1
المنبر الحر / قرار البطريرك مار ساكو بالإستقالة، قرار شجاع وحكيم
« في: 10:57 31/07/2022 »
قرار البطريرك مار ساكو بالاستقالة، قرار شجاع وحكيم
سامي ديشو ـ استراليا
أعلن غبطة ونيافة البطريرك الكردينال مار لويس ساكو قبل بضعة أسابيع، عزمه على الاستقالة عند بلوغه الخامسة والسبعين من العمر، وذلك في مقابلة مع الاب الدكتور نبيل حدّاد من على شاشة تلفزيون نور سات.
القرار لم يكن مفاجئاً كما قال البعض، إذ لمّح غبطته بذلك في أكثر من مناسبة. ولم يأتي متأخراً كما قال البعض الآخر، إذ ليس هناك سقف زمني لإستقالة البطريرك بموجب القوانين الكنسية النافذة. وذهب البعض الآخر، بان الاعلان عن الاستقالة، لم يكن له داعٍ في وسائل الاعلام، وكأن الاستقالة يجب مناقشتها سريّاً خلف الأبواب. ثمّ ألم يعلن الأب الأقدس عدم رغبته في الاستقالة في الوقت الحاضر، فما المشكلة في الاعلان عن ذلك؟
الغريب في الأمر، إن هؤلاء المنتقدين لهم غايات مبطّنة وراء إنتقاداتهم هذه. وكعادتهم إستغلّوا موضوع الإستقالة، للتهجّم على البطريرك. فمنهم من يتباكى على اللغة والتراث والطقس، بحجة التعريب والتأوين، وتحميل البطريرك مسؤولية ذلك، متناسين أن من صلب واجبات المسؤوليين الكنسيين، إيصال بذرة الايمان والتعاليم الإنجيلية الى المؤمنين بلغة مفهومة، تواكب عقلية عالم اليوم. فلكل أبرشية أو كنيسة طريقتها في تنظيم القداديس والصلوات، وهي مسؤولية الاسقف المحلي بالتعاون مع الكهنة لتلبية حاجة المؤمنين الروحية. فأبرشيات الشمال تختلف عن كركوك وبغداد والبصرة، وأبرشيات سوريا ولبنان ومصر تختلف عن أبرشيات أمريكا واستراليا وكندا وأوروبا. ومنهم من استغل موضوع الاستقالة، وحسب تعبيرهم وظنّهم الأجوف، كأمر من الدوائر الفاتيكانية، لإظهار البطريرك بموقف ضعيف والتأثير على المؤمنين البسطاء. في حين أن الاب الأقدس منح القبعة الكردينالية للبطريرك قبل بضعة سنوات، إضافة الى تعيينه مستشاراً في المجلس البابوي لحوار الأديان، ومجلس الكنائس الشرقية، وفي الماضي القريب،عضوا في جمعية التربية الكاثوليكية، وحديثاً عضواً في مجلس الاقتصاد الفاتيكاني.
والأغرب من كل هذا، ذهب آخر بإتّهام الاعلام البطريركي بالغش والخداع، لا بل الى الكذب والتزوير. حجّته، أن البطريرك لم يقل في المقابلة، أنه سيقدّم طلب الاستقالة الى البابا فرنسيس، بل إكتفى بتقديم الاستقالة عند بلوغه الخامسة والسبعين !!! عندما يصرّح أيّ شخص عن نيّته وعزمه على الاستقالة، فإنه من البديهي سيقدّم طلباً الى المسؤول المعني في أوانه، وهذا الأمر يعرفه القاصي والداني. هذا ما أتى في توضيح الإعلام البطريركي عن موضوع الاستقالة. فهل هناك فرق في المعنى بين الجملتين: (1) سأقدّم طلباً للإستقالة من منصبي عند بلوغي الخامسة والسبعين، وبين: (2) سأقدّم طلباً للإستقالة من منصبي الى البابا فرنسيس عند بلوغي الخامسة والسبعين، فأين التزوير؟ ولماذا اللجوء الى مثل هذا الإسلوب الإتّهامي؟ لعمري أن هذا التصرّف هو الغش والخداع بعينه.
ألم يقتبس هؤلاء المنتقدين من المقابلة الطويلة مع البطريرك غير موضوع الإستقالة؟ ألم يروا ما أتى بها من المواضيع المهمّة المطروحة والأفكار البديعة التي قدّمها البطريرك؟ ألم يسمعوا عمّا تكلّم به الإعلامي المشهور الاب نبيل حدّاد، عن مساهمات وإنجازات البطريرك على كافة الأصعدة؟ أم أصبح الإنتقاء والاستفراد سمة هؤلاء المنتقدين؟
البطريرك الكردينال، ونظراً لمساهماته الفعّالة للدفاع عن العراقيين عموما والمستضعفين والمكونات الصغيرة خصوصا، بحكمة وشجاعة، برز على الساحة العراقية والاقليمية والدولية. وأضحى رمزا وطنياً بشهادة أصحاب السلطة والمسؤولين المحلّيين والدوليين، خاصة في هذه الفترة العصيبة التي يمرّ بها الوطن. كما أن خدمته في هذه الظروف الصعبة بمسؤولية ضميرية وتجرّد ونكران ذات، أعطت الكنيسة الكلدانية والمسيحيين عموماً، زخماً قوياً ومكانة متميّزة محلياً وعالمياً، بفضل إدارته وقيادته الرشيدة. وسيظل البطريرك قدوة يتذكّره التاريخ لمواقفه الشجاعة، ومنها اعلانه الاستقالة من المنصب البطريركي وهو في أوج عطائه وتألّقه. كما سيظل أيضاً كردينالا في الكنيسة الجامعة، وناخباً للبابا لحين بلوغه الثمانين، أطال الرب عمره، بشفاعة أمّنا العذراء مريم.
سامي ديشو ـ استراليا
أعلن غبطة ونيافة البطريرك الكردينال مار لويس ساكو قبل بضعة أسابيع، عزمه على الاستقالة عند بلوغه الخامسة والسبعين من العمر، وذلك في مقابلة مع الاب الدكتور نبيل حدّاد من على شاشة تلفزيون نور سات.
القرار لم يكن مفاجئاً كما قال البعض، إذ لمّح غبطته بذلك في أكثر من مناسبة. ولم يأتي متأخراً كما قال البعض الآخر، إذ ليس هناك سقف زمني لإستقالة البطريرك بموجب القوانين الكنسية النافذة. وذهب البعض الآخر، بان الاعلان عن الاستقالة، لم يكن له داعٍ في وسائل الاعلام، وكأن الاستقالة يجب مناقشتها سريّاً خلف الأبواب. ثمّ ألم يعلن الأب الأقدس عدم رغبته في الاستقالة في الوقت الحاضر، فما المشكلة في الاعلان عن ذلك؟
الغريب في الأمر، إن هؤلاء المنتقدين لهم غايات مبطّنة وراء إنتقاداتهم هذه. وكعادتهم إستغلّوا موضوع الإستقالة، للتهجّم على البطريرك. فمنهم من يتباكى على اللغة والتراث والطقس، بحجة التعريب والتأوين، وتحميل البطريرك مسؤولية ذلك، متناسين أن من صلب واجبات المسؤوليين الكنسيين، إيصال بذرة الايمان والتعاليم الإنجيلية الى المؤمنين بلغة مفهومة، تواكب عقلية عالم اليوم. فلكل أبرشية أو كنيسة طريقتها في تنظيم القداديس والصلوات، وهي مسؤولية الاسقف المحلي بالتعاون مع الكهنة لتلبية حاجة المؤمنين الروحية. فأبرشيات الشمال تختلف عن كركوك وبغداد والبصرة، وأبرشيات سوريا ولبنان ومصر تختلف عن أبرشيات أمريكا واستراليا وكندا وأوروبا. ومنهم من استغل موضوع الاستقالة، وحسب تعبيرهم وظنّهم الأجوف، كأمر من الدوائر الفاتيكانية، لإظهار البطريرك بموقف ضعيف والتأثير على المؤمنين البسطاء. في حين أن الاب الأقدس منح القبعة الكردينالية للبطريرك قبل بضعة سنوات، إضافة الى تعيينه مستشاراً في المجلس البابوي لحوار الأديان، ومجلس الكنائس الشرقية، وفي الماضي القريب،عضوا في جمعية التربية الكاثوليكية، وحديثاً عضواً في مجلس الاقتصاد الفاتيكاني.
والأغرب من كل هذا، ذهب آخر بإتّهام الاعلام البطريركي بالغش والخداع، لا بل الى الكذب والتزوير. حجّته، أن البطريرك لم يقل في المقابلة، أنه سيقدّم طلب الاستقالة الى البابا فرنسيس، بل إكتفى بتقديم الاستقالة عند بلوغه الخامسة والسبعين !!! عندما يصرّح أيّ شخص عن نيّته وعزمه على الاستقالة، فإنه من البديهي سيقدّم طلباً الى المسؤول المعني في أوانه، وهذا الأمر يعرفه القاصي والداني. هذا ما أتى في توضيح الإعلام البطريركي عن موضوع الاستقالة. فهل هناك فرق في المعنى بين الجملتين: (1) سأقدّم طلباً للإستقالة من منصبي عند بلوغي الخامسة والسبعين، وبين: (2) سأقدّم طلباً للإستقالة من منصبي الى البابا فرنسيس عند بلوغي الخامسة والسبعين، فأين التزوير؟ ولماذا اللجوء الى مثل هذا الإسلوب الإتّهامي؟ لعمري أن هذا التصرّف هو الغش والخداع بعينه.
ألم يقتبس هؤلاء المنتقدين من المقابلة الطويلة مع البطريرك غير موضوع الإستقالة؟ ألم يروا ما أتى بها من المواضيع المهمّة المطروحة والأفكار البديعة التي قدّمها البطريرك؟ ألم يسمعوا عمّا تكلّم به الإعلامي المشهور الاب نبيل حدّاد، عن مساهمات وإنجازات البطريرك على كافة الأصعدة؟ أم أصبح الإنتقاء والاستفراد سمة هؤلاء المنتقدين؟
البطريرك الكردينال، ونظراً لمساهماته الفعّالة للدفاع عن العراقيين عموما والمستضعفين والمكونات الصغيرة خصوصا، بحكمة وشجاعة، برز على الساحة العراقية والاقليمية والدولية. وأضحى رمزا وطنياً بشهادة أصحاب السلطة والمسؤولين المحلّيين والدوليين، خاصة في هذه الفترة العصيبة التي يمرّ بها الوطن. كما أن خدمته في هذه الظروف الصعبة بمسؤولية ضميرية وتجرّد ونكران ذات، أعطت الكنيسة الكلدانية والمسيحيين عموماً، زخماً قوياً ومكانة متميّزة محلياً وعالمياً، بفضل إدارته وقيادته الرشيدة. وسيظل البطريرك قدوة يتذكّره التاريخ لمواقفه الشجاعة، ومنها اعلانه الاستقالة من المنصب البطريركي وهو في أوج عطائه وتألّقه. كما سيظل أيضاً كردينالا في الكنيسة الجامعة، وناخباً للبابا لحين بلوغه الثمانين، أطال الرب عمره، بشفاعة أمّنا العذراء مريم.