمن. فالدولة التركية منذ قيامها عام 1923 على يد كمال أتاتوك تتعامل بصلافة وعنجهية مع جوارها وفي المقدمة منه العراق الذي تنظر إليه تركيا وكأنه حديقة خلفية لها ومن غير الممكن أن تتخلى عن المطالبة بالموصل وكركوك.
لقد كان وما يزال، وإلى حد ما، فهمنا للندين تركيا وحزب العمال الكردستاني معكوساً أو بالمقولب. إلى درجة الاعتقاد الساذج المشار إليه جعلنا نميل أحياناً إلى تركيا، أو على الأقل النظر بمنظار واحد إليهما تحت ضغط من تصنيف حزب العمال الكردستاني خطأً على الإرهاب. والآن وقد بانت الحقائق بشكل لا لبس فيه ولا غموض، بات من الضروري قلب الفهم عاليه سافله، ومع وضع الأمور في مكانها الصحيح والحقيقي، وبعد أن تأكد أن حزب العمال الكردستاني لا يتحمل وزر ما يعانيه الكرد العراقيون بين حين وحين من تجاوزات وانتهاكات تركية لمقدراته. وليس من العدل عد حزب العمال الكردستاني PKK كجسم غريب في حركة التحرر الكردية وربما العالمية أيضاً وسحب القول "يتامى الحركات التحررية" على حركته التحررية. على غرار قول الدكتور فهمي الشناوي "الأكراد يتامى الإسلام". في وقت أن تركيا  هي الجسم الغريب في الحياة الدولية وغير المنسجمة أبداًً مع محيطها الاقليمي. تعادي اليونان وأمم البلقان غرباً وأرمينيا شمالاً والكرد والعرب جنوباً، حتى علاقاتها مع إيران غير سليمة وإزدواجية، وستتكشف هذه الحقيقة آجلاً أم عاجلاً. ان تركيا بامتياز جسم غريب لا ينسجم، تمارس إرهاب دولة على نطاق واسع ولا تعطي آذاناً صاغية لمبادرات حزب العمال الكردستاني السلمية والوحدة تلو الأخرى. فبربكم من هو الإرهابي؟
ان تركيا لم تفشل في سياساتها العراقية كما قال الطالباني فحسب بل في مجمل السياسات الأخرى التي أرادت أن تلبسها ثوباً تحكمياً، فهي فشلت كوسيط للتقريب بين سوريا واسرائيل وبين إيران والغرب وبين العراق وسوريا، وفي الشأن الداخلي العراقي. فلقد دلت زيارة وزير خارجيتها على أنها أي تركيا كانت خصماً ومتآمراً وليس حكماً يقف على مسافة واحدة من الجميع. وهي ليست مؤهلة للعب دور الوسيط وحمامة السلام، لأن محتواها شرير وشر.
عليه، فان الجميع مدعوون إلى إعادة النظر في المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي أظهرت تركيا كحمل وديع وحزب العمال الكردستاني كذئب مفترس، في حين ثبت أن العكس هو الصحيح. ولقد آن الآوان لرد الاعتبار لـ حزب العمال الكردستاني PKK وتبرئته مما أسند إليه من تهم ظالمة وباطلة كالتي حملته أسباب الإعتداءات التركية على كردستان العراق.


Al_botani2008@yahoo.com




426
تركيا.. تنمر بوجه الكرد، تأرنب أمام إسرائيل

عبد الغني علي يحيى

في اليوم الثالث لعيد الأضحى المبارك، ومن دون أي اعتبار لحرمته، حلقت طائرتان حربيتان تركيتان فوق سلسلة جبال قنديل مخترقة بذلك أجواء جنوب كردستان ومنتهكة للسيادة العراقية في آن معاً، وذلك في استفزاز مكشوف لمشاعر الشعب الكردي أقدمت عليه حكومة أردوغان "المسلمة". وقبل هذا الحادث بأيام قلائل تردد بأن لجنة قد شكلت لترسيم الحدود بين تركيا والعراق وسط تعتيم إعلامي لأكثر من طرف. علماً أن الترسيم سبق وأن أثير قبل نحو شهر، وكان الدكتور محمود عثمان عضو المجلس الوطني العراقي عن التحالف الكردستاني الوحيد الذي إنبرى محتجاً على ضم محتمل لأراضي في جنوب كردستان إلى تركيا. ومن الواضح أن المتضرر الوحيد من وراء تعديل الحدود سيكون الشعب الكردي، ولما كانت الحكومة العراقية على درجة من الضعف والهزال لن تستطيع معه رفض الأطماع التركية، فأن الترسيم أو التعديل والتفريط بالأرض الكردية لا محالة، وثمة خلفية لهذا التفريط على يد حكومات عراقية سابقة، ففي عام 1975 وفيما بعد أيضاً، أقدم نظام حزب البعث على سلسلة من التنازلات عن الأرض العراقية بدأت بالتنازل عن نصف شط العرب وأراضي ديمية لإيران بموجب اتفاقية الجزائر التي وصفت بالخيانية. بين شاه إيران وصدام حسين وبعد حرب الخليج الثانية، نفذ ذلك النظام خطوة مماثلة حين تنازل لأراضي عراقية للكويت والسعودية والأردن وسوريا تتالياً، ولم يخطر ببال أحد أنه سيأتي يوم يهب العراق تركيا بما لا يملك. وإذ أقول بما لا يملك، أقصد الأرض الكردستانية التي تبدو أن التنازل عنها في غاية السهولة أو البساطة.
بالمقابل، ان تركيا التي لا تقيم وزناً لجارها العراق، وتخاطب الكرد باستعلائية وعنجهية، نجدها تتلقى الصفعات تلو الصفعات من اسرائيل وكأن عن طيب خاطر.
حين تصدت إسرائيل لاسطول الحرية التركي ووقع جراءه عدد من القتلى والجرحى وأرغمت الاسطول على تغيير اتجاهه، حذر أردوغان اسرائيل من مغبة التمادي في اختبار "الصبر التركي" ذلك التحذير الذي أوحى بعملية عسكرية تركية وشيكة ضد اسرائيل على خلفية عمليات ضد جارات لها في السابق، إلا أنها نسيت أو تناست "نفاذ الصبر" إذ اتصل وزير خارجيتها بعد أيام من الحادث سراً بوزير التجارة الإسرائيلي بهدف إصلاح ذات البين والعودة بالعلاقات بينهما إلى سابق عهدها. ولكن بمضي أيام قلائل أيضاً على ذلك الاتصال وإذا بتركيا تتلقى صفعة أخرى من اسرائيل عندما رفض "نتنياهو" تقديم إعتذار إليها مصحوب بتعويضات نزولاً عند طلب تركي حيث اعتقد الأتراك. إن تداعيات إهانة السفير التركي لدى اسرائيل التي توجت باعتذار اسرائيلي، والعهدة على الرواة، يمكن أن تتكرر وتحفظ ببعض من ماء الوجه لتركيا، وقد يكون ذلك الاعتذار قد زين لتركيا تحريك ذلك الاسطول.
وعلى ذكر تلك الإهانة، فأن الاعتذار الاسرائيلي، كان دون مستواها، فالإهانة كانت بالصوت والصورة وبدى الاعتذار الاسرائيلي وكأنه "الاعتراف بالخطأ فضيلة". إذ ليس كل اعتذار ضعفاً أو هزالاً كما يذهب الاعتقاد ببعضهم. ومن هذا البعض الأتراك بلا شك. عليه فأن سكوت تركيا على حادث اسطول الحرية حط من مكانتها ومنزلتها بشكل لافت هذا ما نسبته فضائية كردية إلى الرئيس السوري بشار الأسد يوم 18 – 7 – 2010. وأغلب الظن، أن تلك الإهانة كانت مقصودة وليس لإختبار الصبر التركي، بل لإشعار تركيا بالكف عن التوجه نحو خندق أعداء اسرائيل خصوصاً والغرب عموماً. ولكن لندع جانباً أعداء مطالبة تركيا لاسرائيل بتقديم اعتذار مرفق بالتعويضات ورفض الأتراك الاعتذار للأرمن، عن إبادتهم لأكثر من مليون أرمني في القرن الماضي، ولنعد إلى "الصبر التركي" الذي كان سرعان ما ينفد إزاء جارات لتركيا في الماضي والأمثلة على ذلك كثيرة، وقبل عرضها أقر بنقص يعتري عنوان المقال، إذ الأصح بوجه الكرد وجارات لها، أي لتركيا.
في عام 1962 أغارت طائرة حربية عراقية خطأً على قرية تركية في إطار العمليات الحربية العراقية ضد الثوار الكرد العراقيين، فما كان من المقاتلات التركية إلا القيام بمطاردة الطائرة العراقية واسقاطها داخل الأراضي العراقية بالقرب من بلدة "شقلاوة" بمحافظة أربيل. وهكذا جاء رد الفعل التركي أكبر من الفعل العراقي اللا متعمد. وفي مطلع السبعينات من القرن الماضي شهد العالم استخداماً مفرطاً للقوة من جانب تركيا ضد اليونان، وهنا أيضاً كان رد الفعل التركي أقوى من الفعل اليوناني بما لا يقاس. وفي نهاية العقد الأخير من القرن الماضي، هددت تركيا سوريا باجتياحها عسكرياً مالم تطرد الزعيم الكردي عبد الله أوجلان من أراضيها. ومنذ عام 1983 وعلى أثر توقيع اتفاقية عسكرية بين تركيا والعراق التي سمحت للطرفين بملاحقة الثوار الكرد على جانبي الحدود بينهما، فان تركيا تقوم بين فترة وأخرى بقصف القرى الحدودية العراقية ملحقة أفدح الأضرار بالقرويين الكرد، الأمر الذي لم يقم بالمثل الجانب العراقي، ما يعني أن تركيا أملت تلك الإتفاقية على العراق بالقوة.
لو كان ما يشبه الفعل الاسرائيلي أو دونه بكثير من تركيا، صادراً عن سوريا أو العراق أو حكومة اقليم كردستان أو أرمينيا، لكانت أنقرة تقيم الدنيا ولا تقعدها، ولكالت الصاع ليس صاعين فحسب بل صاعات إن جاز القول ضد تلك الحكومات، إلا أنها تجاه الصفعة أو الصفعات الاسرائيلية تحولت إلى حمامة وديعة وتدير الخدين للصفعات تلك. وبهذا فأنها تحولت في نظر شعوب المنطقة بعد الحادث المذكور إلى "نمر من ورق" حسب توصيف الصينيين للاستعمار في عقد الستينات من القرن الماضي. كما وصغرت في عيون العرب والمسلمين باستثناء السذج منهم، الذين صفقوا خطأً ولفترة لأنقرة وباتو وهم محقون يتعاملون بحذر ممزوج بالندم مع السياسات التركية. بعد أن تأكد لهم سعي الأتراك للتوفيق بين المتناقضات العرب – الاسرائيليين، المسلمون – الغربيون، العراقيون والسوريون، خدمة لمصالحهم وعلى حساب مصالح شعوب المنطقة. فهم، أي الأتراك عين على البقرة الحلوب، العراق وسوريا وكردستان العراق التي دخلت معها في اتفاقيات تجارية لا تحصى تساعد الاقتصاد التركي الذي كان آيلاً إلى الانهيار. للوقوف على قدميه ولو لأجل محدود، وعين على الاتحاد الأوروبي كي يقبل بهم عضواً في ناديه.
في كل الأحوال، تظل الإهانة التي تلقتها على يد اسرائيل تلاحقها وتدني بها أكثر نحو الحضيض. وسيبقى حادث اسطول الحرية كقصة ذات نهاية مفتوحة، في كل حلقة منها، إذلال وصغار لها. وبالمقابل تبقى تركيا ذلك النمر الذي يفترس الكرد، وجارات تركيا، إلا أن الوقت قد حان للإثبات من أنها، نمر من ورق، في حال تضامنت شعوب المنطقة، ضد اختراقاتها وانتهاكاتها وحرب المياه التي لم تبق على شنها ضد سوريا والعراق سوى أعوام قلائل.

Al_botani2008@yahoo.com

427
تركيا – إيران.. ليتهما آخر المتاجرين بالقضايا العربية والمتصارعين على النفوذ في المنطقة

عبد الغني علي يحيى

أمران لفتا الإنتباه في زيارة أردوغان إلى لبنان الأول ما ذكر عن وساطة له لتفادي تصدع محتمل في الوضع اللبناني، ناجم عن القرار الظني الذي تنوي المحكمة الدولية الخاصة بمقتل الحريري إصداره في الأسابيع المقبلة الذي يوحي اتهام حزب الله بمقتله حتمياً، ما يدفع بقطاع عريض إلى الإعتقاد بإنزلاق هذا البلد مجدداً إلى إقتتال داخلي جديد، وهو احتمال ضعيف. أما تصميم طرفي التناقض الرئيسيين ذي العلاقة بالملف اللبناني، إيران والسعودية، كل على إنفراد، بعيداً عن أي تنسيق، على كبح جماحه، فالأولى قطعت شوطاً كبيراً في استمالة الحريري الابن وحكومته إلى جانبها، من خلال زيارات بين قادة البلدين، إيران ولبنان، على أرفع المستويات. تمخضت عن توقيعهما لعقود واتفاقيات كثيرة في مختلف المجالات لا بد أن تغلب المصلحة الدائمة على العداوة اللا دائمة حسب مبدأ تشرشل. ناهيكم عن تفضيل رجل إيران القوي في لبنان حسن نصر الله، حل أزمة مقتل الحريري بغطاء سوري – سعودي على ما يصدر عن تلك المحكمة. والذي من الطبيعي أن ينزع إليه الحريري على خلفية قبول لبنان بمبادرات ووساطات سعودية سابقة. لذا، فإن أردوغان الذي لم يكلفه أحد مشقة إدلاء دلوه في الشأن اللبناني، سيصطدم بطرفي التناقض المشار إليهما، فالسعودية رجل المهمات الصعبة في تذليل المشكلات اللبنانية، أثبتت دبلوماسيتها الهادئة والبطيئة على حد وصف المراقبين لها أكثر من مرة على نزع فتيل الإقتتال في لبنان. لهذا فأن الأنظار لدى حصول أزمة ما شبه مستعصية فيه، سرعان ما تتجه إلى السعودية لتتجاوزها. عليه فان دخول أية مبادرة عدا مبادراتها على الخط في الحالة اللبنانية، محل شك، فالتفاف عن قصد أو غير قصد على المبادرات السعودية المجربة في تحقيق النجاح عند التعاطي مع الملف اللبناني. والذي يعمق من الشك في مسعى أردوغان، أنه حصل في غياب العاهل السعودي بسبب من إدخاله المستشفى في الولايات المتحدة لإجراء عملية جراحية له، وبذلك يبدو هذا المسعى منه وكأنه إنتهاز للفرصة.
من الثابت أن القاعدة تصاغ من تكرار الحالة، فإذا كانت المبادرات السعودية قد نجحت واحدة تلو الأخرى لرأب الصدع في لبنان، فإن المبادرات التركية السابقة على مبادرة أردوغان للتوفيق بين أطراف النزاع المتعددة، لم يكتب لها النجاح، ففي حينه فشلت للتقريب بين السوريين والاسرائيليين، وفيما بعد بين الإيرانيين والغربيين وكذلك بين العراقيين والسوريين، وفي أحدث فشل، للمبادرات التركية ودبلوماسيتها التي سبقت زيارة أردوغان تلك بنحو اسبوعين على وجه التقدير، تلك التي نفذها وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو إلى أربيل وبغداد والتي عاد منها ليس بخفي حنين فحسب بل بنقمة وغضب الكرد والشيعة العراقيين عليه أيضاً الذين وجدوا في مبادرته إقصاء لهم عن الحكم والتنازل عنه لإئتلاف العراقية السني. وقد فضح الطالباني رئيس الجمهورية العراقية بشدة مرامي أوغلو وعدم وقوفه على مسافة واحدة من الجميع في تدخله الصارخ في الشأن العراقي. وهكذا فشلت مبادرته مثلما فشلت سابقاتها من المبادرات التركية التي عرضنا لها لخلوها أصلاً من الشروط التقليدية التي يجب توافرها في الوسيط أو الحكم وفي مقدمتها الحياد الذي سرعان ما كانت ترتد عنه تركيا. ففي النزاع السوري – الاسرائيلي كشفت عن انحيازها فيما بعد لسوريا، وفي الإيراني – الغربي لإيران، وفي العراق كما رأينا لإئتلاف العراقية.
يستنتج المراقب لما تقدم، أن تركيا وسيط وحكم فاشل بحق في التحكيم بين الفرقاء المتنازعين. والذي يبعث على التهكم اختيار مجلة أمريكية لأوغلو كواحد من بين أفضل "100" مفكر في العالم لهذا العام 2010 عام فشل واخفاق المبادرات التركية الخارجية!!
أما الأمر الثاني، فهو التحذير الذي وجهه إلى اسرائيل في حال شنها لهجوم على لبنان وغزة، من أن بلاده "تركيا" لن تصمت، ولا ريب أن خروج تركيا عن الصمت الذي ورد في تصريح أردوغان، احتمال ضعيف أيضاً. نابع عن إحتمال ضعيف آخر ألا وهو قيام اسرائيل بشن هجوم عليها، دع جانباً القول أن تحذيره يأتي في زمن غير مناسب، كونه يتقاطع مع أضخم المساعي الأمريكية والغربية والعربية لفرض إحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذي يعلق عليه العديد من الأوساط الدولية الآمال على نجاحها أو على الأقل إرجاء التصادم بينهما لأجل غير منظور أو مسمى ما يعطي للمساعي السلمية فرصاً أكبر لحل المشكلة، أضف إلى ذلك قرار اسرائيل بالإنسحاب من قرية "الغجر" الذي بعث بالحيرة في نفوس الكثيرين، لأنه يشكل حادثاً غير مسبوق في تاريخ الاحتلالات الاسرائيلية للأراضي العربية. ما يفيد أن تحذير أردوغان ذاك يبدو كنغمة نشازة تعزف في وقت غير مناسب. والذي يقيناً لن يؤخذ على محمل من الجد على خلفية الصمت التركي المهين للحادث الذي تعرض له اسطول الحرية قبل شهور من الآن والذي راح ضحيته عدد من الأتراك كانوا على متنه عندما أطلقت البحرية الاسرائيلية النار عليهم وقتلتهم، وما ترتب عليه من إرغام للإسطول على تغيير مساره. ولم تكن تداعيات الحادث هذا بأقل إهانة لتركيا من الحادث نفسه، وقبله حادث إهانة السفير التركي لدى اسرائيل، حين رفضت اسرائيل تقديم أي إعتذار وتعويض لتركيا نزولاً عند طلب الأخيرة كشرط لإصلاح ذات البين. لذا، لا يعقل أن تثأر تركيا للبنانيين والفلسطينيين في حال تعرضهم إلى هجوم اسرائيلي جديد، في وقت لم تتأثر لنفسها من الصفعات التي كالتها لها اسرائيل. ويبقى أردوغان مفتقداً إلى المصداقية، طالما بقي الصمت التركي متواصلاً على الإهانات التي تلقتها.
على سنوات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين قتل واغتيل زعماء دول وأحزاب ولكن من غير أن يتسبب مقتلهم في معظم الحالات في نشوب الحروب، ومن بين الدول التي شهدت عمليات اغتيال لزعمائها وأعلامها بشكل لافت لبنان، فلقد اغتيل كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري وبيار الجميل، ومن الأرجح أن لا يقود القرار الظني في الكشف عن قتلة الحريري، إلى نشوب حرب أهلية في لبنان. هب أنها إندلعت، يقيناً أن أسباباً أخرى، متراكمة وغير مباشرة هي التي تدفع بهذا البلد ومواطنيه إلى الإقتتال لا سمح الله.
إذاً، والحالة هذه، ربَّ من ينبري متسائلاً: إذا كان الفشل نتيجة حتمية للمبادرات التركية ودبلوماسيتها، فما الفائدة التي تجنيها الأخيرة من الاستمرار عليها؟
إن ما يهم تركيا، ليس إحلال الصلح والوئام بين المتنازعين في المنطقة، ولا أُغالي إذا قلت أن بقاء الخصومات واستمرارها واستفحالها من صميم مصلحتها ومصالح أطراف دولية أخرى مثل إيران والولايات المتحدة الأمريكية. إن ما يهم تركيا بدرجة أولى، هو خروجها من مبادراتها ومساعيها بمكاسب تجارية واقتصادية كالتي حصلت عليها يوم توسطها بين العراق وسوريا حين وقعت على اتفاقيات وعقود تجارية مع الجانبين المتخاصمين على حد سواء، والتي لا بد وأن تدر بأرباح كثيرة عليها، وبدت أي تركيا في وساطتها تلك، كالثعلب الذي توسط بين أرنبين لحل خلافهما على قطعة الجبن كما في الحكاية التي قرأناها في المرحلة الإبتدائية. لقد وقعت تركيا على 11 اتفاقية تجارية مع سوريا نتيجة توسطها ذاك. أضف إلى ذلك أن شركاتها نالت حصة الأسد في تعاملاتها مع العراق وبالأخص في إقليم كردستان. كل ذلك من دون التطرق إلى حرب المياه المقبلة لتركيا على هذين البلدين، ولا يغيب عن البال، أن دبلوماسيتها التي اخفقت في فرض "العراقية" على الإئتلافات الانتخابية العراقية الأخرى، إلا أنها كانت موفقة قبل توصل الكيانات السياسية العراقية إلى اتفاق وفق مبادرة البارزاني، في فرض "صديقها" أسامة النجيفي الذي وصفه الطالباني بـ "صديق تركيا" والصديق هنا كناية عن العميل، فرضه على العراقية لترشحه إلى منصب رئاسة المجلس الوطني العراقي.
والآن إلى الشق الثاني من عنوان المقال، أي الصراع التركي الإيراني على النفوذ في المنطقة. وأقول أن من أسباب التحرك التركي الاقليمي الجالب للملاحظة، أو كما يسميه بعضهم بالدول التركي المتنامي والذي لم يتجاوز إلى الآن البلدين العراق وسوريا، هو منافسة إيران بدرجة أولى والسعودية بدرجة ثانية، مع الفارق بين دور السعودية والدورين الإيراني والتركي. فالدور السعودي وكما رأينا مقبول ومطلوب على علاته، ويأتي الدور التركي منسجماً مع رغبات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بالأخص، بالرغم من أن ظاهر الأمور يوحي عكس ذلك. فالاتحاد الأوروبي الذي كانت نسبة دوله المعارضة لعضوية تركيا العلمانية فيه تقدر بنحو 80% في الماضي، انخفضت النسبة الآن إلى أقل من 40 % إزاء مسألة عضوية تركيا الإسلامية فيه. ومما له دلالاته على عدم حصول أي تغيير جذري جدير بالذكر في علاقات تركيا بالغرب، موافقتها على المشاركة في مشروع الدرع الصاروخية وبناء قاعدة لها في أراضيها. دع جانباً القول عن الإنطباع الذي روجته المجلة الأمريكية عن شخصية أوغلو، ويؤكد على صدق ما نقول، أكثر من مثال، لعل أقواه تصريح البارزاني حين عودته من بغداد إلى أربيل، في مؤتمر صحفي بتدخل أمريكي في الاتجاه عينه الذي رمى إليه أوغلو الذي فضحه الطالباني كما نوهنا. أما منافستها لإيران والموثقة بأدلة وقرائن عدة، تتجسد فيما تتجسد بمحاكاتها الأخيرة وتقليدها لها. فزيارة أردوغان إلى لبنان جاءت في أعقاب زيارة الحريري لأحمدي نجاد إليه والتي كان لها دوي للتهديدات التي أطلقها ضد اسرائيل والشيء نفسه فعله أردوغان في تحذيره المذكور لها ومن باب المزايدة. ذكر غزة إلى جانب لبنان والثأر لها عند تعرضها لهجوم اسرائيلي، وذلك على أمل تلقي دعوة من "حماس" لزيارة غزة كالتي وجهتها الأخيرة إلى الرئيس الإيراني لزيارتها. وقبل أسابيع أعلنت إيران عن عزمها بناء جدار عازل بينها وبين العراق وبالذات في المناطق الحدودية مع كردستان العراق، فما كان من أردوغان إلا أن يعلن عن نية حكومته في نشر وحدات عسكرية تركية على طول الحدود ومع كردستان العراق أيضاً. وعندما أعلنت إيران عن إلغاء تأشيرة الدخول بينها وبين كردستان العراق، اتخذت تركيا للفور إجراءاً مماثلاً في مجال تسهيل منح الفيزا للعراقيين الراغبين في السفر إليها. ويوم ترددت فكرة ترسيم الحدود بين العراق وإيران في ضوء اتفاقية الجزائر التي وقعت بينهما عام 1975 في الجزائر والتي أظهرت بأن الترسيم لم يتم بشكل كامل أو تام، فأن تركيا بدورها طالبت بترسيم للحدود بينها وبين العراق. وعلى أثر إطلاق تصريح من قبل البارزاني قبل نحو أكثر من "5" أشهر حول أحقية "العراقية" بتشكيل الحكومة الجديدة في العراق عملاً بالإستحقاق الانتخابي، قامت إيران بقصف مركز غير مسبوق للمناطق الحدودية في كردستان العراق، وكما يقال شر البلية ما يضحك، وجرياً على العادة في تقليدها لإيران، أقدمت تركيا في الفترة والأيام نفسها على تصرف مماثل. علماً أن كلا الإعتداءين والإعتداءات السابقة واللاحقة لهما، تلتقي لتحقيق هدف واحد وهو إجلاء السكان الكرد من الشريط الحدودي الشمالي والشرقي للعراق، وما ينجم عنه من فراغ تسعى الدولتان المتنافستان لملئه. ومن أهداف إيران في إخلاء سيما منطقة سلسلة جبال قنديل الوعرة والاستراتيجية، من مقاتلي حزب العمال الكردستاني PKK تحويل هذه الجبال إلى معسكر لمنظمة "القاعدة" المصنفة على الإرهاب وذات الإرتباطات القوية بإيران. مما فات، يتراءى من مسلسل الصراع التركي – الإيراني تقليد تركي ببغائي لإيران أو ترجمة حرفية لسلوكياتها. ما يعني أن المبادرة بيد الأخيرة، فيما الثانية "تركيا" تلهث للحاق بها ومحاكاتها. ويصح القول أن المقلِّد دون المقلَّد. وبزيارة أردوغان للبنان تكون تركيا قد تورطت في منافسة أخرى، ألا وهي منافسة السعودية.
لقد بات من المؤكد، أن القول بمتاجرة بعض من الدول العربية وجهات دولية أخرى بالقضية الفلسطينية في الماضي وفي الحاضر كذلك والإبقاء عليها مشتعلة خدمة لمصالحها، مصالح هذه الدول، يسري بقوة على تركيا وإيران اللتان ستقلقان من دون أدنى شك على نجاح أي حل للمشكلات العربية. ولسوء حظ العرب، أن مشاكلهم في الأعوام الأخيرة تعددت لتضاف إلى المشكلة الفلسطينية مشاكل لبنان والعراق والبقية تأتي، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات والمتاجرة بالقضايا العربية والمزايدة عليها أكثر فأكثر.


Al_botani2008@yahoo.com

428
على هامش فوز "ليو" و"أون" بجائزة نوبل
هل يشهد العام المقبل فوز أوجلان وليلى زانا بها؟؟؟

عبد الغني علي يحيى

على أثر إفراج الحكومة البورمية عن المعارضة "أون سان سو تشي" وجهت لجنة جائزة نوبل للسلام، على جناح السرعة دعوة إليها لزيارة "أوسلو" عاصمة النرويج موطن نوبل وجائزته. ورغم تضارب الأنباء بشأن محتوى الدعوة التي فهم منها، بأنها لأجل الجائزة تقديراً لكفاحها من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية والسلم الإجتماعي لشعبها وبلادها، في حين قال بعضهم، ان قرار منحها صدر في وقت سابق يوم كانت سجينة. وقبل ذلك بأسابيع، منحت تلك اللجنة الجائزة إلى السياسي الصيني السجين "ليو تشياو يو" مكافأة له على نضاله في الإتجاه نفسه. جاء ذلك في أجواء شابها التوتر وما يزال، العلاقات الأمريكية – الصينية. الذي ذكرني بسيرة الروائي الروسي المنشق "بوريس باسترناك" الذي حاز تلك الجائزة في الخمسينات من القرن الماضي وفي ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق وبين الولايات المتحدة الأمريكية. كتقييم له على روايته الشهيرة "دكتور زيفاكو" التي انتقدت النظام السوفيتي والحياة في ظله.
مما لا يختلف فيه إثنان هو ترحيب أنصار السلم والحرية والديمقراطية في العالم أجمع بمنح جائزة نوبل العالمية المرموقة للناشطين الصيني "ليو تشياو يو" و"أون سان سو تشي" مرفقاً بالاحترام لللجنة التي منحتها لهما. فتهنئة للفائزين بها، غير أن الذي لم يخطر ببال أحد. أقول ذلك لحرصنا الشديد على سمعة ومكانة هذه الجائزة. هو التساؤل المشروع التالي:
ترى هل النضال الذي نفذه وينفذه عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني PKK والبرلمانية السابقة ليلى زانا لغرض توطيد السلم والديمقراطية والحرية بأقل أو أدنى من نضال الناشطين المذكورين؟ أولم تسجن ليلى زانا لسنوات طويلة مع عدد من رفاقها البرلمانيين الكرد في البرلمان التركي للهدف السامي عينه للمسجونين الشرق آسويين؟ ومنذ ما يقارب 13 عاماً وأجلان معتقل في إيمرالي في جو من الإهمال متعمد أدى إلى تدهور في صحته جراء المعاملة اللا إنسانية المفروضة عليه من الجلادين القومانيين العنصريين الأتراك سابقاً، والاسلامويين المتسترين بالدين الإسلامي الحنيف الذين لا يقلون وحشية وعنصرية عن أولئك القومانيين حالياً. وفوق كل هذا، فأن أوجلان تعلقاً وإلتزاماً منه بالسلم والحرية . يعلن بين حين وحين وقفاً للقتال من جانب واحد بين قواته والجيش التركي حقناً لدماء الأبرياء من مقاتلي حزبه وجنود ذلك الجيش والمدنيين العزل على حد سواء. والذي يؤسف له، أن مبادراته السلمية المتكررة تصطدم بتجاهل الحكومة التركية وحكومات أخرى في العالم الحر وكذلك منظمات أنصار السلم وحقوق الانسان وحتى اللجنة المشرفة على جائزة نوبل. ويشهد العالم كله، أن أوجلان وليلى زانا أشهر بكثير من الناشطين المذكورين، ناهيكم من أن ليلى زانا انتخبت من قبل شعبها كنائبة عنه إلى البرلمان التركي الأمر الذي يجعل من الجائزة هذه استحقاقاً لها. ولا ننسى أن الجائزة في حالتي ليلى زانا وأوجلان بمثابة تكريم لشعبها وللملايين الكردية المعذبة. أما أوجلان فأن هدناته السلمية المتواصلة منذ أعوام تثبت بأنه نصير كبير للسلم والحرية ولكل المعاني السامية.
إذاً، لماذا الكيل بمكيالين يا نوبل؟
ان المرء حين يسجل هذه الملاحظات الانتقادية على لجنة جائزة نوبل للسلام، بسبب من تعاملها بأسلوبين متباينين وبإنتقائية ممجوجة ومفضوحة مع قضية ذات مضمون واحد، من حقه أن يتساءل: إلى متى تبقى هذه الللجنة على نكرانها لحقيقة ناصعة بيضاء كراية السلام وعادلة وأعني بها قضية أوجلان وليلى زانا. فهذا التنكر إن استمر من شأنه أن ينال من مصداقية اللجنة. وهذا مالا نريده. بحيث يصح قول بعضهم في الماضي والحاضر فيها. إن غايات سياسية بحتة تقف وراء منح هذه الجائزة. في وقت حري باللجنة الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأعلام الذين كرسوا حياتهم للسلم والانسانية وتتوفر فيهم بامتياز شروط نيل الجائزة. وذلك بعيداً عن الإنتقائية والتمييز أو الفصل بين ناشطين أعلام لأجل قضية سامية واحدة. وبعكسه، يجب أن لا يغيب عن بال المشرفين على جائزة نوبل الرصينة، إن شعوب العالم وفي مقدمتها الشعب الكردي المظلوم والجريح التواق إلى الحرية والسلام والعدالة قد تتخذ موقفاً يدغمها، أي اللجنة، بأوصاف لا تليق بها. لذا عليها وذلك إحقاقاً للحق تجاوزها. وفي الوقت ذاته على الأوساط السياسية سيما الكردية أن تتحرك وتغادر صمتها وتطالب ليس بمنح الجائزة هذه إلى الناشطين الكرديين البارزين، بل تحتج على إعتقال أوجلان كل هذه الأعوام الطويلة لأحد أشهر سجناء الضمير في العالم بعد نيلسون مانديلا خصوصاً وأن زمن الحجز المزمن قد ولى.


Al_botani2008@yahoo.com

صفحات: [1]