عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - جمعه عبدالله

صفحات: [1] 2
1
مهازل إيران المضحكة تستنجد بحرائق تكساس في امريكا
خلال الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع ضد اسرائيل , لكن نتائجه جاءت محبطة  ومخيبة الامال بالاحباط الشديد , يرتقي الى الهزيمة المخزية . إذ تلك المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة , لم تصل إلى اهدافها المعلنة , وسقطت خارج او على عتبات الحدود الاسرائيلية , ولم تحقق أية هدف منها  , سوى اضرار طفيفة , ولم تمرغ الغطرسة الإسرائيلية المتوحشة بالوحل , ولم تحقق اية من الوعود النارية والصاعقة , التي هدد بها خامنئي المرشد الإيراني  , بالانتقام الصاعق والماحق , الذي يجبر العنجهية الإسرائيلية على الركوع والانهزام , ولم تلقن اسرائيل الدرس أن تتجرع علقم الهزيمة الساحقة  , وبذلك تكون  ايران حققت الهدف ,  الذي روجت له اعوام طويلة بفناء اسرائيل , التي ليس امامها طريق سوى التشرد والرحيل عن الاراضي فلسطين  المعتصبة , لان الضربات  الصاروخية الهالكة وصلت الى العمق الاسرائيلي , والحقت اضراراً وخسائر فادحة لا تعوض بثمن , وما على القيادة الاسرائيلية الصهيونية ,   سوى الاستسلام ورفع الراية البيضاء  , ولكن  امام معضلة فشل الهجوم الصاروخي الفاشل  , لم يكن امام وسائل الاعلام وفضائيات الحكومية , سوى الاستعانة بحرائق مدينة تكساس الامريكية , وتجيرها لصالحها , بأن هذه الحرائق الضخمة , هي من فعل الصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية , التي لحقت بإسرائيل دماراً واسعاً وساحقاً  , وان نبوءة فناء اسرائيل قد  تحققت بفعل قوة إيران العسكرية الهائلة والمرعبة للأعداء  . بهذه الطريقة المضحكة , تحاول ايران اقناع وكلائها وعملائها في المنطقة بأنها انتصرت في الصراع العسكري  , وان محور الممانعة والمقاومة ,  حققت انتصارات باهرة , بهذه الضربات المهلكة , التي أشعلت  حرائق مدمرة ومرعبة داخل العمق  الاسرائيلي  , وان ايران خرجت بتيجان النصر في الجولة الاولى , ولكن حبل الكذب قصير , وسرعان ما ينقلب السحر على الساحر , فقد اصبحت ادعاءات إيران المزعومة بحرائق تكساس , محل سخرية وتندر للإعلام العالمي . وهذه الفيديوهات من الإعلام الحكومي الرسمي , الذي بث هذه الحرائق الضخمة في تكساس وصيرها له , بأنه حقق انتصاراً كبيراً على العدو الصهيوني المغتصب , انها قمة المهزلة الفجة  والمضحكة والسخيفة   , التي تضع إيران في حقيقتها :  اكذب و اكذب ثم اكذب حتى يضحك الناس عليك بالتندر والسخرية .
 

2
إيران / اسرائيل والمخرج الأمريكي  في ادارة دفة  الصراع
لأول مرة في تاريخ الصراع الإيراني /  الاسرائيلي ,  تشن إيران هجوماً واسع النطاق من داخل أراضيها مباشرة , في ضرب اسرائيل بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة , ربما يتبادر الى الذهن بأن هذا الهجوم العسكري الواسع , كبد اسرائيل خسائر فادحة لا تعوض, وأن اسرائيل منيت بهزيمة شنيعة وخطيرة منذ نشؤئها كدولة قائمة على أراضي فلسطين المغتصبة  , وقد يظن البعض بأن اسرائيل الحق بها  دمار وخراب  واسع , في تدمير القواعد العسكرية والمطارات والرادارات وقتلى وجرحى , أي باختصار العبارة تعطلت آلة الحرب العسكرية , ومرغت عنحهية إسرائيل  بالوحل ,  بأنها  تدعي بأنها  أقوى قوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط , لأن مئات الصواريخ والطائرات المسيرة وصلت الى أهدافها واصابتها  بنجاح ,  ومنيت اسرائيل بخسائر كبيرة  , ولكن كل هذا لم يحدث حتى لو كان بشكل بسيط حتى بخدش هنا وهناك , فقد سقطت هذه المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة ,خارج اسرائيل أو على حدودها , ولم تحدث حتى اصرار بسيطة , ولم تقتل اسرائيلاً واحداً , ولم تخدش العنجهية الإسرائيلية حتى بخدش بسيط  بل زادتها شراسة ووحشية , لقد  جاءت الضربة الايرانية   رداً على قتل قيادات متقدمة في القنصلية الايرانية في دمشق / سورية دمرت بشكل كامل , هذا يعتبر بالعرف والقانون الدولي ارضي ايرانية . بهذا الهجوم الإيراني الفاشل, وفشل ايضاً , كل الدعايات  الترويجية , بالشعارات الرنانة وصاعقة , بفناء اسرائيل بالكامل خلال سبع دقائق فقط , هذه الشعارات تاجرت بها ايران لأعوام طويلة , وبالتالي لم يحفظ الرد الايراني الصاروخي ماء الوجه ورد الاهانة لها  , بشن هجوم واسع وهو تعتبره حقها الشرعي في قواعد الاشتباك . واتضحت إيران  انها  تعيد حكاية الملك العاري , واتضحت  حقائق الهجوم الايراني  بعد ذلك , بأنه كان ضمن المسرحية المعدة سلفاً وتقمص الأدوار والتقيد الصارم بما رسمه المخرج الأمريكي , في أداء الدور المسرحي والتقيد الصارم بما هو خططه المخرج الأمريكي  , هذا يعيدنا الى تكرار مسرحية , ضرب القاعدة الامريكية عين الاسد في الانبار العراقية , بأن ايران  توسلت  بالرئيس الأمريكي السابق ( ترامب ) بضرب القاعدة ب18 صاروخ تقع على جدران القاعدة  , ولا تحدث اضراراً ولا تجرح جندي أمريكي واحد كما صرح ( ترمب ) واضاف بقوله ( تلك الليلة نمت مرتاحاً ) ,  لانه يعرف اين تقع الصواريخ ويعرف احداثياتها , بعد مقتل سليماني , وهذا الهجوم الواسع الايراني الواسع , جاء ضمن المسرحية المعدة سلفاً , والدليل تصريح وزير خارجية إيران بقوله ( أننا أبلغنا واشنطن قبل 72 ساعة من الهجوم , بأنه سيكون محدوداً للدفاع وحفظ ماء الوجه , ولا يسبب اضراراً الى اسرائيل ) بهذه ضربة محدودة وبسيطة , وتكتفي إيران بذلك ولا في نيتها اتساع الصراع الايراني الاسرائيلي واستمراره , ينتهي الى هذا الحد , ( وكفى المسلمين شر القتال ) لكن اسرائيل تصدت بنجاح وافشلت المخطط الهجوم الواسع , بل زاد من عنجهيتها المتغطرسة , بأنها تطالب بالرد العسكري الرد بالرد  , وتضعط على الرئيس ( بايدن ) ان يفتح لها مجالات الرد العسكري , رغم انه منع اسرائيل بالرد الفوري , تجنباً لاتساع الصراع العسكري في المنطقة , وامريكا تحاول بكل جهد كبح جماحه . ولكن مجلس الحرب الاسرائيلي يطالب بقوة وإصرار بضرب ايران في عمق اراضيها , بالضرب والرد بالمثل  وهنا عين المشكلة الخطيرة , وتحت الضغط الهائل من اسرائيل على القيادة الامريكية , بأن هناك ما يشير غض الطرف عن ضربة محدودة من اسرائيل الى ايران لا تتجاوز خطر  اتساع رقعة الصراع في المنطقة , بأن لا  يكون هناك رد ورد متبادل , وبالتالي تخرج السيطرة عن ارادة المخرج الامريكي , رغم فشل الهجوم الايراني ونجاح اسرائيل بصد الهجوم  , بل قدم خدمة كبيرة الى اسرائيل اخرجها من ازمتها الداخلية المتفاقمة , واخرج اسرائيل من الادانة العالمية الى التعاطف معها , وقدمت خدمة  كبيرة الى نتانياهو من عزلته الداخلية والعالمية الى التعاطف والاسناد , وبالمقابل اظهر ايران للعالم بأنها  دولة ارهابية , ومواقفها عامل مزعزع وعدم استقرار في المنطقة ,رغم خروج اسرايل منتصرة من المجابهة  العسكرية مع ايران , ولكن تبقى المواجهة مفتوحة على كل الاختيارات والاحتمالات , لان اسرائيل معروف عنجهيتها المتغطرسة والمتكبرة ,  لا يوقفها أحد حتى امريكا , وخاصة انها تملك قوة عسكرية هائلة بالتقدم التكنولوجي العسكري المتطور , وليس  هناك مقارنة بين القوة العسكرية الاسرائيلية والايرانية , الفرق شاسع جداً لصالح اسرائيل , واذا انزلقت الأمور الى  خارج السيطرة والتحكم , فليس بعيداً بضرب المفاعل والمنشآت النووية الإيرانية وحتى لو كانت تحت الأرض ب 80 متراً  , ان اصرار مجلس الحرب الاسرائيلي بضرب ايران يظل قائماً لا جدال فيه  ولكن هل تركع إيران بتقبل الضربة الاسرائيلية  بعدم الرد , وعدم انجرافها الى الاسواء . وتتجرع طعم  الهزيمة  الفادحة القادمة  ؟
    جمعة عبدالله

3
قراءة في الديوان الشعري ( زنابق السنين ) للشاعر د.  بهجت عباس
  المضامين القصائد الشعرية  العمودية   , انزاحت الى تناول قضايا مهمة في الشأن السياسي والديني للحقب السوداء المتعاقبة على تاريخ العراق السياسي , التي مرت على العراق , ودفعته الى  حافة العواصف الهوجاء , التي تميزت  في انحراف البوصلة خلال أكثر من ستة عقود عجاف ,  تجرع كأس الحنظل في   المخاطر الجسيمة ,  التي لعبت في مصير الوطن والانسان الى حافة الانزلاق و التصادم العنيف بين الفرق السياسية  . القصائد الشعرية برعت في صياغة  القصيدة العمودية على وقع  أنغامها وبحورها الشعرية في إيقاعات موسيقية مختلفة الترنم والترتيل , في لغة شعرية سلسة ورشيقة وواضحة ,  بحيث تتحرك بوهج الفعل المتجسد من أتون هذه الحقب السوداء , التي مرغت الوطن في المستنقع العكر   ,    عقود عجاف , وتجرع مرارة معاناتها المتشظية , في معالم البطش والاستبداد والطغيان في اتجاهات مختلفة ,  ولم ينقطع نزيف الدموي منذ آنذاك ولحد واقعنا الحاضر . القصائد الشعرية تمتلك الرؤية الفكرية الناضجة في الإحساس الذاتي الصادق , وتمتلك وضوح الرؤية , هذا الوضوح أتاح  فتح معالم القصائد في الاتساع والاشعاع , من افرازات هذه الحقب السوداء  , في مراحلها العاصفة  على ايقاعات تراجيدية  مأساوية  , ولم تغب السخرية والاستهجان والألم والحزن والغضب والاحتجاج , من هذا النزيف الدموي . الذي لم ينقطع نزيفه  من جسد العراق , من الظلم والحرمان والإرهاب ومآتم الموتى بالمجان , في الانحراف البوصلة السياسية والدينية من السيء الى الاسوأ , في الانزلاق السياسي , وتمزيق الهوية الوطنية والاجتماعية  في هذه المراحل العجاف . وقصائد الديوان الشعري ( زنابق السنين) تشكل وثيقة بيانية صارخة  للأحداث الملتهبة التي مرت على تاريخ  الوطن . منذ ان سرقوا أجهضوا ثورة الشعب في ارتكاب سفك  الدماء والمجازر ومشانق الموت في الشوارع والساحات  , في اغتيال عهد الجمهوري الوليد , الذي جاء ليضع العراق على سكة السلامة في الازدهار والتطور . وعبر الشاعر عن فرحته بهذا الحدث الكبير في تاريخ العراق بقصيدة ( ثورة الشعب ) . وترنمت على ايقاع صدى الشعبي الواسع الذي فرح في انطلاقة الثورة .
   
يا ثورةَ الشعبِ، صُبِّي وابلَ الغضبِ
وحطِّمي كلَّ فـكـرٍ شـاردٍ جدِبِ
وقوِّضي كلَّ ما يَبـنونَ مـن عُرُشٍ
فقد أبَـوْا أنْ يسـيرَ الركبُ بالأرَبِ
وحطِّمـي كلَّ بـاغٍ من خسـاستـه
أنْ يقذفَ الشعبَ بالأهـوال والكُرَبِ
  لكن مسيرة الثورة انتكست وخابت الاحلام والامال , واجهضت انطلاقة الثورة  في مهدها  . وضاعت فرحة الشعب , فقد عصفت بها عاصفة هوجاء اقتلعتها من الجذور . من المغامرين المأجورين . الذين عملوا في الظاهر والخفاء على اغتيال الثورة وغرقها بالدماء . من احد المتهورين  الذين حط على رأسه طير السعد , ليمتطي الموجة صولجان الحكم والنفوذ , وما شخصية ( حمدي ) هي رمزية لكل طاغٍ ومستبد يضع نفسه الاله الاعظم والشعب عبيد تابع له , يؤدي فروض الطاعة والمهانة والذل  , بالتلويح  بالقبضة الحديدية في البطش والتنكيل لكل من يخرج من طاعته .
   
وربَّ عبدٍ كان يُدعى حمدي         حطَّ على رأسه طيرُ السعدِ
فراح يبدي العنفَ والتحـدّي        وينظر الناسَ بعـين الحقدِ
واختار في الدنيا طريقَ الكيدِ        يُـعلّل النفسَ بأغلى صـيْدِ
فلَطَمتـْه كفّ دهـرٍ وغْـدِ         فصار قرداً من قرود الهنـدِ
صـيَّره الزمان حَيْـزبونـا        يبـتدع الفنـونَ والشجونا
وينهـش البائسَ والمسـكينا       ويحسَـبُ العبادَ مارقيـنا
والناسَ، إنْ لمْ تُصغ،ِ خاسرينا     لا يفـهم اليسارَ واليميـنا
لا يُـدرك الظاهرَ والمكـنونا     وإنَّ في الغيب له شؤونـا

  صناعة الدكتاتور وخلقه هي من ارادة الشعب وصنعه بنفسه لنفسه .  في بادئ الأمر كان  للتسلية والملهاة وانتهى بالتراجيديا المأساوية ,  حين صنعوا دمية  التنين  , وصلوا ودعوا الرب ان يبث الروح في دمية التنين ,  وحين استجاب الرب الى دعواتهم وصلواتهم  في بث الروح في التنين , وتحركت روحه  واستقام له الحال والمقام , وبعد ذلك  جرعهم المر وجعلهم يتلوعون بنار جهنم . فدعوا الله في صلواتهم أن يسلب الروح من هذا التنين الوحش ,  فلم يستجب لهم , وأخذ التنين يرقص فرحاً ويقهقه زهواً على غبائهم وسذاجتهم   .
   
صنـعـوا مـن الطِّـين تـنّـيـناً للهوهمْ.
صلَّـوْا ودَعـَوْا ربَّـهم أنْ يبعثَ فيه الروحَ ، فـفعـل .
فلما دبَّـت الحياةُ فـيه ، انـقـضَّ عليهم فهـربوا .
ولما دخـل بـيوتَهـم ، هـجروها ونـاموا في العَـراء.
أخذوا يصلّـونَ ويـدعون الربَّ أنْ يسلبَ الروحَ منه ، فأبى!
أخذ التِّـنّـينُ يـُقَـهْـقِـه وهـم يُـوَلـوِلـون!
لقد أصبحت نعمة النفط نقمة ودمار  ولهيب تحرق  الشعوب وتدميرها , أن تكتوي بالنيران , بدلاً أن تكون نعمة رخاء ورفاه وسعادة  . حدث العكس , فقد أصبح النفط  نقمة ومعاناة ,  فقد  فتح بابواباً عريضة لحيتان الفساد وحاشيتهم في  النهب واللصوصية في وضح النهار , ويحرمون الشعوب من خيراته . أصبحت موارد المالية الضخمة مرتعاً لتنافس والنفوذ على الغنائم الحصص بين أصحاب الجاه والنفوذ. فقد اصبح الذهب الأسود مصدر الشقاء والبؤس وعدم الامان والاستقرار , وأصبح مصدر للحروب والنعرات والفتن .
     يـا نفط بـلْ يا لهبُ     أأنتَ حقّــاً ذهبُ؟
أشـقيتـَنا أحرقـتـَنا    جعـلـتـَنا نـنـتـحـب ُ
أغـريتَ كلَّ طـامعٍ    بنهبِ ما لا يُنهَبُ
وكـلَّ سـفـّاح ٍ أثـيـم ٍ دمَـــنــا يسـتـعــــذب ُ
دعـوتَـهمْ لأرضـنا    لبّـَوْا فكان الشَّجَـب ُ
قد خلقـوا أبـشـعَ وحــش ٍ شـهدتـه الحِـقَـبُ
ونَصَّـبوا حاشـيـة ً    ذئـابُ غـاب ٍ تـثـب ُ
وخـلفـه أزلامـُـــه    لا خـُلُــق ٌ، لا أدبُ
وتضمن الديوان الشعري بعض الرباعيات المتفرقة , التي تملك صياغة شعرية وتعبيرية مبهرة في الصورة والدلالة تجسد الواقع في كل مجرياتها المنحرفة عن جادة الصواب , بأن هذه الدنيا من صنع البشر , حينما يعلو الجهل والأوهام والخرافة , الى المراتب العليا , والوعي الثقافي والفكري الى  المراتب السفلى , ماذا تكون نتيجة أفعال الدنيا والحياة ؟ .
      هذه الدّنيـا صنعــناهـا بأيـديــنـا كـئيـبـة
ورفعنـا الجَّهـلَ والأوهامَ أعلاماً رهيـبة
وتركـنـا العقـلَ يستـهدي بآراءٍ مُـريـبـــة
فزرعنا الموتَ والأحقادَ في أرض خصيبة
--------------
   وكذلك تضمن الديوان الشعري على بعض الخماسيات ذات الاشطر  الخمسة , بارعة الصياغة والتعبير في دلالتها البليغة عن حقيقة الواقع للطبقة السياسية الحاكمة للعهد الجديد , التي تملك السلطة والنفوذ والمال الوفير .
   يلعب اللصّ ُبقوتِ الشَّعب والرأسُ عِـمامـة
وجـهـُه ينضح حـقـداً وخداعـاً ولآمـة
فَمـُه يلهـجُ بالحمـد فقـد نـال مـرامَـه
أهوَ الدّيـن الذي أرخـى على العقـل غمامة ؟
أم هُـوَ الشَّيطانُ قد سلَّـمَ للشَّيـخ زمامَـه ؟
  جمعة عبدالله


4
قراءة في كتاب ( أربع شخصيات عراقية من التاريخ ) الكاتب واثق الجلبي


  صورة الإله هرمس وصولجانه الإلهي 

  دراسات موجزة تتناول أربع شخصيات عراقية , حضارية وتاريخية . لعبت  دوراً بارزاً في الماضي القديم , وقدمت إسهامات جليلة ومتنوعة في مجالات عديدة في الفلسفة والمعارف العلمية , التي تتعلق في الحياة والوجود والحكمة , واختصاصات في علم الفلك والنجوم والجغرافيا والتاريخ والرياضيات , كما برزوا كفلاسفة, ولهم أعمال مرموقة وبارزة  وحكماء عصرهم الحضاري والتاريخي , سلط الضوء عليها في دراسات موجزة لكنها تحمل معلومات مهمة في القراءة  والتحليل بما يخص هذه الشخصيات , برؤية معاصرة هادفة ورصينة , باعتمادها على الكثير من المصادر والمراجع المفيدة  والموضوعية  , تتحرى الحقيقة والدقة في الطرح والتشخيص , وبما يدور من أسئلة وتساؤلات لفهم أكثر لهذه الشخصيات  المعنية . اعتقد ان الكاتب ( واثق الجلبي ) بذل جهوداً مضنية في تقصي الحقائق بكل موضوعية , في البحث والتنقيب في المصادر , ليكون كلامه مستنداً الى مراجع قيمة , في تسليط حقيقة هذه الشخصيات : اسماءها المتعددة , مكان ولادتها , انتماءها الى البلدان التي برعوا فيها , و أعمالهم ونشاطاتهم , التي تركت بصمات مضيئة على صفحات التاريخ الحضاري , لذلك اعتبر هذه الشخصيات جدلية , لأن وردت أسماؤهم في الحضارات القديمة الثلاثة . العراقية والمصرية والاغريقية , لنقف على ناصية الحقيقة بتنوع اسمائها في كل من هذه الحضارات الثلاث , لأن كل حضارة تدعي بأن هذه الشخصيات تنتسب إليها . بدون  شك هناك تداخل حضاري قائم بالتواصل والتبادل المعارف في مجالات شتى من الحياة والوجود . لذلك سأركز في التناول على شخصيتين من هذه الشخصيات الاربع : 
  1 - الشخصية الأولى : اخنوخ , هرمس . ادريس .
اي ان النبي ادريس له أسماء  مترادفة  في الحضارة المصرية والإغريقية , ويستخلص الكاتب ( واثق الجلبي ) خلاصة استنتاجه بأن ادريس ( هو رجل واحد وليس ثلاثة رجال ) ص24 . وكتاب الأستاذ الدكتور احسان محمد الحسن في كتابه ( الأنبياء.  عراقيون ) يؤكد على عراقية انتمائه . كما ورد اسم النبي ادريس في القرآن الكريم , ولكن الحضارة المصرية القديمة تنسبه بأنه مصري ولد في الاسكندرية , وساهم في بناء الأهرامات ودفن في الأهرام الكبير , ونسب إليه كان يسمى ايضا هرميس وفلسفته الهرمسية , وكذلك ورد ذكره في الحضارة الاغريقية بأسم ( Ερμης / هرمس وفلسفته الهرمسية ( Τρισγιστος  أو Ερμητισμος ) وهو من الآلهة الالمبيون الاثنا عشر / ست رجال وست نساء ) . وهو ابن رب الالهة ( زيوس ) ورسوله الذي يتصل بالالهة الآخرين ( بمثابة  شخصية جبرائيل في الاسلام ) , والفيلسوف أو الاله هرمس , فلسفته تعلقت في الوجود والحكمة والحياة , ونشط في تحويل الخرافة الدينية الى فلسفة العقل أو المنطق بتنظيفها من الخرافات الى الاسطورة الفلسفية . وتتفق الحضارات الثلاث ( العراقية والمصرية والاغريقية ) في نشاطاته أي أخنوخ أو ادريس او هرمس , اختص في مجالات علم الفلك والنجوم والجغرافية والرياضيات والتجارة .
 2 - الشخصية الثانية : تنكلوشا
فيلسوف وحكيم من اهل بابل , له عطاءات كثيرة في مسائل الحياة والوجود , وجاء ذكره من بين الحكماء السبعة في التاريخ القديم في كتاب تاريخ الحكماء ( تنكلوش البابلي , ربما تنكلوشا والأول أصح , هذا احد السبعة العلماء الذين رد اليهم الضحاك البيوت السبعة , التي بنيت على أسماء الكواكب السبعة , وكان عالماً في علماء بابل وله تصنيف وهو كتاب الوجوه والحدود كتاب مشهور بين أيدي الناس وموجود , ومدينة الكلدانيين مدينة الفلاسفة من أهل المشرق وفلاسفتهم أول من جدد الحدود ورتب القوانين ) ص29 , رغم عطاءاته الفكرية والفلسفية , عانى الإهمال والإجحاف , وله اهتمامات فلسفية في الحب والعشق والرغبة ( العشق مرض نفسي صعب العلاج وحالة تعرض العقل والنفس وهو بفعل الزهرة والمريخ , اوله الزهرة واخره المريخ , لأنه يبتدئ بالالفة والتشويش والاضطراب ) ص30 . مما هو جدير بالذكر في الآلهة الرومانية  اله ( كيوبيد ) اله الرغبة والحب والجنس , وهو ابن الهة الحب والجمال في الحضارة الرومانية ( فينوس ) , يقابلها في الحضارة الإغريقية ( افروديت ) ويقابلها في الحضارات العراقية , عشتار واينانا , إلهة الحب والجمال  . وكذلك في الحضارة الإغريقية إله الحب والجنس والرغبة  والزواج  إله ( ايرا / Ηρω ) ,
   

   صورة الاله ايرا / Ηρα / اله الرغبة والحب والجنس والزواج
  والبعض يدعي بأن الفلسوف / الحكيم  ( تنكلوشا ) بأنه فارسيا أو رومياً أول اغريقياً .
 ومهما اختلفت الأسماء والنسب , وهذا طبيعي جداً في تداخل الحضارات القديمة , لكن تبقى شخصيات عراقية اضاءة وجه التاريخ والحضارة في مجالات العلم والمعرفة والفلسفة , واعتقد ان الكتاب لأربع شخصيات عراقية من التاريخ مهم في المكتبة العربية , في تسليط الضوء على ثقافة الحضارات العراقية الراقية , التي تمثل الوجه المشرق لحضارة وادي الرافدين . كتاب جدير بالاهتمام والقراءة
   جمعة عبدالله






5
متاهات  المرأة في المجموعة القصصية ( معابر الدهشة ) للاديبة زهرة الظاهري
   
   النص السردي يمتلك براعة الصياغة والخيال الفني , في صياغة وخلق وتكوين  الحدث , في الغور في الأعماق في عتبات السردية للنص , في الاتجاه الواقعي , أو الواقعية الاتجاه  التي تملك  المغزى والمعنى والايحاء البليغ في دلالته , هو يدخل في سيكولوجية المرأة التي تبحث عن الأمل والحلم والحب وتشوقه , في مجتمع وتقاليده تقف بالضد  من المرأة , أو  في الاحرى  المجتمع الذكوري يعطي كل الحق للرجل , ويسلب كل الحقوق للمرأة , في سبيل ان تظل ظل الرجل , أو اسيرة رغباته وافعاله , أن يكون ولي امرها , والقائم على شؤونها وبرمجة رغباتها وسلوكها وطريقة حياتها وظروفها وأسلوب طريقة معيشتها . في مجتمع ينظر بشكل أحادي للرجل ويترك المرأة تغوص في الظلم والمشقة والمعاناة  . هذه بيانات النص السردي في المجموعة القصصية ( معابر الدهشة ) أن الاديبة ( زهرة الظاهري ) تحاول ان تغوص في الازمة الحياتية الظالمة للمرأة بشكل عام  , وبشكل رصين بكشف الحقائق والوقائع في تداعيات الاجتماعية وتصدعها اليومية والمعيشية . في لغة سردية مشوقة وجذابة , بحيث تثير اهتمام القارئ وتترك اثراً في ذهنه من  التأمل والتفكير , وهو يتابع الاحداث الصادمة في النص السردي . واختارت الضمير المتكلم لقيادة دفة الأحداث وبرمجتها , وهي تحمل شحنات  من الانفعال والتعاطف في المشاعر في حسها ونبضها الانساني , وفي مخاطبة الآخر , مواد سردية من خامة الواقع الاجتماعي  , في جمالية عتبات النص , الذي يحمل ثنائية قبل وبعد الحدث ( ميتا سردية ) في النص والشخصيات , التي تغوص في البؤس والمعاناة في حياتها اليومية , يمتلكها القلق والخوف من المجهول , لذلك نجدها محبطة في الخيبة ومنكسرة في التصدعات النفسية في القهر في الواقع الاجتماعي , الذي ينهال على المرأة في كومة اخفاقات لتشكل لها أزمة حياتية ونفسية من الانكسارات .
   لنقتبس بعض القصص في إيجاز شديد : 
  1 - قصة العرافة :
  للخروج من دائرة اليأس والإحباط في حياة المرأة المتكسرة نفسياً في مشاكلها اليومية , تلجئ الى العرافة , لكي تساعدها للخروج من النفق الحياتي المليء بالضباب , لكن العرافة نهج عملها الابتزاز والدجل والغوص أكثر فأكثر في المشكلة  , حتى تخلق لها عقدة نفسية متشظية عند زبونتها , رغم المرأة دفعت المال و باعت أساورها الذهبية واقترضت المال الكثير  ,  دون أن تجد كوة أمل . حتى العرافة ضجرت منها بتذمر وأرادت أن تقطع صلتها والكف في المجيء اليها  لتقول لها في آخر لقاء ( أتعبتني بشكواكِ  وتبرمكِ من كل ما حولكِ , لماذا لا تقتنعي بأن حظكِ من الدنيا سيء جداً , تصرفي في نظركِ تماماً على ان يكون قادم الأيام مواتياً لامزجتكِ الغريبة , أنسي أنكِ امرأة خلقت لغير البؤس , و تخففي من آفاقكِ الواهية ) ص13 . 
  2  - قصة فلس :
 من سخرية الأقدار ومهازلها الاجتماعية من الآباء في اختيار اسماء غريبة لابنائهم , تكون محل تندر واستهزاء وسخرية من الناس , وتكون هذه الاسماء الغريبة ,  ثقيلة على صاحبها مثل أسم ( فلس ) رغم انه خريج جامعة , لكنة يشعر بالارتباك والتذمر من اسمه الغريب بين الناس  , وترشده احدى الموظفات التي استغربت من  اسمه ( فلس ) واقترحت عليه الذهاب الى المحكمة في سبيل تغيير الاسم الى اسم مناسب , وبالفعل قدم طلب الى المحكمة بتغيير الاسم , نظر قاضي الى اسمه الغريب وقال متذمراً ( - ابوك الامي الجاهل أسمه ابراهيم العريبي وانت الشاب خريج الجامعة أسمك فلس ؟ ) ص27 . وتم تغيير اسمه الى أسم مجد ابراهيم العريبي .
  3- قصة حمام الشفاء :
  امرأة بائسة منكودة الحظ , كأنها خلقت للقهر الاجتماعي , ان تكون لعبة بغض وكراهية  من زوجة أبيها بعد وفاة أمها , أن تجبرها على الزواج من رجل يفوقها عشرين سنة ومعتوه كأنه من أهل الكهف , وضع مصير حياته بيد أمه , التي عجزت أن تجد امرأة واحدة تقبل بهذا المعتوه بالزواج , وكانت الام شريرة في تعاملها الخشن والقاسي , وكانت المسكينة في عذاب ومحنة , وكانت على الدوام آثار التعذيب الجسدي واضح في جسمها , من رضوض ودماء من الفم والأنف وبقع السياط على جسمها , وزادت معاناتها انها انجبت جنين معوق ومشوه بعد ولادة عسيرة , فلم تعد تتحمل المزيد من المعاناة , وفي ليلة كالحة هربت مع طفلها المعوق , ليستقر بها المقام . ان تشتغل في حمام النساء , وتحت رحمة صاحب الحمام وزجته العجوز في استغلالها بابشع صور من المعاملة القاسية , وبالتالي زوجة صاحبة الحمام دبرت  لها مكيدة بتهمة سرقة أساورها الذهبية الثمينة وجرجرتها الى المحكمة , لم يفلح بكائها ودموعها الحارقة بأنها بريئة من التهمة ,وفي يوم قرار المحكمة طلبت من قاضي أن تكشف خفايا واسرار من الفضائح للزوج والزوجة , وخشية من كشف هذه الفضائح , سارعت العجوز البدينة الى سحب دعوة السرقة والتسامح عنها بحجة ( المسامح كريم ) .
  4 - قصة كورونا :
الاب مناضل سياسي تعرض الى السجن والاعتقال بسبب مبادئه السياسية  السامية بالمثل العليا في سبيل الدفاع عن  المظلومين والمحرومين , وكان يملك الجرأة والعزم والارادة , فلم ينحنِ للمضايقات والاضطهاد وكان داخل السجن ( يغني مع رفاقه سجناء الرأي , وللحرية والفلاحين والمقهورين وللذين  قضوا نحبهم تحت السياط وهم يهتفون بالقدس وفلسطين ) ص51 , وتحملت اعباء الحياة القاسية ابنته , لانه خرج من السجن فقير معدم , ولا يجد احداً يشفع له ويقدم العون لحالته  الرثة , وزاد الطين اكثر بوًساً تعرضه  بإصابة بـ الكورونا , ولم يستطع الذهاب الى المستشفى وشراء الدواء , لأن كل ما جمعته ابنته من المال كان شحيحاً لا يلبي الحاجة للعلاج والدواء . وتدهورت صحته اكثر , وابنته تفتش عن وسيلة نقله  الى المستشفى .
 5 - قصة نور :
 قصة مأساوية تمثل صرخة احتجاج وادانة للمجتمع وتقاليده الظالمة بحق المرأة , في ارتكاب جريمة قتل متعمدة ,  للفتاة انجبت منذ سويعات قليلة  جنين غير شرعي , في عملية دهس وحشية مزقت جسم الفتاة الى اشلاء متناثرة , وبالصدفة كانت هناك امرأة شاهدت مشهد الجريمة بشكل كامل , هرعت اليها , وتطلعت الحاوية القمامة , وجدت هناك علبة بلاستكية , حين فتحت العلبة وجدت في داخلها ,  جنين ملطخاً بالدماء , عارياً من الثياب , رغم البرد والمطر , وانطلقت بالجنين وقد لفته بعطفها صوب مركز الشرطة , تطلعت في وجه الجنين , كان نائماً كوجه ملاك بريء , ابتسمت له وهي تردد بحنان الأم ( - نور سيكون أسمك نور , ستنيرين الدنيا بضيائكِ ) ص109 .
    جمعة عبدالله
   
 

6

معالم الدولة الديستوبيا الدينية في الرواية القصيرة جداً ( مذكرات كلب ) للأديب  حميد الحريزي
   

   المتن الروائي يمتلك براعة فائقة في الجانبين :  الصياغة الفنية في  شكلها الحديث المتطور في  جنس الرواية القصيرة جداً, ومن جانب التداعيات الرمزية في  التعبير الذي يحمل دلالة واشارات   البليغة  المعنى والمغزى , في بعد رؤيتها في الجانب الفكري والسياسي والاجتماعي والديني , بأنه يغور في العمق التناول الشجاع في كشف العيوب التي تقود في انحراف الحق والعدالة باسم  الدين من قبل اصحاب  العمائم الدينية المزورة والمنافقة  . التي كشفت عن  مضامين جوهرها الحقيقي بدون اقنعة .تشكلت  في محطات هذه   الرواية القصيرة جداً  , هذا الوليد الحديث خرج من رحم الرواية , في الصياغة المركزة والمكثفة ,  والترميز  البليغ في رسائلها الساخنة والملتهبة , في عمق المعنى  الدال من صلب الواقع ومعطياته , و بما تحمل من معاني ومفردات متنوعة الجوانب ,  وفي تداعياته تجلياته المكشوفة وغير المكشوفة  , بل السرد يغوص في أعماق  الأسرار والخفايا القصر الحاكم والناهي الاكبر   , يعطيها البعد الرمزي و دلالته , في سبيل إيقاظ العقل من سباته  بالرنين المدوي الذي يثقب طبلة الأذن   , لقد وظف الاستاذ حميد الحريزي بما يملك من طاقات مبدعة ومحاولات تجريبة خلاقة  في السرد الروائي , أن يوظف ويشتغل على  هذا الجنس الجديد , الذي يسمى (  الرواية القصيرة جداً )  ويحمل ريادته من خلال أعماله الروائية المتعددة ,  في فن السرد الروائي الحديث العراقي , وهذا الشكل الأدبي الجديد  , يحمل كامل مواصفات الرواية الكاملة . ولكن براعته الفنية تجاوزت  , بأنه  وظف لسان المتكلم  بشخوص الحيوانات في احدث السرد  , أن تكون هي  الفاعل والمحرك في المتن  الروائي , وهذا الجنس الأدبي  في توظيف الحيوانات في السرد الروائي , هو أدب قديم منذ زمن   الاغريق وحتى اليوم   , مثل رواية ( مزرعة الحيوان / جورج اورويل ) بأنه وظف روايته السياسية بشخوص الحيوانات , بالضبط مثل ما فعل  الاستاذ حميد الحريزي  وظف روايته السياسية برسائلها المتعددة الجوانب بشخصية ( الكلب ) في تدوين  سيرته ومذكراته الحياتية , لكي يعبر عن الواقع وارهاصاته والمحركات التي تقوده وتتحكم به , بدون شك  أن  معطيات وانطباعات جنس الرواية القصيرة جداً ,  تلبي متطلبات العصر الحديث  , الذي تتحكم به السرعة والاختصار الشديد دون مطولات سردية . ومذكرات الكلب تفتح باب  للحوار والجدل والمناقشة , في تأويل شفرات الرمزية , التي امتلأت في ثنايا السرد الروائي , في تقنياته الحديثة ورؤيته السياسية والايديولوجية , التي سلطت الضوء الكاشف في الخداع والدجل والنفاق في جبة الدين من اصحاب العمائم المزورة قلباً وقالباً  , التي تأخذ معالم شكل  ( الديستوبيا ) في الدولة الدينية , بكل بساطة استخدم رمزية الكلب في سرد مذكراته , لأن الكلب معروفاً بطابع الوفاء  والامانة ,  وعدم الخيانه الى ابناء جنسه أو جلدته , مهما انحرف سرعان ما يعود  إلى رشده الى احضان أبناء جنسه , ولكن لهذا الرجوع  ثمن باهظ , بينما نجد جنس البشر بسهولة جداً ان يخون ويتنكر الى ابناء جنسه وجلدته , بل يقف بالمرصاد لهم في الموقف المعادي ,  ويتباهى بهذه العدوانية والدونية  ,  والخاصية العدوانية الخبيثة في جنس البشر ,  غير موجودة  في جنس الكلاب , وتدور عجلة السرد في البداية  , هو  ما أحدث صدمة للكلب ( حنفوش )  بعد موت رفيقه (ابو عليجة )  فبعد انتهاء مراسيم التشيع والدفن من قبل  اهالي  حي التنك , اقسم الكلب ( حنفوش ) فوق قبر رفيقه قائلاً ( يا أخي لم تسمح لي الظروف ان اجيب على سؤالك لي , منْ أنا وكيف وصلت الى حي التنك ؟ سأخبرك بكل التفاصيل التي لا  تعرفها عني وانت في قبرك , وقد ألحق بك قريباً ) ويبدأ بسرد تفاصيل حياته في مذكراته اليومية , منذ أن كان جرواً اختطفوه من الشوارع  , وجلبوه  الى بيت السيد الكبير , الذي أوصى بالاعتناء به وتربيته و تدجينه من اجل ان يكون من جوقة الحاشية والاعوان  ,  أن يكون من الجوقة الببغاوية , التي لا تعرف سوى العظمة والتمجيد السيد صاحب القصر , الذي يملك الصولجان والجاه والنفوذ والمال الحرام  , وبذلك ادخلوه في حضيرة القطيع  , وعرضه على الطبيب البيطري , في التحليلات الطبية , وزرقه  ببعض اللقاحات ,  وإعطاءه بعض  الإرشادات الطبية والصحية الضرورية  , ليكون سليماً وقوياً بالصحة والجسم المتعافي , وقاموا الخدم بالواجب حسب التعليمات ( أمر الخدم تحميمي  وغسلي  جيداً بالشامبو والصابون المعطر , وتخصيص مكان خاص لي واطعامي , مما أثار استغرابي  كثيراً  , هل أنا في حلم أو علم ,  ما هذه اللحوم  وماهذه العناية الخاصة والروائح العطرة  أطعمت واكلت الكثير من اللحوم الحمراء والبيضاء , وقد كنت احلم بعظم مكدود وبعظام سمك ترمى لي من قبل اسيادي الفلاحين الفقراء في القرية , كنت اغتسل في ماء النهر  الخابط , ولا اعرف معنى الصابون ناهيك عن الشامبو !! ؟؟؟) لذلك انتقل من حالة التشرد والفقر والبؤس , الى حالة راقية من البذخ والنعيم , بالضبط مثل حالة اباطرة اليوم بما يتنعمون من الرفاه والرخاء المتخم , بينما كانوا بالأمس  في حالة بؤس وفقر مدقع سواء كانوا في اوربا أو في  ايران , هذه الطفرة الهائلة لم تخطر في بالهم حتى في الأحلام , ولكن تناسوا وتجاهلوا حياة الفقر والمعاناة في المعيشة الصعبة والقاسية  ( اقف احياناً أمام القرويين التعساء وخاطبهم  :
 - انتم محرمون من أكل لحم الطير والاسماك والدجاج الذين تربونه في بيوتكم ولكنكم تأتون به لهؤلاء المكرشين الأثرياء المتخمين بشتى أنواع المأكولات التي لا تعرفون انتم أسمائها أو طعمها وشكلها ) هذه المفارقة الاجتماعية غير العادلة , ولكن غشاوة العقل بالبصر والبصيرة , لا ترى ولا تسمع ولا تفهم ولا تدرك ,  لأنهم في حالة التخدير الببغاوية ( فيا لكم من بؤساء كل ما تصبون اليه كسب رضا اسيادكم , الذين كل ما يفعلون هو الإمعان  في استغلالكم وامتصاص دمائكم ودماء عوائلكم ) لم يتوقف السادة الأباطرة  على البذخ والنعيم , بل انغمسوا  بالمتعة الجنسية  في الليالي الحمراء , و يغدقون المال الوفير  دون وجع ضمير ومن ضلع البسطاء والتعساء , ولكن الغريب في الأمر , ان  يتركون زوجاتهم  بحرية ان تتبرج  تتجمل بالالوان الفارقة ,  وتتزين بالذهب والمجوهرات والحياة المزينة بالالوان الوردية  , بينما يحرمون المرأة من كل شيء بسيط  بشكل صارخ في الانتهاكات , وتزويج القاصرات الصغيرات  دون ارادتهن ورغباتهن  بحجة المحافظة على الشريعة والناموس . والكلب ( حنفوش ) يفضح أسرار ما يدور في داخل  قصر السيد الكبير من فضائح   ومهازل  خالية من السلوك السليم ومنطق  المعقول  , ويتمادون في حالة الذل والإذلال والمهانة لجنسهم من البشر , حتى يحرمونهم من حق الحياة والعيش الكريم .  بل نجد شرائح من  الفقراء تعتاش في رزقهم اليومي , في البحث في حاويات الأزبال , وهم في بذخ النعيم والحرير في فردوسهم المرصع بالذهب والدولار , ويكونوا سيفاً قاطعاً وحاداً لكل من يتذمر على المعاناة , لكل من يطلب بحقوقه الشرعية في الحياة والعيش , لكل من يرفض حالة البؤس والتعاسة , والمسحراتي يدق طبلته في استيقاظ النائمين في سبات نومهم  ( يا ناس اكعدوا , انباكت بيوتكم وانتهكت أسراركم ) و (يا ناس اكعدوا سرقكم الحكام وخذلكم الإمام  , فالى متى تبقون نيام ). ولكن خناق الازمة الحياتية ,  ترفع رصيد التذمر الى حالة الغليان العارم الى الاعلى  , ولكن  تواجه بالعنف المفرط , كل من يرفع صوته بالرفض والتذمر , توجه إليه التهم الجاهزة في قوالبها , نجس . كافر . ملحد . عدو الله والدين , ولا يؤمن بالله الخالق عدو الدين والإنسان  والوطن  , يقويض الأمن والنظام , وبذلك يحق شرعاً قتله أو اغتياله , او قطع لسانه أو يديه , او غربلة جسمه بطلقات الرصاص , لانه يهدد دار السيد المأمونة . حتى لو كان الامام علي ( ع ) حياً لقتلوه شر قتلة واتهموه بشتى الأوصاف التي تبيح القتل والاغتيال , و يسترشد بقول الشاعر مظفر النواب ( أنبئك علياً .... لو جئت اليوم لقتلك الداعون اليك وسموك شيوعياً ) .
 هذه معالم الدولة الديستوبيا . ولكن احد الابطال من حي التنك  تبول على تمثال الرئيس , وهذا يعني تجاوز  الخط الأحمر في التجاوز  الخطير , ويفتح باب العنف والإرهاب , لاجهاض كل بادرة إشعال  شرارة قد تكون صغيرة  ,  ومن يمكن ان تتحول الى بركان من  الغضب الساطع في الساحات والمدن , لهذا السبب الخطير , اصدرت مديرية الامن العامة بياناً تحذر بشدة , لكل  منْ تتسول له نفسه بالتطاول على بيت السيد أو الرئيس القائد  , وكل منْ يتجاسر يكون نصيبه  الموت والاختطاف والاغتيال . وضمن هذه الاجواء الارهابية المرعبة , اصبحت حياة الكلب ( حنفوش ) في خطر جسيم , لانه خرج من باب الطاعة وحضيرة القطيع , واصبح يحرض ضد بيت السيد الاكبر , وكانت عاقبته الموت المتوقع . كما وعد رفيقه ( أبو عليجة )  عند قبره بأنه سيلتحق به قريباً ( في صباح اليوم التالي وجد عمال القطار , وبعضهم من سكنة حي التنك , جثة مهروسة على سكة القطار , فقرر احدهم دفنه الى جوار قبر رفيقه ( ابو عليجة ) , ولكن هؤلاء الاباطرة ينسون أو يتناسون الحكمة الصاعقة ,  لكل ظالم وطاغي , بأنه لا يمكن الانفلات من المصير المحتوم ( لو دامت لغيرك لما وصلت اليك )
             جمعة عبدالله
 
 

7

   أسرار الازمنة في الرواية القصيرة ( الصندوق الحديد ) للاديب قصي الشيخ عسكر

 
اتجاه  وشكل المتن الروائي يملك خصوصية متميزة , في الأدب الروائي في المهجر  , وخصوبة الخيال الفني المتولد والمتحرك  , وبراعته في صياغة الرؤية الفكرية وتجسيدها بهذا الابتكار الخلاق  , في حركة ديمومة الفعل الدرامي المتواصل الى الذروة , بطرح موضوعات غير مسبوقة في هذا الجنس الأدبي ( الأدب الروائي في المهجر ) والارتقاء  به الى الشكل النوعي , بأن يفتح بوابته بشكل واسع وآفاق غير محدودة , بتناول جملة موضوعات متعددة ومتطورة , وفق نسق هرموني موحد . والأستاذ قصي الشيخ عسكر ,  جند كل إمكانياته ومعارفه الشاسعة , باستغلال وتوظيف تجربته ومعايشته مع الواقع والحياة بأزمنتها المتعددة  , مما أهلته أن  يكون علامة بارزة ومرموقة في جنس الأدب  الروائي في المجهر  ’ لذلك نجد اطلق براعته الخلاقة  في الرواية القصيرة , والتي أطلق عليها  تسمية الصندوق الحديد , وهي تحمل معنى رمزي بليغ الدلالة  ,  وبالاشارة بتسمية الازمنة أو المراحل التي مرت على العراق بصبغته  بصبغها الخاصة والمعينة في النهج والسلوك والفعل والعقيدة بالصندوق أو الصناديق , والحقيقية بما في  جعبة  داخل هذه الصناديق وكشف اسرارها الظاهرة والباطنة في مراحلها المتعاقبة  ,  التي جرفت العراق في في رياحها العاصفة و المدوية   , يتناولها بشكل بارع ومرموق ,  وخاصة في الجانب الاجتماعي والسياسي في بيئة المجتمع ومحيط العائلة . وهذا الإصدار الروائي الجديد , يحمل في طياته اربع روايات مجهرية وهي :
  1- الصندوق الحديد
2 - الهاربان
3 ربيكا ( بطاقة  نعي )
4 وجهي البشع .
 ونحن بصدد تناول الرواية القصيرة ( الصندوق الحديد ) بما تحمل من  الصياغة الفنية والمضمون الفكري برؤيته الواقعية , في تناول ثنائي مشترك ضمن نسق واحد في أحداث السرد الروائي وهما :
 1 - مسألة الهجرة المعاكسة .
 2 - مسألة التكيف  والتأقلم مع المجتمع الجديد.
رغم صعوبة التناول والطرح هذين الجانبين , لكن  براعة الروائي الفائقة,  ولغته الجميلة المهذبة برشاقة التشويق , يدخل القارئ الى عرينها بكل طواعية وانجذاب مؤثر , برؤية واقعية وفكرية رصينة , وبالتالي يشارك القارئ في التأثير الحسي , في آلة التأويل وخاصة الأستاذ الروائي ,  يترك خاتمة النهاية مفتوحة للتأويل , ما بعد الحدث ( ميتا سردية ) , حسب وعيه الثقافي والفكري , ووضع الأشياء في نصابها الصائب بما يحمل هذا الصندوق من صناديق متنوعة ومختلفة  , وما تخص هذه الصناديق من اسرار عبر الازمنة المختلفة , لان كل صندوق يشكل ويحدد نوع الزمن أو مرحلة معينة بذاتها في نهجها السياسي والاجتماعي , فعلى سبيل المثال . صندوق النفايات و الأزبال والقاذورات . الذي ينتج من داخله وتفوح رائحته على المكشوف  من  الأزبال والقاذورات بالضبط متل ما تفرزه  صناديق الانتخابات العراقية المتعاقبة , هي في الحقيقة   تدوير النفايات والازبال القديمة بلون أو شكل جديد, أو بعبارة آخرى , بأن صناديق القاذورات القديمة  تعود بشكلها أو ثوبها الجديد, لا تختلف في المضمون والمحتوى عن الصناديق الحالية , من خلال عملية تدوير النفايات وتسويقها مجددا , ولكن بأشكال وبجلود مختلفة , ولكن الجوهر باقٍ لا يتغير , في النهج والسلوك الاجتماعي والسياسي..  وكذلك صندوق الارهاب والتفجيرات  الدموية التي طالت العراق مؤخراً  , والصندوق الذي بداخله  الذهب والمجوهرات , التي تخص المرأة لصبرها وتحملها في المعاناة في الظلم والاجحاف والحرمان من المجتمع الذكوري , في عاداته وتقاليده السلفية المتشددة  , تستحق وسام من الذهب والمجوهرات . وغيرها من الصناديق الآخرى . ولابد من تحليل مضامين هذا الثنائي المركب في هذه الرواية هما :  ( الهجرة المعاكسة والتكيف والتأقلم ),  ففي الجانب الأول الهجرة المعاكسة تختلف كلياً عن الهجرة إلى اوربا أو الى الجانب الاوربي , وصعوبات الحصول المهاجر  على الشرعية وقبول اللجوء , ثم صعوبات إيجاد فرص العمل ,  و مسائل حياتية أساسية آخرى تمس حياته ووجوده في المجتمع الغربي بما فيه الحب   . نجد في الرواية القصيرة ( الصندوق الحديد) ليس هناك  صعوبات جمة  , وإنما تعقيدات عويصة لا تتحمل ولا تطاق في العودة الى الوطن بعد غيبة طويلة  . وهذا يشير بوضوح بأن الوطن اصبح غريباً على ابن الوطن نفسه  , فكيف الحال بالاجنبي المرافق له , مثل الزوجة والأبناء يصاحبون والديهما   من المجتمع الأوربي الى المجتمع العراقي  , فأن الحالة تكون معقدة تصطدم بجملة معوقات من العائلة والمجتمع , تضع العائد إلى الوطن  , ان يصطدم بمشاكل جمة  , تجعله كأنه يدور في نفق مسدود .  في جانب مسألة التكيف والتأقلم مع المجتمع العراقي المحافظ في تأثيراته الدينية  وفي  العادات والتقاليد الاجتماعية السلفية  , مما تخلق احباط نفسي ووجودي , يدخله في دوامة الشعور  بأزمة الخوف والقلق , بأن الأمور تسير من سيء الى الاسوأ . كما في الحالة المأساوية  للعراقي ( ناصر )  العائد من الغربة بعد سنوات طويلة هو وزوجته الأوروبية ( النرويجية ) , ولكن تحت الضغوط الهائلة , يضطر اخيراً  الرجوع الى بلد زوجته ( النرويج ) :
             ×× احداث المتن الروائي  .
 مضامين المتن الروائي يتحدث عن عراقي من عائلة غنية ومحافظة دينياً , حصل على شهادة جامعية في اختصاصات النفط في لندن .رجع  الى العراق  الى مدينته البصرة , مع زوجته ( النرويجية ) التي تعرف عليها في أروقة الجامعة وتتكلل الحب بالزواج ورزقهما   بطفلين . لكن هذه العودة منذ ايامها الاولى واجهت صعوبات ومعوقات جمة , لا يمكن حلها وتحملها ,  وهي مشاكل عائلية واجتماعية , فالأب منذ الوهلة الأولى أبدى معارضته ورفضه الشديد , بالزواج من ( النرويجية ) النجسة و الكافرة والملحدة , واعلن ان ابنه العاق غير مرحب به  في البيت والعائلة بحجة  أن ( هل تدخل النجاسة البيت ؟  هؤلاء الاوربيون يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمور والعياذ بالله , وبناتهم يقترفن الزنا قبل الزواج ) ص34 . ويصرح علناً بالغضب الشديد ,  ليذهب ابنه العاق وزوجته الى جهنم  , بينما قلب  الام تخضع لإرادة الآب الطاغية وتبرر  رفضها لهذا الزواج وتعلله  بقولها ( أن ذلك لا يمنعها من الغضب على ابن ترك الأهل والجميع من أجل امرأة ليست من ثوبنا وجلدنا  ولا من  ملتنا  ! ) ص12 . مما جعلوا الزوجة ( النرويجية ) تعاني الإحباط والازمة النفسية والوجودية , تعاني الصدمة من المعاملة والعدوانية ,  من هذا الرفض العائلي ,  وكذلك من البيئة الاجتماعية , يقول عنها زوجها  ( -  لا اخفيك ان حالتها تطورت الى الأسوأ  ..... الصدمة كانت اقوى منها.. خوف من الآخرين وعودتها الى البصرة تزيدها رعباً ونحن في بغداد وحين نمشي في الأسواق تظن شقرتها تلفت الانظار وان هناك من يحاول التحرش بها واغتصابها أو قتلها ) ص13 . رغم أن ( ناصر )  يكن الحب الى زوجته , لكنه يشعر بالحرج والعجز الشديدين أمام  المعضلة العويصة التي وقع  في فخها , فالأب لم يتوقف عن غضبه وندمه تجاه ابنه ( - آه إني اعض الآن أصابع الندم ..... والله ذلك لن يكفي لو قطعت اصبعي ... الغلطة غلطتي , انا الذي بعثت ذلك الولد العاق الى الخارج ) 29 . وتتصاعدت حلقات النفور الشديد , حتى في ذهابها  إلى دورة المياه وعدم استخدام إبريق الماء ,اما من ناحية مائدة الطعام والمطبخ ( أما المطبخ فقد حرمت منه , رحن يضعن لها الطعام في صحن عند  الباب حتى إذا فرغت , رفضن أن تغسله تزعق احدهن ( DIRTY ) وتتعمد , ان تبسمل على النبي وهي تعلق الصحن بطرفي اصبيعها تحت الحنفية وقتا يطول دقائق ) ص54 .
 إزاء هذا الوضع السيء والمعقد , لم يعد يحتمل ولا يطاق , اضطر أن يعود الى بلد زوجته  ( النرويج ) مع طفليهما , مع العلم أن  وزوجها ( ناصر )  مصاب بمرض السرطان الذي اخذ يستفحل عليه حتى صرعه بالموت , لكن قبل وفاته كتب وصية نقلها ابنه الى اعمامه في البصرة  بقوله ( عمي , بابا قد أوصى أن يدفن في مقبرة النجف ) ص67 .
هذا يشير بوضوح لكي يثبت عراقيته الذي لم يتخلى عنا حتى بعد الموت  , رغم ما تجرع من علقم المرارة في المعاملة السيئة من الظلم والاجحاف .
    جمعة عبدالله

Ένα συνημμένο • Σαρώθηκε από το Gmail

8
أدب / الحق ينتصر دائماً
« في: 17:43 01/11/2023  »


القصيدة  : الحق   ينتصر دائماً


للشاعر يانيس  ريتسوس
  ترجمة : جمعة عبدالله


            ×  الحق ينتصر دائماً
   تفتح الابواب
  من بقيَ يلوح بالسلام  على المغادرين
   كل المغادرين
  المدن امتلأت بالإعلام والطبول
  شغاف الفجر يرسم أحلامنا
 تضيء  اليونان بضوء  احلامنا
  تغسل الشمس
   الوجوه النظيفة التي تمثل الإنسان
   تحيي الطرق التي تؤدي إلى المعركة 
  الأبواب تبتسم في وداعها
تسمع ضربات الرجال على الأسفلت
  بقوة عزيمتهم
   وهم يتوارون  في عمق الطريق
  في المساء يتقاطرون في محطة خافتة الأضواء
   هناك ينتظرون القطارات
  تطلق صفاراتها  على مشارف المدينة
  تطلق اصوات التحايا وطلقات الوداع
   ثم يخيم الصمت , وينتظرون
  يقرؤون ملاحق آخر الأخبار 
   انتصرنا ... انتصرنا
  الحق ينتصر دائماً
  يوماً ما ينتصر الانسان
  يوماً ما الحرية تهزم الحرب
   اخواني .... اخواني
  يوماً ما سننتصر  الى الابد


    ×× كتبت هذه القصيدة خلال الغزو الإيطالي  على دولة اليونان  في أكتوبر عام 1940 .



9
فتنة الحب وخيباته في الديوان الشعري ( فتنة زهر الكلام ) للشاعر طارق الحلفي


الخطاب الشعري يسير في عدة مسارات , تحمل هواجس أعماق الذات المبعثرة في عدة اتجاهات متعددة  في مديات الحياة المتوحشة تجاه الانتهاكات الصارخة ضد الحب والانسان والوطن ,  في البوح الصادق في مشاعرها الانسانية الموجعة  من خلال الصور الشعرية الباذخة المعنى والمغزى , في إشاراتها ودلالاتها في مدى اتساع  المعاناة بين فتنة الحب الواسع , وبين خيباته التي  تتكسر على صخرة الواقع والوجود , ولا تترك مجالاً للحب ان ينتعش ويتنفس الصعداء في الوجود , بل تترك مجالاً واسعاً  في الاحباط والهزيمة , لأنه لا يمكن اتساع  رقعة الحب  ,  ان ينمو ويكبر في أرض الجفاف واليباب , وفي ظل الانتهاكات  الصارخة , هذه الابتهالات الشعرية  الحزينة ,  تملك ارث فكري وثقافي واسع المدى في مناحي الحياة وبوصلتها الفاعلة  , يضعها  في مجهر الحقيقة المرة وتحت الشمس  ,  كما هي في أرض الواقع والوجود , بدون تزويق ومماطلة , بل يكشفها كما هي من رحم الشقاء والمعاناة , في لغة شعرية شفافة في رشاقتها  اللغوية والشعرية في هالة الكلام البهي   , الذي يحمل بريق في جمالية اللغة الشعرية , في انزياحات متنوعة تملك الإحساس العميق الداخلي لمعطيات الواقع المأزوم في كل جوانبه وفي الصدى والانعكاس , تملك المنصات التعبير الشعري  الخلاق الابداع  في الخيال الفني , وابتكاراته في الصياغة الشعرية والفكرية , رصينة التناول . رغم مرارة الالم  ,  يضع القارئ في جمرة الواقع الملتهب في عدة اتجاهات ويدحرجها اليه , لكي يدرك عمق الازمة الحياتية المتشعبة  , عتبات النص الشعري  تحمل رؤى  الرومانسية الحب الحزين في الحنين والشوق , وبين الواقع المأزوم والجاف , الذي يعزف في الرمال أو في الفراغ , لكي  تكون فيه الانسانية ضحيته في الانهزام والخيبة , رغم  عنفوان في الحب في  بريقه العشقي , المشع في الذات والعام ,  وفي لوعتة الحزينة, التي عيونها تتجه تجاه  الوطن الذي يغوص في الحرمان والانتهاك , في سبيل توجيه طعنة الى الحلم والامل حتى ينزف الحب بالدماء والحرمان . تغريدات شعرية في ابتهالات الحزن  في القلب الشفاف ومتوجع  , الذي لا يجد صدى مسموع مهما كانت  فتنة الكلام , لكنها  تغوص في ظلام  الواقع وطريقه  المسدود , ولكن يبقى الحب  حياً لا يموت , مهما كانت المعاناة والشقاء الإنساني في دوامة الصراع بين الموت والحياة .
             ×× عينات من الديوان الشعري .
1 - الطفولة من رحم الحرمان : 
الطفولة المحرومة من حقها الشرع في الحياة في زهرة برائتها الساذجة والمتواضعة  , لاشيء مضيء للطفولة , سوى الإهمال  والحرمان , تعيش ايامها السوداء في الجفاف , يغطيها غبار الحزن والشقاء في حضرة المعاناة  الواسعة .
   
تَلِمُّ طفولةً سوداء
فوقَ سريرِ غربتِها
وشالاتٍ من الحزنِ
تعتقُ فيه مِحنتَها
فيا صَمتا
يفَزِزُ صَمتَ دَمعتها
ويا صَوتا
يُؤرق نومَ لُعبتِها
فلا ضَوءٌ يبللها
ولا تَغريدَ أصحابٍ يُعابثها
تبيحُ لنفسِها عُذرا
وعذرا يُزني غَصّتها
فيجهِضها زِحامُ العَزلِ
شوكا فوق شَرشفِها
فيكسرُ روحَها البلورِ أشلاءً
واوجاعا من القهرِ تبعثرُها
ليبني من براءتها 
2 - زهرة فتنة الحب والعشق في عسل الكلام الشعري , في مطر الشوق والاشتياق والهيام , في تعابير عذبة في العشق والهيام في شقين في تصاعد النسق إلى الأعلى , وكذلك  والنازل الى الأسفل وهي :   
× × حينما ينهمر مطر العشق والاشتياق , تتصاعد انفاسه اللاهثة لتعزف على مزامير الحب  في فتنة اسطورية في يواقيت الكلام  , في تعابير عذبة في انفاسها وهيامها . في التماهي في غسيل القدمين المعشوق .
حينَما الحِكْمةُ باتَتْ
في فِراشي ذاتَ لَيلَةْ
اَهرَقَتْ خُصلةَ ضَوءٍ
من يَواقيتِ الكَلامِ
فوقَ قلبي ولِساني
فَتَغَطّيتُ بِشَمسٍ
ظِلُّها أَحْلى الكَلامِ
-----------
حينما ينزف يومي بغزارة
اتماهى
ناعماً كالمطر المفتون بارض
لأغسل قدميكِ 

×× ولكن حينما تهبط انفاس الحب نحو الاسفل , لتلوك لوعة  ذكرى تجرح القلب , كأنها تودع حبها الخائب .
حينما أفقد جمارَ حضوركِ
تتداعى كلَّ تقوى كلماتي
لم أعد أقدرْ أن أغري القصيدة ! .
3 - مراثي الحب : 
حينما تنكشف الاقنعة عن   حقيقتها الاجرامية , لتدلل بدون ادنى شك انها حقاً قلباً وقالباً من  سلالات الشيطان ,  أولئك الذين  امتطوا صهوة الواقع , واصبحوا  اصحاب الارهاب الشرعي , في فتاوى الدم التي أصبحت شريعة وناموس, تعلو على كل شيء , لكي تنتهي كل الكلمات والحروف , فلا شيء يعلو   سوى مجازر ودماء .
انتهت كلّ الحروف
لا مواويل مجازر
لا مهاميز مراثي
لا ينابيع فواجع
لا بتولات انفجارٍ
لا سديم لا رماد لا دمار
...لا ولا حتى غبار
صَهَلَ القردُ وأثنى الجَحْـشُ وامتدّ الدخانُ
فوقَ غاباتِ البداية
سُمِلَ الأفقَ وأغفَتْ ذاكرة
4 - المال الحرام
حينما يكون كل انشغال أصحاب السلطة والنفود . في شريعة النهب العمياء , لتصبح اعراساً للخيانة في بهاء بهرجتها المفتونة للمال والنفوذ في السحت الحرام .  فيعلو صدى  البراغيث , لكل  ذميم في  الأخلاق والسلوك ليصبح فعله  حلالاً  وشرعاً ,  لكي يغتال المنطق والقانون . ويصبح الواقع  والوجود عبارة عن سوق النخاسة في الاتساع في الأفق.
وإذا لامستمُ السلطةَ يوماَ فاستحموا
من زلالِ الهاوية
او تضمخْ بالعماءِ
فهوَ حَدُّ الزانية
فالوضوء باختزالات  الحلال
سيكون بالحلال
كل شيء بالحلال
فالزواج في شفاعات الفتاوى
بالحلال
والدجاجُ بالحلال
والخياناتُ نذور في مضافات التملك
بالحلال
وليالي الرقص حتى مطلع الفجر المعنى
بالحلال
والخمورُ، وبشرط الستر في حكم البلاء
لذة للشاربين
بالحلال
والقمار تحت اقواس التعري
بالحلال
انما المالُ احتشاما
كرفيفِ اللَذَّةِ المخبوء في سوقِ النخاسَة
5 - ايها الوطن ....  عد إلينا .
الوطن المشرد في أرض اليباب والجفاف , تصبح المدن والديار عرضة للتخريب والعبث . في العراق  الذي  كان قديماً  أصل الحضارة والتاريخ المجيد , يصبح غابة وحشية تتحكم به الذئاب البشرية , وزعيقها لا ينتهي , مع هذه المحنة المتشظية  , تراود الروح الحلم والحب , أن يخرج الوطن من النفق الى نور . وتعود الصباحات الجميلة تبدأ بالصباح بذكر الحكيم , واغاني فيروز  الصباحية , وتعود السماء الصافية , تحلق بها أسراب الحمام والطيور  في بهاء النهار الآمن  , في اغاني الغزل فوق سطوح الحارات , وتعود البسمة بدلاً من الدموع . ويعود الشهداء أحياء .
أَيُّها الوَطَنُ المُشَّرّدُ في الوَطَن
سِعَةَ الصَّدرِ اَعِدْ لِي
ابتساماتي، هُدوئي
واِهتِـماماتي الصَغيرة
اِبتِداءَ الصُّبحِ بِالذِّكرِ الحَكيمِ
وَشَذى أنغام فَيروز
وساعاتِ الّزِحامِ
هَمرَجاتِ الزُّمَلاءِ الطَّلَبَة
وَمِزاحي للصغارِ
ضِحكَةَ الجّارِ البّهيَّة
حِينَما يَشتِمُ “عَمُّوديَ” اَسرابَ الحَمام
غَزَلَ الصِّبيانِ في حارَتِنا فَوقَ السُّطوحِ
جمعة عبدالله



10
مسارات الحلم في الديوان الشعري ( أصطفيُتك همساً ) للشاعرة  أنعام كمونة


  عتبات النص الشعري يمتلك براعة البناء اللغوي القويم , الذي يعزف في شفافية  الكلام الشعري الجميل , في دقة الاختيار في الرقة والعذوبة في اختيار  المفردات اللغوية والبلاغية , الخفاقة في نبضها في الشعور والإحساس الوجداني الذاتي , كأن البناء  اللغوي بمثابة  ,  الارتواء  من الظمأ والعطش الروحي الى أبجدية  شعرية متلألئة بحروفها الوهاجة في قدرتها التعبيرية ,  في أدق مشاعر الانسانية وخاصة  المرأة الحالمة بالحلم والحب العفيف , المؤطرة   بالاطر الإنسانية الدافئة  في عطرها ونسائمها   , في التناسق الوثيق بين الحلم والانسانية .  يشكلان  مصدر الصراع القائم في الحياة والوجود , هذا التناسق المترابط  , وجد ارضاً خصبة في العشب الشعري الاخضر  , في براعة الاهتمام والضغط عليه , كأنه الهرم الاساسي في وجدان الذات ومشاعرها  , والعزف على قيثارته , حتى يشعر القارئ بهذا التدفق الحالم , الذي يطرب الروح والوجدان  في صوره الباذخة في المعنى , لكن الصور الشعرية في هندستها ,  تملك حزم من التأويلات المتنوعة والمختلفة ,  تختلف من قارئ الى آخر , لان الشاعرة ( أنعام كمونة ) سلكت الطريق الشعري في  التلميح , وبالتصريح همساً في الاصطفاء والاختيار في معالم  الحلم والحب الانساني , سلكت طريق الإيحاء الرمزي في الرؤيا والروى , تفتح  اشرعتها  في المنصات التأويلية متنوعة  , لكن يبقى هاجس الحالم مصدر الحياة والوجود , ويرطب بنسائم عذبة لجفاف الحياة في عطشها وشقاءها بالقهر والحزن , تواسي  صرخات الانين من الضحايا الابرياء , الذين يقعون في زوبعة   التيارات  العاصفة والمدمرة  , قد تقلع الحياة والوجود معاً , لذلك يبقى الحلم والحب العفيف يؤرق هواجس الحياة  , حتى لو كانت  ضحية الشدائد والمصائب , التي تعكر سلامة الحياة ,  وتجهض مساراتها  , وتجعلها عرضة لطعنات غادرة من كل حدب وصوب  في الفعل اليومي  والحياتي , في تداعياتهما الموجعة بالحزن والشعور الإنساني الموجع بالالم , الذي يشعر بالاختناق من الغدر بالحلم والانسانية , لياخذ الحياة الى مزالق خطرة في اهوالها , لذلك النص الشعري في قصائد الديوان , تعزف على الشعور الانساني  كردة  فعل قائم ,  تجاه هذه الغزوات التي تجهض مسار الحلم ,لكي تغرقه في متاهات خطيرة , أو تأخذه الى دهاليز ليس لها مخرجاً من عنق الازمة , ولكن رغم هذه الصعوبات الجمة , يبقى الحلم الانساني طوق النجاة للحياة والوجود , رغم انه يتعرض الى طعنات قاتلة  بالغدر والعدوان واراقة الدماء  ,لكن يظل الحلم الانساني يظل قائماً , على  قاعدة وارضية خصبة لها وجهة نظر واقعية ووجودية  , وليس توهيمات خيالية واهية تذهب مع ادراج الرياح , بل الحلم الانساني يظل رفيق الحياة والوجود , حتى لو تعرض الى افدح المحن في اهوالها الصعبة والقاسية , ان الحلم والانسانية يسيران  معاً , وليس نزوة عابرة , او طارئة , لاتملك رصيداً , بل انهما من صلب الواقع المضطرب  والهائج في مساراته المتقلبة في  الصراع  ,

لنأخذ بعض عينات من  بعض النصوص الشعرية :
  1 - الحلم يتهشم في اعماق البحر  :
هذا هاجس الحلم الوصول الى المشتهى والمرام , عبر خوض مجازفة حياتية خطيرة في عبور البحر بقوارب الموت  , ينتهي بهم  المطاف الى عواقب وخيمة ,  تتهشم أحلامهم  في أعماق البحر , ليكونوا  طعماً شهياً لحيتان البحر , ويترك الامهات في لوعة الحزن الحارق , تندب حظهن  العاثر في مواويل حزينة في  الآهات والأنين , لان البحر انتزع ظلماً فلذات أكبادهن ,
 
أ...أضمتك دموع موجة بين حناياها صارخة لرضاعك..!؟
أ...أهدهدتك فراشات السواحل بكركرات احلامك..؟
كيف لي أن أُصدق ولعبتك بين يدي تعانـــــــــــــــــق..!!
استجار البحر بطيفك ..
رفع راياته البيضاء
ببسمات حتفك الباسق ...
سرمدي هدير ذكراك... ينتـــــــــــــشي..
2 - ترنيمات  الحلم :
 يتغنى بزهوٍ وفخر  بأصله ونسبه السومري , وانتمائه  إلى أرض  الطين والاهوار , ويخفق بجناحيه كالفراشات الحالمة  في أريج الأقحوان ,  بالافراح والاعراس, ويدق مزامير الفرح برحلة الاهوار ب  ( المشحوف ) لينسج انشودة الابتهاج  بعطر رائحة قصب البردي والطين , ويهدي زهرة من شقائق النعمان الى الهة الحب ( إينانا ) و ( عشتار ) في أهازيج الحصاد تتراقص بين المنجل و( الفالة ) لتصدح في أنغامها في  الاهوار .
ترانيم جداول سومرية العبق  ….
يحدوها  مشحوفاً *…
ملون الجراغد* …
يغازلُ رشاقة موج طحلبي السحنات
بمجداف ضوء أزرق
ينسج لحاء الأماكن
فراديس تبر برائحة القصب
تعانق خطى كركراتي الفواحة
بحناء ضفائر أُمي
وظلال سدرة تفيأها والدي لعناق صلاتهِ
كنا نسرد أحلامنا الفتية لنجوم (إنانا)
فتهدينا زهرة زقورية ……
تهودج المدى أعراس شبعاد …..

3-  الحب المقتول  : 
في صبيحة يوم العيد , استيقظ الناس في فزع , على تفجير دموي  مرعب ,  حول المكان الى حرائق ودخان وأشلاء متفعمة ومتقطعة , هذا الحلم بأيام الأعياد بان أن تكون متوهجة بحلة  الفرح والابتهاج , تحولت إلى أيام كارثية  حزينة . من قبل الذئاب البشرية المتوحشة( داعش ) في التفجير الدموي في منطقة الكرادة في بغداد . 
 
بين الرصيف ولحظة قصوى ….
بسلام مبتور الوتين
احترقت زغابات الحلم
في كرادة ترابي على حين قضمة
والتصق لون الأسماء بجراح الهوية..؟؟
لن …. يثرينااا دمع نزف ….
لن …. يغنينااا صوت عصف …..
لو فاضت متاريس الخضراء …..
… مناااجم أسف …..
4 - شهادة الحلم :
  يرتقي الحلم اعلى منزلة لينال الشهادة بفعل  أيادي  الغدر , من أرباب المقام والجاه والنفوذ , احتفلوا بنصرهم بنخب الفرح الكبير , و شربوا كؤوس  العار  من دماء فتية في عمر الزهور , لبوا نداء الوطن بالحلم الموعود أن يخرج الوطن من أزماته نحو  رحاب الحرية , فكانت انتفاضة شبابية واسعة المدى  , عمت المدن والساحات على اهازيج  واغاني للوطن . لكن أصحاب السلاح والنار ( الطرف الثالث الملثم ) كان لهم  بالمرصاد ليجهضوا انتفاضة الشباب بالدماء  , اصبحت  كالنهر الجاري من الدماء المسفوح على ترابة الوطن , فيا سيد الشهداء والامام العظيم , كما اغرقوك انت وعائلتك الكريمة بالدماء , فإن فتيتك في عمر الزهور ,   اغرقوهم ايضاً بالدماء , وهم يلبون نداءك  العظيم ( ليس منا المذلة ) .
عذرا ...... عذرا سيدي الشهيد وجعي
يتهافت مطرا
كلما رويتم صراط الشهادة بدموع دمائكم
يُلَوِحْ عناق أجسادكم الفتية
عرس مذابح بحناء الجراح..!!
وتهاليل رحيل خضبت مأتم الكفن بأنين الصباح
فيااا كبوة صهوة الوطن...
 فرســــــــــــــان صهيل الخلود....
عمر.. علي.. هويات سلام
بأطياف قزحية
تحتسي البرد وتمنح الدفء
كيف تناثرت شهية أحلامكم الشجية...
أشلاء .. أشلاء
على سفوح عراق مستباح..!!!
وأوغاد الكؤوس تحتفي بنخب عار..؟!!
5 - ذكريات حالمة ايام العيد في الطفولة
تبقى ذكريات الطفولة ندية  , عالقة  بمذاقها كالعسل , أيام الاعياد في زمن الطفولة , في البهجة والفرح بقدوم العيد , يعني ملابس جديدة وحلوى وعيدية العيد , وصخب الأراجيح , والفرحة تعلو باصوات الاطفال , معطرة بالفرح العائلي , بطوفان الابتهاج , تبقى حلاوة هذه الذكريات العالقة في الوجدان لتلك الايام الجميلة , وليس أيام الحاضر المشبعة  بالبؤس والاحزان والحرمان , تكون ايام الاعياد شحوب وجفاف ونحيب   , نتجرع فيها الروح الألم  بزفرة وجع السؤال(  بأية حال عدت يا عيد ) .
أرسمك على زجاج عزلتي تجاعيد عتمة
يؤنس وحشتي جنين ذكريات
"بأيةِ حال عدت يا عيد"*
وكي أشذب زينة آهاتي بوجوبِ فطرةَ القدرِ..
أرتجلُ هفوةَ النظر...
لاسترق روح عيد بألوان حلوى
تزاحم هدايا جيوب جَديّ
وضجيج أراجيح تغمر حقول ايام غرور الفرح
كنا نَشُمُ فجر طفولة العيد بتكبيرة وضوء أبي
فتتعطر براءة الصباح بخضاب ضفيرة أمي
نلهوا براعم نرجس ببساتين نخيل..
أ..أراني أهذي بلسان سجية أيامي..؟ وأنتم..؟
يزاورني وجع السؤال..!!
 ×× عنوان الكتاب : اصطفيتُك همساً   / شعر
×× المؤلف : أنعام كمونة
×× الطبعة الأولى : سنة 2023
×× من إصدارات  مؤسسة المثقف سيدني / استراليا
    جمعة عبدالله

 

11
جراحات الوطن النازفة في كتاب ( جنون المغارات وتداعيات أرض الفرات ) للاديب عقيل العبود
 


 هذا الارتباط الوثيق بالوطن , رغم الغربة والاغتراب , نصوص أدبية في فضاء الغربة ( مقالات ونصوص شعرية ) تتحسس جراحات الوطن عبر الازمنة الكالحة السواد التي مرت بسنواتها العجاف على العراق , التي عملت على أهانة القيمة الانسانية بالانتهاكات الصارخة , في الممارسات الوحشية المدمرة . في نهج الإرهاب والعسف والاضطهاد , بحيث تكون حياة الإنسان رخيصة في الموت المجاني  بكل اشكاله المدمرة ,  في الحروب والمقابر الجماعية , من أجل تدمير حياة الانسان العراقي , لكي يتقوقع في دائرة   الإحباط والهزيمة , نصوص أدبية من رحم المعاناة العراقية .  في الازمنة المختلفة في الماضي والحاضر , لتكون شواهد شاخصة من المشاهدات والوقائع والحقائق الدامغة , و بالمعايشة الفعلية  , في استلاب والاستحواذ والركوع  من أجل كرسي  السلطة والحكم  , حتى لو كان على جماجم الابرياء  , نصوص من عمق المأساة العراقية , عبر العهود الظالمة بالبطش والتنكيل , في سيكولوجية الإرهاب والموت المجاني ,  وضعت في صياغات ادبية تؤطر وترسم المحنة العراقية بكل ابعادها واشكالها  الحقيقية  , اخذت شكل براعة التعبير الادبي البليغ في صياغات مختلفة , توصف وترسم وتصور الانتهاكات الصارخة في حق الانسان العراقي في الماضي والحاضر , وما يدور في الظاهر والخفاء , محاولة ادبية ناضجة في تقديم نصوص دسمة بالابداع, توغلت في عمق الازمة العراقية  . من الموت الجماعي في المقابر الجماعية , الى الحروب العبثية التي تهلك  الحرث والنسل كما كان يفعل نظام البعث الساقط , تغير الأمر في العهد الجديد الى ضخامة عدد  التفجيرات الدموية , والحروب الطائفية الطاحنة في النظام الجديد  ( الدم / قراطية ) دخل الإنسان العراقي مرة آخرى   في حقل التجارب والاختبارات من العنف الدموي في ابشع صوره  المروعة , لتدلل ان  الانسان العراقي ظل محروماً من الحياة الامنة والعيش الرغيد الذي يحترم  القيمة الانسانية في كل الازمنة الظالمة والطاغية . طرحت  هذه المواضيع الملتهبة والساخنة  في أسلوب  واقعي رزين ومتميز وبقلم وطني اصيل , رغم البعد والغربة والاغتراب , لكنه يعيش  في عمق الواقع وإفرازاته , يعيش مع قضية الإنسان والوطن عن قرب , في مشاعره وإحساسه العميق ويرفض  الانتهاكات التي تحصل بشكل وحشي من اية جهة كانت  .أن يكون سماء العراق محملة  في امطار الدماء,   التي شكلت  نهراً ثالثاً للعراق , وكما تشير النصوص الادبية , بأن الصراع قائم ,  ولم ينتهي حتى لو مالت كفة  الميزان إلى جانب  قوى الشر والغدر  , فالنار باقية  تحت الرماد ,  قد تنفجر في اي يوم كالبركان , كما انفجرت بالغضب الشعبي العارم والساحق في انتفاضة الشباب التي أغرقتها المليشيات الطائفية ( الطرف الثالث الملثم ) بالدماء , وقد  وقدمت على مذبح الحرية  مئات الشهداء من الشباب تلقوا الموت بصدور عارية . ان العراق ابتلى بالذئاب الوحشية من الجانبين  ( داعش والعصابات الطائفية ) مهما كانت اشكالهم والوانهم وايديولوجياتهم ومعتقداتهم السياسية والدينية . مثلما تفعل ذئاب داعش في الاغتصاب الفتيات الصغيرات ,  ثم يأتي بعد ذلك  دور السكين لتنهش اجسادهن   , نفس الحالة عندما تغتال براءة الطفولة القاصرات في الارغام على  الزواج , وهن في عمر الطفولة ,  حين تباع الى مسن متقدم في العمر,  وهنَّ في عمر حفيدته  لتقتل طفولة الفتيات البريئة   ( امتثل الجسد لعطر روحها المراقة , متكوراً , ينتظر مصيره المحتوم , أذعن بكل ما أوتي من قوة الى نشيج نحيبه الاخير , باتت تطلق زفراتها اللاحقة , ذلك عند بقايا دكة عجوز , كانت تنبت في الأرض هي الاخرى , لتواسي أحكام ذلك الصراخ ) ص10 . هذا مسلسل في انتهاك واغتصاب طفولة الفتيات الصغيرات لم يتوقف بل ازداد سوءً  بمراسيم هزيلة , لكي ينتحر الحب والعشق في هذه الأجواء اللانسانية . ويبقى العراق سجناً لتجارب القاهرة في المعاناة قديماً وحديثاً . والنصوص الادبية , تستعرض بشاعة الموت بالابادة الجماعية , طوابير بشرية من كل الاعمار تذهب الى حتفها الى المقابر الجماعية , ارتال بشرية تلاقي حتفها بالموت الجماعي , كما كان يفعل حكم البعث الساقط , الذي اقام مملكة الموت المجاني , لتكون رائحة الارض عابقة بجثث الموتى المدفونة تحت التراب  ( اندكت رائحة الحياة مع دعاء امرأة حبلى سقط جنينها , لتنال مصرعها مع زفير استغاثات تصدعت مع تشتت عروقهم النابضة , أولئك الذين راحوا يتساقطون تباعاً, ليتم دفنهم بشفرات الآليات  التي تم تحصيصها لذلك النوع من المقابر . أنسلت احزان الليل لتتقاسم الفجر  شتات الشقاء الذي امتزج بصرخات انينهم وهم يطلقون زفرات آخر ما تبقى لهم  من رمق . استلقى الوطن عند مخاض ملاكات مكبلة  بالدم ) ص18 . الموت باشكاله المروعة والبشعة لم يتوقف , بل استمر  في النظام الطائفي الجديد ,  واخذت  شكل التفجيرات الدموية التي تطال الناس الابرياء في الأماكن المزدحمة , مئات التفجيرات الدموية ,  التي أصبحت من الظواهر العامة والعادية جداً, مثل التفجير الدموي المروع الذي حدث  في الكرادة في بغداد من قبل عصابات داعش في عام 2016  , تناثرت اشلاء الجثث من كل الاعمار , حتى تلك الفتيات المخطوبات كن يتسوقن لشراء فساتين  الزفاف , ليتحول المكان الى بحيرة  كبيرة من الدماء  , و تلونت السماء بالدخان الأسود الكثيف, وتعطلت الحياة , اصبحت مراسيم عزاء واحزان ونحيب ( صارت الأشياء مكفهرة مثل مملكة بائسة فقدت بريقها , تناغصت معها اعمدة الدخان , راحت تغور بها صوب دهاليز أمدٍ بلا نهايات , أستيقظت أشرطة الموت , حاملة معها أنباء نعوشهم , أرتدى المكان ثوب الفزع, تطايرت رسائل الهائمين , غدت الشوارع اكثر استياء , تسارعت لغة الحدائق متسائلة عن خطب جلل ) ص19 . لم ينقطع مسلسل الدماء , بل يتناوب باشكال وادوار مختلفة من عصابات  داعش , التي  سلمت  راية  الموت السوداء الى  العصابات الطائفية ومليشياتها المسلحة , التي لا تعرف سوى لغة الموت المجاني والرصاص الحي   , بالقتل والاختطاف والاغتيال بكواتم الصوت , كما فعلوا في إجهاض انتفاضة الشباب عام 2019 , اغرقوها بالدماء وبالرصاص الحي وبدم بارد , وبوحشية دموية كأنهم تعلموا وتربوا من دروس استاذهم ( داعش ) بقتل مئات الشباب بعمر الزهور , ما أشبه اليوم بالبارحة , والغريب ان القاتل المعروف لداني والقاصي يبقى  مجهولاً  لغايات سياسية بغيضة  , رغم ان الكل يعرف هويته واسمه وعنوانه والجهات التي تقوم بممارسة  العنف الدموي , ويديها ملطخة بالدماء والاجرام  ( لا أحد يقدر ان يواجه شبح الموت , مع هذا الخراب الذي ما أنفك يعلن عن نفسه بين الفينة , والفينة لتأويلات يجري اشاعتها بطريقة المكر الإعلامي , من قبل جهات مسؤولة , لتغطية معالم الجريمة على أساس تصنيفها , واخضاعها لمعادلة الزيف التي ما انبرت تفرض نفسها في فضائيات المحافل , مع الإبقاء على قانون الجناة , هو نمط من الحكايات لا يحق للعامة اعتراض على مساراتها  ) ص87 .
 
ان نداء الوطن باهظ الثمن , لكن العزيمة والارادة لن تموت , تستمد قوتها من ملحمة كربلاء ووقفة الامام الحسين العظيمة , التي  تمثل روح  التحدي والشموخ والإصرار العنيد ( هيهات منا المذلة ) وتحت الرماد نار حارقة , تحرق كل مجرم وخائن بحق الشعب والوطن :
 يستأنف رحلته ,
ينهض الامل ,
يعانق عطر صباحاته القديمة ,
تستعيد المشاهد أنفاسها ,
يدرك الفجر نومته
 يهتف النور ,
تغادر النجمة البعيدة ,
يتناثر ضوء الشمس ,
---------
تبتعد الاشرعة ,
تستأنف النوارس طوافها ,
تستعرض صيحاتها ,
مع مستقر مهجة عابرة ) ص110
طالما تحلق  نوارس الحرية في سماء العراق , فأن العراق لن يموت سوف يحيى من جديد ويعود الى الحياة  .
          جمعة عبدالله
 

12

 آهات  تتكسر على  صخرة الحصار في رواية ( فراسخ لآهات تنتظر ) للروائي زيد الشهيد
   
 
  يكشف المتن الروائي بانوراما  محنة الحصار على العراق , ومعاناته المتشظية في نيرانها على كل بقعة من الواقع العراقي , وهو يشهد اتعس مرحلة متأزمة و مأزومة في تاريخه السياسي الحديث , في حكم بشع ومتوحش في تسلطه واستبداده الطاغي , في الاضطهاد والعسف  السياسي والفكري في النهج والسلوك والأخلاق , حين  تسلم  (عريان/  تسمية تشير الى صدام حسين ) , حكم لا يرحم لا البشر ولا الحجر ولا الشجر , هذه التراجيدية المأساوية جثمت على صدور العراقيين على مدى ثلاثة عقود عجاف في لوعتها وقسوتها في الظروف الصعبة والقاهرة  التي جعلت الوطن  يئن بآهاتها الموجعة . سجلت هذه بانوراما المأساة في الحدث الروائي ببراعة وسعة الرؤيا والافق ,  ومن شهود عيان احترقوا بنار لوعتها من خلال ثلاثة من المثقفين , يتميزون بالحس الثقافي والوطني والثوري , يمتلكون اطلاع ومعرفة واسعة بالإرث الثقافي والأدبي العالمي في مجال الشعر والرواية , التي سجلت حضورها العالمي وأصبحت من مخلدات الثقافة الانسانية  الحرة العالمية  ,في نظرتها المنفتحة على الحياة ومجابهة الصعاب والتسلط الاهوج , كما أنها  تمثل الضمير الإنساني الحي ,  أحداث السرد سجل من خلال تفاعل  ثلاثة من المثقفين هم  ( رسام وناقد وشاعر ) ورابعهم الكاتب أو شخصية السارد المتكلم , وجدوا أنفسهم محاصرين ومخنوقين داخل اربعة يسمى الوطن  , وما عليهم إلا كسر ارادتهم وطموحاتهم , ورفع راية الاستسلام والخنوع والذل والانصياع كالببغاوات  الى دولة ( عريان ) التي شيدها في العراق ,  وهي عبارة عن سجن كبير يمارس فيه  نهج الارهاب السياسي والفكري , ولكن هؤلاء الشباب المثقفين  , يملكون الحلم والطموح بالتغيير , يرفضون الانصياع والدخول في قطيع الخرفان التي  يقودها ( عريان ) وأعوانه , هذا الصراع القائم  في صوره  المتوحشة , في سبيل ان تكون الحياة مغلفة  بالاحباط والهزيمة , هذا الوصف والتسجيل والتصوير في فصول السرد الروائي , الذي توزعت فصوله المتداخلة  بين  الحصار داخل الوطن , والتشتت في المنافي الغربة , والعودة بعد سقوط نظام ( عريان ) كناطحة سحاب تسقط  كأنها  مشيدة من الرمال  , اصبح ( عريان ) عارياً كالجرذ بعدما خلع ثياب الاسد  , وبان حقيقته كجرذ مرعوب عارياً من الثياب  . ويعتبر السرد الروائي وثيقة تاريخية تسجل تلك الأحداث العاصفة في تلك المرحلة التي احترقت بنفسها ولنفسها , بسبب نهج التهور والحماقات السياسية الخرقاء , والوقوف بالضد طموحات الوطن في الأمان والحياة الكريمة , التي تحترم فيها قيمة وكرامة الإنسان , ويغور المتن الأحداث في اعماق الحصار الدولي , والحصار من قبل  النظام نفسه في نهج آلة القمع والارهاب, المعجونة بالمعاناة القاسية , لقد عانى هؤلاء الشباب الثلاثة ( عبدالرحمن / نقد . كمال / رسام تشكيلي . مبدر / شاعر ) لوعة الانسحاق الإنساني ,  من اعوان النظام في دولة المخابرات والأمن , عانوا السجن والاعتقال , والظلم والتشرد من أجل تجريدهم من إنسانيتهم , ليدخلوا  في قطيع كالببغاوات , وان تكون وظيفتهم مقتصرة على  التمجيد والتعظيم لشخصية ( عريان ) هذه النخبة المثقفة  تمثل مزايا المثقف الملتزم الاصيل ,  رغم الإرهاب المتوحش والبشع . ( كمال / رسام ). لم يتحمل وزر المعاناة وثقلها الجسيم , فانهى حياته بالانتحار بالغرق في النهر , تاركاً زوجته وعائلته في مهب الريح والمجهول  و( عبدالرحمن / الناقد ) لم يتحمل الواقع المأزوم بعد الاعتقال , أخذ طريق الهجرة والرحيل خارج العراق أول محطة اسطنبول لينتهي به المطاف في السويد  , وتبعه الشاعر ( مبدر ) والكاتب بطل السرد الروائي طفر الى خارج الحدود الى عمان / الاردن لينتهي به المطاف في طرابلس / ليبيا .  وأعوان ( عريان ) يمارسون دورهم القذر وهم يمثلون اقذر حثالات في  المجتمع  , جاءوا من حضيض القاع البئر العفن  , ليصبحوا أصحاب الجاه والمقام والنفوذ , يتحكموا في مصير الناس دون محاسبة وعقاب , ليمارسوا أفدح الاساليب الوحشية في دولة الأمن او العين الكبيرة , التي تحصي وتراقب  وتتصيد حتى أنفاس ولهاث الناس , في سبيل الإيقاع بهم في سراديب السجون وزنازين الموت  , مما يتركوا الناس في حيرة وارتباك والقلق على مصيرهم من هذه الحفنة من الذئاب الوحشية , هذه التساؤلات المربكة والحائرة والقلقة : الى أين مصير وماذا بعد؟  ( ما هذا الذي حدث ؟ لماذا ؟ .... وكيف تسببَ الجناة في تشويه وجه الوطن السمح الجميل ؟ وماذا جنت مدننا الحبيبة حتى ترتفع على جدرانها حواريها لافتات الكدر ؟ ولماذا غدت الشوارع صحفاً يومية يقرؤها الأتون إما بحزن مرير  أو سادية موغلة بالتشفي ) ص15 . لكن الواقع ينحدر الى لهيب  نار المعاناة القاسية , تحت رحمة القتلة والسفلة  , لا يعرفون سوى لغة  الشتائم والسباب باقبح اوصافها , وهم يعطون شهادات حسن السلوك , وتقسيم الناس بين الخونة لا يستحقون الحياة , وبين   أبناء الملائكة والامهات العفيفات والطاهرات , وليس هم من ابناء امهات عرفت بالبغي والعهر , حتى لا يعرفون من هم آباؤهم واسمائهم , وفي مقدمتهم ( عريان )   وهذه بديهية منطقية بأن  العاهر  يوصف الشريف بأنه  ابن العاهرة والزنى ,  وهم  في واقع الحال يقصدون انفسهم  بالتسمية ,  وليس وصم  الناس الابرياء ( لقد رمونا في رحم المنافي ثم راحوا ينهالون علينا بهروات شتائمهم ونعوتهم الجاهزة , فتارة نحن الخونة وهم صومعة العفة ! نحن القمامة على قارعة الطريق وهم ساحة الروض العاطر المفعم بالورود ! نحن أبناء العاريات اللاتي لا يسترن عوراتهن وهم أبناء الناسكات الطهورات حافظات فروجهن وساترات مؤخراتهن ! نحن الكلاب السائبة وهم أولاد الملائكة ! وكأنهم لم يأتوا من أوجار الثعالب العفنة وبيوتات العهر التي ضمت أمهاتهم , وتوزعوا بين آباء لا يعرفون أسماءهم ) ص48 .  ومنذ استلام ( عريان ) زمام مقاليد السلطة , زاد ممارسة  النهج الإرهابي يتصاعد وتيرته أكثر في دولة الارهاب لقمع حرية التعبير , بحجب الصحف  شكاوي المواطنين , بحجة أنها تعطي صورة سلبية للسلطة , وفتح النيران اكثر على المثقفين في نهج الإرهاب والترغيب , لمن لا يمجد القائد الاوحد ( عريان ) لا يستحق الحياة , نصيبه السجن والتعذيب والتشريد والابعاد .بهذا النهج المتسلط يقودون  العراق ( أيُّ خرابٍ قادوا إليه أولئك القتلة ؟ .. واية فجيعة يتجرع أهلنا مرارتها يومياً؟ .. ما معنى أن نظل نتطلع من بعيد ونراقب حارقين مهجناعلى اكتواء تتابعي , تدريجي سيقودنا حتماً الى الفناء ؟! ) ص162 . هذه الأحاديث تدور بين العراقيين والمثقفين ,  في وجعها المؤلم على الدوام , و تتوارد إليهم الأخبار بتشدد  القبضة الحديدية في الغوص في الإرهاب والتعالي والغطرسة المتوحشة . كأن المواطنين دمى  يلعبون بهم لعبة الموت والحياة  , لكي يتسلوا بانتشاء متوحش ( تتبري صورُ الصحافة تعرض أجساداً ممزقة وجثثاً متفحمة , ونيراناً تلتهم أحياءً برمتها , وفي المقابل نرى صورة لاحد قادة عريان آمر أحد الجحافل العسكرية برتبة كولنيالية يشرب ( الكوكا كولا )   أمام جثث بشرية ممزقة جمعت القتلى العراقيين والإيرانيين على السواء , عارضاً ابتسامة انتشاء  أمام  عدسة الكاميرا كما لو أنه ينتصب بين حقل زهور , لتؤخذ له لقطة تذكارية باحتفالية واحتفائية مزدوجة بينه وبين ازدهاء الطبيعة ) 212 . هذه حقيقة السلوك لمن يدعون انهم ابطال الامة العربية وحصنها المنيع ,  وحراس البوابة الشرقية  , ومحرري فلسطين عبر عبادان , وهم بنهجهم يمثلون عار للأمة العربية وفلسطين , فقد دفعوا الوطن من حرب الى حرب , ومن جهنم يليه جهنم آخر , والحياة تتعمق في ازمة مأساتها الدراماتيكية  و ( عريان ) لا يكف عن ارتكاب حماقات خرقاء , واكبر الحماقات العبثية المهلكة , التي لم يحسب لها حساب, هو دخوله الأحمق الى الكويت , كان فخاً منصوباً له , ليتحول العراق الى الضياع والتيه ( - في زمن الضياع يغدو الموت مجاناً .
- زماننا كله ضياع
- الصابرون نفذ لديهم صبرهم فاستعانوا  باليأس أمنية للموت ) ص285 . قدر العراقيين السيء , هي المعاناة في الداخل العراق , والتشتت في منافي الغربة . والسرد الروائي يتعمق في محنة العراقيين في الغربة عامة , وخاصة في عمان / الأردن , ويصبح الوطن لوعة الذكريات للاهل والاحبة والحبيبات والعاشقات , في حنين الشوق ( آ ..... أتذكرين ؟!
عند أزقة كفيكِ خبأت لثمي .
وعلى سهوب عنقكِ أودعت انفاسي .
أتذكرين ؟!
مستعيناً بخفقة صدركِ
جابهت الرحيل , ضممتهُ في ثنايا معطف
الصبر
رحلت وفي كفي قسمٌ من فم عينيكِ
بحتمية احمرار الورد , وشفاء الوطن
أتدرين بغيابكِ تناسل عسس السلطان ,
وتوالدت جحافل المستحيل
صارت الشوارع متاريس ) ص220 .
وعن معاناة العراقيين عامة , والعراقيات خاصة في عمان / الأردن , في حياة صعبة في ظروفها القاسية بالقهر , وكان تجمع العراقيين عند الغروب في الساحة الهاشمية في عمان , يتبادلون إخبار الأهل والوطن  , والظروف المتعبة للعراقيات الوديعات بالطيبة , يكافحن من اجل رغيف الخبز  ( عراقيات بوجوه موحلة أرى , يفترشن الأرصفة ويلذن من قلقٍ يتوقعن حدوثه أية لحظة , يبعن السجائر ويفترشن الورق المقوى , ثم يتخذن من منعطفات سلالم الفنادق ملاذاً لاجسادهن المتعبة , يرمينها عقد ساعة نوم هادئة وليل ينأ عن الهموم  ) ص276 . ويفتش عن حبيته ( نجاة ) ربما تكون بين العراقيات . ولكن الطامة الكبرى تأتي لتقصم ظهر الوطن , بعد انهيار نظام ( عريان ) كان امل كل العراقيين , بأن العراق سيقف على قدميه ويمحي الماضي البغيض ,وترجع الحياة من جديد في إشراقتها وكنس قمامة نظام عريان , ولكن هذه الامال  تحطمت بالفشل والخذلان . فقد جلب المحتل اقذر نخبة سياسية عفنة , من النفاقيات والقمامة التي جمعها المحتل وسلمها مقادير العراق , وهي لا تملك  ذرة من  الانتماء الى العراق , واطلقت العنان لعصابات القتل والجريمة والسلب والنهب , ان يتحكموا بالشوارع وفي مصير العراقيين , واصبح القتل والخطف والسلب بالمجان في غياب الدولة . والذين هفوا إلى حنين الرجوع من الغربة إلى الوطن , تجرعوا علقم الفشل والخذلان والهزيمة  ( - أخطأت كثيراً يا أخي بعودتك .
وأخطأ تقديرات  الحال , فتصور أننا نعيش كأحياء ) ص323 .
هكذا قدر الوطن من السيء  الى الاسوأ , والعراق يرقد على فراش المرض , دون أن يجد طبيب يداويه من علته
( الليلة
وطني يذهب الى السرير
يرمي رأسه المتعب على وسادة القلق
فلا ينام !
..........
............
غداً تبدأ الحرب !!! ) ص 348 .
            جمعة عبدالله

13
الغلو والمزايدة في المقدس في سرديات ( أكاذيب أنخيدونيا المقدسة  ) للروائي شوقي كريم حسن
 

 أسلوب سردي مختلف في ابتكاراته وصياغته خارج عن نمطية  المألوفة  في السرد الروائي والقصصي , هو نتاج ثمرة طويلة من الخبرة والكفاءة في ناصية التألق في  الإبداع في ثنائية ( السرد / الدراما ) , أن يحمل السرد  فضاء واسع  , يضم كل الالوان والاجناس السردية , وان يكون السرد هو لسان الواقع ومرآته الظاهرة والمخفية , أي أنه سرد الواقع نفسه بنفسه ,  بكل تجلياته في المعنى و الإيحاء والرمز الدال  , في اعادة تقييم  صياغة الموروث الديني الى جادة الحقيقة والصواب , ونزع ثوب الكذب والزيف في الغلو والمزايدة في مفهوم المقدس الذي لايخدم سوى كروش الكهنة بالفساد والاحتيال  , هذا ما تدلل  الرؤية الفكرية الهادفة والرصينة في مساراتها في الكشف الشجاع للحقائق الجارية في أرض سومر في الزمن الحاضر  . والسرديات  تضم 21 لوحة سردية هي فعلاً لوحات حياتية تنطق بنفسها لنفسها , هي من الواقع الفعلي , في ظهور ظواهر هجينة في المقدس المزيف على سطح الاحداث  , هي  نتاج صناعة الدجل والأكاذيب  , وهي تعطي صورة مشوهة للدين ألم تكون سوداء , يخلقها الكهنة وأرباب الأرض , باعتمادهم بشكل أساسي , على الخرافة والاوهام , يلبسونها جبة الدين , لكنهم في حقيقة الأمر يدفعون الواقع الى الخراب , يدفعون الحياة أن تكون محصورة بين الحروب والموت وطوابير التوابيت بالمعاناة القاسية  , ولكي يسهل عليهم عمليات النهب المال العام بأسم الدين بكل بساطة وفي وضح النهار  , حتى يجلسون على كرسي العرش المرصع بالذهب والدولار , والصولجان مرصع بالدرر والجواهر , ويخلقون واقع مشوه ومشبع بالخرافات , على ايقاع التراتيل والصلوات على تمجيد وتعظيم كهنة الدين ,  أي تعظيم أنفسهم بالقدسية   , على شقاء ومعاناة الحياة , التي تغوص في الإهمال والحرمان والشذوذ عن المعقول والمنطق  , محاولة تخدير العقل بالخنوع والطاعة العمياء , وعندما تشتد  وتيرة الأزمة  الحياتية والمعيشية بالتذمر والتململ ,  يتذرعون  الكهنة بالتوهيمات المضحكة ,  لأنهم ببساطة  متناهية  لا يسمعون صوت الأنين والآهات لآنهم في بروج عاجية ضد الصوت   ,ويتمادون أكثر في صخبهم وضجيجهم المدوي  في منابرهم في إعطاء حقن التخدير ( عيشوا فقراء ومعدومين لكي تكتسبوا الجنة في الآخرة ) ( قال الكركدن - عند تمثالي الاعظم .. . ضعوا هتاف ينادي بما يتوجب على المداحين  إشاعته كل برهة زمن ... الدنيا دون ذكر ما كنت عليه ,  وما يجيء معي لا يسمى دنيا , هي فراغ تافه !!
قال الكاهن / - هذا ماهو حاصل !!
قال الكركدن / - كرسي عرشي .. اجعلوه مزاراً ... لتباهوا به الأمم والشعوب !!
قال الحارس / - هو ما نحلم به .... قبة من ذهب الديار القصية .. ومرجان آت من أقدس البقاع واكثرها حباً ) ص14 . وجعل الناس تدور في حيرة وارتباك مثل حمير النواعير ( ملثمة بهالات من الحكايات والخرافات , والابهام , قال حنين أمراً - ألقي بعينيك بعيداً .. الموتى لا يحتاجون الى ابصار .... الضوء لا يمنحهم  سوى الإحساس  بالغربة ) ص33 . الطاعة العمياء  واجب الطاعة اولياء الامر,  الكهنة  أرباب الأرض . حتى يسدون باب الاحتجاج والتذمر من مشاق  الحياة القاسية , حتى لا يتعالى الانين في نفوس مقهورة من الظلم الذي ابتلت به حياتهم و ضاعت أحلامهم ادراج الرياح , في حياة جافة  ومخنوقة بالرايات السوداء والخضراء , يلفهم التيه والضياع . حتى يسدون  باب العقل من طرح الاسئلة الحرجة  . لماذا جئنا الى الحياة  ؟ أين سنمضي في مسيرة موت العقل في تمزيق كبد الحقيقة ( كفاك أيها المهزوم ضجيجاً !! ( داء وقاحة مواجهة الموت ) .......... أيها الموت ... وجودك ضد الابدية .... فلم  التمسك بصداقة الأرض  .... كاذب أنت حين ادعيت انك الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يقرها الإنسان ... أيها الموت ... هناك ... وهناك .. وهناك الكثير من الحقائق التي قتلتها بخناجر حقدك وكبريائك ومجونك ) ص50 . كهنة يقرعون طبولهم  بالخراب والحروب , وقراراتهم نافذة المفعول  بدون مناقشة , هذا الفرق الوحيد بين كهنة اليوم عن كهنة  الأمس ( نفذ ثم ناقش ) النقاش محرم ومعصية من رب العالمين والدين  , لان النقاش والمجادلة يدخل في نفوس الناس الشكوك والظنون وهي أولى المحرمات  , يريدون الانسان  مدجن بثقافة  القطيع  يردد كالببغاء بالخنوع وانحناء الرأس بخشوع وتقبيل أيدي الكهنة , بدعوة انهم يحملون العصمة والوصايا من رب العالمين  , يريدون الإنسان أن يكون لعبة  تحركه الحكايات مشبعة بالأوهام والخرافات ,  ويحشرون  ثقافة إبليس في عقول الناس , حتى يتبخترون بفخر وغطرسة انهم  ارباب الارض وأصحابها الشرعيين , وينفخون في  أنفسهم  مثل ( علي شيش ) في محيط مليء بالفقر  وبيوت الطين والأزقة المنسية بالإهمال والبيوت العشوائية , لا تصلح للسكن  حتى للحيوانات السائبة , لا شتاءاً ولا صيفاً , ولكن منابر الكهنة زاخرة بالصلوات والتكبير , في هذيانات القحط الحياتي تلف المدن المغضوب عليها ( المدن هذيانات ليالي موغلة بالقحط ..... تشبه مواقد جهنم , كلما أخذت اعمارنا لترمي بها الى طرقات قاسية . سمعنا صراخها الراعد - هل من مزيد ؟ !! ) ص 101 . هذه عمق الرؤية الفكرية البليغة , في التجلي في مفهوم المقدس , بين الاصالة والزيف والكذب , كما يراهن عليه كهنة الزمن الحاضر , في تأسيس دولة قائمة على العويل والنحيب والنواح ولطم الصدور والخدود , في مملكة البكاء والنواح ( آه أيتها الملكة التي ابتكرت النواح
مركب النواح سيرسو في أرض معادية
وهناك سأموت ... أنشد الاغنية المقدسة
أوه إنانا المجد لكِ ) ص 112 . بهذا الشكل صبغت أرض سومر بالسواد , من اجل عروش الكهنة العظام . ولكن بعض المجانين يرهقون راحة الكهنة بالقلق , حينما يصرخون بأعلى صواتهم  ( لسنا موتى ..... لسنا موتى ) وبكل بساطة لو تنكشف الحقائق  لاهتزت عروش الكهنة  وزعزعة حصونهم العاجية  ,  وانقلب عاليها سافلها , وبالتالي ستتصدع  دولة الكهنة , وتضيع  التيجان والصولجان  ( لو اكتشفت الحقائق لتغير كل شيء , وسارت الامور على درب متوهج واضح المعاني ) ص 147 .
             ×× بعض الحكايات السردية :
1- سردية : أوتار الكركدن :
كم هو حجم المآسي والمعاناة الهائلة بوجود كهنة الزور والزيف وهم في قمة الجاه والنفوذ  , نصبوا انفسهم حماة الدين والمذهب ويدعون يحملون وصايا من  رب العالمين , وحقيقة امرهم كل واحد منهم  مصنوع على شكل الكركدن ( وحيد القرن أو يرون الاشياء بنصف عين  ) يتحكمون في مصائر الناس , ويخدعون البسطاء في صناعة الأكاذيب المشبعة الى قمة رأسها بالخرافات والأكاذيب وبيع الاوهام دون رصيد, نصبوا انفسهم في مجلس الحكماء الالهي  أو مجلس الارباب تحت مظلة  رب العالمين , في تكوين دولة الكاهن الأعظم أو دولة  الكركدن الاعظم والمقدس ( لا أدري وانا المتابع المعروف لكل حركات الكركدن وحركاته , حتى أصبحت واحداً  من صناع تاريخها , المليء الاكاذيب وبطولات مزيفة ) ص9 , ولكن غبار الغموض وضبابية الرؤيا , تدفع الناس الى الحيرة والارتباك والبلبلة في دور الكركدن الكاهن : هل هو مخلص فعلاً بوصايا الله والدين والمذهب , ويكون اللجوء إليه شفاعة من العلل والامراض , حتى يشعر الفرد أنه أمين على الحياة السالكة إلى رفاه العيش , يوقف مسلسل الكدر و الهموم والأشجان ؟ أم أنه يبيع فقاعات هوائية او يزمجر بالرعود دون مطر  , لا تنفع بل تضر  , ولا تضمد الجراح وتسكت الوجع , ولا  وتروي الظمآن , ان الكهنة الكركدن , شركاء أساسيين , في الإحباط والخيبة والانهزام في الحياة , كل مساعيهم الشرهة هي امتلاك صولجان مرصع بالدرر والجواهر , وكرسي العرش مرصع بالذهب والدولار , هؤلاء الكهنة  هم غربان الشؤوم السوداء , يدفعون الحياة إلى الموت والحروب , تحت صلوات وتكبير حواشيهم وخدمهم واعوانهم , كلما بزغ بالظهور  الكركدن لعامة الناس , تعلو صلوات والتكبير , وكلما عطس الكركدن , تعالت صيحات المجد والتعظيم ( - لتبقيك الالهة ذخراً , بك ومن اجلك تخضر الأرض  وتتدفق المياه ويغني الرعاة !! ) ص12 , ولكن  من المفارقات هناك بعض  المجانين يسخرون من الكركدن  ( بضحكات هسترية من هذا النفاق السريالي الممجوج والهزيل    .
2- سردية : عباس الحافي :
 يقول عباس (  كلما رأيت , ذاك الذي نسجت , عنه الحكايات المليئة بالعجائب والغرائب , حتى اوصلته الى مستويات تقديس رفيعة , ايقنت ان التقديس رغبة تلاحق الإنسان ) ص17 . وعباس مجبول على الشيطنة والمشاكسة لكل شاردة وواردة , مجبول على العصيان والتمرد , ويبحث في الوجوه عن الملامح المخفية , ويعرف ان رعود الأقوال الرنانة ,  هي فقاعات هوائية بدون رصيد , مصحوباً بالأسئلة التي تسبب الصداع بالوجع  , يلاحقها منذ خطواته الأولى  منذ ان اصبح  يتيماً   , حروفها  من نيران الحرمان والاهمال : الى ماذا يمكن أن نصل ؟ وكيف ومتى ؟ هذا ابن الطين السومري الاصيل , مشبع بالحزن والعذاب منذ سنوات عمره الاولى , غارقاً في حمامات الفقر , من دولة الكهنة العظام , الذين يتربعون على كرسي العرش المرصعة  بالذهب والدولار .
3 - سردية :  الديك وسام يستحقه .
كل الحروب التي اجتازها ( مزهر عواد ) لم يقدم اية خسائر تذكر , انه مثل الديك المتيقظ على الدوام , وتشغله   الحكايات والسوالف المعجونة بالاكاذيب وهذر والهذيان , ويدرك أن الدروب صعبة المسالك , ولم يشعر بالندم والإحباط ( الدروب التي سلكها ( مزهر ) والتي ما كان يعرف , لمَ وضعت بين يديه بندقية عتيقة , وأمر بأن يطلق الرصاص ما ان يسمع دبيب حشرة تبحث عن زاد , أو نباح كلاب ألتمت من اجل افتراس وليمة بشرية , بدأت تتفسخ , دون اعتراض , الأجساد  تنغمس بتراب احزانها, حاسة بغرابة وجودها غير المجدي , يقف ( مزهر ) لائذا باذيال خيبته , متسائلاً عن كيفيات الخلاص من انتظار , لا يحبذ  الجلوس مثل ولد صغير )ص47 . يشعر  أنه في غابة متوحشة بين نباح الكلاب وعواء الذئاب , يتيقن أن  لا خلاص ولا مخرج من  الدهاليز المقفلة , وما عليه إلا أن يجر اثياب الهزيمة , فنهايته في تابوت مثل أي كلب سائب في الطرقات , في دولة الكهنة العظام , أو دولة الحمار الديموقراطية الحرة !! , لا اوسمة ولا نياشين , ليس  مثل ديك الشاعر نزار قباني , في قصيدة : في حارتنا ديك :
   
في حارتنا
ديك يصرخ عند الفجر
كشمشون الجبار
يطلق لحيته الحمراء
ويقمعنا ليلا ونهارا
يخطب فينا
ينشد فينا
يجرح فينا
فهو الواحد وهو الجبار .
4 - سردية : أكاذيب أنخيدونيا المقدسة !! .
معابد ومنابر كهنة مرصعة  بالنفاق والكذب , لا تصنع الحياة البشر , وإنما تنتج براعة الشيطنة والحيل والألاعيب  مقرونة بأسم الله والدين والمذهب , وهذا الثالوث براء منهم , مثل براءة الذئب من دم يوسف . يتصورون بقناعة ذواتهم انهم مرسلين من قبل الخالق الاعظم , ان يكونوا أرباب الأرض ويتحكمون بمصير البشر والحياة , وتتطلع إليهم ( انخيدونيا المقدسة ) وتعرف ما هم إلا شياطين الكذب والخداع , يضحكون على العقول بأن وجودهم الخلاص والنجاة للبشر واخذه الى بر الأمان , مثلما يصدحون بضجيجهم وصخبهم في منابرهم . يتقمصون بشكل مدهش دور الثعالب الماكرة , ووجودهم هو الخراب والموت والمعاناة , انهم يريدون من البشر , احياء اموات , أو اموات احياء . يكنزون الذهب والدولار , وتدرك ( انخيدونيا  المقدسة ) حجم الضرر والتلف للحياة والبشر ( المعابد لا تنتج ارباباً , بل تعمد الى استعباد الالهة ,وجعلهم وسائل رغبات الكهنة الموشومة بالانحطاط , وتمجيد شهواتهم العارية التي لبسوها مسوح التقديس , موهمين العيون الباحثة عن خلاص يوصلهم الى بعض رغيد العيش , بأن المعبد وكهنته هما الطريق الأسلم والوحيد ) ص109 , بهذا الدرك الأسفل من الهذيان  يسوسون  في صدور الناس , بأن التعويذات والحجاب والتراتيل على رائحة البخور  واللطم والنواح  , هي  كافية ان توصل البشر الى بر الامان . تدرك (  انخيدونيا المقدسة ) حجم الرزايا والمعاصي والموبقات التي يمارسونها في أيديهم  الناعمة والملساء كالحرير على معاناة البشر ( تجلس انخيدونيا , الغريبة الأقوال والشاهرة سيوف الأسئلة , أينما حط بها طائر الوقت , متأملة الساحات المحاطة بنصب وتماثيل الأرباب , وهم يهشون بأعصيتهم الملساء على غنم ومواشي الكهنة ) ص109 .  كأنهم يتقمصون دور البلهوان في المسرحيات هزيلة  الاعداد والاخراج , وحين يخرجون الى خشبة المسرح أو المنبر , يتعالى النباح والعواء , في مشهد دراماتيكي . سريالي / فنتازي في هوس مجنون ( الاضوية انطفأت ...  وتعالت الصرخات ........ يبوووووووووي
المبتهج يضحك ..... الرصاص يتصاعد .
البهلوان وعلى حين صدفة يجلس فوق العرش , منشداً ( أنا الآلهة فغني بذكري يا بقايا البلاد !! ) ص127 . يتصورون هؤلاء الكهنة هم الصفوة المختارة ارسلها رب العالمين الى البشر , لذلك يجب ان تقام لهم التماثيل والنصب من الذهب الخالص , وإذا أخذ الله تعالى أرواحهم الى جهنم , ان تكون مراقدهم مرصعة بالذهب . حتى تكون مفخرة لكل الشعوب والأمم . ولكن المجانين يداومون على صيحاتهم ( لسنا موتى ...... لسنا موتى !! ) .
    جمعة عبدالله


14
قصائد الناس اليومية في الديوان الشعري ( للريح .... تركنا قمصاننا ) للشاعر عبدالسادة البصري


     
التنوع الشعري  في الأسلوب والصياغة والاختيار المفردات اللغوية الملائمة في الحياة اليومية  , هي  من صميم الإبداع المتجدد  , ومن مهارات الشاعر المبدع في حقول  التجريب والابتكار في النص الشعري ,  بدون شك ليس العملية سهلة الانقياد  , بل تعتمد على الخبرة والكفاءة والموهبة بالخيال الفني الخصب   , وسعة الثقافة ومعارفها ,  ومدى مداركه في  استلهام  مفردات الواقع والحياة اليومية لتكون لغة في النص الشعري  , ولكي يخرج الشاعر من عباءة  النمطية الواحدة  في التقاليد في المألوف في النص الشعري الشائع  , ان يحاول ان   يكسرها  بالتجريب والتحديث المتنوع ,  في اعادة صياغة  الشكل الفني في النص , توظيف  اللغة اليومية  , التي تترجم حواسه الداخلية , ومداركه , ولكي يدعم الرؤية الفكرية والسياسية , التي يدعمها ويؤمن بها في ذهنية ووعيه ,   ومن اجل التواصل المبدع في النص  حديث الابتكار  , في الخلق والتكوين والتركيب , أن يكون النص الشعري محملاً بالمعنى والايحاء والمغزى الدال . نجد في هذا الديوان الشعري ( للريح .... تركنا قمصاننا ) ينحى في هذا الاتجاه  ببراعة التحديث والابتكار . بأن يصل الى هدفه التعبيري مباشرة ,  دون غموض وإبهام , ليعطي الابعاد الحقيقية للصراع الإنساني والوطني الدائر  ,  اعتقد نجد في النص الشعري لقصائد النثرية   لهذا الديوان الشعري ,  هو مرحلة متقدمة ونوعية من تجربة الشاعر ( محمد الماغوط ) في القصيدة النثرية , ان يمتلك النص صياغة حديثة ولغة تنطق بالحياة اليومية , رغم بساطتها لكنها تمتلك البعد التعبيري والفكري  في عميق الدالة والاشارة ,  التي تترجم احلام وتطلعات المحرومين والمسحوقين والكادحين  المنتمين  الى الوطن ,  في صراعهم وكفاحهم باصرار عنيد حتى لا يكونوا قطب ضعيف يتلقى الصفعات والهزائم والاحباط فقط ,   وهم يسير في طريق  مذبح الحرية  , واجد في النص الشعري يمتلك  مميزتين ظاهرتين بشكل جلي ,  ويخفق بهما عالياً في النص  ,  فالى جانب الصياغة الحديثة في الشكل الفني , هناك ميزة مهمة وهي في بنية  عماد بناء القصيدة ,  وهي تكوين وتركيب وتعوين  الصورة الشعرية , بأسلوب يختلف عن النمطية السائدة في الشعر , لان من المألوف في الشعر  , بأن الشاعر يحاول يلملم او يجمع الاجزاء الصورة الشعرية , في رسم  معالمها وتفاصيلها الدقيقة ,  حتى يصل في النهاية الى الصورة الكلية أو الصورة الكاملة في النص الشعري , قصائد هذا الديوان تتجه  العكس  تماما , يعطي الصورة الكاملة دفعة واحدة  ,  ويرسم عليها   التفاصيل ومعالم اجزائها  بعد ذلك , في توظيف مفردات لغوية معينة , تمثل معنى  الصورة الكلية , ويعطي قيمة في الرؤية الفكرية في التشكيل الفني  , فى حجم الصورة الشعرية , مثل :  صورة السجن .  أو صورة  الحلم .  او صورة الوطن , أو صورة  عشاق الوطن .  أو صورة  الأغنية وصوتها  .  صورة الترنيمة و شغافها  . صورة  المطر .......... الخ .   ويكون التصوير  الشعري,  يملك عنوان وهوية  ودلالة وإدراك . ...
×   نستشف بعض هذه الصور المختارة  من قصائد الديوان الشعري .
 × صورة عشاق الوطن :  وهم يقاسون من المحن والأهوال , من عذابات الزنازين والحرمان, من لوحات رعب وتهديد حتى الموت   , كأن عشق وحب الوطن , أصبح جريمة لا تغتفر ,  يعاقب عليها القانون بصرامة قاسية لا ترحم . لكن مع هذا التعسف الظالم , يبقى الاصرار  بحمل حب الوطن في قلوبهم . رغم انهم لا يملكون شبراً.
المنتمون بعشق الوطن ,
المغروسون بطينه ,
المتجذرون في أرضه حد الانصهار ,
الذين لا يمتلكون شبراً
وحدهم
وحدهم
لن يفرطوا به ابداً
--------------------
  وحدهم
وحدهم
 المنتمون / العاشقون / الماسكون على الجمر / الباذلون /
 الذين لم يمتلكوا فيه شبراً 
 هم الذين يحملونه في القلب ايقونة
 مساءاتهم ترقب وأحلام
 صباحاتهم أمال لن تنتهي    / من قصيدة : وحدهم المنتمون اليه حقاً
× صورة العتاب : العتاب والشكوى تدور في أعماق هواجس احباب الوطن من قسمة ضيزى , لهم الفتات والحصرم والعجاج , والناكثون والفاسدون, والذين يقطعون أوصال الوطن , لهم النعيم والجنة .
  لماذا ..... يا وطن
 عناقيد عنبك  الداليات,
  يقطفها ....
الناكثون / المارقون / الفاسدون .....
  وليس لأبنائك الصالحين ,
  سوى ..... الفتات والحصرم ؟؟    / من قصيدة : عتب
× صورة الغناء : الغناء هو تأكيد ورغبة وطموح في استمرارية البقاء في  الحياة  . لذلك يصدح الغناء من كل الكائنات الحية ,  لتؤكد وجودها القائم , فنسمع غناء الاطفال في الشوارع . غناء الفلاحين في الريف والاهوار . غناء التلاميذ في المدارس . غناء الكادحين في المعامل , حتى للحزن والضحك والفرح والثكالى وهديل الطيور والحمام لهم اغاني خاصة , وفي الحلم أغنية . للوطن له اغنية وحكاية .
  يحلم ... ويغني
 يكدح .... ويغني
يضحك .... ويغني
يبكي .... ويغني
 في كل هذا الغناء
 كان الوطن ..... الحكاية !!      / من قصيدة : للروح غناؤها الخاص جداً
× معالم صورة الوصية : الوصية هي أمانة في الضمير والقلب , أن يحافظوا عليها كما يحافظون على حدقات عيونهم , انها عهد وناموس .
 ذات مساء
 وهي تجلس قرب موقدها
 و كالعصافير ,,
 كنا نتحلق حولها
 قالت :
 يا أولادي ,,,
 أياكم والغفلة ,,
 هناك أفاعٍ رقطاء
 تغدر بالطيبين دائماً
 فكونوا حذرين !!      / من قصيدة : الوصية
× صورة الحلم : الحلم منبع الاحساس وهواجسه خلجاته , تمور في الروح والعقل الداخلي , وتكشف الرغبة , تداعب هموم الحالمين  في تداعيات الأرق .
 حلمت ,,
 أن أكون  فراشة
 غادرت الزهور حديقتي
 وحين داعبتني الاحلام
 سافرت المسافات في جيبي
 وعاشرني  الأرق  !!           / من قصيدة : الحلم
× صورة الكرسي : التعطش على اعتلى الكرسى  بهوس ونهم مجنون , يفقد الإنسان قيمته وانسانيته ويتحول الى سفاك للدماء , من اجل الحفاظ على الكرسي , ولكن لا يعلم  هؤلاء  بهذا الهوس , بأنه سيصبحون عميان فاقدين البصر  والبصيرة  . بأن نهاية الكرسي حطباً .
 كم أنت أعمى بصيرة ,
 واصم ,
 ومتعطش للدماء ,
 أيها الكرسي الأجوف
 الذي تنتهي حطباً ؟!
 ×× الكتاب : ديوان شعر ( للريح ... تركنا قمصاننا )
×× اسم المؤلف : عبدالسادة البصري
×× لوحة الغلاف : شفاء هادي
×× الطبعة الأولى : عام 2021
           جمعة عبدالله   
 

15
  محطات في النضال الوطني في الرواية القصيرة جداً ( القداحة الحمراء ) للأديب  حميد الحريزي
  أن ساحة الابداع في الفن الروائي الحديث واسعة جداً , في آفاق التحديث في الفن الروائي مهما كان حجم الرواية طويلة أم  قصيرة , فأن  الباب مفتوحاً لبراعة الأديب  في قدرته في  التحديث واختيار الصيغة واسلوبية الطرح الحدث السردي , بما ينسجم مع ضرورات العصر , الذي يهتم بالسرعة والمباشرة في تناول ,  دون إطناب زائد  في منصات الحبكة الروائية . ولا ينكر احداً بأنه في السنوات الاخيرة ,  جرت محاولات تجريبية تكللت بصيغة حديثة  بالابداع في شكل الصياغة الفنية  , ومقومات البناء الروائي في المتن السردي  في الرواية القصيرة , لهذا شهدنا جنس جديد أو الوليد الجديد والحديث في الجنس السردي  , هو الرواية القصيرة جداً , هذا يدلل أن  آفاق الابتكار والخلق , هي علمية جارية لم تتوقف  في تهذيب الشكل الفني أو الصيغة الفنية , التي  تعتمد على الاختزال والتكثيف والتركيز الشديد في منصات سرد  الحدث الروائي , لذلك خرج هذا  الجنس الجديد والحديث غير مألوف في الاوساط الثقافية والادبية , هو ما يسمى الرواية القصيرة جداً ( Very Short  Novel ) والذي اشتغل عليه الاستاذ ( حميد الحريزي ) في مجهره الابداعي , بما يملك من  كفاءة وخبرة طويلة في منصات السردي الروائي , ان يهتم بهذا الجنس الروائي الوليد  , في الابتكار المبدع , بدون شك ان للاديب الحق في اختيار الصياغة في الشكل والمضمون بما يملي ذوقه الادبي , وبما يختار من حدث سردي ساخن في رؤيته الفكرية العميقة الدالة ان تصل الى القارئ مباشرة ,  دون الاسهال في الاطناب الزائد  , ان يبسطه بجمالية الصياغة الحديثة  , في اعطى زخم مضاعف في المدلولات التعبيرية والفكرية الملتهبة, التي تحمل معنى ومغزى ورمزية عميقة , في الوصف والتصوير المركز والشديد  , وفي هذا المجال أصدر لحد الآن أربع روايات تحت مسمى  , الرواية القصيرة جداً وهي : 
  1 - المقايضة
2 - القداحة الحمراء
 3 - أرض الزعفران
 4 - المجهول .
 يؤطر هذا الجنس الأدبي الجديد , بما يحمله من   مقومات جمالية في اللغة الرشيقة , التي تجذب القارئ والمتابع الى الاهتمام والقراءة , وتأثير النفسي  في المنطلقات الفكرية المعبرة  , لأنها  تعبر عن معطيات الواقع ومفرداته الفعلية  , في مدلولات المعنى والمغزى والرمز , في الاتجاه الواقعية الحديثة . وهذه الرواية القصيرة جداً ( القداحة الحمراء ) , مشبعة في جمالية الشكل الفني والمضمون الفكري , وهي تتحدث عن حقبة سياسية في زمن سلطة البعث , ونهجه وسلوكه الارهابي بالقمع والاضطهاد , في الارهاب السياسي والفكري لقوى اليسار العراقي , رغم أنه مرتبطاً معهم في جبهة وطنية آنذاك  , لكنه اتخذها كغطاء لتصفية اليساري العراقي , وإخراجه من المعادلة السياسية ,   وتشديد  قبضته الحديدية على عموم الشعب عامة  , عرباً وكرداً وأقليات , أي أنه لا يترك أية بذرة للتعبير  السياسي وحرية الرأي , ويتوغل الحدث السردي بظواهر الواقع السياسي والاجتماعي في تلك الحقبة المشؤومة , في تهديد كل مواطن بالعواقب الوخيمة , إذا  رفض الدخول في اسطبل البعث , هكذا كانت السلطة الشمولية تدير دفة الصراع السياسي في ادارة الدولة  , والواقع يغوص في الإهمال والحرمان والمظلومية ,  وخاصة سكنة الاهوار , يعيشون حالة البؤس والفقر , ولكن رغم اسلوب التنكيل والبطش , فأن الصراع السياسي لم يتوقف , بل أخذ أشكال متنوعة من النضال ولم  يستسلم لارادة السلطة الشمولية  ( نعم يا ( عاصف ) هذا طريق النضال , فهو ليس معبد بالورود هذه طبيعة الصراع الطبقي )  . ويتحدث الحدث السردي الى تلك الاساليب الارهابية  , من خلال شخصيتين تدير  دفة الأحداث السردية  وهما:   (عاصف ) الموظف الصحي  والمبعد السياسي  الذي رفض الدخول في اسطبل البعث ,   و( كاكه حسن ) المهجر من مدينته ( زاخو ) في أقصى الشمال ,  يبعد الى اقصى الجنوب في محافظة ذي قار ( الناصرية ) في ( ناحية الفهود ) ويعين كناس في البلدية . بعد انهيار الثورة الكردية عام 1975  عقب اتفاقية الجزائر الموقعة بين صدام وشاه ايران , ارتبطا بعلاقة صداقة حميمة كأنهما احدهما يكمل الآخر , أو مثل ما يقول المثل : الغريب للغريب نسيب , ولكن في الرواية يكون المنطق الأصح : المنفي للمنفي  رفيق .
هذا الارتباط الحميم بين عاصف و كاكه حسن في تجوالهما اليومية وفي الاهوار أو في الناحية  , أو من خلال تواجدهم في المقهى والمطعم الوحيدان في ( ناحية الفهود )   , يثيران  استغراب الناس وازلام البعث بالريبة  والتساؤل والاستغراب , فعاصف موظف ( معتبر ) و ( كاكه حسن ) كناس في البلدية بائس , فما الذي يجمعهم ؟! .
       ×× أحداث السرد :
  الحدث السردي يمتلك واقعية فعلية , فهو من صلب تلك الحقبة السياسية المشؤومة . من هذا المنطلق فأن الشخصيتين ( عاصف ) و ( كاكه حسن ) يجمعهما قاسم مشترك واحد  الابعاد والتهجير , ونفس التربية والثقافة الثورية اليسارية , ونفس الروح  النضالية التي  تقاوم تداعيات الواقع  القاهرة ,  في المعاناة والاضطهاد , الأول رفض الدخول في اسطبل البعث فكانت عاقبته الابعاد , والثاني ضمن سياسة التهجير التي مارستها سلطة البعث , في تهجير الأكراد من مناطق سكناهم من اقصى  الشمال الى اقصى  الجنوب , كعقاب جماعي بعد انهيار ثورتهم , وممارسة تشتيت العوائل حتى تفتيت  العائلة الواحدة , كل واحد منهم في مناطق مختلفة بعيدة عن الآخر , ويستغرب (عاصف) من العناق الحار والشوق المرهف حينما يلتقي الاكراد  احدهما بالآخر . كأنه وجد روحه ورئته في الاخر , ويوضح ( كاكه حسن ) عن هذا الحب الذي يجمع الكرد المهجرين والمشردين من مناطقهم ,  كأنهم عائلة واحدة  ( كاكه هؤلاء الكرد من عائلة واحدة, فرقتهم الاحداث ولا يعلم أحدهم  بمصير الآخر , عندما سفرتهم السلطة ووزعتهم على المناطق الجنوبية , ووضعهم في صرائف من القصب والبردي أعدت لهذا الغرض )  وكان نصيب ( كاكه حسن ) التهجير من اقصى الشمال ( زاخو ) الى اقصى الجنوب في محافظة ذي قار ( الناصرية ) في ( ناحية الفهود ) ويعين كناس في شارع البلدية , تقبل الأمر  برحابة صدر , وكان يتفانى في تنظيف شارع البلدية حتى يستمر بالتنظيف ما  بعد الدوام , وكان يصحب مكناسته على الدوام , وكان معجباً في بيئة الاهوار,  وخلال تجواله في بيئة  الاهوار بصحبة ( عاصف ) ويرى وجود الأضرحة والمقامات الدينية الكثيرة  والمنتشرة , ويراقب حركة الطيور فوق الماء الاهوار, وصيد الصيادين وهم يعودون في الغروب وهم يحملون رزقهم اليومي من الصيد . وينبهر في هالة  الغروب حين يطل قرص الشمس على الاهوار ( يغط الصديقان في صمت طويل كالمسحورين , وهما يراقبان مغيب الشمس عند الغروب , ويبدأ باقتراب  قرص الشمس من سطح الماء رويدا رويدا ) هذا المنظر الخلاب جعل ( كاكه حسن ) يعشق بيئة الاهوار, التي تملك ارث ثوري , هو انتفاضة الاهوار بقيادة الثائر ( خالد احمد زكي ) . رغم أن ( كاكه حسن ) لا يعرف القراءة والكتابة , لكنه يحمل عقلية منفتحة على الثقافة والوعي الثوري , يملك الحس الذي في تمييز الأشياء ببصيرة ذكية , كأنه مترس بالوعي والخبرة والذكاء  , فكان يسرد الحكايات والاساطير , منها حكاية كاوه الحداد الذي هشم رأس الملك الضحاك , وحكاية جلجامش وبحثه عن عشبة الخلود التي سرقتها الافعى منه  , ويذكر بكل احترام وتبجيل العادات والتقاليد الثورية التي يحملها  الشعب الكردي , ويهتم في شكل خاص بالتحضير  بالفرح الغامر في عيد نوروز ,  يلبس الملابس الكردية  الجديدة  , ويشعل النار في قداحته  الحمراء , الغريبة الشكل والنوعية ويرقص حول النار مبتهجاً بقدوم  العيد . و(عاصف ) يشعر أنه امام مثقف كبير مشبعاً بالثقافة الثورية , وليس في حالة كناس بائس , أو كأنه ( الفيلسوف الكبير المسحور في لباس كناس بائس ) , لذلك تراوده المقارنة الثورية بين شخصية الثائر ( خالد احمد زكي ) جيفارا الاهور , وبين ( كاكه حسن ) كاوه الاهوار , هذه المفارقة لها طعم في التذكير بأن أرواح الثوريين تتناسل  و تتشكل في اشكال مختلفة , ولكن هدفهم واحد هو التحرر والحرية من سلطة الاستبداد والطغيان  . وفي يوم ممطر فقد ( عاصف ) صديقه الحميم , وفتش عنه في كل مكان فلم يجد له أثر , راوده القلق على حياة ومصير رفيقه  ( كاكه حسن ) ربما تعرض الى اختطاف أو قتل من قبل  ازلام البعث , و بدأت تساوره الكوابيس القلقة على حياته , عندما تطول الأيام الغياب  ولم يعثر على صديقه , لا في ( ناحية الفهود )  ولا في المقهى والمطعم الوحدين في الناحية ولا في الاهوار , , ولكنه عرف بعد ذلك من الصيادين , حيث وجدوا ( البلم ) والمكناسة  المرتبطة بسلسلة ( البلم ) وقداحته الحمراء الغريبة , احتفظ بها لصون الأمانة الثورية , ولم يجدوا ( كاكه حسن ) وضاعت اخباره, ولم يسلم جثته الى احد افراد عائلته , وهذا ما يثير الحزن والقهر في نفس ( عاصف ) فقد اعز صديق ورفيق , بهذه النهاية المأساوية .
       
 
 ا       
      جمعة عبدالله
 

 

16
الفرق بين القيم النبيلة والرذيلة المنحطة  في رواية ( سيبندية ) للمبدع شوقي كريم حسن

   
  صياغة متألقة في ابداعها الروائي الحديث في اسلوبية مدهشة في  البناء الروائي وهندسته  , الذي يمتلك الابتكار والخلق في الطرح  المرهف  في تصاعد وتيرته الانفعالية  نحو الذروة  , بتناول  أصعب القضايا الحساسة في نبش الماضي ,  أحداث عاصفة بخطورتها وبطرحها  في أسلوب سلس ورشيق وجذاب ,  يشد القارئ كالمغناطيس كتوثيق  في أسلوب روائي في سرد الأحداث ,  تعتمد على  الجرأة والصراحة في تسليط الضوء الكاشف , بالزلزال السياسي الذي هز كيان العراق هزاً ,  في انعطافات خطيرة  أن يتخذ الجانب السياسي  أسلوب العنف الدموي  , أن هذا العمل الروائي , يشكل وثيقة تؤرخ تلك المرحلة في جوانبها  الخفية والظاهرة   , يمتلك الحس  الروائي خبرة عميقة في الاطلاع على تلك المرحلة المشؤومة وتجسيدها  في الفن الروائي ,  واسلوبية الطرح بشكل غير مسبوق في المنظور الروائي الحديث  , رواية سياسية بامتياز ,  تبحث في الشؤون السياسة من زاوية السرد في قلب الحدث وباللغة التي تشكل اساس وعقلية الشخوص بطعمها باللهجة العراقية , كما ابدعت رواية ( النخلة والجيران ) للراحل الروائي الكبير غائب طعمة فرمان   , وتميزت  في مواصفات تكوينية مدهشة البناء الروائي , أن توظيف اللهجة العراقية ,  لكي تنسجم مع احساس شخوصها في سلوكهم وتصرفاتهم , وفي عقلياتهم السياسية والحزبية ,   في  الحدث السردي الذي جعله يحلق عالياً بجناحي : السرد والدراما والحوار . بما يمتلك من  دلالات فكرية عميقة في المغزى والمعنى , وهو يرسم صورة  المشهد السياسي من كل جوانبه بالضوء الكاشف عن فترة سياسية تاريخية  حرجة وصعبة  , التي فتحت باب العنف الدموي بعد مقتل الملك الشاب ( فيصل) ان هذه الفعلة الخسيسة في بشاعتها  بالقتل الهمجي , والتي  انتهت  بمجزرة للعائلة المالكة  , انها جريمة لاتغتفر , وهي ايضاً فتحت  باب الصراع السياسي الدموي بين الأطراف  السياسية المتخاصمة . بهدف إجهاض  الثورة والعهد الجمهوري الوليد , وتميزت الخارطة السياسية آنذاك ,  بالفوضى والانفلات والتهديد بالانتقام من كل الأطراف السياسية , مما دلفت الحياة إلى العنف , وبرزت طفيليات من المستنقع العفن , أو من قاع المجتمع ,  أو من الحثالات الساقطة في الأخلاق والسلوك والتصرف , تتميز بالسفالة والرذيلة , أصبحت تتحكم في مصير الناس , وتنتهك الشرف والأعراض , لأنها تربت في بيئة منحطة بكل أشكال الرذيلة السافلة بلا اخلاق وشرف , ودفعت الحياة السياسية الى الابتذال والانحطاط  . وقد برع السرد الروائي في الوصف الدقيق لتلك المرحلة الكالحة ,  من مليشيات الموت ( الحرس القومي  )  الذين تمادوا في غطرستهم وعقيلتهم المتوحشة ,  التي لا تعرف سوى القتل والشبق الجنسي الشاذ والمبتذل  ,ليصلوا بغدرهم بقتل  قائد الثورة ( عبد الكريم قاسم ) الذي انتهج  معهم سياسة التسامح على نهجهم الإجرامي ,   أسلوب التراخي في نهج   عفا الله عما سلف , رغم انه يملك الاداة الفعالة لردع وكسر ظهرهم , بما يمتلك من  زخم جماهيري واسع ,  وخاصة من  شرائح الفقراء , رغم انه يملك حب الناس الطاغي  , لم يستخدم العنف مقابل العنف ,  لم يعالج سلبيات التناحر السياسي بالردع الصارم  , وخاصة من القوى المضادة للثورة  التي تتوعد بالانتقام وتهديد الثورة الفتية , وراحت تدير المكائد والدسائس وتخلق الاضطراب والفوضى بهدف إسقاط الثورة , والتي انتهت بقتل زعيمها بشكل بعيداً عن الاخلاق . لكي تتخلص منه سريعاً لانه محبوب الناس  . وصندوق العجوز ( الجدة ) يكشف الخفايا والكثير من الاحداث الدراماتيكية بعد مقتل الزعيم ,  لقد وصفت حزنها وحرقة لوعتها الحارقة بالقتل الغادر والخسيس لمحبوب الشعب (  ألم أقل لك حاذر , تركتنا نصارع اليتم . طيبتك رمت بك وبنا الى التهلكة , ما عسانا نفعل ووحوش الموت بدأت تملأ الطرقات . . ألم أقل لك أن الحذر غلب القدر , لكنك اندهرت بكرم عفوك .... أما رأيت فوهات البنادق وهي تتوعدك ..... ما كان عليك أن تصمت , لا لأجلك بل لاجلنا , ما فادت أغانينا في حمايتك , عبدالكريم رب العباد يرعاك ) ص12  . والحدث السردي افرز قطبي الصراع   . قطب الحب للزعيم وهو يمثل  عنوان الوطنية والانسانية , والقطب الآخر هو عنوان الكراهية والرذيلة والسفالة والعهر , أن تقوم  فرق الموت ( الحرس القومي ) في ارتكاب جرائم ضد الانسانية , والسرد الروائي يكشف الكثير من الخفايا , التي لا يمكن تغطيتها بالغربال ,  تناولها بالتصوير الدقيق لحالة العنف والدماء في دوامة لعلعة الرصاص , والتهديد بحبائل المشانق في خارطة الصراع السياسي ,   الذي اتسم بالفوضى والانفلات في  المشهد السياسي  المتخبط , ولكن السؤال الذي يستفز العقل : كيف قبلنا أن نكون حطباً واحلامنا الخضراء تجف او تتيبس ؟  بهذا الشكل في المشاهد تمثل اسوأ الجنون في الشأن السياسي المتهور   ( دوامة رصاص , مشانق ... هههههههههه هههه ماكو مؤامرة تصير والاحبال موجودة .. هههههه هوب هوب عفلق كدامك الطسه جمال  نايم بالخره وما نسمع حسه ... وحده  ما يغلبها غلاب عربانه ومليانه  جلاب  .... ههههههههه نزيهه بالت عل جسر واتمزلك المهداوي ) ص160  . وبعد مقتل الزعيم في انقلاب دموي ,  أطلق العنان للوحوش الضارية من الذئاب المتوحشة , التي جاءت من قاع حثالات المجتمع , حثالات منخورة في الشرف والعرض والأخلاق, حثالات ساقطة في أعماق الرذيلة والعهر . ابطالها ( الكركدن , وسلمان بن مديحة  الحفافة , وغيرهم على شاكلتهم المنحطة  ) أن  يحملون رشاشات بورسعيد , ويجيبون الطرق والشوارع , يجلبون الموت بحجة القضاء على الشيوعية والشيوعيين ( - لا نريد الشيوعية في محلتنا , هي كفر والحاد , قدموا البراءة من الدم الأحمر , نريدها قومية ناصرية . اسمعتم .. عبدالناصر حبيب الجماهير وحلم  عروبتنا المحتاجة إلى  الوحدة ) ص32 . لذلك اصبح الموت رخيصاً والحياة تافهة بالصراع الدموي , دفع  العراق الى هاوية الخراب وحمامات الدم , لكي يصاب الواقع بالخيبة والخذلان والانهزام . من عناصر شاذة ومنحطة تطوعت في ميليشيات ( الحرس القومي ) لكي تغطي على عهرها وشذوذها  وسمعتها السيئة في المجتمع   ( - أرقص سطل .... ارقص !!
 - ابن العاهرة .. أنت ليس اكثر من عاهر ...  تقبض ثمن ما تقوم به !!
- تعال .. اقترب .. ممانعتك تغريني .. أحب النظر إليك  واشتهيك وانت ترقص !!
- سطل .... لولاك لكانت دنيانا هواء في شبك ..... لا اتصور الليل من دونك ..... ارق ... صص ) 62 . وكانوا يتصيدون بنات الناس لغايات جنسية متوحشة ويبتزون الناس بحجة بأن ابنائهم شيوعيون ( - أبنك الشيوعي الكافر الذي يمجد الهالك الارعن ويحلم بدولة اشتراكية !! .
رد الاب بصوت تعالى رويداً كأنه يعلن عن بضاعة للبيع .
- من تقصد أبنك الشيوعي , عبدالكريم تربية يدي وانت تعرف من اكون والى من انتمي !!
- انا لا اعرف شيئاً وابنك مطلوب في المقر ) ص41 . هذه النوعيات الساقطة والمنحطة تصبح ابطال الإجرام السياسي  . مما خلقوا ضجة واحتجاج واسع في صفوف  الناس ,  في ممارساتهم اللاأخلاقية ( - لعنة الله عليكم وعلى حرسكم  القومي  , وعلى عبدالناصر  ووحدته ... كيف نعيش وسط افعالكم المشينة ؟!! ) ص47 . ويستهزئون بالناس بسخرية فجة  بتهديد  مبطن  ( -  ولائكم لقاسم نعرفه ... لا يمكنكم نسيانه زعيمكم الذي تنوح عليه نسائكم ليل نهار) ص39 . لقد مزقوا  جسد العراق طعناً ودماء , وتحويله الى غرفة تعذيب وتحقيق شبيهة بغرفة صالة العمليات ( لا أحد يقدر على تشخيص الشبه الرهيب بين صالة العمليات , وغرف التحقيق , المليئة بالآلات الغريبة  ,وغير الواضحة الملامح ؟ ) ص88 . و بغسل ادمغة الشباب بجرهم الى  الشعارات المزيفة والى صفوفهم  بأسم العروبة وناصر  , من أجل إشراكهم في العنف والإجرام ضد الناس  ( - أنت منا .... شاباً نشيطاً نطالبه أن يكون يقظاً حذراً من اقرب الناس اليه ... رفيق كريم الامة العربية وقيادة عبدالناصر في خطر .. الاستعمار والصهيونية والخونة الاوغاد الذين يريدون هيمنة موسكو علينا , والرجعية .. الرجعية كريم هي البلوى ) ص137 .نصبوا المشانق وحولوا لعراق الى مسلخ للذبح من هذه الحثالات , كأن العروبة لا تأتي إلا بالدماء والشهوات الجنسية المبتذلة , وابطالها ابناء البغايا , ان يصبحوا مناضلين من اجل العروبة , لكنهم اصبحوا مسخرة الناس , بأنهم يمثلون الوجه السيء  والمظلم في شعاراتهم الزائفة , وفي صراخهم وضجيجهم وهذيانه  الغث بالغثيان   ( ... دعك من هذا السافل الذي لا يجيد سوى الدناءات .... ابن بائعة الهوى في الصابونجية يريد تحقيق الوحدة العربية ... تصور لملوم السفلة يسعى من أجل تحقيق حلم ناصر برشاشات بور سعيد , لا تعرف سوى الغدر ) ص155 .
 المتن الروائي قال  ويقول الكثير في الايغال في أعماق تلك الفترة الكالحة أو مثل ما يقال ازاح الغطاء عن (القدر ) , وبأسلوب روائي مدهش في الصياغة والرؤية الفكرية الرصينة , في نبش الخفايا والحقائق في تاريخ العراق السياسي لتكون شاهد عيان , في كشف اجرام  فرسان انقلاب شباط الاسود .
         جمعة عبدالله





17
حكايات يوسف في الحب المقتول في رواية ( قصة يوسف ) للاديبة رسمية محيبس


  يصدمك الفضاء الروائي في الصياغة والتعبير والرؤية , في أحداث سردية مدهشة في تفاصيلها ومعطياتها في الطرح والتناول  , كأنها تؤكد , بأن  لكل زمن له  يوسف يحمل صخرته على كتفه بأشكال مختلفة , ولكن يبقى البئر هو السائد والمسيطر على مشاهد المعاناة الحب والواقع ,   ويقول الكثير من الحكايات , تستمد قوتها وخامتها من مجريات الواقع الفعلي , من عقلية وثقافة المجتمع الظالم ,  ومن الاعراف العشائرية المتشددة تجاه ظلم واجحاف حق المرأة وسلب إرادتها بسيف القتل أو  في جرائم   غسل  العار  , حتى في تعاطي الحب البريء في نقاوته و طيبته وبساطته وعفته  , كأن هذا الحب العفيف خطاً احمراً للمرأة والشرائح الفقيرة المظلومة , ولكن هذا المجتمع يبيح زواج القاصرات في عمر الطفولة , واغلبهن لا يتحملن  اعباء الحمل , ويتعرضن لموت عند  الولادة العسيرة , وهن لم يخرجن بعد من أحلام الطفولة البريئة ولعب الأطفال  . لذا فأن المرأة بصورة عامة والريفية بصورة خاصة , تواجه جملة من الصراعات الاخطبوطية في الحرمان و الاجحاف  والظلم . الاديبة ( رسمية محيبس ) تعاملت بجدية رصينة في كشف عيوب المجتمع ( العشيرة . التقاليد . السلطة ) في الحب في البيئة الريفية والفقيرة ,  بحكايات الحب العفيف النزيه في برائته ونزاهته وبساطته  . نجد أن  المعادلة غير متكافئة من الإجحاف بحق المرأة وخاصة الريفية , في مقابل التمسك المرأة  بالحب العفيف والنزيه  كسلاح تقاوم به الحياة والظروف الصعبة , لتدلل على قوتها  في الحب , تجاه ضعفها في  معطيات المجتمع الأخرى  , أي بتعبير آخر نور الحب الطاهر بالوفاء يضيء الاحساس الداخلي  , تجاه ظلام المجتمع الدامس  . من هذا المنطلق توجهت الاديبة الى اعماق مشاعر والحب واحساس العشاق العميق بهذا الشغف واللهفة  , بشخصيات  يؤطرون الصورة الجميلة للحب في حكاياته  , ليس الغرض استنساخ صور  وحكايات الواقع , بل وضع الواقع في مجهر الجدل والمناقشة والتأمل والتفكير . ووضعنا أحداث السرد الروائي ومجرياته المتلاحقة  على صفيح ساخن من أحداث تراجيدية  ودراماتيكية في شخوص الرواية وكيف تعاملت الأديبة ( رسمية محيبس ) مع شخوصها أو مخلوقاتها  , الذين حولتهم في نهاية المطاف الى جثث واموات , وكأنها تسير في طريق معبداً بالجثث المتناثرة هنا وهناك بشخصيات الروائية , هذا يضعنا أمام سؤال وتساؤل وجيه  : هل هي نزوة عابرة ارتكبتها الأديبة تجاه مخلوقاتها ؟ أم أنها تريد ان تشير الى معنى ودلالة بليغة التعبير , بتحميل الواقع الظالم تبعيات اجرامه  ,  ومعاناة  المرأة , وظلمها حتى في اختيار الحب العفيف الذي  أن يقتل بدم بارد , أن ينهزم بالخيبة والإحباط , لتدلل بأن المجتمع غير صالح للحب ,  وكانه  يحرث  الحب في رمال الصحراء , غير صالح للبقاء , فما على العشاق ويوسف الذهاب الى العالم الاخر , ربما يكون أكثر عدلاً وإنسانية , من ظلم  الواقع فوق الارض , الذي يكره  الصدق والنزاهة والعفة , لانه تعود على التزييف والتجاهل والظلم والاجحاف والخداع . بذلك تعاملت الاديبة بصدق وحقيقة من معطيات الواقع  رغم مرارته كالعلقم . وبراعة النص الروائي , استلهام في تناص بشخصية النبي يوسف والبئر , مع يوسف الجديد , الذي يحمل صفات وخصائص وسلوك يوسف القديم , في الجمال والسحر كما تقول اسطورة النبي يوسف ( له بعض سمات النبي يوسف الذي تقول الأسطورة بأن الله خصه بنصف الجمال وترك لبقية البشر النصف الآخر ) ص12  , ولكن كما أبتلى يوسف القديم بالبئر , ايضاً ابتلى يوسف الجديد بالبئر الواقع الحياتي , حيث تهالكت  عليه الازمات والمشاكل في حكايات الحب  , رغم انه يفيض بالطيبة والصدق بكل مشاعره وإحساسه العميق ,  أن يسمع آهات وانين الحب المقتول من عمق شخصياته تجرعت مراته وافضت بكاياتها الى يوسف   , يوسف المكافح بعقليته المتفتحة على الثقافة الإنسانية والأدب العالمي الانساني , يوسف ابن الريف والطبقة الفقيرة , عاش ظروف صعبة وقاسية , وكان يطمح الخروج من الواقع المأزوم بالتغيير , الذي يستجيب لطموحات وآهات الطبقة الفقيرة , والظروف القاسية للبيئة الريفية التي تتحكم بها الأعراف  والتقاليد العشيرة  المجحفة ضد المرأة والحب  (  لم تمنحني الحياة بعد الوقت الكافي , والمناسب لي كما أرغب يا صديقي , نحن الفقراء لا يحق لنا أن نحب ونستمتع بالحياة يا عزيزي , الحياة بالنسبة لنا مجازفة كبرى , ولا أخفيك بأنني حظيت بمحطات مضيئة شعرت من خلالها بالأمان هنا  , لكن في أعماقي شيئاً لم يريوِ بعد ! أنا ابحث عن الحنان , ولم أحظَ بعد بحضن دافىء , وها أنا أخرج كما تراني فارغ اليدين , أنها مجرد محاولات , لكنني اقفز في الفراغ ) ص160 . واصل تعليمه الجامعي بالانتقال من الريف الى المدينة ( بغداد ) وانخرط في الكثير من النشاطات الادبية والفنية والثقافية , وصاحب شخصيات مرموقة في الوسط الثقافي والأدبي , وواصل ثقافته في الغرف من ينابيع الاصيلة من الادب الانساني العالمي , وتعامل مع الأشياء بواقعية رصينة وهادفة , وتحاشى الانخراط في السياسة والحزبية والخوض في غمارها الصعب , وكسب ثقة واحترام الناس , أنه يوسف في براءة الحياة وطيبتها , يوسف يحب بيئته الجنوبية ,  الماء والصيد والمشحوف , احب الحياة الحرة , وكان يسعى الى زرع شتلات الخير والصفاء والمحبة , لكن كان الواقع كان كرمال الصحراء لا يزهر بالنمو والخصب والعطاء , وكانت نهايته المأساوية مثل باقي شخوص الرواية , حيث مات يوسف , في حادثة قطار بالاصطدام وسقط القطار  في  الوادي العميق , وراح ضحيته عشرات المجندين الذين ركبوا القطار مجاناً  متوجهين  الى الموصل , وكان يوسف مجنداً وذاهباً الى وحدته العسكرية في الموصل , لتنهي رحلة حياة يوسف بالموت ,  ولم يكتمل حلمه بالتغيير في  اعوجاج المجتمع والأعراف الظالمة تجاه الحب والمرأة . ذهب الى العالم الآخر هو ما يزال غصناً اخضراً طرياً ,  يفوح بالعطاء والخير , ربما الذهاب الى  العالم الآخر ,  ارحم واكثر أنسانية  (  رحل في ظروف قاهرة من الفقر والحرمان , ومن أشياء أخرى , لا اعرف لمََ  تجمع هذا الحزن كله في اجمل عينين في العالم ؟ ) ص172 . وكتب صديقه يرثيه حزناً  ( ما يؤلمني ليس الموت ! فهو نهاية حتمية لنا , بل أنني أتألم , لان الايام غدرت  بك , ولم تكمل حلمك الجميل , أيها الطائر نحو المستقبل بروح حية ........ عيناك لم تغيبا واسمكَ يتوهج في كل حين , كالنار التي كنا نشعلها في الليالي المظلمة , فتضيء العالم من حولنا ) ص174 . اذهب ايها المحبوب  حرستك ملائكة السماء . 
            ×× بعض حكايات الحب :
 ×  حكاية حب حسنة وجواد :
هذا الحب يحمل  صفة النقاوة والبساطة والشفافية العاشق الذي يتمسك بالوفاء , مهما كانت الضغوط الهائلة في كسر شوكة الوفاء. هذا الحب انتهى بالزواج المبكر والرحيل المبكر بعدما انجب طفلين , فقد قتل الزوج ( جواد ) في نزاع عشائري لا طرفاً  ولا شريكاً فيه , وترك زوجته ( حسنة ) في ريعان الصبى والشباب , وعاشت مع أمها وطفليها تئن بجروحها واحزانها  ( تجتر أحزانها أذا جاء الليل , وقد دفنت نفسها في الملابس السوداء , كشأن الجنوبيات الفاقدات , ولا يخلو لياليها إلا  اذا سكبت الدمع مدراراً متذكرة  الايام الخوالي , وهي مقعدة في الفراش لا تكاد تخرج من البيت ) ص87  , تقدم إليها الكثير لطلب  الزواج , ولكنها كانت ترفض بذريعة تربية الاطفال  حتى تبقى وفية لحبها لزوجها المقتول  , وفي اثناء  الانتفاضة عام 1991 , ضاعت اخبارها , ولكن بعد سقوط النظام وجدوا هويتها ضمن جثث المقابر الجماعية .
 × حكاية حب بدرية :
المرأة الريفية تنتمي الى عائلة فقيرة, بعد وفاة والدها في الحرب , أخذت مسؤولية توفير العيش في العمل في السوق في بيع السمك لتوفير الخبز  لعائلتها واخوتها الثلاثة , وساعدهم في تدبير أمور المعيشة في تقديم المساعدة من العم ( أبا عمران ) الكبير بالسن , وبعدها تزوجت , ولكن يلتف القدر لتجد ( ابا عمران ) ينهشه المرض في حالة يرثى لها أمامها  , طريح الفراش بدون عون وسند , فكان واجبها ان ترد المعروف بتقديم المساعدة وتوفير العناية , وإبعاد وحشة الحياة والموت  عنه , ولكن زوجها وقف حائلاً في تقديم المساعدة والعون , وهددها بالعواقب الوخيمة إن واصلت زيارته , فضطرت  مجبرة على قطع الصلة في  مواصلة زيارة  العم ( ابو عمران ) وتمادى الزوج أكثر في تهديد ( ابا عمران ) , غاضباً ومزمجراً ,  لم يعجب هذا السلوك الخشن من زوجها , رغم أنها صارحته بما كان يقدم مساعدة لعائلتها , فخرجت من البيت وضاعت أخبارها  في انتفاضة عام 1991, وبعد سقوط النظام وجدوا هويتها من بين جثث المقابر الجماعية .
              جمعة عبدالله



18

أسوأ حادث  مأساوي  في غرق مئات المهاجرين  في البحر الأبيض  المتوسط

=

  البحث عن حلم الوصول إلى أوروبا ينتهي في اغلب الأحيان   الى فاجعة مأساوية ,  الغرق في البحر  , أن هذه الحوادث المأساوية تتكرر على الدوام ,  في غرق المهاجرين في بحر( إيجة ) أو في البحر الأبيض المتوسط , ولا يمكن أن تتوقف مطلقاً  رغم فواجعها المأساوية , أن  مغامرة الإبحار في قوارب مستهلكة أو مطاطية , لا تصمد مع امواج ورياح البحر ,  لتنتهي بها المطاف  بعواقب وخيمة  على المهاجرين في أغلب الأحيان   . لأن السبب الأساسي الذي يدفع  الى سلوك طريق   مغامرة الهجرة , بأن الوطن  سد أبوابه في وجه أبنائه ,  وجعلهم يتجرعون حنظل بالظروف القاسية والصعبة , التي لا تحتمل و لا تطاق , سوى نافذة الهجرة المفتوحة , ليقعوا  بعد ذلك تحت رحمة المهربين , الذين لا يمتلكون ذرة من الضمير والانسانية  , سوى الجشع والربح من هذه التجارة السوداء ( تجارة البشر )  في زج أكبر عدد من المهاجرين في قوارب الموت , ليكون مصير المهاجرين الغرق في اعماق البحر , ليكونوا شهية لحيتان البحر , وهذه الحادثة المأساوية الاخيرة ,  انطلقت من مدينة  طبرق بعد تجميع المهاجرين من عدة مدن ليبية , لتنطلق الى وجهتها صوب ايطاليا , وكما ذكر من شهادة الناجين , بأن كل واحد منهم  دفع حوالي 4000 يورو , ولم يمنح لهم  سترات النجاة , يعني بعملية بسيطة ربح المهربون من هذه العملية حوالي من 2 الى 3 مليون دولار . وكما ذكر بأن اغلب المهاجرين من النساء والاطفال من جنسيات متعددة , عربية وافريقية , ومن أفغانستان وباكستان , وعن  غرق هذا القارب الذي تقول عنه المصادر بأنه كان محملاً بحوالي 750 مهاجراً  , تعرض الى حادثة  الغرق في الحدود الدولية بين اليونان وايطاليا  , وذكر مصادر البحرية اليونانية تقول :  بأنها أنقذت حياة 104 مهاجر , وانتشلت حوالي 79 جثة  , وما زالت عمليات البحث جارية , ولكن نفس المصادر تقول :  أن الاحتمال ضعيف جداً بوجود احياء من حادثة الغرق , سوى انتشال الجثث من اعماق البحر لهذه الحادثة  المأساوية . أن تجارة تهريب البشر  اصبحت تجارة سوداء لكنها تدر اموالاً طائلة وهي بمثابة جريمة كبرى بحق الانسانية  , في استغلال حلم المهاجرين للوصول الى أوروبا مهما كلف الثمن , وبالتالي  تتحول الى مأساة الغرق , في قوارب مستلكة أو مطاطية تلعب بها الأمواج البحرية , ويكون مصير المهاجر بين الحياة والموت , إن هذه الحوادث تتكرر على الدوام , ولا يستطيع أحداً ايقافها ,  وايقاف جشع المهربين المتوحش على  حساب القيمة الانسانية  للمهاجرين .
جمعة عبدالله   



19
التحدي ينتصر على الظلم في رواية ( ضحكة موزارت ) للأديب إبراهيم  سبتي


  يمتلك الحدث السردي , صياغة فنية في منتهى الشفافية والتشويق والمتعة المرهفة , في أسلوبها  الرشيق ودراميتها المتصاعدة نحو الذروة , بأن تكتمل اجزاء  صورتها الفنية والتعبيرية والفكرية في التدرج الدرامي  للاحداث , تملك أهمية بالغة لأن مادتها الخام هي من  أحداث التي  برزت على المسرح السياسي , بكل عنفوان وأصبحت حديث الساعة , ماهية الظروف القاهرة والقاسية التي تدفع الى الهجرة , وخوض مغامرة عاصفة بالمخاطر والعواقب الوخيمة , مهاجرون أصبحوا شهية حيتان البحر , أو الموت والاعاقة , اضافة أن الهجرة أصبحت تجارة رابحة , قوامها الابتزاز والنصب والسرقة والغش , يعني المهاجر يكون الضحية الطيعة  تحت أمرة المهرب , لعبة بين  يديه , ولكن السؤال المشروع منْ فتح هذا الباب الخطير ؟  ومنْ هو المسؤول في دفع الناس الى شق طريق الهجرة الخطير ؟ بدون شك , حينما تسيطر  على الواقع طفيليات هجينة , مغرورة ومتكبرة , تسلقت على الحكم والنفوذ والمال , وأصبحت فوق القانون والدولة, سلاحها السطوة والجشع والاستحواذ والابتزاز ,لتكون عوامل في  تفجر زوابع الظلم والحرمان والإرهاب . هذه الشريحة المتسلطة على رقاب الناس , تريد ارجاع الزمن الى الوراء الى زمن  العبودية والذل والمهانة , تنتهك كرامة الانسان بأي شكل من الاشكال بكل بساطة , طالما هي تسيطر على رقاب الواقع والناس , ولكن بالمقابل الروح البشرية النزيهة و التواقة الى الحرية ,  ترفض الخنوع والذل وسلب الكرامة , وتخلق روح التحدي والمقاومة والرفض وتضحي بكل غالٍ ونفيس  مهما كان الثمن الغالي  , وهذه الخصائل لم تحسب لها بالحسبان هذه الشريحة الطفولية , ولم تقدر عواقبها ( لو دامت لغيرك لما وصلت اليك ) , فمن يقبل اهانة كرامته وسلب حقوقه في وضح النهار ؟ ومنْ يقبل ان يعيش في الذل والمهانة والهوان ؟ الطبيعة والقوانين السماوية والارضية , تقر لكل فعل رد فعل مضاد له , مهما طال الزمن فلابد من يوم الحساب , وتحت الرماد ناراً قد تتفجر في اية لحظة , لأن البشر ليس لعبة أو دمية لسطوة  الطغيان , هذه المنطلقات الفكرية والتعبيرية من أحداث السرد الروائي في رواية ( ضحكة موزارت  ) يقدمها المؤلف في شفراتها الرمزية الدالة الظاهرة والخفية بعمق الرؤية الفكرية  الصائبة والواقعية  , اذ لا يمكن لاي عاقل ان يغامر بالهجرة إلى الدول الاوربية , اذ لم يكن مضطراً بفعل الظروف القاهرة ضده  , لأن مغامرة اللجوء  محفوفة بالمخاطر , ولكن واقع البلاد  المأزوم ,  يسد كل الأبواب والنوافذ , . سوى أن  يبقى  نافذة الهجرة مفتوحة على مصراعيها.
              ×× أحداث المتن الروائي :
 تتحدث الرواية بلغة السارد أو الراوي لاحداثها , وهي الشخصية المحورية التي تدور حولها الأحداث , بأنه مؤجر بيت من صاحب الدار ( علوان ) لعقد مدته خمس سنوات  , وهذا  التاجر الجشع الذي يملك الأملاك والعقارات والجاه والنفوذ والسطوة القاهرة , ويعتبر نفسه فوق القانون والدولة , يعتزم طرد المؤجر من الدار بكل وسيلة غير شرعية , وهذا المؤجر يرفض الطرد المهين والمذل ,  ويمتنع عن تنفيذه مهما كانت الأحوال , مما دفع المالك ان  يمارس كل انواع  التهديد والوعيد , وكيل الاهانات ومسخ الكرامة  والاستهزاء به  أمام عامة الناس , ويحاول أن يطرده   من وظيفته ومصدر رزقه ايضاً  , لذلك فكر في وسيلة التخلص من صاحب الدار المتنفذ والمتكبر  , بأنه يتمنى أن يمتلك طاقية الاخفاء أو قبعة الاخفاء , فكر بها عندما كان حينذاك طالباً  في المدرسة المتوسطة , عندما لفظ كلمة انكليزية بشكل سيء , اثار الضحك والاستهجان من الطلبة يتقدمهم المدرس , الذي وضعه في موقف حرج امام الطلبة ,  وتمنى لو عنده طاقية الاخفاء لرد الصاع صاعين , ويجعل المدرس اضحوكة واستهزاء امام الطلبة , رغم أن المدرس في اليوم   الثاني ,  قدم اعتذاره الشديد ,وانه آسف لما حصل ,  لهذا جاءت فكرة طاقية الإخفاء وهو يتابع ويراسل اخبار  العالم الألماني ( هولمر ) الذي كما تذكر اخبار  مواقع التواصل , بأن يشتغل  على اختراعه لسنوات في صنع قبعة الإخفاء , ولكن  لم يجد  احداً  من يجربها , وتيقن انها الحل الوحيد أو المنقذ الوحيد  لرد  الصاع بصاعين ضد صاحب الدار الجشع ( علوان )وسيجعله محل تندر واستهزاء امام الناس ويسترجع كرامته المهدورة ( مخرت عباب افكاري المتلاطمة عليَّ اجد شيئاً يريحني ويرد هيبتي المنارة أمام عائلتي وجيراني وزملائي الذين أنتبهوا الى اهانات وتجريح المسؤول , وسينقلون الحدث لعوائلهم بالتأكيد , أذ سيكون ثأري من المسؤول الذي اجهل أسمه ومن قريبه علوان ) ص12 . فلابد أن يفتح قنوات الاتصال , ويسعى إلى الوصول إلى  العالم الألماني ( هولمر ) ليعلن استعداده الكامل ليقوم في تنفيذ تجربة  اختراعه الجديد قبعة الإخفاء , وان يشكو معاناته ( بأن اذهب واقابل هولمر الالماني واتباحث معه واحكي قصتي , وما اوصلني الى  التفكير باملاك هذا الاختراع , سأقول له كل شيء , ولن اكذب وابالغ في اقوالي , وفي لحظة صفاء وأنا بكامل قواي العقلية , قررت السفر إلى ألمانيا ومقابلة يوهان هولمر وجهاً لوجه ليحدث ما يحدث ) ص17 .فباع مكتبته العامرة وحلي زوجته وما  يملك من تعب السنين من المال , وقرر الهجرة أول محطة سفره هي  تركيا , أن يجد مهرب ينقله الى احدى الجزر اليونانية القريبة من حدود تركيا, وتم الاتفاق مع أحد المهربين في مغامرة الإبحار بالقوارب المطاطية مع الآخرين , وهو يدرك حجم  المخاطر الرحلة , ربما يكون نصيبه  الغرق ,  ويكون طعماً شهياً لحيتان البحر ,  ولكن اصراره على الهجرة اقوى من كل المخاطر والعواقب الوخيمة , حتى يسترجع كرامته المهدورة, وابحر مع الاخرين من المهاجرين , وكانت العناية الإلهية حاضرة  انقذته وانقذتهم  من الموت  والغرق , ووصل إلى إحدى الجزر القريبة , ثم انطلق مع الاخرين الى أثينا وبعدها الى الحدود ,  ودخل مقدونيا ثم صربيا ثم هنغاريا  , كانت رحلة طويلة متعبة ومرهقة محفوفة بالعوائق والصعاب, ولكن عناده أن يصل إلى العالم الالماني مهما كلف الامر حتى يرد كرامته من ( علوان الوقح الذي لا يهمه حرمة جار ابداً ,أنسان خارج النظم والأخلاق , وعليَّ تلقينه الدرس الذي يستحقه , لا اعلم لماذا يقفز علوان الى ذاكرتي , وانا احاول تبديد قلقي وخوفي على مصير عائلتي ) ص92 . لذلك تهون عليه  المخاطر والصعاب ,  أمام تحقيق  ارادته مهما كان الثمن , لان الاختراع الجديد بصنع طاقية الاخفا يستحق العناء والتعب , وحين يسألونه من  جماعته من المهاجرين عن سببب الهجرة , يجيبهم بأنه يريد مقابلة العالم الألماني هولمر , يستغربون من كلامه , ولكنه يوضح هدفه لهم (  - أحتاج منه شيئاً , اختراع جديد جئت آخذه منه , سيغير حياتي الى الابد , واعتقد أنه يستحق المعاناة والسفر الطويل ) ص104 . ووصل إلى ألمانيا وذهب الى مختبر العالم الالماني وقابله وقال له ( - لقد تحملت كل تلك الطرق الموحشة وغير القانونية والسير لساعات وساعات , كي اقابلك , قرأت أنك تقوم بتصنيع قبعة الإخفاء  وهو الاختراع الاول في العالم ) ص146 .
قال له العالم بأنه بالفعل يبحث  عن شخص يجربه , ولم يجد احداً , بأنهم خائفون , أو انهم لم يصدقوا اختراعه , ونهض أمام  العالم بأنه جاهز لتجربة , فقال له العالم الألماني ( - هل تقول بأنك جئت الى هنا لتجربتها ؟
 - ولدي فيها غاية آخرى .
- عاهدت نفسي أن لا  تستخدم في غير محلها , ولا أريد إيذاء الناس  , ولا استخدمها في اماتتهم أو سرقتهم ,أو ابغي النفع المادي من روائها ) ص148 . ومن جانب العالم الألماني أطلعه على تفاصيل العقد والاتفاق , بأنه سيمنحه المال الكبير كتعويض في حالة الفشل  , ويحاول أن يسجل اسمه في دائرة الهجرة ويسهل الإجراءات , بعد التجربة , ولكنه طرح شرطاً حتى يوقع الاتفاق ( - ماهو شرطك الجديد ؟
- تمنحني ملكية نصفها
- لماذا ؟
- هذا شرطي الوحيد ) ص160 , اهتز العالم الالماني غضباً واحتجاجاً ورفض الشرط , ودخل في جدال عقيم فترك العالم الالماني في مختبره . ونزل الى الشارع, محاولاً الاتصال بزوجته ليطمئن  عليها وعلى اهله , فسمع صوت زوجته المتقطع يقول ( - اسمع .... راح صوتها يتقطع .. علوان .....
 - ما به ؟
 - قتل ..... ماذا .... قت ......ل ..... قتلوه .....
كيف ؟ من قتله ؟ ..... ) ص 167 . انقطع الاتصال لنفاذ العملة المعدنية , وشعر بالإغماء  والرعشة تجري في عروقه ( - معقولة ؟ لا اصدق .. مات علوان واختفى من حياتي . أنه كلام كبير وخطير , ارتحت كثيراً , وانتعشت وزادني الخبر  الصاعق بالثقة المفقودة منذ زمن . وشعرت بنشوة الفوز في المعركة , ولم أعد احتاج الى القبعة , ولا البقاء هنا ) ص167 .
وزاد زهواَ وفخراً ولهفة ,  كيف الوصول الى العراق  , وقد استعاد كرامته  المهدورة , وكيف الوصول ؟ , هل يملك الحصان الطائر يبرق  به  , والعالم الألماني  قدم شكوى الى دائرة الهجرة , وهذه اتخذت قرار تسفيره الى تركيا , واستعد للسفر الى تركيا هو  في نشوة النصر .
      جمعة عبدالله


20
الفرهود في تاريخ العراق السياسي في  رواية ( أفراس الأعوام ) للأديب زيد الشهيد
 
    الخطباء الذين يكلمونكم عن الحب , والساسة الذين يخرقون آذانكم بالحديث عن الوطن والشرف والعدالة , كلهم يثيرون الغثيان ( نيكوس كازنتزاكي / الاخوة الاعداء ) .
هذا جوهر الخطاب الروائي ودلالته الفكرية والتعبيرية , وهو يتناول  أحداث عاصفة ترسم خارطة طريق الصراع السياسي في العراق التاريخية ومراحل تقلباته وهزاته العنيفة في بنية المجتمع ,  رواية تتحدث من خلال رحلتها الطويلة تجاوزت  أكثر من نصف قرن , رسمت ملامح المراحل التاريخية التي مرت على العراق  ( الاحتلال العثماني ونهايته . الاحتلال الانكليزي واعطى الراية الى الحكم الملكي , العهد الملكي . العهد الجمهوري ) يكشف المتن الروائي  تراجيدية الازمنة , في   الصراع السياسي والديني , يعطي صورة نقدية وفكرية في تراجيدية عقلية السلب والنهب ( الفرهود )  , التي أصبحت من العقلية العراقية المبطنة  ,  والت تنهض من سباتها  عند كل انقلاب سياسي أو في  منزلقات أو منعطفات  سياسية عاصفة تمر بالبلاد  , في استغلال الفوضى والانفلات الأمني , ومستمر هذا النهج  إلى يومنا هذا بأشكال  مختلفة ومتنوعة, والرواية ( أفراس الأعوام ) للاديب المتمكن في لغة السرد الحديث وتقنياته الفنية المبتكرة والحديثة  في الإبداع السردي المعاصر  , وأسلوب صياغته وطرحه وتناوله بالخيال الفني الملهم عند  الاستاذ زيد الشهيد , سلط  الضوء الكاشف في  البانوراما الواقع  العراقي , عبر هذه المراحل السياسية في أزمنتها المختلفة  , بموضوعية واقعية  وانتقادية رصينة , من خلال الفصول الثلاثة للرواية , وكل فصل يمثل نقلة نوعية في مسارات كل  مرحلة زمنية  وسياسية   , ومشبعة بالرؤية الفكرية في النقد والتحليل  , من خلال رحلة طويلة .  تؤرخ وتوثق وتصور عدسة مرآة  كل مرحلة في التوثيق الروائي , عبر سيرة حياة بطل الرواية ( جعفر حسن درجال / مثقف وسياسي ورسام ) الذي عانى مرارتها ولوعتها بالمطاردة  والسجن  , هذه الاحداث السياسية العاصفة شكلت شرخاً عميقاً في بنية المجتمع , بل وضعت جدراناً حديدة لا يمكن اختراقها بالالوان الطائفية  وزعانفها المسمومة , التي جعلت المجتمع التي جعلته  ينزف دماً  وجروحاً لا تندمل , غايتها الاولى طمس الهوية العراقية على مذبح الطائفية , ان تصب الزيت على النار ,  كما كانت في الماضي وتعيد الكرة في الحاضر ايضاً ,. لكي تشق كيان   المجتمع الى صنفين متخانقين بالاحتقان السياسي والاجتماعي , مما يسهل عملية الاحتلال الأجنبي ,  الذي يجد ارضاً خصبة في تكريس الاحتلال  والوصاية والنفوذ  , هذه لعبة المحتل الأجنبي المفضلة في العراق , في تكريس شرخ الانقسام  والعداوة والحقد داخل  الكيان العراقي  ,  تدور الأحداث  السرد الروائي في مدينة ( السماوة ) ولكنه يرسم الصورة  العراق باجمعه . في لغة سردية شفافة في سليقتها المبدعة   , تشد القارئ شداً وبتلهف مرهف في متابعة مسار أحداثها الدراماتيكية المتصاعدة , في تراجيدية الأوضاع  السياسية والاجتماعية والدينية .  والرواية ايضاً  تمثل تراجيدية  موت الحب بنيران الطائفية , كأن الحب هو  الضحية أو القربان على مذبح الطائفية الدموي . اعتقد جازماً ان رواية ( أفراس الأعوام ) تصلح  لفيلم سينمائي ناجح ,  يتناول تاريخ العراق العاصف بالأحداث الجسام التي مرت به ,  لنجد أنفسنا في مرآة الماضي و نقارنه مع مرآة الحاضر . ويمكن ايجاز المتن الروائي بهذه النقاط المختصرة :
 1 - الاحتلال العثماني ونهايته المخزية  : اعتمد على نهج :  تفرق تسد في شق بنية المجتمع وطوائفه , بالانحياز والتمايز التام  لطائفة على حساب طائفة آخرى , وبناء جدران اسمنتية بين الطائفة الشيعية والسنية ( - الترك لا يعينون موظفاً ينتمي لمذهبنا الشيعي , بل من السنة فقط ) ص49 . وفي آخر أيامه لعب على الورقة الدينية في حربه مع الجيش الإنكليزي المحتل  , بأنهم اعداء الاسلام , وجاءوا لكي  يدنسوا أرض الإسلام الطاهرة , وهم اعداء الدين الاسلامي الحنيف  ,  كفرة وملحدين    , لكن هذه الورق خسرت وتمزقت في نهاية احتلاله للعراق .
 2 - الاحتلال الانكليزي :
لعب على ورقة تنوير الناس بالثقافة الاوربية ومحاربة الفقر والتخلف , وتنشيط حركة التجارة والنشاط الاقتصادي في تطوير البلاد , ومحاولة رأب الصدع بين الطوائف ,  في فتح مجال العمل والتوظيف ان يكون  لكل الطوائف والذين يمتلكون كفاءة ,   في تولي التوظيف والمسؤولية وأعطى  الفرص للجميع . ومحاولة إحداث تغيرات بنهوض الشعب من الجهل والتخلف , وبدأت ملامح التغيير الجديدة  تظهر على السطح ( بمجيء الانكليز توجهت الحكومة لكسر جدران أن يكون موظفو الدولة من السنة فقط ,  فراحت تصدر تعيينات لمن يمتلك مؤهلات تثبت بمرور الأيام الكفوئين وتلغي توظيف المتلكئين وصارت المدينة تشهد وجوهاً من شبابها ورجالها يتسلمون الاعمال الوظيفية , مثلما تدفقت البضائع الأوروبية على المدينة وانتهى تداول الليرة العثمانية ) ص 106 .
3 - العهد الملكي :  حاول ترسيخ نهج مسار  تطوير البلاد ,  بفتح المدارس وتشجيع التعليم بين الجنسين ( الذكر والانثى ) , وإدخال مظاهر جديد ة في المجتمع , وكسر رتابة الخمول  في الحياة اليومية , وبدأت بوادر الخلاف الخلاف في العقلية العراقية  ,  بين البداوة والمدنية , وفتح آفاق السجال الثقافي بين المحافظين على القديم  , وبين أصحاب تحديث المجتمع وتنويره  , وتنقية الاجواء الطائفية , وبداية خطوات التنوير الثقافي تبدأ في الظهور , ومحاولة كسر الاحتقان الطائفي , وتشجيع التجارة والعمل , ومحاولة تنقية الطقوس الدينية من شوائبها وعيوبها , وتصليح الشعائر الدينية بما هو يتفق مع الدين الإسلامي الحنيف , من خلال منع ممارسة في طقوس عاشوراء  , مثل ضرب الزنجيل والتطبير ( أصدار وزارة الداخلية في عام 1935 , أمراً يمنع إقامة شعائر ( الزنجيل ) و ( التطبير ) واقتصار طقوس عاشوراء على إقامة جلسات الوعظ وتنوير العامة من الناس بخطأ اقامة مثل هكذا ممارسات لا تمت للدين الإسلامي الحنيف بشيء ) ص187 . وفي هذا العهد شهد  تأسيس واقامة  أحزاب سياسية متنوعة الاتجاهات السياسية , وتدخل في سجالات الصراع   السياسي بينها  , بوتيرة واسعة بالخلافات و التناحرات  . مما ظهرت الاصطفافات السياسية ,  واضحة المعالم  في الصراع  , من يؤيد الحكم الملكي , ومن يعارضه ,  ودخلت المجموعات الدينية على خط هذه الصراعات , لكي تصب الزيت على النار . في الفتاوى الدينية التي  عملت في إشعال الحريق في المسرح السياسي القائم , مثل الفتوى الدينية  ( الشيوعية كفر والحاد ) والتي ساهمت  في بلبلة الرأي العام , في تكفير الرأي الآخر ,  واستغلال بسطاء الناس في هذا المجال للقيام بالاعمال  العدائية , واستمر هذا النهج بالتكفير الاخر  أكثر عنفاً في العهد الجمهوري الوليد  , بالهجوم على مقرات الحزب الشيوعي ونهب الأثاث  البسيط وحرقه. وكلما دخلت الطائفية في اي زاوية من الحياة العامة  أفسدته خراباً , حتى في العلاقات الاجتماعية  , وحتى في نواحي الحب والزواج , توجه طعنات   الموت اليه  . فعندما أحب ( جعفر حسن درجال ) فتاة من الطائفة السنية ( وهيبة ) بشكل حب جارف ونقي , وعزم على الزواج منها , فصارح أمه لكي تقوم   في تسهيل إجراءات الزواج . ارتعبت أمه بالغضب الشديد بالرفض والاحتجاج , كأن عقلها لا يصدق كلام ابنها , بأنه يعتزم الزواج من فتاة من الطائفة السنية ( أمجنون ولدي هذا ؟ أنه يتحدث بثقة  تفشيها ملامحه ...يقول كلاماً لا يريد ان يسحبه أو يقلبه الى مزاح .............. أولئك أناس ليس من طينتنا ولا من مذهبنا ..... كيف لنا الشيعة أن نقبل في عائلتنا سنية لا تقدس ( علي ) ولا تبكي على ( الحسين ) ؟! كيف أن نقبل أن يمتزج دمها بدمنا ؟ ..  وكيف لوالدها السني أن يعطي أبنته لشيعي يراه بعيداً عن مذهبه وخارجاً عن دينه ؟!  ) ص69 . و ( لا . يا ولدي أنت مجنون ..... وإذا كانت هي تحبك فعلاً كما تزعم فمجنونة ايضاً ) ص69 . فأحدثت في  نفسيته الاحباط والخيبة والحزن ,   وشعر قلبه يتكسر ويتفتت  مرارة وحزناً . بأن حب قد ذهب الى ادراج  الضياع , فشكى مرارة حزنه الى أحد اصحابه , وقام هذا ان يواسي معاناته  و حزنه الشديد   ( عوائق لا مبرر لها , يا جعفر ... افهمك وافهم معاناتك ... المذاهب تفرق الأمم ) ص76 .
4 - العهد الجمهوري :
فتح باب الصراعات السياسية والحزبية على مصراعيها بعد سقوط الملكية ,  انتهت بحادثة  المجزرة للعائلة الملكية  . وأخذ العنف  السياسي ينتقل من  الشوارع الى  داخل  السجون والمعتقلات , ودخلت البلاد في بلبلة وفوضى سياسية في ضبابها الكثيف  , كأن  العهد الجمهوري فتح صندوق ( باندورا ) لتخرج منه كل الشرور العنيفة , كل الأمراض الاجتماعية والسياسية  والدينية  , ولعبت  الفتاوى الدينية , في زيادة  الاحتقان  السياسي , لقد توحدت  كل  القوى المعادية  التي تضررت بالثورة , الى العمل في  اسقاطها وإجهاضها . حتى وصل العنف الى الشوارع , وحياكة  الدسائس والمؤامرات بدفع مباشر  من القوى الاستعمارية , وكذلك ساهمت مصر جمال عبدالناصر في  السعي الى اسقاط الثورة , وكانت اذاعة صوت العرب من القاهرة تزعق   بالعواء  والنهيق ضد الثورة وزعيمها عبد الكريم  قاسم  في تحريف مجريات الأحداث بالكذب والدجل   ( كل يوم يتناهى الى مسامع انتهاكات إنسانية ! حتى لتمنَّى غالبية الناس العودة الى العهد الملكي . رغم أن البلاد يقوده حاكم نقي احب الوطن والشعب ) ص216 . أن نزاهة الزعيم ووطنيته وحبه للفقراء  ,و طموحه وصدقه في رفع الحيف ورفع الظلم والحرمان , فتح باب الخلاف والخصام , وفي سبيل إحداث الخلل في شعبية الزعيم الجماهيرية الواسعة   , واعداء الثورة وجدوا الفرصة السانحة , بأن الزعيم تلكئ في وعوده  ولم يحقق ما وعد به الشعب , بل أدخل البلاد في زاغور  الأفاعي السامة  , مما أفسح  المجال للمؤامرات والدسائس أن تفلح بإسقاط  الثورة في انقلاب عسكري دموي .
 5 - ازمة ومحنة المثقف :
ضمن هذه الأجواء المتوترة بالغيوم السوداء من العنف والبلبة السياسية  , حتى فتحت    أبواب  السجون , أثر بشكل سلبي على نكوص الحركة الثقافية , وأصبحت محنة  للمثقف قائمة فعلاً , ووجد  المثقف نفسه محاصراً ومطارداً ,  بل مهدداً في  حياته , ضمن الانقسام السياسي والحزبي الرهيب والحاد  , مما اصاب المثقف بالاحباط والخمول ومنهم ( جعفر ) الذي خفت عنفوانه المتمرد  ( أنت لا ترغب في رؤية الرسم .. أنت ترغب في تعنيف ذاتك . أيها المغمور بالنقاء ... لكن مع هذا لا يجب أن أتركك تجذف بزورق الضياع . أنا معك ) ص163 .
6 - موت وهيبة :
ظلت ترفض الزواج لتحافظ على حبها المغدور  , ولم تتزوج إلا بعدما  تزوج ( جعفر ) وعندما داهمها  شبح الموت وهي راقدة  فراشه في لحظاتها الاخيرة , كلفت بأنها بأن ينقل وصيتها الى ( جعفر ) ووافق ابنها على مهمة نقل رسالتها , التي احتفظت بها طيلة عمرها , وهي في اللحظات الاخيرة لتودع الحياة. ونقل وصية أمه المتوفاة  الى ( جعفر ) :
( لقد ترجتني وهي على فراش الموت , أن أعيد أليك هديتك لتحتفظ بها , ظناً منها أنك خير حافظ لها
- لا . بل هي رسالة على انها احتفظت بحبها لي حتى اللحظة الاخيرة ) ص 267.
ثم ينال الموت بعد ذلك من   ( جعفر ) لم يشاهد بعد ذلك ما مر به العراق من المآسي , من  المجازر والكوارث والفرهود ,  والطائفية تعود في رونقها الذهبية بالخراب في تدمير العراق  .

21
استلهام تناص الاسطورة لمديات الواقع الحالي في المجموعة الشعرية ( فراديس إينانا ) للشاعر يحيى السماوي
     
 
  يتألق الشاعر السماوي في براعة مدهشة , في توظيف الأسطورة السومرية , فى الحب والعشق , ويغرد بهما في قيثارته الشعرية , لصالح الوطن والناس , يستلهم البعد الأسطوري لمجريات الواقع والأحداث الجارية على أرض أوروك الحالية . يحلق في النص الشعري الى السماء العالية , يخفق في جناحي البلاغة الراقية وقوة الصياغة الشعرية , كأنها عجينة  بيد فنان تشكيلي محترف , يشبعها بزخم من المفاهيم التي تمتلك  وفرة  الإيحاءات  والترميز الشعري ,  يغرف من ينابيعها   الرؤية الفكرية والتعبيرية عميقة الدلالات  , بما يملك من قدرة فائقة في توظيف محسنات البلاغة , وقوة الإلهام في خياله الفني , هذه المقومات الزاهية  , تعطي  الدلالات البليغة في المفاهيم  المستخرجة من  عمق الاسطورة السومرية , يضعنا في حالة الإبهار , في براعة الشعر في الاسطورة , أو براعة الاسطورة في الشعر , وهي ليست عملية سهلة الانقياد , إذ تتطلب مقومات اساسية لاغنى عنها , في الاستلهام والتناص من داخل الاسطورة , يعني ماهية  الأسباب  والدوافع والغاية والمرام في الانزياح الشعري في الأسطورة , الانزياح في الرؤية الفكرية والفلسفية  , في حالة اسقاط الاسطورة على مجريات الواقع الحالي , وكذلك حالة الاستلهام والتناص برؤية حديثة تمتك تداعيات  الوقائع الجاري , بالظروف والمستجدات  والتغيرات الطافحة على السطح  ,  ويجند مخزونه الثقافي والمعرفي والادبي والشعري , في تجربته الشعرية الخلاقة , التي تربعت على قمة الشعر العربي الحديث والمعاصر , يعطيها نكهة ومذاق حلو في طراوة الحبكة الشعرية  . مشعة بالتناص في الاسطورة والدين وخاصة آيات القرآن الكريم والتراث  والتاريخ , بحلم التغيير والتجديد في بناء أوروك الجديدة , نحو بناء  المدينة الفاضلة حارستها أله الحب ( إينانا ) . بعدما انحرفت أوروك الحالية من رحم الاسطورة السومرية وابتعدت عنها  , وتجاهلت ان الاسطورة السومرية , التي  أقامت  صرح حضاري عريق وشامخ , لذلك السماوي يسعى في الاعادة  الصرح الى الاصل , وازالة الشوائب والعيوب في اوروك الحالية ,  لترجع الى مهدها الحضاري التليد , لا يمكن أن يتم إلا بالحب في إنشاء المدينة الفاضلة وفلاحها  اله العشق ( اينانا ) . بدون شك أن النص الشعري عند السماوي يملك نفس عميق وطويل , وكذلك يملك ضوئية مشعة في الامتداد والاتساع من الحضارة السومرية إلى المجريات اليوم  الحالي , أي أن النص الشعري يملك رحلة طويلة يخترق امتدادات الازمنة  ليصل الى  محطته  الحالية  , حتى يبرر دوافع   اقامة صرح المدينة الفاضلة , هي من صلب الضرورة القصوى , وحاجة ملحة من اجل انقاذ اوروك من التبعثر والتشتت . بما يملك السماوي من نزاهة في  التربية والثقافة  الوطنية الزاهية , التي زكتها  الأعوام الطويلة من النضال والكفاح الوطني , فقد جند كل مشاعره  في الدفاع عن المظلومين والمحرومين  , وعن آلام  الوطن  . وعانى من  الاهوال والصعاب الشاقة  من نهج النظام الشمولي في الارهاب والاضطهاد , وما عانى من الغربة والاغتراب , ورغم الاعوام الطويلة أكثر من نصف قرن . لكنه ظل وفياً على العهد  , كأنه مطبوع في أعماق  قلبه واحساسه الوجداني  الصادق . ان الحكمة من توظيف الاسطورة السومرية . كي يدلل بالبرهان الساطع ,  ان صرح الحضاري تم بناءه بالحب , ولهذا يدلل بأن الحضارات القديمة , أعطت للحب مكاناً بارزاً , ضد الثقافة والعقلية المتزمتة بالتعصب الأعمى والكراهية , بالحب يقتل الوحش الضاري داخل الانسان , وهذا ما أكدته الاديان  السماوية والرسل والانبياء . ومثال ( انكيدوا ) بطل ملحمة جلجامش تحول من الوحش إلى الإنسان  بواسطة الحب , ليصبح  ملاك الحب والانسانية , هذه الرحلة الطويلة لقصائد المجموعة ( فراديس إينانا ) , ترسم كل مؤشرات قوام  الصراع الأزلي القائم منذ ذلك العصر وحتى يومنا هذا , هو صراع بين قوى الخير وقوى الشر , الصراع بين بناء الحب في المدينة الفاضلة , أو بناء مدينة الشر والكراهية   حارسها الوحش ( خمبابا ) أو احفاده , أو باختصار هو صراع بين ( انكيدو ) بطل الحب , ضد المدينة ( الديستوبيا / المدينة الفاسدة ) وحراسها احفاد ( خمبابا ) في المنطقة الخضراء . هو صراع من أجل  اعادة خيرات أوروك إلى أصحابها  الشرعيين .
لنأخذ شذرات من المجموعة الشعرية ( فراديس إينانا ) :
×× التمرد على ارباب الالهة :
ليس بالغريب والعجيب  , الخروج  بكسر عصا الطاعة للالهة . كما حدث في الميثولوجيا الاغريقية , في حالة ( بروميثيوس ) على رب الالهة ( زيوس ) عندما لاحظ ان الالهة تعيش في نور باذخ , وعامة الشعب تعيش في ظلام دامس , فسرق النار أو النور ومنحها الى عامة الناس . وكذلك في حالة ( سيزيف ) تمرد واحتج على رب الارباب ( زيوس ) عندما لاحظ ان الالهة تتاجر بالزيف  وخداع الناس  , وغياب العدل الإلهي , فكشف زيف رب الأرباب لعامة الناس في بيع الأوهام  بالمجان . والسماوي اقتنص  هذه الفكرة  التمرد على الالهة  في الخلق والابتكار بالرؤية  الفكرية الناضجة . في هبوط آلهة الحب (إينانا ) من عرشها الإلهي العلوي ,   الى العالم السفلي الى  عامة الناس .  احتجاجاً على رب الأرباب  ( أنليل ) الذي يكنز الذهب والفضة والتبر , ويكسو الريش الناعم والحرير المطرز بخيوط الذهب ,  رحاب المعبد الأخضر أو ( المنطقة الخضراء ) وترك عامة الناس في الظلم والحرمان في وادي اليتامى , والالهة  الزور   في ( المنطقة الخضراء ) يكنزون الذهب والدولار على شقاء ومعاناة عامة الناس . الاحتجاج على عهد السلاطين السمان , النائمون في العسل , وعامة الناس حصتهم الكاملة من العجاج والغبار .
           
هَبَطتْ من بُرجِها العلويِّ إينانا
احتِجاجاً
ضدَّ أنليلَ وما يكنزُ من تِبرٍ
ومالٍ وقِيانْ
*
ورياشٍ في رِحابِ " المعبدِ الأخضرِ "
في وادي اليَتامى ..
والمُرائينَ المُصَلِّينَ أمامَ الناسِ
جَهراً .. 
××
جـابَـتِ الأحـيـاءَ
تَـسـتـقـرئُ حـالَ الـنـاسِ فـي أوروكَ
فـي عـهـدِ الـسـلاطـيـن الــسِّــمـانْ
*
فـرأتْ ما لـمْ يَـرَ الآلـهـةُ الأعـلـونَ :
أكـواخـاً مـن الـبـرديِّ والـطـيـنِ ..
قـصـوراً ..
وقـلاعـاً  ومَـغـانْ
/ من قصيدة : هبوط إينانا من عالمها العلوي .
×× فردوس مدينة العشق الفاضلة : هذا الفردوس هو اعادة   معايير العدل الإلهي والحق الشرعي المفقودة   . في  هذا الفردوس الذي سيقام على جنة الأرض , ليس مباحاً بالدخول اليه  , لكل من هب ودب ,  ومن فج عميق , وليس هو كسفينة نوح , حملت الشريف والفاسد , والنزيه واللص , والجلاد والضحية , والوطني والخائن , والقاتل والمقتول , فمنْ الذي يمنع من الدخول لهذا الفردوس ؟  .
وأنـنـا
سـوفَ نـقـيـمُ لـلـهـوى مـديـنـةً فـاضِـلـةً
نـمـنـعُ مـن دخـولِـهـا الـمُـلـثَّـمـيـنَ الـمِـسْـخَ ..
والـمُـجـاهـديـنَ الـزُّورَ ..
لا مـكـانَ فـيـهـا لـلـمُـضـاربـيـنَ فـي سـوقِ الـمـحـاصـصـاتِ
أو لـسـاسـةِ الـصـدفـةِ بـاعـةِ الـشـعـاراتِ
ومَـنْ جـاءَ بـهِ الـمـحـتـلُّ مَـأمـوراً
فـأضـحـى بَـيـدقـا
*
فـي لُـعـبَـةِ الـنـهـبِ
وفـي تـحـويـلِ أوروكَ شـتـاتـاً مِـزَقـا
*
مـديـنـةً فـاضـلـةً
يـدخـلـهـا الأطـفـالُ والـعـشـاقُ والـغـزلانُ والـظِـبـاءُ
لا يُـعـرَفُ فـيـهــا الـفـرقُ بـيـنَ حـاكـمِ الـقـصـرِ ومـحـكـومٍ
وبـيـن عـازفِ الـقـيـثـارِ فـي الـشـارعِ
والـنـاسِـكِ فـي مـحـرابـهِ تـخـنـدَقـا            / من قصيدة : مدينة العشق الفاضلة
×× لست بكافر وإنما الجوع كافر : حينما تبدل العمامة الدينية بعمامة الشيطان  , وعندما يكون كاهن المعبد دجال , وولي الامر لص , والعاهر يلبس ثوب الشرف  والعفة , ومجاهدي الزور يطمغون جبينهم بالذهب والدولار , عندما يسرق رغيف الفقير , وعندما يلطخ الدولار  بدماء شهداء الوطن , فما هي شرعية هذا الدين ؟ , وما مدى صلاحيته امام رب العباد ؟ 
 لـسـتُ بـالـكـافـرِ
لـكـنْ
كَـثُـرَ الأربـابُ فـي أوروكَ  ..
كـلٌّ ولـهُ  فـي سُـورةِ " الـكـرسـيِّ "  تـفـسـيـرٌ وزعـمٌ
ولـهُ مـالٌ وجـنـدٌ ..
لـسـتُ أدري أيُّ ربٍّ أتَّـقـيـهْ
*
كـاهـنُ  الـمـعـبـدِ لـصٌّ  ..
وولـيٌّ الأمـرِ دجّـالٌ ..
وكـلٌّ يـطـلـبُ الـبَـيـعـةَ فـي أوروكَ  ..
كـلـكـامِـشُ بـاعَ الـسـورَ واسْــتـوزرَ أصْـهـارَاً
وأضـحـى قـارئُ الـفـنـجـانِ والـكـفِّ فـقـيـهْ
*
فـإذا الـسـارقُ  قـاضٍ
وإذا الـنُّـكْـرُ وجـيـهْ              / من قصيدة : الإمتلاء فراغا
×× اعترافات أنكيدو في الوقت الضائع : حالة أنكيدو هي تجسيد لحالة العراق , الذي يسير من السيء الى الاسوأ , ومعاناة انكيدو هي معاناة العراق الكاملة  , ولكن  لم يكمل رسالته في إنقاذ اوروك  من الغرق  , ان شخصية أنكيدو , تتجسد في روح كل عراقي يحلم بالوطن والخبز والحرية والعطاء الانساني , لذلك نشعر بالاسف والندم والاسى , بإجهاض  حلم الأصوات الوطنية التي تحمل الحب والوفاء إلى اوروك الحالية , لم تحصد شيئاً من  تعب السنين سوى الغبار والسموم , فقد سرق الحقل والبيدر احفاد ( خمبابا ) , ونهبوا الجمل بما حمل .
أنـا مَـنْ جـنـحـتُ عـن الـصـراطِ الـسـومـريِّ  ..
بـريـئـةٌ " شـامـاتُ " مـن إثـمـي
فُـحُـقَّ عـلـيَّ أنْ أحـيـا الـحـيـاةَ
شَــقِــيّــا
*
أزِفَ الـرحـيـلُ
وهـا أنـا
يـقـتـاتـنـي نـدمي ـ ولاتَ نـدامـةٍ ـ (3)
أبـكـي عـلـى غـيـري غـدوتُ
ولـم أعــدْ أبـكـي مـن الـنـدمِ الـمـريـرِ
عـلـيّـا      / من قصيدة : اعتراف  أنكيدو

××   أنكيدو الشهيد الحي والحي الشهيد :
واهم  ويحرث في وهم الخيال والسراب ,  منْ يعتقد النوم في العسل و ( دار السيد مأمونة ) وانتهى المطاف وترملت اوروك  وشطبت الأعياد وحلت الأحزان , وماتت انتفاضة تشرين تحت حوافر احفاد ( خمبابا ) وسلمت الامارة الى سلاطين السمان  ,  خطأ  والف كلا , تبقى منارة أنكيدو تشتعل تحت الرماد, هي الشرارة  التي تشعل بركان الغضب   . في ولادة ملحمة جديدة ,  ويظل انكيدو الرمز  والبطل  ,   الشهيد الحي والحي الشهيد .
مـات أنـكـيـدو
و" إيـنـانـا " غـدتْ أرمـلـةَ الأعـيـادِ فـي أوروكَ
والـثـكـلـى بـ " مـشـحـوفٍ يـطـرُّ الـهـورَ "
أنـكـيـدو الـشـهـيـدُ الـحـيُّ
والـحـيُّ الـشـهـيـدْ        / من قصيدة : انكيدو الشهيد الحي والحي الشهيد .
جمعة عبدالله


22
البحث عن  المصير في رواية ( ما لم  يقله سيزيف في مذكراته المجنونة ) للكاتب كريم عبدالله
    القسم الاول :
     
 

رواية حوارية متعددة الأصوات ( بوليفونية ) و الحوارات  الدرامية صيغت في ابتكار خلاق , غير مألوف في فن الرواية الحديثة , من حيث سياق الأحداث بالصيغة الحوارية أو ثنائية ( السرد والحوار ) وهي تؤدي ادوار مسرحية على المشهد العراقي الواقعي , بتقمص المسرح السياسي عبر تاريخ العراق السياسي  , في عهد نظام البعث , وعهد التغيير بضمانة المحتل الامريكي , في مسائل حياتية بالغة الاهمية في العهدين , من حيث : السياسة والدين , والوعي الأيديولوجي  , والحب والجنس , والحرب , و في حرية الرأي والمعتقد , أو خنق حرية التعبير وتكميم الافواه , من حيث الانتقام والعنف الدموي . والجريمة والإرهاب  , من حيث التجسس والترصد والمراقبة , وحتى توظيف الايروتيكية المبتذلة في الإغواء والاغراء لصيد الضحية , لكشف ما يحمل في داخله من اسرار  , وهي جزء من المراقبة وجس النبض , في التفريق بين من الذي يدين بالولاء التام للقائد المفدى , ومنْ هو المشكوك بالولاء   . من حيث البحث عن المصير الإنسان  المعلق , والبحث عن الحقيقة من وسط الركام الفوضى الخلاقة  . وفي مسائل الشك واليقين في وسط غياب العدالة الضائعة في ركام التيه , والبحث في مسألة الوجود واللاوجود  , شخصيات تؤدي أدوارها المسرحية في المشاهد  والحوارات , تترجم الواقع العراقي الحقيقي  في العهدين , شخصيات حوارية تمتلك مساحات واسعة من الحرية والاستقلالية عن السارد العليم , او من  ( الكاتب ) نفسه ,  الذي وضعهم  في أدوار غير عادلة في  اختلال التوازن . شخصيات ظلمها ( الكاتب ) بحجة اطلاق حرية العنان والحرية  لها لتؤدي ادوارها بصدق على المسرح  , لكنها اتضحت انها مؤامرة من الكاتب نفسه , حتى لا يشفع له تبريراته وذرائعه وتنصله  من المسؤولية , لأنه وضعهم الى مصيرهم المحتوم , ينتهي   أما , القتل , الإعدام , الانتحار . ليقول صراحة الكاتب ( كريم عبدالله ) في اعترافاته الصريحة وجهاً لوجه  ( وعندما أختفى كل شيء ,  وجب عليَّ أنا ( كريم عبدالله ) , أن انهي هذا الحلم الطويل , نعم كان حلماً راودني في الليلة الماضية ) و ( لكن هل عشت فيه كان هو الحقيقة , أم ظلال الحقيقية , هل كنت في حياة سابقة , هل أفكاري وتصاويري موجودة في كل مكان ما , وحدي سأحمل هذه الا آآآآآآآآآآه , ربما لأن الحياة هي الخدعة الكبيرة, التي نحتمي بها في زمن الحقيقة , التي لن تستر عورة الزمن ) ص309 . رغم هذا الاعتراف لكنه لن يسكت أصوات الاحتجاج المدوية من الشخصيات الحوارية , الذين قادهم الى هاوية جهنم . ولن يسكت تذمرهم وتمردهم عليه , ولا يمكن  ان يختفي المؤلف وسط الظلام الثقيل , لأنه سبب لهم شرخاً عميقاً لا يضمد بالتبريرات , في زمن ضياع الحقيقة والمصير والقلق  ( لا وقت لديَّ للتسويغ  , لقد خلقت لكم جميعاً الحياة عالماً جدلياً , كان بامكانكم عن طريق هذا الجدل , أن تتوصلوا إلى  الحقيقة , أنني من خلالكم حاولت أن أكتشف أفضل طريقة لتفسير الظواهر , لقد كنتم جدلاً فكرياً في رأسي , اقلقني كثيراً ) ص308 .  وكنوع من الرحمة والتعاطف تجاه هذا التمرد من الشخصيات الحوارية ضد المؤلف , لأنه قادهم  في النهاية الى العالم السفلي , وحرمهم من حق الحياة , نتيجة اعمالهم الاجرامية  , وهم يؤدون أدوارهم  في مسرح الحياة والواقع . ولكن كل شيء محتمل ومتوقع عندما تنحرف الحياة عن مساراتها الساكة , عندما تفتقد العدالة والمعايير  وسط الغبار الكثيف  , يبقى قانون براقش وهو الفاعل والمفعول ( ما جنت براقش إلا على نفسها ) و ( وسبق السيف العذل ) ولكن هل المؤلف ارتكب جريمة ؟  أم أن الواقع هو الذي سبب أو هو من يتحمل وزر الجريمة  , وليس الكاتب ؟  , هذا القلق الذي ساور المؤلف لانه استنطق موجودات الواقع , ربما في غفوة منه ارتكب هذه حالة التأزم  ( ربما في أثناء غفوتي هذه حدث مالم يكن بالحسبان , لقد خلقت هذه الشخصيات من بنات افكاري , وساعدني كثيراً خيالي الجامح , فهي عزيزة عندي , وجميعهم أبنائي ونتاج فكري , هل كنت عادلاً معهم جميعاً ؟؟!! وهل كنت عادلاً في توزيع الالم والاحزان عليهم ؟؟!! أخشى أن يكون قد حدث اختلال التوازن ,  هذا الاختلال قد يسبب  ثورة عارمة , لم أخطط لنتائجها المستقبلية !!!!! ) ص302 .
لكن هذه الحقيقة المرة , في زمن جرائم البعث , الزمن الذي  وضع الإنسان داخل شاشة كبيرة للمراقبة والترصد والتصيد , وكذلك  في زمن التغيير ,  الدم / قراطية  , وفي زمن كليبوكراتيا ( دولة اللصوص ) , الذي  جاء بهذا  النظام الهجين في ثوب الدين والمذهب , والانسان العراقي يظل  يبحث عن مصره ووجوده في الحياة  .
  يتبع في القسم الثاني
  جمعة عبدالله

23

الحالة الكابوسية التي مر بها العراق بعد الاحتلال في المجموعة القصصية ( كابوس في لوحة ) للكاتب ضياء الخالدي

  بعد الاحتلال طفحت على سطح الواقع طفيليات هجينة , وخلقت أزمة اجتماعية وسيكولوجية , أثرت بشكل سلبي على بنية المجتمع , وأدت الى تغيير وجه الحياة والواقع اليومي , عمقت الشرخ الاجتماعي في اوجه الاشكال السريالية الغرائبية , في الانفلات الأمني والسلاح المنتشر بيد الجماعات والعصابات المسلحة من أجل الاستحواذ على النفوذ والمال . والمجموعة القصصية ( كابوس في لوحة ) تؤرخ اصعب فترة زمنية  عصيبة وحرجة مر بها العراق أيام الرعب الارهاب الدموي , في المعاناة المتشظية التي تطايرت نيرانها  ,  واحرقت الاخضر واليابس , وأصبح مصير الانسان في مهب الريح . فقد تميزت أحداث السرد القصصي , في الإيغال بالعمق في الصراعات الداخلية والخارجية في الأزمات اليومية  في هذه الفترة الخطيرة في عمر العراق السياسي والاجتماعي , وفي رصد الظواهر الجديدة في الحياة اليومية , في لغة سردية متمكنة في التناول والطرح في الاتجاه الواقعية الجديدة  , وفي لغة مرهفة تشد القارئ الى المتابعة الحالة الدراماتيكية في الواقع اليومي , من خلال عشر قصص التي احتوتها المجموعة القصصية , وهي بمثابة عشر لوحات كابوسية في مجريات الأحداث اليومية , عبر أحداث متفرقة ,  وجدت صداها وانعكاساتها في سياق الأحداث الفعلية ,  التي تجرع علقمها الإنسان العراقي بشكل يومي  , من خلال الارهاب الدموي وانتشار عصابات الجريمة واللصوصية دون رادع أو رقيب , هذه المتغيرات  احدثت شرخاً عميقاً في بنية المجتمع , مما جعلت المواطن يعاني الإحباط  والهزيمة  , وهذا يدل على غياب دور الدولة والقانون والنظام . لنأخذ بعض العينات من اللوحات الكابوسية في المجموعة القصصية .
 1- قصة : رسائل الليل .
 معضلة أزمة السكن تفاحلت  وتضخمت في العهد الجديد , في انتشار البيوت العشوائية في أراضي الدولة المهجورة , بما فيها المقابر القديمة والمعسكرات المهجورة , أصبحت مأوى سكني للشرائح الفقيرة والمعدومة , في السكن في البيوت المتهالكة و المتداعية للسقوط   , يلعب بها الريح وخاصة في الليل ,  تدخل من شقوق النوافذ والجدران والابواب , وتصدر اصوات مزعجة في ضجيجها , اضافة الى نباح الكلاب , مما يثقل الحياة بالمعاناة والحزن على رب العائلة , يتصور بأن الضجيج والصخب يرن في أذنيه وحده , لا يسمعه الآخرين , هذه هي الحالة الواقعية للاحياء  العشوائية . اضافة انها تستقبل زائرين غير مرغوب ومرحب بهم , من المجنون و الشحاذ والمتسول والعجوز المسنة والشيخ المسن , ومن هب ودب حتى زيارة الاشباح  , مما يشكل مصدر إزعاج , كأنهم في زيارة للقبور , ويحذرون الساكنين بأن هذه البيوت مسكونة بالأشباح تتجول بحرية داخلها . لذلك عليهم هجرها قبل وقوع المحذور .
 2 - قصة : عالم مقلوب .
من الواقع السريالي القائم فعلاً , يناقض  العقل  والمنطق . هل يعقل رجل أمن يخاف من اللصوص ويهرب منهم هو  في حالة  خوف ورعب , ويركض هنا وهناك ,  يفتش عن  مخبئ ينقذه منهم , ووجد ضالته في باب مفتوح ودلف الى حديقة الدار واختبئ فيها  , ولكن ضبطته طفلة من البيت , تلعثم بوجودها , وهو يحاول ان يضبط اعصابه واتزانه امامها وقال لها ( - اللصوص يبحثون عني , كانوا في الزقاق قبل قليل ) ص24 , وعرف بهويته بأنه شرطي ورجل أمن , هذه الغرابة بدلاً من رجل الشرطة أو الامن المفروض هو الذي يقوم بدور  مطاردة  اللصوص , لا العكس تماماً . فقالت الطفلة في براءتها  ( - هل أنت جبان ؟ ) و ( لماذا لا تمسكهم أذن ؟ لا تملك مسدساً, صحيح ؟ ) ص26 . وحين ابتعدوا اللصوص عن المكان تنفس الصعداء وخرج من حديقة البيت , والطفلة  تراقبه وتحدق في مؤخرته الملطخة بوحل ساقية الحديقة .
 3 - قصة : كابوس في لوحة .
 وهي تحمل عنوان المجموعة القصصية . دلف الى  داخل كوخ صغير مهجور . وجال نظره في الداخل  , وجد كل الأشياء   من حاجيات البيت مرمية مبعثرة  ومتناثرة , ولكنه فوجئ بصوت اقدام تضرب الأرض في إيقاع  مرتب ومنتظم , ليقف  أمام رجل عجوز طاعن في السن وفي شعره  ولحيته البيضاء  . حاول زرع  قسمات ابتسامة  على ملامح  وجهه  , رأى الرجل الطاعن في السن , يرتدي ثوباً قصيراً بالكاد يغطي عورته , وبالوان فاقعة غير متناسقة , ظنه مجنوناً في هيئته الغريبة  , كأنه عائد من القرون الوسطى , ورأى الناس يدورون في حلقات منتظمة على أصوات الإيقاع ورنينها المرتب  . فقال الرجل المسن ( - سترسم المكان , ألست رساماً ؟ 
- نعم , كلا , رسمت كثيراً !
 - خذ قطعة القماش وجسد ملامحنا بدقة , واياك ان تنسى تقطيبة حزن واحدة ) ص42 . وناله لونين فقط  ليرسم بهما , وهما  اللون الاسود , الذي يدل على حالة الحزن والدموع والبكاء , واللون الأحمر , وهو يدل على سفك الدماء نتيجة الارهاب الدموي والطائفي ,والرجل المسن ذوب الثوب القصير  , العائد من القرون الوسطى  , هي حالة العراقي  بكل تفاصيلها بالكمال والتمام .
 4 - قصة : حبيبتي أماني
اصبحت  التفجيرات الارهابية التي  تطال الناس الابرياء في الأماكن المزدحمة . في  الأسواق والمحلات العامة والمقاهي وتجمعات الناس في الارصفة المكتظة بالمارة ,  حالة مألوفة من الظواهر الجديدة . شاهد سيارة زرقاء اللون واقفة  بين السوبر ماركت و المقهى المزدحم بالناس  , ماهي إلا  ثواني حتى دوى الانفجار في المكان وتطايرت أشلاء الضحايا الى مسافات بعيدة, كأننا امام محرقة الشواء البشري من الانفجار الدموي . هذه حالة بغداد المأساوية , وهو يتجول في شوارع بغداد ومعالمها البارزة , وجدها  تلبس ثوب الحداد والشحوب والفوضى  , في  الانفلات الأمني , وانتشار المسلحين الذين توزعوا على شوارع بغداد  ومناطقها .
 5 - قصة : الوصول الى شارع أبي نؤاس .
 أصبحت لعبة السلاح , اللعبة المفضلة حتى لصبيان بعمر العاشرة والرابعة عشرة , يخرجون من ثكناتهم العسكرية , بضجيجهم وهم يحملون المسدسات , بدلاً من ان يخرجون من المدارس محملين بالكتب المدرسية . وظيفتهم القتل والسلب والنهب ورعب الناس . يستغلون غياب دور الدولة والقانون والنظام. يقتنصون صيدا تهم البشرية  بعد منتصف الليل , وغامر وخرج من فندقه في شارع ابي نؤاس  , ليتجول في شوارع بغداد ليلاً , التي كانت تعج بالحركة حتى الصباح , ووقع في مصيدة الصبيان المسلحين .
 ( - تريد الموت ؟
- لا .
- تريد العيش ؟
- اكيد , من أنتم ؟
- مسلحون ؟ ) ص102 .
تيقن بأن الموت بات  يلوح فوقه حتماً ,  بهذه المجازفة الرعناء ,  الخروج من غرفة الفندق بعد منتصف الليل , كأنه يتذكر ماضي شارع ابي نؤاس الذي كان  حدائقه تعج  بالمارة حتى الصباح , يتسامرون على السمك المسكوف والنيران تتراقص أمامه , وتتطاير الأحلام مع كؤوس الويسكي والعرق المحلي . لكن بغداد خلعت الماضي الجميل ولبست ثوب الانفلات الامني وانتشار الجماعات المسلحة , حتى الصبيان والأطفال جندوهم على تدريب السلاح . تنفس الصعداء حينما اطلقوا الصبية سراحه ونجى من الموت المجاني , لكن المصيبة الثانية المعوقة كيف الوصول  الى غرفة الفندق في شارع أبي نؤاس ؟!
    جمعة عبدالله



24
العزف على جراح الغربة في الديوان الشعري ( رَجاء على شفاه العدم ) للشاعر عادل الحنظل
الغربة تضرب في وترها الحساس في البعد والفراق والاشتياق للوطن , بوجع مؤلم . تتجلى نيرانها في قصائد الديوان الشعري , في تأثيرها المؤثر في داخل جوانح الشاعر , ينقلها بصدق مشاعره  الى القارئ والمتلقي ,ويدلل على وحشة الغربة والاغتراب مرتبطة بالعلاقة مع الوطن  , بفيضها الموجع  بما يجري في ربوع الوطن اليوم , نلمسها  بوضوح  في تجدد تبعيات الصراع الازلي المحتدم بين قطبين متصارعين الى حد كسر العظم بين القاتل والمقتول , أو الجلاد والضحية , أو الحاكم والمحكوم , في هذا الصراع غير المتكافئ , يجعل الوطن مشطوراً الى قسمين , طالما شريعة الجور والحرمان والحيف , هي السائدة والمسيطرة على خناق البلاد . مما تؤجج نيران الأحزان بالمعاناة الظروف القاسية , كأن الوطن أصبح  غابة تحكمها الوحوش الضارية والكاسرة . تحكمها غربان الشؤم , مما تخلق شرخاً عميقاً في بنية المجتمع . هذه المعاناة الموجعة , تثقل هموم وقلق الشاعر , حين يصبح مصير الانسان في مهب الريح , مما يؤدي الى مضاعفة الحنين والشوق والاشتياق , ويأمل بكل جوانحه الصادقة . أن تخرج البلاد  من الدهاليز المظلمة ويقف على قدميه منتصب القامة , لا أن يكون ملعباً يلعب  به غربان الشؤم وخفافيش  الليل ,  التي لبست بردة الدين زوراً ونفاقاً . ان وجع الوطن والغربة تمتزج وتتجلى بوضوح في القصائد الشعرية للديوان . فقد  أصبح البلد الرافدين ,   يباع بالجملة في المزاد الأجنبي الطامع بجشع وعدوانية  أن يجعل العراق في جيبه , أو في راحة يديه ,  بكل عنفوان النفوذ والوصاية والانتداب . يقتفي آثار  الصراع الناشب  في الغدر والخيانة , في  أول جريمة في التاريخ الإنساني ,  حرب  الاخوة الاعداء , كأن زمن ( هابيل وقابيل  ) يتجدد اليوم في ابشع صوره السلبية , من أجل صولجان العرش  والنفوذ ,  في نزاع طائفي وحتى الخصام ولعلعة الرصاص بين أبناء   جلد المذهب الواحد , الأخ يقتل شقيقه أوشريكه  في الدين  , أو شريكه في الخلق , كما يقول الامام علي ( ع ) (إما  أخ لك في الدين , أو نظيرك لك في الخلق ) , لقد طفحت العدوانية والغدر والخيانة على المشهد السياسي , وأصبح اسيراً لشريعتها , مما يزعزع القلق الوجودي بشكل سيء  على الحاضر والمستقبل . كأن جريمة  انتصار ( قابيل ) على  سفك دماء شقيقه  أو دماء الآخرين . هي الاقوى
  قابيلَنا .....
 فينا خليففتُكَ الذي
وَرَثَ الخديعةَ كي ينالَ المُبتغى
في نسغِهِ تجري دماؤكَ
إذْ نَحَرتَ أخاكَ
كالصيدِ الحلالِ .... وما طغى
 لو كانَ ذئبُّ
قيلَ وحشٌ كاسرُ
لكنَّ إنسانا على شكلٍ الالهِ
 هوَ اللئيمُ الغادرُ /   من قصيدة :  قابيل .
 الإحساس بالغربة هي السوط الذي يجرح اعماق  القلب . ويزيد من النيران التي تلتهب في  مشاعر الذات  , حينما يتحول الوطن الى بقرة حلوب للأجنبي ويحرم من حليبها أبناء الوطن . هكذا ما تفتقت قريحة اللقطاء , وكل رجل دين داخل عمامته  شيطان بعفونة كريهة , أن يتحول الوطن الى سلعة رخيصة تباع في المزاد الرخيص , او يتحول كالمرأة تدور على كل نذل وسافل يبارك ذلها لترمي في حضنه ثمرها , وتمنح حليب ضرعها بالمجان للجيران   و تحرم أبناءها من نعمته  بالحرمان والحيف المتعسف . 
  وطَني كإمرأةٍ تَدورُ بضَرعِها
تَسقي بهِ نَذلاً يُبارك ذلَّها
 كالنَخلةِ العَيطاءِ والعُوجاءِ
 تَرمي ثَمرَها
 في صَحنِ جيرانٍ
وتَحرِمُ أهلها
 وطني يرى اللُقَطاءَ من خُلَصائهِ
 والمُخلصينَ أذَمَّ من أعدائهِ
 هل لي فّخارٌ أنَّ في بَلدي
تّحدّثّ منذُ آلافِ السنينِ نَبي
فمُجدَ ذكرُهُ
 وامتَدتِ الأديانُ في أرجائهِ .
    لا أفهمُ التاريخَ إلا حاضِراً  .    / من قصيدة : لولا ثراك .
وصل حال البلاد  الى الاسوأ بالتراجيديا السريالية ( المضحك / المبكي ) , ان تجف الأنهار والروافد . وكان العراق منذ نشؤ التاريخ والحضارة , يتباهى بتسمية  بلاد الرافدين والسواد , لكثرة المزارع  والحقول والنخيل . لكن اليوم يستجدي ويذرف الدموع كالشحاذ البائس ,  فتات قليلة من المياه , لقد  نشف الحقل والزرع والنخيل , وراحت تبكي على مصيرها الاسود بالجفاف , يحولها الى صحارى ,  والانهار الى طين . والآن يستحق تسمية بلاد القهرين .
 تَظمأُ فيكَ الشُطآنْ
 يا نَهراً يستجدي الماءْ
يَعجزُ في خصرِكَ دَلوٌ
لا يَغرفُ غيرَ الطينِ وأقذاءِ الأدرانْ
هَجَرَتكَ عُيونُ التوتِ وأقراط ُ الكَرْم
نَفضَ الصَفصافُ عليكْ
 آهاتٍ حَملتْها ذبلى الأوراقْ
وانسَدَلَ السعفُ على الجذعْ
 وتهاوتْ فَوقكَ  عطشى الأعذاقْ
 والطلعْ ....
 يأبى أن يمنحَ خصباً ليتامى النخلْ
كي لا يذوي فيها التمرْ  . / من قصيدة : ا نهراً يستجدي الماء .

الحب الإنساني  لا ينظر الى مفاتن جسد بغريزة شهوانية مبتذلة , كأنه ينظر الى المرأة كبضاعة جنسية تباع وتشترى . بل الحب والعشق , ينطلق من عواطف ومشاعر انسانية صافية , ينظر الى المرأة كشريك انساني في الوجود , بل تستحق ان يضعها  في مرحلة التقديس في العشق وغزيرته  العاطفية .
  قالَ صَحبي
 جئتَ بالحب رسولا
 تُجهِرُ الدعوةّ تأبى المُستَحيلا
قلتُ إني مُؤمنُّ ....
هلْ في الهوى
 شرعةٌ قبلي
 تجنت فيه قبلا
  ÷÷
 جَسدُ المرأة قد أنزلتْهُ
 منزلَ التقديسِ أذ يسمو
  جَميلا
 فيهِ عشقي ,
 أن يراهُ العاشقُ الأشقى
سبيلا  . / من قصيدة : اجعليني  آيةً .
 ولكن هناك شوائب في  الحب , حين  يبحر  عكس التيار, فيكون طريقه وعراً مليء بالمطبات والعيوب والعثرات . كأنه يمشي في حقل الالغام , أو ان يتحول الى ساحة حرب ,  بدلاً من ساحة عشق وهيام . عندها يكون هذا الحب عارياً , كالشجرة العارية من اغصانها , واوراقها الخضراء تذبل وتموت , فيذبل  عنفوانه ورونقه وجماله , ويصبح لعبة يمارسها المهرج في فنون السحر . أو  يعزف على الاوهام .
  أتقَنتُ بحبكِ كل فنونِ السِحرْ
 لا لأرقصَ أفعى شبقي
 وأزينَ سوءاتي بوشاحِ الطهرْ
 لا أخفي عنكِ بذاءات الفردوس
 بل أحتال على نارٍ
أصلاها  في لَثمِ الثغرْ 
    ÷÷
  حُبكِ مثلَ حُقولِ الألغامْ
 أخطو نَحوكِ في حَذرِ يخنقهُ اليأس
  يَعميني القصدْ
  أتحصنُّ بالمجهولِ وأسترضي الأوهام
 خوفي كشِراعٍ مثقوب
 فأغامرُ فيكِ سَليبَ الأقدامْ  .   / من قصيدة : كرُّ الشوق
     
 
     جمعة عبدالله



25
إنسان  العولمة الجديدة في رواية ( آدم الجديد ) للأديب قصي  الشيخ عسكر
مقدمة لابد منها : اسطورة المسخ ( فرانكشتاين ) التي دشنتها الكاتبة ( ماري شيلي ) في الأدب الخيال العلمي  ( ما وراء الطبيعة ) الصادرة عام 1818 .  ادهشت الكثير من الكتاب , وراحوا ينسجون سردهم الروائي على منوال أسطورة ( فرانكشتاين ) مستلهمين الفكرة الأم , فتوالت روايات ( فرانكشتاين ) , وهنا نحصي بعض الروايات الخيال العلمي  الفرانكشتانية  :
× رواية اسطور فرانكشتاين للأديب الدكتور أحمد خالد توفيق , الذي برع بحق في الأدب الروائي في الخيال العلمي ( أكثر من 60 رواية ) وروايته ( أسطورة فرانكشتاين ) هي إحياء  جثة الميت بالشحنات الكهربائية في مختبر علمي وطبي .
× رواية آدم الجديد  للأديب  قصي الشيخ عسكر . الصادرة عام 2010 , تعتمد على جمع الخلايا الدماغية ( المخ ) من الموتى في حوادث عالمية متفرقة . مثل حوادث الحروب ( الحروب العربية / الاسرائيلية . حروب أمريكا في فيتنام  ) وحوادث الاحتجاجات الشعبية المتفرقة في العالم قمعت بالحديد والنار والقمع المفرط بسفك الدماء , مثل ما حدث في ( الصين . الأرجنتين ) تأخذ جثث الموتى وتجري عليها اختبارات علمية وطبية تحت اشراف عالم في الطب , البروفيسور ج , جونسون ( امريكي من اصل بريطاني ) يجري على الجثث تبديل  الأعضاء الجسدية المعطوبة في تعويضها بأعضاء جديدة حية , لتمارس نشاطها بشكل مختلف عن السابق . وكذلك تبدل الخلايا الدماغية الميتة ( المخ ) واحيائها في خلايا مخية جديدة تعود لها الحياة  , لتواصل مهامها وفق منطق ونظرية ومفاهيم العولمة الجديدة .
× رواية فرانكشتاين في بغداد  للأديب أحمد سعداوي . صادرة عام 2013 . يقوم هادي العتاك في جمع اشلاء ضحايا التفجيرات الارهابية الدموية , ويقوم بتخيط أعضاء الموتى لكي يخلق المسخ ( شسمه ) , ليقوم بمهام القصاص لضحايا  التفجيرات الدموية . ولكن لابد من الاشارة البالغة الأهمية , أن فكرة هذه الرواية مطابقة بالتمام والكمال من فكرة رواية ( آدم الجديد ) للأديب قصي الشيخ عسكر . من حيث تجميع الأعضاء الموتى , وقيامهم بمهام جديدة , ولكن الاختلاف , أن كل روايات ( فرانكشتاين ) يجري تبديل الأعضاء  الجسدية في مختبرات علمية وطبية بإشراف عالم طب  , وليس عامل بسيط ( هادي العتاك ) يخيط ويبدل الأعضاء الجسدية الميتة , باعضاء جديدة حية . يعني تدخل في مفهوم السريالية الغرائبية .
×× رواية ( آدم الجديد ) :
تشير بأنها نتاج ثمرة العولمة الجديدة , في التطور والتقنية العلم الحديث , ليصب في مآرب وأهداف خبيثة مدمرة , في  مخلوق العولمة , في إعادة إحياء الخلايا الدماغية الميتة واعطائها اكسير الحياة مجدداً لتدخل في خدمة  أهداف العولمة , يعني تكوين  آدم الجديد على نقيض آدم القديم ,  في ماهيته وشخصيته  وأسلوب تفكيره وشطب ماضيه , ليكون شخصية جامعة وشمولية في سلالة البشر , استنساخ انسان جديد في بوتقة العولمة , ولادة مسخ جديد  تحت اشراف البروفيسور ج . جونسون ( امريكي من اصل بريطاني ) في دبلجة جديدة تذوب وتنصهر في هذا المسخ الجديد ( الحضارة . الدين . الأصل . الهوية . اللغة . المسميات ) في طريقة وأسلوب تفكيره  , وان يلغي القيم والمبادئ والأخلاق  الانسانية والدينية وتبديلها باشكال جديدة تخدم العولمة الجديدة  , لذلك يشعر بالفرح والسعادة البروفيسور ج . جونسون في هذا الاختبار العظيم في الولادة ,  بقوله ( أنا سعيد جداً , ربما لست اكثر منك , وافهم حزنك وسعادتك , سعيد لاني جمعت أنسانً يعد وريث بكل الحضارات والأفكار والأديان . الاسلام . المسيحية .  اليهودية . ديانة الشرق القديم , الاسطورة الفلسفية , الأجناس ,  الاصفر والابيض والاحمر , الموروث العالمي عندك ,وانا فخوراً بك ) ص68 .
هذه الدبلجة العالمية في العولمة في خلق وتكوين البشر في شخصية  آدم الجديد, أو مخلوق الحضارة الامريكية والغربية  , ان تنصهر كل الهويات في هوية واحدة ( أنت , أنا , هو أنا , مسلم مسيحي بوذي ) ص44 . وكذلك تذوب كل المسميات في مسمى واحد , او يحمل كل عناوين الاسماء في عنوان واحد ( شوان , خالد , موشي , بل , أنا هؤلاء .. هو , هم , انا ) ص11 . وكذلك الحال مع اللغات تنصهر في لغة واحدة في آدم الجديد , انها ما يشبه  الكابوس لهذا المخلوق المسخ لذلك يتساءل  ( لكن كيف تمكنت ان اكتب بالعربية وانا اتحدث الصينية فقط ؟ لغتي الاولى العبرية والدنماركية , ثم تعلمت الانكليزية وبعض العربية , لمْ أمرُ بمثل هذا ؟ قد يكون حلماً أشبه بالكابوس ) ص23 . يعني باختصار العبارة حصر الصراع الحضاري الشرق والغرب بالحضارة الامريكية حصراً ,  هي القائد والمنفذ , وهي المسيطرة على العالم تحت وصايتها ,بحيث آدم الجديد لا يعرف نفسه ,  ولا يعرف أين يتجه ويسير  , انه دمية بصناعة امريكية تحركه وتدفعه , وحتى بطريقة التفكير , فقد اختلطت عليه الامور ( أنا أم نحن ؟ ) ( هو أم هم  ؟ ) , وصعب عليه معرفة ذلك  ( - اريد ان اعرف من أنا وأين , وفي أي سنة ؟ أنا أم نحن ) ص15 .
هذا نتيجة تبديل الخلايا الدماغية ( المخ ) باعتباره مركز التفكير وطريقة سلوكه وتصرفه العقلي . لايحتاج من أجل استمراريته في الحياة سوى بتبديل أعضاء جسده المعطلة  بآخرى , أو التي يصيبها العطل , في تبديل أعضاء جديدة ليمارس حياته في  طوال سنوات عمره , ان يكون الجميع في شخص واحد . آدم الجديد  . حيث يقول البروفيسور الأمريكي  ج . جونسون (يمكن ان اجعل هؤلاء مجتمعين في واحد يعيشون سنوات طويلة , لا نضطر خلالها إلا الى تبديل الجسد ) ص58 . وهذا ما تفتقت عليه  العقلية الأمريكية وتسعى الى نجاح تجربتها العالمية وتسعى الى قطف ثمارها ( كل ما ارجوه أن تفهم أنك آدم الجديد , الذي يمكن نحفظ به البشرية  مجتمعة , بكل تاريخها وحضارتها , وأظنك تتفق معي في هذا ) ص59 . هذا الاختراع العلمي الأمريكي   في عالم اليوم , يشكل جريمة انسانية كبرى للطبيعة والانسانية تسعى الى تدمير العالم وتشكيله من جديد , وهذا ما نشهده اليوم ,  العالم بقيادة  العولمة الامريكية المدمرة , بأن تكون رب البشر الجديد في مخلوق آدم الجديد .

26
نافذة الواقع تطل في المجموعة القصصية ( حزن في نافذة الفجر ) للأديب كفاح الزهاوي
الحبكة السردية في صياغتها الفنية وتكوين نسيج   رسالتها الفكرية الدالة , تمتلك حضوراً واقعياً بقوة  على امتداد الزمن  .  الذي  صبغ بلون الإرهاب السياسي والفكري . واقع مجحف في  ابسط حقوق الانسان في شرعيته في حق  الحياة  , واقع مصادرة حرية  الرأي والتعبير ,  واغتياله بالقوى الباطشة , هذه هي سلطة البعث   , وتعتبر الحرية من   الجرائم   الكبرى تؤدي بصاحبها الى الموت  في زنازين التعذيب الوحشي . رسالة السرد تغطي  نهج  ممارسات سلطة البعث في البطش والتنكيل بشكل واسع   ,بوضع المواطن في دائرة الضوء الضيقة , حتى تحسب خفقان نبضاته , ومراقب من كل الزوايا بمراقبة أمنية صارمة من الاجهزة القمعية الباطشة , وببساطة جداً أن تضيع حياة الانسان في دهاليز مراكز الأمن , دون سؤال وجواب , هكذا كانت سلطة البعث في تسلطها على العراق ,  جثم على صدور الناس بالمعاناة والتسلط الطاغي بطغيانه ,  وانتهج طريق شن  الحروب الخارجية ,  الحرب ضد ايران , وشن الحروب الداخلية ضد الرأي المعارض لسياسته الوحشية , مثلما  تدفع الانسان إلى الموت في جبهات الحرب , هي ايضاً تدفع الى الموت  في سجونه الامنية , بمحاكمات صورية سريعة , حتى لا تعطي مجالاً ان يفتح المتهم فمه حتى لو ينطق   بحرف واحد . لذلك الحدث السردي  لهذه الأحداث , يلعب بها خميرة مخزون  الذاكرة , او نتاج استرجاع الذاكرة , التي فاضت بهذا بهذا الكيل الطافح  بالظروف المتشددة في قسوتها   في ترهيب ورعب المواطن  , هي محاولة في الإيغال بتلك الأحداث المنصرمة ,  بأحساس وجداني صادق على تلك المرحلة البغيضة , ليضع القارئ أو المتلقي في مشاهد حية مروعة من الممارسات الهجينة , في درامايتها وفعلها المتحرك بالوصف والتصوير والحوار ,  في حضور مؤثر في المعاني والدلالات البليغة . والتي تدل على فداحة كارثة الهوس المجنون بالتمسك بكرسي العرش . هذا في الجانب السياسي , ولكنه هناك شقاً  في  الجانب السياسي ايضاً   , وهو  جانب الرفض والتمرد على البطش والتنكيل وعدم الاستسلام ورفع الراية البيضاء  , حتى في حمل السلاح في وجه سلطة البعث , أي  المقاومة الانصارية المسلحة في جبال كردستان . شباب حمل حب العراق وهو يحمل الأمل الوطني حتى بالتضحية ومد يد العون  والمساعدة للقرى التي تحيط ربايا الأنصار , حتى نالوا الثقة واحترام القرويين , في السلوك الانساني النزيه , و الحاضر في كل شدة وعسر , وكذلك تناولت المجموعة القصصية ( حزن في نافذة الفجر ) التي تضم 26 قصة قصيرة جوانب متفرقة من الحياة والواقع . منها الواقع الاجتماعي للطبقة الفقيرة , المعدمة    و المسحوقة التي تقع  في سهولة   براثن الاستغلال وخاصة المرأة الفقيرة التي تكافح من أجل توفير  رغيف الخبز لعائلتها , لكنها في  بعض الأحيان  تقع في حبائل المكر والخداع , الذي ينتهي الامر بها   بالاغتصاب وفقدان العذرية , عندها تدفع الثمن الباهظ من جانب عائلتها حفاظاً على الشرف , بغسل العار , تذبح من الوريد الى الوريد . وكذلك تطرقت المجموعة  الى مشاكل الغربة والاغتراب والضائقة المالية والاقتصادية , تجعل المغترب لا يستطع تقديم المساعد الى منْ هو بأمس الحاجة القصوى إليها , يجد نفسه مشلولاً للمعاناة الشاقة , وكذلك مواضيع متفرقة آخرى .
  ×× عينات من القصص القصيرة :
1 - قصة ( حزن في نافذة الفجر ) وهي تحمل عنوان المجموعة القصصية , يشير حدثها السردي الى امعان سلطة البعث في نهج الإرهاب والبطش في المعارضة السياسية من أجل ابادتها وشطبها من الخريطة السياسية في العراق . فقد اطلق نظام البعث العنان الى اجهزته الامنية والقمعية , أن تجر أي مواطن  الى السجون والمعتقلات على أي شبهة بعدم الانصياع للحزب والسلطة,  أو  يرفض الايديولوجية الفاشية , فيضع حياته في خطر السجن والتعذيب الوحشي ضده , وتنزع منه انسانيته لجعله آلة جامدة صماء , وأن يكون دمية ببغاوية تعظيم  وتمجيد قائد الضرورة  . وأما ان  يرسل الى القبر , مثل حادثة ( حاذق ) لم يسلم  الى أمه  إلا جثة هامدة  مع التحذير الشديد بعدم اقامة مراسيم العزاء والبكاء , والام في حالة الصدمة المروعة امام جثة فلذة كبدها , تلك اساليب الأيديولوجية  الفاشية ( دخلت الى حجرة خانقة ذات ألوان متنافرة تفوح تفوح منها روائح كريهة , واذا بها أمام جثة هامدة صامتة , لقد جرى اعدام حاذق شنقاً بعد أن صدرت به حكم الإعدام في محكمة صورية سرية , سميت محكمة الثورة سيئة الصيت ) ص9 .
2 - قصة ( على أطراف نهر بردى ) :
مغترب عراقي في سوريا يتسكع في الطرقات يبحث عن فرصة عمل , وهو يمر في أزمة اقتصادية صعبة , يعاني ضنك الحياة الشاقة , ويشعر بالضياع بعد اضطر للظروف الصعبة للوطن أن يأخذ طريق الهجرة , وخلال تجواله صادف  امرأة في مقتبل العمر , تسأل عن الحافلات التي تصل الى دمشق , لكي تصل الى العنوان المكتوب في الورقة , عن رجل ( ابو راوية ) لكي يساهم في انجاز معاملة التقاعد زوجها الطيار , الذي توفي في تحطم طائرته التدريبية اثناء التدريب , وترك لها طفل دون معين , واوصلها الى مكان عنوان الرجل , ولكن عندما سألت عنه , كان الجواب لا يعرفه احداً  ولم يسمعوا باسمه , وقعت في ورطة , بأنها لاتعرف احداً لتبيت ليلتها وتواصل البحث عن الرجل المذكور صباحاً  ( - أنت كنت رائعاً معي طول الوقت , كان لدي شعور جميل أنك انسان طيب وتحب الخير , وهذا الموقف خير مثال على ذلك , لدي سؤال قد يكون صعب عليَّ كأمرأة طرحه , هل يمكنني قضاء الليلة معك في منزلك ؟ قالت الجملة الاخيرة بصوت خفيض .
ثم أردفت قائلة لتفادي سوء الفهم .
-عفوا, لحين يوم غد , لا عرف احداً في دمشق سوى ابا راوية .
أجاب عادل بلهجة عبرت عن آسف .
- شكراً على اطرائك وانتِ ايضاً كنتِ رائعة جداً , ولكن مع الأسف أنا اعيش مع أربعة آخرين في الدار ) ص27 . وذهب كل منهما الى حال سبيله ,  في الاتجاه المعاكس  .
3 - قصة ( أنصار يرتقون ) :
تسرد أحداث حياة الجبل الصعبة والشاقة للشباب الذين تطوعوا في حمل السلاح ضد السلطة البعثية الطاغية , ضمن فرق حركة الانصار . وهم يخاطرون بحياتهم من سياسية التدمير والتجويع  , وتجنيد المرتزقة ( الجحوش ) في المطاردة والقتال والتصيد الأنصار اينما كانوا  , رغم هذه الظروف الشاقة , فأنهم يمتلكون روح  المعنويات العالية ومواصلة التحدي والصمود والمقاومة , ويقدمون بامكانياتهم البسيطة كل الدعم و المساعدة والنجدة في حالات طارئة الى القرويين في محيطهم  , وجعلوهم سوراً يحميهم من الجحوش , بأخلاقهم العالية .
4 - قصة ( شارع 52 ) :
 يدل الحدث السردي بأن حياة المواطن في خطر , في نهج الإرهاب والبطش , الذي أصبح عقيدة ومذهب وايديولوجية لسلطة البعث  الحاكم آنذاك . فيتم الاعتقال وحتى إطلاق الرصاص في الشوارع من قبل اجهزة النظام الامنية . و( حكمت ) خرج في الليل لحاجة احتاجتها عائلته . ولكن طال الانتظار ولم يعد الى بيته  , ولم يتعود على التأخير ابداً , بدأ القلق ينهش هواجس زوجته طوال الليل حتى شروق شمس الصباح , ولم تعد تسمع بكاء طفلها في الليل ولم تذق طعم النوم مطلقاً , وبدأ الأمل يفقد بعد السؤال والتفتيش في دوائر الصحية وحتى مراكز الشرطة , والطب العدلي تفتش بين  الجثث  , لانها كما تواردت لها الاخبار , بسماع في الليل أو ليلة غياب ( حكمت ) اطلاق نار في شارع 52 في بغداد . وظلت سنوات طويلة خمسة وعشرين سنة تنتظر عودته , وبعد هذا التاريخ  اصبح طفلها بعمر خمسة عشرين عاماً . في احد الايام وهي تتطلع الى سماع  اخبار التلفاز عن اكتشاف مقبرة جماعية في احدى ضواحي بغداد في شارع 52 , عن كشف مقبرة جماعية والتعرف على هوية المغدورين ومنهم الشاب المغدور ( حكمت نوري الراوي ) وعمره 25 عاماً  , تجمد الدم في شرايينها , أنه زوجها المغدور .
5 - قصة ( وريث الجن ) :
 الحياة كفاح صعب وشاق وخاصة للشرائح الفقيرة المعدومة و المسحوقة , التي هي منسية من السماء والأرض , بالحرمان والظلم . لكن دون خنوع واستسلام كما في حالة الشاب ( صارم ) انهى دراسته الاعدادية  بالمعاناة لكن بروح التحدي والصمود يمتلئ عقله , رغم أنه شاب  موهوب في الرسم وهو مصدر رزقه  يعتاش عليه  في قوته  اليومي , ولم يتهاون في البحث عن عمل ,  ويسكن بيت مهجور , ووحيداً ليس له سنداً ومعيناً, وبعد البحث وجد فرصة العمل والسكن , وبدأ وضعه المالي يتحسن تدريجياً وبعد مرور أكثر من عام , اشتاق الى قريته وبيته المهجور . وحين وصل الى البيت المهجور , وجد تزاحم الناس حول  جثة فتاة   ملطخة بالدماء . سأل عن سبب جريمة القتل , وتبين له من حديث الناس , بأن الجثة المذبوحة تعود لفتاة فقيرة تبيع الخضار . ووقعت ضحية الخداع والمكر من احد المشترين ,  خدعها بدفع المال  , و طلب منها أن تحمل الخضروات الى الباخرة, وتطوعت بسذاجة وطيبة , ولكن كانت نية الرجل دنيئة وسافلة ,  اخذها الى طريق مهجور وهناك ارتكب جريمة الاغتصاب وفقدان العذرية ( - كانت ضحية الفقر والجهل ..... كانت تعمل في الميناء وتبيع ما تنتجه العائلة من زراعة كالبطاطا والجزر وبعض الخضار , وفي أحد الأيام عندما وصلت الباخرة الى الميناء نزل رجل وهو من أفراد  الطاقم وتوجه الى المكان , الذي اعتادت ان تقف فيه , وطلب منها شراء جميع المواد , ودفع لها ايضاً مبلغاً مغرياً .
وصاحبه يتألم بصمت وهو يصغي السمع الى كلماته واردف  قائلاً .
رددت الفتاة الشابة :
- لكن هذا المبلغ كبير
 أجابها الرجل :
- لا عليك فأنتِ ستساعدني في حملها داخل الباخرة , وسيتم أخذ المبلغ في الاعتبار مقابل عملكِ) ص91 . وهناك ارتكب جريمة الاغتصاب الدنيئة , ونقلت الى المستشفى , وادعى الرجل السافل  بأنها جاءت برغبتها و بالمال  المدفوع  , مقابل عمله الفاحش واطلق سراحه . وكان نصيب الفتاة المسكينة الذبح من قبل اهلها , بذريعة غسلاً للعار .
 
 
×الكتاب : مجموعة قصصية / حزن في نافذة الفجر
× الكاتب : كفاح الزهاوي
× تاريخ الطبعة الأولى : عام 2023
× عدد الصفحات : 136 صفحة 
    جمعة عبدالله



27
انعطافات متعرجة   في محطات العمر في كتاب ( تقاسيم على وطن منفرد ) للاديب يحيى علوان
تألقت النصوص الادبية ( النثر والشعر ) في حبكتها السردية في جمالية اللغة وايقاعها وانسيابها الشفاف , التي عبرت في ابداع عما يجيش في أعماق الوجدان والمشاعر  الطافحة في  مخزون الذاكرة في محطات قطار العمر قرابة أربعة عقود ونصف , أي منذ زمن البعث الى يومنا هذا , في تداعياتها التعبيرية والفكرية , على ضفاف لغةجميلة تغري القارئ  وتدفعه بتأثيراتها الحسية الى التأمل والتفكير , في أحداث مرت على العراق , ورسمته بالشكل الواقعي والفعلي في مسيرة السيرة الحياتية ,  في ازمنة ومنعطفات مختلفة من المجازفات . ان النسيج اللغوي يشير بتألق على القدرة في  امتلاك ناصية اللغة وجمالها الحسي في الاختيار المفردات  , التي لها  صدى ورنين مؤثر . وهذه الرحلة الطويلة هي  جزء من تاريخ العراق المضطرب , في استنزاف قدرة المواطن على تحمل الأعباء والمعاناة بسبب الإرهاب الفكري والسياسي  , في وطن انحرف عن جادة الصواب الى  الطريق الوعر بلا عودة , وانتهج سلوك نهج  الذل والخنوع للمواطن حتى يخلق الخيبة والإحباط ,  لذلك أصبحت الحياة والانسان لعبة شطرنجية , على ايقاع التيه والضياع بلا انتظار , حين تجهمت الاجواء بالغبار والسموم ( غبار مشبع بسواد الغربان حط  فوق المدن / شددنا الرحلَ ... حملنا ما تبقى لنا من ضلوع دون وداع , / تهشم الزمن وانسكب ) ص210 . حتى لم يتدارك العمر أن يلتقط  أنفاسه . لم يعط فرصة تنفس الصعداء بدون رحمة . كأنه الحكم بالقصاص الصارم , ان يترك كل شيء حتى يسابق الزمن الوحشي قبل أن يطبق مخالبه  المفزعة . يترك كل شيء. الماضي بالضياع  . ويجهز نفسه  في الرحيل  .  نحو الدروب المجهولة , طريقها الوعر مليء بالمخاطر والمجازفات , فما على السنونو سوى أن يحمل الوطن الجاحد في أعماق قلبه , ويذهب في منعطفات الزمان بما تحمله الاقدار اللاحقة . هذا صيغة  النصوص الأدبية , في لغتها العميقة وما تحمل من صدق المشاعر التي اكتوت بنار تداعيات  الواقع ومجرياته المنحرفة , التي داس بانتهاك صلف على القيمة الإنسانية مرغها  في الوحل  ,  ووجد  نفسه في خضم العواصف المجازفات  على  مراحل مختلفة من الازمنة . هكذا سكب مخزون الذاكرة , يسرد  الاحداث بضمير المتكلم . الذي وجد نفسه بين المطرقة والسندان بدون خيار ولا رجعة  ( لو قيل لي أمامك خياران .... لاخترت الثالث ! / عساي أرتب النسيان ... واتعلم من دروس عثراتي ! / اوضب أحلامي بصورة مغايرة .... / وانتقي بداية آخرى  لولادتي , كيفما أشتهي أنا ... / لا بطلاً , ولا قرباناً , ولا ديكاً عاطلاً يبحث عن كومة قمامة يعتليها ! / فقد أقوى في ليل البردِ على البرد ... / يصفعني صوت كأنه أتٍ من بئر جف ماءه / × هيهات إنك تطلب المستحيل ... قد فات الاوان ) ص13 . وليس هناك سوى السير في طريق المحنة بجروحها التي لا تندمل , في معايير الزمن المقلوب , ربما جرذ يخرب حاسوب المطارات الدولية , لكن هناك ايضاً جرذ آخر يحكم دولة , ويدعي أنه حارس البوابة الشرقية للامة , ويطلق العنان لشن الحروب الداخلية والخارجية , يطلق العنان للقبضة الحديدية والارهاب الوحشي . يطلق العنان للخراب والدمار وإراقة سفك الدماء وخنق الارواح حتى بالسلاح الكيمياوي ( رحماك يا سائس الزمان  , قد فاض بنا الصب , فيما تسرق من لحظات تنقضي .... / لحيظات خاوية استطالت دهراً / واخرى مكتنزة , خطفت مثل شهاب ..... / ترى أين تخبئها , وماذا تفعل بها ؟! / إن خبأتها في بئر , نشتري دلواً ... / وان خبأتها في مغارة , سيدلنا  عبق الذكرى ... تحرقها ؟ / نلم رمادها  , نعجنه , نصيره ايقونة تسلينا في ما سيأتي ) ص99 . إنها رحلة أوديسة ( نسبة الى أوديسا  الاغريقي) من منبع الطفولة الى مراحل العمر الاخرى , في رحلة الشك واليقين , كمن يبحث عن شهادة حسن السلوك في الوقت الضائع , طالما الوطن انحدر وتدحرج الى الهاوية , حين غزته غربان الشؤم . وخرج من رحمها اللصوص والقتلة , واصبحت الحياة عبارة عن بهلوان سيرك ( قم , أترك السيرك , فلا مكان لك بين مهرجانات البهلوان , وألعاب القفز على الرقاب / هذا السيرك تضحك فيه حفنة على بقية الناس ,وترضى أن تروض أمة على الغباء والنفاق .. / بالتساوي , توزع الشعارات بين الناس ... / قم , يا هذا , فلن يكفكف دمع السماء أحد .. / قم فما زال في باطن العراق حجارة لم يقذفها الزلزال بعد .. / أفق , أنهم يتحايلون على الذاكرة .. / يرمون لها عظمة تتلهى بها ) ص126 . فما عليه سوى لملمة نفسه  على عجل قبل فوات الاوان , فالغربان الوحشية  تتربص في  السماء والأرض , وتحسب كل شاردة وواردة , ليس هناك وقت تداوي الجروح و البرابرة على الابواب   (  سلاماً أيها الارق ..... / سلاماً أيها  الوسن . . / الغفو  يقرؤكما السلام براية بيضاء , / - لا سبيل الى سلم بيننا ومن أي نوع كان ! , فقد خلقنا أعداء وكفى ! / تمنيت ذات وهم أن أصل معهما , لو الى هدنة .. / أقبل حتى بمؤقتة , كي استرجع واصل الى احلامي / الزمن يجرجر عربته المتهالكة بخيول شمطاء / غربتي تطيش بي , معول أخرق يصادر فرحتي , فلا يبقى لي سوى الوحشة ) ص110 . من مهازل القدر السخيف أن يكون العراق لعبة تتقاذفها أقدام البرابرة  والتتار الجدد في غزواتهم ويلبسون العراق وبغداد ثوب الحداد والحزن , ويتفتت الاحبة والاهل والاصدقاء , وتتحول مرابع الطفولة والشباب الى أماكن غريبة وموحشة  , ويلف الظلام بعباءته  على البيوت (  هذا الغول الذي حول الناس الى كائنات تلوذ بظلام زوايا البيوت , تتفنن في اجتراح الحيل - المعجزات .  للافلات من الموت بأي ثمن ؟! / نموت عطشاً ! هل يصدق العالم أن بلاد الرافدين وبغداد , التي كانت أم الدنيا طراً  - تموت عطشاً ) ص72 . تدحرجت كرة الثلج   ووصلت الى الاحتلال , وينفجر السؤال بالرأس : ماذا يريد المحتل من الوطن ؟  . وكيف تدير قمامته التي جلبها معه أدارة شؤون الناس ؟ ولكن العجب !! ( العجيب , ليس في الاحتلال الاجنبي , وانما تقهرني تلك العقول السائدة , التي تدعو الى الامتثال المداح لما يفرض علينا من سكينة القهر .... أن نكون طيبين , طيعين ومتحضرين ! / أن نفسح  المجال للمحتل وزبالته بالتربع على أقدارنا  ومستقبلنا ) ص142 . إنه وجع الناي والذاكرة من بشاعة التي تمشي على الارض و تكبر وتتمدد ( فاجع , باطل ... ما نراه اليوم ! / كنا نمسك بهدب الحلم , ونؤمل النفس ان ما فات قد ولى ... / وما سيجيء, لابد ان يكون أحسن لكن هيهات والف هيهات ) ص206 . وهذا يستدعي أن نفزز السؤال بعلقمة المر: منْ يحمل لوثة العقوق , نحن أم الوطن ؟
 
 
 
   جمعة عبدالله


28
ديماغوغية الحكم الشمولي في يوميات حمار ( للحمار ذيل واحد لا ذيلان ) للأديب قصي الشيخ عسكر
السخرية الانتقادية اللاذعة , هي حافز للحياة العابسة والمتوحشة تجاه المواطن , فيجد المتنفس الوحيد بعدما سدت كل الطرق في وجهه  ان ينتهج هذا الأسلوب من  الاستهجان  والسخرية والادانة ايضاً , بالمعنى التعبيري في السرد الروائي على لسان الحمار ( الضمير المتكلم ) يضعنا امام فداحة الاحداث العاصفة  التي تدور خلف الكواليس , بالمعنى و الإيحاء والرمز البليغ الدال , حين تشذ السلطة الشمولية عن المنطق والمعقول , تضع نفسها في مهزلة الكوميديا  السوداء , لأنها  تضع المواطن  مجرد  رقم لا يشكل شيئاً  ,  ليس له إلا الولاء المطلق للسلطان العظيم , الذي يعتبر فريد زمانه وهبة الهية من  السماء الى  الأرض , وما على اصحاب الارض سواء الخضوع  والسجود وترتيل اناشيد المجد  للقائد الأوحد المعظم , وإذا كان المواطن خارج أوامر
  الطاعة للسلطان  , فالواجب أن تجري له عملية غسل الدماغ , ليكون في  هيئة إنسان غارق في المهانة والإذلال , أو انه يستحق الفناء والموت . على المواطن أن يلتزم حرفياً بثقافة وإعلام النظام المهرج بالغثيان والمهازل  , أن يتعلم ثقافة تمجيد القائد أو السلطان العظيم , تلك هي يوميات الحمار الذي ولد في ذيلين لا ذيل واحد , يسرد احداثها بلهفة  مرهفة , في الاسلوب التراجيدية السوداء أو الكوميديا السوداء , وفق المعطيات للأحداث الواقعية , بما يدور داخل قصر السلطان وخارجه . نجد الفرق الشاسع بين السلطان ورعيته , فهو في وادٍ ورعيته في وادٍ آخر تماما , لا يلتقي مع وادي السلطان والسلطانة والحاشية والاعوان . في ممارسة  نهج الترغيب والترهيب , إذا  لم يأتِ  باللسان فالسيف جاهز للقطف والحصاد  ( ارى رؤوساً حان قطفها ) بالنسبة لصنف البشر , ولكن تعدى هذا النهج ليشمل صنفان  البشر والحمير معاً , رغم ان الحمير مسالمة لا تدخل في المناكفات السياسية والحزبية ( نحن الحمير نؤمن بالمدرسة الواقعية, أقسم أن البشر جميعاً لا يفهمونني  حين أسبهم ,  لأنهم لا ينتمون للمدرسة الواقعية , وإن إدعوا فمن باب الدجل والتمثيل ) ص11.
 يوميات الحمار بطل السرد الروائي تنقسم الى قسمين . لنتحرى محتويات هذين القسمين :
  ×× القسم  الاول :
يتحدث السارد بصوت الحمار الذي ولد في ذيلين وليس بذيل واحد , وهي نتيجة منطقية في مجتمع يعاني من الازدواجية والفهم والمعايير ,  في سلطة تمارس القبضة الحديدية مع صنف البشر , هذا الحمار ذو ذيلين يتعرض الى كمين الاختطاف ويجلب الى قصر السلطان  , كالمعارض السياسي الذي يتعرض الى كمين الاعتقال من قبل رجال الأمن , ووضعه في قفص ذهبي و أجلسوه  على صفيح ساخن  ويمارس ضده أبشع وسائل التعذيب النفسي والجسدي , ومواصلة التحقيق معه حتى يعترف بما يريدون .
( اعترف ... ! ! ماذا اقول ؟
- أنتميت  الى حزب سياسي ؟
- كلا
أعقب : نحن الحمير لا نؤمن بتعدد الاحزاب . وننتمي الى حزب واحد يحكم كل جنسنا .
- ماذا  تذكر ؟ ) ص25 . ومن اجل التخلص من أي مأزق وورطة يقع فيهما  , قد يدفعه الى مخاطر جمة  تضيع حياته  , يتخذ امام المحققين أسلوب الغباء والذكاء , الأول لا يفهم ما يدور , ولا يفهم شيئاً  حوله سوى النهيق . والثاني يفكر بالخروج الآمن من المأزق أو الورطة العويصة   . ومن وحشية  المعاملة ضده ,  فكر ان يتناول السم افضل من هذا الجحيم , وتجري عليه عمليات غسل الدماغ ,  ليكون مؤهلاً في جوقة المطبلين والزاعقين في مهرجانات  التهريج المنافق : عاش السلطان ..... عاش الحمار . ويجلب الى قصر السلطان ويطلع على الاسرار الخفية , كيف تدار شؤون البلاد , من قبل سلطان دموي لم يتوانى ان  يقترف اعتى  الجرائم والحروب بدم بارد .  ينتهج أسلوب الترغيب والترهيب , ويعرف كيف  السلطان العظيم  , يدير شؤونه  بالغيبيات وقراءة النجوم والكف و يسترشد بما يتفوه به العرافين , وله عراف يطلعه على الاسرار في  كل صغيرة وكبيرة   . ذات يوم  دق العراف ناقوس الخطر الوشيك  على سلطانه المجيد وعلى السلطانة زوجته .  بقوله ( الحمار ذو الذيلين شؤم .... الحمار ذو ذيلين شؤم ... إن لم تتخلص منه خلال عشرة أيام , ماتت زوجتك وفقدت سلطانك ... الحمد لله الذي بعثني لإنقاذ عرشك واشفي زوجتك )  ص43 . تلبس الخطر والرعب الشديد روح  وملامح السلطان من هذا الحمار المشؤوم والنحس  , لابد من إصدار قرار يحدد مصيره , ودعى بقرار مستعجل الى عقد جلسة طارئة للبرلمان للقادة والأمراء البلاد ,  لمواجهة هذا الخطر الوشيك على عرشه المقدس , وفي اليوم التالي جاءوا  قادة البلاد ووجوههم يتطاير منها شرر  الرعب والخوف الشديدين , بهذا دعوة  الطارئة , تيقنوا بأن السلطان يعتزم شن حروب جديدة , او قد تكون هناك كارثة قد  تقع , أو ربما اقامة حفلات الاعدام التي تعود على اقامتها , وكل منهم يتحسس رقبته قد يكون الضحية القادمة ( في اليوم التالي عقد البرلمان جلسته الطارئة بدعوة من السلطان !! رجال مختلفوا الأشكال والألوان والهيئات يدخلون القصر . يجلسون على المقاعد المخصصة لهم سلفاً ,يبدو على وجوههم آثار الجد والاهتمام .. كانوا متلهفين الى سماع الخبر الجديد الذي دعاهم السلطان من اجله على حين غرة ..... قرأت عيون المجتمعين رأيت الدهشة مرتسمة على الوجوه ) ص44 . تطلع السلطان بهم وشرر والغضب يتطاير من  ملامحه المفترسة بهم , تيقن كل واحد منهم ,  سيكون حتما من ضمن  حملة الإعدامات , وكان الخوف والرعب في القاعة يرجف قلوب الجالسين , مما دفع احد الحاضرين  ان يزيح الرعب والخوف  عن كاهله , ووقف بين الحاضرين وطلب من السلطان أن يسمح له بالكلام ( يا سيدي السلطان اطلب الرحمة , وإذا أردت أن أعلن أسماء المتأمرين ... فأنا على استعداد ..... ) ص44 . قمة الكوميديا السوداء بسخرية الزمن الاحمق  , بأن السلطان كان هدفه من الاجتماع  , بهدف مناقشة مصير الحمار ذو ذيلين , وإذا به يكتشف خيوط مؤامرة تحاك ضده بالمصادفة , ويعود الفضل الكبير الى الحمار ذو ذيلين , مؤامرة لم يكتشفها اجهزة مخابراته ولا الاجهزة الارهابية والقمعية , وعيونها  دائماً مفتوحة , وترصد اية شبهة  . أمام هذا الذهول والدهشة في ملامح السلطان , لكنه تقمص بالصرامة والجد  بأنه ليس غافلاً بما يجري , بل يعرف تحركات كل واحد في القاعة . وواصل هذا المتآمر كلامه وهو في خوف وحزن وأسى ( قالوا السلطان أخفق في كل شيء ..... أزمات تزداد يوماً بعد آخر .... المواد مفقودة في الأسواق ... السرقات تنتشر في البلاد ليل نهار .... واتهموا السلطان المعظم , بأنه استورد  حماراً عجيباً لغرض إلهاء الناس ) ص45 . هنا المقصود في رمزية الحدث , هو اشارة  صريحة الى مجزرة ( قاعة الخلد ) المشؤومة حيث أعدم نصف قيادة حزب  البعث ,  ومئات الكوادر المتقدمة في الحزب والدولة, بحجة المؤامرة المزعومة لقلب نظام الحكم , وانبرى احد الحاضرين في القاعة برفع يده بالكلام , واقترح اعدم لكل الخونة والمتآمرين ,  وقوبل الاقتراح بالاصوات المؤيدة  المدوية في القاعة . الموت للخونة والمتآمرين . الموت للمجرمين . عاش السلطان ... عاش الحمار , انفتحت اسارير السلطان بالفرح والابتهاج وانه سينفذ الإعدام  حالاً  بالموت والزقوم لكل الخونة والمتآمرين .
اما بالنسبة الى الحمار ذو ذيلين اقترح عليه العراف ان يرسله الى الدولة المجاورة , الى السلطان الدولة المجاورة  , بذريعة الهدية , بعد أن أنهكتهم  الحروب بينهما ,ومن أجل  وفتح صفحة جديدة من العلاقات والصداقة الجديدة  , وان يكون الهدية  الحمار النحس , ربما  يجلب الشؤوم للسلطان المجاور بالهلاك .
×× القسم الثاني :
وجد الحمار ذو ذيلين نفسه  في حضرة السلطان الجديد , وشعر بحزن  نفس النهج والأسلوب والتعامل  السابق , كأنه نسخة طبق الاصل حرفياً , وكذلك في ممارسة نهج الترغيب والترهيب والبطش والتنكيل . وممارسات الاجهزة الامنية في انتهاك القيمة الانسانية بالظلم والحرمان , ولكن سخرية القدرة ومهزلته  السوداء , بأن عقلية السلطان الجديد لاتختلف عن عقلية السلطان القديم . في  الاعتماد على قراءة الكف والنجوم , والاسترشاد بالعرافين في إدارة  شؤون السلطان والسلطنة . والحمار يشاهد ما يجري من مهازل ومهاترات . وسط دهشة وذهول واستغراب . فمرة وجد السلطان والعراف في نقاش  , بأن جلالة السلطان قرر ان يتزوج من فتاة جميلة وكذلك يتزوج العراف في نفس اللحظة , ويكون ابن العراف ولي العهد  ( - سيكون ابنك ولي العهد
أصطنع العراف الدهشة وسأل بغباء .
- ماذا يعني يا جلالة  السلطان ؟
- أعني يكون منك ولد يحمل أسمي .
العراف يكاد يتهاوى أو يغمى عليه من المفاجاة  ......... أنا فاغر فمي اكاد لا اصدق . الملك رابط  الجأش بعيداً عن الانفعال ..... أخيراً يستعيد العراف وعيه ويسأل :
- الطبيب يعرفك عقيماً .
قال السلطان ببرود :
- دع الامر لي ) ص74 .
وتم أمر الزوج للسلطان العينين والعقيم , واتفق مع  العراف بأن ابنه  هو ابن السلطان  ومن زوجته الفتاة الجميلة وليس من زوجة العراف , ولكن مهزلة الكوميديا السوداء , بأن زوجة السلطان اصبحت حاملاً بجنين , ومن اجل اخفاء الجريمة قتل العراف وزوجتة والطبيب , أصاب الرعب الحمار بأنه سيكون الجثة الرابعة من هذا القتل  ,  وبعد ذلك  اعلن  السلطان , بأنه اكتشف مؤامرة لقلب نظام حكمه  وسلطانه , عناصرها : العراف وزوجته والطبيب , وإن عيون السلطان ساهرة ,  تتربص  المتآمرين والخونة , أعلنت الاعياد والافراح والابتهاج في كل انحاء  البلاد , بأن الله تعالى  حفظ السلطان من كيد المتأمرين الخونة . وأودع الحمار السجن . ولكن بعدما هدأت الاعياد والافراح بانتصار السلطان العظيم على اعدائه , توسل الحمار بالسلطان ان يطلقه من السجن لانه سئم معاشرة صنف البشر , وان يعيده الى صنف جنسه ليستنشق الحرية , بعد العبودية والاذلال , وان يعيد الثقة الى نفسه بأنه من صنف الحمير وليس من صنف البشر , وحال أطلق سراحه اختفى الذيل الثاني , وصبح بذيلٍ واحد ( كنت اركض على الرغم من ألمي كأي حيوان عادي . وأنا أتحسس الارض واشم الآثار لاصل الى اقرب مزرعة أو غابة اعيش فيها بقية عمري بعيداً عن مشاكسات بني آدم ) ص103 .

 

 

   جمعة عبدالله


29
الماضي المرعب والحاضر البغيض في رواية (محطة قطار براماتا ) المؤلف عبد اللطيف الحرز

الحدث الروائي يسلط الضوء بالمكاشفة الصريحة من واقع الأحداث الفعلية , عن معطيات الفترة المظلمة التي مرت على تاريخ العراق السياسي في الماضي والحاضر معاً . وخاصة فترة حكم صدام حسين في الابادة وقتل المعارضة السياسية , والمجاهدين الذين حملوا السلاح في الاهوار , في مجابهة جند صدام حسين والحرس الجمهوري , وتمادى حكم البعث في وحشيته الدموية , في الإجرام الكارثي في تجفيف الاهوار , وخاصة بعد فشل الانتفاضة الشعبية لعام 1991 . واتخذ قرار تجفيف الاهوار لسحب البساط من المقاومة المسلحة في الاهوار , ان يتكفل الحرس الجمهوري  بالبطش والتنكيل , وتخريب ودمار البيئة في الاهوار بتحويلها الى ارض جافة تماماً ليسهل عمليات المطاردة وصيد المقاومين هناك , في تخريب جنائن الاهوار ( تلك الجنائن المقدسة في جنوب العراق , تم تجفيفها كلياً , وضاعت جميع محاولات إيقاف عملية صدام حسين المجنونة تلك ... جف الماء .... مات الجاموس ... رحل المعدان . . تبعثرت مجموعات الشبان المجاهدين  في الاهوار ضد حكومة حزب البعث وصدام حسين ) ص9 . ولم يبق أمام المقاومة المسلحة إلا  الرحيل الى ايران بعدما سدت جميع الطرق في وجهها وهم يحملون جرحاً عميقاً بالهزيمة والاحباط  ,  الرحيل إلى ايران بعدما فشل الكفاح المسلح في مجابهة نظام البعث  , وهم يحملون هذه الجراح النازفة في القلب والاحساس الداخلي , انثالت هذه الذكريات المؤلمة في محنة الشباب المقاوم , تزاحمت في تداعياتها  محطة القطار ( براماتا ) في استراليا , المحطة المهجورة, ولكن الحدث السردي اتخذها مكاناً لسرد الأحداث العاصفة في , الاهوار , في ايران في معسكرات اللجوء  , في ازقة قم الضيقة . في القسوة التعامل السلطات الايرانية للمهاجرين العراقيين   , في خشونة  الذل والإذلال , في ظروف قاسية في بؤسها وحرمانها المؤلم ( نحن لم نهرب من حكومة صدام حسين , كي نتحول الى قطيع خرفان تائه ) ص20 . لم يبق إلا الحنين الى الاهوار و الى ارض الماء . هذه التجربة الحياتية في شظاياها الملتهبة في الوجدان والقلب , تعمقت في الاتجاه الواقعي , في الفن الروائي  من كنف الاحداث المريرة . في التناول الموضوعي المؤلم في منظور  رواية ( محطة قطار براماتا ) للأديب عبد اللطيف  الحرز . تتقاطر أحداث الذاكرة في كأس علقمها المر , في محنة موجعة في الحنين  ( أيها الهور ...... أيها الهور أغفر لي ..... أغفر لي أيها الهور ... لم ارحل عنك بأرادتي ....... صدقني أيها الهور ... صدقني ..... لقد تهت عنك ..... آآآآآآآآآآآآخ : كم  معطوبة هي بوصلة القلب ) ص 133 .
× ×  اللجوء الى ايران يعني الضياع وتشتت ,  في المدن وفي ازقة قم الضيقة . وكل يوم تتوالى  الطعنات في القلب لتنزف بجراحها , سواء  في معسكرات اللجوء  , او التشرد والمعاناة , تدفع النفس الى فقدان امل الحرية . كأن الانسان يتفسخ بعفونة ( لقد كنتُ محتاراً كيف الخلاص من ايران والنجاة من هذا القبو الديني المقرف , حيث يشكو الجميع من التشوه والتفسخ هنا في ايران ..... في معسكرات اللجوء المتهالكة , في الاهواز وشوارع قم الضيقة . كانت حتى الطفولة تتفسخ وتبعث اليأس الكريهة , مثل فاكهة تدحرجت الى ازقة الطريق العفنة بالنسيان ) ص81 . وكان إمام المهاجر , اما يختار معسكرات الاحزاب الشيعية , أو الدخول الى مدارس الحوزة الدينية لتثقيف الديني , في الخطاب الديني المقيت والمتزمت لا ينتمي الى الواقع , مصاب هذا الخطاب بالانفصام والازدواجية بعيداً عن معاناة المهاجر , في ديماغوجية مقرفة في ترويجها الإعلامي , بينما نجد واقع الحال , شرعية التجارة المحرمة ومنها تجارة المخدرات ( لقد تحول المجاهد حمادة الى بائع المخدرات , ولم لا , فالمعارضة العراقية بأجمعها كانت تتاجر بالمخدرات ) ص82 . وهي تنادي في خطابها الديني , في اقامة دولة دينية على غرار الدولة الدينية الخمينية  ( - لو أقام  الشيعة دولة دينية في العراق , أو في أي بلد آخر , بعد كل الذي جرى في ايران الخمينية , فإن هذا يعني ضرورة حجز الشيعة في محاجر للأمراض  العقلية ) ص12 . ( - بالتأكيد سوف أنتحر , كم سيكون التاريخ مجرماً لو سمح للتجربة الخمينية أن تتكرر ) ص12 . فلا عجب في ذلك يعني ضياع وخراب العراق في المشاكل والأزمات  , كما هو الحاصل الآن فعلاً  ( لا عجب في المتاهة , لا تكون متاهة , لولا أنها لا حدود لها بتاتاً ...... كل شيء في هذا الضياع محرقة خالدة ) ص23 . يعني أصبح المهاجرين عرضة للضياع والتيه في ممارسة أعمال محرمة في سبيل جمع المال , والهروب من جحيم ايران , وإلا فيكون مصيرهم كالقصب الجاف تلتهمه النيران ( اضحى الناس مثل اكوام قصب جاف يتوسل عود ثقاب يحوله الى رماد , ليذهب دخاناً تنذره الرياح الى آخر نقطة الضياع واللاشيء ) ص31 .
×× تحرير العراق بدبابة أميركية :
من حماقات هذا التحرير حول العراق من نظام سيء الى نظام أسوأ , أن هذا التحرر فتح  باب الخراب  وتدمير العراق  , بمثابة فتح صندوق ( باندورا ) لكل العلل والأمراض والمشاكل والأزمات والشرور الطائفية البغيضة  , اضافة الى اباحة النهب والسرقة , كأنهم وجدوا مغارة ( علي بابا ) بنهب الجمل بما حمل , أو نهب البلاد والعباد , ولكن بأسم الدين والمذهب , وفتح الطريق بشكل حر ,  لمرور قوافل التهريب وتجار المخدرات والحشيشة على الهوس الديني الضيق , وأصبحت البصرة  احدى منافذ التهريب في حدودها المفتوحة على ايران ( غدت مدينة البصرة يتقاطر عليها يومياً مئات  الأطنان من الهيروين والحشيشة والترياك.... باتت البصرة , تلك المملكة الإخوانية المتراحمة  ........... عبارة عن مدينة للتشنج الديني والهيروين  معاً . ضيق في الدين وسعة في المخدرات ) ص83 . والقيادات الاحزاب الشيعية ,  اغلبها أمية وجاهلة , لكن اصبحت في المقام الأول في الدولة , في الحكم والمال والنفوذ ( العم ( ابو صادق ) خال حمادة الذي بالكاد يجيد قراءة أسمه , بات اليوم أحد كبار المسؤولين , وأحد أعيان منطقته ) .
×× المنفى في استراليا :
 المنفى ما أشد وجع المنفى
في محطة قطار براماتا يسكب قريحة الجراح في المعاناة والقلق في حسم مسألة اللجوء والقبول , وحتى الاقامة الموقتة لاتشبع الجوعان , ربما ينتهي مفعولها بالطرد , وحتى الوصول الى الاقامة الدائمة , فأن المهاجر حرق مراحل من المعاناة والقلق والإرهاق  النفسي .
   جمعة عبدالله



30
العمائم الارجنتينية سرقت وتسرق العراق

  ينطبق المثل الشائع على الحالة العراقية واحزابها ومليشياتها الطائفية ( إذا سقط الشرف افعل ما تشاء ) وهذا الذي يحصل فعلاً على الواقع العراقي , بما يجري من اهوال لا يستوعبها الخيال والمنطق , بنهب الدينار والدولار في سبيل الأرجنتين الحبيبة  , مما انخفضت  قيمة الدينار الى الحضيض   مقابل الدولار  ,نتيجة النهب الأموال وسرقة خزينة الدولة المالية ودسها في رئة جارتنا الحبيبة الأرجنتين , لانعاشها من الموت البطيء, وهي تعاني من ازمة خانقة تهددها  بالانهيار اقتصادها وعملتها النقدية بشكل كامل , وهي تمر بأزمة خانقة من التدهور الاقتصادي ,وزاد الطين بلة , ثورة الحجاب وهي تدخل شهرها الرابع في تطور واتساع رقعة السخط الشعبي العارم  ضد  المرشد الأرجنتيني ونظامه  المتهالك . رغم القمع الوحشي والاعدامات اليومية المفرطة بالوحشية  , فلم تفلح في إخماد  شعلة الثورة , التي باتت تهدد نظامه بالانهيار, وهي مسألة حتمية مهما طال الزمن  .لذلك سارعت المليشيات بدوامة  محمومة في انقاذه من السقوط ,  بوضع الدينار والدولار العراقي في جيب نظام المرشد الأرجنتيني ,لان  موته يعني موت المليشيات والاحزاب الطائفية الحاكمة في العراق . ونتيجة هذا النهب الشرس   جعلوا الدولار يرتفع بشكل فاحش مقابل الدينار من 145 الف دينار عراقي مقابل 100 دولار , طفر الدولار  الى 160 الف دينار وممكن ان يصعد اكثر واكثر , اذا لم يتوقف  النهب والسرقة اموال العراق ,  وحرمان فئات واسعة من الشعب من موارد  النفط المالية .
قبل مجيء السيد السوداني الى منصب رئيس الوزراء, قرع جرس الانذار الخطير ,بأن ثورة الجياع قادمة اذا لم ينخفض الدولار , وتقمص دور المنقذ للعراق والعراقيين , بان تكون أولى مهامه في الايام الاولى , خفض قيمة الدولار , و محاربة الفساد ,  وحصر سلاح المليشيات بيد الدولة . لكنه فعل العكس عندما جلس على كرسي  الحكم , ونقض بما وعد به . أي فعل العكس . الدولار في بيان الصعود الفاحش الى 160 الف دينار , بعد أن  كان 145 الف دينار وسوف يقفز أكثر .  فتح الأبواب مشرعة  للفاسدين , من النهب والاختلاس الملايين الدولارية , قفزوا الى نهب المليارات الدولارية , وبدلاً من نزع سلاح  المليشيات , وضع المليشيات في الدولة وسلمها المناصب الامنية الحساسة والخطيرة , واصبحوا هم الدولة وغيرهم طارئون على الدولة , هذه مهزلة المهازل في عهد السيد محمد شياع  السوداني . ولكن هل ينقلب السحر على الساحر وتقوم ثورة الجياع فعلاً  ؟؟ لأن  دور السوداني اصبح الهالك والمهلك والفاسد واللص  للعراق والعراقيين  والخادم الذليل للمليشيات الارجنتينية  . هذا يدل ان هذه النفايات السياسية , علاجها الكي والحرق .............................. والله يستر العراق من الجايات !!
          جمعة عبدالله



31
  السوداني سقط في أول اختبار في سرقة القرن
رغم مرور اكثر من اسبوعين على اطلاق سراح  السارق المتهم ( انور زهير جاسم ) بعدما هدد  في اول يوم احتجازه  بالمطار بكشف الحيتان الفساد الكبيرة , التي شاركت في سرقة القرن إذا لم يطلق سراحه ,  أسماء لها وزن كبير في الحكومة والاحزاب من حيتان الفساد , التي شاركت  وساهمت في سرقة القرن  , التي كشف عنها وزير المالية المستقيل ( علي علاوي ) حيث أشار بأن المجموع المبلغ  الكلي لسرقة القرن من دائرة الضرائب  لهذا العام تبلغ قيمتها 12,5 مليار دولار . وحصة هذا النصاب 2,5 مليار دولار أو ما قيمته تريليون و600 مليون دينار عراقي , وسارع اصحاب   الشأن والقضيه في  هذه  الفضيحة  ,  على   لفلفت وطمطمت هذه الفضيحة  خوفاً من  كشف اسمائهم في  سرقة القرن ,  بعقد بصفقة واتفاق  ان يدفع مبلغ زهيد ما قيمته 125 مليون دولار حتى يحصل على صك البراءة والغفران ويطلق  سرحه ويصبح  حراً طليقاً ( حلال عليه والف عافية ) وبحماية القانون والقضاء بحجة عليه  تسديد باقي المبلغ المسروق تباعاً. وخرج من مطار بغداد مرفوع الرأس بضربة معلم بسرقة 2,5 مليار دولار , ولكن  مع الأسف الشديد ناقص منها مبلغ 125 مليون دولار  . هذا يدل بشكل قاطع على متانة اسس الدولة العميقة بمنظومة بالفساد بالحيتان الكبيرة الشرسة والمتوحشة و المتعطشة  للنهب والاختلاس بكل الطرق الشرعية واللاشرعية , طالما القضاء يغط في سبات عميق فاق  نوم أهل الكهف .
 ان العراق اصبح مرتع الفساد المالي والاداري والسياسي , بواسط الاحزاب الطائفية والمليشيات المسلحة الموالية الى ايران . التي أصبحت تهيمن بشكل كامل على مؤسسات الدولة الحساسة وغير الحساسة , الصغيرة والكبيرة , وبيدها القرار السياسي والتنفيذي في القضاء والبرلمان والحكومة . بدليل لم نسمع اخبار مصير البقية الباقية من  سرقة القرن 12,5 مليار دولار , لامن بعيد ولا من قريب . كأن الحكومة والقضاء والبرلمان ليس لهم  من صلاحيتهم ومسؤوليتهم  متابعة قضية  النهب المال العام , ولكن من مهزلة الأقدار أن يخرج علينا السيد محمد شياع السوداني بمسرحية هزيلة ومممجة تدعو للسخرية والاستهجان , أن  يعلن بفرح وابتهاج عظيم , كأنه حقق انجازاً عظيماً سيخلده التاريخ بماء الذهب  , بأنه استطاع أن يعيد من المال المنهوب الذي سمي بسرقة القرن مبلغ12,5 مليار دولار , أن يعيد منه  مبلغ قيمته 125 مليون دولار . وأنه أوفى بتعهده  بالحلف والوعد بأنه سيضرب الفساد والفاسدين بيد من حديد !! وقصده يعني ضرب الفساد والفاسدين بيد من حرير ,  أو او بيد من الريش الناعم لدغدغة خدودهم المحمرة من تخمة  النهب والاختلاس .
أن بذور الفساد التي أصبحت غابة من الاشجار الضخمة تعانق السماء  ,  والتي  ولدت  من رحم نظام المحاصصة الطائفية , الذي خلق هذا الغول الضخم والبشع , جاء بالأهوال والويلات  بالفساد تجاوز  الخيال والعقل والمنطق , مما جعل العراق في اسفل قائمة الدول  بالفقر والفساد . رغم أن العوائد المالية لموارد النفط  تتجاوز أكثر من 100 مليار دولار سنوياً. نصفها تذهب الى جيوب الاحزاب الطائفية والمليشيات المسلحة الموالية الى ايران . والنصف الاخر يدير شؤون ادارة الدولة الادارية .
ان السيد السوداني أمام مفترق الطرق , إما ان يستمر كموظف بسيط  في خدمة  الاحزاب الطائفية والمليشيات المسلحة , ويطلق العنان المنظومة الفساد أن تعمل بكل حرية كاملة دون خدش بسيط . أوأن  يستيقظ ضميره ويعلن صراحة التخلي عن هذه الخدمة الخسيسة التي لا تشرف صاحبها ,  , وبالتالي اذا استمر في خدمة حيتان الفساد ,   سيسقط بالهزيمة الساحقة , كما سقط  أسلافه  السابقين , الذين أصبحوا في مزبلة التاريخ  , يحملون  وصمة العار والشنار في جبينهم . لا يمكن طمطمة الفساد والفاسدين بمسرحيات تهريجية سخيفة  لا تقنع حتى السذج  والبسطاء ............................ والله  يستر العراق من الجايات !!
        جمعة عبدالله


32
براعة فن  التصوير  في الديوان الشعري ( جرح أكبر من الجسد ) للشاعر يحيى السماوي
تجربة التسلق على قمة الشعر العربي الحديث ,  لم تتوقف عند الشاعر السماوي الكبير  , فهي عملية متواصلة في التكامل  الخلاق وفي الابتكارات  المتجددة ,  بأطر حديثة في الشكل والمضمون ,  بتطور نوعي في جمالية   مكوناته ,   التي تستمد  خاماتها الشعرية , من معطيات الواقع وافرازاته الدالة , في عمق الاحساس الصادق بكشف صيرورة  الواقع بظواهره  المحسوسة واللامحسوسة , هذه الأسلوبية الشعرية تقدح الذهن بشحنات من  التفكير والتأمل , ان يضع صورة  مشاهد الواقع  التصويرية على حقيقتها ,   دون رتوش تجميل  , ولا مبالغة وتكلف في سبيل خداع  القارئ والمستمع ,  يستمد المفردات من  واقع الحال على عيوبها ومطباتها . من اجل تكوين المشهد التصويري المتكامل  , وهذا يمثل تطور في الأدوات  الشعرية , التي تملك إيحاءات  عميقة وبليغة  , في اكتشاف الظاهر والباطن , وهذه الصورة الشعرية هي حصيلة استلهام صور الواقع في مصداقية المضمون والمعنى الدال  , فهي علاقة متبادلة بين التصوير الشعري ,  وإيحاءاته في الرؤية الفكرية , في تلمس المعنى  ورؤيتها الخلفية , تحاكي هذه  المنطلقات الأساسية  ( الأسلوب , والصياغة ,  والاستعارة والتشبيه والمجاز  , والتخيل المدهش في الموهبة الشعرية ) نتلمس قالب الفني الشعري يصب في قالب المضمون وتعبيراته الدالة ,  في ثنائية سيميائية متقابلة بين الطرفين , أي سيميائية الفعل الفني  الشعري ,  تقابله سيميائية افعال  الواقع , التي خرجت عن المعقول والمنطق. أي نحن أمام صراع متبادل بين صوتين متقابلين  في المحاججة والمجادلة . الصوت الأول الذي تنكر وكفر بالعدل الإلهي ,  واستحوذ على كل شيء , الياقوت والذهب والدولار والجاه والنفوذ , اي باختصار شديد امتلك الجمل بما حمل . والصوت الثاني , صوت حرم من كل شيء سوى من الوجع والأنين  والمعاناة , صوت المحرومين والمظلومين الذين لا يملكون حتى الكفاف العيش البسيط  . أي أنه صراع شرس في  جدليته ,  بين السارق والمسروق , بين الناهب والمنهوب . أي بين المتخم الى حد اللعنة   والبطون الخاوية الى حد اللعنة  . هذا الجرح العميق لا يتحمله جسد العراق , انه اكبر من طاقة تحمله , وهو الانزلاق الخطير  نحو الانحدار الى  الأسفل في سلم الحياة وسلم المعيشة . يصوغ هذا الصراع الذي شذ عن المعقول والمنطق , في جمالية والهام شعري متألق في إبداعاته وابتكاراته على خلفية مستجدات الواقع , في بلاغة لغوية وشعرية جذابة تتذوق فيها الاحساس الجمالي الشعري والتعبيري , توظف امكانية براعة التشبيه والمجاز في البنية الشعرية ومنطلقاتها الدالة , في  الديوان الشعري ( جرح اكبر من الجسد ) يشتغل ببراعة في  بشكل خاص بالهم الوطني والإنساني , ولكن يدلل بأنه لا يمكن الوقوف بين الجانبين ,  بموقف المتفرج والمحايد أو الوقوف على التل , وهو يجد أن العدل الإلهي يطمر في الوحل . يجد القيمة الإنسانية تتدهور الى الأسفل . ولابد من اتخاذ الموقف الحاسم  بين قطبي الصراع . اما هذا ,  أو ذاك ,  ولا يمكن مسك العصا من المنتصف .
1 - مفتاح الازمة :
 هو الانزلاق نحو البؤس والمعاناة  , هو بداية  الخداع والدجل والاحتيال , حين لبست الثعالب السياسية الماكرة ثوب الدين والتقوى والايمان والزهد , فصدقتها الرعية ووضعت سلة ثقتها بهم, ووضعت تحت تصرفهم بيت المال وميراث الأمة  والبيعة . وكانت الطامة الكبرى حين نزعت جلد الحمل والنزاهة وبانت عوراتها للقاصي والداني , وكشفت وجه اللص الشيطاني المخادع  .

 × من قصيدة : ربنا قد أظلم الصبحُ . 
      ربَّنا
     إنا سمِعنا
   هاتفاً يهتفُ بالعدلِ الالهيِ
   فصدَّقنا كلامهْ
    فمََحَضناهُ  خُّطانا
   ومفاتيحَ بيوت المالِ
   بايَعناهُ  للامرِ وليَّاً
  وخصصناهُ بميراثِ الامامةْ
  ثمَّ لما أكمَلَ البيعةَ
   باعَ الصُّحفَ الاولى
   وأرخى لليواقتِ والدولار والجاهِ
     لجامَهْ
    ربَّنا
    قد أظلمَ الصبحُ
   فلا نعرفُ
   هل أنَّ ملاكَ العدلِ  في القفطانِ ؟
    أم أبليس أخفى في الجلابيبِ
      غُلامهْ ؟
2 - مفتاح الاستغاثة بالرموز الدينية المقدسة : القرأن والانجيل والائمة المعصومين ( الامام الحسين  و الامام المنتظر صاحب الزمان  ) في سبيل الإنقاذ والفرج من  أزمة الواقع المخيب والمحبط . فالإمام الحسين نبراس الشعوب المظلومة  في التحرر والخلاص من الظلم والطغيان .
 × من  قصيدة : يا سيدي الحسين
               
فدىً لتـرابِ نعلِكَ يا إمـامـي
أنا .. وأبي .. وأمي .. والبنونُ
أخفتَ الموتَ حتى خرَّ ذُعراً
فأ نتَ الحيُّ والموتُ الدَّفينُ
جهـادُكَ آخِرُ الآياتِ خُطّـتْ
بنور العرش سُورَتُها " حُسَينُ "
فأنتَ لكلِّ ذي عزمٍ حسامٌ
وأنتَ لكلِّ مذعورٍ حُصونُ
أبا الأحرار هلّا قمْتَ فينا
فقد عمَّ البلاءُ .. ولا مُعينُ
ولا  "حـُرٌّ ريـاحيٌّ"  فيُفدي
ولا العبّاسُ والقدّيسُ "جُونُ"
×  الاستغاثة بصاحب الزمان الامام المهدي المنتظر ( ع )
في بارقة أمل وانقاذ عند الناس , بأن هناك مقولة تقول : عندما يطمر العدل الالهي في التراب , ويصبح ناموس الحياة الظلم والطغيان والفساد , عندما تكون عقيدة أولياء الامر والجاه والنفوذ عقيدة السلب والنهب , عندها يظهر الامام المنتظر , ليعيد العدل الالهي الى استقامته ,  ويطمر الظلم الطغيان والفساد .
× من قصيدة يا صاحب الزمان .
ياصاحبَ الزّمانِ
لو يملكُ
أنْ يهربَ من ساستِهِ عراقُنا
أو
يطلبَ اللجوءَ في الأوطانْ
لفرَّ من ساستِهِ ..
يا صاحبَ الزّمانْ
دمُ الحسين باتَ حِبراً
للشعاراتِ التي تخجلُ من ريائِها
الجدرانْ
يا صاحبَ الزّمانْ
أُخرجْ
فقد أوشكَ أنْ يكفرَ في عراقِنا
الإنسانْ
× الاستغاثة بالرموز التاريخية ,  ورموز عقلاء الحكمة ( صوفائيل ) , التي تركت بصماتها بحكمة العقل والصواب , او رموز الفعل الثوري الملتهبة بالاقدام والعزيمة والإرادة, التي أشعلت  شعلة النهوض والاحتجاج والحماس  في نفوس  الجياع والمحرومين ,  أن يأخذوا الحق بأيديهم ولا ينتظرون منحة من  السماء , في الهجوم على ناكري الحق و غاصبي  اموال الفقراء . لا خلاص  من العبودية إلا بالنهوض , و نهوضهم لا يخسروا شيئاً سوى كسر اغلالهم , لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً , لما أقدم على الظلم . فلا يمكن ان يستقر الحال في ظل ناهبي الذهب والياقوت والدولار , ومغتصبي الجاه والنفوذ إلا بثورة ( ابا ذر الغفاري ) سيكون مصيرهم شذر مذر , و يتحولون الى فئران مذعورة تفتش عن جحور لسلامة جلدها .
× من قصيدة: رؤيا .
وأرى تنانيرَ الجياعِ
تكرُّ بالجمرالجحيمِ
على قصورالمُتخمينَ
أرى الذئابَ تفرُّ
تستجدي السلام من الظباء  المستباحةِ ..
والحمائم بعد غربتها تؤوبْ
وأرى طواويسَ المدينةِ
تخلعُ الريشَ الملون ..
تستعيرُ من القنافذِ جلدَها ..
ولحى  الذقون المستعارةِ
من براميلِ القمامةْ
وأرى أبا ذر الغفاري
شاهراً سيفاً بوجه الاولياءِ الزورِ
تتبعهُ ملايينُ الجياعِ  ..
وعروة بن الورد ممتشقاً حسامهْ . .
أهي القيامةُ ؟
قال عرافُ المدينةِ
أن للدنيا قيامتها التي تفضي
الى يوم القيامةْ
3 - العجب في عراق العجب .
كل شيءٍ مقلوب , الحق مكسور الظهر , والباطل منتصب القامة , والميزان مفقود في حقول الدهر المخيب . فلا عجب ان يكون النهب والسلب دين وعقيدة , فلا عجب في عراق العجب. الزفت يكون  مسؤولاً عن الياقوت والذهب والدولار . واللص أمين الصندوق . والداعر أمين الشرف والنزاهة , وتاجر النخاسة الناطق بأسم الدين . ومجهول النسب  مسؤولاً عن شؤون الناس , فما  عجب في عراق العجب ؟ .

× من قصيدة : ما العجبْ ؟ .
ما العجبْ
أن يكونَ  الزفتُ
مسؤولاً عن الياقوتِ
في سوق الذهبْ ؟
نحنُ في عصرٍ
به اللصُّ أمين المالِ
والناطقُ باسم الدينِ
مجهول النسبْ !
ما العجبْ
إنْ غدونا ورقاً
في موقدها
محض حطَبْ ؟
........
.......
لا عجبْ
نحنُ منْ جاء الى  القصرِ بمنْ
هبَ ودبْ
فحصدنا من حقول الدَّهر
سوء المنقلبْ !
جمعة عبدالله

33
هل تستطيع حكومة السوداني  أن تصمد أمام  هواة المناصب و طاعون  الفساد ؟
لا توجد بارقة أمل للعراق من الاحزاب الطائفية المزنجرة , التي داست على القيم والأخلاق والمسؤولية , واصبحت غول شرهة لاتشبع من شراسة  النهب والسلب لخيرات العراق وامواله . فأصبحت بحق تنعت  بالأحزاب اللصوصية وانكشفت عورتها لداني والقاصي ,  بأن  غايتها الاولى والاخيرة, البحث عن الغنيمة الدسمة, لانها تعتبر العراق عبارة عن  مغارة علي بابا  مليئة بكنوز الذهب والدولار , ووظيفتها الاساسية في الحكم والنفوذ , هي السرقة والاختلاس والاحتيال بكل طرق اللاشرعية , وأسست دولة عميقة في منظومة الفساد المتكاملة . وتحولت من السرقات الملايين الدولارية الى سرقة المليارات الدولارية . هذه الطفرة الى القمم العالية في منظومة الفساد المتكاملة . تخمط وتخمش الأموال العامة بكل بساطة ويسر وسهولة , وبحماية القضاء والقانون , في تغافل  متعمد إهمال  مقصود !! .
 السيد السوداني ورث تركة ثقيلة منهكة  في جرائم الفساد المالي . جرائم هائلة في الانتهاكات في حقوق المواطن , وحتى حرمانه من كرامة  لقمة العيش ,  وحق التعبير السلمي  , وحق الاحتجاج على  فساد مؤسسات الدولة , وشراسة ارتفاع الضائقة المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل  جنوني . ورث السيد السوداني المدعوم من كتلة الاطار التنسيقي ومن الميليشيات الموالية الى ايران, التي تستغل ضعف الدولة  , على الترويج  السلاح المنفلت والإرهاب وشرعيته. ورث تركة ثقيلة من الاهمال المتعمد في توفير الخدمات الاساسية : البلدية والتعليمية والصحية والاجتماعية . فهل يستطيع السوداني  أن يخرج الافعى من الزاغور , ام ان يكون كسلفه السيد الكاظمي حين صرح بأنه يرقص مع الافاعي ؟ او يكون شريكاً في زفة الفساد الراقصة .  هل يستطيع ان يجد  الحلول المناسبة للأزمات والمشاكل التي يعاني منها العراق والتي كسرت ظهره ؟ هل يستطيع أن يصدع لو بخدش بسيط في  الجدار الفولاذي لمنظومة الفساد المتكاملة ؟  هل يستطيع أن يحد من نفوذ  الدولة العميقة ؟ هل يستطيع ان يكسر جماح الميليشيات المسلحة  الموالية الى ايران ؟ , وهي التي اخترته لترأس الحكومة .  هل يستطيع أن  يخفف سقف المطاليب التي يطالب بها   الإطار التنسيقي في السيطرة على الدولة ومؤسساتها الحساسة ؟. هل يستطيع ارجاع جزء بسيط جداً من الأموال المهربة الى الخارج ؟ . هل يستطيع ان يوفر فرص العمل إزاء البطالة المتصاعدة الى أرقام مخيفة في العراق وخاصة  بين الشباب العاطل عن العمل  ؟. هل يستطيع أن يقف في وجه التدخلات السافرة من قبل ايران وتركيا ؟ . كل هذه الأمور بالأزمات والمشاكل , تحتاج الى إرادة وطنية فولاذية, الى احترام المسؤولية والواجب , تحتاج الى شخصية قوية  , لكي ينتقل العراق من مستنقع الفساد المالي والسياسي , حيث اصبحت الرشوة والفساد من مقتضيات المنصب والوظيفة  في  نظام المحاصة الطائفية .
لا يمكن ان نكون بهذه السذاجة ونقول :  بأن السيد السوداني يستطيع ذلك , وفرسان الفساد المالي والسياسي هم من اختاروا السيد السوداني في منصب رئيس الحكومة !! . هل يعقل من هؤلاء أن يتحولوا  من لصوص وعصابات سرقة واختلاس الى فرسان الإصلاح ومحاربة الفساد ؟!   بدليل بعض شخصيات الوزارية  المختارة في  حكومة السوداني عليها تهم في ملفات الفساد  ,  ليس من السذاجة ان يخرق السيد السوداني الاتفاقيات العلنية والسرية التي أملاها عليه الإطار التنسيقي  . هل يخرق ويتمرد على الخطوط الحمراء ؟  , ويكسر عصا الطاعة . ان فعل ذلك سيدخل التاريخ من بوابته العريضة , ولكن لا نتوقع  املاً بخروج  الدخان الأبيض من مدخنة  الحكومة  , وانما حكومة السوداني وجدت   لذر الرماد في العيون , وقد بدأ الدخان الاسود  يتصاعد , في النزاعات والخلافات والعراك داخل بيت الإطار التنسيقي نفسه , على الاستحواذ  المناصب والمؤسسات الحساسة التي تحلب الذهب والدولار , عاجلاً أم اجلاً ستكون  حكومة السوداني عاجزة تماماً , مؤهلة للسقوط أكثر من البقاء .............................................. والله يستر العراق من الجايات !! .
      جمعة عبدالله


34

ولاية المالكي الثالثة بأسم محمد شياع السوداني
رغم أن الاطار التنسيقي خرج مهزوماً من الانتخابات البرلمانية الاخيرة , ولكن استطاع ان يخرج منتصراً بدعم  قوي  من ايران  ,  من خلال عمليات  التصعيد والتهديد ,  وإطلاق يد المليشيات الموالية لها ان تستخدم كل وسائل الضغط على الاطراف السياسية الاخرى , واجبارهم بالتهديد والترغيب  حتى يرضخوا بالجلوس  على  طاولة الحوار والتفاهم مع الاطار التنسيقي  , وعقد صفقات ومقايضات تحت الطاولة , في الحصول على الامتيازات المغرية والمناصب الكثيرة   , طالما اصبح العراق عبارة عن غنيمة ذهبية , يتقاسم كعكتها الاطراف والمكونات السياسية ,  ونجحوا في ذلك بالموافقة الكاملة مع  ممثلي المكونات السياسية  ( السنية والكوردية ) بالتفاهم على خارطة الطريق المشترك , في  عسل الاغراء بالمناصب والامتيازات المغرية , بعدما  شعر  الإطار بالانتصار الكبير غير المتوقع , بتنازل التيار الصدري عن مقاعده البرلمانية ( 73 مقعد ) واصبحوا بذلك  الكتلة الاكبر في البرلمان , وانصب الاختيار وبدعم مباشر  من نوري المالكي على شخصية محمد شياع السوداني , ويعتبر هذا اختار المالكي بامتياز   , ولكن بشرط ان يكون  مشرفاً عليه وان يكون تحت عباءته  في اي تحرك ,  وان لا يصدر اي قرار أو اجراء سياسي وعملي   إلا بموافقته  , بمعنى آخر هي فعليلاً  ولاية  للمالكي الثالثة  , لكن بأسم محمد شياع السوداني , وهذا مجرب فقد  تقلد  العديد من الحقائب الوزارية المهمة في  مفاصل الدولة العراقية التي تولى مسؤوليتها   في السابق ,  ولكن لم يسجل له انجازاً ايجابياً يحسب له   من خلال الوزرات العديدة التي تولى مسؤوليتها , بل كان موظفاً مطيعاً للفساد والفاسدين , ويقوم بتسهيل عمليات السلب والنهب , ومنصبه الجديد رئيس الوزراء  سيكون دمية بيد المالكي  والمليشيات التابعة الى ايران , من أجل  خدمة مصالح ايران في العراق , ومحافظاً على النفوذ والوصاية الايرانية دون اخلال بحرفٍ واحدٍ , بأن كل قرار سياسي سواء كان صغيراً وكبيراً لا يمرر إلا بموافقة ايران عبر المالكي  . أما الوعود التي أصبحت ( كليشيه  روتينية ) لكل من يتولى منصب رئيس الوزراء  من ( ابراهيم الجعفري . نوري المالكي . حيدر العبادي . عادل عبدالمهدي . مصطفى الكاظمي ) بالوعد والقسم والتعهد بالشرف , بتوفير الخدمات العامة ,  وخدمة  المواطن ومحاربة الفساد والفاسدين . لكن بالتجربة العملية  كانوا خدماً للفساد والفاسدين وإطلاق حريتهم الكاملة في السلب والنهب والاختلاس والاحتيال على الأموال العامة . ومجيء محمد شياع  السوداني في منصب رئيس الحكومة لا يختلف  عن سلفه السابقين  ,  لكنه سيضيف لها بنداً آخر حسب مشيئة ورغبة فصائل  المليشيات المسلحة في سيطرتها على الدولة بشكل كامل   , أن يعمل على تحويل المليشيات المسلحة على  غرار الحرس الثوري الايراني , ان تكون القوة العسكرية الاولى وقوات الجيش تابع ذليل لها . ويستمر السلب والنهب بطاقته وماكنته السريعة باسرع طاقتها , في  نهب عشرات المليارات الدولارية من جديد اكثر من السابق , بكل يسرٍ وسهولة . ليعيش العراق تحت رحمة الفساد العظيم .................... والله يستر  العراق من الجايات !!
     جمعة عبدالله 


35

أعتراف صريح : أن النظام السياسي يعمل ضد مصالح الشعب والوطن
وصلت العملية السياسية الكسيحة الى نهاية المطاف بالشلل والفشل التام , بسبب تناحر الأحزاب الحاكمة على المناصب والكراسي ونهب اموال الوطن , هذه الاحزاب الطائفية أسست دولة لصوصية بامتياز تام . وتبنت شريعة الفساد السياسي والمالي والاخلاقي, واوصلت البلد  لطريق مسدود ,  ولم تعد صالحة للعراق , سوى لتدمير والهدم والفوضى والانفلات والعنف الدموي , عبر مليشياتها المسلحة , التي تستعرض قوتها العسكرية وسط بغداد والمحافظات العراقية بحرية تامة  . من أجل بث الخوف والرعب في نفوس الناس . من أجل  خنق  الصوت الوطني المدوي , المطالب بالوطن وطرد الفساد والفاسدين ,  هو طريق الاصلاح الحقيقي  لبناء العراق من جديد  . ويأتي تصريح ( بلاسخارت ) رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق ,  كاعتراف دولي من هيئة الأمم المتحدة المشرفة  على  وضع العراق المأزوم والميؤس . يقول التصريح بصريح العبارة الدامغة لكل الأحزاب الحاكمة بدون استثناء : بأن النظام السياسي يعمل ضد مصالح الشعب والوطن , ولا يهمه سوى الاستحواذ على المناصب والمال , وأوصل  البلد لطريق مسدود . وان سمة نظامه السياسي  هي الفساد ثم الفساد لا شيء آخر  , غير  الفساد السياسي والمالي والأخلاقي, في صراعهم العنيف  بالاستيلاء على  المناصب والكراسي على حساب دماء مئات  الشهداء .
أن هذا التصريح جاء متأخراً . لأن الشعب يعرف ويدرك حجم الخراب والفساد لهذه الدكاكين السياسية ومليشياتها المسلحة . هذا التصريح اذا لم  يفعل على الارض حقيقة  , يبقى غير نافع ومفيد . ان المسؤولية الدولية  والقانونية والاخلاقية للمجتمع الدولي وخاصة هيئة الأمم المتحدة ,  هي إنقاذ العراق من براثن  الحراشف السياسية وحيتانها الفاسدة والشرسة , التي اوصلت العراق الى الطريق المسدود والشلل التام  . ان المهمة الملحة والضرورية للمجتمع الدولي والمحتل  ,  ابعاد  هذه النفايات السياسية التي جلبها وسلمها مقاليد العراق , وأن ينظف العراق من هذه القمامة السياسية العفنة التي جلبت الويلات   . وان يشكل حكومة طوارئ من الكفاءات الوطنية ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة , والعراق يملك هذه الطاقات بشكل وفير وكبير  . اما التلويح بالتصريحات والانذارات فقط  , دون تفعيل دولي حاسم  بوضع العراق تحت الوصاية والإشراف الدولي بشكل فعلي  ,  والعراق مازال تحت الوصاية البند السابع . لقد تحمل العراق الكثير من  الخراب والمعاناة والحرمان والظلم . وجاء دور   المجتمع الدولي أن يفعل  مسؤوليته الكاملة تجاه العراق . هل يفعل  ذلك ؟؟ , أم أن الفوضى والفساد واراقة الدماء سيستمر الى ان نصل الى هاوية الحرب الاهلية .............................. والله يستر العراق من الجايات !!
      جمعة عبدالله

36
زلزال  في أوروبا  : تقع في أحضان أحزاب  اليمين المتطرف
منذ ما يربو على عقد من الزمان أو اكثر قليلاً  , بدأت تظهر الاحزاب اليمن  الاوروبي المتطرفة , تأتي  من الحديقة الخلفية والهامشية الى الواجهة السياسية المتقدمة والى التنافس الانتخابي . وبدأت  تملك القوة والنفوذ المتصاعد في تغيير  الخريطة السياسية , وأصبحت تهدد احزاب  اليسار والوسط واليمين المعتدل . وأخذت تصعد نحو القمة بطفرات كبيرة وتحوز النجاحات الكبيرة في الانتخابات التشريعية . ان هذه الاحزاب وريثة الفاشية الجديدة في أوربا , التي طمرت منذ الحرب العالمية الثانية , وتظهر مجدداً  خلال هذا العقد المنصرم , في أحياء نشاطها السياسي والشعبي  , وتنجح في التنافس في  النتائج الانتخابية التشريعية  , وتتسلم مقاليد    الحكم من الأحزاب الأوروبية  التقليدية . وتصبح احزاب حاكمة كما حدث في هنغاريا وبولندا والسويد . وجاء الدور على إيطاليا اليوم ,  لتقع في احضان اليمين المتطرف , العنصري المعادي للهجرة  والمهاجرين .
ان المناخ السياسي السائد في أوربا  نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها , تؤهل أحزاب اليمين المتطرف ان تأخذ زمام المبادرة , في التعهد في الانقاذ والانفراج في الازمة الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها أوروبا في هذه الظروف الحرجة . وتروج في دعايتها الانتخابية والسياسية , بأنها ستنقذ البلاد من العبء الثقيل في تدفق الهجرة والمهاجرين , وهي تحملهم المسؤولية الكبيرة في  الازمة الاقتصادية والمعيشية , وتتعهد في انقاذ البلاد من جرائم وارهاب اللاجئين , واستهتارهم بالمجتمع الأوربي ثقافته وطابعه الاجتماعي  , من السلوك الشاذ والشائن من بعض المهاجرين في فرض ثقافته وعقليته السلفية على المجتمع الأوربي . 



 
والأحزاب اليمينية المتطرفة تحمل لواء العداء للهجرة والمهاجرين . وما حدث في ايطاليا باكتساح نتائج الانتخابات التشريعية جاء كشيء طبيعي ومنطقي , في الحزب اليميني المتطرف الايطالي ( إخوة إيطاليا ) بقيادة زعيمته ( جورجيا ميلوني  / 45 عاماً ) قد حصل في الانتخابات التشريعية السابقة على 4% من أصوات الناخبين , طفر في الانتخابات التشريعية الحالية  الى 26,44% من أصوات الناخبين هذا الفوز الساحق يؤهل زعيمته ( جورجيا ميلوني ) أن تصبح أول امرأة في إيطاليا  تتولى منصب رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة من أحزاب اليمين المتحالف معها .
أن زعيمة حزب ( إخوة إيطاليا ) متأثرة بأفكار موسوليني الفاشية  ومعجبة به , وهي تحمل لواء الفاشية الجديدة . وقد مارست مختلف الأعمال والنشاطات  الحياتية  قبل ان يصعد نجمها السياسي , وأن تصبح عضوة برلمان ووزيرة الشباب في حكومة ( برلسكوني ) فقد بدأت عملها الحياتي من بائعة الخضار في سوق شعبي , الى ساقية في حانة , الى مربية الاطفال .الى  من  المؤكد  أن  تتولى  رئاسة الوزراء .  وتعهدت بأنها ستغلق  ابواب إيطاليا في وجه الهجرة والمهاجرين براً وبحراً , وكذلك ستنظف إيطاليا من المهاجرين بترحيلهم الى بلدانهم , عكس بريطانيا التي تنوي ترحيل اللاجئين الى رواندا .
ان سياسة العداء للهجرة والمهاجرين أصبحت مقبولة في المجتمع الأوربي , ويفكر بأي طريقة التخلص منهم , بعدما كان يستقبلهم في الماضي بترحاب  ويمنحهم التسهيلات في الإقامة والعمل والسكن والمعونة الشهرية . لكن الجماعات الاسلامية السلفية والمتطرفة , أساءت الى هذه المساعدات الانسانية وتسهيلات اللجوء ,   وبدأت تفرض ثقافتها السلفية والمتطرفة والإرهابية  على المجتمع الأوروبي , وأصبحت منبوذة من المجتمع الأوروبي  برفض تدفق الهجرة والمهاجرين   , وأحزاب اليمين المتطرفة  والعنصرية  , استغلت هذا المناخ السائد  لصالحها , بعدما كانت في الماضي هامشية ومنبوذة بسبب افكارها الفاشية  , أصبحت اليوم المنقذ في  أوروبا , بعد يأس المجتمع الأوروبي من أحزاب اليسار والوسط واليمين المعتدل وخاب أمله فيها  في حل معضلة الهجرة والمهاجرين . تأتي هذه الأحزاب اليمين المتطرف كالبديل المناسب لحل الازمة , وان اوربا آجلاً   أم عاجلاً ستسقط في احضان اليمين المتطرف الأوروبي .
     جمعة عبدالله 

37
ماذا بعد الليلة الدامية في  29 - 8 - 2022 في المنطقة الخضراء ؟
بعد رفض الدعوى  المقدمة الى  المحكمة الاتحادية في قضية  حل البرلمان , فرجعت قضية حل البرلمان الى  صلاحية أعضاء البرلمان أنفسهم  في أن يقرروا  ذلك . هذا الرفض يعني بكل بساطة ترقب ليلة دامية أخرى ترتكبها الفصائل المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي , وتحديداً المليشيات الولائية التابعة الى ايران .. طالما هي متواجدة في المنطقة الخضراء ,  ان تعيد الكرة في  ارتكاب مجزرة ضد  المتظاهرين السلميين .  وطالما الاطار التنسيقي يرفض بشكل قاطع  حل البرلمان وإجراء  انتخابات برلمانية  جديدة ,  فهي في حكم المستبعد عندهم .  في العناد والغطرسة في  التشبث بالسلطة والكرسي . بعدما قدم التيار الصدري لهم  هدية ثمينة لم تخطر على بالهم  , وهم ذاقوا الهزيمة بالانتخابات البرلمانية , لذلك كان  التنازل خطأ فادح من قبل السيد مقتدى الصدر  بمنح هدية  مقاعده البرلمانية ( 73 مقعد ) واعتبرها الاطار التنسيقي انتصاراً كبيراً له ولم يتوقعها , ولم تحدث مثلها في البلدان العالم , أن يتنازل المنتصر بالإنتخابات ويستقيل  , ولا يمكن أن يفرط بهذه  الهدية الذهبية الاطار التنسيقي  , وهو يدرك تماماً بأن حل البرلمان واجراء الانتخابات البرلمانية الجديدة ,ستكون صفعة مؤلمة بأنه  سيتجرع هزيمة ساحقة من الغليان الشعبي العارم  ضده , ولهذا كل المؤشرات تنذر بالتصعيد الخطير في قادم الايام .  بعد انتهاء مراسيم الزيارة الاربعينية في كربلاء . سوف تتكلم لغة السلاح والنار والعنف الدموي على كل شيء  . مثلما حدث في الليلة الدموية المرعبة في المنطقة الخضراء ,  في ارتكاب جرائم القتل بدم بارد ضد أنصار  التيار الصدري .
أن هذه المليشيات الولائية متعودة على جرائم  سفك دم العراقي ,  كما حدث في انتفاضة تشرين قتلوا بدم بارد  المئات وجرح الآلاف  في شهية الحقد والانتقام , من أجل المحافظة على الوصاية الايرانية ونفوذها الكبير في العراق ,   وهذه المليشيات الدموية ولا تعرف إلا لغة الدم والنار . ومن أجل سحب البساط من تحت اقدامها , هو الامر بيد رئيس الوزراء حصراً  ومتعلق به حصراً  ان يجنب العراق من الانفلات والفوضى والدم ,  ان يتحرك بضميره و مسؤوليته الاخلاقية , في تجنب حدوث  مجزرة دموية جديدة , هو إبعاد  فصائل الحشد الشعبي عن المنطقة الخضراء , وحصر مسؤولية الأمن في المنطقة الخضراء بيد وزارة الداخلية فقط دون غيرها . وإلا فان الامور تتجه الى العواقب الوخيمة ,  تنذر بدفع  الاوضاع الى حافة الحرب الاهلية شيعية / شيعية . ستكون أكثر بشاعة ووحشية من السابق . أن الاستهتار بالدم العراقي من قبل المليشيات الولائية الايرانية ,  ستجر الاوضاع الى الخطر الشديد والفوضى وإراقة حرمة الدم العراقي  , سنشهد مجزرة سبايكرية  جديدة , ليس من قبل  داعش الارهابي ,  وانما من قبل  المليشيات الدموية الموالية الى ايران ,  وهذا ما يلوح في الأفق بعد انتهاء  الزيارة الاربعينية , ومن أجل تدارك هذا الوضع الخطير في تدهور  الوضع الامني الى الخطر ,  يستدعي  تدخل المجتمع الدولي من انزلاق الأوضاع الى العنف الدموي , أو تدخل المرجعية الدينية في حفظ حرمة  الدم العراقي المسالم  , لان صقور الإطار التنسيقي يتشبثون  بالكرسي حتى لو سفكت انهاراً  من الدماء . ......................................
والله يستر العراق من الجايات !!
       جمعة عبدالله 

38
سيناريو  انتفاضة تشرين يعود من جديد . ما أشبه اليوم بالبارحة !!
وصل الاحتقان والانسداد السياسي المغلق  الى نهايته الخطيرة جداً , بأسقاط الحل السياسي والالتجاء الى لغة السلاح والنار في سفك الدماء , من أجل التشبث بكرسي السلطة . أن الغطرسة والعنجهية والعناد الأحمق في سبيل الكرسي , سيقود العراق الى الهاوية الخطيرة ,  التي  تنذر بنشوب الحرب الاهلية , من خلال تصاعد العنف الدموي المفرط ضد المتظاهرين السلميين , ان تغليب لغة السلاح هو المنفذ الوحيد في عقلية  المليشيات الولائية التابعة الى ايران .  , وهذا ما يؤكد فشل احزاب المحاصصة الطائفية , وهو فشل العملية السياسية برمتها , عندما تصبح لغة العنف الدموي هي الطريق الأمثل للحلول ,   لإجبار  المتظاهرين السلميين  الى  الخضوع والركون إليه , وهذا الدرك الخطير يعتبر نتيجة طبيعية للفساد المالي والسياسي والأخلاقي لهذه الأحزاب الطائفية , وصلت  الى أسلوب  سفك الدماء . كما حدث في المنطقة الخضراء من استخدام السلاح والرصاص الحي ,  وانجر العنف الدموي الى مناطق بغداد ثم انتقل الى المحافظات الجنوبية, في استخدام السلاح المنفلت , أن لغة الانفجارات العنيفة ,  لا تقود إلا الى مسلسل خطير , لا يقود إلا الى سقوط المزيد من  الضحايا الابرياء    , وحسب احصائيات وزارة الصحة  : سقط من المتظاهرين السلميين 20 قتيلاً و 370 جريحاً  , والعدد قابل للزيادة أذا استمر التصعيد الخطير ولم يتوقف ,  وقد  يهدد الى جر العراق الى شبح الحرب الاهلية  وستكون خاتمة الخراب والدمار , من اجل المحافظة على كرسي الحكم , أن جر العراق الى هذا الانزلاق الخطيرة سيكون خسارة فادحة للجميع بدون استثناء , لان الافراط بالعنف الدموي يتبعه العنف المقابل ,  لايهدأ ولا تسكت لغة النيران الحارقة والمدمرة إلا في طريقين  لا ثالث لهما  : أما  بتدخل المرجعية الدينية بما تملك من  ثقل وتأثير على الأطراف المتصارعة , حان الوقت  لتدخل المرجعية الدينية لوقف هذا المسلسل الخطير الذي يهدد بالانزلاق العراق  نحو شبح الحرب الاهلية , أو تدخل المجتمع الدولي بوضع العراق تحت الوصاية الدولية عبر البند السابع , لان المليشيات الولائية مستمرة في الإفراط في استخدام العنف الدموي الخطير . ولابد من تهدئة الوضع الخطير . لابد من حقن دماء الشباب , قد تخرج الأوضاع عن السيطرة والفلتان , سيكون مدمراً على الجميع , والمليشيات الولائية تعودت على استخدام العنف الدموي ولغة السلاح المفرط بالرصاص الحي , كما حدث في  انتفاضة تشرين التي قمعت بالدم  , وما أشبه اليوم بالبارحة . كل هذه الدماء والخراب من أجل الكرسي , في رفض حل البرلمان وإجراء انتخابات برلمانية  جديدة , يمكن أن يكون هذا المطلب سهل جداً عند الدول التي تحترم مواطنيها ,  ان تعيد اجراء الانتخابات مرة ثانية وثالثة واكثر حتى يكون دعامة الاستقرار والتفاهم للبلد , ولكن الاطار التنسيقي يدرك تماماً ان حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة , سيتجرع هزيمة ساحقة , لان الاكثرية الساحقة من المواطنين يرفضون النفوذ والوصاية الايرانية على العراق . ............................... والله يستر العراق من الجايات !!
        جمعة عبدالله 


39
العملية السياسية استهلكت نفاياتها ولم تعد صالحة للتدوير
وصل الاحتقان السياسي الى قمة الازمة الخطيرة بالانسداد الافق السياسي , بل التقاطع بلا رجعة  ,ولابد ان يحسم الامر من  احد المتصارعين على الكرسي  , فلم يعد في الامر في  الانغلاق السياسي وسد باب الحوار مجدياً ,  فلابد من الحسم   : أما قلع الجذور الفاسدة من الاعماق وطمرها في مكانها المناسب مقالع القمامة , أو القتال واراقة الدماء الشيعي / الشيعي , ولا حل في الأفق غير هذا   , لان كل الحلول ترقيعية لا تعالج الازمة , سوى الأبطأ في المجابهة المحتملة والمخيفة , والغريب في الامر , أن القضاء لا يساعد في الخروج من عنق الزجاجة , وهو حامي الدستور وكل مسألة وقضية  قانونية ودستورية , يعطيها الحل والعلاج  المناسب ,  وليس البحث عن أنصاف الحلول . رغم أن البرلمان المعطل  تجاوز المدة القانونية المسموح بشرعيته في البقاء , وهو معطل لا يمكن أن يمارس دوره ,  ووجوده هو خرق قانوني ودستوري فاضح  , لكن القضاء المسيس , يحاول أن  يجعل الامور معلقة بدون حلول  , تعودنا من القضاء العراقي المسيس من ذلك  , المماطلة والتجاهل والتماهل  وغض الطرف في خرق القانون والدستور  , بل يشترك مع الجوقة  في مهرجان الفاسدين , وتغطية على فسادهم واجرامهم   , بل يكون الحامي والمدافع عنهم   . الاحزاب والبرلمان والفاسدين والميليشيات المجرمة , كلهم الآن يتخبطون   تحت مشرحة الطب العدلي . كلهم فاسدون وحرامية , فقد  أسسوا دولة الحرامية ( كليبو كراتيا ) في ابشع صورها السيئة والقبيحة . لانهم حولوا مؤسسات الدولة والوزارات الى وكالات تجارية تصب الذهب والدولار لحزب الوزير وزعيمه السياسي المظفر   , في نهب الاموال , واصبحت القطط السمان اكثر وحشية ودموية من أجل الكرسي , في غياب القانون والقضاء المسيس . وهذه بعض الامثلة التي تلطخ سمعة القضاء بالريبة والشكوك  بالتهاون والتواطؤ المريب مع الفاسدين :
× معقولة صرفت اموال خيالية لايصدقها العقل لمشكلة الكهرباء , حوالي 81 مليار دولار , وظلت مشكلة الكهرباء في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة كما هي , بل اصبحت أسوأ من السابق , بينما نجد دولة مصر حلت مشكلة الكهرباء وارتاحت بمبلغ 6 مليارات دولار . أين القضاء من هذا النهب والسرقة ؟؟ .
× معقولة كل وزير يتولى حقيبة وزارية يقسم على الكتاب المقدس ( القرآن الكريم ) , على خيانة المسؤولية والضمير , بأن يحول الوزارة الى ملكية إقطاعية  وحزبية الى رئيس الحزب , الى شركة ومقاولة تدر الذهب والدولار للحزب .
× معقولة ان يصمت القضاء ولم يجري تحقيق مع وزير المالية المستقيل , الذي صرح بأن تدخل المنافذ الحدودية امولاً تقريباً 7 مليارات دولار , تذهب الى الاحزاب ومليشياتها ولا تحصل الدولة منها على دولار واحد !! .
× معقولة ان تدخل المخدرات من ايران بكل حرية . كأنها شاحنات  فواكه وخضروات , ولم يخطر على بال القضاء معرفة الأسباب دخول هذا  المرض الفتاك .  والتساهل المطلق بدخوله  .
× معقولة من القضاء العراقي ان يتجاهل الجرائم بحق المتظاهرين السلميين في انتفاضة تشرين راح ضحية العنف الدموي المفرط  800 شهيد , ولم يحرك ضميره عن السبب القتل  ومن هي الجهة المجرمة , ومنْ هو القاتل ؟؟؟.
× في الموازنة عام 2021 , خصصت المبالغ التالية :
- مخصصات الوقف السني 309 مليار دينار .
- مخصصات الوقف الشيعي 829 مليار دينار .
ولم يصرف منها ديناراً واحداً للفقراء والمحتاجين , بل تذهب كلها الى العمائم الشيطانية لترسلها الى البنوك الخارجية . بل تساعد في عمليات  الفساد المالي من خلال دعمها وتشجيعها  . في بروز مراقد مزيفة ووهمية بحجة انها تنتمي الى آل البيت , وهي مصيدة للربح المالي تتصيد الجهلة والاغبياء , وحسب تصريحهم بأن هناك حوالي 300 مزار مزيف  , للكسب المالي , أي اصبح الدين تجارة منافقة ,  ضحيتها الاغبياء والجهلة , ولكن وصل الحال الى ارتكاب جرائم بحق الأبرياء السذج  . كما حدث في قطارة الامام علي ( ع) بأن انهدم المزار على رؤوس  الزوار ,  وراح ضحية هذا العمل التجاري المزيف 10 من الأبرياء  , ولم يتحرك  القضاء الى مساءلة والتحقيق مع هذا التاجر  المجرم صاحب القطارة  .  كأن العراق لايوجد فيه قانون وقضاء ,  وانما دولة ديرة عفج . .................... والله يستر العراق من الجايات !! .
   جمعة عبدالله


 



40

انتصار  الصوت الوطني على الفاسدين
وصلت عنجهية وغطرسة الفساد المالي للطغمة  الحاكمة واحزابها الطائفية الى مديات غير معقولة , فاقت عقول المافيات وقطاع الطرق , لانهم   فوق  القانون والمساءلة والمحاسبة  , وتمادوا  في الاستهتار والاستخفاف بالوطن والشعب ,  في سرقة المال العام بكل الوسائل ,  في الاحتيال والاختلاس والتلاعب ,  طالما هم في دفة الحكم  وفي اعلى هرم الدولة ومؤسساتها  الحساسة .  ويتمتعون بحصانة ورعاية القضاء العراقي المسيس , لذلك ينهبون ويسرقون بكل حرية  . مما أصبح العراق يحتل مواقع متقدمة في الدول الفاسدة ,  بالفساد المالي والسياسي , والادلة والبراهين التي تثبت ذلك كثيرة  ,  لا تعد ولا تحصى  في ظل القضاء ( القره قوشي ) في التغطية والتستر على فضائح الفساد المالي وصفقاته المشبوهة  , والمثال الدامغ الذي اشغل بال  الشارع السياسي والشعبي  , في إصدار قرار من محكمة الرصافة في تاريخ 26 - 7 - 2022 , يلزم مصرف الرافدين بدفع غرامة مالية قدرها 600 مليون دولار الى شركة بوابة عشتار , بسبب  فسخ  العقد المبرم من قبل مدير مصرف الرافدين السابق , مع العلم ان كل ما تملكه شركة بوابة عشتار من رصيد مالي هو أقل من 7 مليون دولار . وحسب اللجنة القانونية لوزارة المالية التي ابطلت الصفقة المشبوهة  , استخلصت نتائج من  الصفقة المبرمة بين مصرف الرافدين وشركة بوابة عشتار , وجدت هناك شبهات دامغة ومشبوهة في عمليات الفساد  والتحايل على الدولة , وإعطاء الامتيازات كثيرة  بشكل غير قانوني وبدون سبب  مبرر, وجدت فيه اضرار للدولة ,  بالسرقة والاختلاس للمال العام في العقد المشبوه الذي أبرم بتاريخ 4 - 3 - 2021 بين مصرف الرافدين وشركة بوابة عشتار . وأحيل مدير مصرف الرافدين السابق  الى التحقيق في لجنة النزاهة وطرده من مسؤوليته في المصرف . والغريب في الامر القضاء العراقي بدلاً من ان يكون حارس القانون والدفاع عنه من الاحتيال والتلاعب ,  بأن يحيل المتورطين بصفقة الفساد المشبوهة  الى التحقيق والمحاسبة  ,   وقف الى جانب  الفاسدين , ومنحهم التعويض بهذه الغرامة المالية قدرها   600 مليون دولار  . مما خلق حالة من الاستهجان والغضب في الشارع السياسي والشعبي . يعني بكل بساطة أن القضاء العراقي المسيس يقف الى جانب نهب وسرقة المال العام , ان يكون المدافع الأمين للفاسدين . وأنه الشريك الأساسي  في عمليات التلاعب والاحتيال على حساب الدول والمال العام . وقامت الحملة الوطنية من الأصوات الوطنية ,   التي  ألهبت الشارع والإعلام وأصبح الحديث الأول في هذا التعويض الكبير  والخيالي , ويستجيب الى  شكوى الشركة المقدمة  الى القضاء , كأنه بدأ للعيان بأن كل الامر ,  مسرحية مدبرة ومدروسة في الشكوى وحجم التعويض المالي , ولكن تحت غضب الجماهير في الحملة الوطنية , أجبر شركة بوابة عشتار على التنازل عن التعويض , وهذا ما يؤكد بأن الصوت الوطني القوي له تأثيرات فاعلة في لجم الفساد والفاسدين في التلاعب بالمال العام  .
ان الصوت الوطني هو سفينة إنقاذ  للعراق . والحاجة القصوى للعراق الذي يمر امام تحديات خطيرة تهدد مصيره ومستقبله. وإن أي تراجع ووهن وضعف في الصوت الوطني , يعني تقوية شكيمة الفساد والفاسدين .
   جمعة عبدالله

41

التناسل في  ملحمة كلكامش في رواية ( كلكامش ... عودة الثلث الأخير ) للأديب واثق الجلبي
يطرح المتن الروائي منصات متعددة في الصياغة الفنية  والرؤية الفكرية والفلسفية ,  من رحم  ملحمة كلكامش في طرح الاسئلة  التي تتجاذب مع منصات الواقع الجاري , بكل مفرداته المتنوعة والمختلفة , في طرح الاسئلة التي تبحث عن جواب . كالبحث  كلكامش عن عشبة الخلود . تكاملت صياغتها  في اسلوبية خلاقة في الشكل والمضمون , مطعمة في ثنايا السرد :  بالشعر والنثر في عمق المفردات اللغوية الفخمة , التي نحت الافكار والتعبير الفلسفي ,  بشكل جميل في جمالية حسية ,  تعطي زخماً في  المعنى والايحاء والمغزى الرمزي ,  في  الأحداث المتلاحقة بالتركيز الشديد , لتضفي في الوصف التصويري الدرامية الفعل والفعل المضاد   , بالدراما الصاعدة نحو التراجيدية الحياتية , في استلهام وتوظيف  ملحمة كلكامش , بأنها متحركة ومتناسلة متولدة وليس جامدة , يمكن أن يتقمص شخوصها البارزة , أي اسم عراقي في صراعه اليومي والحياتي المرهق بشكل دائم  . ان ملحمة كلكامش الأصل  تعطي وجه النور في التجارب والدروس والعبر من عمقها الدال  , في انشغال العقل في مساراتها وجوهر المضمون   , للصراع الوجود في عناوينه  البارزة , ويمكن استخلاص زبدة الأحداث وقيمتها الدالة  . كما وضعت في  الحبكة الروائية ,  الحكمة والبصيرة مرادفاً لعشبة الخلود , بأن يكون الانسان خلية متحركة وفاعلة ومنتجة للخير والعطاء , بدلاً ان يكون كسولاً وخاملاً , أو مضراً لفعل الخير , أو أسيراً  لشرنقة الاوهام وتخيلات  الشعوذة . ان دلالات المتن الروائي لرواية ( كلكامش ..... عودة الثلث الاخير ) متعددة الجوانب في الآفاق  الفكرية وجوهرها التعبيري  , ويمكن تلخيص أهمها  في النقاط الموجزة التالية :
1 - تناسل الاسماء :
ان الاسماء والشخوص ملحمة كلكامش ليس جامدة , طالما الصراع الوجودي أزلي قائم على أشده , يمتد من الملحمة الى يومنا هذا ,فالاسماء  تتبدل , لكن المضمون والجوهر باقٍ ,  يتولد في الجوهر الفكري لهذا الصراع . ممكن ان تكون ملحمة كلكامش بالمسمى  ( ملحمة واثق ) في تناسلها في الرمزية الدالة . وممكن ان تكون البغي المقدسة ( سيدوري ) بأسم ( شمخة ) , وممكن ان تكون ( عشتار ) الزوجة والحبيبة  الوفية  لزوجها ( تموز ) التي خاطرت بحياتها في النزول الى العالم السفلي ,  لملاقاة  حبيبها وزوجها ( تموز ) ممكن ان تحمل أسم ( كولا ) الزوجة والحبيبة  . ويمكن أن  يكون الوحش ( خمبابا ) أي إنسان في داخله وحش كاسر , وفي هيكلية ملامح الطغاة وسارقي  خبز الفقير , وقتلة الحياة ,  واغتيال القيمة الانسانية , وتبقى  الحقيقة الساطعة , أن  الخليقة ليس هي خلقت لتكون مرتعاً  للفوضى والحروب والمعاناة , فهناك  الخالق الأعظم يرى ويسمع ,  ويمهل ولكن لا يهمل , ولا يمكن ان تكون الحياة مرتع الاحزان و المعاناة والوجع والجروح النازفة , فأن مصير الانسان في النهاية  الموت وتأكله  الديدان . لذلك عبر كلكامش ( واثق )عن احزانه ومأساته الانسانية الى زوجته وحبيبته ( كولا ) بقوله :
الى كولا حبيبتي
سيدة الشقاء والصحة
الطيبة العظيمة
عرفت كيف تُشفيني
لأنكِ تحملين كل الاعشاب
تمتلكين حقيبة ملؤها الشفاء
أنتِ التي أعدتِ الحياة الى قلبي من جديد
تجلسين ملكة تحيط بكِ النجوم
لقد أبهجتِ قلبي وروحي
كم أنا مشتاقٌ لأمشط شعركِ الطويل
أغاني أوروك تُّحيط بخصركِ النحيل
2 - الاسئلة الحرجة :
- من أنا ؟
- هل يتعظ الانسان ؟
- متى يستيقظ الانسان ؟
- ما قيمة الوجود ؟
- هل يسمع الرب الاعلى آهات ومعاناة البشر ؟
- ما قيمة الماء والطين في العطاء الإنساني ؟
- هل تستوعب الارض معاناة البشر ؟
هذه الاسئلة الحيوية في الصراع الازلي مازالت قائمة  , تستوجب وقفة مع النفس والروح أمام الرب الأعظم  :
  يا رب
كلما أصلي ترتفع روحي
كأني أصعدُ سُلمَ العروج
فليس  طعمُ الصلاة واحدا
مساحاتي بدأت بالاتساع
أقليم الأرض لا تستوعبُ طوفان  صدري
كل هذه الصلوات
ومازلت في بداية الطريق
لا توجد أراضٍ أطوفُها
ولا حياة أسبحُ فيها
إلا وأنت فيها وبها وحولها
ُ  دُلني  اليكَ
خذني دمعة  شوق لرحابة رحمتك 
3 - قيمة الوجود وقيمة الحكمة والبصيرة :
ان يدرك الانسان قيمة وجوده تتعلق بقيمة الحكمة الحياتية التي تأخذه الى منصات النور , وان يدرك ان الموت نهايته , أن الحكمة والروح هي ثلثي الوجود والثلث الأخير وهو الجسد , فمن البديهي من يريد ان يفوز بالدنيا والآخرة  , ان يعود الى جسده , لتكتمل الحكمة والروح والجسد , حتى يعرف الانسان روحه وجسده , حتى لا يكون غريباً عنهما . أن الحمقى والأغبياء لا يدركون ذلك . 
4 - عشبة الخلود :
 هذا الهم والشجن الذي صدع رأس كلكامش والمجازفات الخطيرة التي سار اليها , من أجل نيل عشبة الخلود . لكن ينبغي ان يدرك ما قيمة  معنى الخلود ومن يستحق أو لا يستحق  , قبل أن يداهمه الموت وتأكله  الديدان . أن يدرك أن الحياة والوجود هي  عمل وإنتاج , وليس كسل وخمول .  أويكون سلبياً  في الحياة والعمل المثمر ( - هل نسيت الغرامة المالية , من المفترض أن تسدد ما عليك من الديون لقد أخبرني الفلاحون بأنك أهملت الزراعة وتركت حراثة الأرض ) فلابد بالعمل المثمر بالخير والعطاء ,  هو عين عشبة الخلود التي بحث عنها وفقدها . لابد ان تزدهر الارض السومرية بالاعمال المثمرة بالخير بالعطاء الانساني , حتى يصل  الى غاية ومرام  الخلود  , بأن الارض والانسان عطاء ونور مستمر , وليس ظلاماً  ومعاناة مستمرة , ان يعرف  الحقيقة ويمشي إليها   في طريق النور والعطاء  بحكمة العقل , لا بالخرافات التي تجلب الظلام والتمزق . هكذا علمتنا حكمة فقه  الطين  السومري .
 

 

      جمعة عبدالله

 


42

آخر  ورقة في النظام الطائفي الفاسد بترشيح محمد شياع  السوداني
وصلت العملية السياسية الهشة . والصراع السياسي بين الأحزاب الطائفية الحاكمة , في النزاع والخلاف على الغنائم والمناصب  الى الطريق المسدود ,  بالانغلاق والانسداد التام  ,  ظهروا في خلافهم ونزاعهم وتهديداتهم  , كأنهم  كالذئاب المفترسة  على نهش الضحايا , مما جعلهم منبوذين ومحتقرين ليس مكانة , بل أصبح  مستقبلهم   السياسي مجهول المصير , حيث اصبحوا  حجرة عثرة , لابد من إزالتها من الطريق  ,  عاجلاً / آجلاً ,  أصبح مستقبل هذه الاحزاب الطائفية في  مهب الريح , فلم تجلب للعراق على مدى 19 عاماً مضت سوى الخراب والأزمات , سوى سيطرت  الفساد السياسي والمالي على خناق الدولة , واصبحت شريعة الدولة الطائفية نهج  ( كليبتو كراتية / الدولة اللصوصية ) . ولم يعد في إمكانها الاستمرار في  توزيع الحصص والغنائم بينها مثل السابق وتجاهل احتياجات الشعب في ابسط حقوقه ومشروعية معيشته البسيطة  ,  فقد توحشت اكثر بالعقلية اللصوصية  ,  في  ونهب الأموال والخيرات  ولم يتركه حتى الفتات بحرمان الشعب  كلياً , لقد تعودت هذه  الاحزاب الطائفية على تدوير الأزمات والنفايات النخبة  السياسية , لتتصدر المسرح السياسي بكل المهازل التراجيدية . ان سياسة الحرمان والظلم للمواطن لم تعد ملائمة في الاستمرار في نهجها ,  امام التذمر الشعبي العارم في الغليان المتصاعد الذي يهدد بالانفجار البركاني , قد  يقلع هذه الأحزاب الطائفية في أية لحظة   .
 ان النظام الحكم الطائفي اصبح يلفظ انفاسه الاخيرة . وتلوح في الأفق بوادر انتفاضة شعبية عارمة , اقوى من انتفاضة تشرين , التي تصدعت  جدران الحكم الطائف , وأصبح  آيل الى السقوط . ان انتفاضة تشرين وبطولات الشباب , الذين واجهوا رصاص المليشيات الولائية بصدور عارية , وسقط مئات الشباب منهم , تعود اليوم الى الواجهة  بوادر الهبة البركانية العارمة ,  في الشوارع والساحات , لان الوضع والظروف لم تعد تتحمل تطاق . واذا كانت انتفاضة تشرين قلبت عاليها سافلها للنظام الطائفي , فأن البركان الشعبي قد ينفجر ويغير المعادلة  كلياً , وخاصة بعد تسريبات نوري المالكي الذي سلم ثلث العراق الى داعش , فقد هدد بكلامه العنيف بالانتقام والتهديد , بأن المرحلة هي  مرحلة قتال ودماء , وانه هدد بحرق العراق أبتداءاً بحرق النجف الاشرف  , ومعاقبة الشيعة لأنهم لم يدعموه  في تولي الولاية الثالثة ,  فقد أحرقت هذه التسريبات ,  قيادات الصف الاول من هذه الاحزاب الطائفية , وانتقل الخلاف الى داخل بيت  الإطار  التنسيقي بالتمزق والتشرذم  , وخاصة في الصراع على تولي منصب رئيس الوزراء بين نوري المالكي وهادي العامري , بعدما حصلوا على الأغلبية في البرلمان بعد تنازل التيار الصدري عن مقاعده ( 73 مقعد ) انتهت المساومة داخل الاطار التنسيقي الى الاختيار شخصية من الصف الثاني بشخص  محمد شياع السوداني , الذي  برز من خلال حزب الدعوة وتقلد خمس حقائب وزارية ( الصناعة . التجارة . المالية . وزارة العمل والشؤون الاجتماعية . وزارة حقوق الانسان  )  لم تسجل له من هذه الحقائب الوزارية الخمسة , انجازاً واحداً يسجل لصالحه , بل كان بمثابة موظف صغير ومطيع في جيب الاحزاب الطائفية , يقدم خدماته إليهم في تلبية احتياجاتهم . فكان مثل الدمية  المطيعة  والخادم  لهم . لذلك فهو مرفوض في الأوساط  الشعبية , وغير مؤهلاً قيادة  المرحلة  والظرف العصيب والحرج  الذي يمر به العراق , ومهما حاولت الاحزاب الطائفية التشبث به , لأنهم يدركون انه ورقتهم الاخيرة , فأن سقطت سقطوا , بعدما اصبحوا عراة حتى من ورقة التوت أمام الشعب , وانهم لم يجرؤوا على الذهاب الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة ,لانهم يعرفون يقيناً سيمنون بهزيمة ساحقة , ولا يستطيعون الاستمرار بدميتهم محمد شياع السوداني سيكون مصيرهم كش ملك . ان الاحتمالات مفتوحة على العراق بمصير مجهول , ربما مثل مايقول عميد الفساد والفاسدين نوري المالكي , بأنها مرحلة قتال ودماء , ولهذا يتجول داخل المنطقة الخضراء حاملاً السلاح , ربما يعتقد بأن مخلوقات من كواكب اخرى تريد غزو العراق , وإلا لمن يتجول بالسلاح ؟؟!! , هل يصيد عصافير في المنطقة الخضراء ؟؟ !! ..................................... والله يستر العراق من الجايات !! وخاصة من رنكو الذي لايتفاهم  .
وهذه صورة رنكو وهو حامل السلاح ويتجول في المنطقة الخضراء !! .
     
 

     جمعة عبدالله


43
تاريخ الإسلام السياسي على المحك في رواية ( الرحلة العجائبية ) للأديب فيصل عبدالحسن
هذا العمل الروائي المكثف , هو ثمرة جهود متواصلة دامت أربع سنوات من التنقيب والبحث والدراسة وقراءة  الكتب والمجلدات التي  قاربت 150 كتابا ً ومجلداً ,  تتحرى في بطون التاريخ الإسلامي وصراعاته . الكتب التي تعنى بالتاريخ والوثائق والمذكرات والمراسلات  المدونة عن فترة القرن الأول الهجري بين عام ( 10 - 61 هجرية / 632 - 683 ميلادية ) . الحدث الروائي يمتلك صيغة أو صنعة  الابتكار  الخلاق في المنصات الصياغة والفنية في الشكل والمضمون  , التي مزجت اجناس واشكال الفن الروائي في بوتقة واحدة وبلغة عربية سليمة  في سردها الرشيق  التي تتوالى في احداثها المتنوعة  على لسان الأصوات متعددة  ورواة يكشفون دلالة  الأحداث السردية .  تملك رؤية فكرية وفلسفية عميقة الدلالة والمعنى والمغزى البليغ , التي توغلت في عمق التاريخ , لان التاريخ يهتم بالمظهر أو الشكل الخارجي دون الجوهر والعمق المخفي والمضمور الداخلي  , لذلك توجه المتن الروائي  واحداثه الى هذا المخفي والمضمر الداخلي ,  لإظهار الحقيقة بشكلها الظاهر  والمخفي أو الوجه الخارجي والداخلي . في حقبة اسلامية شهدت تناقضات وصراعات وحروب دموية تصاحبها الفتن والخديعة  . واتخذت شماعة الإسلام غطاءاً لها .
أن هذه الرواية ( الرحلة العجائبية ) قدمت بشكل مبدع ومتمكن اشكال خلاقة في منصات السرد وأحداثه  المتلاحقة , ووظفت أجناس متنوعة من اشكال الفن الروائي بجوانبه المتعددة في التعبير والصياغة . من الرواية التاريخية الى الرواية التوثيقية , الى  السيرة الحياتية , الى الرواية تدوين المذكرات والمراسلات  والخطب . الى الرواية التراجيدية بفعل الدرامي متصاعد في  المأساة والحزن الإنساني , في هذا التاريخ المعبق بالدم  . الذي  راح ضحية  الدسيسة والمكائد والغدر والفتنة , في إهدار حياة أعظم  رجلين مقدسين  إسلاميين من ضلع الرسول الكريم محمد , هما  الامامين  علي وابنه الحسين . المتن الروائي واشكاله المتنوعة تصب في الاتجاه : الواقعية السحرية العجائبية في التناول والطرح في الصراع الإسلامي السياسي الذي فتح أبواب الميكافيلية باغراضها الماكرة والشرسة ( معاوية بن أبي سفيان ) الذي وقف نداً وخصماً عنيداً في وجه خليفة المسلمين أمير المؤمنين  علي , من اجل ان يتربع على الحكم والمال والنفوذ, يوظف كل الأساليب الشريرة والماكرة من أجل الوصول الى غايته البغيضة . أن وجه الصراع بين قطبين , هو قطب الحق وقطب الباطل , الأول يمثله الامام علي ومن بعده سيد شباب أهل  الجنة الحسين , والثاني يمثله معاوية  نسله واتباعه , في سبيل إقامة إمبراطورية أموية ,  ليست إسلامية ولا تمت الى الإسلام سوى بالاسم . وكانت معركة صفين الخط الحاسم بين  جبهة الحق وجبهة الباطل , وفي تمزيق صفوف المسلمين بذرائع بغيضة بالمكائد والغدر . واعتماداً على القوة ( الهرقلية ) في  أساليب المكر والخداع والتضليل .
المتن الروائي واحداثه الجسيمة في التعامل يمثل طريقة تتجه الى  ( الفانتاستيك الفنتازيا / أو الفانتازيا الرائعة ) التي تحولت في عصرنا  , أو واقعنا الحالي الى الفوضى الخلاقة . لقد استخدم معاوية كل الأساليب الوحشية والدموية في معركة صفين ( أتذكر قسوة ووحشية معركة صفين بعجيبها ,وصهيل خيلها , وصراخ جرحاها , وكثرة قتلاها , كانت الجثث في نهاية كل نهار يصلى عليها من الطرفين , كنا ننظر إليهم ونستمع  تكبيرهم , ويسمعون تكبيرنا , ويبكون على قتلاهم , كما نبكي على قتلانا . وسقط في تلك الحرب - الفتنة - سبعون ألف قتيل من الطرفين ) ص58 .
هذه الحرب دشنت تاريخ الصراع السياسي بعقلية المراوغ  الماكر في شراء الذمم والنفوس الضعيفة بكل الأساليب المخادعة , وبالاخص استغلال عقلية الجهلاء والاغبياء والسذج , الذين لا يفرقون بين الحق والباطل , فكانت غوغائية معاوية الثعلبية ,  جلبهم الى صفوفه في حربه مع خليفة المسلمين أمير المؤمنين علي ( أنه حارب علياً بجنود شامييين لا يفرقون بين الناقة والجمل ) ص202 . أو عمياناً لا يبصرون إلا بعيون معاوية لا غيره , ولكن اوشك جيشه ان يتجرع مر  الهزيمة  في معركة صفين . وهنا لعب المكر السياسي الخبيث والدسيسة والفتنة  والخداع في تجنب الهزيمة المنكرة , أمر جيشه برفع المصاحف فوق رؤوسهم , مما خلق بلبلة وفوضى في صفوف  جيش الإمام علي ,  بفتنة بالانشقاق والخروج من طاعة الإمام وجيشه , لانهم رفضوا التوقف عن القتال وهم على وشك كسب الحرب . هذه الفتنة الماكرة بقيادة  معاوية  شيدت في تدعيم  الأسس في إقامة الإمبراطورية  الأموية , وليس امبراطورية اسلامية ,  ولا تمت الى الإسلام سوى بالاسم . وأحدثت شرخاً كبيراً في حكم الإمام علي , الذي سعى  الى  تكريس الخلافة الدينية الرشيدة , مميزاتها الحق والعدل , ومراعاة احتياجات الناس ,  وخاصة الفقراء والمظلومين .
أن اقامة الدولة الاموية عمادها الظلم والطغيان والفساد, وتغييب عقول الناس نحو  الاسوأ في السلوك والأخلاق , ومعاناة المعيشة والحياة , دفع الإمام الثمن الباهظ  حياته , بطعنة الغدر الشنيعة  ( مضت الأيام بسرعة بعد تلك الفجيعة , وبدأ القلوب الحزينة تنسى احزانا وتنشغل بأيامها , وما يمر بها من عسر المعيشة ومشاقها , وامتلأت النفوس الإحباط , بسبب الأخبار المتناقلة بين الناس , التي تشيء بالخيانات والمكائد ) ص233 .
هذا معيار الخلاف بين قوام الدولة الدينية الرشيدة , ميزانها العدل والحق , ودولة الباطل ميزانها المكائد والدسيسة والفتن والغدر  وشق الصفوف بالنزعات والحروب, دولة الظلم والدم والطغيان والفساد ,  وهي الدولة الأموية   ( - والله يا معاوية أنك تؤسس لامبراطورية أموية وليست إسلامية !! أخذت الاسم زوراً  من الإسلام , وكل من فيها سيعيش عهداً ويمضي , أما كيف يعيش ؟ فأن هذا لا يعنيكم !! ان الفرد في رعيتكم سيعيش عبداً مملوكاً يسام سوء العذاب والاحتقار , وسنضع على كاهلكم كل الذنوب هؤلاء , وكل دم سيراق ) ص194 . والدليل على هذا النهج  المنحرف , تعاملهم الوحشي مع الحسين , الذي أراد تعديل ميزان الحياة  المقلوب ,  وإعطاء صيغة الحق والعدل في إصلاح أحوال  أمة جده رسول الله  . وإعطاء الكرامة في العيش والحياة ,  لكن جيش معاوية أراد أن يدفن  الحق  , حتى يرفع شأن  الباطل والفساد في دولته  ,وكما فعل في اسلوبهم الوحشي والهمجي بحرق الخيام وسبي النساء وقتل المجروحين بعد معركة الطف في كربلاء  ( وتعالى من جهة الخيام المحترقة , عويل النساء وصراخ الجنود وهم ينهبون  ما تقع عليه أيديهم , وفي مكان غير بعيد عن موقع المخيم المحترق , كانت الخيول تطأ صدور صرعى معركة الطف !! وتجهز بالرماح على من كان لازال نفس في صدره يتردد , فيقطع بعد ذلك الانين والشخير !! ) ص 328 . وكان الاعتقاد السائد بين الناس وخاصة أهل الكوفة , بأن لا أحد يتجرأ ويتطاول على ابن بنت رسول الله .  ( - يا مسعود هؤلاء لا يعترفون بدين , ولو كان الرسول حاضراً لحاربوه , وهم يعرفونه يقيناً رسول الله وخاتم الأنبياء , هؤلاء دينهم الدينار والدرهم , وجعلوا السلطة سبيلهم لهذا ) ص223 . هذا الحزن يتكرر على امة الاسلام بقتل أعظم رجلين مقدسين . كما غدروا بالإمام  علي , ذبحوا الحسين أيضاً , هذا الشرخ الكبير في الصراع السياسي العنيف بالإجرام العنيف  , مما خلق الحزن والإحباط عند النفوس ( كل حزنٍ ماضٍ الى نهايته , إلا حزن فقدك يا مولاي فهو باقٍ الى أبد الدهر ) ص224 . فقد تغيرت الاخلاق وتبدلت المصائر , في خذلان الحسين , انها جريمة كبرى بحق الإسلام والمسلمين ( أذا خذلنا الحسين  سنبقى كالذي باع ثوبه وبقي عارياً الى آخر الزمان !! ) ص304 .
 ×× تضمينات داخل   المتن الروائي ,  بالغة الاهمية في الشأن الانساني والتاريخي  , النبوءات  التي وردت في الكتب المقدسة :  التوراة والإنجيل ,  والكتب المقدسة الاخرى , نركز على بعضها :
- نبوءة بظهور النبي الرسول الكريم محمد
 - مقتل الذبيح المقدس : لقد توقف المتن الروائي بأهتمام وتحليل في مسألة النبوءات التي وردت في الكتب الدينية المقدسة . التوراة والانجيل وغيرهما من الكتب المقدسة , واثارت الجدل والتساؤلات الجوهرية  عن الذبيح المقدس من يكون وفي أي مكان بالضبط يقع الذبح ؟ , وهذه الاشارات والتساؤلات  المهمة في نبوءة الذبيح المقدس , وهي تعني مقتل الحسين في صحراء نهر الفرات  - كربلاء - هذه النبوءة الصريحة كما وردت في هذه الكتب المقدسة ( - النبوءة أيها الكريم تتحدث عن شخص مقدس جاء من صلب نبي , وهو سيد عظيم , مقدس , عالم بأمور الدنيا والآخرة , طيب وكريم ,   لا يقول:  لا , لطلب حاجة , ولا يذكرها إلا تشهده للصلاة ) ص24 .
( - نبوءة تتعلق بابن  نبي مقدس , سيكون سيداً في السماء , ومن هذه النقطة , بحثت, وتعمقت في البحث , لعلي أحظى  بإطلالة  كافية وافية تنير لي الطريق مع أن النص واضح , لأنه يشير الى معركة مصيرية تقع بجانب شط الفرات في أرض يقال لها - كركميش - يخوضها شخص يرتبط بالله تعالى , من أجل إرجاع  خلافة مغتصبة  )ص24 .
 ×× إشارات أخرى في المتن الروائي :
- نقتطف منها هذه الشذرات المهمة :
- السلوك والمعدن الأخلاقي , الذي تعلم وتهذب في تربيته أتباع خليفة المسلمين أمير المؤمنين علي , الذين يؤمنون بقيم ومبادئ الامام , قلباً ولساناً وليس بالتزييف والنفاق والمتاجرة . فقد كان علياً يتفقد الفقراء والمظلومين ويطعم الجياع في يده الشريفة الطاهرة وبنفسه , وتعلم اتباعه  على هذه الخصال العظيمة , في مساعدة الفقراء والمظلومين واطعام الجياع , ورد الحق الى المظلومين والمحرومين , هذه الأخلاق  الاسلامية الحميدة , كما فعل بطل الرواية ( الهفهاف بن مهند الراسبي ) في شراء الاخوات الفارسيات الثلاثة ( سهزاد وشيرزاد وشهرزاد ) بعدما وقعن في السبي وكن معروضات للبيع , اشتراهن واعتقهن لوجه الله تعالى , حررهن من العبودية والسبي  , وعشن بعد ذلك حياة كريمة بعد زواجهن بالاخلاص والوفاء .
وكذلك تضمن السرد الروائي أقوال مأثورة في الحكمة والبصيرة ,  تصدرت مقدمة لكل فصل من الفصول الرواية 50 فصلاً , نقتطف هذه الشذرات :
( - ما أكبر الحب, واصغر الكراهية بميزان الأخلاق ) ص4 .
( كل متظاهر بالقوة مخفِ لضعفه لا يعول عليه ) ص110 .
( منْ مات ولم يكن له أعمال خير فهو لم يعش دنياه ولا يسر بآخرته ) ص118 .
( ليس الغريب غريب الوطن , الغريب غريب في كفنه ولحده , لم يترك عملاً في دنياه يؤنسه آجره بقبره ) ص179 .
    ××  حكاية الحدث السردي  الروائي :
يتحدث عن قيام ( الهفهاف بن مهند الراسبي ) بمجازفة في امتطى رحلة طويلة من مدينة البصرة الى الشام / دمشق , في سبيل اطلاق سراح أبيه الاسير عند الامويين ,  بعد  أسره في معركة صفين , وكان والده شيخ قبيلة تميز بالاخلاق الحميدة  والسمعة الحسنة والشجاعة ,  وهب لنصرة الامام علي ليحارب مع جيشه في معركة صفين , لكنه وقع في الأسر . وابنه ( الهفهاف ) يريد ان يعرف مصيره حياً أم ميتاً , واطلاق سراحه مقابل الفدية المالية , وخاض غمار الرحلة الطويلة في قافلة من القوافل التي تعبر الصحراء , وتعج  بقطاع الطرق . في سلب ونهب وسبي النساء وفرض المال من أجل السماح  في مواصلة الطريق الصحراوي . اضافة ان المسافرين في هذه القوافل قد يتعرضون الى لدغات الأفاعي السامة , اضافة الى انتشار جندرمة معاوية في مفارز على الطريق تفتش عن هويات المسافرين , قد يكون بعضهم يشكل خطراً على الدولة الأموية , او مطلوباً , أو من اتباع الامام علي محظور  عليهم الدخول   الى الشام , واجتاز كل  هذه العراقيل الخطيرة في رحلة عجائبية حتى  وصل  الى قصر معاوية , واقنعه في إطلاق الاسرى مقابل الفدية المالية . وتم إطلاق سراحهم كانوا في  حالة يرثى لها من الوهن والضعف والمرض ( وكانوا بحالات يرثى لها حقاً !! اصفرت وجوههم, وكان اكثر من نصفهم , قد فقدوا عضواً من أعضاء أجسادهم سبب معارك صفين , فزاد الأسر من أوضاعهم  الصحية سوءاً على سوء . وكان بينهم العميان والعرجان ,  ومن فقد كلتا يديه , ومنهم من أصيب في ظهره , فهو لا يقوى على الوقوف والحركة ) ص198 .
ورجع الى مدينة البصرة مع أبيه , ليقضي بقية العمر بين أهله .
× الكتاب  :  رواية الرحلة العجائبية
× المؤلف : الاستاذ فيصل عبدالحسن
× الطبعة الأولى  : عام 2022
× عدد الصفحات : 346 صفحة
××  الاهداء : الى روح أبي . معلمي الأول . الذي لا أنسى أبداً نظرات الفرح في عينيه , وهو يراني أتقدم لأول  مرة بقدمين حافيتين متعثرين لامسك بالقمر .
      جمعة عبدالله

 
 

44
 


الحزن والغياب في رواية ( الليل في نقائه ) للأديب  زيد الشهيد

هذه الرواية هي الجزء الرابع من رباعية الليل ( الليل في نعمائه . الليل في عليائه . الليل في بهائه . الليل في نقائه ) وهي حصيلة  خميرة متمكنة في ابتكار  الفن الروائي الحديث في الاتجاه الواقعية الانتقادية أو الواقعية الاجتماعية  . الذي يتجه الى الناس ويغور في طريقة حياتهم وسلوكهم وتصرفاتهم , ضمن الإطار الاجتماعي والسياسي السائد , والذي يفرض نفسه في شكل العادات والتقاليد وكيفية الافصاح عن المكنون الداخلي أو الذاتي بما فيها الرغبات والعلاقات بين الناس  , ومن أهمها علاقة الحب وتداعياته  . الأستاذ الروائي ( زيد الشهيد ) متمكن في بناء الشخصية الروائية وهندسة الحدث السردي بشكل منسق ومرتب  , ويدخلهما بالتفاعل الدرامي المتصاعد والمتحرك , أي لكل شخصية في الحدث السردي لها دور واهمية في التفاعل وموقع  متحرك  في الفضاء الروائي , وفي وتطوراته المتلاحقة  , اي لا يحبذ  كومبارس الشخصية  أو ديكور الشخصية الجامدة . يهتم بالأسلوب  اللغوي في السرد الواضح والمشوق والمرهف يشد انتباه القارئ بشكل مرهف ومتلهف في متابعة تطورات الحدث السردي . وبراعته في الغوص في أعماق الشخصية دواخلها واحاسيسها , لذا فأن شخوص الرواية واضحة المعالم وليس شخصيات مبهمة غير فعالة  . ويركز على الطابع الاجتماعي في تقاليد الناس وهمومهم وانشغالهم أو انخراطهم في الحياة العامة بكل مفرداتها . ويركز بشكل خاص على ظلم المجتمع للمرأة , التي تلعب التأثيرات البدوية والعشائرية في عقول الناس بشكل مؤثر وفعال  , وخاصة التزمت الديني تجاه المرأة . ومن يريد ان يبحث عن الدور الاجتماعي في ظروف العراق المتلاحقة وأزمنته المختلفة  , عليه أن يطلع على روايات الاستاذ  ( زيد الشهيد ) المكان ثابت هو مدينة  ( السماوة ) وبالتحديد زقاق العمة والبيت الذي اجرته نسوة رباعية الليل بأقسامها الأربعة تدور فيه احداث رباعية الليل المتوالية  , أما الزمن فهو  متغيرفي كل  مرحلة تاريخية لها خصائص محددة  , لكن الثابت هو  الظلم الاجتماعي والحب المقموع  .  فجعل من رباعية الليل صورة مصغرة للواقع الاجتماعي العراقي وأزمنته  المتعاقبة  في المكان الثابت  .  وان  الحب المقموع يغوص الى أعماق والخيبة والانكسار  في أجزاء الرباعية , رغم عفته وطهارته وبراءته بالغزل العذري  , لكن الظروف القاسية اقوى من الحب ,  ويدخلنا الروائي في الرومانسية الحزينة بكل همومها وشجونها  , التي تنتهي الى مطاف  الفراق والغياب ,  وبالتالي يكون الحب قد  تجرع كؤوس الحنظل عسفاً وظلماً . والحدث الروائي في هذه الرواية يركز على علاقة الحب في  فارق الزمني الكبير في العمر بين المحبين . وهذا الفارق الزمني في العمر حجرة  عثرة في طريق تطور الى حالة ارقى .  الحب بين الشخصية الرئيسية في الرواية ,  الاستاذ وطالبته ( جميلة عبدالجليل ) رغم انه يطوقها باكاليل الحب الانساني في عاطفته و دوافعه الغريزية الطاهرة وليس المدنسة  , واعتبرت ( جميلة ) أن ارتباطها بأستاذها ,  كأنه هبة من السماء في نورانية من  الحب الأبوي , بما يملك من رزانة وسلوك رصين ,  وبما يملك من رصيد ثقافي وادبي واسع الثراء  , وهو الذي اختار البيت لتسكن فيه  ودفع مقدمة ستة شهور قادمة  , وتعلقت بكلامه  والحوارات التي يسوقها بأسلوب مدهش ولذيذ  ,   وهو يملك ثقافة ومعرفة واسعة في الشأن الأدب الروائي العالمي وتاريخه ,  وأبرز روايات العصر التي ظلت خالدة في التاريخ  , كانت تتابع حواراته  بقلب مشدود بكل شوق  وعاطفة مدهشة في  حلاوة تروي الظمأن , فلم تشعر بالوحدة والغربة والوحشة وهي ساكنة في البيت لوحدها . فكانوا يقضون أماسي الليل في الحديث الطويل في الشأن الروائي والادبي , وبعدها تعود الى البيت وحدها ,  وهو يمشي في حال سبيله ( كانت جميلة أذ  تعود الى البيت  محفوفة بأيات الهناء , مرتوية بعذيب القول ) ص32 . وكانت تحرص على حضور محاضراته وندواته . وكان نصيراً ومدافعاً عن المرأة , وكان يردد في كل محاضراته  ( إن الأمم  التي  تتنكر لأهمية المرأة في بناء اجتماعي حضاري رصين , لهي أمة فانية ) ص23 .كانت ( جميلة ) تشعر في قرارة نفسها بالاستقرار والطمأنينة والأمن والسلام  , وهذه ضرورات ملحة  للمرأة وبحاجة إليها , فكان الحب الابوي يخيم على القلبين , ويصاحبها في أماسي الليل ,  ودائم الزيارة لها لتفقدها  . ولكي تتذوق طعم الأدب الروائي العالمي الانساني , وتعرف من عسل الثقافة والمعرفة بشكلها  الجميل . وتحس في أعماق روحها ان ترتوي اكثر واكثر ( زد ...... فالليل طويل وما تقوله لا يشبع روحي الجائعة ) ص48 . هي السعادة الروحية التي تشعر بها  وهي تتسامر معه في الليل. وكان صريحاً معها ( عرفتكِ , يا جميلة وأنا اتابع اهتمامات الحضور أنكِ تمتلكين موهبة أدبية سنفتخر  بها ثقافياً .... نعم اللغة ظلنا الجميل وحبنا العذري ..... هي زورقنا الأبدي  في شموخنا الأزلي ...... لمن تقرأين ؟ ) ص75 . فترد عليه في بهجة وأنشراح ( نعم أقرؤك أنت , يا أستاذ , كل مؤلفاتك عندي , جميع منشوراتك في الصحافة أجمعها .... من رياض ابداعك غذيت ذائقتي , وهي نمير بثراء علميتك أغترفت ماء ثقافتي ) ص76 . لكنه  انقطع عنها ولم يعد يزورها , فكان  غيابه وضعها في موقف صعب , كأنه وضعها  على جمرة النار بين  بالصبر والانتظار والقلق  ,  وغيابه لا يتحمله  قلبها  المفتون بأستاذها ,  كل يوم غياب عنها يجعلها أن  تتجرع كأس الحنظل في عذاب الروح يزيد هواجس الفوضى في قلبها ,  والقلق ينهش راحتها . في هذا  الغياب المرهق , تحولت أمسيات الليل الجميلة الى حزن وشجن . شعرت بمرارة الغياب الثقيل على قلبها , فكانت تذرف دموع ساخنة طوال الليل والنهار ,  تشكو الفراغ والمحنة . رغم ان صاحبة البيت تحاول ان  تواسيها وتخفف من وطئة المعاناة نار الحزن التي يغلي في قلبها , فتقول لها ( أنه أبوك يا أبنتي , لابد أن ما يتمناه لكِ هو ما لا يريده أن يؤذيكِ , أن الاباء ليشعروا أن أبناءهم أرواحهم وقلوبهم ) ص100 . فلم تعد تستطيع ان  تقاوم اشباح القلق , فهجرت البيت وعادت الى اهلها وهو تحمل الخيبة والانكسار, وعلقم الحزن يغوص في أعماقها . لكن بعد فترة عاد ( الاستاذ ) وتفقد ابنته فلم يجدها في البيت , شعر بتأنيب الضمير لغيابه لها , , وهي التي  اصبحت قطعة من روحه , كأنه فقد نصفه الثاني  , وزوابع المعاناة  تتضخم في داخله , كان كل يوم يأتي الى البيت ويطرق الباب ولكن دون جواب , حتى انتبه الى حالته المأساوية اهل الزقاق وحتى اطفالهم , يدركون عمق الالم والغياب الذي ينهش في داخله  ( يا عم .... لماذا تطرق وتطرق , لا أحد هنا .... تكرارك الطرق لا طائل منه ؟ .......... فيطأطئ  رأسه جزعاً , ويروح في محاولة إخفاء دمعتين تترجرجان  في مقلتيه ) ص13 . , وشعر ليس عدلاً أقترف  هذا  الغياب بحق الحب الأبوي , فوهنت حالته وضعفت   واصبح يتعثر في مشيته كالثمل ( ما بك , ياعم تتعثر في الطريق وكنت قبل اسابيع كالجبل , شامخاً ؟ !!!!! ) ص13 , ويشعر بطعم الخيبة والخسارة المرة .
  ×× الخاتمة العودة :  بين الافتراض أو الانسياق في تطور الحدث الروائي المتلاحق .
الخاتمة تحمل تأويلات وتفسيرات متعددة ومختلفة , ربما يجدها البعض افتراضية في العودة , بأنها
 هي محاولة الاستاذ ( زيد الشهيد ) بأن لكل أزمة انفراجة , ولكل خيبة وانكسار الروح , لابد في النهاية أن تجد   بؤرة ضوء  من الامل , لان الحياة لا تقف على عمود واحد : الحزن والخيبة والاحباط والغياب والفراق . وربما هي محاولة  اشفاق للقارئ الذي تذوق طعم الخيبة من غياب بطل الرواية ( الاستاذ ) عن طالبته ( جميلة ) التي تعتبره الاب الروحي , لذلك افترض عودة ( الاستاذ ) الى طالبته بعدما هزه الشوق والحنين من غيابه الطويل , ولكي ينتشل من قاع  الحب المقموع الى ضوئية  الحياة من جديد , لتعود الايام الى حلاوتها وطراوتها ( أبنتي ... أبنتي !  ...... يا نور الصبح الوضاء , وفيض بهاء الله الماطر ورحمة , يا ذهبي المصفى ,ويا قصيدة المحبين , واخبرها وسط دموع تفجرت في عينيه أنه نادم , ويعتريه شعور بتأنيب الضمير ) ص110 . وترد عليه بكل لهفة وسعادة , كأن مجيئه كالمطر الذي يروي صحراء القلب ( أبي .... أبي .... أبي . يانور شربت منه وشربت  , وما ارتويت , أبي .. أبي ) ص110 . ليطوي ايام العجاف , وتعود الحياة الصفاء والحب الابوي , كأن الشباب يعود من جديد أو يحيى من جديد ..........  أو ربما يجدها البعض انها حالة منطقية وانسيابية , تتلائم مع سياق الحدث تفاعلاته , من البداية الى تفاقم الحدث الى الذروة , والى حالة الانفراج  , أي أنه انتقل من حالة التجافي والغياب الى حالة اللقاء والانسجام في مديات الحب الابوي , أي تعود جميلة الى البيت  ويعود ( الاستاذ ) الى أمسياته الليلية الجميلة , أي تعود المياه الى مجاريها في الحب الابوي واللقاء مجدداً , وهي ايضاً تدخل في حالة انسانية في تطور  الوعي في الحب , رغم أن الفارق الزمني بالعمر كبير بينهما . ليحيى الحب المقموع الى حالة من النبض الحياتي المنعش .
      جمعة عبدالله


45
التطاحن والعراك  السياسي على المال  والمناصب ومن يستلم مغارة علي بابا
مصيبة العراق يتنقل  من النظام الدكتاتوري العسكري ,  الى النظام الدكتاتوري الديني والطائفي . وهذا هدف وغايات المحتل , ليس انقاذ العراق من الحكم الدكتاتوري , وتحرير الشعب من قبضته الحديدية , بل غايته تحويل العراق الى دولة فاشلة تعج فيها الفوضى والانفلات , يسوده الاحتقان السياسي والاحتراب  الطائفي والانسداد السياسي, على اهمال وحرمان الشعب من خيرات العراق الوفيرة . وفتح المجال للنخبة السياسية الحاكمة ان تعبث بالعراق بالفساد المالي والسياسي  , أن تحول العمل السياسي الى وكالة تجارية رابحة تدر الذهب والدولار , والشعب حصته الكاملة من الأزمات  والمشاكل , والحياة الخانقة بالمعاناة في الظروف القاسية التي لا تطاق حتى للحيوانات الصحراوية  , تنعدم فيها أبسط  وسائل الحياة البسيطة , تنعدم فيها ابسط  الخدمات العامة ,  وزيادة أعداد الفقراء في انعدام ايجاد  فرص العمل ,  وتزايد نسبة البطالة الى أعداد كبيرة  . والأحزاب الطائفية الحاكمة شطبت الشعب من قاموسها . وكل غاياتها الاستيلاء والاستحواذ على المال والنفوذ بكل أشكال  الاحتيال السياسي , تجري كل هذه المهازل بأسم الدين والمذهب والطائفة . والأمور تسير من السيء الى الاسوأ .
 فإذا كان النظام الدكتاتوري لا يعترف بالديمقراطية ,  يعتبرها خيانة وطنية مخالفة  للقانون والنظام , أما الأحزاب الطائفية الحاكمة اليوم ,  تعتبر الديموقراطية كفر والحاد والخروج على الشريعة الإسلامية , وتعتبرها بدعة غربية تلوث عقول الشباب المسلم   . وتعودوا على إجراء انتخابات صورية , يخرجون منها كلهم رابحين ومنتصرين وتوزع عليهم الغنائم والمناصب ومراكز النفوذ , لكن هذه المرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة , أختلف الامر  , أفرزت نتائجها , هناك رابح وهناك خاسر  , والخاسر لا يعترف بخسارته في الانتخابات البرلمانية , وعرقل  الأمور بانغلاق السياسي ومهدداً  بالعواقب  الوخيمة على العراق , ومن اجل درء المخاطر الجسيمة التي تحرق الأخضر  واليابس , عقدت صفقة بين الرابح والخاسر , هذا يربح السلطة , والرابح يتنازل عن مقاعده البرلمانية مقابل صفقة مالية ( كل عضو برلماني يتنازل عن البرلمان مقابل تعويض  مالي  500 مليون دينار , وهي تساوي راتب برلماني واحد  لمدة ثماني سنوات ) يعني انتهى المطاف بالخير والسلامة والنعمة  على الجميع ,  الكل رابح , والكل منتصر , الخاسر ربح السلطة , والرابح  في الانتخابات  ربح المال . أما الشعب ربح الاهمال والحرمان . ربح العواصف الترابية , ربح الأزمة المعيشة الخانقة . ربح انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم في الصيف الساخن والحارق , رغم أنه صرفت على مشكلة الكهرباء 40 مليار دولار . ذهبت الى جيوب الفاسدين وظلت  الكهرباء على حالتها المأساوية  البائسة . ربح الشعب جفاف الانهار والتلوث والسموم والامراض , والقادم أسوأ وافدح خطورة ..........................
 والله يستر العراق من الجايات !!
         جمعة عبدالله



46
معاناة الانسان المضطهد  في الديوان الشعري ( ثلاث روايات ) للشاعر عبد الستار  نور علي
  تشير بوضوح قصائد الديوان الشعري في بدايات السبعينات القرن الماضي , الى ولادة ونبوغ شاعر ملهم في الصياغة والمضمون الشعري , المرتبط بشكل وثيق  بالوطن والإنسان  والنضال  , في اعمق الدلالات الغزيرة والبليغة , تشير بأنه أخذ العهد على نفسه وهو في بدايات عمره العشرين , أن  يترجم معاناة الانسان الكادح والمضطهد في وطن بدل بوصلته ببوصلة البطش والظلم والإرهاب ,  يوظف تعمقه بالجانب اللغوي ومدى معينه الثقافي في التراث والتاريخ والاسطورة , ان يوقد شعلة الوعي والنضج عند القارئ والمتلقي , أن يجعله في دوامة التفكير والتأمل والتمعن في الأشياء  الحياتية ومفرداتها في عقل القارئ ,  في قصائد مرتبطة بالأحداث   في قوة الملاحظة , براعة القصيدة انها تحلق بجناحين : الحدث والسيرة الحياتية والذاتية , يوظف ينابيعه الفكرية  والسياسية في نص شعري مفتوح , يحلق في فضاء واسع , ركيزته التمرد على الواقع الثقيل . وكذلك التمرد على الصياغة الشعرية التقليدية بالتجريب الشعري الحديث , فشعره  يحمل رسالة موجهة الى القارئ في دلالات معنى الالتزام الاخلاقي في القصيدة , مهما كانت الظروف والعواقب القاسية في معاناتها , فهو شاعر التزم أن يكون صوت الشعب المظلوم والمكافح , لا صوت سلاطين النفوذة والمال والقوة الغاشمة في الجبروت  , في القصيدة أن تملك  قيمة ووجود وضمير, ان  تتنفس برئة الشارع وتراب الوطن ,  يسكبها  في جمالية شعرية في الشكل والمضمون في فيض شعري معمق بالعطاء المتعدد الجوانب , والديوان الشعري ( ثلاث روايات ) هي روايات حياتية في مسيرة الشاعر ومسيرة الأحداث المتلاحقة التي مرت بالوطن  , روايات تلك بمثابة  ملحمة  المعاناة والمجابهة عند الانسان الكادح والمضطهد, مرتبطة بشكل عميق بالحدث المتفجر,   والسيرة الحياتية ,  والتاريخ , واقصد تاريخ القصائد لأنها تملك أهمية بالغة في المعنى , ليس أنها تشير الى نبوغ شاعر ملهم في بدايات نبوغه الشعري .  في تواريخها عام 1971 و 1972 وما بعدها  , ليس  في جماليتها الشعرية ,ولكنها تشير بشكل حيوي الى ذكائه السياسي  والفكري في اتجاه بوصلة الاحداث في تلك الفترة البغيضة وخاصة ( الرواية الاولى والثانية أو القصيدة الاولى والثانية عام 1971 وعام 1972 كيف عبرت من مقص الرقيب والرقابة آنذاك ) أما الرواية الثالثة أو القصيدة الثالثة فهي تمثل المحصلة النهاية من الرحلة الملحمة  القاسية في المعاناة , كتبت عام 2011   , وبقية القصائد تدور في فلك قصائد الروايات الثلاث , في مسيرة الانسان الكادح والمناضل , في مسيرة الانسان الملتزم ونقاء الضمير الحي .
 ولكن لابد الاشارة الى قصيدة ( المسرح ) وهي تمثل مسرح الحياة في الاتجاه التراجيدي أو الملهاة في ملحمة البشر ,كل نوازعها تترقب في نهاية المعاناة الى ضوء حتى  لو كان  في آخر النفق .  حتى لو كان باهتاً أو خافتاً .
   
أكتبُ كي أحيا،
أشمُّ صفحةَ الهواءِ والغبارِ والمطرْ،
أناولُ البشرْ
يدي التي من جسدِ الشجرْ،
أفتحُ ما في الروحِ من بوابةِ البصرْ،
------------------------
   
حملْتُ فوق الكتفِ الأحلامَ والآلامَ
والطريقَ والسهرْ،
حملْتُ ما في سيرةِ الكونِ
وفي ملحمةِ البشرْ،
 
الفرحُ  الموعودُ ضوءٌ باهتٌ .
1 - الرواية الاولى : رواية التحدي والوجود , رواية اختبار الحب على مجهر الواقع , في مدلولات الوطن , بأن حناجر العشق التي ترن في مزاميره , لا يمكن أن تستسلم لليأس وترد خائبة  من بيدر الحصاد  .
     
أتلك روايتي ؟
قالوا : نعم !
ولكنْ تلكمُ الراياتُ سودٌ ، والرماحُ لظىً ،
وخيلُ الشوقِ قد هُدّتْ أعنتُها ،
 
فهامَ الفارسُ الغافي على صوتِ الشجا يروي ملاحمَهُ
ويحكي قصةَ الانسانِ في حبِّ المرايا
يرتمي في نبضها يغفو على هزِّ الأراجيحِ
فتاهَ وما خيولُ الشوقِ عادتْ منْ حصارِ البيدِ ماعادتْ ،
------------------
ورغم ان التراب يمتص دماً قانياً , يروي عطش الديدان , من عرائس دم العشاق , لكنهم يلوحون بالراية الحب الخضراء, يلوحون بالصمت بحثا عن الانسان والحب ,   ولا يقعون في الخديعة في ارض المواعيد .
             
الترابُ يمتصُّ الدمَ قانياً
يروي عطشَ الديدانِ في زوايا ممالك النملِ والعقارب،
 
وتلكَ روايةٌ عمياءُ عن حبٍّ يلوحُ على حبالِ مشانق الرغبةْ،
يموتُ الرسمُ فوق جدار حلمٍ راقصٍ في ساحةِ النشوةْ،
يذوبُ الصوتُ في وهجِ التراتيلِ
تلوحُ الرايةُ الخضراءُ في صمتِ المواويلِ   /   تاريخ القصيدة عام 1971
2 - الرواية الثانية :
عندما يسقط الحب والهوى في قعر الرغبات , والواقع يمشي  عكس تيار الحب , يطارد الحب والهوى . فيصبح الحب مطارداً وشريداً , لذلك تصبح حكاياته حكايات الحنين الغارقة في المعاناة , تغرد داخل الضلوع .
         
سقطَ الهوى
في قعر رغبتنا البليدهْ،
وتراجعتْ
لغةُ الموداتِ العنيدهْ،
بقي الحنينُ على العيونِ تدفقاً
يروي حكاياتٍ شريدهْ.
 
يا مهجةَ الصبِّ المولّعِ
بالرواياتِ الطريدهْ،    / تاريخ القصيدة 1972
  -------------------------
3 - الرواية الثالثة :
يتطلع الى رحلة العمر الطويلة من شرفة الغربة بعد عناء طويلة سنواتها العجاف في الوطن البعيد  , ويتذكر كل أحداثها  بدراميتها الفاعلة  , التي انهكت الروح والجسد في تعب السنين وغيومها السوداء لا تنتهي فصولها , كل جوانح أحاسيسه  الداخلية تتطلع الى القادم الموعود بكل شوق واشتياق من خلف الضباب , واصبح يعاشر الغربة  والثلج والغابة والحرف الصموت . وكل نبض فيه يحن الى الحب في مسيرته الطويلة . ولن يحيد عن طريق الحب مهما كانت العواقب , فلابد ان يأتي اليوم الموعود , وقد سقطت كل الازمنة الطاغية ونهبت كنوز قارون , وسقط الجبروت  , وظل الحب حياً , ولم يعد الحب إلا  شفيعه في البقاء والديمومة  .
       
آهِ يا سيرةَ هذا الحبِّ
القلبُ انشطارٌ بينَ سُـودِ الخَـطِّ
بينَ البيضِ تُخفي الوجهَ خلفَ الشاشةِ العمياءِ
والأقدامُ  في مزرعةِ الشوكِ ثباتٌ ومناجاةٌ :
تُرى هلْ مِـنْ سميعْ !
 
وشفيعي في مُرادي
أنَّ كفيَّ بياضٌ
ولساني منْ صداحِ العندليبْ
 
سمعوا الصوتَ
فناموا فوق مهدي
وأحالوهُ صداعاً
منْ مقاماتِ اللهيبْ  / تاريخ القصيدة عام الخميس 8 ديسمبر 2011.
× الغناء لحن الحياة والوجود , لحن المقاومة والتحدي في معصم هذا العالم الثقيل المثخن بالجراح . قيثارة القلب تعزف بما يحمل من مشاعر للغناء , يكون زقزقة العصافير على الأغصان , دندنة الأطفال في المهد . موجات تتناغم مع مياه النهر , الغناء يحمل اناشيد ومزامير  للبيت الكبير , فهو الشاعر والحالم والمغني .
         
سأغنّي
زقزقاتٍ للعصافيرِ على الأغصانِ
للزورقِ في النهرِ
وللأطفالِ في مهدٍ جميلْ
 
سأغنّي
ضُمَّ صوتي
بينَ أصواتِ أناشيدِ المزاميرِ
فللحريةِ الحمراءِ ما غنّيْتُ
مِـنْ حبٍّ أصيلْ
 
أضلعي لحنُ جراحٍ
منْ نِصالِ الخنجرِ المسمومِ
في السجنِ الثقيلْ
 
أنملي شدوُ غناءٍ
صادحٍ توقاً
إلى نافذةٍ تهزجُ
بالوردِ وبالنورِ
على البيتِ الجليلْ
    جمعة عبدالله




47
الشارع العراقي ينتظر ساعة الصفر عقب إعلان   تشكيلة حكومة المالكي

العملية السياسية  في نزاعها الأخير , في إعلان فشلها التام بعد عقدين من الزمن , فقد وصلت الى طريق مسدود بالانسداد والانغلاق السياسي التام , لم تجلب من حياتها الطويلة , سوى الفوضى والعنف والفساد , والتناحر الشديد على المناصب , باعوا الوطن بسعر زهيد للأجنبي , واصبحوا ذيوله الطويلة , يقدمون العراق على  طبق من ذهب بكل خسة ودناءة . لم تجلب العملية السياسية الفاشلة سوى الطائفية والحرب الاهلية والدماء ونهب المليارات الدولارية وازمات وانعدام الخدمات ,  وكان العراق يسير في ظلها من السيء الى الاسوأ , فكانت الانتخابات البرلمانية المتعاقبة عبارة عن تدوير النفايات  السياسية  , وتفاقمت الازمات والتشنج السياسي اكثر من أي وقت مضى  , واهملوا  الشعب كلياً  من حساباتهم , والانتخابات الاخيرة كانت مسمار في تابوت العملية السياسية الهشة والكسيحة  , بأن الخاسر لا يعترف بخسارته في الانتخابات البرلمانية الاخيرة , وهذه المصيبة الكبرى بأن الأحزاب الاسلامية الطائفية لا تعترف بالديمقراطية جملة وتفصيلا , لا تحترم صوت الشعب واختياراته الحرة , لهذه السبب منذ اكثر من ثماني اشهر ولا انفراج في الافق  , بل يعملون جاهدين  على شل العملية السياسية بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة,  بدعوات مزيفة ومحرفة بالاحتيال بأنهم الكتلة الاكبر ,  رغم خسارتهم المدوية , وباتوا يفرضون شروطهم بأن تكون لهم  حصة من تقاسم الكعكة الوزارية ,وإلا التهديد والوعيد والاحتكام الى لغة السلاح ,  وبأخذ العراق الى الفوضى واراقة الدماء , طالما يمتلكون مليشيات مسلحة وتقف ورائهم  ايران , وسدوا كل المجالات السياسية في الاحتكام الى اختيارات الشعب في الانتخابات الاخيرة , وليس لهم استعداد ورغبة  في حل البرلمان والذهاب الى انتخابات برلمانية جديدة , لأنهم  يدركون بأنها  ستكون هزيمتهم ساحقة ومدوية اكثر من خسارتهم الحالية , وامام انعدام التفاهم السياسي وعدم احترام  الدستور والقانون  , وانعدام فرصة التفاهم , اضطر التيار الصدري الانسحاب من العملية السياسية ,  لانها كانت عبارة عن  فساد وعنف واراقة دماء وازمات ومشاكل لاتنتهي  , وتقدمت الكتلة النيابية الصدرية  استقالاتها  من البرلمان الحالي ( 74 مقعد برلماني ) ولكن بكل صلافة وعدم احترام التعامل السياسي المسؤول من جانب الاطار التنسيقي , وجدوا ان تقديم الكتلة الصدرية البرلمانية استقالتها ,   بأنها فرصة ذهبية لهم بأن المقاعد التيارالصدري ( 74 مقعد )  ستوزع عليهم , وبذلك يكون بأمكانهم تشكيل الحكومة واختيار ( نوري المالكي ) الى رئاسة الوزراء ,  واختيار مرشح لمنصب رئيس الجمهورية . ولكن التيار الصدري يلتجئ الى الشارع وتحريك التظاهرات العارمة  في المدن , ولا يمكن ان  يستخدام العنف الدموي كما حصل مع انتفاضة تشرين المجيدة التي قمعت بالعنف الدموي المفرط  , بالقتل والاغتيال والخطف , هذه المرة بأن المتظاهرين لهم سند وظهر  قوي , واي عنف دموي ضدهم  سيقابل بالمثل  , عند ذاك سيكون مصير العراق على كف عفريت مجنون ,  والى المجهول , الى العنف واراقة الدماء . عندها ستسقط حكومة نوري المالكي لا محالة  , ولكن العراق سيذهب الى الجحيم . ان الشارع السياسي والشعبي ينتظر ساعة الصفر حال إعلان تشكيلة  حكومة نوري المالكي , وسيدخل العراق في دوامة العنف واراقة الدماء ..................... ......... والله يستر العراق من الجايات !!
      جمعة عبدالله


48


 قصيدة : “الحب البنفسجي” للشاعر اليوناني أوديسيوس أيليتس.

ترجمة: جمعة عبدالله


دم الحب أرجوانياً

يمتلئ بالفرح والوقاحة المتفجرة

 وأنا متأكسد في الجنوب من الناس

قطيفة أمي وسارية الوطن

تلوحان من بعيد

في عرض البحر

أسقطوني بالقنابل , ورموني في البحر

خطيئتي أنا عندي حب

 قطيفة أمي

وسارية الوطن

في تموز عيون أمي الكبيرة نصف مغمضة

تخترقان أحشائي

لتضيء لحظات الحياة العذراء

قطيفة أمي

وسارية الوطن

منذ ذلك الحين

وتعود رعونة القرون الوحشية

على الصراخ

الدماء

الحجر

وأنا أعيش  بالحجر

أكبر

وازدهر

وطني أصبح  مرتعاً للقتلة ,  وأنا أتمدد  في النور

قطيفة أمي

وسارية الوطن

تلوحان من بعيد

× وهذا رابط اغنية القصيدة من تلحين الموسيقار العالمي ميكيس ثيدروذاكيس

 

https://youtu.be/Dsfvf_bg_W4

× الشاعر أوديسيوس أيليتس من اهم الشعراء اليونان في العصر الحديث ( 1911 – 1996 ) حصل على جائزة نوبل في الأدب  عام 1979 , وهو ثاني شاعر يوناني يحصل على جائزة نوبل في الأدب , بعد الشاعر جورج سيفيرس عام 1963 .


49
العراق  بين  العواصف الترابية  وضجة جوجو !!
  فضائح النخبة السياسية الحاكمة لم ينقطع مسلسلها المخزي  , وإنما تسير بخطى متسارعة من الانحطاط السيء الى الاسوأ في قمة حثالة الاخلاق والضمير الحقير والفاسد , في الوقت الذي يشهد العراق اسوأ حالة في تاريخه القديم والجديد بجفاف الأنهار وقطعها من الجانب التركي والايراني , وزيادة في الاجرام بحق العراق , بأن الطبقة السياسية الحاكمة ورجالها البارزين قطعت غابات النخيل والأشجار لتحولها الى اراضي سكنية وعقارية  باسمهم  ,هي عملية اغتصاب بحق الوطن  بكل خسة الاخلاق والضمير الميت  , مما جعل الأرض  تتصحر وتتحول الى أراضي  صحراوية قاحلة بالاتربة  , وما نتيجة العواصف الترابية المدمرة في هذه الظروف الصعبة , هي  نتيجة طبيعية للاجرام بحق الطبيعة والبيئة العراقية , لقد جفت الانهار ولم يعد العراق يسمى  ( ارض الرافدين ) , وسط صمت مخجل ومعيب  يعتبر السكوت  هو  جريمة وخيانة وطنية كبرى في انقطاع مصادر المائية للعراق من الدول الجوار  , وسط تغافل وتجاهل الطبقة السياسية الحاكمة. فضلوا بكل خسة ودناءة حقيرة  الحفاظ على مصالحهم الشخصية , على حساب العراق , لكي يبيضوا وجوههم تجاه تركيا وإيران , وما يشهده العراق من عواصف ترابية مدمرة , هو انتقام الطبيعة  فمنذ عقدين  ومسألة التصحر تكبر وتتضخم مع قطع غابات النخيل والأشجار بالاستمرار  وتمليكها باسمهم   , حتى وصل العراق الى الحالة المزرية و المأساوية , في عملية مبرمجة في تدمير العراق  , من الذين يدعون الإيمان والدين والأخلاق , ممن يدعون أنهم عباد الله الصالحين يخشون عاقبة الله , هذا التزوير المنافق لضحك على ذقون الجهلة والاغبياء , وهذه انجازاتهم العظيمة في تدمير العراق وتخريب الحرث والنسل , الى جانب هذا التدمير ,  خلقوا الفساد المالي والأخلاقي نحو أسفل الانحطاط في القيم والأخلاق السفيه والحقيرة , بدليل المتحول جنسياً ( جوجو ) يلعب او تلعب بعقولهم و أخلاقهم المنحطة الى أسفل درجات السافلة الحقيرة . و (جوجو  ) في  أنشأ  شبكة دعارة وسمسرة المتعة الجنسية  خاصة بهم وهي  ( جمهورية جوجو الداعرة ) وهي خصيصاً للمسؤولين الكبار في هرم الدولة من السياسيين وضباط الجيش والامن ورجال الاعمال والشخصيات البارزة في المسرح السياسي , لم تتوقف جمهورية جوجو الاسلامية العظمى الى هذا الحد  , بل راح هذا / هذه  المتحول جنسياً ( عبدالله عبدالامير )  يبتزهم بالاموال الطائلة ,  تحت طائلة  التهديد بانه أو بأنها ( جوجو ) تملك وثائق دامغة تثبت إدانتهم , من خلال التسجيلات والفديوهات , والتهديد بكشفها عندها ستكون زلزالاً سياسياً  بالفضائح الأخلاقية المنحطة , بأن أخلاقهم السافلة المنحطة لا تختلف عن أخلاق ( جوجو ) عندها ينكشف زيفهم بالادعاء زوراً ونفاقاً  بالدين والايمان والاخلاق الحميدة , تنكشف  عوراتهم بأنهم حثالات حقيرة , أو انهم صراصير المرافق الصحية القذرة  , والخشية من العواقب الوخيمة , ألقوا ( جوجو ) في السجن ومنعوه من الاتصال الخارجي . أن تسلط ( جوجو ) عليهم هي حكمة وعدالة الله رب العالمين , بأنهم مهما بلغوا في طغيانهم وفسادهم وظلمهم ,  فرب العالمين لهم بالمرصاد رحمة بالعراق المنكوب والمدمر . لكي يرى الناس ان النخبة الحاكمة ماهي إلا اقزام حقيرة وحثالات تافهة ,  ماهي إلا شراذم منحطة في الحقارة وسفالة , وقعوا  تحت رحمة ( جوجو )  لذلك نرفع الدعاء والرحمة والغفران  الى القديسة ( حسنة ملص ) بأن احد احفادها ( جوجو ) يلعب أو تلعب بعقول النخبة السياسية الفاسدة ( شاطي باطي ) , بحجة  القيام بجمهورية جوجو الداعرة خاصة بهم , إنها قمة المهزلة الأخلاقية المنحطة والحقيرة لنخبة السياسية وقادة الاحزاب الاسلامية .  والقادم يحمل من المفاجآت الصادمة من جمهورية جوجو الداعرة .
                                                      هذا جوجو احد احفاد القديسة حسنة ملص

 

    جمعة عبدالله





50
وقفة مع المجموعة القصصية ( زيارة غامضة ) للاديبة سنية عبد عون


 
نحن بصدد أديبة متمكنة من لغة السرد في الصياغة اللغوية الشفافة في اسلوبها المشوق والرشيق والبسيط , لكنه يدخل في عمق وصلب الموضوع , الذي يخص عينة  من عينات   الاوضاع السائدة  , وكذلك الدالة التعبيرية للحدث السردي الذي  يغوص عميقاً في المشاعر والإحساس الوجداني, تضعنا أمام مشاهد حسية من لوحة الواقع بالمعايشة والتجربة والفعل الحسي الدرامي في المسرح الحياة  , تؤطر صورة الماضي والحاضر العراقي القائم بصدق الاحساس والشعور  , في تناول الواقعي والموضوعي لمجريات مفردات الحياة العامة   , المشبعة بالهواجس والارهاصات في محطات القلق والحزن  الحياتي  , إزاء الأفعال المطعونة بمرارة المعاناة الغارقة   الى القمة في أزماتها القلقة  , وتجعلها لعبة في مهب الريح في   تداعيات  الفوضى والانفلات , واقع مأزوم بالأزمات , التي تدفع الى الوجع العراقي الى المعاناة  والإرهاق  والسأم الثقيل   , حكايات سردية تحمل الهوية العراقية ,  استلهام مفردات الواقع من خلال براعة  التناص  في محطات  التراث في التقاليد الاجتماعية , وتأثيرات في العواطف الدينية   . تصوغها  في بوتقة الخيال الفني برؤية واقعية دون مبالغة وتزويق , وهي تعبر عن روح الأوضاع  السائدة بمحتوياتها في القضايا  الساخنة بالفعل المعايشة اليومية ,   إنها باختصار تقدم الإرهاصات السيكولوجية  التي تجرفها مفردات كثيرة   . وتعطيها الجانب  السلبي , الذي  يخنق الروح العراقي وتجعله يخرج عن طوره بالغضب والحزن . هذه حفنة ( غيض من فيض ) في المجموعة القصصية ( زيارة غامضة ) التي تضم 38 قصة قصيرة , وكل لوحة سردية تمثل حدث عراقي قائم بالفعل والمعايشة ,  أو يمثل ظاهرة من الظواهر السائدة في  مسرح الحياة العام . 
× قصة : براكيتة :
 تضفي مشهداً  من المشاهد اليومية في زخم التظاهرات السلمية في الساحات والمدن واحداثها العاصفة  , ولكنها ايضاً تحمل تأويل المقارنة بين زمن الدكتاتورية .  وزمن العهد الجديد , الأول  يعتبر التظاهر السلمي اكبر جريمة ويقع تحت طائلة العقوبات الصارمة بما فيها الموت تحت التعذيب الوحشي . والزمن الحالي يجابه التظاهر السلمي بالعنف الدموي والدخانيات بالقنابل  الغازية التي تخنق الأنفاس . وبكواتم الصوت لنشطاء الحراك المدني السلمي . مجابهات يومية  عنيفة ,  حتى لا تحترم قدسية الامام علي ( ع ) عندما يرفع المتظاهرين صورته المقدسة , يعني يطالبون بالعدل  والحق وانصاف المظلومين ( كان الامام علي ( عليه السلام ) يتوسط هذه الحشود بأريج عدالته وجلبابه الذي يرقعه بيده ........ كأن قلوب الحشود تستحضر روحه الطاهرة , فخليته  بينهم رافعاً يده يومئ  بالهدوء والصبر ....... ) ص15 .
تتحدث بطلة الحدث السردي , بأنها كانت تبحث مع أبنها عن براكيتة   في المحلات التجارية للمصابيح المنزلية : وبراكيتة  هي قاعدة المصباح الكهربائي , ووجدت نفسها محشورة أمام سد الطرق وأمتلى الجو بالدخانيات الغازية الخانقة , ولم يجدوا الناس وسيلة من الاختناق الغازي من القنابل  سوى الهرب  واللجوء الى داخل المحلات التجارية . وكانت داخل المحل المكتض بالحشود الهاربة , وتقدمت لها إمرأة بالسؤال ( الأخت من أي فئة ؟ )  ضحكت بصوت مسموع وقلت لها ( أنا من فئة البراكيتة ) ص18 . ينطبق عليها المثل : شر البلية ما يضحك .
× قصة : دعوة خاصة جداً :
وهي تستلهم التناص للآية القرآنية الكريمة :
 
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".
شهداء الوطن وضحايا التفجيرات الدموية الأبرياء ,  ضحايا العنف الدموي للمتظاهرين السلميين  ونشطائهم الذين يطالهم الاغتيال بكواتم الصوت , جريرتهم انهم  يطالبون  بوطن , هم أحياء عند ربهم  في فردوس وجنة الله وهم الفائزين في الدنيا والاخرة . لقد اعتاد التقليد الشعبي في زيارة قبور الموتى من الاحبة , في تقدم الاطعمة والحلوى . وكانت الساردة تقوم  بزيارة قبر أبيها , وسمعت بقربها صوت حنون وحزين يناديها , من أم ثكلى فقدت فلذة كبدها وهو شاب جامعي , اخترقت سيارة مفخفخة حرم الجامعي و حولت المكان الى اشلاء متفحمة ومتناثرة , طلبت منها الأم المشاركة في الطعام والحلوى وقراءة سورة الفاتحة على أنها المغدور والشهيد , فلبت الدعوة بكل حنان وتعاطف حزين . وفي الليل في الحلم ,   وجدت ابن الأم الثكلى يتقدم اليها بكل انشراح , وهو يغتبط بالسعادة والابتهاج ويشكرها على تلبية دعوة أمه في المشاركة في الطعام والحلوى , وقراءة سورة الفاتحة على روحه الطاهرة , وكان مع مجموعة من الشباب الشهداء مرحين   ,ويقول لها الشاب الانيق والشهيد بكل وداعة وعزم وتصميم وحب ومحبة ( بالحب وحده ستكتب لك النجاة ....... الشعب يحتاج المخلصين // الشعب يحتاج المخلصين ) ص 32 .
× قصة : زيارة غامضة :
تستلهم معنى  مقولة ( القلوب سواجي / سواقي ) بأن الاحبة ضيوف دائمون على القلب وحواس الوجدان وفي الذاكرة الحية ,  سواء كانوا احياء أومن  خطفهم الموت . سمعت طرقاً خفيفاً على الباب في ساعات الليل الاخيرة , حينما كان ينتابها القلق والحزن الموجع ويقلق نومها , وحينما فتحت الباب وجدت امها المتوفية قبل عشر سنوات امامها  بوجه باسم وبشوش , استغربت  من مجيئها في هذه الساعة المتأخرة من الليل . فقالت لها الام لكي لتخفف من وطأة المفاجأة  والصدمة , بأن لا تقلق عن اولادها وزوجها فهم نائمون لا يسمعون حديثنا . ثم قالت لها الام المتوفية ( سمعت أنكِ تشكين من القلق والكآبة أو المرض ..... وانك تشعرين برتابة وملل .... وهذا ما يقلق راحتي أيضاً .... !! ) ص42 . فعلاً كانت تشكومن  المرض وعجزت من مراجعات الكثيرة  للأطباء لكن دون جدوى  ,لم تتلقى منهم العلاج الشافي , سوى الوعود الكاذبة , هذه المعضلة النفسية التي تعانيها وتقلقها , وجاءت أمها المتوفية تواسيها في محنتها ,  وتجبر بخاطرها  بالعزيمة والصبر على بلوى مرضها .
× قصة : رفيقة الارائك .
مهداة الى الطفلة الشهيدة ( مريم البابلية ) وهي تمثل رمز الطفولة المقتولة من الارهاب الدموي من الذئاب الآدمية , التي مشبعة بالحقد الاعمى على الانسانية , المشبعة بروح الانتقام الوحشي حتى من الاطفال بالتفجيرات الدموية , فكانت الطفلة الصغيرة ( مريم ) صاحبت أبيها للصلاة في الحسينية  , فداهم المصليين ارهابي مسلح بحزام ناسف فجره وسط المصلين  , وكان من ضمن الضحايا الابرياء الطفلة الصغيرة مريم علي .
 قصة : خوذة مرقطة .
 دخلت أستوديو التصوير وطلبت من عاملة الاستوديو مساعدتها في ترتيب اناقة شالها الاسود , وحاولت عاملة الاستوديو اقناعها برفع شالها الاسود  قليلاً من فوق  عينيها , ولكن المرأة الخمسينية رفضت وأبدت انزعاجها من الطلب , ثم اخرجت من حقيبتها اليدوية خوذة مرقطة ووضعتها فوق شالها الأسود ,  أي حطتها فوق رأسها , أثارت دهشة العاملة واستغرابها من هذا الفعل الغريب , لكنها اكتشفت على الفور بأن الخوذة المرقطة تعود الى أبنها الشهيد , الذي قتل في معسكر ( سبايكر ) ذبح مع اكثر من 1700 مجنداً شاباً , ذبحوا من الوريد الى الوريد , في مجزرة دموية رهيبة , نتيجة الارهاب والحقد والانتقام الاعمى الطائفي  المتعطش للدماء , أن جروح هذه المجزرة المروعة ,  تظل تنزف دماً وقيحاً عند الشرفاء ,   طالما القتلة الوحوش يظلون  بعيدين عن طائلة القانون بالقصاص العادل . تبقى مجزرة سبايكر حية في الضمائر الحية , ونقطة سوداء للحقد الطائفي الأعمى .
 جمعة عبدالله


51
همسات على المجموعة الشعرية : ريح عاتية . شعر أسوك كومار ميترا /  ترجمة الاستاذ نزار سرطاوي
نحن بصدد مترجم مرموق في مهارته الاحترافية في الترجمة وخصائصها ومقوماتها الابداعية في تناول النصوص الشعرية للترجمة . بشكل رفيع عبقتها الخبرة بسنواتها الطويلة وصقلتها في مهارة  الإبداع  في الترجمة , بحيث من خلال القصائد الشعرية المترجمة . ينقلنا الى المناخ الهندي ورؤيته ومناخه الشعري , أو العكس بالضبط في ذائقته الرومانسية الروحية في الحب والعشق الشرقي . محطاتها ومنصاتها وطبيعة امواجها وتياراتها المتدفقة . بالعاطفة الروحية والاحساس الوجداني يتناغم مع هذه الايقاعات والنغمات , في الشعور الحسي واللا حسي , في موجودات الكون , المتحركة والثابتة . لذلك نجد التآلف الحميمي في العلاقة بين الانسان وموجودات الطبيعة . البحر وامواجه . الريح وتياراته . المطر وفصوله . المتغيرات المناخية , في علاقة وشيجة مع الحب والعشق والهوى . والابداعية الجمالية للاستاذ المترجم ابراز هذه المعالم في النصوص الشعرية . اي ان القصائد تتناول الموجودات الكون العامة وتأثيراتها في العشق وفق الرؤية المستبدة من الفلسفة الفكرية في روحانية العشق من ثقافتها الشرقية وقوامها ونظريتها في روحانية الاشياء الوجودية , في مدى افقها الشاسعة في الرؤية والبصيرة وارتبطها الوجداني  . التي تجسدت في هذه القصائد المترجمة للمجموعة الشعرية المترجمة الى  العربية والانكليزية   في تقاسيم شرقية في ثمار الحب والعشق . وابراز سماتها للقارئ العربي من خلال الترجمة التي تتوسم الصدق والامانة على النصوص المترجمة . بأن برع الاستاذ المترجم في تقديم هذه القصائد المختارة , في معالم جماليتها في الحب والعشق , والشاعر الهندي  اسوك كومار ميترا ,  شاعر موهوب في الابداع في الرسم والتصور والعمل الصحافي , ويكتب شعره بلغتين الهندية والانكليزية , ومفتون بالفلسفة والثقافة الهندية وعلاقتها بالروحانية ومعالمها وعتباتها ومنها الرومانسية الروحانية , في تجلياتها ومعانيها البارزة المعالم , في الرؤية والتعبير والدلالة . لذا ان هذه القصائد  , هي من التنور الهندي بكل مواصفاتها  المميزة في معالمها المعروفة برياحها الشرقية العاتية في الحب والعشق . في نسائمها العليلة . 
لنأخذ نفحة من هذه النسائم الهندية . بهذه الجمالية التي تعود الى ذائقة مترجم محترف في ذائقته العالية في الجمال في الترجمة الشعرية  .
×  فنجد مسألة الجمال الروحاني حالة لا تفنى , بل تتباهى في وجودها بصد حركة الريح العاتية واسوار الزمن . في ساعاته الهوجاء في الهاويات الظلمة المسكونة بالوحدة المطوقة ,  لذلك تحاول الخروج من طوقها :
     ×  الزمن :
الريحُ الناعمة الهوجاء
جمالٌ لا يفنى
إحساس بالوحدة لا يدرك
عيناي ترتقان ..
أنا أسكن فيكِ
كما هاوية مظلمة
من أين يطل الزمن ؟
الساعات المجنونة عادت
بعد ظهيرة هذا اليوم
× مسألة العشق روحانيتها المتعلقة بالهوى والهيام , تسير في درب العشق كالطيور العمياء . بين ظلال القلب وجدرانه الاربعة. لاشك ان هناك تجاذب مغناطيسي يدور كالأرجوحة ,   في مرادفات العشق بين الرجل والمرأة . في تجلياتها الصائبة والشائبة . كما نتحسس مياه الانهار ومياه البحار. بين حب وخداع , بين حب وأمان المفتون بضوء القمر وعلى هدايته يسير .
    × عاشقان :
 العشاق مساء أشبه بطيور عمياء 
بين الضلال
في قلب الزوايا الجدران الاربعة
رجل وأمرأة .
يعرف كل منهما الاخر , أو يتعارفان
يتحسسان مياه الانهار والبحار
حب
خداع
آمان
ضوء القمر
مفتون , مسجون
زحف الدجى
ثمة أصداء باقية
مثل ارجوحة خيل تدور بالعاشقين
 × تعامل الحب بروحانيته العشقية التي تتجسد في رؤية الاشياء ومداراتها وتجاذباتها من خلال الرؤية الروحانية , مستلهمة روحانية الثقافة الفلسفية الهندية . في فلسفة العيون وعمق مغزها البصري , في الوصف والتصوير الحسي . المرهف لجمال الاشياء البصرية في لغة العيون ومؤثراتها الدالة .
    × عينان :
ذكريات تينك العينين الزرقاوين
عينان مثل بحرين
 شموع تحرق بلا رحمة
 أحاسيس متعثرة
أثار أقدام على الرمال
عينان للذكرى
ترقصان بدلال
بتلات ليل ازرق متفتحة
جمال مهيب
لا يعرف الزمان والمكان والناس
عينان في البال مكنونتان
جامدتان في الزمان ..
عش عصفور محطم
× العشق باحلامه يحاول ان  يمزق جدار الصمت  في غفوة  القمر , وهمسات التي تجري في عروق الدم . ينتشي  بتيارات العشق ويطلب فك ازرار الصمت , ليسكن طائر الليل فيها مجلجلاً بضحكته المنتشية في حجرة خاوية , ليمزق الرغبة الجانحة في عتمة الظلام . لكي تطلق الاحلام على اجنحة الظلام , قبل ان يضيعان الى الابد .
        × والأن :
فكي أزرار أحلامك المضخمة بالعطر
فكي أزرار صمتكِ ...
لم نعد نملك الصمت ,
ها أنتِ قد أبتسمت حين أغمض القمر عينيه
في الليلة الماضية همست العاصفة  بأسمكِ في دمي
فكي أزرار صمتك ...
ثمة طائر ليلي تترد ضحكته في حجرة خاوية
ليلة وحشية الرغبة
والأن ....
ثمة عصفوران متعبان على أجنحة الظلام ... يضيعان الى الابد
 × يتجمع العشاق في خلوة ساعة الغسق . محملين باحلام الهوى والهيام . ويرسمون احلامهم كالطيور العمياء على غسق العشق , المرسوم  على زهرة عباد الشمس في لجة المشاعر التي تدغدغ حواسهم بالحب المشدود والمفتون , بين الجنون والحقيقة . لكن تجرفها زوبعة  من الاحزان .
          × ساعة الغسق :
يتجمع العشاق معاً كما الطيور العمياء
ساعة الغسق ... الافكار لا هيئة لها , محض أوهام ..
والصمت محفور على زهرة عباد الشمس ,
قلعة من رمل ورغبة بلا إحساس
الحب مشدودٌ  ... بين الجنون والحقيقة ..
زوبعة  من الاحزان .
هذا نص المقالة النقدية في مقدمة المجموعة الشعرية : ريح عاتية / Savage Wind
  جمعة عبدالله

52
هل هناك رب يحمي العراق من حرائق   النخب السياسية المتنفذة  ؟!
ربما لم يخطر على العقل والخيال ,  من غرائب وعجائب في  الفساد السياسي والمالي  والأخلاقي ,  لهذه الأحزاب المتنفذة التي جاءت بالدبابة الامريكية , وتصورت العراق بأنه ( مغارة علي بابا ) . أو غنيمة حرب لكي تنهب وتسرق كنوزه وامواله  بكل الطرق الشيطانية , وأن يصبحوا هؤلاء الفرسان  بين ليلة وضحاها , أصحاب الملايين الدولارية , والمصيبة الأعظم يتحدثون بأسم الدين والمذهب . بإسم اتباع الدين ورموزه المقدسة , يدعون انهم يمثلون المكونات التي ينتمون إليها , ولكن وضعوا مكوناتهم من أبناء جلدتهم  في المزاد العلني  الرخيص . في انتهاج  سياسة عاهرة بالنفاق والدجل , حتى لم يتركوا  أية  قيمة لهذه المكونات التي حملتهم على اكتافها  , والفادحة  الاعظم ان الجهلة والاغبياء يسجدون ويعتقدون بهم , ويدينون لهم  بالثقة المطلقة التي لا تتزعزع , ولم يبصروا ويدركوا  حقيقة   هؤلاء الخراتيت  , بأنهم  نتاج فضلات دورة المياه القذرة ,  وزوراً أنهم  حماة المذهب وحصنه المنيع , وحراس الطائفية الأمناء على العهد والولاء والامانة ,, ما هو  إلا الضحك على ذقون الجهلة والاغبياء ,  بسفاهتهم المقززة  والتافهة , أنهم  سراق خيرات واموال العراق بدون وخز ضمير وشرف وأخلاق , هؤلاء الثعالب  السياسية الماكرة ,  يبيعون الغالي والنفيس من اجل المنصب والكرسي , وعندما يختلفون على توزيع حصص الغنائم , تشتعل الحرائق والتفجيرات الدموية التي تطال عشرات الابرياء , لا ذنب لهم سوى  انهم ضحايا الخلاف والخصام والتنافس  السياسي والمالي  على المناصب   .  من يصدق  بأن نسبة الفقر في العراق تقترب من 40% , والعراق يرقد على بحر الذهب الاسود , هل يعقل آلاف المشاريع  الوهمية , التي  كلفت العراق اموالاً طائلة تعد بالمليارات الدولارية , لا وجود لها سوى على الورق ,  وذهبت اموالها  الى جيوب السراق واللصوص , دون محاسبة ومراقبة ومساءلة  , نتيجة غياب القانون ودور المراقبة والمحاسبة  . بهذا الشكل تعبث الجرذان بالخراب ,  وبالسطو على أموال وخيرات العراق  , هل يعقل هناك الآف  من يستلمون اكثر من راتب تقاعدي قد  يصل الى أكثر من  عشرة رواتب تقاعدية , وهي خاصة  الى حواشيهم  وأتباعهم , وهذه  تستنزف خزينة الدولة اموالاً خرافية طائلة , تحت  ذريعة  شرعية القانون ,  المفصل على قياساتهم ,ويحرم المواطن البسيط من لقمة العيش . هل يعقل بلد يصدر يوميا 4 ملايين برميل من النفط الخام في اليوم الواحد ,  ولا تذهب الأموال  الى الاستثمار والتنمية  ,  في تطوير الخدمات والمشاريع الصناعية والعامة  , وفي مشاريع التطوير وتحسين الحياة المعيشية ,  وأقامة المشاريع التي تمتص زخم  البطالة العالية جداً  بين الشباب , هل يعقل عشرات الآف من  الشباب الذين  انهوا دراساتهم الجامعية  , ولا يجدون فرصة عمل في اختصاصاتهم , ويضطرون أن يعملوا في الأعمال  الحرة الصعبة والشاقة  ,وحتى  في الأسواق  كحماميل ؟ ولكن لمن تشتكي وتستغيث ؟ . والله رب العالمين  ترك الشعب في حضيرة  غابة الوحوش  , لم يسمع صرخات الاستغاثة والتوسل والرجاء , لم يسمع صراخات النحيب والآهات المفجوعين   , هل هناك رب لهذا الشعب الفقير يحميه من قطعان الذئاب الشرهة بالجشع المجنون ؟  انهم طغاة لا يعترفون بالدين والمذهب والاخلاق  , سوى نفاقهم وزورهم , بأنهم حماة المذهب وابناء جلدتهم محرمون  من أبسط  شروط الحياة الكريمة, بعضهم يجد قوته اليومي في حاويات القمامة , بعضهم يسكنون البيوت العشوائية كأنها خرائب عفا عليها الزمان  لا تصلح إلا للحيوانات السائبة . متى يفيق الشعب ويمزق ثوب الذل المهانة, ثوب الفقر والجوع والعوز , وينادي بأعلى صوته : اين حقي ؟؟ . لم يعد السكوت إلا كفراً وجريمة , ولم يعد الذل إلا أستسلاماً للمهانة , اين هم  من قول  الامام الحسين ( ع ) حين صرخ في وجه الظلم والظالمين ( هيهات منا المذلة ) , أن الشعب الذي لا يحمل الروح ( ابو ذر الغفاري ) في المطالبة بحقوقه الشرعية  يعني أنه  يستسلم للخنوع  ,  وأن تكون حياته  بين الحفر كالجرذان . هؤلاء النخب السياسية هم  اصل البلاء والفقر والحرمان  .  يقودون العراق الى الهلاك  والقادم أسوأ    . . ..........   والله يستر العراق من مهازل الزمن الأسود .
 

       جمعة عبدالله



53

أوجاع الوطن والغربة في المجموعة الشعرية ( أبعاد اللامسافة ) للشاعرة  فينوس فائق

تجربتها الشعرية راسخة بالعطاء الشعري الغني بالرصد الرصين الهادئ بروحه الشفافية المتدفقة بالوجع الانساني . قصائد تملك الحضور في  الشعور الحسي العميق , تطلقها كأحلام  الاطفال البريئة . رغم أنها تقتحم قضايا ساخنة وحيوية , بما تخص الناس والوطن , بالشعور النابض من اعماق الذات . في قصائد واضحة المعنى والمراد المرام  والسيميائية ( الدلالة والإشارة ) . تتناول بما يفرزه القهر والمعاناة للانسان في الوطن وغربة المنافي , في أحلامها التي تتهشم كالزجاج على ارصفة محطات الغربة , رغم أن  أحلامها البسيطة تدعو للسلام والامان للارض والانسان , لكنها تنزوي في زوايا الخيبة والإحباط . لانها تصطدم بجبال شاهق بالعقبات والزمن القاهر بالظروف القاسية . تصطدم بسوط أنظمة  الطاغية في  الارهاب والقمع . مما تجعل حياة الناس كأنهم يحملون صخرة سيزيف على اكتافهم . في الوطن الكبير الذي يقاس بحجم الدماء , تحول الى الوطن  الصغير يحمله المهاجر في حقيبة اليد في أرصفة  المنافي , وفي  الارصفة  البعيدة في المسافات اللامحدودة . لكن يبقى الوطن رغم اوجاعه ومعاناته القاهرة سكين القلب لا يرحل . في نبضات الانسان في غربة المنافي . هذا الإحساس  الشعوري الجمالي , تتجسد  في قصائد المجموعة الشعرية ( أبعاد اللامسافة ) للشاعرة  فينوس فائق , التي تميزت بنشاطات متعددة في الإعلام والنشاط المدني , و تكتب الشعر باللغة العربية والكوردية , بوخزة الجراح الموجعة في هموم الانسان , وهي تتوخى المصارحة الصريحة المتدفقة من الإحساس  الداخلي بكل وضوح في تعرجات الواقع والوجود . من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج ,  أو ما بعد الطفولة فيما يخص العائلة  . المجتمع . الوطن . وتكشف عورات المجتمع الشرقي في العنف الأسري للمرأة ,  كأنها كائن ضعيف يرزخ  تحت سطوة الرجل , لا تملك الصوت والحق في المجتمع . وليس  أنها انسانة كاملة القوام في المشاركة في تقويم المجتمع . أن يكون عشبة خضراء وفاكهة لذيذة في الحب والعشق  بعطر الحكمة ... بأختصار هذه قصائد المجموعة الشعرية , هي حكايات الوطن والناس التي لبست ثوب الحزن والاسى .
× شغاف واحلام الطفولة البريئة تجسدها في حالة ناصية  التذكر سيميائية الوطن , في  الوداعة والحلم النقي , مثل زرقة السماء , وبياض الورقة , وخرير الماء المتدفق . لكن تدهلمت شمس الوطن بالظلام , وعصرت  رونقه وجماله . لكن تظل تنشد وتكتب للوطن الف قصيدة ليخرج من الظلام الى النور .
 

أتذكر أنني نزعت عني صخرة
وارتديت نهراً
ووضعت على شعري
وشاحا من تغاريد البلابل
فتذكرت أني
في كل مرة،
أنسى أن أتذكر كل هذا
أنسى أن أتذكر
أني كنت زرقة السماء
وبياض الورقة
وخرير الماء
حين كان يسقي
بُستاناً على جبينك
يا وطن      /  من قصيدة : أتذكر 
 × تقف على ناصية الوجع للوطن البعيد في المسافات اللامحدودة  , والقريب من وريد القلب , وتفجر الأسئلة اللاهبة في الواقع والوجود وصيروته , في الانسان  وأرض الوطن , بالحكمة التي تعلمتها من محيطها العائلي ( الاب والام والجدة ) في عتبات التراث ورمزيته , بأن مياه الوطن  لا تجف ولا تنقطع , مهما كان ثقل الزمن النحس . هذا الإحساس  الجمالي بالشعور .
 
أقف في الباب
قبالةَ الحديقة
على حافة اخضرارٍ أبديّ
أبحث عن تسميةٍ أخرى للطيران
ولونٍ آخرَ يوحي بالزرقة
أبحث عن اسمٍ آخرَ  للغياب
تصورٍ آخرَ عن الوجود
وتعريفٍ مختلفٍ للصيرورة
أعود لأعطي تعريفا آخر للوقت
فيؤزمني اللاوقت
بين جناحين و قفزةٍ نحو الهاوية
يؤمكنني اللامكان
بين خطوتين وعودةٍ باتجاهِ الغياب
فأتوه بين أبعاد اللامسافة  / من قصيدة : أبعاد اللامسافة
 × ولا يعني السلام ان تضع البندقية على كتفك وترمي الرصاصات المتبقية لديك , في انتظار الموت المؤجل.
 
أن تعيش  بسلام
لا يعني أن  تضَعَ البندقية عن كتفك
وترمي الرصاصاتِ المتبقيةَ  لديك
في قاع البحر
إنما أن تتعايش
مع فكرة الوجود المقيت
أن تتصالح مع الصيرورة من حولك
وأن تغنّي بأعلى صوتك
لموتك المؤجَّل   /  من قصيدة : أبعاد اللامسافات .
  × حينما كانت طفلة صغيرة معلقة بالاحلام والاسئلة العابقة  , وأدركت فيما بعد أن الوطن يقاس بحجم الدماء , وتحول فيما بعد الى حقيبة يد تحملها على ارصفة الغربة وازقة الشوارع . منذ ألف عام والوطن ينزف بالدماء والقهر الحياتي , والحلم يتسكع في دهاليز الغربة . كأن الوطن أصبح كلمة تكتبها وترحل , أو قصيدة ترتجلها  وتترك المنصة .
   
الآن صار الوطن
أصغر من أن أحمله
في حقيبة يدي
أرق من أن أضعه
بين أوراق دفتر
صار الوطن كلمة أكتبها وأرحل
قصيدة أرتجلها
وأترك المنصة  / من قصيدة : حين كان الوطن كبيراً .
× يا لهذا الوطن المصاب بالوجع , المسموم بالزيف المقزز , والعاري عن الحكمة , تخنقه الحكايات السمجة في ديباجة  مقرفة , مطعوناً بالطائفية المقززة ,  التي تنبعث  منها الصراخ والنحيب . يا لهذا الوطن المشطور ألف قطعة بين حزب ٍ وحزب , ولكل حزب يلوح في  عصاه  الغليظة  , بأنه هو الوطن وغيره أن يصمت .
 
يا وطن الوجع و
الصوت المبحوح في صدورنا
"الجوع" فن تعلمناه
"النكران" صفة اكتسبناها
"الكذب" هبة منك استوحيناها
"الخيانة" عار، جمّلناه
"الخيبة" درس لم ننسه   / من قصيدة : يا هذا الوطن
         جمعة عبدالله

 

54
الهجوم الصاروخي الإيراني انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية
يمر العراقي في اوقات عصيبة , أو في  مأزق سياسي طاحن في الخلاف الشديد , حول تشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب رئيس الجمهورية  , الكل يتصارع ويتنافس على خمش  الغنائم والكعكة العراقية , التي تذر ذهباً ودولاراً . والعراق كأنه في غابة الحوش الضارية , الكل يريد ان ينهش أكبر  حصة دسمة من المناصب والكراسي و ( طز بالعراق واهله ) وسط هذا التخبط السياسي القائم , يأتي الهجوم الصاروخي العدواني الغادر على ( أربيل / عاصمة أقليم كردستان العراق ) في هجوم صاروخي ب 12 صاروخاً باليستياً , بضرب ارض عراقية هي  جزء لا يتجزأ عن السيادة الوطنية , ووحدة العراق واحدة  , على أي شبر من أراضيه , سواء في الشمال وفي    الجنوب أو في  الغرب . هذا الهجوم الغادر تبارى الشرفاء والغيارى من اهل العراق , الى استنكاره وإدانته بشدة , وطالبوا الحكومة الى اتخاذ  الموقف الوطني المشرف الذي يحفظ كرامة العراق وسيادته ,   من هذا التطاول السافر والمستهجن , الذي يمزق كرامة وحرمة السيادة الوطنية , هذا هو معنى الوطنية , ومفهوم الوطني المسؤول  . ولا يمكن دفن الرأس في الرمال مثل ما يفعل النعام . كما هو الموقف الهزيل  لكتلة الاطار التنسيقي  غيابها الكامل عن المشهد السياسي والإعلامي , والتزمت الصمت العار المشين . اما هذا الخطر الوطني الفادح ,  في اهانة وانتهاك السيادة الوطنية من قبل العدوان الايراني الغاشم , يدل هذا الموقف المشين  , بأنهم فعلاً  بيادق شطرنج  في يد سيدهم ومولاهم ايران وخامنئي . والمثل يقول : منْ لم يدافع عن كرامة وحرمة الوطن  , فأنه يفقد الشرف والكرامة . أي انهم عبيد ومرتزقة بيد الحرس الثوري الايراني  . بالسكوت على اجرام ايران بضرب ارض عراقية ( اربيل ) ب 12 صاروخاً باليستياً  , كلها اخطأت أهدافها المقررة , وضربت قناة تلفزيزنية محلية ( كوردستان 24 ) ولم تصب السفارة الأمريكية تحت الانشاء  , ولا القنصلية الامريكية , ولا القواعد العسكرية الامريكية المتواجدة في المنطقة ، ان هذا الهجوم يخرق ويمزق العلاقات والأعراف الدولية والقوانين الدولية . كأن العراق حديقة خلفية الى ايران , أو ان العراق اصبح في جيب أيران  تتصرف به وفق أطماعها العدوانية ,  ورقة تهدد بها دول المنطقة وامريكا . لكن الموقف الحكومي الرسمي الخجول والضعيف والمهين ,  جاء على لسان السيد الكاظمي : يتوسل بإيران ان تحترم السيادة الوطنية العراقية , ولم يدين هذا الهجوم العدواني الصارخ , لم يقد طلباً الى مجلس الامن لعقد جلسة طارئة لإدانة العدوان الايراني , لم يرسل طلباً الى الجامعة العربية بعقد جلسة طارئة لادانة العدوان من الدول العربية . لم يقم بالواجب الوطني المطلوب والمسؤول الذي يحفظ كرامة وحرمة سيادته الوطنية . هذا يدل على مدى التغلغل الكبير لنفوذ ايران ,  في ان تحرم العراق في  اتخاذ الموقف السياسي المستقل , وهذا يدل على الوصاية الايرانية على العراق , والقادم افدح ضراوة طالما الموقف الرسمي في جيب ايران . ولكن العراق لا يخلو من الشرفاء والغيارى الذين ادانوا العدوان الغادر , حتى انهم طلبوا استدعاء السفير الايراني في بغداد وتقديم مذكرة ادانة واحتجاج , واعتباره شخص غير مرغوب فيه ,حتى تقدم ايران اعتذارها الرسمي ,  وتحمل تبعيات مسؤوليتها بالعمل العدواني , وحتى بعض الاحزاب والكتل السياسية الشريفة طالبوا الحكومة بتقديم شكوى الى مجلس الامن وحثها على عقد جلسة طارئة لهذا العدوان الخطير .................                                  والله يحفظ العراق من الجايات !!
      جمعة عبدالله



55

  العالم السفلي في رواية  ( نهر الرمان / تجربة موت ) للأديب  شوقي كريم حسن


 
يتميز الروائي ( شوقي كريم حسن ) في مغامراته في الفن الروائي الحديث , في محاولاته في  ابتكار صيغة  خلاقة  في المتن الروائي , برؤية مبدعة  في صناعة الحدث السردي , الذي يمتلك عمق فكري بليغ في الايحاء والرمز الدال , أن يمزج الحدث السردي بالدراما الفعل في المونتاج المسرحي , الذي يعبر عن جوهر الواقع ومعطياته في رواية ( نهر الرمان / تجربة موت ) أنه يفتح الحساب وتصفيته  بين الذات والعام , أو بالادق بين السيرة الذاتية للمؤلف والسيرة الذاتية للواقع بالمجريات الفاعلة والقائمة على الأرض فعلاً وتنفيذاً , ويضع كل منهما في كفتي الميزان , في تحدي الموت والواقع , رغم أن كفة الميزان تكون لصالح مجريات الواقع في ازمنته القائمة الماضية والحاضرة , لذلك يمارس عملية جلد الذات والواقع معاً في الحدث الروائي .  وهو يسير بشكل متوازي  بشقين الذات والعام , من خلال  توظيف التعبير الفكري  في المنولوج الداخلي , ربما الشيء المبتكر والخلاق في المنظور الروائي  , أن يجعل الهرم الانساني أو الجسد الانساني بأجزائه المختلفة ,  اصوات تتصارع بجدلية الفعل بين الركون والتمرد . اي بمعنى آخر أن ( الانا ) موزعة على اجساد الجسم وعقلة ( الروح والعقل ) هذان  الشقان  يديران عملية قيادة  دفة سفينة في  الحبكة السردية , وهما المحركان للفعل الدرامي للحدث السردي , فالجسد متكون  من القلب والروح في الشق الأول  يدخل في جدلية متصارعة مع  الجسد  الرأس ( العقل ) وهما في نزاع وخصام , وحين يتمرد بالعصيان أحدهما على الآخر , فإنهما يبقيان في خط اللعبة المفروضة عليهما معاً , ولا يتجاوزون  الخطوط الحمراء , رغم أن احداهما يفجر الاسئلة في وجه الآخر . والطرف الاخر يحاول  امتصاص أو تبريد سخونة عنفوان الشق الآخر , وهذه العملية تأخذ بتبادل الادوار . ولكنها تؤدي في النتيجة  الى الإحباط  والهزيمة والانكسار , في الازمنة السوداء  والواقع يشهد الانهيار والخراب, يشهد استخدام  الفوضى  والخديعة والكبت  والوجع  ( منذ أعوام وهي تقاوم الوجع الذي أصبح  مستحيلاً , في الزمن الذي نعيش فيه , كسرت جناحك الايام , وكل ما عليك فعله ,  رفع رايات قبولك واستسلامك , لا طائل في المقاومة , تلك الأنقاض  التي تسميها ( أنا ) لُمَّ ليلك الى وحشة وجودك المنحاز الى الرحيل وتوكل, لا طائل من وراء المماطلات التي ترغمنا جميعاً على الولاء , أنزع أردية غرورك وتكفن بالقبول  ) ص7 . هذه صيرورة النزاع والخلاف بين القلب والعقل في تدهور القيمة الانسانية الى الحضيض  ( الدنيا حصانها الدينار , والذي لا يملك فلساً لا يساوي فلساً ) ص7 . يعني اذا كنت تملك المال فأنت محترم واذا  كنت لا تملك فأنت زبالة . واقع يجعل الانسان مجرد رقم لا قيمة له , أو يجعله ببغاء يردد مايطلب منه بالاحتقار والاستهتار متغطرس بعنجهية الارهاب المسلط على الرقاب , وعليه واجب التصفيق والرقص والغناء لتمجيد القائد المفدى ( أبن الحمار .. صفق ... وغني ... صفق وغني ,,,, هههههههههه ...... لا بأس أصفق واغني .. أبن القحبة ....... أرقص ... صار أرقص ... أرواحنا لك الفدى  قائدنا الممجدا ..... لا سافل غني ما يطرب الناس ويثير حماستهم . صفق .. غن .. أرقص ... صفق ... غن .... أرقص .. احنه مشينه للقبر .... عاشك يدافع عن قهر محبوبته .... ) ص17 .  هذا المناخ الببغاوي يثير حفيضة الصراع بين الروح والجسد أو بمعنى آخر بين القلب والعقل :
( يقول القلب - ألى أين تراك ذاهب ؟
يقول الجسد  - لا عليك , فقط كن تابعي
يقول القلب - أنت تريد تغيير قواعد اللعبة فالاجساد هي التي تتبع القلوب
يقول الجسد  - ولم تعترض طوال وجودنا معاً , كنت أطيع  ما تجود به و مارفضت حلماً, وما قلت لك لا ... أنت من كان يدمر حتى لحظات استكانتي ) ص27 . والاثنين  واقعين تحت حوافر حصان الطروادة . هذا الواقع المزري وأزمنته السوداء والمنحوسة وكل فارس يمتطي حصان الطروادة يحمل معه الذريعة القاتلة والمسمومة , مرة يقول جئنا محررين لا فاتحين , ومرة أخرى أئنا جئنا توحيد  شمل الأمة العربية التي تحمل  ذات رسالة خالدة , ومرة بجبة الدين الحفاظ على القيم الاسلامية , والواقع يغوص الى الأعماق في المستنقع  العفن يصل الى اسفل العالم السفلي من الجحيم والظلم والانتهاك .
 ( لن أتركك تلعب بحياتي .... أنت من دفعني الى هذا القرف والخمول .
- ما دخلي ...... أنت من قبل الولوج الى عالم غير عالمه ... أمشي أبن السودا. .
- أمي سوداء ولكن تسكن جسداً  مزين بالعفة ) ص72 .
امام هذه المحنة والخسارة الحياتية في انسداد الأفق كلياً  , تلعب العرافة الدور الايجابي في إضاءة  الطريق المظلم الممتليء العناكب والافاعي المتوحشة , وتقرأ طالعه برؤية حكيمة ورشيدة , وهى ترى سيرة حياته ككتاب مفتوح أمامها . وتحاول أن تخفف وطأة المحنة الحياتية :
( - بما دمت ترغب بالاجتياز فكن مستعداً لتلاقي العثرات .
( - سقوط واحد يضعف مرامك ويشل وجودك كله .
( - أنت أبن مراسيم الآثام لايمكنك  التخلص من رغبات تكفلت بأبديتها , كن حذراً .
( - ماعشته مثال قاسٍ  للخديعة والكذب والقبول بالاوهام !!.
( - ستكون أما محنة أسمها الحياة سيدي !! .
( - تذكر ليل الشطآن يمكنه أن يحرر روحك من غاياتها أياك التردد , أن ترددت فقدت معاني وجودك كله , الشطآن ملاذ يعطيك القدرة على الفهم , الوحدة اخصاء للواعج ليلك وعجز لفحيح أفاعيك !! ) ص78
ولكن كل الدروب مطوقة بالكلاب البوليسية , وكل الشوارع تحمل الإشارات  الحمراء , فمن يتجاوز يوصم بالخيانة والاجرام بحق الوطن والقائد المفدى المكلل بالمجد والتعظيم , وانه اصبع مدسوس من الخارج ,  لتخريب أفكار الناس وتخريب الوطن ( نموت ونموت  ويحيا الوطن . ولكن لو متنا ما سيظل للوطن بقية ؟ ؟ ) هذه عثرات الزمن الاسود ان يجعل الحياة لعبة الحظ بين الموت والبقاء  في الحياة الببغاوية الخانعة . في هذا الوطن الذي تحول الى العالم السفلي  , الى مواكب التوابيت أو سواتر لجبهات الحرب وحرائق الموت , لان  المواطن اصبح زيتاً يصب في أفران الحروب , ومن يعصيه ويتمرد لا حياة له ( الآن أتضحت الصورة ..... أرسلك أعداء الوطن لتدمير افكار الناس وتحريضهم ضد سلطاننا الرائع القسمات وحكومته التي ترعانا بود واحترام شديدين ) ص130 .
               المعنى الرمزي للبوابات السبعة في المتن  الروائي :
 يحتوي المتن الروائي على سبعة ابواب , وهي بمثابة بانوراما لجحيم العالم السفلي , لوطن كان يملك المجد الحضاري بالقوة والجمال والعنفوان  , كان بمثابة نهر الرمان . والرمان إحدى ثلاث فواكه مذكورة في آيات  القرآن الكريم . يتحول الى تجربة الموت على مشرحة الطب العدلي , هذا البعد الفكري والرمزي لدلالة ( نهر الرمان ) ودلالة ( تجربة موت ) وضع المواطن في مشرحة الطب العدلي للموت البطيء  , أراد  مؤلف الرواية  ( شوقي كريم حسن ) أن  يصفي حسابه مع الذات والواقع بحدة مشاطر العمليات الجراحية , ما عليه وما له . لذلك ان مشاهد الابواب السبعة في الحدث الروائي , تمثل الجحيم المتوحش للعالم السفلي في أبوابه الجحيمية , وكل باب أشد رعباً وجحيماً وهلاكاً وتوحشاً من الآخر . هذه  حياة الواقع العراقي  نسخة طبق الأصل  من العالم السفلي , الذي يدفع المواطن الى الهلاك والموت , وعندها يشعر بالخيبة والاحباط والندم انه ولد في بلد نهر الرمان . مثلما  فعلت ( عشتار ) في الأسطورة السومرية , ان تهبط الى العالم السفلي  لملاقاة حبيبها وزوجها تموز ( ديموزي  ) ومرت من ابواب الجحيم المتوحش الرعب والاهوال السبعة , ولكن حين وجدت تموز في حالة يرثى لها ( ديموزي ) شعرت بالاحباط والخيبة والندم , لم يكن ( تموز ) يمثل المجد والقوة والعنفوان  , وإنما أنساناً اخر متهالك بالضعف والخنوع والانكسار . نفس الحالة في الاسطورة الاغريقية ( أوديسا ) في حالة شعرت  بها ( بينولوبي ) زوجة  ملك (إيثاكا ) الذي ذهب الى حرب الطروادة , فكان ( أوديسا )  يمثل افعوان المجد والقوة الشبابية , ولكن حينما رجع من حرب الطروادة , رجع في حالة يرثى لها ,  كالمتسول العفن والقذر كأنه الشيخ الهرم . عندها شعرت ( بينولوبي ) بالاحباط  والخيبة والندم , لأنها رفضت عروض الزواج من الملوك والامراء, من اجل عجوز هرم سائر الى حتفه . هذه الحالة تنطبق على العراق في ازمنته المظلمة الماضية والحاضرة من  المجد الحضاري ( نهر الرمان )  ,  من  العالم العلوي ينحدر الى حضيض  العالم السفلي ,  بالحياة  المعذبة بالقهر والجحيم , الواقع  المزري  و المأساوي  يمثل أبواب الجحيم السبعة للعالم السفلي  , مما  يدفع المواطن الى الهلاك والموت كأنه قدر العراق الابدي لا محالة  :
( - ما الموت ؟ ولماذا يحتم  علينا أن نمارس لعبته طوال حياتنا ؟؟ ) ص155 .
 × الكتاب : رواية ( نهر الرمان / تجربة موت )
× المؤلف : الأستاذ شوقي كريم حسن
        جمعة عبدالله



56
وقفة مع المجموعة الشعرية ( ارتطامات  .... وغبار الازمنة ) للكاتب مهدي قاسم
يتميز الكاتب والاديب الاستاذ ( مهدي قاسم ) بالنشاطات المتنوعة والمتعددة .   بالجهد المثابر الدؤوب  . فهو الكاتب المقال السياسي الوطني ,  بشكل يومي في موقع ( صوت العراق )  وهو الشاعر في القصيدة النثرية , والسارد في القصة القصيرة , والمترجم للنصوص الشعرية للشعراء من هنغاريا  ( المجر ). وهذه المجموعة الشعرية في القصيدة النثر , تنفض غبار الأزمنة  عن احلك فترة في تاريخ العراق . القصائد  كتبت في فترة 1985 - 1990 , أي أنها خرجت من جمهورية الخوف ,  والغبار الخانق آنذاك , وهي  تحمل روح شبابية متمردة على الواقع آنذاك , في لغتها الحادة في التناول والطرح في مواضيع رئيسية ساخنة مثل :  السياسية والجنس والحب  . نجده يطرحها بقوة , وخاصة أنه عاش تجربة حياتية بالمعاناة في بلدان عربية مختلفة بعد هروبه من جمهورية الخوف والرعب , فذهب الى لبنان واليمن حتى بعد ذلك استقر في هنغاريا ,  ووجد الحياة مختلفة. ولكن غبار الماضي وكوابيسه ظل حاملها كظله , غبار السنوات العجاف من الدمار والخراب . ومن هذا المفهوم نفهم  الغضب الشديد الذي يحمله ضد  الانظمة الطاغية والدكتاتورية ,  واولها النظام الدكتاتوري الساقط , الذي دمر العراق في حروبه العبثية و الصبيانية , اضافة الى سوط الإرهاب القاسي والشديد على المواطن  .  قصائده تحمل روح الشباب الذي خرج من عنق الازمات الحياتية المدمرة , ليدخل في طور حياتي جديد , لكن يبقى هاجس  الخوف والقلق  راسخاً في أعماقه, ولا يمكن أن تفتتها الحياة الجديدة في ملذاتها وشهواتها في الحب  الايروتيكي . ويبقى هاجس الوطن يحتل الموقع الأول في عقله وروحه في قصائده النثرية  , ويهزه الشوق والحنين , ويصب نار غضبه في  الحارق  على كل طغاة العالم . وهذه المجموعة الشعرية تحمل اللغة الحادة في الشطرين الحب ( الايروتيكي ) والجانب السياسة :
1 - جانب الحب الايروتيكي : بكل تأكيد متأثراً  في المناخ الجديد في رحلة الحياة ,  وهو يضع أمتعته في هنغاريا ومؤثرات الحياة المفتوحة في العالم الجديد .  الجسد والمتعة والسرير  للغزلان على ضوء الفجر ,   ليتذوق نبيذ الغزلان فيصبح الفم ساقية النبيذ , في نشوة الاشتهاء  . 
تشرقين فيَّ
عارية كجسد فجر
يعلو سريري
ببرار وينابيع
كأن عريكِ
مظلة ضوء تتفتح
بجزر
بغزلان
بطواويس .
-----------
أثقب فخار النبيذ
بين هضاب نهديكِ
فيستحيل فمي ساقية
وتخطفني السكرة إلى أبراج الأبدية
ليخضر جسدكِ بالزنابق
وأنا  بالطفولات ......
-------------------
المرأة في إشراقتها الأولى
كشمس  ربيع  وأول نجوم  فجر
المرأة في انطفائها الدائم
كمساء طول , متشحاً بالكآبة . 
 × التناقض الصارخ بين كرنفالات  المدن , تلك التي  زاهية بالجمال والعشاق والحب والجسد في الاشتهاء  والرغبة في صالوناتها برماح الرعشة .
تلك المدن التي كانت مثل كرنافالات
تمنح نفسها لعشاقها
مثل عاهرات بابليات ؟
النساء الحنونات اللواتي
كن يرفعن الجسد برماح الرعشة ؟
الأوقات الطيبة التي كانت
مثل كونتيسة ترفع أنخاب البهجة
في صالونات الرغبات ؟
 × وبين كرنافالات المدن في جنرالات الكوارث في حروبهم , التي تدفع مدنهم الى الخراب والدمار . وتكون مدن المجاعة والتوابيت .  تكون مدن المقابر .  لكن ثمة مدن تعلن عصيانها ضد الموت ,  ولا تريد أن يكون  مطافها الأخير المقبرة .
جنرال الكوارث حزين هذا المساء
لأن حربه قد أنتهت اليوم,
وهذا الأمر يضجره كثيراً ,
ففي ذاكرته مازالت
ثمة مدن تحن الى دمارها ......
بينما على مشارف قرى تلتهمها الجراثيم والمجاعة
تصطدم قطارات محملة بتوابيت تعلن عصيانها ,
لأنها حتماً لن تذهب  الى المقبرة
2 - الجانب السياسي :
هاجس الخوف والقلق يدق بقوة ,  بل يصهل بشدة داخل ذاته , حتى وهو في عرين الغربة ,  هاجس التوتر يرن بشدة وفي موته اليومي . وكل فجر هو ولادة جديدة .
بسياط من البروق
تقودين جياد الرعود
في حقول جسدي
لأستيقظ على حمحمات . وصهيل,
لأن موتي اليومي , هو قيامات دائمة
لابتهالات الفجر لولادة اليوم ,
في أسفاره الغامضة لختام المساء
وهو يجمع في سلته المثقوبة
كالآمال  والخيبات , 
ليرميه   لشحاذي القبور , لليل المتوتر
 × وكذلك هاجس الخوف من الغد , أن يعيد الخوف كوابيس الماضي ,  الخوف  من لا شيء ربما من المجهول . 
الخوف من الماضي بكوابسه  المندفعة ,
ومن المستقبل , لأنه غامض , وعديم الجدوى , 
الخوف ممن لا شيء , ومن شيء  مجهول لأنه سيباغتك مثل أفعى
أثناء سهومك في الاستغراق ,
الخوف من إمرأة , لأنك ستكون  محكوماً بعبأها ,
وخوف من أنك ستبقى بلا إمرأة ,
× هاجس الشوق والحنين على فجيعة العراق القائمة , وهو يتدلى من صنارة الألم , لا يصرخ ولا يستفيق , ماذا حدث للعراق ؟ يتساءل  بالدهشة . 
على مشارف لفجيعة مقيمة ,
تطلعت الدهشة الى العراق ,
وهو يتدلى من صنارة الألم ,
دهشت الدهشة مندهشة ,
وقالت : ما لهذا العراق
لا يصرخ , لا يستفيق ,
× الحالة المرعبة  في العراق , اصبحت  كالمطرقة تضرب الرأس للفجيعة , واصبحت الحياة مغلفة بالخوف حتى من النوم , خشية من مجيء  زوار الفجر .  انعدم الفرح من الحياة ,  واصبح الانسان كأنه مفطوم على الحزن المقيم , فالخوف والموت أصبح سمة الحياة ترافق الانسان منذ الطفولة كأنه مرمي  في زاوية الزمن المفقود , لذلك تصهل خيول الرحيل .
الخوف من الخوف , لأنه يجتاح دمك  قبل قهوة الصباح , 
ويطن في رأسك قبل كأس المساء ,
الخوف من النوم ,
لأنه يستحيل الى مشانق للنعاس :
الخوف من الحزن ,
لأنه طويل مثل ألم راسخ ,
الخوف من الفرح ,
لأنك مفطوم على الحزن المقيم ,
وحدة الموت لايثير الخوف ,
لأنه نديمنا المترصد
منذ الطفولة ,
وضيفنا المباغت ,
بدناميت  الوقت
وخيول الرحيل .
       جمعة عبدالله

57
صراخ من عمق الوجع في المجموعة الشعرية ( لن أنمو حجراً ) للشاعر ضرغام عباس


صوت شعري واعد , يركز تجربته الشعرية بشكل مبدع , وانها تخرج من رحم الواقع العراقي المخيب والمحبط في كل الميادين . ان هذه التجربة الشعرية الشبابية , تمتلك سعة الافق الفكري , وسعة الصراخ الداخلي . وانه يرفض ان ينمو حجراً , لان الحجر أصم بلا صراخ ولا نبض الداخلي , حتى لو هشمت حجره المعاول وحولتها الى ركام . كما هو الواقع العراقي حول الانسان حجراً على حجرٍ , ولكن من عمق هذا الركام من الحجر , يأتي الصوت الصارخ والمدوي , يرفض مستلزمات الواقع المخيب , ويرتكن الى التمرد والتحدي والمجابهة . يصرخ عالياً بفم مفتوحاً ومدوياً  ( أين حقي ؟؟ ). شاب عشرين عفرته غبار الرياح السوداء , التي جلبت عواصف الخراب والانهزام داخل أرواح البشر , كل أحاسيسه الملتهبة بالرفض والاشمئزاز , ليصوغ صراعاً جدلياً قائماً , يرفض مسلمات ارادة الطغاة في نهب الارض والبشر , هؤلاء الشباب يتحدوا الواقع وهم لا يملكون سوى لغة الرفض والصدور العارية , ولكنهم خلقوا المعجزة  البطولية هي انتفاضة تشرين , التي زعزعت عروش الطغاة , ولذلك تأتي القصائد المجموعة الشعرية البكر  ( لن أنمو حجراً )  من رحم لهيب النار والعنف الدموي في سبيل إخراس صوت الشباب , واصابته بلوثة الصم والبكم . ولكن الشباب يتحدى هذا الواقع المخيب , بجسارته وعنفوانه الشبابي . انه يعري ثوب الدجل والنفاق , ويكشف حقيقة الشياطين المتوحشة و المتعطشة للدماء الابرياء . ان دواعي الصراخ هو تعديل الميزان المقلوب . وانارة الطريق المظلم الحالك . كما يقول الثائر العالمى  جيفارا ( الطريق مظلم وحالك , فأذا لم نحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق , وانبرى الإمام الحسين ( ع ) في وقفته البطولية التي أصبحت نبراش الشعوب المظلمة , انه يضحي بحياته الجليلة في سبيل إصلاح أمة جده وتعديل ميزان الحياة ( إذا كان دين محمد لم يستقم , إلا بقتلي يا سيوف خذيني  ) من هذا المفهوم والمنطلق فأن معبد الحرية ليس مفروشاً بالزهور , وانما مفروشاً بالدماء . والمثل التاريخي الساطع , واجه شباب أنتفاضة تشرين الرصاص الحي والقنابل الدخانية , بصدور عالية وبالشموخ بالشهادة في سبيل الوطن , وحق الحياة  والعيش الكريم , وهو يدرك ان الموت يبعد خطوات قليلة منه . ولكن اشباب نذر نفسه لانارة طريق  الوطن , أو اصلاح الامة من الظلم والطغيان كما استشهد الامام الحسين العظيم من اجل الإصلاح في ملحمة كربلاء , التي أصبحت فنار ملهم  لملاحم الشعوب المضطهدة والمظلومة . وانتفاضة تشرين تعيد ملحمة كربلاء من جديد . والشباب الجسور يدرك تماما مهما طال زمن الطغاة والظلام , فلابد ان تشرق شمس الحرية , وتحلق نوارسها في السماء الزرقاء الصافية , دون خوف من صياد أو قناص ملثم . هذه المضامين الفكرية والتعبيرية , التي نسجتها قصائد المجموعة الشعرية , بنبض الشباب المتلهف الى الحياة والجمال والحب. هذا الفعل الشعري الذي طرز القصائد الشعرية , وهي تتنفس برئة الوطن والناس من اجل ان تشرق عدالة الشمس  وتقشع الظلام الجاثم كأنه صخرة سيزيف على ظهر العراق . المجموعة الشعرية تعتبر بحق صوت الوطن بصوت الشباب المتحمس والطموح , نتصفح بعض شذرات من القصائد الشعرية :
 × محاكاة آلة الموت , في القتل الذي ينتقل بعشوائية من شارع الى شارع من ساحة الى ساحة كالمجنون ,  يتصيد الشباب  الذين لا يملكون سوى صراخ بفم مفتوح وكفن . ويتقمص الشاعر بأسمه الصريح شباب الانتفاضة , يندفعون الى الموت والجحيم  اللاهب .
صرتُ أهرولُ من شارعٍ
إلى شارع
أصرخُ كالمجنون:
ها أنا ضرغام عباس
آخرُ بيدقٍ منْ رقعةِ تشرين
أقطعُ الصراطَ مرتجفاً
رغم مدخنةِ حياتي اللهّابةِ بالجحيم.
-------------------------------------------------------------------------

صراخ
الى من يهمه الموت
أنا كفن .

 ×ولكن من قال ان الصمت قدرنا كالحجر الصماء . ومن قال ان المهانة والذل حليفنا , هاهي انتفاضة تشرين تمزق كل شيء بصوتها وصراخها المدوي , لكن الصدى أصم .
من قال بأن الصمت حليفُنا
نحنُ نصرخ؛
نصرخ بصوتٍ عال جِدًّا
لكنَ صدانا هرِم !

× فحريق  تشرين يلهب كل شيء ولطخ عروش الطغاة بالوحل , لكن حريقه لا يروي الارض . رغم الدماء والحرائق . فإذا كان الاحتراق نجاة الوطن فنحترق  ليعيش الوطن  , ونلوح للفرات بأيدي مقطوعة . كفانا عطشاً , والنار الحبلى لا تلد إلا العراق
غريقٌ أنا بدمٍ ليس دمي
بل بدمِ أخوتي الذين كانوا يعبرون الشارع
وهم يهتفون
أمطار تشرين لا تروي الحريق
قبل أن تسحقهم قذائفٌ من سِجيل،
 
أيها الرب الأعلى
إن كان لابد من الاحتراق
فلْنحترقْ إذن
ونلْنلوحْ  للفرات بأيدٍ مقطوعة
أقتربْ
 كفاك عطشا
فالنار الحبلى لا تلدُ إلا بالعراق.
× الوطن اضحى بؤرة وشعلة ثورية من الشهداء في كل زاوية شهيد وثائر , وكل كفن لا يحملهُ إلا ثائر . وكل شهيد كفنه ( شيلة أمه ) فقد اصبح الوطن لا يبنى إلا بالدماء والشهداء , واصبح بحق وطن الشهداء .
 وطنٌ  كل شيءٍ فيه ثائر
أبنُ الشهيد , ثائر
أرملةُ  الشهيد
أمُ الشهيد
أختُ الشهيد
أبُ الشهيد
أخُ الشهيد
     ثائر
         ثائر
               ثائر
نعشك يا وطني لا يحمله إلا ثائر
ولا يُكفنُ إلا ( بـ شيلة  أمي ) .
× أيها الحب الجميل , دغدغ عواطف ومشاعر الشاب الوسيم بشغاف الحب الحنون , فهو ينتظرك بفارغ الصبر ان تطل عليه بوجهك المشرق , فلا تتأخر عليه . فأحرث الصحارى القاحلة , لتغمر القلوب بالحب والحنان , لتتعطر بعطر الرياحين , وتذوقها من عسلك ونبيذك .
 أيُها الحــبّ
أيها الشابُ الوسيم، تقـدم
حانَ الحنين !
أعقد حاجبيك، العذارى تنتظر !
أيُها الحـبّ
لا تتأخر !
إن كانت أفعالُنا سوداوية،
فلتحرث بنا الصحراء، نحنُ قاحلون !
لـكنك تعرفُ قلوبنا
يملؤها النحل !
فـأسكب لنا نبيذُك
لـنْ نثمُل !
نحتاجُ فقط أن نوقظ الحرب من نومها
ونقُودُها كـالعميان نحو الهاوية
تقـدم، نحنُ نُـزهُر !
أيُها الحـبّ
لا تتـأخر !
× سلالة الليل الطويل في هذا النفق المظلم . لا يمكن ان تتوقف الحياة وتتحول الى حجر أصم لا يتحرك ولا ينمو . فلابد للحلم أن يبرق في ظلام النفق , ليرى في آخر محطة للنفق بارقة ضوء وسنبلة قمح . لابد للحياة ان تتحرك وترفع رأسها الى السماء , لكي ينجلي الليل ويبرق النهار , لذلك ترفض النفس ان تكون حجراً لا ينمو , لا يتحرك , لا يصرخ , من أجل أن يزهر العراق .
سلالةُ الظّلام
في هذا النفق أتجذر،
نسيتُ رأسي عندَ أولِ محطةٍ للضوء
عندَ أولِ قطعٍ للحيّاة
ْنسيتهُ حبةُ قمحٍ أينعتْ.
أسعفني أيُّها الثعبان البريّ
أحتاجُ إليك
أحتاجُ طولكِ واقفاً أيّتُها السكة.
لا بُدَّ لي أن أنموَ في السماء
تمامًا مثلَ غيمةٍ
لا حجراً ، تسلبُ عذريتهُ الرّيح
لنْ أنمو حجراً . .



× أحتلت ساحات الوطن بالمجازر المروعة من آلة الموت الوحشية , ومنها مجزرة ( ذي قار ) التي تحمل الإرث الحضاري الخالد . طالتهم آلة القتل والموت فجراً والشباب في ذائقة الحلم للوطن . فكان نصيبهم  القتل العشوائي من الجزاريين الوحوش .
لم تكتفِ ذي قار بدخُول أهوارها
في التراث العالمي ,
بل أرادت أيضاً دخُول شعبها
في مجازر القتل العشوائي
أمطار ديسمبر ,
أمطار عقيمة لا تروي الثورة
فأمطرت ذي قار بشبانها
ليزهر العراق .
    جمعة عبدالله

58

  إطلاق  سراح تاجر المخدرات هو  خازوق في دبر القضاء العراقي
لم يجف بعد دم اغتيال القاضي ( أحمد الساعدي ) قاضي المختص في تحقيقات قضايا المخدرات في محكمة التحقيق في محافظة ميسان  من تجار المخدرات  , وكالعادة مازال القاتل حراً وطليقاً  من المحاسبة والمحاكمة  شأن القتلة الآخرين , لقد  أصبح القتل والاغتيال ظواهر روتينية عادية جداً في الواقع العراقي المزري  , ويأتي هذا القرار الصادم من رئاسة الجمهورية بتوقيع برهم صالح ,  بالاتفاق مع أمانة مجلس رئيس الوزراء  , بإصدار عفو رئاسي على المحكوم بالحكم بالسجن  المؤبد هو وعصابته, التي تتاجر في المخدرات السلاح الفتاك والخطير للمجتمع وخاصة فئة الشباب , لأن المدان بالسجن  المؤبد هو نجل محافظ النجف السابق , تقف وراء هذا القرار العفو الرئاسي ,  أبعاد سياسية بالمصلحة الضيقة , التي اشتهرت بها السياسة الداعرة في المشهد السياسي العراقي المنافق , والتي تخضع لقرارات ومواقف من خلف الكواليس , هي تمثل عمليات تتشكل بشكل  صفقات ومقايضات بينهم  ,   بالضد من مصلحة الشعب والوطن . لا يمكن اعتبار هذا العفو الرئاسي من موقف أنساني وحسب  , وهناك مئات الابرياء يقبعون في زنزانات السجون , كل جريرتهم انهم استخدموا حقهم الشرعي المكفول في الدستور , بحق التظاهر والتعبير السلمي , ومن هذا الحق اشتركوا في تظاهرات أنتفاضة تشرين وعبروا عن رأيهم السياسي بشكل ديموقراطي  السلمي , ولكن نكاية في انتفاضة تشرين التي قمعت بالدم والعنف الوحشي المفرط , فهم مغيبون الآن  في السجون ,  لا يلتفت لهم احداً من الاحزاب المتنفذة في السلطة والنفوذ والمال ,مع العلم ويفهم الجميع ,  بأنهم ليس  إرهابيين ولا قتلة ولا سراق ,  ولا من عصابات داعش الوحشية , وليس هم  ارتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون ,  أو اي شيء مخالف للقانون والنظام ,  جريمتهم هي حب الوطن  , لذا فأن المنطق الصارخ يقول , ان وراء هذا الإطلاق سراح لتجار خطرين في بيع وتهريب المخدرات , وراءه  صفقة سياسية تصب في صالح  السيد الكاظمي مع رئيس الجمهورية المنتهية ولايته برهم صالح  في استدراج الكتلة السياسية التي ينتمي لها محافظ  النجف السابق , في اطلاق السراح  نجله مقابل دعم كتلة محافظ النجف السابق , في تجديد ولاية الكاظمي مجدداً لرئاسة الوزراء , وتجديد ولاية  برهم صالح لرئاسة الجمهورية مجدداً , هذه الصفقة السياسية المشبوهة والمخزية ,وهي تمثل قمة الانحطاط السياسي في العهر والنفاق. ولكن ليس غريباً هذا القرار الذي يمثل خازوق في دبر القضاء العراقي , فقد تعودنا بأن الاحزاب السياسية تفهم العراق , كأنه غنيمة  حرب يتقاسمون  الكعكة  بينهم ,  وليس في بالهم مطلقاً مصالح وطموحات الشعب والوطن , فهم على أتم الاستعداد في بيع العراق في المزاد العلني الرخيص في سبيل المنصب والكرسي . يبيعون الغالي والنفيس وحتى عوراتهم في سبيل المنصب والكرسي ,  من هذا المفهوم  جاء اطلاق سراح تاجر المخدرات وعصابته رغم أنهم محكومين بالسجن المؤبد , يمثل عورة السياسة العاهرة التي هي عنوان المشهد السياسي القائم , ولكنها تثير  الاشمئزاز والاستهجان , لأنها  رشوة سياسية رخيصة ومخزية   الى المنتهي ولايته برهم صالح والى الكاظمي الذي عنده الاستعداد الكامل أن يسجد للشيطان في سبيل الكرسي , هذا المنحدر الخطير سيبقى وصمة عار في جبين من ساهموا في إصدار الامر الرئاسي في العفو على أخطر المجرمين . وحتى لو جددت ولاية مصطفى الكاظمي وبرهم صالح .  فإن العار طمغ في جبينهم  , ولا يمكن أن يخدعوا الشعب بعهرهم   ونفاقهم السياسي , لقد اختاروا نهاية المخزية  في تاريخهم السياسي , حتى لو امتلكوا كنوز قارون  , وحتى  امتلكوا العالم  أجمع  , فأن دواخلهم تقبع في داخلها مستنقعات عفنة وكريهة ,  تدفع العراق الى الخراب والفساد . وبهذا القرار الذي يخجل منه الضمير الحي , بأنهم أصبحوا رعاة تجار المخدرات والفساد ..................... والله يستر  العراق من الدناصير السياسية الداعرة .
    جمعة عبدالله






59
البحث عن وجه الانسانية في الديوان الشعري ( النهر أنت ياحبيبي وأنا الأفعوان ) للشاعرة أمان السيد
تحاول الشاعرة في خطها البياني الشعري المتصاعد الى سلم التألق في تجربتها الشعرية , أن تملك سمات اسلوبية مميزة في التناول والطرح  في الصيغة الشعرية , التي ترتكز على رؤية فكرية عميقة في مجريات الحياة والواقع , بما تملك من لغة شعرية سليمة تسوقها بتشوق مرهف , وأنها تتعامل مع الاشياء بشفافية , رغم معضلة الأشياء الصعبة في مجهر التناول . اي انها تخوض في  أصعب الاشياء في مشاعر  الروحية  والحسية , في عالمنا العربي المتلاطم في امواجه العنيفة , مرة شمالاً بالحروب العبثية , ومرة يميناً بدفع المواطن  الى الهجرة من الوطن , ليكون طعماً لحيتان البحر أو الموت الأزرق . هذه المكاشفة الصريحة في عذاب الانسان في ارض الوطن , في الاستباحة والانتهاك حتى  الأطفال يكونوا  طعماً لهذا الواقع المأفون , والضحية الاول والاخير هو الانسان والطفولة المغدورة , في وجه هذا العالم البشع , خالٍ من الانسانية والرحمة والشفقة  . وامام هذا الواقع المزري , ترفض الاستسلام والخنوع , وانما تتوهج بنيران الرفض والتمرد عليه  , وتقدم البديل للمأزق الإنساني الحاصل ,  هو الحب , هو الامل المتبقي الأخير في الانسانية  . في الديوان الشعري ( النهر أنت  يا حبيبي وأنا الافعوان ) اختارت الشاعرة ( أمان السيد ) ان تسير قصائد الشعرية في مسارين متوازيين في القصيدة وفي  الحب  , الذي  أحدهما يكمل الآخر بالحركة والفعل بشكل ترابط عضوي  عميق , والرابط هو الجسر الذي يتحرك عليه  الطرفين  على إيقاعات أنغام  موسيقى الحب   . أي أن النهر هو الحبيب لا يكون متفاعلاً بالحركة والفعل إلا بعنفوان الحبيبة , وعدا ذلك يكون النهر جامد لا يتحرك , فاكسير حياته هو عنفوان الحبيبة . هذه المنصات الفكرية التي تصورها  في القصيدة , وتحاول إشراك القارئ بالتأمل والتفكير في منطلقاتها الفكرية والتعبيرية  , بأن كل الأشياء تحمل صفتين في آنٍ واحد , الاسود والابيض , يعني الحياة والواقع يقفان  على كفي ثور , والمصيبة الكبرى أن يتغلب الاسود على الابيض  , كما هو الحاصل فعلاً في  الواقع المنفلت من عقاله وعقله  الى اللامنطق , اي ان المواطن أن يختار الموت , بين سندان الحروب العبثية , أو مطرقة الموت الازرق , ولكن بالمقابل الابيض اذا تغلب على الأسود ,  تسير الحياة على سكة السلامة والأمان  . اي أن المسألة صراع , من يرمي سهمه اولاً ليصيب الهدف  : الاسود ام الابيض  ؟  . هذا التناول الفكري العميق في الايحاء والرمز الدال , في العناوين الاجتماعية والإنسانية , اي بالحب تدفن به  الأحقاد  والفتن , تطمر به الحروب وعذابات الانسان  , تزدهر به  الحياة بجمالية  للاستقرار والامان  , بالعقل والحكمة , من اجل حياة خالية من الأحزان  والمعاناة .   
نأخذ بعض من شذرات من قصائد  قصائد الديوان الشعري :
× اصبحت الخرافة كنز ثمين للغابة السوداء والذئب يعوي فيها , بينما جماجم الأطفال  تطوف فوق مياه البحر , اكلة دسمة لحيتان البحر ,  بالطفولة المغدورة  في قوارب الموت , والخرافة تغني على ليلاها ,  كأنه كل شيء على ما يرام , لكن بالمقابل هذا الواقع المأزوم هناك من يزرع بذور القمح ,لتزهر  ورق النعناع والخزامى وزهر الليمون ,  بالرفض  والتمرد على الواقع الذي يصلب القمر في  زواياه  الأربع . هذا الواقع المبني على جماجم الأطفال في البر والبحر  :
يبحثون عن خرافة
كل الفرسان يبحثون عن الخرافة
الصخور الشاهقة يعتلون
خرافة .... خرافة
صلاة ....... صلاة
حضور .... خرافة
راحة مغروزة في الطين تعويذة القمح
ورقة نعناع أخضر , زوفا
خزامى , زهر ليمون
نارنجة تشع في سفح قرية منسية
أكثر من عبق وأكثر  من صفحة للخرافة
وجدوا القمر مصلوباً
هناك في زواياه الأربع
الذئب يعوي
فوق البحر تتكدس الجماجم
البحر يودع الجماجم
يكسوها بالخزف ......
يحدق الأطفال  بلا وجل
في الجماجم يحدقون
جماجم الأطفال ينبت فيها الجمان ....  / من قصيدة : ويبحثون عن الخرافة
   
 
× الطفولة تعيش مأساتها في البؤس والحرمان , ولا تجد الدخان الابيض نصيباً ان يغسل احزانها . وتأخذ الانسانية طريقها في احتضان الطفولة , وينقذها من الموت الذي ينتظرها , كأن الوطن أصبح المأوى المرعب للطفولة , ويدفعهم أن يكونوا طعماً للموت الازرق. الأطفال لم يتعرفوا على طفولتهم . التي ماتت حين جاءوا الى الحياة  ,  ليكونوا طعماً للمعاناة والموت  . فما عاد العشق يعشق الحياة في هذا الواقع المتوحش , أو هذا الوطن المتوحش  .
في مكانٍ ما
قفز أطفال فوق الطفولة .
في سورية
أيها الوطن :
كيف يداك تستطيعان
أن تغسلا  وجهك كل صباح
وأبناؤك  صاروا أوراق حور في المسافات ؟
ما عدت أعشق
أُعذروني  إن
خلت وسائدكم من حريري ,
في درعا
طعمُ الشرفات مختلفٌ
في عبق المارين بحذر الى الشغب اليومي
يرتدي الحب غلالاتٍ , عناقاً , قُبلاً
الموت الاعتيادي
يبدأ أزرق
ويطوف رمادياً ,        / من قصيدة : ومن الأبيض  تندلع الحياة .
× صوت الموسيقى والمطرب  يصدح بأنغام الحرمان الحزينة في الغربة , رغم صخب المكان . ولكن الاذواق متناقضة فمنهم من اهلكتهم اسفلت الطرقات , ومنهم من هو في فحيح الشهوة والاشتهاء . فمن يكترث الى صوت الشادي الحزين , ومن يكترث بعطر الورود ,  ويطرد الامكنة المزيفة في روائحها . منْ يستطع ان يلبس ثوب الورد والحب , ويطرد آثام الامكنة المزيفة ؟ ويستمع الى انغام الموسيقى , موسيقى الشجن .
لا رائحة للأمكنة المزيفة
سينبتُ حبيبي .
الذي سيكسو جلدي بالورد
أيتها الموسيقى :
أنا من يلقح كل نفس منك ,
كل نغمة كل أنشطارة ,
كل شريان , كل لمسة ,
وأحبو ,
أحبو كأصابع عاشق فوق جسدي
أيتها الموسيقى :
لا رائحة للأمكنة المزيفة
في مدن لا تشبع من ،أنفاسي المبثوثة ,
 لا تدعُ لي وقتاً
لأواصل ارتكاب  آثامي  / من قصيدة : ايتها الموسيقى
×تقدم الشاعرة صورة  الحب في صفحته الجميلة بالتقابل والمقارنة وفي التوازن . في الايحاء والرمز البليغ , في التصوير الفكري المدهش في ثنائية الحب بين طرفين , النهر هو الحبيب , و الأفعوان هو الحبيبة , والنهر بدون الأفعوان يكون جامد وساكن لا يتحرك ولا يفعل , وإنما عنفوان الحبيبة يعطيه اكسير الحياة في الحركة والفعل . ان يطمر الطحالب والاوبئة والنفايات  , ليكون ماءه عذباً في الجريان , أن يتدفق بالروح الانسانية في عنفوانها للحياة والجمال . ولا يمكن للضباب أن ينقشع إلا بالحب .
 
ذلك النهر الهادر المارّ
بالنّفايات والطحالب والأوبئة
يجرفها بالبراكين
يعرف أن المناجم لا تقتل إلا الضعفاء
الذين يُشَيّدون عروشا للسلاطين.
ذلك النهر هو حبيبي تتريّا فروعُه،
وصدرُه، وعنقـُه بالشهوات والحكمة،
هو أنا
حين يكشف عن شَبقه الأزرق،
وجنون جسده الضاجّ بالغوايات
فقط كي ينعش الضباب..      /  من قصيدة : النهر أنت يا حبيبي وأنا الأفعوان
× سيدني : المدينة التي أطلقت جناحي الحرية والجرأة , ان تحلق النوارس في سماء خالية من قناص برع في تكميم الأفواه , لتكون الحياة جافة في قيظها الساخن دون نسائم من الرياحين , لنضع التيجان  على رأس ( سيدني ) رغم ما تحمل من غرائب الامزجة والاهواء , فهي  زاهية في نسائم الحرية والحب , كما هي زاهية في أبراجها العالية  .
نطاف عطور
أبراج تسمق في اختلاج  الرياح
سبائك ليلك نشوان
جيدُ سماء ينحت هوى وصبابة ,
سيدني العفريت المارق الشاعر مزاجي الأهواء 
في أوبرا هاوس
القباب قبعات تنحني أجلالاً وخفرا
لألق بماء  التّولّه  يتدفق .
من فقهوا عزيف الجن يتصايحون :
التيجان لأجلك سيدني
لأجلك سيدني ..... التيجان تتكلّل ! .      / من قصيدة سيدني   
× الكتاب : ديوان شعر : النهر أنت يا حبيبي وأنا الافعوان
× المؤلف : الشاعرة أمان السيد
× الطبع : دار البيان العربي / للطباعة والنشر والتوزيع
× الطبعة الاولى : عام 2021
× عدد الصفحات : 106 صفحة
          جمعة عبدالله


60
شبعنا الى حد التخمة من تصريحات الكاظمي بتوعد المجرمين بالقصاص القاسي
أصبحت ظاهرة الاغتيالات طبيعية وعادية جداً ,  لكثرة حوادثها الإجرامية  المتكررة , والقتلة احراراً لا ينالهم القضاء والمحاسبة , في استغلال ضعف الدولة وهزالة شخصية السيد الكاظمي الضعيفة والمهزوزة . لأنه اختص في براعة متناهية فقط  . في بالتصريحات الاعلامية المزلزلة التي تهز الجبال كالزلزال العنيف , لكنها أصبحت فقاعات هوائية  , تدعو الى السخرية والتهكم والاستهجان , يتوعد  المجرمين وملاحقتهم حتى تقديمهم الى القضاء العراقي لينالوا العقاب الصارم , ليكون عبرة ودراساً للمجرمين الآخرين . وينتهي الامر الى هذا الحد , فلا اعتقال المجرمين ولا محاسبة  ولا زلزال يحدث . رغم أنهم كما يدعي السيد الكاظمي بعد محاولة اغتياله بقصف بيته بالصواريخ الكاتيوشا , وظهر الى الاعلام يتوعد المجرمين , وأنه يعرف اسمائهم    , ويعرف الجهات التي أرسلتهم وجهزتهم بالصواريخ , ويعرف اسماء  المليشيات المتورطة في تسهيل  عملية الاغتيال , وانه لن يسكت عنهم سيطاردهم حتى  يقدمهم الى القضاء لنيل العقاب الصارم , وانه سيطهر  العراق من السلاح المنفلت , والميليشيات المنفلتة  التي تتصور انها فوق القانون والنظام  , و تعبث بالامن والنظام , ولم يفعل أي شيء يذكر وسكت عن عملية الاغتيال وتجرع علقم الصدمة  ,  والمصيبة الاعظم  أنه أطلق سراح الضابط في جهاز مكافحة الارهاب , الذي قام بمسح  آثار الصاروخ الذي لم ينفجر على سطح داره .
لقد كانت الاغتيالات تطال نشطاء الحراك السلمي , أو نشطاء انتفاضة تشرين . ولكن سلسلة حوادث الاغتيالات دخلت في طورٍ جديد ,في اغتيال القيادات الامنية في وزارة الداخلية , الشخصيات الشريفة والنزيهة , والتي تسعى الى مكافحة الارهاب والسلاح المنفلت , وتسعى الى بسط الامن والقانون . وكذلك شخصيات القضاء العراقي النزيهة والتي ترفض الابتزاز على شرف مسؤولية القضاء في مكافحة الجرائم . رجال القضاء المختصين في متابعة المجرمين من تجار التهريب والمخدرات , الذين هم يعملون تحت اشراف المليشيات الولائية التابعة الى ايران . وقد أصبحت تجارة المخدرات تدر اموالاً طائلة , يتقاسمها المليشيات  وايران بالعملة الصعبة , وخاصة ان المنافذ الحدودية الجنوبية تتولى مسؤولتها المليشيات الولائية ,  أصبحت تجارة المخدرات حرة شبه علنية تحت اشراف هذه المليشيات .  وليس غريباً أن تحدث  عمليات الاغتيال في نفس اليوم في محافظة ميسان , الاولى لضابط في وزارة الداخلية يشرف على مكافحة الارهاب والجريمه . والثانية احد القضاة المختص في تجارة المخدرات والتهريب . ولم نسمع سوى التصريحات النارية من السيد الكاظمي سرعان ما تصبح فقاعات تذوب وتختفي . لان المليشيات اختبرت السيد الكاظمي وعرفت علم اليقين ,  بأنه شخصية ضعيفة ومهزوزة , ونجحت في نزع آخر ورقة التوت عن عورته , ويحاول في الفترة الاخيرة  بكل وسيلة ان يرضي المليشيات الولائية ويلبي بما تريد , حتى تقبل به في تجديد ولايته الثانية , وبعد ذهابه الى ايران وتعهد لهم هناك ,  بأنه سيلبي كل ما يطلب اليه من ايران بالتنفيذ السريع , ويحافظ على نفوذ ايران القوي في العراق . وأن  يكون العراق  الصرماية المالية في جيب ايران .
 ان عودة حوادث الاغتيالات الاخيرة  بهذه الحدة المخيفة والمرعبة للجميع  , هو نتيجة الجمود السياسي بعد الانتخابات  , والصراع على المناصب والكراسي , في تقاسم الكعكة العراقية  .....   
والله يستر العراق من الجايات !!
       جمعة عبدالله


61
مأساة الطفل ريان تعري واقعنا العراقي  المزري
ان محنة الطفل المغربي ريان , الذي سقط في البئر وفشلت كل المحاولات لإنقاذه على مدى خمسة ايام كاملة , هزت الضمير والرأي والاعلام  العربي والعالمي لهذه المأساة الانسانية , التي انتهت في انتشاله جثة هامدة , رغم أنه كان في  اليوم الرابع مازال  حيا .هذه المحنة الانسانية كشفت عن  واقعنا البائس والمخيب المأساوي , على الواقع اللانساني  التي تعيشها الطفولة العربية والعراقية على الأخص , في انتهاك حقوق الطفولة المشروعة . هذه الفاجعة المؤلمة  تنزع آخر ورقة التوت عن عورة دعاة الاسلام والدين والفضيلة , التي يجاهرون بها نفاقاً ليلاً ونهاراً , دعاة الضمير والشرف والأخلاق زوراً وبهتاناً ,  من الذين تسلقوا على  الكراسي والمناصب والنفوذ والمال , وهم حفنة لصوص وخرتيت  جاء بهم المحتل الامريكي وسلمهم مفاتيح العراق . ولا يهمهم معاناة الشعب وحرمانه من حق العيش والحياة . وان زمنهم الاسود اللعين هو سلسلة من المآسي والمحن الإنسانية المتكررة بحوادثها التي لا تتوقف يومياً في العراق خاصة , سلسلة من الظلم والحرمان , ولكنهم بارعون في النفاق والدجل باسم الدين والمذهب والطائفة , وهم يرتكبون أفدح الجرائم المروعة بأسمها . فقد حرموا  الناس من الرعاية الطبية والاجتماعية والخدمات الضرورية . وان مثل هذه الحادثة الانسانية المروعة , في الفشل الذريع في إنقاذ الطفل على مدى خمسة أيام  كاملة لا يمكن ان يصدقها العقل السليم , لابد ان تهز الضمير الحي , لابد  بالمطالبة بكشف الحقائق والمسؤولية في الاهمال  , باعتبارها جريمة كبرى بحق الطفولة المهدورة , ولكن واقعنا العربي والعراقي  خاصة . هناك عشرات الحوادث المأساوية التي تنتهي بموت الاطفال بحوادث مأساوية مماثلة . تمر مرور الكرام كأنها ظواهر روتينية وعادية لا تستحق الاهتمام والمتابعة  .
 × فمنهم من يموت في العراء بفعل البرد القارص  والصقيع  والثلج في مخيمات اللاجئين او النازحين داخل الوطن أو على حدود دول الهجرة واللجوء .
×ومنهم من يفتك بهم الامراض والجوع والفقر والعوز  .
× ومنهم من يترك مقاعد المدارس الابتدائية , ليبحثون عن رغيفهم المر في حاويات القمامة .
× ومنهم من يتعرضون من قبل عصابات الجريمة الى الاختطاف لإجبار  ذويهم على دفع الفدية ,
× ومنهم من يقتل بسبب الحقد الطائفي ونعراتها وحروبها  البغيضة .
ومنهم من يموت  على سرير المرض بدون رعاية صحية . يتركونهم تفتك بهم الامراض الخطيرة مثل السرطان وفقر  الدم , لعدم وجود تأمين صحي من دولة العصابات الفاسدة . الذين يسيطرون على خناق السلطة والمواطن , ولا يهمهم لو احترق العراق , او تحول حجراً على حجر في سبيل المنصب والكرسي . والخلاف على الكراسي لهذه العصابات اللصوصية ,  يعني بكل بساطة , ت ؤدي الى  ارتكاب جرائم دموية بالتفجيرات المرعبة أو تساقط صواريخ الكاتيوشا على منازل المواطنين ,
أن مأساة الطفل ريان عادية جداً بما يحدث في العراق المنكوب والجريح  يومياً , بأجرام المليشيات المسلحة الولائية التابعة الى ايران .
 الرحمة والغفران والجنة الى الطفل المغربي المغدور ريان .
والف لعنة من يخون المسؤولية والشرف والضمير .
والف لعنة من يتاجر بالدين والمذهب على حساب خراب البلاد والعباد
     جمعة عبدالله



62

هموم الغربة ومشاكلها في المهجر في رواية ( علاء الدين ) للكاتب  قصي الشيخ عسكر
يتميز الأدب الروائي في المهجر , بمكانة مرموقة في صنوف الأدب , بما يملك من تأثيرات  في الواقع الفعلي والملموس بالمعايشة  , لانه يتناول هموم المهاجرين ومعاناتهم في المجتمع الأوربي الجديد , بما يتميز باختلاف التضاريس والعادات والتقاليد والاختلاف الثقافي , هذه التأثيرات المهمة والحيوية  , تجعل المهاجر في حالة صراع وتنازع , وهو يخوض تجربة صعبة مليئة بالعقبات والمطبات , ساعة دخوله الى مراكز ايواء المهاجرين , أو مراكز استقبال المهاجرين . تبدأ صعوبات التكيف والتأقلم في المجتمع الأوربي  الجديد . وتجارب المهاجرين ومعاناتهم المرهقة وتأثيراتها النفسية نتيجة هذا التأقلم والاندماج في الحياة الجديدة , ينشغل عليها الادب الروائي في المهجر من كل جوانبها وتضاريسها المتنوعة  . والاديب ( قصي الشيخ عسكر ) برز في هذا الجانب أو اللون الروائي بكل اقتدار وبراعة , بما يملك من  خبرة وتجربة طويلة في المهجر بالمعايشة  والتجربة الفعلية . وقد أصدر عدة روايات عن المهجر والغربة والاغتراب  , تتناول بالعمق ودلالات الفكرية البليغة  بهذه الجوانب , ويغوص الى اعماقها ليخرج منها الجوهر والمضمون الدال ,  في حياة المهجر والمهاجر. هذه الخبرة الطويلة كسبته معرفة شاسعة في شؤون الهجرة والمهاجرين , يتناول  الهموم والمعاناة بأسلوب واقعي وموضوعي جاد ورصين  , وفي ابراز المشاعر الداخلية للمهاجر وهو يواجه الصعوبات والمطبات في حياته الجديدة , والحدث السردي له امتدادات في الماضي ويجره  الى الحاضر , ويسلط الضوء على هذه الامتدادات  التي يحملها المهاجر في اعماق صدره , يعني كل مهاجر يحمل مأساة حياتية في داخله , هي التي دفعته أن يختار  طريق الهجرة والرحيل عن الوطن الأم , ليفتش عن الوطن البديل أو المأوى الجديد  . ومن ابرزها الظروف القاسية أو الكبت الاجتماعي والسياسي , من جملتها الارهاب والبطش والتنكيل في وطنه  , او ظروف الحروب العبثية التي تشدد  خناقها في الانتهاكات الصارخة , تؤدي الى اختيار طريق الهجرة والغربة عن الوطن . هذه المعاناة الإنسانية التي يحملها المهاجر في داخله. ومن منطلق هذه المعاناة يسلط الاستاذ ( قصي الشيخ عسكر ) جانباً مهماً وحيوياً في الحدث السردي في رواية ( علاء الدين ) في رسم بناء الشخوص المحورية بكل وضوح ودقة في جوانبها الداخلية والخارجية  , بما يحمل المهاجر من مشاعر واحاسيس داخلية وخارجية , فقد رسم الروائي , شخصيتان بارزتان في الرواية ,  لكل منهما سمات وخصائص وسلوك يختلف عن الآخر , وشخصية ( أحمد بلوط ) في تجربته الجديدة في المهجر ( الدنمارك ) لا تتجاوز ثلاث سنوات , وكل شاغله البحث عن العمل والاستقرار النفسي والروحي , بعدما اضطرت الظروف القاسية في العراق , في التهجير الى أيران ووجد صعوبة الحياة والظروف في ايران  , فاختار طريق الهجرة الى الدنمارك عبر المطار , وهو يتميز بالسلوك الساذج والمنفعل .  وبعد البحث عن العمل , وجد ضالته في مطعم الشاورما الذي يمتلكه المهاجر العراقي القديم ( وضاح المهداوي ) حاز على ثقته في العمل , لكنه وقع في مطبات خطيرة . أثناء وجوده في العمل والعلاقة مع صاحب المطعم  , مع هذه الشخصية المحنكة ( وضاح المهداوي ) السياسي اليساري , الذي هرب من بغداد الى كردستان بعد أيام من انقلاب البعث عام 1963 . خوفاً من السجن والتعذيب وقد يفقد حياته , من ممارسة البطش والتنكيل والإرهاب الدموي , الذي مارسوه الانقلابيون آنذاك . فأرسله حزبه الى ( موسكو ) ولكنه لم يمكث كثيراً في إقامته , وجد  التناقض الصارخ بين ما تعلمه من الأفكار الاشتراكية والمجتمع الاشتراكي , والواقع الفعلي الذي يمشي على الارض   , حيث يقول موجهاً كلامه الى ( احمد ) بما يحمل من مرارة التجربة السياسية  ( كي أزيل عنك اللبس , لابد أن أقول لك أني هربت من بغداد الى كردستان بعد انقلاب شباط بأيام ومن هناك الى موسكو وبعد شهرين من اقامتي في موسكو وجدت النظرية في وادٍ والناس في وادٍ آخر . العراقيون الهاربون معي يستشري فيهم الواسطة والمحسوبية , فعرفت أني كنت مخدوعاً أحببت كارل ماركس ولينين وتحمست , انفعلت ولجأت الى العنف في بغداد ) ص82 . وهذه الشخصية المحنكة بالدهاء والخبث والتحايل  والسلوك النزعات  الشبق الجنسي . فقد مارس الفحشاء والزنى مع زوجة صديقه أو شريكه في المطعم بعدما ترك موسكو واستقر في بولندا . رغم مظهره الخارجي الذي يدعو الى الوداعة والتسامح والبشاشة في هيبته ووقاره , هذا السلوك المتناقض في السلوك والتصرف بين داخل ذاته وخارجه . ولكنه  مسيطر على سلوكه بتحكم واقتدار , رغم انه يتحايل على زوجته ( شارلوته ) بالمحصول المالي , والتحايل على الدولة بالتهرب من دفع الضرائب والغش . عكس شخصية ( أحمد ) في تجربته الخام في الغربة والعلاقات الشخصية . وبدافع من صاحب  المطعم حثه على بناء علاقة حب وزواج من عاملة في المطعم ( دانا ) وبالفعل تكللت هذه العلاقة بالزواج بتشجيع من صاحب مطعم الشاورما ( وضاح المهداوي ) وانجبت له زوجته الطفل ( علاء الدين ) لكن الذي أثار شكوكه وظنونه بخيانة زوجته بعلاقتها المحرمة مع ( وضاح المهداوي ) لان الطفل يشبه تماماً ( وضاح ) , بل صورة طبق الاصل منه  , وبدافع من زوجة صاحب المطعم ( شارلوته ) التي  كانت تنظر الى ( أحمد ) باحتقار واهانة مذلة , وتشير اليه بالتلميح الصريح الى هذه العلاقة المحرمة الخيانة الزوجية التي ترتكبها زوجته ( دانا ) وتجابهه بالحقيقة بكل احتقار وهي توجه كلامها اليه ( أين ذهب وضاح ؟ لحظتها استفزتني من لهجتها القاسية : أنه الآن في الخارج يؤدي طلباً لأحد البيوت . ضحكت بسخرية وتهكم : هل أنت أبله ؟ غبي DOM ) ص11 . استشاط غضباً وحنقاً وترك  المحل وتوجه الى بيته لينتقم من ( وضاح ) وزجته الخائنة , فعندما وصل الى بيته لم يجد ( وضاح ) , اشبع زوجته ركلاً وضرباً وهي تصرخ بصوتٍ عالٍ طالبة النجدة بأن زوجها يروم الى قتلها . وتجمع الناس وجاءت الشرطة ورمته بالسجن بتهمة الاعتداء على زوجته . ولكن بعد يوم اخبره الشرطي بأن زوجته تنازلت عن دعوى الاعتداء , ويمكن ان يخرج من السجن , وعندما خرج وجد ( وضاح ) في استقباله في باب السجن  , واخذه الى احد الاماكن وهناك افشى له بالسر الكامن في داخله, حتى  اخفائه عن زوجته . فقال له بأنه مارس العلاقة الجنسية مع البولندية زوجة صديقه وشريكه في المطعم , وقد أنجبت  من هذه العلاقة ( دانا ) وحينما ترك التونسي زوجته وهي حامل ,  بعدما  انهى دراسته ورجع الى تونس , جلب ( وضاح ) أم ( دانا ) الى الدنمارك طالباً اللجوء عام 1965 . وحينما توفيت أم ( دانا ) تولى رعايتها وحينما كبرت اشغلها معه في المطعم , يعني أن ( دانا ) هي ابنته و (علاء الدين ) حفيده الشرعي , وامام هذا الاعتراف الصريح , تلاشت الشكوك والظنون عن علاقة زوجته وابيها  . وطلب منه الرجوع الى زوجته والبدأ بحياة جديدة خالية من المنغصات .
  جمعة عبدالله

63
منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف في روايتي ( منطق الطير والشيخ يوسف ) للكاتب واثق الجلبي
خصائص الاسلوبية في التجربة الابداعية في فن السرد الروائي المعاصر للكاتب ( واثق الجلبي ), ربما غير مألوف في المنظور السرد الروائي العراقي الحديث  . لانه يحمل سمات  تجربة الابتكار والمغامرة في الصياغة الفنية ( اللغة ومتعلقاتها وتقنياتها الحديثة ) و الغوص الى الاعماق من تجربته المعرفية الواسعة التي يمتلكها  في الثالوث ( الاسطورة . الدين . التراث ) يغوص فيها ويخرج منها بقراءة جديدة خلاقة تتلائم مع مقتنيات الواقع والوجود الحالي . وخاصة في البحث عن اصل العراق من خلال الأسطورة , والبحث عن قصص الانبياء من خلال متعلقات الدين , والغوص في التراث العراقي والعالمي , ويستلهم منصات الاسطورة التراثية الفارسية ( السيمرغ ) وكذلك استلهام الدراما المسرح القديم , لكل مشهد ينتهي  بتراتيل شعرية تضيء بؤرة الجوهر والفكرة في الختام , يجعلها لنهايات  المحطات التسع في مسارين  الحدث السردي , وفي المحطة العاشرة : البداية من جديد   ,  تجربة خلاقة في التحديث  والصياغة  , أن يكون نسق السرد الروائي بمسارين يسيران بشكل متوازيان  . في سخونة المحاججة والجدل من أجل  كسر الشك باليقين واكتساب معالم القناعة واليقين , يضعنا الكاتب ( واثق الجلبي ) في مغامرته الجديدة , في عمقها الفكري و الروحي  والصوفي .  في منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف . هذه جدلية الصراع  القائم , بين الخيبة والأمل , بين الموت والحياة . بين الظلام والنور . بين الشك واليقين , بين الزيف والافتراء والصدق الإيمان . لتسليط الضوء على كامل بانوراما المأزق العراقي الحالي  , الذي يغوص في دهاليز مظلمة لا مخرج منها .  واستلهام التراث المشرق في إنسانيته في الحب والجمال يزرع بذور الأمل للخروج من عنق الزجاجة , ومن هذا المنطلق يستلهم معاني التراث في معالمه المشرقة ( الطير الحكيم أو الحمامة الحكيمة . السيمرغ / الاسطورة الفارسية . الشيخ يوسف يستلهم في عقله النير معاني الدين المشرقة بما فيها القرآن الكريم , لينطلق منها الى المعاني الانسانية النقية بالصفاء الروحي والذهني , بالتقوى والايمان , لان رب العالمين خلق الأديان  والرسل والأنبياء ,  لهداية البشر على طريق الصراط المستقيم ) . ولكن الأمور تدهورت وانحدر الى حافة الهاوية  في الأرض المباركة أصل البشر والانسانية , في عاصمة حمورابي التي كانت تتحكم بعواصم أصقاع العالم , المجد السومري والبابلي والكلداني , أصبح يغوص في الظلمة والتيه , وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي . ان يعبث بالخراب في هذه الارض المباركة . التي كانت منبع النور والجمال والانسانية . ولا ننسى الفضل العظيم لسيدنا ( نوح ) وهو يعتبر ( الاب الثاني للبشر بعد آدم ) بأنه اطلق حمامة من سفينة الانقاذ , ومنذ ذلك الحين يطلق على العراق : ارض السلام . أو  ارض حمامة السلام ,  ومهما حاول ابليس وأحفاده الحاليين , اغتيال حمامة السلام , فأن التاريخ سوف يخلدهم بحروف الخزي والعار , وكما فشل ابوهم هولاكو في اغتيال العراق , حتما هم  سيفشلون  , ربما الزمن خذل العراق وكسر ظهره . لكن الملهم العراقي الجبار ( الطاووس ) اله الطير والجمال والخير , اله الحكمة والاقدام والشجاعة والصمود والتحدي هذا الطاووس العراقي في طلعته البهية ,  أصبح  الملهم نبراساً يضيء طريق الحرية والانعتاق , والخروج من عتمة الظلام , مهما كانت التضحيات الباهظة , ومهما نزفت الدماء بالعنف الدموي فإن الأمل المعقود على اله الطير , الطاووس العراق الملهم  والجبار , الذي غير مسار التاريخ قبل وبعد انتفاضة تشرين العظيمة  بطلها وقائدها عقل  الشيخ يوسف , الشهيد الحي نبراس الأمل على تلاميذه الابطال . هذه عوالم الفكرية والفلسفية في المحطات التسع والمحطة العاشرة هي البداية من جديد , في روايتي ( منطق الطير والشيخ يوسف )  هما روايتان في رواية واحدة . أن مصباح الطاووس سيظل مضيئاً لعقول الناس . فهو شمس العراق , وستشرق عدالة الشمس , لتضع النقاط على الحروف ( أنا للطيور  كالشمس للكواكب . أنا قبلة العارفين الذين رموا كل شيء خلفهم , واقبلوا اليّ , الى حضرتي , يترنمون بأسمي و امنحهم  الثقة الكاملة , وانير لهم طريق الهداية , و أعطيهم مفاتيح الأسرار ) ص16 .والشيخ يوسف الضمير العقل  العراقي النقي والصافي بالتقوى والإيمان في قلبه الأبيض محبة الله والناس . مذهبه ودينه الصدق والزهد والمحبة للخير والجمال ( مذهب الشيخ يوسف حب الله ونقاء القلب , حيث أن القلب هو بيت الله سبحانه وتعالى , لذا وجب على الانسان السكن في  قلبه  وتنقيته من الشوائب وتجنب الأمراض والعفن ) ص20 . هذا الحكيم الملهم يمثل عقل العراقي الزاهي بالمحبة والايمان والاندفاع نحو منصات النور  , هو نبراس الخلاص من الظلام الذي أطبق على عاصمة حمورابي ,  وأرض حمامة السلام : العراق . رغم أن الشيخ يوسف كبقية العراقيين , اصابهم ويصيبهم الظلم والحرمان    , يتجرع مثل بقية الناس :  المآسي والقهر والجوع والفقر , من هذا المنطلق فأن محنة الشيخ يوسف كبيرة , هي محنة العراق الحقيقية  . حينما جلب الاحتلال الامريكي الاقطاعيات الحزبية الفاسدة , التي فتحت شهيتها على نهب البلاد والعباد , وساد الظلام من الكرخ الى الرصافة , الى بقية أجزاء  العراق . بعدما سيطر احفاد هولاكو على العراق وعاصمة حمورابي بغداد. مما زادت معاناة ومحنة الشيخ يوسف اضعافاً واصبحت  لا تحتمل ولا تطاق , فالقى بالعمامة جانباً , وترك الجامع بعد اصبح مرتع العناكب والافاعي  , واصبح مقصده شارع المتنبي كل يوم جمعة . هذا الاعتزال الروحي حينما دخلت على الدين شوائب هجينة حتى وصلت الى بيوت الله وحرفته عن وصايا الخالق  , بعدما كانت الجوامع تملك صدق القلب والإيمان والتقوى  ( يجب أن ترعى بيت الله في نفسك وتوسعه  وتجعله موئلاً للنور , وسُكانه التقوى والمحبة والدعاء للناس بالهداية والصلاح )ص23 . وعبثوا بالدين وحولوا فاكهته الطيبة الى عفن وفتن ونعرات وفساد  , بدلاً من ان تغسل قلوب الناس بالمحبة والإخاء والتعايش مثلما بشر به الرسل والانبياء . وليس جعل منبر الجامع ,  الضحك على عقول الجهلة والاغبياء بالكذب والافتراء والنفاق والدسيسة , ولابد من ذكر الحقيقة المرة , بأن سيدنا ( نوح ) أرتكب خطيئة كبرى ,  أكبر من خطيئة تفاحة آدم  . حين سمح الى أبليس أن يركب سفينة الانقاذ , ألم يلاحظ ذلك ؟ ( : طيب كيف ركب أبليس السفينة وتعلق بالحمار, أما شاهده نوح ؟ ) ص107 . هذه الخطيئة أو الجريمة الكبرى , منذ الازل والى يومنا هذا , يدفع العراق الثمن الباهظ , بنزيف وجريان انهاراً  من الدماء , من شبابه الطموح  الى المستقبل والحياة الكريمة , وهؤلاء أحفاد أبليس ,  الماسكين بزمام الامور والذين يتحكمون في مصير وحياة العراق . عندهم اهدار الدم العراقي الطاهر كشربة ماء , وبسهولة يفتحون الرصاص الحي على صدور الشباب العارية ( الحزن العراقي له مذاق خاص ... أن الدم العراقي أزكى من روائح البخور ) ص104 . وانتفاضة تشرين العظيمة شاهداً حياً على جرائم القتلة من مليشيات هذه الاحزاب الحاكمة  , ولكن شعلة الانتفاضة تظل مضيئة للنور في عاصمة حمورابي بغداد وبقية ساحات المدن العراقية , سينهض أسد بابل من جديد لطرد الذباب الوحشي عن وجه العراق . والشباب الثائر على حق وصواب ( شاهدت شباب العراق وهم ينتفضون على حكم الظالمين , مضت السنين وهي تأكل أجساد العراقيين  , ساحة الوطن زرع فيها قلب آخر للعراق , أنطلقت حمامة بغداد حماسة , كانت المجاميع المتدافعة لنيل الحرية من زمرة خائنة , لا يهمها الموت الساخن ) ص153 . العراق لم ولن يموت طالما يحمل في اعناقه وصية الشيخ يوسف : الشهيد الحي , طالما حمامات بغداد ترفرف على ساحة التحرير والساحات الاخرى , نوارس للحرية , طالما الطاووس المارد العراقي الجبار ينير بالعزيمة والشجاعة  على مواصلة طريق الحرية  مهما كلف الامر   , ان مذبح الحرية صعب ,  ولكن نيل الأمل والطموح من منبر الانتفاضة العظيمة  , انتفاضة شعب .انتفاضة العراق . والف رحمة وغفران الى شهداء العراق الابرار , هم أحياء يضيئون طريق الخلاص للعراق.
           جمعة عبدالله







64
وقفة مع الكتاب النقدي ( الإبداع  والتجديد في روايات زيد الشهيد ) للاديب حميد الحريزي
هذا الكتاب النقدي جاء كأن عملية اقتران وامتزاج في الإبداع  بين الطرفين الناقد والمنقود , في التوافق في الرؤية الفكرية لكلا الطرفين ( الحريزي والشهيد ) ففي جانب النقد في عملية التحليل والتشخيص بالخبرة والكفاءة عمقتها السنين الطويلة للناقد ( حميد الحريزي ) في الدراسات والبحوث النقدية  , أضافة انه متعدد المواهب في الخيال الإبداعي  الملهم ,  في اصناف الادب التي يمارسها في :  القصيدة النثرية والسرد في القصة والرواية . وهو يتوسم الموضوعية في مجهره في التحليل النقدي . ومن جانب الروائي ( زيد الشهيد ) فهو يستلهم اعماق الواقع ويكتشف خفاياه واسراره الظاهرة والباطنة في الحقب والمراحل التاريخية التي تعاقبت على  العراق , في التركيز  على  الإطار الاجتماعي والسياسي ,  في المراحل المظلمة من  تاريخ العراق , منذ زمن الاتراك الى واقعنا الحالي , يعرف من  أين  يستلهم  مصادره الابداعية ,  بوعي وادراك ناضج , ويعرف أين يضعها في المنظور الروائي ويغوص من خلالها   برؤية الفكرية والفلسفية  ثاقبة الدلالة والمعنى والرمز  , ويحاول بجد وموضوعية في  تطوير صياغته الفنية والتعبيرية , في التجديد والتحديث في التقنية  السردية  الحديثة . وهذا ما دللته  رواياته الكثيرة , في تناول قضايا مهمة وملحة في  الواقع الاجتماعي والسياسي, وفي تضاريس الحقب التاريخية المختلفة , وحتى يومنا هذا , ويدرك أن كل مرحلة سياسية تمتلك صبغه ولون خاص بها , رغم أن مشتركات هذه الحقب هي واحدة   .  بسمة نهج  الإرهاب والبطش والحرمان والمظلومية والاستغلال , والروائي ينطلق من مكانية محددة , هي مدينته السماوة . وأصبحت ظاهرة مميزة في تعاطيه المتن  الروائي من هذه  المكانية  المحلية  , بدليل من يريد ان يعرف تاريخ مدينة السماوة , عليه أن يقرأ روايات ( زيد الشهيد ) , يتناول الحدث والمتن الروائي بكل موضوعية , ويتخذ من مدينته كرمز للعراق في الدلالة والمغزى البليغ . ويكتسب موضوعية وجدية في طرح الامور الصعبة والمعقدة في الشؤون الاجتماعية والسياسية في المجتمع العراقي ,  بالعمق كاشفاً ما يحمل في خلفيته من المألوف وغير المألوف   , بدون انحياز في التوجه السياسي الحزبي , وخاصة الناقد في كتابه يذكر ( فأن زيداً لم ينتمِ الى تنظيم سياسي وعلينا أن ندرك حجم الصعوبات التي واجهها ويواجهها كل عراقي في زمن البعث , إن لم يكن منتمياً لحزب السلطة وعلى وجه الخصوص من يعمل في وزارة التربية وفي التعليم لان البعث أراد أن تكون التربية كما القوى الامنية مغلقة للبعث دون منافس ) ص11 . ولكنه يملك رؤية  فكرية وسياسية منحازا بشدة الى الحرية والانعتاق والدفاع عن الفقراء والمحرومين ,  والانسانية المعذبة في العراق ,  وفي كل أصقاع العالم ,  . يتناول هموم وآلام الناس وعذاباته وإذلالهم بالإرهاب والبطش والتنكيل . كسمة لنهج السلطات الاستبدادية في الظلم والعبودية والاستغلال في الماضي والحاضر ولا يتغير نهج الإرهاب والبطش سوى تغيير جلده  حسبما  تتطلب الظروف . ويصب اهتمامه بشكل خاص الى المرأة وما تعانيه من قهر واضطهاد وحرمان اجتماعي ظالم , فهذه الفئة الاجتماعية المظلومة في المجتمع العراقي  ( أهتم زيد الشهيد بهذه الفئة الاجتماعية المهمة في حياة العراق عموماً , وفي حياة المجتمع السماوي ايضاً ..... وقد ركز على معاناة المرأة من التقاليد الاجتماعية المتخلفة في مجتمع ضيق ومغلق , فالعمل محرم والحب محرم والسفور محظور , ناهيك عن النشاط السياسي والاجتماعي . وقد كانت المرأة تغامر كثيراً في خوض تجارب ومحاولات التحرر والخلاص من هذه القيود العنكبوتية التي تلتف عليها , ولكنها في الغالب كانت تبوء بالفشل والقمع والقهر ) ص16 . فكيف الحال عندما تدخل المرأة في  مغامرة العشق , وكما تقول الشاعرة الروسية أخماتوفا ( الحب في الشرق لا يتكلل إلا بالموت قهراً وعسفاً وحرماناً ) ص186 . أن أسلوب الروائي ( للشهيد ) يتجه بكل وضوح في اعتماده على  الواقعية الاجتماعية الانتقادية , فهو يحمل رسالة تنويرية نحو الحرية والانعتاق للمجتمع وللمرأة معاً , لأن المسألة متشابكة , التحرر من قبضات  الظلم والحرمان والعبودية والاستبداد ,  ينعكس مباشرة على وضع المرأة والعكس صحيح جداً . لذلك نجده انحيازه الكلي لقضية المرأة في نظرته الانسانية الشمولية . اضافة الى انحيازه التام الى الفقراء ومظلوميتهم ( أنحيازي للفقراء رؤية إنسانية . أنا دائما ما أشير الى الانسانية المعذبة في كل ًاصقاع العالم ... كل ما أكتبه أعرض معاناة الانسان والتعاطي المنحاز الى جانبه ) ص21 . ومن رواياته الكثيرة الرائعة ,  ومنها رباعية الليل , تتناول ليل ( السماوة ) كرمزية لليل العراق المخيم في ظلامه , وهي توثق جانباً من تاريخ العراق السياسي والاجتماعي في كل أطوار مراحله التاريخية المتعاقبة ,  أو تكشف واقع العراقي المظلم عموماً في تضاريسه المختلفة , بالتركيز على شخصية المرأة وهي شخصية رمزية للعراق منطلقاً من مكانية مدينة السماوة , رغم ان العناوين مغرية ربما تستفز ذهن وعقل القارئ في تسميات الليل في هذه  الرباعية الروائية ( الليل في نعمائه . الليل في بهائه . الليل في نقائه . الليل في عليائه ) وهو يكشف في  رباعيته واقع المرأة المزري والصعب , واقع معبق بالمظلومية في الظاهر والباطن في عذاب المرأة , وهو عذاب العراق نفسه  .  والاسلوبية في المتن الروائي تكون  ( في كل رواياته كان الشهيد ممسكاً بخيوط النسيج الروائي بحرفية فنية عالية , فلم نجد خللاً يمكن أن يؤشر على الحبكة السردية , كانت أغلب رواياته تلتزم بأسلوب الحكي والتسلسل الخيطي للاحداث, من حيث الزمان وتسلسل الأحداث  وهناك بداية ونهاية الرواية  ) ص32 . وهو ينطلق من رؤية في مظلومية المرأة , التي لا تجد لا معين ولا نصير ,  كما هو الحال العراق والعراقي . في  السلطات الديكتاتورية المتعاقبة بكل اشكالها , والاسوأ قاطبة هو زمن الاحتلال الامريكي  في سلب العراق بما يملك من ثروات وخيرات , اضافة الى تمزيق استقلاله وسيادته , فقد انتقل العراق من الحزب الفاشي الواحد , الى حكم المليشيات المسلحة والمتهورة في بطشها وارهابها . واصبح العراقي محاصر ومختنق من كل الجوانب  . كما هو حال المثقف  في سياسة الترهيب والترغيب , اصبحت صفة التهميش للمثقف في أسوأ اشكالها ( رأس المثقف مطلوب في زمن الدكتاتورية ( والديمقراطية ) !!!! ) ص47 . لذلك يعلو صوت الروائي عالياً ومدوياً ( أيها المهمشون  أيها المقهورون ايها الفقراء أيها المفكرون الاحرار أنا معكم أينما كنتم , أنا معكم حتى تحقيق أحلامكم ) ص99 .. هذه رسالة المثقف الواعي والملتزم , حتى يخرج العراق من لياليه  الجاثمة بثقلها عليه  . وليس كما فعل المحتل الامريكي ( أسقطت امريكا النظام الصدامي بقوة السلاح , ولكنها سلمت  قيادته الى شلة من خدمها وعملائها من الفاسدين والجهلة من لبسوا عباءة الدين والقومانية والطائفية ) ص147 . ان اهتمام الاديب الروائي ( زيد الشهيد ) بالمحلية ( السماوة ) لينطلق منها الى عموم العراق , فهذه المحلية تقوده حتماً  الى المستوى الروائي العالمي ( فهو روائي محلي بمستوى عالمي ) ص202 .
× عنوان الكتاب : الإبداع  والتجديد في روايات زيد الشهيد
× نوع الكتاب : دراسات نقدية
× المؤلف : حميد الحريزي
× تصميم وطباعة : رؤى للطباعة والنشر / العراق
× الطبعة الاولى : عام 2021
× عدد الصفحات : 208 صفحة
          جمعة عبدالله 



65

قراءة في كتاب ( أصداء النوارس ) تأملات في زمن الهجرة للكاتب عقيل العبود
يضم الكتاب نصوصاً أدبية متنوعة في أصنافها , تفتح نوافذها لكي تستقرئ الوجود والواقع . من خلال الحكايات والمشاهد الحية بالتجربة الحياتية . تورقت أوراقها  في لغة القصائد النثر ,  أو في المقالات والنصوص الادبية المتنوعة , تمتلك شفافية السرد العميق بالايحاء والمعنى الدال .  بما يغلف الواقع والوجود من عتبات متنوعة : الحياة الموت , الفرح والشقاء . الخوف والتحدي , عذابات ومعاناة الهجرة والاغتراب . مشاعر عميقة متعلقة بالوطن أن يتجاوز المحنة ,  وحمامات الدم التي تكالبت عليه ,  التي ارتكبها الطرف الثالث الملثم , في فتح فوهة النار والموت على صدور شباب أنتفاضة تشرين في العنف الدموي المفرط  . في المشاعر الإنسانية  الغارقة بالحزن والأسى . تتحدث النصوص الأدبية عن فترتين مختلفتين ,  ولكنهما في  نهج وسلوك ورح واحدة لا تختلف , سوى انهما يظهران  في جلد مختلف .  النظام الساقط  والعهد الجديد .  يضعهما   في مجهر التحليل والتشخيص النهج والسلوك والتصرف  , ونتيجة سلوكهما  الطائش  والارعن  ,  فتح باب المنفى والاغتراب عن الوطن , وتحولت الحياة الى سلسلة معاناة في دهاليز مظلمة لا انفراجة في الافق , سوى الظلم وسفك الدماء من فرق الموت لكلا النظامين , وهما يحرثان بأن تكون  الحياة عبارة عن محرقة الجثث في طوابير التوابيت ( بعد أحراق الجثث تتحول التوابيت المعدة لهذا الغرض إلى أغلفة صغيرة بحجم علب كارتونية , يتم تصنيع ما ينتج عنها الى ذرات صغيرة من الرماد ) ص11 .
 × الى هموم واشجان العاشق الصوفي , يحلق في إلهام الحب والوجد , يرسمه بحلة الحكمة والجمال ,مجسدة في  صورة ( العذراء ) كأيقونة إنسانية في ربيع عطر جمالها , التي تزرع المحبة والإخاء بين الناس .
 العذراء ......
صورتها آنية
منها تفوح رائحة العطر
في وقفتها, جمال يسمو ,
وتلك الصلوات بها تتجسد لغة الحكمة ,
فالعفة مع النقاء معادلة ,
والحياء للطهارة رمز,
لذلك تلك الأنفاس  لغة للورد  / ص22
× يتوجه الى مقبرة  الشهداء الذين صنعوا ايقونة الامل , بصدورهم العارية ,  وهي تتلقى رصاص  القناص الملثم . لكن مواكب الشهداء لم يتوقف , والقناص المجرم لم يتوقف ايضاً  في إهدار حياة الشباب في عمر الزهور والربيع .  والحياة لابد  أن تخرج الى النور والجمال   ( - هي نفسها صور التوابيت وقوافل الموتى , ونحن كأنما نعيش من أجل ذكراهم , الذين يتساقطون كل يوم تباعاً .
ثم أردف متسائلاً بعد صمت عميق :
- كيف لنا أن نصنع أيقونة الحياة ؟ ) ص41
× انتفاضة تشرين العظيمة  وساحات الحرية التي امتلئت في ساحات  المدن العراقية  . رغم رصاص الحي الغزير  , فأنها لا تهاب الموت من أجل الحرية والوطن . فهم نوارس الحرية تغرد بالامل الموعود , فهم قنديل يضيئون ظلام الوطن , لكي يورق الامل , يمزقون أملاءات العسكر , ويكتبون أسماءهم  بحبر دمائهم ,  ومن كبريائهم ينهضون من الموت .
عندما يدفن رسمي ,
تحت بساط الأرض أسمي ,
مثل نخلة ينحني ,
لعلها رائحة الورد ,
يستنشق عطرها ,
ذلك الصمت ,
الذي من كبريائه ينهض الموت  / ص77 .
× وعن فترة السبعينيات ذلك الماضي البغيض . في النظام الطاغي في البطش والتنكيل , في حكايات الخوف والرعب , في حكايات الإرهاب الفكري ,  واغتيال المثقفين والكتاب الذين لا ينصاعون في ديباجة  مقالات وقصائد  المجد والتعظيم للمقبور ( القائد الضرورة ) فكان كالاخطبوط في الرقابة الصارمة ( لذلك الاخطبوط صار يلاحق أصواتهم , يستفزها الواحد تلو الآخر . الزعيم مازال محتفظاً بروعة كبريائه , الثورة , قصائد أتيح لها أن تدلي خبراً أختص بموت عاشقها ) ص133 . 
× عن كوفيد 19 وباء كورونا , هذا الوحش الذي هجم على العالم  وجعله يخاف الموت والهلع , ليغير مسار الحياة الى الاسوأ , لكن يبقى التحدي مصير الحياة للخروج من هذا الغول المشؤوم ( لقد تجسد حقاً ذلك الهلع في محيط هذا الدوي الصاخب في الحركة , متماسكاًمع لغته الشؤوم .
ترى هل هي أسطورة الموت هذه التي تعيش قائمة في يقيننا المفعم بالحياة ؟ أم هي سلطة نفوسنا , التي تسعى لأن تقتحم سطوة التحدي ؟ ) ص 139 .
× الكتاب : أصداء النوارس /  تأملات في زمن الهجرة
× المؤلف : عقيل العبود
× الطبعة الاولى : عام 2021
× دار النشر : تموز/  ديموزي . طباعة . نشر . توزيع / دمشق
عدد الصفحات : 144 صفحة
   جمعة عبدالله



66
محنة الانسان والوجود في رواية ( المعلون المقدس ) للكاتب محمد إقبال حرب
النص الروائي يشكل مغامرة غير مألوفة في المتن الروائي , في منظومته الشاسعة الأبعاد في الرؤية الفكرية والفلسفية  المطروحة في التناول النص  , و المصاغة في إيقاظ مشاعر  الذهن بالتفكير  والتأمل في طرح الاسئلة الملتهبة , التي   تناقش وتحاجج وتجادل  وتحاكم قضايا ملحة احتلت عناوين الوجود وأعمدته  القائمة في عناوينها البارزة وهي :   الأسطورة الدينية ومنطلقاتها , ومدى قابليتها  للواقع والعقل والمنطق , يضعها على مشرحة المحاججة والجدل .  مسائل الخير والشر والصراع الجدلي القائم بينهما , و حين يتغلب الشر على الخير ويصرعه . أو أنهما في ميزان الواقع اللامعقول بالفانتازيا , ان يتساويان في المعايير والقيم والاخلاق , يناقش مسألة الحكمة والسلطة والعدالة , التي هي من صنع البشر  , وحين يكون  هذا الثالوث في قبضة المقدس المدنس والملعون , ومسألة ارتباطهم مع الرعية  الخاضعة لسلطتهم , لا تملك الحول والقوة سوى الخنوع  والخضوع , حين تفسد المبادئ ولاخلاق والشرف والضمير في المجتمع , من أطراف عمدة الحكم والنفوذ الرئيسية . وهي :  الحاكم ورجال السياسة ورجال الدين يغلفهم ثوب الفساد , حين يطفو على السطح بقذارتهم  الساقطة  والمنحطة , في  الصراع القائم . فاذا فسدت الارض واهلها , فأن السماء لم تفسد عدالتها يوم الحساب الآتي , في  يوم البعث في الحساب  و العقاب  والقصاص , يوم الرحمة والقسوة ما اقترفت الذات وما جنت . واذا كان  ناموس الارض وشريعته عمياء  ,  أو انحرفت  الى اللامعقول والفنتازيا  الغرائبية , فأن يوم الحساب يكون  بالمرصاد . اذا كانوا اهل الارض يعانون المحنة الوجودية في عالم غرائبي في فانتازيا ,  بتلوث العقل بالشوائب والخطايا والذنوب , إذا كان الوجود متلوثاً بالاخلاق والمفاسد المنحطة , فإن الامور لا تغيب عن عدالة السماء ويوم الحساب . تطرح هذه القضايا الملتهبة في المتن الروائي ,  في اطار الفنتازية التي تجمع الواقع والخيال في لغة السرد  . طالما ان سمة الواقع والوجود مغلف بالفنتازيا الغرائبية واللامعقول . ان ما يطرحه  النص الروائي من رؤية فكرية وفلسفية تناقش وتحاجج وتحاكم منصات اللامعقولة التي جرفت الواقع والوجود إليها  . تطرح  مسألة الصراع وجدلية المفاهيم , التي تحتل العقل وتقوده الى المتاهات والضبابية , في تلمس ماهية الملعون حين يتلبس القدسية. وتختلط الأمور والمعايير  بين الملعون والمقدس  ,وان شخصية ( عرقول ) الحاج الكريم الذي يحرص على أداء فرائض الحج والدين  . يمثل شخصية في أطار  المقدس المدنس في سيرته الحياتية والذاتية  , الملطخة بالكذب والنفاق والزيف والأخلاق المنحطة في سلوكها الشائن , , التي أصبحت الفحشاء والزنا المحرم واللواط  والاجرام من   سجاياها ,  بالضمير والشرف والعفة  في السلوك والتصرف  ,  ايضاً أن شخصية ( عرقول ) هي صورة مصغرة لصورة مكبرة  , لكل حاكم ورجال السياسة والدين الفاسدين  . يأخذنا الحدث السردي الى يوم الحساب والبعث , ويقف ( عرقول ) في قفص الإتهام  ليعترف بسيرته الذاتية المنحطة   . فنعرف التفاصيل الدقيقة لهذه الشخصية بما اقترفت  من أقواله  عن نفسه ( لا أدري كم الاطفال من بنات وصبيان الذين كنت اعتدي عليهم , هل هو من أولئك الأطفال ؟ ) ص25 ويضيف في افادته ( لابد ان الله يعاقبني على شيء فعلته ؟ وهل هناك شيء لم أفعله ؟ بدأت حياتي بعقوق والدي , وسرقة أموال زوجتي , نعم زوجتي , انها زوجة  الناشز بلا شك , لابد أنها استأجرت هذا المعتوه لتنتقم مني , فهي تعلم بأنني خنتها مع صديقاتها وسامحتني عدة مرات حتى ضبطتني مع أختها , فآثرت السكوت على الفضيحة وهربت مع عشيقها دون أن تأخذ مني قرشاً ) ص25 . هذه الشريحة التي تربت على مستنقعات الضحلة  بالأخلاق القذرة , لا تعرف معنى العفة والضمير والشرف . نتعرف على الحاج الكريم ( عرقول ) من خلال اعترافاته يوم الحساب والقصاص , بأنه هاجر من بلاده ثلاثين عاماً وعاد صفر اليدين . نعرف بأنه اصبح من اصحاب المال والغنى , لكنه وقع في مكيدة خبيثة  من صديقه ( سمير ) دفعه الى الافلاس  وهرب مع زوجته , واصبح مديوناً بالمال لكل من يعرفه  , فهو السكير المدمن الذي لا يشبع , والزوج الذي لا ينفع . فزوجته هربت مع عشيقها ( سمير ) , فأصبح الكذب والنفاق والتحايل والفساد خصال سمات  اخلاقه ,  ليعوض نقصه الداخلي . هذه الشخصية  هي نتاج الواقع اللامعقول , فقد أغتصب ابنته , ومارس  اللواط منذ الطفولة حين فضوا مؤخرته مقابل الحلوى , فتربى على الرذيلة والفحشاء والمحارم الزنى والاجرام , تعلم كيف يصطاد الغلمان من الجنسين ليماس الفحشاء والمنكر معهم  . اغتصب شقيقته العذراء  ( زينب ) وهي اقل من ستة عشر عاماً  ( أتذكر يوم اغتصبتها على سرير والديك . أفتضيت بكارتها وأخبرتها بأنك ستفضحها لو أخبرت أحداً , ألم تقل لها أنك ستقول لجميع أصحابك عن سر جاذبيتها , وأنك تتحدى أياً منهم أن يرى ثدييها ولا يغتصبها ) ص49 , ( عرقول ) الحاج الكريم القاتل ,   الذي قتل من اغتصبه ليرد الثأر  لشرفة المنخور . هذا المتلبس بالدين يحمل روحية الراهب والشيطان معاً , ولكن هذا الاخير يتغلب على الاول ويصرعه , لتبقى روحه ملكاً للشيطان وحده لا شريكاً له  . وما شخصيته المنخورة في شرفها وأخلاقها وسلوكها . تعيش في دوامة الكذب والدجل ( أيها الكاذب أنا لم أجبرك , أنت اخترت , أنت تغتصب أي أنثى بل أن تنكح أية مؤخرة حتى لو كانت لخنزيرة , لماذا لم ترفض ؟ أنت الانسان القذر الذي يفعل أي شيء من أجل أنانيته , لم تكن لتنظر في صون عرض الناس , لم تكن لتكبت جماح غزيرتك حتى في أرذل عمرك وخلال مصيبتك هذه ,  لقد آليت أن تهدر شرف وكبرياء اي فتاة , بل ان تفقد عذريتها لتفوز بحياتك النتنة دون ان تذكر بأن لك عرضاً تريد من الناس صونه , ها قد فزت وهذا الباب يفتح لتخرج مع أبنتك الى ظلام الدنيا مطأطئاً رأسك أمام ابنتك لم تنتهِ عن الموبقات التي مارستها مع بقرة سعيد يوم كنت تنكحها في الزريبة ) ص50 . فقد هدم حياة شقيقته ( زينب ) أغتصبها على فراش والديه , وجعل حياتها تعيش في الجحيم حتى انتحرت خوفاً من كشف  الفضيحة والعار  , اغتصبها بضمير ميت بمحارم الزنى  وكما فعل مع أبنته  (  هل سمعت عن أب يعتدي على شرف أبنته , ثم يتوب ثم يعاود الكرة دون معيار أخلاقي ؟ ) ص52 . ولكن يبرر افعاله المنحطة دون اخلاق وشرف , بأنه شيء صغير لا يقاس بالمقارنة  بفداحة الافعال الشنيعة والأخلاق المنحطة لكل حاكم فاسد , ولكل سياسي يتاجر بالعهرالسياسي  , ولكل رجل دين امتلكه الشيطان  من ( رجال السياسة والأعمال في ابراجهم , عن رجال الدين في صوامعهم , عن رذائل الأزواج والزوجات والعهر المتشفي , صدقني مع كل مساوئي أنا ملاك مقارنة بهم  , على الأقل ضحاياي  قلة وضحاياهم مجتمع , سرقت بعض المال , سرقوا شعوباً كاملة ) ص75 . .  ومن البديهي في المجتمع الديستوبيا  أن الخير والشر في معيار واحد متساوياً  , ربما على الأرجح أن الشر يحطم  الخير ويصرعه , وما ( عرقول ) إلا من هذه الحفنة الرذيلة التي تنخر المجتمع باخلاق الفساد والمحارم . لأنه يحمل في عقليته الحقد والكراهية والعدوانية , والأخلاق المنحطة التي تربى عليها منذ الطفولة . ولكن كيف تقبل الالهة لهؤلاء ان يكونوا على رأس  هرم الواقع والوجود ؟ , وما هم إلا لوثة قذرة بالدنس في فساد المجتمع وتخريبه ,   حتى لو كانوا يحملون راية   المقدس  ؟ ,  ولكن السؤال الكبير : هل هذه نهاية المطاف للواقع والوجود . ألم توجد قيم ومبادئ وأخلاق حسنة ؟ , ألم توجد عقليات غير ملوثة بالدنس والمحارم ؟ . نعم توجد افكار وعقليات نيرة تسمو بصفات الحميدة وترشد الناس الى الطريق الصواب  ( بالمعنى المجازي نعم . هناك آلاف الافكار التي تسمو بالبشر نحو الطريق الصواب , لكن أحداً منكم لا يرى أحداً ) ص151 . 
× الكتاب : رواية الملعون المقدس
× الكاتب : محمد إقبال حرب
 × سنة الاصدار : عام 2021
× عدد الصفحات : 177 صفحة
× اصدار : دار النهضة العربية بيروت / لبنان
      جمعة عبدالله


67
قراءة في المتحور الأدبي الجديد في المجموعة القصصية ( جني الأكفان ) للكاتب واثق الجلبي
يتميز الأديب في جدية السعي في  البحث والتجريب  في منصات أجناس الأدب ( الشعر والسرد ) لخلق شكل جديد من رحم  أجناسها   , هذه المحاولات التجريبية يحاول أن يوظفها , ليخوض في  تداعيات الواقع ومكوناته حتى يدخل  في عمقها وخلفيتها , ليصوغ منها شكل  إبداعي  حديث  وخلاق في ابتكاراته في الصياغة والتعبير   , والاديب ( واثق الجلبي ) يمتلك براعة التمرد على أصناف وأجناس الأدب التقليدية , كما هو يتمرد على مفردات الواقع الضبابية , التي لا تملك رؤية ومنطق معقول وسليم  , يمتلك القدرة والامكانية في خلق الإبداع  المتجدد في الصياغات الفنية الحديثة في الشكل الفني  الحديث , ليضعه على مشرحة خياله وافكاره ورؤيته التعبيرية والفلسفية , في براعة المحاججة الجدلية ودوامتها الدراماتيكية ,  بأسئلته  الساخنة والملتهبة التي  تستلهم عتبات الواقع ومفرداته المحسوسة واللامحسوسة , في عمق إنتاج خميرة الواقع   بما يفرزه الحس الشعوري الذاتي والعام  , على واقع تتحكم به الصراعات والتناقضات والتجاذبات شتى  . لقد  خرجت النصوص القصصية من رحم الصياغة التجريبية الحديثة في محاولاته , في خلق وليد إبداعي  حديث . في مزج  اجناس الادب ( الشعر / السرد ) مع بعضها  ليخرج منهما تجنيس واحد خلاق في ابتكاراته , هذا المتحور الادبي , يستلهم روح الواقع ومدياته  ,  التي تسير بلا رؤية  ولا ضفاف . ليضفي عليه ايحاء رمزي بليغ  في دلالاته,في الاتجاه السريالية الرمزية ,  وفي اسئلته الساخنة والملتهبة  , من خلالها يكتشف   عمق الأشياء في صراعاتها الجدلية . ان هذا الاكتشاف الإبداعي الجديد يعطي مساحات واسعة للأسئلة  جدل المحاججة  , حتى تثير أحاسيس  القارئ بالتفكير والتأمل . ان الاديب ( واثق الجلبي ) يضرب على الوتر الحساس لمديات الواقع القائم , على الإيقاع الرنان في الصوت والصدى . والنصوص القصصية القصيرة في المجموعة ( جني الاكفان ) تضم حوالي 117 نصاً قصصياً قصيراً . يعطي أهمية فائقة لعناوين النصوص لكل نص  , وتعتبر هذه  العناوين إشارات دالة  في الإيحاء البليغ  في المعنى العميق , او  أنها تعطي المسار الضوئي للنص أو اللوحة التعبيرية  , أو هي  بمثابة تعريف النص  , وخلاصة القول هذا الوليد الإبداعي  الخلاق في التجنيس الواحد , يعطي أهمية للخلق الابداع وأفكاره المطروحة  , التي تتخذ من ضفاف السريالية  الرمزية ضفافاً للتعبير , بشكل  موضوعي ,  وليس بشكل تهويمات  خيالية .
            ×× بعض الشذرات من النصوص القصصية :
 × النص : من هو ؟
في خضم الاسئلة الساخنة والصاخبة , تدل على حالة الاضطراب والارتباك المتناقض في خضم الصراع المتلاطم في الأضداد (   من هو ؟ من أنا ؟ من أنت ؟ عقلٌ وروحٌ وجسد ، نفس وضمير وقلب ، ذاكرة وخوف وأمل ، رغبة واشتهاء وفوضى ، ضحك وبكاء وخوف ، نارٌ وماء وترابٌ ، وهواء ، نورٌ وعتمة ، مالحٌ وعذبٌ وأجاج ، كل ذلك وأكثر في كائن واحد فما أعظم من جمع تلك الأضداد وسارت بها الأقدام .)
× النص : نبي كاذب
يتزاحم على الواقع أنبياء الزور والكذب والنفاق , لا نعرف ماهيتهم  ولا اصلهم ,  سوى أفواههم تقذف بحمم  شظايا الحرائق والنيران التي  تسقط على الرؤوس . هؤلاء الحمقى يخيطون افكارهم على ظهر سلحفاة عاهرة (
لم يعرف نفسه إلا نبيا كاذبا يخيط أفكار الحمقى على ظهر سلحفاة عاهرة ، أين حكمةُ العيش فيما يفعل ؟ الأشجار أكثر فائدة من الغبش المطحون بسرمدية ابتلاع النوافذ ، لم تحرك ذاتهُ ساكنا كأنه يُقبّل أنفه بمؤخرة دبورٍ مات في العصر الأول من تاريخ الغيب ، سجّل منتهى رغبته وعقد ما أراد فوق شباكٍ من خشبٍ آسن وبعد أربعين كذبة ظن أنه ركب السفينة وإذا به يرقد تحت رحمة مقص .)
× النص : عبثية مجون
مسخته الاعوام ورمته في جوف  قط يتيم , ولم يعد يتشوق الى الحياة والوجود , فقد اصبحت ثقيلة عليه ,  لا ينزف منها سوى القيح والارهاق والمتاعب  , فلم تعد الاستغاثة تجدي نفعاً (    جفتهُ السنين ، ورمتهُ في جوفِ قطٍ يتيم ، لم يعلم مدى شوق نجمةٍ للوجود ، شرابهُ نتوءُ ظلٍ لا تعرفهُ الأقداح ، أراد أن يتكلم لكنهُ أخفق من جديد ، لا يُريدُ بوح معزى ولا يبتغي وصلَ ناشزِ الرياح ، كفتهُ أحاسيس الخوف من المحاولة ، ظِلهُ يسقط عليهِ دائما كما كان ، لم يشعر بثقلٍ أكبر منه ، أحاطهُ كالمستغيث ففرّ منهُ أسرعُ من بكاء قلم ، مزاميرهُ وجوهٌ العدم ولسانهُ أقصرُ من حبة حنطة مخلوطة القشور ، أيُ نجوى تقترب من حدود هذا الأليم ؟)
× النص : جني الأكفان
اختلطت أشياء الحياة والواقع في مساراته الشاحبة بالخيبة والفوضى السريالية , ولكن أين يهرب وما وسيلة الهروب ؟ , هل يلاحقه الجني حتى المقبرة ليسرق  الكفن ؟, وماذا يفعل الجني بالكفن ؟  , وهل يحتاج الموتى الى كفن ؟ اسئلة تصرخ , لكن لا حياة لمن تنادي (
هل يسرقُ الجنيُّ الكفن ؟ متى يكون ذلك ؟ وأين تلك المقبرة ؟ ولماذا يفعل هذا  ؟ وهل يجوز؟ كيف يلفُ الكفن فكرة النهوض إلى حجٍ فكريٍ ممتقع بالاستلاب ؟ ماذا سيفعل الجني بذلك الكفن الطريّ ؟ هل يقرأ عليه تعازيم القيامة ؟ أين كان ثم ظهر فجأة ؟ هل لهُ وجود ؟ الكفنُ قماطُ البالغين ، القماط يمنع الأطفال من الحركة ، فما نفعُ الكفن ؟ هل يمنع الموتى من التفكير ؟ يدخل الجنيُّ ما بين الكفن والجلد قيمةَ ثانيةٍ من مكانٍ مبعثر العوالم ، لعلهُ يبحثُ عن الانتشاء الذي يسكن في مخ الموتى وربما يبحثُ في جمجمتهم عن فكرة لم يطلقوها بعد ، جنيُّ الأكفان ليس لهُ عشيرة ولا أهل ولا يمتلكُ إلفا ولا أحدا يهمسُ له بخطأ ما يفعل فعاش جنيا لكنهُ لم يمُتْ كفنا .)
× النص : أحاجي الفوضى .
فتش عن قيمته فلم  يجد سوى التعاسة تلاحقه ,  التي تحصر قلبه بالحسرة والحزن , قلبه يشفق عليه , تيقن بأنه زائل عما قريب , فلم يستطع يقرأ من الكلمات سوى أحاجي الفوضى (   فقسّتْ غيمته وتناهتْ إلى أسماع قلبهُ شفته فتقلبتْ أفكارهُ واشتدتْ لضياع صمتهِ حسراته ، لكنهُ أيقن أن ما ألمّ به زائل وأنه عمّا قريب بكُلهِ راحل ، رفع رأسهُ وقد انتهى من سكبِ هذه الكلمات التي امتعض من صياغتها وحسبها مولودا مشوها لكنه أثبتها في دفتره ليستطيع أن يرجع إلى الأمس وهو يقرأ أحاجي الفوضى ، وتساءل : هل يكتب ما يفكرُ بهِ غيره)
   جمعة عبدالله




68
حزن الغربة في المجموعة الشعرية ( لا أحد يعرف أسمي ) للشاعر خالد الحلي

يمتلك الشاعر تجربة غنية وخبرة  طويلة  في الصياغة الشعرية العميقة في الإيحاء البليغ في المعنى والمضمون .     يمتلك   اسلوبية شعرية مقتدرة في  حروفها  تثير معاني الشجن  والحزن والمعاناة في الغربة . وكذلك العسف داخل الوطن , في زعانف الاهمال والتجاهل والحرمان , اما في الوطن الغريب أو البديل فأنه رقم مجهول لا يعرفه أحداً , ولا يهتم  بأسمه أحداً . هذه المعاناة التي  يحملها المغترب حين يحط رحاله في  الوطن البديل . يكون كالأوراق  مبعثرة وتائهة في عالم المنفى . مما يخلق تجربة ذاتية  قاسية في وطن المهجر , والشاعر يتكلم عن تجربته الحياتية في وطن الكنغر ( أستراليا  )  يرتب ابجدية حروف القصائد من نبض إحساسه العميق ,  الذي يعزف على  اوتار الحزن . في قصائد  مجموعته الشعرية ( لا أحد يعرف أسمي / مترجمة من الأستاذ  المترجم رغيد النحاس . وجاءت نصوص بشكل القصائد بالعربي ومترجمة الى اللغة الانكليزية ) من خلالها يشعر القارئ باحساسها العميق التي تثير الاشجان الموجعة, لجفاف الحياة في المنفى , كما هي كانت جفافة  بقسوتها في الوطن الأم .  وأينما رحل في ارض الله الواسعة . الحزن يجري في عروقه.  ان القصائد تحمل جمالية شعرية , لكن خلفيتها  تحمل حزناً عميقاً يضرب في أعماق  وجدان الذات والعام  , ليس لأنه يقف متفرجاً من فوق التل على جفاف المعاناة , وإنما هو في صلب نيرانها في قطار العمر الذي يركض ويلهث وراء  المحطات بالسنوات العجاف القاسية , لا  ينتظر شيئاً, أو هو الانتظار اللانتظار , لم يتوقع تبزغ كوة  ضوء في عتمة الانتظار , بهذا الشكل تأتي  النصوص الشعرية  في نوتات ايقاعية في موسيقى الحزن . والشاعر برز منذ أوائل السبعينات القرن الماضي  في الشعر والصحافة . وذاق طعم الغربة من التعسف والحرمان في محطات سنوات عمره , وأصدر مجموعته الشعرية الاولى ( مدن غائمة ) عام 1988 في الرباط / المغرب . وهذه المجموعة الشعرية ( لا أحد يعرف أسمي ) اصدرها في موطنه البديل ( أستراليا ) تحتوي قصائد من عام 1988 الى عام 2018 .
                    ×× شذرات من قصائد المجموعة الشعرية :
× هذا الحزن العراقي المتوارث من جيلٍ الى جيل , ولا يستطيع أن يتركنا بحالنا , فقد أصبح  قدرنا الابدي .
لِمَ لا تتركنا ؟
أيها الحزنُ العراقي الطويلْ
أيها الحزنُ الذي يمتدُّ من جيلٍ لجيلْ
لِمَ لا تتركنا ؟
لمَ لا تتركنا ؟
× الايام والاحداث تتزاحم في ارهاقها ومتاعبها , بين كرٍ وفر , بين مدٍ وجزر , لا تحمل سوى النوائب والنحيب والاسى . في وطنٍ تسرق فيه حتى أحلام الاطفال بصمت وسكوت مريب .
خارطةُ الايامِ سنينٌ مبهمةٌ
ترهقني في كرٍ  أو فرْ
تغرق أفراحي في مدِّ أو جزرْ
أيامي تعدو ذاهلةً
قد ترتد بها الساعات  ولا ترتدّْ
قد يأتي بعد الجزر المدُّ ......
وقد يرتدُّ ..... ولا يمتدّْ
تشرب دمع لساني أيامٌ خرساءْ
وترادٌ شطآن عيوني أشرعةٌ عمياءْ
ترسو ظمأى فوق دموعٍ بلهاءْ
أحلامي شرفات مشرعةٌ
× تبقى هواجس الوطن وحنينة تورق في وجدانه في عبق الذكريات ذكريات مدينته ( بابل ) . و يتمنى ويحلم أن ياخذه برج ( ايفل ) في باريس حينما يصعد على قمته, أن يرحل به الى  الوطن, ويأخذه إلى بابل , اثوابه المتبقية تبكيه, حتى يبكي على ايامه وسنينه في وطن الحزن .
أيفل يرقي بي , وأنا اهتزُ الى الاعلى
وكنتُ الاحلى
والكلُّ هباءْ
ليتكَ كنت تقبلني ...
وأنا أهتزُ بقلبي ,
ويسافرُ بي أيفل نحو صعودٍ أجهلهُ
ليتكَ كنت تلامس شعري
وأنا أرحلُ فوق مياه السينْ"
يأخذني الحزنُ الى وطني
في بابل أثوابي تبكيني
وأنا أبكي أيامي وسنيني.
× العراق يتأرجح بين الرماد والجمر , ولا تنطفي جمرات  نيرانه , تتساقط عليه من كل جانب وصوب . لا يعرف كيف  تسلط عليه  كل ساقط وغدار , وأصبح مثل الاعمى يتوضأ بالظلام والأسرار ,  تتزاحم في  كوابيس الظلام التي تسرق الاحلام والأعوام , لذلك لابد أن نخلق أو نرسم اماكن اعذب في أزمنة الحب الارحب  , ولكن كيف ؟
بين رمادي  ورمادك  جمرٌ لا يهدأ :
جمرُ عراقٍ يتأرجح  بالنارْ
جمرٌ لا يعرف كيف تَسلطَ  فينا الساقطُ والغدارْ
جمرٌ يتوضأ بظلام أعمى يغرق في  الاسرار
والصوت يتيمْ
فلنرسم يا سيدتي أمكنةً  أعذبْ ..
فلنستنبط أزمنة أرحبْ
لكن كيفْ ؟
صامتة أنتِ , وأيدينا تورق أحلاماً
وتسابق أياماً حيرى
تتذكر أياماً أخرى
وتلكَ  الأيامْ  .....
تلك الايامُ  تموتُ  وتحيا .
× يحاول المغترب في الوطن البديل ان يكون مسالماً ,  جاء ليس كعدو  ولا مخاتلاً , وانما جاء من ضحية الزمن المقتول من الجلد الى اللحم  ,  فلا داعي للريبة والشك والظنون عن أسمه .. فلا داعي للسؤال . من أنتَ ؟ ومن أين  جئت ؟ جاء  يجرب حظه وقدره في الوطن البديل , بعدما أصبح العراقي يقفز كالكنغر امتاراً خلف امتاراً وتركض خلفه  المعاناة  والحزن .
 لا تغضبْ ... فأنا أكره أن يغضبَ مني أحدٌ
إني لستُ عدواً
وأنا لستُ مخاتلْ
أني أقفزُ  مختصراً أمتاراً
لكني لا أجري مختزلاً أعماراً .
أني الزمن المقتولُ
ولستُ الزمن القاتلْ

       جمعة عبدالله



69

  من أقوال  الحكيم الحافي :  المجموعة الشعرية للأديب حميد الحريزي . تضع الأمور في نصابها الصحيح
يمتلك الاديب ( حميد الحريزي ) عدة مواهب في التعاطي مع مختلف  الاجناس الأدبية ,  ودائم  النشاط والمثابرة الحثيثة , في اظهار قدرته الابداعية والفكرية التي ترتكز على منهج سياسي واضح في الرؤية والتعبير الدال . ويطرح أفكاره  بكل شجاعة وجرأة في المكاشفة الصريحة في التناول والطرح , وفي منهجية أدبية بالغة الدقة   في التعبير في النص الادبي , ان يكون نصاً مفتوحاً يتفاعل بين الكاتب والقارئ أو المتلقي , في حوار صريح في المحاججة والتفكير وشحن الذهن في التأمل والتمعن في البنية الفكرية للنص , ان يتفاعل في الوعي والتثقيف في مكنونية النص الادبي ( الشعر / السرد ) في اسلوبه  الواقعي خامته من موجودات الواقع بدون تزلف وتكلف وتجميل , اي أنه يبتغي الصراحة في الكشف ,   التي تحمل دلالات عميقة في المعنى والايحاء والرمز , في جمالية شحنات التفاعل المتبادل بين النص والقارئ , بعرض مرآة الواقع بكل عتبات زجاجها المتصدع  في منصاته اشكالها , التي تحرث  في التباين والتناقض , في المتغيرات المتحولة والمتقلبة . وهذا ما سعى اليه في مجموعته الشعرية ( من اقوال الحكيم الحافي / نصوص عراقكو ) نصوص شعرية غير مألوفة في  الطرح والتناول . في محاولاته التجريبية في مختبره الادبي والفكري . في تجربته الجدية في صياغة شعر الومضة أو القصيدة القصيرة أو القصيدة المركزة , التي تقترب من ضفاف شعر الهايكو , ولكن في اسلوبية مختلفة في الصياغة ورسم اللوحة الشعرية ,  يحملها افكاره السياسية والفكرية في التعبير . تبدأ كل النصوص الشعرية بمفردة واحدة ( لأنه / لأنها ) وينتهي في تعريف مدلول النص الشعري البليغ ,  في تجربته الجديدة بدلاً من ان يضع تعريف مدلول المفردة التعبيرية في المقدمة , يضعها في النهاية أو في الختام , في مدلولها العام والحسي والشعوري , وهي من مفردات صلب الواقع القائم  ,  في كل منطلقاته السياسية والفكرية والاجتماعية . في ذائقة الانزياح الشعري , الذي يستمد من موروثات التراث الثوري ورموزه البارزة والمعروفة على نطاق واسع , القديم والحديث . في المعنى العميق في خيبات الواقع الفعلي ,  الذي يحرث في التباين الطبقي العميق والشاسع في الشرخ الاجتماعي  . وكذلك في سلوكية الشيطنة بأسم الدين والعادات  الاجتماعية الموروثة , بأن يكون السلطان  المالك المطلق ولي الله على الارض , والرعية الحفاة لاتملك سوى قدميها العاريتين أو الحافيتين  , وتكون تحت رحمة  حوافر سوط الظلم والحرمان والطغيان .  ان الاديب ( حميد الحريزي ) يرى الامور الجارية في سيميائيتها الطاغية ,  ويفسرها  في المنظور الثوري الواقعي دون تزلف ومساومة وتهادن , انه يضرب في عمق الهدف . من اجل ان تسطع وتعلو راية ونور  الحق والعدل على جميع الرايات الآخرى , وتعرية عورات الزيف والنفاق بالضحك على ذقون البسطاء من الناس , وتعرية زيف ( الانا ) في هالتها وبهرجتها المنافقة .
ان نصوص الومضة الشعرية هي بانوراما عراقية بكل تلاوينها واشكالها واصنافها , المرئية واللامرئية . ان الاديب ( حميد احريزي ) يؤمن بسلاح الكلمة الصادقة تضيء بقع عتمة الظلام المعتمة  .
          ×× بعض العينات من الرسوم التصويرية لنصوص شعر الومضة :
 × البرلماني : لم يعد ممثل الشعب والناطق بأسمه , وانما اصبح لص الشعب , يفكر كيف يسرق وكيف ينهب , بعدما سرق أصوات ناخبيهِ .
 لأنهُ
سارقٌ  محترفٌ
سرقَ  أصواتِ  ناخبيهِ
مُنحَ  عضويةُ شرفٍ
في نقابةِ
اللصوصِ ,
                برلماني
 × الزيف والخداع والانتهازية اصبحت  تجارة رابحة في المسرح السياسي الانتهازي , بعدما يدعي بأنه ينطق بأسم الثورة والثورية التي  باعها بسعر زهيد ,  وخان رفاق دربهِ بحفنة من المال .
 لأنهُ
بلا شرفٍ
خلعَ شعاراتهِ في أبوابِ
السفاراتِ ,
خانَ رفاقَ الدربِ ,
باعَ سلاحهُ الأعداء
الوطن  " الثائر "
                      الثائر المزيف
× الثائر الحقيقي لا يهاب الارهاب والظلام , ويحارب القهر والظلم , من أجل اعلى كلمة الحق .
 لأنهُ
لا يقبلُ الظلمَ
يحاربُ القهرَ والظلامَ
كان محطَّ
أنظار العسس ,
                       ثائر
× الحلم في المدينة الفاضلة كما حلم بها  افلاطون في جمهوريتهُ , اصبحت صعبة المنال , فقد اندثرت بزوغها واشراقها .
لأنهُ
يعلم أن حلمهُ
مستحيلٌ ,
جمهوريتهُ لن تسودَ ,
دثرها  بدثارِ
الاملِ
                   أفلاطون
× الدواعش لا يعرفون معنى للدين والقيم والاخلاق , وانما يعرفون القتل والذبح وسفك الدماء على  صوت التكبير بأسم الله ,
  لأنهُ
لا يعرفُ معنى الدينِ ,
نَحرَ أسيره مكبراً بإسم اللهِ
لا يعلمُ
أنه كمن قتل خلق اللهِ
جميعاً
                   الداعشي
× التشريني كشف زيف الاحزاب الحاكمة في شراء الذمم في الأصوات  الانتخابية وكره  اللون البنفسجي الذي أصبح سلماً للفاسدين في  الجلوس على كرسي السلطة . 
 لأنهُ
أنسانٌ
كشفَ زيفَ  صناديقهمْ ,
كِرهَ اللونَ البنفسجي
وسيلة الفاسدينَ ,
لأرتقاءِ كراسي السلطةِ ,
                                التشريني
× الانسان الحر يرفض ويمقت العبودية والخنوع , يتهم بالالحاد لانه رفض كلمة سيدي , فحكم بالإعدام ,
 لأنهُ
يمقتُ
العبوديةَ ,
أتهمَ  بالالحادِ ,
هرب من جيشهم رافضاً
كلمة سيدي ,
حكمَ عليهِ بالإعدام ,
                          العراقي الحُر
× الأم هي ,  سر استدامة  الحياة والجنة خلقت تحت أقدامها .
لأنها
سرَُ
استدامة  الحياةِ ,
فالجنة تحتَ
أقدامها ,
                    الأم
× الوردة اصبحت رمز الحب والعشاق , تمنح عطرها للجميع .
 لأنها
جميلةٌ
تحب كل العشاقِ
 تمنحُ
عطرها للجميعِ
بلا ثمنِ
             الوردة
 × الامام الحسين يبقى المثل الاعظم في الصمود والتحدي , الذي لا يعرف الخنوع .... هيهات منا المذلة .
     لأنهُ
قدمَ الروحَ  والمالَ والعيالَ ,
لأنهُ لا يعرف الخنوع 
والخضوع ,
مهما لطمتمُ الصدورَ ,
لأنكم سراقٌ ,
بريءٌٌ  من نفاقكم ,
                       الحسين
× عنوان الكتاب : من اقول الحكيم الحافي
× المؤلف :  حميد الحريزي
سنة الطبع : عام 2021
عدد الصفحات : 164 صفحة
          جمعة عبدالله

70
ما الهدف من محاولة الاغتيال الفاشلة  ؟
قبل فترة وجيزة استعرضت المليشيات الولائية في استعراضها العسكري , قدمت ما بحوزتها من أسلحة ثقيلة ومن جملتها الطائرات المسيرة أيرانية الصنع , والذريعة من استعراضها العسكري , هو تخويف وإرهاب  أعداء العراق  , وتبين بعد ذلك ان عدوهم هو العراق نفسه  لا غيره, بالهجوم بثلاث طائرات مسيرة على منزل السيد الكاظمي بهدف الاغتيال ,  وشخصية السيد الكاظمي ليس مجرد شخصية عادية ,  فهو المسؤول الأول في الدولة العراقية, والهجوم الجبان  عليه بهذا الشكل ,  يمثل اهانة لكرامة كل بيت عراقي , , لانه يمثل المسؤول التنفيذي الأول , سواء اتفقنا معه أو اختلفنا معه , سواء شئنا أم أبينا , فهذه الجريمة الجبانة هي ضد العراق  وليس لشخصه وحده  , من اجل إحداث الفوضى والتخريب  وسفك انهار من الدماء البريئة . والهدف البلبلة وتمييع وتسويف  نتائج الانتخابات  البرلمانية , التي خرجت منها بهزيمة ساحقة , وبانت منبوذة لاتملك الرصيد الشعبي , سوى التهديد بالسلاح والإرهاب , واعتادت وتعودت  بكل بساطة بسبب نفوذها القوي و المتغلغل  في المؤسسات العسكرية والمدنية , على ممارسة الإجرام الخطف والاغتيال نشطاء أنتفاضة تشرين , لا تملك من رصيد سوى الاعتماد على السلاح الايراني وعقليتها الدموية , ليس لها هدف سوى جعل العراق سلة العنب الى ايران . وهذا الخرق الامني الصارخ  , يعبر عن نفوذ هذه المليشيات في القيادات الامنية المسؤولة عن حماية بغداد والمنطقة الخضراء , فأين الجهد الأمني والمخابراتي والمعلومات التي تسبق الحدث  , اين هو الضبط الامني وحماية سماء بغداد  , ونرى ان هذه المليشيات تضرب بصواريخها هنا وهناك في  الأماكن الحساسة في الدولة  بكل حرية , إذا لم يكن هناك تواطئ مريب , لم تحدث اصلاً  هذه  العملية الاجرامية  بثلاث مسيرات إيرانية .
ان هذه المليشيات بعد خسارتها المدوية في الانتخابات , كشفت عن مخالبها الوحشية في الاجرام والتخريب. حتى تعوض خسارتها الساحقة , وارجاع عقارب الساعة الى الوراء .و تكون  هي الرابحة في الانتخابات ,  وتشترك في الغنائم والنفوذ والمناصب . لكن أساليبها المراهقة و الصبيانية اوقع حتى  ( ماما طهران ) في مأزق وورطة كبيرة . بأن أصبحت هي ومليشياتها منبوذة من الاغلبية الساحقة من الشعب وخاصة الوسط الشيعي , ولا يمكن ان تفلت هذه المرة من الحساب والعقاب وتقديمهم الى العدالة بالخيانة الوطنية العظمى ,  والاجرام بحق الدولة العراقية , ولا يمكن طمطمتها وتسويفها , هذه المرة الثالثة يتعرض السيد الكاظمي  الى محاولات الاغتيال , وإذا  بدأ الضعف والجبن وعدم الشجاعة والحسم امام هذه المليشيات الاجرامية ,  فإن المحاولة الرابعة للاغتيال قادمة حتماً . لذلك لابد من ايقاف هذا الاستهتار الخطير عند حده , والذي يشكل اهانة لكرامة كل بيت عراقي لهذه الجريمة الجبانة , لابد من اعلان الجهة أو الجهات التي نفذت الجريمة الغادرة , بالاسم والعنوان والهوية والانتماء . لأن غضب الشارع الديني والسياسي والشعبي لن يهدأ حتى تقديم هؤلاء الى قفص المحاكمة ,  وتجريدهم من السلاح ووضع قياداتهم في السجن, باعتبار وجود السلاح المنفلت غير شرعي . لابد ان يملك السيد الكاظمي الشجاعة ,  لتطهير العراق من هذه الزعانف والطحالب الايرانية التي تتصيد في الماء العكر . ليخرج العراق واهله منتصراً لكرامته وهيبته , ويصون مصيره واستقلاله وسيادته , غير ذلك .............................................  الله يستر العراق من الجايات !! .
   جمعة عبدالله



71
ماذا بعد الانتخابات ؟ حكومة توافقية أم حكومة  أغلبية ؟

أنتفاضة تشرين الشبابية خلقت وضعاً جديداً في المبادئ السياسية وقيمها وكيفية التعامل المسؤول بها , بحيث لم تألفه الأحزاب السياسية في الواجهة التعامل السياسي . هذه المبادئ الجديدة لا يمكن تجاوزها والقفز عليها, وما نتائج الانتخابات الاخيرة ,  إلا إفرازات من هذه الانتفاضة العظيمة بشكل مباشر أو غير مباشر . وكشفت عن عورات الواجهات السياسية للأحزاب  المتنفذة , وبانت حقيقتها بأنها عبارة عن  دكاكين تجارية صرفة ,  تفكر بالربح  في مصالحها الضيقة ,  على حساب معاناة الشعب  بالإهمال  والحرمان والظلم  والفساد , وخلقت من رحمها أفعى الطائفية المدمر للسلم الأهلي . فكانت منطلقات الانتفاضة :  يجمعها لون  وطني  واحد :  نريد وطن  لا للطائفية . لا للفساد . لا للتبعية , يعني عكس منطلقات ومبادئ هذه الأحزاب التي تلعب على اثارة الفتن الطائفية التي تهدد السلم الأهلي .
لقد أفرزت نتائج الانتخابات الى الوجهة السياسية :  قطبان سياسيان  مختلفان   تماماً . الأول  الرابح في الانتخابات أو الكتلة الاكبر ويتزعمها التيار الصدري , والقطب الآخر الذي عرف بلقب السلاح الخاسر أو كتلة  الإطار التنسيقي  ويتزعمها نوري المالكي وتتحرك تحت المظلة الايرانية . تحاول تحشد  قواها في سبيل إفشال نتائج الانتخابات تمييعها  وتزييفها والقفز عليها , في ممارسة سياسة نهج  : الترهيب والترغيب في جر الأطراف الأخرى إليها ( السنية والكوردية ) بالضغط والابتزاز أو بجرها بعسل  الكعكة العراقية  . أولاً : التهديد بإشعال وأثارة الفتن الطائفية التي تنسف السلم الاهلي , وعودة الحرب الطائفية من جديد , وبدأت مقدماته في  الأحداث الدموية التي شهدتها   مدينة ( المقدادية ) وما تبعها من الرد بالعنف الدموي المقابل . وكذلك سقوط ثلاثة صواريخ في منطقة المنصور في بغداد , وتم العثور على منصات الصواريخ  آخرى جاهزة للانطلاق نحو مطار بغداد , أو نحو السفارة الامريكية ,  يعني التهديد بعودة خلية الكاتيوشا من جديد . اما في كوردستان العراق فيتم التهديد الإيراني باستخدام  السلاح بضرب  المدن الكوردستانية , اما اذا فشل هذا المبدأ , يبدأ مبدأ الترغيب . وهو منح هذه الاطراف السياسية ( السنية والكوردية ) امتيازات ومغانم وحقائب وزارية أكثر بكثير مما تطلب وتستحق , في سبيل جرها  الى كتلة الاطار التنسيقي لتشكيل الحكومة تحت المظلة الايرانية , هذا ما يعول عليه السلاح الخاسر في لعبته السياسية الخطيرة ( العب لو  أخرب الملعب ) .
ان التلويح بالورقة الايرانية في التهديد , في التخريب سواء  بالسلاح أو باللعب بالورقة الطائفية , يشكل تهديداً  خطيراً  له عواقب وخيمة على العراق . من أجل تسميم المناخ السياسي في الفوضى والانفلات . من أجل  تغيير نتائج الانتخابات لصالح  السلاح الخاسر , سيكون له اضراراً فادحة على العراق , وقالها صراحة السيد مقتدى الصدر بقوله  ( تصلنا أخبار مؤكدة بتدخلات الاقليمية بالشأن الانتخابي  العراقي , والضغط على الكتل والجهات من أجل مصالح خارجية فيها ضرراً كبيراً على العراق وشعبه ) وأضاف قائلاً ( نحن عراقيون نحل مشاكلنا فيما بيننا , وإلا في تدخلهم وادخالهم هو أهانة للعراق وشعبه , وضرب استقلاله  وهويته وسيادته ) .
أن الامور بعد الانتخابات وصلت الى منعطف خطير جداً ,  وامام مفترق الطرق : أما تشكيل حكومة توافقية وهو ما مطروح على الساحة السياسية , وما يعول عليه السلاح الخاسر , يعني نتائج الانتخابات تكون على شكل لا غالب ولا مغلوب , ولا  توجد ا الكتلة الاكبر والكتلة الاصغر , الكل يتقاسم الكعكة العراقية كالسابق ,  كما تعودوا على مدى 18 عاماً من سنوات العجاف والخراب والاهمال . وأما تشكيل حكومة أغلبية للكتل السياسية التي فازت بالانتخابات ,  وأفرزت  الكتلة الاكبر , وأعطت  حق الكتل الاخرى بما فيها السلاح الخاسر في الانتخابات , أن تكون في المعارضة داخل البرلمان . يعني اعطاء الحجم الحقيقي لكل كتلة سياسية ,  أن تأخذ استحقاقها الانتخابي . بدون شك السلاح الخاسر يرفض هذا المبدأ وينسفه جملة وتفصيلاً  ,  بالتهديد أو بالورقة الإيرانية الضاغطة . لذا كل الاحتمالات مفتوحة على مستقبل العراق   ............................................ والله يستر العراق من الجايات !!
          جمعة عبدالله

72
معاناة المهجر في رواية ( زيزفون البحر ) للكاتب قصي الشيخ عسكر .

تميزت الأعمال  الروائية التي تصوغها  قريحة مخيلة خيال  الكاتب ( قصي الشيخ عكر ) بأنها تحمل ميزة المعاناة الغربة والاغتراب في المخاطرة والمجازفة  المهاجر في الوصول الى بلد الهجرة . يعتمد على ثنائية الترابط في المعاناة بين الوطن الام الحاضر بكل قوامه في الأحداث السردية للنص الروائي , وبين هموم   التكيف والاندماج في المجتمع الغربي ,  بالتجربة  والمعايشة الحقيقية التي اكتوى بنيرانها وجراحها النازفة في المجتمع الجديد , فيبدأ من  الهجرة القسرية من وطن الأم .الذي يحكم  طوق الحصار والخناق , لذلك يجد نافذة الهجرة والرحيل عن الوطن كطوق نجاة لحياته , بغية إيجاد ظروف إنسانية أفضل  في بلدان المهجر , وهذا الحلم والامل يتكسر ويتمزق منذ الخطوات الاولى . حين تطئ قدميه بلد الهجرة , رغم الرحلة الطويلة , تتزاحم فيه المخاطر والمفاجآت  , وهي رحلة يلعب بها الحظ والصدفة , لكنها في كل الأحوال رحلة  مجازفة مغامرة غير محسوبة العواقب  , ربما يكون طعماً لحيتان البحر بقوارب الموت . أو يموت اختناقاً  في شاحنات اللحوم لتهريب اللاجئين في حشرهم كما تحشر اللحوم  . أو يقع تحت رحمة المهربين في قلوبهم الخشنة في الكسب غير الشرعي   , وربما يدفع رشوة مالية الى خفر الحدود من أجل السماح للعبور الى الدول الاسكندنافية ومنها السويد , وربما يصاب بصرعات الاحباط والازمة  العقلية قد تؤدي به الى الانهزام النفسي , لأنه يجد عادات وتقاليد صعبة وغريبة عليه , تجعله في حالة الانطواء بعدم التكييف والتأقلم والاندماج في المجتمع الغربي , أو ربما بعض الاحيان يتحول الى مهرب او تاجر بالسوق السوداء يتهرب  من دفع  الضرائب . ان المحنة والصعوبة الحياتية   تبدأ  حين يحشر في معسكرات اللاجئين , ويجد اصناف او مخلوقات  بشرية هجينة ومغلقة في عقليتها الإسلامية السلفية , يجد سلوكيات شاذة من طائفة المهاجرين واللاجئين . تؤدي به الى الاحباط الشديد ويصاب بنكسة أو أزمة نفسية وسايكولوجية , تجعله مشتت الهوية . بين وطنه الأم . الذي عانى منه الإرهاب  والقمع من النظام الطاغي . الذي يجعل حياة الانسان زهيدة وبخسة  او يجعلها حطب الوقود للحروب العبثية .  كأن البشر خرفان تساق الى الموت في جبهات الحرب . ويتناول المتن الروائي معاناة المهاجر بالاتساع في الأحداث المتسارعة والمتلاحقة التي تلهث وراء المهاجر . يعطي الصورة الحقيقية لمشاهد حياة اللاجئين الى الدول الاسكندنافية ومنها السويد , يتوغل النص الروائي في المخاطر والمفاجآت في صعوبة التأقلم والاندماج . ولكن ايضاً المهاجرين ينقلون عادات وثقافات شرقية لم يتعود عليها السكان المحلين الغربيين , تختلط عليهم المفاهيم الجديدة المستوردة من  الشرق  ( هؤلاء الشقر ظلوا قابعين دهوراً في ممالكهم الاسكندنافية , اختلطت عليهم المفاهيم حتى جئنا نحن الشرقيين فدخلت قاموسهم مصطلحات جديدة .. الشرف .. غسل العار .. السنة . . الشيعة . . الفلافل ) ويسلط الضوء على رحلة السارد أو بطل الرواية بضمير المتكلم , يبدأ احداث الرد من وصوله الى السويد بعد  أن  قطع رحلة طويلة  محفوفة بالمخاطر , هرباً من النظام الطاغي , أن يأخذ طريق الهجرة القسرية . حتى وصوله وحشره في معسكر اللاجئين , مع مخلوقات هجينة تحاول أن تفرض سطوتها الإسلامية السلفية على معسكر اللاجئين . حتى انتقاله الى المستشفى للعلاج من حالته النفسية المحبطة . بالوصف والتصوير المدهش , في اتجاه الواقعية الجديدة في التداعيات الحرة في تناول  أحداث السرد الروائي , يسكبها بالتدفق المتزاحم وبلغة مشوقة برافة , لكي يسلط الضوء على ظاهرة الهجرة, وكذلك حالة الاغتراب الروحي بين الوطن الأم , وبلاد الهجرة السويد  , رغم البعد الجغرافي البعيد , لكننا نجد صورة الوطن حاضرة بكل عنفوانها في المفاجات  المؤلمة . نجده  مشطوراً الى نصفين بين ما يحمل من عقلية  وعادات وتقاليد , وما يجد من عادات وتقاليد  جديدة تكون عسيرة الهضم    . منها  ما وجد  مأزق المعارضة الموقعة في شرنقة ذاتها متصارعة في ذاتها , ويسميها معارضة ( المضاريط ) إسلامية  ويسارية معاً . وكذلك في مسألة التكيف والاندماج , وخاصة في حرية المرأة في حق الاختيار  في الحب والعلاقات والزواج . يقع في مطبات خطيرة يعتبرها اهل البلاد المحليين جرائم خطيرة . كما حدث له حين راى خطيبته تضع يدها في يد شخص غريب , وقام بصفعها في الشارع وسط المارة الذين تجمعوا عليه في دهشة واستغراب وتتعالى صرخاتهم ( وحش . مجرم . غبي . خنزير ) حتى جاءت الشرطة ورمته في السجن , لأنه ارتكب جريمة كبرى , وعند الاستفسار عن سبب الصفعة الى خطيبته .
( - لم ضربتها ؟
- رأيتها مع شخص آخر .
- أفسخ الخطبة , طلقها من دون أن تستخدم يدك ! )
وتدخل  والد خطيبته عمه التاجر المهرب الذي يتفنن في الهروب من دفع الضرائب , الذي هاجر من العراق عام 1968 . وبرز في أعمال تجارية في الغش والتهريب واللعب على تناقضات الدول الشرقية . ونجح في إخراجه من السجن ,  والعمل معه في محلاته التجارية , وأن يتسامح مع خطيبته لأنها متعودة على العلاقات الاجتماعية الحرة . وان يقبل بواقع الامر , يتعرض الى نكسات نفسية ويدخل في استمرارية  العلاج النفسي . يسأله الطبيب  المختص في العلاج النفسي , هل يشعر بالخوف .
( - هل تتذكر آخر لحظة فارقت بها الخوف !
كنت أحدق في السقف الأبيض :
 - دخلت حقل الالغام وكان الرصاص يتناثر من حولي والقذائف , وانتشلت الجثة دون أن أشعر بخوف حتى أني كدت أنسى أصابة تناولت رأسي .
- هل كنت مجبرا  على ذلك ؟  ) .
حقاً الطبيب لا يعرف ولم يعش أرهاب النظام الطاغي . ودفع الشباب الى محرقة الحرب , وهناك في جبهات الحرب  تصبح الحياة لعبة الحظ والموت , وامام القذائف الصاروخية وسقوط الضحايا , يتبدد الرعب تجاه وحشية الموت , لا  يعرفون معنى الخراب والدمار في الحروب العبثية , التي تشكل صورة المأساة الحقيقية للحياة . ولا يعرفون معنى المصير المجهول المحفوف بالمخاطر  . ويتطرق المتن الروائي ايضاً ,  الى الممارسات الشاذة واللاخلاقية التي يمارسها المهاجرين من أجل الحصول على المال بكل الطرق اللاشرعية , أو الحصول على الامتيازات والمكاسب المالية المضاعفة , في  التحجج  بالمرض والكآبة حتى الخلل العقلي  . وكذلك الرغبة في السكن في الشمال السويد المتجمد بالصقيع وكثافة الثلج هناك  , كل شيء أبيض , حتى أهل البلاد السويد ,  يرفضون الاقامة بها خشية من الكآبة  والانتحار  ( كان هدفي  الحصول على الإقامة ثم ليكن ما  يكون , لا يهمني أحداث لم أرها قط , يرويها الشرقيون عن قسوة الشمال , أنها   حوافز  كثيرة توفرها السويد للشرقيين القادمين من المناطق الحارة , غرض أن يقبلوا العيش في الشمال , السويديون أنفسهم ينتحرون هناك )
ويكون تحت اشراف العلاج النفسي , حتى يضطر الى  الهروب من المستشفى .
ان الكاتب ( قصي الشيخ عسكر ) الذي يعتبره بعض النقاد , عميد الأدب  الروائي في المهجر , من خلال رواياته الكثيرة حول المهجر والغربة والاغتراب  , والشيء الملفت في المتن الروائي لرواية ( زيزفون البحر ) في تسمية شخوص النص  الروائي بالألقاب البحرية  في الرمزية والدلالة في المعنى . مثل زيزفون البحر على خطيبته الثانية بنت عمه في السويد , لان خطيبته الاولى في العراق خطفها تاجر عراقي ورحل معها الى الامارات , وهو في جبهات الحرب . كوسج البحر أو حوت البحر على عمه التاجر الذي يمارس الشيطنة والاحتيال في كسب  المال ,  ولا يهمه في الحياة سوى الكسب المالي ,  بكل الطرق اللاشرعية . زنبقة البحر . حبار البحر . موج البحر ........  الخ
  جمعة عبدالله



73
قراءة في قصيدة ( هبوط أينانا من عالمها العلوي ) للشاعر يحيى السماوي
يمتلك الشاعر السماوي براعة مدهشة في الابهار في الصياغة  الشعرية ,  يعجنها ويشكلها وفق صياغاته الفكرية وفق معطيات الواقع في عيناته المتنوعة والمختلفة, يوظف الاسطورة لمعطيات الرمز الدال في العمق المعنى والمغزى , وينطلق في محاورة ومحاججة الاسطورة بفعل اليوم وليس بفعل الأمس , وهو ينطلق من العام الى الخاص في سفينته الشعرية التي يبحر بها في بحر الأسطورة ,  يستجلي منها المعاني والدرر  الجوهرية في غاية الاسطورة ووجودها , ويخلق منها الشفرات الرمزية بالخلق والابتكار , أن تصنع ملحمتها  من نسيج الواقع القائم , في رؤية فكرية شاسعة الآفاق , في رؤية معاصرة من عمق الاسطورة وجودها الدال . وينثرها  على قاموس الواقع والوجود . ولكنه لم  يتقيد بالمفاهيم التقليدية في تناول الاسطورة  , فمن المتعارف عليه أن الالهة لا تنزل  من بروجها العالية من العالم العلوي الى العالم الأرضي . بما هو  متعارف عليه بأن الالهة ارقى من البشر في عالمهم العلوي , ولا يمكن ان ينزلوا الى مستوى البشر ووضعيته الدنيوية  , ولا يهمهم عذابات اهل الارض ومظلوميتهم . من هذا المنطلق يستنجد الشاعر السماوي في محاججته الفكرية بالدعوة   نزول الالهة حتى يعرفون  معاناة اهل الارض على حقيقتها , وهو شديد الحذر في دعوته لم يدع رب الآلهة (أنليل ) الى النزول الى رعيته وسماع آهاتهم , لان دعوته ستسقط في الفراغ ,  بعدم اعطى الاذن الصاغية الى سماع مظلوميات الرعية  على حقيقتها  . وإنما دعى آلهة الحب والجمال والحكمة (إينانا )  ان تنزل من برجها العلوي الى عالم الأرض ,  رغم احتجاج رب الارباب ( أنليل ) على ذلك . هبوط ( إينانا ) من برجها العلوي الى العالم الأرض , هو أبعد  فكرياً ورمزياً في المعنى والمغزى  العميق ,  من سرقة ( بروميثيوس ) النور أو الضوء سرقها من الالهة ومنحها الى اهل الارض . ولكن الشاعر السماوي يتمادى اكثر في دعوته , في رؤيته الفكرية في معنى الالهة وعلاقتهم برعايتهم  من اهل الارض . أن تكون العلاقة مثمرة بين الخالق والمخلوق , هذه الرؤية الفكرية من الدعوة , لكن ربما لم تخطر على ذهن شاعر من قبل , لم يكتف بنزول ( إينانا ) الى الارض وانما يلبسها ثياب عامة الشعب . هذا العمق الدال من الدعوة .
تـرتـدي ثـوبـاً مـن الـبـرديِّ والـعـشـبِ
وقـد  أبـدَلَـتِ  الـقُـبَّـعـةَ الـقـطـنَ
بـمـا تـحـمـلـهُ كـاهـنـةُ الـمـعـبَـدِ  ..
والـمـشـحـوفَ بـالـهـودجِ .. (3)
واسْــتـغـنـتْ عـن الـقـزِّ
فـأضـحـتْ تـرتـدي الـعُـشـبَ وزهــرَ الأقـحـوانْ
دعوة آلهة الحب والجمال والحكمة ( إينانا ) ليس لكي ترتدي وتتزين  بالياقوت والحرير والمحابس الياقوتية , ليس لكي تكتنز الذهب والدولار والمكحلة الفضية والعقد الموشى بعقيق الدرر والتبر . ليس لكي تحكم بصولجان الظلم والاجحاف , وانما نزولها لخير البشر وأهل الأرض بعدما طفح الكيل بالمظلوميات , بعدما أصبحت معادلة ضيزى هي  الناموس والشريعة والقانون . بعدما سيطر على الارض عهر السلاطين السمان والخراتيت , وانحسروا في بروجهم الياقوتية , بعدما اصبحوا سلاطين العهر يسبحون في بحيرة الدولار والياقوت والتبر , بعدما حرموا الرغيف على الفقراء وانصرفوا إلى اللذات  الشهوانية والتعالي والغطرسة . بعدما اصبحت صولجانا تهم تجلد الظهور الرعية بالجراح , بعدما اعتلوا جبروت القوة الوحشية ( انا القصير والقيصر أنا ) لكي يفهموا ان هذا الجبروت والقوة المتسلطة ماهو  إلا وهم مخادع , وما هم إلا  ضعفاء وجبناء عندما يستقيم ميزان العدل. لا يتماهوا   بأنهم قتلوا الوحش ( خمبابا ) ولكن تقمصوا روحه وجسده واصبح ربهم الاعلى  , أن نزول ( إينانا ) لكل من خان العهد والامانة ,  ولكل من سرق  بيت المال , فأصبحت اسنانهم كأسنان التماسيح . ان نزول ( إينانا ) الى العالم الأرضي , من اجل فرز الصدق والكذب , فرز الحقيقة والزيف . فرز بين الله رب العالمين وألاصنام  المزيفين  .
هذا النمير الشعري المتدفق بضيائه العالي , بأن الشاعر يحيى  السماوي يدلل ليس هناك خلاص إلا دين العشق والجمال والخصب  , يتنور بنور الله ومحبته , وليس بظلام الشيطان ومكره الثعلبي . هذا التوظيف الشعر لدلالات الرمزية  البليغة في الضوء البانورامي الذي يسلط على واقع سومر واوروك الجديدة .
وهذا نص القصيدة :   
هبوط أينانا من عالمها العلوي
ورحيل أنكيدو الى اللامكان

(1) هبوط اينانا
هَـبَـطـتْ مـن بُـرجِـهـا الـعـلـويِّ  " إيـنـانـا " (1)
احـتِـجـاجـاً
ضـدَّ " أنـلـيـلَ " ومـا يـكـنـزُ مـن تِـبـرٍ
ومـالٍ  وقِـيـانْ
*
وريـاشٍ  فـي رِحـابِ  " الـمـعـبـدِ الأخـضـرِ "
فـي وادي الـيَـتـامـى  ..
والــمُــرائـيـنَ الــمُـصَـلِّـيـنَ  أمـامَ الـنـاسِ
جَـهـراً  ..
ووراءَ الـسُّـورِ مـا نـالَ امـرؤُ الـقـيـسِ مـن الـلـذةِ
مـن زادٍ وكـأسٍ ونـدامـى
وغَــوانْ
*
هَــبَـطَــتْ مـن بُـرجـهـا  الـعـلـويّ
أنـثـى
مـثـلَ بـاقـي الأنـثَـيـاتِ الـغِـيـدِ
إلآ أنـهـا لـم تـكُ مـن طـيـنٍ
فـقـد كـانـتْ مـن  الإبـريـزِ والـمـاءِ (2)
وزَهــرِ الــزُّعْــفُــرانْ
*
تـرتـدي ثـوبـاً مـن الـبـرديِّ والـعـشـبِ
وقـد  أبـدَلَـتِ  الـقُـبَّـعـةَ الـقـطـنَ
بـمـا تـحـمـلـهُ كـاهـنـةُ الـمـعـبَـدِ  ..
والـمـشـحـوفَ بـالـهـودجِ .. (3)
واسْــتـغـنـتْ عـن الـقـزِّ
فـأضـحـتْ تـرتـدي الـعُـشـبَ وزهــرَ الأقـحـوانْ
*
لـم تـقُـلْ شُــكـراً  لِـيـاقـوتٍ
ولا أفٍّ  لـفـقـرٍ
رمَـتِ الـمِـكـحَـلـةَ الـفِـضَّـةَ
والـعِـقـدَ الـمُـوشَّـى بـعـقـيـقٍ
ورمَـتْ بـالـصَّـوْلَـجـانْ
*
جـابَـتِ الأحـيـاءَ
تَـسـتـقـرئُ حـالَ الـنـاسِ فـي أوروكَ
فـي عـهـدِ الـسـلاطـيـن الــسِّــمـانْ
*
فـرأتْ ما لـمْ يَـرَ الآلـهـةُ الأعـلـونَ :
أكـواخـاً مـن الـبـرديِّ والـطـيـنِ ..
قـصـوراً ..
وقـلاعـاً  ومَـغـانْ
*
وجَـدَتـنـي ألـعَـبُ الـنـرْدَ
وأحـسـو مـن مُـضـاغِ الـعَـسَـلِ الــمُــرِّ كـؤوســاً (4)
تـائـهـا أبـحـثُ عـنـي فـي فـصـولِ الـلامـكـانْ
*
أخَـذَتْـنـي مـن تـلابـيـبِ قـصـيـدي
أسْــكَـنَـتْـنـي
فـي مـكـانِ الـلازمـانْ
*
أدخَـلَـتْـنـي ســبـعَ واحـاتٍ
وقـالـتْ:
لـكَ مـنـهـا مـا تـشــاءُ
الـزرعُ والـضَّـرعُ
ومـا فـي داخـلِ الأرضِ وفـوقَ الأرضِ
إلآ
ما عـلـى الأرضِ مـن الـغِـيـدِ الـحِـسـانْ
*
فـأنـا رغـمَ هـبـوطـي مـن سَــمـاواتـي الـى الأرض
فـلا زلـتُ عـلـى طـبـعـيَ:
لا أقـبَـلُ أنْ تُـشْــرِكَ بـيْ أخـرى
ولـو كـانـتْ يـواقـيـتَ ودُرَّاً وجُـمـانْ
*
كـلُّ مَـنْ  يـنـكـثُ عـهـداً بـالألــوهِــيَّــةِ
قـد أبـدَلَ بـالـعـزِّ الـهَـوانْ
*
لا يَـغـرَّنَّـكَ  أنْ أنـتَ قـتـلـتَ الـوحـشَ  " خـمـبـابـا " (5)
فـمـا زلــتَ ضـعـيـفـاً ..
أنـتَ لا تـمـلـكُ  أنْ تـمـسـكَ خـيـطـاً مـن دُخـانْ
*
فـاحْـتـرسْ مـن  حِـلـمِ " إيـنـانـا "
إذا حـارسُـهـا الأرضـيُّ خـانْ
*
قـلـتُ:
يـامـولاتـيَ الـمـعــصـومـةَ الـلـذّاتِ
ســمـعـاً وامْـتـنـانْ
*
فـأنـا أتـعَـبَـنـي الـلـهــوُ
فـلا " شـامـاتُ " تـغـويـنـي كـمـا  فـي الأمـسِ
أمـسـيـتُ نـدامـايَ قـصـيـدي
وأنـيـسـي الـبـحـرُ  والـوردُ
وغـابُ الـسـنـديـانْ
*
رفـعـتْ سُــبّـابـةَ الـيُـمـنـى
وقـالــتْ:
قـبـلَ أنْ تـدنـوَ مـن بـحـرِ قـصـيـدٍ
حَـدِّدِ  الـقـصـدَ
فـشِـعـرٌ دونَ  قــصــدٍ طـاهـرِ الـنِّـيَّـةِ
ضَـربٌ
مـن ضـروبِ الـهَـذَيـانْ
*
وأضـافـتْ:
يـذكـرُ  الآبـاءُ والأجـدادُ
أنَّ الـنـاسَ فـي أوروكَ كـانـوا
" عـروةَ  بـن الـوردِ " فـي  الـغُـنْـمِ  (6)
وصَـحـنـاً  واحـداً  فـي الـقـحـطِ
كـلُّ الـنـاسِ كـانـوا  واحـداً فـي رزقِ بـيـتِ الـمـالِ
راعـي الـشـاةِ  والـوالـي
ونـجـلُ الـراهــبِ الــقــسِّ
ونـجـلُ  الـزّبْـرقـانْ (7)
*
 
فـلـمـاذا أصـبـحـوا الان كـأسـنـانِ الـتـمـاسـيـحِ
وكـانـوا  مِــثــلَ مِــشــطٍ ؟ (8)
حـانَ وقـتُ  الـفـصـلِ بـيـنَ الـصـدقِ والـزيـفِ
وبـيـن الله والأصـنـامِ
حـانْ
***
يحيى السماوي
.....................
القصيدة من مجموعتي الجديدة  (فراديس إينانا) التي ستصدر مطلع العام الجديد  بإذن الله .
(1) إينانا إلهة المطر والخصب والحكمة والحب والجنس .. وإنليل رئيس مجمع الآلهة في ملحمة كلكامش .
(2) الإبريز: الذهب الخالص .
(3) المشحوف: زورق رشيق يصنع من قصب البردي، سومري الأصل، يستخدم للصيد والتنقل بين الأهوار.
(4) العسل المرّ:  مصطلح كنت أطلقه على الخمر في شبابي .
(5) خمبابا: وحش غابة الأرز القويّ  الذي كان يرعب مواطني أوروك.
(6) عروة بن الورد: أمير الصعاليك ونصير الفقراء القائل:
أوزّع جسمي في جسوم كثيرة
وأحسو قراح الماء والماء بارد .
(7) الزبرقان: صحابي جليل واسمه الحصين بن بدر التغلبي . والمراد في المقطع أن الناس كانوا متساوين في الحقوق فلا فرق بين ابن نصراني وابن صحابي  أو بين مذهب وآخر .
(8) إشارة الى القول المنسوب للإمام جعفر الصادق "ع ": الناس سواءٌ كأسنان المشط " .
       جمعة عبدالله


74
وجع  الاغتراب  في المجموعة الشعرية ( إمرأة من كرزٍ وعسل ) للشاعرة ذكرى لعيبي
التجربة الذاتية التي تنطلق من صدق أحاسيس  الوجدان , بدون شك انها تلعب دوراً هاماً في صياغة النص الشعري , بما يكشف عن معاناة المكنون الداخلي للروح , من مشاعر وانفعالات عاطفية وكذلك ردات الفعل المضاد أو المقابل . والمجموعة الشعرية غطت مساحات واسعة  على سيميائية الثيمات المتناولة  ( بالدلالة والإشارة ) عن معاناة الانثى , أو بالتعبير الدقيق معاناة المرأة العراقية بشكلها الخاص والعام , لأن ( الأنا ) الشعرية الذاتية  تمزج همومها واحزانها في خصوصية المرأة بشكل عام , في الواقع الاجتماعي , الذي يحمل تجاه المرأة الظلم والاجحاف والحيف , مما يخلق معاناة متعددة الاطراف كاطراف الاخطبوط , حتى تخلق طعم المرارة المريرة , بما يخص كيانها وانسانيتها نحو الانتهاك الصارخ . والشاعرة ( ذكرى لعيبي ) تربط ( الانا ) الحسية أو الذاتية مع ( الانا ) العامة للمرأة العراقية , اي تربط الخاص بالعام , في تسليط الضوء على واقع الانتهاكات بحق المرأة , وتحاول أن تكشف جدار الواقع الاجتماعي الصعب والمعقد , الذي يحسب أنفاس المرأة , ويحاول أن يجد ثغرة حتى لو بسيطة حتى يتوغل من خلالها  ويوظفها في حالة التهويل اكثر من حجمها المنطقي والمعقول , من أجل هدم  كيان المرأة ليجعله  مرتع الاحزان  والخيبة والانكسار . من هذا الواقع نجد المرأة تصارع في وجودها : الظروف والزمن القاسي ( يكتبني القدر قصيدة )  , لكنها تحاول عدم الاستسلام رغم علقم المرارة , وتحاول أن تجد لنفسها مكاناً ضمن الرقعة الاجتماعية . تحاول أن تكون مثل  الاسفنجة في امتصاص الأجواء الملبدة بالغيوم , المشحونة في تهديد كيانها وإنسانيتها.  وتحاول أن ترتب ايامها وزمانها ( ارتب أيامي الباقيات ) وتحاول أن تخلق لنفسها الحلم وتطرزه كما تطرز ضفائرها بالاشرطة الملونة الحالمة بالاماني , , لكي تنطلق كيمامة سومرية في أرض الرافدين . تنطلق كيمامة من مدينة الولادة ميسان ( العمارة ) الى كل العراق.  وترى المرأة والوطن جسد واحد لاينفصل  , فحين يقع الظلم والمظلومية على أحدهما  يتأثر مباشرة بنفس الظلم والاجحاف والاشجان الطرف  الآخر  ( كلانا وطن ) , هذا الارتباط الروحي بين المرأة والوطن , هو صراع من أجل الوجود والبقاء, هذا الزخم العالي , فأن وجع  الاغتراب الروحي يقع على الوطن والمرأة معاً. وكلا الطرفين يحلم بالامل والنور في رحابها العالي , وكلما يكون الوطن زاهياً بالنور ينعكس مباشرة على واقع المرأة , بهذا الشكل تحرث النصوص الشعرية للمجموعة ( إمرأة من كرزٍ وعسل ) . ولكن نجد مساحات  واسعة للحب المفقود في مدلولاته البليغة . رغم أن قلب المرأة يحتل مكاناً واسعاً للحب والعشق والوفاء في اغصان الحنين . رغم أنها تتطلع ان  تكون يمامة عشتارية سومرية تطير بلا انتهاء , من اجل ان تجد العش أو الكتف  لكي تتكئ , لتجد القلب لكي تتدفئ  فيه , لتذويب حزن الاغتراب الداخلي . حتى لا يكون  قاموس الحب عبارة  : الحاء : حزن . والباء :  بكاء .
           ×× قراءة في بعض النصوص الشعرية :
× لو نطق الحزن لكشف حجم المعاناة المتكلسة في الإحساس  الداخلي في عذابات الروح , لتجعلها إمرأة الدمع والاحزان . أم الصبر تحيا وتموت على محبة الله , فهي سيدة الورد والصباح , تحاول ان تصمت أمام الدهر , كي لا يرحل قلبها الى الأمس الحزين . فهي أحلامها  صغيرة جداً .
لو نطق ُ الحزن ،
لقال ُ : هذه امرأة الدمع ُ
  وأمُ الصبر
تحيا وتموت على محبة الله
والوطن
ُ هذه سيدة ِ الورد والصباح ُ
تقطف َ براعم الأبجديات
ُ وتصوغ ً منها عشاً  يؤويها
 لأ تصمت أيها  الدهر
  تكفي عذابات ّ
لا ترحل أيها القلب
َ ما زال ُالأمس  يبكيني
 صغيرة أحلامي
ِ بحجم ُ لعبة وقطعة حلوى

× تجمع شتات الحب لكن المقابل يبعثرها , ترمم اخطاء وعثرات الحب , لكن المقابل يهدمها , لكي تلاحقها الهزائم والخيبات المثقلة بالهموم . هذا وجع الحب الذي يقود الى الاغتراب ,  , ان يدفع القلوب الى الغرابة والضياع , ويحترق القلب بالرماد . لذلك ضيعت اسمه وعنوانه وشعيته بالرماد لانه أصبح كالغريب  في الحب المنكسر والمهزوم  ,  تحاول ان تمسك انفاسها المختنقة , وتعيد ترتيب أوراق ذاكرتها , لكي تلتصق برحم طفولتها لتعيد نبضات قلبها  .
وجعي أنت
أيا هذا
ِا ْحرقُ ظلكَ
لأني ضيعتُ  عنوانك
  حتى  اسمك بات غريباً  ِ
مثل الغرباء المنكسرين ..
 َشيعتكَ  منذ رماد
 لأمسك  ِ على جمرة وقاري
َ لأنعش  أنفاسي المنخنقة
وأشذب أفكاري
َ لألتصق  ِ برحم طفولتي َ
وأعيد ترتيب نبضات قلبي
× هذا الحنين المرهف في شغافه في الشوق والحنين الى مرحلة الطفولة . لانها كانت كالزهرة الياسمين في شرائطها الحريرية . عكس مراحل العمر الاخرى تتزاحم فيها الاحزان والاشجان , ويدفعها الى الخناق ومأزق الضيق والشدة والكدر . تتذكر أيام الطفولة بحلاوتها وبرائتها وطيبة سذاجتها . لم تتجرع كأس الحنظل بالحب المزيف المشبع بغرور ( الانا ) المتكبرة  , ولهذا تتمنى لو ترجع الى ايام الطفولة ,  لكي تلقي رسمه في الماء عله  يشفى ويتطهر , لو عادت الى طفولتها لجمعت سجائره  المبللة ونثرت عليها مطرها علها تجف وتحترق .
آه لو عدت صغيرة
ُ لبللت دفاتري بأمنياتي ،
وألقيتُ  رسومك في الماء!
علها تشفى بالتطهر!!
لو عدتُ  صغيرةً
لغصتُ بتاريخك الابلج ،
واقتطفتُ  تفاحة سره!
لو ... عدتُ  ،
لجمعتُ  سكائرك المبللة
ُ ونثثت عليها
مطري
علها تجفُ وتحترق!
× غريبة الروح تعاني هموم  الاغتراب الداخلي والخارجي  والتبعثر , أن تنزع ذاكرتها عند سراب الحدود والغربة  ,وتقترب من وهم الحكايات, لتغسل يديها بتراب المحبة . لتضع بصماتها فوق  الأبواب باسم الله وتقول : يا الله ودعتك قلبي وأحبتي . . يا الله ودعتك وجودي .
يا غريبة ... ِ
انزعي ذاكرتك ِ
عند سراب الحدود
واقتربي من وهم الحكايات ِ
اغسلي يديكِ  بتراب المحبة َ
وأبصمي فوق الابواب :
 اسم الله
وقولي : َ
يا الله أودعتك قلبي وأحبتي
أودعتك وجودي
× يبقى العراق الهم الاكبر فهو الحبيب والصديق وليس سواه  . يبقى العراق رياح الشوق والحنين تداعب نبضات القلب . يبقى العراق الامل , حتى لو خرج من رماده وكفنه ولحده , يبقى ترابه نقياً , رغم الاحزان وجريان انهار الدماء , رغم الجو المشحون بالرصاص الطائش , لابد أن  يصحو العراق ويضحك على الموت والدهر اللعين . يبقى شهداء العراق ازهار الامل القادم , يبقى العراق حياً رغم الغدر والامهات تنوح على فلذات اكبادها الشهداء , ليس لنا سوى عراق لا يموت .
أدركتُ بعدَ ضيم
بعدَ جور
بعدَ غدر
ليس من حبيبٍ
سوى
ْ عراق
ٍ ليس من صديقٍ
سوى ْ
عراق
ٍآه َ يا صرخة النخل ْ
المذبوحْ
ٍآهٍ  يا قطرة دجلة ْ
وأمي حين تنوحْ
 آهٍ
يا وحشة ِ اللحد والكفن
ما لي أرى طعنات ُ
الغدر أينما سرتُ
تدركني ٍ
آهٍ  يا عراق
  البيداءُ ترتلُ
  عراق
المحيط يهدر
عراق 
ما لي سواك
يا وطنا أتنفسهُ  شهقةَ  ضوء
× يبقى العراق وسادة الغريب عن الوطن وعلى رصيف المنفى , والشوق يهز القلب بالحنين الى الوطن الى مدنه الساكنة في القلب من ميسان وزاخو وكربلاء .
هنا ميسانُ
وزاخو وكربلاء
ً مدناً  غافيةً  على
وسادتي
وعلى ضفافها شامخة
حروفي تعتلي
الكبرياء
َ لنْ أتوسد َ رصيفَ
الغرباء
------------
مدن العراق حاضرة  في الروح تطرز بالشوق عبائتها . كل العراق ومدنه ساكنة في قلبها . فهي جنتها ورايتها المرفوعة بأسم العراق , كل العراق .
أذكرُ ميسانَ مدينتي
َ وكربلاء رايتي
َ وبغداد جنتي
َ وزاخو والنجف وكركوك
َ والسماوة َ والحلة وديالى
وذي قار والكوت والبصرة
والموصل
ُكُلها ,  كُلها
حتى المدن التي لا أذكرُها
 كُلها  تطرزُ  بالشوق عباءتي
         جمعة عبدالله





75

معضلة الانتخابات البرلمانية الجارية  : المشاركة أم المقاطعة ؟؟ !!
من مفارقات الزمن بالديموقراطية العراقية ,  الغريبة في نوعها وشكلها ولونها وطعمها , بأن العملية الانتخابية التي تحدد مصير العراق , سواء بالمشاركة الواسعة , أو بالمقاطعة الواسعة , لا تعني شيئاً ولم تغير شيئاً في الواقع والمناخ السياسي , سوى الى الاسوأ وأكثر فداحة وخطورة على مستقبل العراق , لم تكن نتائجها سوى تدوير النفايات القديمة مجدداً. لعدم وجود نية وطنية صادقة للأحزاب الطائفية المتنفذة في الإصلاح والبناء والتغيير . ولكن هناك حقيقة دامغة بين هذه الاحزاب الحاكمة , رغم الشحن والخلاف الشديد  والشقاق و التطاحن العنيف  , وكل حزب ينشر الغسيل الوسخ والقذر للاحزاب الاخرى  , ولكنها يجمعها توافق واحد بالاجماع : في بقاء نظام المحاصصة الطائفية الركيزة الثابتة لهم ولوجودهم  . بقاء  الفساد والرشوة والفرهود يلعب ويجول بحرية مطلقة . التمسك بوجود المليشيات المسلحة , رغم دعواتها المنافقة  بحصر السلاح بيد الدولة ونزع سلاح المليشيات المارقة والوقحة , التي  تتصدر مقدمة المسرح السياسي . ان هناك احباط عام وعدم الثقة بهذه الاحزاب من قطاعات واسعة من الشعب  , عدم سعي الأحزاب  الحاكمة  الى ضمان البيئة الديموقراطية , تحمي حرية التعبير وحقوق المواطن وحمايته من بطش المليشيات المسلحة . لا توجد ظروف المنافسة الشريفة والعادلة في العملية الانتخابية ,  حتى تدفع العملية الديموقراطية الى الأمام . عدم وجود عناصر كفوءة تملك النزاهة والوطنية وتملك الإخلاص للوطن , وتشعر بهموم ومعاناة المواطن , والعمل على انفراج في  الأزمات  والمشاكل التي يعاني منها العراق والعراقي , سوى إغراق المواطن بالامال والاحلام والوعود العسلية , تتبخر ساعة اغلاق صناديق الاقتراع. عدم الجدية في العمل في توفير فرص العمل للعاطلين . عدم الجدية والإخلاص في توفير الخدمات الاساسية التي تحسن الظروف المعيشية . لا توجد نية في معالجة الأزمات والمشاكل التي يعاني منها المواطن. ثم ان هذه الانتخابات البرلمانية لا تختلف عن سابقاتها , في استخدام نفوذ الدولة والمال المسروق في شراء الذمم أو شراء البطاقات الانتخابية , والصرف الباذخ والمجنون على دعايات الترويج للمرشحين والمرشحات  , بما فيها ضخامة وتزاحم صور المرشحين في كل مكان وزاوية  , والولائم والهدايا بشرط ضمان التصويت للمرشح , في استغلال عدم وجود قانون الأحزاب السياسية , مما يخلق الإحباط وعدم الثقة بالعملية الانتخابية برمتها  , لأنها ستدخل وبكل الاحوال في عملية التلاعب والاحتيال والتزوير. وتصبح العملية الانتخابية  عبارة عن توزيع مغانم  البرلمان في توزيع المقاعد البرلمانية فيا بينهم  , بحيث لا تستند الى القاعدة التصويتية أو الانتخابية , وهنا تكمن المشكلة الحقيقية في الخلاف الشديد , استعرت بنيرانه فيما بينهم  , في الاتهام في التزوير قبل حدوث يوم الانتخاب , والمشكلة الاخرى أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة , , بأن هناك فريقين مختلفين تماماً على اختيار  الشخصية التي تتسلم رئاسة الحكومة , هناك فريق يدعم اختيار  شخصية مصطفى  الكاظمي , وهناك فريق يدعم اختيار  شخصية نوري المالكي . ربما هذا التخوف يقود الى التناحر السياسي والعسكري . وبالتالي تكون ايران هي الحكم في الاختيار شخصية ثالثة, ويكون الموقف الايراني هو الحاسم , ولكن تبقى النيران السياسية مشتعلة بالفوضى والانفلات سيد الموقف  , ربما تقود العراق الى الانتحار السياسي . وستكون هذه الانتخابات نقمة على العراق والعراقي , سواء كانت المشاركة واسعة , أو كانت المقاطعة  واسعة , نفس الشيء , هما وجهان لعملة واحدة .......................  والله يستر العراق من الجايات !!
    جمعة عبدالله



76
حكايات النصوص الشعرية في كتاب ( من جنى الذائقة ) للكاتب لطيف عبد سالم
الاصدار من أتحاد الأدباء والكتاب في ميسان  الكتاب ( من جنى الذائقة / حكايات من وحي نصوص مختارة ) للكاتب والباحث الاستاذ لطيف عبد سالم . تمثل مبادرة رائعة في استنطاق واستبطان روح القصيدة وحكايتها التي تملك خلفية عميقة في ولادة النص الشعري من رحم الواقع الاجتماعي , الذي يحمل ثنائية النص وحكايته من رحم الأحداث الجارية من الواقع الفعلي , أي أن مخيلة الشعرية  اعتمدت على ارضية الحكاية في الدلالة والمعنى . بمعنى تسليط الضوء على حدث الحكاية واستنطاقه  في الصياغة الشعرية .لكل قصيدة ولدت من رحم الحدث الواقعي الذي خلقها . لذلك اختار الكاتب والباحث الاستاذ لطيف عبد سالم لذائقته  الإبداعية الرفيعة في الأدب والبحث   والنقد , أن  يختار حوالي 40 قصيدة , لها خلفية حدثية وفعلية , بمعنى لكل قصيدة ولدت من حدث معين حدث بشكل  فعلي في مجريات الواقع الاجتماعي. وكل قصيدة تملك مناخات وطقوس خاصة بها . وساهم شعور وإحساس  الشاعر بتدوين واقعية الحدث , أن  يخلق نص شعري مرتبط بخلفية الحدث أو الحكاية وفي استنباط  روحيتها شعرياً من الواقع  للحكاية , لكي يخلق منها رؤى ورؤيا الفكرية والتعبيرية  , في تسجيل الوقائع  شعرياً . وهي محملة بالحزن والمعاناة , تدفع القارئ الى التعاطف روحياً وعاطفياً للنص الشعري وأصل حكايته . هذه الدلالة الروحية الواعية بالذائقة الشعرية والادبية في اختيار النصوص الشعرية من وحي حكاياتها المرتبطة بالنسيج الذاتي والعام , لأنها ولدت من مخاض الواقع الاجتماعي وتداعياته المتفجرة . التي تدل على عسف الواقع الجاف والجامد . ,كل نص شعري يستحق وقفة تأمل وتفكير , وسأختار بعض النصوص وحكايتها :
1 - قصيدة الشاعر أحمد العاشور وحكاياتها :
تتحدث عن واقعة حدثت فعلاً للاعلامي والفني ( احمد وائل البكري ) وأدت الى مقتله . فبعدما أنهى عمله الاعلامي خرج من مؤسسته الاعلامية قاصداً بيته ذات مساء من عام 2005 . صادف في طريقه رتل عسكري أمريكي , فخفف السرعة واتخذ جانب الطريق , لكي يفسح المجال لمرور الرتل العسكري . لكن الرتل بكل غطرسة عدوانية أمطره بخمسة عشر رصاصة نخلت جسمه , وارتدى ثوب الشهادة . صديقه الشاعر  أحمد العاشور قام بالواجب في مراسيم الوفاة . وفي لحظة بارقة تفجرت من رحم الحادثة المؤسفة هذه القصيدة :
 × قصيدة : وارتدى ثوبك الاسى / الى الشهيد أحمد وائل البكري مخرج برنامج بيادر خير .
سربٌ من العصافير يحطُّ
وسربٌ من العصافير يمضي
يحملُ خمس عشرة رصاصةً
على أجنحته ,
يقرأُ عليكَ سورة الفاتحة
كنتَ على موعدٍ ,
تَرقبُك الحبيبة
واطفالٌ يتسمرون عند الباب ,
يرقبونَ الهدايا
ويرقبونَ الابتساماتِ ,
لكنَّ القبلاتِ صارت من دون شفاهٍ 
كنتَ على أشتياقٍ
خمس عشرة سنبلةً 
لتحترقَ  الأرحامُ
بأسرها ,
وتتوشح الجراحُ  مآذنَ
ونواقيس للصلاة ,
فتمضي بغفلةٍ
في وضح النزفِ
ونحن نيامٌ
2 - قصيدة الشاعر حامد عبدالحسين وحكايتها :
جراح الماضي العميقة , تبقى حية تستفز الذاكرة , ولايمكن ان تغيب عن الذاكرة والتاريخ  ,ومنها مجزرة حلبجة المروعة التي ارتكبها النظام الوحشي الساقط ,  في استهداف مدينة حلبجة بالهجوم الغاز الكيمياوي . جراء هذه الابادة الانسانية سقط أكثر من خمسة آلاف كردي عراقي , اكثرهم من الاطفال والنساء , كان حديث الشجون  عن هذه المجزرة الرهيبة , حديث في علقم مرارة الذكرى الفاجعة بين الشاعر وصديقه الشاعر شينوار أبراهيم  . ففجر الحديث الشجن هذه القصيدة بعنوان : حلبجة ..... البحث عن الانسان  .
× أيها الحزن .... رويداً
فما تزال هناك أرواح تهفو
الى تلك القرى النائيات
للناس الذين تركوا أجسادهم للعراء
تلتقط أنفاسهم الغرقى
ما بين لحظات تنتقل الذاكرة  المفجوعة
بالظمأ ...
الى ( حلبجة ) ,
العنوان الذي يغرني : البحث عن الانسان
الذي طبعته فينا تلكم الوجوه .......
بلدي ..... الذي مات من كثرة سياط الجلادين
ولم يبق منه إلا رمق بقاء
الجلادون ..... لغة من الغباء المدججة
بسخرية القدر .....
3 - قصيدة الشاعر دريد الشاروط  وحكايتها :
الصورة التي ظهرت في الإعلام المرئي الداخلي والخارجي . استفزت الضمير العالمي بوحشيتها وغطرستها المفرطة العنف والاذلال , بما شهدته انتفاضة تشرين في ساحة التحرير , من عنف دموي مفرط في الوحشية الدموية  الفاشية , لم يشهد له مثيلاً تبقى وصمة عار في جبين نظام الحكم الطائفي , الصورة المأساوية التي ظهرت , أب طاعن في السن يحمل صورة أبنه الشهيد الذي سقط مع مئات الشهداء خلال الانتفاضة الشبابية , رفع الصورة في وجه القوى الامنية , عسى ان يحترموا كبر سنه الطاعن  وأبنه الشهيد , ليوقفوا عنفهم المفرط بالوحشية , لكن الاجهزة الامنية بدلاً من  ان تحترم هذا المشهد الانساني العاطفي  , فتحت عليه بقوة الماء الحار , فلم يتحمل جسمه النحيل فسقط على الارض , لكنه ظل يقاوم رفع صورة أبنه الشهيد في وجه هؤلاء المفرطين بالوحشية , كما هزت الصورة مشاعر الضمير الانساني الحي العالمي  , أيضاً هزت مشاعر الشاعر فولدت هذه القصيدة من الحادثة المأساوية , فكان عنوان القصيدة : رصاص الماء .
× جذوره ألف طينٍ
رأسه علمٌ
 وتحت نعليه يا هذا
هوت قمم
جنائز الأرض
من شيباته هدمت
كل الكهوف
فهل يثنيه ما هدموا ؟
أحلامه من خريف
غصنه عطش
شراعه بعض أكفان
صداه فمُ
تاريخه الدمع
من فانوس حسرته
قد يهلك الله
أكواناً وينتقمُ
رضيعه
ما تبقى منه
يقذفه
صوب السماوات
كي لا يدعوه همُ
حرفه....
ظل يستسقي بها همما
ما كان يفقه معنى الماء
سوطهمُ
4 - قصيدة الشاعر يحيى السماوي  وحكايتها :
غادر الشاعر يحيى السماوي مدينته السماوة في مغتربه القسري , الذي  طال أكثر من ربع قرن نتيجة سوط الإرهاب المرعب من النظام الساقط . وحين رجع الى العراق زائراً توجه الى مدينته القديمة السماوة , التي رحل عنها قسراً ,  لكن حبها بالشوق والحنين يكبر في صدره . حل في مدينة المولد والبهجة تعلو وجهه , وتفقد أزقتها واحيائها , واسترجع فيها ذكرياته القديمة , وذات مساء جمعته الطاولة في صلة فندق ( قصر الغدير ) مع صديقه الشاعر قاسم والي , وتناول أطراف الحديث عن الوطن والغربة  . وحين خرج من صالة الفندق متوجهاً الى بيته مشياً على الأقدام ,وعرج على بداية نهر الفرات  ,وعرج على بداية  الشارع الذي يحمل أسم ( شارع الشاعر يحيى السماوي ) . أيقظت احاسيه وهو يتطلع نحو زورق قديم ومهجور على الشاطئ , فاعتلى سطحه وتخيل انه يبحر به الى مملكة سومر , وقدحت في ذهنه هذه القصيدة  بعنوان : هبوط إينانا .
×   
لـم تـعـدْ فـي الـعـالـمِ الــعــلــويِّ إيــنـانـا  ..
هـيَ الان مـعـي تـمـشـي عـلـى الأرضِ  ..
مـعـي تـزرعُ ورداً ..
ومـعـي تـجـتـثُّ أشــواكـاً  ..
مـعـي تـغـفـو وتـصـحـو  ..
وتُـسـاقـيـنـي كـؤوسَ الــسَّــمَــرِ
*
ومـعـي تــقــطــفُ تُـفّـاحـاً وريـحـانـاً
وتــســقـي شَــجـري
*
خُـضــرةً مُــشــمِــســةَ الـفـيءِ  ..
وأصـنـافَ قـطـوفٍ ..
ومـعـي تـرعـى ظِـبـاءَ الـفِـكَـرِ
*
ومـعـي تـحـرثُ بـالأضـلاعِ صـخـراً
قـبـلَ مـيـعـادِ هـطـولِ الـمـطـرِ
× الكتاب : من جنى الذائقة / حكايات من وحي نصوص مختارة
× المؤلف : لطيف عبد سالم
× النشر : أتحاد الأدباء والكتاب في ميسان
× الطبعة : عام 2021
× عدد الصفحات : 232 صفحة
جمعة عبدالله

77
الانتخابات المرتقبة ستكون  تكريس أكثر لنفوذ المليشيات على الدولة

 الانتخابات البرلمانية المرتقبة , ستكون نتائجها أبرع  ما يكون   من الدهاء السياسي  المنافق بما ينتجه من طبخة جاهزة من المطبخ السياسي العاهر   , الذي تعود على الزيف والخبث وتحريف الحقائق . هذه المرة ليس تدوير نفايات الوجوه القديمة , وإنما ستكون  تكريس لنفوذ المليشيات المسلحة في ابتلاع الدولة كلياً  , وتأسيس نظام  حكم يكرس الإرهاب السياسي والفكري , وتكميم الافواه . سنشهد جولات اكثر من السابق في عمليات الخطف والاغتيال , وهذه الانتخابات البرلمانية ستكون انتصار لكواتم الصوت . رغم المظهر الخارجي البراق والمزيف للعملية الانتخابية .  التي تدعي  التعبير الانتخابي الحر , وحق المواطن أن يعبر عن صوته الانتخابي بكل حرية وارادة في التوجه الى صناديق الاقتراع بأسلوب  ديمقراطي  نزيه . هذا ما سيظهر للاعلام الخارجي والمنظمات الدولية  بما فيها منظمات حقوق الانسان. ولكن بعيداًَ عن العيون الاعلامية والمراقبة والاشراف الدولي على سير العملية الانتخابية , يعني ما يجري وراء الكواليس . هي تقاسم المغانم والحصص البرلمانية ستكون حصراً دون غيرهم , ستكون موزعة المقاعد البرلمانية بين المليشيات المسلحة والاحزاب الطائفية , وابعاد نهائياً المستقلين والأحزاب  الصغيرة ستخرج بخفي حنين . وان الرابح الأكبر من الانتخابات ونتائجها هي أيران عبر مليشياتها التابعة لها وتحت نفوذها . ان المناخ الانتخابي غير متوفر في في إجراء انتخابات حرة ونزيهة , ولا يمكن للعملية الانتخابية الديموقراطية أن توفر النجاح المطلوب بوجود السلاح الميليشياوي والانفلات الأمني . لا يمكن أن تكون الانتخابات حرة بوجود قتلة المتظاهرين  احرار من المحاسبة والعقاب . لا يمكن توفير الحد الادنى من عملية إدارة الانتخاب تحت المفوضية الصورية , المنحازة كلياً للمليشيات والاحزاب الطائفية وهي الناطقة باسمهم . لا يمكن توفير المناخ الديمقراطي  بأموال الدولة المسروق والمنهوب بحوزة المليشيات المسلحة والاحزاب الطائفية . لا يمكن أن تكون المنافسة شريفة والإعلام منحاز كلياً الى المليشيات والاحزاب الطائفية في ترويج مبدأ غوبلز النازي  ( اكذب واكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ) . مهزلة هذه  الانتخابات بأن كل المرشحين لا يملكون البرامج الانتخابية , سوى الوعود العسلية بتبليط شارع أو تعيين من يصوت لهم , ثم مسألة شراء الاصوات الانتخابية تحت سمع وبصر المفوضية للانتخابات , ثم هذا الإسراف و الهوس  الجنوني , دون رقابة ومحاسبة , هذا الكم الهائل من تعليق صور المرشحين بشكل صارخ  , لا يخلو شارع دون تزاحم في تعليق صور المرشحين والمرشحات , حتى أماكن براميل النفايات والقمامة نجد فوقها الصور , كأنها تؤكد بأن القمامة وصور المرشحين من جنس وصنف واحد .
كان هاجس الاكبر الذي يقلق المليشيات والاحزاب الطائفية , هي الخشية من تكرار المقاطعة في نسبة المشاركة في التصويت كالسابق لم تتجاوز نسبة المشاركة سوى أقل من 20% من نسبة السكانية للتصويت . . ولكن جاءت دعوة السيد السيستاني بطلب المشاركة أكثر من المواطنين بحجة الإصلاح وطرد الفاسدين . اعتبرت هذه الدعوة دعم وتزكية لهم , لانهم ايضاً يدعون الى الاصلاح والبناء وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد والفاسدين , لانهم تعودوا على ممارسة العهر والدعارة السياسية . الفاسد يدعو الى الإصلاح والبناء وتوفير الخدمات . والقاتل والمجرم يدعو الى روح التسامح والإخاء والتعايش . واللص والحرامي يدعو الى نزاهة اليد والقلب في المسؤولية في  بناء دولة الحق والعدل. والعميل والخائن من ذوي  الذيول الطويلة يسكبون  دموع التماسيح على الوطنية , ويطالبون  بالدفاع عن الاستقلال والسيادة الوطنية حتى لو ضحوا  بحياتهم  , وهم  باعوا  الوطن والسيادة الوطنية  برخص زهيد للأجنبي والمحتل , ووضع العراق وصرمايته المالية في جيب الأجنبي  المحتل . ونترقب خلال هذه الايام القليلة ان يسجل العراق اكبر مهزلة انتخابية خلال 18 عاماً ............................... والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله


78
لخلق معادلة بديلة في  المجموعة الشعرية ( سأرزق برجل من ضلعي الأيمن ) للشاعرة فينوس فائق
الشاعرة واسعة الثقافة والمعارف اللغوية  والنشاط المدني الدؤوب  , تحلم بعالم الحرية والانعتاق في قصائدها الشعرية , تملك صياغة فنية متمكنة , في رؤية فكرية سديدة تتجه الى عالمٍ حر بدون قيود , تسوده المحبة والتعايش والاحترام المتبادل  , بدون ظلمٍ واضطهاد , بدون انتهاك , تنظر بعين المساواة الواحدة بين الرجل والمرأة , وتحاول تمزيق العقلية الشرقية الجامدة والسلفية , التي تنظر الى المرأة نظرة احتقار وانتهاك  بالنظرة السلفية  , بأن المرأة مصيرها السجن الانفرادي بالاحكام المؤبدة في البيت , لأنها لا تصلح سوى المتعة الجنسية والإشباع الشهوة الغريزية  , ولا يجوز لها  تخطي الخطوط الحمر التي وضعها  الرجل الشرقي في سطوة فحولته المتغطرسة بالتعالي . تتناول هذه المعضلة في قصائد المجموعة مع هموم الوطن وأوجاعه . الشاعرة  تنطلق من عمق ازمات في عتبات الوطن , وصوتها الشعري يحتضن كل المكونات واطياف اللحمة الوطنية , كلهم شركاء في بناء الوطن ومعاناته. و بمجموعها تجرعت الزقوم من الانظمة الشمولية الظلامية من الدناصير واحفادهم  , وعانت القسوة الوحشية والغطرسة والحقد الدفين بالعنصرية الحاقدة , وقصائد المجموعة الشعرية تتوجه مباشرة الى الذين اغتالوا واغتالوا الوطن قديماً وحديثاً . كما تتوجه بالاصابع الاتهام بكشف عورات الرجل الشرقي المتزمت والسلفي في نظرته للأشياء  بعين واحدة تشبع أنانيته الذاتية  الجشعة . كما يتبختر ويتباهى  بعقليته القبلية والعشائرية الظالمة تجاه المرأة . في جعل المرأة  تلوك الانكسارات والانهزم تحت  سلطة وسطوة ورحمة الرجل , بدون شك هذه العقلية السلفية الجامدة ارتدت جبة الدين , ما هي في حقيقتها إلا خنازير في جبة الدين , يمارسون دور البطولة والانتهاك على حساب حق المرأة في الحياة والعيش الكريم . يصورونها  زائرة ثقيلة ليس لها مكان سوى السجن الانفرادي الدائم وسرير المتعة والشهوة الجنسية , وتباع وتشترى كأي بضاعة آخرى أو أية سلعة آخرى   . وما وظيفتها إلا  الانتقال من حضن الى حضن رجل آخر يتحكم بها في البيع والشراء بكل غطرسة ووحشية . لذلك تعزف  الشاعرة ( فينوس فائق ) لتغير المعادلة التي مضى عليها الآف السنين بأن ( المرأة خرجت من ضلع الرجل ) وكانت نتائجها المدمرة في المعاناة والاضطهاد والقهر والآهات . لذلك تحلم في عالم يسوده العدل والانصاف بدون اجحاف وحيف بحق المرأة , أن تجد بديل لهذه المعادلة ,  أن تقلب المعادلة بشكل آخر أن يخرج الرجل من ضلع المرأة ( سأرزق برجل من ضلعي الأيمن ) , من أجل الحرية والمساواة العادلة بالإنصاف  . ان تخلق عالماً  متغايراً من أنقاض العالم القديم , عالم يسوده الوئام  والمحبة والتعايش . كما  في قصائد المجموعة الشعرية ,   التي تحتوي على  20 قصيدة . تتناول الأشياء  في منتهى الصراحة والمكاشفة , لكي تؤكد بأن المرأة من سلالة الزهور , تحمل الشوق والاشتياق والحنين والوفاء والحب  ,  عليها ان تصدع الجدار الرجل الشرقي الظالم بحق المرأة . قصائد تملك شفافية الصيغة والانسياب المتدفق , وتحمل رؤية فكرية سديدة تجاه الوطن والمرأة .
× الخشية من الألوان والفصول والمطر , ان تخفي آثار انفاسها المتشوقة الى لقاء الغريب الغائب , الذي يحمل في  قلبها بعض  نبضاته وانفاسه , كم يقلقها هواجس القلق بلحظة  لقاء الغائب , وكم من المساءات تنفقها لتهدأ الروح لغيابه  الطويل , فمازال الصدر يحمل الدفء , والأظافر تحمل شيئاً من رائحته , والترنيمات تحمل شيئاً من عبق المساءات التي سارا عليها سوية  وتخشى من المطر أن يخفي آثار  انفاسها , او تخاف ان تبلل اقدامها بمرورها  بجانب بابه .
 
الألوان
 
)لون المطر(
أخاف أن يفاجئني
فتختفي أثار أنفاسي من على أوراق الشجر
بجانب نافذتك
أخاف أن يبتل مرور أقدامي بالأمس بجانب بابك

***
(لون اللقاء)
كم من المساءات أحتاج
لأنفقها على غيابك
قبل أن أغرق في لحظة لقاء مدهشة
لازال صدري دافئا
أظافري تفوح منها رائحتك
كم أغار منك
ترى نفسك أكثر مني

***
)لون الخطوة(
يدهشني هذا الرصيف
يفكر مثلي في وقع اقدامك
يردد ترنيمة مشيتنا ذات مساء
يبقى الوطن بطعم حلاوة الشوق والحنين , والخيال يسرح في الوطن البعيد , تلوكه بترياق الغربة ,  خبأتها في خزائن الذكرى والذكريات ,  كم تحتاج الى مئات الخزائن , لوطن اغتصب من الديناصور وأحفاده , وراح يسقونه طعم مرارة المعاناة بالاختناق بالغازات السامة وغازات الغردل , ليفتح باب الرحيل عن الوطن  بلا عودة . كم تتقيئ من أقوال الساسة ورجال الدين وهم يلوكون الخرافات التي عفى عليها الزمان وشرب,
على بعد وطن أجلس إشتياقا
أحتسي ترياق غربتي بمذاق مطر
تحت حزام الأرض
تأريخ لمسميات أشياء
اندثرت خلف غياب الحكمة و موت الوصايا
سأحتاج إلى مئات الخزائن
لأفرغ فيها ذاكرتي
و أقفل عليها بابا حديديا عاليا
أحتاج إلى المئات من الزوايا المظلمة
لأستفرغ فيها أقاويل الساسة و رجال الدين
***
أحتاج إلى مئات المرافئ
لأتقيء ذاكرتي
و أفرغ جسدي من ديدان وطن صار غربة
و أتعلم فن الإقامة تحت شمس باردة
في منفى صار وطن
× الحلم بالحرية هي الامل والطموح . لكن ثمن الحرية باهظة الضريبة من الدماء والاحتراق , بأسلحة حرمها الله والشرائع السماوية .
تعال معي
و أحلم معي بالحرية
دعني ألعب بشعرك
قبل أن يحترق هو الآخر
بنيران البنادق المسروقة
كما احترق شعر المدينة
بأسلحة صادرها الله
× تحاول ان تكسر العتمة والظلام , و الغيوم  الملبدة بالفزع , تحاول ان تسكب في زمن التمرد والذهول على  كلماتها على قصيدة عتيقة , تتحول القنديل الى وجع وصمت . تحلم بجثث كلماتها بعالمٍ لا يأذن بالنحيب على موت الطريق , لكن كلماتها تضيء قمراً بجوار قبرها . في انتحار الضياء .
هراء
سأرقد الليلة بين جثث كلماتي
و أضيء قمرا بجوار قبري
الشمس تموت على خاصرة ينبوع
يمر تحت وقع سقوط أوراق
تعانق الصفار
حتى مغيب العمر
 
سأرقد الليلة على كاهل قصيدة عتيقة
من زمن التمرد و الذهول
يتمزق الماء تحت قدميً
و يتحول القنديل إلى وجع
يلازم صمتي
يموت الظلام حتى بزوغ فجر
لا يأذن لي بالنحيب
على موت الطريق و
إنتحار الضياء .
× إنها أمرأة حالمة بالحب والعشق . وتحاول ان تشارك الوطن بهمومه فقد رسمته بجوانح احساسها .  في زهرة النرجس المنسية . وتحلم أن يأخذها الحلم   ربوع الوطن . في هذا الزمن الثقيل , تحلم ببياض الحقيقة أن تتجول في دروب الوطن المنسية . تتجول في بستان الوطن .
أحلم بطبيعة لم تنجبني بعد
أحلم بمريم تحملني في رحمها
أعبر الشارع المؤدي
إلى أفق ينتهي عند أول سؤال
أطرحه على الطبيعة
***
متى ستصحو هذه الريح
على بياض الحقيقة و
تنام عند عتبة أول الخضار
و تتقاسم الحياة
مع أول زهرة
تحلم ببستان من الوطن؟
× هي امرأة خلقت من العشق والحكمة . في هذا الزمن الذي تعفر وكبر وتمرس  على الظلم والاجحاف والحيف بحق المرأة  , أنهكها التاريخ  , فمنذ آلاف السنين بأنها خلقت من ضلع الرجل , ولكن لم تجد سوى مرارة الاوجاع والمعاناة , كأنها تركض وراء السراب والوهم , لم تجد نفسها إلا محكومة بالسجن المؤبد الانفرادي طوال عمرها . ذلك تريد ان تعدل أو تغير  ميزان العدل المقلوب  . وتنهي العسف والظلم , أن يخرج الرجل من ضلعها , ان ترزق برجل من ضلعها الايمن , لتنهي رحلة المعاناة , وتنتهي من القذارة والعفونة  بأنها  جارية تحت اقدام الرجل الشرقي , الذي يلعب بها كسلعة للبيع والشراء. ان تنهي هذا العبث والغثيان بحق المرأة .
منذ آلاف السنين خلقت من ضلع رجل
منذ آلاف الأوجاع و أنا أمسح تأريخا لا يليق بي
منذ آلاف الطرقات و أنا أركض وراء ضوء الشمس
و أطارد الحكمة أينما كانت
منذ آلاف الكتب المقدسة و أنا أعتذر لنفسي
عن حماقة الخلق تحت سماء من الكذب و
بحور من الخدع
من آلاف الآيات و أنا أحفظ عن ظهر قلب
قصائد تحكي قصص الأنبياء و القديسين
و تنهرني المعلمة على أخطائي الإملائية و
تعاقبني على هفواتي الدنيوية
و تحكم علي بالقصاص على
آرائي الإنسانية
منذ آلاف الحكم و أنا أطرز من شعاع الشمس
فستانا يليق بأنوثتي و
لباسا لا تفوح منه رائحة الشرف
و و شاحا من الضحك لا يشعرني بالقرف
     جمعة عبدالله

79
تقشير أوجاع الوطن والمرأة في الديوان الشعري ( واقشر قصائدي فيك ) للشاعرة رند الربيعي
صوت شعري أثبت حضوره بشكل  المرموق على الساحة الثقافية والشعرية  , بما تحمل من طاقات إبداعية في الصياغة وأسلوب التعبير بمضامينه الإيحائية والرمزية بالغة  الدلالة والتعبير . بهذا التدفق الذي يستلهم ألهام وإرهاصات  وهواجس الوطن والمرأة , تتدفق الرؤى والرؤيا الفكرية بكل شفافية في الانزياح الشعري في القصيدة النثرية , وبكل شفافية تربط الذات بالعام , في تحسس اوجاعه ومعاناته وآهاته , في  اللغة الشعرية  رشيقة ,  تملك قوة العبارة والتعبير , في القضايا الحسية الظاهرة والباطنة . لكي تؤكد حضورها بحضور المرأة , اذ  لا وطن بدون المرأة , ولا المرأة بدون وطن ,  هذا الترابط العضوي والروحي في جوانح احساسه ,  بين المرأة والوطن ,  وتتوجه القصائد الى تعرية عورات الواقع تجاه المرأة , في عثرات عقليته المتزمتة التي تعتبر المرأة مجرد ( حريمة ) تتساقط على كاهلها مثل المطر الغزير , تبعات الظلم والاجحاف والحيف ,  تتوخى في هواجسها الشعرية الهواجس الواقعية بالاشياء  المرئية وغير المرئية تجاه المرأة , بكل نبضات مشاعرها الحسية بالصدق بنقاوته المتدفقة , وهي تقف بالمرصاد لهذه المضامين الجائرة , في الظلم والاجحاف والحيف تجاه المرأة . لان للمرأة شأن الرجل , تحمل عاطف واحاسيس نقية في الحب والشوق , لانها تعشق بعواطفها واحساس قلبها النقي , عكس الذي يتلاعب بعواطف الحب بالزيف والتحايل , لذلك تقف بصلابة أمام  هذا العش والزيف تجاه الحب والشوق . وصوت الشاعرة يترسخ في حمل لواء الدفاع عن المرأة , في حقها المشروع في الحياة والوجود . ولغتها الشعرية في أسلوبه التعبيري لا يعرف المهادنة والمساومة ,  تستلهم ارضية صلبة في الرؤية الشعرية والفكرية , تعتمد على التراث الأسطوري السومري  والبابلي , والتراث الديني وحكاياته المعروفة , تتوجه الى الايحاء والرمز بأن المرأة ليس منقطعة الجذور والاصل . فهي سومرية اصيلة وعشتارية في الحب والشوق , وعشتار نزلت من العالم العلوي الى العالم السفلي وتخطت بواباته السبعة المرعبة لتلتقي مع عشيقها وحبيبها ( ديموز / تموز ) هذه الجرأة والشجاعة هي عنوان المرأة السومرية , عنوان المرأة العراقية . لتؤكد بأن المرأة ليس سلعة اغراء انثوي , ليس سلعة رخيصة في المتعة الجنسية . هذا الإيحاء الرمزي البليغ في قصائد الديوان ( وأقشر قصائدي  فيك ) , انها تتسم بالحب جماليته وعطر رياحينه  , وليس أن يكون الحب   اشواكاُ وعطر الازهار البلاستيكية . أن المرأة تملك كامل الارادة والحياة والحب , بدون انكسار وانهزام موجع من العقلية الشرقية , أن حزنها هو حزن سومري أو بابلي راسخ الجذور والانتماء , في الاحلام والآهات . هذا التدفق الشلالي في قصائد الديوان , من شاعرة جادة أثبتت جدارتها الشعرية في صوت نسائي جدير بالاحترام والاعتزاز .
× جينما يموت الندى يلف بالحب الظلام  ويخطف سحره ورونقه  الجذابة , ويدلف في الظلام , وتبقى ذكرياته معلقة في رفوف الذاكرة . عند ذاك يُسرق  قوس القزح الحب , لكي لا تنهشه غربان الموت , وتتهشم الأقدار على جماجم الأبرياء . في محراب الفتك دون رحمة بالوجع ويصبح الحب شهيداً معاً  , العاشق والمعشوق في جنح الظلام .
حين يموتُ  الندى
في غمرة الظلامِ 
وتفقد الرسائل عطرها بين رفوف الذكريات
أسرقُ القوس  من قزح
لئلا تبتلعه غربان الموتِ 
ساعة فجر كاذب
تطرق الأقدار جماجم الأبرياء 
بين كل هذا الغيابِ 
أراكَ  جندياً
يبتهل محراب القتال
لا تندهش ........
حين يضرجني  الوجع
شهيدة أنا مثلك           ( من قصيدة / قبلات معتقة )
× حينما  قارعة الوطن تضيق بالحب والنوم , تلوح الايادي الباكية بقلوب من الرماد . فالموت يحتل الحياة بكل جونبها , ويحتل الظلام  والرماد بدلاً عن النور , للملائكة التي هجرت حبها بحلاوة النسيان , في قصائد لم يكتمل شملها في  اطلالة الحب والشوق ,في زمن يحتل الموت منصاته .  واذا لم تكتمل دورة  الحب , فأن بناء بستانه   لم يكتمل , وتكون القصائدة ناقصة الفعل تغادر حروفها المثقوبة الى السماء .
 على قارعة وطن ضيق ولا يتسع 
للنوم
أيادي تلوح باكية ,
قلوب  رماد ,
الموت سلالم نور
الملائكة طائرات مغادرة
 وأنت حلاوة النسيان
دواوين لم تكتمل
هنا  آخر وجوه غادرتها
ضحكات الى السماء
مثقوبة         . من قصيدة ( خطوة واحدة )
× حين يرتدي الحب ثوب الخذلان , لكي تتراقص حناجر الموت  عليه , تكون خمرة الغياب , مثل رقصة حافية الاحلام , والحب ينشد الشوق على قارعة الطريق منذ ألف عام ,  تتطلع الى رشقات الحب الراقصة , لتسقي الحب بماء نقياً كنقاء شهداء الوطن , في ذاكرة الزمن يضطهد  بالانتظار . بينما الشهداء ينثرون بذور العشق , لتروي ظمأ الارض منذ ألف عام والحب العشتاري يملأ الحياة والوجود رغم الاحزان .ولا تنثر ملحاً على السنابل , فكلها جرح .
ها أنا أرتدي
آخر ثياب  خذلالك
لأ راقص حناجر  الموت
وحدك  جمهوري ,
على جمر غيابك
أراقص حافية من  أحلامك
منذ ألف عام أنتظار
على مسافة  شوق
ٍ أسمع خطوات
يلتفت  قلبي
يلتوي جسدي
ينحني على كلماتي
نائية ذاكرتي
تلتصق  بأطراف الأرض
كأجساد الشهداء
حين تعشق الارض   
قف
أين مكانك
لا تنثر ملحاً على
سنابلي
فكلي جرح            من قصيدة ( كلي جرح )
× آهات الشوق تتجرعها غصة تلو الاخرى, وهي تركب سكة قطار الموت في وطن متغير  ومتعثرة في أنهار الحزن , حتى اشجاره اثمرت حزناً ولوعة وجراح , في ربيع خائف  , ويرحل بلا وداع .
آهاتٌ
في حنجرتي
واحدة تلو الاخرى ...
سكة قطار موت ...
وطن متغير
أثمرت اشجارَ وجعِ
بربيع خائف
واعتصب رأس أيامي
يشماغ أبي المغادر دون
وداع
لوح من بعيدٍ            من قصيدة  ( لهيب اسى )
× هي سومرية العشق والانتماء . عشتارية الحب والعشق , عراقية الهوية والانتماء, مواويلها جنوبية بين القصب والبردي . ملامح الوطن محفورة على جدران القلب , في وطن ينزف جراحاً وحزناً , تدفعه الريح الى سنوات العجاف والجوع . لكنه يبقى واقفاً يتغنى بدجلة والفرات , يتغنى لطيور الوطن التي تنشد نشيد ( موطني ) وتلوح بوجهها الى الطريق .  بأن  الوطن لن يموت  .
لم تمت ضحكات حيَّنا ...
ولم تنطفي الشموع قرب  مقام الخضر
ولم تغادرني  عراقيتي ,
ولا هوس مواويل الجنوب , وكلما تموت سنبلة تتعرى الحقول بين السواقي هلعاً ,وأنا أتلو تراتيل الوسن بطعم الحنين لتلك الوجوه الملبدة بغيوم الفقر .
زرعت المسافات بين القصب والبردي  ملامح وطن وهسيس ثكلى ناحت بعدد جراح وطني ....
نعم
عرتنا سنوات الجوع
لكن ثيابنا نخيلنا
ولأني تلك السومرية .         من قصيدة ( سومرية بامتياز ) 
× الكتاب : واقشر  قصائدي فيك / شعر
× تأليف : رند الربيعي
× الطبعة الاولى : عام 2021
× الطبع : دار تأويل للنشر  والترجمة
× عدد الصفحات : 114 صفحة
      جمعة عبدالله


80
قافية الوطن المسلوب  في المجموعة الشعرية ( قافية رغيف ) للشاعر أمجد الحريزي
صدرت مؤخراً المجموعة الشعرية الاولى لشاعر ( امجد حميد لفتة الحريزي ) تضمنت العديد من القصائد النثرية , تمثل عنفوان الشباب بخياله اللامحدود وثقافته الواسعة والمدرك آياته  لمديات الواقع وعتباته المرئية و اللامرئية . يقف في المواجهة الحادة والصريحة , أمام عورات الواقع وعثراته ومطبات , بالمصارحة الحقيقية بعلقم المر  ,  تضع قافيتها على الداء والجرح بما يعانيه منه الوطن . هذه المكاشفة والمحاججة تمثل عينة من الشباب الواعي  والناضج و المنتفض على خزعبلات مفردات الواقع المفروض فرضاً, في مجابهة التحديات التي تخنق الوطن , واصبح ( حائط انصيص ) لكل من هب ودب من الزعانف ذات المخالب الجارحة , وتتباهى بذيولها الطويلة بالخيانة المستعارة , وبذلك تأتي في مضامين القصائد النثرية بالمعنى والرمز البليغ والعميق , بقدر ماهي في حروفها الحادة كالسكاكين الباشطة , لكن في داخلها نتلمس الجرح العميق , انها تنتفض على احساسها المجروح وتتمرد على معاناة العراقي , التي أصبحت  معاناة والصراع على  الرغيف الخبز  , مما خلقت حالة الغربة والاغتراب داخل الوطن , فلابد من المواجهة لوقف هذه  تداعيات قبل الانفجار الكبير بالمأساة الكارثية  . ومن المؤلم للوطن أن يعيش في خضم نزاعات وخصام عبثي نزق  ومتغطرس ومتعالي  ,  ونزوات طائشة  تؤدي به الى التيه والمجهول ,  تكالبت عليه العورات واصبح عارياً تماًما  في كل أبجديته وحروفه ,  قصائد المجموعة الشعرية تحاول ان تجد قافية وحروف بديلة يسميها قافية الرغيف على انقاض القافية البالية التي يتشبث بها أولياء الأمر  والسلطة  , ومن أجل الخروج من حالة التقوقع والانكسار والهزيمة ,  الى حالة الحرية والانعتاق في الفضاء الحر , فالشاعر ( امجد الحريزي ) عاشق الحرية والانعتاق وبما يمتلك من الخلفية  الفكرية العميقة في دلالتها وترميزها الدال البليغ , تملك مقومات الإقناع , في محاولة انتشال الوطن من القاع بئر يوسف  , وتأتي قصائد المجموعة بصوتها العالي والمدوي بقوة الشباب المتحدي  والرافض الاستسلام والهزيمة , ان يصرخ بحروف ابجديته, كأنه ينقش او يحفر في الحجر من اجل استقامة العراق  , في خياله الشعري الواسع وارضية أفكاره  الناصعة والبليغة التي تقف بجانب الوطن . يحاول أن  ينتشل  الانسان المظلوم من قاع البئر  , ويمنحه رغيف الخبز ويعلمه قافية الوطن , يحاول ان يقشع السحب الغيوم والدخان الكثيف عن سماء  الوطن , ليؤكد حضوره في للوطن, لكي يبدد الاحزان , ولكنه يشير بأصابع الاتهام , الى الجناة والقتلة وذيول الخيانة والعمالة المستعارة  , والذين يكنزون الذهب والدولار ويحرمون المواطن من حق رغيف الخبز . يحاول أن يبعد البارود والدخان الذي  يحجب ضوء الشمس , هذه هي مضامين قصائد المجموعة الشعرية ( قافية رغيف ) :
× تحول المواطن الى مجرد خوذة صالحة لكل المعارك والحروب , حتى التبول فيها  بكل غطرسة وانتهاك . يتزاحم عليه البارود بشهية كشهية  العاهرة . وسط الصخب والضجيج يضيع  صوته في انعدام الفراغ , لكي يبقى طريح المخاوف والقلق , فحين يحاول الهروب داخل نفسه , يصرخون به بكل عنجهية ويقولون له : أنت مجرد خوذة , ويبصقون على أحلامه , بأنه خردة .
تحاول .... الهرب الى داخلك
يصرخون هم ...
أخرج .....
تعاود الكرة ..
يصرخون ..... هم
أخرج
هم ينعمون بكل تلك القصائد
والترافة التي
بنيت
وأنتَ .... كملعون ..
ترضى بدور
خوذة ....
مجرد خوذة ليس
إلا ....
كيف سمح لهم إنليل بالدخول . .
خلسة .....
خلسة أليك دخلوا .....
عابرين ...
تيهك  وكل حروفك
المتحركة
دون أن تبتلعهم لعنات بوحكَ  الجائعة
 لشظية عابرة !
تجاوزوا جدرانك الخمس والعشرين ......            ( من قصيدة / جعجعة )
× في هذا العالم الصاخب في الانتهاك الى حد اللوعة الموجعة . في قيظه الساخن والدائم . والإنسان  اعزل لايملك لا يملك شيئاً أو مجرد هو لاشيء اطلاقاً , يجري بين المحطات ويقفز هنا وهناك  , وعلامة الرفض تضرب وجهه , في صراعه الحياتي أصبح سلعة حرب ليس إلا , جندياً مرمياً في جبهة الحرب الطويلة . كأنه خلق للحرب والبنادق , ولا يمكن  أن يعيش بدون حرب طويلة كأنها اغنية الحياة ( احنة مشينة للحرب ), والبندقية والخوذة جاهزة لخوض  حرب طويل  العناق  , هب لنا حرباً , لاننا سلعة لا نصلح إلا للحرب وهو  عزاءنا الأخير في  أغنيتنا المفضلة   . هذا شكل نفاق وتفاهة العصر في تجهيل واللعب بالإنسان ,
أن نعري المحطات ليقفز كل هذا الجري
أعتدنا . .
الحائط كثيراً
حتى آمنا أن لا خطوة في الظل
ما بالك
والخطوة تنزف السوق الآن
وعلى وقع الصحو
تشتبك
التجاعيد بأعقاب البنادق الاخيرة ....
جنودك ...
نحن ...
هب لنا حرباً
واترك العيون ورشقات الماء على عاتق أمهات الرحيل
هب لنا ....
حرباً طويلة البال ...
نتوق لها ..
حرباً ...
طرية العناق
ذخيرتها من العصر وأحاديث الليل
وبندقية .... الجندي
أغنية شعبية مالحة
هاهي خوذتنا
جاهزة
استعارة  مفتوحة الجبيب من العزاء الأخير .            ( من قصيدة / غرين كوفي )
× الام ايقونة العائلة المقدسة  بالكدح والجهد والتعب , لا تستريح إلا توفير رغيف الخبز من التنور توفرها للأفواه  العشرة , وتلقن دروس الخير والنعمة بضوئها الرباني بالعطاء , لا ترتاح إلا عندما تطل البسمة من الشفاه , هي ايقونة الحب والحنان الدفئ ,  بقلبها الكبير الزاخر بالعطاء والتواضع , والابتهال الى الله , ان يكونوا فلذات كبدها سنابل الطريق بالخير والعطاء . من قصب انكيدو الأخير , يرد كولدٍ صالح , يتعلم من نضج تنور الام .
أمي ....
تصفع الرغيفَ  برجال عشرة ....
 تُلقنَهُ  درسَ التشبثِ  ونحنُ
لا أسماء قدسية إلا أيقونتها الدافئة :
كفاها .. .
فوهة تنورها ....
تنضجنا
قمحاً ..... قطنا ...
أو قوسَ قزحٍ  على شقة جامعٍ  مكتظ با لله ....
تقول أمي .......
لا ينضج الرغيف
حتى
يتعلمَ  نظمََ  الفقاعة الأولى ....!

واذكرُ  الطين حين يردُّ
كأحدنا .....
نحن سنابلُ الطريق الطويلة  من عيونِ الانتظارْ 
نحنُ  قصب أنكيدو الأخير  ..
يردُ كولدٍ صالح :
بعض  النار يا أماه ....
ويَسدُلُ النضج على ليلِ  رغيف .... !
أمي ....        (  من قصيدة / أمي .....)
× مسكينة هذه الجدران نكتب عليها بحروف من حجر . ننقش عليها أسم العراق لكنه يتصبب عرقاً ومعاناة هذه واقع الحال المتخشب في رمال المعاناة الوقحة , كيف  تشطب اسمه  من قائمة ذيول في خيانتهم المستعارة  . يا وقاحة هؤلاء الرجال ويا عار ذيولهم ,   لا  يخشوا  من عاقبة  السماء والدين . ويحاولون نزع أن قافية العراق وهو يقاوم ويستقيم   ,  يريدون  العراق قافية جائعة هاربة من حروفها , هذه أصل وقاحة الاوغاد الذين باعوا ارواحهم للشيطان , ليكون العراق تنور دخان  بدون خبز ,  ينطقون بالعجمية  الكتب  السماوية  بالخبز والفيء  يعلمونا في درس التعليم ويكتبون درس الجوع  , لكي تتمرن  على الجوع  والبطون الفارغة أو الافواه الفاغرة .
يا لهذهِ الجدرانُ المسكينة ...
العراق يتصبب منها ..
حجراً ... حجراً ...
استقامة .... استقامة  ..
تذوي المدينة ..... !
يا لهذهِ الرجال الوقحة ...
ألا تداس بعُري الريح ...... ؟!
 ألا تخشى السماء باضطجاعها في حضن كُلّ بللْ
 
يالهذهِ المدينة .....
كطينة فائضةٍ في تجويف قرية
مرشوقة ً .... كقاطنيها
دون وجه ......
دون قفى ....
الاروقة  في قعر السيد اليتيم ...
فتحها نمل جاء بالصدفة ايضاً ....
عامةُ الناس :
تنطقُ  بعجمةِ كتابٍ  سماوي فصيح بالخبز والفيء
الرغيف لغتهم ....
يتقنون من سبورة درس الجوع
نطق بعض الفتاتِ 
أسماؤهم ..... أفواه فاغرةُ القافيةِ  .       ( من قصيدة / قافية الرغيف )
× عنوان الكتاب : قافية رغيف
× المؤلف : أمجد حميد لفتة الحريزي
× الطبعة : الاولى عام 2021
× الناشر : مطبعة النبراس / النجف الاشرف
× تصميم الغلاف : مهند الحريزي
× عدد الصفحات : 125 صفحة
      جمعة عبدالله

81
قراءة في المجموعة الشعرية ( الأشجار تحلق عميقاً ) للشاعر سعد ياسين يوسف
الشاعر يحمل لقب بكل اقتدار في تجربته  الشعرية ( شاعر الأشجار ) وهو غني عن التعريف في اسلوبيته الشعرية الخصوصية في القصيدة النثرية  , التي يحلق بها عالياً وعميقاً في رمزية الأشجار والشجرة , بالمفردة العميقة الواسعة بلا حدود , في أسلوبه  الفكري والفلسفي الذي ينطلق من بوتقتها  , بأن الشجرة أصل الكون والوجود وحياة  الانسان , في رمزيتها العميقة  للأرض  والوطن . فكل شيء ينطلق من جذور الشجرة  واغصانها واوراقها , بما يخص الوجع الإنساني والحياة بكل  تبعياتها وعتباتها  , بما فيها الفرح والترح , وبسمات النور أو بسمات  الظلام . حتى الدموع والحزن والقلق الانساني من المعاناة والشقاء .والمأساة والملهاة , أي أن تحمل   كل شيء  , ينطلق كل شيء منها  , بهذه الرؤية الانزياحية في القصيدة النثرية على خلفية العمق الفلسفي والفكري ,  ان الشجرة هي خلقها الله واختارها  في ارض سومر وطين أور  , فهي حامية الحياة والوجود والاتجاهات الاربع . وهي مكسوة بجلد العراق وثوبه , ولا يمكن لجسد العراقي أن يكون دون  ثوبٍ او جلدٍ . كما هي الحياة والوجود . ومن هذا المنطلق ينطلق شاعر الاشجار  ( سعد ياسين يوسف ) من عمق رؤية  جذور الشجرة ومدى  رساختها وعمقها ,  أو أنها  تحلق عميقاً في الارض في العناوين البارزة , فهي الشجرة راسخة الجذور رغم الاهوال والمحن والشدائد ,  وفصول الخريف الجاثمة على شجرة سومر وأور . رغم العواصف والرعود والزوابع السوداء , فهي صامدة في وجه الريح والزوابع الهوجاء و العاتية  , ولا تنحني ابداً , تنهض من دمها ورمادها  , ومن السحب الدخانية التي تخنقها , والتي تطارد نوارس الحرية في ساحة التحرير وتحت نصب جواد سليم !! . رغم الغزوات الوحشية من الارهاب والارهابيين . لم تخيفها الغيوم السوداء ولم ترعبها غزوات الإرهاب من القناص الملثم الى جرذان داعش وماعش في عقولهم  الظلامية  . رغم كل الاحزان فالشجرة منتصبة القامة راسخة تحلق عميقاً في تربة أرضها وطينها وسمائها . فهي تتحمل العناء والقسوة في ملحمة الحزن ونزيف الدماء  , التي تتوالى عليها بدون انقطاع , هذه الملحمة العراقية في شجرة الله التي أختارها  في العراق , وهذه مضامين قصائد المجموعة الشعرية ( الاشجار تحلق عميقاً )  في فلسفتها الفكرية العميقة  بالعناوين البارزة . نقتطف من أطياف هذه الشجرة في معاناتها المتشظية . أن قصائد المجموعة الشعرية تتناول الشجرة الكبيرة ( العراق ) وكذلك الشجرة الصغيرة ( العائلة ) وبعض من السيرة  الحياتية للشاعر .
× أصل الشجرة من طينة الفراتين , من قلب وقارورة أور . فلها تاريخ حضاري واسطوري شامخ , لهذا ترفع رأسها بشموخ الى السماء . رغم ملحمة الحزن والدماء التي تتوالى عليها  , منذ اكثر من الف عام وعام , فهي تتجلد على المصائب والشدائد , على السحب الدخانية ونزيف الدماء وغزاة المتوحشين يصيدون العصافير المسلمة , وهي موجودة   عن الباحثين عن  وطن سومر وأور ليكن خيمة لهم تحت الشمس . رغم الذبح وفصول الخريف الثقيلة . لذلك يتوجه الشاعر الى الله تعالى . الى متى يستمر الذبح والدماء ؟ . الى متى تستمر  غيوم الحزن تخنق أوراق الشجرة ؟ الى متى يظل يلعلع الرصاص ويتجول القناص بحرية ليصطاد الباحثين عن الوطن  ؟  .
أنَّى التفتتْ
وأنَّى رأسُها أرتفع
تشيرُ للذبيحِ
للحجر الذي لم يستقمْ
إلا بذبح العصافيرِ  التي
جردها الخريفُ
من دفءِ نسغها الصاعد
فهوت ناشرةً  أجنحة للهفةِ ....
يسحرها النبضُ  ؟!!
رباه!!!
كم من الدم يلزم  هذه الأرض
لتغسلَ عتمةَ  الحزنِ ِ
عن وجهها ,
ظلام ألف عامٍ
وعام ..... ؟؟!!
ألا تكفي أبتساماتُ  الدم
في صدورهم
حين تعروا  للرصاص
الباحث عن وطنٍ فيهم
في رحلتهم الازلية
للبحث عن وطن ؟؟!!        ( من قصيدة / عطر أور )
× ينبعث الدخان حول الشجرة وتنهال الهروات والرصاص يلاحق نوارس الحرية. لانهم كشفوا عن غنائم وسرقات اللصوص , الذين اغتصبوا الوطن ليكون طابو , والجنة لهم والجحيم لغيرهم  , كنزوا الذهب والدولار على  معاناة الاغلبية الساحقة , نوارس الحرية اشاوا في أصابع  الاتهام , وكشفوا وكر اللصوص في المنطقة الخضراء , وبأنهم تجار دم وزيف وغدر وخيانة , لذلك هاج هيجان حقدهم   الدفين لنوارس السلام  المسلمة , أصبح  نصيبها  العنف الدموي , ورصاص  القناص في ساحة التحرير , وتحت نصب جواد سليم , وامتلئ المكان بسحب الدخان والقنابل الدخانية التي تخترق الجماجم , لكي يسكتوا صوت الحق والحرية والمطالبة بالخبز والأمان  . المطالبة بوطن خيمته للجميع .
حفيفُ الأشجار الذي
أخفاهُ الدخانُ في ساحة التحريرِ
صار صرخةً
حينما أدركَ أن الهرواتِ
التي أنهالتْ على رأسهِ كانت
من خشبِها
   " " "
لكلًّ جنتُهُ
قال ذلك اللص " المسلفن "
وهو يضع حباتِ العنبِ
بفم خليلته العارية في حديقة بيتهِ
في " المنطقة الخضراء "
بينما أخترقتً قنبلة الدخانِ
رأسَ صديقي الواقف منتظراً
رغيف الخبز تحت ظلال نصبِ
جواد سليم  !!!! .            ( من قصيدة / أوراق من شجرة التحرير )
× تنبثق حياة العائلة عيشها ومسيرتها , من مقص الأب الحنون , الذي يملأها  دفءً وحباً وحناناً . يعرج مع طلوع الشمس ويعود في أطراف المساء . محملاً بعشرة من أرغفة الخبز لعائلته , ينسى نفسه ولا ينساهم من حصة الارغفة , لا ينام إلا  بعد تفقدهم واحداً واحدا . يزرع فيهم من مهنته في خياطة الثياب , الامل والنور في مسار حياتهم تحت الشمس وتحت خيمة الوطن , فسائل خير  للشجرة الكبيرة المباركة .
مُذْ أمسك بمقصَّ حياتهِ
الذي كادَ أن يطبق على غصنهِ
وهو يقص لنا قصص التكوينِ
لنغفو قبل الموقد
نحلمُ بالبحرِ المنشقَّ ,
بالرطبَ  المتساقطِ .
يتفقد عنَّا الجمرَ  , الاغطية 
سقفَ الغرفة ِ لو أثقلهُ مزاحُ المطرِ ......
يقايضُ بردنا بسترتهِ
حين يشحُّ غطاءُ الدفءِ
وعند الفجرِ ....
يعرجُ صوبَ الشمسِ
ليقص لنا ..
من ثوبها الذهبي أرغفةً
ويعدَّ الأقراص العشرةَ
كي لا ينسى أحداً منا ,
وكثيراً ما كان !!
ينسى نفسه!!
بمقص اللهفةِ .           ( من قصيدة / مقص أبي )
× المرأة العراقية الشهمة والشجاعة , ضربت مثلاً رائعاً في الجسارة والبطولة . وهي عليه خلف الجبوري ( أم قصي ) امرأة  عراقية من العلم بتكريت , أنقذت حياة 20 شابا عراقياً من مذبحة سبايكر , التي نفذتها عصابات داعش الارهابية , وآوتهم  17 يوماً وحتى أوصلتهم الى مكان آمن ليعودوا سالمين الى أهلهم وذويهم . لذلك لقبت ب ( طوعة العصر ) نسبة الى طوعة بطلة الكوفة التي آوت سفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل , لحمايته من بطش عبيدالله بن زياد في اطار واقعة كربلاء . 
طوعة .......
الغصنُ , شجرةُ الله
سقاها نهرهُ 
قبل أن يمرَ براياتٍ
------
طوعة ........
كسرت كلَّ  نصالٍ
سكاكين الحزَ بخضرتها
وظللت العشرين نبياً
تحت ضفائرها
سبع عشرة قيامةً
وهي تنصتُ لحفيف ملائكةٍ
رفيف قلوبٍ ,
حدقاتِ عيونٍ ,
نسماتِ دعاءٍ ,
تحطُ على جدران البيت ......
قال النخيلُ :
إن النور العابق ليلاً
من باحةِ ذاك البيتِ
يطرق بابَ سماواتِ المحنةِ
إن انفرجي
طوعة .....
رحمُ العذراء
غار حراء
" العلمُ " الصاعد صوب الله
بالبشرى يوم أسودتْ
كلُ  وجوهِ  الابوابِ
فكانت جنح اللهِ وخيمتهُ ...              ( من قصيدة / طوعة )
× الى شجرة الأم الطيبة . مع أول صرخة الوليد , ابتسم وجه الأم  بالحبور والبهجة , احتضنته على صدرها الرحيم  , أضاءت انوار الفرح  , لهذا النورس الجديد للعائلة, وجاء في بركة الله والأم الحنون , وهو بشارة خير وأمل للشجرة الصغيرة ( العائلة ) والشجرة الكبيرة  الوطن .
مع أول صرخة ٍ
وأول أبصارٍ للنورِ
كانت خضرتك تُربت على صدري
- أنْ لا تخف
وكلما أدلهمَّ ليلٌ
أضاءت أغصان شجرتك  قناديلَ
البهجةِ
فتطلق الكركرتُ ..
ناعمة بيضاءَ
مثل رفيف نوارس شط العمارةِ
حتى علت وجهي سحابةُ
الحريق× ... في غفلةٍ منكِ
وحين رفعتِ يديكِ الى السماء
زمجرَ الافق بالبريقِ
بصوت راعدٍ
قال للشمس : أن أشرقي على محياه
وكمثل معجزةٍ نَضى الغيم ثوبهُ
فانتشرَ الضياءُ .            ( من قصيدة / شجرتها ....... الى أمي )
× ملاحظة : الحريق : في عامه الأول تعرض الشاعر لحادثة أنسكاب الماء المغلي على وجهه .
× أسم الكتاب : الأشجار تحلق عميقاً
 × المؤلف : د. سعد ياسين يوسف
× الطبعة الاولى : عام 2021
× الاخراج الفني والطباعة : دار أمل الجديدة . سورية / دمشق .
  جمعة عبدالله









82
الفساد أسقط افغانستان وسيسقط العراق أيضاً
سقطت أفغانستان مجدداً بيد حركة الطالبان , لكي يسدل الستار على الحكومة الفاسدة الافغانية ,  التي كان  يقودها الفساد والفاسدين  وأمراء الحرب ,  وهؤلاء  ليس لديهم  أي استعداد للقتال والمقاومة في سبيل الشعب والوطن , بل كانوا  أول الهاربين قبل ساعات من  السقوط الكارثي  . وترك  الشعب لقمة سائغة أمام زحف  الذئاب الجديدة . لتعود حركة الطالبان  لتحكم أفغانستان بقبضتها الاسلامية المتطرفة مجدداً  . ولم يكن غريباً انهزام القوات المسلحة بما تملك من اسلحة حديثة ومتطورة وتعدادها حوالي 350 إلف عنصر عسكري , تنهزم دون مقاومة وقتال أمام بضعة عشرات  آلآف من عناصر حركة الطالبان و أسلحتها  وذخيرتها قديمة . فقد تركت القوات المسلحة  السلاح الثقيل  والذخيرة المتطورة ,  غنائم الى حركة الطالبان لتهرب  بجلدها بدون قتال  , ولم يخطر في عقلها التضحية والقتال بالدفاع عن الحكومة الفاسدة بالفاسدين المفترسين , حكومة لا تنتمي الى الشعب , فقد  اهملتهم بالظلم والحرمان وتركتهم  في  براثن   المعاناة والحياة القاسية  شظف العيش المدمر   , أسوة بافراد الشعب المظلوم  ,  وحركة التذمر والهيجان تسود أفغانستان بغليانها العارم  مثل الوضع في العراق بالضبط  . بحالة  الرفض الشعبي  بشكل عارم  , ويتمنون الخلاص حتى لو كان المنقذ الشيطان نفسه , كما حدث في أفغانستان بسقوط الحكومة وهروب  أفرادها  وحاشيتها يلاحقهم العار الأسود . لذلك ليس غريباً  انهزام القوات المسلحة وترك المدن بدون مقاومة وقتال ,  كرد فعل طبيعي على حالة الاهمال والظلم  والحرمان , من حكومة اللصوص . بدليل نهبوا المليارات ولم يعطوا الشعب حتى  الفتات منها ,   لتذهب هذه الاموال  الى جيوب الفاسدين , الذين يدفعون اليوم الثمن الباهظ بعار الانهزام  و بهروب الجبناء . بعدم الدفاع بالمقاومة والقتال في صد حركة الطالبان وإفشال مخططها بالعودة مجدداً لحكم البلاد .
أن حالة اليأس والفقر والظلم . هي التي دفعت القوات المسلحة الى استسلام والهروب . ليتركوا  نظام الحكم الأفغاني الفاسد يواجه مصيره الاسود  بنفسه .  لم يهتم الشعب الافغاني  بهذا التغيير والانقلاب الجذري , لأنه يعتقد ذهب الأسوأ  وجاء السيء .
ان الحالة الأفغانية وسقوطها الشنيع تشبه بل تتطابق مع الحالة العراقية , بحكم الطائفي باللصوص الفاسدين الذين نهبوا البلاد والعباد , واصبح العراق من أفقر وأفسد نظام حكم  في العالم كله , في حالة الحرمان والظلم والمعاناة القاسية , جعلت قطاعات واسعة من افراد الشعب تترحم على النظام الدكتاتوري البغيض الساقط ,  وإذا  سقط هذا النظام الطائفي لن يترحم عليه أحداً ,  سوى الذيول والفاسدين ,  تتمنى الاغلبية الساحقة من الشعب سقوط هذا النظام الفاسد حتى لو كان المنقذ الشيطان نفسه , لان هذا النظام الطائفي جلب الاهوال والكوارث والموت واصبح الشعب بين فكي التفجيرات الدموية وسندان الحرائق المتكررة التي تطال المرضى والابرياء . لم يجلب سوى فرق الموت والمليشيات الدموية , فاذا سقط يصبح في مزبلة التاريخ  . أن سقوطه بات وشيكاً, ومهما كان شكل السقوط سيشكل فرحة كبيرة للأغلبية الساحقة من الشعب , .....................  والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

83
تحويل المليشيات الولائية  الى نسخة من الحرس الثوري الإيراني في العراق
نسخة الحرس الثوري الإيراني , تجري خطوات في نقل تجربتها الى العراق , هذا ما صرح به رئيس المليشيات الولائية السيد ( فالح فياض ) حين ألتقى في طهران مع قائد الحرس الثوري الايراني (حسن سلامي ) . وصرح انه يجب استلهام تجربة الحرس الثوري وتطبيق نسختها في العراق. وان النموذج الايراني هو صمام الامان لنظام المحاصصة الطائفية وذكر بأنه ( نحن فخورون بنموذج الحرس الثوري, الحامل لخصائص الثورة الاسلامية , واليوم نرى بأنه من واجبنا أستخدام تجربة الحرس الثوري الإيراني وتطبيقها في العراق ) حتى تكون  المليشيات تبتلع الدولة كلياً , رغم نفوذها الكبير المتغلغل في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية . ونقل التجربة  الايرانية , يعني ببساطة إعطاء الدور الرئيسي بالقوة العسكرية الى المليشيات الولائية , والقوات العسكرية النظامية يكون دورها هامشي أو ثانوي  في القوة العسكرية للدولة . حتى تكون الشرطي للدولة بقبضتها الحديدية بالحديد والنار , وخنق اي معارضة وغرقها بالدم , مثلما فعلوا بالمتظاهرين و نشطائهم  بالقتل والاغتيال والاختطاف , يعني تحويل المليشيات الولائية أكثر وحشية واكثر فاشية , حتى يبقى العراق تحت الوصاية الايرانية وفي جيب أيران  . بهذا الشكل وبكل بساطة , الغى دور القوات المسلحة النظامية , لتحل محلها مليشيات طائفية محدودة , وحتى هي مرفوضة من اغلب ابناء طائفتها الشيعية , بدليل انتفاضة الجنوب والوسط ضد النظام الفاسد , نظام المحاصصة الطائفية  والمليشيات البلطجية . ان هذا التصريح الخطير يؤجج الاحتقان الطائفي , ويبشر بحرب أهلية جديدة , لان الطوائف الاخرى هي خارج هذه المليشيات الطائفية المتعصبة المرتبطة بأيران . باعتبار  أن هذه المليشيات تمثل طائفية محدودة وضيقة ولا تمثل كل طائفتها الشيعية  . وقد بارك الرئيس الايراني  المنتخب المتشدد ( رئيسي ) المليشيات الولائية . بأنها كما يدعي تمثل قوة اسلامية ذات ايمان جهادي . وأنها قوة فعالة تنشط في الساحة العراقية .
ان نقل تجربة الحرس الثوري الى العراق , واعتبار المليشيات الولائية القوة الرئيسة في العراق , ودور القوات المسلحة تابع او هامشي لها , هو مخالف للدستور والقانون العراقي , بأن المليشيات هي جزء من القوات المسلحة النظامية وتحت اشراف القائد العام للقوات المسلحة السيد رئيس الوزراء . وهذا التصريح يعطي قوة استفزازية بالاستهتار بالدولة ومؤسساته اكثر من السابق , بأنها لا تخضع الى القائد العام للقوات المسلحة , السيد رئيس الوزراء التي هددت  بقطع يده اذا وقف في وجهها , وهددت رئيس الجمهورية بقطع لسانه إذا  تطاول على افعال المليشيات الولائية . وإذا نقلت التجربة والنسخة الايرانية بالحرس الثوري  في العراق  , يعني تحويل النظام الى فاشية متوحشة لكل من يقف في طريقها ................................. والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

84
هل يمتلك العراق  رجل وطني  مثل وطنية  قيس سعيد ؟؟
أحتفل الشارع الشعبي والسياسي التونسي ,  في مباهج الفرح والابتهاج التي عمت الشوارع بالزغاريد , بعودة ثورة الياسمين التونسية الى احضان الوطن ,  بعد تحررها من الاختطاف من قبل حركة النهضة ( الإخوان  المسلمين ) فقد صعدت حركة الإخوان المسلمين على أكتاف الثورة , وانتجوا منظومة فاسدة كاملة  , انتجت الفساد والفاسدين , انتجوا نخبة سياسية فاسدة ,  لا يردعها ضمير واخلاق في سرقة اموال الشعب , انتجت الخراب والمشاكل والأزمات  في المجتمع التونسي . حرفوا مسار الثورة الى صالحهم , لتكون لقمة  وغنيمة وفرهود , على حساب معاناة وفقر الشعب التونسي . انتجت حفنة من الإرهابيين  والقتلة والمجرمين  , ضد من ينادي بأسم ثورة الياسمين والوطن , كل من ينادي بمحاسبة الفاسدين الذين نهبوا اموال الشعب . كل من ينادي بمحاكمة المجرمين بحق الشعب . خلقوا الأزمات والمشاكل العويصة . واصبحت تونس كأنها ضيعة وطابو خاص فقط  للاخوان المسلمين , والآخرين  ليذهبوا الى الجحيم . لذلك جاء اليوم التاريخي الموعود ,  ليقول للإخوان المسلمين . كش ملك . وكانت قرارات رئيس الجمهورية التونسية الشجاعة , لتضع حداً لمأساة الشعب التونسي  , وتعديل مسار ثورة الياسمين في وضعها في المسار الصحيح والسليم . فقد أصدر رئيس الجمهورية ( قيس سعيد ) جملة من  قرارات تاريخية لصالح الشعب والوطن , بشجاعة رجل يشعر بالمسؤولية تجاه الوطن والشعب , ويؤمن بالوطن التونسي بصدق وإخلاص , ليضع حداً لحكم ( الإخوان المسلمين) وسياساتهم اللصوصية الفاسدة . في تفعيل صلاحياته الدستورية في فصل 80 , في أعفاء رئيس الوزراء ( هشام المشيشي ) من منصبه, وتجميد صلاحيات مجلس النواب , ورفع الحصانة عن النواب , لكي يقدموا براءتهم للمحاكم إذا كانوا  غير متورطين بالفساد المالي والإداري , وإذا كانوا غير متورطين بنهب اموال الشعب , لكي يثبتوا براءتهم , عكس ذلك ستكون محاكمتهم شديدة العقاب, وقرر الرئيس ان يتولى السلطة التنفيذية بنفسه ومساعدة رئيس وزراء جديد يعينه بنفسه . قرارات مهمة لصالح الدولة وإنهاء عهد اللادولة , وغلق الحدود والمطارات خشية من ان يهرب الفاسدين من العقاب, والذين متورطين بجرائم ضد الشعب . أنهاء  حالة الاضطراب والفوضى في حكم اللصوص ( الإخوان المسلمين ) وتعهد الرئيس ( قيس سعيد ) بعودة الاموال المنهوبة من كل مسؤول تولى مناصب عليا في الدولة . بأنهم سيدفعون الثمن الباهظ لخيانتهم للوطن والمسؤولية . ان اليوم ثورة الياسمين التونسية تستنشق الهواء الصافي بعدما خنقوها بالهواء الفاسد  , حاولت حركة النهضة إرجاع الساعة الى الوراء , في  استمالة الجيش الى جانبها  ودعت انصارها الى النزول الى الشوارع  لإسقاط هذه القرارات التاريخية , لكن التزم الجيش  بالدفاع عن الوطن ,  لا الدفاع عن حركة أو حزب فاسد  , ولم يستجب إلا قلة قليلة من انصارهم  وانسحبوا بعد ساعات قليلة , بالهزيمة النكراء لحركة النهضة ( الإخوان المسلمين ) . هذا يدفعنا الى السؤال : متى يتخلص العراق من الازمة الكارثية مثلما تخلصت تونس  ؟ مى يتخلص العراق  من الفاسدين الذين نهبوا البلاد والعباد ؟ متى يتخلص العراق من حكم اللصوص والحرامية ؟ متى يتخلص من الحرائق والتفجيرات الدموية المتكررة  ؟ متى يتخلص العراق  من المليشيات الولائية التابعة الى أيران  , التي  مازالت تستهتر بالدولة ,  ومازالت تمارس الاغتيالات ضد نشطاء الحراك الشعبي ؟ متى يتخلص العراق من الاحتلال الايراني البغيض , الذي وضع موارد العراق المالية تحت تصرفه ؟ هل هناك رجل وطني شريف يشعر بالمسؤولية الوطنية , يقلب الطاولة على رؤوس الفاسدين واللصوص؟ هل هناك رجل شريف يضع حداً للخراب في  العراق ؟ هل هناك رجل بمواصفات الرئيس قيس سعيد ؟ أم أن العراق عقر وجدب من الرجولة والشجاعة والشهامة  ؟ لا اعتقد أن العراق عاقر من الاصالة العراقية الاصيلة  وشهامتها ورجولتها الشجاعة , هذا الأمل  كل عراقي شريف ومخلص ,  لابد ان ينهض رجل وطني  ينقذ العراق من ازماته الكارثية , وهو  آتٍ بلا ريب , ليضع حداً لحكم اللصوص والمليشيات الولائية التابعة الى ايران .
والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله

85
كل يوم مجزرة ....  حرائق  وتفجيرات دموية منْ المسؤول ؟؟
تلطخت فرحة العيد بالدم والنحيب والحزن من التفجير الدموي , الذي ضرب أحد الأسواق  المزدحمة وخاصة من النساء والأطفال في مدينة الثورة ( الصدر ) . لقد تحول العيد الى مجزرة دموية . وتشير الإحصائية الكارثية ,  الى 32 قتيلاً و110 مصاباً والعدد قابل للزيادة , بعد انتشال الجثث والمصابين . في هذه المدينة الصامدة  , مدينة الكادحين والفقراء , تدفع ضريبة الدم الباهظة  ,  نتيجة للصراع والتنافس السياسي والانتخابي على غنائم المقاعد البرلمان القادم  , الكل يطالب بحصة اكبر من الاخرين وكل طرف يلوح بالابتزاز ضد الآخر  . لذا فأن التفجيرات الدموية في الأماكن المزدحمة , أو الحرائق في المستشفيات , يدخل ضمن هذا  الابتزاز السياسي والانتخابي  .  كل هذه الكوارث تشير بشكل دامغ الى افلاس  نظام المحاصصة الطائفية  . تشير  الى إفلاس الأحزاب  والكيانات السياسية المتنفذة في الحكومة والبرلمان . ويستمر هذا الصراع السياسي الدموي حتى يوم الانتخاب المشؤوم . والاهم ان هذا الاجرام المروع , هو دائما وابداً  يكون الإفلات من العقاب والمحاسبة , لهذه الجهات التي تمارس العنف الدموي بكل  اشكاله : الاغتيال . الحرائق . التفجيرات الدموية , طالما يتم التستر على هذه الجهات الاجرامية  وعدم كشفها . وعدم تعامل معها كجهات ارهابية واجرامية  خارج القانون والنظام . بل انها تتمتع بالحصانة الكاملة  ,  بأنها  فوق القانون والدولة . هذه الغطرسة المتعالية دفعت المليشيات الولائية التابعة الى ايران , ان تنفذ مؤامرة  ايران الشريرة بتدمير العراق وإرهاقه , لكي يسهل السيطرة عليه بالنفوذ والوصاية ووضعه بالجيب بكل سهولة . بدليل أن هذا القاتل الذي اغتال المحلل الامني الشهيد ( هشام الهاشمي ) وهو ضابط في الاجهزة الامنية , لكنه ينفذ اوامر الجهة الميليشياوية التي ينتمي إليها , وحسب المقابلة التي اعترف بها , بأنه نفذ اوامر الجهة المعينة في اغتيال الشهيد هشام الهاشمي , وانطلقت الخلية الاجرامية من معسكر هذه المليشيات , وانتظر قرابة ساعة لتلقي الأمر بعملية  الاغتيال . منْ هذه الجهة الاجرامية ؟ لماذا يتم التستر عليها ؟ وعدم الكشف عن  أسمها وهويتها , وهذا المنفذ الذي اغتال الشهيد هو مجرد  مرتزق واي مرتزق آخر ,  يؤمر بالقيام  بتفجير حزام ناسف في الأماكن المزدحمة أو اشعال حرائق في المستشفيات , الفاعل والمسؤول الاول والأخير عن هذه الجرائم هذه الجهات الاجرامية  التي لم  يكشف عنها , كأن هناك خوف وهلع من كشفها على الملاء  . وما خروج القاتل في الاعتراف على شاشة التلفاز , هو اتفاق تفاوضي بين هذه المليشيات التي تمارس العنف الدموي والحكومة المسكينة  , لذلك كانت مقابلة الاعتراف ناقصة وفاشلة في الاعداد والاخراج , بأن المسؤول عن الجرائم والحوادث الدامية , لم يطاله بالذكر ,  ولم يذكر اسمه وهويته وعنوانه , والهدف من القيام  بهذا الاجرام المروع والبشع  . وربما يخرج علينا مراهق  سياسي مغرور بالفساد المالي  ويقول :  أن إسرائيل هي المسؤولة وهي الفاعلة , كما قالوا بأن  اسرائيل هي التي  تمنع عن تقديم  الخدمات الى  مدينة الثورة ( الصدر ) حتى تمنع عمال البلدية من رفع القمامة والنفايات . السؤال :  الى متى تبقى  هذه العقليات القمامة والنفايات تحكم العراق ؟ .............
والله يستر العراق من الجايات حتى يوم الانتخاب المشؤوم !!
جمعة عبدالله



86

قراءة في رواية ( الليل في عليائه ) المقارنة  بين  الإرهاب  والثقافة  للأديب  زيد الشهيد
هذه الرواية هي الجزء الثاني ورباعية الليل على ضفاف ليالي مدينة السماوة , ولكن أو ما يلفت الانتباه , بأن لوحات عناوين هذه الرباعية ( الليل في نعمائه . الليل في عليائه . الليل في بهائه . الليل في نقائه ) هي عناوين استفزازية  , بهدف شحن عقل القارئ وتركيز تفكيره وذهنه  الى صياغة الحدث السردي  , وكذلك في شحن  الاغراء في هذه العناوين المبهرة , بلا شك هناك اختلاف متناقض  بين محتوى المتن  الروائي وهذه العناوين الساحرة في الليل في أقمارها الساطعة  . بينما  نجدها هذه الليالي مليئة  بالحزن والاسى والإحباط  المخيب بأثقاله , انها  حكايات الحزن العراقي المدورة  من حكاية الى الآخرى . ترسم بواعث الحزن ومرارته , نلمس الحب المقموع رغم عذريته وشغافه الشفافة  في الروح والوجدان في نقاوة قلب النسوة , يحملن الطيبة الريفية والقروية الى حد السذاجة المتواضعة ,  يحملن قلوب كبيرة . في هذه الرواية في حكاياتها الحزينة والمريرة , لكنها تشدد على الرؤية الفكرية ومضاربها الدالة بالمغزى العميق . الذي يحرث بأن القوة الجبروتية الطاغية والمتسلطة في تسلطها في نهج  الإرهاب  الفكري , غير قادرة على قمع الثقافة الإنسانية والإبداع الادبي , قادرة على خنق القلوب بالحزن , ولكن غير قادرة على موتها وقتلها   . مهما بالغت في تشديد طوق الحصار   . وعندما يتوقف الارهاب الفكري ,  يتوقف  والاضطهاد  والقوانين الارهابية , تنهض الثقافة  والفكر من رماده  متوهجاً أكثر من السابق .وتعوض سنوات  الخنق والحصار  . لذلك يطرح الاديب ( زيد الشهيد ) رؤية فكرية خلاقة في الابتكار في المغزى الفكري الدال على هذه الثيمة وموضوعها الأساسي الثقافة والإرهاب  .  في  الصياغة الفكرية التي تعتمد على  الابتكار والتناص واستلهام والمقارنة المدهشة ,  بين حزن الشاعرة الروسية ( أنا أخماتوفا ) وهي من أشهر شعراء الروس , انبثقت موهبتها الشعرية وهي صغيرة السن ( بعمر 12 عاماً ) بشكل مرموق ودأبت في صعود نجمها الشعري في السنوات اللاحقة الى الشهرة العالية والواسعة  , لكنها توقفت  عندما وقفت بقوة في  وجه الإرهاب الفكري  الستاليني المتسلط . نتيجة لموقفها الإنساني  والوطني , عاقبها ستالين . في إعدام زوجها , بسجن ابنها الوحيد في منافي سيبيريا . وكانت تقف مع الطوابير  لساعات وساعات طويلة  تحت الصقيع القارص  , وفي الاذلال في المعاملة الخشنة من حراس السجن  , من أجل زيارة ابنها السجين , ولم يكتف ستالين بهذا القدر من القسوة , وانما ايضاً أمر  بسجنها ومنعها من الشعر , وطردت من اتحاد الكتاب والادباء الروس , بل سجنت في بيتها . هي محاولة سلبها من حق الحياة والموهبة الشعرية . أن  تكون تحت طائلة الحزن والتعذيب النفسي . وهذه بعض المقاطع من ديوان ( قداس جنائزي ) كتبته في سنوات العجاف والحصار  . وافرج عنه بعد عشرين عاماً من الحجر الابداعي :
لقد جلبت لنفسي هلاكاً محبباً ...
بلايا واحدة تلو أخرى
فيا لمصيبتي
إن هذه القبور
هي نبوءة لكلماتي
---------
 الى  ......  الموت
ما دمت ستأتي , فلمَ ليسَ  الآن ؟
أنني أنتظرك ..... أنني متعبة
لقد أطفأت النور ..... وفتحت لك الأبواب ....
--------
لا تبكي عليَ يا أمي
أنا هنا في القبر
-----------
يدخل القمر بقبعة مائلة
ويرى ظلاماً
هذه امرأة  وحيدة ,
الزوج في القبر والابن في السجن
صلوا لأجلي أذاً
 هذه محنة الشاعرة ( أنا أخماتوفا ) مع ارهاب ستالين وكل على شاكلة ستالين من الطغاة   , ضد دعاة الثقافة الانسانية الحرة والابداع الاصيل , لان غطرسة الطغاة المتعالية  , يريدون كل الادب والابداع لوحدهم فقط لا لغيرهم  , في التمجيد والتعظيم لشخصياتهم المجنونة والمتهورة بحماقات لا تغتفر  . يضع الاديب ( زيد الشهيد )  هذه حكاية الحزن  مع حكاية ( نبيلة ) القروية طيبة القلب التي هجرت قريتها وجاءت الى مدينة السماوة  , وهي تحمل في خيالها  موهبة فطرية في الابداع الفني بشكل ملهم , اذا كانت الشاعرة ( اخماتوفا ) في موهبة الابداع الشعري ووجدت الثعبان ستالين امامها  يطاردها بالقمع والارهاب الفكري  . فأن ( نبيلة ) في موهبتها الفنية الملهمة في حياكة الازر والنقش عليها برسوم بخيال ملهم , لكنها  وجدت أمامها ثعبان ستالين ولكن بشكل آخر . في استغلال طيبتها وحبها في سرقة جهدها الفني  , هكذا استغل  الرسام ( جلال ) فكان يستنسخ الرسوم الموجود  على  الازر  التي تحيكها , وتحويلها  الى لوحات رسمية يدعي بأنها من إلهامه ومن خياله الفني .  هذه الرسوم لروعة خيالها الملهم ,  نالت الشهرة والاضواء والمال , فأصبح فنان عصره في الابداع التشكيلي  , بهذا شكل صعد على قمة الشهرة والمجد والاضواء بواسطة سلم ( نبيلة ) في حبه المخادع . لهذه الفتاة الطيبة التي تعيش  من جهدها وكدحها في حياكة الازر , وكانت تحيك كل سنة ازاراً مدهشاً في رسوم الغزلان , حتى حاكت الازر بعدد سنوات عمرها . وكانت طيبة المعشر عند سكان الحي وحظيت بحبهم  واحترامهم ومحبتهم . ولكنها أمنت بصدق بهذا الحب المقموع والمخادع . رغم أن حبها  عذري غير مدنس  . وكل قلبها يطير فرحاً بهذا العشق الصادق من ناحيتها, ولكن بما تملك من موهبة فنية ملهمة ,  أصبحت من حصة الآخر وحرمت منها , بينما الرسام المخادع  صعد على سلم الأضواء والشهرة والمال . بسلب موهبتها الفنية , مثلما سلب ستالين موهبة ( أخماتوفا ) الشعرية . وجعلهما تعاني فداحة معاناة الحزن ومرارته . هكذا القدر يسلب المواهب بطرق اللاشرعية ويقمعها بكل أشكال القمع , فمن يستطيع أن يعيد مسار الامل الذي غرق بالحزن  ( صدى روحها يردد . لا حد للصحراء يا صغيرتي , أن الصحراء كانت عصياً, لا أحد يتنبأ برأفتها فيعيد لقلب الفتاة مسار الامل ) ص 16 .. فكانت أمرأة مقموعة بالحب رغم  جوانحها الصادقة , وكانت تعتقد أن  حبها سينقذها من العتمة والوحشة , لكنها كانت على   وهم كبير . فقد تحول حبها الى سكاكين تنهش احشاء قلبها . وكان صديق الرسام ( نديم )  يلعب دور الوسيط والتواصل بين الجانبين , في إصلاح  البين والخلل , لكنه وجد المفارقة كبيرة في التناقض بين  طيبة في حبها , والآخر مخادع في الحب . وكان ( نديم ) ينجرف بشوق ولهفة الى الديوان الشعري ( قداس جنائزي ) للشاعرة ( أخماتوفا)  ولا يفارقه ولا يمل من قراءته . ويدرك أن  أحلام ( نبيلة ) بالحب الاخضر ماهو إلا حب أسود معتم  . لانه يستغل العاطفة المتوهجة في روح ( نبيلة ) ليكون سلماً صعوده على سلم نشوة الاضواء والشهرة . في عقلية مخادعة بالغرور والتعالي , رغم ظاهره في البهرجة المزيفة من جانب الرسام ( قالت له : أسمي نبيلة , فرد في سره , بل أسمك ِ غزالة . وقال لها : أسمي جلال فهتفت في قلبها . بل أسمك بستان ) ص55 . وتصاعدت ضغوط الاهل أن ترجع الى قريتها من أجل الزواج . وهذه يعني عليها ان  تودع الحب المقموع الى القبر , بعدما انقطع عنها الرسام بحجج واعذار واهية   وغاب كلياً عنها , لانه اخذته الشهرة والاضواء بعيداً عنها . شعرت ان حياتها وصلت الى هاوية الجحيم . كأنها سقطت من مرتفعٍ عالٍ . لذلك فكرت برمي نفسها في النهر , لانها جزعت من المعاناة والحزن ولم تعد تتحملها ( يا الله . ما هذا العذاب ) ص90 . ولكنها اكتشفت خداع الرسام المزور في الحب والموهبة  , حين وجدت المجلات تنشر رسوما على أغلفتها , وهي رسومها من بنات أفكار موهبتها الفنية  ( أيكون حضوره لبيتي قصد جمع أحجار فني ليعرضها على أنها من بنات  أفكاره وتوهج موهبته ؟ ..  أتراه يتجنب وجودي معه , وما يبعث من كلام ترج واعتذار إنما من باب جبر الخواطر ) ص100 . لذلك تيقنت بأن حبه لها طواه النسيان وكان بهدف سرقة جهدها الفني , وينسبه الى نفسه , انها سقطت في فخ الخداع والغدر . مما سبب جرحاً عميقاً غائراً في الحزن  , وتمنت الموت , مثل ( اخماتوفا ) تمنت الموت والقبر . بأنها أصبحت تعيش في غمرة الحزن الذي سلبها أعز الاشياء . زوجها انعدم ابنها الوحيد سجين  , هي محاصرة في بيتها ممنوع عليها كتابة الشعر . انها في بلوى مجروحة . قال صديق الرسام ( نديم ) ينصح ( نبيله )  ان تهجر حبها لانه مقموع وعقيم ولا فائدة ترجى منه , ان تتركه افضل لها  ( ما هكذا يكون الحب يا نبيلة , ولا هكذا تكون الثقة به .... لقد غاب عنكِ ونسيكِ , فواجب عليكِ نسيانه ) ص100 . لكن بالمقابل مصابح الشهرة واضواء المجد بدأت  تخفت وتنطفي انوارها . وبدأ كالملك العاري من الثياب ,   بأنه لا يملك الابداع والموهبة فهجرته الأوساط الفنية والثقافية , وشحت العطاءات المالية. ووجد نفسه  بدون هوس الأضواء والشهرة . فقد ذهب كل شيء عنه  وسقط في الوحل . كما سقط ستالين وارهابه في الوحل  , وهذه نهاية الطغاة في انطفأ بريق مجدهم وشهرتهم , ويسقطون الى قاع  الحضيض . فقد انتظرت الشاعرة هذه اللحظة التاريخية  . واعادت  نفسها الى الحياة مجدداً  المقارنة  من رماد الحزن , ونشرت ديوانها الشعري ( قداس جنائزي ) . الذي  كتبته في زمن الحصار والحزن   , كذلك ( نبيلة ) فقد جاءها الفرج من  ( حزين /  عشيق حمامة في الجزء الأول من الرباعية ) ومد طوق الإنقاذ لينتشلها من  الحزن . لكي تعود  مجدداً للحياة , لتنتهي حكاية عذاب الليل في مدينة  السماوة .
جمعة عبدالله



87
وراء كل حريق مسؤول فاسد
تتكرر بشكل متعمد أو بالتقصير أو بألاهمال حوادث الحرائق في المستشفيات , قبل حوالي شهرين كان مستشفى ( ابن الخطيب ) في بغداد وموعداً مع كارثة الحريق , احرقت الجثث حتى التفحم  حوال 100 شخصاً  . واليوم كان موعداً جديداً مع  كارثة الحريق في مستشفى الحسين في مدينة الابطال الناصرية . وقبل يوم واحد فقط شب حريق اخر  في وزارة الصحة في ( مدينة الطب ) التي كانت الايقونة الطبية في الشرق الاوسط , حولتها الاحزاب الحاكمة الفاسدة الى مقالع للقمامة والنفايات وتحول  الى  مستشفى الموت . أصبحت ظاهرة الحرائق في المستشفيات ظاهرة روتينية تتكرر عدة مرات. حتى باتت هذه المستشفيات هي  عبارة عن أفران لحرق جثث المرضى , بسبب بسيط جداً والكل يعرفه . هو الفساد الذي نخر العراق . بدون ضمير وأخلاق وشرف . هل يعقل حتى في الدول اتعس فقراً في العالم . مثل حال مستشفيات العراق البائسة والكارثية . عدم توفر مستلزمات السلامة . عدم توفر شروط الصيانة . عدم وجود  وسائل إطفاء داخل المستشفيات . وبأن وسائل الدفاع المدني لا تعمل ولا تشتغل  , كما في مستشفى الحسين في الناصرية وبقية المستشفيات في المحافظات العراقية . لذلك من السهل جداً أن تحدث حوادث الحرائق عدة مرات , دون اهتمام من الأحزاب الحاكمة , لانها فقدت الاخلاق والشرف والضمير , ولا تفكر سوى بالغنائم والفرهود . وكل مسؤول هو ضميره ميت , يفكر بحصة من الفساد المالي. لانهم يعتبرون العراق غنائم فرهود . وهذا الوضع الكارثي لا يمكن ان يستمر بهذا المنوال المأساوي , والموت يلاحق العراقي بكل الاشكال , أما حرقاً . أو بالتفجيرات الدموية , أو بكواتم الصوت , أو غرقاً . والذنب الاول والاخير هو الشعب لا غيره  الذي وضع هذه الحثالات في الحكم  .
فلا عزاء للعراقيين طالما ينتخبوا اللصوص والحرامية .
فلا عزاء للعراقيين طالما يصفقون لكل خرتيت وجربوع  ولكل ذيل مرتبط الى بأيران .
فلا عزاء للعراقيين فهم وحدهم جلبوا هذه  الحثالات الفاسدة وينتخبونهم  في كل دورة انتخابية .
فلا عزاء للعراقيين وضعوا ثقتهم ومصيرهم بالحرامية واللصوص  .
ولا يمكن أن  تتوقف هذه الكوارث مطلقاً. طالما لا يوجد حساب وعقاب لكل مسؤول مقصر ومهمل أو سارق .
 فلا عزاء للعراقيين لا يطالبون بالقصاص العادل كل فاسد نهب الاموال ,  وترك حال العراق الكارثي  يئن بالموت والحرائق.
على الشعب أن يدرك بأنه أمام كوارث الموت حتى موعد الانتخابات , ليعدون الكرة بتدور النفايات مجدداً في البرلمان , ينبغي أن يدرك لا قصاص عادل للفاسدين , سوى السحل بالشوارع الآن وليس غداً . وان الوعود بمحاسبة المقصرين هو الضحك على الذقون بالكذب , هل حاسبوا كارثة الحريق في مستشفى ( أبن الخطيب ) وهذه الكارثة بتفححم جثث مرضى كورونا بحوالي 93 ضحية و70 مصاباً ,  ستمر مرور الكرام كسابقاتها دون محاسبة وعقاب , فلابد أن يأتي القصاص والحساب من الشعب ,  بسحل كل مسؤول فاسد وخائن . كل لص وحرامي . ان العقاب العادل هو سحل كل فاسد في شوارع , غير ذلك فإن الكوارث لا يمكن أن تتوقف . لانهم كلهم مجرمون بحق العراق  . كلهم مساهمون   بالكوارث المتكررة . لا بد من يد العقاب الصارمة من الشعب . لابد ان يأتي اليوم الموعود بسحل قيادات هذه الأحزاب الفاسدة بالشوارع .............
والله يستر العراق من الجايات !!
 جمعة عبدالله

88
فيلم هندي ألقاء القبض على قتلة المتظاهرين
نقترب من نهاية ولاية السيد الكاظمي في سدة الحكم , وقد اتهم بالضعف والتخاذل والجبن أمام قوة وشراسة المليشيات الولائية المرتبطة بإيران وهيمنتها  على الدولة العراقية خلال عام كامل من ولايته  , وفرض سيطرتها الكاملة على الأوضاع  العامة , في الاستهتار واهانة الدولة العراقية المخطوفة , وقد بدأ السيد الكاظمي بالوعود القوية أكبر من طاقته وحجمه الصغير , بالكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى العدالة , وتمر سنة  كاملة , لم يكشف عن قاتل واحد , بل استمرت هذه المليشيات الدموية ( فرق الموت ) في نهجها الفاشي بالخطف والاغتيال لنشطاء المتظاهرين دون توقف  . استمروا في العنف الدموي لكل من ينتقد ايران , أو احد الذيول الطويلة المرتبطة بإيران مثل  ( هادي العامري ) .  كما في حالة اختطاف الناشط المدني ( علي المكدام ) الذي  اختطف ومارس بحقه التعذيب الوحشي , بسبب مقال انتقد فيه  احد الذيول الطويلة ( هادي العامري ) في ارتباطاته مع ايران ضد العراق , فكان الجواب كالمعتاد الاختطاف وممارسة التعذيب الهمجي . لذلك يحاول السيد الكاظمي ان يحفظ ماء وجهه وهو يقترب من نهاية حكمه , بترويج انتاج  افلام هندية , وسنشهد الكثير من الافلام الهندية فيها العجب ,  لكنها ستكون فاشلة في الاعداد والانتاج والاخراج  . وكلها  تصب في الضحك على الذقون وتزييف الحقيقة والواقع . مثل ما اعلن بشكل رسمي من الاجهزة الامنية ,  أو من القضاء العراقي المسيس تحت ضغط المليشيات الولائية  , بأنه  ألقي القبض على قتلة المتظاهرين بما فيهم قتلة الشهيد المحلل الامني ( هشام الهاشمي ) . فقد اعلن الناطق الرسمي بأسم المجلس القضاء الاعلى في العراق بقوله ( نحن بصدد اصدار مذكرات اعتقال بحق قتلة المحلل الامني ( هشام الهاشمي ) والمتظاهرين ) ومرت ايام لم نسمع تفعيل مذكرات الاعتقال بحق مجرم واحد متورط بقتل المتظاهرين . رغم انه في اليوم الاول من اعلانه دبت الفرحة والابتهاج عند البعض , يعني هذا الاعلان يبشر بالخير  الى وجود الدولة , وكذلك الاجهزة الامنية تستعيد قوتها المخطوفة . بأننا سنشهد تفعيل  مذكرات اعتقال ضد قتلة المتظاهرين وكشف عن قتلة الشهيد ( هشام الهاشمي ) الذي وعد السيد الكاظمي منذ اليوم الأول  لتولي منصب رئيس الحكومة , حيث قال ( خلال ايام قليلة معدودة سنكشف عن  قتلة المحلل الامني الشهيد ( هشام الهاشمي )  وكذلك عن  قتلة المتظاهرين وهذا الوعد , وعد شرف ) ولكن الوعد الشرف مات خلال عام كامل  . ولم يظهر قاتل واحد على شاشات التلفاز ,  بل ان الحكومة والاجهزة الامنية تتوسل وتطلب اطلاق سراح المختطفين من نشطاء الحراك الشعبي للمتظاهرين ,  ويدخلون في مفاوضات مساومة  مع القتلة كما اعلن الناطق الرسمي للاجهزة الامنية . فقد صرح المصدر الحكومي الامني , بأنه يعرف الجهة الخاطفة الناشط المدني ( علي المكدام ) وهي جهة شبه رسمية . وجاء اخلاء سبيل الناشط المدني بعد مفاوضات مع الجهة الخاطفة , وتمت عملية  التفاوض بنجاح في اطلاق سراح الناشط ونقل الى المستشفى المختطف المريض في حالة يرثى لها , فقد تعرض الى التعذيب , وأمنت الاجهزة الامنية نقله الى المستشفى بنجاح , يا بؤس الفيلم الهندي البائس والهزيل , فلم يعلن عن أسماء القتلة ولا عن اسم هذه الجهة شبه الرسمية التي تمارس القتل والتعذيب والاختطاف بالسيارات الحكومية وبزي الاجهزة الامنية . هذا يشير الى قوة وشراسة المليشيات الولائية . بأنها تتصرف فوق النظام والقانون والدولة  والمواطن , والسيد الكاظمي منشغل بترويج الأفلام الهندية , للتغطية على ضعفه وجبنه امام شراسة هذه المليشيات الفاشية .............. . ...                                    والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله



89
أزمة الكهرباء ومهازل الروزخون  المتحدث الرسمي بأسم وزارة الكهرباء
نظام المحاصصة الطائفية  ( الدم قراطية ) يشهد أزمة خانقة بفشله وعجزه  في أدارة شؤون العراق , وغياب معالجة أزماته بالحرص والمسؤولية . بدلاً من ان يجلب في حكمه أفعى برأسين ,  ظاهرة التخريب الارهابي والتخريب السياسي , وهذا عجل في تفكيك الدولة الى اللادولة . وهذا يؤكد بشكل دامغ فشل النظام السياسي واحزابه الطائفية , فلم تجلب سوى الظلم والحرمان والاهمال الشعب بشكل كامل ,  بحيث أصبح أسوأ من النظام السابق الطاغي . وما أزمة الكهرباء هي نتيجة طبيعية ومنطقية للفشل العام , لهذا النظام الهجين الذي جلب الخراب والفساد  معاً . لأن عقلية الأحزاب الحاكمة المتنفذة  , هي بالضبط  عقلية اللصوص , وحولت مؤسسات الدولة الى مؤسسات حزبية يعشعش فيها الفساد الى قمة رأسها . لان هذه الاحزاب اللصوصية الحاكمة , تعتبر الوزارات هي غنائم فرهودية  بالنهب والسرقة  , لذلك يتطاحنون ويتعاركون الى حد لعلة الرصاص والتفجيرات الدموية والتخريب , في التنافس على الوزارات التي تدر السمن والعسل والياقوت والدولار , وتعتبر صرماية الحزب المالية . لأنها غنيمة شرعية حصل عليها بالصراع والتنافس السياسي , ويملئ  الوزارة بعناصره الحزبية من المقاولين الى العناصر التي لا تملك الخبرة والكفاءة والتخصص المهني والعلمي والتكنولوجي , لانها لا تعترف بمعايير الرجل المناسب في المكان المناسب أطلاقاً , فما يعني مهزلة التيار الصدري , الذي اغتنم غنيمة وزارة الكهرباء واصبحت حصته  الشرعية بالطابو   , أن يأتي بالشيخ المعمم الروزخون  ( أحمد موسى العبادي ) ويضعه في منصب المتحدث الرسمي بأسم وزارة الكهرباء ,  بأية مؤهلات مقنعة  لهذا المنصب الحساس بالتخصص الهندسي والعلمي , وصار يومياً يتنقل من قناة فضائية الى أخرى , ويغرد بمعزوفة  عن التطور النوعي الهائل في توليد الطاقة الكهربائية الذي اشرق على العراق فجأة  , وتشغيل التيار الكهربائي يومياً  , بمقدار ساعات التشغيل من 21,5 ساعة الى 24 ساعة يومياً , كأنه يتحدث عن كوكب أو بلداً  آخر غير  العراق , ويحرف  الحقيقة , بعين عوراء  كأنه  موجود في عالم آخر  , بأن هذا  الإنجاز الكبير في تشغيل التيار الكهربائي , أثار حفيظة تنظيم داعش المجرم , بقيامه بالتخريب واستهداف خطوط نقل الطاقة الكهربائية ,  بالعزف على شماعة قميص  داعش المجرم . بدون شك ان هذا التنظيم المخرب والسفاح هدفه الاساسي تخريب ودمار العراق , اضافة الى سفك الدماء بالقتل والذبح . وممكن ومنطقي جداً وهذه حقيقة لا يمكن ان يشكك بها أحداً , ان يقوم بهذه الاعمال التخريبية في ابراج الكهرباء في الإضرار بالعراق والمواطنين  وخاصة استغلال تواجده في المناطق الغربية , ولكن ليس  له تأثير وتواجد في المحافظات الجنوبية , التي وقع عليها تفاقم انقطاع الكهرباء العبء الاكبر   , أن  الازمة  لها وجوه متعددة  منها :   الفساد السياسي  . الصراع الحزبي . غنائم الوزارات , تشغيل وتوظيف  عناصر لا تملك كفاءة وخبرة وتخصص مهني , لا تملك معايير الحرص والمسؤولية  , والاهم بأن  إيران قطعت امدادات اربع محطات للطاقة الكهربائية التي تغذي المحافظات الجنوبية , ومع   انقطاع الكهرباء انقطاع الماء لساعات طويلة تحت الصيف الحارق  لتكون الازمة متكاملة . أن الخشية من ذكر أيران  لم يشر اليها لا من بعيد ولا من قريب , لانهم يعتبرون انتقاد إيران  خط أحمر ,  لانها معصومة عن   الخطأ  , وهي في الحقيقة  رأس الافعى بتفاقم  الازمة لانها قطعت أمداد العراق بالطاقة الكهربائية , بذريعة بأن العراق لم يسدد ديونه . وأنها وضعت خط أحمر على العراق ومنعته من تنويع مصادر شراء الطاقة الكهربائية من دول الجوار , حتى لاتخسر ضخ الأموال و المليارات الدولارية بالاطنان   .
أن كل حزب الذي  جاء الى وزارة الكهرباء خلال 18 عاماً , لم يفكر بوضع الحلول والمعالجة للمشكلة , سوى وضع المشاريع الوهمية بذريعة   أقامة مولدات لتوليد  الطاقة الكهربائية , وانشاء محطات الطاقة الكهربائية في كل محافظة  , هذا في الظاهر المعلن  , ولكن في السر  هذه المشاريع الوهمية تبقى على الورق فقط  , والأموال المخصصة تذهب الى صرماية الحزب  كغنائم مالية شرعية , وخلال هذه الأعوام  الطويلة صرفت على مشكلة الكهرباء مبلغ خيالي لا يتصوره العقل ,  يفوق اكثر من 80 مليار دولار والطاقة الكهربائية تشهد التدهور سنة بعد أخرى , بينما نجد جمهورية مصر العربية  , التي كانت تعاني من أزمة الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة , لكنها وجدت الحل والمعالجة خلال سنتين فقط ,  انهت أزمة الكهرباء بمبلغ يقدر بحوالي 6 مليار دولار , ومصر اكبر من العراق مساحة وعدد السكان ,  واكثر في صرف وتشغيل الطاقة الكهربائية يومياً , لكنها امتلكت الرغبة والإرادة  الصادقة بالحرص والمسؤولية والاخلاص في خدمة الشعب , هذه الصفات غير موجودة عند الأحزاب  اللصوصية , ولا يمكنها  التفكير بحل ومعالجة أزمة الكهرباء , لانها احزاب لا تملك الحرص والمسؤولية , لا تملك الضمير والشرف بعقليتها اللصوصية ................................ والله يستر العراق من الجايات !!

وهذا صورة المتحدث الرسمي  بأسم وزارة الكهرباء في جنجولياته اليومية بالمهازل المضحكة اليومية التي اصبحت محل  سخرية وتندر.

 

   جمعة عبدالله

90
وفاة  وزير الدفاع  الصانع الاحتلال وحامل سيف الامام علي
توفي وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ( دونالد رمسفيلد ) عن عمر ناهز 88 عاماً . في حكومة  جورج بوش  الابن . ويعتبر هو صانع غزو العراق بالاحتلال الامريكي عام 2003 . ومجيء على الدبابات الامريكية الخراتيت , الذين جمعتهم امريكا من قمامة ونفايات  العالم , وسلمتهم  مقادير حكم  العراق  . هؤلاء الثعالب الماكرة لبسوا جبة الدين والمذهب , حتى يحملوا الشرعية بأسم الله , ليذبحوا  العراق من الوريد الى الوريد , وجاءوا محملين بعقلية اللصوصية والسحت الحرام . لتعميق جراح العراق بالخراب والفساد واللصوصية . فقد كان يحكم العراق سفاحاً واحداً ,  لكن في العهد الجديد تفقس باكثر من الف سفاحاً . كان في العراق لصاً واحداً يحكم , لكن في عهد الدم قراطية تفقس الى أكثر من ألف لص  وحرامي . وبانت حقيقتهم ما هم إلا عصابات أجرام وقتل وسرقة  تحت جبة الدين . وتكريماً لدور صانع الاحتلال وزير الدفاع  الأسبق ( دونالد رامسفيلد ) كرم بأعظم وسام من قبل رئيس الوزراء الاسبق ( أبراهيم الجعفري ) سيف الامام علي ( سيف ذو الفقار )  بذريعة دور أمريكا العظيم في تحرير العراق . ولكن عندما انسحبت امريكا من العراق في أوخر عام 2011 .  ليقع تحت رحمة  نفوذ الاحتلال الإيراني  منفرداً  . وعندما اوشك النظام المحاصصة  الطائفية  على شفا  السقوط من تنظيم داعش المجرم , استنجد ( نوري المالكي ) بالامريكان عام 2014 , وانتهت بعقد اتفاقية عسكرية واسعة الصلاحيات , في اقامة معسكرات والسماح بتواجد الامريكي في أية بقعة من العراق , وجنوده يحملون الحماية والحصانة القانونية , مهما أوغلوا في القتل والاجرام واللصوصية  . لذلك وقع العراق تحت رحمة احتلالين الايراني والامريكي . واتخذ العراق ساحة لتصفية الحسابات بينهما . بواسطة المليشيات الولائية التابعة الى النفوذ الايراني , والتي تتحكم بمفاصل الحياة السياسية , وتتحكم بالقرار السياسي , بحكم توغلها في الاجهزة الدولة  الحساسة , فاصبحت ايديهم اطول من أيدي الدولة العراقية المقطوعة , استغلت أيران هذه الفرصة الذهبية في مقايضة امريكا , رفع العقوبات الاقتصادية و الاموال الايرانية  المجمدة في المصارف الدولية , مقابل السماح بالتواجد  العسكري الامريكي في العراق  دون اعاقة أو مضايقة من هذه المليشيات , عكس ذلك فأن المليشيات تمارس الضغوط على الحكومة بطرد التواجد الأمريكي , واستخدام سلاح الكاتيوشا في ضرب التواجد العسكري الامريكي  , وهذه اللعبة الخطيرة يلعبونها على خراب العراق وتدميره , الذي أصبح اليوم دولة معطلة في جميع الميادين الاساسية بكل معنى الكلمة  , وحتى لا يسمح للحكومة بشراء التيار الكهربائي من الدول المجاورة , حتى لا تخسر إيران المليارات الدولارات التي تضخ لها  سنوياً بالمجان , وتعتبر هذه الاموال شريان الحياة للاقتصاد الايراني  المتدهور , ورغم أن ايران تمر في أزمة الكهرباء الخانقة , لكنها تمول العراق ببضع ساعات  قليلة من تشغيل التيار الكهربائي , بحجة تجهز العراق بالكهرباء وتستلم الثمن الباهظ اللامعقول على هذه الساعات القليلة جداً تقاس بكيلوات الذهب والدولار . ويبقى المواطن محروماً لساعات طويلة من تعطيل التيار  الكهربائي  ورغم الصيف الحارق  . هذه  احدى نتائج الاحتلال المدمرة  والقادم أسوأ مصيبة       ................. والله يستر العراق من الجايات !!




 جمعة عبدالله



91
جولة في كنائس محلة الشفاء بمدينة الموصل
محطات تاريخية  برزت في  حواضر مسيحية حولها داعش لاطلال وخرائب
عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
تعتمد رؤية المؤرخ على  تجسيد الحقيقة  وتاريخية المعلومة التي يقدمها للقاريء  وهذا ما ابرز نخب اكاديمية اسهمت من خلال مقالاتها ورؤاها التاريخية في مد جسور التواصل بين الاجيال السابقة واللاحقة عبر المعلومات الدقيقة التي  يوفرها من بطون الكتب  والمصادر المعتمدة والموثوقة  وهذا ما يعزز مكانة المؤرخ  الذي  يعتد بكل ما يقدمه من معلومات بناءا على ما سبق وتمت الاشارة اليه  فقد اسهم احد المؤرخين الاكاديميين من المتمرسين بالعمل  التوثيقي في تصديه لتاريخ بعض المناطق الموصلية واضاءة ما خفي من تاريخيتها ومحطاتها  مقدما مثل تلك  المعلومات المهمة التي ترتكز على صدقية المصادر والمراجع التي استقى منها معلوماته  لكنه في الجانب الاخر ومن خلال سرديته التي تناولت جوانبا  من  تاريخية بعض العوائل  التي استقرت في تلك المناطق  يهمل بعض الجزئيات المهمة التي تتعلق بالحواضر الموجودة في تلك المناطق لاسيما  الحواضر المسيحية التي  كانت تجسد تاريخية تلك المنطقة  وترسخ لقدميتها  مثلما هو الحال مع منطقة الشفاء  الواقعة في الجانب الايمن من مدينة الموصل ورغم  انها محلة حديثة بحسب المؤرخ  لكنها تترسخ على فاصل زمني مهم يرتبط بحصار القائد الفارسي نادر شاه  للمدينة  ويجعل مثل تلك الحواضر اسفارا تاريخية تستقي  مكانتها مما حمله لها المؤرخون من  معطيات مهمة  فقد اكتفى المؤرخ  بايراد كنيسة وحيدة في تلك المنطقة مكتفيا  بابراز كنيسة  الطاهرة  الفوقانية ذات التاريخ الحديث نسبيا  مقارنة بكنيسة اخرى تدعى كنيسة الطاهرة الخارجية  او التحتانية  والتي احالها تنظيم داعش الى مجرد خرائب  كونها الكنيسة الوحيدة في مدينة الموصل التي تم تسويتها بالارض تماما  وتم تحويلها في زمن داعش الى مراب للسيارات و ساتوسع بشان تاريخيتها  في السطور القادمة كوني  اصدرت في العام الماضي  كتابا عنها عنونته بالكنيسة الشهيدة  وتناول في سياقه كل تفاصيل تاريخيتها  اضافة لاحتواء الكتاب المذكور على صور نادرة توضح الكثير من اروقتها  وشواهدها .كما اود الاشارة الى فاصلة اخرى مما تقدم وتناوله المؤرخ المذكور بشان مطرانية الكلدان  التي قال عنها انها تضررت كثيرا  ابان فترة داعش لكن في الحقيقة ان المطرانية التي تم تاهيلها واعمارها بتغليفها بالحلان الموصلي  ابان فترة التسعينيات وخلال عهد مطران الكنيسة الكلدانية   كوركيس كرمو تم تفجيرها بواسطة العبوات الناسفة بعدما تم اخراج عائلة مسيحية  مكلفة بحراستها  حيث كان ذلك في  احد اشهر عام 2004  وامام انظار جموع احتشدت من مدينة الموصل . اما الكنيسة الاخرى التي تم اغفالها من السرد التاريخي الخاص بمحلة الشفاء هو كنيسة سيدة النجاة  الواقعة  على مفترق شارعين  يؤديان لدورة قاسم الخياط  وهي تعود لطائفة السريان الكاثوليك  وهي تعود لعام 1946 وتعرضت للترميم في عام 1962 فيما تركت في سبيعينيات القرن الماضي  قبل ان تستثمرها  طائفة السريان الارثوذكس في  منتصف التسعينيات حيث اقامت فيها قداديسها  بسبب تعرض كنيسة الطاهرة الخارجية للترميم والتاهيل وذلك في عام 1994 اما عن كنيسة الطاهرة الخارجية فيجهل تماما  تاريخ انشاؤها  الا ان هنالك من يذكر ان تاريخ  بعض محطاتها ارتبط  بزمن الامير  ناصر الدين محمود الاتابكي  وذلك في عام 1219 من خلال كتابات اشارت الى ذلك العام  نقشت على قطع الرخام الابيض  كما تم تناول سبب تسميتها  بالفوقانية  كونها تقع على  مرتفع بالمقارنة مع الكنيسة الاخرى التي تسمى شائعا بكنيسة الطاهرة لكنها في الحقيقة  تحمل اسم كنيسة  الدير الاعلى  وهي المجاورة لدائرة صحة نينوى  وقد اشار اليها الخطاط  الراحل يوسف ذنون في احدى لقاءاتي الشخصية معه من ان الكنيسة الاخيرة  ترتكز على سرداب كبير  تحتها كان يوظفه الموصليون  لنقل المؤن والامدادات ابان حصار نادر شاه  فيما يشير  الاب الخوري يوسف البناء  الى تلك الفترة  بكون تعرض السور  الذي ترتكز عليه تلك الكنائس  لضربات القائد الفارسي فكان بنائي الموصل يسارعون لسد اي ثغرة نماشئة من تلك الضربات  فكان من يسقط شهيدا  بسبب الضربات  يدفن مع مواد البناء  من اجل الاسراع بسد الثغرات وتفويت الفرصة على المهاجمين من ان يسارعوا لغرض النفاذ من تلك الفتحات التي يحدثوها في السور  لغرض احتلال الموصل الذي فشل و اضطرارهم للتراجع والتقهقر  حيث اقسم مسلمي ومسيحيي المدينة  اضافة لليهود على  التعاون وتوحيد الصفوف لتفويت الفرصة على نادر شاه  واذا ما تمكن الاخير من غزو المدينة فسيسارعون  الى قتل نسائهم وبناتهم خشية التنكيل بهم وتعريضهم للسبي  والاعتداء على اعراضهم  والغريب من ان المؤرخ في سياق  ايراده لتلك التفاصيل لم يتلتفت لتلك الحقبة او  لما قام به والي الموصل حسين باشا الجليلي  حينما امر بتاهيل واعمار كنائس الموصل التي حملت اسم الطاهرة وتحديدا اسم السيدة العذراء  كونها ارتبطت بحادثة  اعجازية تمثلت بصد العذراء لضربات القائد نادر شاه في تلك الفترة . ونعود لسبب تدمير داعش  لكنيسة الطاهرة الخارجية  والتي عرضت للتاهيل  في عام 1994 وتغليف واجهتها  بالحلان مما اسهم  ايضا بوضع صليب كبير على تلك الواجهة لكن تنظيم داعش ومن خلال عناصره الذين استخدموا رافعة تستخدم من قبل دائرة الكهرباء  قاموا بتشويه ذلك الصليب وقاموا بنشر تلك الافعال على مواقعهم الخاصة وذلك في عام 2015 كما  نشير الى ان عام 2009 وبالتحديد في 15 كانون الاول من هذا العام قد شهد تفجيرا بعربة مفخخة  استهدف الكنيسة ودمر واجهتها كما اطاح بسور الكنيسة  ولابد من ذكر ان  الكنيسة ايضا  استثمرت  وقفية من احد ابنائها لتشيد عليها عمارة تقع مقابل الكنيسة واسمتها عمارة الطاهرة  وخصصت لاسكان العوائل المتعففة وذوي الدخل المحدود  كما انتقلت مدرسة  الغسانية التي كانت تقع في محلة الساعة وبالقرب من كنيسة مار توما الى مجاورة  الكنيسة  وذلك في عام 1991 والمدرسة الغسانية كانت من اوائل مدارس الموصل  وخرجت الكثير من النخب المميزة فيها  وفيما انتهت  رحلة كنيسة الطاهرة الخارجية  وذلك في  ايلول من عام 2015 وكانت رغبة عناصر جاعش من خلال  تهديم الكنيسة والعمل على ازالتها من الوجود تحقيقا  لما ذكره الاب  الراحل يوسف حبي في كتابه الذي اصدره  في عام 1981 بعنوان (كنائس الموصل ) حيث ذكر بان الكنيسة بنيت على اثار اسلامية الامر الذي دفع بعناصر داعش الى  ازالة الكنيسة وعدم الاكتفاء بذلك بل الحفر الى عمق نحو اكثر من مترين  لغرض البحث عن تلك الاثار المزعومة .

92
رواية الكاتب سليم مطر ( كوكب الصفاء ) وكوكب التعاسة
النص الروائي يتحدث عن المقارنة بين المجتمع الذي اكتشف طريق سر  السعادة , والمجتمع الذي اكتشف طريق سر  التعاسة , في أسلوب روائي حديث قد  يختلف  التقليد , في للكثير من العتابات المبتكرة في المتن  الروائي و حبكته الفنية  , اضافة الى اعتماد النص على الرؤية الفكرية والفلسفية والتاريخية في التوثيق نشوء نظرية تطور الانسان من مرحلة القردية الى المرحلة الانسان  ,  ويقف على قدميه بدلاً من الاربعة ,  وامتلاك العقل وأسلوب التفكير  , اضافة الى طرح الاسئلة الملتهبة في عمقها الفلسفي ,  عن سر الوجود وماهيته وطاقته , ماهو الانسان وما هي روحانيته ؟, ماهو مصيره  وماهي هويته  ؟  وماهو والدور الخالق في مخلوقاته ؟ وماهو سر الوجود ؟ وروحانياته المادية والمعنوية , ودور فلسفات الأديان الروحانية ؟ . ان هذه الاسئلة الساخنة تطرح بعمق وغزارة في عمق الرؤية الفكرية  الاكتشافية , من خلال المعايشة والتجربة , ورغم ان ( جميع الأديان والفلسفات تبدأ بمحاولة حل هذه المعضلة . نحن نفضل السلام الداخلي الذي ساد نفوسنا ومجتمعاتنا , لم يعد هذا السؤال يشكل مشجباً  نعلق عليه مصاعب حياتنا وصراعاتنا ومخاوفنا من الحاضر والمستقبل , لم يبق منه غير جانبه الفكري والعقلي , قبل أية معضلة رياضية لا تمس عواطفنا وحياتنا ) ص63  . وكذلك  المقارنة الغنية في في المعنى والدلالة , بين المدينة الفاضلة أو مدينة السعادة  كيف اكتشف نفسها , وبين المدينة التعيسة التي خرجت عن درب  العقل والمعقول  . نجد في الثانية تقل فيها  الفضائل  وتزداد فيها الرذائل والمصالح الضيقة النفعية  , وتكون عرضة للاطماع الاخرين  . التي تدفع الكوكب الأرضي الذي يسميه الكاتب بأسم  ( كوكب السيلاميين ) الى المعاناة والعذاب الحياتي . إنها رواية الحكايات الغرائبية السريالية والفنتازيا  لكل حكاية له حدث سردي خاص بها , ترويها الشخصية المحورية لكل هذه الحكايات  العجائبية  والفنتازيا ,  وكما اطلق على نفسه لقب  لتوضيح هويته العراقية والسومرية ( آدما ) وامه ( اينانا ) احدى الهة الحب والعشق والجمال في الحضارة السومرية  . كأنها معنية بالامر اكثر من غيرها . وهو أديب وكاتب عراقي اضطر الى الهجرة بسبب الاضطهاد السياسي والفكري . واختير مندوباً من قبل ( كوكب الصفاء ) مع الآخرين . مثل النجمة العالمية ( انجيليا ) وصديقه الحميم ( إمونوئيل ) الذي عاش معه ايام الجامعة في ( جنيف ) . في بعثة استكشافية مرسلين  من قبل كوكب الصفاء أومن جزيرة السعادة , من اجل التعرف والاطلاع  بما يدور من معاناة وحكايات فنتازيا في الكوكب الارضي ( السلامي ) الاطلاع على الصورة الحقيقية من خلال المعايشة والتعايش والتجربة الحياتية من قبل البعثة المرسلة  , وكذلك الاطلاع على مستوى العقلي والتفكير  لسكان الأرض  , في مستوى السلوك والتصرف , وما حجم المعاناة المتشظية التي تتجه الى التعاسة والحرمان والانتهاك وسلب الحقوق والقيمة الانسانية  لأهل الأرض . حيث يعيشون المآسي والكوارث . وحالات هجينة في النظام السياسي , من الحروب الى الثورات الى الانقلابات الى الاحتلال . يعيشون حالة الفوضى والاضطراب تتخللها النزعات العدوانية والفتن المدمرة والجرائم والحروب العرقية . يعيشون في نزاع دائم يشتد حيناً وينخفض حيناً آخر ( كل ساعة وكل يوم , حتى في الشوارع والباصات والمقاهي , يلتقط أسراراً وخبايا , طريفة ومحزنة , تافهة وخطيرة , لكن جميعها لا تكف عن تحفيز مشاعرك وتساؤلاتك عن مصير هؤلاء البشر , الذين تعرف جيداً بعضهم , وتجهل غالبيتهم ) ص16 . هذا يؤدي الى عدم المبالاة  بالهوية الوطنية ( أن جهل الانسان بخبايا بواطنه, هو الذي يمنعه من أدراك ذاته وتحديد هويته الحقيقية ,من أنا وماذا أريد حقاً ؟ ) ص16 ,  عكس الحالة الجميلة الرافلة بالسعادة والسلوك الحياتي الراقي في النظام والقانون . حيث التعايش السلمي والامان والسلام .  وثقافة التسامح تجمعهم . في احترام الانسان وتقبل الرأي الاخر  , دون نزعات عدوانية وعرقية , دون فتن وخصومات ومشاجرات . ملامح السعادة والرفاه تعلو ملامح البشر , احترام الآخر والاستماع اليه . اسلوب حياتي راقي في هذا المكتشف الذي يقود الى سعادة الانسان   ( الأغرب من ذلك انعدام  وجود اي شرطي أو  عسكري , بل حتى شرطي المرور غائب والشوارع  بلا إشارات  مرور , مع ذلك لم ألمح اي غضب أو خصام أو سيارة مسرعة , ولا ارتباك لمرور , بل الاعجب من ذلك المخازن والمكاتب تظل أبوابها مفتوحة ليل نهار دون حراسة أو اجهزة رقابة , ليس هناك مظاهر حزبية ودينية واضحة الحضور , المعابد شبه فارغة يؤمها الناس للراحة  والدردشة ) ص26 . لذلك نوجز خلاصات رحلة تقصي الحقائق لسكان الأرض ( السلاميين ) من خلال ما اكتشفته البعثة الاستكشافية , بعد سماع او تدوين حكاياتهم العجائبية والفنتازيا . من خلال التجربة والمعايشة الحقيقية . من البعثة المرسلة من كوكب الصفاء الذين اكتشفوا سر سعادتهم في الحياة ,  عكس سكان الأرض الذين ما زالوا  يتجرعون المرارة في حياتهم وسلامهم الداخلي  ووجودهم . رغم  تحول النوعي في الخليقة  من حالة  القرد  الى حالة  الانسان . من سكان الغابات و القفز بين الأشجار  ,  الى سكن المدينة واستخدام عقله وتفكيره في الطريقة والأسلوب المعاشي  , نوجز بعض ما جاء في تقرير اللجنة  من خلال حكايات اهل الارض :
1 - ان صفاء النفوس وراحة الضمير  يعود بالمردود الإيجابي  على سكان الأرض , وعكس ذلك يعني انعاش بيئة الغرائز  البدائية والعدوانية , وبالتالي تؤدي الى حماقات خطيرة , قد تؤدي الى نزيف الدماء وصراعات لا تنتهي  .
2 - المرأة الركن الاساسي للمجتمع والارض وعليها يتوقف النماء والخير والعشب . لذلك يتوقف كل شيء على المرأة في العطاء والجدب .
 ( - أرأيت الآن يا رجلي , أنا اعظم من أية أرض
   أنا أمرأة
في رحمي  جذورك , ومن لبني حياتك
حرثي نعيمك , وخصبي نسلك
أيامي مواسم , ومزاجي أعراس ومآتم
حناني بساتين , وحزني بواد
كرمي ربيع , وتمنعي صقيع
جبروتي ضعفي , وسلامي نواحي
ان تشدني من شعري , فسأشدك من قلبك
أنت حاكمي في المكشوف , وانا سيدتك في المستور
أن تحميني من الرجال , فأنا احميك من نفسك
بمدحي أسمو بك ملكاً , وبجفائي انحدر بك عبداً
 نعم يا رجلي أنا أمرأة , ارحب من ارض واعمق من
بحر....
أنا فضاء , كما عرفتني وجهلتني ) ص77
3 -  الدول الاستعمار والاحتلال ,   تبحث عن وسائل الخداع والحيل في استبعاد شعوب الارض , في سلب ونهب  خيراتها ومواردها, حتى يسلبون  روحها الانسانية  , بحجة المقايضة , فالجنس الابيض الاستعماري , ينظر الى الشعوب نظرة متعالية ومتغطرسة بالاحتقار  والاستخفاف . المقايضة استنزاف بما تملك من خيرات , مقابل تطوير جيوشها وشرطتها وتزودهم بأحدث اجهزة التنصت والرقابة , وافتعال الحروب الداخلية والخارجية . في سبيل تصريف صناعة اسلحة الدمار الشامل ( ارجوك أطلب من حكومتنا العزيزة , أن تعمل لنا حرباً هنا أو انقلاباً هناك ,  في أي من القارات التعبانة : آسيا أفريقيا  أمريكا اللاتينية , حتى أوربا الشرقية ) ص124 .
4- اساليب التجسس على الافراد  والدول هو جزء من السيطرة على الذات النفسية للشعوب , ووضعها تحت مجهر المراقبة والترصد .
5 - شماعة المحتل هي نفس القوانة المشروخة ,  لم تتبدل في كل زمان ومكان  , في كل العصور والحقب والفترات التاريخية  ,   يعلن المحتل بأنه جاء محرراً لا فاتحاً , جاء للإصلاح والتقدم ,  لا للتخريب وإفساد المجتمع ( أيها الناس ,  قد جئناكم محررين ولسنا غزاة , لا نبتغي لكم الشر أبداً , بل كل الخير والاصلاح , ها نحن نجلب لكم أعظم ما في الخليقة وأسمى ما توصلنا إليه بعد اجيال واجيال بالبحث والكفاح : الحضارة .. نعم أنها الحضارة التي لم تعرفونها من قبل ) ص142 .
 × الكتاب : رواية . كوكب الصفاء / سيرة مجتمع أكتشف  السعادة
× المؤلف : الكاتب سليم مطر
× الطبعة الاولى   : عام 2021
× الطبع : المؤسسة العربية للدراسات والنشر
× عدد الصفحات : 168 صفحة
    جمعة عبدالله



93
وقفة إجلال  لأم الشهيد أيهاب الوزني
شجاعتها الجسورة تمثل بحق الام العراقية الاصيلة , وقفت بشموخ تتحدى  القتلة , الذين اغتالوا فلذة كبدها , وهي تشير بأصابع الاتهام في الاشتراك في جريمة القتل , الحكومة والأحزاب والبرلمان , الذين أصابهم الخرس والطرش والبكم والعمي , لم نسمع منهم حتى كلمة مواساة على الاقل تجبير الخوطر المفجوعة ,  وهي أم عراقية كبيرة السن ومريضة وتقف على اعصابها المكلومة  , وتقف في قيظ الصيف مطالبة بحقها المغدور , حقاً كما تقول كلهم يشتركون في الجريمة القتل  , لانهم يخافون من تهديد المليشيات الولائية , بقولها ( جبناء ..... ابو كاتم صاحبهم وهم يعرفونه ) هذه استغاثة أم ثكلى فجعت بأغتيال ابنها  , من قاتل معروف للجميع بالاسم والعنوان والهوية . ووصل الحال بالغيرة والشرف عند هؤلاء مسؤولي الدولة العراقية الممزقة  , بأنهم ليس لديهم استعداد لسماع شكوى  أم مفجوعة . ومصيبة القضاء المسيس الذي يتحرك بأوامر هذه المليشيات اطلق سراحه بحجة  , حتى المجانين يضحكون عليها , بعدم كفاية الادلة . نعم اطلق سراح المجرم بعد اقتحام هذه المليشيات الولائية بالسلاح الثقيل المنطقة الخضراء , ومحاصرة منزل السيد الكاظمي , الذي استغاث مذعوراً من الخوف  بالدول المتنفذة في الشأن العراقي  حتى ينقذوا حياته , وتدخلت أيران في مقايضة حياة السيد الكاظمي مقابل  اطلاق سراح المجرم , الذي اتهم بمادة الإرهاب 4 . وخرج القاتل من المعتقل مرفوع الرأس , بينما السيد الكاظمي خرج من المعمعة , أو زوبعة في فنجان , مهزوماً مكسور الهيبة , مجللاً بالعار والهزيمة . هذا يدل بأن يد المليشيات أطول من يد الدولة المقطوعة . وهذا ما يفسر استهتار المليشيات بالغطرسة الدموية , بأنها اصبحت بحق ( فرق الموت ) تقتل وتغتال وتخطف العشرات من نشطاء الحراك الشعبي . دون اهتمام من اجهزة الدولة المدنية والعسكرية , ولكن مهازل القدر الاسود الذي وصل اليه العراق والعراقيين . بأن الاجهزة الامنية التي هربت كالجرذان عندما اقتحمت المليشيات المنطقة الخضراء ولم يدافعوا عن رئيسهم السيد  الكاظمي , يبيعون العنتريات على امرأة  كبيرة السن ومريضة بين الحياة والموت , في الاعتداء عليها وازالة خيمة الاعتصام الصغيرة بالقوة . هذه العنتريات لا تشرف أحداً , سوى وصفها : بأنها ولية الغمان . ويخافون من المليشيات أن يسمعوا جراح الأم المكلومة  . ولكن الأم رغم تقدم  العمر والوهن والمرض وقفت تصرخ  بالمطالبة بحقها المغدور (  أين الحكومة من هذه الاغتيالات ؟ ..... أين الذين قتلوا هشام الهاشمي ؟ ... هذه دولة مليشيات ) وقالت بأن ابنها الشهيد ( راح ضحية بالدفاع عن الوطن , ضد المليشيات الخطف والقتل التابعة الى أيران ) وأضافت بأن ابنها كان ( يحلم بوطن كما يريده جميع العراقيين ) وقالت بأنها لم تترك مسؤول إلا واتصلت بهم , ولكنهم  جميعهم اصابهم الخرس والبكم .
ان ازالة خيمة الاعتصام للام المجروحة أجج مشاعر العراقيين من ذوي الضمائر الحية من  الشرفاء بالغليان الشعبي بالتضامن مع هذه الأم الشجاعة , ولكن الاجهزة الامنية سارعت الى غلق المنافذ والمداخل لمحافظة كربلاء , بذريعة هزيلة ومضحكة , بأن هناك طوابير من السيارات تكدست  عند نقاط السيطرات . ومجاميع كبيرة من الناس تريد دخول محافظة كربلاء تضامنا  مع أم الشهيد . ان هذا الاغتيال كما الاغتيالات السابقة لا يمكن ان تمر بسلام , مهما حاولت المليشيات الولائية , لابد ان يعتدل ميزان العدل المقلوب  , مثل القول المشهور الذي  يقول  ( لو دامت لغيرك ما وصلت أليك ) . ان الوطن مجروح ومقتول و مطعون بالسكاكين , كما قال الشاعر الراحل أحمد مطر :
   وطني
طفلٌ كفيفٌ وضعيفٌ
كان يمشي آخر الليل
في حوزتهِ
ماء , وزيت , ورغيف
فرأهُ اللص وانهال بسكين عليه
توارى بعدما استولى على ما في يديه
وطني مازال ملقى مهملاً فوق الرصيف
غارقاً في سكرات الموت
والوالي هو السكين
والشعب نزيف !
جمعة عبدالله


94
قراءة في رواية ( كلكامش .... عودة الثلث الاخير ) للاديب واثق الجلبي
يأخذنا  الاديب الروائي في دهشة الابهار , في محاولاته الخلاقة في ابتكار تقنيات حديثة في المتن الروائي , في الصياغة الروائية المبتكرة في الطرح والتناول في مميزات سيماتها الظاهرة  , في التقنيات اسلوب الطرح   والاداء في اللغة المركبة ( النثر / الشعر ) والرؤية الفكرية التي تقود دفة المتن الروائي , وتنظم احداث السرد الروائي وفقاً لرؤية الفكرية العميقة على خلفية واقعنا الحاضر  .  بصياغة جديدة خلاقة لرؤية   لملحمة كلكامش , أو اسطورة كلكامش , تستلهم الواقع الجاري , في تشكيل رؤية فكرية لعتبات ومحطات ملحمة كلكامش . في استخلاصات العبر  الفكرية من الرحلة الاستكشافية لبحث عن عشبة الخلود , وماهو المغزى والدلالة والمعنى لهذه العشبة , وما معنى الخلود برؤية الواقع الحالي , واستخلاص العبر والدروس  . هي محاولة استنطاق الملحمة الكلكامشية برؤية حديثة , في عيون الحاضر بالدلالة العميقة والبليغة , اي صياغة الملحمة من جديد  . فنجد ان شخصية كلكامش هي مشطورة الى نصفين كلكامش الاصل , وكلكامش الفرع وهو نفسه مؤلف الرواية ( واثق الجلبي ) ولكن الشخصيتين تمثلان وجه واحد وروح واحدة , لكن  في عصرين مختلفين تماماً  , لذا فأن شخصية كلكامش مركبة أو ثنائية بين الاصل والفرع , وفي سحب الملحمة لتنطق بلسان الحاضر وتبعياته القاهرة في المعاناة والعذابات الانسانية لشعب أوروك الجديد . الحدث الروائي يعتمد على رؤية الخلود وصياغته من جديد , واعطت مساحات واسعة في  الاهتمام الشديد  في مسألة عشبة الخلود , التي فجرت الاسئلة الساخنة في وادي العقل. في الصراع وكذلك في متاهات السراب في الحصول على العشبة والخلود . وهي تدل على رحلة استكشاف الانسان لنفسه  ولهويته . لان من المنطقي السؤال :  ما فائدة عشبة الخلود للملك السعيد على قهر  ومعاناة شعبه , فما قيمة الخلود وهو يقتل شعبه من الوريد الى الوريد , فما  قيمة عشبة الخلود على معاناة وشقاء  شعب أوروك القديم والجديد . ان تسرق حياة الانسان . لتكون عشبة الخلود للخائن والعاق والنكرة وناكر الجميل ,  والثعلبي في ازدواجيته الشخصية بين الراهب والارهابي . فما قيمة عشبة الخلود حينما تكون منصة لحرق البلاد والعباد  والشجر والحجر . لذلك اكتشف كلكامش بعد رحلته الطويلة  , التي عانى المخاطر والاهوال , وتيقن بأنها كانت رحلة  حماقات لا تغتفر , في محاولة لتدمير الانسان ودفعه الى الخنوع والخضوع لقوى تسيره مثلما تريد , في خضم الصراع القائم . فما قيمة عشبة الخلود في خوض المخاطر الحياتية  في الحصول عليها  حتى يسرقها الاخرين , وهذا بالضبط مثل مايحدث في عالمنا الفوضوي , الثورة يقوم بها الشجعان  ويسرقها الجبناء ( أشعر بأن طعم خطيئته تطارده. .. لو اتيحت له الفرصة لما ترك مكانه... آدم بلا عباءة ..... عباءتنا اليتيمة كانت من الخالق العظيم ... أقتربت العباءة من الارض .... قلبه لم يعد موجود من أهوال الرعود التي اطلقت من كل مكان  .... لم يعد في العباءة مكان لوجهه ..... كانت الثقوب تشرب الوجوه والوجع ....عن أي وجه  سيخبر الناس ؟ ) ص20 . معاناة سنوات  العجاف , كافية لتعلم العقل والحكمة , ويدرك في اي اتجاه هو يرتكز , لان البحث عن الخلود يوازي البحث عن الله , ليس الخلود من امتلك القوة والسوط ليجلد شعبه ويدفعه الى الحرمان . وانما الخلود هو البحث عن ذاته وهوية جلده . الخلود اكتشاف الذات في افق الرحمة والحكمة والبصيرة ( ما أجمل أن نؤمن أن الحياة هي الرحمة التي تكمن بالتسامح ومن بعد التسامح تأتي كل  الاشياء الجميلة ) ص6 . . هذا الاكتشاف الجوهري من خضم مخاض الرحلة الطويلة في اهوار العراق التي ترقد في قاعها عشبة الخلود  ,  التي سرقتها الافعى ( الحية ) , بعد المشي في طريق الاهوال  المعبدة  بالمخاطر والمجازفات في رحلة كلكامش ( الاصل والفرع ) . طريق خطير وطويل  جداً مليء  بالعقارب  والدببة والاسود والافاعي والوحوش الضارية , لذلك ان عشبة الخلود في أوروك اصبحت عملية جذب واطماع واستحواذ والاستيلاء لخنق شعب اوروك العظيم , سواء عن طريق الانقلابات العسكرية أو الحروب أو الاحتلال . شعب مصاب بلوثة الطغيان والاستبداد من اجل خطف وسرقة عشبة الخلود . لذلك اصبح البحث مأزق حقيقي لكلكامش  ( الاصل والفرع ) , لانه انتهى به المطاف ان يكون مهزوماً يتجرع  الخيبة والاحباط والصدمات ,  وخاصة بعد  صدمة موت صديقه أنكيدو . هذا الموت جعله ان يفجر الاسئلة في رأسه ماهي الحياة وماهو الانسان ؟ اصبح ضحية الاسئلة الساخنة  التي تؤرق عقله وتكوين تفكيره   (  كل هذه الامور تشربت داخله وهو يفقد الوعي ليجرب عالماً جديداً لم يكن أرتقى سلمه مسبقاً , هل ستكون لحظات خلوده كما يشتهي قلبه ؟
أم أن للاقدار رأي آخر ؟
هل بحث عن العشبة أم أنه يبحث عن نفسه ؟
هل الخوف هو عنوان دائم للرجاء ؟
هل  ترجو من غير أن  تخاف  من شيء ؟ ) ص17
تيقن ان الحياة تسير نحو العبثية التي تكدر حياة وسلوك الانسان , ولا يستطيع ان يفعل شيئاً ازاء هذه الضغوط المتسلطة . انها كوابيس حياتية ينبغي التخلص منها في البحث عن ملجأ آخر . لذلك فكر وقرر كلكامش الرحيل دون عودة . ترك اطفاله في حالة البكاء والحزن بأن ابيهم سيرحل عنهم دون رجوع  . هي رحلة البحث عن جده ( اوتوبشتم ) الذي مازال على قيد الحياة , ولم يذهب الى العالم السفلي . ان ينقذه من ورطته , ان يترك كل شيء الملوكية والجاه والمقام من اجل الخوف من عاقبة  الموت .
لم أستطيب طعم الملوكية
أنا خائف من الموت
هذه حقيقتي
حقيقتي التي أخفيتها عن نفسي
لم يجابهني بها أحد
تراب يتكلم مع تراب
فلماذا لا تجيبوني ؟
لماذا لا تجيبوني ؟ / ص42 .
هذه الحقيقة التي يدركها العالم , بأن تاريخ  شعب أوروك العظيم ملطخاً بالدماء والموت عبر العصور المتعاقبة   , عبر أشكال مختلفة , سواء بالانقلابات العسكرية أو الحروب  أو الاحتلال . ومن يستطيع ان يراهن على امتلاك عشبة الخلود , يعني  امتلك البلاد والعباد والشجر والحجر . وترك الحياة تئن باوجاعها  , بسرقة الافعى ( الحية ) عشبة الخلود . كأنها فتحت ابواب الشر على شعب أوروك  . لذلك يوجه كلامه الى الافعى ( الحية ) السارقة .
 - لقد مللتُ أيها الحية وأنا أتساءل كيف أستطعتِ أن تصمدي كل هذه السنوات وانتِ تبدلين جلدكِ ؟
- كيف تحملتِ واحتملتِ كل هذا وصبرتِ على  هذه المعاناة ؟
- لست مثلك ايها الملك , عقلي وتفكيري ليسا على تطابق تام مع عقلك وتفكيرك وأحلامك . المسألة تختلف تماماً )ص51 . يعني بصريح العبارة , من فاز باللذات من كان جسوراً . هذا يبين حجم المعاناة والتضحيات والمخاطر والمجازفات والاهوال في رحلته المغامرة  , وقتل الثور السماوي بمشاركة صديقه أنكيدو . كل هذا القتل لم يجلب سوى الحزن ومتاهة العقل والافكار . وفي زوبعة من الالم بأن ماحدث هو وحده  يتحمل تبعياته لا غيره . هو المسؤول عنها لا غيره , ويصرخ بصوته الذي يحمل المعاناة التي تجرع علقمها بأن الذنب ذنبه هو لا غيره .
 أيتها الارواح الساكنة فيه
لا ذنب لانكيدو
لا ذنب لعشتار
الذنب ذنبي
هذا ما أقترفته يداي
يا أرواح مدينتي
يا أهل أوروك
سامحوني
جئت اليكم نادماً
لم افكر بشيء إلا المسامحة
أذيتكم وطلبت الكثير منكم
لاني احبكم واحب هذه الارض   / ص64 .
ادرك بعد المعاناة الطويلة أن البحث عن عشبة الخلود , كمن يبحث عن الماء في سراب الصحراء . لذلك جزع من هذه عشبة الخلود ولم يعد يرغب بها , ويصرح برغبته الى جده ( اوتوبشتم ) :
- جدي لا أريد الخلود . لم أعد ارغب بالمزيد . الحياة أتفه أن تعتاش مرتين
- هل فهمت كلامي أخيراً ؟  ص92 .
 أنه بعد هذه المرارات يريد أن يهرب من هذا العالم المخزون  بالنفاق والخداع , والذي يحشر الانسان ويدفعه الى الخنوع والخضوع ويضاعف  عذاباته . ويدرك أن البطولات تنتهي الى مهزلة ومأساة . فبعد الصراع الدموي . قتل الاسود وصارع الوحوش وقتل الثور السماوي , انتهى الى لاشيء , ورجع الى أوروك كالملك المهزوم والمكسور  .
لم أكن اعلم أن أغبى الرجال كان في فمي فلفظته
لم أكن أعلم أن الصمت بذرة الكلام
لم أعرف أن الليل لسان  النهار
لم أدرك حينها لماذا نسمي القلب دليلا
لو أني بحتُ  بالاشياء التي كنت لا اعرفها لضاق بي النخيل ) ص98 .
لذلك ( جلس متأملاً العشبة وعيناهُ  بين دموع الفرح وبكاء الحزين . كتب ملحمته من جديد , الآن بعد أن أبصر طريق  الحكمة  , لابد من أطفاء قلبه الحزين , الاطفاء ليس بمعنى النهاية فلا وجود لنهايات في سلسلة الحيوات المستمرة . هل الحكمة تعني الموت ؟
أم أن الانسان لا ينتهي ؟
هل حكمتهُ  سوف تكون وعياً معرفياً لعالم آخر .
ليس من المعقول أن يفنى هذا الكيان بهذه البساطة ) ص103 .
ويبتسم وعيناه مصبوغة بالدموع وهو ينظر الى الحية تأكل العشبة ولم تترك شيئاً له , فيقول لها وهو يباركهاعلى فعلها  :
- هنيئاً مريئا
- ألم تغضب ؟
- لماذا اغضب ؟ لقد اخترت هذا الطريق وأنتِ كذلك
- أخترت ان اعيش شباباً دائماً
- هذا لن يكون
- أنت تندب حظك مرة أخرى
- هل تعلمين ماذا أكلتِ الآن ؟
- أكلت عشبة الخلود التي كنت تبحث عنها
- لا أيتها الحية لقد أكلتِ عشبة الموت ) ص106 .
ويرجع كلكامش الى ذاته في معرفة ماهية الحياة. من هذه الرحلة الطويلة التي تخللتها المغامرات, والاخطاء والرزايا والذنوب . تيقن ان قيمة الحياة هي :
الآن تلمستُ خطاي بعد أخطائي
مفعم أنا بالرحمة تجاه من ظلمني
الحب رحمة
الصدق رحمة
السلام رحمة
الابتسامة رحمة
كل شيء لا تسكنه الرحمة فهو ليس من العوالم ) ص111 .
× الكتاب : رواية . كلكامش ... عودة الثلث الاخير
× المؤلف : واثق الجلبي
× الاصدار : عام 2021
× عدد الصفحات : 136 صفحة
× طبع في مطابع دار الشؤون الثقافية العامة
   جمعة عبدالله



95
مجزرة سبايكر تئن بجراحها والقاتل مازال  طليقاً
تمر الأعوام  ومجزرة سبايكر مازالت حية وطرية ,  تعيش في الضمائر الحية بقلوبهم وعقولهم , وتطالب وتناشد ضمير الدولة المسؤول بالقبض على القاتل , الذي مازال حراً وطليقاً , رغم أنه   معروف للقاصي والداني , بالاسم والعنوان  والهوية , لابد أن  يستيقظ ضمير القضاء  النائم , لكي يشق ثوب الزيف والمخاتلة ,   ليقول كلمة العدل والحق بصوتٍ عالٍ  , رحمة بذوي الشهداء والامهات الثكالى ,  ان  يعدل  ميزان القضاء المقلوب ليحاكم المسؤول والمتورط والمتواطئ في هذه المجزرة الرهيبة . التي راح ضحيتها الشباب بعمر الربيع والزهور من الطائفة الشيعية . حيث  طالت المجزرة الدموية  حوالي  من 1700 الى 2000 ضحية , وحسب الاحصائيات ,  انتشلوا من النهر  حوالي 1200 شاب مذبوح . ومازال المئات من  المفقودين  مجهولي المصير وحوالي 600 شاب  مفقوداً ,  لا يعرف أحداً مصيرهم المجهول لحد الآن , وحوالي 200 جثة مقطعة مشوهة في الطب العدلي لم يتعرف على هويتها بعد .
أن هذه  المجزرة الدموية كان لها مخطط مرتب لها  سلفًاً   بترتيب من   مراحله  الاولى  حتى الوصول الى المذبحة الدموية المروعة . كان التخطيط معداً من المكتب العسكري للقائد العام للقوات المسلحة ( نوري المالكي ) الذي اختار مكتبه العسكري من ايتام البعث العسكريين   , وهؤلاء استغلوا غباء وسذاجة ( نوري المالكي ) بنقل الشباب المجند  من الطائفة الشيعية من معسكر الامام علي  في الناصرية الى معسكر سبايكر في تكريت , اي نقلهم  من بيئة صديقة الى بيئة عدوانية تنتظر الثأر والانتقام الدموي , وكانوا منزوعي السلاح وبدون حماية عسكرية للمعسكر . ثم أعدوا  لهم  بعد ذلك   سيارات عسكرية تنتظرهم في بوابة المعسكر بحجة  نقلهم الى محافظاتهم بإجازة ممنوحة لهم , فرح الشباب بزيارة ذويهم  وصعدوا الى السيارات العسكرية التي كانت تنتظرهم ,  ولكنها نقلتهم الى مكان مجهول . وبعد ذلك تحت تهديد السلاح نقلوهم  الى النهر وتم ذبحهم بدم بارد . حدثت هذه الكارثة المروعة بعد يوم واحد فقط من سقوط الموصل , دون مقاومة بل ترك حوالي اكثر من 30 ألف عنصر عسكري سلاحهم ومعداتهم الثقيلة  , دون ان يدخلوا في اي معركة , بل انهزموا مقابل حوالي 300 عنصر ارهابي من تنظيم داعش المجرم دون قتال   . كأن الأمر كان عبارة عن  استلام وتسليم باشراف  من المكتب العسكري للقائد العام للقوات المسلحة ( نوري المالكي ) في الأيام الاولى  حاولوا  التستر واخفاء هذه المجزرة الدموية الرهيبة , ولكن ضغط الاعلام وأقلام الكتاب الشرفاء الوطنيين , كشفوا  عن المجزرة المروعة . حاول ( نوري المالكي )  ان يقلل من حجم هول الكارثة بقوله : بأن بعض عشرات من المجندين الجدد أختفوا في ظروف غامضة , وان التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب هذا الاختفاء . لكن الحقيقة انكشفت بهولها المرعب , بأن مجزرة دموية طالت أكثر  من 1700 شاباً مجنداً  . ذبحوا بدم بارد .
أن المسؤول الأول  الذي يتحمل كامل هذه الكارثة الدموية هو قائد العام للقوات المسلحة ( نوري المالكي ) ومكتبه العسكري البعثي. الذي سلم الموصل وثلث العراق الى تنظيم داعش المجرم دون مقاومة  , بل بالتسليم في اليد مع المكافأة بترك  السلاح والمعدات  الثقيلة ,  واموال البنك المركزي في الموصل تقدر بنصف مليار دولار  .
ان جرح سبايكر مازال ينزف بدماء الشهداء الابرار . مادام القاتل حراً طليقاً . مادام القضاء العراقي يغط  في سبات اهل الكهف , مادام الضمير غائب عن المسؤولين في الدولة والأحزاب  والبرلمان  . ولكن السؤال الى متى يبقى المجرم القاتل حراً طليقاً . والشباب في عمر الورود تحت التراب ؟ ؟ .................... والله يستر العراق من الجايات !! .
  جمعة عبدالله


96
قصيدة : أم الشهيد للشاعر يانس ريتسوس ( ΓΙΑΝΝΗΣ ΡΙΤΣΟΣ )
قصيدة : أم الشهيد

ترجمة : جمعة عبدالله
يا ولدي , لا أعرف أي قدر كتب عليك وعليَّ
مثل هذا الشؤوم, الذي أحرق صدري بالنار واشتعل
قبيل - قبيل رنين أجراس طلوع الفجر
تتطلع كالعادة الى النافذة المعتمة لبزوغ ضوء الصباح الباكر
وتنطلق مسرعاً كأنك ذاهب الى الاحتفال
في عينيك الداكنتين وفكك المشدود
وانت في جرأتك الحلوة , ثوراً وعندليباً
وأنا الفقيرة . التعيسة .  المجنونة . الكلبة
أسخن مربى التفاح بعيون قلقة
وأنت مليء بالانشراح والبهجة
جعلتني اتوهج فرحاً كالفتاة الرقيقة
ولكن لا أعرف من الذي دفعني أن أركض حافية القدمين
أردت ان اضع صدري ليحميك من الرصاص
لكن آآآآآآآخ . وصلت متأخرة في تلك اللحظة المشؤومة
شعرت ,  ان عظام الوطن تكسرت في صدري
             ×× ×
أنهض يا مهجتي , لقد تأخرنا والشمس اشرقت , هيا
طعامك الصحراوي  برد في الماعون
وقميص العمل الازرق معلقاً على الباب
ينتظر جلدك الرخامي المنهوك
الماء البارد ينتظر ان  ينعش  ظمأك
وغرفتك المطلية بالابيض تنتظر أنفاسك
وقطتنا ننتظر قدومك لتعلب بين قدميك
وشارعنا ينتظر طلعتك ,  والشبابيك تنتظر قدوم صوتك العندليبي
ورفاقك ينتظرونك مثل كل مساء
يقولون ويقولون في الكلام الملتهب والمتوهج
كأنهم في بيتنا يجلبون النور الى الخلق
والامآسي تنتظر قدومك
وانا أنتظرك  صباحا ومساء
حبيبي . ليت الموت يأتي ليأخذني اليك .
النص اليوناني
 
Γιέ μου, ποιά Μοίρα στόγραφε και ποιά μου τόχε γράψει
τέτοιον καημό, τέτοια φωτιά στα στήθεια μου ν᾿ ανάψει;
 
Πουρνό – πουρνό μου ξύπνησες, μου πλύθηκες, μου ελούστης
πριχού σημάνει την αυγή μακριά ο καμπανοκρούστης.
 
Κοίταες μην έφεξε συχνά – πυκνά απ᾿ το παραθύρι
και βιαζόσουν σα νάτανε να πας σε πανηγύρι.
 
Είχες τα μάτια σκοτεινά, σφιγμένο το σαγόνι
κι ήσουν στην τόλμη σου γλυκός, ταύρος μαζί κι αηδόνι.
 
Και γω η φτωχιά κ᾿ η ανέμελη και γω η τρελλή κ᾿ η σκύλα,
σουψηνα το φασκόμηλο κι αχνή η ματιά μου εφίλα
 
Μια – μια τις χάρες σου, καλέ, και το λαμπρό σου θωρὶ
κι αγαλλόμουν και γέλαγα σαν τρυφερούλα κόρη.
 
Κι ουδέ κακόβαλα στιγμή κι οὐδ᾿ έτρεξα ξοπίσω
τα στήθια μου να βάλω μπρός τα βόλια να κρατήσω.
 
Κι έφτασ᾿ αργά κι, ὤ, που ποτές μην έφτανε τέτοια ώρα
κι, ὦ, κάλλιο να γκρεμίζονταν στο καύκαλό μου ἡ χώρα.
 
V
 
Σήκω, γλυκέ μου, αργήσαμε· ψηλώνει ο ήλιος· έλα,
και τὸ φαγάκι σου έρημο θα κρύωσε στην πιατέλα.
 
Η μπλε σου η μπλούζα της δουλειάς στην πόρτα κρεμασμένη
θα καρτεράει τη σάρκα σου τη μαρμαρογλυμμένη.
 
Θα καρτεράει το κρύο νερό το δροσερό σου στόμα,
θα καρτεράει τα χνώτα σου τ᾿ ασβεστωμένο δώμα.
 
Θα καρτεράει κ΄  η γάτα μας στα πόδια σου να παίξει
κι ὁ ήλιος αργός θα καρτερά στα μάτια σου να φέξει.
                                                                                             
Θα καρτεράει κ΄ ἡ ρούγα μας τ΄  αδρό περπάτημά σου
κ᾿ οἱ γρίλιες οἱ μισάνοιχτες τ᾿ ἀηδονολάλημά σου.
 
Καὶ τὰ συντρόφια σου, καλέ, που τις βραδιές ερχόνταν
και λέαν και λέαν κι απ᾿  τα  ίδια τους τα λόγια εφλογιζόνταν
 
Και μπάζανε στο σπίτι μας το φώς, την πλάση ακέρια,
παιδί μου, θα σε καρτεράν  να κάνετε νυχτέρια.
 
Και γω θα καρτεράω σκυφτή βραδὶ και μεσημέρι
να ρθει ο καλός μου, ο θάνατος, κοντά σου να με φέρει.
 جمعة عبدالله


97

أطلاق سراح قاسم مصلح : أستسلام أم تسوية لصالح اللادولة ؟
أثارت عملية اطلاق سراح ( قاسم مصلح ) موجة غضب عارمة في الاوساط الشعبية , وتوتر خطير في الوضع السياسي الهش , وكما أثار موجة تساؤلات وانتقادات حادة الى الحكومة .  وكذلك ألف علامة استفهام موجه  الى القضاء العراقي ,  الذي اثبت بالدليل القاطع بأنه غير جدير بالمسؤولية , وغير حريص على تطبيق القانون بنزاهة  , بل اثبت تلعب به الاهواء والاغراض السياسية وتضغط عليه ويستجيب لها بالطاعة العمياء  , لانه ضعيف وغير مستقل ومسيس وتتحكم به  الجهات المتنفذة مثلما ترغب وتريد , ويعتبر هذا الامر خطير بخرق وتجاوز في ميزان العدالة المقلوب . فما يعني اتهام ( قاسم مصلح ) وفق قانون  مكافحة الارهاب وفق المادة رقم 4 . اضافة الى جملة اتهامات اخرى , منها تورطه بقتل الناشطين من المتظاهرين , ووفق القانون أرهاب 4 , لا يمكن الافراج عن المتهم حتى لو بكفالة , . وماذا يعني عدم وجود أدلة كافية للاتهام , هذا خرق للقانون , لان حملت المتهم بتهم خطيرة لا يسمح القانون العراقي باطلاق سراحه بهذه السرعة  والسهولة الهزيلة والمضحكة , وبدأت كأنها مسرحية هزيلة ومضحكة , وتدل الى  اين وصل التدهور الخطير  في القضاء العراقي الهش . ومن جانب الحكومة كان موقفها غير مشرف , بأنها استجابت للتدخل الايراني في اطلاق سراح   القيادي في المليشيات الولائية , بحجة تسوية القضية  مقابل وقف التصعيد ضد الدولة ,  وهذه المليشيات التي داست على القانون والنظام بأحذيتها , وانها ثبت للعيان انها تتصرف فوق القانون والدولة ,  تعتبر نفسها هي الدولة الفعلية , في تأسيسهم الدولة العميقة أو اللادولة . واطلاق السراح يدل على  التخاذل والانهزام من قبل الحكومة والسيد الكاظمي , لم يأتِ اعتباطاً  , بل سبقه عدة   تطورات خطيرة ,  اضافة الى اقتحام المنطقة الخضراء ومحاصرة منزل الكاظمي  والتهديد بقتله في عقر داره . وبعد ذلك  حدث اغتيال ضابط كبير في جهاز المخابرات الوطني , وهذا الاغتيال موجهة الى الكاظمي وجهاز المخابرات الوطني , وهذه المليشيات  ايديها طويلة  تصل الى اي مكان ,  واغتيال كل من يقف في وجها   وقد اصدروا بيان موقع بأسم ( ابو علي العسكري ) يوجه تهديدات بالقتل والاغتيال صراحة  بما فيهم الكاظمي والسيد ( أحمد ابو رغيف ) لان جهازه هو خلية تجسسية لصالح CIA  وجاء في بيانهم ( الى المدعو أحمد أبو رغيف على خطف الاخ العزيز الحاج قاسم مصلح من احدى مناطق بغداد . وكان ترتيب لهذه الجريمة تحاك منذ سبعة أيام , بين كاظمي الغدر وابو رغيف وبين خلية تابعة الى CIA عبر الهاتف ) وهذا التهديد يمزق هيبة الدولة , وقد ادى مفعوله باطلاق سراح المتهم بمسرحية هزيلة في السخرية والتندر , بعدم كفاية أدلة الاتهام !! رغم انه اتهم وفق قانون مكافحة الارهاب المادة رقم 4 .  ولا يسمح حسب القانون الافراج عنه . لكن القضاء العراقي والمليشيات الولائية , اشتركوا في تمزيق القانون , وهذه مصيبة كبرى , ويدل ان الدولة مخطوفة  تماماً , مقيدة باصفاد حديدية من ايران ومليشياتها الولائية , لا يمكنها فعل اي شيء حتى لو كان بسيطاً . وان موقع السيد الكاظمي لا يهش ولاينش . ووضع نفسه في حرج كبير بل في مهزلة كبيرة , بأنه غير جدير بالمسؤولية والمنصب  ,  بهذا الضعف في الشخصية المهزوزة . ومن جانب آخر اعتبرت المليشيات الولائية بأنها حققت انتصاراً كبيراً , ويحق لها أقامة  الاحتفال بالنصر ضد العراق المخطوف . وهذا الانتصار سيدفها الى  الشراسة والتوحش اكثر وأكثر         ............................................... والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


98
  قراءة في رواية ( جاسم وجوليا ) للاديب زيد الشهيد
يتناول المتن الروائي عدة محطات حيوية تخص الشأن العراقي , من الارث الحضاري لحضارات سومر القديمة , الى عهد النظام الطاغي وعشية سقوطه على يد المحتل الامريكي . يعني التناول يبدأ من العلى المجد الحضاري , الى السقوط المذهل في اسفل القاع. والاديب ( زيد الشهيد ) يملك القدرة المتمكنة من ضبط الايقاع الروائي , وتداعيات احداثه المتسارعة والمتلاحقة , عقب دخول المحتل قلب بغداد . هذا الحدث العاصف يدشن سقوط النظام ودخول العراق في طورٍ جديد بفتح صندوق ( باندورا ) وتطاير كل الشرور منه  لتسميم سماء العراق وبغداد . بدون شك لم يأت الاحتلال اعتباطاً ومفاجئة , وانما هناك عوامل اختمرت ونضجت وتراكمت حتى  سقوط النظام ,  واتضح أن قبضته الحديدية المتسلطة على رقاب الناس كانت من فقاعات هوائية تبخرت وانتفت , كان تبجحه بالغطرسة  القوة الباطشة  والمتسلطة , لكنها اتضحت بأنها كانت   نمر من ورق , أو بالعبارة الاصح كان خروفاً بجلد الاسد المتوحش الكاسر ,  ونزع جلده  واتضح حقيقته عارية واتضح زيفه للعيان    , بأنه تبخر وانهزم وبات مذعوراً يفتش عن جحور يلجأ اليها . ولكن من الجانب المحتل لم يكن المخطط لم  يقتصر فقط  على اسقاط النظام وتدمير العراق بالخراب والفوضى , بل تعدى اكثر من ذلك  ,  هدفه  الشرير هو تحطيم الارث الحضاري وتكسير ونهب كنوزه الحضارية التي لا تقدر بثمن , من أجل جعل العراق منقطع الجذور ,  مننقطع من الاصل والنسب من مجده الحضاري التليد ,  وما عميلة تحطيم محتويات المتحف العراقي , والعبث بها بالتخريب والنهب والتهشيم , لم يكن إلا مخططاً معداً سلفاً , بدليل الدبابات الامريكية المتواجدة أمام بوابة المتحف , اكتفت بدور المتفرج لعمليات النهب والتحطيم والتخريب , رغم توسلات واستغاثة الشخصية الروائية المحورية ( جاسم )  , بطلب  التدخل في وقف النهب والتخريب الحاصل داخل المتحف  , يرد عليه قائد الدبابة بكل بصلافة ( آسف . هذا ليس واجبنا ) ص253 .  عاشت بغداد ايام مرعبة وعاصفة قلبت حياتها , لم ينقطع هدير الطائرات الحربية عن سماء بغداد , لم ينقطع القصف الصاروخي الرهيب ,  يضرب في كل زاوية من بغداد . لتكون بغداد شهية النهب والخراب والحرائق . والقبضة الحديدية التي كان يتفاخر بها النظام بالارهاب . سقطت وفقد السيطرة على مسك  زمام الامور . وتحولت بغداد الى الانفلات والفوضى والعبث العابثين . هذا النظام المرعب الذي بني على مدى ثلاثة عقود تتهالك قوته  وتتحطم مثل فقاعات هوائية  . بل رجالاته وضباطه هربوا وكل همهم يفتشون عن جحور تأويهم . فقد سقط النظام المرعب الذي ينتهك ابسط الحقوق , وجعل الناس تعيش في خوف ورعب دائم , أنقلب السحر على الساحر . ولكن من كان  يصدق الاهوال التي سقطت على رأس بغداد المنصور ( منْ يصدق أن بغداد المنصور المدورة تترك مكتوفة اليدين , خاوية , ومتهالكة , وموحشة ؟! من يضع في حسبانه أن حسناء الرشيد تتقرفص على نفسها أسيرة , عليلة , ذليلة , بائسة ؟! ) ص155 . ولكن هذا ما حصل بوقوع الكارثة , التي تجرع فيها الناس المرارة والعلقم , مثلما تجرعوا اهوال النظام الطاغي على مدى اكثر من ثلاثة عقود . متمسكاً بشريعة الارهاب والبطش والتنكيل . لقد تركوا العراق يدمر ويخرب ويحطم .  ليكون شهية العابثين من الجهلة والسراق من النفوس والذمم الضعيفة  , الذين هبوا بالنهب والتخريب واشعال الحرائق من ضمنها محتويات كنوز المتحف العراقي . وبراعة الكاتب ( زيد الشهيد ) يحاول حشر الباحث والكاتب المشهور ( طه باقر ) المتخصص في ابحاثه عن حضارات سومر القديمة,  وافنى حياته في التنقيب عن الكنوز الحضارية وشخوصها البارزين , يحاول المتن الروائي حشره ضمن شخوص الرواية . ليجد بنفسه  محتويات المتحف تحولت الى ركام من التحطيم والخراب , ليبكي معه على الحالة المأساوية بما حدث داخل اروقة المتحف العراقي . ان يتحول التراث الانساني  الى ركام  من الازبال ( صار يبحث عن طه باقر متمنياً تلك اللحظة مشاهدته ليبكي بين يديه ويرجوه أن يأخذه معه الى العالم الآخر ففيه راحة أبدية , تبعده عن ضغينة بني البشر عدوانيتهم ووحشيتهم ........ صار يأمل  مشاهدة جلجامش وسرجون ونبوخذنصر وآشور بانيبال وجوديا ليعتذر  لهم ويشكو قلة حيلته في مجابهة الاعداء المهاجمين ) ص254 . هكذا تحولت أروقة المتحف الى مشاهد مخزية للعراق على مراى من انظار  العالم  . بأن ارثه الحضاري المجيد يصبح شهية العابثين .
 ×× احداث المتن السردي :
يتحدث السرد الروائي عن ٍأستاذ اكاديمي  ( جاسم شلال ) درس في لندن وتعرف على فتاة اسكتلندية ( جوليا ) واقتران بعد ذلك بالزواج منها , وتحدث عن هويته أمام جلسة التحقيق بعد اعتقاله في قبضة الامن عند زيارته للعراق  ( أنا جاسم شلال مواطن عراقي عدت من انكلترا الى بلدي , وبي حنين الطفل لأمه وشوق الحبيب لحبيبته , عدت لالبي نداء الروح التي دفعتني الى ضرورة مشاهدة أمي العليلة , المتهالكة ) ص55 . كان الحافز لزيارة أمه المريضة بسرطان الكبد قبل ان يخطفها الموت . هذا الحنين الطافح لم يعطِ الاذان الصاغية الى التحذيرات الخطيرة , حتى رفضت  زوجته ( جوليا ) فكرة  القيام بهذه الخطورة في زيارة العراق . قد يجد بما لا تحمد عقباه . ولا تحذير شقيقه ( سالم ) الناشط السياسي المعارض للنظام الطاغي , وقد هرب منذ عقدين من الزمان الى المانيا من بطش وارهاب النظام بقبضته الحديدية الدموية . وفي المانيا واصل نشاطه السياسي المعارض . حذره من الوقوع في السجن حتى الحكم بالموت عليه. ولكنه اصر على زيارة العراق , واعتقل مباشرة قبل ان يصل الى مدينته الجنوبية , واتهام بتهمة التجسس . ومارس بحقه بشاعة التعذيب الجسدي والنفسي , حى يعترف بتهمة التجسس , رغم  أنهم يعرفون بأنه بعيداً عن الشؤون السياسية , مكرساً خدماته لتدريس في الجامعة . لكنهم لم يصدقوا اقواله , بأنه يكذب عليهم , وانه اذا لم يعترف بتهمة التجسس فسيكون مصيره الموت البطيء , ولكن اثناء عشية الغزو الامريكي , والاجواء المرعبة من القصف الصاروخي المتواصل , قلب حياة بغداد الى الفوضى والانفلات والرعب . وبدأ اركان النظام يتزعزع   ويتهشم ويتفتت , وتيقنوا رجاله وضباطه بأن المصير الاسود ينتظرهم , وراح كل واحد يفكر بالنجاة بنفسه , وترك سفينة النظام تغرق وحدها  . أراد العريف ( برهان جابر ) سجان في الشعبة الامن  الخامسة , ان يكفر عن ذنوبه واخطاءه ومعاملته السيئة مع السجناء , تيقظ ضميره واراد ان يفعل الخير والمعروف لسجناء , في استغلال حالة الارتباك في مؤسسته الامنية , ان يفتح بوابات الزنازين ويدعو  السجناء الى الهروب ( أن يفعل خيراً عله يشفع له أمام خالقه ,  فيمسح عذابات سببها لاناس يدرك ان غالبيتهم أبرياء لا جناية ارتكبوا ولا موبقة فعلوا , فقط كانوا أقرباء لمتهمين أعدموا ظلماً أو هاربين لا يد طولى  للسلطة على أعتقالهم وقتلهم . العريف برهان فكر في القصف الذي جرى قبل يومين في فتح ابواب الزنازين وترك السجناء يفرون من قفص القهر لفضاء الحرية بينما يتوارى هو عن الانظار , فالسلطة كما يتلمسها خارت ووهنت  ) ص94 . وهرب ( جاسم )  مع بقية السجناء واراد ان يصل الى مدينته الجنوبية . لكنه وجد الفوضى وانتشار السيطرات للتفتيش في الشوارع بحثاً عن السجناء الهاربين , فنزل من السيارة وتراجع الى الخلف حتى وجد نفسه محاصر قرب المتحف العراقي  , فتسلق سياجه واختفى تحت شجرة الزيتون وبعد ذلك تسلل الى قاعات المتحف , ولم يخرج إلا بعد سقوط النظام .
×× الدلالة الرمزية لشجرة الزيتون والمتحف العراقي :
عرف  قديما  منذ الحضارة الاغريقية , بأن شجرة الزيتون شجرة السلام والمحبة والتآخي . والعراق لا يمكن ان يخرج من النفق المظلم , إلا بسلام مع  الطوائف ومكونات الشعب على اللحمة الوطنية .
اما من ناحية المتحف  , العراق منذ ان ابتعد عن الارث الحضاري المجيد , داهمته الفترات المظلمة المتعاقبة حتى سقوط نظام البطش والارهاب . وتكالبت عليه الاهوال والنوائب , ولا يمكن ان يشهد الانفراج إلا بالرجوع الى اصله الحضاري المجيد , حضارات  سومر القديمة , وإلا يكون لقمة سائغة للاطماع العدوانية الاجنبية , لابد ان يملك قراره الوطني المستقل  , غير ذلك يعني الخراب الدمار .
× الكتاب : رواية جاسم وجوليا
× المؤلف : زيد الشهيد
× الطبعة الاولى : عام 2016
× عدد الصفحات : 261 صفحة
جمعة عبدالله

99
فشل اقتحام المنطقة الخضراء من قبل المليشيات الولائية هو أنتصار لهيبة الدولة

شهد العراق في الايام الاخيرة تطورات خطيرة , في اقتحام المنطقة الخضراء بقوة عسكرية حوالي ( 40 ) عجلة عسكرية محملة بالرجال والسلاح , هذا التطور الخطير بمثابة الانقلاب العسكري على الدولة , عقب اعتقال احد زعماء المليشيات الولائية ( قاسم مصلح ) بالتهم الدامغة في تورطه في اغتيال نشطاء الحراك الشعبي , وجرائم اخرى بما فيها الفساد والارهاب والاجرام ,  ان هذه المليشيات تتصور أنها فوق القانون والدولة . لذلك ترتكب جرائم والافعال المنافية للاخلاق  بحرية مطلقة . ومنها الافراط بالعنف الدموي ضد المتظاهرين السلميين , ان يدها ملطخة بدماء العراقيين الابرياء . لذلك جاء الاعتقال بمثابة الصدمة غير المتوقعة , لانها  تعتقد هي الدولة وتتصرف بما ترغب وتشاء . وجاء الاعتقال نذير خوف من تبعية الاعتقالات الأخرى قد  تلاحقها  , وتشمل قيادتها بتهم الارهاب الدموي والفساد . لذلك تصرفت بحماقات رعناء ,  في اقتحام المنطقة الخضراء والتوجه الى منزل السيد الكاظمي , واجباره تحت تهديد بالسلاح , ان يختار بين اطلاق سراح ( قاسم مصلح  ) والاذعان والخضوع الى شروطهم , وأما ان يختار الموت . اي أن عملية  الاقتحام العسكري ,تدخل في  الصراع  بين الدولة واللادولة , وهم يعتقدون انهم ابتلعوا الدولة واستباحوا هيبتها . ومن طيشهم وغطرستهم  جاء هذا العمل المتهور والاحمق , الذي كان  من المحتمل جداً ان  يؤدي الى نزيف انهاراً من الدماء , ودفع العراق الى الخراب والفوضى. في سبيل قاتل واحد  معتقل على ذمة التحقيق , يمكن ان يخرج بريئاً أو متهماً , خلال ملفات  الاتهامات الموجهة اليه ,  بتورطه بقتل نشطاء انتفاضة تشرين , واغراقهم بالدماء  . ومن  عنجهيتهم المتغطرسة لم ينتظروا نتائج التحقيق ,  وقاموا بعمل متسرع  وخطير انقلاب على الدولة . لكنهم لم يصلوا الى تحقيق اهدافهم من الاقتحام العسكري , فشلوا  عند بوابات المنطقة الخضراء  , هذا يدفع في الامل ان يتخذ السيد الكاظمي قرارات حاسمة وصارمة , في تفكيك هذه المليشيات الولائية ونزع سلاحها , لانهم تجاوزوا كل الحدود والاعراف المنطقية , ولا مجال للتساوم معهم ,  إلا على حساب الدولة وهيبتها والخنوع لهم , ولا مجال للتراجع بعدما هدووا بالموت لكل من يقف في طريقهم . والمعركة والحسم مازالت تتراوح في مكانها   لم تحسم بعد , فمازال الخطر الجسيم قائماً على كل الاحتمالات  , ممكن ان تنفجر الامور الى الاسوأ , , والتراخي سيزيد من طيشهم وغطرستهم  بتكرار عملية الاقتحام مرات ومرات . اذا لم تحسم المواجهة لصالح هيبة الدولة المخطوفة والمسروقة بشكل سريع وفوري . لا يمكن  للسيد الكاظمي ان يمسك العصا من المنتصف , لابد ان يقف مع العراق لتخلص من هذه المليشيات التابعة الى ايران ,  التي تستنزف اموال العراق ,  بالرواتب والتجهيزات العسكرية والسلاح , وهي تعادي العراق والعراقيين , ينبغي لهذه الفوضى ان تقف عند حدها ,  قبل ان  تدفع العراق الى العنف الدموي والخراب ,لابد ان تنتصر الدولة ضد اللادولة .
..................... والله يستر العراق من الجايات !! .
 جمعة عبدالله

100

  قراءة في المجموعة القصصية ( الاغتيال الازرق ولحاء الطباشير ) لغة المسامير الحادة
يتميز الاديب ( واثق الجلبي ) بعدة مواهب أدبية متنوعة ( صحفي . شاعر . قاص . روائي . اعلامي . كاتب مقالات ) وفي ناحية فن القص والسرد , يملك اسلوبية متميزة . أو ظاهرة تشق طريقها بكل اقتدار في عالم السرد المتطور  , في فن تداعيات السرد الحرة  . لا يتقيد في فن القص  السائد والمألوف , فهو متغير في التعاطي والطرح ,  في الصياغة الفنية واللغوية , يحاول تجنيس اصناف متعددة من أصناف الادب ويدخلها في فن القص  ( الشعر / النثر . اصناف التداعيات الدرامية المتنوعة الاخرى  ) يجنسها بجنسية واحدة في اللغة الحبكة والحدث السردي  . اما من ناحية الصياغة الفنية  , فهو يعتمد على نصوص أدبية من القصص القصيرة وانه يجزء المشهد السردي العام , يقطعه الى اجزاء من القصص القصيرة  . ويجعل النص  يملك تداعيات حرة يقودها السارد العليم , الذي يقود دفة السرد الى ضفافه المرسومة . أما من ناحية الرؤية الفكرية فتكون العمود الفقري للبنية الروائية  وحكايته , يتوغل فيها في اعماق الواقع , ويكشف تداعياته وتجلياته , بلغة حادة كأنها لغة المسامير المدببة والجارحة . ويتناول في هذه المجموعة القصصية ,. التي  تتعرض الى ازمة الانسان المعاصر وتداعياته المتشظية في انفجاراتها الحادة , التي تقود الانسان العراقي الى الانكسار والاحباط والانهزام من خلال تناول الثالوث القائم ,  الذي يكون شكل ومحور   البنية الاجتماعية والسياسية للمجتمع  , وهي ( الاسطورة . الدين . الواقع الاجتماعي السائد ) بالمصارحة  والمكاشفة الحادة بالطرح الجريء في الجدل . من خلال عمق الوعي وتصوراته الفكرية  التي يملكها من عمق المشاعر  التي تلاحق مجريات الامور  الملتهبة على سطح الواقع  ,  وابراز صورتها بالتصوير الحسي والفكري , ليضرب جدار الواقع السميك  الذي يقود الانسان العراقي الى الارتباك والفوضى . ويجاول يكشف متاهاته المجنونة والسريالية.  ويتوغل في هذا الجدار الصلب لكي  يضربه باللغة الحادة أو لغة المسامير. طالما الواقع يحرث في  الزوابع المتغطرسة بصلافتها  , ولا تعير أهمية للقيمة الانسانية , في معاناتها وشقائها وحزنها . تتعامل مع الانسان العراقي كبضاعة رخيصة  أو منتهية الصلاحيات . ومن سوء الزمن والقدر الذي يحرث في تعميق أزمة الانسان العراقي الجديد  , هو دخول الى حلبة الصراع القائم ,  صنف سياسي هجين ومتغطرس بالنفاق والزيف والخداع . هذا الصنف السياسي يمثل اقذر انواع السياسات القائمة  , وهي سياسة المعمم . . يتناوله في نصوص السرد على شكل  ألاقصوصات القصيرة جداً ( لكل مجموعة قصصية متكونة من نصوص سردية قصيرة ) وايضاً يتعرض الى مسألة في  غاية الاهمية هي مسألة الالهة وتوابعها . كأن آلهتنا مثل آلهة الاغريق , يتفرجون على شقاء ومعاناة البشر , ولا يقدمون يد العون والمساندة , بل تتركه يسبح في برك من الازمات ولا يستطيع الخروج منها  . حتى تكون حياته مشبعة بالمعاناة . كأن الانسان هائم في صحراء قاحلة تذر عليه الرمال الحارقة , ولا يعرف اتجاهات الصحراء وبوصلاتها  , كل ما يشاهده سراب . يتغاوى وينادي  عليه .  ان الاديب ( واثق الجلبي ) يحاول ان يضع التوازن في المعادلة . عنف الواقع في مفرداته , مقابل عنف اللغة في مفرداتها :
1 -  المجموعة القصصية  . الاغتيال الازرق : نصوص قصيرة تتكون من 50 نصاً :
يقدم رويته الفكرية من خلال لغة السرد المركب ( النثر / الشعر ) برؤية السارد العليم في تجليات الرؤية الفكرية , التي تكشف مفردات الواقع الخفية والظاهرة , ويغوص في اعماقها يكشف معانيها ومغزاها الدال . في الاشياء الظاهرة وخلفياتها العميقة , التي تنظر الى السماء والشمس والانسان  بعين عوراء , وتشير الى  القمر بالاصابع المبتورة . لكي يكون المكان عبارة عن  ظلام داكن . يتحرك الانسان  في داخله  بالمتاهة المجنونة , لكي يجر اذيال الخيبة والهوان الى حد الاختناق والمحاصرة . والالهة تتفرج على مخلوقاتها, حتى تكون هذه المخلوقات مصابة بالاغتيال الازرق ,  بشكل ناعم وصمت خافت . والزمن في بلاد سومر الجديد , عبارة عن نكسات متوالية . تدخل في ثقوب الروح . ويصبح كل شيء يطارده كغنيمة سهلة . حتى الصغير لا يجد ثمن رغيف الخبز . وعندما يلعلع الرصاص يرقص الموت في الطرقات . في استباحة على ضفاف ومراى من  آدم وعشتار والرسل والانبياء . يتفرجون على فاجعة الانسان العراقي . في فرح سريالي مجنون ( كانت خطواته الاولى باتجاه الحذر ...... لم يستطع أقناع نفسه بما ستؤول اليه الامور .... سقط من جيبه معول ... تراكضت الاصابع نحو نجيع أحمق .. رأى نفسه قنينة دواء من ارخص ما يكون .. نظر الى الوراء وهو يتصفح بيانات الانبياء ) النص رقم  6 . تدور الاسئلة حوله ولا تترك له مجال للهرب . يحمل اثقالها المنتحرة بالسؤال  ( العذاب الذي قضاه في حرائقه لم يشبهه ثلج آخر ... فكر في ان يجعل ناره برداً فلم تتح له الفرصة ... أراد أن يخنق نفسه بدخان سيكارته لكنه فشل مرة آخرى .... لم يتح له قلقه أن ينشغل بقلق آخر .. أكل نفسه دهوراً واردفها بكلمات كانت أحمق ما نطق بحياته الاسفنجية ... أشترك إلهان في جسده فلم ينهض عقله المنتوء  ... كفر بكل شيء ) النص رقم 8  . و( جاء الى هذا العالم القذر وهو يلوك نفسه مراراً على بؤس هذا القاع .... كانت مداركه معطلة فأشتعل  الرأس بمعاقبة الجوارح ) نص رقم 18 . و( جاء الى هنا .. ممتداً بين كل رجوع قبضة من دم لم يستوف حقوقه من الطعنات ... كانت خطواته مستمرة في التخاذل الطروب ..... ويداه مخفوق احلام وكوابيس مرتبة حسب الابجدية الغامضة ) نص رقم رقم 43 , وسقط في القاع المظلم  .
2 -  المجموعة القصصية .  لحاء الطباشير : تتكون من 51 نصاً .
يسقط  في كأس الاحزان المليء , ويحاول ان يلملم بعضه , لكن زفة الريح  الرعناء بالتوحش تمنعه من ذلك . ينتكس في اعماقه , خوفاً من كوابيس تداهمه على حين غرة . وتجبره على يلوك احجية الموت   ( بعد أن ضرسته الخطوب واعتراك الليالي .... جلس يستنطق افواه الدماء والدموع ... لم تلبث أنسانيته في أنائها المكسور ماحتوت وجهه أسراب طيور مهاجرة .. كان انشغاله ساعة رمل وفنجان هوس ومصباح وحبوب بكلمات متوفية ) النص رقم 11 . ويحاول ان ينتشل نفسه من سراب الواقع , فلم يجد سوى رزايا  الواقع تتربص به ( كان غرقه جزء منه فانتشله صوت أخرس .... صار هشيماً تذروه المنون .. فانتشر راية الموت لا تمر بقبضة مكان إلا حولته زمناً بلا وقت . . وثق بئره فلم يظمأ فانحاز الى كهوف الانامل المبثوثة كالرحى في عاصفة النواعير  عند مسارب الرحيل ) نص رقم 19  . كره عيشه منزوياً بما يقدمه افكار الجوع . تتدثر على لوعته , وان قلبه محموماً بالرحيل ( وقف على جثته طويلاً .. بكى عليها . . لطم نخلة الجوع ..... ورمى على جثته الطين ..... قلص مشافره وركب بغلة النهار .... لم يرغب بالاستواء فعالجته الرمية ... ظل يشق صدره ويخيط ماله حتى لم يؤويه زورق ..... بلغت به ذروة البكاء ما لم يبلغه موسى بموعد الجبل ) نص رقم 36 . فأنكفأ بلوعته بأنه سيغادر هذا الواقع محموماً في قلبه ألف غصة .
 هذه رحلة آدم في بلاد سومر الجديد ,  الذي احتله عالم مغلف بالخداع والزيف , لكي يعلو على كل الاشياء .
 جمعة عبدالله


101
قراءة في كتاب ( المسلة ) عن الراحل الكبير الدكتور حسين سرمك
يقدم الشاعر ( هشام القيسي ) هذا الكتاب الوثائقي الشامل , عن سيرة حياة الراحل الكبير الدكتور حسين سرمك . من خلال الاطراء الشعري للشاعر في قصائد تبجل حياة ايقونة النقد والادب . وتستعرض مناقبه المرموقة في الادب والفكر والعلم . بما يملك الفقيد الكبير من  موسوعة أدبية وفكرية , في غزارة انتاجه المتنوع في الدراسات والابحاث في مجال الادب والنقد  , وفي مجال الابحاث الفكرية , ومن خلال عطائه المرموق في علم النفس والطب . وكان الفقيد الكبير خلية ابداعية قل نظيرها في غزارة الابداع  وأنتاجه , أو انه بحق ظاهر لن ولم تتكرر  في مجالات الابداع بأصنافه المتنوعة , فكان شعلة من الابداع لايعرف الملل والتعب والارهاق , في سبيل تنوير العقل بالادب والعلم والفكر المتنور  , فكان مثال الانسان الكبير الراسخ في الخبرة المعجمية في شلالها المتدفق , في اغناء الثقافة والفكر بالتنوير الحر , والانفتاح  على الثقافات الانسانية في قلمه الاصيل , كان يمثل رمزاً عراقياً اصيلاً في قلمه الغزير . وكما قال عنه الشاعر السماوي الكبير ( لن اكون مجانباً الحقيقة , في القول أن حسين سرمك كان عراقياً يمشي على القدمين )  فارس الابداع في أشكاله المتنوعة , يضع بصماته بالمعاني البليغة والعميقة , في طقوس الكتابة , كان يتوسم الوعي العميق والثقافة الانسانية الرشيدة . فقد كان شجرة عالية من ثمار الإبداع . شجرة للخير والعطاء للوطن  , شجرة في رحابها الواسع بالقيم الانسانية والابداع الاصيل فقد كان  أنموذجاً رائعاً بأسلوبيته المتفردة والمميزة , التي تتوسم القمم العالية فقد كان ( د. حسين سرمك سارد ناقد , كاتب لم يضمر الحقائق ولا الوقائع عبر نسيج موضوعي في سيره ومساره معطر بنقاء , أضاء كل متناول وماهو على قيد التناول ولم يأبه للاسوار , وهو وحده من تألق بهمة اكثر , حتى صار انموذجاً مائزاً يتسم بالندرة , مثل هذا الانموذج لا يعرف الانطفاء . وهو وحده جدير بالبقاء ) ص12 . حقاً كان وحده مؤسسة موسوعية قائمة بذاتها  بالثقافة والفكر بجهده الغزير والدؤوب . فكان ابن الديوانية ( ولد عام 1956 ) وأكمل دراساته الجامعية , البكالوريوس في الطب والجراحة عام 1980 . فكان مدهشاً في التحليل والتشخيص بشكل لم تفوته شاردة وواردة في التحليل العميق  , كان يتوسم البحث والنقد الموضوعي بالعلمية الموضوعية في التشخيص , كما كان غزير الانتاج بالادب والنقد والفكر , فكان بنفس المستوى من التالق في الكتب الطبية وفي علم النفس . فكان حسين سرمك كبيرأ في العطاء والتنوير , لا ينقصه شيئاً  في اضاءة المعارف الادبية والعلمية والفكرية . ولكن المصاب الكبير , فاجعة موته المفاجئ كان مؤلماً جداً . وكتاب الاديب والشاعر  هشام القيسي ( المسلة )  يتضمن حقول وابواب مرتبة على الشكل الاتي :
 1 - تبدأ بقصائد للشاعر( هشام القيسي )  التي تبجل المقام الكبير للفقيد , في عطاءه الفذ واكتساب مكانة مرموقة واصبح  رمزا كبيراً  في الساحة الثقافية والادبية وناشطاً متألقاً  في جهوده المضنية في الابحاث والدراسات في مجالات متنوعة . لناخذ بعض المقاطع من قصائد الشاعر .
مقطع من قصيدة ( يا صاحب الصباح ) :
لا شيء ينقصك غير دار يفتح النوافذ كل يوم
ولا شيء يحزنك غير موت يضحك كل يوم
ها هي الذئاب تنصت طيلة الوقت
والبكاء لا يجفف ينابيع  العيون
وأنت كما أنت
لم تبكِ
ولكن تلتمس لهذه الدار
                  الغفران
وتغرد من زاوية قلبك
أعن مدينة تبايع عشاقها وترنو
أم هي طعم حسرات لا تميل الى صمت ؟  ( ص23 ) .
قصائد بعنوان ( المخاطبات ) وهي موجهة في الاهداء الى حسين سرمك حسن . وهي عشر خطابات شعرية  ونختار  منها المخاطبة السابعة :
عارية أيامك
على سلالم الدموع
ترهات طويلة
طالتها رسائل غير منهكة
وأينما نظرت
تصهل الامكنة
           بلا تعب
عصية دائماً
تمضي بأسترجاع  الاشياء
دون ان تقطف
دهشاتك العاشقة
أيام في مواعيد الحب
وذاكرة لم يصلها اليباس بعد
هكذا تحمل عشقاً
يقدح من جهة واحدة
على طول الهواء .  ( ص41 )
× مقطع من قصيدة بعنوان ( اخي حسين ) :
يا حسين بن سرمك
حيثما يطلع الصبح
تغنيه الارض
في كل مكان
ومن أشراقة الدفاق
يكون النهار الدليل
ويكون في كل زمان
فهناك الخليل
وهناك الماء
وهناك الروح
ترفرف صبح مساء
ما أجمل اللقاء
وما أجمل الوجهة الآمنة
لم يبق لي شيء
سوى أغنية حالمة
             الى ربي .  ( ص50 )
× مقطع من قصيدة ( مرآة ) :
يدل على الدرب
            وما يزيد ,
تبقى النهار
أكثر جدارة من الكلام
لم تغفُ
يا حسين سرمك سلاماً
في كل الاعوام
تنحني لك الايام .  ( ص55 )
× مقطع من قصيدة ( البقاء ) :
أنت مرفوع الى السماء
وأنت مودع في الافق تراهن بصماتك فيه بحروف وكلام
 وصدى
أبا علي
الحكيم الحليم
الاديب الحبيب
الناقد السارد
الكاتب كل وقته
بادلتنا وقود الحياة
لا أرثيك
ولكن أقول
حتى الدمع فتح أبوابه
وهو يحدق في فجيعة
                أومأت اليه
وحتى الصدمة
باتت لا تكشف مداها
في سفر الرحيل
ولا تعرف كيف تنادي .    ( ص77 )
2 - الحكيم الاديب حسين سرمك حسن : تحت عنوان : رحيل مبهم أم أجابة معلقة ؟
برحيل الكبير تتوارد الاسئلة الخطيرة عن رحيله المفاجئ , الذي شكل صدمة في الوسط الثقافي والادبي, لان رحيله يشكل خسارة فادحة لا تعوض . اضافة الى تعرضه لوباء كورونا البشع , الذي خطفه وهو في قمة عطائه المرموق , فكان نبراساً مضيئاً في الثقافة والفكر وفي مجال العلم في الطب النفسي , اضافة انه كان يمثل نبل الاخلاق وسجيتها المتواضعة.في قلبه الكبير , فكان يتصدى لكل شاردة وواردة  للدور الامبريالي الامريكي  المشبوه والمريب والقذر في  الكتابات الفكرية والكتابات المترجمة ,يفند ويفضح  الدور الامريكي الوحشي المعادي للشعوب وتطلعاتها . وكذلك دور منظماتتها الدولية في المخططات التآمرية , ومنها وكالة المخابرات المركزية الامريكية , وبنك النقد الدولي. وكان الفقيد يتصدى للدور الامبريالي الوحشي , عبر سلسلة حلقات ابحاثية متواصلة  , يكشف زيفهم ونفاقهم , تحت عنوان : لا تثقوا بالولايات الامريكية المتحدة . لذلك الكاتب يطرح مسألة خطيرة , ربما هناك اصبع اجرامي خفي  بموت الفقيد , ربما  دفع ثمن فاتورة كتاباته وابحاثه الفكرية التي وقف فيها ,  بالمرصاد لهذا الدور الامريكي في التدخل في شؤون الشعوب وحرمانها من نعمة التطور والتنمية . ان رحيله يفجر  الاسئلة الغامضة , ربما هناك اصبع خبيث ومريب .
3 - وبهذا الصدد يطرح الكتاب ( المسلة )  شهادة الشاعر والكاتب العراقي سعد جاسم : يتساءل بصرخة مدوية : منْ قتل حسين سرمك ؟
فمن خلال  علاقته الوثيقة مع الفقيد , وتبادل المراسلات . فأن رحيله يثير الشك والريبة ( الموت شبه المفاجئ للراحل الحبيب ....... لأني كنت متواصلاً معه بشكل يكاد أن يكون يومياً خلال محنته المرضية المفاجئة والخفية والسريعة بشكل يدعو للقلق والشك والاسئلة الخفية والمعلنة ) ص148 , ويضف ( بأن فقيدنا ، قد ، وأوكد واضع مليون خط أحمر تحت مفردة ، قد ، وأنا أعتقد وأظن واهجس أن الدكتور ( حسين سرمك ) قد أغتيل بجريمة قتل ، بايولوجية :  سرية وخفيفة جداً جداً ) ص149 .
4 - المرسلات وتبادل الرسائل بين الشاعر ( هشام القيسي ) والفقيد الكبير . في قضايا متعددة في تبادل الرأي والاستشارة والمشورة  , وحتى منها تفاعل في  الرأي العراقي في مساندة أنتفاضة تشرين , وهذا ما يتطلبه من الضمير الحي والوطني . ونقتطف بعض  الفقرات من تبادل الاراء من اقول الفقيد الراحل  ( شكراً لك اخي المبدع العراقي الاصيل الاستاذ هشام القيسي على لطفك ومشاعرك الاخوية النبيلة , بك وبأبداعك وباخوتنا الشرفاء , وابداعهم سيعود وجه وطننا العراق العظيم مشرقاً وضاءً  يهدي الشعوب الى طريق التحرر والانعتاق ) ص158 .
( ماذا أقول أخي الرائع المبدع الاستاذ هشام
استاذ أولاً بعراقيتك وغيرتك على وطنك ....... بوفاءك لاخوتك الفقراء الى الله والعراق ) ص161 .
 هذه محتويات كتاب ( المسلة ) بالامتنان والتقدير والوفاء الى فقيد الثقافة والادب والفكر . أنه ظاهرة لا يمكن ان تتكرر. وصاحب الختم لمقالاته :  بغداد المحروسة  .
نسأل الله تعالى ان يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه جنة الخلد , وسيظل تراثه العظيم خالداً للاجيال .
جمعة عبدالله


102
أيران ومسلسل الاغتيالات الدموية
شبح الاغتيالات سيظل مخيماً على العراق ولن ولم يتوقف  , في استهداف نشطاء الحراك الشعبي والصحافيين وذوي الرأي الحر . ولا يمكن وضع حداً لهذا المسلسل الموت الرهيب . طالما بقي العراق ساحة ابتزاز ومقايضة بين أيران وامريكا , بالشروط التالية :  ايقاف المسلسل الدموي بالاغتيالات ,  وايقاف اطلاق الصوايخ , مقابل رفع القيود عن النووي الايراني . هذا قرار أيراني صريح يعرفه الداخل والخارج .   تنفذه المليشيات الولائية التابعة لها وتحت نفوذها , وهي التي تقوم بجرائم الاغتيالات بقرار ايراني خالص  , لان هذه المليشيات المجرمة , تعتبر نفسها  هي الدولة والدولة هي . وما الوعود الهزيلة والمضحكة الى حد الغثيان ,  بالحماية النشطاء من  شباب انتفاضة  تشرين ,  والصحافيين وحق التعبير الحر , ماهي  إلا فقاعات بدون رصيد , لان الدولة العراقية مخطوفة بواسطة هذه المليشيات الولائية التابعة الى ايران ,  وتنفذ بما يملي عليها من قرارات تأتيها من  الحرس الثوري الايراني ( نفذ ولا تناقش ) , ولكي تؤكد للجميع بان العراق واقع تحت الوصاية الايرانية , وان مليشياتها الولائية متغلغلة في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية بشكل واسع  , وقد وضعت العراق في حلبة المقايضة للدول لمجاورة والتحالف الدولي . ولا يمكن للعراق الخروج من النفوذ الايراني , طالما مسلسل الرعب بالارهاب الدموي , هو الاداة الاجرامية الفاعلة  بيد هؤلاء المتوحشين القتلة  , وما التصريحات النارية بعد كل حادثة اغتيال , في مطاردة ومحاسبة القتلة وتقديمهم باسرع وقت الى العدالة والقصاص, ماهو إلا الضحك على ذقون الجهلة والسذج والاغبياء , لان من يقوم بارتكاب مسلسل الاغتيال معروفاً للجميع للقاصي والداني , بالاسم والانتماء والهوية وحتى باسماء الفصائل الارهابية  . وتعرف الحكومة جيداً بذلك , لكنها لا تملك الجرأة والشجاعة بالتصريح عنها  , وهي عاجزة تماماً بتقديم مجرم واحد من هؤلاء القتلة للمحاسبة والعقاب . وان عمليات الاغتيال مرتبطة بحلقة واحدة غير منفصلة : الارهاب .  الفساد . السلاح المنفلت , اختطاف الدولة ووضعها على طاولة المقايضة والابتزاز . ولا يمكن ان يردع هذه المليشيات الولائية المجرمة , بالتنديد والاستنكار الدولي من الدول والمنظمات الدولية فقط  , إلا بوضع العراق تحت بند الحماية والوصاية  الدولية بالبند السابع . إلا بتوجيه الاتهام الصريح الى ايران  بالاجرام , والضغط عليها بالقوة , ان توقف مسلسل الاغتيالات , وإلا فأن الاوضاع ستتجه  الى الاسوأ حتى موعد الانتخابات , وستكون اسوأ انتخابات في تاريخ العراق بالتلاعب والتزوير لصالح المليشيات الولائية التابعة الى أيران ........................ والله يستر العراق من الجايات !!
 جمعة عبدالله



103
ماهي المضاعفات بعد أخذ  اللقاحات ضد وباء كورونا COVID19 ؟ .  وماهي نسبة المناعة لكل لقاح ؟
مواصفات جرعات كل لقاح :
1 - لقاح : Pfizer  / فايزر .
يعطى هذا اللقاح ضد وباء كورونا COVID 19 على شكل جرعتين خلال المدة المقررة , وهي ثلاثة اسابيع بين الجرعة الاولى والثانية . ففي الاسبوع الاول من اخذ الجرعة الاولى من اللقاح تصل نسبة المناعة المكتسبة ضد الوباء تصل بنسبة 52% .
وفي خلال 14 يوماً من اخذ الجرعة الاولى تصل نسبة المناعة الى نسبة  89% ضد الوباء
وفي خلال اخذ الجرعة الثانية من اللقاح في الاسبوع الثالث . تصل المناعة ضد الوباء كورونا بنسبة  95.3% .
2 - لقاح : Astrazance / أسترازينيكا
يأخذ هذا اللقاح على شكل جرعتين الفرق بينهما مدة 8 أسابيع .
تصل المناعة المكتسبة ضد وباء كورونا COVID19 . من اخذ الجرعة الاولى وخلال 14 يوماً تصل المناعة المكتسبة الى نسبة  70% .
وفي اخذ الجرعة الثانية من اللقاح ,  قد تصل المناعة المكتسبة  في بعض الاحيان الى نسبة  100%
3 - لقاح : Moderna  .
يعطى هذا اللقاح ضد وباء كورونا COVID19 . على شكل جرعتين . الفرق بينهما مدة 3 أسابيع .
في الجرعة الاولى من هذا اللقاح . تصل المناعة المكتسبة ضد الوباء خلال 14 يوماً الى نسبة 92% .
وفي اخذ الجرعة الثانية تصل المناعة المكتسبة الى نسبة  95% .
 × ومن خلال تصريح ( Ματινα Παγωνη / ماتينا باغوني ) رئيسة جمعيات الاطباء في اليونان والمشرفة من قبل وزارة الصحة على المكافحة  من وباء كورونا COVID19 . قالت : تحدث مضاعفات بسيطة بعد اخذ اللقاح خلال مدة 24 ساعة وحسب عمر الشخص , بأن تحدث مضاعفات صداع في الرأس وارتفاع درجة حرارة الجسم خلال مدة 24 ساعة , وحسب مواصفات كل لقاح .
ففي اخذ جرعة من لقاح Pfizer  : تحث مضاعفات خلال 24 ساعة من اخذ اللقاح , صداع في الرأس وارتفاع درجة حرارة الجسم الى 37.5 % .وحسب العمر ورد الفعل لاعضاء الجسم . 
وفي حالة أخذ لقاح : Astranece .
تحدث مضاعفات بسيطة خلال 24 ساعة . صداع في الرأس وارتفاع درجة حرارة الجسم 38.5 % وتكون خلال يومين . وحسب العمر ورد الفعل لاعضاء الجسم .
 وفي كلا الحالتين من اخذ هذه اللقاحات , تعود الامور الى شكلها الطبيعي مع اكتساب مناعة ضد وباء كورونا . في ان يكتسب الجسم مناعة قوية ضد هذا  الوباء . 

 وهذا الجدول يوضح ذلك :

104
جريمة مستشفى ( ابن الخطيب )  من المسؤول عنها ؟؟
تعودنا ان نسمع بين فترة واخرى فاجعة كارثية تحدث في العراق , بأشكالها المعروفة . التفجيرات الدموية التي  تطال الابرياء . استعراضات عسكرية للميليشيات في الشوارع , لترويع وتخويف المواطنين , لكي يتأكد المواطن أنه يعيش في اللادولة بالانفلات الأمني في دولة العصابات  . وحرائق المستشفيات التي تتكرر بين الفترة والاخرى وليس بالغريب في ذلك  . وما الجريمة المروعة في الحريق الذي  حدث في مستشفى ( ابن الخطيب ) هي نتيجة منطقية لظواهر سرطان  الفساد الذي اصبح كمنظومة متكاملة في جسد العراق , وما حدث في المستشفى في حدوث حريق هائل في مخازن الاوكسجين , وراح ضحيته حسب اعلان وزارة الداخلية . 82 شخصاً من المرضى تحولوا الى جثث محترقة ومتفحمة نتيجة  حدوث حريق هائل . 110 مصاباً تعرض للحرق والتشويه الجسدي . لقد طفح الكيل بهذه الفواجع المأساوية المتكررة  على مدى 18 عاماً من حكم الاحزاب الطائفية . وتعودنا على ارتكاب جرائم مروعة  . تهز الضمير الحي . وتعودنا ايضاً ان يعلن بعد كل حادث أو فاجعة  ، بأن الحكومة ستتخذ الاجراءات الصارمة بحق المتورطين والمقصرين والمسؤولين عن هذه الجرائم , وتعلن تشكيل لجنة تحقيق فورية . ولكن عندما تهدأ عاصفة الهيجان الشعبي , تغلق القضية كأن شيئاً لم يحدث مطلقاً , بأن تنتهي هذه الجرائم الى الفاعل المجهول ويغلق ملف  الجريمة  , وتعود الامور الى طبيعتها  في انتظار فاجعة مأساوية آخرى ,  وعلى هذا المنوال تعودنا على ذلك . وهذه الحوادث الكارثية ليس هي قضاء وقدر , وانما هي نتيجة طبيعية للتقصير والاهمال وعدم المسؤولية في اتخاذ الاحتياطات اللازمة  في الصيانة  . وما تعهد  رئيس الوزراء من اتخاذ  ألاجراءات الصارمة بحق المهملين والمقصرين والمتورطين  عن حادثة الحريق وانهم  سيحالون القضاء للمحاسبة والعقاب , ماهي إلا فقاعات اعلامية سوف تنتهي  الى اللاشي وتغلق القضية , وستذهب ادراج الرياح , كما ذهبت الوعود التي تعهد بها السيد الكاظمي عن توليه منصب رئيس الحكومة  , مدعياً بأنه جاء الى المنصب من اجل تنفيذ وعود المتظاهرين , وانه منهم واليهم , لكن حدث العكس بالضد من الوعود , واليوم يقسم بأنه لن يهدأ له بال حتى يحاسب المقصرين والمسؤولين واحالتهم الى القضاء والمحاسبة . لكن الشيء الوحيد الذي تحقق هو ,  اعلان الحداد ثلاثة أيام وغير ذلك سراب ووهم  . رغم هول الكارثة وبشاعة الجريمة  , وهي نتيجة منطقية للاهمال والتقصير لحالة المستشفيات المزرية والبائسة , نتيجة الفساد الذي ابتلع الاموال المخصصة للمنظومة الطبية والصحية , تذهب الموارد المالية  الى الاحزاب ومليشياتها المسلحة  . وحالة المستشفيات المأساوية تظل  بدون أمن وصيانة واصلاح وتطوير وتحسين   . والسؤال :  اين ذهبت  جيوش الامن والصيانة لحظة وقوع الانفجار الاوكسجين الذي سبب بالحريق الهائل ؟.  اين اجراءات الصيانة والوقاية مثل هذه الاحداث المروعة ؟ . ان ما يحدث من كوارث مروعة ضد المواطنين الابرياء , هو نتيجة منطقية  لخيانة الاحزاب الطائفية , التي انعدمت اخلاقها وشرفها وضميرها كلياً ,  واصبحت لا تستحي من الخراب  والفساد . لا تخجل أن يموت العراقي بذل ومهانة , ان يموت بظلم كبير . ان ينتهي العراق الى هذا الوضع المزري والمخيب والكارثي  , ان تتحول الوزارات ومن جملتها وزارة الصحة ووزيرها العائد الى التيار الصدري ,  الى بؤر الفساد والرشوة , لا يتحرك أي شي إلا بالرشوة المالية والدفع . وما حدث من فاجعة الحريق ,  هي وصمة عار للاحزاب الطائفية الحاكمة , هي نقطة سوداء من آلآف النقاط السوداء في جبينها . في دولة العصابات الميليشياوية  ........... والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله

105

هل يجوز الترحم على موت الفاسدين ؟؟
وباء كورونا الذي يحصد البشر بالموت , لا يفرق بين الامبراطور والفقير , ولا بين الفاسد والشريف , فأنه يوزع الموت بالتساوي بين الجميع دون أستثناء , فهو بهذا الشكل يمزق الفوراق بين الافراد , فكل يطاله شبح الاصابة والموت . والنخبة السياسية الفاسدة التي جاء بها المحتل الامريكي , وسلمها مقاليد ومقادير العراق . راحت تعبث به بالخراب والدمار والموت . انصبت شهيتها على النهب واللصوصية . فنهبوا العراق واستحوذوا على خيراته وامواله . وحرموا الناس من نعمة هذه الخيرات الوفيرة . أنشغلوا بالغنائم  والكراسي والنفوذ ,  وتركوا الشعب يعاني الحرمان والاهمال , وبعدم توفير الخدمات العامة حتى لو بشكلها البسيط والادنى  , فقد اهلكوا الناس بالاهمال والنسيان , وتربعوا هم وحدهم على عروش المال والنفوذ , حتى اصبحوا اباطرة بضمائرهم التي ماتت تحت أطنان الدولار . حتى لم يهتموا بالجانب الصحي والطبي  . التي تليق بعلاج المرضى  من الامراض . فقد ذهبت المليارات الدولارية المخصصة للجانب الصحي , ذهبت الى جيوب الفاسدين , وتركوا الجانب الصحي والطبي في حالة يرثى لها من البؤس المزري . حتى رجعت الخدمات الصحية الى الوراء عقود طويلة من زمن ,  من الضعف والهزالة بكل خسة ودناءة . لكن عاقبة الله وعقابه بالمرصاد , فسبحانه رب العالمين ,  يمهل ولا يهمل , للذين ماتت قلوبهم من النهب واللصوصية . من الذين بنوا امبراطوريات  مالية من دماء الشعب المغدور . وما يشهد العراق من تصاعد انتشار وباء كورونا بشكل مرعب ومخيف , انها حالة طبيعية للجانب المنظومة الصحية المتهالكة  والبائسة والمزرية والهزيلة . في العجز والفشل في توفير العلاج والخدمات الصحية التي تبعد شبح الموت من الاصابة بوباء كورونا , في الوقت يشهد العالم انحسار الوباء تدريجياً بسبب توفر اللقاحات والعلاج اللازم . والعراق الدولة الوحيدة من بين  دول العالم ,  تتقاعس في شراء اللقاحات . وتركوا الناس شهية لحصاد وباء كورونا الذي تنتشر العدوى بكل مخيف ومرعب . تصورت هذه النخبة اللصوصية الحاكمة بأنها بعيدة عن العدوى والاصابة . واليوم نسمع خبر وفاة ( عدنان الاسدي ) القيادي في حزب الدعوة وعضو البرلمان الحالي , بأنه توفى بسبب تأثير مضاعفات وباء كورونا . وسجله الشخصي  بأنه تولى منصب وكيل وزارة الداخلية في عهد المالكي . وقد اشتهر بأنه من أحد  حيتان الفساد الكبيرة . وساهم في عقد صفقات السلاح والمعدات لوزارة الداخلية  , بما فيها جهاز لعب الاطفال ( سونار ) بحجة جهاز  يكشف المتفجرات والسيارات المفخفخة . لكن هذه الصفقة الفاسدة طالت حياة عشرات الآلآف من الناس الابرياء , فكانت المتفجرات والسيارات المفخفخة تمر بسهولة من نقاط التفتيش , لم يكشفها جهاز لعب الاطفال . أضافة انه شيد وامتلك  شركات  واملاك وعقارات من عمليات  النهب واللصوصية . وكل اطنان الدولار لم تنقذ حياته من وباء كورونا . لذلك يفرض السؤال نفسه : هل يستحق الرحمة والغفران أم يستحق اللعنة وبئس المصير الى جهنم ؟؟ ................ والله يستر العراق من شر كورونا .
    جمعة عبدالله

106
  قراءة في الكتاب النقدي ( تقنية الخطاب اللغوي في القصة والرواية ) للاديب د. وليد العرفي
شهد الادب السردي تطوراً نوعياً في اشكال الادب المطروحة  على الساحة الثقافية والادبية . من خلال تطوره بالتقنيات الحديثة , التي تعمقت باساليبها واتجاهاتها في الفن الروائي المعاصر , ودفعته الى نقلة نوعية , اخذت تزاحم مقولة ( الشعر ديوان العرب ) بما يحمل  الخطاب الروائي من مؤهلات المنافسة والتزاحم الابداعي. في الشكل والمضمون , في اشكاله وتوجهاته المتنوعة . بما يعطي التعبير اللغوي في بنية السرد الروائي الركن المهم داخل المعمارية الروائية  , تعطيه  مساحات واسعة في التناول والطرح , فالتقنية  الاسلوب اللغوي واسلوب السرد وتقنياته المختلفة عامل مهم في الفن الروائي الحديث . ومدى تناوله قضايا حساسة   في الواقع الاجتماعي في مدى علاقته وارتباطه  في المفردات  الدالة في جملة ابعادها  , في البعد المادي والمعنوي  والسايكولجي والايديولوجي  ,  والبعد في صياغة وخلق الحدث في المتن الروائي  بتنوعاته  وتحولاته وتناقلات في البنية الواقع  الاجتماعي , وما يصدر من  توجهات وسلوكيات  من  عقليتها الفكرية . والحركة النقدية ترصد منصات وعتبات عديدة في جوانب  النصوص ومن زوايا مختلفة  , وينشغل الناقد  في اكتشافاتها لتسليط الضوء عليها . اضافة الى كشف البنية اللغوية والفكرية داخل النص الروائي . ووظيفة الناقد المبدع في مهنته النقدية , ان يكتشف دواخل النص ومكوناته الداخلية والخارجية . في التقييم الموضوعي في ذائقة التذوق والوضوح , في جوانب الحدث السردي بمظاهره المختلفة . ان ينشغل في عملية الكشف شكل الخطاب اللغوي  وتقنياته . في  المضامين البارزة  في داخل النص  . أن الناقد في ممارساته النقدية , يضيء جوانب عديدة من الاكتشافات , في مدى قربها أو بعدها عن الابداع والفن الروائي , ومدى ارتباطها  أو بعدها عن الواقع , ومدى براعتها في توظيف اتجاهات التناص في جوانب  الحبكة السردية  . والناقد الدكتور ( وليد العرفي ) يملك مؤهلات معرفية واسعة في اشكال الادب , من خلال الممارسة والخبرة والكفاءة باعوامها  الطويلة في مجالات النقد واشكال الادب الاخرى ,  في اهتمامه البارع في  دراساته وابحاثه النقدية . ويأتي هذا الكتاب النقدي ( تقنية الخطاب اللغوي في القصة والرواية ) هي حصيلة دراسات نقدية رصينة , سجلت اكتشافاتها  لمجموعات روائية وقصصية من  الادب السوري . يسلط الضوء على جوانب عديدة في تحليلاته  النقدية المتنوعة , منها في الشأن اللغوي ومعماريته وتقنياته داخل النص , وتقنيات الاحداث السردية وافعالها وحركتها , وسلوكية رؤيتها الفكرية في اتجاهاتها المختلفة  . ومدى تفاعل الشخصيات في الحدث الروائي , بأعتبار الشخصية هي العمود الفقري في البنية الروائية  , في التحولات والتنقلات  . ان هذه الروايات والقصص المختارة  بمجهر نقدي يمتلك البراعة  ,في تسلط الضوء الكاشف  داخل النص . في التحليل والتشخيص والتفسير , في العمق اللغوي والدلالات الفكرية في المعنى والمضمون . وتعمقها وتطورها داخل الفضاء الروائي . تناولها بجهد موضوعي  وبالرصانة النقدية الهادفة . ومن خلالها يكتشف القارئ مدى  الجهد المبذول في تناول النصوص وتفكيك شفراتها الدالة , في براعة خبرة الناقد في اكتشاف المناطق الظاهرة والباطنة داخل النص . ويكتشف من خلالها  ايضاً أهمية النقد الجاد ووظيفته النقدية في تناول النصوص  الروائية والقصصية    . ان تناولها  ليس بالعمل السهل , وانما يحتاج خبرة وممارسة وكفاءة ومعرفة في جوانب اشكال الادب  واتجاهاته , وكتاب الدكتور( وليد العرفي ) . يمثل حصيلة رائعة من الجهد والتوظيف والانشغال في الدراسات النقدية . لذلك الكتاب النقدي يستحق القراءة والمتابعة , بما يملك الناقد من ابداع في الخطاب النقدي برصانة هادفة .
 جمعة عبدالله

107
قراءة في رواية ( الليل في نعمائه ) للاديب زيد الشهيد
يضعنا الاديب زيد الشهيد ( الروائي والشاعر ) أمام نص روائي لم يلتزم بالقواعد الكلاسيكية في الفن الروائي , فهو يحمل اسلوبية متفردة في المتن  الروائي وتقنياته المتنوعة   .  في صياغة اللغة . في خلق الفكرة الروائية , في تجسيد الرؤية الفكرية في المعنى  الدال من خلال الحدث  الروائي . ففي اللغة ينتهج اسلوبية المزج بين السرد النثري والشعري , يمزجهما  ويصبهما في وعاء واحد , ويسكبهما في المنظور الروائي ,  في غاية الفخامة والتشويق , في ان يمتلك السرد لغة صافية في رشاقتها في الثراء اللغوي , حتى تكون مغناطيس لجذب القارئ بالشد والاهتمام ومتابعة بشغف تبعيات  سرديات الاحداث الجارية في النص  , هذا يدل على القدرة المتمكنة بعلم اللغة في وتوظيفها في الحبكة الفنية بمهارة  , أضافة الى براعته في توظيف تقنيات متعددة قد تكون غير مألوفة , منها  مزج الاسترجاع الزمني ( فلاش باك ) وجعله في زمن واحد . اضافة الى فن الوصف والتصوير في المشهد السردي , والاهم هو خلق حدث داخل حدث في النص الروائي , وبالاحرى حدث يخلق حدثاً آخر من رحمه أو من صلبه , يربطهما في نسق هرموني واحد على عتبات النص , ليضع القارئ في حالة اندهاش ان يقرأ حدثين في حدث واحد . ففي الحدث السردي الاول يتطرق الى مرحلة مختلفة عن مرحلة الحدث الثاني , الفرق الزمني  بينهما خمسة عشر عاماً , في الجانب السياسي وهو المحرك الاساسي للحدث السردي , بتناول الفترات السياسية المظلمة التي مرت على تاريخ العراق , قديماً وحديثاً , يجمعهما مشتركات واحدة ,  لا فرق بين الاثنين , في الظلم والحرمان والحيف , يجمعهما مشتركات واحدة وجوهر واحد , لكن بأساليب مختلفة , ففي زمن الطاغية  ينتهج نهج الارهاب المنفلت في البطش والتنكيل  , وفي عهد الاحتلال الامريكي  وتسليم مقاليد الحكم الى الاحزاب الدينية , تمثلت بالامن المنفلت  بالفوضى السلاح المنفلت . حتى في الكثير من  الاحيان  , يلعلع الرصاص بينهم على حصص المغانم والفرهود والسلطة والنفوذ . هذا  التعامل مع الشعب واحد لكليهما  , لكنهما يختلفان في القشور فقط ,  في عهد النظام الدكتاتوري  , كانت النساء يتبرجن في الزي والملبس  ( كان جميع من الفتيات مراهقات يلبسن البنطلونات الجينز والقمصان المشجرة ) ص11 . وفي عهد حكم الاحزاب الدينية في  فرض الحجاب والزي الاسود ( توجهت نحو غرفتها , رمت العباءة على السرير الخشبي , وخلعت عن رأسها شالاً لم ترَّ حاجة له بل أجباراً على ارتدائه منذ تولت الاحزاب الدينية مقاليد تسيير البلد ) ص20 . نجد بين الحدثين , أن  الليل هو الفاعل في بث  لواعج القهر والحزن ومواساة الجراح الداخلية باللوعة في نارها المشتعلة في الصدور , بأن الليل خير مواسي للاحزان  . وهذه الرواية هي الجزء الاول من رباعيات الليل ( الليل في نعمائه . الليل  في عليائه . الليل في بهائه . الليل في نقائه ) حكايات الحزن العراق بالوجع والالم  الجاثم بثقله على صدور العراقيين في اشجانه المستعرة بالنار الملتهبة , أو ان الرباعيات تمثل تراجيدية الحزن العراقي  , قديماً وحديثاً . كما نجد ايضاً في الحدث السردي مشتركات بين ابطال الرواية أو الشخوص المحورية , ففي الحدث الاول يجمع بين ( مريم ) والشاعر ( وليد ) حب الادب والشعر والتشوق الطاغي اليه , كما ايضاً نفس المشترك  بين ( حمامة ) والشاعر ( حزين ) في التشوق الى الادب والشعر . وياخذنا المتن الروائي ( الليل في نعمائه ) بكل شغف الى حكاية ( حمامة ) الفتاة الجميلة  والشاعر ( حزين ) في مجيئها من مدينة البصرة الى مدينة ( السماوة ) لتنزل في نفس الزقاق ونفس البيت الذي سكنته ( مريم ) قبل خمسة عشر عاماً , واطلق أسم الزقاق بأسمها زقاق العمة , ولا أحد اعترض على التسمية  ( الزقاق الذي اطلقوا عليه قبل خمسة عشر عاماً ( زقاق بيت العمة ) وظل مقروناً بالاسم , لا أحد من المدينة تنكر له في أستبداله ) ص9 . لفت نظره  الشاعر ( حزين ) لفتاة رشيقة القوام والجمال ( حمامة ) تتجه بخطواتها المتعثرة في مشيتها  صوب البيت ,كأن اصابتها  وعكة صحية مفاجئة  , تطلع الى جمالها وخفق  قلبه بخفقات  الشوق متصاعدة في اللهفة  لهذا الوجه الفاتن , وقال وهو يدردم مع نفسه  ( أنها فتاة مموهة بالوان الطيف , فهي الالق وقال هي غيمة بيضاء تعوم في بهاء شذري ناصع , فهي بسمة من بسمات الله في لحظة رضائه ) ص9 . لكنه استغرب في اندهاش وحيرة , لماذا هي وحدها تركت مدينتها مدينة البصرة , وجاءت  هنا الى مدينة ( السماوة ) وتسكن هذا الزقاق وفي البيت المنزوي القديم  . وراح يتسأل بلهفة وهو في حالة  بعثرة حواسه بالاضطراب   لهذا الجسم الرشيق  ( حمامة ) , ولكنه يعود ويقرض نفسه بالحزن بأن الشعراء يملكون قلوب حزينة وهذا دأبهم في ذلك  ( هكذا هم  الشعراء , ألم في ألم , وجزع يليه جزع , وليست للسعادة رقعة في خارطة حياتهم ) ص15 , , وراح يلاحقها من بعيد وقريب يطلب  العلاقة والتواصل معها  , وعرف انها تهوى الشعر وتحضر ندواته الشعرية وتقرأ قصائده وتشتري دواوينه الشعرية من المكتبات , فتعلق بها اكثر . في معرفة سر قدومها , وسكنها وحدها في وحشة الليل , وفي بيت العمة ( مريم ) هذا البيت المنزوي في الزقاق , لابد وان هناك سبب وجيه للمجيء هنا ؟ . ويعود الحدث السردي ( فلاش باك ) الى خمسة عشر عاماً الى الوراء , عندما جاءت ( مريم ) أمرأة ذات ثلاثين عاماً جاءت من البصرة الى هنا لتسكن هذا البيت المنزوي بصحبة مختار المحلة وهو يسلمها مفاتيح الدار ويطمئن هواجسها . بأن الناس في  المحلة والزقاق يملكون الطيبة والتواضع والمحبة والشرف والشهامة والنخوة  والتآلف الاجتماعي . ووجدت ( مريم ) عمل في معمل الخياطة النسوية , وحين تعود من عملها تكون محملة بالحلوى وتوزعها على أطفال الزقاق في فرح وابتهاج , حتى نالت احترام الناس ومحبتهم , واصبحت واحدة منهم . لذلك لم يتجرأ أحداً لمعرفة سبب  مجيئها الى هنا , أو ما تحمل من مأساة في داخلها , وكذلك في رفضها  الزواج من  الذين تكاثروا في الرغبة بطلب يدها  ,  لكن الحزن واللوعة لم تفارقها في شدها الى الماضي والى مدينتها   . فكانت تحمل قصة حب وعشق مأساوية غارقة بالحزن والمعاناة , فقد أحبت الشاعر ( وليد ) هامت به بالعشقً والهيام ,  وهو بادلها نفس الشعور بالهوى والهيام حتى تكلل الحب بالزواج , ورأت السماء تفتح اسايرها لهذا العشق النقي والصافي ,  ولكن لم يمضِ على زواجهما شهرين فقط حتى اغتال النظام زوجها الشاعر (  وليد ) لانه كان مناوئ  للنظام ورفضه الشديد   لاشعال الحرب ضد ايران واستهجان ممارساته الارهابية ضد الناس , فكان عقابه بالاغتيال الوحشي والبشع ( كان وليد مهشم الرأس , مقطوع الانفاس ,جيء به متقطع الاوصال , متهتك الاعضاء ..... وسيارته محطمة بشكل كلي و كأنها رميت من قمة جبل الى وادٍ سحيق ) ص111 . وبعدها شن النظام حملة اعتقالات ضد  اصدقاء وليد واقاربه ,  وحتى شقيقه هرب من الاعتقال , وزوجته ( مريم ) هربت من بطش النظام خوفاً من  سجنها وقتلها , لذلك جاءت الى السماوة هاربة من رعب وبطش  النظام , وسكنت في هذا الزقاق الذي اطلق عليه اسمها , وفي هذا البيت المنزوي   تداوي جراحها الحزينة في عتمة الليل . وحين اشتد عليها المرض وانهكها تماماً , حتى اصبح ليس في مقدورها ان تطعم نفسها , فتطوع الجيران في عنايتها واطعامها والرعاية بها , لكنها شعرت بأن أن اجلها المحتوم اقتربت ساعته  , فصرحت للجيران  برغبتها , بأنها تريد ان تموت في مدينتها وقرب قبر ( وليد ) وسكان المحلة لا يعرفون من هذا (وليد ) الذي تعلقت به اشتياقاً وتردد اسمه على الدوام  في غيبوبتها , ولم يسألها أحداً بما تحمل من قصة حزينة ومأساوية , فكانت تردد ( أريد العودة الى وليد . وليد من يشفيني , ولم نكن نعرف من هو وليد , ولا هي افشت بسرها ) ص92 و فحملوها الى كراج السيارات وهناك انطلقت بها السيارة الى البصرة . هذه التراجيدية المأساوية سببها النظام الطاغي بالبطش والارهاب  . ومجيء ( حمامة ) الى هذا الزقاق والبيت , من اجل استخراج السر الدفين في احدى جدران البيت ,وهو مذكراتها اليومية عن حبها المفجوع , سجلته على الاوراق واشرطة الكاسيت . وحين وجدت  ( حمامة ) بأن الشاعر ( حزين ) لايكف عن ملاحقتها بالسؤال ,  وبما  أنه يملك نوايا صادقة  , وكان في  كل مرة يردد بإصرار حين يراها  ( ردي حمامة ..... ارجوكِ ) ص60 . فوقفت أمامه وقد رضخت له فقالت ( أحقاً تريد الجواب .. يا حزين ؟ أمستعد لما ستكتشف؟
فقال لها ( نعم . . بكل جوارحي
- بكل جوارحك ؟ أهذا عهد لا تراجع عنه ؟
- نعم : قالها باصرار )ص61 .
عندها سمحت له بالدخول الى البيت والى غرفتها وطلبت منه الاطلاع على الاوراق وشريط المسجل , وذهبت هي تعد له القهوة . وانخرط في قرائتها والاطلاع عليها . واصابه الحزن والالم وهو يطلع على السر الدفين , بقصة حب حزينة جداً التي انتهت الى مأساة , قصة حب ( مريم ) واغتيال زوجها ( وليد ) , وخرج من بيت ( حمامة ) في حالة الذهول والحيرة والحزن ( خرج حزين تاركاً بيت حمامة كالمسحور ذاهلاً , ومتذبدباً , ومشوشاً , خرج والصورة التي ألتقطتها عينيه , قبل خروجه تستقر على المسجل والاوراق والمنضدة واكواب القهوة وحزن حمامة ) ص92 . واتفق مع ( حمامة ) بعد ذلك  على طبع ونشر قصة الحب  الحزينة ليطلع الناس عليها ,  وعلى بطش النظام الساقط بأن  ( وليد لم يمت . بل لن يموت . وليد يعيش في ذاكرة الاجيال . يعود الى جيل جديد يتخذ من كلماته هداية ليومهم ومسيرتهم , يرون فيه الرجل الذي لم يهادن على المبادئ , ولم يتخلَّ يوماً عن البصرة والعراق ..... يستذكرون قوله : الاقدام صفة من صفات الشجعان , شرط أن يتحلوا برجاحة العقل , وإلا كانوا حمقى. كان وليد راجح العقل قوي الشكيمة ) ص119 . لهؤلاء الشجعان هم شهداء العراق ونجومه المضيئة , هم  نوارس الحرية في  ساحة التحرير . والحياة تؤكد بديهية ناصعة  البياض وبيقين الحقيقة, أن البطش لن يدوم , والطغاة مصيرهم مزبلة التاريخ .
    جمعة عبدالله



108

   
قراءة في رواية ( فقيه الطين ) للاديب واثق الجلبي
تتوسم هذه الرواية في اسلوبيتها  المتميزة في براعة الاسلوب اللغوي , وصياغته  بشكل فخم وببراعة مشوقة , بأساليب تقنيات  متنوعة من اشكال التعبير الادبي . وتسهم اللغة السردية بشكل مهم في البناء الرؤائي ومنظوره الفكري  , في تناول الأحداث النص ,   في وسائل لغوية وفنية  متعددة في السرد وحبكته . في ابراز معالم الرؤيا والرؤى الفكرية بالطرح الصريح بالجرأة الثاقبة , في التناص بين  الماضي والحاضر الواقع  , في تناص الارث الحضاري  في الطين السومري . براعة في الاستنطاق والاستنباط الموروثات الاسطورية والدينية , في محاججة بافعال الحاضرالقائمة  , بعمق الرؤية البليغة الدالة  في الايحاء والرمز في شفراته , التي تملك عمق وقوة  المحاججة والمناظرة بثيمات أو موضوعات الواقع التي انحرفت عن اصلها وهويتها واصبحت هجينة عن واقعال طين السومري , براعة في محاججة الذات للذات والى الذات في الصوت والصدى , , الحوار الداخلي والخارجي ( ديالوج ) براعة في استلهام الدراما بفعلها الصاعد , ليكشف عقدة الحوار , وعقدة الفعل في الايحاء الدال بالمعنى والرمز . بدون شك لقد  وظف الروائي ( واثق  الجلبي ) براعته في لبس  قناع بطل الرواية او شخصيتها الاساسية لينطق بأسمه ويحركه بأفعاله , والتخفي وراء هذا القناع بكل اوجاع الصوت والصدى  وهواجسه القلقة  , ومايخفي داخل الذات من ركام فكري هو انعكاس  لعدسة الواقع المزرية والمخيبة . بداءً من عنوان الرواية ( فقيه الطين ) يدخلنا في دهاليز البحث في  المعرفة اللغوية والفكرية وكذلك في رمزية العنوان الدال , الذي يفتح باب التأويل والتفكير والمحاججة في التحليل والتشخيص . هو يملك عمق   أو خلفية معرفية بالحضارة الطين السومرية  ,  وفقها القائم على التشريع , فمفردة ( فقيه ) . يعني الجهة المخولة التي شرعت  ناموس الحياة والحضارة , وقامت  بالتنظيم المتناسق والمرتب , ليكون الوجه الحضاري المشع بالحكمة والتبصير  . والشق الثاني ( الطين ) هو يرمز الى البلد أو بالاحرى ( العراق ) هو بلد الطين  الذي كان بحضارته الشامخة  كانت مصدر التشريع والناموس والقانون . والارث الحضاري لبلد الطين يؤكد على ذلك , في الخلفية الحضارية التي كانت مصدر النور والاشعاع الرقي للانسانية المتطورة والمتحضرة . من هذا المنطلق  يحاجج الارث التاريخي في مدلولات بالمقارنة بأفعال الحاضر أو اليوم . هذه براعة المتن  السردي , الذي  جمع  الارث الحضاري قاعدة للمحاججة , تنطلق  من  الذات والى الجمع , ثم يعود مردوداتها وانعكاساتها على الذات , في المحاكاة الجدلية بين الذات ومفردات الواقع , التي تعتمد على الجدل السقراطي ( نسبة الى الفيلسوف سقراط في فلسفة الجدل ) على ربوع بلد الطين وما يحمله من معنى , وما أنتهى اليه  من  الخراب والفوضى في عواصف الجهل ( الطين الجامع لكل فضائل المعرفة , لا ينبغي له أن يستسلم أمام  الجهل , حتى في ظلمة الطين , كانت بمسحة المعرفة ,  فالظلال ليست من الظلام في شيء .... فتح بوابة الطين على مصراعيها لتغمره نور المعرفة حتى تمدد الطين فأن ذلك لا يستغرق اكثر من مساحة ألم محدق بفكرة مرتوبة من النور الجاثم على فكره ..... النور لا يستطيع حمل الماء لكن بأستطاعة الطين أن يحمل النور والماء والهواء ولهذا المخلوق تمت الكلمة وصار كائناً أبدياً )  ويشعر شخصية الرواية المحورية ( وخلفيته الروائي العليم المقنع وراء هذه الشخصية ) , بأنه محاصر بالاختناق , ومحبط بالخيبة واليأس والانكسار من كل جانب في هذا الزمن الخائب بالاحباط  ,  الذي اطلق زوابع القلق والتوجس . يشعربثقل  ثقوب الزمن المتصدع في شرخ  التأزم والصراع . يخشى ويتجنب الوقوع  في فخ  لوثة الوشاية الطائشة من ان يصل كلامه الى وزير مخمور , أو زعيم ديني طائش ,   وبالتالي سيهدرون دمه بكل بساطة وسهولة كشربة الماء, في هذا الزمن الرديء ,  يشعر في ثقل  ظلمة الزمن , كأنه تحت وطئة الاعتقال الرسمي ,  وهو وسط مجموعة  من الموظفين المنافقين الذين يعرفون كيف  يتسلقون على اكتاف الآخرين . وهو موظف بسيط لم يتعلم فنون  الوشاية والنفاق   ( تم اعتقاله هنا في هذا الزمن وهو معتقل .... والاهم من ذلك هو المعتقل الرسمي في هذه الاضطرابات الزنزانية ) ويشعر بأن افكاره  ستجف في هذا الاعتقال الحياتي اذا لم ينطقها ويحاكيها ويكتبها , وانه إن لم يفعل ذلك  سيصاب بالجفاف العقلي  في الحيرة والفوضى والانفلات . في هذا الزمن الذي يدفع الانسان الى المهانة والنذالة والانتهاك . هذا الواقع الذي شطب وحذف حكمة الطين من قاموسه اليومي. وكانوا قديماً حكماء العالم يسترشدون بحكمة الطين  ( الحكمة الطينية العراقية التي أخذها العالم القديم والحديث وعزوها لأنفسهم , أحس بالضجر لأن العالم اليوم ليس كالامس , فهو ليس حكيماً وبطانته من الخونة والانتهازيين , ولا يوجد مشتار يحمل أمانة الامة .... حكمة العراق تسري في دمه فقد انقذ العراق العالم من الجهل ) لماذا اصبح العراق مصاب بلوثة الجهل  بهذا الشكل المريب , وهو يحمل حكمة فقيه الطين ؟ . لماذا وصل الطين الى هذا الحضيض والى المستنقع العفن . كأن هناك من نصب فخاً له للدمار والخراب  , وهذا ماحدث فعلاً بعد الاحتلال .  والرواية تتحدث عن الفترة المظلمة ما  بعد الاحتلال عام 2003 . . وصار في اسفل حضيض الدول الفاسدة والمتخلفة , بينما كان ارثه الحضاري نبراساً للعالم ( حكماء العراق سبقوا حكماء الصين والهند ومصر وفلاسفة اليونان ) كان يملك الكبرياء والشموخ بما  يملك من  حكمة التسامح , بالعقل الناضج بالناموس والقانون والشريعة . اصبح العراقي جائعا الى الحرية لكي يتنفس من خلالها .  يبحث عن متنفس للحرية , حتى لو رحل الى المريخ أو الى زحل , والى أي بقعة آخرى  في العالم ,  فيها يتنفس  قبس من نور الحرية . حكام اليوم دنسوا ارض الطين , مرغوها في الوحل , وأطفأوا الانوار , ليعيش العراق في الظلمة ( أينك يا نور الطين وطين النور ... خذهُ بلا رحمة الى ذلك العالم .. أغسله من جديد على شاطئ الفرات ليعود بأعين جديدة ... أظمأه كثيراً ذلك الحرف فلقد طمح بالمزيد لتحترق روحه بالضياء غير المدنس بالخدع ) لذلك يصبح الكلام لناطقه  جريمة , والحرف ممنوع شرعاً عاقبته كاتم الصوت بلا جدال , بهذا الشكل يشعر شخصية الرواية أنه مطارد في جريمة قول  الكلام والحرف , في ظل التأزم والصراع الحياتي في هذا الزمن المغلف بالانهزام والاحباط . أنهم لا يعرفون عن العراق سوى مغانمه من الذهب والدولار والسحت الحرام , كل شيء مستباح لهم , لانهم يتصورون أنفسهم أنهم ابناء الله , وابناء الشعب هم ابناء الشياطين , فالقصاص  بحقهم عادل  بالحرمان من حق العيش والحياة  . ومن يخرق شريعتهم تصيبه زوابع  الموت والاختطاف الى المجهول . أنه عهد الخوف , جمهورية الخوف بأسم الله والدين والطائفة , عراق القلق والفقر والجوع  ( في عراق كلاب السياسة , تناسلت الاحزاب البغية وعهرها السياسي , ليحكم العراق قوادون وحمير ) ولهذا ينهش الخراب في كل مكان . وسدت الابواب والمنافذ في وجه العراقي . والى اين يرحل هل هناك حيلة تنقذه من هذا المأزق , فقد اصبح العراق عبارة عن زنزانة أو سجن كبير . وبهذا الشكل تصرخ الاسئلة في داخله بالغضب المدوي  . بين الصوت والصدى .
( الصوت : لماذا بكيت عندما اتيت الى هذا العالم ؟
هو : لم أكن أريده
الصوت : وهكذا ستبقى ؟
هو : هل ستأتيني السكينة يوماً ؟
الصوت : ربما
هو : سأظل أكتب كل شيء
الصوت : لا أعبأ بما ستكتب حتى وان كتبت  حلمي
هو : هل تحلم ؟
الصوت : أحلم بما تفكر فيه أنت ... )
هذه عقدة الصراع المتازم داخل شخصية الرواية ,  بالمعاناة الجاثمة على صدره . ويشعر بالاختناق , وهو يعيش في واقع يرفس أنفاسه  الاخيرة .
( الصوت : ألا تكف عن الاسئلة ؟
هو : أنا أدونها الآن ربما أجد جواباً وحداً يغنيني .
الصوت : هل يوجد جواب لأسئلتك كلها ؟
هو : يوجد يا صديق
الصوت : كيف ؟
هو : أذا أرجعنا كل شيء الى شيء
الصوت : هذا كلام الحالمين
هو : لا يا صديقي ... لابد من الاسئلة حتى شفير النهاية
الصوت : ستكون نهايتك قريبة .
بلد الطين فرش سجادة الحزن والمعاناة بغياب الحكمة والعقل . واصبح تابع لحكمة معابد الاوثان , التي جعلت العراقي يركض وراء فقاقيع الامل المتبخرة بالوهم والسراب , وهو متأرجخ بين الجحيم الموت . والمفاضلة تعوده له بأي شكل يتجرع السم القاتل , كما اصبحت الكلمة الشريفة مطاردة بالسم القاتل . لكن روح التحدي تبقى حية , برفع شعار الكلمة حتى النفس الاخير .
     جمعة عبدالله

109
قراءة في رواية ( وكر السلمان ) للاديب شلال عنوز
اسلوبية المتن الروائي تختلف عن المألوف في الرواية  العراقية الحديثة , بتناولها مسائل حيوية في علاقة  الاجرام بالحرب ,  وهي تدخل ضمن الاتجاه الروائي في ادب الجريمة  ,في منظور فكري يستند على مقومات في المسائل القانونية وقانون العقوبات الجنائية . ويستغل المؤلف مهنته في ممارسة مهنة المحاماة ,  في توظيفها في النص الروائي , وهو يجمع في تحليل علمي في علم الجرائم ونظرياتها في عالم الجريمة ومنطلقاتها  ودوافعها  ,في وخلق روحية أجرمية تتنفس في  أزماتها  بالاجرام ,  ولها قابلية كاملة  لفعل الجريمة طالما يرقد في  دواخلها وحش مجرم . والمنظور الروائي  يعتمد على نظرية الاجرام على نظرية  الدكتور الايطالي المعروف على نطاق واسع في ابحاثه العلمية الدكتور  ( تشيزري لومبروزو ) في كتابه ( الرجل المجرم ) في ابحاثه ومختبراته  العلمية التي اجرائها على العديد من المجرمين , واستخلص منها  المواصفات التي تحدد المجرم  الجسدية والروحية . التي تكمن في داخلها الوحش المجرم بالسادية المازوشية , يربطها الروائي ( شلال عنوز ) بشكل أساسي بالحرب في دوافعها  في تشويه سمات المجتمع الاخلاقية من خلال محرقة الحرب المدمرة .  ويربط المتن الروائي بفهم عميق بين الجريمة والحرب , ويضعها  في وعاء واحد , أو في عملة واحدة , فلابد وراء كل جريمة حرب , والعكس صحيح , وراء كل حرب جريمة . طالما روحيتهما واحدة , في  العنف الدموي واراقة الدماء بالبشاعة السادية .
أن النص الروائي يعتمد على نظرية الاجرام ( لومبرزو )  بالمواصفات التي حددتها  نظرية علم الاجرام الجنائية , وهي تنطبق على بطل الرواية ( نعمان )  في اقتراف جرائمه على اقرب واعز الاصدقاء المحيطين به , واستدراجهم الى وكر الشيطان ( وكر السلمان ) متجرداً من كل رحمة  , بل في القتل متأصل  في روحية مازوشية سادية . ومفردة ( السلمان ) تعود بالذاكرة العراقية الى السجن السيء الصيت والسمعة  ( نقرة السلمان ) فقد كان سجناً رهيباً للمعارضين السياسيين المناوؤين للسلطات الطاغية , عبر مراحل  تاريخ العراق السياسي الحديث , في زج الوطنيين الاحرار والشرفاء ,  بأصواتهم الحرة المدافعة عن الوطن , في زجهم  هذه السجن الصحراوي الرهيب . ويتناول المتن الروائي بالتفصيل الدقيق . شهوة القتل والاجرام , المتفجرة بوحشيتها الدموية تجاه ضحاياها ,  عند الشخصية المحورية في المتن الروائي ( نعمان ) . هذا ما يطرحه النص الروائي , ويسوقة بصيغة لغوية مدهشة في التشويق , التي تجمع السرد النثري بالشعر . اي ان احداث السرد الروائي يجمع كلا الطرفين , وهذا يعود بأن الاديب ( شلال عنوز ) هو يجمع الصفتين , الروائي والشاعر معاً , لذلك خلق براعة متشوقة , نادراً ما نجدها في الفضاء الروائي السرد / الشعر . في براعة بالغة الدهشة والابهار , بحيث تشد القارئ في متابعة دراماتيكية الاحداث المتسارعة والمتلاحقة في  أحترافية في الفن الروائي الحديث  , في مسلسل الاجرام الذي يدير دفته مجرم  محترف في  الاجرام . وهي من  النتائج المدمرة التي تخلفها   الحرب , في حرق الاخضر واليابس في ازهاق الارواح البريئة في مجزرة رهيبة ودامية , وهي محرقة الحرب على جبهات القتال , الحرب التي اعلنها النظام على أيران  في الثمانينات القرن الماضي , والتي خلقت اجواء مرعبة في المجتمع , التي انعكست سلباً على سايكولوجية المجتمع الاخلاقية . بأن الفرد بات يعيش ضمن كوابيس الرعب اليومي من اهوال الحرب . هذا يدفعنا الى التساؤل : منْ المسؤول عن هذا الدمار البشري والاخلاقي ؟ أضافة الى دمار البلاد بالخسائر الفادحة التي لا تعوض .  منْ المسؤول عن هذه البشاعة التي غرقت البلاد في بشاعتها ؟ بكل تأكيد تشير اصابع الاتهام الدامغة الى القيادة السياسية التي تحكم البلاد , فهي المسؤولة عن حماية وسلامة الوطن والمواطنين , وهي يجب عليها أن تتصرف بالعقل والحكمة والحلم والشجاعة . حتى تقود البلاد الى الرقي والتحضر والتقدم والتطور  الى شاطئ الامان  والسلامة . أما اذا كانت القيادة متهورة في اعمالها وافعالها , واذا كانت عقليتها تؤمن بمبدأ العنف والقوة الطاغية والغاشمة بالبطش , اذا كانت ثقافتها السيف والمدفع , فهي تقود  البلاد الى الهلاك والدمار والعواقب الوخيمة , في اشعال الحروب التي تقود نحو الانحدار الى الهاوية السحيقة . وتدخل في تخريب المجتمع في علاقاته العامة حتى في علاقات  الحب  . فقد كان ( نعمان ) من عائلة غنية ميسورة , تملك الاموال الوفيرة والاملاك العقارية . ودخل كلية القانون . وهو الشاعر الرقيق في مشاعره ومحب للادب والشعر , اضافة الى اختصاصاته في علم القانون , ارتبط بعلاقة حب مع   ( سناء ) وهي ايضاً من عائلة غنية ميسورة , فقد خطفها من الطلبة الذين كانوا يتبارون على خطف ودها وحبها , لكن هذه الحسناء الجميلة  اختارت ( نعمان ) بعلاقة حب قوية وانتهت بالموافقة على عقد الخطوبة في حفل مهيب كأنه حفل ملوكي , على أمل عقد الزواج بينهما . ولكنه جند للحرب واشترك في جبهات القتال . ومن خلال الحرب الصاروخية بالقتال الضاري في جبهات القتال  , جاءته قذيفة صاروخية وهو داخل الخندق , لم يسلم في الخندق إلا هو ونقل مباشرة الى المستشفى , وأجريت  له عمليات جراحية في انقاذ حياته , وتكللت العمليات الجراحية بالنجاح , إلا بكسر في فخذه الايسر وبتر عضوه الذكري. هذه الخسارة الفادحة بفقدان رجولته , شكلت له ازمة نفسية  خطيرة  , وراح يعوض هذا النقص الفادح , في امتهان سلوك الاجرام والجريمة لاقرب واعز اصدقائه , يستدرجهم في الوكر الشيطاني , حتى ينفذ جرائم القتل البشعة بوحشية سادية . حتى لم يسلم من القتل السادي خطيبته ( سناء ) استدرجها الى وكر الشيطان بخطة محكمة , بعدما اخذ يماطل بموعود الزواج , وقطع رابطة التواصل معها ومع اهلها , وهم في حالة دهشة واستغراب , بأنه  اخذ يتهرب من التواصل معهم . حتى بدأ هذا التصرف الغريب يثير الريبة والشك في المماطلة  في عقد قران الزواج من ابنتهم . لذلك استدرجها الى الوكر ومارس تصرف غريب لم تصدقه بأن الواقف أمامها أنه  ( نعمان ) الحبيب تحول الى وحش كاسر . وانه يخفي لها شراً مهلكاً في استدراجها الى هذا الوكر المليء برائحة العفونة وانه مهجور ومخيف . وتسألت بغرابة وهو بملامح الوحش الكاسر . بماذ يريد يفعل بها ؟ , فرد عليها ( سناء أنا لست كما تعرفين , أنا أنسان آخر ارادته الحرب أن يكون مأزوماً , فاقد الاهلية فأغتالت رجولته , ثم نظر نحو الارض خجلاً من نظراتها وقال في انكسار شديد , أتدرين يا سناء أنني رجل لكنني لست ذكراً , لأن فرمان الحرب اللعينة صدر بقتل ذكورتي , وليتني مت ألف مرة ولم تحدث لي هذه المأساة ) ص123 .
ولكي تتأكد من حجم فادحة الكارثة التي أصابته  ( رفع ثوبه الى للاعلى ولم يكن مرتدياً لباساً داخلياً , وحينما وقعت عيناها على موضع الكارثة , أرتعبت وكادت يغشى عليها من هول الصدمة التي باغتتها , فلم يكن هناك عضوه ذكري , رأت مجرد فتحة في موضع مشوه فأصيبت بالفزع واجتاحتها موجات من الهوس مصحوبة بنوبات بكاء عارم ) ص124 . بهذا الشكل اراد ان ينتقم من خطيبته بالقتل بالسكين , وبعد قتلها جاء الدور على أقرب اصدقائه المقربين وهو ( ناصر ) استدرجه الى وكر الشيظان ليكون الضحية القادمة , وحينما ادرك ( ناصر ) بأن السكين تلوح فوق  رقبته . حاول ان يستجدي عاطفته ورحمته لانه صاحب عائلة  واطفال . وانه صديقه المقرب وعرف عنه أنه شاعر يحب الناس ويرفض الظلم . وأنه لا يختلف في هذه الهمجية الوحشية , عن افعال الطاغية المجرم الذي اشعل الحرب , ودفع الناس الابرياء  الى محرقتها , كما يفعل الآن بقتل صديق بريء . لكن عرين الوحش في داخله ,  قرر ان ينهي حياته , ولم يجدي الاستجداء والعطف والرحمة . ذكره بأنه درس القانون , وان حبيبته تنتظر موعد الزواج . ويرد عليه بأنها لعبة الحرب , فيقول ( ناصر ) بصوت متشنج يتحشر في حنجرته ألما ومرارة :
( لماذا تصر على قتلي ؟ أي ذنب جنيته بحقك ؟
فقال نعمان وهو يشيح بوجهه عنه : أنها شهوة القتل التي تملكتني, فمنذ وطأت رجلاي هذا الوكر الخبيث , ولا شيء يطرق تفكري سواها , هي لعنة الحرب يا ناصر . صدقني أنا أحبك . ولكنه حب يسكنه الموت , فلقد  فقدت الامل واصبحت الحياة لي مجرد وهم ومات ضميري , متأرجج الحقد والغدر في الاعماق ) ص148 . يرد عليه بأي قانون وشريعة تمارس القتل ( كيف يحق لك قتلي لمجرد شهوة مريضة تلبستك كما تقول ؟ ألم تعلم أن لي عائلة ولي طموحات وخلقت بشراً مصون الكرامة والنفس ) ص149 . يرد عليه باستهزاء وهو يداعب سكينته ( لماذا وضعك القدر في طريقي وقد اغتالني قبلك ) ص149 . يرد عليه ناصر :
( أنت الآن تعتدي على حق وهبه الله لي وحماه القانون , فمن اباح لك قتلي ؟ ) ص149 . فيجيبه نعمان :
( لقد أباحت لي ذلك الشريعة نفسها , التي أباحت للحجاج وسواه من الحكام الطغاة في أن يتسيدوا ويحكموا بأسمها , فتمادوا في ظلمهم للناس وتفننوا في قتلهم للاخرين بأسم الشريعة والدين والقانون ) ص149 .
وبدأت احداث تتلاحق بسرعة دراماتيكية . فقد ارسل المستشفى الذي اجراء عمليات الجراحية  لحالته الخطيرة , ارسل تقريره الى السلطات القضائية  , يشرح  في التقرير الطبي بالتفصيل حالته , كسر في الفخذ الايسر وبتر عضوه الذكري  , حتى يعفى من الخدمة العسكرية , وارسل الى القاضية ( رحمة ) التي كانت زميلته في كلية القانون والصديقة المقربة الى ( سناء ) وكانت على اطلاع قريب  في  الحب الذي جمع بين  ( نعمان ) و ( سناء ) وكذلك هي أيضاً  شعرت بالقلق من اختفاء صديقتها ( سناء ) وابتعاد ( نعمان ) عن التواصل وانقطاع في زيارة عائلتها  , والتماطل في تحديد  موعد الزواج , بشكل مريب يدعو الى الظنون والشكوك , ويأتي التقرير الطبي ليوضح  الغموض في تصرفات ( نعمان )  ويضع الامور في نصابها , بأنه متورط في اختفاء ( سناء ) وذهبت الى عائلة ( سناء )واطلعتهم على التقرير الطبي  وادركوا بأن  ( نعمان ) متورطاً في  اختفاء ( سناء ) وقدموا دعوة قضائية الى مركز الشرطة  تدينه بالاختفاء . وبدأ الحبل يلتف حول عنق ( نعمان ) وتيقن بأنه اكتشف امره للجميع , بأنه المسؤول عن اختفاء خطيبته . وداهمت مفرزة الشرطة بيت ( نعمان ) فلم تجده لانه سبقهم في الهرب الى وكر الشيطان , وقادت مفرزة الشرطة قطته السوداء , كدليل يريشدهم الى الوكر , وبالفعل ذهبوا , وشعر ( نعمان ) بالخطر يطرق باب الوكر , فلم يبق له سوى وسيلة الانتحار , ففجر نفسه بعبوة ناسفة طالت بعض رجال الشرطة  . وكتب في وصيته كل افعاله الاجرامية بالقتل , وانه يشعر بالندم , لذلك يأمر بتوزع امواله وعقاراته وما يملك الى عوائل الضحايا .
ولكن لابد من الاشارة المهمة في بداية الرواية هو الاهداء :
الى ضحايا الحرب , رجالاً , نساءً واطفالاً
الى الذين خسروا أمانيهم . واكلوا أعمارهم
الى كل الذين اكتووا بنارها
الى الانسانية المعذبة بسبب حماقات مشعليها .
---------------
× الكتاب : رواية وكر السلمان
× المؤلف : شلال عنوز
× الطبعة الاولى : عام 2020
× الناشر : منشورات أحمد المالكي
× عدد الصفحات : 220 صفحة
      جمعة عبدالله

110
جريمة كبرى ترك العراق بدون لقاح كورونا
ما يجري في العراق في منتهى الغرابة السريالية في عجائبها  التي هي  ابعد من تصور الخيال والمنطق والضمير والاخلاق والشرف , ولكن لا عتب على منْ  لايمتلك الشرف . لكن  هل من المعقول والمنطق , بأن العراق الدولة الوحيدة من دول العالم اجمع , لم يتحرك بالحصول على لقاحات فيروس كورونا . ولم يجهد  ماكنته  في شراء هذه الجرعات من اللقاحات  وتوفيرها للمواطنين مثل بقية شعوب العالم كما فعلت  . كلما في الامر  انصب كل جهده ومساعيه  في توفير جرعات اللقاح للمسؤولين وعوائلهم فقط , وتوقف جهده وسعيه  عند هذا الحد واقفل  الباب . كأن مسؤوليته الاخلاقية تتوقف عند هذا الحد  فقط ,  في توفير العلاج واللقاح  للمسؤولين وعوائلهم فقط . وليس من اختصاصه ومسؤولياته توفير اللقاح لعامة  الشعب . وانما اعتمد على الهبات والتبرعات والمنح , التي تقدمها دول العالم مجاناً للعراق , كأنه   متسول يستجدي العطف والرحمة حتى من افقر دول العالم بأن تقدم اللقاحات اليه مجاناً  , مثل دولة الباكستان في  تقديم للعراق اللقاحات مجانا , الى هذا الحد وصل الاذلال والمهانة والخزي والعار لطبقة السياسية والاحزاب المتنفذة , أن تتصدق عليهم الباكستان والدول الفقيرة الاخرى باللقاحات المجانية , لذلك قررت الباكستان ارسال شحنة من المساعدات المجانية الطبية الى العراق , لمواجهة جائحة فيروس كورونا .
هذا يؤكد عمق الفساد المتغلغل في الدولة العراقية . حتى أصبح لا يتحرك اي شيء إلا وصاحبه الفساد , في كل النشاطات والميادين , في العقود والصفقات والمقاولات لابد ان يكون للفساد حصة الاسد . وبهذا الشكل يتم الانهيار في كل الميادين , ومن جملتها انهيار المنظومة الصحية , التي اصبحت عاجزة في توفير أبسط الاشياء اللازمة والضرورية في الجانب الصحي والطبي . واصبحت حالة المستشفيات في البؤس المزري المدقع  . اي اصبحت المستشفيات الحكومية حاضنة للموت البطيء  , او مسالخ الموت , واصبح المواطن يفضل الموت في بيته , بدلاً من الاذلال والمهانة في مستشفيات الموت , الذي لا يتحرك اي شيء بها  إلا بالرشوة , في الحالة المزرية حتى انها غير موجودة في أفقر دول العالم قاطبة . بأنها تدفع المواطنين الى المستشفيات الاهلية التي تتعامل بالدولار . ومن اي أن يوفر المواطن والفقير والمتقاعد والموظف البسيط هذه المبالغ العالية للعلاج. في حين دول العالم نجدها تسعى الى توفير العلاج والملايين اللقاحات التي توزع مجاناً , هذا يدفعنا الى التساؤل المنطقي : هل لا توجد في العراق أمكانيات مالية لشراء العلاج واللقاحات ؟ . وهو يصرف النثريات فقط ماعدا الرواتب والامتيازات , مليون دولار شهرياً لكل مسؤول في الرئاسات الثلاث , . بمنح هبات مالية تبلغ عشرات الملايين الدنانير على الفعاليات الصغيرة والتافهة التي لاتساوي أي شيء . تصرف الملايين بلا حساب لشراء سكوت المليشيات  , وتصرف الملاييين للاعلام لتبيض وجهها  , تصرف المليارات الدولارية للمليشيات المستهترة والمجرمة , وميزانيتها اكبر من ميزانيات الوزارات الخدمية , اضافة بأنها تسمح بالاستيلاء على الموارد المالية الضخمة , بسيطرة المليشيات على المنافذ الحدودية والمواني , تسمح لها في جباية الضرائب من النشاطات الاقتصادية والتجارية  . تسمح لها بأخذ  الرشوة وحصة من الصفقات والعقود والمقاولات . بذلك دخل العراق باب الخراب من الفساد والفرهود , وترك الشعب يعاني الاهمال والحرمان حتى من حقه في توفير العلاج واللقاح .
أن العراق مقبل على كارثة إنسانية دون محالة  في عدم توفير جراعات اللقاحات , بأنه مقبل على أنتشار الوباء بأرقام مخيفة ومرعبة  . رغم أن وزارة الصحة لم تعلن الارقام الحقيقية للاصابات والوفيات , خوفاً من الهيجان الشعبي والدولي ضدها  , لذلك تحاول طمس الارقام الحقيقية . حتى لا يدل العراق الحائز على المرتبة الاولى بين دول العالم بالفساد بأنه يفتك به وباء كورونا.  في دولة غائب عنها الضمير والشرف قبل المسؤولية . لذلك لا يعنيها موت مليون  أو ملايين الناس  , ماذ يعني ؟ لا شيء  . طالما وفرت اللقاح والجرعات لوباء كورونا الى المسؤولين وعوائلهم . بهذا الشكل المخزي تسير حكومة الكاظمي , وهي تسجل أسوأ حكومة مرت على تاريخ العراق , بأن تلعب بها المليشيات وتتحكم بها , وهي صاغية ومطيعة . أسوأ حكومة لا توفر التأمين الصحي والطبي والعلاج . أسوأ حكومة فاقدة الضمير والشرف , لم يحركها ضميرها الميت , أن تسعى الى توفير وشراء اللقاحات . ان ما يحدث لا يصدقه العقل أمام أستغراب دول العالم ومنظمة الصحة العالمية . بأن العراق لم يبالي في مجابهة  وباء كورونا , ولا يسعى الى توفير العلاج وشرائه مثل بقية دول  العالم ................................ والله يستر العراق من الجايات !! .
       جمعة عبدالله


111
قراءة في رواية (عند باب الازج ) للاديبة نيران العبيدي
محاولة تجريبة  مبدعة  في تقنيات ادوات  تداعي السرد الحر . ان يعطي أهمية بتناول احداث المتن الروائي بنطق الشخوص المحورية  , والكشف بما يحملون في جعبتهم من تجربة حياتية ومعاشية  في سياق احداث  النص الروائي , ضمن الاطار العام للأوضاع  في المرحلة الزمنية والمكانية . وفي منعطفاتها الدالة  وخاصة ان النص الروائي يقف على عتبات مراحل العراق السياسية في أزمنتها المتعاقبة ,  في غمار الصراع المحتدم على عصب الحياة العامة ,  التي تقف على ثلاثة أعمدة رئيسية وهي ( الدين . السياسة . الحب )  وتجلت هذه الاعمدة على عتبات ابواب بغداد في موروثها الشعبي , والتي رسمت صورة الاكبر للعراق بكل ميادينه الدالة . وكما تناولت  رواية ( منعطف الصابونجية ) فأن  رواية ( عند باب الازج ) هي  مكملة  لتناول الاحداث في المراحل التي مرت على العراق , واذا كان الجزء الاول تناول المرحلة العهد  الملكي . فأن هذا الجزء يتناول فترة معينة من بداية الستينيات من القرن  الماضي حتى انقلاب البعث عام 1963 . التي أتسمت هذه الفترة السياسية  بالصراع  الملتهب والعاصف  , ضمن الصراع العام , الذي أتسم بالتخبط والفوضى والخلافات الحادة  , لجميع اطراف الصراع من  الاحزاب ( اليمين واليسار ) والقيادة السياسية أيضاً . التي فقدت الرؤية السياسية  الواضحة . فكانت تحمل ضبابية لا تفرق بين صديق وعدو , وتجاهلت قاعدتها الشعبية التي ترتكز عليها , واحتضنت  من يخطط لايقاع بها وغرقها بالدماء . لقد ادارت القيادة السياسية بوصلتها أو ادارت ظهرها لقاعدتها الشعبية  , وراحت تضيق عليهم الخناق والمحاصرة عليهم ,   حتى الاعتقال والسجن , وخاصة من  زعيمها ( عبدالكريم قاسم / ابو الفقراء ) .مما خلق التشويه الفكري والفوضى والتخبط  , بأنها فقدت حاضنتها الشعبية من خلال ممارسات الخاطئة   التي سلكتها  ( اغتيالات على قدم وساق ؟ عبدالكريم قاسم نكث عهده وانقلب على الشيوعيين , يطارد البعض ويقبض على البعض الآخر . أصبح مثل ورقة تهزها الريح  حيثما تشاء في يوم عاصف , لا أعتقد هناك هناك مستقبل إلا هذه الفوضى ) ص15 .  والمتن الروائي يغوص الى الاعماق في هذه الفترة الحرجة بالفوضى  . من خلال هذه التقاسيم الثلاث ( الدين . السياسة . الحب )  على  مسرح الاحداث . نجد انها تغوص في الزيف والفشل والاحباط والاخفاق والازمة , لم نجد اي واحد  منها ,  لم يصل الى مرامه وحقق  النجاح  . فمن ناحية  الدين فقد أنشغل  بالمسائل الثانوية والهامشية في تخدير الناس دون ان يقدم الدعم والانقاذ في معاناتهم . في الجانب السياسي تحول الخلاف السياسي الى ارقة دماء ومجازر , الذي توج في انقلاب دموي عام 1963 . في الحب الفشل والاحباط والخيبة تلاحقه  , نجد في وكما عرفنا  في رواية ( منعطف الصابونجية ) الشقيقات الثلاث ( بدرية . صبيحة . مديحة ) أصابتهن العنوسة بسبب الاهل , الذين وضعوا شروط  لطالبي  الزواج , أن يكون من طبقتهم الغنية والباشوية والاستقراطية . مما دفع  ( بدرية ) ان تنجرف الى دور البغاء ,  بعد فشل حبها من الفنان وعازف الكمان ( كرجي اليهودي ) لتنهي  حياتها بالقتل على يد ابن عمها ( مرهون ) من اجل شرف العائلة وغسلاً للعار . و( أحمد مسلماني / يهودي ) في هذا النص الروائي  ( عند باب الازج ) يتقمص دور رجل الدين المسلم , حتى اعتبر من اولياء الله الصالحين في جبته الدينية , واصبح خادم حرم مقام ( عبدالقادر الكيلاني ) احد مريدي الحلقات الصوفية , لكنه فشل في الحب في كسب أمرأة يود الزواج منها . هذا يعطي دلالة بليغة , بأن الحب اليهودي غير صالح للبقاء ( كرجي وأحمد مسلماني ) رغم مواقعهما المميز .
 الشيء الذي يجب الاشارة اليه . بأن براعة الاديبة ( نيران العبيدي ) قدمت بانوراما بغدادية في تراثها الشعبي ومناطقها ومعالمها الشعبية , وهي تقدم خدمة الكبيرة الى الجيل الجديد , في التعرف على هوية  بغداد القديمة .  ومن أجل تسليط الضوء على أحداث المتن الروائي , لابد من استعراض ادوار شخوصها المحورية وهم :
 1 - أحمد مسلماني : اليهودي الذي تقمص دور رجل الدين المسلم حتى اصبح من أولياء الصالحين في مساعدة الفقراء والمتسولين واطعامهم , ونال احترام الناس , واصبح خادم حرم مقام ( عبدالقادر الكيلاني ) ومن المريدين في الحلقات الصوفية . كأن شخصيته تقمصت  شخصية عازف الكمان والمطرب ( كراجي ) الذي هام حباً ب ( بدرية ) التي انزلقت الى دور البغاء , وفي هذه الرواية , يقوم بدوره ( أحمد مسلماني ) , يعيش من عرق جبينه في بيع بضائع بسيطة ( خردة فروش ) ينادي على بضاعته في لهجته أو لكنته  الخاصة في اللازمة ,  التي يكررها في المناطق والشوارع الشعبية ( اصيح يا سامعين الصوت .
ابيع لكم
خردة فروش
تعالن يا حلوات
شوفن شكو عند عمو مسلماني
أحلى قلادة من البصرة
عطور دهنية من الهند
بخور عطر بيتك ) وملازمته بهذا النداء :
 تعالن يا حلوات , تعالن يا بنوات
التمن على عمكن الذي اضاع بدر البدور وذبها بهبية
تعالن على  المسودن
مسودان الي يحب بهذا البلد
 مسودن البهرزي   ( يقصد صديقه الحميم ( حسين البهرزي اليساري الذي أحب ضحى )
الناس جميعاً مسودنين
يولوا هذا العراق مسودن  مسودن
رددوا معي ) ص53 ( مسودن / يعني مجنون )
وهي اختصار عميق للواقع السياسي المتسم بالفوضى العارمة والتخبط , وان كلمة مسودن هي كناية اطلقها الناس على ( عبدالكريم قاسم / ابو الفقراء ) في التناقض السياسي الصارخ بالسياسة العمياء التي لا تفرق بين الصديق والعدو . هذا التخبط ادى الى مقتله بأسوب وحشي . من الذين وضع   ثقته بهم , وهم يحفرون في الايقاع به , عكس قاعدته الشعبية  , الذين يكيلون الحب والاعتزاز بشخصيته المحبوبة , فقد صعد في بداية الثورة , الحزب الشيوعي , احد اركان الداعمة للزعيم عبدالكريم , وهو يملك شعبية عارمة  حتى اشتهرت احد أغاني تلك المرحلة ( يا أم الفستان الاحمر / فستانك حلو مشجر ) وجاهر في تنظيم  المظاهرة المليونية دعماً للثورة وقائدها الزعيم , ورددت  الجماهير الحاشدة ( الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي ) ص59 ولكن حدث العكس شدد الخناق والتضييق على الحزب بالاعتقال والسجن , وفتت وشتت القاعدة الشعبية المناصرة له , وحتى في ساعة انقلاب البعث , هبت جماهير الشعبية والفقراء الى مقر قيادته للدفاع عنه وطالبته بالسلاح لقمع الانقلابيين . وهي تهتف بحماس ( يا كريم انطينا سلاح باسم العامل والفلاح ) ص143 .
 وفي صباحات احد الايام المشؤومة في تاريخ العراق , سمع ( احمد  مسلماني ) اناشيد وعزف موسيقى عسكرية من المذياع  , فهرول مرعوباً يأكله الخوف الى صيقه ( حسين البهرزي ) وقال بصوت مرتجف :
( - أستاذ حسين أتعرف نشيد لاحت رؤوس الحرابي
- قلت : نعم تلمع بين الحرابي
- قال : أستاذ هذا نشيد حركة مايس وانا أعرفونه جيداً
ينشدون نشيد النازية لابادة اليهود
بهذا النشيد قتل أبناء عمومتي
بفرهود اليهود ) ص139 .
2 - حسين البهرزي : اليساري من عائلة  فلاحية , بعد ما اشتد الخناق والملاحقة البوليسية في مدينته ( بهرز )   , لانه من النشطاء اليساريين , اضطر الى الهرب الى بغداد ,  لكي يتخلص من المضايقات .التجأ الى بيت ( احمد مسلماني ) ورحب به  , حين صرحه بالحقيقة بأنه مطارد من قبل  الشرطة بسبب آرائه السياسية  , وقد , واصبح صديقه الحميم . لكن وجد في بغداد اتعس حالة  من مدينته , في المطاردة والملاحقة , من اشقياء السياسة في تخويف الناس والاعتداء عليهم ,  والمضايقة الطلبة اليساريين , فأضطر الى الانقطاع عن كليته الجامعية  . أحب ( ضحى ) الطالبة الجامعية في كلية التجارة والاقتصاد , ومن عائلة غنية ومن سلالة الباشواتية    من الاستقراطيين , ورغم الفارق الطبقي بينهما . هو ابن فلاح فقير وهي من عائلة غنية , لكن ارتبطت به بعلاقة حب قوية وتأثرت بافكاره اليسارية . وان حبهما الحقيقي أذابت  الفوارق الطبقية فتقول له ( احببتك لانك ابن ديرتنا وهوايات مشتركة  كثيرة تجمعنا , أمامك لا أشعر بأدني من البنت البغدادية , أنا امرأة سومرية أمام فارسها 
يقول : أنت لي وحدي واقول : لوحدك ياحشاشة الروح ) ص41 .
رغم انها تحمل ذكريات سوداوية من خالتها ( بدرية ) من قاتلها ( مرهون ) لكن تجد في هذا الحب سنابل ترقص في الحقول الذهبية . وفي عشية الانقلاب عام 1963 . ضاعت اخبار( حسين )  كما ضاعت آخبار الآف من المغيبين والمحتجزين عند سجون مليشيات ( الحرس القومي ) المنتشرة في الاماكن العامة والطرقات وهي تحمل بنادق بور سعيد , تقيم الحواجز ونقاط التفتيش للمارة  , بحثاً عن المطلوبين من اليسار . وفي أحد الايام وهي  تبحث عن حبيها ( حسين البهرزي ) مع أمه ,  التي جاءت الى بغداد تبحث عن ابنها, بعدما انقطعت  أخباره , لتقف ( ضحى ) مع عدوها القديم , الطالب الجامعي ( احمد ابو شامة ) الذي كان باخلاق سافلة ومنحطة  , وكان عدواني تجاه الطالبات والطلاب  , وكان منبوذاً من الجميع , وفي أحد المرات تحرش بها , لكن صدته ,  لتجده أمامها مع مجموعة من الحرس القومي على أذرعهم الشرائط الخضراء , ليتطلع اليها بعدوانية كأنه وجد  صيد ثمين , ويأمرها بالوقوف ويقول :
( - ست ضحى أنتِ تحت الاحتجاز , بتهمة التخريب والتآمر على الثورة )ص168 .
3 - مرهون ابن نسيبة : هو الذي اقترف جريمة قتل بنت عمه ( بدرية ) بحجة الدفاع عن الشرف وغسلاً للعار , وحكم عليه بالاحكام الثقيلة . ولكنه اختلط مع السجناء الشيوعيين وتعلم  القراءة والكتابة , وتثقف بالوعي السياسي , حتى اصبح واحداً منهم , وبعد خروجه  من السجن , كان  أنساناً جديداً  آخر  , انتبه الى جريمته  وشعر بالخجل العار بما تلطخت يديه , واصبح ناشطاً سياسياً وحزبياً واقتنعت به  ( مديحة ) شقيقة ( بدرية ) بسلوكيته الجديدة ,  ووافقت  على الزواج والارتباط به ,  وجدته مدافعاً عن المرأة التي تعاني من الظلم الاجتماعي . عانى من الملاحقات البوليسية , حتى وجد نفسه محاصراً ومطوقاً من قبل افراد من ( الحرس القومي ) مطلوباً لهم كمعارض يساري عشية الانقلاب  . تيقن ان حياته انتهت الى هذا الحد , ونظر الى بغداد بالنظرة الوداع الأخيرة , وهو يندب حظه من الخيبات والخسارات ,  وقال بتحسر وقهر في لحظات حياته الاخيرة  ( خيبة حبي حين أحببت بدرية خاتون , وخيبة حين قتلتكِ بكلتا يدي وخيبة حين تعلمت الابجدية وعرفت واقعي بين البشرية , وخيبة آخرى حين دخلت الحزب , وخيبة حين أنجبت على كبر من أختكِ مديحة ) ص152 .
 هكذا تحولت بغداد الى مدينة الرعب , لم تنقطع رشقات الرصاص  والانفجارات , وصبيحة الانقلاب كانت الطائرات تحوم حول مقر قيادة ( عبدالكريم ) وتدكه بالحمم النارية , واجهضت الثورة  من المتآمرين  في الداخل والخارج , ولعب ( جمال عبدالناصر ) في تجهيز افرد الحرس القومي بالبنادق بور سعيد , ويشترك بالتآمر على الثورة والعراق , ويركب  القطار الامريكي البريطاني لاغتيال الثورة  (لقد فعلها عبدالناصر )  .
× الكتاب : رواية . عند باب الازج
× المؤلف : نيران العبيدي
×عام الاصدار : عام 2021
× عدد الصفحات : 172 صفحة
      جمعة عبدالله


112
قراءة في رواية ( أفراس الاعوام ) للاديب زيد الشهيد
المتن الروائي في سباكته وصياغته ورؤيته الفكرية الواقعية والموضوعية في معيار التقييم والنقد , فقد توغلت في بطون التاريخ للعراق الحديث وحصون اعوامه الجامحة   , عشية سقوط الاحتلال  العثماني ومجيء احتلال جديد , اي أن احداث السرد الروائي يتمدد على فترة زمنية قرابة نصف قرن ( من عام 1917 الى عام 1959 ) برؤية شاهد عيان عاش في خضم هذه الاحداث ,  فقد كان بعمر  17 عاماً حتى قارب بالعمر ستين عاماً , وهو بطل الرواية وشخصيتها المحورية الرسام ( جعفر حسن درجال ) عاش الاحداث الجسام في عواصفها المتقلبة , وفي تغيير البنية الاجتماعية والسياسية والدينية , التي عصف بها هذا الشرخ الكبير , الذي عزف على طمس الهوية الوطنية العراقية , أن  سقوط احتلال بغيض في كل  ممارساته الظالمة وهو الاحتلال العثماني  , ومجيء احتلال آخر لعب على التناقضات الداخلية في الصراع السياسي والحزبي والديني ,  يشكل  التراجيدية المأساوية وقعت على كاهل العراق في الاحداث الملتهبة بالتعاقب .
ان مسرح هذه الاحداث الزمانية والمكانية , مثلتها مدينة ( السماوة ) كرمزية للاحداث العراق الجارية آنذاك , في تقلباتها ومتغيراتها , في الصراع على خمط المناصب ومراكز النفوذ في الدولة العراقية في احداثها التاريخية , من خلال شاهدها العيان ,  ومن خلال سيرته الذاتية والحياتية , سلط الضوء على تعاقب الاحداث الجسام التي مرت على العراق . جسدها الروائي ( زيد الشهيد ) بالسرد الثري بالتشويق والاثارة . في سرد الاحداث وخلفيتها العميقة , والتي كشف عن معاناة الشعب في الاذلال والمهانة والخذلان والظلم , في زمن الاحتلال العثماني البغيض والثقيل والممل والظالم , الذي أعتمد على مبدأ ( فرق تسد ) في جذب وتدعيم واسناد طائفة ( السنية ) على حساب الطائفة ( الشيعية ) , بالتمايز والتفريق والانقسام الى حد العداوة في اللعب على الخطاب الطائفي المتشدد والمتعصب .
أن مجي احتلال جديد خلق الانقسام في بينية المجتمع , الاجتماعية والسياسية والدينية . وكل فريق يدعم حجته على طمس الهوية الوطنية  , ويمثل بؤس البيان السياسي والحزبي والديني  . أن مسرح الاحداث المكانية مدينة تدور في مدينة ( السماوة ) ولكنها انطلقت الى الاعم والاشمل هو العراق   , بأنه كان  الخطاب الديني والسياسي يعتمد على عقلية البداوة والعشيرة في التشدد والتعصب , الذي خلقه  المحتل القديم والجديد معاً و تعتمد على نهج الفرقة والخلاف في مكونات الشعب الاساسية . في تدعيم الطائفة السنية وفتح باب لتسلق على المناصب ومراكز نفوذ الدولة بالضد من المذهب الشيعي , في الاهمال والحرمان. ووجدت نفسها في حافة هامشية في التوظيف والمناصب            ( - الترك , لا يعينون موظفاً ينتمي لمذهبنا الشيعي , بل من السنة فقط .
- كيف ؟
- نحن شيعة العراق أبتلينا بتهمة أنتمائنا لشيعة أيران , وهذه البلوى جائتنا من العهد الصفوي . الصفويين بسطوا حكمهم على أيران , فحسبنا طرفاً ينتمي اليه , حرمنا من التعليم والوظائف والوجاهة ) ص47 .
هذا التمايز الطبقي والطائفي  خلق تأثيراً كبيراً في البنية الاجتماعية بين الطائفتين ( السنية والشيعية ) لكل منهما يمشي في حال سبيله دون اختراق وتجاوز من احدهما للاخر  . فعندما اراد بطل الرواية ( جعفر حسن درجال ) الذي هام حباً وشوقاً بالعشق العذري مع حبيبته  ( وهيبة ) وحين فاتح أمه في طلب يدها وزواجها . طالما الحب يجمعهما , حتى رسمها في مرسمه واحتفظ بلوحة الرسم لحبيبته ( وهيبة ) اعترضت أمه واعتبرته فعل مجنون غير مسموح به , وقالت بتعجب واستغراب ( - أمجنون ولدي هذا ؟! .. أولئك أناس ليسوا من طينتنا ولا مذهبنا ... كيف لنا نحن الشيعة أن نقبل في عائلتنا سنية لا تقدس ( علي ) ولا تبكي على ( الحسين ) ؟!
- لا . يا ولدي أنت مجنون , واذا كانت هي تحبك فعلاً كما تزعم فمجنونة ايضاً ) ص70 .
وأجهض الحب والزواج . لكن جرحه ظل حامله في القلب , كما حمل لوحة الرسم لعشيقته ( وهيبة ) . حتى بعد الزواج من آخرى  , وحتى نهاية العمر فكانت اللوحة  الرسمية لا يتخلى عنها كأنها جزء من كيانه وقلبه . 
هذا التعصب الطائفي الذي زرعه المحتل التركي , بشماعة الدين الذي يلعب به  على عقول الناس . كما لعب في خطابه في مسألة دعم الوجود الاحتلال العثماني , بحجة بأنه يمثل راية الاسلام وتعاليمه السمحاء , والدفاع عن وجود هذا الاحتلال بمثابة الدفاع عن الاسلام وشريعته الاسلامية . رغم مرارة العيش والمعاناة تحت وطئة هذا الاحتلال البغيض والثقيل والممل  , ولكن خطابه الديني يلعب على المشاعر الناس , بحجة أن نهاية الاحتلال العثماني , يعني نهاية الاسلام وهدم المساجد , وازاحة الناس بالقوة عن دينهم الاسلامي . لان الانكليز كفرة وملحدين أكلة لحوم الخنزير . ولكن من جانب آخر هناك فريق يدعم ويناصر الاحتلال الانكليزي في العراق , بالعزف على وتر الحرية والتحرر , وتقدم وتطوير وتحديث البلاد ورفع كاهل المعاناة للحياة المعيشية  العامة. وهذا ما يخلق أزمة بين المثقفين بالتشتت والمعمعة والفوضى , ولكن  كلا الطرفين يطمس الهوية الوطنية , ونسيان بأن العراق كان مهد الحضارات والتقدم الحضاري . هؤلاء من الطرفين في خطابهما السياسي والحزبي , يتكلمون عن الدين والسياسة والثقافة والوطن والشرف والاخلاق , فأنهم منافقون لا يعرفون معنى الوطن إلا خين بحرقونه  إلا في تحطيمه . كما يحدث في واقعنا الحالي , من مرارات السياسيين ورجال الدين , الذين يلعبون على وتر النفاق والخداع بأسم الدين والطائفة .
 تناول المتن الروائي مسألة جوهرية وحساسة  في عقلية وثقافة السلب والنهب , اي في عقلية الفرهود الذي حدث في الازمنة والمراحل السياسية المتعاقبة , التي عانت الازمة والسقوط في نهج الفرهود بحجمه الكبير أو في حجمه الصغير التافه والسخيف ,   فحين أنهار الاحتلال العثماني في العراق   , هبت جموع الناس الغفيرة في نهب مخازن الدولة , بالحبوب والمواد الغذائية كما حدث في  عموم المدن العراقية ومنها مدينة ( السماوة )  وكان شاهد العيان بطل الرواية ( جعفر حسن درجال ) وكان عمره آنذاك 17 عاماً , وحدث نفس الفرهود الصغير والسخيف  في مدينة السماوة ( حين وصل عمره ما يقارب الستين عاماً ) حين هجمت جموع الناس الغفيرة بتحريض من الفتوى الدينية , بالتحريض على الحزب الشيوعي العراقي , بأنه حزب هدام , يبشر بالكفر والالحاد , وما هذه الجموع الغازية على مقرجريدة  ( اتحاد الشعب ) واجهة الحزب الشيوعي إلا تلبية نداء المرجعية الدينية  ( هاهو جعفر حسن درجال قد بلغ الستين , وما يحدث أمامه ضحى هذا اليوم الثامن من آب 1959 , في هرج ومرج وفوضى لا تطاق , في محاولة الفوز بكرسي أو منضدة أو مزهرية  أو شمعة تعليق الملابس أو ستارة نافذة أو مروحة سقفية أو منضدية , أو .. أو .... أو . تلك الاشياء التي أبيح نهبها من مقر ( أتحاد الشعب ) الواجهة الامامية للحزب الشيوعي في مدينة السماوة حيث أنتظر الكثيرون ممن يرون فيه تهديماً للدين وتفتيت للمجتمع لحظة الانقضاض عليه وسرقة محتوياته بعدما تشموا رائحة أنفضاض الحكومة عنه واصدار المرجعيات الدينية فتاوى بحله وحضر نشاطه بشعار ( الشيوعية كفر وألحاد ) ......... وما يحدث أمامه الآن أعاده الى ذلك الفجر الفضي الداكن لليوم الخامس من تموز عام 1917 ) ص10 .
 وكما حدث من سلب ونهب وحرق بالفرهود الكبير أبان سقوط نظام صدام حسين , وبدأ مرحلة الاحتلال الامريكي . ما أشبه اليوم بالبارحة في طمس الهوية الوطنية , واظهار اخلاق وثقافة الفرهود والحواسم . وما يحدث اليوم من الاوضاع المزرية والمريرة . كأنه مسلسل يعيد نفسه مجدداً بعد كل مرحلة احتلال , في العزف على الخطاب الطائفي المتشدد والمتعصب .
    جمعة عبدالله

113
ذي قار : شرارة الامل للتغيير
راهنت الاحزاب الطائفية وخاصة الشيعية على موت أنتفاضة تشرين . بأنها  انطفأت واخمدت شعلتها الى الابد , وخرجت من المشهد السياسي واصبحت في خبر كان , ولا تعود من جديد , بعدما أشبعوها طعناً بالقتل والاغتيال والخطف , وتشريد الناشطين الى  كوردستان , خوفاً من من الاغتيال والاعتقال , او من ملاحقات كاتم الصوت ,  الذي يتحرك بحرية مطلقة  تحت مظلة الحكومة والاحزاب المتنفذة . حتى استغلوا انتشار وباء كورونا  , في منع التجمعات ومنع التظاهرات بحجة انتشار عدوى المرض الخطير . هذه الاجواء ساهمت في فتور تجمعات المتظاهرين في ساحات الاحتجاج . ولكن الاحزاب الشيعية ومليشياتها الاجرامية , اعتقدت قلباً وقالباً بأن العنف الدموي أعطى ثماره في اخماد شعلة أنتفاضة تشرين واجهاضها كلياً  . وهذا العنف الدموي الوحشي  زرع الخوف والرعب في صفوف الشباب الذين يريدون استرجاع الوطن المخطوف . يريدون اصلاح الاحوال المعيشية والخدمات المتدهورة الى الحضيض . يريدون  دولة الانصاف للمحرومين والمسحوقين , يريدون محاسبة الفاسدين وايقاف شريان سرطان الفساد الذي نخر الدولة الى الاعماق , وقاد العراق الى الافلاس والفقر ,  وسد طريق الاصلاح والبناء ,  نتيجة  نهب وسرقة عشرات المليارات الدولارية واكثر بكثير  , وهربت  الى الخارج . وكذلك لعب السيد الكاظمي دوراً بارزاًفي أخماد الانتفاضة التشرينية التي اصبحت الطريق الوحيد لانقاذ العراق من الازمات العويصة . لقد جاء الكاظمي على اكتاف المتظاهرين السلميين , بعدما فشلت كل الحلول التي قدمتها الاحزاب الطائفية الحاكمة . فقد أعلن السيد  الكاظمي ابان تسلمه منصب رئيس الحكومة الموقتة . بالوعود الاصلاحية , واقسم بالعهد والحلف واليمين ,  بأنه سينفذ جميع مطالب المتظاهرين الذين صمدوا في وجه الارهاب الدموي . ووعد بالاصلاح الحقيقي وانتشال الخدمات العامة المتدهورة . محاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى القضاء العراقي . محاسبة الفاسدين وايقاف شريان سرطان الفساد . تعويض أهالي الشهداء والمصابين والمعوقين من رصاص الحي المليشياوي . ونزع سلاح المليشيات الارهابية , أستعادة القرار السياسي المخطوف . استرجاع السيادة العراقية الضائعة بين أقدام المحتلين ( الامريكي والايراني ) . ولكن بعد مرور اكثر من  ثماني شهور لم يتقدم خطوة واحدة  الى الامام , بل تراجع الى الوراء عشرات  الخطوات , وتدهورت حالة العراق اكثر تأزماً  , وتعمقت اكثر الازمة العامة ولم يتوقف العنف الدموي في مسلسل الخطف والاغتيال  ونزيف الدماء  . وزاد استهتار وغطرسة  المليشيات المسلحة اكثر في تمزيق هيبة الدولة وتمريغها في التراب , بل انها  اصبحت هي الفاعل في تنفيذ القرار السياسي , اصبحت هي المسيطرة على الشارع والدولة  بدل مؤسسة الدولة الامنية . تدهورت الخدمات العامة اكثر من السابق , وزاد الظلم والطغيان واخيراً الضربة القاصمة في تخفيض قيمة الدينار العراقي وتخفيض الرواتب أمام زيادة الغلاء الفاحش . فأصبحت الحالة المعيشية اكثر بؤساً من السابق . واصبحت الوعود العسلية خناجر قاتلة في جسد العراق . اصبح السيد الكاظمي عارياً على حقيقته بأنه لم يختلف عن اسلافه السابقين , وسقط النفاق السياسي الذي راهن عليه كثيراً بالخداع والكذب , وامام هذه الاجواء المظلمة بالخيبة والاحباط والانهزام , تفجر محافظة ( ذي قار ) برجالها الشجعان على مواصلة اشعال شرارة الانتفاضة من جديد . بالمظاهرات الحاشدة في ساحة ( الحبوبي ) وفي المواجهات الدموية اليومية مع الاجهزة الامنية والمليشيات الاجرامية. التي لم تتوقف بشاعتها في الانتقام الدموي . ومرة اخرى محافظة ( ذي قار ) تدفع ضريبة الدم الوطني الباهظ . فقد اشارت تقارير المرصد العراقي لحقوق الانسان , بأن مجازر دموية تحدث كل يوم ضد المتظاهرين السلميين . وذكر فقط يوم الجمعة المصادف ( 26 - 2 - 2021 ) عن سقوط اكثر من 120 جريحاً ونحو 10 قتلى بالرصاص الحي من قبل الأجهزة الامنية بأوامر من المحافظ الدموي . وقبلها سقط نحو 100 جريحاً و4 قتلى بالرصاص الحي . مما اشتدت المواجهات الدموية الى الوضع الخطير . ولا يمكن تهدئة الاوضاع الخطيرة بطرد محافظ ( ذي قار ) الدموي من منصبه , يجب معالجة الازمة العامة التي تجتاح العراق , ولا يمكن لهذا الاجراء الروتيني بطرد المحافظ ومجيء محافظ اخرى بنفس العقلية الدموية , لم يغير شيئاً سوى استمرار  نزيف الدم , وتصاعد شعلة شرارة أنتفاضة تشرين من جديد في كل المحافظات , فقد سقطت كل الاوراق بما فيها ورقة السيد الكاظمي الذي راهن على المتاجرة بالنفاق والدجل السياسي , لكنه سقط الى اعماق الحضيض .............
والله يستر العراق من الجايات !!
    جمعة عبدالله


114
قراءة في رواية ( حاموت ) للاديبة وفاء عبدالرزاق
تملك الاديبة قدرة فائقة ومتمكنة  في جماليات السرد في المتن الروائي ,    بتعدد اشكال أسلوب  التقنيات في  الحبكة الفنية ,  في السرد الاحداث النص الروائي .  في براعة الصياغة الفنية والتعبيرية , في تآلف منسجم بين منصات الواقع والخيال المتخيل الفني  . في براعة الغوص في عمق الواقع وتجلي عتباته ومفرداته , بما  يحمل  من مضامين الفكرية ,  تجسد حقيقة الافعال الواقع التي تمشي على الارض ,  تسوقها في صياغة  بارعة في التشوق وشد الانتباه  الى  الحدث السردي في النص الروائي . الذي يكشف حقيقة الواقع العراقي بعد فترة  الاحتلال الامريكي , وبداية العهد الجديد , في مجيء نخبة سياسية هجينة  لا تملك مبادئ الشرف والاخلاق ,  وتتسلم السلطة والنفوذ والمال . كأنها جاءت من اقوام معادية للعراق  , لكي تفجر روح الاحقاد والانتقام والثار والخراب للوطن الذي يرمز له بتسمية ( حاموت ) . في الشهوة العدوانية لتحطيم والتخريب في كل ميادين الحياة في الواقع اليومي , وتحويل مدينة ( حاموت ) الى مدينة الظلام والكوابيس , تنشط فيها اشباح الظلام  عصابات الموت والدم والفساد , في غيومها الكثيفة . اي بكل بساطة تحويل ( حاموت ) الى مدينة ديستوبية بامتياز . مدينة تزرع الموت والرعب والفساد في كل مكان هذه المرامي الشيطانية من المحتل  الامريكي . وهي بمثابة جرائم ابادة وتخريب  وطن . بوضع الديناصورات المتوحشة  في اعلى هرم السلطة والنفوذ, بحجة الديموقراطية التي تحولت الى ديموقراطية الموت والدماء ,    في نخبة سياسية فاسدة تسلقت على اكتاف العراق , واطلقت شياطينها واشرارها في عصابات  واشباح الموت  , التي تتحرك في ظلام الليل  وتختفي في  النهار , لتخنق الحياة بالاحزان والاحباط  . أن تجعل ( حاموت ) مدينة الخراب المأساوية , مصابة بلوثة الموت المنتشر في كل مكان . أن المتن الروائي يغوص الى الاعماق في حالات الرعب المخيف في شكله الدراماتيكي , من خلال عمليات الرصد والمراقبة لما يجري  لمدينة ( حاموت ) التي هجمت عليها الغربان السوداء وحولتها الى مدينة ديستوبية . حطمت كل شيء حتى الحب . ووضعت ( حاموت ) في دائرة الرعب في طقوس وحشية وهجينة , من قبل اشباح الظلام , الذين يضعون بصمات ابهامهم على ابواب البيوت المرشحة للموت أو الحرق ... الاديبة البارعة ( وفاء عبدالرزاق ) ملهمة في الابداع ( الشعري والروائي )  وفي هذا  النص الروائي تجسد الصورة التصويرية ملهمة في اظهار  مشاهد الرعب والموت التي اجتاحت ( حاموت ) في تجليات الاحداث المتلاحقة والمتسارعة في شكلها الدراماتيكي , لواقع حياة ( حاموت )الديستوبية في بصمات الموت الزقوم  . حتى الاشجار ارتوت الى حد التخمة والاشباع  من دماء الجثث ( شجرة ( حاموت ) تتغذى الآن على الجثث , على الجرحى والمجلودين وعرق المساجين ,المضروبة اعناقهم والشهداء ) ص22 . حاموت الديستوبية اصابها شر نذير , أو عقاب الهي بالجحيم . كما عوقب ( آدم ) بسبب تفاحة بطرده من الجنة , كذلك العقاب الالهي بطرد ( حاموت ) من الحياة الى الجحيم . هذا ما يسلط عليه السرد في المتن الروائي , بتقنيات مختلفة منها توضيف اسلوب المحاورة ( ديالوج / صوتان ) بين ( محمد ) الذي تيتم بعد موت والديه بشكل مجهول , وتبنت  تربيته خالته التي اطلقت عليه أسم ( عارف ) رغم ان شهادة ولادته تؤكد أسمه ( محمد ) يحاور الشبح ( عزيز )  الذي اصبح فيما  بعد صديقه . ينقل اخبار فواجع ( حاموت ) من خلال معايشته ورصده اليومي للاجداث الدراماتيكية التي تعصف ب ( حاموت ) . في كيفية اشباح الظلام يعملون ويتحركون ويضعون بصمات أبهامهم على ابواب البيوت المرشحة للموت أو الحرق. وهو الدليل  بأن ( حاموت ) اصبحت لعبة رقعة الشطرنج , لابد من رأس يدير بيادقها ويلعب بها وفق ما يريد ويرغب , لابد ان يكون هناك هناك زعيم على رأس هذه  الاشباح أو  البصامين ,  أو زعيم عصابات الموت , واشباحه يتحركون بأوامره  بالطاعة العمياء , هذا الزعيم  لابد انه ينتمي الى اركان الحكم والسلطة والنفوذ . لذلك يتحرك في إجرامه تحت مظلة الدولة والحكومة ومؤسساتها الامنية , اي باختصار العبارة وضع الدولة والحكومة ومؤسساتها العسكرية والمدنية في راحة يده , بأنه السيد الاعلى أو الرب الاعلي , الذي يرتدي الثياب السود وغطاء الرأس الاسود , يتحرك بذريعة حماية الدولة والشريعة والقانون والنظام والسيادة . وهو يزرع الرعب والموت بشهية عدوانية , في شيطنة متعطشة الى اراقة الدماء ( شره العتمة في قلوبهم الى مجون الموت .. ديمومتهم الصدئة تقتات على أرياق الاخرين .... شباب وشيب , أطفال ونساء ) ص53 . . وكان ( محمد ) يتطلع الى بصمات ألابهام  على ابواب البيوت الناس المرشحة للموت أو الحرق أو السلب  , ويسمع أنين الناس والامهات . أنين الجميع الذين اصابتهم الفواجع المأساوية التي وقعت على ( حاموت ) الديستوبية ويتألم بحزن وألم (  - يا لمصيبة ( حاموت ) وامصيبتاه ... أولادي الاربعة . حكمتك يارب .. أنطلقت أصوات اخرى مخنوقة العبارات . واختفت في الزحام . أفواه ممزقة . أفواه حائرة . وافواه خنقها العويل ) ص17 . هذه نتيجة البصمات على البيوت . من الاشباح التي تتحرك في الليل وتختفي في النهار . تذكرنا هذه الاحداث , في بداية مجيء سلطة البعث في العراق . حين ارعبوا الناس في بغداد بحوادث القتل بأسم ( ابو طبر ) الذي ارعب الناس في الليل , يهجم بطبره على الضحايا ويمزقها ارباً , وكثرت حوادث القتل . مما تصاعد الاحتجاج الشعبي ضد السلطة , عندها اختفى فجأة ( أبو طبر ) ولكن اتضحت الحقيقة فيما بعد ,  بأن  ( ابو طبر ) هو من عناصر الامن مخول بتصفية المعارضين وقطع اجسادهم بالطبر . وهي مسرحية في اخماد صوت المعارضة. كذلك نفس الحال لعصابات الموت أو اشباح الموت في العهد الجديد , في تخويف الناس بالرعب والفزع . بالقتل بأسم الله والمذهب والطائفة , بأن هذه اشباح الظلام تتولى مسؤولية الثأر والانتقام , ولكن ضد منْ ؟ بكل تأكيد ضد البسطاء والفقراء والضعفاء . . بأن عصابات الموت تدعي بأنها  هي حامية الدين والمذهب والطائفة , وهم حراسها الامناء في اسلوب البطش والتنكيل. هذه عقلية الاصنام الجديدة التي جاء بها المحتل الامريكي . يقتلون ويذبحون الناس بأسم المقدس . واصبحت كلمة المقدس وحشية وبذيئة ومكروهة  يشمئز الناس منها , حتى الشواذ اصبحوا مقدسين بالقدسية العليا  ( صار الفاسد سيداً , والمعتوه إماماً , والحاقد مرشداً , والقاتل ورعاً , والشاذ رئيساً ) ص74 . هذه الوحوش السائبة جاءت من عمق صحارى الهمجية ,  تحمل روح الحقد والانتقام والعدوانية بالبطش والتنكيل , من اجل النفط والدولار , وحولوا ( حاموت ) الى زريبة أشباح الظلام والكوابيس . و( محمد ) يتألم لهذه الفواجع المأساوية . لذلك قرر عدم الزواج والبقاء بدون نسل , حتى لا يكونوا حطباً لوحشية الذئاب البشرية . رغم أنه احب جارته ( سعاد ) لكنها اهلها زوجوها الى رجل غني , واقسمت  بالقسم لو انجبت ولداً , لتسميه  ( محمد ) حتى تنادي بأسمه كل لحظة وطوال اليوم  . والمفارقة الغريبة  ( حاموت ) خلقت الفوارق الاجتماعية الصارخة في المجتمع  , بين النعيم والرخاء الباذخ والمجنون , والفقر المدقع . الفئة الاولى كونت امبراطوريات مالية من المال الحرام وارسلتها خارج ( حاموت ) في نعمة الفردوسية بخداع الناس بأنهم حماة الدين والمذهب, لذلك لم يتوانوا في ارتكاب جرائم القتل والسلب والسرقة , حتى في اقتحام مصارف الدولة ونهب خزينتها المالية وقتل الموظفين والحراس معاً , طالما يتحركون بأسم الدولة والسيادة. كما حدث في المصرف في الكرادة / الزوية في بغداد , حين اقتحمت حماية ( عادل عبدالمهدي ) مصرف الزوية ونهبت الخزينة المالية وقتلت الموظفين والحراس , حتى اطلق عليه الناس لقب ( عادل زوية ) ( اقتحمت جماعة مسلحة المصرف المركزي في عاصمة ( حاموت ) وسرقت الخزينة كلها ثم رشقت بالرصاص كل موظفي المصرف حتى الحراس )ص44 . بهذه الطريقة البشعة تدار الدولة وشؤون الناس . لهذا يتساءل ( محمد ) بجزع وقهر ( - لماذا ياربي أرسلت الاشباح ( لحاموت ) ؟ ) ص92 . هذه الفوضى العارمة التي تعيشها ( حاموت ) بكثرة الاشرار والشياطين وعصابات الموت . لابد ان تدير شؤونهم جهات متنفذة في السلطة , تمارس  الارهاب والقتل  تحت مظلة الدولة . وفي مواجهة كلامية بين ( محمد ) وصديقه الشبح (  عزيز ) , عن القسوة والبطش الوحشي ضد الناس من هذه العصابات  , ولماذا ينفذ أوامر الموت من الاعلى , والى اين يقود هذا الاجرام  والخراب البلاد  , فيقول الشبح ( عزيز ) :
( - نعم . أنا عبد مطيع , فلا تفرغ لومك علي .
- عبد ؟ عبد لمن أيها القاسي ؟
- أنا عبد لسيدي ( جليل )
- جليل ؟ منْ جليل الذي تتخفى بأسمه وتحت أمرته ؟
- ستعرف لاحقاً ليس الآن
- متى ؟ لقد أستفحلت المظالم , وبات القتل مثل شربة ماء .... ) ص41 .
 وفي احد الايام جاء الشبح ( عزيز ) حزيناً ومتألماً فأستفسر ( محمد ) عن حزنه , فقال :
( - كان المنظر مؤلماً جداً .... جداً ... خمسة أطفال كانوا ذاهبين الى مدارسهم , فصاروا طعماً لذوي الضمائر العفنة , طعماً للنار ..... تمزقت أجسادهم أرباً بسبب دراجة مركونة الى جانب الشارع ملغمة ) ص67 .
ويصاب ( محمد ) بالسرطان من مناخ  ( حاموت ) الملوث بالاشعاعات السامة والخطيرة , فصار على الدوام تصيبه نوبات السعال الحاد والاختناق وضيق التنفس , حتى صار يبصق دماً , واصابه الوهن والهزال , وانتظر مجيء  الموت. مستسلماً  مثل مصير اهل  ( حاموت ) أما الموت من الاشباح أو الموت بالسرطان من الجو الملوث , هذه معالم ( حاموت ) الديستوبية في العهد الجديد , عهد الدخلاء الوحشيين الذين يزرعون الارهاب والموت على الهوية  ( دخل حياتنا كثيرون , سفلة وقتلة ومأجورين . وسادة اكثر سفاهة منهم ... كم عرض التلفاز من مجرمين ومغتصبين . . وكم عرض من أسلحة ومتفجرات بحوزة عصابات , تم ألقاء القبض عليهم ومعرفة اوكارهم . لكن لم يعرض عن العقاب جرائمهم , ولم يعلق أحدهم شنقاً في الساحات العامة , ليكون عبرة لغيره ... فهم على يقين أنهم سيهربون من سجنهم بسهولة , كي يعيدوا كرة الذبح ) ص115 .
لذلك يصرخ بألم وحزن واحباط الشبح ( عزيز ) :
( - أصبحت عبداً ..أصبحت عبداً يا محمد ... أصبحت عبداً  للقوي ... أصبحت عبداً )ص129 .
× الكتاب : رواية حاموت
× المؤلف : الاديبة وفاء عبدالرزاق
× الاصدار : مؤسسة المثقف العربي . سدني / أستراليا
       جمعة عبدالله


115
 
المليشيات الدموية تعمل على تخريب الهوية العراقية
روح الانتقام متأصلة في عقلية المليشيات البلطجية , تجاه المتظاهرين السلميين , بالعدوانية الوحشية والحقد الاعمى , حتى انسحب الامر الى كل من يقدم الدعم والعون لشباب المتظاهرين  على الاوضاع المأساوية , وانتقل وباء هذا العداء الى المسعفين والمسعفات , في تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين من المتظاهرين من العنف الدموي المليشياوي . ان يعاقب لكل من يقدم خدماته للجرحى بالاسعافات الاولية . وهذا يدل  على خوف المليشيات الموالية الى أيران , من تزعزع كرسي  النظام الطائفي البغيض , وهي تعتبر نفسها الحامي الامين والاوحد  لهذا النظام الاثني البغيض . وما انتقام المليشيات على المسعفة ( أنتصار ناهي ) بعد خطفها , لانها اشتهرت في أسعاف الجرحى والمصابين من العنف الدموي المليشياوي . حتى اطلق عليها لقب ( مسعفة التحرير ) . وقد مارسوا معها كل اشكال التعذيب الوحشي في ثقب جسمها بالمثقاب الكهربائي, في اجبارها على الاعتراف , بأنها تابعة الى السفارة الامريكية , أو تابعة الى حزب البعث . وقد اطلقوا سراحها من الخطف بعدما ما تيقنوا بأنها ستصاب بالشلل الجسمي من المثقاب الكهربائي.
والغريب في الامر أن كاميرات المراقبة صورت  بدقة عملية الخطف وظهرت ملامح الخاطفين واضحة   , حتى باتوا معروفين للجميع ,  بالاسم واللقب والهوية والانتماء والجهة التي دفعتهم الى ارتكاب عملية الخطف . لكن الاجهزة الامنية ولجان التحقيق , غضت الطرف وتجاهلوا متابعة قضية الاختطاف  , وسجلوا على ملفها  الاختطاف المجهول . فلم يجسر أحداً عن السؤال والمحاسبة البسيطة والصورية لذر الرماد في العيون  على الاقل . لم تفعل الحكومة أي شيء من هذا القبيل  , كأن الامر  ليس من صلاحيتها حماية المواطن . والاتعس من ذلك برفض المستشفيات الحكومية  معالجتها وهي على وشك الشلل الجسمي  . واضطرت ان تكتب الى وزير الصحة الحالي , لعل يرأف لحالتها الانسانية بالشفقة والرحمة , بأن يسمح بعلاجها في مستشفيات الدولة . لكنه اعطى الأذن ( الطرشة ) كأنه لم يسمع النداء الانساني ولا يعنيه شيئاً  ,  لمريضة من عملية الاختطاف وانتهاك حرمة المرأة العراقية  بهذه البشاعة العدوانية والانتهاك الصارخ  .  أن هذا الاهمال لصوت استغاثة مريض , يعني هذا  الوزير  الحالي , لا يختلف قيد أنملة عن سلفه وزير الصحة السابق , . الذي اوعز الى المستشفيات بقرار تسجيل اسباب الوفاة للقتلى او لشهداء انتفاضة تشرين , بأن تسجل وثيقة الوفاة , أما بالسكتة قلبية أو بالجلطة في الدماغ . وهم في عمر الزهور . لانهم يعتبرونهم ,  أما عملاء السفارة الامريكية , أو هم  أولاد الرفيقات . لذلك يستحقون البطش والتنكيل والموت والاغتيال أنتقاماً وحقداً . هذا يؤكد بما لا يقبل الشك . بأن المليشيات اسست  بشكل راسخ ,  دولة المليشيات العميقة الضاربة بالارهاب الدموي .
هذ الاسلوب الفاشي الذي تسير عليه المليشيات في تخريب الهوية العراقية , في زرع الخوف والرعب لكل من يرفع صوته لينتقد لنظام الطائفي المقيت , أو يطالب بحقوقه المشروعة عقابه الشلل أو الموت , وفي نفس الوقت يعملون في مسخ الهوية العراقية , لكل  من يقدم النخوة والشهامة  لكل محتاج , مثل  الجرحى والمصابين من العنف الدموي المليشياوي  , يعتبرون  كل اشكال هذه  المساعدة حتى في حجمها البسيط والمتواضع , عمل اجرامي يستحق اقسى  اشكال العقاب  , ويستحق  البطش والموت ....................... والله يستر العراق من الجايات !!
       جمعة عبدالله



116
الديوان الشعر ( نتقاسم الصدى ) براعة في تقنيات شعر الهايكو
الاديبة ( مريم لطفي ) تملك براعة في صياغة شعر الهايكو , بما يمكنها من رسم الصورة التصويرية  في مقطع الهايكو  , يحمل عمق التأمل والتفكير في معاني الصور المرسومة . التي رسمتها بصيغة اللوحات التشكيلية الفنية . والتي تملك براعة  شحن الذهن في مؤثراتها في  المعنى الظاهر والمضمور .  تصوغها بكل براعة التشويق والمتعة . وبما تملك من امكانية متمكنة في  هذا المجال , تصوغه   في تقنيات متعددة ومتنوعة . مادتها الخام الطبيعة والانسان ,  أو في أدق العبارة  الانزياح الى   الطبيعة وفصولها ومناخها وتضاريسها . والكائنات الحية التي تدب على الأرض ,  أو تدور في فضاء الواقع . ترسمها بأشكال متعددة , وباللحظة التصويرية في عدستها الراصدة واللاقطة السريعة .  منفتحة ومنسجمة مع جمالية الطبيعة ومفرداتها. في محاولات التجريب والابتكار والخلق في داخل عدسة الصورة المصورة . وتضيف براعة  جمالية في  الخيال والفكرة والرؤية التي تتقاسيم الصدى بين الطبيعة والانسان , مؤطرة في تداعياتها وعتباتها في ديوان الهايكو ( نتقاسم  الصدى ) . نجد فيه الانزياح الى  نوازع والعواطف والانفعالات الانسانية  ,  في نشوتها وابتهاجها في الصياغة المركبة  ( السنريو / الهايكو ) وفي حالات استكشافية جميلة من  الرؤى ,   التي تخلق النشوة التشويقة في المشاعر .والصيغة الهايكو . وهو نوع شعري قائم بذاته , له خصوصية الصياغة والنسيج والبناء . لا احد ينكر بأنه جرت عليه عمليات تحديثية معاصرة في صياغته ,  وفي تمدد  آفاق التناول والطرح , في نواحي توظيف الصياغة الهايكو التي توسعت كثيراُ عن الاصل ( الياباني ) . ان شاغل المهم لدى الاديبة ( مريم لطفي ) في ديوانها الهايكو . ان تخلق اليقظة الحساسة في صورة التأمل ,  لكي تفجر حالة الدهشة الشعورية , التي تبرق في ذهن القارئ  . في الترابط الروحي في موجودات الواقع ( الطبيعة بكل اصنافها ,  والكائنات بكل اصنافها , وكذلك المناخات المتبدلة والمتغيرة في فصولها ) اضافة الى شغاف الحب والحنين ومشاعر الوفاء والحنان . مشاعر الحزن والالم . مشاعر الوطن الحبيب .  تسوقها بتمكن ابداعي دون ثرثرة وتعالي ونرجسية . وانما بالروح الفياضة بالحس الانساني النبيل , الذي ينشد الحب والخير والجمال , تسوقها في نشوة الابداع بما تحمل من احاسيس ومشاعر , تطلقها كالطيور النوارس في فضاء الواقع . لذلك يشعر القارئ بالارتياح والتشويق في سياحة الديوان الهايكو. لنأخذ  غيض من فيض , من  المقاطع الهايكو  التي عددها 365 مقطعاً هايكوياً في الديوان شعر الهايكو.
1 - الغربة :
من الكشك المجاور
أشتري ظرفاً بريدياً
يا للاحساس بالغربة
-----------
غربة
صفير قطار
وخيط ودخان رفيع
-----------------
النار في السراج
عزيز قوم
ذل
--------------- 
نص بديع
على صفحات السماء
سنونوات مهاجرة
2 - جمال الطبيعة :
بعيون الامس
أنامل
قمر الليلة
-----------
مع خيط الصبح الاول
تهتز شجرة النارنج
فراشي  دافئ
------------
ليلة مطيرة
سقف النخيل
مرايا القمر
3 - نشوة الطيور :
بعد هطول المطر
صافية زقزقة
العصافير
--------------
فراشة
وجه وظهر
ثوب الحسناء
---------------
العصفور الرمادي
للاسف لا ريش ملون
لا صوت رخيم
------------
سرب النوارس
مناديل
تلوح للراحلين
4 - الحب :
عيون الحب
قلوب للبيع
ينادي البائع المتجول
-------------------
مطر مباغت
أخلع خماري
لاستقبال رسل الله
----------------
خريف
ورقة ورقة يفضح
نمائم العاشقات
-------------
5 - حنان الام :
صباح مثلج
للحطب المحترق
رائحة الأمومة
--------------
يا أمي
ينادي جدي
وهو يحتضر
---------------
جدائل أمي
وأوراق الخريف
من نفس اللون
-----------------
غمامات المشاعر :
مطر مفاجئ
بأخبار الحروب 
أحمي راسي
-------------
عودة دخان -
أخفي الدمع
بالدمع
--------------
سجينان
العصفور
ونظراتي
      جمعة عبدالله


117
  ما الهدف من عنتريات مليشيات البطة في الشوارع

خلق الاستعراض العسكري في شوارع بغداد والناصرية وكربلاء والنجف  . حالة من الاحتقان السياسي بالصراع الدائر داخل الاحزاب الشيعية , بانها دلائل تشير بأن وصلت الامور الى الحسم وكسر العظم بين الاحزاب الشيعية  . في ابرازعضلات مليشيات ( البطة )  التابعة لتيار الصدري , وهذا الاستعراض العسكري  يحمل رسائل خطيرة للداخل والخارج . بأن التيار في صدد استلام مؤسسات الدولة ( البرلمان ورئاسة الحكومة ) وانه لم يعد يطيق شراكة تقسيم الغنائم  بين الاحزاب الشيعية . وهو يسعى في حصر القرار السياسي بيده دون مشورة الاخرين , وبالتالي ينسف التوافق الهش والمهزوز بين الاحزاب الشيعية نفسها . . والرسالة الاولى هي موجهة بشكل مباشر  الى أنتفاضة تشرين الشبابية ,  في سبيل  اخراجها من المعادلة نهائياً . بعدما اغرقها بالدماء وممارسة عمليات التهديد  وتشريد نشطاء الحراك الشعبي من محافظاتهم . بعدما تسارعت وتيرة الخطف والاغتيال الى ارقام مخيفة ومرعبة في المحافظات  , في سبيل افراغ ساحات التظاهر واخماد الانتفاضة بالدماء  , اما الرسالة الثانية للتيار الصدري هي موجهة  الى الاحزاب الشيعية ,  الى فرض أمر الواقع بالقوة والعنف , حتى يخمط البلاد والسلطة بنفسه دون شريك من احد  . وما الحجج والذرائع التي يدعي فيها , فأنها لم تقنع حداً   , بأنه يقول أن   انزال مليشيات ( البطة ) التابعة له بكثافة وبكامل سلاحها حتى الثقيل . بذريعة  بأن هناك معلومات أستخبارية عن نسف المراقد الدينية المقدسة في بغداد والنجف وكربلاء من قبل تنظيم داعش الارهابي وأيتام البعث  . ولكن السؤال الذي يفرض نفسه . ماهي وظيفة مليون عنصر في وزارة الداخلية ؟ ما هي وظيفة الاجهزة الامنية ؟ ماهو دور المؤسسة الامنية والاستخبارية في ردع تنظيم داعش الارهابي وايتام البعث , في الضبط الامني وحماية المواطنين والمراقد الدينية  المقدسة من الاعداء . بهذا المنطق السليم , بأن الاستعراض العسكري , هو بكل ببساطة تمزيق هيبة الدولة وتمريغها بالتراب . هو بكل بساطة يلغي وزارة الداخلية والاجهزة الامنية والمؤسسة الامنية , لتحل محلها مليشيات ( البطة ) . ويعتقد التيار الصدري . بأنه سيطر على الدولة ومؤسساتها , بذلك  يقوم بعمليات التهديد وتشريد وخطف واغتيال  نشطاء الحراك الشعبي , ولا يجرؤ أحداً في ايقافه ومحاسبته على الاعمال الاجرامية التي يقوم بها , سوى ان السيد الكاظمي يصر على العزف على  معزوفته ,  التي اصبحت هذيان وسخرية وتندر , بأنه يتعهد في حماية المتظاهرين من الارهاب المليشياوي , ربما يقصد حماية  المتظاهرين في موزمبيق , وليس المتظاهرين في العراق  . ان ممارسة الارهاب والقمع الوحشي على المتظاهرين , بتواطئ من الاحزاب الشيعية الاخرى , انجر اليهم  حتى  وصلت النار اليهم ,   بفرض امر الواقع  بشروط التيار الصدري على الاحزاب الشيعية .  التي  بدأت تظهر  مظاهر الرفض وتعميق الخلاف بين الاحزاب الشيعية , ربما تؤدي الى الحرب الاهلية شيعية / شيعية اذا استمرت . وهذا ما يتمناه داعش المجرم وايتام البعث , وما تصاعد حد التشنج بين التيار الصدري وحزب الدعوة , وتهديد المالكي الموجه الى التيار الصدري  , وتذكير التيار الصدري ب ( صولة الفرسان ) عام 2007 , التي الحقت بالتيار الصدري خسائر فادحة في الارواح ,  إلا هي حالة الرفض . واذا كان في الوقت الحاضر , يتم تراشق بالكلام العنيف المتبادل  بالتصريحات المتشنجة  , ربما يتحول الى الترشق بالسلاح والرصاص المتبادل  , اذا لم يعد التيار الصدري الى رشده , فأن الامور قد  تتجه الى الخراب والدماء , في ظل فراغ السلطة وضعف رئيسها المهزوز   ............. والله يستر العراق من الجايات !!
 جمعة عبدالله



118
قراءة في رواية ( أنتهازيون ... ولكن ) على خراب العراق
الكاتب المغدور بكاتم الصوت ( علاء المجذوب )  الذي اغتيل بدم بارد ب 13 رصاصة من كاتم الصوت , كل جريرته أنه أنتقد الدور الإيراني  بالتدخل بالشؤون الداخلية للعراق بشكل سافر  , فكان الجواب هو  الاغتيال في عتبة باب داره  وفي وضح النهار , منذ اكثر من ثلاثة سنوات  والقاتل مازال  طليقاً وحراً يواصل مهنة الاغتيال . هذا الاغتيال أنذاراً موجهاً  لكل من ينتقد إيران,  صادر من  المليشيات التي تعتبر أيران  تحمل العصمة المقدسة   .  والروائي ( علاء المجذوب )  شخصية معروفة في الوسط الثقافي والادبي , له مساهمات مبدعة في الشأن العراقي ,  في السرد الروائي في  فن الرواية الحديثة  , تتناول المراحل  السياسية السوداء والبغيضة  قديماً وحديثاً . وهذا المتن الروائي يتحدث  ,  عن الفترة قبل الاحتلال الامريكي وبعده . من زوايا المتعددة في الشأن السياسي والاجتماعي , ويغوص الى الاعماق في دقائق وتفاصيل بذور الانتهازية حتى اصبحت أشجاراً عملاقة بالتفاصيل التي رافقت فترة ما بعد الاحتلال   , بالتوثيق الروائي والسياسي في سايكولوجية الانتهازية ومراحل تطورها على الخراب العراقي . التي صاحبت نهج الاحزاب الدينية التي جاء بها المحتل وسلمها مفاتيح العراق ,  لتدوس في  بساطيلها  على رؤوس العراق والعراقيين  , لتلعب على تقرير مصيرهم وحياتهم ,  وفق ما تريد وترغب , بعدما اتخذوا من  العراق مغارة ( علي بابا ) في النهب والفساد , وسرقوا البلاد والعباد , بمهارات شيطانية فذة في الاحتيال والاختلاس . في بيع مؤسسات الدولة واملاكها وعقاراتها . أو سرقة أموال المشاريع والصفقات والعقود منها عقود صفقات  الكهرباء , التي ضخت لها ماكنة خرافية من الاموال , والتيار الكهربائي يشهد تراجعاً الى الوراء , بانقطاع ساعات طويلة للتيار الكهربائي , ورغم ضخ الاموال الخرافية فأنها لم تنتج وحدة انتاجية للطاقة الكهربائية  ,  مما ظل  المواطن يعاني  من انقطاع التيار الكهربائي في عز  قيظ الصيف الملتهب بنيرانه الساخنة لساعات طويلة , . ان النص الروائي يتابع ويرصد ويراقب عن كثب  سلوك هذه الاحزاب الدينية لطريقة اسلوب  حكمها ,بين الشعارات الدينية البراقة في الايمان والتقوى والنزاهة ,  وبين  النفاق السياسي الداعر بالفساد . الذي عطل ماكنة الدولة وقادها  الى الخراب  , يوثق  جمله من  ألاحداث العاصفة التي مرت على العراق , من مرحلة الحروب ,  الى مرحلة الحصار الدولي ,  الى مرحلة الاحتلال ومابعدها , والتي  تصدرت قمة المآسي والكوارث , في هذا الاحتلال البغيض الذي  ( أحدث تغييراً اًستراتيجياً في العراق وحياة العراقيين . أنه ببساطة أحتل من قبل أعتى دولة في العالم ) ص83 . وجلب الديموقراطية التي تحولت الى ديموقراطية الدم , والانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات , ماهي إلا مهزلة صورية مزيفة , كل ما في الامر , تتتفق الاحزاب الحاكمة على المقاعد البرلمانية بالتقسيم الحصص  سلفاً لتنتج مخلوقات فاسدة في البرلمان  ( أعلب النواب عبارة عن بالونات ملونة , وقد سرقوا أموال الشعب والبلد ) ص231  , وما لعبة الانتخابات إلا مهزلة ,  لذر الرماد في العيون رأي العام الداخلي والخارجي . لان الاحزاب الدينية كل اهتمامها وانشغالها بالفساد  المقدس والسحت الحرام المقدس  ,  على نهب أموال خزينة الدولة . وترك الشعب تحت رحمة الارهاب والتفجيرات الدموية والانفلات الامني والفقر  . والغريب ان تصادف هذه الاحداث  في اشهر رمضان . وخصص لها المتن الروائي ست رمضانيات بالاسماء  والالوان  والمعاني البارزة وهي :
1 - رمضان أصفر .
2 - رمضان أخضر .
3 - رمضان بلون صدر الحمام .
4 - رمضان يشبه الاخرين .
5 - رمضان العراق الجديد .
6 - رمضان ليس الاخير .
هذه الرمضانيات تتراكم في فصولها على خنق العراق بالفساد وافقار الشعب  ,  بحرمانه من نعم اموال موارد النفط , التي تذهب حصة الاسد الى الاحزاب الدينية ,  ونجدها تتنازع وتتطاحن بالخلافات حتى لعلعة الرصاص بينها  , بسبب ان  حزب ما حصد اكثر حصة مالية من الاخر . او حصد المناصب والمشاريع والعقود الوهمية أكثر من الاخرين . او زج المقاولين من بطانته الحزبية  دون غيرهم ,  للنهب والسرقة اكثر من اللازم . يعني الخلافات على المغانم المالية ,  مما تؤثرسلباً  على الوضع الامني الهش , وحتى بعض هذه الاحزاب هي نفسها تلجأ الى  التفجيرات الدموية  في الاماكن والاسواق المزدحة بالناس , كعامل ابتزاز ومقايضة برفع سقف مطاليبها الى الاعلى ,   اي مقايضة ملف الامن بالمال .  أن الاحزاب الدينية في نهجها ترسخ  الفساد السياسي والاخلاقي , وتعتبر بيوتها الاخطبوطية ,  عصابات مافيوية بأمتياز  في أبتلاع البلاد   ,
             × احداث المتن الروائي :
 شخصية ( جبار ) المحورية في الحدث الروائي مع عائلته المتكونة من ( الاب والام والاخوان , عادل , حسون. ناهض . خالد , وشقيقتهم صباح ) وجبار يمثل المثال الساطع على تطور الانتهازية من مراحلها الاولى الى اقصى مراحلها المتطورة  . بزواجه من ارملة غنية طمعاً في المال والارث المتوفي  , وزواجه الثاني من زوجة شقيقه ( عادل ) الذي توفي في حادث مرور , وترك ارث مالي محترم , فتحت شهيته على زواج ارملة شقيقه المتوفي طمعاً بالمال , ولكن تحت غطاء صيانة العائلة والشرف والعرض . وزواجه الثالث من ( سلوى ) حين وصل الى قمة اشكال الانتهازية  وتبدلت احواله الى البذخ المالي  المجنون , فلابد ان يغيير حياته بالزوجة الجديدة في عشرينيات العمر , بداية اول صعوده السلم ,  حشر نفسه في حزب ديني وبالتملق والنفاق والانتهازية ,  فاز في عضوية مجلس المحافظة , لكن هذا لم يشبع طموحه الانتهازي حتى اصبح في مركز حزبي متقدم  , رئيس فرع الحزب في محافظته . ثم حصل على مقعد في البرلمان وأصبح بعد ذلك  صوت الحزب المسؤول عن صرماية  والاموال التي تدر من الصفقات والعقود ومن المشاريع  الوهمية . حتى جلب شقيقه ( حسون ) في ادارة المقاولات والمشاريع ليساعده على الخمط  والنهب . وجلب ايضاً شقيقته الارملة ( صباح ) وحصلت على مقعد في البرلمان , لكن لم يشبع طمعها وجشعها فطالبت بحقيبة وزارية وناطحت في الحصول عليها , لكن ساومها شقيقها ( جبار ) بدلاً من الحقيبة الوزارية , ان تكون مسؤولة اللجنة القانونية في البرلمان , وعبر لجنتها القانونية  تملك صلاحيات واسعة في  الاقرار والرفض  المشاريع والقوانين المقدمة الى اللجنة   . وهي تعتبر عش الفساد المالي  , وشكلت اللجنة قانونية من الموظفين , وانجذبت في علاقتها مع موظفها  ( توفيق ) وطرحت عليه الزواج مقابل فتح مغارة  ( علي بابا  ) وان يشكل جمهورية مالية كبيرة مثل جمهوريات الفساد الاخرى , وبهذه الاغراءات الخيالية وافق على الزواج . هذه فنتازيا الفساد للاحزاب الدينية التي آمنت بقدسية في مبدأ ( ميكافيللي ) الغاية تبرر الوسيلة . في السلوك في الفساد الاخلاقي والسياسي . فأصبح لكل حزب ديني امبراطورية مالية واسعة الاطراف كالاخطبوط . بهذا النهج اصبحت اكثر ظلماً وفساداً من اسلافهم . ومن اجل خنق الاصوات المعارضة , مارست أسلوب الارهاب الفكري وقمع الحريات بالتهديد بالقتل والاغتيال والبطش والتنكيل ,  ولابد من الاشارة المهمة والهامة . بأن الكاتب الشهيد ( علاء المجذوب ) كأن قد  حدس وبصر مصيره وتوقع اغتياله برصاصات عمياء من كاتم الصوت من مرتزق جاهل. ضمن خنق الحريات العامة , أو  بما يسمى بديموقراطية الدم  ( لم يدور في حسابي أن أموت مبكراً , أو يتم يتم أغتيالي بطلق ناري أعمى من مغفل لا يفقه من الدين إلا قشوره ) ص118 .  وهذا  فعلاً ما حصل وذهب مع قافلة مئات الشهداء . فأصبحت الاحزاب الدينية معزولة منبوذة وبغيضة من الشعب ( الاحزاب المسيطرة على الحكومة المركزية . التي وعلى مدى سنوات المنصرمة لم تقدم شيئاً أكثر من الوعود , بد أن أحاطت نفسها بكتل كونكريتية وعزلت نفسها عن الشعب ) ص107 . لقد تركوا فئات  الفقراء والجياع يقتاتون على حاويات القمامة للحصول على رغيف الخبز المر في بلد غني بموارد النفط .  هذه نتائج الاحتلال والقمامة التي جاء بها وسلمها رقبة العراق للذبح . ولكن  الغطرسة المالية تخلق النزعات والمشاكل والازمات داخل صفوفهم  . فزواج ( صباح ) لم يعمر طويلاً فقد مات ( توفيق ) زوجها بالسرطان مع شقيقها حسون الذي  توفى أيضاً ,  في زيارة الى موقع قصف من قبل  في الحرب واهمل , واصبح  مكاناً خطيراً بالاشعة المتلوثة , وكان غرضهم من زيارة الموقع , من اجل سرقته وتقاسمه بينهما . وكما دب الخلاف بين ( جبار ) وزوجته الثالثة ( سلوى )  ذات العمر العشرين  وهددته بالطلاق , ولم تعد تتحمله وتطيقه . وهذا  رمضان ليس الاخير في الصراعات الداخلية والخارجية  .
     جمعة عبدالله


119

 
أربعينية الراحل الكبير الدكتور حسين سرمك
يصادف يوم 5 - 2 - 2021  مرور اربعين يوماً على وفاة المثقف والباحث الكبير الدكتور حسين سرمك , وبرحيله فجعت الثقافة العراقية بفاجعة ومصاب كبير وفادح   , بفقدان احد اعمدتها البارزة في الاصالة الثقافية والفكرية , فقد سطع أسمه بشكل  البارز منذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن  , تفوق بها  بالشموخ في العطاء الابداعي المرموق  والاصيل . واعتبر عند الكثير من الكتاب والادباء الذين احتلوا مكانة مرموقة في المشهد الثقافي والادبي  , بأن الفقيد الكبير يعتبر  من حملة لواء الابداع الحديث والمعاصر بالحداثة والتجديد الخلاق ,  وعرف عنه في تمرسه في عملية  الابداع المتنوع , في   اصناف الادب والثقافة بكل براعة استاذية . في دراساته وابحاثه ,  وفي غزارة الانتاج الابداعي بكل المجالات المتنوعة . وبالجهود المثابرة والخلاقة . ويتميز بالاصدارات والكتب الكثيرة والمتنوعة , ولا يمكن حصرها في هذه المقالة , فكان بمثابة مؤسسة ثقافية وفكرية قائمة بنفسها لوحده  وبجهوده الذاتية الكبيرة  , وعرف عنه بالالتزام بالرصانة الهادفة والرصينة  في البحث والتناول والطرح  , وفي  التحليل والتشخيص ,من أجل رفع شأن  الوعي الثقافي والفكري التنويري  , بما يملك من خبرة موسوعية واسعة او معجمية متنوعة من   المعارف والمعرفة . أهلته هذه القدرة  الفذة في تأسيس حركة نقدية شمولية في  الطرح والتناول , في توظيف مهنته الطبية في علم النفس في المجهر النقدي كأحد اساليب التحليل للنصوص الادبية .  بالتناول الواسع من عدة زوايا ,  وفي اتجاهات الاديبة المتنوعة  , وفي  الموضوعية الرشيدة  في اسلوبها المنهجي . مما وضعته في مكانة حامل التجديد في الحركة النقدية المعاصرة , بل اعتبر أيقونة النقد العراقي والعربي الحديث , في التأليف والدراسة والبحث , فقد اصدر الكثير من الكتب النقدية , تتناول الاعمال البارزة في مجال  الشعر والرواية والقصة . بما يملك من طاقات فذة في الغوص في عمق النصوص المنقودة  , وكذلك ساهم في الابحاث والدراسات في مجال  علم النفس  وله اصدارات كثيرة في هذا الجانب . وكذلك في مجال حقل  السرد الروائي , فقد قدم  تحفته الروائية المرموقة , رواية ( ما بعد الجحيم ) . اضافة الى جهده  الحثيث في مجال  التنوير الثقافي والفكري . وكما يملك  خصال أنسانية  نبيلة وسامية في المعاني  الجميلة والخلاقة , وطينته بمعدنها الطيب  بالبساطة والتواضع الجم . وكان يمد يد العون والدعم للادباء والكتاب ,  ويساهم في معاناتهم ومحنتهم الحياتية . فهو شخصية نابغة وملهمة  بالفكر والثقافة وله سجل طويل في المآثر الابداعية التي احتلت موقعاً مرموقاً  , وكذلك متفاني بالثقافة الوطنية بدعم الوطن واعلى شأن ثقافته الوطنية الحرة , والدفاع عن ارثه التاريخي والحضاري المجيد . ولكن ما يؤلم  النفس ويحزنها , بأن مشروعه الكبير , في تناول أدب السجون العراقية , في أنظمة البغض والاستبداد والطغيان الشمولية , لم يكتمل من مشروعه الكبير ,  سوى اصدار الجزء الاول , واشتغل على الجزء الثاني , لكن مع الاسف داهمه الموت المفاجئ في رحيله الى فردوس الابدية , وبرحيله  ترك ارثاً بحجم كبير في كل مجالات  صنوف  الادب والثقافة والفكر ,  وفي مجال علم النفس .  ستبقى هذه الاعمال ,  ارثاً خالداً على مدى الاجيال القادمة  . وان برحيله الى رحمة الله الواسعة , خسر العراق شخصية مرموقة لا تعوض . انها خسارة فادحة للثقافة العراقية والعربية , وفي الابداع العراقي والعربي . ولا يمكن نسيان جهوده الكبيرة في تأسيس موقع الناقد العراقي , وبجهوده الكبيرة المضنية , احتل موقع الناقد العراقي مكانة بارزة بين  المواقع الثقافية . وكان الموقع بمثابة واحة الادب والثقافة  والنقد في أريجه الجميل . رحيله المفاجئ , يعتبر خسارة واحد من   الرموز العملاقة التي رحلت قبل أوانها . ولكنه سيبقى خالداً في اعماق القلوب , وفي ذمة  الأدب والثقافة والعلم التنويري  .
رحم الله الفقيد الكبير برحمته الواسعة .
  جمعة عبدالله



120

   
المجموعة القصصية ( حدائق الارامل ) البحث عن الزمن والهوية
تمثل هذه المجموعة القصصية للكاتب ( ضياء جبيلي ) تناسق مبدع في الجمع بين الواقع والخيال المتخيل  , في عتبات بين الواقعية الرمزية , والرمزية الفنتازيا الغرائبية , الممتدة في خارطتها الواسعة ,  واتجهاتها الادبية لعوالم شتى في السريالية الغرائبية . التي تجعل شخوصها مصابة بالاحباط والحزن والانكسار والهزيمة , في شتى معالم الصراع الحياتي . في ميادين عديدة في الحب والحرب والرومانسية والبحث عن الهوية والزمن المفقود . في عوالم متضاربة في التداعيات من عوالم كافكا والمسخ , الى عالم زوربا كازنتزاكي وعشيقاته الارامل . الى بروست والبحث عن الزمن المفقود . الى عالم جوروج اورويل في حديقة الحيوان. الى عالم همنغواي في الشيخ والبحر . الى عالم الغرائبي في رواية العطر للكاتب الالماني باتريك زوسكيند . الى عالم رومانسية شكسبير روميو وجوليت  , وغيرهم من الكتاب المشهورين , يطوع ويكيف هذه العوالم يخلطها  في بوتقة واحدة في المناخ العراقي والطقوس العراقية  . يعني براعة تؤليفية في صناعة الحدث السردي في قصص المجموعة التي تضم 17 قصة قصيرة . تناولت بأشكال مختلفة الواقع الاجتماعي العراقي . من خلال المعنى الدال في غرائبية الحدث . بأن تأخذ الاشكال الحياتية بين الغرائبية والفنتازيا . لكنها تكشف عمق ازمة الواقع العراقي  , التي تجعل الانسان مهدداً في حياته , سواء في حالة الحب والحرب , وصراع الارادة التي لا تقهر , في عالمها الواقعي والمتخيل . لنتناول بعض هذه العوالم من خلال بعض القصص القصيرة في المجموعة :
1 - عوالم رواية العطر  للكاتب الالماني باتريك زوسكيند : في عوالمها الغرائيبية في اكتشاف العطر من الاشياء الغريبة من الكائنات الحية بما فيها جلد الانسان وجثته . ففي قصة ( عمر الورد ) تأخذنا الى مسألة الجشع واستغلال الاشياء الجميلة حتى اهلاكها ونخرها بالقبح أو العفونة حتى الموت . ولدت وهي تحمل روائح العطر من خلال دموعها الباكية . فتصورت الام ان هذه روائح العطور من البودرة المعطرة , لكن اكتشف بعد ذلك بأن هذه العطور من دموعها , واعتبرت معجزة وهبة مباركة من الله  . وكانت الام  تأخذ طفلتها الى مجالس الحسينية للنساء في عاشوراء , لجمع الهبات والمال , وحين كبرت تقدم الى طلب يدها للزواج العطارين من تجار العطور  , ولكن حظها وقعت في تاجر عطور بخيل , كان يستخدم العنف حتى تبكي ليجمع دموعها العطرة ليتاجر بها  , حتى انهكها وحولها الى جلد وهيكل عظمي حتى اهلكت وماتت .
2-  ( البحث عن الزمن المفقود ) بروست . في قصة ( البحث عن الزمن المفقود ) في اول يوم من عمله الوظيفي اهديَ اليه رواية ( البحث عن الزمن المفقود ) وخلال اربعين عاماً من الخدمة لم ينجز قرائتها , حتى احيل على التقاعد , وحل محله موظف شاب , واهداء له الرواية لعله يكتشف الزمن الضائع في حياة الانسان .
3 - البحث عن ازمة الهوية : من خلال القصة القصيرة  ( قصة محنة الجندي حميد ) . وجد نفسه مغطى بالجثث فوقه كغطاء يحميه من الرصاص من كلا الجانبين المتحاربين في حرب طاحنة بين العراق وايران. ففضل هذا المنوال ان يكون تحت الجثث بدلاً ان يقتل  في جبهات الحرب , لكن الزمن طال وهو محشوراً بين الجثث , ويسمع اصوات التي تبحث عن  اخلاء الجرحى , لكن الخوف لم يكشف عن نفسه , خوفاً  من أن  يقع في الجانب الخطأ , وممكن ان يطلقوا عليه النار , فبقى على هذه الحال حتى تفسخت جثته , اصبحت جثته من الجثث المجهولة الهوية . وكلا الطرفين يرفض قبول جثته . في الشك بالهوية والانتماء .
4 - زوربا كازنتزاكي وعشيقاته الارامل . في قصة ( حديقة الارامل ) آدم مولع بهوس بالكتب وقراءة الروايات , رغم تحذير أمه الارملة  , التي تلح عليه بترك الكتب وانشغال  بهواية آخرى . لكنه يرفض ذلك  فيقول لها ( أنا لست طفلاُ ) وفي احد الايام اكتشفت بأنه يقرأ رواية ( المسخ ) لكافكا , فأستشاطت غضباً وفي صباح اليوم التالي ذهبت الى مدرسته وحذرت المشرف من مغبة السماح له بقرأءة الكتب ,وقالت وجدت بحوزة ابنها  رواية المسخ , فقال المشرف مستفسراً ( هل تحول أبنك الى صرصار ؟ ) ص39 . فأجابت الام بغضب ( ليس تماماً ) لكنه ( كان بحاجة الى من يقلبه على بطنه ) ص39 . فكان ( آدم ) يحرص في جمع مصرفه اليومي لكي يشتري الكتب , وفي احد الايام اشترى رواية وغلفها بكتاب ديني لكي يخدع أمه المتشائمة من الكتب , فحين رأته قالت ( هذا افضل من كتب المهرطقين ) , واراد ان يتخلص من الرواية فدفنها في حفرة في حديقة البيت , ونثر فوقها فسائل الريحان , ولكن بعد ثلاثة أسابيع تفقد مكان الحفرة التي دفن فيها الكتاب , فشاهد في مكانها اصبع فطر , وحينما حاول ان ينتزعه من مكانه . صاحت به أمه الارملة ( ابتعد عن فطري يا ولد ! ) ص41 , ولكن بعد ايام اخذ الفطر ينمو ويكبر ويتكلم وينطق بالكلمات اليونانية , وكلما اقترب منه , يتناهى له صوت أمه كأنه يسمعه تقول ( أبتعد عن رجلي يا ولد ! ) ص41 , وبعد ايام ازدحمت الحديقة بالنساء الأرامل بالثياب السوداء  يتزاحمن  حول اصبع الفطر , تيقن ان الفضيحة آتية  لا محالة . وقال متذمراً : ( يا الهي !
 - كم زوربا نحتاج لحديقة سوداء من الارامل )ص43 .
5 - شكسبير - روميو وجوليت / رومانسية عشقية في قصة ( الذراع ) :
يتسلل ( حازم ) الى عشيقته من السياج الى شجرة السدرة حتى يصل الى غرفتها , يتطارحان همسات عشقية في نغمات الغرام والهيام , حتى اخذتها الغفوة الحالمة ونامت على ذراعه , ومضت ساعات طويلة وهي في غفوة الحلم العشقي , حتى جاء  الصباح سمع الطرق على باب غرفتها وعرف ان الاصوات هي من  أمها وابيها , يدعوانها الى النهوض لانها تأخرت كثيراً في الذهاب الى جامعتها ,  وتواصل الطرق دون جواب , وشعر ( حازم ) في الارهاق , فقد الاحساس بذراعه فلم يستطع ان يحركها , وهي في الغفوة الحالمة وبعد ثلاثة أيام تخثر الدم في عروقها, فلم يفلح في ايقاظها حتى اصبحت هيكل عظمي وتحولت الى جثة هامدة .
6 - الشيخ والبحر / همنغواي في قصة ( أنتقام المارلين )
 لم يكن الصياد ( عطية ) يكف عن مزاولة مهنة الصيد في البحر حتى بعد التقاعد ,  وبلوغ عمره الرابعة والسبعين عاماً , أن يرتاح مثل بقية زملائه الصيادين المتقاعدين , فظل يواظب على الخروج مبكراً في الصباح , لكنه عاكسه الحظ لعدة ايام يخرج الى البحر ويعود خالي الوفاض , فقرر  ذات صباح ان يخرج ولم يعود بدون صيدة دسمة ,  حتى لو غرق في البحر أو اصبح طعماً لحيتان البحر , استعد لمهمته وابحر بقاربه الصغير  الى البحر ,  وشعر أنه ابتعد كثيراً في البحر ,  وشعر بشيء ثقيل يدور حول حبل صنارته , حاول ان يسحب الحبل فلم يستطع ,  وظل يقاوم هذا الامر لثلاثة ايام في البحر , وفي اليوم الرابع , ذهب ابنائه الى مركز الشرطة لتبليغ عن مصيره المجهول ربما غرق في البحر . واثناء مقاومته ومصارعته الشيء الثقيل الذي علق بحبله  ويرفض الانصياع , شاهد يقترب منه سمكة القرش ارتعب من ذلك ,  ولكن سمكة القرش ألتفت حول حبله , فحاول ان يبعدها عنه , ولكنها  ظلت تدور حوله حتى انهكت قواه , واخذ غفوة بعد التعب الايام المضنية  وحين استفاق من غفوته , شاهد فنار الميناء واضوية المدينة قريبة منه ,  فأخذ  يجر نفسه جراً , ولكن شاهد سمكة القرش ملتفة حول الحبل , فأخذ يسحب القارب مع السمكة نحو ميناء المدينة .
7 - فنتازية عراقية غرائبية , في قصة ( ذروق لتنين ) :
بعد انكسار الجيش العراقي وانسحابه من الكويت , هبت الناس في انتفاضة وهجمت على مخازن المؤن الغذائية لتنهب المواد الموجودة في هذه المخازن , التي اصبحت للنهب والسرقة , وكان من بين الجموع الغفيرة ( سراج الدين ) لكنه  لم يبحث عن المواد الغذائية  مثل  الطحين والسمن والعدس والرز وغيرها من المواد  , بل كان يبحث عن توابل والبهارات الحارة الهندية التي تحرق اللسان . مثل الفلفل الحار والشطة والكجب الهندي وغيرها , وحمل الصناديق الى البيت , حتى بوخته زوخته بهذه الاشياء الهندية المجنونة , التي تسطع منها الادخنة من يتناولها . بعد أخماد انتفاضة عام 1991 , جر الى مديرية الامن ومارس بحقه التعذيب الجسدي  والنفسي , ليس بأنه مشاركاً مع الاخرين في الانتفاضة , وانما عليه ان  يعترف بأنه هندي وليس عراقياً ,  وإلا سيموت تحت التعذيب , رغم انه أقسم وحلف بأنه عراقياً عن أب وجد حتى جده كلكامش ولكن اصرار المحققين , بأن عليه  أن يعترف أنه هندي ( أعترف كلب . . بأنك هندي ) وكانوا يضربونه بقسوة ووحشية حتى تعبوا من الضرب وقال له المحقق ( أعترف سيؤمن لك تسفير عادلاً الى بلدك , بدل ان تموت هنا مثل كلب ... أعدك ) ص109 , ولكن بعد مرور عاماً واحد حكم علية بالاعدام شنقاً حتى الموت . وفي أحد الايام نودي عليه , وتيقن في قرارة نفسه بأنه سينفذ حكم الاعدام بحقة , ولكن كانت المفاجئة الصاعقة بأنه افرج عنه واطلق سراحه من حكم الاعدام  , فقال له السجان وهو يصحبه حتى الباب الخارجي للخروج  ( أشكرك معبودتك البقرة أن لكم بلاداً تحترم الانسان مثل الهند , وتقدر مواطنيها الى هذه الدرجة . فعلى الرغم من عدد نفوسها الهائل - مليار؟ أليس كذلك ياعبد البقرة ؟ لكنها طالبت بحياتك , لابد أنك شخصية مهمة , لكي يطالب بك رئيس الوزراء , بلدك عظيم مثل الهند أم أنا مخطئ ؟ ) ص112 .
     جمعة عبدالله


121
قراءة في المجموعة القصصية ( مواعيد آثمة ) للكاتبة زهرة الظاهري
براعة في فن السرد وتقنياته في تسليط الصورة  على الواقع الاجتماعي , بمفرداته  الظاهرة والباطنة , في براعة الكشف الرصين والهادف , بالفهم العميق لتفاصيل الواقع الاجتماعي . في النظرة الراصدة في العمق , وفي الصياغة الواقعية للخيال المتخيل الفني في صياغة الحدث واغناءه  بالتعبير الدال , بالمواضيع والقضايا الحساسة , التي تحرك دفة الحياة الاجتماعية  , في اطار السرد الفني  وبراعته في الكشف الواضح  . هناك مثل شائع يحمل وجاهة محترمة في الرأي , يقول : لا يعرف عالم المرأة إلا المرأة , في الخبرة والتجربة والمعاناة , ومن هذا الانطباع  تنطلق الكاتبة ( زهرة الظاهري ) من هذه الفرضية في عالم المرأة , لتصوغ موضوعاتها  بالتناول بجوانب  شتى ومتعددة بما يخص عالم المرأة ومحيطها المكون الداخلي والخارجي  , في التناول والطرح بكل جرأة . بهذا الشكل جاءت المجموعة القصصية ( مواعيد آثمة ) , في دقة الرصد والملاحظة والنظرة  الفاحصة لجوانب الحياة الاجتماعية . وكل نص سردي يملك خصوصية , في  الموضوع والحدث   , لتشكل المرأة المحور الاساسي  من خلال  ثلاثين نصاً قصصياً  احتوتها المجموعة القصصية . تحمل حكايات سردية , وتحمل أثارة وشحن في نسيج الصياغة في السرد الشفاف والمشوق , وقد تطرقت الى مواضيع شتى . موضوعات . الحب وشجونه ومشاكله بين الحلم والطموح , بين البراءة والخيانة  , بين الوفاء والتنصل . موضوعات الاغتراب الحياتي داخل المرأة  . وكذلك قضايا الحب المحرم في تعاطي الدنس والرجس المحرم . كذلك مواضيع في غاية الاهتمام النفاق السياسي بالمتاجرة والمخادعة . يعني يمكن القول بأن المجموعة القصصية ( مواعيد آثمة ) تمثل بانوراما اجتماعية , تدور احداثه بصخب وضجيج الحواس بالمشاعر المرأة . ولكنها في النتيجة ,  تؤدي الى الاحباط والخيبة والانكسار .  لابد أن نأخذ عينة من هذه البانوراما الاجتماعية :
 1 - قصة ( مساحة الحلم ) : تعودت ان تطل من شرفتها في الوقت والموعد المحدد , لتطل على زواية معينة من الشارع , فتجده واقفاً يدخن سيجارته , ويتبادلان النظرات الصمت بينهما . ولكن فجأة اختفى عن وقفته المعهودة . وانطفئ  ضجيج الأمل بسرعة , كأنه حلم برق وتلاشى .
2- قصة ( رسالة أخطأت عنوانها ) :تبادلا الحب والعشق معاً,  واصبحت هذه الكلمات طرية معتادة على الشفتين ( أعشقكِ ) و ( وكم احبكَ ) وكان يراهنان على حبهما بالصمود والبقاء . وكأمرأة عاشقة يأخذها الحلم في البعيد ,  بالحب المطرز بالازهار الموعودة  . ولكن حينما هاجر ورحل , ترك حبه في سلة النسيان . ويبخل عليها حتى في ارسال  رسالة واحدة .
3 - قصة ( رئيس الحزب ) كل اهتمامه منصب بمشاغله السياسية والحزبية . ولم يعر أية اهمية الى البيت الاولاد الزوجة . مما يصبح البيت عبارة عن اغتراب كل واحد في مشاغله الخاصة  وعالمه الخاص , منفصلاً عن الآخر , الاولاد في حواسيبهم وهواتفهم الذكية , الام في مشاغلها الخاصة الزينة والعطور والمواعيد النسائية , . كأنهم في بيوت منفصلة عن بعضها البعض . الزوج يبحث عن مركز سياسي  وحزبي مرموق . الاولاد في مشاغلهم الخاصة , الام في مشاغلها الخاصة في ظل هذا الزيف الحياتي .
4 - قصة ( مواعيد آثمة ) حملت عنوان المجموعة : تشعر بوطئة الوحدة ووحشتها على الحواس وضجيجها في البيت الزوجي , الزوج بعيداً عن الحنان وترف بالحب , وتحول البيت عبارة عن اعلان وجبات الطعام يعدونها الطباخين في البيت العامر في امكانياته المادية والمالية الوفيرة , لكنه فقير جداً في امكانياته الروحية . تشعر بثقل هذا الواقع المؤلم وتراودها خواطر في كسر اغلال هذا الطوق الثقيل والمرهق , بأن حياتها اصبحت منسية ضمن جدران البيت , وتفكر بكسر هذا الطوق , في المضيء في طريق  مواعيد أثمة . لانها وصلت ان تختار الموت افضل من  الحياة التي تعيشها . لكن يؤنبها ضميرها في الاخلال بالوفاء الزوجي . وتشعر بالندم , وتسير مرفوعة الرأس رغم ضجيج الالم  ونواح الحياة , فلم تفرط بالحب والوفاء .
5 - قصة ( خلف الابواب الموصدة ) : تتناول مسألة غاية الاهمية والحساسية في واقعنا الاجتماعي . أفراد العائلة ( الاب والزوجة والابن والابنة ) في غرفة واحدة وعلى فراش واحد . زوجها مفتون بالشبق الجنسي , رغم معارضة زوجته , بأن تقول له دع الاولاد ينامون اولاً حتى لايسمعوننا , ولكن لم يرضخ لطلبها  , مما تسمع الهمسات والاهات الجنسية يسمعها الاخ  واخته . ويتحرك الاخ ليلتصق بشقيقته , في عممة وهمسات جنسية , ويلتقطها الاب هذه الحركات المريبة , وينتفض بعنف ويزيح غطاء الفراش , ليجدهما بالفعل المدنس  .
6 - قصة ( الوطن ) : تمثل الازدواجية المنافقة والمزيفة بالتعامل السياسي المخادع . يصدح في خطاباته الرنانة للوطن والنضال والشهادة والكبرياء الوطني , والايمان بقول الحق  والعدل ليزهق الباطل . ويلهب الجموع الغفيرة بالحماس والتصفيق الحار على اناشيد الوطن المفدى . ولكن هناك أمرأة تتسلل من  بين الحشود الغفيرة عبر الزحام , تأخذ مكبر الصوت وتلهج في كلامها وسط صمت القاعة والجمهور الحاشد ( كيف لرجل لم يحفظ عهد أمرأة أن يحرس وطناً ؟ كيف لرجل عض اليد التي أنتشلته من براثن العتمة الى حيث يصدح النور , أن تستأمنوه على وطن ؟ كيف لرجل وعد ونكث كل العهود أن يبرم تصالحاً مع الوطن ؟ كيف لرجل له مكر ذئب خائن أن يصون عهداً ويذود عن الوطن ؟ كيف لرجل تسلق جدار المجد على عاتق أمرة ثم رماها كما يرمي علكة من فمه بعد أن لاكها طويلاً , أن يطهر الوطن من أردانه؟ أيها الشعب العظيم ألا تعلمون أن من خان مرة يخون ألف مرة ؟ ) .
7 - قصة ( الاغتصاب ) : ثلاثتهم يعيشون في غرفة واحدة ( الزوجة والبنت والزوج ) الزوجة تزوجت في عمر صغير لم تتجاوز السن السادسة عشرة ,  ولكن الزوج توفي في حادث مرور , ولم تنجب منه سوى أبنة واحدة  . وظلت ترفض الزواج , ولكن بعد ثلاثة عشرة عاماً , تكاثر عليها القيل والقال , حتى بمس شرفها وكرامتها , اضطرت بالقبول بالزواج , رغم انها كانت تصر على الوفاء لزوجها المتوفي في تربية أبنتها . ولكن هذا الزوج , استغل أحدى  المرات غياب زوجته بالتقرب الى ابنتها ومحاصرتها من اجل فعل المحرم ( الزنى ) بهوس معتوه ( أريدك الليلة لي . سأكون لطيفاً معكِ . كيف لم أتفطن قبل هذا اليوم لكل هذا الجمال , مالي وأمك التي هدتها السنين والهموم ؟ ؟ ) واغتصبها بعنف معتوه  , فأستسلمت الصبية الى هوسه الجنسي غصباً عنها بالفجور المحرم . ولكن  في الصباح استيقظ  الجيران على صراخ  ونحيب الزوجة  , فقد كانت رقبة البنت تتدلى من غصن الشجرة . وزوجها غارقاً في بركة من الدماء .
         جمعة عبدالله


122
   
التحالف الدموي بين داعش والمليشيات على سفك الدماء

أبناء الله الفقراء أصبحوا بدون  حماية وعون ومساندة  . ومنسيون من الارض والسماء . يسقطون قتلاً وغدراً وظلماً  بدون حساب  , يتناثرون اشلاء محترقة ومتفحمة ,  من القطيع الذئاب الوحشية . يقتلون ويغتالون بدم بارد دون رحمة وضمير . من الذين يدعون الاسلام والمحافظة على المذاهب ,  كأن المذاهب لا تقوم إلا بجريان أنهاراً  من الدماء , وقعوا ضحية بين  الصراعات السياسية والتطاحن على الغنائم والكراسي , والتطاحن على تقسيم حصص المقاعد البرلمان القادم . وبين اجراء الانتخابات أو تأجيلها كلياً حتى موعدها الاصلي المقرر رسمياً  . فقد تركت الحكومة والاحزاب المتنفذة ,  الغارب بالانفلات والفوضى الامنية , بالفراغ الامني . الذي استغلته الذئاب الوحشية من خراف دولة الخرافة الاسلامية ( داعش ) كما استغلت المليشيات الطائفية المسلحة الموالية الى أيران ان تعمق جراحات النزيف العراقي . فليس غريباً بعد يوم واحد من المجزرة الدموية في ساحة الطيران في بغداد . ان يأتي الدور على المليشيات لتضرب مطار بغداد بعدة صواريخ وقعت على منازل المواطنين , في  المناطق المجاورة للمطار بغداد . هكذا تساوى الموت واحد , من  داعش والمليشيات الطائفية . وهذا ما يؤكد التحالف الدموي بين المليشيات وتنظيم داعش في ارتكاب  الجرائم الدموية . في استغلال ضعف الوضع الامني وهشاشته . وبسبب تناطح الاحزاب الطائفية على مصالحها خاصة , تركت أثراً سلبياً على التراخي الامني , ومن السهولة الاختراق بثغرات الامنية داخل مركز بغداد . وتنشط المليشيات المسلحة في استغلال هذه الفوضى الامنية , في التركيز على ضعف الحكومة وهزالة شخصية السيد الكاظمي المهزوزة  , والذي  يحاول في كل مسعى ترضية المليشيات بما تريد وترغب , لكنها تزداد   تتوحشاً  اكثر فاكثر  , وان هدفها الذي تتاجر فيه في اعلامها المأجور , بأنها الجهة الوحيدة  القادرة على ضبط الوضع الامني بوحدها  , وان يكون الملف الامني تحت سيطرتها  ومسؤوليتها كبديل للاجهزة الامنية . حتى بعد ذلك تجهز انقلابها على تسلم مقاليد الحكم والسلطة . وخاصة ان الاحزاب الطائفية احترقت ورقتها وتهدمت بيوتها العنكبوتية . وهذا ما  تروج له  هذه المليشيات بأنها قادرة على سد الفراغ الامني . وهي التي اخمدت واجهضت انتفاضة تشرين بالعنف الدموي بالقتل والاغتيال بكواتم الصوت . لتكون هي المشرفة على مقاليد الدولة , مثل الحرس الثوري الايراني كل مقاليد الحكم في ايران في قبضة  الحرس الثوري , يعني بكل بساطة نقل تجربة الحرس الثوري الايراني الى العراق . ولكن لا يمكن تجاهل تدهور بخراب العراق ونزلاقه الى الحضيض , هو نتيجة الفساد والارهاب . الذي خرج من رحمهما وحوش داعش والمليشيات الطائفية المسلحة , هذين التوأمين حياتهما وموتهما معاً , لا يمكن القضاء على أحدهما وترك الاخر يعبث في مصير الوطن والمواطن . وان السبيل الوحيد لتخلص من هذين الوحشين المرعبين , إلا بعودة أنتفاضة تشرين اقوى من السابق , هي البديل المناسب في انقاذ العراق من أزمته ومن نزيف الدماء الابرياء . وكل الظروف مهيئة لعودة أنتفاضة تشرين بشكل قوي  , بعد خفض قيمة الدينار العراقي ,  وخفض رواتب العاملين والموظفين , حتى  أصبحوا ليس في مقدورهم  تلبية متطلبات الحياة المعيشة من موجة غلاء الاسعار . أن عودة أنتفاضة تشرين بقوة وبمشاركة قطاعات واسعة فيها , بأستطاعتها ان تحقق هدف انقاذ العراق المنكوب . غير ذلك يعني استمر مسلسل العنف بالتفجيرات الدموية . لقد اصبح نظام المحاصصة الطائفية , العبء الثقيل والذي ينبغي طمره في نفايات القمامة  ..........................   والله يستر العراق من الجايات !!

123
رواية ( كل انواع الحلي لا تفيد الموتى ) تسلط الضوء على المطبخ العراقي المشؤوم
للكاتب ( واثق الجلبي ) اسلوبية روائية خاصة ,  تعتمد على  نهج التداعي الحر في المتن الروائي . في نمطية التعاطي   التي تفتح مجالاً  واسعاً في تدفق الافكار والخيالات  والهواجس  والارهاصات بالتدفق الشديد . لكي  يعطي الصورة الكاملة على المشاعر الحواس الداخلية  ومكنونها , ونجد حالة  التأزم الصاعدة ,  انعكاساً على تأزم  الواقع وهمومه  الثقيلة  .  وجد المنفذ في افرازها على المكشوف , لكي تدلل على حجم الازمة  والتأزم الذاتي والحياتي . في الاستنباط والاستنطاق . يصوغها في لغة سردية رشيقة وسلسة ,  ومشحونة في زحمة الانفعالات والعواطف المتضاربة بالشحن  . وتسلط الضوء على الواقع  الخاص  والعام .ويكشف المتن الروائي عن حالة متأزمة لرجل فقد كل شيء في الحياة وظل وحيداً . الزوجة متوفية , ابنته تدرس في الخارج , اصدقائه خطفهم الموت فرداً فرداً مع زوجاتهم . لم يبق له سوى جهاز التسجيل الصغير , يسجل سيرة حياته الماضية والواقع الذي يحيطه . يعيش بين جدران المطبخ ,   والجهاز التسجيل الصغير  يسجل احاديثه  لزوجته المتوفية ,  في استذكار الزمن الماضي ( فلاش باك ) .  يجمع الازمنة المتخلفة والمتنوعة في مكان ثابت هو ( المطبخ ) الذي هو  بمثابة المحور الرئيسي ,  الذي تتوالى عليه الاحداث في المتن السردي . يسجل انطباعاته عن  الواقع الاجتماعي والسياسي من خلال  مطبخها القائم , فالمطبخ هو في صلب الاحداث . التي تعطي الصورة المكانية القائمة في فعلها السياسي والاجتماعي .  مطبخ الحياة وما ينتجه من دلائل  . نجد ان المطبخ مصاب بالضبابية والعمى والفوضى . ولا ينتج سوى القمامة والطعام الفاسد والمحروق . وتلعب به عوامل  الخيبة والاحباط  , مما يشعر انه  في حالة انهزامية دائمة  باليأس وانعدام الرؤيا . لان  المطبخ لا ينتج  سوى القاذورات السياسية , تصلح لنفايات القمامة . هذه حقيقة الواقع ويدخل في دهاليزه  دون رغبة منه . ويخاطب زوجته المتوفية عبر جهاز التسجيل .  قائلاً ( عزيزتي دخلنا المطبخ جميعاً بلا رغبة منا , فاذا رمينا في القمامة فهذا قدرنا وما أظن ) لان المطبخ لا ينتج سوى  القمامة والسكين العمياء . فالحذر من نفاد اسطوانة الغاز , أوفي حالة  انفجارها , طالما الغموض يحيط بالمطبخ . في طعامه المحترق والفاسد لا يصلح إلا للقمامة , وضمن الطقوس الباردة والثلجية   كأن ضربها  جليد  الشتاء  , مما جعل  الحياة تصاب  بالعمى والغطرسة والفوضى ,  والشعور بالندم من انظمة المطبخ البالية والمتهرئة و التي تعافها  النفس  , لأنها  تعيش في الماضي السحيق .  تجعل الحياة ضائعة بقطرات الماء لا طعم ولا لون لها , كأنها مصابة باللعنة  ( لم أحب الانظمة القبلية حتى التاريخ , المنسلخ عن  البشر الذين عاشوا على الصراعات , لم أعر لها  بالاً , الذي يهمني هو العيش بسلام بواقع أقترضته من جيب الغيم ) هذا البؤس الحياتي داخل المطبخ , في حياة ليس له رغبة ولاطموح فيها , لان السريالية غلفتها بغلافها , فأصبحت  أشبه بالحوار بين الاطرش والابكم , وغير  صالحة للحياة ( وليس من المعقول ان يعيش العاقل ثمانين سنة بين الحمقى , ولا يفقد عقله , فكيف ستتم عملية حساب هذا الكم الهائل من المجانين ) . هذا المطبخ المشؤوم , لا يصلح للحياة , سوى الخيبة والاحباط  والانهزام , هذا المطبخ الذي  طرد منه ( أدم )  بسبب الطعام . ولهذا  لابد من محاسبة الانبياء الذين دخلوا في هذا المطبخ  العقيم ( لا أعلم هل جلس الانبياء وفكروا كما أفعل الآن ؟ لاشك انهم سيحاسبون لانهم دخلوا الى هذا المطبخ واكلوا من قدوره ) هذه الحالة المتأزمة ,  بينما الناس تريد العيش بسلام . ولكن المطبخ اصبح كالعقرب السام لكل منْ يدخله . لانه يعتمد على الازدواجية المنافقة . ويبحث عن الاخلاق والعصمة الاجتماعية في نفايات  القمامة ,  والواقع غارق في المستنقع الاسن . يتحدث عن الحب وهو  لا يعرف  منه سوى متعة  الجسد والهزيمة ,  ولكن المحبون يكتبون بشكل آخر للحب  ( عندما يتحول الحب الى جنس يفقد مصداقيته ويتلاشى , لتقوم عملية البحث الجديد عن جسد آخر وروح جديدة ) . ويتذكر من شريط احداث الماضي عن زوجته المتوفية ,  كيف كانت ليلة زواجهما الاولى ( ألتقينا ونحن لا نعرف بأن الذي سيجمعنا  كرهي للتفاصيل وحبك ِ لها , صدركِ  الصغير لم أمسكه إلا قليلاً فبرودتكِ الجنسية كانت سبباً في عدم تفقدي لجسدك وتفاصيله , وبأستمرار حتى أنكِ لم تكملي رقصتك الاولى في ليلة العرس )  يشعر بالفوضى الحياتية المزعجة . بعدما رحل الجميع عنه , وشاخت الحياة لم تعد إلا مشقة متعبة له ,  وعليه الرحيل حتى يرتاح وغير أسفاً للحياة الرتيبة والجامدة , فلا أمل ل في الحياة ( لا أمل لي في العيش كل الذين أحبهم تركوا الحياة وغادروا , لم يبق إلا المسجل أمامي وأخاف منه , كأنه وحش يترصد أنفاس المثقوبة ) ان يرحل بصمت دون اوجاع . وتوقف جاز التسجيل الصغير ,أسلم روحه بصمت دون وداع .
    جمعة عبدالله

124
لا يمكن أجراء الانتخابات في ظل سلاح المليشيات المنفلت
سؤال بسيط يخطر في البال  . هل يستطيع المواطن ان يمارس حقه الانتخابي بأختياره الحر في الانتخابات البرلمانية القادمة  , تحت تهديد سلاح المليشيات ؟ وهل يمكن أجراء الانتخابات في ظل الاوضاع الامنية , التي تسيطر عليها المليشيات المنفلة  ؟ وهل من المعقول أجراء الانتخابات نزيهة تحت أشراف المليشيات  المسلحة ؟ . ومن يضمن ويتعهد بضمان نزاهة  الانتخابات ,  بعيداً عن التلاعب والاحتيال والتزييف ضمن المناخ المليشياوي السائد ؟ في الارهاب السائد وشراسة المليشيات في القتل والاختطاف والاغتيال , الذي لم يتوقف , رغم وعود السيد الكاظمي بالتعهد بأيقاف العنف الدموي المليشياوي , ومحاسبة ومطاردة القتلة والكشف عنهم وتقديمهم الى القضاء العراقي , وضمان حرية الناس من الرعب المليشياوي القائم . ولم يتحقق ذلك بتقديم قاتل أو مجرم واحد الى القضاء العراقي , فقد اصبح من الصعب والمستحيل , في عرقلة الاعمال الاجرامية  . بل أن المليشيات تتحدى وتهدد السيد  الكاظمي بالموت وقطع أذنيه . ولم يفعل السيد الكاظمي شيئاً امام شراسة وجبروت المليشيات المسلحة , سوى المهادنة والتجاهل  , وغض الطرف بما تقوم به  من جرائم ضد نشطاء الحراك الشعبي . ومن ضعف الكاظمي الذي جاء الى الحكم ,  في سبيل ردع المليشيات وتقزيمها ونزع سلاحها . لكن حدث العكس بسبب  ضعفه وهزالته  في ضبط الاوضاع الامنية , أن يلتجئ الى ايران ويتوسل بها , أن تخفف المليشيات الموالية لها الضغط عليه  . وان توقف ضرب السفارة الامريكية , وايقاف العنف الدموي .
لقد برز ضعف السيد الكاظمي بشكل واضح لداني والقاصي , حين قامت المليشيات في استعراض عنترياتها بالاستعراضات العسكرية في بغداد  , ومرت دون اعاقة حتى هددت في اقتحام المنطقة الخضراء .  وخلعه كالشعرة من العجين . امام هذا العجز في ردع ارهاب وعنف المليشيات , يحاول السيد الظاظمي شراء سكوت المليشيات بأغرائها بالمال الوفير  , رغم الازمة المالية والاقتصادية الخانقة التي يمر بها العراق . في الموازنة السنوية لعام 2021 , التي تعبر موازنة بأن  الرابح الاكبر فيها هي  المليشيات ,  الموازن المالية السنوية بمثابة  تدمير وافقار العراق . ومن خلال الارقام الموازنة المالية الرسمية  المعلنة , تعطينا الصورة الكاملة ويمكن ايجاز بعضها :
1 - الموازنة المالية لعام 2021  تقدر مالياً بحوالي 156 تريليون دينار عراقي , أي حوالي ( 103 ملياردولار ) . والعجز الموازنة يقدر يبلغ 63 تريليون دينار عراقي أو قيمته ( 43 مليار دولار ) .
2 - الموازنة السنوية تعتمد على الموارد المالية من عوائد النفط بنسبة 96% . حسب سعر النفط في الاسواق العالمية حدد  بسعر 42 دولاراً لبرميل النفط الواحد , وبسعر الدولار الواحد 1450 دينار عراقي .
3 - الموازنة المالية لوزارة الدفاع تبلغ 6 تريليون ديناراً
4 - الموازنة المالية لوزارة الداخلية تبلغ 8 تريليون ديناراً
5 - الموازنة المليشيات  زادت اكثر من العام الماضي بنسبة 48% , اي من  2 تريليون دينار الى 3 تريليون دينار عراقي ,  حتى اكثر مالياً من موازنة الوزارات الخدمية الاساسية .
6 - تخفيض موازنة حصة البطاقة التومينية من 4 مليارات دولار الى 500 مليون دولار فقط . في ظل تخفيض قيمة الدينار العراقي بنسبة 20% مقابل تخفيض الرواتب العاملين والموظفين , في ظل الارتفاع الفاحش والجنوني لاسعار المواد الغذائية والمواد  الاساسية والخدمات . منها  ارتفاع اسعار الكهرباء والبنزين . وكل المؤشرات في ارتفاع نسبة الفقر , اذا كانت نسبة الفقر حسب الارقام الرسمية لوزارة التخطيط لعام 2020 بأن وصلت نسبة الفقر بنسبة 31,7% فكل المؤشرات بأن نسبة الفقر هذا العام 2021 سييتجاوز نسبة 40% .
هذا يعطي صورة بأن المليشيات المسلحة تسيطر على خناق العراق والمواطن , وان مبدأ حصر السلاح بيد الدولة , تحول الى حصر القرار بيد المليشيات . فكيف تجري الانتخابات البرلمانية تحت المناخ المليشياوي المرعب . بدون قانون انتخابي جديد , بدون مفوضية مستقلة خارج الاحزاب والمحاصصة الطائفية . حتى الاحزاب الطائفية التي احترقت ورقتها  وتفقست  عن بيوض أفاعي بتكوين  أحزاب جديدة تحت القيادات القديمة , التي اثبتت فشلها وفسادها ,  وقادت العراق الى  الخراب والتدمير , تحاول تجديد نفاياتها من جديد في قبة البرلمان القادم  , وتتفاوض من  خلف الكواليس مع المليشيات المسلحة , ان تعطيها فتات من كعكة البرلمان القادم . وتكون معها قلباً وقالباً , وفي السراء والضراء . ضمن هذه الظروف لا  يمكن أجراء الانتخابات البرلمانية  , ستكون مهزلة وسخرية وتندر   امام المجتمع الدولي ,   لذلك أفضل خيار هو  التأجيل الى موعد غير محسوم .
 والله يستر العراق من الجايات !!
      جمعة عبدالله

125
  قراءة في رواية ( أصابع التمر ) للكاتب محسن الرملي
تدور احدث  النص الروائي  بين الماضي والحاضر عبر الاجيال الثلاثة , أو المراحل الثلاثة , التي يمثلها الشخصيات ( الجد والاب والابن ) وكل شخصية تمثل مرحلة معينة  مرت على العراق في عواصفها الاجتماعية والسياسية . في مسائلها الحساسة والعويصة في دوامة  الصراع وتقلباته وتحولاته عبر هذه الشخوص .  الجد ( المطلق ) و الاب ( نوح ) والابن ( سليم ) التي احتلت  احداث المتن السردي  , الذي يملك براعة في  الصياغة والمعنى والرؤية  والتعبير في  المغزى والرمز الدال . بما شهد العراق من تحولات تمثلت  . الفترة الملكية . فترة عهد البعث . فترة الشباب الذي تشرد وعانى الغربة والاغتراب . وما تحمل هذه المراحل من صراعات مختلفة بالتناقض والاضداد في داخلها  , في المعايير والمواقف  تجاه الحكم واساليب السلطة في العراق , بما تعرض  من احداث عاصفة صبغت  بلونها هذه  التحولات . وكل مرحلة تتسم بمواصفات معينة تميزها عن المراحل الاخرى ,  في سياق الاحداث الجسيمة التي جرت على العراق . وحملت في رحمها من زوابع في تهشيم  النسيج الاجتماعي والسياسي  .  الى مرحلة التأم وحتى مزق الهوية . لذا نجد في هذه الشخصيات الرمزية الدالة , صورة العراق في العادات والتقاليد الاجتماعية في الثأر والانتقام . في منصات الحب وأشجان القلب وعواطفه المنفعلة بالانفعال العشقي . في مسائل الارهاب وخاصة في زمن الدكتاتور المتسلطة . التي جلبت الارهاب والحروب . مما جعل جيل الشباب ان يهرب من شبح الدكتاتورية والحروب . بعدما سدت آفاق الحياة والعيش . مما جعلهم  ان يخوضون  مغامرة  الهجرة في الغربة والاغتراب . وبدورها تؤثرعلى  وتيرة  الصراع الاجتماعي والسياسي  الى الذروة التأزم .  تدور احداث المتن السردي في عتباته , بين الاب والابن  في اسبانيا مدريد , اثناء تواجدهما . وما صاحبه من تسليط الضوء على صورة العراق . وكذلك الصراع الثقافي بين العقليتين الشرقية والغربية . من عواطف مشحونة بالانفعالات بين العقلانية والتهور . على خلفية الماضي والحاضر في خضم الصراع على صورة الوطن . ولكن لابد من التمييز والتفريق في مواصفات هذه الشخصيات التي تمثل مراحل العراق المتعاقبة . لاشك أن الجد ( مطلق ) يمثل الارضية الراسخة في الاقناع العقلي والفكري والديني  . يمثل الحكمة البصيرية في رؤية  ميادين  الصراع القائم , يمثل العقلية المقبولة والموضوعية في مواجهة الاحداث بالعقلانية . بينما نجد الاب ( نوح ) يمثل المرحلة المضطربة والتي تعاني من الازدواجية في الشخصية بين ( المطيع والمتمرد ) . وهي اسطع مثال على فترة عهد الدكتاتورية البعثية في وجهها المتناقض بين ( الديني والارهابي ) في العقلية والثقافة . بينما نجد الابن ( سليم ) يمثل الجيل الذي عانى من  وزر الدكتاتورية بين الارهاب والحرب .  والهروب من وجه الدكتاتورية البشع . في محنته في التشتت والحرمان من الحرية والتأزم في الهوية . ولكن رغم هذه الاهوال ظل أميناً على حب الوطن ويحمل صورة الوطن في عقله وقلبه , رغم معاناة الغربة والاغتراب .  نجد في شقة ( سليم ) الصغيرة جدرانها تمثل متحف لصور العراق . وكذلك يتميز بالسلوك العقلاني ووضوح الرؤية والموقف , في الصراع بين الثقافة والعقلية الشرقية والغربية . أن ( سليم ) في سلوكه وتصرفه يمثل صورة مشرقة للبطل الايجابي , عكس البطل السلبي في الصراع بين العقلية الشرقية والغربية . التي تناولتها الروايات  العربية , على سبيل المثال , رواية ( موسم الهجرة الى الشمال ) ورواية ( الحي اللاتيني ) . ونجد الاب ( نوح ) والابن ( سليم ) في صراع وخلاف , ضمن المنطق المسموح بين الاب والابن ,  ولكن يجمعهما الجد ( مطلق ) في التوافق والانسجام . فالجد هو الخيمة الذي يجمع عليها  الفرقاء في  داخلها على التوافق . نجد ان المتن الروائي توغل عميقاً في تفاصيل صورة العراق وتحولاته عبر الفترات  المتعاقبة . والتي كانت الدكتاتورية الضربة القاصمة التي كسرت ظهر العراق , في التحطم والتشتت والارهاب. واصابت الوطن في اعمق أزمة حتى مزقت هويته . واصبح كل أمل الغريب والمغترب ان يجد هويته داخل الوطن حتى ينهي عناء البحث عنها ( حيث أمارس هويتي الاولى , حنيني , شوقي الى احتضان الأم واخوتي ,الى زيارة قبر عالية , الى السباحة في نهر دجلة , الى اصدقائي , الى ابقارنا وحميرنا ودجاجاتنا والجبل .. أتلهف الى أخبارهم , وعنهم . كيف هم الآن ؟ ماذا حدث ؟ وماذا يحدث ؟ من مات منهم ؟ ومن تزوج ) ص38 . هذه لهفة الحنين والشوق التي تفور في أعماق الوجدان بقهر وحزن وحسرة ( أنه العراق يا أبي ) هذا الترابط العضوي بين الماضي والحاضر . الذي دنسته الدكتاتورية في مجيئها المشؤوم . والتي حرثت  في الخراب والتدمير , وما أصاب العراق من فواجع , لذلك يقول الاب ( نوح ) الى أبنه ( سليم ) ( أكتب ما تشاء فلن يحدث أسوأ مما حدث .. هذا العالم الجايف )  هذه حكايات العراق المأساوية التي تقطع الانفاس بحشرجة الالم والحزن والغضب . بأنها معاناة تحطيم الانسان وتهميشه  . هذه تجسيدات الشخصيات المحورية التي سلط عليها  المتن السردي  . ولكن لابد من استعراض الملامح السمات البارزة لهذه الشخصيات التي تمثل مراحل العراق المختلفة  :
1 - الجد ( مطلق ) : يمثل الحكمة والعقلانية في الفعل والارشاد بحكمته القائلة ( أذا نبح عليك الكلب فلا تنبح عليه , ولكن أذا عضك فعضه ) ص9 . وكان سعيه الحثيث والمثابر ,   في تشيد ما يطلق عليه من تسمية بالمدينة الفاضلة أو القرية الفاضلة , لكن هذا الحلم والامل اصطدم في المواجهة مع الحكومة في  اجهاضه  . كان ملتزما بوعي في التراث الديني وتقاليده وما جاء في القرآن . كان ملتزماً بالعقلية التي تبعده عن الطيش والتهور وسوء التقدير . لذلك من اجل امتصاص انتقام السلطة انتقل بقريته الى الضفة الاخرى من النهر , ليكن بعيداً عن الصراع غير المتكافئ مع قوات الحكومية . وكان يقول عنه الاب ( نوح ) موجهاً كلامه الى أبنه  ( سليم ) ( جدك رجل عظيم يا سليم , لكنه ربما ولد في غير عصره . أنني أحبه بشكل كبير ) ص116 .
2 - الاب ( نوح ) : يمثل مرحلة في  عهد البعث بفترته الاولى والثانية  , ويتميز هذا الجيل  بين الاطاعة والتمرد . يمثل روح الازدواجية المتناقضة بين ( الديني والارهابي ). وهو بالذات  نهج وسلوك حكم البعث في الارهاب ,  أوالدعوة الى الحملة الايمانية الدينية . وكذلك وجه  الطيش والانتهاك . لذلك حين التقى ( سليم ) مع أبيه وجهاً لوجه في اسبانيا /  مدريد . كان ( سليم )  صعق بالغرابة والاستغراب , لم يصدق عينيه بأن هذا الواقف أمامه هل هو أباه حقاُ ؟ ,  في هيئته المتنافرة والغرائبية  ( هذا الرجل حليق الشاربين , صلع خفيف فوق الجبهة , طويل الشعر مربوطة الى الخلف , وخصلتان صغيرتان منه مصبوغتين بالاحمر والاخضر , ثلاث حلقات فضية تتدلى من أذنه اليسرى , أقراط .. أيعقل أن يكون هذا أبي ؟! أهذا هو أبي حقاً ) ص19 . . جاء الى أسبانيا / مدريد من أجل أخذ  الثأر والانتقام من فتى السلطة الطائش , الذي تحرش بأبنته الصغيرة ( استبراق ) حين مسكها من مؤخرتها ( بالضبط مثلما كان يفعل عدي صدام حسين في التحرش بالفتيات ويخطفهن من الشوارع ) فما كان من الاب ( نوح) ان افرغ في مؤخرته طلقتين . والفتى الطائش يصيح بغضب ( أتعرف من أنا ؟ فيجيبه : أنت أبن كلب .... أبن قحبة ) ولكن كان الدمار والخراب حل  بالقرية آل مطلق . فقد عاثت الحكومة قتلاً وخراباً , والنتيجة كان عدد الضحايا 17 قتيلاً حتى الاب ( نوح ) خرج من السجن معوق ومخصي . وسميت قريتهم بقرية ( القشامر ) وغيروا لقب ( مطلق ) الى اسم أل قشامر , ولكن بعد اشتداد ضراوة الحرب العراقية الايرانية , وحاجة الدكتاتورية الى وقود للحرب لتجنيد الشباب والرجال ودفعهم الى جبهات القتال . غيرت أسم  قرية ( القشامر ) الى اسم ( قرية الفارس ) تيميماً بالفارس الدكتاتور , الذي حول العراق الى جحيم وتوابيت . فلذلك يتساءل بجزع عن عمل  لجان التفتيش لنزع اسلحة الدمار الشامل بالقول ( أية أسلحة ودمار شامل , هل هناك ما هو أكثر دماراً من الدكتاتور نفسه , الذي قتل وشرد الملايين , فلماذا لا ينتزعونه ويخلصوننا ! ؟ ) ص125 . وفي الاخير عرف الاب ( نوح ) بأن فتى السلطة الطائش الذي عين بعد ذلك في السلك الدبلوماسي . قد انتقل الى بلد آخر , أو الى جهة مجهولة , وربما قتل أو مات . لذلك غير قناعاته بالثأر والانتقام .
3 - الابن ( سليم ) : يمثل الجيل الذي عانى الغربة  والاغتراب , عاني شبح الدكتاتورية وارهابها , ومنهم السارد أو الروي نفسه  , وهو يحمل مواصفات الكاتب أيضاً  , في مقارعة النظام والسلطة الارهابية , لذلك يصيح بالتذمر والسخط ( لماذا .... لماذا  فعلتم بنا  كل هذا .. يا مجرمين ) ص164 . كان في بداية براعم حياته الشبابية , احب ( عالية )  أبنة عمه , حباً ملك جوانحه , وكان يبعث الرسائل والقصائد  الشعرية عبر شقيقته الصغرى ( أستبراق ) وبعد ذلك اختار مكاناً لعش الحب بينهما ,  يلتقيان يومياً بالعاطفة العشقية الملتهبة وهم يمضغان أصابع التمر بكل شهية واشتياق وشهوانية  . كان يطير بجوانحه العشقية بالبهجة  , لكن الموت خطف ( عالية ) واصابه الحزن الشديد . وفي شبابه كان ضد الارهاب والسلطة مما ضيقت عليه الخناق . مما دفعه الى التخلص من شبح الدكتاتورية بالهجرة الى أسبانيا , وهناك استطاع ان يوصل صوته المعارض للنظام . وينقل محنة ومأساة الوطن الى الرأي العام الاسباني . وهو يمثل العقلية الناضجة والواعية من شريحة المغتربين في المهجر . ويحمل صورة العراق بكل معاناتها . يمثل الجيل الذي بأستطاعته ان  يتحمل المسؤولية العراق في الانعتاق والحرية .
    جمعة عبدالله



126

  قراءة في رواية ( هروب وردة ) من الظلم الاجتماعي
يظهر الروائي المبدع ( ضياء الخالدي ) مهاراته وتقنياته التكنيكية في فن الحبكة الفنية الحديثة , ويسلط الضوء الكاشف على احلك فترة مدمرة في حياة العراق السياسي ( وقائع صيف 1995 ) أي بعد كارثة حرب الكويت مباشرة , وانهزام الجيش العراقي بالانهزام الشنيع , وتبعياته المهلكة في فرض الحصار الاقتصادي الدولي وفقر البلاد الى حد الشحة والكفاف , والغوص في المستقبل المجهول في الحياة الصعبة والمضنية , وبهبوط قيمة الدينار العراقي الى الحضيض  , حتى أصبح لا يساوي قيمة ثمن طباعته . واصبح المورد المعيشي يعتمد على البطاقة التموينية ( النفط مقابل الغذاء ) وكذلك يتطرق النص الروائي الى مسألة ارهاب السلطة والتقاليد الاجتماعية والعشائرية  , الصارمة والقاسية والظالمة موجهة ضد المرأة في  انتهاك حريتها واختياراتها حتى في مسألة تقرير مصيرها , ضمن هذه الاجواء الملبدة بالغيوم , تنعكس سلباً بالخيبة والاحباط حتى في مسألة الحب والزواج . يأخذنا المتن الروائي بالدهشة التي تخنق الانفاس في ملاحقة الاحداث الدرامية والدراماتيكية المتواصلة والمتسارعة نحو ذروة الاختناق . وكذلك يدخلنا النص الروائي في مسألة الصدفة والصدف , التي ترمي طوق النجاة , في تمزيق طوق الحصار . لذلك اعتبر السرد الروائي  هو  البراعة الاحترافية المدهشة في تناول الصدف المتلاحقة , فهي رواية الصدف الايجابية .  وبالحيلة والابتكار والخلق  في اساليب المتن السردي , التي تحمل المشروعية والمعقولية في خضم توارد  الصدف . كأنها حالة انقاذ من الوقوع في الفخ . والبراعة المتمكنة للمؤلف  بأنه بدأ بالحدث السردي من النهاية الى البداية من ( سدني / أستراليا عام 2007 الى بغداد صيف عام 1995 ) . وهذا الاسلوب الروائي صعب في قيادة دفة الاحداث السردية ,  لان القارئ يفهم خاتمة المطاف من  الحدث  المتن السردي  . لكن التقنية والحيل الروائية ( والكاتب ملهم في هذه الخاصية الروائية ) نجده بأن يجعل الخاتمة  كتنفيس ورحمة للقارئ الذي ينشد بقوة  وبتأزم الاحداث الى الذروة  وتشده اكثر في تعاطي أسلوب المطاردة البوليسية , في المطاردات والملاحقات في  خيوط النص الروائي  , التي تلعب فيه شخصيتان , وهما ( بسام علوان ) و ( وردة الشطب ) , التي هربت من زوجها , ووقعت في مطاردة الشرطة والامن للامساك بها . ونجاتها من هذه المطاردات ,  كالناجي من فم الذئب .
يبدأ الحدث السردي من هزيمة الجيش العراقي وانسحابه من الكويت بالفوضى العارمة والانفلات غير المنظم , حتى شاهد ( بسام علوان ) الشاحنة العسكرية وهي تدهس الجندي ( أسماعيل )  وتسحله على اسفلت الشارع ملطخاً بالدماء  , دون ان ينتبه سائق الشاحنة الى ذلك , مما علق في ذهنه هذا المشهد ,  في توارده في  كوابيس الاحلام  التي لاتفارق ذهنه ,  وهذا الكابوس يذكي الفاجعة الاليمة بفقدان شقيقه الاكبر ( عبدالعليم ) في الحرب العبثية العراقية الايرانية . وكان آنذاك لم يتجاوز عمره ( 14 ) عاماً , وبعدها دخل شقيقه الاخر ( يحيى علوان ) في  سلك الشرطة كضابط أمن , وتخلص من ارساله الى جبهات القتال . بينما ( بسام علوان ) بعدما انهى خدمته العسكرية , اختار ان يكون بائع الكتب القديمة  على ارصفة ( ساحة الميدان / سوق هرج ) وارتضى ان يكون بائع في بسطية على الرصيف رغم شحة المورد المالي , ولكن يأتي الكسب المالي الاكثر من الكتب الممنوعة , وهوايته بالكتب رفض ان مساعدة شقيقه ضابط الامن ,  ان يجد له فرصة عمل أخرى  , وانه تعمق في صداقات حميمية مع  اصحاب البسطيات على الرصيف . وتعود ان يزور ليلاً صديقه الحارس الليلي لمركز الطلبة والشباب , وفي اثناء تجوله انقطعت الكهرباء واصبح الشارع موحش ومظلم , وشاهد من بعيد بعض الرجال المدنيين يسحبون بعنف وقوة ثلاثة نساء , تصور بأنهم يرومون اغتصابهن , فأرتفعت الشعور الانساني بالحمية وخطف أحدى النساء من ايديهم , وهرب معها ولاحقته رصاصتين , لكنه نجى منها . واخذها الى شقة اصدقائه وهي ترتجف من الخوف  . وعرف بأنها بائعة الهوى بالمتعة الجنسية ,  وان الرجال هم رجال الامن داهموا بيت البغاء والدعارة , وحكت قصتها المأساوية الى ( بسام ) واصدقائه , بأنها هربت من زوجها وهو أبن عمها ( فياض ) لانها ارغمت عنوة من اهلها واهله على الزواج , وكانت تصر على اكمال دراستها حتى الحصول على الشهادة الجامعية . ولكنها  لم تفلح بذلك ,  ورضخت  بترك الدراسة والقبول بالزواج  من أبن عمها ( فياض ) ومنذ الليلة الاولى كانت تنوح في داخلها بحزن وألم . كأنها فقدت من حياتها شيئاً ثميناً وعزيزاً سلب منها .  حاولت بكل الطرق على عدم الانجاب , في ظل معاملة زوجها الوحشية واسلوبه الخشن بضربها وأهانتها . حتى احدى المرات حرق ظهرها بملعقة الطعام , حتى فاحت رائحة الشواء من جسمها . وبذلك فكرت بالهروب حتى على موتها . حتى لاتكون رخيصة ومهانة بالاذلال في حياتها الزوجية  ( - أنا جبانة , وهروبي من عائلتي ليس شجاعة , بل كان يأساً من حياة لا يمكنني الاستمرار فيها , حتى وصلت الامور الى كي ظهري بملعقة الطعام , أتريدون رؤية آثار الحرق ؟! ) ص51 . فتعاطف ( بسام ) واصدقائه مع قضيتها المأساوية وقبلوا في أيوائها حتى تدبر الحل بنفسها , ولكن من تطور الاحداث المتسارعة  , وحدس شقيق ( بسام علون  ) الضابط الامني ( يحيى علوان ) بأن شقيقه ربما متورط في قضية تهريب ( وردة ) من قبضة الشرطة ونجاته من اطلاق الرصاص عليه , لذلك بدأ تحريات في متابعة وملاحقة شقيقه من بعد حتى يمسك برهان التورط . وخاصة ان الزوجة الهاربة من عائلة غنية ومتمكنة , وزوجها ( فياض ) وعد رجال الشرطة بمكافئة مالية كبيرة , اذا افلحوا في القبض عليها وتسليمها اليه . حتى يفرغ الرصاصات في جسدها , لانها جلبت العار الى اهله وعشيرته , ولا يتم غسل العار إلا بقتلها . وساندته عشيرته بقتلها ودفع المال الى الشرطة حتى  يطلق سراحه . لذلك كان  اهتمام الشرطة في المتابعة القضية  , هي من أجل الحصول على المال  ليس غير ,  وتعهدوا الى زوجها بأيجادها حتى لو طارت الى السماء . ومن هذا المنطلق كان اهتمام ضابط الشرطة بالقضية ومتابعة شقيقه في اسلوب بوليسي ليسرع في القبض على الزوجة الهاربة للحصول على المال الموعود . لذلك استدرج اصدقاء شقيقه وهددهم بالعواقب الوخيمة ,  في اخفاء الزوجة الهاربة , بمثابة عمل عدواني تجاه الثورة والحزب , وتصل العقوبة الى المؤبد أو الاعدام , وتحت لغة التهديد العنيفة والخوف من العواقب  , اعترفوا بأن ( وردة ) موجودة في شقتهم , وانهم ابرياء من ورطة التهريب في اخفائها
, ولكن حين وصلوا الى شقتهم مع ضابط الامن , كان ( بسام علوان ) نقل (  وردة ) الى مكان آخر , الى سكن المرأة العجوز ( حورية ) الفنانة والرسامة , واستقبلتها بفرح . وكانت هذه المرأة العجوز رفضت الهجرة خارج العراق , رغم ألحاح ابنائها الثلاثة الذين هاجروا الى اوربا ,  ويرسلون مساعدات المالية الى أمهم . وبعد علم ( بسام علوان ) بأعترافات اصدقائه الى شقيقه الضابط الامني , لم يتحمل الصدمة ووقع مغشياً عليه فاقد الوعي . ونقل الى المستشفى وبعد أيام من شفائه . صارحه شقيقه الضابط بلطف وحنان , بأن يتخلص من الورطة العويصة قد تضيع مستقبله , بتسليم الزوجة الهاربة , حتى يستطيع ان يغلق القضية ( المرأة التي تهرب من زوجها واهلها تستحق العقوبة , فليس كل أمرأة تعاني من المشاكل الزوجية يحق لها الفرار , وان تتحول الى عاهر ,وإلا اصبحت كل النساء فاسقات ,  فتنهار القيم والعادات ) لاشك أن (بسام علوان ) يملك مشاعر الحب والشفقة تجاه ( وردة ) ووصلت عاطفته الروحية الى مشارف الحب , ليس لانها بريئة ومظلومة من زوجها واهلها وعشيرتها , وانما الانفعال العاطفي يصعد في سخونته كلما التقى بها ( في أعماق بسام ميول لوردة تقترب من تخوم ما يسميه الناس عشقاً , فثمة ارتياح كلما طالع وجهها وسمع نبرات صوتها المميزة ببحة , أحاسيس يختلط فيها العطف بحلاوة سرية , بيد أنه لا يبوح لنفسه حتى ولو بخيط متلبساً بتلك المشاعر ) ص101 . ولم يجد ( بسام ) وسيلة للتهرب وقد انكشفت الحقائق بأنه المسؤول والمتورط في اخفاء ( وردة ) واعترف بمكان اقامتها ومستعد في تسليمها  , ولكن المرأة العجوز ( حورية ) دبرت  أمر تهريبها الى الاردن عبر مهرب وحين وصلت الى عمان سجلت في مفوضية اللاجئين , وبعد ( 12 ) عاماً وجدها ( بسام ) تتسوق في مركز مدينة ( سدني ) مع طفلين , وتقابلا وجها لوجه , وشرحت مسيرة حياتها بأنها  تزوجت وانجبت هذين الطفلين وتعيش في بحبوحة العيش وتشعر بالهناء والاستقرار , فقال بسام بفرح وسرور :
( - لقد نجوتي .. نجوتي بالفعل يا وردة
وقالت وردة :
 - أتعرف حزني الاكبر لا علاج له ؟ بلدي أشتاق اليه , ولدي أصدقاء كثر من جنسيات مختلفة يزورون بلدانهم الام ثم يعودون ) ص217 .
× الكتاب : رواية هروب وردة
× المؤلف : ضياء الخالدي
× اصدار : منشورات نابو العراقية  عام 2020
عدد الصفحات : 255 صفحة
  جمعة عبدالله

127
قراءة في رواية ( طيش الاحتمالات ) للاديبة زهرة الظاهري
العمل الروائي يتسم بالرصانة والمكاشفة والصراحة بالجرأة الثاقبة , في طرح جملة مفاهيم اجتماعية غير منصفة على الصعيد الميدان الاجتماعي والسياسي والديني ,  الايغال في سايكولوجية الذات والمجتمع . في كشف الاسرار الداخلية والخفية وكشفها الى العلن . في التصرف والسلوك , في النسيج المجتمع الذكوري بما يحمل عقله من ثقافة وموروثات تتلون في كل مرحلة وتغيير  . ومنطلقات المتن المتن الروائي يثير جملة من التساؤلات والتعليلات في مفاهيم الحب والخيانة الزوجية المتبادلة  . في مفاهيم العنف الاسري داخل الاسرة الواحدة , او بين الزوج والزوج . والابعد من ذلك مسألة الطيش في الازدواجية الشخصية ( الراهب والشيطان في روح وجسد  واحد ) . ومسألة الابعد حيوية في عصب الحياة العامة , ماذا احدثته من تغيير ثورة الياسمين في ( تونس ) وماهي ثمارها  وما قدمته للوطن ؟  . هذه المنطلقات تناولها المتن الروائي في صيرورة الطيش والازدواجية . والغور في المستجدات التي احدثتها ثورة تونس  وما حصة الوطن من التغيير . هذه الاشياء الحيوية تناولتها احداث المتن الروائي . لكن العنوان للرواية ( طيش الاحتمالات ) يغوص في عمق الاشياء . التي تمثل انتهاكات صارخة للانسان والوطن , وخاصة المرأة التي يقع على كاهلها الانتهاك والوصاية تحت نفوذ الرجل الشرقي , في غيوم الانهزام والاحباط والانكسار النفسي والروحي للمرأة  . وكذلك يقع بؤس حال على  ثورة الياسمين في تونس  , التي قادت البلاد الى الخراب والنفايات والقمامة , قادته الى الاهمال والحرمان والفساد , حينما سرق الاسلام السياسي الثورة . الذي صعد على الاكتاف الاخرين , وتنكر لهم بالاجحاف والاهمال والحرمان , كشفوا عن حقيقتهم بأنهم مجموعة لصوص لا غير , في سبيل امتطى السلطة فقط لاغير  ( اللعنة على هذا البلد الذي اصبح مطية لعصابة من اللصوص تسرق منا حتى رغيف الخبز ) ص63 . يتناول النص الروائي هذه المكشوفات على حقيقتها الدامغة  في الحدث السردي الذي  يميط اللثام عن الخطوط الحمراء , التي يتبجح فيها المجتمع بوصايته على المرأة , في طيش والهروب من الحقائق الدامغة  , التي تؤدي الى المحاصرة والخناق على المرأة , بأن تتحول الرابطة الزوجية الى سجن والسجان هو  الرجل او الزوج في الاضطهاد والتعسف . لذا فأن الخطاب الروائي موجه الى العقل الاسلامي السلفي والمنغلق  في طيش الازدواجية . بأن تكون المرأة تدفع فاتورة الحساب بالخيانة الزوجية المتبادلة . ان تكون تحت رحمة تسلط الزوج بالعنف  الاسري والاكراه , مما يجعل هذا الطيش , ان يقود الى الاحباط والهروب . ( مريم ) ورثت ذكريات مؤلمة وحزينة من ابيها العربيد المتوحش ,  في وحشيته تجاه أمها المسكينة وهي تتذكر ذلك وهي صغيرة السن , حين تجد الدموع والكدمات والدماء تملئ وجهها وجسمها , جين تجد أمها تتقيأ كل يوم من القهر والحسرة والالم , وتحاول ان تخفي وحشية زوجها عن أبنتها الصغيرة . وحالتها تدعو الى الرثاء  . ورثت ( مريم ) هذا الارث الثقيل والمحزن . وتزوجت من رجل ثري متمكن مالياً . لكنه لم يعوضها عن الاحداث المؤلمة في روحها . لم يعوضها بالحب والحنان الزوجي , رغم انها انجبت منه بنتان , واملها ان تشعر بالراحة والامان من الذكريات المؤلمة التي تحملها من ابيها البشع والمتغطرس بالمعاملة الوحشية , لم تجد من الرابط الزوجي سوى الخناق , كأنه الحبل الذي يلتف ويضغط على عنقها  . لم تجد سوى الحرمان والاهمال والغطرسة  , فزواجها لم يضمد جراحها , بل زادها جرحاً وقيحاً , فأحست بشيء ينقصها , فالتجأت الى شبكة التواصل وتعرفت على ( مريد الداهش ) الكتاب والشاعر اليساري , الذي عانى الحرمان والسجون في سبيل الوطن . وعندما جاءت ثورة الياسمين في تونس . لم تعترف به بل سحقته كما تسحق نفايات القمامة , وكان يأمل النفس بالمعجزة التي تنقذه من معاناة الحياة القاسية ( لكن عن أي معجزة  تتحدث ايها الاحمق , فما الذي جنته الثورة على البلاد ؟ هي فقط الوجوه التي تبدلت , أنصرفت الذئاب وحلت الثعالب  ) ص18 . وكانت ( مريم ) تمارس هواية الرسم والرسومات , لذلك تخيلت صورة حبيبها في ذهنها وعقلها قبل ان تتلقي به وتراه   وجهاً لوجه ,  بل رسمته   بملامح الحب وغزيرته  التي تحمله في قلبها , ولكن هذا الحب لم يجلب لها  طوق النجاة لمحنتها الحياتية والنفسية . لان حبيبها عاجز في اكمال  مقومات العيش , عاجز عن تأمين الحياة الزوجية كما ينبغي . لان الثورة صادرة حقوقه المشروعة , واهملته وحرمته من كل شيء . لم يجد من التغيير السياسي , سوى الاستمرار بالمحنة والمعاناة ( هذا الوطن موبؤ يغتال خيرة ابنائه . أما سمعتم مؤخراً بذلك المتحصل على شهادة الدكتورا , لم يكتفِ هذا البلد بحرمانه من الاعتراف بشهادته وكفاءته العلمية , بل تم حبسه والتخفي على هذا الحبس ) ص63 . . ولكن ( مريم ) تستمر  بالضغط عليه لكي  ينقذها  من السجن الزوجي  , ان يحرمها من الحنان الزوجي , بل يقابلها بالخيانة الزوجية . لذا فأن الخيانة الزوجية متبادلة بين الزوجين . ولكن لكل منهما دوافع وذرائع ومبررات في الطيش  . نجد ( مريم ) تشكو من تسلط الزوج بعقليته الاسلامية السلفية المنغلقة والمتعصبة . يجبرها على ترك هواية الرسم والرسوم , لانها رجس من الدنس الشيطاني  , ويضغط  عليها بقوة ان تترك مهنة التدريس ,  لان الزوجة الصالحة مكانها البيت وليس العمل . يضغط عليها في لبس الحجاب وترك سروال الجنز ,  لتكون زوجة صالحة ,يستشيط غضباً من ملبسها ويعتبره نشاز غير مقبول  ( - أيتها السافرة الحقيرة لقد أخلجتني أما الجماعة , ولن أتسامح معكِ أبداً , لا يمكن ان تكوني أبداً زوجة صالحة وانتِ تعمدين الى عرقلة مسيرتي , من أنتِ لتحطمي نجاحاً  كنت أحلم به اعواماً طويلة ) ص80 . ويصبح البيت الزوجي مرتع المشاحنات والتنافر والجدل العقيم بينهما  . واجبارها في ترك عملها لان  المكان الزوجة الصالحة البيت والمطبخ ( - أن ما تدرسيه حرام , كبيرة من الكبائر ومكانكِ الجحيم سأعرف كيف أربيكِ أيتها الفاسقة .
- هذه الفاسقة التي تتحدث عنها , هي أم أبنتيك ) ص94 .
وبطريقة غير مباشرة يعرف احدهما يخون الاخر . ( مريم ) تفكر في الانتحار والموت  من حبها لا يفضي الى الانقاذ . والزوج كل اهتماماته الروحية والذاتية تنصب الى مستقلبه السياسي والحزبي  , الفوز في الانتخابات واعتلى مركز  ونفوذ مهم في الدولة . بينما ( مريم ) تعاني جفاف الحياة والحب المتحجر كالصخر , وقد ضجرت من الوعود العشقية بكلمات ليس لها فعل ورصيد ( - اصبح كلامي معكَ الآن تفاهات , نسيت ما كان بيننا في الايام القليلة الماضية ؟
 - انتِ تعرفين معزتكِ عندي , وتعرفين مدى تعلقي بكِ ) ص96 . ويطلب منها الاستعداد للسفر والهروب  معاً خارج البلاد . الهروب من معاناة  الحياة الشاقة , ويحدد لها موعد السفر واقلاع الطائرة من مطار تونس ( قرطاج ) ويحضر هو في المطار  وينتظر ( مريم ) بفارغ الصبر , ولكنها لم تحضر ويهرب وحده مجروح القلب والوجدان . وبراعة الكاتبة لم تتوقف الى هذا الحد في الخاتمة  , وانساقت في درامية الحدث بالصدمة المفاجأة  ,  لكي  يتمعن القارئ بالتفكير والتأمل . بحضورة ندوة لتوقيع على اصدار  الرواية تمس السيرة الحياتية لها  , وحينما انتهت الندوة بالتصفيق والقبول على براعة الرواية , يدخل رجل مسن ويلوح بيديه بنسخة الرواية ويزمجر بانفعال وعصبية  ( - هذه السيدة كتبت القصة الحقيقية لزوجتي التي تقيم الآن بأحدى المصحات العقلية , وعرضت هذه القصة على الناس , ولهذا سأرفع قضية في شأنها وعليه ان تتحمل كل التبعيات فعلها الشنيع ) ص114 .
    جمعة عبدالله

128

   قراءة في المجموعة القصصية ( باصات أبو غريب ) للكاتب بولص آدم
أدب السجون يملك حديث طويل ومتشعب , في حياة العراقيين . إذ لا تخلو مراحلة من مراحل العراق السياسية   من السجون والمعتقلات والمجازر ,  في هذه سراديب الموت . كل سلطة قمعية باطشة طامعة بالسلطة  تأتي على ظهر الدبابة , برنامجها الاول ,  حشر الناس والابرياء بالسجون , فكل مراحل العراق المتقلبة مليئة  بحشود الحاشدة المحشورة  بالسجون . كأسلوب ونهج  للحكم الطاغي والباطش بالتنكيل , في اسلوب المعاقبة كسلاح للنفي داخل السجون . من اجل تكميم الافواه وخنق الرأي المعارض والسياسي . وقد كبر حجم السجون كماً ونوعاً  وكيفاً في زمن الدكتاتورية المقبورة الساقطة , سواء في السجون العلنية او السرية , تشهد تزاحم في عدد السجناء من كل الاصناف , المعارض والبريء . في اسلوب التنكيل والتعذيب الوحشي , وكثير من السجناء توفي في زنازين الموت. انها نهج ثقافة العنف الذي تستخدمه  السلطة في القمع والارهاب ,  والترغيب بين الحياة والموت  , وكثير من المثقفين والمبدعين  والكتاب تعرضوا لحياة السجن في العسف والاضطهاد وعاشوا تجربة السجن . رغم  البشاعة الوحشية لحياة السجون , لكن ما كتب من  اعمال روائية وقصصية وفنون اخرى إلا القليل من هذا الزخم الكبير  , وبالنسبة للحجم الهائل من زار حياة المنفى في السجون . وقد اشتهرت السجون في العراق , مثل سجن ( نقرة السلمان ) سجون بغداد والكوت والمحافظات الاخرى , سجن رقم واحد في معسكر الرشيد في بغداد . المشهور بقطار الموت , ارادت السلطة البعثية عام 1963 , أبادة وموت السجناء دفعة واحدة لاكثر من 500 سجين سياسي من النخب الاجتماعية الفاعلة , لكن شهامة ووطنية سائق قطار الموت , انقذهم من الموت المحقق  , مع هذا فأن أدب السجون يشهد الفقر في الاعمال الادبية والروائية العراقية , وقد شخص الراحل الكبير الدكتور حسين سرمك هذه الظاهرة ,  بشحة اعمال أدب السجون , في مقدمته الرائعة لهذه المجموعة القصصية ( باصات أبو غريب ) بقوله ( بالرغم من أن وطننا صار في مراحل كثيرة من تاريخه سجناً كبيراً , وبالرغم من أن كثيراً من المبدعين العراقيين , قد تعرضوا لتجارب مريرة من السجن والتعذيب , إلا أن ما كتب عن ادب السجون العراقي كان قليلاً جداً , بصورة تثير الكثير من الغرابة والتساؤلات , يكفينا القول أن دورة معرض القاهرة الدولي 48 لعام 2017 , شهدت ثلاثين رواية عن أدب السجون , لم يكن بينها رواية عراقية  واحدة في هذا  المجال ) وكان الراحل الكبير مهتماً  بشكل خاص بموضوعة أدب السجون في الاعمال الادبية العراقية , واصدر الكتاب الجزء الاول . حول أدب السجون , على ان يكمل مشواره في الجزء الثاني ,  وخاصة للاعمال الادبية لم يمر ذكرها في الجزء الاول , لكن مشاغله الكثيرة في الجهد الفكري , ثم جاء الموت  وخطفه , فضاع مشروعه الثاني . لذلك اعتبر أن ما قام به الكاتب ( بولص آدم ) هو مواصلة لمشروع الراحل الكبير , لان المجموعة القصصية , تحمل مواصفات خاصة , لانها تحمل نكهة  تتمثل بالمعايشة والتجربة الحقيقية لحياة السجون , وبكل تأكيد ان من يكتب من داخل المعايشة السجن  , أفضل لمن يكتب خارج المعايشة السجن ,  مهما  كان الابدع في الخيال والتصور الفني . لكن مع شحة الاعمال التي تناولت أدب السجون  في الرواية والقصة , التي انتجت في هذا المجال واشتهرت , في كشف حياة السجون واسلوب التعذيب الوحشي , تجسدت في الاعمال الروائية والقصصية المبدعة , نذكر منها على سبيل المثال :
1 - رواية ( القعلة الخامسة ) فاضل العزاوي
2- رواية ( دابادا ) للشهيد حسن مطلك , وكانت سبب أعدامه من قبل النظام الدكتاتوري
3 - رواية ( الفتيت المبعثر ) محسن الرملي
4 - رواية ( أعجام ) سنان  أنطون
5 - رواية ( أدم ) فرات ياسين
6 - رواية (  أنا الذي راى ) محمود سعيد
7 - رواية ( الفئران ) حميد العقابي . وغيرها .
ولا اشير الى الروايات العربية التي جسدت حياة السجن والسجين , فهي كثيرة لا تعد ولا تحصى , وتميز الادب السجون العربي بالاهتمام الشديد في هذا المجال .  وتتناول  هذه المجموعة القصصية ( باصات أبو غريب ) بشكل مختلف  عن روايات أدب السجون في الطرح والتناول ,  بشكل ربما غير مألوف في هذا الصنف الادب الهام , لايعني انه كتبها بذاكرته المسجونة في السجن آنذاك , في تجسيد تجربته في منفى السجن بالمعايشة الفعلية تجرع مرارتها وقهرها في زنزانة السجن وذاق عذاب السجن . وهي تعتبر شهادة أدانه الى النظام الدكتاتوري في ممارساته الوحشية . ان تناول المتن السردي بشكل مغاير عن المألوف في السرد الروائي  في التشخيص والتناول بهذه المميزات :
1 - تعامل النظام مع السجناء بحشرهم  بصنف واحد هو الاجرام , و السجن يضم سوية سجناء الرأي الحر  والمجرمين والقتلة في ردهة واحدة . المعارض والسارق في زنزانة واحدة . هذا يعطي انطباع بان النظام الدكتاتوري لايفرق بين السجناء وجيناتهم . مثلما كانت تتحدث الروايات  أدب السجون , الردهات او الزنزانة مستقلة بين سجين الرأي  وبين القاتل والمجرم والسارق وتاجر المخدرات  .
2- لم يتحدث النص السردي للمجموعة القصصية . عن وسائل التعذيب الجسدي  في كرسي الاعتراف بهدف الاسقاط  والبراءة من جهته السياسية والحزبية  . ولم يتوقف التعذيب الوحشي إلا ان يعترف السجين بما يحمل في جعبته من اسرار سياسية وحزبية , وخيار السجين  بين الحياة والموت.
لم نجد اعمال السخرة والانتقام . كما كان يفعل ( ستالين ) في اجبار  السجناء على الاعمال الشاقة والصعبة حتى تزهق ارواحهم اثناء هذه الاعمال المرهقة , أو في  اسلوب الابادة الجماعية كما خططت السلطة الوحشية في قطار الموت في ابادة اكثر من 500 سجين دفعة واحدة .
3 - السجناء في زنزازين مغلقة الاحكام لا يدخل حتى ضوء الشمس . وليس نوافذ يتطلع عليها السجناء على الخارج . بجعل احدهم  ان يصعد على ظهره الآخر  , ليتمتع بالمنظر الخارجي للسجن .
4- لم نجد  العناء في مشكلة  التغوط والتبول داخل الزنزانة وعلى منظر السجناء  . كما هو مشار اليه في  روايات السجون . ولكن بماذا تختص حياة السجن والسجناء التي دونتها  المجموعة القصصية ( باصات أبو غريب ) تشكل هذه الخصائص :
 1 - مسألة الاهمال والحرمان بنظافة السجن , بحيث ( القمل ) يطلق عليه  (حيوان ) الكلب الذي يغزو مراتع الازبال سواء في اجسام السجناء  أو في شعور رؤوسهم , أو في مراتع الزبالة أو في قشور البطاطا .
2 - السجناء كل شاغلهم وهواجسهم الاولى ,  في انتظار الافراج والعفو من رحمة رئيس الطغمة الدكتاتورية . سواء في تخفيض عقوبات الاعدام الى المؤبد , او مكرمة الافراج , سواء كان السجين قاتلاً او سياسياً .
3 - التعذيب النفسي لدى السجناء يخلق حالات الخيبة والاحباط . أو قد تؤدي الى حالات ممارسة العنف بين السجناء . كما في قصة ( الطعنة الغامضة )
4 - الحلم بالحرية في خيالات التي تأخذهم خارج اسوار السجن . ان يحلموا ان تنزل عليهم ( باصات ) تنقلهم الى اهلهم وبيوتهم , مثل قصة ( باصات ابو غريب ) التي حملت عنوان المجموعة .
قال انويا لرفيقه في السجن ( سمير ) بما يدور في خياله  من حلم في  زيارة البيت والاهل , والتمتع بالصباح القيمر والشاي المهيل والخبز الحار . آه يا أم داؤود آخ .  نهض سمير الحلاوي , واخذ بالصياح والصراخ ( أصعد أخي . . أستعجل . نفر واحد ,  بغداد . بغداد ) او الحلم في انتظار مكرمة الافراج, مثل هذا  القاتل المفتول العضلات الذي يدعي البطولات , ويضغط على كاتب مجموعة ( باصات أبو غريب ) ان يدون بطولاته في قصة او في  قصص , وهو الذي  قتل حارس سوق الذهب , وضرب بالمطرقة صاحب محل الصياغة . يأمل ان يخرج من السجن مرفوع الرأس , ويذهب الى سبائك الذهب التي سرقها ودفنها تحت التراب , ليبني بيتاً في الموصل ويعيش عيشة الملوك . كما دون في سرد ( باصات أبو غريب )
5 - العقاب الجماعي : دوافع اليأس والاحباط تخلق المشاجرات والمطاحنات , حتى استعمال العنف العدواني , مثل قصة ( الطعنة الغامضة ) . حدث عراك بالسكاكين بين اثنين من السجناء , طعن احدهما الاخر , احدهما نقل الى المستشفى في حالة خطيرة ,  والاخر اختفى بين السجناء . فجمعهم السجان في ساحة السجن تحت المطر والبرد ساعات طويلة , والسجان يتطلع بشراهة وعدوانية  حتى يخرج القاتل من صفوفهم  . واخيراً لم يتحمل القاتل  جراح ضربة السكين , فكشف عن ملابسه الداخلية ملطخة ببقع الدم الكبيرة وتقدم الى السجان .
 6 - خيبة بالحرية في قصة ( حدث ذات مرة في الممر ) حضر السجناء وقرأ الاسماء التي يجب ان تجهز نفسها للافراج , واخذهم الى الممر الطويل الذي يفضي الى باب السجن الى  باب الحرية , وطلب منهم الانتظار , وانتظروا ساعات , لكن خاب أملهم بالحرية , فرجعوا تلوكهم الخيبة والاحباط .
7 - شهية الجوع : في قصة ( صندوق بنيامين ) ورث الصندوق من مريض في السجن ونقل الى جهة مجهولة وضاعت اخباره  , كان لا يتحرك إلا والصندوق معه , وكانت فرحة ( بنيامين ) كبيرة في منحة الصندوق , وعندما فتح الصندوق وجد في داخله ( علبه من مسحوق الغسيل ) وكان ( بنيامين ) يستلم نصف راتبه العسكري , ويذهب الى حانوت السجن , ويشتري بالراتب كله  معلبات اللحوم الهولندية , ينهشها في وجبة واحدة . ويتنفس الصعداء مرة واحدة كل شهر .
8 - الدمعة العصية : في قصة ( انتظار الابوذية ) كان ( دعير ) المطرب الريفي الذي يصدح كل يوم بمواويل الجنوبية . وحين سمع بخبر موت  طفله الوحيد ( حميد ) بسبب اهمال زوجته , التي انشغلت بمطاردة الفأر , وسقط ابنها في بالوعة الدار . اصابه الوجوم وخرس , ولم تسقط دمعة واحدة  على طفله الوحيد . واثار لغط كبير بين السجناء لحالته الغريبة . بأنه لم يبك ِ على أبنه .
( - اتركوه أرجوكم حالياً ... وقعت على رأسه المصيبة ... النواح حرام
- آمنا بالله أخي , لكن البكاء على الميت العزيز ضروري جداً .
- سجين آخر . ساعدوه يا جماعة الخير البكاء بركة )  .
 ولكن تراكم الالم والوجع . انفجر بالبكاء
ان المجموعة القصصية ( باصات أبو غريب ) تمثل  محاولات جادة في التناول والطرح بتجربة السجن والعذاب النفسي , وهم داخل المنفى الصغير . أتمنى ان يواصل مشروعه الادبي بأدب السجون . الذي يضيف الى المكتبة العراقية , طعم مختلف في الادب الروائي والقصصي لادب السجون .
     جمعة عبدالله


129
قراءة في الكتاب ( داخل المكان ) للكاتب جمال العتابي
براعة متمكنة في التفتيش والبحث في اوراق شجرة  الماضي . والتجول في محطاتها عبر قطار العمر , ليجد نفسه في داخل المكان . زمناً ومكاناً . هذه الرحلة العمرية سافرت في دواخل الزمكان قرابة اكثر من نصف قرن من الزمن , تبدأ رحلتها منذ بدايات الخمسينيات القرن الماضي , في اسلوبية السرد المشوق بالمتعة في سياحة الزمن الماضي وعلى عتبات الحاضر . بتوثق  المكان والزمان  . تاريخياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً , بعالمها وشخوصها  الشاخصة في الحضور في مساحات  الزمكاني . نجد زمناً عراقياً شفافاً  بمراحله وتنقلاته وتقلباته داخل المكان ( العراق ) . تبدأ رحلة العمر منذ  انهى دراسته الابتدائية , ليبدأ ركوب قطار العمر في محطاته المختلفة . بأختصار شديد نجد روح وجسد المكان حاضراً بالوصف والتحليل والحكاية  . في البحث في تضاريس الذاكرة العراقية . منذ انتقلت  عائلته من قرية ( الغازية / نسبة الى الملك غازي , تحولت بعد ثورة 1958 الى أسم النصر ) والانتقال الى بغداد الى مدينة  ( الهادي / تحولت بعد ثورة عام 1958 الى مدينة الحرية ) . يضم الكتاب 18 مقالة براعة الجودة في سردها لحكايات الزمن . وخصص الى مدينته ( مدينة الحرية  ) ثماني منها . هذه المدينة ( العمارة الانسانية الشامخة  ) جمعت كل اطياف الطيف العراقي بألوانه المختلفة في التعايش والاخاء ( مدينة الحرية كانت أنيقة بسكانيها , وفي بيوتها نسل طيب ينتمي بكل الاعراق والقوميات , من عرب وكرد وطوائف فسيفساء مختلفة , عن بقية أحياء بغداد الاخرى, التي وفد الى بعضها أبناء الريف , الذين وقعت بهم الاقدار للهجرة نحو العاصمة ) ص52 . تمدد داخل المكان بحلاوته ومراراته  . تبدأ رحلة قطار العمر من قريته ( الغازية ) التي تملك بساطة العيش القروية والفلاحية . الى المقهى الطيني الذي يتجمع فيه ابناء القرية في عبق الدخان والغبار , الى الشطرة ومكتبتها الوحيدة , التي ساهمت بشكل فعال في التوعية الثقافية والسياسية . الى شخصية المعلم المناضل ( حسن العتابي ) الشخصية الشعبية المؤثرة , بنشاطاته السياسية والحزبية ( ينتمي الى الحزب الشيوعي ) والثقافية والفنية  , بجهوده المثابرة في توعية الناس البسطاء . وقد برز بعد ثورة 1958 . كوجه شعبي على مستوى  واسع النطاق . لكنه تعرض الملاحقات  والمطاردات والسجون والاعتقالات . لكنه  ظل مصر على افكاره السياسية والحزبية حتى وافاه الاجل عام 2007 . . كما عرج على الوجوه الثقافية والفكرية التي برزت في تلك المرحلة . وكذلك الوجوه الثقافية والادبية التي برزت في مدينة الحرية , منهم على سبيل المثال : المبدع الكبير القاص والروائي أحمد خلف . حميد الخاقاني . الشاعر حاتم الصكر . عبدالمنعم الاعسم الكاتب والصحفي . وكذلك عرج على الشاعر الذي برز نجمه الساطع في تلك الفترة  المدرس الشاعر مظفر النواب , الذي اشتهر  كشاعر الشعبي , وبقصائده المشهورة على نطاق واسع آنذاك . مثل قصيدة . الحرز . صويحب , الريل وحمد . كما برز ناشط سياسي وثقافي بارز في الوسط الشعبي والثقافي  . وعرج على المبدعين في الغناء واللحن .  الذين اشتهروا في تلك المرحلة , منهم . فاضل عواد في اغنيته المشهورة ( لا خبر ) سعدون جابر في اول اغنيته ( أفيش بروج الحنيه ) فقد كان عامل بناء مع ( الاسطه جلوب ) . سامي كمال في أول أغنية له ( رايح وين ) فترك مهنة الحلاقة ليتفرغ الى مشواره الفني وكذلك المطرب والملحن جعفر حسن . المطرب حميد منصور . عازف الكمان فالح حسن . كاظم الساهر , وغيرهم الكثير . هذا عطاء شباب مدينة الحرية . كما عرج الكتاب على معالم بغداد التراثية في المقاهي والمحلات والشوارع . شارع الرشيد . شارع المتنبي تجد فيه  ( معنى وعبق  التاريخ ) في رحلة البحث عن الكنوز الثقافية والادبية . في رحلة البحث عن الكتب وخاصة أيام الجمع ( جمعة المتنبي ) ملتقى زوار الثقافة والكتاب .
 × المفارقات بين السخرية والتراجيدية . نقتطف منها هذه  .
- انهى الكاتب مدرسته الابتدائية , والانتقال الى المدرسة المتوسطة في عام 1958 / 1959 . وسافر وحده ليلاً لكي يكون حاضراً صباحاً في مدرسته الجديدة , كانت ليلة مطر وبرد . حشر نفسه مع الركاب في سيارة الخشب القديمة , لكنها لم تستطع المواصلة الطريق  فغطست في الطين ليلاً وتعطلت وسط الطريق المظلم والموحش . يلسعهم البرد والمطر . ولكن برق من بعيد ضوءاً يقترب اليهم , تنفسوا الصعداء بالفرج بأنقاذهم من ورطتهم , وانكشف الامر , كانت سيارة الشرطة  , وراحوا افرادها يحيطون  ويفتشون في وجوه الركاب بتطلع غريب , وحين سألوا عن هذه غرابة النظرات ,  رد أفراد الشرطة ( نبحث عن ( المتآمر ) رشيد عالي الكيلاني . الذي هرب الى مدننا ليحتمي بشيوخ العشائر الموالية له , والمعادين للثورة والزعيم ) ص22 . وحين رؤى خبر الحكاية الى أمه , فقالت ببساطة وعفوية ( وليدي , أبوك ايضاً كان في تلك الليلة يبحث عن رشيدعالي ) ص22 .
- شباط الاسود في انقلاب البعث عام 1963 , الذي احدث مجازر دموية ضد اليسار العراقي , ترفعه الاقدار ليسيطر من جديد على خناق السلطة والناس .
- يوم القبض على ( الخنافس ) بعد تولي العقلية الرجعية المتخلفة خيرالله طلفاح ليكون والياً على بغداد ( المحافظ ) قام بالهجوم الارعن على النساء السافرات بشق ثيابهن وتلطيخها بالصبغ بشكل وحشي ومتعجرف . وكذلك الهجوم على الشباب في شعورهم الطويلة . في تجميعهم في اقفاص مخصصة للسجناء ونقلهم الى السجون لجز شعورهم الطويلة بكل وحشية واستهتار , كأنهم سبايا الغزوات . لان رؤوس ( الخنافس ) يتطالون على أمن الدولة , ويمنعون من  تحرير فلسطين , ولا يتم تحريرها إلا  بقص شعر الرأس , مما حدى بأحد الضحايا ان يحتج على هذه الوحشية ( تفو على يا زمن ..... تفو يا بلد ) ص114 . وحقاً حل زمن الموت والهلاك العراقي .
- من سخرية الاقدار السفيهة , بصدد بأئع الثلج ( عزة الدوري ) الذي ودع كشك الثلج مقابل المقهى في مدينة الحرية , لكي تأخذه الاقدار العفنة الى اعلى مراتب السلطة في الدولة العراقية , في انقلاب عام 1968 .
× الكتاب : داخل المكان
× المؤلف :  الاستاذ جمال العتابي
× سنة الاصدار : عام 2019
× عدد الصفحات : 176 صفحة
  جمعة عبدالله

130
قراءة في رواية ( يوسف لا يعرف الحب ) للكاتب واثق الجلبي
تتناول هذه الرواية القصيرة جملة مسائل حيوية وجوهرية في قضايا المجتمع الحساسة . بالطرح الذي يكتسب شجاعة وصراحة في المكاشفة الموضوعية , في مسائل الحب وديمومته وخلوده , وحواجز المجتمع التي تقف عوارض مانعة في تنفس الحب اكسير الحياة والبقاء . ضمن قبضة  السلطة الاستبدادية غير رحيمة لاهل الحب , وتتلاعب في مصيرهم وشأن حبهم . بأن تكون حياتهم مسيرة من خيوط السلطة العليا , تمنع اختياراتهم من تحقيق المنال ,  بشكل ظالم في قطع وشيجة قلبين احدهما يحب الآخر . وعقدا   العزم على المواصلة والوفاء نحو المشتهى والمرام . هذا التناول في سرد الحدث الروائي . في تقنيات السرد ولغته المشوقة بالمتعة الجذابة . وبرعت في الايغال في اعماق  الحواجز التي تقف في وجه الحب , التي تقف حجرة عثرة في طريق الحب, تحت رحمة سلطة قاسية , لا تترك مجالاً للاختيار . بل تجعل الفرد يشعر انه في عرين جمهورية الخوف ومملكة الرعب , في اجراءاتها القاسية والمعقدة , رغم انف الانسان المحب . في الوسائل القاهرة , أما ان تكون في   ابعاده وتغيبه لسنوات طويلة . أو تجنيده للحرب لفترات الطويلة , واما أن  تحرمه من منح فرصة العمل بعدما انهى ألتزاماته الدراسية وخدمة العلم بالتجنيد , ويتطلع  ان يأخذ فرصته في التوظيف , كأنها اصبحت من المسائل الممنوعة وصعبة المنال . مما يظل  يطرق الابواب المسدودة ويبحث في كل مكان لكن عبثاً  ,  يشعر أنه يبحث في الفراغ  يجد نفسه مرمياً في الشارع مفلس وخاوي  . لا يستطيع أن يحقق حاجياته وطموحاته المشروعة . لا يستطيع ان يحقق رغبات قلبه وحبه بالزواج المنتظر . بهذا الشكل يسلط الحدث السردي تبعيات المجتمع غير العادل تجاه الانسان والحياة , يحرمه من ابسط مشرعية الحياة والعيش . هذا الواقع بكل حثيثاته يمثل جمهورية الخوف في مملكتها المرعبة , التي لا تصلح للعيش , سوى التعذيب النفسي والمشاق الصعبة والقاهرة . هذه المواضيع الحساسة يتناولها المتن الروائي بكل شفافية وبرؤية فكرية مقنعة وموضوعية . كما يوظف النص الروائي براعة التناص في قصة يوسف وقميصه وحادثة البئر , يتناولها او يصوغها برؤية عصرية تناسب الواقع  ومجرياته الفعلية , بشكل مبدع ومتمكن . بأن يجعل من  قميص يوسف المحور الاساسي لحياة يوسف الجديد . هذه روحية الروائية بتحويل  صياغة نسخة يوسف القديم ,   بنسخة يوسف الجديد وقميص الاثم والذنب . ويجعل من القميص وازراره السلطة العليا المتسلطة على خناق المجتمع . التي تذيق الانسان مر القهر والعذاب , بأن ازرار القميص هي الافاعي الذي تلدغه حين يخالف أمرها ومشورتها . مما يشعر المواطن بالاحباط واليأس . هذه تداعيات النص الروائي في الرواية القصيرة . بشخوصها الاساسية ( يوسف ) و ( سماء ) تدور عليهما عذبات الاحداث السردية بكل براعة وشفافية , وهي في نفس الوقت تسلط الضوء الكاشف على المجتمع القائم على اللاعدالة , مما يشعر الفرد بعلقم المرارة في الارهاصات والانفعالات , لكي يتيقن بأن الحياة هي اكبر كذبة يتجرعها الانسان  .
                  × أحداث المتن السردي :
بعد غيبة لسنوات طويلة من العمر يعود ( يوسف ) مجروح الهموم يجر اذيال الخيبة والحزن والاحباط  , ويترنح أمام حبيبته ( سماء ) في محاولة تأكيد على الالتزام  بحبه الصادق ,  الذي يعزف داخل الروح , بأنه وفياً على عهد الحب الروحي , وليس حب متعة الجسد والشبق الجنسي . وانه ينتظر أن يمنح فرصة بالعمل أو التوظيف ليحقق رغباته وطموحاته , لكن هيهات ان يتحقق ذلك .
( - سماء تعلمين كم احبكِ وتعرفين أن الحب ليس جنسياً ولن يكون
سماء : هل ستتركني ؟
أجابها : لا تفكري بذلك . دعينا من الرحيل فأنتِ تعلمين كم أكرهه )
هذه معضلة ( يوسف ) بأنه لم يستطع ان يترك حبه , ولم يسطع ان يوفي واجب الحب بالزواج , لان الواقع يكبل يديه . هذا الواقع الصعب بين الطرفين . وتقول له ( سماء ) :
- لماذا لا تتركني ؟
- هل جننتِ ؟ . عندي حل آخر :
- ماهو ؟
- نذهب الى المحكمة ونتزوج وهناك نضع الجميع أمام أمر الواقع ) يشعر بالاحباط لانه غير قادر ان يفعل ذلك وهو مفلس دن عمل , وكل الابواب تغلق في وجهه , بعدما أنهى دراسته وألتزامه بالخدمة العسكرية والحرب , لكنه لم يجد مخرج من هذا النفق , لكي يشق طريقه الى الحياة ويحقق طموحاته . ومن جانب اخر تواجه ( سماء ) ضغوطات هائلة من الاهل في سبيل اقناعها  حتى ترضخ بقبول  الزواج , بعد تكرار الرفض طالبي الزواج . لذلك تجد نفسها معلقة بين الارض والسماء  بحب ( يوسف ) , بأنه لا يوجد مخرج لهذه المعضلة . طالما السلطة الحاكمة بقميص ( يوسف ) لا توفر فرصة الحياة لهذا الحب وتنعشه بالاوكسجين ليكون خالداً في تحقيق مرامه . ويفتش ( يوسف ) في اوراقه القديمة واليتيمة , لم يجد سوى الخيبات والانحدار الى الهاوية في جمهورية الفشل القائمة . و ( سماء ) تلوكها الحيرة وقطار العمر يمر بسنواته ولم تجنِ شيئاً منه , حتى صديقتها ( أميرة ) دخلت على خط الازمة بالتحذير من عواقب رفضها الزواج من طالبي يدها . وتقول :
( - أنظري الى بياض شعركِ ألا تكفي سنوات العجاف كي تتزوجا
- كان طالباً ثم اكمل الخدمة الالزامية , ولم يتوظف الى الآن ....... )
تقول بأن ( يوسف ) يماطل وليس لديه رغبة في الزواج . لذلك تلح على ( يوسف ) ان يتخذ القرار وينهي المشكلة لانها لم تعد تتحمل ذلك . ويقول لها يوسف :
( - سماء تعلمين بأني أقدسك وكل الذي ذكرتيه صحيح تماماً , لا أستطيع أن اقدم لكِ شيئاً غير الكلام )
وهذا ما يشبه الرثاء لحبهما بالخيبة المتوقعة بالاحباط والفشل في خلود الحب . في مجتمع يعاني الفقر والعوز والحرمان . مجتمع يدفع الفرد الى  قاع البئر , في مستنقع الكوابيس . وبذلك ينفرط عقد الحب وتتزوج ( سماء ) وتنجب أبناً وبنتاً . ولكن طيف ( يوسف ) لم يغب عن خيالها وبالها  , تشعر به انه حي  يعيش في  روحها ولا يمكن نسيانه ( ذهبت الى الحمام واحكمت غلق الباب , وبكت كثيراً وهي ترى زوجها نائماً على السرير غارقاً بالشخير ) ويوسف في قاع البئر مرتدياً قميصه الآثم والذنب , في ضياع الحب من ان يعيش خالداً .
    جمعة عبدالله

131
قراءة في الكتاب النقدي ( مرآة الشعر / ستائر المعنى ) الدكتور وليد العرفي
يتناول الكتاب   ( مقارنة التقنيات الاسلوبية في الشعر السوري الحديث ) بدراسات نقدية معمقة في الطرح  والتناول والتحليل . من قبل الشاعر والناقد الدكتور وليد العرفي , وهو يشكل قامة أدبية ونقدية بارزة في الحركة النقدية والدراسات الموضوعية بما يختص اللغة والشعر ,  في اسلوبية منهجية في التحليل والتشخيص الموضوعي  .  الكتاب يسهم في تسليط  الاضاءات الاستقرائية للشعر السوري الحديث . في تناول نقدي بارع وغني . من خبرة الناقد  الواسعة في شؤون الادب والشعر , وبما يملك تقنيات وآليات نقدية حديثة , تمكنه من الغور بالعمق في الصياغة الشعرية , بكل ابعادها وقوامها واتجاهاتها اللغوية والشعرية , بعمق الرؤى والرؤيا .  وكتابه يتناول الفترة الزمنية ما بعد جيل الرواد في الشعر في سورية .  لان دأبت العادة في الحركة النقدية في اغلبها , ان تنصب  اهتماماتها النقدية بجيل الرواد في الدراسات والمباحث النقدية دون الاهتمل بالاجيال الشعرية ما بعد جيل الرواد , هذا يشكل اجحاف للاجيال الشعرية بعد الرواد , وهذا الكتاب النقدي يتجه الى العكس ,  بصب الاهتمام بالشعراء المبدعين الذين برزوا في الساحة الادبية والشعرية ما بعد جيل الرواد  (فقد انصب اهتمام النقد العربي في اغلب ما كتب في تاريخ حركته على التجارب الابداعية لدى جيل الرواد , والاحتفاء بنجومية الاسماء , التي كان لها النصيب الاكبر من تلك الممارسة  النقدية , التي ترى أنها خلقت هوة بين النقد والابداع , في مراحله التي أنشغلت فيه بمرحلة على حساب مرحلة تالية أخرى , مما جعل النقد في كثير من تجاربه أجترار  لاحق لسابق ) ص4 . لذلك يجد والمنطقي والموضوعي , أن تهتم الحركة  النقدية ,  في ابراز المبدعين في الفترات  اللاحقة , وابراز تجاربهم الشعرية بالدراسات الموضوعية , التي تبرز السمات الجمالية في شعرهم , لذلك الكتاب  سلط الضوء على تجارب الشعرية في الساحة السورية  بشكل عام , واختص بشكل خاص على تجربة  الشاعر ( الدكتور ثائر زين الدين ) بتناول في منجزه الشعري, في دراسات نظرية وتطبيقية لقصائده الشعرية , في جوانبها المتعددة , على مدى   زمني طويل من تجربته الشعرية الطويلة من خلال مجموعاته الشعرية , التي صدرت من عام 1989 الى عام 2019 , من خلال سبع مجموعات شعرية , وضع قصائدها تحت المجهر النقدي في البحث والدراسة . والايغال في عمق القصائد وكشف محتواها اللغوي والشعري ومنطلقاتها  الفكرية خلال  هذه الفترة الزمنية الطويلة . تناولها في ثماني فصول , او في ثماني مباحث , وهي تمثل جوهر الدراسات النقدية , المتمكنة من تقنياتها وآلياتها بشكل بارع في التناول الظواهر البارزة في تجربة الشاعر د. ثائر زين الدين  . وهي  على الوجه الاتي  :
1 - المبحث الاول : ظاهرة التناص وانماطه  . . وتنوع مراميه لغة وشعراً واصلاحاً , في آلياته التعبيرية في مختلف مواضيع الخطاب الشعري . وعتباته ووظائفه  التي اختصرها الناقد   بثلاثة أنماط  .
 1 - الرافضة والمتمردة على النص القديم . وأعادة صياغة التناص برؤية جديدة عصرية ,
2 - الوظيفة الثانية : ان يكون التناص وظيفته التماهي والانسجام في النص القديم , سواء كان الموروث في التراث التاريخي أو الاسطوري أو الديني .
3 - الوظيفة الثالثة : ان تكون الصيغة توافقية بين القديم والتناص الجديد . وفي دراسته اجرى نماذج تطبيقية في اشكال التناص الثلاثة على المنجز الشعري لشاعر ( د. ثائر زين الدين ) .
2 - المبحث الثاني : تقنية التكرار . . وظاهرة التكرار في الشعر الحديث .  يتمثل بعدة انماط واشكال في الصوت أو في الحرف . أو كلمة  , او في اللفظ , او الجملة الشعرية , وميزتها تعطي الزخم في المعنى والرؤية الدالة . لفت الانتباه بالتشديد المكرر . وكثير من الامثلة من المقاطع الشعرية تناولها هذا المبحث النقدي .نقتبس  منها في نماط التكرار في الحرف والمفردة او في الكلمه في قصائد ( د. ثائر زين الدين )  , نقتبس هذين المثالين :
- التكرار في الحرف . مثلاً حرف الكاف ( أنتي حرة . . كالسواقي / كالغزلات / كالامنيات الغريبة / كالادعيات / كالاغنيات ) .
- أو تكرار في الكلمة لتكون لازمة القصيدة , مثل قصيدة ( لا شيء إلا أنتِ ) أو كلمة ( سر يا قطار ) أو مثل تكرار هذه العبارة في قصيدة مشاهد فلسطينية :
كلما أخرج من بيتي الى مدرسة الحارة / تأتي الطائرات
كلما تخرج أمي بأتجاه النبع / تأتي الطائرات
كلما هز  أبي زيتونة في الحقل / تأتي الطائرات
كلما بسملت الجدة / تأتي الطائرات .
3 - المبحث الثالث : توظيف العدد . . وهي ظاهرة مهمة في الشعر العربي القديم والحديث في استخدام العدد في القصيدة , في اغراض وانماط وغايات مختلفة , بما تثير اليه الصورة الشعرية التي تحدد الزمن المعين , لتحفيز الذهن على التفكير والتأمل .
4 - المبحث الرابع : ظاهرة أستخدام صيغة  السؤال .... وهذا النمط شائع في القصيدة بما يثير الاهتمام والتساؤل , في ايجاد صيغة الاجابة في السؤال والتساؤل المطروح .
5 - المبحث الخامس : ظاهرة التسريد في الشعر .... أي ان تكون القصيدة مجنحة في الشعر / السرد . أي يمزج الصورة الشعرية في براعة السرد, بالمستوى التعبير للمقصود والمرام برؤية فكرية واضحة .
6 - المبحث السادس : ظاهرة قصيدة الومضة ... ويعتمد هذا النمط الشعري على التركيز والتكثيف في الصورة الشعرية , ليعطيها مساحة للومضة , في أبعادها الفكرية التي تثير دهشة في عمق المدلول الدال . ويتناول الكتاب النقدي بشيء من التفصيل , شعر الومضة في شعر ( د. ثائر زين الدين ) ويستخلص الناقد الى هذه المحصلة ( تبدو قصيدة الومضة في شعر ( ثائر زين الدين ) قابضة على جمرة الوقت . فقد جاءت في زمن انعدام الزمن , واحتمالات تغير المكان التي تتبدئ أمراً أحتمالياً واقعاً في كل لحظة , وامام هذا الواقع الذي فرضته طبيعة المرحلة التي شهدتها بلادنا في سنوات الحرب المدمرة , يبدو الشاعر منشغلاً بهم التعبير عما يعيشه ويراه , ويتحسس آلامه مثل كل سوري , أكتوى بنار الحرب المحرقة التي لم ينج منها بشر ولا حجر في ظل الواقع المأساوي ) ص159 .
7 - المبحث السابع : بنية القصيدة في شعر ثائر زين الدين .
بدون شك ان كل قصيدة تملك صورة في خيال الشاعر ويجسدها من خلال بنية المعمارية في شكل بناء  القصيدة في نسقها المقصود , ولابد ان تملك الرؤية وبراعة التصوير . ويستقرئ الناقد عينات من قصائد الشاعر في هذا المجال, في ظواهرها البارزة في . التشبيه . الاستعارة . التشخيص . ويستنتج في دراسته النقدية بأن الشاعر ( يفتح الشاعر ثائر زين الدين شعره على عوالم متجددة .إذ يحاول أن يلج واحات جديدة , إذ يحاول الشاعر أن يغيير الافكار والقناعات الراسخة , والمعتقدات الثابتة , وهو ما نجده حقاً مشروعاً في تجربة الابداع , التي ما تعلنه هي  تجاوز المألوف وتخطي الواقع , فما ثمة من أرث الفكر الانساني ثابت غير قابل للتعديل , أو التغيير أو حتى الازالة , إنه محاولة أدلجة الشعر أو شعرنة الايديولوجية , فهل نستطيع الذهاب الى السؤال , عن مدى العلاقة بين ما هو شعري , وماهو غير شعري ) ص197 .
8 - المبحث الثامن : النزعة الرومانسية .
في سماتها وانماطلها واشكالها واصنافها واتجاهاتها في المذهب الرومانسي . بسماتها الانسانية البارزة  في براعة التشويق والمتعة , وما ينتج في الخيال العشقي . يخلق في زمن معين تؤجج في التعبير عن حواس المشاعر وعواطف الذات في العبق الرومانسي الجميل . ويأخذنا الناقد في رحلة ممتعة في غاية التشويق في قصائد الشاعر ( ثائر زين الدين ) ويقول عن رحلته في سياحة القصائد ( فقد كانت رحلة في تجربة الشاعر د. ثائر زين الدين )  قد حاولنا من خلالها ان نسبر أبعاد تلك التجربة بما فيها من تعدد أنماط , وما أشتغلت عليه رؤى وموضوعات تنوعت بين ماهو ذاتي وموضوعي ,  عبر تلاحم لم تنفصل فيه الذات عن الجماعة , وقد كانت رحلة متعة على ما فيها من تنوع آفاق , وأتساع فضاءات , وولوج يم شعر , وجدنا أنفسنا في مد أمواجه أحياناً ) ص254 .
. ويختم تحليل دراساته النقدية في معطيات المنجز الشعري للشاعر وتجربته الشعرية الطويلة الى هذا الاستنتاج (  يمكننا في نهاية المطاف أن نقدم الملاحظات الاتية  , التي تجلت لنا معطياتها من خلال تلك الاضاءة على تجربة  الشاعر : ثائر زين الدين , التي كما بدت لنا , تجربة تستحق كثيراً من القراءة والتأمل بما فيها عمق رؤيا , وتشعب موضوعات وارتياد آفاق , حاول الشاعر أن يكون رائد فضائها الاول ) ص254 .
× الكتاب : مرآة الشعر / ستائر المعنى
× المؤلف : الدكتور وليد العرفي
× اصدار : وزارة الثقافة / الهيئة العامة السورية للكتاب
× سنة الاصدار : عام 2020
× عدد الصفحات : 266 صفحة
    جمعة عبدالله


132
السيد الكاظمي سقط في الفخ
الاجراءات البنك المركزي العراقي الاخيرة , بخفض قيمة الدينار العراقي بنسبة 20% . تدلل بشكل قاطع ان السياسية النقدية والمالية تحت اشراف مباشر من  الفاسدين المتخمين بالفساد . فهم يديرون العملات وتصريفها وتحديد قيمتها والسماح بنقلها الى خارج بشتى الذرائع القانونية وغير القانونية . فهم يديرون لعبة الاحتيال والتهريب والاختلاس , وبتصعيد العملة وخفضها . دون رقابة ومحاسبة . ويدعمهم بشكل قوي الاحزاب الطائفية الحاكمة ,  التي  لها حصة من غنيمة الاحتيال والنهب والشفط والتلاعب , وكذلك يسهلون تحويل اموالهم الى الخارج , سواء جاءت من السحت الحرام أو من اللصوصية . فهم شركاء في اللعبة باستنزاف القدرات المالية والاحتياطية لخزينة الدولة . وهذا الاجراء الاخير المفاجئ في العلن . ولكنه بالسر والخفاء  معروف قبل  فترة كافية لحيتان الفساد  , حتى يقومون بتخزين  الدولار وبيعه بعد ذلك  بقيمة أكبر  . ان هذا الاجراء المتوحش له عواقب وخيمة ومدمرة على الفقراء والموظفين من  ذوي الدخل المحدود . سيجدون انفسهم بأن تخفيض قيمة الدينار ستلاحقها طفرة كبيرة بزيادة الاسعار المواد الغذائية ,  وفاتورات الكهرباء والبنزين والمواد الضرورية والاساسية في الحياة اليومية . سيجدون أنفسهم  عاجزين عن توفير احتياجاتهم اليومية ,  امام غول الغلاء الفاحش , وسيجدون ان رواتبهم انخفضت لتبعيات هذا الاجراء الظالم بتخفيض قيمة  رواتبهم بنسبة تصل من 40 الى 50% . ويجدون صعوبة قصوى في تمشية أمورهم المعاشية . لهذه السياسة النقدية الخرقاء , خالية من المسؤولية والحرص , لو كانوا يملكون الحرص والمسؤولية في مواجهة التقشف والازمة الاقتصادية والمالية ,لكن وجدوا هناك مجالات كثيرة بعيداً عن لقمة العيش  الفقراء ورواتب  ذوي الدخل المحدود من الموظفين , مثلاً السيطرة على موارد المالية  للمنافذ الحدودية وموارد الموانئ التي تذهب اموالها الى الاحزاب الحاكمة . وتخفيض الرواتب الكبيرة والضخمة , ترشيد نفقات الوزارات . قطع شرايين الفساد , الكشف عن اعداد الفضائيين الذي يعدون بعشرات الاف يقبضون رواتبهم بأسماءهم  الوهمية , التي تذهب الى ارصدة الاحزاب وجيوب الفاسدين . تخفيف الجيوش الهائلة من المستشارين الذين لا يقدمون شيئاً قوى معطلة , سوى ترضية احزابهم بوجودهم  بقبض رواتب ضخمة . والاهم المطالبة بالاموال المهربة والمنهوبة , وهي تعد باكثر من عشرات المليارات الدولارية . وهي كافية لسد العجز المالي , وتجاوز الازمة المالية والاقتصادية والسياسة التقشف . دون الحاجة الى تخفيض الرواتب وتخفيض العملة العراقية . وكذلك هذه الاموال المنهوبة كفيلة في انتشال حال المستشفيات المزرية والبائسة , وبمقدورها توفير مستلزمات العلاج والدواء  . ولكن السيد الكاظمي هو اضعف من  مواجهة الفاسدين , فغير بوصلته تجاه الفقراء وذوي الدخل المحدود ( كحايط انصيص ) لكي يتطاول عليهم ويسرق لقمة العيش منهم  . فقد اتضحت اللعبة الثعلبة بأن احزاب حيتان  الفساد , التي اعطت الضوء الاخضر للكاظمي بالموافقة على تخفيض قيمة الدينار العراقي بنسبة 20% . يظهرون الى الاعلام , بالتصريحات النارية الرافضة والمستنكرة هذا الاجراء الظالم ضد الفقراء وذوي الدخل المحدود . ويطالبون الشعب برفع صوت الرفض والاستنكار بالاحتجاج والتظاهر  على هذا الاجراء الظالم . بهذا العهر السياسي تظهر الاحزاب الفاسدة , بأنها حريصة على مصالح الشعب والوطن . حريصة على لقمة الفقراء , يرفضون الظلم  ضدهم  . هذا الصخب الماكر من أجل تصدر المسرح السياسي بأنهم حماة الديار . ووجودهم في رأس السلطة هو صمام الامان لحقوق الشعب والفقراء , بهذا الخداع , يريدون تدوير نفاياتهم من جديد  في الانتخابات القادمة , بعد ان كسروا ظهر السيد الكاظمي بالضربة القاصمة , وهم خرجوا ابرياء وانقياء كبراءة الذئب من دم يوسف .......................
          والله يستر العراق من الجايات !!
          جمعة عبدالله

133
أنحسرت التظاهرات ومسلسل الاغتيالات لم يتوقف
ماذا يفسر لغة القتل المتصاعدة ,  في  استمرار مسلسل الموت في العمليات الاجرامية بقتل  نشطاء الحراك الشعبي بكواتم الصوت . غير أنه   يدل  بأن الروح الانتقامية متأصلة في نهج المليشيات المسلحة , التي تربت على سفك الدماء والعنف الدموي . ولم توقف نشاطاتها الاجرامية ,  طالما تتلقى الدعم والاسناد والتأييد من الاحزاب  الطائفية  الحاكمة , التي وجدت بهذه المليشيات ,  الضامن والحارس الامين والمدافع الاول عن نظام الحكم الطائفي الفاسد . ولولا  هذا الجدار المليشياوي الحامي  , لكان  النظام الطائفي المقيت مصيره الهلاك والانهيار . وكذلك تكون ايام صعبة وقاسية على  الفساد والفاسدين ,  وانهى التظاهرات بهذا الشكل المخيب يدلل بأنهم  ربحوا الجولة , بواسطة السيد الكاظمي . الذي تعهد للمتظاهرين بأنه  سيكون الامين بالشرف والقسم ان يصون مطالبهم المشروعة   , وسوف لن يتهادن او يتساوم  في ملاحقة   قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى المحاكمة  , وهي بالنسبة له  مسألة شرف وضمير , هكذا تعهد  . وانحسرت  التظاهرات وافرغت الساحات من الخيام . لكن انقضى اكثر من ستة اشهر لم نرى تقديم قاتل واحد الى المحاكمة ,  أو محاسبة قاتل واحد عن اجرامه , ولم يتوقف العنف الدموي بكواتم الصوت ضد نشطاء الحراك الشعبي . بل ان الامور تدهورت اكثر من السابق  في الانفلات الامني . ودأب السيد الكاظمي وراء كل عملية اغتيال  تحدث  يردد نفس الاسطوانة , حتى اصبحت مملة ومشروخة , لم يلتفت لها أحداً , بأنه سيشكل لجنة تحقيقية لملاحقة القتلة , ومحاسبة المسؤولين الامنيين عن التقصير والتقاعس في ضبط الوضع الامني . ولم نجد اية لجنة من اللجان التحقيقية  قد استطاعت ان تكشف  عن قاتل واحد , رغم ان مسلسل الاغتيالات اصبح بشكل يومي تقريباً . أما محاسبة المسؤولين الامنيين ,  اقتصرت من نقلهم من مكان الى مكان آخر , هذه الاجراءات الهامشية .   تشجع على التقصير والتقاعس والتواطئ مع المليشيات المجرمة , التي تجد نفسها اقوى من السابق , بعد ترويض السيد الكاظمي ,  من يلعب مع الافاعي , اصبحت الافاعي هي  تلعب  مع السيد الكاظمي وتروضه في رقصاتها  , وهذا يدل على ضعفه وعجزه في مجابهة المليشيات , التي تستهتر بارواح الناس الابرياء بالموت المجاني ,  باغتيال النشطاء بكل سهولة وبساطة  دون رادع يردعهم . في هذا المناخ المنفلت تجد الاحزاب الفاسدة  انها خرجت منتصرة ورابحة , بأنها اعادت ترميم نفسها لتكون في  مقدمة المسرح  السياسي لتتحكم به , بعد الهزة العنيفة بقيام  انتفاضة تشرين , التي جعلتها تتخبط وتخشى على مصيرها الاسود . والآن تتنفس الصعداء بمسك الواجهة السياسية بيدها  وحدها دون شريك منافس لها . ومن آلآن تتحدث الاحزاب الطائفية الفاسدة عن  مشاورات تجريها  في سبيل  توزيع المقاعد البرلمانية للانتخابات القادمة  , بتوزيع الكعكة البرلمانية فيما بينهم بالتوافق في توزيع المقاعد البرلمانية منذ الآن . هذا الوضع السيء الذي وصل اليه العراق , ان يكون غنيمة توزع بين الذئاب , بهدف ابقى العراق تحت الوصاية والنفوذ الايراني , وهذا لا يتم إلا بأغتيال انتفاضة تشرين واغتيال نشطاء الحراك الشعبي , بعدما وضعوا السيد الكاظمي في جيبهم , واصبح لا في العير ولا في النفير .
 ................ والله يستر العراق من الجايات !!
   جمعة عبدالله

134
قراءة في رواية ( الفتيت المبعثر ) للروائي محسن الرملي
المتن الروائي يخوض في واقعية التفاصيل الدقيقة في عمق المأساة العراقية في زمن الدكتاتورية . يتناول جوانبها المتعددة  , وهي بمثابة شظايا حارقة تحرق من تقع عليه ,  من كل جانب وصوب , منها القضايا الاجتماعية والسياسية , التي تحرث في تخريب العائلة العراقية والشخصية العراقية ,  وتتطرق بالتفاصيل الى سلوكية قائد النظام ونهج سلطته في البطش والتنكيل بالرأي السياسي المعارض , ويتناول هوس النظام المجنون في اشعال الحروب الكارثية . كما يسلط على الدعاية الترويجية لقائد النظام  بالمدح بالعظمة والتمجيد في مبدأ ( أذا قال صدام قال العراق ) ومسألة غسل الادمغة لتكون جاهزة لمحرقة الحرب , أوالدفاع عن القائد ببغاء ورعونة ,   بأن الكوارث التي تحدث وتعمق الجرح العراقي ,  تصبح مادة تهريجية بزعم انها  انتصارات لم يشهد لها تاريخ العراق من قبل , وتحليل النص الروائي وتشخيص رؤيته ومنطلقاته الفكرية, في محاور احداث النص الروائي , هو عائلة ( الحاج عجيل ) واولاده السبعة , هذه العائلة هي نموذج لعائلة العراق الكبيرة , التي ترسخ  تحت رحمة  حكم دموي بوحشية بشعة .وبكل تأكيد ان شخصية المؤلف تتستر خلف شخصية السارد أو الراوي لحكايات التراجيدية  العراقية  . واستطاع ان يهرب من العراق حتى وصل الى اسبانيا ,  لكن ظل يحمل هاجس العراق في صدره وقلبه . يريد ان يحكي هذه  المأساة لكي يطلع عليها الرأي العام ولكن ( لمن سأحكي , مادام الناس هنا في مدريد لايعرفون شيئاً عن هذا الذي اقوله ؟ وخاصة أنه كلام لا يتعلق بكرة القدم , أو مصارعة الثيران , أو حتى فضائح الممثلات , ولكن لابد لي من استعادة وجه عمتي على الاقل ) ص9 . ولا يمكن ان يفصح عن  الذين يساقون الى طاحونة الحرب , ولا عن زنزانات التعذيب وموت واعدام السجناء , حكايات حزينة ومريرة يقودها القائد الارعن . يسوق المتن الروائي بلغة سردية سلسة وجذابة تشد القارئ الى احداثها المؤلمة , في مقدمة الرواية .  كتب أهداء الى شقيقه الشهيد حسن مطلك , الذي اعدمه النظام بذريعة اشتراكه في المحاولة الانقلابية  ضد  رأس النظام . وكان الراحل من الأدباء الشباب  الطموحين والمبدعين , ويملك طموح وشجاعة متفانية بالوطنية ,  جاء في  الاهداء : . .               الى روح شقيقي حسن مطلك . لانه ....... بعض هذا الفتيت المبعثر .
ومما هو جدير بالذكر بأن الرواية حازت على جائزة أركنسا الامريكية عام 2002 . والخوض في تفاصيل المتن الروائي لابد التعريج على الشخوص المحورية في الرواية ,  وهم اولاد ( الحاج عجيل ) :
× شخصية محمود : الشاب المنسي المنطوي على نفسه , ولا يعني شيئاً , سواء كان موجوداً أو غير موجود . هرب عن طريق شمال العراق حتى وصل الى اسبانيا وضاعت اخباره .
× شخصية أحمد : التلميذ الجاد والمثابر في مواصلة  دراساته , حتى اصبح قاضياً وحاول تطبيق عدالة القانون , في بلد تغيب فيه العدالة والقانون , لذلك سجن واعدم بعد ذلك .
× شخصية الفنان والرسام قاسم : مثابر في أشكال الفن والخط العربي والرسم . يدرك بوعي ناضج حقيقة الدكتاتورية وارهابها المتسلط , ويكره القائد المجنون بالارهاب والحروب , يرسم كل شيء موجود  حوله , الطبيعة , اهل القرية , السجناء . عمته ( وردة ) التي يعتبرها أجمل مرأة في القرية , بل اجمل مرأة في العالم , وحتى رسم الحمار الذي يطلق عليه أسم السابع , إلا رسم  صورة القائد , لانه يكرهه ولايطيق نظامه الدكتاتوري , رغم الترهيب والتهديد . وحتى والده يضغط عليه بقوة واجبار , ان يرسم صورة القائد الذي يمجده بالعظمة والتبجيل ,  لانه قائد وطني عظيم . ويعتبر حب الوطن من حب القائد . . يحاول في  كل وسيلة ضاغطة ان يجبر ابنه ( قاسم ) ان يرسم صورة  القائد . بدعوى انه رسم كل شيء حتى الحمار السابع ( ولكنك رسمت كل شيء , حتى السابع ) ص47 . يجيبه بأنه حاول عدة مرات ففشل بذلك , لانه لا يحمل قناعة نفسية  بالقائد , ويغضب الاب ويزمجر بالسخط والوعيد , بأنه لا يحب الوطن , لان حب الوطن من حب القائد , يثني على يد ابيه ويقبلها  باحترام ( - لا يا أبي . لا تظلمني . أقسم لك . أنني احب بلدي مثل حبك له . مثل حب جدي , لكنني أكره هذا الرجل ) ص48 . فيصرخ به غاضباً وهو يشير الى زوجة ابنه ( أسمعتِ يقصد القائد , وما الفرق ؟ القائد هو الوطن والوطن هو القائد ) ص48 . ويظل مصراً على موقفه بعدم رسم صورة القائد . يزج بالسجن وبعد ذلك يعدم . أن  شخصية ( قاسم ) تتقاسم مع شخصية الشهيد الراحل حسن مطلك . من حيث الجرأة وبالغض ورفض  الدكتاتورية ,  والرأي الصريح والشجاع , وبالتالي الاثنان نالهما عقاب السجن ثم الاعدام .
× شخصية العمة ( وردة ) تمثل شجاعة المرأة العراقية في الطرح الرأي وكرهها للنظام والقائد , وتعتبره مجرم . هو الذي بعثر شمل العائلات بالتشتت والمنافي . وكانت تحترم سلوك  ( قاسم ) ابن شقيقها , وهذا يصرح لها برأيه بكل حرية ويقول لها ( - أنه كائن دموي يا وردة , يعني حنفيش , سيهلكنا )ص59 . بالضبط مثل ماجاء بالاشارات الرمزية في رواية ( دابادا ) للشهيد حسن مطلك . بأن هذا الدكتاتور مثل القنفذ في ابره الجارحة والدامية ( القنفذ موجود على الرغم من أنوفنا , نجده متكور , اشواكه في كل الجهات والارض كروية , الحياة من كل الجهات  . اذا مد يدك الى القنفذ , من أية جهة تشاء , قد تقطع اصبعك على الرأس , أو على الفم تحديداً , قد تقع على البطن او المؤخرة ) ص13 . وفي نهاية المطاف تتزوج ( وردة ) وتتمنى ان تنجب اولاد تسميهم كلهم بأسم قاسم .
× شخصية سعدي : الشاذ جنسياً , عندما يطلب رأيه بأي شيء كان ومهما كان , يقول هذا حلو أو غير حلو , ويعتبر الحرب ( مو حلوه ) ويهرب من الجيش ويقول ( الجيش لا يعجبني والحرب ليست حلوه ) ص36 . ولكن بعد فترة من الزمن من غيابه يظهر في وسائل الاعلام والتلفزيون , يحمل لقب :  رئيس أحباب القائد .
× شخصيات الاخوة الاخرين  , يجندون بالحرب ويرجعون توابيت . عبدالواحد . أحمد , حتى عبود المجنون . مما يشعر الاب ( الحاج عجيل ) بالحزن والاحباط والخيبة من القائد  , ويتحول الحب العظيم للقائد , الى كره وبغض وحقد .
نتيجة استمراية محرقة الحرب دون ان تتوقف , وبحاجة الى وقود دائم ,  قرر   القائد اصدار قرار  ( عفاء السجناء العسكريين من العقوبة واعادتهم الى وحداتهم , واعفاء السجناء السياسيين من الحياة واعادتهم الى بطن أمهم الارض ) ص71 .
وكذلك اجبار العوائل التي اعدمت فلذات اكبادهم . ان يدفعوا ثمن الرصاصات التي قتلتهم , وكذلك دفع اثمان تكاليف حبال المشانق , التي تم استيرادها وكلفت الدولة بالعملة الصعبة .
    جمعة عبدالله

135
قراءة في المجموعة القصصية ( خيانة الناطور ) للاديب لطيف عبد سالم
تتوزع اهتمامات الاديب ( لطيف عبد سالم ) في جوانب متعددة من اصناف واشكال الادب ( باحث . قاص . ناقد . كاتب ) اضافة الى نشاطاته في اختصاصه العلمي ( مهندس استشاري ) حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية / الجامعة التكنولوجية عام 1979 . وينشط في هذا الجانب كمهندس استشاري ويسهم في المقالات العلمية في مجال اختصاصه , وهذه المجموعة القصصية ( خيانة الناطور ) جزء من اهتمامات الادبية المتنوعة . والمجموعة تحتوي 12 قصة قصيرة . مادتها الاساسية أو خامتها الاساسية هي الواقع الفعلي والمعاشي , يوظف خياله  في الفن القصصي الحديث , في الاتجاه الاسلوب الواقعي في الطرح والتناول , في الغوص في اعماق والواقع واخراج محاراته الدالة في الرؤية البصيرة في ثنايا المعنى والايحاء الدال , من خلال الرمز وشفراته  في التعبير البليغ, من خلال لغة سردية مشوقة تشد القارئ , وتجعله  يتأمل ويفكر في المحتوى الدال بالمغزى من خلال الحدث السردي , ومفردة ( الناطور ) هي مشتقة من مفردة ( الناظور ) يعني العين الساهرة واللاقطة التي ترصد وتراقب الأشياء المحسوسة والظاهرة , لكن يجعل لها بعد وخلفية عميقة , في هذه عين ( الناطور ) الساهرة على مصالح الناس والحياة , بمسؤولية بالواجب الذي يقوم بتأديته . لذلك ان مفردة ( الناطور ) هي واسعة المعنى والمعاني  والافاق ,  وتدل على  اصغر خلية في المجتمع الى اعلى خلية في المجتمع . يعني من رب العائلة الى اعلى وظيفة ومنصب في الدولة . لكل هذه الخلايا والفئات  الاجتماعية مسؤولية وواجب ودور ملقاة على عاتقها  , وعلى هذه المسؤولية تتوضح معالم الحرص والاخلاص والنزاهة , وكذلك العكس  معالم التسلط بغطرسته العالية والظالمة , او بالتقاعس والتقصير في المسؤولية , وبذلك يحرم الكثير ان يقعوا في حوافر  الظلم والقسوة والمعاناة . من هذا المعيار يمكن ان يكون ( الناطور ) بادرة خير وعطاء , ويمكن ان يكون العكس سوط ظلم  وقهر ومعاناة , بالنسبة الى المهمة والامانة والواجب والحرص , مثلما رب  العائلة يجهد ويكدح بعرق جبينة من اجل ضمان العيش لافراد عائلته , بالضبط تقع هذه المسؤولية من يملك سلطة ومنصب الصغير والكبير   . ان يكون حارساً اميناً للخير والعمل الصالح ان يؤدي قسم المسؤولية باخلاص ونزاهة . مثل تأمين العيش الكريم للفقراء تقديم الخدمات العامة الضروية , تحسين حالة المستشفيات من حالة البؤس المزري , توفير لقمة العيش من خلال توفير فرص العمل للعاطلين , ارتقى بالحياة الى الارقى , وعكس ذلك  فأنه يحرث في الحزن والمعاناة والظلم والحرمان , هذه منطلقات المجموعة القصصية ( خيانة الناطور ) ولكنها تشكف من خلالها الجانب السلبي والايجابي بمهمة العين الحارسة . هذه دلالات المتن السردي في احداثه السردية المتنوعة . في اشاراتها المهمة والحيوية , ولنتحرى بنظرة استقرائية نماذج النصوص القصصية :
× نجد في قصة ( مُواءمة ) : التماثل والتوافق والتطابق في الحب والحنان الاخوي بين الاخ الكبير , الذي يعطف برعاية الاخوية بالحب الى شقيقه الصغير في المسؤولية العفوية بالتعاطف والحنان , وعندما ذهب الشقيق الكبير الى جبهات القتال , افتقده  الشقيق الصغير وشعر بألم وحزن والفراغ في  غيابه , ورعايته التي كان يرفل بها , لذلك اراد ان يرد الجميل الاخوي , اخرج قلماً وورقة , تطلعت اليه أمه بأستغراب , وتساءلت ماذا يريد ان يفعل ؟
( رفع رأسه نحوها مبتسماً وقال :
- اكتب رسالة الى اخي
قالت له والذعر بائن في نظراتها .
- كيف تكتب رسالة , وأنت لا تقرأ ولا تكتب
أشار اليها بيده قائلاً :
- وما الضير في ذلك , ما دام هو ايضاً لا يجيد القراءة والكتابة ) ص12 .
× وفي قصة ( المجهول ) : الشعور بثقل الدين المالي بذمته , الذي استلفه لحاجته المعاشية القصوى , ولكن العوز والفاقة المالية لم تجعله أن  يسدد دينه المالي , يشعر بثقل المسؤولية وعدم قدرته على  المواجهة  الذي اعانه في محنته المالية , يشعر بخجل بعجزه عن التسديد بمافي ذمته , لذلك كلما اقترب المسلف المال يهرب من بيته , لانه يشعر بالتقاعس والخجل  برد المعروف  والمسؤولية والجميل .
  × وفي قصة ( استلاب ) نجد دور السلطة الظالمة بعنجيتها الظالمة والمتعالية والمتغطرسة في اسلوب الذل والهوان الذي تمارسه بوحشية بحق  الناس , في اسلوب متعجرف طاغٍ على رقاب الناس بالارهاب والقسوة والتعذيب النفسي والجسدي . وهو مثال لكل سلطة ارهابية وقمعية تجعل المسؤولية سوطاً يجلد الناس دون رحمة وشفقة . ومن خلال الحدث السردي يظهر قسوة الشيخ ( إقطاعي ) و( سركاله ) في اسلوب الذل والهوان على رؤوس الفلاحين الفقراء , الذين يجعلهم عبيد وخدم  لسلطته القاسية , فبعد العناء والتعب طوال النهار يرجع الى البيت منهوك القوى والجهد بالارهاق والتعب ويحاول ان يأحذ غفوة قصيرة  لان يغشو النعاس على عينه , وفجأة يسمع طرقات على باب بيته الطيني , ويدخل ( السركال ) متهجماً بالعبوس والغضب كأنه يطارد مجرماً محترفاً , وبيده عصا  الخيزران الذي تعود بها ضرب الفلاحين دون رحمة, وصاح به غاضباً :
( - ماذا تقول ايها الكلب , تعصي أمر الشيخ ) ص24 .
ولم تنفع التوسل والحلف, بأنه يبجل ويحترم الشيخ ومنزلته الكبيرة , ولم يرحمه  رغم التوسل والاستعطاف , والسركال يزداد بشاعة وقوة في الاذلال. ويقوده الى الشيخ , كما يجر خلفه كلب سائب , هذه شهوة السلطة المتغطرسة , تؤجج نيران الغضب والتمرد . كأن المسؤولية هي  التعالي واضطهاد  الاخرون  ادنى درجة  .
× وفي قصة ( المواجهة ) : الام تحرص في مسؤوليتها في تربية ورعاية  أبنها الصغير اليتيم ,  ليهتم بدراسته حتى بتفوق   ويفتح باب الامل في مواصلة دراسته بأقتدار  , لكن  الصغير لم يكف في طرح السؤال بشكل مستمر على أمه عن كيفية وفاة والده . واصبح يتيماً لفقدان الاب . فلم يجد الاجابة التي تشبع نهمه وتوقف قلقه , لانه يسمع من أهل القرية ,  بأن أبيه مات مقتولاً .  والام تحاول ان تتهرب من الاجابة , بقولها بأنه مات مثل الاخرين . ولكن اصراره في المعرفة بما يسمع من الناس , فتقول له بحنان وعطف ( - دع عنك هذا الهراء ياولدي , أنتبه لنفسك , ما يطرق سمعك ليس سوى مكيدة , ابتكرها من يضمر لك الكراهية سراً ) ص32 ,
هذه المسؤولية التي تشعر بها الام ,  لكي يتفرغ ابنها الى دراسته ولمدرسته ,  وان يحوز التقدم والنجاح .
× قصة ( خيانة الناطور ) وهي تحمل عنوان المجموعة القصصية . وهي تشير الى مسألة في غاية الاهمية , التي ظهرت في العهد الجديد , في الشهادات المزورة وسرقة جهود وتعب الاخرين والاستيلاء عليها بطرق احتيالية مخادعة , وخاصة الرسائل العلمية العليا , تكون حصة الاخرين  بدون ادنى  جهد وتعب في الحصول على الشهادات العلمية العالية , وهي تمثل افدح  خيانة للمسؤول , أومن  سلبيات  الجديد   , وهذه الظاهرة الجديدة تمثل صورة في الاستهتار في المسؤولية . قدم احد الباحثين جهده في دراسة  علمية   الى احدى المراكز المشرفة على الرسائل العلمية , وبعد كلام معسول يثمن جهده ورسالته العلمية  , و عليه ان ينتظر حتى يتوفر  الدعم المالي ليقدمها في احدى نشاطات المركز , وتمضي الاعوام دون بارقة امل في ذلك. وصدفة بعد اعوام نزل يوم الجمعة الى شارع المتنبي , وخلال بحثه في المكتبات  وجد رسالة علمية مطبوعة في ورق مصقول وبأنقة باهرة  , ويشير عنوان  رسالة ماجستير حصل عليها الطالب شهادة الماجستير  ,نفس  عنوان رسالته العلمية ,  يحمل نفس عنوان رسالته التي قدمها الى المركز , التي اضنى عليها سنوات من الجهد والتعب  , وراح يقرأ الصفحات ,  وجدها انها نفس كلماته التي كتبها في رسالته , وتطلع الى الاسم , وجده غير أسمه. يعني نفس الرسالة العلمية التي قدمها الى المركز  ولكن وجدها مصادرة  بأسم آخر .
× وفي قصة ( ضياع الذات )  : تمثل حقيقة مرة للكثير من الفقراء  في الرحيل من قراهم والمجيء الى المدينة لكسب العيش , وهي مأساة حقيقية للفقراء . في الحدث السردي يروي  بأن احد القرويين رحل من قريته وجاء الى المدينة للكسب العيش والرزق لعائلته , وكان كل يوم يذهب الى مسطر العمال , لعل يجد رغيف الخبز لعائلته , حتى في الايام الملبدة بالغيوم والبرد , ينتظر ساعات طويلة لم يجد احد يشفق عليه ويناديه للعمل اليومي , لذلك يخيب أمله في المدينة التي تعج بالضجيج والازدحام بالمارة والسيارات . يجد نفسه وسط التيه والضياع . وتيقن انه يعاني مرارة الحرمان وشظف العيش أشد  تعاسة  من قريته , وينهار بالاحباط واليأس بداخله .
× وفي قصة ( جرح نازف ) : سرد مأساوي حقيقي يعاني منه الكثير من المرضى  , بأنهم  لم يجدوا العلاج والرعاية الطبية في تجاوز محنة المرض الى الشفاء  , لا في المستشفيات الحكومية في حالتها المزرية والبائسة , ولا يوجد تأمين صحي كفيل بالمعالجة , ولا في عيادات الاطباء الخاصة  التي تستنزف الاموال دون فائدة في العلاج والشفاء . لذلك اشار عليه  احد الاطباء  بأنه لا يرجوا نفعاً بالعلاج في  داخل الوطن ,  سوى بعثرة وصرف  المال دون جدوى   , وعليه ان يجد علاجه خارج البلاد , وبالفعل جمع المال اللازم من المعارف والاصدقاء , وذهب الى مدينة عربية , واجراء العملية واخبره الدكتور بنجاح العملية , فزف الخبر والبشرى السعيدة الى الاهل , الذين فرحوا بسرور وابتهاج , ولكن بعد ساعة ونصف طرق بابه احد المشرفين في المستشفى ليبلغه بالخبر الصاعق , بأن المستشفى بفعل وباء كرونا المنتشر , تحول الى الحجر الصحي وعلى المرضى مغادرة المستشفى فوراً , وجد نفسه مرمياً بالشوارع التي لا يعرفها  , وهام على وجهه يحمل جرحاً دامياً ومؤلماً , وهو ينظر عبثاً , كأن الدنيا اطبقت بسوادها عليه .
× الكتاب : مجموعة قصصية . خيانة الناطور
× المؤلف : لطيف عبد سالم
× النشر : مكتبة فضاءات للفن والطباعة
× التصميم :يوسف شنشل
الطبعة الاولى : عام 2020
× عدد الصفحات : 81 صفحة
   جمعة عبدالله

136
أسفنجة السيد الكاظمي أمتلئت بالدماء
يشهد العراق فوضى في الانفلات الامني في الفترة الاخيرة  . بعودة مسلسل  سفك الدماء بقوة وعنف من جديد  , من قبل المليشيات المسلحة , التي اخترقت المؤسسات الامنية  , وحولتها الى هيكل عظمي بدون روح  . واستغلت هذه المليشيات هزالة الدولة وضعفها , فمزقت هيبتها في استمرار مسلسل الدم  دون توقف , دون ان تلتفت الى الدعوات والمناشدات الخجولة من الحكومة , في ايقاف اعمال القتل والاغتيال للمتظاهرين السلميين ونشطاء الحراك الشعبي . بأن اصبحت جريرة  حرية التعبير تقابل بقصاص  كاتم الصوت ,  أو الاغتيال في وضح النهار وامام انظار الاجهزة الامنية , التي لا تملك الجرأة بالتدخل , خوفاً من العواقب الوخيمة التي قد تقع على رأسها, بما تملك هذه المليشيات من قوة وسلطة ونفوذ واسع , وتقف وراءها جهات متنفذة في الداخل والخارج .  فأن هذه المليشيات  تقوم مقام  الشرطي والحارس الامين على النظام الطائفي واحزابه الفاسدة . اذا عرفنا ان هذه المليشيات تمرست في عمليات القتل والاغتيال. واصبحت من القوة الجبروتية الطاغية . بحيث لا توجد قوة أو جهة تقف في وجهها , ولا يمكن لاي أحد ان يوقف اعمالها الاجرامية ,  بما فيهم المسؤول التنفيذي الاول في الدولة العراقية السيد مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة . الذي  تعهد بأعادة هيبة الدولة الممزقة . وتعهد بالشرف ان يكون حامياً للمتظاهرين من العنف الدموي , وضرب صدره بأنه ولي الدم , ولا يمكن ان يستهين او يتقاعس في الاسراع  بتقديم القتلة الى المحاكم , وكشف اسمائهم والجهات التي تقف ورائهم . وتعهد في ايقاف مسلسل الدماء , واحقاق الحق المشروع  للشهداء والمتظاهرين في مطاليبهم المشروعة , وانه سوف يبذل كل  الجهد الحثيث من اجل توفير فرص العمل للعاطلين , وتحسين الظروف المعيشية نحو الافضل , وتدعيم استقلالية وسيادة العراق بما يحفظ المصالح الوطنية ,  التي هي فوق أي اعتبار . لكن بعد مرور حوالي ستة اشهر , لم يخرج النور بتحقيق انجاز واحد . لم يوقف مسلسل الدماء , بل تشرست اكثر  هذه المليشيات  , مستغلة ضعف وهزالة شخصية الكاظمي  , فقط  لسانه اطول من عشرة امتار , لكن الفعل صفر . ولم يحقق من المسؤولية التي تعهد بها اي شيء  حتى لو كان بسيطاً . بل اصبح دوره توزيع الحصص والغنائم بين االاحزاب الفاسدة بالتعينات الوزارية والتعينات الجديدة في المناصب الحساسة . وتحول صوته المخنوق الى مناشدة وتوسل ورجاء ذليل  الى هذه المليشيات ,  ان توقف مسلسل العنف الدموي , وردت عليه هذه المليشيات بقتل ثمانية شهداء وعشرات الجرحى من قبل اصحاب القبعات الزرقاء  في محافظة ذي قار . لقد بدأ صوت الكاظمي يجف ويضعف اكثر فأكثر  . وهذا ما تطلبه المليشيات  في  اهدافها المعلنة , ان يكون بيدق شطرنج تلعب به مثلما تريد وترغب . لكنها في نفس الوقت تدفع العراق الى الاحتراب والفتنة . ان السيد الكاظمي فقد مصداقيته وبريقه , واصبح لا يهش ولا ينش مثل اسلافه السابقين . ................ والله يستر العراق من الجايات !! .
       جمعة عبدالله

137
قراءة في المجموعة القصصية ( في الوقت الضائع ) للاديب الدكتور صالح الرزوق
يتميز الابداع الاديب بالنشاط الدؤوب والحثيث في المثابرة والجهد في جوانب متعددة من الموهبة الاصيلة في اصناف الادب ( النقد والترجمة ) ويداوم على حضوره المرموق في الساحة الادبية والثقافية , كعنصر فعال في عطائه الثر , بما يملك من ثقافة واسعة يوظفها في روائعه الادبية, ويركز على التحليل النقدي الموضوعي في الابداعات السردية ( القصة والرواية ) . ويقدم لنا في براعة هذه المجموعة القصصية ( في الوقت الضائع ) , يحاول من خلالها ان يوغل في منصات الواقع الملتهبة والحساسة والطافحة على المكشوف , ان يضع بصماته الكاشفة في عقلية المجتمع وسلوكيته  في الماضي والحاضر . في مختلف اشكال  السرد في تقنياته ومكوناته , سواء جاءت عن طريق في شكل  مذكرات يومية لطالب الدراسة في المجتمع الغربي , في  محاولة لكشف صيغة العلاقة بين المجتمع الشرقي والغربي , ونلمس الجانب السلبي من الاول , في نقل   الامراض الاجتماعية في المجتمعات الشرقية ونقلها الى الجانب الغربي  ,  من خلال وجود الجاليات العربية التي تدرس في المجتمع الغربي , والتي تنقل عيوبها وسلوكها السلبي تجاه الحضارة الاوربية , في الفشل والعجز في التكيف والانسجام مع المجتمع الغربي , بما يسبب لها ان تبقى علاقة هامشية وسطحية , بين العقلية العربية والعقلية الغربية, وفي ابراز عيوب هذه العلاقة غير المنسجمة وغير المتكيفة  .  وايضاً من خلال وجود  الطالب وهو الشخصية المحورية الساردة في النص القص في القصة ( بحثاعن ميشيل فوكو ) . في سعيه في  البحث في العثور على   ارشيفية الفيلسوف الفرنسي ( ميشيل فوكو ) . كوسيلة في الدخول في تفاصيل الاحداث , التي تبرز شكل العلاقة الهامشية مع المجتمع الغربي , ينقلها الدارس والطالب . ويستخدم  الحدث السردي الشخصية المحورية الساردة ,  في انطاق الاحداث اليومية . وكذلك في تفاصيل علاقاته الشخصية مع صديقته ( اليزابيث ) في الدخول في تفاصيل هذه العلاقة السلبية في النكوص في التكيف  , وتعليل هذه العلاقة في نقصان شهاة الاعتراف بالخطأ  , بأن نضع اللوم على المجتمع الغربي  ولكن ( تعزونا الشهادة لكي نلتفت الى أنفسنا للتفتيش عن جذور هذه المنغصات ) .
او في حالة  استخدام وتوظيف المورث التاريخي للعصر عشية نهاية الانهيار الدولة العباسية , من خلال سرد احداث  القصة  الثانية ( على خط النهاية )   يكشف من خلال منصات احداثها   , الالية التي حفرت في انهيار هذه الدولة من الداخل من النخبة الحاكمة على ادارة شؤن البلاد ,  والتي انشغلت في صراعاته الداخلية في الاستيلاء والاستحواذ على الامارات والنفوذ والمنصب والمال , وعدم القدرة في احتواء  هذه الصراعات والنزاعات , في توزيع الحصص والنفوذ , داخل المناطق وحتى داخل الاحياء الواحدة ,  بين مراكز القوى الحاكمة . يتناولها في شفافية السرد الممتع الذي يشد القارئ , لكنها تملك عمق فكري عميق في واقعنا العربي الحالي . ان المجموعة القصصية ( في الوقت الضائع ) تحتوي  على قصتين , وهي :
 1 - قصة ( بحثا عن ميشيل فوكو ) :
الشخصية المحورية الساردة للحدث . وهو طالب يحاول ان يحصل على ارشيف مخطوطات الفيلسوف الفرنسي ( ميشيل فوكو ) وينخرط في البحث عن الارشيف ويواجه صعوبات وعراقيل في البحث , كأنها رحلة المتاعب والارهاق , وبالتالي بعد عدة محاولات فاشلة يرجع في خفي حين , ومن خلال سعيه للحصول على الارشيف المذكور  .  يسلط الضوء على علاقة الجاليات العربية بالمجتمع الغربي , وشكل ونوع  هذه العلاقة التي تتميز بالخيبة والاحباط , في التكيف والانسجام مع المجتمع الغربي . وتظهر  بكل وضوح العقلية التي تنتمي الى العالم المتخلف , او بالاحرى العالم الثالث . بأن يتخللها العيوب والثغرات والنواقص  . لذلك تبقى علاقة هامشية من خلال ما يتوارد من اخبار من الجاليات العربية , عبر الوسيط الطالب السوداني الذي يمازحه  بأن السودان سلة غذاء العالم .  وكذلك العلاقات الاجتماعية مع الرجال والنساء, يعتريها جملة عيوب وسلبيات . وتندرج  هذه العلاقات الجافة مع الشخصية المحورية في المتن السردي مع صديقته ( اليزابيث ) يشوبها الفتور والسطحية في العلاقة ( أيا كان الامر , أن علاقتي بالزابيث سطحية , وحتى لا اعلم ماهو اسمها الثاني , وحين أسأل عنها أشير لها بأسم الانسة اليزابيث فقط ) . اي ان هناك برود وشحوب في العلاقة السلوكية وهي صورة من علاقات الجاليات العربية مع النساء . تتميز بالهامشية  , حتى في العلاقة الرومانسية . رغم بساطة اليزابيث ( لم تكن اليزابيث تنتمي لعالم الرفاهية , الذي لا ينقصه وسائل الراحة , كانت قريبة من دائرتنا , نحن ابناء العالم الثالث , ايتام هذا العصر الجاف المفترس , لقد كانت لديها عواطف رومنسية , لم تلوثها الصناعة والمادة , أو دورة رأس المال , كانت معتدلة في الانفاق على ملذاتها , مع ذلك هي ليست دفتراً مفتوحاً , أو بيتاً من غير ابواب ونوافذه مشرعة , كما هو شأننا ) .
واخيرً لم يحصل على ارشيف الفيلسوف , كأنه يركض وراء سراب غودو , فلم يتمالك انفاسه الحانقة , إلا باللعنة .
2 - قصة ( على خط النهاية ) :
 محاولة الغوص في الموروث التاريخي  لنهاية عصر الدولة العباسية . كيف ألت الامور الى السقوط والانهيار , والفوضى في ادارة شؤون البلاد بتعدد مراكز القوى والنفوذ داخل النخبة الحاكمة والمتسلطة بين جماعتين , جماعة البصاصين وجماعة رجال العسس .  بينهم من صراعات متنازعة على النفوذ والمال وتوزيع حصص المناصب , والمناطق والامارات , وحتى النزاعات المتصارعة على النفوذ داخل الاحياء . وكل منهما يدعي انه يؤدي فروض الطاعة للسلطان ويحفظ العهد والامانة وهو الامين المأمون على خدمة السلطان والرعية , ولكن كلاً منهما يحفر في الهدم والانهيار الدولة والملك والسلطنة , وكلاً منهما يملك استقلالية وشريعة وفتاوى خاصة يسير عليها . ولكن تأجيج هذه الصراعات تصل الى المعارك  , وتمتلئ السيوف بالدماء , من اجل الاستيلاء والاستحواذ على الامارات , وهو ما يدل العطش الى النفوذ والمنصب . بعيداً عن الرعاية  واحوال الناس . هذه السلبيات بتنازع على مراكز القوى والنفوذ داخل النخبة الحاكمة , تنعكس سلباً على الاحوال المعيشية للناس والفقراء . مما يزيد حالات تراكم التمرد والرفض , بوضع حواجز امام ديمومة الحياة وتقود الى المتاهة ( وتعمد ان يدخل في متاهة في الدروب الخلفية , حيث توجد بيوت الفقراء , انها دور كئيبة , ولا يتطاير فيها دخان الطعام , وبينها في الفراغات اشجار نخيل لا تثمر لانها مذكرة ) , والشخصية المحورية الساردة . كان يزمع البحث عن سكن ابو زيد البسطامي , و ويتحرك في الرصد  من الكشف في عيوب السلطة والنخبة الحاكمة , التي تتحكم بها مصالحها  الذاتية الجشعة . وكلا الجماعتين ,  جماعة البصاصين وجماعة  ورجال العسس , كل منهما يسكب الزيت والنار على الاخر . في المناوشات والمنازعات حتى الاقتتال  بالسيوف والدماء ( وكانت هناك مناوشات بين فريقين , وشاهد بعض السيوف تقطر بالدم , ثم ألتقى برهط يفرزون الاموات , لم يستطع ان يعرف ماهو المعيار , لكن لاحظ ان جميع الجثث , نسخة واحدة من القسمات  ) . هذه الفوضى من الصراعات  حتى لا يعود المقاتلين الى ديارهم , ولا يحبذون الصلح والتفاهم بينهم , وبذلك لم يجد ما يسعى اليه الشخصية المحورية من المخطوطات المكتوبة والتي اكتشفها , كأنها كنز ثمين , عشية  انهيار الدولة العباسية , التي انشغلت بالصرعات الداخلية للنخبة الحاكمة .
جمعة عبدالله

138
السيد الكاظمي يرفع الراية البيضاء امام  المليشيات المسلحة
مهازل الطبقة السياسية لم تتوقف في تقمص دور الازدواجية الشخصية . التي تفوق الخيال والعجائب في اللعب بالدور الانتهازي .  مثلما فعل السيد حيدر العبادي عند توليه منصب رئيس الحكومة , توعد وهدد بالويل والثبور , بأنه  اصبحت ايام الفاسدين معدودة الى الانقراض التام  . وتوعد في تصريحاته النارية والبركانية بأنه سيضرب الفساد والفاسدين بيدٍ من حديد حتى لو كلفه ذلك  حياته .  من اجل انقاذ   العراق من وباء الفساد السرطاني . وفي قادم الايام والشهور . انكشفت الحقيقة بأن كل تصريحاته النارية والبركانية , كانت عبارة عن فقاعات هوائية فقط لا غير . وانتهى به المصير ان يكون ( خيال المآته ) لا يحل ولا ينش ولا يهش  امام جبروت الفساد المتفاقم . امام النهب والسرقة والاحتيال والخداع حتى نشفوا خزينة الدولة من الاموال . وبالتالي آل اليه المصير , الكل يرميه بالحجر الاسود . واليوم يعيد الكرة وبنفس المشهد الانتهازي بالازدواجية الشخصية . فالسيد الكاظمي الذي جاء على اكتاف المتظاهرين ,  بالوعود والتعهد والقسم بالشرف , بأن يكون اللسان الناطق بأسم المتظاهرين والشهداء الذين سقطوا في انتفاضة تشرين , بتحقيق الوعود التي تنقل العراق بشكل نوعي في كل المجالات , من اجل تنفيذ مطالب المتظاهرين , ولكن بعد مرور اكثر من ستة شهور , لم ينجز ويحقق , انجازاً او مطلباً واحداً , بل العكس . فلا مسعى في محاربة الفساد والفاسدين . ولا القبض على قتلة المتظاهرين لتقديمهم الى المحاكمة والقصاص . ولا نزع سلاح المليشيات وحصره بالمؤسسات الدولة . ولا الوعود بعودة للاموال المنهوبة المهربة الى الخارج , وهي تعد بمئات المليارات الدولارية , بأستطاعتها نقل العراق الى الجنة ,  بتقديم افضل الخدمات , وتوفير فرص العمل للعاطلين , ورفع القدرة الشرائية للمواطنين في  تحسين الاجور والرواتب , وانما وصل الحال الى افلاس الدولة وعجزها عن دفع الرواتب للموظفين والمتقاعدين . ولا حتى ايقاف القتل والاغتيال الذي تمارسه المليشيات المسلحة الموالية الى ايران , بل زاد اكثر من السابق . بل لم يستطع ايقاف خلية الكاتيوشا , وصارت تضرب المنطقة الخضراء اكثر من السابق . واخيراً قمة  المهازل جاءت على لسان الناطق الاعلامي الرسمي بأسم الحكومة . بأن قتلة الكاتب والخبير الامني ( هاشم الهاشمي ) بعد تنفيذ عملية الاغتيال . بأن احدى الجهات هربتهم الى خارج العراق . ولم يصرح ماأسم هذه الجهات هويتها وعنوانها التي سهلت هروب القتلة  , ولم يصرح اسم الدول التي استقبلتهم وحمتهم , كأن هذه الدولة التي تحتضن القتلة هي خارج الجغرافية من مجرات آخرى . هذا يدل على فقر الحال وضعفه الذي وصل اليه السيد الكاظمي . بأنه اصبح ضعيفاً ومهزوزاً , أمام قوة وجبروت المليشيات الموالية الى ايران . وبالتالي هذا الدور الانتهازي بالازدواجية انعش آمال الاحزاب الطائفية ,  ان تتنفس الصعداء  بعدما احترقت اوراقها , ان تعود الى مسك زمام الامور في المشهد السياسي . وتخرج ايران منتصرة من هذه المعمعة , بأن وصايتها ونفوذها على العراق اصبح اقوى من السابق , بحيث اصبح بمقدورها التفاوض مع القيادة الامريكية الجديدة ,  وفي جيبها الورقة الرابحة  العراقية , لتساوم عليها . هذا الحال الذي وصل اليه السيد الكاظمي . ولكن السؤال الذي يخطر على البال هو :      اذا لم يستطع حماية العراقيين من القتلة . فكيف سيحمي الانتخابات القادمة من التدخل والتلاعب المليشيات فيها لصالحها ؟ هل هناك ضمانات أم ستكون الانتخابات هزيلة  ومزيفة كسابقاتها .............. والله يحمي العراق من الجايات !!
        جمعة عبدالله

139
قراءة  في رواية ( الوليمة العارية ) ويرجع العراق وليمة عارية
الروائي ( علي بدر ) يتميز بمحاولات التجريبية في أسلوبية السرد والمتن الروائي , في توظيف اساليب سردية متنوعة ومتعددة , يسوقها حسب مناخ النص الروائي . ونجد في هذه الرواية ( الوليمة العارية ) وثقت بالتخيل التاريخي لفترة عصيبة من تاريخ العراق , هي عشية احداث الحرب العالمية الاولى عام 1914 وسقوط الدولة العثمانية وانتصار المحتل الانكليزي ودخوله الى  بغداد . يتناول النص الروائي في اسلوب الساخر والانتقادي الى حد السخرية والتهكم في اتجاه الكوميدية التراجيدية . يتناول احداث عشية السقوط من زوايا وجوانب متعددة في جوهر المجتمع وتأثيراته المؤثرة  . لذا فان الرؤية المتن الروائي يدخل في خانة السيسولوجية . بتناول الكولونية المستبدة في البطش  في نهج عقلية  المحتل العثماني . وتناول النخبة الاجتماعية والثقافية  البارزة على الساحة في تلك الفترة المنصرمة . وهي تمثل : رجال الحكم , رجال السياسة . الجندرمة , الفئة الدينية ورجال الدين المعممين . الفئات الثقافية والفكرية    بتنوع ثقافاتها , ومنهم من برزوا في الادب والفكر ومنهم . الشاعر جميل صدقي الزهاوي والشاعر معروف الرصافي وغيرهم من الذين برزوا في تلك المرحلة , والروائي استخدم الشخصيات الفعلية بأسمائها الحقيقية , والاسماء الوهمية من صنع الخيال الروائي . وكذلك فئات الافندية . وتدور احدث المتن الروائي بين بغداد ومعالمها واسطنبول ومعالمها المشهورة والمعروفة . وكذلك تطرقت الرواية الى شرائح آخرى من  المجتمع مثل . اللصوص وقطاع الطرق والشحاذين والمتسولين. حتى عرجت  بشكل موسع  الى العاهرات ودور البغاء والراقصات وملاهي بغداد  . ولكن ركز  بشكل خاص على الصراعات والمشاحنات والمناوشات الساخنة , بين رجال الدين المعممين وفئات الافندية ومثقفيها . الفئة الاولى تعتمد على التيار الديني الداعي لنصرة الامبراطورية العثمانية والدفاع عنها , بحجة المحافظة على الاسلام والامة الاسلامية , بذريعة المسلم المحتل أفضل من المحتل الكافر والزنديق . وفريق الافندية بالضد من هذه التوجهات الدينية . لذا فان هذين الفريقين يشكلان نخبة المجتمع في صراعهما المحتدم  , ومنهم  انصار العلم والعمران واوربا . الجناح الاصلاحي . الذي يمثل تياره شخصية ( منيب أفندي )  ,  وهو عكس جناح الديني المحافظ . الذي يدعو الى نصرة السلطان العثماني والدعوة الى الجهاد الاسلامي ضد الكفرة والزاندقة اتباع الانكليز والافرنج . وتتصاعد دعوات التيار الديني في خطابه المناصر للعثمانيين ,  الذي يمثله شخصية ( الشيخ أمين ) بالدعوة الى الجهاد والتطوع والتجنيد لحروب العثمانيين خارج الحدود الى  القوقاز . بحجة توسيع رقعة الاسلام والمسلمين ( الجهاد ..... الجهاد يا مسلمين . الجهاد ) ص144 . , وبحجة بأن الامة الاسلامية تمتحن هذه الايام , وخاصة بعدما   زحف الانكليز على بغداد . وتتعالى هذه الدعوات في المراكز والتجمعات الدينية وفي الجوامع . ولكن رغم صخب وضجيج هذه الدعوات الجهادية , فأنها لم تحظى بصدى وقبول ورضاء من عامة الناس , لذلك يساقون الى الحرب  بقوة العنف والعسف والتهديد بالقتل والاعدام لكل من يتخلف عن التجنيد الاجباري . في حين بغداد تعاني الاوبئة والامراض والفيضانات , والجوع والفقر . والحياة الشحيحة , حتى اصبح الفقراء يفتشون في المزابل من اجل العيش . وحارس القشلة المأمور العراقي ( محمود بك ) الضابط في الجندرمة ,  يملك صلاحيات واسعة في الحكم , واستخدامها في البطش والتنكيل والاذلال بالناس , وسوق المجندين تحت طائلة التهيديد بالقتل والاعدام , وكانت مهمته مطاردة وملاحقة الفارين , والتفتيش المنازل والطرقات عن الشباب لزجهم في التجنيد . وكان يظهر بمظهر   الخادم المطيع  من اجل ان يحظى بقبول من الباشا والسلطان العثماني . ويحاول عبثاً في وقف زحف الانكليز على بغداد . بدفع اكبر عدد من المجندين , لكن اكثرهم يحاول الهروب رغم  وطئة الاعدامات لفارين , لقد اوغل في التنكيل والبطش , ولكن عندما دخل  الانكليز الى بغداد , اصبح عارياً , وهو يرى بأن انهيار السلطة العثمانية اصبح حقيقة فعلية  لا يمكن وقفها . وعشية  دخول الانكليز الى بغداد ,  اجتاحتها  فوضى عارمة في الحرائق والخراب , في النهب والسلب المحلات  والمتاجر والمخازن . حتى البيوت لم تسلم من اللصوصية والسرقات , واشتعلت الحرائق في كل مكان , وهرب الباشا العثماني من بغداد, واسدل الستار على الاحتلال العثماني . ولكن ظل السؤال يدور في اذهان الناس في العهد الجديد . ماذا سيكون حكم الاحتلال البريطاني , هل يكون شبيهاً او نسخة من السلف الساقط ( وهل سيفعل الانكليز مثلما فعل العثمانيون ؟ ) ص 232 ,  وكذلك رجال  الجندرمة استغلت الفوضى العارمة التي عصفت ببغداد . واصبحت هي  تمارس النهب والسرقة على نطاق واسع , لتعويض على عدم دفع  مرتباتهم الشهرية . وفي حالة تدل على عدم اللامبالية الناس  بالمحتل الجديد  , في جولة تفقدية قام بها الحاكم العسكري البريطاني  في موكب عسكري كبير في شوارع بغداد . وصادف شاهد  احد المواطنين يتغوط على حافة الشارع , فنهالوا عليه بالعصي  , لكنه واجههم  ببرود الاعصاب   فقال بكل هدوء  ( مستر ..... هي خريه . . أنت شبيك صاير عصبي ) ص283 .
             × احداث المتن الروائي :
يهتم السرد الروائي في ابراز صورة الصراع الدائر بين التيار الديني والتيار العلماني أو بما يطلق عليه افندية اوربا . ما تشد العلاقة بينهما في المشاحنات  والرفض والحقد وخاصة من التيار الديني المعمم , الذي يكشف عقليته المتعصبة والمتزمة الى حد الدعوة الى  استخدام القتل والحرق وخاصة تجاه الشاعر الزهاوي الذي يبشر بافكار دارون والسوبرمانية واوربا العلم والتطور والعمران  , ومناصرة المرأة وتحريرها من القيود والظلم ( منيب أفندي ........ امضيت الليل كله وانا أقرأ كتاب الزهاوي , الذي اعطيتني أياه  بالامس . وانا اتسائل لماذا لا نحرق الزهاوي مع كتبه ؟ ) ص10 . ولاشك بأن الزهاوي حرك المياه الراكدة بالهيجان , بما يسوقه الى النظرية الدارونية , بأن أصل الانسان قرد  , مما هاجت عليه عامة الناس بالويل والثبور والتهديد بقتله , بدافع من رجال الدين المعممين . وتحشيد الناس للهجوم عليه وهو داخل بيته ( يا ناس أنا عبدالعليم أبو شجه . أنا شقي باب الشيخ وقنبر علي والحيدرخانه ... هذا اللي شتمني وقال جدي قرد .... راح اسويه إلكم اليوم قرد ابن قرد .. )
ودق الباب هذا المتطوع بقتل الزهاوي . وانتظر دقائق لم يفتح الباب فصرخ بالغضب ( لك جميل .... اسمعني زين . ترا ... راح اكسر الباب ) وانفتح الباب بهدوء وخرج جميل أفندي وهو يرتعش , كل ناحية من جسمه تهتز مثل سعفة .. وصاح به ( لك .... آني جدي قرد ؟ )
( لا والله العظيم , انت جدك رسول الله ..... بس آني جدي قرد ابن قرد ) ص64 .
فانفجرت العامة بالضحك  . لقد اخذت الجماهير تضحك وتقهقه باعلى صوتها . . حتى كانوا يضايقونه بالشتائم والسباب والاستهزاء والتهكم بالسخرية في اي مكان كان موجوداً  ( بالله فد سؤال ....... انت قرد من جانب الاب , لو من جهة الام ؟ ) ص213 .
هذا ما يثير حفيظة رجال الدين المعممين , وفي مسألة المرأة يدعون بأنه يدعو علانية المرأة المسلمة  الى الدعارة والعهر , بينما رجال الدين يدعون بصيانة شرف  المرأة المسلمة بالحجاب وعدم الاختلاط , بينما يدعون بأن المرأة غير المسلمة حلال اغتصابها كما يدعي ( الشيخ أمين ) وكما يصرح برأيه بارتياح ( المسيحيات مشركات , حلال على المسلمين . جعلهن الله لي بقرة ) ص30 .
× محمود بك : الضابط في الجندرمة العثمانية الحاكم المستبد وحارس قشلة بغداد المأمور المطيع باخلاص الى الباشا والسلطان العثماني . اليد الحديدية الضاربة بالبطش والتنكيل في خدمة السلطة العثمانية . كان يستخدم الارهاب والقتل والاعدام  لكل من يتخلف عن التجنيد الاجباري وارساله خارج الحدود في الحروب العثمانية , كان لا يتوانى عن مطاردة وملاحقة الفارين من التجنيد الاجباري , يداهم البيوت والمنازل بحثاً عن الشباب , ليتم   ارسالهم الى الحروب العثمانية . اصبح جلاداً في بغداد على رقاب الناس , وفرض الضريبة والفدية على  التجار , لدعم المجهود الحربي  . ولكن عندما دخل الانكليز الى بغداد وقع في الفخ , وفشل في الهروب مثلما هرب الباشا وقادة العسكر العثمانيين  , انكشف سره  رغم ملابس التنكر التي تخفي هويته . وقع في الاسر ونزع من ملابسه حتى اصبح عارياً تماماً . وهو يسير الى حبل المشنقة وتجمعت حشود الناس الهائلة ,  لترى مصير جلادها وهو عارياً وسط صيحات الفرح والابتهاج , وسط دقات  الطبول كأنها تعيش اعراساً عظيمة , ان ترى الجلاد الباطش وهو يصعد الى المشنقة عارياً  , وتلاحقه صيحات الشماتة والسخرية  من العار الذي وصل اليه. ونظر محمود بك بالحشود حوله , والتي ترميه بنظرات الانتقام والحقد , بجانب صيحات الفرح والرقص  لاعدام جلاد بغداد , فصرخ بأعلى صوته كلاماً وهو يشير الى الزهاوي , الذي حضر مع  جموع الناس المحتشدة ليشاهد عملية الاعدام , صاح بالزهاوي :
( جميل أفندي . لقد قرأت كتبك كلها ولم افهم الفكرة القردية . إلا اليوم ..... الفكرة القردية أن تصير في زمن العثمانيين عثماني , وفي زمن الانكليز أنكليزي ) ص266 .
والتف الحبل حول  عنقه وسقط على الارض , وبأعدامه اسدل الستار على انهيار الدولة العثمانية , ودخول العراق في احتلال جديد .
وكما اسدل الستار على رواية ( الوليمة العارية ) في مغزاها البليغ والعميق . بأن العراق اصبح وليمة عارية للمحتلين على مختلف مسمياتهم . أصبحت بغداد وليمة عارية . كما اصبح الضابط الجلاد وليمة عارية نحو حبل المشنقة . ولكن ما أشبه اليوم بالبارحة . بأن العراق أصبح وليمة عارية .
× الكتاب : رواية ( الوليمة العارية )
× المؤلف : علي بدر
× الطبعة : عام 2005
× عدد الصفحات : 287 صفحة
  جمعة عبدالله

140
قراءة في الديوان الشعري ( رحيق أيلول ) للشاعر عادل الحنظل
بدون شك الشاعر مقتدر في امتلاك ناصية الصياغة الشعرية الفنية والتعبيرية . ويوظفها في منصات حيوية وساخنة من القضايا الملتهبة  , على عتبات الوطن والغربة ومحطات قطار العمر , والشوق والحنين الى مكان الولادة بالاشتياق المرهف , كما يوظف قصائده في الحدث الابرز في تاريخ العراق السياسي , ألا وهو انتفاضة الشباب التشرينية والتضحيات الباهظة التي قدمها  الشباب البطل والجسور ,  الذي تحدى  جبروت العنف الدموي , في نزيف الدماء , وتحدى وحشية القتل بالقنابل الدخانية التي تخترق الجماجم وتحولها الى نيران دخانية . كما تبرز القصائد بشاعة التعذيب الجسدي والنفسي للمخطوفين التي تمارسها بحقهم  المليشيات البلطجية   . والديوان الشعري ( رحيق أيلول ) يتناول مسألة مهمة هي قضية   الانتماء   بشكل وثيق الى  الزمكان بالارتباط الروحي والوجداني . مرتبطة بشكل خاص في هواجس قطار العمر ,  في مراحله او في محطاته المتنوعة  من الصبا الى الشيخوخة ,  جاءت تسمية اوراق أيلول , وايلول بداية فصل الخريف , او بداية شيخوخة العمر . في الارهاصات القلقة من واقع مضطرب , يسوده الارتباك والفوضى في الوطن الجريح  , الذي خرج عن سكة القطار , ودخل في طريق وعر مليء بالاشواك والعقارب السامة , او بالاحرى دخل في شرك غابة وحشية يتسيدها الوحوش . والقصائد جاءت في  شكل كتاب مفتوح يكشف تداعيات الوطن نحو الانحدار . معمقة بالصياغة الشعرية المقتدرة من ادواتها وتقنياتها في الصياغة والتعبير والرؤية الفكرية , والطرح الموضوعي لاحداث ملتهبة وساخنة عصفت بالوطن . والوطن نجده حاصراً بكل اتساعه في القصائد الشعرية . حاضراً بكل الرياح والتيارات  التي غزت الوطن وحولته الى وطن الاحزان والدماء والعنف الدموي , وطن سرق في وضح النهار .نجد فعل الوطن موجوداً في قلب الاحداث العاصفة والصادمة , وتحمل حصة الاسد من قصائد الديوان الشعري  , وطن  اختطف من الغرباء او من سكنة الجحور الظلامية . ونزعوا عن  الوطن ثوبه وهويته  . وضاعت بسمة الوطن ,  وحلت الدموع والحزن في وجهها الشاحب الكئيب باليائس والخيبة . هذه القشعريرة المريرة تختنق بحنجرة  الشاعر , مما يدفعه الى الصراخ بصوت عالٍ . والقصائد تكشف الظاهر  والمبطن . في كيفية  التحول الى وطن الاحزان . وطن للظلام والليل الجاثم .
مسحوا عن وَردِكَ يا وطني

قَطَراتِ ندى الأصباح

خدشوا في الليلِ حياءَ الصمت

جعلوا أُمّا تبكي

أختا تندبُ مَن راح

وأبا ما عادت في عينيه

غيرُ خيوطِ العزّةِ

تنسجُ  في وهنٍ

سترا يخفي جبلَ الاحزان

سرقوا ياوطني

منكَ صلاةَ الفقراء     /  من قصيدة ( الخلجات )

في زمن الرعب والحرب المجنونة التي اشعلها النظام السابق  ضد أيران . حصرت الناس في دائرة ضيقة من  الموت العشوائي . بينما كان الشاعر  يتسوق مثل بقية الناس ,  سقطت بقربه قذيفة صاروخية حولت المكان الى الرعب والدماء   بالدخان والغبار , لكنه نجى من الموت في اعجوبة . فكانت لحظات جحيم سادت المكان المنكوب . بينما  تراود نفسه  في تلك  اللحظة العصيبة بين الحياة الموت ,  يراوده وجه حبيب يهفو اليه .


أمسيتُ كالكلبِ الطريد

حينَ يقعى في متاهاتِ الهروب

أغبرا يعجزُ عن كبحِ الجُفول

أرضعُ الرعبَ وثديُ الموت يسقيني الذهول

بين ومضِ الحسّ

وانحسارِ الدم في الجسم الهزيل

وصراخُ الروعِ في نبضِ الوريد

لمسَتْ كفّي نتوءاتِ الرصيف

بأرتعاشٍ .. مثل أعمى

حينَ يشتاقُ الى وجهِ حبيب

همتُ أحبو  / من قصيدة ( خواطر من دائرة الموت )

 في وطن مستباح مسروق يأكل ابناءه الشرفاء والاحرار والافياء  .   ينهش لحمهم , فلا مكان للاحرار  في خيمة الوطن . اصبح وطناً ملكاً شرعياً  لجحور المظلمة  من المأجورين من الثعالب الماكرة والمعممة  والذئاب المفترسة . فصار للوطن  كل يوم نحيب ودموع  , وكل يوم مصيبة  كربلاء . بفعل الذين كفروا بالعراق .

أيُّهذا البلدُ الآكلُ أهْلهْ

هل تُسمّى وطنا

ضاع منكَ الاسمُ

مذ صرتَ لمأجورٍ وطَنْ

وسما فيكَ الذي تحت السما

قلبَ الزمن

كلُّ تأريخكَ مدٌّ من سعير

كلُّ يومٍ في نواحيك قيامة

ما بها الّا طريقٌ لسَقَرْ

ليسَ في أرضكَ مأوى لغيور

أو معاذٌ من شياطين الجحور

بل ملاذٌ للذي فيكَ كفَرْ

فغَدا لا يأمنُ حرٌّ فيك ظلّهْ       / من قصيدة :  الخيبة

انتفاضة تشرين لها حضوراً متميزاً  في قصائد الديوان الشعري  , لانها زعزعت عروش الاحزاب الطائفية الحاكمة , ووجد النظام  الطائفي البغيض في مأزق , تدق على ابوابه رياح التغيير . وارجاع الوطن الى اصحابه الشرعيين , من اجل تغيير الواقع المأساوي المرير الموجود على الواقع . لكن دفت انتفاضة الشباب ,  ضريبة الدم باهظة الثمن بالدماء التي نزفت بالشهداء  حتى امتلئت بهم  المستشفيات  , ويصور الشاعر  المشهد التصويري  المرعب الذي  يدلل على الوحشية الدموية في البطش , لجثة شهيد ترقد  في براد المشفى , كان ضحية قنبلة الموت التي اخترقت جمجمته وحولتها الى جمجمة دخانية , والام تقف امام ابنها الشهيد , تجد فيه نور الله الساطع  وجسد نبي . . هذه بطولة انتفاضة التكتك .

وجَدَتْ في برّاد المشفى

نورَ إله وجسمَ نبي

أمُّ شهيد

*

منتقلا بين محطاتِ الموت

كنحلةٍ تجذبُها الازهار

التُكتُكْ

*

فراشاتٌ تداوي جراحَ الورد

يخطفُها دبّور

من ضفةٍ أخرى

*

قدسيّةُ الأحجارٍ المغطاةِ بالحنّاء

سقَطَتْ

لمّا اعتلاها قَتَلَة     

دخانٌ برائحةِ الموت

يخرجُ من رأسِ شهيد

الحرّية     / من قصيدة : من وحي أنتفاضة تشرين

 وباء كوفيد ( كورنا ) له نصيب في الديوان الشعري , في مقاطع تجمع في الصياغة  الهايكو / السينريو . ترسم هذا الغول البشع الذي ارعب العالم . كأنه وضع العالم على كف عفريت بالموت الذي اصبح يتجول بحرية ليخطف الناس .

يعطسُ في الصينِ كَفور

فيموتَ بمكّةَ مؤمن

حكمةُ كورونا

**

أسموني كوفيدا

وأنا لا أعرفُ إسما للقتل

يسْخرُ كورونا

**

تتساوى كلُّ الأعمار

لا فضلَ لعشرينٍ أو ستّين

منطقُ كورونا

 الذئاب الوحشية  المسعورة من المليشيات تتربص للمتظاهرين , فحين يخرجون من ساحات التظاهر والاحتجاج . يقعون في قبضة هؤلاء وحوش الدم والموت في الاختطاف . ويمارسون بحق الناشط او الناشطة المختطفة , مختلف انواع التعذيب الهمجي الجسدي والنفسي , بشكل بشع دون اخلاق وقيم . لان المختطف او المختطفة ,  لبوا نداء الوطن بضريبة الوفاء والحب  , هؤلاء الشراذم الخسيسة لا تعرف معنى الوطن ,  ومعنى الوفاء ومعنى حب الوطن , لانها تربت على سفك الدماء , ونصبت لنفسها الحارس الامين للنظام الطائفي الفاسد , في مشهد تصويري مرعب لحالة المخطوف وهو بين الحياة والموت بين ايادي  هؤلاء الذئاب المفترسة .
مُسجى

يسيلُ في فمهِ دمٌ دفيء

رفَسَتهُ رِجْلٌ كي يفيق

لا يَسمعُ غير طنينٍ لذبابٍ لا يحط

وأنين

أبصرَ فيما تَيَسّرَ من شعورِ

أرجلا لوجوهٍ في لثام

تَلْكزُ لحمَهُ المهروء

وأيادٍ هزهزتْ عُنْقَهُ بازدراء

تترجى ان يسقطَ من فمه

أعتراف     / من قصيدة : المختطف

كان النظام الساقط مبني على منهجية الرعب والارهاب والخوف , يضيق الخناق على الناس ,  ويسد منافذ الحياة بالجحيم , فما كانت وسيلة للمواطن لتخلص من هذا المأزق , إلا  الهجرة والرحيل ليبحث عن مكانٍ آخر بعدما سدت آفاق الوطن . وكانت نقاط الحدود تمثل رعب حقيقي . خوفاً من وجود أسماء  المسافرين في السجلات الممنوعة , وعندها ستكون الطامة الكبرى  تحت طائلة  اقسى العقوبات القاسية . لذلك كان الخوف ينهش المواطن  في هذه الدوائر الحدودية المرعبة , ولكن عندما يعبر الحدود ,  يتنفس الصعداء كأنه ولد من جديد .

حين عبرتُ بلادَ الخوف

وكسرتُ القيد

وعرفتُ سعادةَ أن أغفو

لا أخشى غدرَ الغد

طَفَرَت مني دمعةُ حزن

لا نشوةُ نصر

أفليس الغيمُ هنا ذات الغيم

فلماذا في بلدي يمطرُ دم

×× يحمل الديوان الشعري (رحيق  أيلول ) مقدمة رائعة من الشاعر والناقد الدكتور وليد العرفي .

× الكتاب : ديوان شعر ( رحيق أيلول )

× المؤلف : الشاعر عادل الحنظل

× الطبعة الاولى : عام 2020

× عدد الصفحات : 144 صفحة

    جمعة عبدالله

141
الناشطة ماري محمد تصرخ : واكاظماه . .  فهل يسمع هذا  النداء الانساني ؟؟!!
أسلوب الخطف بهدف الاسقاط الاخلاقي والسياسي من الضحية المخطوف  , هو من تراث البعث البغيض . ولكن المليشيات المسلحة الموالية الى ايران , استخدمته كأسلوب ونهج وسلوك في نهج اعمالها الاجرامية . ويعود الينا هذا الاسلوب الفاشي المقيت  والبغيض  من جديد , فمثلما كان عدي صدام حسين يخطف الفتيات من الشوارع بهدف الاغتصاب الجنسي تحت طائلة التهديد والتعذيب الجسدي  والنفسي . وبهذا الاسلوب الوحشي الهجين راحت ضحيته المئات من الفتيات الضحايا , وبعضهن لم يحتملن هول  الوحشية التي اجبرن عليها بالقوة والعنف على الاغتصاب الجنسي , وضعن حداً لحياتهن بالانتحار . وكما وان دوائر الامن والمخابرات البعثية , استخدمت هذا  اسلوب  في الاسقاط السياسي والاخلاقي , بأن يعترف الضحية بما يملي عليه .ويجبر في تدوين اقوالهم وليس اقواله , كخيار بين  الموت والحياة . هذا الاسلوب ترفضه قيم السماء وكل الشرائع الدينية وكل الاعراف الاخلاقية . ولكن اصبح سلاح فعال لهذه المليشيات الدموية واللاخلاقية , وبكل تأكيد حسب نظرية  علم النفس الطبي  , بأن من يقوم بهذا الفعل اللاخلاقي , بكل تأكيد يشعر بنقص اخلاقي في داخله , لذلك يسقطه على الاخرين بالعنف وتحت طائلة التهديد الجسدي والنفسي , ليشبع غريزته الناقصة بالتعويض . ودأبت هذه المليشيات الموالية الى ايران في انتهاجه كشريعة في اعمال اجرامية سادية  بهدف اجهاض أنتفاضة الشباب بالتظاهرات والاحتجاجات السلمية . واستغلت هذه المليشيات البلطجية , ضعف الدولة وهزالتها . في ممارسة العنف الدموي  واسلوب القتل والاغتيال والاختطاف . وحتى لم يسلم من الاختطاف , ناشطات الحراك الشعبي , وكثرت حالات الاختطاف لهن من الشوارع . من اجل المحافظة على النظام الطائفي والمحاصصة الطائفية , وكذلك من اجل بقاء الهيمنة والوصاية الايرانية على العراق , حتى اصبح السفير الايراني في بغداد , المندوب السامي أو الحاكم الفعلي للعراق . وبهذا الشكل تحاول المليشيات الايرانية , أخماد شعلة أنتفاضة الشباب والحراك الشعبي في ساحات التظاهر والاحتجاج السلمي . ومن ضحايا هذا الاسلوب الفاشي الهجين . الناشطة ماري محمد التي اختطفت من الشوارع . واجبرت تحت طائلة التعذيب الجسدي والاخلاقي , ان تقرأ ما يملي علها , اذا ارادت ان تعيش , وليس ان ترمى جثتها في حاويات القمامة , اجبرت على قرأت ورقتهم بهدف الاسقاط الاخلاقي  والسياسي ,  لكي تبقى ورقة أدانة لها في الابتزاز , ولكن في حقيقة الامر  هو ادانة صارخة ضدهم في اسلوبهم الهجين اللاخلاقي  .
ان هذا الفعل الدنيء والخسيس والرذيل , هو من صفات من تلوث عقله وشرفه من  ارباب المواخير الخلفية . لا يمكن ان يقوم به بمن يملك اخلاق وشرف وعرض ,  من مستحيل جداً  ,  إلا من فقد هذه الصفات الثلاثة .
وقد اعترفت في فيديو بكل الحقيقة بما جرى لها من ايام مرعبة تحت سوط التهديد الحياتي , بين الموت والحياة , واجبرت ان ترضخ لهم بما يطلبون  وتقرأ ورقتهم في الفديو . ولكن بعد هذا الفيديو الذي كشف حقيقة الامر بعد اطلاق سراحها من الخطف  , أوقعها من جديد  في جحيم حياتي بالتهديد بالقتل لانها كشفت حقيقة اسلوبهم الوحشي والفاشي  . واصبحت تعيش تحت هاجس الخوف والرعب والمطاردة بالقصاص من حياتها  . لذلك استنجدت بالسيد الكاظمي في صرختها المؤلمة : واكاظماه  . لا تطلب من السيد الكاظمي محاسبة ومعاقبة وتقديم هؤلاء القتلة الى القضاء . لم تطلب منه شيئاً في سبيل نصرة قضيتها الانسانية , سوى طلب الحماية  لحياتها فقط لا غير  . والغريب في الامر ان السيد الكاظمي , لم يسمع صرختها ولوعتها واستغاثتها , لم يشمر عن ساعده ويتعهد بضان حياتها , لم يلبي طلبها الإنساني في الاستغاثة . هذا يدل بشكل قاطع بأنه غير قادر على حماية وسلامة العراقيين من المليشيات المسلحة  , وهذا يدل على  ضعفه وعجزه , امام هذه المليشيات المستهترة . وقد اغتالوا اقرب الناس اليه , ولم يحرك ساكناً .
 ان واكاظماه صرخت في الفراغ . لان الكاظمي عاجز عن حماية نفسه من هذه المليشيات الدموية . فكيف يصمن حياة وسلامة  العراقيين
 وهذا رابط فيديو الاعتراف للناشطة ماري محمد تكشف الحقيقة الساطعة
جمعة عبدالله

https://youtu.be/etp4JmUBU3k

142
نجحت التظاهرات السلمية وفشلت مأرب المليشيات المسلحة
لقد راهنوا على ضرب التظاهرات من الداخل ونسفها , وافشال التظاهرات الاحتجاجية  بمناسبة مرور عاماً على اندلاع انتفاضة الشباب التشرينية . في دس العناصر المليشياوية داخل التظاهرات , واشاعة الفوضى والتشاحن والتحرش بالاعمال الشغب , واستفزاز القوات الامنية , لجرها الى التصادم والعنف , في سبيل تشويه سمعة التظاهرات والمتظاهرين  . وكسب الرهان بأن المتظاهرين هم حفنة من المخربين والعملاء والجوكرية الى امريكا واسرائيل , وانهم اصابع تخريب وحرق وسلب وسرقة . هذه المأرب الشريرة راهنت عليها المليشيات الموالية الى ايران ( ولائييون  خامئني ) . وبالتالي لكي تبرر استخدام  العنف الدموي والقتل والاغتيال والاختطاف . لان شعار ( نريد وطن ) يضرب مخططاتهم الشريرة بالصميم  , يضرب ذيولهم طويلة الى ايران . ولكنهم  فشلوا في جر المتظاهرين الى القيام باعمال العنف والاعتداء على القوات الامنية , التي حرصت هذه المرة بأيعاز من السيد الكاظمي في حماية التظاهرات والمتظاهرين , وليس في زمن حكومة عادل عبدالمهدي بالايعاز بضرب المتظاهرين بالعنف الدموي . ونجحت سلمية التظاهرات الاحتجاجية بشهادة الحكومة والمتظاهرين معاً  . وما اعمال العنف والاستفزاز وسقوط عشرات الجرحى من المتظاهرين والقوات الامنية التي حدثت  , فهي  من عمل العناصر المندسة من المليشيات الايرانية  في التخريب والعنف  . لان سلمية التظاهرات الاحتجاجية , تشكل اكبر مكسب وانجاز شعبي  واسع , ضد الاحزاب الفاسدة والمليشيات الايرانية , بالسلمية يكسب المتظاهرين الكثير من المنافع وينزع ورقة المليشيات المسلحة  , ورقة  استخدام العنف الدموي المفرط . لانها تتنفس من خلال  هذا المناخ الفوضوي . من اجل ان يبقى النفوذ والهيمنة والوصاية الايرانية على العراق دون خدش  , لان هذه المليشيات أنشأت الدولة العميقة لصالح ايران والاحزاب الفاسدة , التي باعت العراق مجاناً الى ايران , واصبحت موارد العراق المالية  تصب في عروق الاقتصاد الايراني المتهالك الى حد الافلاس . ولهذا السبب يرعبها ويفزعها  شعار ( نريد وطن ) لانه يمزق  اليهيمنة والوصاية والنفوذ الايراني  على مقدرات العراق . ولهذا السبب ترفض هذه المليشيات الايرانية , القرار السياسي والشعبي والديني بنزع سلاحها , وحصر السلاح بيد الدولة . وبعدما  فشلت في تخريب التظاهرات السلمية عن اهدافها المعلنة  , يصبح نزع سلاح المليشيات الايرانية المطلب الشعبي الاول . لان وجوده  يعني  اشعال الحرب الطائفية مجدداً . ان نجاح التظاهرات السلمية هو دق اول مسمار في نعش المليشيات الايرانية .
    جمعة عبدالله

143
قصيدة :  السلام للشاعر يانس ريتسوس
ترجمة : جمعة عبدالله
حلم الطفل هو السلام
حلم الام  هو السلام
كلمات الحب تحت الاشجار  هي السلام
الأب حين يعود في المساء في أبتسامة منشرحة في عينيه
محملاً بزنبيل مليء بالفواكه
وقطرات العرق على جبينه
كأنها  قطرات  باردة من جرة على شرفة النافذة
   هو السلام
السلام حين يضمد جروح العالم
في حفر القنابل نزرع اشجاراً
في القلوب المحروقة بالنيران , نزرع براعم الامل
عندها ينام الموتى على جنبهم مرتاحين دون شكوى
 بأن دمائهم لم  تذهب عبثاً
هو السلام
السلام هو رائحة الطعام في المساء
عندما تتوقف السيارة في الطريق , لا يعني الخوف
عندما يطرق الباب , يعني تحية صديق
عندما تفتح النافذة كل ساعة , يعني سماء
تتكلل العيون بافراح الاعياد . حين تدق الاجراس البعيدة الملونة للسلام
السلام هو كوب الحليب الساخن
وكتاب أمام الطفل عند الاستيقاظ
عندها تتمايل اعواد القمح وتهمس لبعضها البعض
 النور . . النور
النور الذي يتألق في تيجان الافق
 هو السلام
حين تتحول السجون الى مكتبات
حين ذاك تزغرد الاغاني وتتنقل  من عتبة الى عتبة في المساء
عندها يخرج القمر من سحابة الغيم
مثلما يخرج العامل من محل الحلاقة في الحي
بشوش الوجه ليحتفل بعطلة نهاية الاسبوع
 هو السلام
اليوم الذي مضى  ليس خسارة ً
يكون الجذر الذي يرفع اشجار الفرح في المساء
عندها يكون يوماً مريحاً , ونوماً لطيفاً
نشعر بأن الشمس في عجلة في شد رباطها
لطرد الحزن من زوايا الزمن
السلام في اكوام القمح التي تحصد في سهول الصيف
في  ابجدية الخير على ركبتي الفجر
عندما تقول يا أخي .... عندما تقول غداً سوف نبني
نبني ونغني
هو السلام
عندها سيكون للموت مساحات صغيرة في القلب
حين تشير  المواقد بأصابعها المسار نحو  السعادة
نشم عطر القرنفل في ساعة الاصيل
يستنشقها الشاعر البروليتاري . يغني وينشد للسلام
 ويصافح الناس بالسلام
السلام هو الخبز الساخن على مائدة العالم
هو أبتسامة  الام
لا شيء غير السلام
في المحاريث التي تحفر عميقاً في كل أخاديد الارض
تكتب أسماً واحداً
السلام .... لا شيء غير السلام
فوق حروف القصيدة
في القطار الذي يتجه الى الغد
محملاً بالقمح والازهار
هو السلام
أخوتي :
مدوا أياديكم لنصافح السلام .
ملاحظة : حرصت على تدوين المفردة ( زنبيل ) كما جاءت في نص القصيدة , وهي تحمل نفس المعنى واللفظ في اليوناني والعربي . ولم اكتب مفردة السلة
وهذا رابط الفيدو بصوت الشاعر مع موسيقى الموسيقار ميكس ثيدروداكيس
ترجمة : جمعة عبدالله
https://youtu.be/CEh-R9eWwoE

144
المليشيات المسلحة تدفع الى الاحتراب الطائفي مجدداً
تلعب المليشيات المسلحة التابعة الى ايران , لعبة خطيرة جداً .  تعمل بكل جهد  وحماس في اتجاه أشعال الاحتراب الطائفي , في سبيل خلط الاوراق بالفوضى والانفلات الامني  . في استغلال ضعف الدولة وهزالة اجهزتها الامنية , والحوادث الاخيرة التي شهدتها بغداد ومحافظة صلاح الدين ,  تصب في هذا الاتجاه في تعميق الشرخ الطائفي , حتى تدفع الاقاليم الثلاثة ( الاكراد والسنة والشيعة ) ان تندفع وتجد نفسها في خضم الاحتراب الطائفي واشعال الفتن الخطيرة , التي تؤدي الى ترسيخ الانقسام والانفصال . من جراء استهتار هذه المليشيات التي تعتبر نفسها فوق القانون وتتصرف كيفما تشاء . وهي بذلك من خلال الاستهتار المليشياوي  القح والمتغطرس ,  تنهي فترة التعايش  الاهلي بين الطوائف  . وزيادة في  عنجهية الاستهتار بالوطن والمواطن , تعلن بكل غطرسة مسؤوليتها في الاحداث , الحرق والقتل والاختطاف التي حدثت مؤخراً  . لان الدولة اغتصبت وخطفت من قبل هذه المليشيات الدموية , على مدى 18 عاماً , جلبت الاهوال والمصائب والفواجع , في اعمال العنف الطائفي والاجرام الوحشي . لكن بالمقابل وجدت الاحزاب الشيعية طوق نجاة لها , بعدما غرقت في المستنقع الاسن , واصبحت مرفوضة ومنبوذة حتى من حاضنتها الشيعية , نتيجة الفساد واللصوصية . نتيجة نخر الدولة وافلاسها وبيعها في المزاد الرخيص , وجدت نفسها في ذيل المشهد السياسي . لذلك تراهن على الاعمال المتهورة الخطيرة التي تقوم بها هذه المليشيات البلطجية المستهترة , التي دفعت هيبة الدولة الى قاع الحضيض , ان تتزعم مجدداً المشهد السياسي  . وبالتالي افشال عمل السيد الكاظمي . الذي وجد نفسه يواجه قوة هذه المليشيات  الجاثمة على خناق العراق , وجد نفسه يصارعها وحده , بعد ان تخلت عنه  الاحزاب الشيعية , بعدما افلست العراق . حتى اصبح ليس في مقدوره ان يدفع مرتبات الرواتب للموظفين والمتقاعدين .
ان هذه المليشيات الدموية التابعة الى ايران تعمل على خلق الازمات الخطيرة على العراق , وهي بذلك اخطر بكثير من تنظيم داعش الارهابي . واذا العراق انتصر على داعش بمساعدة قوات التحالف الدولي . تعمل هذه المليشيات على ابعاد العراق عن الدعم العربي والدولي , في سبيل افتراسه بسهولة  , وجعله  ضعيفاً ومهزوزاً في جيب ايران  , تلعب به ( شاطي باطي ) وتنزف عروقه وموارده  المالية بالجفاف الكامل  .
ومن المفارقات الصارخة بين  الامس واليوم . بالامس  لبست الاجهزة الامنية جلود الذئاب المفترسة والوحشية في قتل المتظاهرين السلميين واراقة انهار من الدماء منهم . نجدها اليوم امام الاعمال الاجرامية للمليشيات الدموية ,  تلبس جلود الارانب المذعورة والخائفة  , وتقف متفرجة عن اعمال الحرق والقتل والاجرام .
ان العراق يقف اليوم  على شفير خطير ينذر  باشعال الحرائق الطائفية  من جديد . لذلك لابد من الرد الصارم والفوري , قبل ان يغرق العراق في مستنقع العنف الطائفي .
   جمعة عبدالله

145
قراءة في المجموعة القصصية ( نزلاء المنام ) للاديبة أمان السيد
ترتقي صياغة اللغة السردية الى النثر الشعري الشفاف . وسرد الاحداث الى التصوير من زوايا مختلفة للحدث السردي . معمقاً  في عمق الرؤيا الفكرية , التي تناولت جوانب مختلفة من مجريات الواقع ومشاهداته  الفعلية على الارض . في مرئيات  الواقع المحسوس الذي يغوص في أعماق الاحباط والتشاؤم . التي من من شأنها ان تخلق الازمات النفسية والاجتماعية . المرهقة في الصراع القسري الدائر , بزعانفها البارزة  في الظلم والحرمان والقهر , التي ترمي نزلاء ( الوطن )  الى المحاصرة بين حوافر .الموت  والمنفى . في جوانبها السايكولوجية الاجتماعية الضاغطة عليهم . وينشدون الخلاص من هذا المأزق الذي يحاصرهم ويخنقهم , في المناشدة المحترقة في الذات عند نزلاء المنام  ( من يطفئ تلك المصابيح / من يعبث بالضوء حولي ؟ أوقدوا المصابيح / أريد أن أنام ) فبدلاً المنام والاحلام للنزلاء  , تهجم عليهم الكوابيس من كل جانب في اجواء وخيمة وثقيلة . هذا عمق الشفرات الرمزية في الإيحاء والمعنى والاشارة . لتدلل انهم محاصون في ازدواجية الفعل بين المنفى والموت . التي تدفعهم في الاتجاه السريالي في السلوك والتصرف . بهذا الاطار المرسوم في لوحاته السردية المرسومة  , تتحرك شخوص المجموعة القصصية . في اتجاهات متعددة , لكنهم يقعون في براثن  سلبية الفعل والتصرف في التعامل مع موجودات الواقع . مما تخلق أزمات ذاتية ونفسية في التعبير عن مكنوناتهم  . ومنصات الحدث السردي ترصد وتلاحق الحدث من جوانبه المتعددة  في الطرح والتناول . في اتجاهات متنوعة في اتجاهات الادبية في  التعبير السردي ,  وابرزها الاتجاه الرمزي . الاتجاه السريالي . الاتجاه الواقعية  الساخرة  والانتقادية . وتفصيل هذه الاتجاهات في ابرز احداث السرد في  القصص القصيرة :
× الاتجاه الرمزي :  ابرز بعض قصصه القصيرة هي : قصة ماؤه المقدس . أمينة المجنونة . وصية الجثة .
 1 - قصة ماؤه المقدس : الغراب بمنقاره الطويل المسؤول الاول عن شؤون رعيته , يطلب الى  اجتماع عاجل , يلبون الدعوة بشكل سريع المناقير الاخرى من حاشيته . ووظيفتهم التصفيق عاليا بمناقيرهم واجنحتهم لغرابهم القائد . هذه اللوحة الرمزية تعني الكثير في  التعبير في المعنى والمغزى . والتي تعبر عن الواقع المخيب التي تتحكم به المناقير .
2 - أمينة المجنونة . منذ الطفولة تعودت على هذه التسمية , وتطوف في  المحلات والازقة والطرقات , وهي حاملة المذياع لتسمع بجنون وشغف ملهم الى خطابات الرجل الاسمر الضخم ( جمال عبدالناصر ) وهو يلقي بيانات في شعاراته النارية والبراقة . نحو الوحدة العربية , والقومية العربية ,  في شعاراتها البركانية التي تحطم صخور الجبال . وترتقي الى الدعوة الدولة الموحدة الوحدة   للامة العربية وهو قائدها المنصور  . لكنها في حقيقة الامر غير قادرة هذه الشعارات النارية ,على نهش ذبابة واحدة , وفي اول  امتحان لها فشلت وتمزقت قبل ان يجف حبر اتفاقيتها ( الوحدة بين سورية ومصر والعراق )  . مثلما كان موت ( أمينة المجنونة ) بشكل غامض ,  حبيبها الرجل الاسمر الضخم , كان موته ايضاً بشكل غامض وتمزقت الاوراق  الوحدة  .
3 - قصة ستة عشر تمثالاً حجريا : بشاعة الحرب لا ترحم من فواجعها واهوالها حتى الاطفال . والحدث السردي يسجل حادثة مأساوية حدثت فعلاً , لذلك جاء الاهداء الى ( شهداء الحلوى من اطفال دوما السورية ) الذين تساقطت على روسهم الصخور ودفنتهم تحت الانقاض وتكسرت جماجمهم , وتناثرت الحلوى تحت التراب . تقدمت سيدة جميلة تحمل اطواق من الورد الياسمين الفواح , وتنثرها على قبور الاطفال الراقدين في جوف الارض .
× الاتجاه السريالي : من ابرز بعض قصصه القصيرة هي : قصة الرأس . عودة الرأس . الجثة . تعويذات . المرأة رقم 6 . المكابرة .
1 -  قصة الرأس : اصبح الانسان في هذا الزمن ,   ينحر ويقطع رأسه  كالشاة بالسكين بجز رأسه . هذه اللعبة الوحشية في بشاعتها طفحت على سطح الواقع المنظور  , من خلال الفيديوهات التي يتبادلونها الناس , او عبر المشاهد الحية المتنقلة  . لان الحياة سقطت في الهاوية واصبحت رخيصة , وانما اصبحت  لعبة يمارسها القتلة المجرمين . ولكن بالمقابل بفعل  الضغط الحياتي في المعاناة الجائرة ,  يأتي هذا الموت كرحمة  لتخلص   من الارهاقات الواقع ,  ضمن الاجواء الوخيمة ينظر رأس الضحية نظرة  ارتياح الى جزاره لانه انقذه  من ثقل المعاناة ان يذبح كالشاة   ( اشعر بالرأس يحدق بي وهو ينزلق , لم تكن النظرة حقداً , او تضرعاً , أو استنكاراً . كان يشكرني , لانني استطعت أن ابتكر له ميتة مترفة , لا يحصل عليها مخلوق عادي ) ص15 .
2 - قصة المكابرة : ينتظر مجيء القطار الصباحي , وتسلى بقضم لقيمات من طعامه لقمة تلو الاخرى . أستقرت في حضنه حمامة , تنظر اليه بعطف وود وترفع منقارها اليه , عسى ان يعطف عليها بفتات من الطعام . ولكن الرجل غير مبال بالىتوسلات الحمامة , حتى انتهى من اخر لقمة . فداهم الحمامة الحزن وابتعدت عنه مخذولة بالاسى . هذا الجشع الانساني في الاستيلاء والاستحواذ .
× الاتجاه الواقعي في  السخرية الانتقادية  الواقع المخيب :
بعض قصصه القصيرة : قصة وصية جسد . خيمة لا تعرف المنام . شيء ما في الصورة . شوارب في سوق المدينة
1 - قصة شيء ما في الصورة : وهي تسخر من حطام الواقع المخيب  والمحطم في مأساته ,  والذي يدفع عنوة الى الهجرة والرحيل عن البلاد عبر البحر , لكي يصل الى بلدان اللجوء . ولكن ينتهي بهم المطاف هم واطفالهم , ان يكونوا طعماً لحيتان البحر .
2 - قصة شوارب في سوق المدينة : وهي السخرية من الموروثات وتقاليدها , التي تعتبر معيار الرجولة هي الشوارب واللحى بذقونها  الطويلة , ولكسر هذا التقليد ان يحلق شواربه ( وعندما بدأت بالقص والحلق , تجول المقص بين أصابعي الى مكوك متواتر السرعة , أخذ الشعر معه يرتمي فوق تراب السوق , كأنه تيقظ , غير أني تنبهت أني في الردهةا التي تحمل لوحات أنسبائي , وأنا أهتف بصوت مرتفع : ألا أونا , ألا دو . ألا تري . ) ص82
× الكتاب : المجموعة القصصية : نزلاء المنام
× المؤلف : الاديبة أمان السيد
    جمعة عبدالله

146
ملحمة يوميات الثورة : قراءة في الديوان الشعري ( ملحمة التكتك ) الشاعر يحيى السماوي

يمتلك الشعر جمالية خاصة , اذا كان مختزلاً من شوائب الاستطراد الزائد بالحشو الزائد . التركيز في تصوير الحدث ووصف رؤيته البليغة ( كلما أتسعت الرؤية ضاقت العبارة ) هذا التكوين الشعري الخلاق في التركيز المكثف . يعجنه الشاعر السماوي الكبير ببراعته الفذة , في عملية الخلق والابتكار يشكلها بعجينتها الطيعة . التي ينفخ في اشكالها في المعنى الدال بعمق خلفيته وسيمائيته الظاهرة والباطنة ( في الدلالة والاشارة ) التي تعطي المعنى البليغ لأخيلته  التصويرية , التي ترتقي الى مستوى الاحداث البارز ة , وفي بصيرته الثاقبة والنافذة . والديوان الشعري ( ملحمة التكتك ) يمثل قمة تقمص واستلهام اغوار ثورة الشباب بيومياتها العاصفة بالاحداث المرئية التي طفحت على السطح . من تراكم الزبى ومعاناة السنين , في وطن ينحدر الى التدهور الخطير . والصياغات الشعرية تملك قوة المعنى والعبارة . قوة الفعل الدراماتيكي الفاعل , قوة الرؤية الصائبة في مفاعيلها التي تجسد الاحداث وخلفيتها الدرامية والدموية في اراقة انهار من الدماء في ثورة الفتية والشباب . في استقراء يومي لاحداث الثورة التي غيرت وجه تاريخ العراق السياسي قبل وبعد الثورة . الديوان الشعري( ملحمة التكتك ) مخصصٌ في تقصي يوميات الثورة , وجاء اهداء الديوان الشعري الى ثورة الشباب الفتي وشهدائه الابرار ( الى جميع شهداء ثورة الخامس والعشرين من اكتوبر السلمية الذين سقطوا مضرجين بحب العراق , والى الذين لم يستشهدوا بعد . . ) والديوان الشعري يمثل تجسيداً  حياً  وفعلياً  للتوثيق الملحمي ليوميات الثورة . كما وثقت الثورات الكبرى التي غيرت مجرى التاريخ , مثل الثورة الروسية والثورة الفرنسية وغيرهما من ثورات الشعوب الطامحة الى الانعتاق والحرية . فقد  تجسدت يومياتها ( شعراً وسرداً ) والسماوي يسجل هذه المبادرة التاريخية في الشعر العربي والعراقي , في تجسيد يوميات الثورة بالوثائق اليومية في احداثها العاصفة . قبل خميرة الثورة والتي تراكمت في الانفجار الكبير , الذي هز كيان العراق , كما هز كيان الاحزاب الحاكمة . وهذا التوثيق الشعري في بياناته الدالة , من شاهدٍ عاش عمق الاحداث العاصفة , وسجلها باحساسه الوجداني الذي يهفو بعشق الوطن . والشاعر في مهارته التسجيلية التاريخية , يرتقي الى سجدة الشعر في براعة تكوينه , الذي ينبض في احساس ووجدان الناس , يمثل التجانس الروحي والمعنوي في الذات الجمعية  , يسجل نبض الوطن وخفقاته الملتهبة بنيران الظلامين من الارهابين واللصوص الفاسدين . الذين سمموا عروق الوطن بسمومهم القاتلة . لكي يخنقوا هواء الوطن بدخان حرائقهم  .
 تمثل المجموعة الشعرية تسجيلا  احترافياً  بارع الدقة , بحيث يجعل القارئ يعيش الاحداث العاصفة , ويشحن ذهنه بالتأثيرات الحماسية , ويدرك عمق الصورة المشرقة , للصمود والتحدي والمجابهة بالصدور العارية , التي تلقت قنابل الموت الدخانية من المرتزقة الملثمين . ويضعه في صورة الصمود البطولي , هذا يؤكد بشكل ساطع , أن العراق لن يموت , فلابد ان يبزغ النور من كنف الظلام الدامس . هذا الاصرار العنيد في نيل الشهادة في سبيل الوطن, رغم اراقة انهارٍ من الدماء . ولكن الشباب والفتية صرخوا بصوت مدوٍّ  واحدٍ ( هيهات منا الذلة ) كما صرخ بها الامام الحسين في استشهاده العظيم , لا يمكن الخضوع لقوى الظلام . الديوان الشعري يبرز جوانب الصراع العنيف , يجسدها من مرئيات الواقع , بين الصدور العارية التي تتلقى الموت وهي تحضن العلم العراقي ليغرقوا في برك الدماء من البلطجة الدموية السادية . يجسد النص الشعري لهيب رصاصات الغدر من اللصوص والفاسدين الذين خلقوا اقزاماً  تجلب الموت والانتقام . يجسد النص الشعري اعادة من جديد ملحمة كربلاء على ارض العراق . بنصوص شعرية واسعة الافاق وبالمغزى البليغ . ان الملحمة الشعرية للسماوي ( ملحمة التكتك ) تنقل الشعر الى الفعل الدرامي الملحمي , المرهف في احساسه , في ضمير عاشق الوطن . لنأخذ فيضاً من غيض او بالعكس . × ندخل في صلب الدولة العميقة . التي شيدها اللصوص واالفاسدون , ونصبوا أنفسهم أسياد اً وملوكاً  وسلاطين . دولة جلالة الخليفة , واشبعوا بتخمة المال من الياقوت والذهب والدولار , وتنعموا بفردوس الارض, ومنحوا الشعب الدخان والغبار والاهوال والمصائب . في هذه الدولة العمياء . دولة الغنائم وتوزيع الحصص على السراق والعملاء. فما فائدة ان يتنعموا بالبستان والبيدر والحقل , ويحرموا الجياع . فما فائدة كمامات المتظاهرين , وقنابل الموت تخترق الجماجم وتحرقها بالدخان . لقد شيدوا دولة الحقد والاجرام . :
جلالة الخليفة

قبلَ أن تُشيدَ لنا الجسور

شُقَّ لنا الانهارَ أولاً  ..

الـجـائـعُ يـحـتـاجُ خـبـزاً

لا حَـجَـراً يـشـدُّهُ عـلـى بـطـنِـه ..



 إذا كـنـتَ نـيـرون

فـبـغـدادُ لـيـسـت رومـا

لـمـاذا إذنْ تـريـدُ إحـراقـهـا ؟

 

الـطـيـورُ لا تـبـنـي أعـشـاشـهـا عـلـى ىشـواهـد الـقـبـور ..

 قـبـل أنْ تـطـلـبَ مـن الـمـتـظـاهـريـن خـلـعَ الـكـمّــامـات

أطـلـبْ مـن مـرتـزقـتِـك ومـيـلـيـشـيـاتـك

خـلـعَ الـلـثـامِ أوّلاً ..

أنـتَ وحـاشِــيـتـكَ أصـبـحـتـم

زائـديـن عـن الوطن كـالـزائـدة الـدوديـة

الــرَّعـيـةُ مُـنـشـغِـلـةٌ بـإصـاخـةِ الـسـمـعِ لِـعـجـلاتِ " الــتـكـاتـك " ..

 

" نـوح " لـم يـحـمـلْ فـي ســفــيـنـتـهِ زوجـاً مـن الـلـصـوص الـفـاسـديـن

فـكـيـف أصـبـحـوا زرافـاتٍ

فـي وطـنـي الـمـعـروض لـلـبـيـع والإيـجـار

في حوانيت المحاصصة !

 

لايمكن أن يستمر الظلم والحرمان والطغيان , فلابد ان تدق ساعة التحرير . ساعة الحساب والعقاب . ان يهجم الجياع على الآلهة التمر . ذات غد قريب لا ريب فيه ،  اليوم الذي يخرج فيه العراق من الظلام الى النور . وتصبح لافتاتهم , حفاظات للاطفال :

 ذات غـد( الـسـاعـة آتـيـةٌ لا ريـبَ فـيـهـا) سـاعـة يـقـضـمُ الـجـيـاعُ الآلـهـةَ الـتـمـر
*  ( ذات غـدٍ ســيـجـمـعُ الـفـقـراءُ لافـتـاتِ أحـزابـكـم

وأعـلامَ مـيـلـيـشـيـاتـكـم

لِـيـصـنـعـوا مـنـهـا حـفّـاظـاتٍ لـلأطـفـالِ  )

 

عطلوا الحياة برمتها واصبحت مسرحاً للقناص الملثم . أن يقتل ما يشاء ويفعل ويعبث بالارواح البريئة مثلما يرغب . فقد وجدوا وظيفة جديدة . وظيفة القناص الملثم , وتعطل التكبير في المآذن التي اصبحت عاطلة يملكها القناص الملثم . هذا ابتكار احزاب الغضب الالهي  :
(  أخـيـراً:إبـتـكـرَ الـقـنّـاصـون وظـيـفـةً جديدة لـلـمـآذنِ الـعـاطـلـة عـن الـتـكـبـيـر!  )
من بركات الاحزاب الحاكمة التي تقودها شلة من اللصوص والقتلة , عطلوا كل شيء . سوى حفاري  القبور يشتغلون بمجارفهم بالعمل المرهق والمتواصل لحفر المزيد من القبور للملائكة  الذين حصدهم رصاص الابالسة القناصين  :

( وحـدهـم حـفّـارو الـقـبـور:

خـرجـوا لـلـعـمـل مُـشـمِّـريـن عـن مـجـارفـهـم
لـحـفـر الـمـزيـد مـن الـقـبـور

لـلـمـلائـكـة الـذيـن حـصـدَهـم: رصـاصُ الأبـالـسـة!  )

تساؤل وجيه لماذ يصر الناس مع سبق الاصرار على الانتحار ؟ , في بصمة الحبر البنفسجي , في شرب سم الحبر البنفسجي , وبارادتهم واختيارهم الحر  ـ كما فعل ( سقراط ) في شرب السم . يعني المشاركة الطوعية في جريمة اغتيال الوطن :
( نحـن لــســنـا " ســقـراط " ..

فـلـمـاذا شــربـنـا سـمَّ الـحـبـرِ الـبـنـفـسـجـيِّ

مـن تـلـقـاءِ أصـابـعـنـا ! )
لا شعر يعلو إلا شعر الناس .


لا صوت يعلو إلا صوت الناس . ولا شعر يكتب إلا بدماء الشهداء في ساحة التحرير . ليكتب  شعراء الوطن المعلقة الثامنة , ويعلقوها على جدران  كعبة الثورة , على جبل أحد , في المطعم التركي  :
(  نـحـن ـ الـشـعـراءَ ـ جـمـيـعـنـا نـكـتـب قـصـائـدنـا بـالـحـبـر ..

إلآ فِـتـيـةُ وشــبـابُ سـاحـةِ الـتـحـريـر

فـإنـهـم يـكـتـبـونـهـا بـدمـائـهـم ..

لـذا فـهـم الأشـعـرُ مـنـا جـمـيـعـا ..
 الـمـعـلـقـاتُ لـيـسـتْ ســبـعــاً ..

إنـهـا ثـمـان

سـبـعٌ عُـلِّـقـنَ عـلـى جـدران الـكـعـبـة ..

والـثـامـنـة عُـلِّـقـتْ على جَـبَـلِ أُحُـد الـثـورة فـي الـمـطـعـم الـتـركي ! )

لا يمكن التستر على الجريمة البشعة , التي داهمت الشباب في اواخر الليل وهم نيام . من قبل جنرال قاتل ومسعور لسفك الدماء . فلابد ان تأتي ساعة الحساب لهذا السفاح القاتل . حتى حذاء الشهيد ينتفض مطالباً بحقه في القصاص . ولابد للقضاء العراقي ان يستيقظ ضميره بميزان العدل , ويطالب بدم الغزلان البريئة والطاهرة , هذه هي عدالة الارض والسماء من الجزار القاتل  :
(الـشـهـيـدُ الـذي حـلَّـقَ مـن جـسـر الـنـاصـريـةِ نـحـو الـسـمـاء

تـركَ حـذاءَهُ الـمُـلـوّنَ بـالـلـونـيـنِ الأسـودِ والأحـمـر ..

الأسـودُ : لـون لِـثـام الـقـنـاصّـيـن ..

والأحـمـر : لـون شـارةِ الأركـان الـتـي يـحـمـلـهـا الـجـنـرال ..

الـجـنـرالُ الـذي أصـدرَ الأمـرَ لـذئـابـه

بـنـهـش أجـسـادِ الـغـزلان )

سقطت الاقنعة وبانت العورات , لم تعد الوعود الكاذبة منقذاً . فقد تكسرت وداستها اقدام العابرين . فالشباب كتبوا الوعود الكاذبة بالطباشير على ارصفة ساحة التحرير وداستها أحذية العابرين  :
(  نـعــرفُ أنَّ وعـودكـم كـاذبـة

لـذاكـتـبـنـاهـهـا بـالـطـبـاشـيـرعـلـى أرصـفـةِ سـاحـةِ الـتـحـريـر

لِـتـقـرأهـا أحـذيـةُ الـعـابـريـن

قـبـل أنْ يـمـسـحـهـا الـمـطـروالـعـاصـفـة)

 

***
  الكتاب : ديوان شعر : ملحمة التكتك × المؤلف : الشاعر يحيى السماوي × تاريخ الاصدار : عام 2020 × اصدار : الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق - بغداد × عدد الصفحات : 117 صفحة

جمعة عبدالله

Get all attachments as...

VisaDownload6KBfoto.jpg

147
تشرين المجد .. تشرين المستقبل
برزت حقيقة  ساطعة لايمكن اهمالها وتجاهلها  بعد مرور عاماً واحداً على ثورة الشباب في تشرين المجيد , بأنه لا يمكن انهاء الصراع الدائر بين الدولة واللادولة , التي رسختها المليشيات المسلحة بدعم من الاحزاب الشيعية , في تعميق الدولة العميقة , وابقاء دور الدولة الرسمية ضعيفاً وهشاً وهامشياً ,  لا يمكن مواجهة هذه المليشيات الموالية الى أيران والوقوف في وجهها  , والتي تسعى الى بث الفوضى وزعزعة الوضع الامني , في ضرب مصالح العراق الدولية والعربية . لان الرئة التي تتنفس منها هذه المليشيات المتمردة على العراق والعراقيين هي الخراب والفوضى . لا تعيش إلا وجود  نزيف الدماء والعنف والاغتيال والخطف  , إلا بالقصف العشوائي الذي يهدد حياة العراقيين الابرياء . ولا يمكن لهذه المليشيات المارقة ان ترضخ للحياة المستقرة بالامن والنظام , لذلك تسعى بكل جهد الى الخراب والفوضى لكي يصب في  صالح أيران . حتى يبقى العراق ضعيفاً وهزيلاً امام الهيمنة والنفوذ الايراني الكبير  , المتغلغل في كل زاوية من العراق , وكذلك متغلغل  في مؤسسات الدولة الصغيرة والكبيرة ,  بما فيها الاجهزة الامنية . ولهذا السبب ترفض الرضوخ الى ارادة الشعب , الذي عبر برفضها  سياسياً وشعبياً ودينياً , وترفض ايقاف نزيف وسفك الدماء والعنف الدموي  , ولكل من يرفع صوته ضد التواجد الايراني في العراق . لكل من ينتقد الهيمنة الايرانية في العراق يتعرض الى القتل والاغتيال   .  وتسعى هذه المليشيات الموالية الى أيران , على تأزم المشاكل والازمات , حتى يبقى العراق ضعيفاً  في جيب ايران ,  تنزف امواله وخيراته . ولا يمكن ان يتحرر العراق ويضمن سيادته الوطنية , إلا بأنهاء الوجود الاجنبي تحت اي مسميات كانت ,  ولا يمكن للعراق ان يتنفس الصعداء , ولا يمكن انهاء الفوضى والخراب إلا بأنهاء التواجد الاجنبي وذيوله الطويلة في العراق  , لذلك كان شعار ثورة تشرين المجيدة هو ( نريد وطن ) نريد وطن خالٍ من الارهاب المليشياوي والفساد والفاسدين . لا يمكن للعراق ان يتنفس الصعداء إلا بانهاء وجود هذه المليشيات ونزع سلاحها , ولا يمكن ان يتحقق ذلك إلا بأنتصار ثورة تشرين . ولا يمكن للعراق والعراقيين أن يتنعموا بالاستقرار والحياة الآمنة إلا بأنتصار ثورة تشرين . لا يمكن انهاء العنف الدموي والفوضى , إلا بانتصار ثورة تشرين . وهذا الدلائل تشير  بأن المستقبل المشرق لشباب ثورة تشرين . هذه الحقائق الدامغة لا يمكن تغطيتها بغربال المليشيات الدموية التي حلت مقام تنظيم داعش الارهابي واصبحوا وجهان لعملة واحدة  . ولا يمكن حسم الصراع الدائر إلا بأنتصار ثورة تشرين المجيدة . ان المستقبل للعراق لثورة تشرين المجيدة .
 المجد  والخلود لكل شهداء العراق الابرار .
 جمعة عبدالله



148
حرب مفتوحة بين السيد الكاظمي والمليشيات المسلحة
دخل العراق في مأزق التأزم الخطير , في محاولة ابتزاز السيد الكاظمي , بمحاولة اللعب بالورقة الامنية والوضع الامني , بأن هذه المليشيات لها القدرة  والاستعداد بقيادة الوضع  الى التدهور الخطير ,  وكذلك بضرب المصالح الوطنية العراقية , وتخريب علاقاته العربية والدولية . من خلال القيام  بالاعمال الارهابية والتخريبية التي تقوم بها المليشيات المسلحة بدعم كامل من الاحزاب الشيعية , التي وجدت نفسها , غارقة في بحر من المشاكل والازمات , اضافة انها اصبحت مرفوضة ومنبوذة من الشارع الشيعي والسياسي  . لذلك تحاول هذه الاحزاب ترميم بيوتها المتهدمة  , في اعادة ترتيب اوراقها التي احرقها الشارع السياسي والشعبي , وما ظل في جعبتها غير الابتزاز واللعب بورقة المليشيات المسلحة , بتصاعد الاعمال الارهابية والتخريبية . تصاعد وتيرة الاختطاف والاغتيال لنشطاء الحراك الشعبي , وقصف السفارات والبعثات الدبلوماسية , من قبل خلايا الكاتيوشا , واحداث خروقات أمنية خطيرة تقود الوضع الامني الى التدهور الخطير . وبالتالي تظهر بأن السيد الكاظمي فشل في مهامه , وعجز في ضبط الوضع الامني , واخفق في مواجهة المليشيات في نزع سلاحها وحصره بيد الدولة . وبالتالي تعمل هذه المليشيات الى الاحتقان الخطير في الانقلاب على السيد الكاظمي  . 
لا احد ينكر ان الوضع الامني معقد يحتاج الى قدرات هائلة في مواجهة هذه المليشيات المدعوة من الاحزاب الشيعية , وهي متغلغلة في نفوذها في مؤسسات الدولة الحيوية والحساسة , بما فيها الاجهزة الامنية , ورسخت الدولة العميقة ( دولة داخل دولة ) بهدف ابقاء العراق هزيلاً وضعيفاً , امام النفوذ والهيمنة الايرانية . وتجد ايران العراق المتنفس الوحيد من الخناق الحصار الدولي الخانق . في تدهور الاقتصاد والعملة الايرانية الى الانهيار والافلاس ( وتصريح السيد روحاني يؤكد ذلك بقوله . بأن ايران خسرت  اكثر من 150 مليار دولار بسبب الحصار الدولي  ) . ووجدت العراق طوق النجاة لها  . في  بقاء المليشيات المواليه لها , تتصدر وتتزعم المسرح السياسي العراقي بالنفوذ والهيمنة الكبيرة  , وان اي اضعاف لها , مثل تجريدها من سلاحها وتقليم اظافر نفوذها وهيمنتها  , يعني اضعاف النفوذ والهيمنة الايرانية في العراق . وهذا ما  يفسر وضع العقبات والعراقيل امام المشروع الوطني الاصلاحي الذي تعهد به السيد الكاظمي .
ان الصراع الخطير القائم , أما دفع الامور بأتجاه   الابتزاز والذي  يقود  الى المساومة بين الطرفين  . واما الحرب على المليشيات وتقليم اظافرها بنزع سلاحها وحصره بيد الدولة , في سبيل اعادة هيبة الدولة المفقودة , لا يوجد   طريق ثالث لحسم الصراع الخطير بين الكاظمي والمليشيات المسلحة .
   جمعة عبدالله



149


قصيدة:  اروتيكية للشاعر اليوناني  يانس ريتسوس


جمعة عبد الله

قال :
اومن . بالشعر . بالحب . بالموت
 لهذا بالضبط أؤمن بالخلود
أكتب القصيدة: 
أكتب للعالم . أنا موجود . العالم موجود
السموات السبعة الزرقاء تحمل النقاوة
هذه الحقيقة في وصيتي الاخيرة
بالدم الاحمر . أنا .أنا لكِ
أردد أسمكِ مراراً وتكراراً
في عمق صحرائي . أنتِ ملاكي الاول . القصيدة . ليس لي سكن
أنا أسكن في جسدكِ .
وهذا النص اليوناني :
 Είπε:

Πιστεύω στην ποίηση, στον έρωτα, στο θάνατο,
γι’ αυτό ακριβώς πιστεύω στην αθανασία.
Γράφω ένα στίχο,
γράφω τον κόσμο˙ υπάρχω˙ υπάρχει ο κόσμος.
Από την άκρη του μικρού δαχτύλου μου ρέει ένα ποτάμι.
Ο ουρανός είναι εφτά φορές γαλάζιος. Τούτη η καθαρότητα
είναι και πάλι η πρώτη αλήθεια, η τελευταία μου θέληση.
 
 
«Με το κόκκινο του αίματος / είμαι. / Είμαι για σένα. / Τ’ όνομά σου μονάχα / πάλι και πάλι – / βαθειά ερημιά μου, / ο αρχάγγελος, / το ποιήμα. / Αλλη κατοικία δεν έχω. / Κατοικώ στο σώμα σου».

150
حب الوطن من حب أيران
من الخساسة والنذالة من يدعي بالدفاع عن الوطن ويتاجر بالوطنية  . ويضع الاجنبي فوق مصالح الوطن , ويكيل له آيات العظمة والتمجيد على حساب الوطن , مهما كان هذا الاجنبي ( امريكي . أيراني . خليجي . تركي ) لا يمكن ان يكون الاجنبي اعلى رفعة ومكانة ومنزلة وهيبة من الوطن العراق . ومن يساوم على حب العراق ويضع مكانه حب الاجنبي , فأنها خيانة للشرف والضمير , كما تفعل الاقلام الصفراء في نشاطها المحموم في الدفاع عن أيران ووضع المصالح الوطنية تحت اقدام أيران ووالي الفقيه خامئني . وحقيقة دامغة كل اجنبي يسعى  ويتطلع الى حفظ  مصالحه العدوانية الجشعة  على حساب وبالضد من العراق , مهما كان هذا الاجنبي وتحت اي مسمى كان , فهو يسعى الى الوصاية والنفوذ والانتداب على العراق , ولا يمكن تبرير  بالدفاع المستميت بتبيض وجه الاجنبي الاسود ,  كما تفعل المليشيات الموالية الى ايران , بأن تضع العظمة والقدسية الى أيران , ومن ينتقد دور أيران في العراق , يقمع بكاتم الصوت بالقتل والاغتيال , هذا الدفاع الشرس عن ايران بالضد من تطلعات ومصالح العراق , بالضد من طموح العراقي بوطن مستقلاً بعيداً عن  الوصاية والتبعية الى الاجنبي . ولا يمكن اعتبار المصالح الايرانية في العراق مقدسة لا يطالها النقد والرفض والاعتراض  , بحجة الولاء المطلق الى ايران , وتبرر الاقلام الصفراء  الوجود الايراني في العراق , هو من صالح العراق ويسوقون الحجج والتبريرات الوهمية  لهذا الحب  الى ايران , بدعوة لولا أيران لتفتت العراق وتحطم وتشرذم الى دويلات صغيرة . لولا ايران لاصبح عرض وشرف النساء العراقيات , يباع في سوق النخاسة . لولا أيران لاصبح داعش الارهابي مسيطراً  على العراق ويقيم خلافته الخرافية في العراق وعاصمة الخلافة بغداد . لولا أيران لكان العراق يساق كالاغنام الى مسالخ الذبح . هذه حجج وتبريرات وغيرها التي تسوقها الاقلام الصفراء في اعلامهم المزيف  والمحرف ,  البعيد جداً  عن الحقيقة والحقائق الدامغة .
لنرى ماذا فعلت أيران في العراق , لكي تستحق هذا الحب العظيم من الاقلام الصفراء :
1 - ايران قطعت الانهار التي تصب في الاراضي العراقية وخلقت ازمة شحة المياه .
2 - أصبح العراق سوقاً محلية لتصريف البضائع الايرانية , مقابل عدم تصدير اية بضاعة عراقية , من اجل دعم اقتصاد ايران المنهار بتوفير  العملة الصعبة .
3 - ارتكبت المليشيات الموالية الى ايران بحرق البساتين والمزارع والحقول , لكي يضطر العراق التعويض بالاستيراد المواد الزراعية والغذائية من ايران .
4 - تعطيل الماكنة الصناعية وتوقيف الآف المصانع والمعامل العراقية عن العمل , من اجل انعاش الاقتصاد الإيراني  المنهار .
5 - اججت المليشيات الموالية الى ايران الصراع الطائفي نحو الاحتراب والاحتقان والتخندق من اجل ان يكون العراق ضعيفاً مكسور الجناح , لكي تعبث به هذه المليشيات الذيلية بذيولها الطويلة  .
6 - أستيراد الكهرباء القديمة والمستهلكة من ايران , ومنع العراق من شراء الطاقة الكهربائية من بلدان الجوار , حتى لاتحرم ايران من العملة الصعبة .
7 - ارتكبت المليشيات الموالية الى ايران جرائم دموية في سفك دماء المتظاهرين السلميين , الذين طالبوا بوطن حر غير تابع الى الوصاية والنفوذ والهيمنة .
8 - تعطيل قرار سحب سلاح المليشيات وحصره بيد الدولة من اجل اعادة هيبتها المفقودة . وحتى المرجعية الدينية العليا  طالبت بنزع سلاح المليشيات . لكن هذه المليشيات لم تنصاع ولم تحترم قرار المرجعية الدينية , وانهاء الانفلات الامني والفوضى ,  الذي تعمل عليه هذه المليشيات .
9 - ترفض هذه المليشيات الانصياع الى المشروع الوطني , في محاربة الفساد والفاسدين , ونزع سلاح المليشيات . ومحاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى القضاء العراقي لجرائمهم الدموية . ترفض الانصياع الى ضبط الوضع الامني , وتحاول في العرقلة من خلال العمل على الانفلات والفوضى والاستمرار في مسلسل الاغتيال  . من اجل ان يبقى العراق تحت رحمة المليشيات التابعة الى ولاية الفقيه الايراني .
 هذه بعض الحقائق التي تحاول الاقلام الصفراء غمطها وتجاهلها لصالح ايران .
   جمعة عبدالله


151
تدوير نفايات المحاصصة الطائفية من جديد
لم يكن يتوقع الكثير من نكوص السيد الكاظمي من وعوده  وتعهداته العلنية , بوضع حد لنظام المحاصصة الطائفية , الذي جلب الخراب والدمار على مدى 17  عاماً من التدهور الاسوأ في البنية العراقية, التي مزقتها المحاصصة الطائفية بعواصفها المشؤومة والمدمرة . وكان تعهداته بأنهاء  المحاصصة الطائفية ,  ليبدأ العراق صفحة جديدة من التخلص من الماضي البغيض والكريه في حكم الاحزاب الطائفية . لكنه يمزق وعوده وتعهداته ويرجع الى الوراء نحو النهج الطائفي في الحكم والمحاصصة . بتوزيع المناصب السيادة على الاحزاب الطائفية , واختيار أسوأ الشخصيات الفاشلة والفاسدة , في توزيع المناصب الرفيعة والحساسة  في تعيناته الجديدة . من كانوا وزراء أو نواب سابقين , أثبتوا فشلهم وانغمارهم  بالفساد والرشوة ,ومتهمين في ملفات الفساد العالقة في الرفوف المنسية لجنة النزاهة البرلمانية . هذا التوزيع المحاصصي الجديد , يضرب مصداقية السيد الكاظمي . كأنه نكوص ورجوع الى الوراء بخطوات الكبيرة . فبدلاً من يفي  بتعهداته في انصاف الشخصيات النزيهة والمستقلة والوطنية, في تولي المسؤوليات الرفيعة والحساسة , لكي يبدأ العراق بعهدٍ جديدٍ على انقاض عهد المحاصصة الطائفية يحدث العكس  . في التعينات الاخيرة في  اختار أسوأ الشخصيات الفاشلة والفاسدة , ومثلما كان يقول المجرب لا يجرب , لكنه اختار المجرب الفاشل والفاسد . وهو يخالف قول الامام علي ( منْ جرب المجرب _ الفاشل _ حلت به الندامة ) يعني اختار تحت ضغوط الاحزاب ومليشياتها  المنفلتة عن القانون , والتي تسعى الى احداث الفوضى والانفلات الامني , لكي تتربع بمقام الدولة . واليوم تشعر بالارتياح الى رجوع تدوير نفايات الاحزاب الطائفية من جديد , لكي يدشن رجوع العراق الى الوراء الى المحاصصة الطائفية البغيضة والكريهة . وعلى سبيل المثال اختيار اكبر فاسد مرتشي هو وزير العدل السابق من حزب الفضيلة ( حسن الشمري ) . الذي شهد عهد وزارته اكبر عملية فرار في تاريخ العراق الحديث , بفرار  المئات من قادة داعش من سجن ( ابو غريب ) وكان منهم ثلاثة الآف محكوم بالاعدام لكنه لم ينفذ بهم  , ووجدوا الفرصة الذهبية في عهد وزير العدل  ( حسن الشمري ) في عملية  هروب جماعية  , وكذلك هو صاحب قانون الجعفري للاحوال الشخصية , الذي يبيح زواج القاصرات بعمر تسعة اعوام للزواج . يعني قانون اغتيال براءة الطفولة . يعني العراق يرجع الى الوراء في النهج الطائفي في توزيع الحصص والمناصب . وهذا النكوص من السيد الكاظمي يؤكد بأنه لم يتحمل نار الاحزاب الطائفية ومليشياتها المنفلتة عن النظام والقانون  , التي تعتبر نفسها فوق القانون . او ( هي الدولة والدولة هي ) وهذا يؤكد عدم ثباته واصراره  في النهج الوطني . الذي هو المنفذ الوحيد في انقاذ العراق , والتخلص من المربع الطائفي ومليشياته الفاشية , التي تعتمد على النهج الدموي .
جمعة عبدالله


152


ضبط سلاح المليشيات المنفلت في بغداد والبصرة
تعهد السيد الكاظمي بحماية المتظاهرين من غزوات المليشيات التابعة الى ايران , والتي استغلت هشاشة الدولة وضعف مؤسساتها الامنية , لكي تقوم في ارتكاب جرائم دموية ضد المتظاهرين ونشطاء الحراك الشعبي . من اجرام مروع في القتل والاغتيال والاختطاف , بكل سهولة  وتحت حماية الدولة والقانون , في العهد الدموي المليشياوي السابق والحديث ( عادل عبدالمهدي ) , واصبحت ظاهرة السلاح المنفلت من المليشيات والعشائر وعصابات الجريمة ,ظاهرة عادية يشهدها العراق يومياً , دون محاسبة ومراقبة , لان هذه البلطجية بكل اصنافها تعتبر نفسها فوق القانون والمحاسبة وبالحصانة الكاملة  , ويتصرفون بكل حرية مثلما يرغبون  ,  طالما رئيس الحكومة كان بلطجياً قديماً وحديثاً , لذلك تصاعدت وتيرة العنف الى درجات مخيفة من البطش الدموي , من ممارسات المليشيات الموالية الى أيران . امام الصمت المتواطئ والمريب من الاجهزة الامنية . ولكن عندما مجيء السيد الكاظمي بعد تضحيات جسيمة قدمها  المتظاهرون الذين غرقوا بالدماء والبطش ,   من المليشيات البلطجية التابعة الى ايران . تغيرت الصورة المأساوية المظلمة للعراق في انفلات السلاح المليشياوي حتى صار اعلى من الدولة مؤسساتها الامنية . فكان لابد من ايقاف نزيف الدماء بعدما طفح الكيل وسال الزبى , وهذه العصابات المليشياوية الى جانب ممارسة القتل والاغتيال والاختطاف , تمارس تجارة تهريب المخدرات والحبوب المخدرة , والتعامل بالعملة المزورة , والسيطرة عل المنافذ الحدودية والموانئ والمتاجرة بالمواد الغذائية الفاسدة والمسرطنة . في استغلال الفوضى العامة . لذلك كان القرار الحاسم والجريء في ايقاف انتهاك سيادة الدولة وكرامة المواطن . في ملاحقة  العصابات الاجرامية المنفلتة  بكل اصنافها ومسمياتها  , بالقيام بعمليات أمنية كبيرة حتى استخدام الطيران الجوي ,  في محافظتي بغداد والبصرة , بالقيام بتفتيش ومداهمة اوكار العصابات المجرمة , والقاء القبض على الكثير من المجرمين والمتورطين بقتل المتظاهرين , ومصادرة السلاح الخفيف والثقيل ,  بما فيها  الهاونات والمدافع والصواريخ الفتاكة , كما قرر مصادرة السيارات التي لا تحمل الارقام , ومنع تجول السيارات المظللة . وتشير المعلومات من الجهات الامنية  الرسمية , بأن حصيلة التفتيش والمداهمة ومصادرة السلاح , كانت نتائجها كبيرة . هذا يصب في اعادة هيبة الدولة وتجريد سلاح المليشيات المنفلت  , وحصر السلاح بيد الدولة . وهو يصب بأن لا هناك فوق القانون لا  من المليشيات والافراد  . وهي خطوة حاسمة في ايقاف العنف والنزيف  الدموي ,  الذي تمارسه المليشيات الايرانية. وهذا يعزز الثقة بالسيد الكاظمي , بأن نستطيع ان نقول , ان زمن الانفلات والسلاح المنفلت  قد انتهى وولى  , وجاء زمن الحساب على الاجرام الدموي , وكلنا ثقة بأن لا يمكن لاي مجرم تلطخت ايديه بدماء العراقيين , لن يفلت من العقاب والمحاسبة ......... لا يضع حق وراءه مطالب .
   جمعة عبدالله


153
فيروز الوسام في زمن الانحطاط
عرفت المطربة الكبيرة فيروز بأنها ( أيقونة الصباح ) , حين يصدح بصوتها العذب في أشراقة الصباح . لتغني للحب والسلام والارض والجمال وللوطن والحياة . فقد اصبحت رمزاً للسلام والوحدة الوطنية . كم مرة  حاول حاكم عربي ان يشتري بصوتها أعنية تمجده , ليغدق عليها المال من الذهب والدولار , لكنها تعففت من الانزلاق الى المتاجرة والانحطاط  . , ولم تستجب لاي حاكم عربي يشتري جوهرة صوتها المغرد للحياة المشرقة , لانها ملك الشعوب العربية في تطلعهم للسلام والحرية والحياة والجمال . وحين زارت بغداد حاولت سلطة البعث آنذاك , ان تغني للحزب والثورة , لكنها اختارت لتغني لبغداد المجد ( بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر / يا ألف ليلة مكملة الاعراس يغسل وجهكِ القمر ) .
فيروز الصوت الجميل ( أيقونة الصباح ) غنت للسلام ونبذ الحرب والتآخي والتعايش السلمي  , فكانت اغنيتها المشهورة زمن الحرب الاهلية اللبنانية (من قلبي سلام لبيروت ) .  قال عنها الشاعر محمود درويش ( فيروز هي الاغنية التي تنسى دائماً ان تكبر , هي التي تجعل الصحراء أصغر , وتجعل القمر أكبر ) هذه الارزة الشامخة في قلوب الناس , والتي قدمت لهم اكثر من 1500 أعنية , جعلت القلوب تزغرد بالامل والجمال والحب. تعود اليوم مكللة باريج ارفع  وسام الشرف تكريماً لخدماتها الجليلة الطويلة , وتكرم من قبل الرئيس الفرنسي ( ماكرون ) بأرقى وسام رفيع في الجمهورية الفرنسية . تكرم في زمن الانحطاط والفساد والكوارث المهلكة . في زمن الاحزاب  الطوائف المتناحرة على الكراسي  والمال , في زمن الاحزاب الطائفية الفاسدة  , التي تضحي وتدمر شعوبها من اجل الكرسي والمنصب , وترتكب الجرائم الوحشية بالعنف الدموي كما حدث  في العراق من قتل دموي بشع ومروع   , او في تخريب ودمار البلاد كما في كارثة بيروت . هؤلاء قادة الاحزاب الطائفية هم تجار موت ودماء ومتاجرة . فعندما نهض الشباب العراقي بثورته  ( ثورة تشرين المجيدة )  في سبيل الوطن والاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين . كان مصيرها  العنف الدموي بالقتل  بدم بارد  .  بالضبط مثلما استشهد الامام  الحسين في سبيل اصلاح أمة جده من الفساد والفاسدين .
تعود فيروز ( أيقونة الصباح ) لتنتصر على زمن الانحطاط والفساد بتكريمها بأعلى وسام لخدماتها الجليلة . للسلام والارض والحب والحياة  ..........  . لينتصر الصوت الجميل . صوت الناس
جمعة عبدالله


154
قراءة في  الكتاب النقدي :  اطياف موشور الرؤيا / مقاربات في تجربة الشاعر محمد سعيد العتيق .
يتميز الشاعر والناقد الدكنور وليد العرفي ’ في اتباع منهجية اسلوبية في التحليل النقدي , تجمع بين  الاكاديمية والحداثة النقدية  . في مختبر التحليل والتشخيص في فك شفرات النص الشعري , وفق منطلقات محددة , تمثل البوصلة النقدية التي يسير عليها بموضوعية التناول والطرح والتفسير . وكتابه النقدي الذي يتناول تجربة الشاعر محمد سعيد العتيق ومنجزه الشعري , في البحث والدراسة النقدية الرصينة والهادفة , يسلط الضوء الكاشف على هذه التجربة من منابعها وتكوينها وصياغتها ورؤيتها , ومنطلقاتها الرامية وغاياتها الهادفة في أدواتها الشعرية , وما يملك من خزين معجمي ومعرفي , يوظفه  في ابداعه الشعري , وما يحمل من سمات مميزة تميزه عن الاخرين من الشعراء . وما يتوخى في منطلقاته الشعرية , وماهي ينابيعه التي يسقي بها بستانه الشعري . هذه المنطلقات الحيوية والهامة , التي تمثل مكونات الشعر  , أو العمود الفقري في تجربته ومنجزه الشعري و في التناول والطرح . وقد تضمن الكتاب النقدي سبع محطات , اطلاق عليها الناقد تسكية  سبع مباحث او أو سبع أطياف في مقاربات التجربة الشعرية  للشاعر  . واعتقد انها تمثل مرتكزات الاساسية في عمق التجربة الشعرية , اتسمت منصات التحليل النقدي بعمق التحليل وفق خطة منهجية في مقتنيات النقد الشعري  الحديث , الذي هو انسجام وتطابق مبدع بين الدراسة الاكاديمية والتحليل وفق اسلوب الحداثة في التطبيق النقدي . ويتضمن الكتاب النقدي في  عمق التناول في المرتكزات السبع , نستعرضها في اختصار شديد . وهي محاولة بارعة في النقد في الغور في اعماق التجربة الشعرية وكشف بؤرها الضوئية . لذلك المسار النقدي ,  تمثل من الكشف من الفوق الى التحت الى صلب اعماق التجربة , او بمعنى آخر من المداخل الى النهايات في قوام ومكونات التجربة الشعرية وهي :
1 - المبحث الاول : طيف العنونة ودلالاته .
العنوان يحمل قيمة واهمية بالغة الاهمية  في القصيدة , واذا كان الاسلوب هو الرجل , فالعنوان هو اسلوب الاسمى  في القصيدة , والذي يفرض نفسه بما يحمل من دلالات لغوية وتعبيرية ورؤيا وموقف , في الفكرة الشعرية التي يجسدها الخيال والمخيلة في معطياتهما وتكوينهما , في ترسيخ ضوئية القصيدة. فالعنوان يحمل مفتاح الولوج الى داخل روح القصيدة , في منطلقاتها الايحائية والرمزية , فالعنوان هو النور الذي يسطع في ثناء  القصيدة , بما يحمل من رؤية  سيمائية ( علم الدلالة والاشارة ) . وبما يملك مكونات اللسانية ( لغوية وبلاغية ) ومكونات مضمونية ( الرؤيا والايحاء والرمز ) . لذلك يعتبر العنوان نصاً موازياً للقصيدة , لانه يحمل محفزات الاثارة والجذب المغناطيسي  لدى القارئ . ونكتشف من خلال الاستقراء   في التحليل النقدي . بأن الشاعر  محمد سعيد العتيق ) يولي اهمية بالغة للعنوان  في اختيارته .في  ومضة المظهر والمعنى والرؤيا . وعلى سبيل المثال , بأن عناوين قصائده وحتى دواوينه الشعرية , تحمل ومضة الجذب المغناطيسي , وعلى سبيل المثال هذه بعض العناوين  في قصائده . شذى الروح . على ضفاف الروح . فجر المساء . من الموت نحيا . يعني بأختصار شديد يدلل بأنه  صانع ماهر وبارع في صناعة وخلق العنوان في الحرف الشعري للقصيدة .
2 - المبحث الثاني : أطياف الصورة وحيويتها .
 لا تستقيم قامة القصيدة  منتصبة , ولا يمكن ان تتسلق على سلم الابداع , إلا من خلال صورتها بعمقها الداخلي والخارجي . في مكامن محسوساتها المعنوية والمادية . في دلالتها  ومحفزاتها التي تثير جوانب الاثارة في ذهن القارئ , في مجسداتها الجمالية الفارزة . في مجسداتها اللغوية وتوظيف منصات علم البديع في ( التشبيه والاستعارة والمجاز ) , لكي تستكمل جزئيات الصورة الى الحالة الكلية او الصورة الكلية  , ووفق مقولة الجاحظ ( الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من التصوير ) هذا مفهوم الصورة الشعرية بتكامل كليتها . والتي هي بمثابة المفاتيح الكامنة للولوج الى روح القصيدة . في معطيتها و مكوناتها الحسية والشعورية وهواجسها وارهاصاتها , وبما يسمى بالتكثيف الشعوري في الصورة الشعرية .
3 - المبحث الثالث : أطياف التعالق النصي  .
تكمن منصات التعالق في النص ترجع الى مكونات مرجعيته وخلفيتها من الخزين المعرفي من المعجم القاموس الشعري الذي يمتلكه الشاعر  . والمكونات المعرفية التي تخلق الاسلوبية في المنهجية الشعرية  . لذلك لا يمكن ان تولد المرجعية من الفراغ , بل تحمل خلفها عمق معرفي واسع يستند الى مرتكزات في الرؤيا والتعبير  , في قوله تعالى  ( ن والقلم وما يسطرون ) اي بما يملك القلم من حصيلة معرفية تكمن خلفه . لذلك ان خلفية الشاعر ( محمد سعيد العتيق ) يملك مرجعية ضاربة في الاعماق . في مجسدات الارث الحضاري والديني والاسطوري والشعبي والشعري , هذا الخزين المعرفي , يدعو الى الزهو والافتخار في قصائده الشعرية , التي تعمق وترسخ الابداع , كما تفاخر المتنبي حين قال ( أنا الذي نظر الاعمى الى أدبي / واسمعت كلماتي من به صمم ) .
4 - المبحث الرابع : أطياف التجليات الصوفية .
براعة الناقد تكمن في اكتشاف منطلقات ومنصات الشاعر المهمة والتي يتحرك من  خلالها في انجازه الشعري , والتي تمثل نوازعه الروحية والفكرية وما ينجرف اليها ويحرث في  الحرف الشعري من خلال مكامنها. وهذا الاكتشاف يمثل براعة المجهر النقدي في مجسداته الهامة في ضوئية الكشف . ويشير الناقد الى المكامن الصوفية في اطيافها الروحية لدى الشاعر . وهذا يعتبر احدى الوسائل النقدية في الغور في داخل روح الشاعر من خلال قصائده الشعرية . لان القصيدة لا يمكن ان تكون جسداً بدون روح . والنزوع الصوفي مسألة تشكل احدى معالم الشعر العربي , في مختلف المراحل والاجيال . لذلك يضع الناقد بصمته في اكتشاف النزوع الروحي / الصوفي  لدى الشاعر . ويذكر الناقد في تحليله  ( ولعنا لا نجافي في الحقيقة , أذا قلنا بأن الخطاب الصوفي يطبع  الشعر العربي كله بسمة من سماته , على اختلاف صيغة التعبيرية , وتشظي أطياف ألوانه ) ص102 . ويضيف في مسالك الرحلة الصوفية في منجز الشاعر , في علاقة وثيقة ( ولا غرابة أن يجد الشاعر في الصوفية , منابع للطاقة الروحية , التي تمكنه من تجاوز حيز الجسد الضيق , لينفتح على عوالم الروح الفسيحة , التي تحقق له ما يحتاجه من مسافة للتأمل والتبصير والانعتاق  من اسر عالمه الجسدي , وهو ما يتجلى في تحليقات المتصوف وتجلياته العلوية التي تترفع عن الحياة الدنيوية , ليعيش دنياها الخاصة  )ص101  .
5 - المبحث الخامس : أطياف المتن اللغوي .
يشير الناقد في مجهر تحلياته  النقدية لتجربة الشاعر ( محمد سعيد  العتيق ) بالقول ( من نافل القول أن نؤكد أن لكل شاعر اسلوبه الخاص , ولغته التي تميزه من غيره , واللغة هي السمة الفارقة بين شاعر وآخر , فهي بمثابة بصمة اليد التي يتمايز بها الافراد , والشاعر في ابداعه القصيدة , إنما يتوخى التعبير عما في داخله , وما يراه من وقائع , يتخذ حيالها مواقف عاطفية تتجلى في سلوك , او تعبيرية تتجلى في الكلام , وبهذا فأنه  يسعى الى خلق علاقات , التي تقوم على اساس من الترادف  ) ص165 . ويكشف الناقد براعته المتمكنة في الشأن اللغوي والبلاغي من عمق معجمه الواسع , في تجسيدها في حقول متعددة ومتنوعة , ومن اهمها : حقول الوطن . المرأة . الحب . الطبيعة . يسكبها في جمالية خفاقة بالجمال والحياة . والامل يزرعها في حقول الوطن الحبيب .
6 - المبحث السادس : أطياف الاقرباء .
ان الشاعر ليس منفصلاً ومنعزلاً عن محيطه الاجتماعي , وليس انه من يعيش في برج عاجي يترفع بعلاقاته وصلاته عن الاخرين  . لذلك نجد الشاعر العتيق , يمتلك علاقات وصلات مرموقة بين محيطه  العائلي وبين الناس , بما يخدم المجتمع والحياة الاجتماعية بكل اشكالها .
7 - المبحث السابع : طيف الموقف الشعري :
وهو ما يريد ايصاله في المتن الشعري ورسالته الشعرية وخطابه الشعري , لكي يؤكد على حضوره وموقفه تجاه مجريات الواقع والحياة  بالحضور التام . وما يهدف في تفاعله الشعري من مواقف ورؤى  وما يحمله من انفاس وتداعيات تراكمية ليصل الى الذروة الابداعية  ( يبدو الشاعر محمد سعيد العتيق , شاعر غير منحاز إلا الى لغة الجمال, فهو ليس مع تيار بعينه , أنه مع الكلمة الجميلة , والصورة الموحية والاسلوب التعبيري , الذي يرتقي بالكلمة الى مصاف الفن والشعرية ) ص268 . , لكنه ملتزم بالقيم الجمالية للمجتمع والوطن , ومنحاز بقوة الى حياض الوطن , في الاسانيد الوطنية الجميلة في عطائها المثمر  ( وفي هذا التأكيد على الطاقة الكامنة في ذات الشاعر , والقدرة التي يمتلكه فكراً وابداعاً , ويرى نفسه في أتون المخاض الشعري , يعيش حالة القلق الوجودي ) و ( فالشاعر يحدد معيار الجمال في الشعر , هو الالتزام بالقيم ) ص269 .
× الكتاب : أطياف موشور الرؤيا / مقاربات في تجربة الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق
× المؤلف : الدكتور وليد العرفي
× الطبعة الاولى : عام 2020
× الطبع : دار العتيق للثقافة والفكر . دمشق / سورية  . المرزة
× عدد الصفحات : 291 صفحة
جمعة عبدالله


155
قراءة في رواية ( النوارس المهاجرة / رحلة الموت ) للاديبة مريم لطفي
السرد الروائي يتناول حوداث كثيرة في محنة الوطن والمواطن . عندما سقط صرح الوطنية , واعتلت الطائفية بسرطانها الخبيث والخطير على  زمام الامور . وبهذا التبديل الخطير في الانتماء  فقد الوطن والمواطن نعمة الامان والسلام . ووقع في حوافر المعاناة والجحيم , واصبح  مصيره  لعبة حظ لعصابات الموت والاختطاف . وبالتالي يندفع الى احضان  تجار البشر من المهربين ,  الذين يبعيون اوهام الاحلام في الوصول الى الجنة الاوربية الموعودة والمزيفة . هؤلاء المهربين  يتنعمون بالثراء المالي على معاناة المواطنين واحباطهم بالخيبة بالوطن الملاذ المفقود . ان تكون حياتهم رخيصة بين تجار الموت والاختطاف , وبالتالي تكون الارواح البريئة طعماً لحيتان بحر ( أيجة )  ضحايا القوارب المطاطية , في زهق للارواح البريئة . هذه ثمار سرطان الطائفية التي غزت العراق بعد عام 2003 . ان يكون المواطن غريباً وهجيناً في وطنه . هذه حكايات السرد الروائي يتناول حكايات مأساوية , في المدن التي طالها الخراب او التهجير الطائفي , في التهجير والتشريد من ديارهم . وهذه عينة في حكايات المتن الروائي من آلآف الحكايات المأساوية التي حدثت فعلاً , في الكثير من المدن ومنها: ديالى . بغداد . الموصل . سنجار في مذابح الطائفة الايزيدية .  ومدن السورية التي غزاها الارهاب الاسود . بعدما ما  كانت ملاذ العراقيين بعد الغزو عام 2003 . وكذلك في مدينة كوباني ( عين العرب ) . ان العراق  فتحت عليه صندوق ( باندوا ) وانطلقت الاوبئة والفيروسات الخبيثة والخطيرة من رحم الطائفية .  تحول الوطن  الى دويلات طائفية مغلقة . في الخراب والدمار والعنف الدموي , وانتشار عصابات الخطف . مثلاً بغداد ضربتها عواصف التفجيرات الدموية الارهابية , التي تطال الاماكن المزدحمة . الاسواق , المستشفيات . الجوامع . الكنائس , والاماكن المزدحمة الاخرى شأنها شأن مصير المدن العراقية الآخرى . ان تكون ضحية التفجيرات الدموية  . أن تتطاير أشلاء الارواح البريئة في الهواء لتنزل اشلاء متفحمة , بالارهاب الدموي الطائفي . حتى لم تسلم المعالم التراثية والثقافية حتى دور العبادة كالجوامع والكنائس . كثيرة هي الحوادث الدموية المفجعة , لنقتطف بعض من   العينات ,  حكايات السرد الروائي :
× حكاية عائلة ( عادل كريم / ابو نورس ) سائق تكسي يقضي يومه في العمل المتواصل ,  وفي آخر النهار يرجع الى عائلته المكونة من ( زوجة وثلاثة ابناء , دعاء . نورس . دنيا ) كلهم تلاميذ المدرسة الابتدائية . وفي احد الايام تأخر عن المجيء , فأثار هذا التأخير القلق والخوف في روح زوجته  . وبدأت تمر الساعات الثقيلة التي تنهش روحها , واخير في الساعات الاخيرة من الليل , وجد سابحاً في بركة من الدماء يلتقط انفاسه بصعوبة , وهو في حالة يرثى لها . لانه صادف وجوده قرب التفجير الدموي العنيف في  احدى المحلات الكبيرة ( سوبر ماركت ) وهو يروم الدخول الى احدى المحلات لشراء حلويات الى اطفاله , وهز المنطقة انفجار دموي  هائل ( أودى بحية العشرات . دمار .. خراب . أشلاء متفحمة , رائحة البارود واللحم البشري المشوي تزكم الانوف منه , خرير السخام ينزل من السماء .................. رائحة الموت تملاء المكان , وتحرق الرئتين وتثير الرغبة بالقيء , واستفراغ  كل شيء ختى الاحشاء . فزع , ورعب , وامهات وأباء يبحثون عن آثار أبنائهم , الذين امتزجت أشلائهم مع الركام ) ص12 . هذه الحادثة من مئات الحوادث المأساوية في التفجيرات الدموية . اضافة الى اعمال عصابات الاختطاف يختطفون الضحية مهما كان :  طفل أو أمرأة أو رجل , من اجل الفدية المالية وحينما تدفع عائلة الضحية المال ,  تستلم ابنها مقتولاً مرمياً في حاويات الازبال . اضافة الى العصابات الطائفية التي تمارس الارهاب والتهديد , في تهجير وتشريد المواطنين من ديارهم , في عمليات التصفية الطائفية والعرقية , التي ضربت العراق في سرطانها الخبيث . مما يضطر المواطن ان يهرب من داره ليفتش عن مكان أخر آمن لعائلته . وحتى الاعياد المقدسة لم تنجو من حقدهم الطائفي . فهذه كنيسة النجاة كانت مسرحاً لتفجير دموي بمثابة مذبحة بشرية هائلة لاخوتنا المسيحيين . كان في يوم الاحد عيد الميلاد وتجمع عدد كبير من الناس  حاملين الورود والزهور, ولكن داهمتهم شاحنتين محملة بالمفجرات وليس شاحنة واحدة , هذا يدل على حجم  الحقد الطائفي العنيف والمرعب . ان يتحول العيد الى مأتم كبير . وهذا التفجير الدموي هو جزء من الحوادث الكثيرة في التفجيرات الدموية التي طالت بحقدها الاقليات الدينية . وكذلك ماحدث في سنجار في مذبحة بشرية دموية للطائفة الايزيدية , وتحولت نسائها وفتياتها الى السبي وبيع في سوق النخاسة  . 
× حكاية  عائلة ( ابو سرمد ) في مدينة ديالى التي كانت رمز التعايش السلمي . حيث يعيش فيها بسلام  . العربي والكردي والتركماني والسني والشيعي . لكنها تحولت الى بؤرة للارهاب الدموي والتهجير الطائفي , والقتل على الهوية . فكان ( ابو سرمد ) تاجراً ميسور الحال يملك شاحنة وسائق خاص . لكن تعرض لتهديد بالموت اذا لم يترك داره , واضطر الى  الهروب الى بغداد . ولكنه وقع في قبضة عصابات الاختطاف . فخطفوا ابنه الصغير عندما  خرج من مدرسته الابتدائية , وطالبوا بفدية مالية كبيرة  , اضطر ( ابو سرمد ) ان يبيع ما يملك حتى الشاحنة من اجل انقاذ طفله من الموت . ودفع الفدية واستلم طفله بين الحياة والموت .
 × الموصل الحدباء : المدينة الحضارية والاشورية العريقة , في معالمها واثارها الحضارية والاسلامية . في معالمها الشاخصة في الاثر الاسلامي في الجامع النوري الكبير ,  وهو اقدم اثر اسلامي عند الموصليين. وخاصة منارته الحدباء . ضربتها الارهاب الدموي المدمر . وتهدمت مع الجامع وتحولت الى الانقاض , وكانت الموصل مسرحاً للمذابح البشرية , هكذا فعلت غربان السود في حقدهم الانتقامي .
× مدينة كوباني ( عين العرب ) المدينة الكردية كانت مسرحاً للخراب والدمار والمذابح العرقية طالت الجميع من الارهاب الاسود . مما اضطر السكان الى الهرب من ديارهم , وبعضهم خاض غمار مغامرة الهجرة الى تركيا , بهدف الوصول الى البلدان الاوربية , عبر الجزر اليونانية القريبة من السواحل التركية , عبر الابحار في القوارب المطاطية بواسطة تجار البشر من المهربين .
× أسطنبول : تجمعت الآف العوائل العراقية والسورية المشردة من جحيم الموت والطائفية والارهاب . ومنهم عائلة ( عادل كريم / ابو نورس ) ليتخلصوا من العصابات الطائفية , ليقعوا في قبضة تجار البشر من المهربين . في ارسال الضحايا في قوارب الموت المطاطية . وكثير من الحوادث المأساوية بتعرض هذه القوارب الى الغرق في بحر( أيجة ) بحجة العبور ثم طلب اللجوء الى البلدان الاوربية ( كل اللاجئين مساكين , وكل المهربين يتشابهون بالوعود , بعضهم يفي , وبعضهم ينكث , وهكذا فالامر مرهون بالصدفة , وراجع الى كم تدفع ) ص70 . حاول ( أبو نورس ) ان يجرب حظه في قوارب الموت المطاطية . رغم خشية زوجته , لانها تخشى المخاطرة , هكذا يلوح لها الغراب الاسود المشؤوم . الذي يظهر لها مع كل حادثة مأساوية ودموية . ولكن اصرار زوجها على مغامرة الإبحار  الى الجزر اليونانية القريبة واتفق مع أحد  المهربين .  في ليلة الموعودة في الابحار كانت المفاجأة والصدمة في العدد الكبير , الذين   يحملهم القارب المطاطي ( - يا ألهي كل هذا العدد ؟ , لكن القارب لا يتسع لكل هذا العدد , اربعة عشر شخصاً والقارب يتسع لثمانية كيف هذا ؟! هذا لا يجوز , انها مجازفة كبيرة ) ص78 . . ولكن اجبروا على الابحار وكان الحدث المتوقع حين انكشفت انوار  الصباح  , على  الفاجعة المأساوية بغرق من كان بالقارب المطاطي  (  وفي الصباح وجدت الجثث , وكأنها زهور تزين الشاطئ , وطافت عليها النوارس تصلي وتبتهل , فقد تركت كل شيء هناك , وجاءت لرؤية النوارس البيضاء ) ص82 , وفقدت عائلة ( ابو نورس ) كلها في انقلاب قارب الموت المطاطي عليهم , وصعدت ارواحهم الى الفردوس الاعلى .
× الرواية : النوارس المهاجرة / رحلة الموت
× المؤلف : الكاتبة مريم لطفي الالوسي
× تاريخ الاصدار : نهاية عام 2017
× الناشر : دار عدنان للطباعة والنشر والتوزيع / بغداد
× عدد الصفحات : 160 صفحة
 جمعة عبدالله


156
الاغتيال بضاعة الجبناء
بعدما اكتشف زيف الاحزاب الشيعية وتخبطها السياسي  , وانكشفت عوراتها للقاصي والداني وسقطت اقنعتها , فلم تعد كالسابق تمارس الاحتيال والمكر السياسي على الشعب  . بأنها تدافع عن الدين والمذهب وحماية المظلومين والمحرومين وبناء العراق الرقي , الذي يحقق الكرامة والعيش الرغيد . فقد انكشفت حقيقتهم بأنهم حفنة من اللصوص والدجالين والشياطين يلبسون جبة الدين . لم يحققوا شيئاً للعراق سوى السرقات والاختلاسات وهدم الدولة وشللها وافلاسها  , لكي تتمكن  المليشيات الموالية الى ايران ان تكون هي الاقوى وفوق القانون ان تكون   هي الدولة , وهي التي تملك القرار السياسي , وعلى مدى 17 عاماً من حكمهم كان عبارة عن فساد ولصوصية وبيع العراق مجاناً تحت الوصايا الايرانية . اسسوا دولة فساد عميقة تحكمها المليشيات وهي بمثابة فرق الموت الفاشية  , لاسكات كل صوت وطني شريف . مما تأزمت الازمات والمشاكل وادت الى الانفجار الشعبي العارم والكبير . ومن اجل اسكات صوت الشعب الحر , قامت مليشياتهم في ممارسة العنف الدموي ضد النشطاء والناشطات في الحراك الشعبي , في استخدام اسلوب جبان في الغدر بالاغتيال بكواتم الصوت . واستهداف كل من يعارض النفوذ والوصاية الايرانية في العراق . ان استخدام اسلوب العنف في  استهداف نشطاء بالاغتيالات  , هي  محاولة ضرب المشروع الوطني الذي تعهد به السيد الكاظمي . في سبيل افشاله . من اجل اطالة عمر الاحزاب الشيعية التي احترقت اوراقها واصبحت مرفوضة ومنبوذة في  الوسط الشيعي والمحافظات الجنوبية . وان زيادة وتيرة العنف الدموي بالاغتيالات المتصاعدة الى درجة مخيفة , ولد الانفجار العارم في المحافظات الجنوبية , بتوجه المتظاهرين بحرق مقرات الاحزاب الشيعية , التي سرقت ونهبت العراق ودفعته الى الخراب والافلاس . وان التعويل على نزيف الدم بالاغتيالات هي  بضاعة الجبناء  , ولكن لا يمكن ان يتهربوا من المصير المحتوم من الحساب والقصاص الذي يلاحقهم  . ولايمكن للمليشيات الموت ان تنقذهم من المصير الاسود الذي ينتظرهم . لابد للعراق ان يتخلص من الوصاية والنفوذ الايراني , وان المشروع الوطني الذي تعهد به السيد الكاظمي , يحتاج الى حسم في ملاحقة القتلة , يحتاج الى ايقاف هذه المليشيات الخارجة عن القانون ونزع سلاحها ,  الى اتخاذ  جراءات رادعة وفعالة , من أجل  استرجاع هيبة الدولة والقانون . هذه الشروط الاولية   من أجل انجاح المشروع الوطني المرتقب  .
جمعة عبدالله


157
قراءة في رواية ( الوجه الآخر للحب ) صرخة احتجاج ضد المجتمع القبلي
تحاول الكاتبة ( منتهى البدران ) ان تسلط الضوء الكاشف على  الواقع المأساوي , الذي تعيشه المرأة في احضان المجتمع القبلي . الذي تتحكم به السلطة الذكورية , في التمسك بالقشور في الموروثات الاجتماعية والدينية . التي تحرث في خنق ومحاصرة المرأة في الانتهاكات الصارخة . في مجتمع لا يرى المرأة مستورة إلا تحت وصاية الرجل . وان تنظر من خلال ثقوب عباءة الرجل المسموح بها . والباقي الثقوب خطوط حمراء .  وبكل بساطة كأنها مظاهر روتينية , ان يضع المرأة في دوامة المرارة والحرمان . في السلب والاستلاب ابسط الحقوق الانسانية والاجتماعية . ان تكون ماكنة لتوليد الهموم والمعاناة , في واقع محافظ جاف بحجة التمسك بالشريعة الاسلامية . كأن هذه الشريعة لا تحترم ولا تحافظ على حرمة المرأة وانسانيتها  . شريعة تعطي كل شيء للرجل وتحرم كل شيء للمرأة , هذا الفهم الخاطئ للشريعة. ان تجعل الرجل متغطرس أزاء معاملة المرأة وكيانها النسوي .
هذه حثيثات المسار الحدث السردي . الذي تفاعل النص الروائي في الغور الى اعماق الواقع الاجتماعي في التفاصيل اليومية الدقيقة الى حد الاسراف . لكنه من جانب آخر يسلط كامل الصورة المأساوية للسيرة الذاتية لمحور شخصية الرواية ( هدى ) . فلم تغب عن الحبكة السردية كل شاردة وواردة بلغة السرد المشوق والمرهف الذي يشد القارئ شداً , في أسلوبية مزجت فيها الاسلوب الكلاسيكي القديم في السرد الروائي , او الاسلوب الحكائي في السرد , لكنه مطعماً بالاسلوب الحداثي في فن الروائي الحديث . في تطعيم مسار الاحداث الجارية والمتسارعة في الحبكة السردية ,  في توظيف ببراعة شبكات التواصل الاجتماعي النت . وهواتف النقال والمراسلات الايميلية . وكذلك المنولوج الداخلي والخارجي في سيرة حياة ( هدى ) منذ طفولتها ونشأتها في عائلة دينية محافظة . بسلطة الاب الشغوف والرحيم , في التفاني في تقديم العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء , والذين تدور عليهم ماكنة نظام صدام حسين الارهابية والقمعية . فكان الاب ( زكي ) لا يبالي بالمخاطر رغم التحذيرات بالعواقب الوخيمة قد تصيبه , فكان يصر على هذا النهج الانساني ( أن السعادة تكمن في مد يد العون الى الاخرين , وأنها تثمر حين تغرسها في أرض غيرك , لا تغرسها بأرضك فقط , ولاينتفع منها غيرك ) ص18 . نشأت ( هدى ) في هذه البيئة الدينية , حتى اختارت بأرادتها علاقة الزواج من ( امير ) التي تفانت في الحب في صورته الجميلة والبراقة . فوجدت المبتغى والمرام في وجه ( امير ) الذي امتلك روحها ووجدت للحب وجهاً جميلاً ( رويدا رويدا بدأت أرى أن للحب وجهاً حلواً كالنغم  , كرجع صدى الحلم , وجهاً يحمل نقاوة الفجر حين يتنقب بالسحب البيضاء الشفيفة , أراه كالمحاريب المقدسة التي يتجلى في سفوحها الايمان , وجهاً يمثل رئات الحياة التي تتنفس به الصعداء ) ص188 . لكن انكشفت الحقيقة المرة بعد مخاض عسير , بأن شخصية زوجها ( أمير ) شخصية مهزوزة وضعيفة . مسلوب الارادة والقرار  يعتمد على سلطة ابيه ( الحاج سلطان ) المتسلط بالعقلية القبلية المتغطرسة والمتكابرة في التعالي  . وهو تاجر متكبر ومهادن بالاحتيال الماكر , لكي  يبني  ثروته المالية  بطرق شرعية ولاشرعية . اضافة ان زوجها ( أمير ) الذي يعتمد على حياته على سلطة الاب . فهو خاوي في العقلية الثقافية الفارغة  واليابسة . ومنذ الايام الاولى من زواجها رأت ( هدى ) انها غير مرغوب ومرحب بها في عائلة الاب ( الحاج سلطان )   , في النظرات والممارسات العدائية تجاهها  . وان المناخ العائلي لا يتلائم مع عقليتها وثقافتها . لذلك وجدت نفسها في واقع مأساوي كريه ومنبوذ لها  , ومهما تفانيت وقدمت من خدمات في العمل البيتي والمطبخ . فأنها تعزف في فراغ في  المعاملة القاسية والخشنة من الابوين , بأنهم يعتبرونها لقيطة وغريبة في مناخهم العائلي والقبلي  , ووجدت نفسها تتجرع الصعاب ,  وتكون ضحية تدفع الثمن دون مقابل , في الارهاق والتعب اليومي المضني . وزوجها ( أمير ) يكتفي بسماع الشكاوي والالم دون ان يفعل شيئاً في تخفيف وطئة المحنة التي وقعت فيها في قعر الجب . تيقنت بأن حبها يسير من سيء الى الاسوأ حتى بعد رحيلهم من كردستان الى سوريا ,  ولكن شق المعاناة يكبر اكثرفي التعاسة الحياتية في جدرها الصلب .
 ×  فكانت تنزاح في تعاملها اليومي في بيئة العائلة الى المنولوج الداخلي , الذي تعبر عن همومها ومعاناتها وتناجي نفسها في سايكولوجية نفسية  محبطة ويائسة ومخيبة  . لكنها تتمسك بالصبر والتجلد خشية من خسران الحب والحياة , تحاول ان تعالج جراحها بنفسها في مجابهة الصعاب الحياتية ومشاكلها وهي تعيش في بيت الاب ( الحاج سلطان ) . والمنولوج الخارجي , هي محاولة التكيف وتعايش مع الواقع دون اضرار جسيمة  , في بيئة صعبة التعامل , فكانت تماشي رغبات العائلة ,  ولا تلوح بالتذمر حتى لا تثير المشاكل . ولكن وجدت نفسها في تأزم مستمر , وخاصة بعد تأخر الحمل , رغم انقضاء شهور طويلة ولم تظهر بوادار الحمل عليها . وبعد مراجعة الاطباء تأكدت  انها سليمة وان عيب العقم في زوجها . لكن عائلة زوجها رفضت هذه النتيجة الطبية وحملتها مسؤولية العقم وعدم الانجاب , وان ابنهم ( أمير ) سالماً ومعافى من تهمة العقم , وانه تورط بها , ويجب ان يتخلص منها سريعاً ويرتبط بزوجة اخرى . وزوجها يسمع تذمر ابويه من هذا الزواج العاق  وعليه ان يرمية بأسرع وقت . ولكن في قرارة نفسه يعترف بأنه سبب العقم , لانه تعرض في طفولته الى مرض خطير , واهمل من قبل امه دون عناية ومتابعة طبية , ونجى من الموت , لكنه اتلف بالعقم . ومحاولة تجريب فحولته ارتبط بزواج سري مع أمرأة اخرى , فأذا حالفه الحظ بالحمل فأنه يعلن الزواج بشكل شرعي . لكن ( هدى ) اكتشفت هذه  اللعبة . وارادت وضع حد لمحنتها ومعاناتها الانسانية , وطلبت الانفصال والطلاق , وواجهت معارضة قوية  حتى من اخوانها بالرفض , بل بالتهديد اذا اقدمت على الطلاق , بأنه عار عليهم وعلى عائلتهم , وخاصة وانهم ذو ثقافة دينية منغلقة . لكن اصرت ( هدى )  على الطلاق رغم المخاطر الجمة على حياتها  , وبالفعل حصل الطلاق , وذهبت الى القاهرة / مصر ,  في سبيل الحصول على شهادة الدكتوراه ,  وتقديم رسالتها العلمية العالية . وفي القاهرة ارتبطت بعلاقة حب وزواج من استاذها المشرف على رسالتها الجامعية . حين توفرت الظروف المناسبة للزواج في الارتباط مع  ( عدنان ) الذي صرح برغبته بالزواج من اجل رفع النظارة السوداء المشؤومة حين ترى الاشياء السوداوية التي تحرث  في الاحباط النفسي ( - أسمحي لي سيدتي أن أقول لحضرتكِ , انتِ واهمة . غيري النظارة السوداء التي تنظرين بها الامور . نظارة تجربتكِ المريرة , أخلعي ثوب الحزن , واكسري قضبان زنزانة ما مضى , وانطلقي مع الريح , لتعيشي الحياة كما ينبغي ان تعاش ) ص318 . وحملت من زواجها من ( عدنان ) وجاءت ساعة مخاض الولادة في اجراء عملية قيصرية . وانجبت الطفلة ( أمل ) لكن القدر لم يمهلها بفرح الولادة فخطفها وفارقت الحياة , وهي تضع ثمرة عنائها الحياتي بالظلم والعسف والانتهاك . وان ولادة الطفلة ( أمل ) لتكون شاهد اثبات واحتجاج على ظلم المجتمع وعيوبه القاسية .
× زمن الرواية يفصل في زمنين . زمن قبل الحرب , حيث الحياة الرغيدة الآمنة , وزمن ما  بعد الحرب , حيث اعلنت بغداد الحرب ضد الجارة ايران , وتحولت الحياة الى حرب ضروس داخلية وخارجية , على جبهات القتال والموت , وعلى الحرب في الجبهة الداخلية , في ممارسة اسلوب الارهاب والبطش والتنكيل . حيث فتحت السجون والمعتقلات , وبدأت الاجراءات الفورية في الاعدامات والمشانق للابرياء , في حرب عشواء في اساليب التعذيب والبطش لم يعرف لها التاريخ مثيلاً , سوى العودة  الى عصر محاكم التفتيش التي كانت الكنيسة تمارسها لكل من يعارضها ويخالفها الرأي , وفي زمن البعث لكل من يشكك في ولائه لحزب البعث . فمثل ما كان قديماً تقطيع اوصال الجسم , في زمن البعث استخدم ماكنة الثرم لضحية . لذلك تحول العراق الى سجن كبير وزنزانات الموت , سواء على جبهات الحرب , او على حرب الضروس الداخلية . وتعود الى العراق  بعد سقوط النظام من قبل المحتل الامريكي , بأن يستبدل الطاغية بمجموعة من الحثالات الحقيرة ويسلمهم مقاليد ومصير العراق ( بمجموعة من اللصوص الذين كانوا معارضين للنظام , ومشردين في أزقة أوربا وامريكا يلعقون قصاع الغربيين , ويتسكعون هناك بجباههم التي تركت كثرة الصلوات آثاراً عليها , تسنموا كراسي الحكم بلحى الطويلة ومسبحات ترافقهم في أدارة البلاد , واحياناً يستشيرونها , تقلب خرزاتها أصابع زيتها خواتم من العقيق ) ص140 .
× الرواية : الوجه الآخر للحب
× المؤلف : منتهى البدران
× الناشر : الجنوب للطباعة والنشر والتوزيع . العراق / البصرة
× سنة النشر : نهاية عام 2019
× عدد الصفحات : 350 صفحة
جمعة عبدالله

158
متى يتم أبعاد مخازن سلاح المليشيات من داخل المدن ؟
كارثة بيروت المدمرة تضعنا امام امتحان عسير . في سبيل التفكير الجدي والمنطقي في تفادي وقوع كارثة مماثلة لما حدث  لمرفئ بيروت التجاري . من المتوقع جداً وبكل بساطة ان تحدث في اي مدينة عراقية متواجدة في أحيائها مخازن السلاح والمواد المتفجرة الخطيرة العائدة الى المليشيات المسلحة . وما حدث من بشاعة التدمير المروع لبيروت . ان ننتظر اجلاً أم عاجلاً ان يحدث في الاحياء السكنية في المدن العراقية . واسباب الكارثة معروفة بتواجد هذه القنابل الموقوتة  , ان يصيبها فعل  الانفجار للاسباب عديدة , ابسطها ألتماس التيار الكهربائي , او حرارة الشمس الحارقة , وخاصة ان تكديس المواد المتفجرة دون اجراءات صيانة من التفجيرات المدمرة  , او  بفعل العمل التخريبي او اي سبب آخر  , ومهما كانت الاسباب المقصودة او غير المقصودة . فأن تواجد مخازن سلاح المليشيات في داخل الاحياء السكنية ,  يمثل جريمة كبرى لا تغتفر . وان تواجد هذه القنابل الموقوتة ينذر بوقوع الكارثة . ومن اجل انقاذ ارواح الناس ومن  تدمير الاحياء السكنية  , ومن اجل تفادي وقوع الكارثة  , ينبغي ابعاد هذه المواد الخطيرة والمدمرة الى خارج المدن والاحياء السكنية . ولكن مع الاسف لم يحدث ذلك في ابعاد مخازن سلاح المليشيات , رغم تكرار الحوادث التفجيرات  المدمرة ,  كما حدثت في الكثير من المدن العراقية , مثل ماحدث في التفجير الهائل في مدينة الثورة , ومعسكر الصقور وغيرها من التفجيرات التي طالت مخازن سلاح المليشيات . وبعد كل  كارثة تفجير تتعهد الحكومة في ابعاد مخازن سلاح المليشيات من داخل الاحياء السكنية الى خارج  المدن , ولكنها عاجزة عن فعل ذلك , لسبب بسيط  ان هذه المليشيات هي اقوى من الدولة والحكومة , وبالتالي يكون تصريح الحكومة بالتعهد على تفعيل ابعاد هذه المعسكرات التي تضم المواد المتفجرة الخطيرة , يكون تصريحها أشبه بالفقاعات الهوائية , بسبب استمرار نهج الاستهتار والاستخفاف في ارواح المواطنين , من قبل هذه المليشيات التي تعتبر نفسها ( أنا الدولة , والدولة أنا ) وهذا يمثل اجراماً  وحشياً صلفاً ضد المواطنين الابرياء . ولكن وقوع  كارثة بيروت في مرافئها التجاري , يعاد الحديث من جديد في العراق , من اجل تفادي وقوع الكارثة في اي مدينة عراقية  في داخلها معسكرات المليشيات , وهم يتخذون ارواح الناس البريئة دروع بشرية لتدمير والحطام . لذلك تعود المطالبة الشعبية المتكررة . في ابعاد مخازن سلاح المليشيات من داخل المدن , لان حوادث التفجيرات تكررت . دون الحد عن هذه  الممارسات الاجرامية في الاصرار الارعن والاهوج في بقاء مخازن سلاح المليشيات داخل الاحياء الشعبية , وهي قنابل موقوتة يداهمها الانفجار الكارثي في اي وقت كان . لذلك من اجل صيانة وحماية ارواح المواطنين البريئة , تفعيل المطالبة في ابعاد مخازن سلاح المليشيات في داخل المدن , واجبار هذه المليشيات الصلفة في الانصياع الى الارادة الشعبية قبل وقوع الكارثة . لان كارثة بيروت في مرفئ تجاري , بالضبط مثل ماهو  موجود في المدن العراقية بوجود القنابل الموقوتة , بوجود هذه المواد الخطيرة . والسؤال الملح :  هل يتم ابعاد هذه  المعسكرات ومخازن السلاح من داخل المدن ,  أم ننتظر وقوع الكارثة المدمرة أجلاً أم عاجلاً ؟

159
لا يمكن أجراء أنتخابات حرة بوجود المليشيات المسلحة
أثار اعلان عن موعد أجراء انتخابات مبكرة في تاريخ المحدد في يوم 6 حزيران عام 2021 . الكثير من التساؤلات الوجيه والضرورية , عن توفير المناخ السياسي الملائم , وتوفير المستلزمات اللازمة  , ولا يمكن تجاوزها أو القفز عليها , من اجل توفير الضوابط الفعلية  . من اجل سلامة العملية الانتخابية وضمن نزاهتها الشريفة  , من اجل ان تعبر عن الارادة الشعبية في التصويت الانتخابي الحر ,  وبدون  هذه الشروط والمستلزمات . تعتبر العملية الانتخابية عند ذلك ,  مزورة وغير شرعية  , بل تعتبر مهزلة ومسخرة بالضحك على الذقون ,  وخداع الارادة الشعبية في اجراء انتخابات حرة , وان انجاح التجربة الديموقراطية  في الانتخابات , في سبيل  ايصال برلمان شرعي يعبر عن صوت الشعب وارادته . وهذه الشروط الضرورية ليس غريبة على الجميع  , بل هي معروفة ومتبعة في البلدان التي تحترم صوت الشعب ,  تضعها  في ضمن  اولياتها المهمة , من اجل خلق مناخ ديموقراطي في العملية الانتخابية وقيادتها الى النجاح الذي يخدم الوطن والشعب وهي :
1 - يتطلب من البرلمان الحالي اصدار واقرار قانون انتخابي عادل يضمن المنافسة النزيهة في المشاركة  والترشيح للبرلمان .
 2 - اصدار قانون الاحزاب , الذي يضمن عمل الاحزاب السياسية  , ومنها معرفة مصدرها  الماليية  . وما في حوزتها من المال والاعلام , ومنع خلط العمل السياسي بالعسكري , من خلال تشكيل منظمات عسكرية حزبية داخل اطارها السياسي
3 - يتطلب وجود مفوضية الانتخاب المستقلة غير الحزبية او غير  منحازة الى اي طرف سياسي   , لذلك ان يتم   اختيار مفوضية الانتخاب من خارج البطانة السياسية للاحزاب الطائفية الحاكمة ضروري جداً . من اجل توفير النزاهة في الانتخابات , بعدم  التزوير والتلاعب والاحتيال في النتائج الانتخابية  . كما يحدث في كل جولة انتخابية سابقة , من شراء المقاعد والاصوات الانتخابية بالدفع المالي  ,
4 - ومن اهم الشروط الاساسية في اجراء الانتخابات ,  هو عدم السماح للمليشيات المسلحة المشاركة في الانتخابات , ويجب تجريدها  من السلاح , من اجل سلامة العملية الانتخابية , وشفافية النزاهة في توفير المناخ المناسب , لتمثيل الحقيقي المعبر عن الارادة الانتخابية الشعبية , بشكل حر وديموقراطي , بعيداً عن التهديد تحت طائلة السلاح . وفي تخويف الناخبين بالتهديد والاكراه في اختيار من عناصر هذه المليشيات المسلحة , لا يمكن اجراء انتخابات حرة ونزيهة بوجود المليشيات المسلحة . واذا تم ذلك تعتبر الانتخابات مهزلة ومسخرة ومزيفة وغير شرعية , لانه لا يمكن التصويت تحت تهديد السلاح . ووتجريدها من  السلاح ومنع المليشيات المسلحة من المشاركة في العملية الانتخابية  , من اولى الشروط الاساسية لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وديموقراطية , بعيداً عن الانفلات الامني الذي تعمل عليه هذه المليشيات في زرع الخوف وقلق في نفوس الناخبين , بالخوف من الانتقام المليشياوي .
5 ينبغي تحديد نسبة مقبولة ومعقولة في تحديد  نسبة المشاركة التي تقرر شرعية الانتخابات , او عدم شرعيتها , حتى لا يتم التلاعب في نسبة المشاركة الشعبية ,  كما فعلت المفوضية الانتخابات في التلاعب في نسبة المشاركة الشعبية , حيث كانت نسبة المشاركة للانتخابات للبرلمان الحالي لا تتجاوز 18% ولكن المفوضية للانتخابات رفعت النسبة الى 44% حتى تكون شرعية . هذا التلاعب في التزوير في نسبة المشاركة يجب ان يتوقف . لذلك يجب وضع ضوابط محددة فأذا كانت نسبة المقاطعة نسبة كبيرة تكون العملية الانتخابية غير شرعية .  ينبغي وضع النسبة المحددة المعروفة سلفاً في بنود القانون الانتخابي . ولا يمكن التلاعب والاحتيال على نسبة المشاركة ,  ويجب ان تكون العملية الانتخابية تحت الاشراف الدولي , وتحت رقابة المنظمات الدولية المعنية . حتى تحقق النجاح في العملية الانتخابية .
 جمعة عبدالله



160
زيارة ظريف بهدف  وقف انفتاح العراق على دول الخليج
تأتي زيارة وزير خارجية ايران ( محمد جواد ظريف ) قبيل زيارة السيد الكاظمي المرتقبة  الى السعودية , وما صاحبها من برنامج الزيارة في نية  الانفتاح العراق في علاقاته مع دول الخليج  , وطرح مشاكل العراق العويصة منها  قطاع الكهرباء وربطها بدول الخليج . وزيارة ( ظريف ) تحمل عدة رسائل ومهمات , وتأتي في ظل  موجة الاحتجاجات  العارمة في المطالبة  بوقف النفوذ الايراني  وهيمنته الكلية على مرافق العراق الحيوية والحساسة . ووقف الدور التخريبي الايراني بواسطة المليشيات المسلحة  التابعة له ,  وهي  اجندات ايرانية  متنفذة ومهيمنة على الساحة  العراقية . في اعمالها الارهابية والاجرامية بالقتل والاغتيال لكل من ينتقد أيران واسلوب تكميم الافواه بكاتم الصوت  . وكذلك في دور هذه المليشيات المهيمن  في ابتلاع الدولة , والمساهمة الفعلية في الفوضى وانعدام الامن , وفرض سيطرتها على الدولة العراقية . من اجل وضع العراق لقمة سائغة في الصحن الايراني .  في تخريب وتعطيل ماكنة الدولة ,  ليكون العراق سوق محلية تابع الى ايران . وبما لايقبل الشك بأن هذه العصابات الايرانية المجرمة قامت بدور كبير في تخريب البنية التحتية العراقية . من اجل تصريف البضائع الايرانية المستوردة . وما مهزلة الكهرباء المستوردة من ايران هو مثال صارخ , في حرمان العراق من أنشاء مولدات الطاقة الكهربائية , من اجل ان يبقى العراق يشتري الكهرباء الايرانية القديمة والمستهلكة بالمليارات الدولارات سنوياً . ولذلك تأتي زيارة  ( ظريف )   في القلق القيادة الايرانية  من عزم  ونية العراق شراء الكهرباء الحديثة والمتطورة من الخليج ,  وبالتالي حرمان أيران من العملة الصعبة سنوياً . وكذلك نية العراق في الانفتاح على دول الخلج , وتخشى ايران ان  يتزعزع  دورها  ونفوذها وهيمنتها على العراق . لان شراء الكهرباء من الخليج . يعني سيفتح العراق المجالات اخرى بالضد من الهيمنة الايرانية  , مثل الجانب الزراعي وايقاف المنتجات  الزراعية المستوردة من ايران . وكذلك في الجانب الصناعي في اعادة تشغيل المصانع والمعامل المعطلة , وفتح المجال لتشغيل عشرات الآلآف من الايدي العاملة المعطلة بسبب الفيتو الايراني . في تطوير الانتاج العراقي الوطني ودعمه واسناده . ويفتح المجال ايضاً  في سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية  ونزعها من قبضة المليشيات التابعة الى ايران . وبالتالي هناك آفاق في اعادة السيادة الوطنية العراقية وانتزاعها من الهيمنة الايرانية .
ان العراق يواجه تحديات مصيرية. منها نزع سلاح المليشيات الايرانية وحصر السلاح في ايدي الدولة ,   وكبح جماح المليشيات المنفلتة وقف تدخلاتها في شؤون الدولة والحكومة , وبالتالي ضبط الامن وانهاء الفوضى التي تمارسها هذه المليشيات . ان كل الافاق مفتوحة امام السيد الكاظمي لتصب   لصالح العراق ,  في ايقاف الهيمنة الايرانية في الشؤون العراق الداخلية . و ضمان مصالح العراق الوطنية .  وللعراق  الحرية الكاملة  في اقامة علاقات متوازنة  مع كل دول الجوار بما يخدم  مصالح   وسيادته الوطنية .
ان الفرصة الكبيرة السانحة امام السيد الكاظمي في انهاء نفوذ المليشيات المسلحة التي تعمل على تخريب الدولة . ان هذه الزيارة لوزير خارجية أيران ,  لا يمكن ان تصب في  ايقاف اقامة العلاقات والانفتاح على دول الخليج بما يضمن مصالح العراق والمساعدة في حلحلة المشاكل العويصة مثل مشكلة الكهرباء , وايجاد المعالجة في ربطها بالدول الخليج وايقاف مهزلة الكهرباء الايرانية . وان زيارة الكاظمي الى السعودية . هو الخروج من النفق الايراني المظلم .
  جمعة عبدالله



161
السؤال المدوي : أين ذهبت 62 مليار دولار لقطاع الكهرباء ؟
لايمكن معالجة أزمة الكهرباء دون فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين , على الاقل ان يدخل ديناصور كبير من الفاسدين الى السجن , حتى يسجل العراق قفزة نوعية في محاربة الفساد والفاسدين . وكل المعالجات الاخرى هي ترقيعية وهامشية وتقود الى    تفاقم مشكلة تدهور قطاع الكهرباء وساعة تجهيز التيار الكهربائي. لذلك لابد ان نعرف أين صرفت هذه الاموال التي تبلغ حسب تصريح لجنة النفط والكهرباء البرلمانية , بأنها ذكرت في تحقيقها , بأنه صرفت للقطاع الكهرباء مبلغ قيمته 62 مليار دولار , منذ عام 2005  ولحد الآن . دون ان يشهد قطاع الكهرباء أي تحسن بل بالعكس شهد تراجعاً أسوأ من السابق في تفاقم ازمة الكهرباء وساعات تشغيل التيار الكهربائي في الانقطاعات لساعات طويلة , وكان في الامكان هذه المليارات ان توفر الاكتفاء الذاتي في تجهيز الطاقة الكهربائية . طوال اليوم . ولكن شهد توفير التيار الكهربائي انتكاسات كبيرة وخاصة في فصل الصيف الساخن واللاهب في جميع المحافظات والمدن العراقية . لذلك من حق المواطن الذي يعاني من انقطاع التيار الكهربائي ومن جحيم قيظ الصيف ان يسأل  . أين ذهبت هذه الاموال الطائلة التي لم يتنعم منها في نعمة توفير الكهرباء . ولا يمكن استمرار في شراء الكهرباء القديمة والمستهلكة والضعيفة من أيران  , التي لا  تصمد في تشغيل التيار الكهربائي اكثر من ساعتين ,  لتنقطع لساعات طويلة . ولا تحل مشكلة الكهرباء بالعرض الذي قدمه رئيس الوزراء السيد الكاظمي . في منح الوقود مجاناً الى اصحاب المولدات الاهلية ,  بشرط تخفيض تسعيرة الاشتراك وزيادة ساعات تجهيز التيار الكهربائي للمواطنين . ان سبب الفساد وسوء الادارة هو اصل الازمة ولم تجد لها حلولاً في المعالجة  في هذه الاعوام الطويلة الماضية . ثم ان المسألة الحيوية . هي استيراد الكهرباء من أيران دون ان تقدم فائدة في زيادة  ساعات تجهيز التيار الكهربائي  , سوى منح اموال طائلة وبالعملة الصعبة ,  لتصب في جيوب النظام الايراني دون مقابل  . وان معالجة هذه المشكلة سهل جداً ,  لكنها  تحتاج الى شجاعة في اتخاذ القرار السياسي , وهناك بدائل متوفرة من بلدان الجوار وهي  على اتم الاستعداد  , في تجهيز الكهرباء الحديثة وزيادة الساعات اكثر في تشغيل التيار الكهربائي  وباسعار ارخص بكثير جداً مما تأخذه أيران .
ان الاعتماد على شراء  الكهرباء من أيران هو الضحك على الذقون في ضخ المليارات الدولارات  مجاناً الى ايران . هذه هي عصب مشكلة الكهرباء. تحتاج الى قرار سياسي شجاع دون تقاعس , ودون تقاعس في محاسبة الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة . ووقف شرايين الفساد التي تصب في عروق حيتان الفساد . لابد من سياسة اجتثاث الفساد, وانهاء التلاعب وابتلاع الدولة . ونجاح السيد الكاظمي في قطاع الكهرباء , سيبعث الامل ان ينقل العراق الى قفزة نوعية  , سيفتح ابواب الامل في معالجة مشاكل آخرى  لاتقل اهمية عن قطاع الكهرباء  .
      جمعة عبدالله

162
لا مكان للاحرار في بلد المليشيات
لا شك ان موقف السيد الكاظمي صعب وامام أمتحان عسير جداً , وانه يمشي على حقل من الالغام في المجابهة مع الطابور الايراني المتنفذ والمتغلغل  في الدولة العراقية . والكاظمي  يسعى في استرجاع الدولة المخطوفة من قبل المليشيات التابعة الى ايران , والمتمردة بوقاحة وغطرسة على الدولة والمواطن  . في نهج  بتصرفات بلطجية دموية , وتعتبر نفسها فوق القانون . كما تعودت في السنوات  الماضية , ان تمارس السلوك الفاشي , بالبطش والتنكيل والقتل والاغتيال لاصحاب الرأي الوطني الشريف والحر  , الذي يشعر بمسؤوليته تجاه الشعب والوطن . وتمارس تكميم الافواه بالارهاب السياسي والفكري للكتاب والاعلاميين والمثقفين . وتهدد بالقتل والاغتيال لكل من ينتقد   ايران في تصرفها في العراق  . ولكل من يطالب برفع الهيمنة الايرانية عن العراق , لكل فكر وطني يطالب بعودة الوطن المخطوف الى أهله . ولكل من يطالب بحصر السلاح بيد الدولة , وانهاء فوضى تواجد العصابات المجرمة ,  وايقاف  الانفلات الامني بوجود الطابور الايراني , الذي يهيمن على مقدرات العراق ويسرق  من الخيرات والاموال , ويرسلها الى ايران بكل الطرق اللاشرعية . لكل من يطالب بوقف الاستهتار  بلطجية ماما طهران , وانهاء الحالات الشاذة في سرقة الدولة . لكل من يطالب بالسيادة الوطنية وابعاد العراق عن الصراعات الدولية , الذين جعلوا الساحة العراقية حلبة صراع وتصفية الحسابات. فأن هذه الاصوات الوطنية الشريفة والغيورة على مصالح  العراق , يكون مصيرها القتل والاغتيال من الطابور الايراني المتنفذ  . وقد اجرموا بحق المئات ( اكثر من 700 شهيد )  من الكتاب والصحفيين ونشطاء الحراك الشعبي . وآخرهم اغتيال الكاتب والسياسي والمحلل الامني الشهيد هشام الهاشمي . الذي اغتيل أمام منزله من قبل هذه العصابات المجرمة , المعروفة بالاسم والهوية والانتماء . كان الفقيد صوتاً وطنياً ساهم بجهده وخبراته الامنية في محاربة تنظيم داعش المجرم , وطالب بأيقاف خلايا الكاتيوشا لانها تضر بمصالح العراق وعلاقاته وارتباطاته الدولية  . ودعى الى ضبط الانفلات الامني من خلال حصر السلاح بيد الدولة , وانهاء تواجد المليشيات الايرانية . فكانت عملية الاغتيال الجبانة . وهذا الاغتيال هو جزء من المخطط المليشياوي لفرض امر الواقع بوجود هذه المافيا وهيمنتها  على مرافق الدولة الحيوية , وافشال مهمة السيد الكاظمي  .وهي لا تسمح بالرأي المعارض , من اجل أن يكون العراق سوقاً  محلية لتصريف البضائع والمنتجات الايرانية , ومثال صارخ هو  توريد الطاقة  الكهربائية  الضعيفة والمستهلكة من ايران ,  وتأجيرها سنوياً بمليارات الدولارات , ومنع  اقامة منشأت تنتج الطاقة الكهربائية , أو تأجير التيار الكهربائي من بلدان الجوار , بكهرباء متطورة ولا ينقطع التيار الكهربائي ,  وبسعر ارخص بكثير من الكهرباء الضعيفة والمستهلكة من ايران . وكذلك حرمان الفلاح العراقي  من  ممارسة العمل  الزراعي في ارضه  , حتى يكون استيراد الفواكه والخضروات والحبوب والمواد الغذائية فقط من ايران . بأعتبار العراق مستهلك لكل ما تصدره ايران وتأخذ مقابله  بالعملة الصعبة . امام هذا الوضع الخطير في تعطيل ماكنة الانتاج العراقية . فعلى الشرفاء والغيارى , ان يشددوا بالمطالبة في المقاطعة  الاقتصادية لكل البضائع والمنتجات الايرانية , والقيام بحملة شعبية واسعة تحث المواطنين الى المساهمة في  المقاطعة المنتوجات الايرانية , من اجل ايقاف استهتار بلطجيتها في ممارسة القتل والاغتيال . وتكريما للشهداء الذين سقطوا  دفاعاً عن العراق من بلطجية الطابور الايراني  . ان السلاح المقاطعة  الاقتصادية  فعال جداً  , سيجعل ايران تركع  . وخاصة وانها تمر  في ازمة حصار دولية تهددها بالافلاس التام  . ان المقاطعة الاقتصادية يعني حرمان  ايران من توفير  العملة الصعبة التي تقدر بمليارات الدولارات من العراق . ان رفع الشعار الشعبي على عموم المدن  العراقية  بالمقاطعة الاقتصادية ( خليها  تخيس ) هو احسن رد حاسم على بلطجية ايران . ان كل صوت وطني وغيور على العراق وسيادته واستقلاله , هذا واجبه الشريف في المقاطعة الاقتصادية  .
     جمعة عبدالله

163
هل يستطيع العراق أن يخرج من الوصاية الايرانية ؟
المليشيات التابعة الى ايران اختارت اسلوب  المجابهة والصدام مع السيد الكاظمي . على اثر اعتقال خلية اطلاق الصواريخ الكاتوشيا على المنطقة الخضراء , في استهداف السفارة الامريكية , وكذلك ضرب القواعد العسكرية الامريكية بصواريخ كاتيوشا . لقد وصلت العلاقة الى حالة  التأزم والمجابهة والتهديد بعد عملية اعتقال 14 عنصراً تابعاً الى المليشيات الايرانية , والقيام بعملية الاستهتار والاستخفاف في برز العضلات القوة  العسكرية , في استعراضها العسكري  في بغداد واحتلال المنطقة الخضراء . في سبيل جر القوات الامنية الى المجابهة والصدام المسلح , مما يؤدي الى سقوط قتلى وسفك دماء , حتى تكون ذريعة الى دفع العراق الى الانفلات الامني وتهديد السلم الاهلي , وتعميق جراح العراق النازفة , وحرق الاحضر واليابس . في المجابهة العسكرية . لكن هذا المخطط فشل في تحقيق هدفه المرسوم  .
ان المليشيات التابعة الى ايران شددت في عملياتها في  الانتقام العسكري ضد المصالح الامريكية وقواعدها العسكرية , بعد عملية اغتيال ( سليماني ) وبرزت كولي الدم في الانتقام والثأر . في استغلال ضعف الدولة وهشاشتها وهزالتها . وجعلت من  نفسها فوق الدولة والقانون . وتتصرف كأنها الحاكم الفعلي في العراق . وهي استهترت بالدولة ومزقت هيبتها الى الحضيض  , وباعت السيادة الوطنية مجانا الى دولة نظام ولاية الفقيه  . واصبح العراق سوق محلية لتصريف البضائع والمنتوجات الايرانية بالدفع بالعملة الصعبة , لتصب في شرايين الاقتصاد الايراني المتهالك الى هاوية  الافلاس . وكما اصبحت خيرات واموال العراق من حصة ايران , كأنها غنائم حرب . لقد اصبح الوضع العراقي خطير جداً يهدد بعواقب وخيمة , في التأزم في الصراع والمجابهة  ودفعه الى الانفلات الامني  وتهديد السلم الاهلي , لكي يبقى العراق ضعيفاً  في جيب ايران  . هذا المخطط الايراني في وضع العراق تحت وصايتها بواسطة المليشيات التابعة لها . لكي  تظل هي المتحكمة في الوضع والنفوذ السياسي والاداري . وان يكون العراق تابعاً الى ولاية الفقيه . لذلك صعدت من لغة  التأزم والتصادم والتهديد . حتى بعد اطلاق سراح خلية اطلاق الصواريخ الكاتيوشا من السجن  . وستظل الامور مفتوحة على كل الاحتمالات بين الجانبين الحكومة والسيد الكاظمي من جهة , والمليشيات التابعة الى ايران من جهة اخرى . ولا ينتهي هذا الصراع إلا بكسر عظم  احد الطرفين المتصارعين . وان الايام القادمة حافلة بالمفاجأة ,  طالما المليشيات الموالية الى ايران اختارت لغة التهديد والمجابهة والصدام والتأزم  مع السيد الكاظمي . ان هذا المخطط الايراني المرسوم هو ضرب عصفورين بحجر واحد , افشال مهمة السيد الكاظمي في ادارة الدولة والحكومة وسحب البساط منه  , اما في اسقاطه او تطويعه الى جانبها  مثل ماكانت تفعل في اسلافه السابقين , الذين كانوا يسعون الى  خدمة هذه المليشيات  , من اجل ضمان بقائهم في هرم السلطة . والهدف الاخر هو جعل الساحة العراقية ساحة  صراع مع امريكا في تصفية الحسابات بالضغط عليها في الساحة العراقية  , حتى تضطر امريكا ان تخفيف من حدة  الخناق والحصار على ايران   .
ان هذه المليشيات تفعل اي شيء من اجل بقى العراق تحت الوصاية الايرانية  وان تبقى ايران يدها طويلة في العراق لتعبث به  , حتى في استخدام العنف الدموي وسفك الدماء . كما اجرمت في بطشها الدموي في قتل مئات المتظاهرين السلميين بابشع الوسائل الوحشية .. لذا فأن هذا الصراع والتصادم لا يمكن ان يستمر حتى خسران احد الطرفين الرهان  بكسر عظم احدهما , أما الكاظمي , او المليشيات التابعة الى ايران , ولا يوجد حل ثالث بينهما  . 
جمعة عبدالله


164
النظام الصحي على حافة الانهيار
غول الفساد المالي والاداري متغلغل الى الاعماق في كل زاوية من العراق , والآن تتضح  نتائجه المدمرة على الوضع العام , خزينة الدولة خالية ومفلسة . والوضع الصحي يتدهور الى  الاسوأ بدرجات خطيرة تنذر بعواقب وخيمة  . وما يشهد العراق من انتشار حاد في فيروس كورونا بتصاعد وتزايد خطير جداً في عدد الاصابات . بينما دول العالم تشهد انحسار  الوباء وتفتح حدودها للسياحة , وتعود الحياة الى طبيعتها السابقة , بينما في العراق يشهد حالة شاذة بتصاعد انتشار العدوى الوباء الى ارقام قياسية . في ظل شحة الامكانيات وضعف الاجراءات الوقائية . وضعف حالة المستشفيات الفقيرة والبائسة . في ضعف توفر  العلاج والدواء . وغياب  اجهزة الانعاش الحديثة , لان الاجهزة الانعاش القديمة رغم شحتها وقلتها , لم تفي بالغرض في الاجراءات الوقائية والعلاج  , رغم الجهود الكبيرة والمضنية الي يبذلها الجيش الابيض بالجهود الكبيرة . ولكن ماذا يفعل في ضعف وقلة الامكانيات , وعدم توفير العلاج والدواء , وعدم توفير الاجهزة اللازمة , ومنها اجهزة الانعاش . ماذا  يفعل امام انتشار الوباء بتصاعد وتزايد خطير , في زيادة عدد الاصابات والوفيات الى ارقام قياسية . ماذا يفعل الجيش الابيض امام الفساد المالي والاداري . في ظل انتشار العدوى بشكل مخيف . مقابل هشاشة المزرية  لحالات المستشفيات الفقيرة والبائسة والمتدهورة الى الوراء بخطوات كبيرة وبعقود عديدة من الزمن  , في ظل ضحالة البنية التحتية في الجانب الصحي والطبي , في ظل النظام الصحي الذي يشهد تدهور خطير , في ظل تصاعد الاصابات في الوباء . والامكانيات الضعيفة والمحدودة جداً , تنذر النظام الصحي الى حافة الانهيار . وهي نتيجة منطقية الى الفساد العام , وفشل النظام الطائفي . الذي كان عبارة عن فرهود ولصوصية مارستها الحكومات المتعاقبة منذ 17 عاماً . رغم الاموال الطائلة المخصصة الى الجانب الطبي والصحي والرعاية الطبية . لكن هذه الاموال تذهب الى جيوب الفساد والفاسدين . لذلك نحن امام فشل كامل في الرعاية الصحية والطبية , ولم تفعل خلية الازمة المشكلة لهذا الغرض  , سوى التفرج على التدهور الى الاسوأ , ودون ان تملك حلول لمعالجة ضعف الامكانيات , وشحة العلاج والدواء وفقر الخدمات المقدمة . وعدم الاهتمام الجدي في توفير امكانيات المعالجة وتوفير المستلزمات الضرورية في مجابهة فيروس كورونا , وتوفير المال اللازم في شراء الاجهزة والدواء , وتوفير الامكانيات في مجابهة فيروس كورونا , في المعالجة والوقاية . تقف خلية الازمة في عجز وفشل كامل . بينما الوباء يضرب الجميع بدون استثناء , حتى اعضاء البرلمان وحسب تصريح رئيسه بأن عدد الاصابات في صفوف النواب وصلت الى العدد 20 نائبا. . ورغم الحظر في منع التجول الشامل في ثلاثة محافظات لمدة اسبوع واحد . ولكن هذه لم توقف انتشار الوباء في ظل ضعف وفقر ابسط المستلزمات . وحتى حالة المستشفيات اصبحت مخيفة ومرعبة , يفضل المصاب ان يموت في بيته ولا يذهب الى المستشفى , لانها اصبحت اماكن لاعتقال للمصابين في الحجر الصحي , بدون توفير العلاج والدواء والوقاية من الاصابة . حيث ان اهالي المصابين في هذه المستشفيات البائسة والفقيرة , هم الذين  يوفرون من امكانياتهم المالية , الغذاء والدواء للمصاب , وحتى توفير الكمامات والقفازات وفرش السرير . وقلة اجهزة الانعاش القديمة بشحتها البائسة , ينقلونها من هذا  المصاب الى ذاك   , مما تسبب بوفاة بعض المصابين في خلع هذه الاجهزة عنهم   , اضافة الى السلبيات الكثيرة في الجهاز الاداري ومنها الرشوة .
هذه المخاطر تزيد من تصاعد عدد الاصابات والوفيات . مما يتطلب الحل الجذري لهذا الوضع الخطير , ان تضع حكومة الكاظمي كل جهدها وثقلها بالجانب الصحي والطبي السيء والمتدهورر, قبل ان ينزلق الى حافة الانهيار
 جمعة عبدالله


165
نهبت خزينة العراق بكل بساطة
كشف عن  المستور الخطير من حكومة عادل عبدالمهدي , ويمثل اخطر الجرائم بحق العراق منذ 17 عاماً . كما صرح مستشار رئيس الوزراء بالصدمة القوية في مؤتمره الصحفي حيث قال  . بأن الحكومة الجديدة استلمت خزينة خاوية لا يوجد فيها سوى 300 مليون دولار , ورحلت وهي تتمتع بالرواتب الضخمة والامتيازات الخيالية , على ما قدمت من مجهودات عظيمة في تحطيم العراق  وقتل شبابه الثائر , وافلاس خزينته المالية . وبكل بساطة دون سؤال وجواب.
فما عاد الكلام ينفع  مع اللصوص والسراق , الذين فقدوا الضمير والمسؤولية . طالما يتمتعون بالحفاوة والتكريم . ويتمتعون بالحصانة , وعدم طرح سؤال بسيط على سلسلة من القائمة الطويلة من الجرائم التي ارتكبت  بحق العراق . واولها جريمة العنف الدموي وقتل المتظاهرين بالبشاعة الوحشية .
لم يعد  الكلام  ينفع  , ولا احد يسأل عن الاموال المنهوبة والمسروقة وهي تعد بحوالي  بمئات المليارات الدولارية , وفي هذه الظروف الصعبة في  افلاس خزينة الدولة , ومواجهة وباء كورونا . وكيف تمشي  الدولة امورها المالية المتدهورة  . كأن السؤال عن استرجاع الاموال المسروقة , محرماً شرعاً وقانونياً , وان هذه الاموال الخرافية الطائلة ,  باستطاعتها ان  تجعل العراق يعيش السعادة والرفاه والرخاء , لكن  الكلام عن الفاسدين والفساد اصبح  محرماً وممنوعاً  . كأنه جز من مخطط تدمير العراق وهلاك اهله. فبدلاً من ان الحكومة ان تلجأ الى هذا الاحتياطي المالي الهائل من مئات المليارات الدولارية  المسروقة , تتوسل بصندوق النقد الدولي الاقتراض  وبفائدة عالية على  الاقراض  , على مبلغ 5 مليار دولار لتمشية أزمتها  المالية الخانقة , وهي تغض الطرف عن هذا الكنز الهائل من  الاموال المنهوبة .
لم يعد الكلام ينفع .  بأن السيادة العراقية اصبحت مهزلة ونكتة سخيفة . ان تخرق حدوده بكل بساطة ودون اي احترام ,   من قبل تركيا وايران وتقصف بالصواريخ وتدمر وتخرب  . وتدخل في عمق الارضي ,   وتروع القرى بالقتل والدمار , والحكومة تلوذ بالصمت ولا تفكر برفع شكوى ضد هذا الانتهاك الصارخ الى مجلس الامن والمنظمات الدولية .
لم يعد الكلام ينفع في دولة المليشيات الايرانية . بأنها استولت  على الموارد  المالية من المؤسسات الدولة الحيوية , منافذ الحدود . الموانئ . الضرائب الكمركية . وسائل النقل والمواصلات , حتى خزينة البنك المركزي العراقي , ونقلها الى ايران حتى تقاوم الحصار الدولي , وبوضع موارد العراق   في جيب ايران .
هذه التركة الثقيلة التي تركتها حكومة عادل عبدالمهدي , وهي بمثابة خيانة وطنية . ولكن من يسأل ويتكلم , في زمن اصبحت الخيانة الوطنية ارفع وسام شرف وتقدير بالحفاوة العظيمة , كما نرى الذيول والاجندات الخارجية , تتمتع بالجاه والمقام والنفوذ العالي ,  لان العراق اصبح دولة الحرامية  . ولكن اذا سدت كل  الابواب الداخلية في العراق  عن محاسبة  الفساد والفاسدين والمجرمين والقتلة  , فأن الابواب الخارجية مفتوحة . لذلك يجب تشديد  المطالبة الشعبية في تقديم حكومة عادل عبدالمهدي الى محكمة الجنايات الدولية , لقائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبت ضد العراق في اللصوصية  , او في  سفك  انهار من الدماء التي نزفت من المتظاهرين السلميين ,  من الآف القتلى والجرحى بالبطش الدموي , هذه الجرائم الكبرى لا يمكن السكوت عنها , لذلك يجب تشديد الحملة الشعبية بالمطالبة في تقديم الجناة والقتلة الى المحاكم الدولية , وكل انظار العالم شاهدت العنف الدموي ضد المتظاهرين السلميين . ان تحقيق هذا المطلب وارد جداً وممكن جداً , ولكن يتطلب حملة شعبية واسعة تتجه الى المنظمات الدولية وهيئة الامم المتحدة , في المطالبة , لا يضيع حق وراءه مطالب .
وهذا الفيديو لتصريح مستشار رئيس   الوزراء . يتحدث  عن الميزانية الخاوية , سوى من مبلغ 300 مليون دولار فقط
 جمعة عبدالله
https://youtu.be/YgJGlMFiegQ


166
منْ يستطيع أن  يكسر الصندوق المالي للدولة العميقة ؟
العراق في الوقت الراهن يواجه ازمات خطيرة جداً . تضعه أمام تحدٍ حقيقي , أما الغرق  , واما الانقاذ والابحار الى شاطئ السلامة , في انقاذه من شفى  الافلاس المالي ,  بجعل  الدولة لاتستطيع دفع الرواتب للموظفين والمتقاعدين , في ظل تدهور انحفاض اسعار النفط عالمياً , وفي ظل استمرار عمليات  النهب والسرقة بكل اشكالها الشيطانية من السراق والفاسدين , الذين يتحكمون في ادارة الدولة والحكومة والبرلمان . وبنوا دولة عميقة تبتلعت  الدولة الرسمية . بكل اشكال الاحتيال والاختلاس , بسرقة اموال الخزينة , وحرمان الدولة من مواردها المالية . فقد تغلغل الفساد في كل مؤسسة في الدولة  , واصبحت الموارد المالية وتبلغ ارقاماً هائلة  بالاموال الطائلة  تصب في جيوب  الفاسدين واللصوص ,  وحرمان الدولة من منافعها بوضعها تحت خدمة الشعب , فالفساد منتشر في كل زاوية من العراق . ينهب  الموارد المالية سواء   من منافذ الحدود والكمارك , الى موارد الموانئ والنقل والمطارات المدنية  . الى ان الضرائب المالية على  البضائع المستوردة , كلها  تذهب الى جيوب الفاسدين , الى نهب العقارات والاملاك العامة والخاصة والتزوير في ملكيتها , الى استخدام جهاز الدولة بالكامل تحت تصرفهم  ليكون ينابع وانهار   تصب في احضان  الفساد والفاسدين.  وهذه الاموال المنهبوبة والمسروقة تشكل  ارقاماً ضخمة تتجاوز عشرات المليارات الدولارية . اضافة الى استنزاف اموال الدولة لرواتب الضخمة لكبار الموظفين في الدولة  , والصرف المالي على رؤوساء الاحزاب والكتل النيابية , وكذلك دفع رواتب للحمايات بجيوشها الجرارة والامتيازات المالية الكبيرة ,  او جحافل المستشارين  , وكذلك استنزاف الدولة من الموظفين الفضائيين , وكذلك البعض يأخذ اكثر عدة رواتب تقاعدية  بشكل لا يتصوره العقل . ثم هناك رواتب  ضخمة لبعض الفئات دون وجه حق عادل . هذه انهار الفساد جعلت الدولة على شبح الافلاس .
ان الحالة المأساوية تهدد  بكارثة الافلاس ,  وتحتاج الى معالجة جذرية   , وليس الى معالجات ترقيعية وهامشية , لاتحل الازمة المالية  الخطيرة  في الوقت الحالي , يجب التفكير بشكل جدي ومسؤول باحترام الشعب وحقه في العيش , يتطلب اتخاذ قرارات بضرب الدولة العميقة , لانها تملك كنز مالي ضخم . يكفي  في انقاذ العراق وتجاوز الازمة المالية الخانقة . دون الحاجة  الى خفض رواتب ذوي الدخل المحدود , وجعلهم في شبح كابوس مالي في حياتهم اليومية  .
أن باستطاعة الحكومة والسيد مصطفى الكاظمي ان يتخذ اجراءات وقرارات شجاعة , قانونية وشرعية بالمطالبة بعودة الاموال المسروقة والمنهوبة من خزينة الدولة وهي تبلغ ,  اكثر من عشرات المليارات الدولارية و وممكن خفض رواتب كبار الموظفين . وممكن الكشف على الاسماء الوهمية من الفضائين  ,  وهو  رقم كبير يستنزف اموال الدولة , ممكن خفض عدد جيوش الحمايات والمستشارين . ممكن اصدر قانون تقاعدي عادل .
ان الظروف الحالية تتطلب عدم المساومة والتهاون مع السراق والفاسدين , يجب ضربهم بضربات موجعة من اجل انقاذ العراق من الافلاس . ولا يمكن الاعتماد على سياسية  الاقراض المالي الخارجي  , وتحميل الدولة بالديون الاضافية فوق طاقة تحمل العراق . ان على السيد مصطفى الكاظمي ان يعيد مكانة الدولة المسروقة بالافعال وليس بالاقوال. ان الاموال التي هربت الى الخارج ببساطة بالمطالبة بها بتفعيل القضاء العراقي و ومطاردة الفاسدين الذين هربوا مع المليارات الدولارية . حان الوقت والفرصة الذهبية بضرب الصندوق المالي للدولة العميقة من اجل انقاذ العراق من الافلاس المالي , حتى يعبر الى شاطئ السلامة . دون ان يتحمل المواطن العراقي , ذوي  الدخل المحدود اعباء الازمة المالية الخانقة .
 جمعة عبدالله



167

السخرية المضحكة :  المليشيات المجرمة  تشجب قتل مواطن امريكي  !!
اصبحت السياسة بدون قيم واخلاق ومبادئ , بل هي براعة في تناول  فن الكذب والدجل والضحك على ذقون الجهلة والمغفلين . فلا غرابة ان يذرف الذئب المسعور دموع التماسيح على القطيع التي  نهش لحملها وقتلها في مخالبه الدموية . فلا غرابة من الجلاد الذي مارس  عمليات  القتل وقطع الاعناق , ان يذرف دموع التماسيح على ضحاياه المقتولة  , واللص والحرامي يذرف دموع التماسيح على الذين سرقهم ونهب اموالهم وممتلكاتهم , وكما العاهرة تذرف دموع التماسيح على شرفها الذين ينتهك كل يوم , ولكن مهما ذرف هؤلاء من دموع التماسيح على ضحاياهم . لن يخدعوا احداً في دموعهم البلاستيكية . مهما كانت سخريات القدر الاسود , الجاثم على صدر العراق منذ 17 عاماً من سنوات العجاف والخراب . ان تستنكر  المليشيات المجرمة  عملية قتل لمواطن واحد  , وهي التي مارست القتل والاجرام بحق المئات من المتظاهرين السلميين , واصابت عشرات الآف بالجراح ,  والكثير منهم اصبح معوقاً بسبب العنف الدموي الوحشي من هذه المليشيات المجرمة , التي تأتي  اليوم لتذرف دموع التماسيح على الوحشية الامريكية في قتل مواطن واحد   . بينما كان ضميرهم في سبات عميق بقتل مئات الابرياء بدم بارد . لان الابرياء مارسوا حقهم الشرعي  في التظاهر السلمي . والمطالبة بوطن يوفر الحرية والخبز وفرص العمل . ولم يخرجوا عن سلميتهم عن القانون والنظام . ولكنهم  قمعوا من قبل المليشيات المجرمة التي احتلت مقام الدولة ومؤسساتها الامنية . وعاثت قتلاً وخرابأ وحرقاً , من اجل تكميم الافواه وعدم المطالبة بالحقوق المشروعة . نجدها اليوم من سخرية الاقدار اللعينة . تلبس ثوب الرحمة والشفة على قتل مواطن  واحد , وهذه الرحمة المزيفة ماتت  عندما مارست القتل والاجرام بحق العراق والعراقيين . نجدهم في دور السخرية والمهزلة في الادانة على مقتل مواطن على حكاية  ,  بأن صاحب المحل ابلغ الشرطة بوجود عملة مزيفة من فئة ( 20 دولار ) عند احد الزبائن , وجاءت الشرطة ومارست العنف دون اخلاق بدوس على رأس المواطن ومات بالاختناق . رغم ان هذا العمل الاجرامي , ادين من كل الاطراف من  الحكومة والمعارضة , وقدم الشرطي القاتل  الى المحكمة بتهمة القتل المتعمد . ولكنه اعتبر العمل عنصري ضد البشرة السوداء , وقامت القيامة بالاحتجاجات العنيفة , وممارسة التخريب بالنهب والسلب وحرق المحلات وممتلكات الدولة . حتى وصل المحتجون على عتبة البيت الابيض .
اذا كانت ايران شجبت  هذا  الاجرام ,  لانها لديها حسابات  خاصة مع امريكا في استغلال الحادثة   . ولكنها بشكل  سفيه ومضحك .   اعطت الضوء الاخضر الى مليشياتها المجرمة في العراق ان تمارس نفس فعل الادانة والشجب , ان تدين الوحشية الامريكية . بينما هذه الوحشية هي قطرة من البحر ,  مقابل وحشيتهم البشعة بحق المتظاهرين السلميين  , الذين قاموا بالتظاهر السلمي , ولم يقوموا بأي  باعمال تخريبية , في السلب والنهب وحرق المحلات . وكل كل نشاطهم وفعالياتهم هي للوطن وبأسم الوطن . ولكن هذه المليشيات التي فقدت الضمير والاخلاق  مارست الوحشية في حقهم . ولكن اين يذهبوا من عدالة السماء والارض . وكيف سيواجهون رب العالمين ,   وبأي حساب وايديهم ملطخة بدماء الابرياء . فيا للمهزلة في ادنتهم المضحكة والهزيلة , في اشباع رغبة أيران في الادانة
 جمعة عبدالله



168
قراءة في رواية ( 1958 / حياة محتملة لعارف البغدادي ) الكابوس الذي اصبح كارثة
يأخذنا الكاتب ( ضياء الخالدي ) الى المهارة الاسلوبية غير المسبوقة في الفن الروائي المتطور في تقنياته وفي الحبكة السردية , التي هي من صنع الخيال المتخيل الفسيح في تصوراته في خلق الاحداث وتعبيد مساراتها المتخيلة . في سياحة الخيال المدهش في التخيل والتصور , في التناول اعقد قضايا حساسة من تاريخ العراق . الذي يستند على طرحه جملة افتراضيات يجعل منها حقيقية قائمة بذاتها . لاشك ان هذه الافتراضيات في ذائقة الاحتمال والتوقع , تملك أرضية واقعية في الشأن السياسي , وترسم خارطة العراق المتخيلة من هذه الافتراضات . ومن خلالها تتشكل اعمدة الواقع المتوقعة اذا في حالفها الحظ  ونجحت نظرية الافتراضيات . هذه المحاور هي عماد البناء الفني للمتن الروائي ومنصات الحبكة  السردية  , الذي ابدع في تكوينها وتشكيلها وصياغتها  بذائقة التشويق المرهف . وهي تخص تاريخ العراق على مدى قرن تقريباً من الزمن . لذلك لابد في تفصيل هذه الافتراضيات في النص الروائي التي تختص مجمل الواقع العراقي . أولى هذه الافتراضيات هي : ماذا لو فشل الانقلاب العسكري في 14 تموز في عام 1958 , كما فشلت الانقلابات العسكرية الاخرى على النظام الملكي ؟ . والافتراضية الثانية .  ماذا لو استمر النظام الحكم  الملكي حتى عام 2000 . كيف سيكون شكل العراق ؟ هل يكون شكل العراق عبر الانقلابات العسكرية الدموية أم تقمع الى الابد ؟ هذا الافتراضيات تخلق الاحتمال والتوقع . ربما تدور في ذهن كل عراقي من زخم الكوارث الدموية المتعاقبة التي سقطت على رأس العراق  حتى الى اليوم الحالي . هذه هي علقم المشاكل والازمات وحال العراق , منذ الهجوم على قصر الملك وعاث المهاجمون بالقتل والحرق وسحل الجثث في قصر البلاط ,  حتى لم يرحموا من الحقد الدفين الاطفال . هذه محاور المتن الروائي بذائقة الخيال والتخيل , لكنها تحمل وجاهة في الطرح والتناول , من خلال سيرة حياة ( عارف البغدادي ) الذي ولد في ( الحيدرخانة في بغداد ) عام 1910 . ويتابع السياق الروائي منذ ولادته حتى على مشارف حياته في  عمره التسعين عاماً . وتتميز حياته بالمجازفات والمغامرات والمفارقات الغريبة . ونعرف انه منذ ان نشأ عوده تمرد على العلاقات الاجتماعية والعائلية والدينية , ضرب مؤذن  ( جامع حيدرخانة ) بالحجارة ساعة الاذان وهو في العاشر من العمر , وعندما  كبر واصبح شاباً كان يشعر بالاختناق وانه عنصر سلبي في مجتمع يحاصره في الاختناق وفشل في تعلم مهنة يكسب منها . حتى انه ترك المدرسة العسكرية لتخريج ضباط في  الجيش . لذا جالت في ذهنه مغامرة الهجرة للوصول الى المانيا , لذلك خاض رحلة طويلة مليئة بالاحداث العاصفة من بغداد الى تركيا مروراً بسورياً ثم تركيا ولكن تعثر في روما / ايطاليا . فقد سجن وحكم عليه بالسجن عشرة اعوام على جريمة لم يرتكبها , وحالفه الحظ بضرب السجن خلال الحرب العالمية الثانية فتهدم السجن وهرب مع صديقه التركي , وفي تركيا تزوج من ( عائشة ) ورزق مولداً ( قدوري / جيار ) ولكنه اجبر عنوة من عائلة زوجته على الطلاق , رغم انه يحب زوجته ( عائشة ) ثم طرد من تركيا . وعاد خائبًاً  الى بغداد . واطلع عن قرب على الوضع العراقي وبلاط الملك منذ  ( فيصل الاول )  قبل مجازفة هجرته وبعد رجوعه الى بغداد , وتعرف على  ولي العهد  ( غازي ) من خلال المدرسة العسكرية . وكان يتسم بالبساطة والتواضع . وكان شأنه اي طالب اخر , واثمرت العلاقة الصداقية حتى اصبح ملكاً على العراق .  وتعرضه  الى الموت من حادثة اصطدام سيارته بعمود الكهرباء . وكثرت الشائعات بأن حادث الموت كان مدبر ومقصود وليس قضاء وقدر . بما يعرف عن ملك ( غازي ) بشكل واضح كرهه الى الانكليزي وخلافه العميق في تفاصيل كثيرة معهم ,  فتخلصوا منه بهذا العمل المدبر . لذلك عاشر في علاقاته  ( عارف البغدادي ) عن قرب مع البلاط الملكي حتى مجزرة القصر , التي  قتل فيها  الملك الشاب ( فيصل الثاني ) والتمثيل بجثته  وسحله . . ولكن محور البناء السردي يعتمد على المشكلة النفسية التي تعاني منها ابنة  الملك  فيصل الاول  ( عالية ) كانت منذ صغرها تعاني من مرض غريب يهجع حياتها بالنحول والهزال والضعف  , ويجعلها طريحة القلق والخوف , وكبر معها هذا الكابوس الثقيل في السنوات اللاحقة  , رغم انها حاولت البحث عن تفسير له من خلال الكتب العلمية وكذلك كتب ( فرويد ) حتى عجز الاطباء في تفسير حالتها النفسية المريضة . وكان هذا الكابوس الذي يثير في روحها الخوف والفزع , يأتيها في اليقظة وليس في المنام , واخفت سره عن عائلتها حتى لاتثير القلق والفزع فيهم . ولكن هذا الكابوس المزعج يرسم مصير عائلتها ونظام الحكم الملكي . يرسم مصير العراق ومستقبله . يرسمه بريشة السواد الكاريثية . لذلك طلب الملك ( فيصل الاول ) معاونة ( عارف البغدادي )  في الاسهام في حل المشكلة النفسية لابنته ,   بان يلتقي مع ابنته الصغيرة ( عالية ) وخاصة الاوضاع العامة  ولا يوجد فيها   تهديد جدي يزعزع عرشه  , سوى بعض الانقلابات العسكرية الفاشلة , وانتحار رئيس الوزراء ( محسن السعدون ) , وخاصة ان خصال الملك ,  انسانية ومتواضعة في بساطتها دون بهرجة وتكلف . والنظر الى الامور بواقعية في المدار الانساني لها  .
قال الملك مؤيداً كلام الشاب !
- هذا صحيح , قصدك بحذافيره , ان نكون أنسانيين
- أنسانيون , حسب ما يراه الاسلام , وليس ما يراه الغرب
- لا يوجد فرق . الانسانية واحدة , يا فتى ) ص73 .
وبالفعل تم اللقاء بين ( عارف البغدادي ) وابنة الملك ( عالية ) بما تعاني من مشكلة نفسية وهو الكابوس المزعج الذي يروودها .
( - جدي . أنا حزينة
لم اقاطعها , كنت منصتاً لها , وهززت رأسي  دلالة الى اكمال ما تريد قوله .
- بأختصار . ارى في يقظتي رؤية مزعجة . حريق شب في هذا القصر , وجثث عائلتي مسجاة في الباحة , أجسادهم محترقة بالكامل , وانا الوحيدة التي لم يصبني أذى , أتنقل مذعورة بين الجثث , وانظر الى النيران الخارجة من نوافذ القصر
- حلم ؟
- لا , في يقظتي أمام عيني , مثل مشهد حي ) ص10.
هذا الكابوس كان نذير بحرق العراق عامة , قبل حرق قصر البلاط , به انزلق العراق الى الانقلابات العسكرية الدموية المتعاقبة  على رأس العراق , ولم تتوقف كوارثه الدموية الى اليوم , بالدماء والمجازر التي لم تنقطع في تاريخ العراق . لذلك البناء الفني للنص الروائي اعتمدت على فرضية في غاية الاهمية . ماذا لو فشل الانقلاب عام 1958 ؟ هل تحدث انقلابات دموية  اخرى تلعب في مصير العراق ؟ ماذا لواستمر النظام الملكي حتى عام 2000 , كيف سيكون حال العراق ؟ ان سر الكابوس حصرته ابنة الملك داحل نفسها . كما فعل ( عارف البغدادي  ) بشكل لامبالاة بما يرواوده في رأسه  يمر عليه  بشكل عابر غير مهتماً به   , وهي تشكل  محطات العراق الدموية في تواريخها الكارثية ( يظهر في رأسي  ارقام لتواريخ سنوات معينة . 1958 . 1963 . 1968 . 1980 . 1990 . خمسة تواريخ لا تفارقني , وكلما نقبت عنها في سيرة حياتي وبلدي والعالم , لا اجد شيئاً  للانتباه سوى عام 1958 ) ص125 .
لذلك يبني على فرضية لو فشل انقلاب عام 1958 , وظهور عبدالكريم قاسم في مقابلة صحفية لجريدة بغدادية يعلن فيها فشل الانقلاب العسكري ( عندما كشفها عبدالكريم قاسم في مقابلة في صحيفة بجريدة بغدادية , بعد فشل انقلاب تموز لعام 1958 , عندما اشتهر أسم هذا الضابط ) ص78 .
ولكن سوء حظ العراق لا يقبل الافتراضيات . وانما قبل بالتواريخ الدموية الخمسة التي جلبت الكوارث على رأس العراق . وتنتهي خاتمة المطاف في الرواية بالمفارقة التراجيدية المأساوية , بين التشييع المهيب والرسمي بموت الملك ( فيصل الاول ) وبين قتل وحرق وسحل جثة الملك الشاب ( فيصل الثاني ) في الشوارع .
 جمعة عبدالله




169
غرائب الفساد : عصافير تأكل مئات الاطنان من حبوب الحنطة خلال سنة واحدة !!
العراق يعيش حالات الجنون السريالي الغرائبي , بالفرهود والنهب , فوق تصور حدود  الخيال والعقل والمنطق  .  حتى يفوق ادمغة الشياطين والابالسة . هذا يدل على هشاشة الدولة وخوائها وشللها الكسيح . من هذا الغول المرعب ( الفساد ) الذي اصبح قدر العراقيين . بل اصبح قانوناً وشريعة وناموسا  وعقيدة ,  ومبدأ تسير عليه الدولة العراقية المحطمة . بالنهب والسرقة والاحتيال , حتى اوصلوا خزينة الدولة الى شبح الافلاس . ان تنهب المئات المليارات الدولارية من خيرات وثروات العراق . ويحرم منها الشعب ظلماً واجحافاً يخالف شرائع السماء والارض . لقد اصبح الفساد يحاصر العراق من كل زواية  , بحيث اصبح كل شيء مقابل الدفع المالي . حتى الوزارات  تباع وتشترى في المزاد العلني بين الاحزاب الحاكمة  . حتى المناصب والتوظيف والتعيين تحسم على قدر الرشوة المالية والدفع المالي . وليس غرابة في دولة تعج بالجيوش من الجحافل  الفضائيين الذين يستلمون رواتب من الدولة . رغم ان وزير المالية الحالي يقلل من من حجم عدد الفضائيين ويحصره بالرقم 100 ألف فضائي وحتى هذا الرقم يستنزف اموال الدولة . في ظل غياب المراقبة والمحاسبة . من الحكومة والقضاء والبرلمان . وان لم يستطيعوا على الاقل تحجيم ضخامة الفساد  وحجم الفرهود . لذلك نسمع بين الحين والاخر تصاعد الدخان الاسود الثقيل  من رائحة  فضائح الفساد بشكله السريالي والمجنون بحيث لم تشهده اية دولة في المعمورة اطلاقاً . مثلاً سايلو النجف في خزانات الحبوب , التي اكتشفت بأنها نهبت وتركت الخزانات فارغة من حبوب الحنطة . والاغرب في الخيال , بأنه خلال سنة واحدة نهبت هذه الخزانات من فترة : ( 1 / 4 / 2019 لغاية 1 / 4 / 2020 ) بأن الخزانات اصبحت  فارغة , وادعى المشرفين على سايلو النجف . بأن عشرات الملايين من العصافير جاءت من مجرات آخرى , وهجمت على خزانات حبوب الحنطة واكلت 752 طناً من الحبوب خلال  سنة واحدة وعادت الى مجراتها سالمة متخمة بالشبع . هذه المهازل الجنونية في العراق  في ظل النظام الطائفي والاحزاب الطائفية , التي حققت السعادة والرفاه والرخاء والعيش الكريم لشعب العراقي المنهوب والمسروق والمنكوب  . في العراق السعيد صرفت مبالغ على الكهرباء لا يصدقها العقل ,  بلغت 70 مليار دولار , لم تنقذ العراق من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي . بل العراق يعتمد على استيراد الكهرباء المتهالكة من أيران . رغم ضخامة المبلغ 70 مليار دولار . لكنه لم يستطع تجهيز قرية صغيرة بالاكتفاء الذاتي من التيار الكهربائي . هذه الطامة الكبرى تدل على غياب المسؤولية والضمير والشرف . في ظل غياب الدولة الكامل , التي اصبحت لا في العير ولا في النفير امام غول الفساد المرعب . بل أصبحت هذه الشراذم الفاسدة والمنحطة تفتش عن اغرب الحجج السريالية الغرائبية لتبرير فسادها ولصوصيتها كأنها تتعامل مع قطيع من الجهلة والاغبياء . حتى  وصل الحال ان يقترض العراق من البنوك والمصارف اموالاً لدفع الرواتب . وليس بعيداً ان تقفل هذه البنوك والمصارف امام وجه  الدولة العراقية بعدم التسليف . عندها ستتفاقم الاوضاع الى الكارثة الحقيقية . ان العراق يسير بخطوات مسرعة الى الهاوية السحيقة من كوارث الفساد والفاسدين
 جمعة عبدالله


170
هل يستطيع الكاظمي ان يفتح ملف السجون السرية للمليشيات ؟!

تحول العراق في العهد الجديد الاسود. ان ينقسم الى دويلات وطوائف . ابتلعت الدولة ومؤسساتها الصغيرة والكبيرة . فأصبحت دويلات مستقلة ومتحكمة بالاوضاع العامة , وفرض شريعتها الدموية واجراءاتها التسلطية الجائرة ضد الوطن والمواطن . هذا التبعثر في هدم الدولة العراقية . نتيجة بروز دويلات المليشيات المسلحة  الموالية الى ايران . وكل ميليشياوية  تملك اجهزة ومؤسسات تتحكم بكل شيء . وتملك سجون سرية خاصة بها . طالما الدولة المركزية اصبحت هيكل بدون روح , هيكل خشبي . والطامة الكبرى بأنه يوجد اكثر من 70 مليشيا مسلحة في العراق . يعني العراق تشرذم الى  70 دويلة مليشياوية . تتحكم بكل شيء . وتفرض نفسها عنوة بقوة السلاح والنفوذ والمال . وتمارس في حرية مطلقة ,  القمع والارهاب والقتل والاختطاف والاغتيال والسجن ( هم الدولة , والدولة هم ) يملكون السجون السرية وهم فوق القانون . بل ان قانونهم هو الساري المفعول . وتمارس في هذه السجون ابشع انواع التعذيب الوحشي . في الانتهاك ومسخ القيمة الانسانية . وهي تطال  لكل من يعارضها او يرفض وجودها , لكل من ان يستخدم حق التعبير والتظاهر السلمي . كل من يطالب بأن تكون خيرات العراق للعراق والعراقيين , وليس ان تصب في اقتصاد ايران المنهار . لكل من يرفض الوجود المسلح لهذه المليشيات ,  لتمارس الخوف والرعب بين المواطنين . لكل من يطالب بحقه في فرصة العمل والعيش  . لكل من يرفض الفساد والفاسدين . لكل من ينادي بالابتعاد العراق من الصراعات الدولية , التي تتصارع على الساحة العراقية , لكل من ينادي بالسيادة الوطنية والقرار السياسي العراقي المستقل . لكل من يطالب في وقف الانتهاكات التي تمارسها هذه المليشيات ضد الوطن  , لكل من يطالب وقف تهريب العملة والاموال الى أيران , ولاسيما ان هذه المليشيات تسيطر على العوائد المالية للموانئ , وتسيطر على المنافذ الحدودية , وتقوم بتجارة التهريب ومنها تجارة المخدرات . ونهب الدولة حتى افلاسها . وكما صرح السيد الكاظمي بأنه ورث خزينة خاوية ومفلسة ووضع لا يحسد عليه . ورث تركة ثقيلة لا يستطيع العراق تحملها , هي وجود المليشيات المسلحة وتصرفاتها الرعناء والمدمرة , في تدمير العراق وعزله , لكي يبقى دمية تحركها ايران . لذلك السؤال المنطقي هل يستطيع السيد الكاظمي تحجيم دور ونفوذ المليشيات المسلحة  الموالية الى ايران ؟ هل يستطيع فتح ملف السجون السرية التابعة الى هذه المليشيات ؟ هل يستطيع ان يكشف عن مصير المئات وربما الآف من المختطفين والمغيبين وهم تحت رحمة المليشيات في سجونها السرية ؟ لذلك القرار الذي اصدره رئيس الوزراء السيد الكاظمي يحمل أهمية كبيرة جداً , فقد اصدر قرار الى وزارة الداخلية وكافة الاجهزة الامنية , في السعي الى  اطلاق سراح جميع المعتقلين من المتظاهرين السلميين , والبحث والتقصي لايجاد المختطفين والمغيبين في السجون السرية . وتقديم الجناة الى المحاكم ووضعهم تحت طائلة القانون . هذا يدفعنا الى السؤال المنطقي : هل يملك الكاظمي القوة في اعلان حرب ضد المليشيات المسلحة ؟ هل يجبرها على اطلاق سراح المختطفين والمغيبين ؟ هل يستطيع تقديم الجناة الى المحاكم . هل يعيد هيبة الدولة المخطوفة ؟ . هل يجبر المليشيات على ترك لغة الدم  والبطش والتنكيل ؟ فاذا استطاع ذلك وينجح في  مساعيه , فأنه  سيعتبر قائد وطني يحظى بالاحترام والتقدير . عدا ذلك فأنه سيكون نسخة طبق الاصل من الذين سبقوه في منصب رئيس الوزراء , ووضعوا خدماتهم تحت تصرف المليشيات المسلحة
 جمعة عبدالله



171
قراءة في رواية ( البئر الملوثة / مذكرات رئيس ) للكاتب حسين فاعور
قبل الدخول في تفاصيل النص الروائي والحدث السردي وتقنياته . بأن الكاتب أعتمد على الاسلوب القديم الكلاسيكي في عالم السرد  , في تعاطي مع السرد في مواصفاته  وطريقة عرض الاحداث وابراز تفاصيلها . وكذلك في تقنيات السارد بضمير المتكلم , الذي ادار المتن الروائي حسب ماجاء في المذكرات الرئيس  , بطريقة العرض الخطابية والتقريرية السردية الحكائية , في كشف ورصد الاحداث . وطريقة تقديم الشخوص المحورية , في الرصد اليومي , وهو يتحدث عن الحياة اليومية ونشاطها في القرية , التي تعتمد في مورودها اليومي ومصدر حياتها وعيشها ومصيرها  هو ( البئر ). طريقة البناء الفني للنص الروائي تعتمد على صيغة السارد الحاكي في عرض سيرة الحياة  الذاتية للرئيس ,  المرتبطة بموقعه في القرية  ( رئيس مجلس  القرية ) وتعمد الكاتب في عدم وضع اداة التعريف ( رئيس / الرئيس ) حتى لا يكون التشخيص بشخص معلوم ومحدد بعينه , وانما جعلها كلمة ( رئيس ) تخص كل رئيس في بلداننا العربية , من رئيس قرية الى رئيس الجمهورية . في ابراز الاحداث وكشفها , سواء كانت للقرية أو رئاسة الجمهورية . في كشف الاحداث الجارية والبارزة في الشأن الاجتماعي أو السياسي في الادارة واسلوب التعامل في الشأن الحياتي . والكاتب برع في مسك خيوط المتن الروائي من خلال شخصية السارد بضمير المتكلم . من عرض  الاحداث الحساسة تتعلق بحياة القرية وتفاعلها مع الاحداث اليومية الجارية في التفاصيل الدقيقة , المتمثلة في قضية ( البئر ) الذي يشكل عصب  الحياة للقرية , ومصدر عيشها ورزقها اليومي , فهو مصدر ثرواتها في تفاصيلها اليومية . والحدث السردي يطرح مسألة في غاية الاهمية والحيوية في دلالاتها البليغة . وهي ايضاً مسألة الوطن , وكيف يتم التصرف به . وكيف يتم بيعه الى الاجنبي . واستغلال ثرواته وخيراته لصالح الاجنبي ,  ويحرم اهل الوطن والارض من هذه الثروات . وهي تدخل في الصميم في كيفية استغلال المنصب والكرسي , والحفاظ على صولجان السلطة , تجعل المسؤول عن السلطة والادارة , ان ينزع ثيابه ويكشف حتى عن عورته ويدوس على شرفه وضميره ,  من اجل استرضى الاجنبي لضمان بقاءه في  المنصب والكرسي . وان تكون  للاجنبي  اليد الطويلة في مقدرات الوطن ومستقبله ومصيره , والنموذج الصغير هو القرية وبئر الماء . وهي حالة عامة في البلدان العربية في بيع اوطانها بسعر زهيد لكل من يضمن بقاء المنصب والكرسي لهم , ويعتبر الاجنبي المالك الوحيد والشرعي . فمن الطبيعي ان تذهب الثروات البلاد ,  سواء كانت بئر ماء أو بئر بترول , نفس القياس والمعايير . في الاستغلال والاستحواذ . لذلك نجد السيمائية الدالة للبئر في القرية ورمزيته تشمل الواقع الفعلي لكل حاكم عربي . فالبئر هو يمثل رمزية الوطن الدالة . لذلك الكاتب يدخلنا في تفاصيل الاحتدام بين اهالي القرية , بين من  يرفض البيع , وبين من يدعم بيع البئر الى الشركة ألاجنبية . ويعرض حالات الزيف والتحريف والتلاعب بالعقول  بالنفاق والدجل , بأن هؤلاء من يمسكون صولجان السلطة  , هم اولياء الله على الارض والبشر .  في قلب المعايير الى صيغ جديدة تخدمهم في البقاء في سدة الحكم , حتى في استخدام اتعس المعايير الهابطة والرديئة , بشكل داعري  فضاض في قيمه الهابطة  والساقطة , وبالاعتماد على الاقلام المأجورة التي تقيم صلاة المجد لكل من يدفع لها مالاً ( صار الكذاب هو الصادق , والخائن هو الامين . والقاتل هو البريء , صار الكذاب يدعو الناس الكف عن الكذب , والقاتل ينادي بوقف القتل , والسمسار يقود الامة , والسارق يعين أميناً على الاموال العامة ) ص25 . بهذا الشكل يرسم مواصفات الحاكم والمسؤول , بأعطائهم صفات اولياء الله على الارض وامراء البلاد هم رجال صالحين . حتى لو مارسوا الدعارة والقوادة من اجل المنصب والنفوذ  , مثلما كشف رئيس القرية في مذكراته  , بأنه اصبح قواداً للبغي والدعارة  في تقديم خدماته لكل من يساهم في تدعيم الكرسي . وما على الناس سوى الاطاعة وهي من امور الدين وشريعة الله . وهم شراذم وحثالات عفنة , وكل واحد منهم يمثل الشيطان بحد ذاته , في استخدام النفاق الديني لضحك على الاغبياء والجهلة . هذه سخرية واقعنا العربي الفعلي . فهؤلاء الحكام هم مصاصي الدماء لشعوبهم , ولكن المضحك / المبكي يتسترون بجبة الدين , لترويج بضاعتهم الفاسدة . مثل التريج بأن ماء البئر ملوثة تجلب الامراض والاوبئة  . وبيعها الى الشركة الاجنبية , هو  يصب لصالح ومنفعة اهالي القرية , وسوف يجلب لهم منافع كثيرة , حيث تزدهر الزراعة ويكثر الحصاد والحقول , وتكثر البساتين العامرة بالفواكه والخضروات . وتشرب القرية الماء النقي الصالح للشرب , وتعيش القرية في بحبوحة العيش والازدهار , في بيع البئر للشركة الضامنة  , مثل بيع آبار النفط الى الشركات الاجنبية . ويأخذنا المتن  السردي الروائي في درامية البيع  للبئر , بين فريقين معارضين ولكل منهما مبرراته وحججه وذرائعه التي يستند عليها في المحاججة . ويعرج الى مسألة الانتخابات وكيف تدور في الاروقة السرية في شراء الاصوات والذمم ,  والتلاعب والاحتيال والزيف , بمعنى تتحول الى انتخابات شكلية وصورية   . طريقة الترويج الانتخابي . والاعتماد  على الدين والقبيلة والعشيرة والملة في انتخاب أبنهم البار , لكي يكون في خدمتهم , وبالشعارات المزورة والمخادعة . لكي يكون حال  الناخبين مثل حال  قطيع الخرفان يسيرون خلفهم بالطاعة العمياء  ( أما انتم فيخدعونكم ببعض الشعارات التي تدغدع غرائزكم , فتسيرون خلفهم كالقطيع , يلهونكم ويخدعونكم بانهم يخوضون معارك بطولية من اجلكم , بينما هم في الحقيقة يخدمون السلطة ويسترون عورتها ) ص105 . وبالتالي حسمت مسألة بيع البئر لصالح الشركة الاجنبية . واصبحت المالك الشرعي . فأنقطعت مجانية الماء , وانما اصبح الماء لمن يدفع . وكانت النتيجة المأساوية في التنازل عن البئر والتفريط به ( بعد خسارتنا للبئر جفت البساتين والحقول التي كانت  تزود القرية بكل ما تحتاجه من الفواكه والخضراوات  ........ الماء والتراب هما اصل الحياة , وعندما فقدنا البئر , فقدنا الكثير من مقومات وخصائص حياتنا التي تحولت الى جحيم ) ص126. فأهملت البساتين والحقول وتوقفت الزراعة , وانتشرت البطالة . واصبحت الحياة اكثر معاناة وارهاقاً .
هذه المنصات التي كشفها الحدث السردي من خلال ماجاء في ( مذكرات رئيس ) . وهي تكشف كيف يلعب الابناء المحليين في بيع الوطن  لصالح الاجنبي
 × الرواية : البئر الملوثة / مذكرات رئيس
× المؤلف : حسين فاعور
× عدد الصفحات : 134 صفحة
× تاريخ الاصدار : عام 2018
 جمعة عبدالله


172
رموز حكومة عادل  عبدالمهدي في مهب الريح
أن  حكومة عبدالمهدي انزلقت الى الطريق الاعوج والخطير بدون شك  ,  سجلت خلال فترة وجودها ,   اعنف حكومة استخدمت البطش الدموي لم يشهدها العراق من قبل , إلا في انقلاب البعث والمجازر الدموية اليومية . التي تمثل أسوأ صفحة سوداء في تاريخ العراق . فقد مارست حكومة عادل عبدالمهدي الساقطة , اعنف اشكال العنف والبطش الدموي , ضد المتظاهرين السلميين . الذين استخدوا حق التعبير السلمي . واليوم طمرت هذه الحكومة الفاشية في الاجرام , طمرت في مزبلة التاريخ واللعنات . فقد تركت جروحاً دموية نازفة وعميقة . تركت ارثاً ثقيلاً  غارقاً في الازمات والمشاكل العويصة  , تركت العراق خاوياً بالافلاس المالي . خاوياً من دولة لها قوام  الدولة , سوى هيكل شبحي بدون روح . تركت العراق يئن من الطعنات القاتلة . غارقاً بالعواصف والزوابع المدمرة . عراق على شبح الافلاس المالي , نتيجة الفساد والسرقة والنهب . كان عراق خادماً ذليلاً الى أيران في تدعيم اقتصادها المنهار بالعملة الصعبة بالدولار ,  على حساب مقدرات الشعب والوطن . كانت حكومة تصريف ارواح بالبطش الدموي . واليوم العراق يلملم جراحه النازفة. يلملم ما تهدم وتحطم وانهار . ليطوي ابشع صفحة دموية في تاريخه . ورموز حكومة عادل المهدي , الذين مارسوا الادوار الاستهانة والاستخفاف بالوطن والمواطن ,  بالاستهتار والغطرسة والعنجهية الدموية , التي لم  تعرف سوى لغة الدماء والبطش والفساد المالي  . يعود العراق محاولاً ان يقف على قدميه بأزاحة رموز الحكومة الساقطة , ورد الاعتبار والتكريم للذين ابعدوا  ظلماً وغدراً لمواقفهم الوطنية الشريفة . مثل عودة القائد الوطني العسكري . الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي , الذي ابعد عن موقعه , واعيد له الاعتبار والتكريم والتقييم وترقيته  الى رئيساً لجهاز مكافحة الارهاب .
وطرد الناطق الرسمي بأسم حكومة القناص عادل عبدالمهدي  . المتحدث بأسمه ( عبدالكريم خلف ) . الذي اثار السخرية والاستهجان والغضب والتندر الساخر . بأنه اعادة نسخة الصحاف من جديد . في انكاره باصرار وعناد أهوج . بعدم استخدام القوة والبطش , وعدم ارتكاب جريمة قتل ضد المتظاهرين , وان جرائم القتل , هي من صفوف المتظاهرين أنفسهم  في مشاحناتهم وشجارهم وهم يحملون اسلحة فتاكة , فتحدث عمليات  القتل بينهم , وان القوات الامنية استخدمت منتهى الشفافية بعدم استخدام القوة والسلاح ضدهم , رغم  انهم مخربين ومندسين ويمثلون اجندات  خارجية عدوة العراق . وانهم مأجورين مدفوعي الثمن لاعمال تخريبية وحرق الممتلكات العامة والخاصة , واستخدام اساليب السرقة  والنهب والاعتداء على المواطنين الابرياء حتى البطش بهم . وهم اعداء العراق . هذا الغث والغثيان والخزعبلات السخيفة , يطل علينا كل يوم ويرددها بدون ملل . اصبح اليوم من حثالات الماضي العفن , بطرده من منصبه .
وكذلك طردت بدون رجعة , الطائفية البعثية صاحبة مقولة ( 7× 7 ) حنان الفتلاوي , حيث طردت من منصبها . مستشارة رئيس الوزراء لشؤون المرأة .
ان القاذورات البقية يجب ان تطمر في مقالع الازبال وتطرد بدون رجعة  . يجب جعل القتلة والمجرمين لا ينامون الليل , بأن العدالة يدها طويلة في تقديمهم الى القصاص العادل لجرائمهم الدموية .
أن حكومة مصطفى الكاظمي لايمكن أن تحظى بمقبولية الشارع  , إلا بتنفيذ مطاليب المتظاهرين في مقدمتها القصاص من القتلة والمجرمين وتقديمهم الى العدالة , وتعويض وتكريم عوائل الشهداء , وتعويض الجرحى والمعوقين . لا يمكن ان تكون مرحبة بها من الشعب , إلا اذا عالجت الجروح النازفة واعادت  الحق والانصاف  الى اصحابه الشرعيين . إلا في اجتثاث المليشيات المرتزقة المالية الى ايران وتجريدها من السلاح , وتقديم من ارتكب جرائم دموية منهم , بتقديمهم الى المحاكم , لا يمكن ان تنجح وتحوز الاحترام , إلا بجعل العراق للعراقيين فقط ,   في السيادة والقرار السياسي والمصير
  جمعة  عبدالله




173


 شمس العدالة  للشاعر اليوناني أيليتس اوديسيوس
 الحائز على جائزة نوبل للاداب


ترجمة جمعة عبد الله

مهداة :  الى شهداء ثورة تشرين الابرار , والى القائد العسكري  الوطني الفريق عبدالوهاب الساعدي . وبمناسبة سقوط حكومة القتلة  والاجرام .

          شمس العدالة

لابد ان تشرق شمس العدالة ..  يمكن ان تتصورها
مجلجلة بأصيص  المجد
 ومن فضلكم
لا تتجاهلوا  وطني
النسور فوق الجبال العالية
في براكين سلاسل عناقيد الكروم  المتزاحمة
والبيوت بيضاء
والاحياء اكثر بياضاً
 من أسيا تمسك طرفاً , ومن أوربا طرفاً آخر
 تقف وحدها شامخة في أثير البحار
لكن احمل مرارة في يدي كالرعد
اعود الى رفاق الامس
الذين اصابهم الرصاص والدماء
حملوا الدماء .  آآآخ  على اكتافهم
واصبحوا جسداً واحداً غارقاً بالدماء
لانهم عاكسوا الرياح
ومن فضلكم
لا تتجاهلوا  وطني


 وهذا النص اليوناني :

Της δικαιοσύνης ήλιε νοητέ
και μυρσίνη συ δοξαστική
μη παρακαλώ σας μη
λησμονάτε τη χώρα μου!
 
Αετόμορφα έχει τα ψηλά βουνά
στα ηφαίστεια κλήματα σειρά
και τα σπίτια πιο λευκά
στου γλαυκού το γειτόνεμα!
 
Της Ασίας αν αγγίζει από τη μια
της Ευρώπης λίγο αν ακουμπά
στον αιθέρα στέκει να
και στη θάλασσα μόνη της!
 
Τα πικρά μου χέρια με τον Κεραυνό
τα γυρίζω πίσω άπ' τον Καιρό
τους παλιούς μου φίλους καλώ
με φοβέρες και μ' αίματα!
 
Μα' χουν όλα τα αίματα ξαντιμεθεί
κι οι φοβέρες αχ λατομηθεί
και στον έναν ο άλλος
μπαίνουν εναντίον οι άνεμοι!
وهذا النص الغنائي بقيادة الموسيقار العالمي :  ميكس ثيدروداكيس
 https://youtu.be/NOdvjxvOEw8
 



174
سقطت أسوأ حكومة في تاريخ العراق السياسي
تعتبر   حكومة عادل عبدالمهدي , التي ولت واسدل الستار على خاتمتها بالامس . بأنها مارست الوحشية الدموية ضد حق التعبير السلمي . وشرعنت اكثر الفساد والفاسدين الى قمة النهب والفرهود , الكاسر والضاري فاق حتى  عصابات قطاع الطرق ,  وعصابات المافيا المحترفة في اساليب النهب والسرقة والاحتيال . تسيدت سطوة  المليشيات المرتزقة الموالية الى ايران  على شؤون الدولة ,  وابتلاع مؤسساتها ووضعها في جيب ايران . هذه الحكومة الساقطة هي أسوأ من نسخة حكومة الانقلاب البعثي عام 1963 ,  التي اقامت المجازر الدموية بواسطة مليشياتها الفاشية ( الحرس القومي ) . وكان عادل عبدالمهدي احد عناصر في  فرق الموت آنذاك , بأن القتل اصبح ظاهرة روتينية جداً آنذاك . والعراق عبر تاريخه دائما المجرمين والقتلة الجناة ينجون من العقاب والعدالة والقصاص , بل يكرمون بالمناصب الرفيعة والحساسة  . عندما يبدلون جلودهم من الفاشية البعثية الى الفاشية الدينية , مثل ما فعل عادل عبدالمهدي . ولكن روح الاجرام الفاشي باقية  لا تتبدل . وبهذا الشكل كرم عادل عبدالمهدي بأرفع منصب في الدولة العراقية , منصب رئيس الحكومة ( رئيس الوزراء ) . ووجد فرصة ثمينة في اعادة تراثه الفاشي القديم  من جديد . بشكل دموي لا يرحم حتى اهل وابناء مدينته ذي قار ( الناصرية ) التي دفعت الثمن الباهظ في القتل واغراقها في الدماء والبطش الوحشي , ليثبت لهم بانه ابنهم العاق ,  ومجرم المحترف بالبطش الدموي . في عهده تصاعدت وتيرة الفساد الى القمة في النهب والفرهود . في عهده البغيض بالاجرام , سيطرت المليشيات المرتزقة الموالية الى ايران في ذبح الدولة ونهب صرمايتها المالية وتقديمها بطبق من الذهب الى أيران , حتى اصبح العراق سوق محلية كل ما تصدره من منتوجات وبضائع المهمة والتافهة والفاسدة  , كما وان هذه المليشيات المرتزقة سيطرت على المنافذ الحدودية والموانئ لتضخ المليارات الدولارية في جيوب النظام الايراني . وحين هب الشعب بثورة تشرين المجيدة , في الساحات والمدن من اجل التخلص من الحالة المأساوية المدمرة , وارجاع العراق المخطوف الى أهله  . وانهى المعاناة والقهر والظلم الحياتي . في عراق معطل من الخدمات والاصلاح والبناء , وان يحرم العراق من صرمايته المالية لتنهبها ايران عبر ذيولها ووكلائها في العراق . ان يحرم العراقي من حق العيش الكريم . وبذلك تصاعد الاذلال والقهر والمعاناة والظلم والطغيان . وتصاعدت الى الاعلى بشكل مخيف بيانات الفقر والتقشف والبطالة والعوز المعيشي  , حتى الشباب يحرم من فرصة العمل وبناء مستقبله , بفعل الفساد واقتطاع حصة الاسد من مالية العراق ووضعها تحت تصرف ايران . هكذا انطلقت ثورة تشرين المجيدة , لتعيد الحق الى اصحابه الشرعيين , لتعيد ميزان العدالة الغائب والمخطوف . لتضع حداً  في حرمان  العراقي بحقه في العراق . ومن هذا المنطلق قامت اعظم ثورة شعبية في تاريخ العراق , نتيجة لتراكم الازمات والمشاكل العويصة , لكنها جوبهت بالقمع الدموي واغراقها بالدماء وكان الثمن جسيماً وباهظاً , اكثر من 800 شهيداً سقط في ساحات التظاهر , غدراً وظلماً وعدواناً . اكثر من 30 ألف مصاباً ومعوقاً  . نتيجة أجرام  المليشيات الفاشية التي لا تعرف , سوى لغة الدم والبطش والقتل والاغتيال  . وعلى رأسهم المجرم السابق والحالي عادل عبدالمهدي  . بأنه اعادة الاجرام البشع في دمويته بأسم الاحزاب الشيعية . هكذا طوت اعنف حكومة دموية يرئسها حاكم دموي معروف في تاريخه الاسود الفاشي  . ولكن هل يطاله العقاب والقصاص وعدالة السماء والارض هذه المرة  . أم يفلت مثل ما فلت في  المرة السابقة ؟!
  جمعة عبدالله



175
نهب الوزارات قبل تسليمها
حالة الوزارات العراقية , تعيش نفس  الحالة عشية سقوط النظام الدكتاتوري . في مناخ النهب والسلب والسرقات , حالة الحواسم بأقذر اشكالها واصنافها , ولكن ليس من المواطنين البسطاء , ولكن من الوزراء وحاشيتهم . في عمليات فرهدة بكل اشكالها تجري على قدم وساق , في الاسراع في عمليات اللصوصية لاموال الوزارات . وهي نتيجة طبيعية للفساد الضاري والشرس منذ 17 عاماً . حينما انقلب العراق الى دولة لصوص وحرامية حتى نشفوا الخزينة المالية للدولة  ودفعها على شفى الافلاس . ولم يقف امامهم اي شيء ينهبونه بضميرهم الميت واخلاقهم اخلاق عصابات السرقة والنهب . مما جعلوا العراق فقيراً جداً في تقديم الخدمات وشحتها . وحتى في هذا الظرف الخطير في وباء كورونا , وعجز وفشل وزارة الصحة تجاه حماية المواطنين تجاه هذا الوباء الفتاك       . في تقديم العلاجات اللازمة في مجابهة الفيروس القاتل والخطير . وكل ما تفعله وزارة الصحة , هو التغطية على الارقام الحقيقية بالاصابات والوفيات . بالتلاعب والاحتيال في تقديم الارقام المزيفة , لتغطية على فشلها وعجزها , في المعالجة وشراء الاجهزة الطبية والصحية اللازمة . بل ان المصيبة اتخذوا ذريعة لهذا الفيروس  الخطير , بنهب وسرقة الاموال المخصصة في هذا الجانب , بالسرقات  الواسعة . وما يتسرب الى الاعلام إلا النزر القليل والشحيح , سوى من القضاء  العراقي وكذلك من البرلمان العراقي . عندما تعط روائح فضائح الفساد على الملاء , ويكون من الصعب التستر عليها ولفلفتها تحت العباءة . لذلك كشف تقرير البرلمان في الكتاب الموجه الى رئيس الوزراء في تاريخ 30 نيسان 2020 , يكشف عن عمليات فساد مبرمجة تذهب الاموال المخصصة الى الوزارة الى الوزير وحاشيته المرتبطة به , لذلك قرر  البرلمان في  استجواب الوزير  , لكن الوزير   يرفض حضور جلسة الاستجواب , لهذا بأن البرلمان ينوي احالة  وتقدم وزير الصحة والمتورطين معه الى الادعاء العام  . عن العقود المبرمة والعقود الوهمية المخصصة الى شراء المعدات الطبية والصحية والتجهيزات اللازمة في مواجهة الوباء الخطير , لكن الاموال انحرفت وصبت في  جيوب  الوزير وحاشيته في عمليات مشبوهة تقدر بعشرات الملايين الدولارية كما جاء في تقرير البرلمان بما يخص وزارة الصحة . ونفس الحال في وزارة التربية في النهب والفرهدة وفارسها المقدام وزيرة التربية  ووكيل الوزارة والمحيطين بهما من الحاشية والاعوان في اللغف والشفط , هذا ما كشفه القضاء العراقي في فضائح الفساد قيمتها المالية حوالي 40 مليون دولار , استطاع القضاء العراقي ان يسترجع قسم من المال المسروق حوالي 25 مليار دينار عراقي ( 23 مليون دولار ) وباقي المبلغ المسروق ضاع في دهاليز الوزيرة ( سهى العلي ) ووكيل وزارتها وحاشيتهما . وكما اعلنت المحكمة العراقية , بعدم احترام الوزيرة قرار القضاء العراقي , الذي تعاملت معه بالعنجهية والغطرسة والتجاهل , وهذا قمة الاستهتار والاستخفاف .
لاشك ان هناك حالات فساد مماثلة في وزارات اخرى لم يكشف عنها النقاب , فضائح مازالت مستورة تحت العباءة . بينما يقف رئيس الوزراء في حالة الضعف والجبن , ودوره غائباً تماماً , او انه بيدق شطرنج بيد الفساد والفاسدين يتخذ دور الارنب الصامت والخجول . ولكنه يتنمر بوحشة البطش والتنكيل في استخدام العنف الدموي تجاه المتظاهرين السلميين ,  كأنه يتذكر ايام شبابه في الحرس القومي البعثي والفاشي , ويطلق العنان بحرية مطلقة الى المليشيات المجرمة التابعة الى ايران في استخدام القتل والاجرام والاغتيال ضد المتظاهرين دون سؤال وجواب . يقف كخادم خشوع ليقدم العراق كطبق من ذهب الى ايران , ليثبت ذيله الطويل الى سيده الاعظم  .
  جمعة عبدالله



176
سيرك المهازل للاحزاب الشيعية من التعظيم الى الكاظمي الى الدعوة الى  أسقاطه
ابتهجت الاحزاب الشيعية في اختيارها  للسيد مصطفى الكاظمي في تكليفه بتشكيل الحكومة التي تعلقت كثيراً في شباك احزابها , وخرجت  الى النور باختيار الكاظمي , وتعهدت بدعمه واسناده بشكل مطلق وترك له حرية الاختيار دون تدخل وضغط وتأثير  حتى ينال ثقة البرلمان , واعتبارت ان اختيارها هو الاصلح في ادارة الازمة والخروج منها . وتعهدت بأنها لم تشارك في اختيار الشخصيات ان تكون  خارج نطاق  احزابها ,  بترك الحرية المطلقة لاختيار الشخصيات المستقلة  التي تحوز على الكفاءة والخبرة والنزاهة , وتسهيل مهمته بأسرع ما يمكن في انهاء الازمة المتعلقة بتشكيل الحكومة , فمنذ خمس شهور وهي  تدور في حلقة مفرغة ,  دون ان يصدر منها الدخان الابيض . وتعهدت بأن هذا الاختيار في التكليف سيخرج منه هذه المرة   الدخان الابيض خلال اسبوع , وانها تحترم اختياراته وتؤيد ما يختار لتشكيلته الوزارية  , من اجل مصالح البلاد , وانهاء الازمة المعلقة ,  هذا في العلن . اما خلف الكواليس فهناك صراع وخلاف حاد بينهم على توزيع الحقائب الوزارية كأنها غنائم خاصة بهم . ودخلوا في مقايضات ومساومات في البيع والشراء الحقائب الوزارية . فقد اجبروا بضغوطاتهم السيد مصطفى الكاظمي ان يترك شماعة المستقلين والشخصيات الكفوءة والنزيهة , وان يختار من اسطبلهم السياسي والحزبي , وان يسير على شريعة التوزيع الطائفي , وامتثل المرشح المكلف لهم واختار الشخصيات التي هم اختاروها له , وليس هو من أختارها  بعدما قيدوا حريته  بخيارتهم . وحسب القوائم المسربة لتشكيلة الوزارية المرتقبة , وهي من اختيارات الاحزاب التي فرضتها عليه . وماهي  في الحقيقة سوى تدوير نفاياتهم السياسية والحزبية ,  كشرط  اساسي في انجاح تكليفه ونيل الثقة  في البرلمان . ولكن العلة والمصيبة تكمن في بعض الوزارات  السيادية . لانها وزارات تدر  الملايين الدولارية عليهم ويغرفوا منها بملاعق الذهب . رغم ان السيد مصطفى الكاظمي انصاع لهم في تغيير وزير الخارجية ووزير الشباب والرياضة المختارين في التشكيلة المرتقبة , ولكن هذا لم يشبع جشعهم , ولم يحل تنافسهم وخلافهم الحاد , لان عيونهم على وزارة الدفاع والداخلية , وكل طرف يريد ان يخطفها من الاخر , في صراعهم الحامي الوطيس . وهذا ما يفسر تأخير وتعطيل اعلان تقديم التشكلة الوزارية الى البرلمان لتصويت عليها ونيل الثقة بالحكومة والتكليف . بعدما اعلنوا في ابتهاج بالنصر العظيم في التكليف ,  بأنه خلال اسبوع من تقديم المرشح الكاظمي في يوم 9 - 4 - 2020 ولحد الآن لم ترَ الحكومة المرتقبة  النور , وهذا يدل على شراسة الخلاف والصراع خلف الكواليس . وهذا يدل بشكل ساطع عدم استعداد الاحزاب الطائفية ,  ان تتنازل قيد أنملة عن السلطة والفساد والنفوذ , عدم التفريط بنفوذ ايران الكبير وهيمنته على  العراق ,  من خلال الاحزاب الشيعية ومليشياتها الموالية لايران والتي تتحكم بها  القيادة الايرانية , التي   تعتبر العراق ضيعة وملك الى أيران  , لهذا لا يمكن التفريط به , حتى على انهار من  الدماء , كما قاموا باعمال اجرامية في التصدي الى انتفاضة الشعب وغرقها بالدم  . لذلك تريد العراق بالجمل بما حمل . . وهذا ما يفسر  تهديد الاحزاب الشيعية بأرجاع الازمة الحكومة المعلقة الى المربع الاول , وافشال واسقاط تكليف الكاظمي والانقلاب عليه . وافشال مهمته , اذا  لم يستجب الى شروطهم نقطة نقطة وهي شروط ايران بالذات  . واذا حاول التملص السيد الكاظمي ,  فأنه سيجد باب البرلمان مسدوداً في وجهه . ان امام السيد مصطفى الكاظمي ,  طريقان  لا غيرهما ,  اما ان يكون بيدق شطرنج بيد الاحزاب , او يقدم اعتذاره  في التكليف كما فعل من سبقه , انها احزاب فقدت الصلة بالعراق واهل العراق .
جمعة عبدالله

177
المافيا الايطالية أشرف من قادة  الاحزاب الشيعية
المعروف عن هذه المافيا بالشراسة في استخدام  اساليب السرقة واللصوصية , سواء اذا كان المسروق عائد الى ممتلكات الدولة , او عائد الى رجال رأسمال الكبار في الدولة . ولكن في كارثة وباء كورونا التي اصابت الدولة في فداحة الاضرار الجسيمة . مما حدى بالدولة ان تجمد كل النشاطات المالية والاقتصادية  , وتصاعدت الازمة المالية التي اصبحت تخنق الدولة الايطالية , عصابات المافيا غيرت بوصلتها لتقف بجانب المحنة والكارثة التي وقعت على الشعب والدولة . فقد غيرت بوصلتها من اللصوصية الى النواحي الانسانية بالتضامن والمساعدة وتقديم كل وسائل العون ,   في سبيل  تجاوز المحنة العصيبة , في ظل الخسائر البشرية الفادحة من الاصابات والوفيات . فقامت بتوزيع الطعام المجاني وتوفير المواد الغذائية للاسر الفقيرة وفي المناطق الشعبية على نطاق واسع , وكما قامت بتوزيع الكمامات والمعقمات مجاناً على المواطنين . يعني انها وقف الموقف المشرف في محنة الشعب الذي يمر في الظروف الحرجة والعصيبة . هذا يأخذنا الى السؤال الجوهري الى  قادة وزعماء  الاحزاب الشيعية الذين كانوا بالامس  يعتمدون على المعونات الشهرية , التي تقدمها لهم  دول المهجر . واليوم اصبحوا اصحاب الملايين الدولارية , وبعضهم دخل نادي اصحاب المليارات الدولارات  , وكلها جاءت  عن طريق السحت الحرام , بالسرقة واللصوصية والفرهود حتى نشفوا خزينة الدولة . لم نسمع واحد منهم وقف مع محنة الشعب . وتبرع الى وزارة الصحة لشراء المعدات والاجهزة في مجابهة فيروس كورونا الذي بات يحصد المواطنين . لم نسمع واحد منهم قام بتوزيع الطعام والمواد الغذائية على الاسر الفقيرة . لم نسمع واحد منهم تبرع الى احدى المستشفيات , التي تشكو النقص الحاد في العلاج والاجهزة اللازمة . لم نسمع واحد منهم , احتكم الى ضميره ومخافة عاقبة الله من الذين يخزنون الذهب والدولار ,لم نسمع  انهم  ساعدوا فقيراً واحداً , أو  مريضاً واحداً  . بل انهم مازالوا يمارسون السرقة واللصوصية بكل وسيلة على معاناة الشعب . وعلى الدولة التي المصابة  بكارثة وباء الجانحة كورونا , وكارثة انهيار اسعار النفط  بشكل حاد , وزاد الطين بلة ,  قررت الدول المصدرة للنفط في منظمة ( اوبك ) تخفيض انتاج النفط بحوالي 10 مليون برميل يومياً اعتباراً من 1 - 5 - 2020  . وحصة العراق من التخفيض حسب تصريح وزير النفط العراقي حوالي 18% . يعني سيكون حصة العراق من انتاج وتصدير النفط حوالي 849 ألف برميل يومياً , مع العلم كان يصدر قبل نشوب الازمة بكارثة كورونا يصدر حوالي 3.5 مليون برميل يومياً . اذا عرفنا بأن سعر البرميل الواحد وصل الى 20 دولاراً , فكيف للعراق ان  يمشي أو يدبر  حاله في ظل الازمة الخطيرة  في شحة الاموال من موارد النفط  . اذا عرفنا بأن مسودة الميزانية السنوية التي لم تقر لحد الآن , حسبت سعر النفط بحوالي 56 دولاراً للبرميل الواحد . هذا يتطلب الحاجة الملحة والقصوى قبل ان تتدهور احوال الناس الى الكارثة المنتظرة ,  بخفض الرواتب الى النصف للعاملين والموظفين والمتقاعدين .  اذا لم يجري محاربة الفساد والفاسدين فعلياً بالاعمال وليس بالاقوال , اذا لم تسترد الاموال المسروقة والمنهوبة والتي تقدر بعشرات المليارات الدولارات  واكثر . وهذه الاموال المنهوبة تكفل للعراق بتجاوز المحنة المالية والاقتصادية , ومن شأنها ان تنعش الاقتصاد والحياة المعيشية للناس  , وهذا من المحال ان يتم  في ظل الاحزاب الحاكمة الفاسدة . لذلك ان الحريق القادم بالهيجان الشعبي وانفلات الامور اكثر قادم لا محالة  . اذا لم يوفر العراق السيولة المالية . وخاصة ان صندوق النقد الدولي يتريث ويتردد في تسليف العراق , لان العراق يسير في طريق الافلاس .  وان عودة الاموال المسروقة التي سرقها اللصوص والفاسدين مسألة حياتية لابد منها   , واذا ظلت الاحزاب الحاكمة تعلك بعلك الاقوال دون الافعال بأنها تحارب الفساد والفاسدين . هذه الاقوال لا تشبع الجائع والفقير وحتى الموظف والمتقاعد , ماذا يفعل ادا خفضت الدولة الرواتب . ان العراق مقبل على ثورة  شعبية عارمة اشد من ثورة تشرين التي قدمت التضحيات الجسام . لابد من ارجاع الاموال المنهوبة انها اكسير الحياة للعراق .
جمعة عبدالله



178
خرج الزرفي ودخل الكاظمي
كان تكليف ( عدنان الزرفي ) من قبل رئاسة الجمهورية صفعة قوية للاحزاب الشيعية , التي اصابها التخبط والفوضى وانقسمت  الى فريقين , فريق مؤيد الترشيح والاخر معارض الترشيح , بعدما خرجت الامور من نفوذهم وسطوتهم  , بعد سلسلة من الفشل والاخفاق في ترشيح مرشح من بطانتهم السياسية والحزبية . مرشح ملتزم بالتوجهات والوصايا الايرانية ويخضع الى تأثيراتهم في اتخذ اي قرار مهما كان كبيراً او صغيراً . وهذا الاخفاق في ايجاد مرشح يقوم بمهمة التكليف لرئاسة الحكومة المقبلة , يعتبر فشلاً ذريعاً لهم , حيث وصلت شعبيتهم الى الحضيض بالرفض الشعبي  العام . وجاء ترشيح السيد عدنان الزرفي ليعمق تخبطهم وهزالهم وضعفهم . رغم ان ( الزرفي ) من صلب النظام الطائفي واحزابهم الطائفية . ولكنه خرج من طاعتهم ومن التأثير الايراني , ونزع ثوب حزبيته وكون شخصية مستقلة . وهذا خوفهم وقلقهم من ان ينقلب عليهم  وضدهم  , وضد التأثير الايراني , ان يعمل بالضد من التوجهات الايرانية لصالح القرار السياسي المستقل عن ايران . ثم انه  تعهد بسحب السلاح من المليشيات التابعة والموالية لايران , وليس العزف  على المعزوفة المشروخة بحصر السلاح بيد الدولة . وانه سيعمل على تقويض الدولة العميقة التي بنتها المليشيات الموالية لايران في ابتلاع الدولة العراقية . وانه سيعمل بعلاقات متوازنة ومتكافئة بين ايران وامريكا  لصالح القرار العراقي بمايخدم المصالح والمنفعة للعراق , يعني الابتعاد عن النفوذ الايراني تدريجياً . لهذا يفسر وقوف المليشيات بالمرصاد من ترشيحه وهددت في استخدام السلاح في اسقاطه . يعني وصلت الاحزاب الشيعية الى طريق مسدود . وانها لا يمكن رفض تكليف السيد ( عدنان الزرفي ) إلا اذا قبلت بمرشح يكون خارج بطانتهم السياسية والحزبية , شخصية مستقلة تحظى بموافقة الشارع والمتظاهرين . بهذا الموقف الصعب الذي لا يحسد عليه , وينطبق عليهم المثل ( مثل بلاع الموس ) اذا رفضوا تكليف السيد عدنان الزرفي . في هذا الوضع الكارثي الذي يمر به العراق , لذلك لابد من الانحناء للعاصفة . طالما الفشل والاحباط  والتخبط يلازمهم . لذلك تجرعوا كأس الحنظل بالموافقة على ترشيح السيد مصطفى الكاظمي . الذي رفضوا ترشيحه سابقاً . وحنى اتهامه بالتواطئ مع الامريكان في اغتيال ( قاسم سليماني ) و ( ابو مهدي المهندس ) حتى مليشياتهم طالبت بتقديمة الى المحكمة بجريمة الخيانة الوطنية . واليوم يوافقون على تكليفه  . والسيد مصطفى الكاظمي بدأ مشواره الطويل في الصحافة والاعلام كمعارض الى نظام صدام حسين . وهو شخصية مستقلة يحظى بالقبول والموافقة من الشارع والمتظاهرين , اصبح رئيس المخابرات العراقية بتكليف من رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي عام 2016 . وليس له سجل في ملفات الفساد , وهذا يعطيه القوة والعزيمة في محاربة الفساد والفاسدين . وكما انه كان مطروحاً من قبل  المتظاهرين , وهو يملك شخصية كاريزماتية  ( كاريزما  / كلمة يونانية . تعني الهدية او النعمة /  χαριζμια  من الفعل χαριζω ) والتسمية تطلق على  الشخصية التي تملك مواهب عديدة ,  وتملك تصرف رصين وجاد والقادر على الكفاءة والمهنية , ويحظى بالقبول والموافقة . وهذه الصفات موجودة عند السيد مصطفى الكاظمي . . والصعوبة هي بعد التكليف . كيف يكون وخاصة انه خارج بطانتهم السياسية والحزبية وحتى من التأثيرات الايرانية  , وهذا ما تدل عليه الاحداث بعد التكليف .
  جمعة عبدالله


179
الكارثة القادمة في افلاس العراق
ضمن أنهيار وتدهور أسعار النفط في الاسواق العالمية , مع تفاقم أزمة فيروس كورونا , وانتشار العدوى بشكل خطير جداً. ضمن هذا المناخ المرعب الذي يحيط في العالم . وصل سعر البرميل النفط الى أقل من 20 دولاراً . وهذا يشكل نكسة وازمة خانقة للبلدان المنتجة للنفط , وفي العراق سيكون لها آثار مدمرة ومهلكة , في ظل حكومة عاجزة ومشلولة وكسيحة , تلعب بها المليشيات التابعة الى الولاء الايراني . الذين وضعوا العراق في جيب أيران . واستنزفوا خزينة العراق المالية لتصب في الشرايين الايرانية , وتعطيها اكسير الحياة والديمومة , امام  العواصف المهلكة التي تواجهها ايران , بأنها على شفى الافلاس وانهيار النظام . يأتي  تدفق المليارات الدولارية , من اجل ايقاف تدهور وافلاس نظام خامئني . على حساب تعطيل الماكنة العراقية وجعلها تابع الى ايران , وجعل العراق سوق محلية الى ايران التي تصدر بضائعها , وحتى الطاقة الكهربائية الضعيفة والمستهلكة والتعبانة ,  يشتريها العراق بالمليارات الدولارية سنوياً . في تجنيد طاقات العراق المالية في خدمة ايران . وحتى الاموال المستحصلة من المنافذ الحدود والموانئ , تحصل ايران عليها  بحصة الاسد من الاموال . وتحرم العراق منها ومن , بذلك جعلوا الدولة العراقية منخورة بألف ثقب ومشلولة ومعطلة في توفير  كل الخدمات الاساسية للمواطن , ومنها الخدمات الطبية والصحية في حالتها البائسة والشحيحة . اما حالة المستشفيات المأساوية فيرثى لها . لان كل الاموال التي رصدت الى جانب الخدمات الطبية والصحية نهبت وسرقت وفرهدت بين الفساد والفاسدين , ايام ازدهار اسعار النفط عالمياً حتى وصل سعر برميل  النفط الى 80 دولاراً , فكيف يكون حال العراق عندما يباع سعر البرميل اقل من 20 دولاراً , وضمن هذا المناخ المرعب في انتشار فيروس كورونا . والعجز الكامل للحكومة ووزارة الصحة في اتخاذ الاجراءات في مكافحة فيروس كورونا وحماية المواطنين من خطر الاصابة والوفاة . فقد صرح وزير الصحة بقوله : أنه طلب من الحكومة ووزارة المالية مبلغ بسيط قدره 156 مليون دولار , لشراء المعدات اللازمة في مكافحة فيروس كورونا . لكن الحكومة لم تستجب لطلب ,  وليس في مقدورها توفيره . لذلك وجه نداء أنساني الى الفئات المتمكنة مالياً في طلب المساعدة والعون المالي , قبل ان يصيب وزارة الصحة العجز والفشل  في مواجهة مخاطر الوباء الذي يتوسع انتشاره بين المواطنين بشكل مخيف . لكن لم يحصل من هذه المناشدة والدعوة الانسانية , إلا على مبلغ بسيط جداً , بينما حكومات العالم تضخ المليارات الدولارية  في الجانب الطبي والصحي في مجابهة الوباء الخطير والفتاك .
أن الاوضاع في العراق تتجه الى التدهور الخطير , ضمن الازمة الحادة والخطيرة  في انخفاض اسعار النفط . بحيث يصبح العجز المالي شهرياً للعراق نتيجة لهذه النكسة الخطيرة , حوالي اكثر من مليارين دولار شهرياً . وحتى لا يستطيع تمشية فقط دفع رواتب العاملين والموظفين والمتقاعدين  , حتى لو خفض الرواتب الى النصف . طالما الغول الايراني بالمرصاد لاموال العراق حتى في حالتها الشحيحة , لان الاموال العراقية تشكل اكسير الحياة الى النظام الايراني . وبدون هذا الشريان الحياتي فأنه سيواجه خطر  الافلاس حتماً . لذلك تنشط المليشيات التابعة الى ايران , في ضخ الاموال لان مصيرها مرتبط بمصير النظام الايراني . اذا اخذنا بنظر  الاعتبار بأن صندوق النقد الدولي رفض تسليف العراق بقرض مالي حتى بشرط مجحفة , بذريعة أن  العراق مقبل على افلاس مالي وليس بمقدوره تسديد الديون المرهقة عليه . هذه الكارثة التي اوصلت العراق اليها . من حكم الاحزاب الفرهودية والطائفية . ان العراق مقبل على كارثة حقيقية لم يشهد لها مثيل من قبل .
 جمعة عبدالله


180
الاحزاب الشيعية اخطر من فيروس كورونا
تستعد الاحزاب الشيعية لخوض جولة جديدة , في اختيار مرشح لرئاسة الحكومة . من بطانتها السياسية والحزبية , وبعد فشل فرض مرشحهم في المحاولات السابقة , لذلك للخروج بمرشح موحد يقدم الى  رئيس الجمهورية ,  وشكلت من احزابها لجنة سباعية لاختيار مرشحهم التوافقي والمناسب لهم . وهم يعتقدون بوهم احلام الذئاب الوحشية , بأنهم انتصروا على انتفاضة الحراك الشعبي , انتصروا على الشعب وكسروا ظهره , من خلال استمرار استخدام العنف الدموي , بالقتل والاعتيال وجربوا كل ألات الموت , واخرها استخدام بنادق الصيد لقتل المتظاهرين السلميين .  بعنجهيتهم وغطرستهم الوحشية , يعتقدون بأن سلاح القتل والاغتيال المتعمد نجح في هدفه المخطط له  , في ترويع وتخويف المتظاهرين بالتهديد بالقتل والاغتيال , وطوال اكثر من خمس شهور , لم يمر يوماً دون اغتيال نشطاء من  الحراك الشعبي , بهذه الاسلوب الدموي البشع . وكما يحلمون بأنهم سحبوا البساط من تحت اقدم المتظاهرين . واصبحت الساحة السياسية فارغة لهم , وما عليهم سوى تقديم مرشحهم المختار . وانهم نجحوا رغم الضغوط الهائلة عليهم , ان يعترفوا بالفشل والاخفاق وفسح المجال لغيرهم من الكفاءات الوطنية النزيهة , غير ملوثة ايديها بالفساد والاجرام والحزبية . هم يظنون بأن تقدم تنازلات وحتى لو بسيطة وهامشية . يعني سيفتح باب التنازلات الاخرى , وبالتالي سيجدون انفسهم  امامهم جدار قد يسقط عليهم , ويفتح باب الحساب والمسائلة وقد تكون نهايتهم في المصير الاسود , بما ارتكبوا من الفساد المالي والسياسي , وبما ارتكبوا من الفرهدة واللصوصية وسرقوا المليارات  الدولارات , بما ارتكبوا خيانة وطنية في بيع العراق وخيراته بالمجان الى ايران . وان حسابهم سيكون عسيراً ومظلماً , لذلك قرروا بثبات عدم التنازل  قيد انملة , حتى لو تحول العراق اكوام من الجماجم والدماء . ولا يمكن ان يفرطوا بالدولة العميقة بالمليشيات وعصابات الفساد والجريمة . بهذا الشكل  يتوحد  الاخوة الاعداء في جبهة موحدة  ضد جبهة الشعب , بتقديم مرشح من نفاياتهم المدورة , وهم يعتقدون بأن المناخ العام صالحاً  لهم في استثمار وباء فيروس كورونا , بمنع التجمعات بكافة اشكالها , بحجة الحرص على عدم نشر العدوى وزيادة خطر الاصابات في فيروس كورونا , وحفاظاً على صحة وسلامة المواطنين . بهذا النفاق الفاضح والمكشوف يحاولون الالتفاف على افراغ ساحات التظاهر والاعتصام . في حين ان وزارة الصحة متخلفة جداً في اتخاذ الاجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء الخطير , وعدم توفير المستلزمات الفاعلة في حماية وسلامة المواطنين . فهي تغمط الحقيقة وعدم التصريح بشكل حقيقي عن عدد الاصابات وعدد الوفيات ؟  , وماهي الاجراءات الوقائية ؟ , وما هي حالة الوضع الصحي في العراق ؟   , وما هي الاستعدادات الفعالة ؟  , سوى التستر وعدم الافصاح والاعلان على عد الاصابات والوفيات , وعدوى فيروس كورونا  تنتشر بسرعة مخيفة بين المواطنين والمدن , ضمن الوضع الصحي السيء والمتدهور , وحالة المستشفيات التي يرثى لها بأنها رجعت الى الوراء عقود طويلة , نتيجة سياسة الفرهدة واللصوصية , في تردي الحالة الطبية والصحية بتوفير ادوية ومغشوشة , او دون الفعالية المطلوبة في حدودها الدنيا , لان الادوية مستوردة من ايران  , المتخلف طبياً وصحياً , أو الاستيراد الادوية الرخيصة من البلدان المتخلفة .
والغريب والمضحك المبكي تعلن وزارة الصحة شفاء 15 شخصاً من وباء كورونا . هذا يجعلنا ان نتساءل . ماهو العلاج الفعال الذي استخدمته وزارة الصحة ؟ وماهي الاجراءات الوقائية ؟ ,  والحالة المزرية  للطب والصحة والمستشفيات البائسة التي يلعب بها الجرذان ؟ . وكيف تم العلاج ؟ : هل  بالادعية والسحر والحجاب أم بالشعوذة والخرافة أم بالادوية المغشوشة والفاسدة المستوردة من ايران ؟ ام بجكليته السيد تطرد شيطان كورونا ؟
ان الوضع الصحي في العراق خطيرجداً في ظل العجز والفشل . وان العراق مقبل على وضع كارثي شبيه بما يحدث في ايران , يسقطون المواطنين في الشوارع جثث مهملة . او اجراءات منع التجول بحجة الحجر الصحي في بيوتهم , لتتحول البيوت الى قبور جاهزة . ولم تتدارك ايران عدوى كورونا  أول الامر , إلا بعدما  حصد الفيروس كبار المسؤولين في الدولة . وبات الوباء يحصد العشرات يومياً من الموتى  , هذه الكارثة الانسانية الرهيبة في ايران ,  تريدها الاحزاب الشيعية للعراق والعراقيين . بهذا المصير الاسود الكارثي يتجه اليه العراق في ظل هذه الاحزاب المجرمة والفاسدة .
   جمعة عبدالله


181
قراءة في الديوان الشعري ( لا أحد يعرف أسمي ) للشاعر خالد الحلي
الشاعرة يمتلك مهارة أحترافية في خلق العبارة الشعرية الدالة , أكتسبها من الخبرة الطويلة تجاوزت عقود من الزمن  , في الانغمار في الصياغة الشعرية . واساليب فنيتها وتقنيتها المتطورة . في الصياغة الفنية والشعرية , المحملة بالرؤية التعبيرية الدالة . يمتلك مهارة  وممارسة في سكب الحرف الشعري في قوالب تملك الايحاء والمغزى والاشارة البليغة في المعنى  . بما يملك من اللغة ومن محسنات البلاغية يوظفها في مكانها المناسب , كي تعطي قوة العبارة الشعرية  المركزة . انه يجعل القصيدة كتنفس داخلي من ركام الهموم المكدسة في الضلوع ومشاعر الوجدان . لذلك يدخلنا مباشرة في مرارة الغربة والمنافي , التي تجعل الاغتراب معلقاً بين السماء والارض. فهو يطوف برحاله متنقل بين محطات الغربة , ويخوض الصراع الحياتي بشكل متواصل . لهذا فأن القصيدة تأتي كانعكاس لمعاناته المريرة في الغربة والاغتراب . فهو يطوف بين محطات المنافي بدون أسم ( لا يعرف احد أسمي ) . في تفاصيل اعماقه الداخلية , التي تغلفت بالاحباط والانكسار , والسؤال المرير في  ازمنة القهر والحزن على العراق . او زمن الحزن العراقي الطويل , الجاثم على الصدور , ولا يريد ان يرحل . ولم يترك حياة العراقي التي اشبعها ضرباً بسياط الشقاء والوجع والمرارة , ويصر على البقاء كأنه قدر العراقي الابدي . لا يتركه بحالة .
لمَ لا تتركنا
ايها الحزن العراقي الطويل
لمَ لا تتركنا
لم لا تتركنا .
 اللغة الشعرية حادة بمستوى الالم الداخلي . بمستوى عذاب العراقي في اينما كان  . بمستوى الجرح العراقي داخل الوطن ,   يتجرعها في كأس المآسي المتكالبة والمتزاحمة عليه بالطعنات والجراح المتتالية قديماً وحديثاً . يعزفها في قيثارة  اوتار الوطن الجريح , يصوغها في لغة رشيقة  ومطعمة بمحسنات البلاغية , لكي تنسجم وتتناغم مع النسيج الشعري الدال في اسلوبيته الملتهبة , لتدق على مزامير الايقاع الشعري , في انسابية النغم والجرس في وقع صدى  الكلمات , لكي يحفز مشاعر وعواطف القارئ بشكل مؤثر , في افعالها ومساراتها الدراماتيكية في الصور التي تحمل معنى بليغ . فهو يتحسس الجرح العراقي , لذلك يدق على اجراس الوطن , حتى  يجعل القارئ ان يملك  قناعات نفسية وعاطفية بزخم الحنين والشوق الى الوطن البعيد, حتى يخلق حالة شعورية متبادلة بين القصيدة والقارئ , في تفاعلاته المحسوسة وغير المحسوسة . قصائد الديون تضم  24 قصيدة مترجمة الى اللغة الانكليزية , قام بترجمتها الاديب الدكتور رغيد الفارس . وقصائد الديون امتدت ازمنتها تقريباً ثلاثين عاماً , من عام 1988 الى عام 2018 . تستوحي في خيالها الشعري , مناخات هذه الازمنة وتضاريسها المختلفة . وتبحر في اشرعتها بهواجس الغربة والاغتراب ,  والتعلق بالوطن البعيد . في الاشجان والمعاناة .
قلتِ له كل الذي أردتِ أن يقالْ
فما الذي مازال لم يقلْ ؟
دعي الشفاه تحتسي  مرارة السكوت
دعي الجفن تكتفي من حيرة المُقَلْ
----
لا تدع الايام تنامْ
أيامك ليس لديها بيتْ
لذلك يبث همومة واوجاعه على اطلال الاجراس التي تدق على الالفية . ولم يجد سوى احراق اوراق همومه في القرن العشرين . التي يدور فيها صراع حامي الوطيس بين خصمين : عاشق حرب والاخر غدار , وهو مترنح بجراحه بين عار وعار , يرقص على قبور موتاه , ويزغرد فوق دماء ضحاياه .
حين أنتصفَ  الليلُ وراحت أجراسُ الالفية تقرعُ

كنت وحيداً أحرق أوراق فجورِ  سنيّ القرن العشرين
كنت ارى بين رماد الاوراقْ
ما لا يمكن أن تستوعبه الاحداقْ
كنت أرى أياماً لايخجلها أثنان !
العارُ أو العارْ
وزماناً يتسيدهُ خصمان
عاشق حربٍ أو غدارْ
كنت أرى تاريخاً يبصق موتاهُ
ويزغرد فوق دماء ضحاياهُ
أرى أشلاءً تتناثر بين الاصوات
وتتنابز بين جموع تتظاهرُ
 تلعن ابناء سينين مرتْ
وقرون فرتْ
تتفجر مرآة الهموم وتتحول الى شظايا . في اصوات تحكي حكاية لم تشبع منها , تبكي وتشتم وتضحك . هذه لعبة الزمن يتراقص على جراح المسحوقين والمحرومين , في هذيانه وغث الهذيان  .
تنفجر المرآة
تترك بين شظاياها
أصواتاً تحكي .... تبكي ... تحكي ..... تبكي
تحكي
تبكي
 تبكي
تحكي
تضحك
تشتم
أهرب مذهولاً
هذيان ... هذيان ...... هذيان
هذيان يخرسني
هذيان يقطع لي  أذني
هذيان
أيام تركض وتأكل اشجار العمر , وتضعه على قارعة الاحزان . يداهمه الخريف ليأكل زهو الاشجار . ولم يبق في جعبة العمر والحياة . سوى احزان اصبحت كالاشجار .
أيام تأكل اشجار العمر ....
خريف يأكل زهو الاشجار
وعمري يأكله  ليل نهار
حزن الايام ....
وحزن الاشجار ......
وحزن الانهار .
وحدي .....
وحدي .....
وحدي .....
أتأكل في حزني ....
أتأكل في حزني .....
صوت الامل مذبوح بنشيج الاحزان , تأخذه السنين الحالمة لبغداد , وبغداد تتمرجح في هوى الايام العذبة والصافية , في عطر الندى , فما احلى صوت سيدة الاحلام والوقت .  بغداد . صوتها الاحلى لكل  الازمان ,  خالدة  بعبير ندى الاحلام .
يصرخ فيه نشيج  الامل المذبوحْ
صوتك يأخذني لسنين الاحلام ببغداد
صوتكِ يأكل نقاء الايام
فجرٌ تتورد في عطره نداه الانسام
صوتكِ ياسيدتي كل الخلود
ما أحلى الصوت
صوتكِ ياسيدة الاحلام
وسيدة الوقت
صوتكِ يبقى موسيقا  تقدحُ  عبر الازمان .
لا احد يعرف أسمه , ليس عدواً او مختالاً . لكنه من الزمن المقتول , وليس من الزمن القاتل , الذي قلب المعايير , اصحاب الدار هم  مؤجرون  , والغريب اصبح شريك الدار,بل صاحب الدار ,  ويتحكم في مفاصل الحياة في الدار , ولا يحترم شراكة الدار  , لكنه ينصب نفسه المتحكم بالارض يتصرف كيفما شاء , لذلك اختلط الامر بالفوضى .من صاحب الدار .  ومن هو نزيل الدار  ؟
لا تغضب .. فأنا أكره ان يغضب مني احد ...
أني لست عدواً
وانا لست مختالْ
أني اقفز مختصراً أمتاراً
لكني لا اجري مختزلاً أعماراً
أني الزمن المقتول
ولست الزمن القاتلْ
لا تقتلني من أجل اللحم أوالجلدِ ..
ضيفي  أنتَ 
جديد أنت على الارض ؟
لا أسأل من اين أتيت  , ولا اعرف من أنت
لكن : أهلاً .... أهلاً ........ أهلاً
أنت الآن شريكُ  ترابي
جمعة عبدالله




182
قراءة في رواية ( الشاهدة والزنجي ) حكاية إمرأة حالمة في زمن متوحش
برز المبدع الراحل ( مهدي عيسى الصقر ) من جيل الرواد في الرواية العراقية , التي اتجهت في الاتجاه الوقعي في منعطفات عالم السرد  الروائي , في الصياغة والمنهجية الواقعية , في الطرح والتناول  . وقد احتلوا مكاناً مرموقاً في تطوير  الرواية العراقية الواقعية . والمبدع الراحل يملك اسلوبية متطورة في السرد وضبط ايقاعاته . في الابتكار وخلق فكرة الحدث السردي  في النص الروائي , في مهارة متمكنة   من ادواتها  التعبيرية واسلوبية الطرح ضمن منهج الواقعية الاجتماعية , التي تعطي الزخم في الكشف والغوص في المعاناة والقهر الاجتماعي , وخاصة للشرائح الفقيرة , المظلومة والمسحوقة في البؤس الاجتماعي . وهذه رواية ( الشاهدة والزنجي ) كشفت عن عمق الصراع الاجتماعي , في التناول أدق  القضايا الحساسة والملتهبة في عصب الحياة والواقع , وخاصة بما يتعلق أو ما  يخص بالمرأة , من  الظلم الواقع على كاهلها بالاثقال الثقيلة التي لا تطاق ولا تتحمل بشكل كثيف ومتزاحم . ان منصات السرد كشفت هذه المعاناة بالوصف والتصوير الواقعي . الذي استخدم في لغة السرد الضمير ( المخاطب والمتكلم ) بعمق الكشف الجوهر الحقيقي للصراع  , ولدوافع البؤس الاجتماعي الظالم , في حساسيته ومشاعره المتعلقة تجاه المرأة . ان المتن الروائي يدخل في العمق الصراع الاجتماعي المتعدد الجوانب , في الفعل الدرامي الملتهب في ملاحقة مسار الاحداث , ورصدها والكشف عنها , بطريقة مشوقة تشد القارئ اليها في المتابعة المرهفة . والنص الروائي يسلط الجانب  المظلم , الذي يجلبه الاحتلال الاجنبي . والرواية تتحدث عن الفترة التاريخية من عمر العراق  في الاربعينيات من  القرن الماضي , عن الاحتلال الامريكي لمدينة البصرة . واتخذ الجانب الاخر من ضفة النهر , ضفة البساتين في اقامة معسكراته وثكناته ومستودعاته العسكرية  , والجانب الاخر من النهر ترك  الى سكان أهل البصرة . واشارات المتن الروائي تدلل في رؤيتها التعبيرية , بأن الحياة ضمن ثقل الاحتلال المفروض ,  تكون مفترسة   تمزق المعايير والقيم , بأن القاتل والمغتصب يظل حراً طليقاً , بينما الضحية تصبح كبش فداء , وما الضحية ( نجاة ) التي وقعت ضحية الافتراس , ماهي إلا أشارة ترميزية الى المدينة المفترسة من قبل المحتل الامريكي  . والمبدع الراحل ( مهدي عيسى الصقر ) أبداع في بناء الشخصيات الرئيسية في النص الروائي . نجد الجانب السلبي في فعلهم وتصرفاتهم بهذا الشكل وذاك . ما عدا شخصية المترجم  ( توفيق ) الذي يعطي سمة الشخصية الايجابية . الذي يحاول بكل جهده تقديم الدعم والمساعدة المعنوية الى الضحية ( نجاة ) .
               ×× أحداث المتن الروائي :
 × يتحدث النص الروائي عن فتاة صغيرة ( نجاة ) ذات السادسة عشرة عاماً , تزوجت من ( حسون ) الذي تجاوز الخامسة والاربعين عاماً . وقعت في زواج فاشل , وهي مازالت في عقل الطفولة الساذجة , وهي بذلك تكون سهلة الانقياد والافتراس . فهي متعطشة للحب والحياة , بسبب هذا الزواج غير المتكافئ .  ووقعت بسهولة في براثن ( أبراهيم ابن الخبازة ) في الاحتيال في بيع الحب المزيف لها  . فكان يطاردها بالاستمرار بحجة الحب والغرام حتى وقعت في الفخ الذي نصب لها , لكي يتاجر بها جنسياً في بيع جسدها الى جنود الاحتلال  . وكان يقوم في جنح الظلام حين يعبرن بنات الهوى الى الضفة الاخرى , ضفة البساتين ليبعن جسدهن الى جنود الاحتلال , فكان  يسلب ما يحصلن عليه من الاموال تحت طائلة  التهديد والتخويف  , ليأخذ محصولهن الليلي . لذلك اقنع ( نجاة ) في الذهاب الى البساتين في جنح الظلام , وبالفعل ذهبت معه الى الضفة الاخرى واغتصبت من قبل  جنديين زنجيين , ولكن كشف الامر من قبل حراس المعسكر , ودارت معركة قتل فيها أحد جنود الاحتلال , وهي وقعت في قبضتهم  , واعتبرت الشاهدة الوحيدة التي شاهدت المجرم ,  الذي اغتصب وقام بالعملية الاجرامية في القتل . وكانت بين فترة واخرى  تجلب الى معسكر الاحتلال لاجراء التحقيق لمعرفة القاتل  , والتعرف على وجه المجرم من خلال اصطفاف الجنود في عراء في سخونة نهار الصيف , وهي تتجول بين الوجوه  , لكي تتعرف وتشخص القاتل الحقيقي من الجنود الواقفين في قيظ الشمس الحارقة . وكانت عملية جلبها من بيتها ومرورها في السوق الشعبي برفقة الجنود والشرطة . كانت تشعر بالاهانة والاذلال. . وكانت تشعر بالاحباط والجزع والعيون تتطلع فيها , بعدما انتشر خبر عملها الفاحش . حتى زوجها طلقها حتى يتخلص من عارها المشين . فكانت في كل مرة تفشل في العثور على القاتل , وهي تلوم نفسها بشدة وندم , كيف طوعت نفسها في تصديق الحب المزيف من قبل  ( أبراهيم ابن الخبازة ) رغم تحذير المجنون ( حميد ) الذي حذرها في الابتعاد عنه لانه سيء الاخلاق والتصرف والسلوك , حيث قال لها ( أنه أنسان لا يتورع على القيام بأي شيء , من اجل ان يحصل على المال ...... حتى أمه ليبيعها اذا وجد من يشتريها ) ص45 . لذلك جزعت من حياتها وهي تجد نفسها تتحطم جسدياً ونفسياً , في دوامة الجلب الى المعسكر , والتفتيش في وجوه جنود الاحتلال . وكان في كل الجولات يصاحبها المترجم ( توفيق ) ليقوم بمهمة الترجمة , ويقول لها بأن افادتها في مركز الشرطة تؤكد بأنها شاهدت وجه القاتل الذي اغتصبها , فلماذا لا تركز في الوجوه وتنتهي مشكلتها . ترد عليه بأنها لم تصرح بأنها شاهدت وجه المجرم ( - أنا ما قلت أنني رأيته , ابداً ما قلت . لكنهم أصروا .. ماذا افعل أنا !؟ ) ص31 . ويلح عليها ( توفيق ) ان تكون هادئة وتركز بدقة, وهي تتطلع في الوجوه , فلابد ان شاهدت شيء مثير يجلب الانتباه في القاتل  , اثناء عملية أغتصابها , وحتما ستصل الى القاتل وتنتهي مشكلتها العويصة ( - اذا تعر فت ِ عليه تنتهي المسألة بالنسبة لكِ
فسألته .
- وهو ؟
قال لها :
- يعدم طبعاً , هو وصاحبه . ماذا تتوقعين؟ ) ص41 .
لذلك انها في قرارة نفسها لا يمكن ان تجازف في حياة أنسان ربما يكون بريء , وليس ذلك المجرم الحقيقي.
وتتذكر بأن ( توفيق ) قال لها بأنه حين ينتهي عمله في المعسكر ويرحل المحتل الامريكي من المدينة  , فأنه يعود الى مدينته واهله . وكانت تتمنى في قرارة نفسها , ان يأخذها معه وينقذها من معاناتها , ينقذها من الجزع الحياتي , من هذه المحنة السوداء . فيقول لها مواسياً ( - لالا ..... لاتيأسي من الدنيا هكذا بسرعة , هذه قضية بسيطة . سوف تنتهي قريباً ,,, صدقيني ... ربما تنتهي هذا اليوم .. وانتِ لا تزالي شابة صغيرة .. والمستقبل كله مفتوح امامكِ ) ص58  .وكذلك تحثها امامها على انهاء المشكلة كيف ما يكون , بأشارة الى اي جندي من الواقفين وتنتهي المسألة  العذاب والمعاناة . ولكنها تصر على عدم ظلم اي أنسان , ضميرها لا يطاوعها على فعل ذلك , وتوجه كلامها الى امها بجزع ويأس :
( - رأيك ... أقتل نفسي !؟
شهقت أمها .
 - لا بنتي ....... أسم الله عليك . لماذا تقتلين أنتِ نفسك . أشيري الى اي واحد منهم والسلام ... كلهم خنازير )ص74 . فلم تعد تطاق محنتها وعذابها , فقد انهكتها جسدياً وروحياً . بالهموم التي تتجرعها كالعلقم . ولم تعد تتحمل نظرات الناس القاسية , كأنها اصبحت منبوذة , بل عار عليهم , وعليها الرحيل عن المدينة , لان وجودها غير مرغوب فيه, من فعلها الفاحش  الذي سودت  المدينة بالعار . وحرصاً على سمعة المدينة ونسائها عليها الرحيل فوراً . صعدت الى  سلم البيت بصعوبة وهي تجر قدميها لتسلق الدرج , وهي في حالة يرثى لها , انهت حياتها لتريح الناس وتستريح , فلم تعد تطيق الحياة , وكانت النهاية في تلك الليلة الرهيبة , لتنام في قعر البئر العميق  , وهي توجه صرخة أحتجاج الى الزمن المتوحش والمفترس .
 جمعة عبدالله


183
قراءة في الديوان الشعري ( لا يعني ) الشاعر حميد الحريزي
الشعر والثورة عملية متلازمة في الاندماج في الصياغة التعبيرية , هذا ما يروم اليه الشاعر حميد الحريزي ان يقدمه  في منصاته الابداعية في هذا الديوان ( لا يعني ) ان يحرك النص الى ذروة الفعل والحركة والعنفوان الثوري الدال , في مواجهة القضايا الحساسة التي تخنق مفاصل الوطن , وتدفعه الى الازمة الحياتية بكل تداعياتها وتجلياتها . ان يسلط الضوئية الدالة في ثيمات التكالب على السلطة واللصوصية والفساد , في الجشع  والاستيلاء والاسحواذ . هذه منصات القصيدة النثرية في قصائد الديوان . لكي يضيء الفهم والادراك والوعي . ان يحرك موجات وامواج الشارع الشعبي والسياسي , في التحدي والرفض والتمرد . لان الشاعر ينطلق من مبادئ الالتزام لقضايا الشعب والوطن , في مواقف المثقف الملتزم بهويته الوطنية والسياسية . في زمن القحط واليباس , في زمن الارتداد بعيداً الى الوراء . من اجل ان يحمل فانوس عراقي ينير درب الظلام الداكن , أن ينقله الى مصاف النور . من عملية اغتصاب الوطن وخنق مفاصله المتحركة والفاعلة  , من افعال السراق واللصوص , الذين استحوذوا على عرش السلطان . ان يضيء القصائد بالاشعاع الثوري من اجل ان يخلق حالة  النهوض الجماهيري المنتظر . بهذا الشكل انسابت قصائد الديوان ( لا يعني ) في تدفقها الغزير نحو كل صوب واتجاه ,وكذلك حرث في الرومانس الثوري , من اجل ان يبرز مديات  الحلم والطموح في مشاعر الوجدان الداخلي , لكي يظهرها على المكشوف . من اجل تسليط الضوء على المحنة والفاجعة والدماء   , التي اطلقت ثعابينها في كل أتجاه . مما يفزز القلق والتوجس الانساني لثيمات الواقع التي لاتعد ولا تحصى , في زمن الارتداد الاسود والزيف الممجوج  الى الذين لبسوا جبة الشيطان . من هذا المنطلق فأن  القصائده النثرية تملك قوة العبارة والحجة التعبيرية , قوة المجابهة على الواقع المأجور , بهذا الفهم فأن الحرف الشعري , يتجاوز الذاتية الى العام الاجتماعي , في القهر والمعاناة . وهذا روعة  الابداع الخلاق  في القصيدة النثرية . لو نأخذ على سبيل المثال من أبرز شعراء القصيدة النثرية ( محمد الماغوط ) الذي يوظف ممتلكات القصيدة . في الانتقاد اللاذع والساخن الى الظلم الاجتماعي في القهر والمعاناة على الواقع , منطلقاً من معاناته الذاتية , ليصب جام غضبه الى عدة جهات  تتحكم بالشأن  الاجتماعي   ,لانه عانى وذاق من العذاب في العيش ,  وفي قسوة السجون والحرمان الحياتي , لذلك يكون احتجاجه وتمرده منطلقاً من الذات الى العام , بينما الشاعر حميد الحريزي يتخطى ويتجاوز الحدود الذاتية , وانما يوجه صوته الشعري الى الذات العام أو المعاناة الجماعية , ويحدد بالضبط الجهة المسؤولة عن الظلم والقهر الاجتماعي والحرمان وتفتيت الحياة وتجفيفها من كل جمال حياتي . انه يوجه احتجاجه وتمرده نحو الطغمة الحاكمة بالتحديد , اي أنه يوجه سهامه بالتصويب  بشكل مباشر , الى عش الظلم والفساد سواء كانوا  من ( المدنيين او الدينيين ) في هرم السلطة . لكي يوجه رسالة واضحة الى القارئ في خطابه الشعري الثوري . الى مسبب الخراب والاحزان والتمزق والشقاق . اي ان الشاعر يمسك بالضبط نبض المشكلة والعلة والازمة , عن واقع الحال البائس والمزري , الذي لبس السواد والارتداد الى الوراء , ووقع الوطن تحت حوافر هذه الطغمة الحاكمة . والقصائد الديوان ( لا يعني ) بأنها تعني الكثير والكثير , وكذلك لغته استلهمت محسنات علم البديع في اشكالها المتنوعة في ( الجناس والطباق والمقابلة والاستعارة ) من اجل اعطى الزخم التعبيري الدال , في ضوئيته الكاشفة في غزارة المعنى البليغ .
× الشاعر الملتزم :
أن
تكتب الشعر
لا تعني
 أنك تُحسنُ تسطير الكلماتِ
أن
تكون شاعراً
يعني
أنك ثائر سلاحه الجمال
× تسليط الارهاب بتعليق صورة الصنم المقدس , او قائد الضرورة في البيوت
أكوام
القمامة
تقتحم بيوتنا دون أستئذانٍ
لا يعني
أن بيوتنا بلا أسيجةٍ
بل
القمامة تحمل صورة السلطان
× صديق الشدة والضيق :
أنْ
تكون صديقي
لا يعني
أن تحفظ رقم هاتفي
يعني
أن تكون معي وقت المحنة
×  ماهية الحاكم :
أنْ
تكون حاكماً
لا يعني
أنك أمتلكت رقاب الناس
أن
تكون حاكماً
أنك ملكت رقبتك
لمحكوميكَ
× مفهوم المبادئ الحسينية :
أنْ
تلبس السواد
لا يعني
أنكَ حُسينٌّ
أن
 تكون حسينياً
أن يلبس قلبك
البياض
× الخداع الديني :
أن
تقيم الولائم
لا يعني
أنك انتصرت للحسين
أن
تنتصر للحسين
يعني
أن تنتمي لثورة
الجياع
× جشع السعالي :
أيتها ( السعالي )
متى تشبعين
من دماء أبناء شعبي
الذي
أسرتهُ الخرافة ؟؟؟
× انتصار للحق :
أن
تنتصر للحق
لا يعني
أنك تضحي
فمن ينتصر للحرية
يولد من
جديد
× في الحب الرومانسي الذي يفرش قلبه للحب  :
لماذا
كلما فرشت لكَ قلبي
بساطاً
من زهور
جعلتَ طريقي  حقلاً
من
مسامير ؟؟
× مسخرة حكام العراق المسخرة :
كانت
ولم تزل المسخرة في بلدي
تنحسرُ
الحياة وتتسعُ
المقبرة !!!
الى متى
العالم يسير الى الامام
ونحنُ نعود
القهقرى !!
كل العالم يشهدُ
هذه المسخرة
في عاصمتنا
المدورة
× خداع العمائم الشيطانية :
أيها
الشقيُ
المخدوع بعمائم
الملالي
الساهرون كنزاًلاموالِ
المغفلين
هل
مازلت
تظنهم قابعين يتلونَ
آيات الكتاب
المبين ؟؟
× الاعلان الاخير :
أعلن النفير
الى ميدان التحرير
عمال ونساء
رضعوا الحب والوفاءَ
فلبوا النداء
لتقرير المصيرْ
فكان
النفير
تنادت الحناجر
أستجابت الجموع
يرحلُ الطغاة يحررُ الاباة
من دون هذا لا رجوعْ
فلابد للسلطانِ أن يستجيب
× كواتم الصوت
في ( دم ) قراطية مسلحةٍ
كاتم الصوت
لا يحب الكلام
كاتم اصوت
( جندي من عسل )
سكين تعشق رؤوس
-----------
أذاً
سجلوا الفاعل مجهولاً
وأختموا أفواه
حكايات
كتموهُ بكاتم اعمى . لا كُرهاً لدوي
الطلقات
× عنوان الكتاب : لا يعني
× أسم المؤلف : حميد الحريزي
× الطبعة الاولى : عام 2019
× عدد الصفحات : 399 صفحة
جمعة عبدالله




184
فرق الموت الصدرية تنسحب من ساحات التظاهر والاعتصام
أن انسحاب فرق الموت من أصحاب القبعات الزرق التابعة الى التيار الصدري . لم يأتِ لتجنب ارتكاب مجازر دموية اخرى  . او اعتراف بفداحة الجريمة . أو تألم لسماع نحيب الامهات التي فجعت بقتل فلذات اكبادهن بدم بارد , وبوحشية دموية , لاتخاف من الله او من الاديان السماوية والانسانية , وهم استباحوا حرمة مدينتين مقدستين للمذهب الشيعي والمذاهب الاسلامية الاخرى , مدينتي كربلاء والنجف . ولم تقف امامهما قدسية الامام علي والحسين ( عليهم افضل السلام ) . وانما جاء الانسحاب الوحوش من  اصحاب القبعات الزرق , نتيجة حملة الاستنكار والادانة والضغوط الهائلة من الشعب والمرجعية الدينية . والضعوط الدولية من المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والانسانية , التي روعتها مشاهد  مجازر الدم ضد المتظاهرين السلميين , وتهديد المجتمع الدولي , بأن الجناة القتلة لن يفلتوا من العقاب والقضاء الدولي  . كما اشارت صراحة مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان , بتوجيه أصابع الاتهام والجريمة , الى التيار الصدري والى زعيمه الطفل الايراني الارعن ( مقتدى الصدر ) بتوجيه عصابات الموت من أصحاب القبعات الزرق بالهجوم على ساحات التظاهر والاعتصام  . حيث ذكرت في تصريحها بأن الهجوم على ساحتي الاعتصام والتظاهر في النجف وكربلاء . متهمة انصار التيار الصدري في الجريمة , في اطلاق النار على المتظاهرين  , وعبرت عن سخطها وقلقها من دوامة العنف الدموي من جديد من قبل اصحاب القبعات الزرق . ان ارتكاب هذه الجرائم الوحشية , هو هدف ومخطط ايراني في انهاء الثورة وافراغ ساحات التظاهر والاعتصام بواسطة طفلهم الارعن . وان  المجتمع الدولي شجب وقوف القوات الامنية موقف المتفرج , بالهجوم الوحشي على المتظاهرين . وحملهم  مسؤولية  بالتقصير من حماية المتظاهرين . ان الهجوم الفاشي الارعن على ساحات التظاهر والاعتصام , فشل فشلاً ذريعاً من الحشود البشرية الهائلة , التي هبت في نخوتها وشهامتها العراقية الاصيلة  نحو ساحات التظاهر والاعتصام ,  و بالوقوف في وجه القتلة , فقد شكلوا اسواراً منيعة لحماية المتظاهرين من البطش خرفان مقتدى الصدر . لقد انكشف الدور المخرب والمدمر للعراق من قبل مقتدى الصدر . من أجل بقى العراق في جيب ايران . ان التاريخ سيكتب بحروف من العار والاجرام في جبين التياري الصدري وزعيمه الارعن . الذي يواجه نقمة شعبية عارمة لوحشيته الدموية .ماذا يقول الطفل الايراني للامهات التي فجعت ونكبت بفلذات اكبادهن . وهم في عمر الزهور ؟ اين يذهب من عقاب  الله لاجرامه الوحشي ؟ كيف خولت نفسه في استباحة مدينتين مقدستين ( كربلاء والنجف ) بقتل شبابها ؟ اية اخلاق يحملونها , لم يراعوا الحرمات والمقدسات , حتى وصايا المرجعية الدينية , التي صرحت بحرمة الدم العراقي .
ان مقتدى الصدر في اجرامه يتصور نفسه ,  بأنه فوق الدين والقانون والدولة . لذلك يتصرف كالذئب المسعور . اصبح كأي مجرم فتاك يديه ملطخة بالدم العراقي . ولكن لن يفلت من العقاب مثل كل مرة . ان يد العدالة لابد ان ان تطال رقبته , آجلاً أم عاجلاً .
 جمعة عبدالله


185
قراءة في المجموعة القصصية ( بستان العاشقين ) الكاتب فيصل عبدالحسن
الكاتب متميز في براعته الاسلوبية  في عالم السرد ( قصة ورواية ) في التناول والصياغة مشبعة في الاتجاه الواقعي بكل مساراته المتنوعة من مفردات واشياء الواقع الفعلية , يصوغها بمهارة محترف في صناعة فن السرد بتمكن  في جمع مكونات  الواقع ,  والمتخيل الفني في بوتقة واحدة , في عالم السرد الواقعي بكل اشكاله التعبيرية التي تخوض في تداعيات الواقع وتفرزها على الملأ , يسكبها في الصياغة الفنية الحديثة  . لذلك يحمل النص او الحدث السردي بالاشباع الحياتي والواقعي وفي السرد الفني  , وفي اللغة السردية المشوقة التي تشد القارئ برهافة حميمية . ان عالمه السردي متنوع العطاء والتجلي لمفردات الواقع وتداعياته المختلفة , في الرؤية والرؤى في الاتجاه النقد والانتقاد اللاذع , في اتجاه السخرية الساخرة بالكوميدية التراجيدية .  في حالتها التي تفضي الى  الانتهاك الاجتماعي في القهر والمعاناة . لذلك ان النص السردي يحمل حالات انسانية مظلومة ومحرومة في معاناتها الاجتماعي  . في مشاعرها الملتهبة في الوجع الحياتي في هواجسها الوجدانية الداخلية والخارجية . لذلك نجد ان شخصية الحدث أو ( البطل ) السرد يخوض معاناة قاهرة في الواقع والحياة المتجمدة  في العذاب والتعذيب الروحي والاجتماعي , أن  يكون مشبعاً  بالهواجس والهموم , في الفقر والعوز الحياتي , في الحالات النفسية الجريحة ومؤلمة في الوجع  من سكاكين الواقع الجارحة , ليخوض غمارالانكسار والاحباط والانهزام , في كل مفردات الحياة بما فيها الحب , وكذلك يواجه الغطرسة والتعالي والفساد والنفاق المسلط على الشرائح المظلومة في المجتمع  . وكذلك امام المواجهة الحدية والصارمة في بشاعة قسوتها من  الارهاب السلطوي المرعب . يواجه الطموحات الانسانية التي تنقلب الى وهم وسراب . لتدفعه ان يكون غريقاً بالحزن والالم , في جراحات تحرث في الخيبة والاحباط ,  في وهم الاحلام التي يتصورها قريبة المنال , ولكنها في حقيقتها بعيدة المنال . ان الحبكة السردية في ثنايا  احداثها السردية  المتنوعة . تمثل بانوراما الحياتية بكل مرادفاتها المتناقضة التي حملتها المجموعة القصصية ( بستان العاشقين ) للاديب فيصل عبدالحسن . وهو يكون  عجينة تشكيلية يخلقها  من صلب  الواقع ويرسمها بعدة لوحات سردية مشبعة في الدلالات العميقة في التعبير والمغزى الدال في ايقاعاتها المختلفة , في العالم السردي المتمكن من ادواته وتقنياته الحديثة . التي تحرث  في الوطن والمنفى والحب والمعاناة الاجتماعية . والمجموعة القصصية ضمت 21 قصة قصيرة , نقتطف بعضها بأيجاز شديد :
1 - قصة الطعام الاسود : الاهداء ( الى ولدي محمد ) وهي اشارة بليغة بتذكير الابناء الى المعاناة القاسية التي تجرعها الاباء وحملوها على ظهورهم كصخرة سيزيف في المشقة والعناء .
وحدث القصة  تدور حول أب لعائلة  يحاول ان يجد فرصة عمل للعيش هو وعائلته , حتى يتهرب من ذل السؤال من الدائنين  , لذلك يتهرب منهم لعوزه المادي والمعيشي في دفع ديونه المرتبة عليه  , ويبحث عن فرصة عمل مهما كانت مشقتها وخطورتها , واخيراً بعد بحث مضني ومتعب , وجد فرصة العمل في حديقة الحيوانات لاطعام الاسود والنمور . رغم تحذير مدير الحديقة في اختبار مدى تحمله بالتحذير الموجه له ( ربما سنطلب منك يوماً تنظيف أسنان الاسود بالفرشاة ومعجون الاسنان ) لكي يخيفه ويتنصل عن العمل , لكنه اصر على تحمل كل المخاطر . وبدأ يمارس الصمود البطولي الكاذب امام المدير  , لكي يقنعه  بالقبول بالعمل في الحديقة الحيوانات , وعرف ان عمله يقتصر على تقديم شرائح اللحوم المستوردة والمجمدة الى الاسود صباحاً ومساءاً اقتنع بعمله , وهويدغدغ  هواجسه بأنه سيقتطع قطعة من اللحم الى عائلته المحرومة من اللحم والى جيرانه , الذين قدموا الدعم والمساعدة في فقره وعوزه . لكن في النتيجة العملية تبخرت هذه الرغبات . حين عرف بأن اللحم الذي  يصل  بالسيارات المبردة للحوم ,   يتقاسمها المدير والموظفين . وحصة الاسود والنمور , هو تقديم  طعام خليط من الفول والرز وفتات الخبز والامعاء وفضلات اللحوم  , لذلك ان الاسود والنمور في حالة شحوب وضعف , كأنها على وشك السقوط والاغماء في كل حظة .
2 - قصة ردني الى بلادي : يهزه الشوق والحنين الى بلاده بعد سقوط النظام الدكتاتوري , ويصر الى العودة الى احضان الاهل والاحبة . التي تتحرك ذكرياته بحزن وشوق . رغم مخالفة زوجته التي تشعر بالحزن والقهر والآهات والدموع , خوفاً عليه لان الوضع في بلاده مخيف بالارهاب والتفجيرات اليومية , وخوفاً ان يصيبه مكروه ويتيم اطفاله , رغم انه يعيش مع زوجته في بحبوحة الحياة   في حب ولوئام , لذلك تحرص على حياته من هذه السفرة المخيفة عير مطمئنة نتائجها . ولكن الشوق الى الوطن اكبر من حزن زوجته ودموعها , وحالات الحرجة بعدم انتظار عودة اطفاله من المدرسة , خشية ان يضعف امامهم ويبطل عن الرحيل . ومع اعتراض زوجته ودموعها الباكية , يصر على الذهاب الى الوطن  مهما كانت العواقب .
3 - قصة قص الشريط : قرر الرئيس ان يفتح داراً جديدة للامتاع والمؤانسة , وهي الدور التي تطلق لدور التعذيب الوحشي لدائرة المخابرات والامن ضد المعارضين السياسيين ,  يوزعون على اقسام هذه الدور الجهنمية في الرعب والفزع  في اساليب التعذيب والبطش بالسجناء السياسيين , فهناك دور مخصصة في وضع السجناء المعارضين  في الحوامض التيزاب لذابتهم . وهناك دور لقلع العيون والاعضاء الجنسية وقلع الاظافر  , وهناك دور تستخدم الكهرباء في تعذيب الجسد . وهناك دور تمارس البطش الوحشي لابناء السجناء حتى يعترفوا الاباء ويسقطوا . هذه بركات الحكم الدكتاتوري .
4 - قصة يوم الكلب : دخل كلب ضخم  على الجدة وهي عارية في غرفتها تتهيء الى الاستحمام في الماء الساخن . وهي تخاف من رؤية الكلاب والقطط . فقد افزعها بالرعب , ومن ارتباكها سقط الماء الساخن , ومن خوفها حملت سيف حديدي , وبدات تتصايح بهلع وخوف , تجمهر حولها عائلتها والجيران وغطوا جسمها العاري بالبطانية , ولكن المصيبة الكلب حشر نفسه في زوية ولم يستسلم لصيحات والتهديدات , فأقترح احدهم في اعطائه شرائح اللحوم . وبالفعل جلبوا شرائح اللحوم فلم يقترب الكلب اليها , ادعوا بأنها مجمدة والكلب يريد لحوم طازجة وبالفعل جلبوا اللحوم الطازجة لكن دون فائدة , فأستعانوا بتاجر المخدرات والحشيشة وكان شاباً مفتول العضلات فأقترب من الكلب واخرجه خارج الغرفة, في استسلام دون ممانعة .
5 - قصة المخطوفة : استدرجت عصابة خطف الاطفال , طفلة صغيرة في خداعها بالحلوى ولعب الاطفال , ولكن من اجل تبديل اعضاء جسمها بجسم الصبي المريض , الراقد على سرير المرض في المستشفى . فسلموا الطفلة الى الطبيب ليقوم بالفحوص والتحليلات اللازمة قبل عملية تغيير الاعضاء . وسلموا المال الى المختطف , واستعدوا الى اجرى العملية الجراحية , شعرت الطفلة الصغيرة بالخوف والمكيدة التي وقعت فيها , واستعدت للهروب , وسنحت لها الفرصة في التغافل . واندست بين الناس المراجعين في ازدحامهم الشديد على المستشفى ووصلت الى الشاع والخوف يأكل قلبها .
6 - قصة وحمدت الله لاني فقير : تشير الى مضامين الجشع الذي لم يتوقف في الاستحواذ غير المشروع . وهي تحكي بأن فقير جائع رث الملابس يعزف على الربابة بصوته الشجي , فرق لحاله صاحب الدكان واجلسه على دكة الدكان وراح يعزف ويغني على الربابة  . ولكن غنائه يتجه الى صوب اخر الى التنبوء والحدس الى صعود اسعار البضائع او نزولها في الاسواق  . وكل تنبواءته كانت صحيحة ومضبوطة يسير عليها صاحب الدكان , فحين يعلن بصعود اسعار الفصولياء والعدس بأنها سيرتفع ثمنها , تشحن الهمة بصاحب الدكان ويبيع بما يملك , حتى باع اثاث بيته ليشتري الفصولياء والعدس , وحين اختفت من الاسواق , عرضها في السوق  وربح بها ربحاً مضافاً عدة مرات . وحين تنبأ بصعود اسعار السكائر ,  هب بما يملك ليخزن صناديق السكائر , وبالفعل حين ختفت في الاسواق  , عرضها للبيع ليربح بها ربحاً كبيراً . وكذلك الحال للسكر وغيره من البضائع , حتى اصبح اغنى الاغنياء , واشترى افخم السيارات والفلل وتزوج مرة ثانية وثالثة حتى اصبح امبراطور المال . ولكن في احدى الليالي داهمه حلم مرعب , بأن صاحب الربابة يحمل مسدس لقتله , اذا لم يسجل كل امواله وعقاراته بأسمه , وقبل بالعرض حتى لا يموت , لكن صاحب الربابة طلق عليه الرصاص الغزير , ليفز من النوم مرعوباً من الكابوس . لكن وجد نفسه ذلك الفقير الحال , فقد كان حلماً مرعباً في كابوسه .
7 - قصة بستان العاشقين : جلست أمرأة شابة في العمر الخامسة والعشرين تغطي ملامح وجهها الحزن والالم , وقد سمعت حكايات عن هذا المقهى المشبوه السيء السمعة , في اختلاط النساء والرجال بموعد فيه , كأنه بستان العشاق يلتقون فيه , ومن ضمنهم زوجها وهي تشك بأنه لديه عشيقة يتواجدون في هذا المقهى  , فطلبت الشاي وحاولت استدراج النادل , ان تستفسر هل زوجها من رواد المقهى , بعدما اعطت اوصافه , حاول النادل بتفادي الحرج بحرف الموضوع , لكنها اصرت بالجواب , واخرجت من محفظتها الجلدية , قنينة دواء مليئة بالحبوب السامة , وهي توجه  كلامها الى النادل ,  بأنها لا يمكن ان تتصور وتتخيل بأن أمرأة تخطف زوجها منها , وهي تحبه حباً شديداً , عرف النادل بأنها مقبلة على الانتحار بلا محالة , فأخترع قصة وهمية , فأخذ النادل قنينة السم وقال هذا الدواء بعينه دمر حياتي الى الجحيم (  "نعم..  نعم.. إنه ذات الدواء , الذي ابتلعت  منه كمية كبيرة , بعد ان فشلت في امتحان البكالوريا للمرة الثالثة ,  وقررت أن أضع حدا  لحياتي …" ) قالت متسائلة :  (  "يبدو أنه لم يقتلك.. تنهد النادل، ونظر بعينين حزينتين إلى المرأة الشابة :  - لو مت في ذلك الوقت لكان ذلك أفضل لي مائة مرة !!..    لقد مزقت هذه الحبوب معدتي , وبقيت تحت رحمة الاطباء ,  ومشارطهم وخيوطهم  يعيدون رتق معدتي , في كل مرة أسقط  وأنا بين الموت والحياة ,  وفي النتيجة  النهائية توصلوا إلى منعي عن الأكل طيلة حياتي الباقية ..  أتصدقين  يا سيدتي إني منذ سنوات مراهقتي أعيش على خمسة  ألتار من الحليب يوميا !! " تساءلت المرأة  خائفة :  "تعيش على الحليب  وحده ؟ !!" ) ص104 .  فارتجفت بخوف وقلق وخرجت من المقهى ورمت قنينة السم في اقرب مكب للنفايات
 جمعة عبدالله

186
انتهى دور القناص المثلم وجاء دور أصحاب القبعات الزرق
انكشف دور مقتدى الصدر بأنه بيدق بيد ايران تلعب به مثلما ترغب وتريد  , وله دور مرسوم  ومخطط بدقة  . في أطفاء نيران الازمات التي تعصف بنظام الحكم الطائفي الفاسد ,  في الوقوف بالضد من الاحتجاجات الشعبية ,   التي تطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين وتوفير الخدمات  . وفي اجهاض واخماد التظاهرات الاحتجاجية  السلمية المطالبة المطالبة بوطن  , ومقتدى الصدر يقوم بدورين او وجهين  , الاول راعي الاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين بالاقوال النارية الصاعقة والمدوية  في زلزالها لكن فقط بالكلام , ولكن فعلياً يعقد صفقات وينسق  مواقفه مع الفاسدين ( دهن ودبس )  ويبتزهم بالحصة الاكبر من عمليات النهب واللصوصية . لذلك ان كل  الحكومات المتعاقبة . كانت حصة التيار الصدري لا تقل عن خمس حقائب وزارية , وهي وزارات خدمية لها صلة في حياة المواطنين , ولكن لم نجد حقيبة وزارية من التيار الصدري , عملت بشرف ونزاهة واخلاص , بل انغمروا في عمليات النهب واللصوصية حتى اصبحوا من حيتان الفساد الكبيرة . وحتى لم ينصفوا بالعدل ورفع الظلم والاهمال عن حاضنتهم الشعبية والفقيرة , في الاهتمام بتوفير الخدمات وتخفيف معاناتهم الحياتية , بل تراجعت الى الاسوأ . ولكن نجد  هذه الحاضنة ظلت تلتف وتدعم مقتدى الصدر , ليس حباً به , وانما احتراماً لوالده الشهيد . لذلك يغفرون هفواته واخطائه وعثراته ومزاجيته المتقلبة . ومواقفه السياسية  الهزيلة والمضحكة . يتغاضون عن غبائه وجهله السياسي وغطرسته الجامحة بأن يكون صانع الحكومات . ولكن دوره الاساسي هو بقى العراق في جيب ايران , وان يكون سوق محلية لتصريف البضائع والمنتجات الايرانية . ان يكون العراق بقرة حلوب الى ايران , تدر الحليب والذهب والدولار . اما نصيب الشعب الحصة الكاملة  من روث البقر . لذلك ان محاولات التخريب وانهاء التظاهرات وافراع ساحات التظاهر والاعتصام  , هو من ضمن دور المرسوم الى  مقتدى الصدر ,  في انهاء التظاهرات واخماد ثورة تشرين , لذلك طلب من انصاره أصحاب القبعات الزرق . العودة الى ساحات التظاهر وطرد المتظاهرين . واحلال محلهم في الساحات واحراق الخيم بالقوة والعنف . لذلك كانت صولات اصحاب القبعات الزرق , بالهجوم على ساحات التظاهر وهم حاملين السكاكين والعصي وحتى السلاح القاتل , وقاموا بجرائم تخريبية احراق وقتل وجرح المتظاهرين السلميين , كما حصل بالهجوم البلطجي والارهابي على المطعم التركي ( جبل أحد ) واصابوا العشرات بجراح دامية وبعضهم اصيب بأصابات بليغة , ورموا احد المتظاهرين من الطابق السادس . من اجل ادخال الرعب والخوف في نفوس المتظاهرين , وكذلك كما حصلت مجزة دموية في محافظة النجف الاشرف , بالهجوم على خيم المتظاهرين واحراقها  , واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين , وكانت حصيلة المجزرة الدموية التي قام  بها اصحاب القبعات الزرق .  سقط 8 قتلى   , واصابة اكثر من 85 مصاباً بعضهم اصابات خطيرة . هكذا بكل بساطة حلوا اصحاب القبعات الزرق  محل القناص الملثم .
ان رفع السلاح في وجه المتظاهرين جريمة لا تغتفر , وليس من الاخلاق الرجال اطلاق النار على الطالبين بالحق والعدل والانصاف في رفع المظالم والحرمان  , انها خيانة وطنية بحق المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بوطن حر  . مما خلق  بلبلة وفوضى في صفوف  التيار الصدري من الشرفاء , الذين كانوا بالامس مع اخوانهم المتظاهرين يدافعون عن الوطن والثورة سوية , واليوم يرفعون السلاح بوجه اخوانهم . لذلك استنكروا هذه الافعال الاجرامية التي يقوم بها اصحاب القبعات الزرق , وهو اسلوب اجرامي لا يشرف التيار الصدري .
ان مقتدى الصدر ارتضى ان يقوم بدور القناص المكشوف   في اخماد  وانهاء التظاهرات . وان يكون زعيم الاوحد لذيول الايرانية . ولكن لايمكن ان تنجح عصابته الارهابية   في افراغ الساحات وانهاء ثورة التغيير  . سيمني مقتدى الصدر وبطلجيته بالفشل والانهزام .ان وقوف مقتدى الصدر بهذه العلانية   مع المجرمين والفاسدين , يعني احتراقت ورقته سياسياً وشعبياً  , وان ثورة الشعب والوطن ستنتصر حتماً .
 جمعة عبدالله

187
قراءة في كتاب : كاظم عبدالجبار / شاعر غنائي توارى منسياً في متاهات الزمن / الكاتب الاستاذ لطيف عبد سالم
الشيء الجميل ان نتذكر مبدعينا , الذين طواهم الزمن بالنسيان والاهمال , ونزيح عنهم غبار الاهمال , ونعيد احياء تراثهم الابداعي ,  الذي تركوه في الذاكرة العراقية , ورحلوا الى رحمة الله الواسعة . وهذا الكتاب للاستاذ الاديب الباحث ( لطيف عبد سالم ) يستحق الثناء والتقدير الى مبادرته الرائعة  , في الجهد التوثيقي والتاريخي  للسيرة الابداعية  في الشعر الشعبي والغنائي للشاعر الغنائي الراحل  ( كاظم عبدالجبار )  . الذي طاله الظلم والاجحاف والجحود من المؤسسات الثقافية الرسمية والاهلية ,  وحتى من  الافراد من ذوي الاختصاصات  بالادب والفن والنقد . رغم ان الراحل  قدم الكثير من القصائد الغنائية الى العديد من المطربين والمطربات . الذين احتلوا الساحة العراقية الغنائية آنذاك في السمعة المشهورة  . وكانوا عناوين في تطوير الاغنية العراقية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي . فكان الشاعر الغنائي الراحل , طاقة ابداعي غزيرة في انتاجاته في مسرته الابداعية  في الشعر الغنائي , وكذلك عمل في مجال الاعلامي والاذاعي   . واحتلت قصائده الغنائية موقعاً مرموقاً بالاداء  بالاصوات المرموقة آنذاك , واحتلت موقعاً هاماً في الاوساط الشعبية والفنية . بتشوق وشهرة واسعة . كان الراحل  من عائلة فقيرة وكادحة , تواجه الصعوبات في المعاناة وشظف الحياة القاسية . لذلك ترسخت في ذهنه شغف وبساطة الانسان الشعبي , في حزنه وهمومه , في حبه واحلامه وفي رغباته البسيطة . وفي ترجمة خلجات خواطر الوجدان . واعتبرت الاغاني التي كتب قصائدها من التراث الشعبي الغنائي . وظلت خالدة في وجدان الانسان العراقي يرددها في الاحزان والافراح . ولاسيما ان نجح هذه الاغاني الشعبية , هي حصيلة ابداعية متكاملة من الكثير من رواد الموسيقى واللحن والاداء الغنائي , ونذكر منهم . الملحن الكبير طالب القره غولي . كوكب حمزة . كمال السيد . فاروق هلال وغيرهم . وكذلك غنى من  المطربين والمطربات من الاسماء اللامعة والكبيرة منهم : جاسم الخياط . أمل خضير . حسين نعمة . فاضل عواد . المطربة الكبيرة مائدة نزهت في تحفتها الرائعة ( ياهوى ) من الحان الملحن فاروق هلال. ومن الاغاني التي اشتهرت على نطاق واسع من قصائده  الغنائية , نذكر منها . غنية ( للناصرية / خدري الجاي خدري / بأداء بصوت جاسم الخياط . اغنية ( كذاب / ثنائي جاسم الخياط / امل خضير ) اغنية ( اتنه أتنه ) . اغنية ( يابو حجايات البريسم ) واغنية ( تعاليلي ) والكثير من الاغاني التي قدمها  في مشواره الابداعي , التي جسدت الروح العراقية الشعبية في همومها واشجانها . وكانت بنت الظروف الاجتماعية السائدة . وكذلك عمل في الاعلام والاذاعة . وتكلل برنامجه الاسبوعي بالنجاح الكبير في زخم التواصل مع الجمهور السامع . فكان يمتلك روحية غنائية في قصائده تنثال بشكل شفاف وعذب وفي دلالاتها الثرية , التي تجعل الروح العراقية تترنم وتترنم في لحن اغنياتها بشوق مرهف ومتلهف الى سماعها في الصوت الغنائي , الذي يعبر عن الروح العراقية الاصيلة وانعكاساتها الاجتماعية , في الحب والحزن التي تروي الظمأن في النسائم العذبة , لانها من صلب الحياة الشعبية والاجتماعية .
ينحدر الشاعر الغنائي الراحل ( كاظم عبدالجبار ) من مدينة السماوة الفراتية . المدينة التي انجبت الكثير من المبدعين الكبار في كل المجالات , في الادب والشعر والفن . وهذه مدينة الرجال الشجعان سجلت مأثرة بطولية وتأريخية في ملحمتها الوطنية . في موقفها الشجاع والبطولي في محطتها التي ارتبطت بقطار الموت . في هبتهم الشعبية رجالاً ونساءاً واطفالاً في انقاذ حياة 500 سجين سياسي من الموت المحقق . في نخوتهم العراقية الاصيلة التي  ابعدت الموت عنهم وهم في فم الذئب الوحشي الكاسر .
أن كتاب الاستاذ الباحث ( لطيف عبد سالم ) يعتبر مبادرة شجاعة في جهد فردي في احياء التراث الشعبي والغنائي  للشاعر الراحل . ليزيل غبار  النسيان والاهمال في الزمن الظالم والمجحف , ويتحمل مسؤوليته المؤسسات الثقافية الرسمية  والافراد , بعدم احترام الكنوز الابداعية واهمالهم بشكل مجحف . بينما الشعوب المتحضرة تعتبر المبدع كنزاً لا يعوض بثمن . لذلك يكونون في خدمته في تقديم الدعم والعون والمساعدة بشكلها المعنوي والمادي . نحن في العراق الذي يتميز بالظاهرة السلبية , نتنكر بظلم واجحاف  الى المبدعين حتى لانقف معهم هم في امس الحاجة , مثل المرض والعوز المادي  , وتسهيل عليهم صعاب الحياة وتخفيف وطئتها الثقيلة ,  ودعمهم من اجل تطوير الثقافة العراقية في جميع ميادينها . وما اصاب الشاعر الغنائي الراحل  ( كاظم عبدالجبار ) هو ظاهرة عراقية عامة ,  في اهمال ونسيان المبدع في الحياة والموت . رغم ان ماقدمه الشاعر الغنائي الراحل الكثير في تطوير الاغنية العراقية ,  وخاصة في الستينيات والسبعينيات , في  زمن ازدهار الاغنية العراقية في ذلك الوقت  , واصبحت من التراث الشعبي الخالد . والكتاب يتابع مسيرة حياة الشاعر الغنائية . منذ ولادته وسير حياته الاجتماعية وحتى اختطفه الموت ورحيله الابدي الى رحمة الله الواسعة . لذلك ان الكتاب يعتبر بحق جرس التنبيه في الذاكرة العراقية . في تذكير بأحد المبدعين الذين قدموا الكثير . وهي دعوة  صريحة الى ذوي الاختصاص في الشعر والفن والنقد , ان يزيحوا غبار الاهمال والنسيان . والكتاب يعتبر توثيق تاريخي للقراء والنقاد والباحثين والدارسين . لذلك ان هذا الجهد الكبير في اصدار هذا الكتاب للاستاذ الاديب الباحث ( لطيف عبد سالم ) يستحق الدعم والاهتمام والتقدير  , بما تحمله من جهد مضني في البحث والتعب في جمع المعلومات ,  والرأي والشهادة . في التذكر من  المجهولين من المبدعين الذين قدموا رحيق حياتهم الابداعية  , الذين دخلوا في  متاهة النسيان . ولابد من الاشارة الى المقدمة الرائعة في الكتاب التي قدمها الاستاذ ( حسين سرمك ) ايقونة النقد الادبي . ويملك طاقة فذة في تتبع الابداع والمبدعين , بهمة عالية بدون كلل , بل بجهد مثابر يفوق الوصف ما  يخص الشأن الثقافي والادبي , ويقدم الدعم المعنوي الكبير لكل من هو بأمس الحاجة اليه . وما قدمه من مقدمة استعراضية دخلت في عمق مشكلة النسيان والاهمال , في التحليل والتفسير والتشخيص  المدهش الى الدوافع والغايات من  الاهمال . وفي التطرق الى هذه المسألة الحيوية وربطها بتجربة الشاعر الغنائي الراحل ضمن السياق العام ,   وقدم صور مؤسفة من  الاهمال ,  من المؤسسات الثقافية الرسمية ,  والافراد من ذوي الاختصاص في مسائل الادب والفن والنقد , بطرح آراء شجاعة بهذا الصدد . بأن الاهمال والنسيان للمبدعين يرتقي الى جريمة  , وهي ظاهر عامة تطال الجميع من المبدعين الذين لفهم الظلم والاجحاف والحيف  , بالصمت كصمت القبور من المؤسسات الثقافية الرسمية  القائمة . وهي حقاً كما يصفها استاذنا الجليل ( حسين سرمك ) هل من المعقول والانصاف , حين يخطف الموت اي مبدع مرموق , ان تكون مراسيم التشيع على تقتصر على  افراد معدودين ؟  . اية جريمة نقترفها نحن بحق مبدعينا , يجب ان نملك شجاعة الخجل من هذه الجريمة الثقافية . يجب ان يتساءل كل واحد منا هل هذا العدل والانصاف  في تكريم المبدع الراحل  واي مبدع آخر ؟ انها ( جريمة الثقافية اذا ساغ الوصف , انها في الحقيقة ( جريمتنا ) افراد ومؤسسات نعلق ثيابها السود على شماعة الزمن , فقد اسهمنا جميعاً  - بلا قصد واعٍ طبعاً ولكن وفق احكام البنية اللاشعورية العميقة المستترة الحاكمة - في تغييب ذكر هذا الشاعر المهم وخصوصاً في مجال الاغنية , اذ لم يفكر ناقد في تناول منجزه الشعري , لم تحاول مؤسسة ثقافية رسمية نفض الغبار عن ذكراه ) ص14 . واعتقد انها ظاهرة عراقية في امتياز تختلف عن الشعوب المتحضرة في تكريم وتذكير في انجازات  المبدع , وفي الدعم المعنوي والمادي في حياته وفي مماته . لذلك يأتي من هذه المنطلقات اهمية الكتاب القيم والغني عن حياة الشاعر الغنائي الراحل , في تذكير المؤسسات الثقافية , وايقاظ عقلها وضميرها بالتذكير بالمبدعين , الذين قدموا للعراق الكثير , وهم كنوز العراق الثمينة لا تعوض بثمن .
وقد قسم الكتاب الى ست فصول ، أتناولها باختصار شديد :
1 - الفصل الاول : محطات توقف في حياة الشاعر الغنائي الراحل منذ ولادته وحتى اختطفه الموت مبكراً. في وقفات تاريخية في سيرة حياته ,  ومحطاته الابداعية في الشعر الشعبي والغنائي . فهو ينتمي الى عائلة فقيرة كادحة , لم يتمكن من مواصلة دراسته بسبب الظروف المعيشية الصعبة لعائلته , فتطوع في الجيش وبعد ذلك دخل في السلك الاذاعي والاعلامي في اذاعة القوات المسلحة , واكمل مشواره حتى تقاعده المبكر بسبب المرض العضال . وبعد ذلك انتقل بصمت ونسيان الى جوار ربه , عام 1980 في شهر حزيران .
2 - الفصل الثاني : استقراء ابداعي في الشعر الشعبي والغنائي , والمساهمة في تطوير الشعر الغنائي وتطوير الاغنية العراقية . وقدم قصائده الغنائية الى الكثير من المطربين والمطربات البارعين الذي اشتهروا في تلك المرحلة التاريخية في الغناء العراقي .
3 - الفصل الثالث: حصيلة منجزه الشعري والغنائي ,  في تسجيل وثائقي , وقدم الكثير من الاغاني العراقية التي ظلت حية في الذاكرة العراقية الشعبية . وقد اشاد الكثير من الملحنين والموسيقين في موهبته في الشعر الغنائي , منهم الملحن الشعبي المعروف ( محمد نوشي ) الذي قال عنه بأنه  ( احد ابرز رواد الاغنية البغدادية والريفية , فضلاً عما تركه من بصمات على جيل كبير من المطربين والمطربات ) ص84 .
4 - الفصل الرابع : اللغز المحير في محطات حياة الشاعر الغنائي الراحل . تبرز بعض المواقف المؤلمة والموجعة , حتى بعضها لا يمكن تفسيرها , مثلاً طرده من عمله الاعلامي والاذاعي من المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون , رغم انه في قمة ابداعه المتواصل , وتشوق الناس الى برنامجه الاذاعي الاسبوعي . واحيل على التقاعد وخطفه الموت مبكراً . ولد عام 1937 . وتوفي عام 1980 . يعني توفي في عمر مبكر وهو في 43 عاماً. ثم ضياع ارشيفه الاعلامي  والاذاعي في اشرطة التسجيل  بشكل كامل . وضياع ارشيفه في الصور الكثيرة من خلال عمله المشترك مع الفنانة الكبيرة ( سليمة خضير ) وكانت تحتفظ بالكثير من الصور لكنها احترقت في حادثة احتراق منزلها . ثم ضياع ديوانه الشعري الاول , الذي جمع حصيلة قصائده في الشعر الشعبي والغنائي ولم يعثر عليه لحد الآن .
5 - الفصل الخامس : شاعر منسي من المؤسسات الثقافية والاعلامية , في ضياع ارشيفه الشعري في المجلات التي كان يواصلها في النشر آنذاك  . ثم توارى عن الانظار في الاهمال والنسيان من هذه المؤسسات , حيث لم تقم حتى  بتكريم واحد في مهرجان شعري , او تكريمه في التأبين في خبر وفاته .
6 - الفصل السادس : اراء وشهادات من الذين ساهموا وعملوا معه , او من الذين عاصروا حياته آنذاك , أو من الذين ذوي اختصاصات في الشعر والموسيقى والغناء من الفنانين والفنانات الذين منحهم قصائده الغنائية , وصعدوا على سلم الشهرة في ادائهم الغنائي المرموق .  لكن جهد الاستاذ الباحث ( لطيف عبد سالم ) في البحث المضني في تسجيل رأي او شهادة , لبعض  الذين قدم لهم افضل الاغاني التي اشتهرت في تلك المرحلة وحصلوا على الشهرة الواسعة .  امتنعوا في المساهمة باعذار وحجج غير مقنعة , في تقديم رأي او شهادة تسجل للتاريخ . هذا الجحود والرفض لا يوصف إلا بأنهم ناكري الجميل . ولكن بعض الاخر لبى الدعوة بحب واحترام , وحتى ان بعضهم على فراش المرض . هؤلاء يمثلون قمة الوفاء العراقي .
 × الكتاب : كاظم عبدالجبار / شاعر غنائي توارى منسياً في متاهات الزمن
× المؤلف : الاستاذ لطيف عبد سالم 
× الطبعة الاولى : عام 2020
× عدد الصفحات : 161 صفحة
جمعة عبدالله

188
مقتدى الصدر من اللغز الى عدو الثورة
بعد الضغوط الدولية المتشددة تجاه الحكومة واحزابها , بالكف عن استخدام العنف الدموي المفرط ضد المتظاهرين السلميين , في التهديد القوي في مصادرة ارصدتهم  المالية في البنوك الخارجية , وتقديمهم الى المحاكم الدولية بتهمة الاجرام والقتل والارهاب . والخوف من العقاب والمسائلة الدولية , افلحت هذه الضغوط في تخفيف البطش الدموي , وبعدما فشلت كل المحاولات في استخدام البطش الدموي , في ايقاف الثورة واخمادها , فقد واصلت بالصمود والتقدم . حتى اقتربت كثيراً من اعلان ساعة النصر المؤكد . بعدما فرضت وجودها في الشارع السياسي والشعبي بالزخم الشعبي الواسع , هنا يتدخل مقتدى الصدر ليخلط الاوراق بالارتباك والفوضى في اجهاض النصر الوشيك للثورة  . في سرقة الثورة ولغمطتها وشفطها الى عباءته والى التيار الصدري , بالدعوة الى ذوي القبعات الزرق بالتوجه الى ساحات التظاهر والاعتصام  , وطرد بالقوة والعنف المتظاهرين وافراغهم من الساحات , وحلول محلهم , بأعتبارهم يمثلون الحراك الشعبي , وهم قادة التظاهرات وغيرهم طارئ ومزيف , لا يمثل ثورة تشرين . وهذا ما حصل فعلاً بتوجه ذوي القبعات الزرق الى المطعم التركي ( جبل أحد ) في ساحة التحرير في بغداد بالهجوم الشرس على المتظاهرين  . وهناك احتفلوا على سطح ( جبل أحد ) بأنتصارهم بطرد المتظاهرين من ( جبل أحد ) قلعة الثورة  . ولكن هذه المتغيرات المتسارعة والمتقلبة بين ساعة واخرى . هي حدى خصائص وصفات زعيمهم مقتدى الصدر , بأن يتوهم بالغطرسة والقوة والجهل السياسي , بأنه قادر ان يجمع الشتاء القارص , وقيظ الصيف الساخن في يد واحدة . هذا التقلب السياسي بين ساعة واخرى . جعل انصاره بالتيار الصدري في ارتباك وفوضى , بأن المواقف السياسية تتغير بشكل مفاجئ  اسرع من تقلبات الجو اليومية , وبمزاجية ونرجسية في الغباء السياسي . مما بدأ التصدع في الانشقاقات في التيار  الصدري بصورة كبيرة , كما حصل في محافظة ذي قار , الذين رفضوا قراراته الفنتازية  ,  ان يتحول من صديق الى عدو بكل بساطة وسهولة  , ويساند القوات الامنية في استخدام العنف ضد المتظاهرين . ولكنه يكشف ايضاً المخطط الايراني المرسوم , الذي يرسم لكل زعيم مليشيا تابع لهم , ان يقوم بدور مخصص ومرسوم له في تنفيذه , وفشلوا كل زعماء المليشيات التابعة الى ايران , في اخماد الثورة واجهاضها بالعنف الدموي , لكي يأتي دور المقرر الى  مقتدى الصدر في الاخير , في خلط الاوراق في سرقة الثورة ثم اجهاضها بعد ذلك , حتى ينقذ نظام الحكم الطائفي الفاسد. بأن  مقتدى الصدر ظهر بشكل مكشوف حامي الفساد والفاسدين , حامي حكم القتلة والمجرمين ,  حامي حكم القناص الملثم الذي فتك بالشباب بقنابل الموت . ان المخطط الايراني المرسوم الى مقتدى الصدر , لا يمكن ان ينجح في  فض التظاهرات ,  وافراغ الساحات وحلول محلهم ذوي القبعات الزرقاء , لن تجدي نفعاً , ولايمكن ان تجهض الثورة بالعنف والقوة التي  ولى زمانها , ولم تفلح ولم تنفع , سوى انها توصم فاعلها بالخزي والعار , لان الثورة  اقوى واكبر  من الذيلول الايرانية , وان النصر يلوح في الافق . عندها سيحصد مقتدى الصدر الخيبة والاحباط .
جمعة عبدالله



189
قراءة في المجموعة القصصية ( نزهة في شوارع مهجورة ) الكاتب أحمد خلف
لابد ان نقيم عطاءات البدايات رواد القصة والرواية العراقية , الذين حملوا راية التحديث والتطوير في اساليب السرد وتقنياته الفنية الحديثة . ومنهم بامتياز المبدع الكبير أحمد خلف . من اهم الاسماء البارزة التي تركت بصماتها الابداعية الواضحة في الابداعي السردي والخروج من عباءة التقليدية القديمة نحو الحداثة  . وما زال هذا المبدع في عنفوان عطائه في قمة الرواية والقصة الحديثة . في اسلوبيته المتميزة بالخصائص الابداعية , وصهر المدارس والاتجاهات في عالم السرد في بوتقة واحدة , مثلاً هذه المجموعة القصصية , تمزج السريالية بالواقعية , تمزج الميتاسردية ( النص وما وراء النص اي خلفية النص ) بالتداعي الحر , اي يترك هواجس الوجدان النفسية او السايكولوجية ,  تطلق عنانها في الحوار الداخلي والخارجي ,  وفرض وجوده في الوسط الثقافي والنقدي بالاشادة الابداعية , بما يمتلك من مواصفات في عالم السرد , في القيمة الجمالية  الفنية ,  والقيمة الانسانية في مشاعرها المرهفة , منذ قصته الشهيرة ( خوذة لرجل نصف ميت ) التي نشرها نهاية الستينيات القرن الماضي , واثار الاهتمام النقدي بولادة مبدع حقيقي في الابداع السردي , في اساليب تقنياته وتكتيكاته الحديثة , في بعدها الانساني , في ابراز المعاناة والمحنة الانسانية في اساليب متعددة في السرد الابداعي وحبكته المتمكنة , في التوغل في اعماق المحنة الانسانية , وما تتركه من بثور في الظلم والقهر الحياتي , التي تنزف في الخيبة واليأس والاحباط والانكسار . وفي الوقت ذاته تخلق حالة التمرد والرفض في الازمة النفسية . لذلك نجد في هذه المجموعة القصصية الاولى للمبدع الكبير احمد خلف . كشفت  المعاناة الاجمماعية والسياسية والنفسية وحتى الجنسية , مما تخلق في دلالاتها الاحباط والهزيمة الحياتية والاجتماعية . انها تغوص في الواقع الاجتماعي ومحنته , وخاصة الاجواء المشحونة بالاحباط والهزيم والانكسار النفسي , بعد هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 ,  والقصص انتجت بعد الهزيمة مباشرة  , وخاصة ان هناك ثلاث قصص من مجموع ثماني قصص من المجموعة  , تتناول آثار الهزيمة في اجوائها السلبية وانعكاساتها النفسية . ولكن حالة الاحباط الشديد تخلق الرفض والتمرد . لان اجواء الحروب تعكس بتشويهاتها في  الروح والبدن . وتجعل الحياة في حالة اختناق ومطاردة ومحاصرة , في آثارها النفسية المدمرة . على الواقع الاجتماعي والفردي الذاتي  , مما تخلق المحنة الحياتية والنفسية . لاشك ان المبدع يملك شجاعة في الطرح عن المعاناة الذاتية والاجتماعية العامة . في عملية ابداعية متناسقة في الطرح السايكولوجية النفسية , والميثولوجية الشعبية من الموروثات التي تخلق آثارها  على الواقع الاجتماعي , في عملية ربط وامتزاج , لتعطي اجواء ومناخات البعد الانساني المتولد والخلاق . ضمن الظروف المشحونة بالانهزام والانكسار من آثار هزيمة حزيران . وهناك ثلاث قصص مشحونة في هذه الطقوس المحبطة ,  ونأخذ قصة واحدة من هذه القصص الثلاث , التي هي في انعكاساتها  السلبية والنفسة على الفرد والمجتمع , وهي :  1 - قصة خوذة لرجل نصف  ميت . 2 -  قصة المغارة .  3 - قصة هجرة في وقت غير مناسب .
 1 - قصة خوذة لرجل نصف  ميت :  شاب في الخامسة والعشرين يجند ويزج  في الحرب , ويترك أمه  وزوجته   التي هي لم تتجاوز عشرون عاماً , كان خلال ايام الحرب ( الفلسطينية / الاسرائيلية )  يفكر في مشكلته النفسية والاجتماعية , ويرجع من الحرب مقعد مشوه الوجه من حروق قنابل النابالم , ينتابه الرعب الحياتي ,  بأنه لا يصلح للحياة والبقاء وهو نصف ميت , ولم يتمكن على التغلب على كوابيس الحرب ومعاناتهه النفسية , وحالته النفسية بالجزع والتذمر , وانه متزوج من فتاة صغيرة لايستطيع ان يؤدي دور الزوج بشكل كامل . يمتلكه الجزع الحياتي من الاحباط الذي خلقته الحرب , بأنها اخرجته معطل تماما . لذلك تواجهه زوجته الصغيرة بالحقيقية المرة , بأنه فقد دور الزوج الذي كانت تنتظره بشغف وقوة , وانها غير مستعدة لهذه الحياة الجديدة , وافضل حل هو الطلاق وتوجه كلامها بتذمر المرير  ( - أني في عشرين من عمري وكنت عارية تماماً
- وتريدني ان ابقى زوجة
- ركضت وراءك بقوة رجل مدفعي
- أني لا اطيق ذلك أبداً
- وصحت بك أنت طالق . طالق . طالق . ) ص19 .
هذا الجزع الحياتي الذي جعله يتمرد على الحياة ويطلق ثلاث رصاصات على الساعة الجدارية , الذي يزعجه طنين رقاصها الذي يتحرك يميناً وشمالاً , لتصيب هذه الرصاصات الثلاث زجاج الساعة , ليوقف الزمن الذي يرفضه ,  لانه ليس بحاجة اليه , يعلن اللعنة على الزمن الذي شوه حياته ووجهه . وانتهى الى نصف ميت , ليعلن احتجاجه على الحروب التي تشوه الناس وترميهم الى المزابل  .
2 - قصة المحطة :
اعتاد ( سلمان) منذ مدة ليس بالقصيرة في الذهاب الى محطات القطار , ويظل هناك حتى اخر الليل , يتابع حركة القطارات  والناس الداخلة  والخارجة . كأنه ينتظر شخصاً ما  , لا يأتي ابداً , او ينتظر غودوا الذي لا يأتي بداً , لكن هواجس الروح تنتظر , ليعود متعب مثقل بالهموم والتعب في اخر الليل دون جدوى  ,  يعاني من ازمة نفسية وحياتية يفرغها في انتظار غودو الذي لا يجيء , في الجلوس ساعات طويلة في محطات القطار , ليعود في الليل وسط الشوارع المهجورة من الناس والحركة , وسط الظلام الدامس يهزه القلق  الحياتي من الوحدة والوحشة , بأن غودو لن يأتي . ولكن تطلع وسط الظلام شاهد امرأة تأتي زغرد قلبه بالفرح بأن غودو الذي ينتظره جاء اخيراً . هب واقفاً وبحلق بها , كأنه يعرفها  من زمن بعيد, قد يكون منذ ولادتها , وتبعها لكنها ضاعت في الظلام خسرها تماماً , لكن خرج عليه شاب مفتول العضلات , اندفع اليه بعنف ويمسك بخناقه ( ماذا تريد منها ؟ شاهدتك تتبعها ) ص64 , حاول ( سلمان ) ان يتخلص منه , لكنه عالجه بضربات قوية اوقعته على الارض  يترنح من الضربات الموجعة . جاء حارس المحطة وساعده على على النهوض , وسار وسط الظلام يندب حظه العاثر , ويندب غودو الذي يخلق له ازمة ومشكلة حياتية .
3 - قصة ( نزهة في شهوارع مهجورة ) :
تمثل روح وتداعيات التشتت الحياة في الضياع , في حياة تحرث في المجهول والتخبط وعدم الثبات , سوى انها تقود الى الآهات والتيه والضياع . جنازة محمولة على اكتاف   مجموعة  من الناس , في تشيعها الى القبر  . وفي مراسيم التشييع , تظهر فتاة . مما جعل مجموعة المشيعين يتركون الجنازة الى المجهول , والتطلع بالاغراء والغواية الى المرأة القادمة . ولكنها تحاول ان تميل الى احدهم الذي يكشف معاناته الحياتية وتتعاطف معه وتميل اليه بالشفقة العاطفية , مما اثار حنق الاخرين عليهما  بعداوة وكره . ويحاولون الايقاع بالمرأة والشاب الذي تعاطفت معه  , وينسون مسألة الجنازة والتشييع , الى تقرير مصير الشاب والشابة ماذا يحكمون عليهما ( صوت مذعور يعوي . ماذا تريدنا ان نفعل به ؟
صوت ( 2 ) يقتل أم يسجن ؟
صوت ( 3 ) نحرق جثمانهما معاً ) ص 77 .
احاطت جمهرة من المشعين بالشاب , ودفعوه الى المقبرة بعنف وانهالت الضربات عليه من كل مكان حتى كسروا عظامه , وسحبه نحو سور المقبرة وعلقوه على حبل مطاطي . وجعلوه يتأرجح في الهواء , كما صرخ احدهم بأن هذا الحكم بأسم العدالة , وختفوا في  الشوارع المهجورة , وبعد ذلك تأتي فنتازية بوليس السلطات , بأن تعتبر المقتول هو القاتل , وتفتش في جيوبه فلم تعثر على شيء يدلل على هوية الشخص , مما يعلن البوليس بأن القاتل مجهول الهوية . هذا العبث الحياتي , في الفوضى والتيه وغياب المعايير .
كما ان المجموعة احتوت على خمس قصص قصيرة , نأخذ منها قصة ( قرارات جديدة ) :
الحدث السردي يعتمد على التناص على حكاية او مسرحية ( هاملت ) ولكن بشكل مقلوب . مخالف بما سطره المؤلف . ليس كما هو المتعارف عليه , هاملت يقتل ابيه ويتزوج من أمه . وانما هاملت يرغب بالزواج من طبقة اخرى غير طبقة الامراء , من طبقة فقيرة . ان تكون خادمته هي الاميرة , وهو الخادم . بهذا الشكل يتمرد على المؤلف . منصات الرمزية الدالة من القصة القصيرة , بأن القدر والموروثات يمكن رفضها والتمرد عليها . حتى لا يقع في محنة حياتية  , ليس هناك شيء ثابت عير متغير في المعادلة الحياتية . لذلك يحتج المؤلف على المتغيرات الواقع  ( ان المرأة التي تبحث عنها لا تخدمنا ياعزيزي هاملت...
أية أمرأة كانت اوافق عليها شرط إلا تكون أميرة
 - هل تريد الزواج من فتاة فقيرة ؟؟
- هذا ما أريده بالضبط ألا تجدها ملائمة لي أكثر من الاميرات
ضحك المؤلف : الاميرات لهن تقاليدهن في الطاعة
- سوف اتزوج من خدامتي ) ص141 .
× الكتاب : المجموعة القصصية : نزهة في شوارع مهجورة
× المؤلف : أحمد خلف
× اصدار  : عام 1974
       جمعة عبدالله


190
أنتفاضة التغيير تقترب من تحقيق الانتصار رغم أنف اعداء الوطن
دخلت انتفاضة التغيير شهرها الرابع , وهي مازالت  تمتلك القوة والعنفوان البطولي في الثبات. المتمثل  بالزخم الشعبي الواسع الذي يتصاعد اكثر  فاكثر بالحشود الهائلة نحو ساحات التظاهر  , وعندما يسقط شهداء جدد ,  نتيجة رصاصات الغدر والحقد الاعمى في مواصلة سفك نزيف الدماء , بالقتل والاغتيال وحرق الخيم على المتظاهرين . في المواجهة في اسلوب العنف الدموي , لم يشهد له العراق مثيلاً حتى في عهد الدكتاتورية والفاشية التي كان يستخدمها النظام المقبور , وهم خرجوا من رحمه ومدرسته في نهج  مليشياتهم  الوحشية التي  تنتمي الى الاحزاب الشيعية الفاسدة والمجرمة . هذا الاستمرار البطولي سيكتب عنه  التاريخ بحروف من المجد والتعظيم . بأنها ثورة وطن لن ولم  تضعف وتتهاون في تقديم قرابين الشهداء , من اجل ان يبقى العلم العراق شامخاً في الاعالي . 
ان الطغمة الحاكمة والاحزاب الشيعية , ليس لها ادنى استعداد ونية الى تلبية مطاليب المتظاهرين ,  وهي مطاليب الوطن . سوى ممارسة التماطل والتسويف والمراوغة . في الاصرار على المواجهة الدموية بالبطش البشع ضد المتظاهرين , في سبيل التمسك بالكرسي والفساد , وبقائهم ذيولاً  للاجنبي . بجانب الدعاية المخادعة بالتضليل وتزييف الحقائق والوقائع التي يمارسونها  بحق المتظاهرين . ونعتهم بكل الصفات البذيئة والقبيحة , في كيل الاتهامات بلا حساب , بأن المتظاهرين مرتزقة مأجورين مدفوعي الثمن من اعداء العراق في سبيل تدميره بالخراب , او انهم مخربين وعملاء ,  وهم اولاد الرفيقات البعثيات , والى اتهامهم بممارسة الفحشاء والمنكر في ساحات التظاهر والاعتصام  , وان  الحكومة ومليشياتها الاجرامية   يدافعون عن الاخلاق الاسلامية , بهذا النفاق المأجوج والمفضوح , فأي اخلاق تبيح القتل والاغتيال وسفك الدماء الابرياء  , في مطاليب شرعية المطالبة بوطن حر , المطالبة بالاصلاحات الحقيقية , المطالبة في ابتعاد  العراق عن الصراعات الدولية , التي تمارس لتصفية حساباتهم على الارض العراقية . اي اخلاق تبيح الفساد والاجرام وان يفتك بالابرياء . . كل هذه الذرائع والحجج سقطت وتمزقت , ولم تنل من عزيمة وصلابة المتظاهرين في المواصلة الثورية والوطنية  . وجدارهم المنيع والداعم هو :  الشعب والمرجعية الدينية . هذا التلاحم العظيم افشل كل مخططات ومحاولات في اخماد انتفاضة التغيير . حتى وصلنا الى ساعة الحسم المقررة ,  وهي في يد رئيس الجمهورية . بعدما فقدت الاحزاب الشيعية وزنها الشعبي والسياسي . ولم تكن كما في السابق اللاعب الوحيد دون منافس لها  في اتخاذ القرار السياسي . لان انكشفت حقيقتهم بأنهم اصبحوا ذيول في المحافظ على مصالحهم الضيقة  ,   والمحافظة  على ذيولهم الطويلة لايران , بالضد من المصالح الوطنية العراقية .
لقد فشلوا في تقديم مرشح الى منصب رئيس الوزراء ,  يكون مستقل وكفوء ووطني مقبول من المتظاهرين .
  وفي مقابلة مع رئيس الجمهورية مع  وفد من الحراك الشعبي , قدموا برنامج المرشح المختار لمنصب  رئيس الوزراء , المكون من عشر نقاط ,  ان يلتزم بها ويتعهد بتنفيذها ,  وقد وعدهم رئيس الجمهورية بالخير . لذلك تفصلنا ساعات قليلة من ان  يحسم الامر رئيس الجمهورية , ليكون بحق حامي الدستور وحامي الشعب , وسبق له ان تعرض الى التهديد الشخصي من قبل المليشيات الارهابية المدعومة من الحكومة والاحزاب الشيعية . لكن مزق تهديداتهم بشجاعة وجرأة ,  وهذه مقدمة الى الانتصار الكبير المرتقب  .
 جمعة عبدالله

191
حرق الخيم وقتل المتظاهرين اخطر من فيروس كورونا
الحكومة ومليشيات الاحزاب الشيعية , تتمسك بالتصعيد والانسداد الافق تجاه حركة الاحتجاج والمتظاهرين , في مواصلة القتل والاغتيال , ودخل اسلوب أجرامي ثالث هو حرق خيم المتظاهرين في ساحات التظاهر والاعتصام , في وتيرة متواصلة في الانتقام , لانها غير مستعدة التنازل قيد انملة لصوت الشعب والمتظاهرين , لانهم يعتقدون اي تنازل حتى لو كان بسيطاً سيؤدي الى انهيار الدولة العميقة والشمولية , بالتسلط والارهاب والفساد . لذلك ليس لهم سوى المماطلة في المهل الدستورية وخرقها , واصبحت خرقة بالية بالنسبة لهم , انهم يراهنون على الوقت على تعب وهوان وضعف الحركة الاحتجاجية في افراغ ساحات التظاهر , طالما اسلوب العنف الدموي المفرط , يعمل ويشتغل  بأقصى طاقاته , على يد مليشياتهم الارهابية والاجرامية . ولا يمكن تلبية مطاليب انتفاضة التغيير . طالما بيدهم المليشيات التي  تقوم بالقتل والاغتيال , ثم بدأت الاعمال الاجرامية في حرق الخيم , ولكن بدلاً من افراغ الساحات وانسحاب المتظاهرين , نتيجة الى هذا الاسلوب الوحشي , نجد حشود هائلة دخلت الى  ساحات التظاهر والاعتصام . اكثر من السابق  , بالدعم الكبير وتعويض الخيم المحروقة بالخيم الجديدة , واتخاذ كافة التدابير لمنع مليشيات الاحزاب الشيعية , ان ترتكب اعمال اجرامية . ان الدولة والحكومة تركت واطلقت العنان  لهذه المليشيات البلطجية , ان تفعل ما تريد , ان تقتل وتغتال وتحرق , وتقوم مقام المؤسسة العسكرية والامنية , لتمارس البطش والاجرام , وهي في رعاية وحماية الحكومة , وما على الحكومة ,  إلا ان تعلن الفاعل مجهول الهوية . القاتل مجهول الهوية , الذي يخطف ويغتال  نشطاء الحراك الشعبي ,  مجهول الهوية . يعني هذا يدل على غياب الدولة والقانون . وانها انحدرت الى دولة المليشيات الاجرامية , في حماية القاتل والمجرم والحارق الذي يشعل النار في ساحات التظاهر . والجميع يعرف القاتل والمجرم بالاسم والهوية والانتماء , والجهة التي ينتمي اليها ودفعته الى الاعمال الاجرامية والوحشية . وهؤلاء القتلة يعملون لحساب الحكومة والاحزاب الشيعية . لان الفجوة والثقة انتهت نهائياً في صلتهم بالوطن والشعب . واصبح تصادم وحشي تجاه المتظاهرين السلميين . لذلك اصبحوا المتظاهرين  بدون حماية من الدولة والحكومة , والمبادرة الشجاعة في رفع علم هيئة الامم المتحدة على ( جبل أحد ) هو لطلب الحماية الدولية والمجتمع الدولي . وسيدفع ساحات التظاهرات الاخرى , الى رفع العلم الهيئة الامم المتحدة , لان وصل عدد سقوط الشهداء تجاوز 700 شهيداً , وعدد الجرحى والمعوقين اكثر من 25 ألف متظاهر , يعني هذه الارقام المخيفة  تشير بأن العراق يخوض حرب مدمرة ومهلكة , طالما نزيف الدم لم يتوقف , ولا نية عند الحكومة والاحزاب الشيعية الى وقف نزيف الدماء . وقد بدأ الضغط الدولي نتيجة لهذه المجازر الوحشية بحق المتظاهرين السلميين . وجاءت من 16 دولة اوربية من الدولة الكبرى وتحتل مقاعد في مجلس الامن , هذا تهديد مباشر بالعقوبات وتقديمهم الى المحاكم الدولية . ويحملون صراحة الحكومة ومؤسستها الامنية  , مسؤولية  القتل والاغتيال المتظاهرين السلميين . ويضغطون على الحكومة بتقديم الجناة والتحقيق في الاجرام بقتل المتظاهرين , ولا يمكن ان يسمح المجتمع الدولي ومجلس الامن في استمرار عمليات القتل والاغتيال . ومن غرائب الامور , بأن رئيس الوزراء المخلوع يبدي اهتماًماً وتعاطفاً  ويرسل طائرة الى الصين , لاجلاء الطلبة وعوائلهم الى بغداد مباشرة , وعددهم لايتجاوز 63 طالباً مع عوائلهم , ولم يبدي نفس الاهتمام والتعاطف عن اعداد الشهداء الذين سقطوا ظلماً وغدراً , ووصلوا الى اكثر من 700 شهيداً , ولم نسمع كلمة حزن وتعاطف وتعزية الى عوائلهم المنكوبة . هذا النفاق في الاهتمام والتعاطف . ولكنه  يدلل على الوحشية الانتقامية تجاه  المتظاهرين والبطش بهم بالنزيف الدماء . اية طينة اجرامية ووحشية وفاشية هذه الطغمة الحاكمة واحزابها الشيعية , الغارقة في العمالة الذيلية والفساد . ويجب ان يدركوا حقيقة ناصعة , بأنهم لن ولم يفلتوا من العقاب آجلاً أم عاجلاً .
  جمعة عبدالله


192
قراءة في رواية ( الشاحنة ) الغوص في سايكولوجية الطغمة الحاكمة
من الخصائص الروائي ( محمود سعيد ) ان يبحث في ابداعه الروائي عن منصات غير مطروقة في  الحدث المتن  الروائي ,  بشكل غير مسبوق  , رغم  الكم الهائل من الروايات  , التي انتجت  واصدرت  بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 , يبحث عن رؤية وروى لم تطرق  في هذا الكم الروائي , وهذا الكم  يتحدث  بشكل مسهب  عن وحشية المحتل واستهتاره بالعراق والعراقيين , في مخالبه الدموية المتغطرسة في تدمير العراق , الذي جلب ذيوله , الذين جاءوا على الدبابة الامريكية وسلمهم مقدرات العراق والحكم والسلطة والنفوذ , ليعم الخراب والانفلات في الفوضى والاضطراب  , بحيث تكون الحياة عبارة عن معاناة جحيمية , بالارهاب والتفجيرات الدموية . التي اصبحت ظاهرة روتينية في ظل الاحزاب الدينية الطائفية , التي فتحت شهيتها الجشعة على مغارة ( علي بابا ) وحملت الذهب والياقوت والدولار  . وكذلك هذه الروايات التي صدرت بعد الغزو تحدثت عن الارهاب اليومي في الحرب الاهلية الطائفية , في التخندق الطائفي وسفك الدماء , واصبح القتل ظاهرة يومية روتينية , القتل على الاسم , هذا الرعب اليومي , الى جانب عمليات النهب واللصوصية والفرهود وعمليات الحواسم . هذه المظاهر الجديدة التي جاء بها المحتل الامريكي , وهو يبشر بولادة الديموقراطية , التي تحاولت الى الدم / قراطية  , الذي انحدر اليها العراق . وهذه الرواية ( الشاحنة ) تطرقت  في شكل  اخر في تناول تداعيات  النص  الروائي . تتناول مسألة مهمة وحيوية في الاحداث السردية , انها تغوص بالعمق  في الطبيعة السايكولوجية لهذه الطغمة الحاكمة الجديدة , تغوص في وجدانها الداخلي , وتشرحها في المبضع الروائي , بما تحمل في دواخلها الكامنة  , هو راقد في داخلها  وحش متعطش الى الدماء والقتل والارهاب , يغوص في اعماق عقليتها الطائفية المنغلقة , تغوص في اعماق نفسيتها المشبعة بالغرور والغطرسة وعدم احترامها القيمة الانسانية , في طبيعتها الارهابية , قبل سقوط النظام الدكتاتوري , والتي رفعت لواء معارضة النظام , في استخدام كل الوسائل الشرعية واللاشرعية , في سبيل الوصول الى غايتها المنشودة , في هذا التعطش الجشع في الاستيلاء والاستحواذ على الارض والبشر وتطويعهم بسوط الارهاب والاجرام . لذلك يسكن في دواخلها الف وحشي كاسر متعطش الى الدماء ,  والفرهود المالي , تستخدم وسيلة العنف لكي تصل ما ترمي اليه من غايات خبيثة وشيطانية . قبل سقوط النظام وزادت اكثر وحشية بعد سقوط النظام الدكتاتوري , هذا ما يكتشفه النص الروائي , في تحليل طبيعة هذه المخلوقات المسخة والهجينة . وبالتالي ان  المتن الروائي , يجعل القارئ , يستنتج من حصيلة الافعال هذه العصابات , بأن فصيلة دمها , معجون بطينة الارهاب والاجرام , وايقاع الاخرين في الفخ ,مثل ما وقع ( حسين ) في شباكهم في الاستدارج المغري بالمال  , وبذلك لم يستطع او يتمكن  ان يتخلص من فخهم , لا يمكن ان يبتعد عنهم , بعد ما اشركوه في افعالهم , بأن اصبح مهرب لهم  في الشاحنة , في تهريب عناصرهم من العراق الى اسطنبول وبالعكس  . هذه الاشارات الواضحة في دلالتها التعبيرية . والتي يشير اليها المتن الروائي والحبكة السردية . اذا كان يحكم في العراق سابقاً دكتاتور واحد  وحشي , مجنون بحب العظمة   , وهؤلاء العصابات يوجد في كل عصابة يرقد في دواخها وحش كاسر متوحش . مجنون  بحب المال وحب الارهاب والاجرام . جاءوا  ليمزقوا العراق ارباً أربا . هذه خلاصات التحليل التشريحي السايكولوجي  لهؤلاء الشراذم في طبيعتها وروحيتها الداخلية والخارجية , في سلوكها وتصرفها  . ان  رؤية المتن السردي متناسق في اتجاهاته التعبيرية , وهو يغرف من الواقع الحقيقي والفعلي , دخل مختبر الخيال الفني الروائي , في توظيف الاتجاه الواقعي , في الواقعية الانتقادية الساخرة في التهكم والتندر  على نفسية هؤلاء الشراذم , بأنها نفسيات مهزوزة  وضعيفة ومنبوذة من المجتمع . براعة لغة  السرد في توظيف الفعل الدرامي المتصاعد لشد القارئ . وكذلك روعة الغوص والتصوير الروائي , وهو يلاحق الاحداث .  في افعال  هذه المخلوقات المسخة   والارهابية . نجد التواضع والبساطة والحلم في الحياة الهادئة .في  نفسية ( حسين ) الطيبة لم تستطع ان تتلوث بالمغريات , رغم تعامله معهم  , فظل محافظاً على طيبته حتى اخر الشوط . رغم انه وقع في في فخهم , لكن لم يبع حبه ووفائه الى زوجته ( نبع ) ولم تهزه وتزعزعه الاغراء والغواية بتوفر الجنس في المتعة , فظل محافظاً على رباطة جأشه حتى النهاية . لكنه في النهاية دفع الضريبة الباهظة بمقتل زوجته برصاص الغدر , ولم يفلح في النهاية سوى في  انقاذ طفلته , والرحيل الى شتات الغربة . لذلك ان  الطيب يبقى طيباً رغم كل المغريات , وبالمقابل التصرف والسلوك الارهابي مع الزمن يتصاعد اكثر , فكيف الحال لو كان يمتلك السلطة والنفوذ , بكل كل تأكيد يزداد اكثر  وحشية واجراماً .
                  ×× أحداث المتن السردي :
× مشهد رومانسي جميل على ساحل البحر عناق شاب وشابة , استفز روحه المكلومة بلوعة الفراق , وهو يعيد شريط الذاكرة في استرجاع الزمن الماضي ( فلاش باك )  نعرف انه ( حسين ) ولد عام 1980 في بغداد , لكن يحمل أسم اخر . جواز آخر . وطن آخر . ولد ولم يرَ والده الاستاذ في الجامعة , الذي وقع اسيراً في الحرب العراقية الايرانية . وانه مات في الاسر . بينما خاله ( شريف ) ايضا وقع في الاسر واطلق سراحه بواسطة الصليب الاحمر , عاد نحيفاً يمشي على عكاز , او عاد شبه هيكل عظمي  . من الظروف الصعبة في الاسر , التي مات فيها  والده بسبب التعذيب الوحشي ضد الاسرى , وقد مات الكثير  منهم نتيجة الظروف الوحشية , مات اباه  بسبب الاسهال الدموي نتيجة شرب مياه المراحيض ( أجبروا مئات الاسرى على شرب مياه المراحيض , مياه المراحيض ؟ أكل الديدان ( الخرأ ) ,تقزز امتلأ قلبه كراهية . اللعنة . كيف يجبرون أنساناً مثلهم على شرب مياه المراحيض ؟ أتعس من ذلك وضع السجن , زنزانات انفرادية . لا ضوء . مطلقاً . يدفعون الماء والطعام من خلال فتحة الباب . المرافق حفرة يجب ان تبحث عنها في صدر الزنزانة . لا فراش . لا بطانية . السجن في شتاء الشمال درجة الحرارة عشرون تحت الصفر . هناك ينغلق المرء على برده وامراضه ) ص7 . ( حسين ) ترك المدرسة وتعلم لعبة الكارتيه , ثم بعد  ذلك تعلم مهنة ميكانيك السيارات , حتى اصبح ميكانيكي ماهر في الصنعة . وخلال الحصار الدولي على العراق . كان يسمع عن سواق الشاحنات , الذين يحملون البضائع من الدول الجوار ( الاردن . سوريا . تركيا ) يعيشون في بحبوحة العيش رغم الظروف الصعبة . لذلك اراد ان يكون سائق شاحنة حتى يوفر المال ويتزوج وتستقر حياته , فأشترى شاحنة قديمة ( سكراب ) وقام باصلاحها وتبديل قطع الغيار بجديدة . حتى اصبحت بحلة جديدة وجيدة , واشتغال عليها على الاردن وسوريا , وساعد الاطباء في جلب الادوية المفقودة في العراق نتيجة الحصار , يعطونه قائمة المشتريات من الادوية ويجلبها اليهم . كان يتمثل بالخلق والاداب والصدق والامانة , وكذلك الشجاعة والجرأة . لذلك استدرجوه في العمل والتعاون مع المعارضة الاسلامية في عدائها مع النظام الدكتاتوري , في المساعدة في تهريب عناصرهم المطلوبة وتهريبها الى خارج العراق , او بالعكس العناصر التي يهربها من خارج العراق الى الداخل . مقابل دفع مالي محترم , واستمر يتعاون معهم , رغم الهواجس المريبة حول اعمالهم , التي تتخذ صفة الارهاب والاجرام , حاول ان يتخلص منهم ويقطع علاقته معهم , لكنه خشي من الوشاية به  , ويكون مصيره الموت المحقق . وكان يجد سلوكهم يتخذ صفة الارهاب والاجرام , ولا يدل على السلوك السوي للمعارض السياسي  . كان يضع الشخص المهرب في صندوق خلف السائق مصمم على شكل مخبأ سري . وفي احدى المرات حمل شخصاً من داخل العراق , عرف اسمه فيما بعد ( موسى الامغر ) شخص مريب , تدور حوله الشكوك , ولكنه مجبر على ذلك , لذلك فكر أنه لو انكشف أمره في  العراق والقيء  القبض عليه سيكون مصيره الاعدام , أو اذا القيء القبض في سوريا , سيتعفن بالسجن حتى الموت . وراردته الشكوك حين حذروه  بعدم توجيه السؤال والاستفسار عن اسمه وعائلته وسكنه , غير مسموح بطرح السؤال عليه  . عرف انه وقع في براثن عصابة ارهابية واجرامية , تحت ذريعة  معارضة النظام الدكتاتوري . اخذ الشخص المهرب ووضعه في المخبأ السري , وقبل الوصول الى نقطة الحدود العراقية / السورية , ادخله في احدى المطاعم على الطريق الدولي . وانفتحت شهيته الجشعة على  الطعام واختار مختلف الطلبيات المتعددة من انواع الاكل . وعند نقطة الحدود العراقية مر بسلام بعدما دفع الرشوة , ولكن قبل الوصول الى نقطة الحدود السورية , هاجت معدته من الطعام الثقيل , واخذ ينفض الهواء الفاسد . واثناء دخول  المفتش كانت  السيارة مليئة  بالهواء الفاسد , حتى زجره المفتش بالغضب والاستهجان موجه كلامه الى ( حسين ) ( ألا تخجل تضرط وانا قربك ؟ . انحنى حسين عليه . عانقه خجلاً وتوسل : أرجوك سامحني أنا مصاب بزحار , حين أنفعل يفاجئني) ص73 . ولكنه تكررت  الغازات الفاسدة اكثر من السابق . تخبط ( حسين ) في ارتباكه , وقال بتوسل ( والله عمي ليس بيدي ) وبعد مداولات بالشد والجر والتهديد بأنه حامل مخدرات او شيء ثمين لهذا يرتبك  و ( يضرط ) بالهواء الفاسد , اثار الشكوك حول بضاعته وما يحمله , واخيراً  سلم رشوة خمسمئة دولار . ولكنه حذره في المرة اللاحقة سيكون مصيره السجن . ولكن هذا المسخ الذي يحمله تغوط على نفسه , وملىء جسمه وملابسه بالغائط , وحار في امره , واصبحت الرائحة العفنة  لا تطاق . تذكر هذا المسخ  حين تولى منصب رئيس الوزراء ورئيس عصابة وحزب , وعرف بأنه طبيب من كربلاء المقدسة  , واراد ان يتزوج من ( سامية ) لكن رفضته , لانه معروف في كربلاء المقدسة  بأنه منبوذ من الناس , بما يحمل من عقلية طائفية متزمتة ومقيتة . وقد استشاط والد ( سامية ) من هذا المنبوذ الذي  يطلب يد ابنته , اشبعه ضرباً واسقطه على الارض . ولكن ( سامية ) انتابها القلق والخوف الشديد من الانتقام منها ومن زوجها الدكتور ( صبحي ) ومن عائلتها بعدما اصبح الحاكم الاول في العراق  , رغم ان ( موسى الامغر ) وعدهم بالسماح والغفران ونسيان الماضي , ولا يود لهم إلا الخير في حياتهم . وان الانتقام ليس وارد وليس من اخلاقه . لكنه انتقم من كل العائلة في الاغتيال داخل بيتهم , ولم ينجو من  الاغتيال إلا طفلة صغيرة . لان هذا الوحش الكاسر رئيس عصابة اجرامية تمارس ابشع وسائل الموت المروع , لدواعي طائفية ومذهبية  مدمرة في حق الناس الابرياء ( جثث مقطعة . اعين مفقوءة . بطون مفتوحة . أطفال مقطوعة الرؤوس . نساء عاريات مشدودات من القوائم الاربع  , ورجال يمارسون الجنس معهن . ذكور بمختلف الاعمار مقطوعة اعضائهم الجنسية . شباب مربوطة ركبهم الى صدورهم واخرون يمارسون الجنس معهم . رجال . نساء . اطفال جالسون على عصي حديد مثبتة على الارض واعينهم تدلق معاناة لا توصف ) ص143 . هذه الصور التصويرية , لما خلقوه من رعب وحشي في العراق . وجعلوا الحياة  تعيش رعب حقيقي . اما السرقات والفرهود فحدث بلا حرج . في تهريب المليارات الدولارية  الى البنوك الخارجية . وفي الاخير دارت النوائب على عنق  ( حسين ) في هجوم غادر على بيته في الفجر بالرصاص والقنابل التفجيرية في الانتقام منه ومن  عائلته , ولكنه استطاع ان يبادلهم اطلاق الرصاص ويهرب مع عائلته بسيارته , لكن اطلاق النار لم يتوقف , فأخترقت الرصاصات جسد زوجته ( نبع ) فسقطت  قتيلة  , واستطاع ان ينقذ نفسه وطفلته الصغيرة , ويشد الرحال الى الغربة , خوفاً من الانتقام القادم .
 جمعة عبدالله


193
اتحدوا ذيول العمالة والفساد في سبيل  اجهاض ثورة التغيير
لا أقول للتيار الصدري وزعيمه . حتى أنتَ يا بروتس . لان التيار الصدري هو جزء اساسي ومكمل لمنظومة الفسادة القائمة بمخالبها الشرسة والوحشية منذ عام 2005 , وكل الحكومات المتعاقبة لة حصة من الحقائب الوزارية الخدمية , لا تقل عن خمس حقائب وزارية  في كل تشكيل وزاري , ولكن لم نجد وزارة واحدة ,  قامت بمسؤوليتها بشرف ونزاهة واخلاص , وانما انغمست في لعبة الفساد الى الاعماق , في عمليات النهب والشفط واللصوصية , لم نجد تحسن يذكر في الخدمات وانما تراجع الى الوراء بالاسوأ . حتى اصبحت الرؤوس الكبيرة في التيار الصدري , من حيتان الفساد الكبيرة . حتى حاضنتهم الشعبية والفقيرة لم تشهد تحسن في توفير الخدمات الاساسية بل تدهور بالاهمال والحرمان ,  وتحويل الاموال المخصصة للخدمات الى ارصدتهم البنوكية خارج العراق . ولكنهم كانوا يراهنون  على الاصلاح في الكلام واللصوصية في الفعل .  بأنهم طوال الاعوام  سكتوا عن عمليات الفساد الجارية , لانهم جزء منها . ولكن ابدعوا في الكلام والوعود المعسولة , التي لم ترَ النور مطلقاً , وحتى شعارهم ( شلع قلع ) هو هوائيات اعلامية في ركوب الموجة , ولم يثمر منها سوى اشجار ضخمة من النفاق والخداع والتضليل . ولكنها مع الاسف انطلت على الكثير من الشرفاء في التيار الصدري . فنجد ان التيار الصدري في عمره السياسي يتعامل بمنطق الازدواجية ,  فتارة يجاهرون بأنهم حماة التظاهرات والساحات الاعتصام  , لانها تعبر عن الدعوة الى  الاصلاح ومحاربة الفاسدين , لذلك فأن التظاهرات شرعية وقانونية ودستورية , ويرفضون العنف الدموي تجاه المتظاهرين , ولكنهم في نفس الوقت يعدون العدة في الطعن بخنجر المسموم للغدر بالتظاهرات والمتظاهرين . هذا الرياء والكذب انكشف حين وصلت ثورة التغيير الى المرحلة الاخيرة , وبات سقوط النظام الطائفي الفاسد ,  بات مسألة وقت وجيز من الحسم لصالحها . انقلب التيار الصدري واصطف مع اعداء الاصلاح والتغيير .  علانية وعلى المكشوف ونبذ الازدواجية في التعامل  , واصبح في مقدمة جبهة الفساد والعمالة الذيلية  , بعد المخطط الايراني  الذي اتفقوا عليه المليشيات في ايران , او خارج الحدود عند ماما ( طهران ) وطلب زعيمهم الصدري انسحاب انصاره من ساحات التظاهرات والاعتصامات , لكي يبدأ المخطط المتفق عله , اقتحام ساحات التظاهرات والاعتصامات وحرق الخيم وافراغ الساحات بالمواجهة الدموية العنيفة  , وازالة المتاريس وفتح الطرق بالقوة , وفعلوا ذلك على عودة نزيف الدم من جديد . كأن سقوط 650 شهيداً وآلآف الجرحى والمعوقين , والاغتيالات اليومية , لا تشبع وحشيتهم الدموية . وانما اخماد  ثورة التغيير نهائياً , واغراق الساحات بالدماء والبطش والتنكيل . وهم يعتبرون هذه المواجهة الدموية الاخيرة , حتى ينهوا من وجع التظاهرات والمتظاهرين , هكذا كان المخطط الدموي الخطير المتفق عليه في ايران  , على تدمير الوطن واغراقه بانهار من الدماء , في سبيل بقاء نظام الحكم الطائفي الفاسد , وانقاذ الاحزاب الشيعية التي فقدت كل شيء , لتعود من جديد لترميم بيوتها الآلية الى الانهيار . هكذا تعهد لهم السيد مقتدى الصدر , مقابل الحصول على منصب رئاسة الحكومة وامتيازات اخرى تحت العباءة او خلف الكواليس . ولكن الشعب هب بحشود كبيرة نحو ساحات التظاهر والاعتصام  , حين جاءهم خبر حرق الخيم وافراغ الساحات , حشود بشرية  ضخمة اكثر من السابق . كما لا يمكن ان ننسى الشرفاء في التيار الصدري  , الذين يرفضون قرار قادتهم  . يرفضون القمع الدموي . لذلك بدأت ثورة التغيير نظيفة وطنية خالصة تنتمي الى الشعب والوطن , وتتخذ قراراتها بحرية بما يخدم المصالح الوطنية , وهذا اكبر تطور نوعي  في عمر ثورة التغيير , بأنها تجد نفسها في بحر من الحشود البشرية . لانه لا يمكن لثورة الوطن ان تعطي هذا العدد الكبير  من  القرابين من الشهداء ( 650 شهيد ) ان تتراجع الى الوراء, لا يمكن ترك الظالم يعبث بالوطن انها ثورة المظلوم على الظالم . وقال الامام علي ( ع ) في كلامه البليغ  ( اذا رأيت الظالم مستمراً في ظلمه , فاعرف أن نهايته محتومة . واذا رأيت المظلوم مستمراً في مقاومته فاعرف ان انتصاره محتوم ) وان انتصار ثورة الوطن محتوم أكثر من اي وقت مضى .
 جمعة عبدالله


194
أين هيبة الدولة عندما تقوم احدى  المليشيات  بتهديد رئيس الجمهورية ؟
في عراق المليشيات الارهابية الموالية الى أيران .  تجاوزت كل الحدود في المنطق والعقل , بهذا الاستهتار الوقح والصلف بالتهديد رئيس الجمهورية بالطرد والقتل , بفعلها هذا الشائن والمتهور , يعني انها فوق القانون . وتفرض نفسها على الدولة بتهديد حامي الدستور والقانون . لقد تعودت هذه المليشيات الوقحة ان تفرض سيطرتها على المواطن والدولة ,  ضمن الشلل والفوضى السائدة في العراق . فهي تقوم بفرض سطوتها على الجميع لانها اصبحت هي الدولة , والدولة هي  , بفرض غرامات وفديات و ( خاوات ) وجزية . على المواطنين ومن يرفض الدفع المالي نصيبه الخطف والاغتيال . وعلى المحلات والشركات ضريبة مالية , ومن يرفض تقوم بعمليات الحرق والنهب والتخريب الى ممتلكات المواطنين . واخيراً  حجز عشرات الشاحنات في اجبارها على دفع ( الخاوة ) وإلا لا يسمح لها بالعبور . هكذا تتصرف  المليشيات  ذيول ايران في العراق . بأنها تتصرف كأنها هي  الحاكم الفعلي على العراق . ولهذا ليس غريباً ان يأتي  التهديد الى  رئيس الجمهورية , لكنه يعطي الصورة الكاملة الى الانحدار الذي وصل اليه العراق في ظل الاحزاب الشيعية , حتى ضاعت القيم والاخلاق والمعايير . وبماذا  يفسر تكريم الجلاد الذي  ارتكب مجزرة دموية في محافظة ذي قار , وراح ضحية المجزرة الرهيبة 56 شهيداً ومئات الجرحى , يكرم المجرم ذي قار  ( جميل الشمري ) بمنصب عسكري رفيع . فأين هيبة الدولة بالمحافظة على سلامة المواطنين ؟ والقصاص من المجرمين القتلة ؟  . والدفاع عن القانون والدستور من القتلة الخارجين على كل الاعراف الانسانية والقانونية  ؟. سوى انها تعطي لنفسها وصف  دولة عصابات وحشية وارهابية  , تمتهن الاجرام والقتل . وهي تفعل يومياً بالقتل والاغتيال حتى بلغ عدد الضحايا حسب تصريح رئيس الجمهورية اكثر من 600 متظاهر , في مظاهرات سلمية تطالب بحقوقها الشرعية حسب الدستور الذي يسمح بالتظاهر السلمي وحرية التعبير . لكن هذه المليشيات لا تعرف سوى لغة الدماء والقتل . لذلك قامت بحرية كاملة مدعومة من حكومة عادل عبدالمهدي ومن مكتبه الخاص  , في استخدام العنف الدموي ضد المتظاهرين واغتيال نشطاء الحراك الشعبي . لان الحكومة والاحزاب الشيعية فشلت في كل الحلول والمعالجات , وباتت مشلولة مهددة بالسقوط والانهيار , لذلك تقوم هذه المليشيات الارهابية التابعة الى ايران , في عملية القتل والقمع الدموي , في سبيل مد طوق النجاة الى الحكم الطائفي ,  والى الاحزاب الشيعية وانقاذها من السقوط المحتم . رغم ان اغلب المتظاهرين هم من ابناء الحشد الشعبي ودافعوا عن الوطن في محاربتهم تنظيم داعش الارهابي , وقدموا الآف الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن , ولكن في الاخير بعد انتصارهم الكبير على داعش المجرم  , رجعوا بخفي حنين , بينما قياداتهم تنعموا بالامتيازات والاموال والجاه والنفوذ,  فقد باعوا اولاد الخايبة بسعر زهيد , وارتمت هذه القيادات الخائنة والفاسدة في احضان ايران واصبحوا ذيولها الطويلة , وتدافع عن مصالح ايران وتتنكر الى مصالح العراق الوطنية . بذلك خانوا العهد والمسؤولية وصعدوا على اكتاف الشهداء لمنافعهم الخاصة . واستولوا على الدولة حتى القوات الامنية تخشاهم ولا تتدخل , حينما يمارسون القتل والاغتيال والاختطاف .
ان هذه المليشيات اسقطت هيبة الدولة والعراق , وجعلته في موقف حرج وخطير في الداخل والخارج .
وقبل ايام اجتمعوا في ايران في مباركة سيدهم الاكبر خامئني , وبتخطيط من ايران , حتى لا يفلت العراق منها , لانها وضعت العراق في جيبها واصبح هو موردها المالي الاساسي , وبغير الاموال العراق التي تتدفق بالمليارات الدولارية بلا حساب  , لكان  نظام خامئي آيل  بالانهيار والسقوط , لذلك يجدون ان التظاهرات وثورة الشباب , هي الحجرة والعقبة التي تمنعهم من  ابتلاع العراق . لذلك قرروا  بنزول بتظاهرة حسب ما يدعون ( مليونية !!!!  ) من مليشياتهم  في يوم الجمعة المصادف 24 - 1 - 2020 . بحجة المطالبة بطرد الوجود الامريكي , ولكن هدفها الحقيقي هو الهجوم على المتظاهرين وافراغ ساحات التظاهر . حتى يحققون الهدف الحقيقي بانقاذ نظام الحكم الطائفي  , واعطى اكسير الحياة الى الاحزاب الشيعية التي فقدت رصيدها كلياً في الشارع والسياسة . هكذا خطط صقور المليشيات التابعة الى ايران في غرضهم الخبيث والشيطاني  , ولكن قوة وعزم وصلابة صمود المتظاهرين بهذا الزخم الشعبي الواسع  هيهات ان يفلحوا  , لا يمكن كسر متانة الثورة وهي تقترب من النصر النهائي على طحالب ايران , أن هذه  المحاولة التي خطط لها في ايران , ستفشل كما فشلت محاولاتهم السابقة ,  وقد  جربوا كل المحاولات الدموية والخبيثة , وتخرج ثورة الشباب منها  , اكثر قوة وعزماً وارادة صلبة , لانها ثورة وطن . ثورة كرامة . وان ارادة الشعب اقوى من جرابيع ايران . وان المشرع الايراني يعاني الموت البطيء ,  وسيموت ولا يمكن ان يعود الى الحياة
جمعة عبدالله



195
الحكومة عاجزة والاحزاب معطلة والبرلمان غائب :  ماهو الحل  ؟!
مرت اكثر من ثلاثة شهور على انطلاق التظاهرات الاحتجاجية. في سبيل ايقاف التدهور الخطير في جميع ميادين الحياة . وغياب الاصلاح ومحاربة الفساد , بل تصاعدت وتيرة الفساد والفاسدين في اللصوصية والنهب . الارتمى في احضان الاجنبي كذيول طويلة خانعة للاجنبي ووجوده في العراق , الذي اصبح هو الحاكم الفعلي وبيده القرار السياسي . وحرمان العراقيين من خيرات واموال العراق لتصب في الشرايين الايرانية , مما تسبب الحرمان وغياب الخدمات الاساسية . واصبحت الحياة الصناعية والبنى التحتية  معطلة مما تسبب , انعدام فرص العمل وزيادة البطالة والفقر , بنتيجة تدفق الاموال الى ايران  , وعمليات الفساد والنهب . وبالتالي اصبح العراق بلداً  محتلاً  من قبل  الاجنبي , وساحته اصبحت صراع لتصفية الحسابات . لذلك قامت التظاهرات الاحتجاجية من اجل تعديل المسار العراقي  المخطوف  , وحفظ المصالح والسيادة العراقية . في اعادة الوطن المسلوب , ولكن الحكومة والاحزاب الشيعية , التي ارتمت في احضان ايران ,  واصبحت ذيولها الطويلة في العراق . جابهت التظاهرات الاحتجاجية للحراك الشعبي السلميين  , بالقمع والعنف الدموي القتل والاغتيال . من اجل اخماد انتفاضة التغيير واغراقها في الدماء , ولكن في نفس الوقت ان الحل الامني الدموي  , هوفي الحقيقة   الهروب من الاستحقاقات السياسية والشعبية والوطنية . هذه الحالة المزرية والمأزومة التي  يعيشها العراق اليوم , في الاهمال الكامل  لقضايا الشعب الاساسية  ,  والاشتغال فقط  على عمليات  النهب واللصوصية التي تجري بشكل  واضح للعيان , دون محاسبة ومسائلة  . ان العراق اليوم معطلاً ومشلولاً سياسياً وشعبياً . لان الكل يفقد القدرة على المعالجة والحل . سوى الانغماس في المواجهة بالبطش الدموي وعمليات الاغتيال , تقوم بها مليشيات الاحزاب , التي حولتها الى عصابات  ارهابية  لا تختلف عن تنظيم داعش  قلباً وقالباً . والعراق اليوم غارق بالعنف والدماء . وليس غير ذلك , وكما اكدت في تصريحها مبعوثة الامم المتحدة في العراق ( جنين بلاسخارت ) حيث قالت ( ان القادة السياسيين في العراق لا يزالون غير قادرين على الاتفاق على طريق المضيء قدماً ) يعني غير قادرين  على الحكم وتولي مسؤولياتهم  على الالتزام بطريق الاصلاح والتغيير , لانهم يعتقدون  بأن هذه المتغيرات تنسف وجودهم , وخاصة وانهم   فقدوا  الثقة كلياً . سوى الاهتمام بالمصالح الحزبية والفئوية . واللصوصية والسماح بالتدخل الاجنبي   . بهذا الشكل وصل العراق الى طريق مسدود . الحكومة عاجزة والاحزاب معطلة وفاقدة الثقة الشعبية والسياسية كلياً . ومنذ اقالة عادل عبدالمهدي . والوضع العام مصاب بالشلل والفوضى وتتحكم به  المليشيات الارهابية  . بذلك فقد العراق فرصة الاصلاح والتغيير . وقد انتهت المدة التي حددها الحراك الشعبي للمتظاهرين  , ولم تفعل الحكومة والاحزاب شيئاً , سوى التراجع عن وعودها ,  وتصاعد عمليات الاغتيال التي زادت بشكل مخيف  . وظلت مطالب المتظاهرين السلميين دون معالجة وحل . سوى الانخراط في المواجهة الدموية ضد المتظاهرين السلميين . ليس لهم وسيلة سوى الشارع ,  وتصاعدت حركة الاحتجاج بالزخم الواسع اكثر من السابق بعد انتها المهلة المحددة دون الانفراج في الافق  , وفشل القمع الدموي الذي راهنت علية الحكومة والاحزاب , لكنه  فشل وسقط امام  صلابة وتحدي للمتظاهرين في  مواجهة  بالبطش الدموي , واليوم يعود العنف الدموي من جديد . لذلك شددت مندوبة الامم المتحدة , بالتحذير من استخدام العنف الدموي من جديد  ( ان القمع العنيف للمتظاهرين السلميين , لا يمكن تبريره ويجب تجنبه بأي ثمن , فليس هناك ماهو اكثر ضرراً, من مناخ الخوف والمساءلة والعدالة للضحايا ) ان تصاعد عمليات العنف الدموي يعود اليوم بشكل مروع  في قتل المتظاهرين السلميين , وربما يتصاعد اكثر من السابق وبالتالي سقوط شهداء واغراق العراق بالدماء , هذا الامر الخطير , تتطلب الضرورة القصوى الى التدخل  الحماية الدولية بشكل مباشر في حماية المتظاهرين السلميين من القتل الاغتيال . تشديد المطالبة الى الامين العام للامم المتحدة واعضاء مجلس الامن , والمنظمات حقوق الانسان , والمنظمات الدولية , التدخل المباشر , قبل ان تنقلب الاوضاع الى الفوضى والانفلات الامني , وتقود  الاخطار المهلكة للعراق والعراقيين .
جمعة عبدالله



196
قراءة في كتاب : الازدواجية المُسقَطة . محاولة في تحليل شخصية الدكتور ( علي الوردي ) حسين سرمك / سلام الشماع
يعتبر الدكتور ( علي الوردي ) رائد في علم الاجتماع في العراق . من خلال الكثير من مؤلفاته وابحاثه ودراساته وتحليلاته , في البنية التركيبية للمجتمع العراقي , بتناول قضايا المجتمع في اشكالياته المتعددة والمتنوعة . في نظرات فكرية كثيرة منها تتعمق في اسباب  عوامل التخلف , ونظرة الفرد  العراقي الى نفسه ونظرته الى الاخرين , في الحالة الحياتية والمعيشية والاجتماعية . التي يكتنفها الكثير من التناقضات والتنافرات المزدوجة بالازدواجية . في طريقة التعامل وطريقة السلوك والتصرف , وتأثيراتهما الاجتماعية والسايكولوجية . بذلك حملت الاطروحات والنظريات الاجتماعية التي جاء بها من  الافكار المطروحة  . انقسم عليه عامة الناس والاوساط الدينية والثقافية ,  الكثير من الاعداء والاصدقاء , بين معارض ومؤيد . لذلك لا يمكن ان نغفل في الطرح في السياق الافكار , بعض الهفوات في علم الاجتماع وكيفية التعامل معه . وخاصة في المجتمع العراقي الذي يعاني الكبت الاجتماعي والنفسي , في المجتمع تسوده الغالبية  من التخلف  والجهل والامية . وكذلك التأثيرات الدينية القوية على نفس وروحية الفرد والمجتمع , بما تحمل من خصوصيات في العادات والتقاليد . وكيفية الاحترام والتعامل معها , والنظريات الاجتماعية للعلامة الراحل ( الدكتور علي الوردي ) تتعاطى وفق معطيات الوعي والادراك والحس الاجتماعي . تحاول ان تبرز سلبيات الناشئة في المجتمع من جملتها عقد الذنب والظلم في ميادينها المتعددة . ومنها مسألة ظلم المرأة ومسألة الجنس والزواج . لذلك كان له مطارحات فكرية يختلف عليها غالبية  رجال الدين ( الشيعة والسنة ) الذي وصف نزاعتهم على المجتمع ,  كما هم كالبدو الصحراء , فلا يرى احدهم في الاخر إلا في عيوبه . يشخص قيم الحضارة بالضد من قيم البداوة . يطرحها بكل جرأة في افكار غير مسبوقة , في تحليل شخصية الفرد والمجتمع . واضاء جوانب عديدة من مشروعه التنوير الاجتماعي . لاشك ان العلامة الراحل يضرب على الاوتار الحساسة في المجتمع والفرد . مرات يملك الجرأة في الطرح , ومرات يتردد خشية  من العواقب السلبية عليه من عامة الناس . خشية من غضب وهيجان  عليه , ليس فقط الاعتراض على اطروحاته الفكرية والاجتماعية . وانما خشية الاعتداء عليه .
 وهذا الكتاب القيم والمرموق ( الازدواجية المسقطة / محاولة في تحليل شخصية الدكتور ( علي الوردي ) المؤلف : الدكتور حسين سرمك والباحث الاستاذ  سلام الشماع . . والاستاذ حسين سرمك مرموق في النقد الادبي ,ومرموق في اختصاصه الطبي , طبيب في علم النفس . والاستاذ سلام الشماع , يعتبر من تلاميذ العلامة الراحل وعايشه عن قرب وحافظ اسراره لمدة تزيد على عقدين . وبما يملك من رصيد مهم من وثائق ومعلومات وكتابات تتعلق بالعلامة الراحل , كما وانه اصدره كتاب عن معلمه بعنوان ( من وحي الثمانين ) . ان يكون العلامة الراحل تحت مجهر سرير التحليل علم النفس الطبي . انها محاولة جريئة غير مسبوقة . ومبادرة شجاعة , في محاولة التقيم الفكري والاجتماعي على ضوء علم النفس الطبي , استناداً الى الحوار الموسع بين الاستاذين , وفي مخرجات التحليل على ضوئية السيرة الحياتية والمعاشية . منذ الطفولة حتى رحيله الابدي الى رحمة الله .  في ادق التفاصيل . وعلى افكاره واطروحاته بمجمل ما قدم من مؤلفات وابحاث ودراسات اجتماعية  , وحتى في علاقاته اليومية مع العائلة والمجتمع المحيط به , وقبل سفره في الدراسة في امريكا وبعد رجوعه , وما حمل من افكار اجتماعية جديدة . وما ورثوه من جهد كتابي. كل هذه المعلومات الهائلة في تفكيره الاجتماعي , ان تكون على سرير التشريح في علم النفس واستخلاص نتائجها . لاشك ان الاستاذ الدكتور حسين سرمك يملك براعة فذة في اختصاصه الطبي , وفي تحليل النظريات الاجتماعية المختلفة , التي لها علاقة في علم البحث الاجتماعي . من هذا المنطلق يعتبر  الكتاب مصدراً  هاماً ومرموقاً لا يمكن الاستغناء عنه , في الاوساط الثقافية وايضاً لعامة الناس . لمعرفة العلامة الراحل وفق التحليل في علم النفس الطبي. ونعرف ان الراحل كان حديث الناس في حياته ورحيله الى رحمة الله الواسعة . ان الكتاب اضاء جوانب عديدة ومهمة في التحليل الطبي  الرصين والهادف  , وكذلك تحليل مشروع الفقيد التنويري في البحث الاجتماعي . وضم محتوى الكتاب اربعة فصول . نتناول بالايجاز والاستعراض الموجز .
1 - الفصل الاول : لمحات خفية من صاحب اللمحات : حوارموسع بين الدكتور حسين سرمك يحاور الاستاذ الباحث سلام الشماع . في تحليل حياة وافكار ووثائق ومؤلفات الراحل . وكذلك معاركه الفكرية والاجتماعية , وتناول الشخصية من كل الجوانب , وحتى هواجسها ووسواسها . ونظراته البحثية في علم الاجتماع , في طبيعة وتركيب المجتمع العراقي الحديث . وكذلك حالات التناشز التي افرزت في دراساته , والبحث اشكاليات المجتمع العراقي  , ونظرته الى قيم الحضارة التي يعتبرها بالضد من قيم البداوة . وكذلك ما افرزه من سلوكيات اجتماعية عليه وعلى المجتمع , مثل الازدواجية الشخصية عليه وعلى  الفرد والمجتمع . وما درسه من ابحاث في التأثيرات الدينية في المجتمع , وكيفية التعامل مع الوعي الاجتماعي . كانت المحاورة الموسعة . تناولت قضايا كثيرة تتعلق بالفقيد . وما تناوله في مسألة المرأة والجنس والزواج . وكذلك تأثيرات اطروحات ابن خلدون الاجتماعية  . وكذلك فحوى الضجات التي اثارها في حياته , وخاصة مع الاوساط الادبية والثقافية , ومع بعض رجال الدين . وكذلك الاتهام الذي وجه اليه بتهمة الكفر , ومحاولاته الاستفادة من الفكر الاجتماعي الغربي بعد انهى دراساته الجامعية في امريكا  . وكذلك مناقشة مشروعه التنويري  من عدة جوانب . في مسألة السلوكية الفردية والجمعية . وموقف ومن الوعظ الديني . هذه الافكار والاطروحات وضعت في مختبر التشريح في علم النفس الطبي .
2 - الفصل الثاني : مقدمة استباقية : علي الوردي . عدو السلاطين . وعاظهم . قاومهم كبشر مثلنا . لا كملاك من السماء .
3 - الفصل الثالث : محاولة في تحليل شخصية محلل الشخصية العراقية .... وهي محاولة استخلاص نتائج من حصيلة التحليل الشخصية, على سرير علم النفس الطبي , وحصيلة الافكار والمعلومات التي وضعت تحت المجهر . من خلال الحوار الموسع والمعمق في الفصل الاول . وخرجت بالكثير من الاستنتاجات التحليلة المهمة , نقتطف جزء يسير منها .
× حول المواكب والطقوس الحسينية . خرج التحليل بهذه المحصلة , بأن نجد ان الوردي هو نفسه لديه سلوكية مزدوجة ( ان الوردي نفسه لديه سلوكان في هذا المجال : واحد رافض لتلك الطقوس المستهجنة ............ وثانٍ تحسبي بهدف الى دفع الاخطار عن الذات . فهل يعاني الوردي , هنا ازدواجية في الشخصية ؟ ) ص155.
× ( واذا راجعنا منجز الوردي فسنجد ان انجراحاته الشخصية , قد شكلت الاطار النفسي الذي حكم رؤيته البحثية , اننا نستطيع الامساك بخيط المرارة الناقمة الذي يجمع مواقف الوردي المختلفة من الظواهر التي يتناولها , ولو راجعت تراث الوردي المتعلق بدراساته احوال المجتمع العراقي وشخصية الفرد العراقي , فلا اعتقد اعتقد انك ستجد اي ملاحظة ايجابية , إلا في النادر من تحليلاته وتعليقاته ) ص179 .
× وكذلك حالة القلق والوسواس على اولاده , بدواعي الحرص على صحتهم , في حين انها  السبب الباطن هو القلق , الذي تعاني منه الشخصية الوسواسية ( التسلط الالزامي ) ) ص190 .
× أما بالنسبة الى قيم الحضارة ضد قيم البداوة ( اذا كان المجتمع العراقي تحول خلال فترة قصيرة نسبياً من مجتمع تسوده قيم البداوة الى مجتمع تتصارع فيه هذه القيم , ضد قيم الحضارة , فأن الوردي الفرد قد تحول من فوره من شخص يرزح تحت تأثيرات قيم البداوة , الى شخص تتصارع في داخله القيم التي ترعرع فيها ) ص213 .
× ( ان الشعور بالذنب هو المشكلة الرئيسية لتطور الحضارة , وان على  الانسان دفع فاتورة تقدم ) ص220
× اما من ناحية الازدواجية العراقية ( التناقض بين التوجيهات والتعليمات الدينية والقيم المحلية , وهو في كل موضع بعد القيم المحلية فاسدة ومتخلفة والتعليمات الدينية غير حضارية , وازدواجية حديثة سببها التناقض بين قيم الحضارة الجديدة , والقيم السلوكية القديمة ) ص231 .
× ( أن محاولة تحليل شخصية العلامة الراحل لا تسيء الى جهوده المشهودة ابداً , انها فرصة لتأمل دواخلنا والنظر في الكيفية التي يتدخل بها لا شعورنا في صياغة قناعاتنا ورؤانا وسلوكياتنا بصورة مستترة ) ص237 .
4 - الفصل الرابع : ليس دفاعاً عن علي الوردي . هو فصل نظرة الاستاذ الباحث سلام الشماع , على مجمل ما جاء في خلصات نتائج التحليل علم  النفس الطبي . وما قدمه الدكتور حسين سرمك في النفاذ في دواخل شخصية علي الوردي , من خلال سرير علم النفس الطبي , في المقدرة العلمية والطبية في التشخيص , في الغوص في اعماق التحليل والتشخيص . وتبقى جهود العلامة الراحل الايجابية , بأنه وضع التحليل الشخصية وتحليل الاجتماعي للمجتمع  العراقي , في مجهر البحث والدراسة , انزله من البرج العالي , ليكون في متناول عامة الناس .
× الكتاب : الازدواجية المسقطة : محاولة في تحليل شخصية الدكتور علي الوردي .
× المؤلف : الدكتور حسين سرمك / الاستاذ الباحث سلام الشماع
 جمعة عبدالله



197
محاولة خلط الاوراق من أجل اجهاض أنتفاضة التغيير
تحاول الاحزاب الشيعية التي تعاني من عقدة الخوف من ازمتها الخانقة وعزلتها الشديدة , وفقدان رصيدها الشعبي والسياسي . أن ترمم بيوتها الآلية الى الانهيار والسقوط . بعد التظاهرات الاحتجاجية التي تصاعدت بالزخم الشعبي الواسع , وتصاعدت الى أنتفاضة التغيير الجذري . ظهرت هذه الاحزاب على حقيقتها , بأنها عارية تماماً من الحس الوطني والوطنية , سوى انها تملك المال والسلطة والنفوذ . وان رصيدها فقيرفي الشارع , سوى مليشياتها المرتبطة بها . وظهرت حقيقتها بأنها ذيول طويلة الى ولاية الفقيه . وما تملك من رصيد هو الزيف والاحتيال والعهر السياسي . ولقد جربت كل المحاولات في اجهاض التظاهرات الاحتجاجية وافراغ ساحات التظاهر . لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في محاولاتها العديدة  . من الحل الامني باستخدام العنف الدموي . الى الطبخات السياسية في تقديم شخصيات  مرشحة الى منصب رئيس الوزراء . وكذلك استغلال الفوضى عقب  عملية اغتيال سليماني والمهندس , في اقتحام ساحات التظاهر وافراغها, لكنها باءت بالفشل والخيبة . الى التلاعب في المهل الدستورية بتمضي الوقت , في سبيل اعادة تنصيب عادل عبدالمهدي مجدداً , اي بقائه في المنصب حتى انتهى الدورة البرلمانية الحالية , اي ابقائه في المنصب لمدة اربع سنوات . ولكن عقب كل محاولة فاشلة  يضيق الخناق عليها ويشتد اكثر . والنظام الحكم الطائفي يشهد عزلة وتناحر وشقاق . حتى ان احزاب النظام الطائفي  اصابتها موجة من الخلاف العميق والتخندق , لانه لا يمكن لاي طرف ان يلغي الطرف الاخر . بينما أنتفاضة التغيير في عنفوانها بالتحدي والصمود , واصبحت لاعباً رئيسياً ومرموقاً لا يمكن تجاهله وألغائه في المسرح السياسي . لذلك تحاول هذه الاحزاب ومليشياتها الارهابية ان تلعب على الحبلين . حبل الكواتم الصوتية في اغتيال نشطاء الحراك الشعبي , على مرأى من الاجهزة الامنية , وبدعم مباشر من مكتب عادل عبدالمهدي في اعطاء الضوء الاخضر , في القيام بعمليات الاغتيال , في اقتناص وصيد نشطاء الحراك الشعبي , حين يخرجون من ساحات التظاهر . في سبيل ادخال الرعب والخوف في قلوب المتظاهرين بأنهم معرضين الى عمليات الاغتيال بكواتم الصوت ,  وبدعم من الحكومة والاحزاب الشيعية , التي خولت مليشياتها الارهابية  في القيام  بهذه المهمة الاجرامية . واصبحت ظاهرة يومية في الاغتيال , وقد نجحوا نجاحاً باهراً .  لانهم يمتلكون الدعم الحكومي والحزبي, وان القتلة يبقون بعيدين عن المسائلة القانونية والمحاسبة والعقاب , لانها تسجل حوادث الاغتيال , بدعوى هزيلة بأن القاتل مجهول الهوية , وهو معلوم ومعروف للجميع القاصي والداني , بأن القاتل من رحم مليشيات الاحزاب الشيعية , وبضوء اخضر من مكتب عادل عبدالمهدي , وبدعم الاجهزة الامنية وهم يتحكمون في الوضع الامني حسب ما يريدون , وغاياتها الخبيثة جر المتظاهرين السلميين الى الانتقام والرد بالعنف المقابل  , حتى يملكون الحجة الشرعية  في الاجهاز بالانتقام الدموي  ضد المتظاهرين وافراغ ساحات التظاهر , بدعوة الحفاظ على الامن والنظام من المخربين والعملاء والمندسين . رغم التنديد الدولي في مطالبة الحكومة ايقاف موجة الاغتيالات اليومية , والتهديد بأنه لن يفلت الجناة والقتلة من تقديمهم الى العدالة الدولية , وتحمل الحكومة العجز  في حماية المتظاهرين السلميين . والحبل الثاني خرج من ايران بالدعوة الى التظاهرة  المليونية للنزول الى الشوارع والساحات , بحجة المطالبة بطرد الوجود الامريكي , والبقاء على الوجود الايراني , يعني النظر بعين  واحدة ( عوراء ) في القفز على الواقع ,  لان في العراق يوجد التواجد الامريكي والايراني , وحولوا العراق الى ساحة حرب وصراع بينهما . لذلك التساؤل الوطني المشروع : لماذا لا تكون الدعوة الى التظاهرة المليونية بطرد الوجود الاجنبي في العراقي الامريكي والايراني  , حتى تحمل الدعوة الى التظاهر مصداقية وطنية , ام ان الهدف الحقيقي  المخطط للدعوة الى التظاهر التي خرجت  من ايران , هو اقتحام الساحات وطرد المتظاهرين بالعنف وافراغ ساحات التظاهر , يعني دعوة خبيثة في اجهاض انتفاضة التغيير , بدليل ان اللجنة المشرفة على هذه التظاهرة , اعلنوا صراحة , بأن التظاهرة  من اجل انهاء التظاهرات الاحتجاجية وافراغ الساحات بالعنف . لانهم يصفون المتظاهرين بالعملاء والمخربين والمندسين وهم يتآمرون ضد العراق . لذلك على المتظاهرين ان لا يقعوا في الفخ المنصوب لهم . وبسحب البساط من المليشيات الاحزاب برفع شعار : طرد الوجود الاجنبي الامريكي والايراني , من اجل حفظ العراق وان يصبح حراً من الوجود الاجنبي . من اجل حفظ السيادة الوطنية . حتى افشال المخطط الخبيث  الذي رتب في أيران .
 جمعة عبدالله



198
شر البلية ما يضحك تدوير عادل عبدالمهدي من جديد
تدور في الغرف السرية للاحزاب الشيعية  بتقديم طبخة سياسية  من نفاياتها المعروفة . بتدويرها من جديد , في اعادة  تكليف عادل عبدالمهدي بتشكيل حكومة تنتهي بأنتهاء الدورة البرلمانية الحالية , يعني بقاءه في منصب رئيس الوزراء مع تغيير طاقمه الحكومي لمدة اربع سنوات حسب الدستور , بحجة مضحكة وهزيلة بأنها لم تجد شخصية توافقية تحظى بقبول المحتجين , لكن دوافعها الخبيثة , هي اجهاض ثورة التغيير , وانهائها  وافراغ ساحات التظاهر من المتظاهرين . بعدما  افرغت كل محاولاتها الفاشلة ووجدت بغيتهم في بقاء عادل عبدالمهدي في رأس  الحكم . لانه رفع زوراً وخداعاً , لواء معارضة الوجود الامريكي , والبقاء على الوجود الايراني . بتسويق النفاق في المسرحيات التهريجية , لا تفضي الى طرد الامريكان , وهو يعرفون انها  للاستهلاك الداخلي لا اكثر ولا اقل . ولا تستند الى حقائق ملموسة . يدركون خطورتها , لكن لتمرير بيعة عادل عبدالمهدي من جديد . بهذا الشكل القفز على الواقع , لانهم هم الذين جاءوا بدبابات المحتل الامريكي , هم انفسهم وضعوا صرماية العراق المالية في البنك الفدرالي الامريكي وتبلغ عشرات المليارات الدولارية ,  هم انفسهم وقعوا معاهدات واتفاقيات بالوجود الامريكي . وبالتي يدركون انهاء الوجود الامريكي  والبقاء على الوجود الايراني , سيكلف العراق ثمناً باهظاً . وهم لا يمكن ان يتجاسروا على انهاء الوجود الامريكي , ليس حرصاً على اموال العراق , التي ستذهب للتعويضات في  بناء القواعد ودفع تكاليف الحرب ضد داعش . وانما الخوف من مصادرة اموالهم في البنوك الامريكية والاوربية . بأن امريكا هددت بوضع البنك المركزي العراقي في القائمة السوداء وانهاء التعامل بالدولار . لذلك هذه اكبر فرية مخادعة في طبختهم السياسية في اعادة  تكليف عادل عبدالمهدي , والتفاف خلفه بأعتباره حفظهم من السقوط الوشيك من قوة ثورة تشرين , ولانه ظهر ايرانياً اكثر من الايرانيين انفسهم , ولانه وضع الفاسدين في الحماية والحصانة من التبيعات القانونية . لهذه الافضال لهم . ارادوا تكريمه في البقاء في منصبه , ضرب عصفورين بحجر واحد . بقاء عادل عبدالمهدي , كأن لم يحدث له خدش من الاحداث العاصفة .   وثانيهما وهو الاهم اخماد ثورة الشباب , بعدما جربوا كل المحاولات الامنية والسياسية , لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً . . لكن الشارع السياسي والشعبي , يرفض هذه المحاولات السخيفة بالمهزلة , لانه لايمكن نسيان التضحيات الجسيمة بسقوط مئات الشهداء بالقتل المتعمد , والآف الجرحى والمعوقين , ولكنها تدل على مهزلة العقل السياسي الحاكم , ففي ارجاع عقارب الساعة الى الوراء . لا يمكن غفران الجرائم الدموية بغزارة الدماء التي نزفت  , واعطاء صك البراءة والغفران الى عادل عبدالمهدي وطاقمه الحكومي المتورط بالجرائم والفساد والقتل . ان هذا الاختيار ماهو إلا خطف ثمار الانتصار , في التلاعب في المهل الدستورية المحددة التي مرغت بالوحل ومزقت , كأنه لا يوجد دستورفي العراق  , وفي سبيل انجاح مخططهم الشرير في الاغتيالات اليومية بحق الناشطين , بأنهم يعتقدون بأنها  ستدفع الى اخماد التظاهرات  وهذه هيهات ان تتحقق , بل هي اوهام لا يمكن ان تمر وتنجح , وبتحويل المسار السياسي لصالحهم  . كمن من يريد ان يثبت بأن طلوع الشمس من الغرب وليس من الشرق . ان هذه المحاولة في اعادة تكليف  احدى نفاياتهم ,   تسرع في انهاء وجودهم . بدليل بدأ زخم التظاهرات  اكثر زخماً وشعبية من السابق . لانها اصبحت  مسألة وطن , وقريباً سيقول لهم الشعب . كش ملك .... كش ايران .
 جمعة عبدالله

199
روحاني قلب الطاولة على رأس الحرس الثوري
يأتي سقوط الطائرة الطائرة الركاب الاوكرانية , لتكشف حقيقة الصراع الداخلي بين اركان النظام الايراني , وهو صراع وخلاف ناشب بين روحاني وطاقم حكومته , والحرس الثوري . فقد كان قاسم سليماني يعتبر الشخص الثاني بعد المرشد خامئني , وبهذا الشكل يعتبر الحرس الثورة هو القوة الاولى في الدولة  بدعم المرشد , وابتلع الحرس  الحكومة والدولة معاً . وكانت تميل  كفة الميزان لصالحه . فهو يعتبر الكل بالكل , وهو يقرر والحكومة تنفذ دون نقاش . وهو يدير شؤون الدولة , والحكومة واجهة ليس لها صلاحية إلا بموافقة الحرس الثوري . ولكن الازمة االاقتصادية والمالية الخانقة , اصبحت  تهدد النظام بمخاطر الافلاس نتيجة العقوبات الامريكية القاسية , التي جعلته يترنح بالتخبط والفوضى   . وكان الحرس الثوري  يستخدم الاسلوب الفاشي والدموي في   امتصاص النقمة الشعبية على الاوضاع المزرية , بممارسة  القبضة الحديدية المشددة  والمفرطة بالعنف الدموي , خلال الاحتجاج الشعبي قتل الحرس الثوري بالقمع الدموي اكثر من 1500 شخصاً خلال يومين فقط . هذا يدل على وحشية النظام الدموي . وكان الحرس الثوري يتاجر بالشعارات البراقة خالية المحتوى , بحجة  ان ايران اصبحت من الدول العظمى , بما تملك قوة صاروخية مدمرة وفتاكة  , بأستطاعتها تدمير كل القوات الامريكية في المنطقة , وفناء اسرائيل بالكامل خلال ايام وشطبها من الخارطة . ولكن جاءت الاحداث الخطيرة المتسارعة . أسقطت القناع والمزايدات والعنتريات  , وظهرت  بأنها فارغة وسراب ووهم  , وتبينت حقيقة صواريخه  المدمرة , ماهي إلا صواريخ فاشوشية وصابونية , او هي مفرقعات صوتية , بحيث ولا صاروخ واحد وصل الى هدفه . . ولا صاروخ  واحد جرح اصبع امريكي ولو بخدش بسيط . والمصيبة الكبرى , التي ادت الكارثة الحقيقية على ايران , بأن احدى صواريخها التي راهنوا عليها سنوات بالتبجح الفارغ ,اسقط الطائرة الركاب المدنية الاوكرانية . بحجة سخيفة وهزيلة بأن القوات الجوية التابعة الى الحرس الثوري . بأنها اعتقدت الطائرة المدنية بأنها صاروخ كروز . هذه الحجة تدعو الرثاء على هذا النظام المتهالك . أية قوة جوية لا تفرق بين  صاروخ وطائرة ركاب . فأي مهزلة في شكل هذه القوة الجوية الصاروخية , فكيف يكون الحال لو امتلكت ايران السلاح النووي ؟ . ان الحادث الكارثي من قبل الحرس الثوري . يضع ايران في ازمة خطيرة مع دول العالم , بأنها دولة خطيرة لا تستطيع حماية اجوائها للطيران المدني , ويعمقها اكثر في العزلة الدولية , وكذلك بمطالبة بدفع تعويضات باهظة لعدة اطراف لها صلة بالطائرة المنكوبة . ولا تستطيع دفع هذه  الاموال وهي مفلسة . حتى المليارات الدولارية العراقية تحت العباءة , لم يسعفها في تجاوز الازمة الخطيرة . لهذا اتبت بشكل قاطع , بأن الحرس الثوري ليس قوة تدافع عن أيران . بل يضع ايران في مشاكل وازمات عويصة تهددها بالانهيار , في هذه الظروف التي لاتستطيع تحمل اعبائها الشاقة . ولكن جاء مقتل قاسم سليماني الشخص الثاني في هرم نظام خامئني , ليقلب كفة الميزان لصالح روحاني وطاقمه الحكومي . لذلك قلب روحاني الطاولة على رأس الحرس الثوري , في الاعتراف , بأن الحرس الثوري هو الذي يتحمل مسؤولية اسقاط الطائرة الاوكرانية , وقال بأن هذا الحدث مأساة وكارثة كبيرة لا تعوض ولاتغتفر . وتعهد بأحالة الضالعين في اسقاط  الطائرة الى المحاكمة والحساب . يأتي هذا الاعتراف بعد ثلاثة ايام من المراوغة والانكار والتبجح بذرائع واهية ومضحكة . منها عطل فني , منها حدث حريق في احدى محركاتها , منها خطأ من كابتن  الطائرة وغيرها من الحجج لتهرب من المسؤولية . حتى رئيس منظمةالطيران الايرانية ( علي عايد زاده ) قال في مؤتمر صحفي ( ان هناك امر واحد مؤكد هو ان هذه الطائرة لم تصب بصاروخ ) ولكن اسقطت  كل الحجج والانكار , بتحميل الحرس الثوري مسؤولية اسقاط الطائرة . هذا يدل على كفة ميزان الصراع مالت لصالح روحاني وطاقمه الحكومي . واضطر الحرس الثوري بعد الضغوط الهائلة من الداخل والخارج , ان يعترف بمسؤوليته في اسقاط الطائرة . ان الحادث الكارثي سيضع ايران في عين العاصفة المدمرة , ويعمق  صراع الاخوة الاعداء داخل اركان النظام , واحياء الاحتجاجات التي اشعلت الغضب الايراني في تمزيق صور قاسم سليماني والهتاف بتنحي خامئني  . ان حالة التمزق والصراع وتجدد الاحتجاجات الشعبية , وضع النظام نفسه في نفق خطير لايمكن ان يخرج سالماً  منها  .
جمعة عبدالله


200
المليشيات ذئاب مفترسة على المتظاهرين وارانب خائفة مع العدو الاسرائيلي
المليشيات التي ولدت من رحم الاحزاب الشيعية , ولدت وهي تحمل لوثة القتل والاجرام والبطش , في سبيل تثبيت اركان هذه الاحزاب في الحكم والنفوذ والمال , باعتبار هذه المليشيات  تقوم بدور الحارس الامين والمدافع . وتقوم بدور  كأداة ارهابية وقمعية , ضد من يطال الاحزاب الشيعية بالرأي وحرية  التعبير  , اوضد من يقوم  بالتظاهر السلمي . لكي تمارس هذه الاحزب حريتها الكاملة , في الفرهدة والفساد واللصوصية , وحرمان الشعب من المنافع وخيرات العراق الوفيرة  , وهذه الاموال بأستطاعتها ان  تكون الدعامة القوية للاصلاح والبناء وتطوير البلاد وتقدمه الى الامام , وتحقيق الحياة الكريمة . وهذا يقلل من غنائم  الفرهدة واللصوصية وهي لا ترغب بذلك  مطلقاً , ولهذا وصل الحال بأن كل شيء معطل  في العراق   . لذلك وضعت هذه المليشيات في دور الشرطي الذي يقف بالمرصاد , في مجابهة ثورة  التغيير . من اجل الاصلاح والبناء ,  ووضع العراق في الطريق الصحيح ,  وانتشاله من الوضع المأساوي البائس . فقامت هذه المليشيات في مجابهة ثورة الحراك الشعبي , في ممارسة ابشع وسائل البطش والقتل والاغتيال والاختطاف النشطاء والناشطات  , في سبيل اجهاض ثورة تشرين  . ولكن حدث العكس بدلاً من اجهاض ثورة الحراك الشعبي , ازدادت قوة وحجماً وشعبية ونفوذاً  , في التفاف قطاعات واسعة من الشعب , وكونوا دروعاً  وسوراً منيعاً ضد البطش المليشيات الارهابية  والمجرمة .  ,  وفشلت امام الصمود والتحدي والاصرار في انقاذ وتحرير الوطن المخطوف . مما استفزت هذه المليشيات من القوة الجماهيرية الهائلة لثورة التغيير .  بتصاعد عمليات القتل والاغتيال واصطياد نشطاء الحراك الشعبي خارج ساحات التظاهر , في كواتم الصوت . بحيث لم يمر يوماً واحداً ,  إلا وهناك حوادث اغتيال بدم بارد بكواتم الصوت . كأن العراق خالٍ من الاجهزة الامنية وقوات حماية المواطن . والحكومة لم تبدِ محاولات في  ايقاف عمليات القتل والاغتيال , رغم المناشدات والدعوات الدول والمجتمع الدولي , بالتذكير بحماية المتظاهرين من مسؤولية الحكومة في حمايتهم  من البطش والاجرام , لكن الحكومة لم تعر أذناً صاغية لهذه المناشدات والدعوات , وتحولت الى التهديد   بفرض عقوبات وتقديم القتلة الى المحاكم الدولية ,  بما فيهم رئيس الوزراء المعزول عادل عبدالمهدي , وبالفعل صدرت بعض قوائم العقوبات على بعض زعماء هذه المليشيات الارهابية . ووضعت الحكومة والمسؤولين في قفص الاتهام والجريمة بأنها لن تفلت من العقاب والحساب .  بما فيها  بتقديمهم الى المحاكم الدولية .
ولكن من غرائب الامور وعجائبها . بأن هذه المليشيات الباطشة بالقتل والاجرام . تمارس دور الذئاب الوحشية الكاسرة  ضد المتظاهرين , وفي نفس الوقت تمارس دور الارانب الخائفة والمذعورة مع العدو الاسرائيلي . وتنهزم كالخرفان المذعورة  من الهجمات الجوية . واصبحت اسرائيل تصول وتجول وتضرب القواعد والمعسكرات وتقتل العشرات  , وهذه المليشيات تفتش عن جحور للاختفاء    ولم ترد بطلقة واحدة كدفاع عن النفس امام العنجهية الاسرائيلية  . هذه المفارقة العجيبة . على المتظاهرين وحوش كسرة ومفترسة   , في اصطياد نشطاء الحراك الشعبي بالاغتيال , هذا الدور لن يشرفها مطلقاً ,  وانما هو  ولية مخانيث ضد المتظاهرين العزل .  لا يحملون سوى حب العراق .
جمعة عبدالله



201
الرد الايراني الهزيل والفاشوشي
منذ سنوات ليس بالقليلة وايران تتبجح تتباهى  بفخر , بأنها تملك قوة صاروخية مدمرة ومهلكة  , قادرة على ضرب الاهداف البعيدة بدقة المباشرة  في اصابة الهدف , وتملك تقنية متطورة  عالية التطور في صناعة الصواريخ الحديثة , التي تملك قدرات هائلة من القوة التدميرية  . وانها قادرة على تدمير كلياً القواعد الامريكية في المنطقة , وتدمير وفناء أسرائيل بشكل كامل , وانها تملك ترسانة ضخمة من الصواريخ المدمرة . وكان العالم حبس انفاسه بعد اغتيال قاسم سليماني , بأنه سيشهد  حرب مدمرة ومهلكة التكاليف بين أيران وامريكا . وخاصة كل منهما يملك ترسانة من الصواريخ المدمرة البالغة التقنية المتطورة  في اصابة الهدف بشكل مباشر . هكذا كانت ايران تروج لنفسها امام الدول والرأي العام العالمي في اعلامها الداخلي والخارجي . حتى البعض كان يخشى ان نيران هذه الحرب ستطول  مناطق ودول أخرى . لان صواريخ ايران المدمرة قادرة على الوصول الى اوربا . وما مسالة فناء اسرائيل إلا مسألة وقت أو ايام معدودة ,  أنتقاماً للثأر على اغتيال قاسم سليماني  هكذا كان الاعلام الايراني يزعق بالانتقام وزلزلة الارض بين اقدام امريكا واسرائيل . ولكن حينما جد الجد وحانت ساعة الصفر . اطلقت ايران اكثر من 20 صاروخاً على القواعد الامريكية المنتشرة في داخل  العراق . وظهرت الحقيقة الدامغة لهذه الصواريخ وقدرتها التدميرية والدقة في اصابة  الهدف . وظهرت المهزلة الكوميدية , بأن هذه الصواريخ فاشوشية وليس مدمرة . وانما هي في حقيقة الامر مفرقعات صوتية . او ما يطلق عليها الصواريخ الغبية . بحيث ولا صاروخ وصل الى هدفة وضرب , وانما البعض سقط في مناطق فارغة غير مأهولة , وبعض الاخر سقط ولم ينفجر وبعضها الاخر اصابها العطل الفني . هذا البعبع الصاروخي الرهيب التي تبجحت به ايران  , تحول الى شبح هزيل واهن القوى بالضعف والهزال . بدليل لم تجرح جندياً امريكياً واحداً . هذه مهزلة مسرحية  الضربة الصاروخية الايرانية . وترسانتها الصاروخية الضخمة , ماهي إلا   صواريخ قديمة التقنية عفا عليها الزمن  , وتدعي انها تملك الآف منها . ان سمات الفشل والسخرية , ظهرت عارية  كالملك العاري حتى من ملابسه الداخلية . لذلك جابه ترامب ايران بعنجهيته المتغطرسة . واصبح سيد الموقف  واللعبة وهو المتحكم بخيوطها . بقوله في استخفاف واستهزاء لاحاجة للرد , لانه لا جريح امريكي او عراقي . وكل شيء على مايرام . ان ايران التي كانت سر ولغز للكثير حتى لامريكا , كشفت حجمها الضئيل والضعيف , وادخلت نفسها في ورطة . اما العنجهية الامريكية المتغطرسة . لذلك وقعت في مأزق بانتظار عقوبات اقتصادية  جديدة , وقال ترامب لا يمكن لايران ان تمتلك  السلاح النووي , وان مصانعها في عين العاصفة المدمرة , لانها فتحت شهية امريكا واسرائيل بضرب مفاعلها النووية , ويدركون ان صواريخها ستسقط داخل العراق بكل تأكيد . وعنتيراتها بالقوة الصاروخية الضاربة انتهت مسرحيتها , ليس إلا للاستهلاك الداخلي ,  كما روجت في اعلامها الداخلي  , بأن ضربتها كانت انتقامية مدمرة ومهلكة سقط اكثر من 80 قتيلاً امريكياً . وقال وزير خارجيتها  ( محمد جواد ظريف )  .  بأن الرد الايراني انتهى  .  بقوله ( أنتهينا من الرد ولا نريد التصعيد ) . ولكن جاء الرد من رئيس الوزراء المخلوع عادل عبدالمهدي , حول القصف الايراني على مرافق الجيش الامريكي بقوله ( لم ترد حتى الآن الى انباء تتحدث عن خسائر من قواتنا أو من القوات الامريكية ) .  ولكن ستار المسرحية الهزيلة لم يسدل بعد  , فتحولت الضربة الايرانية الصاروخية الى مأساة بتحطم الطائرة الاوكرانية ومصرع 176 شخصاً . وبدأ الحديث يدور حول احتمال تعرضها الى اصابة صاروخية عن طريق الخطأ نتيجة الفوضى والارتباك في المضادات الصاروخية الايرانية , بدليل ان ايران تمتنع عن تسليم الصندق الاسود , الذي سيكشف سرار سقوط الطائرة الاوكرانية 737 ماكس . ان ايران وقعت في ورطة , او في فم الاسد الوحشي والمتغطرس . وفي الايام القادمة ستكشف المزيد , بأن تدور النوائب على ايران
 جمعة عبدالله



202
قرار البرلمان المتسرع سيفتح الباب للعودة الى الماضي البغيض
قرار انهاء الوجود قوات التحالف الدولي , متسرع  ومتعجل ومتشنج , لم يدرس بشكل جيد بعين بصيرة في التعامل الدولي . وتناول القضايا الحساسة تمس مصير الوطن مباشرة  , يجب ان تكون قراراته  تبحث بدقة وروية تأخذ في نظر الاعتبار مصالح الوطن  , خالية من الانفعال والتشنج , وليس قرارات تفرض بالتهديد  وتغليب طرف ضد طرف اخر , بل تصدر  بالتوافق الذي يخدم مصالح الوطن , ويعمق مكانة الوطن في علاقته مع  المجتمع  الدولي , وان يحترم الاصول الديموقراطية واحترام الرأي المعارض . وان تكون  قراراته تسهم في توثيق العلاقة مع مكونات الوطن واللحمة الوطنية ,  وتتخذ القرارات بالحكمة السياسية التي تخدم مصالح العراق  , ولكن قرار البرلمان في جلسته المثيرة للجدل ,   جاءت  من طرف واحد ( الطرف الشيعي أو من الاحزاب الشيعية )  , وغياب الطرفين من  المكونات الرئيسية  ( السني والكوردي ) فصوت على  القرار بطريقة  لا تحترم التوافق الوطني . ودون حساب العواقب الوخيمة المترتبة على تداعيات انهاء الوجود العسكري بهذه الطريقة اللاشرعية واللا قانونية , ولا يمكن ان تنفذه حكومة تصريف اعمال مثل هكذا قرار مصيري  , لكنه جاء ضمن الصراع السياسي الدائر لصالح ايران بعد حادث الاغتيال . وهو يمثل الاحتكار غير مدروس في اتخاذ القرارات والخيارات المصيرية وتداعياتها . ان انهاء الوجود الاجنبي ,  طلب لابد منه , ولكن بطريقة قانونية  وشرعية  . وليس تمييز بين اجنبي واجنبي آخر . يعني ( الانسحاب الامريكي وبقاء الوجود والنفوذ الايراني في العراق ) . ان الوجود العسكري الامريكي  جاء بطلب من الحكومات العراقية المتعاقبة . في اتفاقيات ودعوات . مثلاً اتفاقية عام 2008 في زمن حكومة المالكي , وجددت عام 2011 . وفي عهد حكومة العبادي  في عام 2014 , طلب مساعدة امريكا للمساعدة في محاربة تنظيم داعش الارهابي . لذا فأن  وجود الامريكي شرعي بطلب من الحكومات العراقية  , والخروج ايضاً يكون شرعي وقانوني باحترام وتوافق , وقد شاركت قوات التحالف الدولي  في محاربة داعش وتحقق الانتصار بعد ذلك  . لذلك جاء قرار انهاء الامريكي غير ودي ومتشنج ومنفعل , اذ تم بطريقة عدائية بالتشنج , تجاوز الاطر القانونية  . لذلك قابله بالتشنج  والعداء المقابل من  ( ترامب ) حين قال ( سنفرض عليهم عقوبات لم يروا مثيلها من قبل مطلقاً , ستكون عقوبات ايران بجوارها شيء صغير ) لذلك لم يدرس البرلمان . وانما فرض بالقوة من طرف واحد ( الشيعي ) بالضد من الطرف ( السني والكوردي ) . وهو يمثل جهل سياسي بالعواقب الخطيرة المحتملة . ومنها :
1 - احتمال قوياً بعودة تنظيم داعش ,  ويملك خلايا نائمة فيحركها بأستغلال الفراغ الامني والعسكري .
2 - رفع الحماية الامريكية للاموال العراقية , باعتباره الحامي والضامن , وهناك اكثر من مئة الف دعوة ضد العراق تطالبه بالتعويضات المالية تقدر بحوالي 300 مليار دولار , وسيرفع الجانب الامريكي يده كحامي والضامن .
3 - عودة التناحر والاحتقان الطائفي , وقد بدأت خيوطه بفرض ارادة طرف على الاطراف الاخرى في الجلسة البرلمان المثيرة  التي قاطعها الطرف ( السني والكوردي ) والخوف ان تستغل المليشيات الطائفية في زيادة الاحتقان والتوتر .
4 - انفقت امريكا مبالغ طائلة في بناء قواعد وتكاليف حربية انفقتها , لذلك تطالب بهذه التكاليف وتقدر بالمليارات الدولارية .
5 - الطغمة السياسية الحاكمة والفاسدة , التي نهبت اموال العراق , هي المستفيدة الوحيدة من الحالة الجديدة , بينما غالبية الساحقة من  افراد الشعب ,  سيتجرعون مرارة الحياة القاسية بالتقشف الاقتصادي الجائر  .
6 - ان التعامل بهذا الشكل مع قوات التحالف الدولي , فأن الكثير من الدول ستعيد حساباتها مع العراق , وتتجنب تقديم العون المالي والاقتصادي والعسكري .
7 - انخفاض قيمة الدينار العراقي , وبدأت اول ملامحه  في هبوط قيمة الدينار العراقي مع  العملات  الاجنبية , وستتدهور قيمته اكثر واكثر .
8 - تنعدم فرص العمل وزيادة البطالة ورفع نسبة الفقر , لشحة اموال الدولة نتيجة العقوبات الاقتصادية التي ستفرض على العراق , ونتيجة دفعه تعويضات مالية ضخمة .
9 - شحة اكثر في الخدمات العامة الهشة . وغياب الاصلاح والبناء واقامة المشاريع لعدم وجود اموال بحوزة الدولة
10 - عودة ايام الحصار الدولي , كما حدث في الماضي البغيض . وارتفاع غلاء المعيشة .
11 - ستتعرض رواتب الموظفين والعاملين والمتقاعدين الى تخفيض كبير جداً ,  لسد عجز ميزانية الدولة , بدفع رواتب للموظفين والعاملين والمتقاعدين  يقدرون بحوالي 7 مليون مواطن .
هذه الزعرنة الصبيانية في اتخاذ قرار منفعل ومتشنج وغير مدروس . والذي سيؤدي حتماً الى هلاك الاحزاب الشيعية , قبل هلاك الشعب ,  لان الشرفاء والغيارى الوطن , سيتداركون هذا المنزلق الخطير وانقاذ الشعب من الازمة الخطيرة , وبزوال الاحزاب الشيعية . هذا المخرج الوحيد لتجنب هلاك الشعب والوطن
جمعة عبدالله



203
المتظاهرون لم يغتالوا سليماني والمهندس  فلماذا  الهجوم عليهم ؟
اثبت العراق لكل دول العالم , بأنه تحول الى الدولة العميقة التي تديرها المليشيات الارهابية . وفقد معنى الدولة والقانون . وانما تسيره ناموس شريعة الغاب . من قبل هذه المليشيات الموالية الى أيران , وهي التي تتحكم بالدولة وبالقرار السياسي , وفي قبضتها مصير الوطن  . يعني العراق هو في حقيقة الامر دولة المليشيات في بؤرة الفساد والارهاب والاجرام . ومن هذا الانحراف الاعوج والخطير  , قامت ثورة  التغيير تشرين  , في أعادة الامور الى نصابها ومسلكها الصحيح . في اعادة الوطن المخطوف والمسلوب , وتعديل المسار السياسي , الاعمى والاعوج , الذي تتحكم به النفوذ والوجود  الاجنبي  . ومن اجل استقلال الوطن وسيادته , بعيد عن التواجد الاجنبي من اي طرف كان  . فقدمت ثورة التغيير التضحيات  الجسيمة  والباهظة الثمن بسقوط مئات الشهداء وآلآف الجرحى والمصابين والمعوقين . وكما قامت هذه المليشيات الارهابية بعمليات الاغتيالات الواسعة للنشطاء والناشطات الحراك الشعبي . في سبيل اخماد الثورة وقمعها واغراقها بالدماء . وبعد سلسلة من الاحداث العاصفة والكارثية واخرها اغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس . أستغلت هذه المليشيات الارهابية اجواء الفوضى وانفلات الامن , لتقوم بغزوة  وحشية وانتقامية على ساحات المتظاهرين  بالضرب والاغتيال والطعن بالسكاكين  , هذا التصرف الاهوج والارعن , لا يمكن تفسيره , إلا بالعقلية المجرمة  في سبيل اجهاض ثورة الشباب , حتى يبقى العراق في  بؤرة الفساد والارهاب . ولكن هذا الهجوم لا يمثل الرجولة والشجاعة على متظاهرين العزل والمسالمين  . واذا ارادت هذه المليشيات الانتقام والثأر من اغتيال قادتهم , ليس ان يوجهوا بوصلتهم الوحشية تجاه المتظاهرين , وانما ان يبرزوا شجاعتهم على الوجود الامريكي في القواعد العسكرية المنتشرة بشكل واسع في العراق . هناك اخذ الثأر والانتقام . أما وصف الشباب المتظاهر بأنهم اولاد الرفيقات , فليس من المتظاهرين من ابناء الرفيقات . من الرفيقة حنان الفتلاوي ولا من الرفيقة عالية نصيف ولا من غيرهن . انهم ابناء الشعب المظلوم والمحروم . من ابناء الشعب الذي قدم  تضجيات جسيمة دفاعاً عن كرامة وعزة  العراق , في محاربة تنظيم داعش الارهابي , ورفعوا اسم العراق  بدماء شهدائهم . أما أبناء الرفيقات فهم في جنة ونعيم في رخاء ورفاه , في ظل الاحزاب الشيعية ,  فالكثير من ايتام البعث تعشعش في احزابهم . وكثير من قياداتهم كانوا من اعوان البعث ومن الرفيقات البعثية . والكثير هم اصلهم من مدرسة عفلق , اولهم رئيس الوزراء المخلوع عادل عبدالمهدي , ان اولاد الرفيقات في احضان الاحزاب الشيعية ,  يأكلون في ملاعق  الذهب ويلبسون الحرير والذهب والياقوت , واولاد الشعب محرومين من العيش الكريم والبسيط , او انهم خارج منطقة  التغطية , يعانون الحرمان والاهمال ,
أن المتظاهرين يطالبون بوطن خالٍ من الوجود والنفوذ الايراني والامريكي . وطن محفوظ السيادة والاستقلال , وليس ساحة صراع لتصفية الحسابات بين ايران وامريكا . انهم  يطالبون بوطن ينتمي الى العراقيين وليس الى غيرهم . وطن يحفظ مصالح العراق ويصون شعبه من المخاطر والمهالك  . وليس عراق بين الفك الايراني والسندان الامريكي . يريدون عراقاً  بعيداً عن الصراعات واجواء الحروب بين ايران وامريكا ... هذا هدف ابناء الشعب الذين  يقدمون حياتهم من اجل حفظ  العراق وسلامته  . اما ابناء الرفيقات فهم في عز ودلال ونعيم  وجنة في احضان الاحزاب الشيعية  .
ولا يمكن للمليشيات الارهابية ان تنجح في محاولاتهم الوحشية  . ان ساعة التحرير اقتربت اكثر من اي وقت مضى .
جمعة عبدالله

204


في سبيل تسجيل هدف قاتل في المرمى الامريكي , واحراجه بالفوضى والتخبط , وتقوية الموقف لصالح ايران . اعدت وخططت مسرحية اقتحام السفارة الامريكية في بغداد . من اعداد واخراج ( قاسم سليماني ) في نيته بأنه سيخرج منتصراً في كسر شوكة امريكا في العراق . كما فعلت في اقتحام السفارة الامريكية في طهران في عهد الرئيس ( كاتر ) عام 1979 , واحرجته وادت الى هزيمته في الانتخابات الرئاسية . وكذلك احداث حرق القنصلية الامريكية في بنغازي / ليبيا عام 2012 وقتل السفير الامريكي  , ووضعت امريكا بتخبط شديد . بذلك اعدت خطة  اقتحام السفارة الامريكية , بذريعة القصف الامريكي السافر على قواعد الحشد الشعبي . ولكن من ورائه يكمن الصراع الايراني الامريكي على الساحة العراقية . التي تحولت الى صراع تصفية حسابات وكسر العظم . في ظل غياب كامل للدولة العراقية المخطوفة من المليشيات الموالية الى ايران , واصبحت هي التي تتحكم بشؤون العراق من صغيرها الى كبيرها , بيدها القرار السياسي ومؤسسات العسكرية والامنية . واصبحت هي الحاكم الفعلي ,  والحكومة وبرلمانها يقوم بدور  القرقوز . فالاقتحام كشف عورة الحكومة مؤسستها العسكرية والامنية , بدليل ان ما جرى يمثل مسرحية مدبرة بشكل  سخيف , لكنها غالية التكاليف والثمن والضحية وكبش الفداء هو العراق والدولة العراقية. في اقتحام اقوى منطقة محصنة عسكرياً وامنياً ,فيها الابواب   والجسور المغلقة وعشرات نقاط التفتيش والسيطرة , بحيث بعوضة لا تستطيع اختراق المنطقة . تدخل جحافل المليشيات الموالية الى أيران بكل سهولة وبساطة دون عوائق . كأنهم في نزهة سياحية . بكل تأكيد هناك تواطئ وتعاون وتنسيق في مساعدة المليشيات الى الوصول واقتحام السفارة الامريكية . ونتذكر بأن المتظاهرين المحتجين , حاولوا عبور جسر الجمهورية الى المنطقة الخضراء . لكن امطروهم بالرصاص الحي الغزير ,  وكانت مجزرة دموية سقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين . وكذلك نفس المجازر الدموية حدثت مع  المتظاهرين على جسر السنك في سبيل الوصول الى السفارة الايرانية , وحدثت مجازر مروعة  وبشعة  بالقتل المتعمد ايضاً  , عند محاولة الهجوم على القنصليات الايرانية في كربلاء والنجف . ولكن في مسرحية المخرج ( قاسم سليماني ) ولا جريح واحد على الاقل ,  لذر الرماد في العيون . وهناك فرق شاسع بين شعارات التي رفعت في  تظاهرات الحراك الشعبي  .  لا يحملون سوى الاعلام العراقية . وشعارات ( اريد وطن / نازل اخذ حقي ) بينما  المليشيات رفعت اعلام مليشياتها العسكرية وشعاراتها ( بره بره امريكا / سليماني قائدي ) يعني يعطون الحجة بأن ايران هي التي دفعت الى الاقتحام عبر قائدهم ( سليماني ) . وكان كان التهديد الامريكي الفوري صاعقاً افشل خطة الاقتحام  , على لسان ـرمب ) بتحميل ايران كامل المسؤولية ولن يمرهذا الاستفزاز  دون عقاب وطالبها بسحب مليشياتها فوراً ,  وارسل القوات العسكرية على عجل ( قوات المارنيز ) ووصلت  الى محيط السفارة واستعدت كامل الاستعداد للمخاطر المحتملة  , هذا ادى بايران ان تتراجع  وتطلب من   ملشياتها الانسحاب من محيط السفارة . ولكن الامر لم ينتهي الى هذا الحد , ولم ينتهي بدفع التعويضات قيمتها ( 100 مليون دولار ) وانما تتبعها عواقب وخيمة على العراق وايران . فأمريكا لا يمكنها السكوت على هذا الاستفزاز وهذا الاقتحام ,  لابد ان تقوم برد صارم ومهلك . ففي الجانب العراقي , اظهر العراق أنه  دولة مغتصبة من قبل المليشيات وغير آمنة , ولا يمكنها تطبيق اتفاقية( فينا ) بحماية السفارات والبعثات الدبلوماسية  , لذلك بدأت  تفكر الكثير من الدول بنقل بعثاتها الدولية وسفاراتها الى أربيل كوردستان . واظهر العراق عاجز عن حماية مواطنيه ازاء ارهاب المليشيات الارهابية  , لذلك سيطرح على الطاولة الدولية رجوع العراق الى البند السابع , الى الوصايا والاشراف الدولي لان حكومته مشلولة وعاجزة ومخترقة من المليشيات الايرانية . يعني نزع الشرعية عن بغداد وحكومتها . أما على الجانب الايراني , سيكون عقاباً قاسياً ومهلكاً على الساحة العراقية والسورية بما فيها مليشياتها الموالية   , التي ستتلقى الضربات المهلكة وقوية ,  وكبش الفداء هم أولاد الخايبة , وليس اولاد زعماء المليشيات  . يعني وضع ( قاسم سليماني ) العراق في عين العاصفة المدمرة .

 جمعة عبدالله


205
الرحمة على شهداء الحشد الشعبي من القصف الامريكي ولكن !!
أن ما يشهده العراق اليوم يدل بشكل قاطع غياب الدولة والحكومة والبرلمان والقانون . وما يدلل على سيطرة ذيول أيران على خناق العراق , فهم اصبحوا الدولة والحكومة والبرلمان والقانون , فبيدهم زمام الامور ومقدرات ومصير العراق والعراقيين . وهم ادوات تنفيذية  لوصايا وقرارات ( قاسم سليماني ) فهم ذيول ودمى خانعة ومهانة ربطت مصيرها بمصير النفوذ الايراني المتحكم بالعراق , من الصغيرة حتى الكبيرة . وان ذيول قاسم سليماني يقودون العراق الى التهلكة والمخاطر الجسيمة . فالعراق اصبح كلياً يخدم المصالح الايرانية في العراق . فالعراق في حقيقة الامر , محتل ومغتصب ومسلوب من قبل  ايران بواسطة ذيولهم الخانعة . وبذلك اصبح العراق  ساحة صراع وتصفية الحسابات على الارض العراقية , بين أيران وامريكا . والاثنان يتصارعان على ابتلاع العراق وتحويله الى مغانم حرب  ,  وفي الصراع من يأخذ حصة الاسد من الكعكة العراقية . وما الهجوم الامريكي السافر على ابناء الحشد الشعبي , هو نتيجة منطقية لهذا الصراع الدائر , والضحية وكبش الفداء هم ابناء الحشد الشعبي , او المتظاهرين في ساحات الاحتجاج . فالشباب من كلا الطرفين . هم شهداء الوطن ,  سواء  الذين سقطوا بالرصاصات الامريكية , او الذين سقطوا  من رصاصات ذيول الايرانية . هم أنفسهم ابناء الوطن الاوفياء . الذين لبوا نداء الوطن بالدفاع عنه , سوى في الحرب على  تنظيم داعش الارهابي , الذي احتل ثلث العراق , نتيجة فساد الطغمة الحاكمة , التي تركت شؤون ادارة العراق ومصالحه , وانغمست في النهب واللصوصية . واليوم ذيول ايران يرتكبون جرائم مروعة بحق المتظاهرين المحتجين السلميين بالقتل الهمجي دون شرف وضمير   , . لذلك فأن داعش وذيول أيران , هما وجهان لعملة واحدة . وان من يعمل على اغراق العراق بالدماء , سواء الضحايا  من ابناء الحشد الشعبي , او الضحايا  من شباب الحراك الشعبي , هي رصاصات غدر من اية جهة كانت  . لذلك لابد من التخلص من الغول الايراني والامريكي , وتحرير العراق منهما  .
ان ذيول ايران المتمثلة بقيادة الحشد الشعبي , خانوا المسؤولية والامانة , وتحولوا الى تجار وامراء حروب . وان هذه القيادة العميلة والمجرمة باعت ابناء الحشد الشعبي . كما باعت العراق بسعر زهيد الى ايران . ولايهمها من نزيف الدماء ,  سواء من ابناء الحشد الشعبي أو من المتظاهرين   , أن الذيول  ادوات عميلة تخدم مصالح أيران . بجعل العراق سوق محلية لايران ونهب خيراته وامواله  .
أن النفوذ الايراني في العراق سيقود العراق الى المهالك ,  في الخطر في الصراع الدائر بين ايران وامريكا . لذلك يجب ايقاف هذه المهزلة الدموية , في اغراق العراق بالدماء ,  سواء من أبناء  الحشد الشعبي أو من المتظاهرين . وان ثورة تشرين العظيمة , هي في سبيل تحرير العراق وانقاذه من الصراعات الدائرة .
فالف رحمة على شهداء ابناء الحشد الشعبي أو من شباب الحراك الشعبي .
جمعة عبدالله



206
لماذ يبقى العراق  ضحية الصراع الامريكي الايراني ؟
منذ الاحتلال الامريكي للعراق  , وهو يتجرع سم الخراب والتدمير , فقد جلب معه المحتل الامريكي , صندوق ( باندورا ) بما يحمل  من كل شرور العالم ,  ومن  كل النفايات العالم  واطلقها في العراق , بكل شهية انتقامية وعدوانية ووحشية , ولكن تحت ذريعة مزيفة ومخادعة و بحجة تحرير العراق , والذي تحول الى احتلال مدمر  , وفي سبيل اشاعة الديموقراطية , ولكنها تحولت الى دم / قراطية ( دولة الدم ) , في ممارسة اعمال وحشية وهمجية بالحقد الدفين في تحطيم العراق , وسلب سيادته واستقلاله الوطني . فتحول العراق الى صراع دموي بين ايران وامريكا وضحية هو العراق. ولا يمكن ان نغفل وننسى تجمع زنابير  الحقد الانتقامي الدفين في تركيع العراق وتحطيمه من قبل السعودية وقطر , في تجنيد الارهابين وارسالهم كاحزمة ناسفة تتفجر في التجمعات السكنية في المحلات والاسواق الشعبية  وحتى داخل  المستشفيات , لتنفجر وتكبد اكبر عدداً من المواطنين الابرياء , في الانتقام من العراق بواسطة جحوشهم الناسفة ,  ولكن لا يمكن ان  ننسى الاعلام الناطق بأسم تنظيم القاعدة وبعد ذلك تنظيم داعش الارهابي , من خلال  قناة الجزيرة او قناة ( الخنزيرة )   , بحجة رسائل المجاهدين واعمالهم الجهادية في تحرير العراق من الصفويين  المجوس , في تفجير الاحزمة الناسفة وسط  المواطين الابرياء , ليكون العراق عبارة عن مجازر دم وفوضى . ويساعدهم في تحقيق مخططاتهم الجهنمية ايتام البعث في الثأر من قائدهم المقبور  المعدوم .  وجدوا دول الخليج  , خير مناصر تحقيق مخططاتهم الدموية ضد المواطنين الابرياء , في ارتكاب مجازر دموية في مناطق مختلفة من العراق وخاصة في المناطق الشيعية  . وسعيهم في اشعال نار الفتنة الطائفية . وزاد الطين بلة تكالب الاطماع العدوانية الايرانية بواسطة ذيولهم , في سبيل تحويل العراق محافظة وسوق ايرانية  محلية . وتحويل  العراق منصة حرب بين ايران وامريكا . ان الطرفين وهما يسعيان الى تحويل العراق الى منصة حرب بينهما من خلال ذيوهما العميلة  في العراق . ان الحرب الدائرة بين امريكا وايران في العراق خارج مصالح ومنفعة  العراق  , ولكن  المواطن هو الضحية , والعراق مسلوب الارادة , بذلك العراق فقد الاستقلال والسيادة الوطنية , وتحول الى ساحة  صراع المصالح,  ليجد المواطن ضحية الصواريخ المتبادلة  بين  امريكيا  وايران , في اغراق العراق في نزيف الدماء , لذلك جاء البركان الشعبي في ثورة الشباب الوطني ,  لتخلص من هذا الواقع المرير  . واسترجاع سيادة واستقلال العراق المغتصب , وابعاد العراق عن الاطماع الاجنبية العدوانية , في سبيل  تحريرالوطن من هذا المأزق الخطير , وحفظ مصالح العراق المهدورة  والمغتصبة قبل  الطرفين ( الايراني والامريكي ) . وكذلك حفظ خيرات العراق من اللصوص الذين سرقوا عشرات المليارات الدولارية . هؤلاء اللصوص وجدوا الفرصة الثمينة من خلال الفوضى والصراع الايراني والامريكي في استغلالها في اللصوصية  . ان الارادة العراقية لايمكن ان تتحقق دون نجاح ثورة الشباب , ان المأزق الخطير . في  التخلص من هذه الهيمنة الايرانية الامريكية  بانتفاضة التغيير , ان الارادة العراقية قادرة ان تفرض نفسها على المسرح السياسي من خلال انتصار ثورة تشيرين , غير ذلك فان العراق سيظل يدفع نزيف لدماء دون توقف بين الصراع الايراني الامريكي .
جمعة عبدالله


207
لماذا العراقي مشروع للقتل من أجل أيران ؟

هذا السؤال الملح الذي يدور في عقل وذهن كل عراقي شريف . يناصر الحق ويدحض الباطل . يتساءل لماذ كل هذه الدماء الغزيرة التي ينزفها العراق ؟ وسقوط مئات الشهداء والآف الجرحى ومصابين , وآلآف اخرى من المعوقين ,  والآف  في  زنازين الاعتقال للمليشيات الموالية الى أيران . هل هناك حرب معلنة ضد الشعب العراقي من اجل عيون أيران ؟  . حتى يحدث هذا الدمار والخراب والحرائق وتعطيل نشاط الحياة . وهل المطالبة بحق الحياة والعمل . بحق الوطن الحر . جريمة لا تغتفر تستحق القتل والاغتيال , بالرصاص الغدر . يعني المطالبة بالحقوق المشروعة للمواطن والوطن , تعتبر اولى المحرمات . لماذا يكون العراق لعبة بيد ايران  في انتهاك السيادة الوطنية ؟ , ويتصرف ( قاسم سليماني ) كأنه المندوب السامي , او الحاكم الفعلي الذي بيده كل خيارات العراق , وبواسطة ذيوله الخانعة والقانعة في عبوديتها الى  أيران . وهل تقبل كل دولة في العالم ان تنتهك سيادتها الوطنية ؟ . وهل تحرم كل دولة من خيراتها وثرواتها الوطنية لشعبها ؟  , لتكون دولة فقيرة وفاسدة , والعراق يرقد على بحر الذهب الاسود . بدلاً من استغلال هذه الثروات الضخمة , لضمان تطور العراق في كل مجالات البناء والاصلاح  , وتوفير افضل الخدمات العامة , وتضمن الدولة للمواطن الحياة الكريمة , بالرعاية والاجتماعية والصحية , ودعم الشرائح الفقيرة . ولكن بدلاً من ان يكون العراق القوي والغني , ذيول ايران عملت وتعمل  العكس ذلك ,   حولوه الى العراق الى  ضعيف وفقير ومسلوب الارادة , وساحة لصراعات الاجنبية  , ويبحون دم شبابه بهذا الرخص والوحشية . ويسلبون حقه المشروع من الثروات الوطنية . بدلاً ان تكون الاحزاب الحاكمة , يحكمها الضمير والمسؤولية . تحول العراقي الى مشروع قتل واغتيال . مما ادى الى هذا الانفجار البركاني في هبة شعبية عارمة في انتفاضة التغيير . وحاولوا قمعها بالدم والقتل والاغتيال , لكنهم لم يفلحوا بقوة صمودها تحديها البطولي , واجبرت عادل عبدالمهدي على الاقالة والخلع من منصب رئيس الوزراء . ورفض كل مرشحين الاحزاب الفاسدة لمنصب رئيس الوزراء , لانه لا يمكن ان  اعادة تدوير النفايات القديمة من جديد . ولكن اصرارهم على فرض مرشحهم ( أسعد العيداني ) أيراني الهوى والهوية ,  مما اضطر رئيس الجمهورية الى الاستقالة , ولا يمكن معالجة الازمة الخطيرة إلا بترك الخيار الى رئيس الجمهورية , الى اختيار شخصية وطنية نزيهة مقبولة من الشارع السياسي والشعبي , لترشيحه لمنصب رئيس الوزراء . ولا تعالج الازمة إلا بهذا الخيار الوطني , هو المخرج الوحيد للخروج من الازمة . ان الاحزاب الشيعية وخاصة تحالف البناء مسؤول عن تعقيد الازمة يعمل بكل طاقاته من اجل تأمين مصالح ايران من الانهيار    .  ويضع العراق على شفى الفوضى الدموية . لذلك أن  مهمة شرفاء الوطن منع هذا الاستهتار بمقدرات العراق , منع وضع العراق في سلة أيران , او في سلة   المندوب السامي ( قاسم سليماني ) ان دوره وعهد في طريق الانقراض ,  في تحرير العراق من الاحتلال الايراني ,  واي احتلال اخر من أي أجنبي كان 
 جمعة عبدالله



208
ضربة رئيس الجمهورية قصمت ظهر ذيول أيران
ما سعى اليه رئيس الجمهورية في موقفه الوطني النبيل . في  ايقاف عجلة الانهيار والانزلاق في الوضع العراقي  نحو التدهور الخطير . طالما ذيول أيران مستمرين دون خجل وضمير , الاستمرار في غطرستهم والاستخفاف بقوة الشعب , واصرارهم على تقديم مرشحهم ( أسعد العيداني ) الى رئيس الجمهورية , ولكن الطلب رفض ,  ورفض تكليف مرشحهم الى رئاسة الحكومة . ولكن الضربة المهلكة بأن رئيس الجمهورية هدد باستقالة   وقدمها الى البرلمان . وهذا الموقف الشجاع , شكل احباط شديد وضربة قوية الى محاولات ومخططات المندوب السامي في العراق ( قاسم سليماني ) فقد باءت كل محاولاته الى الفشل الذريع , والاحباط الشديد , بأنه لا يمكن التجاوز على مقدرات العراق اكثر بغطرسة ورعونة  واستهتار . وشكل تخبط في صفوف ذيوله من الموقف المشرف للرئيس الجمهورية , بأعتباره حامي الدستور وحامي , ومصالح شعب العراق . من هذا المنطلق الوطني رفض الطلب والتكليف لمرشحهم  . وطالب من  البرلمان ان يؤدي مسؤوليته في الاستجابة الى أرادة الشعب ومصالح الوطن . ووضع الذيول الايرانية على المحك بأنهم  اعداء استقرار العراق ومصالحه الوطنية  . وهذا يشكل تخبط وانهيار في صفوفهم . بأن بدأ معسكرهم يضعف ويتهالك ويفشل في كل محاولة . وبالجانب الاخر  الصف الوطني , بدأ يتماسك بقوة ويفرض ارادته الشعبية والوطنية , اكثر من اي وقت مضى . في ايقاف كل المخططات التي تنوي تدمير العراق وقيادته الى المجهول , وفي رص صفوف الشعب بالزخم الهائل من القوة والجبروت في عموم ساحات التظاهر . ان الارادة الوطنية انتصرت . وان المعسكر اللاوطني في مأزق كبير , مقابل رفع معنويات المتظاهرين المحتجين  بقوة مضاعفة اكثر , لان ثورتهم الوطنية سلمية وبقوتها الجبارة , افشلت كل مخططات ذيول أيران . وزادهم اصراراً وتحدياً , من ان رئيس الجمهورية قلب الطاولة على رؤوس ذيول ايران , في الاستجابة الى ارادة الشعب . فقد ذكر في خطاب الاستقالة بقوله أن ( مسؤولية الرئيس حفظ السلم الاهلي وحقن الدماء ) و( ومسؤوليتي الوطنية في هذا الظرف تفرض عليَّ الاستقالة ) , وبهذه الاستقالة سد الباب أمام ذيول أيران للمناورة , وان الظرف يتطلب فرض الاستحقاق للشعب وحركته الجماهيرية الوطنية والثورية . في الحفاظ على مصالح الشعب والوطن , من أن تعبث به ايران عبر ذيولها في العراق .
ان موقف رئيس الجمهورية وضع الثقل الاكبر في الميزان ,  لصالح الوطن وثورته الشعبية . في ايقاف عجلة الخراب والفساد والذيلية . وختم خطاب رئيس الجمهورية بالاشارة بليغة الدلالة , في الاستشهاد بقول الامام علي ( ع ) حين قال ( رحم الله أمرءاً أحيا حقاً , وامات باطلاً , ودحض الجور واقام العدل ) . ان المندوب السامي وذيوله فقدوا اعصابهم واتزانهم العقلي , برفض مرشحهم ( أسعد العيداني ) بل انهارت معنوياتهم . فقد كانوا يراهنون على الوقت انقلب ضدهم , راهنوا ويراهنوا على اسلوب الاغتيالات للنشطاء الحراك الشعبي , واصبحوا في محل أدانة واستنكار للرأي العام  العالمي , بأنهم ظهروا على حقيقتهم , بأنهم  حفنة مجرمين ولصوص وارهابين . واصبحت الملايين تدين هذا الاسلوب الفاشي . وزاد المتظاهرين المحتجين قوة ودعماً اضعافاً عن السابق . لذلك كل الابواب مسدودة امام الذيول . وليس لهم إلا الانصياع الى ارادة الشعب , فقد فاتهم القطار , واحترقت اوراقهم .
جمعة عبدالله


209
الاجندة الايرانية تصر على  تقديم المرشح أسعد العيداني
هذا الاصرار الاحمق , في الانزلاق الخطير نحو الفوضى الدموية والى المجهول . في تقديمهم المرشح ( أسعد العيداني ) الى رئيس الجمهورية ليوافق في تكليفة في منصب الرئيس الوزراء . وهذا يدل على عدم اقتناعهم بالفشل بتقديم المرشحين السابقين , الذين اعترض عليهم الشارع السياسي والشعبي , واعطاء دماء جديدة الى المتظاهرين بالزخم المشاركة الجماهيرية الواسعة . ولا يمكن ان يمر مرشحهم إلا بأغراق العراق بالدمار , إلا بتدمير العراق ودفعه الى المجهول . انهم لم يتعظوا من محاولاتهم الفاشلة السابقة . التي رفضتها ساحات التظاهر وثوار الثورة , انهم ليس في حساباتهم قوة وزخم المتظاهرين في الساحات  , لم يحسبوا رفض الشارع السياسي والشعبي لهم . لم يحسبوا القوة الشعبية للمتظاهرين وسورهم المنيع الشعب بطاقاته الجبارة . ولكن هذه المرة يتصرفون بغطرسة صارخة , وتجاوزوا الخطوط الحمر , بتقديم مرشح من عمالقة الفساد , مرشح ايراني الهوى والهوية , وفرضه على الشعب ورئيس الجمهورية . محافظ البصرة له سجل حافل بالفساد واللصوصية والاجرام . هو المسؤول الاول في قمع  التظاهرات في العام الماضي لاهالي البصرة , الذين طالبوا بتوفير الكهرباء والماء والخدمات العامة . المحافظ الذي حول البصرة الى مزبلة ايرانية , حتى لتصريف مجاري المياه الثقيلة . المحافظ الذي عطل كل شيء في سبيل تحويل البصرة الى سوق محلية ايرانية , حتى بتصدير بضائعها الفاسدة والمنتهية الصلاحية والمسرطنة . ولكن ذيول ايران فقدت الشرف والضمير . فما زالت متشبثة بالكرسي , حتى لو أغرقوا العراق بالدماء , حتى لو تحول العراق الى خرائب واطلال مهدمة . هذه الغطرسة والحماقة في تقديم مرشحهم الى رئيس الجمهورية . أنهم مصرين على ادخال الفيل من خرم الابرة , وهذا ما يفسر في ترشيح ايراني الهوى والهوية , ليتحول الصراع ,  الى صراع عراقي أيراني . في سبيل الحفاظ على ذيولهم في العراق والقبول بهم , او حرق العراق وتدميره , تحولت المسألة الى مسألة وطن وكرامة . وتشدد ايران في موقفها المتغطرس بسبب وجود ( قاسم سليماني ) في بغداد , وقد عقد العزم على انجاح محاولاته في تثبيت مرشح موالي لهم قلباً وقالباً  , حتى على تدمير العراق واغراقه في انهار من الدماء . ولكن مهما حاول سيدهم وولي أمرهم , سيجدون الفشل امامهم , وقد فاتهم القطار ولا يمكن ان يرجع الى الوراء . فما أن سمعت البصرة بتقديم المرشح ( أسعد العيداني )  الى رئيس الجمهورية , حتى انتفضت وخرجت  الى الشوارع عن بكرة ابيها بالرفض والاستنكار , حتى هبت نيران الرفض الى المحافظات والمدن الاخرى . ان الشعب بطاقاته العظيمة وبشبابه  الاسود , قادر بكل اقتدار على  افشال المخطط الايراني . ورفض مرشحهم أسعد العيداني , ويأتي هذه الترشيح كرفسة الميت الاخيرة , سيقول الشعب بأعلى صوته كش سعد العيداني ..... كش أيران . وان ساعة انهيارهم اقتربت ودنت ساعة النصر للعراق .
جمعة عبدالله


210
أشجع قرار جماهيري للمتظاهرين ضد النواب

النائب يعتبر ممثل الشعب وصوته الناطق , ويضع كل امكانياته في خدمة أرادة ناخبيه , الذين أوصلوه الى قبة البرلمان , ويكون محل ثقة واعتزاز واحترام بين الجانبين  , حين ينجز مهمته بكل شرف ونزاهة ومسؤولية . وان يكون لصالح العام , في تطلعات الشعب نحو الحياة الحرة والكريمة , وان يكون أميناً للدستور , ومدافعا في خدمة قضايا الشعب والوطن . لكن في العراق هذه المواصفات مفقودة وغائبة تماماً , عن البرلمان العراقي عقب دوراته المتعاقبة . فحالما يصل الى عتبة البرلمان ينزع جلده الوديع ويلبس جلد الخنزير والذئب المفترس . ينسى وعوده ومسؤوليته والقسم على الدستور , ويخون الامانة ويفقد المسؤولية , ويتحول الى تاجر وسمسار , يصاب بلوثة الاحزاب الفاسدة . وتصبح مهمته البرلمانية الى مهنة ارتزاقية في امتياز , في الفساد والرشوة والارتزاق , والاثراء غير المشروع , يتأقلم ليصبح جزء من منظومة الفساد , ويخون ناخبيه الذين صعد على اكتافهم . ويقف حجرة عثرة في طريق ,  التقدم والاصلاح في  البلاد وتوفير الخدمات العامة , بل يصبح مقاول عمولات ومشاريع يقبض الثمن منها . وبذلك ينكث العهد والقسم على الدستور , ويتحول الى اجير مدفوع الثمن , او انه في حضرة لمن يدفع في المواقف الانتهازية , التي تتغير وتتبدل بين ليلة وضحاها . لذلك من حق الناخب او الناخبين الذين انتخبوه , ان يسحبوا الثقة والحصانة والاحترام  .
نجد الشيء الغريب في العراق في الديموقراطية  المزورة والهشة والشاذة , نجد في البلدان الديموقراطية , لكل عضو برلماني يوجد مكتب له في دائرته الانتخابية , ويتواصل مع اهل دائرته يومياً ويسمع مشاكلهم  ومطاليبهم  بكل ثقة واحترام , إلا في العراق حالما يصل الى عتبة البرلمان , يبني لنفسه برج عاجي يفصله تماماً عن الشعب او اهالي محافظته ومنطقته الانتخابية  , ويصبح يعيش في وادٍ والشعب في وادٍ مختلف تماماً بقطع الصلة , ولا يتعرض للحساب والمسائلة . ومن هذا المنطلق  بادرت ساحات التظاهر في محافظة النجف في مبادرة ثورية ووطنية . بأن  يمنع دخول نواب المحافظة , إلا بعد انجاز مهمتهم الشعبية والوطنية . في دعم وتصويت على مرشح مستقل خارج نطاق الاحزاب لمنصب رئيس الحكومة الموقتة  , شخصية وطنية كفوءة تحظى بقبول ثوار التظاهرات الاحتجاجية السلمية . التصويت على قانون انتخابي عادل وشريف . التصويت على مفوضية جديدة مستقلة عن الاحزاب . واذا لم ينجز هذه المهام الوطنية والشعبية , يكون شخصاً غير مرحباً به  ومرفوضاً  من قبلهم . ويمنع دخوله ,  لانه خان الامانة والمسؤولية , ان هذه المبادرة الوطنية ينبغي ان تعمم في جميع المحافظات , وهي محاولة ضغط في اتجاه احترام الواجب والمسؤولية , وانهاء المعايير الانتهازية والنفعية في الاثراء غير المشروع , ومن لا يحترم المسؤولية لا يحترم ,
جمعة عبدالله


211
ساحات التظاهر أسقطت المرشح قصي السهيل

انتهت المهلة الدستورية , بالانشغال في تحديد تسمية الكتلة الاكبر , التي يحق لها تسمية المرشح لرئيس الحكومة الموقتة . فقد ضاعت في دهاليز كتابنا وكتابكم بين الرئاسات الثالث , ولم يخرج منها الدخان الابيض , بل خرج منها الدخان الاسود بالغازات السامة من المزايدات في العهر السياسي . والدسائس خلف الكواليس  .  وهي المدة التي سمحت  في تصاعد  بورصة المزايدات والمقايضات تحت الستار ,  والغرف المظلمة وفق منهج ( اعطيك وتعطيني ) , وحاولت الاحزاب الشيعية خلال هذه الفترة  تقديم عدة اسماء من الشخصيات , التي تنتمي الى اسطبلها السياسي الفاسد , لكن اسمائها المرشحة سقطت واحداً بعد الاخر بالفشل الذريع  , ولم تفلح في تمرير شخصية مرشحة واحدة  . رغم تجنيد طاقاتهم الحثيثة في الداخل والخارج تحت  لواء قاسم سليماني  , في استخدام  كل الوسائل الضغط والتخويف والتهديد   . لكنها سقطت بفعل صلابة الثوار المتظاهرين في ساحات العراق  , برفض اي مرشح يقدم من قبل الاحزاب الطائفية . مهما كلف الثمن الباهظ  .وهذه الاحزاب الشيعية اصيب بمرض النقص والخوف , ومهما تكاثرات محاولاتهم الفاشلة . فأنهم ليس لديهم الاستعداد  الاقرار  بالهزيمة ,  وليس لهم  الاستعداد لتنازل عن الكرسي المقدس  . والاعتراف بصوت الشعب المدوي في ساحات المدن . وبذلك يستمرون في تقديم نفاياتهم السياسية , في محاولات يائسة في تمرير مرشحيهم , ويأتي تقديم المرشح قصي السهيل من قبلهم , ضمن منهج الاصرار العنيد الاهوج والاحمق , في تمريره وممارسة الضغوط الهائلة على رئيس الجمهورية , ان يوافق على  ترشيحه , لكنه  هدد بالاستقالة اذا اصروا على ترشيح مرشحهم قصي السهيل . ورفض رئيس الجمهورية في الموافقة على التكليف , اصابهم بالاحباط والخيبة , ووقعوا في الورطة عويصة , او وقعوا في نفق مسدود  . وهذا يدل بشكل دامغ على عدم استعدادهم للتنازل والاعتراف بثورة الشعب المنتفض . وليس لهم الاستعداد بقبول مرشح الشعب والثوار المتظاهرين . هذا المأزق الخطير الذي اوصلهم اليه قائدهم قاسم سليماني , الذي فشلت كل محاولاته , في اخماد التظاهرات السلمية بالرصاص والقناص الملثم الايراني .
ان قاسم سليماني عقد العزم والاصرار ان يحول العراق حجراً على حجر . وحتى ان  يحول العراق الى برك من الدماء , وهو يدرك تماماً , ان ضياع الورقة العراقية سيؤدي الى ضياع حكم الملالي . لذلك يحث ذيوله في التمسك بالكرسي المقدس , وعدم الانصياع الى صوت الشعب . وهذا ما يفسر اصراهم على التمسك على ترشيح المرشح لمنصب رئاسة الحكومة قصي السهيل , لكن تعثر وتحطم وتكسر وفشل ترشيحه , لانه واجه الرفض من الثوار المتظاهرين , واحرجتهم تهديدات  رئيس الجمهورية بالاستقالة , ويعني هذا انتحار سياسي لهم , لذلك تراجعوا يلعقون الهزيمة والاحباط بفشل مساعيهم بالتخلي عن ترشيحه  بعلقم الهزيمة  . ولكن يأتي هذا الاصرار على ترشيح قصي السهيل بعد فشل عدة  محاولات سابقة , يعني هذا الاصرار الاهوج والغبي , هو استفزاز الى مشاعر العراقيين في ساحات التظاهر . استفزاز الى الشهداء الابرار , الذي سقطوا بحقد المليشيات التابعة الى ايران , بحقد القناص الايراني الملثم . انهم في مأزق كبير وتخبط وفوضى , ومهما قدموا من شخصيات اخرى  من نفاياتهم الحزبية , ستواجه الرفض العام , وعليهم الاعتراف بالحقيقة المرة , بأنهم انتهوا وانتهت صلاحياتهم , اصبحوا بضاعة فاسدة غير صالحة للاستعمال , وفقدوا كل شيء واحترقت اوراقهم ,  لم يعد امامهم مهما تطاولوا وتمنعوا بغطرسة هوجاء بالرعونة  , لابد ان يعترفوا بهزيمتهم آجلاً أم عاجلاً .
جمعة عبدالله



212
يوميات الثورة في شعر يحيى السماوي
القصيدة التي تمجد بطولات شعب ومآثره الوطنية , هي جديرة بالثناء والتقدير , وجزء من الواجب الوطني , ان يوظف الشاعر في دعم شعبه  ووطنه نحو الرقي والتحرر .  والخلاص من افاعي الظلم والطغيان . فأن الكلمة الثورية  تزخ دماء جديدة في شرايين  التحدي والثبات على المواقف الوطنية , التي تعتبر مسألة اساسية في حياة الشعوب نحو الحرية  , بعزيمة المواصلة في طريق الثورة بالتضحيات الجسيمة . حتى تحقيق  الانتصار على عش الفساد والظلم والحرمان . وكشف وتعرية السلطة التي تسبح في المياه  العكرة  والعفنة . والشباب العراقي اليوم يصنعون تاريخاً جديداً للعراق  , في أبجدية وطنية ناصعة ونقية , يكتبون تاريخ الشعب بحروفهم الكفاحية . بذلك يحق لهم ان  يكونوا بحق مفخرة الشعب المناضل والمكافح . وهم يحققون حلم كل عراقي شريف واصيل ينتمي الى الوطن . في وطن يعيش ابنائه في عزة وكرامة واستقرار , دون بؤس وشقاء وحرمان ومعاناة . من هذا المنطلق تفجرت الثورة بعد  المخاض العسير من الشدة والضيق والعسر  ,  وتراكمت الازمات والمشاكل . وتأتي الثورة كحدث تأريخي عراقي , يدخل من الابواب العريضة , لتغير مجرى الحياة السياسية والحياتية , بالنهر الوطني المتدفق بالملايين الحشود نحو الساحات وميادين النضال  , التي هدرت بحناجرها المدوية في كل زاوية من العراق , بالانفجار الكبير بالثورة الشعبية , على الفساد والظلم والاستغلال , على اباحة وطن لكل من هب ودب . هذه الثورة التي جاءت نتيجة , مثل ما يقول الكاتب ( فيكتور هيجو ) عن انفجار الثورة ( حين يعيق مجرى الدم في الشريان تكون السكتة ,وحين يعيق مجرى الماء في النهر يكون الفيضان , ومن يعيق مستقبل شعب تكون الثورة ) فكانت الثورة الحدث الاكبر والابرز في العراق  . لا تقل اهمية عن الثورات والاحداث العالمية , التي غيرت مجرى التاريخ في احداثها العاصفة , في سبيل الحرية والكرامة والخبز . وتمزيق انظمة الظلم والطغيان والاستغلال , في سبيل تحقيق الغد الجميل دون معاناة وقهر  واستلاب . هكذا تفجرت هذه الثورات والاحداث العالمية , في نهوض شعبي عارم وكاسح . وهكذا كان موقف الشرفاء للوطن , بتجنيد طاقتهم الابداعية سرداً وشعراً . في التوثيق التاريخي لهذه الاحداث العاصفة , في تسجيل وتدوين احداثها اليومية , بالمتابعة والرصد بعدسة التدوين  . مثل ماحدث في الثورة الفرنسية , التي غيرت وجه فرنسا . فكان الكتاب الكبار دورهم المهم والبارز  , في تجسيد احداث الثورة في اعمالهم الرواية  والشعرية . مثل روايات الكاتب ( فيكتور هيجو ) في الكثير من اعماله الروائية ومنها  روايات ( البؤساء . أحدب نوتردام . عمال البحر ) . وكذلك في روايات الكاتب ( بلزاك ) في الكثير من رواياته ومنها ( يوجيني غراندي . الاب غوريو . خوري القرية ) وكذلك روايات ( الكسندر دوماس ) ومن  رواياته رواية   ( الثورة الحمراء في سجن باستيل ) وكذلك في روايات ( اميلا زولا ) والروائي ( ستاندال) صاحب الرواية  الشهيرة ( الاحمر والاسود ) وكتاب اخرين وثقوا احداث  الثورة الفرنسية من عام 1773 الى عام 1793 . وكذلك رائعة ( جون ريد ) في تسجيل ايام قيام  الثور الروسية , في رائعته الشهيرة ( عشرة ايام هزت العالم ) . وكذلك الشعراء الكبار الذين  وقفوا مع شعوبهم المكافحة , ومنهم الشاعر ( بابلو نيرودا ) والشاعر ( ناظم حكمت ) والشاعر ( يانس ريتسوس )  و( الجواهري ) وغيرهم , هذا الدافع الوطني والانساني , في المواقف الصلبة تجاه قضية  الوطن  والشعب , ونذكر قول الثائر ( جيفارا ) بصدد المواقف الكتاب ( أن الحياة كلمة وموقف , الجبناء لا يكتبون التاريخ , التاريخ يكتبه من عشق الوطن وأحب الفقراء ) . وثورة  المارد العراقي الجبار . ثورة تشرين ,  لا تختلف عن المعايير الثورات والاحداث  العالمية . فهي قلبت المعادلة السياسية المتراكمة في الركود  منذ 16 عاماً , ولم تنتج سوى  تدوير النفايات السياسية والجرثيم في السلطة والحكم  . اسقطت المفاهيم الظلامية ومنها الطائفية . وحدت مكونات العراقية على هوية عراقية واحدة . اسقطت الرعب والخوف , الذي كانت تفرضه المليشيات الاجرامية والبلطجية . تميزت بالصمود الخارق بالتحدي , رغم التضحيات الباهظة التي دفعتها في سبيل ذلك  . وهم الآن يقتربون من تحقيق حلم الشرفاء وعشاق الوطن . في النهوض الكبير والكاسح بالملايين , في فرض ابجدية الشعب في الواقع السياسي  , وكسر جبروت الطغاة والظالمين . حققوا مفخرة عراقية اصيلة , يسجلها التأريخ بفخر واعتزاز , في تحقيق معادلة للانسان العراقي , اما ان يكون حراً , أو لا يكون . هذه الصلابة الفولاذية , التي اجبرت على الخلع رئيس الوزراء  من منصبه هو وطاقمه الحكومي , المشترك في جرائم القتل والعنف الدموي . وهي التي اسقطت ترشيحات الاحزاب الحاكمة , من الشخصيات التي تنتمي اسطبلهم الحزبي الفاسد في عفونته . لذلك احدثت  الثورة الصدع الكبير لهم , وصارت الحدث الابرز في الحياة والواقع السياسي ودخلت كل بيت . ولهذا لابد للكتاب والشعراء ان يكون لهم موقف صريح في المساهمة , لا يمكن قبول الوقوف على   الحياد . او مسك العصا من الوسط . الوطني الشريف في قلمه الحرهذا يومه الموعود ان يفجر طاقاته الابداعية  , ان  يقف بكل جوانحه قلباً وقالباً مع الثورة والثوار في طموحهم  وتطلعاتهم , هي تطلعات الشعب والوطن , وان يرتقي الى مستوى احداث الثورة , ويسجل ويدون احداثها اليومية , لتكون وثائق تأريخية . والشاعر السماوي الكبير . في روحه ودمه وعروقه الوطنية في عشق الوطن والدفاع عنه , عبر انجازه الشعري العملاق في اعوامه الطويلة , برز  كصوت للشعب والوطن . جسدها بشموخ وابداع خلاق متطور ومتجدد .  في خدمة  الوطن والثورة ورصد احداثها اليومية  , و كشف عتبات الصراع العنيف والمرير بين جبهة الشعب , وجبهة السلطة والاحزابها الطائفية , الذين يريدون من  الشعب , ان يكون  كبش فداء لاغراضهم  الخبيثة واللاوطنية في تدمير الوطن .  فالشاعر السماوي يخلق في عدسته الشعرية , براعة متناهية في التصوير والوصف الحدث , او الاحداث الجارية , من عمق الحدث والصراع الدائر . من عمق الاحداث الملتهبة في درامية الفعل ودراماتيكية الاحداث العاصفة في يوميات الثورة  . يعني لكل مقطع شعري له خلفية من عمق الحدث , من عمق المجابهة بين المتظاهرين واركان السلطة , التي تمثلت في القناص الملثم الغادر ليمارس هوية القتل بجنون وشهية  . من العدسة التصويرية  للدخان المسموم ,  الذي يغطي سحاب ساحات التظاهر, ولكن لا يمكن للقناص الملثم ان ينتصر على ارادة الشعب . لا يمكن للبلطجي المرتزق  ان يسكت قلب الثورة النابضة في سكينه التي يغرزها في قلب المتظاهر السلمي . ولا يمكن للظلام ان ينتصر  على النور . ولا يمكن للطبقة الحاكمة الفاسدة ان تقهر ارادة الشعب في مواصلة جلوسها على عرش السلطة   . بهذا الشكل ترصد القصائد الشعرية , في متابعة يوميات ومفردات الثورة . في التعبير عن عمق الحدث شعرياً. لنأخذ بعض المقاطع الشعرية من يوميات ثورة تشرين .
لم تعد هذه النفايات الحاكمة تخلد الى النوم الوديع بأمانة ورخاء , فقد اصبحت بضاعة فاسدة وكاسدة . ولم يعد ديك قصر السلطان يدغدغ حلام السلطان وحاشيته , فقد تبدل الموقف بديك الثورة ليزعج السلطان في كل صباح , بأن عهدهم انتهى وولى , واصبحوا زائدين عن الحاجة كالزائدة الدودية , فقد انتهت صلاحيتهم , وجاءت صلاحية الشعب , الذي يلوح بفجر جديد
نعرف أنّ ضميرك منتهي الصلاحية ..
فلماذا قواتك تطلق على رعيّتك قنابل منتهية الصلاحية ؟
الرعية تطالبك بقنابل طازجة
*
سـواءٌ أصـاحَ دِيـكُ الـقـصـرِ أمْ لـم يَـصِـحْ
فـالـفـجـرُ ســيـبـزغُ حـتـمـاً!
*
أنـتَ وحـاشِــيـتـكَ
أصـبـحـتـم زائـديـن عـن الـحـاجـةِ كـالـزائـدة الـدوديـة ..
من مهازل النظام والسلطة الطائفية القرقوشية , في اعلامها اذا اصبح محل سخرية وهزل  من جنجوليات اعلامه الرسمي .  من الصحاف الجديد , الذي يذكرنا بالماضي البغيض , بأن تعود علينا مفردة ( العلوج ) ليس على الامريكان  , وانما على المتظاهرين العراقيين السلميين  , يطلب منهم نزع الكمامات , حتى يخنقوا بسهولة من الغازات السامة وتفرغ الساحات منهم  , ولكنه لم يطلب نزع لثام القناص الملثم القاتل , الذي يصيد المتظاهرين كصيد  الطيور . بهذه الصلافة الانتقامية الحاقدة في قتل المتظاهرين . ان المتظاهرين سينزعون الكمامات  بعد رحيل الجراثيم والحثالات من السلطة وتسليمها الى الشعب
قـبـل أن تـطـلـب مـن الـمـتـظـاهـريـن خـلـعَ الـكـمّـامـات:
أُطـلـبْ مـن مـيـلـيـشـيـاتـك ومـرتـزقـتِـك أن يـخـلـعـوا لِــثـامـهــم أولاً ..
الـمـتـظـاهـرون مـسـتـعـدون لـمـغـادرة سـاحـة الـتـحـريـر ..
ولـكـنْ:
بـعـد أن تـغـادر أنـتَ وحـاشــيـتـك قـصـرَ الـخـلافـة!
هكذا يعود زمان الزور والتزوير  في الاجرام  , تحت  جبة الدين كمجاهدين  . في الماضي  قتلوا الامام الحسين بأسم المحافظة على الخليفة والسلطان  والدين  والدولة الاموية , ويعودون مجاهدون  الزور باسم الدين والمذهب هذه المرة , في القتل والاجرام واستباحة حياة الانسان بسهولة وايضاً بأسم الدين والمذهب  . ولكن لا يمكن العودة الى الوراء , ان يظل  سيف ( يزيد ) ان يمارس القتل والاجرام في عراق اليوم , انتهى دورهم وكشف عن عوراتهم  وعليهم  الرحيل , لانهم اصبحوا نفايات عفنة , ان تغادر قصر الخلافة .
قـبـل أن تـطـلـب مـن الـمـتـظـاهـريـن خـلـعَ الـكـمّـامـات:
أُطـلـبْ مـن مـيـلـيـشـيـاتـك ومـرتـزقـتِـك أن يـخـلـعـوا لِــثـامـهــم أولاً ..
الـمـتـظـاهـرون مـسـتـعـدون لـمـغـادرة سـاحـة الـتـحـريـر ..
ولـكـنْ:
بـعـد أن تـغـادر أنـتَ وحـاشــيـتـك قـصـرَ الـخـلافـة!
ليس من الشجاعة والحكمة , الوقوف على الحياد , ومسك العصا من الوسط , بذريعة الحياد والوطن يدمر  والشباب في عمر الربيع يذبح  ويقتل  , يعني الحياد  مساواة ,  بين القاتل والمقتول , وبين الجلاد والضحية , وبين الفاسد والشرف , وبين النذل والشجاع . هذه ليس من اخلاق العراقي الاصيل , الحر والشريف . ان يكون شاهداً زوراً , بين الذئب والغزال . ان الحياد يعني تواطئ مع المجرم والفاسد .
لـسـتُ مـع الـحِـيـادْ
*
حـيـن تـكـونُ الـحـربُ بـيـن الـنـورِ والـظـلامِ  ..
بـيـن الـذئـبِ والـغـزالِ  ..
أو بـيـن الـمـنـاضـلـيـن والـجـلاّدْ
*
لـسـتُ مـع الـحـيـادْ
فاجعة الناصرية ( ذي قار ) هذه المذبحة المروعة , التي ارتكبت غدراً وحقداً وظلماً. هي نتاج العهر السياسي الفاسد , ان يتطاولون على الشباب وهم نيام في ساعات  الفجر الاولى  , ليرتكبوا سبايكر جديدة , لمجزرة لشباب في عمر الزهور والربيع , خرجوا مطالبين  بوطن , ولكن  ( هولاكو ) الجلاد كان بالمرصاد لهم في انتقامه الوحشي , ستبقى هذه المذبحة الدموية , وصمة عار في جبين الاحزاب الشيعية . ولكن اين سيذهبون من الحساب العسير ؟ , ولا يمكن ان تذهب دماء الشهداء الابرار هدراً وغدراً
أيـهـا الآتـونَ مـن مـسـتـنـقـعِ الـعُـهــرِ الـسـيـاسـيِّ
وكـهـفِ الـهـمـجــيَّــةْ:
*
قـبـلـكـم أســرفَ فـي الـقـتـلِ  وفـي الـتـدمـيـرِ  " هـولاكـو "
لِـيُـعْـلـي فـي الـفـراتـيـنِ عـروشَ الـوثـنـيَّـةْ
*
فـاشـربـوا نـخـبَ انـتـصـارِ الـنـذلِ فـي الـحـربِ ..
ولـكـنْ:
سَــتـُزالـونَ وتـبـقـى "  الـنـاصـريـَّـةْ " ..

ان المجابهة اليومية في الصدام الثوار في ساحة التحرير والساحات الاخرى , في اقتناص  المتظاهرين السلميين , الذين لا يحملو شيئاً ,  سوى العلم العراقي وحب الوطن . يحاولون بالتهديد والوعيد في انذارهم في  افراغ المطعم التركي ( جبل أحد ) وإلا ستكون جولة عليهم النوائب بمجزرة  دموية ,  ضد المتظاهرين المتواجدين  في قلعة الثورة ( جبل احد ) ولكن صمود المتظاهرين بالتحدي الفولاذي يفشل مخططات  المجزرة , وان المنازلة لو حدثت ستنقلب على القتلة والمجرمين . لان ( جبل أحد ) يمتلك سوراً قوياً من الشعب المتفض في جداره الحديدي .
سَــدِّدِ الـطـلـقـةَ نـحـوَ الـثـائِـرِ الأعـزلِ ..

نـفِّـذْ أمـرَ مـولاكَ بِـدَكِّ "الـمـطـعـمِ الـتـركـيِّ " ..

واسـتـأصِـلْ غـيارى سـاحـةِ الـتـحـريـرِ ..

والأبـرارَ عـنـدَ الـجـســرِ أو " بـابِ الـمُعـظَّـمْ " ..
جمعة عبدالله




213
البرلمان يعتبر  ذي قار محافظة منكوبة لماذا ؟
معنى المدن المنكوبة  في العرف الشائع والمتداول , أما اصابتها لعنة من  السماء واسقطت عليها الامطار الغزيرة , وأدت الى فيضانات . تجرف كل شيء وتسبب خسائر مادية للمواطنين , والدولة تقف الى جانبهم وتعوضهم الخسائر المادية ,  وتشفي معاناتهم في البسمة والفرحة . أو انها تصاب بلعنة من  الطبيعة ويصيبها زلزال مدمر , يحدث هدم وتخريب املاك المواطنين , وتوقف النشاط الحياتي . وواجب الدولة تعويض المواطنين وارجاع الحياة الى طبيعتها الاعتيادية  . لكن محافظة ذي قار , لم تصبها لعنة السماء والارض , وانما اصابتها لعنة قاتل وجزار , ارتكب مذبحة دموية  في الفجر والشباب  نيام . وفتحوا عيونهم على الموت والدماء . في ارتكاب مجزرة سبايكرية جديدة  . سقط فيها 41 شهيداً و500 مصاباً وجريحاً . في انتقام ترفضه قيم السماء والارض , بوحشية انتقامية من الجزار  ( جميل الشمري ) هذا الوحش الادمي . فاق بوحشيته كل اشكال العنف الدموي . ولا يمكن تبرير جريمته الدموية بأي شكل من الاشكال , سوى الانتقام الوحشي لشباب في عمر الربيع والزهور . فكيف سيكون التعويض الى من فقدوا فلذات اكبادهم ؟ . كيف سيتم تعويض العوائل التي نكبت بأعز ما تملك في الحياة  , هل يعودون الى الحياة بالتعويض . كما تفعل الدول بتعويض الناس من الفيضان والزلزال بتعويض خسائرهم المادية , وترجع اليهم  البسمة من جديد . وكأن شيئاً لم يحدث لهم . ولكننا ماحدث في ذي قار , هو اجرام وحشي فكيف يهدأ حزن العراق بفقدان شبابه في عمر الزهور  .   فكيف يتم تعويض الحزن والالم والقهر والحسرات والآهات والدموع ,   كيف يواسي عذابات القلوب المكلومة والمفجوعة . وبأي عدالة سماوية , ان يبقى القاتل طليقاً لا يطاله القانون , والشهداء تحت التراب , لا شفيع ولا نصير يطالب بحقوق دم الشهداء . وابسط الاشياء ان يكون المجرم ( جميل الشمري ) في قفص المحكمة  متهم بأرتكاب مذبحة أنسانية ارتكبها بالحقد الوحشي , وهذا ما تطالب به عدالة السماء والارض ..... اما تشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق , فأنها  استهانة واستخفاف بحق دماء الشهداء , استهزاء  بعوائل الشهداء المنكوبة . وانها ضحك على الذقون , ستذهب هذه اللجنة التحقيقية كأخواتها السابقات ادراج الرياح , او تذهب الى سلة المهملات مثل عشرات  اللجان التحقيقية السابقة . ومنذ عام 2003 ولحد الآن لم تنجز لجنة تحقيقية واحدة اعمالها , .بسبب ان الفساد والجريمة وجهان لعملة واحدة . وهذه احدى  ثمار حكم الاحزاب الطائفية . فأين اللجنة التحقيقية لمجزرة سبايكر ؟ اين اللجنة التحقيقة من احتلال الموصل والمدن الاخرى ؟ أين لجان التحقيق من ملفات الفساد ؟  . اين لجان التحقيق من  هروب المئات الارهابين  من سجن ( ابو غريب ) واغلبهم محكومين بالاعدام لكن لم ينفذ بأنتظار ساعة الهروب . واين عشرات اللجان التحقيقية التي شكلت ؟  . ولكن هذه المذبحة الدموية لن تمر , سيأتي اليوم الموعود ,  ان يحاكم  المجرم الجلاد ( جميل الشمري ) حتى لو هرب خارج العراق . فلابد ان يطاله الحساب والعقاب الصارم . لا يضيع حق وراءه مطالب .
  جمعة عبدالله



214

الاحزاب الشيعية وقعت في مأزق كبير , لا تعرف كيف ان تخرج منه , لان الخوف يقلقها  من ترك السلطة خوفاً ان تقع في دائرة الحساب والمحاسبة . لان الازمة وصلت الى الحسم بعد المخلوع عادل عبدالمهدي , وهي تعتبر خلعه نذير شر يفتح الباب عليها , لذلك تحاول ان تماطل وتسوف وتزيف مسألة اختيار مرشح مستقل خارج الاحزاب الحاكمة  لرئاسة الحكومة الموقتة . بفعل الظروف الجديدة التي خلقتها انتفاضة التغيير , بصمود وتحدي الشباب في مأثرتهم البطولية . واصبحوا يتحكموا باللعبة السياسية والتغيير الجديد . وهذه المتغيرات الجديدة اوقعها في ورطة كبيرة , لم تستوعب هذه المتغيرات وكيفية التعامل معها , فما زالت على اسلوبها القديم الجامد . لذلك عليها ان تدرك ان اي مرشح تقدمه هو مرفوض من المتظاهرين , وانتهى زمن تدوير النفايات القديمة مجدداً . وتحت أي لافتات مخادعة وساذجة في الغباء السياسي . بأن تناور بالمراوغة والمناورة , بحجة ما تقدمه من شخصيات مرشحة , بأنهم مستقلين غير حزبين , هذه اللعبة المضحكة القرقوزية , بأن تطلب من الشخصيات الحزبية  المرشحة , بالاستقالة من احزابهم في خداع المتظاهرين , بهذه السذاجة المضحكة , وهؤلاء المرشحين يعلنون الاستقالة من احزابهم والانتماء الى العراق !! هذه يدفعنا الى السؤال والتساؤل . لماذا في هذا الظرف يعلنون استقالاتهم بطريقة مفاجئة ؟ . ولماذا يعلنون بعد الاستقالة الانتماء الى العراق ؟ هل كانت احزابهم عميلة ومجرمة بحق العراق ؟ حتى يعلنوا البراءة منها والانتماء الى العراق ؟ هل اجرمت ونهب وسرقت اموال العراق ؟ حتى يعلنوا البراءة منها والانتماء الى العراق . بهذه السخرية القرقوزية في الغباء السياسي , يعني وفق هذا المنطق الساذج والغبي , ينطبق ايضاً على القنفذ ( عزة الدوري ) ان يستقيل من حزب البعث الفاشي والمجرم , ويقدم البراءة منه , ويعلن انتمائه الى العراق , وبذلك يحق ان يقدم ترشيحه الى رئاسة الحكومة. وينطبق نفس الحال على ( ابو بكر البغدادي ) لو كان حياً , ان يستقيل من تنظيم داعش الارهابي , ويعلن البراءة منه , وينتمي الى العراق , وبذلك يحق تقديم ترشيحه لرئاسة الحكومة  . بهذا السخرية المضحكة والهزيلة في العقلية القرقوزية . يعني هذه العقلية الجامدة والساذجة لا يحق لها ادارة شؤون العراق , لانها غير جديرة بالمسؤولية . والدليل الخراب والهلاك على مدى 16 عاماً . وعليهم التخلص من هذه العقلية الساذجة في التشبث بالكرسي ,  وان يتخلوا عن  شعارهم المقدس ( بعد ما ننطيه ) لذلك صراح احد رموز الفساد الكبيرة بقوله ( كل عقلهم ننطيه الى الزعاطيط ) يقصد ( بالزعاطيط ) المتظاهرون  , يعني لم يخطر في بالهم التنازل والاعتراف بالفشل . لذلك يبحثون هنا وهناك وحتى لو تعلقوا بالشيطان ,  حتى لا يتنازلوا قيد أنملة  . يفكروا بكل الحيل والدسائس والاجرام , ولكن مهما فكروا ويفكرون , فأنها تتحطم على صخرة الصمود والتحدي , محاولة جر المتظاهرين الى العنف والتخريب , لكن المتظاهرين ثابتين  بسلاحهم الوحيد السلمية . لذلك لايمكن اطالة عمر الازمة , يعني نزيف دماء جديدة . وعليهم  الاقتناع بالواقع ومتغيراته الجديدة  , بدون لف ودوران . فقد سحب البساط منهم , واحترقت اوراقهم . عهدهم الى طريق الزوال . ولا يمكن رجوع عقارب الساعة الى الوراء ,.والمتظاهرون يرفضون كل مرشحيهم الى رئاسة الوزراء تحت اي عنوان  , ان البديل بيد المتظاهرين هذه الحقيقة يجب فهمها جيداً .
 جمعة عبدالله


215
ماذا سيختار الرئيس صالح  لرئاسة الحكومة : الاختيار العراقي أم الايراني ؟
اصبحت مسألة الشخصية المرشحة لمنصب رئيس الوزراء للحكومة الموقتة .  مشكلة عويصة للاحزاب الحاكمة , في خلافتها الحاد بعدم الاتفاق على شخصية مقبولة  .  تجمعهم وتوحدهم  وتقديمها الى رئيس الجمهورية , وهذا دليل ضعف وتشتت وانهزام , والخوف من رفض الشارع للشخصية المقدمة للترشيح من قبلهم  . وكذلك ينسحب على ضعف النفوذ الايراني المتغلغل بشكل كبير في خيار  القرار السياسي , بعدما كانوا لهم الفعل والفصل والكلمة الاولى  , في الاختيار الشخصية لمنصب لرئاسة الوزراء وطاقمه الحكومي , في بساطة متناهية دون مشاكل وعقبات , بل بالتأييد والتصفيق الحار , بالتوافق والقبول بالاجماع  . لانه اذا  قال ( قاسم سليماني ) قال المقدس ,  للجميع اولهم الاحزاب الشيعية . ولكن هذه المرة اختلفت الامور والظروف , بعدما كانوا وحدهم في حلبة المسرح السياسي دون شريك ومنافس لهم , فتتم  الامور بسهولة ,  وبالاجماع في تقاسم الحصص والكراسي ,  دون اعتراض . ولكن بعد الواحد من تشرين في انتفاضة التغيير لثوار الاسود , قلبوا المعادلة السياسية , وقلبوا الامور عاليها سافلها , . ودخلوا حلبة الصراع المسرح السياسي , كلاعب منافس قوي , لا يمكن تجاهله في اختيار شخصية المرشح , ولا يمكن ان يمر دون وموافقتهم  وقبولهم , وهذا يعتبر انجاز كبير حققته انتفاضة التغيير . بتغيير المعادلة السياسية . لم تأتِ اعتباطاً وانما جاءت بعد تضحيات جسيمة . مئات الشهداء , آلآف الجرحى والمعوقين . الآف الاعتقالات , عشرات من عمليات الخطف والاغتيال الشباب والشابات من الحراك الشعبي , في يوم واحد فقط اغتالوا 7 نشطاء من الحراك الشعبي . لان هذه الاحزاب الشيعية تقهقرت وفقدت مكانتها ولم تعترف بالهزيمة النكرى , لذلك اطلقت العنان الى المليشيات البلطجية , وهي عصابات القتل والجريمة . وهذه الاغتيالات رفسات المهزوم الاخيرة . ولكن لا يمكن ان تمر بدون حساب وقصاص من المجتمع الدولي والرأي العام العالمي , والمنظمات الدولية الانسانية والحقوقية , تضغط بشدة  بحماية المتظاهرين السلميين , وتطالب بتقديم الجناة والقتلة , الذين ساهموا في الاجرام الدموي , في المطالبة الى تقديمهم الى المحاكم الدولية , وفرض عقوبات صارمة زعمائهم القتلة . وتحميل القتل والاعتقال والاختطاف والاغتيال بشخصية  رئيس الوزراء المخلوع عادل عبدالمهدي  وطاقمه الحكومي , باعتباره  القائد العام للقوات المسلحة . و اصبحت حماية المتظاهرين السلميين   تحت عاتق المجتمع الدولي , الذي حمل مسؤولية القتل والاجرام النظام الايراني مباشرة , عبر المليشيات التابعة تحت لواء ( قاسم سليماني ) . ولكن مهما أوغلوا في الاجرام والاغتيال, فهو انتقام الجبناء المنهزمين . وان مفعولهم انتهى , واصبح بضاعة غير صالحة للاستعمال . وسيجدون انفسهم يوماً في قفص الاتهام في القضاء , آجلاً ام عاجلاً .
لقد وصلت الامور الى الحسم بيد رئيس الجمهورية في مسألة الاختيار , أما الموافقة على  الاختيار الوطني ,أو الموافقة على الاختيار اللاوطني , او بمعنى ادق .  الموافقة على الاختيار العراقي أم على  الاختيار الايراني , بأعتباره حامي وراعي الدستور العراقي , اما ان ينحاز الى الاختيار الوطني العراقي ,هو  اختيار الشارع والشعب عامة .  ان تكون الشخصية المرشحة خارج اسطبل الاحزاب الشيعية , شخصية وطنية نزيهة عراقي الانتماء قلباً وقالباً . وحسم هذه المسألة في هذا الاتجاه . سيكون الرئيس الجمهورية محل اعتزاز وتقدير بالحفاظ على الامانة وانحيازه الوطني ,  لسيادة العراق ومصالحه الوطنية . واما ان يركع لضغوط الاحزاب وايران . ويختار شخصية من جعبة الاحزاب الشيعية , التي هي تحت حوافر قاسم سليماني , يعني ينحاز الى الاختيار اللاوطني الى الاختيار الايراني , وبذلك  يكون نكث الحلف والعهد والقسم  بحماية الدستور , وحماية مصالح الشعب والوطن . وبذلك يفقد مكانته ومنزلته ويصطف مع الاحزاب الفاسدة والمجرمة التي يقودها قاسم سليماني . كالراعي الذي يقود خرافه وحبل في رقبتها .
 جمعة عبدالله



216
قراءة في رواية ( عراقيون أجناب ) الكاتب فيصل عبدالحسن
يضعنا المتن الروائي امام جملة محطات وعتبات في صميم الواقع العراقي , متوغلة في اعماق هذا الواقع وسايكولوجيته الروحية والدينية والاجتماعية والسياسية. في عصب المحاور الرئيسية في البنية الاجتماعية ,  وبيئة القرية والريف , وتتناول بالتفصيل الدقيق الموروثات الشيعية , وابراز طقوسها ومراسيمها وخاصة شعائر عاشورا  واستشهاد الامام الحسين , وارتباط هذه الطقوس في الوجدان وتعلق بالحب الكبير لها . . ويتابع النص الروائي المحطات الرئيسة للمذهب الشيعي المتعلق بحب الحسين , والتصادم مع السلطات المتسلطة  المتعاقبة , ينظرون الى الوجود الشيعي وخاصة في الجنوب , عقبة ومعضلة ومشكلة  . وتكاملت هذه النظرة البغيضة  في  الحكم البعثي , في ممارسة القمع والحرمان والاهمال   الى الشيعة وقراهم الشيعية الفقيرة , نظرة عدائية  , تحاول بكل وسيلة التخلص منهم , وما عمليات التهجير والترحيل والابعاد بحجة التبعية الايرانية , كجزء عام من الاضطهاد والعسف والحرمان العام , واهمالهم كليا في غياب كامل للخدمات الضرورية للحياة . فكان النظام الطاغي البعثي يشتغل على ثلاثة محاور . محور التبعيث البعثي الاجباري .  السوق الى الخدمة العسكرية في زجهم في حروبه العبثية . وسياسة الترحيل والتهجير بالسلوك البشع الى خارج الحدود , بطرق اللاأنسانية , وفي القمع والارهاب  . وايضاً يتابع المتن الروائي جوانب واسعة اخرى  , هي خوف  النظام المتسلط الشمولي من الكلمة الحرة , التي تكشف وتعري وتفضح اساليبه في الارهاب الاجتماعي والسياسي والفكري المتسلط على عموم العراق . لان النظام الديكتاتوري يريد شعباً طيعاً كالعجينة يشكلها وفق رغباته ,  او زج الشعب في الحروب العبثية . لذلك الكاتب ( فيصل عبدالحسن ) تحمل العسف والظالم والارهاب الفكري , أسقطوا عنه جوازه مع عائلته , وسجل في قائمة المعارضين المناهضين  ضد النظام  , الذين يسميهم ( المرتدون ) وهو بالاساس حكم اعدام غيابياً . وبالذات بعد نشر هذه الرواية  ( عراقيون أجناب ) . وهذا ما يدعونا الى التساؤل : ماذا يكشف النص الروائي حتى يحكم على  مؤلفه بهذه الاحكام الجائرة والظالمة , في اهدار حياته بهذا الحقد الانتقامي ؟ لذلك لابد ان نضع السرد الروائي تحت مجهر التحليل والتدقيق , وفحص رؤيته السياسية والفكرية المطروحة في النص  . لاشك ان السرد الروائي متمكن من تقنياته الحديثة , ويطرح بكل شجاعة وجرأة , صراع السلطة البعثية ضد الشعب عامة , وشعب الجنوب خاصة في القرى الحدودية أو الاهوار , التي يعتبرها حاضنة الاجتماعية للثورة  الخومينية في بداياتها في اسقاط نظام الشاه . . وتعتمد الاحداث الرواية , على التوغل في حياة القرى الفقيرة , واقعهم وطريقة معيشتهم  وحياتهم وتعاملهم اليومي . وهي صورة مصغرة لقرى الجنوب الفقيرة والخاصة قرى الاهوار .  وقد رسم المتن الروائي   هذه الاركان الرئيسية .
 1 - رسمت بدقة اسلوب التعامل سلطة البعث مع الشعب , يعني علاقة  السيد والعبد , الجلاد والضحية , في هذه الازمنة الديكتاتورية , التي عمقت الخراب بتصاعد المعاناة الاجتماعية والحياتية . في نهج البطش والاهمال والحرمان لقرى الجنوب ومنها قرى الاهوار .
2 - تناول الموروثات الدينية للطائفة الشيعية , في ابراز الطقوس والمراسيم وشعائر عاشورا , كجزء من تكوينهم الروحي , في العادات والتقاليد المتوارثة. والاهتمام بمعركة الطف في كربلاء واستشهاد الامام الحسين .
3 - علاقة الجيرة والاخوة بين القرى الجنوبية الحدودية , واقرانهم في الجانب الايران , ومدى الوشائج هذه العلاقات المتينة في التزاور بين الجانبين وعلاقات قرابة وعشيرة  ,  وتعامل ونشاط  تجاري متبادل بعيداً عن عيون السلطة  , وكذلك حماية رجال الدين المطاردين في زمن  النظام الشاه , فكانت قرى الجنوب المأوئ الآمن لهم . وكذلك الدعم الكبير للثورة التي اسقطت حكم الشاه بعد ذلك  . وهذا ما يستفز الحكم  البعثي الطاغي في تشديد الحصار والخناق عليهم  .
4 - ابراز اشكال الصراع الداخلي بين اركان الحزب الشيوعي  , ومدى الفهم الخاطئ لتفهم حقيقة الواقع الاجتماعي والسياسي , والتخبط في التنظير الايديولوجي . في فهم معالم الثورة , وعمل الكفاح المسلح ومتطلباته وحاجاته الاساسية , والبيئة الحاضنة والداعمة  , في الحلم الثوري المتطرف في بيئة يسودها التخلف والامية , في بيئة بعيد عن الفهم السياسي , بيئة فقيرة ومعدمة ,  لا تعرف من الحياة سوى توفير خبزها اليومي , في بيئة لا تعرف القراءة والكتابة , وتطرح مسألة الكفاح المسلح في الاهوار , واقامة سلطة العمال والفلاحين , والحلم بالثورة المسلحة . لذلك بدأت التساؤلات الوجيهة , هي كيف اقامة الثورة من اجل الفقراء والمعدان , وهم حاضنتهم يرفعون السلاح ضدهم ( ان الثورة الشعبية المسلحة , التي نحلم بها يا رفاق من أجل هؤلاء المعدان , فكيف نقاتلهم اذا جاءوا شاهرين سلاحهم بوجوهنا ؟ سنقع بأخطاء بشعة اثنا تحويل النظرية الى خطوات عمل , منذ البداية وكل الاحداث تؤشر هذه البداية الخاطئة ) ص208 .
                  أحداث المتن الروائي :
عتبات الحبكة السردية تتناول الاحداث في دراميتها المتحركة . بصياغات متنوعة تنحو نحو منهجية الواقعية الانتقادية . وكذلك في اسلوب عرض الاحداث بطريقة السخرية الكوميدية . وتكشف بعمق مسار الحياة والنشاط اليومية للقرية الحدودية الواقعة في الاهوار ( الجوابر ) وحياة الفلاحين والمعدان اصحاب المواشي . بما تعانيه من معاناة وفقر وجدب , وانعدام كل الخدامات الاساسية  , وتفشي الامية والفقر والامراض والبعوض وغيرها من الاهمال والحرمان . ويلتقط النص الروائي مسار حياة ( جاسم العطية ) بعد غيابه خمس سنوات  عن قريته  ورجوعه اليها  . واول عمل قام به , كتب على كارتون بقطعة الفحم هذه العبارة ( هنا مقر الحزب الشيوعي العراقي ) وذيلها ( يا عمال العالم اتحدوا )في بيئة امية تجهل القراءة والكتابة  لا يوجد فرداً منهم يعرف القراءة والكتابة.  في واقع لا يفرق بين الشيعي والشيوعي , بهذا الحلم الثوري المتطرف , يبدأ حياته العملية في قرية ( الجوابر ) . ويتكلم عن نظرياته الشيوعية وايديولوجيتها والصراع الطبقي والمادة الدياليتكتية ,  وهم لا يعرفون معنى مضمون كلامه الغريب عنهم , لذلك اطلقوا عليه تسمية ( مجنون القرية  ) في سلوكه وتصرفاته . وهو مطارد وملاحق من قبل الامن والسلطة . والسلطة الحاكمة تناصب العداء  ضد الحزب الشيوعي , لانه ينادي بأسقاط السلطة واقامة دولة العمال والفلاحين , وتوصمه السطة بانهم ينادون بالكفر والالحاد ( أنا جئت لكي ارفع الظلم عن الفلاحين والصيادين , واوقف الاستغلال الحاصل في قريتنا لهم ) ص25 . . في قرية منشغلة في همها اليومي والمعاشي , ولا تفهم من الطقوس الحياتية , سوى طقوس الشيعية وآل البيت , وتلتزم بالمراسيم عاشوراء . ومن المواقف الطريفة في الكوميدية الساخرة , في تشابيه معركة كربلاء . فكل الويل من يريد ان  يتقمص دور ( الشمر ) وفي لحظة مقتل الحسين من قبل الشمر , تهجم الناس على الشمر وتشبعه ضرباً مبرحاً قد تقعده في فراش المرض ايام او اكثر , فقد يكسرون عظامة , او اصاباته بأصابات بليغة . لذلك لا احد يتجاسر بالمغامرة الخطيرة ويمثل دور الشمر . رغم العطاءات والمغريات المالية  . ومن طرائف ( جاسم العطية ) الساخرة في الكوميدية . بأنه اتفق مع شيخ المعدان على بيع ثلاث جاموسات وشراء بثمنها كارتونات من الخمر ( المسيح ) بحجة منشط وصحي للبدان المريض , وبالفعل تم ذلك , وتحول مضيف شيخ المعدان الى خمارة خمر , فشربوا حتى الثمالة بالسكر , ولعب برأسهم السكر ,  فنزعوا ثيابهم والغوص في النهر عراة امام الرجال والنساء ( وخلعوا ثيابهم وبقوا في الظلام كما خلقهم الله عراة , ولم يكن احد منهم في ذلك الوقت يعرف ماهي الملابس الداخلية التي تغطي العورة , ولم يخلع جاسم العطية ملابسه , تركهم يفعلون ذلك ولسان حاله يقول : أن هؤلاء المعدان ولدوا في الماء وشاركوا الاسماك والضفادع معيشتها منذ كانوا رضعاً ) ص65 . وفي حادثة اخرى اتفق مع  شيخ المعدان ان يذهبوا الى البصرة , والتمتع بالجنس في دور البغاء , ولكن قبل ذهابهم الى منزول المبغى , جلسوا في احد البارات وشربوا الخمر , ولعبت الخمرة في رأس ( جاسم العطية ) فراح ينظر بالنظرية الشيوعية ويتحدث عن نضال الحزب الشيوعي وهدفه اسقاط السلطة واقامة سلطة ثورية, وكان بجوارهم مخبر سري يسمع كلامهم الخطير والمحظور . تصور نفسه انه امام قياديين كبار بالحزب الشيوعي , واعتبرها هذه فرصة من العمر بالقبض على قياديين الكبار وافشال مخطط اسقاط السلطة واقامة حكومة شيوعية . لذلك يتصور اسعده الحظ في التكريم والترقية . وزاد حماسه الكثر , حينما تمادى ( جاسم العطية ) في نشوته  , وهو يوجه كلامه الى شيخ المعدان , الذي لم يعرف من كلامه الطويل شيئاً , حين قال ( حالما تنجح   ثورة الجياع في بلادنا , سيجعلك الحزب وزيراً للزراعة ) ص135 , وبعد ذلك ذهبوا الى دار الدعارة ( المنزول ) والشرطي ورائهم وحين دخلوا الى المبغى , اتصل بمركز الشرطة بأخبارهم بأن قيادة الحزب الشيوعي في منزول المبغى . فتجمعت قوة كبيرة من افراد الشرطة في اقتحام دار الدعارة والقبض على القياديين الكبار في الحزب , وفي نفس الوقت وصل الخبر الى قرية شيخ المعدان , بأن شيخهم محاصر في بيت الدعارة للاعتقال والسجن , ودارت معركة كبيرة بين  الطرفين , استطاعوا ان ينقذوا شيخهم  . ولكن قوات الشرطة تابعتهم حتى قريتهم . وطوقت القرية وفرضت منع التجول , على كل افراد القرية , وداهمت الشباب , بأعتبارها انها امام وكر شيوعي خطير . وعاشت قرية ( الجوابر ) ايام الحصار العسكري .
وبعد ذلك حين قامت الثورة الخومينية في اسقاط حكم الشاه , وكل محل دعم وتأييد وفرح . وجدت الحكومة ان هذه الثورة تخلق مشاكل للسلطة البعثية , فقد عاقبت الاهالي بالتهجير والابعاد بحجة التبعية الايرانية , وابعدتهم الى  الحدود ,  رجال  ونساء واطفال . وفرضت قيود صارمة على القرى الحدودية , في شن حلات في تجنيد الشباب في العسكرية وفي حزب البعث . واغلقت الحدود ومنعت التزاور بين الجانبين . وبدأ التعامل الصارم بالارهاب والتخويف , في كبح جماح التأييد والتضامن لبدايات الثورة الخومينية .

ومن اساليب السلطة المتسلطة في المقايضة والابتزاز . فقد طرح عليهم المسؤول المحلي ( القائممقام ) في سبيل اعفاء شباب القرية  من التجنيد العسكري , مقابل القبض على الفارين من الشيوعيين , الذين شكلوا اوكار مسلحة في قرى الاهوار ومنها قريتهم . فقال المسؤول الحكومي موجه كلامه الى شيخ المعدان ( أني طلبت مهلة لكم , لمدة يوم واحد , ان تسلموا الهاربين من الشيوعيين , وان لم تفعلوا ذلك بعد الاربع والعشرين ساعة , ستقوم الطائرات بحرق الاخضر واليابس هنا ! ........ وستقوم الحكومة بتسميم مياه الهور فتموتون مع دوابكم , فأنتم في حكم   الهاربين من الخدمة العسكرية , والهارب من الخدمة العسكرية حسب القانون يعدم كخائن للبلاد ) ص196 . وبذلك بدأت المعركة ضد الشيوعيين في الاهوار ( لم يبد الشيوعيون مقاومة تذكر فقد داهمهم المعدان من كل جانب , وقيدوا الذي كان يتولى حراسة الربوة واقتادوه , واستيقظ الرجال الباقون مذعورين , كانوا في وضع سيء , وصرح احد المقيدين : جئنا لنحرركم من عبوديتكم ونعيد اليكم انسانيتكم التي ضيعتها الحكومات الظالمة ) ص225 . خرج ( جاسم العطية ) من المعركة مجروحاً في صابة بالغة في قدمه , وصيب بمرض ( الغرغرينا ) ويجب اجراء عملية بتر قدمه , لكنه رفض واصر على الرفض بقوله ( لقد كنت بقدمين سليمتين ولم استطع ان اعيش في الوطن كالآدميين ! فكيف استطيع ذلك بقدم وحدة ؟ وقال مبتسماً بضعف : في هذا الوطن تحتاج الى خمسة ارواح  وعشرة اقدام في جسد واحد ) ص234 .
هذا ما ورد في المذكرات اليومية , التي دونها في يوميات ( وادي كعيد البلام )  وهي بدون شك مأساة شعب يرزخ تحت قبضة الديكتاتورية .
× الكتاب : رواية , عراقيون أجناب
× المؤلف : الكاتب فيصل عبدالحسن
× الطبعة الاولى : عام 1999
× عدد الصفحات : 242 صفحة
 جمعة عبدالله



217
هيهات فرض مرشح لرئاسة الحكومة الموقتة من كابينة الاحزاب الفاسدة
ثبت بالدليل الدامغ والقاطع , بأن الاحزاب الشيعية منفصلة تماماً عن مجريات الواقع الفعلي . لم تستوعب المتغيرات التي حصلت بعد انتفاضة التغيير . لم تهضم عقليتها بأن الابواب اصبحت مسدودة في وجهها , بعد 16 عاماً من الخراب والفساد والتدمير , واوصلوا الازمة الى النفق المسدود . لم يدركوا حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها شباب العراق الصامد صمود الجبال من التحدي والاصرار على انقاذ وطن بثورة شعب . لم يفهموا أرادة الشعب في الاصرار والتحدي والنصر , من اجل تحقيق الاصلاحات الجذرية , وانهاء حقبة الاحزاب الفاسدة . ولم يخطر في عقليتهم التنازل والاعتراف بالواقع , بأنهم سبب الخراب , وعليهم الرحيل , لم يملكوا القدرة على ترك الكرسي حتى لو تحول العراق حجراً على حجر . لم يفهموا بأن حكمهم احرق الاخضر واليابس , وعليهم ان يمتلكوا شجاعة الاعتراف بأمر الواقع والتسليم به . لانهم لم  يمتلكوا القناعة بترك الكرسي . رغم اشتداد الضغط الهائل عليهم من الداخل والخارج . والمطالبة بالكف عن ارقة دماء طاهرة اخرى .
فقد جربوا كل السيناريوهات والمسرحيات الدموية في العنف الوحشي  , لكنهم اخفقوا في اجهاض ثورة التغيير . مهما اختلقوا من قصص بالدس والمؤامرات والتحايل والتحريف المخادع  ,  في سبيل  تشويه سمعة  المتظاهرين , في اظهارهم بأنهم مجموعات من المخربين والمندسين  والعملاء والمجرمين وقطاع طرق . وكان اخرها مسرحية في ساحة الوثبة من اعداد واخراج ( قاسم سليماني ) . بتحميل جريمة القتل وتعليق الجثة على المتظاهرين , لكن سرعان ما أنقلب السحر على الساحر , بأن المتهمين والمتورطين في جريمة القتل والتمثيل بالجثة في تعليقها , بالاسلوب الداعشي , بأنهم من اجهزة الامن والمليشيات , والمتظاهرين براء من هذا الاجرام الخسيس والبشع , لان شعارهم الاساسي السلمية , وبالسلمية يحققون اهدافهم , وكل المحاولات في جرهم الى العنف الدموي  , ماهو إلا فخ وصيد في اجهاض وانهى التظاهرات وافراغ الساحات . ان سلاحهم السلمية اقوى من اسلحة الاجرام والعنف الدموي . لذلك لايمكن سرقة الجهد والتضحيات , سرقة دماء الشهداء الابرار , في اختيار شخصية المرشح لمنصب لرئاسة الحكومة الموقته , من اسطبلهم السياسي الفاسد . هذا محال ان يكون محل قبول ورضى الشارع . وعليهم الكف في التحايل واللعب على اختيارهم للشخصية المقترحة , كل طبخاتهم السياسية فاسدة وكاسدة ومشلولة , وعليهم الاعتراف بالواقع والتسليم به . بأن شخصية المرشح لمنصب رئاسة الحكومة الموقتة , هو من نصيب الشارع والمتظاهرين والشعب  . وان يكون من  خارج احزابهم . عدا ذلك لا يمكن فرض مرشحهم باي طريقة احتيالية كانت , يعني استمرار العنف الدموي والازمة السياسية الخانقة . يكفي سيناريوهات ومسرحيات , لانها تصطدم بالواقع وتتكسر . بفضل صلابة اردة الشعب التي يعبر عنها , في ثورة وطن . ولايمكن الخروج من الازمة الخطيرة , إلا بالاعتراف بمرشح الشعب وثورة التغيير . جربتم 16 عاماً وهذا يكفي . في التسليم للواقع وارادة الشعب , ومهما طال الظلام  , فلابد ان يشرق الصباح , وينتصر الشعب والوطن
جمعة عبدالله

218
جريمة ساحة  الوثبة وبراءة المتظاهرين
بكل تأكيد ان الانسان الوطني , الذي يحرص على ابناء العراق , يرفض ويدين ويستنكر بأشد العبارات ,  الجرائم التي حدثت في اليومين الاخرين , من اعمال عنف وجرائم بشعة , والتمثيل في الجثث  وهي من اخلاق الجبناء , وليس من اخلاق الانسان الشجاع . ولكن لابد من طرح السؤال الكبير : لماذا تأتي هذه الجرائم في هذا التوقيت بالذات , وتوصم بفعلها على المتظاهرين ؟ منْ المستفيد والمستثمر والمستغل لهذه الحوادث البشعة ؟ وما الغاية والهدف والطموح في ارتكابها ؟  بعد أكثر من شهرين على التظاهرات الاحتجاجية , واستخدام العنف الدموي المفرط , وبعد ارتكاب مجازر ومذابح بحق المتظاهرين , وبعد بشاعة القتل الدموي . وثورة تشرين متمسكة بسلاحها الفعال السلمية , وبالسلمية وحدها تحقق الثورة اهدافها وطموحاتها , بالسلمية تنهزم الاحزاب وسلطتها الطائفية , بالسلمية الطريق الوحيد  لاعادة الوطن الى اهله الشرعيين ,  وتحقيق مصالح الشعب والوطن . وقد اشاد العالم والمجتمع الدولي  ومنظماته الانسانية والحقوقية , بموقف المتظاهرين الشجاع بالسلمية , امام الموت والقتل والاختطاف والاغتيال . لذلك وقف المجتمع الدولي في حماية المتظاهرين السلميين , وشجب الحكومة واجهزتها الامنية في استخدام  العنف الدموي , وهدد في مطالبته تجاه الحكومة ,  في مسؤوليتها في حماية المتظاهرين الذين يعبرون عن حقوقهم  الشرعية , وطالبت الدول الكبرى بتقديم القتلة الى المحاكم الدولية بتهمة الاجرام والارهاب والقتل المتعمد , بما فيهم رئيس الوزراء المخلوع عادل عبدالمهدي , بتحميله المسؤولية الكاملة , بالقتل والمجازر والمذابح المروعة التي حدثت  , بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة . وفرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات مالية صارمة بحق اربعة من زعماء المليشيات التي شاركت بقتل المتظاهرين , وهددت الاخرين من زعماء المليشيات بقوائم اخرى .  لماذا تحدث هذه الجرائم المروعة الآن ؟  , في الظرف والتوقيت بالذات ؟  , في هذه الايام التي تخوض الاحزاب الحاكمة  صراع  بالخلافات العميقة حول اختيار شخصية رئيس الوزراء الموقت , في الوقت الذي يناقش البرلمان قانون الانتخابي  الجديد , وقانون المفوضية الجديدة , ويناقش اضافات جوهرية في تعديل الدستور , تأتي هذه الاحداث المروعة في الوقت الذي تقترب فيه  الثورة من تحقيق اهدافها وتطلعاتها . لذلك يطرح  السؤال من المستفيد من هذه الجرائم ؟ وكل الامور هي  تشير الى الحسم لصالح المتظاهرين السلميين . بدون شك ان  هذه الحوادث الاجرامية  , هي من نتاج المختبر الامن والمخابرات في خلط الامور بالفوضى  , وتخريب انتفاضة الشعب بالتغيير واخمادها واجهاضها كلياً  , لتعود الامور الى طبيعتها الى ما قبل الواحد من تشرين , اي ماقبل التظاهرات الاحتجاجية , حتى يختارون شخصية رئيس الوزراء من طينتهم , حتى يكون القانون الانتخابي الجديد على قياساتهم , حتى تكون المفوضية الجديدة من جعبتهم الطائفية . يشغلون الرأي في انحراف وتحريف  الحقائق والدوافع ,  في التهويل والتضخيم   هذه الجرائم , وادخلها في مختبر  المكائد والدسائس  والكذب والنفاق والخداع  ,بث السموم ضد المتظاهرين ونعوتهم بشتى النعوت الوضيعة والبذيئة  في قنواتهم الفضائية . وما حدث في ساحة الوثبة ومناطق اخرى من حوداث اجرامية هي من صنع المليشيات والاجهزة الامنية   .
فقد  كانت قيادات الاحزاب الحاكمة ,  غائبة عن الظهور الاعلامي , بل تخشى الظهور الاعلامي  , ولكنها اليوم هم فرسان الظهور الاعلامي ولسانهم عشرة امتار واكثر , من الدس والتهويل والتحريف ,  والتهديد  صراحة بقتل المتظاهرين وافراغ الساحات بالقوة باسرع وقت ممكن  , حتى احدهم يصرخ بقوله ( ماذا تنتظرون حتى يعلقوننا على المشانق ) وبعض الاخر يهدد , بأنه جاءت ساعة  بجمع القرود  ( يقصد المتظاهرين )  في اقفاص مغلقة .  و لكن لابد من كشف الحقائق ,  والمطالبة بتقديم الجناة الى العدالة والقصاص الذين ساهموا بهذه الحودث الاجرامية ( والفيديوهات مكشوفة وجوههم بشكل واضح ) , حتى نعرف من هؤلاء ؟  هويتهم ودوافعهم الاجرامية  .
بعض من قيادة الاحزاب كأنه وجد ( كنز سليمان ) يطالب بقمع المتظاهرين وانهى الفوضى من قاذورات القرود  , الذين يحاولون تخريب الدولة والمجتمع , ويجب انزال  العقوبات الصارمة بحق المتظاهرين , هذا يدل على أن  الاحزاب ومليشياتهم ,  ترعبهم السلمية ويحاولون بشتى الطرق جر التظاهرات الى العنف والفوضى  , وازاء هذه المخططات الشريرة ,  يجب على المتظاهرين تنظيف صفوفهم من المخربين والمندسين وهم من عناصر الاحزاب والمليشيات المرتزقة  . ويبقى سلاح السلمية السلاح الفعال للنصر والانتصار
جمعة عبدالله



219
حمى الاغتيالات تتصاعد بشكل مخيف ضد نشطاء الحراك  الشعبي
تصاعدت في الاونة  الاخيرة , بوحشية اجرامية  منفلتة من عقالها السادي ,  وفاقت كل اساليب الارهاب والقمع العنيف  . بحيث لا يمر يوماً دون ان تكون هناك عمليات اختطاف واغتيال , ضد نشطاء وناشطات الحراك الشعبي , تقوم بها  المليشيات الموالية الى ( ماما طهران ) . وبتواطئ واسناد  كلي  من الحكومة واجهزتها الامنية , التي تقوم بدور المتفرج ,  دون ان تفعل شيئاً رغم الضغوط الدولية الهائلة , التي تطالب الحكومة , بايقاف هذه الاعمال الاجرامية  , وحماية المتظاهرين السلميين من الاساليب الاختطاف والاغتيال  . لكن دون فائدة لان الحكومة ليس لها ارادة وقرار وقوة تنفيذية  , وانما هي تابعة وذيل  الى هذه المليشيات  المجرمة التي يقودها ( قاسم سليماني ) الذي يحاول بكل الوسائل الارهابية والدموية , كسر صمود المتظاهرين , كسر روحهم بالتحدي والاصرار على المضي في طريق تحرير العراق الى النهاية  , مهما كانت جسامة التضحيات , وسقوط الشهداء من عمليات العنف الدموي . وها ان ثورة تشرين المجيدة تصل الى الشوط الاخير من تحقيق الانتصار الكبير , انتصار الشعب والوطن , وهذا ما يفسر تصاعد الروح الانتقامية بالعقلية الاجرامية , لهذه المليشيات المرتزقة التابعة للوصاية الايرانية . امام مطاليب شعب ووطن , بعراق متحرر من النفوذ الايراني واي نفوذ كان من ( امريكا , السعودية . تركيا . اسرائيل ) .
ان عمليات الاختطاف والاغتيال التي تمارسها الذيول التابعة الى ايران . تدل بشكل دامغ مدى الخوف والرعب لحكم الملالي في ايران , من خسران سلة العنب العراقية , التي تمثل شريان الحياة للاقتصاد الايراني المنهار . لذلك يوجهون حقدهم الدموي ضد نشطاء الحراك الشعبي . لانهم كشفوا وفضحوا النفوذ الايراني المتغلغل الى الاعماق في شؤون العراق , حتى اصبح القرار السياسي واختيار الطاقم الحكومي والمسؤولين من صلاحيات ( قاسم سليماني ) هو المحتكر الوحيد لمستقبل العراق ,  وارواح الناس تحت تصرفه  , والتصرف في اموال وخيرات العراق . بأعتباره الحاكم الفعلي , والحكومة وطاقمها واجهة لتنفيذ اوامر ( قاسم سليماني ) . ولكنه يعزف في الوهم والسراب . لان من المحال ان يركع العراق للمغتصب حكم الملالي في ايران , ولهذا جاءت انتفاضة ثوار العراق  , لانقاذ العراق من الغول الايراني الجشع والوحشي . ولا يمكن الاستمرار بحمامات الدم ضد المتظاهرين السلميين , في استمرار العنف الدموي , ومنه الاختطاف والاغتيال  . لابد ان يضغط المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية والحقوقية , بفرض عقوبات اكثر صرامة وقسوة  ضد زعماء المليشيات المجرمة , بالعقوبات المالية وتقديمهم الى المحاكم الدولية كمجرمين وارهابيين , بما فيهم الديناصور عادل عبدالمهدي وطاقمه الحكومة وشلته من القيادات العسكرية , الذين ارتكبوا مجازر ومذابح دموية ( صارت عند العراق اكثر من سبايكر ) وطالما العراق مازال تحت البند السابع من الوصايا الدولية , يعني حماية وسلامة حياة المتظاهرين السلميين ونشطاء الحراك الشعبي على عاتق الدول الكبرى ومجلس الامن , طالما الحكومة العراقية تخلت عن مسؤولية وحماية المتظاهرين السلميين , ورفعت الراية البيضاء امام المليشيات المجرمة التابعة الى ( ماما طهران ) . انهم يلعبون لعبتهم الدموية الدموية في الوقت الضائع عبثا , يعني رفسة المذبوح الاخيرة  , وانتصار الثوار محقق ,  بأنتظار صافرة الحكم , ليعلن الانتصار الكبير للعراق والى شبابه الاسود والصناديد
 جمعة عبدالله

220
مظاهرة الشعب المليونية غداً  وتهديد المليشيات في ارتكاب مجازر دموية
بمناسبة الانتصار على داعش ( السني ) شقيق داعش ( الشيعي ) أو  المليشيات البلطجية الشيعية  , لا يوجد فرق بين الشقيقين . فهما وجهان لعملة واحدة , سيخرج  الشعب في ساحة التحرير وساحات مجد العراق الاخرى , في  احتفالية مليونية , بالعزم والاصرار على الانتصار على الشقيق داعش الاجرامي الثاني  من أيتام قاسم سليماني . لانه قضى على داعش الاول ,  وسيقضي  على داعش الثاني الاخطر دموية   ,  ويقوم بأرتكاب المجازر الدموية , التي اصبحت من جهاده  المقدس  اليومي  , بأن  يقترف مذابح مروعة بحق المتظاهرين السلميين . اضافة الى تصاعد وتيرة الاعتقال والاختطاف باعداد كبيرة  يومياً , نتيجة  مراقبة وترصد وملاحقة  نشطاء الحراك الشعبي حتى عتبة بيوتهم  , يقعون في قبضة هؤلاء البلطجية الاشرار , ويكون مصيرهم أما الاختطاف أو كاتم الصوت . ان  زعران قاسم سليماني , يرتكبون اعمال اجرامية دموية يسقط فيها شهداء وجرحى بشكل مستمر  , وحين تنتهي المجزرة أو المذبحة  , يأتي دور التهليل  والتطبيل والثناء على العمل الجهادي المقدس ,  بأن يخرج علينا الناطق الرسمي بأسم القائد العام للقوات المسلحة . او الناطق بأسم وزارة الداخلية , بتصريحات قرقوزية وقرقوشية ,  مضحكة وسخيفة  وهزيلة , لكي يتهربون  من المسؤولية , بأنهم يرددون  اسطوانتهم المشروخة بتكرر  دون ملل  , بأن يحملون القتل والدماء على  المتظاهرين انفسهم , بدعوى بانها نتيجة   معارك ومشاحنات بالضرب قذائف المولوتوف تدور بين المتظاهرين انفسهم  , او يتشاجرون بالسكاكين والادوات الجارحة , حتى يتبادلون باطلاق النار ويقع بينهم   قتلى وجرحى . وان القوات الامنية ملتزمة بعدم التدخل في معاركهم وشجارهم  وقتالهم الضاري , حتى لاتتهم القوات الامنية بالمشاركة بالجرائم . وهذه الحوادث الدموية في الشغب والتخريب  , هي  نتيجة شرب الخمور وتناول حبوب الهلوسة وغيرها من الممنوعات . وان القوات الامنية تحاول جاهدة في الحفاظ على سلامة وحماية المتظاهرين . رغم الاعتداءات على القوات الامنية وسقوط قتلى وجرحى منهم  , نتيجة هؤلاء الخارجين عن النظام والقانون , في اقتراف افعال خطيرة , وان المطعم التركي ( جبل أحد ) اصبح وكراً خطيراً للمخربين . ومصنع لصنع القذائف الصاروخية , التي بها تقتل القوات الامنية . وهي تحاول ممارسة ضبط الاعصاب بعدم الرد . وان هذه النشاطات المشبوهة الخطيرة  وحتى اللاخلاقية تحدث داخل المطعم التركي . من هذه الجماعات المخربة . التي تعتدي على المتظاهرين وعلى القوات الامنية  , ويجب انهى هذه الحالات الشاذة , وافراغ المطعم التركي وساحة التحرير من المخربين , وتفويت الفرصة لتخريب الدولة والحفاظ  على سلامة المواطنين . هكذا بهذه الحقارة الصلفة يصفون ثورة شعب . ثورة وطن , بهذه العقليات ( المحشوة بالروث وغائط الحمير ) . بهذا الهذيان المجنون والفنتازي , ولم يعترفوا بالحقيقة التي لا يغطيها غباء العقول الناشفة والجافة , ليس لهم من ذرائع وحجج ضد ثورة تشرين . سوى التحايل والخداع والدسائس والمؤامرات لشق صفوف الشعب الواحد , الذي جمعته ساحات الصمود والكرامة  والنضال والتحدي . وهي محاولات سخيفة في تبرير ارتكاب مجازر الدم والمذابح بالاشتراك مع بلطجية قاسم سليماني.  في محاولات يائسة في جر المتظاهرين السلميين الى العنف , ولكنهم يفشلون من صبر وتحمل المتظاهرين , بعد كل مذبحة او مجزرة دموية تقترف بوحشية . ولكن مهما حاولوا ومهما ما ارتكبوا من  مجازر فأن ثورة تشرين ستنصر ,  لانه سورها المنيع الشعب والعراق وينادون ( لبيك ياعراق ) وزعران قاسم سليماني بعد اتمام  كل مجزرة ,  ينبحون وينهقون ( لبيك يا قاسم سليماني ),  والشعب يزيد قوة وتحدياُ وصموداً , لا يرعبه نهيق حمير ( قاسم سليماني ) مثلما ماهدد احد زعرانه من البلطجية المجرمين  , بالتهديد والوعيد بمجازر دموية لمليونة الغد ( الثلاثاء 10 - 12 - 2019 ) بأن التظاهرات الغد ستشهد سقوط اكبر عدد من القتلى , بقوله ( أن المظاهرات التي من المفترض ان تطلق غداً الثلاثاء , ستشهد اكبر حصيلة من القتلى منذ بدء الاحتجاجات  في البلاد الشهر الماضي ) ووصف تظاهرات الغد  ب ( الحدث الخبيث ) . هذا يدل على الخوف والرعب بأن ايامهم اقتربت من مصيرهم الاسود . انها التحدي الكبير الذي سيقلع القمامة والنفايات , وينظف العراق من زعران قاسم سليماني .....     الشبيحة الداعشية .
 جمعة عبدالله


221

تصاعدت في الاونة الاخيرة حمى الاجرامية في اختطاف واغتيال نشطاء الحراك الشعبي من  مختلف ساحات التجمع والتظاهر . وهذه من احدى وسائلهم الارهابية والقمعية في اسلوبها الفاشي اللاخلاقي الذي ترفضه كل الاديان السماوية  , تقترفها المليشيات البلطجية التابعة الى ايران ,  وتحت لواء  قاسم سليماني , بتواطئ كلي مع الحكومة واحزابها الحاكمة . في ممارسة الجرائم والارهاب الوحشي  , لان ثورة الشباب المجيدة باتت تهز عروشهم بالسقوط , باتت تهز نظام المحاصصة الطائفية في الانهيار . وهذه المليشيات البلطجية شبيحة الاحزاب الشيعية . تأخذ دوراً شبه رسمي , تستعمل السيارات الحكومية , و تستخدم السلاح الحكومي , وباجات العبور من نقاط التفتيش , وتأخذ الرواتب والامتيازات والنثريات المالية  من الحكومة , لكنها تدين بالولاء المطلق الى أيران , وتحت لواء قاسم سليماني . واصبحت محل دور  الحكومة ومؤسساتها الامنية والعسكرية , بل ان الحكومة تعتمد عليها أكثر من مؤسستها العسكرية الرسمية . وهذه المليشيات  تمتلك الحرية المطلقة في ارتكاب الجرائم الدموية , وتقوم بعمليات الاختطاف والاغتيال  , دون محاسبة ورقابة ,  والضحايا هم  نشطاء الحراك الشعبي . في سبيل اخماد واجهاض ثورة الشباب . ثورة تشرين المجيدة , التي تدعمها وتساندها بالدعم الكبير كل قطاعات ومكونات الشعب عامة , وللثورة الفخر العظيم في اسقاط الطائفية , التي راهنوا عليها أكثر من 16 عاماً , واليوم تجد في كل التجمعات اطياف الشعب العراق , قوس قزح عراقي صافي ونقي . . وهذا ما يفسر الحقد والانتقام الوحشي ضد الحراك الشعبي . في ممارسة انتهاكات صارخة لحقوق المواطن , في حقه الشرعي  في التعبير السلمي . لذلك ان شهداء ثورة تشرين الابرار , هم شهداء العراق الابي . ولكن من المخزي بدون  الشرف والمسؤولية , ان تتخلى الحكومة . عن حماية وسلامة المواطنين , من الاعمال الاجرامية ,  التي لا تختلف عن الاعمال الوحشية التي يقوم بها  تنظيم داعش الارهابي . وهذا الاسلوب الاجرامي لا يمكن ان يخيف ويرعب ويرهب الحراك الشعبي وابطاله الميامين  , لانهم ببساطة يحملون  حب الوطن وعدالة مطاليبهم , وهي مطاليب الوطن , ان يكون  بعيداً عن الصراعات والاطماع العدوانية من اية دولة كانت , واصرار أيران على  تركيع العراق , هيهات ان يتحقق ذلك  . ولا يمكن بهذا الاساليب الخالية من  الشرف والضمير , ان تكسر شوكة الحراك الشعبي . وهذه الاعمال الاجرامية في الخطف والاغتيال ,  تتطلب الحاجة القصوى ان يكون  العراق تحت  الحماية الدولية , الى الاشراف       والوصايا الدولية في حماية المواطنين  , لكي تفرض عقوبات مشددة على قادة المليشيات البلطجية , وتفرض الحاجة الى تقديمهم الى المحاكم الدولية , بهذا الاسلوب سينجو نشطاء الحراك الشعبي من الاختطاف والاغتيال . طالما حكومة عادل عبدالمهدي تخلت عن مسؤولياتها  , واصبحت حكومة تصريف ارواح , لا تصريف أعمال  .  لابد أن يأتي اليوم الموعود لمحاسبة هذه المليشيات الاجرامية على افعالهم الدموية  , لينالوا عقابهم العادل , ولا يمكن ان يذهب الدم العراق هدراً . وان ابطال التحرير . لا يرعبهم نقيق الضفادع العفنة , ولا يرهبهم نباح كلاب قاسم سليماني .
 جمعة عبدالله

222


لم يترك الكرسي إلا على أغراق العراق في انهار من الدماء , إلا بدفعه الى الفوضى الدموية , وبالتالي القصاص الدموي  لشباب انتفاضة التغيير .  الذين كانوا السبب المباشر في أقالته  , لذلك يجب الانتقام منهم في مجازر ومذابح دموية , وما يقترفه  عادل عبدالمهدي وشلته المحيطة به من اجرام بعد الاقالة   ,  يعني بصريح العبارة ,  تحويل حكومة عادل عبدالمهدي من حكومة تصريف أعمال ,  الى حكومة تصريف أرواح , أو تصريف دماء . وقد صعق المجتمع الدولي  لهذه الجرائم المروعة بحق المتظاهرين السلميين , فقد  وصفت الدول والمنظمات الحقوقية والانسانية ومنها منظمة العفو الدولية , بأن ما ارتكب في ساحة الخلاني والسنك من مذابح تعتبر جرائم ارهابية يطالها القانون الدولي . وكانت المجزرة الدموية مخطط لها ومرتبة بخطوات مسبقة في ارتكاب  المجزرة  عمداً وقصداً , وكانت النتيجة  سقوط  25 شهيداً و 140 جريحاً ومصاباً .  بدأت في  حلقات اجرامية بحلقات  متواصلة , اولها امر القائد العام للقوات المسلحة ,  بتجريد القوات الامنية والعسكرية  في مناطق محيطة بمكان  الجريمة من السلاح  . وكذلك  افسح المجال بحرية لعبور  السيارات الرباعية المحملة بالمسلحين البلطجية من المليشيات الموالية الى أيران بالدخول  , واعطاءهم الضوء الاخضر في ارتكاب المجزرة , مع انقطاع التيار الكهربائي في ساحات الجريمة . فدخلت السيارات من نقاط القوات الامنية والعسكرية بحرية , وبدأت  تطلق  الرصاص الكثيف على المتظاهرين السلميين العزل , في ساحة الخلاني وجسر السنك , وكان هدفهم الوصول الى  ساحة التحرير وافراغها تماماً  , لكن نداءات الشباب المتظاهر التي وجهها الى  الشعب , لان الحكومة شريكة في المجزرة والاجرام بتوقيع عادل عبدالمهدي , فلم تمضي دقائق معدودة ,  حتى توافدت الآف من الجماهير  من المناطق الشعبية , حين ذلك اصاب الرعب والخوف المليشيات البلطجية , وانهزموا في مواكب سياراتهم , دون ان يحققوا الهدف في افراغ ساحة التحرير من المتظاهرين السلميين . لكنهم تركوا اثارهم  بالدماء الغزيرة الطاهرة التي  نزفت  على اسفلت  الشوارع بحقد جنوني . فقد وصفت منظمة العفو الدولية الجريمة الجمعة ,  باليوم الاسود واكثر الايام دموية بعد الاقالة . وقد ادانت اغلب دولة العالم . المذبحة الدموية بتوقيع عادل عبدالمهدي والمليشيات البلطجية التابعة الى ايران , بهدف الانتقام الدموي من المتظاهرين السلميين . فقد شعر سفير الاتحاد الاوربي بالحزن والاسى من المجزرة الدموية المروعة وقال ( غاضب واشعر بالحزن العميق على جرائم القتل ضد اعداد كبيرة من المتظاهرين السلميين ) وقال حول من هم المخربين ؟  ( هم المخربون الحقيقيون الذي يمارسون قتل الشباب  المتظاهر الاعزل ) فكانت الجريمة الارهابية بشهية الجلاد السفاح المنتقم , ويتحمل كامل المسؤولية عن المذبحة الدموية عادل عبدالمهدي وبطانته المجرمة , بالتعاون مع المليشيات التي يقودها قاسم سليماني . لذلك طلبت المندوبة الامريكية ( كيلي كرافت ) في هيئة الامم المتحدة  , حملت حكومة عادل عبدالمهدي المسؤولية , بأنه المتورط الحقيقي  في الجريمة . وطالبت بعقد  بجلسة طارئة في مجلس الامن , على ضرورة محاسبة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي , عن الانتهاكات بالعنف الدموي ضد المتظاهرين السلميين , ويجب محاسبته على اجرامه المروع . ولا نسمح بارتكاب نتهاكات  ضد المتظاهرين السلميين . وطالب المجتمع الدولي , باعتقال قاسم سليماني ,  لانه المسؤول المباشر لهذه المليشيات  المجرمة , وضرورة اعتقاله في العراق , بسبب المذابح والمجازر التي حدث ضد المتظاهرين السلميين في العراق  . ان الدم العراقي الطاهر سينتقم بالقصاص العادل من المجرمين القتلة .  . واليوم مطالب المجتمع الدولي ,  بالحماية للشعب العراقي من الجزارين والذباحين من حثالات الاحزاب الشيعية , التي اثبب بشكل قاطع أنها  احزاب فاشية قلباً وقالباً   .
 جمعة عبدالله

223

انفجر الحقد الانتقامي من بلطجية المليشيات التابعة الى ايران , بعد سماعهم بالعقوبات الدولية التي فرضت على زعمائهم ,  لدورهم الاجرامي والدموي بقتل المتظاهرين السلميين . فكان  الهجوم الكاسح في اطلاق النار الكثيف على المتظاهرين في ساحة التحرير وحواليها  , لانهم كما يعتقدون في عقلهم المريض والخسيس , بان الشباب المتظاهر  السبب في هذه  العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الامريكية ,  على اربع مجرمين لدورهم الفعال في  الاجرام  , في قتل واعتقال واختطاف الناشطين والناشطات . واستغلال صمت الحكومة واجهزتها الامنية في حماية المتظاهرين , بل ان هناك تواطئ مريب بين البلطجية المدججين بالسلاح والقوى الامنية التي اتخذت دور المتفرج , متوهمين بأن اطلاق النار بكثافة على المتظاهرين , بأنهم سيصابون بالخوف والرعب وينهزمون من ساحة التحرير . لكن العقل المخنث والخسيس والمأجور بالمال , ينسى صمود وصلابة المتظاهرين في عدالة قضيتهم الوطنية المشروعة والشريفة  . لم يخطر في بالهم المريض والوضيع . بأن الشباب سيتحدى الموت ويتحدى الاقزام الجبناء في غزوتهم الجبانة . ولم يعرفوا حقيقة  اصالة الشعب العراقي في نخوته وشهامته الوطنية , لم يعرفوا الاخلاق العراقية وشهامتها الاصيلة  ,  لانهم ذيول منحطة وخسيسة , وهكذا يثبت  العراقي الاصيل ان  يلبي نداء الوطن بدون تردد  , فلم تمضي  بضع دقائق معدودة من طلب شباب ساحة التحرير ,  النجدة والحماية من البلطجية المدججين بالسلاح  ,   لان الحكومة  العميلة   المتواطئ مع المجرمين ,  لم تسمع  نداءهم بل تنظر اليهم في حقد وانتقام  , لذلك خاطبوا العون والحماية  من الشعب الابي والجبار , ولم تمضِي دقائق معدودة ,  حتى تدفقت جموع الآف نحو ساحة التحرير , مما اصاب البلطجية الخوف والذعر , وفروا منهزمين كالجرذان المذعورة , هذه القوة الجبار بتكاتف الشعب وتضامنه مع ثورة تشرين المجيدة  , وجعل من نفسه سوراً منيعاً في حماية المتظاهرين ,  لانهم من صلب هذا  الشعب الابي , وماهذه  البلطجية , إلا نفايات خسيسة وجبانة يلعب بها قاسم سليماني بما يشاء ويريد .
ها هو المجتمع الدولي والدول الكبرى , تعلن صراحة  بأن هذه المليشيات المرتزقة , هي التي ساهمت بالقتل والعنف الدموي بالاشتراك مع الحكومة العميلة الى ايران  . سيأتي اليوم الموعد بالمطالبة بتقديم عادل عبدالمهدي وزمرته المجرمة الى المحاكمة , سواء في العراق , او في محكمة العدل الدولية , كما جلس في قفصها المجرمين والطغاة السابقين .
لقد فشلت غزوة البلطجية , رغم انها سفكت دماء كثيرة من الشهداء والجرحى , ومن المستحيل ان يوعز ضمير عادل عبدالمهدي في محاسبة البلطجية على اجرامهم الخسيس  , لان ضميره ميت وفقد عراقيته , واصبح عميل ووضيع ومأجور . فكل الخسة والعار الى المخانيث المجرمين
 جمعة عبدالله

224
قراءة في رواية ( تحيا الحياة ) الكاتب فيصل عبدالحسن
هذا الجهد الروائي المتمكن , من توثيق التأريخي , لاصعب مرحلة , مر بها العراق في تاريخه السياسي العاصف . في الازمنة الشمولية المتسلطة في ظلمها واستبدادها , في خنق الحياة وعصرها عصراً في الاختناق الطاغي . ان  المتن الروائي يسلط الضوء الكاشف , لهذه الحقبة او اللحقب المظلمة في تاريخ العراق الدموي . في تحولاتها وصراعاتها على خناق السلطة والحكم ,  ومن يجلس على عرش السلطان المالك الاوحد . ولهذه يضعنا النص الروائي في رؤيته الثاقبة  , امام عدة عتبات متنوعة . في نظام يمارس الرعب بجنون وهوس سادي . والتي تمثل اقسى حالة الشذوذ في تاريخ العراق الحديث .ان يصعد ويتسلق على قمة هرم الدولة العراقية . ليكون القائد الاوحد ( أنا الدولة والدولة أنا ) فرد  وضيع ولقيط ويتيم من تربية الشوارع الخلفية , من مواخير الفساد والجريمة والرذيلة . ليصبح مؤسس جمهورية الخوف والرعب في أساليبها النازية المدمرة . أو بالاحرى جمهورية لقطاء الشوارع ,  دولة مفصلة على قياساته . ليقود الواقع السياسي والاجتماعي الى الانهيار .. والسرد الروائي المحكم في جاذبية السرد المشوق والمركز  . يتناول سيرة حياة عائلتين , بينهما تقاطع وعداء وخلاف . الاولى مكونة من اعمام سارد النص الروائي , وبطل الرواية وضابط مسار احداثها , يسرد حكايات أعمامه وهم يمتهنون حرفة السرقة والسطو على اصحاب المواشي ( المعدان ) . ولكن بعدما تفاقمت مشاكلهم مع العشائر , وكثرة الدعاوي ضدهم  في مراكز الشرطة , تركوا مهنة السرقة , وجمعوا موردهم المالي , واشتروا سيارة ركاب . لكي تكون دخلهم المالي في الحياة . ولكن السيارة سرقت . من قبل مساعد السائق , الذي كان لقيطاً في  الشوارع , وعطف عليه أحد الاعمام ليكون مساعداً للسائق , لينتشله من التشرد في الشوارع. وبعد البحث والتفتيش عن السارق , بالبحث المتواصل والمرهق والمتعب . وجدوا أن ذلك اليتيم اللقيط الذي يعرف بأسم ( سليبا / أبليس ) . ولكنه اصبح مسؤولاً كبيراً في الدولة والحكومة . وطالبوه بالتعويض المالي , ولكن بدلاً من التعويض ارسل (  أبو السارد النص الروائي )  الى السجن , ثم الى الاعدام البشع , في حوض اسماك القرش  مع حفنة من المساجين , لكي يتسلى القائد الاوحد ( سليبا / ابليس ) بمشاهدة اسماك القرش وهي تقطع لحم  المساجين  . لذلك طلبت ( الجدة ) أم الضحية المعدوم ,  الثأر لابنها المغدور , في القيام في محاولة اغتيال , والتي انتهت الى الفشل , وتشتت شمل العائلة ........ أما العائلة الثانية فهي عائلة اللقيط واليتيم الذي اصبح فيما بعد  رئيس الدولة , ليؤسس دولته من  الخوف والرعب . ويتابع السرد الروائي  سيرة حياة هذا اللقيط من البداية حتى وصوله الى قمة هرم الدولة والمجتمع . يتابع سايكولوجية عائلته ونشاطها بالفساد والجريمة والدعارة والجنون على  الاستيلاء والاستحواذ . وكذلك شلة وحاشية اللقيط الدكتاتور  ( الرئيس الدولة ) وهم من اصحاب الجرائم والفساد والدعارة , وحفنة من القواويد والعاهرات , وحفنة من اصحاب السحر والشعوذة , ومن النفوس الضعيفة والذميمة , يبيعون شرفهم واعراضهم بحفنة من المال , حتى يبعون زوجاتهم وبناتهم واخواتهم , وحتى أمهاتهم , حتى يرضوا نزوات وغرائز الجنسية المتوحشة لقائدهم الاوحد . اي أن شلته واعوانه من من منابع مواخير الرذيلة والفساد , واطلق لهم العنان في استباحة العراق بالبطش والتنكيل , في ابشع وسائل التعذيب النازية . فالويل من يدخل قفصهم , لا يمكن ان يخرج سالماً , بالعقاب والتعذيب حتى ينقطع اخر نفس في حياته , هذه الشلة الطاغية  تتفنن بمهارة في اساليب البطش والتعذيب .  بهذا الشكل  يتحدث النص الروائي للواقع الفعلي  , في اسلوبية السريالية الكوميدية والتراجيدية . في زحمة  المأسي التي يتجرعها المواطن , لكنها لاتخلو من السخرية والتهكم . وكذلك الصراعات والتناقضات الناشبة داخل العائلة الحاكمة . في نزواتهم المريضة . وفي خلافاتهم المستعرة , وخاصة من أبنه البكر . المعتوه والمجنون بالدموية والعنف السادي . وشبقه الجنسي المتوحش , في خطف الطالبات واغتصابهن , وعند الصباح حين يشبع من الضحية هو واعوانه , يطلقون سراحها ,  بالتهديد بعدم التطرق الى الاغتصاب الجنسي والخطف . وبهذا الشكل اصبح المواطن على راحة كف دكتاتور مستبد وطاغي في منتهى التوحش , ولان اصله لقيط ويتيم . فاراد ان يكون جيشاً جراراً من اللقطاء , حتى يعتمد عليهم ويسلمهم مفاتيح الدولة والحزب القائد . ولكن الصراع  العائلي بروح الحقد والانتقام بين  افراد العائلة المالكة في خلافات حادة . مثلاً ابنه العنيف والمجنون , اغتصب زوجة ابيه الثانية السرية . الذي يكن لها الحب والعشق الطاغي . وحين وجدها في حالة يرثى لها من الاغتصاب المتوحش , اصابه الجنون بروح الانتقام من أبنه البكر , وشعر بالاحباط والانكسار والتخبط , بماذ يفعل لهذا الابن العاق ؟ . فقد انكسرت هيبته وكبريائه  داخل نفسه . وهو الذي تنظر اليه حاشيته واعوانه بخوف ورعب وارتباك حين يدنو منهم , وهاهو يذوق علقم المرارة والانكسار , وبدأت الهواجس بالتوجس من عائلته بالقلق المتزايد  , بأنهم يدبرون ضده انقلاب عسكري , وخاصة ان ( خال ) الاولاد ,  وزير دفاعه محاط بمجموعة  من كبار العسكريين التي تدين بالولاء له , لذلك لابد ان يتغدى به قبل ان تنفلت الامور خارج السيطرة , مهما يكون الثمن . لذلك دبر عملية اغتيال مدروسة , ونجحت العملية بقتل وزير دفاعه . . ولكن مع أبنه ماذا يفعل وينتقم منه على فعلته الشنيعة في اغتصاب زوجته وعشيقته  . وكان يدردم مع نفسه في ايجاد  وسيلة يعيد الكرامة الى زوجته المغتصبة .  لذلك يقول  ( لو كان غيره من الناس لذر رماده في نهر دجلة , لو كان شعباً لمحاه عن وجه الارض , لكنه أبنه وشبيهه وقطعة من كبده , وفي كثير من المرات يرى تصرفاته ويقارن ذلك بشبابه المقموع ) ص195 . لانه كان يتيماً ولقيطاً  , أشاء الحظ والصدفة ان تنتشله من الشوارع , ويتسلق على شجرة الدولة حتى قمتها , من خلال  ذلك العسكري ( العميد ) الذي رباه واعتنى به , وانتشله من التشرد في الشوارع . لكن بعد ان قوت شكيمته , عامل سيده وولي نعمته  بالقسوة الوحشية ,  بدلاً من رد الجميل , اغتال افراد عائلته بطريقة بشعة ثم اغتاله  , لكي يتفرد بالحكم وحده دون شريك له . ليصبح القائد الاوحد . ثم سعيه الخبيث في الانتقام من المجتمع العراقي في التخريب الاجتماعي والاخلاقي   , في السعي لتكوين جيشاً جراراً من اللقطاء ,ليطلق لهم العنان بالتوحش والتخريب الاخلاقي . وحتى يكونوا مخلصين له . وكان يحث ويشجع  على خلق وانتاج  اللقطاء بأي صورة كانت . حتى يكون له جيشاً قوامه  100 ألف لقيط ولقيطة . وكان يكافئ بالمال من يجلب لقيطاً او لقيطة , هذا الهوس الجنوني  ( - أصنعوا اللقطاء بأي ثمن واي طريقة وباسرع وقت ممكن . لقيط واحد في العراق أفضل من عشرة اصلاء , وكل من يأتي بلقيط يجب ان اطبع قبلة على جبينه , وان تصرف له مكافأة لا يحلم بمثيلها , حتى سمي حكمه بحكم اللقطاء المباركين ) ص200  . ويسلمهم الحزب والامن والمخابرات . وان يكون لهم نفوذاً كبيراً في الدولة , في جمهورية يحكمها اللقطاء . وفي التاريخ القديم يعج بالامثلة من اللقطاء الذين انقلبوا على والي نعمهم بالاغتيال والقتل , ليحلوا  محلهم ,  بديلاً من  الحاكم والسلطان والملك  المغدور . منهم  ( سرجون الاكدي) كان لقيطاً  . واحتضنه الملك ورباه في القصر , ولكن حينما كبر اللقيط قتل الملك ليحل محله مللكاً  لمدينة ( كيش ) . يعني التاريخ العراقي زاخر بالعنف الدموي والغدر , في اغتصاب السلطة والحكم من قبل اللقطاء  و ( سليبا / ابليس ) واحداً منهم , ليصبح قائد الضرورة الاوحد . ان رواية ( تحيا الحياة ) تستعرض بدقة عمليات الارهاب السياسي والفكري واساليب  البطش والتنكيل . وكما تعرج على كوارث الحصار الاقتصادي الدولي بعد الحرب المدمرة , فقد جعلت الشعب يئن ويرزخ تحت ثقل معاناة  الفقر والجوع  الحياة الصعبة , وقلة الرواتب حتى اصبح الراتب الشهري يساوي كيلو واحد من الدقيق . وشحة المواد الغذائية واختفاء الدواء , وحل بديله الدواء الفاسد والمغشوش , فتفشت الامراض المزمنة والفتاكة , ومنها الامراض الجلدية , لنقص الادوية  , وفقر الدم الذي يعاني منه شرائح كثيرة من الفقراء . حتى اصبحت حياة لا تطاق ولا تتحمل , مما برزت ظاهرة  هروب المجندين . من اجل اعالة عوائلهم من التشرد والفقر , ولكن كان النظام لهم بالمرصاد , بعدما كثرت عمليات الهروب من الجيش والجبهات الحربية ,  قررت الحكومة قراراً , بقطع صيوان الاذان ,  لكل هارب ومتخلف ( - ليعلنوا في التلفزيون , أن كل من يفر من الخدمة العسكرية تقطع الحكومة أذنيه ) ص79 . واصاب الناس الهياج والتذمر بموت الكثيرمن المعاقبين ,  تحت عقوبة قطع صيوان الاذان . فأضطرت الحكومة تخفيف العقوبة بقطع صيوان واحد من أذنيه. ولكن الهيجان والتذمر تصاعد اكثر , وبدأ الحديث بأن الحياة بهذا الشكل لا يمكن ان تستمر ,   واصبحت  عبارة عن جحيم , فلابد من  قيام انقلاب او ثورة  ,تنقذ الشعب من هذا الجحيم والنظام الوحشي , . فجرت عدة محاولات لاغتيال رأس النظام ,  وكذلك محاولات انقلابية , لكن جميعها باءت بالفشل , من هذه المحاولات الكثيرة , محاولة انقلاب التي  شارك فيها الكاتب الروائي ( حسن مطلك  ) مع مجموعة من الضباط الوطنيين . لكنها فشلت واعدم الكاتب الشهيد . الذي كان هدفه انقاذ الشعب من نظام  دكتاتوري باطش ,  أذل واهان الشعب ( وحين عثر الروائي  حسن بعد ذلك على مجموعة من الضباط الوطنيين يخططون لاغتيال الرئيس , أنخرط في صفوف الثائرين لتحقيق حلمه , وعندما لم تنجح محاولاتهم , قبض عليه مع الضباط واعدم الكاتب الشاب , من دون رفاقه برميه لكلاب الرئيس الجائعة , فمزقته شر تمزيق ) ص134 . وكذلك قام النظام الدكتاتوري بأبادة الجماعية , في الانتقام من الحركة المسلحة في كوردستان , في ضرب احدى مدنهم ( حلبجة ) بالغاز الكيمياوي , فقد اغارت الطائرات على المدينة وهبطت على مستوى منخفض ودفعت مسحوقها السام والخانق الى الاسفل  ( وحين بلغت مسافة خمسين متراً عن رؤوس الناظرين الى السماء , انفتحت تلك الحزم المدببة متحولة الى غمامات شديدة السواد , وغابت الشمس عن المدينة لنصف ساعة جحيمية خانقة , سقط جمهور من النساء والرجال والاطفال , يتلوون لاختناقهم بسبب أنسداد قصباتهم الهوائية بغاز السام , واخذوا يسعلون دون انقطاع مخرجين كل ذرة أوكسجين وتعويضها بذرات الغاز السام ) ص181 . وتدور الاحداث العاصفة بعد ذلك لتأتي ,  ام المهالك في الانكسار الكبير بعد الحرب ضد الحلفاء , ووقعت قوات الجيش في ضربات مدمرة ومهلكة , انتهت بالخسارة الماحقة والذليلة , انتفض الجنود المندحرين والمنكسرين  من الحرب , ليشعلوا انتفاضة في الجنوب , وامتدت الى الوسط والشمال . بالانتقام من  النظام الذي ارسلهم الى محرقة الموت والجحيم , ودفعهم الى الموت المجاني , فأنتشرت المجموعات المسلحة لتقاتل النظام واعوانه من الحزبيين , الذين لاذوا بالفرار كالفئران المذعورة , خوفاً من انتقام الشعب , وليتجرع الدكتاتور الجالس في بغداد مرارة علقم الهزيمة , فقد حدثت مجازر في كبار الحزبين واحرقت البنايات الحكومية والحزبية . ولبى نداء الوطن كاتب ( تحيا الحياة ) لينضم الى الانتفاضة والمنتفضين , ويودع زوجته والدموع في عيونها ( - أنتفاضة كبيرة قام بها اهلنا في الجنوب وعليَّ أن اشارك فيها . أنتِ تفهمين هذا ؟ ) ص225 . وتيقن الدكتاتور بأن نهايته اقتربت ونظامه الى الزوال , بعدما ارتكب  مجازر بحق الملايين من افراد الشعب . لكنه لم يأيس من اغراق الانتفاضة بالدماء , ويطلق جحوشه اللقطاء , في يومهم المنشود والموعود  , ليطلق لهم عنان التوحش والوحشية , بالتدمير والقمع الدموي , حتى لا يفرق بين الناس , كلهم اعداء يستحقون الموت بالبطش والتنكيل , ونجحوا في انقذ ابن جلدتهم اللقيط  الاكبر . هذا المتن الروائي  لرواية ( تحيا الحياة ) في خطوطها العريضة , التي تمثل بانوراما المعذبين والمسحوقين , ضحايا القمع المتوحش , التي تجرعها الناس في النكبات المتوالية من نظام يضم في جعبته  ازبال قاع الحضيض , ومن مواخير الرذيلة , في عهد ظالم  وجائر , لا يعرف ’ سوى لغة الموت والقتل , لكن ليس هذه  نهاية المطاف رغم الظلامية القاسية  , فمازال الامل بأن تحيا الحياة من جديد , ولا بديل سوى ان تحيا الحياة , حتى من عمق الظلام الدامس , وكانت هذه الرواية ( أنشر الرواية على الناس نفخاً للحياة فيها .... أتبقى جسداً هامداً تنوشه السنوات والتقادم الزمني , وعوامل التفسخ كأي شيء حي اخر ؟ هل يعيد الناس خلق العمل الادبي بأضافة ماعشوه من احداث في الواقع اليها ؟ أنتابته مشاعر فرح وحزن ... فرح لانه اكمل أنجاز ما اراد انجازه  طيلة عمره سنوات حزنه كما يسميها وحزن أهله جميعاً , لانه لا يدري ايضاً هل وفق بكتابتها واتم واجبه على خير وجه . أم بقيت أمامه مسؤوليات جمة ليكتمل عمله , أولها كيف له ان يخرج بالرواية خارج الحدود ؟ ) ص263 . وهذه علقم المصيبة . كيف يستطيع الخروج معها من النقطة الحدودية ( طريبل ) هذا مصدر الخوف والقلق عند نقاط الحدود , التي تلعب في اعصاب المسافرين بساعات الرعب والقلق والتوجس. أنها لعبة الحظ بين الموت والحياة . وخاصة من اكتوى بعلقم المعاناة عند نقاط الحدود , كأنها ختبار وامتحان لقدرة تحمل المسافر .  جملة من السلوك الخشن , في الاهانة والاذلال . لكن حالف الحظ رواية ( تحيا الحياة ) وخرجت بسلام بأن الحظ والصدفة لعبت بها ولصالحها في الخروج .
× الكتاب : رواية تحيا الحياة
× المؤلف : فيصل عبدالحسن
عدد الصفحات : 272 صفحة
 جمعة عبدالله 


225


ان وجود قاسم سليماني بهذا الظرف الخطير والعصيب  , بعد استقالة عادل عبدالمهدي وطاقمه الحكومي . بهدف اعداد طبخة سياسية خطيرة بتعاون مع  الاحزاب الشيعية , لاختيار شخصية رئيس الوزراء القادم من طينة الاحزاب الحاكمة ونظام المحاصصة الطائفية .  وبهدف أجهاض أنتفاضة التغيير للحراك الشعبي , والالتفاف عليها , حتى لا تقدم الشخصية البديل , التي  تختارها وتطرحها الى رئيس الجمهورية , خلال المدة القانونية التي حددت  بفترة 15 يوماً . وهذه السرعة في الاختيار الشخصية من صلب النظام الطائفي ومن طينتهم هي لعبة خبيثة   . كما تناقلت الاخبار بالاجتماع ( قاسم سليماني )  بقادة الاحزاب الشيعية وقدموا ثلاثة أسماء مقترحة  , اختار منها (  قاسم سليماني )  , شخصية وزير النفط السابق ( أبراهيم محمد بحر العلوم ) كبديل للمستقيل عادل عبدالمهدي . واشتراك قاسم سليماني , في القرار السياسي وفي تحديد  مصير الشعب والعراق  , يعد انتهاكاً صارخاً وسافراً للسيادة الوطنية , وبالضد من رغبة الشعب في الاختيار الرئيس ,  الذي يمثله بارادته الحرة . وهذا التدخل في الشؤون الداخلية والمصيرية ,  تؤكد بشكل قاطع ودامغ , الهيمنة والنفوذ الايراني الكبير  في العراق . والتدخل في القرار السياسي المصيري  . هو بمثابة  افراغ واجهاض انتفاضة التغيير للحراك الشعبي , وسلب حقه الشرعي في اختيار شخصية رئيس الوزراء المرتقب . ويجب على الحراك الشعبي  المبادرة في  فرض الشخصية الوطنية المناسبة . التي  تعبر عن  ارادة انتفاضة التغيير  , وتتطلب الحاجة الماسة والضرورية  . في الاسراع في  اختيار شخصية وطنية نزيهة , بعيداً عن الاحزاب الحاكمة  , شخصية مستقلة كفوءة وصادقة في انتمائها للوطن ,  وتقديمها باسرع ما يمكن  الى رئيس الجمهورية , من خلال اختيار الوفد , الذي  سيقابل رئيس الجمهورية , كحامي القانون والدستور , ويعتبر الآن القائد التنفيذي الاول , بعد أستقالة رئيس الوزراء وطاقمه الحكومي . ولا يمكن سلب هذا الحق من الشباب المتظاهر . وان المبادرة في طرح مسألة الوفد , الذي سيطرح الاسم الشخصية المقترحة لمنصب رئيس الحكومة , هي  بهدف افشال التدخل الايراني السافر وسحب البساط منه ,  ولا يمكن التعويل في   اختيار الشخصية المرتقبة  من طاقم النظام المحاصصة الطائفية ,  ان  الدم العراقي الطاهر غالي الثمن  ,  والشهداء الابرار ضحوا في سبيل اصلاح العراق وتحريره من سلطة الفساد والفاسدين , عملاء وجواسيس  الاجنبي  .
ان خارطة الطريق بيد ثوار الانتفاضة المجيدة , بيد احرار العراق , وعليهم تفعيلها بالسرعة القصوى . ان تدخل ايران بهذه الصلافة والوقاحة , تمثل قمة  الاستهتار والاستخفاف بالسيادة الوطنية , الاستهزاء بكرامة وحق العراقيين في اختيار الطريق الوطني . ليس من حق ايران وقاسم سليماني , ان يحدد شخصية  حاكم العراق  , هذا حق العراق والعراقيين , والذين ضحوا في حياتهم من اجل الوطن ,  مستقل  وحر غير تابع للاجنبي , وخيرات واموال العراق للعراقيين , وليس للنظام الايراني . ان هذا المخطط الخطير الايراني  بتعاون مع  الذيول العميلة في سلب حق الحراك الشعبي  , وعقد اتفاقيات مهينة  بعيداً  عن رادة  الشعب تعتبر خيانة وطنية , ان الاختيار لشخصية رئيس الوزراء من حق الشباب المتظاهر , لا من حق سليماني . لذلك  على الشباب انتفاضة التغيير  , تفعيل المبادرات وتقديم مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء . الحذر . الحذر من ان يسرق هذا الحق  سليماني . وعلى رئيس الجمهورية ان يثبت موقفه الوطني المسؤول , ان يرفض مرشح سليماني . حتى يكون بحق حامي الوطن والعراقيين .
  جمعة عبدالله

226
الاختيار للحل العسكري : يعني مذابح جماعية كما حصل في الناصرية
ان بقاء حكومة عادل عبدالمهدي ومن يقف ورائها ويدعمها بخطواتها ومخططاتها  الجهنمية , في ارتكاب مجازر جماعية , هو مخطط خطير يصب  في هلاك العراق واغراقه بدماء الشباب , هذا الانزلاق المرعب في مجابهة انتفاضة الشعب الثائر , تؤكد على اجرامها الدموي , ولم يبق في جعبتها سوى ارتكاب مجازر دموية , قبل الرحيل والهروب من أنتقام الشعب المرتقب  . ولهذا الغرض في اكمال مخطط الرعب الدموي , قام المجرم عادل عبدالمهدي في تشكيل خلية الازمة الامنية , من بعض قادة الضباط الذين اثبتوا اجرامهم الدموي , او تخاذلهم عن المسؤولية في تأدية الواجب والشرف العسكري . منهم من انهزموا كالفئران المذعورة , أمام الدواعش في الموصل والمناطق الغربية , وتركوا مئات من جنودهم , لقمة سائغة امام ذئاب الدواعش . يشاركون في خلية الازمة الامنية في قيادة المحافظات الجنوبية من العسكرين بالتعاون مع المليشيات الموالية الى ايران  , واطلاق العنان لهم في ارتكاب مذابح دموية كما فعل المجرم الذي هرب من داعش في الموصل , ومزق شرفه العسكري وهرب  كالجرذ المذعور المجرم ( جميل الشمري ) بدلاً من تقديمه الى  المحاكم العسكرية بالتهمة الخيانة الوطنية واهانة الشرف العسكري , يكرم في القيادة الامنية لمحافظة الناصرية . وبعد سويعات من تكليفه ,  ارتكب مذبحة جماعية سقط فيها  31 شهيداً و232 جريحاً ومصاباً ,  لابناء سومر الابطال . وكذلك تنتظر المحافظات الجنوبية المصير نفسه  بالمجازر الدموية  المرتقبة , واليوم بالذات  تمتحن محافظة النجف امام ارتكاب مخطط دموي مرعب . يعني  مذابح دموية كما حدثت في الناصرية المدينة السومرية العريقة . ولكن رجال سومر وعشائرهم نادت برد بالانتقام على مذابح ابنائهم علي يد الذباح ( جميل الشمري ) حتى عشيرته تبرؤت منه وقالت ليس منا ولا ينتمي الينا بهذا الفعل الاجرامي الخسيس .  وقد اهدرت دمه وتخلت عنه ,  لانه اصبح طمغة عار ومخازي لها  , لذلك انهزم كالفأر المذعور والجبان كما فعلها في الموصل . ولكن مدى قدرة عادل عبدالمهدي على حمايته , امام الهيجان العارم والساخط بالقصاص منه , من رجال العراق الغيارى ,  ومن العشائر العراقية الشريفة , التي اعتبرت ابناء سومر الشهداء هم ابنائها . ان الانزاق الى الحل العسكري الدموي , لن ولم ينقذ عادل عبدالمهدي ,  من الحساب والقصاص وهو يعد ايامه الاخيرة , امام الهروب , واما السحل بالشوارع . ان من يدفعونه الى هذا المخطط الخطير , لن ينجو من العواقب الوخيمة , مهما كانوا والى من ينتمون . ولا يمكن ان يجرون  العراق الى الصراع الدموي . يعني دفع العراق الى الهلاك واغراقه بأنهار من الدماء  . وتأتي هذه التطورات الدموية الخطيرة , بعد حرق القنصلية الايرانية في النجف , في معاقبة المحافظات الجنوبية بالعقاب الجماعي , في المجازر والمذابح الدموية , التي ستحصل في المحافظات الجنوبية لاحقاً , والآن جاء  الدور على محافظة النجف , دون اي اعتبار الى قدسية الامام علي ,  في الانتقام الدموي المرعب . ولا يمكن ايقاف هذه المجازر الجماعية , إلا بسقوط النظام الفاسد . الذي اختار الصراع العسكري الدموي . ولكن هذه المذابح الجماعية , تقرب  اكثرمن  سقوطه المحتم ,  ومن مصيره الاسود المكلل بالعار . لان بعض قيادات من  الضباط الشرفاء يرفضون هذا الحل الدموي , وسوف يتعهدون في حماية المتظاهرين من مسالخ الدم . ومهما بلغت ضريبة الدم الباهظة ,فأن النصر المؤكد للعراق . وكل الخونة والعملاء والذيول , مصيرهم الاسود الذي ينتظرهم , وهو أسوأ من سلفهم .
والرحمة والاجلال لشهداء العراق الابرار .
والخزي والعار لقيادات الاحزاب الشيعية , اثبتوا لكل العالم , انهم حفنة لصوص وقتلة مجرمين .
 جمعة عبدالله



227
أستقالة عادل عبدالمهدي نصف الانتصار
في النهاية اجبر على الاستقالة , بعدما جرب اوراق دموية كثيرة , احترقت بفعل الصمود والتحدي والمقاومة بالثقة على انتصار ثورة الشعب الجبارة  , وهي ثورة الوطن والكرامة . بعد مسلسل نزيف وسفك الدماء الغزيرة  , في اغراق العراق في العنف والصراع الدموي وارتكاب المجازر  والمذابح , واخرها مجزرة محافظة الناصرية , التي سقط فيها 45 شهيداً و240 جريحا ومصاباً  , خلال سويعات محدودة من تكليف  المجرم السفاح ( جميل الشمري ) . والتي اججت الملايين بالغضب والهيجان , من كثافة نزيف الدماء وسقوط الشهداء الابطال ,  الذين  طالبوا بحقوقهم في الوطن . واضطر  اخيراً تحت الضغوط الهائلة , ان يقدم  عادل عبدالمهدي أستقالته  ويركع الى ارادة الشعب الثائر . امام زحف الملايين في الساحات والشوارع , وبالتالي سبقها الانهيار الحكومي بهروب المجرم ( جميل الشمري ) كالفأر المذعور من انتقام اهالي وعشائر الناصرية الكرام . ليعود الى اصله كجرذ , فقد انهزم في المرة الاولى , ومزق شرفه العسكري في الموصل , امام تنظيم داعش الارهابي , انهزم كالفأر المذعور , وترك مئات الجنود لقمة سائغة لذئاب داعش المجرم , بدلاً من ان يحاكم في المحاكم العسكرية لخيانته الوطنية والشرف العسكري , ليعود يرتكب مذبحة دموية لشباب أهل الناصرية . لذلك لابد من تقديمه فوراً بدون تأجيل ,  الى المحاكم العسكرية مع القيادات  العسكرية , التي ساهمت في قتل المتظاهرين بالوحشية الدموية , لابد لهؤلاء الذين اجرموا بحق الوطن ان ينالوا العقاب والقصاص العادل  , وكذلك في مقدمتهم عادل عبدالمهدي , لايعني الاستقالة ,  التسامح والغفران والبراءة . يجب تقديم هذه الشلة المجرمة  الى المحاكم , ومحاسبتهم على كل قطرة دم طاهرة  نزفت , على كل شهيد سقط بقنابل ورصاص  الموت , لا يمكن العفو عما سلف , ونسيان الدم العراقي الطاهر , 500 شهيداً واكثر من 22 ألف جريحاً ومصاباً , لذا ان يوم الحساب العظيم اقترب موعده , ولا يمكن رجوع المتظاهرين الى بيوتهم  , إلا بتحقيق مطاليبهم المشروعة  , إلا بتحقيق هدف الدماء التي سفكت , ظلماً وغدراً بالبطش الدموي . لابد من التركيز على اختيار شخصية رئيس الوزراء وطاقمه الحكومي المختار  من الشخصيات الوطنية النزيهة والشريفة والمخلصة للعراق بصدق ونزاهة من خارج الاحزاب الحاكمة  , لكي  توفر الظروف المناسبة الى اجراء الانتخابات المبكرة  , ولا يمكن ان يأتي رئيس الوزراء وحكومته الجديدة من نفس طينة الفاسدين والمجرمين , لا يمكن ان يكون التغيير الجديد , بمثابة  تدوير النفايات القديمة مجدداً , لابد من تشريع قانون انتخابي عادل ونزيه , لابد من تشكيل مفوضية جديدة مستقلة خارج الاحزاب , لابد من البدأ بالاصلاحات الفورية , توفير فرص العمل للشباب  , تحسين الخدمات , تعويض عوائل الشهداء , تبديل القضاء الفاسد بقضاء عراقي نزيه . السعي فوراً في ارجاع مئات المليارات الدولارية  المسروقة والمهربة خارج العراق , تقديم الى المحكمة رؤوس الفساد الكبيرة . وتقديم كل فاسد ولص ومجرم الى المحاكم , لا يعني أستقالة عادل عبدالمهدي شيئاً ,  اذا لم تحقق مطاليب ثورة تشرين فوراً دون تأجيل , اذا لم يضع المتظاهرين بصمتهم وموافقتهم على كل قرار , على كل اصلاح , واذا لم يوافقوا على الاصلاحات المقترحة , فأن التظاهرات  والثورة العظيمة مستمرة في الساحات  , لا  يمكن القبول بأنصاف الحلول . لا يمكن التصالح مع القتلة والمجرمين , لابد ان يعود الوطن الى عزته وكرامته . ولا يمكن القبول بالوعود العسلية وبعد ذلك يجهزوا قواتهم لافشال واجهاض الثورة ,  ليعود العنف الدموي من جديد  . ان كل الخيوط بيد الشعب والثورة , وان الاستقالة اول ثمار لثورة تشرين العظيمة . من اجل عراق جديد , يحفظ كرامة الوطن ويوفر الحياة الكريمة , غير ذلك تعتبر الاستقالة شكلية وهامشية وترقيع لنفايات النظام المحاصصة  , في بقاء النظام الطائفي الفاسد والمجرم في الحكم
جمعة عبدالله



228

الطرف الثالث يغير مهنته من القناص الى مشعل الحرائق
مازالت الحكومة وطاقمها من الاحزاب والمليشيات , ينجرفون الى طريق  الفوضى والعنف الدموي . وتغيب الحلول المقنعة للخروج من الازمة الخطيرة  ,  التي قد تقود العراق الى الجحيم وشفا الهاوية , فمازالت في عنجهيتها المتغطرسة , تلوك المهازل والمهاترات والاكاذيب وتصنع الحكايات الغبية والساذجة , التي اصبحت محل  سخرية وتندر  . وهذا يدل بأنها فقدت  المعالجة بالطرح  الحل السياسي المنقع لانقاذ العراق من ازمته الخطيرة  . وانما  اقتصرت على استمرار نهج  الحل الامني الباطش , وهذا يدل على عجزها وضعفها وهشاشتها  .  فقدت مسؤولتها في حفظ الامن والنظام  وحماية الشعب  . يعني بكل بساطة انها  غير جديرة بالمسؤولية مطلقاً  , أو بالاحرى هي مسيرة من الطرف الثالث المعلوم ,  يملي عليها اوامره وقراراته  , ويلعب بها كما يشاء ويرغب. ويؤكد عليها في الالتزام  بالانجراف في القتل الدموي بدون تراجع  , مهما كان حجم  القتل وسفك الدماء , حتى تحافظ على المناصب والنفوذ والمال , وكذلك يمنعها في تقديم أي  تنازل حتى لوكان بسيطاً ,  لان اي تنازل يضعفها ويقوي جبهة الشعب في انتفاضته الباسلة  . هذا يدل بأن حكومة عادل عبدالمهدي غير مستقلة . وانما تتبع حرفياً الطرف الثالث الذي يقوده  ( قاسم سليماني ) المتحكم في خناقها من قمة رأسها الى اسفل قدميها , وهو الحاكم الفعلي والبقية ( طراطير وهتلية ) . ويحاول ان لا يخسر ورقة العراق فهو  المورد المالي لنظامه في ايران , وبدون هذا المورد المالي , يعني انهيار نظامة في فترة محدودة . وهذا مايفسر الايغال في العنف الدموي ,  لافشال انتفاضة الشعب العظيمة ,  في قلع النظام الطائفي الفاسد . وقد جربوا  كل الحلول والاوارق الدموية , لكنها فشلت واحترقت , والآن يلعبوا  على الورقة الاخيرة في جعبة ( قاسم سليماني )  . هي ورقة تحويل الطرف الثالث القناص ,  ان يغير مهنته الى مشعل الحرائق في الممتلكات الدولة والمواطنين  , في حرق محلاتهم ومخازنهم التجارية , وكما صرح احد ممثلي غرفة التجارة في بغداد , بحجم الخسائر من الحرق المحلات والمخازن التجارية ,  تجاوزت المليار دولار .  وحده شارع الرشيد سجل حرق المحلات والمخازن حوالي ( 1000 ) ألف حريق , اضافة ان الحرائق والتخريب اخذت تشمل المدن العراقية . في سبيل تأجيج روح العداء والتذمر ضد  المتظاهرين , الذين تطلق عليهم الحكومة بالمخربين والمندسين والمشاغبين ,  الذين يقومون بأعمال التخريب والحرق والاعتداء على المواطنين , والقيام بعمليات السلب والنهب , لاحداث فوضى في العراق وتخريبه وحرقه . لذلك يجب مواجهة اعمال الشغب والتخريب والحرق , بأجراءات صارمة في البطش والتنكيل , وبحثت الحكومة  عن مخرج قانوني يبرر دموية عنفها المفرط بالوحشية , وجدت قانون رقم 111 الصادر من مجلس قيادة الثورة لعام 1969 . كما أعلن الناطق الرسمي بأسم وزارة الداخلية بتطبيق هذا القانون وخاصة مادته 197 , التي تنص على  ( يعاقب بالاعدام او السجن المؤبد , كل من خرب أو هدم أو اتلف أو اضر اضراراً بليغة عمداً في مباني او املاكا عامة أو مخصصة للدوائر المصالح الحكومية أو مؤسسات أو مرافق عامة ) اي تعطي الحكومة شرعية لنفسها , بالاجرام في  القتل والاعدام والعنف الدموي , هذه اخر ماتفتقت عليه العقلية الاجرامية , في تمرير هذا القانون الفاشي والخطير , يعني بكل بساطة اجهاض انتفاضة الشعب الباسلة . هكذا يتباهى ( قاسم سليماني ) في تطبيق النموذج الايراني في مجابهة التظاهرات الاحتجاجية , فقط في ثلاثة ايام . سقط اكثر من 450 قتيلاً ,  والآف الجرحى والمصابين , واكثر من 7 آلآف محتجز , وكما استخدمت القوات الامن والحرس الثوري الايراني , اعدامات ميدانية ضد المتظاهرين , وقتل الشباب المتظاهر بشكل مباشر بالرصاص الحي . هذا الذي يسعى الى تطبيقه في العراق حتى لو سقط آلآف شهداء . وهذا يثبت للقاصي والداني , أن الحكومة واحزابها لا شرف ولا ضمير لهم  , بل هم مجموعة  لصوص أستولت على مقدرات العراق , ويومهم اقترب اكثر من اي وقت مضى , انهم يحفرون قبورهم في ايديهم , لان الثورة ستنتصر بالنصر المؤكد
جمعة عبدالله

229
قراءة في المجموعة الشعرية :  (ن )  سجاح  .  للاديب حميد الحريزي
قصائد تملك هالة من أنسيابية التدفق في الشعور الانساني . وتملك رؤية وموقف في هواجسها وخلاجاتها واحاسيسها . تتناغم مع مفردات الحب والعشق  في صفحته المشرقة , وفي اوصافه البارزة في عمق نقاء الهوى والهيام  , ولكنها ايضاً تعرج على ثيمات وعورات وعثرات الواقع وتعامله اليومي مع ( نون ) النسوة  . في واقع يحافظ على ركود بالعقلية المغلقة والمتزمتة  , وترفض وتتصدى لمحاولات التغيير والاصلاح  في عقليتها . تجاه الحب والعشق  ونون النسوة , في قسوته الطاغية في السلب والانتهاك . لذلك ان رؤى ورؤية القصائد تتصدى لهذه العقليات المتصابية ,  بالرفض والتحدي , في جوهر مفرداتها الشعرية الدالة , في المواجهة الحدية بالتمرد والتحريض في المواجهة ,  في التعامل وعدم التساهل مع الواقع الذي يرزح في عقلية الماضي المحافظ والمغلق والقبلي  , لذلك ان قصائد المجموعة الشعرية ,  تنشد التحرر والانعتاق لنون النسوة , من الوصايا التقليدية الظالمة تجاه المرأة والحب والعشق  . في الواقع الاجتماعي الذي يرزح تحت ثقل القهر الاجتماعي بالظلم والحرمان والتزوير . ولهذا تستخدم القصائد صيغة التحريض والاستفزاز لهذه العقليات الجامدة , تحاول القصائد رفض فكرة التساوم والتصالح على انتهاك شخصية  ( نون ) النسوة , والتي تنحاز الى الاستغلال ونظرة الشؤوم الى الحب والعشق , يعني سلب هذا الحق الشرعي من ( نون ) النسوة , ليكون للرجل وحده ,  فهو المسيطر والامر والناهي في مصير المرأة , لانها حسب عقليته , بأن المرأة عورة وناقصة العقل , هذه الهيمنة العقلية السائدة في الخطاب الديني والاجتماعي  , الذي مزقته ( سجاح ) في تفاصيل حياتها البارزة , بمحاولة كسر الحواجز في واقع يعاني من زخم التناقضات الصارخة , والتدخلات السافرة . لذلك تسبح قصائد المجموعة الشعرية ( ن سجاح )  عكس التيار في البنية الاجتماعية والدينية , التي ترفض الاصلاح والتغيير .  ان قصائد  ( ن سجاح ) تتعامل بالتحريض والتحدي , لتكسر العقلية المهيمنة في ظلمها الجائر , وتوظف فعل التمرد والرفض , من عمق المخاض العسير من الالم الاجتماعي الساقط في مظاهره على ظهر ( نون ) النسوة . ولهذا يدس الشاعر رؤيته وموقفه الثوري من الحياة والحب والعشق  . فليس غرابة ان يستخدم عنوان مجموعته صادم ومستفز ( ن  سجاح ) في الدلالة الفكرية العميقة في الرمز والتعبير . ليس التشبث بالقشور في حياة ( سجاح ) بانها توصم بالكذب والنبوة المزيفة , وانما في جوهر المعنى في عمقه  الدال , بأنها تسجل اول خرق في جدار المحتمع القبلي والعشائري , بشكل غير مسموح وغير مسبوق , او انه خارق تعدى الحدود ,  في مجتمع ظالم  في الانتهاكات ضدة المرأة بشكل خارق , ان تكون ( نون )  في مقدمة المجتمع , كقائد سياسي وعسكري وديني  , في دعوتها النبوة ,  في اقناع جيش جرار من قومها واقوام اخرى لتطوعت لها  ,  بعقليتها الفذة ان تكون قائدة لهم بطواعية اختيارية . هذا هو الجوهر الدال , في التحدي والجسارة التي قامت بها ( نون ) النسوة بأسم ( سجاح ) في مجتمع متخلف وقبلي وعشائري , هذه المرأة الخارقة , كيف اقنعت المجتمع الذكوري والبدوي والقبلي  ان يسلم القيادة الى ( نون ) النسوة طوعاً . وتعاملها الند بالند مع ( مسيلمة الكذاب ) وحتى زواجها منه بشروطها هي ,  لا بشروطه كرجل  في مجتمع قبلي . هذه هي روحية التمرد والتحدي ,  حتى انها اتخذت  سمة الانقلاب في المفاهيم السائدة والرائجة  , هذه اشراقة ( نون ) النسوة في الحب ,  وفي مفردات الحياة , لتحطيم القديم السائد , برفض اكوام قمامته , بأن تشعل نيران التمرد . هذه انطلاقات الثورية في قصائد المجموعة الشعرية , وهي تتناول اهم قضية حياتية ووجودية . الحب والعشق بعطوره الريحانية الزاهية في رونقتها , هكذا تطلعت ( سجاح ) الى الحياة والحب , في تكسير القيود والاغلال عنها  ,
 ( سجاح )
لمْ تسجدُ للعهرِ
كفرتْ ( سجاح )
بالكفرِِ
ال ( نون ) مولدةُ  الاسماء   الاسمى
هي سر الخصبِ
هيَ البحرُ هيَ
النهرُ
تحلمُ الزهور بسكنى فستانٍ
( نون ) الفتنه
القداحُ يسجدُ بين النهرين
ويفارقُ
غصنهُ
كل آلهة الحسن ترقصُ
في يوم
( الحنه )
لا أدخل قفصاً ذهبياً
حوريتي
تقودني نحوَ
الجنه
حوريتي تدخلني قصر الخلد
قالتْ
في نقطة ( ن ) ي
كلمةَ
السر
ادخلي بسلام
بأمر النون فوضتكَ
أمري
لا دين للعشق فكل الاديان دينه . ولا يهتم باللون او الطائفة والمذهب . سوى مذهب العشق . ومن يروم السباحة وركوب امواج الحب والغرام , ان يبحر بروحية العاشق النقي , بروحية الظمأن ان يرتوي من مياهه العذبة في احساس صادق ,  وقلب مؤمن في آيات العشق والغرام , لا ندم ولا خواء , ولا وجل وارتجاف القلب امام العواصف والاعاصير , ان يملك التحدي بروح عاشق , ليبحر في أمواجه , ويقطف ثماره الشهية , وشراب خمره اللذيذ , ليغسل قلبه من الاحزان والآم
 أشربي صديقتي
واسقيني
بهمسكِ الوسنان
عن بعدٍ أسكريني
ولا تسأليني من أين أنتَ
أسمرٌ أشقرٌ
أبيضٌ
ولا من أي دينِ ؟؟؟
فأنا دينُ العشاق
ديني
الا
هيا ألثميني
بالشفاهِ الشهدِ
ترويني
قَبلي الروح مني
وأغسلي  آلآم
السنين
اسألي الاطيار عني
اسألي
ريح الشمال
اسألي
ازهار الياسمين
ان ضعتُ أنا أو ضاعتْ
عناويني
أرشفي الكأس خمراً
وناديني
الحب الصادق لا يعرف الزيف والمخاتلة , واذا انجرف الى هذه الهوية , فالاحسن الترك والشطب والهجر  , وعدم الخوض في غماره وركوب امواجه . الحب النقي يطلق جناحيه في سماء صافية , لاغيوم ملبدة بالمال والجاه والسلطان , فالعشق وفاء وغرام , والشهوة الزائفة سرعان ما تخفت وتنطفئ . الحب لا يملك شيكات في البنوك والمصارف . وانما شيكات الحب نبضات وخفقان  القلب . فأذا لم يكن على دين العشق , يصبح لعبة موقتة , والرحيل والفراق , مصيره لا محالة  . 
ماعدتُ من دينكِ
ولا صرتِ
منْ
ديني
ماعدت أهواكِ
أتركيني
ما علمني الحبَ قوالٌ
ولا قرأتهُ في كتبٍ
الحبُ يا حلوتي
مخبوءٌ
ب ( جيني )
ما عدت معبودكِ
أتركيني
----------------
لا اشتريكِ أبنةُ
المال
أرصدتي في البنوك صفرٍ
عملتي شيكات حبًّ
دقات قلبٍ
واشواق تجري في
شراييني
لا يرضيكِ دربي
فأهجريني
الحب أمل والعاشقة هي  أمل , اسم على مسمى , فهذه السمراء الفاتنة بالحسن والقبل , تغرف من عسل الحب والغرام , وتنام على وسادة الاحلام  بالوصل والهيام ’ ولم يفارق  عاشق روحها , فهي الغاية والمرام , وهي الحياة والوجود والامل . في اطياف الحب تروي الظمأن . وتتغزل بالعشق احلى كلام لهذه العاشقة ( أمل ) , ولكن ياحسافة فقدها كما لقيها . كحلم مرَّ على عجل
مازالت شفاهي عطشى
لم تزل الكلماتُ
حيرى
كالطيف لقيتها
كالطيف فقدتها
كحلم مرَّ على
عجل
قالوا ما أسمها ؟
قلت
وردتي
أمل
--------------
عندليبٌ على الغصنِ شدا
فجاء ملاكُ الشعر
والزجل
قال  ما أسمها ؟
قلتُ
مليكتي
أمل
ومضات في الحب والعشق في توهجها الدال في الهوى والهيام
× حين يبرقُ مبسمك
تذوي كل ...
المصابيح
--------
× حين ألمسُ كفيك
تنتشي كلُ
الرياحين
---------
× حين ألثم ثغرك
ترقصُ نجوم
السماء
-------------
× حين تشتهيك
شفاهي
تورق كلُ
البساتين
 الامل في أمنية الحب ان يضيء ويزهر كالازهار . ان ترفع رايات الحب عالياً . تصبح  الدموع ازهاراً , لتولد مواليد واناشيد جديدة ,  لترقص المناجل في سلال الحبوب
متى
تصير
دموعنا زهوراً
تعانقُ
المواليد
تكتب الاناشيد
ترقص
المناجل
فتمتلئ السلال
بالحبوب
حمامة الحب بيضاء صافية , ترقص لها الروح وتطير فرحاً , ومن دونها , لا زهور ولا رائحة عطور الازهار . من دونها تفقد الحواس خصبتها وجمالها , فهي الامل الذي يباغت الظلام . فهي الشمس تدور في الجود والشكر .
تجودُ حبيبتي
الشكربحقها قليل
الشمس حولها تدور
حبيبتي تستحق السجود
حمامتي بيضاء طليقة الجناح
حمامتي
تُقبل السنابلُ
حمامتي تعشق
الورود
حمامتي
تجدلُ ضفائر النجوم , ثم
تعود حمامتي
تمشطني
 تُلبسني , تقبل عيوني , تدللني كطفلها
الودود
حمامتي لا تخلفُ
الوعود
حمامتي لابد ان
تعود
حبيبتي لابد أن
تعود
× عنوان الكتاب ؛ ( ن ) سجاح
× اسم المؤلف : حميد الحريزي
تصميم الغلاف : فلاح العيساوي
الطبعة الاولى : عام 2019
عدد الصفحات : 143 صفحة
 جمعة عبدالله


230
المليشيات الوقحة تخطف الفتيات .  أين الاخلاق الاسلامية ؟
ضمن انفلات الوضع الامني , واستغلال المليشيات التابعة الى ايران ضعف الدولة واجهزتها الامنية , لكي تتحكم بالوضع الامني كلياً  . لذلك عندما هبت ثورة الشعب بالتظاهرات الاحتجاجية على النظام الفاسد . جندت هذه المليشيات المتغطرسة كل قواها وطاقاتها بالاجرام والقتل , ومقاومة المتظاهرن باسلوب  القمع الدموي والاعتقال والاختطاف والتخويف  . وركزوا جهدهم الاجرامي المنحط اخلاقياً واجتماعياً , على الناشطات اللائي يقدمن خدمات انسانية وطبية في أسعاف الجرحى والمصابين . ان يماسوا بحقهن ابشع الانتهاكات اللاخلاقية , بالسلوك الساقط والمنحط , والمرفوض اجتماعياً ودينياً , انتهاك كرامة وعرض  وشرف المرأة العراقية . في التهديد والترهيب والتخويف . وقد قاموا بعمليات الاختطاف يومياً , لا يمر يوماً بدون اختطاف الناشطات , وممارسة اعمال اجرامية واخلاقية يتعرق لها الجبين الانساني ,  خجلاً وعاراً , بأفعال خسيسة تتنافى مع كل  الاديان والمذاهب . . وهذه المليشيات لا يردعها دين ولا اخلاق اسلامية ومذهبية ولا ناموس اخلاقي يحفظ شرف  وكرامة المختطفات واحترام حرمة المرأة  . ونسمع يومياً عن اختفاء واختطاف ضد المرأة العراقية , بتواطئ  من الحكومة واجهزتها التي تلوذ بالصمت المريب  . ان هذه الاخلاق المنحطة التي تمارسها المليشيات التابعة الى ايران , لا تختلف قيد أنملة عن ممارسات تنظيم داعش الارهابي , في السبي والاغتصاب للمرأة  . هكذا وصلت اخلاقهم الى قاع الحضيض , الى اخلاق اولاد الزنى . ولم نسمع من يدافع عن شرف وكرامة المختطفات , لا في الاعلام ولا من الاحزاب الشيعية التي تدعي أنها  تصون العرض والشرف للمرأة , واليوم تنتهك بأشع صورة خسيسة ,   من قبل  مليشياتها المجرمة والمنحطة اخلاقياً . هذا الدرك الخسيس والوضيع الذي وصلنا اليه , في الارهاب الاجتماعي والاخلاقي , في أسوأ درجات الانحطاط . في هذه الجرائم الوحشية , التي يرتكبها من يدعي زوراً ,  بأنه يدافع عن الشرف والاخلاق . وان من يقوم بهذه الجرائم الاخلاقية  , لا يمتلك الشرف والاخلاق . وانما هو من تربية المواخير وسقط المتاع .
نتذكر قصة ( صابرين ) التي هي من صنع مونتاج التشهير بأخلاق الشيعة , بأن اخلاقهم منحطة لا تحفظ كرامة وشرف المرأة , وقد عزفت على هذا  السيناريو المزيف دولة قطر وقناة ( الجزيرة ) وصدرته الى الاعلام العربي والعالمي , واقامت الدنيا ولم تقعدها في قصة محبوكة بالكذب والتزوير , فقد ادعت ( صابرين ) بأنها اغتصبت جماعياً من افراد الشرطة الشيعية . في تأليب الرأي العام على الطائفة الشيعية , وتأجيج الارهاب الدموي ضد المناطق الشيعية على اعتكاز على القصة الملفقة زوراً  . وهكذا اخوة ( صابرين ) قاموا بالتفجيرات الدموية بالمال السعودي والقطري . واليوم هذا الاعلام المزيف والمنحرف , لم يذكر  المختطفات الناشطات  , لانهن َّ من الطائفة الشيعية المغضوب عليها  , لا يستحقن الدفاع عنهنَّ ,  وان الجاني والمغتصب هو من الطائفة الشيعية ( نارهم تاكل حطبهم , ويطبهن الف مرض لانهن سلعة رخيصة ) يجب على هذه المليشيات المجرمة ان تكف عن  جرائم الاختطاف للمرأة العراقية , لان التاريخ لا يرحم , ومطالبة المنظمات الانسانية والحقوقية والمجتمع الدولي , ان يضغطوا  بقوة  في ايقاف هذه الجرائم المخزية . ومطالب المجتمع الدولي , بحماية المرأة العراقية والمتظاهرين , وايقاف هذا السلوك اللاخلاقي والمنحرف عن الدين والاخلاق الاسلامية  , ولا يشرف الحكومة ولا احزابها الشيعية . لابد من رفع الصوت عالياً بحملة عالمية بالدفاع عن المرأة العراقية , التي يعتدى على كرامتها وشرفها , لانهنَّ يقدمنَّ خدمات انسانية وطبية في اسعاف الجرحى والمصابين .
 جمعة عدالله



231
مهزلة شيوخ العار مع عادل عبدالمهدي
بدون شك هناك شريحة أصيلة من شيوخ العشائر ,  تنتمي الى العراق قلباً وقالباً . تمثل الشرف والاصالة العراقية في مواقفهم الوطنية النبيلة . وكانوا هؤلاء الاشراف الحصن المنيع للعراقي الابي في جولاتهم المجيدة , عبر تاريخ العراق السياسي الطويل  .  أبناء واحفاد هؤلاء الكرام رفضوا دعوة الموجهة لهم من قبل رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي , لانهم بمواقفهم الشجاعة , لا يمكن مصافحة اليد التي تلطخت بالدم العراقي الطاهر . لا يمكن ان يكونوا الحارس الامين للنظام الطائفي الفاسد والمجرم واحزابه , احزاب العار والخيانة والعمالة والجاسوسية . احزاب باعت العراق وخيرات العراق مجاناً الى ايران , احزاب سلمت العراق على طبق من ذهب الى أيران . نظام فاشي في قمعه الدموي ضد مطالب الشعب المشروعة , لذلك واجهوا  صوت الشعب بالقمع والدم , وبذلك فقد النظام  شرعيته . ولهذا  وقفوا هؤلاء الكرام من شيوخ العشائر , مع الشعب وثورته العظيمة  . ضمن الرفض الشعبي العام , لانه توضح للقاصي والداني , بأنه  نظام قتلة ومجرمين وخونة . ولكن توجد شلة من النشاز لبست ثوب العار من بعض الشراذم من شيوخ العشائر , الذين وقفوا مع الجلاد والقاتل , مع السفاح الذي قتل أبنائهم . ولكن في كل زمان ومكان يوجد شلة من القرود التي تبيع شرفها وضميرها بسعر بخس , ولا يهمها الشرف والضمير , تعرضه للبيع في سوق النخاسة والعهر لمن يشتري , وحسب المثل الشعبي ( ماكو زور يخلى من الواوية ) . فهؤلاء الشيوخ ( اللوكية ) باعوا ضميرهم وشرفهم بسعر 15 مليون دينار . لذلك شتان بين الشريف والرذيل . بين الوطني والمرتزق  . هؤلاء شيوخ العار النشاز , بالامس  ردحوا ورقصوا وطبلوا أمام الطاغي المقبور ( صدام ) لكن بعد انتهى زفة الواوية أمامه  , أتهمهم بسرقة الملاعق . وهذه المرة لم يسرقوا الملاعق , وانما سرقوا شرفهم ودفعوه الى قاع العار . سرقوا الدم العراقي الطاهر , باعوا دم الشهداء الابرار بسعر 15 مليون دينار , وهو  سعر مصافحة الجلاد والقاتل . لقد اصبحوا مهزلة العار , امام ابنائهم الابطال وهم يواجهون رصاصات القاتل والجلاد  . اصبحوا مهزلة المهازل امام عموم الشعب العراقي وامام عشائرهم الكرام   , واجههم بالرفض والادانة والاستنكار , وسموهم بحق  ( لوكية ) مثل العاهرة التي تبيع جسدها برخص , لذلك العاهرة اشرف منهم , لانهم تنكروا للعراق واهل العراق   بالوقوف مع نظام القتلة والاجرام . انهم  اشباه الرجال أمام القمع الدموي للشباب المطالب بوطن , المطالب بكرامة العراق . فبأي عار واجهتم عوائلكم وابناءكم الابطال , بأي عار ستواجهون رب العالمين يوم الحساب . ولكن هيهات المذلة للعراق وشباب العراق , فأن ثورة تشرين بعزم الابطال والصناديد سينتصرون , وانتم والقتلة المجرمين في مزبلة التاريخ . ويوم النصر قريباً جداً يا شيوخ المهزلة والعار .
وهذه ضريبة الدم العراق الباهظة :
× اكثر من  600 شهيد
× اكثرمن 17 ألف جريح ومصاب
× اكثر من 5 ألاف معتقل ومحتجز
× اكثر من  3  ألآف معاق
× اكثر من مليون اطلاقة رصاص حي اطلقت تجاه المحتجين
× اكثر من 20 ألف قنبلة دخانية مختلف الانواع اخترقت رؤوس المتظاهرين . . وتفجرت فوق رؤوسهم
× اكثر من 26 الف قنبلة صوتية
× اكثر من 20 تفجير بالعبوات الناسفة
× اكثر من 200 حالة طعن بالسكاكين للمحتجين
 ملاحظة : هذه الاحصائيات من ناشطي التظاهرات ,موثقة حتى تصبح وثائق  جرائم ادانة واتهام في المحاكم الدولية . ولا يمكن ان يضيع الدم العراقي هدراً . ولا يمكن للمجرمين القتلة ان يفلتوا من العقاب والقصاص  , مهما طال الزمن , يأتي اليوم الموعود ان يجلسوا في قفص المحاكم  العراقية  او الدولية
 جمعة عبدالله


232
قراءة في المجموعة القصصية ( عراق مابين القهرين ) الكاتب حيدر الحدراوي
لاشك ان المفكر الاسلامي الاستاذ ( حيدر الحدراوي ) برز كمفكر اسلامي متنور في اطروحاته وتحليلاته القيمة في اغنى الفكر الاسلامي في البحث والدراسة والتحليل , وتميز في غزارة  نتاجاته الفكرية . ومنها عمله   في البحث   ( تأملات في القرآن الكريم ) في خمسة اجزاء لحد الآن . وبما يقدمه في ثقافة تنويرية هادفة ورصينة في تحليلاته الموضوعية . لذلك له محاولات تجريبية في فن السرد الحكائي . يقدمها في حكايات تراجيدية , تتحدث عن الوجع  الواقع العراقي , في معاناتها متشظية في الوجع والقهر , . بين قهر ومعاناة في زمن النظام البعث  الفاشي . وكذلك القهر والمعاناة في العهد الحديث , الذي جاء على  انقاض العهد القديم  , ولكن ظل العراق بين قهرين في زمنين ( القديم والجديد ) لا فرق بينهما في الانتهاك والظلم والقهر , وسلب القيمة الانسانية وكرامتها , في الظلم والحيف . لذلك يقدمها في اسلوب مشوق في السرد الحكائي , يحمل النقد والانتقاد  والسخرية والتهكم . الى حد المهازل الساخرة . والمجموعة القصصية ( عراق مابين القهرين ) تبرز اشكال متنوعة من اشكال القهر الاجتماعي والسياسي , في حجم المعاناة بالفجيعة العراقية ومحنتها  . في التراجيدية المأساوية , أو الى السريالية الساخرة في مهازلها. بينما العراقي يتجرع همومها وسمومها بالمعاناة القاسية وخاصة الشرائح الفقيرة , المظلومة والمسحوقة . لم تنصفها الازمنة عبر مراحل القهر والاستلاب , في الصراع الحياتي على لقمة العيش . في واقع مثقل بالزيف والانتحال والشيطنة . في واقع جاف ومتيبس, في مفارقاته السلبية , التي تؤثر سلبياً على سايكولوجية الانسان العراقي . كأنه يصارع قوى جبروتية متعددة الاشكال والاطراف . في وطن مسلوب بالظلم والطغيان , والمواطن محاصر ومخنوق بقيود لا فكاك منها . تجعله فريسة الضياع والاحباط والانكسار . هكذا تلتقط وترصد المجموعة القصصية مفردات الواقع الفعلي , في سردها الحكائي , بلغة بسيطة وواضحة , في الشحن الانساني المؤلم . في الرؤية والايحاء والمغزى الغزير والبليغ . نجد في نصوصها  وحكاياتها  , صورة العراق من كل جوانبه , بالمواقف الدرامية والحرجة , وبعضها الى الهزل الاسود . لذلك يجد كل عراقي ملامح من صورته . وخاصة من اكتوى بنار المعاناة . لذلك تربط المجموعة بين الحلم الضائع ,  وبين الحرية المسلوبة . متجسدة في ثنايا السرد الحكائي , بكل تداعيات وتجليات الواقع . وتضم المجموعة على 37 قصة موزعة على خارطة الوجع العراقي , نقتطف البعض منها في أيجاز شديد .
1 - قصة ( الباص ) : منصات رؤية النص في المغزى العميق والبليغ , تختصر الحالة العراقية  برأس النظام المقبور ,حين انحرف عن جادة الصواب , مثل سائق الباص انحرف عن الطريق المبلط الى الطريق الصحراوي المليء بالحفر ومطبات والمتعرجات حتى توفي على مقود  قيادة الباص . وبعدها نشبت نار العراك والتشاجر والتنازع  حتى لعلع الرصاص واستخدام السلاح , من هو يملك احقية في مقود  قيادة الباص بينما الركاب المستضعفين وقفوا في دور المتفرج . ولكنهم نظروا الى أبليس جالس على مقود  قيادة الباص .
2 - قصة ( البحث عن تعيين ) اسرع احدهم من يحمل مؤهلات الكفاءة  الى المدير , في شأن التعيين , استقبلوه المدير بكل  ترحاب وحفاوة ووعده بالتعيين المؤكد , لكنه في زمن الحملات الانتخابية وهو مرشح في الانتخابات .  وعند فوزه سيكون تعيينه بحكم المؤكد فعلاً , وطلب منه المساهمة في الترويج الدعائي له  , في حمل البوسترات واللافتات وتوزيع البيانات وغيرها , فوافق وساهم بنشاط فعال , يخرج في الصباح ويرجع في اواخر النهار متعب ومرهق , بسبب الوعد بالتعيين . ونجح المدير بالفوز في الانتخابات , فذهب اليه فرحاً بأن التعيين اصبح  بحكم المؤكد كما وعده , . ولكن المدير الفائز كان يوعده في كل شهر يقول له في  الشهر المقبل  , في كل مرة , حتى طالت المدة وجاءت الفترة الثانية من الحملة الانتخابية , وطلب منه ايضاً المساهمة في الدعاية الانتخابية ,   لكنه رفض بسخرية وتهكم وقال ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ).
3 - قصة ( الديك ) : قبل ان تتوفى أمه أوصته برعاية الدجاجات والديك . حتى يحصل على قوته اليومي , فرعى الدجاجات والديك وامتنع عن الذبح واكتفى في بيع البيضات , محافظاً على وعد أمه الراحلة . ولكن جاره اصبح مديراً بعد الانتخابات وبنى قصراً بجواره وسد الطريق مسيجاً بالكتل الكونكريتية , حتى كان يشكو صعوبة بالغة في الدخول والخروج من بيته , ولكن ديكه المشاغب تولى الامر بأخذ ثار صاحبه , فكان يتسلق السور العالي ويصيح باعلى صوته في الهزيع الليل الاخير , وخاصة يرجع المدير من سهراته في اخر الليل , فلم يعد يستطيع ان ينام من ازعاجات الديك المشاغب . فأستدعاه صحاب القصر الى مكتبه , وذهب اليه وجد حشود مزدحمة من الناس تنتظر معاملاتهم المكدسة في مكتب المدير . فحين دخل عليه واجهه بتعالي واستخفاف واحتقار , وطلب منه منع الديك من التسلق على السور وازعاجه في اخرالليل . ولكن الديك المشاغب لم يرضخ لصاحبه , فتسلق السور , فما كان من حراس القصر , إلا ان اطلقوا عليه النار واردوه قتيلاً , هذه حقيقة الذين يتولون المناصب يخرجون عن السلك والادب الانساني المتواضع  , الى الوحشية والمعاملة الخشنة .
4 - قصة ( المعطف ) هاجر مع صديقه الى بلدان المهجر ولم يحمل معه سوى المعطف , الذي اهدته اليه بنت عمه . فحين تحسنت احواله في اوربا , ارد ان يتخلص من المعطف برميه في اي مكان , وباي  وسيلة كانت , ولكن المعطف يعود اليه بعد كل محاولة , حتى عجز من كثرة محاولات التخلص من المعطف , ويعود اليه , وفي اخر محاولة فاشلة , وحين عاد اليه , تيقن ان جني في داخله  , ففتش جيوبه , ووجد ورقة بداخله وحين فتحها وجدها مكتوبة هذه العبارة ( بلادي وان جارت عليَّ عزيزة ) يعني البلد الاصلي لا يمكن ان يمحى من الذاكرة . ولا يمكن الانفصال عنه , فيظل الشوق والحنين والاشتياق يداعب الوجدان والمشاعر  .
5 -  قصة ( زوريات أم عليوي ) أمرأة فقيرة تستيقظ باكراً كل صباح , وتذهب مكان بيع السمك ( العلوة ) فتشتري صغار السمك ( الزوري ) لانها لا تملك المال , وتفترش الرصيف وتبيعه من اجل تأمين رغيف الخبز الى ( عندي كومة من الايتام ) . ولكن موظف البلدية ( كريم ) يمنعها من البيع على الرصيف , وبعد توسلت بأنها تعيل ايتام , يتركها , وصدفة تمر دورية امريكية , ويرون السمك على الرصيف , ويصيح احد جنود الدورية :  هذه جريمة crime . فهي ظنت بأن ( كريم )  ارسلهم فصاحت عليهم , فذهبوا , ولكن فجأة جاءت سيارة الشرطة , لتسجنها لانها تحتجز الرصيف , ولكن فجأة اخترقت سيارة مفخفخة , فتطايرت الاشلاء مع السمك , واصيبت ( أم عليوي ) بجروح بسيطة , يعني هذه حال  المواطن في الترجيدية المأساوية , حتى لا يجد مكان لرزقه .
6 - قصة ( شلش والكهرباء ) معاناة المواطن في الانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر طوال اليوم مع قيظ الصيف الساخن وهبوب العواصف الترابية , يتجمعوا في غرفة ضيقة , وكلما تدب الحرارة في التيار الكهربائي , يصيح ( شلش ) بصلواته ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) وطوال اليوم يردد هذه اللازمة . فعجز عن الشكاوي التي لا تجد أذناً صاغية , فيعود الى البيت يلوكه القهر والحسرة من الارهاق الذي لا يحتمل . من انقطاع التيار الكهربائي والعوصف الترابية في عز الصيف الملتهب . حتى قضى نحبه .
7 - قصة ( صخي ابو الفلافل ) رجل مسن فقير , ليس لديه مورد مالي سوى كشك صغير على تقاطع الطريق العام , يبيع به لفائف الفلافل  وبعض الحلويات والمشروبات , حتى يعيل عائلته الفقيرة . فكانت حركة السيارات والباصات ايام الحرب العراقية الايرانية مزدحمة  , يتم نقل الجرحى أو الذين ذاهبين الى جبهات القتال , فكانوا أزلام البعث في لباسهم الزيتوني يمرون عليه بشكل متواصل , يأخذون لفائف الفلافل ولا يدفعون ثمنها . بحجة المجهود الحربي , وفي يوم من الايام جاءوا أزلام البعث كعادتهم بأخذون  لفائف الفلافل , وكان معهم اسير مقيد اليدين فعطف عليه وناوله لفة فلافل , جزع ( شلش ) بأنه يخسر من لفائف الفلافل مجاناً وتجرأ وطالبهم بالثمن , فقال له احد البعثيين , ان يذهب الى محاسب الشعبة ويأخذ الثمن , فذهب ولكنه ظل يدور داخل البناية يفتش عن المحاسب حتى انهكه التعب والارهاق , حتى وجده , فتقرر منحه عشرة ألآف دينار ’ ولكن المحااسب قطع خمسة الاف دينار  رشوة  . وكان كلما يتقدم يطالبونه بالف دينار , فلم يبق سوى اسماله التي يرتديها , فخاف ان يأخذونها ويطردونه عارياً فأنهزم بريشه , ولكن بعد سقوط البعث تنفس الصعداء بمجيء الفرج .  وفي يوم من الايام ترجل ذلك الاسير الذي عطف عليه بلفة فلافل . كان في موكب طويل وعريض وحماية مدججة بالسلاح . فأمرهم بأزالة الكشك بدعوى بأن صاحبه كان متعاون مع البعثيين .
8 - قصة ( مكبرات الصوت ) معاناة المواطن اصبحت اخطبوطية متعددة الاطراف وليس لها نهاية , وهي اشبه بالمغامرات  المرهقة والمتعبة , فمن السعي الى الحصول على قناني الغاز لطبخ , الى توفير الوقود ( بنزين ) الى المولدات الكهربائية , بسبب انقطاعات التيار الكهربائي عدة مرات في اليوم , الى تخزين الماء في حالة الانقطاع . يعني يرجع المواطن في اخر النهار منهوك القوى بالتعب المرهق , وحين يروم الراحة . تطن في أذنيه مكبرات الصوت باصواتها المزعجة . كأن المواطن مسلوب الارادة والحرية خارج البيت وداخل البيت .
× الكتاب : عراق مابين القهرين / قصص
× تأليف : حيدر الحدراوي
× الطبعة الاولى : عام 2014
× عدد الصفحات : 219 صفحة
  جمعة عبدالله

233
جواسيس الارجنتين يدافعون عن عادل عبدالمهدي
انكشفت اللعبة , وبان الزيف والنفاق وسقطت  الاصنام , بفضل ثورة تشرين العظيمة , بالتظاهرات الاحتجاجية المليونية . لقد ظهر الوجه القبيح والخسيس عن طبيعة النخبة السياسية الحاكمة ,  من قيادات واحزاب متنفذة , استلمت الحكم بعد سقوط المقبور الفاشي . بأنهم جواسيس وعملاء وخونة بأمرة ( قاسم سليماني ) من جكومة ابراهيم الجعفري الى حكومة عادل عبدالمهدي . هذا ما كشف عنه في  الوثائق السرية , التي تم تسريبها من داخل الاستخبارات الايرانية , ونشرت على نطاق واسع من الاعلام والصحافة العالمية. تتحدث عن الدور الايراني الخطير في العراق . وتوغلها العميق في مفاصل الدولة العراقية . من صغيرها الى كبيرها . حتى في اختيار مسؤولين الدولة . وكذلك ارتباطهم العميق في أيران . هذا التورط الايراني ليس بالجديد ,  على ابسط مواطن عراقي ,  يعرف بأن العراق مرهون في يد ايران , تتصرف به كما تشاء . وهو واقع تحت الاحتلال الايراني . وما الطغمة الحاكمة ما هم إلا جواسيس وعملاء , باعوا العراق مجاناً الى ايران , وحتى موارده المالية تذهب بحصة الاسد الى أيران. وان الحاكم الفعلي والمتنفذ في العراق , هو ( قاسم سليماني ) والبقية ( طراطير وهتلية ) . وحتى عند ايران سجون سرية منتشرة على بقعة العراق . يمارسون ابشع صنوف التعذيب الوحشي , وحتى موت السجناء . من اجل تكميم الافواه , واجهاض كل محاولة , تعبر عن المطالبة  بالحقوق  الشرعية   في وطنهم  العراق , ومصير النشطاء المجتمع والحراك الوطني , الاعتقال والاختطاف والاغتيال بكواتم الصوت . وحتى هذه الوثائق السرية المتسربة , تكشف عن دور ( نوري المالكي ) في بروز تنظيم داعش الارهابي  , نتيجة سياساته الرعناء والهوجاء والهجينة والخاطئة . وحتى تكشف الوثائق طرق الاحتيال في سرقة اموال الشعب وتسربها الى ايران ,  بكل الطرق اللاقانونية . لذلك جاءت التظاهرات الاحتجاجية بثورتها العظيمة لتمزق هذا الاحتلال الايراني البغيض  . وتسقط جواسيس وعملاء ايران من الطغمة السياسية الحاكمة . لذلك يحاولون بكل وسيلة ارهابية وقمعية وسفك الدماء ,  اجهاض ثورة الشباب العظيم , المارد العراقي الجبار . لقد فشلت كل الحلول الامنية , رغم بشاعة اساليبها الدموية , امام هذا الصمود والتحدي العظيم , في مقاومة الاحتلال الايراني البغيض . لذلك تجمعوا الجواسيس وعملاء ايران , في بيت ( حرامي الجادرية ) ليتحدوا في وثيقة ( الشرف!!!!!!!!!!! ) في المحافظة على بقاء حكومة عادل عبدالمهدي . بذريعة سخيفة ومضحكة , اعطاء مهلة 45 يوماً لتنفيذ الاصلاحات , هذا ألتفاف شيطاني على محاولة اجهاض ثورة تشرين العظيمة , بأعطاء مهلة للذئاب لكي تفترس التظاهرات وشباب التظاهرات بالقمع الدموي والذبح . في ارتكاب اكبر مذبحة في العراق . ولكن هذه الخدع والاحتيال , سوف تسقط وينقلب السحر على الساحر , ان وعي شباب الثورة كالصخر المتين ,  تتكسر عليه  كل محاولات الذئاب و ( الواوية ) فبعد ان فشل الطرف الثالث , قناصة الارجنتين في القتل الدموي  , لم يبق سوى جلوس  الصغمة الحاكمة واحزابها في محكمة الشعب  . وان سقوطهم بات يعد بالايام , ولا يمكن ان يمر التسويف والتملص والخداع . فأن مصيرهم مقبل بالسواد والعار
جمعة عبدالله

234
عدنان الاسدي :  يرتجف من جر الامور الى سحل السياسيين في الشوارع
لقد اوصلوا الاوضاع الى قمة الماساة المزرية , والتي أدت الى انفجار البركان الغضب الشعبي العارم في عموم العراق . وهي نتيج  طبيعية لتراكم المعاناة والمشاكل والازمات . حتى طفح الكيل . نتيجة الحرمان والاهمال .  فقد حولوا العراق  الغني بخيراته الى بلد فقير , في شراسة الفساد واللصوصية الضارية . فقد عطلوا كل شيء حتى يصبح العراق سوق داخلية الى النظام الايراني . وخيرات واموال العراق تصب في صالح النظام الايراني , وليس لصالح العراق والعراقيين . حتى يقف على قدميه من الازمة الخانقة , التي تقوده الى شفى الانهيار . لذلك تفجر البركان الشعبي بالتظاهرات الاحتجاجية . وكانت أول الامر مطاليب اصلاحية بسيطة , توفير فرص العمل , توفير الخدمات , قص اظافر الفاسدين , تعديل القوانين الجائرة واللاعادلة . ولكن الحكومة واحزابها المتنفذة لم تعطي الأذن الصاغية والمسؤولة , بل جابهت التظاهرات الاحتجاجية , بالقوة والقمع الدموي ,  وسقوط الآف الشهداء والمصابين . عندها رفعت التظاهرات الاحتجاجية سقف مطاليبها الى الثورة واسقاط الحكومة والنظام الطائفي الفاسد . مما افزع الحكومة واحزابها  واتخذت طريق القمع الدموي لاجهاض التظاهرات واخمادها  , لذلك ان المتظاهرين تيقنوا وتأكدوا , بأنهم يحاورون طرشان وعميان ومصابين بالخرس والبكم .  ولا يمكن حل الازمة العراقية الخانقة , إلا بالثورة وقلع النظام الفاسد والمجرم من الجذور . وان اسلوب القمع الدموي ,  يزيد بتصاعد روح التحدي والصمود  والمجابهة . وقد رفضت الملايين من شرفاء العراق  اسلوب سفك الدماء بهذه الغزارة المخيفة والمرعبة . , لذلك دعموا ثورة الشباب البطل والجسور  , واصبحت الحكومة ونظامها الفاسد ,  منبوذ وهجين وفاقد الشرعية من الشعب  . وهذا ما أثار الخوف والرعب . بأن الحل الامني الذي اختاره لهم  ( قاسم سليماني ) قد فشل وسقط تحت اقدام الثوار  , رغم جسامة القتل والاعتقال والاختطاف . وصارت المسألة مسألة ثورة في سبيل  تحرير الوطن المغتصب ومن العملاء والجواسيس  , وما كشف النقاب عن الوثائق السرية , التي سربت الى جريدة  ( نيويورك تايمز ) ونشرتها على صفحتها , وهي تشير , بأن المسؤولين العراقيين من السياسيين والامنيين والعسكريين , هم جواسيس تحت قيادة ( قاسم سليماني ) لذلك ان ثورة الشباب هي ثورة تحرير وطن , ثورة كرامة . وكل الحلول الامنية سقطت ولا بديل إلا بالثورة  , واصبح الحسم بيد ثوار الثورة الابطال . لذلك خرج احد رموز الفساد الكبار , وكيل وزارة الداخلية سابقا ً ( عدنان الاسدي ) يرتجف هلعاً . بأن كل الحلول الحكومة  سقطت امام الهيجان الشعبي الكبير , وان الحكومة وصلت الى طريق مسدود . والحسم اصبح بيد المتظاهرين , ولا يقبلون إلا بالقصاص لضخامة الدماء التي سقطت , ويتخوف من ان تصل الامور , الى سحل السياسيين بالشوارع . بعدما وصل العراق الى الدرك الخطير . وان القصاص واقع : الدم بالدم . والقتل بالقتل . وهذا رابط المقابلة التلفزيونية    .
جمعة عبدالله
http://www.ankawa.org/vshare/view/11579/adnan-alasadi/

235
الحكومة والقوات الامن تتبجح  وتعطي تبريراتها بصدد استخدام القوة والعنف الدموي ضد المتظاهرين ,  بذريعة وجود في صفوفهم  مندسين ومخربين  . لذلك تستعمل القوة والعنف المفرط لحماية الدولة والمتظاهرين انفسهم  . لذلك يطرح السؤال الذي يشغل بال الجميع , من هم المندسين ؟ ومن اين أتوا ولمن ينتمون ؟ وماهي الجهة التي تدفعهم في الاندساس وسط المتظاهرين ؟ 

حتى يعطون الحجة للقوات الامن ان تتدخل بالقوة , بحجة انها تدافع عن نفسها من المندسين والمخربين . الذين يقومون باعمال تخريبية . وبصنع القناني الحارقة ورميها عليهم  , وحرق ونهب الممتلكات العامة والخاصة , ويقومون باعمال النهب والسرقة . وحتى يتعاطون المخدرات والحشيشة والخمر في اماكن التظاهرات , وتحت صفة متظاهرين . وحتى يمارسون اللواط والفحشاء في اماكن المتظاهرين , ويخلون بالادب والاخلاق الاسلامية في مواقف مخزية ويتحرشون بالبنات. وهم مأجورين وعملاء مدفوعي الثمن , من امريكا واسرائيل والسعودية وحتى من جزيرة القمر . وبالتالي هم عملاء وايتام البعث الفاشي , يقومون بالتخريب ممنهج للدولة في سبيل عودة حزب البعث الفاشي .

وبالتالي يحق للقوات الامنية ان تجهض مخططات الاعداء الجهنمية في تدمير العراق . لكي تعطي الحكومة الشرعية على الاجرام والعنف والقتل وسفك الدماء , وبالتالي تحاول ان تنجح في اخماد واجهاض التظاهرات وثورة الشباب العظيمة . هكذا يغرد ويطبل الصحاف الجديد في جنجولياته , التي اصبحت ( بايخة وسخيفة ) من كثرة  ما يرددها  في تشويه سمعة التظاهرات السلمية . وبالنتجة  اخماد صوت الثورة , بالمطالبة  بالاصلاح الجذري واسقاط النظام الفاسد  . ولكن هذه الوثيقة المسربة من وزارة الداخلية , تكشف الحقيقة والمستور , في محاولات نجاحهم في اخماد التظاهرات الاحتجاجية , وتبرير اعداد القتلى والجرحى . وكذلك العزف على وتر انقاذ المتظاهرين من المخربين والمندسين . ولكن الوثيقة تمزق كل الحجج والذرائع وتسقط كل التهم الاجرامية  عن المتظاهرين  , وتوجه اصابع  الاتهام الصريحة ,  الى الحكومة ووزارة الداخلية , بأنها هي صانعة الاجرام ,  وكما هي  صانعة المندسين , لانهم من بضاعتها ومن عناصرها , تزجهم في صفوف المتظاهرين . هم من  عناصر وزارة الداخلية . مهمتهم الاساسية  تخريب التظاهرات , واعطاءها سمة العنف والفوضى  , والغرض الشرير والخطير  , هو رصد ومراقبة والتجسس على نشطاء التظاهرات , حتى يكونوا  فخ  للاعتقال والاختطاف , وهذا ما يحدث يومياً ,  وحتى المندسين يقومون  بالمبادرة في نقل المصابين للاجهاز عليهم في الطريق  قبل وصولهم الى المستشفى , وحتى ادخال المتفجرات داخل تجمعات المتظاهرين   . ان الاندساس من صنع عناصر وزارة الداخلية , كما  تكشفه الوثيقة السرية لكل التظاهرات الماضية والحاضرة  . لذلك  يغرد في معزوفاته السخيفة .  الصحاف الجديد , في اتهام المتظاهرين بكل الصفات الاجرامية والاخلاقية المنحطة  والسوقية . وهو يعرف حقيقة المندسين والجهة التي ارسلتهم , ولكن يغرد بالباطل .  والوثيقة المسربة تكشف بأن هؤلاء المندسين هم عناصر في وزارة الداخلية , لهم مهمة واحدة  , التخريب وافشال التظاهر . وثورة الشباب مستمرة رغم محاولات التخريب , يعني فشل وزارة الداخلية في اغراضها الشريرة  . فشل في اجهاض واخماد التظاهرات ,  وكل يوم تزيد قوة جماهيرية بشكل هائل وواسع   , هذا يدل على عظمة الثورة وعظمة شباب الثورة . بهذه الروحية الخلاقة , التي تسجل ملاحم بطولية كل يوم . وبأن النصر يقترب اكثر واكثر , والخزي والعار لمندسين لوزارة الداخلية , فسوف يكشفهم المتظاهرين , اجلاً ام عاجلاً , لانهم جراثيم حقيرة وعفنة  . وما تفعله الحكومة , ينطبق عليها القول المأثور ......... اذا سقط الشرف افعل ما شئت .        وان ثورة الشعب تقترب من الانتصار العظيم ...... وهذه الوثيقة السرية المسربة من وزارة الداخلية :

236


طالما موجود عسف وظلم وحرمان , فأنها تؤجج المشاعر المحرومة بالانتفاض والرفض . وطالما موجود ارهاب وطغيان وفساد على حساب  اكتاف الاخرين, فلابد ان يطفح الكيل بتراكم الالم والمعاناة والحيف عند المعذبين في الشقاء والبؤس المعيشي , لا يرضى اي شعب من شعوب العالم ,  بالمهانة والاذلال الحياتي , ان يكون  هناك جائع يكابد مشقة الحياة , وهناك متخم بالنعيم والمال الحرام  , لانه احترف مهنة السرقة واللصوصية , من الحكام الطغاة الذي يتسترون وراء لافتات مزيفة بالاحتيال والشيطنة , مثل الاحزاب الحاكمة في نظام المحاصصة الفرهودية في العراق  , مبني على الفساد واللصوصية , وترك الشعب يعاني الحرمان والاهمال , لا اصلاح .  لا خدمات .  لافرص عمل , كل شيء معطل , وكل شيء  يعتمد على التزوير والشيطنة والرشوة  , وترك الشعب يعاني الازمات المعيشية , لذلك انتفض الشعب بثورته العارمة ضد جبابرة الفساد والفاسدين  والظلم والظالمين  , وهز عروشهم بالسقوط , ليحل محلهم  البديل الاصلاح الجذري ,  واسقاط النظام الطائفي الفاسد . والمطالبة بوطن خال ٍ من المليشيات , التي اصبحت دولة داخل دولة , بل اصبحت المليشيات هي الحاكم الفعلي للعراق , وكما قامت ثورة الشباب في العراق ,  وسجلت ملاحم بطولية , رغم القمع الدموي . فقد انتقلت شرارتها الثورية الى الشعوب الايرانية , التي تعاني من الازمات المعيشية الحادة , تعيش الاختناق الحياتي  , ورجال الدين والملالي يعيشون النعيم والبطر الحياتي . وكما احتلت التظاهرات المليونية ساحات التظاهر في  عموم المدن العراقية , وتنتقل في مآثرها في  وهجها الثوري الساخط  الى أيران في  هذه الايام  , في مظاهرات احتجاجية عارمة في المدن الايرانية ومنها العاصمة طهران . وما شكلت الجسارة العراقية مثالاً يحتذى به , كذلك الشعوب الايران امتلكت روح التحدي والمجابهة لنظام خامئني . ضد الازمات الحياتية الخانقة , وضد ارتفاع اسعار الوقود , هي الشرارة التي ولدت الاحتجاج الشعبي العارم . وكما انتقلت عدوى  الصحاف الى ايران  , في تشويه واتهام المتظاهرين , بأنهم مخربين ومندسين , وخارجين عن القانون , في العبث بالامن والنظام , كما ادعى المدعي العام الايراني . لذلك استخدم القمع الدموي والعنف المفرط بالقوة من الطرف الرابع . لان الطرف الثالث مشغول في العراق ,   في مهماته الجهادية العظمى في قتل المتظاهرين بالقنابل القاتلة ,  والغازات المسيلة للدماء  , وربما تتطور الامور في ايران .  وتنتقل التجربة العراقية  بحذافيرها ,  فبعد  الغازات المسيلة للدموع , تصبح الغازات المسيلة للدماء  ,  أو القنابل القاتلة  في اختراق الجمجمة وحرقها  , ويمكن ان يستلهم العمل والتجربة الملهمة للطرف الثالث في العراق  , ان تكون مواد تطبيقة للطرف الرابع .  ان يقوم باختطاف النشطاء المتظاهرين , وربما يتطور الحال مثل العراق اذا فشل القمع والحل الامني في اجهاض واخماد شعلة الثورة والتظاهر ,  في اللعب  اخر ورقة في العنف الدموي , هو في سبيل  احدث الرعب والخوف  في ساحات التظاهرات  , في استخدام القنابل الصوتية ,  او الضرب بالهاونات , أوادخال المتفجرات والمفخفخات الى تجمعات الحشود الهائلة لتنفجر في  وسط هذه الجموع , لايقاع اكبر عدد من  القتلى والمصابين , كما حدث في ساحة التحرير ومحافظة ذي قار . ولكن مهما اوغلوا في العنف الدموي , فأن الثورة شقت طريقها الى النصر لا محالة ... لذلك ان المتظاهرين يتندرون بالاستهزاء والسخرية والتهكم على مهازل ومهاترات الحكومة وناطقها الصحاف في جنجولياته الساخرة  .  وهذا  يدل  على الثقة القريبة بالنصر لثورتهم المجيدة , بقولهم :  بأن الحكومة الايرانية طلبت من الحكومة العراقية اعادة القناصة او الطرف الثالث للحاجة الماسة اليهم .
جمعة عبدالله

237

 بعد استخدام القناصة الملثمين  جاء دور التفجيرات بالسيارات والدراجات المفخفخة


تطور خطير في القمع الدموي . في سبيل اخماد واجهاض ثورة الشباب , في انقاذ نظامهم الفاسد والعميل . لم يتركوا وسيلة دموية , إلا ونفذوها وجربوها  في التجمعات وساحات التظاهر . لم يتركو وسيلة فاشية بالعنف الدموي , إلا وكانت محل الاختبار ضد فتية وشبيبة وشباب الثورة . يعني بكل تأكيد يستلهمون العنف الدموي من داعش المجرم , لذلك ان الاحزاب الشيعية وداعش من رحم واحد , في بربرية وهمجية القتل وسفك الدماء .
قبل ايام هدد الناطق بأسم القائد العام للقوات المسلحة ( اللواء عبدالكريم خلف ) في ارسال رسالة  تهديد واضحة الى المتظاهرين , بقوله بأن باستطاعة القوى الامن  أخلاء ساحة التحرير من المتظاهرين في نصف ساعة فقط , واليوم يطبق هذا التهديد بالفعل , ولكن جاء بعد خطبة المرجعية الدينية التي وقفت الى جانب المتظاهرين بشكل قوي , وسمت ثورتهم السلمية ,  ثورة الاصلاح ضد الفساد والفاسدين . ولذلك جاء التطور الخطير في استعمال المتفجرات والمفخفخات بالسيارات والدراجات . كأنها رسالة رد على خطبة المرجعية الدينية , وبكل وقاحة وصلافة , كأن الحكومة والمليشيات الموالية الى ايران , تحتقر وتسخف وتستهزى بتدخل المرجعية الدينية ,  ووقوفها الى جانب المتظاهرين . هذا يدل ان الحكومة ومليشيات ايران اتخذوا  الطريق الدموي نهجاً للحل الازمة العويصة  , وفي قمع ثورة الشباب واخمادها  , في الانزلاق الخطير الى  العنف الدموي ضد المتظاهرين .
ففي هذا اليوم الجمعة بعد استجاب المتظاهرين لخطبة المرجعية بنزول الملايين الى  الساحات والمدن العراقية , في دعم ثورة الشباب , ترتكب الحكومة والمليشيات الايرانية جرائم وحشية مروعة بحق المتظاهرين السلميين  , في ساحة التحرير حدث انفجار دراجة مفخفخة , انفجرت وسط الجموع البشرية الهائلة في ساحة التحرير . وكانت الحصيلة الاولية . 4 شهداء و20 مصاباً بعضهم قطعت اطرافهم , والارقام في تصاعد , ولم يوقفوا الى هذا  حد من  الجريمة المروعة , وانما رشقوا الساحة  باطلاق قنابل صوتية مدوية , من اجل ادخال الرعب والخوف وافراغ ساحة التحرير من المتظاهرين  , كما هدد الصحاف الجديد .
وكذلك حدث انفجار دموي آخر  في محافظة ( ذي قار ) مما تسبب بأصابة 11 متظاهر . هذا الانزلاق الخطير في اختيار الطريق الدموي لاجهاض ثورة المتظاهرين . يعني المزيد من سفك الدماء , يعني اغراق العراق بطوفان من الدماء , وان هذا الاسلوب في دس المتفجرات والمفخفخات الى ساحات التجمع للمتظاهرين , لن يتوقف , إلا بوضع العراق تحت الحماية الدولية . إلا بالضغط على أدانة ايران على اسلوبها الوحشي والدموي في العراق  . ان هذا الطريق الخطير سينزلق العراق حتما لا محالة ,  الى الحرب الاهلية الدموية , انه يقود العراق الى التهلكة والفوضى . اذا لم يتدخل المجتمع الدولي .
ان الاسلوب الدموي جربه ومارسه  المقبور سابقاً بقوله ( الذي  يريد يستلم الحكم , يستلم الارض  بدون شعب ) وها هي الاحزاب الشيعية تطبق مقولة المقبور الفاشي , يعني بكل بساطة : البعث والاحزاب الشيعية , وجهان لعملة واحدة .................................................    والله يحفظ العراق من شرور المحتل الايراني الشرير
  جمعة عبدالله

238
قراءة في المجموعة القصصية ( أعمامي اللصوص ) الكاتب فيصل عبدالحسن
هذه المجموعة تتميز في براعتها في الغوص في قاع المجتمع . وكشف سلبياته وعلله الاجتماعية . لذلك ان المجموعة هي نسيج متناسق ومترابط بين واقعية الاحداث الجارية , وتنسيق بالمخيلة الخيال الفني , الذي يمتلك المهارة الاحترافية في صنعة القص , والسرد الحكائي , بلغة مشوقة وجذابة , تشد القارئ في رهافتها الديناميكية . وهي تتناول مفردات وثيمات الواقع المعاشي بتجربته الفعلية . لتشكف اشكال المعاناة والقهر الاجتماعي , لواقع فقد بوصلته , وخرج عن جادة الصواب , الى الظلم والحرمان والحيف  , وهي نتيجة منطقية وطبيعية , تتسم بها السلطة الشمولية المتسلطة على رقاب الناس . في غياب الامن والاستقرار الحياتي . نحو الانفلات الامور عن السيطرة , وتصبح السلطة عاجزة في معالجة السلبيات والعلل التي خلقتها بنفسها  , بل انها شريكة فعالة فيها  . لانها غير جديرة في المسؤولية والحكم , وتضع ثقل هزائمها واحباطاتها على عاتق الشعب المسكين . والمجموعة القصصية , تملك اسلوبية متمكنة في توظيف  نهج الواقعية الانتقادية . واختارت اسلوب النقد الساخر والمتهكم من ثيمات ومفردات  الواقع ومجريات أحداثه  . وتوظيف متمكن في اظهار الواقع يعيش  التراجيدية الكوميدية للاحداث السردية , وخاصة للبطل السارد , الذي هو شريك في تسجيل الحكايات من اعمامه  اللصوص وغيرها من النصوص القصصية برع في تقمص دوره في السرد الحكائي   . ويأخذنا في دهشة مشوقة لحكايات اللصوص , مغامراتهم ومجازفاتهم ومقالبهم . لاشك ان حكايات اللصوص مادة دسمة في الادب الروائي العربي والاجنبي . بكل اشكالها المشوقة . حتى برزت روايات مشهورة في الادب الروائي للصوص , ان صحت التسمية . والمجموعة القصصية ( اعمامي اللصوص ) للاستاذ الروائي المبدع  فيصل عبدالحسن , الى جانب تناول   مواضيع حيوية هامة أخرى , في الطرح والتحليل والرؤية  . مثل العلل الاجتماعية في الظلم والحرمان والحيف , ومسألة الحصار والحرب  والفقر والجوع , والحياة الخاوية , التي تحاول ان تصنع لنفسها شيء مهم , حتى تتسلى بها على معاناتها وقهرها الاجتماعي , وكذلك تكشف الافرازات السلبية . نتيجة الواقع المنفلت من عقاله عن جادة الصواب . وخاصة ان  يكون الناس  طعماً للسرقة والنهب والسلب . في مجتمع  فاسد ,  بسلطة فاسدة .لتضعنا  امام تدهور المنظومة الاخلاقية في قيم المجتمع . نجد هناك من يحاول ان يتجلد على  بمعاناته  الشديدة ,  ان يحافظ على عفته وكبريائه , محافظا على قيمته الانسانية بأبى وعزة النفس . رغم الفقر والجوع في قسوته الشديدة . نجد المبدع الاديب , يمتلك لغة مكثفة ومركزة في اسلوبها السردي المشوق . في كشف ادق تفاصيل العلل والسلبيات . كما يعرج على مسألة القتل والحروب العبثية , التي تخلق أزمة حياتية ووجودية . والمجموعة القصصية احتوت على ثلاثة أجزاء . وهي :
 1 - الجزء الاول . ضمت القصص القصيرة التالية : العين . الجثة . أعمامي من البخلاء . أعمامي السبعة . اعمامي المقلدون . أعمامي اللصوص . 
× قصة ( العين ) :
بعدما ضعفت ووهنت قبضة الحكومة المركزية , في الاطراف  والمدن الصغيرة البعيدة عن المركز . اخذت تظهر مليشيا الحزب الحاكم بتغيير عدسة عينها لمراقبة وترصد الناس في الايقاع بهم بشتى التهم . اخذت هذه المرة , بتشكيل مجموعات في القيام بالنهب والسلب , كعصابات قطاع الطرق , تنهب وتسلب المسافيرين على الطرق . في ايقاف السيارات والقيام بسلب ما يمتلكون من اموال وحلي وحقائب , حتى مواد الطعام في سد جوعهم على سفرهم . اي ان نهج الحزب الحاكم تحول من السياسة الى اللصوصية .
× قصة ( الجثة ) :
بعدما وقفت  الحرب وهدأت الصورايخ وغارات الطائرات . في ضرب مواقع حيوية لسلطة البعث في العراق . . اصبحت المعدات الحربية . مواد مستهلكة ( خردة ) تباع في المزاد العلني , وصادف سوء  حظ احد المقاولين المشترين من المزاد . اشترى سيارة محترقة من مخلفات الحرب المعطوبة . ولكن المفاجأة انه وجد داخل السيارة المحترقة . جثة طيار امريكي متفحمة , بما يستدل عليه من الزي العسكري . وبقايا اللحم المتفسخ والمتفحم , بجمجمة بيضاء ونتف من بقايا الشعر الاشقر . اما هذه المفاجأة السيئة وقع في حيرة من أمره ( ابو جابر )  . ماذا يفعل بالجثة , هل يدفنها سراً بدون ان يعرف أحداً  شيئاً عنها ,  أم يخبر السلطات الحكومية ؟ . وازاء هذه الورطة استشار شقيقه الصغير في الامر , واستقر الرأي في اخبار السلطات المحلية بالامر بوجود جثة متفحمة . ولكن بعد تبليغ السلطات , انقلب الامر ضدهم , وصخب الاعلام الداخلي والخارجي وحتى الامريكي . في الاتهامهم  بتعذيب الاسير الامريكي حتى الموت وحرق جثته . وانشغال القضاء الدولي والاعلام بالقصاص من المجرمين الارهابين القتلة , وحتى اعلام النظام عزف على هذه المعزوفة . وترك الناس آثار  فداحة الخسائر من الحرب المدمرة , وانشغل بهذه الجريمة الوحشية , ووجد طريقة لتملص من تبعيات الحرب المدمرة .
× قصة ( أعمامي السبعة ) :
يتحدث السارد كمدون حوادث اللصوصية التي يقوم بها اعمامه اللصوص . بأن يدون حكاية كل واحد من هؤلاء الاعمام السبع  في جلساتهم في السمر في ليالي الشتاء . تكشف  احترافهم مهنة اللصوصية على اصحاب المواشي ( المعدان ) . جندوا في الحرب  الايرانية والامريكية وغيرها . وكانت النتائج كالاتي   . أول الاعمام . أستطاع ان يأسر جنرال أيراني , وكوفئ كبطل بسيارة جديدة ومهر لزواجه . والثاني جلب ثلاثة أسرى جنود أمريكان ضلوا الطريق , فحاز على وسام الشجاعة . والثالث  احترق او تهشم نصف وجهه من شظية مدفع . والرابع سرق آلة ضوئية تطبع الاوراق النقدية من الكويت  , فراح يطبع الاوراق النقدية المزورة . والخامس فقد ذراعه في الحرب , وارتكن الى تربية الدجاج . والسادس جمع ثروة طائلة من جيوب المقتولين في الحرب . أما السابع فقد رضي بغنيمة الحرب , بمجندة امريكية اتخذها للمتعة الجنسية حتى انجبت له طفلاً . وطالبته بالنفقة للطفل في المحاكم الامريكية , واتخذها حجة في تحقيق حلمه بالسفر الى امريكا .
× قصة ( أعمامي اللصوص ) :
يأخذنا المبدع الروائي الى المتعة المشوقة بالسخرية المضحكة في طرائفها  , في الشيطنة في مهارة الحرامي او اللص بذكاء خارق , ولكنها تنتهي الى التراجيدية الكوميدية . لنأخذ واحدة من حكاياتهم على لسان لسارد المدون حكاياتهم . كيف تتم عمليات السطو والنهب . وكيف يتم التسلل الى البيوت . وذكر أحد هذه الطرائف من الحكايات  التي تكون مادة مسلية في ليالي الشتاء وعلى منقلة النار والشاي في اجتماع عائلي  . يدون بأن أحد اعمامه تسلل الى احد البيوت لسرقة الفرس , فأختفى بين الاغطية والوسائد . وحين جاء وقت العشاء لزوج والزوجة , استغل الظلمة ليشاركهم الاكل , ولكن الزوج شعر به , فمسك يده . فما كان من  اللص , إلا ان امسك يد الزوجة , وهي بدورها صاحت بالزوج غاضبة ( دعني آكل , لماذا مسكت يدي ؟ فترك المعيدي يد عمي , وقد ظن أنه قابض على يد أمرأته ) ص59 . ولكن بعدما نام صاحب الدار ( المعيدي ) تسلل الى الاسطبل لسرقة الحصان , في نفس الوقت كانت الزوجة في احضان احد العبيد لمضاجعتها . وحين شعر الزوج صاحب البيت بالسرقة . أستل سيفه , لكنه وجد أمرأته عارية يضاجعها احد عبيده في وضع مخزي , أستل سيفه وهشم رأس عبده , فهربت الزوجة عارية بالخوف والهلع , في حين استطاع اللص ان يهرب مع الفرس . وصاح به غاضباً ( لا بارك الله فيك!! لم يفعل بنا لص ما فعلته !! فضحتني في عشيرتي وقتلت عبدي , وطلقت زوجتي , وسرقت فرسي , وأكلت عشائي ) ص60 .
 2 - الجزء الثاني :
تتحدث النصوص القصصية عن محنة الحصار العراقي القاسي , بسنواته العجاف والمؤلمة في معاناة الناس , ودفعهم الى فاقة الفقر والجوع  , وشحة وجفاف معالم الحياة المعيشية اليابسة تماماً . ويضم هذا الجزء القصص التالية : 
1 - الكلبة التي صارات نمراً . 2 - المضحكة . 3 - في ظهيرة قائضة .
× قصة ( في ظهيرة قائظة ) :
تتحدث عن قصف الطائرات الامريكية . وهي تدق بصواريخها العاصمة . وكانت هذه الطائرات تقف  في سماء احدى المدن الصغيرة وتقذف بحممها الصاروخية للعاصمة . فما كان من الحزب الحاكم ان يحول هزيمته في الحرب  , لانه لم يستطع ان يدافع عن العاصمة ,  بهذا الانهزام والضعف والعجز , يتملص من تبعية الهزيمة النكرى , في اتهام هذه المدينة الصغيرة التي تقف الطائرات في سمائها , بالخيانة والتواطئ والعمالة , لانها سمحت للطائرات ان تقف بسمائها في قصف العاصمة . لذلك يجب حذفها من السجل المدني . وعدم التعامل معها والمطالبة بالقبضة على الجاسوس او الجواسيس المتورطين . ولكن احد الشطار الذين لا تفوتهم الفرص السانحة . اتصل بالرئيس ليخبره بخيانة مدينته . لذلك اعتبر بطلاً قومياً ووطنياً وكرم بنصب تمثال يؤرخ مأثرته الوطنية الكبيرة  , بهذه المسخرة التهريجية , التي تدعو الى السخرية والضحك , وهي تدل على خواء الحزب الحاكم .
3 - الجزء الثالث :
يضم القصص التالية . اللفافة العظيمة  . لغة العيون الخائنة . وعاء الضغط . دنيا أخرى .
× قصة ( اللفافة العظيمة ) :
امام اشتداد وطئة الفقر والجوع وشح الحياة في معاناة الفاقة والعوز . كان يضطر لسد جوعه اليومي , أن  يبيع اثاث وحاجياته المنزلية , حتى ليأكل ليبعد شبح الجوع المؤلم , ولكنه انتهى من بيع كل شيء , ولم يعد  يملك اي شيء يبيعه , مقابل وجبة بسيطة  من الطعام , وظل على هذه الحاة المزرية يقرقر الجوع في معدته  ثلاثة أيام  . طرقت أمرأة متسولة , تعيش على عطايا الناس البسيطة لتطعم اولادها الايتام ,  وتدفع عنهم شبح الجوع , في جمع ما تحصل عليه من مواد غذائية من الناس , طلبت منه مساعدته بما يملك القليل من  الخبز الى اطفالها اليتامى , سمح لها بالدخول , وعرفت حالته المزرية , واخرجت لفة الطعام , وطلبت منه مشاركتها في الاكل , رفض بحجة بأنه منذ قليل أكل وجبة طعامه . رغم ان الجوع يقرقر في بطنه . وطلب منها ان تعطيها الى اطفالها الجياع , واخرجت كعكة وطلبت منه  ايضاً ان يتناول شيئاً منها ,  لكنه رفض بأن اطفالها اولى بأكلها , لكنها خرجت وتركت الكعكة في مكانها .وهو  يتضور من الجوع المؤلم , لكنه كان يتحاشى ان يمد يده الى الكعكة ربما عادت واخذتها الى اطفالها , وظل على هذا الحال البائس والمرير في الاصرار في الممانعة في اخذ قطعة من الكعكة , وظل يبكي وينوح على الحياة المزرية . التي تدفع الناس الى التسول . ان معاني الدالة والبليغة , بأن القيمة الانسانية تحافظ عل الاباء والعزة والكرمة , حتى في الظروف القاهرة والمؤلمة .
× الكتاب : أعمامي اللصوص ( قصص )
× الكاتب : فيصل عبدالحسن
× الطبعة : عام 2019
× الناشر : وكالة الصحافة العراقية ( ناشرون ) الجيزة / جمهورية مصر العربية
× صفحات الكتاب : 143 صفحة
  جمعة عبدالله




239
هيهات ان يتراجع الشارع عن اسقاط الحكومة والنظام السياسي الفاسد
تعمل الحكومة واحزابها في جهود مجنونة  ومحمومة , في التحريف والتزوير الحقائق والوقائع , التي يشاهدها الناس عبرر مشاركاتهم في التظاهرات , او عبر الفيديوهات الحية والمباشرة . ولكن الحكومة دأبت في زعيق صاخب في نباحها اليومي . في تحميل مسؤولية التخريب على عاتق المتظاهرين . بهذا التزوير الممنهج الذي يستلهم الدعاية النازية ( اكذب واكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ) فقد دأب ان يطلع علينا في معزفته المشروخة والمكسورة  , التي اصبحت مثار سخرية وتندر في العقيلة السخيفة والجامدة , في تصريحات الناطق بأسم القائد العام للقوات المسلحة , اللواء عبدالكريف خلف , في محاولة تقمص شخصية ( الصحاف ) في أسوأ صورتها القبيحة والغبية في الكذب والنفاق . بأن المتظاهرين هم سبب المشاكل واعاقة وتعطيل السير في العاصمة , والاعتداء على القوات الامنية , والقيام باعمال تخريب ونهب  وحرق الممتلكات العامة والخاصة  , وان القوات الامنية لم تستخدم اية قوة ضد المتظاهرين , بذريعة ان القوات الامنية متواجدة في ثكناتها . هكذا بكل غباء كأن سقوط الشهداء والجرحى والمصابين , في شجار مع  بعضهم البعض , او ربما جاءت مخلوقات من كواكب اخرى تمارس القتل في صفوف المتظاهرين , مستغلين وجود القوات الامنية في ثكناتها ولم تخرج الى الشارع . بهذا الغث من الهذيان والثرثرة  المملة  في السخرية والتهكم , تحاول الحكومة واحزابها معالجة الازمة العراقية الخطيرة , في اختيار  العنف الدموي , تجاه المتظاهرين السلميين . ويشدد في نفاقه الهجين , بأن القوات الامنية تمارس اقسى حدود ضبط النفس امام عمليات التخريب واشعال الحرائق . ومن زاوية اخرى تتحجج الحكومة بأنها استجابت الى مطاليب المتظاهرين وهي تشكرهم على التنبيه على الاخطاء , وتدعوهم الى الكف عن التظاهر والرجوع الى بيوتهم . لان استمرار التظاهر والعصيان المدني واغلاق الموانئ . كلف الدولة خسائر باهظة بلغت اكثر من 6 مليار دولار . اضافة الى خسائر قطع الانترنت , كلفت الدولة خسائر اكثر من مليار ونصف مليار دولار والحبل على الجرار . لو كان هناك  ذرة من الحرص والعقل السياسي المسؤول , في توظيف هذه الاموال الطائلة في فتح ابواب فرص العمل للشباب . في تحسين الخدمات العامة , في توفير ظروف معيشية محترمة . لما تعمقت الازمة واغراق العراق بالدماء بسقوط مئات الشهداء والآف الجرحى والمصابين , لما تعقدت الاوضاع الى الخطر والخراب المدمر . ولكن يدل هذا عن غياب العقل السياسي المسؤول والحريص في تفاديء  تدمير العراق واغراقه بالدماء  . لكنهم يدل على انهم غير قادرين وغير جديرين في المسؤولية وفي الحكم  . لانهم يريدون ترقيعات هامشية للنظام المحاصصة الطائفية . رغم المناشدات والمطالبات في الداخل والخارج , في الاستجابة الحقيقية الى مطاليب المتظاهرين , وايقاف العنف الدموي . لكن لم تجد الأذن الصاغية , سوى الاستمرار في الحل الامني وقسوة القمع الدموي. وممارسة عمليات الاعتقال والخطف والتهديد . رغم الوعود المكررة يومياً في ايقاف الاعتقال والخطف , ولكن وتيرتها في تصاعد مخيف ضد النشطاء والنشيطات  . وكذلك تطويق منافذ والطرق التي تؤدي الى ساحات التجمع , بتفتيش الداخلين وتعرضهم الى الاهانة والمسائلة وتفتيش هواتفهم النقالة وفحصها , لتكون حجة في اعتقالهم . ان التعويل على وهن وضعف وتعب المتظاهرين ,  أضافة الى  التشديد في الاجراءات  الامنية المفرطة بالعنف والقوة القاتلة  . هو الخيار الاوحد لديهم   في اجهاض التظاهر وثورة الشباب  . وهذا يدل رغم الضغوط الهائلة على الحكومة واحزابها. بأن ليس الامر بيدهم  وانما في سلة حاكمهم  الفعلي . هي   القيادة الايرانية , هي بيدها الحل والربط والقرار السياسي . لذلك بين فترة واخرى تطلع علينا السيناريوهات الايرانية , في ايجاد مخرج من الازمة العويصة والخطيرة ,  بحيث تخرج الحكومة واحزابها في سلام وأمان . هذا الغباء السياسي يقود العراق الى الدمار واغراقه بأنهار من الدماء . لان العراق بعد الواحد من تشرين لايمكن بكل الاحوال ان يرجع الى الوراء . لانه دخل في مرحلة الثورة الشبابية في طور جديد  , هذا المارد العراقي الجبار , هيهات ان يرجع الى الوراء وينهزم . مهما كانت السيناريوهات الايرانية   الدموية , فقد عقد العزم على الشهادة أو النصر ............................................. والله يحفظ العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله



240
المطالبات الدولية بتقديم  قتلة المتظاهرين الى المحاكمة
تصاعدت وتيرة المطالبات بتقديم المجرمين , الذين ساهموا  بقتل  المتظاهرين بشكل متعمد , وفي الافراط في اسلوب القتل الدموي . وكذلك المسؤولين الذين أصدروا أومر قتل المتظاهرين المحتجين , وان مسلسل اراقة الدماء ضد الشباب المتظاهر لم يتوقف بالعنف الدموي ,  رغم المناشدات والمطالبات في الداخل والخارج  . لذلك تصاعدت المناشدات الدولية بحماية الشعب العراقي من حكومة اوغلت في القتل والاجرام  ,بالقوة المفرطة بالقتل الدموي  . من الحكومة واجهزتها الامنية , او من مليشيات الاحزاب الشيعية , أو من الحرس الايراني , الذي يساهم بقوة  في اغراق العراق بالدم , ويشترك بوحشية في قتل المتظاهرين السلميين ,  المطالبين بحقوقهم الشرعية في حق الحياة والعمل . ان العالم والمجتمع الدولي ينظر بالاستهجان والادانة لعمليات القتل اليومية  المروعة , دون رادع . لذلك تطالب حكومات الدول الكبرى ,  ومنظمات المجتمع الدولي الحقوقية والانسانية  , بوضع العراق تحت وصاية  الحماية الدولية . من حكومة تستخدم العنف الدموي ضد شعبها . وهي تتحمل مسؤولية القتل والاعتقال , والاختطاف للنشطاء والشباب والاعلاميين  , من قبل مليشيات الموالية الى ايران . ان الضغط الدولي في حماية الشعب العراقي , وتقديم المجرمين بقتل المتظاهرين السلميين , صدرت من :
× أدان المجلس النواب الامريكي استخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين السلميين , طالب الحكومة العراقية بوقف نهج القتل, ووضع حداً للعنف المفرط , بالاستماع الى مطاليب المتظاهرين السلميين .
× من الاتحاد الاوربي من مسؤولة الشؤون الخارجية ( فيديريكا موغيني ) بالدعوة الى الحكومة العراقية بالكف عن  استخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين . وان الحكومة العراقية باعمالها الاجرامية .  تضع نفسها تحت المسائلة القانونية  الدولية ,  عن الانتهاكات الصارخة بحق المتظاهرين , ودعت الحكومة الى ايقاف المزيد من الخسائر في الارواح . واشارت الى الارقام المخيفة في الجرحى والمصابين , ودعت  الى ايقاف الاعتقال والاختطاف . وان قتل  المتظاهرين يقوض الحق في التجمع السلمي والتعبير عن المطاليب المشروعة . وعبرت عن استهجانها وعدم رضاها من نتيجة التحقيقات السابقة , بشأن استخدام العنف المفرط بالقوة , خلال الاحتجاجات الشعبية , وعبرت عن حزنها العميق . وحذرت الحكومة بأنها تعرض نفسها الى المسائلة القانونية وتقديم الفاعلين الى المحاكم الدولية.
× الحكومة البريطانية . ادانت بشدة العنف المفرط من الاجهزة الامنية العراقية . وهي ضد حقوق الانسان في التعبير السلمي ,وهو القلب النابض للديموقراطية .
× الحكومة الفرنسية عبر وزارة الخارجية . طالبت الحكومة ايقاف آلة القتل فوراً  , واطلاق حوار سلمي وديموقراطي في البلاد . كما ادانت القتل والاعتقال والاختطاف , وكذلك اغتال النشطاء والصحفيين .
× كشفت منظمة العفو الدولية ( أمنيستي ) عن معلومات جوهرية , حول القنابل الفتاكة , التي أدت الى قتل المئات من المتظاهرين واصابة آلاف من الجرحى والمصابين , بأن هذه القنابل المستخدمة هي أيرانية الصنع . 
× طالبت منظمة الدولية هيومن رايتس ووتش ( المعنية بحقوق الانسان ) , الى وقف المساعدات العسكرية الى العراق . ودعت الى اجراء تحقيق  عاجل في مسألة قتل المتظاهرين من استخدام الغازات السامة والقتل المتعمد . وطالبت بكشف عن المجرمين والمسؤولين الذين اصدروا أوامر القتل ضد المتظاهرين  . وأكدت بأن الامن العراقي يطلق الغاز القاتل على رؤوس المتظاهرين .
× اضافة الى منظمات الدولية والانسانية . فقد اجمعت على العنف والقتل المفرط تتحمل مسؤوليته الحكومة العراقية , والحاجة والضرورة  والماسة الى الحماية الدولية , وتقديم المجرمين الى المحاكمة . وادانت اسلوب الحكومة العراقية في نهج القتل والعنف المتبع  , ويجب ان يطرح  امام المسائة القانونية الدولية , وتقديم المجرمين الى محكمة العدل الدولية . وان الحكومة العراقية تخلت عن مسؤولية  حماية الشعب العراقي . وان اي مجرم لن يفلت من العقاب , مهما كانت مسؤوليته وموقعه الحكومي . وطالبت الحكومة العراقية الى الاصغاء الى صوت العقل , قبل فوات الاوان . لان المجتمع الدولي لن يسكت عن الجرائم المروعة بحق المتظاهرين السلميين ...............
. ان يوم الحساب   اقترب من محاكمة  المجرمين والقتلة . سواء داخل العراق أو خارج العراق .
  جمعة عبدالله

241



تصاعدت وتيرة المطالبات بتقديم المجرمين , الذين ساهموا  بقتل  المتظاهرين بشكل متعمد , وفي الافراط في اسلوب القتل الدموي . وكذلك المسؤولين الذين أصدروا أومر قتل المتظاهرين المحتجين , وان مسلسل اراقة الدماء ضد الشباب المتظاهر لم يتوقف بالعنف الدموي ,  رغم المناشدات والمطالبات في الداخل والخارج  . لذلك تصاعدت المناشدات الدولية بحماية الشعب العراقي من حكومة اوغلت في القتل والاجرام  ,بالقوة المفرطة بالقتل الدموي  . من الحكومة واجهزتها الامنية , او من مليشيات الاحزاب الشيعية , أو من الحرس الايراني , الذي يساهم بقوة  في اغراق العراق بالدم , ويشترك بوحشية في قتل المتظاهرين السلميين ,  المطالبين بحقوقهم الشرعية في حق الحياة والعمل . ان العالم والمجتمع الدولي ينظر بالاستهجان والادانة لعمليات القتل اليومية  المروعة , دون رادع . لذلك تطالب حكومات الدول الكبرى ,  ومنظمات المجتمع الدولي الحقوقية والانسانية  , بوضع العراق تحت وصاية  الحماية الدولية . من حكومة تستخدم العنف الدموي ضد شعبها . وهي تتحمل مسؤولية القتل والاعتقال , والاختطاف للنشطاء والشباب والاعلاميين  , من قبل مليشيات الموالية الى ايران . ان الضغط الدولي في حماية الشعب العراقي , وتقديم المجرمين بقتل المتظاهرين السلميين , صدرت من :
× أدان المجلس النواب الامريكي استخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين السلميين , طالب الحكومة العراقية بوقف نهج القتل, ووضع حداً للعنف المفرط , بالاستماع الى مطاليب المتظاهرين السلميين .
× من الاتحاد الاوربي من مسؤولة الشؤون الخارجية ( فيديريكا موغيني ) بالدعوة الى الحكومة العراقية بالكف عن  استخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين . وان الحكومة العراقية باعمالها الاجرامية .  تضع نفسها تحت المسائلة القانونية  الدولية ,  عن الانتهاكات الصارخة بحق المتظاهرين , ودعت الحكومة الى ايقاف المزيد من الخسائر في الارواح . واشارت الى الارقام المخيفة في الجرحى والمصابين , ودعت  الى ايقاف الاعتقال والاختطاف . وان قتل  المتظاهرين يقوض الحق في التجمع السلمي والتعبير عن المطاليب المشروعة . وعبرت عن استهجانها وعدم رضاها من نتيجة التحقيقات السابقة , بشأن استخدام العنف المفرط بالقوة , خلال الاحتجاجات الشعبية , وعبرت عن حزنها العميق . وحذرت الحكومة بأنها تعرض نفسها الى المسائلة القانونية وتقديم الفاعلين الى المحاكم الدولية.
× الحكومة البريطانية . ادانت بشدة العنف المفرط من الاجهزة الامنية العراقية . وهي ضد حقوق الانسان في التعبير السلمي ,وهو القلب النابض للديموقراطية .
× الحكومة الفرنسية عبر وزارة الخارجية . طالبت الحكومة ايقاف آلة القتل فوراً  , واطلاق حوار سلمي وديموقراطي في البلاد . كما ادانت القتل والاعتقال والاختطاف , وكذلك اغتال النشطاء والصحفيين .
× كشفت منظمة العفو الدولية ( أمنيستي ) عن معلومات جوهرية , حول القنابل الفتاكة , التي أدت الى قتل المئات من المتظاهرين واصابة آلاف من الجرحى والمصابين , بأن هذه القنابل المستخدمة هي أيرانية الصنع .
× طالبت منظمة الدولية هيومن رايتس ووتش ( المعنية بحقوق الانسان ) , الى وقف المساعدات العسكرية الى العراق . ودعت الى اجراء تحقيق  عاجل في مسألة قتل المتظاهرين من استخدام الغازات السامة والقتل المتعمد . وطالبت بكشف عن المجرمين والمسؤولين الذين اصدروا أوامر القتل ضد المتظاهرين  . وأكدت بأن الامن العراقي يطلق الغاز القاتل على رؤوس المتظاهرين .
× اضافة الى منظمات الدولية والانسانية . فقد اجمعت على العنف والقتل المفرط تتحمل مسؤوليته الحكومة العراقية , والحاجة والضرورة  والماسة الى الحماية الدولية , وتقديم المجرمين الى المحاكمة . وادانت اسلوب الحكومة العراقية في نهج القتل والعنف المتبع  , ويجب ان يطرح  امام المسائة القانونية الدولية , وتقديم المجرمين الى محكمة العدل الدولية . وان الحكومة العراقية تخلت عن مسؤولية  حماية الشعب العراقي . وان اي مجرم لن يفلت من العقاب , مهما كانت مسؤوليته وموقعه الحكومي . وطالبت الحكومة العراقية الى الاصغاء الى صوت العقل , قبل فوات الاوان . لان المجتمع الدولي لن يسكت عن الجرائم المروعة بحق المتظاهرين السلميين ...............
. ان يوم الحساب   اقترب من محاكمة  المجرمين والقتلة . سواء داخل العراق أو خارج العراق .
  جمعة عبدالله

242
المقاطعة البضائع الايرانية الرد الصاعق على فتاوى القتل
تصاعدت وتيرة  الغضب والانتقام من القيادة الايرانية , ضد الشباب المتظاهر في سبيل المطالبة بحقه الشرعي  ( نريد وطن ) . وقد افزعت ثورة الشباب , الوجود الايراني ونفوذه ,  في التحكم بالقرار السياسي وضعته  على المحك   .فقد زعزعت ثورة الشباب العظيمة الاحتلال الايراني ومرغته بقاذورات المياه  مجاري الصرف الصحي . وقد اصبح احتلاله للعراق في مهب الريح , واصبح الشريان المالي العراقي , الذي يصب في العروق الايرانية ويمنحه اكسير الحياة يترنح   .  لولا المليارات الدولارات  العراقية , لكان مصير الحكم الايراني في خبر كان . وفقدان الشريان المالي العراقي يعني بكل بساطة انهيار النظام الايراني ,  وسقوطه تحت الضربات الموجعة من  الازمات الخانقة التي يعاني منها   . وهذا ما يفسر الحملة العدوانية على ثورة الشباب . فقد  اصدر خامئني فتوى في اباحة قتل المتظاهرين . وحث عادل عبدالمهدي على تنفيذ الفتوى بادبادة وقتل المتظاهرين واستخدام القوة ضدهم بحجة انهم من مخربين وعملاء يهددون استقرار العراق في اعمال التخريب والشغب , ويجب مجابهتم بالقوة المفرطة  . كما اصدر رجل الدين ( كاظم الحائري ) فتوى بقتل المتظاهرين . حيث قال ان التظاهرات في الجنوب , هي من مجموعة من  شراذم . ومن يتطاول على صورة الخميني وحرقها , مهدور الدم ويجب قتله , وهم يعتبرون ثورة الشباب .موجهة ضد الوجود الايراني في العراق . ويهدد بأسقاط النظام الطائفي الفاسد التابع الى ايران   .  وهذا يدل بأن القيادة الايرانية تشعر بالخوف والقلق الجدي على  وجودها في العراق  , باعتباره سلة العنب والخبز . سلة  سرقة اموال وخيرات العراق  . لذلك دعايتهم الاعلامية تعتمد على التزوير والتحريف  .ويجدون الحل الامني  , هو الكفيل في كسب الجولة .
ان الرهان على كسب الوقت . هو رهان فاشل . وان ارسال ( سليماني ) هو لترتيب البيت العراقي لصالح ايران , وذلك يعتمد على اجهاض ثورة الشباب بالدم والاعتقال والاختطاف . بحجة مضحكة وهزيلة , بأن المتظاهرين هم من يستخدمون  العنف ضد القوات الامنية والعسكرية.
ان زيارة الشؤوم ( سليماني ) هو تدعيم الوجود الايراني , واغراق ثورة الشباب بالدماء . ودفع العراق الى حرب اهلية  : حرب شيعية / شيعية .
ان عادل عبدالمهدي , قد يطبق هذا المخطط الشيطاني واجباره على التنفيذ ,  في اجهاض ثورة العراق .  لكن الرد الصاعق  في استمرار عنفوان الثورة ,  وايقونتها في ساحة التحرير . ان الرد الحاسم للوجود الايراني , هي المقاطعة البضائع الايرانية,  في سبيل ايقاف عمليات القتل وسفك الدماء .ان  يوم  الخلاص والتحرير اقترب جداً .......   لقد دقت  ساعة التحرير .
 جمعة عبدالله



243

أضواء مقاربة من رواية ( هتلية ) الكاتب شوقي كريم حسن
براعة المتن الروائي يغوص الى اعماق المجتمع . ويستلهم مفرداته البارزة والطافحة على المكشوف . ويسترشف المنصات الاسطورة في الحضارات العراقية القديمة  , في المخاطبة والحوار  والدعوة والطرح  , برؤية  الواقع ومعايشته الفعلية والحقيقية  الجارية قديماً وحديثاً. وكذلك يستبطن ويستقرى جملة   تداعيات بخصوص الترث الديني والشعبي  ويحاجج موروثاتهما, وتأثيراتهما السايكولوجية على دواخل النفسية للانسان , ويعرج على الحالة الاجتماعية في القهر والمعاناة بكل بمفرداتها السقيمة  , هذا  التشكيل الروائي المركب  في البنية والبناء النص الروائي  , في صياغته ودلالته التعبيرية الدالة بعمق الايحاء والرمز الدال . من خلال توظيف تقنيات السرد الحديثة المتنوعة  ,  في تنوع اساليب الاستنطاق والبوح والحوار والمحاورة  , بما هو مكنون في الذات والسايكولوجية النفس والواقع  . قد برع المبدع الكبير ( شوقي كريم حسن ) في تقنية التداعي الحر , في منولوجيتها ومخاطبتها للاخر . في دياليكتيك الدرامي المتفاعل بين الحوار والمحاورة والمخاطبة , ليكشف ركام المعاناة والحزن الذي يغلي ويفور في الضلوع وفي الشارع . كما يتناول بجرأة الطرح والمناقشة مسائل الدين في رمزية كهنة المعابد , ورمزية الجنس ,  في تخفيف الازمة الروحية والنفسية . ويتناول بشكل جوهري , مسائل حيوية وجوهرية , في ازمنة المحنة العراقية عبر عقود من الانظمة الشمولية الطاغية , في منظومتها الفاعلة على الحياة والواقع . وكذلك  مسألة السلطة والدين وعلاقاتهما , وكيفية نتاج دولة هتلية  . التي تعتمد على العسف والحرمان والكبت والاضطهاد , سوى كانت السلطة مدنية فاشية . او سلطة  دينية فاشية . طالما يوحدها القهر الاجتماعي وتسخير الانسان لشرنقتهما , ليصبح عبداً مطيعاً , او خروفاً مطيعاً , يساق حسب الاهوى , لذبح ,  للحرب . للموت .  للسجن , للقمع والارهاب , للتسلط الذي ينبش انيابه في الجسد وعقل الضحية . ان تكون الحياة قرابين تقدم دون حساب , في الانتهاك والاستلاب . مما يجعل أنين الليل يطول في آهاته . سوى من ارباب السلطة الالهية بكهنة المعابد . او من القائد الاعظم , او من السلطة الابوية في العسف والكبت اليومي   . فأينما يدير الانسان الضحية وجهه  , يجد الصولجان والسوط أمامه  , ينهش جسمه وعقله . لتكون الحياة معتمة بالسواد , ليس فيها خيط من  لون آخر . طالما الدولة الهتلية بجميع مسمياتها واصنافها . تمنع السؤال وتعتبره خرقاً وتجاوزاً  لا يغتفر . هذه منصات المتن الروائي الذي برع بالتصوير الكامل لمادته الخام , التي هي من مكونات الواقع والحياة ومفرداتها  , وحتى من مكونات حياة المبدع الكبير ( شوقي كريم حسن ) حياته وسيرته وتجربته في المعايشة الحياتية   , بمراحل المتعددة والمتناقلة في ازمنة الاضطهاد والعسف . اي استطيع ان اسمي مادته الخامية للمتن الروائي , هي عين  الواقعية السحرية بآفاقها الواسعة في تعاطي تجليات الواقع بتناقضاته الشاسعة  , في تجلي واكتشاف مفردات في البيئة الاجتماعية الفقيرة , المنسية من الله والارض . يصبح الكدح الحياتي مجازفة في رمق العيش المر  . لذلك اشتغل السرد الروائي على المنولوج الداخلي والخارجي . ليعطينا بانوراما صراع الانسان الكادح مع الحياة تحت صولجان الدولة الهتلية . يستلهم الحكايات الشعبية وحكايات الاسطورة . ليكشف الوجع العراقي النازف في المحنة والمعاناة , بعناوينها المختلفة . اي ليدلل ان رحلة الانسان العمرية , هي خوص صراع متعدد الاطراف كالاخطبوط . في حياة تئن في وجعها , او هي عبارة عن مواكب توابيت متزاحمة . كأن العراقي منذ ولادته رضع حليب الحزن والمعاناة . لذلك ان جوهر رؤية النص الروائي , هي كشف افرازات الواقع وهمومه واشجانه الداخلية والخارجية , المتراكمة في الذات الخاصة والعامة  , او في خزين الذاكرة . لكن مع هذه المعاناة الثقيلة ,تجعله ان يخوص صراع متعدد الجوانب , من اجل  ان يجد له مكاناً تحت الشمس , لا مكاناً في الظلام . هذه التقنيات التعبيرية , التي هي نتاج الابتكار والخلق في البناء الروائي , المحكم في البنائية  الهندسية المرتبة والمنسقة ,  من خلال تداعي  الرؤى وفصول الرؤيا , التي قسمت في براعة احترافية متمكنة  في السرد الروائي , بما يحمل من ابداع ورؤية وموقف في الطرح . وكذلك تناوله بشجاعة بارعة في طرح المحظورات في ( الدين والجنس ) ووجه سهامه في اصابة الهدف بالصميم . حين يوجه انتقاده الشديد واللاذع الى هرم السلطة في دولة الهتلية . التي تجعل الاعمار بالحياة ضائعة , بين موت مؤجل , ومرارة الحياة التي لا تطاق ولا تتحمل . يطالعنا في اسلوب مدهش في عورات المحتمع في الدين والسياسة . التي تحصر الانسان في زاوية ضيقة ومحصورة , بأن تكون الحياة تعوي وتئن في الاستباحة والاستلاب قديماً وحديثاً ,  في كهنة المعابد القدماء  والجدد , الذين يسيرون على خطى القياس والمنوال نفسه   , نسخة طبق الاصل . ولكن بزي مختلف . وجوهر الحبكة الروائية , تدلل ان تراكم القهر والمعاناة , يولد الانفجار الكبير . وهذا مانجد وقائعه في هذه الايام العصيبة . بأن العسف والظلم والحيف .  لا يطول مهما كان لابد ان تأتي ساعة المخاض الكبير لتتفجر شظاياها   , في الانفجار الكبير الذي يقلب معادلة الدولة الهتلية . لذلك احاول استرشاف الاضواء المقاربة بين الامس واليوم . مهما اختلفت عناوين الدولة الهتلية . او في براعة ما اشبه اليوم بالبارحة .
  ××  لذلك نحن بصدد بانوراما الوجع والمعاناة الحزن  العراقي , في دولة يتحكم فيها الظلم وكبت والاستبداد , ويغوص في عمق هذا الثالوث المحكم بالشمولية . الذي ينتج دولة خرافية عميقة في القتل والارهاب وتجرع مرارة الموت في اصنافه المجانية  , ولكن حرمات ان تذهب الارواح هدراً وعسفاً ,  واكثر احتقاراً ان  يساوم بالمال ليستلم الجثة التي قتلت  غدراً وظلماً  . ياخسارة تروح يازين الرجال بهذا الاحتقار  (  من لايدفع هذا المبلغ عليه ان لا يفكر بأستلام جثته , وما لبث ان دخل ليجر بقايا روحي الى حيث التابوت الذي  كان ينتظر الفجيعة . اغمضت عيني , واجهشت باكياً , لا لشيء , سوى لأني رحت اتأمل ما نسميه وطناً وهو يساوم موتاه من اجل حفنة من الحقارات والكراهيات والموت المجاني !! ) ص15 , هذه دولة كهنة المعابد , الذين غيروا جلودهم من القديم الى الجديد , كالحرباء حين  تغير جلدها  , من اجل الاستمرار في نفس النهج في  تعاطي ( الهتلية ) بوصايا من رب الارباب . الذين جعلوا الحياة تعيش في  قاع الحضيض . تعيش في ركام انقاض من تبقى من النفايات . حياة موشومة بوشم السواد , في حياة تعج بكلاب كهنة المعابد . ليجعلوا الانسان يعيش في غربة واغتراب داخلي , ليؤدي دور الضحية الخاسرة , في يافطات الخراب والذل والمهانة . الرفض والسؤال جريمة لا تغتفر , في شريعة البسملة والحوقلة أو في شعارات القديمة التي بال عليها الزمن  , لكنها ولدت بثوب جديد  . وهم في الحقيقة شياطين مأزومين في قهر الانسان , وعدم سماع الصرخات والانين واستغاثة الضحايا . فلا مكان للفرج , وانما الحياة مشرعة ابوابها للحزن والنحيب  والمعاناة ,  بشكلها الواقعي واللاواقعي , أو بالاحرى  سريالية كهنة المعابد . التي تجهض الاحلام في مهدها , وتطلق العنان للكوابيس , هذه مشيئة رب الارباب كهنة المعابد  , وتوابعهم من اصحاب المقام والجاه من الكهنة ( الواويه او السحالي الداعرة ) , ان تنام الحياة على الخوف والقلق والمصير الاسود ( نحاول الولوج الى فضاء مآلاتنا التي لا نعرف لها مسافات تحدد وجودنا , ثمة دائماً ما ياخذنا الى امكنة مدجنة واخرى أشرس من انفسنا تزأر , فنروح نعاتب ذواتنا التي لا تعرف كيف تأخذ  الآمال  الى صدورها , تطشرنا الآهات , ونحن نرقب العيون التي لم تألف النظر اليها من قبل , فنسيح عبر اتجاهات غرابتنا التي ماعادت تستقر عند شيء , حين تنسكب عند خطانا المرتبكة) ص73 . هذا الفراغ الحياتي , الذي محاط بالانكسارات والاحباطات . كأن الحياة تمشي على توابيت مملوءة بالجثث . كأن الزمن مليء بالرعب والرايات والشعارات  السوداء المزيفة , في تواريخها المليئة بالزيف والخرافة  , في تاريخ مليء بالروائح الكريهة والفاسدة . مليئة بالنتانات العفنة . في تواريخ كتب بالزيف وحبر النخاسة الداعرة . لكنها تخلق ارباب للقدسية والتقديس   . ولكن يبقى هواجس السؤال لا غير يدور في الخوالج الداخلية للوجدان  , من أين جاءت هذه النتانات العفنة ؟ ., ولكن منْ يتجرأ على طرح السؤال ( سؤال واحد ..واحد لا غير .... لكن الاجابات عصية ..... مامر بخاطري يوماً أن ايامنا ستصاب بشيخوخة القهر .. كيف يمكن لقوة مستحيلة الاختراق أن تتحول برمشة عين الى ذرات من رماد وسموم .... لماذا لا تستقر الافكار عند شيء محدد .. عمري كله كان الخوف يصطاد أحلامي لكني اشعر اليوم بأنكسار الاحلام ..... وذهاب كل شيء الى فناء الايام لا اصدق .. ابدا لا يمكن تصديق ما حدث ؟ ) ص138 . ولكن هذه رغبة الامبراطور المجنون في بناء امبراطوريته  الجائرة بوصايا كهنة المعابد في راياتهم السوداء داخل نيران الهشيم . هكذا وبكل بساطة نستفيق على ضياعنا ومأساتنا , على جنون الحياة ولعبتها القذرة , لتجعل الروح مترنحة باليأس والتشنج والوجع , كل شيء في الحياة يبكي ويتكسر وينوح ,  ونستوحش الضياع . هكذا تساوت ازمنة القمع والظلم والحرمان , سواء من كهنة المعابد السابقين , أم من كهنة المعابد الجدد . والواقع في عدسة الجور والضياع والمتاهات التيه , في عدسة الترصد والمراقبة والتصيد . اصبحت حياة انسان صيدة تباع وتشترى , الكل مغلوب على امره , الكل يؤدون فروض القدسية للكبير . الجلاد والمهرج والشحاذ والضحية , الكل غارق في لجة الذل والمهانة . الكل حطب ووقود للحروب العبثية بأسم المقدس الاكبر , رب الارباب لكهنة المعابد . الذين خلقوا له اسطورة من حروف المجد , وشطبوا الاساطير الاخرى , فمنه يبدأ التاريخ وينتهي , او ربما به خلقت الارض وتنتهي به ( كيف يمكن ايقاف نزيف المحنة التي اراها تلاحق امكنتي وهي تحمل سكاكين الغموض / حاولت فك اشتباك المعنى / لكنها ما فاهت بكلمة واحدة / الدم يتصاعد / والاثام تتصاعد / الارض التي تمسك حظوظ الاساطير  ما عادت تكترث لشي / تحولت الامال الى رماد / والمعابد الى مباغي / والمناسك الى رغبات بالقيء والاستهانة/ الضياع وحده الحقيقة الراسخة ) ص166 . فما عاد لديك خيار في الحياة  . سوى ان تختار بحريتك طريقة موتك المفضلة  ,  هذه المساعدة تقدم بالمجان على حب الله    ( - كل ما نفكر به لمساعدتك ..... هو أن تختار طريقة ارسالك الى جهنم .. هناك ستجد كل شيء . . كل ما لم تجده في دنياك الفاسدة , يمكن ان تجده هناك ... أبن ....... فكر بطريقة الموت التي تريد ... لا بأس نحن ننتظر ..... ولكن انتظارنا لن يطول كثيراً ....... عليك ان تبتكر لنفسك طريقة موت .... عقلك يعرف طرق موت كثيرة .. ولكني شخصياً اعلن رغبتي بمساعدتك !! ) ص189 . هذه تراجيدية الكوميدية السوداء قديماً وحديثاً . في لعبة الحياة العابثة , ظلام  يشبه ظلام , بأن رائحة الموت تفوح في كل مكان . الحياة اصبحت خاسرة ( - قال انتهى كل شيء !!
قال - كان عليك ان لا تستسلم لهم !!
قال - لا فائدة أينما تولوا فثمة كاهن يطالبك بالموت !!
قال - حرام ان اجد نفسي محاطاً بكلاب تنتظر تحولي الى فطيسة نتنة !! ) ص209
اعتادت كلاب كهنة المعابد على نهش لحم الضحايا . من اجل خلق الرعب الحياتي ليكون شريعة الحياة وناموسها , ان يجعلوا الانساان ان يخاف من خياله . ان يجد نفسه في غفلة من الزمن مقتولاً , او ربما مرمياً في حاويات القمامة . لذا فان الحياة تظل تنزف بجراحها النازفة . ان يسقط الانسان في اعماقه . ولكن هل الرب يقبل بسرقة كهة المعابد للحياة ؟ هل يقبل بسارق يمتطي صهوة الكهنة , في مخادعة الرب . مثل هكذا رب لا يستحق التقديس . اذا لم ينتصر للمظلومين والخائبين . لا يستحق مثل هكذا رب يسرقون حتى في بيته ومعابده . ويذوقون عسل التمر المعتق , على انين الضحايا . لا يمكن ان تكون الحياة بيد الهكنة في صنعها كما يشاؤون ويرغبون  , لا يمكن للضحايا ان ينتقلوا من خندق الى خندق في انتظار الموت أو الجحيم المنتظر. لايمكن ان يمنع السؤال والكلام بالمحظور  ( - الرجل الذي لا يجيد الاسئلة رجل لا يجب ان يعيش ..... رجولة دون سؤال حلم عاطل ....... ما تعودتك تتمرغل بالخجل ... أو تتراجع عن سؤال ...الاجابات تقيك استباحة الاسئلة وتغسل واياك في ينابيع خرافاتك المحشوة في بيوت الدعارة .. والمشانق .... وعاهرات الدروب التي تشبه جلود الافاعي ؟!! ) ص21 .
ان تراكم المعاناة والوجع يولد الانفجار وتباشير الامل , هكذا تهمس ( عشتار ) ربة الحب والحياة في الاذهان   . بأن تعزف على موسيقى الرفض , وان تسير منتصب القامةفي عزفها  , تمزق الخوف الداخلي لتتحرر الى الحياة العريضة , لكي تجعل الانفجار بقوة الالم والمعاناة والكبت الداخلي  . عندها ستجد مروج الحياة بالانتظار  . ليس ثمة حنجرة ‘لا ان تعزف بشهقات النواح , ان تعزف في ابواب الكهنة ,  ولا تكترث لكلابهم المسعورة . لكي تكبر ابتسامة الامل والاغاني الانفجار  ( الاحلام تنصب متاريس الاسئلة , والارواح تغافل نومها لتطلق دخان ضجرها باتجاه الشوارع ) ص290
بهذه الانفجار المرتقب , انفجار الضحايا والمسحوقين والمحرومين .
 جمعة عبدالله

 



244
  ألف مبروك للاحزاب الشيعية في استخدام غاز الخردل
الحكومة وخلفها الاحزاب الشيعية ,  حاولت  ان تتخلص من مأزق سقوطها وانهيارها , في تجريب محاولات يائسة في التشبث بعرش السلطة والحكم والنفوذ . في اللجؤ الى ابشع الوسائل الاجرامية أنتقاماً , في القمع الدموي , في اجهاض ثورة الشباب العظيمة . التي باتت تهدد النظام الطائفي في المصير الاسود ولعنة التاريخ المجلل بالعار,  الطمر في  نفايات القمامة . لقد استخدمت كل وسائل الموت المروعة في الانتقام الوحشي . في ضرب الشباب المتظاهر بالغازات المحظورة دولياً . في قنابل الغازات المعبأ بعبوات بعشرة اضعاف , وكذلك معبأ بالغاز السام وغازل الخردل . الذي يصيب الجهاز التنفسي ويعطله عن العمل . اضافة الى انه يترك حروق في انحاء الجسم . ثم استخدام القنابل القاتلة , التي تخترق الجمجمة وتحرقها وتحولها الى شعلة من الدخان الكثيف . رغم مناشدات منظمة العفو الدولية في المطالبة بالكف عن استخدام هذا النوع من الغازات غير المسبوقة , والمحرمة دولياً . هذا يدل على الحقد والانتقام الاعمى ضد الشعب وثورة الشباب الجبارة , التي تسير في خطى متسارعة نحو النصر المؤكد . وتحرير العراق من الاحتلال الايراني البغيض , وارجاع دولة العراق المغتصبة , وطرد حاكم العراق الفعلي , وهو السفارة الايرانية في بغداد , والباقي طراطير وهتلية , ذيول ليس لهم شرف وضمير .
هكذا كانت ايران تصورت وتوهمت بأن العراق اصبح غنيمة لها الى الابد . بواسطة الاحزاب الشيعية الذيلية , التي كفرت بالعراق من اجل ( ماما طهران ) واصبحت بوق ينبح وينهق  في حضرة سيدهم ووالي أمرهم ( سليماني ) . لذلك تحاول تدمير العراق من اجل الاحتلال الايراني البغيض , اغراق العراق  بالدماء من اجل المحافظة على مصالح ونفوذ أيران في العراق . ولكن عجلة الثورة العظيمة سياجها ودرعها الصلب ,  الملايين من العراقيين الشرفاء والابطال . انهم يشعرون بيوم الحساب والقصاص اقترب اكثر من اي وقت مضى . لهذا السب يرتكبون الجرائم الوحشية المروعة . عسى ان تعود العجلة الى الوراء . انهم يفعلون نفس الاسلوب الفاشي لسلفهم المقبور  , وما أشبه اليوم بالبارحة . فقد استخدم سلفهم المقبور , سلاح الانفال والكيمياوي وغاز الخردل في الانتقام من الشعب الكوردي . واليوم تعيد الاحزاب الشيعية نفس النهج الانتقامي في ضرب الشباب المتظاهر بالغاز الخردل . وهذا الحقد الوحشي يقرب يوم سقوطهم واندحارهم اكثر واكثر .
لقد ترقب الشعب بعد استخدام غازل الخردل ضد المتظاهرين  . ان يطل عادل عبدالمهدي في خطابه , ان  يعترف بالجريمة النكرى في صحوة ضمير . ويعترف بأنه ارتكب الاجرام بحق الوطن والشعب , وانه يطلب الغفران والرحمة ويستقيل    . لكن الضمير الميت لا يمكن ان يصحو . بل خرج بعنجهية متغطرسة يقلد سلفه المقبور , في حزمة من  الاكاذيب والنفاق , في كذبة لا يتصورها العقل , بأن الحياة والاوضاع العامة , عادت الى روتينيتها الطبيعية , بحرص القوى الامنية في الحفاظ على حماية المتظاهرين , بأيمانه بحق التظاهر كحق شرعي للمواطنين , وانه يحترم هذا الحق الشرعي والمشروع . هذا الخطاب يعبر عن الانهزام والتخبط والضعف . وهي من اساليب الجبناء الغمان .
لذا فأن الوسيلة الوحيدة التي تركع الاحزاب الشيعية وولي أمرهم ( سليماني ) هو سلاح المقاطعة البضائع الايرانية . وهو سلاح مجرب اقوى من سلاح  الحرب . بأستطاعة العراقيين الشرفاء تركيع ايران واجبارها على احترام ارادة الشعب العراقي في وطنه العراق . اذا عرف ان حجم البضائع الايرانية الى العراق تبلغ 20 مليار سنوياً . هذا الشريان الاقتصادي يمثل اكسير الحياة للنظام الايراني المخنوق . ان تنفيذ المقاطعة سيؤدي بالحكم الايراني الى الانهيار . وهو السبيل الوحيد لانتصار ثورة الشباب العظيمة .  .    توكلوا على الله .                     وان غداً لناظره قريب
 جمعة عبدالله



245
السيناريو الايراني الجهنمي المعد لساحة التحرير
ثورة الشباب العظيمة , قلبت الموازين والمعايير , وخلقت وضعاً جدياً لم يكن مألوفا على مدى 16 عاماً من عمر النظام الطائفي الفاسد . انه يختلف جذرياً لم تعد الاحزاب الطائفية وحدها تملك الساحة العراقية , دون شريك ومنافس , لم تكن تخشى تقلب المناخات السياسية , طالما اصبح العهر والعمالة والذيلية تتحكم في مناخيرها . لم تتوقع اهتزاز عروشها بهذه القوة العظيمة من الهزات العنيفة  , التي باتت على وشك تكسيرها وطمرها في حاويات القمامة , كل الاحزاب والكتل السياسية , التي اشتركت بالنظام الحكم الطائفي وتقاسمت الكعكة والغنائم ,  لتجد نفسها في وضع لايحسد علية , مهدداً  بسقوطها وانهيارها التام , . لقد سقطت الطائفية وتوحدت المكونات باللحمة العراقية تحت راية الوطن . واصبحت الاحزاب الشيعية ( ملهوسة الريش والجناح  ) وعارية ومنبوذة . كأنها جرثوم سرطاني في جسد العراق , ولابد من استئصاله وقطعه .
وجد الاحتلال الايراني نفسة في مهب الريح العاصفة ,  لتقلعه عن العراق , وجد الحاكم الفعلي للعراق , وهو السفارة الايرانية في بغداد في وضع خطير . مهدداً   في الانهزام والسقوط والرحيل . وتحرير العراق من الاحتلال البغيض . لقد قلبت ثورة الشباب المجيدة ,  كل شيء لصالح الوطنية وعظمة الوطن  , الوطن اكبر من كل  الطواغيت والاحتلال . الوطن سيتحرر حتماً ,  بعزم المارد العراقي الجبار , الذي يخوض المنازلة في  سوح البطولة والتحدي والصمود , لقلع الجراثيم التي تعلقت في جسد العراق . لذلك فشلت كل الحلول في ايقاف المارد الجبار ,  واجهاض ثورته العظيمة , بما فيها الحل الامني بالقمع الدموي , بالرصاص الحي والغازات السامة , والقنابل المحرمة دوليا في اختراق الجمجمة , قنابل قاتلة , وليس قنابل غازات مسيلة للدموع . لكن الشباب تحدوا بصلابة , تحدوا الموت في سبيل الوطن . وزادوا  قوة وتحدياً بضخم المشاركة بالملايين التي احتلت الساحات والمدن , واعلنت الاضرابات والاعتصامات . انها ثورة مستمرة لا يمكن ان يوقفها الاقزام والذيول  . انها ماضية في تحرير العراق من الاحتلال الايراني البغيض , واسقاط النظام الطائفي الفاسد والعميل , بأنها ذيول لايران , اقزام ذيلية خالية من الشرف  والضمير . لهذا السبب تشعر القيادة الايرانية بالقلق والخوف الكبير , في انهيار مصالحها ونفوذها  في العراق , في  استخدام العراق كورقة رابحة لاطماعها العدوانية . تجابه بالرفض العام لوجودها في العراق , بانها الحاكم الفعلي الذي يعبث بالعراق ويسرق امواله وخيراته ويحرم الشعب منها  . ان ثورة الشباب كسرت شكوت ايران , لهذا السبب ارسلوا ( سليماني ) الى بغداد منذ شهر. يحاول ان يرتب الوضع العراقي  لصالح ايران  , وانقاذ النظام الطائفي الفاسد , لذلك يكتب ويشطب السيناريوهات تلو السيناريوهات  , في سبيل اجهاض ثورة الشباب حتى في اغراق العراق في الدماء  , وهو ما يحدث في المدن العراقية حالياً  , عبارة عن عنف وقمع دموي مئات الشهداء سقطوا وهم يرفعون  علامة النصر للعراق , الآف الجرحى والمصابين , والثورة في عز قوتها وعنفوانها العظيم , لان  سياجها المنيع هم الملايين من الشعب العظيم . كل السيناريوهات فشلت ولم تصمد . لذلك يلعبون لعبتهم الدمويةالاخيرة   في محاولاتهم الاخيرة , في غرق العراق في طوفان من الدماء , وقد جاء على لسان ما اعلنه المتحدث بأسم القائد العام للقوات المسلحة . اللواء عبدالكريم خلف , بأن الاستعدادات العسكرية جارية  لفض التظاهرات بالقوة  , في اقتحام عسكري لمطعم التركي ( جبل أحد ) واخلا ساحة التحرير من المتظاهرين  بالقوة . يعني اغراق العراق بالدماء , وفق شعار . أما نحن أو نحرق العراق . هذا المخطط الايراني الجهنمي , الذي سوف  يمر على ألآف جثث من  الشباب البطل . من اجل بقاء الاحتلال الايراني وانقاذ النظام الطائفي الفاسد .
لذلك على ثورة الشباب افشال مخطط سليماني الدموي ................................... والله يحفظ العراق وشعب العراق .
   جمعة عبدالله

246
خطاب الرئيس : عرب وين وطنبورة وين
كان الشعب يترقب بلهفة خطاب رئيس الجمهورية , بأعتباره حامي الدستور . ان يضع حداً لسفك الدماء التي ارتكبت ضد الشباب المتظاهر ,  ظلماً وعدواناً وغدراً . ان ينحاز الى صوت العقل والحكمة , ويقف مع مطالب الحق الشرعية , التي نادى بها شباب الثورة العراقية الشجعان. أن يضع حداً للازمة الخطيرة التي تعصف بالعراق . ان يطرح حلول ومعالجات حقيقية  . حتى يتنفس العراق الصعداء , وتنتهي رحلة العذاب والمعاناة والدماء  . ولكن من المؤسف والمؤلم , لا هذا ولا ذاك . جاء كأنه من كوكب او بلد لم يسمع عن العراق , لا من بعيد ولا من قريب . فكان هو في وادٍ والعراق في وادٍ  اخر تماماً . جاء الخطاب بائس وهزيل . كأنه أنشاء لطلبة المدرسة المتوسطة . جاء مليء بالعواطف المزيفة . لا معالجة الازمة ,  بأن العراق انتهكت كرامته وعزته , عراق غارقاً بالدماء والغازات السامة  , عراق معطل , ليكون سوقاً داخلياً الى ايران . عراق تعبث به المليشيات والحرس الايراني . عراق تحكمه السفارة الايرانية في بغداد . عراق يعيش الخيبة والاحباط واليأس . لذلك جاءت  ثورة المارد العراقي الجبار , لتنتشل العراق من المستنقع الايراني القذر . جاءت الثورة  لتحرر العراق من الاحتلال الايراني البغيض . جاءت لتحمي ثروات  وخيرات العراق من الحرامي الايراني . جاءت  لتسقط النظام الطائفي الفاسد , وتضع العراق على سكة الاصلاح والبناء . جاءت بحق العراقي بالحياة والعمل بالتغيير الجذري .
لهذا السبب هدد خامئني ثورة الشباب , التي اصبحت  تهدد الوجود الايراني بالرحيل عن العراق  . ولهذا السبب استشاط خامئني غضباً ووزمجر غضباً  بالتهديد والوعيد , في استخدام اقسى انواع  القمع الدموي ,  واعطى شرعية بقتل المتظاهرين المخربين  , ووصف ثورتهم  بأنها من اعمال الشغب بالتخريب يقوم بها المخربين والمشاغبين ,  عملاء امريكا واسرائيل والسعودية . لانه تحسس الخطر الجدي على وقف  ضخ المليارات الدولارات العراقية , لانقاذ نظامه من الافلاس والانهيار . 
جاء الخطاب الهزيل مليء بالوعود المزيفة  سيكون وسيكون ثم سيكون  ,  جاء الخطاب خارج اطار الازمة العاصفة ,  وما تفعل هذه الوعود الملئية بالاكاذيب ,  لا يمكن ان تنفذ وتحقق , وانما هي جملة من الوعود التي تلوكها الحكومات المتعاقبة , دون ان تحقق وعداً واحداً منها . لذلك ماذا ستفعل هذه الوعود :
- هل تستطيع هذه الوعود ان تتحقق بسحب السلاح من المليشيات ؟
- هل تستطيع احالة ملفات الفساد الى القضاء؟
- هل تستطيع ارجاع الاموال المنهوبة ؟
- هل تستطيع ان تلغي المفوضية العليا اللامستقلة والفاسدة ؟
- هل تستطيع ان تتمكن من تعديل وتغيير القانون الانتخابي في ظل نظام المحاصصة الطائفية ؟
- هل تستطيع ان تضمن اجراء انتخابات مبكرة , بشكل عادل ونزيه ؟ وليس مثل الانتخابات الاخيرة والكل يقول عنها مزيفة ومزورة .
- هل تستطيع ان توفر فرص العمل وتوفير الخدمات والاصلاح ؟  ,  واموال العراق تذهب الى ايران ؟
- هل تستطيع تشكيل مفوضية جديدة بعيداً عن المحاصصة ؟
- هل تستطيع محاكمة القتلة والمجرمين الذين اغرقوا العراق بالدماء ؟
لكنه يبشرنا بالخبر العظيم , بأنه  اتفق على  استقالة رئيس الوزراء ( ابو العدس ) ليأتي بديله ( ابو الفاصوليا ) وتعود حليمة الى عادتها القديمة . وكان من المفروض من رئيس الجمهورية , ان يطرح الحلول والمعالجة الجذرية , التي تنقذ  العراق من الهلاك والخراب . مثل  هذه النقاط :
1 - تشكيل حكومة انقاذ وطني من التكنوقراط غير مرتبطين بالاحزاب والحزبية , لفترة محدودة , تهيء الظروف المناسبة . لتغيير القانون الانتخابي بقانون عادل ونزيه , وتحقيق الاصلاحات الفورية لصالح الشباب
2 - تشكيل مفوضية العليا  الجديدة المستقلة
3 - ان تكون الانتخابات تحت اشراف دولي
4 - محاسبة القتلة والمجرمين وتقديمهم الى المحاكمة
5 - انصاف الشرائح الفقيرة والعاطلين بمساعدات شهرية . وتوفير فرص العمل للشباب بشكل فوري
6 - يجب ان يعرف الشعب من هؤلاء القناصة الملثمين ذوي  الزي الاسود , من أين جاءوا ؟ وما هي الجهة التي ارسلتهم ؟ ومن المسؤول أو المسؤولين الذين سمحوا لهم بالقتل الدموي ضد المتظاهرين ؟
7 - خفض الرواتب من رئيس الجمهورية الى المدير العام بنسبة 50% . وتخفيض الحمايات بعدد محدود
8 - استغلال الكوادر العلمية والفنية في التوظيف , دون معايير حزبية
9 - تعويض الشهداء والجرحى بشكل مناسب ,  يكرمون  بعطاءهم الوطني البطولي
ان الحلول الهامشية والترقيعية , تصب الزيت على النار , ولا يمكن للتغيير الجذري ان يتحقق , إلا باسقاط النظام الطائفي الفاسد .......................... والله يستر العراق من الجايات !!
    جمعة عبدالله



247
ماهو موقف المرجعية من المجزرة يوم الاثنين  الاسود في مدينة كربلاء المقدسة ؟

 الحكومة  والاحزاب الشيعية . يقودون أنفسهم والعراق الى الانتحار السياسي ( أما نحن أو نحرق العراق ) بالحقد الاعمى والانتقام الدموي . دون اي اعتبار او قيمة أو منزلة الى المقدس الديني . بهذا التهور المجنون , ارتكبوا مجزرة دموية مروعة ,  في مدينة كربلاء المقدسة , في حضرة الامام الحسين , التي تحولت الى مدينة دماء وانتهاك وحشي لم يسبق له مثيلاً , حتى في اقوى النظم الفاشية والدكتاتورية , وحسب أحصائيات المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق , فقد تحدثت عن سقوط 18 شهيداً و865 مصاباً ومئات الاعتقالات . في مداهمة وحشية في اعتصام سلمي تحت حماية قوات الجيش والشرطة المحلية , وكانت الاجواء هادئة تماماً  بين الطرفين . ولكن فجأة اقتحمت سيارات محملة بالملثمين بالملابس السود ,  وفتحوا النار الحي بعنجهية وحشية ودهست سيارتهم المتظاهرين دهساً   . واطلقت الغازات السامة , وليس الغازات المسيلة للدموع , يعني انتقام وحشي صارخ , ودون اي اعتبار لقدسية مكان الامام الحسين , انتهاك صارخ لحرمته وكرامته ومنزلته المقدسة . وكل المؤشرات تدل على ان الملثمين هم , أما  من الحرس الثوري الايراني , او من المليشيات المرتبطة بايران . طالما كانوا المعتصمين مجتمعين سوية مع القوات الجيش والشرطة  وبحمايتهم . . ولكن هؤلاء الغزاة الوحوش والجبناء مزقوا بكل خسة ودنائة  وحشية , منزلة  المكان المقدس . وهو استفزاز الى مكانة وقدسية الامام . ان تراق الدماء الشباب في مرقده المقدس وقرب منه . هذا يدعونا الى الطرح السؤال , اين صوت المرجعية الدينية في الدفاع عن حرمة المكان المقدس ؟ ماهو موقفها ازاء هذا العمل الاجرامي  الجبان في حضرة الامام ؟ وهل يستحق السكوت في هذا الانتهاك الصارخ للمذهب الشيعي وغض الطرف والتساهل به ؟ أم ترفع صوتها بالدفاع عن حرمة المكان المقدس , وتطالب في اجراء تحقيق فوري وتقديم القتلة الى العدالة والقصاص . مهما كانت الجهة التي ينتمون اليها . لان قدسية الحسين اكبر من اي اعتبار , وارفع منزلة من اية جهة كانت  .
وقد ارتكبوا مجازر دموية في عقر دار الامام المقدس . ولا يمكن التساهل , في تقديم التبريرات والحجج السخيفة , بحجة انها فبركات كاذبة لم يقتل أحداً ولم تدنس حرمة الامام . هذه الذرائع السخيفة بهدف تبرئة المجرمين الوحوش . ولا يمكن الهروب من المسؤولية عن العمل الاجرامي الجبان  . ولا يمكن تكذيب الشهداء والمصابين والفيديوهات الحية موجودة , تدلل على وقوع  الفعل الاجرامي  الدموي المروع . يكفي عاراً  للاحزاب الشيعية الفاسدة والمجرمة . ان تسكت على هذا العمل الجبان , وسيكتب التاريخ , بأن الامام الحسين انتهكت حرمته وقدسيته , في زمن البعث الفاشي , واليوم في زمن الحكم الشيعي . لذلك على المرجعية ان ترفع صوتها  المدوي ازاء جريمة  تمزيق قدسية الامام الحسين  , ولا يمكن ان تمر بدون محاسبة وعقاب     ........................ والله يحفظ العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله


248
الدعوة الى الاعتصام تطور نوعي في أنتفاضة الشعب العراقي
هكذا يدمرون العراق واغراقه بسفك الدماء الطاهرة  , بأسم المنصب والبرهان على  انهم ذيلول حقيرة الى أيران , . وفي تثبيت اركان  عروشهم على جماجم الشعب المنتفض . انهم يمارسون الفاشية الدينية بأحقر اشكالها الوحشية والبشعة . في سفك الدم العراق لشباب في اعمار الزهور . وان تنفيذ  الحل الامني يعني استمرار في القمع الوحشي .  في اباحة  سفك الدماء بأصرار همجي , ضد مبادئ الاديان السماوية , وشرائع القوانين ونواميس الحياة والاخلاق الانسانية  . والاحزاب الشيعية الفاسدة والعميلة , احترقت كل اوراقها , لكنهم لا يمتلكون الشجاعة والكرامة في الاعتراف بالفشل . وان الاصرار على القمع الدموي . كما يعتقدون الكفيل لصيانة عروشهم التي تلطخت بالدماء الشباب  . فهم واهمون لانه لايمكن اخماد صوت الشعب الذي مزق مكانتهم ودفعها الى مجاري الصرف الصحي . ان السلوك الفاشي الدموي , لا يمكن ان ينقذهم من حساب الشعب العسير بالقصاص . لذلك من المحال الانتصار على الشعب ,  مهما استخدوا الاسلوب الفاشي الدموي , وانتفاضة الشباب الجسور والبطل ,  مستمرة في التصاعد ومساندة شعبية عارمة   , رغم فداحة ضريبة الدم الباهظة .لقد ثبت بالبرهان الدامغ انهم اقزام وذيول  . وجبناء في اطلاق الرصاص الحي على صدور الشباب , فأن العراق ينهض بروحه الوطنية الخلاقة بالعزة والكرامة , ولا يمكن ان يكون ورقة في يد ايران بكل سهولة  , لتجعل منه ساحة صراع وتصفية الحسابات .
ان الاحزاب الشيعية ومليشياتها المجرمة , يعيشون في ورطة حقيقية , في مأزق وتخبط وارباك حقيقي . لقد فشلوا في اسلوب  القمع الدموي , فشلوا في الحل الامني , فشلوا بالوعود المخادعة . فشلوا في تكميم الاعلام وغلق الفضائيات ومطاردة الاعلاميين  , فشلوا في مطاردة نشطاء التظاهرات واعتقالهم من داخل بيوتهم , فشلوا في التهديد والاختطاف الشباب  . فشلوا في فرض قوانين صارمة في القمع  , بأن كل من يشارك في التظاهرات يطبق عليه قانون الارهاب بما فيه عقوبة  الاعدام . فشلوا في السيطرة على المدن والمحافظات رغم قانون منع التجول .انهم يزدادون عزلة وارتباك وتخاذل مرير  . لذلك أنبرى احد قادة المليشيات المرتبطة بأيران ( أبو مهدي المهندس ) ان ينهق ويزمجر  بالتهديد والوعيد . بأن المليشيات ستتدخل في الوقت المناسب , والمضحك بالسخرية كأن المليشيات  لم تتدخل مع أول اطلاقة شرارة الانتفاضة الشعب العظيمة في 1 - 10 - 2019 . ويطالب من كل السياسيين مساندة رئيس الوزراء  , وعدم طلب استقالة  عادل عبدالمهدي . هذا يكمن بأنهم في الخوف والارتباك الشديد ,  بأنهم في خانة الخاسرين والمهزومين . وان الدعوة الى الاعتصام في كل المدن والمحافظات في الاضراب الشامل , سيكون المطرقة التي تكسر ظهر أيران , وتجعل ذيلولها تفكر في الهروب والانهيار ,  ان الدعوة الى الاعتصام هو تطور نوعي في مسيرة انتفاضة الشعب , والرد المناسب على الحل الامني , ويجعل المليشيات والقوات الامنية في حيرة وتخبط وارتباك ........................... حفظ الله العراق العظيم والشباب  الابطال . وألف رحمة الى شهدائنا الابرار
  جمعة عبدالله


249
المارد العراقي الجبار كسر عنجهية الاحتلال الايراني البغيض
ظنت او توهمت القيادة الايرانية , بأنها وضعت العراق في جيبها , واصبح لعبة بيدها وانتهى امره لا يمكن الفكاك من الاحتلال الايراني , واصبح ورقة رابحة في يدها , وخاصة وان من يحكم العراق بشكل فعلي وحقيقي , هم المليشيات المرتبطة بايران , ( رأسها في ايران وذيلها في العراق )  , فبيدها القرار والمصير , وكل الباقي كارتونات مزيفة , أوخرفان مطيعة تحت اقدام خامئني . وان رئة النظام الطائفي الفاسد والمجرم , هي  ايرانية قلباً وقالباً . وحتى حياته وعمره مرتبط بالوجود الاحتلال الايراني البغيض والكريه . واصبح العراق الشريان الحيوي لايران يمدها بالمال والخيرات , واصبح سوق ايرانية داخلية  . من اجل تخفيف الازمة المالية  والاقتصادية الخانقة , التي باتت تهدد النظام الايراني بالانهيار . وهذا ما يفسره معنى التشبث بالعراق , حتى لا يهرب من جيبها , وينحسر نفوذها في المنطقة , وتخسر الشريان الاقتصادي المهم  ( حوالي قيمة الصادرات الايرانية للعراق تقدر 20 مليار دولاراً  سنوياً  , في ظروف الحصار الدولي الخانق على ايران . لكن بالمقابل ينحرم العراق من استغلال خيراته وامواله , اذا كانت تصب في الشرايين الايرانية وليس العراقية . لذلك تراكم الغضب الشعبي , من الازمات والحرمان من حق الحياة والعمل والخدمات , فكل شيء معطل ومهمل في العراق  .  .
لذلك لم يخطر في بال القيادة الايرانية , ان ينهض المارد العراقي الجبار ويقلب المعادلة على رأس ايران والمليشيات المرتبطة بها . ويزعزع عروش الحكومة ومليشياتها الحاكمة في العراق . ان يرفع صوته المدوي ضد الاحتلال الايراني البغيض , في المطالبة بتحرير العراق من الجيب الايراني الكريه . هكذا هبت انتفاضة الشباب البطل , بالمطالبة  بوطن .وهذا ما يفسر اختيار  الحكومة واحزابها ومليشياتها , الحل الامني الطريق الوحيد  في اجهاض انتفاضة الشعب وغرقها بنهر من الدماء , وغلق تماماً المسار السياسي , لانه لا يريدون ان يتنازلوا قيد انملة , او خطوة الى الوراء . وان بديلهم المفضل الحل الامني . يعني المزيد من الدماء والعنف والانتقام بقتل المتظاهرين . يعني هذا الطريق الخطير , حتما سيؤدي الى حرب شيعية / شيعية . الى المزيد من العنف الدموي , وفي ظرف يومين سقط حسب التصريح الرسمي من المفوضية لحقوق الانسان في العراق , وهي منظمة مستقلة , حيث ذكرت بسقوط  64 شهيداً واكثر من 3000 جريحا ومصاباً , والارقام في وتيرة متصاعدة , طالما لم يتوقف اطلاق النار على المتظاهرين .
رغم الدعاية المزيفة والحقيرة والهزيلة , التي اصبحت مدار سخرية واستهزاء بالتصريح القراقوشي من وزرة الداخلية , او هي بالاحرى وزارة النفاق الداخلي , ادعت بالنفاق السخيف , بمثابة هروب الجبناء من الجريمة . حيث ذكرت بأنها ( تسعى جاهدة الى الحفاظ على ارواح المواطنين وعدم الاعتداء عليهم , بل قامت بتأمين  حماية المتظاهرين , بكل مسؤولية وضبط النفس , وعدم استخدام السلاح الناري ضد المتظاهرين ) هذا التصريح حتى لا يقنع حتى  المجانين لتفاهته الساذجة  . لذلك نتوجه الى هذا الجهبذ العبقري الذي كتب هذا التصريح . منْ قتل المتظاهرين بهذه الاعداد الضخمة  ؟ ,  مئات الشهداء والآف الجرحى والمصابين ؟ وماهي الجهة المسؤولة عن أراقة  الدماء ؟  . ومن الطرف الذي  مارس العنف والانتقام الدموي  ؟ ومنْ هو الطرف الثالث , او القناصة المجهولين ؟ من اين جاءوا من كوكب المريخ أم من الصومال أم من كواكب جنية غير مرئية ؟ هذه المهازل وهذا المنطق يعني استخفاف بعقولهم وليس بعقول غيرهم . ولا يمكن ان يقنع الرأي العام الداخلي والخارجي , ويدل بأن حاكمهم الفعلي وولي أمرهم الايراني , اوقعهم في ورطة عويصة  لا خلاص منها . وان الامور بهذه العقليات الغبية والجاهلة والعميلة , يقودون العراق الى الهلاك والخراب .   ولا يمكن  يتوقف مسلسل الدم . إلا بطمرهم في حاويات القمامة , والتخلص من  الاحتلال الايراني البغيض والكريه ........................... والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله


250
القتل والقتل ثم القتل حتى تدمير العراق
بعد خطاب عادل عبدالمهدي , قبيل انطلاق التظاهرات بيوم التحدي الكبير . تعهد بحماية التظاهر وممارسة الشعب لحقوقه الشرعية . وقد ألزم الاجهزة الامنية بعدم اطلاق الرصاص الحي على صدور المتظاهرين المحتجين . لكن هذا التعهد تمزق . أو ربما هو اشارة بالضوء الاخصر في شرعية تنفيذ  القتل والاجرام . أو ربما الرجل لا يملك السلطة الفعلية , وانما الاخرين هم يديرون قيادة السلطة والحكم . وهم الذين يصدرون الاوامر بمجابهة المتظاهرين باطلاق الرصاص الحي , وما هو إلا خادم ذليل وخروف ومطيع , في مقابل قبوله بالمنصب , وان يكون دوره  إلا كدور  ( خيال المأته ) لا في العير ولا في النفير . ومازاد في السلطة إلا خردلة .  بدون صلاحيات . والحاكم الفعلي في العراق , هم المليشيات المرتبطة مع  ايران قلباً وقالباً , وهؤلاء باعوا العراق مجاناً  ,  كأنما باعوا ضميرهم وشرفهم وعرضهم . وهم لا يعرفون من السياسة وسلوك التعامل , إلا عقلية الدم أو سفك الدماء . ولا يعترفون للشعب في حق التظاهر , في منهجهم  الدموي , الذي يقود الى العواقب الخطيرة . الى الفوضى والانفلات والصراع الدموي بين ابناء المذهب الواحد ( الشيعي )  , بالتالي ستكون النتيجة تدمير وتحطيم العراق , وهذا ما تسعى اليه أيران في مخططها الجهنميوالعدواني  ,  ضد العراق والعراقيين . وعادل عبدالمهدي يلعب بالوقت الضائع , في تدمير العراق . فلن يتوقف القتل , ولم تتوقف الاجهزة الامنية  بأوامر من المليشيات المرتبطة بأيران , في تنفيذ أوامر  القتل والاجرام . لذلك عادل عبدالمهدي تماطل في كشف  ملابسات قتل المتظاهرين , واخفى الحقيقة والوقائع الدامغة , وتستر على القتلة والجناة . وزاد غطرسة وصلافة أكثر , بموقف المرجعية الدينية   , التي وقفت على الحياد . فلم تحاسبه على انتهى مدة اسبوعين , ثم المصيبة الاكبر , ساوت في خطبتها الاخيرة , بين الجلاد والضحية , او بين القاتل والمقتول . وهذا الموقف لا يخدمها ولا يشرفها , وان ( السكوت عن الحق شيطان أخرس / قول الامام علي ( ع ) ) . لذلك ضريبة الدم الباهظة ,  تكررت في هذا اليوم يوم الجمعة . يوم  التحدي الكبير . نفس مسلسل الدم واراقة الدماء في مطلع شهر تشرين ( 157 شهيداً و7000 مصاباً وجريحاً ) تعود بالنهج الدموي في غطرسة وحشية ضد المتظاهرين السلميين . وحسب التصريح الذي افادت به مفوضية حقوق الانسان في العراق . ذكرت . بوقوع 30 شهيداً و 2312 جريحاً ومصاباً . والارقام في وتيرة متصاعدة , بسبب  مسلسل العنف الدموي لم يتوقف . وكل ساعة تزيد الارقام الضحايا من الشباب الابطال ,  ظلماً وغدراً وعدواناً . واصبح   الشعب اعزل أمام  آلة الموت والقتل ., ولا يمكن ان يتوقف ,  إلا بطلب الحماية الدولية من هيئة الامم المتحدة  والمجتمع الدولي ومنظماته الدولية والانسانية   , في انقاذ شعب يتعرض الى الابادة  الحقيقية  ,  من المليشيات المرتبطة  بايران .والوجود الايراني ,   هو بمثابة الاحتلال العسكري الغاشم  , لابد ان تقوم   هيئة الامم المتحدة بدورها المطلوب  , وكذلك المنظمات الانسانية والحقوقية , بالضغط على ايران , لتوقف جريان الدم العراقي , وان تسحب يدها عن العراق . وإلا فان بشاعة المجازر الدموية , لم ولن تتوقف .................................... والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله


251
 
نتائج التقرير الحكومي : حكم قراقوش براءة القاتل واعدام القتيل


 جاءت نتائج  التقرير الحكومي حول الاحداث الاخيرة بقتل المتظاهرين المحتجين . وعن استخدام القناصة  بالقتلالمتعمد  , الذي طال الآف القتلى والجرحى والمصابين . جاء بشكل هزيل بعيداً عن الواقع والحقيقة , بأنه يمثل مهزلة المهازل . وهذا يدل بشكل دامغ , بأن الحكومة وبرلمانها واحزابها الحاكمة . غير جديرون بالمسؤولية والحكم . فليس غريباً ان تتخبط ولا تعترف بالحقيقة , ولم تملك الجرأة في مصارحة الشعب . لهذه الاسباب جاءت النتائج مهزلة ووصمة عار لهم  . ان تحمي وتعطي حصانة للقتلة المجرمين , الذين سفكوا دماء الشباب بدم بارد . فمازال القتلة والجناة أحراراً بعيدين جداً  عن السؤال والمحاسبة والعقاب . ومازالوا يمارسون مهنة القتل والجرائم والاختطاف والاعتقال  دون رادع . هذا الحكم القراقوشي  في براءة القتلة الجناة , وادانة القتيل . ولحد آلآن لم يطلق سراح مئات المحتجزين والمعتقلين . لم يعرف لحد آلآن مئات المختطفين والمغيبين , ولم يعرف مصيرهم . ولم تفعل الحكومة على الاقل , في أبداء حسن النية في اطلاق سراحهم  , واطلاق سراح المختطفين والمغيبين . مازال مصيرهم مجهولاً  . ولم تتوقف اداة الاجرام والقتل المتعمد . وهذه نتائج التحقيق الحكومي , جاءت  مضحكة ومهزلة وسخرية , حتى انفسهم من كتبها  لم يقتنعوا بها . ومازالت جملة من الاسئلة على لسان كل عراقي شريف . من هم القتلة والجناة ؟ وماهي الجهة التي اصدرت أوامر القتل ؟ ومن هم القناصة الذين شاركوا في القتل والاجرام ؟. من أين جاءوا ؟ .  ومن أي دولة ينتمون ؟ ولماذ لم يتوقف القتل في ملاحقة المصابين حتى داخل المستشفيات ؟ !! وبالتالي هل نعرف من هي الجهة التي سفكت دماء الشباب ؟ . ومن الجهة المتورطة في القتل والاجرام ؟ .
أن نتائج التقرير الحكومي هو بمثابة  طعنة نجلاء للشعب .  في الاستهتار والاستخفاف بالدم العراقي . مثل هكذا حكومة هزيلة فقدت شرعيتها , ويجب تقديمها الى العدالة بجريمة الخيانة الوطنية العظمى . يعني وجود  هذه الحكومة أكبر جريمة بحق العراق . وبقائها يزيد الطين بلة , أو صب الزيت على النار . ولا يمكن ان تتوقف وتيرة العنف الدموي بالقتل والاجرام . وانها ستزيد حريق الغليان الشعبي الساخط المطلب برحيلها . وحتى الصامتين والمترددين أقتنعوا بهزالتها ونفاقها , وبصواب التظاهرات الاحتجاجية لطرد اللصوص والقتلة  . ولا فائدة من الوعود التي اطلقتها في سبيل امتصاص النقمة الشعبية العارمة , وان مصير هذه الوعود , كمصير سندات التملك المزيفة , أبان حملة الانتخابات البرلمانية , التي رميت وعود سندات التملك في سلة المهملات  .
والسؤال الكبير . لماذا انتفاضة الشعب اللبناني دخلت يومها السابع , ولم يسقط شهيداً واحداً , واصبحت التظاهرات عرس ديموقراطي .  ونزهة للعوائل والاطفال , بينما في العراق التظاهرات تقابل  بالقتل والاجرام المتعمد. وحتى نتائج التحقيق الحكومي , لم تعترف به هيئة الامم المتحدة ( يونامي ) في تقريرها حول الاحداث الدموية المروعة بحق المتظاهرين السلميين . فقد حملت الحكومة ,  مسؤولية القتل المتعمد , في تقريرها الذي أشار بأن ( السلطات العراقية ارتكبت انتهاكات وتجاوزات خطيرة لحقوق الانسان ) واضافت ( بأن قوات الامن أفرطت في استخدام القوة في مواجهة المحتجين , ونفذت اعتقالات جماعية ) كما أدانت المنظمات الدولية والانسانية والحقوقية , نتائج التحقيق الحكومي الذي جاء بالمغالطات والتستر عن القتلة والجناة بحق المتظاهرين . وجاء مخالف للواقع والحقيقة .... فكيف يريدون اقناع الشعب في مهزلة حكم قراقوش ؟ انها مهزلة المهازل لنظام الحكم   الطائفي الفاسد والمجرم  ................................ والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


252
أهلاً بكم يا أبطال الميادين أنتم عزة العراق
ان التخمة والشراهة في الفساد . خلقت  مخلوقات هجينة في وحشيتها البشعة ,  روبوت الفساد والاجرام  , بحيث لها استعداداً  كاملاً , ان تحرق العراق وتحوله الى جثث ودخان وفحم   . ولم تتنازل قيد أنملة عن شراسة وشراهة الفساد المتغلغل في اعماقها  , ويمشي  في عروقها وشراينها . ولا يمكن ان تتنازل حتى لو زلزلت الارض بزلزالها المدمر  . لهذا السبب  جابهت التظاهرات الاحتجاجية ,  بالقمع والارهاب الدموي , في ارتكاب مجازر بشعة ومروعة في حق المتظاهرين السلميين. ان ما حدث من القمع الدموي واراقة الدماء , لم يشهد له التاريخ مثيلاً  , حتى في اعتى القوى  الفاشية والدكتاتورية . القتل بدم بارد ,  دون قيم وضمير واخلاق . بهذا الشكل يتشبثون في دولة الحرامية واللصوص في عوروشهم الالهية  . حتى لو شقوا نهراً ثالثاً من الدماء العراقية  . بواسطة مليشياتهم البلطجية  , وشبيحتهم المرتزقة , التي ظهرت مؤخراً مدعومة من مكتب رئيس الوزراء  , واذا اضطر الامر ان يطلبوا مجدداً ,  الاستعانة بالقناصة المحترفين على القتل وسفك الدماء من دولة  الارجنتين المجاورة . في مجابهة حق شرعي يطالب به الشعب , بحصة من خيرات الشعب , والتظاهر حق شرعي في الدستور . لكن النظام الطائفي الفاسد والاحزب الشيعية المجرمة , لا يقرون لا بقانون ولا شريعة ولا دين ولا ناموس يردعهم . سوى  القتل وسفك الدماء ,  ولكن  تحت غطاء الدين والمذهب . ان هذه الجرائم المروعة , في سبيل انقاذ تخمة  فسادهم ولصوصيتهم  , حولوا العراق المنكوب والمنكود . الى حداد ومآتم حزن , هذه الكارثة الدموية , تبقى وصمة عار في جبين الاحزاب الشيعية الفاسدة والمجرمة . ولكنهم اغبياء وجهلة , بأن الدم والقتل والارهاب ,لا يثني الشعب ويكسر أرادته ,  بالدوس على كرامة الشعب والوطن , ان صوت الشعب المدوي يستطيع ان يطيح بعروشهم ويرميهم في مزبلة القمامة  , بأن أرادة الشعب أقوى من جبروتهم , اقوى من مرتزقتهم وبلطجية شبيحتهم , اقوى من القناصة فرانكشتاين المرعبة والوحشية
انهم يعيدون ذكريات الماضي البغيض والسيء الصيت مجدداً في عهد الفاشية المقبورة  ,  ولكن هذه مرة تحت الزي الدين والمذهب , وان الشعب على موعد تاريخي في التحدي الكبير في يوم 25 - 10  - 2019 يوم النصر العراقي المظفر  . والتجربة أنتفاضة الشعب اللبناني درساً بيلغ الدلالة للعراق  , فقد  خرج الشباب اللبناني البطل  الى الشوارع  في ثورة اصلاحية عظيمة , رغم أن  النظام السياسي  الطائفي , استجاب في  ورقة اصلاحية من  17 بنداً , بعد  موافقة مجلس الوزراء اللبناني عليها  . وكل بند من هذه البنود تكسر ظهر الفساد , ففي العراق لايمكن ان يتحقق بنداً وحداً منها ,  لو تحول العراق الى انهار من الدماء , لو تحول العراق الى حرائق وفحم , ولكن اصرار الشعب العراقي بشبابه الابطال ,  هو اقوى في اسقاط  عروش الطغاة . وهذه بعض القرارات التي وافق عليها مجلس الوزراء اللبناني وهي 
1- خفض موازنات المجالس والوزارات والهيئات الحكومية بنسبة 70%
2 - خفض رواتب الوزراء والنواب بنسبة 50%
 3 - اصدار تشريع قانون من أين لك هذا ؟ بالتصريحات العلنية الى الاعلام  لكل مسؤول في الدولة  .
4 - أيقاف البحثات الحكومية الى الخارج  , إلا بموافقة مجلس الوزراء , على ان تخصص مبلغ ثلاثة آلآف دولار فقط  ( 3000) لسفرة واحدة .
5 - ألغاء وزارة الاعلام وهيئات العامة لها .
6- اصدار قانون لاستعادة الاموال المنهوبة .
7 - رفع الضرائب على ارباح المصارف والبنوك بنسبة 34 %
8 - اقرار الدعم الاجتماعي وتخصيص مساعدات شهرية للعوائل الفقيرة . واقرار الضمان الاجتماعي للشيخوخة
9 - اقرار قانون لدعم  القروض  لسكن .
 ولكن الشعب اللبناني بجماهيره الثائرة في الساحات والمدن , رفض هذه الاصلاحات , وانما أصر على أسقاط النظام الطائفي الفاسد . وقد عبر رئيس الوزراء في حالة رفض الشعب هذه  الاصلاحات سيقدم على الاستقالة والدعوة الى انتخابات مبكرة .
 هذه العزيمة القوية من الشعب اللبناني , تزيد من عزيمة  الثورة الشبابية في العراق , وهم  على موعد كبير . موعد التحدي العراقي . والنصر دائماً  مع الشعوب المكافحة في الحرية والتحرير .
وهذا رابط الفيديو في اعتراف خطير لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي , يسقط كل الذرائع والحجج في قتل المتظاهرين السلميين :

https://youtu.be/tULDpB09gzU
  جمعة عبدالله

253
لماذا غاب فرانكشتاين الارجنتيني عن التظاهرات في لبنان ؟؟!!

عصفت في لبنان التظاهرات الاحتجاجية . على الظروف الاقتصادية الصعبة  , بسوء الادارة والحكم . التي جعلت الازمة يتحملها المواطن في اعباء مضاعفة شاقة . ترهق حياته اليومية والمعيشية . وجاءت ضريبة الرسوم الضريبة على الانترنت , او ( الواتساب ) بقيمة مالية مضافة حوالي 20 سنت ( ربع دينار عراقي ) . بهدف تجميع مبلغ 200 مليون دولارسنوياً  , يساهم في جزء بسيط في تخفيف الازمة المالية الحادة  .  فكانت الشرارة التي اشعلت الجماهير بالمظاهرات الاحتجاجية على الحكومة ونظام الحكم الفاسد من الاحزاب اللبنانية ,  التي تفكر في مصالحها الحزبية والطائفية . فقد هاجت الجماهير الشعبية الى الشوارع  والساحات, وقطع الطرق وتعطيل الحياة العامة , وحرق اطارات السيارات , وقيام بأعمال شغب , حتى عم سماء بيروت دحان اسود كثيف , وعطلوا جلسة البرلمان . وتوجهوا الى القصر الجمهوري . وهددوا باسقاط الحكومة والنظام السياسي القائم  . رغم ان الحكومة تراجعت عن فرض ضريبة على الانترنت . وفي تطور جديد انضم رئيس الوزراء الى المتظاهرين وساندهم في مطالبهم الشرعية في حق الحياة والعمل . وطالب بالاصلاح الازمة الاقتصادية , ليس في فرض ضرائب, وانما في الاصلاح السياسي , في وقف الفساد وهدر المال العام , وحدد مهلة الى الاحزاب الحاكمة . مهلة 72 ساعة , في تصليح النظام والاصلاح الذي يقنع المتظاهرين , وإلا سيقدم استقالته من الحكومة . لقد قام المتظاهرون في حرق مقرات الاحزاب , ومن جملتها حرق المقرات الحزبية لحزب الله وحركة امل . وحزب الله اللبناني لم يستنجد بفرانكشتاين الارجنتيني , او قناصة فرانكشتاين الارجنتينيين , ولم يوعز الى مليشاته المسلحة , في التصدي للمتظاهرين وقتلهم . لم يحتج على حرق مقراته الحزبية واملاكه . وهذا الموقف المشرف للحزب . في الموقف الوطني النبيل , في احترام صوت الشعب , يسجل بشكل ايجابي لصالح حزب الله اللبناني . عكس الاحزاب الشيعية العراقية , التي اوعزت الى مليشياتها المسلحة في التصدي للمتظاهرين ومجابهتم بقوة السلاح والقتل . وعندما اصبحت التظاهرات الاحتجاجية تهدد النظام الطائفي الفاسد , وهزت عروشهم بالسقوط الذليل  , استنجدوا بفرانكشتاين الارجنتيني . وارسل قناصته المحترفين في اصابة الهدف بدقة مدهشة , رصاصة في الرأس او في العنق . . واحدثوا مجازر دموية مروعة , برصاص القناصة المحترفين من جارتنا العزيزة الارجنتين  . وكان عمل فرانكشتاين الانسان المسخ والوحشي يحسد عليه من الوحوش الهمج  , سقوط ( حسب تقارير نشطاء التظاهرات بين 200 الى 400 شهيد ) وحسب تقارير وزارة الصحة تحدثت عن رقم اصابة بالجرحى والمصابين بحوالي 6000 الى 7000 مصاب وجريح . ولحقهم فرانكشتاين الاحزاب الشيعية  حتى داخل المستشفيات , ليجهزوا على شباب التظاهرات الاحتجاجية ) بينما في لبنان لم يسقط شهيداً واحداً . لم يقتل شهيداً واحداً . والمستشفيات لم تسجل حالة واحدة  بأصابة خطيرة لمتظاهر واحد . . اضافة لم نسمع  من رئيس الوزراء سعد الحريري , او اي من الاحزاب السياسية  مشاركة  في الحكم , اتهامات بحق المتظاهرين . بأنهم عملاء امريكا واسرائيل وجزيرة القمر والصومال وكوكب المريخ  . وحتى لم نسمع من احد بأنهم عملاء وخونة من ديرة عفج . بل اعطوا كل الحق للمتظاهرين في اصلاح الحكومة والنظام السياسي الفاسد . هذا يجرنا بين العلقيتين عقلية فرانكشتاين الوحشي والدموي  ,وعقلية الانسان المسؤول والحريص على دم ابناء الوطن , بأنه اثمن رأس مال في الوجود   . ........................ والله بستر العراق من فرانكشتاين , المجرم المسخ .
 جمعة عبدالله



254

العراق على  صفيح نار ساخن والله يستر من الجايات
يعيش العراق حالة  مضطربة وخطيرة وعاصفة من انفلات والغليان الساخن  . وأن الايام القادمة حبلى بالمفاجآت . التي ترسم طريق العراق , اما للخلاص والتحرر  , واما الى جريان الدماء وسقوط اعداد من الشهداء . انه يعيش حالة الهدوء القلق والمضطرب قبل العاصفة المدوية   . طالما ان طريق القمع الدموي . مفروضاً  قسراً من المحتل الايراني  . لان التظاهرات اصبحت  تهدد بسقوط النظام الطائفي الفاسد ,  وخروج العراق من الفلك الايراني   . اما الحكومة وبرلمانها واحزابها , ما هم إلا بيادق شطرنج ( طراطير ) بيد الحاكم الفعلي , الذي يملك جميع خيوط اللعبة . وهو يدرك بأن النظام الطائفي وصل الى نفق مظلم ومسدود , يهدده بالسقوط . من نقمة وغليان الشعب . لذلك فأن هذه البيادق الشطرنجية او الدمى الذيلية  . تعيش حالة الهلع والخوف من انتقام الشعب , ومن الحاكم الفعلي في العراق , لهذا بلع رئيس الوزراء لسانه . حين حمل الطرف الثالث المجهول .  او القناصة المجهولين  الذين قتلوا  المتظاهرين , ولم يتجرأ ويذكر أسم  بلد القناصة . خوفاً ان تأتيه رصاصة قناص ,  بالرأس او العنق . هذه مهزلة ومضحكة حكومة ( الطراطير ) التي لايوجد لها مثيل في جميع انحاء العالم . دولة بعدتها وعتادها وقواتها العسكرية والامنية , لا تعرف الطرف المجهول الذي يمارس القتل في اعداد ضخمة من القتلى  , في دقة الاصابة والهدف , بحيث كل الشهداء الابرار الذين سقطوا , برصاصة أما بالرأس او بالعنق , اية مدرسة تعلموا وتدربوا هؤلاء القناصة المحترفين في اصابة الهدف بشكل دقيق جداً  .
ومن مجريات يوميات انتفاضة الشعب . بأن في الايام الاولى , او في التحديد اليومين الاولين , كانت اجراءات قوات مكافحة الشغب . تستخدم في قمعها للمتظاهرين ,  خراطيم المياه الساخنة واطلاق الرصاص فوق رؤوس المتظاهرين للتخويف , ولم يسقط شهيداً واحداً خلال هذين اليومين . ولكن حينما اصبحت الانتفاضة تهدد النظام الطائفي الفاسد بالسقوط  . انقلبت الآية وارسل ( قاسم سليماني ) نائبه الى بغداد لتفاهم مع المليشيات الموالية لهم . عندها انقلب الموقف جذرياً بظهور القناصة الملثمين , المدربين على دق اصابة  الهدف , وبدأت اعداد المخيفة لسقوط الشهداء , برصاصة , أما بالرأس واما بالعنق . وهذه الاعداد الرسمية التي تتحدث عن 150 شهيد , ليس حقيقية , لان الناس في مناطق العراق , تتحدث عن ارقام مخيفة من 200  الى 400 شهيد .تنفيذاً لاوامر الحاكم الفعلي في العراق   . ولكن الانتفاضة لن ولم تخمد وتموت , فسرعان ما تنطلق نيرانها , لتحرق هذه الجراثيم ( الطراطير ) وتطرد المحتل العسكري الايراني شر طردة ملطخا بالعار والانهزام  , ويتحرر العراق من النظام الفاسد ومن المحتل الغاشم . ان الايام القادمة , ستشهد تلبية لدعوة الامام الحسين الذي استشهد في سبيلها . هيهات منا المذلة . وهذه الزيارة الاربعينة رصاصة في قلب الاحزاب الفاسدة  والاحتلال الايراني البغيض . انه يوم المظلوم على الظالم .........................
 والله يحفظ العراق من الجايايات !!
  جمعة عبدالله

255
قراءة في رواية ( الذئاب على الابواب ) للكاتب أحمد خلف
تعتبر هذه الرواية نقلة نوعية في تطوير لغة السرد الروائي  , بتقنياتها المتعددة الاساليب في الحبكة الفنية الحديثة . وحتى التطوير في منصات الضمير المتكلم , الذي يجمع  صوت السارد والمسرود  وصوت الكاتب . اي هناك تداخل بين صوت بطل الرواية او الشخصية المحورية , وصوت الكاتب او  ( السارد العليم ) والمنولوج الداخلي في حواس المشاعر الداخلية  . هذا  التنوع بالصياغة التعبيرية وأدواتها السردية . وظفت في براعة متناهية  اسلوب التداعي الحر . الذي يسلط الضوء الكاشف على العالم الداخلي في الشخصية . هواجسه في التوجس في القلق الحياتي الذي يلفها بالخوف والرعب  , أو كشف كابوس  الحالة النفسية والسايكولوجيةلهواجس الذات  . في تدفق الاحداث الجارية وفي صراع الذات  ,  ان الرواية استخدمت , حركة استرجاع الماضي في خزين  شريط الذاكرة ( فلاش باك ) والنافذ التي  يطل من خلالها   على الواقع ومنصات تداعياته الجارية , اوفي  العالم المحيط به , يراقب ويرصد ويلاحظ تحولات الواقع والشارع . في مؤثراته , في صياغة الوضع العام القائم  للواقع . اي اننا بصدد الزخم في اعطى الوصف والتصوير العالم الداخلي والخارجي ,  بهذا الكم الهائل من الاحداث الجارية والمتلاحقة  ,  في اسلوب توظيف التداعي الحر الذي يكشف بانوراما الحياة والواقع  ,  فأن الفضاء الروائي اعتمد على ركيزتين .  بناء الديكور الداخلي للشخصية المحورية او بطل الرواية ( يوسف النجار ) , في كشف العوالم الداخلية , من خلال الاستبطان والاستنطاق والاستقراء والتحري الداخلي  . اوبالاختصار  بما في جعبته الداخلية . اما الديكور الخارجي هو العالم المحيط بالشخصية وبالواقع في مجرياته وتداعياته  . لذلك نجد التمازج والانسجام بين صوت الشخصية المحورية , وصوت السارد . وصوت الكاتب نفسه , الذي وضع بصماته بشكل واضح في المتن الروائي .  ونجد تحولات في الازمنة المتعددة في التنقل  , بين الماضي والحاضر , او بشكل ادق ما  قبل وبعد عام 2003 . لذلك الاحداث تلاحق الشخصية المحورية ( يوسف النجار ) حتى في منولوجه الذي يغطي حالته النفسية والسايكولوجية . من خلال تسليط الضوء الكاشف على طبيعة  النظام الشمولي , الذي يتميز بالعسف والاضطهاد والانتهاك . سواء قديما وحديثاً ,  والمرحلة ما بعد عام 2003 . التي تتميز في سمة الفوضى العارمة أو الخلاقة الى الاسوأ  , العابثة بالحياة , والتي تدفع او تصرع  الانسان الى مراتع  الخوف والقلق من المجهول القادم .  تجعل الانسان يعيش شرنقة كابوس المغلق بالقلق والخوف والتوجس والشكوك  . هذه افرازات النظام الشمولي بتعدد صياغته واسالبيه وسلوكه وممارساته . لكن تبقى السمة البارزة في هذه النظم الشمولية . هو الانتهاك والخوف والتوجس , وعدم الثقة في فزاعة الشكوك والظنون التي تولد الريبة , عالم قائم على الخوف والفزع  . هذه دلالات النص الروائي في رواية ( الذئاب على الابواب ) يعني الذئاب التي تترصد الابواب ,  تتحكم في مصير الانسان وتترقبه عند الابواب لتقوده الى المجهول .  ان الرؤية التعبيرية في المتن السردي . تدلل على محنة الانسان ومعاناته , هذا الترميز الدال . وفق هذا المنطق , فأن شخصية ( يوسف النجار ) هي شخصية كل مواطن عراقي ويمكن القول بأن ضمير المتكلم يمزج بين ( انا ونحن )   تحت قبضة النظام الشمولي .  فأن الشخصية المحورية او بطل الرواية , يحمل مظاهر عامة , كما  هي مظاهر ذاتية وخاصية , رغم ان الرواية تدور عن المحنة الحياتية لسيرة حياة ( يوسف النجار ) لكنها محنة حياتية عامة . من حيث الكابوس الحياتي العام , من حيث الاستلاب والانتهاك . من حيث زرع الخوف , من حيث وضع الانسان تحت مجهر المراقبة والترصد والملاحقة . من حيث الخوف من المجهول , يعني ان المحنة ذاتية  عامة , المتعددة الجوانب. بأن تكون الحياة رخيصة . وتعمق الحياة  الى الازمة الوجودية وخاصة , وخاصة  بعد عام 2003 . حيث كثرت الذئاب على الابواب , تعمقت المعاناة اكثر من السابق , دلفت الحياة الى شرنقة  شريعة الغابة  . ولكن لابد ان نسجل النقلة النوعية , او التحول النوعي في حياة بطل الرواية ( يوسف النجار ) هو استعداده الشجاع في تمزيق الكابوس  , في مواجهة الذئاب على الابوب بالعزيمة الشجاعة وبالتحدي  , ونزل من شقته , وهو في كامل الاستعد للمواجهة ( تيقن من وضع سلاحه تحت طيات ثيابه , قام بفحص السلاح الناري قبل الهبوط نحو الاسفل تأكد من وجود الاطلاقات داخل السبطانة , أعاد مسدسه الى وضعه , ورتب هندامه , أغلق الباب وراءه وهبط لملاقاة الرجلين , أستجابة لتحديهما العنيد ) ص327 .
            ×× أحداث المتن الروائي :
 الشخصية المحورية ( يوسف النجار ) يعيش حياة صعبة وشاقة , بعدما نسف الارهابين بيته وقتلوا زوجته وابنته الوحيدة . فقد ظل منعزلاً يعاني سأم والحزن  الحياتي  بعد فقدان عائلته , ويعيش حالات الخوف والكابوس , بأنهم ارسلوا رسائل تهديدية ,  بأنه سيكون الضحية القادمة , او القتيل المنتظر  . ويحاول صديقه ان يواسيه ويشد من عزمه (  - لقد كشفوا عن انفسهم بالاعتداء على بيتك
- ولكن لا أظن أن لي أعداء يكرهونني الى درجة الانتقام من أسرتي ؟
- عليك بالصبر وألا تبدو أمامهم ضعيفاً خائر القوى , انهم ينتظرون تلك اللحظة التي تتهالك فيها الى الارض , كي يملأ الحبور صدورهم الخاوية . حذار . حذار من لحظة الانهيار تلك ) ص13 . هذه الديموقراطية الهوجاء والعرجاء التي بشر بها المحتل الامريكي في العراق  . حين جعلوا المواطن يبحث عن ملجأ من الرعب الحياتي, والعبث في الحياة , والخوف من القادم بالمعاناة والانتقام , وتصفية الحساب بالقتل والاختطاف . اصبح الواقع يعيش الارهاب والاجرام , في دولة الفوضى . كأن الحياة تعود الى الماضي البغيض , بعد فشل انتفاضة الشعب عام 1991 . , حيث اصبح الكل مطارد وملاحق بالسجن والتعذيب والاعدام . هكذا يطل من شريط خزين الذاكرة ( فلاش باك ) وهو يتطلع من خلال النافذة . تلك الحياة آنذاك , حياة البؤس والمعاناة , معاناة الحروب والارهاب والانتهاك والاهمال , فبعد تخرجه من الجامعة سيق الى  الجيش كضابط احتياط . وارسل الى جبهة منسية من الله والانسان  . لا احد يسأل ولا احد يزورهم . كأنهم في سجن اختياري , او في منفى  في ارض منسية . ولكن بعد انتهاء فترة التجنيد , كون حياته , رغم انه كانت لديه مغامرات جنسية مع الفتيات من خلال استوديو التصوير . . ولكن بعد الاحتلال تدهورت  الحياة الى الاسوأ , في تردي الى الفوضى . والحكومة والمسؤولين ليس عندهم حاسة الاصغاء  , لا يحركوا ساكناً , كأنهم ليس لهم علاقة في حماية الناس , وليس لهم علاقة بالفوضى الجارية , من القتل والاختطاف  أمام الموت المجاني  , امام القتل على الهوية , أمام السطو المسلح , امام الرعب في الشارع  . كل هذا والحكومة غافلة عما يحدث سوى انهم انفتحت شهيتهم على نهب المال العام ,  استولوا على المال ودمروا البلاد  ( - لا يمكن لهذا ان يحصل أمام انظار المسئولين في الدولة , ولا يردعهم الموت المجاني , الذي أكل الاخضر وألتهم اليابس ) ص30 . بأن الامور انفلتت عن السيطرة . الفقراء يموتون جوعاً ’ بينما الاغنياء واللصوص يعيشون في ثراء فاحش بالتخمة . اصبحت الحياة تليق بالحيوانات السائبة , وليس ان تليق بالبشر . و ( يوسف النجار ) يأكله القلق والخوف , من رسائل التهديد التي يرسلونها بالاقتناص من حياته بالقتل ( لن يطول اختفاؤك عنا , ايها الواشي الرخيص ) ص187 . ( لن تفلت من ايدينا , نحن اقرب اليك من حبل الوريد , أيها الماجن ) ص209 . ويتعرف على زميلته في الكلية ( عبير ) بعد حوالي ثلاثين عاما . فكان في البداية يتوجس منها ,  بالظنون والشكوك بأنها مرسلة منهم لتجسس عليه , او مدسوسة منهم , لكن بعد ذلك تبددت الشكوك حين عرف معاناتها الحياتية والعائلية , واقترب اليها في علاقته , ليبدد الوحشة والانطوى . في واقع لا يحمل الثقة والاطمئنان من الاخرين . في واقع تعيس في ظل الحاكم المدني ( بول بريمر ) والذين من جاءوا بعده في الحكم . فقد فككوا المؤسسات الدولة  وباعوها في المزاد العلني . واهملوا المواطن بالحرمان  , ان يصارع من اجل البقاء في كفاحه اليومي , في هوس الحياة العابثة . كأن الانسان يعيش وسط ذئاب كاسرة  لا ترحم , في هوس الشعارات المزيفة بأسم الدين والمذهب والشريعة . ويقودون الفقراء الى الجحيم , بأسم الفضيلة والايمان والتدين  . تزهق الارواح البريئة  في الاحتراب الطائفي , وتنزف الدماء . بأسم الدين يشرع السحت الحرام والفرهدة والقتل على الهوية والاسم . لذلك يحير الانسان في وصف هؤلاء الشراذم التي تعصف في البلاد بهذا العبث الكبير ,  من اي صنف سياسي ينتمون ( لذلك يحير الانسان في تسمية أهل هم سياسيون . أم عصابات , أم مليشيات خارجة عن القانون . تعاديك لاسباب غامضة , لانك لا تستطيع الوصول أليهم , لتفهم منهم اسباب العداء ) ص156 . . ولكن يعرف الانسان أنه مطارد ومطلوب رأسه كحالة ( يوسف النجار ) الذي يرى الحياة عبارة عن كابوس , لذلك يشعر بالقلق من حياته وهو مطلوب منهم . ولا يعرف من هم , واي صنف وجماعات هم  , هل هم حقيقة بشر  أم وهميين . في هذه الغابة  , التي تعج بالذئاب بمختلف الاصناف والاشكال . هذه الحياة المزرية بالتدهور الى قاع الانحدار , اينما تذهب تشم رائحة الموت بالقتل اليومي العشوائي ( وطالت التفجيرات , أماكن لم يتوقعها يوسف أو سواه . فجروا المقاهي ودور السكن والاسواق , وبدأت مسيرة القتل على الهوية , وفرز الطائفة والدين والمذهب من خلال تحليل الاسم واسم الاب والجد ) ص233 . . والكل يتساءل الى اين المطاف في هذه المحنة الحياتية وما هي النهاية ؟ . الى متى تظل الناس تعيش الرعب الحياتي في واقعها اليوم  ؟ والنخبة السياسية الحاكمة ,  يبعون الوطن الى دول الجوار . انه زمن اللصوص التي تنهب  كل شيء من خيرات واموال البلاد  . ولكن حين يتكلم المواطن عن معاناته  ويرفع صوته , يأتيه كاتم الصوت ليخرسه الى الابد  , في سبيل تكميم الافواه بالارهاب الدموي , ومحروم عليهم النطق بعذاباتهم ومحنتهم. انهم يرريدون الانسان مسلوب الارادة ,  كالخرفان التي تقاد الى مسلخ الذبح . بهذا الاختناق يشعر ( يوسف النجار ) هكذا قتلوا واغتالوا المثقفين والمفكرين  البلاد الوطنيين , الذين رفضوا  الواقع المأزوم , هكذا كان مقتل  ( هادي الهادي , واغتيال كامل شياع واخرين غيرهما  لم اتذكر  , منْ يصدق أن المدينة أستجابت الى خرائب وفضلات تهيم فيها الحشرات والدواب ويختفي فيها اللصوص وقطاع الطرق في الليل ) ص272  . انه زمن اللصوص والقتلة  , ان تصبح الحياة لعبة الحظ والقدر . هؤلاء الذين يحكمون الوطن جاءوا من اجل كعكة الوطن وتقاسم الفرهود . لا يعنيهم من الوطن شيئاً . واصبح الانسان سلعة زهيدة , ازاء هذا الاختناق مزق ( يوسف النجار ) الكابوس القلق والخوف , واستعد للمنازلة في مجابهة الذئاب على الابواب .
× الكتاب : رواية الذئاب على الابواب
× المؤلف : أحمد خلف
× الطبعة الاولى  : عام 2018
× الناشر ؛ دار النخبة 6 شارع رجاء الرسول من شارع وادي النيل / القاهرة
× عدد الصفحات : 328 صفحة
 جمعة عبدالله




256
كارثة حقيقية ان يقوم الجلاد في دور المحقق
اصبح الكذب والنفاق والضحك على الذقون , الرهان الوحيد لانقاذ الحكومة ورئيسها عادل عبدالمهدي , من الورطة الحقيقية التي تهز عرشه وحكومته بالسقوط الشنيع , مكلاً بالعار والشنار  , بعد الجرائم الوحشية بحق الشباب المتظاهر , وان سقوط عادل عبدالمهدي , يعني سقوط النظام الطائفي الفاسد بالكامل  , فقد  وصل الى الطريق المسدود . فقد اعلن بكل وقاحة بأنه بدأ في اتخاذ  الاجراءات الفورية في ايقاف القتل والاعتقال والاختطاف . وبدورها اعلنت وزارة الدفاع , بأنها تتعامل بجدية وبروح المسؤولية مع خطبة المرجعية . وان المؤسسة العسكرية والامنية , ماضية في محاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين , واحالتهم الى المحاكم العسكرية . وانها ستحاسب بصرامة على كل من يطلق النار على الشباب المتظاهر . وانها بالفعل اطلقت سراح المحتجزين والمعتقلين . هذا كلام لا يزكيه الواقع الفعلي  , وانما كلام هوائي  بلا رصيد , وهو تحريف للحقائق وتضليل الاعلام والمواطنين . اذ مازال هناك محتجزون ومعتقلون  في السجون , يتعرضون الى شتى انواع التعذيب السادي والاذلال والمهانة . ولم يطلق سراحهم , كما وعد عادل عبدالمهدي , في  كلمة فوراً اطلاق سراح كل المعتقلين , تحت الحجز القصري .
مازالت المطاردات والملاحقات ضد الشباب جارية  , ولم تتوقف , وانما زادت وتيرتها , بالاعتقال العشوائي , من الاماكن العامة والبيوت والشوارع . بذريعة المشاركة في التظاهرات . بحيث اصبح كل شاب متهم بالمشاركة بالتظاهرات . لذلك يتعرضون  الى الاعتقال والتعذيب والممارسات الوحشية . وحتى في الشارع وعلى مرأى من الناس . هذه الممارسات الفاشية تذكرنا في الماضي البغيض والاسود , في انقلاب البعث الفاشي في شباط الاسود عام 1963 . وكان عادل عبدالمهدي ضمن العصابات الفاشية في الحرس القومي البعثي. لذلك يحن ويعود الى اصله الفاشي ,  ولكن بزي ديني ومذهبي  . لذلك قام بتأسيس الشبيحة البلطجية . التي تمارس الارهاب وتعتدي على كرامة المواطنين , انها خارجة عن  طائلة القانون , تمارس القتل والاعتقال على الهوية , دون رادع يردعها ويحاسبها .
ومازال العنف والقتل في الشوارع , ولم يتوقف . مازال الناس يشعرون  بقلق  على مصير ابنائهم المخطوفين  لحد الآن ,  لا يعرف مصيرهم , كأنه عقاب جماعي صارم  .
ومهزلة المهازل حتى لم تخطر في بال العقلية القرقوشية . بتكليف ( فالح الفياض ) بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسته  , في مسألة محاسبة المسؤولين عن القتل والاجرام وتقديمهم الى العدالة , وهو الذي شرع القتل والاجراءات القمعية المفرطة بالعنف  ضد المتظاهرين  , من خلال تصريحاته في الاعلام , بأن المتظاهرين هم ايتام البعث وعملاء  وخونة , هدفهم اسقاط النظام الاسلامي الذي حقق الانجازات وطبق المشروع الاسلامي الذي خلق من العراق , بلد الخير والبركة والحياة الكريمة , وهؤلاء ايتام  البعث يريدون  تقويض انجازات الحكم الاسلامي , ويجب ان يجابهون  بالدم والقوة  . ان يكون رئيس اللجنة التحقيقية , بدلاً من ان يكون متهماً ومسؤولاً عن قتل الشباب المتظاهر  . لاشك سيكون تقرير اللجنة التحقيقة , لغمطة موضوع قتل المتظاهرين , وموضوع محاسبة المسؤولين عن ارقة الدم العراقي .  وبكل تأكيد ستكون النتيجة الجاني مجهول الهوية  . او الجاني هم الشهداء الذين اريقت دمائهم الطاهرة .
لا يمكن الاعتماد على الطغمة الفاسدة والمجرمة التي تطلخت ايديها بدماء الشباب ,  واختارت طريق الارهاب الفاشي كطوق نجاة لهم , لم يبق طريق إلا بتحويل مسار الزيارة الاربعينية للامام الحسين ( ع ) تحويل الملايين صوب المنطقة الخضراء , هي الجولة الواحدة , ويربح العراق وتسقط هذه العروش المجرمة . تحويل نداء الحسين هيهات منا المذلة الى اصوات مدوية   صوب المنطقة الخضراء . تحويل الملايين نحو عش الفساد والجريمة ............................ والله يحفظ العراق من الجايات !!
 جمعة عبدالله

257
خطبة المرجعية : وضعت الحكومة وعبدالمهدي في قفص الادانة والاتهام
تحت ثقل الضغط الشعبي العارم بالغضب  الساخط , من اراقة الدماء والقتل المتعمد والمقصود , ضد الشباب المتظاهر , ووصلت الى  الارقام الى الاعداد  المخيفة ,   بلغت آلآف الشهداء والجرحى والمصابين , وحملة المطاردة والاعتقال , الجارية على قدم وساق . أمام التأزم الحاصل  والخطير الذي قد يقود الى الفوضى الدموية , وانفلات الامور عن السيطرة . لذلك نطقت المرجعية الدينية بالحق  , ووضعت النقاط على الحروف . ووجهت أصابع  الاتهام والمسؤولية في قتل المتظاهرين , والتأزم الخطير في الاوضاع الخطيرة  . واهم ما جاء في خطاب المرجعية . بأنها  حددت المهلة بأسبوعين ,  كسقف زمني محدد  , في تقديم ومحاسبة القتلة المجرمين ,  الذين تلطخت ايدهم بالدم العراقي , وتقديمهم  الى المحاكمة , وكذلك تقديم المسؤولين الذين اعطوا الاوامر بقتل المتظاهرين , وفتح النار الحي مباشرة الى صدور الشباب المتظاهر . ولكن السؤال الكبير . ماذا لو أن الحكومة ماطلت ولم تقدم المسؤولين عن ارتكاب الجرائم ؟ ثم ماذا سيكون موقف المرجعية الدينية بعد ذلك ؟  . الكل يتمنى أن لا تكون الوعود بلا رصيد وفعل ( أواعدك بالوعد واسقيك يا كمون ) لذا فأن خطاب المرجعية , بين الكلام والفعل مسافة طويلة . وتأتي مطالبة المرجعية بتقديم المسؤولين الذين اجرموا بحق الشعب والوطن , وايقاف القتل المباشر والعنف الدموي . طالبت به ايضاً  الدول الكبرى , وهيئة الامم المتحدة , والمنظمات الدولية والحقوقية . ومنها منظمة العفو الدولية ( أمنستي ) طالبت باجراء تحقيقات فورية كاملة , في استخدام المفرط والمميت للقوة , في قتل المتظاهرين برصاص القناصة  , والكف عن الترهيب والاعتقالات وملاحقة الناشطين والصحافيين والاعلاميين .
أن خطبة المرجعية . بمثابة توجيه اصابع الاتهام والادانة الى الحكومة ورئيسها عبدالمهدي . وهي ترتقي الى الاتهام بالخيانة الوطنية العظمى . فقد ذكرت في خطبتها مايلي :
1 -أن الحكومة واجهزتها الامنية هي المسؤولة عن اراقة الدماء والقتل , وليس بوسعها التنصل عن هذه المسؤولية ,
2 - هي المسؤولة عن قيام رجال الامن بالعنف المفرط والقتل المتعمد والمقصود .
3 - هي المسؤولة عن زج المندسين في المظاهرات .
4 - يجب وضع حد للذين يقتلون ويقنصون في وضح النهار .
5 - اكدت المرجعية بأن الحكومة مسؤولة ايضاً حين تقوم عناصر مسلحة خارجة عن القوانين بمرأى من قوات الامن بالاعتداء على المواطنين( وهي اشارة الى القناصة الايرانين , الذين ساهموا في قتل المتظاهرين )
6 - الحكومة هي المسؤولة عن حماية حياة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة .
7 - طالبت المرجعية وشددت في مطالبتها  , ان تقوم الحكومة والجهاز القضائي , بأجراء تحقيق يتسم بالمصداقية  الشفافة . في كشف أمام الرأي العام , العناصر التي قامت بأطلاق النار على المتظاهرين وتقديمهم الى العدالة , مهما كانت أنتماءاتهم ومواقعهم خلال اسبوعين , كسقف زمني محدد .
8 - منع الذين يقومون بالخطف والاعتقال والقنص ويقتلون . وهم بمنأى  من المحاسبة والملاحقة والعدالة .
ربما لاول مرة تكون المرجعية صريحة وواضحة , في مسألة قتل المتظاهرين , وخلق الشبيحة البلطجية التابعة لمكتب رئيس الوزراء  , لا يردعها قانون ولا ناموس ولا شريعة . في مجابهة التظاهرات السلمية ,  التي تطالب بأقامة وطن مستقل , يحترم مواطنيه , بعيداً عن الانتماء القومي والطائفي والعرقي .عراق يضمن لهم الحياة الكريمة. بعيداً عن العمامة الشيطانية . عراق يضمن طموحاتهم ومستقبلهم , ويحفظ كرامة ابنائه . .........................
والله يستر العراق من الجايات
 جمعة عبدالله



258
جمعة النصر والتحدي
تنطلق في صبيحة هذا  يوم الجمعة . التتظاهرات الاحتجاجية في عموم المدن العراقية , احتجاجاً على البطش الدموي . الذي  لم يشهد له  التاريخ مثيلاً , في وحشية القتل والبطش  السادي , ضد المتظاهرين السلميين , المطالبين بحق الحياة والعمل , في وطن يحترم مواطنيه . وليس وطن اصبح لعبة قذرة بيد الاحزاب الشيعية ومليشياتها المجرمة . التي نزلت الى الشوارع والساحات في سبيل ارتكاب جرائم في  أرقة الدم العراقي , بتوجيه الرصاص الحي  الى صدور الشباب , وتساعدهم في ذلك ,  قناصة الدولة  المجاورة الارجنتين . ان العراق شهد ويشهد  في هذه  الايام  , مجازر دماء ووحشية همجية , تذكرنا بوحشية داعش الاجرامي . ان الحكومة ومليشياتها ,  عجزت وفشلت في قمع واخماد صوت الشعب .  وصوت الحق والعدل . واصبحت التظاهرات الاحتجاجية تهز عروش الطغاة , تهدد بالسقوط الشنيع للحكم الطائفي واحزابه الفرهودية , رغم فداحة ارقة الدماء الجارية , والتظاهرات في  تزايد قوة وتحدياً واصراراً  , على اسقاط الطغمة الفاسدة ومليشياتها المجرمة .  ولم ولن تتمكن من  اخماد صوت الشعب الجبار والمدوي , وازاء هذا  المأزق الخطير لحكومة  حكومة اللصوص والحرامية , التي اصبحت أيامها معدودة , ازاء صوت الشعب الجبار ( أرحل ... اريد وطن ) وان احزاب الحكم  سيواجهون مصيرهم الاسود المكلل بالعار والشنار  , لذلك طلبوا قوات اضافية من الجارة الارجنتين , لانقاذهم من الورطة العويصة التي وقعوا فيها  . أن الاستعانة بالجارة الارجنتين , هو بمثابة خيانة وطنية عظمى . لانها ستؤدي الى المزيد من البطش واراقة الدماء  بالقتل المتعمد , كل ذلك في سبيل المنصب والنفوذ والاختلاس وسرقة اموال العراق . لذلك استجابت الجارة الارجنتين بكل رحابة صدر الى النجدة والانقاذ , لذلك اعلن القائد الارجنتيني . قائد الوحدات الخاصة لقوى الامن الداخلي الارجنتيني . العميد حسن كراجي . عن اسال قوة عسكرية قوامها 7500 عسكري , أضافة الى أن هناك داخل العراق , قوة عسكرية أرجنتينية قوامها 4000 عسكري , تدخلت بشكل مباشر في قمع وبطش في المتظاهرين بشكل قناصين محترفين بالقتل والدماء  , في مساعدة الحكومة العراقية . وحسب تصريح القائد الارجنتيني . بأن الحكومة العراقية تواجه مؤامرات الاعداء , وان التظاهرات هي وجه للتآمر ضد نظام الحكم العراقي  . هكذا تطبخ الامور لصالح النظام الطائفي الفاسد , الذي انغمس الى الاعماق في الفرهدة والنهب واختلاس الاموال , حتى اصبحت الدولة العراقية , دويلات قطاع الطرق من العصابات المافيوية . حتى اصبحت المناصب تباع وتشترى , ومقاولات المشاريع عمولة يتقاسمها اعوان الاحزاب الحاكمة . اصبح كل شيء يتحرك بواسطة الفساد والرشوة . لذلك تأتي النجدة العسكرية من الارجنتين , كطوق نجاة لهم من السقوط , وهذا يعني أحتلال العسكري الارجنتيني , وسترسل الارجنتين   قوة اضافية  قوامها 30 الف عسكري ,  بحجة تأمين مسيرات زوار الاربيعين للامام الحسين ( ع ) .
السؤال الكبير ماذا وراء هذا الحشد العسكري الهائل من الارجنتين ؟ ما الغاية والدوافع بعد أرقة الدماء بالعنف الفاشي المفرط بالبطش والتنكيل والقتل المتعمد ؟ .
ان ظروف  العراق الخطيرة تهدد بأراقة المزيد من أرقة الدماء والبطش السادي والوحشي . بعدما أصبحت التظاهرات تهدد باسقاط نظام الحكم الطائفي والطغمة الفاسدة .
لقد سقطت الاحزاب الشيعية في قاع الحضيض بالعار . سقطت اخلاقياً وشعبياً , فلم يعد وجودها إلا على جماجم الشعب الثائر . وان اسلوب العقلية البعثية , لن ينقذها من السقوط والانهيار الذريع  . مهما افرطوا بالقمع الوحشي والدماء , فأن اوراقهم احترقت . امام الغضب الشعبي العارم , ولا يمكن اخفاء جرائمهم الوحشية , بعزل العراق عن العالم الخارجي , بقطع الانترنيت واغلاق الفضائيات , وملاحقة النشطاء والاعلاميين الشرفاء , الذين وقفوا مع صفوف الشعب الثائر . أن العراق العظيم لم ولن يموت بخيرة شبابه الابطال . لن يموت  صوت الشعب الثائر في اسقاط الحكومة والبرلمان واحزابها المجرمة والعميلة ......... ان يوم الجمعة , هو  يوم النصر العراقي العظيم .... يوم التحدي والكرامة .................. وان غداً لناظره قريب . ستشرق شمس الحرية على العراق . وسيطهر العراق من الجراثيم العفنة والكريهة  . ....................   والله يحفظ العراق العظيم وشبابه الابطال .
    جمعة عبدالله


259
يوم الجمعة المصادف 11 - 10 - 2019 يوم التحدي العراقي الكبير
أن المجازر المروعة التي ارتكبتها الطغمة الفاسدة , امام انظار العالم اجمع . في شن عمليات ابادة وقتل ضد التظاهرات الاحتجاجية السلمية , في اطلاق النار على صدور الشباب , والقناصة الملثمين على رؤوس الشباب المتظاهر . بهدف اجهاض واخماد صوت الشعب . صوت الحق والعدل . ولكن ان هذا الانتقام الوحشي , بأن سقوط كل شهيد عراقي بطل  , يولد ألف متظاهر جديد يخلق ابطالاً جدد  ,  بالسخط والاستنكار لهذه الوحشية الفاشية . وتزيد الشعب عزماً وتحدياً ضد القتلة المجرمين . ان هذا الاسلوب الوحشي في الانتقام من المتظاهرين للشباب , المطالبين بحقهم الشرعي المكفول بالدستور , حق الحياة والعمل .  اسلوب القتل لكل منْ يطالب بحقه الشرعي , اسلوب فاشي انتقامي , لا يمت الى الدين والمذهب والانسانية جمعاء  , اسلوب الوحوش الهمج . ان العراق يملك الخيرات والاموال الوفيرة , ومن حق العراقي يطالب بحصة منها , من حق العراق ان يطالب بالاصلاح وتحسين الخدمات والحياة , توفير فرص العمل . ولكن بسبب الفساد وحيتان الفساد التي خرجت من الاحزاب الطائفية . اصبح العراق معطلاً في كل الميادين , اصبح العراق فقيراً وتحكمه طغمة فاسدة . لا تعرف سوى لغة اللصوص والقتل , حتى استهتروا بالحياة وبالعراق , ان يطاردوا الشباب حتى داخل المستشفيات . اضافة الى مجازر القتل واراقة الدماء  . في سبيل المنصب والنفوذ والمال الحرام . في سبيل الكرسي يقتلون الشعب وشبابه الابطال . هؤلاء اللصوص القتلة لا يعترفون بالقانون والدستور . لذلك استخدموا القتل المتعمد والمقصود . لذلك ان يوم الجمعة . يوم التحدي الكبير . يوم الكرامة . يوم صوت الحق على الباطل . لذلك ستهب المدن والساحات ومنها ساحة التحرير ,  باليوم العراقي الكبير في التحدي والمنازلة . يوم الاحتجاج السلمي ضد اراقة الدم العراقي على هذه الوحشية الانتقامية . نطلب من اخوتنا الشرفاء في القوات الامنية من الجيش والشرطة . عدم اطلاق النار على خوتهم في الوطن . الالتزام بفتوى المرجعية الدينية , حرمة الدم العراقي . انهم اخوانكم . دعوا اوامر الطغمة الفاسدة فأنها مصيرها الاسود قريب جداً  , وان غدا لناظره قريب . يوم المظلوم على الظالم.  دعوا الشباب ان يتظاهر سلمياً , يعبر عن احتجاجه السلمي بشكل حضاري , لا عنف , لا قتل , لا تخريب . اخواني الشرفاء في القوات المسلحة حافظوا على الدم العراقي . يكفي فقد سقط الالاف من الشهداء والمصابين والجرحى . بسبب مطلبهم البسيط جداً , بحق الحياة والعمل . ان يوم الجمعة يوم الشهيد العراقي . يوم ابو الشهداء الامام الحسين ( ع ) الذي دوى بصرخته المدوية , هيهات منا المذلة   . يوم الجمعة  يوم الدم  العراقي  الطاهر . وان النصر للعراق لا محالة . والعار كل العار للاحزاب الشيعية المجرمة , التي تسترشد بعقلية عفلق الفاشي .. ان يوم الجمعة القادم يوم النصر الوطني للعراق العظيم . .  والله يحفظ العراق من داعش والاحزاب الشيعية المجرمة  , التي تلطخت بالدم العراقي
 جمعة عبدالله



260
سيناريو أيراني خطير جداً في سبيل  اجهاض التظاهرات الاحتجاجية
بعدما فشلت احزاب الشيعية المجرمة والفاسدة . في قمع واجهاض ثورة الشعب , والشباب البطل الذي تحدى الموت .  في الاجراءات الفاشية والدموية في اخماد صوت الشعب , صوت الحق والعدل , يوم المظلوم على الظالم . باتت انتفاضة الشعب العراقي العظيم , بمفخرة شبابه الابطال . باتت تهز عروش الظلم والطغاة والفساد , وسبع ايام من الملحمة الوطنية العراقية , وفي تصاعد مستمر في سبيل تحرير العراق من الطغمة الفاسدة والعميلة . سبع أيام من المجد في سبيل اعادة وجه العراق الوطني المشرق  , الذي داسته الطائفية والاحزاب الشيعية المجرمة . . لذلك تتناقل الاخبار والمعلومات المؤكدة والمسربة من الشرفاء في هذه الاحزاب الفاسدة , بأن هناك طبخة جهنمية في سيناريو أيراني , لم يخطر على بال حتى  الابالسة والشياطين . في الطريق والحل الوحيد في قمع واجهاض التظاهرات الاحتجاجية , وفي سبيل تبرير اطلاق النار وقتل المتظاهرين , واراقة الدم العراقي الطاهر . حيث وصلت الاحصائيات الرسمية في المجازر المروعة ( 130 شهيد و7000 مصاب وجريح , والاعداد في تزايد مخيف ) . فقد توصلت العقلية الايرانية والطغمة الفاسدة الى هذا السيناريو الدموي والخطير . في انزال مليشيات الاحزاب الشيعية الى الشوارع والساحات , بحجة المتظاهرين ضد الحكومة , ويرفعون صور المجرم الفاشي ( صدام حسين ) واحداث عمليات تخريب واسعة , في حرق البنايات , واقامة بأعمال سلب ونهب للمحلات وممتلكات المواطنين , واطلاق النار على قوات الشرطة والجيش . واحداث فوضى دموية . حتى يكون المبرر والحجة القوية , في قتل المتظاهرين واراقة الدماء بالمجازر الدموية , بحجة بأن هناك مؤامرة من ايتام البعث ,  وعملاء امريكا واسرائيل والسعودية . في تدمير العراق وعودة البعث الفاشي مجدداً الى السلطة والحكم . حتى اعطاء الشرعية في قمع واجهاض انتفاضة الشباب والشعب . هذا المخطط الجهنمي المعد للتنفيذ , في سبيل انقاذ عروش الطغاة والفاسدين . حتى يشعروا بالانتصار العظيم على الشعب . وفي اجهاض صوت الشعب وصوت الاحتجاجات المطالبة ( نريد وطن )  .
كما تحدث في كل انحاء العالم حتجاجات ومظاهرات وهو حق شرعي  . هذه فرنسا اشهر من الاحتجاجات واعمال الشغب والتخريب وحرق البنايات والمحلات , لكن لم يسقط قتيل واحد , هذه هونغ كونغ . في شراسة الاحتجاجات وتعطيل الحياة العامة , واعمال شغب وتخريب , لكن لم يسقط قتيل واحد. لان الدم اغلى واعلى قيمة في الحياة , إلا عند الاحزاب الشيعية المجرمة , الدم العراقي لاقيمة له .
لذلك ان الوضع خطير جداً وعلى الشباب . الحذر والحذر ثم الحذر والحيطة  في عدم  الانجراف الى هذا السنياريو الجهمي الخطير , على الشباب افشاله وارجاعه الى نحر الاحزاب الشيعية المجرمة . لانها تشعر بالمأزق الخطير الذي يهدد بأسقاطها , ويأتي السيناريو الايراني الجهنمي طوق نجاة لها , لذلك لابد من فضحه وافشاله والتبرؤ منه . لابد الوعي واليقظة من الالاعيب القذرة والخطيرة في جعبة المجرمين .
  والله يستر العراق من الجايات !!
 جمعة عبدالله

261
قراءة في رواية ( التشابيه ) للكاتب داود سلمان الشويلي
القدرة المتمكنة في الفن الروائي ,  في استلهام منصات التاريخ , العابقة في ذاكرة المدينة وحكاياتها ووقائعها على الواقع الفعلي . في لغة سردية متعددة الاساليب والتقنيات  , في الدلالة في كيفية استغلال الدين والموروث الديني  , وتحويلهما  الى قميص عثمان , تتصارع عليه الاطراف المتنازعة , في الاستحواذ والاستيلاء , لتمرير مصالحها الخاصة عبر هذا الميدان الحيوي في حياة الناس , بما يملك من تأثيرات سايكولوجية واسعة المدى  . وهذا يدل على ضعف  الدين في تحصين نفسه  , من تنازع والاستيلاء . لك من يريد استغلاله والادعاء بأنه احق بقميص عثمان من غيره ومن الاخرين . لذلك يستغل  الدين بشكل بشع , من اجل خداع الناس في تمرير اغراض ومآرب نفعية خاصة .  في حلقة  التصارع والتنازع . ويوم الطف في عاشوراء كربلاء في ( التشابيه ) في معركة كربلاء . كنموذج حي . في النص الروائي . يستلهم حكايات الناس , بالرصد والملاحقة , في كشف المعلوم والمجهول في خفايا الاستغلال الدين وموروثاته . من لب الاحداث الواقعية التي جرت وحدثت على الواقع الفعلي . لذلك ان المتن الروائي وظف اسلوب تقنية  ( ميتاسردية ) اي ماوراء النص ومابعد النص . اي النص والنص  الموازي له  , من الرؤية الفكرية في تقصي حكايات الناس المتدولة والمنقولة . لذلك يوجه الكاتب اشارة وتنويه مهم لنص الروائي الى القارئ  ( أليك يا من سألتني - اعزك الله - ما كنت ترغب بمعرفته وقراءته من صفحات الايام الخوالي , ما حدث فيها في مدينتي الجميلة المتشحة بالسواد ) . بالاحداث وما آلت اليه الاحداث والوقائع . في موضوعة الدين واستغلاله , في موضوعة الاحداث وما جرى بعد ذلك . في موضوعة الاشخاص وما جرى لهم من الاحداث وعواقب الاحداث بعد ذلك . هذا العمود الفقري لنص الروائي ورؤيته الفكرية والتعبيرية الدالة  , ضمن واقعية الاحداث بموضوعيتها الجارية , في الماض وما بعد عشرين عاماً انقضت عليها , اي ان منصات الرواية تتناول الفترة ما قبل سقوط الملكية وما بعدها بعشرين عاما , من خلال تقصي الحقائق والوقاع التي جرت فعلاً , لذا فأن الاسلوب الروائي يمتلك الخيال الفني في ترتيب وتنسيق واقعية الاحداث وما آلت اليها , وتقنيات الرواية , هي حصيلة متابعة وملاحقة الشخوص الرئيسية . الاحداث التي استغلت قناع الدين . الوقائع بعد ذلك . اي ان المنصات الحدث الروائي تعتمد على , الراوي الاحداث الجارية , والمروي الاحداث اللاحقة بعد ذلك , والمروي اليه  . الرسالة والمضمون التي تدور في استغلال الديني , واستغلال المورث الديني في ( التشابيه ) .  وقسم النص الروائي الى قسمين . القسم الاول الاحداث ووقائعها وشخوصها في تفاعلهم الحياتي الجاري . والقسم الثاني : ماذا حدث بعد ذلك وما آلت اليه الامور والنوائب على شخوص الرواية .
 × في القسم الاول استعراض الشخوص والاحداث الجارية لهم .
 1 - جاسم الاعور : وجه الشؤم والشر . الخادم المطيع والذليل الى الحاج ( فريح ) . وكل يوم يؤدي قسم الذل والمهانة ( كل يوم يهرول مسرعاً الى كف الحاج ويأخذها بين كفيه ويقبلها ) ص32 . منزوع  ومسلوب لارادة , او انه أنسان مسخ لذلك يتندر عليه الحاج ( فريح ) بأهانته ( التقيت بالكثير من الناس , مثل شاكلتك يا أعور الشؤم , انك ابن خنزير ركب أمك فحملت بك ) ص34 .
2 - الحاج فريح : الرجل الغني المتمكن , بنى مسجداً للقرية , في سبيل اظهار التدين والتقوى في الظاهر   , لكنه مخادع في استغلال الدين والناس , في الاحتيال والشيطنة والخداع , وكل عام يقوم بأقامة العزاء والتشابيه في عاشوراء . ويتجول في سيارته ( الفورد ) مع اعوانه وحاشيته التي ترافقه ’ اينما حلَ ورحل , وهم : جاسم الاعور والشقاة ( شرجي القامة ) و ( حميد الطويل ) .
3 - الشيخ عبدالكريم : رجل دين بسيط , يكدح من اجل رزقه اليومي , من خلال عمله  في المكتبة وبيع القرطاسية . ولا يتدخل في شؤون الناس والاحداث . يحاول ان يبعد  ابناءه من السياسة ومصائبها .
4 - ( مهدي وهادي ) : ابناء الشيخ عبدالكريم . الاول انهزم من القرية بعد مطاردة  ملاحقة الامن .  بعدما انكشف اشتغاله  بالسياسة , في انضمامه الى الحزب المعارض للحكومة . والثاني ( هادي ) طالب في الدراسة الاعدادية , اتخذ طريق شقيقه الاكبر في السياسة والحزبية , ويحاول ان يتقمص دور في مراسيم ( التشابيه )من اجل تمرير دعاية حزبه المناوئة  للحكومة . في استغلال هذا الموروث الديني لدوافع سياسية . لذلك يحذره أبيه قائلاً : ( اذا كانت جماعتكم يعولون على التشابيه , فقل لهم أن هذا اكبر خطأ يرتكبونه .
- أبي . ليس لجماعتنا دور في ذلك , صدقني
- ليكن الله معكم .. ولكن انتبهوا لانفسكم )ص52 .
5 - مله ( أبو ناجي ) : جاء الى قرية ولا يعرفه احداً من الاهالي , فهو غريب لايعرف عن ماضيه شيئاً , لا الاهل  ولا الفصل والنسب , لكنه حشر نفسه في الدين لخداع الناس . وهو من عناصر الامن مع   صديقه ( خبالو ) بالترصد والتجسس ومراقبة تحركات الناس واقوالهم . وتحركات الشباب واحادثيهم وتطلعاتهم السياسية والحزبية المناهضة للحكومة  . ويريد ان يعرف من يروج بالسياسة ,  وتوزيع المنشورات السياسية المناهضة للحكومة ( يجب ان اعرف مصدر هذه المناشير ومن يوزعها ) 46 .
6 - ( الملحة ) الفتاة الغريبة التي جاءت الى القرية , ولا يعرف عن ماضيها , واشتغلت خدامة في بيت الحاج فريح . تتطاولها ألالسن بالظنون المريبة والشكوك في علاقتها المشينة   مع الحاج فريح وجماعته . وتتطلع اليها العيون بالريبة السيئة , وانها تعتبر عنصر فاسداً في القرية , وخطراً على نساء القرية  .
7 - جمال وسليم , اصدقاء ( هادي ) وهم طلبة في الدراسة الاعدادية , ولهم نفس التطلعات السياسية والحزبية , ويريدون ان يشاركوا في ادوار ( التشابيه ) وينتظرون اشارة من الحزب , عبر مسؤولهم الحزبي الاستاذ ( صبيح ) مدرس الرياضة في مدرستهم .
× القسم الثاني : ماذا حدث وما ألت اليه الامور ومصير الشخوص بعد عشرين عاماً . في نشاطاتهم الحياتية والسياسية .
× اخبار هادي : الشاب الطموح , راح ضحية من قبل الامن , قتل قبل قيام الحكم  الجمهوري.
× خبار سليم وجمال : اصدقاء هادي . الاول سليم مات في التعذيب , والثاني جمال الوحيد لعائلته بعد اربعة شقيقات , القي عليه القبض من قبل الامن وضاعت اخباره .
× اخبار الملحه : الفتاة الغريبة في القرية , اختلفت حولها الحكايات والروايات  في مصيرها واختفائها , بعضهم من  يقول أنها  هربت مع ( مله ابو ناجي ) بعدما انكشف أمره  بأنه عنصر أمن مع صديقه ( خبالو ) وبعض الاخر يقول , بأن مله ابو ناجي وشى بها  , لانها رفضت الانصياع الى رغباته الجنسية  وسجنها في  الامن , وبعضهم من  يقول بأن عائلتها او اخوها الصغير ذبحها غسلاً للعار .
× اخبار الحاج فريح : بعد الحادثة المشؤومة , في حملة الامن على الشباب في يوم عاشوراء , ايضاً هو اختفى وضاعت اخباره عن القرية .
هذه رؤية النص الرؤائي , في استغلال الدين كقميص عثمان يتنازع عليه الاطراف المتنازعة
 جمعة عبدالله


262
الدعوة في المطالبة بالحماية الدولية بعد تدخل الحرس الايراني في قتل المتظاهرين
أستمرت  التظاهرات الاحتجاجية لليوم الرابع على التوالي , وفي تصاعد عارم في المشاركة الشعبية الواسعة , بعدما اصبحت ارتكاب عمليات  مجازر دموية ضد المتظاهرين .  الدافع الاقوى في المساهمة في التظاهرات الاحتجاحية  , التي اصبحت الساحات والمدن العراقية , ساحة حرب حقيقية  في القتل الوحشي  . وامام فشل وعجز الحكومة واحزابها الفاسدة , فقد احرقت كل اوراقها امام المد الشعبي العارم في النهوض الشعبي الكبير , بات يهدد في الصميم    , السقوط الشنيع لحكومة عادل عبدالمهدي ,  والبرلمان المزيف والمزور  . لم تبق لها ورقة للبقاء في الحكم  , سوى الاستنجاد بالحرس الايراني و ( قاسم سليماني ) بدفع قواته في المساهمة مباشرة  بقتل المتظاهرين ,  في استخدام القناصة الملثمين , الذين يطلقون النار الحي من شرفات  البنايات العالية , وهذا ما يفسر ان اغلب الاصابات في الرأس . وكذلك ملاحقة المصابين حتى داخل المستشفيات . وتثبت بالبرهان الدامغ الكثير من الفيديوهات المصورة . في ارتكاب مجازر دموية وحشية ضد الشباب البطل  , من قبل قوات مكافحة الشغب والحرس الايراني . بعدما اعلن صراحة وفي وضوح العبارة , أمام جمعة طهران , بالدعوة الى  قتل المتظاهرين . لأنهم عملاء امريكا واسرائيل . لذلك تزايدت اعداد القتلى والجرحى والمصابين . وحسب أحصائيات التي اعلنتها مفوضية حقوق الانسان الحكومية .  لحد صباح يوم  السبت 5 - 10 - 2019 . لان عمليات القتل مستمرة بحق الشباب المتظاهر . وحسب الاحصائيات الرسمية ( 100 شهيد و4000 مصاب وجريح ) .
أن الوضع العراقي متأزم وخطير وهناك حرب أبادة متعمدة ومقصودة  بحق الشباب المتظاهر . وهو اعزل في مواجهة الموت والقتل المستمر . لذلك لابد من المطالبة الى   الحماية الدولية من هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الانسانية والحقوقية بشكل عاجل وفوري . وليس الاكتفاء بالادانة والتنديد بالحكومة العراقية , ومطالبتها بشكل فوري في  ايقاف القتل المتعمد , ومحاسبة المسؤولين عن جرائم القتل . لايمكن ان يكون هذا طوق النجاة في ايقاف  القتل المستمر . إلا بأجراءات فورية وعاجلة , وان ثورة الشباب البطل والجسور , لن تتوقف مهما بلغ القمع الوحشي والقتل . لا يمكن ان تتوقف انتفاضة الشعب العراقي البطل , إلا بأسقاط الحكومة والبرلمان , وتشكيل حكومة الانقاذ الوطني , تستحضر الظروف المناسبة لاجراء انتخابات عادلة ونزيهة تحت الاشراف الدولي . لان اوراق عادل عبدالمهدي احترقت , حتى اصبحت الاحزاب الشيعية تضحي به في اسقاطه , حفاظاً على وجهها ,  وعدم سقوطها الذريع معه  , ولكن المطالبة الشعبية , تطالب بأسقاط حكومة عادل عبدالمهدي والطغمة الفاسدة . وحل البرلمان , ومحاسبة المجرمين القتلة , ومحاسبة الذي استنجد بالحرس الايراني وقاسم سليماني . ان تباشير النصر تلوح في الافق , وأن لناظره قريب . . أنه يوم المظلوم على الظالم . هذه نهاية الطغاة بالعار والمخازي . وان الركون الى الظالمين , خسران في الدنيا والاخرة .
 تحية مجد واجلال لشهداء الانتفاضة الشعبية الابرار
 العار والشنار الى الاحزاب الشيعية الفاسدة والعميلة
 المجد للعراق ...... حفظ الله العراق العظيم
 جمعة عبدالله



263
نهضت النخوة العراقية وسقطت الطائفية
لقد حاولت الاحزاب الطائفية الحاكمة , على مدى 16عاماً ,  تغذية الطائفية بنعراتها المخزية والخطيرة  ,في اشعال النار في التخندق الطائفي , لتكون الطائفية  قدر العراق الابدي . لقد شحنت بكل وسائلها وجندت كل طاقتها , وبذلت الجهد الاعلامي في الفضائيات الطائفية   , في ابراز  العقلية الطائفية , من كتاب الطائفية الذين جندوا انفسهم كمرتزقة متسولين , في الشحن في الخطاب الطائفي المقيت , والدفاع عن التخندق الطائفي . بهدف طمس الهوية العراقية ,  وطمر الوطنية وقتلها . حتى تصورت هذه الاحزاب الحاكمة , بأنها حققت هدفها العظيم بموت الوطنية , وموت النخوة العراقية الى الابد  , في استبدالها بالطائفية ,  بالكره والعدوانية والحقد الاعمى بين ابناء البلد الواحد   . واعتقدوا ان تمزيق النسيج الوطني سيكون حالة دائمة لا يمكن جمعه مرة آخرى  . ولكن ناطحة السحاب الطائفية سقطت بهزة شعبية عارمة في التظاهرات الاحتجاجية . كأنها مبنية طوابقها من  الرمال , مما اثارت مخاوف الطغمة الفاسدة الطائفية . لان  سقوط الطائفية سينعكس حتماً ,  على انهيار  احزابها وتدمير كتلها السياسية  , يعني سقوطهم الاخلاقي وسقوط مشروعهم الطائفي . فقد انبعث النخوة العراقية في وجهها الوطني المشرق في هذه الاحداث العاصفة , من خلال تظاهرات الشعب العارمة , التي اجتاحت الساحات والمدن العراقية بالزخم الكبير من المشاركة والتحدي ,  ومنازلة الاحزاب الطائفية الحاكمة . برزت هذه الملامح الوطنية في نخوتها العراقية الاصيلة في هذه الاحداث :
× من يصدق في ظل الشرخ الطائفي الكبير والعميق  , بأن يقوم أهالي الموصل الحدباء , في مبادرة شعبية نادرة الحدوث , في تكريم بطل تحرير الموصل , القائد العسكري الوطني ( عبدالوهاب الساعدي ) وهو ابن الجنوب  , وهم من الطائفة السنية . هذه النخوة العراقية لاهالي الموصل الكرام .في قامة نصب تذكاري لبطل تحرير مدينتهم . تكريماً واعتزازاً في بطولته الوطنية , مما استفز واثار غضب وسخط الاحزاب الطائفية , ليبرهنوا انهم امناء على الطائفية وحراسها المدافعين عنها , فقرروا منع اقامة  تمثال بطل التحرير ,  وازالته من مكانه . لانه يرمز الى الوطنية ونخوتها الاصيلة في الانتصار على العدو الداعشي   . وان وجود تمثال بطل التحرير , القائد العسكري الوطني الشجاع ( عبدالوهاب الساعدي ) يرمز بأن الوطنية اقوى من داعش والطائفية . هكذا اثبت حقدهم الطائفي في اقالته من مسؤوليته ,  وحصره في احدى غرف وزارة الدفاع المنسية والمهملة .
× أمرأة عراقية اصيلة خرساء تبيع مناديل ورقية , وهو مصدر عيشها ورزقها الوحيد . تقوم في توزيع مناديل الورق على المتظاهرين , وتركض الى المصابين والجرحى , والذين  يشعرون بالاختناق من الغازات السامة , التي استخدمتها قوات مكافحة الشغب بأفراط وحقد جنوني على المتظاهرين ,  اضافة الى اطلاق الرصاص الحي على صدور  المتظاهرين لحد الآن (32 قتيل وتجاوز عدد الجرحى والمصابين الى اكثرمن 1200 , والعدد في تصاعد وازدياد . وفي تحدي حظر التجول . واخر الاخبار استخدام الطائرات المروحية في رش الغازات السامة , واستعمال السيارات العسكرية لدهس المحتجين  . يعني الاصرار العنيد  على ارتكاب مجزرة دموية بحق الشباب المتظاهر, في استغلال صمت المرجعية الدينية المريب ,  والمشكوك بالدفاع عن نظام الحكم الطائفي   )
× إمرأة عراقية اصيلة  في شهامتها وكرمها العراقي . تشتري سلة من  ( الصمون ) وتضع فيه الخضروات , مثل ( خبز العباس ) وتوصي اطفالها بتوزيعها على المتظاهرين .
 × رجال نشامى   هبوا في تلبية نداء الوطن , في نخوتهم العراقية ,  يحملون في  سياراتهم صناديق القناني البلاستكية  للماء البارد ,  وتوزيعها على المتظاهرين مجانا . هذا الحماس الوطني ,  كأن النخوة العراقية تعود مجدداً في اروع امثلتها الانسانية المشرقة  , وهذا يدل على وصمة عار وشنار ومخازي للعمائم الدينية الشيطانية , التي تكنز المال والدولار من السحت الحرام
× المبادرات الفردية بشكلها الرجولي الشهم من الشباب من الطواقم الطبية والصحية , في حماسهم الوطني الاصيل في معالجة الجرحى والمصابين والذين يشعرون بضيق التنفس من الغازات السامة .
× والشيء الاجمل ان هذا الحشد العارم من المتظاهرين , لا ينتمون الى اي تكتل سياسي او حزبي او تيار معين , او من طائفة معينة , وانهم من شباب العراق النجباء والابطال , لا يرفعوى سوى الاعلام العراقية , وصور القائد العسكري بطل تحرير الموصل , الشجاع ( عبدالوهاب الساعدي ) ومطلبهم الوحيد هو :
                              نريد وطن
 × والشي الغريب والعجيب , رغم الازدحام الشديد في المشاركة الشعبية العارمة . فقد اختف السرقات و ( النشل ) والمشاجرات والعراك . وانما واحد يساعد الاخر بالاخوة الوطنية الاصيلة , هكذا تبرز شمس الوطن الساطعة على العراق العظيم .............. والله يحفظ العراق العظيم ورجاله في شهامتهم ونخوتهم العراقية الاصيلة .
 العارو الخزي الى الاحزاب الطائفية ومرتزقتها الجبناء , الذين يعدون العدة في اغتيال نشطاء التظاهرات الشعبية  تحية اجلال وتقدير الى شهداء العراق العظيم , الذين سقطوا بالحقد الاحزاب الطائفية , التي استخدمت العنف والقوة الدموية في مجابهة تظاهرات شعب العراق العظيم
 جمعة عبدالله



264
مجازر دموية ضد المتظاهرين لعيون أيران العزيزة

جريمة قتل المتظاهرين , جريمة لا تغتفر ولا يمكن ان تمر دون محاسبة وعقاب . بكل بساطة ارتكبت الطغمة الفاسدة , التي باعت العراق الى ايران بدون ثمن , واصبحت اموال العراق تصب لصالح ايران من اجل الدفاع عن نظامها , الذي يواجه الازمة المالية والاقتصادية الخانقة . لذلك وجدت ايران اموال وخيرات العراق , الملجأ الوحيد لانقاذها من الانهيار . هذا السبب الفعلي لفتح النار على صدور الشباب  المتظاهر والمحتج , في سبيل حقه الشرعي في الحياة والعمل , حقه الشرعي في خيرات واموال العراق , في تحسين ظروفه المعيشية وتوفير الخدمات , وليس حرمانه منها , ليعاني من  الازمات الحياتية والمعيشية . بهذا الدافع خرجت المظاهرات الاحتجاجية , التي عمت مدن العراق , بالزخم الشعبي العارم والواسع  , الذي افزع الطغمة الحاكمة وحزاب الفساد وعملاء ايران الخونة .
ان استخدام اسلوب الدموي في مواجهة التظاهرات الشعبية . واستخدام العنف والقوة المفرطة من قوات مكافحة الشغب . التي ازهقت ارواح بريئة وسال الدم العراقي في الساحات والمدن , وهذا يضعنا امام سؤال : أين فتوى المرجعية الدينية  في حرمة الدم العراقي ؟ وتحدث الآن مجازر دموية لدم العراقي بتزايد عدد القتلى والجرحى الى ارقام مخيفة ومرعبة .
أن الاحزاب الفساد الحاكمة وعملاء أيران الخونة . يراهنون في القمع الدموي في اخماد التظاهرات الشعبية العارمة , التي تحولت الى ثورة شعبية تدعو الى اسقاط النظام الطائفي الفاسد .
ان كل الرهانات سقطت واصبح الصراع دموي يسفك في المدن والساحات , ولا يمكن ايقاف نزيف الدماء الجارية , إلا بتدخل المرجعية الدينية بشكل عاجل  , وإلا نحن في اعادة مجزرة سبايكر الثانية على يد الاحزاب الشيعية الفاسدة ومليشياتها المرتزقة , نحن امام مصير دموي ضد العراق وشبابه من عملاء ايران . لذلك كان شعار الانتفاضة الشعبية العارمة ,  الذي دوى  بالحناجر المدوية ( بغداد حره حره وايران بره بره ) هذا الشعار الذي ارعب العملاء والخونة , والشعار الذي رفعه المتظاهرون  يدعو الى تحرير العراق من الاحتلال الايراني البغيض والثقيل .
ان  ما تعهد به قزم ايران  ( عادل عبدالمهدي ) ما هو إلا نفاق سياسي , بأنه اعلن اجراء تحقيق فوري , بشأن استخدام العنف الدموي في قتل المتظاهرين , ومحاسبة الفاعلين , وتعهد بالشرف بضمان  سلامة المتظاهرين , ودعى قوات مكافحة الشغب بعدم فتح الرصاص  الحي على صدور الشباب المتظاهرين . على اثر جريمة قتل ثلاثة شهداء وعشرات المصابين والجرحى , ولكن بعد التعهد والشرف , ارتفع عدد القتلى الى 9 ومئات الجرحى والمصابين , والعدد يتزايد بشكل مخيف ومرعب . فما زالت قوات مكافحة الشعب , تفتح النار على صدور المتظاهرين المحتجين , دون رحمة وضمير . وهي بصدد ارتكاب مجازر مروعة في المدن العراقية , من اجل عيون أيران . ولا يمكن ايقاف اطلاق النار والمجازر في اراقة الدم العراقي الطاهر  . إلا بتدخل المرجعية الدينية , لان سكوتها يعطي الضوء الاخضر بقتل المتظاهرين عمداً  . وان  مليشيات ايران تحشد قوتها بصد قيام بعمليات قتل واغتيال ضد الشباب المتظاهر .
ان العراق مقبل على مصير دموي اسود لا يمكن ايقاف نزيفه , إلا بأسقاط الطغمة الحاكمة الفاسدة , وتطهير العراق من الاحتلال الايراني البغيض , انها ثورة حتى النصر من اجل العراق والعراقيين .
   والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله

265
قراءة في رواية ( أنا الذي  رأى ) للكاتب محمود سعيد
روايات السجون , أو روايات أدب السجون . هي في مفهومها  ومضمونها العريض , هي تتلخص في دائرة الصراع والعلاقة غير المتكافئة , بين الجلاد والضحية . في كسر وتحطيم ارادة الضحية , في انهزامه الروحي . بكل الوسائل المتاحة في قبضة الجلاد , في استخدام اساليب التعذيب الوحشي البشع . في هدم وانهزام معنويات الضحية , بالانتهاكات  الصارخة  واللانسانية , بهدف تحطيم كرامته وقيمته الانسانية  . لكي يتحول الى جيفة تنهشها الذباب والحشرات والبعوض . بأختصار شديد , أن زنزانة السجن تحت قبضة النظام الشمولي الطاغي في الارهاب الوحشي والدموي . هو موت بطيء للسجين أوالضحية , واذا يخرج سالماً من زنزانات الموت , فأنه يخرج بجراحات عميقة لا تشفى . هذه منصات المتن الروائي في رواية ( أنا الذي رأى ) . لكنها في احداثها في المتن السردي , تختلف عن روايات أدب السجون , التي تهتم في مسألة السجين السياسي المعارض والحزبي ضد الحزب السلطة الحاكم . او معرضاً سياسياً لسلطة الحكم في البلاد  , لذلك يتعرض السجين السياسي الى الاسقاط والبراءة ,  والاعتراف على خلية حزبه ورفاقه الاخرين . فهذه الرواية تختلف فهي لاتتحدث عن السجين السياسي المعارض والحزبي . وانما تتعرض وتتناول فئات واسعة من شرائح المجتمع العراق أبان الحكم البعثي , في قبضته الحديدية الباطشة , حتى على فئات هم بعيدين  جداً عن الشؤون  السياسة والحزبية , وليس لهم خلاف مع حزب البعث الحاكم , وليس لهم شأن بالسياسة والحزبية , وانما هم ضحايا غدر من الدسائس والمكائد والتجسس . او نتيجة هفوة كلام عابر . او هم نتيجة ضحايا ورهائن من اخوانهم واهالهم واقربائهم , اذا كان فيهم معارضاً للنظام الحاكم  , او شيوعياً , ويتحملون معاناة تبعيتهم في السجن اهلهم واقاربهم  , مثل اهل الطلبة واقرابائهم , الذين يدرسون في الدول الاشتراكية سابقاً , ويحملون راية المعارضة ضد الحزب البعث الحاكم , فيأخذ اهاليهم رهائن للسجن والاعتقال , , او ربما احد الاخوان والاقرباء , يحمل السلاح في حركة الانصار المسلحة . او ربما سقطت لوحة رقم السيارة في الطريق سهواً , فتعتبر جريمة وتهمة , او ربما رفض اطلاق النار على الضحايا الابرياء والاسرى , فيطلقون النار عليه , وربما من كثرة التعذيب الوحشي والبشع , يصاب الجلاد بهستريا الصياح والتهجم على جهازه الامني والسلطة , واسكاته بالموت . أو ربما صدفة مشؤومة تقوده الى موت , دون ارادته . وكثير من الحكايات بما انزل الله من غرائب وعجائب لا يهضمها العقل . لذلك يعني هذا بأن كل شرائح المجتمع الحزبية وغير الحزبية وحتى من الحزب الحاكم , وحتى من صلب الحزب والسلطة , هم يتعرضون للسجن والاعتقال والموت , حتى بدون تهمة توجه  اليهم . ولكنها  تشير الى نهج واسلوب السلطة الشمولية بالارهاب العنيف والدموي . وهذه الرواية اعتبرت افضل رواية لروايات السجون في عهد النظام البعثي . واعتبرت من افضل سبعين رواية عالمية في ادب السجون . حسب الموقع الادبي الامريكي في نيويورك . موقع شؤون  المكتبة  . Librarything.com . وترجمت الى اللغة الانكليزية بعنوان / Saddam city . وكتبت عنها الصحافة الادبية , الانكليزية والامريكية أكثر من اربعين مقالة . وكما وترجمت الى لغات عالمية آخرى . وجمعت في لغة السرد الشفاف والمتدفق بحرارة الاحداث برهافة ساخنة , جمعت اللغة الفصحى واللهجة العراقية . ويمكن اعتبار هذه الرواية من سرد الاحداث المتلاحقة في النص الروائي , بأن الصدفة او الصدف تلعب دوراً بارزاً ومهماً في حياة الضحية , دون ارادته . فهي رواية الصدفة او الصدف المشؤومة  . التي قادت الضحية , او بطل الرواية .  السارد بضمير المتكلم ( مصطفى علي نعمان ) بأنه ضحية صدف متوالية تنهال عليه , تدفعه الى التهلكة وعلى شفى الموت والاعدام , ولكنها في نفس الوقت , تنقذه صدفة واحدة  من شبح الموت والاعدام الذي يلوح في الافق , فبدلاً من الموت والاعدام , يتنسم عبير الامل بالحرية . كأنه كان  في كابوس مرعب ووحشي . لذلك لابد من استعراض احداث المتن الرواية  , والتعريج على الصدف المشؤومة التي قادته بين الموت والحياة :
 × يبدأ الحدث الروائي بالحدس الطفولي البريء , في صباح يوم الاثنين , أو الاثنين المشؤومة , بسؤال طرحته طفلته  ( عبير ) على ابيها بقولها (  - بمثل هذا اليوم ولد النبي . أصحيح ( بابا ) في يوم مولد النبي لا يحدث مكروه للاطفال ) ص1 . أجابها في ابتسامة مطمئنة . واستعد للذهاب الى مقاول البناء , وهناك وجده في مكتبه وسلمه مبلغ ( الفي دينار) سلمها دون ان يأخذ وصل التسليم الموقع بتوقيع مقاول البناء , تذكر غلطته الفادحة في الغباء , بأنه لم يستلم وصل تسليم المبلغ ( الفي دينار ) واذا انكر المقاول المبلغ ,  فماهو الدليل والاثبات بأنه سلم هذا المال , ولكن في الطريق تعرضت سيارته الى العطل , نتيجة الطين في الشارع . ترك سيارته المعطلة وذهب الى مدرسته , لانه مدرس في  مدرسة ثانوية . ووجد المفاجأة في انتظاره . رجال من الامن والمخابرات , يطلبان استجوابه , بأستجواب بسيط خمس دقائق ويرجع الى مدرسته . وذهب معهم . ولكن اول خطوة يدخل فيها باب  بناية الامن والمخابرات , تتلقفه الضربات العنيفة والمبرحة , واصبح مصيدة لضربات والاهانات بالعنف السادي  , ووضعوا العصابة على عينيه , وقيدوا يديه الى الخلف ودفعوه الى زنزانة السجن , فحين انتبه الى نفسه , وجد  نفسه في غرفة صغيرة مليئة بالموقوفين , فلم يستطع ان يجد مكاناً يجلس فيه , فظل واقفاً ينتظر الاستجواب البسيط . وبعد ساعات طويلة  من الهواجس القلقة , التي بدأت تنهشه . بعائلته واطفاله , ومقاول البناء فقد نسي ان يأخذ منه وصل تسليم المبلغ , وفي غرفة الاستجواب , قالوا له بأن أسمه ( مصطفى علي عثمان ) حاول ان يقنعهم بالوثائق الرسمية , بأن هناك خطأ بالاسم وان اسمه الحقيقي  كما هو  مثبت ( مصطفى علي نعمان ) فأستخفوا  به بالاهانات والضربات المبرحة , بأنه يضحك عليهم ويكذبهم . حتى سحلوه الى غرفة السجن يداوي جراحه المؤلمة . وظل واقفاً يئن من جراحه وقلقه شديد على عائلته  , ولكن يواسي نفسه , بأنه ليس سياسياً وليس معارضاً . وليس له علاقة في الاوضاع ومجرياتها . لانه يتذكر الحكايات المروعة , في اختفى واعدام اشخاص ابرياء ليس لهم علاقة بالسياسة وحزب البعث الحاكم . مثل جاره البريء الذي خطف من الشارع . وبدأت عائلته تبحث عنه في مراكز  الشرطة والمستشفيات , وبعد خمس وعشرين يوماً جاءهم تبليغ بالذهاب الى الطب العدلي , وتفتيش ثلاجة المستشفى . وشاهدت زوجته ان الثلاجة مليئة بالجثث المشوهة والمقطعة الاوصال , ولا يمكن معرفة ملامحها . لكنها اهتدت الى جثة زوجها من ملابسه الداخلية , ولم تسلم الجثة إلا بعد  أخذ تعهد صارماً   , لا فاتحة . لا تشييع . لا صراخ . لا سواد . واستعرض بذاكرته الكثير من الحكايات المروعة , في الاختفاء والموت والاعدام , حتى هدم البيوت على ساكنيها في وحشية لا يصدقها العقل , واحد نزلاء غرفة السجن معه , قال له . بأنه مارسوا معه التعذيب الوحشي والسادي حتى خفقات الموت , واخيراً طلبوا منه , ان يذكر اسماً اي اسم يخطر في باله لا على التعيين , وإلا استمروا معه حتى تخرج روحه للموت , فذكر اسم ابيه , ضحكوا عليه وقالوا هذا اسم أبيه , ان يختار اسماً آخراً , فأختار أسم ( خاله ) فجيء بخاله ومارس معه شتى انواع التعذيب السادي ولم ينطقوا بالتهمة الموجهة اليه , وها هو معه يئن من الاوجاع في جميع انحاء جسمه , وهو لا يعرف التهمة . وتوالت التحقيقات في الاصرار على ان أسمه ( مصطفى علي عثمان ) وهو يتوسل ان يقتنعوا بأسمه الحقيقي , رغم الدلائل الدامغة التي تثبت حقيقة اسمه . وظل على هذه الحال أربع وثلاثين ساعة . وهو يشعر بأن كل خلية في جسمه تتخلى عنه , فلم يصبر على حالته المزرية وتوسل بحارس السجن بعد ما انهكه التعب والارهاق , ومن البرد الذي يلسع جسمه , لانه كان  مرتدياً  ملابس خفيفة  ( - أرجوك أسمح لي أن اذهب الى المرافق فقط . لقد قضيت اربعاً وثلاثين ساعة , بدون طعام او ماء او مرافق ) ص30 . ظلت هواجس تنهشه في رعبها , بماذا ستقول عنه عائلته , طفليه وزوجته عن غيابه . ماذا عن مصير زوجته وهي من التبعية , ويخاف على مصيرها , وفي حملة تبعيث المجتمع . سجل بحزب البعث كمؤيد , واخذ منه تعهد بالاعدام , اذا أنتسب , أو أيد اي فئة اوحزب , أو اخفى معلومات . حتى يتوقى العواقب الوخيمة من قبضة الارهاب والانتهاكات الصارخة , سواء كانت بسبب او بدون سبب , حسب مزاجية أمين الامن والمخابرات , ان يعبث في حياة الناس , ويوزع الحياة والموت بين الناس  . لذلك قال لهم في الاستجواب بأنه رجل عادي جداً جداً مهتم بعائلته فقط . ضحكوا عليه بصلافة والاستهزاء , وضحكوا على عبارته بأنه أنسان عادي جداً جداً , وقال له المحقق ( - لا تتعجب . سنرى . واكمل أخر : كل الناس خطرون , الانسان الوحيد لا خطر منه , هو الميت والمسجون .
- انك تخفي عنا الحقائق ) ص38 . وسأل عن انتمائه الحزبي , فأجاب بأنه بعثي بدرجة مؤيد . فصرخ به مسؤول التحقيق :
- مؤيد خراء . أبحثوا عن اخوانه . اقربائه . أولاد عمه  . اذا طلع احدهم شيوعياً أذن ) ص49 .
واخذوا ينقلونه من سجن الى آخر , في استمر اساليب التعذيب الجسدية والنفسية . حتى كانوا ينقلونه من محافظة الى آخرى , حتى المحافظات الشمالية ( اربيل . سليمانية . دهوك ) وفي كل سجن يواجه هوان العذاب والانتهاك والمعاناة والظروف القاسية . ويسمع حكايات مرعبة من السجناء الضحايا , او حكايات عن المعدومين , حكايات الموت المريرة , وكان يسمع من القرويين الاكراد  في محافظات كردستان العراق , حكايات الموت لا يصدقها العقل , مثلاً اعدام لكل من يأوي رجال الانصار , او يقدم مساعدة او يتعامل معهم في بيع البضائع . او  لم يخبر عن تواجدهم ومرورهم في القرى . يعني اصبحت الحياة رخيصة وتافهة ومضحكة في الموت المجاني , وهم ابرياء ليس لهم علاقة في الصراع السياسي . وكذلك عن اساليب جهنمية , مثل زرق الابر ليصاب الضحية بالجنون . او يسحل الضحية حتى تزهق روحه . او حرق اعضاء جهاز التناسلي الحساسة , او ممارسة اللواط . او حالات التجسس على الاباء من خلال اطفالهم , مثلاً سألوا احد الاطفال هل يحب السيد الرئيس , فأجاب بلا , لان أباه كلما يظهر الرئيس في الشاشة يبصق عليه , واعدم أباه مع عائلته وهدم بيتهم عليهم , او احد التجار الكبار , تواطؤوا مع خادمته في استدراجه الى حديث سياسي على فراش المضاجعة  . ومعها كاسيت التسجيل , واراد ان يسكتها بالكلام عن السياسة فقال لها ( شعرة من عانتكِ خير من الف عفلق ) وعرضوا الكاسيت على زوجته وهي لم تصدق , وكان اعدامه بعدما أسمعوه كلامه . وحكايات آخرى يقف لها شعر الرأس لهولها وغرابتها . نظام مبني على القبضة الحديدية الباطشة في التنكيل لكل فئات الشعب , لا يخلط بين الناس  , كلهم بنظره مجرمون .
وكان ( مصطف علي نعمان ) مصاب بالدازنتري الحاد , فحين تهب عليه اوجاعه الحادة ,  والتي لا يتحملها , يتغوط في اكياس النايلون الازبال بالاسهال الفظيع  , وامام السجناء , وهو يذوب  بالخجل والمهانة . وخلال التحقيقات يحاول ان يثبت برائته لكن دون جدوى . وفي احدى التحقيقات , اخرجوا له صورة كان في صالة الفندق وورائه شخص مجهول لا يعرفه . فسألوه عن علاقته بالبيش مركة والشخص الواقف خلفه بالصورة , فأجاب ليس له علاقة ( ليس لي علاقة , هات شخصاً يشهد علي , اي شخص , اعدموني ) ص98 . وقال لهم بأنه خلال زيارته السريعة الى ( السليمانية ) اراد ان يأخذ صورة تذكارية . فقالوا له ان هذا الشاب خطير مطلوب رأسه لانه من الانصار ,  من خمس سنوات يطاردونه دون جدوى , وقالوا له . لماذا اخذ اجازة شهر واحد , في نفس اليوم الذي سرقت سفينة راسية في شط العرب , كانت محملة بالاسلحة والمتفجرات . فقال لهم اخذ اجازة شهر واحد لبناء بيته , فلم يسعفهم في الاقناع , بل شددوا عليه اكثر بالتعذيب والضرب والاهانات , حتى جعله يجزع من حياته ويتمنى الموت . لكنه ينهشه ويعذبه مصير أطفاله , مصير زوجته وهي من التبعية . ولكن من احد الصدف النادرة , في التحقيق الاخير , وقع مع محقق , يحب البصرة واهل البصرة . فقال له المحقق (  - لقد كان حظك كبيراً , أنني احب اهل البصرة ومن يسكنها , سهمت عيناه من جديد في ذكريات مخملية , مثيرة تفيض من ملامحه كلها ) ص105 . وساعده في اطلاق سراحه , وهو غير مصدق , الامل الذي انعشه واعاده الى الحياة ,  بعد قاب قوسين من الموت , واطلق سراحه بعد سنة وثلاثة اشهر عجاف في مراراتها القاسية , التي لعبت به الصدف الكثيرة بين الموت والحياة .
 × اهم الصدف التي تجرعها بكؤوس من الحنظل :
1 - صدفة اعتقاله في مولود النبي
2 - الصدفة المتسرعة في تسليم مقاول البناء , الفي دينار ونسى ان يطالبه بوصل استلام المبلغ .
3 - صدفة عطل سيارته  في الشارع
4 - صدفة اعتقاله نتيجة تشابه الاسماء , من اسمه الحقيقي ( مصطفى علي نعمان ) الى الاسم ( مصطفى علي عثمان ) .
5 - صدفة اخذ اجازة شهر لبناء بيته , في نفس اليوم الذي , سرقت فيه سفينة محملة بالاسلحة والمتفجرات راسية في ميناء شط  العرب
6 - صدفة خذ صورة تذكارية في رحلة سياحية الى ( السليمانية ) واخذ صورة في صالة الفندق , وصدفة وجود شخص خلفه خطير مطلوب رأسه بالموت .
7 - الصدفة الوحيدة التي انقذته , هي وقوعه مع محقق يحب البصرة واهل البصرة , وساعده في اطلاق سراحه .
هذه الصدف المشؤومة التي تحيي وتميت الانسان دون علمه وارادته , لكنها تشير الى الحياة الشاقة , تحت قبضة السلطة الشمولية , في ارهابها وزهق الارواح البشر .
 جمعة عبدالله



266
خيرات العراق غنيمة بين الفاسدين وأيران
الدول الانسانية التي تحترم مواطينها وتحترم نفسها , تعتبر المنصب مسؤولية وخدمة . وتعتبر الشباب حملة الشهادات العليا كنزها الثمين لايقدر بثمن  . وتنتظر بفارغ الصبر انهى دراساتهم وتخرجهم العلمي , لينخرطوا في مؤسسات الدول بالعمل والتوظيف , لكي يساهموا في تطوير البلاد , ودفع عجلة التطور والتقدم الى الامام . ليساهموا حسب تخصصاتهم العلمية . لتطوير الحياة نحو الرفاه والرخاء والعيش الكريم . لذلك كل دولة تقاس بطاقاتهم العلمية بكوادر  الشباب ,  المتخصصة في مختلف مجالات وميادين الانتاج . واستثمار حملة الشهادات العليا . هو  صمام الامان لرخاء البلد وتقدمه في مجالات العلم والتكنولوجيا . ولكن الدولة الهمجية والوحشية والمتخلفة مثل العراق , تعتبر الطاقات العلمية من حملة الشهادات العليا , طاقات معطلة . وبالتالي تتوقف عجلة التطور والتقدم . تظل البلاد محرومة من كنزها العلمي الثمين  , من طاقات الشباب خريجوا الجامعات والمعاهد العلمية والتعليمية . وعدم استثمار هذه الطاقات ,  يساهم بقوة  في التخلف في البلاد في كل ميادين الحياة والانتاج . وبالتالي من المستحيل ان يدخل العراق في عجلة التطور والتقدم  . واصحاب الشهادات العليا , يلوكها البطالة والحرمان من توفير فرص العمل , او طاقات معطلة في البلاد   . لان الاحزاب الحاكمة  أهتمت لنفسها في الجشع المالي وخلقت حيتان الفساد الكاسرة  , التي كانت بالامس حفاة , واصبحوا اليوم اصحاب ملايين الدولارات   , وتركوا  مشاكل العراق دون حل ومعالجة . لانهم يعتبرون المنصب . المكان الملائم للسرقة واللصوصية واللغف وشفط  الاموال وتهريبها الى الخارج . بذلك حرم العراقيين من خيرات موارد النفط المالية . كما حرم العراق من تحسين الحياة المعيشية  . وتحسين الخدمات , وتوفير فرص العمل , وهو حق مشروع للمواطن  في العيش الكريم . وتشغيل ماكنة التطور والتقدم والاصلاح والبناء حق وامل كل عراقي شريف  . ولكن الاحزاب الشعية تريد ان تبرهن بولائها بالعمالة الذيلية  المطلقة  الى النظام الايراني وخامئني . تسعى بكل جهدها وطاقاتها  , في ابعاد شبح الافلاس المالي والاقتصادي عن النظام الايراني , نتيجة الحصار والعقوبات المفروضة على نظام خامئني , الذي اصبح ليس فقط مهدداً بالافلاس وانما بالانهيار . لذلك اشتغلت ماكنة العراق المالية بالتدفق الملياراتالدولارية  في الضخ رئة النظام الايراني بالانعاش   , حتى تنقذه  من الافلاس والانهيار  , على حساب معاناة العراق والعراقيين . ولكي تثبت الاحزاب الشيعية عمالتها , حولت خيرات واموال العراق لصالح نظام خامئني . وبالتالي , لم يتوفر للعراق المال اللازم والكافي , لتوفير فرص العمل للشباب , وخاصة حملة الشهادات العليا . ولذلك جابهت مشاكل العراق بالاسلوب البعثي , في القمع والبطش والارهاب  , واستخدام القوة المفرطة . ضد الشباب  حملة الشهادات العاليا , بدلاً من المعالجة والحل وتفهم حق الشباب الشرعي بتوفير فرص العمل . استخدمت أشد  الاجراءات الامنية الباطشة بالتنكل . وهذا يدل بشكل قاطع , فشل وعجز الحكومة في حل هذه المشاكل . ولكن الى متى يستمر الارهاب والاجراءات الامنية في القمع والتنكيل ضد التظاهرات ؟  , والازمة الايرانية تسير من سيء الى الاسوأ , وهل باستطاعة المال العراقي ينقذ ايران من شبح الافلاس المالي والاقتصادي . ان تضخ المليارات الدولارية الى ايران في انعدام تباشير الانفراج في ازمتها بل تفاقم الازمة الى الاسوأ , وهذا يشكل  عائق جدي وخطير على العراق ومستقبله  , بحيث هو ايضاً سيصاب بالازمة المالية والاقتصادية الخانقة مهما كان الاقراض المالي الاجنبي  , وبالتالي ستعمق الازمة الحياتية حتى على العاملين حالياً في مؤسسات الدولة , وعلى المتقاعدين ايضاً ، لتوفير  السيولة المالية الى أيران  , ستؤثر الكارثة القادمة على الجميع . وبالتالي لن تنفع عمالتهم الذيلية  الموشحة بثوب العار والمخازي . اي اصبحت الاحزاب الشيعية العميلة , علامة تخلف وتدهور للحياة  في كل مجالاتها , رغم تصاعد موارد المالية للنفط . ولكنها تذهب الى ايران  , ويحرم منها العراق والعراقيين ....................................... والله يستر العراق من الجايات !!
    جمعة عبدالله


267
قراءة في رواية ( الحلم العظيم ) للكاتب أحمد خلف
يعتبر القاص والروائي ( أحمد خلف ) من الاسماء المرموقة في  الابداع السردي العراقي . ولا يمكن لاي ناقد منصف وموضوعي  , أن يستقرئ ملامح تطور الرواية العراقية . دون ان يعرج على الانجاز الابداعي لهذا المبدع  الكبير , في ترسيخ ملامح الرواية العراقية المتطورة , في الاسلوب والتقنية الحديثة لمنجزه الروائي , الذي احتضن هموم الحياة والانسان ,  في طار جمالية سردية متكاملة في منصاتها , وفي فضائية وافاق تداعيات الزمكان . ورواية ( الحلم العظيم )  . تدخل في هذا الاطار العريض المتمدد في المتن الروائي . في تسليط الضوء الكاشف على مرحلة من حياة العراق السياسية والثقافية  . مرحلة الجيل الستيني , في كل ميادن الحياة ومحطاتها . في الثقافة والفكر والسياسة وصراعاتها الدائر  آنذاك . ولا يغيب عنها ( الدين والجنس ) . تناولت عمق الازمات الناشبة في عدة ميادين حيوية في الوقع المعاشي  , في اشكالها الخاصة والعامة . وفق معايير تلك المرحلة الستينية . في اشكال الاحتدام والصراع والتنافس السياسي والثقافي والفكري , بتوثيق راقٍ ومتمكن .  وفي جانبها الحيوي ايضاً  . من  النكسات والازمات  , واحتدام المعارك في الصراع السياسي , الذي انخرط  الى العنف المفرط في الخارطة السياسية العراقية الساخنة . وايضاً تكشف ملامح السيرة الذاتية والحياتية لبطل الرواية ( عبدالله ) الذي يشاطر في الملامح الكثيرة من  سيرة الكاتب نفسه . اي انها تملك البوح الحياتي , لتحولات حياة الكاتب ( أحمد خلف ) ولكن ليس بالصيغة الاستنساخ طبق الاصل , ولكن ببراع المتخيل الذهني والسردي الفني   . رغم انها  تؤشر في ملامح كثيرة الى الكاتب نفسه , في حياته , البدايات انخراطه في قراءة الكتب والروايات . في  مواقفه السياسية والفكرية  والثقافية , وسلوكه  ازاء الصراعات السياسية والحزبية الدائرة  ,  والتمسك بنهج  ( اللامنتمي ) . حتى حد اصحابه المقربين له مازحه مرة  في التمسك  باللامنتمي  بقوله ( والحقيقة أنت خليط غير متجانس من افكار شتى ) ص22 . لكنه ارتبط بصدقات حميمية مع المثقفين الشيوعيين , في صلات وثيقة ويشاركهم في  همومهم السياسية والفكرية  ويقدم لهم المساعدات , التي قد تقوده الى السجن والتعذيب , مثل الاحتفاظ بحقيبة التي تحمل الاسلحة , أثناء ملاحقات ومطاردات ضد الشيوعيين آنذاك  . ورواية ( الحلم العظيم ) تناولت في استلهام موضوعي الفترة الستينية بكل ميادينها . والاخص الصراع السياسي والفكري والايديولوجي . الصراع الحزبي بين الاحزاب في استخدام العنف المفرط . التعارض بين الايديولوجية والتطبيق السياسي , لدى الحزب الشيوعي , والتي ادت في  تفاقمها الى الانشقاق داخل صفوف الحزب الشيوعي . بين جماعة اللجنة المركزية , وجماعة القيادة المركزية . وتعرضت الرواية في اسهاب الى مسألة تجربة الكفاح المسلح في الاهوار , بالحلم الثوري العظيم . وكذلك الى فشلها بحكم عوامل عديدة تحكمت فيها , واصبحت اكبر من تجربة الكفاح المسلح نفسها  . وتوقف النص الروائي . في اجلاء عصب فشل التجربة في الانتفاضة المسلحة في الاهوار . وكذلك تعرضت الرواية الى الجوانب الخاصة والذاتية .  في مسألة الحب والجنس والتشتت بينهما . اعتمدت الرواية على منصات سردية متعددة الجوانب والاساليب التعبيرية . منها اسلوب التداعي الحر . اسلوب ( ميتا سردية ) او ما وراء النص الروائي . ومحركات الاحداث الجارية في المتن الروائي . وكذلك في تجلي في تداعيات عنوانها البراق ( الحلم العظيم ). يأخذنا بكل براعة في مسار السرد الروائي , بتحولاته وتنقلاته . أي اننا بصد بطل الرواية ( عبدالله ) شخصية ديناميكية متحركة ومتطورة , في تحولاتها نحو الايجاب , او نحو السلب. ورغم ان ضمير المتكلم يتحكم في لغة السرد , لكنه اشرك الضمائر الاخرى  . لذلك لا يمكن ان نطلق على السردي الروائي منولوج ( الصوت الواحد ) . وكذلك استخدام وتوظيف تناصات في حكايات شهرزاد في حكايات الف ليلة وليلة . وخاصة التناص في حكاية ( حمال بغداد ) الصبي التي وقفت عليه أمرأة بالغة الحسن والجمال  والملبس , واخذته الى بيتها وادخلته مضجعها في غرفة النوم لتمارس معه الحب والمضاجعة , وهو  في دهشة الابهار في الهوى والهيام . وكذلك نفس الابهار الذي عاشه الصبي ( عبدالله ) وهو يمارس الجنس مع الزوجة الخائنة لاول مرة في حياته , ويسير بعد ذلك في الحب اللاشرعي . لكن يقوده الى الازمة الخانقة , الى ارتكاب جريمة قتل بحق الزوج المغدور بالزوجة الخائنة , التي تكره وتنفر من زوجها ومن شخيره في النوم . وتظل هي محرومة من الحب والمضاجعة الزوجية , . لذلك يضعنا الكاتب في جريمة القتل , أمام ( راسكولنكوف ) بطل رواية الجريمة والعقاب , ولكن بشكل جديد ورؤية مختلفة تماماً . وكذلك في  الدوافع في عملية القتل . كل هذه الاحداث في النص الروائي , تشير الى تعمق الازمة بين كل الاطراف . في  ازمة في الحلم العظيم , الذي تحول الى معاناة ومأساة شخصية ل ( عبدالله ) او المؤلف القصص . كذلك الى ازمة في فشل اسطورة الكفاح المسلح في الاهوار , التي انتهت  في سجن الحلة , فشل الاحزاب في صراعها السياسي الذي تحول الى ازمة . من انشقاق الحزب الشيوعي , الى السقوط السياسي العام في المناخ السياسي  . لذلك تحول الحلم العظيم لكل هذه الاطراف في الرواية  . الى كابوس عظيم في الانكسار والانهزام .
             أحداث المتن الروائي :
فتى يعيش في عائلة فقيرة وفي منطقة شعبية . مدينة ( الحرية ). حين يغزوها الشتاء تتحول الى مأساة . تغرق عند اول زخة مطر , وتبرز البرك واوحال والطين , بفيضان المياه . شبايبك بيوتها مطلة مباشرة على الشارع , بحيث المار يسمع همسات وخربشات الزوج والزوجة في غرفة  النوم . لذا داهم هذا ( الفتى ) هوس التلصص وسماع الهمسات الجنسية في حجرة النوم في الظلام . وتجذبه في الاغراء في سماعها وقت الظلام . في الاغراء والغواية . ويأخذه خياله الاغرائي الى حكايات شهرزاد في الف ليلة وليلة , الى حكاية حمال بغداد , الذي جذبته من السوق , إمرأة بارعة الحسن والجمال والملبس , واخذته الى بيتها , وادخلته غرفة النوم , ومارست مع الحب والمضاجعة وهو في حالة دهشة وابهار  لاول مرة  يمارس الجنس في حياته . لذلك جلبت انتباهه زوجة مليئة بالاغراء والغواية وانجذب اليها , وادخلته فراش الحب والمضاجعة الاولى في حياته , في ملمسها الناعم وجمال بشرتها  . وهو يشم عطرها بذهول . وقد وجدت فيه الاغراء الذي يعوضها من الحرمان من الزوج الذي تكرهه وتنفر منه , وتنزعج من شخير نومه وغيابه الطويل عن البيت . لذلك وجدت بالفتى الشيء المفقود في الحياة الزوجية . لذلك قالت له ( هل تعرف أن لك رائحة رجل في الثلاثين , مع أنك مازلت فتىً , لايجوز لي العبث معك , أياك ان تخبر أمك بما يجري بيننا ) ص21 .  ويندفع بشراهة ونهم الى قراءة الكتب والروايات العربية والاجنبية  , بالطموح الكبير , او بالحلم العظيم ان يصبح كاتباً ومولفاً للقصص ينشر في المجلات الكبيرة والمشهورة . وزاد اندفاعه اكثر الى الهم الثقافي والادبي , بالدعم الكبير الذي يقدمه له , مدرس اللغة العربية الجديد , صاحب قصيدة ( الريل وحمد ) وهي اشارة الى الشاعر ( مظفر النواب ) الذي ساهم في فتح قريحته موهبته  الاديبة  على القراءة وتأليف القصص , ان يصبح مؤلف قصص . يبدأ مشواره الطويل في خوض غمار الثقافة والادب . ويساهم في الحركة الثقافية ونقاشها الدائر . ويرتبط بعلاقة وطيدة مع اصدقائه الشيوعيين . ولكن لم ينخرط في صفوف حزبهم , بل ظل متمسكاً في نهج اللامنتمي . حتى شقيقه العسكري يلاحظ الولع بنهم قراءة الكتب . وحذره من أنه سيكون  عبداً للكتب وتسلبه رجولته وتجعله رقيقاً كالنساء . ويعمق علاقته الجنسية مع الزوجة الخائنة ( عفيفة ) ليستغل غياب زوجها المخدوع طوال النهار , وينسل الى مخدع الزوجية للمضاجعة على فراش الزوجية . بغواية واغراء منها . حتى بدأت الشكوك تنتاب زوجها بأنها تخونه مع فتى المحلة ( عبدالله ) . لذلك يصرح لها  بأنه يكرهه ويحقد عليه ,  لانها تخونه وتمارس الجنس معه  , وانه يرافق المدرس الشاعر الشيوعي ,  ويتوعده بعمل انتقامي . وتغضب من تهديده ( - كيف تجرؤ على هذا الكلام . يا سافل ؟
- طيب . أقسمي لي أنكِ لاتخونينني معه
- أقسم أنك اكبر قواد في الدنيا كلها ) ص67 .
كانت الفترة الستينات آنذاك احتدم فيها الصراع السياسي بين الاحزاب . وكان يتابع عن كثب , الخلاف الدائر في الوسط السياسي والثقافي . وهومصاب بمرض  التشتت بين حبه العفيف لفتاة الجيران ( شيماء ) التي تبادله نفس الهوى والغرام والعشق  , لكن هذا العشق يدوسه وينزلق الى احضان الزوجة الخائنة , التي تغريه بالجنس والمضاجعة . حتى اهمل حبه وداس على قلبه . ولكن ينشغل الى  حالة البلاد التي تتجه الى الصراع السياسي بالعنف المفرط . في مناخ سياسي ملبد بغيوم الكراهية والانتقام ضد الحزب الشيوعي , وقد بدأت حملة المطاردات والملاحقات , وفتحت السجون والمعتقلات . في جميع اماكن التجمعات . المدارس . الكليات . المراكز والنوادي الثقافية , والطرقات والازقة , لذا تجد في كل شارع يحرسه شرطي او رجل الامن . في الاعتقالات العشوائية . وساد الركود السياسي لتفادي الاعتقال والسجن . وبدأ الخوف والقلق يلف الحياة العامة . حتى في  احدى المرات اوقفه رجل الامن ,  وسحب مسدسه ويوجهه الى  صدره . وهو يزمجر في وجهه غاضباً ( - أيها الحقير . لقد حيرتنا . من تكون بحق الجحيم . هل أنت شيوعي ؟ قومي ؟ بعثي ؟ خرائي ؟ منْ تكون وماذا تريد بالضبط ؟ ثم ما هذه الحرية التي تتمتع بها في التنقل من بيت الى بيت , لا يشبه احدهما الاخر , ولا أية علاقة بينهما ) ص156 .
واراد ان يتخلص من المأزق الذي وقع فيه , بالتذكير بأن شقيقه العسكري من جماعتهم . لذلك تشبث به رجل الامن بذراعه وقال ( ألا يعلم ابوك , بأنك ترافق شيوعيين زنادقة ؟ ) ص157 .
 وتتعمق الازمة في البلاد الخانقة  , التي  أثرت على أنشقاق الحزب الشيوعي الى نصفين . جماعة اللجنة المركزية . وجماعة القيادة المركزية . وبعدها تواردت الاخبار حول طلائع الكفاح المسلح في الاهوار ,ظهرت بعملياتها الى  الوجود على الواقع الفعلي بقيادة الثائر ( خالد أحمد زكي ) الذي ترك لندن , ليقود حركة  الكفاح المسلح في الاهوار بالحلم الثوري العظيم , في سرقة السلطة والحكم من القوى الرجعية الحاكمة . في خوض تجربة الكفاح المسلح مستلهماً تجربة الكفاح المسلح في امريكا اللاتينية وفيتنام . وبدأ المناخ السياسي العالم يتابع اخبار الانتفاضة المسلحة . لكنها ايضاً  اثارت الخلافات داخل معسكر اليسار التي طفحت على السطح . بين مناصر ومعارض . حتى بدأت حركة الكفاح المسلح غير منسجة وغير قادرة على التكيف في وضعها الجديد , في التعامل مع معطيات الواقع , وفق معطيات مدروسة , . لذلك وقعت في ازمة الخلاف الحاد . حتى مع الناس الذين يدافعون من اجلهم ويضحون في سبيلهم ( خدعنا الفلاحون وغدروا بنا . نحن ضحايا خيانة أكبر من حركتنا ) ص300 .
لذلك بدأ الفرق الشاسع بين الايديولوجية والتطبيق السياسي , بعدم التعامل الصحيح مع الواقع واستلهام دروسه والتكييف مع رؤية الواقع , دون أوهام . بالذين يطالبون بأقامة  دولة العمال والفلاحين . وهم غير منسجمين مع قاعدتهم الشعبية والطبقية . مثلاً :  احد الثوريين الذين عنده استعداد ان يضحي بحياته في سبيل الطبقة العاملة . حين خروجه من السجن بعد سبع سنوات , صدفة تشاجر مع احد عمال البناء , ليصرخ في وجهه ( _ لقد امضيت سبع سنوات سجيناً من أجل امثالك , ودفاعاً عن طبقتك العاملة , وها انت تجعلني أشعر بالندم على تلك السنوات , فما كان من العامل إلا انفجر بوجه الرفيق , حيث قال له : أي مجنون نصحك بالدفاع عني ؟ ) ص233 . واستعدت  الحكومة وجهزت حملتها العسكرية في القضاء على الحركة المسلحة في اهور الناصرية جنوب العراق . وبذلك انتهى الحلم الثوري العظيم , بقتل قائدها ( خالد احمد زكي ) وبفشل نتيجة الصراعات المصلحية والنفعية الضيقة . وفشلت وانتهى بها الطاف في سجن الحلة .
 شعر مؤلف القصص ( عبدالله ) من التشتت الحياتي وضياع حبه العفيف مع ( شيماء ) بمرارة وحزن , واعترف لها بالفشل في الحب ( أنتِ ضحية مجتمع ملي ء بالشكوك والارتياب , بل والخيبة من الاخرين ) ص228 . فردت عليه سبب هجرانه وعدم حفظ علاقة الحب. ( - هل ارتكبت خطأً ؟ اتراني تصرفت بما يدفعك لهجراني ؟
- ليس الذنب ذنبك , هنا , في القلب الذي لا يحسن الوفاء ) ص228 .
 ويأخذه  الاغراء المتزايد والمتصاعد من الزوجة الخائنة , بتحريضها المتواصل بقتل زوجها . حتى تتفرغ لحبها له , وطمعاً بالمال زوجها المخفي في مكان ما في البيت . لانها لم تعد تطيق رؤيته   , وفي احد الايام دفعته الى خنق زوجها وهو في شخير النوم , وبالفعل فعل ذلك بخنقه , لكن الزوج استطاع ان يطرحه على الارض ويخنقه بكلتها يديه الثقيلتين , لكنه تلقى ضربة مميتة على رأسه سقط جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء . تيقن ان حياته انتهت الى الفشل الذريع . وان حلمه العظيم انتهى الى المأساة والازمة . ودفنوا الجثة  في حفرة في حديقة الدار , وفتشوا عن المال المخفي في البيت , فلم يعثروا عليه . وانتابه القلق والخوف من اكتشاف الجريمة والفضيحة . وقد اطلق زفرة يأسة بالخيبة في حياته , بأنه انتهى ( لقد خربت حياتك في هذا الركن الصغير من العالم ) ص282 .
 هكذا انتهت الاحلام العظيمة . الى المأساة والفشل .
 × الكتاب : رواية الحلم العظيم
 × المؤلف : احمد خلف
 × الناشر : دار المدى
 الطبعة الاولى : عام 2009
 × عدد الصفحات : 304 صفحة
     جمعة عبدالله



268
ما زاد عادل عبدالمهدي في نظام الحكم الطائفي إلا عفونة
أنطلقت الاصوات بشكل حاد من الكتل السياسية الطائفية  الحاكمة والمهيمنة على القرار السياسي ,  ومصير الوطن المواطن , تطالب بأستقالة عادل عبدالمهدي من منصب رئيس الوزراء , وأشتداد الخلاف الحاد  في الكواليس الخلفية بين الاحزاب الشيعية , على اختيار  شخصية بديلة  . كأن النظام الحكم الطائفي , يؤمن بالديموقراطية وتبادل  السلطة . لتعزيز النظام القائم والمحافظة على النظام والقانون , وفق أسس الديموقراطية السليمة  . حنى يحافظ على هيبته ومكانته الدولة ,  ومسؤوليته تجاه الوطن والشعب  . فحين يتلكأ الشخص المختار لرئاسة الحكومة يجد نفسه خارج الاسطبل الحكومي , هذه الخزعبلات المضحكة والهزيلة , التي تروج لها الاحزاب الشيعية في دعايتها السياسية المنافقة  . كأن نظام الحكم وطني ونزيه , وليس نظام حكم فاسد الى الى حد اللعنة , واحزاب فاسدة هجينة  . لا تعرف سوى اسلوب عمليات  السرقة واللصوصية . لذلك خرجت  من رحمها ,  عتاوي الفساد الشرسة , التي جلبت الخراب والدمار والاحتراب الطائفي , ونهبت صرماية العراق المالية . احزاب هجينة هشمت الدولة ومؤسساتها , واصابتها بشلل الفساد والرشوة , احزاب مبنية على عقيدة النهب والفرهود واسلوب المافيات وقطاع الطرق  .
وما اختيار الشخصية لمنصب رئيس الوزراء إلا شكلي جداً ( لا يحل ولا ينش ) , سوى ان  يكون حارساً أميناً على نظام الحكم الطائفي المقيت . وعدم التدخل في عمليات الفساد واللصوصية الجارية على قدم وساق  . أن يحافظ بشكل كامل على مصالح وامتيازات الفاسدين . أن يعبثوا وينهبوا الاموال وتهريبها الى الخارج , وهذه حالة العراق المزري  منذ 16 عاماً , وهو يسير من سيء الى الاسوأ , والمشاكل والمعضلات تتفاقم وتتأزم دون اية بارقة أمل في الانفراج .
 أن الخلافات بين الاحزاب الشيعية في بقاء او طرد السيد عادل عبدالمهدي , هي خلافات شكلية وثانوية , لانه قدم خدماته وخدمهم  اكثر من الاخرين . وكان حامياً بأمتياز  لنظام الحكم الطائفي الفرهودي . يعني بكل بساطة أن هذه الخلافات ليس لها علاقة مطلقاً في الوطن والشعب  . أو في مسألة تلبية مطاليب الشعب , وتخفيف من المشاكل والازمات الحياتية . ليس لها علاقة  في الاستثمار الاموال والموارد النفط الهائلة , في تطوير البلاد , وتحسين الحالة الاجتماعية والصحية والاقتصادية والخدمية . هذه الخلافات ليس لها علاقة في تطوير المجالات الاقتصادية , وتشغيل القطاعات الصناعية والزراعية وغيرها في تحريك ماكنة التطور المشلولة  , في توفير فرص العمل الى آلآف العاطلين عن العمل  , هذه الخلافات ليس لها علاقة في استثمار هذه الاموال والامكانيات الهائلة الموجودة لدى  العراق .  بما يملك العراق من اموال هائلة من عوائد النفط , ولكنها وبكل حقارة وصلافة وضعت تحت تصرف أيران وعلي خامئني , وضعت في خدمة أيران في تخفيف أزمتها المالية والاقتصادية .  لتقف على قدميها من العقوبات الاقتصادية الامريكية , التي تهددها بألافلاس التام . لذلك جريان الاموال بالمليارات  الدولارية هي تصب في مصلحة وخدمة  ايران , على حساب  معاناة وشقاء العراق والعراقيين . في نظام الحكم الطائفي الفاسد ,  لا شفى ولا علاج له . إلا بالهدم والانهيار
لذا من المحال والمستحيل ان تتخلى هذه الاحزاب المتنفذة عن فسادها , لان العلة الحقيقية في النظام الحكم الطائفي الفاسد . ليس في  تغيير وتبديل الاشخاص لمنصب رئيس الوزراء , هي مسائل شكلية وثانوية ,  وهي عملية تحوير وتدوير وتكرير   النفايات الطائفية من جديد . العلة الحقيقية تكمن في  تغيير نظام الحكم الفاسد , في الشطب على نظام السياسي الفاسد بأحزابه الفاسدة . وهذا من المستحيل ان يحدث  , ان تتنازل هذه الاحزاب المتنفذة عن الحكم وتتخلى عن نفوذها , وتطلب الرحمة والغفران , بأرجاع مئات المليارات الدولارية . فانها لن  تتنازل قيد أنملة عن نفوذها وامتيازاتها . ان نهاية نظام الحكم الفاسد , يعني نهاية هذه الاحزاب الفرهودية . يعني نهايتهم الى جهنم وبئس المصير . لذلك لعبة تغيير الوجوه , هو الضحك على الاغبياء والجهلة  والساذجين ............................................... والله يستر العراق من الجايات !!
 ارجو الاستماع الى هذه القصيدة  الرائعة ,  للشاعر الشعبي خليل الحسناوي بعنوان  ( التوبة )
 جمعة عبدالله

269
قراءة في رواية ( هزائم وانتصارات ) للكاتب محمود سعيد
تتميز الرواية في براعة السرد وتقنياته وآلياته المتعددة الاساليب والاشكال  في بنية النص الروائي , في التوسع والتمدد في  المتن السردي , الذي يلاحق ويرصد ادق تفاصيل الاحداث المتن  الروائي , بهذا التزاحم المتلاحق والعاصف , لكن بترتيب وتنسيق مدهش في تناسق بنائه الروائي  , في الغوص في عوالم الاشياء الحياتية بالتفصيل والتوسع المشوق , في اشكالية متطورة من التعبير والصياغة , وفي الاستيعاب الهائل لمسار الاحداث وتتبعها في أدق التفاصيل , في ابراز مضامين البارزة في  الارهاب والحرب , في ثنائية الموت والجحيم . التي مارسها النظام السابق ,  واشعاله نار الحرب , فالرواية تتحدث عن فترة الثمانينات القرن الماضي ,  أبان الحرب المشتعلة بين العراق وايران , والتي اصبحت  تحصد الهزائم في جحيم خنادق الموت المرعبة , تجعل الحياة في ظل هذا الجحيم والمعاناة لا تطاق ولاتتحمل . لان الجندي يعتقد انه وقود في استمرارية  المحرقة . ولا خلاص إلا بالمجازفة والمخاطرة والمغامرة في حياته  , طالما الحرب تلعب لعبة الموت والحياة , المنتصر هو الموت والخاسر هي الحياة . هذا ماكشفه الابداع السردي الروائي  , ولابد من ذكر ابرز معالم  السرد  , هي البراعة المدهشة في فن التصوير الملهم والخلاب . كأن الروائي يحمل كاميرا التصوير , ويصور ويصف الاشياء في محركات المتن الروائي في عدسة التصوير  . كأننا  امام دليل سياحي يصف ويصور معالم الاماكن السياحية  في دهشة التصوير , يجعل القارئ ينشد اليها بتشوق مرهف وجذاب . يجعلة كأنه يعيش هذه الاماكن السياحية , في ادق  مهارة وبراعة في عدسة التصوير . هذه التقنية المتطور في اسلوب السرد وحثيثاته . ولا يمكن ان يكون الوصف والتصوير بهذا الشكل الباهر  , إلا من عايش وشاهد هذه الاماكن . ولا يمكن من كشف حالة الغربة واللجوء , وشحتهما القاسية , إلا من عايش معاناة الغربة واللجوء , لذلك جاء المتن الروائي بهذه الدقة في تسليط الضوء على قسوة معاناة الغربة ,والصعوبة الشاقة والمرهقة في الحصول على هوية اللجوء . كأنها اختبار لطاقة التحمل والتحدي , رغم شحة الحالة المادية وفقرها ويباسها التام , اضافة الى الحياة القلقة والخوف من المجهول , والخوف من عدم وجود ملاذ  آمن يبدد مخاوف اللاجئ , وتفززه هذه المعاناة القلقة , تجعل اللاجئ والغريب في حالة بحث دائم  بتعب مرهق , في وجود ماؤى موقت , حتى تسنح له الظروف  في الحصول على اللجوء من البلدان الاوربية , لذلك يسعى بجهد  في الحصول على جواز مزور حتى يطير به الى دول الهجرة واللجوء . كما أن اعين عملاء النظام من ازلام سفاراتهم , تلاحق وتطارد العراقيين , حتى تجعل حياتهم جحيم لاتطاق ,  حتى يرجعوا الى العراق خائبين , او ايذائهم او كيل التهم اليهم او اختطافهم . يعني بكل بساطة ان حياة العراقي في الغربة هي جحيم  المعاناة . بين الحياة والمجهول . هذه الحالة افرزتها الرواية ( هزائم وانتصارات )  ,  وسلطت الضوء على معاناة العراقيين في الغربة واللجوء . انها مخاطرة ومجازفة حياتية . بدليل بطل الرواية ( سامر ) نجى من الموت المحقق سبع مرات في اماكن متعددة ( العراق , كردستان شمال العراق . ايران . باكستان . الهند . تايلند . النيبال ) . ان الحدث المتن الروائي يشير بأن ( سامر ) من الموصل هرب من جبهات الموت او من  خنادق الموت , حين صدم بوجود مجندين صغيرين وفي اولى ساعات وجودهما خلف السواتر , واذا بقذيفة صاروخية , تحيلهما الى  أشلاء مبعثرة ومتفحمة . هذه مآسي الحرب , الكل يفكر بالموت القادم اليه عاجلاً أم آجلاً , لا محالة . لذلك هرب مع صديقة ( ياسين ) النائب الضابظ . كاتب الفرقة , الى شمال العراق , ثم اجتاز الحدود الى أيران ,  ووجد الحالة الايرانية لا تختلف على الجحيم العراقي , ويفرض عليهم التجنيد في جبهات القتال , او السجن والتحقيق , لذلك جازفا بالمخاطرة في حياتهم في الهروب الى باكستان . وحصلا بالمشقة على هوية لاجئ . واخذ يتنقل ( سامر ) في البلدان المجاورة للباكستان , بهوية أيرانية مزورة وبعد ذلك  اشترى جواز سفر يوناني مزور ,تنقل فية في المحطات التالية (  باكستان . الهند , تايلند , نيبال ) وكل محطة يتجرع الشقاء والمعاناة والمجازفات الخطيرة , عاش حياة التشرد والقهر كلاجئ يبحث عن مستقر موقت قبل ان تسنح له الفرصة في الانتقال الى اوربا , بجوازات مزورة , لذلك اتقن عملية التزوير . وساعد الكثير في الحصول على جوازات مزورة  , يبعها الاوربيين حين يفلسوا ولكي يشتروا المخدرات بالفلوس الجواز , ثم يذهبون الى سفارات بلدان حتى يسفرونهم الى بلدانهم مجاناً . وكان يتخذ من عملية التزوير لتخفيف معاناة اللاجئين العراقيين  , حتى تسنج  لهم السفر الى البلدان الاوربية بهذه الجوازات المزورة . ومنهم صديقه ( ياسين ) ارسله الى الدنمارك . فقد برز ( سامر ) كناشط أنساني وجماهيري ,  يقدم خدماته بتعب وارهاق الى الذين يحتاجون فعلاً الى المساعدة  , كأنها واجب انساني صرف . لتخفيف من جور الحياة المرهقة والناشفة والشحيحة . لذلك كان يسعى الى تقديم العون , ويفضح اساليب سفارات النظام ضد العراقيين الى المنظمات الانسانية والحقوقية العالمية . وكان يرفض ان يتلوث بافعال والاعمال الشائنة واللاشرعية , حتى يحافظ على قيمته الانسانية رغم الظروف الصعبة التي يمر بها . والرواية قسمت الى ثلاث اجزاء  وهي :
1 - القط  ذو الارواح السبع
2 - مزيف أجوزة السفر
3 - مصائر متقاطعة
والمتن الروائي يتابع حياة ومسار الاحدث العاصفة التي يواجهها ( سامر ) في تنقلاته في البلدان , في جواز يوناني مزور . يجازف  بمجازفات خطيرة في اجتياز الحدود والتنقل بين البلدان  . ليقدم خدماته في مساعدة اللاجئين . وينخرط في الحياة العامة كبائع متجول في بيع التحفيات في الاماكن السياحية , ورغم شحة ظروفه لكنه لم يتوانى في تقديم مساعدته وخدماته في مهنة التزوير . نجى من الموت سبع مرات . واحب خمس مرات   من النساء اللائي دخلن في اعماق قلبه , بالحب العاصف بالهوى  , لانه يجد في الحب الامل في التغلب على صعاب الحياة , والامل في الحصول على اللجوء في البلدان الاوربية . فاحب بكل جوانح عقله ووجدانه , وكان على استعداد ان يضحي في حياته من اجل الحب والهيام , وبالفعل تبادلن معه بنفس الحب الوجداني العاصف , ماعدا البريطانية اللعوب ( سانتا ) التي ارادت ان تتخذ من منصة الحب , ان يشاركها في تجارة المخدرات , بحجة انها تدر المال الوفير والرفاه في الحياة والتنقل في بلدان الاوربية بسهولة , بدلاً من ان يكون بائع جوال في شحة المال والحياة , لكنه رفض بغضب واستنكار . بأنها لعوب وافعى لا تستحق الحب . وتتخذ من الحب ان يقترف جرائم ضد الابرياء بالمسحوق الابيض , الذي تعتبره اثمن من الجواهر وخفيف الوزن , وتساءلت في اعجوبة في رفضه القاطع بأن تجارة المخدرات رابحة بقولها  ( تجارة يا مجنون , فكر في ألفين دولار ربح صافي لكل رحلة مع جواز اصلي لأي دولة تختارها بأتيك الى مكانك ! من دون مجازفة ! الطريق ممهد ! نذهب معاً ونأتي معاً , أيوجد أحلى من هذه الحياة ) ص212 . لكنه هتف بها غاضباً وحانقاً  (أكل ذلك الحب تمثيل ؟
نهضت : أصول عمل . تساءل مستغرباً : أنكِ لم تحبيني !
- بالطبع لا . مهنتي اختيارك . أعدادك للعمل . هذا تدريب لتأهيلك للمهنة !)

  هتف بغضب ( أنتِ أفعى ) اكدت على كلماتها : لا . تاجرة ) ص212 .  طردها  وداس على حبها المخادع . أما الاخريات فكانت بريئات في حبهن النقي  , لكنهن وقعن في مصيدة المخدرات والادمان , بفعل غدر الحب من جانب الخليل والحبيب , الذي استثمر براءة الحب في تجارة المخدرات , وقعن في مصيدة السجن , مثل حالة ( هيلين ) استغل براءة قلبها بالحب واوقعها في مصيدة تجارة المخدرات وكان مصيرها السجن وهرب وانسل  منها كالشعرة من العجين . حاول ( سامر ) بجهوده المضنية في متابعة قضيتها وتوسط لها في اعادة محاكمتها لانها بريئة وضحية نصاب تاجر  المخدرات , واقتربت مساعية الى بارقة الامل والنجاح , بتسهيل اطلاق سراحها , لكنه اصطدم بالخبر المفجع والصادم في انتحارها في السجن , لانها  يأست من الحياة ولا يمكن ان تستمر سنوات طويلة في السجن . اصيب بالاحباط والحزن لم يصدق موتها وفقدان حبه , الذي كان يأمل به الخلاص والامل  والاستقرار في البلدان الاوربية ( أخذت الدنيا تدور , وتدور . أكنت تصدق  أتحبك أمرأة مثل هذا الحب العظيم , يا لك من محظوظ . يا لك من سيء الحظ ! .  تضببت الرؤية أحس بنفسه تغور في اعماق الظلام , كاد يسقط على الارض ) ص545 . كان يساعد الفتيات المدمنات على المخدرات في علاج  الشفاء , في ارسالهن الى ( بيت الاصدقاء ) وهو مصح يساهم في علاج من انهارت اعصابهن ,  نتيجة الادمان على المخدرات . كما رفض بشموخ وطني ان يجند نفسه ضمن المخابرات الامريكية بعدما عرضوا عليه الطلب , وعرض المغريات المالية , والدعم في تقديم طلب اللجوء الى اية دولة يطلبها . كما اشار له الموظف الامريكي , لكنه اجاب بالرفض القاطع ( في العراق يريدون منا أن نقتل الايرانيين . وفي ايران يريدون منا أن نقتل العراقيين . أينما نذهب يريدون أن يلوثوا أيدينا بالدم  ) ص 221 . وكان يعاني ارهاق الغربة وتعاستها الفادحة . لذلك لم تغب عن باله مسألة الشعب والنظام والحرب المدمرة , وحالة العراقيين البائسة في الغربة واللجوء , في المصير الاسود الذي يتجرعه العراقيين في الداخل والخارج , في صعوبات الحياة وانعدام الملاذ الآمن . وكل تحركاته ونشاطاته الانسانية والجماهيرية , هي في عيون الرصد والملاحقة من ازلام النظام في سفاراتهم الخارجية . لذلك يتلقى رسالة من العراق , تشير بأن أبيه اخذ الى السجن كرهينة وهو مصاب بمرض السكر , ولا يطلق سراحه إلا برجوعه الى العراق , يصيبه الاحباط والحزن . ولكن اصدقائه شدوا من عزيمته , بأن هذه الاجراء التعسفي في سجن والده , هي من ألاعيب النظام في الابتزاز النشطاء في  المعارضة , بهدف رجوعهم , حتى ينتظرهم .  الاعدام والموت . لذلك تتولى عليه المحن الحزينة , وبضياع الامل في موت ( هيلين ) , والتشاؤم في الحصول على فرصة اللجوء في البلدان الاوربية .
× الكتاب : رواية هزائم وانتصارات
× المؤلف : محمود سعيد
× عدد الصفحات : 545 صفحة
  جمعة عبدالله



270
الاحزاب الشيعية تتاجر بالدم الشيعي برخص زهيد
تعتبر ملحمة كربلاء بحق ملهمة الشعوب المكافحة والجسورة في طريق الانعتاق . في التخلص من الظلم والطغيان والفساد . ثورة ضد الفساد والفاسدين . في أحقاق الاصلاح والعدل , بهذه القيم النبيلة استشهد في سبيلها الامام الحسين . ولكن الاحزاب الشيعية برعت في التضليل  والتحريف والتزوير  القيم والمبادئ الحسينية , وحولت مأثرة كربلاء , التي هي  مصدر اشعاع للشعوب المظلومة والمحرومة , حولتها الى مهزلة ومضحكة بشكل بائس وتعيس . فقد حرفت المعاني الاصيلة التي نادى بها الامام  الحسين , حين هدر بصوته الشريف المدوي ( أني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً , وانما خرجت لطلب ألاصلاح في أمة جدي ) . استشهد في سبيل الاصلاح وأحقاق الحق والعدل . هذه المبادئ العظيمة التي نزف  دمه الطاهر والزكي على أرض كربلاء  . ولكن نفاق الاحزاب الشيعية حصرت هذه القيم الحسينية , في النوح واللطم والتطبير والهريسة . لذلك تبجحت الاحزاب الشيعية بالتباهي بالفخر والتعظيم والانتصار الكبير , بأنها حشدت اكثر من اربع ملايين زائر الى كربلاء , وتحول انتصارهم المنافق , الى مأساة أنسانية بقتل واصابة العشرات من القتلى والجرحى ( 31 قتيل و104 مصاب وجريح ) . لو توجهت هذه الملايين الى عش السراق واللصوص , عش الفساد والفاسدين في المنطقة الخضراء . لكان حقق الانتصار العظيم للقيم والمبادئ الحسينية ,  التي استشهد في سبيلها الامام الحسين ’ بالاصلاح والعدل والثورة على الفساد والفاسدين . لكان يوماً عظيماً للعراق , يوم النصر العراقي في الخلاص الشعب من طغمة الفساد والفاسدين  , ليبدأ في بناء  الاصلاح والعدل , تحققت العدالة في انصاف المظلومين والمحرومين , لبنى العراق الاسس المتينة لغد العراقي المشرق , في الرفاه والحياة الكريمة والاستقرار , لانتهت الى الابد المآسي  والمعاناة  , في فوضى الفساد والفاسدين , لطهر العراق من دنس ورجس من رذيلة السراق واللصوص , الذين تنعموا بالجنة والنعيم , وللشعب المعاناة والجحيم , لو لبت هذه الملايين نداء الحسين المدوي  . لكانت انتصرت للحسين حقاً وحقيقة  . لان  الاحزاب الشيعية هي عش الفساد والفاسدين ,  وبعيدة جداً عن القيم والمبادئ ملحمة كربلاء , وبعيدة جداً عن الشرف والدين والاخلاق , انهم حفنة سراق ولصوص . بشكل حقير وتافه , وقال عنهم الامام علي ( ع )  , حين سأل عن احقر الناس . فقال :  من أزدهرت احوالهم , يوم ضاعت أوطانهم . وصدق الامام العظيم , على العراق الضائع في فوضى الفساد والفاسدين . في فوضى الظلم واللصوصية . فوضى الاحزاب الشيعية التي تتاجر بالدم الشيعي برخص تافه . من يتحمل مسؤولية موت هؤلاء الشهداء الابرياء كبش فداء للاحزاب المنافقة  . من المسبب والمتورط ؟ ام ان الكارثة ستكون في طي النسيان كالكوارث الاخرى التي توالت على العراق  . ومتى يلبي الشباب الشيعي نداء الحسين , في التوجه الملايين الى عش الفساد والرذيلة في المنطقة الخضراء ؟ ان تقلع الجراثيم والجرذان التي سببت خراب العراق . أم يستمر الموت ونزيف الدماء بالجريان بدون أنقطاع , مثلما يستمر جريان السرقات والفرهود بدون أنقطاع .. متى نسمع الصوت المدوي الذي يزلزل عرش الفساد  والفاسدين . ( لبيك يا حسين ) ..................................... والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله



271

الرومانسية الشفافة في المجموعة الشعرية ( رقصات النسيم ) للشاعرة إلهام زكي خابط
صوت شعري ملهم ومتألق , في شغاف الرومانسية الجميلة والشفافة , بصياغاتها الطافحة بالحلم الرومانسي العذب , الذي يخطف القلوب في الهوى والهيام , يجعلها تتراقص على نسائم الحب , المرهف في بساطته وتواضعه في روحها الشفافة والنقية , الغامرة  بلهفة الشوق والهيام , بعذوبة معزوفاتها  الشذية الناعمة في وداعة الهناء والحبور ,  بشفافية رقيقة كالحرير .المطعمة في خمرة النبيذ النقية , لتجعل خوالج الوجدان تهمس بمراسيل الحب , بعذوبة  الندى في الفجر , بعذوبة زقزقة العصافير في الصباح . لذلك تجعل للحب والعشق , أسمى قيمة أنسانية في الوجود والحياة , قيمة روحية في بهائها وسحرها الفتان , ان تسافر احلام الحب , كالفراشات في الربيع , حي تتفتح الازهار وتزكي بعطر الياسمين والرياحين . في انغام تجعل القلب يرقص في وداعة نقية ومتواضعة, في الشفافية الحلم الرومانسي . لاشك ان الشاعرة ( إلهام زكي خابط ) تختلف كلياً في الرؤى  الرومانسية في التعاطي والرؤى والرؤية  مع الشاعر ( نزار قباني ) التي تطمح احلامه الرومانسية في امتلاك الجسد في الاقتحام والفحولة  . بينما الشاعرة تهدف الى امتلاك الروح بوداعة ودلال شفاف ورقيق وناعم في عذوبته الشذية , لذا فأن حلمها الرومانسي الجميل يقترب من ضفاف الشاعرة الكبيرة ( لميعة عباس عمارة ) في شفافية الهوى والهيام , في شفافية الشوق والاشتياق . واعتقد وكلي أمل ان تستمر الشاعرة في هذا المسار  الابداعي الجميل والساحر , حتى تكون الوريثة الشرعية , بأقتدار وتمكن شعري متألق . لشاعرة  الحب والشوق الشفاف . الشاعرة ( لميعة عباس عمارة ) وهي تترنم في أغاني الهوى والهيام , في عطر المحبة والصفاء والحنان , في روحية عابقة في فيضان الهوى والهيام , كما عزفتها بتراتيل الحب والغرام  , في مجموعتها الشعرية ( رقصات النسيم ) التي احتوت على 33 قصيدة , أو بالاحرى 33 سمفونية في  الحب والهيام . كما كان للوطن نصيباً مهماً  في هذه المجموعة الشعرية , وهي تغرد للوطن بالحب والشوق , وتصب جام غضبها على كل الذين ساهموا في خراب وتدمير الوطن . وكما تصب جام غضبها على الطائفية المقيتة , التي جلبت البلاء والنوائب واحرقت البلاد والعباد , ومزقت الوطن بالتخندق والحراب والاحتقان الطائفي الهجين .وكما تقف في اناشيدها للوطن , اجلالاً وتعظيماً الى شهداء الوطن الابرار , من كل اطياف النسيج العراقي , الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة والزكية في سبيل الوطن . وتتطلع من اعماق قلبها الى يوم الخلاص , الى يوم اشراقة الصباح بعد ليل طويل . ليطوي الوطن صفحات  سنوات العجاف . سنوات الموت والدماء والخراب ..... هكذا غردت سمفونية المجموعة الشعرية ( رقصات النسيم ) على حرير الكلام بعسل الحب والهيام . لنأخذ مقتطفات من نهر الحب والعشق والهوى :
1 - تتراقص نسائم الحب في دلال وحبور . تفتح قلبها في بهاء وزهوً للعشق والهوى , الذي يبلل رذاذ مطره المحمل بعطر الندى الصباحي  , يفوح  من شذا عابقة بالحلم والبهجة في قلوب العشاق . تتمايل وقت السحر , لتزيل دمعات المطر , في انغام السحر ,  يلملم احزانها , كما شاء لها القدر .
 رقص النسيم يوماً
 بين أحضان الزهور
 يقبلُ فاه البنفسج
 في دلالِ وحبور
 حاملاً عطرَ الندى
 وخموراً من شذا
 بهجة للعاشقين
 أما شممت عطرهُ
مترنماً يتمايلُ
 حين يدور
 وعلى وجنات الأنام
 تاركاً عبق السرور
 رقص النسيم
2 - ما أحلى ساعة السحر بمغازلة العاشقة لعاشقها . في همسات الهيام التي تخفق لها القلوب طرباً , في بهاء مشع في الروح  , لكنه يجري بصمت مكبوت , يكاد يفضح مشاعره المرهفة في اخدود العشق . تغمر روحها في حالة غريبة . كما تلعب في ورق الزهرة , بقلب خافق في انبهاره وتوجسه ( يحبني . لا يحبني ) تقدح الروح , بين اليقين والشك . بين الزهو والتيه. لكن العيون  تكاد تفضح أسرار  ما تخبأ بالروح , حين يلفظها ( حبيبتي ) تحلق في اجنحة الشوق والاشتياق  في اعلى فضائها  , لتجد مرفئها في القلب الغامر في الهوى والهيام , فتصدح أغاني العشاق طرباً في بهجة وحبور .
 حين تغازلني
 أحساس غريب
 يغمرني
 وأنبهارٌ بصمت مؤنسٍٍ
 يكاد يفضح
أسرارَ  صمتي
 وما بين التيه والزهو
 وما بين اليقين والشك
 في عينيكَ أبحرُ
 عَلَّي آجدني
 أحقاً ما تقوله تراني
  حبيبتي
 بحرقة الشوق تنطقها
 وبعجالةٍ
 يردُ نبض قلبي
 وفرح لذيذ
 في الروح يسري
3 - في سمفونية الحب  متكاملة ,  تكتبها في  جوانح  المشاعر المرهفة  , في خلوة  ثلاثية متوحدة  بالحب ( أنا وأنتَ والبحر ) , على عزف اوتار الامواج التي تبارك الحب , بترنم تعزفها الامواج في سمفونية الحب والهوى . تداعب برذاذ امواجها القلوب العاشقة التي تتسامر بهيامها على ضفاف البحر , في نسائم الروح الغارقة في الهيام , بصدق وحنان وشوق . دون رياء , تناثرت  حروفها على رمال البحر . ليكون البحر شاهداً لحظة سحر العشق , التي تفوح بعطر الياسمين تداعب وجنات الحب الشفافة في غمرة السحر , بين ( أنا وأنتَ والبحر ) تمازج روحي في ثلاثية الشوق والاشتياق . دون ان يبقى الحب يلتف بعباءة الخفاء .
 أنا وأنتَ  والبحرُ
 وهمسات قلبٍ
 أثملت سحر المكان
 وجدائلُ موج
 على الرمال سابحة
 تتأملُ أسرار الغرام
 من شوق عينيكَ إليَّ والحنان
 أنا وأنتَ
 أسطورة حبٍ
 على الرمال تناثرت
 أو يبقى الحبُ رهينة
 أثواب الخفاء
4 - نقاوة الحب الشفاف في عذوبته , ان تحفظ أسمه بين جفون العيون , واعماق القلب يرقد بكل وداعة . في سر القلب والهوى , خشية ان يذاع سره , هكذا تهمس بخمائل الروح الغارقة  في الغرام , في طيفه الجميل . هكذا دخل الحب اعماق الوجدان . دون ان  يدري العاشق بزهو الهوى , لذلك تهمس له كاشفة سر روحها الراقد في اعماق الفؤاد , تهمس له بنغمات الهوى حتى مطلع الصباح , تحبو اليه كالطفل الذي يحبو في لمسة حنان , لينكشف سر الغرام .
 أخبأ أسمك بين جفوني
 خوفاً من أن يذاع
 في الهوى سري
  ولوعة أداريها
 وهي خمائل الروح
 تسري
  تغتال الرقاد وتطيل سهدي
  من آذن لطيفك الجميل
  الجلوس بالقرب مني
 يشغل الفؤاد وصفوة ليلي
 هويتُكَ من دون ان تدري
 وما كان في ظني أن الهوى
 في داخلي كالعشبِ ينمو 
 وفي وجداني وروحي وعقلي
5 - هل يتمرد القلب على اشواقه في الغرام يوماً ما , وعلى ينابيع عواطف الهوى , ليسير في الدرب وحده , دون قرين روحه الاخرى  , او نصفه الآخر  , مهما تكابر وتجلد وتوهم بأنه حرسعيد , يدون غمرة حياته وحده  . لكن من المحال ان يتغلب على هموم السنين في أطياف الحب , لا يمكن ان يتغلب على أنين القلب المنزوعة في قلبه وروحه  في العشق والغرام في الآخر  . لذلك يتغلب على القلب العنيد ويرجع الى سكة الحب , واليه  يطلب الغفران والمعذرة .
 تمرد القلب يوماً
 على الهوى
 فلملمَ الاشواق ثم مضى
 وسار في الدرب وحيد
 لكنه حرٌ سعيد
 قد ظن في البعد
 نعيماً
 وهذا ما أبتغاه
 حتى مرَ
 من قربه مهمومٌ  حزين
 في عينيه بانت
 عذبات السنين
 وصبابة ٍ تشغل في القلب الأنين
 أستدركَ  القلب العنيد
 وإلى من فات عادَ  مسرعاً
-------------
 ثم بالود عليه أقبلَ
 وبالعناق
 يرجو المعذرة
 ×× وحفلت المجموعة الشعرية ( رقصات النسيم ) حصة مهمة في اشجان وعذابات ومعاناة  الوطن , بالاوجاع المؤلمة التي تتوغل في أعماقه ,  وتصيبه في جراح نازفة , في التمزق والخراب , منذ مجيء حكام الطائفية والفرهود الطائفي , الذي هلك البلاد والعباد , وتمزق نسيجه الوطني بالتشتت والتمزق والشقاق , حين دخلت افعى الطائفية السامة . وكذلك ترسل ألف تحية اجلالاً وتعظيما الى روح الشهداء الابرار , من كل الاطياف والمكونات , الذين ضحوا بدمائهم الزكية والطاهرة في سبيل الوطن . وكما تصب غضبها على كل من سبب الخراب والدمار , من الاحزاب الطائفية الحاكمة . لنأخذ بعض مقتطفات القصائد التي تقف مع الوطن بكل شموخ وطني .
 من قصيدة يا وطني لك َ التحية :
 يا وطني ألف تحية
 لراية  ترفوفُ
 فوق روح الشهداء
 لفداكَ  راحت ضحية
 لتموزك الخالد
 في القلوب
 والدماء الطاهرة الزكية
 يا وطناً يسكن فينا
 في مجلسنا , في مآكلنا
 في حاضرنا وماضينا
 وصوت كصوت الناي
 من عمق الرافدين
 يشجينا
× تدعو الى الصمود في وجه الرياح السوداء والصفراء , التي جاء بها الحاكم المسعور الطائفي  , وذبح الوطن من الوريد الى الوريد . وتدعو الى الصمود والثبات  في وجه الطغاة الطائفيين والسلفيين .
 من جحيم الطائفية
 ورغم كل الأذية
 يا وطني لك التحية
 لك المجد المعبق بالخلود
 والثبات المسلح
 بالصمود
 في وجه الطغاة
 أولاد الزنا
 والمواخير السلفية
 × والى الحاكم  بذئابه المسعورة للدماء والخراب , وما جاء لحماية الوطن  , بل لقتل الوطن واطياف الحرية .
 ما جاء حاكم بأسمك يحمينا
 بل ذئابه تطاردنا وتؤذينا
 مذبوحة فيك
 أطياف الحرية 
 × والى بغداد المجروحة , تسأل أين شهرزاد ؟ كيف عصف بها الزمان الاسود ونحر بغداد ؟ . التي كانت عروس الشرق في ثوبها الابيض الزاهي , لكن الطغاة لطخوه بالسواد , أحفاد  الطائفية والسلفية حولوا رياض بغداد الخضراء ,  الى مقابر وخراب .
 عروس الشرق أنتِ
 يا بغداد
 ثوبك الابيض الزاهي
 قد لطخه االسواد
 وبالدمار طرز
 وبأحقادٍ  واحقاد
--------------
 يا شهرزاد
 يا بنت العراق وبغداد
 مليون قصة وقصة
 حزينة بائسة
 على أفواه العباد
 أين المصباح
 أين هو ديك الصباح
 الذي يوقظُ الفجر
 
 ويقوظُ النهار
يوقظُ السلام
 ويشلُ 
 يد السياف
---------------------
 كفانا
 أحقادٍ في كل شبرٍ
 من ارض بلادي
 تستعرُ
 × المجموعة الشعرية :  ( رقصات النسيم )
× المؤلف : الشاعرة إلهام زكي خابط
× صورة الغلاف : الفنانة التشكيلية رنا حليم الخميسي
× اصدار : دار النشر فيشون ميديا  - فكشو / السويد
× تاريخ الاصدار : عام 2017
× عدد الصفحات : 117 صفحة
  جمعة عبدالله


 
 
 
 


272
قراءة في رواية ( أخبار آخر العشاق ) للاديب برهان الخطيب
يتميز الروائي الخطيب ,  في المهارة والخبرة في التقنية السردية , في اسلوبه الواقعي. الذي يتعامل مع الواقع برؤية وابداع في طرح الواقع الحياتي والمعاشي , والغوص في اعماق  المؤثرات الاجتماعية والدينية والسياسية وتأثيراتها , وبراعة استغلال وتوظيف الزمكان في المتن الروائي . بتسليط الضوء في التجاذبات  الصراع  من مختلف القوى المتصارعة , في هدف  الاستيلاء والاستحواذ . يرسم شخصياته بدقة متناهية , ويجعلها تتحرك وتتفاعل  على رقعة واسعة  في المنظور الزمكان , في الاحداث الجارية والعاصفة  , والمتنقلة والمتغيرة , في دلالتها المتنوعة والمختلفة في النص  السردي , رواية ( أخبار أخر العشاق ) , تحرث  في الكشف عن تفاعلات   العقلية العراقية بكل جوانب الحياة  , وفي علاقتها مع البيئة والمجتمع الريفي او القروي , الذي تلعب به مختلف المؤثرات , التي تتحكم بعقليته , وتقوده الى الفعل ورد الفعل المضاد  , وخاصة في الجوانب الدينية والسياسية , وعلاقته في الارض والترحال , هذه العلاقات  حتى تتحكم في مصير حياته . ففي جانب المؤثرات الدينية , تلعب دوراً هاماً في عقليته , التي تسيره الخرافة والجهل , بحيث يعتقد الانسان البسيط , بأن التعاويذ والادعية والحجاب . كفيلة بطرد سم الافعى من جسم الانسان . ومن الناحية الاجتماعية , هناك انتهاك صارخ بحق المرأة , بالظلم والحيف والاجحاف . بحيث تقرر مصير حياتها , الظنون والشكوك والاقاويل , القيل والقال بثرثرتها المجة  , بذريعة غسل العار . اما من ناحية التمسك بالارض والتراحل , هناك ازدواجية في التعامل المتناقض . بين التشبث الصارم بالارض ,  والرغبة في الترحال , او الانتقال من مكان الى آخر . او الهجرة الداخلية والخارجية ( - أجدادنا عشاق ترحال تدري .... لم يكن لهم مكان ثابت .. خلقنا متنقلين مثل ذرات التراب ) ص152 . اما في العقلية المحافظة , التي ترفض الجديد , او ادخال التطور في حياتها . مثل رفض شق طريق جديد  في القرية ,  بحجة هدم خرائب البيوت . ولم يستوعبوا بأن شق الطريق سيساعد على بناء بيوت جديدة , وليس بيوت خرائب آلية للسقوط , سيدخل التطور في القرية يرفل بحياة جديدة  . ويظل هذا الصراع المحتدم . حتى انتصرت عقلية التطور في نهاية الامر , ودخل الى القرية شيء جديداً لم تعهده من قبل ( تتغير قريتنا كثيراً , أنابيب الماء تدخل بيوتنا , مشروع الخزان يكتمل . الطريق بيننا بين المدينة تعبد , أسلاك الكهرباء تمد ) ص256 . اما من ناحية الهجرة . بعد سدت الابواب في المعاناة الحياتية في الداخل  , واصبح العراق, كالنسر الجريح الذي تطارده سيارة الصيادين في الصحراء  , كما جاء  في بداية الرواية , يدل على الصراع القوى في مختلف اغراضهم واطماعهم  , في الاستحواذ والاستيلاء , في منفعة الضيقة  , او دفعه الى حروب عبثية , او مسك السلطة بالقبضة الحديدية , مما يدفع أنسان الوطن  الى الرحيل والهجرة ( تهاجر الطيور جماعات جماعات , يطير الجراد أسرباً أسرابا , والانسان عاشق الاستقرار يولي الادبار أحياناً لأهله والديار ) ص73 . وسحر الهجرة تفعل فعلها من اجل ايجاد عشب اخضر وحياة جديدة (  لم لا ... هيا نعبر الحدود ..... الى هناك ...
ويرسل بصره بعيداً الى حافة الافق .. يتنهد :
- هناك كل شيء أخضر ..... ) ص151 . ولكن مصيبة الهجرة في بلدان الهجرة , تضيع فيها المعايير والمقاييس . يتساوى الاخضر واليابس معاً , او النبتة الصالحة ,  والنبتة النتنة والفاسدة معاً . يعني بكل بساطة تتساوى سوية  ( القرعة وأم الشعر ) يتحول العشق الى بزنس , او الى انحلال وانحطاط حتى بين أبناء البلد الواحد . ثم بعض المؤثرات الدينية الجديدة  التي ادخلتها الاحزاب الدينية في حكمها القائم   , هي  عقلية الحواسم , تضفي عليها شرعية دينية . بحجة سرقة مال الكفار حلال وشرعاً . أو هي غنيمة حواسم . هذه الاخلاق الجديدة التي جاءت بها الاحزاب الدينية  , وروجتها وطبقتها بشكل بارع يفوق الوصف  . لذلك الرواية مليئة بالاحداث العاصفة , في تتبع أخبار العشاق في الزمن الصعب . وقسمت الرواية الى قسمين . القسم الاول  , عشاق الفيافي وهو يضم تسعة الاخبار أو قصص قصيرة .  والقسم الثاني عشاق المنافي ,  يضم ثمانية اخبار أو قصص قصيرة . رغم ان الرواية تضم مجموعة قصص قصيرة من الجانبين , لكنها ترتبط بنسق روائي مترابط ومتناسق بشكل واضح , وبلغة سردية شفافة , تغوص الى عمق الحدث في المتن الروائي , لذلك نتابع اخبار آخر العشاق , بشكل موجز قصير . واهم الشخوص العاشقة في النص الروائي :
1 - أحسان : المهندس , وكان منذ الطفولة يتميز بالذكاء والفطنة ومتابعة الدروس بجد واهتمام . وبعيداً عن الزعرنة الطفولية والمراهقة . مسالم في السلوك والتصرف . وعندما اصبح مهندساً تحلى بروحية العمل والاخلاص وحب الناس والعاملين , ساهم في انقاذ القرية من طوفان الفيضان . وكان يحظى باحترام وحب الناس له . هذه الخصائل حرثت في عشق الوطن وتحمل تبعياتها . بالمعاناة والوجع , من وطن تفترسه الذئاب وتقوده الى الحروب . وعندما ضاق به الحال في الوطن , اختار الرحيل والهجرة الى بلدان المهجر و هناك وجد معاناة اخرى , في ضياع المعايير , واللازمة المحبوبة للحصول على اللجوء , يدعي  انه كان مناضلاً سياسياً يعاني المطاردة والملاحقة , حتى تجار البزنس , وتجار الباحثين عن المتعة الجنسية , اصبحوا مناضلين سياسيين في سبيل الوطن , واخلاقهم وسلوكهم تحرث في  الاعمال غير الشرعية والقبيحة في السلوك  , في الغربة تساوت القرعة وأم الشعر سوية ,  وفي نفس الكيل والمعيار الواحد  , بحجة البحث عن الجنة في بلدان المهجر . بينما الوطن المستباح يعاني من لعنة الحروب ( تبهدلنا في الغربة , القرعة وأم الشعر منا فيها سواء , لا يتركوننا نعمر بلدنا يحركون غرور زعماء , أطماع أتباع , يثيرون الحروب ونتشرد ) ص267 .
2 - شتيوي ومشتهاية : الراعي الفقير . يرعى في قطيع الشيخ ضاري الاقطاعي , دأب في محاولاته التقرب من ( مشتهاية ) في الحب وان يقنعها بالزواج الحلال والشريف, بدون الاحتيال , لكنها تحاول ان تتملص منه بذريعة أنه فقير لا يملك شيئاً ( لا حلال ولا مال ولا سقف عندك  , تريد ذياب أبوي يوافق ؟ ) ص118 . لكنه لم ييأس في محاولاته حتى يظفر بالزواج منها . وعند مخاض الولادة تموت ,  ويخرج الجنين سالماً , ويسمى ( حسان) , لم يقتنع في تغيير المكان والرحيل عن القرية . من اجل طفله , ويعتقد بقناعة , أن الفقير في كل مكان بلا سند . ويكون غريباً ويتيماً في كل مكان . لكنه بعد ذلك يتزوج من أمرأة لديها بنت ( حسنة ) بعمر ابنه ( حسان ) .
3 - غضبان ورمزية : أبن الشيخ ضاري الاقطاعي , وعند زواج ابيه من أمرأة اخرى , كف ان يصرف عليه ويقدم الدعم المالي له , مما اضطر الى ترك المدرسة ويشتغل عامل في الفحم , ويتبنى الافكار الثورية المناهضة للاقطاع والاستغلال  , يصبح ثورياً متمرداً على المجتمع وتقاليده . يرتبط بعلاقة صداقية مع ( احسان ) منذ الطفولة . وبسبب افكار الثورية المتمردة , يعاني المطاردة والملاحقة والاضطهاد  من رجال الشرطة . لكن معاناته تجعله يستمر  في مواصلة طريق النضال . يقع في حب وعشق الغجرية ( رمزية ) وتبادله نفس العشق والحب , حتى هي تتمرد على عادات الغجر , ان تكون نساء الغجر للكيف والطرب والرقص , ويحاول ابيها تبرير تمردها بأنها مجنونة ( - لا تهتموا للبنت رمزية تراها مجنونة .... أنا حالف برأس والدي غير بناتي لا ترقص واحدة تحت سقف هذي الخيمة ..... لكن عجيب .. الزلم عشاق الطرب تحبها ..... دق يا أعور ) ص172 . وتتمنى ( رمزية ) ان تهرب مع ( غضبان ) الى الولاية , لتتخلص من حياة الغجر . ولكن ( غضبان ) لا يريد ان يترك قريته , ويتردد في الموفقة في أزدراء . عناد العاشق  (  - تريدين ننزل الولاية ... نسلم حالنا يد المدينة .. تحبسنا بيوت طابوق .... نمشي شوارع رفيعة حد السيف ... أضيع رمزية وهذا الهوأ ) ص179 . . وفي احدى مطارات رجال الشرطة له , يطلقون في اتجاهه وهو ينهزم منهم , لكن  الرصاص يلاحقه  , ويقال قتل , حين رجع حصانه وحده , وتضيع اخباره . ولكن عندما يلتقي ( حسان ) في بلاد المهجر بالمهندس ( أحسان ) حينما سأله عند صديق وزميل مدرسته ( غضبان ) يجيبه بأنه يقال عن ابن الشيخ ضاري بأنه (  قتل دفاعاً عن مطار بغداد أيام غزو تخوم الالفين ) ص277 .
4 - حسان وحسنة : بينهما حب وعشق خفي , فهي أبنة زوجة ابيه , وفي نفس العمر . يجدان في خلوتهما الانسجام والتودد . وكانت ترافقه ولا تتخلى عنه في رعي الاغنام  ,ولكن هذه الخلوة تناوشتها القيل والقال والظنون المريبة , بالفعل الفاحش بينهما  ( لولاها لا يجد حسان , مكاناً لخلوته الاثمة مع حسنة , وهي مثل أخته
- روح تصيبها لعنة العشق قل عليهما السلام , تنسخ شياطينها في ذريتها .
- لا عجب , لحقولنا بساتيننا من حكايات الحب ما لطلع نخيلها قبل الرطب ......
- فما ذنب الهرية .. وأي جديد من حرام بها يلصق أو منها ينبق ! ) ص196 . لذلك صارت خلوتهما مرتع للاكاذيب والخيالات بشى النعوت البذيئة . بأن فعل الحرام وقع لا ريب بينهما  . وتحت ضغط الظنون المريبة , تطلب منه ( حسنة ) ان يهربان  سوية . قبل ان يقع المحظور على رأسهما , لكنه يريد الهرب بنفسه من دونها   , لذلك تقول له ( - لا تصدق خوفي عليك .. والله تعمى عيوني من البكاء لو تترك ديرتنا ) ص220 . وبالفعل يهرب بمفرده , ويتركها علكة لظنون والشكوك , بأنه هرب بعدما فعل الخسة الحرام , وخوفاً من الفضيحة هرب . التي ارتكبها في نشوة العشق الحرام , ولم تستطع ( حسنة ) تحمل هذه الضغوط , التي تلوح بالسيف فوق رقبتها . وجدت نفسها في محنة عويصة لا تطاق , لذلك هربت ,  ولكنها لم تجد الشفيع الذي ينقذها , فرجعت وكان السيف لها بالمرصاد لغسل العار , وهذا ما حدث فعلاً . ولكن بعد رجوع ( حسان ) الى القرية ,  اصيب بالصدمة الحزينة على مقتل ( حسنة ) . واعتكف بعيداً  عن الناس , يناجي  حزنه ومعاناته ,  صوب النهر  , يتطلع اليه  عسى ان تظهر حسنة , وتسكن اوجاعه واحزانه  , التي استسلم لها . وبعد ذلك ضجر وجزع من الحياة , لم يعد أمامه   , سوى الهجرة . وحين يلتقي بالمهندس ( أحسان ) يذكره بأن ابيه اعطاه اسم ( حسان ) تكريماً واحتراما لاسمه  .
هذه أخبار آخر العشاق , سواء عشاق الفيافي , او عشاق المنافي .
× الكتاب : رواية أخبار آخر العشاق
× المؤلف : برهان الخطيب
× الطبعة الاولى : القاهرة عام 2017
عدد الصحات : 288 صفحة
  جمعة عبدالله


273
الحاج حمزة الشمري والفساد المقدس
مع الاسف الشديد والمؤلم , ان يصبح الدين في زمن حكم الاحزاب الشيعية , قرين للفساد والنفاق والتضليل , والضحك على ذقون الاغبياء والجهلة . والابتعاد الكلي عن قيم ومبادئ الدين الشريفة . هذا ما نلاحظه من تجربة الحكم الاسلامي ( الشيعي والسني ) , ان يكون الدين والمذهب الوجه الحقيقي للفساد والفرهدة , بشكل جشع ووحشي . ان تكون الجبة او العمامة  الدينية , قرينة الاحتيال والنهب والاختلاس , بأقبح وارذل  صلافة وغطرسة ووقاحة  , لم يشهد له  تاريخ العراق من قبل . ان يذبح الدين والرموز  المقدسة ,  على  دكة المعبد الفساد والفاسدين . وهذا يعتبر خسارة عظيمة للدين والمذهب . أن يصبح الدين آلة تخريب وتدمير , آلة لانتاج الفتن والنعرات , لتسيل انهاراً من الدماء دون انقطاع . ان يصبح العراق في مقدمة الدول الفاسدة والفقيرة , وهو يرقد على بحر الذهب الاسود . أن يصبح الدين آلة تمزق وكراهية وحقد بين ابناء الوطن الواحد . وبأسم الدين تسرق مئات المليارات الدولارية ,  بدون شرف واخلاق من هذه الاحزاب الاسلامية المتنفذة والحاكمة  ( الشيعية والسنية ) . بدلاً من ان يكون الدين والمذهب , عاملاً مساعداً في تقوية اواصر العلاقة بين ابناء البلد الواحد , في التسامح والاخاء واحترام الاخر . بلا شك تتحمل المؤسسة الدينية من الطرفين ( الشيعية والسنية ) هذا الخراب والتدهور الفظيع  . ولا  تقوم في واجبها الديني , في الحفاظ على القيم والمبادئ والاخلاق الدينية  , هذا التهاون والتغاضي والتجاهل ,  شجع الاحزاب الشيعية , في الايغال في الفساد بوقاحة وصلافة في منتهى  البشاعة  , وان يتجاوزوا على الرموز المقدسة للدين والمذهب  . ان تقف العمائم الدينية , محامي دفاع وحماية  وتبيض صفحة السوداء  , لتجار المخدرات والقمار والدعارة وبيع اعضاء البشر . وتجاوزوا اكثر في منح صك الغفران وشهادات التقدير والتكريم والثناء الى اكبر تاجر مخدرات وقمار ودعارة  , الحاج ( حمزة الشمري ) وان يتجاوز احد رجال الدين المتنفذين من الاحزاب الشيعية , في اهدى وتقليد ( السيف ذو الفقار ) الذي ارتبط بأسم الامام علي ( ع ) الى هذا المافيوزي .  هذه الفعلة الخسيسة , تعتبر أهانة واستخفاف الى المقام العظيم للامام علي ( وهذا رابط الفيديوهات التي يقدم فيها احدى رجال الدين الشيعة ,  سيف ذو الفقار الى الحاج حمزة الشمري ) تاجر المخدرات والقمار والدعارة والرقيق وبيع اعضاء البشر  . لو فعل ذلك احد رجال الدين من الطائفة السنية , لاشتعل العراق بالحرائق والدماء والحرب الاهلية الدموية , لاحرق الحرث والنسل  , ولكن حين يقوم بهذه الفضيحة المدوية والصارخة , احد العمائم الشيعية , تعتبر مسألة عادية جداً , ومقبولة تحت انظار الجميع  . هذا ما وصل اليه الفساد , بعدم احترام الدين والرموز المقدسة . وهذا يدل على ان الاحزاب الشيعية فقدت القيم والمبادئ  والاخلاق ................................ والله يستر العراق من الجايات !!
وهذه الروابط الفيديوهات تقليد سيف ذو الفقار .  والتقرير عن ألقاء القبض عن الحاج حمزة الشمري

https://youtu.be/SS2VcbIb8XY

https://youtu.be/1rZF9jvEzHY?t=10

الكشف عن شبكات للدعارة يديرها “حجي حمزة” لصالح شخصيات سياسية ودينية في العراق
نقلت قناة “العربية” الفضائية عن مصدر وصفته بالمطلع قوله ان زعيم أكبر “مافيا” في العراق المدعو “حجي حمزة” كان يدير شبكات للدعارة في العاصمة بغداد في عملية غسيل للأموال لصالح شخصيات سياسية ودينية في العراق.
وقال المصدر بحسب نشرته القناة في تقرير لها اليوم “المدعو حمزة الشمري مسؤول عن صالات الروليت (القمار) في بغداد، فضلاً عن إدارتهِ للكثير من شبكات الجنس والدعارة في العاصمة، والتي من خلالها تتم عمليات غسيل الأموال للكثير من الشخصيات السياسية والدينية المجمدة أرصدتها داخل وخارج العراق”، مبيناً أن “الشمري مرتبط بجهات ميليشياوية نافذة داخل هيئة الحشد الشعبي، التي وفر بعض قياداتها الغطاء الأمني له، على مدار تلك السنوات الماضية”.
وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن “العمل على ملف الفساد الخاص بالشمري، تم بإدارة شخصية من قبل المفتش العام لوزارة الداخلية جمال الأسدي”، والأخير عضو في المجلس الأعلى لمكافحة الفساد في البلاد، مشيراً إلى أن “الملف كَشفَ لرئيس الوزراء عن ارتباط الشمري بقادة فصائل مسلحة داخل هيئة الحشد، ما استدعى رئيس الحكومة إلى مشاورة حلفائه في تحالف الفتح (بزعامة هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر)، لإقناعهم بضرورة فرض هيبة الدولة واعتقال المتلاعبين ببورصة المال”.
وتابع المصدر قوله، إن “مكتب رئيس الوزراء أمرَ بتشكيل قوة مشتركة من قبل دائرة المفتش العام في وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني ومديرية أمن الحشد الشعبي، لتنفيذ مهمة اعتقال الشمري داخل إحدى صالات الروليت في فندق فلسطين مريديان وسط بغداد”، مشيراً غلى “قطع شبكة الإنترنت عن المنطقة التي يتواجد فيها الشمري، للحيلولة دون تسريب معلومة إلقاء القبض عليه”.
هذا ونفذت القوات الأمنية العراقية، ليلة الخميس- الجمعة الماضية، حملة مداهمة لإحدى القاعات الخاصة بالسهرات في بغداد، انتهت باعتقال عشرات الضباط من المراتب العراقيين. وتمت العملية وفق معلومات أدلى بها المعتقل “الحاج حمزة” عن تواجد ضباط يعمدون إلى الابتزاز، فضلاً عن توافدهم على هكذا أماكن مشبوهة.
وأعلنت القوات الأمنية، بداية الشهر الحالي، اعتقال من وصفته بأكبر زعيم للمافيا في العراق المدعو حمزة الشمري و25 شخصاً من مساعديه
   جمعة عبدالله

274
قراءة في الديوان الشعري ( نهر بثلاث ضفاف ) الشاعر يحيى السماوي
يعجز الكلام والوصف في التجربة والمنجز الشعري للسماوي . لانه وبكل بساطة متناهية . عملاق في القصيدة والشعر . في خلق الصور الفنية المركزة , في السرد المكثف في الرؤية الشعرية الصوتية ,  في نغم الصوت واللحن والايقاع الموسيقي والشعري . في الابتكاروالخلق  في البنية  الشعرية . في  اللغة الجميلة المدهشة والساحرة في الابهار , دون الابهام والغموض ,  والتلاعب على المعنى , بل يتوجه بكل وضوح الى المرام والهدف والغرض . بالدهشة في الصياغة الشعرية . هذه مضامين  التجربة الطويلة , التي اكتسبت خبرة عملاقة , في الصياغة والتعبير , والرؤية الفكرية والفلسفية , التي تجعل القصيدة تحلق في الآفاق العالية , شكلاً ومضموناً , وهو يغرف من الشعر الاصيل , المعتق بالنبيذ من خمرته الاصيلة   . التي تشد احاسيس القارئ والسامع , بروح الدهشة في النص , الذي يخلق في  الاثارة والدهشة   . ويجعل القارئ يعيش حالات الابهار في الحلم , تجعله ينسى غصات الالم والوجع في داخله , وينصت  الى   شعر الموسيقى والايقاع , او بالعكس الموسيقى والايقاع في الشعر . الحالمة التي تشفي الجراح الوجدان  . هذه روحية النص الشعري , الذي اشتغل ويشتغل عليه السماوي  في  الشعر ,  الذي يتناغم مع الحلم والعشق  , يجعله حالة  وجودية او حياتية بالغة الاهمية , في الحلم المشتهى والعشق المرتجى , لكي يتغلب على الواقع المأزوم والمخنوق , ويمد له طوق النجاة والحياة . يجسدها في استلهام الرمز الاسطوي  في الحب والتضحية ( إينانا ) . يجعل الحلم والجمال والتضحية نهر بثلاث ضفاف , تحرسه ربة العشق ( إينانا ) . من اجل الخلاص والانقاذ من اليم الجارف . هذه مكونات استلهام فلسفة العشق وعوالمها العريضة والشاسعة  , يصوغها بشمولية عامة , تخرج من الذاتية الفردية الى الاشمل والاعم  , في دلالات الايحاء والمعنى الدال . في صياغتها المرهفة في الشفافية . التي تحرث في بناء مدينة الحلم والعشق الفاضلة . كما سبقه الفيلسوف الاغريقي ( افلاطون ) في بناء مدينته الفاضلة , التي سميت بجمهورية افلاطون , ولكن لعنة الشرق  , بأن هذه المفردة ( الجمهورية ) جاءت  بكل الاوساخ والقاذورات والقمامة  بأسم الجمهورية , لذلك السماوي يسعى الى بناء  المملكة العشقية وحارستها الرمز الاسطوري ( إينانا ) , في اعادة ترميم اوصياغة الواقع , بالحب والتضحية والعشق ( الثالوث المقدس من نهر إينانا بثلاث ضفاف ) . في سبيل ايقاظ الوعي والعمل ( حيَّ على خير العمل ) . هذه سكة الانقاذ ولا يوجد طريقاً اخراً للبديل , عن الحب والعشق . ولا يمكن ان يكتمل الخلاص إلا بهما . من اجل ايقاف ثعابين التوتر والتمزق والقلق الوجودي . لا يمكن إلا بنهر إينانا بثلاث ضفاف. ويجعلها السماوي مرجعية فوق المرجعيات الآخرى . ولكن لابد من الاشارة البالغة الاهمية . عودنا السماوي على الريادة , في الابتكار والخلق برؤية جمالية مدهشة . في التعبير والرؤية والاستلهام والاستخدام , فقد دأب الشعر العراقي , في توظيف الرمزي الاسطوري لمفردة  ( عشتار ) وقد كثر تردد ( عشتار ) في قصائدهم , حتى السياب كثر من توظيف ( عشتار ) في الكثير من قصائده , ولكنه  لا يعتبر هذا  التوظيف ان يعطيه سمة  الريادة في استخدام  الرمز الاسطوري  ( عشتار ) لان الكثير من الشعراء من  سبقه , استخدموا  هذه المفردة  أو  المصلح الاسطوري في قصائدهم  . بينما في حالة السماوي مختلفة تماماً  , لم يسبقه شاعر من قبل استخدم المصلح الاسطوري ( إينانا ) وهذا يحق  للسماوي ان  يعتبر الرائد في توظيف الرمز الاسطوري ( إينانا ) لآن لم يسبقه شاعر في توظيف هذا الرمز الاسطوري ,   وكما هو يحمل الريادة في المصطلحات العشقية  , التي لم تخطر على بال احداً في توظيف المصطلح العشقي ( عشقائيل ) وحي  العشق , و ( صوفائيل ) حكيم العشق . لذلك الديوان الشعري ( نهر بثلاث ضفاف ) هو موزع بين ( عشقائيل ) و ( صوفائيل ) . ونقتطف المقاطع الشعرية المختارة من الجانبين :
 1 - عشقائيل :
 × للعشق يبدأ بالصلاة  مع صوت الأذن . حتى يشعل القلب بنبض الحب أشتعالاً  , حتى يتنعم بمطر العشق الغزير في ضوئه النوراني , لتتفيء الصحراء بظليله, وتفيض الينابيع بغدران السلسبيل من اطياف الجنة  .
قـبـلَ الـنـداءِ الـى صَـلاةِ الـفـجـرِ :
فَـزَّ الـقـلـبُ ..
صـوتٌ كـالأذانِ أتـى .. أصَـخـتُ الـنـبـضَ ..
مَـنْ ؟
فـأجـابـنـي صـمـتـي :
هــو الــمَــطــرُ الـوبــيــلْ
*
فـانـثـرْ بـذورَكَ
آنَ لـلـصـحـراءِ أنْ تـتـفـيَّـاَ الأيْـكَ الـظـلـيـلْ
*
وتـفـيـضَ غـدرانٌ بـأعـذبِ سـلـسـبـيـلْ
*
ألـقـى عـلـيَّ تـحـيَّـةّ الـعـشـقِ الـخـرافـةِ هـدهـدُ الـبـشـرى
وقـال :
يُـخـصُّـكَ الـزمـنُ الـجـديـدُ بـجـنَّـةٍ   (قصيدة هبوط إينانا )
× فاكهة العشق وخمرته التي تسقي فسيلة الحب
تأبى كؤوسي غيرَ خمرك
لا تمسكي الينبوع عن عشبي
فناعوري
أبى أن يستقي
من غير بئركِ       ( قصيدة تضرع في محرابها )
--------------------
قبل أن تومئَ ليْ
أن ْ أدخل الفردوس إينانا
وتستقيني
شراباً من هديلٍ
ورغيفاً
من حنينٍ      ( قصيدة شراب من هديل )
 × ميلاد العشق : لوح الولاة والانبعاث. والصعود الى فردوس الملاك السومرية ( إينانا ) .
مـيـلادُ " إيـنـانـا " الـبـعـيـدةِ بُـعـدَ قـلـبـي عـن يـدي :
مـيـلاديَ الـمـكـتـوبُ فـي الـلـوحِ الـمُـقـرَّرِ قـبـلَ يـومِ ولادتـي
وغـوايـتـي فـي نـشـرِ أشـرعـةِ الـرَّحـيـلْ
*
إصـعَـدْ إلـيـهـا ـ قـال هُـدهُـدُهـا ـ لِـتُـبْـعَـثَ مـن جـديـدٍ :
عـاشـقـاً .. طـفـلاً رضـيـعَ الـلـثـمِ .. مـشـبـوبـاً فـتـىً ..
فـاهـنـأ بـمـيـلادِ الـمـلاكِ الـسـومـريَّـةِ أيـهـا الـشـيـخُ الـجـلـيـلْ
*
كـيـف الـصـعـودُ ـ أجَـبْـتُ ـ مـولايَ الـبـشـيـرَ
الـى جـنـائـنِ ربَّـةِ الـمـطـرِ / الـجـمـالِ / الـحـبِّ " إيـنـانـا " ؟
أنـا الـحَـيُّ الـقـتـيـلْ       ( قصيدة هبوط إينانا )
× مواثيق الحب : وصايا الحب هي مواثيق عشقية مقدسة . فلا يمكن ان ينال مرتبة العشق إلا بحفظ مواثيق الحب والعشق .
قالتِ العشق مواثيقُ
فلا عشق إذا لمْ تحفظِ الميثاقَ
ما أشرقت الشمسْ
وما آذانَ بالنجم الغسقْ
ليْ تعاليمي التي أوصى بها
رب الفلق
لا تكن
ذئباً على الظبيةِ والظبيِ
ولا سبعاً على الشاةِ
ولا إن شبتِ النارُ
ورقْ     ( قصيدة وصايا إينانا )
× هبوط العشق :
هبوط رمز العشق الاسطوري ( إينانا ) لتنقذ  البيدر والنهر من الجفاف  , لتفتح طريق لميلاد العشق , فغدت دجلة والفرات بهاء في موجة النعمة , وفساتين خضرة للواحات .
هـبـطـتْ إيـنـانـا مُـنـقـذةً ..
فـغـدَتْ دجـلـةَ
وأنـا صـرتُ فـراتْ
*
فـأعـادتْ لـلـنـهـرِ الـمـوجـةَ
والـوردةَ لـلـروضـةِ
وفـسـاتـيـنَ الـخـضـرةِ لـلـواحـاتْ   (  قصيدة حزمة قصب سومري )
× طقوس العشق : ربما في بعض الطقوس في الحب , تحمل غرابة في المراسيم , من الفرح  الى العسر, او من الابتهاج الى الحزن وبالعكس . ولكن رغم هذا وذاك , فعذاب الحب احسن عذاب ودلال . في شروقه وغروبه .
لا تسلني
عن طقوس العشق
في بدءِ شروقٍ
أو
نهايات غروبِ
لا مراسيم لعشقي
غيرَ أن أفنى هياماً
بحبيبي
ربما أضحك من حزنٍ
وأبكي من سرورٍ ..
فأنا
مختنق حيناً
وأحيانا
صداحُ العندليبِ                (  قصيدة طقوس العشق )
2 - صوفائيل : حكيم العشق وبصيرته النافذة .
×  القسمة العادلة , مال الله لله
 ما لقيصر من العروش والكنوز هي لولاية العشق . العشاق هم وحدهم  ورثة بركات ونعم الارض , وليس لقيصر والاباطرة .
لـلـهِ مـا لـلـهِ
لـكـنْ
مـا لــقــيـصـرَ مـن عــروشٍ لـيْ ..
ولـلـعـشـقِ الـولايـةُ ..
نِـعـمَ دِيـنـاً عـشـقُ " إيـنـانـا "
وأكـرِمْ بـالـخـلـيـلـةِ والـخـلـيـلْ    ( قصيدة هبوط إينانا )
× الاستقامة والعدل والشموخ بالحق , فلا تنحني   للمنبوذ والناقص واللئيم . ولا يمكن للغصن الفاسد , ان يخضر سنابل وأزهار . وكن سوطاً على الجاحد ومغتصب الحق حتى لو اظلم الدرب .
لا تـمُـدِّ الـيـدَ لـلآفِـكِ والـمـنـبـوذِ
والـكـامـلِ نـقـصـاً
وسَــفـيـهٍ ذيْ مـجـونٍ وحَـمَـقْ
*
ولـئـيـمِ الـجـذرِ والـغـصـنِ
فـإنَّ الـغـصـنَ نـسْـلُ الـجـذرِ ..
هـلْ يُـثـمِـرُ غـصـنٌ فـاســدُ الـجـذرِ كـرومـاً وحَـبَـقْ ؟
*
كُـنْ عـلـى الـجـاحـدِ ســوطـاً ..
ونـدىً لـلـوردةِ الـعـطـشـى ..
وإنْ أظـلـمَ دربٌ
كُـنْ ألـقْ    ( قصيدة وصايا إينانا )
× العمر :  لا يقاس بالسنين , وانما يقاس بسنين وولادته بالعشق  .
فـأضـافـتْ :
كـم مـن الـعـمـرِ لـكَ الان ؟
فـقـلـتُ :
الـعـمـرُ قَـيْـد الـبـدءِ مـولاتـي
فـإنـي لـم أزلْ نُـطـفـةَ عـشـقٍ فـاحْـبَـلـي بـيْ وانْـجِـبـيـنـي ..
ربـمـا أصـبـحُ فـي الـعـشـقِ ولِـيَّ الأولـيـاءْ
× الجهد الحياتي يحتاج الى سباق ومعاناة ولهاث . وسهرالليالي بالارق , هذه خلاصة الحياة المضنية بالتعب , لا بالرفاه والترف , والنوم على وسادة الحرير.
         
مـنـذ دهـرٍ
وأنـا  أركـضُ وحـدي
فـي سـبـاقِ الـفـوزِ بـالـجـنَّـةِ
أو بـئـس الـمـصـيـرْ
 
مـرةً يـسـبـقـنـي الـلـيـلُ  وأخـرى أسْــبـقُ الـصـبـحَ ..
وفـي الـحـالـيـنِ:
وحـدي أركـضُ الأشـواطَ  والـدربُ ضَـريـرْ
 
لـيـتـنـي أعـرفُ:
هـل كـنـتُ  بـهـا الأوَّلَ ؟
أمْ كـنـتُ الأخـيـرْ ؟
  × جهر بالحقيقة :  وقولها دون خشية وخجل وتردد   , أزرعها لتثمرثماراً في الجهر والكشف الباطل  ,  فكل شيء زائل إلا الحقيقة باقية   تضحك بوجهها الباسم  , مثل للنار لا يمكن  ان تضحك إلا بالحطب . والحقيقة مثل الازهار  تشمخ بعبير عطرها . 
  ما العيبُ في قولِ الحقيقة ؟
هل تكون النارُ ضاحكة اللهيبِ 
 بلا حطبْ ؟
أم تستحي الازهارُ من عبقِ العبيرِ
ومن سُلافتِهِ العنبْ ؟
فأنا الفراتُ
وأنتِ  دجلةُ
والسريرُ  بكوخنا شطُ العربْ     ( قصيدة جهر )
-------------------------
  × ولابد من الاشارة  الى المقدمة الرائعة بقلم الاستاذ النقد المعلم الكبير عبدالرضا علي
 × الديوان الشعري : نهر بثلاث ضفاف
× اصدار : مؤسسة المثقف العربي / سدني / استراليا
× المؤلف : الشاعر يحيى السماوي
× الطبعة الاولى : عام 2019
× لوحة الغلاف : بريشة الفنان عبدالله الشيخ
× عدد الصفحات : 146
   جمعة عبدالله



275
قراءة في كتاب ( وصايا ديدالوس/ دراسات في موسيقى الشعر وما اليها ) للاستاذ النقد عبدالرضا علي
تتميز الطريقة المنهجية لاستاذنا الجليل , في اسلوبية مبتكرة وخلاقة , في طريقة التعليم والتدريس , التي يتبعها في هذا الكتاب القيم في دراساته وبحوثه في علم العروض وفلسفتها , في موسيقى الشعر , والايقاع في القصيدة . بأبسط الطرق التطبيقية المشوقة والممتعة ,  في التذوق الجمالي في الايقاع الشعري . لاشك ان بعض الطلاب والمتعلمين وحتى الشعراء ( الاقدمون والمعاصرون )  , يشكون من مشكلة الوزن وضبط العروض الشعرية , لذلك تصاحبهم بعض المعوقات في الاخلال في العروض وتطبيق الوزن الشعري في القصيدة .
في هذا الكتاب يتناول  دراسات تطبيقية مع الشرح والتفسير والتحليل والتوضيح  , في   فلسفة العروض والايقاع الموسيقي الشعري , ويقدمها في  اسلوبية منهجية فذة ومبسطة  , في طريقة التدريس والتعليم والتطبيق , بطريقة فنية خارقة , او بطريقة الديدالوسية , التي تخلق من الصعب سهل , ومن الممل مشوق وممتع . هذه طريقة التي عرضها في هذا الكتاب القيم , وطريقته السهلة وفذة في فلسفة علم العروض ,  وتقديمها في اسلوب سهل ومشوق وممتع ولغة جميلة ومبسطة  , في عروض موسيقى الشعر و الايقاع الموسيقي , وضبط النغم في القصيدة , بطريقة تعليمية مبسطة من خلال التطبيقات والامثلة , التي تزيل الصعوبة والابهام والمعوقات  , في الاخلال في ضبط الوزن والايقاع .  وتسهيل الفهم في العلاقة بين الايقاع الموسيقي والايقاع الداخلي , والضبط الوزن الشعري , واعطاء الاهمية في الصوت المفردة النغمية أو اللحن الغنائي في المفردة , وطريقة التعليم في تجاوز الاشكالات الكثيرة التي تواجه الطالب والمتعلم والدارس , وحتى المواهب الشعرية الشابة , التي تريد ان تشق طريقها في الابداع الشعري المتمكن , لكن تواجه صعوبات في ضبط الوزن والايقاع واللحن الموسقي في الشعر , وحتى في المفردة الصوتية , التي لها نغم ولحن صوتي , بهذه الطريقة التعليمة الفذة في تبسيط الاشكالات , ورفع بعض الصعوبات , من خلال امثلة تطبيقة مختارة بذائقة ادبية رفيعة , وفي تقديمها بطريقة تعليمية استاذية بارعة   . لذلك ان هذه الطريقة السهلة في تقديم  علم العروض , او في فلسفة العروض , تختلف بشكل كبير . عن التي تقدمها الكتب المدرسية , بطريقة الجافة والمملة وجامدة , دون ذائقة ابداعية في التقديم  , وكذلك في طريقة التعليم والتدريس  , التي يواجه فيها الطالب والمتعلم بعض الصعوبات والابهام والغموض وحتى الضجر والتأفف  . من الطريقة الاكاديمية الجافة , ولم تسهل على الطالب والمتعلم والدارس  على الفهم  ,بل  تخلق بعض الاشكاليات  في ضبط الوزن . ضبط الايقاع الموسيقي . ضبط الايقاع الداخلي , ضبط الصوت النغمي والغنائي للمفردة الشعرية . لذلك يقدم طريقة سهلة , في  كيفية تجاوز الاخلال والخلل  في الايقاع . فأن هذا  الكتاب مهم جداً لمتذوقي الشعر عامة   , وكذلك الشعراء الشباب . يجدون الطريقة المثلى في تبسيط الصعوبات , يجدون طريقة التطبيق المشوقة والممتعة  . لذلك يجدون الفرق الشاسع , في طريقة تقديم , بين الكتب المدرسية الجافة بدون ابداع متمكن ,  بشكل اكاديمي جاف  , حتى تخلو من  الرغبة والتشويق في التعلم . وبين طريقة استاذنا الجليل , التي يقدمها بشكل مشوق بحيث تحل الكثير من الاشكالات والصعوبات , وتخلق الرغبة عند الدارس والمتعلم  . ان يبدع في الطريقة الاستاذية المنهجية في اسلوبها الحديث المبتكر والخلاق  في التقديم , كمعلم ماهر يخلق في ابداعه التدريسي والتعليمي بروحية بارعة في احترافيتها الاستاذية  . مثلاً على سبيل المثال طريقة تعليم البحور الشعرية في الكتب المدرسية  ,تقدم بطريقة الحفظ  مثل المحفوظات المدرسية ( الدرخ )  دون شرح وتفسير مشوق  .  مثلاً البحر الطويل يقدم كالاتي . ونفستقديم  بقية العروض او البحور الشعرية اخرى , بهذه الطريقة الحفظ او الدرخ
      فعولن               مفاعيلن                    فعولن                              مفاعيلن
    // 0/ 0             //0/0/0                   //0/0                             //0/0/0
والطريقة المتذوقة في التقديم . تعتمد على الايقاع الموسيقي والايقاع الشعري , وايقاع صوت المفردة بلحنها الغنائي او جرس صوتها , بطريقة تضبط الوزن بابسط توضيح مشوق في الايقاع الجميل لموسقى الصوت والمفردة واللفظ والتي تبدأ بقاعدة المتحرك والساكن ( /0 ) في توافق في الايقاع والصوت , تؤدي وظيفتها السمعية , وتؤثر في السامع بأيقاعها الجميل , او طريقة لحنها الجميلة . ترضي أذن السامع بطريقة مشوقة في الابداع في التقديم , لانه هناك قاعدة حتى السهل اذا لم يعرف يقدم نفسه بطريقة مشوقة وجذابة يصبح صعباً جداً للفهم  . فكيف الحال في علم العروض . لذلك استاذنا الجليل يختار الطريقة الديدالوسية نسبة الى ( ديدالوس ) المهندس والفنان الخارق والفنان الماهر  الاغريقي  , الذي يقدم التصاميم وطريقة التطبيق الصنعة  , بالابداع الخارق ويحقق نتائج مذهلة , يعني يخلق من المتاهة حقيقة  . مثلاً عندما سجنه ملك كريت ( مينوس ) مع ابنه ( ايكاريوس ) في قلعة محصنة , ابتكر طريقة الطيران بأجنحة الريش الملصوقة بالشمع , ونجحت الطريقة في الطيران , واوصى ابنه بعدم الاقتراب من اشعة الشمس , لانها كافية لاذابة الشمع , ولكن ابنه اغرته اشعة الشمس مما ذاب الشمع وتفتت الريش وسقط  في البحر , بينما أبيه  ( ديدالوس ) وصل الى جنوب ايطالية جزيرة( صقلية )  يعني فكرة الطيران سبقت عباس بن فرناس بالآف السنين . والمثال الآخر . في حرب الطروادة التي طالت عشرة اعوام , دون ان يتمكن احد الطرفين المتحاربين  من التغلب على الاخر وتحقيق النصر , ولكن اليونانيين خطرت لهم فكرة ( ديدالوس ) عندما صنع الحصان الخشبي الى ملك كريت ( مينوس ) فطبقوا فكرة في  صنع الحصان الخشبي , وحققوا الانتصار . بهذه الروحية الفكرية والفلسفية يقدم استاذنا الجليل , طريقته في التعليم والتطبيق من خلال الامثلة الكثيرة في الكتاب , التي تحمل مقاطع من قصائد الشعراء ( الاقدمون والمعاصرون ) بذائقة ادبية وشعرية فذة . ومحاولة ايصال فهم علم العروض وفلسفته , والايقاع الموسيقي في الشعر , وطريقة ضبط الايقاع  وضبط الوزن الشعري . في اسلوب مشوق وممتع . في بساطة متناهية من خلال الامثلة التطبيقية . في توضيح مشوق  يزيل الالتباس والخلل واشكالات الكثيرة  . وقد اشتمل الكتاب على خمسة بحوث او دراسات تطبيقة في هذا الجانب . في العروض والايقاع الشعري في موسيقى الشعر . وهي :
1 - المكررات اللفظية معياراً وزنياً
2 - محاولات في الابتداع
3 - الايقاع الداخلي في القصيدة التفعيلة
4 - الخلل العروضي
5 - أشكالية الايقاع في موشح ( كَلَّلِي ياسحبُ ) . 

. اتمنى ان يلتفت  انتاه المشرفون  في  وزارة التربية والتعليم العالي . ان يضعوا  هذا الكتاب القيم والمهم ضمن المناهج التعليمية المدرسية . حتى يسهلوا امور كثيرة على الدارس والمتعلم والطالب . حتى نتخلص عن بعض المناهج التعليمة المملة والجافة , والتي تخلق اشكالات شتى , يضطر الطالب في البحث عن الكتب التعليمية المبسطة والسهلة في المكتبات العامة  , وهذه مشكلة عويصة تواجه الطلبة والدراسين والمتعلمين . وهذا الكتاب لاستاذنا الجليل سهل وممتع  , لذلك   اتمنى ان يأخذ طريقه الى المنهاج التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي . عند ذلك كما يقولون , ضربنا عصفورين بحجر واحد
لانأخذ احدى دراساته المشوقة في التطبيق والامثلة .
 ×  الايقاع الداخلي في القصيدة التفعيلة :
لاشك ان المسألة العروضية في الايقاع الداخلي للقصيدة , يتوقف على ضبط  الايقاع والوزن , في  توافق صوتي أي  ( توافق صوتي بين مجموعة من المحركات والساكنات , تؤدي وظيفة سمعية ,  ويؤثرُ فيمن يستجيب له ذوقياً , وهذا التوافق , قد ترتضيه أُذن دون اخرى , قيبقى ايقاعاً ليس غير , لان الايقاع العام يرتبط بالتوافق الجماعي لا الفردي  ) ص57 ولكن تبقى مسألة حيوية هي  معيار علم العروض , ضبط الايقاع الداخلي  والوزن , ولكن هذه  تعتمد على اشياء وخصائص معينة في القصيدة , منها  تجربة الشاعروخبرته , ومدى قدرته على ضبط الصياغة بالايقاع والوزن , مدى شعوره واحاسيسه تجاه النغم الشعري , او لحن الايقاع , مدى قدرته في تقديم قصيدة مكتنزة في الصياغة الفنية والتعبيرية . بكل تأكيد هذه البراعة في القصيدة تختلف من شاعر الى آخر  . تختلف في الضبط وعدم الاضطراب والخلل في الايقاع الداخلي , ومدى تقبل النعم الداخلي وصوت النغم للمفردة الشعرية , وهي علاقة متداخلة ومتجانسة , بين الايقاع الشعري والايقاع الموسيقي . و ينطبق هذا  على الشعر الشطرين  والشعر التفعيلة او الشعر الحر . ويستخلص استاذنا الجليل خلاصة النتائج التطبيقية . في تحليل الخلل والاضطراب والاشكال  في الايقاع والنغم الصوتي , ويجد ان المعايير الايقاعية والوزنية التي يصوغها الشاعر , هي مسألة ابداع وذوق وتوافق في الايقاع , في مميزاتها الاسلوبية . واجمل جملة ملاحظات مهمة في دراساته التطبيقية , التي توصلت اليه النتائج وهي :
 اولاً - التكرار : يلعب التكرار في القصيدة الحرة ( التفعيلة ) دوراً مهماً , في تثبيت ايقاعها الداخلي , وهذا التكرار يأتي في عدة مستويات عديدة  , ولا يمكن حصرها حصراً كاملاً , وانما يمكن اختيار اكثر شيوعاً في التجارب الشعرية .
   1 - تكرار كلمة واحدة في الشطرين تصبح قافية . ويذكر الكثير من الامثلة التطبيقية , التي يقدمها بتذوق جمالي  وفي توضيح مبسط. ونختار هذا المقطع من المقاطع الاخرى
   للعراق المحارب كلُّ الكلامِ
  عن الحرب كل الكلامِ
  عن السلم كل الكلامْ
  فالسلام العراق الذي نعرفه ,
والعراق السلامْ
هكذا يوضح صيغة التدوير بكلمة ( الكلامْ ) الساكنة وهي القافية , بدليل كلمة ( السلامْ ) في الشطر الثاني , أي كلمة التكرار هي التي قادت الى أتخاذ حرف الروي .
 بهذا التوضيح المبسط في لغته الواضحة في الفهم التعليمي  .
2 - تكرار كلمة او اكثر في اول السطر مع الاحتفاظ بالقافية , وهذا المستوى من التكرار يفيد التأكيد على ايقاع الكلمة ذاتها , لانه لا يكتفي بالايقاع العام للقصيدة , ولا بالموسيقى التي تضيفها القافية ( حرف الروي ) , وانما يلجأ الى التكرار في اشاعة الايقاع في الصيغة الشعرية .. نختار قصيدة الشاعر محمد جميل شلش
   سلاماً ياعراق .... من زاخو الى البصرة
 سلاماً ياعراق الثائرين ومعقل الثورة
 سلاماً ياعراق السلم ،تحميه , وتفتح للهوى صدره
3 - التجنيس الكامل : هو مستوى آخر من مستويات التكرار . اذ تكرر اللفظة فيه باكثر من معنى , حتى يصير هذا التكرار ايقاعاً لازماً للايقاع العام , في سبيل اجهار وتضخيم الايقاع الداخلي . ويذكر الكتاب امثلة تطبيقية على شتى اغراض الشعر في هذا الجانب . ولكن أختار مثال تطبيقي على الغناء العراقي المعرف ب( الابوذية ) التي قدمها في براعة التشويق  . وهي اسلوبية جميلة في تقديم الامثلة المشوقة في الذوق الرفيع  , التي تختلف عن الامثلة في الكتب المدرسية الجافة . لذلك اختار هذه القصيدة من ( الابوذية ) :
  كفاها منية النفس كفاها ......... ( كفى يكفي )
  يتوق الورد للعطر كفاها ......... ( كفمها )
  اذا أومأت يوماً كفاها ............ ( كفاها / مثنى كف )
  لصارَ الصخرُ أزهاراً  شذية
ثانياً : التدوير :
وهو على مستويين :
المستوى الاول : التدوير المقفى , ويعد التدوير ظاهرة من ظواهر   القصيدة العراقية الحديثة , ونختار قصيدة الشاعر يوسف الصائغ :
آه ..... يا امرأة اعطتني في منتصف الليل
 شهادة ميلادي
أي امرأةٍ تملكُ أن تعطيني الساعة
أوراق أستشهادي
أو تسمح لي , لحظة موتي , وأن أتحسس دفءَ مشيمتها
واشم عبير بلادي
المستوى الثاني : التدوير السائب
والمقصود به التدوير الذي ينتهي بنهاية القصيدة . ونختار قصيدة الشاعر كريم جيخور :
هل كنت أحلم أن أكون ملكاً
هل كنت أنتمي الى احدى سلالاتهم ؟؟؟
بالطبع لا
فأن جدي السابع عشر كان إمَّا فلاحاً بلا ارضٍ
او راعيا من دون قطيع
أو كان ينتمي الى تنظيمات عروة بن الورد
أو مجموعة تأبط شراً الانتحارية
أو كان عاشقاً ليس لديه أوراق
لكتابة رسائل الغرام
مع هذا
إنه الآن ينام سعيداً في قبره الخرب
لأن أحد أفراد سلالته وهو أنا بالتأكيد
قد أصبح شاعراً يتجمع على ابوابه  الملوك
   جمعة عبدالله


276
قراءة في كتاب ( من أدب السجون ) للاستاذ النقد حسين سرمك
كثيرة هي الكتب النقدية , التي تتناول هذا الصنف الادبي الهام والمهم , في الدراسة  والبحث والتحليل والتشخيص , لانه ادب حيوي في الحياة السياسية والثقافية والفكرية , واستاذ النقد حسين سرمك . يتناول هذا الجانب , في اسلوبيته المتميزة والمنفردة في الوسط الادبي  , يعتمد على ثنائية التحليل والتشخيص والتفسير , تحمل براعة جمالية النقد الفذ , وبراعة توظيف علم الطب النفسي في التحليل السايكولوجي , اي انه يتعمق في الحالة السايكولوجية , في فك شفرة النص الادبي ,  ورؤيته المتعددة الجوانب والاغراض . في البحث في جوانب ألادب السجون . هناك معادلة او بديهية , كلما زاد العسف والاضطهاد والارهاب . زادت السجون والزنازين والسراديب بالزوار الجدد , بل بالامتلئ الخانق , وهي جزء من نهج ممارسة  العنف والارهاب السياسي والثقافي . وبالتالي أننا امام لوحة في الصراع غير المتكافئ وغير المتوازن , بين الجلاد والضحية , الاول يستخدم الهجوم الوحشي والسادي , والثاني يحاول الدفاع بما امكن , وهو في فم الذئب الكاسر والضاري . يحاول جاهداً بعدم السقوط  في فم الذئب الوحشي . لذلك تجربة السجون غنية عن التعريف , في الازمنة المتسلطة بالقمع والبطش والتنكيل , في سبيل اخماد نهائياً ,   الرأي الحر والمعارض  . واعتقد ان الوعي المكتسب ينبغي ان يعرج عن أدب السجون , ليعرف معنى الانتهاك ومصادرة الحياة بكل بساطة . في افعال مهلكة يتجرعها السجين , الذي يجد نفسه امام بشاعة الجلاد الذي  يلعب بحياته ومصيره وفق ما يرغب ويشتهي  .  وهذا الادب يأتي نتيجة المعاناة الحقيقية في تجربتها الفعلية  , وعندما يكتب لسجين السياسي الحياة , يكشف تجربته المرة في حياة السجون الظالمة والزاخرة  بالباطش والانتهاك  , يجسدها في اشكال مختلفة من صنوف الادب التعبيري . ليمزق السكوت ازاء  الانظمة القمع الوحشية ,  ويكشف اسلوبها الاخلاقي ونهجها في البطش  .  هي تجربة  شباب يضحون في زهرة حياتهم وعمرهم في سبيل المبادئ والوطن , في سبيل رفع الحيف والظلم عن الشرائح الكثيرة في المجتمع , حيث  تعيش حالة  الحرمان والتجاهل والاهمال . وتجربة السجون , هي كتابات متنوعة للذين تعرضوا الى العسف والعنف داخل غرف التحقيق وسراديب الجحيم والموت . في نهج ارهابي فظيع في تكميم الافواه , والخضوع الى السلطة الدكتاتورية الظالمة . بأنها لا تعترف بالمعارض السياسي , تعتبر المعارضة والرأي الحر , جريمة بحق الدولة والنظام , تعتبر المعارضة السياسية خيانة للوطن والقانون . لذلك تبيح لنفسها ممارسة الوحشية والتنكيل , وتهشيم السجين السياسي بكل انواع التعذيب السادي , لذلك يتعرض السجين الى معاناة فوق طاقة تحمله , كما يتعرض الى شتى الامراض والجوع , بحيث تكون حياته أسوأ بكثير من الحيوانات السائبة في البراري . لذلك فأن أدب السجون صرخة احتجاج مدوية , ضد الانظمة القمعية والباطشة والظالمة  , التي تفرط بالعنف بالسادية المطلقة , حتى يكون السجين هيكل عظمي او شبح انسان , فاقد الوعي والذاكرة . بحيث الاخ السجين لا  يستطيع ان يتعرف على  شقيقه  السجين ايضاً , هذه البشاعة التي تحدث في سراديب الجحيم تحت سطة الحكم الدكتاتوري  , ويطرح الكتاب امثلة كثيرة في هذا الجانب . نأخذ منها : هناك سجين سياسي انتقل من سراديب بغداد الى سراديب اخرى , وكان هناك سجين في حالة يرثى لها , في هيئة مزرية جداً , نحيل مثل الهيكل العظمي , عيونه غائرة , وجلده ملتصق بعظامه , ولحيته طويلة تصل الى ركبتيه , رائحته قذرة ومقززة , او انه شبح انسان . اراد سجين اخر ان يستفسر منه  عن شقيقه السجين في سراديب بغداد , اذا كان  يعرف أسمه , او سمع عنه بأنه مازال حياً , وكانت المفاجأة  بأن الذي يكلمه هو شقيقه . وكم حدثت للاستاذ حسين سرمك , لم يتعرف على شقيقه المناضل حامد سرمك حسن . لم يتعرف عليه بسبب التعذيب والتجويع في السجن السياسي , في مديرية الامن العامة في النجف عام 1994 , من هنا تأتي اهمية كتاب ( من أدب السجون ) , ودائما استاذ النقد يتحفنا في براعته النقدية الفذة , في الاختيار والتصنيف , في دراساته النقدية لادب السجون . ربما يكون هذا التصنيف قلما نجده في الكثير من الكتب النقدية حول ادب السجون , التي  تختص بجانب واحد على الاكثر الروايات , او على جانبين في حالة نادرة . بينما كتاب استاذ النقد حسين سرمك , اختار خمسة اصناف في دراساته للنصوص البارزة في صنوف الادب وهي : المسرح . الشعر . القصة القصيرة . الكتب . الرواية . موزعة بذائقة ادبية ونقدية فذة . لانأخذ بعض العينات من الكم الكبير , الذي يحتوي الكتاب الذي قسم الى ثمانية فصول :
1 - المسرح : نتناول بايجاز مسرحية الكاتب شاكر  خصباك . مسرحية ( الشيء ) :
وهي عمل مسرحي متمكن وكامل في تقنياته المسرحية والدرامية . تتناول حياة ومحنة السجين داخل زنزانة السجن للسجين السياسي . تتكون من ثلاثة فصول :
الفصل الاول : مكان داخل السجن وتدور حوله الاحداث , في الصراع بين الجلاد الذي يمثل السلطة بالباطشة واساليبها في صنوف التعذيب التي تجري في غرف التحقيق , في مناخ ارهابي متكامل ,  والضحية هي شرائح الشعب بكامل قطاعاتها في المجتمع العراقي . فقد اختار الكاتب 12 من المهن التي تمثل مجمل شرائح المجتمع , وهي اشارة بليغة بأن السلطة الاستبدادية هي موجهة او عدوة لكل شرائح المجتمع العراقي , التي تتعرض الى الانتهاك السادي والبشع في زنازين السجون .
الفصل الثاني : يمثل تكيف السجين السياسي مع الظروف القاهرة , بعدما اشبع جسده بسياط الجلاد , بعدما اشبعت روحه في الحروب النفسية , لغرض التهشيم والاحباط , حتى يصيبه اليأس والتشاؤم .
الفصل الثالث : شموخ السجناء امام القهر الانساني , ووقوفاً اجلالاً واحتراما وبكل خشوع الى الذين يساقون الى حبل المشنقة لتنفيذ حكم الاعدام , يصاحبونهم بالحناجر المدوية والاناشيد العزم والثبات , مع الموسيقى المدوية , وهي تلاحق السلطة الباطشة بالخزي والعار  . وانه لا يمكن كسر الارادة في الامل في الانتصار أو الانفراج , بأن من المستحيل ان الشعب يموت ويقهر  , فأنه يمهل ولا يهمل , وان طريق النصر آتٍ لا محالة .
2 - الشعر : نختار من الشعراء الذين ضمهم كتاب من أدب السجون . الشاعر المبدع الكبير محمود بريكان . في قصيدته ( أغنية حب من معقل المنسيين ) موجهة الى شقيقته ( سلوى ) يناجي ويبوح لها حالة السجن والسجين . والصراع من اجل البقاء :
" في اقبية المنسيين ...
لا صوت هناك , وما في الليل سوى الحزن
نام السجناء ونام أخوك , ولكني ...
أرق أتامل أغلالي ..
واصارع أبسط آمالي .
وافكر فيك , وبما أصنع بعد سنين
 اذ أخلع أثواب السجن . . "
-----------------------------
" سلوى لم نلتقِ قبل
 ولم ارَ منك سوى شبحك
وحكايات تروى  عن نبلك
عن مرحك أصغي لاخيك ,
صديقي واخي في سجني
وقسيمي في سجني
--------------
" يا سلوى في الصمت المكتئب
يا سراً في صدري , وخيالاً نوريا .
يتوهج في أقصى التعب
يا حباً لا يعقل ..
يا شعراً لا ينسى
3 - القصة القصيرة : نختار من جملة القصص القصيرة ,  التي تناولها الكتاب في التحليل والدراسة , نختار قصة (  النافذة ) للاديب حامد فاضل .
وهي نافذة الوحيدة في السجن , التي تربط السجناء  بالعالم الخارجي , المحيط في دائرة السجن . ومن خلالها يسمع اناشيد السجناء  , في نشيجهم المجنون ليسمعهم الخارج , يصدحون بروح التفاؤل . كان هناك مجموعة اطفال تلعب كرة القدم قرب النافذة , وبذلك النافذة بنت علاقات وشيجة بين السجناء والاشبال , في التواصل والكلام وبث الرسائل بينهما  . حتى السجناء عرفوا اسماء الاطفال واحداً وحدا . وحين يغيب احد الاشبال عن اللعب  , يسألون عن سبب الغياب . هذه العلاقة الحميمة مع الاطفال ربطتهم بفرح بالعالم الخارجي . وهذا خرق لقانون السجن الاساسي , هو الحجز والانعزال التام عن العالم الخارجي , لكي تتحطم معنوياتهم النفسية وتتهشم بالانكسار والاحباط , حتى يصابون بالياس والتشاؤم . ولكن النافذة زرعت فسائل الامل برفع المعنويات النفسية . لذلك حجزت الشرطة جميع الاطفال , ولم تخرجهم من الحجز , إلا بعد اخذ  تعهد من  أبائهم بعدم العودة في اللعب قرب النافذة . وكما قاموا بأغلاق النافذة بالطابوق والاسمنت . وسيجوا محيط السجن بالاسلاك الشائكة . حتى تمنع الاقتراب من السجن . ولكن حالما تناهى الى سمع الاطفال , بترحيل السجناء الى سجن ( نقرة السلمان ) . اصطفوا الاطفال على جانبي رصيف الشارع يحيون السجناء بكل احترام واجلال . حتى اختلطت حناجر السجناء والاطفال معاً , في أناشيد العزيمة والامل  والنضال والتحدي .
4 - الكتب : التي تتحدث عن تجربة وسيرة الكاتب خلال معايشته الحقيقية  في السجن . يجسدها بعدما يكتب له الحظ النجاة والبقاء في الحياة , قبل ان يتفسخ داخل السجن , او يشمله حكم الاعدام العشوائي .
ونختار في هذا الجانب كتاب الاستاذ ضرغام الدباغ . في كتابه بعنوان ( قمر ابو غريب كان حزيناً ) يكشف معاناته المريرة والقاسية في السجن . ينطلق في ذكر مذكراته القاسية في سنوات العجاف . سنوات تقريباً اكثر من 15 عاماً من المعاناة , وكان حكم عليه بالاعدام , ولكن خفض الاعدام الى المؤبد , وكل جريرته , او ( المضحك / المبكي ) كان في جلسة صداقية في بيت استاذ جامعي , وفي جلسة السمر جاء على ذكر مقالة سياسية تشير بأنها ضد  النظام الدكتاتوري . وكانت السبب السجن والاعتقال ,  وفتحت باب الجحيم في الاعتقال المتواجدين في بيت الاستاذ الجامعي , ومارس بحقهم ابشع صنوف التعذيب الوحشي , في الممارسات الهجينة والهمجية , كأنهم كانوا يعدون الى  انقلاب عسكري !! وليس جلسة صداقة خطرت باحد المتواجدين ذكر المقالة السياسية ضد النظام  . وكانت ممارسات في  انواع شتى من صنوف التعذيب , في عمليات الضرب القاسية التي تزهق الارواح  , وحفلات الشتائم والاهانات التي لا تنتهي , حتى يخجل منها اولاد الشوارع السائبين . حتى دون اثبات التهمة على المعتقل  . ويكشف في مذكراته حول  السجون , بأنها تحولت الى اماكن رهيبة لا تطاق بوحشيتها السادية , والتي تغص بالالاف من العراقيين . يعانون جحيم الموت والحياة , في فظاعات يرتكبها  الجلادون بقسوة ووحشية , وبشكل مدمر , في الانتهاك ومصادرة الحقوق والحرية الانسان . فقد منع من السفر والالتحاق مع عائلته المقيمة في المانيا ( زوجته وطفليه ) . وكان يشغل نفسه بتعليم اللغة الالمانية للسجناء . ويبين في فصول الكتاب , الروح المعنوية في السجن الرهيب , بروح التماسك والتجلد والاعتزاز بالنفس , والاحتقار الى الجلاد الذي يمارس البطش والتنكيل . روح الامل التي تزغرد في وجدان السجناء بالانفراج والانتصار على السلطة الدكتاتورية . وبعد هذه السنوت الطويلة من القهر والمعاناة اكثر من 15 عاماً التي كان يحسبها بالدقائق والساعات والايام والاسابيع والاشهر والسنين   . افرج عنه ليخرج مبتسماً في انتصاره على الوحش السلطة  , الذي يصبح كالقنفذ الذليل والمهزوم ( عفواً استاذ هذه الاوامر مفروضة علينا ) لذلك ما يؤكده في فصول كتابه , اشياء خارقة ( اتمنى كل قارئ ان يطلع على هذا الكتاب المهم ) يؤكد الروح العاشقة للحياة عند السجين السياسي . رغم المعاناة واوجاعها المريرة . وكيف تتم بناء الصداقات والثقة والاحترام المتبادل , حتى في اقسى الظروف الحرجة وخطيرة , كيف يجابهون الموت , بكل شموخ  ورجولة , ويذكر المواقف البطولية للكثير من الاسماء التي وردت في الكتاب  , واعتلت حبل المشنقة . وكيف كانت اللحظات الاخيرة قبل تنفيذ حكم الاعدام , وهم يقفون بكل شجاعة وبطولة واقدام , حتى تهز عنجهية الجلاد المتغطرس  , ان يكون في موقف الذليل والمخزي . ان الكثير من وردت  اسمائهم وهم يتقدمون الى حبل المشنقة في وجوه باسمة تستهزئ بالجلاد  , والكثير يرفض غطاء الرأس , هذا الشموخ العالي , هم حقاً  جنودا مجهولين للوطن , في مواقفعم الجسورة . ان كتاب الاستاذ ضرغام الدباغ . حين يتلقفه القارئ بالقراءة  , يخرج عن طوره بانفعال وغضب , ويقول : يا ألهي ما هذه الوحشية السادية , وما هذه البطولات الشامخة التي تتحدى الجلاد .
5 - الرواية : المبدع الراحل  يوسف الصائغ , في روايته ( المسافة ):
تعتبر هذه الرواية عمل أدبي متكامل باصنافه وانواعه . من الاسلوبية  الروائية , الى  العمل الدرامي والمسرحي , الى العمل الفني والسينمائي . وتتحدث عن اشياء الحياة والواقع  الحيوية  في شمولية , باصنافها ,  السياسية والثقافية والفكرية , وتطرح جملة افكار متنوعة في مجالات عديدة , تحرث هذه الافكار في حواريتها وهواجسها القلقة  في مضامين , فكرة البطولة والخيانة . فكرة جبروت القوة . فكرة السقوط والمعاناة في الزمن الخطأ , التي تخلق محنة ومعاناة للمثقف في زمن العنف الثقافي . الذي يقول عنه في احدى قصائده , التي تعبر باصدق تعبير عن محنته الذاتية المريرة  :
ما هذا زمني
ما هذا زمن الشعر ولا هذا زمني
هذا زمن مسدود
يخرج منه الدود
وصار الشعراء قروداً فيه
والعشاق يهود
باركيني بيديك الحانيتين
وامنحيني غفرانك  يا وطني .
هذا زمن (  جورج أورويل ) التي جسده في روايته المشهورة ( 1984 ) , هذا زمن الستالينية في الاخ الكبير , مالك البلاد والعباد , الفاعل والناهي ( أنا الدولة والدولة انا ) . هذا زمن العتمة والظلام  , التي ترسم بريشة جلاد . في الاستبداد والبطش والتنكيل , حتى يكون الانكسار والاحباط ناموس الدولة . هذا زمن الامتحان الصعب في البطولة والخيانة . كما تجرعها ( رجب أسماعيل ) بطل رواية ( الشرق الاوسط ) الذي تحمل اصناف من  العذاب الوحشي والسادي ,  لمدة خمس سنوات عجاف ومريرة في جسامة الارهاق , لكن جسمه ورحه لم تتحمل اكثر من ذلك , لذلك تهشم كالزجاج المهشم , ووقع على البراءة . هذا زمن الخطأ في البراءة والخيانة . كما جاءت في قصيدة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب .
 ( أني اعجب كيف يمكن ان يخون الخائنون
 أيخون الانسان بلاده
إن خان معنى ان يكون
 فكيف يمكن ان يكون ؟  )
مسؤوله الحزبي يلوح له ببطاقة العضوية الحزبية ,  في الحزب الشيوعي العراقي , ويطلب منه ان يحفظها كحدقة عيونه كأمانة مناضل جسور  , وان يصون لقب رفيق حتى لو ضحى في حياته , نفسه المسؤول الحزبي يقدم براءته من الحزب في وجه بشوش وباسم . أين البطولة والخيانة ؟ وكيف تكون شكل الخيانة , حتى تساقطت  خلايا الحزب كالشجرة  في الخريف القارص . ( رفيق دبر أمرك !! ) . والانسان مثل يوسف الصائغ . تنقل تسعة سنوات عجاف ,  من سجن نقرة سلمان , الى سجن الحلة , وعانى التشتت والمعاناة , ولم يتحمل سجن البعث , ضمن الانهيار السياسي العام من القمة الى الاسفل . هذا التشتت لا يعني خيانة في انتماءه للوطن . لا يعني التخلي عن حب وهوية الوطن . والتي عبر عنه في احدى قصائده .
أنا لا انظر
من ثقب الباب
الى وطني
أنظر من قلب مثقوب
وأميز
بين الحب الغالب
والحب المغلوب
لذلك ان رواية ( المسافة ) تعبر عن معاناته الذاتية  , في البحث عن الذات , عن الهوية , عن الانتماء , هذا يعني ان الروائي  تكلم عن ذاته لذاته , في زمن عواصف الازمات
 جمعة عبدالله



277

يا علي حكم شيعتك ظلموا البلاد والعباد
تصرح الاحزاب الشيعية بفخر واعتزاز , بأنها من اتباع الامام علي وآل البيت , وهي تتمسك بقيم ومبادئ الامام علي , وتستلهم عدالته  في حمكها الشيعي في العراق , بهذا النفاق السياسي المأفون بالكذب والخداع .  ولكن الحقيقة المرة , فلم يمر على تاريخ العراق القديم والحديث ,أسوأ حكم طاغي بالظلم والعسف والحرمان . لم يشهد العراق هذا الفساد المستشري والمتغلغل في مؤسسات الدولة , لم تبلغ حالة الفقر والعوز والجوع الى نسب مخيفة في الظلم والحرمان . من يدعون زوراً ونفاقاً بأنهم من اتباع علي , وشعارهم المحبوب , الذي يخدع الجهلة والاغبياء ( علي وياك علي ) . هذا الحب المزيف , يهين مكانة ومنزلة امام الحق والعدل . ولكنهم وجدوا في  الخداع والزيف , تجارة رابحة تدر الذهب والدولار كالانهار الجارية ,  التي لا تنقطع عن الجريان . ونصب زعماء الاحزاب الشيعية الفاسدة والمنافقة , أنفسهم كأولياء واوصياء  الله  على العراق , وهم  يدفعونه  الى الخراب والفرهدة , وما حقيقتهم إلا هم عصابات مافيا وقطاع الطرق , في النهب واللصوصية . فماذا يدعون بأنهم اتباع علي , ويبيعون بضاعتهم الفاسدة والكسيحة على جيوش الجهلة والاغبياء , الذين يسيرون خلفهم بخشوع وقدسية كالخرفان المهانة والذليلة دون عقل  وكرامة . مما يشجع حيتان الفساد في هذه الاحزاب الشيعية , أن تتمادى اكثر في الظلم والحرمان , في سلوكهم وتصرفاتهم الصلفة والمتغطرسة   , التي هم كالماكنة أو ( البالوعة )  في استنزاف خيرات وامول العراق , تحت غطاء بانهم من  انصار الامام علي , بهذه الضخامة في الموازنات الانفجارية من عوائد النفط , التي بأستطاعتها ان تخلق من العراق , حياة الرفاه والرخاء والحياة الكريمة . ولكن العراق يعيش الفقر والتقشف , ومعاناة الصعبة في الحياة الشاقة . وتقرير الامم المتحدة يثبت ويبرهن على ذلك . حيث يشير تقرير الامم المتحدة , بوجود 7 ملايين من سكان العراق , يعيشون تحت خط الفقر في حكم الاحزاب الشيعية التي تنبح في زعيقها المج ,  بأنهم يرفعون راية علي  , لقد برعوا  اكثر من الشيطان في النفاق والدجل . لذلك لابد طرح السؤال في لسان وصوت كل عراقي شريف وغيور . أين ذهبت هذه الاموال الخرافية ؟ , التي تقدر بمئات من المليارات الدولارية ؟ أين مشاريع الاصلاح والبناء ؟  في عراق يعيش الفساد والجوع والفقر , بغياب الخدمات , بحيث اصبحت شرائح كثيرة من الفقراء , نتيجة الاهمال والتجاهل والحرمان , ان تعيش في رزقها اليومي على فضلات الازبال والقمامة . لذلك يشير تقرير الامم المتحدة , بأن هذه الملايين بحاجة الى مساعدات انسانية وتدخل فوري وعاجل لانقاذ حياتها , وانتشالهم من الفقر والكفاف . لذلك لابد من التساؤل عن هذا الدجل والنفاق  المنحرف  , هل كان علياً زعيم الفساد والفاسدين ؟ هل كان يلبس الحرير والذهب والحياة التخمة ؟ هل كان عندما تولى الخلافة , ظلماً وطاغياً بحق الفقراء ؟ انهم يستهزؤون بالامام علي في الاستخفاف المتغطرس الهجين بحيث يشوهون ويمزقون صورته النورانية  , قبل ان يستهزؤون بالشعب . ولكن جعلوا الاغبياء والجهلة مطايا لاطماعهم الجشعة والخبيثة , ان يؤدون لهم فروض الطاعلة والتمجيد والتعظيم كالخرفان الغبية , حتى يستمروا في الفساد والفرهدة , وجعلوا العراق في مقدمة الدولة الفاسدة والفقيرة ........................... والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله
  هذه الصورة نقلاً عن موقع صوت العراق . من مقالة الكاتب القدير مهدي قاسم

278
قراءة في رواية ( زنقة بن بركة ) الكاتب محمود سعيد
روائي عراقي متمكن في اسلوب القصة والرواية . منذ الستينات القرن الماضي ظهر في الكتابة القصة , في سن مبكرة , بدأ ينشر في الصحف والمجلات . بذلك يملك تجربة غنية وهامة , في الابداع واسلوب كتابة القصة والرواية , في اسلوبيته الواقعية الواضحة في المتن السردي . بالتناول بالسعة الشفافة والمبسطة , في لغته الجميلة . بالتركيز المكثف , الصافي من حواشي الزائدة . وهذه الرواية صدرت في عام 1970 . نتلمس من خلال الصياغة واسلوبية العرض والطرح , بأنها  تشق الطريق نحو التناول الحديث في تقنيات براعة  النص , يتجاوز ماهو مطروح آنذاك من الاسلوب التقليدي والكلاسيكي السائد أنذاك , ونستطيع ان نقول بثقة بأن هذه الرواية , نقلة  نوعية في تطور اسلوب الرواية العراقية آنذاك , بطريقة ابداعية متمكنة , في الاسلوبية والصياغة , والتناول والطرح , بالرؤية الابداعية العميقة . في تناول قضايا الحياة والواقع , بالاسلوب الواقعي والموضوعي . في تناول الحياة الشرقية في بلدان الشرق , ومنها العراق . التي تتزاحم عيوبها وعثراتها على الانسان الشرقي , التي تضعه في دائرة مغلقة من الهموم والمعاناة . نتيجة العسف والاضطهاد . بأن تجعل الانسان يتحمل صبر ايوب . في العلاقة غير المتكافئة , بين السلطة والمواطن . وهي علاقة السيد بالخادم , في زحمة الارهاب المسلط عليه . لذا يجد الانسان نفسه منهزم ومحبط في الانتكاسات والازمات داخل هذه الدائرة المغلقة . وتجد الانسان يبحث عن منافذ للخروج من هذه الدائرة بأية وسيلة كانت  , اي الرحيل خارج البلد , مثلما فعل هذا الشاب العراقي , الذي يمارس مهنة التدريس , ان يجد فرصته المواتية في العمل في المغرب . ان يجرب حظه في مهنة التدريس هناك . ويسمى في المغرب ( سي الشرقي ) .  والحدث السردي يقوم في مهمة الرصد والملاحقة , في عيشه وسكنه وطريقته عيشه في  الحياة  , بالتفاصيل الدقيقة ,  في غربته الجديدة . بهذا العمق والاتساع في المتن السردي , في معايشة ازماته الجديدة  , في الرصد العميق , وبضمير المتكلم السارد . ماهو إلا شخصية الكاتب نفسه . بهذا التدفق الوجداني , في الارهاصات والخوالج والهواجس . كانت غربته في سبيل تعويض خسارات التي تجرعها في بلاده . والسعي الحثيث في امتلاك الحرية المفقودة . التي يجسد قوامها في شخصية المرأة ( رقية ) وهي الشخصية الدالة في رمزيتها التعبيرية ,  بالحب والحرية من رؤية واقعية . هذه الفتاة المغربية ذات عشرين ربيعاً , في زيها الشعبي المحافظ . في افعالها وتحركاتها وعلاقاتها المتشعبة والمتشابكة . ربما بعضها يدور في دائرة الابهام والغموض . وهي جزء من العلاقات العامة , بين التحرر والمحافظة . ولكنها تظل تحمل دلالة رمزية عميقة , هي رمزية الحب والحرية .  وامتلاكها صعب المنال , تتداخل فيه صعوبات ومعوقات وحواجز شتى . اي انها تحمل تناقضات المتشابكة  في روحية الشرق عموماً . ولكن ( سي الشرقي ) يصاب من اول وهلة , في مشاعر مشتعلة بالتشوق والانجذاب . نحو  هذه الفتاة ذات البشرة السمراء  والشعر الكثيف , منذ اللقاء الاول تصرعه نظراتها , وتأخذه مجرات المشاعر في التحليق البعيد ( إلا اني لم اجد  دوافع كافية تحملني , رغم نفسي الى ذرى الموجة , كما يحدث لي في الماضي , شيء ما مهم من مشاعري ) ص29 .  وكانت مشاعره تحرث في امتلاك  , والوصول الى قلبها , لينالها بالحب . لتكون كافية لتغيير مسار حياته . من الاحباط الوجودي الذي يعصف في وجدانه وان تأخذه  الى مسارات معاكسة  , لكي يسكن ويهدأ فورة التوتر والقلق التي تصاحبه كظله , لينطلق الى فضاء الحرية المفقودة في بلاده , ووجدها في شخصية ( رقية ) , التي تمثل رمزية الحب والحرية . وهو يبحث عن هذه الاشياء المفقودة في بلاده  . بهذا التشخيص يرسم الكاتب شخصية ( رقية ) في ابعادها الوجودية والحياتية ( جلست على الكرسي فأنتثر شعرها , كنت أمر بسعادة لا توصف , كسارق حصل على غنيمة العمر , فبات يخشى على نفسه من فرط سعادته  - قالت . وأنت ؟
- اعجابي يصل الى حد العبادة .
ضحكت : أنا متأكدة من ذلك ) ص76 . هذا الانبهار الروحي , هو مرادف للانبهار في الحب والحرية , المتلألأةً   في عيونها , يجد ماضيه وحاضره , في خيره وشره ( كانت عيناها تملأن الوجود عليَّ . ماضيه وحاضره , خيره وشره , واخذت أتلمسها نصباً زجاجياً شفافاً مغرزاً في ذاتي , وملكتني رغبة أحرقت دمائي , لكني أحتقرت نفسي حيث لا أستطيع ان أفعل غير تقبيل يدها , لا أجرؤ ان اتمادى ) ص76 .  وهو يريد ان يلتهم جسدها وروحها في الاحترق الرومانسي ( كنت ألتهما . جسدها . روحها . ضحكتها . يالهي , أنني أحترق ولا شك ان روحها هي التي تحرقني . جسدها عملاق من الحسن والوجد والنار , يسد عليَّ المتافذ ) ص76 . بهذه الغزارة في الشوق الرومانسي , يسعى في الحصول على الشيء الضائع داخل نفسه . بهذه الصورة الابداعية في تصوير , الشخصية الشرقية , التي تتنازعها الصراعات المتأزمة والمقموعة ,بالاحباط والمحاصرة , في شرنقة الصراعات المتعددة الجوانب . من القوى  المضادة , التي تعمل على الحرمان والانكسار , انها صفة  عامة في بلدان الشرق المتوسط . ان تتحول الحرية الى شيء غير  موجود , او انها شبح ودخان وسراب .
           احداث المتن الروائي :
شاب عراقي يمارس مهنة التعليم كمدرس , يستغل الفرصة السانحة للعمل في مجال التعليم كمدرس في المغرب , وينزل في منطقة  شعبية , في عمارة  الصيني المطلة على شارع وزقاق يفصل المدينة الى قسمين . زقاق  ( زنقة بن بركة ), الذي تدور فيه معظم احداث النص الروائي في هذه  الحارة الشعبية , التي تعيش الفقر والحرمان ,في سكنه الجديد يتعرف على الناس في  الحارة , رجالاً ونساءاً , ويرتبط بعلاقات حميمية ووثيقة معهم  . وينادونه بأسم ( سي الشرقي ) , ويتعرف عن حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية المحيطة بهم . يحاول ان يبني علاقة حب مع الفتاة ( رقية ) لكنه يجد صعوبة ومعوقات في ذلك  . مما تزيد من احباطاته النفسية  الى التأزم , وينزلق الى الحياة العبثية , في الجنس والنساء والخمر , ولعب الورق والقمار . يفقد التوازن الحياتي في سلوكه . وفي النهاية تحوم حوله الشبهات المريبة , في ارتكاب جريمة قتل , هو لم يفعلها , ليجد مصير الاسود من الاحباط والانكسار والانهزام . ويجد نفسه في حالة يرثى له , يعني انه فشل في امتلاك الحب والحرية .
 شخوص الرواية المحورية :
لاشك ازدحمت الرواية بالشخوص الاساسية والثانوية , رجالاً ونساءاً . ولكن من اهمهم , ثلاثة شخصيات : هي رقية , موجود في كل شخوص الرواية , في تحركاتها ونشاطها وعلاقاتها المتشابكة والمتشعبة . ولكنها مضطربة في التوازن في الحب , واخيراً بعد فوات الاوان ,  عرفت , بأن ( سي الشرقي ) يحبها فعلاً وذلك تشعر بالخسارة من هذا الحب الضائع . وكذلك شخصية . سي الحبيب . وسي أدريس .
1 - شخصية ورمزية . سي الحبيب . مناضل قديم ساهم في النضال في سبيل استقلال المغرب , وتحمل الكثير من السجن والتعذيب والحياة الشاقة  , شخصية محبوبة ولها ثقل في الاوساط الشعبية . ولكن بعد الاحداث العاصفة في منتصف الستينات القرن الماضي , وضع تحت المراقبة والاقامة الجبرية , وابعد الى هذه المنطقة الفقيرة , بدلاً من ان يصدر حكم الاعدام بحقه .  وتقول عنه ( رقية ) موجهة كلامها الى سي الشرقي  ( كل الرجال يحبوني , ويخضعون لي , لكن لم اجد الحب العظيم الذي يجعلني أجثوا على ركبتي , في سبيل بقائه والاحتفاظ به , هنا قد وجدته في شخص سي الحبيب
- لكنه لم يحبك ِ.
- ربما , لكنه أذا احب فسيحب بكل ما يملك , سيضحي حتى بروحه لاجل الحب , ألا تراه قد ضحى بصحته ومستقبله وكاد يعدم لاجل قضيته ؟
- وطن
- وطن , إمرة الشي ذاته , انه قادر على التضحية , والتضحية تخلق الحب العظيم . القضية العظيمة . الامل العظيم ) ص79 . وكان يحث ( سي الشرقي ) على نيل حب ( رقية ) وان يصونها من التشتت . بأنها جديرة بالحب .
2 - شخصية ورمزية  سي أدريس : الذي طفر من الفقر المدقع الى الغنى الفاحش , واصبح من اثرياء المغرب . يملك مزرعة كبيرة , ويستغل ببشاعة عمال مزرعته , يعاملهم كالعبيد لدية . وهو صورة طبق الاصل , للطبقة الاقطاعية ورجال الاعمال والنفوذ , في جشعهم واستغلالهم الفاحش للفقراء والعمال . يعيش البذخ والليالي الحمراء  ولعب القمار والنساء . ويعتبر المال يشتري كل شيء ويمزق شرف والعفة ببساطة لاية إمرأة كانت  , ويعتبر النساء او المرأة , بأنهنَّ حشرات حقيرة . يستطيع بماله ان يشتري اية إمرأة مهما كانت مكانتها , وانه دائماً يكسب الرهان في شراء الفتيات , وحين يحتج غضباً ( سي الشرقي ) على هذا الوصف والاهانه للمرأة , بأنها حشرة حقيرة , فيجيب ( لانه لا توجد فتاة نظيفة , كلهنَّ حقيرات تعميهنَّ المادة )ص105 . لذلك ورد على لسانه بالسؤال عن ( رقية ) استفز غاضباً ومزمجراً وهدده بالقتل , اذا ورد على لسانه أسمها ( سأقتلك اذا ذكرت أسمها ثانية في هذا المكان ) ص111 . ولكن بعد ذلك يتهم ( سي الشرقي ) بجريمة قتل ( سي أدريس ) وهو بريء ولم يفعلها , لكن كل شبهات الجريمة تحوم حوله , حتى ( رقية ) تعتقد بأنه قتله من اجلها لانه يحبها صدقاً , لذلك تقول له وهي تجهش في البكاء المر  ( - قتلته لاجلي ,لانك تحبني .
- أنتِ واهمة , أنا لم أقتله , وأن كنت اتمنى أن افعل ذلك )
 وتنفجر في البكاء , وهي تفجر الحقيقة الصاعقة
( أنت تظلمني , ألم تعرف حقيقته ؟
مططت شفتي مقلداً اياها بسخرية مريرة : وما الحقيقية ؟
- أنه عنين . غير طبيعي . ليس كالرجال
- عنين ؟ ) ص137 .
ولكن سبق السيف العذل . هكذا كان يطارد الحب والحرية المفقودة . ليجد نفسه في وضع ميؤس لا فكاك ولا مخرج  منه .
       جمعة عبدالله



279
قراءة في القصص القصيرة جداً  في المصابيح العمياء . الاديب حميد الحريزي / القسم الثاني
القصص القصيرة جداً , جنس ادبي يعتمد على اسلوبية خاصة ومتميزة , في  الكمية والكيفية . الاولى تلتزم في الصياغة المركزة بالتركيز والتكثيف  في لغة السرد المركزة . والثانية الكيفية تعتمد في ابراز الحدث والفكرة في الرؤية التعبيرية الدالة في الايحاء والرمز في البنية النص في المنظور السردي وافاقه المتعددة الاغراض . والاديب حميد الحريزي , بارع في التقنية الاسلوبية والتعبيرية في هذا الفن , ويحشر رؤيته الاجتماعية والسياسية في النص . وفي تناول مفردات الواقع , والغوص في اعماقها لكشف شفراتها في الايحاء والرمز الدال  , ويكشف من خلال النص تناول ثيمات الواقع , التي تزاحمت عليه  العيوب والزيف والفساد والنفاق والرذيلة والجشع الاناني  . ويكشف من خلال الرؤية الفكرية افرازات الواقع  , التي قادته الى التأزم والخناق الحياتي , لذلك يحاول كشف عورات وعيوب  هذه الافرازات السلبية  ,  التي فرضت نفسها بقوة على الواقع , ورمته الى أتون  المعاناة والجحيم . وان  الاديب ينشغل في ابراز التساؤل في دهشة النص المأزوم , واظهار  التنافر والتناقض والازدواجية في التعاطي , لكي يأخذ النص المعنى الدال في المضامين الاجتماعية والسياسية والدينية . في الرصد الوعي ,  في التشخيص والتجسيد والتفسير . ان يبرز هذه العيوب على الملاء , بالفضح والاستهجان , بصيغة السخرية التراجيدية , او في المأساة السوداء , التي تعمل على الانهزام والاحباط والتأزم . حقاً غزت الواقع خصائل او مظاهرة غريبة وهجينة , في الفساد والنفاق في الدين والتدين . يعني انه  يكشف هذا الانحراف الذي يخنق الانسان الذي بشر به المحتل في بيوضه التي تفقست ثعابين وافاعي  , وجعلت الحياة ارهاق حياتي  , وخاصة على  الشرائح الشعبية والفقيرة , يكشف المناخ السياسي المتلوث والموبؤ , بالنفاق والتلون الانتهازي كالافعى الحرباء , التي تغير جلودها . حسب المناخ والحاجة في العرض والطلب , في التصرف والسلوك الذي ينتقل من ضفة الى ضفة اخرى , بالسخرية التراجيدية . هذه الرؤية الفكرية والتعبيرية في نصوص المجموعة ( المصابيح العمياء ) والاديب يتخذ الموقف الواعي والناضج في الانحياز الى الانسان ومظالمه وجحيمه . شجب الزيف والنفاق اسلوب ساخر ومستهجن . يحاول ايصال شفرة النص الدالة الى القارئ . في الرؤية الفكرية . لذلك ان القصص القصيرة جداً . تحمل ابداع ورؤية . لذلك نتمعن في بعض  ابرز النصوص في المجموعة , التي احتوت على اكثر من 50 نصاً من القصص القصيرة جداً  . ويمكن اجمالها في هذه العناوين البارزة :
1 - التجاة في الدين والتدين : ابراز مكامن   النفاق والزيف واللصوصية . هذه السلوكية الجديدة التي جلبتها البيوض الاسلامية التي تفقست الى افاعي وثعابين جشعة وانانية .  وانتهجت اسلوب التتعاطي بالازدواجية , في مظهرها المخادع , في الامتثال الى  التدين والتقوى والتمسك في فروض الدين والصلاة في الظاهر  . وفي الباطن   الوجه الشيطان والثعلب الماكر , في الفساد والرذيلة والجشع الاناني , واشباع النزوات الشاذة والغريبة . هذه الافاعي التي جاءت مع المحتل , واستلمت السلطة والحكم , يحكمها نهج وعقلية الترهيب والترهيب , كأنها تفقست من عقلية النظام الساقط . وكذلك في شراء النفوس الضعيفة ,  والذمم الرخيصة من الاقلام المأجورة . لكي يتصاعد الجحيم والفقر في الحياة  الى الاعلى  . متل اقصوصات ( جلد الافعى ) و ( عطر الحياة ) و ( خارج الحساب ) و ( التفئير ) التي يدل نصها على عميات الفساد والاختلاس والاحتيال , محملة بالحقائب الدولارية . وكذلك في ( الفوز ) عن عفونة الديموقراطية عن استبدال  احشاء صناديق الانتخابات , بصناديق أخرى لكي تضمن الفوز الكامل لها . وكذلك في القصة القصيرة جداً التي تحمل عنوان المجموعة ( المصابيح العمياء ) عن السخرية التراجيدية السوداء . في الابهار المخادع في المظهر الخارجي , والانجراف اليه بشهوة واشتياق , لكنه يعرف اخيراً انها زوجته التي يلاحقها ويطاردها  بنزواته  , لذلك لابد من تغيير مصابيح غرفة نومة . وكذلك ( اللهم أني صائم ) يكنزون المال بجشع ويتابهون به , الىشقاء على  الاخرين , او على  حساب دموع الثكالى والفقراء والايتام . وكلك في ( القناع ) يفرح بزهو وتباهي وهو يحمل قرار المحكمة , بتخلي المؤجرين الدكاكين المحيطة بجامعه , بطردهم , لعدم قدرتهم على دفع الزيادة في الايجار . وكذلك اقصوصة ( المحاضر ) يتحدثون في وسائل الاعلام والفضائيات  والمحاضرات الجماهيرية . عن حق المرأة وحريتها ومكانتها في المجتمع. ولكن حين يستلم الجوائز من هذه الانشطة الاعلامية , يعرج على سوق الحريم ليشتري المزيد والمزيد من ( الحاجبات ) . او مثل قصة ( التفتت ) تغيير الجلود وانتقال من ضفة الاخرى . يعني من ازلام النظام السابق , الذين مارسوا الوحشية والاغتصاب , تحضر ابنة الشهيد الحزب , لتجد الرفيق المسؤول الذي يقدمها الى رفاق الحزب , هو نفسه الذي قتل والدها واغتصب امها , فتصرخ بجزع واستنكار , وكذلك في  ( صلاة الثعالب ) و بقية القصص القصيرة في هذا العنوان البارز .
2 - عن الجحيم الحياتي في الحيف والظلم والانسحاق  . في الايحاءات التعبيرية في المعنى والترميز البليغ . في عدم القدرة في توفير الخبز العيش  المر , ضمن الجحيم الحياتي , وهذه الضائقة الشاقة  تدفع الانسان الى الانتحار او الحرق , احتجاجاً على الواقع الظالم واللاعادل  , في صورة ( بوعزيزي ) الدالة على رفض الظلم الحياتي , التي تؤدي الى انهزام الانسان , مثل القصص القصيرة جداً ( الشيب المكهرب ) و ( الرأس المفجوع ) و ( فواتير ) تتزاحم الفواتير عليه , ويجد نفسه في حالة  العجز في تسديدها , ضمن الضائقة المعيشية , لم يستطع توفير رغيف الخبز  لعائلته . لذا يتطلع الى صورة ( بوعزيزي ) مستلهماً اشارة قبول منه , ليتخلص من احمال الحياة الثقيلة في الشقاء والمعاناة . وكذلك اقصوصة ( أمنية ) بعدم قدرته مواكبة الحياة , بعدما  سدت الابواب في وجهه , ان يطلق الحياة بجورها القاسي  , وان تكون محطته الاخيرة  في دار العجزة ,  بتكبير عمره من 60 عاماً , الى 65 عاماً , وكذلك شقاء المواطن في وطن الجحيم , تبقى هويته ( هوية الاحوال المدنية ) عديمة الفعل والقيمة والاثر  , ولا تستحق ان يحملها المواطن  , ويحرقها احتجاجاً على الوطن  الجحيم الذي لايحترم ابناءه  , كما في النص ( الهوية ) . وكذلك اقصوصة ( التفتت ) الذي يعجز في توفير المال المطلوب للعملية الجراحية بالتخلص من حصواته   , ويقتنع بمصيره المحتوم بعدم اجرى العملية , لانه غير قادر على الدفع المالي  . وكذلك ( قصة المعاناة ) و ( الرغيف ) من اعباء الحياة في الحيف والظلم , حتى الحب يشهد زمن الكوليرا, في اقصوصة ( الضرة )  , في زمن العولمة في الجوع والعسف والظلم  والانتهاك لللانسان  .
3 - الحب المزيف والمخادع : مثل النصوص (  عطر الحياة ) و ( باقة ورد ) و ( غرام الورد ) و ( قبلات النهر ) و ( رقصة الانا ) في كلام عسل على عسل في الحب , يفيديها بروحه وحياته , وبالفعل الحقيقي , يرقص على انغام الانا , حين يفترس القرش حبيبته . يعني هذه الاثار السلبية على على الحياة التي دلفت الى  التلوث  في اخلاق  الفساد والسلوك  , حتى الغش دخل في الحب . وكذلك في النصوص الاخرى مثل ( النجوم ) و ( قبلة في الفنجان ) . حينما انتهت مراسيم شهر العسل وظهر التباين في جدول القبل , سلمها ورقة الطلاق .
4 - صنع القلم المأجور والمرتزق والمزيف . . كيف يكون القلم الاصفر الذي يتقيء بقاذوراته العفنة والكريهة  ,  وعندما يداس على ضميره وشرفه , يصبح  طبالاً وراقصاً في حضرة الامير او السلطان , أو صاحب المقام الكبير ,  ,  أويعرض بضاعته الصفراء  من يملك المال والنفوذ , ان يكون خادماً ذليلاً في التمجيد والتعظيم , ويخرس اما الزيف والدجل الحياتي  , بل يكون بوقاً للزيف والدجل , في ( الجائزة ) احسن جائزة في حضرة الامير والسلطان . و ( موت المؤلف ) و ( هبة السلطان ) يغدق المال على جوقة القلم المرتزق , لكي يجددوا البيعة .  وفي  ( أوهام ). وكذلك اقصوصة ( المصادرة ) حين يصادر الضمير والشرف للكاتب بالمال  , ويكون مرتزقاً , حتى يتعلثم لسانه , ويصيبه الصمم والبكم من اهوال الحياة وجحيمها , من حبات الذهب المخلوطة بحبات الرز , في خلق قلماً مأجوراً ومطيعاً لمن يدفع من المال , وان يكون حاضراً في عرس الواوية في التمجيد والتعظيم ,لكي يساهموا في  دفع الحياة الى الجحيم والفساد . مثلما نجد في الاعلام المضلل والمزيف بالمنحرف عن الحقيقة , وامام  هذه الصورة السوداء للقلم المرتزق والمأجور , هناك صورة مشرقة  للقلم الذي  يحافظ على  شرف القلم ونزاهته بالضمير ,  الحي المنصف للحق والعدل  , ولا يمكن ان يساوم او يداهن , او يقايض بالمال . لان  للقلم قدسية يجب احترامها  , وخاصة الاقلام الشريفة  الذين يقفون الى جانب معاناة الوطن , ويدافعون عن المحرومين والمسحوقين , ينشدون العدل والحقيقة , كما في اقصوصة ( الندم ) الذي يجد الكاتب الخداع والزيف والرياء والفساد والرذيلة , ويخرج  حتى لا  يدنس قلمه بهذا بالوحل العفن .
 جمعة عبدالله

280
المرجعية الدينية تتحمل مسؤولية الخراب العراقي
بعدما لاذت بالصمت الطويل , بحجة ابتعادها عن الشأن السياسي . رغم حجم الخراب والفساد , يتصاعد الى ارقام قياسية بشكل مرعب ومخيف . وبعد ان اصبح الصمت علامة قبول ورضى وموافقة مبطنة ,  في مغازلة  القيادات الاحزاب الاسلامية , التي فقست حيتان الفساد ولصوص  بشكل مهول وضخم , وبعد خراب البصرة , مزقت المرجعية صمتها الخجول والمعيب في حجم الفساد , لم يشهد له العراق مثيلاً . حتى في اعتى النظم الظالمة والوحشية والطاغية , نتيجة النهب والفرهود , للذين جاءوا بأسم المرجعية , ونالوا التزكية والبركة والغفران , رجال امناء على المال العام , والحرص على مصالح الوطن  . بذلك حثت المرجعية الدينية الناس  الى انتخابهم والثقة بهم ودعمهم في الانتخابات بكل قوة ونفوذ بما تملك  , حتى وصلوا الى الحكم والسلطة وادارة شؤون العراق في قبضتهم  . لكنهم انشغلوا بالفرهود والاختلاس والسرقة واللصوصية  , وتركوا الناس في الحيف والظلم والحرمان . واصبحت ماكنة حيتان الفساد تشتغل في اسرع واقصى قوتها ,  في تهريب الاموال الى الخارج , دون مراقب وحسيب , أو وازع ضمير واخلاق  , حتى تضخمت المشاكل والازمات , واصبحت الحياة المعيشية لا تطاق ولا تتحمل ,  أصبحت عبارة عن جحيم ومعاناة , بذلك المرجعية الدينية غيرت موقفها , حتى بدأت تصرح عن المظالم والحرمان , ومعاناة المواطنين , وعن تهريب الاموال , وعن حجم الفساد والمظالم . وظلت تصرح حتى بح صوتها , ولكن الاكتفاء بالتصريحات الكلامية , لا تنفع بل تضر وتدل على الفشل والعجز الذي وقعت في مطبه المرجعية الدينية  , رغم انها تملك مفاتيح الفعل والعلاج  , ووضع يدها على الجرح والداء  . ليس بطرح الاسئلة حول حجم الفساد والمظالم والحيف , وعن الاموال المنهوبة بحجم  خرافي لا يعقله المنطق والدين والاخلاق . وانما على المرجعية , ان تفعل اجراءاتها الفعالة , وتستطيع ذلك   . كما كانت الضامن والكفيل لحيتان الفساد من القيادات الاسلامية , ان تسحب هذه الكفالة الضامنة لهم , كما توضح للقاصي والداني بأنهم لصوص محترفين لا يردعهم رادع   , سرقوا  الاموال الدولة  بحجم مئات المليارات الدولارية , عليها  ان تسحب البساط عن حيتان الفساد بالافعال ,  لا بالاقوال  , ان ترفع الغطاء الديني عن الفساد والفاسدين , ان تصدر فتوى بتحريم الفساد والفاسدين , ان تصدر فتوى بعودة الاموال المنهوبة , عندها ستساعد الناس في ايجاد العلاج , وهؤلاء حيتان الفساد سيجدون انفسهم في موقف صعب جداً ,  بدون الغطاء الديني من المرجعية الدينية , يصبح مصيرهم في خطر جدي  . واذا ارادت المرجعية ان توقف الخراب ومعدلات الفقر المخيفة , فقد اصبحت شرائح كثيرة تعيش على نفايات القمامة , تحت سمع وبصر المرجعية الدينية , دون ان  تفعل شيئاً ,  في انقاذ هؤلاء المحرومين والمظلومين , كأنهم حشرات زائدة عن الحاجة . ان المسؤولية الدينية والاخلاقية للمرجعية الدينية , ان تفعل الكثير والكثير , في سبيل المحروم والمظلوم , ولا يعني شيئاً التصريح  عن الحيف والمظالم  , الذي بات ليس خافياً على احد ,  وبات السطو والاختلاس في وضح  النهار وعلى مرأئ من الجميع  ,  يعني السكوت عن الفعل اللازم , يعني الاشتراك في الجريمة بخراب العراق ,  وفقر الناس ومعاناتهم . أن على المرجعية الدينية ان تحدد موقفها الصريح والواضح . اما الوقوف مع الشعب وهي تملك مفاتيح كثيرة فعالة ومؤثرة , واما الوقوف مع جبهة حيتان الفساد والفاسدين , عندها ستفقد منزلتها ومكانها وموقعها الديني المؤثر , وتصبح طرفاً اساسياً في خراب العراق , لتترك الكلام الذي لا يشبع  الجائع ولا يكسو العريان , الناس تطالب بالافعال لا الاقوال  , هل تكون المرجعية الدينية في مستوى التحديات ؟ . لانه لا يمكن استمرار  الحيف والظلم , لا يمكن ان يستمر الفساد . لا يمكن الاستمرار في جريمة تحطيم العراق , لابد من تحقيق عدالة الامام علي . غير ذلك ضحك على الذقون ........................                               والله يستر العراق من الجايات !!
 جمعة عبدالله


281
أيران : تشهد الغضب الشعبي العارم على ضياع 14 مليار دولار . أما في العراق برداً وسلاماً

تفاقمت حدة الازمة الحياتية والمعيشية الى التأزم الخانق , بذلك عمت المدن الايرانية بالاحتجاجات الشعبية الغاضبة والساخطة , على حكم الملالي وباتت هذه التحركات والتظاهرات تهدد حكم المرشد الايراني , الذي يمسك كل الامور بقبضته الشديدة والصارمة . ومن اجل امتصاص النقمة الشعبية , قبل ان تتحول الى خطر جدي على حكم الملالي , رصدت الحكومة ,   مبلغ قدره 14 مليار دولار , من اجل وقف غلاء الاسعار الفاحش , ودعم المواد الغذائية في هدف  تخفيض اسعارها , حتى يهدأ الشارع الشعبي , وتتفادى الحكومة  الاحتجاجات في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها ايران   , لذلك خصصت هذا المبلغ الكبير لدعم المواد الغذائية , ولكن حدث العكس , فبدلاً من ان تنخفض الاسعار , وتخفف من عناء  الازمة المعاشية . فأن اسعار المواد الغذائية اخذت  تطفر الى ارقام قياسية في الغلاء الفاحش  , بحيث يجد المواطن الصعوبة البالغة ,  والمعاناة في التكيف مع الازمات والمشاكل   , التي بات المواطن يعجز   , في توفير الاحتياجات الاساسية لعائلته , في ظل الغلاء الفاحش بالصعود الاسعار الى  ارقام مجنونة . لذلك بات يسأل كل مواطن أيراني . أين ذهبت هذه الاموال المخصصة لدعم المواد الغذائية , برصد مبلغ 14 مليار دولار ؟ , وأين انفقت , ولماذا لم توقف موجة غلاء الاسعار ؟ واين اصبح الدعم الحكومي للمواد الغذائية ؟ . لذلك وقعت حكومة الملالي في ورطة عويصة , بأن هذه الاموال ذهبت الى جيوب الفاسدين , وليست الى الجهة المخصصة لها  , مما زاد الغضب الشعبي في الشوارع والساحات اكثر في السابق , بحيث لم تشهد ايران لها  مثيلاً ,  في زخم وحجم التظاهرات الاحتجاجية . وان الامور باتت تهدد حكم  الملالي .... اما في العراق فأن الامور تسير على العسل والسمن , فلا احتجاجات ولا تظاهرات ولا هم يحزنون  , الشارع يشهد الهدوء والصمت . كأن الامور تسير على احسن ما يرام , والعراقي يعيش الرفاه والرخاء والاستقرار ,  تحت حكم الاحزاب الاسلامية . وبلا مشاكل تهدد حياته , فلا فساد ولا فاسدين , وليس كما يدعي البعض بأن  الفاسدين يعيشون عهدهم الذهبي ( هذا من فضل ربي )  , في الرخاء والرفاه والامان . فلا خوف ولا قلق . وانما الامور تسير بشكل عادي جداً . وان المواطن اقتنع في مصيره الذليل , وتكيف مع الجحيم الحياتي والمعاشي الخانق  . فلماذا يرفع صوته الاحتجاجي  , ويخرج الى الشارع , ويقلق راحة الفاسدين الابطال والاشاوس  . ليدعهم ان ينهبوا ويفرهدوا ويتقاسموا الغنائم كما يحلو لهم . هذا الموقف المتخاذل بالعار والمهانة والذل , استغلوه رئيس الوزراء ( عادل عبدالمهدي ) في التقرب وترضية الاحزاب الفاسدة , في فتح ابواب جديدة للفساد , من خلال تعيين عناصر فاسدة متهمة بالفساد واختلاس الاموال , في تعيينها في مناصب رفيعة , مقابل دعم الاحزاب ,  ان يحظى بالموافقة والقبول ونعمة البقاء في منصب رئيس الوزراء  . ان سياسة الانفتاح المطلق على الفساد والفسادين , يعني انتهاج تدوير الفساد والفاسدين , مثل تدوير نفايات القمامة . هذا الاسلوب السياسي الداعر , بحجة تشكيل لجان جديدة , وهيئات نزاهة جديدة   , تعيين مستشارين ومفتشين جدد ,  من العناصر التي برزت في الفساد والرشوة واللصوصية  , وفتح امتيازات جديدة في توزيع المناصب , حتى تشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد , عنوان براق ومخادع  , لكن جوهره عفونة ورياء ونفاق . حتى يحظى البطل الهمام . حامي الديار ( عادل عبدالمهدي ) .  ولكن مهما فعل في فتح خزينة الدولة , فأن دوره انتهى ووصل الى شوطه الاخير  , وورقته احترقت . وهي مسألة وقت سحب البساط منه . وان يكمل المشوار والدور على شخصية اخرى بدليل له  ,  يكمل شوط مباراة الفساد , أو  تدوير النفايات بمنصب رئيس الوزراء بنفايات اخرى جديدة وطازجة . مهما فعل البطل الهمام , فأن دوره المسرحي انتهى ,  والجمهور ( عاوز مسرحية اخرى شبية بمسرحيات عادل امام ) . طلما الحكم اصبح مهزلة ومضحكة ومهاترات كوميدية  في ظل الفساد والفاسدين , في النعيق والصراخ والنباح  . في غياب كامل  للشعب ,  النائم على روث الطائفية , وقد وجدت الاحزاب الاسلامية المنافقة , اللعبة المفضلة في حرف وصرف الانظار  عن مشاكل الحادة  والخطيرة , في خلق مشاكل واهية وتضخيمها بالحجم الكبيروالهائل  , وتصويرها  كأنها هي  أم المشاكل , بحجة ان الدين والرموز المقدسة تتعرض الى خطر الاستهانة والاسفاف . كأن نهب مئات المليارات الدولارية بالفساد المنظم , ليس مشكلة , كأن المشاكل الازمة الحياتية الخانقة  , ليس مشكلة جدية , كأن غياب الدعم الحكومي للغلاء الفاحش بأسعار المواد الغذائية , كلام مراهقين . كأن غياب الخدمات العامة  , الشعب لا يحتاج الى  الخدمات . مثل خدمات البلدية والطبية والاجتماعية , حتى انقطاع الكهرباء , ليس لها اهمية , وعدم توفر فرص العمل للعاطلين والمتخرجين الجدد , كأنها حالات  بطر وترف  وبذخ ,  لا معنى له . هكذا وضعوا الشعب في شرنقة  الاوهام والخرافة والشعوذة , لكن  بأسم الدين والتدين والمحافظة على المقدسات الدينية , والمواطن يعيش الموت البطي , في ظل الاحزاب الاسلامية المنافقة والفاسدة ................. والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


282
أسرع لصوص في العالم
أكبر عملية سطو في تاريخ العالم اجمع . قامت بها الاحزاب الاسلامية الحاكمة في العراق , في شقيها ( الشيعي / السني ) من خلال استغلال بشع  للسلطة والنفوذ , فقد تحولت  مؤسسات الدولة الى مرتع الفساد والرشوة , من صغيرها الى كبيرها  , يحركها ناموس الفساد والرشوة , وعلى مدى 16 عاماً , كان حجم الفساد تجاوز ارقاماً قياسية وخيالة , لم يشهدها العراق اطلاقاً حتى في الحكم الدكتاتوري البغيض  , الذي اصبح ارحم بكثير منهم   , ومن  نظام المحاصصة الفرهودي , هدرت  مئات المليارات الدولاية , بعمليات سطو بدم بارد , بدون اخلاق وضمير وشرف , فقد باعوها  القيم والاخلاق في سوق النخاسة برخص  , في الدعارة السياسية , لم تجرؤ عليها , حتى احط ابناء  العاهرات واولاد الزنى , اخلاقاً وأدباً   , واصبح كل حزب من هذه الاحزاب الاسلامية المنافقة  , يتباهى بفخر وشجاعة وشطارة  في منجزاته في النهب والفرهدة. بدلاً من التباهي والفخر , بالمنجزات لصالح المنفعة العامة ,  أو لصالح الوطن والمواطن  , الذي داسته احذية  عفاريت الفساد الاسلامية من طحالب الخراتيت الضالة والنكرة  ,  واصبح  الحيف والظلم والحرمان اسوأ بكثير حتى عن الماضي البغيض  , لان  هذه الاحزاب الاسلامية العاقرة والداعرة والشيطانية  ,  أصبحت  مراتع الخراب العام , فقد ولد من رحم الفساد , الارهاب الدموي , وتصاعد مديات الحياة الشاقة بقسوة الحرمان الطاغي بالظلم , الذي لم يشهد العراق له مثيلاً , لا في التاريخ القديم , ولا في التاريخ الحديث , يشهد العراق خراب الدولة وتمزيقها على يد اللصوص الاسلامية   , يشهد العراق الجحيم الذي  يخنق الشرائح  الفقيرة  , التي تعاني من شغف الحياة  الصعبة والبشعة , اينما تميل تجد لصوص الاحزاب الاسلامية لها بالمرصاد  , ولا تجد فرصتها في الحياة والمعيشة , لا تجد مورد معيشتها , إلا في حاويات القمامة والازبال , فقد تصاعدت مديات الفقر الى ارقام قياسية مخيفة , في بلد يرقد على البحر من الذهب الاسود , حيث تذهب اغلب الموارد المالية من عوائد النفط الى جيوب حيتان الفساد , دون مراقبة وحساب , لذلك خلقوا اتعس واحقر  نظام فاسد في العالم اجمع . ولكن تحت عباءة الدين والمذهب والرموز المقدسة  , بالتهريج بالنفاق , بحجة  بالتدين والعبادة والصلاة , وذرف دموع التماسيح على الرموز المقدسة , حتى حولوها , الى  لعبة ضمن  الفساد الجشع , فقد اصبحت المقدسات الدينية , تجارة رابحة في الدجل والنفاق . وهم كل يوم يبعون هذه المقدسات في سوق الدعارة السياسية , والضحك على ذقون الاغبياء والجهلة والسذج , بأنهم اولياء الله على الارض , وحراس امناء للرموز الدينية , التي لوثوها بعارهم ومخازيهم  , من اجل اشباع أنايتهم الجشعة في اللصوصية . وصعدوا على ظهور  جحافل  الجحوش من  الاغبياء والجهلة . التي اصبحت  خرفان مطيعة ومهانة بالاذلال نحو مصيرها الاسود  المحتوم  , ولكن رغم نيران المعاناة القاسية , فهذه الخرفان البليدة , مازالت  تقدم ولاء الطاعة ,  وطقوس التبجيل والتعظيم الى حيتان الاحزاب الاسلامية , لان عقلية الشرائح الكبيرة  من العراقيين , تتعرض الى عملية غسل الادمغة , ودبلجتها بالغث والخرافة والهذيان السمج  , حتى يكونوا  خرافان  مهانة  ومسلوبة الارادة والرجولة بحجة الحفاظ على  المذهب , ان يقدسوا  هذه الجراثيم من الصراصير العفنة والكريهة ,  لزعماء هذه الاحزاب الاسلامية المنافقة , التي جعلت الدين ورموزه المقدسة ,  دمى في سوق التهريج للبيع الرخيص , ان تصبح طرف أساسي في  تصاعد وتيرة النهب والفرهود , لذلك انتجوا اتعس واحقر اخلاق يشدها العراق لحكامه المتسلطين  , احقر واتعس حقارة وصلافة للقيم السياسية  , التي اصبحت بضائع معروضة للشراء في سوق النخاسة   , حتى  يخجل منها ابناء الزنى والعواهر , بل يتبرؤون منها , لانهم اعلى مرتبة من هذه الاصناف من  شراذم الجراثيم العفنة .   لذلك  جعلوا الحياة جحيم ومعاناة لا تطاق , لا يجد العراقي فرصته بالحياة ,  حتى كحيوان سائب , إلا اذا كان بوق ذليل ومهان , لهذه الزعانف الاسلامية الحقيرة . التي ضربت ارقاماً قياسية في الخسة والدناء والصلافة الهمجية  . ولكن بأسم الدين والمحافظة على الرموز المقدسة , حتى تحولت الدولة الى دويلات لعصابات النهب والفرهود . وكلما يشتد الحبل حول رقابهم  , من التظاهرات الاحتجاجية على رداءة الحياة وجافها وعجافها  , بغياب الخدمات الاساسية , حتى يسارعوا في ركوب الموجة نفاقاً وخداعاً , حتى يظهروا أنهم اصل الاصلاح والبناء ,   في رفع المظالم والحرمان , وانهم يقسمون بالمقدسة الدينية , بأنهم سيقلعون الفساد من الجذور , ومحاربة الفساد والفاسدين بصواريخهم الاعلامية , العابرة للقارات ,  لكنها هوائية من تخمة المعدة الثقيلة  , وحين  تهدأ عواصف التظاهرات الاحتجاجية , حتى تعود حليمة الى عادتها القديمة , بأبشع صورة بتسريع ماكنة اللصوصية لتشتغل باقصى سرعتها . في نهب العراق وافلاسه , لذا  لايمكن ان يرى العراق  الخير والاصلاح  , وفرج النور من الظلام , لا يمكن رفع الحيف والمظالم والحرمان  , إلا بأزالة هذه  احزاب علي بابا وألف حرامي , غير ذلك هو  ضحك على ذقون الاغبياء والجهلة والسذج من الخرفان المطيعة , التي تقدسهم ليل نهار  بالصلاة والسجود      .......................... والله يستر العراق من الجايات !!
         جمعة عبدالله


283
قراءة في المجموعة القصصية ( المصابيح العمياء ) الاديب حميد الحريزي / القسم الاول
يمتلك تجربة طويلة وغنية في الابداع السردي الهادف والرصين  . الذي يمتلك رؤية الفكرية والاجتماعية والايديولوجية . وفق قناعاته , من تجارب صميم الواقع والحياة , ويقف بقوة وبقناعة راسخة , في مناصرة الشرائح الاجتماعية المسحوقة والمضطهدة , التي تعاني من مرارة القهر الاجتماعي والظلم  من الانظمة الشمولية , التي تمارس الارهاب والانتهاك والاستلاب , في البطش والتنكيل , او ممارسة اشكال من الارهاب البشع , او تمارس سياسة التجويع والفقر , والاذلال في القيمة الانسانية  , قديماً  وحديثاً . والمزايدة في تجارة الشعارات البراقة  الخاوية المحتوى والمضمون , بأسم ( كل شيء من اجل القائد المظفر  )  سابقاً , والمتاجرة بالدين والتدين والشرف , بحجة صون حرمة وشرف المرأة حالياً  , وهم يبعونها بدون شرف واخلاق . لذلك يعتبر ابداعه السردي , يمتلك قوة وصلابة في الايحاء والمغزى التعبيري الدال , عن هذه الانظمة البغيظة  والسيئة الصيت والسمعة . ويخلق في خياله الفني ,  في رؤيته الواسعة ,  بكشف العيوب وفضحها على المكشوف  . لذلك ابطاله في مجموعته القصصية , تعاني التأزم المأزوم , الذي يحرث في الانكسار والاحباط والهزيمة واليأس الحياتي  , امام افعال الواقع القاهرة . تعاني العسف والظلم والحرمان , من مسخ  حقها الشرعي في الحياة , ابطاله يعانون القهر الاجتماعي والحياتي , في أسوأ اشكاله , يعانون من مصادرة الحرية والحياة , في اساليب الارهاب , وزج المواطنين في محارق الحروب , ليكونوا وقوداً لها   , او ملاحقتهم في العيش والرزق اليومي كما يحدث  قديماً , وحديثاً في طامة الارهاب الدموي بالتفجيرات اليومية , التي تطال الشرائح المسحوقة والشعبية . بأن تكون الحياة , سلسلة رعب وانتهاك متواصل لا ينقطع بدأ , بل  يزيد من وتيرته المتصاعدة  , رغم تبدل الازمنة , وسقوط نظام ,   ومجيء نظام جديد آخر  , لكنها تبقى نفس  الثوابت ,  تتوارث باساليب الانتهاك وسلب الحياة والعيش . ابطاله ينتمون الى صلب الواقع المأزوم والمحروم  . يعانون من  صعوبة التكيف الحياتي , في البؤس والقهر الاجتماعي , وخاصة عند  المرأة التي تكشف ,  خواء ونفاق البهرجة الاعلامية للعمائم واللحى الشيطانية  , في صون شرفها وعفتها , وهم يساومون على شرفها وعفتها , في اشباع الغريزة الجنسية في الشبق الوحشي   , في التعامل والتصرف والسلوك , هكذا بكل براعة يوجه خطابه السردي , الذي يحمل رؤية واسعة الافاق  للناس والحياة  , في زخم الايحاء والرمز البليغ , على مجريات الواقع وعيوبه المثقوبه والمهلهلة بخرقتها المثقوبة  , التي تقود الانسان الى الهلاك والموت . ويتعمق في  النص السردي  لمحنة الانسان العراقي  , سواء في الاستلاب والانتهاك , او ان يكون كبش فداء للارهاب الدموي وتفجيراته اليومية. او كشف عيوب الحكام الجدد ,  في نهجهم الذي  يعتمد على اللصوصية والفرهود . ان المنجز الابداعي السردي . يتفاعل بعمق مع موجودات الواقع , برؤية ناضجة مدركة فداحة المعاناة الانسانية  التي يمر بها العراقي . بما يمتلك من مكونات تعبيرية وتقنيات فنية  حديثة في اساليب السرد القص , التي  ترتقي الى صميمية الواقع الفعلي وتداعياته   . كما برعت في وصفها وتصويرها  في الابداع المتمكن , لهذه المجموعة القصص القصيرة ( المصابيح العمياء ) . لذلك نسلط الضوء بأيجاز على بعض القصص القصيرة .
1 - قصة ( بصمة كلب ) : كان الكلب ( حمور ) متعوداً في انشغال برمجة  دماغه على بصمة مألوفة ومعروفة في تلافيف عقله  , لذلك يبدو أليفاً ومسالماً ومتسامحاً , في عبور الزائر او الضيف الغريب الى البيت , اما اذا اشارت  تلافيف دماغه الى الاشارة الحمراء , بتلقى بصمة غريبة , يبدو عند ذلك عنيفاً ووحشياً تجاه الغريب , بالنباح او في الهجوم على الزائر الغريب , وفتك به  وتمزيقه  , دفاعاً عن صاحب البيت ,  هكذا تعود عليها الكلب ( حمور ) ولكن رجال العهد الجديد , اصحاب اللحى والمحابس والبسملة , والفخفخة البراقة , جاءوا ببصمات غريبة غير مألوفة للواقع , ولا يمكن   أن  تهضمها النفس ,  لنشازها وغرابتها , . لذلك الكلب ( حمور ) وجد هذه البصمة للزائر الجديد , ربما وراءهها مأرب عدوانية وشريرة  , لذلك هجم بقوة على الزائر ليطرده بنباحه , والتشب  بثيابه , لكن حراس الزائر الغريب . من  ذوي الوجوه المتجهمة بصرامة وعدوانية . حليقي الرؤوس , حاملي البنادق والمسدسات , انتفضوا على الكلب ( حمور ) قبل وصوله الى سيدهم الهمام , ليردوا قتيلاً برصاصات بنادقهم ومسدساتهم .
2 - قصة ( نداء طائر الحجل ) : النظام الاقطاعي يعتمد على الجندرمة , في تثبيت أسس  النظام المبنية على الخوف والبطش , والشرطي هو اداة السلطة في تثبيت الامن والنظام , لذلك يمتلكون كامل الصلاحية في تحديد مصير الناس الابرياء , لذلك يتجنبونهم الناس ,  خشية من الوقوع في شراكهم , وتلبية كل مطاليبهم ( غالي وطلب رخيص ) لذلك الشرطي ( ابو اسماعيل ) اعجبته حركات طائر ( الحجل ) لذلك طلبه , لكي يمتع ابنه . واضطر الاب ان يلبي مطلبه , في اعطاء طائر ( الحجل ) رغم معارضة ابنه وبكاءه المر وتوسلاته , لكن  لم تنقذ  صديقه طائر الحجل  , فكان يعامله بحبور ومرح ,  ويداريه  ويطعمه بفرح وسرور  , ويقضي الاوقات الطويلة  في اللعب معه , وفجأة يذهب صديقه طائر ( الحجل ) منه , ويشعر بالقهر والحزن الشديد , واصابه المرض والحمى , وفي احد الليالي في الحلم  , يجد صديقه الطائر ( الحجل ) قربه يمسده بحنان وعطف , ويشكو له المعاناة القاسية من ابن الشرطي ( ابو اسماعيل ) وان حياته تحولت الى جحيم ومعاناة , وحين فز من نومه لم يجد طائر ( الحجل ) قربه , اصابه مس من الجنون , وانطلق في البراري , متصوراً نفسه انه طائر ( الحجل ) يعود الى صديقه .
3 - قصة ( واغفارياه ) : عائلة فقيرة يسودها الحرمان الحياتي , توفى الاب المعيل الكادح ,  الذي كان يذهب مع الفجر الى مسطر العمال ,  ليجد رزقه اليومي . لذلك بعد وفاته لم تجد الام شيئاً يسد رمق جوع اطفالها , سوى ( بطانية ) منحها لهم احد المرشحين للبرلمان , بالوعد والقسم بأنهم سيرشحونه  في البطاقة الانتخابية . لذلك اخذت البطانية لبيعها في سوق هرج , ولكن لم تجد الشاري , من حبربشية السوق , وافتى عليها احدهم ان تبيع ( عبائتها ) افضل من ( البطانية ) بهذه الصلافة المتغطرسة , من هؤلاء ادعياء التدين والعصمة والشرف للمرأة , يساومون على بيع شرف المرأة وعفتها , في سلب عبائتها للبيع , حتى تحصل على حفنة من الطحين , تسد رمق جوع اطفالها . سوى ان تصرخ بملء فمها الحزين ( يا واغفارياه ) .
4 - قصة ( فخاخ الجنان ) : ازهار وسعد . حبيبان تربطهما رابطة العشق , تواعدا على الاقتران بالزواج , لذلك ضرب لها موعداً لتجهيز حاجيات الزواج من السوق , وحدد المكان والزمن لحبيبته , لكي يلتقيان ويختاران الاشياء التي تعجبهما في الزفاف , وتأتي ( ازهار)  في الموعد المحدد , وتقترب اليه بكل شوق واشتياق , ولكن في لحظة اقترابها , فجأة دوى انفجار دموي , ليحول اجساد الابرياء , ومنهم ( ازهار وسعد ) الى اشياء متفحمة ومحروقة , ووجدهما الناس , شخصان متفحمة اشلائهما متلاصقان لا يمكن فكهما  احدهما عن الاخر . لذلك قرر المشيعون . دفنهما سوية في قبر واحد .
5 - قصة ( عفن النجوم ) : كان الاب تلفه الحيرة والذهول والتشتت , وهو يتمزق داخلياً  , في عدم قدرته توفير الحاجيات البسيطة لعائلته الفقيرة , التي تعيش الكفاف والشحة والفقر المدقع , يساق الى التجنيد ليرسل الى جبهات الحرب ( جبهات العزة والكرامة والرجولة . ولا كرامة بلا صدام القائد العظيم المظفر ) وفي ساحة التجمع , يقرأ النقيب المتجهم بصلافة وغطرسة متعالية  الاسماء . كأنهم خرافان تساق الى مسالخ الذبح , وفي دوامة قراءة الاسماء , يصاب الاب في ذهول من القهر الحياتي , وينسى سماع اسمه ضمن القائمة التي يتلوها النقيب , ولكنه انتبه اخيراً , وزمجر النقيب في وجهه بعنف وعدوانية , واخذ يضربه على رأسه حتى فارق الحياة .  وامر جنوده برميه في المزبلة , على وقع اناشيد طبول الحرب  ( وحنه مشينه للحرب .. يا كاع اتربج كافور ..... يمه البارود من اشتمه , ريحة هيل ) هذا الواجب المقدس . سلاحك شرفك . ولا كرامة بلا صدام ) .
6 - قصة ( عاجل ) : تدل على شيزوفرينا ومازوخية السادية لازلام  نظام التسلط الشمولي , الذي يجمع التناقضات في وعاء واحد , في الاعتناء بالهوس بالاناقة والجمال والتعطر , والمظهر الجذاب بالملابس الفاخرة , والسلوك الظاهر , بالرقة والوداعة , وفي نفس الوقت ممارسة ابشع وسائل التعذيب ضد السجناء السياسيين , بقلع الاظافر وسيل الدماء النازفة  , او الضرب المبرح بسادية حتى يتحول السجين , جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء. ممارسة صنوف التعذيب بوحشية سادية , تتعارض مع شكلهم البراق وفخامة ملبسهم , وبشاشة وجوههم بالانشراح والابتسام .
7 - قصة ( دعابل خضر ) : كالعادة في عيد  الاضحى . تتوافد اعداد كبيرة من الناس على مقبرة السلام , يترحمون على امواتهم , وتوزيع الثواب , كانت هناك أم ملتفة عباءة سوداء تبكي وتنوح على فجيعتها , الاب خطفه الموت , الابن الصغير ترك المدرسة والعابه , وانخرط في سوق العمل كحمال في السوق  ,لكي يوفر  رزقه اليومي في السوق الشعبي . ولكن كان الارهاب الدموي بالمرصاد له مع الابرياء الاخرين , ليحوله الى اشلاء متفحمة ومحروقة .
وهناك قصص قصيرة تمثل  الكوميدية الحياتية , واخرى تمثل التراجيدية السوداء . ففي الاولى . قصة ( المسخ ) قروية اعتادت ان تذهب الى السوق لعرض بضاعتها البسيطة  للبيع . وكانت كل يوم تمر وتجد الشاب  الانيق المبتسم في وجهه المرح  , وفي هندامه  الفاخر يتربص ويتطلع عليها باهتمام وشغف  , كل يوم يغير اناقته الفاخرة والجميلة , ويلاحقها بنظرات الابتسام , تصورت انه شاب عاشق ملهم  بها , لذلك تزينت  وتعطرت , وقررت مع نفسها ان تتحرش به , حتى يفهم انها مفتونة بعشقه ايضاً . فلم تضبط اعصابها لشاب الافندي العاشق , فلكزته بمكورتها الخلفية , مما وقع الشاب الانيق والعاشق فجأة  , بدفعة واحدة الى الارض , مما هاج غضب صاحب المحل , وصاح بها غاضباً ( مالكِ هل جننتِي بالعمى أيتها المعيدية . فقد  سقط المكنيان ؟! ) . فأصابها الذهول , وتبخرت احلامها وقالت ( والله ما ينكدر لمكركم يهل الولاية . تصورته حبيب عاشق , تالي طلع لعابة ؟؟؟ !!!!! .
القصة الاخرى بالتراجيدية السوداء . قصة ( اللعنة المستدامة ) : شاب كلما يقترب من نقاط التفتيش , يصيبه الهلع والخوف والقلق . كأنه يحمل شيئاً محظوراً وخطيراً . ما ان يمر عليه  جهاز السونار . حتى يشير الى الخطر الكامن  , فيندفع الية الشرطي ويتجمع علية افراد نقطة التفتيش , ويبعدونه عن الناس والسيارات , ويجردونه من كل ملابسه . حتى يصبح عارياً تماماً , ولكن حهاز السونار مازال يؤشر الى دائرة الخطر , بأنه يحمل شيئاً خطيراً . ويحاول ان يشرح وضعه ويقدم ورقة الى الضابط , وهو يصرخ بحزن ونحيب بأنه بريء  , ويقرأ الضابط الورقة (  الى من يهمه الامر : ........ جسد المواطن الملصقة صورته اعلاه ... يحمل رصاصة غير متفجرة , مستقرة في قفصه الصدري . تعذر علينا اخراجها , مما يجعله يعطي اشارات ايجابية لفحص البارود ....... يرجى ملاحظة ذلك مع التقدير )
وكذلك قصة بالشذوذ الجنسي من جانب الاب  . في قصة ( القهر المزدوج  ) الاب يمارس الجنس والشذوذ مع طفلته الصغيرة . وكانت زوجته انتحرت لشذوذه الجنسي , وتركت طفلتها ليلعب بها في فرش المتعة , ولكن حين جاء وقت الزواج , وفي فرحة زفة العرس , دخل عليها العريس , ولكنه صعق بأنه وجدها  غير باكر , وقطعة القماش ظلت بيضاء , فهاج غاضباً ومزمجراً لانه وقع ضحية خداع , ووسط الفوضى والصراخ بين الاب والزوج , ركضت المطعونة في شرفها من قبل الاب الى الحمام واقفلت الباب , واخذت قطعة حديد ودستها في سويج  الكهرباء  , حتى احترقت متفحمة من التيار الكهربائي , انتبهوا الناس الى صرخة مدوية , وحين فتحوا باب الحمام , وجدوها جثة محترقة ومتفحمة . . بينما كان الزوج يتطلع الى التلفاز ليبث الخبر العاجل على الشاشة ( الجماهير التونسية تشيع محمد بوعزيزي  , المنتحر حرقاً )
      جمعة عبدالله   

284

أغراض الومضة الشعرية مع الامثلة
تعددت تعريفات الومضة وفعل ومضَ في المعجم اللغوي , نقتبس بعضها : ومض ووميض , برق من الضوء . ومض البرق . لمع البرق . وميض الشيء وميضاً . من وهج من الضوء , بمعنى أنار . اشارة , او غمز . وكذلك ومضت المرأة يعني سرقت الانظار اليها . وغيرها الكثير من التعريفات اللغوية . لكن الحديث عن الومضة الشعرية حديث يطول ويتشعب ,  حول نشأتها واستخداماتها , وبرزوها كجنس شعري حديث . يعتمد على صياغة في بنية محددة ومميزة في الاداء الشعري , الذي يرتكز على التركيز والتكثيف المركز , في تكوين وصياغة الصورة الشعرية , كالبرق الخاطف والسريع . وتترك الاثر في نفس القارئ من ناحية السؤال والتساؤل , او من ناحية الاستعارة والمفارقة . او من حيث الرؤية والفكرة , التي تستدعي التأمل والتفكير والتمعن والتفسير . وتخلق التأويل المتنوع . لاشك ان كل هذه المكونات , تتطلب المهارة الشعرية , في الصياغة والتكوين , وتتطلب النضج الشعري واللغوي , ونضج الرؤيا بطرحها , بما تحمل من افكار روحية وفكرية وفلسفية  حتى تكون الرؤية التعبيرية والفنية , تحمل في تقنياتها روح  التفاعل المتبادل  .  بين الشاعر والقارئ أو المتلقي . في دلالاتها الايحائية والرمزية . اي انها تخلق الموقف والرؤيا والابداع ,  الذي يحرث في المشاعر والاحاسيس الوجدانية . تبرق او تلمع في الذهن أو الخيال  . اي ان الومضة الشعرية مفتوحة الآفاق غير محددة بنمطية واحدة وانما على انماط مختلفة ومتنوعة  . لكنها تعتمد على جمالية التركيز . من اجل أنارة الايحاء والترميز الدال في ومضة خاطفة وسريعة . هذا الجنس او الشكل الشعري . برز بشكل مكثف  في بداية السبعينيات على يد شعراء كبار ومرموقين في الساحة الشعرية والثقافية . . وظل واحتل مكاناً رائعاً بين الاصناف الشعرية  . لانه يتلائم من متطلب الزمن والعصر الحديث في  السرعة  . لذلك فأن الومضة الشعرية , لا تتطلب الوقت الطويل , نتيجة صياغتها الخلاقة في الايحاء العالي في المغزى , الذي يفجر الدهشة الخاطفة تكون متلائمة مع تقنيات السرعة والايجاز  . لاشك ان هناك مشتركات بين شعر الومضة , والقصة القصيرة جداً , ولكن هناك مفترقات ايضاً  , أهمها إن الاولى تكون  بصياغة شعرية , والثانية تكون بصياغة سردية . وتعددت اغراض الومضة الشعرية كتعدد الحياة نفسها  , ولكن نتوقف عن بعض من هذه الاغراض في الومضة الشعرية .
1 - الومضة الشعرية في الشائن السياسي :
نأخذ على سبيل المثال الشاعر أحمد مطر . في الرؤية الطرح السياسي . تميز في اسلوبية بارعة الصياغة الفنية والطرح السياسي, في التألق الشعري . حيث برز كشاعر مرموق وله مكانة كبيرة في الوسط الثقافي والسياسي . بانه يقف وبقوة مع المحرمين والمسحوقين والمظلومين , . ويفضح اساليب الطغاة من الحكام . في نهجهم في فرض سطوتهم الارهابية والقمعية فرضاً  . وبرز في اسلوبه الشعري المتألق في جانب السخرية والتهكم والاستهزاء ,  الى حد التندر بالكوميدية التراجيدية ضد الحكام وتعريتهم بشكل مضحك وساخر  ولاذع بشدة  . ليدلل على مهازل ومهاتر الحكام الطغاة , الذين يقودون الانسان الى المذلة والمهانة , والانتهاك القيمة الانسانية . لذلك عانى العسف والاضطهاد , واضطر ان يأخذ طريق الغربة والمنفى  قبل  ان تختطفه اليد الباطشة  , بعدما تجاوز الخطوط الحمراء .
× رأيت جرذاً / يخطب اليوم عن النظافة / وينذر الاوساخ بالعقاب / وحوله ... تصفيق الذباب .
× الحق ليس له لسان
والعزم ليس له يدان
والسيف يمسكه جبان
وبدمعنا ودمائنا يسقط الكيان
فبأي آلاء الولاة  تكذبان 
× قرأت في القرآن
( تبت يدا أبي لهب )
فاعلنت وسائل الاذعان
( أن السكوت من ذهب )
× ترك اللص لنا ملحوظة
فوق الحصير
جاء فيها
لعن الله الامير
لم يدع شيئاً لنا نسرقه
إلا الشخير
× قبل ان تخرج
دع رأسك في بيتك
من باب الحذر
يا صديقي كل راس في خطر
ماعدا راس الشهر
× ولي عذري
فأني أتقي خيري لكي أنجو من الشر
فأخفي وجه أيماني بأقنعة من الكفر
لأن الكفر في اوطاننا لا يورث الاعدام  كالفكر
× قال لنا اعمى العيان
تسعة اعشار الايمان
في طاعة أمر السلطان
حتى لو صلى سكران
حتى لو اجرم أو خان
حتى لو باع الاوطان
أنا حيران 
× ما أغنى عنه ماله وما كسب
فصودرت حنجرتي
بجرم قلة الادب
وصودر القرآن
لانه ....... حرضني على الشغب .
2 - الومضة الشعرية في الحنين والفراق :
الشاعرة نجاة عبدالله : تملك براعة متمكنة في الصياغة الشعرية . ذات دلالات عميقة في مرأة الواقع . وقد صقلتها الغربة في تجربتها الشعرية , بشكل متألق . بما تفرزه الغربة من الحنين والشوق ولوعة الفراق . فقد احتلت موقعاً مرموقاً في تجربتها الشعرية , بالارتباط الوثيق في الانتماء الى الوطن , البلد البعيد الذي شطر القلب الى نصفين . واشعل نار المعاناة بالحنين ,  الى تلك الذكريات الراقدة في اعماق الوجدان . الى الارض التي انجبتها ودفعتها الى معاناة الغربة , لتحترق بنار الفراق . هذه المعاني الدالة بالايحاء والمغزى العميق في انجازها الشعري  .
 لذلك تشرع اشرعتها الشعرية تجاة الوطن البعيد . الذي يعاني القهر والحزن . من عبث الخراب والحروب المجنونة . التي تحرق ازهار الوطن , وتأخذ فلذات الاكباد ظلماً , وتترك القلب يتلوع بنار الوجع والحزن  .
× ضوء خافت
يتلألأ خلف سؤالك
منْ أنتْ  !!
تعقد كفيك
وتنصت لأنين النار
× احذر
بارود الصدفة
قد تأخذك شهيدا
في دمية خاسرة
× كلهم غرباء
قطف الغيم وردتهم
وفرق النوح
أصابعهم
نسألك شمساً أيها الضباب
× أحذر فمكَ
قد يصرخ مرتجفاً
في البراري
× أنا القرية
لا تحفل بك ,
أنتَ غربة
لا مأوى لها .
× نحن أخوة يا أبي
هكذا يقول الصباح
وهكذا يقول الندم .
× لما تزل شجرة النوح
أقطف دمعة منها ,
تثمر ميتا في البلاد .
× يا شمس لا تأبهي
بظلام أحبتنا
ويقين فراقهم .
× وطني يقتلُ  صباكِ
أيتها الدموع
يعلق وردة بحجم قذيفة
على صدره الذهبي ,
يأخذنا الغياب
× اكتموا نعش البلاد
 أو لم تنته الحرب
أيها الاصدقاء
× قدمي في المنفى
قلبي يرتجف
كلما يتنزه رغيف
قرب النار .
× المرغم على الشوك
وقلبها
تسعل فيه الحروب ,
خذ بخطوتي
إليك
تفترق البلاد
× أيها الندم
يا حلة أيامي القادمة
أقدم إليك قرابين الدموع
وبلادة الروح العطشى .
3 - الومضة الشعرية في التصوير المدهش :
الشاعر فلاح الشابندر : السليقة العفوية في الموهبة والخيال الشعري الملهم . يقف ببراعة فائقة دون منازع الشاعر فلاح الشابندر  . يقف بكفاء عاليه ومبهرة في اسلوبيته الشعرية في الرمز وتكوين الصورة الشعرية , بشكل غير مألوف في الشعر , بأن يعطي وهج التصوير بتكثيف وتركيز بأقل المفردات , انه نحات ورسام بتصوير الكلمات بصورة مدهشة  , واعطائها بعداً  رمزياً بليغاً  , لها خلفيات عميقة من مشاهدات الواقع المحسوس وغير المحسوس , المرئي واللامرئي في تقنيات احترافية في الشعر  . وقد اثبت بأسلوبيته وجدارته , بأنه ظاهرة جديدة في الشعر الرمزي وفي تثوير الكلمات , ليخلق منها رؤية مركزة .   يعتبر في اسلوبيته الفذة  في شعر الرمز تخلق  ,  اطنان من الاسئلة والتساؤلات  في المفارقة والسؤال , حول صلتهما الوثيقة مع مجريات الواقع الفعلي  . ان تجربته الشعرية غنية بالابداع كظاهرة شعرية  جديدة ,  تتفاعل بفعل ديالكتيكي او جدلي من عمق السؤال , الذي يحتضن العالم والوجود . انه السؤال الذي يختصر المحنة وحيرة الواقع , يحتضن ماهية  قيمة الانسان ضمن هذا التناقض المتنافر والمتشابك , الذي يخلق المحنة في السؤال  , لذلك يحاول ان يفرز في  هذا الصراع المحتدم بين الفرقاء المعلومين والمجهولين . لماذا وكيف ومتى ولمن نتوجه في ظل هذا الضباب الكثيف ,  الى احد الفريقين المتصارعين  . او اين نوجه  السؤال  ضمن احتراق الحياة , كأنها تأكل نفسها بنفسها , لذلك يقود طرح  السؤال ,  بجمالية نحو ضفاف البعد العميق والقريب  . ليس له بد , إلا  من طرح صراخ السؤال المكتوم .
× من عُسر الأجوبة
جبلاً أصعد
- كسار حجر لعله  -
الفأس أخطأت الرسم ,
واجترح الاسف
× الى الحرب : مع التحيات
ماتت ...
ماتت , زهرة البراري
× الليلة , عاودني الوجع .
مُصاب بقصيدة , توسلت القصيدة .....
هل أطلقت سراحي ؟
× إلا هاوية .....
لا احد يكترث لك ,
إلامن يُعبي صمتك َ
أيغيبني الفأر ؟
× الكرة : جدل الاقدام
الحبل : جدل الرقص
السؤال : جدل السؤال
والجدل : جدل نفسه 
× من جمرٍ ,
أصرخ ..
الاسرار كتمتُها لا يغيبها النسيان
أحبك انتِ
× هل بيننا سؤال لا نعرفه ؟ لمستك .
× سألتها موعدا, فانتشر عطر الغواية .
صديقتي : أنثى الندى ,
تسألني ..
صاغت الضوء أساور !
× للفقد ملح دم الصبار ,
فاهَ الصبر : شتاء النازحين ,
يا عراق ....
× على كتفي ,
أنتِ ظل الوردة .
وأنا : دهشة السؤال !
× الصورة ,
لا تنظر إلا لسواي
كل الذي حولي ,
غير الذي أراه !
× أضاع زهرة , بلا عقل ....
هي
أجملُ منك !
4 - الومضة الشعرية في رمزية الاشجار :
الشاعر سعد ياسين يوسف : الشاعر والاعلامي والاكاديمي المتمكن , في براعته في صنوف الادب والاعلام . وقد وظف رمزية الاشجار , كحالة  في تطوير التعبير الشعري , ربما لم تتطرق لها القصيدة من قبل ,  بهذا الزخم في رؤية  رمزية الاشجار , في رؤيتها الفكرية والفلسفية , ان ترمز المعنى الدال بشكل شمولي واسع الآفاق , يعني الاشجار  هي اصل الحياة والوجود , وترتبط بعلاقة عضوية بحياة الانسان , بكل شمولية واسعة , بهذا الخلق الابداعي الخلاق , يرفع شأن رمزية  الاشجار ودلالتها , الى الآفاق الاعالي الى حد القدسية للاشجار  . وفي علاقتها مع الانسان وفي حالة تبادل التأثير على الجانبين , اي عندما تكون الاشجار وارفة وعامرة الحياة والاغصان والخضار , ينعكس ايجابياً  على طبيعة الحياة والانسان, والعكس عندما تكون الاشجار في حالة سلبية , ينعكس سلباً على الحياة والانسان , بهذا الرمز الدال والعميق , في معنى الايحاء الرمزي . بأن الاشجار تأخذ البعد الكلي للحياة في الرؤية الفكرية والفلسفية . وفي المفاهيم الحياتية المحسوسة وغير المحسوسة , وكذلك في الظواهر المرئية وغير المرئية , فهي تحمل دلالة  الحياة . الموت . الضياع . الحنين والشوق . الغربة . الحب والجمال . المعاناة والقهر الاجتماعي . الوطن والانتماء . الانسان وموقعه في الحياة . بهذا التعبير الشمولي , نستخلص بان رمزية الاشجار , تعني الوجود والحياة نفسها . في علاقة عضوية متجانسة ومتناسقة ومتبادلة  . فالاشجار هي مانحة الحياة والعطاء والنماء والخصب . بدون الاشجار لايمكن ان تقوم الحياة بذاتها  , بل تكون صحراء موحشة , وبدون الاشجار لا يمكن ان يكون هناك انتماء وهوية للاصل . بل يكون هو الجحيم نفسه . بهذه الصياغات الفذة , يكون الشاعر امتلك اسلوبية شعرية فريدة في نوعها , وخوض غمارها في ظواهر الشعر الجديدة .
 × عفوكَ ربي
قامت قيامتهم
سيأتونك عند سدرة المنتهى
ولكن كما رسمتهم النيران
لا كما خلقتهم في أحسن تقويم
× الغصون وتساقط
غصناً فوق غصنٍ
فوق غصةٍ ...
 حتى تقطعت أزرار السماء
وتدلى ثديُها
× منذ أن توضَّأ التراب
بدمك الاخضر
قامت قيامتها الارض
صار لها وجه السماءِ
 × معنى التجذر ألآتي بموج انبثاق
الخضرة التي أشعلتها في خشب السكونِ
وكلما جفت ينابيع صوت الله
× مذ أحببتكِ
قضى سبحانه
أن نظل رافعي رؤوسنا
ونحن ننظر الى بهائكِ
× تغادرني البهرجةُ
تشاغلني النوافذُ
الاكف التي تلوح لأشجارها
عند الغروب
× فقد بقيت عارياً منها ,
تلك الابتسامة
التي علمتني
اياها ...
يوم كانت ....
إينانا .... !!!
× عابراً
بحر اشتعالي
بأسئلة ثقالٍ
× إن القصائد التي
لا تنبت أشجاراً تظل غربتك
ليست سوى
عصافير ميتة ...
× وما إن أبصرت المرآة
انتفضت
وتشظت معلنة ضدي
الحرب ..... !!
× بحسها الأزليَّ
الريح التي عرفتُ كيف تسقطُ
أوراق الاشجار . .
كلما أجتاحها طوفانُ رغبتها المريرة
× مذ أمطرت سحابتي
والموج يغمرني
× ضوءكِ الصاعدُ
الى الجبل بجلالِ وحشتكِ
يطرقُ السؤالِ .....
× أنتَ جدار ساكن
وليس لك سوى سقفٍ
سيغمض جفنهُ
قبل أن تدركَ
معناكَ ...... 
5 - الومضة الشعرية في جمالية الحلم والعشق :
الشاعر يحيى السماوي : يعتبر بحق عملاق القصيدة الشعرية  العربية , المجدد والخلاق في الصياغة الفنية وتقنياتها المتطورة في اسلوبية حديثة ومتجددة . وكذلك في الرؤية التعبيرية ,  الروحية والصوفية في الحلم والعشق . التي حلق بها الى السماء السابعة , الى قمم الاعالي , نحو المدينة الفاضلة في الحلم والعشق . ان تحتضن الاشياء المادية والمعنوية لمجريات الحياة والواقع . في الارتباط العميق للوطن . لقد جعل قصيدة عجينة طيعة وسهلة الانقياد والتشكل في اشكال تعبيرية فذة من المعنى والرؤية  , لتعطي الوهج الضوئي , على منصات العشق , في وجهه الانساني والنوراني في  الحالم في مدينة العشق , وحارس فردوسها الرمز الاسطوري المقدس ( إينانا ) , ان تكون البديل الاسمى لجراحات ومعاناة الواقع الذبيح من الوريد الى الوريد . ان تجربته الشعرية الطويلة , خلقت من خبرتها العميقة , انضج قصيدة شعرية حافلة بالجمال المتألق , في دهشة الابتكار والخلق والتجديد . وهو يؤسس فلسفة شعرية عشقية قائمة بنفسها بين ( عشقائيل وصوفائيل / العشق والحكمة ) , بوجهها  المشرق ,  كحلم بديل يمشي على الارض , ويغسل الاحزان والمعاناة والقهر  , التي خنقت الواقع خنقاً , وحاصرته بمثالب معيبة وجارحة كالاشواك المسمومة , مما دفعت الحياة الى البؤس والشقاء , لذلك يعطي البديل للمحنة الحياتية والانسانية ,  لواقع منكوب وميؤس , يضع  بديل الخراب هو  مدينة العشق الفاضلة , التي تعيد للانسان قيمته ومنزلته السامية  . وتعيد للحياة وجهها  المشرق , وتمزق السواد والحداد . هذا الاستخدام المبهر  في اللغة الشعرية الانزياحية , لها القدرة الفذة ,  في توظيف الاستعارة والمفارقة , من خلال توظيف الاسطورة العشقية , في آله العشق والجمال ( إينانا ) لتكون السقف العالي في السعي الحياتي نحو الحلم  . ان الوهج الروحي والصوفي في العشق , يملك مبررات وجوده , كمضاد لمشاق الحياة الثقيلة والمرهقة  , ولكي يشق جدار الظلام الطويل , بضوء عشقي ونوراني  , يحفز الذهن في الخروج من شرنقة الواقع الاخطبوطية , الى مدينة النور , مدينه الحلم الفاضلة في مملكة العشق . ولكن هذه المدينة الفاضلة , لا يدخلها كل من هب ودب . وانما هي للعاشقين الذين يحبون الحياة دون غيرهم , يحبون الجمال والانسانية دون غيرهم  . يحبون العشق كناموس حياتي دون غيرهم  ,  فأن ابواب فردوس المدينة الفاضلة , مفتوحةً  لهم فقط  ,  ليقطفوا  فاكهتها واثمارها وانهارها العذبة . هذا البديل الحياتي القائم على العشق والحلم .
× لو كان في صلبي خلاصي
ما خشيت
من الصلب
× أمس قبلَ الفجر
أو قبل أذانِ الظهرِ
لا أعرف بالضبط , التقينا ...
أين ؟
× خلعت فستانها الوردَ .....
فأعشى نورُ نهديها
مرآيا مُقلي
× كنْ كما شئتَ
تَنسكْ
أو تَشَيطنْ
فأنا كُلي لكَ الآنَ ..
وأنتَ الكلٌ ليْ
× ليقومَ
من تحتِ الرماد ِ ببردة العشقِِ الرميم
وترتدي الصحراءُ فستاناً
من الشجرِ الضليلْ !
× تبكين ....
تشتعل الحرائقُ ....
أستغيث بماءِ عفوكِ
تضحكينَ
فتخشعُ الاوتارُ في محرابِ حنجرتي ....
× سُورُ الكتاب جميعُها
بُدِئتْ
بسطر ’’ البسملة ’’ !
× هيأتُ
للتنور أمسي فاحرقيهِ
وطهريني
من ذنوبِ لذاذةِ العشقِ الحرامْ
× نام الشاطئُ العطشانُ ...
ها أنذا وحيدٌ كالعراق ....
ومثل باديةِ السماوةِ
لا الغديرُ ترودُهُ  الغزلانُ
والشجرُ الظليلْ
× فالسومري ونخلةُ الله الغريبةُ
يقنعان من البيادرِ بالقليلْ
× فلنُقِمْ
مملكةَ القبلةِ والضحكةِ والعشبِ ..
نصلي
كلما كبرََ عصفورٌ
وأمَّتْ  بالازاهير الفراشاتُ ..
× أشكٌ أنْ أكون قديساً
إذا لمْ أرتكبْ
معصيةً اقتطافِ تُفاحةِ فردوسكِ
وارتشافِ خمر تينِ بستانكِ والزيتونْ
× أشكُ
أنْ يغفرَ اللهُ خطيئاتي
إذا لم اتخذ منكِ يقيناً
يدرأ الظنونْ
6 - الومضة الشعرية في الحب :
الشاعر سعد جاسم : شاعر واديب متعدد المواهب والامكانيات الاديبة المتنوعة  . فهو شاعر وكاتب مسرحي وشاعر في ادب الاطفال . يمتاز بأسلوبيته الخلاقة في الصياغة الشعرية , في الخلق والتجديد ,  والبحث الدائم عن محطات اضافية في التعبير الشعري ,  بالصياغة المتألقة والخلاقة والمتجددة . يملك رؤية جميلة وانسانية في تعاطي شفافية الحب العذبة , ويجعلها قرينة الحياة , فلا حب بدون حياة , ولاحياة بدون حب , بهذه الجدلية , يعطي سمة وقيمة  بارزة للحب , بأنه مانح الحياة والعطاء, في انسجامية متدفقة في الترابط العضوي , بهذا الشكل يعزف على سمفونية الحب بمرح وانتشاء واشتياق , في نغمات تتراقص لها العواطف والمشاعر ,  بدفئ متدفق من ينابيعه الصافية . لكي تتغلب على معاناة الحياة والقهر الاجتماعي . بالحب المليء بحواسه الانسانية , بشفافية تشتهيها الروح , لكي تسكن اوجاعها . انه يغرس فسائل الحب بشكل جميل , يجعل المعشوقة بمصاف آلهة الحب والجمال .
× جسدكِ ... ؟
مجرد الحلم بأحتضانكِ
يجعلني أرتجف
من اللذة
في مرآيا الطقوس
× عندما تقوظني قبلاتكِ
معلنة
أبتداء طقوس الماء
× خلاص
الموت
خلاص وحقيقة
وأنتِ
حقيقة وخلاص
× وأرتشاف زلال نهركِ
الصاخب ...... العذب
والمتمرد أبداً
على الاعراف والثعالب
× أنت أسطورتي الشخصية
والاخريات
حكايات
في ذاكرة السرير
× صلواتكِ
نوافذ شفاعة ٍ
وسلالم الى السماء
× التي تجلى الله
وخلقها من اجلي
كما لو أنهُ يقول لي
- خذ يا أنتَ
× كل تراب
لا يزدهر تحت قدميكِ
أديم كافر
× البرد يشدني اليكِ
يدفعني الى حضنكِ البعيد
فأتوهُ في غابات الثلج
× كل ليل
لا أكون فيه بأحضانكِ
ظلام لعين
× كل عطرٍ
لا يضوعُ من مساماتكِ
رذاذ مغشوش
× كل هواء
لا تتنفسين نسيمهُ
ريح فاسد
7 - الومضة الشعرية في الغربة والمهجر :
الاديب والشاعر قصي الشيخ عسكر : أديب وشاعر متمكن بجناحي السرد والشعر . وبتقنيات جمالية رائعة الابداع , وفي اسلوبيته الواقعية , في جوانب الغربة والاغتراب والمهجر . ويخلط في ابداعه المتجانس , بين تجربته في المهجر , وزمن الماضي الراقد في الذاكرة  , بما يملك من  تجربة وخبرة طويلة وعميقة , من مواجع المعاناة الحياتية في بلدان المهجر , يجسدها في خيال فني بجودة وابداع متألق . لان عوالم الغربة والمهجر , لا يمكن لاديب وشاعر مهما بلغت جماليته الادبية والشعرية , ان يخوض غمار ادب وشعر الغربة بصورة متمكنة  , أو نجد تجربته وابداعه ناقص . لان من يجسد معضلة الغربة والمهجر وقهرها النفسي , إلا من ذاق مرارتها , وتجرع لوعتها , وخاض غمارها بعواصفها الهائجة والمتقلبة . لذلك مثل مايقولون ( أهل مكة ادرى بشعابها ) فقد برع الشاعر الاديب قصي الشيخ عسكر , بمنتهى روعة الشعروالادب والابداع . والشيء البارز في نتاجه الشعري والادبي , يربط الغربة ومعاناتها بالوطن البعيد , بما يحمل من ذكريات حياتية , وكذلك من عسف وظلم دفعته الى خوض غمار  الغربة . لذا نجد في انتاجه الابداعي , ترابط الحياة الماضية بواقع الحاضر .  الغربة والاغتراب , في ادق التفاصيل الحياتية بين الجانبين , بعلاقة متداخلة بشكل عضوي . وكذلك محاولات التكيف مع الوضع الجديد في الغربة , رغم الصعوبات الجمة . ان ابداعه في المهجر , احتل مكاناً بارزاً ومرموقاً , في أدب المهجر , بحيث لا يمكن لاي كاتب وناقد موضوعي , ان يتجاهل ابداعاته المرموقة في هذا الجانب , حتى أن  بعض الكتاب والنقاد , اطلقوا عليه تسمية . رائد أدب المهجر , ويشارأليه بكل اقتدار ابدعي يستحق الثناء والاعجاب .
  ×
مأواك قلبي وذاك البحر والأرق
                           يانفحة من بقايا الأمس تحترق
يالمحة من بقايا الأمس ساطعة
                       كم شدني نحوها الحرمان والنزق
×
كفني صمتك ياوطني
فمتى تنطق عني!
× 
لمـّي الطريق ولملمي خطواتي
                  فلقد سئمت تشتتي وشتاتي
كلّ الحكايات انتهت في ليلة
                       إلا أنا لما تزل مأساتي
×
في الشارع إعلان
في المنزل إعلان
إعلان يتبعني في كل مكان
وأنا أخرج من بلد النكبة أدخل في بلد الإعلان
×
باسمكِ
أخلق فوضى
لايتورع عنها الكون
× 
لست أدري إذ اعترفت بذنبي
               كلّ مافي الوجود حولي مدان
فدعيني أفنى بعطرك إنِّي
                   لا مكان يضمني أو زمان
×
البصرة أضحت تتجرد من ساعة سورين
اما ساعة بيغبن فلقد كانت تعلن وقفا للنار
لكنا أدركنا فيما بعد ان الحرب وان ماتت
تبقى في فرشاة الرسم وفي كل الألوان
× 
في مملكة البترول
الله وحده ولا شريك
يجلس في عزلته على الرصيف دونما يدين!
× 
وطن ...ولكن للصوص
قسمة ضيزى
× 
من دونك ياأمي
كالطفل القابع في عزلته
والعالم طفل
محروم من لغة العفو
× 
وطني
وطني أواريه بقلبي ان يمت     ان القلوب مقابر الاوطان
× 
منفى
بل
قشرة ُ موز ٍ
كانت ملقاة فوق رصيف ٍ مهجور
لم تدعسها إلا قدمي!
× 
لكني
أبقى
أبحث عن وطنٍ
يُشرق في قلبي أي الأوقات أشاء
× 
مذْ غسلت أمي
شعري
 بالغرينِ كان الغرينُ منفى
تسعى نحوه باقي الأوطانْ
× 
خنجر
المنفى وحده
خنجريَ الباقي
من أسلاب حروبي
وحده يغرزني في صدر اليأس
× 
تهويمة
غريبة المزاجْ
تقبع في زاوية على الرصيف
تعثر بي
وحدي أنا
من دون كل العابرين!
8 - الومضة الشعرية في المرأة :
الشاعرة رند الربيعي : الشاعرة اثبتت وجودها  المتمكن في الابداع الشعري . وقد اكتسبت مميزات واسلوبية خاصة في التناول الشعري . الذي ينحو نحو الشفافية الواقعية , في مجال مايخص الواقع المرأة  . وما يحرك وجدانها الداخلي , ان تقف مع المرأة ضد الانتهاكات الظالمة بالجور والقهر  , تقف وبقوة وبكل خوالجها وهواجسها  , في الدفاع عن حق المرأة الانساني في الوجود  , تقف بكل شجاعة ضد جروح المتكسرة في ظلم المجتمع تجاه المرأة , بحياة مهشمة وذليلة ,  التي يمارسها الرجل تجاه المرأة , كأنه امتلك التفويض الالهي بتقرير مصير حياة  المرأة , بأن تظل  المكسورة الجناح وعنصر معيب , كما تخلقه العقلية الاجتماعية المتزمتة والمتعصبة ,  والسائدة , التي تمارس القهر الاجتماعي لجنس حواء , كأنها تحمل خطيئة التفاحة واحدها ,  دون ان يشاركها الاخر ( آدم ) .  وتظهر في ابداعها الشعري على المكشوف , معاناة القهر والاستلاب . بأن المرأة لعبة بيد الرجل يحركها وفق ما يرغب او يشاء , وما على المرأة سوى الطاعة العمياء , اما اذا رفضت او تمردت , اصبحت خطرة على المجتمع , ولابد ارجاعها الى بيت الطاعة للرجل . بهذه العقلية السائد في الموروث الشعبي والديني في عقلية  الرجل , بنقصان عقل المرأة . وليس انها   شريك ورفيق اساسي  للرجال , يسيران في الحياة سوية بالاحترام والتقدير المتبادل . هذه منطلقات الشاعرة , تعرضها بأسلوبية منطقية , وتطالب بميزان العدل الحياتي للمرأة . لذلك ركزت في ابداعها الشعري , من اجل انسانية المرأة بأنها تحمل قيمة حياتية , لا تقل  قيمة عن  الرجل .
×
وجهُكَ معجزتي
انفاسُكَ...
هشيمُ زِجاجٍ،
في رئتي!
× 
لن أبتكرَ صهيلًا لخيولٍ موتى
مقطوفةُ حقولٍ
زمنٌ معتقٌ دونَ طبقٍ
بالوجعِ
× 
نعلنُ سفرَنا الكاذبَ لها...
حقائبَ وَ مسافاتٍ،
غرباءٌ برؤوسٍ مثقوبةٍ،
النوافذُ مشرعةٌ لرذاذٍ مطري،
زاغَ مِنْ غيومٍ تشرينيةِ
× 
كنت أحدثني في المرآة فلا أجدني
ينتهي حديثي
كصوت فاختة
×
كم هي خائبة الحظ
نسوة يوسف اللائي
لم تريْنَ عينيك !؟
إستحالة أن يحلَّ الشتاءُ
فوقَ مصاطبَ عشاقِ
×
ولأنكَ لم تأتِ؛
يوم ولادتي...
تاريخ خيبتي!
ولَمّا طَعَنتَني...  ذاتَ مساء
×
 مَنْ قال إني هكذا؟ مَنْ قالَ إني خُرافةٌ؟
 اللّهُ .. حتى اللّه ! ها قدْ خصّني بكتابهِ
 مَنْ سالبٌ حقوقي؟
 ياأنتمُ يامعشرَ القمامة ياكُلكم مَنْ يدّعي الحضارة يفيضُ لؤمآ إسمّهُ ..
وتسرقونَ عمرَنا وتذبحونَ حُلمَنا يا معشرَ الخُرافة
×
يحييني ويهديني
لأسلو بالقصيد ْ
ياأراجيح سنيني
قد علمتُ إنني عدتُ غريبآ
ساخرآ
×
تَجمَّرَتْ آهاتٌ
في حنجرتي
واحدةٌ تلو الأخرى...
سكةُ قطار موت..
رَبضَ في وطني المَكلومِ
×
من الدهاليز المختبئة
تحت صخور الموت
راحت الدماء تلعق أقدامنا
×
في آهاتِ الشجنِ،
من غولِ الليالي...
أَغرقتني كَسفائنَ .
مرتجفةٍ
×
صنعتْ نعوشًا...
من عبقِ أحلامٍ مذبوحةٍ
في المهدِ...
وَ نبتتْ بين أصابعهم الغضّةِ
سنابلُ اِنتظارِ يُوسُفَ
×
وَ أنا... إنْ قُتِلْتُ فَوطني قاتلي!
وَ سأُخَلَّدُ في سجلِّ المقتولاتِ،
ظُلمًا وَ بُهتانًا...
9 - الومضة الشعرية في الايروسية :
الشاعر سردار محمد سعيد : يقف في طليعة شعراء هذا النمط الايروسي , بكل اقتدار متمكن بجدارة   , ويضيف لهذا اللون الشعري مسحة جمالية , بأن العشق يتسلل بكل جوانحه الى مخدع العاشقة . ليضيف وهج مضيء في معنى ايروسية الفراش . لا يعتلي المرأة ظلماً واغتصاباً , ولا يلعب ويراهن على فحولته على حساب انسانية المرأة  , ولا يبرز عضلاته ليقع في رغبات الشبق الجنسي الوحشي والخشن  , بل يتعامل بشكل ميزان متكافئ , ليس فيه ثقل كفة على حساب كفة اخرى , بل الكفتان متساويتان , بالعشق والرغبة الجامحة . متساويان في قطف ثمار الايروسية على فراش العشق الوثير . بكل ود واحترام , وبشغاف عذبة , في الصلاة الايروسية . لا شهرزاد ولا شهريار , ولا عنتر بن شداد ( عنتريات ) . او ليس هناك أمير وجارية , بهذا مفهوم العشق الايروسي , التي يطلقها شعرياً , بكل جرأ  وصراحة . انه لا يتعامل في الشعري الايروسي , بأن يحرث في  النوازع   ( البرنوغرافية ) في الابتذال الجنسي , بل يعطي قيمة معنوية في  العشق الايروسي , يعطي قيمة وحياة انسانية للجانبين , لا غالب ولا مغلوب . وانما معاً يقطفان الفاكهة المشمشية . معاً يذوقان حلاوتها اللذيذة , على عتبات العشق المتوهج , بين العاشق والعاشقة .                                                                       

غضب الخليفة لجواب البكر
ألذ شيء في هذه الدنيا نكاح
ولمّا قالت من نسائك
نكس رأسه خجلاً
×
تأوهات الواد
تستفزسفح خصري
تضج في عيني صخباً
وتسيل على تفاح خدّي المفرط بالغنج.
×
طائر يشدو بلا سبب
              ولهاث العاشق الطرب
يرتجي في سورة الغضب
                 رشفة من ابنة العنب
×
تقحمْ   
أمامك أثمارجناتي
فما تشتهي أقطف وهشم ْ   
فكم مرّة أينعت
×
واعصف بي عصفاً
 لا يمنعه سدْ
اغرز في قلبي سيفاً
من وجد ْ
مَن يحصي نبضات الرعد ْ
×
فكّ الفجر مسامير الظلمة
أرجوك تعالي ثانية
حتى لو جئت بأجزاء مما كانْ
لأحس بأني إنسان
×
لا تهجر السرير
ستعود مرغمة
لتأخذ المناقير
قد تسأل النسوة
ألهذا القدر تحب عبق الزهور
×
ترقص مع ارتعاشات لهيب القناديل
ورجفات السرير
وصيحات ربّات الخدور
يذبن بلدغة عقرب النشوة
×
وحق الفحولة
لم تشتمل نساء الأرض أنوثة كأنوثتك
وحق الرجولة
لا فاكهة تداني قبلاتك
لاالمشمش ولاالتين
×
لم تبق جملة عذراء
فُضّت البكارات
كن باسلاً
واقتحم القلاع
كن عاصفة
تهزّالشجرة
×
في روحي ضجيج حروف
 شبق من عنيد التورية
رقيق طيورتلوذ بالسنابل
ضوضاء وحوش جائعة
لكنها بهمسة تنهار
×
وعشقت فيك .. كل الذي فيك
رضابك على فنجان القهوة
يقول لي : تعال
هنا موضع شفتيها
ألا تلثم
   جمعة عبدالله

285
قراءة في المجموعة الشعرية ( حين عبث الطيف بالطين ) الشاعرة نجاة عبدالله
جمعة عبدالله

شاعرة امتلكت حضور شعري متميز . في الساحة الثقافية والشعرية , وشاركت في المهرجانات الشعرية بصورة مكثفة , ولاقت الاستحسان , في صوتها الشعري الواعد بالعطاء والتألق  . بصوت شعري يحاول ان يثبت اركانه بكل اقتدار ابداعي , وان يتوجه الى الحداثة الشعرية , من خلال تجربتها  ,  كما تجلت مظاهره في العديد  من المجموعات الشعرية التي اصدرتها . شاعرة من جيل التسعينيات , رسمت لوحتها الشعرية , بصياغة تثير الكثير من التساؤلات الجدية , في معاني الايحاء والرمز الدال , المرتبط بالصميم بالواقع بالارض بالاهل , بالحنين الى البلد البعيد , المرتبط بلواعج الغربة والاغتراب ومعاناتها , بالوجع والانين الذي ينهش الوجدان بطيف الذكريات الاليمة والموجعة التي تعبث بالطين , وتضعها ساخنة  في نار الحنين والشوق . شاعرة تمتلك الاداء المقتدر بالصياغة الفنية والتعبيرية , وقدرتها  في صوغ تداعيات فعل  الصدمة ,  وفعل الالم الموجع , الذي يحمل اوجاع الوطن , بالاحساس الوجداني المتربط بجوانحه الهائجة للبعيد , الذي يعاني القهر والمعاناة  والتفتت . هذا الحزن العميق الذي اختمر من تجربة  وجع الغربة . والذكريات الاليمة التي تركت ندوب جريحة لاتشفى , في الوطن الذبيح . لذلك احتلت قصائد هذه المجموعة ( حين عبث الطيف بالطين ) هذا الوجع الانساني , في دلالاته الايحائية والرمزية البليغة  . التي تهز القارئ بالشجن والشجون , بصرخات مكتومة تفيض بوجع الروح الى حد الصوفية ,  في الحنين والشوق . بهذا الطوفان الذي يعبث بالطين , على الايقاعات صارخة بالحزن العميق   ,  وتفتح وجع الروح في عوالمها الداخلية والذاتية , والتي خرجت بهذا الطوفان من  القهر والمعاناة , في زمن الهشاشة الذي  تعبث به الرياح والعواصف وتقلبه على كل اتجاهات  الانين .  في الشوق الملتهب الى البعيد . هذه الصياغة الشعرية في هذه المجموعة , في توظيف مقتدر بين المعنى والمعنى المضاد , في جدران العتمة والليل الطويل , في رحلة العذاب في تجربة الغربة . المرتبطة بحبلها السري للبلد البعيد , في طيف ذكرياتها التي تعبث في خلجات الوجدان الى ( العراق الذي يبكيني . ويرسم وجهي بتضاريس غيابه ) في حرقة السؤال والتساؤل , التي تقرع بأجراسها .
ضوء خافت
يتلألأ خلف سؤالك
من أنت !!
تعقد كفيك
وتنصت لأنين النار
----------
شمعة ...
يحترق صمتك ,
مطرٌ
هذا الكلام
المحتشد في فمك الميت ,
علكَ تراني تفاحة تصهل خلفي
-------------
يهبط الغيم حزينا لسؤالكَ
منطويا على دمعته
أهذا العمر لكِ أيتها الأخطاء ,  / من قصيدة ( خطيئة آدم )
وجاءت عصافير المعنى ,  مليئة بالايحاء والرمزية  الدالة في العمق  ,  لتعابيرها لترسم لوحة الحزن العميق, كأن الخريف يهجم على بلد  الامهات في وجع الانين , والعصافير تهرب وراء السراب , وتسقط دمعة سوداء  من العاشق والعاشقة  .
الخريف
بلد الامهات
جاء وحيدا
يُقبَل الابواب .
------------------
قلبي بريء منكَ 
أيها الألم .... البياض ,
قرية سوداء
تُزين ذاكرتي بالعصافير ,
أقدام غرَة
تركض خلف السراب
------------
على الدمعة السوداء
ظلَّ العاشقة
التي
حلقت على كتفيها
النوارس
وبكت على جانبيها
الفراشات .       من قصيدة ( برج الحوت )
هذا الوجع يجعل الحذر يمشي في عروق القلق ,  في كل خطوة يخطوها . الحذر من بارود الصدفة . الحذر من الدبابيس قد تجرح عمرك . الحذر من الايام , قد تنسيك لعبة الفراق . الحذر من فمك قد يصرخ مرتجفاً في البراري .
إحذرْ
بارود الصدفة
قد يأخذك شيهدا
في دمية خاسرة
--------
إحذر الدبابيس
قد تجرح عمرك
وترديكَ حيا .
-----------
إحذر الايام
قد تنسيكَ
لعبة الفراق .
---------------
إحذر فمكَ
قد يصرخ مرتجفا
في البراري .           / من قصيدة ( محاذير )
هذا الوطن البهي الزاهي في معاناة الالم , , والعامر في وجع الانين الذي يقطع نياط القلب . لكن تظل الاشواق اسيرة ذكريات الحنين الى مراتع الطفولة الفقيرة . التي توخز الذاكرة , وليس غريباً ان تتنزه في وطن الوجع وتداعبه .
آه
أيها الوطن البهي
يا مِسَك نهر هائج
توجه إليَّ ألآن
في هذه الليلة
غير الموثوق بظلمتها
ضع قرب رأسي
زهرة الفجيعة
دون أن توخزني
بحرارة ذكراك .         / من قصيدة ( الوطن البهي )
حين عبث الطيف بالطين ,  وفزز الجراح الدامية , واستيقظ  الحزن العميق , لتأخذه رياح الشجن المؤلمة بالوجع لكي تلعب به , حين خرج السلام ,  من جثة الحرب , هذه الاوجاع المؤلمة في لعنة الحرب التي تأخذ الاحبة والاخوة ,  جوراً وظلماً , وتترك روح الاهل والاحبة ,  دامية على قارعة الفراق , هكذا  يتجول الموت بحرية في الحرب  , ليخطف الفسائل الخضراء  اليانعة ,  ويحرقها في العبث الحياتي نحو الموت  , لتجعل غصة الوجع لا تفارق مضاجع  الذاكرة , بل تصرعها بالانين .
ودمك الفائرْ
كنتَ تسدد الرمية
بدمعة كسولة
كنتُ حائرة كالدمية البريئة
حين عبث الطيف بالطين ,
كنت رصاصة تهربُ  منك
وكنتُ سمراء
حين هرب الاحياءُ من الجرة
كنت نحيفا
حين سار الليلُ الى الليلِ .
والنهار الى جثة الحربِ
وكنتُ حربا
حين صافحتُ وجهك الغضٍ
وكنتَ غصا
حين خرج السلام
من جثة الحربِ .           / من قصيدة ( حين عبث الطيف بالطين )
لا تقتل الفرح . في دمعة كهل حزين , لاتمرغ القلب برمال الحزن , بل اعطني قرنفلة افرح بها , اعطني معطف أمي اتدفئ به , لا تعوي بالريح في البلاد البعيدة المغلفة بالقهر والوجع الحزين. هكذا
كان الرحيل الصامت  بأوجاع مرتجفة .
رحلنا
صامتين
ترتجف أوصلنا
متى قلنا
ها إننا يفتتنا النداء ,
نقتسم براءة الطين
-----------
ريحٌ
تعوي في بلاد بعيدة
تقطف أزهارا  قبل أوانها
تغلق شبابيك
------------
في كل قلبٍ
فاكهة للشتاء
وصحراء نمضي بها
علَنا
نمسك غزالة
نعبر فيها
ما تبقى من العمر . / من قصيدة ( في البلاد البعيدة )
× المجموعة الشعرية : حين عبث الطيف بالطين
× اشاعرة : نجاة عبدالله
× اصدار : سلسلة آفاق عربية / تصدر من الهيئة العامة لقصور الثقافة / القاهرة
عدد الصفحات : 176 صفحة

286


الاحزاب المتنفذة والحاكمة , أجهضت التجربة  الديموقراطية الهشة والكسيحة . وحولت السياسة الى فن النصب والابتزاز والاحتيال . احزاب لا تملك مشاريع سياسية , ولا برامج حكومية , ولا رؤية تمتلك فيها  الحرص والمسؤولية , ولا تنتمي الى الروح الوطنية , أو الانتماء الى العراق فعلاً , لا قولاً  , ولا تعر للقيم والاخلاق والضمير أهمية , بل تدوسها بالاقدام  . وانما همها الاول وشاغلها الاهم . هو الحصول على اكبر حصة , من المناصب والنفوذ والمال  , واطلاق يدها في النهب واللصوصية والفرهود . وهذه الاحزاب هي  ثمرة طبيعية لنظام المحاصصة الفاسد .  الذي انتج المحاصصة والطائفية , وولدت  من رحمه حيتان الفساد الضارية والكاسرة . احزاب جلبت الخراب ونهبت اموال الدولة وخيرات الشعب. هذه الاحزاب الاسلامية الحاكمة . انتجت الارهاب والمليشيات المسلحة  والدموية . التي تقوم بدور المافيات , اوعصابات قطاع الطرق  بالسرقة واللصوصية والتهديد بالاغتيال والقتل  . واصبح كل شيء قابل للشراء والبيع , حتى القيم والاخلاق والضمير , التي ضربت عرض الحائط وداستها الاقدام . فكل المواقف معروضة في المزاد العلني والمقايضة , حتى كراسي  الوزارات والمناصب الحساسة والعليا والرفيعة   ,  تباع لمن يدفع مالاً . بذلك العراق يشهد التدهور الخطير على مدى 16 عاماً من حكم احزاب الفرهدة واللصوصية . ومهما تضخمت الموارد المالية من عوائد النفط , فلم يتغير شيئاً , من الخراب وتفاقم الازمات الحياتية والمعيشة , وتصاعد نسب الفقرالى معدلات عالية  , وغياب الخدمات الاساسية . أما فرص العمل والرزق اليومي , فقد استولت عليها مليشيات الاحزاب المتنفذة . بحيث من المحال حصول على  فرصة عمل , إلا بتزكية هذه المليشيات المسلحة  , ودفع الرشوة المالية لها . . وهذه المليشيات المارقة والوقحة , استحوذت على مؤسسات الدولة , وحولتها الى مؤسساتها تتحكم وتتصرف  بها بحرية . بذلك انتشر الابتزاز والقتل والاغتيال , والتهديد به , اصبحت هذه المليشيات , الحارس الامين لحيتان الفساد , ومن يرفع صوته ضد هذه الخراتيت الفاسدة  . يجد هذا المواطن المسكين الذي يدافع عن حقه المشروع  , الذي اغتصبته هذه الحيتان الشرسة , يجد على باب بيته عبارة مكتوبة بالصبغ الاحمر تقول  ( مطلوب دم ) هذا الحضيض الخطير الذي وصلت اليه الحياة  , ان يكون للفساد والفاسدين , حماة اقوياء  بالدفاع عنهم ,  في ظل غياب مؤسسات الدولة واجهزتها الامنية . واصبحت الحياة تسير من سيء الى الاسوأ الخطير . بحيث خراتيت الفساد يشعرون بامن والامان وراحة البال  , فلم يستطع احداً مهما بلغ من المسؤولية الرفيعة , حتى لو كان المسؤول التنفيذي الاول في الدولة  , فلم  يتجاسر على فتح ملفات الفساد الخطيرة ,  أو على فتح تحقيق على المشاريع الوهمية , أو  على اجراء تحقيق للفضائيين في كل الوزارات , بحيث ان .  حيدر العبادي في اول توليه لمنصب رئيس الوزراء , كشف فقط في وزارة واحدة , يوجد  اكثر من 50 ألف عنصر فضائي , واكثر من 9 آلآف مشروع وهمي , ولكنه لم يفعل شيئاً بعد تهديده بالقتل وسحب الثقة عنه  , واصابه الجبن والخوف  لمدة اربع سنوات ,  لم  يفتح فمه ضد الفساد والفاسدين , وخلفه عادل عبدالمهدي , ليس افضل حالاً . فهو قزم صغير لا يرى بالمجهر أمام  العملاق الفساد المارد  والشاهق . ولكن لذر الرماد في  عيون الجهلة والاغبياء , يظل التهريج الاعلامي الزاعق والنابح , وبالتهديد بأنه سيقيم الدنيا ولا يقعدها بصواريخه الهوائية بمكافحة الفساد  . تظل سياسة المتاجرة بالانانية والنفاق والانتهازية , مصدر نباح وعواء دون ان يلتف اليه أحداً  . لان الفرهود واللصوصية , اصبحت قيم ثابتة لهذه الاحزاب الاسلامية الفاسدة الى حد النخاع . وبعضها دخل في طور جديد , في المسرح التهريج  السياسي الهزيل والمضحك بالتهكم والتندر والسخرية  , بأنه سينتقل الى المعارضة , بعد ان شبع  بتخمة الفساد , ونهب الاموال ومصادرة العقارات والاملاك , واستولى على الموانئ والمطارات , حتى اصبح دولة قائمة بذاتها ذات سيادة واستقلال  . يعلن في تهريجه الغث الجديد بأنتقاله الى المعارضة , وله حقائب وزارية مهمة وهوجزء مهم وفعال  في  نظام المحاصصة الفاسد  . لان من السخافة والغباء  الانتقال الى المعارضة ,  دون يكون له  برنامج سياسي , اومشروع حكومي , او رؤية سياسية يطرحها للاعلام ومناصريه وحواشية الزاعة والنابحة  , ولكن ربما  يريد ان يغفر عن ذنوبه وجرائم اللصوصية , ويعود الى سن الرشد , ولكن عليه اذا كان هذا الهدف ,  ان يرجع كل فرهود النهب واللصوصية الى الدولة , ان يرجع الذي استولى عليه من  الاملاك والعقارات واراضي الى الدولة , ويرجع مسروقات المواطنين واصحابها الشرعيين . غير ذلك  فهو ضحك على ذقون الجهلة والاغبياء . ان هذه البدعة السخيفة  , هي بهدف الابتزاز الاكثر  , في سبيل ابتلاع المزيد من المناصب الرفيعة  . انها مشروع جديد للفساد , اذا ادركنا , بأن هذه الاحزاب لا يمكنها ان تتنفس , إلا برئة الفساد واللصوصية , ولا تنتج إلا ثمار فاسدة ومسمومة .......................... والله يستر العراق من الجايات !! .
وهذا رابط الفيديو بتهديد المواطن , الذي رفع صوته ضد الفساد والفاسدين , وجد عبارة تهديد بالقتل على باب بيته ( مطلوب دم )
https://youtu.be/g33ENsDPLlE
 جمعة عبدالله

287


يعتبر من ابرز كتاب القصة القصيرة , في تحديث اسلوب السرد والحبكة الفنية لنص القصة القصيرة , في تطوير اساليب صياغتها . وبرز ايضاً في الاسلوب الساخر والانتقادي . الذي يمزح الواقع بالخيال . في ابراز صور من الانتهاك الانساني والحياتي , يحاول ابراز معالم وصور الانتهاك والظلم والقهر الاجتماعي , الذي يقع على كاهل الانسان ,  وخاصة على  المرأة , التي تعاني الامرين من العادات والتقاليد الظالمة , وعقلية الموروثات الدينية وحكايا الخرافات , التي  تدل بأن المرأة عنصر فاسد في المجتمع وانها افعى يقع عليها شرور المجتمع  , في اخلال بقيمة هذه الموروثات وقيمها الدينية ,  في سلوكها الشائن  . لذلك تقع عليها  معالم القهر الاجتماعي والبؤس والفقر والجوع , والاغتصاب الجنسي  . ويحاول ان يسلط الضوء على الخرافات التي هي  ضد عالم  الانسان والحيوان , في دلالاتها الايحائية والرمزية . ويقف الى جانب الانسان  المسحوق والجائع والمحروم . كما يتناول عيوب المجتمع  ومثالبه السلبية , تجاه المرأة بأنها متعة لسد الجوع الجنسي , الذي لا يرحم ويدوس على القيم والاخلاق . في السلوك والتصرف , والروح العدائية والانتقامية تجاه المرأة . بدعوة  الحفاظ على العادات والتقاليد الاجتماعي , والمحافظة على القيم الدينية من الانتهاك . بأن المرأة تحاول تخريب   المنظومة الاخلاقية  ,  التي يستند اليها المجتمع وموروثاته وخرافاته . يقدم هذه الاشكال السردية , استناداً الى قناعاته الفكرية والفلسفية والسياسية , يطرحها  في اسلوب سردي مشوق , في هذه المجموعة القصصية ( دمشق الحرائق ) وتحتوي على 30 قصة قصيرة , بالحقيقة هي بمثابة 30 لوحة اجتماعية من صلب الحياة والواقع , ولنتعرف على بعض هذه اللوحات القصصية .
1 - قصة ( البستان ) : يدخل البستان خطيب وخطيبته , وهما في نشوة الحب وحلاوة الكلام , في رسم عشهما الزوجي ,  ومستقبل حياتهما,  وهي ترفل بالحب والاطمئنان بحبور في بناء حياتهما العائلية ويقول لها  بمرح وانشراح  ( تحبين تواضعي فقط ؟ سأنتقم منكِ أنتقاماً لا ينسى , سيكون لنا مئة ولد . تصوري مئة ولد يحيطون بنا ويصيحون ... ماما جميلة .. بابا متواضع ) ص12 . وهما في مذاق هذه النشوة , يحيط بهما اربع رجال حاملين العصا والسكاكين . يساومونها  بين الاغتصاب الجنسي للخطيبة , او الموت لكليهما  , يقول لهم بأنها خطيبته وهذا غير معقول  . لكن لم يصدقوا بكلامه ويتهمونه بالكذب والاحتيال  , ويحاول ان يدافع عن خطيبته , لكنه تلقى ضربة على رأسه واغمي عليه , وحين افاق من الاغماء وجد خطيبته تسبح في بركة من الدماء .
2 - قصة ( اقبل اليوم السابع ) : تفرز دلالة قسوة المجتمع وظلمه تجاه المرأة , بأنها عنصر معيب في خاصرة المجتمع ,  تجلب الشؤوم وشرور للمجتمع . وكل العواقب السيئة التي تقع على المجتمع سببها المرأة , حتى تحول الناس الى ألوح خشبية بسبب وجود المرأة المعيبة والشريرة , ولا يمكن اعاد الحياة الى الناس المتخشبة كالخشب , إلا بقتل تلك المرأة الشريرة والتخلص منها وفوز الناس بالحياة من جديد . هكذا يفتي الشيخ القرية , ويسانده  نعيق الغراب الذي لا يهدأ بالصراخ والنعيق ( الذي يمثل الى العادات والتقاليد الاجتماعية ) . ويدفع الشباب الى التطوع بقتل المرأة وانقاذ الناس وعودتهم الى احياء . لذا تطوع احدهم بقتلها ( ستجد في باحة البيت سيفاً معلقاً على الجدار , وهذا السيف وحده القادر على قتلها . احذر أن تبصر وجهها , سيسحرك حقدها ويحولك الى خشب , اطعنها من الخلف )  ص41 . وبالفعل طعنها من الخلف , وهدأ نعيق الغراب عن الصراخ  .
3 - قصة ( التراب لنا وللطيور السماء ) : اساليب السلطة الارهابية والقمعية الباطشة , في تكميم افواه الناس في التعبير  بالسخط من اساليب الارهابية , حتى يمنعونهم من الدفاع عن الوطن , بحجة لديها القوة  الكافية والمتمكنة من دحر اعداء  الوطن , وما الشعب سوى  الطاعة  والصمت ,  واطاعة السلطان ولي الله على الارض , ومن اجل نصرة الدين والوطن والمحافظة على الامن .  عدم اثارة القلائل بالصياح ( كفوا عن الصياح , ماهذا الزعيق والنعيق ؟ هل نسيتم ان الوطن في خطر ؟ ماذا تريدون ؟ ) ويقف رجال الدين في مصاف  السلطان وصي الله , بالحذر من اقاويل الكفرة والملحدين اعداء الدين والوطن ,  الذين يوسوسون في صدور الناس ,  بأن الوطن مقبل على هزيمة وخراب , في تبريراتهم الدينية  ( اذا ساعدنا ابليس على الانتصار على اعدائنا . ألا نكون ربحنا الدنيا وخسرنا الدين ؟  وهل فينا من يتنكر للدين ويفضل دنيا زائلة لا بقاء  فيها ) ص56 .
4 - قصة ( الرغيف اليابس ) : يساومها مقابل اعطاءها  الرغيف اليابس , ان تبيع جسدها وتمنحه له  , حتى تسد رمق  الجوع  الذي ينهشها , بأنها بنت فقيرة ,  تعيش حياة البؤس والجوع , وتتوسل به بأن يرحم حالتها المزرية ويعطف عليه بقطعة من الرغيف  اليابس لانها  لاتتحمل وجع الجوع  . لكنه يتعنت في موقفه وفي المقايضة ,  في  اشباع جوعه الجنسي , وفشلت محاولاتها في اقناعه . وترضخ اخيراً لطلبه , وتبدأ المساومة  ( ماذا تعطيني اذا اعطيتك ِ الرغيف ؟ )
( سأعطيك ما تطلب .
فهتف عباس فرحاً ( سأفعل بك ما أشاء ) ص82 .
فظلت ليلى مترددة وواقفة في ارتباك . ثم اقترب منها ( والتصقت به , فاعتصرها بين ذراعيه من جديد , وطفق يقبل وجهها وشعرها وعنقها , فأجبرها على السقوط معه على البساط , فأصبحا متمددين متلاصقين وجهاً لوجه , واطبق فمه على شفتيها ) ص83 .
 5 - قصة ( الخراف ) : عائشة الصبية  تمشي مرفوعة الرأس  , يتطلع اليها الناس بحقد وغضب , لانها بدون ملاءة سوداء ترتديها , حتى تصون حرمتها وشرفها , في ارتدى الملاءة السوداء . وبفعلها هذا تشجع نساء الحارة , ربما تشجعهن على الدعارة والفساد , يحرضون شقيقها , ان يصون كرامة العائلة والحارة , في اجبارها على لبس الملاءة السوداء , يرفض اقوالهم وحججهم , بأن شقيقته طالبة جامعية . ولا يمكن الذهاب الى الجامعة بملاءة سوداء . لذلك تكثر الاصوات الرافضة , بأن عائشة تمشي في الشوارع بدون ملاءة سوداء , هذا فساد ودعارة ومخالفة للدين والشريعة , ويساهم شيخ الحارة , الرجل الديني في تأجيج المشاعر الانتقام ضدها  , بحجة كما يقول ( المرأة مخلوق فاسد , واذا  أفلت زمامها عاثت فساداً وخراباً ) ص113 . ويقول رجل آخر ( إذا سكتنا اليوم , فسيأتي يوم نجد فيه نساءنا كعائشة ) لذلك يحرض شيخ الحارة الشباب على قتلها , لان الملاءة السوداء حماية وشرف للمرأة , وبدونها سيدخل الشيطان الى روحها ويغويها بالزنى . ويعلو صوته بالتحريض  على القتل من اجل شرف نساء الحارة ويقول ( يا أولادي واخواني الساكت عن المنكر , كمرتكب المنكر . فأعملوا ما ترونه صوابا , والله الموفق ) ص113 . ويتطوع ثلاثة شبان بقتلها .
6 - قصة ( موت الشعر الاسود ) : يسلم نفسه الى مخفر الشرطة , ويعلن برأس مرفوع بأنه ذبح اخته غسلاً للعار , والفتاة الصغيرة ( فطمة ) ذات الاعوام العشرة زوجوها الى رجل يعاملها بخشونة ووحشية , ويضربها بقسوة , وهي تلوذ بالبكاء وتحاول ان تكون مطيعة حتى تتجنب قسوته العنيفة . وتقول له وهي خائفة  ( أني  اطيعك  وافعل كل ما تريد ) ويزجرها بكلام خشن ( أنا رجل وانتِ أمرأة , والمرأة يجب ان تطيع الرجل . المرأة خلقت خادمة للرجل ) ص138 . . ولكن حقده عليها يتصاعد  دون رحمة , حتى يقوم بتحريض شقيقها على ذبحها وقتلها لانه لا يطيقها ,  واصبحت عاراً عليه وعليهم  , وهكذا ذبحت ( فطمة ) وسبحت بدماءها النافرة .
7 - قصة ( شمس للصغار ) : أحد الاولاد المشاغبين , ارسلته أمه الى بائع اللبن لشراء اللبن واعطته الصحن , وحذرته بشدة بعدم المشاغة والعراك مع صبية الحارة  , وتم شراء اللبن , وفي الطريق اعترضه احد الصبية المشاغبين , حاول اول الامر ان يتحاشاه ويتجنبه , خشية من سقوط صحن اللبن , ولكن الصبي استمر بالتحرش به  , ثم اخرج ذبابة ميتة ووضعها في صحن اللبن , استشاط غضبا , وكسر صحن اللبن على رأسه , , واصابته الحيرة كيف يصل الى البيت بدون صحن اللبن , وكيف سيقنع أمه ؟ فأنزوى في احدى زوايا بيت مهجوراً باكياً . ولكن لم يصدق عيناه وجد قربه خاتم من الفضة مغموراً بالتراب , فأزاح الترب عنه , وفجأة يظهر له ,  قط اسود يقف امامه , ففزع من القط الاسود , ولكن القط الاسود  قال ( أنا المارد خادم الخاتم ) و ( انا احضر متنكراً حتى لايخاف الناس مني ......... هيا اطلب ما تشاء فألبي طلبك ) ص190 . فطلب منه صحن اللبن . فوجد صحن اللبن جاهز بين يدية , لكن الفرح اختفى , حين عثرت عيناه على ذبابة ميتة طافية على وجه اللبن .
8 - قصة ( رحيل الى البحر ) : من اساليب السلطة الظالمة والطاغية , ان تجعل المواطن يعيش في دوامة  الخوف والرعب , لانه اصبح لعبة بين يديها , بزج به في السجن بشتى الاتهامات المعقولة وغير المعقولة , فجأة  احطت به ثلة من الجندرمة . وزجته بالسجن , بتهمة ( قتل الله ) رغم توسلاته بأنه بريء . لكن الضابط المحقق يستمر في لعبته , في ممارسة شتى انواع التعذيب والوحشي , ومهدداً باهدر دمه  اذا لم يعترف بجريمته , بأنه قتل الله , ومحذر من اهدار حياته بثمن  رخيص  ,ويقول له   اذا اردت حياتك عليك  ان تعترف بجريمتك ويزجره بعنف   ( أنت تكذب .  اعترف بأنك قتلت الله .... تكلم انت قتلت الله . قل من دفعك الى قتله ) و ( كل الذين يأتون الى هنا يتكلمون مثلك في البداية ثم يعترفوا بعد تعذيب قليل . ضرب بالعصي . قلع أظفار . كهرباء . كسر عظام ) ص 276 . . واستمر التعذيب على هذا المنوال  . ولكن في احد  الايام يتبدل الموقف في زنزانته  . يقبل عليه الضابط المحقق بوجه بشوش  ولطيف ويقول له . صباح الخير , وفعلاً انت بريء , واخرج من السجن , أنت حر  ( ألقي القبض على رجل له سوابق عديدة , قد اعترف بأنه قاتل الله ) ص280
× المجموعة القصصية : حرائق دمشق
الكاتب : زكريا تامر
تاريخ الاصدار : عام 1973
عدد الصفحات : 327 صفحة
جمعة عبدالله

288
قراءة في المجموعة القصصية ( حياة سابقة ) للعلامة الاديب علي القاسمي
يضعنا امام  براعة مقتدرة في الفن  القصة الحديثة , بشكل متألق من الابداع الجميل , ويأخذنا بكل شوق الى مسارات غير مألوفة , في الطرح والمناقشة , في  قضايا حساسة وجوهرية وملتهبة . في معالم الكون والحياة والوجود , وعلاقتهم بالانسان , يطرحها في المنصات الرؤية الفكرية والفلسفية , التي تتناول قضايا الكون الحساسة ,  بحبكة سردية بسيطة لكنها مدهشة وعميقة المحتوى والمضمون, يطرحها بكل بجرأة  , من اجل استفزاز  وتحريك العقل والذهن , في المناقشة الفكرية  في معانيها وترميزها الدال, وهي موجهة  بالصميم لاشياء الكون والحياة . تحرث في تلافيف عقيد التناسخ , او انتقال الروح من جسد الى جسد آخر , في الحياة الموازية , او الحياة السابقة , في تعاملها اليومي بالسلوك والتصرف . لذا يضعنا امام شخوص المجموعة القصصية ( حياة سابقة ) , بأنهم يمتلكون قوة الحدس والتنبوء , قوة المناعة في المواجهة في اشياء الواقع ومفاجأته الصادمة  , يملكون القدرة والدراية في مواجهتها . يطرحها بأسلوب واقعي بسيط ورصين , ويمتلكون المناعة في المواجهة  , يملكون رصيد من الاقناع بافعالهم وسلوكهم الانساني السوي   , لكن افعالهم  تملك عمق وبعد  فكري وفلسفي , ليس بالطرح البوليسي , او كما في  الادب الروايات  الخيال العلمي , الذي تكمن فيها جوانب الفزع والرعب , وانما بالطرح الذي يمتلك   النزعة الانسانية  . لذلك يسخر الاديب العلامة خزينه الثقافي المتنوع والكبير , ويوظفه  قدرته في تناول هذه الاشياء الصعبة والمتشابكة , بكل اقتدار رصين . والمجموعة القصصية تقدم شخوص متفاعلة في الحدث ومعالجته , في الانحياز الى الهموم الانسانية , بهواجسها العامة , في مسألة البحث عن الهوية أو البحث عن الذات , في جوهر الاشياء المحيطة بها . يقدمها في قوة الحجة في حكايات واقعية مبسطة في لغتها الجميلة , دون تعقيد وابهام وغموض , وانما يجعل مسارات احداثها واضحة المعنى والمغزى الدال في مدلولاته  . في مناقشة مسألة استنساخ الروح , او عقيدة التناسخ . وقد تناولها القرآن الكريم ,  في الكثير من الآيات القرآنية  , التي تشير الى  هذا الجانب , او بما يطلق عليه في علم النفس التحليلي ( الحياة الموازية ) او ( حياة سابقة ) . ونذكر بعض الآيات القرأنية التي تشير الى هذا الجانب .
1 - {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] .
2 - ( (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ. فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ).
3 - (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
4 - (اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (يونس: 34)،
5 - ( (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ).
ومحاولة تسليط الضوء ,  على بعض النصوص القصصية في المجموعة ( حياة سابقة ) .
1 - قصة ( الوهم ) : طالب من القرية , انهى دراسته الثانوية وحصل على منحة دراسية في الجامعة الامريكية في بيروت , ويشد الرحال الى لبنان , ويصل الى القسم  الداخلي , المخصص لسكن الطلبة , ويقع حظه العاثر مع زميل شريكه في الغرفة , من اول وهلة لم يشعر بالراحة النفسية , ليس لان زميله  عيناه اليسرى  مطفأة او مغلقة , لكنه من اول نظرة شعر بالقلق والخوف والتوجس بأن زميله يضمر له شراً  , هكذا تراوده الشكوك , ويتخذ الحيطة والحذر , في تجنب وقوع الكارثة , لذلك يتابع خطواته بالترصد والحذر والمراقبة  , وفعلاً تحققت هواجسه  وحدسه  وتنبوئه , حين التفت فجأة اليه , ليجده ماسكاً السكين يهم بطعنه في الظهر , ويتفادها في آخر لحظة
2 - قصة ( اللقاء ) : منذ عام وهو يطاردها ويترصدها في كل مكان . ويكثر من اتصالاته التليفونية , بهدف الظفر بعلاقة حب معها  , ويكشف اسراره الحياتية لها . بأنه ارمل توفيت زوجته , ولديه ابنة يرعاها بالحب الابوي , وهي تعزف على البيانو , وتواصل دراساتها العليا . ولكن يتفاجئ بكلام المحبوبة المعنية بقولها ( تمنيت لو كنت والدي ) وبعد سهرة مسائية تأتي معه الى البيت , واشار اليها  ان تنام في  غرفة ابنته  وتنام على فراشها . وفي لحظات تصاعد الشهوة الجنسية للاقتحام بجواده الجاهز للاقتحام , فجأة ترأت امامه , بأن النائمة هي ابنته في السرير , فهبطت عزيمته وأنطفأت شهوته , وتركها تنام بوداعة في فراش ابنته .
3 - قصة ( موعد في كراتشي ) : يكون من بين  المدعوين في المشاركة في المؤتمر الدولي المنعقد في ( بنغلادش ) ويلتقي دون سابق معرفة وموعد مع البرفيسور ( انو دل ) كأنه هذا على معرفة حميمة سابقة ,  ويعرف اسمه ( علي ) ويقدم له هدية , مزهرية منقوشة عليها اسمه ( علي ) . ثم يدعوه الى المائدة المسائية في كراتتشي , فيعتذر لانه سيسافر على الخطوط الجوية الفرنسية في المساء الى باريس . ولكن البرفيسور يصر على انه على يقين سيصحبه الى كراتشي , وان موعد الطائرة , سيتأجل الى الصباح , وان الخطوط الجوية ستغير وجهة طيرانها ,  الى كراتشي ثم وتقلع في الصباح  الى باريس  , وبالفعل تحقق التنبوء والحدس , وصحبه الى كراتشي الى المائدة المسائية  .
4 - قصة ( التخاطر ) : كان استاذاً جامعياً عمره ( 35 ) عاماً . وهي طالبة عمرها ( 21 ) عاماً اسمها ( رابحة )  , ارتبط معها في علاقة حب وطيدة بهدف الزواج , لكنه تركها بكل خسة دناءة وسافر الى الخارج . وبعد تقدمه في العمر رجع الى مدينته , محملاً بالذنب والندم على فعلته الشنيعة ,  بترك حبيبته دون ان يلتزم بوعده بالزواج  .  عرفت حبيبته القديمة ( رابحة ) التي تزوجت وانجبت اولاد , برجوعه الى مدينته في آخر العمر   , كانت تتصل عليه على الدوام , بحجة  الاستفسار عن احواله  وصحته , وكذلك تقدم له التهنئة بعيد ميلاده او بمناسبة عيد الاضحى  , ويستغرب من  كثرة هذه الاتصال  , ويتوجس بقلق ويقول لها : 
ـ إذن، لماذا تتّصلين بي بكثرة هذه الأيام؟
    ـ تعرف، يا سليم، أنَّ في هذه الدنيا الحياة والموت.
    ـ صحيح أنا متقدِّم في السنِّ، ولكن مَن أنبأكِ بأنَّني سأموت قريباً؟
لكن المفاجأة , بأن هناك فتاة تتردد على صالة الالعاب الرياضية . فتاة تشبه ( رابحة ) تماماً ( يخلق الله من الشبه اربعين ) يطيل النظر اليها طويلاً ويتابع حركاتها وخطواتها عن كثب . وشعرت الفتاة بهذه النظرات الحرجة التي تطاردها وترصدها بتأمل طويل . فتفتح الفتاة الحديث معه , عن سبب هذا التبحلق والتحليق الطويل بها , فيقول لها بأنه عندما كان شاباً أحب فتاة تشبهها بالضبط , ويستفسر عن اسمها , فتقول بأن أسمها ( رابحة ) .
5 - قصة ( النداء ) : كان على صلة حميمية مع صديقه ( سيدي محمد ) يقضي معه احلى ساعات المسائية بالسمر والمناقشة . بالارتباط الاخوي العميق , لكن صديقه توفى وترك جرح لايشفى وفراغاً لا يعوض , فقد شعر بصدمة الوحشة لفراق صديقه , حتى ضاقت نفسه وشعر بالغربة والوحدة الحياتية الثقيلة . وفي احدى الليالي داهمه الحلم , ليجد صديقه المتوفي , في فرح وبهجة وسرور , وترجاه ان يجمع مقالاته المبعثرة , بجمعها في كتاب واحد للنشر , ووعده بتنفيذ طلبه . وفي الصباح يرن جرس التليفون وينهض من فراش النوم , ليعرف من المتكلم , واجابه المتكلم :
ـ أنتَ لا تعرفني، يا سيدي، ولكنّني أعرفك. اسمي الخرشاف. قمتُ وبعض زملائي من قدامى طلاب الأستاذ سيدي محمد بجمع مقالاته التي كتبها بالإنكليزية عن المغرب، وترجمناها إلى العربية بقصد نشرها في كتابٍ واحدٍ إكرامًا لذكراه. ونحن نرجوك مساعدتنا في مراجعة الترجمة.
ـ سأفعل بكلِّ سرور. شكرًا، شكرًا لكم.
ـــــــــــــــ
6 - قصة  ( لقد سقاني قهوة ) : كان يعيش حالة القلق والتوجس تنتابه ,  من نتائج الامتحانات البكلوريا للمدرسة الثانوية , لكن أباه يطمئنه بارتياح , بأن طاف  في الحلم بأنه قرأ نتائج الامتحانات في اللوحة المعلقة في المدرسة , ليجده  الناجح الاول , وبالفعل ظهرت نتائج الامتحانات وكان الناجح الاول في محافظته ,  ويروم مواصلة دراسته في الجامعة , وعليه ان يحصل على  شهادة حسن السلوك من الشرطة , وهنا تكمن صعوبة الحصول , لانه  ذات يوم اشترك في مظاهرة غير مجازة , لذا عليه ان يسافر الى العاصمة , ليحصل على شهادة حسن السلوك من مديرية الامن , ويسافر مع ابيه الى العاصمة , ويجد تزاحم الناس بشكل كبير جداً , من اجل الحصول على شهادة حسن السلوك لاولادهم , حتى يكون بمقدورهم السماح بدخول الجامعة , وفي معمعة الصخب والتزاحم . يقبل عليهم رجل وقور في هيئة مهابة , في شكل سعاة القهوة . ويقول لهم ( هل جئتم للحصول على شهادة حسن  السلوك ) يجبه الاب بنعم , فيسقيه فنجان قهوة , ويغيب دقائق معدودة ويجلب معه ورقة شهادة حسن السلوك , ويختفي في لمح البصر , ويفتشون عنه هنا وهناك , ويسألون سعاة القهوة , لا احد يعرفه , ولم يكن من سعاة القهوة , ويقول الاب بفرح وبكثير من الرضا :
ـ " لقد سقاني القهوة."
7 - قصة ( حياة سابقة ) التي حملت عنوان المجموعة القصصية . تحمل رؤى الحياة السابقة . كان في رحلة في الطائرة وجلس قربه الدكتور ( جيمس هندرسون ) متخصص في مجال علم النفس الموازي , ويحمل دورقاً زجاجياً يحمل ثلاث عينات لاشخاص كانوا في حياة سابقة , وهذه العينات :
1 - طفل بلغ السنة الرابعة , ولد بثلاث اصابع مقطوعة في يده اليسرى , واخذ يكشف عن نفسه الى عائلته , بأنه كان في الحياة السابقة , مهندساً تعرض لحادثة في العمل وقطعت ثلاث اصابع من يده اليسرى . وبعد التحري والتدقيق في هويته , يثبت حقاً صحة ادعاءاته .
2 - طفل رضيع كان يصرخ برعب وفزع , كلما دخل اباه الى محطة الوقود ليملأ خزان البنزين , ولم يهدأ , إلا بالابتعاد عن محطة الوقود , وهو في السنة الثالثة يعترض على اسمه ( جوني ) وانما يصر بأن اسمه ( هاري ) وحينما يسأله ابواه ( هاري منْ ؟ ) , وبعد التحقيق في هويته , يظهر فعلاً ان اسمه ( هاري ) مدير اعمال , وابنته تدير شؤون اعماله في الشركة , ولكنه لقي حتفه وهو يملي خزان البنزين في احدى محطات الوقود , التي شبت فيها النيران واحترق فيها .
3 - الحالة الثالثة : طفل صغير اسمه ( فرانكي ) من عائلة امريكية يتكلمون الانكليزية فقط لاغيرها , ولكن الطفل يتكلم الالمانية بطلاقة , وحين يتحقق في هويته , يظهر , بأن بيته تعرض في الحرب العالمية الثانية في المانيا الى قذيفة صاروخية هدمت البيت وقتلت جميع افراد العائلة
جمعة عبدالله


289
قراءة في كتاب ( قيثارة أورفيوس / قراءات في السائد والمختلف ) للاستاذ عبدالرضا علي
قيثارة أورفيوس التي تصنع المعجزات في عزفها السحري والخلاب . حسب الميثولوجية ( الاسطورة ) الاغريقية . بأن ( أورفيوس ) الشاعر والموسيقي , أبن  ( ابولون ) آلهة الموسيقى . وقد اهداه هذه القيثارة الساحرة , لتعزف على السائد والمختلف . كما اراد  استاذ النقد الكبير ( عبدالرضا علي ) ان يعزف بقلمه السحري في السائد  والمختلف في الشعر العراقي في  كتابه النقدي , في الدراسات التحليلية  والقراءات النقدية   في النقد الرصين , في مجهر , التنظير والتطبيق , في تناول  حقبة طويلة من تاريخ العراق الشعري والسياسي , في منهجية اسلوبية تجمع بين الاكاديمية والحداثة  , في النقد الادبي الحديث . وهذا الكتاب النقدي , يعتبر جزء من المشروع الثقافي والشعري والنقدي , الذي دأب الاستاذ الكبير على ترسيخه وتعميقه في حركة النقدية  الحديثة , في التناول بعمق الدراسة والتحليل والتشخيص والتفسير ,  في النظرة الشمولية في صياغات  النقد واسلوب الطرح والمناقشة والتحليل الرصين في التمعن بعمق  بالسائد والمختلف في الحركة الشعرية . في استنتاج  خلاصات مهمة وموضوعية في البحث الجاد  , من اجل الوصول الى الحقيقة وكشفها  في منهجية الدراسات والقراءات النقدية . لذلك يحرث في اسلوبيته المنهجية من خلال  اختيار قصائد  شعرية المختارة ,  ووضعها تحت  مجهر التنظير والتطبيق . ( ان  هذه القراءات النقدية التي احتفت بالسائد الرصين , وأشادت بما حققه من خلاصات , احتفت في الوقت نفسه بالنص المدهش المخالف الذي ناقش السائد الراكد , وخالفه , فضلاً على أنها قد دعت ( ضمنياً ) الى تجاوز حالات التقليد الفج , والاشتغال ( والانشغال أيضاً ) بالوجع الانساني الذي لا يتردد في يتعاطى مع الاسئلة الملحة , فالشعر رؤيا , وليس من شروط على فاعليته , والقراءة في السائد والمحتلف ستحفز العيون المغمضة ( كما نزعم ) على فتح الاجفان ) ص8 . . لذا نستطيع استخلاص خلاصات مهمة في نتائج  السائد والمختلف في الحركة الشعرية في العراق , والمبادرات الحثيثة والمثابرة  , في تطوير مقتنيات وتقنيات الشعر نحو الحداثة , في رؤية ابداعية حديثة ,ان  يكون الشعر يستجيب لحاجات ومتطلبات الواقع , في علاقة وثيقة لا منفصلة بينهما  . وهنا يأتي دور النقد الموضوعي الهادف , الى تعمق الرؤيا ورؤى  الشعر بالواقع ومتطلبته الملحة  . لذلك جائت  هذه الدراسات والقراءات التي حرثت في هذا الاتجاه , في ابراز ملامح وصور الشعر  وحركته المتطورة ,في تعاطي   الصياغات  بأشكالهما المتعددة والمتنوعة . في حثيثات  الكتاب النقدي , يتناول بعمق , مراحل الشعر العراقي وارتباطه بالواقع وبالوجع الانساني , في تنوع الاغراض والاهداف القصدية المقصودة  . لقد قسم الكتاب الى قسمين . القسم الاول اهتم بالدراسات والبحث العلمي والادبي  , في  التحليل في التنظير والتطبيق , وقد اشتمل على العديد من الموضوعات المهمة والحيوية ,  في مميزات القصائد الشعرية واغراضها المتعددة  .
القسم الاول الذي اشتمل على  الدراسات ومنها   :
1 - عن الشعر في العراق في القرن العشرين / لمحة نقدية موجزة .
2 - الغموض والابهام في الشعر . ومفاهيم اللبس والالتباس فيهما
3 - الخيال الشعبي في الميثولوجيا العربية .
4 - حركة نقد الشعر في الموصل منطلقاتها واتجاهاتها / منذ نشأتها حتى العام 1992 م .
القسم الثاني القراءات  :
أشتمل على العديد من القراءات التحليلية النقدية , لبعض  قصائد ودواوين , للشعراء الذين ظهروا في الساحة الشعرية والثقافية بشكل بارز ومرموق  , وتميزوا في الابداع الشعري المتألق , وامتلكوا سمات خاصة في منهجية اسلوبهم الشعري المتطور  , في الصياغة ,  وكذلك في الرؤيا التعبيرية , منهم على سبيل المثال :
1 - شاعر الاشجار القدير الاستاذ سعد ياسين يوسف . في قراءة نقدية لديوانه الشعري . الاشجار لا تغادر أعشاشها .
2 - الشاعر الكبير يحيى السماوي في قصيدته ( شجن من حجر )
3 - الشاعر الكبير الراحل صباح الانصاري ( مصطفى المهاجر ) قراءة نقدية لديوانه الشعري ( بعد فوان ألأوان ) .
4 - تحليل نقدي لنص مختلف  لقصيدة الشاعر القدير جواد الحطاب . قصيدة ( منْ يأبه ؟! )
 واود ان اعبر عن سعادتي بأن وجهة نظري النقدية تتطابق مع وجهة نظر استاذنا الكبير ( عبدالرضا علي ) في تحليله النقدي ,  لقصيدة الشاعر الكبير يحيى السماوي , في قصيدته ( شجن من حجر ) فقد جاء في تحليل استاذنا الجليل حول القصيدة  ( هذه واحدة من قصائد الاعالي في منجز القصيدة المدورة , وعلى من يرغب في التأكد من رأينا هذا ان يتمعن في صياغتها في البنية والموضوع , أو النسيج وفلسة النص ) ص171 . وجاء في تعليقي على القصيدة المذكورة  , التي نشرت في صحيفة المثقف الغراء بتاريخ 24 - 7 - 2017 , ما يلي ( بأن القصيدة أمتلكت روحية التجديد بأرقى أشكاله واجناسه , في الصياغة والتكوين ,  وبراعة تطوير الصور الشعرية في براعتها في الشكل والمضمون والتجديد , الذي يحمل جمالية الابداع في التحديث الشعري , في شكل بارز في هذه القصيدة , التي اعتمدت على جاذبية أو مغناطيسية التدوير ) .
× الكتاب : قيثارة أورفيوس / قراءات في السائد والمختلف .
× المؤلف : د. عبدالرضا علي
× الطباعة : شركة العارف ش . م . م . للنشر والتوزيع
× الطبعة الاولى : عام 217
× عدد الصفحات : 224 صفحة
  جمعة عبدالله


290
قراءة في كتاب ( مرافئ في ذاكرة يحيى السماوي ) للاديب الناقد لطيف عبد سالم
أعتقد ان هذا الكتاب يحمل مواصفات ابداعية , غير  تقليدية في أدب السيرة الحياتية  . اذ يقدم لنا لوحة بانوراما متكاملة الجوانب , في تناول السيرة  الحياتية وصياغاتها  , التي يلعب بها دوراً بارزاً ومهماً , الزمان والمكان , في التحليل والاستعراض والاستقراء  . في عواملهما  محتوياتهما ومجرياتهما , في التأثير على حياة الشاعر السماوي . منذ الولادة , حتى تألقه على قمة  هرم القصيدة العربية , في تجربته الشعرية الفذة , المرتبطة بعوامل البيئة ,  من محيط العائلة الى محيط بلدته الام ( السماوة  ) الى الارتباط العضوي في المناخات السائدة  . الاجتماعية . الثقافية . السياسية .  والدينية  , في سيرة حياة الشاعر يحيى السماوي , وبشكل مباشر في بلورة موهبته الشعرية . هذه المرتكزات دفعته الى الوسط الثقافي والسياسي . كموهبة شعرية واعدة , تحمل الكثير من الابداع ,  في تجربته الشعرية وانضاجها بالتطورات النوعية المتلاحقة  , مرفقة في العلاقة الوثيقة , بمحطات الشاعر ,  سوى كان  داخل الوطن , او كان  في خارجه ,  في ديار المنفى والغربة والاغتراب . يقدم لنا الناقد ( لطيف عبد سالم ) الخط البياني الصاعد والمرتبط  . بين الحياة ومقاطع المختارة من شعر السماوي , التي تحمل مواقف حياتية جريئة وصلبة . اي ان الناقد اختار , مواقف حياتية بارزة تعكسها تلك  المقاطع الشعرية المختارة  كمرآة لتلك المواقف الحياتية , برؤية وتمعن , لتعطينا الصورة الكاملة لمواقف الشاعر , الحياتية والشعرية . المرتبطة بحبه الصوفي في عشق الوطن . لانه لا يستطيع التنفس , إلا برئة العراق , والناس والانسانية ,  والحب الفياض الى الفراتين والى بلدته  ( السماوة ). التي يقول عنها ( اذا كان العراق أبي , فأن السماوة أمي ) ص29 . هذا طغيان في  الحب الذي يمتلكه ويربطه روحياً ووجدانياً الى الواقع  . وترسم الابعاد الحقيقية للمواطنة المتفانية بحب الوطن والانتماء اليه قلباً وقالباً   , بالتعايش الانساني على جناح  المحبة والعشق للوطن ,  بالارتباط العضوي  في  صيرورة . بين  الحب والوطن ( الوطن هو الجسد , والحب هو الروح ) لتجسد قوس قزح للمواطنة الحقة . والدليل دخوله  في معترك النضال السياسي وهو مقتبل العمر , وعانى الارهاب والاضطهاد والتنكيل الى حد اقترب منه الموت ,  وكان على  بعد لحظات منه   . في وسائل البطش  والقمع والتعذيب  , لكن هذه الوسائل المدمرة ,  تزيده  عناداً واصراراً وثباتاً , في حب الناس ,والانتماء  روحياً  الى طبقة البسطاء والكادحين , كمناضل يساري , وهي تهمة قد تقوده الى المجهول في حياته ,بالقول من  شاهد عيان من احد اصدقائه . قال  ( أن الشاعر يحيى السماوي يساري مناضل , ينتمي لطبقة  البسطاء والكادحين . عانى الكثير في زمن البعث الفاشي , في أقبية السجون , ليحب الناس أكثر واكثر ) ص121 . لذلك كرس حياته لخدمة الوطن والدفاع عنه , امام ماكنة الارهاب والموت . ولم يتهاون بروحه الوثابة في عشق الوطن والدفاع عنه  . في تكريس وترسيخ روح المواطنة المتفانية . فمرة قال له  احد الاصدقاء , حين تلقى الخبر , بأن آل الموت للنظام البعثي  بأعدامت صهره , فقال له هذا الصديق العربي ( ما الذي يغويك بالعراق , والوضع فيه ينبئ عن أنه سيغدو مستنقعاً ؟ فأجبته : اذا أصبح  العراق مستنقعاً . فأنني سأتمنى ان يمسخني الله ضفدعاً , لاعيش فيه ) ص84 . هذه المفاهيم الوطنية والانسانية لحب الوطن , وضاقت به السبل أما آلة الارهاب والبطش . ولم يجد  سوى  طريقة  الى الهجرة والمنفى والغربة والاغتراب . وليزيد قوة وتصميماً ان يكون شعره صوتا مدوياً ,  للوطن والناس والسماوة , التي يطلق عليها ( السماء التاسعة ) , وحياته في المهجر والغربة , تحولت  ان يكون صوتاً شعرياً  , مرتبط بروح الوطن وعذاباته . للناس ومعاناتهم . ان يكون صوتاً شعرياً  ناطقاً بأسم الوطن , جسدها  في دواوينه الشعرية الكثيرة  . بالدفاع عن محنة الوطن الذي اصبح  يعني الموت والاذلال والرعب . يعاني من الحروب العبثية المهلكة . يعاني شقاء وقسوة  الجوع والضياع . ليكتوي بنار هذه  المعاناة ( اذ عاش السواد الاعظم من شعب العراق , سنوات عجافاً بلا أمل . بعد أن جعلتهم السياسات الحكومية الهوجاء , في مواجهة قاسية مع الفقر مدقع , وجوع ومرض أطال أمده . حتى اصبح مزمناً , وادهى من ذلك أن ثروات البلاد لاينعم بها أهلها ) ص211 .  ويستمر الحال الى الاسوأ بمجيء المحتل الامريكي , ليدنس ارض وتربة العراق . ويمزق خيمة الوطن , يمزقها الى خيمات مبعثرة وممزقة ومميزة لكل حزب وطائفة . ويضع شراذمه  . ان يحكموا العراق , ويقسموه الى منطقة صفراء , تعيش جحيم الحياة . ومنطقة خضراء تعيش النعيم والرفاه والرخاء . هذا الوضع الجديد المتسم بالفوضى والظلم . اعطائه الوزن والقيمة الوطنية والانسانية . ان  يجهر بصوته  الشعري المدوي , عاقداً  العزم على مواصلة المقاومة والتحدي . حتى ان يستقر العراق  ويكون  منطقة واحدة خضراء لكل العراق ( حين يصبح الوطن كله منطقة خضراء , حتى يعم الامان لكل العراق وليس المنطقة الخضراء وحدها . حين نرى اللصوص الجدد في قفص المحاكمة ) ص227 . ويبقى على الدوام صوتاً شعرياً وطنياً وانسانياً  ,  بالحلم والامل للعراق وكل العراق .
           موهبة الشاعر الشعرية :
ان بواكير الموهبة الشعرية ظهرت منذ الصغر , وهو في الدراسة الابتدائية. اذ تسنى له الاطلاع والقراءة على الكتب الشعرية والادبية بما هو متوفر من مكتبة العائلة , ثم تطورت موهبته الشعرية , في نظم القصائد , وتبلورت اكثر هو طالب في المدرسة الثانوية , وتوجت في اصدار ديوانه الشعري الاول ( عيناك دنيا ) عام 1970  , وتبعها اصدار الديوان الثاني , وهو  في اول سنته في كلية الادب في الجامعة المستنصرية ( قصائد زمن السبي والبكاء ) عام 1971 . واصبحت موهبته الشعرية الناضجة , تحظى  بالاهتمام  . ويشارك في مهرجانات الشعر , ويحصد جوائزها . ويلفت أنتباه اساتذة النقد الكبار اليه , ومنهم الاستاذ العلامة الراحل ( علي جواد الطاهر ) . استاذ النقد الحديث , الذي زف َ  البشرى ,  بمولد شاعر واعد بالموهبة المتألقة ( وهو الطالب يحيى عباس السماوي ) ويصعد في سلم المجد الشعري .  وبعد سنوات طويلة من التألق الشعري  , ويصرح استاذ النقد الكبير ( عبدالرضا علي ) بقوله ( يحيى السماوي شاعر كبير جداً . ومن يريد ان يتعلم تذوق الشعر , والوقوف على صناعة الخيال , واقتناص متعة الرؤيا الخلاقة , والاطلاع على النسيج المثير في الاداء والتوصيل ومعرفة ماهية السهل الممتنع , عليه ان يقرأ شعر السماوي , فهذا الشاعر واحد من الذين يعجنون اللغة عجناً , فيصوغ منها ما يشاء من الجمان , ويقدمه للمتلقي على طبق من ماس ) ص174 . وفي قدرته الفائقة على توظيف واستغلال الموروثات . وربطها بالواقع الراهن . ان الغربة والاغتراب اعطته الزخم الكبير , في تمرس عطائه الشعري الخلاق , في توظيفه لحاجات الواقع والانسان والوطن , ان يجعل الحلم والامل , حقيقة واقعية يبني عليها الامال . ان بناء النص الشعري شهد تطورات وتحولات نوعية في منجز الشعري للسماوي الكبير , فتح آفاق لا محدودة للقصيدة العربية ( أن العطاء الشعري للسماوي الكبير , يستمر بتوهجه المضيء , والمشبع بالدهشة والابهار , ويظل صياداً متمرساً في حقل الجمال الشعري . في اصطياد المفردات اللغوية لاجل اضافتها الى قاموسه العشقي , بعدما يدخلها في مختبر الولادة والانبعاث , ليبث فيها روحاً جديدة من ديناميكية الابداع , بغية جعلها مشحونة بالطاقة والقوة والقدرة , في الاداء والتعبير , نابضة بفاعالية الخلق والحركة الايحائية والرمز الدال , والفعل التعبيري المدهش , هذه سمة الابتكارات الخلاقة , التي تعد أعمدة أساسية في بناء الاسلوبية الشعرية الحديثة , التي يتميز بها السماوي . وجعلته يتربع على قمة الشعر الابداعي الحديث  بشكل مرموق. فالسماوي يحمل صفة النحات والرسام والعالم اللغوي , والمتمكن في البراعة الشعرية والمتخيل الشعري , بآفاقه الواسعة التي ليس لها حدود ... ان الخلق الجديد للمفردات التي دس فيها الروح النابضة في الانبعاث الجديد . تملك القدرة الابداعية على اعطاء وهج تعبيري جديد وخلاق . فالسماوي لديه القدرة الهائلة في جعل المفردات اللغوية واللفظية , عجينة لينة سهلة الانقياد والانصياع والمطاوعة . ) ص124 . لذا أن  لغته الشعرية ,  تمتلك الحلاوة والطراوة ,( لاجل ان يشكل فيها مفردات تعبيرية غير مطروقة ومألوفة في القصائد الشعرية , التي تملك قوة التأثير في الواقع المحفز بالاثارة والاستفزاز , في سبيل ايقاظ الحواس المحسوسة وغير المحسوسة , بجرسها الرنان في آذن الذات العامة . اذ ان هذه المفردات بثوبها الجديد , تملك الدهشة الباهرة في الصدى الرنان , مثل المفردات العشقية التي ادخلها لاول مرة في الرؤى الشعرية , كمفردة ( صوفائيل ) حكيم العشق . كمفردة ( عشقائيل ) وحي العشق , في مملكة الحلمية للعشق , واستخدامها في توظيف جمالي  غير مسبوق في القصيدة الشعرية ) ص125 . لذلك ربط الحلم بالجمال بالامل , لكي يشعر بكامل حريته في القصيدة  ( وجدت نفسي  في الشعر . فالشعر هو المرض الوحيد , الذي أسأل الله في مساعدتي , كي لا أشفى منه , ولسبب جوهري , هو أنني امارس حريتي إلا على الورق , لانه المنديل الوحيد القادر على تمسيد جرحي ومسح دموع قلبي ) ص314 .
هذا هو السماوي الكبير , عسل الشعر الاصيل   . وأصبح  مزار لطلاب الدراسات العليا , والبحوث العلمية والادبية , فطلاب الدراسات العليا , الماجستير والدكتوراه , يتهافتون على دراسة تجربته الشعرية العملاقة .
واعتقد ان كتاب ( مرافئ في ذاكرة يحيى السماوي ) يلبي الطلب . كمرجع ومصدر مهم لاغنى عنه  , يلم بتجربة السماوي  .
ولابد من الاشارة المهمة :  المقدمة الرائعة التي قدمها استاذ النقد الكبير ( حسين سرمك ) في صدر الكتاب . اعتقد أنها أنموذج الدراسة والنقد الموضوعي الرصين , الهادف الى الحقيقة .
الكتاب : مرافئ في ذاكرة يحيى السماوي
المؤلف : لطيف عبد سالم
الطبعة الاولى : عام 2019
تصميم الغلاف : أمينة صلاح الدين
الاصدار والطبع : دار تموز / ديموزي . طباعة . نشر وتوزيع / دمشق
عدد صفحات الكتاب : 320 صفحة
 جمعة عبدالله





291
اعلام قناة الجزيرة : نفاق . تحريف . تضليل . مثال النتائج الانتخابية لبلدية أسطنبول
في محاولة مزيفة لخداع وتضليل الجمهور  , بهدف تمييع وافراغ الانتصار الكبير لمرشح المعارضة .   (حزب الشعب الجمهوري ) في بلدية اسطنبول , ومني مرشح اردوغان بالخسارة الساحقة . وهي تعود نتائجها الى اردوغان مباشرة , وسياسته الهوجاء , التي جلبت الانهيار الاقتصادي ,  وانهيار العملة التركية ( ليرة ) . لقد حقق مرشح المعارضة ( اكرم امام اغلو ) . حقق هذه المرة انتصاراً كبيراً . بالفارق الكبير  حولي ( 800 ألف صوت ) , سمي هذا الانتصار بالضربة القاسية الى اروغان نفسه  , وان مصيره السياسي  آلآن محفوف بالمخاطر , حتى داخل حزبه ( حزب العدالة والتنمية ) وحسب تصريحه سابقاً  ( من يخسر اسطنبول يخسر تركيا ) هكذا انقلب السحر على الساحر , ليتجرع علقم الهزيمة النكرى . بخروج بلدية اسطنبول من عباءة اردوغان وحزبه بعد 25 عاماً من الهيمنة الكلية لحزب العدالة والتنمية , بأعتبار ان بلدية اسطنبول الحصين المتين  الى اردوغان وحزبه  . ولكن كيف تلقى اعلام قناة الجزيرة هذه  الصدمة الكبيرة . وكيفية امتصاص الخسارة الساحقة , الى   حليفهم المحبوب  اردوغان ( امام الاسلام والمسلمين / حسب فتوى القرضاوي ) .  وذلك  بتسويق الخداع في الانتصار . في رسالة خطاب النصر , التي وجهها الفائز في بلدية اسطنبول , التي خرجت من عرين اردوغان وحزبه . لقد وجه المنتصر لبلدية اسطنبول ( اكرم امام اغلو ) رسالة تحدي صارمة الى اردوعان . بأنه حاول خنق الديموقراطية , ومحذراً ان الديموقراطية ليس لعبة وفق ما يشاء . وان انتصاره يعني  انتصاراً  للديموقراطية , التي حبسها في قصره في انتهاكات صارخة وهوجاء في ليلة 31 مارت ( اذار )   . تحول نص خطاب النصر بالتحدي الصارم . الى رسالة توسل ويطلب العطف والمساعدة من اروغان ( سيدي الرئيس !! ) اطلب مساعدتك بطلب مقابلتك  . وهذا النص التحريفي , لذي سوقه اعلام الجزيرة :
بادر مرشح المعارضة الفائز بانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إلى طلب لقاء عاجل مع الرئيس رجب طيب أردوغان، معربا عن تمنيه أن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لإسطنبول.
وقال إمام أوغلو مخاطبا أردوغان "سيدي الرئيس، أنا مستعد للعمل معك في تنسيق تام، وأطلب من هنا مقابلتك في أقرب وقت".
وأضاف "سأعمل بجد دون تمييز ضد أي كان"، قبل أن يردد مجددا شعار حملته "كل شيء سيكون على ما يرام".
واعتبر أوغلو أن "هذه الانتخابات تعني فتح صفحة جديدة؛ إنها تشكل بداية جديدة". وفيما يبدو تلطيفا لخطابه السياسي تجاه خصومه؛ قال إن كل إسطنبول وتركيا فازت بهذه الانتخابات وليس مجموعة أو حزبا واحدا.
ومع فرز نحو 99% من الأصوات، حصل إمام أوغلو على 54%، مقابل منافسه بن علي يلدرم، الذي نال نسبة 45%.
وحقق أوغلو بذلك تقدما بأكثر من 775 ألف صوت، بزيادة كبيرة مقارنة مع انتخابات مارس/آذار الماضي عندما فاز بفارق 13 ألفا فقط
وهذا نص خطاب النصر : 
بعد 25 عاماً يأتي الانتصار الكبير . رغم محاولات اردوغان المستبد اجهاضه , وخنق الديموقراطية . بحجج هوجاء لاتنتمي بتاتاً الى المفاهيم الديموقراطية . ولكن الديموقراطية عادت منتصرة اخيراً . بذلك اعبر عن شكري واعتزازي الى كل سكنة بلدية اسطنبول ( 16 مليون ساكن ) اوجه لهم الشكر الكبير , مهما كانت اطيافهم واحزابهم السياسية واعراقهم . الى كل الذين أدلوا بأصواتهم , مهما كانت اختياراتهم. الشكر الى كل الشعب التركي . مهما كانت اعراقهم . حتى من سوريا . او من اليونان ( دأب اردوغان على العزف على تأجيج المشاعر القومية والدينية . بأن اصول أكرم امام اغلو.  القديمة يونانية . وحسب دعاية اردوغان , بأنه مدسوس من اليونان , بهدف ارجاع اسم اسطنبول القديم ( القسطنطينية ) يعني عودة الاحتلال اليوناني من جديد . في سبيل الحاق الهزيمة بخصمه السياسي , لكن هذه المحاولات منيت بالفشل الذريع ) . واضاف ان الديموقراطية انتصرت رغم محاولات اردوغان الهوجاء . واليوم تعود مجلجلة بالنصر . لذا اطلب من السيد الرئيس , لقاء لمناقشة مشاكل سكنة بلدية اسطنبول , وما يعانون منه في حياتهم اليومية . طالما يمتلك السلطة المركزية . واطلب الكف عن الخصام والتنابز في الصراع السياسي العقيم .
جمعة عبدالله

292
قراءة في المجموعة الشعرية ( على أثير الجليد ) للشاعر عبدالستار نور علي
شاعر متمكن من موهبته الشعرية الفذة . يبحر في الحروف الشعرية  الجميلة , في لغته الرشيقة . والعميقة في الصياغة الصور الشعرية البليغة في مدلولاتها . يطوف بقيثارته الشعرية , المحطات والمرافئ ,  وارصفة المنفى والتشريد والتهجير . انه سندباد الشعر في الهموم الغربة ومحطات المنافي , بلا كلل ولا وهن . طالما الحنين  والشوق يهزه من اعماق وجدانه . من اعماق المعاناة الانسانية . من معاناة  العراقي , الذي  اصبح حقيبة سفر , في التشرد والغربة , ويخوض اعماق محنته الى المنافي الغربة  . لكنه يأخذه الشوق والحلم , أنه شاعر حالم رغم المحنة التي تغلي وتفور في الضلوع . أنه حالم رغم لوعة الالم . يتنفس بشوق وحنين رائحة العراق . أنه يحمل العراق في اعماق وجدانه . ولا يكف عن حب العراق , طالما يتنفس هواء الحياة , يحمل معاناة العراق في شعره ووجدانه , لذلك يعزف في الناي والربابة , ليثبت انه عراقي المنشأ والاصل , عراقي يلبس ثوب نخل العراق . . لذلك  يجد الشعر  وسيلة للدفاع عن صرح العراق , ويعلن للملاء محنة العراق , إلا بقيثارة الشعر وايقاعها  الرنان . يسهر الليالي بأرق العراق . ويحلم من السحب والغيوم الكثيفة , ان تمطر لو مرة واحدة , لتغسل احزان العراق . تنشف دموع المعذبين والمعدومين . هكذا يصهل بكلمات الشعر , بالحب المقتول والمغدور , كالحلاج  الذي صلبته الكلمة الشريفة والنزيه , صلبه العشق والحب والهوى  للناس والحياة  , لم يهادن محاكم التفتيش .  لم يغازل الاغنياء والسلاطين , ودافع عن شرف الكلمة ونقاوتها , من ان تتلوث بالسواد . هكذا صدحت المجموعة الشعرية ( على أثير الجليد ) . بما تحمل من عذاب ومحنة . لكنها في نفس الوقت تحمل الحلم بالغرض النبيل . يضعها في صفاء الذهن والرؤية . يضعها في خمرة الشعر بحلاوته الجميلة  . يحمل عالمه الصغير ( العائلة ) وعالمه الكبير الاكبر ( الوطن / العراق ) . لذا فأن قلبه مشطوراً الى نصفين , ولكن يغطيهما بالحلم الاتي بالغد . هذه المديات الجمالية , سكبت حروفها على أثير الجليد والثلج في البرد والهجير . ليتدفئ بنار الشوق والحنين . عسى ان يطل باب الفرح . بعدما  طفح الكيل . لكن انطلقت صفارة الانذار , لتكسر سارية الفرح .
دقَّ طفل مشرقي بابَ الفرحْ
لم يجيبه أحد ,
تزاحم الخيول
تنتظر السباق نحو ساحة الفرحْ
فأنطلقت صفار الانذار
قد كسرت سارية الفرحْ
لذلك لم يبق له وسيلة , سوى العزف على الناي , ليسكب اوجاع القلب بلحن حزين , الذي لم ينام , ولا  يتعب من الترحال والتجول في محطات التهجير , وارصفة الغربة , وفي عز البرد والجليد .  من معاناة الهجير والترحال. يستيقظ حادي عازف الربابة , يعدو , يصرخ لكن صوته يضيع ويتيه  بين الرمال والكثبان .
يا أيها القلب ما نام
من كثرة الترحال .....
والتجوال ...
والتهجير !
ما تبتغي
من بعد هذا البرد والهجير ؟
------------
أستيقظ الحادي
يعدو على رجليه
يصرخ خلف الريع والركبان
وصوته يتيه بين الرمل
والكثبان
ويأخذه  ويهزه الشوق والحنين الى الوطن الراقد  في اعماق الروح والقلب . يتقاسمه خبز الحنين  . يمسد نبض الوطن المكلوم ,  في لوعة ولهب وشجن ووحشة  ,  والاشتياق يهزه من الاعماق . حين يشم ريح الوطن البعيدة , والقريبة من جدران القلب
المطر الهامس يبكي
يزحف
والقلب غريق في الرهبة
في الوحشة
- ألو بيروت !
ألو بغداد
لوع .. شوق ... لهب ..
شجن .... يقفز .. يقتربُ
من بين خزائن جرح نار تلتهبُ
يهبط الثلج فوق سور الليل , في صمت وشجون , ليشعل نار الشوق . مصلوباً على شمس الغد , او ما بعد الغد , برودة أمل تسري على اوتار القيثار بدون حد
الثلج يهبط فوق سور الليل
والشجن المسجى غصنها في الصمت
والشوق الحزين
تسبح في الشمس غداً
أم بعد غدْ .
برودة تسري على القيثار دون حد
تمضي السنون وتتساقط الاوراق والفصول . والعراق في غابات الادغال الوحشية . يحمل مأساته , كصخرة سيزيف , يحملها على ظهره في معاناة الهجرة والتهجير والترحال. كأنه حقيبة سفر بين المحطات وارصفة الغربة . اصابه وباء التشرد والتهجير . ويطوف في المحطات الصغيرة والكبيرة , بجوازات بأسماء مزورة , ولكن بقلب العراق  وثوب النخل العراق
 ( يا فشلة الملهوف ويدور هله بمحطات )
صرنا محطات
حقائب
تسميات في جوازات مزورة
خلقنا كل رسم غير أسمك يا ..........
من أين جئت ؟
من العراق
واين شبتَ ؟
في العراق
واي ثوب ترتدي ؟
نخل العراق ...
 هكذا اصبح العراقي حلاج جديد , يطارده الموت والصلب . اينما وجد , واينما صهل بخيول الشعر , تنادي بالحب والعشق ,  وبأسمه يدعو الى منازلة الاغنياء والسلاطين , الذين سدوا هواء الحياة وحرموا الفقراء من رغيف الحياة . ولم يعرف للخوف طريقاً  . ولم يهادن بالحب والهوى  . من قصيدة ( الحلاج مصلوباً ) .
لوحةُ الشعراء تنادي الحبَّ
من بين صهيل الشعراء
واهتزاز الاتقياء
هو ذا الحلاج مصلوباً
ويزهو
دون ان يعرف للخوف طريقاً
او رفيقاً
لم يهادن في الهوى لوناً
سكوناً
بأسمك اللهم يدعو الفقراء
لنزال الاغنياء
وحروب الاقوياء
فكل يوم محنة في اشرعة المنفى , هربا من غابات الادغال الوحشية , بالاشباح والاضداد  .ويموت شاعر بصمت حزين  في المنفى  , رغم ان روحه تصعد مع  السماء , لتواجه الحساب في ثوب وقلب ابيض ناصع البياض , بالدفاع عن صرح الوطن ,  وحق الفقراء في رغيف الوطن . قصيدة الى الشاعر الراحل ( رشدي العامل ) .
في كل يوم هجرة ,
فشاعر يحط بين غابةٍ
تلتف بالاشباح والاضداد ,
وشاعر ينام في أردية الاضداد ,
وشاعر يغفو مع الصمت لظىً
منتظراً أشرعة النداء ,
وشاعر مات مع السماء ,
في كل يوم هجرة ...
منفى .. رؤىً ...... صمتاً .... واختفاء ,
وقد كتب النزال والنفي على
الشعراء
الانبياء
في زمن يسد باب الاتقياء ,
هذه مزامير الشرق الحزينة , تتلوى بوجعٍ على ابجدية المجموعة الشعرية ( على أثير الجليد )
جمعة عبدالله

293
قراءة في رواية ( الجنائن المغلقة ) الجزء الثاني
يضعنا المبدع الكبير ( برهان الخطيب )امام عمل روائي متكامل الابداع والتقنية والصياغة  . في النص الروائي  . وهو يخوض في غمار الواقع السياسي ,  في مرحلة معينة من تاريخ العراق الحديث , المضرجة  بالدماء والعنف المفرط واساليب التسلط الشمولي ,  الحبكة السردية وتداعياتها تمثل ارهاصات خلاصة  التجربة الحياتية  والمعايشة والفعلية في لب الصراع المتعدد الاطراف والاشكال . في الخوض في خارطة  التفاصيل , لاصعب مرحلة او  حقبة سياسية معقدة ومتشابكة . وهي تتناول كيفية  انتزاع  السلطة بالطرق اللاشرعية , وكيفية احتكار العمل السياسي , وكيفية ملاحقة الخصم على أمل  تدميره , سياسياً وجسدياً . المتن الروائي يتناول ايضاً  التخبط في اسلوب وعمل التنظيمات المعارضة العراقية في الخارج  . يسلط الضوء الكاشف على كل اطرافها  الساسية بكل الوانها واشكالها . وخاصة في فترة السبعينيات من القرن الماضي , والفترات المتعاقبة والمتلاحقة بعد ذلك . من خلال المعطيات الحقيقية , بالوثائق المستندات الدامغة . ليستقرئ الاوضاع السياسية السائدة آنذاك  ,في تقمص  دور  دور رجل الامن  الغليظ  والمتزمت , وبالسلوك الذي يعتمد على الاساليب في  المكيدة والدسيسة والاحتيال . في  ممارسة نهج التصفيات السياسية والجسدية للخصم السياسي . مما خلقت  اوضاع شاذة في اراقة  الدم العراقي , وفي التضييق الكامل  على الحرية العامة والخاصة , وانتهاك حقوق الانسان   . وتصاعد وتيرة الارهاب  بطفرات كبيرة  ,  مما خلقت النزوح والهجرة  والتشرد خارج الوطن .  في محطات الغربة والمنفى  والاغتراب .  وهذه المحطات  :  ( سوريا . روسيا . السويد . الدنمارك ) تناول مسار المتن السردي بتسليط الضوء على كل محطة من هذه المحطات , التي تتواجد الجالية فيها  العراقية   . مثلاً سوريا , لا يخرج ولا يدخل اي عراقي  , بعيداً عن مجهر المراقبة الامنية  , وتحت سمع وبصر المخابرات السورية , وعيونها منتشرة حتى  داخل تنظيات المعارضة , ولها اليد الطويلة على اطراف المعارضة بكل اشكالها والوانها . كما يكشف المتن الروائي , التنابز والخلاف والتناحر  , الذي يسود عمل التنظيمات المعارضة  السياسية . والكل يدعي بأنه سيكون  الوريث الشرعي  بعد سقوط النظام في بغداد   , وكذلك يد النظام الاخطبوطية , المتغلغة في اعماق المعارضة وتنظيماتها   . ويتناول النظرة  الارتيابية ,  لكل من يدعي انه مستقل ولا يحبذ العمل السياسي ولا الانخراط فيها     ,  فمعنى  الاستقلالية مرفوض  , يعني يضع نفسه في وضع غير مأمون وصعب وغير مرغوب به  , ولا يمتلك شرعية الاقامة على الارض السورية , إلا بتزكية من احدى تنظيمات المعارضة . حتى ( خالد ) كان يخطط بأن يكون بعيداً عن الاجواء السياسية والحزبية وطقوسها كلياً  , وان يكون مستقلاً , متفرغاً للعمل الادبي . لكنه وجد نفسه يغوص في اعماق بحر السياسة المتلاطم بامواجها العاتية , وجد نفسه مشدوداً الى خيوطها ( أراد  خالد كل حياته ان يكون بعيداً عن السياسة فوجد نفسه في لبها ! . أن يكون متفرجاً مستقلاً فوجد أنه مشدود بخيوط مرئية وغير مرئية الى مسرح الحياة ) ص405 .  والمتن الروائي سلط الضوء على الشخوص المحورية في  الرواية ( خالد . عدنان . صلاح ,  رباب . غالا . ضرغام . حامد ) . ويتابع خيوط تواجدهم في روسيا . وكذلك في انتقالهم الى السويد لطلب اللجوء , يتابع تفاصيل حياتهم وطرق تفكيرهم في هذه البلدان , التي احتلت مساحات واسعة في  ثنايا الحبكة السردية . التي جاءت من ثمرة عمل روائي ,  بالجهد المثابر والدؤوب , وبالعمل المتواصل دون انقطاع , أستمر ست اعوام . ليقدم  هذا العمل الروائي . الذي وظف عدة اساليب متنوعة , في اشكال التقنية الفنية والتعبيرية في اسلوبية الرواية الحديثة , واهم هذه الاشكال , الرصد البوليسي  , في الملاحظة والتدقيق والتحليل والمتابعة  . في اسلوب رشيق ومرهف .
               ×× أحداث المتن الروائي :
× بعد طرد وابعاد ( خالد ) من روسيا , بالمعاملة الخشنة , حيث لم يسمحوا له بأخذ اي شيء ,  ولم يخبره سبب الاستدعاء ,  او الجهة التي يتوجه اليها  , لكي يجهز نفسه . وجد نفسه  في الحجز لم يسمح لزوجته وابنه في الزيارة في الحجز   .اي انه طرد بأسلوب  تعسفي وظالم  ,  فمن الحجز الى المطار دمشق  , وهل لا يعلم الى اين ؟  واستلم جواز سفره في مطار دمشق . بدون مال سوى حقيبة سفر . فكان يبحث عن قشة انقاذ لوضعه الصعب , بأيجاد صديق ,  او من معارفه , او من اهل مدينته ( الحلة ) وراح يفتش عنهم في مرقد السيدة زينب في الشام . ووجد اقربائه ومعارفه واصدقائه هناك  , وساعدوه في تخفيف معاناته   . وجد الدعم المالي بالاقتراض المالي ,  ليمشي اموره الحياتية , وكان يخطط بأية وسيلة في الرجوع الى روسيا مجدداً , ليدبر احواله هناك ,  ثم الانتقال الى احدى  دول الهجرة . وعرف عن قرب على الخلافات في  التنظيمات المعارضة العراقية , واحوالها البائسة , التي تكتنف حياة العراقيين بالضائقة الحياتية والمالية . وبعد مساعي حثيثة ,  حصل على جواز سفر مزور وتذكرة سفر سياحية الى روسيا . وبالفعل دخل روسيا في عهد ( البيرسترويكا ) . ووجد الاحوال متغيرة في مدينته وكذلك في الاوضاع العامة في البلد   , وجدها  تعيش المعاناة والفوضى في الاوضاع الجديدة . وبدأت تعيش في وضع بائس وتعيس   ( لكن المدينة  بدت في عينيه وكأنها في بداية عهد تعيس . نظافتها ونظامها الصارمان القديمان يختفيان وتحل فوضى في الشوارع والبيوت ... مؤسسات كبيرة تتحلل الى دكاكين صغيرة . والناس في عجلة الى مجهول . القبضة القوية ارتخت فبدأ كل يبرز قبضته ) ص207 . فلم يستقر به الحال في روسيا , فشد الرحال الى السويد , طالباً اللجوء والاستقرار فيها . لكن من الصدف , أنه  وجد غريمه القديم والعتيق ( عدنان ) الذي ساهم بمكيدة منه في ابعاده من روسيا . وكما أن  ( عدنان ) يمثل شخصية عدوانية  بالمزاج الشرس والانانية القصوى  . وكان سابقاً , الحارس الامين والمدافع الشرس عن السلطة وحزب البعث , وساهم في الجرائم الكثيرة , في الاعدام والقتل , حت لاقرب اصدقائه , نفذ فيهم القتل  . ولكن حين اشتد عليه الخناق هرب من قبضة  النظام , وانتقل الى دور المعارض . واساليبه المفضلة في السلوك والتصرف , هي  المكيدة والدسيسة والحيلة , من اجل الايقاع بخصمه . وعرف ( خالد ) بأن غريمه دخل السويد  , بأسم مستعار , اسم صديقه القديم ( أياد مجيد ) الذي نفذ به حكم الاعدام في بغداد بموافقة النظام . لهذا يبقى السؤال والتساؤل , عن جريمة القتل , والجثة التي وجدت مقطوعة  الاوصال , التي عثر عليها , في احدى الغابات في السويد . والتي عرف عنها بعد التحري والتدقيق والتحقيقات المضنية والمتواصلة , عرفت جثة القتيل بأسم ( أياد مجيد ) . فمن يكون القاتل والقتيل ؟  , أذا كان القتيل بأسم ( اياد مجيد ) معدوماً في بغداد   .  لذا من ممكن جداً ان ( عدنان )  ارسل لشخص معين لينفذ به جريمة القتل بأسم ( أياد مجيد )  , لكي يهرب الى بلد اخر , وخاصة انه ضاقت عليه الدائرة اعدائه  المحيطة به ,  والذين يطالبون برأسه  . ( ضرغام ) شارك في اعدام ابيه  بدسيسة مغرضة    . و ( خالد ) ساهم بطرده من روسيا ,  رغم انه كان  متزوجاً  من روسية ولديه ابن ( سالم ) . و ( رباب ) كانت عشيقته وخليلته في الفراش , اثناء دراستها في روسيا , وكان يستخدمها لتجسس على العراقيين , واجهضها اكثر من مرة , وفي الاجهاض الاخير , لم تستطع اجراء  عملية الاجهاض  , لذلك احتفظت بالجنين . و ( حامد ) شقيق ( خالد ) ارسلته الحكومة العراقية , لينفذ عملية الاغتيال بحق ( عدنان ) لانه خرج من بيت الطاعة للنظام   ( لقد تم ارسال حامد بمساعدة المخابرات الى هنا بأعتباره هارباً من الخدمة ومعارضاً للنظام في بلده , مزوداً بعنوان عدنان لقتله والعودة الى بغداد لينعم بمكافأت ) ص328 . لكنه استغل الفرصة ليهرب من النظام ,  وينفصل عنه كلياً , ويتزوج من خطيبته القديمة بنت عمه ( رباب ) . ولكنه كان لم يوافق على تواجد الطفل في البيت  , الذي هو ثمرة غير شرعية في العلاقة الجنسية , بين ( رباب ) و( عدنان ) . أما ( ضرغام ) فهو متزوج من ( غالا ) الروسية . التي كانت  عشيقة وخليلة ( عدنان ) والتي لم تقطع علاقتها المشبوهة حتى بعد الزواج  , مما اضطر ( ضرغام ) ان  يعتدي عليها , وهذه بدورها  اقامت دعوى ضده عند الشرطة , واودع السجن بتهمة الاعتداء على زوجته . ولكنها اختفت مع اختفاء ( عدنان ) بعد ذلك  . لذلك يظل لغز اختفاء ( عدنان ) وجريمة القتل التي حدثت  . حتى التحقيقات الاجهزة الامنية  , لم تتوصل بشكل قاطع الى هوية القاتل والقتيل , حتى بعد مرور عشرة سنوات على ارتكاب  الجريمة . وفي محاورة  في المطار بين خالد  والمحقق , الذي تولى ملف الجريمة على عاتقه  ( - لم تعرفوا قاتل عدنان حتى الآن وإلا كانت وسائل الاعلام ذكرت ذلك.
- مقتل عدنان لم يثبت بصورة قاطعة لي . وما يحيرني ان عدنان لو لم يكن هو القتيل فلماذا لم يظهر في بلده أو غيره بعد تغير النظام وانقضاء عهد صدام ) . ص422 .
عمل روائي يستحق القراءة .
× الرواية : الجنائن المغلقة / الجزء الثاني
× المؤلف : برهان الخطيب
× الطبعة الاولى : عام 2006 . في بغداد
× عدد الصفحات : 431 صفحة
جمعة عبدالله

294
محاربة الفساد قد تؤدي الى أنهيار العملية السياسية وسقوط رموزها
هذا الاعتراف جاء على لسان  أحد حيتان الفساد الكبيرة . وبتصريحه يكشف عن حجم الخراب والدمار العراقي . نتيجة الجمرة الخبيثة / الفساد . الذي أصبح نهج وعقيدة ومبدأ . وسلوك اخلاقي في عقيدة وقيم الاحزاب الدينية الحاكمة . التي خرجت من رحم الفساد  والفرهدة , واصبح شاغلها الاول , هي  المغانم والفرهود . ولا يمكن ان تعيش بدون اللصوصية والسراقة والنهب  , فهي اكسير حياتها وبقائها في الحكم والنفوذ , وبدون هذه الاوبئة الجرثومية , يعني موتها وانقراضها حتماً  . هي الحقيقة يعرفها الداني والقاصي ,  بشكل مكشوف ومعلوم . في حجم وضخامة الفساد المتغلغل في مؤسسات الدولة , الصغيرة والكبيرة . حتى لم تعد حيتان الفساد , ان  تخاف وتخشى من كشف  الحقيقة  . فلم تعد تخشى التهديد من احدٍ . لذلك تكشف عن عوراتها بكل ثقة واطمئنان . طالما خدروا  المواطن بحشيشة الطائفية , واصبح ينام ويستيقظ على روثها القذر والعفن . لذلك ضاعت الامال في الانفراج والتخلص من غول الفساد .  وكسدت بضاعة من يتاجرون بالامل الكاذب , بمحاربة الفساد والفاسدين . ومن الذي ظل متعلق بهذا الوهم والامل الكاذب , فأنه يعيش في اوهام وسراب . كأنه يعيش في وادٍ ,  والواقع في وادٍ آخر .لان الفساد اصبح سلوك حياتي واخلاقي عميق ومتجذر في شريعة وناموس  هذه الاحزاب الدينية . من نتائج الفساد  المدمرة . شطب الاصلاح والبناء والاعمار والتنمية . شطب تقديم الخدمات العامة ,  والصحية والطبية والاجتماعية والتعليمية . انتشار الرشوة والنصب والاحتيال والابتزاز . وخرج من هذا الخراب العام , الارهاب والجريمة والعنف . زيادة الفقر والفاقة , وتصاعد معاناة المواطن الى الجحيم . لا كهرباء , لا ماء صالح للشرب , لا رقابة على المواد الغذائية الفاسدة والمسرطنة . لا رقابة على الادوية المغشوشة والفاسدة . اهمال المواطن الذي يجد نفسه وسط الجحيم وحيداً  , لا معين ولا نصير . بينما نجد البلدان التي تحترم المواطن . توفر له الخدمات والرعاية الصحية والطبية مجاناً . توفر له الحياة الكريمة , لان هذه البلدان تحترم نفسها  وتحترم المواطن , وتسعى الى خدمته لكسب ثقته بها . تتعامل بالمسؤولية والاخلاق والقيم النبيلة . لا بالخداع والاحتيال . وليس عندهم مثل هذه الاحزاب , التي  تتعارك وتتخاصم على المغانم والفرهدة , واحتكار الدولة مؤسساتها لتضيفها الى رصيدها المالي . ان العراق لا يمكن ان يرى النور , إلا بانقراض وموت هذه الاحزاب الفاسدة , وهذا من المحال ............................   والله يستر العراق من الجايات !!
 جمعة عبدالله



295
قراءة في الديوان الشعري ( أناشيد زورق ) للشاعر جميل حسين الساعدي
موهبة شعرية فرضت نفسها على الواقع الثقافي , منذ صغره وهو يافع , يخوض تجربة  غمار الشعر في موهبته الاصيلة . التي تحمل في طياتها جمال الاصالة الشعرية . ومنذ ذلك الوقت , وهو يبحر  غمار الشعر في تجربته وخبرته الطويلة . قد تتجاوز  على  على خمسة عقود . . وقد اصدر من خلالها اربعة دواوين شعرية . والكثير من القصائد التي لم توثق في دواوين شعرية اخرى . وهذه الدواوين الاربعة :
1 - الديوان الاول ( اللواهب ) عام 1975 .
2 - الديوان الثاني ( رسائل من وراء الحدود ) عام 1980 .
3 - الديوان الثالث ( أناشيد زورق ) عام 2005 .
4 - الديوان الرابع ( طقوس ) عام 2006 .
كما اصدر رواية باللغة الالمانية . رواية ( تركة لاعب الكريات الزجاجية ) .
ونتناول في هذه المقالة . بمثابة استكشافات  في عمق  الرومانسية العذبة والشفافة من خلال ديوانه الثالث المعنون ( أناشيد زورق ) . في عوالمه الرومانسية .  بالمشاعر الملتهبة والجياشة . والديوان الشعري , يأتي  ضمن انجازه الشعري الطويل في تجربته المتألقة  , التي  تتميز في اسلوبية متفردة وجادة , و تملك لون خاص في تناول العالم الحالم بالرومانسي  , في احاسيسه المرهفة والملتهبة من اعماق الوجدان . ويتميز شعره الرومانتيكي في صياغة  جمالية الاحساس  بالمشاعر التي تبحر في بحر العشق والهوى  . ولكن  رغم جراحها ومعاناتها , لكنها لاتدلف الى مناقب  النوح والبكاء . رغم المحنة والعذاب في  الحب والعشق ,  الذي يتلاعب بمشاعر القلب والوجدان  . ان قصائده الشعرية , تمتلك آفاق واسعة وخصبة في عشبة  الخيال الرومانسي الخلاق . وهي ليس محض خيال صرف . وانما تملك فعل وتجربة صادقة , في تجربتها ومعاشيتها , الفعلية والحقيقية . تملك ارضية واقعية في التناول في خوض تجربة   الحب والعشق . في الهوى والهيام , في طينة الحب الجياش الصادق الذي يفور في الضلوع  , أن  قصائده ليس للاستهلاك الرومانسي العابر . بل أنها منفلتة  من اعماق الوجدان ونبض القلب . في العشق الذي يجري نبضاته  في العروق والشرايين . يقدمها في  هالة الشعور الرومانتيكي . في اطار شعري حديث في الفنية في  تقنياته المتطورة في الصياغة . يشد القارئ اليها ,  ويجعله يبحر في الرؤى الرومانتيكية  بكل  الشوق والاشتياق   . ويتعاطف وجدانياً مع الشاعر . الذي ترجم مشاعره الصادقة والحساسة في رؤى الشعر  . التي تعطي قيمة للحب والعشق , تعطي قيمة للمرأة الحبيبة , حتى في خصامها وخلافها وانفصالها عن رابطة الحب والعشق . فهو يمتلك مشاعر جياشة في الحب العذري , ولا ينزلق مطلقا الى الشبق الايروسي الملتهب . وانما يعطي قيمة معنوية لهالة الحب , في الحنين والاشتياق في العطش والظمأ الروحي . رغم معاناة الحياة وشقاء قسوة الحياة , التي تجني على الحب الصادق الملتهب في مشاعره الجياشة . لنسافر في رحلة الديوان الشعري ( أناشيد زورق ) في بعض قصائده المختارة , التي تعطي الخطوط العامة لعالمه الرومانسي .
1 - حين يهدر الحب فرصة التسامح والتصالح : ويقود آفاقه  الى مجاهيل مسدودة  . ليس لها شراقة وبسمة أمل ,  من الشوق والهوى , وانما تجعل سماء الحب , ملبدة بالغيوم بالرعود والبروق والتشاجر  , في العواصف الهائجة , التي تفضي الى  هجرة الحب وسد ابوابه  . لكنها في نفس الوقت  تفتح باب  الجراح بالفراق والهجر .  ولا  تختار طريق الندامة    , ولاترجع الى مسالك الحب الصافية ,  الحب ليس التلاعب على العواطف التي تقود الى أطفاء شعلة   , فهذا الطريق والاختيار  مرفوض , بدلاً من ان ترجع نادمة .
إني أنتظرت بأن تعودي نادمة              لكن رجعتِ كما السماء القاتمه
مزروعة بالرعدِ والامطار تنْ......         تنفضين في وجهي زوابع ناقمه
ان تعصفي مثل الرياح وتعبثي              بعواطفي أو تعودي  غائمه
هذا الخيار رفضته ورفضت أن             أحيا بغير مشاعري المتناغمه
-------------------
لا لنْ يغامر من جديدٍ زورقي             حيث العواصف والسماء الغائمه
إني عرفت البحر في هيجانه             واخاف من امواجه المتلاطمة
لا تذكري الماضي فقد ودعته            لا توقظي في الجراح النائمه
2 - حكاية الحب : مغامرة الابحار في سفينة الحب , تتطلب السفر الدائم للعاشق المغامر, ان يجد عشبة الحب المشتهاة  . حتى تكون بلسم لهمومه النازفة , فهي البلسم الشافي  , ليجد روضته الزاهية , ليسكر في نبيذ الحب والعشق  الى حد الثمالة . ولكن يتطلب ذلك الوفاق والانسجام والوفاء . وليس ان يتخذ من الحب ساحة لتصفية الحسابات ,  فالحب النقي والصادق  , هو اكبر من كل الحسابات. واذا تحول عن ذلك , فيصبح  صب الزيت ليحترق الهيام والهوى , ليتحول الى رماد وفحم . ان ازهار العشق تتطلب المياه النقية الجارية من اعماق القلب . تتطلب الهواء النقي ولا الهواء الفاسد بالحماقات في تذكر الماضي وجراحاته النائمة .
  لا تذكري الماضي فقد ودعته                  لا توقظي في الجراح النائمة
  لا تفسدي بحساب صفو أوقاتي                فالحب اكبر من كل الحساباتِ
 دعي المشاعر تجري في منابيعها             طوعاً فلا  تحبسيها بانتقاداتِ
 ولا تنبشي في الذي فات من عمري           ولا تعيدي على سمعي حكاياتِ
والذكريات دعيها في مخبئها                    مدفونة مع احزاني وآهاتي
طويت صفحة اسفاري فلا تسلي                كم كنت أعرف قبلاً من محطاتِ
لا تسكبي الزيت في نار قد أنطفأت             إلا قليلاً  فذا احدى الحمقاتِ
3 - الحب من أول نظرة : الحب المخبؤ في سحر العيون , المتعطشة للهوى والهيام . تبرق في بريقها الجذاب . لكي تلهب عواطف القلب والوجدان . ليهيم في بريق العيون ونورها المشع . لترسم جنينة الهوى والاشتياق , لترسم بريشتها الاحلام الوردية . لتفتح الطريق لرحلة العشق , ليسكر بطعم حلاوة الحب . لتذوب العواطف , في المشاعر الجياشة , لتذوب في سحر العيون البراقة  في الهوى والهيام . ليجد مرفئه الحاني والموعود .
ذبتُ في حبكِ من أول نظرة                     وفؤادي لم يعد يملك امرهْ
منذ أن أبصرت عينيك وبي                      لهفة تلهب أعماقي كجمرهْ
ذهب الشوق بصبري كله                        آه لو أملك من أيوب صبرهْ
سكن الحب عروقي كلها                         صار يجري في دمي كل قطرهْ
أن في عينيك سحراً نافذاً                       أثقن الساحر في عينيكِ دورهْ
كل شيءٍ صار شيئاً اخراً                       في عيوني اصبح العالم غيرهْ
4 - أغنيات الحب : الحب الذي يلهب في لهيبه اعماق الروح . ويتمرغ  في انغامه واناشيده العذبة  , التي تعزف بلحن العشق والغرام , يتلألأ في سحر العيون الناظرة . التي تسرح وتتمرح في آفاق الهوى , لتطفيء شعلته المتوهجة  في خلجات الفؤاد , تعجز الكلمات عن الوصف والتصوير . في بريق اغاني العشق التي تموج وترقص على لحن الشوق والاشتياق . فالحب اسمى من كل الاشياء, وفوق كل الاشياء . وتذوب فيه كل الاشياء  . فهو المبتغى والمنشود ,وتطير به الروح رقصاً وطربأً واغاني  يتسامر بها  العشاق .
أصبحت أجمل أغنياتي كلها                  توحي بها عيناكِ والبسماتُ
غنيتها فترددت ملء الفضا                  والى المجرة طارت النغماتُ
لا تسألي كم احبكِ ليس لي                    كيل أكيل به ولا أدوات ُ
لتعذري لغتي اذا قصرت                      هل تحصر الحب الكبير لغاتُ
أني أحبك ِ فوق كل معدل                    حباً به تتحدث النجماتُ 
5 - المخادعة في  الحب : لاشك ان العلل  الظنون والشك  ومخاتلته في الحب , في التردد والتذبذب والمخادعة , والضحك على عواطف القلب . تجعل الحب يموج في المراوغة والخداع ,  تجعله في الفوضى العواطف ,   في هيجانها المتضاربة والمتنافرة والمخادعة  . فيتحول رؤى العشق والهيام الى مكيدة ومهزلة . لا تجلب سوى الاسى والحزن والآهات . يصبح سوى اللعب على الكلمات , في العواطف الكاذبة , سرعان ما تتبخر وتنطفيء نار الحب. فما اقسى الحب اذا اختار هذا الطريق .
   إن قلتها وتحركت شفتاكِ                      ( أهواكَ ) لست بقائل ( أهواكِ )
لا لست ناطقها فما الجدوى إذا                   مرت بأذني كاذبأ  اقاكِ
 
عيشي لوحدكِ واشربي نخب الهوى              كذباً فأني كاره لقياكِ
ما عاد قلبي للخداع مصدقاً                        فلتتركيه فقد صحى وسلاكِ
في الامس كنت أراكِ قلباً حانياً                     فأقول كالمسحور ما أحلاكِ
فأذا ضحكتِ فكل شيءٍ ضاحك                  وأذا بكيتِ فكل شيءٍ  باكِ
واليوم إذ ألقاك ِ يعصرني الاسى                فأصبح كالملدوغ ما أقساكِ
جمعة عبدالله



296
مقارنة : بين  أنتخاباتهم وانتخاباتنا . أنموذج الانتخابات في  اليونان
في البلدان المتحضرة  والديموقراطية . تحترم رأي وصوت المواطن . حقاً وحقيقة  دون تزوير واحتيال وتزييف . فأن صوت المواطن ,  الذي يعبر عنه بقناعة واختيار حر في صناديق الاقتراع   , يعتبر بارومتر  تقيس عليه الاحزاب والكتل السياسية المتنافسة على دفة صولجان السلطة والحكم . فتعتبر الانتخابات بمثابة  امتحان حقيقي  للكتل والكيانات السياسية , سواء في النجاح في المسؤولية , وكذلك الحرص على المواطن والوطن ,  او الفشل في المسؤولية ,  وكذلك الابتعاد عن المواطن والوطن , أو فشلت في نيل ثقة الشعب , لذا عليها الاعتراف بالفشل في ادارة المسؤولية , وتقديم الاعتذار الى الشعب ,  بأنها فشلت في تحمل المسؤولية ,  وانها غير جديرة في تحمل المسؤولية اعباء الوطن والمواطن  , هذه هي اسس ومفاهيم  الثقافة الديموقراطية , وعليها التنحي وفسح المجال للاخرين ,  الذين يحظون بثقة الشعب والمواطن , بتولي مسؤولية الوطن والمواطن . وعلى ضوء ذلك جرت في الدولة اليونانية , ثلاثة انتخابات في يوم واحد وفي نفس الوقت , بأن المواطن يجد  أمامه ,  ثلاثة صناديق انتخابية . وهي :
1 - الانتخابات للبرلمان الاوربي ( حصة اليونان 21 مقعداً من مجموع المقاعد في البرلمان الاوربي البالغ عددها 751 مقعداً . توزيع المقاعد  تتم حسب  نسبة عدد السكان في كل دولة اوربية  , والتي عددها 28 دولة .
2 - الانتخابات البلدية ( وتعتبر البلديات حسب الدستور اليوناني . حكومات مصغرة بكامل الصلاحيات, في ادارة شؤون البلدية من صغيرها الى كبيرها  ) .
3 - الانتخابات الاقاليم اليونانية ( عندهم اقاليم وليس محافظات مثلما عندنا في العراق . لذلك اليونان موزعة على اقاليم .  لها صلاحيات كاملة في ادارة شؤون  كل اقليم . وحسب الدستور اليوناني . يحق لكل اقليم الانفصال  والاستقلال عن الدولة المركزية اليونانية  ) .
الحزب اليساري الحاكم في اليونان ( سيريزا ) , سحق  بخسارة فادحة بهذه الانتخابات الثلاثة . مني بهزيمة ساحقة ( كان قد حصل في الانتخابات عام 2015 , على نسبة 36.34% . اما في الانتخابات الامس . في يوم الاحد 26 - 5 - 2019 . حصل على نسبة 23.76 % ).
اعلنت نتائج النهاية لهذه الانتخابات الثلاثة , في سويعات معدودة بعد اغلاق صناديق الانتخابات , وليس مثل العراق تستغرق اعلان النتيجة  اسابيع واشهر كاملة  . ثم لا توجد في اي دولة اوربية كيان , او جهاز اداري  يسمى المفوضية العامة  المستقلة للانتخابات . لان مسؤولية ادارة شؤون الانتخابات  , من صلاحيات وزارتي الداخلية والعدل , تحت اشراف كامل  ,من  لجان الاحزاب والكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات , ولها صلاحيات  كاملة غير منقوصة ,  في ألغاء صندوق او صناديق , والاستجابة الفورية , في تسلم الاعتراضات والشكاوي من اي حزب . في اعادة حساب عد الاصوات , او التدقيق في النتائج , بشكل مباشر وفوري  . لان نتائج الانتخابات النهائية , تسلم في اليوم التالي الى رئيس الجمهورية , لتصديق والتوقيع عليها , حتى تصبح شرعية وقانونية للدولة اليونانية .
ان الكيان المسمى , المفوضية العامة المستقلة للانتخابات , الذي يأخذ على عاتقه  المسؤلية الكاملة  . في ادارة شؤون الانتخابات ,  حسب التجربة العراقية للانتخابات المتعاقبة التي جرت في العراق . تحولت صناديق الانتخابات الى متاجرة ومساومة ومقايضة وصفقات مالية , في شراء المقاعد البرلمانية بالدفع المالي ( عربون المحبة ) . وحتى الذين يحتاجون الى اصوت انتخابية  اضافية . تحدد بالدفع المالي ( عربون المحبة ) مثلاً احد المرشحين في الانتخابات حصل على 20 ألف صوت انتخابي مثلاً , يتحول بكل بساطة وسهولة الى 200 صوت فقط . وبالعكس الذي حصل على 200 صوت انتخابي وفق شريعة ( عربون المحبة ) الى 20 ألف صوتاً .
بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات في ثلاثة صناديق انتخابية مختلفة , والتي اسفرت نتائجها  بخسارة ساحقة للحزب اليساري الحاكم ( سيريزا ) . اعلن رئيس الوزراء , تقديم  استقالة حكومته  امام رئيس الجمهورية  , وطلب تحديد موعداً جديداً لاجراء الانتخابات البرلمانية العامة . التي حددت خلال شهر واحد في فقط ,  رغم ان الفترة المقررة قانونياً للانتخابات البرلمانية ستكون  في نهاية هذا العام 2019 . . ولكن تقديم الاستقالة ,  هوبمثابة  الاعتراف بالفشل في المسؤولية . وفشل في نيل ثقة الشعب والمواطن , لذا لا يمكن تجاهل صوت المواطن والشعب ساعة واحدة  فقط  . ولا يمكن ان يمارس الاحتيال والتلاعب  والزيف . لذلك قدم استقالته الى رئيس الجمهورية , وهذا بدوره سيكلف حسب الدستور اليوناني , في تشكيل حكومة موقتة تكون  برئاسة  رئيس المحكمة الاتحادية  العليا , الذي سيتولى مهام  رئاسة الوزراء وتشكيل حكومة موقتة لشهر واحد فقط ,  من الشخصيات  التكنوقراط المستقلة غير الحزبية  , تنتهي مهمتها  لحين اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية  المرتقبة . هذا العرف الديموقراطي المتبع   . وقد حدث تطبيقه  على عدة مرات على  فترات متعاقبة ,  بحكومات موقتة برئاسة رئيس المحكمة الاتحادية العليا . هذه هي  عقلية وثقافة البلدان الديموقراطية والمتحضرة , وغيرها زيف واحتيال وخداع على الناس وطعن للديموقراطية المغدورة   . بأن يتحول  رأي وصوت المواطن والشعب ,  الى متاجرة ومقايضة وصفقات مالية . تعلو على الوطن والمواطن المسحوق . ......................... والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله

297
تحرقوا العراق من اجل ايران
الاوضاع في المنطقة تتجه الى التصعيد والتوتر  الخطير , الذي يلوح بشبح الحرب ,  واشعال المنطقة والعراق خاصة ,  بنيران الحرب المدمرة والمهلكة , في التصعيد  المتشنج الذي يقرب ساعة الصفر . وان المحاولات في زج العراق في محرقة الحرب , باتت هدفاً للمليشيات التي تدين بالولاء المطلق لايران , وهي تحت وصايا واوامر الحرس الثوري الايراني . في استغلال وجودها ونفوذها في  زج العراق ,  عنوة دون أرادته ومصلحته الوطنية  , ورغم انف الحكومة والبرلمان  والمرجعية الدينية , التي توصي بسياسة النأي بالنفس . وعدم زجه في الصراع الدائر بين ايران وامريكا . لان مشاكل وازمات العراق الكثيرة تكفيه بنزيفها الجاري  , ولا يتحمل اثقالاً اخرى خطيرة تهدده بالصميم . ان ما يعانيه العراق من غول الفساد والفرهدة من احزاب الاسلام السياسي ( الشيعية والسنية ) . اهلكت العراق ونشفت خزينة  امواله وخيراته , التي تذهب الى جيوب اللصوص والحرامية من هذه الاحزاب الفاسدة  , احزاب علي بابا والف حرامي . اضافة مما يعانيه العراق من الضعف الامني . بسبب سيطرة المليشيات التي تدين بالولاء المطلق لايران , على حساب المصالح الوطنية العراقية , التي دسيت بالاحذية . واصبحت هذه المليشيات تتحكم بالوضع الامني , وفي كل شؤون العراق ,  الصغيرة والكبيرة  , حتى باتت هي الحاكم الفعلي , الذي يرسم مصير ومستقبل العراق . وان وجودها ليس فقط اهانة للدولة العراقية  , وانما حولت العراق الى دويلات تابعة الى عصابات  الاصنام المزيفة , التي تدعي العصمة والقدسية . مما دفعوا العراق الى الفقر والعوز والحياة الشاقة على شفاء الجحيم . ان هذه المليشيات بات هدفها المعلن توريط العراق بالحرب , بحجة الدفاع عن ايران وولاية الفقيه , وجعله طرفاً في الصراع الدائر , يعني تقود العراق الى الهلاك والمصير المجهول , من خلال اطلاق صواريخ اعلامية صاعقة , بتدمير وهزيمة امريكا من العراق والمنطقة  . تتناغم مع تصريحات قادة  الحرس الثوري الايراني , الذي يطلق كل يوم عنتريات فارغة , في تدمير امريكا , وان السفن والبوارج البحرية في الخليج والمنطقة تحت السيطرة الكاملة للجيش الايراني والحرس الثوري للتدمير  . وان مضيق هرمز تحت السيطرة الكاملة لايران , وان امريكا ستلقن درساً قاسياً بالهزيمة الشنعاء , وانها ستجر اذيال الهزيمة المنكرة  . يعني بكل بساطة الحرس الثوري يعجل من قيام ساعة  الكارثة المهلكة على ايران . وحتى وزير الخارجية البريطانية . حذر القيادة الايرانية من الاستخفاف بالتهديدات الامريكية  .
لكن ايضاً  نجد العقلاء في القيادة الايرانية , يحاولون جاهدين ابعاد شبح الحرب والتصعيد الاعلامي  الخطير ,  الذي يصب الزيت على نار اشعال  الحرب . لذا نجد القيادة الايرانية منقسمة بين العقلاء ,  وصقور الحرب . ففي الجانب الاول يمثله الرئيس الايراني ( حسن روحاني ) من انصار الحوار والتفاهم بين ايران وامريكا , لكن الظروف المتشنجة لا تسمح بذلك . وكذلك ( حشمت الله فلاحت ) رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني . حيث صرح ( لن ندخل الحرب تحت اي ظرف  من الظروف , ولا يمكن لاي جماعة ان تعلن انها تدخل في الحرب بالوكالة عن ايران ) حتى انه اقترح مكان الحوار بين ايران وامريكا , في العراق او في  قطر . وكذلك وزير خارجية ايران ( محمد جواد ظريف ) في مقابلة مع شبكة ( سي . ان . ان ) حيث قال ( ليس من مصلحة ايران التصعيد , وقلنا بوضوح شديد ,  اننا لن نكون من يبدأ التصعيد ) ولكن التصعيد بطبول الحرب تقرع وتتصاعد من جانب الحرس الثوري الايراني ,  ووكلائه في المنطقة والعراق خاصة , بالتهديدات وبتصاعد التوتر المتشنج , الذي يقرب ساعة قيام القيامة وستكون كارثة على ايران . ان الاعمال التخريبية المتشنجة ,  تغلب على  صوت العقل والحكمة , في ابعاد المنطقة من شبح الحرب المدمرة , وان مثل هذه الاعمال الصبيانية ,  تهدد المنطقة بحريق نيران  الحرب  . مثل ضرب واستهداف السفن التجارية مقابل ميناء الفجيرة . أو ضرب السفارة الامريكية في بغداد بصاروخ كاتيوشا . يعني استمرار سياسة التصعيد من طرف وكلاء الحرس الثوري الايراني  . وهذا يتطلب من  كل المعنيين بشؤون العراق  , الحكومة . البرلمان . المرجعية الدينية  , ارسال رسالة قوية وحاسمة الى هذه المليشيات , في الكف في دفع العراق الى التورط بنيران الحرب . كطرف من الصراع الدائر . ان ابعاد هذه المليشيات المارقة والوقحة , هو انقاذ العراق من محرقة الحرب والصراع الخطير ................................  والله يستر العراق من الجايات !!
 جمعة عبدالله



298
هل تستطيع الحكومة من ضبط المليشيات المسلحة   , حفاظاً على مصالح العراق  ؟
كل المؤشرات تشير الى الخيار العسكري  . في الصراع الخطير الدائر  بين ايران وامريكا . وبات خيار الحرب محسوماً من جانب الادارة الامريكية . واعلان فتيل نيران الحرب , ماهو  إلا مسألة وقت قصير لا يتجاوز اياماً معدودة . لان الحالة المتفاقمة في المنطقة , بالتوترات المتزايدة يومياً , لا تتحمل حالة  اللاحرب . في ظل لغة التهديدات الخطيرة المستمرة المتبادلة .  بين الجانبين في شن الحرب المدمرة وكسر الاخر بالهزيمة الشنعاء  . وجاءت حادثة تخريب السفن التجارية في الملاحة الدولية , في ميناء  ( الفجيرة ) العائد  الى دولة الامارات العربية . لتزيد الطين بلة , وتسرع في وتيرة في تقريب  اعلان الحرب , واشعال المنطقة بالنيران المدمرة . لذلك  قرر ( ترمب ) في  ارسال وزير خارجيته ( مايك  بومبيو ) من اجل ايصال رسالة واضحة مبطنة بالتهديد  الصارم  , الموجه الى المليشيات العراقية , التي تدين بالولاء المطلق لايران , على حساب  المصالح الوطنية العراقية . في التحذير من زج  نفسها في الصراع والحرب المرتقبة . من أرتكاب حماقات في  تعرض المصالح الامريكية في العراق الى الخطر  , وتعرض القواعد الامريكية او التواجد الامريكي الى هجمات صاروخية من قبل هذه المليشيات   . مما يذكر ان حوالي 14 ألف عسكري امريكي متواجد في العراق  ,  في ثماني قواعد عسكرية منتشرة  داخل العراق , وان تعرضها للخطر من وكلاء ايران . سيكون  له  عواقب وخيمة على هذه المليشيات , وعلى ايران بالذات ,  في زيادة حد الانتقام الامريكي , في  ضربات صاروخية مهلكة . هذه الرسالة الواضحة التي اوصلها وزير خارجية امريكا , الى السيد رئيس الوزراء ( عادل عبدالمهدي ) . ولكن يظل مدى قدرة الحكومة في السيطرة على كبح جماح  هذه المليشيات المسلحة  , من  اقتراف عمل متهور غير محسوب العواقب , وسيضر بمصالح العراق , وستكون له  عواقب وخيمة على الشعب والعراق . وحتى المرجعية الدينية في النجف , تفهمت ابعاد الصراع والخطر الشديد ,  في زج العراق في اتون النيران المشتعلة والمشاركة في طبول الحرب المدمرة  . في رسالتها الموجهة الى الحكومة والاحزاب الحاكمة  . تحذر من حشر العراق في الصراع الايراني الامريكي و ( اتخاذ سياسة بالنأي بالنفس , أمتثالاً لرغبة الشعب العراقي , بعدم زجه في أي صراعات ) . ان مسألة ضبط هذه المليشيات مسألة صعبة ومعقدة  , لانها جعلت نفسها ايرانية خالصة , وتجعل مصالح ايران فوق مصالح العراق . وهي خارج سيطرة الحكومة , لذا فأن ارتكاب حماقات خطيرة ورعناء , هي مسألة  واردة جداً ومحتملة   .  في التحرش بضرب التواجد العسكري الامريكي في العراق . وحتى ايران تشعر بالخطر من وكلائها في المنطقة . واصبحوا  حملاً ثقيلاً عليها  . وان مخاطرها سيعمق  بكل بساطة حالة  التفاقم المزرية في الاوضاع الايرانية المتدهورة في الازمة العميقة . وهي اصلاً تعاني من شبح الافلاس من الحرب الاقتصادية المفروضة عليها  , في الحصار الخانق . حتى الرئيس الايراني ( حسن روحاني )  , عبر عن فداحة  مخاطر هذه الحرب الاقتصادية المهلكة ضد ايران , بقوله ( بأنها أسوأ من أيام حرب ثماني سنوات بين العراق وايران ) . ان جملة سيناريوهات مطروحة , في حلبة  الصراع  الدائر في المنطقة , ومن جملتها اقتراف وكلاء ايران عمل تخريبي اضافي في المنطقة وفي المناطق الحساسة , ولاسيما وان الحادث التخريب  السفن التجارية  , التي حدثت  في ميناء  ( الفجيرة ) , والتحقيقات الاولية تشير الى اصابع ايرانية في التخريب , وامريكا تنتظر نتائج التحقيق النهائي بشأن العمل التخريبي , حتى تتحرك على ضوئه . ان غيوم الحرب السوداء تتكاثف في المنطقة ,  واذا أشتعلت نيران الحرب ,  فأن الرابح الاكبر , هو أسرائيل . ستزيد من عدوانيتها وغطرستها , في اعمال انتقامية في المنطقة , لاتقوم لها قائمة , وخاصة في لبنان وسورية وحتى في ايران . وربما يعود سيناريو العراقي ايام ( صدام حسين ) في ضرب مفاعل تموز  النووي آنذاك  , في بداية الحرب العراقية الايرانية , يعود على المفاعل النووية الايرانية مجدداً   . ان كل الغيوم السوداء  تتجمع في المنطقة ,  وفي  السماء العراق , وهذه المرحلة تتطلب اتخاذ القرار الحاسم . لهذه المليشيات واجبارها على الانصياع الى الارادة والمصالح العراقية    ......................... والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

299

قراءة في رواية ( الجنائن المغلقة ) الجزء الاول
المبدع الكبير ( برهان الخطيب ) يبرز قدراته المتمكنة من الفن الروائي , وتقنياته الفنية , واساليب التعبير السردي , واشكال التي يوظفها لتعطي قوة تعبيرية في رؤية النص الروائي , وفي البنية المعمارية المتناسقة , في طرح رؤيته وافكاره , في ارتباط وثيق في صلب  فضائية المكان , وارتباط الشخوص المحورية , التي تلعب وتمتد وتتحرك وتتفاعل من اصل هذه الفضاء  المكانية . ومقوماتها الدالة والوثيقة لطبيعة التضاريس والمناخ . الذي لا يحيد عن جغرافية المكان  , وفي التوجه وتسليط الضوء الشاسع والكاشف لهذا الانتماء , عبر التمدد المكاني والجغرافي ( الحلة . بغداد . روسيا / موسكو . السويد / ستوكهولم )  , بافعال الشخوص المحورية ,  التي تحملها في عقليتها وثقافتها البعد وخلفيات المكان الاصل , مهما كانت  مسالمة , او عدوانية شرسة , او مظلومة ومسحوقة ومطاردة , يطلب رأسها ثمناً  . لذلك فأنه  هذه الشخوص , تنتمي  الى الازمة العراقية , السياسية والاجتماعية  , عبر الحقب والمراحل  المختلفة  التي مرت على تاريخ  العراق , وجعلته  يعيش  في حالة الصراع العنيف والدموي والعدواني , في الصراع السياسي , الذي  لا ينتهي إلا بكسر العظم .  , لذلك البنية السردية ,  تسلط الضوء على بانورما السياسية في العراق , على حقبها ومراحلها  متنوعة ومتقلبة , التي شهدت الصراع العنيف والدموي , منذ سقوط العهد الملكي , مروراً بقيام الجمهورية الاولى وسقوطها في انقلاب الدموي , ثم انقلاب عارف على البعث  , ثم انقلاب البعث على عارف ثانية . والعراق يشهد الانتهاك وجريان الدم , والسلوك والتصرفات العدوانية , التي لا يحكمها , لا خلاق ولاضمير , حتى بتعرض اعراض الناس وانتهاك كرامتهم , وتوج بمجيء البلطجي  ( صدام حسين ) ثم اشعال  الحرب العدوانية المدمرة , التي شنها بجنون ضد ايران , هذا التوثيق السياسي , الذي يكشف اشكال الصراع السياسي والاجتماعي في العراق , بهدف  الاستحواذ على السلطة والنفوذ , واخضاع الناس بقوة الارهاب والبطش والتنكيل . من اجل جعل الناس تحت طاعتهم وقوتهم الشرسة والبشعة , وبعض الاحيان ترتقي الى الهوس المجنون , واطلاق العنان للغرائز المريضة والعدوانية الشرسة ,  ان تبرز على السطح السياسي  , كرجال وقادة للحكم الجديد , استلموا السلطة في غفلة من الزمن . وماهم  في حقيقة الامر ,  إلا عصابات اجرامية , خالية من الشرف والضمير , وتغوص في المستنقع السياسي المليء الحقن والاختناق  والدماء . مثل هذه الشخصيات العنيفة  ( صدام . عدنان . اياد ) . يمتلكون فن المراوغة والخداع والتقلب . وهناك شخصيات مغلوب على آمرها مثل ( صلاح . خالد . ضرغام ) وهناك  شخصيات تلعب على الحبلين , لكنها في النتيجة تقع  كضحية  . مثل ( رباب . حامد ) . هذا التشابك المعقد , هو نتيجة الصراع السياسي الثعلبي المتشابك  , الذي تمرست عليه الفئية الاولى والعائدة الى حزب البعث ( صدام . عدنان . اياد مجيد )  . وكشفت عن وجهها العدواني الكاسر في استلام السلطة , ولم يتوانوا بالفتك الدموي حتى  برفاق تنظيمهم واصدقائهم القدماء . هذه منصات المتن الروائي  في البناء الروائي . ومن ابرز التوظيفات  , هي توظيف زمن الاسترجاع الزمني ( فلاش باك ) الذي اخذ مساحات واسعة من الحبكة السردية في النص الروائي  , في كشف عن اصول هذه  الشخصيات المحورية , واسلوب تعاملها بالسلوك والتصرف , وانتمائها السياسي ( بعثي . شيوعي . مستقل ) . ويبرز التصرف العدواني لشخصية البلطجي ( عدنان ) بشكل عدواني بارز  ,  كسياسي ادواته المستخدمة  العنف المفرط , والثعلبية الساسية  , ولن يتوانى في اطلاق النار حتى  على اقرب اصدقائه .  ويتقلد منصب  في   السلك الدبلوماسي . كقنصل تابع لسفارة العراقية في  ( موسكو / روسيا )  وجدها فرصة في التحرر من كبته الجنسي , الى اشباع غرائزه بالمتعة الشبقية والحياة الناعمة والمخملية , واصطياد الفتيات الروسيات . من السهرات والحفلات والمطاعم الفخمة  , لينتهي التجوال  الى فراش المتعة الجنسية  . لذلك نجد في المتن السردي ,  العمق العراقي الجغرافي ( الحلة . بغداد ) حتى اثناء تواجدهم في ( روسيا . السويد ) .
        ×× احداث المتن الروائي .
تحدثت وسائل الاعلام والنشر بصخب بارز  , واصبح الحدث الاول  في نشرات الاعلامية والخبرية  , عن وقوع  جريمة مروعة  في احدى الغابات , وجدوا في كيس القمامة , اعضاء بشرية مقطعة ببشاعة . وبدأ العمل المثابر والمهتم بالتحريات من جانب الاجهزة الامنية والتحقيقية  . في الاهتمام  بهذه الجريمة المروعة , ولمعرفة الدوافع لهذه البشاعة , وكذلك بدأ في تقصي الحقائق في معرفة القاتل والقتيل , وبعد جهود في التحري والتحقيق , عرف اسم الضحية . عراقي بأسم ( أياد مجيد ) وانه كان ضابطاً في السابق في الجيش , وتنقل الى روسيا خلال الدورة التدريبية في ( موسكو ) فترة من الزمن  . ثم اللجوء الى السويد . ربما أسمه غير حقيقي , مستعار او وهمي لتوميه . لان بعض العراقيين يخفون هويتهم واسمائهم الحقيقية , ويتشبثون بالاسماء المستعارة والوهمية , لمحاذير ودوافع شتى . ثم ينقلنا الحدث السردي في زوم ( فلاش باك ) على خلفيات الجريمة المروعة . الى مدينة بابل ( الحلة ) وارتباط ( أياد مجيد ) بعصابة ( عدنان ) وانتمائهم الى حزب البعث , وبروز دورهم الارهابي والعدواني , بعد انقلابهم على الجمهورية , في انقلاب دموي . واطلاق العنان للكلاب المسعورة ( الحرس القومي ) ان تنهش الناس وتبيح القتل والاعتقال  , والفتك بأعراض الناس . فقد كانت عصابة ( عدنان . اياد . يعرب ) تفعل الجرائم والاعمال اللاخلاقية  وتقوم بمطاردة وملاحقة الناس وخاصة الشيوعيين  . واقترفت  عصابة ( عدنان ) جريمة قتل في بيت ( سالم عبدالستار / والد خالد ) اثناء المطاردة لعمه الشيوعي البارز ( صلاح ) . ولكن بعد سقوطهم في  انقلاب عارف عليهم . بدأ التحري في بيت ( سالم عبدالستار ) لمعرفة  الدوافع الجريمة واسبابها التي وقعت في بيتهم , وتم استدعى ( خالد ) لمعرفة المزيد عن جريمها والمجرم  . ومن خلال التحقيق معه , انكر وقوع الجريمة في بيتهم ,  واعتراف  بأن عمه ( صلاح ) شيوعي بارزلا يعرف عنه شيئاً . واراد  المحقق ,  معرفة  هوية ( خالد ) السياسية . هل هو من الشيوعيين .  أم من  البعثيين .  أم من  القوميين .  أم من  الاسلاميين . فأجاب خالد :
( - اميل الى ذوي الاخلاق الحسنة , لا دعوى لي بأفكارهم
- لا تتهرب من السؤال , من مصلحتك ان لايساء فهمك , الكل يعرف نظامنا محايد الآن , وهناك سباق بين الشيوعيين والبعثيين على الوصول الى القصر الجمهوري لاستلام المسؤولية .
- أنا مهندس ولا دعوى لي بالسياسة .
- أنت تكتب في الصحافة ايضاً ؟!
- ميلي تجده فيما اكتب ) ص112 .
وعند مجيء البعث ثانية الى السلطة . تعرض ( سالم عبدالستار / والد خالد ) الى اطلاق ناري من مسدس المحافظ الجديد ( خيرالله طلفاح )  في اجباره لبيع بيته  الى  المحافظ , وكان نتيجة الرفض ,  اطلاق النار عليه  بشكل مباشر . وبعدها  انتهز ( خالد ) فرصة البعثة الحكومية الى روسيا , بالمواصلة دراسته هناك ,  والهرب من العراق . ولكن لابد ان  نرجع الى الخلفيات قبيل انقلاب البعث الثاني على ( عارف ) ومحاولة ( عدنان ) كسب ( حامد ) شقيق ( خالد ) الى تنظيم البعث , والتعرف عن قرب على صدام , بقول  عدنان  ( اسمع حامد , واصل عدنان كلامه يوجد الآن شخص من جماعتنا سوف يصبح قائداً كبيراً في المستقبل القريب , اسمه صدام , هذا اسمه الحقيقي لا الحزبي , هو بحاجة الى شباب مخلصين من امثالك , اذهب وقابله مرة , سوف يكون هذا ذا نفع كبير لك ) ص136 . وينخرط ( حامد ) في البعث ومخططاته وينسى خطيبته ( رباب ) من خلال انخراطه في الجهاز الامني وانشغالاته الكثيرة . حتى  شارك  في عمليات مطاردة عمه الشيوعي ( صلاح ) بدافع من عدنان العدو اللدود الى ( صلاح ) . في تصاعد الحملات الارهابية ضد الشيوعيين , واستخدام اسلوب البطش والتنكيل بحق الناس الابرياء , وكذلك المعارضين لسلطة البعث . وقد كشف صهر الرئيس الهارب الى الاردن ( حسين كامل ) عن ضخامة التصفيات الجسدية . حيث قال في مؤتمره الصحفي آنذاك  , بأنه  حدثت  (تصفيات عديدة لمعارضين , حدث وبطرق مختلفة تصفية اكثر من اربعة الآف وست مئة شخص , صفوهم مثلاً في يوم واحد ) ص161 . هذه هي صور من  وحشية العنف الدموي آنذاك  . في اغراق العراق في بحر من الدماء . وجاءت الحرب لتزيد الطين بلة . وانقلبت  الحياة الى رعب  , على وقع صفارات الانذار ودوي الصواريخ . اصبح ليل العراق مخيف ومرعب  . بالركض الى الملاجئ لتفادي الصواريخ الساقطة على بيوت الناس  عشوائياً . وينقل ( عدنان ) الى السلك الدبلوماسي , كقنصل تابع لسفارة العراقية في روسيا . ويسهل عملية منح بعثة دراسية حكومية الى روسيا , الى خطيبة حامد ( رباب ) حتى تكون قربه وايقاعها في حبائله الجنسية , في اشباع غرائزه الشبقية  الدفينة ,  في المتعة الجنسية . وبالفعل نجح في ايقاعها في حبائله  , حتى اجهضها اكثر من مرة . وكانت من جملة عشيقاته , وكذلك اصطاد الفتاة الروسية الجميلة ( غالا ) فكان يلتقي بها في الحفلات وسهرات الخمر والمطاعم الفاخرة , لينتهي الليل على فراش المتعة الجنسية . ولكن كانت ( غالا ) تمارس عملية التجسس والرصد الى جهاز الامن الروسي عليه  . وكانت تنقل كل شاردة وواردة وتقصي الاخبار والاسرار , في عمل تجسسي متقن , ومحاولة جذب ( عدنان ) بالتعاون معها , بحجة انه مطلوب رأسه من الحكومة والمعارضة . وفي عملية تخويف وهي توجه كلامها الى عدنان :
( - بل احتمال موتك مثلاً  .... من يدري !
- ما جعلك تفكرين هكذا ؟
- الحرب . ومعارضة متزايدة لكم في كل الاتجاهات .
- ماذا تعرفين عن المعارضة ؟
- اكثر مما تتصور .
- مثلاً ؟
- بعضهم يتمنى قتلك .
- تقصدين أياد ؟
- ولماذا اياد ؟!
- ربما تصور , أنني أخذتكِ منه أو أضمر له سوء )ص250 .
ولكن قائمة اعداء ( عدنان ) المتربصين في قتله , يضاف الى القائمة أبن مدينته القديمة الحلة ( ضرغام ) فقد كان ( عدنان ) السبب المباشر في قتل ابيه واتهامه بالتجسس . لذلك تصرح ( غالا ) بحقيقة نواياه في التربص لقتل ( عدنان ) وقد صرح ( ضرغام ) في نيته في قتل عدنان , طلباً لثار مقتل ابيه . بدعوى النار تبقى ملتهبة , لا تنطفئ إلا بقتل عدنان . هكذا افشى سره الى صديقه القديم ( خالد ) بقوله ( هناك اشخاص مستعدون لدفع المطلوب مقابل تنفيذ عقاب بعدنان يكون درساً لاصحابه . هو عدو لكثيرين ) ص291 . ويحاول ( خالد ) ان يقنع صديقه بترك  اقتراف جريمة . ويضرب مثلاُ بأن أبيه تعرض الى اطلاق نار من قبل محافظ بغداد . ولكن ( ضرغام )  يصر على فعل القتل والثأر
( - العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم ) ص293 . ويساهم  ( عدنان ) , في ترحيل وابعاد ( خالد ) عن روسيا بطرده منها . وكذلك تتسارع الامور . في استدعى ( عدنان ) الى بغداد , وترك ( رباب ) حامل , لانها لا يمكن هذه المرة , ان تجهض مرتين في عام واحد , يكون خطراً على حياتها . لذلك تواجه كلامها الى  عدنان  ( لسنا روس ولا الطفل جالس في احشاء بطني . نذالتك معروفة ولكن الى درجة التملص مني الآن  . أستخدمتني طول الوقت للتجسس على الناس . اغريتني . فحملت منك . خنتني مع الرايحة والجاية ) ص330 . . ويذهب ( عدنان ) الى بغداد ويتوجه الى القصر الجمهوري . وهو متيقن بأن حياته انتهى بها المطاف بالموت المرعب   , وساعات طويلة من  الانتظار قابله  ( صدام )  وهو  في حالة يرثى لها من الرعب ,  في مواجهة  صدام المرعب ( ليس اي رئيس كان . بل صدام باعث الرعب في الآنام ) ص336 . وبالفعل عرف انها وشاية من صديقه القديم ( أياد مجيد ) وبعد اذلال ومهانة يطلق سراحه , ولكن عليه ان ينفذ حكم الاعدام بصديقه ( أياد مجيد ) باطلاق الرصاص عليه مباشرة . وبالفعل نفذ حكم الاعدام . وتيقن بأنه على قائمة الموت والاعدام القادم  , اذا لم ينتهز فرصة الهروب , لينجو من الموت المرتقب , وبالفعل , قام بعملية الهروب الى خارج العراق  .
× رواية : الجنائن المغلقة / الجزء الاول
× المؤلف : برهان الخطيب
× الطبعة الاولى : عام 2006 . بغداد
× الطبع والنشر : دار الشؤون الثقافية العامة
× عدد الصفحات : 375 صفحة
 جمعة عبدالله



300
ليس دفاعاً عن النائب ( هيفاء الامين ) . ولكن لابد من قول الحقيقة
الضجة الاعلامية الصاخبة التي اقامت الدنيا ولم تقعدها . واشتد القيل والقال , في التفسير والتحليل , حول تصريحها  في الندوة الحوارية في العاصمة اللبنانية , هذا الضجيج الاعلامي الساخن, له دوافع واغراض ومآرب ودوافع شتى . ان تصريح النائب اخرج من سياقه العام  بالتحريف والتزوير ( لغاية في نفس يعقوب ) . والبعض وجدها من خلال تحريف وتأويل التصريح واخراجه من منطقه العام  , فرصة ثمينة للهجوم على النائب وعلى حزبها , ولكن ما هكذا تورد الابل يا سعد  ؟ ! , في هذه الحملة التي لم نجد لها مثيل من اساءوا الى العراق , بأقبح الشتائم البذيئة والحقيرة والسافلة  . لم نجد من يذكر قذاراتهم بالشتائم على اهل العراق , لان ظهر قوي مسنود من الاحزاب الشيعية الحاكمة .  لم يطاولهم احداً  بالنقد والكلام والنصح , وتذكيرهم بالمسؤولية والاتزان . بعدم الهجوم على اهل العراق , وهم يعيشون في عسل ونعيم وبذخ من العراق , والواجب والضمير , يتطلب على الاقل ذكر نعمة العراق وعدم الاساءة اليه .  الغريب في الامر  هذه الحملة الاعلامية الصاخبة  , يقودها  ويتزعمها البعثي المرتزق ( حسن العلوي ) في ايقاع الدسيسة بالنائب ( هيفاء الامين ) بدعوة منافقة ومضللة ,  ليظهر نفسه بأنه حريص جداً . وهو الذي لعب على كل الاحبال السياسية مص ولحس عسلها بالذهب والدولار  , ويدعي في حملته المغرضة ,  بأنها تشتم اهل الجنوب وتدعوهم بالمتخلفين , وهي ابنة الجنوب ( أنا أحمل هم الجنوب ولا اترفع ولا اتكابر , بالعكس ما يهمني هو تشخيص الحالة ووصفها بشكل دقيق , حتى نجد لها معالجات ) وذكرت في الندوة المذكورة اسباب التخلف , وعددت المشاكل العويصة لاهل الجنوب , الذين يعانون الاهمال والحرمان وانعدام الخدمات , وعدم توفير ابسط شروط الحياة البسيطة والمتواضعة في العيش ولقمة الخبز , حيث البطالة وانعدام فرص العمل , اضافة الى العادات والتقاليد العشائرية , التي تجحف حق المرأة , اضافة الى القوانين السائدة , التي تنتهك مكانة المرأة في الجنوب , الى حالة التخلف في جميع ميادين الحياة . بسبب انعدام الاصلاح والبناء بأهل الجنوب والجنوب ,  الذي يعاني قسوة ومشقة الحياة  , في عدم  توفير الخدمات اللازمة , وعدم رفع الحيف والظلم والحرمان  عنهم . كما كانوا في عهد المقبور ( صدام حسين ) الذي  يكن عداء عدواني ووحشي تجاه الجنوب واهله الغيارى . وكان يشهر بهم في اقبح الاوصاوف بالنعوت البذيئة , التي تحمل في عقليتها الحقد والانتقام الاعمى  من اهل الجنوب . حتى وصل الحال بالمقبور واعلامه المضلل , الى انكار نسب واصل اهل الجنوب , بأنهم احفاد الحضارة السومرية والبابلية , التي شيدها اجدادهم القدماء  , وكانوا  مفخرة العراق وحضارته , فقد نسبهم بأنهم مهاجرين جاءوا مع جواميسهم من الهند, لذلك يحملون التخلف في عقولهم . وعقولهم لا تختلف عن عقول جواميسهم, لذلك يعيشون وسط القذارة والقمامة بالتخلف والجهل والغوغائية  , كأنهم صراصير يصلح لها  ,  إلا الجحور والحفر , هذه النظرة الانتقامية العدوانية , كان نتيجتها , استخدام اسلوب البطش والتنكيل والموت والمقابر الجماعية لاهل الجنوب . وكان اولى شروط المسؤولية والواجب بعد استلام الاحزاب الشيعية الحكم , ان تكريس جهودها لاهل الجنوب , وتقوم بحملات جبارة في الاصلاح والبناء , وتوفير الخدمات والرعاية الصحية والطبية , توفير الحياة الكريمة , لرفع الظلم والحيف بالحرمان والاهمال عنهم . كان من المفروض بالاحزاب الشيعية , ان تجعل من الجنوب عنوان التطور والرقي والرفاه الاجتماعي   , ان يكون الجنوب  شعلة مضيئة يفتخر بها العراق , وخاصة ان الجنوب هو  الصرماية المالية وهو سلة العنب لكل العراق , لان ارض  الجنوب يرقد تحتها  بحر من  الذهب الاسود , وحقه باموال النفط تجعله يعيش الحياة الكريمة , وبالتطور في الخدمات الصحية والتعليمية , وتوفير الكهرباء والماء النقي . وانهاء معاناتهم ,  بسنوات العجاف الظالمة . لكن الاحزاب الشيعية انشغلت بالفرهود وتركت ابناء جلدتها كم كان حالها  في زمن المقبور ( صدام حسين ) كأن زعماء وقادة الاحزاب الشيعية هم ابناء وتربية  صدام المقبور  ,  وليس ابناء جلدتهم الشيعة  . بدليل انتفاضات المتكررة  لاهل الجنوب الابطال , ضد الاحزاب الشيعية الحاكمة . نتيجة تدهور الاوضاع الى الاسوأ , وتردي الحياة المعيشية الى التأزم  . وقد سقط الكثير  من الشهداء الابراء من اهل الجنوب ,  برصاص الاحزاب الشيعية الحاكمة . وهم يدافعون عن حقوقهم ومطاليبهم الشرعية  . لذلك وجدت الاحزاب المنافقة السبيل الوحيد لتنفس , هو   تأجيج الحملة الاعلامية ضد  النائب ( هيفاء الامين ) كأنه  الطريق الامثل للهروب عن المسؤولية الكاملة ,  لحالة التخلف التي يعيشها  الجنوب في جميع ميادين الحياة , فلا خدمات , لا رعاية صحية وطبية وتعليمة , عدم وجود فرص العمل وخاصة للشباب العاطل , والكثير منهم يحملون شهادات جامعية , في الوقت الذي يكون دخل العراق السنوي اكثر من 100 مليار دولار فقط من موارد النفط  , وبها يكون العراق كله  ,  شعلة المنطقة  من التطور والرقي والرفاه الاجتماعي . هذه الحقائق الدامغة التي ارعبت الاحزاب الشيعية الفاسدة , من القول الصريح بالمكاشفة الجريئة الذي نطقت به النائب  . ثم يتطاولون على النائب بأنها مدحت كردستان بأنها افضل من الجنوب  . لذلك اطرح بعض الاسئلة , وارجو الاجابة بالضمير الحي  والنقي وبصدق . لان وضعية الجنوب الذي يعاني مشقة الحياة وقسوتها , يجب ان تتوقف في عقول الاحزاب الشيعية الحاكمة التعامل مع اهل الجنوب  . ويجب ان تغير بوصلتها تجاه الجنوب واهله نحو الافضل   . وهذه هي الاسئلة .
× من هو اكثر تخلفاً الجنوب أم كردستان ؟
× من هو اكثر تخلفاً في الخدمات , في انعدام فرص العمل , في الرعاية والخدمات الصحية والطبية والتعليمية , الجنوب أم كردستان؟
× من هو اكثر تخلفاً في الخدمات البلدية والعمران والمشاريع , الجنوب أم كردستان ؟
× من هو اكثر تخلفاً في خدمات الماء والكهرباء . الجنوب أم كردستان ؟
× من هو اكثر تخلفاً في معالجة الامن واستقرار المواطن . الجنوب أم كردستان ؟.
ان تصريح النائب ( هيفاء الامين )هو دق ناقوس الخطر , بعدم التهرب من المسؤولية . لان اهل الجنوب اصحاب الرجولة والشهامة واحفاد الحضارة السومرية والبابلية  ,  وشبابها الابطال , لا يمكن ان يلوذوا  بالسكوت عن حقوقهم الشرعية بالحياة والعيش الكريم , وما افتعال معارك اعلامية مفتعلة . لن يحرفهم عن طريق المطالبة في حق العيش والحياة الكريمة  .  وسيقلبون الطاولة على رؤوس الاحزاب الشيعية الفاسدة  . لا يضع الحق وراءه مطالب  ..................................... والله يستر العراق من الجايات !!
وهذا الرابط الفيديو , في النص الكامل لتصريح النائب ( هيفاء الامين ) الذي يكشف الزيف والنفاق في اخراح  سياق الكلام عن سياقه  الاصلي
جمعة عبدالله
https://youtu.be/uBKODCF_xO4

301
 مليشيات أيرانية تصبح ذئاب وحشية تفترس العراقيين


كان  النظام الدكتاتوري الساقط  , يستخدام نهج سلوك ارهاب الدولة , في البطش والتنكيل . ولكن الدولة العراقية اصابها الضعف والوهن والشلل . واصبحت مهزوزة اما قوة وجبروت المليشيات الايرانية , ذات ماركة عراقية مزيفة بالتحريف والتضليل والخداع . التي احتلت مكانة  الدولة العراقية , وفرضت نفسها بقوة العنف , في استغلال الفوضى العارمة في الدولة ومؤسساتها . اصبحت هذه المليشيات الايرانية البلطجية . في قبضتها , السيطرة الكاملة على السلطة والنفوذ والمال . وهذا برهان قاطع في فشل الاحزاب الدينية في أدارة الدولة وشؤونها لصالح المنفعة العامة , وانما ارتضت ان تكون مؤسساتها واجهزتها في خدمة هذه المليشيات البلطجية . التي  اصبحت الحاكم الفعلي وغيرها ( فترينة / خيال المآته ) . هذه المليشيات الايرانية , عقليتها وثقافتها لاتختلف قيد أنملة عن وحشية وهمجية الدواعش الارهابية  , انهم نفس الماركة والطينة , والخلاف الوحيد بينهما هو الثوب الطائفي المختلف  . نفس اساليب البطش والارهاب والقسوة الوحشية تجاه الناس  . انهما تؤمان من رحم واحد . في استغلال هشاشة الدولة وافلاسها في كل ميادين الحياة . في عراق غارق الى الاعماق في بحر الفساد والاحتيال والاختلاس . في عراق معطل في جميع المنشأت الانتاجية , الصناعية والزراعية . في عراق اصبح سوق محلية لايران , وما تصدره من بضائع ومنتجات , شرعي ومقبول . لا يمكن الاعتراض عليه , وحتى تجارة المخدرات شرعية وحرة , لانها تصب في دعم واسناد اقتصاد ايران المنهار . على حساب فقر ومعاناة العراقيين . فقد جندت هذه المليشيات البلطجية كل طاقتها ونفوذها المتسلط في العراق , في ابعاد  شبح الافلاس للاقتصاد الايراني المتهالك , لان افلاسه يهدد بالصميم نظام والي الفقيه , لذلك  جعلوا من العراق ماكنة مالية تصب في شرايين الاقتصاد الايراني المريض . . وما سرقة اموال وموارد النفط العراقي ,  بهذا النهب  والخراب الهائل  ,من اجل  خدمة ايران لكي  تقف على قدميها  , من اجل تخفيف حدة الازمة الاقتصادية الخانقة . فقد نجحت هذه المليشيات في تحويل خيرات العراق الى خدمة ايران ونظام الفقيه . وما تجارة المخدرات احدى وسائل الانقاذ المالي  , والويل كل الويل من يعرقل تجارة وتجار المخدرات . مثلما حدث في القبض على احد  تجار المخدرات في احدى منافذ الحدود في جنوب العراق في البصرة , اعتبر اعتقال تاجر المخدرات , جريمة لا تغتفر  , تسحق العذاب والموت , لذلك هدد البلطجي المعتوه ( واثق البطاط ) الضابط وافراد مجموعته وعوائلهم , بقلع عيونهم من جماجمهم . وهذا تصريح هذا  البلطجي المعتوه ( هذا الضابط اللي مسوي نفسك رجال . والله العلي العظيم والنبي الكريم , افقأ عيونك من جمجمتك . والله العلي العظيم , لنسوي رأسك نفاضة مال جكاير . والله العلي العظيم , لنسوي بيك مصيبة وكارثة , ونسحلك انت والمجموعة الطالعة وياك . انتم وعوائلكم ومن يقف ورائكم ) هذا التهديد الاجرامي والوحشي . يأتي في صمت مريب ومخزي . من الحكومة ورئيسها ( عادل عبدالمهدي ) ووزارة الداخلية الذي يحتم عليها , الواجب المهني الدفاع عن احد منتسبيها المهدد بالقتل هو وعائلته , وافراد مجموعته وعوائلهم . كأننا امام وحشية داعش الارهابي في نسخة شيعية أجرامية  . دون ان يكون هناك  رد فعل حازم  . بل اكتفت هذه الاطراف التي تدعي مسؤولية قيادة العراق ,  بالصمت العار والمخزي . وهذا له دلالة بأن وزارة الداخلية تدار من قبل المليشيات الايرانية . بهذا التقاعس المشين امام الارهاب الداعشي الجديد . حتى مجلس القضاء الاعلى ,  ادان  هذا التقصير والتخاذل في المسؤولية لوزارة الداخلية  ( يتهم مجلس القضاء الاعلى وزارة الداخلية بالتقصير في مسؤوليتها في مكافحة المخدرات ) واضاف بأن ( تجار هذه المواد الممنوعة , أغلبهم من اصحاب النفوذ والعلاقات , ويمتلكون دعماً من فصائل مسلحة غير منضبطة تابعة لجهات متنفذة ) .
هذه الحال المأساوية والفاجعة , التي  وصل اليه العراق في ظل الاحزاب الدينية الفاسدة , بأن تركت العراق في فوضى المليشيات الايرانية العابثة  , التي تلوثت بفايروس الفرهود والارهاب البلطجي ............................. .........  والله يستر العراق من الجايات !! .
وهذا رابط الفيديو بتصريح هذا البلطجي المعتوه ( واثق البطاط )
جمعة عبدالله

  https://youtu.be/jef4I4wuhIQ:


302
قراءة في رواية ( هتلية ) ملحمة الحزن والعذاب
برع الكاتب ( شوقي كريم حسن ) في توظيف التقنيات السردية المتطورة في اساليبها وادواتها  , بصياغة ضمن تشكيلات تعبيرية متنوعة , في  اسلوبية  التداعي الحر في البنية السردية  ,  في طرح  افرازات الهموم  الداخلية في الكشف الواسع ,  وتحويلها الى العام الخارجي . في استنطاق  المشاعر المكتومة  وكشف خزينها المتراكم  , المتأثرة من اعماق  الواقع والحياة ,  في تداعيات تسير بخطى متسارعة ,  نحو الجحيم والمعاناة والعسف الظالم  , في القهر الاجتماعي والسياسي , بسوط الارهاب  والاضطهاد والبطش  الطاغي المتسلط  , في نيرانه المشتعلة بالسقم  على شريحة الفقراء,  والمعدومين والمحرومين من ابسط كفاف العيش , في واقع وقع في براثين  الجحيم  والموت المجاني , فصارت الحياة  عبارة عن توابيت تسير بجحافلها الكثيرة في الظاهر المكشوف   نحو المقابر , الصيغة التعبيرية في المتن الروائي  , يلعب بدور بارز ومحوري ,  الضمير المتكلم ( أنا )  بصيغته المركبة  , في تداعيات الكاشف المكنون ,  بين الراوي والمروي والمروي اليه , او بين السارد والمسرود . في اسلوب لغوي متين ورشيق حتى اقترب من لغة  النثر الشعري , ووظف اللغة العامية ومفرداتها الحية والنابضة في الحياة ووجدان الناس  , لكي تعطي قوة في التعبير والدلالة . هذه التشكيلات الاسلوبية المبتكرة في المتن الروائي الحديث , بتقنياتها الحديثة  المتنوعة ,   تختلف عن اساليب  النص الروائي التقليدي والمألوف  الكلاسيكي . وانما  الروائي اراد ان يبرز قدراته السردية والاحترافية  في فن الرواية  , لذلك  اختيار اسلوب متجدد من الابتكار في الطرح النص الروائي   , في التلاعب بالاساليب التعبيرية , بذائقة التجديد والابتكار , لذلك اشار اليها بأنها ( ليست رواية ) وانما اسلوب متطور في التقنيات السردية  في الابداع في الرواية المتجددة والحديثة  , لذلك اختار اسلوب تناول   مجموعة من النصوص  من الرؤى والرؤيا , من خزين المعاناة والقهرالاجتماعي والسياسي لشرائح الفقراء  ,  عبر الازمنة السوداء المتعاقبة القديمة والحديثة . في هذا المخزون من المعايشة الحياتية الفعلية بالصميم ,  والتي اكتوى بحمم نيرانها  المتفجرة والمتشظية  ,  لذلك جاءت بهذا التوسع من  التناول والطرح  , وسلط الضوء على الازمات التي تأخذ بخناق الفقراء في حياتهم اليومية  . في محركات الظلم والمعاناة والعسف , كأن ماكنة الحياة  ماهي إلا لزهق الارواح البريئة , سواء في  آلية الخراب أوالموت  أوالحروب , او بالاحرى هي محنة ,   للناس المحرومين والمعدومين والمسحوقين , ان يختاروا بحرية الاختيار , بين موت وموت , أو بين جحيم وجحيم , او بين حرب وحرب . وفي كل الاحول هي عبارة عن نزف دماء جارية   ,  هذه الحالات الجافة بخشونتها الوحشية  التي يعاني منها الفقراء والطبقات المسحوقة  , وهم  يصارعون بأسنانهم من اجل البقاء على كفاف العيش باحلامهم الفقيرة ( الفقراء احلامهم فقيرة  مثلهم .... وحدائق الفقراء لا تثمر غير الفقر نفسه )ص152 . هذا الجحيم الحياتي , الذي تحمل ثقله الثقيل والمرهق  , الطبقة الفقيرة والكادحة بعرق جبينها وكدحها الشاق . لكن  حياتها اصبحت  رخيصة , بنزيف دمائها تجري  بشكل لا يتوقف . نتيجة  عنجهية وغطرسة القوى المتسلطة والغاشمة التي فرضت نفسها بالقوة على الواقع  , مما اصبح الرهان على استنزاف حياة الفقراء , عملية رخيصة ,  بهدف  تحقيق احلام مريضة ,  من المجانين ألذين من اعتلوا حصان السلطة  , من السابقين والحاليين  , كأنهم يتعاملون مع مع الفقراء والكادحين  . كأنهم  نفايات تستحق الطمر والحرق , او هم بضاعة رخيصة صالحة فقط ,  للموت والحرب  . لاشك أن الروائي وظف سيرته الحياتية  وتجربة معيشته ببراعة متناهية  , ليتسلق على البنية السردية . وخاصة أنه ابن الفقر والفقراء , في مدينة الفقراء الكادحة ( مدينة الثورة ) التي عانت شظف  العيش والحرمان والاهمال عبر مراحل الظالمة  , عانت العسف والظلم والارهاب والبطش والتنكيل والاستلاب  , في العهود الجائرة والطاغية قديماً وحديثاً . سواء في زمن الامبراطور الطاغية . او في  زمن كهنة المعابد الحاليين  , ويبقى ولم يتغير مراحل البؤس الحياتي الجاف بالقحط الصحراوي  . لذلك جاءت اساليب المتن السردي , بحالات  انفجارية من الداخل الذات , الى الخارج العام , في تنوع اساليب التفجير التعبيري البليغ والعميق في دلالته . من الحوارات الداخلية ( منولوج ) الى الحوار الخارجي . الى توظيف الاسترجاع الزمني ( فلاش باك ) . الى الارهاصات السايكولوجية النفسية  المتشظية في انفجارات تداعياتها ,  في القهر الضاغط والمضغوط بالاحباط . الى رصد حالات القهر بأشكاله المتنوعة من العذاب . اي ان النتاج الابداعي ,  هو حصيلة هذا الرصد والتشخيص  بجوانب متعددة  , وأخذ شكل ملحمة ,  معاناة الفقر والفقراء . واقع ليس هو إلا  ماكنة طحن للفقراء سحقاً  . واذا كان الروائي ( محمد شكري ) ابدع في تقديم  رواية ملحمة الفقر والفقراء , في رواية ( الخبز الحافي ) من خلال معايشته ومحنته الذاتية  وهو يحتضن فقر العيش والمعايشة  , في اشد حالات القهر والحرمان والجوع  , من المهانة والاستلاب والانسلاخ , ان يتحول الفقر الى جحيم حياتي للناس البسطاء  , فأن الروائي ( شوقي كريم حسن ) يقدم في ابداع روائي , ملحمة الحزن العراقي , ملحمة جحيم الحياة للفقر والفقراء , الذين يجدون  كل ابواب الحياة مقفلة بالاقفال الفولاذية , سوى باب مفتوح الى الحرب والموت والخراب , سوى باب يفضي الى المقابر . يقدم ازمة العذاب العراقي . ابطالها المسعورين بالوحشية والتوحش , هم ( الهتلية ) وهم موجودون في كل زمان ومكان , لا ينتمون الى طبقة وشريحة معينة ومحددة , فأنهم  موجودين في كل الطبقات والشرائح الاجتماعية . وفي كل ميادين الحياة من الاعلى الى الاسفل . فمفردة  ( الهتلية ) يقابلها مفردة ( السرسرية / فئة سافلة ومنحطة  بكل شيء ) . يعني نجد ( سرسرية ) في الاخلاق والضمير . ( سرسرية ) في السلوك والتصرف . . ( سرسرية ) في امتهان الارهاب والبطش والتعذيب  . ( سرسرية ) في القمع في الارهاب الاجتماعي والسياسي   . ( سرسرية ) في الدين . ( سرسرية )  في التمسك بصولجان السلطة والنفوذ  , حتى على الخراب وجريان انهار من الدماء . ( سرسرية ) في اشعال الحروب المجنونة والعبثية . ( سرسرية ) في المتاجرة  بعهر النفاق والكذب والخديعة . ( سرسرية ) في استخدام كواتم الصوت والقتل والاغتيال والاختطاف . ( سرسرية ) في السحت الحرام واللصوصية ..... الخ . يعني هذه الذئاب الادمية , تجعل الحياة بين موت محقق ومؤجل , بين جحيم وجحيم . بين دم ودم ,  وتكون اعمار البشر عبارة عن ضياع ( حاصرت وجودنا وتحولت الى رقيب يحدق بخطواتنا ويعد انفاسنا , ادمنت الدم حتى باتت لا تعرف الوانها . . الجدران مصائب اعمارنا الضائعة بين موت مؤجل وانتظار محسوب الانفاس / تبتهج حين تلامس خشونتها يافطات النعي ) ص22 . من اجل ترويض الناس بالخنوع والمذلة المهانة . ان يكون الانسان مسلوب الارادة والفعل , مشلول وكسيح , في حزمة من المحرمات والمحظورات بالجنون العبثي . محروم من السؤال والتساؤل حتى لو همساً , او يبدي شبهة بسيطة من الامتعاض والتذمر والاسى , من جحافل التوابيت . عن جحافل الموت الذي يغزو الحياة بكثافة . ان يتجرع خبز الاحباط والانكسار والانهزام . وهو قانع بالقدر الوحشي المسلط عليه  , وليس  له اختيار اخر . وما عليه سوى تلبية طلباتهم ورغباتهم , وغير مسموح  له بالكلام , سوى ان يردد كالببغاء , نعم ونعم ونعم . هذه اختياراته المفروضة علية , وعليه ان يقبلها برضى وتقديس  وقبول خاشع ( تصور انك تعيش بين خيارات لا دخل لك فيها ..... خيارات غريبة عنك وعن أرادتك ...... هم من اختار  كل شيء ... وعليك ان تقبل وترضى وتقدس ... أن تعتبر اختياراتهم قانونا لا يحق لك الاعتراض عليه ,  أو حتى محاولة تصحيح بعض من الاخطاء .. لا أحتمال للخطأ ... القبول هو الحل الوحيد لنجاح مسعاك في استمرار الحياة واستمرارك معاً ... !! ) ص134 . هذا الرصد والكشف  بالحبكة السردية التي ترجمت حقيقة الواقع الفعلي ومجرياته  , في الحياة ادمنت على الدم والموت  والجنون .  في  واحلام  القوى الطاغية المتسلطة على رقاب الناس  . قوى غاشمة ثنائية تتبادل الادوار والتداول على السلطة والنفوذ . واحد يحل مكان الاخر , او احدهم يكمل مسيرة الاخر , لا فرق بين الماضي واليوم ,  طالما هم  نفس العقلية ونفس الاحلام المريضة , ونفس عبادة الصولجان والنفوذ والمال , وحالة القمع والارهاب والبطش يعمل اعلى قوته ضد   الناس الابرياء  , لم تتغير الحال اطلاقاً ,  سواء في عهد  الامبراطور السابق , أو كهنة المعابد الجدد , سوى الاول بالزي الزيتوني , وثاني في جبة ابليس واللحى الشيطان . والحياة مستمرة بالحداد والسواد , والموت والتوابيت  . نفس شريعة وطقوسها  في التطبيق , في الطاعة والتقديس والتمجيد  , لذا فليس غريباً في سريالية الواقع المجنون , ان يكون الكلب ألهاً يرسم الحياة للاخرين , يمنح  الحياة والموت  . وليس غريباً حثالات ومجرمي وهتلية ( السرسرية )  الامس , ان يصبحوا اليوم ,  كهنة المعابد , فهم رب الارباب ,  والرب الاعلى . نفس الكوابيس تزكم الواقع في رعبها  . واذا كان الامبراطور المقبور , يتعكز على امجاد التاريخ زيفاً وخداعاً  , في انهاض الامة لتكون وقوداً  لحروبه المجنونة , بحجة الدفاع عن امجاد تراث  التاريخ العظيم , والارث التاريخي العظيم الذي نحمله من الاجداد  بحاجة الى سفك  انهار من الدماء , للحفاظ على هذه البدعة المزيفة , التي صار يعلكها ويعزفها  ليل نهار , واصبحت سوطاً مخيفاً ومرعباً , يتلاعب على نفاق التاريخ ( - دعنا نتبول على فساد هذا التاريخ ؟
 - امجنون انت .... اصمت !!
- ما معنى هذه الترهات التي لا تدل على شيء غير الاكاذيب !!
- انت تحطم تاريخ انسانيتنا .. اسكت !!
- لا فائدة ترجى من سكوت واحد لا تهمه هذه النفايات مثلي ... ارغب ان ابول على كل عروش الملوك وتواريخهم الزنخة .. فساد ذكوري يعلن استبداده بين فخذي امرأة تخاف الابتسام .... ما الذي اعطانا هذا الذي نجبر على تعلمه غير حكايات جوف ... وبكاء مر على اطلال تفاخر عمد بدم الفقراء وآهات المساكين !! ) ص105 . هكذا كان صهيل الامبراطور المجنون , يدق طبول الحرب  والموت , بأنه يجد رؤساً جاهزة للحصاد آنَ قطفها   , يرى ارواحاً جاهزة للقطاف لكي تزهق  . وبهذه الوحشية الدموية , كان  الناس يتشبثون  برب السماء من خلال كهنة المعابد  بالانهزام ,  لانقاذهم من هذا الجحيم , لان اصبحت الحياة جحيم للحروب  ( لكن الحروب جعلتنا ندمن الانهزام نلوذ بأذيال الكهنة الذين يولولون ليل نهار من اجل اكاذيب اغلقت امام حبورنا ابواب استجابات  السماء , لا يمكن لواحد مثلي ان يؤمن برب لا يستقم عن اغاثة أمرأة لوعتها عطور الفجيعة , تجلسني / عند عرش قلقها ) ص170 . ويحمل الراية السوداء  كهنة المعابد  , ناموس الموت نفسه لكن تغير ثوبه الخارجي , في بدعة  الكفروالالحاد وعدم الخشية من سلطة رب الارباب  , من اولاد الزنى الذين لا يخافون الله , فعاقبتهم نار وبراكين حارقة  بأسم الرب الاعلى . لان هؤلاء  اولاد الزواني يدنسون الدين بالنجاسة  ,  ويتعاملون بالمنكر ولا يخافون عاقبة الله , ولا يطيعون اولياءه الصالحون على الارض  , انها نغمة ارهاب وبطش جديد  بأسم الرب  وشريعة الدين  ( - اولاد الزواني .... لا تعرفون سوى التعامل بالمنكر ..... لا تخافون الله أبداً . . !!
- أبن القحبة ... لا تعرف الله!!
- أتدري مالذي يمكن أن نفعله الآن ..... قلت لا تتحرك وألا ارسلك الى جهنم بطرد بريدي عاجل  . .
- اتركه لا فائدة منه .... كلب لا يستحق حتى رصاصة رحمه ... هؤلاء اكثر نجاسة من كلاب الارض ..... دعوه يفكر بلحظته الآتية ... لتعذبه تلك اللحظة قبل ان نوصله الى الخاتمة !! ) ص 189 .
هكذا تساوت الكلاب المسعورة القديمة والجديدة .
( حرام أن اجد نفسي محاطاً بكلاب تنتظر تحولي الى فطيسة نتنة !!
- لا فائدة أينما تولوا فثمة وجه كاهن يطالك بالموت !! ) ص209 .
( لان ثمة كهنة عبروا خطوط مسراتهم باتجاه ما كان حصص الالهة /
( ايها الرب ...... هل ابصرت قبراً يمشي ...
( ايها الرب هل رأيت جدرانا تنزف صراخاً واحتجاجاً 
( أيها الرب نحتاج الى امواج مستحيلة من الاجابات التي يتوجب ان تغسل اعمارنا .... أم تراك اعلنت استسلامك لهبل الكهنة وكراهيتهم ؟ /
( ايها الرب ...... كيف يمكن اننسى ما حدث ؟ . ) ص231 .
ولكن يجب ان لا يغيب عن بال كهنة المعابد , بأن حبل المشنقة ألتف حول عنق الامبراطور . والحليم تكفيه الاشارة .
× رواية : هتلية 
× الملف : شوقي كريم حسن
× الطبعة الاولى : عام 2018
× عدد الصفحات : 290 صفحة
× التصميم والاخراج الفني : أحمد عبدالحسن
 جمعة عبدالله


303
قراءة في المجموعة الشعرية ( كلما أفسدوا قلماً , طويت ورقتي ) للشاعر جواد كاظم غلوم

الكاتب والشاعر القدير , له باع طويل وتجربة وخبرة عميقة , في ابداعه النثري والشعري , ويطرحه في مميزات  النبرة الصافية والصوت الواضح ,  الذي يستند من صلابة  المواقف الرصينة والرشيدة  ,  التي تتجلى برؤيتها  بالوعي الناضج من خبرته الطويلة في ممارسة الكتابة  , التي عفرتها تراب المعايشة والمعاناة الحقيقية عبر ازمنتها المتعاقبة  , التي اكتوى بنار حممها الحارقة وبالقهر الاجتماعي والسياسي  , لهذا  ينطلق بقوة  الصدق في المشاعر والاحاسيس  , التي تغلي وتفور في الضلوع . من معاناة الغربة والاغتراب سواء ,  في داخل الوطن ,  او في  خارج الوطن . ومن الواقع المزري الذي وصل الى وتيرة التفاقم لتصل الى    المحنة الجماعية , في  القهر والعسف الحياتي , في ازمنتها  السوداء التي مرت على العراق , وانغمر في لوعتها الموجعة , بأطنان من الاحزان والاضطهاد والانتهاك والاستلاب  , ومن هذا المنطلق الواقعي ينطلق في مواقفه الصريحة والجريئة , يكشفها بكل شجاعة ,  ويكشف العيوب والعورات , ويكسر قلم المهادنة والمساومة   ,  ويقف بشموخ ضد الاقلام الفاسدة التي لوثتها لعنة الدولار . ويشدد هجومه الضاري على الذين دفعوا العراق , ان يغور في اعماق الادغال الوحشية في دروبها المظلمة . يشدد هجومه على الذين سرقوا الحلم العراقي , بعد اسقاط الحقبة الدكتاتورية . ان يسرقوا العراق بكامله  وبما امتلك من الخيرات والاموال الوفيرة  , في تحقيق احلامهم المريضة بكنز  الدولار الاسود , , ان ينشفوا بالفرهدة والنهب  مغارة  ( علي بابا ) وعلى حطام وجماجم الناس الابرياء التي تتساقط كل يوم . لكي تتحول الحياة الى معاناة جحيمية حقيقية , من هؤلاء الاوغاد البرابرة الجدد.  فقد جعلوا الاحزان والانين والصراخ يتعلى من  الاطفال واليتامى والارامل , وان يطحن  المواطن البسيط  في مطحنة المعاناة  المريرة في لقمة العيش  . انه زمن العهر بهؤلاء الحثالات العفنة  , الذين  يبيعون بضاعتهم الخسيسة في سوق النخاسين . بعدما جلبهم غربان الاحتلال ,  جمعهم من كل نفايات وقمامة المعمورة , وسلمهم صولجان السلطة والنفوذ والمال  . جاءوا على شقاء الوطن وتحطيمه وتمزيقه , بذلك تحطمت حياة الناس الى الاسوأ من الماضي , في عهدهم البغيض والجاثم  . هكذا غرد وصدح في   مجموعته الشعرية ,  في استخدام وتوظيف  كل الاساليب والاشكال التعابير , من اجل ان تحدث  الصدى  القوي  والرنان  . لكي تبرز الاثار المؤثر  والمشحونة والمتحفزة  لدى  القراء , منها منصات تناص التراث والتاريخ  ,  والى المناجاة الام السومرية . انه يعمق ويفجر الفعل المضاد في قصائده الشعرية . التي سلطت الضوء على هموم واحزان الناس ,  في معاناة حقيقية مدمرة بالخراب والفوضى  العارمة  , التي تخنق الحياة  واسلوب المعيشة  البسيطة . أن القصائد الشعرية تدلف الى الاعماق في محنة الوطن . وكما يعرج الى محنته الوجدانية الذاتية  , برحيل رفيقة عمره وحياته , قرينة روحه  , برحيلها الابدي , وفقدان عنصر حياتي هام وبارز في مسيرة حياته الطويلة , التي شق طريقها سوية بالحب والوفاء والانسجام   . ان بغيابها الابدي ,  طعنة في اعماق روحه ,  يتجرع كأس العلقم كل يوم  , تركته وحيداً يصارع الامواج العاتية في قسوتها وشقائها المدمر . ,لهذا الاسباب المتراكمة ( من معاناة الوطن وفراق الحبيبة )  يطلق عنان قريحة الشعر في قصائد المجموعة  , ويرصد الاتجاه المدمر والعاصف في الحياة العامة  . ويصب جام غضبه الساطع على البرابرة الجدد .  انه يعطي اهمية بارزة للفعل المقاوم , بعدم الخنوع والاستسلام الذليل للاوغاد والطغاة الجدد  ,  ان يوجه سهامه النارية على الثعالب والذئاب الادمية . ان يكشف احلامهم المريضة , بأنهم عبدة الدولار الاسود , الذين اغرقوا الحياة بالحزن والمعاناة ,  وأطفأوا كل انوار الحياة . ليكون شاهداً حياً على الخراب العراقي , الذي لم يتوقف , بل يستمر في وتيرة متصاعدة من خراب والحطام .
× في مناجاة المحنة بغداد وهي محنة العراق ككل . ان يشكو في معاناته الى ( أبن زريق البغدادي ) وهي صورة من الاستلهام والتناص . بأنه لم يجد في بغداد , التي جائها جائعاً وعارياً , يهزه نزيف الشوق والحنين , لم يجد سوى ليل مظلم  مخيم على بغداد . سوى نزيف الدماء تنزف على ضفتي دجلة ( الرصافة والكرخ ) . لم يجد إلا وجوه العدى والردى , بالوجوه مخيفة  ومرعبة  ,  وهو يتجول بين الضفتين . لم يجد ( المها ) , وانما وجد عيونها مفزوعة من الرعب والاغتصاب والانتهاك . فلم يجد يا صاحب المقام الرفيع ( أبن زريق البغدادي ) ,  ( المها ) . فأين انت لتذود عن شرف وعرض ( المها ) من عفونة الاوغاد البرابرة الجدد . ولاسيف عنده يشهره في وجه الطغاة الجدد  ليحمي شرف ( المها ) من عار الدنس . من البغاة الجدد . لم يعد له القدرة الدافع عن كرامتها  المنهوكة والمغتصبة  , ليعود خائباً يلوك الاسى ,  مضغة في فمه  .
سيدي , ذا المقام الرفيع المنيف
جئت من سدفة الظلام المخيف
جائعاً , عارياً , دافقاً بالنزيف
أرى نسلي الزغب تشقى
ولا سيف لي .. لأشهره في وجوه البغاة
في وجوه العدى والردى
حين يحمي الوطيس
ألوك الاسى مضغة في فمي
أرحت ركابي بأرض الزلازل
لا زاد عندي سوى كسرة من رغيف
بللتها العفونة واخضر طحلبها في خراجي
أتيتك حزناً طويل الحبال
ثقيلاً , ثقيلاً بحجم الجبال  /  من قصيدة ( القصيدة الثانية لابن زريق البغدادي )
× الحلم الوردي بعد سقوط الحقبة البعثية , انهار وتفتت وتمزق واختفى  , واصبح حلماً اسوداً يورق ويرهق الناس . فقد سقط الامل بلا عودة . وخاب ظن  الوطن للطيور المهاجرة , التي اعناها السفر وارهقتها الغربة والاغتراب , لتعود الى احضان الوطن , لتعود لتجدد احلامها القديمة في بارقة الامل . لكنها تفاجئ بالصدمة الهائلة بعودتها الى أرض الوطن . لم تجد بغيتها , ولم تجد  العراق ,  وتجد بغداد تغفو غارقة  في الحلم والكابوس   .  بغداد في وجهها المرعوب المغلف  بالخوف والقلق في  حياتها الجديدة . فقد لبست الزي العسكري , واطلق العناق لشبح الاحزان . بغداد اسيرة ومخطوفة بين الوجوه المرعبة التي تفاجئك , بجدران الكونكريت ونقاط التفتيش . يرعب  صوت صفارت الانذار تنذر  لموت جديد  قادم . يرعبها نعيق وعواء الثعالب وذيولهم , بغداد تحولت الى سوق النخاسين بالعهر السياسي .
وأصوب وجهي نحو بغداد
أقف على شاطئ دجلة
ماذا عن العسكر والجدران الكونكريتية ؟
ونقاط التفتيش والوجوه المرعبة التي تفاجئك
وصفارات الانذار و ....... و ..........
أوه, سأتجاهل كل هذه المظاهر
واطوي هذه النشازات
وافتح افقاً احمر
واتأمل دجلة واغفو في حضنها قليلاً
أتلمس رملها الرطب البارد
أضع شيئا منه على خدي كالحناء        / من قصيدة ( حمامتي والطيور السود )
× في العهد الجديد برزت معالم المدينة الفاسدة ( الديستوبية ) شاخصة في معالمها في كل ميادين الحياة , في النهب والفرهدة والسحت الحرام , على صراخ وعويل الفقراء والجياع والاطفال واليتامى . فقد اصابت العراق اللعنة من  السماء والارض , حين اعتلوا العرش وصولجان السلطة والنفوذ . كل النفايات التي تجمعت وتهالكت عليه من قمامة وازبال المعمورة . التي باعت البشر بالدولار اسود ,  وحطمت كل شيء بالتدمير والخراب والفوضى الشاملة , بكل خساسة ودناءة حقيرة , كأن التاريخ يعيد نفسه من جديد في فصوله المأساوية . كما حدث لمدينة ( بومبي ) المدينة الرومانية , التي دمرت بالكامل , العمران والناس وكل معالم الحياة تحولت  الى خرائب ,على  أثر انفجارات بركان ( فيزوف ) في العصر الروماني , او مثل  حرائق روما التي حولتها الى حرائق  .
أرضي أضحت خربة تساقط سورها الشاهق
كل يرمي نفاياته ودرنه في أديمها الطاهر
حدود بلادي قربوها , لوثوا طهرها
زاحفين كالجراد النهم
لعقوا بألسنتهم نقاء عذوبتي
لهاتهم أصابني بالقيء
توسلت بسرب النوارس
أنْ : خذوني معكم طائراً شريداً , جريحاً
لم ألق آذناً صاغية
سألم متاعي واعبر مدن الخطايا
أعفر وجهي برمادها
أتسكع في ( بومبي ) الغارقة بالاثم
لا أحد يشاطرني في  خطواتي
سوى الكلاب الضالة .   /  من قصيدة ( إطلالة على مدن الرماد ) .
× نزيف جرح الحزن المؤلم الذي شطر قلبه الى نصفين  , نصف رحل في رحلته الابدية , بقراق وفقدان رفيقة العمر والحياة والحب . رحلت الى رحمة الله الواسعة , وتركت الشطر النصف  الاخر من  القلب , يعاني من نزيف  الحزن والهموم والشجون بوحشته ووحدته  . برحيلنها أطفأت انوار حياته , تقطر بجراحها النازفة . لقد تركته وحيداً سوى  من آثارها الباقية في كل زاوية من البيت , يوسي بها روحه المعذبة  , تطارحه السقام ,  في الصحوة والمنام  . فقد كانت  غانيته الساحرة والطاهرة الجليلة  , تملئ عبق حياته في مرها وحلوها . فقد كانت  خيمته الحياتية .
أسدل ستائري في الليل
فإذا جدائل شعركِ تلاعب أناملي
أسقي ورود حديقتي
فتأخذني ساقيتي الى عذوبتكِ
أتجرد من ملابسي
فإذا جلدكِ يلتف بي متلبساً
سيديتي الغائبة تطاردني
تطارحني السقام
تلامسني الذهول
في صحوتي , في منامي
في شرودي , في يقظتي
في حلي وترحالي
في جلجلتي هدأتي
 ما أنت ايتها الغانية الساحرة !!  / من قصيدة ( سيدتي الغائبة )
× الوضع الجديد المصاب بالفوضى العارمة , بغياب الرؤية البصيرية المسؤولة في حرصها وواجبها الاخلاقي والديني . فوقعت هذه الحثالات  صريعة بريق هوس جنون  الدولار الاسود . وراحت تعزف في بهجهة الفرهدة والنهب بالنشوة والانتصار . فأصبح العراق عبارة  عن سرك تهريجي , تتقمص فيه كل الادوار الثعلبية والشيطانية ,  بالتهريج الغث بالهذيان والغثيان . في تجنيد النفوس الضعيفة والذميمة , التي تبيع شرفها وشرف القلم , بحفنة من الدولار , لتكمل صورة التهريج المنافق . في مهرجانات ( على حس الطبل خفاً يا رجلية ) . فأصبحت حياة المواطن تلاحقه كواتم الصوت في اي مكان كان  , على شقاء وسياط الواقع الدامية والنازفة  . فتبدلت الاحلام الى كوابيس , وتبدل كل شيء الى حطام اسود . حين هبت جحافل البرابرة الجدد احفاد المغول , لتحطيم الحياة في معاولهم على صياحات  التكبير والتسجيد للاصنام الجدد المنافقة . وماهي إلا عبارة عن جرذان عفنة وكريهة . فقد اصبحت بضاعتها الرابحة ,  الدعارة العهر السياسي , بأحقر اشكاله الخسيسة والدنيئة . ليكنزوا الذهب والدولار على حطام الوطن . روضت الناس ان تدس رؤوسها في التراب .
قبرتم صغارنا وأداً
سخمتم سماءنا الزرقاء
أقحلتم فيافينا الخضراء
شحنتم أهالينا عداوة وبغضاً
طلقتم حليلاتنا الممتلئات عفة
نحرتم حمائمنا أمام مرآنا
وكواتمكم  تطاردنا أينما حللنا
أبواقكم تصم آذاننا
أفواهكم تنفث كذباً
عيونكم تحدق بنا شزراً
سياطكم تلسعنا وجعاً
أخذتم بخناقنا
رفستم أحلامنا الوردية
كنستموها  نفاياتٍ  لمواخير اليأس
ابدلتم ملامحنا سحالي مخيفة
مصصتم جاشنا
صيرتمونا نعاماً تدس رؤوسها في التراب
 ايتها البرابرة الشرسون .   /  من قصيدة ( تعالوا أيها البرابرة أنتم وريحكم الصرصر )
× المجموعة الشعرية : كلما أفسدوا قلماً , طويت ورقتي .
× الشاعر : جواد كاظم غلوم
× طباعة : أمل الجديدة
× الطبعة الاولى : عام 2018
× مصمم الغلاف : الفنان مصدق الحبيب
× عدد الصفحات : 138صفحة
جمعة عبدالله

304
قراءة في المجموعة الشعرية ( مشاهدات مجنون في عصر العولمة ) للشاعر حميد الحريزي
يثابر الاديب في تعاطي الابداع السردي والشعري بتألق بارع  , ويقتحم تداعيات الواقع عبر ازمنته السوداء , التي مرت على تاريخ  العراق وجعلته صريع الهموم والنوائب الغزيرة في خجم المعاناة  , يتعامل معها بالطرح والتناول الشجاع والجريء , لذلك  امتلك خاصية مميزة في مثابرته الابداعية , بطرح رؤية فكرية , لا تهاب المحظور وتتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها الالهة المزيفين ,وهذه المجموعة الشعرية , في طرحها الحاد والاستفزازي غير المسبوق تناولها الشعري , تتطرق الى  اهم عصب الحساسة والدقيقة  في القضايا الواقع واشياءه التي اصبحت مخالب جارحة تنزف منها الدماء وحزن ومعاناة  .  يطرحها على المكشوف الى  حد الاستفزاز في الشحن  غير المألوف .  في كشف معاناة وهموم الواقع  واشجانه المريرة والمزرية , التي سلبت روح الانسان ,  ودفعته الى المعاناة القاهرة بالاسى المرير  , نحو  التراجيدية المأساوية في سريالتها الغرائبية , لذلك فأنه يصب جام غضبه العاصف بالتذمر والرافض , بالاستهجان والسخرية والتهكم , ويتقمص سلاح المواجهة والتحدي بالحدة الصادمة  بتسمية الاشياء بأسمهائها الصريحة ومسمياتها  .  ويتعامل بالمثل في الحدية والاستفزاز , مثلما يتعامل الواقع مع الانسان.   ما يطرحه من لغة شعرية ومفردات صادمة في رموزها التعبيرية ,  التي توجه سهامها النارية الى نحر المشاكل والمعضلات الظاهرة والمكشوفة   ,  في توظيف التقطيع المفردة  اللغوية , لتكون المرادف والنقيض , لتكون بمستوى مواجهة  الواقع المزري والمرير, بمستوى الفعل الهجومي , الذي ينهش في سهامه الحارقة , لذا فأن لغته الشعرية تنحت  في الابتكار المعاني المفردات في شكلها الجديد   , التي  يعطيها قوة عميقة في  الرؤية والرؤى التعبيرية الدالة في المغزى البليغ  , لذلك مارس صنعة  الابتكار في خلق المفردات الدالة والعميقة  , لواقع لا يعترف بالتهاون والمسالمة , وانما كل جبروته يجند طاقاته بالهجوم الوحشي على الواقع ,  بغية  التسلط والاستحواذ والامتلاك , ليكون الانسان لعبة ودمية في يديه يمشي على اربع ارجل , او يحوله الى خرفان مطيعة وذليلة , هذه الصيغة الاستغلالية الظالمة  التي تجعل من الانسان  خروف اعمى , وعيون حارسة لامارة الاميرالسلطان القاهر الاوحد والجبار  , ورعيته تكون   دروع بشرية للمحافظة ولاية الامير  .   بأن يبقى صولجان السلطة في يد  الامير الثور , والوزير الحمار , وعسسهم الكلاب والقرود والعجول العاقرة . لينتعش الامير بأنه اصبح السيد المطلق في دولة الحمير , وما على خرفانه العميان , التي عليها   السجود والركوع والتهليل بالمجد العظيم للامير الثور المبجل , المنصور بالله , الذي اصبح وصي ووكيل الله على العالم , بل اصبح سيد العالم بالمطلق ( عاش الامير ... مات الخفير / كلنا حمير . كلنا حمير )  , هذا ما تلمسه بالحقيقة المرة , من مشاهدات  المجنون ( الحكيم / البصير ) في مشاهدته في عصر العولمة في دولة الحمير . التي خرجت عن المألوف والمنطق . في واقع ينهق ويعوي فيه  الخراب ,  والفرهدة بالعلس واللحس , كأننا امام  غابة وحشية يسيطر  على مخانقها الذئاب والكلاب  , واقع محموم بالصداع الدولار الاسود ,  وصولجان الكرسي , في امار الامير الذي يحكم بامر الله . في شكل العولمة الجديدة , التي هي بين فئتين . الطاحن والمطحون  , الحاكم والمحكوم .  المتجبر والمتغطرس  والذليل . الناهب والمنهوب . الرابح والمنحوس . الجلاد والضحية , المتخم والجائع . هذه بركات ديموقراطية  العولمة , التي تحولت الى  الدم / قراطية , بين الرأس والذيل . انه عالم يتعدى حدود العقل والمنطق . الى السريالية المجنونة ,
أنا شاهد عليها
تحت ظلال رماح القصب الصفراء
ضفادع لها فحيح , تزدرد الافاعي
أنا شاهد عليها
خراف عمياء تحرس  الراعي
هذه اشجان وشجون الواقع المأساوي ,  ان يكون الضحية الحارس الامين والمفدى لجلاده والسفاح  القاتل . ان يسجد تحت ( نعال ) ناهب رغيف خبزه وعيش اطفاله , او يكون ضمن جحوش العسس ,  يحمي الحرامية واللصوص ان ينهبوا بيته وعرضه وشرفه  , وهو يغني بالتبجيل والفرح العظيم ,  لانهم يدفعونه الى الجحيم , هذه العولمة التي بشر بها الالهة العميان . ليكون الواقع عبارة عن التراجيدية الكوميدية , تضحك عليها حتى  الامم الجاهلة ,  بالسخرية والاستهجان , لغبائها الابله الذي ضرب به رقم قياسي ,  بفعل مطر الدولار الاسود ,    الذي دفن   الاخلاق والقيم واصول الدين , تحت فيضان  المطر الدولار النفط  الاسود . لتكون دولة الامير عبارة عن حفلات التهريج الايروسية , في السفاهة والدعارة

غجرية ثملى
تنشد لحن ( الهجع )
من فوق مئذنة الحي
المزينة بالدولارات النفطية
هذه امراض العولمة التي تحولت الى وباء خطير يفتك في دولة الحمير ,  بالخراب والدمار . ولكن لا يهم هذا الخراب حتى لو كان على تلال من  الجماجم , طالما الخرفان العمياء ,  تؤدي صلاة الطاعة وسجودها للجلاد الامير وعسسه من  الكلاب والضفادع والقرود والعجول الثيرانية العاقرة . فكل شيء يطرب الامير ويجعله يزهو بعلامات النصر العظيم  . فهو الفاعل , والرعية  مفعول بها  ,  وفي حضرة الامير . فكل شيء ملكه يتصرف بما يشاء ويرغب , ولا يمر احداً إلا عبر ( قضيب ) الامير , فما اروع هذه   النعمة ,  وهذه  البركات  آلهية في دولة الحمير . فلا ظلم ومعاناة بعد اليوم . كلهم خصيان
وسموا بأسم وكيل ( الرحمن )
من بركاتنا
جعلناكم خصياناً
لا تحزن
نساؤكم سيطؤها سيدنا
اعفاكم من الشقاء
نكاح النسوان
لا ظلم بعد اليوم
للكل حق ب : -
قضيب السلطان ؟؟؟
---------------
تتزين صدورهنَّ
بقلائد مرصعة بكرات
من بزار السلطان
نساء
لا تنجب إلا بأمر من ( قضيب ) الوالي

هذه المهازل في دولة  الحمير , التي تنغمر بالفرح  في مهرجانات الخرافة والشعوذة بغياب العقل , طالما ان دولة الاميرشريعتها السمحاء ,  دونت في ابجديتها   بالجهل والغباء ,  وفي اطلاق  الفتاوى المعتوهة بغشاء البكار ( الصينية )  , التي تجاوزت اعلى مراحل الغباء . امة ضحك من جهلها وغبائها الامم العالم ,  ان ترعى  الاباحية  , من اجل بناء مجتمع الحلم الالهي  , لذا لابد التقييد بوصايا الامير وكيل الله , للابتعاد عن الشذوذ والاباحية  الشيطانية  , عندما يكون ( الخيار ) فوق ( الطماطة ) انها  ( بورنية شاذة )  تعصف بالقيم ومعايير الاخلاق  التي لا تخدم  دولة الحمير , وتهدد عقليتها السليمة الصافية بالايمان والتقوى  الديني  , تهدد  الثقافة  والتعليم , تهدد في  الابعاد عن  التطور والتكنولوجية البخورية الزعفرانية  .
في قاعات الدرس
تعلمنا فن الخطابة أخرس
ومتسول أعمى
يعلمنا فن ادخار الفلس
وشيخ الحي
يعلمنا فنون المنكر والرجس
كأننا امام عولمة الجنون
هذه دولة العولمة المباركة , التي هي عبارة  عن ناكح ومنكوح ,  في دولة وكيل الله على الارض , واطاعته فرض ملزم وشرعي  , من اجل اقامة دولة العدل الالهية , فعلى الخرفان العمياء الالتزام بالممنوعات والمحظور , من اجل نقاوة دولة الامير من الشوائب  , اذا اعطى الضوء الاخضربالسماح  بالقتل بالشوارع واي مكان مسموح ومكشوف بأمر شريعة الله , وعلى الرعية التشدد في وصايا الامير المباركة
ممنوع
أحتضان
المطرقة للمنجل
محظور
وضع ( الخيار ) في الاعلى
و( الطماطة ) في الاسفل
ممارسة الموت
في الشارع مقبول
أما الفرح
محظور حتى
خلف الباب المقفل
إياك
 ان تبتل ريقكَ
ب ( المنكر )
هذه الدولة الرشيدة والنزيهة والعفيفة , سادنها وربان قبطان  سفينتها ( القواد) الذي يتحمل مسؤولية عظيمة في ترتيب مهرجان النكح والمناكحة بأمر الامير . ان تقام هذه الصلاوات في ملعب الفئران الامير. من اجل رفع الهتاف العظيم ( عاش الامير . كلنا حمير ) الاله الاعظم مانح الحياة والموت , فهو الرب الاعلى والسيد الاعلى , ووكيله ( القواد ) المبجل ,  ينفذ اوامر الامير ,  وكيل الله على الارض
أنا اللاعب
و ( القباب ) كراتي
أنا الاكبر
أنا الاقدر
من له قوة دفقاتي ؟؟
من له ها ( المرود ) ؟؟
أنا صوت ( القواد ) وربان
المقود
أنا السيد الاعلى
أنا الاله الاعمى
أنا راعي القطيع الاسمى
أنا الاول أنا الاخر
أنا الوحيد الاوحد
أنا المعبود وأنا المعبد
الاعمار بيدي
الديار بيدي
الاقمار أقماري
أنا الهادي  والمهتدي
هذه هي معجزة مطر الدولار الاسود , الذي روض عقلية الامير , ان يكون الاله الاوحد ,  لدولة الخرفان العميان , وحارسه الامين الذئب , الذي يتسلى في لحوم البشر , من اجل ادامة دولة الامير الى الابد , او باقية رغم انوف الجميع  ( دولة الخلافة باقية , دولة الطائفية باقية ) ,  ولم تتوانى في قلع العيون ,  وارسال فراميل الموت , من اجل استمر المطر الدولار النفط  الاسود
مطر الدولار
لا يعرف لونا
ولا يعرف عنواناً
صرنا
أرقاماً
ما عدنا نتعارف
بالاسماء
 لا معنى للغيث ِ
صار
 مطرنا اسوداً
والرعد
ناراً ورصاصاً وعواءً
 كذلك يعرج الشاعر الى محنة المطرب الشعبي الكبير ( حسين نعمة ) في محنته الانسانية والعائلية , بأن سدت ابواب الحياة في وجهه ظلماً وزوراً , وصار يطرق ابواب اليأس  .
صار مرتعاً
ل ( الطناطل ) والافاعي
رد ( أبن نعمة )
مكسور الخاطر
يطرق ابواب اليأس
يبحث عمن هتك
أسراره
( رديت ....... وشرديت .... باب باب ادك)
غادر النجم سماءنا
إدلهمت ليالينا
ومات القمر
كما اعرج على ذكر المناضل الشهيد ( خالد أحمد زكي  )  جيفار الاهوار ,  مهندس ترك العيش والرفاه  في لندن , ورجع الى العراق لينقذه من المحرقة البعثية , في تفجير الانتفاضة المسلحة في الاهوار عام 1969  , لكنه حلمه لم يتحقق , فقتل مع رفاقه , بعد مقاومة بطولية
يا ( خالد ) مازال دمك
يجري
يطارد
من اعانك
ومن خانك
صوت البط
ورقصات ( البربش )
زنابق الاهوار
واغاني الصياد
المقهور
يا خالد
يا بن ( عشتار ) و ( جلجامش )
هذه مشاهدات المجنون ( الحكيم / البصير ) في دولة الامير المبجل العظيم . التي تعيش الفرح والابتهاج على صوت ألحان نهيق  الحمير ,  وعواء الكلاب , في الدولة المباركة الالهية  ( عاش الامير . كلنا حمير )
مجموعة الشعرية ستحرك المياه الراكدة بالهيجان والاستفزاز . في قصائدها  الحادة والشرسة في مواجهتها الواقع المنكوب . مجموعة شعرية قدم مقدمتها الرائعة ,  الشاعر  السماوي الكبير .
× المجموعة الشعرية : مشاهدات مجنون في عصر العولمة
× المؤلف : حميد الحريزي
× الطبعة الاولى : عام 2019
جمعة عبدالله





305
وحشية الفساد وصلت الى السريالية  المجنونة في الموت المجاني
عراق الاحزاب الاسلامية الفاسدة ( الشيعية والسنية ) وصلت الى اخطر مراحل الفساد واحقرها دناءة . اصبحت تهدد الحياة العامة والخاصة . تطال الجميع بدون استثناء , حتى الناس ال ( شعليه ) يغطون رؤوسهم في الرمال , ويصابون بالطرش والبكم , او يسجدون  بالمجد العظيم ( من يتزوج أمي يصبح عمي ) وانقلبت الآية :  من يتزوج الكرسي ,اكون له عبداً وخروفاً مطيعاً , ألعق  حذاءه صباحاً ومساءاً , وأنام مرتاح البال  على وسادة روث  الطائفية , كأنه لم يسمع ولم يرى , بأن العراق دخل في قاموس مفردات  الفساد والفاسدين , واصبحت مفرداته . الاحتيال . الاختلاس , النصب . الجشع . العلس . الحواسم . اللصوصية. الفرهدة   , من مظاهره العامة في التعامل والتداول في قيمها واخلاقها وضميرها  . حتى فقدت المسؤولية معناها , بل اصبحت من  المفردات المفقودة والمهجورة . هذا من نتائج ثمار النظام السياسي الطائفي المقيت والعفن  . الغارق في بحر الفساد والدجل والخداع . بأن يصبح العراق كعكة الفرهود , يتقاسم حصتها احزاب علي بابا والف حرامي , في تفاهم تام في بوس اللحى  , في العراق المعطل لا ينتج اي شيء , بل يستورد كل شيء من ايران , واصبح سوق محلية تابع  لايران , وتجنيد طاقات العراق المالية ووضعها تحت تصرف أيران , من اجل وقف تدهور اقتصادها ونظامها المالي المتهالك  , الذي يسير الى شبح الافلاس . كأنهم يستلهمون تجربة دولة قطر العظمى  , في وضع امكانياتها المالية تحت تصرف اردوغان , من اجل انقاذ تدهور الاقتصادي والمالي , الذي يسير بخطوات مسرعة نحو الافلاس والازمة الخانقة  . بدليل العملة التركية ( الليرة ) التي كانت قبل سنوات قليلة , الدولار الوحد يساوي 2.5 ليرة . وقد وصل في هذه الايام الى ان الدولار الواحد يساوي 5.8 ليرة . وتذهب عمليات الانعاش المالي القطري , ادراج الرياح . وكذلك ستنال محاولات انقاذ الاقتصاد الايراني والمالي الى الفشل الذريع مهما حاولت الاحزاب العميلة ومليشياتها البلطجية  . حتى لو تحولت كل موارد المالية  للنفط العراقي ,  الى جيب ايران المنهوكة والمفلسة والتي تنتظر مستقبل مظلم   .
 ان مسؤولية الاحزاب الاسلامية الفاسدة كبيرة في تدهور الاوضاع الحياتية الى الاسوأ والابشع , وان يصبح للفساد مخالب تمتص دماء الناس البسطاء والابرياء  . كأن عمليات النهب وسرقة عشرات المليارات الدولارية , لم يشبع جشعهم وعقولهم المريضة  , بأن يطالبون بالمزيد والمزيد  , طالما هم تحت رعاية  اشراف الدولة وحمايتها , من التبعيات  القانونية , وابعادهم من   القصاص للعدالة . لذلك وصل الفساد بواسطة فرسانه الاشاوس من احزاب علي بابا والف حرامي , الى عمليات تهدد الحياة العامة والخاصة بالموت المجاني , وما كارثة عبارة الموت في الموصل الحدباء . إلا نتيجة منطقية لبشاعة الفساد وجشعه الوحشي . مثل عمليات الفساد   والاحتيالات  الخطيرة الجارية  , التي ادت  وتؤدي الى الموت المحتم والمحتوم للمواطنين , سواء بالتسمم بالمياه الملوثة , او جلب الامراض الخطيرة ومنها مرض السرطان , من المواد الغذائية الفاسدة والمسرطنة ,  المستوردة من نفايات العالم وقمامة ازبالها . لذلك اصبح مرض الفساد مزمن , لا شفاعة ولا علاج له . سوى بجمع الفاسدين واعدامهم في ساحة التحرير , غير ذلك هو ضحك على الذقون . الكل يمارس اللعبة الخطيرة بالفساد , الكل يتحمل مسؤولية الخراب وتدهور الحياة الى الموت الجاني , ولكنهم يمارسون اللعب والضحك على بعضهم البعض . المرجعية الدينية , احزاب المحاصصة الطائفية , الحكومة . البرلمان . الكل يمارس النفاق والدجل في سبيل ابعاد التهمة عن نفسه  بذبح العراق , الكل يحاول ان يتاجر  بالتقوى والزهد ونظافة اليد , حتى اعتى الفاسدين , حتى اعتى المنافقين الذي ابتلع الدولة ويطالب بالمزيد , مثل حرامي الجادرية . كلهم ثعابين فقدوا  الشرف والضمير والواجب الديني  , ولا علاج للعراق والعراقيين , سوى طمرهم في نفايات الازبال , او جمعهم في ساحة التحرير لاعدامهم كلهم  دون استثناء  , غير ذلك لا يمكن خروج العراق من عنق الزجاجة .................................. والله يستر العراق من الجايات !!
 وهذا شريط الفديو من فمهم أدينهم
https://youtu.be/jrrsybibrgE
 جمعة عبدالله

306
زيارة روحاني الى العراق : خذ ما تطلب  فأنت الحبيب الغالي
اصبح العراق بحكم الاتفاقيات والعقود والصفقات . التي وقع عليها خلال زيارة ( روحاني ) الرسمية  الى العراق . هي منفعة وفائدة واستثمار بقطف ثمارها بالمليارات الدولارية , لصالح طرف واحد فقط , وهو ايران , ولاول مرة في تاريخ العلاقات الدولية ومصالحها المشتركة  , تنتفي تماماً المنفعة والفائدة المشتركة في تطوير العلاقة بين الطرفين في كل الميادين بين الطرفين , لذلك  جاءت لصالح  طرف واحد هو ايران ,  الرابح الاكبر  , والعراق الخاسر الاكبر  . في تعطيل كامل لماكنته   ,  الاقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية , وهجر تماماً البناء البنية  التحتية , فقد اصبح العراق سوق محلية , يستورد كل شيء من ايران , ولا يصدر اي شيء الى ايران . لذلك بزيادة الميزان التجاري لصالح ايران من 12 مليار دولار الى 20 مليار دولار, اما من جانب العراق فهو مستورد فقط ,  وسوق محلية لكل ما تستطيع ايران تصديره . وكذلك رفع الرسوم المالية على تأشيرة الدخول بين البلدين  . واعتراف العراق رسمياً بمعاهدة آذار عام 1975 . التي اشعلت الحرب المدمرة بين الطرفين العراقي والايراني ,  وطالت ثماني اعوام من التدمير والموت والخراب , وخرج العراق خاسراً من الاعتراف بالاتفاقية ,  بخسارة شط العرب , ومنح بعض  الاراضي الحدودية , التي تحولت الى الملكية الايرانية , وبعضها يوجد فيها حقول ومخزون نفطي هائل . وهذه الاتفاقيات تضع القيود في اغلال العراق , يستغل منفعتها الجانب الايراني  , في  كسر الحصار الاقتصادي  الخانق المفروض  عليها  , الذي يقودها شيئاً فشيئاً الى شبح الافلاس الكامل , التي بدأت مظاهره تظهر على المكشوف , بعدم استطاعة ايران تصدير او بيع برميل واحد الى الخارج  . ماعدا العراق يستورد النفط والكهرباء والغاز بالعملة الصعبة وبسعر مضاعف  , لكي يخفف عن اعباء الازمة الخانقة التي اصبحت تهدد النظام جدياً . في اجواء الخناق والحصار الخانق المفروض على ايران . يسجل مكاسب وانتصار كبير على حساب مصالح العراق . هكذا تؤكد بالبرهان الدامغ ,  وبفعلها الخياني للمصالح الوطنية , هذه الاحزاب الشيعية العميلة الى ايران . بأن تهدم كيان العراق وسيادته ومصالحه الاقتصادية والتجارية , بشكل لا يصدق . ان يكون العراق تابع ذليل الايران ,ان  تصبح الحاكم الفعلي , وبيدها الحل والربط من اصغر قضية الى اكبرها . وما على الحكومة والبرلمان سوى  تنفيذ أوامر ايران بحذافيرها . ان تصبح خيرات واموال العراق في جيب أيران بسهولة نادرة , لم تحلم بها . ان يكون العراق في خدمة  الاقتصاد الايراني المنهار , بكل ما يطلب وبالعملة الصعبة . والغريب والعجيب من المفاوض العراقي , لم يناقش او يطرح مسألة ضبط الحدود وتشديد الرقابة على عمليات تهريب المخدرات والحشيشة وحبوب الهلوسة , التي اصبحت وباء مدمر لشرائح كثيرة من الشباب بتناولها وتعاطيها بشكل علني من اسواقها المكشوفة والعلنية  , لقد اصبحت هذه المخدرات وتجارتها , معضلة خطيرة  تواجه العراق . وعدم  طرحها في المفاوضات  والنقاش , يعني الرضى والقبول باعتبار المخدرات الايرانية , بضاعة تجارية مثل بقية البضائع الاخرى ,  ومرحب بها .
والطامة الاخرى  التي تهدد كيان العراق وهويته بالتغيير الديموغرافي , هو مشروع قانون الجنسية الجديد المطروح على البرلمان لتصويت عليه ومصادقته , حتى يعتبر قانون الدولة  الرسمي , في شأن شروط منح الجنسية العراقية . وهدف منه رفع الخناق والضائقة الاقتصادية عن الملايين الايرانيين العاطلين عن العمل , بمنحهم الجنسية العراقية وايجاد لهم فرص العمل في العراق  , وكذلك لفئات من الشيعة من افغانسان وباكستان وبنغلادش وغيرها , وكذلك سياسة التشيع المذهبية من المتشيعين الجدد في افريقيا , والذين ينتظرون تطبيق قانون الجنسية الجديد ,  حتى يتدفقوا في شكل موجات بشرية هائلة , في التجنس والعمل . ولكن هل العراق قادر على استيعاب هذه الملايين من  الشيعية والمتشيعين حديثاً  ؟ هل قادر في ايجاد العمل لهذه  الموجات المليونية المتدفقة ؟ واصلاً ان نسبة البطالة عالية جداً في العراق , وخاصة بين الشباب العاطلين , الذين سدت الابواب في وجوههم . في عراق معطل تماماً , لا معامل . لا مصانع .  لا منشآت انتاجية . وماذا سيكون مصير العراق في تغيير هويته وديموغرافيته . . هل يتحمل العراقيين الذين هم  اصل الدار , ام ينتهج سياسة التشريد والتهجير والافراغ  . من اجل عراق شيعي ,  تلعب به احزاب علي بابا والف حرامي , في سياسة طائفية شيفونية وعنصرية , وسيدها الحاكم المطلق ايران . ان هذه الاحزاب العميلة , تهدم العراق وكيانه وديموغرافيته  من اجل أيران ( بالروح بالدم نفديك يا أيران ) .............................  ..............
والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

307
قراءة في رواية : محنة فينوس . هي  محنة العراق
المبدع الكبير ( أحمد خلف ) من ابرز كتاب القصة والرواية الحديثة العراقية . بأنه يمتلك اسلوبية بالغة الجودة في الابداع  , في التنوع واقتحام كل الاشكال السردية بالتنوع في الحبكة الفنية وتقنياتها الحديثة . اضافة انه يملك رؤية ناضجة في الصياغة الفنية ومنصات التعبير في الرؤية  الفكرية , التي يستخلصها من الواقع الحياتي والمعاشي , ويصوغها في خيال فني  خصب في آفاقه الواسعة والمتمددة , ليجعل النص الروائي في سعة التناول الواسع  . انه يغوص في صلب الاشياء وعمقها  , ليخرج منها , الجوهر  بالمعنى التعبيري في  , في دلالاته  العميقة . وتجربته الطويلة في تجربة  الفن الروائي , أكسبته خبرة ومهارة وصنعة احترافية  , في الاشكال  السردية  وتقنياتها , التي تعطي القوة التعبيرية في طرحها وتشخيصها  , لذلك نجد في رواية ( محنة فينوس ) وظف عدة اساليب متنوعة  , من اسلوب التداعي الحرالذي سكبه  في  انسيابية شفافة في الحبكة  السردية  , التي  تملك العمق بلغتها المشوقة والمرهفة  , وكذلك توظيف الرمز في التعبير , وفي  استخدام التناص في الاسطورة , وجرها الى الواقع العراقي  , قديماً وحديثاً , في بؤرة  سماته البارزة والمكشوفة  . لذلك استخدم في هذه الرواية  ( محنة فينوس ) . الاساطير الرومانية والاغريقية . ومهما اختلف اسمائها ومسمياتها , وانما ان نأخذ الجانب الرمزي في المغزى والدلالة . ( فينوس الرومانية / يقابها افروديت الاغريقية ) او ( مارس الروماني / يقابله اريس الاغريقي ) وهكذا . ( اثينا / تمثل بغداد ) . لذلك نهتم في البعد الرمزي ومنطلقاته التعبيرية في هذه الرموز  , بالقصد والمقصود . من اجل تسليط الضوء على ازمنة الاستبداد والطغيان  الشمولي , مهما كانت مسمياتهم , سواء كانوا آلهة واباطرة والطغاة مأجورين في حكمهم المطلق  , اومن صنف البشر من الطغاة المتوحشين . لان الجامع المشترك بين هؤلاء , هو اللهاث على الحصول على صولجان السلطة , مهما يكون حتى بطريقة  التدمير والخراب للبلاد . فهكذا دمروا بالخراب بغداد والعراق , واهلكوا اهلها وحرثها . في صراعات  دامية وحامية  الوطيس , كلفت انهار من الدماء واطنان من الجماجم التي سقطت في ساحة الوغى والحرب  , في سبيل الاستيلاء على صولجان السلطة . الذي يأتي دائما  عبر الخرائب والنيران الحارقة . يتجرع  الناس فيها  مر العذاب وكأس الحنظل . وحين يستولون على صولجان السلطة , يطلقون العنان  للوحش الرابض في عقولهم في التوحش  . في هلاك البلاد والعباد ,  وممارسة اساليب البطش والتنكيل بكل صفاتها الوحشية , اضافة الى استخدام سلاح التجويع والفقر والارهاب , وامتلأ السجون وزنازين الموت بالضحايا  , حتى دفن الابرياء في الحفر وهم احياء . هذه الصفة العامة لازمنة الاستبداد والطغيان القديمة والحديثة . ولكن من المهازل السخرية  التراجيدية . يتم  سرقة الصولجان  عن طريق الخدعية والمكر الثعلبي والشيطاني بالاحتيال  , وما حقيقة سرقة آله الحرب والشر والدمار  ( مارس ) للصولجان , جاء نتيجة احتيال  وخديعة عن طريق التوسل  الى رب الارباب الالهة  ( زيوس ) يطلب منه  ان يعيره  الصولجان ,  لليلة واحدة فقط ثم يعده اليه , ولكن حين مسك صولجان السلطة أشتعلت نيران  الحرب  المدمرة والطاحنة بينهما , ماهي إلا صورة طبق الاصل ,  لكل الانقلابات العسكرية التي مرت على تاريخ العراق . وكبدت العراق خسائر فادحة وباهظة لا تعوض , بالخراب والموت وسفك انهار من الدماء . التي عصفت في أثينا ( بغداد ) واطلقت العنان لعقلية  الحواسم والعلس , وثقافة الحقد والكراهية والعداوة . وبالتالي كانت النتيجة المأساوية في اغتصاب الحب والجمال , وافراغهما من محتواهما الانساني والحياتي  , وتحولهما الى محنة , مثل محنة ( فينوس ) آله الحب والجمال , حينما اغتصبها , آله الشر والموت والدمار ( مارس ) ليجرد الحب والجمال من اشراقاته , من  خلال فض بكارة ( فينوس ) وحملها في احشائها الجنين , من حيامين الشر والحرب والخراب . هذه العدوانية الدنيئة والخسيسة . ليجرد اثينا ( بغداد ) من معالم الحب والجمال , وليخلق محنة حياتية عويصة , هي بالضبط مثلما اغتصبت الانظمة الطاغية في  الاستبداد الشمولي  , في كل مسمياتها العسكرية والدينية , مثلما هو الواقع  العراقي عبر مراحله السياسية  . الذين دفعوا العراق  الى الخراب والدمار , في صراعهم المسعور  على صولجان السلطة . ان يعبثوا بالخراب والفوضى في صراعهم الدامي  . ان يشعلوا النيران وبشن الحروب العبثية والمجنونة بالفوضى  , لكي تحترق اثينا ( بغداد ) . وما على المساكين الناس والفقراء , إلا تأدية فروض الطاعة . وتقديم  القرابين تلو القرابين , من اجل بقاء صولجان السلطة بأيديهم الى الابد ( بعد ما ننطيه  / او دار السيد مأمونة ) . وهم يتلاعبون في ارواح البشر . في البطش والتنكيل والاغتيال . على صرخات كرنفالات  المجد والتعظيم  الى ( زيوس ) العظيم رب الالهة الجبار , السيد المطلق  . مثلما كان سابقاً ( قائد الضرورة العظيم  ) او حالياً (  الاصنام المزيفة المقدسة ) . وما على اهالي اثينا ( بغداد ) سوى تقديم كرنفالات الفرح العظيم , على الدموع والنحيب والعويل  بالحزن والخراب والتعاسة , على توابيت الاموات التي أمتلئت بهم  المقابر  , ولكن الويل من يحتج ويعترض على الامر الآلهي المقدس  , على حكم الالهة والباطرة والطغاة والفاسدين , عليه ان يضع حياته على راحة عفريت مجنون , عليه ان يكتب على نفسه  الموت والاغتيال المحتم والمحتوم . ان يجد الوحشية الدموية امامه بالصدمة المروعة  ( حين بلغ الاباطرة الاسياد احتجاجات نفر من الشباب , أرسلوا لهم عشرة من رجال اشداء مدججين بالهرواة والقبضات الحديدية وعملوا بهم ضرباً مبرحاً وراحوا يسومونهم اصناف العذاب على مرآى ومسمع من اهاليهم , بعد ذلك الضرب المبرح , لم يعد الاهالي يعلمون ماذا حل باولادهم وفي اي المغارات دفنوا او حشروا حتى قيام الساعة ) ص16 . . ان كل الطغاة قديماً وحديثاً , متشابهون بنهج سلوك الوحشية الدموية في العنف المفرط , حين يكون بحوزتهم صولجان السلطة . من اجل خلق مناخ الرعب والخوف والفزع . حتى تتكامل المدينة الديستوبية  الفاسدة في اثينا ( بغداد )  . في تجنيد  العسس , و حتى تجنيد الذباب والصراصير , حتى الجدران تكون لها اذان , تسمع وتسجل . هذا ما حل الخراب في اثينا ( بغداد ) , وهذه محنة فينوس , التي اغتصبت وحملت من اللعين والشرير ,آله الشر والموت والدمار ( مارس ) حتى يختفي الجمال بالتشويه والتخريب بالعبث والفوضى , على دموع ونحيب ( فينوس ) بالحزن والنجوى , ان يترك اثاره على جسدها البض ,  وهي في حالة ذهول مأساوية ( وقد تركت الاثار في جسدها البض ميسماً واصابها الذهول مما جرى لها من  مارس اللعين , سكبت فينوس دموعاً ومداراة وبكت ساعات طوالاً ولم يرأف بحالها احد ) ص28 . هذه معالم الدولة الفاسدة التي يخلقها الاباطرة الطغاة ,  ان يحولوا  الحب الى عهر وفساد ورذيلة , وان يحولوا  الجمال الى خراب وخرائب تجتاح الحياة  ( اذ ليس مثل مدينتنا مدينة اخرى تحملت عبث الالهة وجنون الاباطرة ولهو سدنة المعابد , كانت اثينا مضطرة الى فتح ابوابها  لكل عابر يروم من رحلته حفنة من ثرائها المتبقي .. انني ارى ما حل باثينا من خراب حتى احد المارة صاح في اطراف الغابة منادياً زيوس الجبار ومتحدياً اياه ؛ ( اذا كانت فينوس التي اصبحت عاهرة ينالها كل مفلس هي سبب الخراب فماذا ستفعل بالجنين المسخ في احشائها ؟ واين ستلقي به يا زيوس ) ص46 . ولكن هذه  حقيقة الخراب الذي حل  في اثينا ( بغداد ) , ان حول الازمة الحياتية , الى حالة الاذلال والمهانة , والالهة والاباطرة الطغاة المأجورين , يتنعمون بنعيم الحياة في الرفاه والرخاء , ويطلقون وحوشهم وكلابهم السائبة والضارية  , تفتك بعامة الناس , حتى اصبحت الناس  تخاف من خيالها , فكان الرعب والخوف يلاحقهم اينما كانوا . وفتحوا ابواب الحروب العبثية , التي احرقت واهلكت الحرث والنسل . تحت شعارات مزيفة ( النصر لنا والهزيمة لاعدائنا / او كل شيء من اجل المعركة , او الدفاع عن الوطن الذي ينتهك الشرف والاعراض )  , هذه السخرية التراجيدية , التي ابتلت بها اثينا ( بغداد ) , وهم يقدمون القرابين تلو القرابين . حتى فقدت القيم والاخلاق قيمتها في الحياة   , حتى تزعزع الايمان وتبعثر الحق هارباً خوفاً من عنف ودموية الباطل , في حديث لسجين نجى من الموت في اعجوبة , بعد  طمره في حفرة مع الاخرين احياء واهالوا عليهم  التراب لايمسحوا مكان الجريمة  , هذه افعالهم الوحشية والمخزية ( - أتحقد عليهم الآن ؟
( - أحقد ؟ أتريد الحق لقد زعزعوا ايماني بكل شيء) ص128 . هذه الانظمة الباطشة  , اطلقوا العناق لاخلاق الحواسم والعلس , بعقلية قطاع الطرق , من السراق والمجرمين , والذين جاءوا من مواخير الفساد والرذيلة ,  جعلوهم  يتحكمون في مصير الناس المساكين ( - نعم بكيت عندما هددوني ذات يوم بالفعل المشين , لانهم قايضوني بين تقبيل  احذيتهم وبين ان يطؤوني الواحد بعد الاخر , لم اتوان ولم اتردد في الانكفاء على احذيتهم لأقبلها الواحدة اثر الاخرى وانا اجهش بالبكاء , والدموع كانت تنهمر من عيوني على الاحذية ) ص126 . ولكن اللعنة والخراب حلت في اثينا ( بغداد ) . حلت فيها العقاب الالهي ,  دون رحمة ولا شفقة ( اثينا , اثينا , اية لعنة حلت عليكِ , ان غضبي لن يهدأ ما لم اجعلكِ مجرد حجارة على حجارة اخرى , ايتها الجاحدة , الناكرة لسطوتي ورعايتي لكِ , لن يمر بك الصحو ما لم اوجه اليكِ العقاب المناسب على افعالك ايتها الشمطاء يا اثينا ) ص166 . وكان العقاب الالهي يترجم بحذافيره على  الواقع العراقي .
× الرواية : محنة فينوس
× المؤلف : احمد خلف
× الطبعة الثالثة : عام 2018
× عدد الصفحات : 171 صفحة
الطبع : في مطبعة جعفر العصامي . للطباعة والتجليد الفني / مؤسسة ثائر العصامي
  جمعة بدالله

308
قراءة في الديوان الشعري : أسمك ( الضوء ) للشاعرة فرح دوسكي
معالم المهارة الشعرية وتقنياتها , واضحة المعالم . في ثنايا القصيدة  القصيرة , التي تعتمد في مقوماتها ,  على الايجاز والتركيز والتكثيف . من اجل ابراز معالم الومضة  في الصورة الشعرية , ومنصاتها في  الايحاء والمغزى الدال . تملك هذه القصائد القصيرة ,  البناء الشعري المتين , في الصياغة والتعبيري . الذي يمتلك الفعل الايقاعي في ديناميكيته وحركته وتنقلاته , داخل التعبير  الشعري الدال . الذي يجسد التجليات والتداعيات  ضوئية  الحب  في عمق رؤيته  , في الهواجس والمشاعر  الذات الداخلية , التي تصبو وتهفو الى الحب بكل جوانحها المحترقة , في لذة الشوق والاشتياق . في لذة وطعم قبلة الحب ,  وتذوق عسلها اللذيذ بشهوة الرغبة والاشتهاء الجامح  . في شهوة الحلم المشتهى والمبتغى ,  لكي يقطف ثماره .ولكي يسلك  الحب في الدروب التي تعطيه ,  هواء ونسائم وقوة تدفعه  , في عدة اتجاهات , مهما كانت  التضاريس والطقوس, سواء كانت في الحلو أو في المرارة  . سواء كان  حاضراً أم غائباً  . او كان  في حالة الخفوت , او حالة السخونة . ولكن المشتهى المنتظر يبقى الحلم المبتغى  اليه  , في التولد والانبعاث في ولادته  الجديدة  , لكي يسلكان  الطريق معاً , على نبض وخفقات الروح المتيممة بضوء الحب . مهما كانت احزانه وعذاباته , ومهما كانت العواصف التي تجتاحه , فيبقى الحب هو الرغبة المشتهاة ,  بالاشواق الحارة المتلهفة , يبقى المرام الى  قطف وتذوق عسله ,  بالقبلات التي تتذوق  طعم عسل الشفاه . هذا الحلم الاثير في حواس الوجدان والروح . أشتغلت عليه قصائد الديوان الشعري : أسميك ( الضوء ) . لندخل في ثنايا هذا الضوء العشقي في الحب . الذي يحمل زهرة حمراء , لكي يبعد الوحشة والخوف عن بستان الحب . لذلك صدحت الشاعرة ( فرح دوسكي ) . في اشتعال اشواق الروح والقلب . في نار  الاشتياق المرهف والساخن . فقد قسمت الديوان الشعري , الى أربعة ابواب . لندخل بوابات الحب الاربع :
1 - الباب الاول :
 الحب الصالح للموت :
حين تتصدع جدران القلب ,  ويواجه المتاعب والاهوال , وتحزن اطيافه التي تنطبق على الروح بالشجن  . يكفي اشعال شمعة لكي يهتدي الحب الى طريقه  . ويهمس في رجفة :   ( أحبك ) فأنها تفتح باب ريح للانبعاث بعد المغيب
قبل أن يمسك يدي قال : أحبكِ
اوقد شمعة
زرعها في قلبي
فتح باب الريح بعد المغيب ...
ولكي يتبدد الصقيع في الحب , لكي لا  يصبح زهرة متعبة , لا احد يعشقها . فهي مملوكة لعاشقها الواحد . لتبصح هي وهو ,  واحد . تنام على صدره , وتبدد الصقيع بالقبلات الساخنة .
قالت : أنا زهرة متعبة لا أحد يعشقني
سأتقدم بهدوء وأنام على صدرك
قال : تعالي إليَّ لنلغم صقيعها بالقبلات
فأنتِ وحيدة , وأنا وحيد ...
--------------
أنا التي لم أنمْ ... الضائعة في عقارب الساعة
حتى ولو كذباً ، قل : أحبكِ
لو مرة ً ( سأجعلها حقيقة طيلة عام ) ..
2 - الباب الثاني :
( أمطرته عشقاً ) :
علمها الحب ان تكون فراشة او عصفورة والعاشق عصفور  .  عصفوران يتذوقان طعم  عسل القبلات . حتى تصبح قرين لروحهما . فأن ابتعد  العصفور  عن  ثغر عصفورته ,   تموت .
كيف علمتني كل هذا الحب
رغم أنك عصفور !
 نعم .. أموت ....  إذا ابتعدت ثغرك عني .....
مطر الحب الذي يفيض بالروح , يجعل كل كيانه يهتز بالشق والاشتياق . هذا المطر  الذي يبلل اويغسل الروح , يلهم القلب بالمزيد من المطر .
وادلهمت حين أمسكت بها
أمطرت .. كل حبكَ ... من كياني ...
--------------
لاني في حبك متبلل
اللهمَّ ألهمني مزيداً من هذا المطر ! ...
وكر الحب المشتعل بالشوق المرهف والمتلهف الى بناء عشه وكراً للحب , حتى تنام عميقاً في سماوات الحب حثيما تشاء .
وأنا مشتعلة بالشوق
احتاج ان أبني بين يديك لعشي وكراً
وأنام عميقاً في سماوت عينيك وتنام حيث أشاء ..
3 - الباب الثالث :
( متاهة انثى ) :
هدأة الحب لابد ان يكف ان يجوب مسالك الدروب المتعبة معاً . لابد للقلب ان يهدأ ويستكين . حتى يطلق اجنحة الحلم في الليل . حتى تجيء العاشقة في الحلم .حتى يعرف  الناس . انهما عاشقان , رغم الدمعة التي تسيل على الخد .
قال : كي لا نجوب الدروب معاً
لابد للقلب من هدأة
سأجيء الليلة في الحلم
ليعرف الناس بأننا عاشقان
أومضت بعينها دمعة مالت على الخد
 اي وحشة القلب , حين يغيب الحبيب ويترك قلب الحبيبة وحيداً ,  يرتجف بوحشة وخوف ,, لذلك يأخذها الحنين والشوق , الى مناداة الحبيب , لكي يطمئن قلبها من الخوف والوحدة في الليل  , لذلك تمسد حلم اللقاء , بمنادة الحبيب . حبيبتي لا تخافي .
أي ليل هذا الذي تركتني أنا فيه ؟!
من دون عينيك موحش جداً
عد وناديني : حبيبتي لا تخافي
أنا امسد حلم اللقاء
 كيف يتجبر الحب  بالصبر بلا ارق , وهي ممتلئة بالقهر , لذلك تحاول ان تلملم انكسار الحب .
 من أين أستدين صبراً بلا ارقٍ
وأنام ممتلئة بالقهر كي ألملم انكساري ! . .
------------------------
 
اجمل ما في الحياة إنك فتحت لي طريقاً اليها
لذا سأبتعد عنك وعنها
لن تتسلقني بعد اليوم ! .....
4 - الباب الرابع : ( وطن )
بغداد لن تركع , وهيهات ان يصلوا اليها لكسرها  . وفيها  الشعر والنساء والابطال .يصولون في حب بغداد , ينمو في قلبوبهم  , زهوراً وعبيراً .
هيهات يا بغداد أن يصلوا
وفيكِ الشعر نساء والابطال تصول ....
روحكِ فينا حدائق وزهوركِ للعواصم عبير . .
والعراق هنا لا يموت , وانما ينتظر ولادة جديدة اً  , ليملي  الفراغ طفلاً ينعم بولادته   . لا يمكن ان يموت , فهو ينتظر مخاض الولادة بعد العسر غدا   .
لا يموت بعد الفقس !
صار يخبرها
أنا العراق
 ( هنا )
وهذا رأسي
لا واقفاً كان ولا قاعدا
بغداد
نبغي الولادة غدا
ليحبو في مدار الفراغ طفل ..
هيا اركضي حافية
لان البيت القصيد هو  خنق العراق بالقيود والاصفاد  , هم الحمقى , اللص والحاكم
كل شيءٍ عن كل شيءٍ تخلى
قيدونا , وقلدوها وساما
حمقى ..... اللص والحاكم
لذلك بتنا خراف لنكرة الاعياد , ياليت كنا بشراً بلا أضحيات
بتنا خرافا نكرة الاعياد
يا ليتنا كنا بشرا بلا أضحيات
لذلك توظف الاسطورة في الاستنجاد بها ,  في شكوى مريرة لحال بغداد المزري , في قيد الوفاة , لذلك تشكو الى امنا  السومرية  ( عشتار )
يا أمنا عشتار
أهذه بغداد ؟
نارا وارقاًماً  في قيد وفاة !
لا أحد ... يسألني
فألف حاكم ما اجابوا !
حتى ( حمد ) لا يشعر بمحطة الفراق , وهو يروم الوصول الى سكة العراق ولا ينسى قصيدته  .
حمد شاعر والمحطة فراق
السكة وصول والمنصة عراق
لا تنسى قصيديتك إصلها معك !
× المجموعة الشعرية : أسمك ( الضوء )
× المؤلف : الشاعرة : فرح دوسكي
× تاريخ الاصدار : الطبعة الاولى عام 2018 / أور للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 288 صفحة
جمعة عبدالله


309
كل الحب الى جارتنا العزيزة الارجنتين
في عراق المصائب والنوائب  والمهازل  . لا تنتهي فصولها لذلك بين فترة واخرى تطن في سماعنا كطنين الذباب المزعج . نسمع مهزلة جديدة. فكل شيء متوقع نحو الاسوأ من الساسة ( الهتليه ) الذين يديرون شؤون العراق . فقد رهنوا مصيرهم بالعمالة للاجنبي الى حد الاذلال المهان   , في  هذا الزمن الاسود ,  اصبحت الخيانة والعمالة التابعة للاجنبي  , وسام من  الذهب يتوسط صدورهم بكل فخر واعتزاز , هكذا وصلنا الى ادنى سلم  الحقارة والدناءة والخساسة . ان يكونوا ذيول في خدمة جارة العراق العزيزة . الارجنتين . ويحاولون بكل جهد  ومثابرة انقاذها من السقوط الشنيع , نتيجة انهيار اقتصادها وعملتها النقدية  ونشاطها التجاري , بحيث اصبحت لا تسطيع ان  تبيع برميل نفط واحد , حتى في السوق السوداء وبنصف السعر المقرر عالمياً ,  , ما عدا بيع النفط والغاز الى العراق بالسعر المضاعف   وبالعملة الصعبة بالدولار , بعدما نشف واختفى الدولار من البنوك والاسواق الارجنتينية  , ووصل سعر  ( التومان ) الى الدولار  الى ارقام قياسية ,  لا يتصورها العقل . قبل الازمة كان سعر الدولار الواحد يساوي  12 آلاف تومان , آلآن وصل الى 140 ألف تومان . لذلك ذيولهم تحاول  بكل مافي  وسعهم , في السعي  والنجدة والتقديم كل اشكال الدعم  الى  الجارة الارجنتين ,  في منحها اموال العراق وبالمجان  وبشتى طرق الاحتيال  , بما فيها تهريب شاحنات تهريب المحملة  بالمخدرات وعبورها من المنافذ الحدودية , من الشلامجة وخانقين وديالى وغيرها من المنافذ الحدودية , وهي ترسل الموت والخراب , في انتشار تعاطيها بين الشباب , حتى وصل الامر الى الترويج بتعاطي المخدرات بين الشباب  . واصبحت اهم مشكلة اجتماعية تواجه العراق  . والهدف من  التساهل في عبور  تجارة المخدرات من الحدود  . من اجل الحصول على اموال دسمة بالدولار . بما تعاني الجارة الارجنتين من شحة الدولار الى حد الافلاس . ضمن ازمتها الاقتصادية والمالية الخانقة . التي تخنقها بالخطر الذي باتت  تهدد النظام بالسقوط .  , ان ظاهرة  انتشار  تعاطي المخدرات بشكل خطير , لا يمكن ان يمر مرور الكرام من اجل عيون جارتنا العزيزة  , ولكن  لم يجسر رئيس الوزراء ان يعترف بالحقيقة الخطيرة , بتسمية الدولة المجاورة  فقد تلعثم لسانه في ذكر اسم  الدولة , التي تسهل عمليات تهريب المخدرات , فقال السيد عادل عبدالمهدي , بأن المخدرات تأتي من الارجنتين وتدخل المنافذ العراق الحدودية  , بهذه البساطة المضحكة والهزيلة . اي اصبحت الارجنتين دولة مجاورة للعراق , تسمح بعبور شاحنات تهريب المخدرات  . هكذا تؤكد العمالة بأبشع صورها البشعة والحقيرة والعفنة والكريهة  .
اضافة الى رهن العراق وخيراته وامواله تحت تصرف الجارة العزيزة الارجنتين . ورهن مصير العراق كلياً في جعله  سوق محلية لمنتجات الدولة المجاورة ونشاطها الاقتصادي  , وضخ الاموال بالمليارات , بحجة عقد  صقفات وعقود اقتصادية وتجارية , بحجة النهوض الاقتصادي والتطور في مجالات مشاريع  البناء والعمران , وعقد صقفات في سبيل   حل مشكلة الكهرباء العويصة   , بعقد اتفاقيات في اقامة محطات لتوليد الطاقة الكهربائية بخبرة  التكنولوجية  الجارة المتخلفة  والمنهوكة من العقوبات الاقتصادية , التي اصبحت تضربها  بالعظم وتهددها بالافلاس التام  . ان الاستعانة بالخبرة الارجنتين المتخلفة في حل مشكلة الكهرباء ,  هو امر يعو الى  ضحك على الذقون  , لانهم هم يعانون اصلاً من مشكلة الكهرباء , واستعانوا بالخبرة البريطانية في حل مشكلة الكهرباء عندهم  , لكن بعد فرض العقوبات عليهم  , بدأت مشاكل الانقطاع بالتيار الكهربائي لساعات طويلة  , واكبر من ساعات قطع التيار الكهربائي في العراق , لذلك هدف هذه الصفقات ماهي إلا منح اموال طائلة مجاناً  . في هدف  انقاذ الجارة العزيزة المهددة بالسقوط . وقد اثبتوا هؤلاء الساسة ( الهتيليه ) بأنهم يقدمون العراق وامواله مجاناً الى الجارة الارجنتين . حتى يثبتوا مصداقية ولائهم العفن ,  الى المرشد ولاية الفقيه الارجنتيني  , حتى يحظون بموافقة وقبول من  مليشيات الارجنتين , التي هي الحاكم الفعلي في العراق , وما هؤلاء زعماء الاحزاب السياسية  والحكومة والبرلمان , ما هم إلا بهائم وخرفان ذليلة , يؤدون شروط الطاعة الى هذه المليشيات البلطجية , هذا يمثل السقوط الاخلاقي في اسفل درجات الانحطاط الاخلاقي  . ليس في السكوت على شاحنات تهريب المخدرات , بأنها شاحنات الموت تصدر الى  العراق , وانما يضعون خيرات واموال  العراق ,  في حضن الجارة العزيزة  الارجنتين المنهارة  بالسقوط . ولكن من لا يعرف معنى  العار , لا يعرف معنى  الشرف والاخلاق والضمير .......................... والله يستر العراق من الجايات !!


310
عار على الاحزاب الاسلامية تجميل صورة صدام
من كان يتوقع بعد سقوط النظام الدكتاتوري , ان الذي  سيتولى زمام الحكم  والسلطة والنفوذ , اتعس من السابق  بكثير . من كان يتوقع بان احزاب الحكم المحاصصة الطائفية , تحمل نفس الجينات  العقلية والثقافية , وفي النهج والسلوك والتصرف. المدرسة البعثية العفلقية بحذافيرها قلباً وقالباً , ولكن في اسلوب جديد في ارتدى الجبة الدينية والعمامة المنافقة , التي تحمل ألف شيطان . من يتصور بأن الاوضاع ستتدهور الى الاسوأ من الماضي البغيض والسيء . من يتصور بأن هذه الاحزاب الاسلامية الحاكمة , ماهي إلا عصابات لصوص وسراق , وماهي إلا ثعالب ماكرة , تدربت على الاختلاس والاحتيال . من كان يتصور ان الاوضاع العامة ستنزلق  الى الاهمال والحرمان , اكثر بشاعة وظلماً . من كان يتصور بأن العراق سيتحول الى عرس واويه . لتعود الحياة الى الوراء بكثر , حتى من عهد النظام الفاشي . من كان يتصور سيتعرض العراق الى الافلاس والفرهدة في ظل احزاب علي بابا والف حرامي . مقارنة بسيطة بين العهدين , تتضح الصورة المظلمة والسوداوية , في عراق دويلات العصابات ومليشياتها الفاسدة والبلطجية . مثلاً : كانت مدينة الطب , اعتبرت في وقتها آنذاك , أفضل مدينة طبية تقام  في الشرق الاوسط , وكانت لؤلؤة العراق المشرقة والمضيئة . الآن تحولت في زمن احزاب علي بابا وألف حرامي . الى خرائب  تعشعش فيها الصراصير والذباب والقمامة , عبارة عن خرائب ينعق فيها الفساد والرشوة . حيث اصابتها لوثة مرض الفساد السرطاني  . واصبحت الرعاية الطبية والصحية , تنهش وترهق المواطنين بكاهلها الثقيل , في تكاليفها الباهظة , مما جعل المواطن يبحث عن العلاج في الدول المجاورة .
البطاقة التموينية تصبح مرتع خصب لعمليات الفساد والاحتيال بالنهب المنظم . حتى اصبحت مفردات البطاقة التموينية , تصلح للعلف الحيواني  فقط , فقد جمعوا في استيرادهم ,  المواد الغذائية  التالفة والفاسدة والمسمومة والمسرطنة . بعدما كانت تحظى بجودة محترمة آنذاك . وكان عدد مفرداتها سابقاً  تسعة اصناف . تقلصت في زمن احزاب الفساد ,  الى ثلاث او اربع مفردات . ويأتي الانجاز العظيم  ,  والمكرمة العظيمة . التي تدشنتها الحكومة الجديدة , في اضافة نصف كيلو عدس لكل مواطن , حتى يشعر بالفرح العظيم في هذا الانجاز التاريخي , لا يهم الجودة والنوعية , وانما ان يتمتع المواطن بحلاوة ( شوربة العدس ) وليكن ما يكن بعد ذلك  . حتى لو اشتغلت هيجان الغازات في المعدة  , حتى لو اصبح  القالون يسكن في  المرافق الصحية , حتى لو تحولت المكرمة العظيمة الى ( طركاعة ) وغضب على الجهاز الهظمي . حتى لو يركض المواطن بعد ذلك  الى العيادات والمشافي الطبية  , في تداري خطورة غازات العدس النووية . المهم انه استلم مكرمة ( سم العدس ) . هكذا يثبت الاحتيال والمكر , هو المنتصر على الدوام  .في ظل احزاب لصوصية تسرق ( الكحل من العيون ) . في هذا الزمن السيء والرديء . وهذه نتيجة طبيعية لاحزاب علي بابا والف حرامي . جعلوا العراق أسوأ دولة فاسدة وفاشلة في العالم ,  تتنافس مع الصومل من يحتل اسفل قائمة  , الدول الفاسدة والفاشلة . لكن لا يعرف العار من لا يعرف الشرف  ............................. والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله



311
قراءة في رواية ( قنزه ونزه ) البحث في أزمنة الانفلونزا العراقية
مغامرة روائية مبدعة  يخوض غمارها الكاتب الروائي ( شوقي كريم حسن ) بكل قدرة  متمكنة من تقنياتها الفنية في الحبكة السردية  , واسلوب تعابيرها الدالة في المغزى البليغ الدال , في الغوص في  شجون واشجان  المحنة العراقية ومآسيها  , عبر ازمنتها الجحيمة المتعاقبة  بالخرائب . في التعاسة والجحيم . في نزيفها المستمر الذي لم  يتوقف في نزيف جراحه الجارية  . هذه الرؤية الفكرية لمنصات الحبكة السردية باشكالها التعبيرية المختلفة , والتي انتهجت اسلوب التداعي الحر , في خضم تداعياتها التي سقطت انثيالاتها  بغزارة المطر الغزير في معاناة  وجدان الذات  ,  في زخم التعابير الدالة ,في مغزاها ودلالة في معانيها الرمزية الدالة على الوطن ,  الذي  اصبح  يبدد كل بارقة امل وحلم , في خضم وقوعه في فلك  المجاهيل والطرق المتوحشة , وتحولت  انسانيته  الى اوهام وهذيان على ضفاف   القهرالاجتماعي , المتسلط على الرقاب ,  والجاثم على الصدور . في عنفوان مرارتها النازفة , كأن العراقي يولد وهو يحمل فيروس الانفلونزا المزمنة , في الوجع والانتهاك والاستلاب , المفرط بالتسلط والاستبداد . الذي يقود الى الضياع  .  , وبالتي تقود الى ضياع الوطن , دفعه الى اكوام الخراب وتدمير الانسان من الداخل  , في الخيبات والخسارات المتلاحقة والمستمرة  . بهذا الشكل تخوض تجليات  الحبكة السردية في النص الروائي , وهي تكشف جراحات الوطن النازفة , في دوامة من الهيجان من الفوضى العارمة  . التي تعمق الازمة والتأزم  اكثر واكثر  . ان تجعل الانسان حقل تجارب من الاحباطات المتكسرة  , ان يكون مأزوماً في الداخل والخارج ,  في حياته واسلوب معيشته . حيث ان المعادلة متشابكة لا يكن فصلها , يعني  ضياع الوطن وهو بالحقيقة ضياع الحلم   في دروب ومجاهيل موحشة  متوحشة , لا أمل فيها  , طالما ان هذيان الاوهام  المجنونة  مسيطرة  على خناق الوطن , مما تصيبه بالشلل والفشل . يقدم الكاتب هذه البانوراما الكاشفة , من خلال سيرته الحياتية والذاتية , التي اتخذت صفة الذات الجماعية , في واقع صبغ في ألوان السواد والحزن والحرمان .  ,  في توصيل الرؤية الفكرية , من خلال السرد المبسط والعميق , بتوافق وانسجام بين اللغة الفصحى واللهجة  العامية . بحيث  كشفت وسلطت الاضواء الكاشفة في الغور في عمق المأساة العراقية  , في استخدام اسلوب الميتاسردية ( الحدث وما وراء الحدث ) . في هذه التقنيات من البوح  في النص الروائي , ان يكشف  الصورة الكاملة لواقع العراقي عبر ازمنة الانفلونزا , في تعقيدها المتشابك بخيوطها الاخطوبوطية , ودهاليزها التاهة في المجاهيل المجهولة . لقد طرحت مأسي الواقع ,  بكل جرأة صريحة وعلى المكشوف , كما تصدت بوعي ناضج لمفاهيم الموروثات والارث المتنوع بصفاته واسمائه المتعددة  , في بعضها حملت جنينات  النفاق والخداع , في بدعة  العصمة والقدسية لها . وهي جزء مكمل  من خراب الواقع  . يتناولها الكاتب بأسوب السخرية والانتقاد اللاذع من التهكم  . لانها تسهم في تشديد الخناق على الوعي , اوتفرض حالة من  الارهاب الفكري . اي ان العقل يفقد حرية التصرف والتعبير والارادة  . وان يكون ضحية الاستلاب والانتهاك القسري   . ان هذه المفاهيم من ألارث الموروث . هي جزء من الانفلونزا العراقية . لذلك ان الحبكة الروائية , تحركت بأساليبها المختلفة ,  في تسليط الاضواء   , في التشخيص والتحليل , عبر رموزها التعبيرية في الحبكة السردية . وهي : ( جورية الام . ميري . نابليون . كاترين . حصان جدي ) . وقبل تفكيك شفرات هذه الرموز الدالة . لابد من تسليط الضوء بصورة مكثفة على حياة وسيرة السارد , وهو الشخصية المحورية في المتن الروائي :
× يصدمنا بطل المعاناة العراقية منذ الصبا , اومنذ  تفتح براعمه الاولى , انهالت عليه السهام والطعنات الجائرة , لتدفعه الى المعاناة بوتيرة  المتصاعدة  ( منذ صباي الاول وانا احلم بمكان استقر اليه , يمنحني رضاه وامنحه كلي .. هذا البحر سعة لا تتوقف , وعملية تائهة مع اللاشيء كلما حاولت الامساك ببعض محبته ,  رمى بي الى التيه أشد قسوة , وأشد مرارة ) ص121 . تبدأ  هواجس الرحيل الى  اللاشيء , الى الدروب المجهولة والوعرة , الى الطرق المتوحشة . كي يفقد الحلم والامل , مثل الوطن الذي  لم يبق منه إلا مجموعة خرائب متناثرة . في كرنفالات الجنون ( فاضت سيول من الانهزمات الداخلية التي ما عفتها من قبل , منذ سنوات طويلة , ما عادت كلمة وطن تعني لي أشياء محددة , فقد امتلأت قحفة رأسي بأوطان شتى , أوطان تركت في ذاكرتي مئات الرسوم والقصص والضحكات , وحدها كلمة وطن , كانت تغيضني , بل تحيلني الى كلب مرمي عند اكوام قمامة ينتظر موته , الكلاب السائبة غدت رفيقة أيامنا ونحن نسكن الشوارع ) ص157 . بل اصبح مشرداً مطلوب رأسه حياً أم ميتاً . هذه جنون الهلوسة التي اصابت الوطن , ليقع في احضان الجحيم . بل اصبح الوطن نفسه عنوان الجحيم , او اصبح عملة رخيصة تباع في الاسواق الرخيصة .
×× الرموز الدالة في النص الروائي :
1 - جورية ( الام ) : تمثل الفلسفة الحياتية في تجربتها الشاقة في المعاناة القاسية . في كفاحها الحياتي في توقير لقمة الخبز , بعد وفاة الاب في الحرب . فكانت أمه بائعة الخبز , صمام امان والسند في مواصلة حياته الشاقة بعد اليتم ( تربت على كتفي , وتمسد رأسي , كانت الى لحظات اليتم التي عشتها , اليتم الذي جعل أمي تقف عند مفترق الطرق وهي تحمل سوراً قرآنية , ورسومات لأئمة وبخوراً , من اجل رغيف خبز لا غير , ليس سوى أم حزينة , تلوج وهي تحمل خراب سنوات أعمارنا , كانت صباحاًتها نواحاً , ومساءاتها بكاءاً , لايستقر عن أسم محدد ) ص61 . ووتلونت  عذاباته بالسواد ,  بعدما فقدها وغادرت الى رحمة الله . فكانت تملئ وجوده ( - لا أحد غير أمي جورية ..... هي الوحيدة التي يمكن ان تؤكد وجودي .. ؟
جورية ... جورية .. ماذا لو كانت جورية قد غادرت هذه الارض منذ زمن قد يكون طويلاً ... ماذا لو وجدت ما تسميه بيتكم وقد أزيل ولم يبق سوى خربة أو مساحة أرض ) ص219 .
2 - ميري ( الراهبة ) : تمثل فلسفة الحياة والحب . التي تعتمد على مقومات أنسانية نقية في روحها وصفاءها الحياتي . . تحاول ان تدخل العزيمة والبهجة الى قلبه المكلوم  , تحاول ان تشد قوته النفسية في الصبر والتجلد ,  في مجابهة ومقارعة الحياة ( تلاحقني ابتسامات ( ميري ) وهي تهمس أأأأحبك ... وكل ما نطلبه منك أن تنجح ... كن ناجحاً في حياتك . . لأنك بنجاحك ستنال رضا يسوع ) ص30 .
( لا تثقب قلب رجولتك بكراهيات الارباب .. اخفي زعل الروح ما دمت تريد ادراك الوقت / وترغب بلفظ اخر الطرقات / فكر يا أبن آدم , ان طرقاتك القادمة قد تكون اكثر وحشة وتوحشاً / واكثر قتامة وحزناً / عندها يا أبن آدم عليك ان تقف عند الحد مبتسماً / وتقاوم .. قاوم وامضِ .. أياك ان تتوقف عند لحظة ما دمت غير مقتنع بالوقوف او التوقف / فكر ملياً واختر طريقاً اخر أو اقول الحق / ابتكر طريقاً اخراً يدلك على ما ترغب / محنة الانسان يا أبن آدم هو الطريق ) ص28 .
( بل عليك ان تتحمل الصبر وانتظار معاً!! ) ص39
( - كل اشياؤكم غريبة .... أنتم تعشقون الغرابة .. مخيلاتكم تجنح باتجاه خلق عوالم من الرعب والفوضى ... منذ قرأت حكاياتكم التي دمرت أحلام الناس وأنا لا اطيق مخيلاتكم . . عقول لا تجيد صناعة الحياة وتعبث بأحلامها .... قل لي ما الشيء الغريب الذي تفتخرون به ؟!! ) ص97 .
3 - نابليون : يمثل روح الشباب وعنفوان حلمها . لكن هذه الاحلام والعنفوان يتكسر على صخرة الواقع الصخرية بالفساد والرذيلة  , مما يرجع مكسور الجناح  في غصة الوجع . انه يتعامل مع واقع اكبر من طاقته في  التحمل  المعاناة الثقيلة . لذلك يظل مرمياً  في قاعة الانتظار , في احلام يعصفها رياح  الخراب , فرمزية ( نابيلون ) هو الضحية والشاهد والمراقب والمحترق بنار الجحيم . في عالم يضعه تحت حوافر الحرب أو السجن , ولا مفر منهما . واقع يدفه الى الاستلاب  بلا عودة .
( - وانت .. لا يمكن ان اغادر بدونك ؟
- مجنون .. نحن رهن وحدتنا . شظية مثل هذه تجعلنا نغادر صوب وحشة اللاعودة .
 يضحك
- ها انت تجيء محملاً بأثامك وخطاياك ,  نابليون .. لن يفيدك إرث ولا جاه . . الحساب لحظة لابد منها ؟ ) ص32 .
( - نابليون . . أيها الامبراطور السارق لارث جده .... دعك من مثلك العليا هذه .. دعك من هذياناتك الراسمة لفشل الاحلام .. ودعني اسير الى حيث تنطش الرغبات فوق رأسي ... أنا المخبول ... قدتٌ روحي من رغباتٍ . . وأطاعت نفسي انحرافات الجسد ) ص84 .
ولكن يحث الانقلاب الكلي , وهي اشارة , بأن العراقي يحمل الازدواجية في التصرف والسلوك  , في سهولة التلوين وتغيير جلده حسب المناخ والطلب والعرض . وفجأة يجد نابليون وسط القاعة يصرخ بأعلى صوته ( اللهم صلِ على محمد والٍ محمد ) ص178 .
 ( - أنا الآن على غير ما تركتني عليه .. انتهزت الفرصة وجئت ؟
- الجميع هنا يتحدث عن فرص
- وما الانسان غير فرصة واحدة وان ذهبت لا يمكن استردادها ) ص179 .
 4 - كاترين : تمثل فلسفة الحب والجنس والايروسية . كأنها تتقمص دور , البغي التي روضت ( انكيدو) من وحشيته .
  ( واعتادت كاترين ايقاظي بوابل من الجليد الذي لا اعرف من أين يجيء , أشعر برغبة شديدة بالبكاء والصراخ , والركض وسط غابات التوحش .والهتاف ضد ما أسميه خرابي الانساني , لكن الفشل الذي اصاب كلي المتهدم يعيدني الى حيث كانت كاترين تضحك .... تضحك ... بنت القندرة .... رأسمالية عفنة ... كلبة بنت الكلب ) ص163.
( الانسان كائن خلق من مستحيل , لهذا ترينه دائماً يبحث عن مستحيل ليهشم وجوده .. أنا أمامك مثلاً جئت لاهشم مستحيل فحولتي بين افخاذ بنات الغرب المسكين . نحن نأتي لنمارس الدعارة بين احضان مستحيلكم ... هذا هو الفرق أستاذة كاترين ... أنتم تجيئون لتكشفوا تواريخنا الاجرية , وسرية ملوكنا ودهاء ساستنا . أنا اشعر بفتحي المبين يمجد فحولتي ) ص128
 ( تقول كاترين لحظة فرح تساوي كوناً فاسداً . . الرب الذي تمجده خلق الانسان من اجل ان يصنع حياة ابتهاج وفرح ) ص132 . 
( تقول كاترين وهي تلز جسدها الى جسدي , شعورك بالانكسار أضعف أملكَ . السؤال الذي ينقصك هو الى اين تريد الوصول .... ولماذا جئت . لا يمكن أن يكون مجيئك من أجل قاذورات التي تلاحقها هنا وهناك . . قد تتصور ان مجتمعاتنا مجرد مواخير كبيرة , أنت واهم عيبك أنك ترى ما تريد... حاول ان تجد مكاناً اخر ) ص142 .
5 - حصان جدي : هو دلالة رمزية على  الموروثات ومفاهيمها , التي تحرث في الخراب , وخرجت عن منطق العقل , الى منطق  العقل الظلامي المتوارث , الذي تصهل في الطرق المتوحشة الغارقة في الانهزام والخيبات المتكسرة  ( والمرسومة بلون العبودية المستكين ) ص6 . ( وقد أورثت هذه الابصار من محيط سفالاتنا التي ادمنها المعلمون الاوائل ) ( أمر الاطفال بأن يتبولوا على امجاد اجدادهم ) ص 8 . هذه الموروثات التي تنفخ في قربة مثقوبة بألف ثقب , وهي حكايات اوهام وخرافة , ماهي إلا لسفك الدماء ( ربوعنا خراب لا يجد الاجابة , لهذا ترنا معلقين بسعف نخيل الاجداد , ووصاياهم , والمباهاة بماضٍ تليد يثير القيء .  ويكشف عن مدى سفالات اولئك الاجداد الذين ارتاحوا لمرآى الدم , وادمنو الترحال اليه . حاولت مراراً التخلص من اوهام رأسي المائر بفضاءات مليئة بحمام اسود , لكني فشلت . لا أحد يستطع الانتصار على ماضيه . الماضي هو رباطنا الوحيد في اسطبلات حياتنا الحاضرة )ص10 . ( - انها أرثي التاريخي من الغابات والكهوف . مقاومة الحاضر بأستدعاء عنفوان الماضي السحيق . تصور أنا سليل رجل عاش بكهف وغابة ) ص144 . هذه الامجاد الملوثة بالدم ,  ندفع فاتورة حسابها الآن ,  بجريان دماء مضاعفة , لذلك يستفز السؤال ( ليش ؟؟ ) ( صدك عود ليش نموت . واشفنه من عمرنه . ليش نموت حتى يحيى الجنرال ) ص10
× رواية ( قنزه ونزه )
× المؤلف : شوقي كريم حسن
 × الطبعة الاولى : عام 2018
× عدد الصفحات : 224 صفحة
× دار ميزوبوتاميا . العراق / بغداد
جمعة عبدالله

312
  قراءة في الديوان الشعري ( تباريح الطائر ) الشاعر عبدالفتاح المطلبي
الشاعر غني عن التعريف في ابداعاته السردية والشعرية , في أمتلاك ناصية الابداع  القديرة والمتمكنة في فعلها ومنجزها الابداعي في الجانبين  , ويتميز  بالسليقة الشعرية , المنسابة بكل تدفق ,  كاطائر الحبيس حين يفتح باب قفصه , فيطير مجنحناً بفرح حريته , لذا يشعر الشاعر بأنه تنفس الصعداء ,  من الهم والمعاناة الداخلية ووجدت طريقها الى البوح والكشف , بفعل وخزات الوجع  ألالم  ووجع المتتراكمة في غليانها في داخل  الوجدان ولروح   , لذلك وجدت   المنفذ والطريق لخروجها , من النار الداخلية الحارقة في الضلوع   . انه يمتلك البراعة النافذة في الصياغة والتركيب  والتكوين الصورة الشعرية , بعمق التعبير بالمعنى والمضمون .  , فيتنازعه ويورقه  الحب والعشق الصوفي للوطن , وينطلق بجناحيه الشعرية بأسم الوطن  ,  التي تمتلك بفيض من الطوفان  لهذا العشق , ينساب في  رونقة الشعر الجميل  والفخم  , في الاداء  الشعري , في مكوناته المتألقة  ,  في اللغة والايقاع والنغمة الموسيقة في جرسها الرنان الهادر  , التي تتلائم مع الحدث الشعري ورؤيته الفكرية , من اعماق الاحاسيس الصاخبة والمتذمرة من الحالة الوطن المأساوية , من العواصف الصفراء التي بعثرت حبات وخرز  الوطن نحو التفتت والخراب  , في احتراق حقوله وبيادره . لكنه يشير الاصابع الاتهام الى الذين اجرموا بحق الوطن .  انه يتخذ مكونات الواقع مواده الخامية  في تعابيره الشعرية , التي تكشف حالة التأزم , التي يعيشها الوطن المفجوع , بالحزن والاسى .  وينطلق من عنفوان حبه الجارف للوطن , الذي مازال جراحه  تنزف بدون انقطاع . لهذا  ينطلق من هذه الدلالات العميقة , في الشكل والمضمون . فهو يمتلك الخيال الشعري الخصب والديناميكي , بالفعل والنطق الشعري , في خلق الصور الشعرية , التي هي انعكاس حقيقي لحالة الوطن المزرية  . يصوغها  دون كلف وتصنع وتجميل , وانما يضعنا امام حالة حقيقية للوطن , المطعون  بالجراح والمعاناة . انه عاشق الوطن بامتياز . لذلك يكشف عن  المخالب والانياب التي تنهش جسد الوطن , لتجعله شبح هيكل عظمي جاف ومتيبس . وخطابه الشعري , يحاول ان يوقد شمعة وسط الظلام القاتم  . انه يحاول ان  يواسي العشاق ,  بأن يحافظوا على أمانة حبهم  للوطن , كما يحافظون على حدقات عيونهم  .  وبالوطن يكبر الحلم والحب والعشق  , مهما كانت جراحه النازفة , يشمخ الحب والعشق به وبغيره يموت ويج  , لذا يقف بالمرصاد لمن ساهموا في  اغتيال قلب الوطن وبعثرته  , ليكون جسداً بلا روح ,  وهو يدرك ان العشق والحب اقوى من الموت , اقوى من الطغاة والمتاجرين بدم الوطن , اقوى من الاوغاد الذين وضعوا الوطن في سوق المزايدات الدولية للرقيق  بسعر زهيد . يكشف ان هؤلاء الاغوال , راهنوا على حرق الوطن وتحويله الى رماد , ليقول لهم بأعلى صوته المدوي .لا خسأتم ايها الطغاة الاوغاد بما فعلتم بالوطن . في تقطيع اوصاله في  مسلخكم , مسلخ العهر والتجارة  والسمسرة . بكل  الصلافة والاستهتار والاستخفاف  ,  فاذا توهموا هؤلاء الكلاب  بأنها لبست فروة الاسود , اصبحت اسود , فهو مهزلة المهازل  ,   ماهم إلا ذيول مأجورة  . ومهما حاولوا تحويل العراق الى مطحنة الاحزان والنوائب والنحيب بالقهر الاجتماعي والمعاناة . فأن عشق الوطن لم ولن يموت ,  لابد ان يمزق حجاب الصمت والخنوع والاستسلام . هكذا برعت قصائد الديوان الشعري في مضمونها التعبيري العميق  . وهو يوجه خطابه الشعري الى عشاق الوطن ويناديهم ويشد على اياديهم  في مواصلة الطريق حتى النهاية  ,  ان يمزقوا ثوب الحزن والدغش والاحتيال  . بهذه القوة الشعرية الملتهبة , في معاني دلالاتها العميقة , بالصياغة بطوفان من الاحاسيس والمشاعر , التي فاضت , في تفاعلها الروحي العميق , تجد صداها عند القارئ والمتلقي . لكي يحفزه على الاثارة والفعل  , بالشحن العميق بالدفاع عن الوطن المنكوب , بذود عنه  من الجراد الوحشي , الذي اهلك البلاد والعباد . ان الديوان  الشعري ( تباريح الطائر ) زاخر بهذا الكم المدهش , في جوانب العشق للوطن , قصائد باذخة بالجمال الشعري  .  الديون الشعري اشتمل على 42 قصيدة من الشعر العمودي  , خرجت من تنور النار العشقي . لنحاول ان نقتطف ثمار بعض القصائد .
 1 - قصيدة ( مقام العاشق ) :
حين يبحر العاشق وهو يحمل في جوانح روحه عشقه ,  المعاناة التي  خلقها الزمن والدهر الاسود واللعين  , في الوجد والنوى والجوى ,  ليغلي بناره الحارقه , ليذود عنه بالعشق الصوفي  اعماق الروح , لكنه يتلقى الضربات الموجعة  من الطعنات التي تشكك في عشقه كما يتذرع به  الشامتون  ,  بأنه يؤدي دور المهرج ,  وان حبه صلف ,وقلبه خزف  لانهم لم يعرفوا  معنى الحب الحقيقي للوطن  في حياتهم  , وانما تعلموا على المتاجرة  بالعواطف ,  وزيف المواقف وعلى التلون وتغيير الجلود كالحرباء . لا يعرفون معى الوجد ولوعة الالم , والدموع التي تتحجر في الجفون , لذلك يضعون العوائق والعراقيل ,  في درب  الحب للفتى العاشق .
قد تغنى فهاج فيه جوى
واكتوى منه القلب الدنف
عقت الجفن دمعة فجرت
فاذا العاذلون قد عرفوا
ما لهم ينكرون دمعته
ويقولون أنه صلفٌ
عجباً كيف يحكمون إذن
واذا مر ذكره ٌ وجفوا
لحمة كان قلبه ودماً
أيظنون أنه خزف
2 - قصيدة ( كل الذين احبهم ) :
ما اصعب واقسى فراق وبعد الاحبة , وهم يخوضون مغامرة الرحيل الى المجهول , والى ( اللاأين ) كأنهم اقتلعوا قلبه واخذوه معهم , لذلك يتحرق شوقاً وحنيناً , في عودتهم ورجوعهم , ينتظرهم على عتبة الباب بصبر نافذ , ينتظر طلوع قمرهم في العودة  . لذلك يداري جراح  الروح  بالاغاني , وويواسيها  بالمواويل , الحزينة في الوجد وريح الجوى , والسحب والغيوم  تتجمع عليه , لتمطر بمطر الحنين في الآهات . انهم يرقدون في جوانح القلب , ويزورونه في الاحلام, لكنه يريد هذه الاحلام ان تتحول الى حقيقة , ان يطلون عليه في عتبة الباب .
كل الذين أحبهم عبروا
وبقيت عند الباب انتظر
عبروا الى اللاأين وابتعدوا
ذهبوا فلا أثر ولا خبر
بيني وبينهمو النوى نزلت
فإذا بنا شطرين تنشطر
آه فتلك الباب معضلة
غلقت إلى أن يأذن السفر
3 - قصيدة ( تباريح اطائر ) :
عسر  الشدة لطائر الحب , في المصائب التي تتوالى وتتهالك عليه , في خضم الشدائد  التي تفتت وتقطع نياط القلوب والروح , وتضعه في متاهات الحزن والوجع , في آهات تزفر بحريقها الموجع  , هكذا جعله العشق صريع الهموم والمعاناة والقهر , الذي ينزف بجراحه . وما اقسى هذه الاحمال الثقلية لطائر الحب  الغرير , الذي اتخذ من العشق , حلم وحياة , يتنفس من خلالهما . يحمل كل اسرار الوجع في اعماق روحه , ويتشطر قلبه بعشقه , كالشظايا , التي تتفتت على قارعة الطريق . فهو لا يملك من الدنيا إلا حبه , وهو يساوي الجنة بكاملها . يترنم ويرقص لها بفرح الجريح . اضنانه التعب والارهاق .
رأيت قلوب العاشقين وقد غدت
نثاراً على طول الطريق وعرضه
فلا هو معني بما ودَّ عاشق
ولا عاشق قد هم يوماً ببغضه
فقلت لقلبي لا تزد وساوسي
وحاذر من القوسين لحظة غمضه
تمرس في صيد المجانين بالهوى
فراش غوى والورد رق بروضه
4 - قصيدة ( يكفيك ياوطن النوح ) :
حقاً ان مأساة العراق ليس نهاية , بل تغور في اعماق المعاناة الشجية بالشجون  . فما زالت  تنزف الجراح الطرية , مع كل  هبة عاصفة هوجاء . فما زالت تراجيدية الحزن والآهات تكبر وتتضخم , وتتفقس بيوضها بالافاعي السامة , فما زال الوطن  ينحر كالشاة , منذ ان وطئت الاغوال والاوغاد ارض الوطن , وتحول الى وطن الفجيعة والآهات . منذ ان احطت اقدامها الاخطبوطية والسرطانية , والعراق يعيش سرطان الدم والحياة . منذ ان تكالبت على خناقه الحثالات , والوطن يباع في مزادات الدول كالرقيق  , بسعر بخيس . منذ ان تسلقت السماسرة التجار والوطن ينزف بالدماء , التي صارت كالانهار الجارية , عبثاً وجنوناً . منذ ان هجم  الجراد الوحشي وسرق السلطة والعرش والنفوذ , وليل العراق يغور في أعماق الظلام . وتحول العراق الى ليلٍ دون نهار , يسلخ ويذبح من الوريد الى الوريد . ولكن الى متى تستمر هذه المأساة وهذا الحزن , وهذا جريان الدماء ؟ هل من نهاية ؟ . ألا يكفي النوائب والاحزان ؟ ألا يكفي هذا الخراب وهذا النواح  ؟ متى تنهض العزائم , متى ينهض  عشاق الوطن , ليرفعوا صخرة سيزيف عن ظهر العراق .
يكفيك يا وطني النواح على الطلل
لا يأبه الغرقان يوماً البلل
مذ حطت الاغوال في أنحائنا
صرنا رقيقاً في مزادات الدول
الغول عرس بيننا فتجشأت
موتاً مقابرنا وبرحنا الوجل
واستل من ضوء النهار خيوطه
وتوطن الديجور فينا وانسدل
فمتى سترجل العزائم ثائراً
 يا أيها الوطن المخبأ في المقل
5 - قصيدة ( ساكن القلب ) :
تداعيات القصيدة كأنها انشودة غنانية بالحماس الوطني الشفاف والملتهب , المنفلت  اعماق الروح والقلب , الغارق بالهوى والعشق . الذي يملئ القلب ويجعله اغنية في حضرة الوطن  الساكن في القلب , ليصدح بصوت الوطن بكل بهاء , فهو الحلم والامل , رغم الزمن الاسود والقدر اللعين , الذي جلب النفايات العفنة , ليغزوا العراق ,  ليجعلوه ساحة حرب ودم للابرياء .  لتفقأ عيون الطغاة . لتفقأ عيون سلاطين علي بابا والف حرامي . فما هم إلا ألف ( شمر ) ظاغي ومتعجرف , ما هم إلا ألف ( يزيد ) سفاح وقاتل , ولكن لنا ألف ( حسين ) يصرخ في وجوههم التي طبعت فيها الغدر والخيانة ( هيهات منا المذلة ) . فلابد ان تأتي زغرودة الحلم والامل , لابد ان ينبثق فجر العراق الابي .
لا يريد السلاطين شعباً كريماً
بل يريدون ملة من العبيد
ألف طف لنا وألف ( حسين )
ألف ( شمرٍ ) طغا وألف ( يزيد )
فا علموا يا طغاة إنا جبلنا
من دم نازف وضيم مديد
سل عن الهور من ( تمعدن ) فيه
سومري سليل شعب عنيد
من ضفاف الانهار وهي تغني
أغنيات الرواء في في حلم بيد
6 - قصيدة ( يا ساقي الليل ) :
 انه زمن الزيف والاحتيال في بدعه  الهزيلة والسخفة , في بهرجة التغيير . ولكنهم جاءوا ليعيدوا من جديد ,  الماضي البغيض , والسيء الصيت , هذه السعالي المدربة حشدت غولاً وتنيناً  , على غدر والخيانة والفرهدة , ليمزقوا صرح الوطن ويقطعوا اوصاله  , وان يمرغوا الوطن  والمواطن  في الوحل والطين , والدوس على الاكباد البريئة , لجعل الشعب كالقطيع الخرفان , عبيد وخدم .  في همجيتهم على الاستحواذ على مقدرات العراق . ولكن مهما فعلوا , بضمائرهم التي باعوها في سوق النخاسة , فأن الوطن باقٍ لن يموت . ولابد ان تنتهي يوماً تراجيدية المحنة الحزن والعذاب .
واحذر من الريح إذ تأتي مبرقعة
موتورة حشدت غولاً وتنينا
تأتي على ظهر سعلاة مدربة
عجلى تزيد الاوجاع تمكينا
جاءت تدوس الاكباد موغلة
بلحمنا الحي تقطيعاً وتوهينا
نرى الجراح ونغضي عن نوازفها
وتزجي اللحم كي نرضى السكاكينا
وما علينا إذا بيعت ضمائرها
ومرغ الطين قبل الخد عرنينا
--------------------------------
× ديوان الشعر : تباريح الطائر
× الشاعر : عبدالفتاح المطلبي
× تاريخ الاصدار : عام 2018
× عدد الصفحات : 215 صفحة
جمعة عبدالله

313

قراءة  في رواية ( موت الاب ) الكاتب  أحمد خلف
يحتل  المبدع الروائي  الكبير مكانة مرموقة في  الابداع الروائي العراقي الحديث . ان يملك براعة صياغة   النص  ومنصات وتقنيات متنوعة في طرحه وتكوينه   . ان يصوغها  في جمالية المنهجية   في اسلوبية  المتعددة الجوانب والاشكال داخل  الفضاء الروائي  , يمتلك رؤى ورؤية فكرية ناضجة وثاقبة  من أشياء  الواقع  وتجلياتها  , ان تكون المضمون التعبيري  العميق والبليغ  ,  في مهارة التناول والتنوع في الاشكال التعبيرية  التي هي من صلب الواقع اجتماعي , في اسلوبه الواقعي  دن مسحات تجميلية مزيفة وانما على حقيقته المكشوفة  , بأن المتن الروائي  يخرج من  مختبر التجريب والابتكار في اشكال الطرح  . في براعه واعيه وناضجة  , تملك مقوماتها  من  تداعيات الواقع الاجتماعي , والغوص في تفاصيله  الدقيقة . اي ان العمل الروائي ,  يأتي من  الجهد المثابر والحثيث في صبغة  ابداعية ,  تحمل آثار وبصمات الروائي في الشكل والمضمون ,  الذي يتمدد في هذه الرواية على خريطة الواقع الاجتماعي   ,  من خلال تناول حقبة اجتماعية   معينة ومحددة في زمنيتها , في كشف مظاهرها ومفرداتها   . التي تميزت بالقهر الاجتماعي والمعاناة  , لواقع يرزح تحت السلطة الابوية المتسلطة على منافذ الحياة والعيش  , في روحية  الامتلاك والاستحواذ والانتهاك  , في بروز  هالة ( الانا ) الجشعة المضخمة باللامعقول , وتخرج من صوابيتها المنطقية    , لكي  تخلق آثار  سلبية , التي تترك البثور والجروح والقروح على المكشوف  . ان تضع الانسان داخل  حلبة الملاكمة , يتلقى الضرابات المميتة , دون ان يستطيع ان يحمي ويدافع عن نفسه , سوى الوقوع متهلكاً في ازمته النفسية المتأزمة والمأزومة بالاحباطات  , حتى يعلن انهزامه الكلي  و يتجرع طعم الفاجعة والمحنة والمأساة    . مثلما نجد في المتن الروائي لرواية ( موت الاب ) . التي جاءت ثمرة جهد ابداعي مكثف ومتواصل استغرق حوالي  خمس  سنوات  ( اكتملت  كتابتها في عام 1995 )   . لقد ابرزت  معالم تلك الحقبة الاجتماعية بعينها وبجوانبها المتعددة  , التي  ترزح  تحت  وطئة ,  القبضة السلطة الابوية الشمولبة . وما صورة ( الاب ) في العائلة  الصغيرة  في الرواية ,  إلا صورة مصغرة  من الصورة الكبيرة (للاب الكبير ) . وقد كشفت  معالم  التسلط بلوثة الامتلاك والاستحواذ والعسف  , كأنه وحده يملك الحق والسيد المطلق  , وحده يملك العالم , بلا منازع  , الكل تحت أمرته وسطوته  , ومنْ يجروء على المعارضة والمعاندة , فأنه يطرد ويجني على نفسه  الويلات  . مثل هذا الاب مالك الدار ( المكون من اربعة غرف , كل غرفة تسكنها عائلة )  يفرض سيطرته  على سكنة الدار  ,  وهم يحاولون ارضائه واستعطافه بالخشوع الى امره وتعليماته  , رجالاً ونساءاً . ولكل يتجنبه بالحذر الشديد  منه  .  هذه الخطوط الفكرية العامة للمتن السردي   .  تتوالى هذه الاحداث في  ذاكرة  الطفل في خزين  ( فلاش باك ) , عاش محنتها ومأساتها , في التسلط الابوي , الارعن والماجن بالحماقات المتهورة المتتالية  , بالتصرفات الخشنة في التعامل مع عائلته ومع سكنة الدار  .    وسلوب التعبير السردي  , يختلط فيه الماضي والحاضر بصورة  متشابكة   , مثلما يقول . أرسنت همنغواي ( لا يمكن لاي كاتب الفرار من طفولته ) لذلك وضعنا الروائي , في صلب الواقع الاجتماعي في تلك الحقبة المعينة . في اسلوبه التعبيري الشفاف ,  بلغته الرشيقة والبسيطة في وضوحها السلس  , لكنها عميقة المحتوى    . وفي ابراز هذه السلوكية المتسلطة  وفي جوانبها  الخطيرة  , في تصرفات الاب القاسية  مع عائلته  المكونة ( من اربعة افراد , الاب الام , الابن الصغير والكبير )  وهو مثال للشخصية الابوية في تصرفاتها الرعناء والطائشة والماجنة  , في مجونها الخليع في الشبق الجنسي , بالسطو على نساء الدار , في استغلال غياب زوج ( سارة حفافة وجوه النساء ) وهو يعمل حارس ليلي , ليحل محله   في الفرش الزوجية في اختلاسات  الليل . ولكن عندما بدأت تراوده  الشكوك المريبة تجاه  أبنه ( اسماعيل ) بأنه ايضاً يزاحمه  يزاحمه في الاستحواذ الماجن على ( سارة حفافة وجوه النساء  ) , هدده وطرده نهائياً من البيت , لانه اعتبرها خيانة بالتطاول على املاكه  ومشاركته بحصة منها  , طرده ثم  ضاعت اخبار ( أسماعيل )  , مما ترك جرح بليغ الى  امه , التي تجرعت  الحزن والبكاء على ضياع ابنها المنكود   . ان  سلوك الاب  الارعن والماجن , جلب على عائلته فاجعة المحنة  المأساوية , وان جبروته المتسلط والمتغطرس اخذ يتصاعد اكثر خطورة  , حتى حلت المأساة للعائلة,  في استمرارية حالة التصادم والقسوة والعسف  , فطرد زوجته , أم اولاده , بعدما ان  غاب عن البيت ثلاثة أيام , ليعود ومعه  زوجة جديدة تصغره عشرين عاماً , ثم ارسل ورقة الطلاق الى زوجته الاولى . انه مثال الذئب الذي يحمي الدار . ولكنه بنفس الوقت يفترس سكنة الدار ,  يقوده هذا التسلط الاعمى  والمغرور والماجن  , الى الانحدار الى درك  الجريمة . فقد ارتكب عملية قتل  بالحقد الاعمى لشقيقه ( نوح ) المثقف الواعي والرصين في تصرفاته . وعملية القتل تمثل , انتصار الرعونة الوحشية المتغطرسة , على الثقافة والفكر الواعي والناضج  . لكن هذه العقلية المتهورة ,  تقود نفسها الى الهلاك  والموت والخراب , مهما بلغ جبروت سطوته الغاشمة .  هذه الاشارات الملغزة بشفرتها بالايحاء والمغزى  , وهي تشير الى نهاية الى أدانة  السلطة الابوية  . لذا فأن المتن السردي  , يتناول هذه الخطوط بحذر وفطنة وتأني , بوعي مدرك العواقب المترتبة  ,  لذلك يعرف اختيار الجمل والعبارات  الملغزة بمهارة محترف ناضج   . والرواية تتحدث عن ثلاثة شخصيات محورية في المتن الروائي ( التاجر . الصحفي . الرسام ) , يتفقون في جلساتهم وخلواتهم على  تأليف رواية مشتركة بينهم  , يكتبون فصولها . بما يحمل كلاً منهم سيرة حياتية تخصه  .   في عناوينها البارزة  , في القهر والاحباط والانهزام . ولكن هذه الشخصيات الثلاثة , في حصيلتها النهائية , بأنها  تشكل شخصية واحدة مركبة على فصول سيرتهم الحياتية , وتشترك  في مشتركات واحدة . من التأزم المأزوم , في الاضطراب النفسي والقلق الحياتي الذي يجتاحهم  , بالخوف من القاد م , والخشية من التفكك والاندثار  . ومهما كان نتاجهم التأليفي    كامل او ناقص . المهم تحقق رغباتهم المشتركة , في كتابة فصول حياتهم  , ويقوم بمهمة  كتابة الرواية من قبل الصحفي   ( اذ  ليس الاخرون إلا الكتابة  التي لا مناص منها , حكاياتهم ومسراتهم واحزانهم موضوعات جاهزة للمؤلفين من امثالي , متسقطي اخبار الاخرين  وافعالهم , أليس غريباً أن يكون ميلنا ( نحن المؤلفين ) الى تسجيل كل افعال الصراع المليئة بالاخطار , ومرتكبيها من جناة وبغاة متأملين سقطات هؤلاء وهفوات أولئك , ايكون الماضي باحداثه وما صارت اليه ايامه مآوى الجميع ؟ ) ص278  . مثلاً الناجي الوحيد من عائلة الاب المتسلط  , كان يتجرع عذاب المحنة من موت أمه ,  فقدان شقيقه ( اسماعيل ) التي ضاعت اخبار مصيره  . فهو الشاهد والسارد  مع الاخرين مأساة حياته وحياتهم   . فقد  يصف ابيه  الذي استخدام سلاح التسلط والقهر الاجتماعي , ان يصبح قاتل ومجرم . يقول عن ابيه في جلستهم    ( -  ان يقوم باي فعل , لا يتورع أبي عن ارتكابه , حتى بمزيد من الحماقات ) .
( - ألم تفتر عليه في بعض احاديثك ؟ )
( - هيهات . لقد عشت معه زمناً يليق بالحيوانات )
هذه الرعونة المتهورة وصلت الى مصيرها  المحتم والمحتوم , وهو  الموت .
×× بعض الاشارات الملغزة بالرمز التعبيري ,  التي تصوب سهامها بشكل  غير مباشرة , الى الادانة السلطة الابوية الغاشمة , في شد الخناق على العائلة والمجتمع . في طبيعة جبروتها المتلسط بالعسف والقهر , هذه الاشارات الملغزة في تعابيرها , لا يغفل عنها القارئ الفطن والنبيه , في مراميها الموجهة الى رأس النظام نفسه , في اقحام البلاد في حروب عبثية اضافة الى التسلط الشمولي  , لذلك اختار  هذه الاشارات الملغزة  بما يخص احرب , وهي ادانة صريحة لمشعلي  الحروب ومروجيها ومرتكبيها  , وهي تؤدي  الى الموت والهلاك والدمار . لذا اشير اليها بالنص الحرفي في هذه المقتطفات الى هذا الجانب  .
 1 - ( الآن , ليس كواليس الحرب من الماضي وحده , الحرب غيرت الكثير من احلامنا .
( الحرب . الحرب يالتعاسة هذه الكلمة .
( الحرب . ليس بالضرورة تعني الموت وحده ) ص28 .
2 - ( لقد سمعت عن مفقودين وضائعين حكايات اغرب من الخيال , ووضعت يدي على نواح امهات فقدن ابناءهن واباء بكوا ضياع اولادهم , ولكن بدافع من سبب ملموس لهم , كانت الحرب احد اسباب الضياع وفقدان الاثر ) ص51 .
3 - ( فقد فاجأتنا الحرب وما جرته وراءها من ويلات وجوع وعذاب , كان العوز قد شمل الجميع وألم بهم من كل صوب وحدب ) ص52 .
4 - ( تأملت المجلة الاجنبية بهدوء , رأيت عدداً لا يحصى من الجنود قتلوا في ميدان الحرب وبقيت جثثهم متروكة في العراء بعضها عافتها الدواب والوحوش الكاسرة , وبعضها تجمعت حولها مئات الحشرات , وبعدها نهشتها الطيور الجارحة , جنود تائهون في صحراء مترامية, خوذ وبنادق وثياب ممزقة  )ص69 .
5 - ( من منا على صواب . الذين غادروا أم الذين فضلوا البقاء هناء ؟ .
( - ليس بعيداً ان تذبل وتموت هنا . ) ص118 .
 ( - أترى الحال هنا افضل ؟
( - عفواً . انا لا اعرفك .
( لكني اعرفك . لماذا لا تغادر خارج البلد لتعيش بعيداً عن المحنة ) ص129 .
6 - ( - من جاء على ذكر حرق الكتب .
( - أنت اشرت في روايتك الكتب المحترقة في احتلال بغداد ) ص201 . وهي عبارة صريحة في توقع حدسها ونبوءتها , بسقوط النظام ومجيء زمن الاحتلال .
× رواية : موت الاب
× المؤلف : احمد خلف
× عدد الصفحات : 289 صفحة
× تاريخ زمن كتابة الرواية .  عام 1995
× زمن الاصدار : عام 2002
  جمعة عبدالله

314
دولة البلطجية تتكلم بكواتم الصوت
من واجبات الدولة تجاه مواطنيها , توفير الامن والخبز , حتى تنال مكانة محترمة بين مواطنيها , وتحظى بالاحترام والتقدير , ويعلو شأن هيبتها ومنزلتها ومكانتها , في الشارع الشعبي والسياسي . اما اذا فقدت هذه المقومات والواجبات , فأنها تصبح لعنة وحمل ثقيل مرهق على مواطنيها  , وتفقد  الثقة والاحترام , وتنقطع جسور التواصل والعلاقة مع شعبها . تكون الدولة في مهب الريح , ينكسر عودها بسهولة , وتكون ضعيفة ومهزوزة , امرها وقدرها  يصبح بيد الاخرين , وهي تصبح  دمية تتقاذفها الاقدام من كل حدب وصوب . كما هي  حالة الدولة العراقية المزرية  , في ظل الحكم الاسلام السياسي , الذي تدير دفته وقيادته , احزاب علي بابا والف حرامي , تكون الدولة مرتع هش تتقاذفه عمليات  الحواسم والعلس ,  بالفرهدة والنهب , وتتحول الدولة الى دولة عصابات بلطجية كقطاع طرق  , كما هو الحال الفعلي لعراق اليوم . الذي  يدار من قبل البلطجية  من عتاة المجرمين والقتلة المتوحشين  . من اجل قتل واغتيال  الارادة الوطنية , والثقافة الحرة , والمواطن والمثقف الشريف والغيور على مصالح العراق ,  بأحساسه الوطني المدافع   , يكون عدو لدود لها. كل من يدعو الى كرامة العراق وعزته , كل من يدعو الى الحياة والعيش الكريم للمواطن  . كل من يؤمن بحق حرية  التعبير والرأي . كل من يطالب بحقوقه المشروعة حسب الدستور , يعتبر تجاوز الخطوط الحمراء , وحكم قانون كاتم الصوت يكون له بالمرصاد . هذا  يدل ويبرهن بالدليل القاطع , بأن احزاب علي بابا والف حرامي , تخاف وتخشى  من المواطن والمثقف الشريف , صاحب القلم الصادق , بالدفاع عن الشعب ومصالح وسيادة العراق واستقلاله , ويؤمن بحرية التعبير والرأي الحر , ويقف في وجه احزاب الفرهدة وبلطجيتها المجرمين , الذين يعيثون بأمن ومصير المواطن عبثاً  , ان  يكون مصيره الموت  لكل من يخرج عن بيت الطاعة والاذلال . كل من يطلب بمكافحة الفساد والفاسدين , يكون كاتم الصوت يتبعه حتى  عتبة بيته ويتم الاغتيال  , في وضح النهار بالتواطئ المريب  من القوى الامنية , التي اصبحت مهمتها الاساسية , تسهيل عمليات الاجرام للقتلة البلطجية ضد المثقف صاحب الفكر الحر ,  ضد النشطاء المدنيين في احتجاجاتهم السلمية , كل من يرفع صوته  ضد  دولة الفساد والفاسدين  . أن هذه الاحزاب لصاحبها علي بابا والف حرامي وبلطجيتها القتلة , انهم اعداء حرية التعبير والرأي والاعلام الحر الصادق , لانه يكشف ويفضح عوراتهم المكشوفة , في سرقاتهم اللصوصية لاموال وخيرات العراق لصالحهم , ويحرمون المواطن منها . لان الاعلام والمثقف الحر والشريف , يكشف عورتهم , بأنهم اجندات ذليلة ورخيصة للاجنبي . يكشف دعارتهم السياسية , بأنهم فقدوا الشرف والضمير والاخلاق واصبحوا عبيد  الدولار  . يكشف مقايضات بالعمالة الحقيرة ,  في بيع العراق الى ولاية الفقيه  , ان يصبح العراق وخيراته وامواله  بيد ولاية الفقيه  , وتصريح البنك المركزي العراقي يثبت ذلك  , بمنح ايران مبلغ عن طريق الاحتيال اللامشروع  , بمنحه مبلغ يقدر بمليارين دولار , حتى ينقذ نظام  ولاية الفقيه  من ازمتها المالية والاقتصادية الخانقة  , حتى تتجاوز الحصار والعقوبات المفروضة عليها  , على حساب العراق ومعاناة المواطن , الذي يحرم من  توفير الخبز لمعيشة اسرته , على حساب الشباب العاطل , الذي يبحث عن فرصة عمل ,  ويجد الابواب مسدودة بوجهه  , عن العوائل الفقير التي تعاني الجور والفقر في حياتها الشاقة والصعبة  . واحزاب علي بابا والف حرامي ,  تضع  كل امكانيات العراق  تحت تصرف  ولاية الفقيه , ومنْ يعترض على ذلك ,  يكون مصيره كاتم الصوت في عتبة بيته . هذا البطش البلطجي , ان يضعوا حياة ومصير المواطن على كف عفريت . ان يكون كل مثقف ومفكر حر,  في احساسه الانساني والوطني  , هدفاً للقتل والاغتيال, كل ناشط مدني , هدفاً شرعياً للبلطجة القتلة والمجرمين . ولكن نسوا وتناسوا حكمة التاريخ والمنطق ,  بغباء وعنجهية متغطرسة , بأن مهما بلغ جبروتهم ونفوذهم بالتنكيل والبطش والارهاب  , فلابد ان يأتي اليوم الموعود , عاجلاً أم آجلاً , ان يكونوا في المزبلة ولعنة التاريخ , كما سبقهم من بلطجية  الحرس القومي البعثي , وهم الآن  يعيدون احياء مأثرهم الوحشية والفاشية , يعيدون الماضي البغيض والاسود والمخزي بالعار  من جديد ............................  والله يستر العراق من الجايات !!!
جمعة عبدالله


315
قراءة في الديوان الشعري ( في زنزانة السؤال ) الشاعر فلاح الشابندر

أن ظاهرة الشابندر  الشعرية , تبدو غير مألوفة ومطروقة في المنجز الشعري العراقي بشكل عام . ان يتربع على الابداع الشعري , شاعر بالفطرة , وان يخلق بصورة مدهشة الصور الشعرية , في آلية التصوير الفذ بالومضة الشعرية المدهشة الى حد الابهار . ان يملك براعة شعرية  في تكوين الصورة وتركيبها وتوليدها وابتكارها وخلقها , ان يحملها بالصياغات الرمزية بالايحاء والمغزى , وفي اسلوبية  الانتقاد والسخرية المتولدة من عمق الصورة الشعرية  , التي  تغوص في دواخل اعماق الانسان وتفرز  همومه ومعاناته , لتخرجها الى الخارج العام , هذه الاسلوبية الشعرية في انطلاقة اتجاهاتها الرمزية في التعبير البليغ  , ان يجعل المفردات المتولدة  من رحم  الواقع ,   قاموسه الشعري ,  العملي والفعلي في الابتكار والتولد بصياغة جديدة  , في حمم   في شفرات التعبير الرمزي . ان يخوض اعماق غمار الاسئلة الجدل  ,المتكونة من  اعماق الذات الانسانية , ويفجرها الى الظاهر المكشوف  , من اجل احداث تصدع في الجدار الخارجي . من كوة الصراع والتناقض في العالم الوجودي  . ان يحرث عميقاً في باطن الارض القاحلة , ليخرج منها ثمرة  الصبار التي اقترنت بالصبر العراقي الايوبي ( نسبة الى ايوب ) , ان يقتحم القضايا الحساسة والجوهرية من ذات الواقع  , فهو الباحث عن مفردات الواقع في ادق تفاصيلها , لينطقها بالحواس المرئية وغير المرئية , ان يعكسها في مرآة الجدل في السؤال ورمزية تعابيره .   يملك براعة في الجدل السقراطي ( نسبة الى سقراط ) في فحوى السؤال وتكوين ولادته المتولدة  من الرحم الحياة العامة , ليدفعه الى المجابهة الحادة ,  الى حد كسر العظم والرقبة والظهر , هذه الرؤيا الفكرية  في اتجاهاتها  العامة , في مجموعته الشعرية , في الصورة جدلية السؤال  الذي يطرق بمطرقته جدلية الواقع. من رحم الحزن والاسى , وانعكاساتها على ارهاصات الواقع , ان يمزق هذا الجدل السقراطي , جدار الصمت , في ضجة جدل السؤال , في ثنايا التعبير الرمزي , ليشق جدار الحصار في القضايا  الحساسة الاولى  في الحياة والواقع  , التي تخلق من ينابع  الهموم والوجع  في طرح  السؤال ( الى اين ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ وماهو ؟ لماذا ؟ أجل ... لا !! )  . ان الديوان الشعري ( في زنزانة السؤال ) خطاب شعري موجه  من نزلاء زنزنة السؤال , الى العالم  الخارجي  العام , الى دهاليزه المظلمة ,  ورؤيته الكثيفة .بالضباب السريالي ,   الذي  يفقد الرؤية وصوابية المنطق   . ان  قصائد الديوان تحاول الامساك بخيوط الجدل في اطار الفعل الرمز التعبيري . اذ انها ليس تهويشات الخيال عائمة بدون ضفاف  . وانما تملك ارضية من ملوحة الارض وصباره ومعاناته
 للفقد ملح دم الصبار ,
فاه الصبر :
شتاء النازحين ,
يا عراق ..... ( اهداء الى الشهيد عمار غالب الشابندر . الذي خطفه الموت العبثي , في تفجير ارهابي في مقهى شعبي في بغداد  ) في عراق الحطب وصبار والجدب وشتاء النازحين .
 اي ان احداث العراق هي عينة من  فيلم سينمائي ( أكشن ) حتى لا تتحمله الرئة السابعة او الروح السابعة  , الذي ينزح الى التراجيدية السيزيفية ( نسبة الى صخرة سيزيف )  في وجع  نزلاء زنزانة  السؤال ,  وعسر الاجوبة التي تعزف في حضرة  السيد الفراغ  . هذا الوجع يأخذ الاطار الجمعي
من عسر الاجوبة
جبلاً أصعد
 - كسار حجر لعله -
الفأس أخطأت الرسم
واجترح الاسف
واخرج من الاسف الى تراجيدية السخرية والتهكم  لكن هل تستطيع القصيدة اطلاق سراحه , في الغبار الضبابي , في  عالم مزاجي يعزف على  العواصف  السريالية  الغرائبية , الى حد اللعنة في التناقضات ,  المبكية والمضحكة في آن واحد , لتلعب على عذابات الانسان في كوميدية الموت المجاني  . ان تلعب الحرب بنا ونحن دمى في  لعبة الموت المجاني  ,  مع التحيات
الى الحرب :
مع التحيات
ماتت .....
ماتت, زهرة البراري !
 انه يغوص في السيد الفراغ الكبير المسيطر على خناق الواقع , ليخرجه من قشور اللامعقول , الذي يسير في الوسواس والقلق,  في لوثات المختبئة والظاهرة  , ان ينشد  الخلاص  , لكنه مقيد في حبال الواقع تمنعه من الحركة والحرية والتصرف  , انه يعيش في مأساة حياتية في سريرها العاري والصارخ , لم تبقى له وسيلة او كوة , سوى الصراخ بالحب  , حتى يمزق  أكفان النسيان
من جمرٍ ,
أصرخ
الاسرار كتمتها , زهرة جمر لا يغيبها النسيان ...
أحبك أنتِ .
------------
أغمضي عينيكِ
تريني
--------------------
آية عن ظهر قلب : أحبكِ ..
ستون نافذة مشرعة لمرويات الريح ...
 تنادت : أحبك
وعلى سواه البحر يتفرج .
العري بوصفه اختبارا, اتخذت من الدمع سربا لها ..
----------------
أضاع زهرة  , بلا العقل ....
هي
اجمل منك !
-------------
على كتفي ,
أنتِ ظل الوردة .
وأنا : دهشة السؤال !

عالم يتعامل بالاستعارة حتى يدركه الخريف , حتى يكون متلبساً بالتشويش  ,  حتى تضيع القضية من نزلاء زنزانة السؤال , في الصراصير المحتشدة حولهم , تكتب بضخب , تتكلم بصخب , انفاسها تلهث بصخب , لتقاوم هياج لوثة الفراغ , حتى تطل برأسها لهاوية الاندحار , تلك هي القضية
بلا لهو .....
لكنه اندحار ؟!
هي كذلك ,
أية هي ؟
القضية
أية قضية ؟
بلا
لكي يستفزنا دهاليز السؤال في عالم مقلوب على رأسه ,  في لوعة السؤال الصارخة في تراجيدية الكوميدية , في صمت الفنتازيا , ان تقود الى المهزلة , من ان  نرى العالم من خلال ثقب الحذاء , الى ان يكون  القط يرتجف خوفاً ورعباً من الفأر , هذه هي سخرية القدر , في زمن الفئران والجرذان المتحكمة بخناق الواقع
 إلا هاوية ..
لا أحد يكترث لك ,
إلا من يعبيء صمتك
أيغيبني الفأر ؟
ولكن الادهى من ذلك والانكى , ان تلعب بنا وبأعصابنا  الصدفة , في غفلة من الزمن الارعن , ان تغزونا الصدفة , فتعثر علينا او نتعثر بها . في خلوة محرمة ومجرمة , تخلق لنا الصدفة ألهة واصنام جدد   , في جبة القدسية الساخر بالمضحكات  , او في سخرية سريالية , حتى تقودنا الى هاوية الجحيم . ان تصمم الدولة على مقاس هذه الصدفة  ان ترتب الادوار , في الحظ  العظيم . ان تفرز العالم الواقعي  الى آلهة مقدسة ( الزعيم والدولة أنا )   , ونحن  عبيد اذلاء نقشر  البصل بدموعنا
في خلوة محرمة ,
أكتب مثلما أتهدم وهما ..
وهم يشبهنا ,
نتناساهٌ قصداً ...
بغفلة المتعثر بالمتراكم ,
عثرت علينا الصدفة ......
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
ولم نقر أن الصدفة
ترتب الادوار.
زعيم أنا ...
أرباب الآن ,
يقشرون البصلة ,
البصلة المكتومة بالدمع .
× رسائل الى صديقات  نزلاء زنزانة السؤال , من السجن المحاصر , الى المخاطبة والتواصل مع العالم الخارجي , حتى لا ينقطع حبل  وصلهم , في ايقاظ  في الحلم , في مخاطبة بالحب والتفجع بهمومهم  , الى صديقاتهم , حتى يورق الامل بالحب , كأنها رسائل السجين الى احبته
الشمس بجلالها الضاحك ,
وعريها الثمل ,
دونك بيقينها
كم ( ما أحوجني للطباشير )
لاكتب ,
على سبورة المدى :
أحبك !
-------------
هل بيننا سؤال لا نعرفه ؟
لمستك .
----------------
من , يفهمكِ الليلة
--------------
عيونك ..
الاستماع سراً !
-------------
حلمتٌ : أصبح عندي سر َ!
-------
أغمضي عينيك ,
تريني
---------
سألتها موعدا, فانتشر عطر الغواية .
صديقتي : أنثى الندى ,
تسألني ..
صاغت الضوء أساور
--------------
على كتفي ,
أنتِ ظل الوردة .
وأنا : دهشة السؤال !
جمعة عبدالله

316
13 رصاصة مليشياوية اخترقت جسد الثقافة الحرة

أصبحت ظاهرة الاغتيال النشطاء والكتاب والمفكرين البارزين  , ظاهرة روتينية في عراقنا الاسود اليوم . من أجل تحقيق مشروع الاسلام السياسي . الذي تبجحت وتعهدت بتطبيقه  الاحزاب الطائفية الغارقة الى الاعماق في مستنقع الفساد والفرهدة , بتقاسم خيرات واموال العراق , بين أحزاب علي بابا وألف حرامي . من اجل أقامة دولة الظلام والظلامية , دولة المليشيات البلطجية وزعرانها القتلة والمجرمين الحراس الامناء لهم  , وما نشهده اليوم هو وجه جديد للفاشست والفاشية , بغطاء الدين والطائفة , ويدها الضاربة مليشياتها المتوحشة الى اراقة الدماء بأعصاب باردة  , في تنفيذ عمليات اجرامية , في الاغتيال والخطف , واصبح كل مثقف حر , الذي  يتوسم الكلمة الصادقة والحرة والنزيهة بقلمه الحر ,  في الشعور الوطني في الدفاع عن  هوية  العراق  , اصبح مشروع للاغتيال الاتي او القادم . لكل من يقف في وجه الفساد والفرهدة . كل من يقف في وجه السراق واللصوص . كل من يقف في وجه تحويل العراق الى دولة عصابات بلطجية , فهو الهدف القادم لامحالة . كل من يقف في وجه الطائفية والاختناق والاحتراف  الطائفي . كل من يقف في وجه  الاحتيال والنصب والنفاق الديني  , فهو خارج منطقة التغطية , فكلابهم المسعورة جاهزة على اتم الاستعداد  , ولم تتوانى في ارتكاب عمليات  القتل والاجرام  والاغتيال بدم بارد . هكذا اصبحت ارواح الناس الشرفاء والطيبين من غيارى العراق ورجاله الشرفاء والطيبين   , مشروع قتل قادم  . من اجل ان تتنعم احزاب علي بابا والف حرامي بخيرات واموال  العراق , والشعب يتجرع مرارة  الحرمان والاهمال , شعب يعاني من فقدان  الخدمات الصحية والتعلمية والبلدية . شعب يعاني من البطالة المخيفة ,  وخاصة بين  الشباب , شعب يعيش المرارة وفاقة العيش وجور التسلط المليشياوي على خناق الدولة  . شعب شبابه يعانون لقمة العيش وفاقة الحياة القاسية .
ان المشروع الاسلامي الذي وعدونا به وتعهدوا في تنفيذه  , يستند على الارهاب السياسي والفكري والثقافي , ضد حرية التعبير والرأي المعارض ,  فهم يخشون من القلم الشريف الصادق . يرتجفون من القلم الذي يدعو للحق والعدل والسلام والتآخي والتعايش . لذا فأن سلاحهم المفضل .  هو الاغتيال نشطاء الحراك المدني والمثقفين والمفكرين الشرفاء  , يعتبرونهم عقبة في وجه  تنفيذ مشروعهم الظلامي . يريدون ان يكون العراق ( خرقة ) متهرئة بالعمالة والتبعية والذيلية ,  للدول الطامحة والطامعة  في خيراته . بدليل هذه العملية الجبانة , في اغتيال الكاتب والروائي البطل والشجاع علاء مشذوب الخفاجي .الذي  كان قلمه الحر ,  يتصدى للنفاق والدجل والعمالة للاجنبي.   في مواقفه الوطنية الشجاعة والجريئة  , وتمت عملية الاغتيال لهذه الاسباب لاغيرها   , تحت سمع  وبصر  الاجهزة الامنية في مكان الحادث لا يبعدون  سوى امتار قليلة  , , تم  الاغتيال في منطقة أمنية محصنة  ومحاطة بنقاط التفتيش من القوى الامنية , التي لا  تسمح بعبور حتى ذبابة ,  إلا بموافقة رسمية من الجهات الامنية المختصة , لا يدخل اليها أحداً  إلا بعد ابراز   الهوية والقيام بعملية التفتيش الدقيقة  . يعني بكل بساطة , بأن القتلة عندهم تصريح من المسؤولين الامنيين  بالسماح لهم بالعبور ,  والخروج بحرية بعد تنفيذ جريمتهم الجبانة دون اعاقة  ,  في منطقة محاصرة ومحاطة  بكاميرات الامنية للمراقبة  , اين كانت هذه الكاميرات  وقت وقوع عملية الاغتيال الجبانة . لذلك ان  القوى الامنية تتحمل كامل المسؤولية لعملية الاغتيال وتمت بالتواطئ منها  , تمت بتنسيق مسبق مع القوى الامنية بدون شك . في اختراق جسد الكاتب شهيد الكلمة الصادقة وشهيد الثقافة الحرة , اخترقت جسده الشريف 13 رصاصة جبانة من البلطجية  احزاب علي بابا وألف حرامي . وبيان  الجهات المسؤولة  الهزيل والمضحك الذي لا يقنع حتى الاغبياء  ,بأن مسلحين مجهولين الهوية يمتطون دراجة نارية , قاموا باغتيال الكاتب ابن كربلاء الشريفة  . علاء مشذوب الخفاجي  , المعروف على صعيد العراق وليس فقط على صعيد  مدينته كربلاء , ان من المضحك أدعاء وزارة الداخلية الذي لا يشرفها هذا البيان  , بل يوجه أصابع الاتهام الصريحة ضدها . بأن من قام بالجريمة المخزية , ليس هم  مجهولي الهوية , وانما معروفين جيداً  لدى القوى الامنية , بالاسم والعنوان والهوية , ومن اجل امتصاص الغضب الشعبي من الجريمة الجبانة  , تدعي وزارة الداخلية في بيانها الهزيل والمضحك  , بأنها ستلاحق القتلة وتقديمهم الى العدالة . وهم لم يقدموا مجرم واحد , من الاغتيالات لعشرات النشطاء والكتاب البارزين من شرفاء واحرار العراق , اذا لم اقل مئات من العمليات الاجرامية المتشابهة والمتطابقة تماماً  . هكذا تكشر الفاشية والفاشست الجدد  بوجههم  المجرم البشع  , ضد الثقافة الحرة ,   ضد رجالها ونشطائها  الابطال والشجعان  , ان يكونوا مشروع اغتيال وخطف , ومن زعران احزاب علي بابا وألف حرامي ..............    والله يستر العراق من الجايات !!!!!!!!!
جمعة عبدالله


317
قراءة في الكتاب النقدي ( لا محاضرة / قراءات نقدية  ) للناقد أحمد فاضل
يمتلك الاستاذ الناقد خبرة وتجربة طولية , في منجزه النقدي الطويل   , فهو الاديب والمترجم , له الاطلاع الواسع في الثقافات الاجنبية . لذلك امتلك رؤية ابداعية , في التعامل مع النص  النقدي ,  ويمتلك نفس طويل في الرصانة والهدوء ,  في عمق الرؤية النقدية  في منهجيتها الموضوعية , التي تعتمد على اصول وقواعد وضوابط , في التحليل النقدي , في البحوث والدراسات , في التناول في رؤية جمالية , تضيء العمل النقدي في ابداع متمكن   . فهو يتعامل بهدوء ورصانة في ثنايا النصوص النقدية  .  ويتجنب اطلاق الاحكام جزافاً دون دراسة وتحليل وفحص متأمل دقيق , كما انه يبتعد عن التجريح والاستخفاف بالنص , وانما وضعه في المجهر النقدي ,  من خلال اسلوبية ومنهجية تتوسم الابداع   ,  التي تعتمد على  اسس ومستلزمات ومواصفات   موضوعية , في تقييم العمل النقدي وأبدأ الرأي والحكم  ,  يمتلك حصافة استاذية  في الرؤية الابداعية  , قوامها  التركيز والتأمل والتفكير والبحث   , هذه الضوابط  خلقت له مكانة وحضور مهم وحيوي في الساحة الثقافية  والحركة النقدية . ومن خبرته الطويلة واطلاعه الواسع في الترجمة وقراءاته للثقافات الاجنبية ومدارسها  النقدية  الحديثة . كسبته رؤيا نقدية  مرتكزة , في منظومة ابداعية متكاملة , في الحس الابداعي وجمالية التناول  .  ومقالاته  هي  بمثابة دراسات وابحاث تمتلك براعة في الاسلوب والمنهج . وكتابه النقدي الجديد , المعنون ( لا محاضرة / قراءات نقدية  ) حسب اقتراح الشاعر والناقد  ناظم ناصر القريشي ( اقترحت علينا أن يكون عنوان كتابنا هذا ( لا محاضرة ) وهو نفس العنوان الذي حملته لوحة الرسام العالمي  بابلو  بيكاسو فأخذنا به لان ما قرأناه لم يكن ما قصده بيكاسو ولن يكون ) . لذا فأن قراءاته النقدية , ليس مقالات , قراءات  استعراضية تقليدية . وانما هي تحمل براعة استاذية ,  في اسلوب النقد البناء , الذي يرتكز على اسلوبية ومنهجية مبدعة . فقد تناول في كتابه النقدي . 27 شاعراً وشاعرة , كما حفلفي الطرح  مجالات في  الرواية ومواضيع اخرى  ,  لنأخذ بعض الشذرات من هذه القراءات النقدية  , او الدراسات النقدية :
× الشاعر طلال الغوار . في مجموعته الشعرية ( احتفاء بصباحات شاغرة ) : حقاً ان الشعر صرخة الالم والغضب والعاطفة والهدوء والسكون . يتصاعد دخانها او دخان الشعر . في الوطن الذي يتهاوى , بغداد تتهاوى شوارعها في لحن حزين . هذه بغداد التي تعلق بها الشاعر وتغزل بها , أن حب المكان يضيء توجهات الشعورية لدى الشاعر  ,  مثلاً  شارع المتنبي . لذلك يجد الناقد المحفز للشاعر في  تجربته الشعرية ( حفزني ان اذكر ذلك ما وجدته في قصيدة الشاعر الغوار عن بغداد وكيف يتبارى الشعراء في حب هذه الاماكن )
في شارع المتنبي
رأيت دخان الشعر
يتصاعد كثيفاً
لكن أين النار 
------------
في شارع المتنبي
لم أر
غير قصائدي
وحدها هي التي
تسير الى جانبي
------------------
جسرك الممتد في قلبي
الى رصافة أحلامك
يستعيد عشاقه
في عيون أل مها
 أما آن لي
أن ارفع قبعتي
لزهرة
تسير وحدها في الطريق
× الشاعرة نجاة عبدالله . يتناول  تجربتها الشعرية . يقول في حصيلته النقدية لتجربتها الشعرية   ( كانت دهشتي خلالها لا توصف فمن غير المعقول أن لا يتصدى النقد وبقوة لهذه الشاعرة وأعمالها , تلك التي توزعت بين عديد من البلدان التي درست فيها واقامت , أستطاعت من خلالها ان تثبت تألقها كأمرأة شاعرة تمسك بأدواتها الشعرية بحنكة ودراية , وعندما نريد قراءة بداياتها الشعرية  فهي من جيل شعراء التسعينات)
إلى دجلة ...
حبا وولعا
إلى أمي ..
سيدة الارق الى ...
واجهة الجنوب
أصدق جنون أعيشه هذه الاعوام
والاعوام التي مضت
--------------
الكلمات
تهرب من المصابيح
صرنا
نتبادل الشتائم
بدل أن نتبادل الحب
---------------
 لم أحلم
وأنا ممسكة بالارض
إن كلانا ينهض
ويعلق
قبلة على الباب
× الشاعر سعد جاسم . في مجموعته الشعرية ( أنتِ تشبهينني تماماً ) يستخلص تجربة الشاعر , بقوله ( - أنا أرى أن الومضة الشعرية هي خلاصة للراهن الشعري الآن , وتكمن أهميتها في اقتناص اللحظة الشعرية السرية والخفية وكذلك التفاصيل الصغيرة في الحياة والاقانيم الاخرى كالحب والموت , المهمل والمهمش , مما يميز الومضة أيضا  تكثيفها اللغوي , ومع كل  هذا أرى أن الشاعر الحقيقي هو الوحيد القادر على إطلاق الومض الشعري , او اختطاف شعلة الشعر , هذا ما أشتغلت عليه في كتابي الشعري ( أنتِ تشبهينني تماما ) حيث حاولت اقتناص الكثير مما هو مسكوت عنه , وما هو ايروتيكي , وما هو جمالي ساحر ومدهش )
هذا كتابكِ . . فإحفظيه
هذا كتابك
هذا كتاب الحب
والخلاص والحنين
هذا كتابكِ
فأحفظيه وشما
وترنيمة
وقمراً من عسل
وخبز وياسمين
هذا كتابك الكوني
فإحفظيه .... إحفظيه
في دمك النافر
وتحت جلدك الحار
وفي قلبك الاخضر
أيتها العاشقة الابدية
× شاعر الرمز فلاح الشابندر . يتناول الناقد تجربة الشاعر ومنجزه الابداعي في الرمز الشعري , المتعدد الجوانب في التعبير والمغزى والايحاء   ,  في التصوير الشعري الخلاق والمدهش . هذه التناول النقدي , هو نتيجة التعايش القريب مع الشاعر  , وبالمتابعة في  التجربة الرمزية في شعره  بتفاصيلها الدقيقة  , وهي تمثل تجربة شعرية مرموقة ,   بشكل غير مألوف ومطروق في الشعر العراقي . لذلك تحمل الصور الشعرية في قصائد الشابندر , تحمل لون وطعم وذوق ومعاناة , ووجع عراقي مؤلم وعذاب الانسان عموماً  , من عثرات الواقع  المأزوم والمتأزم . لذلك يجعل الصورة الشعرية , في تصويرها الخلاق , صورة ناطقة للواقع العراقي الفعلي  . في مكونات الوجع المؤلم الذي نعيشه , والمكونات الانسانية في صراعها الحياتي للبقاء  , لواقع الذي نعيش مراراته. لذلك هذه الصور الشعرية تؤطر  بالرمز البليغ , من اجل استفزاز وتحريك  المشاعر الداخلية , غير قابلة للمهادنة , وانما تستدعي تمزيق اكفانها المحنطة , لتخرج الى الكون والحياة العريضة .  يقدم الناقد في تركيز شديد , خصائص الضوء الشعري للشاعر  , الذي يحتض الانسان والكون , في شكلها المرئي وغير المرئي , في رسوم ريشته الشعرية  بالتصوير المدهش
عري أبكم
من اقصى البراري
يتشرف السيد فراغ .... الفراغ الكبير
بدعوتكم .. لسماع عزف منفرد
عزف الرفيف الرفيف المجنح
يذكي الحقل لحنا نديا
---------------
يا أيها انتم ........ ؟؟
بين مساقط الضوء والظل ..
أوجعتم ..... حلمي ؟؟
ويشخص شعرية الشابندر بقوله ( هذا الوجع يكاد يكون كوني في نصوص شاعرنا وهو ما يجرنا الى عالمية الشعر كما يقول ليرنر , هو يكتب بطريقة السخرية السقراطية , نسبة لسقراط الذي ينسب له هذا المنهج المعروف بأسم ( Elenchus ) )
في خلوة ...... محرمة
أقرأ مثلما أتهدم
جميع النفس كتبت وهما
وهما يشبهنا
نتناساه قصدا
وغفلة متعثرة بالمتراكم
تعثر علينا الصدفة
والتي لم ( نقر )
أن الصدفة ترتب الادوار
................. زعيم ........ أنا
× الشاعرة د. هناء القاضي . في ديوانها ( سيدي البعيد )
يتساءل الاستاذ الناقد ( لا اعلم كيف تجتمع الرقة مع الشعر مع طب فيسيولوجيا الاعصاب ( الشاعرة طبيبة في فيسيولوجيا الاعصاب ) خاصة اذا كانت تلك الاحاسيس المرهفة , ادوات شعرية تختلط على طاولة الجراحة في غرفة العمليات ) ويضيف بشكل بليغ ( وهل في مقدور القلب ان يتحمل منظر كل ذلك النزيف البشري ويتحول بعد أن ينزع عنه كمامة الخوف الى نبض شاعر يخفق لشيء بعيد ( لرجل يلوح في ضباب اللحظة ويسربله الالتباس ... ساكن فيها بين وهج الروح وثنايا الذاكرة . يقف على بعد  نبضة من  قلبها .
أنا لم أقل لك يوما
أني احبك
وأنت لم تقل لي يوما
 انك تحبني
--------------------
وحيدة ....... أقف
عند شواطئ افكاري
يلقي اليَّ . . المد
حقائبا
مليئة ..... بالنوارس
والاخبار
يا بعيدي ...
بم ... تفكر ؟
اتراك تغار .... ؟!
لو علمت ... أنا .. أغار عليك
من كل النساء
اغار عليك ... من لغة الحوار
× الاديبة وفاء عبدالرزاق . في روايتها ( رقصة الجديلة والنهر ) , التي صدرت عن مؤسسة المثقف العربي في سدني / استراليا : يقول عنها الناقد ( رواية ترسم كل تذبذبات الاضطراب الداخلي لشخوصها الذين درست مؤلفتها بعناية واهتمام هاجس الخوف الذي لازمهم حتى النهاية , فأبطالها غير بعيدين عنا لاننا عشنا مأساتهم مع أنهم تشكلوا عبر فانتازيا صادمة وهو اللون الذي نجده في اغلب روايات الكاتبة ) ويستلخص الجوهر في دراسته النقدية ( روايتها لتدخل بنا لب الحقيقة عن هذا القتال الشرس من اجل البقاء بين قوى الشر المتمثل بهذه العصابات التي دخلت قرى كثيرة فشردت أبنائها واغتصبت نسائها وبناتها ) ويضيف ( ليتنا نستطيع التحدث عن السلام والحب والامان بدلا عن الموت والخراب والاغتصاب , ليتنا فعلاً نسترجع بناتنا وابناءنا بالقهر والدموع . الرواية وهي تصاعد بأحداثها مارة  بسقوط الموصل , حيث وضعت أصابعها على أهم معطيات ذلك السقوط ) ويستنتج من التحليل , وهو يبرز شجاعة الكاتبة  في تشخيص الخلل من خلال المتن الروائي ( فالرواية قبل كل شيء هي تاريخ مروي لها زمانها ومكانها وهي جزء لا يتجزأ من تاريخ أي أمة عانت ويلات الحرب , كما قرأنا قبلها كيف اصطف الكثير من الكتاب مع التاريخ لفضح الخونة الذين تسببوا بمعاناة شعوبهم ) .
انه كتاب نقدي جدير بالقراءة والاهتمام , هو حصيلة خبرة نقدية , في رؤيتها الجمالية
جمعة عبدالله




318
قراءة في  رواية ( ما بعد الجحيم ) صرخة مدوية ضد الحروب ومشعليها
يقتحم الاستاذ ( حسين سرمك ) الموسوعي في خبرته الواسعة في الجوانب التالية  ( طبيب . ناقد . أديب . مفكر ) عالم الرواية من اوسع ابوابها الابداعية . في تقديم رواية نوعية في انجازها الابداعي المدهش . رواية غير تقليدية , بل اعتقد انها افضل نتاج روائي من أدب الحرب . رواية صادمة تصدم القارئ من أول وهلة , ويدخل في مناخها المرعب في السريالية المدمرة , يعيش اعماق كوابيسها السوداء , المفزعة والمروعة , ويستفز بالسؤال الصادم . ماذا بعد الجحيم ؟ أنها روية مختلفة في الطرح وتحليل وتشخيص ,   آثار الحرب المدمرة , بالجرأة والشجاعة التي عرف بها الاستاذ ( حسين سرمك ) . بالرؤية الفكرية الموضوعية , التي تسلط الضوء الكاشف , في بانوراما الحرب المدمرة بالموت والهلاك , والاحباط النفسي , الذي يقود الى الجنون , في تدمير الانسان من الداخل , ان يجعله فريسة الكوابيس السوداء , ان يخرج من طور  عقله السوي الى طور  الجنون والعدوانية , الى المعاناة التي تحطم وتفتت الحديد والصخر . لذلك يسلط الضوء برؤية طبيب نفسي , سايكولوجية دمار الانسان   , ان يكون مثالب الصراع الاحباط والانكسار في الانهزام والتقوقع في شرنقة  الذات المضغوطة  من اثار الحرب , التي هي هلاك للانسان والحياة والمجتمع معاً , ان يدخلهما  في سريالية مدمرة , تنسفه نحو الدمار والمعاناة , في السلوك والتصرف ,  والتعامل في جزئيات الحياة وتفاصيلها . لاشك ان الاستاذ الموسوعي ( حسين سرمك ) استثمر واستغل  بذكاء وفطنة فذة, معاناة الحرب من افواه التي عانت الجحيم , لكي  يجسيد هذه الاهوال البشعة في المتن السردي  ,ان قصص الحرب المدمرة   تخلق اضطرابات وصراعات  نفسية قلقة وعدوانية وانطوائية كابوسية  , تجعل الفرد   يفقد بوصلة العقل  . لاشك ان وظيفته كطبيب نفسي , لابد وان مروا على عيادته الطبية , مئات من  الحالات المماثلة  , بالاحباطات النفسية المدمرة , يشكون فيها من  الصراع والخناق  النفسي المهلك . يجعلهم يتصرفون بغرابة , تجاه محيطهم ,   وتعاملهم القاسي  حتى مع عوائلهم, ان يدخلوا في نزق الجنون والتعامل القاسي بالخشونة في تصرفاتهم  , حتى مع  اقرب الناس اليهم , او الى احب الناس اليهم . مثل تصرفات الجندي ( شامل) الذي عانى الاهوال والويلات من سنوات الحرب الطويلة في جبهات الحرب  , ان يفقد عاطفته وحنانه وحبه الابوي و مع عائلته وزوجته ( صديقة ) رغم ما يملك من  الحب والحرص الكبير كامن في داخله , ولكن نوازع القسوة والخشونة , تفتت حبه الكبير الى أبنه ( احمد ) والى زوجته ( صديقة ) التي يعتبرها قديسة ( هذه اليد المقدسة , أضعها على رأس . أنتِ البركة يا صديقة المقدسة ) وبدواعي الحرص الشديد  على مستقبل أبنه ( احمد ) يتفجر بسلوك فظ وخشن تجاهه , ويفقد صفاء العقل والتعامل الحسن   . لكنه حين يعود الى رشده , وتختفي صور الحرب الماساوية  من ذهنه  , تلعب في ذهنه  الرقة الانسانية والصفاء الروحي تجاه عائلته . ويحاول ان يكيف نفسه  , لا شك الغياب الطويل عن عائلته , الذي يفيض بالشوق الحارق اليهم , وكذلك يلعب دور حرمانه الجنسي , بتواجده الطويل في خنادق الموت , وتلعب به الشهوة الجنسية الحادة الى زوجته , فيكون لقاء الحب والمعاشرة الزوجية , لتفريغ شهوته الجنسية الملتهبة  , فيحتضن زوجته ( صديقة ) بلهفة مرهفة , ويقول لها بدلال ( - سأمزقك اليوم ) ( - أرجوك ,  اجل الموضوع الى الليل ) ( - جئت من الموت وأنتِ تطلبين التأجيل .... مستحيل ) ( - اذن , انهي الامر بسرعة ... فدو ... الاطفال يحسون ) ( - أي أطفال ؟ سبعة واربعون يوماً في المعركة ولا رفيقة لي سوى البطانية العسكرية ) يقول هو يفح بشهوته الغريزية  ( - كيلو حليب صافي ) ( - نزول عليك . كنت أظن ان الحرب سوف تعقلك ) ( - من الذي سلب عقلي غيرك ؟ تعالي )  . ولكن حين يفرغ شهوته الجنسية , ينزوي ويجهش في البكاء , بفعل الصدمات المفجعة ,  من اهوال وبشاعة الحرب المهلكة والمأساوية  , تجعله يتقوقع في اليأس والاحباط والانكسار النفسي والروحي المهزوم  . من المشاهد المروعة التي لا يحتملها العقل . من الجثث المتفحمة المتناثرة  حول خنادق الموت , لتكون في نهاية المطاف طعما للكلاب السائبة , كأنه يعيش في عالم من  الكوابيس المرعبة , لقد صدمت روحه من  المشاهد المرعبة (لقد صدأت روحه من مناظر الجثث المتفحمة من الموت والدمار , الذي عصف بحياته في الجبهة . كأن جنوناً ويوم قيامة , وليس معركة سبعة واربعون يوماً من الجنون الدامي . منْ يقول ان الانسان لديه عقل ؟  ) , تصرعه هذه الكوابيس وتخرجه عن طوره السوي , الى الجنون السريالي في عدوانيته  ( أنا مجنون واحارب في ( مجنون ) واتعامل مع مع مجنونة , ولي ولد مجنون . أعيش في عالم الجنون ) لذلك يطرحه هذا الارهاق النفسي الصادم  , ويعجز في التعامل والتكيف الحياتي مع الواقع  , ومع عائلته , ويحاول الهروب من هذا العالم المرهق والمؤلم بالضغط النفسي الهائل من الصدمات النفسية التي تنهكه وترهقه بعذابها  , كأنها  ترافقه كظله  , بان يتخذ معاشرة الخمرة وسيلة للخلاص والهروب , لكنها توقعه في ازمة متوترة جداً مع عائلته , يتفتت في اعماقه , ولا يعرف كيف يتصرف , بل يعاني الاحتقار الروحي ( أريد ان اسكر , اريد اهين هذا الجسد المتجبر . احتقر هذا الجسد ) هذه تأثيرات الحرب المدمرة , ان تجعل الحياة تافهة وحقيرة ورخيصة . حياة لا تطاق يتفتت بها الصخر والحديد , لانها تنتهي في طوافات  بالعذاب والموت المجاني  , تصبح الحياة عديمة لا ضمان لها , بل ان الكلاب السائبة حياتها ,  هي افضل من حياة  الجنود في خنادق الموت والدمار . ان الجندي ( شامل ) يعاني الصدمة المروعة والهائلة في تصدع روحه وفتتها , بفعل  موت صديقه الجندي  الشاعر ( سلام ) قرين روحه يواسيه في خنادق الموت , في مداولات  بالشعر والادب. لكن فجأة تخطفه قذيفة طائشة , تحوله الى اشلاء متفحمة , وتتفسخ جثته حول الخندق , وتصبح طعماً للكلاب السائبة . ولم تفارق ذهنه الصورة المروعة والبشعة , صورة الكلب الاسود , الذي نهش الجثة , ويسحب مصران ( سلام ) لعدة امتار , هذا الفزع المرعب ,  يتصور  بأنه لا محالة  ينتظر  ابنه ( احمد ) الذي فشل في دراسته , واذا رسب سيساق حتماً ,  الى الخدمة العسكرية , ويذهب الى جبهات الموت , ليكون بعد ذلك طعماً للكلاب السائبة , انه لا يتحمل هذا المصير المرعب والاسود الذي  ينتظر أبنه  ( احمد ) , لذلك يشدد في قسوة معاملته الخشنة الى العدوانية المفرطة  , رغم ما يحمل من  حب وحنان ابوي له , فكان في خلوته في خندق الموت , يخرج صوة ابنه ( احمد ) ويجهش في البكاء المر , لانه يدرك بأن أبنه , سيفشل في الامتحان ويرسب في سنته الدراسية الاخيرة , فيساق الى جبهات الموت , وهو شاب غض وصغير وغرير  , لهذا فأنه يعامله من دافع الحرص الابوي , لكي يحاول ن يجنبه المصير الاسود الذي ينتظره  , لكن في معاملة عدوانية قاسية ,  تفشل وتخفق  في مرامها  , ويعترف ان بفشل محاولاته  في تجنب ابنه المصير الاسود . فيبتعد عن عائلته ولا يزورها في الاجازات , حتى يرسل الراتب بيد الجنود  , فقد اتخذ قراراً  ان يبتعد عن عائلته , لان معاملته القاسية , اصبحت لاتطاق له ولهم  , رغم انه يؤنب نفسه , بأنه يقترف اسلوب  المعاملة العدوانية , تجاه عائلته وابنه , وانه يحملهم عبء  وذنوب فوق طاقتهم ,  دون وجه حق . و ( شامل ) لم يعرف بأن زوجته مصابة بالسرطان وتعالج بالكيمياوي ,انه في الفترة الاخيرة اخذ ينتشر في جسمها  رغم العلاج الكيمياوي  , فقد اخفت عنه خبر مرضها بالسرطان , حتى لا تزيد احمالاً اخرى في  همومه ومعاناته في خنادق الموت   .  وزوجته ( صديقة ) تدرك حجم الحب الكبير الذي يكنه لها والى ابنه ( احمد )  , وتعرف انها وحيدة ويتيمة , ليس لها في الدنيا معين ونصير , سوى زوجها , وابنها ( احمد ) وأبنتها الصغيرة ( سناء ) . لذلك تدعو يومياً في صلاتها  الله ان يحفظه  ويعيده  سالماً من جبهات الموت . ويحاول ( احمد ) اصلاح علاقته مع ابيه , بعد سيق الى جبهة الحرب في ( بنجوين ) وتكتب ( صديقة ) الى زوجها , بأن ( احمد ) اصبح رجلاً شهماً ذو ادب واخلاق عالية , وانه قرأ كتبه   , واصبح اديب مرموق ينشر قصصه في الجرايد  , ويتمتع باحترام الناس , في سلوكه الطيب وانه يسعى الى  مواصلة  دراسته . وان لابد للعائلة ن تجتمع سوية,  وان يعيد أليها الوئام والصفاء العائلي  ,  بفتح صفحة جديدة من التفاهم , وتمتلك رغبة اللقاء الحميم والحار ,  بين الاب والابن , فيسافر الابن الى ابيه في الجبهة الجنوبية الى ( مجنون ) ويسافر الاب في نفس الوقت , الى ( بنجوين ) لملاقاة ابنه الحبيب ,  لكن القدر الاسود كان لهما بالمرصاد في الاستهتار بالجنون السريالي   , في قذيفة طائشة تحول الاب الى اشلاء متفحمة , ونفس القذيفة الطائشة كانت بالمرصاد الى ابنه لتحوله ايضاً الى اشلاء متفحمة , في الموت العبثي والمجاني , ان يمزق حياتهما الى الابد , والنهاية بعد الجحيم ,  لايتوقف مسلسله المرعب والسريالي  , بأن ( صديقة ) , تستعد لمواجهة الموت المحتوم , بعد تغلب عليها مرض السرطان . في نهاية تراجيدية للجحيم  ( صديقة القديسة أكملت صلاة الشكر مع بزوغ شمس الصباح الجميلة , وضعت المصحف الذي بللته دموعها تحت وسادة صغيرتها , ونزعت ثوب الصلاة الابيض  الواسع الطهور , ولبست دشداشة ملونة بزهور حمراء كبيرة , واشعلت البخور وفتحت الشبابيك والابواب , استعداداً للقاء الحاسم , الذي صممته الحرب ) .
هذه فاجعة الاحزن في ملحمة ما بعد الجحيم , في سريالتها الجنونية , التي تتطابق في التشابه والتطابق ,  مع ملحمة الجحيم العراقي , الذي نعيشه اليوم , بأن العراق مصاب بمرض السرطان في جميع انحاء جسمه , ولا يفيده العلاج الكيمياوي  , بل انه يسير الى الموت المحتوم , ولكن يستفز السؤال الكبير . ماذا بعد الجحيم ؟؟!!
جمعة عبدالله


319
قراءة في كتاب ( أفق مفتوح ) للناقد جمال العتابي
لاشك ان الناقد يتميز في اسلوبية واضحة , في دراساته وبحوثه النقدية , يتخذ منهجية في التحليل والتشخيص والتعريف بالنص الادبي المنقود . ويعمل في بحثه النقدي , على مواصفات أدبية وثقافية وفنية , في أطار الموضوعية , بقواعد واصول التعامل النقدي للنصوص . هذه المواصفات مكتسبة , من تجربته الطويلة في الساحة الثقافية والادبية , مما اكتسبته خبرة ناضجة في مخزونه المعرفي , في قدرته على دراسة وفحص محتوياته المضمونية والفنية للنص  , في جوهر اكتشاف المضمون والمغزى  التعبيري . . لذلك دراساته النقدية في التحليل , تعتمد على خزينه المعرفي وتجربته وخبرته الطويلة , وفطنته في اكتشاف محطات السلب والايجاب في النص  ,  هذه المؤهلات التي يمتلكها ,  قادرة على التقويم في  النقدي الموضوعي ورؤيته المنهجية الواضحة , ولاشك ساعده كثيراً في تحليل النصوص الادبية , بأنه مارس الاشكال الادبية وبرع فيها , في القصة والرواية والشعر , اضافة الى أنه كاتب سياسي , يطرح موضوعات حيوية وحساسة في الشأن العراقي . لكنه يكرس جهوده وانشغالاته  بقضايا تناول النقد الادبي , كسبته براعة في اقتناص جوهر النص , بحاذقة التكثيف والتركيز , يقدم موضوعاته ودراساته  النقدية , في اسلوب بسيط وسلس , لكنها تملك خلفية عميقة في الرؤية الثقافية والفكرية والفنية  . ودراساته في هذا الكتاب القيم ( أفق مفتوح ) يكشف براعة الناقد الموضوعي , في ابحاثه النقدية , وقد قسم الكتاب النقدي ( أفق مفتوح ) الى ثلاثة محاور أساسية , هي في الجانب الروائي . وفي الجانب الشعر , وفي جانب موضوعات أدبية مختلفة , للنقتنص عينة من بعض هذه المحاور .
 × في رواية ( فندق كويستيان ) للروائي خضير فليح الزيدي . وهي تتحدث عن الوجع والمعاناة العراقي , في زمن الدكتاتورية , ونهجها الارهابي الخانق , تلك السنوات التي كانت عناوينها البارزة . الارهاب والحروب والحصار , وزنازين الموت والخوف ومصادرة الحريات وكرامة الانسان العراقي , الذي عاني ظروف الجحيم , والتنقل في المعاناة والبطش , مما تلاها فاجعة الاحتلال , وبروز امراض خبيثة اكثر من السابق . في الاحتقان الطائفي ,  وبروز الطائفية التي لعبت وتلعب في مصير العراق والعراقي  , في الموت المجاني والفرهدة الاموال , وبروز عصابات الفرهدة من رحم الاحزاب الدينية الحاكمة , بهذه الاسلوبية النقدية , في كشف محطات الرواية , ليصل الى التحليل النقدي ( حملت رواية ( فندق كويستيان ) هاجساً يبصر فيه كاتبها عراق الحروب , وعقله يزدحم بالشك حول مغزى النظريات والافكار والسياسيات , ان لم تتمكن من حسر ذلك النزوع الحيواني الذي يحول كل شيء الى أداة للقهر والقتل , فكأن فيه وحشة من العالم يستفز اعصابه ابداً وخوفاً , دائما من عدوان وشيك ما انفك يترقبه ) .
× رواية ( تسارع الخطى )  للروائي المرموق ( احمد خلف ) . تكشف في محطاتها في التعبير السرد الروائي المتنوع  , مدى التعسف الظالم الذي يواجهه الانسان الاعزل , في استباحة وانتهاك حريته ظلماً , ومدى احباطه من مميزات الحياة , بالهزائم والانكسارت والاحباطات المتوالية فوق تحمل طاقته , وتؤكد  هذه المعضلات الفراغ الفكري في الواقع  , وسيطرة عصابات الخطف والاستلاب على خناق الحياة  , يؤشر هذا بالاندحار وتراجع الفكر , في الايديولوجية والسياسة , وفشل الحركات الثورية , وحل محلها العصابات الظلامية , التي سمحت في كسر عزيمة الانسان وجعلته يعيش في ازمة حياتية خانقة مع نفسه ومع المجتمع  ,   وتنطلق الرواية من هذه المنطلقات , في بحث قضية الانسان المنهزم والمحبط , في الاستبداد والاضطهاد  وظلم القاهر , وخاصة بعد التغيير عام 2003 , التي بها اصبحت حياة الانسان لعبة , تتحكم بها القوى الشريرة وعصابات الظلام , في دخول الانسان في مأزق حقيقي في كل جوانب الحياة , يقدمها الروائي ( احمد خلف ) في تداعيات متنوعة , وفي اسلوب سردي مرهف بدرامية الاحداث المتلاحقة , حتى دخول في كوابيس الاغتصاب او الخطف , وفي مطاردته من قبل  قوى خفية وغير خفية , لكي يقع في شرنقتها الخانقة , واحداث السرد الروائي , لا تدع القارى يلتقط انفاسه , لذلك يشير الناقد في دراسته النقدية ( يضعنا احمد خلف منذ البداية , امام حالة معقدة ووضع مربك في حوار خافت بين الفتاة والمختطف , أثناء الليل حين يزحف القتلة واللصوص نحو النوم , بأسئلة متلاحقة منها لا يجد لها جواباً , كان المختطف يسمع صوتاً في داخله , واصواتاً اخرى تنفذ اليه , وهي تحمل خلفها قصصاً , تحمل تراجيديا المظلمة ,  فتملكه شعور متأرجح يترقب ساعة الخلاص من الاسر , ومخاوف وشكوك في حقيقة نوايا الفتاة , لم يشأ المختطف أن يطوي الوقت في فك أسرار تساؤلاته حتى جاءه الصوت منادياً : لا تلتفت الى الوراء عليك ان تصغي الى تسارع الخطى ) ويستخلص في النهاية ( تسارع الخطى . كشف لواقع الدمار , لا تكتفي الرواية بعرضه , وانما في تحليله الى اشارات معرفية , على مستوى الذاتي بما يعنيه من وعي ومعرفة واحساس , وعلاقة وحلم ورغبات , انها مجاهدة للارتقاء بهوية ) .
× رواية ( جثث بلا أسماء ) للكاتب إسماعيل سكران . تقدم في براعة متناهية , أخلاقيات أزلام النظام الفاشي المقبور , في شخصية النقيب ( سامح ) هو رجل الامن والنظام ,  المسؤول عن تعذيب السجناء السياسيين , اما تحويلهم الى مستشفى المجانين بأنهم مجانين , او رميهم في مقالع الازبال كجثث مجهولة الهوية . وكان هذا  البلطجي ( سامح ) يد النظام الضاربة في البطش والتنكيل , في شخصية مازوخية . يكشف عنها الناقد بدقة ( لم يكن سامح راضياً في اعماقه , عن عمله كلياً , من نفسه على تقبل واقعه العملي , متعللاً بأغراءات السلطة والمنح المالية , التي يغدقها عليه المنصب , فيتجاهل مثالبه , مهدئاً نفسه بالفاليوم نهاراً والخمر ليلاً ) ولكن بعد سقوط وانهيار الدكتاتورية , فر مع الهاربين , فلا أثر لسامح لقد فر مع الفارين بأنهيار الدكتاتورية , ويستنج الناقد المحصلة النهائية للرواية فيذكر ( لقد حاولت الرواية ان تصور مرحلة , هي من اخطر المراحل في تاريخ العراق الحديث , واكثرها قلقاً وسوداوية , وهذا سر ما لحق الشخوص في الروية من نهايات فاجعة , وهو ما يؤهل الرواية , كذلك ان تضاف الى سلسلة الروايات , التي تحكي الوجع العراقي عبر العقود الاخيرة من الزمن ) .
× رواية ( التيس الذي انتظر طويلاً ) للروائي رياض رمزي . وهي تتناول شخصية الدكتاتور ( صدام ) وجنونه في حب العظمة  , في تجنيد الاعلام وحشد طاقاته , في صرف الاموال الطائلة , لكي يضفي على شخصيته المريضة , صفات العظمة والقدسية , وفي استغلال امكانيات الدولة في هذا الشأن , حتى لم يسلم التاريخ والتراث الشعبي في اعلامه في خدمة الدكتاتور , وهي في حقيقة الامر ضياع الوطن , وتبديد الاموال دون وازع ضمير , كما هي الحال في تبديد حياة ارواح البشر بسهولة , في تراجيديا كوميدية , على شقاء ومعاناة الوطن , بالضبط كما يصفها الروائي في حصاده الروائي  ( التيس الذي انتظر طويلاً ) , في اسلوبية تنتج قوة العبارة والوصف , في كشف اسرار الدكتاتور , ووضعها على المحك في اسلوب ساخر ومتهكم . كأنه بطل عالمي بدون منازع , ويقول الناقد في تحليله ( تنتمي الرواية الى مكان واضح الملامح , فهي لا تبتعد عن هواء العراق ورياح السموم فيه , وفيضاناته وكوارثه , ومواجعه , وحروبه , وجوعه , وموته , وشتائه وقيظه , ومقاهيه وشوارعه : شارع ابطال الامة , وشموخ الوطن , بلادي الحبيبة , مطعم صخرة الوادي , مقهى حراس الوطن ... الحانات , الساحات , الملاهي , دور السينما , وعيد العزة القومية , التي تؤلف كلها لوحة خلفية لما يجري من احداث ) ويضيف في استنتاجه ( يحرص الروائي على متابعة المسار التاريخي لاحداث الرواية , بلغة اعارها الروائي اهتماما لافتا , كعنصر مهم من متطلبات السرد , لتأكيد القيم الجمالية في اللغة , انها مهارة رياض كل الاجادة , ليضع لنفسه موقعاً متميزا في هذا اللون , فتبدو الرواية كأثر فني في جمال العبارة والصورة ترتقي للغة الشعر ) .
× رواية ( ما بعد الجحيم ) للاستاذ النقد الكبير حسين سرمك . . تطرح الرواية السؤال الكبير , ماذا بعد الجحيم في مأساة العراق ؟ يؤكد الناقد في تحليله النقدي ( منذ اللحظة الاولى ينصب اهتمام حسين سرمك على خلق الجو المعادل للجحيم , شعرت بالخوف منذ تلك اللحظة أن اواصل القراءة بهذا المستوى من السرد . تولد لدي احساس قوي بواقعية الاحداث ومأساويتها . . وانا لا ازعم أني امتلك الشجاعة على تحمل تراجيديا جديدة .. فأتساءل مع نفسي الى أين سيمضي بنا سرمك ) ويشدد في التساؤل ( نحن ضحايا تراجيديات الكون ... ألا يكفي ما حل بنا .. وتحقق هاجسي الاول فعلاً ..... حين واصلت متابعة احداثها خطوة , خطوة ,  أنني احتاج الى لحظات توقف ... استراحة استطيع فيها ان استعيد توازني .. والتقط أنفاسي من شدة التوتر الذي تخلل الحوار  والسرد في اجواء الرواية ) ويستنتج من خلاصة هذا العمل الروائي الكبير ( ملاحظة من عندي ( كاتب المقالة )  في سفرتي  الاخيرة الى بغداد , كنت اتطلع شوقاً الى الحصول على نسخة من هذه الرواية , التي يقول عنها الناقد : ( بأنها الرواية ابتعدت عن نمط روايات الحرب التقليدية ) . ولكن مع الاسف لم اجدها في المكتبات في شارع المتنبي  , يعني نفذت نسخها في البيع . كما قالوا لي   ) ويستخلص في الرأي النقدي ( والرواية تكشف عن موقف شجاع وجريء للكاتب حسين سرمك من الاحداث التي عصفت بالعراق  . . هذا الموقف احد اهم عناصر نجاح الكاتب وموضوعيته واخلاصه لفنه ولذاته التي لم يساوم عليها سرمك على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها الآن خارج وطنه ..... يرنو اليه منتظراً اللحظة التي يعود بها معانقاً أهله واحبته وأرضه ) .
× المجموعة الشعرية ( بروفايل للريح ..... رسم جانبي للمطر ... تنويعات على نصب الحرية ) للشاعر القدير جواد حطاب . قصائد تربط الخيط بين نصب لحرية والانسان , في موضوعات فكرية مهمة في بناء القصيدة وتكوينها , يستخلص معالم الجحيم ,  التي يسير الانبياء على ماء , والانسان على لهب
يسير الانبياء على ماء
ونسير على اللهب
نتجرع الالم والمأساة والمعاناة القاسية , في الدماء النازفة , وايامنا الدامية التي دلفت الى الجحيم
تعددت الايام
الجمعة الدامي
الاحد ... الثلاثاء ..... السبت .. الاربعاء
امتلأ الاسبوع دماً
الآن بغداد باب واحد
باب ال آآآآآ آه
هذه ملحمة الالم والمعاناة للانسان , التي جسدتها ملحمة جواد سليم الخالدة( نصب الحرية )
لحظة حنطة على صاج النصب
رماني البرق
ومن حلمة دجلة
رضعت روحي
------------
لا لزوم للتكهن
ولا كمائن في المجهول
شعب .... يفك شفرة الطحين
شعب لا يوضع في البراد ...
ويتساءل الناقد ( هل يمكن للزمن أن يكون قادراً على ايقاف مواكب الدموع والاحزان والتأسيات المكرورة , ينفلنا جواد من دائرة الموت الى وجود الحياة , في ولادة جديدة لا ينالها الزمن بنسيان ) ويضيف في الحصيلة النهائية ( بين الجوادين سليم والحطاب جغرافية مشتركة , شرنقتها واحدة , موثقة بحبال من الكلمات والحجر والبرنز والصاج , وثمة حقيقة  اكدت وجودها الحي في تواصلها الزمني مع الحاضر , تواصلها الايحائي مع المستقبل , الحقيقة هي : إن الموت لم يستطع اغتيال نصب  الحرية , وابداع جواد سليم , بل منحها القدرة على نحو الانتشار والتبرعم كأشجار الاساطير , هذه الملحمة الخالدة , ظلت تحكي تاريخاً وزمناً عبر العصور ) .
بنهار مبتسم الكفين
عجنت رائحة الجوري
حناء لحيطان المتحف الوطني
× قصائد ( رشدي العامل ) كلمات تولد في معبد الجمال : الشاعر رشدي العامل . ينتمي الى جيل السياب , فهو الشاعر والانسان المناضل الجسور , الذي ينتمي الى تيار اليسار , لذا فأن قصائده فيه مذاق الكفاح الشرس للطبقات الشعبية الكادحة ,   في نضالاتها المعبقة بالكفاح والدماء ومناطحة الحياة الظالمة دون هوان  , فهو الحارس الامين في الدفاع عن الحق والعدالة ضد الظلم والاستغلال والاضطهاد , كما هو الحارس الامين لتوثيق المراحل العاصفة التي مرت على تاريخ العراق السياسي , والذي اتخذ من الشعر خطاب لمخاطبة الشعب
الشعر طريق مجهد
يبكي , ويجوع يغازل ربته في معبد
الشعر الاسود
عيد يكسر قيداً ...... طفل يتمرد 
ويستنتج الناقد من منجزه الشعري ( تظل قصيدة رشدي العامل , مفتوحة على آفاق متعددة بلا خطابة , ولا رومانسية نواح تتذرع بحساسية زائفة وحنان وجدان مكرر , بل صور شاسعة الافق , ذات ايحاء داخلي تتجدد بصور مدهشة , وتنمو مع كل مقطع جديد )
أنت لا يأخذك الحزن
على ما مات من اشجار ماضيك
ولا يفرحك القادم من عمرك
أنت اليوم حر
بين كفيك غصون الاسى
في عينيك أمطار
وفي صدرك سر
أنت لا ترتقب ما يأتي
ولا تبكي على ما مر
إن الدمع مر
ويشخص رموز الشاعر بقوله ( إن رموز العامل في صوره الشعرية , هي مصائر الانسان في تطلعاته العليا , تأتي عبر أبنية شعرية داخلية الايقاع , منداة بطراوة الصور , رغم مأساوية الموضوع الفاجعة , لكن اغراس الورد في تلافيف من اجل ربيع الانسان الجديد , تتوهج في ثنايا غناء العامل المتعددة الاصوات , والشاعر يوحي بذلك أيحاءاً رائعاً  )
وكان الموت , لن يطفأ في عينيك , ومضة
لن ترى أهدابك السود , عيونه
عبثا مخلبه يمتد
أو ترنو عيونه
لحقول الذهب الاصفر
في وجهك يا بيدر فضة
وبقية الموضوعات النقدية الاخرى  , جديرة بالتوقف . انه كتاب غني , لا يمكن ان يستغني عنه المثقف والاديب , لانه يتوسم التحليل في النقد المعاصر
جمعة عبدالله



320
قراءة في كتاب ( مذكرات مثقف عراقي /  أوان الحصار  ) للكاتب جواد غلوم
تبقى سنوات القحط والعجاف في عهد النظام الدكتاتوري , نقطة سوداء في تاريخ العراق السياسي . بما تحمل من معاناة شاقة , ووضع العراق تحت فكي نظام جائر وظالم ومستبد , لا يعير أهمية لكرامة وحقوق الانسان في ادنى شروطها الانسانية  , وبين الحصار الاقتصادي الدولي  الجائر والظالم  . وبها تجرع فيها الشعب الحصرم والحنظل . هذه المذكرات والمدونات والمقالات  , تحتفظ بكامل اهميتها وحيويتها , لانها تترجم حالة العراق المزرية  والبائسة والتعيسة آنذاك . انها وثائق مهمة في تدوينها التاريخي والوثائقي  . بقلم مثقف , اكتوى بنارها . وعاش مرارة شظف العيش في زمن القحط والمجاعة والفقر والارهاب الباطش . تترجم واقع العراق آنذاك أيام التسعينات من القرن الماضي . سنوات القهر والاستلاب , سنوات الاذلال والمهانة . بقلم عراقي كتبها بقلب متشضي بالجراح والالم . مقالات كتبت بمرارة المعاناة الحقيقية  , وبصدق الاحساس  القلم النزيه والصادق . حتى يزيل ركام من الضباب والتشويه والتزييف , الذي يمارسه ايتام النظام البعثي الآن  , في تجميل صورة نظامهم المجرم والسفاح   . ازاء الصورة التعيسة التي  يقدمها حكم الاحزاب الدينية الطائفية في أسوأ حالة من السخف والمهزلة  ,  قدموا أبسع  صورة مشوهة وأسوأ بكثير من النظام الدكتاتوري , بل انهم سليل العقلية الدكتاتورية المغلقة  , في  استنساخ  القبيح والمظلم والمتعسف بالاحتيال والخداع والفرهدة  . هذه المذكرات تعتبر وثائق دامغة , في توثيق لجرائم النظام الدكتاتوري للجيل الجديد  . مذكرات تروي عطش الباحث عن الحقيقة الدامغة . عن حقيقة  بطش النظام الارهابي في سنواته العجاف , التي أكلت الاخضر واليابس واهلكت العباد والبلاد  . تترجم معاناة العراق آنذاك , التي اكتوى بنارها الحارقة المواطن , بأنه اصبح  عاجز عن توفير لقمة العيش لعائلته . وان الراتب لا يكفي لايام معدودة . فكان راتب الموظف المتدني جداً , مثلاً راتب الموظف على سبيل المثال ,  كان حوالي 5 آلاف دينار , او ما يساوي ( 2,5 دولار ) , لا تسد لقمة العيش لايام معدودة . فكان المواطن يبحث عن عمل ثان , ومهما كان الارهاق والتعب والساعات الشاقة الاضافية . لذلك نجد الكوادر العلمية والادبية , ومنهم الاسر التعليمة واساتذة الجامعات , يمارسون اعمال  شتى . مثل بيع السكائر والحاجات البسيطة , وفتح ( بسطيات ) في بيع الحاجات البسيطة توفر لقمة العيش المر لهم  . أو تحويل سياراتهم الخاصة الى سيارات  الاجرة . مما تفاقمت  الازمة الاجتماعية  الخانقة , بزيادة  الفقر والمجاعة المتصاعدة , وبزيادة عنفوان الجريمة والسرقة والدعارة , التي اكتوى في   براكينها المتشضية الشعب المظلوم  , الذي ضاق الاهوال  , في مرارة الظلم والقحط . وليزيد من اثقال معاناتهم , مجيء الحصار الاقتصادي الدولي , الذي فر ض على العراق , نتيجة لنكبات النظام الطاغي وهزائمه  المتتالية , وآخرها غزو الكويت , وتركيعه بسلسلة من العقوبات الشاقة ,   وتكبيله  بالقيود عقاباً له   , ولتزيد الطين بلة في تحطيم العراق تحت اثقال لا يتحملها  , والامعان في معاناة الشعب  يمارس النظام الشمولي ,   اسلوب نهج  الارهاب الفكري والسياسي ,  المفرض بصلابة ووحشية على الشعب  . ان يتحول المواطن تابع ذليل ومهان . وشدد حصاره على الشريحة الواعية من  المثقفين , في تدجينهم وتحويلهم الى  خراف مطيعة بالتركيع المهان . فكان المثقف الشريف يعاني الامرين في لقمة العيش , في نظام باطش لا يرحم ومحاربة في الرزق اليومي , فكان يبحث لحفظ كرامته , في سفارات الدول  العربية والدولية , باحثاً عن فرصة عمل , او مأوى للعيش فيها . وكان منفذ العراق الوحيد هو الاردن / عمان . في ايجاد فرص عمل حتى لو كانت شاقة ومرهقة , وحتى لو كانت ساعات طويلة من العمل المرهق والمتعب . ومنهم طائفة كبيرة من المثقفين وحاملين الشهادات العلمية والادبية . وكانت الهجرة والتشرد الى دول الاوربية والعربية ,  الملاذ الوحيد من مخاطر وعسف النظام  . واصبحت الهجرة من العراق   المنقذ الوحيد  , للتخلص من معاناتهم الشاقة, في توفير لقمة العيش خارج العراق . لذا فأن كتاب ( مذكرات مثقف عراقي / اوان الحصار )  يحمل وثيقة مهمة , لمعاناة الشعب ومعاناة المثقف الشريف  , واسلوب البطش والتنكيل , وزج الكثير في السجون والمعتقلات . نتيجة تقارير حزبية وأمنية جائرة وظالمة . تكتب عن كل شاردة وواردة , تبحث عن اية  شبهة بسيطة , أو زلة لسان , حتى المواطن صار يخاف من احلامه في البوح بها لعائلته واطفاله , قد تؤول عن مقصدها الاصلي  , وتعتبر جريمة كبرى ضد النظام , او يتهم بجريمة ,  بأنه  شخص مدسوس من الطابور الخامس . هذه كانت حقيقة الحالة والواقع المزري آنذاك . حتى الكاتب لهذه المدنات والمقالات  ,  رغم انه من الاسرة التعليمية . لكنه يمارس عمل اضافي , لسد رمق شظف العيش لعائلته , في بيع الخبز , او بيع المعجنات الكعك يصنعها في بيته ويبيعها على ارصفة الشوارع , لكن داهمه الامن الاقتصادي للنظام الباطش , وامسكه كأنه متلبس في جريمة كبرى . بتوجيه السؤال في لهجة عنيفة متسلطة وجافة  . كيف سمح لنفسه البيع على الارصفة ومن اجاز له ذلك  , وكيف تجرا في خرق القانون , فأجاب بالجرأة متسائلاً :
( - ما شأنكم أنتم ؟ أما تروني ابيع سلعتي على باب الله ؟
( - يبدو عليك أنك لا تفهم , وكرر السؤال :
( - من أعطاك الحق بالبيع هنا ؟
( - لاحد سوى الحاجة المرة . وأردفت قائلاً بعد أن بدأ الخوف يساورني .
( - أذاً سأغادر المكان وابيع في رصيف آخر
( - لا لا سنأخذك مع حاجياتك الى دائرة الامن ( ..... )) ص24 .
هذه حالة العراقي البائس في الرعب  , او هذه حالة المثقف الشريف , الذي يرفض  الانصياع لنظام ظالم وباطش بالارهاب . يرفض ان يكون من كلاب النظام النابحة في عواءها السخيف والهزيل , يرفض ان يكون ضمن قطعان الخراف الخانعة  , التي يقودها وزير  جاهل لا يفهم شيئاً من الثقافة  , يلف حوله شحاذي المكافأت  , في بيع كرامتهم وشرف قلمهم ,  بالارتزاق المذل والمهين , يبحثون عن فتاتات ترمى لهم ,  كالكلاب السائبة والجائعة , في تمجيد عظمة قائد الضرورة المجنون  بشن الحروب العبثية والمدمرة  , وفي اعلام دكتاتوري المزيف  ,  الذي يغمط  و يزيف التاريخ وحقائقه ووثائقه لصاح القائد الضرورة ,  النكرة , الذي كان  بالامس ربيب الشوارع ومواخير الفساد  .
وكذلك المذكرات تتناول ايضاً المعالم الثقافية المشرقة , المعالم الحضارية , التي كانت عنوان العراق المشرق  , في   معالمها التي هي  بمثابة  نجوم تضيئ سماء بغداد بالثقافة والحضارة والفكر  . مثل المكتبات والمقاهي والفرق المسرحية  والنوادي والمراكز  الثقافية  المعروفة والمشهورة , التي تعج بالوافدين والزائرين. وكذلك يعرج في مذكراته ومقالاته , الى اساليب النظام الجائرة , في التهجير القسري وتشريد المواطنين , وسلب وسرقة  اموالهم وممتلكاتهم  ورميهم على الحدود ,  حفاة وعراة بحجة التبعية الى ايران , الى ممارسة النهج الوحشي ضد الاقليات العرقية والدينية والاثنية , وسلبهم حق العيش والوجود  في العراق , بشتى الوسائل الارهابية والقمعية  , حتى يهجروا العراق .
ويعرج الى حكم الاحزاب الدينية الطائفية بعد سقوط النظام  البعثي , وكان البديل السيء  الاسوأ   , كأنها تعيد استنساخ النظام الدكتاتوري , بصيغة دينية طائفية , بصيغة الاستمرار في هدم وتحطيم العراق , حتى لاتكون له شفاعة  , في بدع جديدة في الخرافة والشعوذة والجهل , وتشديد حصارهم ضد المرأة في الانتهاك والسلب , وتحويلها الى بضاعة للمتعة الجنسية , بطرق احتيالية تتعكز على الدين والشريعة , في بيع النساء في سوق الرق والجواري , كما كانت سائدة في العصر  الجاهلي , لكن بصيغة جديدة من الاحتيال بأسم الدين . مثل زواج المتعة والميسار . زواج المسفار . زواج المصياف . زواج ( الوناسة ) زواج ( الكاسيت ) يتم التفاهم في شريط الكاسيت . زواج التليفون , وغيرها من الكثير من المصنفات والاسماء المضحكة والهزيلة  , وماهي إلا دعارة في الفجور والفسوق , بأسم الشريعة والدين , في أستغلال حالة الجهل والتأثير الديني عند البسطاء والسذج  , بأن يسمح الاب لطفلته الصغيرة ان تتزوج , وهي  لم تبلغ عمرها 10 اعوام ان تتزوج شرعاً تحت مظلة الدين والشريعة , وماهي إلا فوضى في ممارسة  الدعارة والسمسرة في سوق النخاسة .
كما يعرج الى صناعة الفتاوى , التي تخرج من العقول المجنونة بالشبق والمتعة الجنسية والنكاح الهمجي   , فتاوى من عقول مشبعة بالكراهية والحقد الطائفي. ان تبرز في سمومها في الحكم الديني الطائفي , لتعمق خراب الحياة ,  بالفتنة والشقاق والخصام . لقد اصبحت هذه الفتاوى تجارة رابحة, يتعامل بها سماسرة الدين المزيفين , الذين  لهم وجه لدعارة المعاصرة  . ان يدلوا بقذارتهم ونفاياتهم الكريهة , في سموم الكراهية المتعصبة والمتطرفة , في العنف الدموي والاغتصاب والفرهدة . وما هذه الفتاوى للانسان الواعي والمثقف , إلا مثار الضحك والاستهجان والسخرية , في عقول مروجيها السذج والاغبياء والجهلة  .
 وكما تعرج المذكرات الى السيد الخميني ووصوله الى العراق , وسكنه في النجف والاقامة فيها . وبعد انقلاب البعث عام 1968 , اصبح السيد الخميني ورقة ضغط ضد نظام شاه ايران , بالدعم الكامل . وكذلك يتطرق الى مسألة سفره الى باريس , وانتصار الثورة الايرانية , ونشوب الحرب الطاحنة , التي شنها النظام البعثي ضد ايران ,  والتي  طالت ثماني اعوام من المطحنة الدموية  المدمرة .
ان هذه المذكرات والمدونات جديرة بالقراءة , في التوثيق . وتروي عطش الباحث عن الحقيقة .
جمعة عبدالله



321
بغداد بين الشوق والخراب ( 1 )
حين وصلت  الى استنبول / تركيا  ( مطار صبيحة كوجن ) . أثار استغرابي ودهشتي . وكثير من التساؤلات التي عصفت في الذهن . في لوحة اعلانات المغادرة من المطار  , بأن هناك اكثر من طائرة ستتوجه الى بغداد في رحلة الاقلاع  من المطار . أنتهزت فرصة في  التساؤل والاستفسار , حين تم اعلان عن التوجه الى  رقم القاعة المحددة للمغادرة الى بغداد , ولكن الصدمة سبقتني , حين وجدت الزخم البشري من المسافرين  العراقيين , يتوافدون على قاعة المغادرة بكثرة  . فسألت اكثر من مسافر عراقي ,  عن سبب هذه  الظاهرة وهذا التزاحم , هل هناك مناسبة معينة ؟  . فقالوا لي :  ان سبب تزاحم العراقيين على السفر الى  تركيا , بأنها  سهلت كثيراً في منح ( الفيزا ) وبسهولة جداً , بحيث صار كل من يحمل الجواز العراقي , في امكانه وبسهولة الحصول على ( الفيزا ). لهذا اصبحت تركيا المتنفس للراحة من الجحيم العراقي ان يحصل على ( فيزا )  . وبسبب تدهور العملة التركيا ( الليرة )حيث انخفضت  قيميتها مقابل العملات اخرى اكثر من 30% . بحيث اصبح الدينار العراقي اقوى واعلى قيمة من ( الليرة ) التركيا . كما سهلت تركيا في منح  الاقامة الشرعية  ,  لمن يشتري شقة سكنية . وكثير من العراقيين يقدر حجمهم بالآف اشتروا شقق سكنية . بعدما كانت تركيا قبل الازمة المالية والاقتصادية الخانقة ’ التي تعصف بها نحو الاسوأ . كانت من الصعوبة الحصول على ( الفيزا ) وكانت اجراءات التشدد ,  تعرقل الكثير في الحصول على  ( الفيزا ) , مما يضطر الكثير من العراقيين , أن يختاروا طرق التهريب غير الشرعية ,  للوصول الى تركيا , وبعد ذلك يتم  التهريب عبر قوارب الموت عبر بحر ( أيجة ) الى الجزر اليونانية القريبة جداً من الساحل التركي . وكانت تجارة التهريب تشهد عهدها الذهبي  , او بالاحرى  بيع البشر , بدفعهم بقوارب الموت الى الجزر اليونانية القريبة  , بتسهيل وتواطئ مع المسؤولين الاتراك مقابل شرائهم بالرشوة  , ليسمحوا بتهريب البشر الى اليونان بسهولة مطلقة . دون مراعاة حياة البشر , وانما الحصول على  الربح المالي . وتشير الاحصائيات الحديثة خلال عشر السنوات الاخيرة , يقدر حصول المهربين على مبالغ طائلة ,  تقدر بميلغ 10 مليار دولار . وهو مورد مالي ضخم الى تركيا المنهوكة اقتصادياً ومالياً . وحين كثرت  حوادث الغرق في بحر ( أيجة ) وصلت  الى ارقام مخيفة , وجدوا طريق بري عبر بلغاريا ثم الى  شمال اليونان , ومضاعفة مبلغ التهريب من 1000 الى 2000 دولار للفرد الواحد . فحين الدول الاوربية اقفلت الحدود في وجه اللاجئين والمهاجرين .
اعود الى ساعة الاقلاع من مطار ( صبيحة كوجن ) من استنبول الى بغداد . كان في انتظارنا على مدرج المطار , طائرة عملاقة . يعني تحمل اكثر من 250 مسافر . من نوع القديم , فكانت رحلة استغرقت  3 ساعات تقريباً ,   للوصول الى بغداد .  رحلة مزعجة وقلقة , لانها طائرة قديمة , اشبه ( بالعربانة ) تمشي في شوارع  بغداد , المليئة بالحفر و (الطسات ) ,  فكانت المطبات الهوائية تأخذنا يميناً وشمالاً ,  تثير القلق والخوف . لا ادري كيف سمحت الحكومة العراقية لتركيا  , في استخدام هذه  الطائرات القديمة الصنع , ربما تجاوزت ساعات الطيران وحان وقت تقاعدها  .
وايضاً نفس الغرابة , حين ودعت بغداد للمغادرة . كان في اللوحة الصغيرة في مطار غداد  ,  أعلانات المغادرة , او الاقلاع من المطار . كان موجود في لوحة المغادرة الصغيرة . ست رحلات مغادرة فقط  , اربعة منها الى تركيا . وكان الفرق بين رحلتي في طائرة المغادرة , والطائرة التي سبقتنا في رحلة المغادرة الى تركيا   . الفرق الزمني بينهما 20 دقيقة فقط  . 
واليكم مشاهدة الفيديو الطائرات القديمة في الهبوط والاقلاع , لكي تتوضح الصورة التي تثير المخاوف.
فيديو المشاهدة :
https://youtu.be/7NkdVpgeW-E
جمعة عبدالله

322
الفكر الداعشي يزدهر في العراق
تتوالى فتاوى التحريض والتطرف في الظهور الى الاعلام   . في استغلال غياب او ضعف الدولة العراقية  . في ادارة شؤون البلاد وتنظيمها بشكل السالك , لحفظ اللحمة الوطنية وتعميق التقارب بين الطوائف والمكونات الدينية  , في الاخاء والتعايش واحترام الاخر  . هذا الغياب يسمح لبعض الاصوات الهجينة والطائشة والنشاز , ان تلوث المناخ العام  بسمومها الخطيرة  . في اطلاق جملة من التصريحات الوقحة والنزقة , في خطابها المشبع بالكراهية والحقد الاعمى , واثارة البغض  والنعرات الطائفية , وصب الزيت على النار , بين الطوائف الدينية والمذهبية , لجعلها تعيش في  حالة ,  التناحر والشقاق والخصام والتخندق العدائي  والتشنج والاحتقان . تستغل هذه الرؤس المتيبسة والجافة , المشبعة بالعقلية المتعصبة والمتطرفة والمتزمتة  ,  في العداء الاعمى للاديان السماوية الاخرى . تستغل هذه الحفنة الطائشة والهوجاء , مسؤولياتها الدينية الرفيعة , لبث النزاعات الطائفية وعدم احترام حق حرية الاديان والعقيدة , بعدم احترام الاخر , أو بالمعنى الادق اعتبار الاقليات الدينية ,  من المسيحيين والايزيديين والمدائيين وغيرهم , طوائف غير مرحب بها في العراق , يجب التخلص منهم   . ان بعض المرجعيات الدينية من الطائفتين ( السنية والشيعية ) لا تختلف عن العقلية الداعشية  قلباً وقالباً , في انتهاج واثارة بالتحريض والتطرف ضدها  ,   والتحريض على  شن  حملات التطهير والتهجير ضد هذه الاقليات الدينية , واستخدام العنف المفرط في القتل والتهجير والذبح , حتى يتطهر العراق منهم . ان هذه العقليات الداعشية وان اختلفت المسميات , في عقليتها المتعصبة والمتطرفة . تشكل  الخطر الحقيقي على العراق , وهم سبب الخراب والمصائب والاهوال . وان تصريحاتهم المتطرفة الهوجاء ,  بالرعونة المتخلفة بالوقاحة الصلفة  , تدق الاسفين في نسف الاخاء والتعايش بين المكونات الدينية العراقية . مثل تصريح مفتي الجمهورية العراقية ( مهدي الصميدعي ) . الذي افتى بحرمة الاحتفال في اعياد الميلاد ( كريسمس ) ولا اعياد رأس السنة الميلادية . في قوله ( لايجوز الاحتفال برأس السنة , ولا التهنئة لها , ولا المشاركة فيها . ومن هنأ النصارى في أعيادهم , كمن هنأهم في السجود لصلبانهم ) وعلى نفس المعزوفة في  التطرف الديني المتعصب , يدلو بدلوه النشاز , خطيب جمعة الصلاة المركزية للتيار الصدري في البصرة ( مثال الحسناوي ) يفتي بحرمة المشاركة في اعياد الميلاد ( كريسمس ) ويوجه انتقاداً عنيفاً الى العوائل العراقية , التي تشتري ملابس ( بابا نوئيل ) وشراء شجرة الميلاد , واصفاً بأنها تنهج الطريق لتبعية النصارى المشركين . ولم يغب عن المشهد التطرف والتعصب الديني الشوفيني كالعادة . رئيس الوقف الشيعي في العراق ( علاء الهندي ) بتصريح يحمل عقلية داعشية متخلفة بالعداء والكراهية والحقد . بتصريح مسموم واهوج , بأنه يدعي بأن الاحتفالات اعياد الميلاد ( كريسمس ) ورأس السنة الميلادية , هي دعوة  للفساد والفجور والرذيلة . بقوله ( بأنهم يرتكبون الرذائل والفجور بمولد المسيح ) .
ولكن نجد الصورة الانسانية المشرقة في الدول الاوربية , دول الكفر والالحاد . بأن الكنائس هناك تفتح ابوابها للاجئين المسلمين . وتصبح ساحات الكنائس مكان تزاحم وتواجد اللاجئين والمهاجرين المسلمين , بسبب أن بعض الكنائس تقدم وجبات غذائية مجاناً , وبعضها تقدم المأوى والسكن لهم ,  بدلاً من النوم في الشوارع في الجو الصقيع وسقوط الثلوج , وبعض الكنائس  تقدم الملابس المستعملة ( اللنكَات ) وتقدم الهدايا تقوم في رعاية الاطفال . هذه النشاطات الانسانية , لا نجدها لا في الجوامع ولا المساجد , ان تقديم  الدعم والعون .ان ما تقوم به الكنائس النصارى  الاوربية , تقدم الصورة المشرقة للاديان السماوية , بأنها منابع التعايش والاخاء والتضامن الانساني وملاذ للانسان المضطهد  . لذا فأن بعض رجال الدين من كلا الطائفتين ( السنية والشيعية ) تستغل موقعها الديني الرفيع , لبث روح الحقد والعداء والكراهية . وهي سبب خراب العراق وضعف الدولة العراقية . ولا يمكن ان يخرج العراق من كوة الخراب , إلا بتنظيف هذه الحفنة الطائشة والهوجاء . لا يمكن للعراق ان تكون له دولة قائمة ويخرج من عنق الازمات  . إلا بطمر هذه النفايات الموبؤة والمسمومة  . وإلا يظل العراق اسيراً للحقد والكراهية والاحتقان والاحتراب الطائفئ . انهم دواعش قلباً وقالباً مهما اختلفت المسميات .............................. والله يستر العراق من الجايات !!!!!
وهذا رابط مشاهدة الفديو في تصريح رئيس الوقف الشيعي في العراق ( علاء الهندي )
لمشاهدة الفيديو
http://www.ankawa.org/vshare/view/11326/wqef-shiee
جمعة عبدالله

323
هل أتلفت 7 مليار دينار أم أتلفت 7 فلوس ؟؟ 
حكايات الفساد اصبحت اغرب من الخيال في العهد . القرقوز كراتيا ( الدولة ) او  الدولة القرقوزية   ,ولم  تخطر حتى على بال الشياطين من الجن والانس ,  عمليات النهب والشفط واللفط والقرصنة , او   بلع الاموال في بطن  حوت الفساد والفاسدين  . وما يكشف عنه من فضائح كبرى في وسائل الاعلام , ما هي إلا نقطة صغيرة جداً من  بحر الفساد . وما كشف من تصريح مدير البنك المركزي العراقي ( علي العلاق ) إلا جزء هامشي جداً من حقائق النهب والاحتيال والاختلاس ,  الكبرى والهائلة  . فلم يتطرق الى ميزانية الدولة لعام 2014 , التي لم يقرها البرلمان آنذاك . فقد بلغت اموال الضائعة آنذاك ,  والتي ذهبت الى جهات مجهولة , تقريباً 112 مليار دولار . ولم يذكر الاموال الضائعة الهائلة في ارقامها الخرافية . فقد هدرت اموال من خزينة الدولة من عام 2006 الى عام 2014 , مبالغ مالية قدرها حوالي 450 مليار دولار , وفي فترة ولاية المالكي بالذات  , اهدرت اموال ذهبت بكل وداعة  , ربما حملتها حمام الزاجل , الى جهات مجهولة حوالي مبلغ 360 مليار دولار . لذا فأن ما كشف عنه هو بمثابة  قشة صغيرة جداً , وليس شجرة . من  الغابة الفساد  . هذه دلالة تعطي  حجم الفساد العراقي . الذي اطلق العنان للصوص والحرامية والسراق طالما الدولة بأيديهم وتحت رحمتهم  , ان يغرفوا من كنوزالدولة , بما شاؤوا ويرغبوا ,  بكل حرية تحت حصانة حصان الدولة الجامح  , الذي اشتغل بطاقته القصوى في العلس  ,  في ظل  حكومات نظام  المحاصصة الطائفية والاحزاب الفاسدة الحاكمة . وفي  بساطة متناهية لا من  سؤال ,  ولا من  جواب  , لم يسأل عن السارق والمجرم والمتسبب والمتورط بسرقة اموال الدولة . كأن ماكنة الدولة الفاسدة , اشتغلت في شطف وغسيل الاموال وتهريبها الى الخارج ,  تحت مظلة القانون ورعايته الكريمة  . ولم يسألهم احد , عن  تجويع وافقار  العراق ,  وتحويله الى دولة فاسدة في مقدمة البلدان الفاسدة عالمياً  , وبذلك حرم  المواطن  من الخدمات العامة , وغاب الاصلاح والبناء . كأنه  شيء طبيعي جداً  في دولة الفساد ,  غياب الحق الشرعي وموت ضمير المسؤول , اذا لم يكن هذا الاهدار الكامل والهائل  في تبذير خيرات العراق هدراً ,  وذهابها الى جيوب الفاسدين  , بأن لم  تسمى بالجرائم الكبرى بالخيانة الوطنية العظمى , وعليه تقديم المسببين والمتورطين الى العدالة للمحاكمة والعقاب , بماذا تسمى هذه الجرائم الكبرى ؟ , هل تسمى اعمال وطنية شريفة ونبيلة ؟ !! , أعتقد ذلك  في دولة الفساد ,    , تعتبرهذه الاعمال  اوسمة الشرف الرفيع  , اعمال عظيمة تدعو الى المجد والتثمين , وإلا ماذا يعني ,  تمتع الفاسدين والمتورطين والسراق واللصوص  بالحرية كاملة , ولا أحد يقول عليهم ( على عينك حاجب ) بل تغدق عليهم بالجملة ,   المناصب الرفيعة ومراكز النفوذ الكبيرة  . كأن هذه السرقات اشياء صغيرة جداً وتافهة , لا تستحق العناء والجهد في ذكرها . ولم نسمع عن اعتقال حوت كبيرفاسد , واللجان الدولة  القرقوزية , لجنة النزاهة ,  و الادعاء العام ,  اللجان  التحقيقية من البرلمان .  ماهي إلا بهرجة وفقاعات هوائية سرعان ما تختفي عن الانظار  , كأن الارض ابتلعتها الارض . او ربما خطفتها مخلوقات جااءت  من كواكب اخرى .  هذه اخلاق وقيم الدولة الفاسدة  .  التي تدل على العنجهية والغطرسة والاستخفاف  بعقول المواطنين . وتعامل مع  الشعب ,  بأنه عقلية جاهلة , فاقدة الوعي والاحساس . طالما  ينام  ويصحو على روث الطائفية  , فهو خارج منطقة التغطية . لا في العير ولا في النفير . يكفي انه يسير الى حتفه عاجلاً أم اجلاً  , اما بواسطة المياه الملوثة , او بواسطة  الاسماك المسمومة , او بواسطة  المواد الغذائية المسرطنة . اين يتجه الموت يلاحقه . فهو الحصان الخاسر , يستحق اطلاق عليه  رصاصة الرحمة ..........................  والله يستر العراق من الجايات !!
  جمعة عبدالله

324
هل يستطيع عبدالمهدي أدخال الفيل من خرم الابرة ؟
مازلت التشكيلة  الوزارية ناقصة العدد والعدة   , وتتراوح في مكانها بين الشد والجذب والتلويح بالفيتو . رغم ان السيد عبدالمهدي  بدأ بالطموح في  السقف العالي في اختياركابينة الحكومة   , في اطلاق حريته في الاختيار , دون تدخل من الاحزاب الطائفية  المتنفذة , الطامعة بالكرسي والنفوذ والمال الحرام  . فقد بدأ حملته في اختيار تشكيل حقائب وزارته , عبر البوابة الالكترونية , في الترشيح عبر وسائل التواصل الاجتماعي الانترنت  , في اختيار شخصيات مستقلة , خارج بيوت الاحزاب الطائفية  . ولكنه تلقى ضغوط هائلة اجبرته ان يترك هذا الاختيار ويتنازل عنه     , وأن يعود الى الاختيار عبر كابينة الاحزاب الطائفية المتنفذة , ثم تطور الحال الى فرض شخصيات واسماء معينة عليه في التشكيلة الوزارية  , بذلك انحدرت اختياراته الى الاسفل , الى الاختيار من  الاسطبل المحاصصة الطائفية , بأن يفرضوا عليه , الوزير الفاسد والمجرم والارهابي والميليشياوي , وبعضهم يحملون تاريخ أسود من الاجرام وسفك الدماء الابرياء , ورغم ذلك , لم يفلح بالقبول والتسوية والترضية , وانما ادخلوه في مأزق عميق وعويص وصعب للغاية . وهذا يدل بالبرهان الدامغ , بأن الاحزاب الطائفية , لم ولن تتخلى عن حكم المحاصصة الطائفية ,  قيد أنملة  , حتى لو احترق العراق من شماله الى جنوبه , وحتى لو ماتت الملايين بالسموم , مثل الاسماك والحيوانات  . ولا يمكن ان يتنازلوا  عن حكم الفساد والفاسدين , وحتى لن يوافقوا ان يخدش  جدار المحاصصة المتين , لو بشيء بسيط جداً  , وهذا يدل اسطع دلالة , بأن نظام المحاصصة الطائفية ,  تعمق في الاعماق والجذور , واصبح قدر العراق لا مناص منه  , ولا يمكن ان يزول , يعني زوال الاحزاب الطائفية  المتنفذة , حتى لو ذرفوا دموع التماسيح  على الهوية العراقية ,  والمصالح الوطنية الضائعة  , التي هم مزقوها وطمروها في التراب , ولا يمكن التفريط في مصالحهم في الكراسي والنفوذ والمال الحرام , بعدما اصبحت الحقائب الوزارية , تدر عليهم السمن والعسل والدولار , الذي اعمى بصرهم وبصيرتهم . وداسوا على الاصلاح والبناء والخدمات للمواطن والوطن   , رغم بهرجة نفاقهم الاعلامي الزائف بالتهريج الغبي والساذج  , بأنهم يقفون مع جبهة الشعب وفي خدمته  , وهم فقدوا ثقة الشعب بهم , والمقاطعة الانتخابات الاخيرة  , خير دليل بأنهم يمثلون إلا أقل من  20 % من السكان , الذين شاركوا في الانتخابات المهزلة والمزيفة بالاحتيال  , فقد ذاق الشعب منهم الاهوال والويلات وضاق ذرعاً بهم , وتجلت حقيقتهم , بأنهم عصابات سرقة وقطاع طرق وقرصنة والاختطاف  , وليس رجال دولة أبداً .
ان غياب الافق في معالجة ازمات الشعب ومشاكله , حقيقة لا يمكن اغفالها , ووصلت الى ويلات الجحيم . لا كهرباء . مياه ملوثة ومسمومة , ووصلت جرائمهم الى نفوق الاسماك والحيوانات , وصلت الحالة المأساوية الى حد الانفجار , ورغم الحالة المزرية التي يمر بها العراق , عيونهم مازالت  مفتوحة على مغارة افتح ياسمسم . ولا يمكن ان ينجح السيد عادل عبدالمهدي في مهمته  , رغم انه لايختلف عن طينتهم , ومن مستنقع نظام المحاصصة الطائفية المقيت  , ولا أحد يعتقد بأنه في مساعيه المبذولة في اتمام حقائب الوزارية الناقصة ,  بأنه يسعى الى تحقيق بعض  الصفات البسيطة من ( المدينة الفاضلة ) , وهذا وهم  الخيال السيريالي الغرائبي , وكل المساعي والشد والجذب وتلويح بالعصا والفيتو  , هي في الحقيقة البحث , عن شكل من اشكال المدينة الديستوبية ( المدينة الفاسدة ) لترضية بالموافقة والقبول والتسوية ,  من الاحزاب الطائفية  المتنفذة . لذلك وجدت ضالتها ,  في شخصية السيد عادل  عبدالمهدي , عجينة طيعة ومطاوعة ( بالسمع والطاعة ) شخصية لينة ,  لكي يكونوا هم الكبار اللاعبين في الساحة السياسية العراقية , وما السيد رئيس الوزراء إلا لعبة ودمية بينهم  , وينطبق عليه المثال الشعبي ( أسمه بالحصاد ومنجله مكسور ) , ودوامة الفوضى تتعمق وتتصاعد في العراق  , في هذه الظروف الصعبة للغاية , ضمن الازمات الداخلية والخارجية . ولكن هل يرفض السيد عادل عبدالمهدي , ان يكون بيدق شطرنج بيد الاحزاب الطائفية , ويقدم استقالته , حتى تكون الازمة والازمات في ملعب الاحزاب الطائفية المتنفذة  , التي هي  تتحمل  كامل المسؤولية , عندها يحدث انفجار شعبي عارم   ضدهم , ان كل الافاق سوداء ومخيبة للآمال .................    والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

325
أنها دولة الميليشيات البلطجية
تعودنا على الويلات والاحزان والاهوال , واصبحت خبزنا اليومي . في ظل  حكم الاحزاب الاسلامية , التي فشلت في اقناع المواطن في مشروعها الاسلامي واطروحاتها السياسية , لانها تصب في خنق المواطن والحياة المدنية ,  نحو العقلية الظلامية  المتخلفة . كما فشلت في ادارة قيادة الدولة , الى ضفاف السلامة والامان . وعجزت في تقديم البديل المناسب على انقاض النظام الدكتاتوري , الطاغي والمستبد . بأنها قدمت البديل السيء والاسوأ . في حرمان المواطن من توفير  الحاجات الاساسية في الحياة البسيطة  , مثل توفير الكهرباء. توفير الماء الصالح للشرب . بدلاً من المياه الملوثة , ووصلت حالات التسمم الى اكثر من 100 ألف مواطن , عجت بهم المستشفيات والعيادات الاهلية . ومنذ اكثر من اربعة شهور والحلول المعالجة تتراوح في مكانها , ولم تتقدم خطوة واحدة الى الامام . حرمت المواطن من الخدمات البلدية والصحية والطبية , نتيجة انتشار وباء الفساد في كل زاوية من العراق , نتيجة  افعال الاحزاب الاسلامية , التي ظهرت للعيان ماهية  إلا عصابات سرقة ولصوصية , تثير الشجن والشجون , في سرقة اموال الدولة , بحجة المشاريع الوهمية , وهي على الورق فقط , بأدارة حيتان الفساد , التي تتحرك بكل حرية تحت غطاء القانون والحصانة  . وامام تضخم المشاكل والازمات . ألتجوا الى استخدام  سلاح التخويف والترهيب , بواسطة ميليشياتهم البلطجية , التي تجاوزت عددها الى اكثر من 53 ميلشيا بلطجية تابعة الى الاحزاب الاسلامية الحاكمة , تمارس القتل والاغتيال والاختطاف , ضد النشطاء والنشيطات في الحراك المدني , في مجالاته المتنوعة والمتعددة , منها مجالات المجتمع النسائي , في مجالات الاناقة والازياء والجمال . فقد اصبحت  ظاهرة يومية عمليات الاجرام في الاغتيال والاختطاف ,  وطالت عشرات النسوة في هذا  المجال  , اضافة الى عشرات اخرى في مجال النشاط المدني , دون يرف حاجب الحكومة ووزارتها الداخلية , رغم انها اصبحت حالات مقلقة ومخيفة في الشارع العراقي , تتم في عقلية بعثية وفاشية , بضوء الاخضر من الاحزاب الاسلامية الحاكمة  , في اطلاق العنان والحرية للاسلوب البلطجي لميلشياتهم , بهدف اخماد حركة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية , الساخطة على الاوضاع المنفلتة الى الفوضى والاجرام السائد على الواقع الفعلي  . واظهروا بمظهر انهم عصابات قطاع طرق , وليس رجال دولة وسياسة , وانما همهم المركزي الانشغال في  الغنائم والفرهود, رجال سرقة ولصوصية , بعقلية بلطجية صرفة . وتحت الضغط الشعبي بغليانه العارم المتصاعد  , لحالات القتل والاغتيالات  المخيفة التي تحدث في وضح النهار وامام حركة الازدحام للناس , تحدث عمليات الاجرام  , يوعز العبادي الى الاجهزة الامنية ووزارة الداخلية , المتواطئة مع عصابات الجريمة والاغتيال , المقصرة في واجبها الامني , وفي مسؤوليتها في حفظ الامن , التي تساهم في تدهوره وانفلاته , بأن تقف في حالة المتفرج لعشرات الحالات من القتل والاغتيال , سوى  انها تعلن بفتح تحقيقات في جرائم الاغتيال والخطف  , للضحك على الذقون ,ولم تعلن ابداً نتائج التحقيقات , لانها تعرف حق المعرفة الميليشيات البلطجية واسلوبها الاجرامي . وتعرف الفاعل الحقيقي  , ولكن كالعادة تمارس دور  التستر على المجرمين , يوعز العبادي بعد خراب البصرة الى وزارة الداخلية , ان تركز جهودها في الحصول على المعلومات المتعلقة في جرائم الاغتيال والاختطاف , التي حصلت مؤخراً في البصرة وبغداد , هكذا يؤكد العبادي بالبرهان القاطع , بأنه لم يختلف عن سلفه في العهد الكارثي , الذي اختفى  فيه ,  مصير عشرات النشطاء , وعشرات اخرى وقعت في جريمة الاغتيال , والفاعل مجهول الهوية ,  جاء من الكواكب الفضائية الاخرى , ليمارس القتل والاغتيال ويختفي دون محاسبة ومعاقبة , وانما هي دولة ديرة عفج ........................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله   

326

( سقوط سبرطة ) أو ( حب في موسكو ) للكاتب برهان الخطيب

 
يتميز الكاتب , في ابداعه الروائي ,  الاهتمام بأدق التفاصيل في داخل  المنظور الروائي , ان تكون له امتدادات في زمكان , من الواقع الاجتماعي والحياتي  , لحقب سياسية متعاقبة توالت على  العراق , ان  يملك المتن السردي   صياغة بليغة في الايحاء والرمز , التي تكشف فعلياً واقع الحال الملموس والظاهر  , في مجريات الاوضاع العامة , وجعلها غربلة سياسية لتصفية حسابات قديمة . في محور نفس الشخصيات , التي تتناوب بالظهور في عدة  روايات للاديب  , بأشكال وصيغ وانماط مختلفة في النص الروائي  . وهذه الرواية . هي تتناول السيرة الحياتية في امتداد الماضي والحاضر , وتعايشها في بيئة غير البيئة العراقية ( موسكو ) , ولها  ارتباطات عميقة بوشائج  الوطن . وشخصية ( خالد ) سيطرت التي ادارة دفة المنظر الروائي الروائي السارد  , الذي  كشفت بادق التفاصيل  سيرته وتعايشه  في الغربة والاغتراب ومعاناته  , وهي  جزء من معاناة  الكاتب نفسه  , او بالمعنى الادق حياة ومعاناة الكاتب خلال تواجده في  الغربة في روسيا ( الاتحاد السوفيتي سابقاً ) . لقد تعامل بالكشف عن ابسط التفاصيل الحياتية والمعاشية , التي عايشها , واشبعته مرارة ومعاناة موجعة . اي انه بمثابة انتقال من النظام الشمولي , الى النظام الشمولي الاخر , نظام   تحركه خيوط  جهاز الامن والمخابرات في الدولة ( كه غه بي ) , وقد تجرع العلقم من اجراءاته المتعسفة والظالمة  ,   خلال تواجده في ( موسكو ). في نظام منخور في الفساد الاداري والرشوة والبيروقراطية  , ومن خلفها الارهاب الفكري , والفساد الروحي والاخلاقي . ان يجد المواطن  نفسه واقع  في حفرة كبيرة , تترصده وتراقبه بعدساتها اللاقطة , حتى تدخل القلق والخوف في وجدانه  , بأن للجدران أذان وعدسة لاقطة تراقب انفاس المواطنين , ولم يعد للمواطن سبيل ومخرج , ضمن نهج الترهيب والترغيب . رغم الديكور البراق المزيف . في هالة دولة القانون والديموقراطية   . كان في البداية ( خالد ) الذي انتهزفرصة البعثة الحكومية , ليفتش عن اية وسيلة وطريقة , للبقاء والسكن والدراسة والعمل . حتى لا يرجع الى الوطن ويقع في عواقب وخيمة , تهرصه هرصاً , كما وقع ابيه في حالة ابتزاز في ارغامه على  بيع بيته عنوة , من قبل  امين العاصمة لبغداد ( آنذاك ) في الاستحواذ على البيوت المجاورة , في ارغام اصحابها على البيع , وعندما رفض صفقة البيع , بادر امين العاصمة في اطلاق الرصاص عليه . ولم تسجل دعوة قضائية , خشية من العواقب الوخيمة , وكانت اصابته غير قاتلة , لذلك جهد ( خالد ) في الانفلات من الرجوع الى الوطن , بحجة مواصلة  الدراسة  الجامعية  في موسكو , حتى اجتهد في اكمالها , وحصل  على وظيفة عمل في دار النشر التابعة للدولة , بوظيفة مترجم . وحصل على اقامة وسكن , وتعرف على ( ستالينا ) وارتبط بعلاقة حب معها  , وكانت صادقة ووفية له في عواطفها العشقية  , وتيقنت بأنها  وجدت فارس احلامها المناسب لها . وكان يبادلها نفس التفكير والشعور  والمرام   , بالاقتران بها  سيمنحه  البقاء الدائم والعمل والاقامة ويفلت من شبح الرجوع الى الوطن  , ولكنه غير بوصلة حبه وعلاقته ,  في الارتباط  بفتاة اخرى ( ليلى ) رغم ان ( ستالينا ) حاولت ان تمسك به بكل عواطفها ومشاعرها الوجدانية لكنها فشلت في ذلك   , حتى اجهضت منه . لان  حالته غير مستقرة ومضطربة بفوضى الارتباك ,  او انه في حالة نفسية تجعله مشلول في اتخاذ  القرار في  العلاقة وتطورها ابعد من ذلك  , مما اثر في خفوت علاقة  الحب والصلة وخسرها من حياته  , رغم انه يشعرتجاهها  بالاحساس بالذنب والتقصير  . لذا انفصل عنها وارتبط مع حبه الجديد مع ( ليلى ), كأنه وجد ضالته المنشودة التي يبحث عنها , في زحام حياته المضطربة , وتيقن بأنها ستخفف وطئة الغربة والاغتراب , وهاله جمالها الفاتن  الذي انجذب اليها .  بشعرها الطويل الاسود , وعينيها السوداويتين الواسعتين , وبشرتها البيضاء الوردية , وصدرها العرم . ووجد بها  الوسيلة التي تشبع عواطفه ,  ويفلت من الرجوع الى  الوطن بالزواج منها  . من اجل تخفيف  عناء الغربة والاغتراب واقترن بها بالزواج الذي تمخض عن انجاب طفله ( سالم ) لكن مرمرته  نفسياً وروحياً  بعد ذلك ,  من كثرة المشاكل والقيل والقال  , مما جعل الخصام  يقف عقبة  في طريقه , ليهجر راحة البال , وتحل محلها المعاناة والازمات المتوالية  , حتى وصلت الى طريق الابتزاز ضده , رغم انه كان يتنازل عن كثير من الاشياء  لصالحها . من اجل الطفل , وكانت تكتب التقارير المدسوسة , حتى يقع في مشاكل عويصة وانتهت العلاقة بالطلاق . رغم ان الانفصال والطلاق  حصل ,  لكنها ظلت تلاحقه في ايقاعه في ورطات اخرى  , حتى يطرد من العمل  ,  ورفض تجديد  الاقامة والسكن , وكان يقف خلف زوحته , رجل كبير في الدولة وقيادي في جهاز المخابرات ( كه غه بي ) , فوجد نفسه في حالة نفسية يرثى لها , لكنه كان يتحدى  ويكابر في المواصلة ( كابرالآن ياخالد .... كابر ... أنما ستمر عليك أعواماً هنا فتصبح لاحساً ككل الابطال المنهزمين الى روما العصر هذه . . )ص61
. فيشعر في انسحاق المعاناة التي تزيد من  وطئة الغربة والاغتراب اكثر وجعاً  , حتى وصلت الامور الى التهديد بالطرد من العمل والسكن , ثم الابعاد والطرد خارج البلاد  , من جملة التقارير التي كانت  تكتبها  ضده للايقاع به . . فوجد نفسه امام جدران مسدود الافاق والنوافذ , مما تزيد درجة الاحباط والخيبة في التواصل الحياتي. وجد نفسه يعاني من  التمزق والانكسار , بأنه معرض في شرنقة الاحباط , في وتيرة  الارهاب الفكري والنفسي والروحي , حتى فقد معادلة التوازن الحياتي , بأنه فشل في الحب والزواج ايضاً . وانه بقاءه ليس إلا تجرع المعاناة بشكل متزايد , وكان يشغل النفس ويواسيها  بعدم الانصياع والوقوع في براثن الاذلال ,  بان يملك روح التحدي امام هذه العواصف الثلجية ( قم أيها المغترب عن نفسك ومن حولك , لسوف يقتلك الثلج وكفاك تأكل منه مهما ألتهمت منه لا تستطيع ألغاء بيداءه البيضاء هذه حولك , وحرقتك الضاربة في اعماقك حرقة كلكامش وهو يرى جثة صديقه يأكها دود لن تطفئها برودة غادرة لئن لم تشعر بها الآن لسائل النار الذي شربته فهي قاتلتك غدا , واسئلتك المحيرة لن تجد لها جواباً ) ص264 . . هكذا تتقلص مسافات الصلح بين زوجته ,  رغم انه تنازل عن الكثير لها ,  في سبيل الطفل أبنه  , ولكن لم يسعفه ذلك ,  فظل شبح الطرد والابعاد يلوح في الافق ( - ليس من السهل ان تجد انساناً يفهمك وتفهمه .
- وانا هذا الانسان برأيك ؟
- أنت ؟ . ولا أدري ماذا يبقيك لحد الآن في هذه الحفرة الكبيرة هنا ؟!
- لي فيها أبن , واريد ان اعرف نهاية هذه اللعبة التي يديرها أربابك معي .
-  لن تعرف شيئاً على الاطلاق . ) ص295 .
لقد كتب عليه التمزق في الغربة والاغتراب بعذابات مريرة , كأنها متواصلة من الماضي الى الحاضر , تجر بخيولها المتسارعة لتصرعه  . فما عليه إلا شطب المكان طالما فقد الحماية والرعاية والسند   ,فلم يعد بوسعه الدفاع عن نفسه  , فقد رمي في الحجز , وارسل مخفوراً مع شرطيين في الابعاد والطرد الى المطار . حتى لم يسمحوا له بتجميع حاجياته واوراقه ووثائقه , لم يسمحوا سحب امواله من البنك , لم يسمحوا ان يودع طفله , وكذلك زوجته , التي شعرت بالذنب الكبير , الذي اقترفته بحقه ظلماً  .
  ××  الدلالة الرمزية في سقوط سبرطة وسقوط الحب , أو فشل الحب في موسكو :
سبرطة عصية على السقوط والانكسار مهما كانت الاحوال والظروف , فهي تخرج منتصرة , كما هي في نشأتها العصية والقوية في المجابهة والتحدي , وليس هي سهلة التطويع والانكسار في ظروفها الداخلية والخارجية , لكنه سقطت في موسكو , سواء كانت سبرطة القديمة , او سبرطة الجديدة ( البيريسترويكا ) التي تدعي انها  اكثر رحمة وانسانية من القديمة , وانها تحب الغرباء ولا تبعدهم . لكن العكس هو الصحيح . لذلك سقط ( خالد ) في الامتحان ,  في الحب والزواج  , ووجد نفسه منبوذاً ومطروداً  . ولكن ماذا عليه ان يفعل ؟( وماذا بأمكاني ان افعل ؟ أشحن سيارتي بمتفجرات وأدفعها الى الكرملين كما يفعل يائس , أم اصعد على ضريح لينين وانتحر كما يفعل عصابي ,  أم أعلق لافتة برقبتي وادور بها أمام مقر الحزب القائد مطالباً بسقوط أدارة فاسدة , أم أذهب بمسدس الى ادارة النشر وأقتلهم جميعاً ,كل ذلك ليس أكثر من هزيمة العقل .. ) ص342 . هكذا تبخرت الامال وجفت  وضعفت بالانكسار  . هكذا سقطت سبرطة , ولم تعد تنفع شيئاً , ولم تعد سوى مجاراة الالم . ( ستالينا ) انتحرت بسب فشل الحب الذي هرسها هرساً , ولم يسعفها في البقاء , او طلبت منه الرحيل الى خارج البلد  معه ,  لتتخلص من الحفرة الكبيرة التي وقعا فيها معاً  , وكان حلمها حين تصل الى الخارج ان  تفضح قاذورات الارهاب الفكري المسلط قهراً على عامة الناس  , لكنه لم يمد يد العون لها , كما وقع له  في نفس المشكلة ,  لم يمد يد العون له . ولم يكن هناك طريق سوى اليأس والاحباط , رغم ان مشاعره وحنينه الى الوطن , لكنه غير مقبول وغير مرحب به , لا  من النظام ,  ولا من المعارضة . فالنظام   في شخصية  قنصل السفارة ( عدنان ) يشك في ولاءه للسلطة والحزب القائد ,  وانه يقف الى جانب المعارضة , و المعارضة  تتشك في نواياه , بأنه مرتبط بالتواطئ  بالسلطة والسفارة في موسكو , الى حد الاتهام بالتجسس , ومن المعارضة في شخصية  عمه ( صلاح ) القيادي الكبير في المعارضة اليسارية , ولا حتى عمه , لم  يستطع ان يزكيه و يضمن ثقته , وانه يشك به  في  التواطئ مع النظام والسفارة , فيجيبه ( خالد ) محتجاً بقوله ( اذا  أنت لم تعرف أنساناً قريباً اليك فكيف أردت تغيير العالم ) ص378 . هذه القصر النظر السياسية بالجمود العقائدي , المصاب به اليسار العراقي عموماً  . ولكن من الطرف الاخر سلطة البعث  تفرز اخلاقياتها   بالعقلية البدوية في الانتقام والثأر ,  من الصراعات والاحقاد القديمة  , التي تظل راسخة في العقلية , رغم تقلبات وتبدلات الزمن والظروف , في مسألة الغدر والخيانة , في شخصية ( عدنان ) اذ لم ينسى احقاد وصراعات الماضي السحيق  , مع خصمه اللدود ( صلاح ) فقد استدرجه الى بيته بحكم العلاقات ضمن الجبهة الوطنية  القائمة بين الحزبين النظام والمعارضة  , وهناك دس له سم  الثاليوم في فنجان القهوة , وهي تمثل اخلاقيات تربية البعث في الغدر والخيانة
× رواية : حب في موسكو . او سقوط سبرطة
× المؤلف : برهان الخطيب
× اصدار : منشورات  أوراسيا . ستوكهولم - السويد
× الطبعة الاولى : عام 1992
× عدد الصفحات : 384 صفحة
جمعة عبدالله
 


327
عراك الديوك على تشكيل الحكومة المقبلة

خلقت الانتخابات الاخيرة ,  اجواء متفاقة من الصراعات السلبية من التناحر والتخاصم ,  والتنافس من يسرق كعكعة الحكومة اولاً من الاخر . ان هذه الاجواء المسمومة , لم يشهد لها مثيل في نظام المحاصصة الطائفية  , فقد جرت العادة , على التفاهم والاتفاق على تقاسم الكعكة الطائفية , بالمحاصصة والتقسيم بالتفاهم , في ظل غياب البرنامج السياسي   , الذي يجمع الاطراف السياسية بالاتفاق على برنامج حكومي , الذي يدعم الاصلاح والبناء وتوفير الخدمات خلال دورتها الانتخابية   , وانما تشكلت الحكومات المتعاقبة في العهد الجديد , في ظل التوافق والتفاهم الايراني والامريكي , في حماية مصالحهما ونفوذهما في الساحة العراقية . دون التقيد في البرنامج الساسي والحكومي  محدد  . لانه وبكل بساطة لا تملك هذه  الاحزاب والكتل السياسية  المتنفذة ,  رؤية سياسية في معالجة الازمات والمشاكل  , لا تملك الاستقلالية بالقرار السياسي الذي يخص شؤون العراق الداخلية والخارجية  , وانما يدينون بالولاء المطلق والتبعية الذيلية ,  الى ايران وامريكا , في رسم خططهم السياسية , وشكل التفاهم والاتفاق فيما بينهم , وحتى لايملكون صلاحية التنفيذ , إلا بأخذ  الضوء الاخضر من اسيادهم الاجنبي , المتنفذ والفاعل في الشأن العراقي   .  الظروف الحالية تبدلت وتغيرت بين ( ايران وامريكا ) , التي تشهد التأزم والمجابهة الحادة , التي تنذر في نذير  اشعال الحرب بين ايران وامريكا , انعكس هذا التأزم والسلبية على الاحزاب والكتل السياسية المتنفذة , وانعكس بشكل سلبي على الحوار والتفاهم والتوافق بينهم  . واصبحوا متخاصمين في عراكهم .  كالديوك العاقرة على حلبة الصراع   . طالما ان اجواء الحرب المتفاقمة باخطارها بين  الايران وامريكا ,  تتفاعل بأضطراد متزايد  , واصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات بين الجانبين . وخاصة في عهد ( ترامب ) هو  عازم بكل قوة على تقليم اظافر نفوذ  ايران في المنطقة ومنها العراق , الى حد التصادم والصدام , لذا ان السياسة الامريكية الجديدة  , تعمل على  نزع النفوذ الايراني في المنطقة , وحصر داخل  ايران   , بتزايد  بالمشاكل العويصة ,  في تفاقم الوضع المعيشي السيء , المحاصرة في الحرب الاقتصادية متعددة الجوانب  , التي بدأت  تخلق مشاكل خطيرة داخل ايران . هذا الوضع المتوتر انعكس على توتر العلاقة بين الاحزاب المتنفذة العراقية  . التي لا تملك الحس الوطني ولا المسؤولية تجاه الشعب والوطن . وانما ظهروا بأنهم عبارة عن  عصابات سرقة ولصوصية وخدم مطعين بالولاء والتبعية  المطلقة   , احزاب فشلت وعجزت في حل ومعالجة الازمات والمشاكل بسبب وجود وباء  الفساد والاحتيال والنهب الاموال وخيرات العراق . لقد اهدرت الاموال الطائلة في ظل تنامي حيتان الفساد , دون ان تذهب الى الخدمات  أوالى مشاريع البناء , ان الفشل السياسي في انقاذ العراق واضح  , لا يحتاج الى دليل وبرهان . والدليل منذ اكثر من ثلاثة شهور على الازمة المتفاقمة  في البصرة , التي فجرت الانتفاضة الشعبية العارمة , نسمع عن وعود عسلية بالحلول والمعالجة الفورية , بالاجراءات السريعة الصاروخية , التي تنهي ازمة الكهرباء والماء الملوث والمسموم للمحافظة  . ولكن هذه الوعود والحلول والمعالجة . ظلت تتراوح في مكانها على الورق  , ولم تتقدم خطوة واحدة على الارض  . وهذا يدل على فشلهم وعجزهم , لان الازمات متعلقة في محاربة الفساد , وهم فرسانه الاشاوس وابطاله الميامين  , لذلك لا يرتجي منهم , سوى نذير العواقب الوخيمة بالاخطار القادمة , وخاصة الصراع الايراني الامريكي  , ينذر بالشؤوم والنذير بالويلات القادمة في العراق    .........................  والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

328
انقذوا البصرة أنها تموت
محافظة البصرة تمثل سلة العنب للعراق . فهي ترقد فوق بحر من الذهب الاسود , وتعتبر مركز صناعة النفط , حيث ينتج من البصرة 80% من صادرات نفط العراق , وهي المنفذ البحري الوحيد للعراق . وهي رئة العراق المالية والاقتصادية , وهي بمثابة البقرة الحلوب ,  لولاها لكان العراق في عوز وفقروبؤس  مدقع . فهي مدينة النعم والخيرات والبركات الوفيرة . لكن رغم انها تملك قوام انشاء فردوس الجنة على الارض , بأن تجعل حياتها في رغد وكرامة ورفاه في بحبوحة العيش السعيد , ان تكون مدينة العمران والاصلاح , مدينة المشاريع الانتاجية والخدمية والصناعية , لتكون القلعة الزاهية للعراق والمنطقة  , بما تملك من كنوز اكثر من اية مدينة في العالم , بماهو  الموجودة في باطن ارضيها . لكن البصرة رغم هذه الكنوز الوفيرة , محرمة من حق العيش والحياة , مصابة في داء الحرمان والاهمال والانسحاق  , معدومة كلياً من هذه النعم والخيرات, البصرة تعيش البؤس والفقر والحرمان , في غياب مسالك العيش البسيط  وندرته , فغياب الخدمات والمشاريع الانشائية , جعل الفقر والبطالة ينخرها ويقوض حياتها . غياب الكهرباء والماء الصالح للشرب . يجعل صيفها الحارق , جحيماً فوق جحيم . تجعل المواطن يلهث وراء الخبز المر . هذا الاهمال المتعمد والمقصود على مدى 15 عاماً من حكم الاحزاب الشيعية الفاسدة . التي جلبت كل سراطين الدنيا ونفاياتها , وادخلته الى العراق . البصرة تعيش هذه الايام في نكبة وكارثة حقيقية ,   لم يشهد لها مثيل من قبل . في المياه الملوثة والمسمومة في انهارها الضحلة  . فقد قطعت ايران الانهار القادمة من اراضيها والتي تصب في البصرة , مما جفت الانهار ويبست ضفافها بالطحالب  , والمشكلة الفادحة , بأن ايران جعلت من هذه الانهار ,  مرتع لرمي النفايات  والفضلاتها الكيماوية والفضلات  المسمومة  . وترسلها الى البصرة , اي انها لم تكتفِ بالملوحة . بل جعلت انهار البصرة , مقالع لرمي النفايات والفضلات المسمومة , في استغلال صمت الاحزاب الشيعية , امام هذه الاخطار الفادحة على حياة المواطنين . ان تترك البصرة للعقاب الجماعي من هذه المياه الملوثة والمسمومة , التي اصابت آلآف المواطنين بالتسمم , وحسب احصائيات مجلس محافظة البصرة , تشير الى اكثر من 6 آلاف من حالات التسمم المعوي والاسهال والتقيء . ولم نسمع رد فعل الحكومة والاحزاب الشيعية , التي اهلكت الحرث والنسل , لم نسمع بالاجراءات الفورية الضرورية العاجلة لتدارك الموقف الخطير  , او اعلان  حالة الطوارئ لمعالجة حالات التسمم والمياه المتلوثة والمسمومة , والخطر يوشك ان  يتمدد الى باقي المحافظات الجنوبية , اذا لم تعالج النكبة  بشكل فوري وعاجل . رغم مناشدات واستغاثات اهالي البصرة , لكن الحكومة والاحزاب الشيعية , لم تسمع او تصغي الى هذه المناشدات الانسانية في النكبة التي عصفت بأهالي البصرة , ولم نسمع استجابة من المسؤولين , كأن حياة المواطن اصبحت زهيدة  لاتساوي ( قطف ) سيجارة تدوسه اقدام المشاة . بل نسمع صخب ونهيق وزعيق وتعارك وتخاصم وتنافس , من يحصل على الكتلة البرلمانية الاكبر لتشكيل الحكومة . وحصد  المناصب والكراسي والمال الحرام . ان مدينة البصرة المنكوبة تستنجد بالشرفاء والغيارى بالضغط على الحكومة واحزاب الفساد الشيعية , في انقاذ المواطنين وان كارثة المياه الملوثة والمسمومة , هي على ابواب المحافظات الجنوبية الاخرى  .................... والله يسر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

329
مهازل السيد العبادي ليس لها نهاية
تستمر التظاهرات الشعبية , بتصاعد الغليان في الاحتجاج , وتتمدد رقعتها الى المدن والمناطق الاخرى,  في  الجنوب الثائر , ووصلت شرارتها الى بغداد , لكي توجه الضربة القاصمة , لتكسر ظهر سلطة الفساد والفاسدين . ولم يبق إلا طريق واحد  امام الشعب في أنتفاضته العارمة  ,  إلا  أخذ الحقوق جبراً ,   بصلابة وقوة المتظاهرين , بقوة الشعب المنتفض  , أن الانتفاضة الشعبية باتت تهدد حكومة العبادي  واحزاب الفساد الحاكمة , ان النهوض الشعبي , في التوسع والتمدد المتصاعد  بنيران الغضب  المقدس  , في الحشود الغاضبة والمنددة بسلطة الفساد , ومهما استخدمت حكومة العبادي , من  الاجراءات  القمعية المفرطة  بالعنف , لن يجديها نفعاً   , ومهما اوغلت في استخدام القبضة الحديدية بالبطش والتنكيل , واسلوب الاعتقالات العشوائية  , وفي استخدام خراطيم المياه القذرة , وقنابل المسيلة للدموع , والهراوات , وتجنيد وتحشيد  كل طاقاتها وامكانياتها ,  من القوات الامن والجيش والشرطة , وفرق مكافحة الشغب والاستنجاد بالمليشيات الطائفية  . فأن الفشل يلاحقها ,  امام تصاعد الغليان الشعب  الثائر  . ومهما وجهت وتذرعت  بالاتهامات الباطلة   , بأن المتظاهرين تحركهم اصابع بعثية وداعشية , او هم مجموعة من المخربين والمندسين , في تخريب وحرق ممتلكات مؤسسات الدولة , وتحطيم مؤسسات  الدولة . لكن رغم هذه التخرصات الهزيلة , تزيد  الشعب اصراراً  بنيل واخذ  حقوقه المسلوبة ,  من فكي الفساد والفاسدين ,   يزداد ارادة  وضراوة وقوة يوماً بعد اخر ,  في الشوارع والساحات    , لان الشعب  فقد الثقة كلياً  بأحزاب الفساد , ولم يصغي الى تخرصاتها وخزعبلاتها وتهريجها  الرخيص والمضحك  والهزيل ,  فلم تترك باباً اعوجا ومنحرفاً إلا وطرقته وسلكته  ,  واخيراً أم المهازل الرخيصة والمضحكة  , في الاجراء  سحب يد وزير الكهرباء , الفاشل والفاسد . وعدم اقالته وتقديمه الى المحاكمة , لمحاسبته على ملفات الفساد  , والاموال الفلكية الضائعة  , التي صرفت بحجة تحسين التيار الكهربائي الى ساعات اطول في التشغيل , وحدث العكس نحو الاسوأ  , وما لعبة  شراء مولدات الطاقة الكهربائية , التي ظلت على الورق فقط . وكان من المفروض أقالته قبل اكثر من عامين , حين عطت رائحة المشاريع والصفقات  الوهمية في شراء مولدات الطاقة الكهربائية  , التي اكلت العنب والحصرم من خزينة الدولة المالية , وبالتالي يتخذ العبادي الضعيف والمهزوز , أجراء سحب اليد , وهو اجراء قانوني موقت , يحتفظ الوزير بكامل صلاحيات الصيانة وعدم المساءلة والاستجواب . هذا يدل بشكل صارخ , على ان العبادي مقيد اليدين بأغلال الفساد والفاسدين , وهو عاجز ان يفعل شيئاً ضد الفساد ورموزه وحيتانه الضارية والكاسرة , وهو منهم قلباً وقالباً , والذي  وعد باستخدام القبضة حديدية ضد الفساد والفاسدين , في تهريجاته الاعلامية الصاخبة ,  تحولت القبضة الحديدية الى صدور المتظاهرين والمحتجين , كأنهم هم اصل بلاء ,  وهم عين الفساد والفاسدين . وهم اصل سرقات خزينة اموال الدولة , ولهذا يجب اتخاذ بحقهم الاجراءات الرادعة والصارمة , هذه هي مهازل العبادي ومهاتراته السفيه . التي لاتعالج الازمات وانما تضخمها وتعمقها  اكثر فداحة وخطراً  .  ولايمكن معالجة تلبية مطاليب المتظاهرين المحتجين , بالهروب الى الامام , بشراء الطاقة الكهربائية من الكويت والسعودية . ان الاوضاع المتأزمة والمتفاقمة , لا تعالج بالترقيع الفوقي والهامشي . لم يبق طريق آخر للعبادي , سوى التنفيذ والاصلاح الحقيقي , وإلا سيأتي اليوم الذي  سيرمى بحاويات النفايات والقمامة مع حيتان الفساد , ان العراق في مفترق الطرق ....................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

330
أبطال الانتفاضة موعدكم الصبح في بغداد
الاحزاب الشيعية الفاسدة الى العظم والنخاع . تمرست لعبة الازدواجية في المواقف , ببراعة فائقة  يحسدهم عليها الشيطان , في اظهار وجهين مختلفين في الوقت نفسه , وجه  وديع وناعم ورقيق , ووجه  وحشي عنيف , ففي الوجه الاول , تتباكى وتذرف دموع التماسيح , على الشهداء من الجنوب الشيعي , الذي  سقطوا في الانتفاضة وهم يعبرون عن حقهم , في  التظاهر السلمي والاحتجاج الشعبي  , على حرمانهم من حق العيش والحياة . فلا كهرباء في القيظ الصيف  الساخن , ولا ماء , ولا خدمات , ولافرص عمل للعاطلين , ولا خدمات . اي انهم يرفضوا جحيم الذي فرضه عليهم ,  الاحزاب الفاسدة الحاكمة . لذلك يعلن قادة الاحزاب العار الشيعي على الملاء , بحق التظاهر للمواطنين  , وشرعية المطاليب التي طالبوا بها  , ويطالبون بالتنفيذ الفوري لها  , ويعترفوا بالتقصير وسوء الادارة , لذلك يظهرون بوجه الوديع المسالم الرقيق  . ولكن افعالهم واعمالهم تظهر الوجه البشع والقبيح والعنيف في صلافته , بهذه الاساليب المرواغة على مدى 15 عاماً ,  سقطت منهم اخر قطرة من الحياء والخجل , ولا يمكن تبرير العنف الموي المفرط  , في مواجهة المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي , وسقوط قتلى وجرحى من الدم الشيعي . بكل حقارة وحشية الاجرام متوحش  . في سبيل اخماد نار الانتفاضة الشعبية , التي عمت الجنوب الشيعي . ان هذا الفعل الاجرامي , للمطالبين بحقوقهم الشرعية التي كفلها الدستور العراقي  . يعتبر وصمة عار في جبين الاحزاب الشيعية الفاسدة . ويذكرنا بطشهم في شباب الانتفاضة الحالية ,   بالماضي الغيض  والسيء الصيت بقمع الانتفاضة الشعبية لعام 1991 , ضد نظام البعث الفاشي , في مجابهة المنتفضين بالرصاص الحي والاعدامات الفورية . لذلك الاحزاب الشيعية , تقلد فاشست البعث  , تحاول تقمص الدور البعثي  الفاشي , في اخماد صوت الشعب . ان وحشية الاحزاب الشيعية ضد ابناء جلدتها , يسقطها تماماً ,  سياسياً واجتماعياً واخلاقياً وتصبح منبوذة باللعنات والاحتقار   , وهي التي جاءت الى الحكم بحجة الدفاع  عن مظلومية الشيعة . لكنها تاجرت  بهذ الحجة , وحصلت منها على السلطة والمال والذهب والدولار , وشطبت من قاموسها الدفاع عن مظلومية الشيعة .بدليل على مدى 15 عاماً والمحافظات الجنوبية , محرومة ومهملة ومسحوقة ومنسية  , رغم انها سلة العنب للعراق , بتواجد الذهب الاسود , الذي اصبح حصة قادة العار الشيعي , فتركوا ابناء جلدتهم . لا كهرباء . لاماء . لا خدمات . لا عمل للعاطلين , تركوهم للجحيم والخراب . في الحياة الصعبة بلا كرامة , واصبح الدم  الشيعي رخيص بلا ثمن وقيمة . في مواجهتهم بالرصاص الحي والعنف المفرط . وزج المئات من المعتقلين . والشيء المخزي والعار , انها  لا تفرج عن المعتقلين , إلا بتوقيع تعهد بعدم التظاهر مجدداً , وعدم التحدث الى الاعلام . وعدم الاشارة الى اساليب التعذيب البوليسية في الحجز والمعتقلات  . وألصاق تهمة الارهاب , اذا خالفوا تعهداتهم الموقعة  . اضافة ان اعلام الاحزاب العار الشيعية , يلصق تهم مخزية وهزيلة ومضحكة , لتغطية على جرائمهم الوحشية , بحق  المتظاهرين السلميين , بالاتهام بأن هناك اصابع مندسة بينهم ,  من البعث والدواعش . وهذه الاتهامات الجائرة والمضحكة  , تعود الى نحر الاحزاب العار الشيعي . ماذا فعلتم وماذا قدمتم ؟  . في انقاذ وتحصين الشعب والجنوب الشيعي , من الاقتراب الى ايتام البعث ووحوش الدواعش ؟  . اذا لم تكونوا انتم  ابشع وحشية منهم . وقد كشفتم  عن وجهكم القذر , بأنكم احزاب لصوصية , احزاب فاسدة , لا يرجى منها إلا الخراب والاهوال والويلات . ماذا قدمت خلال 15 عاماً , غير سرقة مئات المليارات الدولارية , ووضعها في البنوك الاجنبية , ماذا قدمت سوى انتم  اذيال رخيصة وحقيرة واجندة ذليلة   للاجنبي من شعيط ومعيط  وجرار الخيط  . ماذا قدمتم ؟ , سوى الوعود تتاجرون بها  على مدى 15 عاماً , ولم يتحقق منها شيئاً , بل ذهبت ادراج السراب . ماذا قدمتم ؟ سوى تأزيم الازمات والمشاكل . وماذا قدم العبادي خلال اربعة اعوام  من الحكم ؟ سوى القصف الاعلامي الصاخب , دون رصيد وفعل , واثبت انه عاجز وفاشل في ادارة شؤون العراق , لانه اصبع من اصابع  رموز الفساد الكبيرة ,  كسلفه نوري المالكي . وان مايوعد به الآن ,  بالتنفيذ مطالب المتظاهرية والمحتجين , ماهي إلا مهزلة المهازل  , ماهي إلا كذبة كبيرة , , حتى يدعم رغبته  بالولاية الثانية , حتى يقود العراق الى هاوية الجحيم . ان السبيل الوحيد للخروج من الازمة , لا يمكن ان يتم ,  إلا بسقوط سلطة الفساد والفاسدين . ان طلوع الفجر , وصباح الخيرالذي يشرق على العراق , بيد الشرفاء والنشامى والغيارى من اهالي  بغدادالاماجد  , في هبة عارمة في ساحة التحرير , تجعل من الاحزاب الفاسدة تهرب الى جحورها , أن كل الامل  في بغداد , وإلا الله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

331
أنتفاضة الكهرباء هل تطيح بأحزاب الفساد ؟
تتسع الاحتجاجات الشعبية يوماً بعد اخر , بزخم المشاركة الواسعة من الشارع العراقي , بعد تفاقم الاوضاع المزرية والمأساوية . لاكهرباء . لا ماء . لا خدمات . لا فرص عمل في ارقام البطالة الهائلة , وخاصة في اوساط الشباب . وجاءت كرد طبيعي , بفعل التذمر الساخط , الذي يغلي في الشارع العراقي . من سياسات ونهج  احزاب الفساد الحاكمة . التي جعلت المواطن بلا قيمة وكرامة ( زبالة ) . وحرمته من خيرات العراق الوفيرة , في تطبيق سياسة التجويع والحرمان والاهمال . ولم تعمل الاحزاب اللصوصية , إلا على تدمير المواطن , في تصدير غول الطائفية , ونعراتها ونيرانها بالتمزق والتشتت . كحل آمن  لبقاءهم في السلطة والنفوذ والمال . وهي طريقة مثلى في ألهاء الشعب , واشغاله في امور ثانوية , وليس امور اساسية , تحقق مستوى العيش الذي يضمن كرامة المواطن , وحل المعضلات والمشاكل , التي تعيق معيشته اليومية . ان انشغال المواطن بالشحن بالخطاب الطائفي . حتى يفسح لهم المجال في سرقة اموال الدولة , وبهذه الطريقة الاحتيالية والشيطانية . ضاعت مئات المليارات الدولارية , وحطت في ارصدة عتاوي الفساد , في البنوك خارج العراق . كصمام آمان , في وقت  الشدائد  والعوداي المتقلبة  . بهذا الشكل المخادع بأسم الدين , حرم  المواطن من ابسط شروط الحياة البسيطة  , وسياسة تدمير المواطن  , هي  نهج وميثاق عمل  لاحزاب الفساد الحاكمة على مدى 15 عاماً . وهي المسؤلة عن  تراكم  الازمات والمشاكل , الى ان  طفح الكيل  , واصبح السكوت والتهاون , يعني انتحاراً للمواطن , او الموت  البطيء له . وإلا من يتحمل القيظ الحارق  درجة الحرارة 50% , لا كهرباء ولا ماء , حتى الحمير تنفق  وتتفسخ كالفحم من نيران الشمس الحارقة . هذه جرائم احزاب الفساد اللصوصية , بحق المواطن . فلم تعد تنفع هذه الاحزاب المنافقة والفاسدة . بتسويق  المفاهيم الديموقراطية المزيفة بالاحتيال والكذب , ولم تعد إلا ضحك على الذقون , بوجود حيتان الفساد تتصدر المشهد السياسي , تفوز في كل دورة انتخابية للبرلمان , كأنها اصبحت قدر العراق الابدي   , ولم تعد الحالة تطاق في التعايش مع هؤلاء اللصوص , إلا على حساب معاناة المواطن , وسلب كرامته وانسانيته ودفعه الى الهاوية  , لذلك انكشفت الحقيقة الدامغة , لا يمكن ان يتم الاصلاح والانفراج في حل المشاكل , بوجود اللصوص والفساد والفاسدين . واذا اراد العبادي حقاً ,  ان يسعى الى حلحة الامور في الازمات الطاحنة , في الكهرباء  , عليه ان يصارح الشعب بالحقائق . أين ذهبت الاموال التي خصصت لمعالجة الكهرباء , وتحقيق الاكتفاء الذاتي من تشغيل التيار الكهربائي طوال اليوم . اين ذهبت المبالغ التي قدرت بحوالي 50 مليار دولار , أين ذهبت ؟! . واذا اراد العبادي أن يبدي نوايا طيبة وحسن الظن , ان يرسل فاسداً  كبيراً  واحداً  فقط الى  السجن , وينزع عنه الاموال المسروقة , وتجربة ماليزيا ماثلة للعيان , برمي رئيس الوزراء السابق  في السجن واسترجاع كل الاموال التي سرقها حتى اخر دولار , خلال اسبوع واحد فقط , وليس تعاطي  بالوعود الكاذبة في مكافحة الفساد والفاسدين , وهؤلاء يعيشون عصرهم الذهبي . لذا انتهى مفعول الوعود الكاذبة , التي  تذهب الوعود ادراج الرياح , حين تهدأ الامور ويستتب الامن  , لذلك من المحال يكون الاصلاح والانفراج في الازمات الخانقة , بوجود عتاوي الفساد من الاحزاب الحاكمة . يكفي تجربة 15 عاماً من الوعود العسلية , التي تهمل  في سلة المهملات  , فلا يمكن ان تنتهي الحالة المزرية والمأساوية . إلا بأسقاط احزاب الفساد واللصوصية , وغير ذلك هو  ضحك  على الذقون ...............  والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 
 

332
جريمة المفوضية العليا للانتخابات
اصبحت الحرائق ظاهرة روتينية , متعمدة ومقصودة , لاخفاء معالم الجريمة , واخفاء دليل ووثائق الاتهام والادانة , التي لا يرقي اليها الشك . لذلك كثرت حرائق ملفات الفساد , وعقود الصفقات المشبوهة  , وبراهين بسرقة المال العام ,  وغيرها من الجرائم بحق الوطن  . وما جريمة  الحريق الذي شب في مستودعات تخزين صناديق الاقتراع  للعملية الانتخابية الاخيرة , ما هي إلا سلسلة لمعالم طمر فعل الجريمة واخفاء دليل الادانة والاتهام  , في دولة عراق الفساد والرشوة والسحت الحرام , واصبح المال الحرام , يلعب دوراً أساسياً في مظاهر الحياة العامة , ضمن اخطبوط الفساد المتوغل في كل زاوية من معالم الحياة , بواسطة حيتان الاحزاب الاسلامية الحاكمة   , منذ أن  استولوا على مخناق الحياة , واقاموا النظام الطائفي , الذي ولد من رحمه ,  شريعة السحت الحرام , نهجاً وسلوكاً وعقيدة ومبدأ  , طوال 15 عاماً من حكمهم , الذي سمي بسنوات الدمار والعجاف  الكارثية . لذلك نسمع بين فترة والاخرى , صيحات تعلن عن كشف عن صفقاتمشبوهة أو فضائح السرقات , بعمليات الفساد الكبرى المدبرة  . فقد اصبح الفساد , سلوك واخلاق وتصرف ونهج عملي يومي  . ولم يتوانوا في ارتكاب , أبشع الجرائم . ولم يتوانوا في اقتراف افعال مشينة بالخزي والعار , لانهم فقدوا الضمير والاخلاق والقيم والدين  . وانتهكوا حقوق المواطنين , بحرمانه من خيرات العراق , ومن الخدمات العامة . فقد ساروا بالعراق الى الفوضى والخراب . لكي تعيش حيتان الفساد , حياة الاباطرة بالبذخ والاسراف المجنون . وما قامت به المفوضية العليا للانتخابات , من تلاعب وتزوير وتزييف واحتيال , في العملية الانتخابية , إلا سلوك منطقي , من اخلاقيات النظام الطائفي وقيمه ومبادئه  , لان المفوضية العليا للانتخابات , ولدت من رحمهم . وماقامت به , لا يختلف قيد أنملة , عن نهج وسلوك الاحزاب الفاسدة الحاكمة , في انتاج  بضاعتهم , في التزوير والاحتيال والتلاعب , وبيع الاصوات الانتخابية , حتى بيع المقاعد البرلمانية , لمن يدفع بالعملة الصعبة . الدولار . وعملية حرق مستودعات تخزين صناديق الاقتراع للانتخابات الاخيرة . ما هي إلا جريمة وطنية , متعمدة ومقصودة , ومخطط لها , في دقة والامعان ودراسة , لتغطية على الجريمة بحق العملية الانتخابية , وجاءت لصالح القوى المتنفذة , والرؤوس الفاسدة الكبيرة . وجاء بأمر من الاحزاب الخاسرة في الانتخابات . التي لم تعد تخجل من افعالها المشينة , فقد تعودت على سرقة المال العام , وعقد صفقات وعقود مشبوهة . انها فقدت الاخلاق والمصداقية حتى بنفسها  , وما جريمة حرق صناديق الاقتراع . التي احترقت بالكامل حسب تصريح وزارة الداخلية . وتحولت اصوات الناخبين الى دخان ورماد . انها جريمة بشعة بحق الناخب العراقي . وجاء هذا العمل الاجرامي الخطير . بعد قرار البرلمان بتجميد عمل المفوضية العليا , وبعد قرار مجلس القضاء العراقي الاعلى , في تسمية 9 قضاة يتولون مهام صلاحيات مجلس المفوضين والمفوضية العليا المجمدة , في اعادة الفرز والعد اليدوي , وألغاء الفرزالالكتروني . انها مهزلة وجريمة بشعة بحق الوطن . ولا يمكن ان تمر بدون عقاب . أن الفاعل معروف ومعلوم بالاسم والهوية . ولا يمكن حجب هذه الحقيقة بالغربال . انها جريمة خطيرة , من شأنها  تعقيد الوضع السياسي بالتأزم والاحتقان الى الاسوأ  , ودفع العراق الى المجهول , او الى نفق مظلم , في اشعال فتيل  النار والعنف الدموي  . واذا كان هناك ذرة من الحرص والمسؤولية ,  ينبغي تقديم المفوضية العليا الى العدالة فوراً دون تأجيل  , بانها احرقت الاخضر واليابس ....................... والله يستر العراق  من الجايات !!
جمعة عبدالله

333
سؤال بسيط  الى وزارة الكهرباء . أين ذهبت 50 مليار دولار ؟
يعيش الفساد في  عصره الذهبي في العراق  , وحكاياته التي هي أغرب في الخيال , في  السريالية  الغرائبية , في نظام الاحزاب الطائفية  الحاكمة  , التي تدير أدارة البلاد وشؤون العباد , تحت بركات حكم نظام المحاصصة الفرهودية  , فقد تفاحلت المشاكل والازمات اكثر من السابق  , منذ سقوط النظام الدكتاتوري , ولحد آلآن  وعلى مدى 15 عاماً , عجزت الحكومات المتعاقبة , في معالجة مشكلة الكهرباء , فقد اصبحت الازمة الخانقة , التي تروع وترهق المواطن ظلماً وتعسفاً , في شكلها البربري والهمجي  , وتمثل لوحة قاتمة السواد   للعراق والعراقيين , فقد فشلت هذه حكومات العهد الديموقراطي القرقوزي , في ايجاد معالجة وحلول تريح المواطن , من الانقطاع التيار الكهربائي ولساعات طويلة , وخاصة في فصل عز  الصيف الملتهب والحارق , في القيظ الجهنمي والعطش  , دون رحمة بالعباد , في ايجاد بصيص انفراج لهذه الازمة المستفحلة , فقد رفعت الحكومات المتعاقبة , الراية البيضاء بالفشل الذريع ,  في تحسين تشغيل التيار الكهربائي , حتى لو  اكثر ساعة او ساعتين اكثر من السابق , رغم ان الدولة ضخت مبالغ طائلة وخرافية , تقدر بمبلغ 50 مليار دولار . لكن ازمة  الكهرباء تسير من السيء الى الاسوأ  , حتى أسوأ  من العهد النظام الدكتاتوري السابق , الذي كان يجهزالمواطنين , في  تشغيل التيار الكهربائي يومياً , من 5 الى 8 ساعات يومياً , بينما نظام المحاصصة الفرهودية ,  لم تتعدى ساعات التجهيز  عن 3 الى 5 ساعات يومياً من تشغيل التيار الكهربائي , ومهما ضخت من اموال اضافية , لم يتغير الوضع المأساوي قيد أنملة  , كأنها تزرع في ارض صحراوية قاحلة ورملية  , او بالاحرى لا تذهب الاموال الى معالجة مشكلة الكهرباء , وانما تذهب الى جيوب الفاسدين ,  بضمائر ميتة , وقلوب حجرية , لاتعرف الرحمة  والشفقة . او ان المواطن خارج المنطقة الخضراء , يعتبر من  الحيوانات السائبة التي لا  تستحق العيش والحياة , وإلا ما معنى المنطقة الخضراء تتمتع ببذخ الكهرباء والاسراف في الاستهلاك  , لا ينقطع عنها التيار الكهربائي طوال اليوم , حتى ولا لحظة واحدة  , رغم حجم الاستهلاك والاسراف الكبير بالطاقة الكهربائية . والمواطن خارج هذه المنطقة الخضراء  , اي في المنطقة الحمراء , محروم من هذه النعمة ومن بركة الكهرباء  . لماذا يتجرع القيظ الملتهب والعطش  , في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة . ولم يسمع المواطن , سوى الوعود , تبشر به وزارة الكهرباء كل عام  , بأن هذا العام سيتحسن انتاج الطاقة الكهربائية بشكل كبير , ولا ينقطع التيار الكهربائي لساعات طويلة , وسيشهد المواطن تحسن كبير في تشغيل التيار الكهربائي ويتمتع بصيف بارد داخل بيته  , ولكن يحدث العكس تماماً , حيث ينقطع التيار الكهربائي , في عز الظهيرة الحارقة والساخنة , وتكتمل فصول المأساة العراقية . فلا كهرباء ولا ماء . كان هناك نهج في تعذيب المواطن بشكل سادي دون رحمة وشفقة . ان ازمة الكهرباء , تمثل صورة ساطعة لشريان  الفساد الشرس , الذي استولى على عقلية المسؤولين والمشرفين عن شؤون عباد الله , بأن كلما ترصد الاموال وتضخ المبالغ الطائلة  , يبلعها الفساد ( مثلث برمودا ) . فلا تحسين في خدمات الكهرباء ,  كالخدمات الاخرى التي تشهد البؤس والحرمان في كل ميادين الحياة   . وهذه المشاكل والازمات , باقية مع , لا يمكن ان تزول , مع وجود الاحزاب الفاسدة ونظام المحاصصة الفرهودية في دفة الحكم والسلطة  . تظل خيرات العراق لحيتان الفساد وحدها دون غيرها  , اما المواطن مغلوب على أمره , فلا في العير ولا في النفير ....................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 
 
 

334
قراءة في الديوان الشعري ( أشجار لاهثة في العراء ) للشاعر سعد ياسين يوسف

جربة الشاعر، غنية في الابداع، والتألق الشعري، في الظاهرة الاسلوبية الجديدة في تعاطي الشعر ومنصات ابداعاته، فله ميزة منفردة على خارطة الشعر العراقي، في منجزه الشعري، بأن يتعاطى جماليات رمزية في مدلولها الايحائي المبتكر في الخلق ، في رؤى الترميز الشمولي للاشجار، في فضاءه ورؤيته الفلسفية، لذلك يطلق عليه، شاعر الاشجار دون غيره من الشعراء . ان تداعيات الترميز الشمولي للاشجار، في آفاقه الواسعة، يحتضن في طياته ومكنوناته من، الوطن . الحبيبة . الانسان، على خلفيات الارث الحضاري، والموروث الشعبي، وما تحمل من هموم وهواجس واحزان، للانسان الداخل والخارج . لذلك الشاعر يفتح مفاتيح آفاقه الشعرية، بالرؤى والرؤية الفلسفية للاشجار، يتخذها ركيزة للانطلاق الواسع، للحياة والواقع، ويطرح اسئلته في لاهاث، تبحث عن مأوى يشق خيوط العتمة والضبابية . فهو يتعامل بلغة الاشجار ومفرداتها . في سماء العراق . في شفاه الفقراء . في لوعة المغترب والغربة الثقيلة . في الجنوح الى العنف الدموي، الذي يهلك الحرث والنسل . في هموم العراقي وتطلعاته عامة، في الحلم والامل، في خروج العراق من عنق الزجاجة . اي اننا امام جغرافية وتضاريس واسعة لرمزية الاشجار، وبكل بساطة يمسك جمرة النص الشعري، ويرميها في الذات العامة او الجمع العام ، اي انه بكل اقتدار يخرج من اسوار الذات، الى الاسوار العامة وجنوحها العام . ليخرج المضامين الدالة في مدلولاتها التعبيرية . انه يلهث وراء الظواهر العامة، المكشوفة وغير المكشوفة، ليحاجج بها، بقوة الايحاء، ومنطق الحجة البليغة . انه يبتكر الصور التصويرية، بدهشة ابداعية، في معانيها العميقة، في تسمية الاشياء بأسماءها . لينطلق من خيمة الوطن (الاشجار)، في احاسيس مرهفة، بما يفرزه الواقع الفعلي . لذلك نجد رمزية الاشجار، تملك واقعية بين ثيمات الواقع . تملك الخصبة في الدلالة . فالاشجار هي الوطن، بالمحتوى والمضمون الرؤيا، في عمق تفاعلها، وتجليات تداعياتها . لذلك يمكن ان نقول ان منجز شاعر الاشجار (سعد ياسين يوسف) ظاهرة شعرية جديدة بكل معنى الكلمة، في رؤيته الفلسفية للاشجار، التي تمثل جمال الابداع في عنفوان، قوة التآلف في مكونات القصيدة، في قوة الصياغة، التي تحمل صور في الايحاء والدلالة والرمزية، يهدر بشغاف أبجديته الشعرية بكل تدفق متناسق في عفويته ملهمة، لكي يرسم لوحات تعبر عن وهموم الوطن، وهموم الانسان عامة، يتلوها في صيغة تراتيل نغمية صادحة الايقاع، تحرك الذهن بالمشاركة الفعلية، بالتأثير المحفزوالمؤثر، كأنه يغسل جراح العراق النازفة، يدعو الطيور المهاجرة أن لا تترك اعشاشها لاهثة في الفراغ، ان يكون الحبل السري، القاسم المشترك، في الثبات والتحدي . ليكون الوطن اقوى واكبر من كل الاشياء. فهو منبع الحنين والشوق والاشتياق، وهذا ما جسدته قصائد الديوان (اشجار لاهثة في العراء) . بجلاء ووضوح، في الرؤى والرؤيا . لنفتح كتاب التراتيل . ونتلمس بعض قيمتها الغنية . وما تكتنز من حقول ابداعية وتعبيرية متمكنة .
1 - ترتيلة الدم البريء: حينما تكون الاشجار عارية، اما الغزو التتار الجدد، المدججين بثوب بالوحشية والحقد الاعمى . فتتساقط اوراق اغصان الشجرة (العراق) في سموم الهمجية الجديدة، وتتساقط الاوراق الخضراء وبراعمها اليانعة، على سلم الفجيعة السوداء . وتتقافز اشباح الظلام، تبحث عن طرائدها البريئة. حتى تغتال ابتسامة الاطفال، وتحول الاعياد الى مآتم للاحزان . كما فعل المجرمون القتلة، في منطقة (الكرادة) في بغداد. في الحادث الاجرامي، بينما كان عامة الناس . يتبضعون، استعداداً لعيد الفطر المبارك عام 2016، وراح ضحية العمل الاجرامي اكثر من (1500) شهيد وجريح . معظمهم، من النساء والاطفال والشباب .
غنجُ المساءاتِ
موسيقى ...
توقفت على سلم الفجيعة ِ
خطوات راقصةً
 على رصيفِ صعد الى السماء
فوق نافورة من دمٍ
توضأ بالبراءةِ
فالموت بجناحيه المهولين
تسحرَ (بالكرادة)
وافطرَ جثثاً متفحمة،
صرخة فقدٍ
تهزُ سماء اللوعةِ
عيوناً من صبار
ترتلُ بثياب سوداء
ترتيلة عيدٍ وئيدٍ
2 - احتجاج الشجرة عند الرب
حينما يسود العنف الاسود، ويحجب الشمس، فتتقافز خفافيش الظلام والظلامية، فتمطر السماء ضحايا وقمصان الدماء . ويصبح الموت يتجول بكل شهيته النهمة، فينهش بحرائقه، الاطفال الابرياء، الذين فقدوا رونقة العيد، فقد اصبحوا فحم ودخان، وثكلت امهاتهم، بفلذات اكبادهن . فما موقف الرب من هذه الجرائم الوحشية، في حق عباده الابرياء، ما يكون موقفه . حين يأتون اليه اطفال بلا عيون . حاملين هداياهم من الوحوش الادمية، اين غضب الله . من هذه المشاهد المرعبة، من جحافل الموت وسفك الدماء من المغول الجدد . من هذا الحقد الوحشي الذي يطال الاطفال الابرياء، براعم تتفحم في حرائق وتتساقط كاوراق الغصون الخضراء . لقد قامت قيامتهم الوحشية يارب العالمين .
عفوكَ ربي
قامت قيامتهم
سيأتونك عند سدرة المنتهى
ولكن كما رسمتهم النيران
لا كما خلقتهم في أحسن تقويمٍ
حاملين هداياهم
اطفالاً بلا عيون
تشرق شمس الكركراتِ
من محاجرهم
يحملون ملابس بيضاء
بلون الفرح القتيل
لم تلبس بعد، ودمى مبتسمةً
بعضهم مازالوا متعانقين
3 - ترتيلة المشرد
فجيعة الطيور التي غادرت اعشاشها، قهراً وعنوةً . وتركت احلامها وراءها تئن بوجع مؤلم ، وهي تلوح من نافذة الروح للوطن، الذي تركهم في العراء بلا مأوى . وهي تسير نحو الزمن المجهول، خلف خطوط الزمن، تشق بحار الظلمة، الى الضفة الاخرى، شاخت في عناء المصيبة، وانتصبت عيناها، الشحوب وجفاف الدموع، غارقة في الحزن المتفجر في صمت رهيب، وهي في ريح الوحشية، فتسقط غصنا بعد اخر، بعد غصة في لهاث العراء
قدت من جهات أربع
حتى أستحال الدم نهراً
من رمال سفتها الريح
لا غصن يشير أليك
كل السهام أستنفرت اليباب
غير أنك كلما أندس فيك سهمٌ
نز من عريكَ وردٌ
لتظل هناك على شفا الافول
كبوذي ينثر رماد أسلافه
في احمرار الافق
لغة للغيابِ
وبلا ثياب تنسل من جسدي
والغصون وتساقط
غصناً فوق غصنٍ
فوق غصنٍ
فوق غصة
حتى تقطعت أزرار السماء
4 - ترتيلة الشهيد: يوم هاجت السماء بغضب الله، على صلب الشهيد، غدرأ وعدواناً وحقداً، سفكوا الدم الطاهر على الجسر . لكن صلبه تحول الى عرس لملائكة الله، زفت روحه الطاهر الى الجنة الله، لتفوز بالشهادة والمجد، فهؤلاء القتلة الاوغاد، صلبوا جسده، لكن روحه حلقت في اعالي السماء، مجلجلة بالفوز العظيم، وخسأوا القتلة الاوغاد . . القصيدة مهداة الى روح الشهيد (مصطفى العذاري)، الذي صلبه مجرموا داعش الوحوش، على جسر الفلوجة، بعد أسره
يوم انشقت السماءُ
لتطل وجه الله
وهو يبارك وجهكَ المرفوع نحوه
ما بين ماءٍ وسماءٍ
تنبت الاجنحة التي اشتهيتَ
وتعرج لسماواتها
لتكن هناك
قاب قوسين .... وشكوى
دمك الذي سفكوهُ فراشاتِ
تحط على ركن اللهِ
سيرتل حبل صلبك آيات الغضب
من لفافة رجلك البيضاء المدلاة
في فراغ
.............
يا أيها المصلوبُ
يا أيها المحلقُ
بلا وجوه
هم أصطفوك ليقتلوك ؟؟
لا ....
أنت أصطفت وقوفك هكذا
ولكم انشدت حزناً وحسرةً
ياليتنا .....
5 - ترتيلة الحلم:
الحلم الذي يشع ربيعاً مزدهراً في الحقول، الحلم الذي يغور في الشاطئ الدفئ والامل، الذي يزرع البسمة في الشفاه وعلى جدار القلب، ويمرح في نسيم الفصول، ليغسل الروح بالمطر والموج، الذي تحلق به فراشات لتطير، وتصوغ قلادة للقلب النابض بالحياة، الذي يوشوش، ويداعب هواجس الوجدان، لتخلق منه شمعة الفرح الذي يغسل الاحزان ، التي تغمر الروح بالضياء الاتي،
أستنهضُ الامواج
يصعد في مدك
أكاد ألامس كفكَ الآن
أضمك
أشعل شمعة الفرح
المؤجل
فيغمرني الضوء
أرتفاع الموج
يوقظني
أمد يدي فتعود دامعةً
وبها بعضً حفيف
أجنحة الفراشات
التي غيبها البحر
يداعب راحتي
 
جمعة عبدالله

335
رواية ( النبيذة ) المقارنة في منظومة القيم الاخلاقية  بين النظام الملكي ونظام صدام حسين
سلطت  هذه الرواية , للروائية العراقية ( أنعام كجه جي ) على  جملة تداعيات , في مسار الاحداث السياسية وتطوراته وتبدلاته وتقلباته  ,  من مراحل  تاريخ العراق السياسي , خلال ثمانين عاماً , اي ان المتن الروائي , يحاول ان يعطي مسح استقرائي , على الواقع السياسي / الاجتماعي  , في منظومة القيم الاخلاقية , . وكذلك في ابراز جوانب من  جمالية الحب وعاطفته , الذي يبقى حياً ينبض بكل تفاعلاته  في القلب والوجدان , مهما تقدم الزمن وتبدلت الظروف ,  وتقدم قطار العمر  , فيبقى بؤرة روحية تعيش مع الذكريات , في احلى انغامها ,  فيبقى هاجس الحنين والشوق , يداعب الذاكرة , والنص الروائي يروي حياة ثلاث شخصيات , امرأتين عراقيتين , ورجل فلسطيني , من اهل الشتات والنكبة لعام 1948 . ويتوغل السرد الروائي في غور الاحداث , في عدة اشكال واصناف واشكال تعبيرية , في غمار الكشف الحياتي  , في المنظور الروائي ومساحة فضاءه  , في النواحي البحث التاريخي والوثائقي , او من خلال المذكرات الحياتية والصحافية , وبرعت لغة السرد في تقنياتها الفنية والتعبيرية . التي جمعت في وعاء واحد , الواقع والخيال الفني . وهذه السمة الاسلوبية في تعاطي النص الروائي , للروائية ( أنعام كجه جي ) , وكما في رواياتها السابقة ( طشاري . الحفيدة الامريكية . سواقي القلوب ) . فهي براعة  نتاج تجميع واقعية الاحداث التي حدثت فعلاً وحقيقة , وتعطيها صبغة من  الوان الخيال الفني , في عينات شاهدة على الحدث , عاشت في ضخم الاحداث , وتشعبت في  مساراتها , وهذه الرواية ( النبيذة ) اضافت اليها ابداع واقعي وجوهري , هو المقارنة , بين منظومة القيم الاخلاقية , التي كان يتحلى بها , النظام الملكي , ونظام صدام حسين . من خلال تجربة الشخصية , العينية والفعلية , التي كانت قريبة من رجال النظامين , في صورها الفوتوغرافية بدون رتوش وتجميل  , وانما على حقيقتها على الواقع . وخرجت من صندوق الذاكرة , في صورها التعبيرية والفعلية , في عملية استرجاع الذاكرة في ( فلاش  باك ) , وسلطت الضوء الكاشف على شخوصها , التي خاضت تلك التجارب العينية . لذلك لابد من كشف استقرائي لابرز شخوص الرواية الثلاث  .
×× تاج الملوك عبدالمجيد : في العمر التسعين عاماً . راقدة في المستشفى العسكري في باريس / فرنسا . استيقظ شريط ذاكرتها , على المريض الراقد في الغيبوبة ,  في الغرفة المجاورة لها  . ويهمس لها الشرطي بأنه ( بن بله ) الرئيس الجزائر السابق , ناهز على التسعين عاماً , يتعالج في مستشفى عسكري عند مستعمريه . وقد منعها الشرطي من مقابلته , لانه في غيبوبة , لذلك تستفز اعصابها , بأنها هي التي انقذته من محاولة اغتيال , عندما كان شاباً , خلال تواجده في مصر عبدالناصر , ويعود بها شريط الذاكرة , الى العهد الملكي في العراق , حين كانت شابة في العشرين من عمرها , ومجيئها الى بغداد من ايران , وتمتهن مهنة الصحافة , وتكفل بدعمها النظام الملكي , برعاية الابوية من الباشا ( نوري السعيد ) حتى اصبحت مدللته , في اصدار مجلة ( الرحاب ) برئاستها , وتتلقى الدعم المادي والمعنوي من البلاط الملكي , وحتى المقالات يعطيها ( نوري السعيد ) رؤوس الاقلام , لتكون منها مقالات سياسية تنشرها في مجلتها , وكانت تحظى  بكامل الحرية ,  تعمل وتنشط في مجالات مختلفة ,  وتدخل الحفلات العامة والخاصة , ومقابلة كبار الدولة والرؤساء الزائرين , وكانت نشطة في تحركاتها في الانشطة  الادبية والفنية , توثقت علاقتها  مع الادباء والسياسيين البارزين , وحتى في الاوساط الشيوعية , فكانت تدخل على الباشا ( نوري السعيد )  في اي وقت كان دون موعد . وتنقلله  نشاطات وحركات الشارع السياسي . وكذلك اخبار المظاهرات والاحتجاجات والاضرابات , التي عمت الشارع العراقي , بالهيجان والغضب الشعبي الواسع . ضد ابرام معاهدة ( بورتسموث )  . التي حولت البلاد الى غليان عارم . حتى الباشا ( نوري السعيد ) وجد نفسه , غارق رأسه بالهموم السياسية المستجدة  ,  في محاولات  تفادي تدهور الوضع العام نحو الاسوأ , من ان  الشارع اصبح ملك   المتظاهرين والمحتجين , وملك للمعاضة السياسية واحزابها   . ودخلت على الباشا  عليه علامات التذمر تلوح على ملامحه :
( - ايش جابك بهذا الوقت ؟
( - جناب الباشا . اريد اعرف شكو ماكو ؟
( - وشوية سرسرية مهيجين البلد ) ص126 .
لكن الاوضاع العامة تسير الى ألاسوأ ,  بتصاعد المد الشعبي المعارض لتفاقية ( بورتسموث ) , وخوفاً من انفلات الوضع عن السيطرة في عموم العراق , وان تنقلب الى صالح المعارضة السياسية والشيوعيين , التي وصلت المظاهرات  الى قمة التحدي في وثبة كانون عام 1948 , وسقوط شهداء على الجسر , لم يبق طريق للحكومة في انقاذ نفسها من السقوط المحتم  , سوى  ان تستجيب الى مطاليب الشعب . في ألغاء معاهدة ( بورتسموث ) واعفاء ( صالح جبر ) من رئاسة الوزراء . وتكليف ( محمد الصدر ) في تأليف الوزارة , واطلاق سراح الموقوفين . وحتى النظام الملكي الذي زج بالشيوعيين في السجون , وبقادتهم . وجد نفسه مضطراً ان يتباحث معهم في شخصية   نوري السعيد .  ان يقابل سكرتير الحزب الشيوعي ( فهد ) محاولاً اقناعه بالمساومة , ان يأخذ المال والمناصب , في سبيل تهدئة غليان الشارع . وبتنفيذ كل المطاليب التي يرغب في تنفيذها .
( - أترك المبدأ الهدام وخذ ما تريد ....
( - أريد توزيعاً عادلاً لثروات البلد على العراقيين
( - حتى الدين لا يقر بهذا . الالحاد لا يناسبنا ) ص151 .
وتنضم ( تاج الملوك عبدالمجيد ) الى صفوف الشعب والمعارضة , وتشترك في النشاطات الجماهيرية في الاحتجاجات والاضرابات , وتنشر المقالات السياسية لصالح المعارضة السياسية , وتشترك مع الشيوعيين في نشاطاتهم الشعبية اليومية  . وتتابع يوميات الوثبة لتنشرها في الجريدة , بسقوط الشهداء ونشر صورهم . وتنشر جلسات محاكمة قادة الحزب الشيوعي , واقوال دفاعهم في المحكمة , ومحضر جلسات اقوال ( فهد ) في المحكمة . حتى اللهبت الجماهير في الحماس , في تتبع جلست  المحاكمة واقوال الدفاع , في نشر  الجلسات اليومية , مما زاد سعر الجريدة من عشرة فلوس , الى مئتين وخمسين , وتباع في السوق السوداء . مما احرج الحكومة ووضعها في ورطة عويصة , وفي احدى المرات دعاها الباشا ( نوري السعيد ) الى بيته . فأستعدت بذلك بفرح لهذه المناسبة , وتخيلت بأنها ستدخل قصراً شامخاً , وستجد زوجته , الست ( ام صباح ) مثقلة بحمل الجواهر والذهب , لكن خاب ظنها , فلم تجد بيتاً , إلا مثل البيوت البغدادية , والست ( ام صباح ) أمرأة بسيطة متواضعة , بدون ذهب وجواهر . وبعد الاحداث السياسية الدراماتيكية , اضطرت السفر الى ايران , ثم الباكستان , واشتغلت في اذاعة كراتشي الناطقة بالعربي . حتى اعنلت  في الاذاعة ,  خبر اعدام سكرتير الحزب الشيوعي العراقي  ( فهد ) . , تعرفت على ( منصور البادي ) فلسطيني من اهل الشتات والنكبة 1948 , وارتبطت معه في علاقة حب عاطفية , سكنت في سويداء القلب , ورغم اغترابه في عديد من بلدان العالم , لكن حرارة الحب ظلت متوهجة في جوانحه وقلبه   , لم تنطفيء , وظلت حرارتها تنعش الذاكرة , مهما تقدم الزمان وتبدلت الظروف . فالحب الحي يبقى حياً لا يموت , يعيش مع الحياة والعمر .
 وبعد ذلك تحط حقيبة  ( تاج الملوك عبدالمجيد ) في باريس , وتتزوج من ضابط فرنسي (سيريل شامبيون ) واصبح اسمها ( مدام شامبيون ) . وتجند في مهمة اغتيال ( بن بله ) خلال تواجده في مصر , وكانت مسؤولة في اعطى الاشارة للهدف المطلوب للاغتيال , بالاشارة المتفق عليها , وترصد مجيء ( بن بله ) وعرفته عرف اليقين , وهو يقترب منها  , لكنها لم تعطِ اشارة الاغتيال . فقد تزاحمت الافكار في  رأسها . فقد تذكرت شهداء الوثبة الذين سقطوا على الجسر ( جاء احمد بن بله وعرفته من الصور , لم يكن يكن لدي ادنى شك , ونظرت الى الشارع الفارع امامي . ولا ادري ما اصابني . تزاحمت الافكار في رأسي . تذكرت شهداء الوثبة في بغداد , وحزني في جنازاتهم , غضبي على الانكليز , وعطشي للحرية ) ص284 . وتعود الى باريس محطة العمر الاخيرة .
×× وديان الملاح : عاشت في بغداد , وهي صغيرة برعت بموهبة الموسيقى وتعلمها , لذلك سجلت وهي طفلة صغيرة , في مدرسة الموسيقى والباليه , وتدربت  على يد اساتذة محترفين , وبرزت في عزف الكمان  , رغم  انها ولدت ضعيفة السمع , لكنها كانت منشدة الى العزف الموسيقي , وعاشت جحيم الحصار الدولي الخانق , في عهد صدام حسين , والظروف الصعبة , في تدهور المستوى المعيشي للحياة , وكذلك حالة الخوف والقلق من سطوة النظام الطاغي والمستبد  , وحالة التدهور في جميع مناحي الحياة , حتى اصبحت اصبحت قيمة الدينار العراقي , لا تساوي ورق لف السكائر ( المزبن ) ( صار دينار العراقيين , ورقاً لا يصلح للف السكائر . تتسلم تقاعد أبي , الذي كان يسد بعض حاجتها , ثم ماعاد يشتري به كيس بصل )ص216 . مقابل والمجون والتهور والبذخ دون وجع ضمير , من حاشية القصر , وخاصة الاستاذ ابن الشيخ ( وهي اشارة تعني عداي صدام حسين ) في مجون حفلاته الماجنة بالبذخ والاسراف المجنون . مرة دعاها  الى الاشتراك في حفلات التنكر , اي كل مدعو يرتدي عاهة , في حفل التنكري الذي يقيمه ابن الشيخ  , فاذا به يقف في وجهها مزمجراً كالوحش الضاري لافتراس ضحيته  . ويقول لها :
( - حفل تنكري للمعاقين , كل مدعو يرتدي عاهة .
( - انا متنكرة 
( - هل تأخذيني على قدر عقلي ؟
( - عفواً استاذ . هذا التنكر الذي خطر في بالي .
( - لا ارى عاهتكِ ؟
( - طرشاء . الصمم لا يبدو على صاحبه
يقهقه مثل ثعالب ماكر
( - طرشاء ! هل سمعتم ؟ انها متنكرة في زي طرشاء , لماذا توقفتم عن الرقص ؟ ارقصوا كلكم وارفعوا الموسيقى / صاحبتي طرشاء ولن تتضايق ) ص33 .
ويمارس  بحقها ابشع اساليب التعذيب , ثم يثقب طلبتي اذانيها , لكي تصاب بالطرش الكلي ( كان عليَّ أن اتأقلم مع محنتي . ارتديها ثوباً أدس به كياني حتى لو لم يكن على مقاسي , لاتأتي العاهات على مقاس أحد , لكن مصاحبتها ترفع عنها مع الايام حرج الاختلاف عن الاخرين , هكذا تعودت وضعي الجديد . قدري وانا محكومة به ) ص76 . وكانت مخطوبة الى ( يوسف ) من جماعة ابن الشيخ وساعده الايمن , لكن رغم مركزه ونفوذه المهيوب , لم يستطع انقاذ خطيبته وحبيبته التي يروم الزواج منها  , وهي التي  انتظرته , خمس سنوات , حتى يخطبها , وتنتظر اليوم الموعود بالزواج , لم يسعفها في محنتها , ولم ينقذ شرفها من الاغتصاب , حين استدعاها ابن الشيخ  الى قصره , لكي تنغرز مخالبه في اغتصاب عذريتها , ولا حيلة لخطيبها , سوى الانزوى بالنحيب والبكاء , وهي تسير الى قدرها المشؤوم , ويوم النحس المرصود لها , فبدلاً من تنتظر فرحة الزواج , تنقاد الى اغتصاب عذريتها , كأنها محكوم عليها في الاعدام , وتسير نحو حبل المقصلة . هكذا اثبت خطيبها العجز وتركها كالنعجة تنقاد الى المسلخ  , فقد اكتملت ادوات  الجريمة بالاغتصاب , ثم رماها في الشارع , تلوك العار والهزيمة , وتبكي بدمع حارقة على جريمة الاغتصاب الوحشية ( احمل عذريتي وافكر في اخرج بها الى الشارع , اسير على ارصفة مدينة منتهكة , كان الحصار الخارجي يخنقنا , والضغط  الداخلي يزهق الارواح . أقرأ بكل وجه أمر به , هل كسروا كرامته . أم مازال على قائمة  الانتظار ؟ ) ص180 . ولم يعد للوطن قيمة لحفظ كرامة المواطن  . وانما اصبح وطن ينتهك الكرامة والاعراض والشرف . لاشباع عربدة المخبول  ابن الشيخ ( عدي صدام حسين ) . الذي لايقيم وزناً لكرامة وشرف المواطن , في اشباع هوسه جنونه الشاذ , ففكرت بالهروب من الوطن اغتصب عذريتها بوحشية سادية , وسنحت لها الفرصة , ان تسجل اسمها ضمن بعثة الى فرنسا , في تقوية اللغة الفرنسية بالاشارة للمصابين بالطرش , ونجحت بذلك , لتترك عراق صدام حسين . في وجهه المرعب . واثناء تواجدها في فرنسا , راجعت المستشفيات في العلاج  , في اصلاح العطب الكلي بالصمم . وهي تشاهد اخبار العراق بعد سقوط نظام صدام حسين . شاهدت ابن الشيخ ( عدي صدام حسين ) مقتولاً ممدداً على مشرحة الطب العدلي . حتى انهالت عليها ذكريات تلك الايام المرعبة والجحيم الذي عاشته , وذاقت الهوان وحطم حياتها ( لم أكره ذلك الوحش , لانني بسببه هجرت البلد . بلدي واهلي ورجلي الذي أحببت ,كرهته لانه أعطب سمعتي وسلبني موسيقاي , مهنتي توأمي , منذ وعيت على الدنيا . كان في مقدوره ان يطلق النار بين عيني , يشنقني على مدخل المسرح الوطني . يسحلني بين ساحة التحرير وباب المعظم , لكن الموت راحة , وهو اراد ان يتسلى بتعذيبي , ويقهقه مع صحبه . يراني ميتة تسير على قدمين ) ص 76 .
× رواية النبيذة . أنعام كجه جي
× اصدار . الفكر الجديد
× سنة الاصدار . عام 2018
× عدد الصفحات .325 صفحة
جمعة عبدالله
 

336
الرهانات الصعبة لقائمة ( سائرون )
خلقت الانتخابات النيابية , وضعاً جديداً غير مألوف في المشهد السياسي العراقي , رغم المقاطعة الشعبية الكبيرة التي تجاوزت على 60%  .  حالما انتهت عملية التصويت واعلان النتائج النهائية الرسمية , لانتخابات مجلس النواب العراقي , حتى تدلهم المشهد السياسي بالتشنج والاضطراب  , وسلوك نهج كسر العظم بين الاطراف السياسية الحاكمة  , وبرزت على السطح كل قاذورات احزاب الفساد , في محاولات محمومة  بالحمى عالية السخونة , في افشال نتائج الانتخابات , وسرقة الفوز من  قائمة ( سائرون ) التي جاءت في الصدارة الاولى في عدد المقاعد النيابية , في تعكير المناخ السياسي بالفوضى والبلبلة , ومن شأنه  الدخول في ازمة سياسية غير محسومة العواقب . ومن شأنها ان تزيد من حدة التطاحن والتناحر السياسي القائم  . مما يؤثر سلباً على الانفلات الامني . في محاولات ألغاء نتائج الانتخابات البرلمانية  , والدعوة الى انتخابات جديدة , وتيسير الامور بحكومة  موقتة , او حكومة تصريف الاعمال . يعني خلق فوضى عارمة قد تؤدي الى عواقب وخيمة , حتى تبقى رموز الفساد , هي الفاعلة وهي المتحكمة وبيدها القرار السياسي , بذريعة  الاتهام للمفوضية العليا للانتخابات, في الفشل في نجاح  المسؤولية , وبأنها سمحت لعمليات التزوير والتلاعب والخروقات الكبيرة , ولم تأخذ الاجراءات الرادعة , ضمن صلاحياتها في التحقيق في الطعون والشكاوى  بالتزوير والتلاعب بالاصوات الانتخابية  . ان اتهام المفوضية بالعجز والفشل , يعود الى احزاب الفساد نفسها , الذين اصروا وتشبثوا في المفوضية الحزبية , التابعة الى احزابهم , اي لكل حزب حاكم له ممثل داخل المفوضية , ورفضوا الدعوات المتكررة , بتشكيل المفوضية العليا للانتخابات , من العناصر المستقلة غير تابعة لاي حزب كان  , عناصر مستقلة  تتوفر فيها الكفاءة والخبرة والنزاهة وتحترم المسؤولية , وتكون امينة على اصوات الناخبين. من اجل ضمان نزاهة الانتخابات ,  ونجاح العملية الانتخابية .  بشرف ونزاهة . ان المفوضية الحالية , ولدت من رحمهم , فاذا كان الاب , سارق وفاسد ولا يحترم المسؤولية ,  ويخون الامانة , واذا كان الاب تلعب في عبه الرشوة والمال الحرام . فماذا نتوقع من الجنين ( المفوضية ) ؟!!  غير السير على خطى ونهج وسلوك الاب . بدليل ليس فقط التجاوزات التي حدثت  في الداخل . وانما الكارثة والفضيحة ومهزلة المهازل .  نتائج التصويت لعراقيي الخارج , بحالات التزوير والتلاعب الكبير  ,  حتى  لا يخطر على العقل , بحيث بعض رموز الفساد الذين  سقطوا في الداخل  في التصويت الانتخابي , بنتائج مشينة وهزلية , عوضوا عن خساراتهم باصوات الخارج , نجحوا في الحصول  على بعض المقاعد  , وهي نتاج التلاعب والتزوير بشكل فاضح غير مقبول . يعني الهدف من التلاعب ,  تعويض الخسارة في شراء   اصوات الخارج , المغشوشة بالتزوير والتلاعب  , وهذا يعني  يجب ان تلغى المحطات الانتخابية , التي صاحبها التلاعب الفاضح , لانه لا يمكن وغير معقول . ان تفشل بعض رموز الفساد في الداخل ,  وتنجح  في الخارج . اية مهزلة اذا غضت الطرف المفوضية للانتخابات لهذه المخاطر في التزوير  , لذلك لم تعلن المفوضية رأيها واجراءاتها الرادعة  بحق المحطات المغشوشة , كأن سكوتها هو  تقدم هدية الى بعض رموز الفساد , حتى يخفضوا اصواتهم  في اتهام المفوضية ,  وهي محاولات  تقليل حجم الفوز لقائمة ( سائرون ) . التي يحاك ضدها ليلاً ونهاراً , الدسائس والمحاولات لسحب البساط من تحت اقدامها . وخاصة من القوائم والكتل السياسية , التي تدين بالولاء  المطلق لولاية الفقيه . ومحاولاتهم في جر قائمة ( النصر ) للسيد العبادي , في اغراءه بمنصب رئيس الوزراء .ولهذا  السيد العبادي يمسك العصا من الوسط , في موقف غير واضح وغير حاسم . فاذا اختار التحالف مع القوائم هي اصلاً  بيادق بيد ( قاسم سليماني ) . يعني بكل بساطة , شطب التوجه الوطني ,  والسير نحو المحاصصة الطائفية . وعودة رموز الفساد الى نفوذها السابق , في عملية افشال قائمة ( سائرون ) . ولكن المناخ السياسي العام السائد  ,  هو ضد نظام المحاصصة الطائفية ,  وعودة التحالف مع الفاسدين , يعني بكل بساطة اذا اختار هذا التوجه السيد العبادي , فأنه بكل الاحوال ,  سيكون الخاسر الاكبر , لان هناك احتمال قوي في  انشقاق قائمة ( النصر ) . ثم هناك اطراف سياسية فاعلة ترفض التحالف مع بيادق ايران , وعودة النفوذ الايراني كما كان في السابق . لكن محاولات رموز الفساد مستمرة  , ولكن يصاحبها الفشل  , فمن التهليل والتكبير بأنهم خلال 48 ساعة , سيعلنون تسمية الكتلة الاكبر وفشلوا في ذلك  , ومحاولتهم الثانية , في عقد جلسة  لمجلس النواب المنتهية صلاحيته , في استدعاء المفوضية , ومناقشة حالات الطعون والتزوير والخروقات والشكاوى  , التي صاحبت العملية الانتخابية , فلم يكتمل نصاب الجلسة البرلمانية , حيث كان عدد الحضور 105 برلمانياً من مجموع 328 مقعداً . والله يستر من المحاولة الثالثة والرابعة والخامسة .......... الخ . هذا يؤكد بأن الديموقراطية في العراق هشة قابلة لتقلبات والاحتمالات والمفاجأة ............ والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

337
أيران تهدد بنسف نتائج الانتخابات البرلمانية
حالما اعلنت النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية العراقية , حتى سارعت القيادة الايرانية , في ارسال الجنرال ( قاسم سليماني ) في ترتيب اوضاع ,  الاحزاب والقوائم ,  التي تدين بالولاء المطلق لولاية الفقيه ,  والتي تؤمن  بالوصاية الايرانية على العراق  , فأرسلته على عجل , واجتماعه في المنطقة الخضراء مع ائتلافي ( الفتح ) و( دولة القانون ) لتباحث في  المستجدات  المشهد السياسي الجديد  , وتدارك التبدلات السياسية الكبيرة ,  بفوز قائمة ( سائرون ) بالمرتبة الاولى حسب النتائج الاولية للانتخابات . وهذا الفوز يشكل ضربة قاصمة  للوصاية الايرانية , ويزعزع مكانتها ونفوذها  , وتدارك هذا الموقف الجديد في الشأن السياسي العراقي ,وقبل ان تخرج الامور  من بيت الطاعة لولاية الفقيه , بعد خسران بيادقهم  في نتائج  الانتخابات , التي جاءت صفعة قوية لهم . لذلك ان الزيارة الجنرال  , هي العمل  في لملمة بيادقهم الشطرنجية , في تشكيل  تحالف كبير , يؤهلهم تشكيل الحكومة المرتقبة   , حتى يبقى العراق تحت الوصاية الايرانية , وكما سارعت السفارة الايرانية في بغداد الى  التدخل المباشر , في شؤون الانتخابات , واعاقة تشكيل الحكومة المرتقبة  , واعطاء الضوء الاخضر الى بيادقهم السياسية , في ابعاد قائمة ( سائرون ) من التحالف , والمشاركة في الطاقم الحكومي المرتقب . وكذلك ممارسة اقسى اشكال  الضغوط  , على المفوضية العليا للانتخابات , في اجبارها على  تعديل نتائج الانتخابات , لصالح القوائم التي تدين بالولاء المطلق الى ولاية الفقيه , بما فيها ممارسة  التهديد في القتل , كما اشار بيان المفوضية , بأن احد اعضاءها , تعرض للتهديد بالقتل هو وعائلته , اذا لم ينصاع الى مطالبهم , مما اجبر على تقديم الاستقالة , حفاظاً على نفسه وعائلته من الموت  , واشار بيان المفوضية , الى الاتهام الصريح الى   الجهات المتضررة من نتائج الانتخابات . وهذا يثير القلق والمخاوف في رضوخ المفوضية , لتعديل نتائج الانتخابات تحت طائلة التهديد بالقتل  والموت , بأن تحاول تغيير النتائج  لصالح القوائم الكبيرة الخاسرة ,  والتي وجهت لها ضربة قوية في النتائج الاولية , وان تأخير اعلان عن النتائج الرسمية النهائية للانتخابات , كما وعدت المفوضية , بأنها ستعلن النتائج النهائية الرسمية خلال 48 ساعة , ولكن اصبحت ايام والشعب يترقب بقلق الاعلان الرسمي , بأنه يثير الريبة والقلق المشروع  , وربما يتعرض باقي اعضاء المفوضية الى التهديد بالقتل , اذا لم يلبوا الطلب  بالتتلاعب بالنتائج وتحريفها لصالح القوائم الكبيرة الخاسرة . هذا يدل على الخوف الكبير من فوز قائمة ( سائرون ) بالمرتبة الاولى . وكما اعلنت  بأنها ستسعى الى تمزيق الوصاية الايرانية والامريكية , وان يكون القرار السياسي بأيادي عراقية , دون اي نفوذ اجنبي , وكما هي ستسعى الى كسر الطوق الطائفي الذي حطم العراق , نحو التوجه الى الوطن  والوطنية , وتشكيل حكومة مستقلة من التنكوقراط , يخدمون الشعب , وتأمين الحاجات للمواطنين الاساسية  , وتحسين الخدمات العامة, وتنفيذ تطلعات الشعب , بالتغيير والاصلاح الحقيقي , ومحاربة الفساد والفاسدين , ورجوع الاموال المنهوبة من الخارج  . وهذا يعتبر نقلة نوعية في المشهد السياسي .
ان تدخل القيادة الايرانية السافر والصلف , في شؤون الانتخابات والشأن العراقي الداخلي   , في اجهاض فوز قائمة ( سائرون ) في تشكيل التحالفات السياسية  , وتشكيل الحكومة , واختيار رئيس الوزراء , كل هذه التدخلات من جانب القيادة الايرانية  , في سبيل بقاء  العراق تحت الوصاية الايرانية , وهي تكون  المتنفذة ,  والتي تقرر مصير العراق , وهي التي وضعت ( الفيتو ) والخط الاحمر , في عدم قبول الليبراليين والشيوعيين , لا في التحالفات , ولا في الاشتراك في الحكومة المقبلة , يعني تمزيق اللوحة السياسية الجديدة بفوز قائمة ( سائرون ) وعودة  الامور الى عهدها السابق . بأن تبقى يد أيران الطويلة , عبر بيادقها الشطرنجية , لذلك  سارع نوري المالكي عبر الناطقه الاعلامي لمكتبه , بأنهم بصدد تشكيل الكتلة الاكبر خلال 48 ساعة  , بتحالف تجمع قائمة ( الفتح ) وقائمة ( دولة القانون ) واطراف سياسية اخرى , عبر تقديم تنازلات ومساومات تجعلهم يلبون الدعوة الى التحالف والاشتراك في الحكومة  , وان  الجنرال ( قاسم سليماني ) سيسعى بكل الطرق , الى قطع الطريق عن قائمة ( سائرون ) وعزلها خارج التحالفات , بما فيها جر ( العبادي ) وقائمة ( النصر ) اليهم , عبر اغراءه بمنصب رئيس الوزراء , بشرط ابعاد قائمة ( سائرون ) من اي تفاهم او تحالف, وابعادها  من المشاركة في الحكومة المرتقبة .
ان كل السيناريوهات مفتوحة بكل الاحتمالات , من اجل بقاء العراق تحت الوصاية الايرانية , ولكن السؤال الكبير  . هل يقبل السيد العباي ان يبيع العراق  الى ايران , مقابل منصب رئيس الوزراء ؟  . وهل تقبل القوائم السياسية , بالوصاية الايرانية , مقابل تنازلات كبيرة تقدم  لها على طبق من الذهب ؟ ! .  وهل تقبل قائمة ( سائرون ) في احتمال تعديل نتائج  الانتخابات .  بالتلاعب لصالح بيادق ايران ؟ , حتى تفتيت طعم الفوز أم انها ستسحب البساط من ايران وبيادقها ,  وتنجح في التشكيل الحكومة القادمة وضع حد لتدخلات الايرانية , واختيار شخصية نزيهة لمنصب لرئيس الوزراء ؟ وهل تقبل ايران وبيادقها بذلك ؟ ام انها ستعلن الحرب الصامتة ,  ورجوع المفخفخات ,  وتدهور الوضع الامني , وخاصة المليشيات المسلحة  التابعة لولاية الفقيه , لم تستسلم الى الامر الواقع ,  في احترام ارادة الشعب التي عبر عنها في الانتخابات .  وان المشهد السياسي مفتوح على كل الاحتمالات . انه في حقيقة الامر  , صراع ايراني . عراقي     .......................   ولله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

338
لماذا أيد الفاسدون بيان المرجعية ؟!

لا احد يشك بأن المرجعية الدينية العليا , لها ثقل ونفوذ كبير في الشأن العراقي , وكلمتها مسموعة , ومن هذه المنزلة الكبيرة . كان الترقب كبيراً  في الانتظار في  اعلان بيانها الحاسم   ,  الذي راهن عليه الشعب كثيراً , وترقبه بصبر نافذ ,  ان يفتح آفاق  الامال والطموحات الكبيرة  , ان تكون لغة البيان , قوية وحاسمة وصارمة  ,  تضع النقاط على الحروف , وبأنها ستوجه ضربة قاصمة تكسر ظهر الفساد والفاسدين , بمواقف صلبة  , تساهم في اسقاط قوائم الفساد والفاسدين في الانتخابات البرلمانية  المرتقبة .  والكل كان يحدوه الامل , بأن البيان سيكون باللغة الواضحة والصريحة بالمكاشفة , بأن ترفض المساومة والتهاون مع جبهة الفساد والفاسدين , وتضعهم في قفص الاتهام  . في توجيه اصابع الاتهام  والخيانة ,  في المسؤولية تجاه الشعب , والضرورة التشديد والتذكير  وبكل قوة صارمة على مقولتها ( المجرب لا يجرب ) , بوضع الحد وعدم السماح  في السرقة واهدار المال العام . والتركيز بشدة على توفير الحياة الكريمة للشعب , وتعرية حيتان الفساد بالمكاشفة الواضحة والصريحة . وان يكون موقف  بيان  المرجعية ,ان يسهم في وضع سكة الاصلاح والبناء بشكل حقيقي  . ويركز على الاوليات الهامة في انتخاب المرشحين للبرلمان المرتقب . وسحب البساط من الرؤوس الكبيرة من الفاسدين ,  والسراق خيرات الشعب . واخذ زمام المبادرة منهم , ووضعها تحت تصرف الشرفاء والمخلصين من ابناء العراق  . وحث الناخبين  على اخذ زمام المبادرة عدم انتخاب الفاسدين ( المجرب لا يجرب )  . لكن ذهبت التوقعات والامال ادراج الرياح , فقد جاءت صيغة  البيان باللغة الارشادية  العمومية والمطاطية والمرنة واللينية  , وقابلة للتأويل والتفسير المختلف والمتناقض ,   جاء البيان  محبط بالآمال , بطبطبة اكتاف الفاسدين ان يعودوا الى رشدهم بقناعاتهم   , وحيتان الفساد تغير سيرة سلوكها  بكل طواعية واقناع ,  وان تجمل صورتها بالكف عن الفساد  (  ولكن  يبقى الامل قائماً في امكانية تصحيح مسار الحكم واصلاح مؤسسات الدولة , من خلال تضافر جهود الغيارى من ابناء هذا البلد , واستخدام سائر الاساليب القانونية المتاحة لذلك ) كيف تتضافر جهود الغيارى , والحل والربط بيد احزاب الفساد ؟  . وكيف يتم الاصلاح والبناء وتطبيق القانون , والفاسدون وقفوا حجرة عثرة  . يعني صيغة البيان جاءت توفيقية , بخلط الاوراق في سلة واحدة  . الجلاد والضحية . الفاسد والشريف . الصالح والطالح . الاخضر واليابس . لذلك سارعت احزاب الفساد , في اعلان الابتهاج والنصر الكبير , وقابلته بالتهليل والترحيب والتمجيد , بعدما كانت تعيش حالات  الخوف والقلق , والتتوجس من صيغة  اعلان  بيان المرجعية الدينية العليا , بأن  قد يأتي ضدها , بتسديد  الضربات الموجعة  ويكشف عوراتهم ومخازيهم , بالاتهام الصريح   , بأنهم سبب البلاء  والمشاكل  والخراب وتحطيم العراق , وفشلوا في مسؤولياتهم على مدى 15 عاماً , وكذلك الخوف من تشديد في تنفيذ مقولتها ( المجرب لا يجرب ) وقلعهم بشكل صارم  . ولم يتوقعوا بأن لغة البيان تأتي مرنة ولينة ومهادنة وعمومية تصلح لكل مقاييس  والثياب , ولم يتصوروا بأن تبقى زمام الفعل والمبادرة بيدهم في صيغة البيان المرجعية  , لذلك اعلنت بفرح كبير , بالتأييد الكامل , بل انهم جنود المرجعية باطاعتها الكاملة ( أننا نعلن تأييدنا وألزامنا بالتوجهات الرشيدة للمرجعية العليا . نعلن اطاعتنا لها ) و ( نؤكد طاعتنا التامة للمرجعية الدينية , وهي تعلن وقوفها الى جانب حق الامة في الحياة الكريمة , ورغبتها بتأسيس عراق يتحصن بالكرامة , بعيداً عن الهيمنة , لاي قوة في العالم ) و ( ونعلن طاعتنا للمرجعية , وهي تدعو الى ضرورة وجود برنامج وطني , يحتضن الامة , ويقدم الخدمة لشعبه  , ولديها الاستعداد للتضحية , من اجل مصالح الجماهير وحماية حقوفها ) ..  أين الخلل والخداع والتضليل ؟! .
وختمت المرجعية بيانها في المطالبة بقانون انتخابي عادل ( ان يكون القانون الانتخابي عادلاً , يرعى حرمة اصوات الناخبين , ولا يسمح بالالتفاف عليها ) السؤال الذي يتبادر الى الذهن , اين كانت المرجعية الدينية العاليا ؟  , حين طالب الشعب ومنذ سنوات طويلة , واعتباره مطلبها الشعبي الاول , وهدرت بصوتها المدوي في الساحات والميادين ,  في اجبار البرلمان والحكومة ,  في  اصدار قانون انتخابي عادل , وجوبهت مسيرات والتجمعات الشعبية الواسعة في الساحات  , بآلة القمع والارهاب  والاعتقال واراقة الدماء  . اما ان تطرح المرجعية , قانون انتخابي عادلاً  آلآن !! , فأنها جاءت متأخرة جداً وفي الوقت الضائع , ولا اهمية ولا قيمة لمطالبتها  , بعد اصرار احزاب الفساد ومنذ سنوات طويلة , على تطبيق قانون انتخابي مجحف وظالم , يسرق اصوات الناخبين, وهو سيكون القانون المطبق  في العملية الانتخابية  . اما دعوتها بالوقوف على مسافة واحدة من كل الكتل والقوائم , فقد جاء بعد خراب البصرة , لان صوتها بح من احزاب الفساد  , ولا يرجى من الوقوف معهم واعطاءهم صك الغفران كما حصل في السابق  ’  بعدما انكشفت عوراتهم , بأنهم عصابات لصوص وحرامية  , ولا يشرف المرجعية الوقوف معهم    ( ان المرجعية الدينية العليا , تؤكد وقوفها على مسافة واحدة , من جميع المرشحين , ومن كافة القوائم الانتخابية . بمعنى انها لا تساند اي شخص  , او اي جهة , او اي قائمة على الاطلاق . فالامر كله متروك لقناعة الناخبين ) .................... والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

339
ماذا ننتظر من الحسم الانتخابي : الدخان ألابيض أم الاسود ؟
أيام قليلة تفصلنا عن ساعة الحسم الانتخابي . وماذا سيقرر الناخب العراقي . هل ننتظر مفاجأة مفرحة أم محزنة ؟  , كسابقاتها في الدورات الانتخابية للبرلمان العراقي ؟ هل تكون العملية الانتخابية , عبارة عن تدوير نفايات القمامة  القديمة , الوجوه القديمة , التي اعتلت صهوة  المسرح السياسي العراقي , ولم تتغير , في كل دورة انتخابية , تعود على جناحي النصر ,  في اكتساح المقاعد البرلمانية . هل هذه المرة ينتخب الناخب بارادته الحرة وضميره الحي ؟  , ان يقلب الطاولة على رؤوس الوجوه القديمة , التي اصبحت رموز وفرسان الفساد والفاسدين . ان يسقط الاحزاب الطائفية وحكم المحاصصة الفرهودية , باحزابها ورموزها الفاسدة , التي اثبتت فشلها وعجزها , ولم تجلب للعراق , سوى الخراب والدمار على مدى 15 عاماً , من وجودها في حكم المحاصصة الطائفية . ونهبت البلاد والعباد , وحرمت المواطن من خيرات وثروات العراق الغنية والوفيرة  . حرمت المواطنين من تقديم الخدمات , حرمت المواطنين من الحياة الكريمة  . والدليل حالة البؤس في للمستشفيات التي تراجعت الى الوراء عهود طويلة , حالة الخدمات العامة والبلدية المخجلة وتلال القمامة في كل مكان  . وهي صمة عار لمسؤولي الدولة  . لم نشهد من الطبقة السياسية الحاكمة , سوى الفساد ونهب الاموال , ولم تكن حرة كريمة  , وانما هي  بيادق الشطرنج بيد اعداء العراق الطامعين به بعدوانية جشعة  , في اخضاعه كتابع ذليل ومهان لهم , لم تجلب الاحزاب الطائفية الحاكمة , سوى سموم الطائفية التي  حطمت العراق بالتمزق  . هل تتغير صورة نتائج الانتخابات  , بان لا تكون الانتخابات صورية في مهازلها الكارثية مثل الدورات الثلاث السابقة ؟  , بان يسقط  فيها  , كل  الفاسد والمجرم والفاشل , وليس ان تكون عن عبارة تسمين الثيران الطائفية في الاسطبل الطائفي , كما هو واقع الحال على مدى 15 عاماً من الاخفاقات والنكبات والاهوال التي اصابت العراق  , ولم نجد منهم سوى معاول الهدم والخراب . لم نجد منهم سوى تفقيس بيوض الفساد حتى اصبحت افاعي ضارية وكاسرة , بدون ذمة وضمير , لم يشغل عقلها , سوى النهب والمال الحرام . وتبقى قشة الامل تراود كل شريف ومخلص للعراق  , ان  يتحكم المواطن بعقلة وبصيرته وضميره الحي حين يضع البطاقة الانتخابية  , ان يرفض غول البشاعة والدمار . من الاحزاب الطائفية , ومن ايتام البعث العفلقي . وان لا تعبث بعقله وينخدع  بالوعود المزيفة . ان يتذكر اين الوعود العسلية السابقة , التي يروج لها مع كل حملة انتخابية للبرلمان , اين وعود التوظيف وايجاد فرص العمل ؟ اين وعود تحسين الخدمات ورفع القدرة الشرائية للمواطن ؟ اين وعود محاربة الفساد والفاسدين ؟ اين وعود ضمان الرعاية الصحية والاجتماعية ؟ اين اصبحت سندات التملك التي وزعت على الملاء , هل ظل مواطن عاقل يؤمن بالوعود المزيفة الآن , وينجرف  اليها ؟ انها ضرب من الاوهام السخيفة , في خداع الناخب . ان هذه الانتخابات ينبغي ان تكون فرصة للناخب , ان يعاقب الوجوه القديمة , في اسقاطها في الانتخابات , حتى يساهم في انقاذ العراق , يكفي تكرار الوجوه القديمة , وجوه الشؤوم والخراب , ليس هي قدر العراق ,  ان تفوز في كل دورة انتخابية على مدى 15 عاماً , على الناخب العراقي الشهم , ان يسقط هذه نفايات القمامة  , لانهم عصابات لصوص ونهب , طلاب مناصب حتى لو كانت على جماجم ابناء طائفتها ,  على الناخب العراقي ان يتذكر ساعة الحسم ,  دماء الشهداء الابرار , ان يتذكر شهداء المجازر الدموية , مثل مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها اكثر من 1700 شهيداً , ان يعاقب من ساهم ومتورط ومسبب ومسؤول عنها  , ان يعاقب كل  مسؤول خان الواجب والمسؤولية  والامانة  .  ان ينتخب تكريماً لروح  الشهداء الابرار , بأسقاط الاحزاب الطائفية , التي جلبت الدمار والخراب ,  ان تكون ساعة الحسم , انتصار للعراق والوطنية ,  وليس للطائفة ورموز الفساد . ان يكون يوماً حزيناً ومشؤوماً  للفساد والفاسدين , ان يخرج من ساعة الحسم الانتخابي ,  الدخان الابيض , والويل كل الويل للعراق ,  اذا خرج الدخان الاسود , يعني نهاية العراق وتحطيمه بأرادة الناخب العراقي  .............  .......   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 
 

340
قراءة في رواية ( بابل الفيحاء ) الروائي برهان الخطيب
يستند البعد الروائي على جملة مقومات اساسية , تتجسد فيها صورة  الواقع العراقي ,  بأطيافه السياسية وتنوعاته الاجتماعية , التي تعطي سمات التعبير الدالة , في خضم صراعها الاجتماعي والسياسي , وهي ترتشف منصات  الواقع الفعلي , في شواهده وبراهينه المتحركة والفاعلة على رقعة الواقع ومساحته الزماكانية  ,  تجسدت في المنظور الروائي , في براعة الخيال الروائي الفني , الذي برع في تنسيق وترتيب الحبكة الفنية ,  وتقنيات الفن السردي , وتطبيقاته على هذه المجسدات البارزة والظاهرة , في تطور الفعل الروائي , في دراماتيكيته المتصاعدة نحو  ذروة الفعل  السردي المتصاعد  . في ابراز ماهية الصراع السياسي والاجتماعي القائم  , ان النص الروائي , اهتم بشكل بارز في متابعة وملاحقة أدق التفاصيل الدقيقية , في حياة ونشاط شخوص الرواية البارزين , في درامية الواقع اليومي الفعلي  , وكشف الحالة المعاشية , والحالة  المتسلطة  عليهم , في تعقبهم وملاحقتهم في نشاطهم السياسي والشعبي , في في عدسة الترصد والملاحقة  والمطاردة البوليسية  المزرعة  حولهم  , التي اسلوبها القمع والمطاردة , من اجل اخماد  اي بادرة سياسية او فعل او تحرك جماهيري مضاد للسلطة الحاكمة ,  ويصب في صالح  معارضة السياسية  ,طالما الصراع قائم على  تحجيم دورها , وابعادها قسراً عن الشارع الشعبي , او شل تحركاتها  , لذا وجدت الحكومة الملكية وسيلة  في تشديد القبضة الحديددية البوليسية , في القمع والتعسف والاضطهاد , لتحقيق غاياتها  . ان  ميزة الروائي ( برهان الخطيب ) الاشتغال على تجسيد وتصوير الواقع في  بانوراما الحياتية , بحالتها  الاجتماعية والسياسية . كما جاءت في تفاصيل المتن الروائي لرواية ( بابل الفيحاء )  في ابراز تداعيات الصراع السياسي الناشب , بين الحكومة الملكية , والمعارضة الحزبية والسياسية آنذاك  , التي يتقدمها  التيار اليساري  , في صراع متعدد الجوانب . في التسلط  والاستغلال والاستلاب والقمع  , حتى تكون كفتها هي  الاقوى تضرب بشدة من يقف في وجهها  , وهي لم تتوانى في توظيف الاعلام  المنافق والمخداع بالتضليل والتحايل  . اما من جانب المعارضة السياسية , تعمل على تفعيل الديموقراطية والدفاع عن الشرائح الفقيرة والمعدومة وحل مشاكلها المعيشية  , والعمل على استقلالية الوطن من الاستعمار الاجنبي , تفعيل مطاليب الشعب ,  في الخبز والحرية , لذلك تواجه القمع والمطاردة والملاحقات البوليسية  , في البطش والتنكيل , وفي اصدار  الاجراءات المتشددة , للحد من الافعال الجماهيرية ,  في اخمادها واضعافها وشل تحركاتها  . ضمن هذا الوضع المتأزم , تضع الحكومة الملكية , العصي والعثرات , حتى لا يتفجر  الهيجان الشعبي , ويهدد وجودها . هذه الخطوط العامة في النص الروائي , وهو يتناول تلك الفترة الحرجة من تاريخ العراق السياسي آنذاك في عهد النظام الملكي . في احداثه السياسية العاصفة , في ألغاء الانتخابات النيابية , بذريعة فوز الجبهة الشعبية المعارضة في عدد من المقاعد النيابية , وتهيئة المناخ السياسي  لعقد حلف بغداد , لذلك استدعوا رجلهم الامين ( نوري السعيد ) في ترتيب البيت السياسي  العراقي , في تشديد القبضة البوليسية, والهجوم الشرس على المعارضة السياسية , وتحمل عبئها الثقيل والمجحف من الاجراءات القمعية المتشددة , التيار اليساري , بالهجوم عليه , وخنق قاعدته الشعبية وحصارها , وخاصة النشاط الطلابي السياسي , في التنكيل والطرد والفصل وفتح السجون . مثل اجراءات الولاء والبراءة , للنشطاء السياسيين من الطلبة . بأنهم  يواجهون الطرد من مقاعدهم الدراسية والوظيفية , اذا لم يعلنوا البراءة من العمل السياسي والتخلي عن المبادئ ( الهدامة ) وتكتب اعلانات البراءة  في الجرائد   , من اجل مواصلة الدراسة او العمل الوظيفي . هذه هي مكونات الاساسية في المتن الروائي ,    وكان  خبز  تفاعل هذه الشخوص المحورية في نشاطهم السياسي واليومي  . وهذه الشخوص في  الرواية , تحمل وجوه عراقية فعلية  , وهي شواهد وبراهين على الظلم الاجتماعي والسياسي الذي كان سائداً  آنذاك , وظف  الروائي  مدينة الحلة ( بابل الفيحاء ) ماهي إلا صورة حقيقة للعراق الكبيرة  , من كل الجوانب والميادين .
     ×× اهم شخوص الرواية :
× سالم عبدالستار : معلم اللغة الانكليزية , تم تعينه بامر صادر من الارادة الملكية . يردد عبارته المأثورة بسبب اوبدون سبب ( سماوات ) , مشرد الذهن والفكر في مواقفه السياسية المتهاونة , التي يحاول من خلالها ارضى ازلام النظام الملكي , خشية من فقدان وظيفته التعليمية , وهي مصدر رزق عائلته , لذلك نجده مضطرب ومتردد في المهادنة والمساومة , لكي  يبعد الشر عنه , وخاصة ان جلاوزة ازلام النظام الملكي , تراقب وترصد تحركات وافعال ومواقف عامة الناس , انه  باختصار يداري خبزته لا حباً بهم , وانما خوفاً من العواقب الوخيمة , وخاصة وان رتبه الوظيفي , يطير بجناحيه على الدائنيين في اول ايامه الاولى   . رغم عطاء  زوجته ( شريفة ) تقوم بدور المساعد في اعالة العائلة , من خلال عملها في البيت , في حلاقة النسائية والخياطة . وتقوم بمهمة  اطفاء نيران الغضب  انفعالات زوجها الهائجة والمنفلتة , في عصبيته الانفعالية , فتقوم بدور التبريد بصبر وحكمة . وخاصة بما يخص شقيقه ( صلاح ) طالب كلية  وفي سنته الاخيرة , الذي يعتمد على المساعدة المالية من شقيقه الاكبر( سالم ) لذلك يثور عليه بدواعي الحرص وبعد الشر عنه  , ولا سيما وهو شخصية سياسية معروفة ,  شعبياً وحزبياً, ويعتتقد ان تصرفات شقيقه الاصغر ( صلاح ) عبثية ومجنونة  , كمن ينطح رأسه في الجبل  , هكذا يعتقد بالنظام الملكي فيه القوة  المناعة والحصانة في ديمومة   , طالما مصير الناس والعراق تحت تصرفهم   , فلا يعتقد بأي  تغيير يحصل في  اضعاف الحكومة , وزرع هذه التقولات في ارغام الحكومة ان تسمع صوت الشعب , هي   من الاوهام الصبيانية , التي لا تجدي نفعاً , سوى الضرر على نفسها , وان المعارضة السياسية واحزابها ,  تشكو من  الضعف وعاجزة في مقارعة النظام الملكي ,  ولهذا  يماشي ويساير ويهادن ازلام النظام وجلاوزته , حتى يبعد الشر عن بيته وعن شقيقه ( صلاح ) , حتى لايقع في قبضتهم ,  ويخسر مستقلبه الطلابي .
× مزعل : الانسان الكادح البسيط , يمثل البساطة والتواضع في الشخصية العراقية , المعذبة بهموم الحياة والواقع المجحف الذي لا يرحم . يجد نفسه محطماً  وسط المشاكل العويصة التي تحيط به وتلدغه بمخالبها   .  ويعتقد بأنه معلقاً ,  بين الارض والسماء , يخدم في بيت الاقطاعي وعضو مجلس النيابي ( ذياب القصير ) . يرتبط بعلاقة حب قوية مع ( شمسه ) التي تعمل  في بيت هذا الاقطاعي , ويحاول ان يعبر عن حبه وعواطفة , في كل سانحة يقتنصها  , ويتعاطف باخلاص في محنتها الحياتية , بأن حياتها مسلوبة وتحت رحمة هذا الاقطاعي الوحشي , الذي لم يتواني في ضربها ومعاملتها بالقسوة والخشونة  , حتى تكون طيعة تحت رحمته بأن يجعل حياتها جحيم من  المخاوف والقلق  , حتى تكون طيعة وسهلة   الانصياع ,   حتى يحقق مآربه الخبيثة  بالفعل الفاحش الاغتصاب   , طالما هي  رهينة عنده  , وليس لها حول ولا قوة  , تمنع من ارتكاب  الفعل الفاحش , لذلك يبدي ( مزعل ) مخاوفه وقلقه شديد  , ويحاول عدة مرات اقناعها بالهروب معه , والتخلص من هذا الجحيم , قبل ان يرتكب فعلته الشنيعة بالاغتصاب ( - شمسه الى متى تظلين حبيسة هذا المطبخ ؟! لا لحظة تمر دون . اسكتي يا شاة جاء الذئب . اسكتي جاء القصاب ) طال صمتها واضاف مزعل :
( - من يسكت على هوان لا يستحق الحياة والله .. )
فقاطعته شمسة بضراعة :
( - وماذا يفعل مقيد بحديد ومفتاح قيده ليس بيده .... )
( - يكسره .... )
( تنكسر يده قبل ذلك ! ) ص 94 . . وهو يساري في بساطته الفلاحية ,  مؤمن بالفكر اليساري , لذلك لم يتردد ان يطرق في كل محاولة مسألة الهروب , وهي السبيل الوحيد للانعتاق من هذه القيود الجهنمية , والتخلص من هذا السجن الرهيب , قبل ان يرتكب فعل الاغتصاب , عندها ستندفع  الامور الى الاسوأ , عندها لم يقف مكتوف الايدي , سينتقم لها  ( - اقول لها , شمسه عيوني خلينا نرحل ... تقول اهلي سيلاحقوننا الى جزيرة الواق واق . اقول لها أخليك بين جفني وعيني ... تقول لي : العيش في خوف طول العمر من عدنان ( شقيقها ) أو غاسل عار اخر ترسله العشيرة وراءنا لقتلنا ليس هو الحل . ) ص145 . وان اهلها رفضوا طلب زواجها منه . واخذ الاقطاعي يشدد من معاملته الوحشية  في الضرب المبرح  والاهانات . فتتصاعد انفعالاته الغاضبة بالهيجان , حين يجد عينها متورمة ونزيف الدماء في وجهها  ( - والنتيجة ؟! احرق بيته ؟ أقتله لولا بقية من شفقة في نفسي عليه , فعلتها والله ) ص 146 . واخيراً يقنعها بالهروب بعدما وجدت لا مناص من ذلك . وهربا الى البصرة , وهناك تزوجها شرعاً في المحكمة , واصبحت زوجته الشرعية , لكنهما ألقيَ القبض عليهما في وكر حزبي , وبتهمة ملفقة دبرها الاقطاعي ( ذياب القصير ) بأنه سرق الف دينار .  ويزج في السجن .
 × شمسه : المرأة العراقية التي ترزخ تحت كاهل الظلم والطغيان الاجتماعي وموروثاته الدينية , التي تعتبر المرأة عورة , او بضاعة جنسية , فتعاني الاضطهاد والحرمان . وتعيش معاناة مجحفة لا تطاق في بيت الاقطاعي ( ذياب القصير ) كرهينة في بيته حتى تسديد ديون والدها .  تعيش جحيم المعاناة , فهي مسلوبة ومهضومة , كأنها تعيش حياة الرقيق والعبيد في الازمان السحيقة السالفة  ( ما زلنا نعيش في بابل القديمة , وايامها حين تحول بنين وبنات الى عبيد لعجز آبائهم في دفع ديون ! ) ص146 . تأكلها الهواجس المخيفة في هذا السجن المظلم , وتتردد من الانصياع الى ارادة حبيبها ( مزعل ) الذي يحثها على الدوام في الهرب والعيش سوية , ولكنها تخشى من العواقب الوخيمة التي لا ترحم , وخاصة ان سلطة ونفوذ الاقطاعي ( ذياب القصير ) قوية  يفعل ما يشاء وما يريد  , طالما السلطة محبس في يديه . ويتصاعد اسلوب المعاملة   في السلوك الهجين , ويعبر عن رغبته في الاغتصاب , طالما هي سلعة تحت قيوده ( ( - بكارتك يا رعناء قيد ويمكن استعادتها فيما بعد بعملية خياطة بسيطة أتكفل بها ) ص155 . . فلا مناص من محاولة التهرب والتوسل والبكاء , فأن عملية الاغتصاب ستتم غصباً عنها عنوة ( الله يطول عمرك عمي ... استر علي َّ يستر الله عليك ) ص 143 , ووجدت انها لايمكن ان تظل ان تقاومالى الابد  , طالما شبقه الجنسي اخذ يتزايد في جنونه , في انتهاك شرفها . ووجدت السبيل الوحيد هو الهروب مع حبيبها ,لتدع الايام تفعل بها ما تشاء . وهربت مع  حبيبها ( مزعل ) وتزوجت شرعاً في المحكمة , لكن سوء الحظ العاثر , ألقيَ القبض عليهما , وخوفاً من ان تكشف محاولات في الاغتصاب والمعاملة الوحشية , دبر الامر مع معاون الشرطة , ان يرجعها الى قصره ويرميها بالسرداب تحت قصره , بالسرية والتكتم الكامل
× صلاح : الطالب في السنة الاخيرة في الكلية , شخصية سياسية معروفة على نطاق  في الاوساط الشعبية والحزبية , من التيار اليساري . مناضل ملتزم بقوة في  المبادئ التي يؤمن بها , ويعتقد بانها خلاص الناس والشعب والوطن , بتوفير الخبز والحرية , والدفاع عن المحرومين والمظلومين , وحل مشاكلهم الحياتية العويصة , يتعرض الى  الاضطهاد والملاحقة والمطاردة والترصد البوليسي . لذلك يتنقل بالبيوت الحزبية السرية ,  في التخفي والتنقل . انه خلية دؤوبة من النشاطات الشعبية والسياسية , في تأجيج المعارضة السياسية والشعبية , في معارضة اجراءات الحكومة القمعية , التي ألغت الانتخابات النيابية  , لان الجبهة الشعبية المعارضة فازت بعدد من المقاعد , رغم التزوير والاحتيال , لهذا السبب  شددت الحكومة في قبضتها الحديدية , في اجراءات فصل الطلبة من دراستهم , وفصل الموظفين من اعمالهم , في  , ولا يقبل الطالب في مواصلة دراسته وخاصة النشطاء السياسيين بين الطلبة , إلا بعد  اعلان البراءة من العمل السياسي ومن المبادئ ( الهدامة ) ويعن الولاء والطاعة للحكومة والملك , وتنشر البراءة في الجرائد ( - أعطوا بموجبه مهلة الى المفصولين والمحكومين لاعلان التوبة, اي لنشر براءة في الجرائد , وكل من لا يقدم التعهد المطلوب خلال هذه الفترة يلقي القبض عليه .. ) ص299 . ورغم الضغوط الهائلة من شقيقه الاكبر ( سالم ) في اجباره على كتابة اعلان براءة , من اجل اكمال سنوات دراسته , والتفرغ الى مستقبله , حتى يبعد شبح الفقر والتشرد والمطاردة والتخفي , والبيوت السرية , لكنه يصر على موقفه الفكري والسياسي بالرفض القاطع , وانه فخور بعمله السياسي بالاعتزازوالفخر  ( هذا يؤكد قولي . . العراقي يفضل تقديم رأسه للقطع على تكنيسه لاحد . بأعلان البراءة والولاء . كيف يسمونه بالضبط , يجعلون المعلن بلا افتخار برجولته أمام نفسه وغيره . قل لي من يرضى بأتيان فعل قسري غير مسكين ونقضان ؟! ) ص324 . . مما حدى بشقيقه ( سالم ) ان يكتب بنفسه دون تخويل  منه  , او استشارة احداً حتى زوجته ( شريفة ) التي تدفعه في كثير من الاحيان الى الصواب والحكمة . ان يكتب اعلان براءة  , وينشرها في الجرائد , وهي عملية تزوير لارادة شقيقه ( صلاح ) , مما دفع شقيقه الى القطيعة  , بأن يحعله مسخرة ومهزلة في الاوساط الشعبية والسياسية والحزبية , لذلك سارع الى تكذيب اعلان البراءة في الجرائد , وفي الاخير يعترف شقيقه ( سالم ) بغلطته الفادحة ويعتذر له عن الخطأ الذي ارتكبه ( ربما أنا غطان يا صلاح بحقك ) ص 374 . ويظل مستمر بمواقفه السياسية الطلبة في الالتزام بالمبادئ والعمل السياسي , رغم هذا فأن حياته  لا تخلو من المغامرات في الحب والنساء , لذلك يتندر عليه اصدقاءه بقولهم ( حضرتك روميو أم مناضل ) ص131 .
× رواية بابل الفيحاء
× المؤلف برهان الخطيب
× الناشر : أوراسيا للنشر والتوزيع . ستوكهولم . السويد
× عام الاصدار 1995 الطبعة الاولى
× عدد الصفحات 388
× التصميم والرسوم : فيصل لعيبي
جمعة عبدالله
 

341


قراءة في رواية (خان الشابندر) يوتوبيا الخراب

براعة الروائي (محمد حياوي) ابدع في رسم تقاسيم الكابوس العراقي  , في ظل الاحتلال الامريكي . في الاسترشاف والاستقراء الموضوعي , من ينابيع الواقع المزري والمرير , في مستجداته الجديدة , في تسلط الاحزاب الدينية على مقاليد السلطة  , واطلاق العنان للميليشيات  الدينية المتشددة والمتطرفة , في تخريب البنية الاجتماعية , في المفاهيم والقيم التي سقطت في قاع الحضيض , مما جعل عصابات الجريمة والارهاب , ان تشدد في تدهور  الانفلات الامني , نحو التدهور الكبير , لتبقى هي مسيطرة على الشارع , لتخنق الحياة في الرعب والفزع , وجعل الخوف يجري في عروق الناس , وجعلهم دمى وألعوبة , للقنص والاقتناص والانتهاك . وخاصة على الشرائح الفقيرة , المعدومة والمسحوقة والمهمشة والمهملة , المحرومة من ابسط شروط الحياة , لتكون جزء من الخراب العام , وكذلك التشديد في انتهاك المرأة بالظلم والانتهاك والاذلال . هذه المفاهيم الجديدة ,  التي جاءت مع الاحتلال الامريكي , بمباركة الاحزاب الدينية الحاكمة , التي دفعت الى العنف باقسى  اشكال  الخراب  , نحو اشعال الحروب الاهلية الداخلية . مما برزت ظواهر جديدة في ممارسة العنف الدموي , في الواقع اليومي , تحت مظلة الدين والفضيلة . هكذا تجسدت مضامين  المتن الروائي لرواية ( خان الشابندر ) التي ترجمت التراجيدية الخراب العراقي  , في لوحة العنف الفنتازي . في صورة اليوتوبيا الدمار  .

لاشك ان الروائي ( محمد حياوي ) تألق في في اسلوب ومنهجية  النص الروائي ,  في مزج الواقع والخيال , في وعاء واحد , لتخرج منه منصات السرد / الحكائي , في الحبكة الفنية القديرة  , في اسلوب فني متقن بتقنياته الابداعية  , الفنية والتعبيرية , وفي  ادارة دفة مسار الاحداث بتقنية منتظمة ومتناسقة . وفي تحريك شخوص الرواية , ان تتحرك بالفعل المأزوم , نتيجة لشظايا  الازمة العامة ,  التي اجتاحت  الحياة والوجود  . في واقع يعيش تحت وطئة  الانفجارات الدموية اليومية  . والحرية المطلقة لعصابات الجريمة والارهاب .

 × ×  المتن الروائي يشير الى  مغترب عراقي ( علي موحان ) كاتب وصحفي . يزور بغداد بعد غياب اكثر من عشرين عاماً . وخلال تجواله في مناطق بغداد القديمة , يواجه فعل  الصدمة العنيفة , للخراب المروع للواقع والمحطم والمزري , في السقوط الى  الانحطاط في القيم  , التي اصابت  العراق في منحره ,  في ظل الاحتلال الامريكي . في واقع يعم به الخراب في كل مكان  . ليجد فظاعة الواقع المعاشي المتدهور الى اسفل درجات البؤس  والفقر المدقع , ليجد الحزن المؤلم على وجوه الناس .  .  يأخذه صديقه الى قلب بغداد منطقة ( الحيدرخانة ) التي تحولت الى خرائب , وبيوت قديمة أيلة للسقوط , وبقايا خرائب شاخصة تبكي زمنها الراحل , مثل ( خان الشابندر ) , في الوقائع تصويرية  , ويعتزم اجراء بحث اجتماعي وصحفي لواقع دور الدعارة , والاطلاع على الجوانب الاجتماعية لبنات الهوى , ويلتقي في احد دور الدعارة العائدة  الى ( أم صبيح ) ليعرف عن قرب هواجس احلامهن وتطلعهن الى الحياة , وكيفية بيع الجسد لكل شاري  ( - أنا .. أريد ان اعمل بحثاً اجتماعياً .

- ماذا تقصد ببحث اجتماعي ؟

- كنت مراراً من هنا صدفة , فاقترح صديق لي الدخول الى البيت والاطلاع عالمكم .

ضحكت ضحكة خافتة وقالت معلقة

- عالم الفضيلة تقصد ؟

- لا . عالم القصص الحزينة والاحلام المحبطة والامنيات الذابلة ) ص26 .

 وخلال انصهاره بالاحداث الغرائبية للواقع المعاشي والمزري الذي يتعايشه يومياً , تجسدت له  بوضوح كامل مشاهد البؤس , المشحونة في مأساة الواقع المرير .

×× اهم شخوص الرواية :

× نيفين : صديقة ( علي موحان ) صحفية وتشتغل معه في الجريدة , وتعتني به بشكل خاص . سافر زوجها مع ابنها الى استراليا كمهاجر وتركها وحدها , التي رفضت السفر بسبب امها المريضة والمسنة , لقد فضلت البقاء على السفر الى استراليا  .

× ضوية : كانت في عمر 13 او 14 سنة , تتفاجئ  في احدى  الليالي , بأن والدها يريد اغتصابها بالزنى المحرم , واجرم بفعلته الشنيعة , وترك ابنته في رعب وشلل مروع  , وجدت نفسها تسيل منها الدماء بين فخذيها ,  وكتمت الامر بدواعي الخوف والرعب , واعتقدت أمها ان الدماء نتيجة العادة الشهرية , لكن والدها واصل فعل  الاغتصاب بالفحشاء الزنى  لمدة اربعة شهور , وحين ظهرت عوامل الحمل , وخشية من الفضيحة , اوصى امها ان تأخذها الى بغداد وتتركها هناك للقدر . اجهضت وتنقلت بعد ذلك في بيوت الدعارة . حتى استقر بها الحال في بيت ( م صبيح ) .

× هند : مدرسة جغرافيا . قتل زوجها في انتفاضة عام 1991 , من قبل رجال الحرس الجمهوري . وظلت تتنقل في الحياة الصعبة والبائسة مع ابنتها , . وبعد الاحتلال الامريكي عملت كمترجمة , وتعرفت على احد الجنود النيوزلانديين  , وعدها بالمساعدة على الهجرة الى نيوزلاندا . لكن سوء الحظ انتقلت وحدة الجندي النيوزلاندي . وضاع الوعد . وفي احدى الليالي ,  دهم بيتها رجال المليشيات . واقتادوها الى مكان الاعدام بتهمة جريمة  التعاون مع المحتل . وهناك استطاعت ان تفلت من حكم الاعدام . وتنقلات في العمل في الفنادق ودور الدعارة . حتى وصلت الى  بيت ( ام صبيح ) .  ارتبطت بعلاقة حميمة مع الصحفي ( علي موحان ) ووجدت فيه ضالتها المنشودة والغائبة . الذي يمكن ان  ينقذها من هذا البئر الخسيس , الذي وقعت فيه , في بيع جسدها لكل شاري ( لا أكره الرجال . أنا لست معقدة صدقني . أنا فقط أنتقم من جسدي بالنوم مع هؤلاء الحثالات , لانه سبب لي جميع تلك المآسي واصلني الى هذه الحال ) ص35 . هذه مرارتها من واقعها المزري , لكنها تظل متعللة بحب الحياة والامل  . لكي تتغلب على خساراتها وانكساراتها الحزينة, في الانتقام من الجسد بهذا الاذلال وبهذه الطريقة ( ألم أقل لك ؟ هذا الاذلال الذي قصدته , حتى تصدقني عندما اقول لك اذلال ) ص38 . لانها عانت بمرارة البؤس والاحتقار والاذلال. فلم تجد الرجل الذي يسمع ندوب شكواها ,  ويحترم آهاتها ومشاعرها  . لذلك وجدت الاحترام والعاطفة الملتهبة بالحب من ( علي موحان ) لذلك اطلقت   طيور احلامها لتغرد . وتجد نفسها في عاطفة جديدة ترقص في قلبها زهواً , انه  يعاملها باحترام , الذي  فقدته منذ سنوات طويلة , فكان الرجل يعاملونه كحيوانة متعة جنسية , ويفرغون سمومهم ويمضون دون مبالاة , لذلك فأن ( علي موحان ) ايقظ كرامتها التي دفنتها منذ اعوام طويلة , واعاد بريق احلامها المشتهاة . لكن رغم هذه الانفعالات الاحلامية التي تداعبها وتراقصها , تواجه الخشية الحزينة  في اعماق وجدانها  , تشعر بالقلق والخيبة , قد تنطفئ هذه الانوار , لذلك تبوح له بالخوف من الاتي الذي قد  يخطف احلامها (  ان احببتنا لو بعض الوقت . لن نتركك تغادر سالماً ) ص8 . وتفشي عباراتها القلبية ,  تدل هي من اعماق هواجسها   ( - لكننا سننقذ روحك من الغرق والتحطيم .

- اي غرق ؟

 -  الغرق في الحياة الفاسدة , حيث يلتهم عقلك وروحك , ولكن مع ذلك سنحبك , كما لم يفعل احد من قبل ) ص8

× زينب بائعة الكعك : الطفلة بعمر 13 او 14 سنة , تعيل اخوتها الاربعة الصغار , بعد وفاة والديها , فظلت وحدها تكافح في سد رمق الجوع عن اخوتها الصغار , وفي دواخلها تحلم ان تذهب الى المدرسة مثل الفتيات بقدر عمرها  . لكن القدر خطفها وهي حانية على قبر امها , بقذيفة صاروخية عشوائية سقطت في داخل المقبرة , لتحولها الى اشلاء متناثرة .

× ابو حسنين المصري : مصلح الفوانيس والمدافئ . جاء من مصر بحلم كبير في العيش بحياة كريمة في العراق . وسكن في القرية العصرية ( الخالصة ) التي أنشأها صدام , للاخوة الفلاحين المصريين , في مدينة ( الخالص ) . قتل ابنه في قادسية صدام , ثم ماتت أمه حزناً وكمداً على  ابنها . فظل وحيداً فاقد الامل , كل امنيته ان يدفن قرب عائلته .

× اخلاص ( لوصة ) حلمها ان تتطهر في النهر وتغسل خطاياها , وهي تساهم مع الاخريات في اعالة الايتام , من مهنة الدعارة . وتحلم بحياة خالية من العنف والدماء . وهي تشتغل في بيت ( ام صبيح ) ومرة جاءها شيخ مسن  ملتحي , من عصابة ( ملا جليل ) , اراد ان يشبع شبقه الجنسي . فقال لها , بأنه يريد جماعاً شرعياً وحلالاً , فجلس على الارض وطلب منها تردد وراءه فقال ( زوجتك نفسي أنا العاقلة الراشدة . لوصة بنت مجر , على مهر معجل قدره دينار , ومؤخر قدره عشرة دنانير , ترددت وراءه . قال . الآن اصبحتِ حلالي , انزعي ثيابك , فخلعت ثيابها , اما هو فاكتفى برفع جلبابه الى الاعلى ونام فوقها , تقول لوصة . ما ان لامس عضوه فخذها حتى اطلق شخيراً طويلاً , ونهض معيداً جلبابه وقبل ان يخرج . قال لها أنتِ طالق بثلاثة يا لوصة بنت مجر , وخرج فنادت وراءه الملعونة, والمؤخر يا شيخ ؟ ) ص111 .

× عصابة ملا جليل : العصابة الدينية المتشددة , التي تفرض الجباية والفدية  من الاهالي , في سبيل بقاءهم احياء يرزقون . وفرض ضرائب على بيوت الدعارة لتعمل شرعاً تحت حمايتهم , بدفع ضريبة ( الفرج ) .

 ×  تتارع الاحداث الدراماتيكية  في بتنازع العصابات على مراكز نفوذ المناطق . ويتم طرد عصابة ( ملا جليل ) من منطقة ( الحيدرخانة ) وتحل عصابة دينية اخرى ,  متشددة بالتطرف  . وفي زيارة ( علي موحان ) الى بيت ( أم صبيح ) يجد الجريمة الدموية المروعة امامه  في بشاعتها الهمجية  . فقد هجم رجال الميليشيات على البنات , بالسكاكين والسواطير الطويلة , في ارتكاب جريمة الذبح . توسلن وبكين بالرحمة بهن . ولكن فعلوا جريمتهم الوحشية الخسيسة بقتل ( هند . ضوية . اخلاص , ام صبيح ) . بقطع رؤوسهن وتعليقها على الجدران , بكل خسة ودنائة همجية , مخالفة حتى  لشرائع السماء الدينية ,  حتى السماء احتجت بغضب , وذرفت دموع المطر لثلاثة ايام متواصلة ( جسدي طازج مثل اوراق الحناء . اخضر من الخارج , لكنه لحم نيئ من الداخل / رحيلة موسكا . شاعرة افغانية شابة . قتهلها  رجال طالبان ) . هؤلاء الوحوش الذين يرتكبون الجرائم المروعة , بأسم الدين والفضيلة , في هذه الظلامية المتشددة والمتطرفة , يدفعنا الى التساؤل الوجيه , منْ هو اقرب الى الفصيلة . رجل الدين الذي يمارس العنف الدموي , في القتل والذبح و ويهدد الناس بالموت والرعب ؟ أم العاهرة التي تحمل مأساة انسانية , وهي ضحية المجتمع الظالم , الذي دفعها الى طريق الفحشاء ؟ وهي تحمل الجور والاهانة والاذلال والتهديد بالقتل ؟ . منْ المسؤول عن الرعب الفنتازي الاحزاب الدينية ؟  أم العاهرات المسالمات ,  لا يملكن سوى بيع الجسد ؟

× رواية ( خان الشابندر ) الروائي محمد حياوي
× اصدار : دار الادب . بيروت
× الطبعة الاولى . عام 2915
× 175 صفحة
جمعة عبدالله

342
قراءة في رواية ( سارق العمامة ) للروائي شهيد الحلفي
الرواية تمثل  مغامرة جريئة في الطرح الافكار , في مفهوم المقدس الديني , حين ينتقل الى اللامعقول الديني في صفة العمامة الدينية المزورة , وتتناول فكرة الدين والنبوة , في الواقع في مساءله  الحساسة والملتهبة , حين تشذ العمامة الدينية عن جادة الصواب والطريق القويم  , وتنحرف نحو اللامعقول , حيث  ترقي في افكارها الى  الفانتازيا السريالية , في السلوك والنهج والتصرفات , التي تعمل على تحجيم الانسان في قوالب محددة وجامدة  , تصب في  غياب الوعي والعقل , حتى يكون الواقع  ارضية خصبة , لثقافة التجهيل والخرافة والشعوذة والعنف  , اي ان العمامة تفعل الفعل المدمر في نسف المنطق والمعقول , اي انها تحاول تطبيق قوانين العبودية على الانسان , في سلطتها الحاكمة , التي تخلت عن قوانين الحق والعدل , كما هو الحاصل في الحكم الديني , او حكم العمامة في العراق  , ومن يخرج عن شريعتها يستحق الفناء  الصارم  , بحجة الارتداد عن شريعة الله والدين  , و يستحق العقاب  الحياتي , بذريعة الكفر والالحاد . مما يخلق البلبلة والفوضى في الواقع , الذي يتجه الفنتازيا الفوضوية , مما جعلوا الواقع منهك ومرهق بأحمال لا طاقة لتحملها لثقل  بشاعة المروعة في السلوك والنهج  . ان  زيف العمامة , يصب في احتكار الله والدين , في استخدام  وسائل قمعية وتعسفية في التهميش والبطش والتنكيل . وجعل العمامة ان تتقمص دور الله لتحل مكانه  , وتصدر احكامها الارهابية في الدين  ,  في سبيل صيانة وتمتين  حكم  التسلط والاحتكار الاستبدادي  , بالتحكم في مصير وسلوك الانسان , وفق مشيئة ارادة العمامة اللقيطة , ومن يخالف ينزل به  العقاب الصارم  , بدعوى بأن هؤلاء البشر غير صالحين للحياة والبقاء  , لتجاوزهم على  الذات الالهية ( العمامة ) . هذه المنطلقات الفكرية , التي كشفها  المتن الروائي , في رواية ( سارق العمامة ) . في اسلوبها في الواقعية الانتقادية , لتكشف الفرق الشاسع  والمتناقض بين الله والعمامة . ان الرؤى الفكرية في النص الروائي ,  هي مخاطبة  العقل الجمعي , او الوعي الجمعي , بين كشف منصات المنطق , ومنصات اللامعقول في شريعة العمامة المتسلطة على الواقع , و الذي دفعته الى الجحيم ,  وظلمات العقل والفكر الظلامي , مما جعلت الانسان مهمش ومهمل في زاوية ضيقة , محشوراً حشراً, في الانتهاك وسلب الحقوق وغياب العدل . لذلك يصطدمنا الروائي ( شهيد ) بالتحذير الصادم ( لا يجوز شرعاً بيع هذه الرواية للمتدينين ) , لانها  تعري  وتكشف المناطق المحرمة , التي خلقتها العمامة المزيفة في نهجها وسلوكها  , الذي  يعتمد على نهج الاستحواذ والاستيلاء , في سلب وتهميش الانسان , في سبيل تدعيم السلطة الدينية , في احتكار الله , والتدخل الصلف في العلاقة بين الانسان والله , بقائمة طويلة من المحرمات , حتى لتجلس العمامة في سلطة الطاغية على عرش الحكم , وتدعيم ايديولوجية الاوهام والخرافة . بأنها اصبحت القدر الابدي في الحكم  , في ارجاع العصر الحديث , الى العصر البدائي , بالتلويح بعصاء الارهاب الجسدي والفكري , والجلاد ذو العمامة السوداء يلوح بساطوره وقت الحاجة  , لذلك تنهال احداث المسار السردي في المتن الروائي ,  بواسطة السارد في الضمير المتكلم او الراوي , وهو الشخصية المحورية , الذي يقود دفة  مسار الاحداث في الرواية , في لغة السرد المتقنة بادواتها الفنية بتقنية عالية من الابداع .
                     ×× احداث السردية للرواية :
تبدأ الروية بأن في احدى الليالي , زاره الله في المنام , وعبر عن رغبته ان يكون نبياً , فوافق الله على طلبه بأن يصبح نبياً , وفق المراسيم الالهية الخاصة بالنبوة . ولكن وضع الله شرطاً لينال النبوة , ان يسرق عمامة , لا يهم لمن تكون ولمن تنتمي , المهم سرقة عمامة , وما اسهل سرقة عمامة , وما اكثر حاملي العمائم في الواقع الذي يعج بالعمامة  , فقد اصبحت العمامة الزي الواقع الفعلي  , بهذا التزاحم على لبس العمامة . لذلك ينمي نفسه بالامل في نيل النبوة  في الشرط  السهل  الذي وضعه الله ,  ان يصبح نبياً بهذه السهولة  , لذلك فلا حاجة الى جبرائيل , فله التفويض الالهي  (  - نبيك القادم ليس بحاجة الى جبرائيل ) ص55 . لذلك يسعى بعزيمته المثابرة الى سرقة عمامة  ,  حتى ينال فرصة النبوة , لذلك عزم على ذلك ,  واختار يوم الجمعة , وهو يوم العمامة , ففي هذا اليوم تهطل العمائم بغزارة على المنابر في الشحن الطائفي واشعال الحروب بالفتاوى الدموية , في اشعال التفرقة والحرائق وشن الحروب ( حروب العمائم والفتاوى الصادرة عنها , من المتوقع ان الرب قد ادرك أن الحروب التي يرى دماءها تسيل كل يوم , هي حروب عمائم , لذلك اراد انهاءها من خلال الرسالة التي تضمنها شرطه ) ص14 . وهي اشارة تعبيرية دالة بشكل بليغ , بأن تشير الى الاحتجاج الالهي , في ألغاء العمامة لدمويتها , وانقاذ  الدين من  الانحراف والزيف ,  لان العمامة اصبحت خارج الحكمة الالهية , بتحويل الدين الى مجرم وحشي في تعامله مع الانسان  ,وتصفية الضمير الحي بالفناء  , لذا فأن الحاجة القصوى  لابد من شطب العمامة , من اجل انقاذ الدين والله , لذلك وضع الله  شرطاً سهلاً للنبوة بسرقة عمامة . وبالفعل سرق عمامة لا على التعين , لرجل اسمه ( ظهر الدين ) استفزه الاسم وراح يتساءل , هل الدين تحول الى جسم , مثل جسم واعضاء الرجل والمرأة . مثل . رأس الدين . يد الدين . قلب الدين , حتى الى قضيب الدين , او العضو الحساس في المرأة ,  ان يلصق به مفردة الدين  . وهذا يدل على البذاءة والصلافة التي لصقت  بالعمامة المزيفة , وهي تدل على الواقع الفعلي لعراق اليوم . لكن يتم  ألقاء  القبض , حال محاولة السرقة   من قبل رجال ( ظهر الدين ) ويودع في المصح العقلي او ف  مستشفى المجانين , ويعامل باساليب وحشية مدمرة . ويخبره الطبيب بأنه تم زرقه بمصل سام سيموت في سبعة ايام ( لقد تم زرقك بحقنة مميتة , سيظهر مفعولها بعد سبعة ايام ... ستموت بعد اسبوع ) ص29 . ويظل  تنهشه  حالة قلق مروع  , واخذ يعد  الايام المتبقية من عمره في  الايام السبعة . اضافة الى انه تكبد المعاناة  الرهيبة ,  في جلسات التعذيب الوحشي بالصدمات الكهربائية , التي كان يشرف عليها الجلاد ,  ذو العمامة السوداء . في سبيل اقناعه بالعدول عن رغبته بالنبوة , ويعود الى رشده . بأن طلبه لا يمكن ان يتحقق , أنه  اول المستحيلات , بفعل القوة التسلطية والاستبدادية التي تملكها  العمامة . فيرد على جلاده بأن الدين اصبح عملية مزخرفة ( دين مزخرف... دين يثير الكراهية للاخرين ... دين خالٍ من الجمال .. دين خالٍ من الحب .... دين خال من الانسانية .
فيرد عليه الجلاد :
- أنا رجل دين ولي رؤية افضل من البقية
- لماذا تكون العمامة حكراً عليهم ؟ ) ص35 . لا بد وان هناك اختلال في احتكار الدين . لا بد وان هناك تهميش في موت الضمير . ان تظهر العمامة بمظهر اللقيطة والمنبوذة والمتسولة , ولكن هي المتحكمة في مصير وسلوك البشر . ويهرب من مستشفى المجانين , لكن يزج به في فندق او مصح عقلي اخر ,  او ربما سراديب سجن . لان سكنة الفندق , يثيرون الشفقة والحزن للبؤس من المعاناة الحياة التي تكويهم بنيرانها  , يعيشون في خوف وفزع. وهم شرائح مهشمة ومهملة ومتسولة منسية   , تعاني جحيم الحياة , وتعتاش في سد رمقها اليومي , على فضلات النفايات المنتشرة في شوارع المدينة . ان كل شيء يدب على الحياة , هو  مزور ومنحرف عن طريق جادة الصواب , حتى بيت الله ( الجامع ) شذ عن بيت ينتمي الى الله , واصبح مكان لمزايدات المزيفة في صفقاتها  , ومرتع للنصب والسرقة ويسد ابوابه الى المحتاجين الى رحمة الله وحمايته من صواعق الحياة القاسية . لذلك تحول الواقع الى رعب وخوف , يمشي في قلوب وعقول عامة الناس . لان الواقع يعتمد على التسلط والاضطهاد والبطش , وهذا يستدعي عدم التنازل في السعي في نيل النبوة مهما كانت العواقب الوخيمة  , لكن رجال ( ظهر الدين ) بالمرصاد  , انهم  عسس البطش والتنكيل بالناس , في ممارسات وحشية , شاهدها بنفسه ,  في ممارساتهم  في المصح العقلي , بزرق الابر السامة للموت  , ممارسة التعذيب بالصدمات الكهربائية , وهو يتذكر آثار الدماء التي تغطي الجدران . اعضاء بشرية ملقاة على الارض . حفرة عميقة تخرج منها , اصوات لكائنات البشرية المعذبة , ان المستشفى او المصح العقلي , عبارة عن مسلخ بشري , يديره رجال ( ظهر الدين ) وهو رمز لوحشية وبطش  العمامة , في سبيل تدعيم سلطتها , في المال والنفوذ . وكما ان الحالة خارج المصح العقلي لا تختلف قيد أنملة عن ما يجري داخل المصح العقلي , من اساليب بشعة في مصادرة حرية وحقوق الانسان . فكانت تنزل الصاعقات المؤلمة  على الابرياء , في  الصيحات الوحشية ( من ربك ؟ من نبيك ؟ من .... ؟ من .... ؟ )ص152 . , هذه المشاهد المروعة , لم يكن له سبيل , سوى الاستغاثة بالله , من هذه الانتهاكات الصارخة ( اجبني ياربي . هل انت راضٍ عن هذا ؟ ) ص153 , ويناشده بمرارة ( لماذا كل هذا التوحش ؟ اين حقوق الانسان ؟ اين العدالة ؟ ) ص156 . وهذه المعاناة تزيده اصراراً في شق طريقه الى النبوة رغم العوائق  , ولم يتراجع بما وعده الله . ان ينال النبوة لانقاذ البشر من هذا الجحيم . من هذه المطحنة الدموية , ويوجه كلامه الى الطفل اللقيط الذي ترك على عتبة الجامع , وتبنى رعايته , فيوجه كلامه اليه ( الله بحاجة الى أنبياء متطوعين , يساهمون في تغيير ذاك الواقع . اعلم ياصغيري أن النبوة ليست احتياجاً خاصاً , انها تتعلق بالذات المفردة . النبوة احتياج عام ضغط الواقع هو من يصنع الانبياء ........النبوة تعني الانتقال من الاحساس الفردي الى الاحساس الجمعي .................. ان تملك الحس الجمالي الذي يجعلك مؤهلاً للتعرف على الذات الالهية. اعلم يا بني ان تلك الذات لا يستطيع التعرف عليها , إلا من كان مؤمناً بثقافة الجمال ) ص188 . , بمعنى ان النبي ينتمي الى الانسانية جمعاء , هو ابن الجميع . ولكن المسألة الاساسية والحساسة . لماذا يريد النبوة  , بهذا الاصرار العنيد ؟ ولماذ الله اشترط في نيل النبوة بسرقة عمامة , لمن كانت  , لا يهم , لمن ينفذ شرط الله . لانه ببساطة يريد ان ينقذ الدين والناس معاً ( - لماذا اردت ان تكون نبياً ؟
- أردت تحرير الله ...
- تحرير الله , وهل الله معتقل ؟
- نعم . أردت تحريره من الاديان . الاديان تحتكر الله , أردت ان اجعل الله متاحاً للجميع , يمكن الوصول اليه بدون مراسيم ولا طقوس ولا عبادات , بدون وسطاء ... هذا ما أردته ) ص212 , لكن تخور قواه ويفقد القدرة على التحرك , في اليوم الاخير من الايام  السبعة  , يوم الموت , يغيب عن الوعي ويفقد الحركة  كلياً , ولكنه يسمع اصوات الناس تصيح . أنه ميت .... أنه ميت , وفعلاً انه جثة هامدة
× الرواية مزدحمة بالحكايات السردية الجانبية , التي تحمل اشارات تعبيرية ورمزية  . مثل : الطفل اللقيط . الدكتور عذاب . عبدالرزاق حاوية . قارئة الاقدار . طاهر وابو نؤاس . ابو حارث ( الشيطان ) ..... الخ ) وكل شخصية تعيش حالة مروعة من التهميش والتنكيل .
×هذه الرواية ( سارق العمامة ) هي الثانية للروائي شهيد الحلفي , الذي يكتفي بأسمه الال  ( شهيد ) والرواية الاولى كانت ( كش ملك ) .
× الطبعة الاولى : عام 2017
× اصدار دار سطور للنشر والتوزيع . بغداد ,  شارع المتنبي
× 250 صفحة
جمعة عبدالله

343
مهزلة ميثاق الشرف للانتخابات البرلمانية  المرتقبة
تعودت الكتل وقوائم الاحزاب الطائفية الحاكمة , على الفوضى والتلاعب والاحتيال , في عمليات الترويج الانتخابي . بدون ضوابط محددة تنسق العملية الديموقراطية , حتى تكون المنافسة , شريفة ونزيهة , وانما تترك الحبل على الغارب في المكر والاحتيال   , الذي هو يشذ عن الاصول وقوانين والاعراف المبادئ  الديموقراطية , وانما تتحول حمى  محمومة ومسعورة  , على شراء بطاقة  الناخب بحفنة من المال . او بحفنة من لوعود العسلية الوهمية , في سبيل اعادة انتخابهم من جديد في كل دورة انتخابية للبرلمان العراقي , واحتلال مقاعده وحدهم فقط , دون غيرهم حتى اصبحت العملية سخيفة عبارة عن عملية  تدوير النفايات مجدداً  .  وتتحولت العملية الديموقراطية الى لعبة مزيفة ومزورة ومهزلة المهازل في الاستحواذ اللاشرعي على مقاعد البرلمان . من يملك رصيد ضخم من عمليات الشراء البطاقات الناخبين  , يكون ضامن مقعد في البرلمان بل سهولة  , الى جانب حزمة من  الوعود العسلية ,  بما تجود به العقول الشيطانية والثعلبية بما انزل من عجائب وغرائب  , كأن العراق سيدخل فردوس الجنة بعد الانتخابات مباشرة  , لكنهم يدفعونه مجدداً  الى جهنم , لذلك العملية الانتخابية تعتمد على الشطارة في النفاق والكذب في الوعود الوهمية , في سبيل شراء اصوات الناخبين بهذه الوسائل الفاسدة والمزورة  , مثل الوعود بتوزيع الاراض السكنية  بسندات مزورة ووهمية . الوعود في التوظيف في  الوظائف الوهمية . الوعود في تحسين الخدمات العامة . الوعود  في تحسين الحالة المعيشية ,  بزيادة الرواتب وتقليص نسبة الاستقطاعات من الضرائب  . الوعود بتوفير فرص العمل للعاطلين . الوعود بمشاريع الاعمار والبناء . الوعود في محاربة الفساد والفاسدين ,  الوعود برجوع عشرات المليارات الدولارية , التي تم تهريبها خارج العراق لانتشال العراق من الازمة المالية الخانقة  . الوعود في اصدار قوانين عادلة تخدم المواطنين . الوعود بتحسين البطاقة التموينية كماً ونوعاً , وتحويلها من علف حيواني , الى مواد صالحة للاستخدام للبشر . الوعود  بالحد من غلاء اسعار المواد الغذائية , والاشراف الصحي عليها , بمنع توزيع المواد الغذائية التالفة والمسرطنة . الوعود بتحسين حالة المستشفيات البائسة , التي رجعت الى الوراء قرون طويلة . الوعود في تعبيد الشوارع والطرقات ,  ورفع تلال القمامة والنفايات منها . الوعود بتشكيل حكومة تكنوقراط  لاصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة لادارة شؤون العراق. ولكن كل هذه الوعود وغيرها وهمية , ليس لها رصيد من الثقة والحرص والمسؤولية , سوى الضحك على ذقون البسطاء  . ولكن هذه المرة العملية الانتخابية والترويج الانتخابي , تختلف عن المرات السابقة , لكثرة اللاعبين في العدد والكم ,  في الدخول في المنافسة الانتخابية , بالعدد الكبير من القوائم والكتل , التي جاءت نتيجة انشقاقات ونشطارات وتفريخ وتفقيس  طردي ,  فنتازي بسرياليته  , ليس الخلاف  على البرامج السياسية , وانما الخلاف والتنافس الحاد والشديد , على النفوذ والمناصب والمال . واصبحت العملية الانتخابية عبارة عن  الشطارة  في التلاعب والاحتيال والتزوير . اولها شراء البطاقة الانتخابية بالهوس المجنون , في دفع حفنة من المال المسروق  , لشراء بطاقات  الناخبين  , وحاول حيدر العبادي,  في اصدار اجراءات في  منع تداول  شراء بطاقات  الناخببن   , لكنه فشل فشلاً ذريعاً , فعمليات الشراء مستمرة ,  تجري على قدم وساق , وبشكل علني على مسمع من الجميع , واصبحت عمليات شراء البطاقات الانتخابية حديث الشارع , في كل مكان . واصبحت محل سخرية وتهكم ومهزلة , بأنها تقود   الانتخابات البرلمانية الى عملية  الاحتيال والتزوير , دون ضوابط  ,  وانما بالفوضى والنشازالسفيه  , في شراء بطاقة الناخب سلفاً , وقد اصبحت ظاهرة خطيرة , مما استدعت الضرورة القصوى , ان يجتمع زعماء الكتل والقوائم الكبيرة المنافسة , على الاتفاق على اصدار  بيان شرف , يتكون من 24 بنداً , ينص على ان تكون  المنافسة .  حرة وشريفة ونزيهة وشفافة , دون تلاعب واحتيال , بالقسم في عدم  شراء بطاقات الناخبين , والتأكيد على العملية الديموقراطية ,  كحق شرعي بشكل حر للناخب ان يصوت بحريته واختياراته دون تدخل  , او  ابتزاز وتهديد  , او اجبار على انتخاب هذه القائمة او تلك . وعدم استخدام اموال الدولة لصرف للدعاية الانتخابية لهذا المرشح او ذاك , وعدم استخدام منصب المرشح للتأثير على الناخب  تحت طائلة التهديد بفقدان  العمل الوظيفي . ولكن الامور اخذت منحى الاسوأ بعد ميثاق الشرف , فسعر بطاقة الناخب كانت قبل  ميثاق  الشرف , بسعر 50 دولار , ارتفع السعر بعد الشرف الى 100 دولار  للبطاقة الانتخابية الواحد , وان الاسعار ستأخذ بالزيادة اكثر , طالما لا توجد ضوابط تحد من هذه الظاهرة الخطيرة . لذلك تأتي الدعوة الى اشراف اممي مستقل , في ادرة العملية الانتخابية منطقية ومعقولة , لتحد من هذه الفوضى السائدة , التي تحول العملية الانتخابية , الى مهزلة مزيفة ....................... والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

344
قبل صدام واحد هسه ألف صدام
التغيير الحاصل في مزاج  المناخ السياسي والشعبي , انقلب ضد احزاب الفساد الحاكمة . وحتى حملات الترويج الانتخابي لم تعد نزهة للتمجيد والتعظيم الرخيص بعقلية شيطانية كما كانت   , بل اصبحت فرصة مناسبة   لتعبير عن السخط والاحتجاح المواطنين  ضدهم . فلم تعد جولاتهم في المحافظات ,  عمليات التجميل لصورهم الفاسدة السوداء , وانما اصبحت مواجهة للكشف  عن عوراتهم , وكشف لصوصيتهم بالنهب وسرقة ثروات العراق , اصبحت للتعبير عن الرفض الشعبي الواسع لهم  , ووضعهم في نصب الحقائق والوقائع الفعلية , بأنهم يتحملون مسؤولية الخراب الشامل , مسؤولية الشقاق والتمزق والاحقاد الطائفية التي دمرت العراق , حتى يفسح المجال لهم  لينهبوا اموال خزينة العراق , وحرمان المواطنين من منافعها , فقد اصبحت هذه الخيرات الوفيرة , حصة  لحفنة الطبقة  السياسية الفاسدة من الاحزاب الطائفية الحاكمة . فقد ذهبت جولات وصولات التعظيم والتمجيد الالهي كما كانوا ينتظرونها بابتهاج وفرح  , فقد ذهبت  ادراج الرياح , وجاء وقت المكاشفة والحساب على المكشوف ( طك بطك )   , ساعة الحقيقية بعوراتهم المكشوفة للقاصي والداني , ولا يمكن اخفاء الحقيقة ,  بشراء الذمم الضعيفة والرخيصة في اسواق الدعارة   . فلم تعد تنطلي دعارتهم السياسية على احد  , ولاوعودهم العسلية , التي تنتهي مفعولها عند اغلاق صناديق الاقتراع . فقد سقطت وتزعزعت  اخر ذرة من الثقة بهم , بل اصبحوا شماعة عار , اينما ذهبوا في جولاتهم , يواجهون الغضب الشعبي العارم في وجوههم , بالهتافات والاهزوجات التي تعبر عن حقيقتهم , بأنهم احزاب فساد ولصوصية , يتسترون زوراً وبهتاناً . بالدين والطائفة والمذهب . وهم حشروا الدين والطائفة والمذهب في جحيم الخراب والكوارث الدموية . لذلك اصبحوا منبوذين اينما ذهبوا في جولاتهم ,  يلاقون الفشل والخذلان  , يسمعون اصوات السخط والادانة . اصوات التهكم والسخرية والاستهزاء . لقد سقطوا الى اعماق قاع الحضيض , ولم يعدوا لهم ادنى تأثير شعبي وسياسي , رغم عمليات التجميل المنافقة , ودفع الاموال الخيالية الى الاعلام ,  والى حفنة من الكتاب المنافقين , الذين يطبلون ويرقصون في اسواق التهريج النخاسة  , لمن يدفع لهم اموال . هكذا تغير مزاج المواطنين , بعد الصدمات العنيفة , بالكوارث والمجازر والخراب التي عصفت بالعراق , بعد عمليات النهب واللصوصية الكبرى , واعادوا العراق الى العصور المظلمة , في كل مؤسسة ينعق فيها الخراب والفساد . فقد انقلب السحر على الساحر , واصبحوا شماعة عار للعراق , والدين والمذهب والطائفة , فلم تعد الولائم والعزائم تنفع في تجميل صورتهم القبيحة السوداء , فقد اصبحوا محل سخرية واستهزاء اينما يواجهوا المواطنين في جولاتهم . لانهم افسدوا العملية السياسية  بعقولهم اللصوصية . فقد سقطت  وتمزقت ذرائعهم بأنهم انصار الامام الحسين , وهم في حقيقتهم انصار معاوية , قتلوا الامام الحسين الف مرة , واصبحوا يتاجرون بدم الحسين برخص واستهانة , للضحك على ذقون البسطاء . نهم دواعش لا يختلفون عن وحوش داعش , قيد أنملة , فقد سقطت شعاراتهم وتقولاتهم وحججهم ووعودهم  المنافقة , في مجاري الصرف الصحي , بل هم في حقيقة الامر , بضاعة اجنبية رخيصة وفاسدة , للدول الطامع بعدوانية ,  لضم العراق كضيعة وطابو  لهم , لذلك اصبحت هذه الدول  الطامعة بخيرات العراق  , تدير  شؤون العراق الداخلية والخارجية , وهؤلاء الاجندات عليهم التنفيذ والطاعة العمياء  . لقد اصبحت جولاتهم , تنفيس للمواطنين لتعبير  عن السخط والرفض والاحتجاج . فقد تمزق هتاف العار  ( بالروح بالدم نفديك ياحرامي ) وحلت الهتافات والاهزوجات الشعبية الساخطة عليهم . كهذه الاهزوجة الشعبية , التي صدحت  في  وجه حرامي الجادرية فلم يتحمل وقعها الثقيل , وهي تشير الى الاتهام الصريح بالحقيقة الناصعة , فلم يتحمل عبئها وانهزم منها ,  يلاحقه  السخط والاستهزاء .  وهذه الاهزوجة :
هوايه الشعب ضحى
احنه عدنا أيتام
قبل صدام واحد هسه ألف صدام
حسافة والف حيف ولله على الهضيمه ننام
الخير ألعدنا مكوم والاحزاب تفرهد بيه
وهذا الرابط الفيديو
https://youtu.be/N_RiFhZIb-Q
جمعة عبدالله
 

345
صلافة علي ولايتي تجاوزت كل  الحدود والخطوط
تصريحاته تصب في الغطرسة والاستهتار والوقاحة والفظة والخشنة , كأنه نصب نفسه , وصياً على شؤون العراق والعراقيين , بأن يستهزئ بالعراقيين , بتجاوز حدود الادب والاخلاق والاعراف الدبلوماسية  , كأن العراقيين عبيد وخدم في بيته , او انه الحاكم المطلق للعراق  , او أنه  المرجع الديني الاعلى , يحق له اصدار فتاوى التي تهين كرامة العراقيين , بعدم انتخاب الشيوعيين والليبراليين , لانهم يقوضون الصحوة الاسلامية ( أن الصحوة الاسلامية لن تسمح بعودة الشيوعيين والليبراليين الى الحكم ) , هذا التصريح الفج والوقح والمتعجرف , يتزامن مع تصريح ( رحيم أزغدي ) القيادي في القيادة الايرانية الحاكمة , يعلن بفرح الانتصار الكبير , بأن 5 دول في المنطقة خرجت من العباءة الامريكية , وانضمت الى عباءة  الامبراطورية الفارسية ,  واصبحت تحت قيادة المرشد الايراني ( علي خامئني ) . وماهي الصحوة الاسلامية التي يخاف من تقويضها وتهشيمها , حتى يقرع ناقوس الخطر والتحذير؟   , حتى يؤمر  بعدم انتخاب الشيوعيين والليبراليين , لانهم اعداء الصحوة الاسلامية , التي حكمت العراق منذ 15 عاماً , وهي في حقيقتها , من خلال هذه الاعوام العجاف  .  يعني  الفساد والفاسدين ,  باللصوصية والفرهود  , نهبوا الثروات الوطنية ,  وسرقوا خزينة الدولة المالية حتى افلاسها  , منذ صحوة الجعفري , الى صحوة العهد الكارثي نوري المالكي , الى صحوة العبادي , وربما غداً  تكون صحوة الحاكم الفعلي , مستشار المرشد الايراني ( علي ولايتي ) . الصحوة الاسلامية التي تباكى عليها وذرف دموع التماسيح , هي في حقيقة الامر , الفقر والظلم والطغيان والحرمان , والمخدرات والدعارة , وتفتيت النسيج الوطني , واعلاء أن الطائفية , التي تجرع منها العراق المرارة والعلقم , ونزفت الدماء كالانهار الجارية . هذه التصريحات الخطيرة , تأتي وسط صمت مطبق من الاحزاب الطائفية , وهذا يفسر السكوت من الرضا والاستحسان , لم نسمع من حزب شيعي , يشجب هذه التصريحات الفظة التي تدوس على كرامة العراقيين  , والتي تجاوزت الاعراف والحدود ,  والخطوط الحمراء  والسوداء , بالتدخل الوقح والمستهتر بالشؤون العراق الداخلية , ومزقت السيادة الوطنية , كأنها خرقة بالية ليس لها قيمة , طالما أن  العراق اصبح  ضمن ولايات الامبراطورية الفارسية  , تحت وصاية المرشد الايراني ( علي خامئني ) . لذلك تأتي  تصرفات  مستشاره , بعنجهية وغطرسة مستهترة بالعراقيين . كأنه الحاكم المطلق المستبد على العراق والعراقيين  . ان هذا التصريح الخطير , كأنه يعيد ذكريات الماضي الاليمة والدموية . بالفتوى المشؤومة , في  اباحة قتل الشيوعيين , لان الشيوعية كفر وألحاد , التي اعتبرها حزب  البعث الفاشي , ضوء اخضر للابادة الدموية  , وفعلت عصابات الحرس القومي البعثية , مجازر دموية , فقد حولت العراق الى مسلخ لذبح والقتل . ولذلك ليس غرابة ان تأتي هذه التصريحات الصلفة في وقاحتها , قبيل الانتخابات العامة . بعدم انتخاب الشيوعيون والليبرالييون , لانهم اعداء تقويض الصحوة الاسلامية ....................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

346
المثقف - قراءات نقدية (أدب ومسرح)
قراءة في رواية: نجوم الظهر للروائي برهان الخطيب

جمعة عبد الله

goma abdulahالفضاء الروائي متسع الافاق ومتعدد الجوانب في تقنياته الفنية،، وفي تركيبة الحبكة، التي امتازت باللغة السردية البارعة في التشويق والاثارة، وفي تكتيكات الفعل الروائي . الذي اظهر منصات الواقع الاجتماعي آنذاك، في العوامل التي تحرك تركيباته، وتشعباته في التناقضات الداخلية (الذات)، والخارجية (الواقع)، وكذلك عمل في ابراز روح التحدي والمغامرة، التي تحرك عقلية العراقي، بفطرته الشعورية واللاشعورية، في مجابهة الظلم والحرمان والتهميش . لذلك نجد شخصيات الرواية، تتحرك على رقعة واسعة من التجاذب، في الفعل ورد الفعل، كحالة تنفس واسقاط حالاتها الداخلية، فهي تشعر انها متعسفة ومضطهدة ومهضومة ومهمشة، من الواقع الاجتماعي غير العادل . ان رواية (نجوم الظهر) تكشف بحق بانورامية الواقع الاجتماعي، بكل تجلياته وتداعياته، السلبية والايجابية، وكذلك من ناحية وجود المرأة ضمن الاطر الاجتماعية الضيقة، التي تحددها عقلية الواقع الاجتماعي الظالم لها، في عملية تفاعلية بين الذات والواقع، ونجد بان منصات السرد امتلكت حرية التناول والتعاطي، في دلالات تعبيرية، الزاخرة في تعابيرها الاجتماعية الناطقة والمحسوسة، ضمن فترة محددة في الزمكانية، وبالتحديد في العهد الملكي آنذاك . نجد ان شخصيات الروائية وخاصة الشخصية المحورية (جسار شمخي) يعاني الاحباط والمعاناة والانهزام . تحركه شحنات الاحاسيس الانفعالية الملتهبة، بشكل شعوري، او اللاشعوري، ويتفاعل في شحناته العاطفية الهائجة، لكن يعود الى المسالمة في الروح، وليس بالعدوانية الشريرية . رغم ان الواقع يضغط عليه بشكل هائل ان يتحول الى عدواني شرير، رغم انه تخنقه اطنان من الاتهامات والشكوك من معاناة الواقع الثقيل، وكذلك يتخلص من الاقاويل، التي تتحدث عن خيانة زوجته، وافعالها الشائنة، بأنها تفتح فخذيها لكل طارق، لكن كل هذه الاتهامات بالخيانة، دون ان تكون ادلة دامغة عليها، سوى اقاويل هنا ومن هناك، ان لغة السرد اعتمدت على ضمير المتكلم، وضمير الواقع، اي بين (الراوي والمروي) لكنهما يلتقيان في بنية سردية عضوية ومحكمة ومرتبة في التنسيق خطوات الاحداث، في المتن الروائي، وصياغة افعاله المتحركة، اي اننا أمام بناء روائي متكامل في عالمه، وفي عناصره المتحركة، في افعالها التي تتحرك بالفعل المشحون بالدراما والمغامرة والمفاجأة . والحدث البارز والاساسي في النص الروائي، يعتمد على حدث سياسي بارز حدث فعلاً، هو عملية انتخاب مجلس الاعيان في عام 1954، في عهد الملكي، وفي عملية التزور الفاضحة، لصالح احزاب الحكومة، او لصالح افندية الحكومة، ضد الجبهة الشعبية المعارضة للحكومة . وكيفية استغلال جهل الناخب، الذي لا يعرف القراءة والكتابة، يصرح بأسم الناخب والقائمة، وكتبة الحكومة، يكتبون وفق ما يريدون من بطاقات لصالح احزاب الحكومة ويضعونها في صندوق الانتخاب . وحين تقدم (جسار شمخي) بأنه أمي، وطلب كتابة على بطاقته الانتخابية مرشح المعارضة، لكن كتبة الحكومة، كتبوا لصالح مرشح حزب الحكومة . وقبل وضعها في صندوق الانتخابات، سحبها من يد الافندي، وراح يقرأ ما دون فيها، بشكل مغاير لرغبته الانتخابية، وراح يعلن التزييف على الناس، الذين ينتظرون دورهم، في وضع البطاقات الانتخابية في الصندوق . وانفعل في هذا الاستهتار المفضوح في عملية التزوير، واخذ صندوق الانتخاب وركض به صوب النهر ليرميه فيه، وسط دهشة الناس، وذهول افراد الشرطة وهرب . ولكن مع هذا التزور نجحت الحبهة الشعبية المعارضة في توصيل عدد محترم من مرشحيها الى مجلس الاعيان . مما استدعى مجيء (نوري السعيد) على رأس الحكومة، وألغاء عملية الانتخابات، هذه منصات الفعل الروائي . الذي اختار تكتيك ابداعي في عملية السرد وتنسيق خيوطه، بأن تبدأ احداث الرواية من منتصف، ثم البداية، وبعد ذلك النهاية خاتمة المطاف

احداث المتن الروائي:

بعد عملية رمي صندوق الانتخابي في النهر . دخلت حياة (جسار شمخي) في مرحلة وطور جديد . من المطاردة والهروب والملاحقة، حتى يقع في قبضة الشرطة، لانه فضح الحكومة والملك، واصبحوا سخرية وتندر وتهكم على كل لسان، وحتى وصل الخبر الى الاعلام والاذاعات المصرية آنذاك، كما اخبره صديقه الوفي (يعقوب جرجيس) (- أيعقل انك لم تطلع من زاوية (حكايات الانتخابات) بجريدة الزمان، ولم يصلك كلام اذاعة (العراق الحر) و (صوت العرب) عنك في برامجها منذ أمس ؟ حادثة رمي الصندوق الانتخاب الى الفرات . أصبحت على كل لسان) ص268 . وكان يروم التخفي في ديرة الجوانب، حتى يتدبر أمره بعد ذلك، كونه دخيل عندهم، وهم معرفون في ايواء الدخيل، ولكن حين عرفوا أن قضيته سياسية، اصبح ضيف ثقيل غير مرغوب فيه، وهرب صوب البرك المائية حتى يصل الى نهر الفرات، ليعبره الى الجانب الاخر، حتى يصل الى محطة القطار، التي توصله الى بغداد حتى يضيع فيها، لحين تدبير امره من صديقه الوفي (يعقوب جرجيس) الذي وقف في محنته، وابدأ استعداده التام، في المساعدة في تهريبه الى الكويت بجواز سفر مزور . وكان صديقه يحب شقيقته (غديرة) ويتمنى من كل جوانحه، ان يوافق على طلب زواجه، والعيش معاً في الكويت . وقبل وصوله الى بغداد تصادفه المفاجأة والمطبات، اولها تفضحه بدلته السوداء الثقيلة، في قيظ الصيف الساخن، والشمس الحارقة، في لهيبها الكافر، ويصادف مفرزة شرطة الكمارك، التي تفتش عن التهريب والمهربين . فقد انتبهوا الى غرابة ارتداءه بدلة سوداء ثقيلة، في الصيف الحارق، فأجابهم، بأن زوجته توفيت قبل شهر، وهو ينوي زيارة الغجر (الكاولية) فتعاطفوا معه، واخذوه معهم الى الغجر، وهناك سرق مسدس من احد افراد مفرزة الشرطة، وهرب مسرعاً في اتجاه محطة القطار . كان (جسار شمخي) يندب حظه العاثر والمشؤوم، منذ ولادته بسن جارح، واعتبره عامة الناس من اهل البلدة وعشيرته، بأنه نذير الشؤوم والنحس، وستطالهم الفواجع والمصائب والاهوال، من هذه الولادة المشؤومة، بأنه شر مستطير يجب التخلص منه بكل الاحوال، وحاولوا ان يقنعوا والده بالتخلص منه . لكن ابيه كان يستهزئ بعقولهم وخرافاتهم، ولكن اشتد الضغط عليه، حتى اجبر في النهاية، ان يرميه احدهم من سطح البيت ويتلقفه بعباءته، فاذا نجى كتبت له السلامة، واذا مات فخيراً على خير،، ولحسن حظه أنقذه والده في احتضانه في عباءته، وفي المدرسة كان مشاغباً في سلوكه، حتى اضطرت ادارة المدرسة ان تطرده من المدرسة، ليكون بعد ذلك عامل مقهى، وحين شب عوده تعرف على (نرجس) المتزوجة، كان يراودها في غياب زوجها . ولكن بعد وفاة زوجها، كافئها بزواجه منها، رغم انها تتناولها اقاويل الناس في السلوك الشائن، بأنها تفتح فخذيها لكل طارق يطرق بابها، ويعتقد (جسار شمخي) بانها تخونه، لكثرة اقاويل الناس عنها، لكن دون اثبات دامغ على خيانتها، وتحت ضغط الناس اراد ان يتخلص منها، حتى بغسل العار، والحفاظ على شرف العائلة والعشيرة، واضطر احد الايام، أن يخنقها بيديه، وحين تيقن انها ماتت، ذهب الى مركز الشرطة، بالاعتراف بأنه خنق زوجته وماتت، دفاعاً عن الشرف وغسلاً للعار، ولكن حين رجع من مركز الشرطة، وجدها امامه ترحب به .... وفي بغداد وجد نفسه في عالم اخر، فنزع بدلته السوداء الثقيلة، وشذب شواربه الكثة، حتى بدأت ملامح الجديدة، تختلف عن ملامحه القديمة، في محاولة التكيف مع الظروف الجديدة التي داهمته وقلبت حياته تماماً، ووجد نفسه وحيداً، سوى مساعدة صديقه الوفي (يعقوب جرجيس) في محاولة تدبير تهريبه الى الكويت بجواز سفر مزور، قبل ان يشتد الحبل عليه، ولكن صديقه يقع في قبضة الشرطة، وتحت ممارسة التعذيب بقلع اظافره، اضطر ان يعترف، بأن (جسار شمخي) يروم زيارة بلدته الليلة، لتصفية حسابه مع زوجته الخائنة (نرجس) ان يقتلهاويتخلص منها . ولكن المفاجأة بأن زوجته (نرجس) تجيء اليه في سرداب التخفي في بغداد . وهناك تعترف له بالتفاصيل لتثبت براءتها من تهمة الخيانة له . وقالت له بأن صديقه (يعقوب جرجيس) اعترف عليه من شدة التعذيب واخبرهم . بأنك تروم زيارة البلدة الليلة، وقالت له حين سألتها الشرطة، في اي مكان سيختفي فيه، فقالت في الحسينية، وهي متأكدة تماماً بأنه لم يلتجيء اليها ابداً، لذلك تحركت مفرزة الشرطة نحون المكان المطلوب . واستعدت ان يقتلها بكل مقبولية ورضى، لكن عليه ان يسمع ايضاً خياناته، وان تعترف بالحقيقة، حين كان يجلب عشيقته الى البيت في زي الرجال، ويصعد بها الى سطح البيت، وجارتهم تتلصص عليهم . ثم انه يهينها ويشتمها حين لم يناديها بأسمها، بل يناديها بأسم (الجاموسة) . وصرحت له بأن افندي الحكومة المخبر (سهام سالم) حاول خداعها واغتصابها، بأن تكون خليلة فراش، لان زوجها بحكم المنتهي لا شفاعة له بعد اليوم اذا ارادت ان تعيش، ويقرر (جسار شمخي) ان يطلقها وان تكون حرة بعد الان . لا علاقة تربطه بها، وحين يعود الى بلدته، يقتنص من (سهام سالم) بعدة رصاصات قاتلة، وفي لجة الفوضى والارتباك، وتبادل النيران مع افراد الشرطة، وضمن الهيجان العام . تضيع اخبار (جسار شمخي) هل هو قتل أم انه مازال حياً ؟، وكذلك اخبار زوجته (نرجس) فقد ضاع اثرهما، ولا يعرف احداً، اين يتواجدان أم اختطفهما الموت ؟

× الطبعة الاولى : عام 1991

× 350 صفحة

 

جمعة عبدالله

347
قصص مأساوية من معاناة العراقيين العائدين من اليونان
ألتقيت في بغداد بعدد من العوائل , عائدة من اليونان , بفشل حلم اللجوء في دول الهجرة واللجوء . وتحدثوا عن ظروف سجن الاعتقال في مخيمات الجزر اليونانية القريبة من تركيا , وتحدثوا عن الظروف القاهرة هي اكبر من معاناة صخرة سيزيف . وشرحوا بالتفصيل الاستغلال المتوحش البشع من المهربين في تركيا . في فرض ضريبة التهريب من الضفاف تركيا , الى الجزر اليوناية القريبة منها , التي لا تبعد عن تركيا , فقط عشرة دقائق في الزوارق السريعة , ونصف ساعة بالزوارق المطاطية المستهلكة . ضريبة التهريب من 500 الى 800 دولار . وحين وصولهم الى الجزر اليونانية , تحتجزهم الشرطة اليونانية , في مخيمات الحجز وهي اشبة بمراكز الاعتقالات , هذه المخيمات مسيجة , وممنوع بصرامة الخروج منها , إلا في حالات الطوارئ الطبية . ومنذ اكثر من سنتين لم تتفق الدول الاوربية على توزيعهم على دول الهجرة واللجوء , والضغط الاوربي على اليونان في حجزهم وعدم السماح لواحد من اللاجئيين ان يخرج من معتقلات المخيمات . واليونان يشكو من أزمة اقتصادية حادة , وموجود اكثر من مليون لاجئ في اليونان , ونفوس سكانها اقل من 11 مليون فرداً . وكثير من اللاجئيين ازاء هذه الظروف القاهرة , وانسداد تماماً حلم اللجوء , اضطروا الى العودة الى بلدانهم ومنهم العوائل العراقية , عادوا خائبين بعد عذاب المعاناة والتعب والارهاق وخسارة آلآف الدولارات عبثاً ,  بتصديق الاكاذيب حول اللجوء والوصول الى اليونان . وحسب الاتفاقية بين اليونان وتركيا , توافق الاخيرة في استقبال العائدين لرجوعهم الى بلدانهم ومنهم العراق . لذلك فتحوا المهربين طريق جديد للتهريب عبر . تركيا . بلغاريا, ثم اليونان , وفرضوا ضريبة التهريب سعرها للفرد الواحد 2000 دولار . ولكن حين يصلوا الى اليونان / اثينا , يعانون من مخاطر حجزهم وارجاعهم الى مخيمات الجزر , ولا تمنح اليونان ورقة عدم التعرض مطلقاً , وكان المنفذ الوحيد المفتوح للعبور الى خارج اليونان ,  هو عبر ميناء البحري في مدينة  ( باترا ) جنوب اليونان , بعدما انغلقت الحدود في مقدونيا , صربيا . المجر , واذا وجدوا واحد من اللاجئين في هذه الدول الثلاث , يرجعونه الى اليونان , وهذه تضعه  في  المعتقلات في مخيمات الجزر , حتى وصل عددهم اكثر من 52 ألف لاجئ في هذه المعتقلات التي انقطعت عليهم السبل بالخروج منها  . وايطاليا تعاني أشد من اليونان , من مشكلة  اللاجئيين الافارقة من ليبيا , لذلك شددوا الحصار على مراقبة الموانئ البحرية القادمة من اليونان ,  وتفتيش الشاحنات تفتيش دقيق وصارم , وان وجدوا مخفيين في هذه الشاحنات يرجعونه الى اليونان مجدداً  . لذلك آلآف من العوائل محصورة في اثينا , الذين جاءوا عبر طرق اخرى , وليس عبر الجزر او من طريق  نهر ( أفرو ) الفاصل بين , بلغاريا , تركيا . اليونان , وهو يفصل حدود هذه البلدان الثلاث . وهناك مشكلة عويصة هي مشكلة السكن والايجار . فأن بعض السفلة ,  لا ذمة ولا ضمير , يستغلون معاناة السكن لصالحهم بالاستغلال الوحشي , لان اللاجئين ليس لديهم اوراق رسمية من اليونان , والحصول عليها هي من  اولى المستحيلات , لذلك فقط السكن في مناطق حقيرة وتعيسة وهجرها سكانها , واحتلها اللاجئيين بأسعار زهيدة من اصحابها , ( هؤلاء السفلة ) يؤجرونها الى اللاجئيين الجدد , بمضاعفة سعر الايجار تقريباً خمس مرات , ففي هذه المناطق التي يسكنها اللاجئيين , كثيراً ما تحدث مصادمات عنيفة مع الشرطة اليونانية , بسبب الحبوب والمخدرات والسرقات واعمال مشينة لا اخلاقية اخرى  , فأيجار غرفة صغيرة عفنة وقديمة 500 يرو , بينما في ارقى بلدية في أثينا , وشقة عصرية وحديثة ,  واسعة لعائلة كبيرة لا تتجاوز 500 يرو . هذا الاستغلال البشع , في ظل انعدام الافق وغلقها تماماً بشطب حلم اللجوء نهائياً . سوى الاعتقال في ههذه المخيمات في الجزر , واذا كانت انفتاح عملية اللجوء قبل ثلاث سنوات , كانت فرصة ذهبية ,  حتى وصل فقط الى ألمانيا وحدها حوالي اكثر من 800 ألف لاجئ , وكذلك قبلت غيرها من بلدان اللجوء في شمال اوربا , أما آلآن فقد سدت حدودها في وجه القادمين اليها , وترجعهم الى اليونان و وهذه تضعهم في مخيمات الحجز مجدداً  . لذا فأن الاخبار والمعلومات الكاذبة حول اللجوء والوصول الى اليونان , يجدون الصدمة والمحنة والمأساة عند وصولهم الى اليونان  , لا  يجدون  سوى الفشل المرير . يعني محنة العراقيين ليس لها مثيل في كل انحاء العالم
جمعة عبدالله
 

348
مهزلة المهازل في التحالفات الانتخابية للاحزاب الشيعية
البهجة الكبيرة  بتشكيل اكبر تحالف انتخابي بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي ( نصر العراق ) المتكون من حوالي 28 كيان وكتلة وقائمة  سياسية ( 8 فصائل من الحشد الشعبي , اضافة الى كتلة بيارق العراق التابعة الى وزير الدفاع السابق خالد العبيدي ) تحولت هذه البهجة خلال سويعات معدودة  من الاتفاق على التحالف الانتخابي الموحد  . تحول الى مهزلة المهازل بالسخرية والضحك والتهكم , فقد انفرط عقده خلال سويعات معدودة من  , بالانسحابات بالجملة , وتحولت هذه الانسحابات الى  تراشق بالحجر فيما بينهم  , كأنهم اطفال مدارس ابتدائية . تحول الى تراشق الاتهامات لبعضهم البعض , دون تبيان اسباب وجيهة , التي  تدعو الى الانخراط من التحالف الانتخابي ( نصر العراق ) هذه المهزلة ربما اصابهم ( افلاونزا الطيور)  , فقد تحولوا الى شذر مذر , ولم يدم عرسهم التحالفي إلا سويعات معدودة . وبدأت احزابها الطائفية الفاسدة , التهجم على  بعضها البعض , كأنهم في حلبة عراك الديوك . هذه العقليات المتقلبة حتى على نفسها ,  تقود دفة العراق المنكوب . بهذه العقليات الضحلة والضيقة والمسعورة على النهب والفرهود . وان الانتخابات البرلمانية بهذه الاحزاب المنافقة والفاسدة , ماهي إلا تدوير النفايات القديمة من جديد , بثوب مخادع جديد تحت العناوين البراقة . وهي محاولة  خداع وتضليل ,  تعودوا عليها بأتقان حتى يحسدهم عليها أبليس , في محاولة تحسين صورتهم المشبوهة بالفساد والسرقة , ولم نكسب منهم سوى الفشل والعجز , في حل ابسط المشاكل الواقع العراقي , سوى انهم برزوا على الواقع السياسي , بأنهم رموز وفرسان الفساد الاشاوس . لا يهمهم من العراق , سوى النهب والفرهدة والاستحواذ على المناصب والامتيازات . ولا يخطر ابداً على بالهم الرحمة على العراق المظلوم , ولا يعرفون معنى المسؤولية تجاه الشعب والوطن , ولا حتى الشراكة الحقيقية في الحكم , ولا يعرفون اصول التعامل السياسي . لانهم تعودوا على مبدأ ( الاخذ دون عطاء ) .
هذه الشراذم السياسية العثة , فشلت في كل المجالات . وما الخداع في الشعار  محاربة الفساد والفاسدين , هو الضحك على ذقون الجهلة والاغبياء البلهاء , فهم رموز وفرسان الفساد والفاسدين .
انهم يراهن على بلادة المواطن واشباعه الى حد التخمة بالوعود العسلية الكاذبة , التي ينتهي مفعولها , لحظة اغلاق صناديق الانتخابات . فهم يسعون بكل همة ونشاط , الى  تدوير نفاياتهم من جديد , بالتحالفات الطائفية بأسماء جديدة براقة   , لتقسيم الغنائم  والفرهود بالحصص الطائفية  , وان قوائمهم وكياناتهم الانتخابية , رغم بريق عناوينها , ماهي إلا قوائم مستهلكة وفاشلة وفاسدة , وجودها تعميق لخراب العراق اكثر من السابق .
 انهم في حقيقتهم زعماء لصوص وحرامية , وكل نزاعاتهم , هي سرقة لص او حرامي من هذه القائمة ومن ذلك التكتل اومن ذلك  الكيان . وقد جربناهم على مدى 15 عاماً , ألا يكفي خرابهم القائم ؟ , ألا يكفي نهبوا اموال وخيرات العراق ؟ ألا يكفي من العواصف المدمرة التي عصفت بالعراق بسببهم ووجودهم ؟ ألا يكفي المجازر الدموية والارهاب والظلم وتخريب الدولة , التي اصبح ينعق بها الخراب , فلا خدمات عامة , ولا رعاية صحية وتعليمية واجتماعية , سوى الوعود الكاذبة بالاصلاح والبناء .  متى يستيقظ ضمير العراقي النائم , حتى يرفض ولاءات هذه الاحزاب الطائفية الفاسدة . متى يستيقظ ضمير العراقي النائم , ليقول كش ملك لهذه النفايات والحثالات والطحالب الاسنة  . متى ينتخب العراقي بضميره الحي المسؤول , حتى يساهم في انقاذ العراق من هذا الجراد الوحشي , أم يظل يرقص على روث الطائفية , في تعظيم النفايات الحقيرة والوقحة , التي سلبت حياته واستقراره الامني  ,
ان تحالفاتهم الهزيلة والمضحكة , ماهي الى تدوير نفايات القمامة من جديدة , وينطبق عليهم اسلوب تحالفاتهم , التي  تنعقد في ساعة ,  وتنفرط في الساعة التالية , الاغنية الشعبية التي تقول  ( تبعني نوبة , ونوبة تشتريني )
...................    والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

349
الفتوى الدينية  بقتل المتظاهرين .  فاشية أم اسلام جديد؟
حراك الشارع الايراني , يتحرك في  تصاعد  موجة الاحتجاجات العارمة , بالغليان الشعبي الساخط  . نتيجة تدهور الظروف المعيشية , الى القسوة المعاناة القاهرة , وهي تمر بأسوأ أزمة حياتية خطيرة في ايران  , حتى ان نسبة البطالة تصل الى بعض المدن الى نسبة 60% من السكان ,  في ظل هذا التدهور المستمرفي الازمة المعيشية الخانقة   , تراكم زخم حجمها بالمعاناة الشديدة  , دون ان تكون كوة  انفراج بالافق , وخاصة الشباب يجد نفسه عاطلاً ,  وعالة على الحياة وعلى اهله , في ظل الفساد المتفاقم في حكم الملالي الى حد التخمة والاسراف  المجنون  ,  وانفاق المليارات الدولارية , دون المساهمة في تخفيف حدة المعاناة للشباب الحياتية  , الذين تيقنوا  , بأن حكم الملالي يقودهم الى  المستقبل المظلم  , اضافة بأنهم اصبحوا حطب ووقود  لحروب حكم الملالي الخارجية في دول المنطقة  , وهي تنفق المليارات الدولارات , لتخريب دول المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية , بشكل سافر , لذلك اشتعلت شرارة الانتفاضة الايرانية الجديدة , بعد الانتفاضة الخضراء عام 2009 . حين فاز بالانتخابات لرئاسة الجمهورية , تيار الاصلاحي  بقيادة رئيس الوزراء السابق ( مير حسين موسوي ) الذي اعلنت النتائج  بشكل رسمي من وزارة الداخلية بفوزه بالانتخابات الرئاسية , وايد نتيجة الانتخابات رئيس البرلمان الايراني السابق رجل الدين ( مهدي كروبي )  , لكن تدخل المرشد والي الفقيه ( علي خامئني ) في الغاء نتيجة الانتخابات , وتحريف النتيجة  بأعلان فوز  ( محمود احمدي نجاد )  مما اثار هيجان الشارع الايراني , لهذا التدخل السافر , في تغيير نتيجة انتخابات بالتزوير المتعمد وحسب اعلان وزارة الداخلية الاول  , ولكن الانتفاضة الخضراء قمعت بالدماء في ارتكاب جرائم بشعة  ,  فقد سقط العشرات القتلى والجرحى وآلاف المعتقلين , وابرزهم مير حسين موسوي الذي فاز في الانتخابات ورجل الدين مهدي كروبي , الذي اعترف بالحقيقة الفائز بالانتخابات ,  ورفض تغيير النتيجة بالتحريف المزور   , ولحد الان يقبعان في السجن . لذلك تلوح في الافق , بأن هذه الانتفاضة الشعبية الجديدة  , التي تتمدد وتتوسع بزخم المشاركة  , وتدخل مدن جديد الى قائمة المنتفضين المحتجين , وامام فشل وسائل العنف والقمع والارهاب  , ولحد الان سقط اكثر من 22 قتيل , وتجاوز عدد المعتقلين على الالف . وجاءت  الفتوى الدينية من حكم الملالي   , بشرعية قتل المحتجين مباشرة بالرصاص الحي . وكذلك اعقبها تصريح  رئيس محكمة الثورة في طهران ( موسى غضنفر ) .  لبث الخوف والذعر والتهديد  في نفوس المواطنين المحتجين بشكل سلمي . بأن كل من يعتقل  سيواجه احكام قاسية بما فيها حكم الاعدام , وخاصة ان ولي الفقيه اتهم المتظاهرين بأنهم عملاء الخارج , يجب تنظيف ايران منهم  , يعني ايران حكم الملالي , مقبلين على ارهاب دموي ومجازر وحشية ضد الانتفاضة السلمية , التي تطالب بتحسين ظروف الحياة المعيشية المهلكة  , وليس اسقاط حكم الملالي  ,  ولكن هذه هي العقلية الدينية الفاشية المنغلقة  , لا تعترف بالتظاهر السلمي . فهي مقبلة على ارتكاب جرائم دموية , مثلما حدثت في الانتفاضة الخضراء , ولكن التاريخ لا يعود الى الوراء , فقد زادت حجم الاحتجاجات الشعبية وتوسعت رقعتها  , وصارت اكثر زخماً بالحشود البشرية الجديدة  المساهمة فيها , هكذا يتعرى حكم الملالي ومرشدهم خامئني , في كشف وجههم الفاشي والوحشي , ولا يمكن للقبضة الحديدية , لقمع الشعب , بالبطش والتنكيل , ان يكون ملاذ الحل لمطاليب الحياتية المشروعة  ,  والمواطن فقد كل شيء في ازمة حياتية خانقة لا مناص من الغضب والاحتجاج  , ولا يخسر سوى قيوده في حق الاحتجاج من سوء الاحوال المزرية  , وان حكم الملالي الفاشي على كف عفريت . ان انتفاضة المحتجين في مظاهراتهم المستمرة دون توقف لليوم الخامس على التوالي   , تمثل خطراً حقيقياً على حكم الملالي الفاشي   ,  اما الدمار عليَّ وعلى اعدائي , واما النجاة , لقد وصل حكم الملالي الى طريق مسدود . .................. والله يستر من الجايات !!
جمعة عبدالله

350
سلاطين الفساد : عامكم سعيد وكل عام وانتم بألف خير
اصبحت آهات ومعاناة عذاب الشعب . رخيصة ومبتذلة , وليس لها اية قيمة ومعنى , وانما شحاذة متهرئة ,  لايسمعها ولا يصغي اليها احداً , لانها متقوقعة في النحيب والتذمر المتكسر بالخيبات واليأس والتوسل المخيب  , لانها لم تتجاسر  بالانتفاض على آلهة التمر ( عجبت لمن لايجد قوت يومه , كيف لا يخرج للناس شاهراً سيفه ) وطمرهم في مقالع الازبال في هبة رجل واحد , وليس مناجاة , التذمر والحزن والبكاء الرخيص والمبتذل بالعار والمهانة , بالنكوص والاحباط والانكسار . دون ان تشتعل في صدورهم أرادة الفعل الجسور , في  تلبية نداء الامام علي ( ع ) وصرخة ( ابي ذر الغفاري ) , لكي  يعدل الميزان الاعوج والاهوج , ضد سلاطين الفساد , الذين لوثوا كل خلية من جسد العراق بمرض الفساد الخبيث , واصبح الاخطبوط الخبيث ,  كل شيء يعط بروائح الفساد الكريهة . القضاء فاسد , لجنة النزاهة فاسدة , البرلمان فاسد اصبح عش الفساد والرذيلة . الاحزاب الطائفية الحاكمة , تعج بحيتان الفساد الضارية والشرسة , من اللصوص والحرامية , لذلك كل عام جديد , هو عام شؤوم وحداد وسواد وحزن على العراق والعراقيين  , بزيادة جيوش الفقراء والجياع , وبعضهم يبحثون عن قوتهم اليومي , في مقالع الازبال , ولكن من جانب الاخر , الفساد يزداد سمنة وتكرش وترهل وضخامة , وزيادة حجم الجيوب والارصدة , وزيادة مجون الاسراف والبذخ في جنات النعيم , ولم يطالهم السؤال والتساؤل ( من اين لك هذا ؟ ) , لانهم يملكون الحماية والحصانة آلهية , ولا يمكن لاحد الاقتراب اليهم والتحرش بهم , سوى سماع الصواريخ الاعلامية العابرة للقارات ( فاشوشية ) على العزم على محاربة ومكافحة الفساد والفاسدين وقلعهم  , حتى اصبحت هذه الصواريخ مبتذلة وهزيلة , يطالها السخرية والتهكم والاستخفاف  , لانها فقعات هوائية من المعدة الثقيلة . واصبح شعار محاربة الفساد , اشارة صريحة على الهجوم والانكباب , على عمليات النهب واللحس والعلق والفرهود , بذريعة الدفاع عن الطائفة والمذهب , حتى اصبحت شريكة في الاجرام والفساد والارهاب , واصبحت الطائفية والمذهب شريك فعلي في الاختلاس والاحتيال ,  ونهب خيرات العراق وافلاس خزينة الدولة , بهذا الشكل تفقست بيوض افاعي  العمائم الشيطانية , في الانكباب بالفرهود  , بحجة الدفاع عن الطائفة والمذهب , وبأن يستغلوا في براعة ابليسية حاذقة  , سذاجة وبلاهة وغباء , المغفلين الجهلة العبيط السخفاء  , بينما هذه العمائم الابليسية , تفرهد بالفرهود بشكل علني وفي وضح النهار . واصبح الفساد والرشوة , سلوك ونهج وتصرف وعقيدة ودين ومذهب , بالاحتيال والخديعة , منذ عام 2003 , من حكم الاحزاب الطائفية الحاكمة , وهم يثرمون ( البصل ) على الجهلة والاغبياء , الذين عشقوا الذل والمهانة , انتزعت كرامتهم ورجولتهم , في تقبيل تراب احذية الفاسدين المعممين والافندية . وهؤلاء الاوغاد ,  دفنوا الاخلاق والقيم والمسؤولية , في المرافق الصحية , وجرفتها مياه الصرف الصحي .  بكل تأكيد ان عمليات النهب والفرهود , تجري على سمع وبصر المرجعية الدينية , التي اصبحت شريكة فعلية في هذه الجرائم الكبرى , عبر وكلائها , الذين اصبحوا من الرموز الكبيرة للفساد , هذا الاحتيال الشيطاني , بين وكلاء المرجعية الدينية ,  والرؤوس الفساد الكبير , تدر على الجانبين الذهب والدولار واموال خرافية  , على شقاء ومعاناة الشعب , لانهم تركوا الله الخالق ,  وتحالفوا مع الشيطان , وكل عام تعاد نفس  الاسطوانة المشروخة , التي اصبحت مدار ,  سخرية ومهزلة العالم , لم نسمع سوى الصراخ والزعيق والعياط المجانين  , عن محاربة الفساد والفاسدين , والعبادي ضرب ارقام قياسية في الوعود ( اذا لم تستحي , افعل بما تشاء )  , ولم يطبق الخطوة الاولى في محاربة الفساد والفاسدين , بتفعيل القانون المعطل لاكثر من عقد كامل , اي تنفيذ مبدأ القانون ( من اين لك هذا ؟ ) بدون صراخ وزعيق سخيف ومبتذل , هل يجسر على ذلك ؟  , وهو من رموز الفساد الكبيرة ؟ أم انه الضحك على ذقون الاغبياء والمغفلين والبهلاء الساذجين ,  في الكسب السياسي الرخيص , التي تدل على تفاهة العقول الحاكمة  ......................  والله يستر  العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

351
طفلة صغيرة تتحدى الارهاب الاسرائيلي   

أثارت شجاعة الصبية الفلسطينية  ( عهد التميمي . 16 سنة ) ضجة كبيرة داخل الرأي الاسرائيلي , في الانقسام حولها , وخاصة من اليمين المتطرف العنصري , الذي اثار زوبعة من الكراهية والانتقام , وطالب بالاقتصاص الشديد من الطفلة الفلسطينية . التي اهانت أسرائيل امام الرأي  العالم , واهانت الجنود الاسرائليين , القوة التي لاتقهر لجيش الاحتلال الاسرائيلي   , من صفعها وركلها الجنود بيدها و قدميها , حتى طردتهم من الساحة مقابل بيتها , مخذولين بالعار والهزيمة , هذا العمل البطولي اثار حفيظة وغضب المؤسسة العسكرية , واعتبرتها اهانة تشوه سمعة الجيش الذي لا يقهر , مما جند قوة عسكرية ضاربة لاعتقال طفلة صغيرة ( عهد التميمي ) بعد منتصف الليل , وسجنها وتقديمها الى المحكمة مقيدة بسلاسل الحديد , كأنها مخلوق خارق خطير , يريد فناء أسرائيل , هذه العنجهية الارهابية , اثارت سخط الرأي العالمي ضد اسرائيل , في تعاملهم الوحشي لصبية صغيرة ,
ودخلت المحكمة تعلوها ملامح ابتسامة , وهي تمشي بين الحرس المدججين بالسلاح , حتى احد المعلقين الاسرائيليين , شعر بالعار والخزي لهذه الاجراءات الارهابية المتشددة امام هذه  صبية صغيرة السن , فصرح يقول ( اخجل من نفسي ومن التاريخ , كيف تضع طفلة جميلة , في قفص وتقيد رجليها بالحديد . هذه محاكمة سياسية ) ولكن المدعي العام وصفها بالارهاب واهانة الجنود بقوله ( انها الفتاة الصغيرة شديدة الخطورة ) هذه شجاعة وبسالة الجيل الناشئ الجديد , في استمرار انتفاضتهم البطولية , رغم سقوط العديد من القتلى والجرحى , تعدت حدود جريمة المذبحة المتعمدة , وهي مستمرة , تتحدى اقوى قوة ارهابية في العالم , وهم على شاكلة جسارة وبطولة ( عهد التميمي ) , وليس غريباً على هذه البطلة الصغيرة الشجاعة . فعائلتها عنوان النضال والجسارة والشجاعة والاقدام  , فأبيها نزيل  السجون والمعتقلات الاسرائيلية , سجن تسع مرات في السجون الاسرائيلية , فكان حضوره ليشد عزيمة ابنته الصغيرة بالبسالة والصمود , موجهاً كلامه الى ابنته داخل المحكمة  ( أبتسمي وافردي شعرك :وكوني أنتِ , فأنتِ بطلة . أنت رمز الجيل الجديد من الفلسطينيين , الباحثين عن الحرية . جيلنا انتهى أمره , وانتِ حاملة الراية ) ابتسمت الى ابيها وارادت ان تتفوه بكلام الى أبيها  , لكن الحراس نهروها ومنعوها من الكلام . خوفاً من ان تشعل المشاعر الفلسطينة باللهب , ضد الاحتلال الاسرائيلي وضد قرار ترمب السافر والجائر , رغم انه اصيب بهزيمة نكرى , في الجمعية العامة للامم المتحدة , التي صوتت على بطلان ورفض قرار ترمب المجحف في الاعتراف بالقدس عاصمة أسرائيل , , فقد صوت الى جانب قرار الجمعية العامة الذي ينص على رفض اي تغيير في وضع القدس القانوني , ويطالب الولايات المتحدة الى سحب اعترافها بالقدس عاصمة أسرائيل . هذا الانتصار الكبير للقضية الفلسطينية . رغم ان ترمب هدد الدول بقطع المساعدات المالية عنها , اذا صوتت الى جانب القرار  , لكن قرارالجمعية . صوت الى جانبه الدول بشكل ساحق 128 دولة مؤيدة , و9 دول فقط بالضد من القرار , وامتنعت 35 دولة عن التصويت , ان قرار الجمعية العامة انتصار للفلسطينيين  , وهزيمة الى ترمب واسرائيل .
 فالف تحية الى بسالة هذه الصبية الفلسطينية الشجاعة ( عهد التميمي ) التي اورقت الامال بالجيل الناشئ الجديد ,  الجسور والمقدام
جمعة عبدالله
وهذا الرابط الفديو


  https://youtu.be/fKSkuznkrYw



352
لماذا تراجعت هيئة النزاهة عن تصريحها الاعلامي ؟!
استبشر الرأي العام العراقي بهجة وفرحاً  , في تصريح رئيس هيئة النزاهة العامة ( حسن الياسري ) الى صحيفة الصباح الرسمية . الناطقة بأسم الحكومة , وجاء فيه عن اعلان ( أحالة نوب رئيس الجمهورية الثلاثة ,  الى القضاء العراقي , بتهم الكسب غير المشروع ) واعتقد الكثير , بأن وعد رئيس الحكومة حيدر العبادي بمحاربة الفاسدين والانتصار عليهم  , يبدأ اول خطواته الفعلية بقوة  , بأحالة رموز ابطال  الفساد والفاسدين الثلاث ( المالكي وعلاوي والنجيفي ) , وهذا انفراج كبير للازمة المالية التي يعاني منها العراق ,  بشق شرنقة سرطان الفساد والهة الفاسدين الثلاث ( الهبل والعزى والمناة ) . ولكن هذا التصريح لم يكن له عمراً ,  سوى يوماً واحداً , حتى هبت زوابع الفاسدين , بالاستنكار والشجب والغضب العاصف والمدوي  , لان تصريح رئيس هيئة النزاهة , تجاوز خطير  على الخطوط الحمراء , بتعطيل حرية الفاسدين ,  في السرقة واللصوصية , وهذا خرق غير مسموح به , ستقطع اليد , التي تسمح  بالتطاول على آلهة الفساد والفاسدين , التي تملك حماية وحصانة آلهية ,  لا يمكن الدنو  والاقتراب منها ,  وان الاقتراب يشكل ضرراً كبيراً لعملاقة الفساد والفاسدين الاشاوس الابطال   , ولا يمكن ان يمر دون عقاب صارم وماحق  , وتحت ضغط الفاسدين الهائل , اضطر رئيس هيئة النزاهة ( حسن الياسري )  , ان يتنصل من كلامه  ويتراجع في الاعتذار . ولكن لم ينتهي الامرالى هذا الحد ,  بالتراجع والاعتذار , بحجة الخطأ المطبعي اللعين  , بل طالبوا العبادي بمعاقبة رئيس تحرير صحيفة الصباح الرسمية , رغم انه توسل بالاعتذار والصفح لهذه الغلطة في شتيمة آلهة الفساد المقدسة   , رغم ان  الوسواس الخناس الشيطان ,  تلاعبت يديه   بالخطأ المطبعي , بل طالبوا بتعويض مالي لاصلاح الضرر , الذي اصاب آلهة ( التمر والدولار ) في المطالبة بتعويض مالي قدره 200 مليون دينار لكل واحد من آلهة ( الهبل والعزى والمناة ) يعني نقداً ( عينك عينك ) 600 مليون دينار عداً ونقداً ( خطيه يدفها العبادي المسكين  والفقير من جيبه الخاص ) , هذ الموقف المشين لرئيس هيئة النزاهة ( حسن الياسري ) لم يحافظ على كلامه كرجل كالرجال  , بل راح باكياً بالتوسل والاعتذار , وانه بريء من هذا التصريح اللعين  , وانما اشتكى بعين باكية ,   بفيروس الخطأ المطبعي , هكذا دأب عمل هيئة النزاهة العامة عبر السنوات الطويل  ,  بان تترك الحرية المطلقة لفاسدين الكبار العمالقة ( حيتان البحر الكبيرة  ) وتفتش عن السمك الصغير الفاسد , الذي لايحمل هوية ولاسند ولاحماية , لكي تقتنص منه و( تثرم على رأسه البصل )  , حتى تعلن انتصارها الموهوم , على  الفاسدين بحفظ خزينة الدولة كحدقة عيونهم وامينة على المسؤولية   , وبهذا الشكل ضاعت مئات المليارات الدولارية , التي سرقت ونهبت من ضلع العراق , دون متابعة واهتمام , رغم انها تملك ملفات ضخمة بالفساد  , لكنها  تلتزم بشريعة الفساد والفاسدين بعدم تجاوز الخطوط الحمراء  لانه بمثابة اعلان حرب عليها , وستجد نفسها يجرفها فيضان البحر في الغرق والموت  . لذلك تغض الطرف , وتعطي العين العمياء وليس العوراء , حتى يمروا الفاسدين بكل امان وسلام ووداعة ومحبة   , ويحفظهم الله على سلامتهم بالوصول الى اوطانهم الاصلية  , وهم في وسام الشرف في الفساد  وفي اللصوصية والاختلاس  , لذلك لم نسمع او نجد بأنها منعت فاسداً كبيراً واحداً ,  من مئات الفاسدين الهاربين  , الذين حملوا اطنان الذهب والدولار وسافروا الى الخارج , تعودنا على الطمطمة والسكوت . فليس غريباً من رئيس هيئة النزاهة ان يتوسل بذل ومهانة ويرفع راية البيضاء بالاستسلام الذليل  الى  ألهة الفساد ( الهبل والعزى والمناة ) , كأن تصريحه الى صحيفة الصباح الرسمية , لم يسجل على اشرطة التسجيل , لكن لغمطة قضية ولفلفتها بدعوى التصريح اصابه الخطأ  المطبعي , حتى تمر القضية بسلام , ولكن  يجب دفع مبلغ  600 مليون دينار ( سيدفعها العبادي المسكين  من جيبه ومصروفه اليومي )  . ان زوبعة الفاسدين في جولتهم , التي تعتبر انتصاراً لهم , في تكميم الافواه , انها موجهة برسالة بالغة في تعبيرها مباشرة  الى العبادي نفسه  , تحذره وتنذره , اذا رفع اصبعه وتطاول  ضدهم , فستقطع وتحرق , لانهم عملاقة كبار , وهو قزم صغير ....................     والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

353
بشرى سارة الى أحزاب الفساد
في السنة الماضية واستمرت الى الشهور الاولى لهذا العام  ,  هبات جماهيرية عاصفة , في الحجم والزخم الهائل   في الجموع  الحشود البشرية  المشاركة  , التي ملئت الساحات والميادين ,  بالغليان الشعبي العارم , وبالاصوات المدوية التي شقت عنان السماء , بالمطالبة بتغيير المفوضية الانتخابات الفاسدة , وتغيير قانون الانتخابي المجحف والجائر والظالم  , الذي يبيح التزوير وسرقة صوت الناخبين  , لكي تستحوذ عليه احزاب الفساد , حتى تكون الكعكة العراقية حصتها كاملة لها , الجمل بما حمل . وامام هذا الحشد الشعبي العارم والهائج  , الذي اقلق وزعز عروش احزاب الفساد , التي وجدت نفسها مدانة ومتهمة في الفساد  والتلاعب في سرقة اصوات الناخبين , وتزييف الانتخابات بالتواطئ مع المفوضية الفاسدة , التي اصبحت لسان حال احزاب الفساد وفطاحل الفاسدين . وامام هذه الزوبعة الشعبية العارمة . تقمصت احزاب الفساد , السياسة الثعلبية وركبت الموجة بابداع يحسدهم عليه حتى عفاريت الجن  ,فتقدمت جموع الشعب المنتفض بخطوات ,  في المطالبة القوية والمدوية ,   بتصريحاتها النارية اليومية , كأنها في حالة  جهاد مقدس لا رجعة عنه  , بتغيير المفوضية وحلها وتشكيل مفوضية تكنوقراط مستقلة , خارج عباءة الاحزاب الحاكمة  , والغاء قانون الانتخابي الذي يسرق اصوات الناخبين ويحولها الى الاحزاب الكبيرة , بقانون انتخابي عادل ومنصف , يحقق المنافسة الشريفة للجميع بشكل ديموقراطي ,  عادل ونزيه , حتى ظهرت اكثر جرأة بطرح المطاليب من الجموع الحاشدة في الميادين والساحات . وتعهدت بعدم الاشتراك بالانتخابات البرلمانية القادمة   , اذا لم تتغير المفوضية وقانون الانتخابي الجائر  , وصعقوا المواطنين بصواريخهم الاعلامية اليومية  , في حق الشعب  في مطاليبه الشرعية العادلة , لان  هناك ظلم واجحاف كبير , في قواعد اللعبة الانتخابية , نحو الاحتكار الكلي لصالح القوائم الكبيرة دون حق قانوني شرعي   , في سرقة اصوات الناخبين , بطريقة لصوصية ,  وممارسة عملية التحريف والتزوير من جانب المفوضية الفاسدة , وهدأت حركة الاحتجاجات الشعبية , وانحسرت موجه التظاهرات العارمة من الساحات والميادين  , وهي تعتقد بأنها انتصرت بتوصيل صوت الشعب العادل , وحصلت على وعود وتعهدات قاطعة وحاسمة لا رجعة فيها  الى الوراء . وهدأ الشارع السياسي والشعبي , وهو يحتضن الوعود العسلية , بأنهاء مرحلة تكرار انتخاب الوجوه القديمة الفاسدة , التي سببت الخراب , وسرقت المليارات الدولارية , مما حرم الشعب من خيراتها , وتقرير البنك الدولي عن الفقر في العراق لعام 2016 , يشير بأنه  وصل الى 35% من نسبة سكان العراق . وانعدام الخدمات بسبب فطاحل الفساد الاشاوس , ولكن حين اقترب موعد الانتخابات البرلمانية القادمة , وبقت شهور قليلة حتى موعد النهائي  للانتخابات البرلمانية في شهر الخامس آيار 2018 . انبرى رئيس البرلمان الاخوانجي ( سليم الجبوري ) في الاسبوع الماضي , ليعلن في تصريحه الى وسائل الاعلام والصحافة , بأن المفوضية الحالية هي التي تشرف على عملية الانتخابات , حسب اتفاق الكتل النيابية , بحجة ضيق الوقت لانتخاب مفوضية بديلة عنها . مر بسلام هذا التصريح دون ضجة . ثم اعلن هذا الاسبوع , رئيس البرلمان الاخوانجي ( سليم الجبوري ) على انه اتفق في البرلمان على ان الانتخابات البرلمانية القادمة , ستعتمد على القانون الانتخابي الحالي ( صلوات على النبي , هلهولة للفساد الصامد ) . يعني بكل بساطة وسهولة , اعادة الوجوه القديمة الفاسدة , يعني استمر زمن الانحطاط والخراب الى ما نهاية  , يعني الفساد والفاسدين ,  يعيش عصره الذهبي دون منازع . هذه العجينة من السياسيي الفطاحل ابطال الفساد , اصبحوا قدر العراق في زمن الانحطاط , يعني استمر الدولة الفاسدة والفاشلة , بأسم التوحش الاسلامي الطائفي ...................    والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

354
أين نجد النزيه في الاحزاب الطائفية ؟ ؟

الفساد أصبح دين وعقيدة وايمان , اصبح سلوك ونهج يومي , يواجه العراقيين اينما ذهبوا , اصبح قدر العراقيين في التعامل معه في كل شاردة وواردة , مع كل الاشياء تلوثت بمرض الفساد والرشوة , الكل يتعامل بالرشوة والاحتيال المالي . من اصغر موظف الى اكبر مسؤول في هرم الدولة . هذا الغول البشع الاخطوبوطي بالف قدم ويد  , جاءت به الاحزاب الطائفية الحاكمة , كدستور شرعي بالتعامل , كنهج سياسي متعفن في وباء الفساد السرطاني . الذي ذبح العراق والعراقيين من الوريد الى الوريد  , بالخراب والازمات الخطيرة , التي تتولد وتتفرع وتتفقس  الى معاول هدم , هذا الوباء السرطاني البشع , خلق من رحمه ,  الفساد السياسي والارهاب وعصابات القتل والاختطاف والجريمة , يتحركون في وضح النهار وفي حرية مطلقة , فلا قانون ولا حسيب ولا رقيب . طالما الطبقة السياسية الحاكمة , يلعب في عبها الفساد واللصوصية . فأصبحوا يتسابقون بشهية الوحوش الجائعة , في التنافس والتناحر على بقرة الحلوب العراق , التي تدر لهم , الحليب والذهب والدولار , وللشعب المغلوب على أمره حصته  ( الروث والضراط ) . ان العراق دخل من البوابة العريضة للفساد المالي  , بحيث لم يحدث له مثيل في جميع دول العالم قاطبة . في عمليات النهب والاحتيال واللصوصية , كل شيء يتحرك بالدفع المالي والمقايضة  . الوظيفة , المنصب , الكرسي , مقعد البرلمان , حقيبة الوزير . انها معروضة في المزاد العلني , للشراء والبيع . حتى توقيع نائب البرلمان , توقيع  الوزير , له بورصة مالية وخط بياني صاعد  , يحدد السعر , حسب الحاجة والطلب . فأصبحت الدولة العراقية  , مصابة بمرض الفساد السرطاني الى حد النخاع , فكل شيء يتحرك بروائح الفساد العفنة والكريهة . هكذا تحول العراق على ايدي حفنة من السياسيين  الفاسدين والمارقين , في سلوكهم ونهجهم , العفن والخسيس والرذيل , في اكتناز الذهب والدولار , فنهبوا خزينة الدولة المالية , وخيرات العراق تحولت الى جيوبهم , ارصدة وعقارات  وشركات خارج العراق , لانهم لا يملكون ذرة شرف واخلاق للعراق , يفعلون ذلك بحماية وحصانة القانون , ولم تقف في وجههم اية قوة سياسية تحمل الضمير الحي والشفقة على حال  العراق المزري  . لان احزابهم الطائفية , تحولت الى عصابات نهب وارهاب وجريمة . فلا مكان بينهم للشريف والنزيه , لو استخدمنا جهاز التلسكوب , لتفتيش عن هذا الابن الضائع  في عرين الاحزاب الطائفية الفاسدة , فلم نعثر عليه على اثر , او مخلفات بصمات تدل على وجوده  , فلا مكان بينهم للشريف والنزيه , الذي يحن ويشفق على حالة العراق , المزرية والمأساوية . مما جعل هذا الانحراف الشاذ ,  الفساد والفاسدين  فوق القانون والمواطن , لانهم خارج نطاق المحاسبة والمراقبة , لذلك خلال 14 عاماً , لم يقدم فاسد كبير واحد فقط , الى المحاكمة  , اما الاسماك الصغيرة جداً , فأن اصطيادها  سهل جداً  . بدليل نائب متهم بملفات الفساد بملايين الدولارات المسروقة  , يحكم عليه بالسجن لمدة سنة مع وقف التنفيذ لصغر سنه . بينما يحاكم طفل صغير عمره 10 اعوام , لسرقته محارم ورقية , لا يتعدى سعرها ,   شدة خبز , كأن رواية البؤساء تشهد فصولها في عراق الاحزاب الاسلامية الفاسدة  . هذا القضاء القرقوشي الفاسد الى حد النخاع , حين يترك الفاسدين الذين سرقوا مئات الملايين الدولارية , وبعضهم بلغت مبالغ السرقاته  مليار دولار او اكثر  , يتركهم احرار بحرية تامة , دون متابعة او مطالبة باسترجاع الاموال المنهوبة . لذلك اصبح الفساد والفاسدين قدر العراق لامناص منه , ولا خلاص منه .  إلا بمعجزة آلهية تطيح بعروش الاحزاب الطائفية الفاسدة , لذلك فأن  الزمن الاعور اللعين , لا يوجد فيه  مكان للمعجزة , وان الفاسدين سيعاد انتخابهم مجدداً بكل سهولة , مثل ( شربة الماء ) لانهم يملكون المال والنفوذ والمفوضية الفاسدة , التي تقدم لهم نتائج الانتخابات على طبق من ذهب . لانهم تعلموا وتربوا على العقلية الماكرة والمنافقة , فنجدهم كلما اقترب موعد الانتخابات العامة , يطلقون الصواريخ من النوع الثقيل , بالقسم والتعهد والحلف , بمحاربة الفساد والفاسدين , وحجتهم الحالية , بأنهم انتصروا على داعش , فسوف ينتصرون على الفساد والفاسدين , وهم فرسانه الاشاوس , فأي خداع ودجل غث بالهذيان الفج  , كأنهم يتعاملون مع شعب مغفل وعبيط ابله وبليد وغبي  . طالما في جيوبهم الامان , بأن الشعب المغفل , سينتخبهم مجدداً مرات ومرات , كأن العراقي عشق بألهام جنوني  ,  الاحزان والبكاء  والاتراح , كأنه يحلم ان يكون كفن للموت المجاني القادم   ...........................    والله يستر العراق من الجايات !!
 

355
الكتاب الطائفيون  يدافعون عن قانون  الشذوذ الجنسي

اثار مشروع التعديل على قانون الاحوال الشخصية القديم  , في جلسات  البرلمان  وأقرار قانون جديد في قانون الاحوال الشخصية  , اثار زوبعة من الاحتجاجات العارمة , في الواقع العراقي المرتبك والمضطرب . ويعتبرهذا القانون الجديد .  انتصاراً كبيراً   للعقلية الطائفية المتخلفة  والظلامية , بأن تحقق انتصاراً كانت تحلم  به , على  مدى ستة عقود , في ألغاء قانون الاحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 . . ومجيء قانون طائفي في امتياز , يعتبر نكسة كبيرة لتشريع القضاء العراقي , تدهوراً  خطيراً   نحو الاسوأ في الاخلاق والقيم , في تكريس الطائفية والانقسام في المجتمع , وزعزعة هيبة الدولة , بتحويلها الى  دولة طوائف منقسمة على نفسها  . هذه العقلية المتخلفة والظلامية ,  كبدت وتكبد العراق  , الازمات والمشاكل   والويلات , التي ليس لها حدود ونهاية , وهذا التعديل البرلماني , يعتبر  قمة السقوط العقلي والاخلاقي بتشريع  قانون هجين بالشذوذ الجنسي   , يجيز زوج الطفلة بعمر 9سنوات , ويبيح الزواج قبل هذا العمر , للرضيعة القاصرة , لكن هذا الزواج يختصر على المداعبات الجنسية وفتح الافخاذ دون الولوج , حتى يكمل عمر الطفلة الصغيرة 9 سنوات , وهذا يعتبر اهانة فظة للطفولة والمرأة , بانتهاك حق الطفولة وانتهاك انسانية المرأة , بتحويلها الى بضاعة جنسية رخيصة , هذه هي المأساة العراقية , ففي قانون الاحوال الشخصية القديم لعام 1959  , الذي حدد سن الزواج  لكلا الجنسين بعمر 18 سنة بقانون موحد لكل الطوائف والمذاهب العراقية كافة  ,  وتحريم الزواج خارج المحاكم الشرعية للدولة , وكذلك صيانة وحماية  حقوق المرأة , في الحضانة والطلاق والارث , ولا يسمح  بتعدد الزوجات , إلا بموافقة الزوجة ,  وفي المحكمة الشرعية التابعة للدولة . هذه الاسس الاساسية في قانون الاحوال الشخصية لعام 1959 ,  التعديل الجديد ترك تحديد سن الزواج لكل طائفة وفق شريعتها الدينية ومرجعيتها  , وكذلك في المسائل الطلاق والارث والحضانة وتعدد الزوجات , وألغاء المحاكم المدنية التابعة للقضاء العراقي , واستعاضة عنها بالمحاكم الدينية لكل طائفة , يعني قانون طائفي بامتياز , في الغاء القانون الموحد لكل الطوائف والمذاهب , في سن الزواج  بعمر 18 سنة , والتعديل الجديد , ترك الحرية في  تحديد العمر لكل طائفة . فالطائفة الشيعية تتبع توجهات مرجعيتها الدينية , التي تتبع قانون الاحوال الشخصية الجعفري . الذي يحدد الزواج للطفلة القاصرة بعمر 9 سنوات , ويبيح الزواج قبل هذا العمر للرضيعة , ولكنه  اشترط بأن يكون هذا الزواج , يقتصر على المدعبات الجنسية وفتح الافخاذ دون الولوج . اما الطائفة السنية فتتبع الوقف السني بمذاهبها المعروفة , التي تبيح سن الزواج للطفلة القاصرة بعمر 13 الى 15 سنة ويتم الزواج في المحاكم الدينية التابعة للطائفة السنية , وكذلك في حالات الحضانة والارث والطلاق وتعدد الزوجات , هذا القانون الظالم والباطل , الذي زهق به الحق زهقاً وظلماً وعدواناً  , لكن عظم  المصيبة والبلاء , وقوف الكتاب الطائفيون , الذين يدافعون بضراوة عن هذا القانون الطائفي دون حق شرعي , ويبررون بالذر ائع المضحكة والهزيلة . كمحامون فاشلون  , في  تبرير  حجج التعديل القانون الجديد  . وهم يتخلون طواعية  عن انسانيتهم في مناصرة الحق على الباطل , وينتهكون شرف الكلمة ,  بتمزيقها على عتبة التخلف الطائفي الظلامي بدم بارد  , يدافعون عن العقلية الظلامية , اي انهم يشتركون في جريمة تمزيق اللحمة للمجتمع العراقي  , ويساندون التقسيم الطائفي , الذي جلب الاهوال والكوارث الدموية  . حتى بعضهم لم يطلع اصلاً على مسودة التعديل  , في التشريع الجديد . اتمنى من كل كاتب طائفي , ان يطرح السؤال على نفسه . ما ذنب الطفلة القاصرة في انتهاك  حرمة طفولتها ؟ وهل يقبل بزواج طفلته بعمر 9سنوات وحتى قبل هذا العمر؟
وهذه مسودة التعديل الجديد
 
 
قانون الاحوال الشخصية
نص مشروع التعديل
…………………..
باسم الشعب
رئاسة الجمهورية
بناء على ما أقره مجلس النواب وصادق عليه رئيس الجمهورية، واستناداً إلى أحكام الفقرة (أ) من البند (أولاً) من المادة (2)، والبند (أولاً) من المادة (61)، والمادة (41)، والبند (ثالثاً) من المادة (73) من الدستور، صدر القانون الآتي:
قانون رقم ( ) لسنة 2016
قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959
المادة الأولى:
يضاف ما يلي إلى آخر المادة الثانية من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل ويكون البند (3) لها:
3-
أ. يجوز للمسلمين الخاضعين لأحكام هذا القانون تقديم طلب إلى محكمة الأحوال الشخصية المختصة، لتطبيق الأحكام الشرعية للأحوال الشخصية وفق المذهب الذي يتبعونه.
ب. تلتزم المحكمة المختصة بالنسبة للأشخاص الوارد ذكرهم في الفقرة (أ) من هذا البند عند إصدار قراراتها في جميع المسائل التي تناولتها نصوص قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل وغيرها من المسائل المتعلقة بالأحوال الشخصية، بإتباع ما يصدر عن المجمع العلمي في ديوان الوقف الشيعي، والمجلس العلمي والإفتائي في ديوان الوقف السني، وتبعاً لمذهب الزوج، ويصح أن يكون سبباً للحكم.
ج. يلتزم المجلس العلمي في ديوان الوقف الشيعي بإجإبة المحكمة عن استيضاحاتها، وفقاً للمشهور من الفقه الشيعي وفتاوى الفقهاء الاعلام، وعند عدم الشهرة يؤخذ برأي (المرجع الديني الأعلى) الذي يرجع اليه في التقليد أكثر الشيعة في العراق من فقهاء النجف الأشرف.
د. يلتزم المجلس العلمي والإفتائي في ديوان الوقف السني بإجابة المحكمة عن استيضاحاتها، وفقاً للمشهور من الفقه السني.
المادة الثانية:
يضاف ما يأتي إلى آخر المادة الثانية من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل ويكون البند (4) لها:
4- تعد عقود الزواج السابقة على نفاذ هذا القانون، قد تم إبرامها وفقاً للمذهب الشيعي إذا تضمنت حجة الزواج عبارة (عند المطالبة والميسرة) بشأن استحقاق المهر المؤجل، ما لم يثبت العكس.
المادة الثالثة:
يلغى نص البند (5) من المادة العاشرة من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل ويحل محله ما يأتي:
5- يجوز إبرام عقد الزواج لأتباع المذهبين (الشيعي والسني) كل وفقاً لمذهبه، من قبل من يجيز فقهاء ذلك المذهب ابرامه للعقد بعد التأكد من توافر أركان العقد وشروطه وانتفاء الموانع في الزوجين، على أن يجري تصديق العقد لدى محكمة الأحوال الشخصية خلال فترة لا تزيد على (60) ستين يوماً من تاريخ إبرامه.
المادة الرابعة:
يضاف إلى آخر المادة السادسة من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل ما يأتي، ويكون البند (5) لها:
5- يجوز للزوجة أن تشترط على الزوج في عقد الزواج أن تكون وكيلة عنه في طلاق نفسها متى أخل بحقوقها الزوجية من النفقة وحسن المعاشرة.
المادة الخامسة:
يلغى نص البند (أ) من المادة التاسعة من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل، ويحل محله ما يأتي:
1- لا يحق لأي من الأقارب أو الأغيار إكراه أي شخص ذكراً كان أم أنثى على الزواج دون رضاه، ويعتبر عقد الزواج بالإكراه باطلاً ما لم يلحقه الرضا، كما لا يحق لأي من الأقارب أو الأغيار منع من كان أهلاً للزواج بموجب أحكام هذا القانون من الزواج.
المادة السادسة:
يلغى نص البند (أ) من المادة الرابعة والعشرين من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل، ويحل محله ما يأتي:
1- تعتبر نفقة الزوجة غير الناشز ديناً في ذمة زوجها من وقت امتناعه عن الانفاق عليها.
المادة السابعة:
يلغى نص البند (3) من المادة السادسة والعشرين من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل، ويحل محله ما يأتي:
2- يحق للزوج إسكان أبويه أو أحدهما مع زوجته في دار الزوجية وليس للزوجة حق الاعتراض على ذلك ما لم تتصرر به.
المادة الثامنة:
يضاف ما يأتي إلى قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل، ويكون المادة الخامسة والتسعون منه:
لايحكم بمخالفة أي من مواد هذا القانون أو بنوده أو فقراته لثوابت أحكام الإسلام إلا إذا صوّت على مخالفته أغلبية خبراء الفقه الاسلامي من أعضاء المحكمة الاتحادية العليا.
المادة التاسعة:
لا يعمل بأي نص يتعارض وأحكام هذا القانون.
المادة العاشرة:
يعمل بهذا القانون من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.
الأسباب الموجبة
انسجاماً مع ما أقرته المادة (2) من الدستور أنه لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام، وما أقرته المادة (41) من ضمان حرية الأفراد في الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم، وللحفاظ على المحاكم كجهة قضائية موحدة لتطبيق الأحكام الشرعية للأحوال الشخصية بعد الرجوع إلى الجهة ذات الاختصاص، شرع هذا القانون.
من اقوال الامام علي ( ع ) :
رحم الله رجلاً رأى الحق فأعان عليه ,او رأى جوراً فرده , وكان عوناً بالحق على صاحبه .
وقول الفيلسوف ارسطو :
لا  تترك الحق , لأنك متى تركت الحق  , فأنك لا تتركه إلأ الى الباطل
وقال ابن سينا:
نصرة الحق شرف, ونصرة الباطل سرف
 والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

356
تعهد العبادي الثالث ( نايم المدلول حلوه نومته )
الفساد وداعش , وجهان لعملة واحدة , لا يمكن فصلهما , فلهما روح واحدة منشطرة الى قسمين , في التوحد قلباً وقالباً . فعقلية داعش الوحشية في سفك الدماء والذبح والخراب , تقابلها قرينتها في الروح وفصيلة الدم الواحدة  , الفساد المالي , بعقليته الوحشية في نهب خيرات البلاد , وسرقة خزينة الدولة المالية , مما يجعل الخراب والفقر والفاقة والحرمان والاهمال  , ظاهرة مأساوية في عناء الشعب ودمار وخرابه , حتى لا يقف على قدميه . فالفساد المالي فتح الابواب مشرعة دون حراسة , للدخول اللصوص والسراق بكل حرية تامة , للسرقة واللصوصية , في استغلال المنصب والنفوذ ,  للاحتيال  والاختلاس , ويجعل الفساد المالي , الذي ولد من رحم الفساد السياسي , من الاحزاب الاسلامية الحاكمة , التي تعج بيوتها بحيتان الفساد الشرسة , في افقار الشعب , وجعل الوطن يغوص في اسفل الدرك من الفقروالفاقة  والحرمان والاهمال . بسبب عمليات  النهب والسحت الحرام , وتحويل العراق , الى دولة الفساد بكل المقاييس , بدليل يحتل العراق الصفوف الاولى من دول الفاسدة , وحسب تقرير المنظمات الدولية المختصة في شؤون الفساد والنزاهة , من  بين جميع دول العالم , فالعراق يحتل الموقع في الفساد في مرتبة 161 ضمن 168 دولة . مما سبب الفساد المالي افلاس خزينة الدولة , مما خلق ازمة مالية واقتصادية حادة وخانقة  ,  واللجوء الى تطبيق سياسة التقشف وفرض ضرائب على اصحاب الدخل المحدود , وكذلك انتهاج سياسة القروض والديون الخارجية  . دون معالجة سليمة ومنطقية , في ترشيد الانفاق العام , ومعالجة التضخم في ترهل الدولة , ومحاربة الفساد , والحد من شراسته , والمطالبة في استرجاع الاموال المنهوبة من خزينة الدولة , وتقدر بأرقام خيالية وخرافية . حيث تشير التقارير من المنظمات الدولية , واعترافات بعض السياسيين والكتاب , بأنه منذ عام 2003 الى عام 2017 , سرقت ونهبت من خزينة الدولة , بكل الطرق الشيطانية الماكرة , مبالغ طائلة وهائلة  في ارقامها الخرافية ,   تتراوح بين 700 الى 800 مليار دولار . وحسب تقرير صندوق النقد الدولي لعام 2016 , بأن نسبة الفقر وصلت الى 35% من سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر . وفي تقريرها بأن نسبة الديون والقروض وصلت لعام 2017 الى 120 مليار دولار , والتوقعات لعام 2018  ستصل مديونة العراق , الى البنك الدولي , وصندوق النقد الدولي وغيرهما الى 130 مليار دولار . هذا النهج السياسي بالفساد كأنه قدر العراق , بعدم خدش شعور الفاسدين ولو قليلاً على حياء وخجل  ,  وحتى لو كان بشكل  حميم وودي , وكل ما يقال عن محاربة الفساد والفاسدين , هو في حقيقته  بالونات مفرقعة للاستهلاك الداخلي , كلام بغير رصيد فعلي منفذ . مثلاً السيد  العبادي الذي جاء الى منصب رئيس الحكومة , تحت لافتة عريضة ,  من الوعود والتعهد والقسم والحلف  , بمحاربة الفساد والفاسدين . ولكن حدث العكس , بأن الفساد يعيش في جنات النعيم , ولم يتوقف , وانما ظل يسير بوتيرته المسرعة , بحرية تامة . وفي السنة الماضية وصلت خزينة الدولة الى الافلاس التام , ظهر العبادي بصواريخه الاعلامية , بأن زمن محاربة  الفساد والفاسدين بدأ  , سيفتح عليهم ابواب جهنم , ولكن بشكل فعلي , فتح عليهم  ابواب فردوس الجنة , وصرنا نسمع بين فترة واخرى  . هروب مسؤول دولة رفيع المستوى   , هارباً بالاموال المسروقة الى خارج العراق , وبحرية تامة دون مطالبة دولية , مما زاد التأزم بالحالة المالية والاقتصادية . واليوم يجيء الوعد الثالث  , الذي لا يختلف عن الوعود السابقة التي تعهد بها  , والتي تبخرت سريعاً  في السراب والوهم , ولم يفعل شيئاً , سوى التصريحات الرنانة , دون فعل ورصيد . فقد صرح العبادي قبل ايام بقوله ( نعاهد أبناء شعبنا , بأننا سننتصر في حربنا ضد الفساد , كما انتصرنا ضد الارهاب ) ان غول الفساد اصعب واخطر من هزيمة تنظيم داعش , وفوق امكانيات وقدرات العبادي الضعيفة  . ببساطة متناهية , بأن الفاسدين لهم كامل الحصانة والحماية والمناعة  , من دول الجوار , التي تملك امكانيات كبيرة , في التأثير على شأن الداخلي وقراره السياسي , وما العبادي إلا فرخ دجاجة صغير , امام فيل الفساد الضخم . لذلك رغم اهول الفساد المالي , لم نجد فاسد كبير , واحد من الفاسدين دخل المحاكمة  السجن , لم نسمع باسترجاع الاموال المسروقة , من واحد فقط  من  الفاسدين الذين هربوا بمئات الملايين الدولارية , لم نسمع من الدولة او الحكومة ,   ان تطالب  بعودة جزء من الاموال المسروقة  على الاقل . لذا يأتي هذا القسم الثالث للعبادي للاستهلاك الداخلي ,  فقاعات هوائية  . او  كلام فارغ ليس له رصيد , ولكن لضحك على المغفلين , وخاصة وان  موعد الانتخابات البرلمانية اقترب . لذلك  يعتبر الانتصار على داعش ناقص وغير مكمل .........................    والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

357

برلمان شعب أم مجلس داعشي  ؟
عودنا برلماننا الموقر , على المهازل والمهاترات الصلفة والوقحة  , التي لا تحترم القيم والاعراف والعقائد  السماوية والانسانية .  والتشريعات والقوانين والاعراف  الدولية , التي تلزم العراق في تطبيقها , والتي جاءت في بنود الدستور العراقي . بحظر تشريع قوانين تتنافى مع المفاهيم الديموقراطية وحقوق المواطن   , والتشريعات والاعراف الدولية , التي وقع العراق عليها , تلزمه في تحريم زواج  صغيرات السن , وحماية العائلة والطفولة , واحترام حقوق وانسانية المرأة والطفولة , وانهاء كل الاجراءات التعسفية الظالمة بحق حقوق  المرأة . لكن العقلية الداعشية المسيطرة على عقول اعضاء البرلمان , في فكرهم السلفي المتطرف والمتخلف  , يعارضون بشدة هذه الالتزامات الدولية , بكل صلافة واستهتار , في جلسته البرلمانية الاخيرة , في تمرير مشروع قانون , يبيح زاوج الطفلة بعمر 9 سنوات . هذه العقلية المتخلفة والبدائية في همجيتها , لا تختلف قيد أنملة عن عقلية تنظيم داعش الارهابي المتطرف , في وحشية الممارسات البربرية , في حق المرأة , في الاغتصاب والسبي , وجعل المرأة سلعة للمتعة الجنسية الرخيصة , وحتى اغتصاب صغيرات السن , هذه العقلية الظلامية , سواء كانت  في البرلمان , او في تنظيم داعش الارهابي ,  فهي نفس الميزان والمعيار والعقيدة  , في فكرهم السلفي المتخلف والظلامي , هكذا أكدت الاحزاب الطائفية الحاكمة , بأن عقليتها المتخلفة والبدائية والظلامية , هي قرين مشترك في العقلية الداعشية , في احتقار المرأة  , التي تلائم مع  العصور الظلامية , وليس العصر الحالي وحاجاته الملحة . لذا فان البرلمان ليس اميناً على مسؤوليته , في تطبيق بنود الدستور المكتوبة , ولكنه  استغل الفرصة الثمينة , في انشغال العراق  العراق  في مواجهة   التحديات المصيرية , لكي يمرر سن هذا المشروع القانون , السيء الصيت , الذي رفض قبل سنوات , بسبب المعارضة الشعبية العارمة في الاحتجاج والادانة  , التي اجبرت البرلمان على التراجع عنه  , وهكذا يمرر مشروع القانون , في ادخال تعديلات على قانون الاحوال الشخصية , منها يجيز زواج الطفلة بعمر 9 سنوات . انه قانون يحتقر ويهين  الطفولة وبرائتها , بدلاً من سن قانون يدعم ارسالهن الى المدارس ,  لتعلم العلم والمعرفة , ان مشروع القانون , يبيح اغتصاب الطفلة بعمر 9 سنوات تحت مظلة القانون. ان هذا مشروع القانون , يعتبر نكسة وتراجع كبير , في التشريع القضائي  العراقي , الذي يستلزم بتطبيق العدالة والمساواة , واحترام انسانية المرأة والطفولة .  والسؤال الموجه الى كل عضو في البرلمان . هل يقبل بزواج ابنته في عمر 9 سنوات ؟ وهل يقبل بهذه الاهانة المذلة لعائلته  ؟ ولكن هذه العقلية الظلامية في ثقافة الاحزاب الاسلامية الطائفية الحاكمة , هي  التي دمرت العراق بالخراب والتمزق  ,  والتي تتطابق كلياً ,  قلباً وقالباً  مع عقلية داعش الارهابي ...............................  والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

358
تحية الى عقلاء الوطن . . اللهم لا شماته
الذين راهنوا على حمامات الدماء  والخراب والتدمير , الذي يعصف  ويدمر كل شيء , من خلال القتال الضاري , بين قوات الجيش وقوات البيشمركة , في محافظة كركوك . اصيبوا بالخيبة والهزيمة النكرى , والانكسار والفشل الذريع . فقد سقطت رهاناتهم . فقد دخلت قوات الجيش الى محافظة كركوك , دون معارك طاحنة ولا وقتال شوارع  , كما كانوا يتمنوها ويرغبون فيها , الذين يتصيدون في الماء العكر لخراب ودمار العراق , كما يدقون طبول الحرب الطائفيون والشوفينيون والصقورالمتطرفة  , من كلا الجانبين ( العرب والاكراد ) , ولا احد كان يتوقع بالنتيجة السلمية التي آلت اليها  , في اطفاء النيران  , هذه النتيجة السلمية اثلجت صدور العراقيين من كل المكونات والطوائف الدينية والعرقية والقومية , لم يكن هذا صدفة حظ , او هبة من السماء , او جاءت عفو الخاطر , بدخول قوات الجيش , وانسحاب قوات البيشمركة , ليس هزيمة اوجبن او خسارة , وانما موقف شجاع وجريء , يصب في مصلحة العراق الموحد  , بأن يكون الرابح الوحيد هو العراق والعراقيين جميعاً , وهو ما عمل عليه العقلاء من كلا الطرفين ( العرب والاكراد ) ونجحت مساعيهم , في اخماد النيران التي كان لها مخططاً لها , بصب الزيت على النيران . لكي  يحترق العراق بالحرب الاهلية  الطاحنة , وتكون خسارة فادحة لكل الاطراف , بدون استثناء . وهذا بحد ذاته درس بليغ الى كل الاطراف (  العرب  والاكراد ) بأن ليس بمقدور احداً ان يلعب في مصير العراق الى التهلكة , لا يمكن لاي واحد منهم ان يكون فوق الوطن  . ولا يمكن ان يكون العراق ملكاً او ضيعة او اقطاعية لاحد , وانما العراق ملك الجميع , والوطن فوق الجميع , ولا يمكن تمييز بين طائفة وقومية ومذهب وعرق , على حساب الاخرين . ولا يمكن ان يكون العرق ملك لسياسي او زعيم , او شيخ قبيلة  مهما كان نفوذهم , ولا يمكن ان يكون العراق ملك لحزب او عائلة , او مالك فاسد , انه ملك الجميع . مرت احداث كركوك بسلام , بفضل جهد العقلاء بين الطرفين ( العرب والاكراد ) وهذا الجهد اعطى ثماره , والواجب الوطني للعقلاء يحتم عليهم  , ان يدفعوا الاطراف المتنازعة , الى الجلوس الى طاولة الحوار الوطني المسؤول , لحل الخلافات والمشاكل المتنازعة عليها , ليس هناك سبيل ومخرج لاطفاء  النيران , والانفراج في الازمات , إلا الحوار الوطني المسؤول حول طاولة الحوار  . حقاً هناك مخططات عدوانية من دول الجوار لتخريب العراق , وكذلك تهديم كردستان بالخراب الشامل , كما كانت في عهد النظام الدكتاتوري , وهذه النوايا العدوانية مخطط لها بنسف اي حوار بين الاطراف المتنازعة   , وبكل حقد شوفيني وفاشي عدواني  , وبالدفع الى  النزاع الحربي والقتال , حتى يكون الدمار الشامل  . لذا فأن الجلوس على  طاولة الحوار ,  تمزق هذه المخططات العدوانية , وان البعض يتحجج بنفاق بتطبيق الدستور , ليس حباً بالدستور , وانما الحقد والعدوانية على تمزيق العراق  . لذلك يرفعون على رماحهم الدستور , الذي لا يحترمه احداً , والكل يرميه بسبع حجرات سوداء . الدستور المكتوب على قياسات الطائفية محاصصاتها , الدستور دبج بذوق ورغبة  الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة . دستور موقت انتهت صلاحياته , ولم يرغبون بكتابة دستور دائم , بأرادة وطنية مخلصة ومسؤولة . دستور ينتهكه الطائفيون والفاسدون , دون حساب ورقيب وعقاب  . أين الدستور من الخونة  ,  الذين سلموا الموصل ومناطق شاسعة من العراق , وسببت الكثير من المجازر الدموية, منها مجزة سبايكر ؟ . اين الدستور من حرامية الذين نهبوا وسرقوا مئات المليارات  الدولارية ؟ ولماذا  نسمع منهم صوتاً ينادي بتطبيق الدستور بحقهم ؟  . اين الدستور من الاصلاحات التي كتبت  في بنوده , ولم يطبق منها  حرافاً واحداً . أما ان يكون الدستور مطية يركبها كل فاسد وحرامي وسياسي فاشل  , لتعزيز نفوذه في المنصب والكرسي , ان يلعب بنفاق  بالمزايدات الر خيصة , ليقود العراق الى الخراب , فمصيره الفشل والعار  ..............    والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله   
 

359
أئمة الجوامع يبيعون الخرافة بمثاقيل الذهب
الخطاب الديني في الجوامع والحسينيات , تشهد اسوأ حالة من البؤس والانحطاط  , ومن شحة العقل البصير الواعي , فقد اصبح المنبر الحسيني  , عبارة عن بيع الخرافة والشعوذة , بحكايات خرافية خيالية , تثير السخرية والتهكم والتندر والاستهزاء  , بل اصبحت اكثر اسرافاً في الهزل والضحك  , من  مسرحيات عادل امام , المضحكة والهزيلة , هذه المنابر  اصبحت مفتوحة الابواب ,  لمن هب ودب , بدون اصول وضوبط وشروط وقيود  , دون اشراف بما يفعلون هؤلاء  الجهلة والاغبياء على المنبر الحسيني من فضائح مشينة يعرق لها الجبين  , في بيع الخرافة  والمشعوذة , التي هي  خارج حدود العقل والمنطق , في مبالغات سخيفة وسقيمة وهزيلة  . بل تأثيرها سلبي  على  الوعي الديني وعلى معرفة حقيقة حياة اهل البيت وعلى المذهب الشيعي   , هذه المنابر خالية من العقلاء الذين يملكون ثقافة ومعرفة في شؤون الدين والحياة , حتى يرتقون في المنبر الحسيني الى متطلبات الظرف الراهن , بالتوعية الناضجة الى قيم ومبادئ  أهل البيت السمحاء , والتعريف في عطاءهم الانساني والجهادي في حياتهم  , في رفع ميزان الحق والعدل . وليس تعاطي الحيل السخيفة في حكايات خيالية غبية , او التلاعب في مشاعر الاغبياء والجهلة البهلاء والمغفلين  , الذين لايفرقون بين الحقيقة والخرافة . ولا يفرقون بين الجهد العلمي , والجهد المشعوذ بالخرافات  , التي تثير السخرية والاسفاف والبؤس والحقارة  , ان هذه الحكايات الخرافية المبالغ بها ,  خارج حدود العقل والمنطق , هي بروبوغاندا سوداء للمذهب الشيعي ولاهل البيت  , بأن مادة لدعابة سوداء , ان  يصبحون مضحكة من التهكم والتندر بالسخرية  ,  بالهزل المضحك بالفكاهة , انهم ينزولون من القيمة الاخلاقية والانسانية لاهل البيت , الى اسفل قاع الحضيض , ان يصبحون اضحوكة هزلية للقاصي  والداني . يجب وضع حد لهذه العقليات الجاهلة والسخيفة وطردها , ومنعها من  ان تصعد على المنبر الحسيني , لتعاطي الخرافة والشعوذة لاغيرها , في عقلياتهم المتخلفة التي بال عليها الزمان . انهم يعتقدون بسذاجتهم الغبية والبائسة , بأنهم كما يعتقدون يرفعون شأن وهيبة ومكانة اهل البيت  . ولكن بعقولهم المحشوة بالخرافة والشعوذة , ينزلون مكانة اهل البيت الى اسفل الحضيض , ان يكونوا اضحوكة هزلية سخيفة . من هؤلاء الاغبياء والجهلة , الذين يروجون شعوذاتهم السخيفة على الملاء   , والطامة الكبرى بأن هؤلاء خطباء الجوامع والحسينيات  , يتقاضون رواتب خيالية غير معقولة . بحيث راتبهم الشهري , يساوي راتب استاذ الجامعة لبضعة اعوام , وربما لعقد من الاعوام , بدليل البذخ المجنون بالمال , وهذا المثال هو من الكثير من الامثلة المشابهة , بأن شاب مهنته  قارئ حسيني ( قارئ رزوخوني )  . اسمه ( ليث البلاغي ) من مدينة النجف الاشرف . اقام حفل لزفافه في العاصمة البريطانية ( لندن ) بمبلغ قدره 5 ملايين دولار ( ارجو مشاهدة الفيديو , لهذ العرس الملوكي الباذخ  ) وهذا الرابط
https://youtu.be/5cPHZRgLyi0
او الخرافات المضحكة لخطباء المنبر الحسيني , في قمة بؤس جهلهم وغباءهم , وهم يثيرون  مشاعر السخرية والاستهزاء والتندر , لاهل البيت , الذين اصبحوا اضحوكة الهزل والكوميدية السخيفة , والمصيبة هناك كم هائل من الفيديوهات المصورة , التي تثير الشجن , من هؤلاء الاغبياء والجهلة , الذين يبيعون خرافاتهم بمثاقيل الذهب .
 وهذا رابط فديو واحد من الكم الهائل من هؤلاء المشعوذبين , الذين يغرفون الذهب والدولار

 https://youtu.be/F2DiJP1kgdU
جمعة عبدالله

360
ألقاء القبض على المجرم عبد السرطان السوداني
تواردت الاخبار المؤكدة , بأن السلطات اللبناية اعتقلت في مطار بيروت , وزير التجارة السابق , الهارب  عبدالفلاح السوداني ( عبدالسرطان السوداني ) واسمه موجود  في الانتربول مع  جملة الاسماء المطلوبين  , بالاعتقال والحجز , في اي مكان يتواجدون فيه , ومن بين المطلوبين ,  المجرم الهارب ( عبد السرطان السوداني ) الذي ارتكب جرائم وحشية بشعة , لاتختلف قيد أنملة ,  عن جرائم النظام البعثي الساقط , فحين كان في وزارة التجارة من حزيران 2006 الى 2009 . بعدما كان وزيراً  للتربية , الذي ارجع المجال التعليمي الى الوراء عقود طويلة , في مدارس الطين , التي تختفي مع كل زخة مطر , مما يضطر اطفال المدارس مواصلة دراستهم في العراء الشتوي القارص والممطر , اما المناهج  فقد تزاحمت بالخرافات والشعوذة , وكتب المدرسية , تطبع في مطابع اشقاءه واعوانه , وليس في مطابع الوزارة . فحين تولى مسؤولية وزارة التجارة  , لم يترك مزبلة من  نفايات مزابل دول العالم ,  تعتب عليه , فقد جلب كل قمامة المواد الغذائية التالفة والفاسدة والمسرطنة , وتوزيعها ضمن مفردات البطاقة التموينية . مما سبب هذا الفعل الاجرامي والوحشي , سبب بوفاة عشرات الالاف المواطنين الابرياء , في اصابتهم بمرض السرطان الخبيث , نتيجة المواد الغذائية المسرطنة , وهذه الجريمة البشعة , لا تختلف عن جريمة الانفال , التي ارتكبها النظام الدكتاتوري الساقط , على يد المجرم الوحشي علي حسن المجيد ( علي الكيمياوي ) وراح ضحيتها عشرات الالاف المواطنين الابرياء , لذا فلكل نظام طاغي ومتسلط , له خنازير وحشية , لم تتوانى عن ارتكاب جرائم الابادة  وبدم بارد . كأن المواطنين حشرات ضارة يجب قتلها وابادتها  بمبيدات الانفال  , او مبيدات السرطانية . كما فعلها القيادي البارز في حزب الدعوة , والذي هرب من مطار بغداد تحت حماية ( نوري المالكي ) . آلآن هذا المجرم الوحشي معتقل لدى السلطات اللبنانية , تنتظر جواب  رد فعل الحكومة العراقية , أما مذكرة اعتقال وجلبه الى العراق لينال عقابه العادل , او مذكرة افراج عنه واطلاق سراحه ليعود الى وطنه بريطانيا , وهو حاصل على جنسيتها , وان انفلات هذا المجرم واطلاق سراحه وارد وممكن جداً   , وتسعى اليه عتاوي الفساد المتنفذة في قرار الحكومة . دون مراعاة جرائمه الوحشية , وسرقاته المالية , التي تقدر بأكثر من مليار دولار , من اموال مفردات البطاقة التموينية . واذا ترك الامر الى الحكومة العراقية , بدون ضغط شعبي وسياسي واسع النطاق , في المطالبه في جلبه الى العراق , فهناك احتمال قوي جداً من الاحزاب الشيعية الفاسدة وعتاويها الفاسدة , ستضغط  بكل الوسائل لتمييع هذه المسألة الخطيرة , في القبض على اكبر مجرم خطير , ارتكب جرائم الابادة  ,  بموت عشرات الالاف بمرض السرطان الخبيث , ان يفلت من العقاب كالاخرين من اللصوص والحرامية , واذا لم يتحرك شعب بالقيام بحملات شعبية واسعة في المظاهرات العارمة في الساحات والميادين , حتى تجبر الحكومة الى تلبية مطاليب الشعب بأصدار مذكرة اعتقال , وليس مذكرة افراج , ان النهوض الشعبي  الواسع , ضرورة ملحة وفورية لاتؤجل  ,  بامكانها ان تحقق فعلها  بجلب هذا المجرم الخطير ,  وسارق اموال الشعب , ان السكوت يعني بكل تأكيد ,  مشاركة في جريمة اطلاق سراحه حراً وسالماً مسلماً , ان الفعل الشعبي الآن وليس غد , فانه سيكون متاخر جداً جداً    ...........................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

361
البرلمان العتيد .  افواه خنازير وحشية لا تشبع
اصبحت الوطنية والمسؤولية والشرف والضمير  , من البضائع الكاسدة  التي عفا عليها ,  في  زمن العتاوي الاسلامية الفاسدة , التي رمتها في مزبلة النفايات , وداست باقدامها على كل شيء يسطع في فعل الخير ,  حتى داست  على عقيدتها الدينية , من اجل شريعة النهب واللصوصية , التي برعت بها بدرجة فائقة وممتازة ,  يحسدهم عليها حتى الشيطان  , وبتعلم  اسرع الطرق وباسرع  من سرعة الضوء , في عمليات النهب والاختلاس والاحتيال , بشكل عجائبي وغرائبي لايصدق   , انها نتاج  عقلية الفاسد والحرامي , الذي لا يردعه رادع  , لا دين ولا اخلاق , ولا مخافة من  عاقبة الله , فقد داسوها بالاقدام , وباعوها في سوق النخاسة . واصبح البرلمان العتيد , الحاضن الشرعي وحامي الحمى والديار  لسوق النخاسة , يعرض بضاعته الداعرة  , ليتبارى في التنافس عليها , من  بين اعضاء البرلمان , في بيع مواقفهم بالعملة المالية الصعبة  , او الابتزاز في السعي للحصول على عملات مالية ضخمة , من خلال مسرحيات   الاستجواب , او التستر على الوزير الفاسد في تهم ملفات الفساد , في سبيل اخذ حصة مالية مقابل السكوت وغض الطرف , على عمليات النهب والسرقة , من خلال عقود المشاريع والصفقات  , التي تتضخم قيمتها   السعرية طردياً , لكي تتوزع بالشكل الاتي .  حصة مالية للوزير , حصة مالية لحزبه من اجل الحماية القانونية والبرلمانية والقضائية , حصة مالية الى اعضاء البرلمان بعيونهم اللاقطة , وحاسة الشم الثعلبية , في رائحة الفساد من هذه العقود والصفقات , وذلك يبرع الوزير الهمام , بأخذ اموال اضافية  طائلة بحجة اقامة  مشاريع خدمية , وهي وهمية ليس لها وجود سوى على الورق , لتكبير حصته المالية , رغم انف الاخرين . لذلك تصاعدت حدة وتيرة  الاتهامات بملفات الفساد للوزراء , الذين حولوا وزاراتهم الى وكالات تجارية رابحة  , تدر الذهب والدولار , وتصاعد حدة  هذه الاتهامات ,  ليس لمصلحة الشعب المغيب اصلاً ,  وليس له اهمية ووجود في عقلية هؤلاء الحرامية , وانما جل العملية الذي ينافق بها اعضاء البرلمان  , من اجل الابتزاز المالي , وشراء ذمته وضميره , بالمقايضة المالية . فالبرلمان الموقر  اصبح الصاحب الشرعي , في ادارة اعمال السمسرة التجارية  , التي تجرى على قدم وساق بين اعضاء البرلمان , وبشكل علني , وهم يتعاركون على اقتسام  الكعكة العراقية . في اعمال كوميدية مضحكة ,  تواقيع على الاستجواب , ثم سحبها برمشة عين  , بعد الحصول على مقايضة مالية لصالحهم , في نهب خزينة الدولة , والوطن والمواطن بحكم الغائب في عقليتهم  . وحتى لجنة النزاهة البرلمانية تشارك بالفرهدة والغنائم . بذلك دفعوا العراق الى الخراب والافلاس , انهم اخطر بكثير  من داعش والارهاب الدموي , لان هذين الوحشيين ولدا  من رحم الفساد والابتزاز والرشوة . ان هذه العتاوي الاسلامية لا تصلح , إلا رميها في مزبلة النفايات , ولكن المصيبة العظمى , غباء المواطن المغفل والبليد , الذي له استعداد كامل , لبيع شرفه وكرامته , من اجل بطانية النائب , او مقابل مال زهيد جداً , او مقابل وعود وهمية بالوظائف الموعودة , من اجل ابتزازه في بطاقة الانتخاب , ان ينتخب الفاسد والحرامي والمجرم والمعتوه الداعر . ان المواطن المغفل والغبي والبليد , يساهم بفعالية حيوية ,  في خراب الوطن . طالما لديه الاستعداد ان يكون كالقرد يرقص ويردح ويطبل , من اجل انتخاب الفاسدين , الذين يرسلونه الى الجحيم , وهم في فردوس النعيم . ان هؤلاء  الاوغاد من العتاوي الثعلبية الاسلامية من كل الاطراف والمسميات  , وجدوا ضالتهم المنشودة , في شعب غبي ومغفل , لديه الاستعداد كامل ,  ان يكشف عورته مقابل مال زهيد وبخس , ان الشعوب تبني مجدها العريق ,  الذي يضمن مستقبلها , بالشرف والرجولة التي لها قيمة باهظة الثمن ,  لاتباع ولا تشترى , بل تقف مع الحق بصلابة الرجال الاشداء , بصلابة ابي ذر الغفاري .................... والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

362
مبروك للمحكمة الاتحادية .  السرقات اصبحت شرعية !!
السياسة اصبحت في العهد الجديد ( المصخم ) وتحت راية الاحزاب الاسلامية الحاكمة , هي فن العهر والخداع والمخادعة والسمسرة والمتاجرة بالدم العراقي بسعر زهيد , دون مخافة او خشية  من عاقبة الله , بعدما وضعوا الشعب تحت احذيتهم , بأنهم رجال عصابات سرقة ولصوصية , وليس رجال دولة . حتى ان المواطن البسيط , يشك في عراقيتهم وانتماءهم الى الهوية العراقية . وانما يؤمنون وفق مبدأ . ان الشاطر والذكي , هو من  يسرق اكثر ويضعها في جيبه بكل وداعة وامان , او يرسلها الى الخارج الى البنوك الاجنبية بكل حرية   , لتكبير مملكاتهم المالية , تحت سمع وبصر الجميع , والقانون والقضاء الذي يغض الطرف , أو يقف موقف المتفرج فقط . ولكن المحكمة الاتحادية في قرارها  الاخير , انتقلت الى نقلة نوعية , بأن شرعت قرار يبيح  السرقات واللصوصية والاختلاسات المالية , بأن  اصبحت شرعية بحكم القانون والقضاء . فقد قررت المحكمة الاتحاية الغاء القرار السابق , الذي ينص على سجن الفاسد والمختلس وسارق المال العام , ولا يمكن الافراج عنه من السجن , حتى لو انتهت مدة محكوميته , إلا بتسديد بذمته  من المسروقات واعادتها الى الدولة , والقرار الجديد للمحكمة الاتحادية , فقد أصدرت قرار رقم 57 , الصادر في تاريخ 3 - 8 - 2017 , يقضي في ألغاء قرار مجلس قيادة الثورة المنحل . رقم  120 . الصادر في سنة 1994 . الذي ينص بسجن الفاسد والمختلس وسارق المال , ولن يسمح بالافراج عنهم حتى  بعد انتهى مدة محكومياتهم  . إلا بتسديد بما في ذمتهم من الاموال المسروقة وارجاعها الى الدولة , اي لا يمكن اطلاق سراحهم من جرائم السرقات ,  إلا عد  ارجاعها الى الدولة , وهذا القرار القرقوشي الجديد  , اعتمد على حجة لا يقبلها العقل , بأن القرار القديم  يتعارض مع الحريات العامة , اي انه يبيح  حرية السرقة واللصوصية  , بأنها حق من حقوق الحريات العامة , وهذا القرار الغريب والعجائبي , يتعاض كلياً مع اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد , وتلزم العراق بتنفيذه , لانه وقع على هذه الاتفاقية , وبهذا الشكل السيء والرديء ,  بأنهم تجاوزوا حتى  على النظام الدكتاتوري البشع والبغيض , بأن الطبقة السياسية الحاكمة , اكثر بشاعة وبغضاً وفساداً  , بأنهم شرعوا نهج العصابات السرقة ( اسرق واهرب ) , ويأتي قرار المحكمة الاتحادية الاخير , ليدعم سلطة الفساد والفاسدين , بذريعة واهية , بعدم دستورية قرار مجلس قيادة الثورة المنحل , الذي يقضي بسجن المتهم الفاسد والمطالبة بارجاع المسروقات , لكي يسدد بما في ذمته حتى يطلق سراحه بعد انتهى فترة محكومياته  , يأتي هذا القرار القرقوشي , بأن يفتح الابواب مشرعة , للسرقة والنهب تحت مظلة القانون والقضاء , ويأتي في ظل  سكوت وصمت مطبق كلياً من الاطراف السياسية الحاكمة دون استثناء  , لم نسمع من اي جهة او حزب سياسي حاكم  , يحتج ويعارض هذا القرار المجحف , لم نسمع من زعيم سياسي او رئيس كتلة برلمانية ,  يعارض قرار المحكمة الاتحادية , هذا يدل على الرضى والقبول والارتياح . واقرار قرار  اخر اكثر مصيبة في دولة القضاء الفاسد , من المحكمة الاتحادية  , بتعليماتها الجديدة , التي تنص بعدم دستورية المطالبة بالكشف عن الذمة المالية  , وهذا يعني اكتمال دولة الفساد بتمام والكمال  , والعراق في مقدمة دول العالم بالفساد , لكنه يسعى الى ضرب رقم قياسي في الفساد , بألغاء التعليمات التي تنص على دستوية كشف عن الذمة المالية , التي تتبعها كل دول العالم بالكشف السنوي  للمواطنين بالكشف عن ذمتهم المالية , من الفراش حتى رئيس الجمهورية . مبروك للفاسدين في انتصارهم الكبير ...........................  والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

363
هروب حرامي البصرة الى ايران
محافظة البصرة , ترقد على بحر الذهب الاسود . لذلك سميت بمحافظة الذهب الاسود , وهذا يجب ان يعود مردوده نعمة وبركة في الرفاهية على اهالي البصرة وعموم محافظات الجنوبية وكذلك عموم العراق , بتحسين الظروف المعيشية بشكل افضل , كما هي الحياة المعيشية  في بلدان الخليج النفطية , التي تعيش الرفاه والرخاء والحياة الكريمة التي تليق بالانسان  , وبافضل وسيلة في تقديم  وتوفير الخدمات العامة  , ماعدا العراق يشذ عن هذه القاعدة , بأن تصبح خيرات الذهب الاسود ,  شر الشرور بالانتقام نحو فقر الحياة وجدبها  , ونقمة النقم , نحو أسوأ تدهور في مستوى المعيشة الحياتية  العامة , نحو الفقر والجور والمعاناة , وانعدام الخدمات  العامة , وصعوبة المعشية بأهوالها  القاسية , فلم يحصل اهالي البصرة , سوى على التراب والغبار والدخان الاسود , وزاد الطين بلة , التشدد في الحياة العامة والخاصة , نحو التعصب السلفي ,  حيث  اصبحت البصرة تلقب ( بقندهار العراق )  , وكل المسؤولين الذي اشرفوا على شؤون محافظة البصرة , تلاعب في عبهم وعقلهم , السرقة واللصوصية , وترك المواطنين يعيشون في نار جهنم , وهم يعيشون في جهم الظروف  المعيشية القاسية , وجهنم قيظ الصيف الساخن الى حد الجمر والنار  , ولم تتنفس محافظة البصرة من اي مسؤول او محافظ , تولى شؤون المحافظة  , حيث تفتحت  شهيتهم على اللغف  اطنان الدولارات  , وترك اطنان المشاكل على رأس  المواطنين , الذين اصبحوا كأنهم في عذابهم الابدي ,  مصابين بلعنة صخرة سيزيف ,  يحملونها على ظهورهم , دون رحمة وشفقة من الضمائر الميتة , واخرهم محافظ  البصرة  ( ماجد النصراوي ) المنتمي الى المجلس الاعلى الاسلامي ,والمقرب جداً  من عمار الحكيم ( حرامي الجادرية ) . وقد فتح محافظ البصرة ( النصراوي ) ابواب السرقات واللصوصية على مصراعيها ,  حتى اطلق عليه اهالي محافظة الذهب الاسود , لقب ( حرامي البصرة )  , وتدور احاديث في  الشارع والاعلام , عن عمليات الفساد الضارية والشرسة , التي لم تتوقف يوماً منذ تولى حرامي البصرة شؤون المحافظة , حتى وصلت الامور بأن لايمكن السكوت عنها , واجبرت  لجنة النزاهة البرلمانية ان تقوم بالمهمة  ,  في الحقيقان عن مفات الفساد الضخمة التي تدور بشكل غير معقول   , واتخذت قرار بطرده من المحافظة  , هو واعوانه الفاسدين  المتورطين معه , واصدرت قرار بمنع سفره خارج العراق , لحين استكمال ملفات الفساد والتهم الكثيرة  بحقه  , بالسرقات والتلاعب واللصوصية والاحتيال والاختلاس , ومنها المتعلقة بالعقود المحافظة التي ابرمتها مع الشركات المتنفذة , في سبيل تطوير وتحسين الخدمات العامة , والتي لم يشهد لها لا ( حس ولا نفس ) سوى لغف الاموال المخصص للخدمات , وهي تشهد تراجعاً خطيراً بشكل متدهور الى الاسوأ . وكذلك التلاعب بعقود النفط واخذ عملات كبيرة , بحجة تطوير الخدمات المحافظة  , التي اصبحت لا ترى حتى بالمجهر , وليس بالعين المجردة , وكذلك التلاعب بالاموال المخصصة من ميزانية الدولة الى محافظة الذهب الاسود , وكذلك اخذ عملات من المقاولات والشركات , والى ملفات الفساد الاخرى التي تتعلق بعقود شراء الكهرباء , من اجل توفير اكثر الساعات في  اليوم ,  بتشغيل التيار الكهربائي , لمقارعة حاجات المواطنين الاساسية , رغم ضخامة عقود شراء الكهرباء بالعملة الصعبة , لكن الطاقة الكهربائية والتيار الكهربائي , لم يشهد تحسناً اطلاقاً , حتى كأن القلوب تحجرت باطنان الدولارات , لم يرحم المواطنين في قيظ الصيف اللاهب ,  والتي بعض الاحيان تصل الى  50% , في ظل انقطاع التيار الكهربائي , , لقد انتهز الفرصة للهروب الى ايران بمساعد صديقه المقرب ( عمار الحكيم ) , الذي تكفل بهروبه الى ايران ومناشدة ايران على حمايته , حتى يعود الى بلده ( استراليا ) ليعيش جنة النعيم من الاموال المنهوبة , دون ان تتحرك الحكومة , بان تطلب من ايران بارجاعه  لاستكمال التحقيقات بحقة , دون طلب الى الانتربول بالقبض عليه وارساله الى العراق مقبوضاً عليه  , كأن العراق دولة عصابات , لا قانون ولا دستور ولا قضاء , وانما اصبحت  ظاهرة روتينية , ( اسرق واهرب )  . هذه هي شريعة الاحزاب الفاسدة , التي تدعي زوراً وبهتاناً , الدين والنزاهة . كأنهم  يتعاملون مع شعب غبي وجاهل ومغفل وبليد . ان الحكومة ولجنة النزاهة على المحك ,  بالطلب بارجاع حرامي البصرة من ايران  , وهي  ايضاً جزء من فضائح حرمي الجادرية , فالف مبروك للمجلس الاعلى  الاسلامي , وتيار الحكمة ( تيار الحرامية ) ويبقى السؤال متى يستيقظ الضمير هذه الاحزاب الاسلامية ؟ ام انه مات ودفن ........................    والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

364
الزيارات الى السعودية لكسر الهيمنة الايرانية
نجحت ايران الى حد بعيد وعلى مدى 14 عاماً . في عزل  العراق بدائرة ضيقة من  التقوقع على نفسه  , واحاطته بطوق مغلق من المحاصرة , في عزل  العراق عن محيطه العربي , وان يكون تابعاً ذليلاً لسياسة ايران الخارجية وعلاقاتها الدولية , فهي المنفذ والمرشد للاوامر التنفيذية للعراق  دون نقاش , بهذه الهيمنة الكاملة على العراق , التي جعلت ايران هي التي ترسم سياسته الخارحية وعلاقاته الدولية وتقاربه و ابتعاده عن هذه الدولة أو تلك  , في الارتمى في احضان  المرشد الايراني ولي الفقيه  خامئني , وهو ينفذ ما يملي عليه , حتى فقد العراق استقلاله وسيادته ومصالحه الوطنية وسيادته الوطنية  , وكانت من نتائجها السلبية من  الانعزال , فقدان مكانته ووزنه السياسي العربي والدولي . وجلبت له العداء المضاعف ,بزيادة دعم الارهاب والارهابيين ,  ليعثوا بالعراق خراباً  , لانه محكم بهذا الطوق من الهيمنة . ولكن الظروف تبدلت , بعد سقوط داعش ,  ودخول العراق بمرحلة ما بعد داعش , تتطلب الانفتاح العربي والدولي , وكسر العزلة عن محيطه العربي , بالانفتاح والسياسة الاعتدال , والاهم ان ينتهج سياسة التوازن المتكافئة , بين ايران ومحيطه العربي ومنهم السعودية , لما لها دور ثقيل في المحيط العربي , سواء شئنا أم ابينا , وفتح خطوط الاتصال والتفاهم والحوار , وانتهاج مبدأ  سياسة الاعتدال والتقارب  , باحترام الشؤون الداخلية لكل بلد , ونبذ الارهاب وتصفية ينابيعه بالاتفاقات الامنية بين البلدين المجاورين  , وخاصة العراق , تجرع سم العلقم من الارهاب والارهابيين , ويحتم عليه توقيع اتفاقات تفاهمية  بين البلدان المجاورة ,  على محاربة الارهاب والتضييق عليه , هي مهمة , تشمل التعاون العربي والدولي , بفتح قنوات الحوار والتفاهم , لحفظ المصالح الوطنية وعدم الافراط بها , ان هذا يتطلب كسر الطوق والهيمنة الايرانية على العراق , لانه اصبح يدفع ثمنها بشكل باهظ , بأن اصبح العراق ساحة حرب , لتصفيات الحسابات بين الدول وايران , والضحية وكبش الفداء هو العراق والعراقي . ولكن هذه السياسة الانفتاحية , تلقى معاضة شديدة , وعدم  القبول والرضى  , من اكثرية  الاحزاب الشيعية التي تدين بالولاء المطلق لولي الفقيد المرشد الايراني خامئني , وكذلك من جانب اخر , لا تحبذ ايران  خروج العراق من طوق هيمنتها . لذلك تنظر للسياسة الانفتاحية للعراق الجديدة  على محيطه العربي والدولي ,  بنظرة الشك والريبة , لذلك تحاول بكل جهد , ان تقف حجرة عثرة في طريق انتهاج سياسة انفتاحية ونهج مبدأ التوازن المتكافئ , بين ايران  ومحيطه العربي . ان الزيارات التي شهدتها في الفترة الاخيرة الى السعودية , ردت ايران عبر احزابها الشيعية ومليشياتها عليها  , بفعل سلبي تجاه هذه الزيارات بالرفض والاستنكار  , وسيزيد من ردود افعالها السلبية , الى حد خلق مشاكل وافتعال ازمات مختلقة , حتى تتوقف سياسية الانفتاح وحتى عودة العراق الى الاسطبل الايراني , وخاصة ان لدى ايران أيادي  اخطبوطية , على كل مناحي الحياة , بما فيها التأثير في القرار  السياسي ,  فان الامور لا يمكن ان تمر بسلام وهدوء , في محاولات الانفلات العراق عن الهيمنة الايرانية , وستشهد الفترة القادمة , اذا اصبحت السعودية قبلة المزار لبعض زعماء الاحزاب الشيعية , فان ايران ستعمل بكل جهدها , دق اسفين في سياسة الانفتاح والتقارب , يعني بشكل او باخر , لا يمكن  كسر العزلة والطوق الايراني على خناق العراق , دون دفع ثمن باهظ  .............   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

365
ماهي الغاية من تفقيس احزاب سياسية  جديدة ؟

دخل العراق في طور , عمليات انشطارية بالانشقاقات , في الاحزاب السياسية الحاكمة , بتغيير جلودها الثعلبية , بعمليات تفريخ وتفقيس بيوضها , بانشاء احزاب جديدة , بعدما وجدت احزاب النفاق السياسي , افاقها مسدودة , وفقدت رصيدها الشعبي والسياسي  , نتيجة استمرار عمليات الغيان الشعبي العارم برفض هذه الاحزاب السياسية , التي تحولت الى عصابات سرقة ونهب ولصوصية , بعدما تفاقمت الحالة السياسية الى الازمات المتفاقمة , واصبح وجود هذه الاحزاب الحاكمة ,  حجرة عثرة للخروج من النفق المظلم ومن المأزق السياسي  , ووجدت هذه الاحزاب السياسية الحاكمة , بأن طرقها مسدود بالفشل والخيبة بالكامل  , نتيجة اساليب اللصوصية لخيرات واموال العراق , ونتيجة التحدي الشعبي المتصاعد بالوعي السياسي , الذي تمثل بالاحتجاجات الشعبية المتواصلة بزخمها الشعبي الكبير  , بعد تراكم المعاناة , وحالة اللاستقرار في الاوضاع السياسية والامنية والاجتماعية, التي خلقتها  احزاب الفساد الحاكمة , التي جاءت بطاعون الارهاب والفساد والرشوة والطائفية , وحطمت العراق بالخراب الفادح , بعدما كانت تروج بدعاياتها الضخمة من المال المسروق , بأن المشروع الاسلامي , هو  طريق النجاة والامان والاستقرار للعراق  , ولكن اتضح بعد ذلك هذا المشروع  , بعد 14 عاماً من الحكم , بأنه مشروع الحرامي واللص ,  حقاً وحقيقة , واوصلت العراق الى حافة الجحيم , لان هذه العصابات ورموزها السياسية , بعدما فشلوا في كل شيء , ما عدا نجاحهم المذهل في السرقة واللصوصية , عملت بكل شهية انتقامية لتحطيم العراق وفقدان هويته , ولكن الظروف تغيرت وانتهى كل شيء بسقوط اقنعتها وانكشفت عوراتها وحرق اوراقها السياسية  , واصبحت احزابهم قمامة فاسدة , لا يرجى منها فائدة ( خردة وبضاعة فاسدة ) , لذلك فكروا بعقل شيطاني ثعلبي , بتغيير جلودهم الافاعية , بجلود جديدة تحمل شرور الافاعي السامة القديمة  , وفي عملية استغفال وخداع وضحك على عقلية المواطن , بادروا في نفاقهم , في  حمى تأسيس احزاب وتيارات سياسية جديدة , تحمل عناوين براقة وهائلة برنينها الصادح , ولكنها  خاوية وفقاعية في داخلها , وهي من رحم قمامتهم الكريهة والعفنة القديمة  , ولكن في ترويج اعلامهم المزيف  الهائل  والمضخم , وهو من المال المسروق , يدعون  بأنها احزاب سياسية جديدة , خلقتها الحاجات الضرورية الملحة , لكي تسجيب لتطلعات واماني المواطنين , في حق الحياة الكريمة والعيش الكريم ,  واعادة الهوية العراقية المفقودة  , هذا الخداع المنافق بعد تواجدهم في الحكم والسلطة لمدى 14 عاماً , ولم يقدموا سوى  الكوارث والخراب , وتحطيم العراق بمختلف العلل والامراض الخبيثة  . وكأن اسماء احزابهم البراقة والجميلة , كافية لخداع المواطن والضحك عليه , مثل حزب تيار الحكمة الوطني , او حزب التجمع المدني الاصلاحي  , او حزب ابناء العراق , او حزب الحق الوطني , والحبل على الجرار , لان ماكنة توليد احزاب جديدة تزداد يوماً بعد اخر , طالما المال الهائل والوفير في جيبها من عمليات النهب واللصوصية . يعتقدون بأن هذه العمليات التجميلية و ستكون عمليات ناجحة ستنطلي على مواطن لينتخبها من جديد , ولكنهم نسوا وتناسوا بأن الخنازير مهما قامت بعمليات التجميل , تبقى خنازير اصلية  , وان مستقبلها هو طمرها في مقالع مياه الصرف الصحي ...........................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
 

366
هل يستطيع العبادي ان يسحب البساط من  التماسيح السياسية ؟
دخل العراق في مرحلة حرجة وحاسمة , وهي مرحلة ما بعد داعش , بعد  الانتصار العراقي الكبير في الموصل الحدباء , وانهيار الكامل لتنظيم داعش المجرم . فقد فتحت النيران السياسية على مصراعيها , وما يشهده المناخ السياسي العام  , من خلاف وخصام وشقاق وانشقاقات انشطارية في جبهات الكتل  السياسية القائمة , في الوقت الذي يشهد العراق انعدام وانهيار نظام الخدمات , والرعاية الصحية والاجتماعية , في ظل سياسة  شد الاحزمة على البطون , وتقزيم مداخيل ذوي الدخول المحدودة , في ظل وحشية الغلاء الاسعار للمواد الحياتية الضرورية , وهي تشهد طفرة قياسية , في ظل الخناق المالي والاقتصادي , والازمة الاقتصادية والمالية ,  التي يشهد العراق نيرانها ,  وهي تكوي ظهر المواطن , هذه الحالة المزرية تصاعدت , ضمن الخناق  السياسي القائم , والصراع والتطاحن بالخصام والتنابز والتشاحن  , بين القوى السياسية , وهي عمود الفقري للحكومة والبرلمان , وانتقلت عدوى الشقاق والخصام , حتى داخل بيوتها الحزبية نفسها , وتحولت هذه الاحزاب والكتل السياسية , الى حرب الاخوة الاعداء داخل احزابها ,  بالتطاحن بكسر الظهر والاقصاء والتهميش  , كما هو الحال في حزب الدعوة , بين فريق العبادي , وفر يق المالكي , بالشحن اليومي العدائي بينهما وبشكل علني , وكذلك المجلس الاسلامي الاعلى , وتأسيس عمار الحكيم تيار جديد على انقاض المجلس الاعلى , وكلا الطرفين  يتطلع الى خمط خزينة المالية للمجلس الاعلى  , وهي كنز ذهبي ثمين , وقابل الى اشتعال البارود , من اجل السيطرة  على هذا الكنز المالي الدسم  , بعد الانشقاق والانشطار بينهما  . اما على صعيد جبهة القوى السنية , فالحال يسير من سيء الى الاسوأ , بعد انهيار ورقة داعش , فقد اختلطت اوراقهم السياسية نحو الغموض والضبابية  , ودلفت الى الصراع والخلاف والشقاق , والانشقاقات الانشطارية , بعد فشل مؤتمرات التوحيد المتكررة , بهدف  رص الصفوف , وتوحيد خطابها السياسي في هذه المرحلة  , هذا الفشل قد يؤدي الى لعلعة البارود , او  والتخوين بالخيانة , وكشف الملفات القديمة , وخاصة ارتباط بعض القوى منهم بداعش , فقد توهموا بعضهم ووضع سلته في سلة تنظيم داعش الارهابي , وربما نشهد قوى سياسية جديدة على انقاض القوى السياسية  القديمة , لكن من الصعب جداً توحيد خطابها السياسي . ومن جانب اخر نشهد محاولات حثيثة ومحمومة , بسحب البساط من تحت اقدام العبادي , حتى لا يستثمر الانتصار بتحرير الموصل لصالحه وفي جيبه الخاص  , في الكسب السياسي والانتخابي ,  ومن جانب اخر خلق النصر العراقي في الموصل , فقد  انعش المزاج الشعبي والشارع ,  بالعزيمة والارادة  في المواجهة والتصدي , في خوض المعركة  اللاحقة ,  ضد جبهة الفاسدين , فقد زاد الغليان والاحتجاج الشعبي العارم بالزخم الكبير  . في منازلة جبهة الفاسدين ومقارعتهم حتى النصر المؤكد   , وهي معركة مصيرية وحاسمة , وهي  اخطر بكثير من داعش , وخاصة ان  جبهة الفاسدين , هي اصل البلاء والمصائب والخراب , الذي دمر وحطم العراق . وان جبهة الفاسدين يدركون بأنهم يمرون بمرحلة صعبة , ويخشون تضيق الخناق عليهم ,  لذلك يحاولون بكل وسيلة , وهم يملكون النفوذ الكبير وبيدهم القرار السياسي , يحاولون بتميع الانتصار , بخلق مشاكل وصراعات جانبية  , وفتح جبهات مختلقة , حتى تعود الامور الى وتيرتها القديمة , ويصبح الانتصار على داعش في خبر كان , حتى يبعدون غليان الضغط الشعبي والاحتجاجي عنهم , لتكون دارهم سليمة ومأمونة من العواقب المحتملة , فهم الان يصارعون جبهتين , جبهة الشعب وعزيمته في المقارعة ضدهم   , وجبهة استمالة العبادي وتطويعه لهم ,  كورقة رابحة لهم , حتى لا يكسب رصيد الانتصار لوحده . لذلك امام العبادي الفرصة الذهبية الاخيرة , اما ان يكون مع جبهة الفاسدين . واما مع جبهة الشعب الثائر , في السير الحقيقي في تنفيذ حزمة الاصلاحات , عندها سيضاعف رصيده السياسي والانتخابي , وخاصة ان موعد الانتخابات البرلماية اقترب  , وهي اقل من عام , ان ينتهز الفرصة المتاحة له , بدون تلكؤ وتردد وتماطل , ولا مجال بالتلاعب بالتصريحات الرنانة , ثم تصبح فقاعات هوائية , وانما بالفعل التنفيذي الحاسم , ضد الطبقة السياسية الفاسدة , وتماسيحها الشرسة , وخاصة وان الشارع السياسي والشعبي , يطالب عبر الاحتجاجات السلمية بذلك  .  ولكن السؤال الكبير , هل سيفعلها العبادي ويسحب البساط من تحت اقدام الفاسدين ؟ . وإلا ستضيع نشوة الانتصار , ودماء الشهداء الابرار هدراً وهباءاً , وتعود حليمة الى عادتها القديمة ............................ والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

367
التضامن مع سليم الحسني . هي معركة ضد الفساد والفاسدين
حالة اغرب من الخيال والمنطق . يسجلها لاول مرة التاريخ لبلدان الفاسدة في ارجاء العالم , ولكنها في العراق بلد الفساد والحرامية , فأنها مسألة عادية جداً جداً , في القضاء العراقي القرقوشي ,بأنه كل شيء جاهز ومطبوع  لنطق بالحكم مسبقاً , وكل شيء متوقع في لغمطة ملفات الفساد , والتستر على الفاسدين , حتى منحهم الحصانة القضائية , مهما كان حجم الفساد واللصوصية . حتى اصاب العراق بلوثة طاعون الفساد , كأن زلزال مدمر اصاب العراق , فقد نهبت البلاد والعباد والشجر والحجر , وضاعت مئات المليارات الدولارية , في وضح النهار , على مرأى ومسمع من  القضاء القرقوشي , بحيث رغم الكوارث بحجم عمليات النهب والسلب والشفط , لم يقدم للمحاكمة فاسد واحد , لان القضاء القرقوشي , اصبح حامي الحمى والمدافع الامين , على اللصوص والحرامية , وإلا كيف يفسر هذه الغرابة القضائية , في الدعوة القضائية بعد تاريخ اليوم باكثر من شهرين , ونحن في تموز 17 - 2017 , والقرار جاهز الصادر من تاريخ الدعوة القضائية بتاريخ 17- 9 - 2017 , اي بعد الكثر من شهرين , قرار الحكم جاهز سلفاً , دون حاجة الى عقد محكمة وتناول القضية المقدمة اليها , وسماع اقول الطرفين , وسماع رد محامي الدفاع , وكذلك محامي القضية . لماذا التسرع في اصدار هذا  الحكم مسبقاً  , حتى قبل ان يقدم المشتكي قضيته . انها ليس غباء او خطأ في كتابة التاريخ , وانما هدفها تكميم الافواه والتهديد بالمحاكم , وخنق حرية التعبير , التي كفلها الدستور العراقي , ومزقها القضاء القرقوشي , لانه ينفذ الشريعة والقانون القرقوشية  , لا غيرهما . , وهي ضمن المحاولات التي تكررت كثيراً منذ سنوات  , ضد الاصوات الشريفة التي تكشف ملفات الفساد , ضد الاقلام الحرة التي تكشف حجم الفساد الخرافي , وبالتصدي لمن يكشف ملفات الفساد علناً  , والويل لمن يعري لصوصية الفاسدين , فأن سيف القضاء القرقوشي بالمرصاد له . وقضية فساد محافظ بغداد السابق , منذ سنوات عطت روائح الفساد العفنة والكريهة الى الرأي العام والاعلام والشارع  . والقضاء القرقوشي يغط في سبات عميق . وما محافظ بغداد السابق , إلا لص محترف واصيل . بدليل شفط ونهب الاموال المخصصة لتحسين الخدمات في بغداد وتجميلها , ولكنه ترك بغداد ينعق بها الخراب والاهمال والنسيان , ترك بغداد بجبال القمامة في كل مكان . ترك بغداد تعاني الشيخوخة والموت البطيء , بعدما كانت عروس الشرق , عامرة بالعمران والمعالم التراثية والحضارية والفنية والثقافية . بعدما كانت بغداد عاشقة الكتاب والشعراء , يتغزلون في جمال وفتنة بغداد , لو كان هناك القليل من الضمير والشرف , لو كان هناك قليل من الانصاف والعدالة , لكان هذا اللص الشرس الان , خلف القضبان مدى حياته  , وليس طليقاً وحراً ويدوس على صدور الشرفاء والغيارى  . انه اجرم بحق بغداد واهل بغداد , لكن القضاء القرقوشي , بدلاً من ان يمسك بتلاليف الفاسد والحرامي , يمسك بثوب من كشف الفساد واللصوصية . حتى اصبح مسخرة ومهزلة للداني والقاصي ,انه بهدف ترك الفاسدين ينهبوا ويسرقوا , ويلعبوا بالعراق ( شاطي باطي ) دون ان يقولهم احداً ( على عينك حاجب ) , هذه فهلوة القضاء القرقوشي .  . لكن لا يمكن ان يطول الزمن بهم , سيجدون انفسهم مطمورين في ( بلاليع ) مياه الصرف الصحي
× انهم لصوص لكنهم اغبياء وجبناء
× يعتقد اللص والحرامي بأنه نزيه اكثرة نزاهة من الامام علي ( ع )
× تعتقد العاهرة المبتذلة في الشوارع , بأنها شريفة وطاهرة , اطهر من الشرف
× ويعتقد الفاسد بأن الفساد نعمة ورزق وفضل من رب العالمين , وعين الحاسود بيها  القضاء القرقوشي
× ويعتقد الخنزير , بأنه انظف حيوان في العالم
× ويعتقد الشيطان بأنه ارحم من رب العالمين .
هذا هو حال العراق اليوم , بالفنتازيا السريالية , بهذه العقول التي تتحكم في مصيره وقراره , وهي عقول مليئة بروث الحمير 
× لو يعرض هذا المحافظ السابق الحرامي , الذي اجرم شد الاجرام بحق بغداد واهل بغداد , وسيظل اسمه وصمة عار , آلآن وفي التاريخ . لو يعرض نفسه في سوق هرج , فلم يشتريه احداً ( بكطف جكارة مزبن ) . سوى البصاق  في وجهه التعيس  الحرامي
× وحتى لو اراد ان يسكن في حضيرة الخنازير , لاحتجت الخنازير من الجيفة والعفونة , القادمة من محافظ الصدفة الكارثية         ............................  والله يستر العراق من الجايات !!
وهذا رابط الدعوة القضائية وتاريخها
 
 
 
جمعة عبدالله

368
الابتزاز في كهرباء ولاية الفقيه
التشرذم السياسي والصراع على الكراسي والمال والنفوذ  , بين الاحزاب الاسلامية الحاكمة , خلق سياسات هشة وكسيحة , تفتقد المسؤولية والقرار والتصميم , وقد وضعوا سلتهم السياسية ومصيرهم  , بيد دول الجوار ( ايران وتركيا ) , في تحقيق مطامع هذه الدول تجاه العراق , بأن يكون نفوذها هو الفاعل الاول المنفذ والمطبق   , في القرار السياسي , اما مصالح العراق وهويته السياسية , فقد رميت في سلة المهملات , لذا فأن هذه الدول ( ايران وتركيا ) تتلاعب في ابتزاز  العراق , كأنه محافظة تابعة لهم , فلذلك تبرز في سلوكيتهم العدوانية تجاه العراق , هي الابتزاز السياسي , وشطب الاستقلالية , والمشاركة في سياسة الفرهود واللصوصية , كما تفعل الاحزاب الاسلامية , بأن اصبح الفساد المالي ,  شريعة وناموس وقانون لهم ,  في نهب خيرات واموال العراق , لذلك استغلت هذه الدول ( ايران وتركيا ) ان تنتهز سياسة النهب والفرهود لجيبها الخاص , بجعل العراق بقرة حلوب , تدر الذهب والدولار , على حساب ضلع الشعب المظلوم والمحروم , حتى تحويل العراق الى ( جلد وعظم ) يعاني من المشاكل والمعضلات , التي تجعل العراق مكسور الظهر . وعاجز تماماً في حل المشاكل التي يعاني منها المواطنين  , فقد فشلت الاحزاب الاسلامية الحاكمة , في حل مثل  مشكلة الكهرباء , وهي تعجز في توفير ساعات قليلة من تشغيل التيار الكهربائي ,  رغم الصرف المالي الهائل   , فقد عجزت تماما عن حل, او التخفيف من المعاناة  في غياب الكهرباء عن المواطن  ,  او على الاقل تقليل من ساعات الانقطاع الطويلة  من التيار الكهربائي ,  في عز برد الشتاء , وفي عز قيظ الصيف الحارق واللاهب , رغم الوعود الوردية التي تتكرر سنوياً منذ عام 2003 ولحد الان , بل تتكرر في كل فصل  , دون فعل , وانما  وعود في  امتصاص النقمة الشعبية وغليان التذمر  من الحالة المأساوية المرهقة , واصبحت اسطوانة مشروخة  , وعندما تشتد ازمة الكهرباء , تعلن الحكومة ووزارة الكهرباء ,  بأن المعضلة موقتة , سرعان  ما يتحول العراق الى الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية , بتشغيل التيار الكهربائي طول اليوم مع الفائض الزائد  , لكن هذه الوعود العسلية , تذهب ادراج الرياح , ورغم رصد وتخصيص مبالغ خرافية لحل هذه المشكلة العويصة منذ عام 2003 , خصصت مبالغ قدرها حوالي 47 مليار دولار , وهي كافية لانارة القارة الافريقية بكاملها , لكنها في العراق تعجز ان تنتج مولدة طاقة كهربائية بقوة 100 ميغاواط , وان هذه المبالغ الخرافية ذهب بكل وداعة الى  وزير الكهرباء واعوانه وحزبه . الى رئيس الوزراء وحزبه وحاشيته المحيطة به , حصة مالية الى المتعاقدين , الى المقاولين , الى الشركة المتعهدة , حصة الى المشرفين على مشاريع الكهرباء . حصة الى الاحزاب الاسلامية الحاكمة . حصة الى السيد , حصة الخمس الى المرجعية الدينية . حصة الى الخدم والجواري والحواري والعبيد  , في بيوت العمائم الدينية الشيطانية . اما بقية المال المتبقي  , فيشترى بها مولدات مستهلكة وقديمة ولا يمكن تشغيلها . لكن لسواد الناس بأنهم اشتروا  اجهزة جديدة ومتطورة في توليد الطاقة الكهربائية , وسيتم تشغيلها سريعاً , وبزيادة ساعات التشغيل التيار الكهربائي اكثر من السابق  , هذا اعلامهم وتصريحاتهم , كأن آله الكهرباء سيمن على العراق بنعمه وبركاته بالكهرباء الميمونة   ,  لكن واقع الحال المزري  بأن هذه الاطنان من الحديد العتيق والمستلك   , يهمل  في المخازن وفي العراء  , ثم بعد فترة يباع   ( كخردة ) مستهلكة  لا تصلح للاستعمال وعديمة الفائدة  . هذا العجز , جعل من الحكومة , ان تشتري الطاقة الكهربائية من ايران , بالسعر الغالي والباهظ , لذلك عقدت اتفاقية بين البلدين , بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية قدرها الفي ميغاواط سنوياً , مقابل الدفع الكاش , مليار دولار سنوياً , واذا تأخر الدفع يوماً واحداً ,  تقطع الطاقة الكهربائية عن العراق , مثل ما  يحدث آلآن بقطع التيار الكهربائي , بحجة ان العراق  لم يسدد  المبلغ بالوقت المحدد المتفق عليه , وغير قابل للتقسيط على دفعات . يعني ارتهان العراق , الى الرغبة الكلية الايرانية , وهي تتصرف على مزاجها النرجسي , تقطع التيار الكهربائي وفق مزاجها   , او التقليل  من حجم الطاقة الكهربائية المخصصة  , التي تضخ للعراق , بدون حسيب ورقيب , لان العراق صار مثل ( بلاع الموس ) لا يمكن ان يعقد صفقات  او يقيم منشأت انتاجية  لتوليد الطاقة الكهربائية  , دون ان يبتلعها الفساد , دون ان تكون مشاريع زرق ورق معطلة  , لان الحصة الكبرى من اموال  المخصصة , تذهب الى جيوب الفاسدين والحبربشية  , الذين حولوا العراق الى مقدمة الدول الفاسدة  في العالم     ................... والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


369
هل لبس الامام علي الجبة الحريرية ومحابس الذهب ؟
غرائب العراق السريالية الجديدة  , تؤكد بشطب من قاموس التداول اليومي  , هذه المفردات . الزهد والتقوى والايمان , وعفة اليد والقلب , والضمير الحي الذي يشعر بالانسانية والوجود , في جوانب الحق والعدل . فقد جاءت الاحزاب الاسلامية بمفاهيم ومفردات جديدة  , لم يشهد العراق لها مثيل , فقد اصبحت مفردات الجديدة , تصب بالسرق واللصوصية , والاحتيال والاختلاس , هذا السلوك الجديد الشائن  والطاغي لعراق اليوم  , فقد تحول رجل الدين , الى لص مأفون بالخساسة والدناءة والرذيلة الخسيسة  , واصبح السحت الحرام , حلالاً شرعاً , واصبحوا محترفين في عمليات النهب والشفط والسطو , بأعتبارها جهاد ديني شريف , لذلك اطلقوا العنان للفساد والفاسدين ان يعيثوا بالعراق خراباً  , دون رادع ووازع ضمير , لان ضمائرهم دفنوها في مجاري الصرف الصحي . لذلك صارت لهم ممتلكات  مالية عامر , لا يعرف حدودها وحجمها , سوى الشيطان , واصبحت السلوكية اللصوصية , اولى فرائض الدين وشريعته السمحاء   . فصارت حياتهم غارقة في طوفان النعومة الحريرية , والرفاه والرخاء ونعيم فردوس الجنة , على حساب معاناة المواطن , الذي صار يركض بلهاث مرهق ,  في سبيل توفيرالخبز المر , في ظل انعدام الانصاف والرعاية والخدمات , في ظل دولة السراق والحرامية . ولاول مرة تتبدل المفاهيم والقيم , من الاخلاق جوهر الدين والايمان , الى الفساد جوهر الدين والايمان , ومكارم الاخلاق والضمير , دفنوها في مجاري الصرف الصحي , فضاعت مئات المليارات الدولارية من خزينة العراق  , وذهبت الى جيوبهم , لتحط في الاخير  في البنوك الاجنبية . كصمام الامان لممتلكاتهم المالية الخرافية . لذلك اصبح العراق العائم على بحر النفط , بدون كهرباء , ولا ماء صالح لشرب  , ولا رعاية طبية  وصحية وتعليمية واجتماعية , بدون ضمان لايامهم وليس لاعوام لحياتهم . فقد شق الفساد انهار من الاخضر ( الدولار ) لتصب في كروشهم وارصدتهم المالية   , وصارت لهم جيوش , من الخدم والعبيد والجواري والحواشي , والاعوان الذين يقبلون تراب احذيتهم , هذه الجيوش الجرارة وعرارة  , رواتبهم ومصرفات الجيب والنثريات و ( خرجيات ) , من اموال الدولة العامرة بالفساد والفاسدين , وصارت العمائم الدينية الشيطانية , مثال الترف والنعومة الانثوية وليس الرجولية  , بالوجوه المحفوفة والناعمة والنرجسية المرطبة , وهي تصرف اموال طائلة , على المكياج وترطيب الوجوه ونفخ الخدود بالاحمرار , وعمليات التجميل التي لا تنتهي  , حتى عمليات التجميل للمناطق الحساسة , التي تمثل الشرف والرجولة , طالما دفنوها في مقالع القمامة , او في سوق النخاسة . لكن مصيبة المصائب العظمى . بأنهم يدعون اتباع وانصار الامام العظيم علي ( ع ) , وهذه جريمة شنعاء لايقبلها الدين والمنطق ولا العقل  , وهي تشويه متعمد ومقصود في تشويه قيم ومبادئ الامام علي , التي اصبحت مناراً ونبراساً للشعوب المضطهدة , التي تحاول الانعتاق من الفساد والفاسدين , وتهجم بمعاولها الثائرة ,  لهدم  صروح الطغاة والظالمين , من اجل تحقيق  حقوق المواطنة بالحياة الكريمة والعيش الرغيد  . وامثلة من هذه العمائم الدينية الشيطانية الفاسدة , كثيرة لا تعد ولا تحصى , في دولة العجائب والغرائب , ومنهم الدلوعة الكتكوتة النرجسية  , حرامي الجادرية , في دولته العامرة بالسحت الحرام , ونعومته  الانثوية , كأنه في سباق محموم على كثرة  اجراء عمليات التجميل , بينه وبين نانسي  عجرم , حتى يفوز بعون الله تعالى في مسابقة الجمال . هذه المهازل التي ابتلى بها العراق من هذه الحثالات , التي تصلح رميها في مجاري الصرف الصحي .......................    والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


370
يا أيتام ايران وقطر أتحدوا
هكذا بدون مقدمات , وبشكل مفاجئ , انقلب المناخ السياسي بدرجة 180% , عند أيتام ( ماما طهران ) وهم يتبعون خطوات امهم الحنون , ويقدمون خدماتهم الجليلة بما يطلب لهم من  التنفيذ , ( نفذ دون مناقشة )  , فقد كانوا قبل الازمة العاصفة بين قطر ودول الخليج الاخرى . فكانوا يشنون حرب ضارية بلا هوادة , وبالهجوم العنيف , في الاسهال اليومي , وهم يدبجون مقالاتهم النارية والحارقة والمارقة , ضد دويلة الشر والعدوان , بؤرة الارهاب والتطرف , دويلة غطر ( قطر ) , ودورها الكبير في تخريب العراق , بدعم الارهابين القتلة , في القيام بالتفجيرات الدموية  اليومية في المناطق الشيعية , ودور دويلة غطر ( قطر ) في تخريب الشعوب وبلدان المنطقة , بالحروب الداخلية المدمرة , وتأجيج النعرات والفتن الطائفية , ودورها الخبيث في التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ومنها العراق , في تأجيج الازمات الداخلية , ودويلة غطر ( قطر ) هي الاصبع المدسوس والمسموم من الشيطان الاكبر ( امريكا )  حتى تكون هذه البلدان  , تحت تكون تحت رحمة النفوذ الامريكي . وكذلك في الجانب الاخر أيتام ( ماما قطر ) يردون الصاع بصاعين , في دور ايران التخريبي في المنطقة , وهي بؤرة لتصدير الارهاب والتطرف في المنطقة , من اجل اخضاع دول المنطقة لولاية الفقيه الايراني , وكان السجال اليومي العنيف من الايتام من كلا الطرفين ( ايران وقطر ) . ولكن فجأة هدأت العواصف العاتية بين الطرفين , بعقد صلح وسلام وتأييد وتعاضد غير مكتوب بين الطرفين  , والكف عن الهجوم في الاسهال الكتابي اليومي بين الطرفين , حين اشتعلت بشكل مفاجئ الازمة العاصفة , بين قطر ودول الخليج الاخرى , وادت الى قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والمالية , والحصار الجوي والبري والبحري , وحين انحاز  مواقف ايران ودخولها على الخط الساخن للازمة العاصفة , حين هبت بكل امكانياتها لنجدة قطر في مواجهة دول الخليج الاخرى . فقد فتحت ايران مجالها الجوي , بالجسر اليومي في خدمة قطر , وفتحت حدودها الجوية والبحرية , وتخصيص ثلاث موانئ تحت تصرف قطر , في تزويدها بالاحتياجات المواد الغذائية وخطوط الجوية الدولية  , واصبحت لايران اليد الطويلة , في كسر الحصار على قطر . وتحولت بذلك قطر بقدرة القادر ( والي الفقيه ) من قطر بؤرة الارهاب والتطرف , ومن الافعى والاصبع المدسوس والمسموم , الى قطر المسكينة والحبابة والوديعة والحمامة , امام الغول الشرس السعودي ودول الخليج الاخرى , بهدف ابتلاع قطر كلقمة سائغة , وتبدل هذا الموقف في الانقلاب الكامل , انعكس على كتاب مقالات ( ماما طهران ) وكذلك على كتاب ( ماما قطر ) ان يتحولوا الى جبهة تعاضد وتضامن , امام الوحش السعودي ودول الخليج الاخرى , وهدأ المناخ من السخونة بدرة حرارة قيظ الصيف , الى الشتاء الجليدي , فتوقفت  مقالات الهجوم , الى مقالات الدفاع بين الطرفين , في النجدة والمساندة الى قطر , وبعض الكتاب لاذ بالصمت ليهضم المناخ الجديد في العلاقات المنقلبة رأساً على عقب , بين ايتام الطرفين ( ايران وقطر ) وينطبق عليهم الاغنية ( سبحانه ألجمعنه بغير ميعاد ) . هذا لا يعني تزكية دور السعودية ودول الخليج الاخرى , في دعم وتجنيد الارهابين القتلة في المال والسلاح والرجال , في تخريب العراق , لا يعني تزكية وتنزيه , تدخلهم في شؤون العراق الداخلية , في دعم الارهاب , وتأجيج النعرات الطائفية , وانهم جميعاً ارتكبوا في  جرائم بشعة ضد العراق والعراقيين . , وكلهم في سلة واحدة ضد امن واستقرار العراق , وكلهم ساهموا بدور كبير في الازمات العراقية الداخلية نحو التأزم الشديد  . ولكن المقالة بهدف تعرية الازلام المجندين من الكتاب المنافقين , الذين يعرضون سلعتهم الكاسدة والفاسدة , لمن يدفع , او حسب المناخ والطلب والعرض , وهم لا يحملون الشرف والضمير , سوى عار القلم .................    والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


371
رواية حقيقية ( أنا نجود أبنة العاشرة ومطلقة )
هذه الرواية ليس من صنع الخيال , وانما هي حدثت في الواقع الفعلي , وكتبت على حقيقتها , دون رتوش وزخرفة  , وانما بالمعايشة والمشاهدات عن قرب . لذا كشفت عن  الواقع الحقيقي للمرأة في مجتمعاتنا الشرقية المتخلفة , المشبعة بثقافة الخرافات والشعوذة , وكذلك الفهم الخاطئ لشريعة الاسلامية وفقها وقانونها , وهذه مجتمعاتنا تتحكم بها , والمسيطرة عليها , اعراف وتقاليد العشيرة والقبيلة , التي تجهض حقوق المرأة وتجعلها بضاعة كاسدة لشراء والبيع , لذلك فأن هذه الموروثات , لا تحترم انسانية المرأة ولا حقوقها, وهي تحاول قمع المرأة بالاكراه والقوة , والاضطهاد
بالاجحاف واستلاب انسانيتها دون رحمة , في الفهم الخاطئ  لمفاهيم الدين وشريعته واحكام قوانينه , في تعامله مع المرأة , وحق الطفولة , كأنه يقف مع الاستلاب في معاناة المرأة والطفولة
 والحرمان حتى من وجودها الانساني , وبذلك تعمل على اهدار حقوق الطفولة  , بحجة صيانة الشرف والدين , مما يؤدي الى تدهور احوال المرأة , بأعتبارها مخلوق معيب , خلقت  مع عارها , بهذا القرف والتقزز , يكون اسلوب تعامل مع المرأة من ولادتها حتى لحدها في القبر , فهي خلقت للمطبخ والفراش فقط , لذلك تسعى العائلة غير الوعية والمتخلفة  والفقيرة , التخلص منها وهي فتاة قاصرة في اجبارها جبراً في  الزواج , وهي في عمر التاسعة , وقوانين الدولة ذو العقلية المتخلفة , تبيح الزواج في هذا السن الصغير جداً , بذريعة ان الفقه الاسلامي يبيح ذالك شرعاً , مما يجعل الدين والفقه , يقف الى جانب اضطهاد المرأة بهذا التعامل غير الانساني , بحجة الزواج المبكر لطفلة القاصرة يطرد العار عنها  , وتصون العائلة شرفها بأحسن طريقة  , بهذا خلقت المرأة والسوط بيد الرجل , للارهاب والتعذيب النفسي والجسدي , ان تعيش المرأة منذ طفولتها الاولى , في حالة هلع وخوف وقلق , لذلك اصبح شائعاً في الاوساط الشعبية والفقيرة , حالات زواج القاصرات الصغيرات , عنوة وبالاكراه , وهن بعيدات عن سن الرشد , وحتى يتزوجن , قبل مجي العادة الشهرية لاول مرة  , باختصار شديد , لا يوجد قانون يحمي ويصون المرأة ويحافظ على انسانيتها , ولا يمكن الحديث اطلاقاً , عن مساواة بين الرجل والمرأة , فالرجل هو الحاكم الفعلي , والضحية هي دائما  المرأة , وخاصة يستغل البعض الحالة الاجتماعية الفقيرة , بأن تباع الطفلة القاصر , لرجل بعمر ابيها , وحتى في عمر جدها ... وهذه الرواية الحقيقية ( أنا نجود أبنة العاشرة ومطلقة ) تتحدث بواقعية حدثت , بزواج طفلة صغيرة , ليس لها تاريخ ميلاد ولا تاريخ عمرها , ولا ورقة الاحوال المدنية والشخصية , فقدرت جزافاُ لانها لا تملك هذه  الاوراق , بعمر العشرة عاماً , اما الفعلي فهو اقل , ربما في عمر التاسعة أو ربما الثماني اعوام , اتفق ابيها لحالة الفقر المقدع , ان يزوجها لرجل بعمر ثلاثين عاماً , المهم دفع المهر ( المال ) ووافق على الزواج , رغم معارضة امها , بحجة , ان ابنتها ( نجود ) طفلة صغيرة جداً , اما ( نجود ) حين صارحها ابيها لم تفهم شيئاً منه , لان عقلها في اللعب مع الاطفال الصغار . ورغم ان الاب اشترط على الزوج , ان لا يدخل عليها إلا بعد مجيء العادة الشهرية , وبعد سنة من مجيئها ,    يمكن الدخول عليها . لكن الزوج نقض عهده ووعده , في الليلة الاولى دخل عليها وسبب آلام ونزيف دماء , وظل يكرر فعلته رغم الصراخ والالم , وكانت تمانع , ولكن الزوج , كان يستخدم القوة والاكراه بالضرب المبرح والمدمي , في المعاملة الوحشية , حتى يشبع رغباته الجنسية , فقد كرهت ( نجود ) هذا الواقع الجحيم الذي لا يطاق  , وتمنت الموت والانتحار , حتى كرهت نفسها , وصار يومها احزان وبكاء وألم . ولم تجد وسيلة لانقاذها بعد شهرين من العذاب , سوى الهروب الى المحكمة , بعدما انقطعت بها السبل , ولم تجد أذان صياغية لمعاناتها , ووجدت المنفذ الوحيد هو المحكمة ,  لطلب الطلاق , بمفردها وهي طفلة صغيرة , ولحسن حظها وجدت القاضي الشريف , المخلص للعدالة والانسانية , وليس للقانون الذي يبيح الزواج بعمر  التاسعة عاما , . فوجدت القاضي الشريف والشجاع ( محمد ) ان يصغي الى معاناتها ويتضامن معها ويتعاطف معها  . وكذلك لعبت دوراً بارزاً وشجاعاً المحامية النشطة , في الدفاع عن حقوق المرأة . المحامية ( شدا ناصر ) . فقد استطاعت ان توصل قضيتها الى الصحافة والاعلام , والى الاتحادات النسائية , ومنظمات حقوق الانسان داخل اليمن وخارجه , الذي تعاطف وتضامن مع معاناتها , وشكل عامل ضعط كبير , لقضيتها , ولقضية زواج الفتيات القاصرت , وشكلت الحملات الانسانية المتواصلة , واججت الرأي العام داخل اليمن وخارجه , بأن زواج القاصرات يعتبر جريمة انسانية ضد الطفولة وبراءتها . مما اضطر البرلمان في اليمن , ان يلغي القانون الذي يبيح بزواج الفتيات القاصرات في عمر , التاسعة , ويقر قانون جديد يحدد عمر الزواج للمرأة والرجل على سواء , بعمر من الخامسة عشرة الى السابعة عشرة , ولا يجوز الزواج قبل هذا العمر . لكن رئيس الجمهورية اليمن السابق ( علي عبدالله صالح ) رفض التوقيع على القانون الزواج الجديد , فلم يوافق عليه , بل رفض عرضه عليه , مما افشل محاولة تحسين وضع المرأة والطفولة , وظل القانون القديم ساري المفعول , الذي يبيح بالزواج القاصرة بعمر تاسعة عاماً . بالضبط مثل ما فعل وزير العدل العراقي السابق ( حسن الشمري ) بتقديم مشروع قانون الاحوال الشخصية , يبيح الزواج من طفلة قاصرة بعمر التاسعة عاماً , بذريعة , مشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفري , وقد وافق عليه مجلس الوزراء عام 2014 , وقدمه الى مجلس النواب لتصويت علية , لكن اشتعال الرأي العراقي , بالسخط والغليان الشعبي والاحتجاجات والحملات الاعلامية والشعبية العارمة المنددة بهذا القانون غير الانساني  , والعمل بحملات اعلامية وشعبية واسعة   , في رفض المشروع القانون , الذي يعتبر جريمة انسانية ضد الطفولة وبراءتها , بهذا التعامل الوحشي تحت غطاء المذهب الجعفري , وامام المد الرفض الواسع , اجل مجلس النواب مناقشة مشروع القانون , وهذا بحد ذاته انتصار كبير للارادة الشعبية , في  اصدار قوانين بمثابة جرائم بشعة ضد الطفولة ... ان قصة ( نجود ) حقيقية من عشرات الالاف من حالات المشابهة ,  سواء في اليمن او في العراق , او في اي بلد متخلف اخر  , تحكمه العقليات المتخلفة بثقافتها الرثة  , التي  بال عليها الزمان وشرب  . هذه الطفلة الصغيرة , اجبرت على الزواج من رجل يبلغ الثلاثين عاماً , في اصرار الاب على الزواح , رغم معارضة الام , بحجة صيانة شرف العائلة من العار , الذي قد تقع فيه يوماً  . ولكن بعد شهرين على المعاملة الوحشية والالم اليومي , هربت ( نجود ) ودخلت المحكمة , وظلت ساعات تنتظر , حتى فرغت القاعة تماماً  من المراجعين ,, ولفت انظار القاضي , بطفلة صغيرة جالسة في القاعة ,  في حالة يرثى لها , فاقترب منها مستطلعاً الامر . فسألها عما تريد ؟ فأجابت دون تأخير , بأنها تريد الطلاق , اصابته الدهشة والمفاجئة والاستغراب , واعاد عليها السؤال في استغرابه :
( - تريدين الطلاق ؟
- نعم
- لكن .....  اتعنين انك متزوجة ؟
- نعم )ص40

وظلت تطرق اسماعه , بأنها تريد الطلاق , فقال لها :
( - لكنك صغيرة جداً . وهشة للغاية ) ثم يستدرجها بالسؤال :
( - لماذا تريدين الطلاق ؟
فتجيبه باكية :
( - لان زوجي يضربني ) ويسألها ( هل مازلت عذراء ؟ ) تنكص رأسها بخجل شديد وتقول ( كلا لقد نزفت ) وحكت قصة هروبها , وانها اصبحت بدون مأوى , وتخاف على حياتها من الرجوع الى اهلها . فيدبر القاضي الشريف مسكن موقت لها  مع  عائلته واطفاله . حتى استكمال اجراءات معاملة الطلاق , وصرح لها القاضي بأنها شجاعة  جداً ( أحسنت لاتقلقي من حقك , بطلب الطلاق ) ص44 . . وتكفلت بها المحامية الشجاعة ( شدا ناصر ) واعتبرت كأنها قضيتها , وانها مثل ابنتها , وراحت تشد عزيمتها , حتى لا يدخل روحها  الضعف والقلق , بل يجب ان تصر في مطلبها بالطلاق , وهي توعدها بأنها ستحصل عليه , ستنتصر قضيتها وتتخلص من الزوج المسخ  . وبعد مداولات في اروقة المحكمة , حصلت على ورقة الطلاق بشجاعتها واصرارها رغم انها طفلة صغيرة جداً . وقد حصلت على  جملة جوائز عالمية لجسارتها وشجاعتها منها , لقب المرأة لعام 2008 , وجائزة بلقب , اصغر مطلقة في العام عام 2008 ..... ان هذه الرواية كتبت بعد اطلاع على قضيتها بالمشاهادت القريبة , وسرد فصول محنتها ومعاناته , الى الكاتبة الفرنسية , ايرانية الاصل , الكاتبة ( دلفين مينوي ) , وجاءت الرواية بوقائعها الحقيقية
جمعة عبدالله


372
العراق امام مخطط جهنمي بالفوضى
كلما اقتربنا الى موعد الانتخابات البرلمانية , كلما اقتربنات الى المخططات ,  التي تعمل في خراب العراق , وجعله يغوص في الفوضى العارمة والانفلات في الوضع الامني , كلما اقتربنا من مسرحيات في  خلط الاوراق ,  والمتاجرة بالنفاق السياسي , كلما اقتربنا من الابتزاز والصراع السياسي بشكله العنيف , كلما اقتربنا من تزوير الحقائق وتحريفها , لمقاصد شخصية , في الطمع في منصب رئيس الوزراء . ان هذه الانتخابات ستكون محتلفة عن باقي الانتخابات النيابية السابقة . ليس في تغيير تشكيلة الوجوه القديمة الفاسدة , التي اثبت الواقع السياسي فشلها , بل خلقت بؤرة لخراب العراق . ليس هذا المقصود , لان الوجوه القديمة الفاسدة وحتى المتهمة بالارهاب والجريمة , سيعاد انتخابها مجدد , بكل اريحية ووداعة ومحبة  , وستكون هي فائزة وليس غيرها . وانما اختلافها , بوجود قطبين شرسين وعدوين , يلهثان الى كرسي رئيس الوزراء , حتى لو على حرق العراق ,  ودفعه الى ابواب جهنم . انهما عدوين لدودين ,  من نفس الحزب والعقيدة والاسلوب السياسي , نفس اسلوب المتاجرة , ونفس اسلوب  اللصوصية والفساد , ان الصراع بينهما تحول الى شخصي بحت , يمثل منْ يكسر ظهر الاخر , ويخرجه بالعار من المسرح السياسي كلياً . منْ هو يركض اسرع من الاخر ,  نحو الجلوس على كرسي رئيس الوزراء . حتى يستمر مسلسل الخراب ونزيف الدماء , ربما بصورة اكثر من السابق . انه الصراع المتعدد الوجوه ,  بلوي الاذرع , بين العبادي والمالكي . فقد بدأت بشكل مبكر حملات التشهير والاسفاف الشخصي بينهما , في حرب الاخوة الاعداء . وان المالكي يملك الضغينة والحقد والانتقام من العبادي , لانه سلب الولاية الثالثة منه , وخرج من اسطبل الطاعة لحزب الدعوة . وان المالكي لم يكف يوماً بطمعه في كرسي رئيس الوزراء . لذلك بدأ حملات تنزيه وتطهير لنفسه من الاتهامات الخطيرة ومنها اتهام بالخيانة الوطنية , لانه باع ثلث العراق والموصل , الى تنظيم داعش المجرم , وانه سبب المجازر الدموية البشعة في سبايكر وغيرها . ورغم تقرير اللجنة البرلمانية التي حققت في اسباب سقوط الموصل , وحملت المالكي المسؤولية الاولى في السقوط , بأعتباره كان رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة . لكن هذا التقرير اهمل في سلة المهملات , ولم توجه الى المالكي تهمة الخيانة الوطنية العظمى . والان يلعب على خلط الاوراق , ليظهر بأنه بريء وضحية , وان سبب مجزرة سبايكر , هو قائد عسكري واحد ولم يعلن عن  اسمه , ولكن السؤال . لماذا سكت طوال هذه الفترة الطويلة ؟ , لماذا لم يرميه بالسجن وتقديمه الى المحاكمة بتهمة الخيانة الوطنية , عندما كان رئيساً للوزراء ؟ , وما القصد من هذا التصريح ولمن موجه ؟ واية مهزلة في الانتخابات القادمة في ظل المفوضية الفاسدة والمرتشية , بتصريحه , بأن منصب رئيس الوزراء هو من حصة حزب الدعوة , وهو يقصد شخصه بالذات  , لانه واثق باليقين الثابت بان الانتخابات ستكون مزورة لصالحه   , لهذا دافع بشراسة ضارية , في بقاء تشكيلة المفوضية الحالية من التغيير , ونجح بذلك , وما على المفوضية الفاسدة والمرتشية , سوى رد الجميل والمعروف  الى المالكي , بتزويرها والتلاعب في النتائج لصالحه , وهو يدرك لاشريك منافس له في حزب الدعوة , سوى العاق الذي خرج من بيت الطاعة . حيدر العبادي  ,  ولكن اخطر تصريح ضمن حمى التصريحات العنيفة والمتشنجة  . هو تصريحه . بأن هناك قرار دولي مبيت , لتشكيل حكومة طوارئ وتأجيل الانتخابات , بهدف على حد زعمه . بهدف اقصاء المشروع الاسلامي . كأن المالكي يتحدث عن انجازات ومكاسب التي حققها المشروع الاسلامي في العراق , فقد حقق للعراق الامان والسلامة , والرخاء والرفاه , ودولة القانون والنظام والدستور , الذي اعطى اهمية كبيرة لهيبة الدولة . كأن المشروع الاسلامي حقق الخدمات الى المواطنين بكل اشكالها , كأن المشروع الاسلامي , حقق النزاهة ونظافة اليد والضمير , ومعنى الواجب والمسؤولية . كأن المشروع الاسلامي خلق من العراق , دولة يفتخر بها المواطن , كأن المشروع الاسلامي , خلق التقارب بين المكونات الدينية والعرقية , بالمحبة والاخاء والتعايش السلمي . ان المالكي سيحرق العراق , اذا لم يحصل على الولاية الثالثة , طالما يفوز بالانتخابات الصورية المزيفة , والله يستر , من الحرب القادمة ستحرق الاخضر واليابس , بسبب كرسي رئيس الوزراء , والكل جاهز للحرب والبارود ..............   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


373
العبادي يطمع في الولاية الثانية
بدأت الحمى المتصاعدة في صراعها المحموم والمهووس , على احتلال كرسي رئيس الوزراء ,  بدأت بشكل مبكر جداً , بتشغيل الماكنة الحزبية  والاعلامية , لتحضير والتهيئة لحملات الترويج الانتخابي , للانتخابات النيابية المرتقبة , فقد بدأ الصراع الانتخابي , قبل موعده المقرر بكثير من اوانه  , وهذا يدل ان الحملات الانتخابية للقوائم الكبيرة , ستكون حامية الوطيس , منْ يحسمها لصالحه , ويجلس على كرسي رئيس الوزراء . بعد الفشل في تغيير المفوضية العليا  وقانون الانتخابي المجحف , رغم الضغوط السياسية والشعبية , بمواصلة الضغط الجماهيري , بالمظاهرات الاحتجاجية المستمرة  , في مدها العارم والواسع , بالغليان الشعبي الضاغط على الحكومة والبرلمان والاحزاب الحاكمة  , بالاستجابة لمطاليب الشعب الملحة  , بعد سد كل الابواب في الاصلاح والتغيير , ومحاربة الفاسدين , فلم يقدم فاسد واحد الى المحاسبة والعقاب ولم ينتزع ديناراً واحداً من اللصوص  , ولم يتوقف الفساد بعمليات النهب والسرقة , الجارية على قدم وساق . لقد انتصرت جبهة الفساد والفاسدين , في بقاء المفوضية الفاسدة الحالية , رغم الاستجواب البرلماني , وعدم قناعة اعضاء البرلمان , في اجوبة المفوضية  , في تهم الفساد والتزوير . لذلك فأن الامور ترجع الى الوراء الى عام 2014 بالضبط  , في هذه المفوضية  , لذلك فأن الانتخابات النيابية القادمة , ستكون بنفس الاستنساخ دون اي اثر للتغيير القادم   , وكما حصل في   الانتخابات النيابية عام 2014 , في التزوير لصالح القوائم الكبيرة , وعدم السماح للقوائم الاخرى رغم ثقلها الجماهيري الكبير , في تحريك الشارع السياسي والشعبي . ستكون مسؤولية مفوضية العليا الفاسدة , مجرد عملية روتينية ,  لتكرار لمهماتها  السابقة , في انجاح القوائم الكبيرة في التزوير الذي سيحصل , كما حصل في الانتخابات النيابية السابقة , التي حصل فيها ائتلاف الماكي على  الحصة الاكبر في التزوير لصالحه , وكذلك القوائم الاخرى بنسبة اقل في التزوير لصالحها , فقد اعترفت بذلك  اغلبية القوائم التي شاركت في العملية الانتخابية , بأنه كانت نسبة التزوير بلغت  حوالي 30% , لصالح هذه القوائم الكبيرة . , لذا فأن مسؤولية المفوضية الفاسدة , ستكون  تقديم الفوز الساحق للفاسدين على طبق من ذهب , وهذا يفسر التشبث في عدم تغيير المفوضية والقانون الانتخابي المجحف , ولكن هذه المرة شكل الصراع الانتخابي منحى اخر  , اخذ صياغة جديدة من التنافس الحاد والعنيف في الصراع السياسي ,  وكسر العظم  في صيغة التحالفات الجديدة  ,  والقوائم المشتركة . مثلاً هناك محاولات ومساعي , بين التيار الصدري , وحيدر العبادي , في النزول الى الانتخابات بقائمة مشتركة واحدة  , لسد الطريق على المالكي , الذي يطمع ويطمح في الولاية الثالثة . وفي كل الاحوال ستكون جبهة الفاسدين والسراق , هي المنتصر الاول . بعد سد كل رائحة للاصلاح والتغيير , رغم التظاهرات الاحتجاجية العارمة في غليانها المستمر   , التي لم تهدأ , رغم الضغوط والتهديدات بالقتل والخطف . ان الحمى للدعاية الانتخابية , بدأت قبل وقتها بكثير , وذلك في اقامة المؤتمرات وحفلات الترويج , في زوابعها الاعلامية الترويجية , وكذلك في وعودها الدسمة , التي يسيل منها العسل والقيمر العراقي , بأن جنة الله وفردوسها الجميل قادمة , لا محالة  بعون الشيطان بعد الانتخابات  , وهم يبيعون احلام وهمية سرابية ,  سرعان ما تتلاشى وتختفي , ساعة اغلاق صناديق الانتخابات , ولكن منذ آلآن العبادي يحمل في جعبته اثقال ايجابية  لصالحه  , ولا يستهان بها , في ورقة الانتصار على داعش في شكل كامل , وسياسته المرنة جداً امام الشركاء السياسيين الاخرين  , عكس سلفه , في اسلوبه السياسي المتشنج والمتغطرس , وكذلك العبادي يحمل القبولية من الاطراف الدولية , وخاصة ايران وامريكا . ما عدا ذلك فأن يحمل اطنان من السلبيات والفشل والعجز  , بأنه نقض وعوده في الاصلاح والتغيير , بل تهاون كثيراً مع الفاسدين وعمليات النهب والسرقة الجارية على قدم وساق , والمصيبة الكبرى , بأنه حمل المواطن الفقير وذوي اصحاب الدخل المحدود , اعباء وثقل الازمة المالية والاقتصادية , وكذلك اطلاق الحرية والعنان الى عصابات الجريمة والارهاب , من المليشيات  المسلحة , ان تضيق الخناق على المواطن بالتهديد بالقتل والاختطاف , ووصل الوضع الامني الى الفوضى والانفلات بالتدهور , الى حد الصدام مع القوات الامنية , ان صراخ العبادي  الاعلامي اليومي , بالسخط والادانة والرفض  , ضد عصابات الجريمة والارهاب , لا يمثل شيئاً على الاطلاق , انها فقاعات هوائية بدون فعل وتطبيق .............   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


374
حيدر العبادي يفتح النار على عصابات الجريمة والارهاب
تمادت عصابات الجريمة في غيلها وصلافتها  وغطرستها واستخفافها بهذا الاستهتار الارعن , في اهانة الدولة والحكومة والقوات الامنية , ومحاصرة المواطن بالخوف والرعب والتهديد بالقتل والاختطاف  . ووضعه في قارورة ضيقة , الموت امامه والارهاب والخطف وراءه , فهذه المليشيات المستهترة لم تعر اية اهمية للقانون والدستور , وتتعالى على الجميع وهي فوق الجميع  ,  وتعتقد بأنها سيدة الموقف في فرض نفسها بالقوة على الجميع , وهي تتحكم بالرعب بالشارع العراقي . وقد تمادت اعمال الاجرامية , في الدفاع عن الفاسدين والاحزاب الفاسدة , ووصلت في اعمالها الارهابية الى الخطف السياسي , من اجل ارسال رسالة تهديدية , تنذر بالويل والثبور , في سبيل اخماد شعلة التظاهرات الاحتجاجية ضد الفاسدين , انها تقوم بكل وقاحة بمقام الدولة والحكومة والقوات الامنية , وهي تمارس الخطف السياسي جزء من الصراع السياسي . كما حدث في خطف سبعة من نشطاء المدنيين , وهذه المليشيات المسلحة تتستر بعباءة الحشد الشعبي , في المتاجرة به بشكل سيء , بشكل اساءة بالغة له , في القيام في الخطف السياسي وهي تنسب لنفسها بأنها من فصائل الحشد الشعبي , وبحجة الدفاع عن المذهب, وهي تمارس الرعب والتخويف ضد شباب المذهب , ووصل الحال في استهتارها , وهي مدعومة من جهات سياسية معلومة ومعرفة يعرفها الجميع , وكذلك تتلقى الدعم المعنوي والمادي من ( ماما طهران ) , ان تفتعل صدامات مسلحة مع القوات الامنية , من اجل ارهابها , من اجل ان تعمل بكل حرية في ممارسة الاجرام والارهاب . مما حدى برئيس الوزراء حيدر العبادي , ان يستفز بالغضب والادانة والسخط  , ويعترف بالحقيقة المرة , بان الوضع الامني يتبع الصراع السياسي , كلما كانت هناك خلافات حادة في اصحاب القرار السياسي , يترجم بالتفجيرات الدموية , التي تطال الابرياء , وان هذه المليشيات المسلحة المدعومة من ( ماما طهران ) تمارس الابتزاز , ضد الدولة والحكومة والقوات الامنية , بان تكون لها اليد الطويلة , في اطلاق العنان لها , ان تمارس الوحشية والارهاب , دون رادع وحسيب ورقيب  , وقد اعترف حيدر العبادي , بأن هذه المليشيات الصلفة والوحشية , يتاجرون بأسم الحشد الشعبي , ويستغلون موقف الصمت وغض الطرف والتغاضي عنهم من قبل  قيادة الحشد الشعبي , تجاه اعمال الدموية المجرمة , ووصلت الى الصادم المسلح وسقوط قتلى وجرحى من القوات الامنية من قبل مرتزقة مليشية عصائب اهل  الحق , في منطقة شارع فلسطين , والسكوت على هذه الجريمة من قبل قيادة الحشد الشعبي . لذلك حيدر العبادي يدق ناقوس الخطر , بأن وصلت الحالة الى خطر المواجهة العسكرية , لاستئصال هذه الاورام السرطانية من جسد العراق , وجاء خطابه ليفتح النار على هذه المليشيات المرتزقة المدعومة من ( ماما طهران ) , في صريح العبارة حيث قال ( احنه قاتلنا النظام الدموي البعثي الدكتاتوري , حتى تأتي لتحكمنا العصابات . معقولة ؟! . لا تحتال عليً وتقول أنا من مذهبك . كما قال داعش وتحجج بأنه جاء ليدافع ويحمي أهل السنة , فقتلوا ودمروا أهل السنة ... انهم كاذبون ) ان المواجهة القادمة مع عصائب اهل الحق , لابد منها , من اجل استئصال ورمها السرطاني الخبيث  , لقد اوصلت الوضع الامني والسياسي الى التدهور والانفلات والفوضى , لكي تحل محل الدواعش المجرمة , التي عاثت خراباً ودماراً وقتلاً . لابد من استئصال عصائب اهل  الحق , كما طردها التيار الصدري لجرائمها الوحشية . ان اعتراف حيدر العبادي , اولى خطوات المواجهة المسلحة , وعلى قيادة الحشد الشعبي ان تتخذ الموقف المشرف في اسناد الدولة والحكومة , ضد هذه المليشيات المجرمة والوقحة , التي تستند على دعم ( ماما طهران ) لابد من المواقف الصريحة , حتى لا يقع العراق في داعش اخرى بثوب العباءة الشيعية . انهم عصابات اجرام دون قيم ومبادئ , سوى من يدفع المال لهم ..........  والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


375
لماذا نحارب داعش السنية ونترك داعش الشيعية ؟!
في عهد حكم الاحزاب الاسلامية الحاكمة على مقدرات ومصير الوطن والمواطن . تحول الدين الاسلامي , بمذاهبه ( السنية والشيعية ) الى دين الارهاب والجريمة والفساد واللصوصية والاحتيال والاختلاس , بشكل شرس ومجنون ,  بدون رادع  ووازع وناموس , سوى شريعة الغابة , وباتت لا تخاف ولا تخشى العقاب والحساب , حتى من  الله سبحانه وتعالى . فقد انغمست الى حد التخمة في ملذاتها الدنيوية والخاصة , ولبست ماغلى ثمنه من العقيق والذهب في خواتمها ومحابسها  , ولبست العباءة الحريرية المطرزة بخيوط الذهب , او البدلات الغالية والباهظة  الثمن , وصار لهم ,  الخدم والعبيد والجواري والحواشي والاعوان , الذين يؤدون صلاة القدسية والتعظيم لهم  , فصاروا عبيد المال والدولار , والجشع والطمع الاناني في تكبير وتضخيم ممتلكاتهم المالية , العامرة بالمال الحرام , ولتحصين هذه الممتلكات الامبراطورية من ثمار الفساد  , وحمايتها  من عيون وشر الحاسدين , عملوا على غسل الادمغة وتحشيمها , بالخرافة والشعوذة , وثقافة الجهل والغباء , حتى يبعدون الناس عن الواقع الفعلي ومشاكله وازماته , وتحريم ترويج ونشر  الوعي الناضج  , فصار لهم اعوان وحاشية , تصدر الجهل والبلادة والغباء وهذيانه الغث  , ونجحوا بذلك نجاحاً عظيماً , في استلاب العقل ومسخه , بثقافة الطائفية التي تدعو الى الفتن والنعرات المتطرفة والدموية  , التي تدعو الى الكراهية والانتقام , وألغاء الاخر بالتصفية والفناء , بذريعة  الدعوة الى الحفاظ على نقاوة الدين والمذهب , بأن  تتطلب قتال الكفار والمشركين من الاديان غير الاسلامية , من المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات الدينية , في اجبارهم على الدخول في الدين الاسلامي , او قتلهم او دفع الجزية والفدية مقابل سلامة اعناقهم  , من اجل اطالة عمر  عروشهم الذهبية ,  وهم  يلتقون بكل بساطة  على هدف واحد مشترك , بين داعش السنية , وداعش الشيعية , بحجة المحافظة على الدين الاسلامي وتطبيق حكم الشريعة  الاسلامية ضد الكفار والمشركين ( المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الطوائف الدينية الاخرى ) هكذا كانت النتجة الكارثية , في الاجرام الداعشي في القتل والذبح بوحشية تفوق عصور الظلام , فحملوا لواء الكراهية والبغض , في تمزيق اللحمة الوطنية , بكل وحشية في حرب الابادة المعلنة ,  ضد المسيحيين والايزيديين وغيرهم  ,  وتطهير وتنظيف العراق منهم , انهم يرتكبون جرائم بحق الانسانية , سواء كان داعش السني , او داعش الشيعي , لا فرق بين الجلادين والسفاحين والجزارين , لانهما توحدا واتفقا على هدف واحد , في الاجرام والارهاب , ضد الطوائف غير الاسلامية , وهي مخالفة صريحة  ترتقي الى الاجرام والخيانة , امام القانون والدستور , الذي نص في مادته 14 . على جميع المواطنين متساوون امام القانون , يكفل لهم حرية العقيدة والدين بكل حرية  . ويجرم من يدعو الى الكراهية وبث التفرقة والفتن والنعرات الدينية والطائفية     , والمخالف يقع تحت طائلة قانون العقوبات   , في اعاقة المواطنين في معتقداتهم الدينية او الطائفية او القومية او العرقية  . لذلك نحارب داعش السنية , في تصرفاتها الوحشية والاجرامية , في ممارساتها الوحشية , بحجة تطبيق قانون الشريعة الاسلامية , ضد المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات الدينية اخرى . وما عليهم إلا  دخول في الدين الاسلامي , واما دفع الجزية , واما القتل . فداعش السنية , وداعش الشيعية , نفس العقلية والثقافة في الوحشية والاجرام . وهما شريكان في تخريب وتحطيم العراق . لذلك السؤال الوجيه , ما الفرق بين داعش السنية عن شريكتها داعش الشيعية في الوحشية والاجرام ؟ وما الفرق بين الداعشي ( ابو بكر البغدادي ) والداعشي ( علاء الموسوي ) رئيس ديوان الوقف الشيعي ؟ . ولماذا الحكومة تحارب داعش السنية , وتترك حرية الارهاب والاجرام لداعش الشيعية ؟ بأن تكون فوق القانون والدستور والمواطن , دون حسيب ورقيب  !!! . ولماذا تترك الحكومة والبرلمان لاصحاب الخرافة والشعوذة ,  ان يحرقوا العراق بنيرانهم  ؟ لماذا لا يكون التعامل واحد عادل  .  في العقاب والمحاكمة ,  بين داعش السنية وداعش الشيعية , لماذا الكيل بمكيالين , حرام على داعش السنية   , وحلال على داعش الشيعية , وهو يبرهن على الحكومة طائفية منحازة بأمتياز  الى طائفة واحدة , ضد الطوائف الدينية الاخرى . ان الدواعش الشيعة , يشوهون بالاساءة البالغة في المذهب الشيعي واهل البيت , ويخالفون تعاليم الامام علي ( ع ) في القيم والمبادئ التي جاءت في ( نهج البلاغة ) ومنها ( أخ لك في الدين , او نظير لك في الخلق ) و ( أعرف الحق تعرف اهله , ولا يقاس الحق بالرجال , ولكن يقاس الرجال بالحق ) ان امثال هذا المعتوه المتطرف ( علاء الموسوي ) الكثير من زعماء الفساد الاشاوس  , وهم عبء ثقيل وعار على المذهب الشيعي واهل البيت .................. والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


376
رئيس ديوان الوقف الشيعي داع............ ي في الصوت والصورة !!
اكبر مشكلة وازمة خطيرة , عملت على  تحطيم وتدمير العراق , نحو التشتت والشقاق والفرقة والفتن الدموية ,   في العهد الجديد , هو مصيبة بروز الخطاب الديني المتطرف , الذي يدعو الى الكراهية والحقد والانتقام , وألغاء الاخر بالتصفية والفناء والابادة . في اباحة سفك الدماء واشعال الفتن الخطيرة , لكل المكونات الدينية  غير الاسلامية , من المكون المسيحي والاقليات الدينية الاخرى , التي وقعت ضحية الخطاب الديني المتطرف , التي تبثها المنابر الدينية والفضائيات  , في فوضى ثقافة العنف والدم , التي تولد روح الانتقام من الاخر ,  بين  ابناء البلد الواحد , والعراق معروف بخصوصية تعدد الاديان والطوائف الدينية , يعني ليس لها شبر من العراق هذه المكونات  , سوى القتل والذبح ,  او دفع الجزية , رغم انهم اصل اهل العراق الاصليين  , ووجدوا قبل الدين الاسلامي , ان هذه ثقافة الدم والكراهية , تعطي الحجة والذريعة لوحشية داعش , في ارتكاب جرائم  القتل والذبح , او دفع الجزية , اذا اراد الفرد غير المسلم  , ان يكون  عنقه سالماً من النحر , ان هذه المنابر الدينية المتطرفة , هي في الحقيقة تتحدث بلسان داعش في الاجرام , وان اختلفت المسميات والهويات والانتماء  , لكن الهدف واحد , في قطع الاعناق او دفع الجزية , او دخول الاسلام قسراً وجبراً بالعنف لغير المسلمين  . ان هذه المنابر الدينية المسعورة في داء التطرف , لتروج  بقذارتها على منابرها الدينية  , التي تشكو الاسهال من كثرتها دون ضوابط في ظل  غياب الدولة  , واستغلال الفراغ في  الصراع العنيف ,  الدائر بين الاحزاب الاسلامية الحاكمة , على الغنيمة والفرهود , على المناصب والنفوذ , وعلى السرقة للمال العام وخيرات العراق  . هذه الاوضاع التي تتسم بالفوضى , سمحت بوجود هذه المنابر الدينية ,  وصعود العمامة الدينية المتطرفة  , لتشعل نيران الفتن والعنف بثقافة الكراهية في ألغاء الاخر بالتصفية والابادة . وهي في الحقيقة ثقافة داعشية وحشية بأمتياز , وان اختلفت المسميات والهويات . واساس التطرف الديني , هو الفهم الخاطئ والمنحرف لفهم وتفسير النصوص الدينية , بالجمود والانغلاق والتعصب في روح الكراهية والانتقام . وتفسير النصوص الدينية وخطابها وهي مختلفة في عهد المكي ,  عن العهد المدني ,  وتغير الظروف والمراحل . لكنهم لم يعيروا اية اهمية لهذه المتغيرات , وتفسرالنصوص حسب زمانها آنذاك . والتشبث في بعض النصوص الدينية المعينة لسوء الهدف والغاية  , واهمال الكثير من النصوص الدينية , التي تدعو الى المحبة والاخاء والتسامح ( لكم دينكم ولي ديني )  تهمل  بشكل مشبوه ومقصود في مآربها الشريرة  , في سبيل  اشعال الفتن والنعرات الجهنمية , في تحطيم العراق , بحجة الدعوة الى الجهاد ضد الكفار ( المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى ) وتطبيق احكام الاسلام تجاه المسيحيين والاقليات الاخرى , في اشهار اسلامهم , او قتلهم , او دفع الجزية . كما نطقت بالنص , في هذا الفيديو بالصوت والصورة ,  لهذه العمامة الدينية المتعصبة بالتطرف ( رابط الفديو في نهاية المقالة , حتى لا يتهم بالتحريف والتأويل  ) . ان اخطر الامور الخطيرة . ان ينسب هذا الخطاب الديني , الذي يدعو الى الكراهية والانتقام , بأسم الدين والاسلام  ,وعظم الفادحة العظماء , انها جاءت  من رئيس  ديوان الوقف الشيعي . انها جريمة كبرى , بحق  المذهب الشيعي والمرجعية الدينية , التي وقفت في مواقفها الشجاعة في الذود عن العراق , ودعواتها المتكررة في التلاحم والمحبة والاخاء والتعايش , وحفظت العراق من التمزق والتشرذم  , مدعوة اليوم ان تبرهن من جديد في مواقفها ,  في سحب الثقة من رئيس ديوان الوقف  الشيعي , لانه من صلاحياتها واختصاصها , بطردة غير مأسوف عليه , واختيار شخصية معتدلة , من اجل معالجة هذه الورطة الكبيرة , في الاساءة البالغة الى الاسلام والدين والمذهب الشيعي , والاساءة البالغة الى المرجعية الدينية , التي اختارت هذا الشخص المتطرف , لانه خلق ازمة كبيرة , لا يمكن التغاضي عنها , وعلى الحكومة والبرلمان , اصدار قانون مكافحة العنف بأسم الدين , واصدار قانون ينضم فوضى المنابر الدينية , بخطاب موحد , يدعو الى المحبة وا لاخاء والتعايش السلمي , يجب قطع الافاعي المسمومة من رؤوسها ,  لحماية العراق من نيران الفتن الدموية ...............   والله يستر العراق من الجايات !!
وهذا رابط الفديو
https://youtu.be/X8bJUtIliBQ
جمعة عبدالله

377
انتخاب اسماعيل هنية حدث تاريخي عظيم   يفوق انتخاب ترامب وماكرون
النفاق الاعلامي في القناة الاخوانجية الداعشية ,  الفضائية ( الجزيرة القطرية ) فاق كل  حدود الخيال والمنطق والمعقول , بأن يجعلوا من لاشيء , شيئاً عظيماً يحسب له ألف حساب , ويجعلوا من حبة القمح الواحدة , بيادر من سنابل الحنطة بعشرات الاطنان , هذا الاعلام المزيف والمستهتر والمستخف بعقول الناس , لتصديقه بكل غباء وجهل العبيط المجانين , لكنه في نفس الوقت مضحك وهزيل بالكوميدية الهزيلة والسخيفة  , وهم يتصورون بأن الدعم المالي الخيالي , يستطيعون شراء عقول البشر ,   لضحك عليهم بكل استخفاف هزيل  , من خلال تزوير الحقائق بالانحراف والتسخيف المضاد  . هكذا دأبت قناة العهر الا خوانجية  الداعشية , في موادها الاعلامية اليومية  , بتبيض وجه الاخوانجي الداعشي الاسود والوحشي , وصارت لسان حالهم في الترويج لهم بالدعاية السخيفة والمنحطة , في أسوأ اخلاقها في عرف مهنية الاعلام المحايد  , وهم يطلقون رصاصة الرحمة على الاعلام الحر النزيه المحايد  , وشرف القلم الاعلامي الحر  , الذي صار يباع في سوق التخاسة للدعارة الاعلامية , , في اعلام مناصر للوحشية الدموية للاخوانجية الداعشية , في تبرير جرائمهم بحق الانسانية , بالدعوة المزيفة بالدفاع عن اخلاق الدين الاسلامي , والمحافظة على نقاوة الشريعة الاسلامية , وهم يرمونها بالف حجر اسود , وللتغطية على الوحشية التي يتعرق لها جبين الضمير الانساني لبشاعتها  , بأن تتحول جرائم القتل والذبح والحرائق وقطع الرؤوس  , الى  جهاد اسلامي في سبيل الوطن , والتخريب والدمار في سبيل اقامة الخلافة الداعشية المنحطة والمريضة في بربريتها ووحشيتها  , وهي تفوق جرائم الوحوش في العصور المظلمة , وهم ينزلقون الى اسوأ اخلاق بشعة عرفها التاريخ  ,  انها قناة داعشية في امتياز , ولسان حال الارهابيين  وناطقة  بأسم التوحش  الارهابي المجرم   , هكذا يتحول العهر الاعلامي , الى صورة وحشية بأسم الوحوش  , وهي تتدخل لصالح الارهاب الاخوانجي الداعشي دائماَ , في العراق ومصر وليبيا وغيرها من البلدان العربية , وهم اعداء الاعلام الحر والكلمة الحرة , اعلام مزيف ومحرف , يقلب الحقائق الى تزوير وتحوير منافق , اعلام ليس له مهنة مهنية سوى الكذب والكذب والكذب حتى يصدقه الناس , وهكذا خلقوا من انتخاب ( اسماعيل هنية ) لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينة في غزة , المتمردة على السلطة الفلسطينية الشرعية  , الحدث العالمي الابرز في العصر الحديث , يفوق انتخاب ترامب لامريكا , وفوز ماكرون لرئاسة جمهورية فرنسا , فوز ( هنية ) لرئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة  , خلق الرعب والخوف في صفوف الاسرائيليين , وهذا الفوز بمثابة الحدث العظيم التاريخي , الذي رحبت به جميع دول العالم , والمنظمات والاحزاب العالمية والدولية  , بأنه يمثل صفحة ايجابية لانتصار الشعوب الحرة . وحين تفتش عن دولة من دول العالم التي رحبت بهذا الحدث التاريخي العظيم , فلم تجد , حتى دولة قطر الراعية والحامية الاخوانجية الداعشية , لم ترسل تهنئة  الى ( اسماعيل هنية )  , وحين تفتش عن الاحزاب والمنظمات العالمية التي رحبت , بهذا الحدث العظيم  , الذي قلب صفحة التاريخ العالمي , فلم تجد  سوى منظمة الجبهة الشعبية في غزة , وهي بمثابة العالم اجمع  , دول  واحزاب ومنظمات سياسية في  العالم قاطبة , شرقها وغربها , ويمينها وشمالها , لكن وراء ترويج هذه الحملة الاعلامية في الهراءالمجنون والسخيف والمنحط , هو تغطية للخلافات العميقة لحركة حماس في غزة , وخاصة جناحها العسكري ( حركة الجهاد الاسلامي ) التي رفضت وثيقة حماس جملة وتفصيلاً , في الاعتراف بدولة اسرائيل عند حدود عام 1967 , وجاء في بيان الرفض ( لا نرحب بقبول حماس بدولة فلسطينية في حدود 1967  . لان هذا برأينا يمس الثوابت , التي تأسست عليها حماس , بعدم الاعتراف بأسرائيل ) . وهو ذريعة لتغطية على هزالة الحدث , بخلقه حدث تاريخي عظيم ( عرب وين , وطنبورة وين , وهنية وين ) . لكن قناة العهر ( الجزيرة القطرية ) لم تجد من الاعلام الاخواني الداعشي المنهزم والذي يعيش انفاسه الاخيرة  , سوى هذه الخردة تافهة , لتبني عليها  ناطحات السحاب من الرمال , ولكن لتغطية على الارهاب الاخوانجي الداعشي , وهو يشهد انقراض وهزائم كبيرة في مصر والعراق وليبيا وغيرها من البلدان , مما يجعل امير قطر عارياً من ثيابه , بعورته الكبيرة  الفاضحة , التي لا يغطيها اعلام ( الجزيرة ) المنافق والكاذب
جمعة عبدالله


378
العمامة الدينية للايجار
فقدت العمامة الدينية منزلتها ومكانتها واحترامها بين الناس , بعد ما كانت مضرب الامثال , في الدين والنزاهة والتقوى والايمان , وكانت من علامات المشجعة على التاخي والتعايش الاهلي  والمحبة , ولكن هذا الزمن الرث واللعين , قلب هذه المعايير والصفات , نحو الاسفل والاسوأ بكل قباحة وفجاجة  . فقد اصبحت رمز الارهاب والفساد والكذب , رمز الثعلبية الشيطانية , في العلس والحواسم والنهب , وصفة لسراق واللصوص , الذين فقدوا كل قيمتهم الانسانية والاخلاقية   , فقد طمروا  ضميرهم وشرفهم وكرامتهم , في المستنقع الوحل والعفن ,
واصبحت العمامة الدينية رمزاً لعصابات المافيا والابتزاز والاحتيال . هذه المتغيرات ساهمت في انقلاب القيم والمبادئ نحو  الحضيض , في ثقافة وعقلية الحرامي الصلف والشرس ,
فقد اصبحت العمامة الدينية علامة تجارية رابحة , بأسم الدين والمذهب والطائفة , فقد تبدلت  الامور الحياتية  تحت شريعتها , بأن  الاجرام والارهاب والسرقة , شرعاً من اعمال الشطارة والذكاء  تجلب الحظ السعيد , بأن فتحت العمامة  قريحتها ,  لتكون زبون دائم في سوق النخاسة , التي تصدر الفتن الطائفية والمذهبية , في تفريق اللحمة الوطنية الى العدوانية  , وتعمق الخندق الطائفي , واشعال حرائق الخراب , فبدلت عقيدتها الدينية  نحو اعمال شيطانية حتى الشيطان يخجل من فعلها , وهي داعمة للاعمال القتل والذبح  , فقد باعت دينها وايمانها , في بريق الدولار , وصاحبها هو  دعامة الشر والاهوال . فرحم الله الشاعر ( حافظ الشيرازي ) الذي كان يتغنى بفخر واعتزاز بالعمامة , ولا يبدلها بالف تاج من الذهب ( أنني لا ابدل عمامتي بألف تاج من تيجان كسرى ) لكنها الان اصبحت بضاعة فاسدة وكاسدة تباع في الاسواق الشعبية بأبخس الاثمان وبتفاهة قيمتها  , لانها اصبحت وجه القباحة والسوء والرذيلة , فقد تبدل شكلها ولونها وطعمها , وصار يلبسها  كل من جاء من سقط المتاع . لانها صفة لجلب المال الحرام . كما تفعله آلآن الاحزاب الدينية , من خراب ودمار بحق العراق , واصبحت عار وشنار على الدين والمذهب والطائفة , لانها اصبحت علامة فارقة للفاسدين والاشرار , الذين لا يردعهم شرف واخلاق وضمير . وهم يعرضون العراق الى المزاد العلني الرخيص , في سوق النخاسة . لهذا لا يمكن للعراق ان يخرج من دهاليز الظلام , بوجود العمامة الدينية الفاسدة بعقلية الحرامي , التي عمقت مأساة العراق , ولا يمكن ان نرى بارقة امل , إلا بطمر هذه العمامة الشيطانية , فس مقالع القمامة والازبال , انها سبب كارثة الوطن . هي اصل البلاء والخراب والكوارث الدموية , حتى هي مصيبة  فادحة على ابناء جلدتها , فصارت لهم جحيم ما بعده جحيم . فقد تنكرت للدين والله والمذهب , فلم تعد تخشى عاقبة الله , طالما هي في جنة الحرام , والعمائم الدينية الذي يجلسون في عروشهم المرصعة بالذهب والدولار , على جماجم الفقراء ,  فهم اصل الخراب والعدوان والفتن , فقد اصبحوا لعنة على كل لسان , لان النفاق والكذب توأم الكفر , والفساد يفسد الايمان , وهم يحملون لعنات الشهداء والارامل والثكلى والايتام , يحملون لعنة التاريخ في الدنيا والاخرة .............   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


379
دولة المليشيات باقية بعون الله
المليشيات الطائفية المسلحة , هي الوجه الاخر الحقيقي للاحزاب الحاكمة , تستخدمها لغايات شتى متنوعة , كمطية تركبها وقت الحاجة والضرورة , منها . الابتزاز السياسي , او المزايدات على المناصب ومراكز النفوذ  , او التهديدات بالويل والثبور اذا لم تأخذ حصتها من العلس والحواسم  , او لغايات تخويف المواطنين وارعابهم في تكميم الافواه بالترهيب ,حتى عدم التعرض لهذه الاحزاب الحاكمة , حتى في النقد البسيط , وكذلك تستخدمها جباية لجمع الاموال , عن طريق السطو والسرقات واختطاف المواطنين , ومقايضتهم بالفدية المالية , , وكذلك في اثبات الوجود لهذه الاحزاب في الشارع . وهذه المليشيات هي التي تعطي اكسير الحياة لاحزابها القائمة , والتي تشترك في الحكومة والبرلمان , وهذه الاحزاب بدون هذه المليشيات المسلحة , تموت تلقائياً , وترمى في براميل الازبال والقمامة . لذا فهي تتباهى في زعرانها المراهقين , في التخويف والترهيب , الى حد البطش والتنكيل , لكل من يقف في طريقها . وحتى لها حصة مالية  من الصفقات والعقود والمشاريع , وهم يستلمون الرواتب الشهرية الضخمة , بحجج كثيرة بما انزل الله بها , منها كمستشارين , او جيوش فضائية , موزعين على مؤسسات الدولة المختلفة , كفضائيين ليس لهم وجود سوى في استلام الرواتب , او يحصلون على منح حكومية بقيمة مالية ضخمة . لذلك بهذا الاسلوب النشاز , الذي يهين ويمزق هيبة ومكانة الدولة , وتحويلها الى مليشيات من الزعران , لا تضع اية قيمة  وهيبة وكرامة وحرمة الى مواطن اواي  مؤسسة في الدولة  , وحتى انتهاك حرم الجامعة , او التدخل في شؤون مؤسسات الدولة , فهي فوق القانون والدستور  والمواطن , تفعل ما تشاء وما تريد , فهي هذه المليشيات منفلة وغير منضبطة , في انتهاك الحريات العامة والخاصة , دون رقيب وحسيب , ضمن الفوضى السائدة في الوضع السياسي الهش والمشلول , واخر انتهاك من التصرفات الشاذة المستمرة , هو اقتحام حرم الجامعة القادسية , مدججين بالسلاح والعنجهية الصلفة في الاستهتار . ان هذا السلوك الشائن في انتهاك حرم الجامعة , والاعتداء على الطلبة وتهديدهم بالسلاح , في اطلاق النار ,  وضرب الطلبة واعتقالهم , لانهم احتجوا على هذه التصرفات الصيبانية الشاذة  من المراهقين المسلحين . كأن لا وجود للدولة والحكومة والبرلمان , وحتى عدم احترام لعمادة ورئاسة الجامعة . هذا الانتهاك الخطير , كان اولى      بالحكومة ان تقف الى جانب الطلبة المعتدى عليهم . لكن ضمن الدولة القرقوشية , في سلوكها وتصرفها تقف مع الزعران المسلحين , الذين انتهكوا القانون والدستور , ثم فصل الطلبة المحتجين على هذه التصرفات الشاذة , واصدرت قرار بفصل الطلبة المحتجين لمدة سنة دراسية واحدة , بحجة مضحكة الاساءة الى الانضباط الجامعي , حسب المادة الخامسة من قانون المؤسسات التعليمية في وزارة التعليم . بدلاً من توجيه التهم التي ترتقي الى جرائم بحق المؤسسة العلمية والتعليمة , وقامت هذه المليشيات بالانتهاكات الفادحة :
1 - انتهاك حرمة الحرم الجامعي بالسلاح والتهديد به .
2 - اطلاق النار على الطلبة المحتجين والاعتداء عليهم بالضرب وكيل الاهانات والشتائم
3 - اعتقال الطلبة المحتجين والتهديد بالقتل .
 هكذا وقفت الحكومة الى جانب المعتدين الذين انتهكوا القانون بشكل صلف وبكل استهتار وغطرسة . وليس الوقوف الى جانب الضحايا المعتدى عليهم . ان هذا القرار الظالم والمجحف في فصل الطلبة وحرمانهم من الدراسة الجامعية والوقف ضد مستقبلهم , حتى الاحكام القرقوشية , لم تصل الى هذه التفاهة والسخافة والخساسة والغطرسة المستهترة , وهي تؤكد غياب وضعف الحكومة في حماية المواطن والمؤسسات الدولة , وان وجدت هذه الحكومة , فأنها ( ضرطة في سوق الصفافير ) , ان اطلاق العنان بالاستهتار لهذه المليشيات المنفلة وغير المنضبطة , تشكل خطورة جسيمة على الوضع الامني , في زيادة انفلاته في الفوضى والتدهور  , لان لا احد يستطيع ان يردع ويحاسب هذه الزعران المستهترة , انها عار على احزابهم وعلى الحكومة والبرلمان , وكل الخوف ان يتحول العراق , الى دولة المليشيات الصبيانية , التي تضع القانون والدستور والمواطن تحت ( بساطيلها ) ...............   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


380
مأزق اردوغان يلعب بالنار
فاز الاستفتاء التركي , على كلمة ( نعم ) لتعديلات في الدستور , التي تمنح للرئيس اردوغان  صلاحيات واسعة , وبشكل مطلق , بأن تكون أشبه بصلاحيات الدكتاتور , ولكن تحت عباءة الديموقراطية المثقوبة بالف ثقب وثقب , بأن تكون سمة هذه الصلاحيات الجديدة في الدستور , بمثابة العودة الى حكم السلطان العثماني بالمطلق , بعد سقوطها بعد الحرب العالمية الاولى , ومجيء اول رئيس لجمهورية تركيا الجديدة عام 1923 . وتنصيب ( مصطفى كمال اتاتورك ) اول رئيس ومؤسس للجمهورية الجديدة . فأن هذا الاستفتاء اسقط هذه الجمهورية  , رغم ما صاحب نتائج الاستفتاء , من تزوير وغش وتلاعب , بالصوت والصورة , مما حدى بالمعارضة السياسية , ان تطعن بالنتيجة المزورة , وقدمت شكوى طعن الى المحكمة العليا بالمطالبة ,  بأعادة الاستفتاء من جديد , لان نتائجه مزورة غير نزيهة , وكما هددت باللجوء الى المحاكم الاوربية بالشكوى والطعن والرفض . وهي مدعومة من تقرير  البعثة الاوربية المشرفة والمراقبة لعملية الاستفتاء , التي صرحت بصريح العبارة , بعدم نزاهتها  , واكدت بانها رافقتها اخطاء وسلبيات كثيرة  , اثرت على النتيجة النهائية بفوز نعم , ورغم نتيجة الاستفتاء بفوز بكلمة ( نعم ) بفارق ضئيل جداً , بنسبة 51% , بينما التصويت على كلمة ( لا ) 49% . وهذا اكبر صفعة قوية لمنظمي الاستفتاء  , الذين كانوا يتوقعون حصول كلمة نعم على اكثر من  60% . هذه هزالة الانتصار بطعم الهزيمة , ورافقتها انتقادات وطعون وتشكيك في الداخل والخارج , ولم ترسل دولة اوربية ( ماعدا روسيا ) رسائل تهنئة الى اردوغان , فقد رفضت الدول الاوربية التعديلات على الدستور , وخاصة عودة عقوبة الاعدام , ومصادرة الحريات الديموقراطية . مما استشاط اردوغان غضباً من الموقف الاوربي  , واتخذ موقف الهجوم العدائي تجاه اوربا  , وراح يناطحها بسيل من الاتهامات والاوصاف , مثل عودة النازية من جديد , او عودة الحروب الصليبية , والحرب التصريحات الاردوغانية ضد اوربا , كأنه ثور مجنون يناطح الجدار الحديدي   , مما زاد من  شقة الشرخ والخلاف اكثر من السابق , وسد باب اوربا بوجه اردوغان , بأن يكون عضواً في الاتحاد الاوربي . ان مناطحة اردوغان بالجدار الاوربي , بمثابة شتائم الشحاذ المتسول , لمن يمنحه مالاً او يعطف عليه ببعض المال  , اذا عرفنا بأن تركيا تعتمد في اقتصادها ونشاطها التجاري بشكل اساسي  على اوربا , وتمنحه  تسهيلات كثيرة , وخاصة في قطاع السياحة المورد المالي الاساسي لميزانية المالية  السنوية . وقد سأت علاقته مع اوربا خلال العامين الماضيين , مما انعكست سلبياً على الاقتصاد التركي , بزيادة العجز المالي وزيادة البطالة والتضخم , في تراجع كل القطاعات والنشاطات  الحيوية , مما اثر على تدهور العملة التركية ( الليرة ) فقد كانت قبل سنوات قليلة , قيمتها , ليرة ونصف تساوي دولار واحد , اما في خضم التراجع الرهيب بما يحدث الآن في تركيا  , انقلبت المعادلة في قيمة العملة التركية , فصار الدولار الواحد يساوي , ثلاثة ليرات ونصف , والقادم افدح خسارة , اذا عرفنا بأن التدهور مستمر في كل القطاعات الحيوية , واصلاً تركيا تعاني من مشاكل داخلية كبيرة , كقضية الشعب الكردي ومسألة الاقليات الاخرى  , ومسألة مصادرة الحريات الديموقراطية , التي اشتدت , بعد المحاولة الانقلابية العسكرية  الفاشلة . ان اردوغان يسير على حبل النار, وقد يحرق نفسه , اذا استمر على هذا المنوال , من السياسة العنجهية المتغطرسة والمتكبرة , بمرض العظمة . وقد يجد حزبه ( حزب العدالة والتنمية ) بأن اردوغان اصبح عبء ثقيل عليهم , قد يضحوا به , قبل ان يغرقوا جميعاً  في الطوفان , وهذا جائز في الافق , طالما تركيا تترنح بالمشاكل الداخلية , والتدهور الاقتصادي والتجاري والسياحي , وخاصة بعد فشل اردوغان في ابتزاز الاتحاد الاوربي , في مسألة اللاجئين , وتهديده الى الدول الاوربية بقبول شروطه , وإلا سيرسل اليهم بمليونين مهاجر ولاجئ , اذا لم يتم قبول عضوية تركيا في الاتحاد الاوربي , وفتح الحدود للمواطنين الاتراك بدخولهم الى الدول الاوربية  دون فيزا , لكن رفضوا  ابتزازه , والعلاقة مع الاتحاد الاوربي تسير من سيء الى الاسوأ , ان الاستفتاء على تعديلات في الدستور عمقت الازمة في الداخل والخارج , وخاصة المعارضة السياسية تحشد قواها , في مجابهة الدكتاتورية الاردوغانية , ولم يقبلوا بنتائج الاستفتاء والتهديد باللجوء الى المحاكم الاوربية , سيقضي على امال اردوغان ان يصبح السلطان المطلق , ان الاوضاع المتفاقمة تجعله يترنح , ولا تتحمل تركيا ضائقة الازمة المالية والاقتصادية الخانقة  لسنوات قليلة  , ان البعبع الاردوغاني انتهى , اصبح سلطاناً عارياً , وياتي اليوم الذي تقول فيه تركيا . كش ملك . كش اردوغان
جمعة عبدالله


381
بطل سبايكر يتسلم رئاسة التحالف الوطني
مهازل العهد الجديد , لم تتوقف وليس لها نهاية ابداً  , رغم انها تصيب العراق بالمصائب والنوائب , في المجازر والمذابح والقتل المجاني . كأن قادة البلاد السياسيين , باعوا كل شيء , من اجل  بريق الدولار . فمن عملية العار الكبرى بتسليم الموصل وبعض المحافظات بأكملها الى داعش , دون قتال , او مجابهة عسكرية صغيرة  , حتى لذر الرماد في العيون , ولكن تمت  بعملية الاستلام والتسليم الاخوي والرفاقي . وما صاحب هذه العملية المخزية , من قتل وذبح ومجازر , اذا تحولت هذه المحافظات على يد داعش , الى مسالخ بشرية , اضافة الى الخراب والدمار , الذي لايعوض , ومازال الشعب بكل اطيافه ومكوناته , يدفع فاتورة الحساب الباهظة , طالما اصبحت ,  المسؤولية والواجب , يداس تحت الاقدام  و ( القنادر ) . طالما شرف الوطن , ليس له مكان وقيمة وكرامة , ويباع في سوق النخاسة . طالما لا توجد احزاب تفكر بمصالح الوطن والشعب بشكل جدي وحريص  , وطالما القضاء والبرلمان , يرتع بهما الفساد والرشوة , فتصبح الخيانة , وسام شرف وتقدير واعتزاز , ترفع الخائن , الى قمة الجاه الرفيع  , والى السلطة والنفوذ في المقام الاول  . ورغم العهد الكارثي لبطل سبايكر , الذي دمر البلاد والعباد بالكوارث الدموية , فأنه يمشي منتصب القامة , كأن عشرات الالاف من الشهداء الابرار , كانوا حشرات ضارة , زائدين عن الحاجة , وابادتهم بالطرق الوحشية , يعتبر  وسام الشرف العظيم , يستحق تمثال من الذهب , اما عن اهدار عشرات  المليارات الدولارية   ( فدوه لتراب حذاءه ) وباعتراف حيدر العبادي , بصريح العبارة . قال.  بأن هناك 75 مليار دولار , لا يعرف اين صرفت , واين توجهت ؟ ولا يعرف مصيرها , الى اين ذهبت الى جهات مجهولة , بعلم حكومة بطل سبايكر . هذه المعاناة الدامية , هي أسوأ مأساة مر بها الشعب , بكل اطيافه ومكوناته .
واليوم يرومون تكريم بطل سبايكر للخدماته العظيمة والجليلة التي قدمها لتحطيم العراق  . بتسليمه  الراية الخرقاء الممزقة بالف ثقب وثقب , راية ( التحالف الوطني ) بتسلم رئاسته . راية الاخوة الاعداء , الذين يشحذون اسنانهم وسكاكين لنهش بعضهم البعض  , في محاولة احياء الجثة الميتة , المعطلة بالموت السريري . وكما حاول عمار الحكيم وفشل فشلاً ذريعاً , بل زاد الطين بلة , في تأجج الخصام والصدام  الذي ينذر بالعواقب الوخيمة ,  الى الاقتتال بين الاخوة الاعداء , في تصفيات لكسر العظم , وخاصة بين التيار الصدري , وصقور وغربان بطل سبايكر . ان هذا البيت الشيعي الممزق كاحزابهم , ليس له برنامج سياسي موحد , ولا رؤية سياسية ناضجة وواضحة , سوى العراك على الغنائم والفرهود , على العلس والحواسم والسحت الحرام . وان يتحكموا في مصير الاغبياء والسذج العبيط , الذين اصبحوا وقود لحطب  دعاة الفتن الطائفية .
وقد وصل حالة الاضطراب والفوضى , الانفلات الوضع الامني بالكامل , واصبح من حصة عبث وخراب صبيان المليشيات المسلحة , في استفزاز واستهتار بكل صلافة ضد المواطنين , كأنهم فوق القانون والمواطن , حتى وصل سفاهة استهتارهم , في اقتحام الحرم الجامعي باسلحتهم , لترهيب الطلبة وتهديدهم بالويل والثبور , من يقف في وجههم , وحين يتجاسر الطلبة بالاحتجاج لهذا الارهاب والتهديد , يقوم زعران هذه المليشيات باطلاق الرصاص عليهم ,  والضرب والاعتقال الطلبة المحتجين  , وثم وبكل غطرسة استفزازية , يرمون قنابل يدوية على مقر الحزب الشيوعي في الديوانية ( حايط انصيص ) , ولم نسمع من  الحكومة والاحزاب الحاكمة والبرلمان , ادانة هذه التصرفات الصبيانية , على حرمة الجامعات , او على الهجوم على حزب وطني , عانى من الاضطهاد والبطش البعث الفاشي , كحزب جماهيري له تاريخ نضالي شريف وناصع البياض . ان عدم ادانة واستنكار من الحكومة , لهذه الاعمال الصبيانية من زعران هذه المليشيات  المسلحة , يدلل بالبرهان الدامغ , عجزها الكامل في ضبط الانفلات الامني , وفوضى المليشيات المسلحة  ,  يعني الغاء دور الحكومة والدولة ...............................  والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


382
سياسة المراوغة والخداع تعيش عصرها الذهبي
احزاب نظام المحاصصة الطائفية , فقدت صوابها وخرجت عن جادة الطريق الصائب  , حينما انفتحت امامها مغارة ( علي بابا ) افتح ياسمسم , وغرفت الذهب والفضة والدولار . واضاع عقلها وصوابها جنة المال وبريق الدولار , فكرست كل حهدها وعقلها وشاغلها الاول والاخير  , في الغرف والشفط والعلس والحواسم , طالما هي ربة الدار ,  في الكعكة العراقية . هذا جعلها ان تسلك سلوك  المراوغة والخداع في نهجها السياسي اليومي , مما انتجوا الارهاب الدموي من رحمهم بامتياز . وتركوا معالجة التركة الثقيلة , التي ورثوها من نظام صدام حسين الساقط . واصبحوا مبدعين في اختلاق الفتن والنعرات الطائفية , والصراع العنيف في تقسيم العراق , بالفرهدة والغنائم , , وخلق حواجز من الشقاق والكراهية والتخندق , بين المكونات العراق الرئيسية ( الشيعة . السنة . الاكراد ), ولم تجهد وتسعى الى ايجاد قاعدة مشتركة في  المصالح مشتركة  تحت خيمة الوطن , بمعالجة المشاكل والمعضلات , التي تركها نظام السابق , في نهجه الشوفيني العنصري , في اسلوب التغيير الديموغرافي , في الاقتطاع وتصغير محافظات وتكبير محافظات اخرى , في اراضيها الادارية , وكان الخاسر الاكبر , من هذه المتغيرات الادارية , هو المكون الشيعي والكردي . وكان المفروض في اول مهمات العهد الجديد , معالجة وتصفية هذه المشاكل , بالمعالجة الصحيحة تحت خيمة الوطن , وارجاع هذه المظالم الى اصحابها الشرعيين , وكان العلاج السليم الوحيد , الذي يقرب هذه المكونات الثلاثة مع بعضها  اكثر من السابق , هو الاعتراف بسلطة قانون  الاقاليم , وحل مشاكل المناطق المتنازع عليها , في اسلوب الذي  يخدم الوطن ,  ويسد الباب من الكثير من المشاكل العويصة . لكن هذه الاحزاب الطائفية الحاكمة , سلكت طريقاً اخر , محفوف بالالغام والمخاطر , اسلوب المراوغة والخداع , في اسلوب ثعلبي منحرف , سرعان ما تأزمت المشاكل اكثر من الماضي , وتأزمت  العلاقة الى الاسوأ بين المكونات الثلاثة , فقد اصبحت مأزومة بالتأزم , بفقدان الرؤية بالبصر والبصيرة , وعمقت الخلافات الخطيرة , في النهج السياسي , الذي يعتمد على اقتناص الفرص بالابتزاز , والايقاع بالاخر . وبالتالي اصبحت هذه المكونات الثلاثة وتوابعها , تدفع الثمن الباهظ , بالارهاب الدموي العنيف والحقد الاعمى , بعدم هضم احدهما الاخر , كأنه عدو رقم واحد . هذه السياسة العوجاء والعمياء, دليل ساطع , وبراهان دامغ , بأن هذه الاحزاب الطائفية , لا تملك رؤية ناضجة وواعية لمشاكل العراق , لا تملك حلول ومعالجة , والخطط السياسية , تهدف الى لم شمل  اللحمة العراقية في افق الانفراج  , انها لم تستوعب دروس الماضي والحاضر , وهي عاجزة تماماً , عن ايجاد حلول عملية مقنعة وواقعية , من شأنها تخفف معاناة ومشاكل المواطنين ,  وتخفيف حدة توتر الاحتقان والتخندق , بين المكونات الثلاثة , وبالتالي هي عاجزة عن ايجاد , انتاج الحلول المقنعة , بل انها تنطلق من مصالح ضيقة , تعمل على تأزيم  الاوضاع بالتوترات الخطيرة , وهي قابلة الى الاشتعال في اية لحظة . يعني شطب الحلول التي تؤدي الى رص الخيمة الوطنية , لانها لا تؤمن بالعمل الديموقراطي , في الحوار والتفاهم والتشاور , لا تؤمن بالافق المشترك  بالمصالح الوطنية , وهذه علة العلل في النظام المحاصصة الطائفية , الذي يضع مصالح الطائفة فوق مصالح الوطن , والايغال بالعجز والفشل , يسمحون للاخرين من الدول الجوار ( ايران وتركيا ) ان تتدخل بالشؤون الداخلية العراقية , بشكل صلف وعدوانية  , من اجل تأجيج المشاكل الداخلية , نحو الاقتتال الداخلي واشعال الفتن . مثلاً رفع علم كردستان فوق محافظة كركوك , ما شأن التدخل ( الايراني التركي ) رغم انها مشكلة داخلية , عراقية صرفة والحل يكون عراقياً صرفاً , لكن هذه  الاحزاب الحاكمة اسيرة التأثيرات من دول الجوار ( ايران وتركيا ) لانها تعتبرها خط احمر , وسد دفاعي منيع  لها , حتى لا تمتد شرارته  الى داخل اراضيها , مثلا تركيا ترفض بقوة فكرة الحكم الذاتي لاكراد تركيا . وايران ترفض الحكم الذاتي للعرب في اقليم الاحواز , وكذلك في  اقليم كردستان ايران , مما تدفع ايران الاحزاب الشيعية , وهي تمثل ثقل قبة الميزان , على عدم الاعتراف بسلطة الاقاليم , وتعرقل اقرار  قانون الاقاليم , المفترض ان يكون القانون الاول في العهد الجديد , وهو حق مشروع للمكونات الثلاثة , هذه السياسة العمياء ,  والمنصاعة لارادة ايران كلياً , بأن تجعل المكون الشيعي , كبش فداء , ينقاد بسهولة الى مسالخ الذبح , ويرسل الى مناطق ليس لهم ناقة ولا جمل . ان الحلول والمعالجة الجذرية لمشاكل وازمات العراق , تتمثل بأزالة نظام المحاصصة الطائفية المقيت والسيء الصيت والسمعة , وهذا مرتبط مباشرة بأزالة هذه الاحزاب الطائفية , وهنا تكمن الصعوبة والمحال , لذلك يظل العراق مشروع لسفك الدماء الغزيرة اضافية   ................................ والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


383
منْ هي الجهة السياسية المعلومة  التي تريد اغتيال مقتدى الصدر ؟
جاء الخطاب الاخير في ساحة التحرير , للسيد مقتدى الصدر , بمثابة هزة سياسية عنيفة , في المسرح السياسي , المتخبط والهش والمتعثر والاعوج , ليقلب الحسابات السياسية , بتفجير هذه  القنبلة السياسية , التي تفجرت في ساحة التحرير , وهي تدق ناقوس الخطر لنظام المحاصصة الطائفية  , الذي بشرت به الاحزاب الاسلامية الطائفية , وتحول الى مشروع شيطاني ,  بالفرهدة والنهب واللصوصية , بالفساد الشرس الفظ  , الذي لم يترك اي شيءٍ , إلا وتحول الى  حصة للعمائم الشيطانية . فقد تعودنا في نهجهم السياسي , الاقصاء والتهميش والغاء الاخر , وسياسية الابتزاز والمزايدات الرخيصة , والمكر السياسي الغث   , من اجل  الاسحواذ على النفوذ والمال والمناصب , ولكن الحالة السياسية وصلت الى التأزم والصراع الى مرحلة   الحسم , ولا يمكن ان يستمر الصراع السياسي بهذه الحالة المزرية من العراك والتنابز والمناوشات   , في ظل اشتداد الازمات , وكذلك تصاعد المد الشعبي , فقد اصبح شعار التغيير والاصلاح , شعار الشارع السياسي والشعبي , ووصلت التظاهرات الجماهيرية الواسعة , بالزخم البشري الغفير الى حالة الرفض الكبير  , ويضغط , في تقويض نظام المحاصصة الطائفية المدمر , وفشل الاحزاب السياسية في تدجين وتسكين وتهدئة الشارع السياسي والشعبي بكل المسكنات المخادعة  , وهو يدعو بالمواصلة حملة الاحتجاجات الواسعة ,  الى اسقاط نظام المحاصصة الطائفية الفاسد , ومحاكمة الفاسدين الذين نهبوا البلاد والعباد , والمسببين للخراب العراقي الحاصل  . ولا يمكن ان يستمر هذا الوضع السياسي المتأزم , في ضمن الظروف والمتغيرات الحالية  , لابد من الحسم بين قطبي الصراع , طالما دخلوا في نهج سياسة  كسر العظم . وقد اصبح الفرز واضحاً بين الاحزاب الطائفية , فلم يعد اللعب على نهج النفاق والكذب والخادعة  , فقد سقطت  الاقنعة , وانكشف الوجه الحقيقي , وخاصة في احزاب البيت الشيعي ( التحالف الوطني ) , بين من يدعم نظام المحاصصة والفساد والفاسدين  , وبين من ان يتخلى عن نهجه وسلوكه الخاطئ الذي شارك بعملية تدمير العراق  ,  ويبحث عن طريق اخر , بعد اصلاح الاخطاء والسيئات والثغرات والفهوات  , واختيار شعار الاصلاح والتغيير حقيقة واقعية من اجل  الوطن   , وليس بهدف الضحك على الذقون , ومقتدى الصدر , حاول اصلاح نفسه بترك النهج الطائفي نحو ارتدى  الثوب الوطني ,  بالتحالف والتنسيق  مع التيار المدني  , والدعوة الى انتهاج يؤدي الى  الهوية العراقية , بتقويض نظام المحاصصة الطائفية , الذي جلب الخراب والدمار , وتجرأ اكثر في  المطالبة ,  بتغيير مفوضية الانتخابات الفاسدة , بمفوضية  مستقلة غير حزبية , وتعديل قانون الانتخابات المجحف والظالم , الذي يستند على سرقة صوت الناخب العراقي , وتجرأ اكثر , بدون تحقيق هذين المطلبين , فأنه سيقاطع الانتخابات النيابية  , لانها ستكون مهزلة ومضحكة وزعرنة الصبيان , ولم تقدم الجديد المطلوب , لان الوجوه القديمة الفاسدة سيعيد انتخابها مجدداً , كأن الانتخابات لعبة المراهقين , وليس مسؤولية عظمى تحديد مصير الوطن والشعب , ان هذه المطالب , التي رفعها مقتدى الصدر , تعتبر للاحزاب الطائفية , خط احمر وتجاوز غير مسموح به اطلاقاً  , حتى لو كان على سفك انهار من الدماء , لان هذا التغيير يضربهم بالصميم , ويقوض مصالحهم ونفوذهم , لذا اعتبر مقتدى الصدربالنسبة اليهم  ,نقطة خطيرة وجسيمة , لابد من تمزيقها واخماد صوتها , قبل ان تستفعل بالخطر الجسيم عليهم , ان محاوله تهويده والتخلي عن نهجه الجديد , المطالب بالاصلاح ومحاربة الفاسدين والسراق , هذه المحاولات باءت بالفشل , فليس غريباً عليهم اختيار طريقاً اخراً  , بالاغتيال والتصفية الجسدية . لهذا جاء تصريح الصدر , بأنه  معرض  بالتهديد بالاغتيال , ليس من اجل الكسب السياسي , وضمن المزايدات الرخيصة , ولا من دوافع الابتزاز السياسي , الذي تعود عليه الوضع السياسي , واصبح ظاهرة روتينية , انها لها حقيقة قائمة  من الصراع السياسي , وخاصة بين الاحزاب الشيعية , التي تحولت الى وكالات ودكاكين تجارية رابحة , تدر عليها المليارات الدولارية بالفساد العلني . ان باعتقادهم وخاصة الاحزاب الشيعية , ان اخراج مقتدى الصدر من حلبة  المنافسة  , سيكون صمام الامان,
لنظام المحاصصة الطائفية , سيكون ضمان للفاسدين ان يعبثوا في العراق , لذا بعض الجهات السياسية في البيت الشيعي , تحاول التخلص من مقتدى الصدر , بعملية اغتيال ناجحة ومدروسة تخلط الاوراق  , وقد بدأت بينها ,  وبين التيار الصدري سياسة كسر العظم , والمناوشات والصراعات والتأزم في علاقة في الفترة الاخيرة  , بدأ واضحاً للجميع , لانهم يعتبرون وجود مقتدى الصدر معوق لاستلام السلطة وزمام الامور يكون بقبضتهم  , لذلك ليس غريباً ان يصرح الناطق الرسمي بأسم التيار الصدري ( جعفر الموسوي ) حيث اشار بوضوح الى محاولة الاغتيال بالتفصيل الواضح . بان محاولة  الاغتيال  , تقف وراءها جهات داخلية وخارجية , واضاف اكثر توضيحاً بأن المليشيات المدربة على عمليات الاغتيال تنتمي الى جهة سياسية معلومة ومعروفة , لكنه لم يذكر اسمها , فقد قال , بأن خطة الاغتيال كانت , التصدي لموكب الصدر , بعد انتهاء من خطبته في ساحة التحرير  , واستغلال تجمهر الناس حول  موكبه , حتى تكون الفرصة السانحة للقتل , ثم اتهام انصاره بمحاولة القتل ,  والناطق الرسمي ذكر , بأن خطة الاغتيال تسربت اليهم مسبقاً  , مما اتخذت اجراءات امنية وقائية سريعة  , لحماية دخول وخروج الجماهير , واتخذت اجراءات  احترازية لحماية الصدر . وبهذا شكل فشلت محاولة الاغتيال , انه لعب في النار , وسيكون نتيجتها ,  مجازر دموية شيعية - شيعية , ستنزف انهار من الدماء الشيعية  , وهذه اعظم خدمة  تقدم  لداعش والبعث ................................     والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


384
مفوضية الانتخابات . هذا من فضل ربي
الانتخابات النيابية الحالية , لا تختلف في الشكل والمضمون عن سالفتها , في النظام البعثي , في انتخابات المجلس الوطني آنذاك . فقد وعد نظام صدام حسين , عن اجراء  انتخابات المجلس الوطني , واختيار ممثلي الشعب بارادة الناخب العراقي , عبر ممارسة العملية الانتخابية , بالديموقراطية الحرة  , دون تدخل او تأثير من اي احد  , بأن تحقق  الحقوق المتساوية لجميع المرشحين دون استثناء  , وما صاحبها من بهرجة وصخب اعلامي مهرج وساخربالكوميدية الرثة  , عن العراق يختار الطريق الديموقراطي الحر ,  والحياة البرلمانية النزيهة . واسوق هذه الحكاية على لسان احد الاصدقاء , الذين شاركوا آنذاك , في عملية فرز الاصوات وحسابها , توزيعها على المرشحين المشاركين في انتخابات المجلس الوطني , لكي يتم ارسالها الى الهيئة  العليا المشرفة على ادارة الانتخابات  , يقول صديقي سهرنا حتى الصباح في العد والفرز وتوزيع قوائم الاصوات  , ولم نذق طعم النوم لحظة واحدة , بواسطة اقداح الشاي المتكررة عدة مرات . يقول ونحن في مهمة مواصلة العد والفرز , فجأة سمعنا من المذياع اعلان عن  نتائج الانتخابات , واسماء الفائزين بمقاعد المجلس الوطني . يقول . اصابتنا لحظات حرج ورعب وخوف وقلق حقيقي , واخذ احدنا يتطلع بالاخر  , ماذا نفعل ؟! اذا توقفنا عن  مواصلة الفرز والعد , قد تسبب لنا احراج , بأننا لا نعترف بالعملية الانتخابية , واذا واصلنا العد والفرز , قد نتهم بأننا لا نعترف , بالنتائج التي اذيعت بشكل  رسمي , وبفوز الاسماء التي  حصلت على مقاعد المجلس الوطني آنذاك . هذه المهزلة تعاد صياغتها بشكل جديد تتلائم مع العهد الجديد , لكن المهزلة والمسرحية التهريجية بالانتخابات , تبقى  نفس الصيغة لم تتغير قيد انملة , في العهد الدم قراطي الهش والكسيح . بأدارة عملية الانتخابات البرلمانية , تحت اشراف مفوضية الانتخابات الفاسدة , في مكرها وخداعها  الشيطاني , بأن تترك المواطنين الحرية الكاملة في الانتخاب والاختيار الحر  , والتصرف الديموقراطي النزيه , امام وسائل الاعلام , كأننا نعيش ديموقراطية الانتخابية الحقيقية  , التي  تماثل الدول الاوربية , ولكن يكمن الشيطان خلف الابواب والغرف السرية , بين مفوضية الانتخابات , والقوائم والكتل الكبيرة , المشاركة في عملية الانتخابات , بأن تجري مساومات مالية على الثمن والقيمة  المالية  على كل  مقعد برلماني   , من يدفع اكثر مالاً , يحصل على اكثر حصة من المقاعد البرلمانية . والقوائم الكبيرة  المتنفذة ,  تملك المال الوفير من عمليات النهب والحواسم , وهي تعرف مسبقاً عدد المقاعد التي اشترتها من المفوضية  , وهي من  اموال الشعب , وبهذه الحالة تحولت عملية  الانتخابات , الى مساومة مالية في البيع والشراء , وهي سرقة وجريمة بحق الناخب العراقي , وهذا السبب تعود الوجوه القديمة الفاسدة مجدد في كل عملية انتخابية , هذه الوجوه التي حطمت العراق بالخراب والدمار , تعودة منتشية بالنصر , بفوزها في المقاعد البرلمان , هذه هي حقيقة ,  المهازل الكوميدية التهريجية , تحت غطاء الانتخابات النيابية , ولكنها  تمثل قمة المهزلة والدعارة السياسية , ولكن هل تستمر هذه الحالة المأساوية , امام المد الشعبي العريض الناهض والمتصاعد بشكل كثيف بالزخم الشعبي الواسع   , الذي يضغط بشكل  هائل من اجل التغيير والاصلاح . ان العقبة التي تقف حجرة عثرة , امام التغيير والانعتاق من الظلام الى النور , هي مفوضية الانتخابات الفاسدة , واذا لم تتغير مفوضية الفاسدين , فأن الانتخابات ستعتبر مهزلة وضحك على ذقون الشعب , بأن يكون صوت الناخب العراقي , بضاعة للبيع والشراء ...................................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


385
بفضل الاسلام السياسي النرويج اسعد شعب في العالم

اصدرت منظمة ( السعادة العالمية ) التابعة للامم المتحدة ,  تقريرها السنوي , عن حالة شعوب العالم ودولها , في تحقيق شروط السعادة , او شروط التعاسة لشعوبها . ومن الدول التي حظيت بكامل شروط السعادة والرخاء والرفاء , وافضل شروط الحياة الكريمة الراقية  . هي الدول التي تحكمها الاحزاب الاسلامية , واحتلت المراتب العشرة الاولى في القائمة  , في مقدمتها النرويج , ثم الدول التالية , التي يحكمها الاسلام السياسي , وهي :الدنمارك وايسلندا وسويسرا وفنلندة وهنولندا وكندا ونيوزيلندا واستراليا والسويد , فقد نجحت الاحزاب الاسلامية الحاكمة , التي  تعمل بارادة متفانية وجهد مثابر بالنزاهة والصدق والاخلاص  , حتى حققت الجنة والنعيم الى شعوبها , لانها الاحزاب الاسلامية , تخاف عاقبة الله , وضمائرها حية بضياء الايمان والتقوى والدين  , في تأمين العيش الرغيد والسعادة التي ترفل في ربيعها الزاهر والمشرق  , وحققت الرعاية الصحية والاجتماعية , لانها احزاب الهية لا يهمها ملذات  الدنيا والحياة , سوى رضى الله والشعب والدين , لذلك عملت بجهاد متفاني بالتضحية في سبيل عزة وكرامة الوطن المواطن . وكذلك جاءت اسرائيل في المرتبة الحادية عشر من الدول التي حققت السعادة والرخاء والنعيم  الى شعبها , لانها بكل بساطة تحكمها احزاب اسلامية تتبع وصايا الله والدين  .  وعلى العموم  نجحت الاحزاب الاسلامية نجاحاً ساحقاً في تحقيق السعادة لشعوبها , لانها احزاب صالحة بالتقوى والايمان والنزاهة  , وتعمل الخير والبركة . بينما الاحزاب التي تؤمن بالكفر والالحاد , احتلت ذليل القائمة في الدول التعيسة او اتعس من التعيسة  , اي انها اتعس دول العالم , وجاءت  في المراتب الاخيرة في القائمة  , لانها قادت شعوبها الى التعاسة والفقر والبؤس , والحياة الجحيمية المرعبة , بالعنف الدموي والحروب الداخلية , لانها احزاب فاسدة , شاغلها الاول والاخير الفساد واللصوصية والعلس والحواسم في الفرهدة والغنائم . فقد جلبت هذه الاحزاب الشريرة , التي تؤمن بالكفر والالحاد , جلبت لشعوبها , الخراب والكوارث الدموية , بالتفجيرات اليومية , بالسيارات المفخفخة والعبوات الناسفة , وجعلت حياة المواطن على كف عفريت هائج ومجنون , فقد اهملت شعوبها بالاهمال والحرمان الكامل , في الخدمات وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية , وانعدام فرص العمل , لان قادة هذه الاحزاب لصوص تنهب خيرات وثروات شعوبها , فتذهب عشرات المليارات الدولارية الى جيوب حيتان الفساد , وشريعتها المطبقة , هي  الفساد والرشوة , مما جعلت شعوبها تعيش في جحيم كامل , بكل تأكيد ان الفرق الشاسع والكبير , بين هذه الاحزاب , التي هي في حقيقة الامر , عصابات مافيوية بامتياز . فيا سعادة الشعوب التي تحكمها الاحزاب الاسلامية , لانها احزاب تخاف الله , وتعمل بزهد متفاني , في خدمة الوطن وتوفير النعمة  والرفاه  والرخاء الى شعوبها , بدليل منظمة الامم المتحدة في تقريرها السنوي , بأنها احتلت المراتب العشرة الاولى في تقرير انجاز شروط  السعادة , لان قلوبها مليئة بالايمان والتقوى ونظافة اليد والقلب , فيا سعادة شعب تحكمه الاحزاب الاسلامية , لانها احزاب ربانية من رب العالمين . ويا تعاسة شعب تحكمه احزاب تؤمن بالكفر والالحاد , وتجلب لشعوبها البلاء والمصائب والكوارث , بدليل تقرير المنظمة العالمية احتلت اسفل القائمة بالدول التعيسة , التي تجعل المواطن , يكفر بيوم مولده ................................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله 


386
لو وضعتم كل عطور العالم في مستنقع البعث , يبقى جيفة عفنة
هكذا فجأة دون سابق انذار , هبطت ملائكة الرحمة الانسانية على عقول وقلوب البعث ورجاله   , بأن يتحول بقدرة عقلية  الشيطان , من الوحوش الضارية , الى القلوب الرحيمة التي  تحرق روحها من اجل العراق والعراقيين , بالحب والمحبة والتعايش السلمي بين المكونات المختلفة , هكذا يروج كتاب البعث الثعالبة , وعجائزهم المخرفة , بالصعلكة والانتهازية والوصولية المنافقة  . بأن يجندوا انفسهم في تبيض صفحة البعث الكالحة السواد ,   يروجوا الدعاية للبعث بالابتذال الرخيص  ,  في المكر والخداع السفيه ,  يضحك عليهم حتى  المجانين , بأن البعث تحول الى حزب انساني وديع وحباب ومسالم , يتمنى ان تحل  النعمة والبركة والحياة الكريمة لكل العراقيين , هذا الانقلاب  المفاجئ , من كانوا  يتوعدون  بالتهديد والوعيد بالشر وعظائم الامور ,  الى الفرس المجوس ,  وروافض الشيعة المجوس ,  بتطهير بغداد منهم , حين كانت جحافل داعش المجرمة , وهي الوجه العلني لحزب البعث , كانت على تخوم بغداد , وكانت تصرخ في وحشية وتنذر بالفناء الكامل . تحت شعار  ( قادمون يا بغداد ) . ولكن حين تقهقرت جحافل ذئاب داعش , وتقلص نفوذها نحو الفناء النهائي المنتظر  , بطي صفحة داعش الوحشية , وهي تشهد الموت المحقق في الموصل ومناطق اخرى , نحو الانهيار والاندحار الكامل , وبالتالي خسر حزب البعث الرهان واحترقت اوراقه كلياً   , وتحولت الى هزيمة شنعاء . لذلك يعزفون بخبث ثعلبي على نغمة الوطنية والتضحية في سبيل اسعاد الشعب . هكذا تروج الاصوات الانتهازية التي تحمل الحنين لحزب البعث  .في  حملة اعلامية , هدفها  عمليات التجميل لصورة البعث , كلما اقتربنا من موعد الانتخابات النيابية , وخاصة رموزهم ستشارك في الانتخابات في كل القوائم الانتخابية , ولتحشيد صفوف البعث لانتخاب عناصرهم البعثية   ,ان هذا تعاطي السفيه والخسيس في المزايدات الرخيصة في كسب الاصوات البعثية  , في تحسين صورته الانتخابية القادمة  ,  بالفبركة والتزوير , في الدوس على الحقائق والوقائع الدامغة التي تدينهم , بأنهم طغاة وقتلة ومجرمين  , وايديهم  ملطخة بدماء الشعب , من كل المكونات باطياف الشعب , انهم يستغلون الاخطاء والجرائم الفادحة , التي ترتكبها احزاب المحاصصة الطائفية , التي جاءت على انقاض سقوط البعث , والمسؤولة عن الخراب الذي اصاب العراق  , هذا البديل الهجين والمشوه والمنحرف كلياً عن جادة الطريق , فهذا البديل المشؤوم ,  حطم العراق واهلكه , بالحروب الطائفية والتخندق والانشقاق الطائفي , هذا البديل المصخم السيء , بسببه , سفكت الدماء والمجازر الدموية , وولد من رحمه الارهاب الدموي , والفساد والرشوة . يتعللون بالحجج , بأن الدماء التي نزفت في زمن البعث , هي قطرة في بحر , من انهار الدماء الحالية , لكنهم يتناسون بعمد وقصد , بأن القسط الاكبر من الدماء النازفة والمجازر الدموية , لهم ضلع كبير من المسؤولية  , ويتحملون القسط الاكبر من مسؤولية العنف الدموي . اما ذريعة بأن الامن كان اكثر استقراراً , وهم اصحاب التدهور الامني والسيارات المفخفخة والعبوات الناسفة  , منذ 14 عاماً انتقاماً من الشعب , ويتحججون بان الفساد والرشوة اصبحت بصورة  خرافية بالارقام الهائلة من المال المسروق , وهي طامة لا احد ينكرها , بأن  الاحزاب الطائفية الحاكمة  , بأنها احزاب عصابات المافيا بالفرهود والعلس والحواس . وانشغلت بالنهب واللصوصية , وتركت الشعب لقمة سائغة لوحوش داعش والدواعش من البعثيين واصنافهم بالقرابة  , تركوا الشعب تحت رحمة المليشيات الطائفية , ولم يكونوا البديل الحقيقي الموعود  , الذي يقوم بعملية الاصلاح والتغيير , لصالح الوطن وخدمة للشعب , انهم البديل المشوه , الذي اغتصب وقتل  فرحة وامال الشعب بسقوط البعث الفاشي , انهم احزاب سائبة , لا يجمعها رؤية واضحة وبرنامج سياسي , سوى اللغف  بالغنائم والفرهود ,,وهذه الحجة هي اذلال لاحزاب المحاصصة الطائفية , ويرحون اكثر في دعايتهم الترويجية , بأنه  كانت مفردات البطاقة التموينية , احسن حالا ً , كماً ونوعاً وجودة , اما البطاقة التموينية في زمن احزاب النهب في عقلية الحرامي  , فيه عبارة عن مواد غذائية فاسدة وتلفانة ومسرطنة , وهذه حقيقة دامغة  . لكن المقارنة بين وجهي الشر المشؤوم , كالمقارنة , ايهما احسن , الحنظل أم العلقم المر ؟ . انهما بزخم الوعي الجماهيري المتزايد ومتصاعد  , في المطالبات الشعبية في حشودها البشرية في التظاهرات الاحتجاجية , منذ اكثر من عامين , من اجل البديل الحقيقي للشعب , وهذا يتطلب تغيير مفوضية الانتخابات الفاسدة , وتعديل قانون الانتخابي المجحف والظالم , ليكون البديل الديموقراطي القادم حقيقة واقعية , الذي يبدأ بالتغيير الحقيقي , ورمي هذه الاحزاب الطائفية الفاسدة , والبعث الفاشي , في براميل الازبال والقمامة ..................................  والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


387
شهادة وفاة للمشروع الاسلامي الطائفي
احزاب المحاصصة الطائفية , التي بيدها عقدة الحل والربط ,  ومصير العراق والعراقيين , وبيدها قيادة الدولة , وهي في الحقيقة احزاب لملوم من كل فج عميق , احزاب مشتتة ومنقلبة على نفسها بالنزاعات الداخلية المتصارعة  , ومثقوبة بالف ثقب بعثي ومجرم وفاسد وارهابي , تفتقد كلياً على برنامج سياسي واضح  , او رؤية سياسية ترسم الطريق السالك  لقيادة الدولة العراقية  , وهي مشتتة  داخل بيتها الحزبي الهجين , لا يجمعهم جامع , سوى الهم المشترك في الالتزام في مبدأ ( غطيلي واغطيلك ) بالفساد وتوزيع الغنائم والفرهود , من العلس والحواسم , والصراع على الكراسي والمناصب والمال العام , وبالتالي فشلت في تجربتها السياسية في قيادة الحكم والسلطة , افلست كل سياساتها التجريبية العمياء والعرجاء طوال الاعوام الماضية  , واخفقت اخلاقياً واجتماعياً ودينياً , بل اصبحت لعنة وعار على طوائفها وابناء جلدتها , فقد نخرها الى حد العظم الفساد والرشوة , ولا يمكن ان تشفى وتتعافى من هذه الاوبئة الخبيثة مطلقاً  , مهما قامت بعمليات التجميل المزيفة , مما خلقت لها ابراج عاجية , تتعالى على الشعب , في نرجسية مخملية بالنعومة والترف , في جنتهم الفردوسية , بالبذخ والصرف المجنون بخيرات واموال الشعب , كأنهم يعتقدون زوراً وبهتاناً , بأنهم اولياء من رب العالمين , يحملون القدسية والعصمة , ومنزلة العظيمة بالمجد , كما يروج لهم الاغبياء والمعتوهين والعبيط البهلاء , الذين يسدون افواههم بقطعة من اللحم , كالكلاب الضالة والسائبة , التي تعتاش على الفضلات والقمامة . كأن الامر لا يعنيهم هلاك العراق بالمصائب والمحن , طالما يرمون لهم فتات الخبز والدولار , هؤلاء الذين يدعون القدسية الدينية والطائفية , وضعوا حياة العراقي , على كف عفريت مجنون . لقد ظهروا على حقيقتهم تحت نور الشمس , وسقطت اخر ورقة التوت عن عوراتهم , بأنهم في حقيقة الامر , يحملون عقلية الحرامي السيء , بدون شرف وضمير . ولا تربطهم اي رابطة مع العراق , سوى الغنائم والفرهود , وعراك على المناصب والكراسي والحصص , في نظام المحاصصة البغيض والمشؤوم . ان مشروعهم الطائفي , لم يجلب سوى الحرائق والدماء والقتل والذبح , انه مشروع دموي وكارثي بكل معنى الكلمة , بجعل العراق بلد الجحيم واللعنة والشؤوم . بعد ان سقطت اوراقهم السياسية واحترقت , بدأوا يعزفون على نغمة جديدة , في رفع شعار  الدولة المدنية , كأنهم في المعارضة , وليس في الحكم عمره 14 عاماً , وبكل بساطة ينادون جهراً به , صباحاً ومساءاً , من اجل اقامة الدولة المدنية , والقائمة الانتخابية العابرة على الطائفية نحو خيمة الوطن . , هذا الهدف المخادع في دعارتهم السياسية , من اجل اختطاف هذا الشعار الجماهيري الواسع , الذي اصبح مطلب الشارع السياسي والشعبي , بالدولة المدنية التي يحكمها القانون والمفاهيم الديموقراطية الحقة  . انه شعار التيار المدني , من خلال تواصل مظاهراتهم واحتجاجاتهم السلمية منذ اعوام  , بالاصلاح والبناء  , لا يمكن ان يتم وينفذ , إلا بتطبيق الدولة المدنية , وليس الدولة الطائفية , التي احرقت وحطمت كل شيء في العراق  , وجلبت المصائب والكوارث الدموية , لكل مكونات الشعب بدون استثناء . ان العزف على نغمة الدولة المدنية , من قبل الاحزاب الفاسدة والطائفية , ما هو إلا خداع ثعلبي جديد , من اجل اعادة انتخابهم من جديد , بعد ما فشلوا في مشروعهم الطائفي المشؤوم , انهم يتصورون بأن الشعب , لا يمتلك الذاكرة , وانه شعب قطيع الخراف , ينقاد بكل سهولة وفي رحابة صدر , الى مسلخ الذبح ..................................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


388
دعاية رخيصة لحزب البعث

في لقاء تلفزيوني مع الكاتب ( حسن العلوي ) في قناة ( الرشيد ) تحدث بأنه يحمل تفويض  كامل الصلاحية من حزب البعث , من ( عزة الدوري ) بأن يكون وسيطاً كامل الصلاحية والتصريح والقرار  , في شأن عودة العلاقات والتفاهم , مع ايران وامريكا والكويت , بالاعتراف بالاخطاء الشنيعة والقاتلة , التي ارتكبها حزب البعث , ويريد ان يكفر عن هذه الاخطاء الشنيعة , بالتسامح والغفران بالاعتذار الكامل لهم   , وان تبدأ علاقاته بوجه جديد مغايراً كلياً لوجهه القديم ,  السيء الصيت والسمعة  . طبعاً من حق اي حزب ان يعيد ويراجع حساباته وتقديراته الخاطئة , في اكتساب العبر والدروس من الماضي  , بالاعتراف والاعتذار في الاخفاق السياسي , او في  تقديراته الخاطئة السابقة  , ولكن هدف وغاية المقابلة التلفزيونية , تصب في وجه وغاية وهدف اخر ,  بعيداً عن هذا الشكل في اصلاح علاقاته الدولية والاعتراف بالخطأ  ,وان جوهر ومضمون اللقاء التلفزيوني هي لسباق مواجهة  الاحداث القادمة  . لان المتغيرات في التطورات  المتلاحقة والسريعة الاخيرة , في انهزام تنظيم داعش الارهابي , وتحرير الموصل الوشيك . والانهزام الكلي وغلق صفحة داعش الاجرامية والوحشية , بشكل نهائياً , وانهاء صفحته الاجرامية بالاندحار الكامل الوشيك , هذه التطورات تحتم على حزب البعث ان يغيير نهجه وتعامله السياسي , بعدما وضع كل  سلته وآماله وطموحه ,  في سلة تنظيم داعش , الوجه العلني لحزب البعث . تحتم على حزب البعث ان ينزع وجه الاجرام والوحشية , بصفحته السوداء الفاشية المعروفة  , بوجه او ثوب  مخادع جديد , في تبيض صفحته السوداء , بأن ينتقل من الوجه الفاشي ,  الى الوجه الوطني , الى حزب وطني مسالم ووديع كالحمامات السلام في التعايش والسلم الاهلي الذي سيكون عنوان الوطن ,  كما يتذرع ويدعي .بأن يكون حزباً وطنياً  في خدمة العراق والشعب . و كما صرح بها الكاتب ( حسن العلوي ) بأن العناصر المجرمة في صفوفه التي كانت عناوين صفوفه  , والتي ارتكبت الجرائم الوحشية , وتطلخت ايديها بدماء الشعب   ,  انتهوا بالتصفيات الجسدية , أوقتلوا لم يبق واحداً منهم سالما وحياً يرزق ,  موجود  في صفوف البعث. اي انه  بعناصره الموجودة  ,لا يحملون صفة الارهاب والاجرام , بل  يحملون الرحمة والشفقة الانسانية والروح الوطنية في ثقافتها النقية  الخالصة , في الدفاع عن مصالح الوطن وامال الشعب بكل مكوناته , هذه الحجة الخرقاء والمزيفة ,  التي يتاجر بها ( حسن العلوي ) بكل سفاهة وخساسة ودناءة في ممارسة  الدغل السياسي المخادع والماكر  . اما الحجة الثانية التي صرح بها أيضاً  , لاتقل شناعة وخبث ثعلبي عن الحجة الاولى  , وهي ان هدف وغاية البعث الستراتيجي  , ليس استلام  السلطة , حتى لو اعطيت له مجاناً  , فأنه سيرفضها  وسيتخلى عنها , لان هدفه الاول والاخير , هو الدفاع بكل تفاني من اجل تحقيق  السلم الاهلي والتعايش بين مكونات الشعب , من اجل ايقاف جريان الدماء النازفة  بدون انقطاع , بأن هدفه الاسمى ,  التآخي بين مكونات الشعب . هذا المكر السياسي الذي يسوقه ( حسن العلوي ), بهذا التضليل والترويج السخيف والهزيل المتهرئ بالغث والغثيان  , حتى لا يقنع به  الاطفال الصغار  والمجانين , بأن البعث تخلى عن العقليته  الفاشية المجرمة . هذا الترويج الكوميدي والهزيل والسفيه  , يريد ان يقنعنا به الكاتب   . ولكن السؤال الجوهري , لماذا يقدم هذه الخدمة لحزب البعث , الذي لا يتجاسر احداً على الترويج بها ,  بهذا الشكل المفجع والهزيل من السوقية والعهر  ؟  , الجواب بكل بساطة , بأن الكاتب ( حسن العلوي ) يريد ان يشارك في الانتخابات النيابية  القادمة , ضمن قائمة ( اياد علاوي ) كما صرح في اللقاء التلفزيوني , في كسب اصوات الناخبين من حزب البعث , وهي اصوات لا يستهان بها , بهذه المزيدة  الرخيصة والفجة , وبهذا الاسلوب في العهر والدعارة السياسية الثعلبية  ...................................  والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

389
تغيير عقلية الناخب العراقي وحدها لا تكفي
الانتخابات العامة , هي بحق عرس ديموقراطي , ينتهي باختيار الطريق الذي يحوز على رغبة الناخبين , في بناء الوطن والصالح العام  , ولكن بشرط ان تكون شفافة في نزاهتها , بان تستجيب لارادة الناخبين , بحرية الارادة والعزيمة والقرار , بحسن الاختيار والتصرف والسلوك المسؤول , بأن يكون للناخب دور فعال ,  يساهم في المسؤولية , في بناء الوطن وتقرير مصيره . بروح وطنية تخدم العملية الديموقراطية , بأن يكون الى جانب الاصلاح والتغيير  الذي  يخدم الشعب ويرفع راية الوطن عالياً  , بالاختيار الانتخابي الصائب والمسؤول  . في اختيار الوجوه التي تمثل الشعب , بروح التفاني والحرص والمسؤولية , تصب في الصالح العام . لكن عقلية الناخب العراقي , تحمل موروثات راسخة من الثقافة الدكتاتورية , في تدجين المواطن بأن يكون قطيع من الخرفان , في العقلية والسلوك والتصرف , التي تصب في التمجيد والتعظيم والقدسية للطغاة والفاسدين والنكرات الطفيلية , بشكل مذل ومهين يتعرق لها الجبين , حتى تمسخ وتشطب كرامته الانسانية , في تقبيل الايدي والاكتاف والانحناء بذل وعار . لذلك وجدوا القادة السياسيين من الاحزاب الطائفية , ارض خصبة , ليكونوا بدور مقام  الدكتاتور السابق , في التعظيم والتمجيد والقدسية . كأنهم اولياء واوصياء من رب العالمين , او كأنهم ملائكة الرحمة ارسلهم المولى القدير الى العراق . ليكونوا اوصياء على رقاب الناس , لذلك حظي قادة احزاب المحاصصة الطائفية - الاثنية , من الفاسدين الذين حطموا العراق بالخراب والدمار , وبالكوارث الدموية , انهار من الدماء , وجدوا من سرق ونهب وشفط اموال وخيرات العراق , وجدوا انفسهم , بدلاً من ان يرسلوا الى مقصلة الاعدام , وجدوا انفسهم بمقام التمجيد والتعظيم والقدسية . ورغم الدور الذي قام به  قادة وزعماء الاحزاب الطائفية ,  بالعار المشين وهم يبعون العراق في المزاد العلني بسعر رخيص , رغم انهم تجاوزوا اخلاق احط انواع  الخساسة والدعارة والسمسرة , التي تجلب العار والاهانة الى العراق , فهم استغلوا عقلية الناخب , المشبعة من الموروثات الدكتاتورية . لكن ضخامة كوارث التي اصابت  العراق بشكل متواصل  دون انقطاع . وكذلك ضخامة النهب وشراسة حيتان الفساد , بأن الازمة الاقتصادية والمالية , جعلت المواطن كبش فداء وضحية لها دون غيره , وكذلك لعبت دور الظروف بفشل المشروع الاسلامي , الذي جلب البلاء والمصائب , قلب المعادلة في تغيير عقلية المواطن العراقي . بدليل استمرار التظاهرات الاحتجاجية السلمية , واستمر الغضب الساخط على احزاب الطائفية , التي تتفقست عن بيوض افاعي سامة وفاسدة , استمرار الاحتجاجات  بالمطالبة بالاصلاح والتغيير رغم البطش والتنكيل  , و المطالبة , بتحقيق الدولة المدنية , لا الدولة الطائفية , وبدليل اصبح شعار الدولة المدنية , شعار المرحلة والساعة ,  الكل يطالب في الدولة المدنية , وحتى حيتان الفساد حتى لايخسروا ملاعقهم الذهبية , تغيروا بقدرة القادر فجأة , الى العزف على نغمة الدولة المدنية , ولكن بعملية احتيالية شيطانية بالسياسة الثعلبية , لامتصاص النقمة الشعبية الساخطة عليهم , كأنهم  جاءوا الآن وليس قبل 14 عاماً من الخراب العراقي . ان التغيير في العقلية الناخب العراقي , وحده لا يمكن ان يجلب التغيير والاصلاح . مهما كانت درجة التغيير في عقلية الناخب العراقي , بهدف قلب الطاولة على احزاب الفساد الحاكمة , اذا لم يتم الان وبصورة ملحة ,  تغيير تشكيلة مفوضية الانتخابات الحالية , بتشكيلة جديدة , من شخصيات مستقلة غير حزبية , من الشخصيات التي تحمل المهنية والكفاءة والخبرة , والنزاهة والوطنية والمسؤولية , حتى لا تعود المهازل مجدداً ,  التي ارتكبتها المفوضية الحالية , التي اصبحت المدافع الامين عن نظام المحاصصة الطائفية . فقد مارست مفوضية الانتخابات الحالية ,  دور الشيطان الثعلبي , بأن تركت الناخبين ان ينتخبوا بكل حرية وشفافية , ولكن عند اغلاق صناديق الاقتراع , بدأ الدور الشيطاني , في التلاعب والاحتيال والتزوير , وحتى ابدال صناديق الانتخابات , بصناديق جديدة , بهدف تقديم نتائج الانتخابات بالفوز الساحق لحيتان الفساد واحزاب المحاصصة الطائفية , لذا مهما كانت درجة تغيير عقلية الناخب العراقي وحتى لو كانت بنسبة 90% فأنها تبقى رقم صفر امام الاحتيال والتلاعب والتزييف  , في سرقة الاصوات الانتخابية , واعطاءها بكل سهولة الى الفاسدين , ان المفوضية الحالية , هي بالاساس سرقة ارادة الناخب العراقي ................................................   والله يستر العراق من الجايايات !!
جمعة عبدالله


390
ذبح ابو بكر السامرائي وصمة عار للطائفيين
اصبح الخطاب الطائفي , هو الذي يدير ويوجه عقلية العراقي , صوب شطب اية فسحة امل ,  من ثقافة التسامح والاخاء والتعايش , بين المكون السني والشيعي , وانما يدفعهما الى زيادة الاحتقان والعداوة والكراهية بينهما  , حتى تصل الى مديات اخذ  الثأر والانتقام الدموي . ان هذا الواقع المؤلم والمرير , يغذيه باكسير الحياة , النهج الطائفي بغطرسته الهجينة , من قبل سلوك القادة السياسيين , من كلا الطرفين ( السني والشيعي ) , بجعل احدهما يتربص بالاخر بالجريمة والابادة . هكذا زرعت الاحزاب الطائفية , بذور الشقاق والتخندق والانشقاق الكامل في مكونات الشعب واطيافه , وبات هذا العداء الطائفي , ينعم هذه الاحزاب ويغذيها بتخمة  المال والنفوذ والمناصب والكراسي , وهي في راحة تامة من هذا الانشقاق الخطير  , ولا يهمها شيئاً من جريان انهار من الدماء البريئة , من كلا الطرفين ( الشيعي والسني ) ويعملون بكل وسيلة , لسد جسور التواصل والتفاهم والحوار . كأنما التخندق هو الوسيلة الوحيدة , لاطالة النظام المحاصصة الطائفية , لانه  يفتح المجال عريضاً , للفرهدة والغنائم . وما دور الحكومة والبرلمان , إلا شكل قرقوزي في الحياة السياسية , في دعم نفوذ الفساد والفاسدين , تحت ذريعة , بأنهم يمثلون المكونين ( السني والشيعي ) , وهما في حقيقة الامر لوثات امراض  من الفساد السياسي والمالي , والداعشي والبعثي , بكل اشكالهما الاجرامي والارهابي , وكبش فداء وضحية , هما المكونين ( السني والشيعي ) . فقيادات السياسية للمكون السني , تركوا ابناء جلدتهم تحت قبضة تنظيم داعش الارهابي , او تحت رحمة فلول البعث الفاشي تتصرف بهم نحو العقلية البعثية المجرمة  , واصبح مصير ووجود الطائفة السنية ,متعلق مع مصير ووجود داعش والبعث الفاشي , لذلك نراهم يستغلان الفرصة السانحة لتجنيد شباب المكون السني , في تنظيم داعس الارهابي او في صفوف البعث الفاشي , وما عداها  , يعني الموت والتشريد والنزوح , وحمامات الدم , بالضبط لايختلف الامر قيد انملة من جانب المكون الشيعي , فقادة الاحزاب  الشيعية , تركوا ابناء جلدتهم تحت رحمة التفجيرات الدموية اليومية , التي اخذت الطابع , جريمة الابادة والفناء , وانشغلت قيادات هذه الاحزاب الشيعية , في جني المال الحرام والمناصب والكراسي , انشغلوا بعمليات النهب واللصوصية , وتجاهلوا ابناء جلدتهم , سوى في تعاطي السياسة الثعلبية , بوجهها الماكر والمخادع , من اجل استغفال البلهاء والاغبياء والسذج والعبيط المغفلين  , بأن قدرهم ومصيرهم مع هذه القيادت الفاسدة , المليئة بالعفونة والنتانة الكريهة , ولا يمكن تغطية عفونتهم التي تزكم الانوف , مهما ما استخدموا من الحيل السياسية التجميلية المنافقة . لان ما يتعرض للشيعة في مناطقهم , تعتبر جريمة ابادة وحشية . مثلما هو الحال مما يتعرض له المكون الستي من ابادة جماعية من داعش والبعث الفاشي . ان هذه القيادات السياسية من كلا الطرفين , جعلوا المواطن , ينشغل بهموم مصيره اليومي , والبحث عن رزقه اليومي , وهذا اسمى هدف وغاية من هؤلاء السياسيين من كلا الطرفين , ان يكون هناك فراغ , يطلق يدهم بحرية في الفساد السياسي والمالي والعراك على المناصب والكراسي , اما شؤون الاصلاح , فاصبح في خبر كان , لان الوضع العام , يسير من سيء الى الاسوأ , ماعدا المنطقة الخضراء , التي تتنعم بالرفاه والنعيم وترف فردوس الجنة , وبالامان والاستقرار , اما بقية المناطق وملايين المواطنين ليذهبوا الى جهنم , او يشربوا ماء البحر . لذلك ان القادة السياسيين من كلا الجانبين , هما وجهان لعملة واحدة , اما كتابهم الطائفيين فأنهم ينظرون بعين واحدة فقط  , يصبون جام غضبهم الناري والماحق والناقم  , على هذا الاسم السياسي من المكون السني او على فلان وعتلان  , وعلى شعيط ومعيط , الذي نصبه القدر الامريكي ان يكون ممثل سياسي لطائفة السنية , بينما هؤلاء الكتاب الطائفين يلوذون بالصمت , ولا يتجرأون بحرف واحد على الاسماء السياسيين لطائفة الشيعية ولم يتجرأون بذكر اسم واحد  , كأن الارهاب وا لاجرام والفساد ولعنة الله موجودة ,  في القادة السياسيين لطائفة السنية , اما القادة السياسيين للطائفة الشيعة , فهم حمام سلام وديعة , ومثال الوطنية والنزاهة والمسؤولية وينعتوهم بعضهم  بالمجد والتعظيم الى حد القداسة  , وكذلك نفس الحال هذا النفاق المضحك والهزيل للكتاب الطائفيين من الجانب السني , ينزهون القادة السياسيين لطائفتهم ,  بالمجد والنزاهة , وان الشرور تقع في الجانب الاخر , لذلك تأتي العملية الوحشية , التي ارتكبتها عناصر داعش الاوغاد , بذبح ( ابو بكر السامرائي ) بشكل علني وحشي جاء ليلصم الافواه الطائفيين  من كلا الجانبين . ولم نسمع حتى ادانة واستنكار من كلا الجانبين . كأن الشهيد  خارج المكون السني , وكذلك الكتاب الطائفيين لمكون الشيعي , يلوذون بالصمت على الجريمة البشعة  , ماعدا الاصوات الوطنية , التي استنكرت وادانت  وحشية الجريمة , ان هذا السكوت عن الجريمة الوحشية , بأنها جاءت لتزيف كذب ونفاق الطرفين , يفشل الذرائع الطائفية وخطابها المقيت , السيء الصيت , تأتي الجريمة بهذا الشكل الوحشي , ليطيح  بزيف السياسة التي تبنى على الطائفية , كأنها القدر الاوحد للعراقيين .
تغمد الله الشهيد البطل  ( ابو بكر السامرائي ) وسكنه فسيح جناته , والهم ذويه الصبر والسلون .
والف لعنة على الطائفية وداعش والبعث الفاشي ....................................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

391
الفساد والارهاب الدموي وجهان لعملة واحدة
اختارت العملية السياسية , التي جاءت على انقاض سقوط حكم  البعث الفاشي , منذ البداية اختارت  طريق منحرف ومعوج , في معالجة التركة الثقيلة  التي خلفها النظام الفاشي الساقط , ليس بالمعالجة التي تؤدي الى تلبية طموحات الشعب وتحقيق الاماني والتطلعات  , حتى الشعب  يرى النور ويتنفس الصعداء  من حكم البعث  . وانما اختارت سلوك ونهج , الفرهدة والغنائم , والاشباع الانانية والجشع بتخمة المال والدولار . فحينما  تسلموا مقاليد الحكم والنفوذ , اختاروا نظام المحاصصة الطائفية المقيت والبغيض والسيء الصيت   , ليكون العراق كعكة حصص  توزع بينهم , فصار الشاغل الاول  للاحزاب الاسلامية الحاكمة ( الشيعية والسنية ) ,  الحصول على اكبر حصة من النفوذ والمناصب والكراسي ,  والمال الحرام , الذي اصبح شرعاً وحلالاً وشطارة الحرامي الذكي والشاطر  , فبدلاً من الاختيار الطريق الصائب تحت خيمة الوطن , والالتزام بالعمل الديموقراطي في قيادة دفة  العراق , شطبوا هذا الطموح الشعبي , واختاروا طريق  الطائفية , والتنافس على الفرهدة والغنائم , بذلك خلقوا جنين بشع ووحشي من رحمهم  , وهو الارهاب الدموي . واصبح الوضع العام والوضع الامني , يسيرمن  سيء والى الاسوأ , وهو الانفلات الامني بالتدهور الخطير . بحيث اصبح الارهاب الدموي , المعضلة الاولى في العراق . بأن يحصد المواطنين الابرياء وخاصة في المناطق الشيعية , التي تحملت القسط الاكبر , من جريمة الابادة الجماعية . واصبحت التفجيرات الدموية اليومية , ظاهرة روتين عادية ,  يعيش فيها المواطن برعب  وفزع , واكثر من 14 عاماً منذ سقوط سلطة البعث , ومشكلة الارهاب الدموي تكبر وتتضخم دون معالجة بضمير مسؤول , وانما توغل في غول الفساد والرشوة في كل زواية من العراق , واصبح شريعة وعرف وقانون , ولا يمكن للمواطن ان ينجز ابسط معاملة , بدون ان يدفع ( المقسوم ) . فاصبح الفساد ,  ثقافة وعقلية وسلوك لا مناص منها  , وحتى السيارات المفخفخة لها تسعيرة مالية خاصة ,  حسب حمولتها من المتفجرات , تدفع الى القوات الامنية  , حتى يعطي لها الضوء الاخضر , للعبور بكل حرية وسهولة , حتى تصل الى اهدافها المرسومة . لذلك المجازر الدموية التي تحدث ,  تركزت على المناطق الشيعية , لان الدم الشيعي اصبح رخيص وبخس ليس له قيمة , بمباركة الاحزاب الشيعية , التي تنكرت بضمير ميت لابناء جلدتها , لانهم ارادوها ان تكون  , طائفة الموت واللطم والنوح والاحزان . لان هم الاول لقيادات الاحزاب الشيعية , هي البحث عن اقصر الطرق لتكبير مملكاتهم المالية الباذخة بالدولار .فأصبحت التفجيرات الدموية ,المشكلة العراق الاولى لايوجد لها حل , لانها مرتبطة بالفساد والسرقة واللصوصية , ولا يمكن تجزأتهما عن بعضهما البعض  , لان موت الفساد , يعني موت الارهاب الدموي . ومهما كانت اجتماعات مجلس الوزراء , لمعالجة الانفلات الامني , تبقى معالجات فوقية وهامشية , تؤدي الى الفشل الذريع , والارهاب الدموي يعيش ويكبر ويتضخم , ولم ولن يتوقف , لان الفساد يعطي اكسير الحياة الى الارهاب الدموي , وليس لمصلحة احزاب المحاصصة الطائفية , في اجتثاث الارهاب , يعني اجتثاث نظام المحاصصة الطائفية , لذلك يناورون ويخادعون بتصريحات الرنانة , ولكنها بطبيعة حال , تصريحات فقاعية بالونية ( نفاخات اطفال  ) لذلك منذ اكثر من 14 عاماً , لم نسمع ونرى , بأنه قدم لمحاسبة والعقاب والمحاكمة فاسد واحد , رغم الملفات الفساد الضخمة المركونة في سلة المهملات . لم نسمع ونرى , مسؤول امني واحد من القيادات الامنية الفاسدة والمرتشية , قدم الى المحاكمة , بتهمة التواطئ مع عصابات الاجرام والارهاب , انهم يحملون الحصانة والحماية من الاحزاب الشيعية الفاسدة , رغم حصيلة التفجيرات الدموية للمناطق الشيعية , بلغت ارقام مخيقة , تجاوزت عشرات الالاف من الضحاياء الابرياء , ألم تكون الارقام  قد بلغت مئات الالوف من  الابرياء , ولم نسمع من حزب شيعي واحد  , ان يستيقظ ضميره الميت , ويقول كفى , طفح الكيل  وبلغ السيل الزبى , بأن شيعتنا تتعرض الى الابادة  والفناء المحقق , اذا لم نتدارك الوضع , وننزل الى اعماق المشكلة , وهي اجتثاث الفساد والمال الحرام . لم نسمع مثل هذه النخوة والشهامة الرجولية , سوى التصريحات النارية التهريجية , تذهب ادراج الرياح , لان هدفها الدجل والخداع , وهم اشطن من ابليس والشيطان . لقد اصبحت هذه الاحزاب الفاسدة , كارثة حقيقية على العراق , والقادم اعظم وافدح .........................................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله


392
مصيبة كربلاء في ساحة التحرير
شيعت بغداد  شهداء الاحتجاجات السلمية , الذين سقطوا بالرصاص الحي , الذي اوقع قتلى وجراحى في صفوف المتظاهرين السلميين  , كأنهم ارتكبوا جرائم كبرى تستحق القتل , هكذا اصبحت عظائم الجرائم التي تستحق الاعدام والفناء  , كل من ينادي بالاصلاح والتغيير , من انهاء حالة الانفلات في الازمة السياسية الخانقة , وكل من يعلو صوته ضد الفساد والفاسدين , وكل من ينادي بتغيير مفوضية الانتخابات الفاسدة , وليس الموت والعقاب الى المجرمين والارهابيين , الذي يفجرون السيارات المفخفخة والاحزمة الناسفة , في الاماكن المزدحمة , الاسواق , والتجمعات الشعبية , وحتى المستشفيات والمقاهي العامة وحتى روضة وحضانة الاطفال   , هذا واقع الحال  في سلطة نظام المحاصصة الطائفية المقيت , لكل فرد له  الحرية ان يفعل ما يشاء من الافعال الاجرامية والارهابية الدموية  , دون خوف وقلق , ولكن اياك ان تشير باصبعك وترفع  صوتك ضد حيتان الفساد , ومنهم حاضنتهم  , مفوضية الانتخابات الفاسدة , التي تنكرت لواجبها ومسؤوليتها وضميرها  , بأن تكون حامي العملية الديموقراطية , بكل نزاهة حيادية , وان تكون مستقلة , لا تنتمي الى احد , سوى الى العراق ووالانحياز الى مهمتها المهنية والوطنية , بانعاش عملية  التنافس الانتخابي الحر والعادل والشريف , لا تظلم احداً , ولا تنحاز الى اي جهة سياسية مهما كانت , لكن المفوضية الحالية ,  مزقت هذه المبادئ الديموقراطية , واصطفت مع جبهة الفساد والفاسدين , بأن تكون حارسة امين , ومدافع شرس عن مصالح حيتان الفساد , بعملها هذا الشاذ والنشاز , بأنها اطلقت رصاصة الرحمة على الديموقراطية العليلة والهشة والمريضة  , وهكذا وبكل بساطة سفكت الدماء البريئة الشيعية , بأيدي شيعية , وبدم بارد , رغم انهم يذرفون دموع التماسيح على الدم الشيعي الرخيص والمهدور  , والتي يمارس بحقها ابادة جماعية بشعة , من التفجيرات الدموية اليومية  . ان الاحزاب الشيعية شاركت بشكل فعلي بنزيف الدم الشيعي , ظلماً وعدواناً , وفي الامعان في الاجرام الوحشي بجريمة القتل , منعت القوات الامنية , اقامة نصب سرداق عزاء للشهداء الابرار , هذا الفعل الوحشي , يذكرنا باساليب واسلوب ونهج  النظام البعثي الفاشي , في منع اهالي المعدومين ظلماً وعدواناً , من اقامة مراسيم العزاء والحزن , ولكن الشيء الجميل والطيب , بأن يسجل لصالح  القوات الامنية , بأنها لم تطلب من اهالي الشهداء , المال لدفع  ثمن  الرصاصات التي قتلت ابناءهم  في ساحة التحرير ,  لان الفاسدين عشقوا المال والدولار بعبادة مقدسة وضربوا عرض الحائط كل الاديان والمقدسات الدينية   , فأصبح همهم الوحيد هو  الكرسي والمنصب ,   والهنب والسرقة والاحتيال , لذلك نهبوا الغالي والنفيس من خيرات وثروات العراق , ووجدوا ضالتهم التي تنعشهم بأكسير الحياة , في مفوضية الانتخابات الفاسدة , التي امنت لهم الفوز الساحق في الانتخابات , عبر عمليات التزوير والتحريف والتلاعب والاحتيال  في النتائج الانتخابية  , وحتى التلاعب في السجلات وصناديق الاقتراع , وحتى استبدالها بصناديق اخرى , مملوءة بالبطاقات الانتخابية المزورة , لصالح حيتان الفساد , الذين دمروا وخربوا العراق , وهذا مايفسر الرفض في  تغيير مفوضية الانتخابات , رغم الضغوط الهائلة من الداخل والخارج , ورغم الدعوات الدولية , في تغيير مفوضية الانتخابات الحالية , واستبدالها بتشكيلة جديدة , نزيهة وحيادية  ومستقلة خارج عن تأثير  الاحزاب , حتى تضمن الحياد والاستقلالية , حتى تكون العملية الانتخابية , ديموقراطية عادلة للجميع  , تضمن التنافس الانتخابي الشريف والعادل , بأن تكون تشكيلة المفوضية الجديدة , من العناصر , الذين تتوفر بهم الخبرة والكفاءة المهنية والنزاهة الوطنية , وتحترم مسؤوليتها في ضمان نزاهة الانتخابات القادمة , وهذا المطلب طالب به ممثل الخاص للامين العام لهيئة الامم المتحدة , ممثله في العراق السيد ( يان كوبيش ) . حيث طالب بتغيير مفوضية الانتخابات الحالية , بمفوضية الانتخابات جديدة . ودعا ( مجلس النواب الى استكمال المراجعة , التي تتم حالياً لقانون الانتخابات والمفوضية , واستكمال عمل اللجنة الملكفة باختيار مجلس المفوضين المقبل , متبعة بذلك لمبادئ الديموقراطية وسيادة القانون , في الاستجابة لرغبات الكثير من العراقيين , الى تحقيق اصلاح حقيقي للعملية الانتخابية ومؤسساتها ) ولكن السؤال الجوهري .  هل تستجيب المفوضية  لهذه المناشدات الدولية وتقدم استقالتها ؟  هل يتحكم بها العقل والحكمة بالاستجابة لرغبات العراقيين ؟ . أم تركب رأسها بعناد واصرار برفض الاستقالة , حتى تسفك دماء جديدة , حتى تكون كربلاء جديدة في ساحة التحرير ؟! ................................     والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

393
يوم دامي في بغداد لعيون مفوضية الانتخابات
ارتكبت القوات الامنية والعناصر الملثمة المرفقة لها  , جريمة نكرى ملطخة بالعار والدماء  ,  بحق المتظاهرين السلميين , الذين عبروا   في مطاليبم المشروعة بالاصلاح  , في تغيير مفوضية الانتخابات , وتعديل القانون الانتخابي الظالم . فبدلاً من احترام حق التظاهر السلمي في حرية التعبير والرأي  , وحماية المتظاهرين من المندسين والمشبوهين . فأنها قامت بالدور الارهابي المخزي  , في القمع والبطش والتنكيل , واستخدام الرصاص الحي بشكل مباشر , من اجل قتل المتظاهرين بشكل متعمد ومقصود  , الى استخدام الغازات السامة والخانقة . ان هذه الوسائل القمعية , تتعارض مع بنود  القانون والدستور , وحق احترام ارادة المتظاهرين السلميين , , وهذه ليس المرة الاولى في يستخدم  العنف المفرط والبطش ضد  المتظاهرين , لكن هذه المرة كان العزم من القوات الامنية والعناصر الملثمة المرافقة لها , في ارتكاب مجزرة دموية مقصودة ومتعمدة  , حتى الكف عن المطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات الفاسدة , التي ليس لها ذرة من المسؤولية والنزاهة  ,  في احترام ارادة الناخب العراقي , واصبحت جزء من المشكلة العراقية ,  وازماتها الحادة والمعقدة , لانها لم تكن نزيهة  في مسؤولتها الوطنية والمهنية  , بل منحازة بأسوأ اشكال الانحياز الى الفاسدين , واختصر عملها في تزييف وتزوير الانتخابات لصالح الفاسدين , حيث صارت كل دورة انتخابية , تقدم للفاسدين بنجاحهم الكاسح على طبق من ذهب , في اعادة استنساخهم بشكل مشوه وممسوخ وسيء ورذيل  . كأن ارادة الناخب العراقي , عشقت بالهيام الفاسدين المجرمين  , واصبح حلم وطموح العراقي , ان يوصل الفاسدين الى دسة الحكم والسلطة  , والذين دمروا وحطموا العراق , بأن يتربعوا على البرلمان والحكومة . لذلك تراكم الغضب المقدس للشعب , وتظاهر الالاف من المواطنين بشكل سلمي , من اجل تغيير هذه الصورة المأساوية والمشؤومة للعراق  , بالتظاهر السلمي , من اجل تشكيل  مفوضية الانتخابات جديدة , من العناصر المستقلة وغير الحزبية , ممن تتوفر فيهم المهنية والكفاءة والخبرة والنزاهة , واحترام المسؤولية , في انجاح  العملية الديموقراطية النزيهة من التلاعب والاحتيال والغش  , وتوفير المنافسة العادلة والشريفة للجميع بدون استثناء , حتى تكون العملية الانتخابية  عادلة وشريفة  , وان تكون مفوضية الجديدة  حيادية , لا تسمح بالخرق والتجاوز والتدخل الصلف  . لذلك وقفت سلطة الفاسدين بقوة وشراسة ضد هذه المطالب المشروعة للشعب  , وفي محاولات عرقلة تدفق المواطنين الى ساحة التحرير , منصة الحرية للحشود البشرية المتظاهرة  ,قامت بعملية اغلاق والحصار والطوق ,  وسد الطرق والجسور المؤدية الى ساحة التحرير  ,حتى افشال المتظاهرين من الوصول  الى ساحة التجمع  , لكن القوات الامنية فشلت , في  وقف تدفق الحشود الجماهيرية , التي تجمعت بالالاف المحتشدين  , ولم يبقى في جعبتها سوى استخدام وسائل البطش والارهاب والتنكيل , بالعنف المفرط , بقتل المتظاهرين السلميين , وكانت الحصيلة الدموية , فادحة ومفجعة . 8 أشخاص قتلى بالرصاص الحي , واصابة بالجروح البليغة اكثر من 320 , بمافيهم 79 اصاباتهم خطيرة وحرجة , اضافة الى المئات المصابين بحالات الاختناق , من الغازات السامة , والغازات المسيلة للدموع . هذا العمل الاجرامي للقوات الامنية ومن قبل العناصر الملثمة المرافقة للاجهزة الامنية . كأن دور القوات الامنية اختصر  في قتل المتظاهرين , وليس حمايتهم واحترام ارادتهم في حرية التعبير والرأي والتظاهر السلمي  ,  المقر في القانون والدستور . ولم يحملوا المتظاهرين سوى مطالب مشروعة , في تغيير مفوضية الانتخابات الفاسدة  , بمفوضية الانتخابات ,  نظيفة ونزيهة وتحترم واجبها ومسؤوليتها تجاه العملية الديموقراطية , في اجراء عملية  الانتخابات العامة  ,  تحت اجواء ديموقراطية نزيهة وشريفة . حتى يتخلص العراق من الجراثيم الفاسدة , التي فتحت ابواب الشر والمحن والكوارث على العراق . لذلك لابد من اجراء تحقيق شامل على القوات الامنية , ومحاسبة ومعاقبة المسؤولين , الذين اعطوا الضوء الاخضر لقتل المتظاهرين . ثم ما هذه العناصر الملثمة , التي يتكرر وجودها وباستمرار ,  في قمع وارهاب المتظاهرين , لمن تنتمي أم انها فوق القانون والمواطن ؟! ............................................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله 


394
قطار الموت يعود  من جديد
ما أشبه اليوم بالبارحة , كما اجتاحت الغربان الوحشية آنذاك  , وارتكبت من المجازر وحمامات الدماء والمشانق , في اليوم الاسود المشؤوم على العراق  , في 8 شباط 1963 , حين جاءت عصابات البعث الفاشية بالقطار الامريكي - البريطاني , ليجلبوا الموت والكوارث ويقصموا ظهر العراق  , واغتالوا ثورة 14 تموز 1958 , واعدموا بمحاكمات صورية , لا تتجاوز دقائق معدودة , قادة الثورة , وفي مقدمتهم الشهيد ( عبدالكريم قاسم ) , في حالة وحشية مروعة ,  لم يشهدها العراق من قبل , وحتى في غزو التتار وهولاكو . فكانت الذئاب الوحشية من عصابات  الحرس القومي , التي تثير الرعب والموت في كل زاوية من العراق , لتخمد برصاصاتها كل من يتحرك ويقف في طريقها حتى من المواطنين  الابرياء , وتخيم على العراق ظلام وحشي ومرعب , بالانتقام الدموي , ليكون العراق تحت رحمة  بساطيل الفاشست البعث . واليوم يعود قطار الموت الامريكي من جديد   ,  ليعود في تحطيم العراق ,  ليزاول مهنة الجلاد الوحشي القديمة ,   في خراب العراق تحت شماعة نظام الدم قراطية  , حيث جاء قطار الموت الامريكي  , محملاً من كل النفايات والقمامة من انحاء العالم وحملهم الى العراق  , واطلق لهم حرية التصرف المطلق , بتحطيم وتمزيق العراق , اكثر من اي وقت مضى , اذا كان في عام 1963 جاء بعصابات البعث , فأنه هذه المرة  جاء بثوب اسلامي وعباءة دينية , فيها ألف شيطان وشيطان ليغيير الديكور الخارجي  , ولكن الجوهر واحد كما في السابق  , وسلمهم مقدرات ومصير  العراق , الى  سياسيي النكرة والصدفة من الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي شرعت شرعاً حلالاً ,  السرقة واللصوصية والاحتيال والاختلاس , لينفردوا وحدهم بالحكم والنفوذ والسلطة والمال دون منافس وشريك   , وبدون رقيب وحسيب , دون رادع ضمير وذمة واخلاق , لقد فتحت شهيتهم الجائعة على مغارة ( علي بابا ) ونهبوا الذهب والفضة والدولار , بكل الطرق الشيطانية , وسرقت خيرات وثروات العراق , فضاعت مئات المليارات الدولارية , وذهب بكل وداعة في جيوب حيتان الفساد الشرسة والضارية بوحشيتها  , والتي لا يردعها رادع , حتى عاقبة الله ,  شطبتها من معجم قاموسها الشيطاني . وتركت شؤون العراق والعراقيين بالاهمال المتعمد  . وولد من رحم الاحزاب الاسلامية الحاكمة  , عصابات الجريمة والارهاب , وقسموا العراق غنائم وفرهود لهم , وحلت الطائفية محل الدولة , وصارت الطائفية السرطان الذي ينخر العراق والعراقيين , في وباء مدمر , كأننا نعيش مأساة وكوارث البعث من جديد . واصبحت الدماء الجارية من التفجيرات الدموية , بمثابة  النهر الثالث في العراق  ,  في المجازر والكوارث الدموية , كأن التاريخ يعيد نفسة , مرة بالبعث الفاشي , ومرة بالثوب الاسلامي والطائفي , ليعمقوا الجراح النازفة لكل العراقيين   . وبفعل اجرامهم وارهابهم البشع , ارجعوا العراق , الى قرون طويلة الى الوراء , لتعيش حفنة من الطحالب العفنة والكريهة ,  التي تتاجر بدعارة  وسمسرة بالدين , لتعيش في النعيم والترف , في جنة الفردوس من المال الحرام , والمصيبة الاعظم لم يكتفوا باغتصاب العراق وتمزيقه ارباً ارباً  , وانما جلبوا العشيرة , لتكون هي الحاكم الفعلي المتنفذ , وقانونها واعرافها , تحل محل قانون وقضاء الدولة , , حتى صارت العشيرة هي الاول والاخير في تطبيق وتنفيذ القانون , الذي شرعته , وحتى الخلافات والنزاعات السياسية بين السياسيين  , تكون العشيرة , هي القاضي والحاكم الذي يصدر حكم البراءة او الاتهام . ووجدوا الفاسدين والمجرمين ,  الحماية والصيانة تحت خيمة العشيرة , وحتى في  اعادة انتخابهم في كل دورة انتخابية صورية , في ظل المفوضية العليا للانتخابات المرتشية والفاسدة والمنحازة قلباً وقالباً , الى الاحزاب الاسلامية الفاسدة , وكل دورة انتخابية , تقدم لهم نتائج الانتخابات لصالحهم بالمطلق , على طبق من ذهب , حتى يقبضوا العمولة المالية على اتعابهم , في تدعيم واسناد نظام المحاصصة الطائفية , والانتخابات القادمة , لا تغير شيئاً نفس النتائج السابقة ستكون نفس المهازل السابقة   , يعني في أستنساخ مشوه ومزيف للفاسدين والمجرمين   , لايرجى منهم سوى الخراب والدمار , هكذا تتغير اثواب  الفاشية ولكن الجوهر والمضمون  واحد  , مخالبه  الارهاب الفساد والاجرام والطغيان ......................................   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله

395
المنبر الحر / الحج الى واشنطن
« في: 10:39 05/02/2017  »
الحج الى واشنطن
اثارت الحملة الاعلامية العاصفة , ضد قرار ( دونالد ترامب ) بمنع دخول الاراضي الامريكية , مواطني سبع الدول وهي ( العراق . ايران . سوريا . اليمن , السودان . ليبيا . الصومال ) اثارت  عاصفة من ردود الافعال الصاخبة , بالادانة والاستنكار, وبالاستهجان في اسلوب  التشدد السياسي الدولي بمعايير مزدوجة   , يعني تدشين حقبة جديدة في ادارة البيت الابيض , تستند الى المعايير والمفاهيم المتشددة , تجاه التعامل الدولي  يعتمد على المصالح الضيقة الامريكية ,  تجاه العلاقات  الدولية وافاق التعامل الدولي  , ولكن هذه الحملة الاعلامية المضادة للادارة الامريكية الجديدة , قيادة ترامب , اعتمدت في تقيمها لقرار منع دخول الاراضي الامريكية , وتأشيرة الدخول , لايخدم المصالح الامريكية الواسعة  .ولكن  انطلقت معايير الحملة الاعلامية العاصفة , من مصالح ومقاييس مختلفة ومتنوعة , وحتى متنافرة ,  بعضها انطلق  من معايير انسانية بحتة , وبعضها من رؤيا وطنية صرفة , وبعضها منطلق من مصالح طائفية صرفة , وبعضها من مصالح شخصية متضررة , ولكن يجب ان نشير بوعود ترامب اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية , بأنه توعد بانه لا يتهاون وسيكون متشدد  في محاربة الارهاب  , والوقوف بوجه  مع ايران لردعها  , لانه يعتبرها بؤرة الارهاب في المنطقة على حد زعمه , وانه سيكون متشدد في محاربة هذين الجانبين . لذلك اتخذ قرار المنع لهذه البلدان السبعة دون غيرها بمعايير ضيقة  , بعدم منح تأشيرة الدخول , رغم بعضهم يحمل تأشيرة الدخول  , واعقبها اتخاذ اجراءات عقابية ضد ايران . ولكن الحق يقال , رغم معارضة النهج الايراني في المنطقة ,  وبالاخص في التدخل في شؤون العراق الداخلية  , باعتباره تابع ذليل الى الامبراطورية الفارسية . بأن القيادة الايرانية , لاتقبل بالاهانة او مس الكرامة الوطنية الايرانية , بل يقفون بالمرصاد ويتعاملون بالمثل , في رد الاهانة والعقاب  , اي انهم يختلفون كلياً مع القيادات السياسية والعسكرية العراقية , بكل اصنافهم ومسمياتهم وهوياتهم , بأنهم يبلعون في اليوم الواحد , ألف اهانة واهانة , كأن شيئاً لم يكن ولم يحدث , لانهم فقدوا معايير القيم والمبادئ , بفعل تمرغهم في  وحل المستنقع العفن  , من الفساد وبريق الدولار , حتى ماتت ضمائرهم وشرفهم , فلم يعيروا اهمية للاهانات والبصق في وجوههم ,  بكل استهجان وتهكم  واهانة , لانهم فقدوا الرجولة والعزة والكرامة , لذا فهم عكس القيادة الايرانية  التي تحسب  الف حساب للاهانة ومس الكرامة , لذلك نجد يردون الصاع بالمثل . بينما القيادات السياسية والعسكرية العراقية , وضعوا كل ثقتهم في احضان ماما  امريكا , بما فيها مصالحهم الشخصية وصرماية اموالهم , وحتى مصير  عوائلهم , التي  تعيش في الاراضي الامريكية , وليس في الاراضي العراقية وهم يحكمون العراق , وهم يتلاعبون بمصيره  حسب مشيأتهم , اذا ارادوا ان يكون صفحته بيضاء او سوداء , بانهم يبحثون عن الامن ولااستقرار والضمان لهم  والى عوائلهم , اولاً واخيراً في امريكا الرعاية الام  , اما العراق بالنسبة لهم , سوى مغارة ( علي بابا ) للسرقة واللصوصية , وليس لديهم ذرة من الثقة بالعراق , سوى ثقتهم العمياء بأمريكا الى حد الاذلال المهين بالعار , ولكن حتى لا يظهرون بأنهم دمى امريكية صرفة , يحاولون الضحك على الاغبياء والسذج والعبيط البلهاء , بأنهم ضد امريكا , ويدعون الى الاستقلال عن الفلك الامريكي الاستعماري , باعتبار امريكا  , الشيطان الاكبر ,  وبلد الاجرام والارهاب . ولكن قرار منع الدخول الى الاراضي الامريكية , سقطت عن عورتهم اخر ورقة التوت , وبدأوا يتوسلون كالشحاذين  برفع المنع عنهم , لان مصالحهم وارصدتهم المالية , وحتى عوائلهم بيد الحاضنة الامريكية المباركة , وان الحج الى واشنطن , اعلى وسام الشرف والتقدير , بأنهم ادوات مطيعة الى سيدهم الامريكي الجديد ( ترامب ) . لذا كشف احدهم وهو يتولى منصب عسكري حساس وخطير , وحتى كان من المرشحين لتولي وزارة الدفاع , فقد صرح بالابتهاج والفرح الكبير  , كأنه يعلن الانتصار على داعش وتحرير الموصل !! . بأنه سعيد ويشكر ويحمد الله , بأنه دخل الاراضي الامريكية لزيارة عائلته , بدون عوائق , والاخر عسكري رفيع المستوى بمنصبه الخطير والحساس , يتذمر كالشحاذ المطرود , ويسأل لماذا منع من دخول الاراضي الامريكية لزيارة عائلته , رغم انه يحمل تأشيرة دخول . والغريب والعجيب , في الحج الى قبلة واشنطن , فخلال ايام قليلة من المنع وتحريم الدخول الى الاراضي الامريكية , من مواطني هذه الدول السبع الممنوعة , حيث بلغ الرقم عدم منح تأشيرة الدخول وحسب مصادر صحيفة ( واشنطن بوست ) اكثر من 100 ألف تأشيرة دخول , ألغيت بموجب الحظر  , الذي يشبه اجراءات عقابية , ولكن الدهشة والاستغراب , هو هذا الرقم الكبير 100 ألف خلال ايام معدودة , ماذا يكون الحال خلال شهر او ستة اشهر , او سنة كاملة , ماذا يعطي من تفسير هذا الحب الطاغي الى امريكا , كأن قبلة المسلمين تحولت الى واشنطن , بالتأكيد لا يدخل في المعادلة الحسابية ذوي الدخل المحدود , او العوائل الفقيرة , لم يأتي على ذكر دخول الى امريكا حتى في احلامهم , لانهم يصارعون من اجل توفير لقمة الخبز الى عوائلهم , وان المتضرر الوحيدة , هم قادة العراق السياسيين والعسكريين , وهذا المنع مزق ازدواجيتهم المتناقضة , بأنهم ينتمون قلباً وقالباً الى امريكا . اما العراق الى الجحيم , طالما عوائلهم وصرتهم المالية محفوظة بامان عند العم سام العظيم والمبجل ..................................................   والله يستر العراق من الجايات !!!
جمعة عبدالله


396
تباً للعهر السياسي منْ باع خور عبدالله  . المالكي أم العبادي ؟ ؟
تصاعدت الحمى الاعلامية باقصى درجات السخونة والحمى المسعورة , من جانب نواب  حزب الدعوة , بالاخص من ( صقور المالكي )  , في هياجهم المسعورة تتقدمهم النائبة ( حنان الفتلاوي ) ضد العبادي بهدف ابتزازه وتسقيطه سياسياً . فقد انفتحت عقيرة نواب حزب الدعوة , واصبحوا هذه الايام فرسان القنوات الفضائية , بعدما انحلت عقدت ألسنتهم , حينما  كانوا في عهد زعيمهم القائد المعظم ( نوري المالكي ) مصابين بمرض الصم والبكم والعمي , وضاعوا في عجعجة الغبار السياسي , حين كان عهد زعيمهم ,  كارثي بكل المقايس , والذي جلب الكوارث والدماء والمجازر , اضافة الى ضياع مئات المليارات الدولارية , في وضح النهار وبطرق شيطانية , صبت بكل وداعة ويسر  في جيوب حيتان الفساد , ولم نسمع لهم ( لا حس ولا نفس )  وحتى ولو  وشوشة صغيرة , للكوارث التي حلت بالعراق , في عهدهم المشؤوم . ولكن حينما ازيح زعيمهم المنصور بالله ,  من تولي الولاية الثالثة , كشروا عن انيابهم الضارية , واصبحوا من اشد الاعداء والمنتقمين على السيد العبادي , ووقفوا بوجهه كالمرصاد , في سبيل اسقاطه سياسياً , وافشاله بكل شيء ,  رغم انه من صلب حزب الدعوة وعقليته ولا يختلف عنهم قيد انملة  , وكانوا ينتهزون الفرص , في دفعه الى الفشل والاخفاق والابعاد  , حتى في التشويه والتزييف الحقائق والوقائع , ولم يتوانوا في وصمه بكل الصفات الفبيحة والسيئة  , حتى يستسلم  عنوة  في ترك رئاسة الوزراء , ليعود زعيمهم ( مختار العصر ) الى كرسي العرش المعظم  . في كيل جملة من الاتهامات الخطيرة , وحتى تهمة الخيانة الوطنية العظمى . ووجدوا طبختهم الدسمة والطازجة واللذيذة  , في اتهامه بانه تنازل عن اراضي عراقية , وهي خور عبدالله ومنحها مجاناً الى الكويت , اي انه افرط برعونة بحقوق اجيال العراق , بهذا التنازل العار , الذي يستحق عليه عقوبة الاعدام , لانه لم يوجد زعيم في العالم  , تنازل عن السيادة بمنح الارضي مجاناً , دون مبرر وسبب . والغريب في الحملة الاعلامية المسعورة بالتسقيط السياسي , اين كانت مختفية هذه الحمية الوطنية  , في عهد المالكي وظهرت فجأة  ؟ ولكن لا يمكن القفز على  الحقائق الدامغة , بأن المالكي هو من افرط وتنازل عن خور عبدالله للكويت , بتصديقه على  اتفاقية خور عبدالله , وهو الذي صوت بالاجماع في مجلس الوزراء في 27 كانون الثاني 2014 , حيث صادق على محضر اجتماع اللجنة العليا المشتركة العراقية الكويتية , بالتنازل عن خور عبدالله الى الكويت . وتكملة لمصيبة العراق وافق مجلس النواب السابق بالموافقة الجماعية , في 22 أب - اغسطس عام 2013 , فقد صادق على قانون الملاحة البحرية بين العراق والكويت , بأن يكون خور عبدالله الى الكويت . اين كانوا نواب جزب الدعوة نائمين ؟ ,  أو انهم وقعوا تحت تأثير  مخدر الخشخاش الافغاني الذي غزا العراق , واصبحت المتاجرة به شبه علنية . لماذا هذا التدليس والنفاق والضحك على الذقون ؟  . لماذا سكتوا اوصابهم الشلل في الكلام , حين سلم المالكي ثلث الاراضي العراقية الى تنظيم داعش المجرم ؟ وحدث على اثره حمامات الدماء والمجازر الشنيعة  . لم نسمع من واحد من حزب الدعوة وحتى لو وشوشة صغيرة , هل كانت الحمية والشعور الوطني , ترقد في المستشفى العدلي , او في غيبوبة سباتية؟  . كما هم الان فرسان القنوات الفضائية , بحضورهم المسعور , بهدف اسقاط وابتزاز العبادي , حتى يجبر على الاستقالة والجلوس في بيته ملطخاً بعار الخيانة الوطنية العظمى . ليس هذا دفاعاً عن العبادي , الذي اظهر شخصية ضعيفة مهزوزة , لا يستحق مسؤولية ادرة مؤسسة صغيرة , وليس المسؤول التنفيذي الاول في الدولة العراقية , هو يتهرب من وعوده الاصلاحية , واصبح ( خيال المآته ) لايحل ( رجل دجاجة ) وفشل كلياً في مسؤوليته . لكن الحق يقال , بأن من تنازل عن حقوق العراق ومنح خور عبدالله للكويت ,  والمسؤول الاول وهو ( نوري المالكي )  المتهم الاول بالخيانة الوطنية العظمى , وهو يستحق الاعدام , لان الحكومة الحالية طبقت ونفذت الاتفاقية المصادقة عليها سلفاً  , في رسم الحدود بين البلدين . العراق والكويت . ولكن ليس هناك عجائب وغرائب في الدعارة السياسية العراقية  , التي اصبحت نهج وطريق وسلوك . لماذا صوت مجلس النواب السابق على الاتفاقية البحرية بالاجماع ؟ لماذا سكتت المحكمة الاتحادية ولم تعارض الاتفاقية المشؤومة ؟ لماذا لم نسمع رفض من اية كتلة سياسية وبرلمانية ؟ اين كانوا نواب حزب الدعوة , هل كانوا في سفرة سياحية غائبين عن جلسات مجلس النواب السابق ؟ . ولماذا لم  تشن هذه الحملة الاعلامية المسعورة آنذاك ؟  , أنهم  شركاء في الجريمة . ان سبب هذا الشعور الوطني  المزيف والمنافق , هو الاقتراب من  موعد الانتخابات العامة , ويريدون ان يتنصلون من الجريمة العار , بحق العراق واجياله , ليخرجوا منها  كالشعرة من العجين . انهم يتصورون بأنهم يتعاملون مع شعب , فاقد الذاكرة وغبي وابله وبليد وعبيط , لا يستحق الحياة , سوى الدوس عليه بالاقدام    ...............................    والله يستر العراق من الجايات ! !
جمعة عبدالله

397
السخافات والحماقات  البذيئة لرجال الدين اصبحت عاراً على الدين الاسلامي
اصبح الدين الاسلامي لعبة , بيد الجهلاء والمشعوذين  والاغبياء والمعتوهين المختلين عقلياً . في تفاهة عقولهم الخاوية , إلا من حشوها بجراثيم مياه الصرف الصحي , لذلك اصبحت اقوالهم وفتاواهم , مادة للسخرية والاستهزاء والضحك بالمهازل البذيئة والتافهة في حقارتها الدنيئة  , وهي تدل على رعونة عقولهم الضحلة والخاوية إلا من البذاءات  , ولكن المصيبة العظماء , يدعون انهم  علماء ومراجع دينية مرموقة , ودعاة في صفة العلماء في الدين الاسلامي , ولهم الحق التشريع  والمرجعية , في اصدار الفتاوى , التي تمثل الجنون المعتوه والساذج في قمة الغباء والجهل , وهم في حقيقة الامور , مجانين يشكلون اعظم خطر على الدين والمجتمع . بأنهم سادة اصول الارهاب الفكري والدموي , لان فتاويهم تشكل مثل صب  النفط على النار , لانها تبيح شرعاً وحلالاً  , القتل والذبح والاعدام , وكذلك  لكل من يعارضهم ويحاجج اقوالهم وفتاويهم , يعتبرونه خروج عن طاعة الله واوليائه الصالحين  , ويوصم بالكفر والالحاد , لقد اصبحت الحياة العامة ,  جحيم وغضب ونقمة على الابرياء  , بسبب هذه الفتاوى المعتوهة والمجنونة والعدوانية بشرها المستطير , فمن فتاوىشرعية  السبي والاختطاف النساء حتى الاطفال الصغار , بحجة غنائم حرب ضد الكفر والتكفير واهل الجزية , وحق التصرف في البيع والشراء , اي تشريع سوق الرق والنخاسة والدعارة , ومواخير الرذيلة الشاذة , التي مارستها , الوحوش الادمية من داعش , كما هو الحال في سبي حوالي 500 آلاف فتاة ايزيدية , من سنجار وضواحيها , في اقتراف جرائم بشعة ووحشية , يتعرق لها جبين الانسانية خجلاً وعاراً , مما جعلوا الدين الاسلامي , دين ارهاب وجرائم وحشية , وزاد الطين بلة سكوت المراجع الدينية , وعلماء المسلمين , عن هذه الفظائع الوحشية , ان السكوت عن هذا  النفر الضال السائب  والشاذ من الجهلاء والاغبياء المعتوهين والتافهين  , بالهووس بالشهية الجنسية الهمجية . دفعهم  هذا الصمت ,  الى زيادة وتيرة العنف الدموي بالعدوانية الانتقامية , فهذه الفتاوى حولت الحياة الى جحيم حقيقي  , من فتوى جهاد النكاح , الى فتوى مضاجعة الزوج الى زوجته الميتة , الى فتوى ارضاع الموظف من زميلته الموظفة  . ان شاغلهم الشاغل  الاول والاخير , المناكحة والشهوة الغريزية الجنسية بوحشيتها السادية   , وحتى الجنة حولوها الى مواخير الفساد والدعارة والشذوذ الجنسي , بالوحشية الكاملة , كأنهم ينكحون مقدساتهم الدينية , شرعاً وحلالاً , مما يشكلون خطراً فادحاً  على المجتمع  والابرياء من المواطنين  , بأن تجعل الاقليات الدينية من المسيحيين والايزيديين والصابئة وغيرهم من الاقليات , تحت رحمتهم الوحشية , كبش فداء وضحية , يدفعون الثمن الباهظ . ومسلسل الانحطاط الفكري والعقلي , مستمر في اصدار فتاوى جديدة ,  وهي تمثل استفزاز وعدوانية خطيرة , وهي تمثل في حقيقتها استهتار بالاديان السماوية ومنها الدين الاسلامي الحنيف , مثل ما تفوه به , الداعية الاسلامية واحد علماء الازهر الشريف , الذي يدعي بالعالم الاسلامي والمرجع الديني الازهري  , وهو في حقيقة امره مختلاً  عقلياً باقصى درجة من  الخطورة , ويجب الاسراع  , في  كشفه عند طبيب نفساني , لوضعه في مستشفى المجانين لخطورته على المجتمع والدين الاسلامي , في الخرافة التي تبجح بها , والتي لا يتفوه بها حتى المجنون  , لتفاهتها وحقارتها وسخفها البليغ , وهو العالم الازهري ( الدكتور سالم عبدالجليل ) , حيث قال دون ان يتعرق جبينه خجلاً  بالعار , بأن ( النبي محمد سيتزوج من السيدة العذراء في الجنة ) واضاف بأن حديثه مستند , الى احاديث للرسول محمد , وآيات من القرآن , للتدليل على صدق حجته وقال  ( وجاء في بعض الاحاديث المروية , ما يدل على النبي محمداً , سيتزوج كلاً من السيدة مريم البتول أم عيسى عليه السلام , وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون , وكلثوم اخت موسى عليه السلام ) والعجيب والغريب , بأن مرجعية الازهر الشريف , لم ترد ولاذت بالسكوت والصمت كأنها لم تسمع  , رغم الضجة الاعلامية , في الشارع والاعلام  , وفي القنوات الفضائية , التي خصصت الحيز الاكبر في قنواتها  , ان  هذه الادعاءات السفيهة والسخيفة والمعتوهة , حتى المجانين, لم يصلوا الى بذائتها وسخفها وحقارتها , وعقلها المملوء من مياه  جراثيم  الصرف الصحي , ان هذا السكوت يشكل ادانة صارخة وعار على  الازهر وعلماءه ,  ومكانته ومنزلته , في العالم الاسلامي . لقد تزاحمت التعليقات على هذا الداعية الاسلامي المزور , بالسخرية والتهكم والكوميدية  , من هول الجهل والغباء المحشو في عقله المريض والمجنون  , ومن التعليات الكوميدية , الساخطة بالغضب منها :
1 - على اي دين ستتزوج السيدة مريم العذراء عليها السلام . على الدين الاسلامي أم الدين المسيحي ؟
2 - ومن سيحضر مراسيم الزواج والشهود , حتى يكون الزواج شرعاً ؟ وهل يحضر هذا المعتوه مراسيم الزواج , حتى يضعنا في صورة  الاحتفال بهذا الزواج ؟
3 - ما قيمة المهر المقدم والمؤخر , وباي عملة نقدية قدمت ؟
4 - هل يتطلب هذا الزواج , موافقة السيد المسيح عليه السلام , أم يكون الزواج اغتصاباً داعشياً ؟
من المؤسف والمعيب والعار , ان يكون هذا الجاهل المعتوه , عالم وداعية اسلامي , ومن مراجع الازهر الشريف !!!!!!!!!!!!!!
والله في خلقه شؤون ؟!
وهذا رابط المعتوه

https://youtu.be/hfaIHA174AQ
جمعة عبدالله



398
الكاتب غالب الشابندر . يفتح النار على الفاسدين
تميزت العهود السياسية التي مرت على العراق , بالاستيلاء على السلطة والحكم , حملت جنينات خاصة بها , وبصفات تميزت بها , كعلامة فارقة مميزة لها وبها . من قادتها السياسيين الذين تحملوا مسؤولية الحكم . مثلاً : عهد الشهيد ( عبدالكريم قاسم ) تميز بصفات التقرب الى الشعب وخاصة الشرائح الفقيرة والشعبية , ومنحها اراضي سكنية بالمجان , وعرف عهده بنزاهة ونظافة اليد , والبساطة والتواضع مع الشعب , بينما في عهدي  النظام البعثي , في عام 1963 وعام 1968 . تمثل بالاستعلاء على الشعب , وتعامل معه بوحشية متناهية , بالبطش والتنكيل الهمجي , سواءاً في  انقلابهم الفاشي الاسود  عام 1963 , ومجازره الوحشية والدموية , او في انقلابهم عام 1968 , وسرقتهم السلطة من شركاءهم  بالخداع والغدر , فقد تعاملوا مع  الشعب بنفس الاساليب الوحشية , من امتلاء السجون بالمعارضين والابرياء  , او حمامات الدم , او الاعدامات بالجملة , او في شكل المقابر الجماعية , وحرب الانفال والكيمياوي , هذه الوحشية المفرطة بسفك الدماء , هي جزء من تربيته الوحشية والنازية , التي تربوا وتعلموا عليها  . ولم تشبع هذه الكوارث شهيتهم  الهمجية والوحشية , وانما ادخلوا  العراق , في حروب عبثية ومجنونة , كبدت العراق خسائر بشرية ومادية , لا تعوض ولا تقدر بثمن باهظ  , , بحيث تحول العراق الى بلاد التسول والشحاذة والفقر , واستلاب ومسخ حياة  المواطن العراقي . اما العهد الجديد ( الدم - قراطية ) واستلام الاحزاب الاسلامية مقاليد السلطة والحكم , , لم يكونوا , سوى الاستمرار ومواصلة  بكارثة الخراب والدمار , وتكاملت الفصول في  ترويع وقهر المواطن العراقي , الذي اصبح عاشق الاحزان والنوح واللطم , والكفر المواطن  بالعراق الذي ولد فيه , بالاهمال والتهميش , وضياع الحياة , بين الموت بالتفجيرات الدموية , او الاختطاف من قبل المليشيات الطائفية المسلحة , التي حلت محل الدولة , او اصبحت هي الدولة الفعلية , التي تسيطر على خناق المواطنين , اما زعماء هذه الاحزاب الاسلامية , تفرغوا للصراع والانقسام السياسي والتنافس  , على الغنائم والفرهود والنفوذ , بالعراك والنزاع الحاد , وحتى لو احتاج الامر  الى العنف الدموي , ولعلعة الرصاص والبارود , في ظل الاهمال التام للمواطن من ناحية الرعاية والخدمات والامن , لانهم تفرغوا كليلاً لعمليات السرقة واللصوصية والنهب  , حتى اوصلوا خزينة الدولة الى الافلاس , والازمة المالية الحادة والخانقة , فقد خلقت من رحمها , عتاوي الفساد الشرسة التي لا ترحم , وبضمير ميت وقلوب حجرية وصنمية , والمصيبة الكبرى التي تميز بها العهد الجديد , اصبحت الخيانة الوطنية , ارفع وسام شرف وتقدير وفخر  , اذ لم يتعرق جبينهم خجلاً وعاراً , ان يتفاخروا , بأنهم اصبحوا ادوات عميلة , لاجندات اجنبية , تنظر الى العراق نظرة عدائية وانتقام , وهي ( ايران . تركيا . السعودية ) مما اصبح العراق ساحة حرب لتصفية حسابات بين هذه الدولة الثلاثة . مما حملوا صفة زعماء عصابات الجريمة والارهاب , عن حق وحقيقة . ولكن من افدح المصائب , التي لاتخطر على البال والعقل والمنطق , في اردى الصفات الرديئة والقبيحة والمخزية , وهي الميوعة والترف والنعومة الحريرية , وهي من الصفات الانثوية , واشباه الرجال الذين يعتنون بالمظاهر الجسمية  الناعمة بالرشاقة الحريرية  , والخدود الحمراء , وعمليات التجميل والشد والحف والمكياج والكحل . واستخدام عمليات الرشاقة , كأنهم في حفلات مسابقات ملكات الجمال , او انهم  ممثلين في سيرك التهريج , بصبغ وجوههم . ان هذا يدل على انعدام الحس الاخلاق والشرف المشين  . كأن الترف والنعيم وعمليات التجميل , هي اولى مهماتهم الحياتية , اما الشعب فيذهب الى جهنم وبئس المصير , هذه الوضعية الشاذة , هي التي ادت الى الغضب والسخط والاستنكار , من الكاتب ( غالب الشابندر ) . بأن يدعو الفقراء والمهمشين والمحرومين والمظلومين , ان يدوسوا باحذيتهم على هذه الرؤوس العفنة والشاذة , امثال  الكتكوت النرجسي الامرد ( عمار الحكيم ) وزبانيته الفاسدة , الذين يتصورون بأنهم اوصياء الله على الكون , والباقي من الاوادم , ماهم سوى حيوانات وحشرات ضارة ومعدية يجب استئصالها من الحياة  ............................................................   ولله يستر العراق من الجايات
وهذا رابط غضب غالب الشابندر الصاعق على الفاسدين
 https://youtu.be/1E7WkCzObyI
جمعة عبدالله
   

399
مبروك للبلطجية الملثمة في ساحة التحرير , ولكن لمن تنتمي رجاءاً  ؟
الاجهزة الامنية تتعامل وفق مبدأ , الكيل بمكيالين , فهي شرسة تكشف عن أنيابها الوحشية , وتكون حاضرة  . تتعامل بالقسوة والبطش الوحشي , ضد المتظاهرين السلميين , ولم تتوانى في استخدام العنف والبطش , دون رحمة , وتبدع ببراعة في اساليب القمع الوحشي  , كما حدث في ساحة التحرير , وتكرار بطشها ضد المحتجين عن الاوضاع الامنية المنهارة , ومحاسبة القادة الامنيين الفاسدين , واصلاح حالة الانفلات الامني , وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة , بشكل سلمي , لان الحاجة الملحة اليوم , ايقاف نزيف الدماء , من التفجيرات الدموية , التي اصبحت ظاهرة روتينية يومية , فبدلاً من تفهم المطلب الانساني , وهو حق مشروع , في حق الحياة , يجابه بكل عنف وبطش وقسوة  , واساليب قمعية , من استخدام الهروات والغازات المسلية للدموع , ومطاردة المحتجين والمعتصمين حتى ساحة الطيران , لاخماد حركة الاحتجاجات المشروعة . لكن في نفس الوقت , تغيب عن مسؤوليتها وواجبها , بالفرار المهين  , او تكون وديعة ومسالمة مثل ( الارانب ) . ازاء عصابات الارهاب والجريمة , بل تقدم لهم كل التسهيلات , من  السيارات المفخفخة والاحزمة الناسفة , مقابل عملة مالية , حتى تصل وسائل الارهاب الدموية  , الى اهدافه المرسومة , بكل حرية وسهولة ويسر , اي انها تترك الحرية الكاملة للارهاب الدموي , ان يعبث بالخراب وسفك الدماء , بالمواطنين الابرياء . حتى اصبحت حياة المواطن , مثل بطاقة يانصيب , قد يصل الى بيته سالما , او تتطاير اشلاء جسمه في الهواء , لتنزل فحم ورماد . ورغم السيد العبادي , وعد بالحرية في التعبير والرأي  في المظاهرات السلمية بأنه حق شرعي  , دون اي تدخل او مضايقة  من جانب الاجهزة الامنية , لكن هذه الوعود مزقتها الاجهزة الامنية , ولم تحترم وعود رئيس الوزراء , وهذا يدل على شخصيته الضعيفة والمهزوزة , بأن يصبح ( خيال المآته ) مسلوب الارادة والقرار , لكن الغريب في الامر , بدخول بلطجية ملثمة , لتشارك في عمليات البطش والتنكيل والمطاردة , المحتجين السلميين والاعتداء عليهم , هذا التطور الخطير , يؤكد العلاقة الوثيقة , بين الاجهزة الامنية , وعصابات الارهاب والجريمة من المليشيات والبلطجية الملثمة , التي خاضت معركة ,  حرب داحس والغبراء ( ولية المخانيث الجبناء ) ضد المحتجين والمعتصمين السلميين , ياريت ان تكون  هذه الوحشية ضد داعش والمجرمين الوحشيين , لكن بهذه الاعمال الجبانة , تؤكد على مدى حجم  الانهيار الامني , واصبح المواطن , الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الامن والامان  , جريمة لا تغتفر , واذا كانوا هؤلاء البلطجية رجال , ان ينزعوا عن اقنعتهم الملثمة , ولكن الشعور بالجبن , هي من شيمة اشباه الرجال الخصيان . وانه تطور خطير في التعامل السياسي , باعتبار حرية التعبير والرأي ,  جريمة , وليس العمليات الارهابية التي تطال الابرياء , لذلك ادانت منظمة حقوق الانسان العراقية , جريمة ارهاب المتظاهرين السلميين , وتكرار مثل هذه الحوادث ضد الاحتجاج السلمي . ولكن السؤال , هل تحول العراق الى دولة بطلجية مأجورة ومرتزقة مدفوعة الثمن ؟ !   ............................................................   والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


400
هل مدينة الثورة ضحية الصراع السياسي أم الداعشي ؟
لا احد يستطيع ان يفسر صمت الحكومة , ازاء الانفلات الامني , بتصاعد حجم التفجيرات الدموية , التي اخذت الطابع الروتين  اليومي , كل يوم يواجه المواطن , الجحيم الموت  وبراكين النار المشتعلة  , لتتحول اجساد الابرياء , الى اشلاء متطايرة ومتناثرة , التي اتخذت هذه الجرائم ,  صفة جريمة الابادة الجماعية  , بما تشهده مناطق بغداد , وخاصة المناطق الشيعية , والتركيز المحموم  على مدينة الثورة , هذا صمت الحكومي , يفسر بالضعف والفشل والاخفاق , في لجم عصابات الجريمة والارهاب , ويدل على عمق الخلافات داخل احزاب  البيت الشيعي ( التحالف الوطني ) , واكبر صفعة وجهت له  هي مقاطعة اجتماع التحالف الوطني ,  من قبل العبادي والصدر , واعقبها تصريح العبادي , بالتلميح المباشر , بتورط جهات سياسية , بعمليات الخطف والجريمة المنظمة , ولكنه لم يتجاسر على ذكر الاسماء والعناوين والهوية , هذه الحهات السياسية , وهي تدل على شخصيته الضعيفة والمهزوزة , بأن حكومته , تخلت عن مسؤوليتها بحفظ امن المواطن , وهو جزء من الفشل العام للاحزاب الحاكمة , التي ظهرت بأنها عن حق وحقيقة ,  زعماء عصابات ارهابية واجرامية , وليس رجال دولة . لقد تركوا فراغاً كاملاً في انفلات الوضع الامني , مما سارع الى الانهيار الكامل ,  في ظل الاجهزة الامنية الفاشلة والفاسدة والمرتشية , بدليل تصريح رئيس لجنة الدفاع والامن البرلمانية ( حاكم الزاملي ) الذي تحدث عن ضريبة عبور السيارات المفخفخة , من مناطق السيطرة والتفتيش , والوصول الى اهدافها المرسومة بكل سهولة , مقابل 10 آلاف دولار , دون ان تتحرك الحكومة والقضاء والنائب العام الغافي في سبات عميق على وسادة بريق الدولار , ان يتحروا عن حقيقة هذا التصريح الخطير , قد يكون له اغراض سياسية ومآرب اخرى ,  ضمن طابع الصراع على الغنائم  أم انه  يمثل واقع حقيقي وفعلي , دون ان يتحركوا في فحوى التصريح , قد يكون كاذباً جزء من التسقيط السياسي ,  أم انه من ظاهرة من  ظواهر الفساد والرشوة , التي اصبحت  الدين والعقيدة المقدسة  , للقادة الامنيين الفاسدين , الذين باعوا المواطنين بالدولار , الى عصابات الجريمة والارهاب المنظمة , التي صرح بها بالتلميح السيد العبادي , وتصريحه يدل على اسقاط مكانة وهيبة الدولة , التي صارت يلعب بها شعيط ومعيط وجرار الخيط , وفي ظل عجز الحكومة , في محاسبة القادة الامنيين الفاسدين , بالمحاسبة الصارمة , وبالعقاب الشديد , بما فيه اعدام القادة الامنيين المرتشين والفاسدين , في اماكن التفجيرات الدموية , حتى يخفف من حدة بيع المواطن بالرشوة المالية , في سهولة حدوث تفجيرات دموية , في المناطق الشيعية والتركيز المحموم  على مدينة الثورة , كأنتقام وحشي بالابادة , ووصل الحال من تمادي عصابات الارهاب والجريمة التي تنتمي الى الجهات السياسية ,  المشاركة في الحكومة والبرلمان  , المعروفة حق المعرفة , عند الحكومة والاجهزة الامنية الفاسدة , ولكن منْ يتجاسر ويكشفها الى الشعب والاعلام , وصل الاستهتار الوحشي في جرائمها المرعبة , ان تفخخ جثث  الموتى , وتدفعها في ثلاجة الموتى , لتحدث مجزرة في المستشفى , كما حدث في مدينة الثورة في ( مستشفى الصدر ) . وهو يدل على العلاقة المتواطئة والحميمة , بين الاجهزة الامنية الفاسدة والمرتشية , وبين عصابات الارهاب والجريمة , بما فيها مليشيات الطائفية وتنظيم داعش الوحشي . ان جرائم التفجيرات الدموية , ستستمر بتصاعد وحشي مخيف  , ولا يمكن ان تخفف من حدتها الوحشية , وخاصة العبادي وحكومته واحزاب العار الحاكمة , رفعوا الراية البيضاء , استسلاماً وانهزاماً وتخاذلاً , امام الجراد الوحشي , الذي خلق من رحم الاحزاب الاسلامية الفاسدة , ان يعبث بمصير المواطن بالموت العشوائي , والقادم افدح مصيبة ........................................................      والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله

401
رواية ( اقتفي أثري ) مشكلة  البحث عن الوطن المفقود
هذه الرواية  من روايات الروائي ( حميد العقابي ) , تتحدث بصراحة عن سقوط النظام السابق , وصعود الاحزاب الاسلامية الى السلطة والحكم , وعن اضطرار العراقيين الهرب الى الخارج , هرباً من الوسائل الارهابية القمعية بالاضطهاد في عهد البعث   , والتسقيط السياسي , وكذلك عن عودة المهجرين والمنفين , والقضية المركزية التي تناولتها الرواية بشفرات رمزية بليغة الايحاء والمعنى  , مسألة الاحتلال والوجود الامريكي . وكذلك في اعطاء بعد رمزي الى اقنعة  الدجل والنفاق السياسي . هذه المحاور الاساسية , التي قادت المسار السردي واحداثه ,  ومفاجآته المختلفة , في البعد السياسي والاجتماعي . لكشف مواطن الزيف في الواقع العراقي الجديد بعد الاحتلال الامريكي . وقد استخدم جملة من المؤثرات التعبيرية , وخاصة من الموروثات الشعبية ,  ومن التراث الغناء الشعبي , الذي يكشف روحية وهوية ونفسية ومزاجية الانسان العراقي بملامحها وصفاته المعروفة  , وتعددت اساليب توظيف  الادوات التقنية الروائية , بأنماطها المتعددة والمتنوعة  , من الصيغ الروائية الحديثة , بما فيها الارتشاف من ينابيع  السيرة الذاتية للمولف نفسه والوقع الفعلي   ,  برز كبطل للرواية بأسم ( حميد مهدي بزون ) , وهو يقود مسار الحدث الروائي وتطوراته المتلاحقة والمتنوعة , بصيغة الضمير المتكلم ( الراوي )   .  تبدأ الرواية من لحظة سقوط تمثال رأس النظام السابق , واتفاق مجموعة من المهاجرين والمنفيين العراقيين , على قرار  الانتظام في قافلة الرجوع الى احضان الوطن , بعد الغربة الطويلة , وما صاحبها من معاناة وألم مؤلم  , لذا فأن حلم الرجوع  اصبح حقيقة  فعلية وملموسة  , بعدما كانت  تأتي على شكل كوابيس مرعبة ومخيفة , يفز منها المهاجر والمنفي من منامه مرعوباً , يتحسس رقبته ,  بأنها سالمة من حبل المشنقة . او يتحسس اعضاء جسمه , بأنها خالية من اثر من الدماء , من اطلاقات الرصاص عليه من الاجهزة الامنية وجلاوزة النظام السابق . لذا فأن شغل واهتمام الحدث  الروائي , بتتناول قضية عودة الطيور المهاجرة , الى اعشاشها الاصلية , وقافلة الرجوع تضم كل شرائح واطياف الشعب من ( عرب . اكراد . تركمان . اشوريون . كلدان . شيعة . سنة . صابئة . ملاحدة . شيوعيون . منفيون جدد , ومنفيون قدامى . رجال سلطة متقاعدون . مخبرون نادمون . نسوة محجبات , واخريات نصف حجاب . وأنا وماريانا وعلي كارثة ) ص98 . في العودة الى احضان الوطن الامل والحلم  , لكن الطريق الى ايثاكا , معبد بالمخاطر والمجازفات الخطيرة , التي يتجرعها العائد بمضض بعلقم الخيبة واليأس  , وفقدان التوازن النفسي بالمعاناة والارتباك المضطرب  , اي اننا امام ( ايثاكا ) جديدة , وايثاكا القديمة هي ( ايثاكا  بلد الملك اوديسيون , بعد انتهاء من حرب الطروادة , شد الرحيل للرجوع الى بلده ايثاكا , ولكن كلما يصل على مشارف ميناء مدينته , وتكون على مسافة  قريبة  ( شمرة عصا ) تهب فجأة العواصف البحرية الهائجة , وتشمره في اماكن مهجورة غير مألوفة , وظل على هذا المنوال عشرة سنوات يصارع عواصف البحر ( بيسودونس ) ) , واتفقت قافلة العودة بأن تكون محطة الرجوع , هي حانة ( مفترق الطرق ) وهي نفس الحانة للرحيل الى الغربة  ,وحانة العودة ( كانت حانة ( مفترق الطرق ) اول قلاع الغربة , واخرها للعائد , ولنا فيها ذكريات لاتنسى ) ( ربما التقينا بنادلة الحانة مرة اخرى , واغترفنا من حكمتها قبساً ينير طريق عودتنا ) ص10 . واصبحت القافلة على مشارف قريبة من  حدود الوطن . وانوار المخفر الحدودي وبنايته يشاهدونها  , قريبة جداً منهم على قرب ( شمرة عصا ) . ولكنهم قرروا المبيت ليلتهم الاخيرة , وعند الفجر يكونون في احضان الوطن , بعدما تعذبوا في الغربة والمنفى دهراً من الزمن  , وحطوا رحالهم للاستراحة من الطريق المتعب والمرهق  , لكن فجأة برزت لهم المفاجأة غير المتوقعة , كأنها تحمل الشر والمصيبة الفادحة لهم , فقد برزت عيون براقة في الظلام , وتقترب منهم وتطوقهم بطوق محكم , وتحاصرهم في دائرة ضيقة , أثارت فيهم  الرعب والفزع , لان عيون الذئاب تقدح شراً بالانتقام والعدوانية الوحشية   , وهي تلوح لهم بأنهم على مشارف الموت , او ان ساعة الموت اقتربت منهم  , وما عليهم سوى ان يتلوا الشهادة ,  تصاحبها  الصراخات المرعبة انطلقت من افراد  القافلة . . وهنا ( الراوي )   يقطع مسلسل الحدث الدرامي المرعب والمفجع , وينقلنا الراوي ( حميد مهدي ) الى البدايات , في نقلة نوعية ( فلاش باك ) لتتكامل منطقية مسار الحدث الروائي , الى سيرته الذاتية بتفاصيلها , حتى لحظة مهاجمة الذئاب على  قافلة العودة , ويأخذنا الرواي الى استذكار الماضي المرعب , زمن الاضطهاد والبطش والارهاب , من الاجهزة الامنية  من نظام البعث السابق , وحملات الاعتقال والسجن والتعذيب واساليبها الوحشية , والتسقيط السياسي , من اجل ان يكون حزب البعث ,  الحزب الوحيد القائد , اعتقل ( الرواي ) ومارس بحقه جملة من وسائل التعذيب الرهيبة لمدة اسبوع في دائرة الامن العامة  , ولم ينزع منه اعتراف وبراءة من حزبه فظل صامداً  .
( - سيدي هذا شيوعي منيوك , خليه انجيه )
( - لا. لا , مو هسه . راح يعترف , هو خوش ولد , شريف , ابن عائله شريفه , أنا اعرفها )
( - ها . تعترف ؟  , ها ؟ ) فيضطرب المعتقل برعب ,  ويجيب بيأس :
( - سأوقع على ما تريدون ) ص139
ويطلق سراحه بعد الاعتراف وويعطي ذمة البراءة بالتسقيط السياسي , بتعهد بعدم مزاولة العمل السياسي , ماعدا حزب البعث , في  ورقة التعهد  بالاعدام اذا خالف ذلك , ولكنه في قرارة نفسه , تيقن بعدم مزاولة الحياة ايضاً  , في ظل هذا  الجحيم المرعب . قرر الهروب من جحيم وارهاب  البعث والتخلص منه بسلام  , الى  صوب شمال العراق نحو ايران . واتفق مع دليل كردي مع شخص اخر ايصالهم الى الحدود الايرانية , وكانت رحلة شاقة وخطيرة ومضنية , ومجازفة غير محسومة العواقب , فكان في  طريقهم , تنتشر فيه نقاط التفتيش , والربايا العسكرية للجيش العراقي , والخوف من وقوع في احدى مفارز ( الكتي ) ( الاتحاد الوطني الكردستاني - جماعة جلال الطالباني ) عندهم اتفاقية مع سلطات البعثية , بتسليم الفارين من الجنود , او السياسيين , مقابل مقايضة مالية تدفع لهم على كل ضحية يقع في ايديهم ,  ويتنفسوا  الصعداء  , حين  وصلوا الى الحدود , ووقعوا في ايدي الجنود الايرانيين , ويعاملوهم معاملة قاسية وفظة  , وب سلسلة من التحقيقات  المتعبة والمرهقة بشكل متواصل , حتى اطلاق سراحهم , وايصالهم الى منطقة تجمع اللاجئين العراقيين في طهران  , حاول محاولة فاشلة في الهروب من ايران الى افغانستان  , ثم يصل الى باكستان وتسليم نفسه الى منظمة الصليب الاحمر الدولية , لكي يتم توزيعهم الى دول اللجوء الاروربية . , وتسنح له الفرصة بالخروج من ايران الى سورية دمشق , ثم الرحيل الى دولة الدنيمارك محطته الاخيرة للاستقرار . وهاهو آلآن ضمن قافلة العودة الى ( ايثاكا ) , ولكن لم يجدها , ولم يعد الوصول اليها , إلا وهم وسراب وخيبة أمل  , تضاف الى سجل الخيبات الطويل , لذا يتساءل اين الوطن ؟ ( اين هو الوطن ؟ واي وطن هذا ؟ . لكن المسألة بالنسبة لي , لا تتعلق بالوقت او الوصول , انما انني متيقن , بأن ايثاكا لم تعد ايثاكا , وان الوصول اليها , خيبة أمل , تضاف الى سجل خيباتنا الطويل ) ص70 . وتنحشر القافلة في دائرة صغيرة مرسومة , لايمكن ان يتجاوزها احد , ومن يخرق ذلك  يكون طعماً لذئاب الشرهة  , ولذلك ابتعد وتلاشى الوطن ,  واصبح بحكم المفقود والضائع , هذه الافكار تنهش افراد القافلة , بالهواجس والهموم بأننهم وقعوا في فخ  الخيبة واليأس , بتجرع الفشل والخذلان , من وطن مفقود , واي وطن هذا في ظل الذئاب ؟ ( ليله ذئاب ونهاره جحيم ) ص28 . تتحول احلامهم بالعودة الى سراب ووهم , ومرارة يتذوق طعمها العلقم بالهوان والذل والمهانة  , ويقع في ايدي الجنود الامريكان ويعامل بوحشية متناهية , والتعذيب النفسي المرير , لكي تستلب انسانيته ,  حتى يكفر بالوطن المفقود  , ويعامل باذلال واستخفاف وسخرية  , ولهم الحق في  اطلاق النار عليه , اذا تعكر مزاجهم , او سمعوا منه  كلمات لاتعجبهم , لانهم سادة الوطن المفقود ,  وهم مانحي الحياة والموت  , في وطن تلاشى  وجوده في ظل احتلال الذئاب , وامام هذا الجحيم , بأن الوطن يصاب باللعنة والعقاب , يعود الى حضن  امه طفلاً صغيراً , حتى يتلاشى شيئا فشيئا , ويعود الى رحم امه , رافضاً الخروج من الرحم ,  الى الجحيم ,  والوطن المفقود ( اي وطن هذا ؟ ) ( ليله ذئاب ونهاره جحيم ) ص28 .
            ×   رمزية الذئاب
شكل هذا الرمز المحور الاساسي في صفحات الرواية , واعتبر القضية المركزية لمضامين افكار  الرواية , وحبكتها الفنية , وهو نعت الى الامريكان واحتلالهم , لذا اختار صفة ( الذئاب ) عن حق وحقيقة , وهو يعطي الايحاء البيلغ , لهذه الصفة الحيوانية , التي تعرف بالافتراس الضحية بشهية وحشية جائعة , لذلك ان الروائي , لم يكتف بهذه الصيغة الوحشية , وانما كشف الواقع السياسي من مسألة الاحتلال والوجود الامريكي  , ورؤية الاطراف السياسية بالاخص الاحزاب الاسلامية , التي وقفت بقوة الى جانب المحتل , بالمقايضة اعطاءها السلطة والحكم , ان هذا الموقف , عمق الشرخ السياسي , والرؤية في بناء الوطن ,  وحفظ كرامته وسيادته الوطنية  , وخاصة اعتبرت الاحتلال , بأنه ,  سلام وتحرير , والراوية تناولت بعمق هذا الشرخ والرؤية بعمق ودراية وفهم  . من خلال شرائح قافلة العودة , التي تمثل فيها ,  كل اطياف الشعب ومكوناته , وكشف موقف الاحزاب الاسلامية من خلال رمزية  شخصية ( عبدالصمد ) اللولب الفعال في القافلة , والمحيطين به , المناصرين للاحتلال والوجود الامريكي , ويعتقد المرحلة التالية بعد التحرير , تطهير العراق من الشيوعيين والملحدين والكفرة الفاسقين , وان الوقت مناسب , لشن حرب ضروس ضدهم  , وكان يهدد القافلة بالسلاح والقتل , ويدخل في نزاع وشجار وعراك لا ينتهي مع افراد القافلة الذين لا يؤيدون ولا يناصرون افكاره المتعصبة , فليس غريب ان ينظر الى ( الذئاب ) بنظرة المنقذ والمحرر , وكما يوصمه بعض افراد القافلة بالسخرية والتهكم بأنه ( يجيد لغة الذئاب ) ويتوعد ويهدد كل من يتطاول على ( الذئاب ) بقوله ( اشبيها الذئاب , سلام الله عليها ) ص 156 . وجماعته المناصرة تردد كالببغاء ( ربما جاءت لحمايتنا ) ص17 . او ( ألم اقل لكم انها جاءت لتحرسنا ) ص20 . لذا فأن تواجد الذئاب له علاقة بما يجري داخل الوطن , من صراعات سياسية وخلافات ناشبة وعنيفة  , ولكن توجد اصوات رافضة لوجود الذئاب , وتستنكر هذه الحمية بالدفاع عن وجود الذئاب ( الامريكان ) , ولا يمكن الاطمئنان على وجودها , ان هذا التنازع السياسي , بمثابة الحالة السيئة والكارثية التي اصابت الوطن المفقود ( اي وطن غريب أنت , وطن منفي في نفسه ) ص 176 , لكن يمكن اختزال وجه وقناع الاحزاب الاسلامية في خلافاتها على السلطة والنفوذ , بهذا الاختصار الدال ( كلهم من صنف واحد , كلهم اقنعة لوجه واحد ) ص 160 .
رواية ( اقتفي أثري ) شخصت ابعاد  الواقع السياسي الكارثي بعد الاحتلال وضياع الوطن  .
×× رواية ( اقتفي أثري ) الروائي حميد العقابي
×× صدرت عام 2009
×× 190 صفحة
×× دار النشر: طوى للثقافة والنشر والاعلام  - لندن
جمعة عبدالله


402
السيد السستاني يسقط التسوية التاريخية
مشرع التسوية التاريخية الذي راهن عليه , عراب التسوية , بأن وضع في سلتها , كل اوراقه السياسية ومنزلته السياسية , بالرهان بأنها ستجلب له الحظ السعيد ( طير السعد )  , وبالمكاسب السياسية الانتخابية , والعراق مقبل على اجراء انتخابات عامة  ,  لكي تجعله رجل المرحلة والمهمات الصعبة , بأنها ستعتبر ضربة معلم , ليجني ثمارها الذهبية بالمكاسب الكبيرة  , بهذا الغباء السياسي الصبياني في مراهقته المجنونة , تحولت الى ضربة , جاهل وغبي , وبعيداً جداً عن الواقع العراقي الفعلي , المحطم بالارهاب الدموي والفساد المالي , لقد اظهر عرابها , بأنه يعيش في كوكب اخر , لا يمت للعراق باية صلة , وتحول مشروع التسوية الى هزيمة سياسية على الوزن الثقيل , بالانهزام والاستسلام المذل  , الملطخ بالعار المشين , الكل يتنصل منها , ويتبرأ منها , لانها اصبحت ثوب العار والخساسة والدعارة  والنجاسة والدناءة  , حتى من خرابة ( التحالف الوطني . او التخارف الوطني ) , واخر صفعة وجهت اليها , جاءت هذه المرة ,  من المرجعية الدينية , بعدم استقبال وترحيب بعرابها , وسد الباب بوجهه , حتى لا تطلخ سمعتها , بجريمة التسوية التاريخية , كما صرح الناطق الرسمي بأسم المرجعية الدينية , المتمثلة بشخص السيد السستاني . لقد اصبحت حمل ثقيل بجنينها العار والحرام  , واصبحت ملعونة يلعنها الجميع ويرميها بالف حجر اسود . حتى من المعنيين والمشمولين بها , من ايتام البعث الفاشي ودواعشهم السياسية , رغم اصدار قانون العفو عن الارهابين والمجرمين , واطلاق سراح المئات ( وربما الالوف ) ليعيدوا من جديد الى اعمالهم الارهابية والاجرامية باكثر دموية ووحشية , اكثر  من اي وقت مضى , وهذا ما يفسر الانهيار الامني الكبير في المناطق الشيعية , التي حملت لعنة الله , من احزابها الفاسدة والمجرمة , وتعود بغداد الى جحيم التفجيرات الدموية , اكثر من السابق , في ظل الاجهزة الامنية الفاسدة والمرتشية , وبظل وجود ( مئة مليشية مسلحة ) تدعي انها تمثل فصائل الحشد الشعبي , لكنها تترك الحرية المطلقة , الى القتلة الوحشيين , ليفترفوا الدمار والخراب , بالتفجيرات الدموية اليومية , كأن هناك تقاسم في الحصص والنفوذ , وحتى في  القتل والاغتيال والاختطاف , الدواعش ايتام البعث الفاشي , حصتهم التفجيرات الدموية , والمليشيات المسلحة , التي تدعي تمثل فصائل الحشد الشعبي , حصتها , الابتزاز المالي والسلب والنهب والسرقة والسطو والاختطاف , وتحت عناوين فصائل الحشد الشعبي , كأنه يأخذ دور ( الجيش الشعبي ) في نظام البعث المجرم , بعدما اغتصبوا بفتوى السيد  السستاني , بالجهاد الكفائي , ولب الدعوة في التطوع في الدفاع عن الوطن المحطم , الالاف من  الشرفاء ,  في سبيل الجهاد الوطني , لكن السراق الفاسدين والمجرمين , حولوا الفتوى الجهادية الى اهدافهم ومآربهم الشريرة في تحطيم العراق , وكما صرح حرامي العراق ( المالكي ) بأنه المؤسس الفعلي لقوات الحشد الشعبي , هذه جريمة بحق الفتوى الجهادية وبحق السيد السستاني , بأن يقطف ثمار الفتوى , مرشد الايراني الخامئي , وقيادات الحشد الشعبي , تؤمن بولاية الفقيه , والخامئني وصي وولي الله عليهم , ان العراق مقبل على احداث خطيرة مدمرة , طالما ( ماما طهران ) تريد تركيع العراق واذلاله  , وخضوعه اليها كولاية تابعة الى ولاية  الفقيه , ولي الله على الارض ,  خامئني . ان الاصرار بالعناد صبياني بمراهقة الصبيانية في استمرار بحمل جنين العار التسوية  , رغم ان الجميع يمزق التسوية التاريخية , حتى ايتام البعث , يستخفون ويستهزؤون بها وبعرابها . حتى وصل مسلسل الانبطاح والانهزام الذليل  , الى اقتراح المقايضة العارية المشينة , بتسليم السلطة مقابل ايقاف التفجيرات الدموية . ان هدف هذه المقايضة العارية بالانهزام الكامل , ليس بهدف حفظ امن المواطن , وانما غايتها حفظ امبرطوريتة المالية , التي يمتلكها عراب التسوية , من النهب والاختلاس والسرقة , من اموال وعقارات ضخمة لا تعد ولا تحصى   , نهبت بشكل احتيال شيطاني مدروس  , ان ايتام البعث المجرمين , هدفهم السلطة الكاملة بدون شريك لهم , وممكن اصدر عفو حين استلامهم السلطة , الى الفاسدين والسراق , بأن تصبح هذه السرقات شرعية لهم , ثم يرحلوا الى بلدانهم , التي ينتمون اليها , قلباً وقالباً , وليس العراق الذي يدوسونه باقدامهم و ( يبولون عليه , كما اعترف احدهم من حيتان الفساد ) . ان السذاجة الصبيانية والسياسية , تحولت التسوية التاريخية , الى انهزام وانبطاح , حتى المهزوم الجبان لا يصل  الى مستوى  عارها  , امام وحوش البعث الفاشي ........................................    والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


403
مليشيات طائفية تمارس  الارهاب والجريمة  ضد الصحفيين الرأي الحر
انهيار الوضع الامني , يثير الرعب والخوف لدى المواطنين , بغياب دور الدولة في حفظ الامن , وامام تزايد نفوذ وسطوة المليشيات الطائفية المسلحة , عصابات الارهاب والجريمة , أصبح المواطن لقمة سائغة , وتحت رحمة  التهديد بالقتل والاختطاف  , بتواطئ الاجهزة الامنية , التي هي شريك اساسي في الارهاب والجريمة , وخاصة لها حصة من الموارد المالية, من عمليات  السطو والسرقات والاختطاف , لها حصة مالية مأمونة من اموال  الجزية والفدية والجباية  , التي تقررها هذه العصابات على اهل المخطوف لتطلق سراحه  , فقد احتلت هذه المليشيات الشوارع واصبحت الحاكم والناهي الفعلي  , وراحت تفرض نفوذها وسطوتها عنوة على المواطنين العزل , الذين لا يملكون , اي معين وسند ولا مناصر , بعدما خذلتهم الدولة ومؤسستها الامنية المتواطئة  , وادارة الدولة ظهرها لهم , لذا فأن عمليات السرقة والسطو والاختطاف, تجري بكل حرية على مسمع ومرئى من  الاجهزة الامنية التي لا تكتفي بدور  دور المتفرج فقط  , وانما تقدم التسهيلات الجمة لعصابات الجريمة  , مثل فتح الطريق لسياراتهم , التي لاتحمل ارقام , وتسهل عبورها من نقاط السيطرة  والتفتيش . لذلك  ترك المواطن ,  مصائب الوطن المحطم والمصخم ,  والصراع السياسي بين الكتل السياسية على الغنائم والفرهود  , والتسويات والمصالحات , فقد اصبح شاغله الاول , بأن يدعو كل يوم الله تعالى  , ان يعود في المساء الى بيته سالماً ومعافى , من فكي عصابات الارهاب والجريمة ,  من القنص والاختطاف , ويدعو الله ان يعود اطفاله من مدارسهم سالمين من القتل والاختطاف . هذه الحالة الفعلية التي تعيشها بغداد , في ظل تواجد المليشات الطائفية ( حوالي مئة مليشة , وزعت وقسمت  بغداد بين  نفوذها ) , في ظل رفع الدولة الراية البيضاء استسلاماً  , امام سطوة ونفوذ عصابات الجريمة والارهاب . وكل المليشيات الطائفية المسلحة  تتحجج  بمساندة قوات  الحشد الشعبي , وحتى فرض الجباية المالية من المواطنين اجبارياً  , بذريعة دعم الحشد الشعبي , لذا على على الحشد الشعبي , ان يطهر صفوفه , من عصابات الارهاب والجريمة , لان عملها الوحشي والاجرامي , لا يشرفه ولا يشرف شهداءه الابرار , وضمن التدهور الامني وتواطئ الاجهزة الامنية , تم اختطاف الصحفية والناشطة المدنية ( افراح شوقي ) وهي رسالة تهديد الى الحراك المدني بالاغتيال والاختطاف , رسالة تهديد وانذار الى كل  الاقلام الشريفة , اصحاب الرأي الحر , في ارهابهم وتكميم افواههم , من نشر الحقيقة والواقع ,  وفضائح الارهاب والفساد , وكذلك في المطالبة , برفض تواجد  عصابات الجريمة والارهاب , التي تمزق هيبة الدولة المنخورة والهشة  , وان تواجد عشرات المليشيات الطائفية هدفها الكلي   نشر الرعب وارهاب والجريمة   . لقد كانت الصحفية والاعلامية ( افراح شوقي ) صوتاً حراً نشيطاًواعلامياً  ,  يستهجن وينتقد عصابات الجريمة والارهاب , والممارسات الفاشية التي تمارسها الاجهزة الامنية , بدليل قبل يوم واحد فقط , استنكرت وادانة العمل الاجرامي , الذي  مارسته الاجهزة الامنية في محافظة ( ذي قار ) حيث قام ضابط في وزارة الداخلية , في اقتحام مدرسة , واشهر السلاح في الحرم المدرسي واعتداء على مديرة المدرسة امام التلاميذ  , وترويعها في اطلاق النار عليها  , لذا فأن الاجهزة الامنية شريك اساسي مع عصابات الجريمة والارهاب , التي تعمل في الظلام وتخاف من  الحقيقة , ويخافون حرية التعبير والرأي الحر , ان العصابة الارهابية التي مارست جريمة الاختطاف  , معروفة ومعلومة لدى وزارة الداخلية والاجهزة الامنية , بأسم والعنوان والهوية والانتماء , وحتى منطقة تواجدها  , بدليل الناطق بأسم قيادة  عمليات بغداد . العميد ( سعد معن ) صرح بأن ( لدينا خيوط لتوصلنا الى الجناة , من التحقيقات التي تكونت لدى الجهات التحقيقية ) . يعني العصابات الجريمة والارهاب تساوم على مقدار  الفدية المالية , لاطلاق سراح المخطوفة , وكل المؤشرات تشير الى تورط الاجهزة الامنية بالجريمة . بدليل
1 - جاء الاختطاف الصحفية والناشطة المدنية , بعد يوم واحد فقط , حيث  كتبت مقالة ادانة واستنكار واستهتار باشهار السلاح في حرم المدرسة والاعتداء على مديرة المدرسة من قبل ضابط في وزارة الداخلية في محافظة ذي قار
2 - قبل يوم واحد فقط من الاختطاف , تم تعطيل كاميرات المراقبة والتفتيش , في مداخل ومخارج منطقة ( حي السيدية ) جنوبي بغداد , ماهو السبب ؟ لتضييع وطمس الجريمة
3 - استخدم الخاطفون اربع سيارات ( بيك اب ) لا تحمل ارقام , يتقدمها سيارة شرطة مرور لفتح الشوارع للمختطفين , لتسهيل عبورهم من نقاط التفتيش والمراقبة ( الفيديو موجود ,  عرض في قناة NRT ) وهو موجود في مواقع التواصل . ماذا يعني ذلك ؟؟؟؟؟؟!!!!!!! .  ان هذه المليشات الطائفية المسلحة , عائدة الى الكتل السياسية , المشاركة في الحكومة والبرلمان , لذلك تعمل هذه العصابات المجرمة , بحرية تامة , وبحصانة قانونية , باعتبارها فوق القانون والمواطن  ...........   والله يستر العراق من الجايات
جمعة  عبدالله


404
حرب الابادة من الشاي المسرطن الى الرز الهندي  القاتل
الفساد لا يرحم احداً , ولا يضع نصب عينيه مخافة الله تعالى ,  والعاقبة السماء والارض , لانه يعمل بقلوب حجرية , لا  فيها الضمير ولا الذمة ولا الاخلاق , يبيع شرفه وعرضه ,  من اجل بريق الدولار , والجشع الاناني الوحشي , هكذا كان نصيب الشعب المغدور والمنكوب , من حكم الاحزاب الاسلامية الفاسدة , بشقيها ( الشيعي والسني ) فلم يتركوا الشعب يتنفس الصعداء , بسقوط النظام البعثي والفاشي . حتى اصبح حقل تجارب بشكل وحشي , للمواد الغذائية التالفة والفاسدة والمسمومة , حتى انها  لا تصلح للعلف الحيواني , وتوزع ضمن قائمة مفردات البطاقة التموينية , لتزيد معاناة وقهر المواطن بالتعذيب الاجرامي الوحشي , بلا مبالاة ولا اهتمام وعناية , كأن المواطن اصبح  حشرة ضارة , لابد من ابادته وفناءه نهائياً  , , وقد اثبتت بالتجربة , بأن الاحزاب الاسلامية الفاسدة , تقدم نفسها بشكل وحشي اجرامي رذيل وتعيس   , اوحش واقذر وأسوأ من البعث الفاشي اجراماً  , في ابادة الشعب والتخلص منه بالموت  , عاجلاً أم اجلاً , دون رحمة وشفقة . فوزارة التجارة ( وزارة الموت ) تقوم باحسن دور اجرامي وحشي بشع , بامتياز فائق  ,  ووزيرها يقوم بدور عزائيل , حتى  يقتنص الالاف المواطنين كالجراد المسموم  , كأن التفجيرات الدموية اليومية , لا تقوم بدورها المطلوب في جريمة الابادة . وقد حصل قيادي في حزب الدعوة وزيرة التجارة ( عبدالفلاح السوداني ) على لقب وسام  الاجرام الوحشي بامتياز فريد    , حتى  فاق اجرام ( علي الكيمياوي ) , فأن هذا ( العزرائيل )  الجديد , لم يترك اية قمامة وزبالة من الفضلات التالفة  في العالم , إلا وجلبها , من المواد الغذائية التالفة والمسمومة . حتى يحتفظ  باموال الحصة التموينية كاملة  , حتى وصل اجرامه البشع , في استيراد الشاي المسرطن , وتوزيعه ضمن مفردات البطاقة التموينية , ليزيد من عذاب ومعاناة المواطن بمرض السرطان الخبيث , وحين اكتشف امره الاجرامي البشع  , انهزم الى خارج العراق وهو واشقاءه المجرمين , الى وطنهم بريطانيا , ليتركوا مرض السرطن يفتك بالمواطنين دون رحمة هنا وهناك  . وتعود وزارة التجارة ( وزارة الموت ) هذه المرة , في استيراد الرز الهندي المسموم والقاتل , وهذا ما ثبت , في التحقيقات المختبرية , لعينات من هذا الرز الهندي المسموم , في افادة لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية , واصدرت قرار بايقاف توزيع الرز الهندي المسموم , لمخاطر جمة على المواطنين بالتسمم والموت  . ولكن وزارة التجارة ( وزارة الموت ) لم تعر اهمية لقرار البرلمان , وواصلت توزيع الرز ضمن مفردات البطاقة التموينية , بحجة سخيفة يضحك عليها الاطفال , بلسان وكيل وزارة الموت ( سلمان الجميلي ) بذريعة لا توجد مختبرات متخصصة معنية بفحص سلامة المواد الغذائية , من تلفها وعدم صلاحيتها , , هذه الذريعة تمثل قمة مهازل هذا الزمن القذر والارعن , , وزارة مختصة بتوزيع المواد الغذائية , لا توجد فيها مختبرات علمية وطبية متخصصة  , انها ضحكة سخيفة من سريالية الواقع المرير , حتى لو كانت هذه الوزارة , مسؤولة عن علف الحيوانات والحمير , فلابد ان تتأكد من سلامة العلف , من السموم والتلف , خوفاً من تسمم الحيوانات والحمير , انها ابشع جريمة ترتكب ضد الشعب المنكوب والمصخم , بأن الفساد والنهب المالي ,  تعدى حدود المعقول , الى الاجرام الوحشي بمباركة الاحزاب الطائفية الحاكمة .........................  والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


405

هل ماتت التسوية التاريخية ؟ عرب وين وطنبورة وين !!
هذا السؤال الذي يدور في الاروقة  دهاليز السياسية , بأن مراسيم الدفن انهالت عليها وقبرتها تحت التراب , رغم التطبيل والترويج الاعلامي بجهازيته العالية والضخمة  , بما يملك من وفير المال , لحملة الدعم والتضامن والاسناد  , بأن يسوقوا ,  بأن التسوية والمصالحة , بأنها حدث تاريخي بارز في العراق   , لم يشهد له مثيلاً من قبل ,  في المبادرات السياسية , هكذا روجوا لها ,  الكتاب والاقلام الصحفية  , الذين باعوا شرف الكلمة والقلم ,  بثمن رخيص , هؤلاء الكتاب الذين لم تشحذ همتهم , إلا بمورفين الدولار . لذلك حلقوا بها الى السماء السابعة , بأعتبارها انجاز تاريخي عظيم من حكيم الزمان والكون . حرامي الجادرية ( عمار ) فقد  دبجوا الكثير من المقالات الثعلبية االتي كتبت بحبر النفاق والتملق ,   , حتى وضعوا عراب التسوية , في مصاف اولياء الله الصالحين  , او انه المهدي المنتظر , الذي جاء  بوثيقة  السلام وميثاق الامن والامان ,  لتنقذ العراق من الطوفان والهلاك , لتكون دويلة الكرادة التي اقامها  ( عمار ) بمثابة  مدينة العلم والسلام والامن والامان والفكر النير  , وبابها حرامي الجادرية , هذا الزعيق التافه والسخيف والمنافق  , لانه يحمل حرارة الدولار . لقد زعقوا الاعلام والفضائيات بهذا الهذيان المنافق بالصراخ والعواء والنباح صباحاً ومساءاً  , رغم انها في جوهرها تسوية او مصالحة او تحالف , مع رموز الفساد والارهاب والاجرام , وهي في حقيقتها الضحك على الشعب وخداعه  , الذي هو اولى ( الشعب )  بالتسوية والمصالحة , لانهاء عذاباته وازماته ومشاكله والخروج به من النفق المظلم  , وليس التسوية والمصالحة مع الرموز التي تلطخت ايديهم بالاجرام والدماء , من ايتام واعوان البعث الفاشي  , الذين عادوا من باب الاحزاب الاسلامية الطائفية ثانية . وساهموا في الحكم والبرلمان , وغرفوا بالفرهود والغنائم ,  شأنهم شأن الحرامية الاخرين ( كل احنه غرفنا , كل احنه شفطنا ) , لقد رفض الطرف السياسي المعني في التسوية التاريخية , حتى رفض استلامها , وادار ظهره لها , لانهم يريدون الجمل بما حمل . رغم ان من بنودها تتضمن , تصفير الازمات , والغاء قانون المسائلة والعدالة ( اجتثاث البعث ) , وكذلك اصدار  قانون العفو العام , رغم هذا الانبطاح والانزلاق السياسي الخطير في الشأن السياسي , لكنها رفضت جملة وتفصيلاً , لان ايتام البعث يريدون الحكم بلا شريك ومنافس لهم  , طالما عودتهم الاحزاب الشيعية الفاسدة , على سياسة الانبطاح والتخاذل والانهزام  , في ذريعة جبر الخواطر , عفا الله عما سالف , ولكن عراب التسوية التاريخية , لم يفهم الدرس من عواقبها الوخيمة  , طالما هو يتمتع في فردوس الجنة , في دويلته المقامة في الكرادة , ليذهب الجميع الى جهنم , وبهذا العناد الغبي والساذج , سافر الى الدول التي هي فعلاً , بيدها مصير العراق والقرار السياسي ( ايران . تركيا . السعودية . قطر ) لعل يضغطون على اجنداتهم في العراق , بقبول بالتسوية التاريخية . ولكن الطامة بالعار اصابت عراب التسوية التاريخية ( عمار ) بالمخازي , بأن السعودية وقطر وتركيا , رفضت استقباله , لذلك اكتفى بزيارة ( ايران . الكويت . الاردن ) هذا الرفض , هو لدفن للتسوية التاريخية نهائياً  , التي ولدت وهي ميتة لا حياة فيها . وكان من اولى الامور لعراب التسوية التاريخية  , اصلاح خرابة التخارف الوطني ( التحالف الوطني ) باعتباره رئيسه , وتنهشه الخلافات والصراعات , وحتى عدم التوافق على ابسط الاموربينهم  , عليه اولاً معافاته  من امراضه المزمنة , التي اصابته بالشلل والتفكك , هو يمر في  اخطر ازمة  خلاف سياسي , قد يقودها  الى العنف , والحرب الاهلية ( شيعية - شيعية ) وخاصة بين حزب الدعوة والتيار الصدري , التي خرجت سكاكين الاخوة الاعداء الى العلن  , على اثر طرد المالكي من المحافظات الجنوبية , بالتظاهرات الاحتجاجية السلمية , وهدد حزب الدعوة , برش الشوارع بالدماء , وارتكاب مذابح للشيعة المحافظات الجنوبية , بالقيام بصولة ( الغمان ) بالانتقام من اهانة المالكي , لان  من يتطاول على حرامي العراق ( المالكي ) يرش بالدم , كأن العقلية البعثية الفاشية , ما زالت حية , وهي المتحكمة بعقول حزب الدعوة , وانهم في تهديداتهم بصولة الغمان , يعتقدون بأن الشعب واهالي ضحايا المجازر الدموية , سيدخل في نفوسهم  الفزع والرعب , ويرفعون الرايات البيضاء استسلاماً ,  الى هالك العراق ( المالكي ) .  وحزبه كفيل بتنفيذ المجازر والمذابح   ضد الشيعة . كل هذا النذير بالحرب الاهلية بين الشيعة انفسهم  , وعراب التسوية التاريخية الميتة , لم ينطق بحرف واحد , لانقاذ البيت الشيعي من هذه المخاطر الحقيقية التي تلوح بالافق  , وهو مستمر في نفخ في جثة التسوية ,  وهذه مهزلة المهازل , لا يمكن حفظ البيت الشعي من الحرب الاهلية , فهو يغرد على انغام جيفة التسوية  ,  حقاً عرب وين وطنبورة وين ,  والله في خلقه شؤون
والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله 


406
لماذا صبغ شوارع العراق بالدماء . لمصلحة منْ ؟!
تصاعد التشنج والانفعال , الى اعلى مراحله الخطيرة  , وبفقدان البصر والبصيرة , من  حزب الدعوة  في اطلاق العنان الى بلطجيته ومليشياته المسلحة ( جيش المختار ) , بأن تعمق جراح الشيعة النازفة  , بالتهديد بالويل والثبور  , وانزال الصاعقة على رؤوسهم , برش شوارع العراق بالدماء , من اجل عيون ولي نعمتهم وسيدهم المطلق ( المالكي ) احتجاجاً على طرده بشكل مخزي من المحافظات الجنوبية , فقد واجه المالكي  هبة شعبية كبرى , بالمظاهرات السلمية , المنددة والرافضة لزيارته , باعتباره  كان المسؤول التنفيذي الاول في الدولة العراقية , على مدى ثماني اعوام كارثية , حطمت العراق بالارهاب والفساد والنهب والفرهود , وحدثت مجازر دموية مروعة , منها  مجزرة سبايكر , بأعتباره كان القائد العام للقوات المسلحة , هذه التهديدات تمثل , قمة  الغطرسة بالعقلية الاستبدادية الطاغية , التي تعتبر التظاهر السلمي للشعب اجرام وارهاب  , رغم اقراره في الدستور العراقي ,  بأنه حق شرعي للشعب , ولكن مثل هذه العقليات العمياء والعوجاء والمنحرفة والمتهورة , تعتبر  التظاهر والاحتجاج السلمي , عمل ارهابي غير مسموح , ولابد من ردعه برشه  بالرصاص والدماء , حتى يضفوا خراباً ومذابح اضافية على العراق المحطم   , والسبب لانه طرد المالكي من المحافظات الجنوبية , بتظاهرات سلمية رافضة لزيارته , بدلاً من ان يكون هذا الرفض , درساً وعبرة , ليعيد حزب الدعوة حساباته وتقديراته , ويتلمس الطريق السالك , الى سماع صوت الشعب واحترامه , ولكن حزب الدعوة يصعد لغته التهديدية , ويحضر بلطجيته الى شن ( صولة ثانية ) , حتى ترتكب المذابح والحرب الاهلية ( شيعية - شيعية ) , ومجابهة التظاهرات السلمية بالرصاص والدم , كما فعل المالكي  في شباط عام 2011 في ساحة التحرير , ضد التظاهرات السلمية , التي طالبت بالاصلاح والبناء ومكافحة الفاسدين . ان التهديد بصولة جديدة  , يعني ارتكاب انتقام دموي , يشعل الحرب ضد الشيعة , كأن التفجيرات الدموية التي يقوم بها تنظيم داعش وايتام البعث المجرمين , لم تكفي لابادة الشيعة نهائياً  , وان المالكي قادر على تكملة المشوار الدموي بالمذابح ضد الشيعة , يعني تهديد صريح الى الشعب واهالي الضحايا , ومنهم اهالي ضحايا مجزرة سبايكر , عليهم التوقف نهائياً عن المطالبة بمحاسبة ومحاكمة المسؤولين , عليهم الاستسلام الى القدر بخنوع وقناعة . ان هذه التهديدات هي احياء للعقلية البعثية الفاشية من جديد  , التي ارتكبت جرائم ضد الشعب بكل وحشية وبشاعة , وها أن  تاريخ يعيد نفسه مجدداً  , هكذا هدد زعيم مليشيات المالكي ( واثق البطاط ) باشعال الحرب الدموية , برش شوارع العراق بالدماء . كأنه توهم بأن الشيعة هم ,  داعش وايتام وازلام البعث الفاشي , هذه العنتريات الخطيرة , تقدم اعظم خدمة الى تنظيم داعش وايتام البعث الفاشي , وعلى القوى السياسية والدينية والشعبية , تدارك هذا الموقف الخطير , بمنع ارتكاب مذابح جديدة ضد الشيعة , لابد من التدخل السريع , قبل اشعال الفتنة الخطيرة , وعلى العبادي ان يستخدم مسؤوليته كرئيس الحكومة , في منع وقوع مذابح تقود العراق الى التهلكة والخراب , ان مثل هذه التصريحات الحمقاء والصبيانية  , يستفيد منها البعث وتنظيم داعش , لابد من العمل من اجل  اطفاء الحرائق قبل اشتعالها , والغريب في الامر , ويدعو الى التساؤل المريب , تأتي هذه التهديدات بالتحضير لصولة جديدة , في الوقت ان الجيش العراقي يقوم بتقليم اظافر تنظيم داعش الارهابي , ويسجل انتصارات كبيرة , في ارجاع الموصل المحتلة , انهم يقدمون اعظم خدمة الى ايتام البعث , في فرش الطريق لهم ,  بالبساط الاحمر , للعودة من جديد الى استلام الحكم والسلطة ...................... والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


407
قانون العشائر سلاح لتدمير الدولة
من مهازل العهد الجديد , ونظام المحاصصة الفرهودية , الذي اعتمدته وترعاه  الاحزاب الطائفية , تحاول بكل وسيلة وجهد مسعور , في محاولة ارجاع العراق الى الوراء , قرون طويلة . ليكون داعماً ومحافظاً على دولة الفساد والارهاب , حتى يبقى العراق , بقرة حلوب تدر الذهب والدولار , الى افاعي الفساد الضارية والشرسة , والتي لم تؤمن إلا في دولة عصابات المافية , والاسطوانة الجديدة , في سلسلة التراجع المنظم , عن  دولة القانون والاصلاح السياسي والاجتماعي في البنية التحتية للعراق   , شرعوا دولة الفساد والارهاب القائمة على الخراب والدمار  , وجاء الدور لمسودة اقرار  قانون  العشائر , لتصويت عليه , حتى يكون قانون للدولة المنهوبة والمستباحة والمنكوبة  . في اعادة قانون العشائر من جديد  , الذي الغته ثورة 14 تموز , في سبيل وضع اللبنة الاولى لدولة القانون المدنية , مما يذكر ان قانون العشائر سنته وشرعته  سلطة الاحتلال البريطاني عام 1918 , لكي تسهل السيطرة على عموم العراق , بجعل الاعراف والتقاليد العشائرية هي السائدة بفعلها التنفيذي , الذي نهجها يعتمد على مبدأ ( انصر اخاك ظالماً او مظلوماً ) بأن يكون انتماء المواطن للعشيرة واعرافها , التي تتبنى العقلية البدوية المتخلفة , التي تستهين وتهين كرامة وحقوق المرأة , بجعلها بضاعة رخيصة للتبادل ( الفصلية ) بالضبط كما يفعل تنظيم داعش الارهابي بالمرأة , بشطب الانسانية للمرأة  , لتحل محلها الوحشية والسبي والبيع والشراء ومتاجرة  , , ان احلال العشيرة , يعني اضعاف للدولة واهانة هيبتها ومكانتها في المجتمع , بشطب دور الدولة والقضاء  , في حل النزاعات والخلافات , وشطب سلطة القضاء , بأن يلتجئ المواطن الى العشيرة , لحل نزعاته واخذ حقوقه , وغالباً مناصرة ابن العشيرة من المحاسبة والعقاب , حتى لو امتهن الاجرام والقتل والارهاب واللصوصية , فدائماً تقف خلفه العشيرة  للمناصرته , لانها هي الطاغية , والدولة ضعيفة مستباحة  , وفي العهد الجديد , ارتفع شأن العشيرة , في حل الخلافات والصراعات السياسية , وكذلك في الكسب الانتخابي , في رشوة رؤوساء العشائر بالمال , حتى يصوتوا الى ابن العشيرة , مهما كان مجرماً وفاسداً , فهو في احضان العشيرة , حتى اصبحت العشيرة , تعطي الحصانة من المحاسبة والعقاب . وهذا الهدف المنشود ,  من اقرار قانون العشائر , حتى تبقى حيتان الفساد تنتخب ويعيد انتخابهم ,  وتصول وتجول  , رغم تاريخهم الاسود , لان دور الدولة ضعيف يحتل مكانها العشيرة , والطامة الكبرى في الارتداد السياسي الى الوراء , تشكيل مجلس العشائري , ليأخذ مكانة البرلمان , الذي سوف يكون دوره كدور ( خيال المآته ) كل مهماته ومسؤولياته , هو  اقرار ما اتفق عليه بالمجلس العشائري , يعني افراغ مسؤولياته تجاه الشعب نهائياً  , ان اقرار قانون العشائر , يعني انهاء كلياً وسد الباب , امام الاصلاح والبناء وحكومة (  تكنوضراط  ) التي راهن عليها الكثير في السراب والوهم , ان هدف الاحزاب الطائفية , تحويل الدولة ومؤسساتها الى دولة عشائرية فاسدة الى حد النخاع , وارجاع العراق الى العقلية البدوية  المتخلفة , وليس الى مجتمع حضاري متطور . هذا ما  يؤكد بأن الاحزاب الطائفية الفاسدة , باقية الى الابد رغم انف الجميع  , وتحت رعاية  قانون العشائر المظفر , وهذا  بالتأكيد ليس اخر ما في جعبة السياسة العاهرة التي تقدسها احزاب الفساد الشيطانية  . انها سلسلة من التراجع والقادم اعظم وافدح ................ والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله

408
ثلاثية الحب في المجموعة الشعرية ( قبل ان ينقرض الحب )
هذه المجموعة الشعرية , يتقاسمها ثلاثة اصوات شعرية . لكل واحد منهم له , تجربته ولونه المميز في عالم الشعر والقصيدة , لكنهم شدوا همتهم في انقاذ معبد الحب والعشق  من الانقراض , بخلق روح جديدة , تولد بالانبعاث الجديد , للحب والعشق , لكي يمشي منتصب القامة وبالشموخ العالي , رغم المعوقات الجمة , واحابيل الزيف والدجل , رغم محاصرة الحب , في زاوية مظلمة , ليكون كسيح الفعل والحركة . هذه جدلية الرؤى والرؤيا للمجموعة الشعرية , التي تنوعت الاشكال الشعرية , في البلاغة والتعبير والصور الشعرية , التي تحمل من ابداع متنوع في مغامراته الشعرية , التي نضجت على نار هادئة , لتكون مؤهلة للاقتحام في انقاذ الحب قبل ان يموت , في صدق التعبير الوجداني والذاتي , المرتبط بالكينونة الذات العامة للواقع  , محاولة لاخراج الحب من الدهاليز المظلمة , من الاستلاب والاستباحة , من الزيف والانحراف , هذا جوهر الدفاع عن العشق والحب  , ان يرد الصاع  على السهام العدوانية , من الزمن والقدر , وعبث الثقافات والعقليات الرثة والعثة والظلامية  , التي تهين وتستهين وتتجنى على الحب النقي الذي يولد من عطر الازهار  , الذي يحس بالجوع والظمأ  الى الحياة ,  هي محاولة لسد ثقوب الحياة  المنخورة , والمعفرة بالرزايا والخطايا والذنوب , انها  محاولة من الحب ليخرق الاسوار والجدران المغلقة , حتى لا يصاب العشق بالشيخوخة والذبول , ان تكون ابتهالات الحب باعلى ايقاع قيثاري الصادح  , وليس بالهمس والوشوشة , ان يرد السهام الزيف والحقد والكراهية , الى نحرها , ان يغسل الحب بالماء النقي ,  الدموع والاحزان والالم الروحي , وعسف الحياة , التي تضيق مساحات الحلم الشفيف , ان يكون الحب نشطاً , في الدفئ والمحبة والنور , للقلب والعقل , ليبدد  الوجه الوحشي الذي احتل الحياة , ان المجموعة الشعرية ( قبل ان ينقرض الحب ) لتؤكد  هذه الحقائق , اضافة انها  تكشف عن  حتمية الصراع الناشب , بين الحب والعشق , والكراهية والحقد , بين النور والظلام , رغم انه صراع ازلي , ولكن يجب وضع بيضة في قبة  الميزان , لترجيح الحب, لهذا تكتسب المجموعة الشعرية , اهمية بالغة في حياتنا اليومية , وفي درب الحب  , حتى نبعد عن طريقه الاشواك والالغام , وهي بمثابة كسر اصفاد قيود الحياة , التي تحول الحياة  الى سجن مقفل  , بالجراح والالم , حتى انتصار الحلم , وهو انتصار للحب , ان القصائد تسكب رؤاها في سبيل احياء الحب من جديد , هذه العناوين البارزة للديوان الشعري , في انطلاق حميمية  في  الصدق الروحي والوجداني , للاصوات الشعرية الثلاثة , وهم :
1 - الشاعر يحيى السماوي
2 - الشاعرة بلقيس الملحم
3 - الشاعر علوان حسين
لهم حضور مميز في عالم الشعر , وتجاربهم الشعرية , ولا يخفون معاناة الوقع الحقيقية , وتعرية مخالب الواقع الجائرة , التي تحرث لدفن الحب والعشق , ونجد حضور  العراق حاضراً في قلوبهم وعقولهم في قصائدهم الشعرية , والشعراء الثلاثة هم : 
1 - يحيى السماوي : شاعر كبير غزير الانتاج بالعطاء الابداعي , ومسكون في حضرة العشق الصوفي وحب العراق , وتعتبر تجربته الشعرية المتميزة ,  في عالم الشعر والقصيدة , وتعتبر اعلى مراحل التطور التي وصلت اليها القصيدة الشعرية العربية والعراقية , انه يخلق في القصيدة , عالم قائم بذاته , في كل المواصفات الجمالية , في الشعر ( البناء . التركيب . الصياغة . تكوين الصور الشعرية المدهشة , تكوين الرمز بالتعبير البليغ )  , وكذلك في علم اللغة والبلاغة واللفظ , ومشتقاتهم واصنافهم واجناسهم  الكثيرة , بما يملك موسوعة معجمية معرفية , متعددة ومتنوعة , لذلك نشعر بسحر القصيدة , التي تنزح الى الشمولية .
2 - بلقيس الملحم : شاعرة قديرة , وصوت واعد بالكثير من العطاء في  الابداع الشعري , بما لها من  نشاط ديناميكي في تطور القصيدة الشعرية , وتركز في تجربتها المتألقة , على  التركيز والتكثيف في رسم الصورة الشعرية المركزة  , وتحاول في الكثير من الاحيان , ان تختمها بالضربة الشعرية , لتزيد من جمالية القصيدة , وكذلك يشعر المتلقي بالدهشة الاعجابية لبهاء الصورة الشعرية, في خلق الصورة المركزة  , انها بارعة في زخرفة الرسم التعبيري للقصيدة , وتشق طريقها الشعري بثبات متواصل , حتى يكون لها لون شعري متميز خاص بها  .
3 - علوان حسين : شاعر عراقي معروف , ومتميز في اتجاهه الشعري , الذي يركز على السرد الشعري , يسكب فيه نسيج  تأملاته وافكاره , وتصوراته , ومعاناته الحياتية , التي تلعب دوراً بارز في الرؤى الشعرية وعالمه الشعري  ,  ويحاول ربط همومه الذاتية بهموم الواقع العام, حتى نشعر ,  بان  يختلط بها الذات بالعام , لتأخذ مساحات واسعة , في الصياغة الابداعية , في الابداع السرد الشعري .
احاول في هذه القراءة النقدية , ان استخدم توظيف المنولوج الشعري في المقاطع الشعرية المختارة , لتكون بمثابة ( الدايلوج ) . او الحوار الدرامي المشترك بينهم , حتى نكشف عمق الصوت والصدى , او ارتداد الصوت , او الضوء وانعكاس الضوء , في الرؤية المشتركة من الرؤى الشعرية للمقاطع المختارة بينهم  , مع المحافظة على النسق الشعري , والايقاع الموسيقي , انها محاولة , لتداعي الافكار في الهواجس والهموم والعواطف في الصور الشعرية , بصورة مشتركة , كأنها حوار درامي يدور بينهم , قد تكون هذه القراءة النقدية , غير مألوفة , ولكنها تبقى محاولة تجريبية , ويجب اقول صراحة , بأني وجدت التناغم المترادف بالصوت وارتداد الصوت وانعكاسه , بين الشاعر الكبير السماوي , والشاعرة القديرة  بلقيس الملحم , ربما تريد الاقتراب من ضفاف قصيدة السماوية , لكي تتكبف بمناخها , لذلك وجدت الكثير من المقاطع التي تحمل الحوار الدرامي ( الدايلوج ) . وهذا ليس اجحاف بحق الشاعر القدير علوان حسين , لان تجربته الشعرية المتألقة بالابداع , لها منحى شعري مغاير ,
وقد قسمت هذا ( الدايلوج ) الى اربعة اقسام :
1 - الهبوط في مملكة الحب
2 - القلق من هواجس الحب من الضياع
3 - الوجع والالم

4 - البعث بعد الانقراض
-------------------------
1 - الهبوط في مملكة الحب
× السماوي :
جميع الغزالات مرت على واحتي . .
والضباء . .
الفراشات . .
إلاًكِ انتِ !
تأخرت أكثر مما يطيق اصطباري !
لماذا أتيتِ
أوان احتضاري ؟
وبدء احتفاء الدجى
بانطفاء نهاري ؟ ص26
-- ترد بلقيس الملحم :
إكاد أجن
هديلي يتناسل قصائد
الحب والشعر أضحيا ضفتين لنهري
نهري النابع من قلبي ليصب فيك . .
الاشجار أحرقت عيدانها بخوراً لولادة عشقنا
احتراقنا أضحى بخورا للبخور
اشتعالا للنذور . ص92
× يرد علوان حسين :
لو فقط أراكِ يهبط قمر
وتقترب سماءٌ من القلب
متى تنام اوهامي
الزهرة تورق مرة واحدة
والنار في الكأس شفافة
أزهار كثيرة نغرسها في الطريق . ص156
-------------------------
2- القلق من هواجس الحب من الضياع  :
× السماوي :
أنا عدوي يا صديقي البحر فأنقذني
أخاف عليَ مني
لم تزل أمارة الحب نفسي!
ليس لي امر عليها في شروقي
أو غروب
لو كان في صلبي خلاصي
ما خشيت من الصليب . ص 63
× ترد بلقيس الملحم :
ما دمت معي
سيبقى في بيدر عمرك قمح كثير
تمسي على رقصي
وأصبح على شدوك . .
ماؤك أحياني فبعثتك حيا من رمادي
فالزم كتاب قلبي بقوة
وادخل جنتي آمناً مطمئنا ! . ص96
× يرد علوان حسين :
لما يأتِ الحبيب بعد . .
كانت المرأة الحالمة
تنتظر مطراً من سماءِ ما
زهور تكبر كالاحزان
وحدتها تكبر أيضاً
لا أحد يبصر عزلتها الشاسعة . .
الهواء مثقل برائحة غيمةِ ذابلة
العطور تتبخر كالذكرى
الحب حزين كموسيقى القداس . ص166
--------------
3 - الوجع والالم :
× السماوي :
في قصيدة : يا طير أبابيل . الى ارواح شهداء كنيسة النجاة , اسكنهم الله فردوسه الاعلى . واخرى جهنم  للظلاميين القتلة , اعداء الله والطفولة والنور
ما عاد المنديل
يكفي الدمعة . .
والظلمة في عصر الردة
اضحت
تعمي احداق القنديل
يا طير أبابيل اختلط الامر
وأشبكت الطرقات
فلسنا نعرف فرقاً
بين الله وبين اللات
وبين الناسك والضليل . ص40
× ترد بلقيس ملحم :
وهذا العراق مقابر للنخيل
 وقرابين للخطيئة !
شدي . .
وحدكِ من أيقظ جذع السنديان الهرم
وأشعل الزيت في عيون الحور
وأرده الغناء مزمارا في تراتيل الصلاة . ص 106
× يرد علوان حسين :
ترتعش قلوب العصافير فوقها
ذكرى في قلب ترتعش
والوحدة والقلب والثلج
على شرفة وحيدة
تلوح من بعيد
كتلةِ تتشكل أمام بصري
في سماء لم تكتمل بعد. . ص154
------------------------
4 - البعث بعد الانقراض
× السماوي :
هند ضحكة عذراء ما مرت على شفةٍ
وقافية مخضبة بدمع الوجد . .
أغنية ترتلها الحمامة . .
وردة كانت بمفردها الحديقة . .
صولجان العشق في الزمن الجديد
 وأنا الشهيد الحي . .
سادنها
وحارس باب حجرتها العنيد . ص17
× ترد بلقيس الملحم :
العقد الذي خلعته لحظة الهبوط تمسكين أسمه بطرف قبلتك
نطرد منا ما فاض من أنين
إذ نستفيق على سحابة غطتنا بلحاف تفاح وتين
نستنطق شفتيه بيننا
فابتكرنا!
تبارك مولودنا الجديد  - تقول كما تسر العصافير -
فأنا الموعود بجنتك وانت الموعود بأرضي وسمائي . ص 120
× يرد علوان حسين :
نسرق الثمار المتساقطة من شجرة الاحلام
يد تقطف بكارة النسيم
وتنحت هواء الجبل
تأكل العنب الناضج
من فرط التأوه
ولذة الانتظار
يد تضيع في حقل الشوك
كي تجني العسل . ص180
×× المجموعة الشعرية ( قبل ان ينقرض الحب ) يحيى السماوي . بلقيس الملحم . علوان حسين
×× الناشر . الدار العربية للعلوم ناشرون . بيروت . لبنان
× عام 2015
× تصميم الغلاف : علي القهوجي .
× لوحة الغلاف : الفنان العراقي أسعد الطيار
× الطباعة : مطابع الدار العربية للعلوم . بيروت
× 190 صفحة
جمعة عبدالله



409
انهيار التسوية التاريخية المخزية

رفضت القوى السياسية للمكون السني , التسوية اللاوطنية , التي قدمها عراب الانبطاح الشيعي ( عمار الحكيم ) في عقد صفقة تصالحية بالصلح والتصالح , في الشراكة اللاوطنية لبقرة الحلوب ( العراق ) شراكة في الفرهود والغنائم , مع القوى السياسية , التي فقدت مكانتها وقيمتها في طائفتها السنية , بالضبط مثل الاحزاب الشيعية , التي فقدت اية صلة وعلاقة مع طائفتهم الشيعية , سوى دفعها الى محرقة الخراب والدمار والموت . لهذا يجب نحمل تصريح رئيس علماء العراق ( خالد الملا ) محمل الجد والحقيقة الصريحة ,  التي لا تختفي عن الاعلام والشارع , بأن القوى السياسية للمكون السني , تمثل اجندات , يحركها حزب البعث , ويملي عليها قراراته , ويرسم معالم خطوطها السياسية , وهي الوجه المخفي لحزب البعث , لذلك ان فحوى ومضمون التسوية اللاوطنية , هي بالاساس مع حزب البعث , في المصالحة والصلح معه , تحت مبدأ . لاغالب ولا مغلوب . وتصفير الازمات , يعني عفا الله عما سلف , من كل رموز  الاجرام والارهاب الدموي . . ان يدخلوا جنة الصلح والمصالحة , وطي صفحتهم الدموية بالاجرام  , ان هدف المصالحة والصلح , دعم نفوذ الفاسدين واللصوص , واطلاق يدهم بالحرية الكاملة , دون حسيب ورقيب ومعاقبة , يعني بالقلم العريض , دفع العراق الى المجهول اولاً . وثانيا الحصول على صكوك  البراءة للمجرمين الذين ارتكبوا المجازر الدموية , ومنها مجزرة سبايكر , لتذهب دماء الشهداء الابرار ( بولة في الشط ) , هذه مغزى التسوية التاريخية المخزية , بين الجانبين ( الشيعي والسني ) وعراب الانبطاح الهمام ,  الى حد نزع ورقة التوت عن عورته , لم يتجاسر  ويخطو بهذا الاتجاه , طريق العار , اذا لم يأخذ الضوء الاخضر من خرابة التخارف الوطني ( التحالف الوطني ) حتى يكون وجه ( الكباحة ) وهو تعلم بحذاقة ومكر  على هذا الوجه المشين , بأن يكون عراب العهر السياسي , ووجه الفساد الشرس والوحشي , وهم اصل خراب ودمار العراق . ولكن هذه المرة ليس بأسم البعث والامة العربية  , بل بأسم الدين والطائفة , انهم طينة واحدة لافرق بينهم سواء كانوا من اي جانب ( الشيعي والسني ) . فهم تعلموا وتربوا على العهر السياسي , بأن ينزعوا جلودهم الحربائية , وقت الشدة والازمات , ليلبسوا اثواب جلود الثعالب الماكرة , وبدأوا يصرخون بعواءهم ونباحهم بعقد ميثاق الشرف , بين الذئاب والثعالب , لاقتسام حقل وقن الدجاج الوديعة والنائمة على روث الطائفية , ليكونوا اشرس بضراوة في النهب والسرقة والخراب , وهذا الانبطاح هو سلسلة من الانبطاحات المعروفة , بعقد صفقات سياسية مع المجرمين والارهابين , الذين تلطخت ايديهم بدماء الشعب في السابق , وزادت اكثر دموية , في العهد العراق الجديد , الدم قراطي . ان يعقدوا صفقة سياسية , دون ذمة وضمير , ولا رحمة للدجاج الوديع الغافي والنائم  , من ان يكون جاهز لذبح ,  اكثر من اي وقت مضى . لذلك يسعى رئيس التخارف الوطني , الحفاظ على خرابة وعش الفاسدين والفساد  , حتى لو سفكت انهار من الدماء , وخاصة من المكون الشيعي , ان يتفقوا بصلح العار والمهزلة , مع رموز الارهاب والجريمة ، من امثال الاخوين النجيفي , وخميس الخنجر , وطارق الهاشمي , وصالح المطلك الذي طرد من طائفته ( بالقنادر ) وبقية من سقط المتاع , وكذلك من الجانب الشيعي , وعلى رأسهم ( نوري المالكي ) الذي طرد من الزيارة الاربعينية بالهتافات المدوية التي شقت عنان السماء ( اخرج يافاسد ياعميل ) . هكذا يتم التفاوض الانبطاحي مع حزب البعث , ولكن لابد ان يهمس في اذان عراب الانبطاح الساذج والمغرور , الذي يمسك العهر السياسي بغباء ومن ذيله المبتور , بأن حزب البعث لايقبل بادنى , من الجمل بما حمل . انه زمان العار والمهزلة , التي وصلت اليها العمامة الشيطانية , ان تنزع ذرة واحدة من ذمتها وضميرها واخلاقها , بأن تعقد تسوية تاريخية مخزية مع حزب البعث ............... والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


410
شياطين مشروع التسوية التاريخية
قدم ( عمار الحكيم ) مشروع وثيقة التسوية السياسية والوطنية , الى الشركاء السياسيين , وتحتوي على سبع بنود ,  وجملة من الفقرات الاضافية . من خلال قراءة متمعنة في مضامينها , يستشف من بعض البنود والفقرات ,بأن بعضها  تحمل رؤى لمشروع وطني طموح , ولكن هذه الايجابية , ضاعت واختفت تماماً  , من ثقل البنود السلبية , التي احتلت مساحات واسعة من مسودة المشروع بالتسوية السياسية والوطنية , ويعتبر مجمل المشروع المصالحة الوطنية والسياسية  , تراجعاً رهيباً نحو الاسوأ والى الوراء  , بالتخلي عن سيادة القانون والدستور , وطريق الاصلاح والبناء , وتعميق المسار السياسي , الى الوطنية والحوار والتشاور , بدلاً من الاحتكام الى التخندق والاحتقان الطائفي , لقد ركزت في بنودها   في اعطاء البراءة والغفران , الى رموز الارهاب والاجرام والفساد المالي , بحجة المصالحة والتصالح الوطني  , وحل الخلافات ببدعة لا غالب ولا مغلوب وتصفير الازمات  , وليس الالتزام بالمشروع الوطني , الذي يدعو الى وحدة العراق , والسير قدماً بالحوار الوطني , الهادف والبناء , والالتزام بالدستور , وحل الخلافات بالطرق السلمية المتحضرة بالحوار  , ان مشروع التسوية , يكرس الاتجاه بالازدواجية في  الشخصية والمعايير , وكذلك في تهميش العملية السياسية الهشة  , بدلاً من  اصلاحها نحو الافضل , وكذلك يعمل مشروع التسوية على التغاضي و التباطيء والتهاون , من مرتكبي الارهاب والاجرام , والذين يحرضون على الارهاب والعنف الطائفي , وفي مجمل المشروع التسوية , لا يمكن ان يكون دعائم للوطنية , ونهجه السليم في المصالحة والصلح الوطني  , التي سيكون سلاح متين ,   في بناء الوطن على اسس سليمة ونزيهة , بالغاء النظام الطائفي وتقسيم الحصص والمناصب , حتى يعم الامن والاستقرار , والتعايش السلمي بين كل الطوائف والمكونات العراقية جميعها  , بلا استثناء , ان على اصحاب مشروع التسوية التاريخية , ان يقدموا الاعتذار العلني , والتعهد بارجاع الاموال والعقارات والاملاك المسروقة , حتن يكونوا بادرة قدوة للاخرين , بوضع حد لحيتان الفساد بالاستهتار بالعراق والمواطن , واول مقدمات التسوية والمصالحة مع الشعب اولاً , ان تبدأ عملية الاصلاح بشخصياتهم , وتطهيرها من المال الحرام والسرقات واللصوصية , حتى يكون الاصلاح والتسوية التاريخية , حقيقة ملموسة , تسلك جادة الصواب , وليس هدف مشروع التسوية , البراءة والغفران , لرموز الارهاب والاجرام , المطلوبين للقضاء العراقي , بجملة من الاتهامات الخطيرة , التي تقوض الوطن وتدفعه الى نار الارهاب والجريمة , وبصماتهم معلومة ومعروفة بالتخريب المدمر . مثل ( خميس الخنجر ) صاحب مقولة ( قادمون يا بغداد ) حين صعدت بورصة تنظيم داعش الارهابي  , وقويَ نفوذه , واصبح يهدد باحتلال بغداد . لا يمكن ان يكون له مكاناً في الصلح والتصالح والتسوية , دون ان يعترف بجرائمه ويذهب الى القضاء العراقي ليثبت براءته احتراماً للقضاء والقانون  , وكذلك نفس الحال الى ( رافع العيساوي ) الذي لعب دوراً بارزاً في تاجيج العنف الطائفي , وهو مطلوب الى القضاء العراقي , بتهم الارهاب , وجرائم الاختلاسات المالية , ولا يمكن للشعب ان يغفر الجرائم , الارهابي المتهم الهارب ( طارق الهاشمي ) الذي كان يدفع  بالسيارات المفخفخة الى بغداد , باعتراف من القي القبض عليهم , قالوا صراحة بأنهم قاموا بالاعمال الارهابية في التفجيرات الدموية , بأمر من ( طارق الهاشمي ) وقبضوا اموالاً منه . ان المصالحة الوطنية مع من ارتكبوا المجازر الدموية , هو استخفاف واستهتار بدم الشهداء الابرار . لذا تحاول اقطاب الارهاب والاجرام والفساد من الجانبين ( الشيعي والسني ) الى المصالحة بينهم , وليس مع الشعب , ولا يمكن ان يحملوا الروح الوطنية الحريصة والمسؤولة , وانما هدفهم خداع الشعب من اجل الكسب السياسي الرخيص , والذين خانوا الامانة والعهد والمسؤولية . مثل ( المالكي ) , ولا يمكن ان يكون عراب مشروع التسوية التاريخية ( عمار الحكيم ) حرامي الجادرية , الذي نهب العباد والبلاد , واستولى على الاملاك والعقارات التابعة للدولة وللاهالي , حتى اقام جمهوريته المنخورة في الفساد ( جمهورية الكرادة ) التي تحرسها ميليشياته , التي تمارس الفساد والرشوة والاجرام , ان يحاول ان يبيض وجهه الاسود , دون ان يبادر بخطوة واحدة , يستغفر بها من رب العالمين . وهل يمكن ان تتفق الاطراف السياسية على احد بنود مشروع التسوية , التي تنص على حصر السلاح بيد الدولة , وعدم السماح بوجود المليشيات خارج اطار الدولة , لتكون فوق القانون . وتوجد في بغداد مئة ميليشية طائفية مسلحة  , لم نسمع واحد منهم , بأنه ينوي حل ميليشياته الطائفية المسلحة . وبند اخر من مشروع التسوية , ينص على . العمل الجاد لتحرير الدولة وكل مؤسساتها من نظام المحاصصة , وهو يتعاركون وتشتغل بينهم الاغتيالات وكواتم الصوت , على منصب او حقيبة وزارية , ومثال على ذلك حقيبة وزارة الداخلية والدفاع , وهل يقدر ويتجاسر ( عمار الحكيم ) بالتخلي عن نظام المحاصصة الطائفية , ثم تنص مسودة مشروع التسوية , بأن الضامن هيئة الامم المتحدة , وبعثتها في بغداد  بأن تكون هي الحكم بقراراتها الملتزمة للجميع , واذا كانت الثقة معدومة بين الاطراف السياسية , فكيف يكون الصلح والتصالح والمصالحة الوطنية والسياسية . انها نفاق سياسي , لتغطية على فشلهم وعجزهم , لكن بعدم الاعتراف بهذا الفشل , يحاولون ان يدبجوا مشاريع التسوية , كمواثيق الشرف التي مزقوها قبل ان يجف حبر ورقها .......... والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


411
الحشد الشعبي يترك العراق ويذهب لتحرير سوريا !!
انبثق الحشد الشعبي  من فتوى الجهاد الكفائي , التي اطلقها السيد السيستاني , بهدف محاربة داعش الارهابي , والدفاع عن حياض الوطن والذود عنه , بعد ما وقع تحت رحمة تنظيم داعش الوحشي , الذي عاث خراباً ودماراً في العراق , بسبب انشغال القادة السياسيين , بالتنافس الشديد والصادم , في حمى الغنائم والفرهود , والعراك على المناصب وسرقة المال العام , وتركوا شؤون العراق بيد حفنة من الفاسدين , معظمهم خريجي المدرسة والثقافة والعقلية البعثية الفاشية المدمرة , ولهم علاقات حميمة وصميمية مع تنظيم داعش الارهابي , لانهم نفس المدرسة والانتماء عقلاً  وروحا وقالباً , الى العقلية النازية الوحشية المدمرة  , لذلك عملوا بكل جهد ونشاط على تقوية نفوذ داعش الارهابي  , حتى اصبح بدور المؤهل للتهديد بالويل والثبور , وحتى في التهديد   باحتلال بغداد وتحويلها الى انهار من الدماء , بهذا الظرف الخطير والحساس والعصيب , جاءت الفتوى الكفائية , وهي موجهة الى كل الطوائف العراقية , دون استثناء , وليس موجهة الى طائفة واحدة . بهذا النداء الوطني تطوع الاف من المواطنين وبالزخم الكبير  , بالدفاع عن بغداد والمناطق الاخرى , التي  احتلها تنظيم داعش الارهابي , وعاث خراباً ودماراً , واوصت المرجعية الدينية بالالتزام بقيادة الحشد الشعبي , مرتبطة بالحكومة ورئيس الوزراء والبرلمان  , باعتبار رئيس الوزراء  القائد العام الفعلي للحشد الشعبي , دون اشخاص اخرين طارئين  , هذه كانت فحوى فتوى الجهاد , حتى لا يسجل الحشد الشعبي,  بأسم اي سياسي او تيار او حزب  , يستحوذ عليه , ويحرفه عن  اهدافه المعلنة  , نحو الكسب السياسي الرخيص لهذا الزعيم او ذاك  , او اقحامه في زيادة الاحتقان الطائفي او الصرعات والازمات السياسية  , او استخدامه منصة للنفوذ والصعود بأسم الحشد الشعبي , ولكن القادة السياسيين الفاسدين والفاشلين , قلبوا هذه المعادلة , وراح كل واحد منهم يصرح بأسم الحشد الشعبي , او يدعي قيادة الحشد الشعبي , لانهم خسروا كل وزنهم السياسي واحترقت كل  اوراقهم , واحترقت ادوارهم السياسية , لذلك يحاولون القفز على الواقع , لكي يعيدوا اوراقهم محترقة ودورهم الفاشل في قيادة العراق من جديد  , لتحويل هذه الخسائر , الى عملية نفاق  رابحة , تعيدهم الى الادوار الاولى في قيادة العراق من جديد ,  وهذه المرة من باب قيادة الحشد الشعبي , وبكل صلافة واستهتار على مضمون فتوى السيستاني , يزعمون بأنهم هم من اسسوا الحشد الشعبي , قبل الفتوى الجهادية , وبأنهم هم من دعوا الى التعبئة  والتجنيد , وليس الفتوى الجهادية , لذا من حقهم قيادة الحشد الشعبي والتصريح بأسمه . هذا الاستخفاف بعقول الشعب والمرجعية , يشكل غطرسة وعنجهية خطيرة  , ستكون وبالاً وشراً على العراق , وهي في مغزاها  تمدد زمن  الحريق والخراب , وليس المساعدة على اطفاءه بانهاء معضلة داعش المجرم , ان تصريح المالكي الى موقع ( الايلاف ) يشكل بادرة خطيرة في حرف اهداف  الحشد الشعبي , نحو مليشيا تابعة لقائد سياسي , وليس الحشد الشعبي  مرتبط برئيس الوزراء , كما جاء في وصية الفتوى . فقد قال المالكني بصريح العبارة ( أنا من اسس الحشد الشعبي في العراق , وفكرتي عن تأسيس الحشد الشعبي , موجودة منذ عام 2014 ) ويضيف ( وأنا قمت بزج الحشد الشعبي وطالبت بالتعبئة , وبعد ذلك صدرت فتوى المرجعية ) بهذا الاستهتار بالمرجعية الدينية وبالسيستاني , يدعي البطولة المزيفة , بأنه القائد والمؤسس والحاشد الى التعبئة , هو المنقذ الوحيد للعراق , كأن ذاكرة الشعب ضعيفة , نست تماماً عهده الكارثي الذي حطم العراق , وسلم اربع محافظات الى تنظيم داعش الارهابي , ليس بخسارة في الحرب , وانما بعملية الاستلام والتسليم , دون ان تعلو ذرة واحدة من  غبار المعارك ,  وصلصة الرصاص والنار , بهذه المهزلة الكوميدية , يكون النفاق السياسي , من اجل المزايدات الرخيصة ,  والعنتريات الفارغة , والكسب السياسي المزيف . ان عملية الاستحواذ على قيادة الحشد الشعبي , تجري بكل خسة ودناءة , من اجل تشويه سمعته ,  حتى يتمرغ  بالمستنقع الاسن , بأن يكون مليشيات مسلحة طائفية  , تابعة لهذا السياسي او ذاك , ممن اثبتوا الفشل في الخيانة والفساد المالي . بهذا يتجاهلون عن عمد وقصد , فحوى الفتوى الجهادية , وزخم التطوع الكبير , وسقوط منهم شهداء ابرار , ضحوا بدماءهم الزكية من اجل تراب الوطن , وليس من اجل السياسيين , الذين اثبتوا عفونتهم اكثر من عفونة حاويات القمامة والازبال , ولا يمكن ان يكون الحشد الشعبي سلم لصعود حيتان الفساد , والقادة الفاشلين , الذين يجندون انفسهم كخونة وعملاء لبلدان الجوار بشكل مشين وعار   , او يحاولون بنفاقهم بالاستهزاء بالرجولة والشهامة العراقية , بأن يصورون للاعلام والشارع ,  بان الانتصارات الحشد الشعبي , بسبب قائده الفعلي في الميدان ( قاسم سليماني ) كأن الامهات العراقيات عقرت بانجاب رجال صناديد , ولا يمكن اقحام قوات الحشد الشعبي , في الصراعات العربية , والحروب الداخلية , او زجه في الحروب الطائفية مشتعلة هنا وهناك  , مثلاً الدفاع عن النظام الدكتاتوري الفاشي في سوريا ( بشار الاسد ) ,  ومهزلة التقييم العوراء  والعرجاء بالضحالة المعايير عند هؤلاء السياسيين الذين اصبحوا نقمة وبلاء على الشعب   ,  لهم معاييرهم الخبيثة التقييم  , بين البعث العراقي , والبعث السوري , رغم انهما  من نفس الطينة الوحشية والفاشية المدمرة لشعوبهم . ان تصريح هادي العامري ,بأرسال قوات الحشد الشعبي الى سوريا , دعو خطيرة , لانها تفتح صندوق باندورا على مصرعه في اقحامه في معارك  تصب الزيت على النار في العراق  , وتجعل العراق في عين العاصفة المدمرة  , وهذا مخالف بشكل صريح , لمضمون نداء المرجعية , بأن تكون مهام الحشد الشعبي في داخل  العراق فقط وليس ارساله الى  خارج العراق , ويكون بقيادة وامر  رئيس الوزراء  , هو القائد الفعلي وكذلك بقرار من  الحكومة والبرلمان  , وليس بامر  فلان وعلتان وشعيط ومعيط وجرار الخيط ............. والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله



412
مخلفات المالكي في الموصل  منْ يدفع فاتورتها ؟
التعلق بالكرسي الى حد الهوس والجنون ,  حتى لو كان  العمل  مع العفاريت والشياطين , في سبيل تحقيق حلم  الجلوس على كرسي الولاية الثالثة , ومن اجل التفرغ لهذا الهدف المجنون ,  هو  ترك شؤون مصير العراق ومستقبله وكل شيء , الى حفنة من الفاسدين . الذين يلعب في عبهم وعقليتهم , الفساد والرشوة . ترك العراق غنيمة سهلة الى القرود , الذين كانوا يتقافزون بين الاشجار , لقضم اكبر حصة من الغنيمة والفرهود , في تملق جبان ومفضوح  , من اجل ارضى شهية الجهنمية  لسيدهم ووالي نعمتهم ( مختار العصر ) وراحوا يتلون بجلودهم الحربائية بالتعظيم والمجد , بأنهم سيكونون عبيد وخدم في حضرة الولاية الثالثة , مقابل هذه المقايضة الانتهازية الصلفة  , ترك لهم الحرية المطلقة  لقيادة  شؤون  العراق  , ليلعبوا الدورالريادي في العراق , دون منافس لهم .  رغم ان بعضهم يملك سجل اجرامي اسود , لكن بولائهم الحربائي الجديد , منحوا البراءة وصك الغفران , طالما هم يصلون بحمد ( مختار العصر ) . فترك لهم العبث وبيع العراق في المزاد العلني , وبحصانة فوق القانون . وكانت النتيجة الفادحة والصاعقة كالزلزل المدمر الذي وقع على رأس العراق  , تأزم المشاكل والازمات , تزايد وتيرة الاحتقان والتخندق الطائفي , زيادة وتيرة الفساد السياسي والرشوة , تصاعد حمى الارهاب الدموي بالتفجيرات الدموية اليومية , واكبر مهازل عهد المالكي الكارثي  , تمثلت بتكاثر المسرحيات الهزيلة المنسوجة سلفاً , في الاعداد والاخراج ,  التي تقف وراءها صفقات مالية دسمة وثقيلة , هي مسرحيات هروب  مئات السجناء المجرمين والارهابين والقتلة   من السجون المحصنة عسكرياً , وكثيراً   منهم صادر بحقهم حكم الاعدام , ولكن التنفيذ مؤجل لاكتمال عددهم  الضخم , حتى تكون قيمة الصفقة المالية دسمة , في سبيل اطلاق سراح المجرمين والارهابين القتلة , بصفقة التسليم والاستلام المتفق عليها سلفاَ . والطامة الكبرى في عهد المالكي الكارثي  , الذي سيبقى وصمة عار المهين  , هي سقوط ثلاثة محافظات باسرع من سرعة الضوء , بمسرحيات عسكرية كوميدية , تدعو للسخرية والتهكم , بما فيها سقوط الموصل , دون قتال او مجابهة عسكرية كوميدية , لذر الرماد في العيون , فقد كانت بصفقة الاستلام والتسليم . حتى تركت المعدات العسكرية الضخمة , والاسلحة الاكثر تطوراً في التقنية العسكرية , وكلفت العراق حوالي 16 مليار دولار , ولزيادة الامعان في العار , تركوا القادة العسكريين بزاتهم ورتبهم العسكرية العالية , التي منحها لهم المالكي بالجملة , دون ضمير مسؤول , تركوها للتراب , وارتدوا ( الدشاديش ) حتى اصبح يلقب الجيش بالعار  ( الجيش ابو الدشاديش ) , حيث لم يطلقوا رصاصة واحدة لشرفهم العسكري المغتصب  , والذي تمرغ بتراب العار والخذلان والهزيمة  والجريمة . هذا السقوط الفظيع , كلف العراق خسائر جسيمة لا تعوض , حيث فجرت هذه الهزيمة الشنعاء , الى  ارتكاب تنظيم داعش الارهابي , مجازر دموية مرعبة ومنها مجزرة سبايكر , حيث ذبح اكثر من 1700 شاب بدم بارد , ورافقها حمامات الدماء اخرى ,   وتهجير ونزوح وخراب مدمر , حطمت العراق , واصبح المواطنين الابرياء , يساقون كالخرفان  الى مسلخ الذبح والموت والسبي والاغتصاب , مع هذه الاهوال والجرائم الكبرى ,  التي تشيب رؤوس الاطفال , لم يحاسب ويعاقب , اي مسؤول ومسبب ومتورط , لم يتهم احد بجريمة الخيانة الوطنية وهي الاقل في حقهم , على افعالهم بتدمير العراق وجريان انهار من الدماء . لم يحاسب او يعاقب المسؤول التنفيذي الاول , باعتباره القائد العام للقوات المسلحة , وهو المالكي , الذي مازال يتمتع بالمناصب والنفوذ والمال , دون ان يوجه اليه السؤال المشروع  , كأن عشرات الالاف من الشهداء الابرار , الذين اذاقهم تنظيم داعش المجرم , الموت الهوان ببشاعته اجرامه الوحشي  , كأنهم حشرات ضارة , ليس لهم قيمة واعتبار . ولم يسأل منْ المسبب والمسؤول عن هذه الفظائع الوحشية ؟  ,  لكن بدلاً من المحاسبة والعقاب والمحاكمة يكرم باوسمة الشرف والشجاعة والتقدير  , كأن هذه الجرائم الكبرى , تعتبر انجازات عظيمة , سيكتبها التاريخ بحروف من الذهب , هذا يحدث فقط في دولة الفوضى واللاقانون , ان يكون المجرم والخائن . طليقاً وحراً , يفعل كيفما يشاء , ومنذ اكثر من عامين , وهذه الجريمة الكبرى بحق العراق والعراقيين , يكون مصيرها  في سلة المهملات , مع ان العراق مازال يدفع فاتورتها بالدماء التي تنزف يومياً آلآن  , في  معركة تحرير الموصل ,  التي ستكلف العراق دماء وخراب جسيم , تكلف العراق خسائر اضافية جسيمة لاتعوض , ولا احد يسأل , من كان المسبب والمتورط والمذنب ؟ من خان الوطن والمسؤولية ؟ . من يتحمل مسؤولية هذا الخراب الكبير ومازالت ماكنته لم تتوقف ؟ . من المسؤول عن سقوط عشرات الالاف من الشهداء الابرار ؟ هل هناك من مجيب أم ان الخراب هو دين وعقيدة مقدسة عند فاعلين واصحاب المقام والجاه والنفوذ  ؟ اذا كانت الامور تسير بهذا الشكل المهين والمخزي والفادح , فأن اليوم يقترب من قراءة سورة الفاتحة على روح العراق المغدورة ..........   والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


413
مسار التنافس السياسي في الانحطاط الاخلاقي
مثلما جاء البعث الى الحكم , في بدع الشعارات البراقة والرنانة , تتحدث بأسم القومية العربية, وانهاض رسالة الامة العربية الخالدة , في احياء نهضتها لتسابق زمن الرقي والتطور , ولكنه كان فعلياَ معاول هدم وانحطاط في اخلاق الامة العربية , والسياسة القومية الشوفينية , في ممارسة القتل الدموي بالمجازر والانفال , وقدم أسوأ صورة وحشية لسياسة القومية الشوفينية , وهي تستنسخ القومية النازية في بشاعتها الدموية ,. والآن تتكرر مهزلة التاريخ مرة اخرى , ولكن هذه المرة بأسم الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية , حين جاءت الاحزاب الاسلامية , عقب سقوط النظام البعثي , وحملت شعارات وبدع براقة ورنانة , لكنها  انحرفت الى الطريق الاعوج المعبد بالالغام . وسقطت في التجربة والاختبار , كما سقط سلفها البعثي  , في احضان العار , بأن يرمى هو وشعاراته البراقة والرنانة الى مزبلة التاريخ .  ان الاحزاب الاسلامية حولت شعاراتها الى تجارة مربحة , تدر الذهب والدولار , مما قادت العراق الى طريق محفوف بالمخاطر , وتركت الاوضاع العامة أسوأ من قبل , وعمقت الشرخ الفاصل بينها وبين الشعب , بتحويل الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية ,  الى بضاعة فاسدة وعقيمة , في التدهور في الانحطاط الاخلاقي , بغياب الضمير والشرف من قاموسها اليومي . فلم تعد لها علاقة وصلة بالوطن لا من قريب ولا من بعيد , سوى في  المناصب التي تدر ذهباً ودولاراً  ,ويربطها  بالحبل السري بالفساد واللصوصية والتخمة المالية , فباعت مصالح الوطنية بسعر زهيد الى الدول المجاورة , واصبحت اجندات حقيرة وخائنة للوطن  , تنفذ وصايا البلدان المجاورة , ولم تقدم  ابسط شروط مستلزمات الحياة اليومية الى الشعب بادنى مستوياتها  , ولم تحمي العراق والعراقيين من آلة الارهاب الدموي , ولم يعد قيمة تذكر  للواجب والمسؤولية , سوى استغلالهما بالفساد والرشوة والمقايضة المالية , حتى في عبور السيارات المفخفخة , لتصل الى اهدافها المرسومة بكل يسر وحرية  , وخانت الشرف والامانة والمسؤولية . حيث انزلقت الى التنافس الوحشي على الغنيمة والفساد , وتقاسم السرقات والمال الحرام , حتى اصاب كل مؤسسة صغيرة وكبيرة بلوثة الفساد والرشوة , ولم يعد وجود الاحزاب الاسلامية في السلطة , إلا اورام سرطانية خبيثة ,  تنخر جسد  العراق , وقدمت ابشع صورة قبيحة الى الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية . حيث اصبح المنصب او الحقيبة الوزارية ,  مرتع للفساد واللصوصية , وصار تنافس الحاد على حمل لقب ( حرامي ) بكل اعتزاز وشرف , وتكاثرت الفظائع بالسرقات والنهب , بكل اشكاله المخادعة بالاحتيال والمكر الثعلبي . فقد توزعت ألقاب الحرامي ,  على قادة وزعماء الكتل السياسية والبرلمانية المتنفذة . وهم يقدمون البرهان الساطع على عقلية عصابات المافيا , حيث ذاعت شهرتهم الجديدة , في الاعلام والشارع , وباتت معروفة للقاصي والداني ,  تسمياتهم بلقب حرامي , وصارت بمثابة  القابهم الحقيقية , بالتمييز بين حرامي وحرامي اخر  , فهناك حرامي الزوية . حرامي الجادرية . حرامي وزارة النقل , وكما باقي الوزارات الاخرى  . حرامي بغداد . حرامي العراق . حرامي اموال النازحين . حرامي اموال المراسيم والزيارت الدينية , حرامي اموال عقود النفط . حرامي اموال الكهرباء . حرامي المشاريع الوهمية , حرامي الجيوش الفضائية . حرامي المناصب , حرامي الشاي المسرطن , حرامي الرز التالف . حرامي المشاريع الوهمية ............................. الخ . هذه الصفات القبيحة والرذيلة , لم يخجلوا ويستحوا منها , وانما اعتبروها شرف شطارة وذكاء لهم  , بذلك نهبوا وسرقوا مئات المليارات الدولارية , وافرغوا خزينة الدولة , واثقلوها بالديون الداخلية والخارجية تبلغ قيمتها 96 مليار دولار , لسد عجز ميزانية الدولة . اما في المسار السياسي يواصل انحداراته السريعة  الى الهاوية ,   حتى تنشيف اخر قطرة  من الديموقراطية , وخاصة العد التنازلي يسير الى الاسفل بوتيرة خطيرة , نحو ولاية الفقيه , وسد كل باب للاصلاح والبناء والتغيير , وانما تعميق المسار السياسي , نحو اقامة  الدكتاتورية الدينية , التي لا تعترف بالحقوق والحريات للمواطنين ............ والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


414
موقف مشرف امام الزعران
اتسم العهد الجديد , الذي جاء بالاحزاب المحاصصة الفرهودية , وسلمها مقاليد البلاد ومصير ومستقبل العراق , وهي لا تحمل رؤيا سياسية واضحة ورصينة وواقعية , لا تحمل في جعبتها برنامج سياسي يرسم ملامح  المرحلة بالاصلاح والبناء , حتى يكون عمل تنفيذي تسير عليه , بكل حرص ومسؤولية , في حفظ المصالح الوطنية ومصالح وحريات وحقوق المواطن , ولكن  استلامهم زمام السلطة والحكم ,  فتح قريحتهم على ناصية واحدة فقط دون غيرها , هي ممارسة عمليات  النهب والسرقة واللصوصية , والتنافس الحاد والشرس على الغنائم والمناصب والنفوذ , والكثير منهم بدلوا جلودهم الذئبية  البعثية , بجلود ذئبية  اسلامية منافقة , مما خلق شرخ وانفصال كبير وواسع , بينهم وبين الشارع السياسي والشعبي , واصبحوا كالقرود تتقافس وتتعارك على الغنائم والمال الحرام , واصبحوا بحق  مشكلة عويصة , في تقدم العراق بالاصلاح والبناء . فقد خلقوا ذئاب فاسدة  شرسة ووحشية , في قضم المال الحرام وعمليات الفساد المالي , والتي باتت تعط بروائحها الكريهة , حتى لوثت  وسممت المناخ السياسي , ولكن هذه المرة بماركة اسلامية مسجلة بامتياز لهم , فقد غيروا شعارهم السياسي كالافعى الحرباء من ( امة عربية واحدة , ذات رسالة خالدة ) الى الدفاع عن الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية , وهم براء منها , كبراءة الذئب من دم يوسف , ان اسلوبهم الشيطاني , خدع الكثير من الجهلة والمغفلين والساذجين , تحت مظلة المرجعية الدينية , التي سكتت دهراً على فسادهم واجرامهم وارهابهم , ولم تنفض وتغسل  يدها عنهم , إلا بالشكوى والموعظة والارشاد الخجول  , الذي  اصبح مضحكة وسخرية وتهكم لهم ,  بدلاً من المجابهة الصريحة والحادة والقاطعة  ,  تختار المرجعية  السكوت على المظالم الفظائعية الكبرى   , مثل سكوتها  على تهنئة  النائب ( محمود الحسن )  المثير للجدل , وصاحب السندات المزورة , في حملاته الانتخابية بهدف شراء الاصوات الانتخابية له والى والي نعمته , ان مهزلة المهازل بزف هذه  البشرى العظيمة بقوله ( اهنئ المراجع العظام والشعب العراقي ) , ولحد الآن لم نسمع موقف المرجعية من هذه التهنئة العظيمة . وكما لم نسمع موقفها الحاسم والقاطع , بجعل الدين والمذهب , اسلوب للمتاجرة الرخيصة  , وبشرعية الرشوة والفساد , وآكل المال الحرام , واستغلال المنصب  والنفوذ , منصة  للنهب والسرقة واللصوصية . هذا السلوك الشائن ,خلق حيتان فاسدة شرسة ووحشية , عندها الاستعداد الكامل لحرق العراق , وتحويله حجراً على حجر , مقابل بريق الدولار . بذلك دفعوا  احد زعرانهم وصبيانهم المراهقين ( محمود الحسن ) في  استغلال  شيطنته الماكرة , بدفع خلسة في اللحظات الاخيرة من التصويت البرلماني  , على قانون واردات البلديات , في حشر المادة 14 , بمنع وتجريم شرب المشروبات الكحولية , وترك الحرية المطلقة ,  الى آفات هي اخطر بالكثير من الخمور , هي الحشيش والمخدرات والحبوب  , التي تعتبر آفات وامراض مدمرة للشباب والمجتمع , بأنها معاول فتاكة وخطيرة . ان الدافع الاساسي في حشر المادة 14 , بالمنع والتجريم الخمور  , هو انعاش السوق السوداء , لعصابات المافيا والمخدرات والحشيشة , المدعومة من الاحزاب الاسلامية , مقابل حصة مالية , تقبضها تحت العباءة , وهذا قانون واردات البلديات يزيد من ترويج المخدرات والحشيشة , يعني زيادة الحصة المالية للاحزاب الاسلامية , فبدلاً من ان يكون قانون واردات البديات , تحصيل اموال اضافية للدولة , فأنه يحرمها من مصدر هذه الاموال , بالضرائب المفروضة على المشروبات الكحولية , بالاضافة  بأنهم في دس المادة 14 , بأنها تأتي ضد الحريات والحقوق المواطنين , , بجعل هذه الاحزاب الاسلامية فاسدة نفسها ان تقوم  , بمثابة الحارس والرقيب على المواطنين , كأنهم يحملون التفويض الالهي  , او انهم اوصياء الله على البشر , يحددون للمواطن , الملبس ومأكل والمشرب , لكن هذا الحرص المزيف , بترك الحرية الكاملة للسوق السوداء , التي تروج الحبوب والمخدرات والحشيشة , التي اصبحت اهم مشكلة خطيرة للشباب والمجتمع , هذا النفاق المزيف والمخادع , سقط وفشل فشلاً ذريعاً , بموقف ايجابي من  رئيس الجمهورية ( فؤاد المعصوم ) الذي رفض التصديق عليه , وارجعه ثانية الى  مجلس النواب , لانه يقف بالضد من الحريات والحقوق للمواطن , واعتبره غير قانوني  , يحتاج الى مراجعة واعادة في الصياغة , بما لا يتعارض مع الحريات والحقوق المواطنين من مختلف الديانات والمذاهب . ان مشروع عصابات المافيا والمخدرات , سقط بالفراغ , ولكن هل يعترفون بالفشل ؟  ............ والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


415
رواية ( عذراء سنجار ) كشفت مأساة الايزيديين
هي اول رواية عراقية وعربية , تستجيب لصدى  النكبة الدموية  التي تعرضت لها  الايزيديين , واوغلت  بعمق في  معاناتهم , في بشاعتها الوحشية , التي ارتكبها بحقهم تنظيم داعش الارهابي . والشيء الاجمل في هذا العمل الروائي المبدع المتكامل , بقلم الكاتب العراقي ( وارد بدر السالم ) . ان يستجيب للحدث الكارثي  , ضد الطائفة الايزيدية في قضاء سنجار ( شنكال ) والمناطق والقرى محيطة بها . ويسجلها في رواية ( عذراء سنجار ) في اقتحام ابداعي  متألق يشبه المغامرة الروائية  بكل المواصفات , في الحبكة السردية واسلوب كشف مسار الاحداث المحنة العاصفة  , في نسق روائي يجمع بين الواقع والخيال , في الاعتماد على جملة تقنيات فنية في المتن  الروائي , وكذلك اساليب ومكونات التعبيرية والتصويرية والوصفية , ليعري السلوك المنحرف , لهذه الفصيلة المعتوهة بسفك الدماء ( داعش ) التي تنتمي الى احقر فصيلة من البشر , في قمة الانحطاط الاخلاقي , في اقصى درجات الرذيلة والسفالة الوحشية , التي تجاوزت حتى  على الذئاب الوحشية الضارية , فقد مارست ابشع الوسائل الهمجية . في ارتكاب جريمة الابادة الجماعية , في اقتراف الجرائم , التي تشابهت , او تجاوزت الجرائم   النازية في ابادة البشر , في احتلال رهيب لمناطق الطائفة الايزيدية المسالمة , التي تؤمن بالله ( خودا ) وطاووس ملك , وتعرضت عبر عصور التاريخ , بفتاوى جاهلية ,  الى 74 غزوة ابادة , واخرها غزوة تنظيم ( داعش ) الارهابي . الذي اباح ممارسة القتل والذبح وسفك الدماء , كأنهم خرفان سهلة جاهزة للذبح ( نحن غنائم التاريخ السهلة , وقنطرة العبور الى اللذة الجنسية الاسلامية , كما يبدو ) ص25 . وهكذا بكل بساطة بالاعتماد على شوفينية الفتاوى المعتوهة والحاقدة بالانتقام والدم , ومارست عناصر داعش , ابشع الانتهاكات بحق المدنين المسالمين , من القتل والذبح والسبي والاغتصاب والخطف , وممارسة تجارة الرق ضد الفتيات القاصرات , والى الولوج الى الممارسات الشاذة , بالاغتصاب الجماعي , والحرق واخصاء الاطفال , ومزاولة اساليب التعذيب التي لا تطاق ولا تتحمل , بأنها  فوق طاقة تحمل الانسان , فكيف بالطفل القاصر , والمتاجرة بالفتيات بدعارة رخيصة , او تقديمهن كهدايا متبادلة بينهم , في المتعة الجنسية كجواري , او تبادل الفتيات  القاصرات للشهوة الجنسية , ومن ترفض يكون مصيرها الجلد بالسايط والموت والذبح , والاجبار بالاكراه على تغيير ديانتهن الايزيدية  , بدعوى انهن كافرات , ويجب ان يتحولن الى جواري  مسلمات للمتعة الجنسية  . كما سرقوا وفرهدوا البيوت , كغنائم حرب شرعية , ووزعت على جنود الخلافة الخرافية الداعشية , هكذا كان مصير سنجار ( شنكال ) الاسود في الكارثة والمأساة , في هدف الابادة الجماعية , بالاعتماد على خلاياهم الارهابية النائمة من العرب  , التي كانت تعيش وتقطن بينهم بالوئام  , وكانت المودة والتعايش يسود بينهم , لكنهم استيقظت في عقولهم  فجأة  الكراهية والحقد والانتقام , استيقظت الوحشية في القتل والموت , بحجة ان الايزيديين كفرة , يستحقون اقسى العقاب الجهنمي , يستحقون تجرع مرارة الجحيم , لا يستحقون البقاء والحياة ,  بشريعتهم الدينية المنحرفة والشاذة , ان داعش يخالف كل الاديان السماوية ( عندما ترى دين داعش . ستكفر بكل الاديان على الارض ) ص30 . انهم جنود الخلافة الداعشية , كلاب وذئاب متعطشة للدماء . واصبحت كلمة ( الله واكبر ) تثير الرعب والفزع , وتلوح بالموت والذبح . هكذا حولوا سنجار , الى مدينة الخراب والقبور , لان آلة الموت لم تتوقف باحلامهم المريضة والمعتوهة بالجنون الابادة  , في الاذلال الوحشي الهمجي , في تعذيب المرعب للفتيات القاصرات , اللائي يجلدن ظهورهن , بكل الانتقام السادي , على صراختهن المتوجعة  بالاستغاثة  ( تو تكي دري بابو - وينك يابابا ) ص44 . هكذا حولوا سنجار ( شنكال ) من مدينة الله والشمس والتين والزيتون , الى مدينة اشباح تنعق وتنبح بها جنود داعش . هكذا كان  استعرض المتن السردي الدرامي  لاحداث رواية ( عذراء سنجار ) في حبكتها الفنية  الراقية ,  من الاثارة الملتهبة بالمغامرة , لتسلط الضوء الكاشف على فاجعة العصر الحديث , مذبحة الايزيديين  . بتوظيف كل التقنيات في استخدام التاريخ التوثيقي , واستعراض الطقوس والعادات الديانة الايزيدية , والجمع بين الاسطورة والحلم , وتوثيق المشاهدات الحية من الناجيات من جحيم داعش , واستطعن الهروب والنجاة من محرقة العذاب والموت , وتحدثن عن تجربتهن القاسية في قبضة  عناصر  الخلافة الداعشية , وكذلك توظيف مواقع التواصل الاجتماعي , لتكون رواية ( عذراء سنجار ) شهادة حية توثيقية دامغة , الى الرأي والضمير المجتمع الانساني , ومنظمات حقوق الانسان , والمنظمات الدولية . انها رواية مركبة على عدة اعمدة في سياقها السردي , وتستحق بجدارة ان تكون ملحمة عراقية , في المأساة الايزيدية , هذه الطائفة التي ذاقت العذاب المر والعلقم ( ما مربنا تشيب له الرؤوس . نحن طائفة مسكينة ) ص 148 .
      استعراض ابرز شخوص الرواية .
1 - سربست : المهندس الزراعي خريج جامعة الموصل . له بصمات واضحة في تزيين وتجميل ( سنجار ) . الاب الذي فقد ابنته الجميلة ( نشتمان ) ذات الرابعة عشرة ربيعاً , من خلال مداهمة داعش , واطلاق النار عشوائياً على المدنيين , لمنعهم من الفرار والهروب , ومن خلال الفوضى المرعبة بالرعب والفزع , اصاب الهلع والفوضى  بالتشتت العوائل بعضها عن البعض  , بين الهارب والاسير , بين الناجي والمقتول , والذي اعاقه الهروب , ووقعت ابنته ذات الشعر الاصفر الجميلة ( نشتمان ) في الخطف والاسر ,  وفقد الامل في العثور عليها , مما شعر بالاحباط النفسي والكآبة , والجزع والتذمر  من الحياة في داخله  , لانه لم يستطع ان يحمي ابنته  الوحيدة , واصابه القلق والخوف على مصيرها المحفوف بالمخاطر , وهي في حالة  الاغتصاب والتعذيب , وتمنى ان يداركه  الموت , على تحمل  العذاب النفسي المرعب الذي يأكله بالهواجس السوداء  , وانزوى وعزل نفسة في احدى مغارات الجبل , يناجي الله ودينه والبشر , ان تعود ( نشتمان ) سالمة مهما كان , وما   اصابها من فاجعة وعذاب , وفجأة اطلت عليه حمامة زاجل , وألقت عليه  وثيقة عبور , تسمح له بالتجول والعبور والدخول الحدود بين ولايات دولة الخلافة الاسلامية الداعشية , دون مساءلات وشكوك , واستغلها في عملية البحث والتنقل , عسى يجد ابنته المفقودة ( نشتمان ) وهي تعني بالكردية ( الوطن ) والروائي استخدمها رمزياً للوطن الضائع والمختطف والمغتصب سنجار ( شنكال ) . ويشاركه في عملية البحث , الفتى المسلم , الذي قتل داعش والديه ( الاب والام ) . ووجد نفسه وحيداً ومشرداً في معمعة الفوضى الدموية , ان دلالة الاشتراك في عملية البحث , المسلم والايزيدي لايجاد سنجار ( نشتمان ) المخطوفة والمسلوبة , لها اهمية ,  بأن هؤلاء المعتوهين من الدواعش , لا ينتمون الى اية ديانة , ومنها الدين الاسلامي . لقد غامر وخاطر بحياته  الفتى المسلم , في عملية البحث عن صديقته ( نشتمان ) التي كان  معها ,  في ود وصداقة في المدرسة الثانوية , وظل وفياً على هذه العلاقة الحميمية , في مشاركة الاب ( سربست )  , الذي اصبح اسمه الاسلامي ( ازاد ) , واستغل الفتى المسلم مهارته وذكاءه , في تصوير جرائم داعش الوحشية , من قتل وذبح وحرق , كل يوم جمعة , من خلال هاتف  الموبيل . , ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي , والتي ايقظت الضمير العالمي , بالصدمة والذهول , على عنف ووحشية الاجرام الداعشي  . فكانت حفلات الموت , تبدأ بالخطبة باللغة  العدائية من الويل والثبور والتهديد بالموت  , اذا تراجعوا عن دينهم الجديد الاسلام , فأنهم يستحقون عقاب الموت في الدنيا والاخرة ( اما بعد . اسمعوا يا اهل سنجار , بالامس القريب . كنتم في ضلال مبين , تعبدون الشيطان والطاووس والحجر , وقد اخزاكم الله تعالى وفضحكم ) ص39 . وتنتهي الخطبة ,  بالاحتفالات الموت , بذبح بعض الاشخاص  بدعوى رجعوا الى ديانتهم الايزيدية , او يرمونهم  من اعالي السطوح , او الذبح بفصل الرأس عن الجسد . ويواصل الفتى المسلم في محاولة  ايجاد افضل  الطرق في  انقاذ الفتيات القاصرات من  الاسر  والاختطاف .
2 - عيدو المجنون  :  الايزيدي . الذي شارك في الحرب العراقية الايرانية , وسجن في معتقل الامن في البصرة , وخرج بنصف عقل ( مجنون ) وتميز بالمقاومة والمجابهة في الوقوف بوجه عناصر داعش , باستخدام اسلوب التهكم والسخرية , في عملية ( الضراط ) بصورة مضحكة , فكان يواجه كل خطاب تهديدي بالانتقام للمرتدين  , او الاخلال بالاسفاف  بالطاعة والسمعة المطلقة ,  لخلافة الخليفة الداعشي المعتوه ( ابو بكر البغدادي ) يواجههم ( بضرطة )  قوية , تحول اجواء الرعب والخوف على ملامح وجوه الحاضرين , الى ضحك وسخرية , وكان يناصب العداء والكره الشديد من ممارسات  ( حجي خان الافغاني ) الذي لايتورع من استخدام العنف والقتل لابسط شبهة وتهمة وحتى بالمزاج  , وتجرع منه الاهالي , الهوان والعذاب , وفي لحظة تراكم الغضب والحقد من( عيدو )  , قام بعملية قتل  ( حجي جان الافغاني ) لينقذ الاهالي من شروره , بضربات متولية من العصا التي لم تفارقه طوال ثلاثة عقود من الزمن  , وطرحه ارضاً غارقاً في دماءه النازفة  , وسط ذهول الناس , بأن هذا المجنون , ولد في داخله بطل مقاوم , ولكن بعد فترة , القي القبض عليه وحكم بالاعدام , حرقاً في قفص تشتعل فيه النيران , بالضبط مثلما حصل للطيار الاردني . الشهيد ( معاذ الكساسبة ) , ولكن فجأة والنارتلتهب قدمي ( عيدو ) شق عنان السماء صقر ضخم وحط على القفص وفتح الباب ويطير ب ( عيدو ) الى عنان السماء , وهي لها دلالة رمزيزية ,  بأن الشهداء يكون  ثوايهم الجنة .
3 - المرأة الحامل : ذبحوا زوجها امام عينيها وهي في الشهر الاخير من حملها , اخرسها الموقف المرعب , وهي ترى زوجها ينحر كالشاة , ويفصل رأسه عن جسده , وتحرش بها احد عناصر داعش جنسيا ً بمد اصبعه من وراء ثوبها , في المنطقة الانثوية الحساسة , ولكن فجأة سحب يده كالمدوغ , وسقط جثة هامدة يسبح بدمائه , كالجثة المذبوحة , وكما تقول  ( امممممم . . خرجت من اسفلي حية لالش السوداء , ولدغته لدغة مميتة , وقتلته في الحال . وضافت بالثقة ذاتها :
- شيخادي , لا يتخلى عن الايزيديات المؤمنات )  ص82 .
وماهو جدير بالذكر من ( الطقوس الدينانة الايزيدية , بأن الحية السوداء , انقذت نوح من الغرق , بأنها حشرت نفسها لتسد الثقب , الذي يتدفق منه ماء الطوفان . لذلك ظلت الحية السوداء رمز على المعبد المقدس لالش ........ اما شيخادي , او شيخ آدي . هو الشيخ عدي بن مسافر , مطور الديانة الايزيدية , والرجل المقدس الاول فيها ) ص82 . والمرأة الحامل تتحدث عن حملها الذي تجاوز 13 شهراً ولم تلده , بينما الجنين يكبر في بطنها , لانها لا تريد ان تلده , حتى لا يذبح امام عينيها , مثلما ذبحوا زوجها , لذلك يظل الجنين  يكبر في بطنها , وهي تقول وهي تتطلع الى بطنها المكور ( هذا شاهد , ولا اريده شهيداً , بهذا ولد في بطني , ولن يرى نور شنكال , حتى يجف دمها , وتنبت ارضها من جديد , بالتين والزيتون )ص84 .
4 - دلشاد : خريج الجامعة قسم التاريخ . اصبح مسلم وبأسم ( عبدالحفيظ ) حتى يحافظ على روحه من الذبح ويصون عائلته من العواقب الوخيمة , ولكنه يلعب دور ايجابي بكل وسيلة , ويحاول بشتى الطرق , ان يخفف من الوحشية العدوانية تجاه الايزيديين , التي يحملها ( حجي خان الافغاني ) , ويبرد انفعالاته الدموية , حتى لاتطال الاهالي , وكذلك يحاول ان يتستر عن الايزيديين المخفيين عن الانظار , وينقل اخبار داعش والمقاومة ضدهم , الى بائع الفواكه ( سالار )  , الذي اصبح اسمه الاسلامي ( عبدالله ) , الذي اخفاء اطفاله في البئر , خوفاً من الذبح , او الاخصاء , او ان يصبحوا عبوات ناسفة انتحارية بعد غسل ادمغتهم  , ولكن مات احد اطفاله في البئر بمرض الجرب .
    بعض الصور بالرموز الفنتازيا
لاشك ان اجواء الرعب تخللت اجواء السرد الروائي , بما يحمل  من حوادث درامية  مأساوية دموية متتابعة في سياقها ثقيلة على المتلقي  , ولتخفيف من وطئة  هذه الاجواء المفزعة , خلق اجواء مضادة  , قابلة للتأويل والمغزى والايحاء  , وهي تدخل في باب التنوع في اشكال السرد الروائي . مثلاً : الصقر العاشق , الغراب الذي يتكلم ويذرق على رؤوس عناصر داعش , لحظة الذبح وهو يتألم بما يرى من فواجع دموية  .  الفراشة التي تتكلم وتناقش . النجمة التي تتحدث وتواسي . الكلب الابيض الذي يتبع المرأة الحامل , ويتفهم ما يدور ومايحدث . حمامة زاجل , التي اسقطت وثيقة العبور الى ( سربست ) . الصقر الذي حط على قفص الذي يحرق بداخله  ( عيدو ) ويطير به الى عنان السماء .
ورغم زخم الاحداث المتسارعة في دراميتها العنيفة , لكنها لم تفقل جراحها  , فظلت النهايات مفتوحة على كل الاحتمالات , ربما هناك تكملة قادمة . ان رواية ( عذراء سنجار ) من الجودة الفنية المتألقة ببراعة تستحق الاعجاب , وهي تصلح لفيلم سينمائي رائع , يتحدث عن مأساة الايزيديين
×× رواية ( عذراء سنجار ) الكاتب وارد بدر السالم . 408 صفحة
×× صدرت عن دار منشورات الضفاف . بيروت
×× تصميم الغلاف الخارجي : الفنانة اللبنانية ريما عوام
جمعة عبدالله

416
الموصل ستتحرر ولكن من يضبط الوضع الامني ؟
ساعة التحرير اقتربت دقاتها  , وبدأ العد التنازلي , لحرب التحرير وانهزام تنظيم داعش وسقوط دولة الخرافة , التي استخدمت ابشع الوسائل الدموية , في البطش والتنكيل , في المجازر الدموية والاعدامات الجماعية , وستصبح بعد ايام او اسابيع قليلة , من ذكريات الماضي البغيض الدموي في بشاعته ووحشيته , وبالخراب الكبير الذي طال كل زاوية من مدينة الموصل التاريخية والحضارية والدينية , ها ساعة الفرج والنصر  تقترب , بعد اكثر من عامين من الكارثة اوالنكبة السقوط , او بالاحرى والاصح , تسليم الموصل دون مقاومة الى تنظيم داعش , في عهد المالكي , الذي هلك البلاد والعباد , بحيث انهزمت 5 فرق عسكرية مدججة باحدث انوع الاسلحة الحديثة والمتطورة , حيث تركت في مواقعها , دون ان تطلق رصاصة واحدة , وتسلم الى اعداد قليلة من تنظيم داعش , كأنها اشبه بمسرحية هزيلة من حيث الاعداد والاخراج , ان تنهزم هذه الجحافل العسكرية الغفيرة والجرارة  , قبل وصول تنظيم داعش الى داخل  مدينة الموصل , وما لاحقها من تبعيات بانهيارات مماثلة لقوات العسكرية , بسقوط ثلاث محافظات خلال يومين  فقط , اشبه باللامعقول , وخارج حدود العقل والمنطق , ولكن لا غرابة في فعل الدسيسة  والخيانة , والانهزام والتقصير  امام المسؤولية والواجب . ونتائجها دفع العراق ثمناً باهظاً في النكبات الدموية , والمجازر الدموية ومنها مجزرة سبايكر , وسقوط 40% من الاراضي العراقية , والخسائر الجسيمة التي لا تعوض . وكل هذه النكبات ظلت اسئلة  بدون جواب .  منْ المسؤول والمسبب والمتورط ؟ من يتحمل مسؤولية هذا الخراب الفادح , في سقوط ثلاث محافظات ومناطق شاسعة من العراق ؟ لكن الطمطمة والتستر على هذه الجرائم الكبرى , بما فيها الخيانة الوطنية , التي جعلت فاعلها ومسببها والمسؤول عنها والمتورط فيها يمرح ويسرح ويجول  بكل حرية وحصانة  , رغم انه يحمل اسم وعنوان وهوية معروفة ومعلومة للجميع  . بحيث جعل ان  يدوم الخراب ومعاول الهدم  لاكثر من عامين , حتى تستعد الدولة والحكومة من جديد  , لساعة النزال الحاسمة , ان تحرير الموصل تقترب ساعته , رغم العرقلة والاصبع التركي , من السلطان العثماني الجديد  اردوغان , الذي يتطلع الى ضمان حصة مضمونة  بعد التحرير , ان تدخل اردوغان بهذا التعجرف والغطرسة بعقلية استبدادية هوجاء بالاستهتار  , هدفها قضم الموصل ليكون السيد الاول فيها , انه يلعب دور الاسد ولكن بروق وفقاعات هوائية صاروخية لاتقتل ذبابة  , بعدما مرغ بالوحل بالذل والمهانة والاذلال من روسيا واسرائيل , الذي ركع كالشحاذ الذليل والمسكين  , يتوسل رضائهم ووطلب صفحة الغفران , ونسى رجولته المخصية , لذلك يحاول يعيد رجولته المخصية ,  بتهديد الجيران بالتدخل في شؤونهم الداخلية ومنهم العراق , انه جار عاق ولئيم متعجرف  , لاتوجد دولة من دول الجوار , لها علاقات طيبة وحسنة مع السلطان العثماني الجديد ,  وكل دولة جارة لها مشاكل جمة , وهي بلغاريا . اليونان , قبرص , سورية . ايران . مصر .  العراق , انه يلعب دور النمر من ورق . لذلك يهدد بالتدخل في الموصل رغم انف الاخرين  , بحجة  منع حمامات الدم والمجازر الطائفية , التي سترتكبها قوات الحشد الشعبي ويعتبر نفسه صمام امان وحماية لاهالي الموصل , لكن هذه الذرائع سقطت وافلست , في البحث في  الدفاتر القديمة , لتبرر تدخله في الموصل , فقد اعنلت قيادات الحشد الشعبي , بأنها ملتزمة بوعدها الى القائد العام للقوات المسلحة , بعدم دخول مركز مدينة الموصل , هذا الالتزام سحب البساط من ذرائع وحجج اردوغان بالتدخل في الموصل . لذا فان مهمة تحرير الموصل ستكون من مسؤولية قوات الجيش العراقي , وعلى كل القوى السياسية والشعبية , ان تعمل بجهد مثابر لرفع معنويات الجيش العراقي . بالعزيمة والارادة في التحرير . ولكن علينا ان لا نتجاهل غدر تنظيم داعش , بأنه لن يستسلم للهزيمة الكبرى في الموصل بسهولة  , سيعمل على تحريك خلاياه الارهابية النائمة , ان تقوم بمهمة التفجير والتفخيخ , بالعبوات الناسفة والسيارات المفخفخة , كما هو الحال في بغداد . لذلك ان مهمة حفظ الوضع الامني , والمرحلة ما بعد التحرير , هي اصعب بكثير من مهمة التحرير ,  وانهزام داعش وسقوط دولة الخرافة المجانين المعتوهين بالشواذ  . يجب رسم الخطط منذ الان لمرحلة ما بعد داعش , والعمل على اجتثاث الخلايا الارهابية لداعش , وسد كل الطرق عليهم ومحاصرتهم  , لابد من تعاون المواطنين الشرفاء مع القوات الامنية , لمنع حدوث التفجيرات الدموية  , ان على الحكومة , دراسة كل السبل , التي تؤدي الى حفظ الوضع الامني من ارتباك  , حتى لا يكون نصر التحرير , نقمة على المواطنين
جمعة عبدالله

417

ولاية بطيخ :  بين الشاي المسرطن والرز المسموم

تجرع المواطن العراقي السم والعذاب , من احزاب المحاصصة الطائفية الفاسدة الى حد النخاع , كأنها ليس احزاب سياسية , تتعامل وفق رؤية وبرنامج سياسي واضح , وتحترم المسؤولية والوجب , وتحترام حقوق وتطلعات الشعب , وانما عصابات فاسدة , لا يهمها اي شيء , سوى السرقة واللصوصية , وجدت حظها السعيد ,  بالسلطة والنفوذ والمال ,  لتشرع شريعة  الفرهود والغنائم , وهي التي انتجت من رحمها , الارهاب الدموي , الذي يحصد المواطنين يومياً , وانما الشيء الافدح من نهجها وسلوكها وتصرفاتها , بأن اصبح المواطنين  كالفئران , في مختبرات التجريب , لمعرفة مدى  قدرة المواطن على تحمل العذاب والموت البطيء . في ارتكاب ابشع الجرائم الوحشية , بالابادة والموت البطيء , وبيع المواطن مجاناً دون ثمن وقيمة , امام بريق الدولار . فقد اصبحت وزارة التجارة المختبر الرئيس  للموت البطيء , في عهد المجرم الهارب ( عبدالفلاح السوداني ) , الذي لم يترك مراتع القمامة والازبال من العالم , إلا واستوردها كمواد غذائية , توزع ضمن البطاقة التموينية , وهذه الموادة الغذائية التالفة والفاسدة , لا تصلح حتى  للعلف الحيواني , وليس تقديمها كوجبة غذائية مسمومة للمواطن , حتى يستولي على اموال وزاراة التجارة وتعد قيمتها بالمليارات الدولارات , لتذهب لحسابه في الارصدة البنوك هو واشقاءه . وهذا الوحشية والهمجية , جعلته ان يتحول الى مجرم اكثر وحشية واجراماً وبشاعة  , في استيراد الشاي المسرطن , ليكون سبب في هلاك الالاف المواطنين بمرض السرطان . بحيث فاق وحشية النظام الدكتاتوري البغيض , والمجرم الوحشي  ( علي الكيمياوي ) في حرب الانفال والمقابر الجماعية , وحين فاحت فضيحة هذه الجريمة البشعة والمرعبة , واصبحت في متداول الاعلام والشارع , لفعلها الوحشي البشع , بأن تضيف تعاسة للشعب العراقي تعسة اكثر ثقلاً , بالسموم السرطانية , اضافة ان الجو الملوث اصلاً بالسموم من كل انواعها من كل حروب النظام الدكتاتوري البشع , ان توزيع مواد غذائية مسرطنة , تدخل في جريمة الابادة الجماعية  , وبتوقيع حزب الدعوة وقائده المنصور ( مختار العصر )  , الذيتكفل  بتهريب المجرم ( عبدالفلاح السوداني )  من مطار بغداد , رغم قرار المحكمة بمنع المجرم من الهروب خارج العراق . وفي الفترة الاخيرة , في عهد ( حيدر العبادي ) المنصور بالله ,  انكشفت فضيحة اخرى ,  ترتقي الى مصاف  جرائم الابادة الجماعية , وبطلها كالعادة وزارة التجارة , في استيرادها  الرز الهندي التالف والفاسد والمسموم , وتوزيعه ضمن البطاقة التموينية . ان استيراد الرز الهندي المسموم بسعر رخيص , بهدف  طمره في مقالع القمامة  الازبال . وهناك كثير من الشركات تتعهد بهذا العمل , بطمر المواد الغذائية الفاسدة والتالفة والمسمومة , وهذه الشركات وجدت ضالتها في الدول الفقيرة  والفاسدة , ان تبيعه  بسعز زهيد  , ولكنه لم يذهب الى الطمر في مقالع الازبال والقمامة , وانما لطمر الارواح البشرية البريئة , مثل وزارة التجارة تكلفت بالمسؤولية في شراءه , لتذهب اموال وزارة الى جيوب الحبربشية الفاسدين في الوزارة  . هكذا يدلل على وحشية الفساد الشرسة , بأن يكون المواطن المغلوب على امره ليس له قيمة واعتبار  , في العراق الجريح والمذبوح , في دولة ولاية بطيخ , ان تستورد وزارة التجارة لحسابها , الرز الهندي التالف والمسموم , وقد وصلت الوجبة الاولى كميتها 40 ألف طن من الرز المسموم , ووزعت ضمن الحصة التموينية , و تشير الانباء الى وصول الوجبة الثانية , التي وصلت الى ميناء أم قصر في البصرة , لتكتمل خيوط الجريمة الوحشية بشكل كامل  . هكذا تلتقي الاهداف المشتركة , بين داعش واحزاب المحاصصة الطائفية , في ابادة المواطن العراقي . في دولة ولاية بطيخ
جمعة عبدالله


418
انتهت جلجوليات مقتدى الصدر
منذ قيام العهد الجديد , تمثل المسار السياسي ,  في الانحراف عن الطريق المستقيم , واعترت العملية السياسية ونظامها في المحاصصة الطائفية , الانحراف عن جادة الصواب , واصابتها البلبلة والفوضى والغموض , وسلكت طريق يعمق جراح الشعب والوطن , ولا تملك هذه الاحزاب  رؤية سياسية واضحة ومستقيمة بالحرص والمسؤولية  , ولا تملك  برنامج سياسي يدعو الى الاصلاح والبناء , ضمن هذا المناخ السياسي السائد  بالغموض  بالفوضى الخلاقة . برز مقتدى الصدر , كقائد سياسي مقدس , ليملي الفراغ السياسي , لكنه دخل في كوة الفوضى والعمعمة الشائكة  , وتسيد على المسرح السياسي , في التهريج والفهلوة , واللعب على عقول  البسطاء والساذجين بوعوده المعسول بالعسل والقيمر العراقي , وقام بادوار تتمثل   بالعنتريات والطرزانيات الفارغة , التي لا تخدم الشعب والوطن , بل انها تعيد استنساخ تأليه العظمة والتمجيد  الفارغ  , بأنه رمز سياسي مقدس . من خلال فهلوة الشعارات البراقة والطنانة , لكنها خاوية وخالية من  المحتوى والمضمون , ولا يعرف احداً  رأسها من ذيلها , انه كان يلعب على التناقضات بدور ممثل كوميدي هزيل  , لايحسن الصنعة ولا الاداء ولا الفعل , سوى صراخ التهريجي يتسم بالفوضى والغموض , ولكنه يطرح نفسه , للفقراء والمحرمين والمظلومين , بأنه القائد المنقذ , الذي يوصلهم الى الجنة الموعودة , ولكن دون افعال تطبيقية , تؤدي الى الاصلاح والبناء والتقويم . بدليل تدهورت الحالة المعيشية والخدمية التي تولى ادارة شؤونها التيار الصدري   , في المناطق الشعبية , مثل مدينتي الثورة والشعلة وبقية المناطق الشعبية الشيعية , التي شهدت التدهور الاسوأ في الحالة الامنية والخدمية والمعاشية , فقد ظل الاهمال والحرمان يسيطر عليها , لكن الزعيم المقدس ( مقتدى الصدر ) واصل اللعب على الحبل التهريجي  , في اطلاق شعارات رنانة وطنانة وبراقة ( ماكو فرق كلهم شلع او شلع قلع ) وخرج من التحالف الشيعي او الوطني , بحجة انه يمثل عش الفساد والفاسدين , ويقف حجرة عثرة في طريق الاصلاح والبناء , وحارس امين لنظام المحاصصة الطائفية , وعينه مفتوحة وشرهة  على الغنائم والفرهود , والمناصب والحصص الحزبية , وابتلاع الدولة , سياسياً ومالياً وادارياً , ودامت المقاطعة 7 شهور , واشترط للرجوع الى عش الفساد والفاسدين ( التحالف الوطني ) تنفيذ 14 مطلباً , لا تقبل التأجيل منها :
1 - ان تكون لتحالف الوطني مرجعية واحدة فقط , هي المرجعية النجفية . بينما اغلب الاطراف السياسية في التحالف الوطني يدينون بالولاء المطلق لولاية الفقيه , بل انهم بيادق تنفيذ اومر ولاية الفقيه
2 - طرد الفاسدين ومحاسبتهم وتقديمهم الى القضاء العراقي لمحاكمتهم . ولم يقدم فاسد صغير واحد ,  وليس فاسد كبير
3 - ان ينهي التحالف الوطني تجمعه الطائفي  , وان ينفتح على الاطراف السياسية الاخرى , من اجل ان يكون تجمع وطني , عابر للطوائف . وهذا بالضد من نهج وسلوك التحالف الوطني , الذي يعتبر  الحامي والمدافع  الامين عن نظام المحاصصة الطائفية , ويتصدى لكل من يتطاول على نظام المحاصصة الفرهودية
4 - تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة غير حزبية , وان تكون الهيئات المستقلة , لاصحاب الكفاءة والخبرة والمهنة الحقيقيين , وليس لاصحاب الشهادات المزورة , الذين يمتلكون معيار واحد الحزبية فقط  . وكل حزب في التحالف الوطني , يصارع ويناطح كالثور المجنون , على المناصب والنفوذ , ومستعدين ان يغرقوا العراق بانهار من الدماء , في سبيل مصالح الحزبية في الغنائم والفرهود
5 - تعديل القانون الانتخابي , نحو المنافسة العادلة والشريفة  , ولا يعتمد على مبدأ اللصوصية والسرقة الاصوات الانتخابية لصالحه , وهذه مطلب تعجيزي , لان احزاب التحالف الوطني , تريد ان ترجع الى النظام الانتخابي القديم , الذي لا يسمح لغيرهم في التنافس الانتخابي , ويعتمد على سرقة الاصوات الانتخابية , يعني المواطن يصوت لصالح حزب معين , ولكن صوته يذهب الى حزب اخر , رغم عدم قناعته وارادته
6 - تشكيل مفوضية العليا للانتخابات جديدة , تكون مستقلة وغير حزبية . حتى تضمن نزاهة العملية الديموقراطية بحياد تام ومسؤول , اي انها لاتسمح بالتجاوزات والخروقات , ولا بالتلاعب بنتائج الانتخابات , وتقف بالضد من شراء الاصوات الانتخابية , او استغلال نفوذ الدولة , ولا تسمح باستغلال اموال الدولة للانفاق على حملاتهم الدعائية . يعني سلخ الريش من جلد الاحزاب المتنفذة , التي اعتاشت وكبرت على الانفاق الحكومي لحملاتهم الترويجية الانتخابية  , واستغلال نفوذ الدولة , بالترهيب والترغيب , وفي شراء الاصوات الانتخابية , والتلاعب في النتائج الانتخابية كما حصل في هذه الدورة الانتخابية الحالية  , التي سادتها التزييف والتلاعب .
ان المطالب 14 مطلباً , تشكل مشروع وطني طموح للاصلاح والبناء , ولكن مقتدى الصدر , الذي يعرف بالتناقض الدائم ,  ليس اليومي وانما بين ساعة واخرى ( كلام الليل يمحيه النهار ) , هكذا لعب بكل بساطة لعب  ( جقلمبة ) ورجع الى عرين الفساد والفاسدين , بحيث لم يتحقق مطلب واحد بين 14 مطلباً , وبصريح العبارة انهى المقاطعة بعد 7 أشهر , ورجع بخفي حنين . وهذا ما يثير الحيرة , ماذا يقول لجماهيره الغفيرة , التي تنام وتنهض على صوت المنبه , الجرس ( طيط . طوط , طيط , طوط الوطواط ) وبلمح البصر تمتلئ الشوارع والساحات بالجماهير الغفيرة , وبلمح البصر تختفي من الشوارع والساحات . ماذا يقول الزعيم المقدس , الذي ضرب رقم قياسي في ( الجقلمبات )
جمعة عبدالله



419
المالكي يموت وعينه على الكرسي
التطاحن والتنابز والتنافس , على المناصب والنفوذ والمال الحرام  , السمة البارزة لعمل الاحزاب والكتل النيابية المتنفذة , بأن تلعب على حبل  المزايدات الرخيصة , في حمى الاسقاط والابتزاز السياسي في السيرك التهريجي المبتذل بالاستفزاز  , حتى على حساب الشعب , ان يتجرع كأس المرارة من صراعهم الحاد  على الكعكة العراقية . ولم يعيروا اية اهمية , الى الحوار والتشاور البناء  , لحل المشاكل والمعضلات الجمة ,والعلاقات المتدهورة  بين الاطراف السياسية , كأنهم في حلبة الثيران  ,  يلهثون بالتشنج والاستفزاز والابتزاز والمقايضة المالية , دون عناية الى  التخطيط  السياسي ذو رؤية ومعالجة مسؤولة تهتم بمصالح العراق وتحفظ امنه واستقراره    , فهم  حالة دائمة  ومستمرة من  التنافر والخلاف الناشب  وانعدام الثقة , كما هو الحال   , بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان وحكومته , مما افقدوا  اهمية  الثقة والحوار البناء بين الطرفين . وفي ظل الظروف والتحديات الجديدة  الحالية , تكتسب زيارة ( مسعود البارزاني ) اهمية ايجابية بالغة  , في تنقية الاجواء المشحونة بالتوتر وانعدام الثقة  , والعمل على رسم رؤية مستقبلية , وتحديد المهمات والاوليات بين الطرفين , ورسم ستراتيجية مستقبلية واضحة المعالم , بعد تحرير الموصل من داعش , وطرده من الاراضي العراقية نهائياً , بتقارب وجهات النظر , وتحديد هوية الموصل بعد معركة التحرير ,  للتحضير التام لمعركة التحرير , ان معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش الارهابي , ليس معركة سهلة , بل تتطلب تظافر الجهود وتحشيد الطاقات , وتجنيد الامكانيات , وتحديد المهمات بعد المرحلة ما بعد داعش  , حتى يخرج الكل منتصراً ورابحاً من معركة التحرير , لانها ستساهم في تقويم الاستقرار في العراق , وكذلك تسجل حكومة العبادي نقطة كبيرة لصالحها . وهذا بالضبط يقف حائلاً امام اطماع ( نوري المالكي ) في الطموح المجنون بالعودة الى الكرسي والولاية الثالثة مجدداً . ولا يمكن ان تأتي بالاستقرار السياسي , ومزاولة اهمية  الحوار والتشاور البناء , بين كل الاطراف السياسية , بما فيها العلاقة بين المركز واقليم كردستان , ان ( نوري المالكي ) يحرث في الفوضى والاضطراب السياسي , يزرع بذوره في التشنج ولغة العنف والتصعيد بالتوتر الى حد الا حتقان الخطير , من اجل افشال واسقاط حكومة العبادي , يعمل على الانهيار الوضع  الامني , من خلال عدد من المليشيات التابعة له وتعمل تحت وصايته ,  في خلق اجواء سياسية مضطربة ومشحونة بالتوتر بين الشركاء السياسيين , بما يملك تأثير سياسي  كبير في الحكومة والبرلمان , يحاول بكل وسيلة وجهد ,  تعطيل الحكومة وافشال العبادي نهائياً  , حتى يحضر الظروف الملائمة لعودة الولاية الثالثة , حتى بأستخدام التشنج والاستفزاز السياسي , في الرهان على التسقيط والا بتزاز السياسي . طالما العملية السياسية , تسير في طريق اعوج ومنحرف , تفتقر الى الرؤية الواضحة في معالمها السياسية , تفتقر الى العمل الديموقراطي واسلوب التعامل البناء والمتحضر , تفتقر الى معالم البناء والاصلاح والمسؤولية تجاه الوطن والشعب . وطالما العملية السياسية يتحكم بها الفساد والفاسدين وهي في طوع ايديهم  , سواء كانوا في الجنوب او في الشمال . وكل طرف سياسي متنفذ دون استثناء , ينحرف الى التنافر والتنافس من اجل الحصول  على المال والكعكة العراقية , التي تدر ذهباً ودولاراً , ليس الى الشعب المظلوم , وانما الى جيوبهم وارصدتهم المالية , حتى على حساب الدماء العراقية الرخيصة , لهذا لا يوجد حزب متنفذ سواء في الجنوب اوفي الشمال , نزيه يتطلع الى المسؤولية والواجب الوطني , الذي اصبح في خانة الاهمال والنسيان  , كلهم يلعب بهم الفساد والفاسدين . ونوري المالكي يمثل انموذج سيء لاسوأ زعيم سياسي متعجرف بشكل اهوج  , يفتقر الى  الرصانة والرؤية  السياسية , التي تعالج المشاكل والمعضلات بالحكمة والعقل البصير , وليس في نهج الاستفزاز الاهوج , الذي يصب الزيت على النار , بالتصعيد والتوتر الخطير  . انه  اهلك العراق في سنوات حكمه الكارثي ,بالخراب والمجازر , والنهب الشرس لخزينة الدولة , وقد تجرع العراق المرارة وسفكت انهار  الدماء النازفة , من اجل التشبث بالكرسي , رغم هذا الخراب الشامل , فأنه لم يتنازل عن طموحه واطماعه الجشعة , قيد انملة , في العودة الى الولاية الثالثة , حتى , يهدم بما بقى من العراق , واستمرار تنظيم داعش ينحر المواطنين كالخرفان . لهذا استهجنت الاطراف السياسية المتنفذة , بمطالبته , باعتقال ( مسعود البارزاني ) عند وصوله الى بغداد , بالتهم . التخابر مع الاجنبي , تهريب ثروات العراق , والتعامل مع الانظمة الاجنبية , وهذه التهم التي ترتقي الى جرائم  الخيانة الوطنية , تنطبق حرفياً على افعال المالكي وما ارتبكه من جرائم بحق العراق  . انه طاعون ينخر العراق كما هو الحال في بقية شلة الحرامية من كل الاطراف السياسية المتنفذة , التي تعج بالفساد والفاسدين
جمعة عبدالله

420
قانون العفو يرد الاعتبار الى صدام حسين
وصلت سفالة سياسة الاحزاب ( الشيعية والسنية ) الى الانهيار والاندحار في  منظومة القيم والاخلاق ,  التي وصلت الى اسفل اعماق الحضيض والتفاهة , بأن شطبوا من قاموس تعاملهم اليومي , المسؤولية والامانة والضمير , بأن يعدون طبخة سياسية جاهزة  , في جوهرها التصالح والوفاق , مع اعوان النظام الساقط , وفتح صفحة لتسامح والغفران معهم , في قانون العفو , وكذلك لمسؤولي الدولة الذين نهبوا وسرقوا اموال وزاراتهم , او مؤسساتهم , وهربوا الى الخارج , وهي تعد بالمليارات الدولارات , اي ان قانون العفو , يشمل اي طرف كان , في  السابق والحالي  , ومن  التهم والجرائم التي ارتكبوها وتورطوا بها بشكل متعمد ومقصود بالاختلاس والشيطنة  , اي انه يتساهل في منتهى التساهل ,  عن المجرم والارهابي والفاسد, بأسقاط كل التهم والجرائم مهما كانت فداحتها ودمويتها , ومهما كانت السرقة بارقام خيالية , حتى هذا الشخص , الذي انكشفت اوراقه مؤخراً  , بأنه حول الى حسابه الشخصي في البنوك الخارجية , بمبلغ 6,5 مليار دولار , وهرب الى خارج العراق , يمكن له بكل بساطة واسرع من سرعة الضوء وفق قانون العفو , ان يدفع بضعة الالاف من الدولارات , ليبري ذمته , وينال شهادة البراءة والغفران , وينطبق نفس الشيء على اعوان النظام السابق , بالعودة واسقاط كل التهم والجرائم , مهما كانت شناعتها ووحشيتها الدموية . اي ان جوهرة قانون العفو , اسقاط كل التهم والملاحقات القانونية , عن الارهاب والفساد والاجرام , من اي طرف كان , من السابقين والحاليين , وفق مبدأ ( عفا الله عما سلف ) , الكل في سلة واحدة من البراءة واسقاط التهم , من هذا المنطلق من مضمون قانون العفو , ان يستفيد من براءته امثال . طارق الهاشمي ورافع العيساوي واحمد العلواني والخرياني والزرباني والبعراني والفحشاني وديوثاني  , وكذلك يستفيد من قانون العفو . المجرم الهارب عبدالفلاح السوداني واشقاءه , بعدما نهبوا المليارات الدولارات من اموال الحصة التموينية , واعطى المجرم الهارب عبدالفلاح السوداني للشعب الدايح , مواد غذائية فاسدة ومسرطنة منها الشاي المسرطن  , والتي  سببت موت عشرات الالاف بمرض السرطان , ايضاً يشمله قانون العفو , وينال البراءة بكل رحابة صدر . وكذلك يشمل قانون العفو , بالغفران والبراءة  رغد صدام حسين وبقية شلة البعث ,بما فيهم القنفذ عزت الدوري ( هلهولة للبعث الصامد ) . هكذا تم الاتفاق الحميم , بين سعالي اعوان النظام السابق , الذين يمثلون الواجهة السياسية في نظام المحاصصة الفرهودية , مع طناطل الاحزاب الشيعية , المنبطحة على الدوام وفي كل الاوقات , تكشف عن عوراتها  للانبطاح بالالهام الايروتيكي  , من اجل الشهوة الشبقية للكرسي والنفوذ والسرقة واللصوصية والسحت الحرام  , بأنهم  نسوا وتناسوا العراق وابناء جلدتهم المظلومة  , تركوهم  للبكاء والنوح واللطم والعزاء , يحصدهم الموت المجاني كل يوم  . لذلك ارتفعت حمى النشاط الحار والساخن  , في استقبال حاشيتهم وشلتهم الهاربة , الذين شفطوا خزينة الدولة بالمليارات الدولارات ,(  حلال عليهم ) , لابد من استقبال كبير بالحفاوة والتكريم لهم على جهودهم العظيمة  , حتى ينالوا شهادات البراءة وصكوك الغفران من القضاء العراقي . مثل ما يستعد النجيفي  وعلاوي وعمار ومقتدى  , في استقبال عتاويهم الفاسدة والمجرمة , كذلك يستعد نوري المالكي في استقبال المجرم الهارب عبدالفلاح السوداني بالاحضان و ( البوس الخدود ) بشكل حار وحميم  , وكما يستعد موفق الربيعي , في استقبال شقيقه السارق الهارب مع افراد شلته الهاربة معه   , رغم انهم صدرت بحقهم غيابياً احكام ثقيلة بتهم السرقة والاختلاس , منها سرقة الاثار وبيعها في الخارج . ان قانون العفو , يمثل أسوأ طبخة سياسية , بأن تفتح الباب على مصراعيه , ببراءة كل مجرم وارهابي وسارق . رجوعهم ليس للعيش والاقامة  في العراق , لانهم طلقوا العراق بالثلاثة ,  عندهم العراق واهله لا يساوون ( كطف جكارة مزبن ) وكما صرح احدهم بنعت العراق واهل العراق ( مايساوون شخة  ابنه ) , هدفهم الكلي الحصول على شهادة البراءة بشكل رسمي , ثم يرجعون الى اوطان تجنسهم . ان خطورة قانون العفو  , يلغي نهائياً دور الشرطة الدولية ( الانتربول ) من ملاحقة وتتبع المجرمين الهاربين . بهذا القانون يسقط الشرطة الدولية ( الانتربول ) ويحذفها نهائياً , في المطالبة بتسليم المجرمين الهاربين , ويشطبها من الحساب . اي ان قانون العفو , مفصل على قياسات الحرامية واللصوص والمجرمين من اعوان النظام السابق والحالي . وهو يفتح المجال بشكل كبير , للانهزام العتاوي الحالية  , بعدما تملئ حقائبها بالدولار , ثم تعود بعد بضع سنوات , بكل اريحية , اما الاموال المسروقة , فحلال عليهم ( هذا من فضل ربي ) . هكذا وصلنا الى مستنقع الوحل والعار ,  من سياسة ( الهتلية واللوكيين ) في مصادرة العراق , ورمي الشعب في مستنقع الفقر والقمامة
جمعة عبدالله

421
مبروك لحمامة السلام نادية مراد
تعرضت الاقليات الدينية ومنها الايزيدية  في العراق , من قبل تنظيم داعش الارهابي ,  الى ابشع صنوف من البربرية الوحشية . من معاناة والاضطهاد والبطش والتنكيل ,  والقتل والذبح والتهجير والتشريد , من مناطق سكناهم . تعرضوا الى جرائم الابادة الجماعية والعرقية , ولم يسلم من هوس  القتل الوحشي ,  حتى الاطفال والنساء الحوامل , وكما تعرضت الفتيات الى الاختطاف والسبي والمتاجرة بتجارة الرق . والى الاغتصاب الجماعي المجنون والبربري , باعتبارهن حسب شريعتهم الوحشية , غنائم حرب . لقد مارس تنظيم داعش الارهابي , بكل خسة ودناءة ورذيلة  , وبضمير الوحوش الهمج . ابشع صنوف الابادة الجماعية , حين سيطر على مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها . واحدث دماراً وخراباً , بالانسان والحضارة ودور العبادة , ولم تسلم من همجيتهم البربرية , الاثار التاريخية والحضارية ,  لحضارات وادي الرافدين ( ميسوبوتاميا ) , في هوس الانتقام الاعمى والشوفيني السادي  , كأننا نعيش من جديد , امام مجازر النازية البشعة  , ولكن هذه المرة بأسم الشريعة الاسلامية , وهي براء منهم , ان هذه الجرائم المروعة بحق الاقليات الدينية ومنها الايزيدية , تدينها باشد العبارات الادانة ,  كل قوانيين السماء والارض , وحتى وحوش الغاب , بأن يتحول مواطني الاقليات الدينية , الى قطعان اغنام تساق لذبح والسلخ والموت , ان يتعرض اهل الارض الى التهجير والتشريد الوحشي البربري  , ان تتعرض الى الانتقام الدموي البشع  , وان تستخدم فتيات هذه الاقليات ومنها الايزيدية ,  التي اصابتها الكارثة الدموية  الفادحة , الى السبي والاغتصاب والبيع في سوق الدعارة , ومنهن البطلة الجسورة ( نادية مراد ) التي نجت باعجوبة وهربت  من سجون داعش المجرم , وتحدثت بعزيمة متفانية بالتضحية والشجاعة  ,  الى الضمير الانساني العالمي , وكشفت المأساة الحقيقية كواحدة  من المختطفات من بين  اكثر 4 آلاف فتاة ايزيدية  , يحتجزها تنظيم داعش , ويمارس ابشع انواع الوحشية بحقهن , من اغتصاب جماعي والى صنوف العذاب والحرمان الى المتاجرة في سوق الدعارة , الى الانتهاكات البربرية بحق كرامة المرأة المختطفة , من انتهاك  الكرامة والشرف والانسانية  , انها تحدثت عن المعاناة الحقيقية التي تجرعتها بالمحن والاهوال  , من صنوف الهلاك والموت والعذاب الجسدي والنفسي , من هؤلاء الوحوش الادمية , لقد ابكت الضمير العالمي لمعاناتها , وتحسس معاناة ومأساة  الاقليات الدينية ومنها الايزيدية . لقد واجهت الرأي العالمي بكل شجاعة جسورة , ولم تركن في زواية ,  تلوك مأساتها الانسانية واضطهادها الجنسي والوحشي البشع  , انها خاطبت الضمير العالمي عن مأساة شعب تعرض للهلاك  على ايدي الوحوش داعش  , واسمعت العالم حكايات رهيبة  , يفزع من سماعها الضمير الحي , لرعبها ووحشيتها السادية , بأن صنوف اساليبهم  المرعبة , لايمكن ان تنتمي الى فصيلة البشر , وحتى الى  الحيوانات الوحشية الضارية . لقد وقف العالم احتراماً وتقديراً , الى هذه المناضلة الجسورة ( نادية مراد ) التي تحدت بكل الشموخ الانساني , لتعري حقيقة  تنظيم داعش , عن جرائمه البربرية . لقد نطقت بلسان الاقليات القومية المضطهدة , ومنها الطائفة الايزيدية , ونادت الضمير العالمي , بأن يشدد دعمه وتضامنه في سبيل اجبار وحوش داعش , لاطلاق سراح اكثر من اربعة آلاف  فتاة ايزيدية ,  مازالت محتجزات ومخطوفات  في سجون داعش الارهابي . وتكريماً لشجاعتها النادرة والبطولية , التي تحدثت عنها الى وسائل الاعلام العالمية بشكل يومي دون وهن وكلل  ,  في التحدث عن المعاناة والمأساة التي تعرضت لها  , وقابلت حتى رؤوساء بعض دول العالم ,  وطالبت بتشديد الحملة التضامنية , من اجل ايقاف التنظيم المجرم , من ارتكاب المزيد من الجرائم الدموية بحق السكان العزل  . وتكريماً لبطولتها ورسالتها الانسانية , من اجل ايقاف مسلسل الدماء النازفة , وان تسود لغة التسامح والمحبة , بين  الاديان والطوائف الدينية والعرقية  . قررت هيئة الامم المتحدة , في احتفال مهيب , جمع سفراء دول العالم , وبحضور الامين العام لهيئة الامم المتحدة ( بان كي مون ) بتعيين ( نادية مراد ) سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة . وهذا بمثابة دعم وتضامن اممي لقضية مأساة الاقليات الدينية ومنها الايزيدية , التي اصبحت قضية عالمية , تحظى من التضامن والدعم والعطف والاسناد . انها بمثابة دعم حقيقي لمأساة  الايزيديين , التي عبرت عنها ابنتهم البارة والشجاعة ( نادية مراد ) . لقد نجحت  حمامة  كردستان والعراق , في ارسال رسالتها الانسانية , اصبحت ( نادية مراد ) رمز الشجاعة والتضحية  والشرف , انها بحق بنت العراق وكل الاقليات الدينية , قبل ان تكون بنت الطائفة الايزيدية .
فالف تحية الى جسارتها البطولية .  ومبروك بمنصب سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة
جمعة عبدالله


422
احزاب سياسية أم شركات للصيرفة المالية ؟
غريب وعجيب في عراق الفساد , الذي تجاوز حدود المعقول والمنطق والخيال , بحرق ودفن المبادئ والمفاهيم والقيم التعامل السياسي , واهمية الاحزاب في تدعيم مؤسسات الدولة , نحو الديموقراطية , والمنافسة الحزبية الشريفة والعادلة , لقد احرقوا القوانين والاعراف السياسية والقانونية , وحولوا كل القيم والمبادئ , الى اخلاق الحرامي واللص والمجرم الشرير . وضمن هذه  الفوضى تحولت الاحزاب الحاكمة , الى شركات صيرفة مالية , هدفها الاعلى , الربح والاختلاس والاحتيال , وتطبيع نهج الدولة , الى نهج وسلوك عصابات المافيا , لانهم اعتبروا نظام المحاصصة الفرهودية . الر ابح الاكبر لهم , بجعل الدولة ومؤسساتها تابع لهم  , في نهج الاستيلاء والاستحواذ , مما يسعر الى اقصى حد , عمليات الاختلاس والاحتيال والابتزاز , من اجل تكبير ضخامة ارصدتهم المالية في البنوك , وامتلاك احزابهم قدرة مالية هائلة , بأن تستطيع ان تشتري اكبر عدد  ممكن  من الاصوات الانتخابية ,  كي تستطيع ان تتنافس  في شراء صوت الناخب لصالحها , طالما تملك القدرة الكبيرة على الدفع المالي , واغراء المواطن ان يبيع صوته الانتخابي . دون اي اهتمام  وقيمة الى  برامجهم السياسية . لان في الاخير يكون  الفائز الاول في الانتخابات  , من يدفع اكثر مالاً , من يصرف مالاً  اكثر في شراء الاصوات الانتخابية .  هذه القاعدة الاساسية التي تسترشد بها الاحزاب الحاكمة . وما كشف عنه البنك المركزي العراقي , إلا قليلاً من عمليات الفساد الحامية الوطيس , فقد صرح البنك المركزي العراقي , عن مبايعاته في عملة الدولار , وذكر في تقريره المالي , بأن الاحزاب الحاكمة في الحكومة والبرلمان , تربح شهرياً من تصريف العملة العراقية بالدولار , تقريباً مبلغ بقيمة 450 مليار دينار شهرياً , في شراء الدولار بسعر رخيص وبيعه عبر شركاته المتنفذة في الصيرفة , بسعر اعلى , والفرق بين الشراء والبيع , ينتج ربحاً مالياً  قيمته 450 مليار دينار شهرياً , يتم تقاسمها بين  هذه الاحزاب المتنفذة , عبر شركاتهم  الصيرفية المتنفذة  . وبهذه البساطة والسهولة , في ظل غياب القانون , تتحول هذه الاحزاب الى عصابات المافيا , يتحكم في عقلها السرقة واللصوصية , في ظل سبات في النوم العميق , السلطة التشريعية والقضائية , وهما ايضاً غارقتان الى القمة في الفساد والرشوة , ولكن القضاء والقانون يستيقظ من غفوة اهل الكهف . حين يسرق الفقير البائس رغيف خبز او علبة كلينيس , يكون القضاء والقانون , صارماً وماحقاً وقادحاَ ورادعاً وقاسياً , كالسيف البتار , لان السرقة واللصوصية والفساد , هي من اختصاص اهل الجاه والمقام والنفوذ العالي  , بأن حلال عليهم السرقة واللصوصية , بأسم الدين والمذهب والشيطان , لهذا لم نسمع بنبس كلمة واحدة  , ولا حس ولا همس ولا هسيس خافت , عن الشخص الذي سرق مبلغ مالي قدره 6,5 مليار دولار , وحولها الى رصيده البنكي الشخصي , لم نسمع هسيس حتى لو  بخجل من السلطة القضائية , كأن هذا  المبلغ بسيط ليس له قيمة واهمية ,  حتى  يشغل بال السلطة القضائية , ولكن سمعنا بالوقوف بكل اكرام واجلال وتقدير , في براءة رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) بقرار قضائي بالبراءة  اسرع من سرعة الضوء , رغم ان ملف تهم الفساد والابتزاز يتجاوز مليار دولار  ......... فمبروك عليهم في اقامة دولة الفساد . اما الشعب فليذهب الى الجحيم ,  وبئس المصير
جمعة عبدالله

423
احياء جثة خرابة التخارف الوطني

تجربة اكثر من عقد كامل من السنين , تثبت للقاصي والداني , بأن عقلية قادة الاحزاب الشيعية , افسدتها ونخرتها عمليات الفساد , واصبحت مهزلة ومسخرة , ومحل رفض وادانة , ولكنهم يستمرون بتخاريفهم السياسية , العفنة والكريهة , والتي جلبت البلاء والمصيبة للعراق , ولابناء جلدتهم الشيعة  , لان الفساد اعمى بصرهم وبصيرتهم , واصبحوا كالثيران الهائجة تركض وراء الدولار والنهب واللصوصية , واصبحوا بحق ديناصير الخراب العراقي , وعيونهم مفتمحة على الغنائم والفرهود , وابتلاع الغالي والنفيس من خيرات العراق . وبذلك اسسوا ديناصيرهم الفاسد ( التحالف الوطني ) او بالمعنى الاصح خرابة ( التخارف الوطني ) ليس بهدف حماية ابناء جلدتهم الشيعة , وليس بالدفاع عنهم من  الاخطار والجرائم , وخاصة في حكمهم الشيعي , اصبح ابناء جلدتهم شيهة للانتقام الوحشي , بالتفجيرات الدموية , او بالمجازر المروعة والبشعة  , اصبحوا ابناء جلدتهم , يعيشون حالة الرعب والهلع والموت والخراب , دون ان ترف شواربهم ولحاهم الشيطانية , دون ان تستيقظ  ضمائرهم الميتة بالشفقة والرحمة , دون ان يسعوا ويعطوا اهمية لمعالجة الوضع الامني المتدهور , في المناطق الشيعية , التي اصبحت تتعرض للابادة الجماعية , من البعث او من داعش والدواعش , او بعض الاحيان بين حروب  المليشيات الشيعية المسلحة , التي تتناحر على مراكز النفوذ والغنائم , فتسقط صواريخهم العشوائية على البيوت الشيعية , او في حالة لعلعة الرصاص في شوارع  المناطق الشعبية المزدحمة بالاهالي  , بمعنى نزيف الدم الشيعي ينزف كل يوم , واصبح ظاهرة يومية , لان هؤلاء العبيط والحمير  من قادة الاحزاب الشيعية , لايهمهم شيء من ذلك , سوى النهب والاحتيال والاختلاس , الذي سلبت عقولهم بريق الدولار .  واصبح خرابة التخارف الوطني ( التحالف الوطني ) اشبه بخرابة لاسطبل الحيوانات الوحشية , وبؤرة للفساد وفضائحه الكبيرة  , في زمن زعيمه الرزوخوني ( ابراهيم الجعفري ) الذي كان يعيش الفقر ومصدر عيشه , المعونة الشهرية من بلدية ( لندن ) اصبح من اكبر اغنياء العراق , وهو مطالب اليوم الى جلسة استجواب في قبة البرلمان , في تهم ملفات الفساد المتراكمة في وزارة الخارجية , التي حولها الى وزارة رزوخونية , وترك العمل الدبلوماسي , والعلاقات والصداقة بين الدول , مما اصبح العراق , في موقع النشاز بين الدول , يغرد وحيداً ومنبوذاً من الدول العربية والدولية , ماعدا ( ماما ايران ) , ولذلك اصبحت ضرورة ملحة , البحث عن ديناصور فاسد حقيقي وباحتراف وامتياز كبير  , لهذه الخربة , عرين وعش الفساد والفاسدين , ووجدوا في شخصية حرامي الجادرية , كل المميزات المطلوبة , لتولي زعامة البيت ( التخارف الوطني ) . لذلك اصبح الكتكوت النرجسي ( عمار ) عن حق وحقيقة , رئيس الاسطبل الشيعي , عن جدارة , وخاصة وانه يحمل عقل شيطاني , في اللغف والشفط والنهب , ان زعامته لهذا الاسطبل السياسي , ليؤكد على استمرار حيتان الفساد في ربيعهم الذهبي , وكذلك استمر المجازر الدموية , والتفجيرات المروعة في وحشيتها في المناطق الشيعية , رغم قسمهم وحلفهم , بأن منطقة الكرادة , ستعيش الامن والامان , بعد سلسلة من  التفجيرات الدموية المتكررة  , ولكن لم يمضِ على قسمهم وحلفهم , حتى ضربت الكرادة في تفجير دموي مروع , هذا يتبادر الى طرح السؤال . لماذا؟؟؟؟؟؟؟!! . ولماذا لم يحدث في منطقة العفاريت والحيتان ( المنطقة الخضراء ) تفجير واحد خلال عقد كامل من السنين , لماذا ؟؟؟؟؟؟ !!!!. ام ان الارواح الشيعية رخيصة وتافهة , وبخسة بدون قيمة وثمن ؟؟؟ !!!! . نقول الف مبروك لحرامي الجادرية بالمنصب الجديد ..... والله يستر من الجايات
جمعة عبدالله

424
زوبعة هوشيار زيباري
يحمل العراق الجديد , علامات فارقة وبارزة , بأن حملت وجهه ملامحه  الجديدة  , بأن يوصم  بعراق الفساد والعتاوي   , الذي شرعته في نهجها  الاحزاب المحاصصة الطائفية , في بناء الاسس المتينة لعراق الفرهود , عراق السراق واللصوص , تحت شريعة القانون , هكذا انغمروا  قادة الاحزاب الفاسدة في الفرهود  , فقد شمروا عن سواعدهم , في النهب واللصوصية والسحت الحرام , بأسم الدين والطائفة , وفاقت عمليات الفساد الى حد اللامعقول , وفاقت قدرات الخيال , حتى عن  اوحش عصابات المافيا , في النهج والسلوك والتصرف والتعامل , فقد برزت اهوال الفضائح بالاختلاس والابتزاز المالي لخزينة الدولة  , دون رادع يردعهم , طالما ان شريكهم في عمليات  الفساد , السلطات الثلاث ( التنفيذية والتشريعية والقضائية ) , هذا ما جناه  العراق من حكم الاحزاب الاسلامية , التي شوهت الدين والمذهب , ولم تعد قادرة على اخفاء عوراتها , وخطاياها وذنوبها وجرائمها . وما يتسرب من مستنقع الفساد , الى وسائل الاعلام والشارع , إلا جزء ضئيل من المصيبة الفادحة , التي اصابت العراق بطاعون الفساد , تحت عباءة العهر السياسي , فقد تحولت هذه الاحزاب الفاسدة , الى سماسرة ووكلاء شركات رابحة , تنهب الذهب والدولار , تحت البصر وفي وضح  النهار , دون خوف وقلق , من العواقب القانونية , لقد اصبحت عتاوي الفساد مخيفة , في شراستها المتوحشة في السحت الحرام , وتصريح وزير المالية ( هوشيار زيباري ) في لقاء مع قناة ( دجلة ) حيث كشف عن هذا المخفي والمستور , بأن شخصاً قام بتحويل مبلغ 6.5 مليار دولار , الى حسابه الشخصي في البنوك , بكل بساطة متناهية , مستغلاً السلوك العام السائد  بين قادة الاحزاب الطائفية الحاكمة ( طمطملي واطمطملك , او غطي فسادي اغطي فسادك ) , هكذا يكون مصير الاختلاسات المالية , التي تجري على قدم وساق وتحت رعاية القانون , من خلف  الكواليس وفي الغرف السرية . ولكن العيب في تصريح وزير المالية , بأنه وضع نفسه   تحت طائلة القانون , بالتستر على ملفات  الفساد , وكذلك عدم ذكر الاسم وهوية هذا الشخص السارق مبلغ قدره 6.5 مليار دولار , ما الهدف من عدم ذكر الاسم والهوية , لهذه السرقة التي تعتبر سرقة العصر , وخاصة وان الوزير ( هوشيار زيباري ) ذكر  بأنه يحمل ادلة وبراهين دامغة ليثبت  هذه السرقة , ان عدم ذكر الاسم والهوية , قد تدخل في باب التهديد والابتزاز السياسي , وخاصة انه مهدد بسحب الثقة وطرده من منصب الوزير , بعد عدم اقتناع اعضاء البرلمان , في جلسة الاستجواب , في اجوبته التي قدمها , ولكن مع هذا فأن هذه الفضيحة الكبرى , لا يمكن ان تمر مرور الكرام , بعدما ألهبت الشارع ووسائل الاعلام  , بالغليان الساخط على احزاب الفساد وعتاويه الشرسة . فأن وزير المالية مطالب شعبياً وسياسياً وقانونياً , ان يكشف الاسم والهوية الى الاعلام والشارع والى الادعاء العام , , حتى يعرف الشعب الغافي المتشبث باذيال هؤلاء القادة الفاسدين , حتى يعود له العقل والبصيرة من هذه الاهوال  , ولعله يحرر نفسه  من روث الطائفية الذي طمره الى قمة رأسه  . ويشعر بأن   العراق ليس  بقرة حلوب الى الفاسدين , يغمطون الاموال ويهربون الى خارج العراق بكل امان وحرية  , ليعبثوا بهوس مجنون بهذه الاموال الخيالية ,  ولا رادع يردعهم , ولا صوت واحد من هذه الاحزاب يضع ضميره الميت  امام عاقبة الله والدين   , بان يطالب بالاموال المسروقة . وطلب بتسليم اللصوص الهاربين الى العراق . ان هذه السرقة بهذه قيمته المالية  الكبيرة  , تكفي ان تبعد شبح الفقر . عن ملايين الفقراء , ان الخراب الذي اصاب العراق من  عمليات الفساد , التي ولدت من رحمه  , الارهاب الدموي , الذي يحصد الابرياء يومياً , ولكن  متى ينتفض الشعب وينهض من سباته  , ليتحسس الاهوال والخراب الذي يحيط به , والذي يحرمه من الامان والعيش الكريم
جمعة عبدالله


425
ولية الغمان في جلسة البرلمان

جمعة عبدالله

عودنا البرلمان العراقي على عمليات  الفساد والمهازل والفضائح , التي يتعرق لها الجبين خجلاً وعاراً . وكذلك على مناطحة المهاترات البرلمانية  بالعهر السياسي المفضوح  , بالسمسرة والمتاجرة في بيع العراق  بثمن رخيص , من اجل الحصول على الاموال , ان عمليات والنهب والسرقة جارية على قدم وساق , لهلك  البلاد والعباد . وكانت جلساتهم البرلمانية عبارة عن افلام كوميدية هزيلة في في الاعداد والاخراج ,  بتهريجها المسرحي المنافق . فقد عمى بصرهم وبصيرتهم عمليات الابتزاز والاحتيال والاحتلاس , وبيع المواقف لمن يدفع المال, فقد حولوا البرلمان من صوت ناطق بأسم الشعب , الى وكالة او شركة تجارية رابحة , تدر عليهم  الذهب والدولار . وبرعوا بأمتياز  في خداع الشعب , بأنهم يدافعون عن مصالح العراق , وهم في حقيقتهم يدافعون عن مصالح الدول المجاورة , على حساب مصالح العراق . وانهم عيون يقظة في مطاردة الفساد والفاسدين , وهم ابطال الفساد والفاسدين , وعيونهم مفتوحة على اللغف والشفط والمال الحرام , وعمليات السرقة بكل الاشكال الشيطانية , التي عجزت عن ابتكارها حتى عصابات المافيا . ورغم عمر الحياة البرلمانية في العراق , اكثر من عقد كامل من السنين , لم يتجاسروا على تقديم فاسد واحد للمحاسبة والعقاب او سحب الثقة منه . لانهم خلقوا منظومة فساد كاملة كالاخطبوط  , وفي  جدارها الصلب الفولاذي . لذلك فان سحب الثقة والاقالة لوزير الدفاع ( خالد العبيدي ) , لانه حاول السباحة والعوم عكس التيار اعضاء البرلمان , الذي يتحكم في عقولهم , الحصول على صفقات وعقود واموال , بطرق الابتزاز والاحتيال , لانهم خانوا الذمة والواجب والمسؤولية , وخذلوا الشعب بأن اصبحوا عتاوي فاسدة وشرسة , لا يحكمها ولا يردعها ضمير وشرف واخلاق . وملفات فسادهم الكثيرة ,  تعط بروائحها الكريهة التي تزكم الانوف بعفونتها . ولكن المصيبة الكبرى التي يعاني منها العراق , حجم منظومة الفساد بالارقام الهائلة والخرافية , دون رادع يردعهم , لانهم تحالفوا بحلف مقدس , بين السلطة التشريعية والقضائية , وهذه الاخيرة غارقة ايضاً  الى قمة رأسها في بحر الفساد  والرشوة . ان ماكشف عنه  وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) من ملفات الفساد والابتزاز , بطلها المقدام رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) وحفنة من شلة الحرامية من اعضاء البرلمان  , إلا جزء ضئيل من بحر الفساد الكبير الذي اغرق العراق ,  مصيبة وبلاء  , والكل يعرف انهم فاسدون الى حد اللعنة , وكلهم يجمعهم مبدأ مقدس واحد ( غطي فسادي , اغطي فسادك ) , لذلك توحدت كلمتهم وارادتهم وعزيمتهم , في سحب الثقة والطرد من منصب وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) كأنهم يقدمون خدمة عظيمة الى وحوش داعش , في هذا الظرف العصيب من المواجهة الحامية والمعارك الدموية مع تنظيم داعش الارهابي . ان العقاب بحق وزير الدفاع , ليكون عبرة ودرس , لكل من يتطاول ويخرق جدار الفساد الصلب , ربما في المستقبل القريب او البعيد , يدفع ( خالد العبيدي ) ثمن حياته , قتلاً او اغتيالاً , وهم قادرون على ذلك , وكل شيء متوقع ومحتمل في نظام المحاصصة الفرهودية . واذا كانوا اعضاء البرلمان النشامى , يشعرون بنشوة الفرح والانتصار , بأنهم في امان وسلام ولم يتجاسر اخر مثل ( خالد العبيدي ) فأنهم واهمون ويراهنون على السراب , لان الامهات العراقيات , ليس عقرت اوجدبت في ولادة رجال الشرفاء , يحكمهم الضمير والشرف , وليس هنً لولادة رجال غمان , او اشباه الرجال , حتى يلعب بالعراق الغمان . لابد ان يأتي اليوم الذي تتهالك فيه  منظومتهم الفاسدة ,  كالورق او كالرمال  , لابد ان يأتي اليوم الذي يتعدل فيه الميزان , فهيهات الفرح ونشوة الانتصار , قد تكون موقتة , لكن لا ضمان بالبقاء الى الابد , سيأتي ذلك اليوم الموعود , وغداً لناظره قريب.
 
جمعة عبدالله

426
عراك الاحزاب على الحقائب الوزارية
تعلمت احزاب المحاصصة الطائفية , ان تتكيف بشكل حربائي , حساب المناخ السياسي السائد ,   في الوضع السياسي والشارع , فمرة تنادي باعلى الاصوات , بالمطالبة والاسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة . حين تكون الرياح والموجة السياسية , تضغط في اتجاه تشكيل حكومة تكنوقراط , بهدف امتصاص غليان الشارع المحتج بالتظاهرات الشعبية . ومرة تنادي بالاصلاح والتغيير , للخروج من الازمة الخانقة . ومرة تتصدر واجهة محاربة  الفساد والفاسدين بكل قوة , حتى تتخطى مطاليب الشارع , بارتدى ثوب الاصلاح ,  زوراً ونفاقاً , للضحك على الشعب الدايح , المخدر بمخدر مورفين الطائفية . ومرة تظهر عفيفة شريفة طاهرة , بانها غير معنية بالحقائب الوزارية , لانها بالنسبة اليها , لا تشكل سوى ( عفطة عنز ) . هذه الانتهازية تدربت عليها واصبحت ثقافتها ونهجها وسلوكها اليومي  , بشكل ثعلبي منافق , لانها تستغل الشعب الدايح , الذي اصابه عمى الالوان , وفقد البصر والبصيرة , فاصبحت اللامبالاة  ,سلوك وتصرف ونهج  في الحياة , وفقد ناصية التمييز , بين الابيض والاسود , بين الجلاد والضحية , بين السارق والمسروق . بين الحق والباطل , حاله حال قطيع الخرافان المطيعة التي تقاد بكل بساطة  الى سلخها وذبحها , اصبح الذل والمهانة خبزه اليومي . هذا الفراغ السياسي في الشارع , سمح لهذه الاحزاب الحاكمة ,  ان تلعب وتعيث خراباً بالعراق , التي اتفقت فيما بينها على مبدأ مقدس بينهم  ( اسكت عن فسادي , اسكت عن فسادك ) , كأن الفساد حصلت عليه من التفويض الالهي , لذلك حين يجد الجد بينها في تشكيل الطاقم الوزاري  . تكشر عن مخالبها وانيابها الوحشية , في العراك والخصام , ولها استعداد كامل لحرق العراق , وتحويله حجراً على حجر , من اجل الحصول على الوزارات السيادية في التشكيل الوزاري . لانها تجد في هذه الوزارات المرتع الحقيقي للفساد والنهب والاختلاس واللصوصية , وبأستغلال الوضع السياسي الهش والمشلول . فمنظمة بدر , تطالب بوزارة الداخلية , بحجة شرعيتها الالهية على الوزارة , وتتناطح كالثور المجنون , من اجل الحفاظ على هذا الحق الالهي , وعدم التفريط به , حتى لو على اشعال الدخان والبارود ولعلعة الرصاص . وحزب الدعوة يطالب بوزارة التجارة , لانها ام الوزارات بالفساد , التي تدر عليهم الذهب والفضة والدولار , وكذلك اياد علاوي . وكذلك الكتكوت النرجسي عمار الحكيم . وحرامي النفط  حسين الشهرستاني , وبقية شلة الحرامية , لانهم وجدوا جنتهم الخالدة في مغارة ( علي بابا ) , ويساندهم جيوش من وسائل الاعلام , والكتاب والصحفيين  المنافقين , الذين يمجدون هذه الاصنام بالتعظيم والمجد الالهي المقدس , كأنهم اوصياء الله على الشعب الدايح , الذي اصبح لا في العير ولا في النفير , وما زاد في الاسلام  , إلا خردلة , كأنه خرج من حسابات وتقديرات الاحزاب الفاسدة , التي راحت تعلن بكل صراحة , بأنها عصابات للسرقة واللصوصية , والشعب الدايح اصابه الطرش والعمى والبكم , لذلك اصبحت الاحزاب الحاكمة , اكثر وحشية واجراماً , فلم تبالي إلا في مصالحها الشخصية , والويل اذا يعترض احداً طريقها  , فأنهم على استعداد  حرق العراق رجالاً ونساءاً , وحتى الاطفال الخدج . والله يستر الشعب الدايح , النائم على روث الطائفية , من الجايات
جمعة عبدالله


427
فرهدة الاحزاب الاسلامية المقدسة

جمعة عبدالله

اصبحت الفرهدة وتوزيع الغنائم . نهج وسلوك وبرنامج عمل للاحزاب الاسلامية  الحاكمة , والمتسلطة على رقاب الشعب المنكوب . بأنها تدعي زوراً وبهتاناً وعدواناً ونفاقاً ومكراً  , بأنها تدعي العصمة والقدسية , في منهاج عملها , وأنها صالحة لعمل الخير والعمل الصالح , في شقيها ( الشيعي والسني ) , لكنهم في حقيقة امرهم , بأنهم ولدوا من بيضة الشيطان وابليس . فقد اتفقوا بالاتفاق الجماعي على نحر العراق , كالشاة المذبوحة , في سلوكهم اللصوصي في المال الحرام , على تقسيم العراق على حصص وغنائم بينهم  , والشاطر من ينهب ويشفط  اكثر , انهم في سباق اولمبي بمن يفوز باكثر حصة من  الغنائم والفرهود , لانهم اسقطوا كلياً من سلوكهم ,  الاخلاق والضمير , ودفنوها في مقبرة الفساد المالي والسحت الحرام , حتى يشبعوا بتخمة فردوس الجنة والنعيم والترف والحياة الحريرية , التي طلت عليهم , على حساب الشعب الدايح , لانهم اصبحوا اولياء الله , على الشعب الخنوع , الذي يقدس ويسجد الى  تراب احذيتهم , ويغط في سبات عميق من التنويم المغناطيسي الطائفي , حتى صاروا يسوقونه كالخرفان المطيعة الى مسلخ الذبح , بكل سرور وفرح وابتهاج , لانهم نزعوا عنه الارادة والكرامة والانسانية والعقل البصير   , واصبح قطيع بهائم لا حول له ولا قوة , سوى السجود والركوع الى المقدسين الفاسدين . لقد نجحت الاحزاب الاسلامية المقدسة , نجاحاً باهراً حتى الشيطان يحسدهم على نجاحهم  , في ترويض الشعب بالمهانة والذل , وهو يسبح بحمدهم , ويدعوا المولى القدير , ان يزيد في اعمار  أهل القداسة والعصمة والحشمة الالهية  , من هذه الاحزاب الفاسدة , هذا الخنوع الذليل , لم يشهده شعب من شعوب العالم , قديماً وحديثاً , لم تتكتفي هذه الاحزاب المقدسة في خلق الارهاب الدموي فقط , وانما تعمل بكل نشاط وجهد وهمة مثابرة  , في دفع الشعب الدايح الى الجحيم اكثر  , برضى القلب المؤمن حد  الخشوع الى اولاد الشياطين والابالسة . هذه الاحزاب الشيطانية ( المقدسة ) لم تخجل وتستحي من الاعتراف بكل صراحة لتكشف عن  وجهها الحقيقي الى وسائل الاعلام , لانهم نزعوا من الشعب الدايح ,  الكرامة والرجولة واصابه بالعقم  الى العيش الكريم , لذلك يقولونها علناً بكل صلافة وغطرسة واحتقار ,  بأنهم ( احنة كلنا خمطنا ) او ( كلنا فاسدون ) او ( كلنا حرامية ) او ( كلنا ثعالب ماكرة ) . هذا دليل على الاستهتار والاستخفاف بالشعب الدايح , الذي شطبوه من قاموسهم . ولم يعيرونة اية اهمية , سوى دفعه الى الخراب والموت المجاني , حتى ان  الشعب الدايح , نسى وتناسى ,  اوليات لائحة اعلان حقوق الانسان العالمية , التي تنص مادته الاولى : يولد جميع الناس احراراً , متساوين في الكرامة والحقوق . والمادة الثالثة : لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه . والمادة السابعة : كل الناس سواسية امام القانون . اما في العراق فقد  رجعنا , الى عصر العبودية , الاحرار والعبيد , بأن يتحول شعب الى فصيلة خرفان طائعة وعبيد خاشعة  . تحت امرة واشارة  اولياء الله , من قادة الاحزاب الفاسدة , الذين يوصمهم بالعصمة والقدسية والمهابة العظيمة المكللة بالمجد والتمجيد العظيم   , كأن رفع الصوت في حضرتهم , اشد معصية ,  وعاقبة لا يغفرها رب العالمين مطلقاً . لذلك يلعبون هؤلاء اوصياء الله , بالعراقي ( شاطي باطي ) , وبكل خسة ودناءة وحقارة , طالما الشعب الدايح , يغط بنوم عميق على وسادة روث الطائفية العفن والكريه . بينما قادة هذه الاحزاب المقدسة , تنام على وسائد من حرير ,  وهم في جنة الله  المقدسة على ارض العراق , بنعيمهم وبذخهم المجنون , الذي  فاق العقل  والمعقول , وطالما القضاء العراقي الغارق في الفساد والرشوة في جيبهم , فلا خوف ولا وجل , مهما كانت حجم الجرائم والاتهامات بفضائح الفساد , طالما القضاء يتعامل بالمقايضة المالية , ويبيع البراءة لمن يدفع , فتنام وزيرة الصحة وهي مقدسة ايضاً الى حد الكراع, ,  قريرة العين والبال وبكل  اطمئنان وسكينة   , كأن شيئاً لم يحدث مطلقاً ,  في مستشفى اليرموك , انه دعايات مغرضة , عارية عن الصحة والحقيقة والواقع  , بقولهم بان  حريق اشتعل  في مستشفى اليرموك في بغداد , واحرق 13 رضيعاً اصبحوا فحماً  , ولا تهتم الوزيرة المقدسة ,  الى تقرير اللجنة التحقيقية , الذي يكذب كلامها ,  التي اشارت بأن الحريق نتيجة تماس كهربائي , وانما يشير تقرير اللجنة التحقيقية , بأن الحريق نتيجة عمل مدبر ومقصود , بفعل فاعل اراد ان يشعل الحريق , ولا تهتم بأن هذا التقرير سيكون مصيره سلة المهملات , لذلك فعلت حسناُ , بسحب استقالتها بعد سويعات من اعلانها  . وكفى المؤمنين شر القتال , والعراق الى جهنم وبئس المصير  , ليغوص في اعماق الخراب والدمار , طالما اولياء الله .  المقدسون  في جنة النعيم.
 
جمعة عبدالله


428
القضاء العراقي يبيع صكوك البراءة للفاسدين

اعلن القضاء العراقي اتخاذ  قرار سريع وعاجل  اسرع من الضوء  , في غلق ملف التهم بالفساد بحق رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) وبراءته من كل التهم التي جاءت في جلسة الاستجواب البرلمانية , لوزير الدفاع ( خالد العبيدي ) . قرار البراءة وغلق ملف الفساد , لم يستغرق سوى ساعة  واحدة , كأنها دردشة بين الاصدقاء على  فنجان القهوة , بعد رفع الحصانة البرلمانية بطلب منه . رغم ان التهم بالفساد والاحتيال والابتزاز , خطيرة جداً تمس مصير  العراق والمؤسسة البرلمانية , التي باتت وكالة تجارية رابحة  يلعب بها الفاسدين ( شاطي باطي ) لانهم أمنوا غفوة الشعب المصاب بمخدر التنويم المغناطيس الطائفي .  وقرار القضاء العراقي , ليس فيه  العجب والغرابة  . لانه ايضاً غارق الى قمة رأسه بالفساد ,  ويبيع صكوك البراءة ,  لمن يدفع من المتهمين الفاسدين والمجرمين  , مهما كانت التهم والجرائم بحقهم , حتى لو احرقوا العراق , او دمروه حجراً على حجر , اذا عرفنا ان سجل  تاريخ رئيس القضاء العراقي ( مدحت المحمود ) ملطخ بالسواد والاجرام . فهو  صاحب مشورة قطع الاذان في عهد سيده المقبور , وهذا قرار البراءة  لم يأتي من الفراغ , وانما جاء حصيلة اتفاق بين رؤوساء الكتل والاحزاب البرلمانية , بأسقاط كل التهم وبراءة رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) , من اجل سلامة نظام المحاصصة الطائفية , من عوادي الزمن , وصيانة الفاسدين من احتمالات  العواقب الوخيمة . ويترتب على هذا القرار القضائي , تطورات لاحقة بحق وزير الدفاع , لانه اصبح شخص غير مرغوب به , يحمل الكارت  الاحمر , ليس الاكتفاء بتنحيته من حقيبة وزارة الدفاع فقط , وانما يجب اتخاذ بحقه العقاب الصارم والقاسي والرادع , ليكون عبرة ودرس , لكل من يتطاول على قامة الفاسدين , ويكشف ملفات فضائحهم بالابتزاز والاحتيال بنهب وسرقة اموال الشعب , ولكل من يحاول ان يعترض او يقفز على نظام المحاصصة الطائفية الفاسد , الذي يمثل اتحاد الفاسدين في الضراء والسراء , لذلك جاء التهديد بالقتل والاغتيال , في البيان الرسمي لحزب الاسلامي العراقي , الذي هدد صراحة بقتل وزير الدفاع , لانه تطاول على ابنهم البار والشرعي ( سليم الجبوري ) ولم يمض سوى يومين . حتى تعرض وزير الدفاع الى العملية الاغتيال الفاشلة , اثناء تفقده  , القطعات العسكرية في نينوى , واعلان تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن عملية الاغتيال الفاشلة , هذا يدل على وجود تناغم وتنسيق وتحالف رصين , بين تنظيم داعش الارهابي , وواجهته القوى  السياسية التي تشترك في الحكومة والبرلمان , لا شك ان جلسة الاستجواب البرلمانية لوزير الدفاع  ,, احدثت هزة عنيفة في البرلمان والشارع , لا يمكن السكوت عنها , لانها كشفت عن اهوال وحجم  الفساد وطرقه الشيطانية , في الاحتيال والابتزاز , واستمراريتهم في عمليات النهب والسرقة والاحتيال , بكل هوس وعنجهية وغطرسة  مجنونة , ولا رادع يردعهم . رغم الازمة المالية الخانقة , التي يمر بها العراق , بسياسة التقشف المفروضة فقط على المواطن الفقير , والموظفين الصغار . ان كشف ملفات الفساد لرئيس البرلمان وبعض اعضاء البرلمان , الذين جاءت اسماءهم في جلسة الاستجواب , يعني بكل بساطة , بأن البرلمان فقد شرعيته ومكانته التشريعية وهيبته امام المواطن , وان وجوده يعني الحماية والحصانة للفاسدين , في استمرارهم بكل صلافة وغطرسة واستفزاز في الضحك على ذقون الشعب  , وفي عمليات النهب والسرقة بطرق غير شرعية . لذلك تستوجب الحالة الملحة , الى الدعوة الى تقديم موعد الانتخابات البرلمانية , يعني الدعوة الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة , ولكن ليس برعاية تشكيلة المفوضية العليا للانتخابات الحالية , التي اثبتت فشلها في تولي مسؤوليتها بكل شرف ونزاهة , في تأمين الانتخابات بشكل ديموقراطي نزيه , فقد انحازت بشكل صارخ ومرفوض , ووقفت الى جانب قائمة حزب الدعوة , وسمحت له بالخرق والتجاوز , حتى التلاعب في نتائج النهائية للانتخابات  لصالحه , لذلك تستدعي الحاجة القصوى , الى انتخاب تشكيلة للمفوضية العليا للانتخابات لاعضاء جدد , تتوسم بهم المسؤولية والنزاهة والحيادية , حتى تضمن اجراء انتخابات بشكل نزيه وديموقراطي من المنافسة العادلة والشريفة . . وفي كل الاحوال ان العراق مقبل على تطورات لاحقة , في مستنقع الفساد والفاسدين , وهذه مهمة الشعب ,  وليس الاحزاب الفاسدة ( الشيعية والسنية ) لابد ان يستثمر ويستغل هذه الهزة العنيفة في جبهة الفاسدين , اذا اراد ان ينقذ العراق من نفق الفاسدين , ان يعيش بكرامة وامان , اما غير ذلك ان يترك الامر الى الفاسدين ان يعبثوا به وبالعراق , عند ذلك يستحق ان يعيش بين الحفر , في ذل ومهانة , ان التاريخ لا يرحم الشعوب البليدة والغبية والساذجة , والذي يعشعش فيها الجهل والخرافات والطائفية , وسماسرة الدين المنافقين
ملاحظة : من التعليات الكثيرة  التي غطت مواقع التواصل الاجتماعي , هذا التعليق
- أنيشتاين يسأل :
من الاسرع . . الضوء أم الصوت أم براءة سليم الجبوري ؟؟؟؟؟؟

429
قفشات طائفية عنكبوتية

جمعة عبدالله

1 - العين ( العورة )
 مشكلة الكتاب الذين جندوا طاقاتهم واقلامهم بالدفاع عن الطائفية , وقادة ابناء جلدتهم , المتهمين بالفساد والارهاب الدموي  , ويدبجون مقالاتهم اليومية في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ,بكل خسة ودناءة منحرفة وهزيلة في غمط الحقيقة  , بأنهم  لا يحترمون  قيمة الكلمة وشرف القلم النزيه الصادق  . كأنهم نسخة طبق الاصل , من كتاب النظام المقبور , الذين وضعوا المقبور ( ابو الحفر ) , فوق مرتبة  المولى القدير ,  وانه يحمل التفويض الالهي لخراب ودمار  العراق , هذه الحفنة  المنحرفة , التي تبيع نفسها وشرفها  بثمن زهيد ورخيص  , ويدوسون على  كرامتهم تحت بساطيل قادة الارهاب والفساد , بذريعة مضحكة  بالدفاع عن العراق , انهم ينظرون الى الوضع السياسي , بعين احادية منحرفة ومنحازة بشكل مريب ومشبوه  ,  مثلاً الكتاب الطائفيين من جانب الشيعة يصبون جام غضبهم وسخطهم الصاعق والماعق والماحق , على قادة الاحزاب والكتل السنية , التي يشتركون في العملية السياسية , وفي الحكومة والبرلمان , ويحملونهم مسؤولية الارهاب الدموي والفساد المالي , ودعمهم الى تنظيم داعش الارهابي , رغم انها حقيقة دامغة لا احد ينكرها  , لكنهم يغضون الطرف ويتجاهلون ويتناسون قادة الاحزاب الشيعية بأنهم يشتركون  بنفس التهم والجرائم بحق العراق , وانخراطهم  في الفساد والارهاب الدموي , وهم لا يختلفون عن اقرانهم من قادة الطائفة السنية , قيد أنملة , بل انهم يشتركون معهم في اللغف والنهب والسرقة واللصوصية . وكذلك الحال بالنسبة للكتاب الطائفيين من الجانب السني , نفس التهم بالفساد والارهاب الدموي للقادة الاحزاب الشيعية  , وبجريمة دعم المليشيات الطائفية المسلحة الطائفية ,  ووقوع العراق في احضان ( ماما ايران ) وهم يتناسون وقوع قادتهم  في احضان ( ماما  السعودية  وقطر وتركية ) , ان هؤلاء الكتاب من الجانب الطائفة السنية , ينشرون الغسيل القذر لقادة الاحزاب الشيعية , ويتناسون ويتجاهلون قادة جلدتهم الغارقين الى قمة رأسهم , في الفساد والارهاب الدموي والتخريب  . ومن مهازل الزمن المتوحش , بأن الكتاب الطائفيين من كلا الجانبين , يذكرون اسماء المتورطين بتهم الفساد الكبرى , الذين جاء ذكر اسماءهم الصريحة في استجواب وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) الذي كشف ملفاتهم بالفساد والابتزاز والاحتيال , من اجل حصول على اموال خيالية بطرق شيطاني ,. بان كل جانب من هؤلاء الكتاب , يذكر اسماء الجانب الاخر , وينسى اسماء ابناء جلدته المتهمين بالفساد , هذه التزكية الهزيلة ومضحكة , يضعون انفسهم مسخرة للاعلام والرأي العام  والشارع  , ان الفساد والارهاب , لايعرف الدين ولا الطائفة , ولا يمكن تحويل الثعلب الماكر , الى غزال وديع ومسالم , ان قادة الجانبين ( السنية والشيعية ) شركاء بالفساد والارهاب بشكل متلاحم  .
2- الارهاب الاسلامي :
هددت جماعة ( الاخوان المسلمين ) المتمثلة بالحزب الاسلامي العراقي , الذي ينتمي اليه رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) بالقصاص والانتقام وبقتل وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) لانه كشف عن فساد رئيس البرلمان واخوته والحلقة المحيطة به من الحبربشية المافيوزية  . ويعتبر بيان الحزب الاسلامي , ان هذا الكشف في ملفات الفساد ,  راعيهم الفاسد والارهابي ( سليم الجبوري ) بمثابة  جريمة كبرى  لا تغتفر,  إلا بالقتل وا لاغتيال  , وقد جاء في بيانهم التهديدي الذي ينذر  بشر خطير   ( ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ , فتبينوا ان تصيبوا قوما  بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) هذه اصل ثقافة العنف والدم  , في سلوكية  الاحزاب الاسلامية ( الشيعية والسنية ) التي تتستر بعباءة الدين , بأن تهدد كل من يتجاسر ويفضح فسادهم وارهابهم , وكذلك كل  من يعارض سياستهم ونهجهم وتصرفاتهم  , لانهم لا يقرون ولا يحترمون الرأي الاخر او المعارض , ومن يعري ويكشف سرقاتهم ونهبهم للمال العام , يعرض نفسه لخطر الموت والابادة , وهي محاولة لكم الافواه بالتهديد بالقتل , رغم نفاقهم بالديموقراطية , لكنها ديموقراطية المسدس وكاتم الصوت والدم
3 - صحوة ضمير :
 يأتي استجواب وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) في جلسة الاستجواب البرلمانية , حالة استثنائية وخطيرة , وبمثابة هزة سياسية عنيفة للمرة الثانية  يتعرض لها البرلمان العراقي  , فكانت الاولى , حين اقتحمت الجموع الغفيرة من المتظاهرين المحتجين , قبة البرلمان , وانهزم اعضاء البرلمان كالفئران المذعورة تفتش عن جحور , يحميها من غضب الشعب . فكانوا يعتقدون  اعضاء البرلمان , بأن جلسة الاستجواب ستكون نزهة مريحة , لانهم تعودوا على مبدأ ( طمطملي واطمطملك ) ويخرج الكل فرحاً ومسروراً , لا غالب ولا مغلوب , لكن هذه المرة وزير الدفاع , لاول مرة يحدث في البرلمان ,فقد قلب الطاولة على رؤوس الفاسدين وقدم سجل الاتهامات  باسماءهم الصريحة , وبالبراهين والقرائن الدامغة , في كشف ملفات فسادهم , وتعرية اسلوب الابتزاز والاحتيال , للحصول على اموال خيالية بطرق شيطانية , في الحصول على الصفقات والعقود , تبلغ قيمتها مليارات الدولارات , وبكل تأكيد ليس فقط يحدث هذا الابتزاز والاحتيال  في وزارة الدفاع , وانما في كل وزارات الدولة , ولا يكشف عنها , لانها تطبق مبدأ ( طمطملي واطمطملك ) . والله يستر من حجم الفساد المخفي والمستور , ولكن يحتاج الى صحوة ضمير , او بالتعبير الادق بحاجة الى ( خالد العبيدي ) الاخر , حتى يفتح النار على الفاسدين . ان هؤلاء الفاسدين من كلا الجانبين ( السني والشيعي ) وقعوا في ورطة كبيرة وفي حيص بيص , وتحولو الى شذر مذر , بالعار الذي يغطي  وجوههم , ولم يتجرأوا , سوى بترديد كليشة الحرامية واللصوص الدائمة , بأن هذه الاتهامات عارية عن صحة , عسى ولعل من هذه الهزة العنيفة , ان  يستيقظ الشعب من سباته وغفوة نومه التي تشبه اصحاب الكهف  , وان  يرفع صوته ضد الفاسدين , الذين خربوا ودمروا العراق , بأسم الدين.



430
لماذا المرجعية الدينية تتحدث بصوت خافت مع الفاسدين  ؟

المرجعية الدينية الموقرة , لها مكانة وموقع مرموق , في الخارطة السياسية العراقية , ولها تأثير وزخم شعبي عريض وواسع , بأن تكون كفة الميزان في الواقع السياسي , ولكنها مع الاسف لم تفعل ولم تستثمر  دورها الكبير  في الشأن السياسي , ليصب لصالح العراق ويخدم الشعب , لم تواجه الطغمة الحاكمة بالمواجهة الحادة  وبالفعل الحاسم والقاطع   , وبأشارة منها تجعلهم مصابين بالذعر والخوف على مصيرهم , وبأستطاعتها ان تزلزل الارض تحت اقدامهم , ليهبوا بالفرار والهروب كالفئران المذعورة , وان صوتها يعلو على كل الاصوات , وهي تدرك عمق فادحة الخراب العراق من الطغمة الحاكمة  بأحزابها الفاسدة , التي تعج بالعتاوي الشرسة والضارية  ,  في السرقة واللصوصية . وبأستطاعتها ان تقلب المعادلة السياسية على رأس الاحزاب الفاسدة وتصل بهم الى اسفل  قاع  الحضيض . ولكنها لم تفعل ذلك  , بل اختارت طريقاً غير مثمر كحبة الاسبرين في معالجة الورم السرطاني الخبيث  , وبالصوت الخافت المبحوح والخجول  , الذي يقابل بكل غطرسة واستهتار واستخفاف من قبل الفاسدين , الذين يتحكمون بشريان الدولة والحكومة والبرلمان , تتحدث بشكل حديث عمومي عن الفساد والفاسدين , دون تشخيص الاسماء والعناوين والهوية التي تحملها الاحزاب الفاسدة واسماء الفاسدين , كأن الفساد والفاسدين , غزوا العراق من كواكب مجهولة , وكأن الفاسدين اشباح , وليس لهم اسماء معروفة , ليس لهم هوية وانتماء سياسي ,  بعناوينه المعروفة والمكشوفة . لماذا هذه النعومة والدلال والطراوة  مع الفاسدين ؟ وهي تعرف وتدرك دورهم المتوحش في الفساد والارهاب الدموي . دورهم الاساسي في النهب والسرقة واللصوصية . هذا الدور الذي تمارسه المرجعية الدينية الموقرة  , لا يرتقي الى مسؤولياتها الدينية والاخلاقية , كأنها تتغاضى عن جرائمهم بحق الشعب والوطن , وكأن تغض النظر كأنها لا ترى ولا تسمع , عمليات النهب الكبرى , وعمليات معاول الهدم بحق العراق والشعب . والسؤال الكبير الذي يدور في الاذهان , لماذا لا تدعو الى الجهاد ضد الفاسدين وهم اخطر بكثير من وحوش داعش والدواعش , مثلما دعت الى الجهاد ضد تنظيم  داعش الارهابي . وهبت جموع العراقيين الغفيرة  , تلبي نداء المرجعية بالجهاد الكفائي , الذي زلزل الارض تحت اقدام الدواعش , وهبت مذعورة كالفئران في الهروب , وسادهم الخوف والخذلان , الذي ادى الى انتصارات عراقية باهرة , وتحولوا وحوش داعش الى جرذان تفتش عن حفر وجحور في  الهرب , وبعضهم ارتدى زي النساء وحلقوا لحاهم المقملة  , وهذه الحفنة من الطغمة الحاكمة , هي اضعف بكثير من وحوش داعش . لهذا يبقى السؤال دون اجابة شافية , لماذا لم تفعل المرجعية الدينة واجبها الجهادي  مع الطغمة الفاسدة ؟ , لماذا الكيل بمكيالين ؟ , وان بقاء هذه الاحزاب الفاسدة , تعمق الجراح والخراب للعراق , لانها سرقت الغالي والنفيس , وتركت العراق على شفا الافلاس , وعلى  المواطن ان يكون كبش فداء للاحزاب الفاسدة الحاكمة , ونكتفي بتصريح احد اعضاء لجنة النزاهة البرلمانية , لنعرف حجم الفساد الخرافي بالارقام الخيالية , حيث يصرح بأنه ( منذ عام 2003 , بأن هناك اكثر من 600 مليار دولار , ليس لها وصولات , ومبالغ اخرى شابها عقود وفساد وهمية , ومشاريع متلكئة فيها خروقات ومخالفات , وان الفاسدين يعملون ليل نهار , لتهريب العملة , فضلاً عن الشركات الوهمية والعقود المزيفة ) هذه شهادة من احدهم والمرجعية تعرف اكثر من ذلك , حين تتحدث عنهم بأنهم ( يلهثون وراء الامتيازات والمنافع المادية , وانهم خانوا الامانة وخذلوا الشعب ) ألم يكن المنطق والقانون والشريعة السماوية , تدعو الى الجهاد ضد الفاسدين ؟؟!! , ولا يمكن ان ينالوا العفو والغفران والبراءة من المرجعية الدينية , ينبغي عليها , ان تطالب بتطبيق حكم القانون وعدالة وميزان  الحق , بأن هذه الاتهامات , ترتقي الى مستوى الخيانة الوطنية , ولا يمكن التساهل معهم , لانها مخالفة للشريعة والدين والاخلاق والمنطق , فكيف هم مازالوا  في الحكومة والبرلمان ,  عينك عينك , دون حرج  ؟ وفي استمرارهم في النهب والسرقة , دون اي احترام الى تحذيرات المرجعية الدينية , بل انهم يستخفون بها باستهتار وصلافة واحتقار . لذلك لم يردعهم عن غلهم وفسادهم , التصريحات الخجولة الخافتة من المرجعية , وهم يستهينون بتضحيات العراقيين , وباعتراف المرجعية الدينية بقولها ( كتب على العراقيين , ان يجاهدوا بأنفسهم واموالهم , دفاعاً عن الوطن والعرض والمقدسات , أمام هجمة المتوحشين الدواعش ) وتضيف بأن ( العراقيين تسابقوا في الحضور في جبهات القتال , وقدموا تضحيات كبيرة وحققوا انتصارات مهمة ) ,  ثم تتساءل ( اين تلك التضحيات , من امراض اصابت ضمائر من خانوا الامانة وخذلوا الشعب ) ألم تستدعي الحاجة الملحة والقصوى  الى الدعوة الى الجهاد ضد الفاسدين , كالجهاد الكفائي  , وهم اخطر بكثير  من الدواعش , بالدعوة الى هذا الجهاد , يكون العراق وصل الى شاطئ الامان والسلامة.

جمعة عبدالله

431
شكراً على استهتار علي اللا أديب

وصل الاستهتار والاحتقار للشعب المغلوب على امره , اعلى مراحل من الصلافة  الاحتقار , للشعب الدايح , الذي اصبح لعبة لعبث الفاسدين , ليدوسوا على رأسه بكل مرجلة , وهو العبد الذليل الخاشع لهم . ان يكون دمية بأيدي الفاسدين وسراق خيرات الشعب , من قادة الاحزاب الفاسدة الطائفية , وهو يتبعهم كالجرو الاجرب , ان يكون مطية لحقدهم وكراهيتهم . ألم يوصلهم الى قبة البرلمان والحكومة , ألم يصوت لهم بعيون عمياء , وعقل محشو بروث الطائفية , ماذا جنى من الاحزاب الاسلامية الفاسدة ؟ , سوى الارهاب الدموي والخراب , والتجويع والفقر , بينما هم غارقين في جنة النعيم , ألم يسكت ويصمت على لصوصيتهم ونهب خيرات واموال خزينة الدولة , دون اي اعتبار للشرف والاخلاق والضمير . فقد نزعت من الشعب الدايح ,  الرجولة والكرامة والعزة . وهو منقاد لهم , كما ينقاد الضحية الى جلادها بكل ذل واهانة . هذه حال العراقي اليوم , ان يكون تحت رحمة الاحزاب الطائفية الحاكمة , وهو يؤدي واجب الطاعة لهم , بكل مهانة وذل وخشوع  , كأنهم يحملون التفويض الالهي , وما على المواطن سوى واجب الخنوع والركوع وتقبيل تراب احذيتهم  . فهذا احد قادة الفساد والفاسدين الاشاوس , الذين ماتت ضمائرهم  وشرفهم تحت اطنان الدولار والمال الحرام  , يتبختر كالضفدعة التي تنفخ نفسها , لعلها تصل الى حجم الفيل . هذا النائب رئيس ائتلاف دولة القانون , والقيادي البارز في حزب الدعوة ( علي الاديب ) او بالاحرى (  اللا أديب ) . يطالب بأن يتحمل المواطن الفقير , فاتورة حساب الازمة المالية والاقتصادية , وسياسة التقشف , وشد الاحزمة على البطون , يطالب المواطن الذي يعاني من جهنم الازمة المالية , يطالب بكل صلافة واحتقار , الغاء مجانية التعليم , وحتى نظام الدكتاتوري البعثي , لم يتجاسر ويتطاول على مجانية التعليم , رغم الحصار الدولي الخانق . هؤلاء لصوص المال العام , الذين عجزوا في توفير الخدمات الصحية والتعليمية , هؤلاء الذين تركوا المواطن لوحوش داعش والدواعش , دون حماية ومسؤولية بضمير حي , وليس بضمير ميت . يطالب بكل وقاحة وصلافة , الغاء مجانية التعليم , وحصرها حتى المدرسة المتوسطة , بذريعة بأن الطالب الجامعي يكلف الدولة مبلغ 13 مليون دينار سنوياً , وهذه التكلفة الباهظة , لاتستطيع الدولة ان تتحملها , في سياسة التقشف والازمة المالية , ونسى نفسه هذا ( اللا أديب ) بأنه يكلف الدولة مبلغ مبلغ 168 مليون دينار رواتب سنوياً , ماعدا النثريات والامتيازات التي لا تعد ولا تحصى , ونسى هذا ( اللا أديب ) بأنه يكلف الدولة رواتب لحمايته مبلغ  730 مليون دينار سنوياً , هكذا وصلت صلافة ووقاحة فرسان الفساد والفاسدين , لم يدعوا الى خفض رواتب وامتيازات اعضاء البرلمان . الذين لم يقدموا , سوى وجه القباحة والعار للعراق . لم يدعو الى خفض اعداد جيوش الحمايات المسؤولين , وهي تكلف الدولة مليارات الدنانير سنوياً . لم يطالب بخفض اعداد من الجيوش الضخمة ,  من الوكلاء والاستشاريين , وهم لم يقدموا اي نشاط وعمل , سوى ارضى لمنتسبي الاحزاب الطائفية الحاكمة , التي تتقاسم الغنائم والفرهود . لم يطالب بالحد من طاعون الفساد المالي , الذي نهب البلاد والعباد , وسرقوا اموال الشعب , وهربوها الى خارج العراق , وهي تبلغ ارقام خرافية وخيالية , تقدر باكثر من 750 مليار دولار , نهبت من ضلع الشعب في وضح النهار , وهي كافية ان تجعل من العراق , ان يعيش في نعيم الجنة , وكافية ان يتمتع المواطن بالحياة الكريمة , وقادرة بأن تجعل من العراق , شعلة من العمل والبناء والاصلاح , وتجعله يسير في طريق التنمية والتطور , بكل اقتدار , لم يطالب بهذه الاموال المسروقة , لانه شريك فعال في السرقة والنهب , لكنه يطالب بحماس الثعالب الماكرة  , الى الغاء مجانية التعليم , حتى يكون الشعب ,  جاهل وغبي وابله , حتى يناموا  الفاسدين  بنعيم فردوس  الجنة , لان الوعي كفيل بقلعهم وطمرهم في مزابل القمامة والازبال
جمعة عبدالله

432
الملائكة تحمي الجعفري من الاستقالة

كل المؤشرات السياسية , تؤكد بأن التغيير الوزاري قادم لا محالة  , وسيكون من كابينة احزاب المحاصصة الطائفية . لان كل حزب يصر بعناد على عدم التنازل عن حصته الوزارية , مهما كانت الظروف والاحوال . والذين راهنوا على حكومة تنكوقراط ( تكنو سخام ) مستقلة وغير حزبية , انهم راهنوا على السراب والوهم . لان الاحزاب الطائفية , وحدت كلمتها بالاجماع والتوافق الجماعي , في عدم الافراط  في نظام المحاصصة الطائفية , لانه بالنسبة اليهم ( الروح والريه ) . لان اي تصدع  حتى لو كان بسيطاً في هذا النظام الفرهودي , فسوف تتبعه تصدعات اخرى , قد  تؤدي ان حشر عتاوي الفساد في زاوية ضيقة , وقد تكون خطراً  على مصيرهم . والتغيير الوزاري الذي بدأ يلوح في الافق , في قبول العبادي استقالة سبعة  وزراء وستعقبها استقالات وزارية اخرى , لانهم بكل بساطة فشلوا في تولي مسؤولياتهم بالعجز الكامل . فقد اشبعوا مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة الى حد التخمة المفرطة  , وتركوا خدمة الشعب والوطن  لعبث العابثين  .  . ومن الوزارات المرشحة لتغيير وزرائها  , هي وزارة الخارجية . لان ابراهيم الجعفري , حولها بالتمام والكمال الى وزارة ريزوخونية بأمتياز , بحيث اصبحت وزارة الخارجية , غائبة عن الوعي والعقل والمنطق والمعقول . لذلك لابد ان يخرج العراق من عزلته الدولية والعربية , لابد أن يخرج من قوقعة التنظير الريزوخوني الفنتازي والسريالي  , الى العلاقات والصداقات  الدولية , والعمل الدبلوماسي المثمر ,  ضمن الظروف والتحديات , وجد نفسه حيداً وفريداً معزول تماماً  لا ناصر ولا معين ( ما عدا أيران ) , وخسر  مصالحه وموقعه  وعلاقاته  الدولية منحشراً في زاوية منسية  . وتتطلب الحاجة القصوى والملحة  ان تخرج وزارة الخارجية من العباءة الريزوخونية , لذلك فأن كرسي الوزير الريزوخوني مرشح للتغيير , ولهذا السبب الخطير والجسيم ,بأن يكون ( الجعفري ) مطروداً شر طردة من وزارته  ,  ولهذا السبب الجلل والخطير , اجتمعت ملائكة الشر ( سخامائيل . ريزوخونائيل . فسادائيل . حرامائيل . لصوصائيل ) لتدارك الوضع الخطير بفقدان أبنهم الشرعي ( الجعفري ) وزارته الريزوخونية , واتفق في الاجتماع التاريخي والعظيم , على كلمة واحدة , وبالقرار الحاسم والصارم , لا يقبل المهادنة والمساومة , في حماية ابنهم المدلل ( الجعفري ) ورفض الاقالة والتغيير في وزارة ابنهم الغالي والعزيز , وبقاءه في تولي حقيبته الوزارية الى يوم القيامة  , بأعتبارها حق شرعي لايمكن التجاوز عليه . وحين سمع الوزير الريزوخوني القرار العظيم من ملائكة الشر , بأن  وزارته المحصنة ( عين الحاسود بيه ألف عود ) . رقص طرباً وفرحاً , وبنشوة الحماس الشديد , بأن ( دار السيد مأمونة ) رغم انف الحساد والمعارضين , والذين يتطلعون الى حقيبته الوزارية كالذئاب الجائعة , وهم يتعاركون ويتخاصمون ويتنافسون على الحصول , على كعكة وزارة الخارجية , فليذهبوا يشربوا ماء البحر  والخذلان , لان الدار السيد محصنة , بألف عوذة وحجاب , ولا احد يتجاسر ويتطاول على ملكيته الخاصة , بأن يكون منظر زمانه في الريزوخونية , وبنشوة النصر الابتهاج الكبير , رفع التليفون على العبادي المهزوز والضعيف , وبلهجة حاسمة كأنها تزلزل الارض تحت اقدام العبادي المرتجف والخائف , وقال بلهجة  التهكم والسخرية والاحتقار الى العبادي :
- ها . تقول عليه , آني مو حباب . أنا  تقف معي  كل ملائكة الجن والانس والشر . أياك ان تتفوه وتتجاسر على حقي شرعي , في وزارتي الريزوخونية
وحين سمع العبادي اللهجة الحاسمة والقوية التي تنذر بالويل والثبور وعظائم الامور  , شعر بأنه لم يعد يقف على قدميه من الخوف والقلق من الارتجاف الشديد   , كأنه اصيب بصاعق كهربائي , وقال بعد ان بلع لعابه ومد لسانه المرتجف والمتعثر  , لتخرج الكلمات ممطوطة والخائفة .
- صار .... صار . عيوووووني
جمعة عبدالله

433
تفجير الكرادة والعزف على وتر المليشيات الطائفية
ماهي الاسباب والدوافع في محاولات ,  طمطمة واخفاء الحقائق التفجير الدموي في الكرادة ,  والخوف من كشفها الى الشعب ؟ لابد وان هناك مؤشرات جدية تدين الاقطاب السياسية في الحكم . وهناك دوافع في طمطمة التفجير الدموي , حتى لا تتكشف عورة الاحزاب الاسلامية الحاكمة , لابد وان هناك شركاء من البيت الشيعي , ساهم في الجريمة الكبرى في الكرادة , وان هناك جهات متنفذة تاجرت بالدماء البر يئة , وهي الآن تذرف دموع التماسيح , وتعلن بكل وقاحة وصلافة  ,  في خطاباتها الرنانة والنارية  والصاعقة , بأنها ستزلزل الارض تحت اقدام المجرمين الوحوش , بهدف تغطية على  تورطها في الحادث الاجرامي المروع , الذي طال ارواح المواطنين الابرياء , وبلغ عددهم الكثر من 600 مواطن بين قتيل وجريح , لابد من هناك دوافع سياسية , سهلت اجرام تنظيم داعش الارهابي , لحساباتها وتقديراتها التي تصب في كسب السياسي والنفوذ والمناصب والمال  . لذلك يحاولون بكل جهد اسكات  العبادي الضعيف , من ان يكشف الحقائق التي مازالت ضائعة , وسط صعيق وصراخ الاقطاب الطائفية , التي تصدرت المسرح السياسي , في استثمار التفجير الدموي المروع لصالحها ,  بأن تكون هي سيدة الموقف السياسي والامني , لذلك يحاولون تأخير تشكيل لجنة تحقيقية جدية نزيهة   ,  التي تكشف النقاب عن الجريمة الوحشية الكبرى في الكرادة ,  انهم يريدون تشكيل  لجنة تحقيقية هزيلة  , لا يمكن ان تعلن النتائج الحقيقية , مثل عشرات لجان التحقيق , انتهت نتائجها الى سلة المهملات . اين نتائج لجان التحقيقية عن فضائح الفساد الكبرى ؟ اين نتائج لجان التحقيقية عن جرائم الارهاب الدموي , الذي طال عشرات الالاف من المواطنين الابرياء ؟ . ان العبادي وحكومته عاجزة ومشلولة ( ما بيه خير ) لانها مقيدة باصفاد احزاب المحاصصة الفرهودية . ولا يمكن للشعب والرأي العام ان يعرف حقيقة تفجير الكرادة , من هو المسؤول والمشارك والمساهم في الجريمة البشعة . من هو المقصر والمتقاعس والمرتشي , الذي ساهم في تسهيل وصول السيارة المفخفخة من محافظة ديالى الى الكرادة , بسهولة ويسر رغم المسافة الطويلة , ومرت من عشرات نقاط السيطرة والتفتيش , ان تأخير في اعلان تشكيل لجنة تحقيقية جدية  , حقيقته  الضغوط الهائلة على العبادي , بأن يماطل ويكسب الوقت , حتى تهدأ عاصفة الهيجان الشعبي الساخط على العبادي واحزاب المحاصصة الفرهودية , لذلك تتطلب الحاجة القصوى الى تشديد  الضغط الشعبي الواسع , بالمطالبة بأجراء تحقيق دولي , عن التفجير الدموي المرعب في الكرادة , بكل تأكيد احزاب المحاصصة الفرهودية سترفض قطعاً  , لانها تتيقن القبول بلجنة دولية تحقيقية , يعني اقتراب النار الى بيتها الفاسد الذي يعج بعتاوي الفساد والمرتشين  . ولكن بارادة الشعب واصراره في رفع عنان  الحملة الشعبية ,بالمطالبة  بلجنة دولية , تشارك في كشف الحقائق التي مازالت غامضة .  لان الكثير من الاخبار والمعلومات والشائعات , تروج يومياً  في وسائل الاعلام , وتلعب فعلها السلبي في الشارع , وتثير القلق والخوف لدى المواطنين , بأنها تشعرهم بأن حياتهم في خطر حقيقي , وهي تخلق حالة من الاضطراب والفوضى والبلبة . ان على العبادي ان ينهي هذه الحالة الشاذة الخطيرة , وان يضع ضميره وذمته امام  الله ,   وامام الدماء الطاهرة , التي سفكت في الحادث المروع , الذي يشبه بافران الموت النازية , وان لا يلعب في مصير المواطن , وان  الاجهزة الامنية المرتشية خذلت المواطن في حمايته , لذلك لابد من كشف الحقائق ومصارحة الشعب بالحقيقة , وتقديم المتورطين والمقصرين الى المحاكمة والعقاب , وخاصة تكاثرت ترويج مختلف الاخبار القلقة والخطيرة , منها بأن هناك اكثر من شريك ومساهم داخل الاجهزة الامنية , او من الاقطاب السياسية , بأنهم قدم خدماتهم التسهيلية , الى السيارة المفخفخة , مقابل عملة مالية قدرها مليون ونصف مليون دولار , لذلك قاموا بتعطيل كاميرات المراقبة على طول خط مرور السيارة المفخفخة حتى تصل الى هدفها المرسوم في مكان التفجير في الكرادة . وما اعلنت عنه , اللجنة الامنية النيابية ,, بأن السيارة المفخفخة تم توقيفها في احدى نقاط السيطرة والتفتيش . واجراء عليها التفتيش اللازم , وبمشاركة كلب بوليسي , وتم فحصها لمدة 7 دقائق , ثم اطلق سراحها , بحجة لم يعثر على اي  شيء مشبوه . لا شك ان بعض الاقطاب السياسيين يلعبون بالنار لحرق كل شيء في العراق  , في محاولة منهم في اقناع العبادي , ان يسلم قيادة  الوضع الامني  والشارع ,  الى المليشيات الشيعية الطائفية وعددها يتجاوز 40 مليشيا طائفية , بحجة الانهيار الامني , ولا يمكن ضبطه إلا بواسطة المليشات المسلحة الطائفية . ان تسليم الوضع الامني الى المليشيات الطائفية , يعني اندلاع شرارة الحرب الاهلية الطائفية , وستكون نهاية تحطيم العراق , ولتجنب هذا المأزق الخطير , يجب ابعاد وزارة الداخلية والدفاع من الحصص الطائفية والحزبية  , واختيار عناصر كفوءة ونزيهة , وتطهير الاجهزة الامنية من الفاسدين والمرتشين والمقصرين , واحالتهم الى المحاسبة والعقاب الشديد , ان العراق في وضع خطير , يتطلب الحفاظ على ارواح المواطنين بمسؤولية وضمير حي
جمعة عبدالله

434
اتركوا نفاق التعازي ونفذوا احكام الاعدام الفوري  بالمجرمين


اصبحت اسطوانة بيانات  التعازي , بعد كل عمل ارهابي  مروع , الكليشة المحبوبة لدى الاحزاب الشيعية الفاسدة , بأن تذرف دموع التماسيح والحزن . كأنها خارج سلطة الحكم  , ومازالت تعيش خارج العراق , وليس هي من تقود الحكم والحكومة , وبأن تتوعد بالكلام الناري والصاعق المدمر  , بملاحقة المجرمين القتلة والاقتصاص منهم , على المجازر الدموية التي اقترفوها  , ثريد الكلام بدون فعل ورصيد , وانما امتصاص النقمة وغليان الشعب الساخط عليهم . وعندما تهدأ عاصفة السخط والاحتجاج , تنسى وتناسى وعودها النارية , ولم تسعى  تعالج الخلل في التدهور الامني , ولم تحاول ان تضبط الوضع الامني المصاب بالفوضى والتشعب الاخطبوطي  , حتى تحفظ ارواح الناس الابرياء , وهو دليل دامغ على الاخفاق الكامل , في وقف مسلسل سفك الدماء , واجتثاث الجريمة والارهاب , وتشديد الخناق على الارهابين , ان العبادي واحزاب الشيعية الفاسدة , عاجزين تماماً في وقف مجازر الدماء  في المناطق الشيعية , واخرها التفجير الدموي المروع في بغداد - الكرادة . بشاحنة محملة بالمفجرات , وكانت الحصيلة الدموية الفادحة . 348 بين قتيل وجريح , اضافة الى الخراب الهائل . منْ يتحمل مسؤولية الدماء الزكية , التي سفكت ؟ لماذا لم يجرؤ على تنفيذ احكام الاعدام الفوري ,  الصادرة بحق المدانين بالارهاب , وعدد هذه الاحكام الصادرة والمؤجلة التنفيذ بحق المجرمين وعددهم 3000 آلاف مدان  , من مجموع الارهابيين في السجون العراقية , وعددهم 9000 أرهابي مجرم . . لماذا يترك الارهابين المدانين بالاعدام  , ان يعيشوا في فنادق خمسة نجوم , كأنها تكريم وتقدير لهم ,  على جرائمهم الدموية . او ينتظرون المساومة على اطلاق سراحهم بمسرحيات الهروب من السجون , التي اصبحت مسخرة للعالم . وبعد استقبال العبادي الضعيف والمهزوز بالاحذية ( القنادر ) والغضب الشارع في موقع التفجير الدموي  , اصدرت وزارة العدل اعلان  , بأنها نفذت حكم الاعدام بحق خمسة مدانين , من مجموع المدانين المحكوم عليهم بالاعدام وعددهم 3000 ارهابي مدان , اية مهزلة واستخفاف بالدماء الشهداء الزكية . وماذا يتوقع العبادي الفاشل , من عواقب التدهور الامني بالانتكاسات والخروقات الكبيرة , نتيجة الفساد والرشوة عناصر ليس لها ذمة وضمير  من الاجهزة الامنية , التي يتحكم بعقلها بريق الدولار , وتقوم بتسهيل عبور السيارات والشاحنات المفخفخة , لانها تدرك تماماً , بأنها خارج دائرة  المحاسبة والعقاب والاستجواب , لان الحكومات الشيعية المتعاقبة , عودتنا على عدم محاسبة المقصرين والفاسدين  والمتواطئين والمندسين والفاسدين  في الاجهزة الامنية , وانهم خارج المسائلة والاستجواب . ان كارثة التفجيرات الدموية , تقع بشكل مقصود  في المناطق الشيعية , واختيار الاماكن المزدحمة بالمواطنين , والتي اتخذت هذه المجازر الدموية , شكل الابادة الجماعية للمناطق الشيعية . لماذا لا يتم استجواب وزير الداخلية والقادة الامنيين لتقصيرهم في المسؤولية ؟ لماذا لايطرد وزير الداخلية الفاشل ؟  , وتقديم القادة الامنيين الى المحاكمة ؟ , واصدار اشد العقوبات لتقصيرهم الامني ؟ هل ان ارواح المواطنين رخيصة الى هذه الدرجة ؟ لماذا لم يضبط الوضع الامني ؟ لماذا هذه السهولة التي تتم فيها  التفجيرات الدموية ؟ هل هناك حكومة ووزير الداخلية ومؤسسة عسكرية وامنية في العراق ؟  , ام انهم اصابتهم لوثة الفساد والرشوة ؟ , واصبحوا مصابين بالصم والبكم والعمي ؟ ان التفجير الدموي المروع في الكرادة - بغداد , اسقط اخر ورقة متبقية للعبادي الضعيف والمهزوز . وان بقاءه  في رئاسة الحكومة , يعني بكل بساطة , المزيد من المجازر الدموية في المناطق الشيعية , المزيد من التدهور الامني , المزيد من الخراب , واعظم مصيبة في بقاء العبادي الفاشل , قد يؤدي الى اندلاع الحرب الاهلية , الى الحرب الطائفية . ان الوضع في العراق خطير جداً , في بقاء الاحزاب الشيعية الفاسدة في رئاسة الحكم  . ولم يعد وجود الصخول الفاسدة , إلا لتدمير العراق , وان تصبح كل المناطق  الشيعية  هدف للموت المجاني , بالتفجيرات الدموية . لذا لم يبق  للشعب الذي يواجه الموت عاجلاً ام اجلاً , سوى الانتفاض واعلان العصيان . والتوجه الى المنطقة الخضراء , التي تتمتع باستقرار امني من القبضة الامنية المشددة  , بحيث لاتتجاسر ذبابة واحدة دخول المنطقة , انها معركة حياة او موت , لطمر هذه الاحزاب الشيعية الفاسدة  في مقالع الازبال , لطمر نظام المحاصصة الطائفية الفرهودية , في نفايات الازبال , ليس هناك طريق اخر , للخلاص من الموت المجاني . ان كل مواطن عراقي اصبح هدف للموت المجاني ,
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر
ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر
ومن لم يعانقــه شــوق الحيــاة تبخــر فــي جوهــا واندثـــر
جمعة عبدالله

435
كم عدد وزارات الداخلية في حكومة العبادي ؟
في كل قوانين العالم ودساتيرها تنص على ان وزارة الداخلية , هي المسؤولة الوحيدة عن الامن الداخلي وحفظ النظام , وحماية وصيانة المواطن , من تلاعب به بالاحتيال والنصب والابتزاز , وان منتسبي وزارة الداخلية , افراد الشرطة المحلية والاجهزة الامنية , هم الاداة التنفيذية لتطبيق النظام والقانون , وهي التي تلاحق بصارمة , المتجاوزين والمخالفين , والذين يعملون فوق القانون , لاعمال السرقة والسطو والنصب والاحتيال والابتزاز . وهي التي على عاتقها مسؤولية محاربة الارهاب والارهابيين . من خلال سيطرات ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان . ويعتبر نجاح وزارة الداخلية , في مدى  تفاعلها وقربها  من  المواطن ,  لحفظ وصيانة القانون من التلاعب به , بالفساد او الارهاب الدموي , ونجاح مسؤوليتها تمنح المواطن الطمأنينة والارتياح والاستقرار النفسي  والامني . واذا اخفقت وزارة الداخلية بواجبها ومسؤوليتها , يصبح المواطن لقمة سهلة للارهاب الدموي والابتزاز والسرقة والاحتيال والنصب , ويعيش المواطن في دوامة  هاجس الفوضى في عمل الاجهزة الامنية , الذي ينعكس سلباً على الاوضاع العامة . بحيث يكون بعض منتسبيها من الضباط والشرطة تلعب بعبهم  الرشوة والفساد , في تسهيل عمل الارهابين , بالسماح بتنقل السيارات الفخفخة والعبوات الناسفة , بكل حرية حتى وصولها الى هدفها المرسوم بالانفجارات . وما يشكو منه العراق . هو الفساد والارهاب , اللذان خلقا الفوضى بالوضع الداخلي .  وزاد الامر سوءاً ,  السكوت وغض الطرف من جانب  الحكومة والبرلمان ولجنة النزاهة , دفع الفاسدين ان يتمادوا  اكثر , ويخترعوا ويبتكروا طرق جديدة ,  لسرقة والاحتيال والابتزاز . هذا الوضع الشاذ الذي يعيش به العراق , بأن نسمع بين فترة واخرى  فضائح تعط بروائحها الكريهة في الفساد والرشوة , بحيث وزارة الداخلية تعجز عن طمطمتها واخفاءها وتسترها . وياتي مثال عن ذلك ,  مشروع صقر بغداد , مثال صارخ على فضائح وزارة الداخلية , وما كشف عنه النقاب , عن عمليات سرقة واحتيال وابتزاز ضد المواطن , على مسمع من الكل وفي وضح النهار . وهذا ما يفسر التدهور الامني بشكل مستمر , ونجاح الارهابيين في تحقيق اهدافهم الدموية . ان اعلان وزارة الداخلية , بأن مشروع صقر بغداد غير قانون وغير شرعي , هي تتنصل عن مسؤوليتها وهي تدرك جيداً  , بأن  مشروع صقر بغداد , هدفه الاساسي اللصوصية والاحتيال والابتزاز , وفرض الجباية المالية بصورة غير شرعية . هذا يدفعنا الى السؤال , لماذا سكتت وزارة الداخلية كل هذه الفترة الطويلة عدة اشهر طويلة ؟ . ولماذا سمحت لمنتسبيها من الضباط وافراد الشرطة والاجهزة الامنية ان يشتركوا ويساهموا بهذه السرقة اللاقانونية , بفرض الجباية المالية وقدرها 15 ألف دينار عن كل سيارة  , وبتوقيف السيارات عند السيطرات الامنية ونقاط التفتيش بحجة الجباية المالية  لمشروع صقر بغداد . وهي تعلم بهذا الاحتيال , حيث المواطن يتعرض للاهانة والمسائلة وتفرض عليه الجباية المالية قسراً , واذا رفض يكون عاقبته السجن او الاختطاف , عندها ستكون الطامة كبيرة , بأن يدفع فدية مالية كبيرة حتى يعود الى عائلته سالماً مع جروح بسيطة . الكل يعرف ان مشروع صقر بغداد احدى المشاريع الوهمية  , التي عملها السرقة والابتزاز , وعراق اليوم , في ظل حكومة ضعيفة وفاشلة تعج بهذه المشاريع الوهمية لسرقة المواطن , دون ان تكون هناك محاسبة ومسائلة قانونية لانها حكومة عفج ( قيم الركاع من ديرة عفج ) ,  , بأن تكون هناك عدد من الوزارات الداخلية , تفرض الجباية المالية على المواطن جبراً وقسراً , وتعلم وتعرف الحكومة والبرلمان ولجنة النزاهة , بأن تكون مهمتهم غض الطرف والسكوت , و ( الطايح رايح ) ان كشف هذه الفضيحة في وزارة الداخلية , يجعلنا نترقب فضيحة اخرى سيكشف عنها النقاب لاحقاً , عن رشوة الضباط ومنتسبي وزارة الداخلية من الاجهزة الامنية , بالسماح بعبور السيارات المفخفخة والعبوات الناسفة , مقابل عملة مالية يتفق عليها  , دون اي اعتبار لحياة المواطنين الابرياء , الذين تحصدهم هذه التفجيرات اليومية , هذا يؤكد بان الرأس حتى الذيل في مؤسسات دولة ,  فاسدة وعفنة , وما وجه الاحتيال والابتزاز والسرقة , هي احدى صفات حكومة العبادي الفاشلة , ولكن هل هناك مسؤول شريف , يضع حياة المواطن البريء , فوق الرشوة المالية , فوق الفساد المالي , انا اشك بوجود هذا المسؤول الذي يضع الله بنصب عينيه ويخاف عاقبته , لانه اذا كان المسؤول لا يخجل ولا يستحي ,فيفعل بما يشاء ويشتهي دون محاسبة ومسائلة  . والله يستر العراق من الجايات
جمعة عبدالله


436
متى يضع حد لاستهتار عمار الحكيم ؟ ؟

دأبت الاعراف السياسية المتبعة في البلدان البرلمانية , على عرف سياسي  اصبح بحكم القانون , حينما يعتزم رئيس او زعيم حزب برلماني , الى زيارة رسمية خارج البلاد , وليس زيارة خاصة ( للسياحة والاستجمام ) ان يستأذن من رئيس الجمهورية بالسماح له بالزيارة , وعندما يعود يطلع رئيس الجمهورية على فحوى طاولة الحوار الذي تباحث  مع قادة البلدان  , الذين شملتهم الزيارة . أما  في عراق الفوضى , وفي ظل احزاب الفساد , فأن هذا العرف السياسي  المهم والحيوي الذي يعتبر من اوجه العمل الديموقراطي ,  ملغي ومشطوب . فالكل يتصرف على مزاجه ونرجسيته , ومصالحه الشخصية . كأن العراق في  فوضى ليس له قانون واعراف سياسية , ولا رئيس جمهورية , ولا رئيس حكومة ولا برلمان .. وانما الشاطر من يحصل على الغنائم والصفقات المالية المشبوهة هو سعيد الحظ  , وفي عراق حيتان الفساد الحاكمة , انفتحت شهيتهم على السرقة واللصوصية , وغسل الاموال وتهريبها خارج العراق بكل الطرق الشيطانية الملتوية , بأن تكون ارصدة مالية في البنوك , او شراء املاك وعقارات , او شراء اسهم شركات . لذلك كانت الوجهة الامنة لهم . امريكا . اوربا . تركيا . ايران , بلدان الخليج . وحيتان الفساد تحاول ان تكون علاقاتهم متميزة ووطيدة ووثيقة , ولا يشوبها شائبة ( دهن ودبس )  , مهما فعلت هذه البلدان في تخريب العراق ودعم العصابات الارهابية , بما فيها تنظيم داعش الارهابي , بدعمه بكل الوسائل الانتقامية  حتى يكون الخراب في العراق كبير  لا يعوض , وحيتان الفساد يغضون الطرف , حتى تكون علاقاتهم ايجابية جداً . رغم انهم ( اي حيتان الفساد ) يعرفون ان هذه البلدان تتدخل بشؤون العراق بشكل سافر وفظ مستهتر , وان هذه البلدان اصبحت راعية الارهاب الدموي في العراق , مثل بلدان الخليخ عامة , بدعم تنظيم داعش الارهابي , بالمال والسلاح والرجال والاعلام . والمثال الصارخ على ذلك قناة الفضائية القطرية ( الجزيرة ) بأنها اصبحت الناطق الاعلامي الرسمي لوحوش داعش . فقد اقامت الدنيا ولم تقعدها للخسارة المنكرة لتنظيم داعش المجرم في الفلوجة , . لقد اصابهم الانتصار العراقي بالهلع والفزع على مصير وحوش داعش المنهزمين . وتحاول بشتى الطرق ان تؤمن  فرصة  لاطلاق  سراحهم , وذلك  بعقد صفقات مالية مشبوهة مع حيتان وحرامية الفساد  , لسرقة الانتصار العراقي  في الفلوجة . لهذا اقتنص الشاطر الحرامي الجادرية .  الكتكوت ( عمار ) وقام بجولة في بلدان الخليج , حتى يحصل على عمولة مالية دسمة , وتهدئة مخاوف بلدان الخليج على ذئابهم الادمية داعش  , بأنهم في امان وصحة وعافية , وتحتاج المسألة الى عقد صفقة مالية مشبوهة , مقابل اطلاق سراحهم  , بما فيهم قيادي بارز في تنظيم داعش القي عليه القبض في معارك الفلوجة مع الاخرين من زمرته المجرمة   , وكانت مقابلة الكتكوت  مع امير قطر , في تناول فحوى الصفقة المالية في سبيل اطلاق سراحهم  , واشترطت قطر العظمى , اطلاق سراح هذا القيادي البارز في داعش اولاً , ثم اطلاق البقية لاحقاً , ان هذا الاستهتار الفظ بأرواح الشهداء الابرار  , الذين استشهدوا في معارك التحرير في الفلوجة . ان هذا العمل المستهتر يفقد روح الانتصار العراقي ,ان يتحول  الى صفقة مالية تجارية  مشبوهة , الى متاجرة بدماء الشهداء الابرار . لو كانت قيادات احزاب المحاصصة الطائفية والسيد العبادي , يملكون ذرة من الشرف والاخلاق والمسؤولية ,  لواجهوا هذا المستهتر السمسار  بدماء العراقيين الشرفاء  , بالمحاسبة والعقاب ورميه في السجن حتى يتعفن , حتى يكون عبرة لكل سمسار يتاجر  بدماء العراقيين .  لكنهم يغضون الطرف , بل ينظرون اليه بحسد . لانه  اقتنص الغنيمة المالية قبلهم . هكذا عودونا  حيتان الفساد بالمخادعة والنفاق , بأن يرعون مصالحهم الشخصية , التي هي فوق مصالح العراق . وان يكونوا مثل الخرفان الوديعة المصابة بالصم وبكم والعمي , من التدخلات السافرة في الشؤون العراق الداخلية . ومثال على ذلك استهتار السفير السعودي في الشؤون الداخلية التي فاقت كل الاعراف الدبلوماسية في الانتهاك والاستفزاز والخرق   , وهذه البلدان تعرف على يقين ثابت   ,  بأن حيتان الفساد لعبة في ايديهم , لان الاموال والعقارات والممتلكات الاخرى , هي مسروقة ومنهوبة من خيرات العراق , وان دخولها تم بطرق اللاقانونية , فأن مصادرتها ابسط الاشياء , لانها غير شرعية  , ومثال على ذلك اين مليارات الدولارات لصدام المقبور ؟  , اصبحت كنز ثمين للبلدان المودعة فيها . مثال اخر . المجرم الهارب ( عبدالفلاح السوداني ) الذي سبب في موت عشرات الالاف بمرض السرطان , من خلال توزيع المواد الغذائية المسرطنة ضمن حصة البطاقة التموينية , عندما اراد شراء نادي رياضي لكرة القدم , رفضت الحكومة البريطانية عقد الشراء , لان مصدر الاموال مسروقة من العراق . هكذا يفعل حرامي الجادرية  الكتكوت ( عمار ) بأن يلتقي في قطر ويجتمع مع اميرها  , وهو يعرف , ان قطر والسعودية رأس الافعى لداعش . ولكن تعلم على التجارة والعهر السياسي  , انه عمل دنيء يحتقر دماء الشهداء الطاهرة , ولكن هل هناك محاسب , يضع ضميره امامه اولاً . اشك في ذلك لانهم حرامية ونصابين وعصابات مافيا
جمعة عبدالله


437
الخارجية جاء يكحلها عماها

كلف السيد العبادي وزير خارجيته الهمام ( ابراهيم الجعفري ) بزيارة يطوف بها الدول العربية المؤثرة في المنطقة  , لاطلاعهم من خلال رسائل العبادي الموجهة الى قادة هذه البلدان العربية , ان  يشرح فيها موقف حكومة العراق  من معركة تحرير الفلوجة , ووضعهم في حقيقة الامور واطلاعهم  على الاسباب والمسببات التي دعت الى تحرير الفلوجة من تنظيم داعش الارهابي , وازالة سوء الفهم والغموض  والقلق والمخاوف من اهداف معركة الفلوجة . وطمأنة الدول العربية بأن العراق يخوض حرباً ضد تنظيم داعش المجرم , بعيداً عن الاهداف والغايات الطائفية , بعيدة عن التهميش والاقصاء الطائفي, وانما الهدف الاساسي استئصال تنظيم داعش الارهابي , وانقاذ الاهالي من بطشه الدموي . وان المعركة ضد الارهاب , تستلزم الى حشد الجهود العربية  في معركة الارهاب , التي تجتاح المنطقة  . لكن وزير الخارجية الهمام ( فيلسوف بعلم الريزخون ) قلب المهمة التي كلف اليها بشكل سلبي وفهمها بالمعكوس  , وأساء الى العراق وحكومة العبادي بفشله في اداء مهمته الدبلوماسية  , بأن اعطى صورة مخزية للعراق  . وبدلاً من ان يستثمر زيارته الى البلدان العربية  بتحويلها الى فعل شيء ايجابي لصالح العراق ,  ويساعد الجهود والمساعي على حسم معركة الفلوجة لصالح العراق دون تشويه في موقفه السياسية  , فأن الزيارة  تحولت الى دراما سلبية مضحكة بالسخرية  , بأنها عززت القلق والمخاوف , وصبت الزيت على النار في العلاقات العراق مع البلدان العربية , بأن يكون المغرد الشاذ الوحيد في مواقفه عامة  . واستغلتها وسائل الاعلام المعادي والمغرض ضد العراق ,  وراحت تطبل وترقص وتضخم سلبية  الصيد الثمين التي حصلت عليه  , فكان المؤتمر الصحفي لوزير خارجية العراق , قلب الطاولة بوجهة العراق , واعطاءه الصورة السلبية السيئة   ,  واثار عاصفة من الغضب والاستنكار والادانة  . حين قال  بأن ( قاسم سليماني مستشاراً عسكرياً معتمداً لدى الحكومة العراقية ) يعني تأكيد غبي وساذج يضحك عليه حتى البهلاء والاغبياء السذج , بان العراق تحت رحمة الوجود الايراني , وان ( سليماني ) وفيلق القدس والمليشات الطائفية التي هي تحت القيادة الايرانية , هم من يقودون معركة الفلوجة . لذا وجد العراق محاصر وفي موقع لا يحسد عليه , من فيلسوف الريزخون الهمام  , وان يجد الاعلام المعادي والمغرض ضد العراق , مادة دسمة قدمها لهم  وزير خارجيتنا الهمام على طبق جاهز , بأن تقلب الحقائق وتتهم الحكومة العراقية , بأن معركتها في الفلوجة هي طائفية , بهدف الابادة الطائفية للمكون السني , لان الحكومة العراقية , هي في حقيقة الامر , بيادق شطرنجية بيد ايران , وتحركها متى تشاء , وان مليشياتها الطائفية , تمارس اعمال طائفية بغيضة وانتقامية  , في الحصار والجوع ضد اهالي المدنية , وكما تمارس الاعدامات ضد الفارين من تنظيم داعش المجرم , وتمارس انتهاكات  غير اخلاقية وغير انسانية ضد السكان الذين يهربون من المدينة المحاصرة , بدليل ان وزير الداخلية ( محمد الغبان ) اعترف بوجود انتهاكات ضد الفارين من داعش , ولكن بررها بأنها ليست  منهجية . ان زيارة الجعفري الاخيرة , عززت بالبرهان القاطع , بأن الوجود الايراني في العراق يأخذ صفة الاحتلال القائم  , ويغمط السيادة الوطنية , وضياع الاستقلال الوطني , حينما يصبح القرار السياسي بيد ايران دون غيرها , والحكومة هي  ذيل منفذ  لقرار السياسي الايراني , هذه الحقيقة يعرفها الداني والقاصي , بالوجود الايراني وتاثيره في الشأن الداخلي العراقي . حتى مقتدى الصدر , لم ينكر الدور الايراني في العراق , حينما صرح الى جريدة الحياة اللندنية في يوم 22 - 12 - 2013 , حيث قال ( قاسم سليماني قائد الحرس الايراني , هو الرجل الاقوى في العراق ) وهذا ما يعكر العلاقات  العربية مع العراق , بأن ايران تتخذ من من وجودها في العراق , قاعدة لتوسع اطماعها العدوانية في المنطقة العربية . هكذا ازاح وزير خارجيتنا الهمام , الغطاء عن ( القدر ) ليكشف بما هو موجود في داخله , بكل غباء وسذاجة , كأن يؤكد ( من فمكم  اديننكم  ) . اذا عرفنا المصيبة الكبرى , بأن ( ابراهيم الجعفري ) ليس له اية علاقة ودراية وخبرة في العمل الدبلوماسي وخبرة الدبلوماسية  . وانما كل خبرته , حتى ترك مهنته الطب البيطري , ليتفرغ في شؤون الريزخون فقط  . وهذه احدى التطبيقات الريزخونية في وزارة الخارجية الريزخونية . ان المثل الشائع ينطبق بكل حرفيته ( جاء يكحلها عماها ) ولله في خلقه شؤون
جمعة عبدالله

438
اعلام متخبط ومهزوز والمعالج اعمى واطرش

الاعلام العراقي الرسمي ( شبكة الاعلام العراقي ) متخبط بالفساد والفوضى والتقصير والكسل , اعلام فاشل في كل المقاييس , وبدلاً من ترميمه على اسس سليمة , حتى ينهض في اداء الواجب الوطني , وان يرتقي الى مستوى التحديات الخطيرة التي يمر فيها العراق , في احرج واصعب مرحلة من تاريخه السياسي , بدلاً من ان يمزق الاعلام الرسمي العراقي , طوق الضعف والهزالة المهنية التي تفتقد الى اوليات العمل الاعلام ذو مهنية اختصاصية , حتى يكون في مقدوره , ان يتصدى ويفند ويعري مزاعم الاعلام المضاد المعادي للعراق , الذي يسعى بكل وسيلة ترويجية دعائية , الدفاع عن تنظيم داعش الارهابي , فان الاعلام العراقي , ينهزم من المواجهة الحرب الاعلامية النفسية , اضافة انه يفتقد الحضور الايجابي الفعال  في جبهات القتال , ويكتفي بالعشوائية والعفوية غير المنسقة وغير المدروسة , لذلك فقد المصداقية والتأثير , اعلام يقف في تخبط في الاداء الاعلامي ودوره المطلوب   . بأن يرفع روح المعنويات , ويحصنها من الاعلام المضاد والمعادي , اعلام يقع في مطبات مضحكة ومتناقضة ومن المبالغات المتنافرة ,  لا يجمعها جامع , سوى  المسخرة والسخرية  , بدلاً من ان يكون اعلام حربي ناجح , يؤدي رسالته وواجبه الوطني ,  باقتدار وجدارة فأنه يقع في مهازل مضحكة  , اعلام غير جدير بالمهمة والمسؤولية والواجب  , وغير جدير في التعبئة النفسية لمواجهة تنظيم داعش الارهابي , اعلام خارج الواقع الفعلي , خارج من دائرة الحرب والمواجهة . وبدلاً ان يسعى رئيس الوزراء الى ترميم البيت الاعلامي المهدم , على اسس سليمة بالاعتماد على المهنية والاختصاص والنزاهة الوطنية , وزجها في حقل اعلام المواجهة . فأن يهرب الى الامام , ليؤكد على فشله وعجزه في معالجة الاخطاء والثغرات , في المعالجة الوطنية المسؤولة للبيت الاعلامي ( شبكة الاعلام العراقي ) . فأنه يعتزم تقديم دعوى قضائية دولية دولية , ضد قنوات فضائية تروج لتنظيم داعش , اية مهزلة ومسخرة ساذجة وغبية , كأنه يطالب من وسائل الاعلام العاهرة المدافعة بلسان تنظيم داعش , ان تذكر الحقائق دون تزييف , وان تتعاطف مع معركة العراق في  تحرير  الفلوجة , وان تقف ضد داعش وتفند مزاعمه , وتذكر جرائمه بحق السكان , اية سذاجة سياسية للمسؤول التنفيذي الاول في الدولة العراقية . والمطب الاخر اكثر فداحة ومصيبة , بتعيين ( فيصل الراضي ) رئيس جديد لرئاسة شبكة الاعلام العراقي خلفاً لسلفه الفاشل . والسؤال الذي يتبادر الى الاذهان . ماهي اختصاصات الرئيس الجيد ؟ ماهي مؤهلاته العلمية وتحصيله العلمي ؟ . ماهي تجربته في مجال الاعلام والحرب النفسية الاعلامية ؟  . وهل له اختصاصات وعمل  في مجال الاعلام والصحافة ؟ ان عدم ذكر سيرته الذاتية , تثير الشكوك والظنون , بأنه لا يمتلك اية مؤهلات تجعله قادراً بالنهوض بالدور المطلوب  للاعلام الوطني المسؤول . ان اخفاء سيرته الشخصية والذاتية  , كأنها سر من الاسرار لا  يعلمها سوى الله القدير , واحزاب الشيعية المنافقة , وبالتأكيد سيكون أسوأ من سلفه الفاشل , لان المعيار الوحيد لتولي منصب رئيس شبكة الاعلام العراقية , اعتمد  بأنه حصة توزع  بين احزاب الشيعية الفاسدة , وانه تابع لهذه احزاب العار , ربما شهاداته العلمية العالية جداً جداً , اما من سوق مريدي . او من الحسينيات المتواجدة في ايران , التي تمنح الشهادات العالية جداً بعلو قمة افريست , والله اعلام .  وفي خلقه شؤون
جمعة عبدالله

439
من قلة الخيل شدوا على سليماني سروج

الاعلام العراقي الرسمي  انهزم ,  في مجريات المجابهة الحادة  ومع وسائل الاعلام المضادة والمغرضة والبغيضة والمحرفة بالتشويه والتزييف الحقائق الفعلية  , لان اعلامنا يشكو مرض الفقر والكسل والخمول , لانه يفتقد المهنية الاحترافية المؤثرة , فهو اعلام بائس لا يرتقي الى مستوى التحديات الخطيرة , التي يجابهها العراق في معركته الحاسمة في تحرير الفلوجة من تنظيم داعش الارهابي , فهو لا يرتقي الى مستوى المعركة , ولا تحديات وتضحيات قوات الجيش ولا تضحيات  العراقيين . وهم  يسطرون حروف  المعركة المحتدمة والحامية الوطيس في الفلوجة بالرجولة والانسانية  . , فهو يفتقر الى المجابهة الاعلامية , بالتصدي والتفنيد والتعري وكشف الزيف الكاذب  , لوسائل الاعلام المعادية والمغرضة , التي تصب في صالح تنظيم داعش المجرم . ان هذا الاعلام المعادي , يملك امكانيات هائلة من الاحترافية المهنية , التي تجد لها  صدى وتأثير في الرأي العام والمشاهد . فقد جند كل طاقاته وضخها  في الحرب الاعلام النفسية , في تشويه وتحريف الحقائق , وانحرافها نحو اغراض واهداف معادية ودنيئة وخسيسة , في تشويه الصورة الحقيقية , للواقع الفعلي في الفلوجة , وهي لم تشير الى الجريمة الانسانية ضد الاهالي سكان الفلوجة , الذين اصبحوا دروع بشرية لحماية تنظيم داعش الارهابي  , ولم تذكر بحرف واحد  جرائم داعش ضد المدنيين بالبطش والتنكيل  , ولم تذكر حتى لومن باب  ذر الرماد في العيون ,  حمامات الدم ضد الشباب المعارض لوجود داعش في الفلوجة  , وانما تغمط كل هذه الحقائق الدامغة . وتركز في ترويج اعلامها المحرف , بتصوير المعركة طائفية تماماً , اي بين الطائفة السنية بقيادة تنظيم داعش الارهابي , وبين الطائفة الشيعية بقيادة ( سليماني ) قائد فيلق القدس ومعه المليشيات الطائفية , لاقتحام الفلوجة وارتكاب مجازر وحمامات الدم الطائفية . هذا التهويل الاعلامي الكاذب والمنحرف والمغرض بعداءه الصرف ضد العراق , يستفيد ويستغل من  اعلام المليشات الطائفية , التي تجد في سليماني القائد الملهم , الذي يقود معركة تحرير الفلوجة , وان وجود سليماني تأكيد حقيقي لتحقيق لانتصار الكبير , وهو بطل النصر الحقيقي , هذا التهويل الاعلامي الغبي والساذج للمليشيات الطائفية التي تجد قائدها الملهم العظيم سليماني , رمز الرجولة والانتصار . اذا كان هذا الحب العظيم لدور سليماني في معركة تحرير الفلوجة , اين موقع الحكومة والعبادي وقوات الجيش والعراقيين النجباء  , ان دورهم  صفر على الشمال . لماذا سقطوا شهداء من الجيش وهم يسجلون برجولة معركة النصر ,  لماذا سقط الشهداء من العراقيين الشرفاء  ؟. واذا كان سليماني المنقذ الوحيد , والشفيع الوحيد , ومحرر العراق سليماني العظيم , الذي اسمه يهز ويزرع الخوف والهلع ,  في امريكا واسرائيل والدوائر الصهيونية والعرب المتحالفين مع الصهاينة , الذين يطمسون دور قائد فيلق القدس , الذي حرر وطهر القدس من رجس الصهاينة اليهود الانجاس , لقد جعلهم شذر مذر , يفرون مذعورين من الخوف والموت من فيلق سليماني الاشاوس , جنادل النصر   , وجعلعوا اليهود  يهربون الى البحر , ليكونوا  طعماً لحيتانه , لذا جاء دور سليماني العظيم الملهم , ان يحرر العراقيين , وضمه الى الامبراطورية الفارسية العظمى وعاصمتها بغداد . لولا سليماني لسقط العراق . لولا سليماني لسقطت بغداد واربيل , وسوق العورة في مدينة الثورة . لولا سليماني لشطب اسم العراق من خريطة العالم وانمحى , من الجغرافية والتاريخ والكيمياء والفيزياء . لولا الملهم العظيم سليماني لكان ( طرشي  النجف ) يرمى في النفايات والازبال والقمامة , انه المنقذ الوحيد الذي يستطيع اخراج العراق من الظلام الى النور . اخراج العراق من من نار جهنم الى ربوع فردوس الجنة والسعادة . بهذا التهويل الاخرق والارعن والاهوج  يكبدون العراق خسائر فادحة , ويعرقلون معركة التحرير الفلوجة , بهذا الحب الغبي في سذاجته المضحكة , بسخريته الكوميدية , انه استخفاف واحتقار الى قدرة العراقيين على مجابهة الصعاب والانتصار عليها , انه تزييف احمق لشهامة العراقية وقت الشدة والشدائد , باعلامهم الذي تغلب على الاعلام الرسمي البائس والفقير , كأن الامهات العراقيات ,  عقرت بولاة الرجال البواسل في العزة والكرامة والرجولة . واذا كان ( قائدكم العظيم الملهم ) سليمانكم المحبوب , حامي الديار والحرمات والشرف , لنفرش له كل الازهار والورود تحت اقدامه , ونصلي ونبتهل الى الله المولى القدير , ان يهدي قلب سليماني الرحيم والعطوف والشفوق  , ويلبي نداء العراقيين ,ان يستجيب  لطموحات الشعب المشروعة , بأن يتقبل بكل عظمة وسرور وفرح , منصب رئيس الوزراء , ليعيش العراق والعراقيين في احضان الجنة والسعادة ....... حقاً قد  قيل . اذا لم تستحي فافعل ما تشاء , فيا ايها عشاق سليماني , المحبوبين والودعين الاحباب   , ارحموا العراق والعراقيين بالله عليكم  , واذا كان حبكم العظيم لسليمانكم , فلماذا لا تنصبوا له  تماثيل من الذهب الخالص لقائدكم الملهم , لكن داخل بيوتكم , واتركوا العراقيين في معركة التحرير , ان تدخلكم بهذا الغث الردئ , يصب في صالح داعش المجرم , ويعطي الحجة والدليل والبرهان  الى الاعلام المعادي والمغرض ضد العراق
جمعة عبدالله


440
قتل المتظاهرين عمل جبان
الحكام الطغاة المهووسين بالكراسي , يمارسون القبضة الحديدة , ضد شعوبهم في سبيل اطالة عمرهم في  الجلوس على  عروش الحكم , وتركيع شعوبهم بالطاعة العمياء والخنوع المذل  , لذا تجابه كل بادرة معارضة بالدم  , اما خروج تظاهرات سلمية , تطالب باصلاح الحال المزري  بالانصاف العادل ,  فأنها تعتبر اكبر جريمة ترتكب وتقمع بالدم , وفرية الاتهامات جاهزة , كأنها اصبحت كليشة لا تتغير , الخيانة وتخريب والعمالة والاندساس , والاصابع الاجنبية التي تحركها وتقف خلفها , لتبرير عملهم البربري والوحشي بقتل المتظاهرين بدم واعصاب باردة , ورشهم بالرصاص الحي , وقنابل الغاز المسيلة للدموع , لتكون درساً قاسياً لمن يتطاول على العرش والكرسي . وخلال حكم المالكي استخدم هذا النهج بغطرسة وعنجهية وتكابر مزيف , باستخفاف بعقول الشعب لتبرير الجريمة . فمرة يوصم التظاهرات الشعبية بالفقاعات الدنيئة  , ومرة اخرى بالاندساس البعثي التخريبي , وبالتالي جرى الخراب والدمار في تحطيم العراق بالكوارث الدموية المتلاحقة , التي دفع الشعب ثمناً باهظاً , لهذا النهج الارعن والمتغطرس , بدلاً من معالجة الامور بروية بالعقل والحكمة , والاصغاء الى صوت الشعب , وتلبية المطاليب العادلة , التي تفضي الى الانفراج والحلحلة , وبالتالي يكون الرابح الاكبر هو الوطن , وعندها سيملك رصيد من  سمعة ومكانة شعبية كبيرة ومرموقة   , وبالتالي يتم  المحافظة  على ثروات وخيرات العراق من اللصوص والحرامية , هذا النهج المسؤول الذي يقود الشعب والوطن الى شاطئ الامان والسلامة , لكن الغطرسة وغياب الرؤية , وشهية الفساد والمال الحرام , هي التي كانت مسيطرة على عقلية المالكي , الذي سبب الخراب الكبير , بسقوط العراق في عين العاصفة المدمرة . ومن مهازل القدر اللعين , بأن السيد العبادي , لم يتعلم العبرة والدرس من الاحداث التي قادت العراق الى الكوارث والمصائب والويلات , وهو في نهجه وسلوكه السياسي , يحاول ان يطبق سلوك وتصرفات  سلفه بأمانة كاملة  ,  ان يكون نسخة طبق الاصل , في مواجهة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية , التي تطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين , وحفظ هيبة وكرامة العراق , لم يتعلم الدروس والعبر التي مرت على العراق   , وهو يعود الى ترديد الاسطوانة القديمة عن  الاندساس البعثي , لتغطية على فشله التام , في اخراج العراق من شرنفة الازمات والمشاكل , ان  اللجوء الى الاساليب القمعية والبربرية ,  تقود الى سقوط المزيد من المواطنين الابرياء ,  لم تقود الى حل ومعالجة المشاكل ,لن تبعد اللصوص والحرامية من حيتان الفساد المتربعة على المناصب والكراسي , ان كل  تهمة المتظاهرين , استجابوا الى  نداء الوطن بالاصلاح الذي يأخذ العراق  الى بر الامان , ان الحديث عن  الاندساس البعثي ,  موجود بشكل كبير , وليس خافي للعيان ويعرفه الداني والقاصي , أنه موجود في البرلمان , بكثير من اعضاءه ,  الذين لهم ماضي بعثي مشين بالجرائم والبطش والتنكيل بالشعب , وايديهم ملطخة بدماء المواطنين الابرياء . الاندساس البعثي موجود بالوفرة الكبيرة  في احزاب المحاصصة وفي قمة قياداتها , ومنها الاحزاب الشيعة , التي اصبحت عباءة لايتام البعث , واحتلت مراكز قيادية بارزة . لماذا لم يمارس الاجتثاث بحق هؤلاء المجرمين , وبقاءهم يعني  تخريب ودمار للعراق , وبقاءهم هو  هواء انعاش الى داعش والدواعش , ولا يمكن أستئصال داعش , بدون اجتثاث هؤلاء , الذين لم يخفوا وبشكل علني , عن   دعمهم واسنادهم وتعاطفهم الكبير الى داعش , لذلك السيد العبادي يمضي بالطريق الخطأ , يسلك جادة الخراب والدمار للعراق , بعدما نكث في تنفيذ وعوده الاصلاحية  , بعدما اصبح مطية يركبها الفساد والفاسدين , اعداء الاصلاح , لذا فأن التعاطي مع تهمة الاندساس البعثي , هي عملية تبرير للفشل والتهرب من المسؤولية , عملية الهروب من المواجهة بالعقل والحكمة  , انه الهوس بنهج الدكتاتورية في اسلوب  القمع والاضطهاد , انها محاولة لابقاء العراق في نار الازمات , لكن هذا النهج البربري والتعسفي الارعن , في استخدام وسائل الارهاب والقمع الدموي , سيكون الخاسر الاكبر , هو العراق . واستخدام العنف الدموي سيزيد من حدة  تفاقم الازمات , ويعقد التأزم اكثر من السابق , لهذا السبب  ادانت المنظمات الدولية رعونة هذه الاساليب الارهابية الدنيئة ضد المتظاهرين , وعبرت عن قلقها العميق من عملية قتل المتظاهرين بدم بارد , انه اسلوب وحشي , يتنافى مع القيم الانسانية والمسؤولية  , ويقود الى المزيد من سفك الدماء الابرياء  , لذا طالبت هذه المنظمات الدولية وهي . مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان . ومنظمة العفو الدولية , طالبت وناشدت الحكومة العراقية بالكف عن استخدام العنف الدموي , والامتناع عن استخدام القوة القاتلة واسلوب قمع المتظاهرين , وشددت في مطالبتها على محاسبة المسؤولين , والقادة الذين اصدروا اوامر  بتنفيذ القمع الدموي , وهل يشعر ضمير العبادي بالراحة والارتياح , من الحصيلة الكارثية في مجابهة التظاهرات الاحتجاجية , بدلاً من يصغي الى مطاليب الشعب , فأن قائمة القتل والقمع الدموي  كانت على الشكل الاتي , وحسب تقارير المنظمات الدولية , ومقاطع الفديوهات وهي  تشير الى خيوط الجريمة الجبانة بشكل كامل  , فقد سقط 200 جريحاً ومصاب , وتوقيف واعتقال اكثر 200 شخص , اصابت المئات بالاختناق من استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع , اصابة14 صحفي بشكل عدواني لاخفاء مشاهد الجريمة , وسقوط اربعة شهداء ابرياء , فاذا كان العبادي مرتاح الضمير لهذه الجرائم  المخزية , فليفعل المزيد من سقوط الدماء البريئة
جمعة عبدالله

441
المنبر الحر / الشعب لا ينذل
« في: 12:27 22/05/2016  »
الشعب لا ينذل
للمرة الثانية تندفع الحشود البشرية  الهائلة من المتظاهرين , وتقتحم المجلس النواب ومكتب رئيس الوزراء في المنطقة الخضراء . ويأتي هذا الانعطاف  والغليان الشعبي العارم , من اجل مواصلة تشديد الضغط الشعبي , في اجبار الحكومة والبرلمان الى الاستجابة الى مطاليب الشعب , التي باتت معروفة لداني والقاصي , وانهاء حالة التراخي والمماطلة بتشكيل الحكومة الجديدة واقرار الاصلاحات اللازمة والضرورية , والخروج من نفق التعطيل والمراوحة  , التي  تمارسها  احزاب حيتان الفساد الحاكمة . ومن اجل انهاء حالة الفوضى التي اصابت الحكومة والبرلمان بالشلل والعطب  . لقد تحولت المنطقة الخضراء , الى ساحة حرب حقيقية , في استخدام القوة الامنية المفرطة بالعنف من الاجهزة الامنية , ضد الحشود الهائلة من المتظاهرين , في استخدام الرصاص الحي , والقنابل المسيلة للدموع , ونتيجة لهذا التهور الامني الارعن , سقط اربعة شهداء و 90 جريحاً , ومئات من المصابين بحالات الاختناق , من اجل السيطرة على الموقف وطرد المتظاهرين من عرين الفساد والفاسدين . واعلنت الحكومة حالة حظر التجول في بغداد ,  لمنع تدفق المتظاهرين الى المنطقة الخضراء  . لماذا هذه الفوضى والبلبلة والخراب ؟  . لماذا استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المتظاهرين ؟ هل شعرت الحكومة والعبادي الهزيل , المدافع الامين عن الفساد والفاسدين , هل شعروا بالارتياح  وغبطة الانتصار  ؟  أم انه هروب الى الامام , بهذه  الغطرسة والعنجهية في  السياسية الساذجة والغبية واللامسؤولة  . لو ان العبادي الهزيل والفاشل , استجاب الى مطاليب الاصلاح وتلبية حقوق  الشعب المشروعة , هل كانت وتكررت عملية الاقتحام للمرة الثانية ؟ لو عالجوا الامور بالعقل والحكمة , وبدأوا بتنفيذ خطوات الاصلاح ,  وتشكيل الحكومة الجديدة , هل تبقى حجة للاقتحام وسقوط الشهداء وسفك الدماء ؟ لو ان احزاب الفساد رضخت واستجابت الى مطاليب الشعب . هل بقت امكانية لحدوث هذه الفوضى والدماء  , وهل  سقطت هيبة وكرامة الحكومة والبرلمان بهذه الصورة المخزية  ؟ وهل التذرع بالحجج المضحكة والهزيلة , تبعدهم وتنقذهم من عدم الاقتحام للمرة الثالثة القادمة ؟ وهل هناك حكمة معقولة في  المواجهة مع الشعب  ؟   . وهل  المنطق السخيف والهزيل بألاندساس ايتام البعث مع المتظاهرين , ينقذكم من مسؤولية سقوط الشهداء ؟ واذا كنتم حريصين على الشعب وحمايته من ازلام البعث وايتامه  , حققوا ونفذوا مطاليب الشعب , وكفى المسلمين شر القتال . وكفى اراقة دماء جديدة . وكان من الممكن جداً تفادي هذه  الفوضى والعنف , لو احتكم العبادي ورئاسة البرلمان الى العقل والحكمة , بعدم الاندفاع الى الانحدار والانهيار في استمرارفي سياسة خلق الازمات برعونة الحمير والثيران المجنونة    . لذا فأن العبادي المهزوز ورئاسة البرلمان , يتحملان  كامل المسؤولية , والقادم سيكون افدح مصيبة واعظم كارثة , اذا ظلوا على نهج الهروب الى الامام وعدم الحسم وانهاء الازمة لصالح الوطن   , والكف عن المماطلة بتنفيذ الاصلاحات , والاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة , بما تتطلبه الظروف الحرجة والخطيرة , وانقاذ العراق من الوقوع في شرك الفوضى والعنف الدموي  المفرط ضد المتظاهرين , وتجنب مآسي جديدة  عن الشعب .  ان خطاب العبادي الهزيل والمضحك , لا يؤدي الى الانفراج والحلحلة , وانما الى تأزيم الموقف والوضع السياسي اكثر خطورة واكثر رعونة  . ان استخدام الحجج والذرائع الهزيلة والكوميدية , تؤكد على الافلاس السياسي التام  , وانعدام الرؤية السياسية  في نهج الاصلاح , وانعدام الحرص في مجابهة التحديات الخطيرة التي يواجهها الشعب والوطن , ان سياسة الدفاع عن الفساد والفاسدين , اسقطها الشعب , وعلى احزاب الفساد الاعتراف بهذه الحقيقة . بأن سياسة اذلال الشعب تمزقت وانتهى مفعولها , ولا يمكن ان يعود الشعب الى الوراء , في الذل والمهانة , وحيتان الفساد تمارس السرقة واللصوصية , ماذا تبقى من خيرات وثروات الشعب , ومعظمها تحولت الى ارصدة مالية في المصارف الاجنبية خارج العراق , ودفعوا العراق الى شفا افلاس الخزينة , والبحث عن قروض مالية من صندوق النقد الدولي . من مهازل القدر اللعين , بأن اكثر من 500 مليار دولار هربت الى الخارج العراق  بطرق شيطانية , والعبادي الهزيل يطلب قرض من صندوق النقد الدولي قيمته 13 مليار دولار , اية جبن وضعف ومسخرة ينقاد اليها العبادي ,  كالخروف الاعمى . ان استمر الازمة السياسية والبرلمانية , قد تقود الى حرب اهلية طاحنة . بهدف اخماد ارادة الشعب بالمطالبة بالاصلاح  , ان القبضة الامنية ضد المتظاهرين ستنقلب عليهم عاجلاً ام اجلاً  , اذا لم يستجيبوا الى مطاليب الشعب , ان كل الاحتمالات مفتوحة  بانفلات زمام الامور والسيطرة . عند ذاك الويل كل الويل للفاسدين , فلا شفيع ولانصير لهم . الويل كل الويل لكل سارق وحرامي من العمائم الملوثة بالسحت الحرام  , او من الافندية زعماء عصابات المافيا والمليشيات  . الويل كل الويل لعرين الفساد والفاسدين في المنطقة الخضراء . وان الصبح لناظره قريب , بعون الله والشعب
جمعة عبدالله 


442
الشكوى الى الله اضعف الايمان
العراق يمر بمرحلة خطيرة , ومفتوحة على اسوأ الاحتمالات بالانهيار الكامل , لذا تتطلب الحاجة القصوى والملحة , تدارك الموقف ومنع هذا الانهيار لانه سيفتح باب جهنم على العراق والعراقيين . والدور الفعال في عملية الانقاذ تعود بالدرجة الكبيرة على المرجعية الدينية , بما تحمل تأثير كبيراً ,  شعبياً  وسياسياً , ولا بد من اصلاح العطل والاضرار , التي اقترفتها المرجعية , في عملية توريط الشعب بانتخاب قوائم الفاسدين والقتلة , بحجة بأنهم اتباع مخلصين , وسيخدمون مصالح الشعب وتطلعاته المشروعة  , لكن واقع الحال اثبت  العكس تماماً , بأن هذه  الاحزاب التي جاءت تحت عباءة ووصاية  المرجعية , قادت العراق الى الخراب والدمار , وعاثوا فساداً في كل زاوية من العراق , واتضح على حقيقتهم بأنهم عصابات مافيوية للقتل والاجرام  والفساد المالي . وانكشفت عملية الغش والخداع , التي اصابت الشعب بأنتخاب هؤلاء الفاسدين والقتلة , واصابت العراق باخطار جسيمة مهلكة  , بأن فقد الطريق السليم , وانحرف  الى الطريق المعبد بالالغام , وان هؤلاء لا يردعهم وازع ضمير , ولا دين ولا مرجعية ولا اخلاق ولاشرف . وصار للعراق كل يوم عزاء ومصيبة كربلاء . هذا واقع الحال  الفعلي , ولابد للمرجعية مواجهته بالافعال الملموسة والفعالة والحاسمة , وليس التنصل عن المسؤولية تجاه الشعب والله والدين , لابد من اصلاح الميزان لذنوب والخطيئة , التي اقترفتها المرجعية , سواء بحسن نية , او سوء النية , حتى اصبح موقفها هزيل وضعيف , لا يشرف مقامها ومنزلتها بين الشعب  , ان الابتعاد والاعتكاف السياسي والانزوى والتقوقع وخذلان الشعب , والعراق يخطو بخطوات متسارعة نحو زيادة العنف والارهاب الدموي , والفساد المالي , بعمليات سطو كبيرة يتعرض لها العراق من عصابات القتلة , في اقتراف اكبر عمليات النهب والسرقة في تاريخ العراق , وكذلك النزاع والصراع على المناصب والحقائب الوزارية , وتوزيع الحصص والغنائم , للاحزاب التي جاءت بمباركة المرجعية الدينية , انهم  شلل حرامية , لا وازع يردعهم ولا ضمير , قلوب متحجرة , واذانهم محشوة بالشمع حتى اصابوا بالطرش , فكيف يسمعون شكوى الله , وهم اداروا ظهورهم للمرجعية , ان هذه الاحزاب الفاسدة تتحمل خراب ودمار العراق , ولا تؤمن بقانون وشريعة ودين , ان الرد الحاسم للمرجعية التي خدعت بنفاقهم وخداعهم  , ان تسترد مكانتها ومنزلتها وكرامتها , بالفعل المطلوب الحاسم , ان تصدر فتوى الى الشعب بمحاربة الفاسدين , وارجاع الاموال المسروقة , والجهاد ضد هذه الاحزاب الفاسدة , حتى تحقيق عدالة القانون , واصلاح ميزان الحق المقلوب , هذا احسن علاج لعلاج الورطة التي وقعت فيها المرجعية , لان شكواها الى الله  تذهب ادراج الرياح وفي السراب , ولا يصلح من الحال قيد انملة  , بل يقوده الى التأزم الخطير , ان المرجعية قادرة على ان تفعل الكثير  في تعديل الانحراف  , بما تملك من موقع مؤثر وحاسم . اذا لم تردع هؤلاء القتلة والفاسدين , فسيظلون منشغلين في المهاترات السياسية السقيمة , حول الحصص والمناصب والحقائب الوزارية , ويظلون على سلوك نهج الاستخفاف والاستهتار والاحتقار للشعب  ,  وحمامات الدماء التي سفكت من سبب سياساتهم العوجاء والعمياء والمنحرفة , لابد من توجيه اصابع  الاتهام الصريح ,  ليضعهم في قفص القصاص والمحاسبة , غير ذلك فهو اضعف الايمان
جمعة عبدالله


443
حرامي ( الجادرية ) يرفع راية الاصلاح
مصيبة العراق المزمنة , هي تعوده على عبادة الاصنام , كأنها الخالق الاوحد . رغم انها جلبت امراض الخراب المحن والاهوال والكوارث , وعند سقوط الصنم الاوحد ( قائد الضرورة ) , ابتهج وفرح الشعب بأن هذه الثقافة الرثة في عبادة اقزام اسوأ ما خلق الله على الارض  , قد ولت دون رجعة  . فقد جثم ( صنم العوجة ) على صدر الشعب اكثر من ثلاثة عقود من العجاف والمرارة والمعاناة , لكن قادة العهد الجديد مزقت هذه الافراح والامال والتطلعات , حولت الافراح الى مآتم ترح واحزان , بأن جاءت اصنام جديد اكثر سوءاً ومصيبة من الصنم الذي سقط ليجر اذيال العار والهزيمة  ,وظهر على حقيقته ,  كارتون ورقي متهرئ , رغم بعبع سوط الحديد والطغيان والارهاب  , فالاصنام الجديدة  لا تقل عاراً وخزياً وفداحة , بل هي اكثر سوءاً ومصيبة , في فسادها ولصوصيتها ونهج الدجل والخداع , ولكن هذه المرة ليس بالثوب العسكري الزيتوني , بل بالعمامة التي تحت طياتها الف شيطان وابليس , من العفاريت التي تربت على الفساد والرذيلة , بالعمامة الملطخة بعار السحت الحرام , الملوثة عقولها وقلوبها , على السرقة واللصوصية , وسرقة اموال الشعب واستولت على الاملاك والعقارت العامة والخاصة , والتي نشفت اموال النفط , بأن تصبح ارباح من ملكيتهم الشرعية الخاصة , وليس من خيرات الشعب والى الشعب . ومنهم قائد الفساد واللصوصية , الكتكوت النرجسي ( عمار الحكيم ) . الذس اشتهر بتسمية ( حرامي الحادرية ) الذي فاق كل اللصوص والحرامية , بشهيته الجائعة والنهمة ,  الى اللغف والشفط والمال الحرام . ان قادة العهد الجديد تميزوا بالصفات انعدام الاخلاق والضمير , بذلك انحدر العراق الى أسوأ ازمة في تاريخه القديم والحديث , ازمة اخلاق وضمير , وهي سبب انزلاق العراق الى الهاوية والحضيض . بان اكتسبت السياسة اسلوب جديد من  التعامل  والمواقف , الى الانحدار الى الدعارة السياسية , واقبح ما خلقت السياسة من العهر والارتزاق , بأن الدولة العراقية , فتحت ابوابها ليركب مطيتها بكل اقتدار  , كل فاشل في حياته , وكل فاسد ورذيل وسفيه وداعر وخسيس , يرفعون بنفاق وبهتان لواء الشرف والاخلاق , لتغرير وخداع الفقراء والجهلة والاغبياء , ليثرموا على رؤوسهم البصل الفاسد . فقد اصبح العراق لهؤلاء الزعران من حثالات القمامة والازبال , بقرة حلوب تدر الحليب والذهب والدولار , وللشعب الروث والتبن  , والمواد الغذائية المسرطنة والفاسدة , التي تعافها حتى  الحيوانات لعفونتها ,  فازدحمت المشاكل والازمات وزادت اعداد الفقراء الى حدود مخيفة , بأن نسبة الفقر في العراق تجاوزت  على 30% من السكان . ومن هذا التراكم من الازمات , فجرت  انتفاضة شعبية عارمة , لتدق رؤوس حيتان الفساد , وطالبت بالاصلاح الحقيقي , وكانت صولة الشعب المشهودة  في اقتحام المنطقة الخضراء , وهروب حيتان الفساد كالفئران المذعورة , ان حركة الاصلاح والاحتجاج ,  لن تهدأ عواصفها وصولاتها وجولاتها  ضد الفساد والفاسدين  , حتى تحقق تطلعات الشعب , وان حيتان الفساد في وضع مزري يأكلهم  الخوف والقلق على مصيرهم الاسود  المحتوم . وهنا تصاعدت  حمية حرامي ( الجادرية ) وينقلب فجأة بالعصا السحرية الى مصلح يرفع راية الاصلاح والتغيير لصالح الشعب المظلوم , لكن بأسلوب شيطاني مافيوي في سبيل اجهاض واخماد انتفاضة الشعب , واخماد لهيبها , لتعود حيتان الفساد تمارس عاداتهم القديمة بالسرقة واللصوصية , ضد مصالح الشعب . هكذا بكل سذاجة وغباء يقترح الكتكوت النرجسي ( عمار ) باعطاء مهلة الى السيد العبادي ثلاثة شهور , حتى يتمم خلالها الاصلاح ,  والتعديل الوزاري  , وملاحقة الفاسدين .  بهذا الغثيان والفقعات الاعلامية الرخيصة , هدفها اطالة عمر الازمة الراهنة , حتى تدخل في منعطف خطير من تفاقم الازمات , التي قد تفتح الباب على الكوارث الدموية المحتملة  . ان على حرامي ( الجادرية ) قبل ان يرفع راية الاصلاح , ان يصلح نفسه ويطهرها من رجس الفساد والرذيلة , عليه ان ينظف نفسه من اردان السحت الحرام , عليه ان يعيد اموال الشعب التي سرقها , ان يرجع العقارات  والاملاك الخاصة والعامة , التي استولى عليها بطرق عصابات المافيا . او على الاقل ان يبيض صفحتة المتفحمة بالسواد والعار . ان يطلب المغفرة على الخطايا والذنوب , التي لوثت عمامته الشيطانية بالفساد والسحت الحرام , اما غير ذلك فتعتبر مزايدات رخيصة في بضاعتها الفاسدة والمستهلكة, التي لاتقنع  حتى الاطفال والمجانين
جمعة عبدالله

444
لستم اشرف من البعث الفاشي


استيقظت رائحة الحمية والنخوة والرجولة  , لدى قادة العار السياسي , واهتزت شواربهم بالغضب والاستنكار , بدون خجل وحياء , من سماعهم ترديد شعار ( ايران بره بره , وبغداد تبقى حرة ) هذا الشعار يترجم الواقع الفعلي والحقيقي لمسرح السياسي العراقي . سواء جاء هذا الشعار من حناجر المتظاهرين المحتجين المدوية , لتكسر الزجاجي الرقيق لانحراف المسار السياسي  تجاه ايران وتأثيراتها الداخلية لتقود مواقف احزاب العار السياسي . في الانزلاق في السقوط في احضان ايران , او اطلقت هذه الهتافات من ايتام البعث وزعرانه , لانهم وجدوا الفرصة الثمينة لركوب الموجة بالفوضى الخلاقة , بتبديل ثوب الاجرام والوحشية . واظهر بثوب الحمل الوديع , الذي ينادي بالوطنية المزيفة , والحرص على الشعب العراقي , بعدما جرعوا الشعب في زمنهم الاسود الويلات والمحن والكوارث الدموية . ووجدوا موطئ قدم لهم  من جديد , بدعم ورعاية من  احزاب العار السياسي , هذه الاحزاب قدمت  اسوأ المثال من الانحطاط وانحلال الاخلاق والقيم , بممارسة العهر السياسي ودعارته الرذيلة بالخبث والخسة والفساد  والخداع , وظهوروا ابشع والاردئ من عصابات المافوية . ولم يقدموا مشروعهم السياسي , الذي يطمح به الشعب ,  ويعزز ثقته وآلامال  بترميم الوطن الذي خرج من الخراب البعثي , حتى يتباهى ويفتخر بهم الشعب ويعتز بهم ويدافع عنهم حتى بحياته , لانهم قدموا صفحة بيضاء من الواجب والمسؤولية , وليس بصفحتهم السوداء التي جلبت المحن والمصائب . لم يكونوا البديل المناسب للبعث الفاشي , في ممارساته نهج الابادة وحمامات الدم والقبور الجماعية , لم يكن مشروع احزاب المحاصصة الطائفية , مشروع وطني يزيد من هيبة وكرامة   الوطن , سوى النهب والسرقة واللصوصية , والسحت الحرام الذي لطخهم بعاره الاسود المشين  . لم يكونوا البديل الانساني لوحشية البعث , بل ظهروا اكثر دموية وهمجية في مشروعهم الطائفي الذي قاد العراق الى التمزق والعنف الدموي الطائفي . لذا لم يختلفوا , ان لم يكونوا أسوأ بكثير من البعث الفاشي  , في النهج والممارسة والتربية والثقافة , لم يختلفوا عن اخلاق البعث  , بأنهم دمى فاسدة لا ذمة ولا اخلاق ولا شرف , سوى انهم لصوص نهبوا المليارات بذريعة مشاريعهم الوهمية , وبالاخير حطت في جيوبهم وارصدتهم المالية , مزقوا انسانية الديموقراطية والعمل البرلماني النزيه والحر , حتى يصونوا هيبة العراق والشعب والبرلمان , حتى يحافظوا على كرامة العمل البرلماني وحرمة البرلمان , الذي تعتبره الشعوب الواعية بمثابة  المكان المقدس , يجمع  ممثلي الشعب والناطقين  بأسمه . فأنتم من مزق حرمة وقدسية البرلمان بفسادكم , ولم تهتز شواربكم وتتحرك رجولتكم وشهامتكم , على خراب العراق والموت المجاني الذي يطال عشرات الالاف , ومنهم الطائفة الشيعية , التي صارت في زمانكم الاسود لقمة  الذئاب الوحوشية , سواء جاءت  من داعش , او من ذيول البعث واذنابه . انتم الذين باعوا العراق بسعر زهيد , الى الاطماع العدوانية لدول الجوار ومنها ايران . ماذا قدمتم الى العراق من حسنات , سوى المجازر الدموية ونهب خيرات العراق , وجئتم بالطائفية التي كانت المقتل الختامي  لمسلسل الخراب الكارثي . ان تباكي على ايران من خلال الشعار ( ايران بره بره , وبغداد تبقى حرة ) يثبت عمالتكم كمرتزقة مأجورين , وعبيد اذلاء الى ايران , وتدافعون عن الاطماع العدوانية الايرانية تجاه العراق . لقد جئت لخراب العراق ودماره . ولكن صولة الشعب الجبارة مرغتكم بالوحن الاسن والعفن , وهربتم كالفئران المذعورة , تطلبون سلامة انفسكم . ان امام الشعب صولات وجولات ضدكم , ولم ولن  تنجوا من المصير الاسود عاجلاً ام اجلاً  , سيكون مصيركم أسوأ من المصير  النظام البعث المقبور  . . اعيدوا العقارات والممتلكات التي نهبتموها بالسحت الحرام . . اعيدوا المليارات الدولارات التي سرقتموها من ضلع الشعب , اطلبوا المغفرة والغفران من الله والشعب , واعترفوا بجرائمكم وافعالكم الشنيعة  ,  وإلا سيظل الشعب يطاردكم الى يوم الدين , وسيحاسبكم ويمرغكم بالوحل الاسن والعفن , انه المكان المناسب والملائم لكم . وحقاً قد قال المثل :
احذروا اللئيم اذا شبع
جمعة عبدالله


445
انتفاضة الشعب حتى تحقيق الانتصار
الاحزاب الطائفية الفاسدة , مارست الغطرسة والعنجهية في امتهان واذلال الشعب , وسرقة خيرات الوطن , على مدى 13 عاماً من السنوات العجاف , التي تجرع الشعب فيها , الهوان والمذلة والاهانة . هذه هي ثمار احزاب الطائفية الفاسدة التي يقطفها العراق اليوم  , احزاب العار التي تسلمت  مقاليد الحكم في العراق, بالاتفاق بين  امريكا وايران وثالثهما شيطان الفساد  المافيوي . وكانت سنوات تتراكمت فيها المآسي والاهوال , فقد برعت هذه الحيتان الفاسدة بتخريب العراق ,  بشكل يفوق حتى قدرات الشيطان , في خلق المشاكل والازمات , وافتعال الفتن الطائفية الحارقة , التي تؤجج الاحتقان والتخندق الطائفي . ليفسح لهم المجال في السرقة واللصوصية للعمائم الملوثة بالسحت الحرام , والافندية زمن العار الاسود من الاقزام النكرة , الذين باعوا شرفهم واخلاقهم من اجل بريق الدولار . فقد اصبحوا بحق وحقيقة تجار وسماسرة للعهر السياسي , بدعارته الدنيئة بالخساسة الرذيلة   , من اجل ان يتربعوا على السلطة والمال والنفوذ . وهاهم اليوم الموعود جاء ووضعهم  امام امتحان عسير ,  فقد  كشف عن عوراتهم واسقطت  اقنعتهم المزيفة , فقد اصبحت المتاجرة بالدين والمذهب والطائفية , بضاعة خاسرة وكاسدة وفاسدة , تعط بروائحها العفنة والكريهة . ان الحناجر المليونية اسقطت خرافة نظام المحاصصة الطائفية , وبرق كالقمر المضيء شعار الوطن المهيب يتردد بالاصوات المدوية المليونية من  المتظاهرين بالهتاف ( بالروح بالدم نفديك ياعراق ) انه شعار العراق اليوم ومن اجل العراق وللعراق , وهو يمزق نظام المحاصصة الطائفية , الذي ظهر هزيل وخاوي ومتهرئ وضعيف  , وقادته الاشاوس يفرون كالفئران المذعورة . فلم يعدوا ملوك الساحة السياسية , كما كانوا بالامس , فقد سقطت هيبتهم وتمرغت بالوحل الاسن , وداستها الاقدام الجماهير  المنتفضة . ان مسؤولية الفوضى التي حصلت في المنطقة الخضراء وداخل قاعات مجلس النواب , تتحملها الرئاسات الثلاث , واحزاب العار الفاسدة , بعدما استهانوا واحتقروا قدرات الشعب وارادته الصلبة في المطالبة بالاصلاح والتغيير الحقيقي , بعدما استخفوا بصبر الشعب على المحن والاهوال , وبعدما تلاعبوا في الخداع من اجل تشكيل حكومة تكنوقراط هزيلة تابعة الى اسطبلهم الحزبي , للحفاظ على الفساد والفاسدين , لكن دوام الحال من المحال , وها هم اليوم في عواصف التخبط والاضطراب والفوضى , وفقدوا السيطرة على زمام الامور والمبادرة , فلم يعد في مقدورهم الدفاع عن نظام المحاصصة الطائفية , الذي بات جثة هامدة , وعليهم عاجلاً أم اجلاً دفنه , ولا يمكن اطالة عمر جثة ميتة , ان معركة الشعب الحقيقية , هي دفن جثة نظام المحاصصة الطائفية والحزبية . وهذه الاسباب الجوهرية لقيام انتفاضة الشعب ,  واليوم عليهم مسؤولية كبرى , ان يتحلوا بالروح الوطنية وبسلمية الانتفاضة , بالمحافظة على ممتلكات الدولة والشعب , من التخريب والنهب , وعدم الانجرار الى العناصر المدسوسة , التي لايهمها من القيم الوطنية والاخلاق , سوى النهب والتخريب وخلط الاوراق وتشويه سمعة انتفاضة الشعب , بأقتراف اعمال وافعال مشينة من التخريب واشعال الفتن الطائفية المقيتة . ليعطوا  الحجة للفاسدين والحاقدين بالانتقاص والتهجم من قيمة  انتفاضة الشعب , ليمدوا عمر نظام المحاصصة الطائفية , الذي فقد مفعوله وحياته للبقاء   . ان العراق  اليوم دخل في مرحلة جديدة من تحقيق مطاليبه العادلة من اجل انقاذ العراق من الخراب , لم يعد للنظام المحاصصة الفاسد , عذراً للبقاء والحياة , ان الحاجة القصوى  الملحة , تتطلب اجراء انتخايات مبكرة , بعد الاتفاق  على  تعديل قانون الانتخابي المجحف . ان ديمومة الاستمرارية للانتفاضة , هي الكفيل الوحيد لتحقيق النصر , ولتسقط كل التخرصات والافتراءات , التي تروج لها احزاب الفساد الطائفية , لتضرب مصداقية سلمية الانتفاضة . انها سلمية . عراقية , حتى الانتصار
جمعة عبدالله


446
حرب الزعامات والمصالح في برلمان المهزلة
اثبت برلماننا العتيد كالعادة , الفشل والعجز في حل رجل دجاجة , فكيف يكون الامر بحجم الازمة السياسية الطاحنة التي تعصف بالعراق ,   والمسار السياسي الذي ينحدر الى   المصير المجهول . ان حرب الضروس الحامية الوطيس , من هو الشاطر الذي  يأخذ البعير بما حمل  , ان هذه الحرب المختلقة والمصطنعة  قادت الى الفلتان والفوضى , وخلط الاوراق , واختلط الحابل بالنابل ( شليلة وضايع رأسها ) , هذا يساهم في تعقيد الازمة السياسية بالغموض والتشتت , وضياع الرؤية السياسية , وليس المساهمة في عملية  الانفراج والحل والعلاج , وانهاء الازمة لصالح الوطن وخدمة للشعب . ان الفوضى والفلتان داخل قبة البرلمان , هو مخطط مدروس  سعت  اليه احزاب المحاصصة الطائفية . اللعب على ورقة الهيمنة والزعامة والنفوذ , وكسب السياسي الرخيص , والضحك على ذقون الشعب , ليتربعوا على المسرح السياسي وحدهم دون شريك ومنافس . ان اللعب على اطالة زمن عمر  الازمة , من اجل كسب الوقت , وترتيب اوراقهم السياسية للمرحلة القادمة , وهي لا تخدم الاصلاح والتغيير الحقيقي , بل تعرقله وتنسفه أساساً  , وتدخله في دهاليز مظلمة , ليأتي جنين مشوه وكسيح ومشلول . ان اعضاء البرلمان رغم الصخب والضجيج والزعيق والعراك ومسرحيات الاعتصام , ما هم إلا دمى شطرنجية تحركها ايادي زعماءهم وقادة احزابهم وعليهم التنفيذ ( نفذ ثم ناقش ) . فمهما كان  صراخهم وعجيج غبارهم من مسرحيات الاعتصام  , فأنه لايخرج من قبة البرلمان , وليس له مفعول , لان بضاعته فاسدة وكاسدة غير صالحة للاستعمال . سوى زيادة التعقيد الازمة السياسية , وتعميق الفوضى والفلتان , وتعطيل نشاط الحياة العامة للمواطنين  . لان المشكلة الاساسية والجوهرية تكمن  في نظام المحاصصة الطائفية , غير قابل لتصدع والخدش , بسبب الهيمنة والتأثير ( الايراني والامريكي ) هم اصحاب القرار والفعل , وغيرهم قرود تتقافز على الاشجار لضحك والسخرية والمسخرة . هاتان الدولتان المعادية لمصالح الوطن واستقلاله السياسي  , ليس في مقدوره ان يصدر القرار السياسي المستقل الداخلي ,  الذي يحفظ المصالح الوطنية . واتفقت هاتان الدولتان على مصادرة الاستقلال والسيادة والقرار السياسي , هذا نظام المحاصصة الطائفية , الذي خلقه ( بريمر ) بمباركة ايرانية . وان اي دعوة الى  الاصلاح السياسي , يضرب في اعماق الهراء والسراب , اذا لم يسقط نظام المحاصصة الطائفية برمته  , لتجاوز الازمة السياسية نحو الانفراج والحل والعلاج , اما بقية الحلول تخلق المزيد من التصعيد والتأزم الخطير , فمن العمل على ترسيخ اتخاذ خطوات فعلية للاصلاح والتغيير الحقيقي , تحولت المشكلة السياسية الاولى , الى  الصراع الناشب بين رئاسة البرلمان القديمة والجديدة  , كأن الازمة ومشاكل العراق الاساسية ,  انحصرت من يمثل رئاسة البرلمان ؟ وزاد الطين بلة , دخول العشائر على خط الازمة بالتهديد بالوعيد والثبور بعظائم الامور , كأن الدولة العراقية تحولت الى مقاطعات وحصص عشائرية مقدسة لا يمكن اختراقها وتجاوزها , وليس العراق دولة معترف بها في هيئة الامم المتحدة , وله قانون ودستور ينظم الحياة السياسية والعامة , ان العراق وصل الى اعلى  مراحل السقوط الاخلاقي , بدفع وتشجيع من  احزاب المحاصصة الطائفية , للحفاظ على مصالحهم ونفوذهم وامتيازاتهم , ليتركوا اعضاء البرلمان يماسوا النفاق السياسي بالمسرحيات الاعتصام المضحكة والهزيلة , وان اعضاء البرلمان في نفاقهم المضحك , نسوا بأنهم جزء من حيتان الفساد , وبعضهم يمثل  قطط السمان الشرسة والضارية . انهم جزء من عمليات النهب والسرقة واللصوصية , التي ابتلى بها العراق , ومهما فعلوا بالمسرحيات الانتهازية , لا يمكن ان يكونوا دعاة الاصلاح والتغيير , وهل يعقل احد بأنهم يمارسون عملية الانتحار ضد انفسهم  , انهم حيتان شرسة لا يمكن ان يتخلوا عن دور الحرامي واللص الجشع , وكم هو مضحك وهزيل ان يعتصم الوزراء امام وزارتهم , انها اخر كوميدية الزمن الارعن . وهل يعتقد احداً , بأن شعار ( شلع قلع , كلهم حرامية ) يطبقها وينفذها الاعرجي والدراجي والزاملي وبقية حيتان الفساد , معنى هذا ان  ابليس سيدخل  الجنة , ليتمتع بمئة حورية , زيادة على مرتزقة جهاد النكاح المعتوهين والشاذين , ان الوضعية السياسية الحالية في العراق , تمثل اروع صورة للفوضى الخلاقة والفلتان السياسي
جمعة عبدالله


447
اعصار سياسي يضرب برلمان المسخرة
تفاقمت الازمة السياسية نحو التصعيد الخطير , قد يطيح بالحكومة والبرلمان , امام هذه التطورات الخطيرة , التي عصفت ببرلمان المهزلة , الى نشوب  حالات من  الاضطراب والفوضى والفلتان , بمشاهده التي تدعو الى الاستهجان والمسخرة , وهي تدل بدون شك على خواء المؤسسة التشريعية , التي صارت لعبة المصالح والاهوى والمطامح الشخصية الضيقة , مما حدى باعضاء البرلمان الى السلوك الى الممارسات  الشاذة والهجينة , بسبب الفشل  على حسم  التصويت على التعديل الوزاري المرتقب , ان التصرفات غير المسؤولة التي فرضها رئيس البرلمان , ادت الى خلق الخلاف والتصادم والفوضى , بدلاً من ان يمارس دوره الفعال بحسم الموقف من التصويت ,  وانهاء الازمة الوزارية الخانقة , بالطريقة الديموقراطية المسؤولة , التي تؤدي الى الانفراج السياسي والشعبي . مما حدى باعضاء البرلمان الى اقالة رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) من قبل 171 نائباً وهو اكثر من العدد المطلوب دستورياً . النصف + الواحد , الذي يسمح بسحب الثقة من رئيس المؤسسة التشريعية . ان رئيس البرلمان يتحمل مسؤولية هذا الاجراء الديموقراطي في الاقالة , وكذلك الفوضى والفلتان داخل قبة البرلمان  . لانه لم يكن بالمستوى المطلوب من المسؤولية والواجب , وغير حريص على انهاء الازمة السياسية بالانفراج  , الممارسات الخاطئة والهجينة بضعف وفشل رئيس البرلمان في ادارة الجلسة البرلمانية الحاسمة , هي التي ادت الى نشوب الفوضى والعراك  , وفضحتهم المشاهد المخجلة والشنيعة ,  وفقد اعضاء البرلمان  الوقار  المطلوب ,  ان هذه  المشاهد تذكرنا بالفوضى والصراخ  اطفال المدارس الابتدائية , ان عملية اقالة رئيس البرلمان يتبعها اتخاذ اجراءات مضافة اخرى  , اما اختيار شخصية اخرى لمنصب رئيس البرلمان , او سقوط الحكومة والدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة , ولكن هذا الاجراء من الصعب القبول به من رؤوساء الكتل البرلمانية , لانها تخاف وتخشى من العواقب الوخيمة , التي قد تحرمها من الحفاظ غنيمتها من النفوذ والمناصب والمال , لذا فأحسن وسيلة لمواجهة هذا المأزق الخطير , هو السلوك الى انتهاج لعبة المزايدات الرخيصة المبتذلة , وممارسة النفاق السياسي كالافعى الحرباء , بأن اصبحوا فجأة  دعاة الاصلاح الشامل وتشكيل حكومة تكنوقراط , ولكن خناق الشارع السياسي والشعبي يشدد الخناق على رقابهم , وبالتالي اصبحت احزاب المحاصصة الطائفية في وضع هزيل ومضحك , لانهم لا يملكون ارادة الاصلاح والتغيير الشامل , حتى ينهي العراق الازمات التي تعصف به . وهم بوضعهم البائس الحالي ,  يرسلون رسالة سلبية الى الشارع السياسي والشعبي , بأنهم فشلوا في تحصين العراق من الاخطار التي تعصف به نحو التشتت والتفتت والتمزق . ولا يمكن ان يكون طوق النجاة لهم , لعبة التأخير والمماطلة , بهدف كسب الوقت , لعل تهدأ العواصف السياسية , ولكن التعويل على هذا الرهان , يفتح الباب الى التصعيد الخطير اكثر  , وهذا يدل على فشل العملية السياسية الكسيحة والمشلولة في انقاذ العراق , ومواجهة التحديات الصعبة التي يمر بها العراق . أن الايام القادمة حبلى بالعواصف والمفاجأت , التي لا تقبل التأجيل والتأخير , فكل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها  , بما فيها تغيير العبادي بشخصية اخرى , بعدما كشف عن وجهه  الحقيقي , بأنه يلعب دور المعرقل الحقيقي للاصلاح والتغيير الشامل , والمدافع الامين عن حيتان الفساد , واصبح حجرة عثرة امام اي تطور حقيقي في المسار السياسي . . او هناك احتمال غير مستبعد في الدعوة الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة . ولكن نعلم من التجربة الاخيرة من الانتخابات البرلمانية , بأن المفوضية العليا للانتخابات الحالية , فشلت في مهمتها ومسؤوليتها ان تكون نزيهة ومحايدة , وتؤمن المنافسة الديموقراطية النزيهة والشريفة  , فقد انحازت بشكل خطير غير مسؤول الى قائمة  ائتلاف  دولة القانون , وسمحت لها بممارسات تصرفات بالتجاوز والخروقات , وحتى التلاعب بنتائج الانتخابات لصالحها . لذا لابد من الاتفاق على تشكيلة مهنية مستقلة جديدة , لكي تتولى مسؤولية مهام  المفوضية العليا للانتخابات , حتى توفر امكانيات المنافسة الديموقراطية النزيهة والشريفة بدون تلاعب وانحياز . ان العراق مقبل على الحسم الذي لايقبل التأجيل
جمعة عبدالله

448
اختبار العبادي في اكبر رشوة في العالم
حيتان الفساد جعلوا العراق , بقرة حلوب لهم تدر ,  الذهب والياقوت والعسل واللبن , من شراسة عمليات النهب واللصوصية , في استغلال المنصب الحكومي الرفيع لعمليات السحت الحرام , بلا ذمة وضمير , ودوس المسؤولية بالحذاء , لهذا تعودنا واصبحنا نعيش  من الظواهر الروتينة للسياسة العراقية , ان تتصاعد فيها  روائح الفساد لتزكم الانوف بعفونتها  , واصبحت الفضائح بالفساد والرشوة من العناويين البارزة للسياسة العراقية , واخلاق القادة السياسيين , حتى دفعوا العراق الى الخراب وشفا الافلاس المالي , وهم يدوسون باقدامهم مقدرات وكرامة العراق , بالمتاجرة والعهر في سوق النخاسة والفساد , كأنهم يديرون بيوت الدعارة , وليس ادارة شعب عريق , هكذا وضع القدر النحس والاسود العراق ,  بان يكون  بيد حيتان الفساد . فليس غرابة ان يتقدم العراق بالفساد والقذارة على مختلف دول العالم , حتى التي اكثر فقراً وفساداً . وهذه الايام تتحدث صحافة العالم والقنوات الفضائية , عن اكبر رشوة في العالم , بطلها الميمون , حرامي العراق الاول ( حسين الشهرستاني ) الذي عودنا على  فضائحة في النهب واللصوصية , وهو يزعم بأنه ابن المرجعية الدينية المدلل , وانه فوق القانون والمواطن ,  ومن جديد يتصدر العراق اخبار الفضائح المالية بالرشوة والفساد . وهي تنقل بالتفاصيل اخبار, عن اكبر رشوة في العالم , ابطالها مسؤولين عراقيين , تولوا مناصب حكومية  رفيعة , وهي فضيحة شركة ( ايونا أويل ) المملوكة من عائلة ايرانية مقرها في امارة موناكو , بأنها دفعت رشاوي بعشرات الملايين الدولارات  , في سبيل تسهيل منح عقود وتراخيص نفطية قيمتها بالمليارات الدولارات  .  هذه الشركة النفطية اشترت بسعر رخيص ضمير وذمة المسؤولين العراقيين , من فترة عام 2010 الى عام 2014 , وسميت بالاسم المرتشين في مقدمتهم حرامي العراق الاول ( حرامي الثروة العراقية ) حسين الشهرستاني وكذلك وزير النفط السابق ( عبدالكريم لعيبي ) و ( ضياء جعفر الموسوي ) مدير شركة نفط الجنوب وغيرهم من حيتان الفساد . والشهرستاني ليس غريب عن فضائح الفساد والرشوة , على مدى اكثر من 12 عاماً , وله صولات وجولات حتى اصبح فارس الاعلام الاول , في صفقات النهب واللصوصية والاحتيال  , حتى بنى امبراطورية مالية اخطبوطية متعددة الاطراف , بدأت من الصفر حتى وصلت الى ارقام هائلة , وهذه الفضيحة التي تعتبر اكبر رشوة في العالم , جاءت في وقت تقديم كابينة الوزارية لحكومة تكنوقراط , التي ستقوم بدور الاصلاح والتغيير , لذلك تعتبر هذه الفضيحة اول اختبار للعبادي وتضعه على المحك في مصداقيته للاصلاح أم زيف الدعوة الاصلاحية في التغيير السياسي المنتظر في العملية السياسية الكسيحة والهشة , هل يجسر في تقديم هؤلاء حيتان الفساد الى المحكمة للحساب والعقاب بخيانة العراق والواجب والمسؤولية ؟  ,  في المتاجرة بالعراق في المزاد العلني , رغم دعوات العبادي بأنه لا يتوانى ولا يتساهل  في محاربة الفساد والفاسدين , ورغم انه  امر هيئة النزاهة البرلمانية في اجراء تحقيق في اتهامات الفساد والرشوة في قطاع النفط والطاقة , لكنه  عاجز عن تحقيق الهدف الاصلاح ومحاربة الفساد  , وان يده مشلولة وعاجزة عن فعل حقيقي ضد الفساد والفاسدين , لان الشهرستاني لا يختلف قيد انملة عن بقية الحرامية واللصوص من قادة احزاب المحاصصة الطائفية , فهذا الاجراء بالتحقيق في جرائم خيانة المسؤولية والواجب , ليس إلا ذر الرماد في العيون , وعندما تهدأ العاصفة , سيخرج الشهرستاني وبقية شلة الحرامية , ابرياء من التهمة كالكريستال الصافي والابيض  , ويخرجون نزهاء كالشعرة من العجين , فلا خوف ولا قلق , لانهم في امان وحماية وحصانة وصيانة من تهم الفساد والرشوة , لذا فان الاصلاح يكون ناقص او  جثة عفنة , دون تطهير وتنظيف السلطة القضائية المنخورة بالفساد والرشوة الى حد العظم , وفي مقدمتهم . رئيس القضاء العراقي الاعلى ورئيس المحكمة الاتحاية العليا ( مدحت المحمود ) ,  فأن حيتان الفساد ستستمر بعمليات النهب واللصوصية بكل همة وعزيمة وكفاءة وخبرة , في ظل شعارات الاصلاح والتغيير , ومن مهازل القدر  اللعين , بان يصبح ثوب الاصلاح والتغيير حربائي  , الثوب الملائم لحيتان الفساد ,  لضحك على الذقون , فكل الحرية والبراءة لعتاوي الفساد , اما العراق ليذهب الى الجحيم وبئس المصير
جمعة عبدالله


449
كذبة نيسان : انتصار عراقي عظيم !!
غربان الشؤوم مازالت تحلق في سماء العراق منذ اكثر من 13 عاماً من سنوات العجاف , التي استولت حيتان الفساد واحزابها الطائفية , على مقدرات العراق وقادته الى الخراب وشفى الافلاس المالي . فكانت انيابها الشرسة تنهش جسد العراق بكل شهية السحت الحرام , لتدفع الشعب الى جهنم الحقيقية , بالارهاب الدموي والفساد المالي , لتعيش حيتان الفساد واحزابها الطائفية بنعيم جنة المال الحرام بالفرهدة الجشعة , وحولوا العراق الى حصص غنائم  . هذه الحيتان واحزابها الفاسدة بعد تخمة الشبع من السرقة واللصوصية , عادت الى رشدها وبصيرتها بعد تخمة  المال الحرام , وادركت حجم وضخامة الاضرار والجرائم التي ارتكبتها ,  في تحطيم العراق  وافقاره , بأن وضعته في نفق مظلم , غيرت سلوكها وعقيدتها السياسية بدرجة 180% , وحل في قلوبها وهج  الايمان والحق والعدل . لتكون صالحة ورحيمة في خدمة الشعب والوطن , ليغفر لها الله تعالى والشعب بما اقترفت من جرائم كبرى مزقت العراق والمواطن , فكرت بعاقبة الله في الدنيا  والاخرة , سيكون مصيرها جهنم وبئس المصير , مع لعنات الملايين من افراد الشعب الذين تجرعوا علقم المر , قرروا ان يكونوا صالحين  في خدمة الشعب , ويغيروا نهجهم السياسي , بالاتفاق على تشكيل  حكومة تكنوقراط مهنية مستقلة خارج احزابهم , في اصلاح الثغرات الكبيرة , والعثرات التي تعتبربمثابة  جرائم كبرى في باب الخيانة الوطنية , واتفقوا على برنامج حكومة تكنوقراط  الجديدة  , بعدما اتفقوا بارجاع الاموال التي سرقوها من قوت الشعب وخبز الفقير , ويتضمن برنامج عمل الحكومة على النقاط الاتية :
1 - استغلال عودة الاموال المسروقة , الى عودتها الى  خزينة الدولة وهي تعد بعشرات المليارات الدولارية , لدعم ذوي اصحاب الدخل المحدود من اجل تحقيق الحياة الكريمة والمستقل الافضل , لذلك قرروا زيادة رواتب الموظفين والعاملين والمتقاعدين . بنسبة الزيادة 35% . مع تخفيض الضرائب على المواطنين وعلى السلع الغذائية والكمالية واعفى من كل الرسوم المالية , مع زيادة الحصة التموينية كماً ونوعاً .
2 - تشريع قانون الذي يطبق مبدأ ( من اين لك هذا ؟ ) .
3 - تعديل بنود الدستور بما ينسجم مع العمل والمفاهيم الديموقراطية .
4 - اصلاح السلطة القضائية وتطهيرها من الفساد , من اجل ان  يحمل صفة الاستقلالية , يبدأ من استقالة ( مدحت المحمود ) رئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس المحكمة الاتحادية العليا.
5 - استقالة المفوضية العليا للانتخابات , وتشكيل مفوضية جديدة مستقلة من العناصر المهنية كفوءة بالخبرة والنزاهة , من اجل ضمان المنافسة الانتخابية الشريفة والعادلة .
6 - تقديم كل المسؤولين الذين بسبب التقصير بالواجب والمسؤولية والخيانة  , حدثت المجازر المروعة وسقوط ثلثي العراق بما فيها الموصل بيد تنظيم داعش المجرم بعملية استلام وتسليم
7 - اقرار قانون بجلب  الهاربين السراق والحرامية وتسليمهم الى السلطة القضائية , وعودة الاموال التي سرقوها , وحجز العقارات والارصدة المالية وعودتها الى خزينة الدولة
8 - تعديل القانون الانتخابي بقانون نظام النسبة المئوية , لكي  يضمن تطبيق  العدالة في توزيع المقاعد البرلمانية الفائزة .
هذا البرنامج السياسي ليس له صلة بالحقيقة والواقع , وانما من وحي كذبة نيسان .  ولا يمكن ان يخطر على بال الاحزاب الطائفية الفاسدة بحيتانها الشرسة ان تكون صالحة او تفكر بعاقبة المولى القدير  , ولا يمكن ان تخدم الوطن والشعب بالحرص والمسؤولية والواجب , لانها اصبحت عبيدة المال الحرام , ولا يمكن ان تتنازل قيد انملة عن مناصبها وامتيازاتها , مهما بالغت بالمزايدات الرخيصة بنفاق الحرص والاصلاح والتغيير  , لان الحرامي لا يمكن ان يقوم بدور الشريف النزيه , والفاسد والمرتشي لا يمكن ان يكون اميناً على مصالح الشعب والوطن , ولا يرجى من الاحزاب الطائفية الحاكمة , اي اصلاح يخدم الشعب , ولا يمكن للفاسد والحرامي ان يلبس ثوب الصدق والنزاهة والاصلاح
جمعة عبدالله

450
رواية ( بيجمان ) تؤرخ مذبحة سربرنيتسا
رواية ( بيجمان - الذي رأى نصف وجهها - ) للاديبة بلقيس الملحم . من اصدارات الدار العربية للعلوم ناشرون . 215 صفحة . يرتكز جهدها الروائي في  حثيثات وقائع الاحداث , وبين المتخيل في العمل الادبي الفني , المرتبط مباشرة بالاحداث المأساوية , التي روعت ضمير الرأي العام  العالمي , لبشاعة آلة  القتل والذبح الجماعية في مهرجانات الموت السادية ( الهولوكيست ) في الابادة الجماعية والتصفية العرقية , في المذابح الدموية , كما حدثت في مذبحة ( سربرنيتسا ) في ( البوسنة والهرسك ) ,  التي قامت بها القوات الصربية ومليشياتها المسلحة , ضد مسلمي البوسنة , وتعمقت الرواية بأسهاب في ذكر تفاصيل الجرائم الدموية المروعة وكشف حقيقتها  , هذا التوغل الروائي يجعل القارئ يشعر بالصدمة النفسية من ألاهوال في اقتراف الجرائم الوحشية ضد الابرياء المسالمين من مسلمي البوسنة في ( سراييفو ) , بالاعتماد على الوثائق والوقائع من المصادر الاعلامية والصحفية , التي كشفت هول الفظائع الدموية بالحقد الاعمى في سفك الدماء , واحاطت من كل جوانب الوحشية للمجازر الدموية  , التي تعيد الى الاذهان مجازر ومحارق النازية الفاشية , بآلة القتل البشعة من الاعدامات الجماعية , التي حدثت بعد حصار ( سراييفو ) . هذه المذابح تدعو الى السخط والشعور بالالم الى حد البكاء وعصرنياط  القلب بالاسى الشقي المفجع   . ان الممارسات الاجرامية التي ارتكبتها القوات الصربية ومليشياتها المسلحة , بحق مسلمي البوسنة , تعتبر نقطة سوداء في ضمير المجتمع الدولي ومنظماته العالمية ,بالوقوف بموقف  المتفرج على آلة القتل الوحشية , في ابشع عمليات الابادة الجماعية والتصفية العرقية , في فظاعة شرور  الحقد الاعمى المسكون في هوس الذبح وسفك الدماء . ان العمل الروائي وثق كل جوانب المجازر الدموية , وعرضها في اسلوب سردي  رصين ورشيق ومرموق في حبكته الفنية , في اسلوب ميلودراما عاصفة  , وربط هذه الوقائع المدمرة بقصة حب عشقية عاصفة من الهيام والهوى والوجد  بين ( بينجمان - الشاب الايراني . وسابينا الفتاة المسلمة البوسنية ) التي ارتبطت بوشائج عشق ملتهبة بصدق عواطف الوجدان  . لقد تنوعت اساليب وادوات تقنيات العمل الروائي , في توظيف كل اساليب الرواية الحديثة بمهارة عالية من التوظيف والاستخدام الماهر بفنية  تقنيات اساليب التذكر ( فلاش باك ) واسترجاع هذه التداعيات  في استنطاق العقل والوعي  الباطني , ليرسم لوحات الرواية  , وكذلك في ادوات اللغة في الوصف والتصوير . كأننا اما شريط سينمائي تسجيلي , يؤرخ ويوثق بشكل رصين دون اسفاف , تراجيدية الاحداث التي جرت فعلاً على الواقع الملموس    , في فترة زمنية محددة من صراعها الدموي العنيف , وخاصة في مذبحة ( سربرنيتسا ) بوحشيتها الضارية , التي تستفز عقل الانسان السليم . لاشك ان العمل الروائي , اعتمد على الجهد الكثيف في البحث والتقصي الوثائق والمصادر الصحفية والاعلامية , التي تحدثت بأسهاب عن المجازر , وآلة القتل الهمجية , وعن المقابر الجماعية وسراديب الموت , التي اقترفتها المليشيات الصربية المسلحة , من ارتكاب مذابح دموية , في ابشع اشكل التصفية العرقية . ليكون هذا العمل الروائي المرموق , احد شواهد العصر على المجازر الدموية , في مدى حصار ( سراييفو ) لمدة اربع سنوات من عمر المذابح الدموية . التي كانت عبارة عن عمليات التدمير والحرق للمدن والقرى البوسنية المسلمة , وكذلك جرائم الاغتصاب السادية , تبقى بحق ( الهولوكيست ) اوربا الحديثة بعد جرائم النازية الفاشية , وباطلاق العنان الى المليشيات الصربية ان تقترف بشائع الموت والاغتصاب والانتهاك المدمر للانسان  , وكذلك بشاعة اساليب التعذيب الجسدي والنفسي السادية  لمدة اربع سنوات  , يكفي ان نذكر على مدى الوحشية  الهمجية بما توصل اليه العقل المعتوه , تم اغتصاب بفظاعة اكثر من عشرين الف فتاة بوسنية مسلمة في عام 1993 وحده , ولم يسلم من آلة القتل الاطفال والشيوخ والحوامل , وان ابطال النازية الجديدة , في اقتراف هذه الجرائم الرهيبة هم :
1 - سلوبودران ميلوفيتش : الذي كان رئيس جمهورية يوغسلافيا والصرب , في فترة المذابح الدموية , باطلاق العنان الى المليشيات الصربية المسلحة ان تمارس جرائم التصفية العرقية
2 - راتكوملاديتش : رئيس اركان القوات الصربية
3 - رادوفان كاراديتش : الجزار الدموي لمذبحة ( سربرنيتسا ) .  .....      وهذه بعض المقتطفات الاعمال الوحشية لهؤلاء وحوش العصر الحديث .
× ضحايا العنف الدموي بحق مسلمي البوسنة كانوا ( اجساداً بلا رؤوس , وملابس بلا عظام , وعظاماً بلا جلد , وجلد بلا شعر اشقر ) ص58
× كانت المليشيات الصربية تنتهك بجنون معتوه حق الانسان في الحياة , فكانو يبدأون ( بالتقسيم الى قسمين , اليمين للنساء , والشمال للرجال , وبعدها لا يبالون لو قتلوا الفي رجل امام النساء , او اغتصبوا اجمل النساء امام الرجال , ثم يذبحونهم  بطريقة العشوائية البشعة )ص54
× قطع المليشيات الصربية الطريق المطار ( طريق الموت ) بمئات القناصة الصرب . يرابطون على جانبي الطريق الموصل الى المطار . طريق الموت ) ص69 .
× كانت المليشيات الصربية تصرخ بجنون وحقد الاعمى عنصري معتوه  ( هذا مصيركم ايها الجرذان , اذا لم تخرجوا من ارضنا , عليكم ان تغادروا هذا المكان ............. واياكم ان تفكروا انتم , وهم العودة ثانية لتدنيس ارضنا ) ص88 .
× بشاعة الموت ( لاشخاص مكتوفي الايدي ومعصوبين , يطلقون عليهم الرصاص , فتسقط في الخندق , ما يسقط يهيلون التراب عبر جرافات كبيرة ) ص95 .
هكذا عاشت ( سربرنيتسا ) رعب الموت والقتل في ظل الحصار المطوق عليها .
حثيثات الرواية :
تصدمنا بالصدمة في بداية الرواية , بهذا الفعل الصادم ( هذه المرة انقذتني الصدمة من الموت , حدث هذا رغم ابتلاعي موس حلاقة صدئ وثلاثين حبة مهدئة , إلا اني رجوت ان تكون هذه محاولتي الاخيرة للانتحار , واذا ما عدت للحياة ثانية , فسأكتبها كما هي مرسومة امام عيني : ذاكرة لوجدان الزمن ) ص17 . فعاد الى الحياة وسجل هذه المأساة الانسانية في رعبها التراجيدي , بتسجيل قضية ( سابينا ) الفتاة البوسنية المسلمة , التي احبت بكل عنفوان بعواطفها الوجدانية  , وجوانحها الغارقة في بحر  العشق , ولكن رياح الموت والشؤوم عصفت بها , وقادتها الى المصير تحت انقاض المقابر الجماعية المبعثرة هنا وهناك , بعد حصار ( سراييفو) التي عبثت بها  آلة القتل والذبح في حياة الاهالي المسلمين , والرواية تتعقب قصة حب عشقية , في مداها المأساوي التراجيدي , من الهيام العنيف من طرفين ( بينجمان . الشاب الايراني , والفتاة المسلمة البوسنية سابينا ) . وكما قالت العرافة الى العاشق ( بينجمان ) حين كشفت عن مستقبله المظلم الشقي ( انت تبحر في بحر الظلمات . ملعونة رغباتك ايها الغريب ) الحب الذي جلب الدمار الجسدي والنفسي , باقصى حالات العذاب والشقاء . فقد قلب حياة ( بينجمان ) على عقب , وجعله يغرق في ثنايا المأساة المروعة  , بعد الحصار والحرب الاهلية وضياع ( سابينا ) في ظروف غامضة عنوة , بعدما رقدت في اعماق وجدانه وعقله , وكان يرسم الحياة من خلال  معشوقته ( سابينا ) , فقد اختل عقله ووجدانه من خلال ضياع محبوبته اثناء حصار ( سراييفو ) وهاجت الحياة وماجت بالبلبلة والفوضى والارتباك , حين تفجر العنف الدموي , التي شنتها المليشيات الصربية لتمارس القتل والرعب المجنون , بالاضطراب الشديد الذي حول الحياة الى جحيم يقتنص المواطن بالموت المجاني والعشوائي , وعصفت رياح الشؤوم والخراب , ليجد ( بينجمان )  نفسة هارباً الى ( مقدونيا ) , بعدما اضناه البحث عن محبوبته , التي قذفتها الامواج الى مرافئ مجهولة , وتركت العاشق ( بينجمان ) يتجرع علقم المر , فكان يصرخ كالمجنون في وجه الناس ويمد يده ( سابينا يا محسنين . أوه سابينا . انتِ من كنتِ تهزين كياني في كل شيء ) ص24 , فكان يلوك غصة الالم واللوعة بجراح الفراق , كأنه يسير الى حتفه بالموت البطيء , بهذا الفراق الظالم ( سأشيخ سابينا . وانا لم اخذكِ ) فكان سليل النوح والبكاء المر , حتى لعن الحياة بدون ( سابينا ) , وعاشر الانين والعذاب , ولا شيء يزهو امام عينيه سوى ( سابينا ) , لقد تجرع علقم الفراق , الذي نزف بجرحه دما  وقيحاً , وتولت عليه النكبات المؤلمة , في حظه العاثر والاسود , حين صدمته المفاجأة غير المتوقعة , لتزيد جراحه اكثر عمقاً  بالدمار النفسي , حين وجد نفسه في سراديب السجن المظلم لمدة خمس سنوات بسبب غلطة لم تكن في الحسبان ولا  على البال ( غلطة بسيطة ارتكبها صحفي مثلي , عزلوني مع السجناء المعارضين لولاية الفقيه , واجبرونا على ممارسة طقوسهم التاريخية لا الدينية , مثل احجار الشطرنج ,  كانوا يعاملونا ويحرمونا من الطعام والشراب والسجائر , كي نؤمن بما يعتعقدونه من خرفات واساطير ومواعظ باهتة ) ص135 , هكذا  زج  في سراديب السجن  والتعذيب النفسي والجسدي , حتى اطلق سراحه من السجن , وتوجه بالسرعة من طهران الى سراييفو , الى بيت ( سابينا ) , لكنه لم يجد اي اثر لها , واعتبرت من المفقودين تحت سراديب المقابر الجماعية , مما زاد عذابه اكثر من السابق , واصبح كالمجنون يبحث عن محبوبته , فكان مع اختها ( امينة ) يتجول بالبحث ويتنقل بين القرى ويفتش في المقابر الجماعيةء, ويصاحب على الدوام طواقم  الفرق الطبية , ويتابع بصبر نافذ فحوصات الحمض النووي , لعل يجد بعض اشلاء التي تدل  على هوية   ( سابينا ) , لكن دون جدوى , رغم التعب والارهاق المضني , حتى اصبح اشبه بشبح انسان يجزع من حياته ويود ليتوسد اشلاء محبوبته وينام   , يذوب يوماً بعد اخر  دون يجد اثراً او  ريحاً يسد جوع روحه  المظلومة , ورغم التفتيش في اشلاء المقابر الجماعية المتفرقة هنا وهناك , لكن محبوبته ( سابينا ) ليس لها اثر , ولم يجد سوى  عذاب والالم , كأنه كالشاة المذبوحة تصارع جرعاتها الاخيرة .
الرواية كانت بحق كانت  جهد كبير ,  في توثيق المجزرة لتكون شاهد على التاريخ
احداث خارج الرواية :
1 - سلوبودان ميلوسفيتش : رئيس جمهورية يوغسلافيا الصربية , قدم الى محكمة العدل الدولية في لاهاي , كالمسؤول الاول عن المذابح , لم يتحمل عذاب الضمير من الاف الضحايا الذين اصبحوا سكنة المقابر الجماعية , وجد في احد صباحات الايام منتحراً .
2 - رادوفان كاراديتش : الزعيم الصربي سفاح مذبحة ( سربرنيتسا ) حكمت عليه محكمة العدل الدولية في لاهاي اربعين سنة سجن , وحملته مسؤولية المذابح التي ارتكبت ضد مسلمي البوسنة
جمعة عبدالله


451
خيارات العبادي الصعبة بعد الاعتصام
نجحت حركة الاحتجاجات الشعبية في الوصول الى تخوم المنطقة  الخضراء والاعتصام على بواباتها  . هذا يعتبر تغيير في كفة الميزان الصراع ,  لصابح جبهة الشعب في مظاهراتها الجماهيرية  الحاشدة , ضد جبهة الفساد والفاسدين , وبات هؤلاء  وضعهم اكثر صعوبة وحرجاً لا يحسد عليه , وينذر بشتى العواقب والاحتمالات السيئة , وان الوضع السياسي مقبل على هزات كبيرة , من شأنها ان تحول المشهد السياسي الى تبدلات نوعية واضحة , ان تطور حركة الاحتجاجات الجماهيرية , خلقت ظروف سياسية جديدة , لا تقبل المساومة والمهادنة والترقيع , وهذا تطور واضح في الصراع السياسي ووصوله الى مرحلة الحسم . وهذا يمزق سياسة الطمطمة والمهادنة التي دأبت وتعودت عليها احزاب المحاصصة السياسية في امتصاص ازماتها وعبورها دون تصدع في السابق  , اما آلآن الوضع اختلف لا يقبل المناورات السياسية المخادعة , ومن يراهن على ذلك فأنه في وهم وسراب كبير , غير ملم بدقائق الظرف السياسي ومرحلته الصعبة , أو يتجاهله بغطرسته المكابرة الفارغة بعدم التنازل الى الشعب والاعتراف بالاخطاء الكبيرة بحق الشعب والوطن   , ان الوصول الى مرحلة الاعتصام بعد تراكم فشل  العلاج السياسي , والعراق  يندفع الى الهاوية , بحيث صار الوضع  لا يحتمل التأخير والتأجيل , في ايجاد العلاج اللازم بالاصلاح والتغيير الحقيقي , وفشلت كل الذرائع والحجج التي كان تتعكز عليها احزاب المحاصصة الفرهودية , ان مطاليب حركة الاعتصام لا تقبل التنازل قيد انملة في حق ومشروعية  الاصلاح والتغيير الحقيقي , ومحاربة الفساد والفاسدين , وتقديم حيتان الفساد ,  سراق قوت الشعب وخبز الفقير , بتقديمهم الى المحاسبة والعقاب , وعودة الاموال المسروقة , الذين استغلوا المناصب القيادية  للاختلاس والسرقة والاحتيال , انهم عبدة السحت الحرام ,  خلقوا امبراطوريات مالية على حساب افقار الشعب وتجويعه , اليوم امام العبادي ثلاث اختيارات صعبة , عليه ان يختار احدهما قبل انتهاء مهلة 45 يوماً  .
× الخيار الاول : ان يسعى الى تنفيذ وعوده الاصلاحية بالتغيير الحقيقي , بتشكيل حكومة تكنوقراط مهنية مستقلة خارج احزاب المحاصصة السياسية ( الفرهودية ) وغير خاضعة الى اسطبلهم الحزبي , لانقاذ العراق من الازمات الخانقة التي تعصف به .
× الخيار الثاني : ان يلجئ الى اجراء انتخابات برلمانية  مبكرة , والعراق غير مهيئ لها , وغير مستعد في خوضها تحت اشراف المفوضية العليا للانتخابات , التي اثبتت التجربة باليقين الذي  لا يقبل الشك , في تجربة الانتخابات البرلمانية عام 2014 , بأنها لم تحافظ على استقلاليتها ومسؤوليتها الكبيرة تجاه الشعب والوطن , فقد كانت غير مستقلة بالمرة ومنحازة بقوة الى قائمة ائتلاف دولة القانون , وتساهلت كثيراً لصالحها في التجاوزات والخروقات , وحتى التلاعب في نتائج الانتخابات ,  من اجل مجيء قائمة ائتلاف دولة القانون في المرتبة الاولى , ضد جميع الكتل والاحزاب  الاخرى , المشاركة في الانتخابات , اي انها فقدت النزاهة والاستقلالية , ومسؤولية اجراء  المنافسة الديموقراطية العادلة والشريفة  والنزيهة .
× الخيار الثالث : ان يذعن العبادي ويستسلم لضغوط احزاب المحاصصة السياسية , بتشكيل طاقم وزاري جديد  , من اسطبلهم الحزبي تحت شماعة حكومة تكنوقراط الترقيعية  , تكون تحت اشرافهم ووصاياهم , وبالتالي ستتعمق الازمة السياسية الى اكثر خطورة , وربما تقود العراق الى عواقب وخيمة من الصراع السياسي , فيكون الاسوأ اكثر من اي وقت مضى , يعني اطلاق رصاصة الرحمة على العراق والعملية السياسية برمتها , وعندئذ سيزيد الغليان الشعبي العارم , وخاصة ان الاعتصام على ابواب المنطقة الخضراء , من يضمن عدم اراقة الدماء البريئة , وسيكون الحل الامني وبالاً على من يتعكز عليه , وبذلك يقودون العراق الى مسلخ الذبح , وبالتالي سيكون الخاسر الاكبر هو الوطن
جمعة عبدالله


452
العقول المعطوبة بالفساد لا يرجى منها الاصلاح
المحاصصة السياسية التي جاء بها العهد الجديد لشكل الحكم , ليدشن مرحلة جديدة من تاريخ الحكم في  العراق . تحولت بكل مضامينها الى المحاصصة الفرهودية لتوزيع الغنائم بين احزابها  , ولم تقدم شيء مفيد يخدم الشعب والوطن طيلة عمرها الذي تجاوز اكثر من 13 عاماً , سوى تكريس سلطة الفساد والفاسدين , ببروز حيتان الفساد الشرسة  ,تأخذ  بخناق العملية السياسية ,وفق مصالحهم  ومنافعهم الذاتية بالانانية الجشعة , واتقان لعبة الخداع والنفاق والضحك على الشعب , بمهارة فائقة يحسد عليها , فبين فترة واخرى حين تشتد الازمة على احزابهم , يعزفون على نغمات سياسية مخادعة , لتجاوز الازمات بسلامة واطمئنان   , وهذه المرة وجدوا لعبة جديدة , بمعزوفة حكومة تنكوقراط , التي اصبحت قبلتهم وعبادتهم وصلاتهم , يلوكونها ليل نهار بدون تعب , , والمقصود بهذه الحكومة الجديدة , بأن تكون من اسطبلهم الحزبي والسياسي , لتكون تابعة لهم وتسير وفق وصاياهم الحزبية , وليس حكومة تكنوقراط من المستقلين بعيدين عن الكتل والاحزاب السياسية , وتأتي بمعايير حقيقية في الاختيار , في المهنية والاختصاص , عناصر تملك الخبرة والكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية , وهذا خط احمر لدى احزاب المحاصصة الحزبية , بما فيهم السيد العبادي , فهم غير جادين بأقامة الاصلاح والتغيير الحقيقي , رغم زعيقهم صباحاً ومساءاً بالاصلاح المنشود المزيف . غير جادين في مناقشة اختيار عناصر مهنية مستقلة خارج تكتلاتهم السياسية والحزبية , لتولي مهام  حكومة تكنوقراط الحقيقية , وليس المزيفة , قد عطت روائحهم الكريهة بالاتفاق الذي تم بين العبادي وسليم الجبوري بالاتفاق بأن حزب الدعوة والحزب الاسلامي , غير مشمولين بالتغيير الوزاري المرتقب , تحت خديعة حكومة تكنوقراط . يعني  ان هذا الاتفاق تغليب المصلحة الحزبية الضيقة  على مصلحة الوطن , ولكن السؤال : هل تسكت الاحزاب الاخرى وتقبل بهذا الاتفاق ؟ ام انها تصر ان تتعامل بالمثل , بأن لا يشملها التغيير الوزاري المرتقب , وسيجد العبادي نفسه الى الاذعان الى الاحزاب , وعندها تأتي حكومة تكنوقراط شبيهة بالحكومات السابقة الفاشلة , التي نخرها الفساد والرشوة , وبذلك تقتل الدعوات الداعية الى التغيير والاصلاح , وانما سيشكلون حكومة جديدة على رضاهم ,   بشلة حرامية جديدة , وسيواصلون درب اسلافهم في السحت الحرام , وسيجدون الحجة والذريعة , في فرض سياسة الامر الواقع , تحت شماعة الاوضاع الامنية المتدهورة , وتجنيد المؤسسة العسكرية لمواجهة تنظيم داعش المجرم , هذه المزاعم غايتها تكريس سلطة الفساد والفاسدين , ولكن لايمكن الضحك على الشعب بهذه المزاعم المنافقة , لان الارهاب الدموي والفساد المالي , هو اصلاً من صنع وانتاج  احزاب المحاصصة السياسية , وحتى لا تنكشف لعبتهم السياسية ضد مصلحة الوطن , سيكون التغيير الوزاري على دفعات , خوفاً من المجابهة الساخنة والحادة من الرفض الشعبي في حركة الاحتجاج  , لشكل الطاقم الوزاري الجديد  الهش والمزيف . ان الشعب امتلك الخبرة والتجربة العملية من الاعيب الاحزاب والكتل السياسية المنافقة , التي اوصلت العراق الى الهاوية , لا يمكن ان تنجح محاولاتهم في اقناع الشعب بالتغيير الوزاري المرتقب , سيصطدم بصخرة الرفض والاحتجاج الشعبي العارم  , ولا يمكن ان يمر نفاقهم وضحكهم على الشعب تحت شماعة تشكيل حكومة تكنوقراط , بأن يمررونها بأمان وسلامة , حتى تنام بنعيم ورغد احزاب المحاصصة الفرهودية . ان عوراتها باتت مكشوفة للعيان , لان طريق الاصلاح والتغيير , لا يمكن ان يأتي من العقول المعطوبة بالسحت الحرام , والغارقة في بحر الفساد واللصوصية والرشوة , ان الاصلاح الحقيقي ليس عطية او منحة او منة , وانما هو حق مشروع للشعب
جمعة عبدالله

453
ثورة القمصان البيض
انطلقت شرارتها الاولى , من شباب طلبة جامعة المثنى , ونجحوا في اول اختبار لانطلاق وثبتهم الباسلة , في منع وزير التعليم العالي والبحث العلمي الوزير ( الشهرستاني ) من الدخول الى مبنى الجامعة , وهذا يؤشر الى دخول الانتفاضة الطلابية في بداية   ربيع الثورة  , بتفجر الغليان الطلابي ,  في حالة التحدي والثبات والصمود والانطلاق , هذه الشرارة توسعت وتمددت الى الجامعات العراقية الاخرى . في البصرة وبابل والكوفة وكربلاء والناصرية  وميسان حتى وصلت شعلة ثورتها الى جامعات بغداد , وهي تمثل حالة الرفض الشامل والاستهجان من الواقع الطلابي في الجامعات المزري والمتخلف والبائس   لمناهج التعليم , وحجب المساعدات المالية , ودخول بقوة براثن الفساد والرشوة , التي احتلت كل زاوية من حياة الطالب في الجامعة , كما شحت الوسائل التعليمية العملية والمختبرية ,  والاهمال وعدم العناية والاهتمام  من الوزارة الى ان وصلت  حالة الجامعات الى  المأساوية , وزاد الطين بلة , ان اغلب المشرفين على ادارة الجامعات , لم يحملوا شهادات علمية وجامعية , واغلبهم لم يحصل على شهادة الدراسة المتوسطة , رغم ادعاءهم بأنهم من حملة الشهادات العليا , ولكنها في واقع الامر مزورة من سوق مريدي . بذلك عم الخراب في الحياة الجامعية وفي مناهج التعليمة والدراسية , التي غلبت عليها الثقافات الضحلة المشبعة بالخرافة والشعوذة والطائفية , مما افقر الحياة الجامعية ومناهجها العلمية الراقية  , واصبحت الجامعات خاوية وفقيرة , وعظم من تراكم  المشكلة اكثر من السابق , حين تولى الوزير الفاشل ( الشهرستاني ) حقيبة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , بعد فشله الذريع في الحقائب الوزارية الاخرى التي تولى مسؤوليتها واشرافها , ففي وزارة النفط , التي تمثل رغيف خبز العراقي , كان العراق على يخسر 13 مليار دولار سنوياً , بسبب التراخيص النفطية مع الشركات الاجنبية وعقودها , تمثل قمة شراسة النهب واللصوصية  والرشوة , وكان يفرض له حصة مالية لكل عقد مع اي شركة نفطية . ونال التكريم والتقدير لجهوده العظيمة في الفساد المالي ان يترقى الى منصب نائب رئيس الوزاء لشؤون الطاقة , ووعدوه المشهور الى الشعب ,  بأن العراق في عام 2013 , سيتمتع بجنة الكهرباء الوفيرة , بالاكتفاء الذاتي لتيار الكهربائي , الذي سيشتغل على مدار 24 ساعة في اليوم بدون انقطاع , مع توفير الفائض من الطاقة الكهربائية , الذي سيصدر الى البلدان المجاورة . وبالنتيجة من هذا الوعد التاريخي الخلاب والسحري  , تدهور التيار الكهربائي الى  الاسوأ اكثر من الماضي , بانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وفي عز قيظ الصيف الجهنمي , حيث يحصل المواطن من التيار الكهربائي في اليوم 3 ساعات وفي افضل الحالات 4 ساعات , هذا الخراب بسبب الفساد المالي في عقود وشراء المولدات الكهربائية والصفقات مع الشركات الوهمية  , بحيث ضاعت المليارات الدولارات دون ان تذهب الى مشكلة الكهرباء . ثم انتقل الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , ليسجل خاتمة الخراب في المرافق التعليمية العالية ,  ومن تراكم المشكلات الطلابية , التي وصلت الى نفاذ الصبر  وطفح الكيل والزبى  , مما اجج شعلة  الغليان الطلابي , الى حد اشعال شرارة الثورة الطلابية واتساعها وتمددها لتشمل الى  كل الجامعات العراقية , ان ثورة القمصان البيض , تذكرنا بثورة الطلبة في فرنسا في شهر مايو عام 1968 , التي غيرت تاريخ فرنسا بالاجبار الحكومة على تلبية جميع مطالب الطلاب المهنية والسياسية منها على حل البرلمان ( الجمعية الوطنية ) واسقاط الحكومة بالدعوة الى اجراء انتخابات برلمانية جديدة ,  هكذا يعيد التاريخ نفسه بثورة القمصان البيض , التي من شأنها ان تغيير تاريخ العراق وتعدل مسيرة العراق  , في اسقاط سلطة الفساد والفاسدين وتقديمهم الى المحاكم , وانتزاع الاموال التي سرقوها من ضلع الشعب
جمعة عبدالله

454
أستقالة الشهرستاني بداية الصحوة الشيعية

الاحزاب الشيعية الفاسدة والفاشلة , التي اوصلت العراق الى الهاوية , في افقار الشعب وتجويعه بشكل ظالم , بينما هم يملئوون بطونهم بمليارات الدولارات , التي سرقوها من ضلع الشعب وخبز الفقير . كلهم شركاء في جريمة تمزيق العراق ودفعه الى المجهول . كلهم شركاء في جرائم الفساد المالي , ودفع العراق الى حافات الخطر والسقوط , بسياساتهم العمياء والعوجاء والمتغطرسة , وبعنجهية الجاهل والساذج والغبي , فلا يمكن لاي طرف او تيار سياسي مشترك في عمليات الغنيمة والفرهود , ان يزكي ويطهر نفسه من هذه الجرائم , ويبعد عنه تهمة الفرهود والسحت الحرام , لا يمكن ان يخلي نفسه من مسؤولية الفشل والفساد . ولا يمكن ان يضحك على ذقون الشعب , أنه نفاق ودجل سياسي عاهر , مشبع بالسمسرة والدعارة , سواءً جاءت  من اي طرف او تيار سياسي , مثل التيار الصدري . المجلس الاعلى لصاحبه الشاب الترف النرجسي ( عمار )  . حزب الدعوة لصاحبه حرامي العراق الاول ( نوري المالكي ) وكذلك بقية الحثالات . انهم جميعاً بين مطرقة الفساد المالي , وسندان الفشل , انهم رغم الازمات الخانقة التي تعصف بالعراق , يرفضون بشكل قاطع الاصلاح والتغيير الحقيقي , وحتى يحرمون على العبادي حق  , الحصول على  التفويض من مجلس النواب بالتصويت بالثقة , على التشكيلة الوزارية التي يختارها ويقترحها  , بعيداً عن المحاصصة والتوزيع الحزبي  , ورفض الاسماء الفاسدة التي تطرحها احزاب المحاصصة الفرهودية , بشغل مناصب وزارية جديدة  محل شلة الحرامية السابقة . ان التحديات العاصفة التي يمر بها العراق , تتطلب الخروج من عنق الزجاجة , بتشكيلة حكومة تكنو قراط , ذو اختصاصات مهنية بالكفاءة والخبرة , مستقلة غير حزبية ولا تابعة الى احزاب المحاصصة الفرهودية , وهذا المطلب محال وغير قابل للتنفيذ والتحقيق , لذلك هم يساومون ويبتزون العبادي من اجل كابينة وزارية جديدة , تتمثل بخروج شلة  الحرامية  وحل محلهم  من نفس طينتهم , لتتحكم بالوطن والعراقي بنهج الرشوة والفساد , واذا كان ( مقتدى الصدر ) الذي صعدت بورصته السياسية والمالية , حقاً يريد الاصلاح وانقاذ العراق بالخروج من عنق الازمات الخانقة , بأن يلعب الدور الوطني عن جد وحقيقة ومسؤولية , ان يبادر قبل غيره بطرد حيتان الفساد التي تملئ التيار الصدري والتي عطت بروائحها الكريهة الى اعنان السماء , ان يبادر الى نزع الشرعية عنهم وتقديمهم الى المحاكم للمحاسبة والعقاب , وان ينتزع منهم الاموال التي سرقوها من خزينة الدولة ومن خبز الفقير . عدا ذلك يعتبر هباء وهدر وفقاعات هوائية , كمن ينفخ في قرب مثقوب , ان النفاق السياسي اوصل العراق الى الخراب والهاوية , ولم يعد مقنع  أو تنطلي بضاعته الفاسدة ,  على احد حتى الاطفال , ان الشعب ليس اعمى وكسيح وابله  وجاهل واصم , بل بات يعرف المستور والمخفي , وباتت ملفات الفساد وفضائحها منشورة على الملاء بكل تفاصيلها , ومن نهب وسرق وشفط المليارات الدولارات . وحتى عمليات تزوير العقارات وتغيير تاريخ سرقتها , بأن تصبح ملكيتها قبل التغيير في العهد الجديد , كأن بغباءهم في التزوير , يعطون صفة التزكية والطهارة الى  النظام الفاشي المجرم  المقبور , بأنه كان انساني وعادل , لم يصادر اموال واملاك وعقارات المعارضين , وهذا ابخس شرور نفاق التزوير في نهب العراق , ان الازمات تتفاقم وعمليات الارهاب الدموي تتصاعد وتيرتها بشكل مخيف ومرعب في المناطق الشيعية , التي تصل الى حد الجريمة الابادة الجماعية كما حدثت في الفترة الاخيرة , التي اجتاحت المناطق الشيعية بوحشية مرعبة بحجم الكبير للارهاب الدموي , الذي وجد الفرصة السانحة , بانشغال الاحزاب الشيعية بصراعها وتنافسها على حصص  التشكيلة الوزارية  الجديدة , وتركت شؤون المناطق الشيعية الى الاجهزة الامنية الفاسدة والمرتشية , التي تعرف شيطنة المقايضة المالية , بدخول الارهابيين , بكل حرية وبساطة , من اجل القيام بالتفجيرات الدموية , من وحوش داعش وغيرهم , ووصل الامر بهذه الاحزاب الشيعية الفاسدة والفاشلة , ان تسكت عن محاسبة الاجهزة الامنية التي تتعامل بالفساد والرشوة , واكتفت ببيانات الاستنكار , لذر الرماد في العيون , ان لاحزاب الشيعية فقدت الشرف والضمير واجتاحتها الازمة الاخلاقية , تحت ثقل الدولار , ولم يعد العراق ينتظر الموت البطيء والمجاني  , لقد طفح الكيل , ولابد ان تشعل شرارة الصحوة الشيعية , لذلك جاءت بكل بطولة واقتدار من شباب طلبة جامعة المثنى , وهي تمثل بداية الصحوة , حيث منعوا وزير التعليم العالي والبحث العلمي ( الشهرستاني ) من الدخول الى مبنى الجامعة , تحت صياحات  الحناجر الثائرة وهي تهتف ( فاشل ... فاشل ) وفضحه على المكشوف كاحد حيتان الفساد البارزين , هذا التعري بسقوط ورقة التوت عن عورته , اضطر تحت الضغط الشعبي الهائل , الى تقديم استقالته , وهذا يسجل انتصار للشباب الابطال , وهي  بداية للمزيد في فضح وتعرية الفاسدين على الطريق  , ان هؤلاء الابطال اشعلوا شرارة اليقظة الشيعية , التي وقعت تحت رحمة  جريمة الابادة الجماعية , بسبب قادة الاحزاب الشيعية البعران
جمعة عبدالله

455
نستلة الصغير تحمل خطيئة تفاحة حواء
المصيبة والبلاء الذي اصاب  العراق , ليس له حدود من وقف عجلة  التدهور نحو حافة الجحيم , والسؤال المشروع . هل ابتلى شعب من شعوب العالم اجمع , بما اصاب العراق من الكوارث والاهوال والمحن  , وهل هناك أسوأ من هذه الضفادع التي خربت العراق ؟ كأننا امام سريالية التاريخ بالفنطازية الغريبة , حقاً ان التاريخ يعيد نفسه , في المرة الاولى كمأساة , والمرة الثانية كمهزلة . فقد اشتهرت ( ماري انطوانيت ) في مقولتها التاريخية المشهورة . حين سمعت ضجة واصوات استغاثة  عارمة خارج قصرها , بأصوات الفقراء الجياع , وهم يطالبون برغيف الخبز لسد رمق جوعهم  , فسألت عن سبب هذه الضجة المزعجة , فقالوا لها , ان الجياع يطالبون برغيف الخبز , وهنا ضحكت بأنشراح وانبساط  كبير وقالت بنشوة من وجد الحكمة السديدة ( اذا لم يكن هناك خبز للفقراء , فدعهم يأكلون كعكاً ) عدوى هذه المقولة وحكمة الاغبياء المعتوهين  , انتقلت بسرياليتها الفنطازية الى العراق , تحت بركة الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي استلمت زمام الحكم والسلطة والنفوذ والمال  . وشمرت على سواعدها بشهية الخنازير الجائعة , نحو الغنيمة والفرهود , بالشطف واللغف والعلس وسرقة  الذهب والدولار , تحت ذريعة الدفاع عن الدين والمذهب , وتوظيفه كشعار للمتاجرة بأبخس الاساليب من العهر السياسي والسمسرة , حتى اتخمت بطونهم  بالنعيم والجنة بشكل باذخ ومسرف , فصارت لهم امبراطوريات مالية ضخمة من العقارات والفلل واليخوت , والشركات والمكاتب التجارية والسياحية , وارصدة مالية في مختلف بلدان العالم , وقدرت ماكنة النهب واللصوصية لاموال الشعب وخيراته من عتاوي الفساد الشرسة , بحوالي بمئات مليارات الدولارية , ونسوا وتناسوا عدالة الله  , واخلاق وقيم الدين , وتناسوا حقوق المواطن والفقير والمحروم  , ووقعوا صرعى وعبيد لبريق المال الحرام , واصبحوا مخلوقات عجيبة وغريبة , ليس لها ادنى علاقة بالشعب , فقد انفصلوا عنه كلياً , فهم في وادي النعيم والترف والجنة , والشعب في وادي الجحيم ونار المشاكل والازمات , فقد غسلت عقولهم وادمغتهم ليكونوا سدنة المال الحرام , وفشلو في توفير ابسط شروط مطالب الحياة البسيطة , ولكن مصيبة هذا القدر الاسود اللعين , بأن هذه الضفادع الكريهة تنقنق في فنطازيتها بالسريالية الغريبة , كأنها تعيش في كوكب اخر غير العراق . لم يعرفوا هموم ومشاكل المواطن  التي تجعله في حريق دائم من الارهاق والمشقة من ضنك الحياة وعذباتها , لم يعرفوا ان نسبة الفقر في العراق في بيان تصاعدي بشكل  مخيف , لم يعلموا بان هناك  شرائح كثيرة من العوائل الفقيرة تصارع بارهاق وتعب مضني , في سبيل توفير الخبز المر , في مقالع الازبال , لم يخطر على بالهم , بأن عوائل كثيرة , بسبب العوز والفقر في توفير لقمة العيش المر , اضطروا ان يخرجوا اطفالهم من مقاعد المدارس ,  الى سوق العمل في الشوارع متحملين المخاطر الجمة , لم يعرفوا بأن حقوق الطفولة انتهكت وتمزقت , وفي ظل الرعب المعاشي من شبح الازمة المالية والاقتصادية التي تكبلهم باصفاد مثقلة , خارج عن حدود طاقة تحملها , بأن عليهم دفع فاتورة حسابها من جلودهم الفقيرة , هذه الاهوال والخراب الذي اصابت الوطن والمواطن , تتحمل كامل المسؤولية احزاب المحاصصة الفرهودية . لذلك ليس بالعجيب والغريب بأن احد الضفادع , ينقنق في تفاهاته الهزيلة , التي تثير السخرية والتهكم والاستهجان والضحك والمسخرة  من تصريحاته الفنطازية , التي هي بعيدة جداً عن الواقع العراقي , بل انها تخص كوكب اخر غير العراق , بأن هذا الجهبذ من عتاوي الفساد المتوحشة , كأنه  فاز بالسر العظيم , ووجد العلاج الشافي للازمة المالية الخانقة , التي وضعت العراق على شفا الافلاس وحافة الانفجار , بأن يقدم النصيحة والمشورة والعلاج على طبق من ذهب . بأن سبب شبح  الازمة المالية , هو اكل النستلة بدلاً من الخبز , وانها تسبب استنزاف  اموال طائلة بلا فائدة , بهذا الانفاق المسرف والمجنون على النستلة . هذا يدل على خواء وغباء عقولهم المحشية  بروث البقر , بدلاً من ان يقدم العلاج الشافي لتجاوز خناق وكابوس الازمة المالية , بتقليص افواج حماياتهم , وخفض رواتبهم وامتيازاتهم الخيالية ,  بدلاً من ارجاع الاملاك والعقارات التي سرقوا وسجلوها , بأسمهم او بأسماء احد من عوائلهم , بدلا من استيقاظ ضمائرهم الميتة بالكف عن السرقة والمال الحرام , بدلاً من ان يطالب بارجاع الاموال المسروقة  , بدلاً من ان  يحث الحكومة على تقديم الفاسدين الى محاكم الدولة للمحاسبة والعقاب . نكتشف اخيراً ان سبب بلاء العراق هي النستلة , التي اخرجته من الجنة والنعيم  , كما اخرجت سيدنا ابو البشر ( آدم ) بسبب تفاحة حواء
جمعة عبدالله


456
الفرسان الاربعة الوجه الحقيقي للطبقة السياسية الحاكمة
بعد مخاض عسير ولد الجبل فأراً . هكذا تحركت لجنة النزاهة النيابية , من خدرها وسباتها وغفوتها . في احالة الى القضاء العراقي , اربعة فرسان اشاوس عرفوا بالفساد واللصوصية , بتهم الكسب غير مشروع واستغلال المنصب الوظيفي للاحتيال والاختلاس . قد يكون القرار حقيقة , ام  خداع ( كلاوات ) رغم هذا وذاك , فأنها حركت المياه الراكدة . واللصوص الاربعة الذين ساهموا في كارثة الخراب العراقي هم :
1 - بهاء الاعرجي ( سوبر حرامي ) نائب رئيس الوزراء . تقلد المناصب البرلمانية منها . رئيس اللجنة القانونية في البرلمان . ورئيس لجنة النزاهة النيابية سابقاً
2 - صالح المطلك ( رئيس أئتلاف العربية ) نائب رئيس الوزراء . رئيس اللجنة الحكومية العليا لاغاثة النازحين
3 - الفريق فاروق الاعرجي ( مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة , نوري المالكي )
4 - نعيم عبعوب ( امين بغداد ) او الاصح ( حرامي بغداد )
ونتحرى بشكل مختصر  وسريع سيرتهم الشخصية والسياسية . وكيف صعدوا بصاروخ منطلق سريع من اسفل القاع , الى قمة السلطة والحكم والنفوذ
×   صالح المطلك : سيرته الشخصية كشفتها الوثائق التي عثر عليها وكشفت  بأنه ينتمي الى المخابرات العراقية , وكيل امني للمخابرات . وكذلك بيان تدرجه في حزب البعث . فقد كان رئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق البعثي في كلية الزراعة - ابوغريب , وصعوده في قيادة حزب البعث حتى وصوله الى عضو قيادة شعبة . كان اسمه مدرج  ضمن قائمة  المشمولين في قانون اجتثاث البعث , لكنه نجح في شطب اسمه مقابل رشوة مالية كبيرة . فقد كان مدير الاعمال التجارية لزوجة صدام ( ساجدة خيرالله طلفاح ) , وتميز من ذلك الوقت بالشيطنة والاختلاس والسرقة . واستمر في هذا النهج اكثر شراسة ووحشية في العهد الجديد , أنشأ شركات انشائية ومعمارية , التي كانت تحصل على الحصة الاكبر في بناء المشاريع مقابل رشاوي ضخمة ,  وكانت انجازات المشاريع تميزت بالنقص والعيوب بمواصفات الغش والرداءة , وكذلك في اسلوب التماطل في انجازها من اجل الابتزاز المالي ,  وتميزت هذه المشاريع  بفضائح الفساد  , ولكن مصيبة الفضائح  سرقة الاموال المخصصة للنازحين والمشردين , تميزت باللصوصية نهج  عصابات المافيا , بدون رحمة وبضمير ميت , رغم ان اكثر النازحين من ابناء جلدته وطائفته , لكن الفساد المالي لايعير اهمية الى ذلك .
× بهاء الاعرجي  : وما ادراك ما  بهاء الاعرجي . الصاروخ الذي انطلق من عمق  الفقر المدقع , الى المعجزة العراقية بدخوله قائمة اغنى اغنياء العالم . من بائع متجول في شوارع لندن يبيع كارتات الموبايل , الى تكوين امبراطورية مالية يعجز الوصف واللسان  عن ذكرها , من عقارات وفلل ويخوت وشركات ومكاتب تجارية وسياحية  واسهم وارصدة بنوكية , في البلدان . لندن , بيروت . تركيا , النمسا . يرلندا . دبي , وحتى عقارات في شرم الشيخ في مصر .
× الفريق فاروق الاعرجي : يعتبر من اكبر الرؤوس الفاسدة باللصوصية , في المؤسسة العسكرية , من خلال استغلال وجوده مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي . فقد حول هذا المكتب الى وكالة تجارية وسمسرة بصفقات مالية كبيرة , في بيع المناصب العسكرية حسب درجة المنصب , وواحدة من الفضائح الفساد الكبرى , فضيحة وجود اكثر من 50 ألف من الضباط والجنود الوهميين ( الفضائيين ) ليس لهم وجود فعلي , سوى استلام الرواتب , التي تكبل الدولة 500 مليون دولار سنوياً . وعواقب هذا الفساد المالي , انهيار المؤسسة العسكرية وتصدعها بسقوط ثلث الاراضي بيد تنظيم داعش المجرم , بما فيها سقوط الموصل بعملية مسرحية مفضوحة , استلام وتسليم , دون مواجهة عسكرية , واصابت العراق بمجازر دموية مروعة ورهيبة طالت اكثر من 15 إلف شهيد واغلبهم من الشباب الشيعي , كما حدث في مجزرة سبايكر , وسجن بادوش في الموصل , ومجزرة الصقلاوية وغير من المجازر الوحشية الاخرى
× نعيم عبعوب : برز في وسائل الاعلام العراقية والعالمية , مهرج وكوميدي بالمسخرة السخيفة , وبشكل غبي وساذج , فاق اشهرالممثلين الكوميديين في العالم العربي والعالمي  . اضافة الى شراهته الجهنمية في اللغف والشفط والعلس والحس للاموال المخصصة لتطوير المشاريع الخدمية , بما يليق بالعاصمة بغداد , فكان يخصص هذه الاموال الطائلة في مشاريع وهمية وكارتونية ( زرق ورق ) , اضافة الى الاستيلاء على الارضي وتوزيعها على حبربشيته واعوانه وبطانته , واكتسب شهرة عالمية قلَ نظيرها في العالم , حين فجعت بغداد بكارثة الغرق والفيضان , وحولتها الامطار الى مدينة عائمة فوق المياه البرك والمستنقعات واوحال الطينية , وسجنت المواطنين في بيوتهم حوالي اسبوعين . استنجد الجبهذ الشهم الشهير ( عبعوب ) بقارئة الفنجان لحل المصيبة والكارثة التي وقعت على بغداد , فأشارت قارئة الفنجان الى اصل البلية وجود صخرة عملاقة سقطت من كوكب المريخ  , وسدت مجاري بغداد . نشط عبعوب الشهم في البحث عن الصخرة العملاقة  , واستعان في مجهره السحري , وفعلاً وجد الصخرة العملاقة , وهذا الجهد العظيم يسجله التاريخ بماء الذهب , بأنه ليس  فقط انقذ بغداد من الطوفان , وانما انقذ العراق بأن يكون تحت قاع  البحر مما يؤدي الى  الفناء البشري . بذلك  دخلت صخرته العبعوبية الفريدة في التاريخ والشهرة العالمية وحلت محل صخرة سيزيف  . والميزة الاخرى الذي تميز بها العبعوبي , وكسبته شهرة ومكانة فريدة في قلوب فتيات العالم اجمع , فكان يخوض اعنف المعارك التاريخية الحامية الوطيس  , في سفراته السياحية وما اكثرها , لانه ترك بغداد تشتغل بالازرار التكنولوجيا المتطورة بشكل آلي دون تدخل اليد  . ليخوض معارك المصيرية بالشرف والرجولة والعزة بأعلى اسم العراق عالياً يرفرف  بين جميع الامم , بسلاحه الفعال ( حبوب الفياغرا ) في الليالي الحمراء والغرف البنفسجية , ليخرج منها منصوراً مرفوع الرأس والقامة , لذلك حين يرجع من هذه المعارك المصيرية , يوعز امر الى الموظفين والعاملين والعمال في الامانة العاصمة  , بالحضور الاجباري في مطار بغداد  , لاستقباله , استقبال العظماء المتنصرين والمظفرين  في معارك الشرف والرجولة , ليطوفون به , كالقائد العظيم المنتصر في شوارع بغداد . وبغداد تنتحر في الاهمال والخراب والشيخوخة , وتعتبر بغداد حسب التقاير الدولية اقذر واوسخ عاصمة في العالم . من هؤلاء المهرجين بالمسخرة المساخر , اضافة الى انهم عتاوي فساد متوحشة 
جمعة عبدالله

457
التغيير الوزاري الشامل . يعني مجيء شلة حرامية جديدة

تصاعدت حمى الدعوات والمطالبات , في هذه الايام , الى احداث تغيير وزاري شامل , وهي الوسيلة الاخيرة من سلسلة الضغوطات والمطالبات والمناشدات الموجهة ,  الى العبادي والطبقة السياسية الحاكمة , المتمثلة باحزاب نظام المحاصصة الفرهودية , بأن تتنازل عن المحاصصة الفرهودية ,  رحمة وشفقة  بالشعب المنكوب  , واحداث تغيير جوهري في التشكيل الوزاري الجديد المرتقب ,  بمجيء حكومة كفاءات . حكومة تكنوقراط , تعتمد على الكفاءات التي تملك الخبرة المهنية والكفاءة , وتعتمد على رؤية سياسية واضحة , وبرنامج اصلاحي مرموق , كي تنفذ حزمة من الاصلاحات الضرورية , التي تطلبها التحديات المصيرية التي يواجهها العراق اليوم , من تفاقم المشاكل والازمات , في ظل الانقسام السياسي والتشتت وانهيار العراق على حافة الهاوية , بتشبث الفاسدين من الطبقة السياسية الحاكمة , في مصالحهم ومنافعهم الانانية الجشعة    , في اللغف والشفط والسرقة , التي اوصلت العراق على شفا الكارثة المرتقبة , وفي ظل توحش احزاب المحاصصة الفرهودية , وحشر العبادي في زاوية ضيقة , كسجين في جعبتهم وقبضتهم , ولا يتحرك ولا يرفع اصبعه إلا بالموافقة منهم . مما جعلوا العبادي يخاف من خياله , ولم يتجرأ في كسر طوق السجن , ولم يتجاسر في تنفيذ وعوده الاصلاحية المعطلة . منذ 18 شهر تقريباً , سوى الزعيق بالفقاعات الاعلامية دون سند ورصيد , بسبب فشله وعجزه التام وشخصيته الضعيفة , . ان طوق المحاصصة الفرهودية , هي اكبر بكثير  من قدرة العبادي , واقوى بكثير من ضعف العبادي , ان هذه المحاصصة الفرهودية , هي جوهر مشكلة العراق الاساسية , لانها جلبت الفساد المالي بخلق العتاوي وقطط السمان , وجلبت الارهاب الدموي , في تلاصق حميمي مع الفساد الشرس والمتوحش , الذي ضرب عرض الحائط القيم والاخلاق والدين , وماتت الضمائر تحت بريق الدولار . هذه الغطرسة والتوحش من احزاب المحاصصة الفرهودية اصبحت شريعة وواقع قائم لا خلاص منه , فلم تعد  تعير اية اهمية للخراب العراقي وسفك دماء الابرياء يومياً . ولم تعد تقدر اية اهمية  لحياة المواطن والفقير المنكوب . كأنهم يعتبرون المواطن حشرة زائد عن الحاجة , ان شراسة المال الحرام اعمى قلوبهم وبصيرتهم , حتى اوصلوا العراق الى حافة الكارثة والطوفان , فقد حشوا اذانهم بالشمع , ولم يصغوا ولم يسمعوا صوت الشعب ,  ولا المرجعية التي بح صوتها ولاذت بالصمت . وهذا يعود الى نظرة الاستخفاف والاستهزاء والاحتقار والغطرسة ,  الى الجميع بما فيهم المرجعية الدينية , التي باركتهم وزكتهم ودفعت الشعب الى انتخابهم , ولكنهم  اصبحوا خنازير مسعورة في الغنيمة والفرهود , ان جل اهتمام احزاب المحاصصة الفرهودية , هي المنصب والسلطة والمال والنفوذ , حتى لو احترق وتحطم العراق حجراً على حجر  , لكن ازاء تصاعد  الغليان الشعبي الذي لم يتوقف . وازاء الازمة المالية الخانقة بعجز الميزانية  , وجدوا انفسهم في نفق مسدود , ووجدوا ان مركبهم على وشك الغرق . فتحولت جلودهم الحربائية من جلود الخنازير الى جلود الحملان , وراحت ترجم العبادي وتوصمه بالضعف والشلل الكسيح  , وتوصمه بالتقاعس والتقصير في المسؤولية والواجب  , واصبحوا بين ليلة وضحاها , عشاق الاصلاح والتغيير الشامل بمعزوفتهم الجديدة , بالمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط , او سحب الثقة من  العبادي , وراحوا يذرفون دموع التماسيح على الشعب المسكين , الذي حرمه العبادي من الاصلاحات , وحرمه من العيش الكريم ومن المستقبل المضمون , وهم يقصدون بالتغيير الوزاري الشامل , ومجيء حكومة تكنو قراط , بأن  تكون حزبية تابعة لهم , وتحت وصاياتهم واشرافهم , وان يكون عناصرها من احزابهم , بمعنى مجيء شلة حرامية جديدة , لتتولى الاشراف على شؤون الحكومة والدولة , . حتى يستمروا في تأمين وضمان حصصهم الفرهودية , وان يستمروا  دون خلل او اعاقة , في عمليات السرقة واللصوصية , هذه جوهر مطالباتهم المسعورة في حكومة تكنو حرامية . وليس حكومة كفاءات مهنية مستقلة , تتوفر فيها الخبرة والكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية بشرف واخلاص ونزاهة , وهذه الشروط غير متوفرة في احزاب المحاصصة الفرهودية , المنخورة الى حد العظم بالعتاوي وقطط السمان , ان عليهم تنظيف بيوتهم الموبؤة بافاعي الفساد الشرسة , واصبحوا عبيد  الدولار والمال الحرام , ان هؤلاء الضفادع المعممة والجرابيع الافندية , هم نقمة وخراب وهلاك على الشعب , حيث يبقى المواطن الفقير يدفع فاتورة حسابهم بالدم والخراب
جمعة عبدالله


458
اعلان تشكيل وزاري جديد
اثار قرار حكومة الامارات العربية المتحدة , في استحداث منصب وزير دولة للسعادة . في سبيل تحقيق الرفاه والرخاء والسعادة لجميع المواطنين . والعراق كما هو معروف للقاصي والداني في صراع وتسابق مع الزمن وتنافس شديد على ان  يكون العراق  اسعد شعب في العالم  , ينعم بالسعادة والجنة الفياضة بالامان والاستقرار , التي جعلت المواطن العراقي يسبح بالاحلام الوردية , وبزخم النعيم والبركات الباذخة والمتوفرة  , لقد اثار هذا القرار حمية العبادي بوطنيته للعراق العظيم , وشجع شهيته , في اجراء تغيير شامل في التشكيل الوزاري , بطاقم جديد , يعتمد على العناصر التكنوقراط , ولا يفرط بنظام الحكم بالمحاصصة الفرهودية , الذي اثبتت نجاحها العظيم , في استمرار مشروع الرفاه والنعيم بخيرات الجنة الوارفة , التي يتنعم بها بترف ودلال جميع افراد الشعب , التي جعلت العراقي يسبح بنهر السعادة , وخاصة بعد استكمال مشروع العظيم بالاكتفاء الذاتي من التيار الكهربائي الذي يعمل على مدار الساعة وفي اليوم 26 ساعة , وليس 24 ساعة في اليوم , مع فائض بالطاقة الكهربائية التي تصدر الى الدول المجاورة بالمجان , لذا يأتي التشكيل الوزاري الجديد وفق نظام المحاصصة الفرهودية , التي جاءت بالخيرات والنعيم الوفير , التي جعلت من العراق , جنة الله على الارض , بحيث لم يشهد لها مثيل في جميع ارجاء المعمورة , شرقاً , وجنوباً وغرباً وشمالاً , حتى جزيرة واق واق في كوكب المريخ . وكما اعلن الناطق الحكومي الرسمي , اسماء االحقائب الوزارية واسماء معالي الوزراء المحترمون . وجاءت كالاتي :
- وزارة الخارجية . يتولى حقيبتها فيلسوف القات والمعجون . ابراهيم الجعفري
- وزارة الحرامية . صارت من حصة التيار الصدري , ويتولى حقيبتها الحرامي القدير . بهاء الاعرجي
- وزارة الفرهدة وغسل الاموال . صارت من حصة حزب الدعوة , واتفقت قيادة الحزب تكريماً لخدمات قائد الضرورة العظيم , ان تكون حقيبة الوزارة لافراد عائلته , واتفق بالاجماع في اناطت مسؤوليتها , الى سوبر مان العراق . احمد نوري المالكي
- وزارة الفرهدة والعلس الذهبي  , صارت من حصة حزب  التكتوك النرجسي ( عمار ) , وانيطت حقيبتها الى الطفل المعجزة . بيان باقر جبر الزبيدي
- وزارة عزرائيل . صارت من حصة الارهابي الموقر , الذي يزرع الموت والدم في كل مكان  . القدير اسامة النجيفي , وعليه اختيار احد الجزارين والسفاحين  , الذين اثبتوا كفاءتهم العظيمة في جز الاعناق
- وزارة الذئب المرعب . صار من حصة بدر . بقيادة المحترم المرعب هادي العامري
- وزارة العلس والاختلاس . صارت من حصة حزب الرذيلة لصاحبه اليعقوبي
- وزارة الفوانيس . قرر مجلس الوزراء الغاء وزارة الكهرباء , بعدما باعت وفرهدت ممتلكاتها , واثبت العصر الحديث والجنة العراقية العظيمة الاستغناء كلياً عن التيار الكهربائي , وتعليم المواطنين على استخدام الفوانيس . وصارت من حصة الغائب عن الوعي والوجود والواقع .  الموقر اياد علاوي .
- وزارة النباح الطائفي , صارت من حصة الطائفي البعثي القدير . صالح المطلك
- وزارة الخرافة  لتعليم العالي . ويتولى مهامها العبقري الفذ . حسين الشهرستاني , واتفق على ابراز ثقافة الخرافة والشعوذه في مناهج التعليم في المدارس والجامعات
- وزارة الموت السرطاني . صارت من حصة حزب الدعوة , واتفق بالاجماع داخل حزب الدعوة , على ان يتولى حقيبة الوزارة . المؤمن الحرامي الهارب ( عبدالفلاح السوداني ) لاكمال مشروعه العظيم بأبادة اكثر من ثلاثة ملايين مواطن زائد عن الحاجة , وذلك في استمرار توزيع المواد الغذائية المسرطنة بما فيا الشاي المسرطن في مفردات الحصة التموينية  , ومع الاسف الشديد قطع برنامجه العظيم , حيث لم يتجاوز الذين ماتوا بمرض السرطان , سوى عشرات الالاف . لذلك حاجة العراق القصوى والملحة , اعادة المؤمن الحرامي لاستكمال مشروعه العظيم , بأبادة اكثر من ثلاثة ملايين مواطن زائدين عن الحاجة . وكما قرر مجلس الوزراء بالاجماع الغى الاحكام القضائية  الصادرة بحقه , واعتبر المليارات الدولارات التي سرقها , هدية من الشعب العراقي تكريماً الى خدماته الجليلة
- وزارة الصرماية المنهوبة , يتولى حقيبتها , العبقري الفذ في الشفط واللغف والبلع والعلس . علي العلاق .
وكما اتفق في مجلس الوزراء بالاجماع , على قرار اعدام خائنة الوطن العظيم , المجرمة كهرمانة , وذلك بصب الزيت المحروق عليها , لانها اصبحت بوق لترويج دعايات الاعلام المعادي للعراق العظيم
- تحية الى كل الاموات والشهداء
- وتحية للعاملين بنزاهة واخلاص من اجل وطنهم العزيز العراق
- وكل نفس ذائقة الموت عاجلاً ام اجلاً
التوقيع
حيدر العبادي . القائد العظيم للامة المنكوبة
جمعة عبدالله

459
انهزام المرجعية الدينية امام العتاوي

لابد من توضيح ملاحظة مهمة . زكتها الحياة والواقع , بأن تدخل الدين بالسياسة , ينطبق عليه المثل الشعبي الدارج ( اذا دخلوا الملوك قرية . افسدوها ) لذلك افسد الدين السياسية , ونزع عنها القيم والمبادئ والاخلاق . واصبحت الضفادع المعممة , تتدخل في كل صغيرة  وكبيرة , وحتى وصل بها الحال , ان تختار زي ملابس وقص الشعر وتربية اللحى المقملة , حتى التدخل في الشؤون الخاصة للفرد , بقوائم طويلة بالمنع والمحرمات التي لا تنتهي  , لكن حللوا لهم النهب والشفط  والسرقة واللصوصية , ولغف المال الحرام , وتتحرك ضمائرهم وفق المنفعة المالية والربح المالي , حتى حل الخراب على العراق والعراقيين , وهذه خاتمة الكارثة العراقية , بهذا الحجم من المآسي والاهوال , بسبب وصول طبقة سياسية فاسدة الى مقاليد الحكم  مغلفة برداء الدين , وتحت لواء المرجعية الدينية , وانشأوا نظام المحاصصة الفرهودية , بمباركة المرجعية الدينية , التي منحتهم صكوك التزكية والغفران والبراءة على البياض , وتحولوا الى شياطين وابالسة للمال الحرام في السرقة واللصوصية والاحتيال , وهم متمسكين ببردة المرجعية الدينية , ألم تبارك وتزكي القائمة المشؤومة ( 555 ) التي عاثت بالعراق بالفساد المالي والخراب , لا شك ان المرجعية الدينية ارتكبت خطأ فادح بحق العراق والعراقيين  , لما لها مكانة ومنزلة وموقع كبير مؤثر , ولها كلمة مسموعة في الشارع العراقي , لذلك المواطنين لبوا نداء وتوجيهات المرجعية ,  في انتخاب قوائمها الانتخابية الخاصة   , بحجة بان هؤلاء تحت اشراف المرجعية ووصايتها وعباءتها  , وانهم خدم لشعب العراقي , ولكن حين وصلوا الى الحكومة والبرلمان , كشروا عن انيابهم وشهيتهم الجائعة الى اللغف والمال الحرام , بذلك خانوا المرجعية ونكثوا بالعهد والامانة , واعطوا للمرجعية الاذان الطرشة , حتى بح صوتها , واصابتها خيبة الامل , بأن اصبحوا من  خدم المرجعية الدينية , الى خدم  عبيد الدولار والمال الحرام , يبحثون عن الغنائم كالذئاب الجائعة ,  والوحشية للفرهود , وترك الشعب يعيش في جحيم الكوارث والمآسي  . لذلك لا يمكن ان نجد تبرير منطقي ومعقول , لقرار المرجعية الدينية بالانسحاب من الشأن السياسي , بعدما فشلوا في ترويض الطبقة السياسية الحاكمة التي نخرها الفساد المالي  , ولا يمكن تبرير توقف المرجعية الدينية  بعدم التطرق والكف عن السياسة . في هذا الظرف الصعب والخطير , بدلاً من تحمل مسؤوليتها بكشف ملفات الفساد بالاسماء والعناوين , وخاصة كل ملفات الفساد لديها , واخرها سلمها لهم المرحوم ( احمد الجلبي ) وبدلاً من المطالبة  بارجاع الاموال المسروقة  , وبدلاً ان تصعد خطابها السياسي في ايجاد الحلول الجذرية للجروح والداء الذي اصاب العراق , , وبدلاً من استخدام  لغة التحذير الصارمة الى الفاسدين وخاصة  العبادي الضعيف والمرتجف , الذي اصبح لعبة بين اقدام الفاسدين , فان المرجعية تقرر الانسحاب من المواجهة في الظرف الدقيق والخطير , وهذا الانسحاب يزيد من توحش الطبقة السياسية الحاكمة , بأنها تجد الفرصة الثمينة لبيع العراق في المزاد العلني الرخيص , وخاصة وهم تحولوا من زعماء كتل واحزاب , الى زعماء عصابات المافيا , وزعماء مليشيات طائفية لبث الرعب والموت في صفوف المواطنين , هذا الانسحاب يأتي في الوقت الذي تتعاظم وتتفاحل الازمة المالية الخانقة بعجز الميزانية على شفا الافلاس , تنسحب المرجعية الدينية ليملي فراغها , المليشيات الطائفية التي تلوح بالحرب الطائفية والاحتراب الطائفي , هذا الانسحاب بمعنى وقوع العراق تحت رحمة المليشيات الطائفية , التي تدين بالولاء المطلق الى ولاية الفقيه , وتسعى بكل همة ونشاط , ان يكون العراق تابع ذليل الى الامبراطورية الايرانية تحت قيادة والي الفقيه الايراني . ان على المرجعية الدينية واجب ديني ومسؤولية , ان تبري ذمتها  من الطبقة السياسية الفاسدة , وترد الطعنة الى نحورهم , بالدعوة الى الشعب بالانتفاضة الشعبية التي تدوس بالاقدام رؤوس الفساد والفاسدين , الذين هم سبب الخراب ونهب الاموال , عدا ذلك فان الانزوى , سيجعلها ضحية بين مطرقة ولاية الفقيه , وسندان المليشيات الطائفية غلمان ولاية الفقيه
جمعة عبدالله

460
انتهاء شهر العسل مع اللاجئين
تغييرت سياسية البلدان الاوربية , تجاه المهاجرين واللاجئين , من سياسة الاحتضان والقبول , الى النقيض في اتخاذ  اجراءات التشدد الصارمة والابعاد والطرد وغلق الحدود في وجه طالبي اللجوء , نتيجة حدة الاصوات المناهضة والمعارضة الى التواجد الاجنبي في اراضيها , وزادت من حدة موجات المعارضة وبالرفض قبول  المهاجرين , الاعمال الارهابية والاجرامية , التي تقوم بها الجماعات الاسلامية المتطرفة والارهابية , في بعض بلدان الاوربية , التي خلقت اجواء من  الرعب والخوف تجاه  وجود الاجنبي , وانحسر مناخ التضامن لمأساة المهاجرين واللاجئين , الذين اضطروا الى مغادرة بلدانهم , بلدان الرعب والموت , وساعدت هذه الاعمال الارهابية والاجرامية من الجماعات الدينية الارهابية , في صعود اليمين المتطرف الاوربي , المعارض كلياً لتواجد الاجانب  , وفي تشديد الحملات الاعلامية المروجة  بالتهويل من  الارهاب القادم من الاجانب .  وخاصة طالبي اللجوء والاقامة , بحيث استثمر اليمين المتطرف في فرنسا موجات العداء الى الاجنبي , الى الصعود السياسي  المخيف , ويعد حزب اليمين المتطرف في فرنسا , الحزب الاول , وكما صعدت احزاب اليمين المتطرف في البلدان الاوربية  الى البرلمان بقوة اكثر من اي وقت مضى  , بحيث صارت أداة تؤثر وتستطيع  التأثير على سياسة البلد تجاه المضاد في التسهيلات لطالبي اللجوء  , بالضغط في اتخاذ الاجراءات المتشددة بما فيها طرد طالبي اللجوء واغلاق الحدود بوجههم . . ان العنصرية تجاه الاجانب نجحت في فرض الامر الواقع , نحو سياسية المناهضة والمعارضة , في قبول المهاجرين , وزاد الطين بلة الاعمال الارهابية , بالتحرش والاغتصاب الجنسي , التي حدثت في المانيا , التي فتحت حدودها لاستقبال اكثر من مليون مهاجر ولاجيء , مما جعلت الظروف تنقلب على رأس مستشارة المانيا ( ميركل ) بالضغط عليها بتغيير سياستها نحو التشدد الصارم , واجبارها الى الرضوخ حتى داخل  صفوف حزبها  , حتى رضخت لهم , بأنها صرحت , بأن اللاجئين مسموح لهم بالبقاء لفترة محدودة فقط  , ثم العودة الى بلدانهم او الى تركيا , وبدأت سوء المعاملة والاحوال المتعسفة تأخذ طريقها الى الواقع الفعلي   , بالاجراءات الصارمة , واجراءات الطرد وغلق الحدود تأخذ طريقها في التنفيذ  , من خلال  التأخير في اجراءات طلبات اللجوء وحصرهم في كرفانات ومخيمات , تفتقر الى ابسط المعاملة الانسانية , مما جعل الكثير من طالبي اللجوء بالتفكير في العودة الى بلدانهم , مما يذكر بان الارقام الرسمية , تشير الى تواجد اكثر من 30 ألف عراقي من طالبي اللجوء . ان الكثير من البلدان الاوربية تعتزم اغلاق الحدود نهائياً مثل ما فعلت هنكاريا وكرواتيا وجمهورية الصرب والنمسا , ولكن الطامة الكبرى بالاجراءات التي اتخذتها بلدان الهجرة واللجوء , ومنها :
×× قرار السويد بطرد 80 ألف مهاجر
×× تعتزم فنلندا طرد 20 ألف مهاجر
×× هولندا تعتزم بترحيل كل المهاجرين الذين وصلوا اليها عام 2015 . واعادتهم الى تركيا
×× الدنمارك . اقر البرلمان مشروع قانون جديد يخص طالبي اللجوء , في اتخاذ الاجراءات الصارمة بمافيها الطرد , والسماح للشرطة بمصادرة المقتنيات الثمينة ( ماعدا خاتم الزواج ) والاموال بحوزتهم , لدفع تكاليف اقامتهم
×× النرويج . يسعى الى اصدار قرار بطرد اللاجئين القادمين من روسيا وفنلندا , وغلق الحدود امام طالبي اللجوء
       
×× اليونان : يسعى الاتحاد الاوربي بالضغط بشكل قوي على الحكومة اليونانية , في قبول 400 ألف لاجيء , واسكانهم في الجزر اليونانية الصغيرة المهجورة  , وخالية من السكان , ويتكلف الاتحاد الاوربي دفع نفقات التكاليف الاقامة ( كأنها معسكرات اعتقال مهجورة ) , ويهدد الاتحاد الاوربي بطرد اليونان من اتفاقية ( شيغن ) التي تنص على التنقل الحر بين مواطني الاتحاد الاوربي , اذا لم يغلق الحدود بوجه المهاجرين واللاجئين .
وامام هذه الصعاب والعراقيل بسد باب اوربا في وجه المهاجرين , مازال بحر ايجة يبتلع  المهاجرين بالغرق , وحصيلة اقل من اسبوع واحد , سجلت مأساة انسانية بالموت بالبحر , بأن يصبح المهاجرين طعام لحيتان البحر , فقد سجلت خفر السواحل هذه المآسي الانسانية الاتية
× يوم الاربعاء بتاريخ 27 - 1 - 2016 , انتشلت خفر السواحل اليونانية جثث 26 شخصاً بينهم 10 اطفال .
× يوم الخميس بتاريخ 28 - 1 - 2016 . انتشلت خفر السواحل اليونانية جثث 46 شخصاً بينهم 18 اطفال .
× يوم السبت بتاريخ 30  - 1 - 2016 غرق قرب السواحل التركيا في بحر ايجة 33 شخصاً , ومازال العدد في تصاعد
جمعة عبدالله



461
العراقي يتجرع السم من الطبقة السياسية الفاسدة
امام التحديات العاصفة التي تواجه العراق بالتأزم والتفاقم في شرور الازمة المالية الخانقة , يقف العبادي موقف المتخاذل الذي لا يحسد عليه , بضياع الرؤية السياسية الواضحة , التي تتخطى الصعاب والعراقيل , بل اصابه الضعف والشلل في مواجهة الازمات التي تشد بخناقها على العراق , فقد اهمل اسلحة المواجهة مع الفساد والفاسدين , وتحول الى دمية تتقاذفها احذية اللصوص والحرامية , وهو يرفع راية الاستسلام البيضاء , مما زادت مخاطر العراق في الانزلاق في الطريق المعبد بالالغام والموت , وبفعل سيطرة الطبقة السياسية الفاسدة على مقاليد الحكم منذ التغيير في عام 2003 ولحد الان , يلعب بالعراق ( شاطي باطي ) من الطبقة السياسية الحاكمة , التي جاءت بغطاء الدين , وبعباءة المرجعية الدينية , التي باركتهم ومنحتهم صكوك البراءة والغفران ومفاتيح الحياة والجنة . وهم انتهزوا هذه  الفرصة الذهبية , لتتزاحم على الغنيمة والفرهود , كالذباب الجائع  الذي يتجمع على قطعة الحلوى , مما دلف العراق الى طريق الفساد المالي , في عمليات السرقة والنهب لم يشهد لها تاريخ العراق القديم والحديث , بأن تصبح الطبقة السياسية علاسة ولحاسة  من طراز فريد , مما تعاظمت الازمات والمعضلات الى حد شفا   الكارثة المدمرة , فقد فتحوا شهيتهم على اموال خزينة الدولة والشعب , دون رادع ووازع ديني واخلاقي , وبالضمائر التي ماتت في وهج المال الحرام , وبهذا كل عام يصنف  العراق ويرتقي  الى المنصة بالمركز الاول,  في اكثر دول العالم فساداً , واخرها التقرير السنوي لعام 2015 . من منظمة الشفافية الدولية حول الفساد ,  يكرر تصنيف العراق كالعادة ,  في مقدمة دول العشر الاكثر فساداً في المعمورة , في نفس الوقت تشدد الازمة المالية بخناقها على العراق , بالعجز وافلاس خزينة الدولة , والفشل في مجابهة الفساد والفاسدين , ولم يتجرى العبادي في مقاضاة  الفاسدين  بالمحاكم وارجاع الاموال المسروقة منهم  , وهي تبلغ ارقام خيالية , سرقت ونهبت من خزينة الدولة في وضح النهار  , وهربت الى خارج العراق , وهي كافية بسد عجز الميزانية وافلاسها , وكافية في تأمين العراق وابعاده عن شبح الازمة المالية الخانقة  , انها كافية في توفير ودفع رواتب 7 مليون موظف ومتقاعد , وتوفير احتياجات العراق شهرياً ,  وتبلغ شهرياً 7 مليار دولار , وتوفير سيولة مالية كافية  , رغم تدهور اسعار النفط الى الحضيض , لذا لا يمكن للشعب والمواطن الفقير , ان يتحمل اعباء الازمة المالية , ويدفع فاتورة حسابها الباهظ , لايمكن ان يكون الموظف والمتقاعد , ان يكونوا قرابين وكبش فداء , لسواد عيون اللصوص والحرامية , ولا يمكن ان تقع الكارثة المالية والاقتصادية على اولاد الخايبة , والفاسدين محصنين في ابراجهم العالية , ولا يمكن للحكومة والسيد العبادي ان يتهرب من المسؤولية , بالاختيار الطرق الملتوية  والمنحرفة والعرجاء  , حتى لا يمس جباه الفساد والفاسدين , ولا يمكن معالجة الازمة المالية المتفاقمة ( بالاسبرين ) الموقت الذي سرعان ماينتهي مفعوله ,  وترجع الازمة  اكثر تفاقماً وتأزماً , مثل بيع عقارات واملاك الدولة , او بيع سندات حكومية كدين بقيمة 6 مليار دولار , او اتباع سياسة الخصخصة . اي بيع مرافق الدولة الانتاجية الى القطاع الخاص . او الاعتماد على الاحتياط المالي في البنك المركزي , او انتهاج سياسة الاقتراض من صندوق النقد الدولي او غيره , ان مواجهة الازمة المالية تحتاج سياسة رشيدة بمسؤولية عالية وبالضمير الحي بمسؤوليته الوطنية , لان العراق يملك ثروات مالية هائلة , لكن سرقها اللصوص والحرامية حتى افرغوا خزينة الدولة الى حد هاوية الافلاس , , وعلى السيد العبادي ان يصب جهوده في هذا المجال , ان يعطي الاهتمام الكبير الى زخم الاموال المسروقة , التي سرقتها الطبقة السياسية الحاكمة وليس غيرها , واسماءهم وعناوينهم وهوياتهم معروفة ومعلومة للجميع , لذا ان هذا الكم المالي الخيالي يجب ان يرجع الى خزينة الدولة , ولكن العبادي لا يملك هذه الشجاعة الرجولية , لا يملك خصال القائد الوطني المسؤول الذي يخدم العراق , اما هؤلاء الذين سرقوا خيرات الشعب بأسم الدين والمذهب , ينطبق عليهم قول الشيخ الراحل ( محمد جواد مغنية ) .  بأن العاهرة اشرف من رجل الدين المزيف
جمعة عبدالله


462
الوجه الاسود للعراق
تصاعدت حدة تفاقم الازمات , التي تعصف بالعراق من كل جانب وتقوده الى السقوط في  الهاوية السحيقة , بالعنف والاحتراب الذي يشعل نار الحرب الاهلية , التي ستكون كارثة تقع على رؤوس الجميع  دون استثناء , وهي نتيجة منطقية لفشل نظام المحاصصة الفرهودية , التي تطبقها بابداع رائع الاحزاب الاسلامية ( الشيعية والسنية ), ان هذه الاحزاب فتحت شهيتها الجائعة الى الغنيمة والفرهود , وتنافست فيما بينها , في بيع العراق بسعر رخيص في المزاد العلني , والمتاجرة بالدم العراقي , من اجل بناء امبراطوريات مالية شاهقة  كالناطحات السحاب , لقد صار الفساد المالي احد الظواهر الجديدة للنظام الحكم الفاسد , الذي يتحكم برقاب المواطنين والمصير العراق , فقد اصبح شريعة العراق الجديد , بضخامة عمليات النهب والسرقة واللصوصية . ان الكتل البرلمانية واحزابها الفاسدة , لولا مورفين الطائفية , الذي خدر ونوم العقل العراقي من التفكير السليم , وحشوه بالخطاب والشحن الطائفي , الذي يشعل الفتن والنعرات الطائفية , لولا هذا المورفين السام , لما تجاسروا على خيرات الشعب , لما طالت ايديهم في نهب اموال خزينة الدولة وافراغها بالافلاس  , فقد نجحوا في دس هذه السموم الطائفية  , حتى ينهبوا ويسرقوا بكل حرية وسهولة ويسر , حتى حولوا العراق الى دويلات طائفية , بواسطة مليشياتهم المسلحة , التي سيطرت على الشارع العراقي , وصار المواطن تحت رحمتهم , بفرض شريعتهم الارهابية بالشحن الطائفي المقيت , ان القادة الفاسدين الذي انشأوا هذه المليشيات , من اجل الحفاظ على امتيازاتهم ونفوذهم , وان  يتعاملوا بالسرقة واللصوصية كدين وعقيدة  , حتى ينعموا بالنعيم والجنة من المال الحرام , واصبحت هذه المليشيات المسلحة غطاءهم وخيمتهم للكسب والابتزاز والاحتيال , ولا توجد قوة تردعهم وتتصدى لهم , فالحكومة واجهزتها الامنية , عاجزة ومشلولة , لاحول ولا قوة لها , لذا ترفع الراية البيضاء في استسلامها , وتقف الموقف المتفرج دون ان تتدخل , كما حدثت الاعمال العنف الطائفية في الفترة  الاخيرة , في ارتكاب جرائم قتل وتخريب بشكل مروع , وحرق المساجد والبيوت والمحلات , والتصفيات الطائفية , كما حدث في محافظات البصرة وبابل وديالى , وهي تنذر باشعال شرارة الحرب الاهلية عاجلاً ام اجلاً . ان نظام المحاصصة الفرهودية , اثبت عجزه وفشله في مشروعه السياسي , في قيادة شؤون العراق وصيانة الامن وحفظ سلامة المواطنين , بل اصبح الوسيلة الفعالة في تغذية العنف والتخندق الطائفي , واصبح العراق حقل تجارب للموت الطائفي المجاني   . وتقرير هيئة الامم المتحدة للشؤون الانسانية في العراق .  يتحدث عن ارقام مرعبة للخسائر التي تكبدها العراق , فيتحدث في  تقريره السنوي , من الفترة يناير عام 2014 حتى نهاية اكتوبر عام 2015 , يشير الى مقتل 19 ألف قتيل . وعدد الجرحى 37 ألف جريح , وعدد النازحين داخلياً 3.2 مليون شخص , بينهم مليون طفل , وكذلك تحدث عن فضائع تقوم باقترافها  المليشيات الطائفية من كل الاطراف , في ممارسة القتل والتخريب , وكذلك تحدث عن 3500 بيعوا في سوق النخاسة , كل هذه الممارسات الوحشية والمرعبة , والكتل السياسية والبرلمانية المتنفذة , تتصارع على الغنيمة والفرهود , ولا يعنيها خرائب واهوال العراق , وانما كل اهتماماتها تنصب على الحصول على المناصب والنفوذ , وعمليات بيع وشراء بما فيها الحقائب الوزارية , بحيث جعلوا من يدفع اكثر يحصل على حقيبة وزارية , وتشير المصادر المقربة من رئيس الوزراء , بأنه  ينوي تغيير بعض  الحقائب الوزارية الحالية  , نتيجة  الفشل في الواجب والمسؤولية , ولم يقدموا  شيء نافع للمصلحة العامة , سوى الانغمار في الفساد المالي , ولهذا  ليس غريباً في السياسة العراقية العمياء والعرجة والصماء , بأن يهدد احد الوزراء على قائمة الابعاد عن الطاقم  الوزاري , من التشكيل القادم , ان يهدد رئيس الوزراء بالويل والثبور وعظائم الامور , اذا ابعد من حقيبته الوزارية , بما فيها مقايضة العبادي عشائرياً , اذا تجاسر على حصنه الوزاري , لان الوزير الهمام كما يقول , دفع اموال طائلة في شراء حقيبة وزارته . هكذا يتم التعامل السياسي بين اطراف المحاصصة الفرهودية , من بيع وشراء المناصب , والمساومات المالية على الحقائب الوزارية , فكيف لا يصيب العراق الخراب والقتل وسفك الدماء , بشكل يومي , وهو يدل على فشل المشروع السياسي لهذه الاحزاب , لانهم بكل بساطة حرامية ولصوص , ولا يرتجى منهم سوى الخراب والموت الطائفي المجاني , ان وضع العراق المتخندق بالاحتراب الطائفي , تبرز حقيقة لا مناص منها ولا يمكن تجاهلها , بان تقسيم العراق الى دويلات اصبح واقع ضمن نظام المحاصصة الفرهودية
جمعة عبدالله

463
عادت العصابات المسلحة لتحكم الشارع

 ادانت المرجعية الدينية  اعمال العنف الاخيرة , التي اجتاحت المحافظات البصرة وديالى وبابل , وبظهور المليشيات الطائفية  المسلحة , في ارتكابها الاعمال الاجرامية في القتل والتخريب , والاعتداء على المساجد وحرق منازل ومحلات المواطنين , واتلاف ممتلكاتهم المواطنين  وجهد العمر , هذه التداعيات الخطيرة , من شأنها ان تشحن بشكل خطير , بأثارة العنف الطائفي , وتفاقم حدة التخندق الطائفي , ودفعه الى الاحتراب والعنف الدموي , لتخريب العراق , واشاعة الفوضى والبلبلة في الشأن  السياسي , ان ظهور العصابات المسلحة لتفرض وجودها على المواطنين , لم يأتي من فراغ  او بشكل مفاجئ وعفوي , وانما تقف وراءه اصابع القادة السياسيين , الذين ثبتت عليهم شتى التهم والجرائم  ,  في الاخلال في المسؤولية , والتقاعس والتقصير في الواجب , اضافة الى ملفات الفساد المالي بحقهم  , بعمليات النهب والسرقة واللصوصية لاموال الدولة , حتى دفعوا العراق الى حافة الافلاس المالي   , ان اخراج العصابات المسلحة في هذا الظرف العصيب والحساس والخطير الى الشوارع   , هو بهدف حرف الانظار عن عمليات النهب والاختلاس والاحتيال ,  التي لم تتوقف رغم تفاقم  الازمة المالية , وبهدف تعطيل وعود الاصلاح بشكل نهائي , بضرب الفساد والفاسدين , وعودة اموال الشعب المسروقة , ان قادة الكتل السياسية المتنفذة , يتحملون المسؤولية الكاملة في ظهور هذه  العصابات المسلحة المرتزقة والمدسوسة والمأجورة  , لانها تنقاد وتتحرك بتوجيهاتهم , وتنفذ اوامرهم وقراراتهم , لانها عصابات مدفوعة الثمن , وخارجة عن القانون , لكنها تحت وصاية وخيمة قادة الكتل السياسية المتنفذة  , وهؤلاء القادة السياسيين ,  ليس من مصلحتهم خروج العراق من عنق الازمات الطاحنة , ووجودها في الشارع للتخريب , هي احدى الوسائل في ابتزاز الحكومة والسيد العبادي , وان شراسة الفساد المالي , خلق الارهاب والتخريب والعنف والمليشيات المسلحة  , ولا يمكن مواجهة الارهاب الطائفي , إلا بمواجهة الفساد المالي , لذا من الغريب في الشأن السياسي , ان كل الكتل السياسية المتنفذة  , او الكتل البرلمانية , تملك مليشيات مسلحة جاهزة العدة والعتاد ومدعومة بالمال  , وتحركها متى تشاء وترغب  , لتخريب الامن والسلم الاهلي , واشعال الفتن والنعرات الطائفية , وتدير اعمال العنف الطائفي , ان هذه مليشيات المسلحة , وجدت من اجل  التخريب والانشقاق والتخندق الطائفي , من اجل الابتزاز السياسي , في كسب المناصب والنفوذ والنهب بالمال الحرام , ان وجود هذه المليشيات المسلحة  , هي تقويض للدولة والحكومة , التي تقف عاجزة بأجهزتها الامنية في التصدي لها , وتطبيق القانون بحقها , ان هذا الضعف الحكومية , يشكل برهان لفشل الاجهزة الامنية , واستغلوا ضعف شخصية العبادي , لوضع العقبات في سبيل افشاله , حتى يكون دمية في ايديهم , والحقيقة المرة بأن هذه المليشيات المسلحة , هي بيدها زمام المبادرة والسيطرة على الشارع ,  اما الاجهزة الامنية بمثابة الشماعة او ( خيال المآته ) , لانه هذه المليشيات تستعين بالمرتزقة والمجرمين الخارجين على القانون , ويمارسون طقوس القتل والسلب والحرق والاختطاف والسطو   , انهم يشكلون بوجودهم حالات رعب وخوف من المواطنين , في عجز الاجهزة الامنية في مجابهتم او التصدي لهم  , ان اعمال العنف الطائفية الاخيرة , بمثابة شرارة النار في اشعال  العنف الطائفي نحو الحرب الاهلية , ان قادة الكتل السياسية المتنفذة , لا يهمها مصالح العراق وامن المواطن , انهم لصوص وقتلة , وجدوا ضالتهم في نظام المحاصصة الفرهودية , والحكومة مشلولة ورئيسها كسيح  ومهزوز وضعيف الشخصية , الذي قرأ سورة الفاتحة على وعوده الاصلاحية , ودفنها في القبر , لذا فأن الوسيلة الوحيدة لمجابهة  هذه الحثالات من قمامة الازبال , من قادة الكتل السياسية , الحرامية واللصوص , الذين خربوا البلاد والعباد , الرادع الحقيقي لهم ,  هي المرجعية الدينية , عليها عدم الاكتفاء بالادانة والاستنكار , وانما عليها  ان تشير بالاسماء , الى هؤلاء الذين يعملون على خراب العراق , بالاسماء المليشيات الطائفية المخربة واصدار فتوى في تعطيلها ومنعها وحلها   , لانها  تحاول حرق العراق بالعنف الطائفي , عليها ان تشير الى اسماء الفاسدين وترفع مظلتها الدينية عنهم , عليها فضح كل مسؤول سياسي يقود العراق الى جهنم ,  بالحزم والصرامة  , ان فعلت ذلك فانها ادت رسالتها  الدينية والوطنية والانسانية , وبذلك تساهم بشكل فعلي في انقاذ العراق وابعاد خطر  العنف الطائفي والحرب الاهلية , التي تحرق الاخضر واليابس , ان المرجعية الدينية مطالبة بشكل فعال وحاسم ,  في المحافظة على  السلام الاهلي  من شرور  الفاسدين , الذين تنكروا للشرف والقيم والمبادئ , واصبح افاعي سامة لقتل العراق والعراقيين
جمعة عبدالله

464
ارفعوا ايديكم عن رغيف الخبز
اثارت تصريحات وزير المالية ( هوشيار زيباري ) ضجة وبلبلة وهلع كبير , في اوساط الشعبية ذوي الدخل المحدود , بأن الحريق وصل الى رغيف الخبز , واصبح مرهوناً بالعواقب الوخيمة والمصير الاسود . في عدم قدرة الدولة العراقية بدفع رواتب لاكثر من سبعة ملايين موظف زائد ملايين اخرى من  المتقاعدين , بعد شهر نيسان القادم , في حال استمر انخفاض اسعار النفط بالتدهور الحاصل , رغم تكذيب الناطق الحكومي , وتراجع وزير المالية عن تصريحاته التي اثار الهلع والقلق , واحدثت عواصف غاضبة تجاه الحكومة ورئيسها السيد العبادي , الذي تهرب لمدة عام كامل عن تنفيذ  وعوده الاصلاحية , لانه وجد معارضة شرسة وقوية  من جبهة الفساد والفاسدين , وهدده اذا اقترب منهم , مما اثار الخوف والتردد في شخصية العبادي الضعيفة والمهزوزة , والتي تخاف من خيالها , لذا فأن وعود الاصلاحات اصبحت في خبر كان , تسكن في الملفات المهملة وترقد في الظلام ولا يمكنها ان تخرج الى النور , خوفاً من غضب جبهة الفساد والفاسدين , التي تتمثل بالكتل البرلمانية المتنفذة , التي وجدت في النهب والسرقة والاختلاس هواءها الصحي واكسير حياتها الدائمة بالنعيم والجنة  , لذلك لم تتوقف عجلة شراسة الفساد المالي , ولم يعيروا  اهمية الى تصريحات العبادي الهوائية والفقاعية  , لانه اصبح ألعوبة تتقاذفها اقدام الفاسدين . وان الكتل البرلمانية المتنفذة , منشرحة الصدر وتشعر بنشوة وبهجة الانتصار في سرقة  اموال الشعب , وافراغ خزينة الدولة المالية في وضح النهار , لانهم يعرفون ان العبادي بشخصيته الضعيفة والفاشلة , لا تقترب منهم , لذا فهم  يفعلون بما يشاءون ويرغبون من التمتع بالامتيازات الباذخة والخيالية  والغرف بالمال الحرام , رغم ان الازمة المالية وافلاس الخزينة التي  تعصف بالعراق . وزادت الطين بلة انخفاض اسعار النفط بشكل مستمر , والتقديرات تشير الى تزايد انخفاض اسعار النفط الى اكثر صورة  متشائمة وسوداوية , لذا فان العراق مقبل على افلاس كامل , ومن هذه الحقائق  فان تصريحات وزير المالية , تدق ناقوس الخطر , واعلان ساعة الخطر , ولها وجود من الحقيقة والواقع , رغم التكذيب الحكومي والتراجع عن هذه التصريحات , انها الحقيقة المر , بأن الفساد المالي اوصل العراق الى شفا الهاوية بالافلاس التام , وان الازمة المالية والاقتصادية ستتفاقم في الفترة القادمة الى اكثر خطورة وفاجعة على العراقي , مع تدهور قيمة الدينار العراقي مقابل العملات الاجنبية والعربية , وتشير التقديرات الى زيادة قيمة الدولار والى انخفاض قيمة صرف الدينار العراقي , الى الاكثر حدة وخطورة مخيفة , عندها سيجد الموظف والمتقاعد ,  مصير اسود بعدم توفر الاموال لدفع الرواتب , وستعلن الحكومة عجزها بالانخفاض في دفع الرواتب بشكل تدريجي نحو اعلان الافلاس الكامل , اذا لم تتخذ الحكومة والسيد العبادي الاجراءات الحاسمة والفورية  , التي من شأنها ان  تبعد شبح الازمة المالية الخطيرة , وتفادي شبح الافلاس , وذلك بتقليم اظافر الفاسدين الآن وليس غد , في السعي الى ارجاع الاموال المنهوبة والمسروقة وتعد قيمتها باكثر من عشرات المليارات الدولارية , وان تكون هناك محاسبة وعقاب للفاسدين , بتطبيق قانون ( من اين لك هذا ) فوراً وتعجيل تنفيذه , لانه اذا طبق سيوفر للخزينة مليارات ضخمة , يؤهلها دفع الرواتب للموظفين والمتقاعدين , ترشيد الانفاق المالي الحكومي , ومحاسبة المقصرين والمسببين في الصرف الباذخ , دون فائدة للمنفعة العامة , تقليص افواج الحمايات الضخمة لمسؤولي الدولة , المطالبة بارجاع الهاربين والفارين الى خارج العراق بالمليارات المسروقة , الرقابة المالية الصارمة للانفاق الحكومي والعقود والصفقات الشراء المواد المدنية والعسكرية . ان كل المؤشرات تشير الى عجز حكومة العبادي , عن تطبيق الجزء الضئيل من هذا البرنامج الاصلاحي , وان سكوت الكتل البرلمانية عن ان حالة العراق المالية وهي تسير الى الهاوية السحيقة , لانها وجدت ضالتها المنشودة في شخصية العبادي الضعيفة والمهزوزة , وانهم مازالوا يغرفون بكل شهوة الجائع الى المال الحرام , وعند ساعة الصفر , اول من يرمي العبادي بالحجر , وطعنه بالظهر , هم الكتل البرلمانية المتنفذة , لتبري ذمتها بالنفاق السياسي  , واول المطالبين في ابعاد العبادي واسقاطه وتحمله المسؤولية الكاملة , وهي تخرج من مسؤولية الازمة كالشعرة من العجين , رغم انها تتحمل المسؤولية الكاملة ’ لكنها ستبحث عن العبادي اخر , بشكل واسلوب جديد , وتظل تتحكم برقاب العراق بالفساد المالي
جمعة عبدالله 

465
الصراع الايراني السعودي والرابح الاكبر  الفتن الطائفية

حادثة اعدام الشيخ النمر , تعني الكثير , من اوجه هذا الصراع من اجل الزعامة والنفوذ , والسيطرة على خناق بلدان المنطقة . فكل دولة سواء السعودية او ايران , كلاهما يحاول تصدير نفوذهما واخضاع دول المنطقة الى تبعيتهما وسياسه ونفوذهما  , بتطويعها الى زعامتهما كالقطيع الخرفان , بالخضوع الكلي الى احدهما ضد الاخر , مما خلق هذا الوضع الشاذ حالة عدم الاستقرار والزعزعة في امن دول المنطقة . فكلاهما يتنافسان من اجل ربح الجولة بانتصار ان يصبح احدهما زعيم قائد  وشرطي بالمطلق في شؤون  بلدان المنطقة ,  فالقيادة السعودية تحاول ان تكون القوة الاولى في المنطقة والاخرين تابعين لسياستها ومصالحها الكلية , وايران تحاول بكل جهد انجاح مشروع ولاية الفقيه , ودول المنطقة تابعة لنفوذها السياسي , مما خلقوا حالة اللاستقرار او حالى تصدير الارهاب الدموي لدول المنطقة , مما ادى ان تعيش شعوب دول المنطقة في حالة تأهب واستنفار على كل الاحتمالات السيئة , ولكن هذه حالة لا يمكن ان تستمر بحالة لا غالب ولا مغلوب , لابد من اتباع نهج سياسة كسر العظم والحسم لنتيجة هذا الصراع , فكان من السعودية ان تكشر عن انيابها باستخدام القبضة الحديدية , واظهار قوتها المتنفذة  , فكانت حالة اعدام رجل الدين السعودي الشيخ النمر . , مما خلقت حالة من الهياج في الشارع الايراني  , فعجزت الحكومة الايرانية السيطرة عليه , فكان حادث حرق السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد , ووجدت القيادة السعودية فرصة مناسبة , لسحب البساط من اقدام الحكومة الايرانية , التي تحولت الى موقف الدفاع لحفظ ماء وجهها , مقابل التصعيد السعودي الدولي  , واستثمار حالة حرق السفارة , بتأليب الرأي العام العالمي  والدولي ضد الحكومة الايرانية , فكانت تتوالى الادانات والاستنكارات الدولية وبالوقوف الى جانب الحكومة السعودية , حتى حليف ايران الاستراتيجي روسيا , خذلت ايران في مجلس الامن , الذي اصدر القرار بالاجماع , بادانة واستنكار حرق السفارة السعودية والمطالبة ايران باحترام القانون والمعاهدات الدولية , رغم ان الحكومة الايرانية ادانت  واستنكرت حادث الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية , وتعهدت بتقديم الفاعلين الى المحاكم , لكنه جاء متأخراً , ازاء الدعم والاسناد العارم والمتسارع ,  الدولي والعربي الى جانب السعودية , فبدلاً من استثمار حالة الاعدام , بتعرية الحكومة السعودية في موقفها القمعي للاقلية الشيعية في السعودية , وتأليب الدول بالضغط على السعودية بالكف في استخدام القبضة البوليسية ضد الاقلية الشيعية , يحدث العكس وتنقلب الاية لصالح السعودية ضد ايران , حتى حالة الاعدام تراجعت الى الوراء كثيراً , وظهر  للرأي العام العالمي والدولي , بأن السياسة الايرانية مصدر ازعاج وارهاب في الدول المنطقة . اما موقف العراق فأنه يحاول ان يمسك العصا من الوسط ليس لصالح احد الطرفين , بالموقف المحايد , بادانة الاعدام وحادثة حرق السفارة والقنصلية , هذا الموقف اغضب كثيراً الكتل السياسية التي تدور في فلك ولاية الفقية , وهاجت عواصفهم الهائجة بالسخط العارم , وبزوابع ورعود مزلزلة , بالضغط على العبادي واجباره بالوقوف  الى جانب القيادة  ايرانية  . رغم ان ايران اسقطت اورقها السياسية بفشل مشروع ولاية الفقيه , الذي وجهت له لطمة صاعقة وقمصت ظهره امام دول العالم ودول العالم العربي ودول المنطقة  , لذا تحاول هذه الكتل السياسية , وهم يرون حصنهم المنيع يتهاوى , امام الضغط السعودي بالانحياز لها من دول العالم والدول العربية , بحيث لم تجرأ اية دولة في العالم وفي الدول العربية ان تقف الى جانب ايران , ولكن هذه الكتل لا تعترف بالحقيقة والواقع , وتحاول ان تلعب على ورقة التأجيج الطائفي واثارة نار الفتن والنعرات الطائفية , كوسائل ضغط على العبادي في حرق اوراقه واتباع النفوذ الايراني , فقد هاجت حمية ورجولة هذه الكتل السياسية واهتزت شواربها بالزلزال المدمر , من اجل صيانة النفوذ الايراني ومحاولة انقاذ مشروع ولاية الفقيه من الفشل الذريع , بخلط الاوراق , وتاجيج الاحتقان والتخندق الطائفي , في الوقت الذي يمر به العراق من ظروف حرجة ومعقدة وخطيرة . والغريب في الامر , من هذه الكتل السياسية المتنفذة , لم تهتز شعرة واحدة من شواربهم من عمليات الاعدامات الجماعية والمجازر البشعة , التي طالت عشرات الالاف من الشباب الشيعي . لم تهتز شعرة واحدة من شواربهم من احتلال داعش لثلث الاراضي العراقية بما فيها سقوط الموصل من قبل جرذان داعش الوحوش . لم تهتز شعرة واحدة من شواربهم من القتل الجماعي والمجازر الجماعية والخطف والسبي  , التي طالت عشرات الالاف من الاقليات الدينية العراقية , مثل المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات الدينية , لم تهتز شعرة واحدة من الارهاب الدموي الذي يطال المناطق الشيعية يومياً  . انه النفاق السياسي بالمزايدات السياسية الرخيصة , من اجل ان يظهروا بأنهم اوفياء الى حد الموت لولاية دولة الفقيه
جمعة عبدالله


466
اميرة بغداد نائمة في قصر مقفول

احتفلت بغداد في اعياد الميلاد والتحضير الى العام الجديد  , على طريقتها الخاصة والفريدة من نوعها في كل ارجاء المعمورة . فكانت الشوارع والطرقات زاهية بالاشجار العالية  لهذه الاعياد . ولكن لا يأخذنا الحماس والفرح والسرور بهذه البهجة , ان هذه الاشجار هي من تلال القمامة والازبال التي احتلت الارصفة والشوارع والطرقات , وهي تنفذ روائحها العفنة والكريهة , وترسل اسراب هائجة من الذباب والبعوض والحشرات  الكريهة . وهي تساهم الى حد كبير في تلويث البيئة , لتكون بؤرة للامراض الخبيثة . حتى صارت هذه اكوام القمامة تزاحم المواطن مما يضطر ان ينزل الشوارع ليزاحم سير المرور السيارات ,  في الشوارع المليئة بالحفر والطسات والمطبات والبرك المائية , هذه واقع الحال المزري لبغداد , بان تغلف كآبتها ووحشتها بالاهمال وسوء ادارة الخدمات والتقصير المتعمد , الذي يقف وراءه  بطبيعة الحال الفساد المالي والاداري , وعدم الاهتمام بالمسؤولية تجاه المواطن , بأن هناك عشرات المشاريع المعطلة والمتوقفة عن العمل , رغم الرصد المالي الكبير لهذه المشاريع . مثل مشروع قناة الجيش المعطل منذ سنوات ليس بالقليلة , وقد ضرب رقم قياسي في التعطيل والاهمال , وكذلك مشروع ماء الرصافة , الذي يسمع عنه المواطن كثيراً ولكن في الاعلام فقط  , وليس على الواقع الفعلي , كما هو الحال البائس في مشاريع الصرف الصحي ومشاريع المجاري لصرف مياه الامطار , حتى ينقذ بغداد من الفيضان والغرق , ولكن حال بغداد تغرق بالفيضان مع اول   زخات المطر في  لانسداد المجاري التي هي اصلاً مسدودة ومعطلة ومكسورة  , او انها تحت ركام  تلال القمامة والازبال . والسبب الاساسي لهذا الاهمال والتأخير في انجاز المشاريع . هو غياب المراقبة والمتابعة والمحاسبة اي شركة تخرق الاتفاق بالتأخير والتأجيل وتعطيل او ايقاف  في عملها في المشاريع المذكورة دون سبب مشروع  , لانه يعود بالدرجة الاولى , بأن امانة بغداد شريك فعال واساسي في الفساد المالي . ولهذا السبب  تظل اكثر المشاريع حبر على ورق , اما الاموال المخصصة لها , فتعتبر غنيمة توزع  بين المسؤولين والمشرفين على ادارة بغداد , ومنها امانة بغداد التي اصابها في الصميم الفساد المالي منذ اكثر من 12 عاماً , لم يرى المواطن سوى الخراب والاهمال يتضخم بشكل هائل , ويسمع بين فترة واخرى ترهات مجنونة ومضحكة بالمسخرة الحقيرة والهزيلة  , بأن بغداد انظف من دبي ونيويورك وطوكيو , ولكن ليس على الواقع الفعلي , بل على لسان هؤلاء الحثالات المعتوهة  , الذي وضعهم القدر الاعور على دفة بغداد , مما خلقوا واقع مزري وخطير على صحة المواطن . بأن تكون بغداد اوسخ واقذر عاصمة في كافة ارجاء عواصم العالم . بأن تكون بغداد تتمرغ بالقمامة والازبال ,  وحسب مقولة هؤلاء حثالات المسؤولين . بأن الوساخة والقذارة من الايمان , وبغداد بهذا الايمان تكون في مقدمة عواصم العالم الفقيرة وبالفرق الكبير . بعد ما  كانت بغداد ترفل  بحلتها الزاهية مدعاة فخر واعتزاز  وحسد من عواصم البلدان المجاورة . بغداد فقدت بريقها وهي تعاني الشيخوخة , بأن تكون موحشة ينعق فيها الخراب والاهمال حتى في هذه الايام , اعياد الميلاد واستقبال العام الجديد . هكذا انتصر النهب واللغف والاختلاس والاحتيال على بغداد , واوقعها صريعة  الوحشة والاهمال والخراب , . فسلاماً على اهالي بغداد بهذا المصير الاسود لبغدادهم . التي كانت يوماً عروساً زاهية تتبختر بالكبرياء , انها تعاني وتكابد الخراب والموت البطيء , واميرة بغداد نائمة على وسائد حريرية في قصر مسدود . وكذبت بوعودها الرنانة والطنابة الصادحة  . بأن بغداد ستكون انظف , ولكن حسب عقيدتها الايمانية , بأن بغداد ستكون اوسخ واقذر مدينة في العالم , سلاماً لاميرة بغداد الغافية في سبات النوم . بأن نبوءتها ووعدها قد تحقق , في الاهمال والفساد المالي
جمعة عبدالله

467
شجاعة شابة ايزيدية امام مجلس الامن

وقفت بشجاعة  تستحق الثناء والتقدير الشابة الايزيدية   ( نادية مراد باسي طه - 21 سنة  )  امام مجلس الامن , الهيئة الدولية   , لتروي كوابيس الرعب والوحشية والهمجية السادية , بالتفاصيل الدقيقة  التي تتعدى حدود العقل والمنطق  ,  في الممارسات الوحوشية لحثالات الادمية من جرذان داعش المجرمين ,  في عقولهم الشاذة والهمجية التواقة الى سفك الدماء والقتل والاغتصاب الوحشي , وعن تفاصيل الكوابيس المرعبة , التي تعرضت لها في بربرية همجية  الطائفة الايزيدية في مناطق الموصل وضواحيها خلال الاحتلال الداعشي , وفي ارتكاب جرائم الابادة الجماعية لكل الاقليات الدينية , بما فيها الطائفة الايزيدية , من عمليات قتل واعدامات جماعية  مرعبة وكذلك في التعذيب الوحشي , واغتصاب الفتيات بغريزة  الشاذة والسادية  , ثم عمليات بيع وشراء للفتيات  في تجارة الرقيق . وتحدثت بالتفاصيل المرعبة الفضائع الوحشية , التي لم تخطر على البال من سلوكيات هجينة  للوحوش والمجانين من داعش  , في روحية  عدوانية بالسموم الحقد الاعمى والمسعور في جرائم الابادة بحق الانسانية   , بحيث تمت تصفية بالقتل الجماعي خلال ساعة واحدة  اكثر من 700 ضحية  بما فيهم اخوتها الستة .  وروت الاحداث المأساوية وهي تغالب دموعها وتخنقها العبارات , عن الوحشية السادية التي تعدت حدود العصور الوحشية والهمجية . بأن تجعل الحياة جحيم حقيقي للرجال والنساء والاطفال من الطائفة الايزيدية . وتطرقت الى حالات الاغتصاب الجماعي , وتناوب على الوحشية بالغريزة الجنسية بصفات البهائم الشاذة , لاكثر من 150 فتاة ايزيدية , وكيف تناوبوا على اغتصابها حتى فقدت الوعي , وكيف عاشت كابوس الرعب خلال ثلاثة اشهر , حتى محاولة الفرار الجريئة ونجاتها من رعب الوحوش الشاذين . ان المحنة الحياتية المأساوية والانسانية للطائفة الايزيدية , تبقى وصمة عار في جبين الانسانية . لذلك يجب تحشيد كل الجهود العسكرية والمدنية , لمعرفة مصير اكثر من 5000 آلاف رجل وامرأة وطفل مازال مصيرهم مجهول , ان عظم المعاناة الكابوسية التي تعرضت لها الفتيات من الطائفة الايزيدية ومنهن الشجاعة الجريئة ( نادية مراد باسي طه ) التي نقلت مأساة طائفتها الى العالم والضمير الانساني , كوابيس الرعب  في ظل  احتلال وحوش داعش المجرمين في  المدن والمناطق التي استولت عليها  , بأنها تعدت الوصف من السلوكيات  من التعذيب الوحشي والذبح الى المتاجرة بالفتيات  , من هؤلاء الشواذ الذين يتاجرون بالدين , بالممارسات الوحشية السادية , التي لا يتقبلها العقل والاخلاق والشرائع الدينية السماوية , سوى شريعة الوحوش السائبة والضالة . لا بد من توحيد الجهود لوضع حد لهذه المآسي الانسانية , وعلى الحكومة العراقية ان تولي اهتمام حقيقي وجدي لمأساتهم  , لانهم جزء من الشعب العراقي , ولهم كل الحقوق اسوة مع حميع المواطنين العراقيين  , في تقديم كل اشكال الدعم والمساعدة على تحرير الرجال والنساء والاطفال المختطفين , والاسراع في تحرير اراضيهم , حتى يتسنى العودة الى ديارهم , وتقديم كل العون والاسناد المادي والمعنوي , الى الايتام والارامل والناجيات من الرعب والكابوس الداعشي الوحشي . يجب الوقوف بجانبهم بكل الوسائل , وتقديم كل الدعم والتضامن الانساني , وتوفير الظروف المناسبة , في تخفيف اعباء معاناتهم الانسانية , وهذا جزء من الواجب الوطني والمسؤولية الوطنية . وان هؤلاء الوحوش الادمية من جرذان داعش , يجب ان ينالوا العقاب الصارم لوحشيتهم السادية التي تعدت حدود العقل . ان تشديد الحصار وضرب بقوة هؤلاء الوحوش الادمية , حتى يتحرر العراق من رجسهم الاسود . ان هذه الحثالات الادمية سيكون مصيرها الاندحار والهزيمة , وان النصر لقريب
جمعة عبدالله

468
لا يمكن كسر الصلافة التركية إلا بقوة الشعب
عجزت حكومة العبادي , في اجبار الحكومة التركية على الانسحاب الكامل , وليس الجزئي من الاراضي العراقية , واحترام السيادة العراقية . ان هذا التعنت بعدم الاستجابة الى حقوق العراق بعدم الخرق والانتهاك , وبعنجهية الغازي المحتل , يعود الى ضعف الحكومة العراقية في ادارة الازمة بما يخدم المصالح الوطنية , بل اثبت الواقع عن تشتتها وتنافرها , في حفظ سيادة العراق الوطنية , حيث  دخل هذا الاحتلال التركي , في اورقة القادة السياسيين , الذين يضعون مصالحهم الذاتية والشخصية فوق المصالح الوطنية , فقد ادخلوا الغزو التركي في دهاليز مصالحهم السياسية الضيقة , وفي النفاق والمزايدات السياسية  الرخيصة , فقد اظهروا بأنهم اضعف من المحافظة على حرمة العراق ومصالحه الوطنية  , لذلك يتعنت المحتل الغازي بالانتهاك بعدم انسحاب قواته الغازية , لانه يدرك جيداً عجز توحد القادة السياسيين في مسألة  الاحتلال التركي . فوزير الخارجية ( ابراهيم الجعفري ) بدأ عارياً ومتخلفاً  جداً عن اداء واجبه ومسؤوليته , في العمل الجاد الحقيقي في افهام الدول وحشد الرأي العام الدولي , وتأييد الدول الفعالة في مجلس الامن  , في الضغط على الجانب التركي الى الاستجابة على الطلب العراقي بالانسحاب الكلي , فحول ازمة احتلال الاراضي العراقية بتواجد القوات التركية دون علم ودراية وموافقة الحكومة العراقية , الى مسألة ثانوية الى مشاورات ومحادثات وتبادل الوفود من كلا الطرفين . كأن هناك شكوك وجيهة في السيادة العراقية  , والشكوك في تواجد القوات التركية بين غطاء الشرعية أم لا . بدلاً من الضغط على الانسحاب وتقديم طلب عاجل الى مجلس الامن في عقد  جلسة طارئة تبحث انتهاك القوات التركية للاراضي العراقية .  وكذلك ( ابن اوى ) يظهر بالحمل الوديع , ويحشر نفسه بالدفاع عن حرمة وسيادة الوطنية العراقية . كأنه لم يوقع في عهده الكارثي , الاتفاقية الامنية بين العراق وتركيا عام 2007 , يسمح بموجبها بتوغل القوات التركية داخل الاراضي العراقية , لذلك تتعلعل وتتذرع الحكومة التركية بتواجد قواتها وفقاً لبنود هذه الاتفاقية الامنية , وتعطيها الحق بالتواجد وعدم الانسحاب , ومن مصائب القدر الاسود اللعين , يشترك ( ابن اوى ) في المظاهرات الاحتجاجية في ساحة التحرير , التي احتشدت بعشرات الالوف المطالبة بالانسحاب الكامل , واحترام السيادة العراقية , وشجب الاحتلال . وكأن ( ابن اوى ) لم يسلم ثلث الاراضي العراقية الى تنظيم داعش الارهابي , بما فيها سقوط الموصل الشنيع , خلال ساعات محدودة , , وكأنه لم يكن مسؤولاً عن الاتفاقية الامنية المشؤومة , والآن تتذرع بها الحكومة التركية بعدم الانسحاب والتواجد في الاراضي العراقية , بدعوة بأنها لم تنتهك السيادة العراقية بموجب الاتفاقية الامنية بين البلدين . لذا فأن  حكومة العبادي ستجد نفسها ملطخة بعار الهزيمة في الاحتلال التركي بأن يكون حقيقة والى مرامي مريبة بالطمع  , اذا ظلت تعتمد على هؤلاء القادة السياسيين المنافقين , الذين يضعون مصالحهم الضيقة والشخصية , فوق مصالح الوطنية العراقية . يجب الاستعانة بالشعب في هذه الازمة الخطيرة . لان دول الجوار وجدوا بغيتهم في دعم  مصالحهم واطماعهم العدوانية تجاه العراق , من خلال هؤلاء القادة السياسيين  , الذين يمثلون اجندات الخارجية بالضد من المصالح الوطنية , وهم اصابع اجنبية تفقه عيون العراق والعراقيين . , لذا فان الاعتماد على قوة الشعب كفيلة بدحر العدوان التركي  واجباره على الانسحاب الكامل , والتجربة الفرنسية شاهد حي يبرهن على ذلك . . حين حول الشعب الفرنسي انتصار حزب الجبهة الوطنية ( اليمين المتطرف ) بقيادة ( مارين لوبان ) الى هزيمة ساحقة , بعد ان احتل المرتبة الاولى في الانتخابات البلدية في الجولة الاولى في عموم فرنسا , ولم يحصل على اي منطقة , وحتى المناطق 13 , الذي جاء الاول بها والقريب جداً من تحقيق الفوز الكبير فيها , خسرها جميعها , بعد المشاركة الجماعية من الناخبين بالنسبة الكبيرة والقياسية في المشاركة في التصويت , وتحول انتصار اليمين المتطرف الى هزيمة ساحقة , لذا على السيد العبادي ان يختار بين جبهة الشعب , وبين جبهة السياسيين المنافقين , الذين لم يتوانوا عن بيع العراق بسعر رخيص , من اجل مصالحهم الشخصية , آن الآوان اختيار الشعب , اذا اراد العبادي انقاذ العراق من الازمات الطاحنة التي تعصف بالعراق
جمعة عبدالله

469
ملاص . ملاس . علاس . لحاس والجريمة واحدة

تنطبق مقولة ( ادا لم تستحي فأفعل ماتشاء ) على الكتل السياسية الحاكمة , التي تتعارك وتتحارب وتتنافس  بالاظافر والانياب , على الغنيمة والفرهود , واصبح العراق حلبة سباق , من يلغف وينهب ويسرق اكثر , ينال وسام الشرف والبطولة  , بالعزة والشهامة والاخلاق , لذلك لم تتنازل الكتل السياسية الحاكمة , عن الفرهدة والسرقة واللصوصية , حتى لو قامت القيامة , لان السرقة اصبحت المبدأ والعقيدة والايمان لهم  , لذلك فهم عصابات مافيا وليس احزاب لها قيم ومبادئ في خدمة العراق  , واذا وجدوا تصدع في نشاطاتهم بالسرقة والاختلاس , يهددون بالويل والثبور وبمجاليق النار الحارقة ببراكينها الماحقة  , تحرق اي شيء يقف في طرقها , حتى لو تحول العراق الى خراب  , او تحول الى فحم ورماد ودخان , لذلك تدرس كتلة ائتلاف الوطنية بزعامة ( اياد علاوي ) اختيار الانسحاب من الحكومة , نتيجة لقرار رئيس الحكومة السيد حيدر العبادي , في  اقالة وزير التجارة الهارب ( ملاص محمد عبدالكريم الكسنزان ) لغيابه عن مهامه اكثر من شهر دون عذر مشروع . وهدف انسحاب كتلة علاوي , هو لتغطية والتستر على فساد المالي ونهب الاموال في  وزارة التجارة , وهروب الوزير ,  جاء بعد ان  خرجت روائح الفساد المالي التي عطت بروائحها العفنة عطنة في كل مكان , وصارت محل تندر وتهكم وسخرية من السرقات العلنية في وضح النهار , والكل يتحدث عن الارقام الكبيرة للاموال المسروقة من الوزارة , بطلها الصنديد ( ملاس ) بعد ان  بدل اسمه الى ( ملاص ) والسبب , هو بأن المفوضية العليا للانتخابات , شطبت اسمه من سجل المرشحين للانتخابات البرلمانية عام 2014 , بسبب لانه محكوم عليه من المحكمة الاتحادية مع شقيقه ( نهرو محمد عبدالكريم كسنزان ) بالسجن عشرة اعوام في تاريخ 14 - 4 - 1999  , بتهم السرقات والسطو ومنها جرائم القتل , وجملة جرائم مخلة بالشرف , عندما كان اسمه آنذاك ( ملاس محمد عبدالكريم الكسنزان ) ثم يظهر في العهد الجديد تحت لواء قائمة علاوي , بأسم جديد ( ملاص محمد عبدالكريم الكسنزان ) وصعده القدر الاسود الى منصب وزير التجارة , ضمن حصة قائمة انتلاف الوطنية بزعامة ( اياد علاوي ) ويكون ضمن التشكيل الوزاري الحالي ضمن حصص الكتل السياسية الحاكمة, في دولة اللصوص والحرامية , دولة خري مري . ولحد الان لم يعرف حجم سرقات وزير التجارة الهمام ( ملاص او ملاس ) لانه في دولة القرقوش  تحكمها عصابات المافيا , ولان السلطة القضائية تغط في سبات عميق , والسيد العبادي يخاف من خياله , ويرتعد خوفاً ورعباً , ولانه شخصية ضعيفة مهزوزة , صار كرة قدم تدفر  بين اقدام الفاسدين , ولان كل تهديد كتلة نيابية , يسرع اليها ليبوس احذيتها لرفع التهديد , والكاتب ( سليم الحسني ) محق في الاشارة , بأن اختيار العبادي في منصب رئيس الوزراء , وهم يعرفون ان شخصيته ضعيفة ومهزوزة , حتى يظل العراق لهم غنيمة للفرهود , لذلك جاء هذا التهديد القرقوشي من كتلة ائتلاف الوطنية , من اجل ان تظل وزرة التجارة بقرة حلوب تدر الحليب والذهب والياقوت والاخضر , وحتى لو كان في وضح النهار , ألم يحولوا العراق الى دولة فاسدة في مقدمة الدول الفاسدة , ألم يحولوا العراق الى دولة الخراب تنعق بها الغربان . ألم يجعلوا المواطن بين نارين بين الارهاب الدموي , الذي يحصد الابرياء يومياً , وبين الفساد المالي وافلاس خزينة الدولة . والآن المواطن المغلوب على امره ,يجب ان  يدفع فاتورة الازمة المالية والاقتصادية . لو كان هناك ذرة شرف واخلاق وضمير عند الكتل السياسية الحاكمة , لدفعوا العبادي النائم وعورته مكشوفة لداني والقاص , ان يرسل وزير التجارة الحرامي الهارب ( ملاص او ملاس ) الى المحكمة الاتحادية بجرائم السرقة واللصوصية وخيانة الواجب والمسؤولية , لسعت حكومةالعبادي ( خيال المآته ) ان تحصي قيمة الاموال المسروقة من وزارة التجارة , لقدمت بطلب رسمي  الى الشرطة الدولية ( الانتربول ) بجلبه مقبوضاً عليه , ولتدع قائمة ائتلاف الوطنية تنبح وتنعق في تهديدها ليل نهار . لابد ان يضع حد لشراسة الفساد المالي في العراق
جمعة عبدالله


470
من يأخذ بحق المصابين بالسرطان من المجرم عبدالفلاح السوداني ؟
واخيراً اعلنت السلطة القضائية ( محكمة جنايات كربلاء ) حكماً غيابياً بالسجن 7 سنوات على وزير التجارة الاسبق . المجرم الهارب ( عبدالفلاح السوداني ) حكم في قضية واحدة فقط ( الشاي الفاسد ) . فيما اشارت بأن المحكمة أيدت قرار الحجز الصادر بحق امواله المنقولة وغير المنقولة . هذا الحكم المخفف والملطف والمتساهل جداً جداً , في الحكم على قضية واحدة من جملة القضايا التي ارتكبها عمداً وقصداً , والتي عناوينها الفساد المالي والاجرام البشع والشنيع . ان هذا الحكم الخجول تناسى نهب اموال الحصة التموينية , والتي تعد قيمتها بالمليارات الدولارية , تناسى عمداً جريمة توزيع مفردات الحصة التموينية بالمواد الفاسدة والمسرطنة . التي سببت في اصابة عشرات الالاف المواطنين بمرض السرطان الخبيث . وتناسى الحكم المطالبة بجلبه مقبوضاً عليه بواسطة الشرطة الدولية ( الانتربول ) مع ان الحكومة البريطانية , صرحت مراراً وتكراراً استعداها التام بتسليم المجرم الهارب ( عبدالفلاح السوداني ) الى الحكومة العراقية , اذا طلبت ذلك . هكذا تصبح الجرائم الكبرى بفضاعتها وبشاعتها , جرائم بسيطة وعادية لا تستحق الاهتمام والمتابعة , في ظل حكم الاحزاب الاسلامية الحاكمة , اذا عرفنا بأن المجرم البشع هو ابنهم الشرعي ومن قياداتهم الحاكمة  , التي تتشابه معه في الاجرام ونهب الاموال بكل الطرق الشيطانية , حتى لم تخطر على عقول الابالسة  واولاد الحرام , وان التستر على الفاعل الحقيقي هو التستر عليهم , وحتى لو كان سبب بموت عشرات الالاف العراقيين المنكوبين من حكمهم البغيض  , لذلك فأنهم سمحوا للمجرم الهارب بكل وداعة وحرية ان يهرب خارج العراق محمولاً بحقائب الاموال المسروقة , ليعيش في جنة ونعيم , بينما المواطن العراقي المظلوم يعاني شظف الحياة القاسية , والامراض الجرثومية الخبيثة , التي لاشفاء ولاعلاج , وانما تضع المصاب بمرض السرطان الخبيث , ان ينازع جرعات الموت البطيء , وهو ينظر بعذاب مؤلم حتمية موته , هكذا يكون العراق في عهد الاحزاب الاسلامية , حقل تجارب كالفئران في المختبرات الكيمياوية , من اجل ان تتنعم الضمائر الميتة بجنة الخلد والنعيم  , بأن يكون العراقي مشروع موت محقق  , سواء بالارهاب الدموي , او بالامراض الجرثومية الخبيثة ومنها مرض السرطان . هكذا وبكل بساطة ينزلق العراق الى الخراب المدمر , الى اسفل الهاوية السحيقة , بينما المرجعية الدينية , التي جاءت هذه الطفيليات والطحالب المجرمة , تحث ثوبها وبركاتها  , وهي ( المرجعية الدينية ) تدغدغ عواطفهم وضمائرهم الميتة , بالعطف والرحمة والشفقة في تعاملهم مع المواطن , وهي تنادي لمن لا  حياة له , ولم تهددهم بالعقاب والقصاص العادل  , لكل مجرم فاسد يرتكب جرائم بشعة كجرائم المجرم الهارب ( عبدالفلاح السوداني ) , وحقاً كان عهد المالكي الكارثي الذي سلم مفاتيح الدولة والخزينة الى اللصوص والحرامية , دون وازع ضمير واخلاق وشرف , . ان هذا قرار الحكم الخجول من المحكمة , جاء بعد المظاهرات الاحتجاجية المتواصلة ايام الجمع , وقرار المحكمة يخلو من التطبيق التنفيذي , لذلك حكومة العبادي تلوذ بالصمت المشين والمهين , كأنها فقد حاسة السمع , لم تسمع ولم تقرأ , والدليل على ذلك بعدم الاستجابة والتعليق على قرار الحكم . كأنها غير معنية , ولا صاحبة العلاقة والمسؤولية , وهذا الصمت المشين يضعها في الف علامة استفهام وتساؤل , وبأنها مغلولة اليد باصفاد واغلال الفاسدين والمجرمين , فهي لا تطالب بجلب المجرمين , ولا تطالب بعودة الاموال المسروقة , وانما على الشعب ان يتحمل هذه الجرائم الكبرى , وحتى النظام الدكتاتوري البغيض والبشع , لم يصل الى حالة توزيع المواد الغذائية الفاسدة والمسرطنة , في مفردات البطاقة التموينية الى المواطن  . ولكن في عهد الاحزاب الاسلامية الحاكمة , تصبح ظاهرة  وعادة روتينية , دون  محاسبة وعقاب , وهي بهذا التصرف البشع المخالف للاديان والاخلاق والضمير تضع نفسها في قفص الاتهام   . والسؤال الكبير , هل يطبق وينفذ  حكم المحكمة الصادر بحق المجرم البشع , الجواب كلا والف كلا , لانه من طينتهم ومن اخلاقهم وخصائلهم , والمشكلة الكبرى الخوف ان يكشف شراكائه في الجرائم , وهم قياداتهم الحاكمة
جمعة عبدالله


471
منْ المستفيد من اشعال نار الفتنة  بين الشيعة والاكراد ؟

اتسمت العلاقة التاريخية على مر العصور والعهود , بروابط متينة وصلبة , لا يمكن تصدعها وتزعزعها , مهما حاول الحكام الطغاة تقويضها بالاساليب الارهابية والوحشية , لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع , والدليل على ذلك ممارسات النظام الدكتاتوري البغيض , في دق اسفين في هذه العلاقة التاريخية وتخريبها , بزرع بذور الشوفينية والعداء والحقد الاعمي , وفي الدس الرخيص والتضليل وتزييف الحقائق بالاكاذيب والمكر , من اجل التطبيل لثقافته الارهابية في شق وحدة الشعب , وزرع الخلاف والتأزم والعداء  . فقد نالت  الشيعة العذاب والهوان والمحن , من امتلاء السجون وممارسة التعذيب الوحشي , وحرب الابادة في زجهم في حروبه المجنونة والرعناء والطائشة  , الى الاعدامات بالجملة , الى المقابر الجماعية . اما ممارساته الوحشية ضد الاكراد , فقد اتسمت بالسلوك النازي الشوفيني العنصري , من سياسة الارض المحروقة , الى تدمير وتخريب الآف القرى والقصبات , الى الحملات الدموية بالجملة , الى حرب الانفال التي طالت اكثر من 180 ألف ضحية بريئة , الى سياسة التهجير والابادة  الجماعية . الى سياسة الدس والتحريف والتضليل , بهدف خلق عداء متجذر بين الشيعة والاكراد , لكن حدث العكس , بأن العلاقة تجذرت وتوثقت اكثر من اي وقت مضى , واصبحت ارض كردستان تحتضن المعارضة العراقية ومن ضمنها الاحزاب الشيعة , من اجل الحفاظ على هذه العلاقة التاريخية بين ابناء الوطن الواحد . وبعد مجيء العهد الجديد , استمرت هذه العلاقة في المشاركة في الحكم وادارة شؤون العراق وتوثيقها بالدستور الجديد  . رغم ان محاولات التخريب لم تهدأ ولم تتوقف , بل اتخذت منحى اخر في التقويض والتحريض , بخلق ازمات ومشاكل وعقبات وعراقيل  , في محاولات تصدع هذه العلاقة التاريخية , وزادت وتيرة التخريب  اكثر في عهد المالكي الكارثي , في المحاولات الحيثيثة الى دفعها الى التأزم والاحتراب , وحتى وصلت الى حد  الصدام المسلح  الوشيك , لكن مساعي الاحزاب الشيعية الاخرى , نجحت في افشال محاولة المالكي , في حل الخلافات بالطرق العسكرية والاحتراب والفرقة , في دفعها  الى اتون الحرب بين الشيعة والاكراد , وقد فشلت هذه المحاولات ولم تجد احداً من يغرد مع المالكي , إلا نفسه وبطانته وحبربشيته المحيطة به , . وبعد انتخاب العبادي الى منصب رئيس الوزراء , تعود من جديد هذه المحاولات التخريبية في اشعال نار الفتنة , كمخطط متكامل في  افشال العبادي ووضع العراقيل واحداث فوضى تخريبية , وقد زادت وتيرتها بشكل خطير اكثر من السابق  , في افتعال محاولات تخريبية , وخاصة بعد تحرير سنجار واحداث طوزخرماتو , بحرق العلم الوطني العراقي , وعلم اقليم كردستان . رغم ان هذه الافعال الصبيانية مدانة وهجينة ومستنكرة من اي طرف كان , وانها تصب في احداث  الشقاق والتفرقة والتشنج , وبالتالي  قيادتها الى الاحتراب والعنف وهو الهدف المطلوب  ,  يجب ادانة هذه الاعمال الخسيسة والتخريبية بحرق الاعلام , ويجب تضيق الخناق عليها , ومحاسبة ومعاقبة مرتكبيها من  المندسين والمخربين والمأجورين  من اية جهة كانت , ويجب تطويق هذه الاعمال التخريبية وايقافها , وتنقية الاجواء بالتأكيد على اللحمة الوطنية , ونزع فتيل النار بالحوار والتفاهم الذي يخدم الوحدة العراقية بين ابناءه الوطن الواحد  , لذا يأتي تصريح المالكي الاخير , ليصب الزيت على النار . بقوله ( لو كنت في السلطة لاقتحمت الاقليم ) , لذا يتطلب من القوى السياسية  وخاصة الاحزاب الشيعية , ادانة واستنكار هذه المواقف الصبيانية العدائية , والتأكيد على وحدة ابناء الوطن الواحد , وفضح مروجيها , وافشال مخططاتهم المدروسة , في العزف على انغام اخذ  الثأر والانتقام واشعال الحرب بين الشيعة والاكراد . والهدف والغاية في تسميم هذه الاجواء , هي صرف الانظار عن الفساد الفاسدين , من ان تتصدع عروشهم وامبراطورياتهم المالية من السحت الحرام , وبسرقة خيرات وثروات الشعب , واخر ما كشف عن فضائح الفساد الكبرى , اختفاء 10 مليارات دولار برمشة عين او بالعصاء السحرية , وكذلك المخطط المدروس من هؤلاء حيتان الفساد , هو التخلي كلياً عن الاصلاح , ليظل الشعب يدفع فاتورة افلاس خزينة الدولة , وليس الفاسدين الذين نهبوا البلاد والعباد , حتى السكوت بعدم المطالبة برجوع الاموال المسروقة وسراقها الهاربين بالمليارات الدولارية , وهم يتنعموا بالجنة والنعيم خارج العراق , بينما المواطن العراقي المنكوب بهذه حثالات القمامة والازبال , يواجه الجحيم , ان هدفهم تقويض المجابهة مع تنظيم داعش المجرم , وتصب هذه التخرصات الخطيرة بحرق الاعلام , في تقوية وزيادة نفوذ داعش الارهابي وهو المستفيد الاول والاخير  , ان كل مكونات الشعب وخاصة الاحزاب الشيعية , مدعوة الى  لجم وقمع واخماد من يحاول ان يشعل نار الفتنة والفرقة من اية جهة كانت , ولجم الرؤوس الناشفة والمتشددة والخطيرة في اجهاض العلاقة التاريخية بين الشيعة والاكراد
جمعة عبدالله


472
شلة الحرامية في فردوس الحرام
تكشف وثائق المرحوم ( احمد الجلبي ) عن عمق فداحة وشراسة الفساد المالي , بقيادة الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي تحولت بعد استيلائها على مفاصل الدولة , ومقاليد الحكم في الدولة العراقية , تحولت الى عصابات مافيوزية لسرقة خيرات وثروات البلاد , بدم بارد وبضمير ميت , خالٍ عن الناموس والاخلاق , وتحول العراق الى طابو مسجل بأسماءهم في الاختلاس والسرقة , وهم في نشوة الفرح العظيم , وهم يقودون العراق الى الجحيم والموت والخراب , تحت غطاء الثوب الديني المزيف , وهي في الحقيقة ليس لهم دين ومذهب وشريعة , سوى شريعة المال الحرام , لكنهم حاذقين بامتياز في خداع الساذجين والمغفلين والجهلة والاغبياء , وكذلك في العقول المتحجرة في الشعوذة والخرافة بحشر تفاهاتم وخزعبلاتهم السقيمة والهزيلة   , هكذا سيطروا على خناق  الشعب واصبح لهم عبد ذليل ومهان دون قيمة وكرامة انسانية  . واصبحت اسماء الحرامية معروفة ومكشوفة لداني والقاصي , وباتوا هؤلاء جراثيم الفساد لاتخجل ولا تستحي ولا يرمش لها جفن  , اذا وصمت بالطفيليات الفاسدة او بالذباب الوحشي الجائع  , لانها اسقطت ضميرها وشرفها  في المرافق الصحية ,  اوفي مجاري الصرف الصحي  , وصارت تهمة الفساد المالي عندهم , وسام الشجاعة والرجولة والشطارة , وسمة الجاه والمقام العالي . وتأتي سلسلة مقالات الكاتب ( سليم الحسني ) ليسقط اخر ورقة عن عوراتهم , ويسقط  الاقنعة التي خدعوا بها  الشعب المغفل , بثوب الدين والتقوى , وهذه المقالات وثائق دامغة , لتبرهن عن واقعهم الحقيقي , بأنهم حرامية ولصوص , وهذه الشهادات جاءت من داخلهم , وليس من خارجهم . وهي تدعم الوثائق والبراهين  , يجب ان ترسل الى المحاكم , اذا كانت هناك  ذرة هيبة وكرامة للدولة والسيد العبادي , وكشفت هذه المقالات عن مئات الامثلة الحية , من النهب والسرقة والاختلاس , دون وازع شرف وضمير , وبضياع عشرات المليارات من خزينة الدولة الى جيوبهم وجيوب احزابهم , التي صارت عبارة عن امبراطوريات مالية ضخمة ليس لها حدود , وهم يدفعون العراق دفعاً الى الخراب والجحيم والى محرقة الموت  , ولم يستغفر  احدهم , وان يخشى من عاقبة الله والشعب , بأنهم سيكونوا في مزبلة التاريخ رغم جبروتهم الكبير  في ادارة  قيادة الدولة العراقية المشؤومة ,  ومثال واحد من مئات الامثلة , مثال المجرم الفاسد , وزير التجارة السابق ( عبدالفلاح السوداني ) الذي سرق المليارات الدولارات من الحصة التموينية , وابدل مفرداتها بالمواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية والمسرطنة , وهذا بمثابة  عملية  انتقام بشعة ووحشية  , بان تكون هذه المواد الغذائية سموم للموت البطيء , او ان تكون بداية لمرض السرطان , الذي ينتشر بشكل مخيف في العراق . , ليزيد من  عمق الكارثة المأساوية التي تعصف بالعراق . ان هذا الوزير المجرم , تعدى الحدود  في اجرامه بأبادة الشعب العراقي بالمواد الغذائية السامة , كل السفاحين والمجرمين قديماً وحديثاً , بان يتحول الشعب العراقي الى حقل تجارب للموت البطيء  , وحين ارادوا هؤلاء الحرامية المشرفين عن شؤون الدولة , ان يتخلصوا من  المجرم ( عبدالفلاح السوداني ) كان جوابه صاعقاً افشل محاولاتهم واصابهم الشلل  , وحسب مايذكر الكاتب ( سيلم الحسني ) في احدى مقالاته الاخيرة  , بان ( الوزير عبدالفلاح السوداني , هدد بأنه سيكشف عن كافة الصفقات التي منحها لمسؤولين كبار في الحكومة , فيما لو تم اعتقاله , وقد انتشر تهديد السوداني بسرعة فائقة بين الكتل والكيانات , وتعاملوا مع تهديده بجدية وخوف , لان الرجل لو دخل السجن , فأنه سيكشف الصفقات التي منحها لهم , ويذكر الاسماء الكبيرة ) ويكشف الكاتب عن هذه الاسماء الكبيرة من  الاحزاب الاسلامية الفاسدة , وهم في مجموعهم يشكلون قوام العملية السياسية , وبيدهم مصير العراق والعراقي , وهم اهل الربط والحل , وهم ( قادة المجلس الاعلى . وحزب الفضيلة , والتيار الصدري , وحزب الدعوة , وتنظيم العراق , وتيار الاصلاح , وكتلة المستقلين , والقائمة العراقية , وجبهة التوافق ) , وماعلى الشعب المغلوب على امره  , ان يردح بنشوة الفرح , هلهولة للبعث الصامد , وان يقلب شعار , بالروح بالدم نفديك يا سفاح . الى , بالروح بالدم نفديك يا حرامي . لذلك كل حق والشرعية   للمظاهرات الاحتجاجية المستمرة دون توقف في تحشيد الآف المتظاهرين  , بأن تترقب نتيجة مطاليبهم من العبادي بالسرعة اللازمة وعدم الاكتفاء باطلاق الوعود المعسولة  بين فترة واخرى , وعلى العباد ان يشعر بالواجب والمسؤولية , في انقاذ العراق بخطوات فعالة بتطبيق الاصلاح دون تأخير وتأجيل , وعدم غض الطرف والتساهل مع الفاسدين والحرامية , بان يكون شجاعاً بضميره وبروحه الوطنية , بمحاسبة ومعاقبة الحرامية وارسالهم الى المحاكم , واسترجاع الاموال المنهوبة والمسروقة , وان مطاليب الشعب ليس بحاجة الى التأويل والتماطل , ضرب الفاسدين . توفير الخدمات . اصلاح وتحسين الواقع المعاشي لذوي الدخول المحدودة والفقراء , وكل  الحق والشرعية لنشطاء الحراك المدني , في اعطاء مهلة شهر واحد  للعبادي , بأن يبدأ بالتنفيذ الحقيقي لوعوده الاصلاحية ( وين الوعد يعبادي ) انهم شلة حرامية وليس احزاب سياسية لها قيم ومبادئ , وان ثوب الدين , هو ثوب الابالسة والشياطين , ولا يمكن ان يكون الدين والمذهب حجة لسرقة والاختلاس والاحتيال , ونهب الغالي والنفيس , وترك الشعب للخراب والموت
جمعة عبدالله


473
وقع العبادي في الفخ وسقطت اوراق الاصلاح
هكذا بكل بساطة نجحت المحاولات في عرقلة الاصلاح وخنقها في مهدها , ونجحت اهداف الفساد والفاسدين في وضع العصي والحواجز في درب تحقيق  الاصلاحات , ونجحت همتهم الخسيسة في الغنيمة والفرهود , وتحصين امتيازاتهم وجنة نعيمهم من المال الحرام , لقد اثمرت جهودهم ونشاطاتهم الحثيثة , في وقف تيار الاصلاح واخماده وتشتته وافراغه من مضمونه  , واسكات الاصوات الداعية الى مكافحة الفساد والفاسدين , لانها تصيبهم في الصميم . وتاتي قرارات مجلس النواب مؤخراً , تتويجاً لانتصار هذه المحاولات  , وبرهن مجلس النواب مرة اخرى , بأنه الممثل  الشرعي , والصوت الحقيقي , بأسم الفساد والفاسدين . وصمام الامان والصيانة والحصانة القانونية للحرامية واللصوص , بأن يشرع بكل حرية ابواب النهب والشفط والاختلاس والاحتيال  , وعبر مجلس النواب بشكل صريح ومكشوف , من خلال التلويح بصريح العبارة بالانذار وبسحب التفويض   من رئيس الوزراء حيدر العبادي , وتحذيره بان كتاب الاستقالة وحجب الثقة وعزله  جاهز لديهم  , اذا تطاول ومس حقوق الحرامية واللصوص , ومنعهم من الفرهدة  والفرهود وسرقة الاموال الدولة وخيرات البلاد . وهذا يعتبر انتصاراً كبيراً وباهراً الى المالكي ( حرامي العراق الاول  ) وحبربشيته واعوانه وخدمه وعبيده , وما لف لفهم من الاحزاب الاسلامية الفاسدة الى حد  العظم , بان يقفوا في جبهة متراصة وقوية ومتماسكة , ضد ارادة عموم الشعب العراقي , وان يقفوا ضد المد الشعبي والمرجعية الدينية , التي طالبت بتحقيق الاصلاحات الحقيقية , وضرب بيد من حديد الفساد والفاسدين , حتى بح صوتها من المناشدات والمطالبات والدعوات  المتكررة بين فترة واخرى , لانهم  وجدوا الاذان الصماء المحشوة بالشمع من العبادي , لهذا يأتي قرارمجلس النواب , بأن  الاصلاحات التي اقرها العبادي , من معالجة سوء الادارة والخدمات . مثل الكهرباء والمياه والبلدية , والخدمات بالجانب الصحي والتعليمي , بانها نتهاكاً للدستور , لذلك تعتبر ملغية وغير شرعية وغير قانونية , بما فيها الغاء نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء , بحجة  عدم مشوارتهم بها وطرحها على مجلس النواب , وهم يناقضون انفسهم , اذ سبق التصويت على خطوات الاصلاحات بالاجماع مجلس النواب  , ولم يعترضوا على فقرة واحدة منها . ولكن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء  الغاء تصويتهم بالاجماع السابق  , لان الرياح والمناخ السياسي تغير وتبدل في التعامل السياسي  , وبرهن لهم بشكل جلي ووضوح كالشمس  , بان العبادي بطل من ورق , بشخصيته الضعيفة والمهزوزة والمرتجفة والخائفة من ظل خيالها , اعطاءهم الفرصة للانقضاض عليه وركبه  , وتحويله الى بيدق شطرنج , كالدمية يحركونه ويتلاعبون به وفق مايشتهون ويرغبون , لذلك تحولوا من موقع الدفاع الى موقع الهجوم . فقد خسر السيد العبادي الدعم والاسناد الكبير من الشعب والمرجعية الدينية , بان يقف بحسم وشجاعة في تنفيذ وعوده الاصلاحية التي اعلنها , لكنه تردد بخوف وضعف وفشل , حتى سقط في الفخ تحت اقدام الفاسدين , ونجحوا قادة الخراب العراقي , الذين قادوا العراق الى الارهاب الدموي وافلاس خزينة الدولة , وبذلك اصبح العراق   يعاني  من شحة الاموال والازمة المالية والاقتصادية ومن العجز الكلي , واجبار العبادي بان يتخذ قرار  بدفع فاتورة افلاس الدولة , هم اصحاب الدخول المحدودة ,  ان يكونوا كبش فداء للازمة الاقتصادية والمالية في سلم الرواتب الجديد  , بينا يظل الفاسدين الذين نهبوا البلاد والعباد دون مس شعرة واحدة من جنة الخلد التي  يسبحون فيها  . وليثبت العبادي بأنه شخصية فاشلة ومهزوة وضعيفة , غير جدير بمنصب رئيس الوزراء
جمعة عبدالله

474
الى متى يستمر المالكي في الدور التخريبي ؟

جاء في بيان حزب الدعوة لصاحبه نوري المالكي ( حرامي العصر ) بانه قرر سحب التفويض الذي منحه الى رئيس الوزراء حيدر العبادي , وان نوابه قرروا سحب التفويض والثقة على العبادي , ويدعون الكتل البرلمانية ان يدعموا موقفهم في افشال العبادي ونزع الثقة عنه وبالتالي تغييره . وتأتي هذه المتغيرات في محاولة ابعاد العبادي من المنصب والسلطة , وهي متوقعة من حزب الدعوة واعوان وحبربشية المالكي , في محاولة الاسقاط وافشال العبادي , بذريعة عدم استشارتهم في قرارات الاصلاح , وهي محاولات العرقلة , ووضع العصي والعثرات والعراقيل , في عمل العبادي وحكومته , ولكنها تأتي باعلان الحرب بشكل صريح , من اجل اختيار شخصية اخرى لمنصب رئيس الوزارء , يكون محبس في ايدي المالكي , يحركه وفق مايشتهي ويرغب ويريد , انهم يقلبون الطاولة على رأس العبادي واحراجه , في ظل الاوضاع السيئة التي تعصف بالعراق بالاخطار الجسيمة , وتنذر بوقوع كارثة دموية فادحة اكثر من اي وقت مضى . ان هذه المحاولات التسقيطية التي يقوم بها المالكي واعوانه وحبربشيته وخدمه , بدأت منذ اليوم الاول منذ تنصيب واختيار العبادي في منصب رئيس الوزراء , وكانت تجري المحاولات التخريبية والمؤامرات والدسائس , على قدم وساق ولكن بشكل سري , والآن تطفو على السطح على المكشوف والعلن بشكل صريح , رغم انوف الجميع وضد الجميع , وهم يستغلون تردد وضعف العبادي في رفع راية المجابهة ضد الفساد والفاسدين , وهذا الانقلاب في اعلان التمرد على الحكومة والدولة , بشكل شيطاني ماكر وعاهر , يستغلون مشاعر المواطنين الغاضبة بالغليان الشعبي العارم , ضد قرارات التي اتخذها العبادي , في سلم الرواتب الجديد , الذي يطيح باصحاب الدخل المحدود , ويترك كبار المسؤولين في عدم التحرش في سلم رواتبهم ونعيمهم وفسادهم المالي والاداري , ويتيح للفاسدين ان يستمروا في سرقاتهم واختلاسهم لاموال الدولة وخيرات العراق , دون حرج وخوف وقلق , , ويستغلون حالات التذمر الواسعة ونفاذ صبر الشعب , في التلكؤ في خطوات الاصلاحات الحقيقية المتعثرة , خوفاً من عواقب المجابهة المحتدمة مع جبهة الفساد والفاسدين , التي مازالت جبهة  قوية وشكيمة وصلبة  , ولن تهزها اقوال وتصريحات العبادي الاعلامية الفارغة  , لانهم على يقين ثابت , بأنه عاجز ان يتخذ خطوة صغيرة ضدهم , لانه لايملك الشجاعة والجرأة , ان يقف منتصب القامة امامهم , ويستغلون افلاس خزينة الدولة المالية , وشحة الاموال , والعجز المالي الكبير , بعد عمليات النهب واللصوصية , الواسعة والشرسة , بان الازمة المالية والاقتصادية تأخذ بخناق الدولة والمواطن , دون بارقة امل في معالجة نار الازمة بشكل صائب , بحيث لاتتأثر فيها  معيشة ذوي اصحاب الدخل المحدود , والعبادي الضعيف لا يتجاسر على اتخاذ القرارات الجريئة والشجاعة , ضد الفاسدين في محاسبتهم , وارجاع الاموال المسروقة والمنهوبة , وهي تعد بعشرات المليارات الدولارية , التي نهبت وشفطت في وضح النهار وتحت رعاية الدولة , في اختلاس شرس تعدى حدود العقل والمعقول , الذي وصل الامر ان يئن العراق بوجع الافلاس  و الازمة الاقتصادية , التي تجعل العبادي يتخبط في خطواته , التي تجعل المواطن الفقير ان يكون كبش فداء للازمة المالية والاقتصادية . ان اعلان المالكي بعدم التقيد والانصياع , بالغاء منصب نائب رئيس الجمهورية , ويعلن بكل استخفاف واحتقار الى السيد العبادي , بأنه باقِ في منصب نائب رئيس الجمهورية , ويتمتع بمسؤوليته , رغم انف العبادي المهزوز والضعيف والمرتجف والخائف , الذي يدفن رأسه في الرمال جبناً وخوفاً وهروباً من المجابهة الصريحة , ان هذه المحاولة التي تشبه العصيان والانقلاب , وتدخل في سياسة كسر العظم , في ظل الاوضاع الخطيرة والسيئة التي يمر بها العراق , وفي احتدام الصراع السياسي الى اقصى مراحل الخطر . ان هدف المالكي واضح للجميع ( اما السلطة او الجحيم للعراق والعراقيين ) وهو ايضاً يستغل تردد الاحزاب وخاصة الشيعية , في الوقوف ضد الخطر الجسيم الذي يقوده المالكي , انهم قلباً وقالباً مع المالكي , حتى يستمروا في السرقة واللصوصية . ان عنتريات المالكي تجد صدى ايجابي عندهم , رغم انها تقود العراق الى الخراب والدمار . لذلك امام العبادي يحسم امره ,  ولا ان يقف في منتصف الطريق دون حسم  , لان العواصف ستجرفه وتقلعه بسهولة  , لذا عليه ان يختار , لان الاوضاع السيئة والخطيرة , لاتتحمل التأخير والتأجيل والمماطلة . اما البدأ بشكل حقيقي بخطوات الاصلاح وضرب جبهة الفساد والفاسدين , واما ان يظل متقوقع في دائرة الخوف والجبن والهروب , وسيكون لقمة سائغة في قلعه من السلطة والمنصب , كالشعرة من العجين . عندها لايفيد الندم والحسرة وعض الاصابع . ان الشعب يترقب بصبر نافذ الى مجابهة الفساد والفاسدين , وعودة الاموال المسروقة , وهي كافية بتخطي الازمة المالية والاقتصادية , عندها لا حاجة الى سلم الرواتب الجديد , بل بالعكس سيكون هناك فائض مالي كبير , يدعم الخدمات والمواطن
جمعة عبدالله

475
رواية ( منعطف الصابونجية ) وهموم البيت البغدادي
تعتبر رواية ( منعطف الصابونجية - 130 صفحة ) هي الرواية الاولى للكاتبة العراقية ( نيران العبيدي ) وهي تقتحم عالم الرواية بابداع يستحق الاعجاب والثناء , في طرقها مواضيع حيوية وحساسة , وبلغة السرد الرشيق ,  وتكتيكات وتقنيات الفنية بناصية التمكن القدير  , بعضها جديد غير مطروق , وهي تنقلنا بكل شفافية ولهفة وتشويق في طيات الابداع الروائي  , الى ذلك الزمان بالتحديد في  بدايات القرن العشرين , الذي يعاصر الاحتلالين  العثماني والانكليزي من تاريخ العراق بشكل عام , والتعرج باسهاب الى تاريخ بغداد , والبيت البغدادي وشناشيله  , والموروثات والتقاليد والاعراف السائدة , التي تسيطر على خناق الحالة الاجتماعية وعلاقات الناس والتعامل مع المرأة , من كل جوانبها , وباسهاب مشوق يتعامل مع الحقائق الواقعية , ونتلمس الجهد الخلاق في توليد العمل الروائي المرموق  , واعادة صياغة ادواتها  وفق للموجودات التي تأخذ في تلاليب الواقع وحياة الناس وطرق معيشتهم , ولابد ان نشير الى ثلاثة  دعائم ايجابية في العمل الروائي , وتعتبر اضافة  قيمة  الى الابداع  من خلال التوظيف  الخلاق والمبدع , وهذه الركائز هي :
1 - اعتمدت الكاتبة على عدة مصادر تاريخية مدعومة بالوثائق الموثوقة من تاريخ العراق عامة , وتاريخ بغداد  خاصة , وكذلك اعتمدت على الموروث الشعبي والاجتماعي , من تلك المرحلة المذكورة , والدخول في البيت البغدادي وشناشيلها  , والحارة البغدادية ودروبها وطرقها ومحلاتها ,  واعطاء الاولية في التوغل العميق  والاسهاب في ثناياها  , مما يجعلنا ان نقول , بانها رواية بغدادية خالصة , ببغداد الشعبية , وعلاقات الناس , ودرابينها , ودروب الصابونجية , التي تكثر فيها بيوت الدعارة والبغاء , وشهرتها بين الاهالي .
2 - توظيف بشكل مبدع خزين المعرفة والمعلومات المطلعة بشكل وثيق بمشاكل المرأة العراقية , من خلال مهنة الكاتبة ( محامية وقاضية في شؤون المرأة ) . اتاح لها الاطلاع بعمق ومعرفة ودراية على نطاق واسع  بواقع المرأة ومعاناة التي تعاني منها , من ظلم وعسف المجتمع والموروثات الشعبية  التي تحاصر وتضيق الدائرة على المرأة بالتهميش والتشديد والانتهاك , وخنق بالكامل حرية تصرف المرأة حتى في استشارتها بالزوج المقبل , ان حياة المرأة رهينة واسيرة ومظلومة من التقاليد الجائرة ,  التي تجعل حياتها في ضيق وقهر وهم وشجون , مما يدفعها الى اقتراف الخطوات المتسرعة والمنفعلة , كالهروب من العائلة , رغم المخاطر التي تدفع حياتها ثمن للمجازفة الخطيرة .
3 - قد يكون اسلوب جديد في تكوين العمل الروائي العراقي  , حين تكون افتتاحية فصول  الرواية , بالموروث الشعبي الغنائي , بالاغاني المغناة ذات شهرة واسعة , التي احتلت مكانة خاصة في العقول والعاطفة الوجدانية عند الناس , مما جعل هذه الاغاني نابضة بالتجدد والحيوية , وتظل محتفظة بحيويتها مع مرور الزمن , ان هذا الاستثمار المبدع , يدخل الشوق واللهفة والتمتع بهذه بدايات الفصول  مما يجعل القارئ منشداً بقوة الى تتبع  احداث الرواية , ويقارنها بمغزى  من وضع هذا الاغاني في بداية الفصول  ,  لا شك ان الحنين والتشوق الى هذه الاغاني التي  احتفظت في بروحها الاصيلة , مما جعلها تعيش في الحياة , لانها تدخل في صميم  الروح العراقية , وتكون رفيقة هموم العراقي , من هذه الناحية المهمة , استغلتها الكاتبة  لتنعش الرواية  بالرياح العراقية والبغدادية .
احداث الرواية وشخوصها :
الرواية تتحدث عن عائلة بغدادية ذات حسب ونسب ومعروفة في  وسط الناس , هي عائلة ( الحاج مصطاف ) المكونة من الاب والام ( حسيبة خاتون ) والولدان ( يونس وعادل ) وبناتهما هن ( بدرية وصبيحة  ومديحة ) وكذلك الخدم الذين جاءوا هدية من آل السعدون الى بيت ( مصطاف ) وهما ( مرجان وكتيتي ) وجاءوا من افريقيا عبر طريقة بيع الرق , وهما في عمر عشرة اعوام  , ليدخلا في دروب  معاناة العبودية  وشقاءها , بان تجعلهما ادوات عمل شاق ومضني بانسداد الافق عليهما  , وتركز الرواية الشطر الاعظم لحياة ( بدرية ) لتكون بطلة الرواية بامتياز في حثيثات المتفاعلة في نسق الرواية , وتحوز الاهتمام الخاص بها وبجزئيات حياتها , تبدأ الرواية حين تطئ قدم ( بدرية خاتون ) بطريق الخطأ غير المقصود , هي وشقيقتها وخادمتها الافريقية ( كتيتي ) . في دروب الصابونجية , ولم يخطر في بالها اطلاقاً , بان هذا الخطأ سيكون في النهاية قدرها المحتوم , وسيكون محطتها النهائية في حياتها , وتكون تحت اشراف القوادة ( ريمة حكاك ) , لتعيش في احدى بيوت الدعارة , كبائعة الهوى , وهي تندب حظها العاثر والسيء بالعنوسة التي اصابتها في الصميم , اذ بلغت الثلاثين من العمر , ولم تفلح بالاقتران بالزواج , بسبب عائلتها ذات حسب ونسب , وعليها ان تختار من طبقتها الاجتماعية , وحسب مزاجها ومقاسها , حتى تعطي الضوء الاخضر بالموافقة والرضا , حتى رفضوا عرض ابن عمها ( مرهون ) بالزواج بها ( بدرية : كتيتي يعني إلا بغدادي , منين اجيبه للرجال البغدادي , ويقولون لماذا العنوسة ؟؟ )ص9 . وترتبط بعلاقة عشق  مع ( كرجي ) عازف الكمان , وتتوثق اواصر الحب بينهما , لكن تقف عقبة في طريقها , يمنعهما من المواصلة ثم الزواج والاقتران حياتهما بحياة واحدة , هما الفقر والديانة , لان ( كرجي ) فقير ومن الديانة اليهودية , وهذا يجعل حياتهما في سأم وقهر ومحنة وعذاب , رغم ان ( كرجي ) يشعر بعمق اواصر الحب والغرام بشكل صادق لا مواربة عليه , ويعتبر هذا العشق ( هذه الكمنجة كما اصرت بدرية بتسميتها , اربعة اوتار , وبدرية الوتر الخامس ) ص28 . تهرب ( بدرية ) من بيت اهلها بسبب مقتل شقيقها ( عادل ) بشكل غامض , يحتمل جملة من الاحتمالات بين القتل والانتحار , لذا يصبح البيت بمثابة الجحيم الذي لايطاق ولا يحتمل , بان يصبح سجن قاهر يسد عليها الافق  , ولايحسم إلا بالهروب , ويودعها ( كرجي ) في احدى البيوت , لحين يحسم امره من المعوقات , ولكن الرحال يحط ب ( بدرية ) في احدى بيوت الدعارة الذي تشرف عليه  القوادة ( ريمة حكاك ) التي تعجب بجمالها ورشاقتها , وتعتبرها صيدة ثمينة رابحة , وترضي زبائنها بهذه اللقيطة الغالية الثمن , وتدس المنوم في شرابها , بحجة زفافها الى حبيبها ( كرجي ) , لكنها حين تستيقظ صباحاً , تجد نفسها في احضان رجل اخر , لايمت ملامحه باية صلة الى ( كرجي ) , ومن هذا المقلب يبدأ العد التنازلي , في الانزلاق الى ممارسة الدعارة والبغي , لتكون الزبونة المحبوبة والمرغوبة ( آلاف الايادي والاصابع تلعب داخل احشائي , واستفيق وانا منتشية متجددة في قمة السعادة )ص97 . وهي تلوم اهلها لهذه المنعطف الذي وصلت اليه ( مو مني كل الصوج أنا ,من اهلي اي ولله . ظلت الروح تلوب يساعدها الله . اهلي بحكم فرعون حكموا عليه , مدكولي يا مدلول اشطاح بيديه )ص117 . وتمارس دور الانتقام بتهور من عنوستها , ومن عائلتها التي حرمتها من حق الزواج ( كي اتمادى في كسر شرفكم , بعد ان كسرتوا قسمتي , اسكر وارقص وألهو وادق الاصبعين , واعتني برجال , وهم لا يبخلون عليَّ بشي ) ص99 . واخيراً تواجه مصيرها المحتوم على ايدي ابن عمها ( مرهون ) بطعنة سكين قاتلة في صدرها , بدعوى غسلاً للعار والحفاظ على شرف العائلة .
ايجابيات عراقية :
تتحدث عنها الرواية وهي  مستلة من الواقع العراقي والبغدادي , ذات معنى ومغزى , والتي تكشف روحية العراقي بشكل كبير , وتكون لها وقع وصدى ايجابي لا يمكن الاستهانة بها او الغض الطرف  عنها مهما كانت الاسباب والحجج  .
1 - حتى الشرف والعرض مصان ومحفوظ ومحترم ,  لا يقبل الانتهاك والجور والعسف والتجاهل , حتى من شريحة اجتماعية عرفت بالعنف والقسوة والرذيلة , هذه الاعراف والتقاليد التي يحترمها الناس , فحين دلفت ( بدرية مع شقيتها وخادمتها الافريقية كتيتي ) بالخطأ الى دروب الصابونجية ( بيوت الدعارة ) اجتاح الخوف والقلق نفوسهن , وطلبن مساعدة احد شباب المنطقة , بعد ان شرحنا له الاسباب بدخولهن المنطقة بالخطأ , وانهن ليس من بنات المنطقة وشريفات ومن عوائل شريفة , فما كان من الرجل , إلا  نادى باعلى صوته ( داوود داوود .
 ( - نعم استادي
( - اجلب العربانة وهذه عانه لك اوصل فيها العائلة الى منطقة الفضل , واياك ان تنبس ببنت شفه , استر على عرض العالم ) ص13 .
2 - الانتماء العراقي بدون منازع ولا شك فيه  الى ارضه وعراقيته , ورفضه اية احتلال مهما كان شكله واصله ودوافعه ونوعيته ( عراقي يريد الانتماء , الاتراك ليسوا عراقيين , وكذلك الانكليز , وجلجل عليَ الرمان  . .  نومي فزعلي . . هذا الحلو ما اريده . . ودوني لاهلي ) ص46 . الاغنية التي اشتهرت في تلك المرحلة من تاريخ العراق ( وكان يرددها العراقيون ابان الحرب العالمية الاولى , وهي سياسية رمزية , والرمان رمز للعثمانيين اصحاب العلم الاحمر , ونومي هم الانكليز , وهذا الحلو ما اريده ودوني لأهلي )  . هذه الخصلة النقية التي تربى وتعلم ونضج عليها العراقي برفض الاحتلال بكل انواعه .
3 -  رغم عسف الاضطهاد الاجتماعي بحق المرأة , ورغم انها مسلوبة الارادة وخانعة لاحول ولا قوة لها , لكنها  تقف بشيماء وشموخ وقت الشدة والمحنة , وتقدم الغالي والنفيس في مساعدة زوجها وعائلتها , هكذا قدمت ( حسيبة خاتون ) الحجول التي تملكها , وقدمتها الى زوجها ( الحاج مصطاف ) حتى يؤدي واجب خدمة الضيوف ومساعدة الناس المحتاجين , فما كان إلا  ان تتلقى الشكر والامتنان ( قلت لا تبالي يا بنت الناس , اذا عدلها الخالق سوف اشتري لكِ الف خلخال وحجل ذهب , وربما اصبكِ ذهباً من فوق رأسك لقدميكِ ) ص36 .
4 - مرهون : الشقي والطائش الذي اخمد السكين القاتلة في صدر ( بدرية ) غسلاً للعار والحفاظ على شرف العائلة , يسجن ثلاثة اعوام , وفي السجن يلتقي مع السجناء الشيوعيين , ويدخل محو الامية ويتعلم القراءة والكتابة والمفردات من القاموس السياسي . ويشكل انتقال نوعي وجذري في عقليته  , بان يصبح نصير ومدافع عن حقوق المرأة , ويدخل في النشاط السياسي والحزبي ويقود المظاهرات الشعبية , وهنا يدرك فداحة الجريمة التي ارتكبها بحق ( بدرية ) , ويشعر بعسر الالم والحزن لفعله الشنيع  , هذا التحول النوعي , تقول عنه  ( مديحة ) شقيقة بدرية المقتولة  ( لاول مرة أشعر بشيء يمتلكني واتعاطف مع مرهون , فارق العمر لا يعنيني , وادرك ثمة اشياء كثيرة تجمعنا , سقف واحد , ثقافة مشتركة , وحب بدرية ) 130 . وفي صباح اليوم التالي اشرقت شمس بغداد من الغروب .
بعض الاشارات الاورتيكية :
1 - لا تنسي بعد كل مرة تغتسلي جيداً وتدخلي الابريق الى حيائك داخل احشائك , بعدها ضعي شب وليمون كي ترجع المنطقة , مضغوطة وصغيرة ومنمنمة , الرجال لا يحبون الفتحة مهورة ) ص98 .
2 - ( ذهبت مع ريمة والبنات الى حمام السوق , وهناك شاهدت الوشم الازرق على منطقة عانتها , مكتوب عليها ( تفضلوا يا شباب ) قلت : خالة وهل كنتِ واحدة مثلنا ؟ قالت : بعد ان تكبري ماذا يكون مصيركِ ؟ سوى قوادة مثلي ) ص103 .
3 - ( اما شامتي فكانت نقطة سوداء في صفحة بيضاء تحت شفتي , احياناً تقبلها باجي ريمة وتقول تسبين العباد بها , ولا تروي شبقها إلا بعد ان تمط شفتيها وتطبعها على شفتي وتمرر يدها في كل موضع , ثم تنام بجانبي , لا تستفيق إلا بعد الظهر اليوم التالي ) ص101 .
4 - ( حتى النساء اللواتي احببتهن لم تكن لهن رعشة ونشوة , تلك اللحظة التي مارست فيها العادة السرية , وانا انظر الى امي عبر شقوق تلك الستارة ) ص113 .
رواية استوفت وانجزت  شروط مقومات الرواية ,  بابداع خلاق وخلاب يستحق التثمين , وقد اهتمت بعناية قائقة من الحبكة الفنية والافكار التي صاغتها , لتكون رواية بغدادية في معالمها واجواءها
جمعة عبدالله

476
يا حسين : نحن اهل المذلة
الصرخة المدوية لسيد الشهداء الحسين ( ع ) والتي ارعبت الطغاة والظالمين والفاسدين ( هيهات منا المذلة ) واصبحت النشيد الوطني للاحرار والشعوب التواقة الى الانعتاق من العبودية , والتخلص من الفساد ومن  انصار الباطل , الذين يقمعون الحق والميزان ,  بكل عنجهية والاستخفاف واحتقار  , من اجل ان يستمروا بالفساد والرذيلة , ليكون هو  الناهي والحكم والقاضي , وتقف بوجه المظلوم والمحروم في المطالبة بحقوقه الشرعية , لقد ظلت الصرخة الحسينية تراث ثوري لجميع شعوب العالم  , في شد العزيمة والارادة , في قلع صروح الفساد والزيف وانحراف القيم والمبادئ , لقد وقف الحسين  بكل شجاعة وبطولة امام الحاكم الفاسد والمخادع والمتاجر بنفاق ورذيلة من اجل السيطرة على  العرش والكرسي ,  هذا التراث الحسيني ظل حياً نابضاً , في القلوب والعقول من  انصار الحق والمناصرين  للفقير والمظلوم , ان  ثورة كربلاء قامت   ضد القهر والظلم والفساد والحاكم المزيف والمخادع , الذي لا يشبع من انانيته الجشعة من المال الحرام  , واليوم تمر ذكرى ملحمة  استشهاد امام الحق , والعراق يمر باصعب مرحلة خطيرة تهدده بالخراب والحطام والتقسيم  , لان القيم والاخلاق التي نادى بها معاوية ويزيد تعود من جديد لتحكم العراق , بقيادة الاحزاب الاسلامية الفاسدة الى حد النخاع ( الشيعية والسنية )  , التي تنكرت للشرف والاخلاق وباعت ضمائرها لبريق المال الحرام , وتاجرت بالعهر السياسي  , لتنهب البلاد والعباد , وتترك العراق هيكل عظمي , بعدما نهبت وسرقت خيرات العراق , وفتحت شهيتهم الجائعة على الغنيمة والفرهود , ان هذه الملحمة الحسينية  الانسانية الثورية , اصبحت سلاح فعال للشعوب لتطهير بلدانها من الحكام الطغاة الفاسدين , وضد النفاق والدجل , وما احوج العراق اليوم الى التراث الحسيني , ليطرد جراثيم الفساد المالي الحاكم  , لانهم بافعالهم واعمالهم يقفون مع جيش معاوية ويزيد , ضد الحسين , وان هذه الاحزاب الشيعية الفاسدة , اصبحت من احفاد معاوية ويزيد , حتى لو ذرفوا دموع التماسيح , لخداع الناس البسطاء , انهم يشوهون الملحمة الكربلائية , ويقتلون الحسين الف مرة , لان القيم والمبادئ الحسينية , تقف بكل صلابة وقوة , في وجه الحرامي والسارق , والذين يسكتون عن الحق , والذين يخونون الامانة والعهد والدين والشرف , هكذا تحول شعار سيد الشهداء ( هيهات منا المذلة ) الى شعار ( نحن اهل المذلة ) على يد الاحزاب الاسلامية الفاسدة ( الشيعية والسنية ) , وانهم نهبوا البلاد والعباد تحت راية مناصر الدين والحسين , وهم يرتكبون جرائم العظمى ضد الشعب , ان الحسين وقف بشموخ بطولي في مناصرة الحق والدفاع عن المظلوم والمحروم , وضد الحاكم الفاسد , الذي يجمع الذهب والفضة , ولا ينفقها في سبيل الله والحق , ولا يعيد البسمة  للفقير , انهم وحوش متوحشة الى المال الحرام , بذلك يقودون العراق الى الدمار والخراب , ويدفعون ابناء الفقراء الى يكونوا  حطب ووقود لحروبهم  , وابناءهم ينغمرون في الليالي الحمراء في البلدان الاوربية , وينهبون خيرات البلاد , والعراق يئن تحت وطئة الازمة المالية , يسرفون بالبذخ المجنون , والعراق يطبق سياسة التقشف وشد الاحزمة على البطون , انهم يبنون امبراطوريات مالية ضخمة من السرقة والاحتيال , والفقير يعيش في البيوت العشوائية , ويكدح في سبيل الخبز المر , انهم جراثيم موبؤة بالفساد والرذيلة , ومن مهازل القدر الاسود , بان هؤلاء الاقزام الحثالة يشتركون في مراسيم ملحمة كربلاء ويذرفون دموع التماسيح , لخداع البسطاء من الناس , الذين تهزهم مصيبة كربلاء , ان سلوك جراثيم الفساد المالي ملطخة بعار المال الحرام , وانهم يقفون بالضد من القيم والمبادئ التي استشهد في سبيلها سيد الشهداء , وهكذا يعيد التاريخ نفسه , ويصرخ الشعب في غليانه الشعبي في المظاهرات الاحتجاجية , هل من ناصر ينصرنا على افاعي الفساد , التي تقود العراق الى الخراب ؟ ام نظل نلوك علكة الخنوع والمذلة والعار , ونصرخ باستسلام ذليل . نحن اهل المذلة
جمعة عبدالله 

477
فساد الدين أم فساد الاخلاق ؟
بين فترة واخرى تطفو على السطح بعض الروائح الكريهة والعفنة , من رجال الدين اصحاب العمائم الحريرية , الذين لبسوا ثوب السياسة من ذيلها , وهم يجهلون المبادئ الاولية , لقواعدها واصولها واسلوب التعامل بها , حتى تغيب عنهم الف باء السياسية , وهم يعتقدون بثقة جازمة , بان السياسة هي شطارة في اللغف والشفط والسرقة والمال الحرام , وشكلوا طبق سياسية هجينة  تسيطر عل كل خناق العراق والمواطن , لقد  قلبوا الموازين والقيم والمعايير , نحو اسفل درجات الحضيض , وشرعوا شريعة السرقة واللصوصية , وهبوا بشهية الذئاب الجائعة الى المال والشهرة والنفوذ , فلا غرابة ان تخرج بعض الحقائق , من اطنان الحقائق المطمورة والمخفية في غرف السرية والمظلمة , الى الواجهة العلنية  لتصتدم  الرأي العام  العراقي والخارجي بعفونتها وفضائحها   , من هذه الطبقة السياسية الهجينة  بحبها وعشقها المجنون الى  المال الحرام , بان يتحول الى حلال شرعاً من فتاويهم الشيطانية , التي تنطق بلسان الابالسة والمأجورين المرتزقة  . فقد صرح رئيس هيئة النزاهة عن ( وجود فاسدين كبار اختلسوا اموال الدولة   , من خلال فتوى لمراجع الدين, يجوزن سرقة المال العام على اساس انه - مجهول المالك - ) وبنفاقهم وخداعهم حولوا الدين بكل خسة ودناءة وبضمير ميت  , من الدين لهداية البشر , الى الدين نقمة على البشر , واباحوا لانفسهم بحبوحة العيش ونعومة الجنة بالترف الباذخ , وحرموه شرعاً على غيرهم , بأسم الدين والمذهب , لذلك لبسوا الحرير الغالي الثمن , والمحابس ذو الاحجار النفيسة الغالية الثمن , والسبح ليسبحوا بأسم الشيطان الباهظة الثمن , وتنقلوا بين ارقى  بلدان العالم ,  للسياحة والاستجمام في ارقى الفنادق الدولية , وفرفشة الليالي السرية التي لا  يعلمها سوى الله والشيطان ومواخير الفساد والديوث , وفتحوا ابواب السرقة واللصوصية , التي تحسدهم عليها حتى مغارة ( علي بابا ) , هكذا نهبوا البلاد والعباد بواسطة فتاويهم الشيطانية , حتى الابالسة لم تجروء على فعلها , لكن حلال شرعاً بأسم الدين والدفاع عن المذهب , وهم يعطون صورة مشوهة لدين , بان اصبح الدين  مرادف لسرقة والفساد  والارهاب الدموي , وبانعدام الاخلاق والضمير , ان هؤلاء الثعالب الدينية , هم سبب خراب العراق ونهب خيرات العراق , وافقار العراق  , وهم سبب الازمات التي تعصف بالعراق نحو الخراب والدمار , لانهم في قمة هرم الدولة السياسية , وتحولت ديموقراطيتهم المزيفة , الى مجازر ودماء , والفقير يدفع الثمن  يومياً بالثمن الباهظ , وهم في ربيع المال والنعيم , ولم يكتفوا شهيتهم بافراغ خزينة الدولة المالية ,لم تنتهي معاركهم وخصامهم وتلويحهم بالتهديد ,  على المناصب والنفوذ . ويقفون حجرة عثرة في طريق الاصلاحات , ومجابهة الفساد والفاسدين , ويهددون العبادي في السر والعلن بالويل والثبور ,  ان ينصاع لشعب  وينفذ وعوده  بالاصلاحات , لانها تصيبهم في الصميم , وانهم لم يتنازلوا   قيد أنملة  عن مناصبهم ومالهم الحرام ونفوذهم , لانها بالنسبة اليهم خطوط حمراء في وجه العبادي , والعبادي الضعيف والخائف معلق في الهواء , ومتردد اي طريق يختار , ان يوفي بوعوده الاصلاحية ويكتسب ثقة الشعب ,أم  يصم اذانه امام المد الشعبي الثائر في المظاهرات الشعبية , التي لم تتهاون وتضعف وتهون , بل عزيمتها وارادتها  تزداد صلابة ومتانة , بانخراط جماهير غفيرة اخرى  الى الشارع المتظاهر , رغم التهديد بالخطف والسجن والقتل , كما زادت وتيرتها القمعية بشكل مخيف في الفترة الاخيرة نحو الى الاسوأ , لان الشعب هذا سلاحه الاحتجاجي , بالضغط الشعبي من اجل المطالبة بتحقيق الوعود الاصلاحية , اما جراثيم الفساد , فانهم طبقة هجينة يجمعها الفساد والرذيلة , في افقار الشعب ودفعه الى الجحيم
جمعة عبدالله

478
قائد الضرورة بين المأساة والمسخرة

ولع الطغاة بالالقاب البراقة واللامعة بالتعظيم الالهي , لانهم يشعرون بداء النقص , في تكوينهم وفي شخصيتهم , لذلك يغطون هذا الشعور بالنقص , باسماء التعظيم والمجد والقدسية كأنهم اولياء الله على الارض  , ومازالت ذكرتنا حية , بهوس الطاغي المقبور ( صدام )  , بحب جنون العظمة  , حتى تجاوزت ألقابه على اسماء الله الحسنى , وكان يزهو فرحاً وغبطة وفشفشة الروح  , بوصف ( قائد الضرورة ) الذي شاع آنذاك بكل هستيريا مجنونة , وهذه الالقاب المزيفة بالتعظيم المقدس , هي التي طعنت ونحر العراق , من الوريد الى الوريد , وقادته الى الهلاك والتهلكة , وكان يصف المقبور نفسه ( انا العراق والعراق انا ) , لهذا جلب كل السموم القاتلة والخراب والموت , كأن هذا اللقب ( قائد الضرورة ) لا يعيش إلا وسط برك الدماء والخراب والموت , لذا فان العراقي يتوجس هلعاً وخوفاً من عواقب هذا اللقب السيء الصيت والسمعة , لانه هلك الحرث والنسل , لكن اليوم يعيد التاريخ نفسه , بالمأساة والمسخرة والمهزلة , من الذين يحنون بشوق الى امتلاك هذا اللقب المدمر والمهلك  , الذي يحمل الموت في طياته , لذلك كان محقاً حين شن رئيس الحكومة حيدر العبادي , هجوماً عنيفاً بالانتقاد والسخرية , من اللقب الذي حمله سلفه نوري المالكي ( قائد الضرورة ) , بكل عنجهية وكبرياء مزيف , لانه ترك خزينة الدولة  فارغة , ومثقلة بالديون , فقد بدد وهدر اموال العراق , في الهبات والعطايا والمنح , من اجل الحصول على اكبر رقم من شراء  الاصوات الانتخابية , حتى يتمكن من التشبث بالكرسي ويحقق الولاية الثالثة , بذلك فتح ابواب الفساد المالي اكثر من اي وقت مضى , واهدر عشرات المليارات الدولارية , خلال عهده الكارثي , الذي طال ثماني اعوام , بالشيطنة المافيوزية , بحجة الصفقات لشراء السلاح , او العقود التي ابرمها مع الدول والشركات , وبالعقود المشاريع الوهمية , التي كلفت الدولة المليارات الدولارات , وقد كشفت  لجنة النزاهة البرلمانية , بان هناك 6 الاف مشروع وهمي , وكانت نتيخة هذا الهدر والاسراف الباذخ , لتذهب المليارات الدولارية الى جيوب الفاسدين لتكبر ارصدتهم المالية الخاصة بهم , وترك الدولة يتحكم بها الفساد المالي بضمير ميت , ودون شفقة ورحمة , لذلك سقط العراق بفخ التهلكة والسقوط , بضياع ثلث العراق على يد تنظيم داعش المجرم , بما فيها سقوط الموصل , وارتكاب المجازر الوحشية , مثل مجزرة سبايكر , , هكذا تربع ( قائد الضرورة ) على الجماجم وانهار من الدماء من الضحايا الابرياء , في تدمير العراق , حتى يطمئن بأن عرشه في وداعة الامان , وزادت الحالة السياسية اكثر تدهوراً بالتقرب الى البعثيين الصدامين , الذين ايديهم ملطخة بدماء الشعب , ليتسلقوا على قمة الهرم السياسي والعسكري للدولة  , حتى احتلوا مكتبه الخاص , وصار تحت اشراف حزب البعث الصدامي  . هذه تعتبر جرائم كبرى , توصف بالخيانة الوطنية العظمى , واذا كانت هناك عدالة في القانون العراقي , يجب ارساله الى المقصلة هو واعوانه المتورطين , والذين يشتركون معه في هذه الجرائم الكبرى , وليس ان  يتمتع ( محتال العصر ) بكل حرية وبكل حصانة , بحيث لا يجروء البرلمان على استجوابه او طرح سؤال بسيط عليه , اين ذهبت عشرات المليارات الدولارية ؟ وكيف هدرت وتبددت ؟  , وكيف ابتلعتها افاعي الفساد المالي ؟ والغريب ان ( محتال العصر ) يلعب دور مخرب ومعرقل ويضع العصي في طريق العبادي من اجل افشاله واسقاطه , ومازال يحيك الدسائس والمؤامرات , من اجل احداث فوضى عارمة من اجل تخريب وتحطيم العراق . ولكن من يتجاسر بشجاعة ويوقف استهتاره واستخفافه بالقانون ؟ من يتجاسر ويرسله الى المحاكم العراقية لجرائمه الكبرى ؟ من يتجاسر ويضع حد  لهذا  ( محتال العصر ) واجباره على احترام القانون وارادة الشعب ؟ انه يلعب الدور المخرب لعرقلة الاصلاحات , لانه ينتهز فرصة سكوت وصمت الكتل السياسية في البرلمان والحكومة , على ابتزاز العبادي والانفراد به  , في الابتزاز وعرقلة  , لان الاحزاب الاسلامية هي فاسدة ورذيلة  ومن نفس طينة ( محتال العصر ) في افشال وتدجين العبادي , بان يكون خاتم في ايديهم , يعتبر لذلك  انتصار كبير لهم , حتى يستمروا في فسادهم وسرقاتهم اموال الدولة , والتمتع بنعيم الجنة من المال الحرام , لانهم فقدوا الشرف والاخلاق , وتحولوا الى عصابات مافيوزية بكل جدارة واقتدار
جمعة عبدالله

479

العراك على الكعكة بين داعش السنية والشيعية
حين تلتقي المصالح والاطماع الشخصية للفاسدين , يكون حبل الوصل بينهم على وفاق تام , زبد وعسل , ويرتسم بينهم مبدأ ( غطيلي وغطيلك ) , اما اذا تعرضت وتنافرت وتصارعت وتنافست هذه المصالح والاطماع الشخصية , تبدأ عمليات نشر الغسيل الوسخ والعفن والقذر بينهم  , وتشحذ السنون والمخالب والانياب , لنهش وعض والاكل بعضهم البعض  , وتبدأ معاول الهدم تشتغل باقصى سرعتها , وتفرز على السطح المخفيات والمستورات الى العلن . هذا نهج وسلوك ومبدأ الاحزاب الاسلامية , منذ تسليمهم مقاليد الحكم والسلطة , بعد سقوط الحقبة البعثية . انهم لايحملون رؤية سياسية لقيادة شؤون  العراق , وليس لديهم برنامج عمل اصلاحي , ولا في بالهم رؤية واضحة في  كيفية معالجة التركة الثقيلة التي خلفها النظام البعثي  الساقط , ولا يملكون ذرة من الحرص على العراق ومصالحه , وانما تاحت لهم الفرصة الذهبية لنهب والسرقة والاختلاس وبرعاية الدولة , وذلك نهبت خزينة الدولة المالية , وسرقت خيرات العراق , وقد اثبتوا بالتجربة العملية وبالبرهان الذي لا يرتقي اليه الشك , بأنهم ماهم إلا عصابات مافيوزية للسرقة والاحتيال , وليس بالغريب ان يخرج احداً منهم من قطيع خنازيرهم  , بان ينشر غسيلهم الوسخ والقذر , في الكشف عن حقيقتهم , وهي لم تعد خافية للعيان , ولا  للقاصي والداني بحجم ضخامة الفساد المالي , الذي فاق العقل والمعقول والمنطق , وهذا احدهم ( عزت الشابندر ) الذي كان عراب المالكي ولسان الناطق بأسمه , يصف قيادات الاحزاب الاسلامية الفاسدة بأنهم ( ان السياسيين في العراق , مجموعة يبعثون على القرف والغثيان , ويخططون لسرقة ماتبقى من ثروة العراق ) ويضيف اكثر , بأنهم ليس لديهم ارادة وروح وطنية , وانما يملكون ارادة الحرامي , الذي لا يتوانى عن سرقة ثروات العراق بضمير ميت . بمعنى مازال ربيع الفساد يشهد اوج عظمته , من الاختلاس والسرقة والاحتيال , تحت رعاية ومظلة الدولة وقانونها , وما الحكومة والبرلمان , دورهما الحقيقي , هو وسيط تجاري يسهل عمليات غسيل الاموال لتهريبها  خارج العراق  , وعمليات اللصوصية التي تجري على قدم وساق  . هذا هو المعيار الاخلاقي والديني , لسلوك هذه  قيادات الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي فتحت ابوابها للمجرم والحرامي والديوث , والذين جاءوا من مواخير الفساد , والامعان في الاستهتار والاستخفاف والاستهزاء والاحتقار  بالشعب والوطن , قاموا بتأسيس مليشيات مسلحة تابعة لهم , حتى يزيدوا من وتيرة الابتزاز السياسي , ليترك لهم حرية الكاملة  لسرقة والنهب . لذلك ابتلى الشعب من هؤلاء الخنازير الفاسدة , الذين هم وراء السبب الحقيقي  للارهاب الدموي , الذي يطال الابرياء , وهم رأس الفساد الاخلاقي والمالي , وهم رأس الافعى السامة , بالانحراف في القيم والمبادئ , التي مرغت بالوحل العفن , وان داعش السنية , وداعش الشيعية , يسيران يد بيد في تحطيم وخراب العراق , والصراع بينهما هو على الغنيمة والكعكة , حتى لو سفكت انهار من الدماء , ومهما كانت المجازر الدموية , في ارهابهم الدموي , لذلك اصبح مصير العراقي على كف عفريت , وعليه ان يختار الموت بين داعش السنية , وداعش الشيعية , اما السيد العبادي فانه مصاب بافلاونزة  الخوف والهلع  على مصير حياته من ان يقتل مثل شربة ماء من الفاسدين , وحصن نفسه في بيت زجاجي رقيق قابل للكسر ,  وتحول الى ( خيال المأته ) وترك وعود الاصلاح , لانه ضعيف ولا يملك الروح الشجاعة والجسورة , وهذا يؤكد بان  جبهة الفاسدين شطبت  العبادي من حساباتهم , لان القوة الوحيدة التي ظلت  في الساحة في  المجابهة ضدهم , هي التظاهرات الشعبية ونشطاء الحراك المدني , وهذا مايفسر اختفاء واختطاف بعض  نشطاء الحراك المدني , من اجل قمع واخماد تحركهم الشعبي , واطفاء شرارة الغليان الجماهيري الكبير , ولكن هل ينجحون في مسعاهم بخنق صوت الشعب الغاضب ؟
جمعة عبدالله

480
محاولات اغتيال العبادي بين الحقيقة والوهم
ضمن الاجواء الملبدة بالفوضى في المسار السياسي , والدخان الاسود الكثيف المتصاعد من بؤر القوى السياسية , المتناحرة والمتصارعة والمتنافسة والمتعاركة على ابتلاع السلطة والنفوذ والمال , وضمن هذه البلبلة الخلاقة , تضيع الحدود الفاصلة بين الدخان الابيض والدخان الاسود , وتضيع الحقيقة والصدق  بين الشك واليقين , ويلعب الدس والتضليل في طمس الوقائع الظاهرة والمخفية  , في غبار من الشكوك والاضطراب والارتباك , حين تداس بالاقدام القيم والمبادئ والاخلاق , وتدخل في النعرات الانانية والمصالح الشخصية , من اجل الاستحواذ الشرس على الغنيمة والفرهود , لذلك تزداد وتتصاعد الغيوم الكثيفة التي تأخذ بالعملية السياسية عن طريقها المرسوم وتحرفها الى الطريق المجهول  , وتصاعدت وتيرة هذا المناخ المضطرب , بعد انتخاب السيد العبادي الى منصب رئيس الوزراء , باسقاط الولاية الثالثة , لذلك تصاعدت حمى الصراع الساخن , بين العبادي واصحاب الولاية الثالثة , الذين فقدوا صوابهم وبصرهم وبصيرتهم , ووقفوا بقوة وبعناد في اصراهم الاهوج بالدفاع عن  الولاية الثالثة ,  وحاولوا بكل الطرق والوسائل في افشال هذا التغيير , بما فيها القيام بمحاولة اغتيال العبادي في المنطقة الخضراء , من قبل ضباط يدينون بالولاء المطلق الى المالكي , لكن محاولتهم فشلت واخفقت بتدخل القوة العسكرية الامريكية , ولم يعترفوا بالواقع والظروف التي حتمت  الى اختيار العبادي , واستمروا في محاولات العرقلة , وحبك المؤامرات والدسائس , في سبيل اجبار العبادي على التنازل , والعمل على افشاله بكل الطرق , رغم العراق يخوض معارك طاحنة مع تنظيم داعش المجرم , ورغم العراق يتكبد خسائر فادحة بسقوط يومياً عدد من الشهداء الابرار  دفاعاً عن الوطن , رغم دموية الارهاب الوحشي بالتفجيرات الدموية التي تحصد عشرات الابرياء يومياً , ورغم ان العراق محتل اكثر من ثلث اراضيه  من قبل تنظيم داعش الارهابي , لكن المتضررين من اصحاب الولاية الثالثة , لم يعترفوا بهذا الخراب والواقع  , لانهم يريدون الولاية الثالثة حتى لوكان العراق بدون بشر وانهار من الدماء تفسك وتجري  , هذه النعرات الانانية بالاطماع الشخصية , تخلق اجواء مضطربة وخطيرة   وتزيد من وتيرة الخراب والارهاب الدموي , وزادت الامور اكثر تعقيداً وخطورة , بعد التظاهرات الشعبية المطالبة بالاصلاحات وضرب بقوة الفساد والفاسدين , وتعود نغمة الحديث عن محاولات  اغتيال العبادي من جديد , نقلاً عن مسؤول عراقي رفيع , بان السفارة الامريكية , ابلغت رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي , عن احباط محاولتين لاغتياله , احدهما في مراحل متقدمة من التنفيذ . وهنا يتبادر الى الذهن , من يهدد العبادي بالاغتيال ؟ وهل اصبح العبادي حقاً بعبع ,  يهدد بضرب مصالح الفساد والفاسدين ؟ وماهي الاصلاحات التي باتت تهدد مصالح الفساد والفاسدين ؟ ونعرف بان الفساد والفاسدين مازالوا في ربيعهم الذهبي , وهم يتمتعون بكل حرية , وبكافة صلاحياتهم وامتيازاتهم , وحصنهم المنيع باللغف والشفط بالمال الحرام يعمل باقصى  طاقته   , ولم تتأثر مصالحهم ومواقعهم قيد انملة , ومازال النهب والاختلاس والاحتيال في اعلى وتيرة , واين هي الاصلاحات التي وعد بها العبادي ,  وخرجت من الورق الى الواقع الفعلي بالتنفيذ ؟ لاشيء وانما جعجعة في فنجان , او عواصف هوائية تصدح باصواتها العالية  في المرافق الصحية , اذ لم يتجاسر العبادي لحد الآن , لم يبادر الى ايفاء بوعوده الاصلاحية  , مازال بين المراوحة والتأجيل والتردد بالخوف والقلق , مما سمح للفساد والفاسدين ان يرفعوا رؤوسهم , ويبادروا بالهجوم الشرس والضاري في اجهاض الحراك الشعبي والمظاهرات الاحتجاجية , وملاحقة نشطاء الحراك المدني , بالتهديد بالقتل والخطف , وكل يوم نسمع عن اختطاف واختفاء  نشطاء من  الحراك المدني , على مرأى من الاجهزة الامنية , التي اتخذت دور المتفرج فقط  . ومازالت غابة الفساد تعجع بالذئاب والخنازير الوحشية , في استغلال الخوف الذي اصاب العبادي واصابه بالشلل والكساحة , رغم تصريحاته النارية التي نسمعها بين الفينة والاخرى , دون ان يبادر بأخذ زمام المبادرة بالشجاعة والجرأة في تنفيذ وعوده الاصلاحية , ومهما قال وتحدث عن محاولات اغتياله تبقى بين الشك واليقين , او سلاح الضعفاء , من يصدق تصريحه الناري ( نتوقع انقلاب ناس قريبين مني , لكننا سنكسب العدالة لهذه الاصلاحات ) ومشدداً بأنه ( لن يتراجع عن الاصلاحات حتى لو كلفت حياتي ) متى يبادر ؟ , أم انه ينتظر طعنة ( بروتس ) الاخيرة ؟ او قد تكون اوهام كابوس الخوف , او ان هناك شيئاً يجري في الخفاء , ولم يتجاسر ويعلنه ويكشفه الى الشعب
جمعة عبدالله

481
برلمان التفاهات : فساد وغباء ومسخرة

اثار تصويت مجلس النواب على قرار يلزم وزارة الاتصالات , بحجب المواقع الاباحية من شبكة الانتر نيت , استهجان وسخرية الرأي العام العراقي , لتفاهة مناقشة  المشكلة التي هي بعيداً جداً , عن المشاكل التي تحرق المواطن بنارها الكاوية , وسخف المشكلة بانها ليس ضمن التحديات الخطيرة التي تواجه  العراق , وهذا التصويت المضحك والكوميدي , يؤشر بدقة العقول الناشفة واليابسة , التي تعيش في ابراجها الزجاجية  الوردية بعيداً عن المشاكل والمعضلات التي نحرت العراق من الوريد الى الوريد , وتؤكد ايضاً  بانهم يعيشون في عالم خارج العراق , او ان الفساد المالي افسد عقولهم واعمى بصرهم وبصيرتهم , حتى يشاغلون انفسهم باشياء حقيرة وتافهة  خارج تطلعات الشعب ,  المطالب بالاصلاح وتوفير الخدمات , والقضاء على الفساد المالي والاداري , الذي عشعش في السلطة القضائية , واخرجها من واجبها ومسؤوليتها في رعاية تطبيق  القانون ,  ووقف المستهترين به , وقص اظافر الخارجين عن القانون , بارسالهم الى العدالة  , لتكون دولة القانون بحق , ان قرار حجب المواقع الاباحية السفيهة والسخيفة , ليس ضمن اوليات التي تساهم في  وقف تدهور الحاصل في  العراق , بوقف الارهاب الدموي الذي يحصد المواطنين الابرياء يومياً , وبوقف جرائم داعش اليومية , ولا بوقف  بشاعة ارهاب المليشيات المسلحة الارهابية , التي رفعت رأسها مجدداً بالظهور علناً في الشوارع , لذلك كثرت من تواجد  اعداد الجثث المرمية على الطرقات , وكثرت اعمال القتل والخطف والسلب , متحدية وجود الدولة وهيبتها , ان ضعف الدولة واجهزتها مؤسساتها ,, سمحت هذه الثغرة الكبيرة بظهور هذه المليشيات المسلحة التابعة كلياً لقادة الفساد العراقي , لتقوم بدور الابتزاز السياسي , دون اية شعور بالمسؤولية , بان تواجد هذه المليشيات , تثير الفزع والرعب في نفوس المواطنين , ولتقويض سلطة العبادي المرتجفة والخائفة والمرتعشة , التي تراوح في مكانها , ولا تتجاسر في مهاجمة الفساد والفاسدين , لقد وقع السيد العبادي في دائرة الخوف والتردد وهم يبتزونه يومياً بمليشياتهم الارهابية , وبرلمان يتفرج على مشاكل الشعب كأنه ليس له علاقة لامن بعيد ولا من قريب , سوى ادارة  ادوار هزيلة ليكون مسخرة للمواطنين , مثلما فعل في مهزلته السخيفة , بالتصويت بالثقة لصالح بقاء وزير الكيزر ( وزير الكهرباء ) في منصبه  , في مهزلة الاستجواب السخيفة , كأنه مهرج في سيرك التهريج والفكاهة . واذا كان يعلم بان حجب المواقع الاباحية غير قابلة للتنفيذ فهي مصيبة , اما اذا كان لا يعلم فان المصيبة اعظم وافدح , لقد حاولت دول الخليج في حجب هذه المواقع السخيفة , فلم تفلح رغم انها صرفت الملايين الدولارات , وكذلك جربتها الصين , التي تعتبر في مقدمة دول العالم بالتطور التكنولوجي والاكتروني والانترنيت وفشلت . لان كسر الحجب لايحتاج الى جهد خارق , بل جهد بسيط لا يتجاوز 5 دقائق , حتى يستطيع الساعي والباحث , ان يدخل بسهولة الى اي موقع اباحي يختاره , واذا تصور اعضاء البرلمان بانهم اذكياء في صرف الملايين الدولارية على حجب هذه مواقع الرذيلة , فأنهم في وهم كبير , ويقعون في مسخرة غبية لداني والقاصي , وهي تمثل قمة الغباء والسذاجة , كأنهم يتصورون المسألة سهلة , مثل تجمعهم كالذباب الوحشي على الغنيمة والفرهود , انهم مصابون بداء العقم ولا فائدة ترجى منهم , سوى تعميق حدة المشاكل والازمات , سوى البلبلة في تعميق الفوضى السياسية , وانهم يعيشون خارج الواقع الفعلي العراقي , بان هناك شريحة ضخمة العدد لا تعرف معنى المواقع الاباحية  ولم يدخل الى  بيتها الانترنيت , وهناك عوائل فقيرة تصارع من اجل توفير الخبز المر في حياتها اليومية  , لذلك من السخافة الهزيلة مناقشة مشكلة تافهة جداً , بعيدة جداً عن الحريق العراقي الملتهب . لذلك يتوجه سؤال جوهري الى برلمان القدر الاسود واللعين , هل انتهت مشاكل التي ترهق حياة المواطن , وبات العراقي يعيش في بحوحة الامن والامان بعيداً عن التفجيرات ,  والارهاب الدموي للميليشيات المسلحة . وهل هذا القرار يساعد على توفير الخدمات ويرفع الضائقة الاقتصادية عن العوائل الفقيرة , وذوي الدخل المحدود ؟ هل يوفر فرصة العمل الى الشباب العاطل ؟ هل يوقف هجرة الشباب الى الخارج , والموت في البحر اوالمتاعب المرهقة بعد ان سدت دول الاوربية ابوابها بوجه المهاجرين وطالبين اللجوء , وهل  هذا قرار المهزلة , يساعد في تنقية الجو السياسي المشحون ؟ ان ماهية ومقصد هذا القرار صرف الانظار عن الواقع العراقي المزري , والتخبط في التعامل مع الواقع الملموس , وعدم مساندة الحراك المدني , في تلبية مطاليبه الاصلاحية , وايضاً تجاهل بغباء وسذاجة لم يسبق لها مثيل في برلمانات العالم , بتجاهل صوت الشعب وتظاهراته الاحتجاجية , التي تفور بالغضب الشعبي العارم , لقد اثبت البرلمان العراقي بانه مصاب بطاعون الجهل والغباء والسذاجة
جمعة عبدالله

482
أنتخاب علي الشلاه :  هلهولة للبعث الصامد

في خطوة تصب في  فحواها في ابعاث رسالة تحدي للشعب والمرجعية الدينية  , والى السيد العبادي , وهي تدل بان جبهة  الفاسدين انتقلوا من حالة  الدفاع الى حالة الهجوم , واستيعابهم الصدمة والهزة التي احدثتها بداية الحراك الشعبي , بالتظاهرات الجماهيرية العارمة , التي غطت الساحات والمدن ومنها ساحة التحرير  , بالاحتجاجات في المطالبة  باصلاح العراق وابعاد الفساد والفاسدين , لكن تلكؤ السيد العبادي في تنفيذ الاصلاحات التي وعد بها الشعب , اعطاء نفس الى الفاسدين ان يقوموا بالهجوم المضاد , وفي استغلال ضعف وتردد العبادي الى حد الجبن والخوف والارتجاف , حتى بات يخاف من خياله , لذلك تيقنوا جراثيم الفساد باليقين الثابت , بان العبادي تنقصه الجرأة والشجاعة , لذلك لم ولن يتجاسر ان يخدش مشاعر الفاسدين حتى لو قليلاً , ولم يمضي في تنفيذ مسيرة الاصلاحات . لذلك ياتي قرار مجلس الامناء في شبكة الاعلام العراقي  بتنصيب ( علي الشلاه ) رئيساً له . وهو يبعث رسالة دامغة الى الحراك الشعبي , بان جبهة الفاسدين من الاحزاب الاسلامية , صلبة وقوية وباستطاعتها اجهاض وتخريب التظاهرات الشعبية واخمادها , وهو اصبح هدف مقدس لا رجعة منه , فقد كان الرفيق ( علي الشلاه ) الابن المدلل لحزب الدعوة , بعدما خلع الزي الزيتوني , ولبس الثوب الاسلامي والمحبس والسبحة , ليسبح بحمد المالكي تعالى ( مختار العصر  والمنصور بالله ) وعراب عودة حزب البعث الى مقدمة  الواجهة السياسية , ومنحهم بالجملة وبالمجان المناصب الرفيعة في الدولة وفي قيادة حزب الدعوة , بعد ان اعطاءهم صكوك البراءة والغفران ومفاتيح الجنة , وخلع عليهم البردة الاسلامية , ليقودوا دفة سفينة العراق الجديد , تحت مظلة الاحزاب الاسلامية الفاسدة . كأن التغيير لم يحدث اطلاقاً , وان صدام حسين لم يعدم , انه حي يرزق بصاية ابناءه البررة , الذين خلعوا الجلد البعثي ولبسوا الجلد الاسلامي , لضرورة متطلبات المرحلة والظروف . رغم انوف الشيعة ومقابرهم الجماعية ومئات الالوف من الشهداء الابرار , انهم راحوا بكل بساطة على يد القائد المظفر المنصور بالله ( المالكي )  , راحوا ( بولة بالشط ) , وها يعود حزب البعث ليس من الشباك , وانما من الباب العريض المفتوح على مصراعيه لهم , ليحكموا العراق من جديد , حتى ليعم الخراب في كل زاوية منه , وما سقوط المحافظات الموصل والانبار ومدن ومناطق واسعة من العراق , إلا مسرحيات معدة سلفاً بالتنسيق الكامل مع رفاقهم في تنظيم داعش ( الواجهة العسكرية لحزب البعث ). اما الاحزاب الاسلامية ( الشيعية والسنية ) ماهي إلا كارتونات هزيلة  , لا تحل ولا تنش ولا تهش ( خيال الماتة ) سوى فتح المجال لها بكل حرية وسهولة , ان تشبع شراهة شهيتها الجائعة الى  الغنيمة والفرهود بالسحت الحرام , اما الشعب فمصيره اما الموت من التفجيرات اليومية , او الذبح من رفاق البعث في تنظيم داعش ,او الموت في البحر , او الاقتناع بحياة  الذل والمهانة  وفي عيشة الهوان وعقم الرجولة , وما يرمى من فتات الفضلات  من رفاق البعث . انهم ينتقمون من الشعب , لانه هلهل وكبر بالفرح العظيم لسقوط البعث واعدام قائده العظيم صدام حسين , هذا هو حقيقة الواقع العراقي اليوم , ببناء صرح البعث الصامد والمنتصر على الشعب من جديد  , وليس غرابة ان يدوس البعث ببسطاله الشعب ليزهقة بالحياة الجهنمية , دون رحمة وشفقة , بل بقلب فاشي وحشي , ولهذا السبب تعم الحرائق عموم  العراق . لقد طالب الشعب والمرجعية الدينية  من  السيد العبادي ان يضرب بيد من حديد , والسيد العبادي يأكله الخوف والجبن , ولم يقدر ان يضرب بعصا من الخشب الرقيق  , ولم يتجاسر على الاقدام خطوة واحدة في تنفيذ الاصلاحات , من هذا المنطلق , ليس غرابة ان يوصمه احد الفاسدين من قيادة حزب الدعوة ( حسن السنيد ) حيث قال عن العبادي بانه ( ساذج وعديم الخبرة ومتخبط ) وما على السيد  العبادي ,  إلا  ان ينتظر الطعنة  الاخيرة من ( بروتس ) , اما قيادات الاحزاب الفاسدة , فالطريق مفتوحاً لهم بكل حرية , ان يهربوا من العراق , محملين بالحقائب الدولارية من المال الحرام , وهذا يحتم على شباب الحراك الشعبي , البحث عن تطوير تظاهراتهم الاحتجاجية , بالتفجير نحو انتفاضة شعبية عارمة , قبل ان تبتلعهم افاعي الفساد المالي الجائعة , وهي تعد نفسها بغرق التظاهرات بالدم والبطش لاخمادها , ان هناك ما يلوح في الافق من مؤامرات تجري في الخفاء  ضد الشعب
جمعة عبدالله

483
أين اخلاقكم من اخلاق رئيس الوزراء الفنلندي ؟
امام محنة تدفق اللاجئين باعداد كبيرة بالهرب بعدما ضاقت بهم  السبل في بلدانهم , التي صار جحيم  مدمر , واصبح المواطن عبارة عن حطب لادامة مشاعل النار والحرائق  , ولكن هذه النجاة لها ثمن باهظ , حيث اصبحوا طعماً  البحر للغرق والموت , لهذا صدم الضمير الانساني العالمي الحي  , امام المأساة المروعة لطفل السوري ( ايلان ) . الذي قذفته امواج البحر جثة هامدة الى اليابسة , وقد روعت هذه المحنة وهزت الرأي العام العالمي بالتعاطف والتضامن , لمأساة اللاجئين الذين يبحثون عن قوارب النجاة لحياتهم ومصيرهم , فقد وقفت بحزن المستشارة الالمانية ( ميركل ) وهي تبكي امام اللاجئين , وطالبت المانيا وبلدان الاوربية , باحتضان اللاجئين وتقديم كل اشكال الدعم والمساعدة , وفتحت الحدود لاستقبال اللاجئين . وكذلك عبر عن الاحباط والصدمة العنيفة  لهذه المأساة الانسانية  رئيس الوزراء الفنلندي , وهو يعرض منزله الخاص لاستضافة طالبي اللجوء , ودعا الفنلندين الى تقديم كل اشكال التضامن والدعم والمساندة , والوقوف الى جانب محنة اللاجئين , وكما عبر الكثير من الزعماء الاوربيين , بالوقوف الى جانب محنة اللاجئين وفتح الحدود امامهم  والقبول بهم , كذلك قرر هؤلاء الزعماء الاوربيين , عن استعدادهم لقبول من 150 الى 200 ألف لاجئ , هذا يعبر عن احساسهم الانساني وضميرهم الحي تجاه محنة الانسان المعذب  , مهما كان دينه ومذهبه وشكله ولونه , رغم انهم لا يتدخلون بشؤون الدين والمذهب ولايتحدثون عن صفوة الاديان والمذاهب , ورغم انهم في وجهة نظر ادعياء الدين الاسلامي  , بأنهم  كفرة وملحدين . هذا يدفعنا الى السؤال , اذا كانوا  زعماء اوربا كفرة وملحدين , ويقفون بكل عواطفهم الانسانية  امام المآسي والمحن , ويقدمون كل اشكال الدعم والتضامن والمساندة , الى  المحروم والمعذب والنازح والمشرد والمهجر والمضطهد ,  والذي يشكو ظلم الطغاة  , ماذا يفعلوا اصحاب الدين ازاء محنة المواطن كما هو الحال في العراق ؟ واين مواقف اصحاب العمائم من محنة الانسان العراقي ؟ واين المواقف الاحزاب الاسلامية العراقية , بعد سيطرتها على السلطة والنفوذ والمال ؟ ماذا فعلوا وقدموا للشعب العراقي ؟ سوى انغمارهم بالجشع  بالفرهدة والفرهود , وبنوا جنتهم العامرة  من السحت الحرام , وانغمسوا في حالات البذخ والاسراف المجنون دون وجع قلب  , وانغمروا في مسراتهم النعيمية على شقاء الشعب العراقي , وطرزوا حياتهم المخملية بالدونية , وانفصلوا كلياً عن الشعب والدين والمذهب , سوى المتاجرة به صباحاً ومساءاً لبناء صرح هيبتهم ومقامهم العالي , وهم لا يتصورون بأنهم وصلوا بنفاقهم  الى اسفل درجات الحضيض , بترك الشعب يعاني من معاناة القاسية والمروعة والرهيبة , وهم ينظرون دون أبالية من ابراجهم العالية , نظرة استخفاف واحتقار واهانة , كأنهم اوصياء الله على الارض , او الصفوة المختارة  , طالما انهم ابناء المرجعيات الدينية العليا , , وهم لايدركون بأنهم يمرغون سمعة ومكانة ابائهم في الوحل والعار , انهم لايعرفون بأنهم غارقين حتى قمة رأسهم  في البرك الاسنة بجراثيمها القذرة  , وانهم تحولوا الى ضفادع الى هذه البرك الاسنة بروائحها العفنة والكريهة , انهم يتصورون بقصورهم الملوكية , بأنهم اعلى شأناً ورفعة ومقاماً من الشعب , وهم يتوهمون حين هبت سواعدهم بنهب وسرقة مافي مغارة علي بابا , بأنهم كسبوا وربحوا الخلود والجنة الابدية , وان حماياتهم بجيوشها الجرارة كافية لصمام الامان لحياتهم , وهم يرتكبون جرماً شنيعاً بحجز هذه الافواج الضخمة من الحمايات حوالي 20 ألف عنصر حماية , حسب تقرير رئيس الوزراء السيد العبادي , في الوقت الذي يخوض  العراق معركة طاحنة ضد تنظيم داعش المجرم , وهو ( اي العراق )  بامس الحاجة الى هذه القوة العسكرية المحجوزة , وهي تكلف  خزينة الدولة اموال طائلة عبثاً  , في الوقت الذي يعاني العراق من عجز مالي كبير , نتيجة الازمة المالية , وبهذا الفعل الشائن فقدوا اخر قطرة من الشرف والاخلاق والضمير , بنعيمهم وترفهم الباذخ , في حين العوائل الفقيرة يبحثون عن قوتهم اليومي في نفايات القمامة , ولا يرق لهم قلوبهم ولاعواطفهم الميتة  , ان يخصصوا جزوء ضئيل من الاموال التي نهبوها من  السحت الحرام , في اطعام الفقراء والمتشردين والمهجرين  , حتى يزكوا مالهم الحرام , وهم يتحدثون عن الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية , وهم باعوا شرفهم واخلاقهم ودينهم بسعر زهيد , بشكل بائس  بمثابة وصمة عار في جبينهم , انهم لايدركون بأنهم اصبحوا جراثيم طفيلية بحاجة الى مبيدات الجراثيم , حتى يتخلص العراق من قاذوراتهم النتنة والعفنة , انهم اضحوكة الزمن الاغبر , ولكن الشعب يمهل ولا يهمل , وان مصيرهم لقريب بعون الله والشعب
جمعة عبدالله

484
الحذار من العمامة الفاسدة
لاشك ان الغليان الشعبي المتصاعد بهذا التوسع  بالنهوض الجماهيري الكبير . الذي ملئ الساحات والمدن العراقية بالاصوات المدوية , التي تشق عنان الفضاء , مطالبة بالاصلاحات ومعالجة ملف الكهرباء والقضاء , اللذان عشعش فيهما الفساد المالي والاداري  ونخرهما حتى العظم , هذا النهوض الشعبي الكبير , اصاب بالصميم مصداقية الاحزاب الاسلامية الفاسدة , ونزع عنها قناع المتاجرة بأسم الدين , بالمال والسحت الحرام , وليس اعتباطاً او مصادفة ترديد شعار ( بأسم الدين باكونا الحرامية ) , إلا تعبير صادق يكشف معاناة المحنة والازمة العراقية . نتيجة فعل هذه الاحزاب الفاسدة الى حد النخاع , بانها دفعت العراق ان يسلك طريق الخراب الشامل , ان يسير في طريق وعر معبد بالالغام والازمات وشتى المشاكل والمعضلات . ان يسرق الوطن والمواطن في وضح النهار وبأسم الدين والطائفة والمذهب . بان يصبح العراق ينعق به الخراب . لا كهرباء . لاماء صالح للشرب , لا خدمات . لا اصلاح . ماكنة الدولة يعيث بها الفساد المالي والاداري من زعانف وحيتان الفساد . ان يصبح العراق مكب لاتلال النفايات واكوام القمامة , ان يصبح العراق من الدول التي تعاني من اشد امراض الفقر والبطالة , رغم انه يملك اكبر مخزون في العالم من الذهب الاسود , ويدر عشرات المليارا الدولارية سنوياً  , لكن تذهب معظمها الى جيوب حيتان الفساد بكل حرية وسهولة , كأنها دولة عصابات المافيا , كأنها دولة لا تعرف معنى  الاصلاح والخدمات للشعب , سوى اللغف والنهب والسرقة والسحت الحرام . كأنها دولة لاتعترف بالحق والعدل والانصاف , ولا دولة ينظمها القانون  ,  والمطبق بشكل فعلي , هو قانون شريعة اللصوص والحرامية . لذلك جاء الغليان الشعبي العارم بالتظاهرات الاحتجاجية , لتضع حد لهذا المسلك والانزلاق الخطير  الذي يعصف بالعراق , نتيجة تسلط الاحزاب الفاسدة على مقاليد الحكم .  وبكل تأكيد ان هذه الاحزاب الفاسدة لم تستسلم لصوت الشعب المدوي , ولم تعترف  بأخطائها الفادحة , لم تقر بصوت العقل والتعقل والاعتراف بالحقيقة المرة , بانهم سبب البلاء والخراب الذي عم العراق , لذلك فهم يبحثون عن الطرق والوسائل الناجعة , في اخماد التظاهرات الاحتجاجية وافشالها , يبحثون عن الذرائع والحجج لخنق وقمع الغليان الشعبي العارم , ولن يهدأ لهم  بال  حتى ان ينجحوا في تخريب التظاهرات وانحرافها عن اهدافها الحقيقية في الاصلاحات ومحاسبة ومعاقبة الفاسدين , ورجوع الاموال المسروقة , ان الشعب لم يطالب إلا بحقوقه المشروعة التي سلبها منه الفاسدين بأسم الدين والمذهب  . واخر ماتفتقت عقولهم الفاسدة بالسحت الحرام . بالدعوى المزيفة والمنافقة والمحرفة , بان التظاهرات الشعبية تعيق مجابهة تنظيم داعش المجرم , وتصب في صالح اطالة عمر تنظيم داعش الارهابي , وانها تعيق الانتصارات التي تحققها القوات العراقية على الدواعش . هذه اصواتهم الناعقة والماعقة والنابحة بالعواء الغث والمأجور  ليل نهار , واشتدت اكثر في الايام الاخيرة بالدعوة الى وقف التظاهرات , بحجة ترك البرلمان والحكومة تنفذ برنامج الاصلاحات , وهم في الاحرى والحقيقة , يدافعون عن مصالحهم وجشعهم الذاتي والاناني , والخوف والقلق من خسارة مواقعهم ومناصبهم , والخوف اكثر من فتح ملفاتهم بالفساد المالي  , وفقدان تأثيرهم السياسي والشعبي , الذي وصل الى الحضيض , بعدما مزق الشعب ثوب الذل والمهانة , ان الخوف ينخر صدورهم من العواقب الوخيمة , اذا طبقت ونفذت مطالب الشعب بالاصلاحات الجذرية , وليس بحجهم الواهية بالبكاء المنافق على الوطن والمواطن . ان محاربة تنظيم داعش المجرم , لايتم إلا بمحاربة الفساد والفاسدين , ولاينفصل لان داعش والفساد المالي , وجهان لعملة واحدة . ولا يمكن تشديد الخناق على تنظيم داعش الارهابي , إلا بمحاسبة ومعاقبة الفاسدين , ولايمكن للعراق ان يخرج من عنق الازمات , إلا بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة . واذا كانت هذه الاحزاب الاسلامية الفاسدة , تعتقد بمقدورها الضحك على الشعب كما كانت تفعل في السابق , فأنهم في وهم وخطأ كبير , لان عراق اليوم ليس له بالامس , لقد سقطت الاقنعة وبانت العورات , ولايمكن لنباح  ونقيق وعواء الفاسدين ان يرجعوا عقارب الساعة الى الوراء 
جمعة عبدالله

485
تنصيب سليماني رئيس الوزراء للعراق
باتت الامور مكشوفة ولاحد يطعن او يشكك بها , بتدخل ايران في شؤون العراق السياسية , والصراع القائم بين الاطراف السياسية المشاركة في الحكومة والبرلمان , وتتدخل بكل صغيرة وكبيرة في الهم والشأن  العراقي , عبر ادواتها التنفيذية من الاحزاب الشيعية , وباتت ايران تشرف بشكل كامل في الملف السياسي , وفي ناحية التوجيه والقيادة والتأثير الكبير في مجريات الاحداث , بحيث صار لها قسط كبير في التأثير على صنع القرار السياسي , والحل والربط , وحتى في حالات التأزم والتفاقم , او في حالات  الانفراج والحلحة  في المشاكل والازمات , وباتت اللاعب الكبير في الملعب العراقي دون منافس وشريك , عبر وسيطهم او مندوبهم  السامي , قائد فيلق القدس ( قاسم سليماني ) , الذي اصبح يشرف بشكل كامل على الشأن السياسي العراقي , او بما اشبه بالسلطة التنفيذية غير الرسمية , او غير المعلنة , من خلال الاحزاب الشيعية , التي باتت تتبع التأثير والتوجه من القيادة الايرانية , التي فوضت ( سليماني ) بكامل المهمة , وباتت يده طويلة , كالمرشد او القائد او الموجه الفعلي لهذه الاحزاب الشيعية , دون ان تتجاسر ان ترفع اصبعها في حضرة ( سليماني ) وحتى هذه الاحزاب تفتخر بولائها وتبعيتها للقرار الايراني ,  عبر مندوبهم السامي في العراق ( سليماني ) فلا عجب ولا غرابة ان يقترح بعض زعماء التكتل الشيعي باقامة نصب او تمثال لسليماني , وليس تمثال للشهداء الابرار , الذين سفكت دماءهم الطاهرة في ارض المعركة , وهم يدافعون عن حياض وشرف الوطن , ضد جرذان داعش المجرمين , هذه التبعية  المهينة من الاذلال ونكس الرأس وتركيعه امام  القيادة الايرانية , تشكل اهانة الكبرى لهم , لذلك فقدوا مكانتهم ومنزلتهم السياسية , وسقطوا  الى اسفل القاع من الحضيض   , ان هذا السقوط الاخلاقي بالتبعية والعمالة وبيع العراق بسعر رخيص  , زاد من الغضب والغليان الشعبي , وفقدوا سمعتهم السياسية , وسقطت اقنعتهم وتعروا من ورقة التوت التي تغطي عورتهم , وكشفت حقيقتهم , بانهم عصابات لسرقة واللصوصية , زعماء مافيا في الدجل والاختلاس والاحتيال , نهبوا وشفطوا عشرات المليارات الدولارية  من خزينة الدولة , واصبحوا بين ليلة وضحاها اغنى اغنياء العالم , واصبحوا  ابطال اشاوس لايقارعهم احداً في اللصوصية والسحت الحرام . لذلك جلبوا للعراق الويلات والمحن والكوارث , وتنافسوا بالتناحر والخناق العنيف على الغنيمة والفرهدة ,ونتيجة  تأزمت المشاكل والازمات , مثل الماء والكهرباء والخدمات , وصار العراق دولة الفساد والفاسدين وفي مقدمة دول العالم .  وجاءت الانتفاضة  كرد فعل في نهوض  المارد العراقي بالتظاهرات الشعبية , التي اججت الغليان الشعبي بجموع غفيرة , ملئت الساحات والمدن , بعدما وصلت الامور الى الطريق المسدود , ودون بارقة امل في الانفراج  , ان التظاهرات الاحتجاجية اصابتهم في الصميم بالهلع والخوف , في قلع سلطة الفساد والفاسدين , وتنفيذ الاصلاحات الحقيقية لا الهامشية , لحد الان رغم الغليان الشعبي العارم , لكنها لم ترى النور والتطبيق الفعلي , سوى اصلاحات مكتوبة في طيات  الورق بالوعود المعسولة , ويواصل ويضغط الشارع العراقي في انتفاضته الشعبية السلمية , من اجل التطبيق التنفيذي الفوري بأن  تخرج من الورق المكتوب , الى الواقع الفعلي , في البدأ في مسيرة الاصلاحات , ومحاكمة الفاسدين والخونة , ورجوع الاموال المنهوبة , وهي تعد بارقام خيالية , ان الضغط الشعبي والسياسي والديني , اثمرت  بتقديم تقرير لجنة التحقيق البرلمانية بسقوط الموصل , والذي حمل مسؤولية السقوط ب 36 مسؤولاً رفيع المستوى , ومن بينهم , ابن ايران المدلل ( نوري المالكي ) الذي يسعى ( سليماني )  بجهود حثيثة في جمع التكتل السياسي  الشيعي ( التحالف الوطني ) على اجباره والرضوخ الى الارادة الايرانية , بشطب اسم ( المالكي ) من التقرير وعدم حشره باية مسؤولية وعدم المساس به , ورفض محاكمته , وعدم فتح اي ملف ضده . ان هذا القرار الايراني , لن يمر ولم ينفذ , إلا باجهاض التظاهرات الاحتجاجية السلمية , وتخريبها وقمعها واخمادها بكل الطرق , وعبر اندساس مليشياتهم وبلطجيتهم في داخل التظاهرات , والتي بدأت روائحها تعط في الافق في الاونة  , عبر التهديدات بالوعيد والثبور , او تأجيرها لصالحهم , بالدعوة الى التظاهرات بحجة الدعوة الى  الاصلاح ومحاربة الفساد , وهم الى قمة الرأس ,  غارقين بالفساد والمال الحرام , ان مهزلة القدر الاسود  , ان الاحزاب الطائفية الفاسدة الى حد النخاع تطالب بالاصلاح ومحاكمة الفاسدين , كأن مخلوقات جنية هي التي سرقت قوت الشعب , وليس قادة هذه الاحزاب الفاسدة , ان مهمة ( سليماني ) هي خلط الاوراق والفوضى والبلبلة , والاضطراب السياسي الخانق , وافشال السيد العبادي , الذي لم يتجاسر لحد الان في مواجهة الفاسدين , والبدأ الفعلي في مسيرة الاصلاح , ان هذا الخلل الكبير في التأخير , يتيح الفرصة الى تعبيد الطريق , ليصبح ( قاسم سليماني ) رئيس الوزراء العراق بشكل فعلي , او بواسطة احدى الدمى التي تحركها الاصابع الايرانية , ولكن سيجابهون بجبهة عريضة من الشعب مدعومة باسناد كبير من سماحة السيد السستاني , الذي يرفض منذ ايام زيارة ( سليماني ) له  , وهذا دليل دامغ بان مواقف المشرفة  للسيد السستاني تتعارض كلياً مع  التدخل الايراني في شؤون العراق الداخلية  , لذا فان صمام الامان لانتفاضة الشعب هو السيد السستاني , إلا اذا ازاحوه بطرق شيطانية ماكرة , تذكرنا بالاعيب الدكتاتور الارعن صدام حسين , حين يقتل ضحيته ويمشي في جنازته باكياً يذرف دموع التماسيح
جمعة عبدالله

486
التظاهرات الاحتجاجية كسرت حاجز الخوف

جمعت قبضة سلطة  الفساد والفاسدين , في ناحية واحدة فقط  وهي الهجوم الشرس في عمليات النهب والسلب والسرقة , وافراغ خزينة الدولة المالية وعوائد موارد النفط , لتذهب الى جيوب الفاسدين بكل وداعة وحنية واحتضان . لذلك برزت عصابات المافية بأخر ابتكارات والاختراعات في الاختلاس والاحتيال , فاصبحت كل مرافق الدولة يعشعش فيها طاعون الفساد المالي . وتكاملت قبضتهم الحديدية بتشكيل مليشيات طائفية مسلحة كاذيال  لهم تنفذ ما يصدر اليها , بان تكون سلطتهم الفعلية . واطلاق لها الحرية الكاملة , لفرض سطوتها وسيطرتها ونفوذها في الشارع العراقي , من خلال ارتكابهم عمليات السطو والسرقة والنهب والاختطاف والقتل . لتكون بمثابة الدولة الحقيقية في اجراءات التنفيذية  اليومية  , في الارهاب والعنف , لزرع الخوف والرعب في نفوس المواطنين , بالضبط مثل ماكان مطبق , في النظام البعثي الساقط , بواسطة ( الجيش الشعبي ) , بان يقوم بدور الارهاب والبطش والتنكيل , ومراقبة المواطنين  بالجرد الحزبي , الذي يحصي انفاس وخلجات المواطنين , وسلطة الفاسدين الحالية  ,اضافوا طرق جديدة في ترويع واركاع وتركيع  المواطنين , بحجة المحافظة على الدين والمذهب والتقاليد الاسلامية في الدولة الدينية . وما اشبه اليوم بالبارحة , في ممارسات المليشيات الطائفية , التي تتقمص وبكفاءة عالية دور ( الجيش الشعبي ) . ولكن هيهات ان يدوم ظلم الطغاة الفاسدين , وان الشعب يمهل ولا يهمل , وكان اليوم الموعود بالقيام بالتظاهرات الاحتجاجية العارمة بالحشود البشرية الغفيرة في المساهة في الغضب الشعبي الكبير , بعدما واصلوا  الشعب الى الطريق المسدود والمظلم . ان هذه الاحتجاجات الشعبية السلمية العارمة في الساحات والمدن العراقية , برهان دامغ على كسر حاجز الخوف والرعب من المليشيات الطائفية المسلحة , لتمزق بعبعها الارهابي المجرم , لذا كانت المفاجأة الصاعقة لسلطة الفاسدين وزعانفهم المليشيات الطائفية المسلحة , فقد سقطت سلطة الارهاب وتحرر الشعب من شرنقة الخوف , الذي عول عليها كثيراً ,  وسقطت كل اقنعتهم واصبحوا عراة دون ورق التوت امام الشعب الثائر . فلم تعد اذيلهم من المرتزقة والبلطجية , تسيطر على الشارع العراقي , وان خروج الجماهير الغفيرة بالاحتجاجات السلمية , من اجل قلع سلطة الفساد والفاسدين , ومحاكمة الفاسدين والخونة وكل من ساهم في خراب العراق , ونهب الاموال , ان الغضب الشعبي الساخط من اجل الحرية والحياة الكريمة , واحترام حقوق المواطن , ومن اجل دولة مدنية خالية من المليشيات الطائفية , ومن اجل دولة القانون . وقلع هؤلاء الاقزام الذين جلبوا الخراب للعراق . لذلك من المنطقي والبديهي , ان يتوحد الفاسدين مع زعانفهم من المليشيات في جبهة موحدة , من اجل اجهاض التظاهرات الشعبية عدم تطويرها الى انتفاضة شعبية عارمة , ومحاولة افشال الغضب الشعبي الواسع بكل الطرق الشيطانية , من الاندساس والتخريب والدس الرخيص , الذي يشوه ويحرف ويزييف , هذا المد الشعبي العارم , بحجج وذرائع وهمية وملفقة ومبتورة  , بان التظاهرات تحركها اصابع اجنبية , او انها مؤامرة خارجية ينفذها طابورهم الخامس , او انها مظاهرات مدفوعة الثمن , او انها موجهة ضد الدين والمذهب ..... الخ , من المهاترات والخزعبلات والدس الرخيص , وهو يدل على الخوف والقلق الذي اصابهم , وخوفاً من سقوط عروشهم الفاسدة . التي تتنافى مع قيم الدين والمذهب , وان جل خوفهم من خسارة ملاعقهم الذهبية , وكروشهم المتخمة بالمال الحرام . ان محاولات الاندساس والتخريب تصاعدت في الفترة الاخيرة , بواسطة مرتزقتهم وبلطجيتهم , في الاعتداء على المتظاهرين وتخويفهم وتهديد حياتهم , واستفزازهم , بالشعارات الطائفية والحزبية , او محاولة لتخريب واحداث الشغب من التخريب  , من اجل احتلال المظاهرات وتوجيهها حسب رغبة الفاسدين , ان هذه المحاولات التخريبة , زادت من حجم الزخم الشعبي المشارك , بانخراط افواج بشرية كبيرة اخرى نزلت الى الشوارع  ,  مما ساعدت في تقوية ساعد المتظاهرين , وهم يطالبون السيد العبادي بالاستجابة الفورية الى تلبية مطالبهم بشكل فعلي , وليس بالوعود المعسولة , التي لاتشبع الجوعان ولا تكسي ثوب  الفقير , ولا تجد الفرص العمل للشباب , ولا توفي بتقديم الخدمات ,  وحل مشاكل الماء والكهرباء , ان ضياع الوقت في اصلاحات هامشية ليس لها قيمة , في  الاصلاحات الحقيقية , ان السيد العبادي يستنزف الوقت هدراً دون مواجهة حقيقية لسلطة الفساد والفاسدين . ان صبر الشعب اخذ بالنفاذ , اما الذين يحلمون بتكرار قمع المظاهرات كما حدث في شباط عام 2011 بقمعها بالارهاب والدم , انهم واهمون وراء سراب احلامهم , ان الشارع العراقي اصبح ملك للجماهير الثائرة , وليس لسلطة مليشياتهم المرتزقة والبلطجية  , لذا الحذار من الانفجار الكبير القادم  , الذي لا يرحم المتماهلين والخائفين والمتأخرين والمرتجفين , وفاقدي الفرص الذهبية  , حذار من ساعة الصفر , اذا لم تبدأ ساعة الاصلاحات الحقيقية
جمعة عبدالله

487
هيا الى وكر الفساد والفاسدين في المنطقة الخضراء

خلقت التظاهرات الاحتجاجية العارمة , مناخ سياسي جديد , وحركت المياه الراكدة , التي عشعش وتعشعش عليها الفساد والفاسدين , وسارعت في تطور المسار السياسي , دخوله في  طور جديد بعد حزمة من الاجراءات والقرارات  والاصلاحات ,  في كيان الهرم السياسي العراقي , وهذه التطورات المتلاحقة , كان من نتائجها انجاز تقرير لجنة التحقيق بسقوط الموصل , وشمول التقرير على 36 مسؤولاً متهم بالتورط بالخيانة في سقوط الموصل , وتسليمه الى تنظيم داعش المجرم , دون مواجهة قتالية , وسلم التقرير الى البرلمان الذي صوت عليه بتقديمه الى الادعاء العام , ماعدا نواب حزب الدعوة , الذين  رفضوا التقرير , وطالبوا بشطب ورفع اسم ( نوري المالكي ) من التقرير ,  لكن محاولاتهم في انقاذ سيدهم ووالي نعمتهم , باءت بالفشل الذريع , وهذا تطور نوعي في مسار الاحداث المسرح السياسي , بتقديم الخونة والمتورطين الى المحاكم العراقية لمحاكمتهم بتهمة الخيانة الوطنية العظمى . ويجب ان نقر ونعترف بان المسؤول الاول عن سقوط الموصل , هو ( نوري المالكي ) باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع , ووفق القانون العراقي , بان زعيمهم ( حرامي العصر ) اصبح بلا حصانة امام الادعاء العام , وهذا نقلة نوعية في المسار السياسي , لانه لا يوجد اي فرد  يكون فوق القانون والمساءلة الشعب والبرلمان , ولا يمكن لاي مسؤول في الدولة , ان يكون خارج دائرة المحاسبة والعقاب , ولا يمكن لاي خائن ان يستهتر بالقانون ويستخف بالشعب ويتملص من العقاب , مهما كان موقعه السياسي , لذا على شباب الانتفاضة العراقية الابطال , الذين رفعوا قامة العراق عالياً , اليقظة والحذر من الآعيب المخربين والمندسين , في السعي الى اجهاض واخماد واطفاء الغليان الشعبي المتظاهر , من اجل ان يفلت الخونة من العقاب والمحاكمة المنتظرة لهم , هناك محاولات حثيثة في التخريب , من اجل يعشعش الفساد والفاسدين على خناق الشعب , الحذر من الافراغ والتملص من  مطاليب المتظاهرين , في المطالبة بتطهير سلطة الفساد والفاسدين , ومحاكمتهم , ومصادرة الاموال التي سرقوها باللصوصية الشيطانية , وتعميق مسيرة الاصلاحات حتى تصل الى العظم . ان حزب الدعوة الذي تمرس في الفساد والدجل والنفاق والغدر  , لن يلقي سلاحه من اجل تخريب التظاهرات الاحتجاجية , بشتى الطرق والوسائل , وخاصة وانه يملك ماكنة ضخمة من المرتزقة والبلطجية , سيظل يقاوم من اجل اخماد نار الغضب الشعبي والتظاهرات الاحتجاجية , ولن يسكت على تقديم زعيمه الخائن والفاسد الى المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى , حتى لو احرق العراق ودمره حجراً على حجر , وله تجربة دموية في التخريب واجهاض التظاهرات الاحتجاجية , كما فعل عام 2011 , حين قمع مظاهرات ساحة التحرير بالدم والبطش والتخريب , وبحجج جاهزة ( البعث وداعش ومظاهرات مدفوعة الثمن , وضد الحكم الديني الاصلاحي , واصابع اجنبية ) هذه المزاعم الهزيلة اصبحت من تراث الماضي البغيض , وسيدفنها الشعب كما دفن الولاية الثالثة التي طبل لها كثيراً وتجرع في النهاية  كأس الحنظل  , ولكن يجب الحذر من المحاولات التخربية , رغم آلآن الوضع السياسي  مختلف عن الماضي البغيض , بان الاجهزة الامنية كانت  في عهد ( حرامي العصر )  تشارك المندسين والمخربين وبلطجية حزب الدعوة , في الاجهاض والتخريب والفشل  , اما الآن فان الاجهزة الامنية تؤدي واجبها بشرف ومسؤولية في حماية المتظاهرين , وقدمت حسن شهادة حسن  السلوك في النزاهة في واجبها المسؤول .  لكن  محاولات التخريب , اصبحت حقيقة , لايمكن التغاضي عنها , في هدفها انقاذ سيدهم من تقديمه الى المحاكمة , وعلى شباب ساحة التحرير الجسور , ان يقطع هذه المحاولات التخريبة , بالمطالبة , في تسريع في  تقديم المتهمين الى الادعاء العام , وتوجيه رسالة قوية ودامغة , في التوجه الى وكر الفساد والفاسدين , في المنطقة الخضراء , للمطالبة بالاسراع الفوري دون تأخير , في تقديم المتهمين المتورطين في سقوط محافظة الموصل , وكذلك ابدأ الدعم والاسناد الى السيد العبادي , في الاسراع بتطبيق حزمة الاصلاحات , واعطاءه عزم جديد في المواصلة لمسيرة الاصلاح المطلوبة
جمعة عبدالله 

488
المطالبة باعدام كل خائن من الاجهزة الامنية
تتكاثر الايام الدامية والسوداء على مناطق متعددة من العراق , وخاصة المناطق الشيعية , التي تشهد بحق  الحرب الابادة  الرهيبة  , من وحوش داعش , بالتفجيرات الدموية الضخمة ضد المواطنين الابرياء , ولذلك شهدت مدينة الثورة ( الصدر ) يوماً دموياً بشعاً ورهيباً , في استهداف سوقها الكبير ( علوة جميلة ) المأهول والمزدحم بالمواطنين , بتفجير شاحنة محملة بمئات الكيلوغرامات الشديدة الانفجار , وكانت الحصيلة الدموية الرهيبة 380 مواطن بريء  بين قتيل وجريح . لو لم يكن هناك تسهيل متعمد ومقصود من عناصر الاجهزة الامنية , بمرور الشاحنة المحملة بالمتفجرات بكل حرية ويسر من نقاط السيطرة والتفتيش , لما حصلت الجريمة الدموية المروعة , لو لم يكن هناك اتفاق وتواطئ بين بعض عناصر الاجهزة الامنية ووحوش داعش , لما حصل الانفجار الدموي , لو لم يكن هناك خيانة وتقصير في الواجب والمسؤولية , لما حصلت المجزرة الدموية , لو لم يكن هناك اتفاق مالي ومقايضة مالية بحفنة من الاموال تدفع الى بعض العناصر الامنية , مقابل السماح بعبور المتفجرات بكل سهولة وحرية  , لما وقعت الكارثة الدموية في منطقة مأهولة بالسكان من الطائفة الشيعية , التي اصبحت مشروع موت سهل , نتيجة  الفساد المالي الذي ينخر الاجهزة الامنية الى حد النخاع , لقد اصبحت هذه اللعبة الدموية المكشوفة والمعروفة للقاصي والداني في السنوات الاخيرة , بالتناغم والاتفاق والتنسيق  على الدفع المالي ,  لتسهيل ارتكاب الجرائم الدموية من قبل جرذان داعش , التي امتلكت قدارات مالية هائلة , باستطاعتها وبسهولة نادرة , شراء وتجنيد  النفوس الضعيفة والذمم الميتة والفاسدة  من الاجهزة الامنية , التي تخون واجبها ومسؤوليتها في حماية المواطنين من الارهاب الدموي العنيف , بل اصبحت الاجهزة الامنية الشريك الفعال والمساهم الكبير , في هذا الارهاب الدموي خلال السنوات الاخيرة , والاعترافات الكثيرة التي تدمغ الرأس تثبت ذلك  , بان هناك تواطئ وتنسيق وتفاهم بين وحوش داعش وبين عناصر  الاجهزة الامنية , واخرها الاعتراف الذي ادلى به , احد  الضابط من الاجهزة الامنية , الذي سهل مرور , الشاحنة المحملة بالاطنان من المفجرات في منطقة خان بني سعد في محافظة ديالى , وكانت الحصيلة الدموية المروعة اكثر من 300 مواطن بريء  بين قتيل وجريح , وخراب هائل في المنطقة , بسب وجود عناصر خائنة وخسيسة وحقيرة ,  تبيع امن المواطن مقابل حفنة من المال , واصبحت هذه اللعبة الدموية الخطيرة , بان الطائفة الشيعية تحصي كل يوم الضحايا الابرياء من هذه الانفجارات الدموية , لان تهاون القيادة السياسية , مع الخونة والمتواطئين والمتخاذلين في الاجهزة الامنية  , لو طبق احكام الاعدام على العناصر الخائنة والعميلة , لما وصلنا الى الحرب الابادة في المناطق الشيعية . لذلك آن الاوان لوقف هذه المهزلة الدموية , وقف مسلسل الموت بالمجازر الدموية , بالتطبيق الصارم وبتنفيذ احكام الاعدام الفورية بحق الخونة , في مكان الانفجارات الدموية , ولا يمكن ان تكون الاصلاحات الجذرية   بعيدة  عن الاجهزة الامنية , آن الاون بتطهير وتنظيف الاجهزة الامنية من العناصر الفاسدة والخائنة , لابد من  الايقاف بشكل فوري المسلسل الاجرامي , بين الاجهزة الامنية ووحوش داعش , يجب ايقاف الفساد المالي المسترشي بالاجهزة الامنية الى حد العظم  ,  وتتعامل بالصفقات المالية , على حساب حياة المواطنين , ويجب ان نعترف بالحقيقة المرة , بان جرذان داعش نجحت نجاحاً ساحقاً في ابادة الطائفة الشيعية , عبر الدفع المالي الى عناصر الاجهزة الامنية , ان هذه العناصر المجرمة والخائنة هي اخطر بكثير من اجرام تنظيم داعش , لانه يكون مشلول الحركة ولا يتجاسر على الدخول في المناطق الشيعية , لولا التسهيل الكامل , من بعض هذه العناصر الامنية , التي باعت شرفها واخلاقها وضميرها الميت مقابل حفنة من المال , لذا لابد ان يطبق حكم الاعدام على هذه الحثالات الجرثومية الخطيرة , وان يكون مكان الاعدام في الاماكن الانفجارات , عندها سيتنفس المواطن البريء الصعداء , ويكون درساً قاسياً وصارماً ورادعاً , لكل من يبيع امن المواطن مقابل حفنة من المال , ولا يمكن الاكتفاء بالادانة والاستنكار , التي شبعنا منها الى حد التخمة , المواطن البريء يريد افعال تطبيقية وفورية , لكل خائن وعميل , الذي يخون الواجب والمسؤولية
جمعة عبدالله

489
الدعوة الى حكومة تكنوقراط وحجز الاموال المسروقة

هذه الفرصة الاخيرة التي تمنح الى السيد العبادي , بان يجاهد ويعمل على تحقيقها , هو يلبي رغبة الجماهير الثائرة على الفساد والفاسدين , بان ينجزها بشرف ومسؤولية , ليكون الحاكم العادل بحق وحقيقة , ويعيد مآثر شيهد الشعب الخالد ( عبدالكريم قاسم ) في العفة والنزاهة والوطنية , بان لايرحم الفاسدين , هذه الطفيليات التي اعتادت العيش في البرك الآسنة . ان لايبخل في القبضة الحديدية , في الجرأة والشجاعة في منازلتهم وتقويض مضاجعهم , وتشديد الحصار عليهم , لزعزعة عروشهم الفاسدة , الذين عملوا بكل شهوة جنونية على تحطيم وتخريب العراق , ودفعه الى ابواب الجحيم , من اجل اشباع اطماعهم الانانية في المال الحرام , .على السيد العبادي مهمة اساسية , انتشال العراق من ظلام الازمات والمشاكل , التي تتحمل المسؤولية الكاملة عنه  , الاحزاب الاسلامية الفاسدة .  عليه ان يطبق عدالة الامام علي ( ع ) , ضد الذين نهبوا البلاد والعباد , واصبحوا فجأة بين ليلة وضحاها اغنى اغنياء العالم , بشفط وسرقة الاموال من خزينة الدولة ومن قوت الشعب , وتقدر بمئات المليارات الدولارية , وتركوا العراق يئن من الخراب والفقر والازمات الطاحنة , في حرمان المواطن العراقي من الحياة الامنة والعيش الكريم , لقد نهبوا كل شيء بحجة الاصلاح والبناء وتقديم افضل الخدمات , وبالتالي ذهبت الاموال الى جيوبهم , فلا اصلاح ولا بناء ولا خدمات . هكذا حولوا المناصب الى مراتع خصبة للفساد واللصوصية . . ان العراق المصاب بامراض الازمات الخطيرة , وبحجم الخراب الكبير , لا يمكن لهذه الاحزاب الاسلامية المصابة بطاعون  الفساد . والتي تسيطر على خناق البرلمان والحكومة , ان تجلب ذرة من بصيص الامل والنور , وهي سبب الظلام الذي خيم على العراق , ولا يمكن ان تقدم الحلول والمعالجة , وهي سبب بلاء ومصيبة الازمات والمشاكل التي  سيطرت  على العراق , ولا يمكن ان يتم عبرها انقاذ العراق , حتى لو نزعت ثوب  الذئاب ولبست ثوب الغزلان . ولا يمكن الوثوق بها مطلقاً , كأننا نسلم الذئاب لحراسة قطيع الاغنام , ولا يمكن للعراق ان يخرج من نفق الظلام , إلا عبر تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة , بعيدة عن الطائفية والحزبية , بمعايير الكفاءة والخبرة والنزاهة والوطنية , وستكون العلاج الشافي لامراض العراق المزمنة. وكذلك آن الآوان بعودة الاموال المسروقة من خزينة الدولة , التي نهبت بواسطة هذه الاحزاب الاسلامية الفاسدة , لابد من حجز اموالهم  داخل العراق وخارجه , وحظر سفرهم خارج العراق , حتى لايهربوا بالاموال المنهوبة , لابد من فتح ملفات فسادهم السابقة والحالية , ان الحاجة الماسة والملحة بعودة الاموال المسروقة , وهي تقدر بمئات المليارات الدولارية , وهي كافية لابعاد العراق من شبح الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية , وقادرة على سد العجز في الميزانية السنوية . ان هذه الحلول هي سفينة انقاذ العراق من الغرق والطوفان , وعلى السيد العبادي الاسراع بتنفيذها بالسرعة القصوى , وفتح المجال الى المحاكم العراقية في الاسراع بتناول ملفات الفساد , وتفعيل مبدأ ( من اين لك هذا ؟ ) حتى يتكامل الهجوم على عروش الفساد , وشد الخناق عليهم . فان فعلت ذلك , فستجد الدعم والاسناد الكبير من الاكثرية الساحقة من الشعب , وستكون بحق قائد وطني محبوب يرفع على الاكتاف , انها فرصتك الذهبية , والحليم تكفيه الاشارة
جمعة عبدالله


490
شباب محافظة العمارة الابطال يطردون واثق البطاط
هكذا وصلت الاحزاب الاسلامية المنخورة حتى العظم بالفساد والسحت الحرام , واذيالها المليشيات الطائفية المسلحة , الى طريق مسدود وعلى حافة السقوط في  الهاوية السحيقة , ويشتد الحصار والخناق عليها  من الجماهير الشعبية  الثائرة , وبهذا الزخم من المشاركة العارمة من جماهير الشعب , الساخطة والمتذمرة من الاوضاع المأساوية والمريرة  , لا اصلاح , لابناء . لا خدمات , مشاكل وازمات خطيرة , كأنة العراق اصبح ماكنة تعمل باقصى سرعتها في الفساد المالي والارهاب الدموي . هكذا  تحول العراق في عهد الجراثيم السياسية واذنابها من المليشيات الطائفية , وهي تعيش هذه الايام العصيبة والقلقة من مصيرها المحفوف بالمخاطر , بعدما خربت البلاد والعباد , واستهترت واستخفت بكل القيم والمبادئ والاخلاق والدين , وصارت تتحرك بضمير ميت , او بضمير شيطاني خارق في النهب والشفط والسرقة , وقد اطلقت العنان وبكل حرية الى مليشياتها الطائفية المسلحة . ان تعيث فساداً وارهاباً , وتتحكم بصورة تامة على الشارع العراقي , التي اصبحت هي الدولة الفاعلة والمتنفذة , بفرض سيطرتها ونفوذها وسطوتها  بقوة الارهاب والبطش  , وفرضت شريعتها الاجرامية والارهابية على المواطنين من خلال سيطرات التفتيش اليومية المتجولة  , او من خلال نصب  السيطرات الوهمية , بدواعي السلب والنهب والسرقة وخطف المواطنين , من اجل فرض الفدية او الجزية على المواطنين الابرياء , بغياب للدولة بشكل كامل , وبفرض بكل استهتار واستخفاف واحتقار للمواطن المسلوب والمنكوب , قائمة طويلة بالممنوعات والمحرمات بالتشدد الديني والمتخلف والجاهل والبليد . هكذا عاشت المليشيات الطائفية المسلحة عصرها الذهبي , في عهد حكم المالكي الكارثي , في استهتار واحتقار كرامة المواطن العراقي وحرمته , واطلاق يدها في السحت الحرام , واعتقدوا بانهم من خلال سيطرتهم الكاملة على العراق والعراقيين , بان سلطتهم الارهابية والاجرامية باقية الى الابد , وان دارهم او اوكارهم وجحورهم في سلامة وامان  ( دار السيد مأمونة ) , طلما الى جانبهم الحصانة والحماية  والرعاية التامة من سيدهم الحرامي الاول في العراق , الذي اضاع نتيجة النهب والفساد , وحسب تقارير الدولية , بان حكم المالكي اهدر مبالغ تقدر بحوالي 275 مليار دولار , لا يعرف احد اين ذهبت وصرفت , فلا مستندات ولا وثائق تشير الى وجهتها , هذا يدل بانها نهبت بواسطة الاحزاب الاسلامية الفاسدة ( شيعية وسنية ) والمالكي واعوانه وبطانته واذياله من المليشيات التي اوجدها بالدعم بالسلاح المال الكبير والباذخ , لتؤدي دور الابتزاز السياسي , وبأسم الدين والطائفة  , تنهب وتسرق كل مافي  العراق  , لذلك جاء النهوض الشعبي , والتظاهرات الاحتجاجية التي عمت عموم العراق  , كرد فعل على الفساد المالي والارهاب الدموي , كرد فعل لوضع العراق على خط طريق الامان والسلامة , وقلع الجراثيم السياسية , التي جاءت من المجاري المياه الثقيلة  , ومن فضلات المرفق الصحية , لذا تحاول  هذه الحثالات السياسية الرثة والفاسدة , ان تسرق  وتجهض وتخمد  المد الشعبي العارم الذي يعم المدن والساحات والشوارع , بالانتفاضات الشعبية السلمية , لتعيد وجه العراق المسروق  , الذي سرق لاكثر من 12 عاماً من قبل هذه الاحزاب الفاسدة , التي تصلبت في السرقة واللصوصية , لذلك طلبوا من اذنابهم من زعماء المليشيات الطائفية الارهابية والاجرامية , مثل المرتزق  ( واثق البطاط ) ان يندس بين المتظاهرين في محافظة العمارة ( ميسان ) من اجل الخداع والسرقة واجهاض واخماد المد الشعبي الساخط على اسياده الفاسدين , لكن شباب محافظة العمارة البطل والجسور ,قف بالمرصاد بوجه هذا المرتزق الطائفي , ومنعه من المشاركة , وعلت الاصوات المدوية في وجهه ( حرامي . . حرامي . . حرامي ) مما جر اذيال الهزيمة والعار , ولم تستطع حاشيته الارهابية والمجرمة , ان تسكت الاصوات الساخطة , مما دفع الشباب الى رفع اصوات السخط والاحتجاج اكثر دوياً  , مما اضطر ان ينهزم في سيارات الاجهزة الامنية , وتلاحقه الاف اللعنات الساخطة  , ان هذا المشهد البطولي والجسور , يدلل على الوعي الناضج للشباب المتظاهر , برفض مشاركة المليشيات الطائفية في المد الشعبي وانتفاضته العارمة , فكل الحذر من الاندساس هؤلاء المخربين المرتزقة , الذين باعوا ضميرهم وشرفهم ودينهم بحفنة من الدولارات . . فالف تحية مجد لشباب محافظة العمارة الابطال , الذين سجلوا اول ملحمة بطولية ضد الفاسدين واذنابهم المرتزقة
جمعة عبدالله

491
هذا يومك ايها العراقي الابي


الحالة المأساوية في العراق وصلت الى الطريق المسدود , تنذر بالانفجار بأن صبر العراقيين نفذ ولم يعد تحمل الواقع المرير , وتجرع طعم علقم الفساد المالي والفاسدين , الذين جثموا على صدور العراقيين , بهدف اخراج المواطن من انسانيته ومن حقوقه المشروعة , التي يسرقها اللصوص والحرامية بضمير واخلاق ميتة , في تحويل العراقي الى بهيمة سائبة يلعب بها الارهاب الدموي والفساد المالي من احزاب المحاصصة الطائفية .
× لم يعد مقبولاً السكوت على الواقع المرير , في استمرار معاول الخراب وماكنة الفساد المالي تشتغل باقصى سرعتها , ومن اجل حرمان العراقي من تقديم الحد الادنى من الخدمات العامة , وفي مقدمتها الكهرباء , التي تسير من سيء الى الاسوأ ,  والمليارات تتضخم في  ارصدة الفاسدين بدلاً من اصلاح مشكلة الكهرباء , حتى وصل قطع التيار الكهربائي الى اكثر من 20 ساعة في اليوم , وفي قيظ الصيف الحارق , وسدت كل  ابواب الشفاعة والرحمة للمواطن المظلوم , الذي لا يجد الكهرباء  , ولا الماء ,  والخدمات العامة تنهار الى اقصى سلم التدهور , فلم يعد السكوت والصمت الذليل والمهانة مقبولاً , وان تنهب  ثروات العراق المالية , وانسداد كلياً افق الحياة الكريمة للمواطن  , طلما تصول وتجول , جراثيم الفساد المالي من الاحزاب الطائفية الحاكمة , التي اوصلت العراقي الى طريق مسدود , واستمرار طريق  الهلاك والخراب , لذلك كان الرد الشافي , بدق جرس الانذار الاخير  , الذي دوى رنينه في المظاهرات الشعبية السلمية العارمة بزخم المشاركة الجماهيرية , والتي انطلقت حشودها الشعبية , في بغداد والبصرة والعمارة وكربلاء والنجف الاشرف والمدن العراقية الاخرى , لوضع الحد الفاصل لاحتقار واهانة العراقي في حياته اليومية  , والاستخفاف والاستهتار به ,  كأنه دمية في ايدي العصابات المافيا من الاحزاب الطائفية الفاسدة , ان هذا واقع  الحال لم ولن يدوم , وهكذا كان الرد  العراقي الابي الاصيل , ان  يخرج الى الشوارع والساحات , ويمزق ثوب الذل والمهانة والاهانة , ويرفع صوت الاحتجاج المدوي , وهو يدق المسمار في نعش الاحزاب الطائفية الفاسدة , التي جثمت في جسد العراق كالسرطان الخبيث  , هكذا يشهد العراق انطلاق ثورة الغضب الشعبي للمارد العراقي   , والحذار كل الحذار , اذا الحليم غضب .
× لم تعد لعبة الوعود والعهود المعسولة تنفع وتقنع وان يكون لها صدى ايجابي  , لان هدفها اخماد جثوة الغضب والاحتجاج , واخماد روح الاحتجاج الجماهيري السلمي   , لتعود حليمة الى عادتها القديمة , ثم تسوء الاوضاع  اكثر تفاقماً وتأزماً , ومثال  الوعود التي اطلقها نوري المالكي بمهلة مئة يوم بتلبية مطاليب المحتجين في مظاهرة  ساحة التحرير , عام 2011 , ثم اعطى الضوء الاخضر الى بلطجيته واعوانه وحاشيته , بقمع واخماد المظاهرة الاحجتاجية السلمية بالدم , واريقت الدماء حتى القتل والبطش والتنكيل  , وعادت الاوضاع  اكثر تدهوراً  وسوءاً , وتمزقت وعود مئة يوم , لذا الحذار من الوعود المزيفة  , ومن اندساس بلطجية الاحزاب الطائفية الفاسدة , الحذار من اخماد روح الاحتجاجات السلمية , لم يبق سبيل سوى التمرد والثورة , ولا يمكن التنازل عن الحقوق الشرعية للمواطن بحياة انسانية كريمة , في وقف عجلة الفساد المالي والفاسدين . هذا يوم الحليم العراقي الابي , فالى تشديد اصوات الاحتجاج , حتى ترضخ احزاب الفساد المالي وتركع  , حتى تنتصر ارادة العراقي الشهم والاصيل , ولا يمكن للاخرين ان يقفوا على التل للتفرج , لان الطفح الكيل والزبى . فهذا يومك ايها العراقي الاصيل , ان تمزق ثوب الذل والمهانة والاهانة , وتثبت رجولتك وعراقيتك الاصيلة , هذه فرصتك الذهبية لتنزع حقوقك من افواه الذئاب الفاسدة , التي انغمرت في بحر الفساد المالي ..... هيا الى العزة والكرامة والرجولة .
هيله عليهم هيله والشعب بعده بحيله
جمعة عبدالله

492
افيال مجنحة تعطل مولدات الكهرباء
هكذا اوصلتنا الاحزاب الاسلامية الفاسدة حتى النخاع , الى طريق مسدود وبانعدام الافق في الانفراج , بل نسير بخطى ثابتة الى الاسوأ , او الى اسفل حضيض القاع , لانها تركت شؤون الوطن والمواطن , وجاهدت وكافحت  بكل عنفوان ,  باظافيرها واسنانها وانيابها في ناحية واحدة ضيقة الافق , ألا وهو النهب والسلب والاختلاس البلاد والعباد بالفساد المالي , حتى اصابوا العراق بالخراب والدمار وفي كل زاوية منه  . فلا كهرباء . ولا ماء , ولا خدمات , ولا اصلاح وبناء , سوى معاول الهدم والخراب تتجول في كل مكان  , وبالنتيجة النهائية  , لا دولة مهيبة , ولا قانون ينظم العلاقة بين الدولة والمواطن , اذ كل شيء اصابه  سرطان الفساد والخراب , حتى صار العراق بين جموع دول المعمورة , الدولة الفاشلة , والدولة الفاسدة , والدولة الفقيرة , ودولة عصابات المافيا , لايهمها سوى السرقة واللصوصية , ودولة الفاسدين حتى النخاع بالمال الحرام , مما اصاب المواطن الضرر الكبير , وصار المواطن  يعاشر يومياً الذل والمهانة والاهانة , وحتى اصبح هذا الثالوث اللعين شريعة العراق الجديد , مواطن مسلوب الكرامة والارادة والرجولة والشهامة , حتى دفنت تحت التراب , العراقية الاصيلة التي تغنى بها الاجداد والاحفاد , طالما وضع مصيره وحياته بيد الفاسدين والحرامية , الذين ماتت ضمائرهم وشرفهم واخلاقهم ودينهم , وزرعوا جرثومة الطائفية في العقول , ليستمروا في مباهي البركات والنعم  لجنتهم الامانة والمستقرة , التي ترفل في البذخ والاسراف , بينما الشعب يلعق علقم مرارة الحياة وصعابها  , حتى دجنوا المواطن ان يكون ببغاء لهم يردد غثهم ومهازلهم وتفاهاتهم  السخيفة  . هكذا يسجل الشعب العراقي بادرة تاريخية لتاريخ الشعوب القديم والحديث , ان ينسلخ  بارادته وبطواعية تامة  عن رجولته وكرامته , ويرتضي ان يكون اشبه  بقطيع اغنام , في حضرة الذئاب الجائعة , ولاول مرة يهجر شعب كرامته ويرتضي ان يتحكم به القادة هم زعماء عصابات الحرامية واللصوص بامتياز , وان يديرون دفة شؤونه ومصيره , وان ينقاد المواطن  طوعاً الى مسالخ الموت والذبح , من اجل ان يبقى الحرامي والمجرم والفاسد الخسيس  , يرقص ويغني على الجماجم وانهار الدماء , هكذ شعب يتجرع كأس الهوان والذل وجحيم الحياة , ولا يتجاسر بطرح سؤال بسيط بوجه الحرامية والفاسدين , اين ذهبت 37 مليار دولار , التي خصصت لحل مشكلة الكهرباء ؟ في اية جيوب حطت  وذهبت ؟ , ولم يتجاسر في خدش شعور القادة الفاسدين . اين وعودهم حين وعدوا بالحلف واليمين والقسم , بان عام 2013 , سيكون عام الاكتفاء الذاتي لتجهيز  الطاقة الكهربائية , وسيكون هناك فائض في الانتاج الطاقة الكهربائية التي سيصدر الى الخارج , ومشكلة الكهرباء تسير من سيء الى الاسوأ , مثل بول البعير , ولم نشهد من هؤلاء القادة سوى الحروب والخراب وانهار الدماء ضحيتها  من اولاد الخايبة فقط  , يطالهم الارهاب الدموي صباحاً ومساءاً , وصار المواطن امام معادلة الموت , داعش من وراءكم , والارهاب الدموي من امامكم , والاختيار الديموقراطي متروك للمواطن بكل حرية  ووداعة وحنية , هكذا اوصلتنا الاحزاب الاسلامية الفاسدة , الى قاع الحضيض , وفتحوا على الشعب صندق ( باندورا ) ليعم الخراب والهلاك الشامل , طالما هم يتنعمون بجنة المنطقة الخضراء , والمنطقة الجحيم السوداء لعموم العراقيين , هكذا هؤلاء الحثالات الرثة الفاسدة الخسيسة  اعلنت  الحرب الشعواء على العراق والعراقيين , لذلك تتزاحم قوافل الشهداء من اولاد الخايبة في الطرقات والشوارع , فهم لم يكتفوا بهذه الحرب الشعواء المدمرة , بل يطالبون  المواطن المغلوب على امره , بان يدفع فاتورة الازمة الاقتصادية والعجز المالي لخزينة الدولة  , لسد حاجيات الخزينة  المنهوبة , بتطبيق سياسة التقشف الصارمة على المواطن , لذلك من اجل الخروج من هذا المأزق الخطير والمسدود بالافق بشكل تام   , لم يبق إلا طريق واحد لانقاذ شعب من الابادة والخراب المحتم  , ان  برفع اصوات الاحتجاج المدوية عالياً , بمطالبة المجتمع الدولي ومنظماته , بوضع العراق تحت الوصاية الدولية برعاية هيئة الامم المتحدة , لانقاذ شعب من الموت البطيء او السريري , انقاذ شعب يغوص في مستنقع التماسيح الجائعة , ان التحديات الصعبة والمصيرية التي يمر بها العراق , بحاجة ماسة وضرورية الى الحماية الدولية , بعد ما فشلت احزاب الفساد المالي
جمعة عبدالله


493
حظيرة خنزير اطهر من اطهركم ياقادة النقمة
في العراق الجديد , زحفت اسراب من الضفادع الملتحية , ذات الجباه المختومة بالعار الطمغة الباذنجانية ,  التي يختفي في سيماها الف شيطان لعين ودجال , فقد عملوا على تحويل  العراق الى خرائب واطلال  مهدمة تنعق بها الغربان   , وفي كل يوم كربلاء من النوح ومآتم الاحزان , فقد داسوا بأحذيتهم الشعب بعموم مكوناته وطوائفه , في عهرهم السياسي المهين والشائن  , وشيطنة المال الحرام , بان حولوا الشعب الى قطيع من الخرفان تنهش وتلعب بها الذئاب البشرية من الداعش والدواعش والحوافش , لقد صار لهم الفساد المالي واللصوصية , دين ومذهب وعقيدة واخلاق , تتحكم في مصير وحياة  المواطن , لقد اسهموا هؤلاء الضفادع من البرك والمياه العفنة ومن مجاري الصرف الصحي , في اشعال وتيرة الارهاب الدموي , من خلال المقايضات المالية التي صارت دستور وشريعة العراق الجديد , لا يتحرك اي شيء إلا بالدفع المالي , لذلك عقدت تحالف بين الاجهزة الامنية وعصابات الارهاب الدموي , على عبور السيارات المفخفخة مقابل عملة مالية , حتى تصل الى اهدافها المرسومة بكل وداعة وحنية , واخر اعتراف من المجرمين الذين اشتركوا في المجزرة الرهيبة التي حدثت , في خان بني سعد في محافظة ديالى , بان احد العناصر الامنية ساعد في تسهيل مرور السيارة المحملة بحمولة ثقيلة من المتفجرات من نقاط السيطرة والتفتيش , وكانت الحصيلة الدموية المروعة , اكثر من 270 قتيل وجريح وخراب هائل في مكان الانفجار , هكذا اصبح المواطن المغلوب على امره , ضحية العنف الدموي , بان يدفع ضريبة الدم , لهذا التحالف والتنسيق بين العناصر الامنية وعصابات الارهاب الدموي , وهو احد نتائج افرازات  الفساد المالي الذي سنته الضفادع السياسية  , والذي ابتلى به العراق  بالسحت الحرام , وصاروا هؤلاء الضفادع  , عبيد اذلاء لبريق الدولار , وانشأوا عصابات مافوية , تنعدم فيها الاخلاق والضمير وشرف الواجب والمسؤولية , في النهب والاختلاس حتى حولوا العراق الى افقر دولة  في  العالم , واخر الاحصائيات الدولية لهذه السنة  , تشير الى تفاقم حجم الفقر بالعراق حتى تجاوز ثلث نسبة السكان , وفي نفس الوقت تعاني موازنة الدولة من حافة الاختناق بالافلاس , وقد اشار تقرير الحكومة لهذه السنة 2015  , بعجز الموازنة المالية السنوية بمقدار 32 مليار دولار , وستزيد حالة الاختناق الاقتصادية الى اكثر تأزمناً , اذا عرفنا حسابات الحكومة لسعر برميل النفط لهذا العام , بمقدار 90 دولار للبرميل النفط الواحد في الاسواق العالمية , ولكن سعر النفط في هذه الاسواق يتراوح بين 50 الى 60 دولار للبرميل الواحد , بمعنى نتوقع المزيد من التدهور في العجز المالي للدولة , وسينعكس سلبياً على ذوي الدخل المحدود , فحين لم يتوقف شراسة الفساد المالي بل اخذ يتكاثر كمرض السرطان , يعني العراق مقبل على تأزم في  الاختناق الاقتصادي اكثر تفاقماً , وهذه فرصة ذهبية الى تنظيم داعش الذي يملك قدرات مالية هائلة , لانه باستطاعته وبسهولة  , ان يشتري المزيد من ضعاف النفوس والضمير , في تجنيدهم لزيادة وتيرة الارهاب الدموي , وخاصة وان الضفادع السياسية العفنة , لم تولي اهتمام بمصالح الشعب , لانها تضع مصالحها الذاتية والشخصية فوق مصالح الوطن والشعب المداس باحذيتهم , واذا كانت هناك قطرة حياء وشرف وضمير عند الحكومة ورئيسها , ان يعملوا بالحد الادنى من الواجب والمسؤولية , ان يتخذوا الاجراءات الكفيلة بالحد من هذا المأزق الخطير الذي يعصف بالعراق , او على الاقل حفظ الدولة العراقية من الافلاس الكامل , وتجنب النكبة الاقتصادية , ان تتخذ هذه الخطوات المهمة :
1- الغاء نواب رئيس الجمهورية , لان مناصبهم شكلية وهامشية سوى ارضاء المحاصصة الطائفية , وسيعود بمردود ايجابي على خزينة الدولة , لانها سينقذها من اعباء مالية جسيمة وضخمة , من مئات المستشارين وافواج الحمايات الكبيرة العدد .
2- تخفيض رواتب المسؤولين والنواب الى النصف , وتخفيض عدد الحمايات الجرارة .
3 - تشريع قانون براءة الذمة , او بما يعرف بقانون من اين لك هذا ؟؟ لعل ان يعطف علينا الخالق برحمته الواسعة  , ونرى فاسد واحد يدخل السجن , حتى لو كان بكوميدية مسرحية هزيلة , لذر الرماد في العيون !!!!!!!!
4 - الاسراع باقرار قانون تنظيم الاحزاب المعطل لمدة اكثر من عقد من السنين , حتى نعرف واردات وصادرات الاحزاب المالية .
هذه الاجراءات تضع حكومة العبادي على المحك , اما مع الشعب ,  او مع الفاسدين من الضفادع السياسية العفنة والكريهة
جمعة عبدالله


494

تجرع خامئني السم النووي
التزامات ايران بموجب بنود الاتفاق
-لمنع إنتاج السلاح النووي تخفض إيران أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة ثلثي الأعداد التي تمتلكها وهي 19 ألفا وبهذا تحافظ على 6104 من الجيل الأول ولكن تستعمل 5060 منها فقط.
-نسبة تخصيب اليورانيوم لا تتجاوز 3.67% على مدى 15 عاما.
-الخفض من مخزون اليورانيوم المخصب من 10 أطنان إلى 300 كيلوغرام فقط على مدى 15 عاما.
-وضع أجهزة الطرد المركزي المتبقية وأيضاً اليورانيوم المخصب غير المسموح لإيران استخدامه في مخازن تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما لا يحق لإيران الاستفادة من أجهزة الطرد المركزي المحذوفة كبدائل لتلك العاملة.
-عدم قيام إيران ببناء أي منشأة جديدة بغرض تخصيب اليورانيوم خلال 15 عاماً.
-عدم استخدام منشأة "فوردو"، وعدم إجراء أبحاث بخصوص التخصيب في المنشأة، لمدة 15 عاماً، على أن يتم تحويلها للاستعمالات ذات الأغراض السلمية لاحقاً.
 تجرع خامئني السم النووي
واخيراً وقعت ايران في فخ ( الشيطان الاكبر ) وسقطت كل شعاراتها البراقة  , التي عمرها لم تقتل ذبابة واحدة , وسقط التهريج السياسي والمزايدات الرخيصة ,  الموجهة للاستهلاك الداخلي فقط  , والضحك على الذقون , بمحاربة الشيطان الاكبر ورمي اسرائيل بالبحر , وهكذا تروض بكل وداعة الحصان الجامح , الذي رفض الدخول الى اسطبله , ومعرفة حجمه الحقيقي , لمدة اكثر من 12 عاماً , من العناد والعنجهيات الفارغة , التي جلبت البلاء والخراب لشعب الايراني  , وبشماعة الانتصار على الشيطان الاكبر , وتحقيق النصر عليه من خلال طموح الانتاج السلاح النووي , والدرع الصاروخي النووي , الذي يرهب الاعداء ويشل اطماعهم , ويصيبهم الفزع والرعب من دولة ايران النووية , وياتي الاتفاق النووي ليحطم ويبدد هذه الاحلام والطموحات  , بل يتبدل الى الانصياع والخضوع الكامل الى الشيطان الاكبر , الذي اعاد الحصان الجامح الى اسطبله وحجمه الحقيقي , ووضع حداً نهائياً في حلم القيادة الايرانية , في انتاج السلاح النووي , والآن عليها التخلص منه باسرع وقت  , لانه يشكل عبء ثقيل عليها  , وان تكون المنشأت النووية والعسكرية , وحتى المدنية المشبوه في امرها ,  خاضعة الى التفتيش والمراقبة الدائمة , وفي اي وقت وبشكل مفاجئ , كما ينص عليه بنود الاتفاق , وعلى طهران التخلص من مخزونها النووي بنسبة 98% من مخزونها الموجود , وعدم توريد او شراء  الاسلحة الصاروخية لمدة 5 الى 8 سنوات , وعدم رفع العقوبات والحصار الدولي الخانق والمتشدد على ايران , وعدم رفع تجميد الارصدة والاموال الايرانية المحجوزة , إلا بعد خطوات ملموسة من تنفيذ بنود الاتفاق وبشكل تدريجي  , وعلى ايران بموجب الاتفاق ان تخضع لكل شاردة وواردة في انتاج العسكري والنووي , و عدم رفع الحظر على بيع النفط الايراني في الاسواق الدولية , بمعنى استمرار الازمة الاقتصادية والمالية التي تقاسي من ثقلها ايران وشعبها , وتكون بالكامل تحت مجهر الشيطان الاكبر . هكذا ذهبت عشرات المليارات الدولارية , في الانفاق على الانتاج السلاح  النووي , ادراج الرياح , وهكذا تحطمت الطموحات في انتاج السلاح النووي , وهكذا دفع ويدفع الشعب الايراني فاتورة الحساب الباهظة , بسياسة التقشف الصارمة والمتشددة , نتيجة الحصار والعقوبات الدولية الصارمة , حتى انتهت جولتها بالخضوع الكامل الى الارادة الشيطان الاكبر والاستسلام له , وكما حدث في ليبيا في عهد الدكتاتور المجنون ( معمر القذافي ) بغارة امريكية واحدة , رفع الراية البيضاء , في منح مصانع السلاح الكيمياوي ومواده , التي كلفت من 6 الى 7 مليارات من الدولارات , وفي الاخير يتوسل بالامريكان ان يخلصونه منه , ومنحهم اياه بالمجان دون مقابل , وكذلك الطاغية ( صدام حسين ) حين استسلم بذل ومهانة الى شروط الاستسلام , بان يحق لفرق التفتيش الدولية , ان تفتش اي مكان بما فيها غرفة نومه , بحثاً عن السلاح الكيمياوي , كأننا امام مسلسل مهازل الحكام , من التهديد الكامل والصاعق والمدمر الى امريكا واعوانها , الى الاستسلام المذل والمهان , والتوقيع على الابيض , حسب مشيئة الشيطان الاكبر , هكذا كانت خاتمة العناد والتهور , بالخضوع الكامل الى الارادة الامريكية ( الشيطان الاكبر ) , وتنتهي بالتوسل الذليل لرفع العقوبات والحصار الدولي , بالمسايرة الكاملة , وبنود الاتفاق خير دليل لمعرفة شروطه الواضحة , التي لاتقبل الطعن والتأويل , وتصريح الرئيس الامريكي ( باراك اوباما ) يضع حدث لمهازل الانتصار الايراني المزعوم , حيث قال ومهدد ايران باقوى العبارات المشددة , اذا انتهكت او اخلت ايران في التزامها بموجب بنود الاتفاق , بان ستكون عواقب وخيمة وشديدة عليها  , واشار الى ان الاتفاق يتيح مراقبة وتفتيش المنشأت الايرانية النووية والعسكرية , وفي اي وقت كان , حتى يتم ي نزع انتاج السلاح النووي بالكامل
- السماح لايران بتخصيب فقط في منشأة ( تطتز ) لمدة 10 سنوات باستخدام 5060 جهاز طرد مركزي من الجيل الاول 

-سحب 1000 جهاز طرد مركزي من الجيل الثاني من منشأة "نطنز" ووضعها في مخازن تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
-تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة المواقع النووية الإيرانية كافة بانتظام، كما سيكون بإمكان مفتشي الوكالة الوصول لسلسلة الإمدادات التي تدعم البرنامج النووي الإيراني، لاسيما مادة اليورانيوم.
-تمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى أي موقع تشتبه فيه أو أية منشأة "سرية".
-موافقة إيران على تطبيق البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يمنح الوكالة حق الوصول للمعلومات بشأن البرنامج النووي، بما في ذلك المرافق المعلنة وغير المعلنة.
-موافقة إيران على الإبلاغ المبكر عن عزمها إنشاء أية منشأة جديدة.
-إعادة بناء مفاعل "أراك" النووي الذي يعمل بالمياه الثقيلة، بشكل لا يمكن معه إنتاج البلوتينيوم، على أن تدعم في ما بعد الأبحاث العلمية والنظائر المشعة في إنتاج النووي السلمي.
- تدمير وإزالة وشحن المحرك الأصلي للمفاعل الذي يمكنه إنتاج كميات كبيرة من البلوتونيوم خارج إيران.
-تقوم إيران بشحن الوقود المستنفد من المفاعل خارج البلاد مدى الحياة، مع التزامها بعدم إجراء أبحاث أو عمليات إعادة تصنيع على الوقود النووي المستنفد.
-التزام إيران بعدم بناء أي مفاعل نووي إضافي يعمل بالمياه الثقيلة لمدة 15 عاماً.
 هكذا تجرع خامئني السم النووي
جمعة عبدالله


495
الف تحية الى عادل امام

سجل تاريخ العراقي الحديث , بحروف الدم والخراب , بأن اسوأ الاحزاب التي مرت على العراق . وتركت بصمات الخراب والانهار من  الدماء النازفة , والتي عملت معاولها في الخراب الحرث والنسل وفي كل زاوية من العراق  . هما حزب البعث , وحزب الدعوة الاسلامي . الاول عرف بممارسة الارهاب الدموي والبطش والتنكيل , في انتهاك حقوق الانسان العراقي . والثاني ( حزب الدعوة ) الذي سن شريعة الغاب والفرهود والفرهدة , في النهب وسرقة اموال وثروات  العراق , وان يحمي بمظلته القانونية الفاسد والحرامي واللص والخسيس , ابان فترة حكمه الطويل , اكثر من عقد كامل من السنين  , بحيث يفوق الوصف والعقل والخيال . الاول ( حزب البعث ) اقترف الجرائم الوحشية المروعة باسم الوحدة العربية والامة العربية , تحت شعاره المركزي ( امة عربية واحدة , ذات رسالة خالدة ) وهو لعب بالامة العربية , شذر مذر , من الحروب والخراب , ومن التشتت والتفكك والخصام والتناحر , واصبح عدو حقيقي للامة العربية , التي نادى بها بالزيف والدجل والمكر السياسي . والثاني ( حزب الدعوة ) الذي اصبح واجهة حقيقية للفساد المالي والفرهدة ,  الذي صار قانون وعصب الدولة ومرافقها , تحت شعاره المركزي ( من اجل توفير الامن والامان للشعب ) , وفقد وغاب  الامن والامان , واصبح القتل اليومي ظاهرة وروتين حياتي يعيش مع المواطن في كل لحظة , خلال فترة توليه الحكم والسلطة واصبح الحزب الحاكم الاول في الدولة العراقية , وفتح ابواب جهنم والخراب على مصراعيه , وفي عهد حكمه تجرعت الطائفة الشيعية المجازر وسفك الدماء والهوان والكوارث والمحن وعظم البلاء الذي لم يصبها عبر التاريخ الطويل . وحين بدأ التذمر والغضب والسخط على حزب الدعوة من عامة الشعب ومن الطائفة الشيعية خاصة , تحركت ماكنته الاعلامية الحزبية بكل امكانياتها وطاقتها , مدعومة من اموال الدولة المسروقة بشكل هائل , وبالبذخ المجنون , من اجل تعميق الثقافة الطائفية  , بدعم الطائفي المتعصب والحرامي واللص والمجرم والخسيس , بحجة الدفاع عن الطائفة الشيعية , وترسيخ العقلية الشاذة في العقول , التي تنص على انتخاب الشيعي الفاسد والحرامي والمجرم , افضل الف مرة انتخاب الشيعي الشريف والديموقراطي والعلماني والوطني , وفي فترة حكمه , عانت المحافظات الشيعية الخراب والاهمال والنسيان , اضافة الى دوامة العنف الدموي والموت المجاني  , تحت شعاره  ( من اجل توفير الامن والامان للشعب ) والشعب تجرع في حكمه كأس الحنظل والهوان . لذلك تسجل اول بادرة غريبة وعجيبة وسريالية غرائبية من نوعها , لم تشهد لها مثيلاً في تاريخ الاحزاب في العالم الغربي والشرقي , بان حزب يتنصل من شعاره المركزي , ويعتبره اهانة ومسبة وشتيمة  وعار مشين له , هذا الانكار الرسمي يضع الف علامة الاستفهام وملايين التساؤلات , لماذا يتخلى بهذا الشكل الغريب والمريب والمخجل  , بان شعاره يحمل العار المشين والمذل له  , بينما الاعراف السياسية , تعتبر شعارها المركزي , هو حصيلة النهائية لتضحيات الجهاد والكفاح والنضال السياسي الطويل , وهذا يؤكد بان حزب الدعوة , ويعترف بشكل غير قابل للشك والطعن , بانهم شلة حرامية ولصوص افاقين ومارقين  , انهم عصابة مافوية للفساد المالي والسرقة والاختلاس والاحتيال , وانهم خدعوا الشعب العراقي , وهو بريء من لصوصيتهم وفسادهم , هذا الاعتراف الرسمي من حزب الدعوة , بانه يعتزم اقامة دعوة قضائية ضد مسلسل ( استاذ ورئيس قسم ) لانه عرض شعار الحزب , والدعوة القضائية ضد الممثل الكبير ( عادل امام ) اية فنطازية سريالية غريبة وعجيبة في السياسة , بدلاً من ان يوجه الشكر , يعتبرها اهانة ويحشر الشعب العراقي معه  , والشعب العراقي  بريء من الشلة الحرامية التي فقدت الشرف والضمير والاخلاق والدين , فالف تحية حب وتقدير الى الممثل الكبير ( عادل امام ) الذي مزق العهر السياسي والدجل لحرامية حزب الدعوة , وكشف عن حقيقتهم التي لا تغيب عن بال الشعب , الذي ابتلاء بهذه الحثالات الرثة , التي جاءت من نفايات القمامة والازبال , والعار كل العار لشرفاء حزب الدعوة , بان يدفعوا عن الحرامية واللصوص , وليس الدفاع عن الشعب الذي اكتوى ويكتوي بكوارث حزب الشياطين
جمعة عبدالله

496
بلد العمامة والمسبحة وثالوثهما الشيطان

منذ قيام العهد الجديد , ومجيء الاحزاب الطائفية الى مقاليد الحكم , وصارت تتحكم في مقدرات العراق والعراقيين , والبلاد تغوص الى الاعماق  الوحل الاسن , ويضرب الخراب والدمار والحرائق الطائفية كل زاوية من العراق  , والمشاهد المروعة من انهار الدماء النازفة  من المواطنين الابرياء , التي اصبحت ظاهرة يومية تعيش مع المواطن في كل لحظة , وتكاثرت على العراق معاول الهدم  والتحطيم والتدمير والتهميش , حتى حشروا المواطن في بوتقة  سن اليأس والخيبة والاحزان , لان قيادات هذه الاحزاب , سلكت طريقاً منحرفاً معبد بالالغام . وكشرت خواءها وجوعها للفرهدة والنهب والسرقة , لتكون بحق طواغيت الفساد المالي , والمواطن يعيش كل ايام السنة باللطم والنوح والاحزان , بينما هم اقاموا جنتهم العامرة بالخير والبركات والمال الاخضر في المنطقة الخضراء , وتركوا باقي العراق حصة لذئاب الجائعة والوحشية , وهم يتاجرون بالدجل ,  بالدين والمذهب والطائفة , وهم بعيدين عنها بعد الارض  عن السماء  ,  وزرعوا  بذور الطائفية , حتى اصبحت اشجار عالية ,  اعلى من نخيل العراق , ان هذا الثالوث الشيطاني المخادع :  اللحى  والطمغة في الجبين ومحبس علاء الدين , علامة فارقة لهم ,  وللدجل باسم الاسلام والدين والمذهب والطائفة  , وهم يسبحون بحمد الشيطان بالمال الحرام , فقد جعلوا العراق بقرة حلوب لهم فقط , وتركوا  الشعب يلوك مصاعب الحياة المعيشية , ويعاني قساوة الفقر والعوز ومعاناة الحرمان , بذلك قلت توفير الخدمات العامة والبلدية والصحية والاجتماعية والتعليمة , وقلة مشاريع  الاصلاح والعمران , وسد منافذ مظاهر الحياة المدنية بسلسلة طويلة من الممنوعات والمحرمات , حتى تكون مظاهر الحياة كئيبة ومحزنة ومغلقة ومحشورة في سجن كبير , بينما هذه القيادات تحولت الى عصابات للمال الحرام ,  ومافيات مسيطرة على كل مؤسسات الدولة صغيرها وكبيرها , بان تتحكم بها  الرشوة والمقايضة المالية  , حيث لا تتم انجاز معاملة مهما كانت صغيرة متواضعة , إلا بدفع الرشوة  للموظف سواء كان صغيراً او كبيراً ... ولا يمكن ان يجد المواطن فرصة عمل , إلا بدفع الرشوة .... ولا يمكن ان يقوم مشروع تجاري او خدمي او عمراني للدولة  , إلا بدفع الرشوة , ولا يمكن لاحد ان يحصل على منصب كبيراً او صغيراً  , إلا بدفع الرشوة الى السمسار السياسي , ولا تتم الصفقات والعقود  للوزارات , إلا بخصم حصة او نسبة معينة يحددها الوزير او ماينوب عنه , وكذلك التسعيرة المتفق عليها في الرتب العسكرية او مناصبها  في المؤسسة العسكرية والامنية , يتم السعر حسب الموقع والمنصب حسب اهميته  , وحتى تبرئة المجرم والارهابي القاتل  , تتم بدفع صفقة مالية , حتى يحصل على براءة الذمة وصك الغفران , حتى لو قتل المئات من الارواح البريئة , وحتى السيارات المفخفخة  لا تمر من نقاط التفتيش والمراقبة  , إلا بالرشوة المالية , حتى تصل الى هدفها  بكل سهولة وبحرية تامة , لتمنح الموت المجاني للمواطنين الابرياء , واخيراً ما  كشف مؤخراً  عن الطامة الكبرى , كما ازاح الستار عنها من جملة فضائح القادة الساسيين  , بان الاتنخابات البرلمانية لعام 2014 , تعرضت لتلاعب والتزوير حسب الصفقات المالية , بان من يوافق على  الصفقة المالية المقررة ,  يفوز بمقعد برلماني , حتى لو كان حصل على بضع عشرات الاصوات الانتخابية , فانها بقدرة الدفع المالي , تصبح مئات او الاف الاصوات الانتخابية . هكذا هي عقول القيادات الاسلامية الحاكمة , مشفرة على الفساد المالي , وحتى اصبح المواطن والاجيال القادمة رهينة للبيع والشراء , من عملية القروض والديون الخارجية , التي لجأت اليها الحكومة مؤخراً  , لسد العجز المالي للخزينة  , بان يكون العراق ,  شحاذ يتوسل بالسلف المالية , ذات الفائدة العالية
جمعة عبدالله


497
أريد اللحاق بالافطار مع الرسول . .  الله أكبر

هذه اخر الكلمات التي اطلقها الارهابي الداعشي , وهو يضغط على زر المتفجرات , بهذا الصراخ الشيطاني المفتون بسفك دماء الابرياء , كما حدث في احدى المساجد في الكويت , وهذا مايحدث في الكثير من المدن العربية واصبحت ظاهرة يومية يعيشها المواطن البريء  ,  وحصيلة العمل الاجرامي الوحشي عشرات القتلى والجرحى من المواطنين الابرياء , بهذه العقليات المتخلفة والمتحجرة ,  التي تقود حياة المواطن  الى الهلاك والجحيم , في هذه المعمعة الهوجاء المتعفرة بسفك الدماء ,  التي دلفت في حياتنا بقوة وعنف  , لتجعلنا  نعيش في حالة  من الرعب والفزع والخوف من القادم , ان هذه العقليات الرثة والضحلة والناشفة من العقل  , تمثل اعلى مرحلة من الوحشية والهمجية التي وصل اليها العقل المتحجر والمتخلف  , بان يتحول الى بهيمة  تلعق الدماء بفرح جنوني , لقد خنقوا حياتنا ودفعونا الى دهاليز مظلمة , وحشرونا في زاوية ضيقة . رأس الشيطان  هما :  التطرف الديني من الجماعات الارهابية ,  والطائفية من الاحزاب الطائفية , التي تتذرع بالدفاع عن الطائفة والمذهب , مثلما يتحجج تنظيم داعش المجرم , بالدفاع عن الدين والشريعة الاسلامية , وهما في كلا الحالتين يفرضون  شريعتهم بالقوة العنف الدموي , وهم يستعينان بالثقافة الرثة والضحلة والسائبة , التي تتعكز على سفك الدماء , بحجج ممجة وغير قبلة للمنطق والمعقول  , في هدر حياة الاخر , والالتجاء الى العنف الدموي باسم الاسلام والدين والطائفة والمذهب , هذا التشدد يخنق الحياة العامة والخاصة , ويضعها تحت رحمة القتل العشوائي والموت المجاني . من هذه الجماعات الدينية المتطرفة , او من الاحزاب الطائفية , التي تتخذ حجة مزيفة  بالدفاع عن الطائفة والمذهب ,  من اجل فتح الطريق لها بكل حرية في الفساد السياسي والمالي , وهم بعيدون كل البعد عن الاسلام والدين والطائفة والمذهب , وهم في حقيقة الامر وحوش سائبة تلعق الدماء وتمارس ابشع الوسائل القتل والذبح , او انها في حالة الاحزاب الطائفية كما حدث ويحدث في العراق , احدى وسائل الفرهدة الشرعية في الاختلاس والسرقة بحجة بانهم حراس امناء  للطائفة والمذهب , وادخلوا للمواطن الثقافة الطائفية الرثة , حتى يصدق بهم وينتخبهم , بان يكونوا قادة البلاد يقودون العراق تحت دفتهم  , ولهذا المواطن المسكين , ينتخب الحرامي والفاسد  واللص والسارق والنصاب وعديم الشرف والضمير والذمة , بحجة الدفاع عن الطائفة والمذهب , وهؤلاء الاوباش ( الجماعات الدينية الارهابية , او الاحزاب الطائفية )  , ينتعشان ويتغذيان على الثقافة التي تعتمد على التخلف والجهل والخرافة والتعصب المتشدد , بان يجعلوا المواطن رهينة تحت رحمة عقليتهم الوحشية الشريرة التي لاتؤمن ولا تعترف بالاخر , وبالتعايش والاخاء , وهذا ما يفسر دخول العراق في نفق مظلم وخطير , ومثلما يؤمن الارهابي الداعشي بسفك دماء الابرياء , من اجل اقامة الخلافة او الامارة الاسلامية بقوة العنف  , حتى تصبح شريعة الغاب , شريعة رسمية تطبق بوحشية على المواطن , لذا فان الداعشي والطائفي , هما وجهان لعملة واحدة , والاثنان يطبقان شريعة الفرهدة والنهب واستلاب حياة المواطن , لذا من العبث محاربة طرف وترك الطرف الاخر ينام في رغد  في حرية تامة ان يسيطر على عصب الدولة والمواطن , كما هو واقع الحال في العراق , احدهم يؤسس دولة  خلافة الرعب والموت , والاخر يؤسس دولة الفرهدة والحرامية . لذا ينبغي اذا اراد المواطن ان يخرج من فوهة نار جهنم  , ان يفتح النار على كلا الطرفين , وما عدا ذلك فانه ضرب من الخيال والسراب
جمعة عبدالله

498
مليشيات مسلحة تقتحم مقر ( ابو بكر البغدادي )
بعزيمة وارادة الرجال الصناديد , والروح المعنوية العالية في همة الابطال , تم بفضل الله اقتحام مقر ( ابو بكر البغدادي ) الكائن في بغداد في ساحة الاندلس , بما يسمى مقر اتحاد الادباء , من قبل مليشيات مسلحة طائفية , التي عاهدت الله والوطن والطائفة , في قلع جذور الارهاب الدموي , في مقر اتحاد الادباء , وفي سبيل تسهيل اقامة امارة قندهارية في بغداد , كما وعد المؤمنين الصالحين , ان يضحوا بالغالي والنفيس . من اجل تحويل بغداد الى قندهار , بعزم وقوة المليشيات المسلحة الطائفية , والقضاء على بؤرة الارهاب المتواجدة في مقر اتحاد الادباء . ان الحملة على داعش تمر من ساحة الاندلس في بغداد حيث مقر ( ابو بكر البغدادي ) وترويع الداوعش المتواجدين ساعة الغزوة المباركة , حيث ذاقوا من رجالنا الابطال , طعم الهوان والذل والمهانة  والعين الحمرة  بالرعب  , وكما قام اشاوسنا الابطال على احسن وجه في اداء المهمة الجهادية , في تخريب محتويات المقر والعبث باثاثه ووكسر الحواسيب ومصادرة النقودة وهواتف النقالة من جيوب الدواعش  , وتدمير كل شيء مما هو موجود في المقر  . وكما عثر ابطالنا الاشاوس  على مصنع لسيارات المفخفخة الجاهزة للعمل , كما صادرت  كمية كبيرة من الاحزمة الناسفة والعبوات الناسفة , المهيئة للعمل التخريب الدموي في بغداد , وتمت العملية الجهادية بسلام دون خسائر من رجالنا الابطال , حيث حفظت رعاية الله سلامتهم , وعادوا سالمين في مأثرتهم التاريخية , من مقر الدواعش ومقر ( ابو بكر البغدادي ) , ان هذا العمل البطولي الشجاع , لولا الرعاية والدعم من  الحكومة ووزارة الداخلية , فانه لم ينجح ولم يتمم رسالته الجهادية , كما قامت وزارة الداخلية مشكورة , بايعاز الاوامر الى نقاط التفتيش للجهزة الامنية ,  بايعاز بتسيل مهمة المجاهدين وعدم عرقلة مرور السيارات الجهادية , وكما تلقت العملية الجهادية كل الدعم والاسناد من الكتل السياسية المشاركة في الحكومة والبرلمان , لقد ساهم الجميع مشكوراً  في انجاح العملية الجهادية على احسن ما يرام , وكما ثبت بالبرهان القاطع , بان المليشيات اقوى من الدولة ومؤسساتها , وان يدها طويلة , تطال كل من يتجاسر ويعيق اقامة امارة قندهارية في بغداد , من الديموقراطين والعلمانيين وغيرهم , من يطالب بالحريات العامة والخاصة واحترام دستور الدولة , ان بواسلنا المجاهدين سيواصلون طريقهم الجهادي , في قلع كل المظاهر المدنية والحضارية , والمعالم الثقافية . انهم حجرة عثرة في اعاقة نشر  ثقافة شريعة الغاب , التي يجاهد في سبيلها الابطال , وقد عاهدوا انفسهم والطائفة , ان يزرعوا الخوف والرعب والقلق في نفوس المواطنين , حتى يصبحوا مدنجين وراضخين بذل ومهانة , ما تفرضه المليشيات الطائفية المسلحة , دون صوت احتجاج واحد , ان بغداد بعد العملية الجهادية ستعيش في رغد وامان وسلام من السيارات المفخفخة والعبوات والاجهزة الناسفة  والمتفجرة , التي ضبطتها في مقر اتحاد  الادباء وصادرتها , ولم تترك لهم , حتى سيارة مفخفخة اوعبوة ناسفة واحدة . ولا يمكن اغفال دور وزارة الداخلية الكريمة , في تسهيل عمال الرجال الابطال من 50 عنصر جهادي يؤمن بكل جوارحه واسنانه وانيابه  في اقامة امارة قندهارية في بغداد , فالى غزوات جهادية قادمة بعون الله وهمة المجاهدين
جمعة عبدالله


499

العراق اعطى كل ثرواته للحرامية


يحلو لبعض مسؤولي الدولة الكبار , ان يمارسوا هواية التصريحات الفنطازية , بصلافة دون حرج وخجل وحياء , كأنها سقطت كلياً  من ضمائرهم , واصبح ظهورهم الى وسائل الاعلام , هو مدعاة  للمسخ والمسخرة والمهزلة , كأنهم يمارسون لعبة خطف الاضواء السامعين والمشاهدين . في مهزلة سقيمة وهزيلة فجة  , وهي تؤكد بالبرهان الدامغ , بأنهم فقدوا الصلة والعلاقة كلياً مع الواقع الفعلي , واصبحوا غرباءعن العراق , او انهم نزلوا علينا  من كوكوب وعالم اخر , لا يمت باية علاقة  بالواقع المحسوس وما تجري الامور على الواقع السياسي , وفقدوا خصال  الحصافة والبصر والبصيرة , بما تتطلبه الظروف والتحديات والحاجات الاساسية لقيادة الدولة العراقية , وما يتطلبه المواطن والاوضاع السائدة والطافخة  على المسرح السياسي , وهي تؤكد للمرة المليون , بانهم يعيشون في غيبوبة كاملة بالانفصال عن الواقع الفعلي , اوانهم يعانون من مرض ازدواجية الشخصية . او احتمال قوي  بأنهم يصرحون تحت تأثير مفعول حبوب الهلووسة , او في نشوة مضغ القات , او افرازات تخمة المعدة , لتنفيس عن الغازات الطعام الثقيل , بخروج الفقاعات الهوائية ونغمة اصواتها النشاز . او قد يكون الاحتمال وهو الارجح , بفعل نشوة الفرهدة , التي شهدها العراق , بعد سقوط النظام البعثي , حين هبت جموع القيادات السياسية , وهي تشمر عن سواعدها للنهب العسل العراقي , والدخول الى  مغارة ( علي بابا ) بشهية الجائع المسعور , ليصبحوا بين ليلة وضحاها من اغناء اغنياء العالم , وهكذا توهموا بان كل العراقيين شاركوهم في زفة الفرهدة , وكل العراقيين شاركوا في اعراس ومهرجانات الحواسم والعلاسة والصكاكة والحكاكة والخطافة والخلاسة , وكل العراقيين شاركوا في جنة المال الحرام , وكل العراقيين سواسية في النهب واللصوصية , ولكن تبقى ضمن هذه الاجواء ( من فاز بالمال الحرام من كان جسوراً ) , لذلك فلا معنى ولا قيمة للعتب والشكوى والتذمر والسخط , والكف عن كيل الاتهامات بالجملة  للاخرين بالاحتيال والفساد المالي واللغف , لانها عديمة الفائدة والنفع , وانها تخل بقاعدة الهم الوطني , ان هذه الصغائر عديمة الجدوى , وتشبث بها هي بضاعة المفلسين , بالغيرة والحسد , لان العراق صار ملك الجميع ووزعت ثرواته المالية على الجميع دون استثناء , ويجب توجيه العتب الى الايدي القصيرة التي تعففت عن المشاركة في اعراس النهب المالي , بسبب خلل في عقليتها وثقافتها وسلوكها , لان ابواب مغارة ( علي بابا ) فتحت للجميع بالدخول الحر وبالمجان , لذلك على المواطنين الكف عن تناول هذه الترهات ومهاترات الفجة والسقيمة والفارغة من معناها ,  التي تتحدث عن مشكلة او ازمة الكهرباء , والفقر ونسبة الفقراء  , وقلة تقديم  الخدمات العامة , وانعدام فرص العمل , وغياب الرعاية الصحية والاجتماعية , او التحدث بسخافات هجينة عن المحسوبية والمنسوبية والاخوانيات , والولاء الاحباب والاقرباء اولى بالمعروف  , والحديث الممج عن هدر المال العام , والمشروعات الوهمية , وجيوش الفضائية , وملفات الفساد المالي , وغيرها من الخزعبلات السخيفة التي تلوكها افواه الحاسدين على نعمة الله  وفضل الله . بهذه العقليات المافوية تتحرك عقول وضمائر القادة السياسيين , المتخومة بعقلية الحرامي والنصاب الخسيس , فلا غرابة ولا عجب من اي مسؤول في النشاط النهب المالي , ان يصرح  بالصلافة , كأنه ينفس من تخمة المعدة , بافراغ الغازات الهوائية على انوف الاخرين بروائحها العفنة والفاسدة والكريهة , بان يقول ( وزعنا الثروة على كل العراقيين دون استثناء , وعليهم اليوم دفع فاتورة الحساب الهم الوطني ) ان ينفذوا ويقبلوا بسياسة التقشف ودفع ضريبة الازمة المالية والاقتصادية , ان يساهموا بسد العجز المالي , بكل ممنونية وبرحابة صدر , وهذا مايتطلبه الهم الوطني , في سد نواقص الميزانية السنوية , هكذا يتصور اصحاب المناصب الرفيعة , بان على المواطن الفقير دفع فاتورة الحساب , بالتضحية بكل غالي ونفيس لسد العجز المالي للدولة العراقية , وكأنهم لم يسمعوا ولم يشاهدوا مئات الاف النازحين والمشردين والمهجرين , من القمع والاجرام والمجازر , لم يسمعوا بالمجازر الدموية في سبايكر , في بادوش وغيرها من المجازر الدموية , لم يسمعوا بالخراب والدمار , لم يسمع بغلاء المعيشة والعوز المالي , وقساة الحياة المعيشية , ولكن هؤلاء القادة  لايتحملون المسؤولية , وانما تقع كل المسؤولية على المواطن الذي انتخبهم واختارهم , ليعجل بمجيء جهنم والطوفان الكبير
جمعة عبدالله


500
مر عام على الربيع الداعشي الجميل في الموصل

بينما لجنة التحقيق البرلمانية , التي تتحرى عن  تقصي الحقائق وعن ملابسات سقوط الموصل , وتغرق في متاهات لا مخرج لها , وتدخل في دهاليز مظلمة لا تخرج منها , إلا اذا وفقها الله وحماها من شر الوسواس الخناس بعد عشرين او ثلاثين سنة بعد الآن , والى ذلك التاريخ تظل نائمة في هذه الدهاليز . في حين يعترف تنظيم داعش المجرم الى وسائل الاعلام , عن حقيقة سقوط الموصل , ويكشف النقاب لاول مرة , عن حقيقة الامور  التي ادت الى احتلال  الموصل , بهذه السهولة النادرة , التي لم تخطر حتى على بال قادة  التنظيم ( داعش )  المجرم , حيث يكشف بان كان هدفه كان  يقتصر على احتلال الجانب الايمن من الموصل , وبعد ذلك يبني خريطته التوسعية وتمدد نطاق نفوذه لاحقاً , ولكن الجانب الايسر سقط وهرب قادته العسكريين والامنيين , دون مقاومة او مجابهة عسكرية , ويعترف تنظيم داعش بان اعداد عناصره كانت  قليلة لا تتجاوز  400 عنصر ارهابي , مقابل الالاف العسكريين المدججين بالسلاح الفتاك المتطور والحديث , ويشير بشكل غير مباشر , بان هناك كانت  صفقة سارعت بتطور الاحداث وتسليم محافظة الموصل , اسرع مما كان متوقعاً . ولكن تنظيم داعش لم يحدد قيمة الصفقة والثمن , وحثيثات الخيانة العسكرية والوطنية , حفاظاً على حياة الخونة والمتخاذلين , وهذه اسرار لا يمكن الكشف والبوح عنها , وقد يستخدم خدمات هؤلاء الخونة من القيادات العسكرية والامنية لاحقاً , رغم ان اسماء المتورطين والخونة واضحة ومعروفة , لداني والقاصي , ولاتحتاج الى ذكاء , وهي موجودة في ملفات لجنة التحقيق البرلمانية , لكن غير المسموح لها بكشف الاسماء , قد يسمح لها بعد ثلاثين سنة قادمة , خوفاً من فضح القيادة السياسية والعسكرية , وحرصاً على الحرامية , وعلى العملية السياسية المتهرئة والممزقة  , ان تصاب بالسكته القلبية , او انفجار في الدماغ .  بذلك يظل تنظيم داعش نائم على وسادة الحرير , لايعير أية  اهمية الى صيحات التي تطالب بتحرير الموصل  , لانه يعتبر , هذه الصيحات بالتحرير الموصل  منذ سنة ولحد الان , ولا تتعب في ترديد المعزوفة المشروخة , بانها فقاعات هوائية , او من ( الضراط السياسي الذي عم العراق ) , وخلال مرور عام على الاحتلال الموصل ,  كانت انجازات داعش  بحق ربيعية  رائعة الجمال والبهجة والفرح العارم  , فقد شهدت محافظة الموصل , نزوح كبير غير مسبوق في تاريخ العراق , اكثر من مليون نازح ومشرد ومهجر , خوفاً من الانتقام الوحشي , في القتل والذبح  الجماعي , والاعدامات في الشوارع في ( أم الربعين ) وفي استباحة حياة الطوائف الدينية من المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات الاخرى , ومصادرة امولهم وممتلكاتهم , ( جهد العمر يكون من نصيب الدواعش )  , هدم المقدسات الدينية لهذه الطوائف التي تمثل اهل العراق الاصليين , تطبيق شريعة الغاب في الاغتصاب والسبي وبيع مئات النساء في الاسواق العامة كبضاعة رخيصة وبالمزاد العلني , الاغتصاب الجماعي , هدم وتحطيم آثار الحضارة الاشورية ومعالمها التاريخية , مصادرة الكتب وحرقها في الساحات تحت انظار المواطنين , فرض الضرائب المالية ( خاوة )  وفرض الجزية على غير المسلمين  . مصادرة الحريات العامة والخاصة , في سبيل تحويل الموصل الى قندهار جديدة  , فرض المظاهر الدينية المتشددة  , فرض الحجاب والنقاب واطالة اللحى , وغلق محلات الحلاقة الرجالية , وفرض على المحلات النسائية بيع الزي الافغاني , وتشديد القبضة الحديدية , بتطبيق الاعدامات في الساحات العامة وبدون اي سبب , قد تكون نظرة العيون غير المريحة حسب اعتقاد الشرطة الداعشية , غلق الحياة الجامعية وتحويلها الى دروس داعشية في تطبيق التطرف الديني والارهابي . ارتكاب جرائم بحق الطفولة , في تجنيدهم وتدريبهم في معسكرات تدريبية , ليتخرجوا وحوش ومجرمين بامتياز , منع التدخين والمشروبات الكحولية , وتحريم خروج المرأة وحدها من البيت لاي سبب دون ولي امرها . وقائمة الممنوعات والمحرمات طويلة  , بمعنى فرض حالة اذلال الاهالي , وممارسة نهج التطهير العرقي والثقافي والديني , اي خلق حالات الرعب والخوف بشكل دائم في نفوس المواطنين , اهمال الخدمات البلدية , مما خلق تلال من القمامة والازبال المنتشرة في كل مكان , لتكون مرتع خصب للبعوض والحشرات والذباب , ومرتع للامراض والاوبئة الخطيرة , اضافة الى  الروائح العفنة والكريهة  التي تملء الجو , هذه جزء من العقوبات ضد السكان , وبمناسبة شهر رمضان المبارك ولاكمال البهجة الربيعية الداعشية , اصدر جملة من الفتاوى , منها منع وتحريم النساء من الخروج من  بيوتهن خلال شهر رمضان , واغلاق المحلات بكل صنوفها , قبل 10 أيام من عيد الفطر المبارك , تحريم استخدام هاتف المحمول على النساء , فرض بالقوة الختان على جميع النساء , حتى يتطهرن من رجس الشيطان , هذه بعض النعم الجميلة  من الربيع الداعشي البهيج
جمعة عبدالله

صفحات: [1] 2